ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أفضل كتاب في فضائل القرآن يعتمد على الأحاديث الصحيحة ؟
---
ما أفضل كتاب في فضائل القرآن يعتمد على الأحاديث الصحيحة ؟
---
أبو حسن
09-06-2005, 10:12 PM
ما أفضل كتاب في فضائل القرآن يعتمد على الأحاديث الصحيحة ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2005, 09:48 AM
- يعد كتاب (فضائل القرآن ومعالمه وآدابه) للعلامة أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (157-224هـ) من أول وأهم الكتب المؤلفة في هذا الموضوع ، ومعظم المؤلفين بعده ينقلون عنه رحمه الله. وهو يروي الأحاديث والآثار بسنده ، فيقع فيه الصحيح وغيره ، وللكتاب تحقيقات متفرقة ، منها تحقيق مروان العطية وزملائه ونشرته دار ابن كثير بدمشق ، وتحقيق أحمد بن عبدالواحد الخياطي في رسالته للماجستير ونشرته وزارة الأوقاف المغربية في جزأين. وهذا الكتاب لا يستغنى عنه بغيره لإمامة مؤلفه.(1/1)
- ومن أجمع كتب فضائل القرآن - إن لم يكن أجمعها على الإطلاق - كتاب (لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن) لمحمد بن عبدالواحد بن إبراهيم الغافقي الأندلسي رحمه الله (549-619هـ) ، وقد حققه الدكتور رفعت فوزي عبدالمطلب بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، ونشرته دار البشائر الإسلامية في ثلاثة مجلدات. وقد جمع من الروايات ما يقرب من ألفي رواية في ثلاثمائة وأربعة وثلاثين باباً من أبواب فضائل القرآن الكريم. كما جمع ما في الكتب التي صنفت قبله ، فقد جمعه مؤلفه من سبعين كتاباً كما ذكر في المقدمة ، وقد أودع كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد في كتابه هذا ، وكثير من الكتب التي اشتمل عليها أو على معظمها مفقودة حتى اليوم مثل كتاب فضائل القرآن لأبي ذر الهروي ، وابن صخر ، وابن حبيب وغيرهم. وقد زادت قيمة الكتاب بتحقيق المحقق له ، وتخريجه لأسانيده ورواياته ، والحكم عليها من حيث الصحة وغيرها. ولو اكتفى الطالب بهذا الكتاب لكان فيه غنية ، ولنفعه بإذن الله .
وهناك من عني بالكتابة في فضائل القرآن من المتقدمين مثل ابن الضريس ، والآجري ، والنووي ، وابن كثير . ومن المتأخرين الدكتور محمد رزق طرهوني في كتاب صغير اقتصر فيه على ما صح عنده في ذلك.
---
إمداد
09-07-2005, 02:31 PM
جزاك الله خيرا
ويمكنك أيضا الأستفادة من كتاب فضائل القران من صحيح البخاري رحمه الله
---
أبو حسن
09-07-2005, 02:52 PM
جزاكم الله خيرا وجعل ماقلتم في ميزان حسناتكم يوم تلقون الله
---
أبو حسن
09-16-2005, 06:57 PM
هل ثمت كتاب للعلامة الألباني رحمه الله ؟
---
ابو المكارم العربي
09-24-2005, 09:31 PM
للتنبيه.
كتاب الشيخ محمد الطرهوني في مجلدين كبيرين وليس في كتاب صغير.
---
عبدالرحمن الشهري
09-25-2005, 08:28 PM
شكر الله لكم أخي الكريم أبا المكارم .
للدكتور محمد الطرهوني كتابان :(1/2)
- أحدهما الذي أعنيه صغير الحجم مختصر ، اقتصر فيه على ما صح مختصراً.
- والثاني الذي أشرتم إليه في مجلدين كبيرين بعنوان (موسوعة فضائل سور وآيات القرآن) ، وهو القسم الصحيح أيضاً ، ونشرته مكتبة العلم بجدة.
---
الراية
12-05-2005, 01:58 PM
فضائل سور القرآن
http://saaid.net/Doat/yahia/36.htm
---
مرهف
12-11-2005, 01:31 PM
مما كتب في فضائل السور رسالة علمية لدرجة الكتوراه بعنوان :
الأحاديث والآثار الواردة في فضائل سور القرآن الكريم دراسة ونقد، تأليف د إبراهيم علي السيد علي عيسى وقد طبعت في دار السلام القاهرة والطبعة الأولى عام 2001 م وهي رسالة جديدة الطرح في بابها مفيدة الدراسة في أسلوبها
---
فاضل الشهري
12-12-2005, 09:52 AM
جزاكم الله خيراً
---(1/3)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير المنتخب في تفسير القرآن الكريم للتحميل
---
تفسير المنتخب في تفسير القرآن الكريم للتحميل
---
مسك
03-21-2006, 06:46 PM
اسم الكتاب : تفسير المنتخب في تفسير القرآن الكريم
اسم المؤلف : لجنة علماء الأزهر
نبذة عن الكتاب :
الصادر عن المجلس الأعلى المصري للشؤون الإسلامية
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2344)
---
(1/4)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الوقف والابتداء عند أهل الأداء وعلاقته بالمعنى القرآنى
---
الوقف والابتداء عند أهل الأداء وعلاقته بالمعنى القرآنى
---
الخطيب
06-29-2003, 03:00 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:
فالواقع أن باب الوقف والابتداء باب هام جداً يجب على قارئ القرآن الكريم أن يهتم به ، إذ هو دليل على فقهه وبصيرته ؛ لأن القارئ قد يقف أحياناً على ما يخل بالمعنى ، وهو لا يدرى. أو يبتدئ بما لا ينبغى الابتداء به.
فإن كان ذا بصيرة ، فإنه لن يقف إلا على ما يتم به المعنى ، اللهم إلا إذا اضطر إلى غير ذلك ، فإن عليه حينئذٍ أن يعالج أمره بأن يرجع كلمة أو أكثر أى إلى موضع يجوز الابتداء به ، فيستأنف قراءته بادئاً به ، ومنتهياً بجملة تفيد معنى يجوز الوقوف عليه.
ومثل ذلك قل أيضاً فى الابتداء.
والهدف من وراء ذلك كله هو عدم الإخلال بنظم القرآن ، ولا بما اشتمل عليه من معان.ولسوف يقف القارئ الكريم على أمثلة تطبيقية فيما هو آت – إن شاء الله تعالى - يدرك من خلالها ارتباط كل من الوقف والابتداء فى قراءة القرآن الكريم بالتفسير ، ولكن من حق قارئنا علينا - قبل ذلك - أن نوقفه على معنى كل من الوقف والابتداء وأهم ما يتعلق بهما من أحكام0
تعريف الوقف والابتداء:
الوقف: هو قطع النطق عن آخر الكلمة.
والابتداء: هو الشروع فى الكلام بعد قطع أو وقف.
علاقة الوقف والابتداء بالمعنى أو التفسير:
قال الصفاقسى فى كتابه تنبيه الغافلين مبيناً أهمية معرفة الوقف والابتداء:(1/5)
ومعرفة الوقف والابتداء متأكد غاية التأكيد ، إذ لا يتبين معنى كلام الله ، ويتم على أكمل وجه إلا بذلك ، فربما قارئ يقرأ ويقف قبل تمام المعنى ، فلا يفهم هو ما يقرأ ومن يسمعه كذلك ، ويفوت بسبب ذلك ما لأجله يقرأ كتاب الله تعالى ، ولا يظهر مع ذلك وجه الإعجاز ، بل ربما يُفهم من ذلك غير المعنى المراد ، وهذا فساد عظيم ، ولهذا اعتنى بعلمه وتعليمه ، والعمل به المتقدمون والمتأخرون ، وألفوا فيه من الدواوين ( ) المطولة والمتوسطة والمختصرة ، ما لا يعد كثرة ، ومن لا يلتفت لهذا ، ويقف أين شاء ، فقد خرق الإجماع ، وحاد عن إتقان القراءة وتمام التجويد. ( )
وهذا الكلام من عالم صرف حياته لخدمة القرآن كالصفاقسى ، له وجاهته ، وهو يؤكد ما قلته آنفاً عن ارتباط الوقف والابتداء بالتفسير.
وقال السخاوى فى تأكيد ذلك أيضاً:
فى معرفة الوقف والابتداء الذى دونه العلماء تبيين معانى القرآن العظيم ، وتعريف مقاصده ، وإظهار فوائده ، وبه يتهيأ الغوص على درره وفرائده 00 وقد اختار العلماء ، وأئمة القراء تبيين معانى كلام الله تعالى وجعلوا الوقف منبهاً على المعنى ومفصلاً بعضه عن بعض ، وبذلك تلذ التلاوة ، ويحصل الفهم والدراية ، ويتضح منهاج الهداية. ( )
من الآثار الدالة على وجوب معرفة الوقف والابتداء:
1- حديث الخطيب الذى خطب بين يدى النبى - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما. ثم وقف على "يعصهما" ثم قال فقد غوى. هنا قال له النبى -صلى الله عليه وسلم -: "بئس الخطيب أنت" ( )
وقد قال له النبى - صلى الله عليه وسلم - ذلك لقبح لفظه فى وقفه ، إذ خلط الإيمان بالكفر فى إيجاب الرشد لهما ، وكان حقه أن يقول واصلاً: ومن يعصهما فقد غوى . أو يقف على "فقد رشد" ثم يستأنف بعد ذلك " ومن يعصهما ..الخ" فهذا دليل واضح على وجوب مراعاة محل الوقف.(1/6)
2- روى عن ابن عمر - رضى الله عنهما - أنه قال: لقد غشينا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن ، وتنزل السورة على النبى - صلى الله عليه وسلم - فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزجرها وما ينبغى أن يوقف عنده منها.
3- وقال على - رضى الله عنه - لما سئل عن قوله تعالى: ((ورتل القرآن ترتيلاً )) ( ) قال: الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف. ( )
قال ابن الجزرى فى النشر: فى كلام على - رضى الله عنه - دليل على وجوب تعلم الوقف والابتداء ومعرفته.
وفى كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة - رضى الله عنهم - أجمعين وصح بل تواتر عندنا تعلمه والاعتناء به من السلف الصالح كأبى جعفر يزيد
ابن القعقاع - أحد القراء العشرة - وإمام أهل المدينة الذى هو من أعيان التابعين ، وصاحبه الإمام نافع بن أبى نعيم وأبى عمرو بن العلاء ، ويعقوب الحضرمى ، وعاصم
بن أبى النجود - وهم من القراء العشرة - وغيرهم من الأئمة ، وكلامهم فى ذلك معروف ، ونصوصهم عليه مشهورة فى الكتب ومن ثم اشترطه كثير من أئمة الخلف على المجيز أن لا يجيز أحداً إلا بعد معرفته الوقف والابتداء ، وكان أئمتنا يوقفوننا عند كل حرف ، ويشيرون إلينا فيه بالأصابع سنة أخذوها كذلك عن شيوخهم الأولين -رحمة الله عليهم أجمعين. ا.هـ ( )
4- وروى أن عمر بن عبدالعزيز – رضى الله عنه – كان إذا دخل شهر رمضان قام أول ليلة منه خلف الإمام يريد أن يشهد افتتاح القرآن ، فإذا ختم أتاه أيضاً ليشهد ختمه فقرأ الإمام قوله تعالى: ((وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)) ( ) ثم توقف عن القراءة وركع فعابه عمر وقال: قطعت قبل تمام القصة إذ كان ينبغى عليه أن يكمل الآية التى بعدها إذ فيها رد القرآن على دعواهم هذه وهو قوله سبحانه: ((ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)) ( )(1/7)
5- وأختم هذه الأدلة بحديث نبوى كما استهللتها به وهو حديث أبى بن كعب ، قال: أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن الملك كان معى فقال: اقرأ القرآن ، فعد حتى بلغ سبعة أحرف فقال: ليس منها إلا شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة ، أو تختم رحمة بعذاب" ( )
قال أبو عمرو الدانى : هذا تعليم التمام من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عليه السلام ، إذ ظاهره دالّ على أنه ينبغى أن تقطع الآية التى فيها ذكر النار والعقاب وتفصل مما بعدها إذا كان بعدها ذكر الجنة والثواب ، والأمر كذلك أيضاً إذا كانت الآية فيها ذكر الجنة والنار بأن يفصل الموضع الأول عن الثانى.
قال السخاوى معقباً: لأن القارئ إذا وصل غير المعنى ، فإذا قال: ((تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين)) ( ) غيرّ المعنى وصير الجنة عقبى الكافرين. ( )
مقدار الوقف:
روى عن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن مقدار الوقف هو مقدار ما يشرب الشربة من الماء. وقيل: بل مقدار ما يقول: أعوذ بالله من النار ثلاث مرات أو سبع مرات.
مذاهب القراء فيما يعتبر فى تحديد مواضع الوقف والابتداء:
ذكر السيوطى فى الإتقان ( ) مذاهب أئمة القراء فى ذلك فقال:
لأئمة القراء مذاهب فى الوقف والابتداء ، فنافع كان يراعى تجانسهما بحسب المعنى ، وابن كثير وحمزة حيث ينقطع النفس - وهو الوقف الاضطرارى - واستثنى(1/8)
ابن كثير قوله تعالى: ((وما يعلم تأويله إلا الله)) ( ) ، وقوله تعالى: ((وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم)) ( )،( ) ، وقوله تعالى : ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر)) ( ) وعاصم والكسائى - يقفان - حيث تم الكلام ، وأبو عمرو يتعمد رءوس الآيات ، وإن تعلقت بما بعدها ، اتباعاً لهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسنته - حيث - روى أبو داود وغيره عن أم سلمة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - " كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول: بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم يقف ، الحمد لله رب العالمين ، ثم يقف ، الرحمن الرحيم ، ثم يقف" ( )
أقسام الوقف
قسم العلماء الوقف إلى أقسام عدة مختلفين فى اتجاهاتهم نحو هذا التقسيم ، والذى يترجح لدى واستقر الرأى عندى على اختياره من بين ما ذكره العلماء من أقسام أن الوقف ينقسم إلى قسمين:
الأول : وقف اضطرارى:
وهو ما اضطر إليه بسبب ضيق تنفس ، ونحوه ، كعجز ونسيان ، فعلى القارئ وصله بعد أن يزول سببه ، وذلك بأن يبدأ من الكلمة التى وقف عليها إن صلحت للابتداء بها ، وإلا ابتدأ بعد وقف صالح مما قبلها.
الثانى: وقف اختيارى:
وهو ما قصد لذاته من غير عروض سبب من الأسباب فهو مما يختاره القارئ ويقصده للاستراحة والتنفس ، وهذا القسم الثانى هو المقصود بالحديث عن الوقف ، لأنه هو الذى يعتمد عليه فقه القارئ وبصيرته حيث تظهر فيه شخصيته فى اختيار ما يقف عليه وما يبتدئ به.
ثم إن هذا القسم ينقسم إلى أقسام هى:
1- الوقف التام ويسمى " المختار"(1/9)
وهو الوقف على كلام لا تعلق له بما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى ، أو الذى انفصل عما بعده لفظاً ومعنى. ( ) والتام نفسه يتفاوت فى درجة تمامه ما بين تام وأتم ، والأتم أدخل فى كمال المعنى من التام ؛ لأن التام قد يكون له تعلق بما بعده على احتمال مرجوح ، أو يكون بعده كلام فيه تنبيه وحث على النظر فى عواقب من هلك بسوء فعله فيكون الوقف عليه أتم من الوقف على آخر القصة.
ومثال ذلك قوله تعالى: ((وإنكم لتمرون عليهم مصبحين. وبالليل أفلا تعقلون))( ) حيث الوقف على "وبالليل" تام وعلى " أفلا تعقلون" أتم.
ومن أمثلة الوقف التام أيضاً قوله تعالى عن لسان بلقيس: ((إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون)) ( ) حيث أن الوقف على "أذلة " تام عند الجمهور ، وسيأتى تفصيل الكلام عن هذا المثال فيما هو آت إن شاء الله أثناء الحديث عن النماذج التطبيقية.
وقد يكون الوقف تاماً على قراءة دون قراءة ، ومن ذلك قوله تعالى:
((الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد. الله الذى له ما فى السموات وما فى الأرض)) ( ) حيث أن الوقف على ((صراط العزيز الحميد)) تام على قراءة من رفع لفظ الجلالة "الله". وأما على قراءة من خفض لفظ الجلالة "الله" فليس بتام بل هو وقف حسن.
وبالجملة فإن الوقف التام يتحقق تحققاً ثابتاً فى بعض المواضع منها - كما ذكر السيوطى-: آخر كل قصة ، وما قبل أولها ، وآخر كل سورة ، وقبل يا النداء ، وقبل فعل الأمر والقسم ولامه دون القول ، والشرط ما لم يتقدم جوابه ………. ( )
2- الوقف الكافى ويسمى "الصالح ، والمفهوم" ، والجائز" ( ) وهو الوقف على كلام لا تعلق له بما بعده من جهة اللفظ لكن له تعلق به من جهة المعنى.(1/10)
ومعنى ما جاء فى التعريف من كون هذا الكلام الذى يوقف عليه وقفاً كافياً لا تعلق له بما بعده من جهة اللفظ يعنى أنه لم يفصل فيه بين المبتدأ وخبره ، ولا بين النعت ومنعوته ، ولا بين المستثنى والمستثنى منه ، ولا بين التمييز ومميزه ، ولا بين الفاعل وفعله ……. ونحو ذلك.
وأما كونه له تعلق به من جهة المعنى فكأن يكون الكلام الذى جاء بعد محل الوقف الكافى تماماً لقصة أو وعد أو وعيد أو حكم أو احتجاج أو إنكار.
وحكم هذا الوقف:
أنه كالوقف التام من حيث جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده. وإن كان أقل تمكناً من هذا الجواز من التام. وقد ذكر الصفاقسى له مثالاً ودليلاً على جوازه فى ذات الوقت وهو ما جاء فى صحيح البخارى بالسند المتصل عن عبدالله بن مسعود - رضى الله عنه - قال: قال لى النبى - صلى الله عليه وسلم - " اقرأ علىّ القرآن . قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: فإنى أحب أن أسمعه من غيرى. فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت ((فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)) قال أمسك ، فإذا عيناه تَذْرِفان" ( ) قال الصفاقسى بعد ذكر هذا الحديث:
وهو استدلال ظاهر جلى باهر لأن القطع أبلغ من الوقف وقد أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود عند انتهائه إلى "شهيداً" والوقف عليه كاف وقيل: تام والأول هو المشهور ومذهب الجمهور ، وعليه اقتصر ابن الأنبارى والدانى والعمانى والقسطلانى وغيرهم.(1/11)
وهذا هو الظاهر لأن ما بعده مرتبط به من جهة المعنى لأن الآية مسوقة لبيان حال الكفار يوم المجئ حتى إنهم من شدة الهول وفظاعة الأمر يودون أنهم كانوا تراباً وصاروا هم والأرض شيئاً واحداً ، ولا يتم هذا المعنى إلا بما بعده وهو قوله تعالى: ((يومئذٍ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً)) فلو كان الوقف عليه - أى على "شهيداً" - غير سايغ ما أمر به - صلى الله عليه وسلم - مع قرب التام المجمع عليه منه وهو تذييل الآية المذكورة آخراً وهو قوله سبحانه ((ولا يكتمون الله حديثاً)) ( )، ( )
وفى الإتقان: يدخل تحت هذا الوقف كل رأس آية بعدها لام كى وإلا بمعنى لكن - يعنى الاستثناء المنقطع - وإن المشددة المكسورة ، والاستفهام ، وبل ، ولا المخففة ، والسين وسوف ، ونعم وبئس وكيلا مالم يتقدمهن قول وقسم. ( )
3- الوقف الحسن:عرفه السيوطى بأنه "الذى يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده" ( ) لتعلقه به لفظاً ومعنى ( ) وذلك كأن تقف على كلام مفيد فى ذاته بحيث إذا لم تذكر ما بعده لأخذ منه معنى يحسن السكوت أو الوقف عليه. وذلك كأن يأخذ الفعل فاعله ، والمبتدأ خبره ، والشرط جوابه. كل ذلك الوقف عليه حسن ، وقد يرتقى فى الحسن إلى درجة الأحسنية بأن يضاف إلى ما ذكر وصف ونحوه.(1/12)
ومثاله الوقف على ((الحمد لله ……..))( ) فإنه أفاد معنى بذاته ، لذلك فإن الوقف عليه حسن لكن لا يحسن الابتداء بما بعده لأنه صفة له ، فلا يحسن أن يبتدئ بـ((رب العالمين)) لأنه مجرور حيث هو نعت لما قبله ، فيترتب عليه الفصل بين النعت ومنعوته ، ويترتب عليه أيضاً البدء بمجرور والأصل أن يبتدأ بمرفوع. إذ المبتدأ مرفوع أما المجرور فلابد من ذكر عامله معه. والحاصل أنه إن حسن الوقف على (الحمد لله) فإن الابتداء بـ( رب العالمين) لا يحسن لكونه صفة لما قبله ، ويستثنى من هذه القاعدة كما يقول الصفاقسى ما لو كان "الموقوف عليه رأس آية ، فلا يعيد ما وقف عليه لأنهن فى أنفسهن مقاطع ؛ ولأن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ قطّع ، ويقف عليها ولم يفرق بين ما هو متعلق بما قبله وغيره ، بل جعل جماعة الوقف على رءوس الآى سنة ، واستدلوا على ذلك بالحديث الذى رواه الترمذى بسند صحيح "أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ قطّع قراءته آية آية يقول: بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول: الحمد لله رب العالمين ثم يقف ثم يقول: الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول : مالك يوم الدين ……." ( )
ثم يقول الصفاقسى أيضاً:
وإنما ذكروا هذا الحسن ليتسع الأمر على القارئ فربما ضاقت نفسه قبل الوصول إلى التام والكافى لا سيما ما كان من ضيق الحنجرة ، فللإنسان طاقة محدودة من الكلام الذى يجمعه فى نفس واحد. ( )
وبعد فهذه هى الأقسام الثلاثة التى يجوز فيها الوقف مع التفاوت بينها فى التمكن من هذا الجواز. فيندب فى حق القارئ الوقوف على الأتم وإلا فالتام ، فإن لم يستطع فعلى الأكفى وإلا فعلى الكافى ، فإن لم يستطع فعلى الجائز - الحسن - "ويعيد ما وقف عليه إلا أن يكون رأس آية ، ولا يعدل عن هذه إلى المواضع التى يكره الوقوف عليها إلا من ضرورة كانقطاع نفس ويرجع إلى ما قبله ليصله بما بعده فإن لم يفعل عوتب ولا إثم عليه" ( )
4- الوقف القبيح:(1/13)
هذا هو القسم الرابع من أقسام الوقف الاختيارى وقد عرفه السيوطى بأنه "الذى لا يفهم المراد منه" ( ) وذلك كأن يقرأ سورة الفاتحة فيقول "الحمد" ويقف فإنه لم يفد معنى ، أو أن يفصل بين المضاف والمضاف إليه كأن يقف على (رب) دون (العالمين) أو على (مالك) دون (يوم الدين) فذلك قبيح أيضاً ؛ لأن المضاف والمضاف إليه كالشئ الواحد.
وبالجملة فإن كل ما لا يفيد معنى ولا يفهم المراد منه فإن الوقف عليه قبيح. وأقبح منه الوقف الذى يفسد المعنى ، ويثبت خلاف المقصود. وذلك كمن يقف على ( ولأبويه ) من قوله سبحانه: ((وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه)) ( ) فإنه يوهم أن للأبوين النصف كذلك ، وهذا خلاف المقصود ، حيث إن فى بقية الآية تفصيلاً لحق الأبوين ((ولأبويه لكل واحد منهما السدس ………)) الخ. فالوقف على (فلها النصف) وقف أكفى ، والوقف على (ولأبويه) وقف أقبح.
ومثاله أيضاً الوقف على (والموتى) من قوله سبحانه: ((إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى))( ) فهو يوهم أن الموتى يستجيبون كذلك. والمقطوع به أنه ليس هناك تكليف بعد الموت حتى يوصف الموتى بالاستجابة وعدمها. أو يوهم أن الموتى يسمعون لو جعلنا العطف على فاعل (يسمعون) وهو واو الجماعة.
قال الصفاقسى: وليس كذلك ، بل (الموتى) يستأنف ، سواء جعلته مفعولاً لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده أى ويبعث الله الموتى ، أو جعلته مبتدأ وما بعده خبره ، فالوقف على (يسمعون) هو أكفى وقيل: تام. ( )
ومنه أيضاً أن يقف على قوله تعالى: ( قالوا ) من قوله سبحانه ((لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)) ( ) أو قوله سبحانه ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)) ( ) لأن الابتداء بما بعد قالوا فى الآيتين يؤدى إلى إثبات ما هو كفر ، لذلك قال السيوطى: من تعمده وقصد معناه فقد كفر. ( )(1/14)
ومنه أن يقف على ((فويل للمصلين)) ( ) مع أنه رأس آية ، ومنه أيضاً الوقف على المنفى دون المثبت فى نحو قوله سبحانه : ((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) ( ) إذ الوقف على (لا إله) نفى للألوهية وهو كفر لو اعتقد القارئ ذلك أو تعمده. أو قوله سبحانه ((وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً)) ( ) فالوقف على (وما أرسلناك) نفى لرسالته - صلى الله عليه وسلم - ، فلا يجوز تعمد ذلك ولا اعتقاده.
وهنا أنبه على أن كل ذلك قبيح أو أقبح فى حق من اختار الوقف ، ولا يدخل فى ذلك من اضطر إلى الوقف بسبب انقطاع النفس أو نسيان ونحوه ، فإن على القارئ حينئذٍ أن يرجع إلى موضع يجوز الابتداء به وصولاً إلى موضع يجوز الوقف عليه ، وبذلك يكون الكلام قد انتهى عن الوقف واقسامه.
الابتداء ومراتبه
مضى تعريف الابتداء وأنه: الشروع فى القراءة بعد قطع أو وقف. وإذا كان الذكر قد سبق بأن الوقف لا يكون إلا على ما يتم به المعنى ويوفى بالمقصود ، فإن الابتداء كذلك أيضاً لا يجوز أن يبتدأ إلا بما هو مستقل المعنى ، بل إن هذا الشأن فى الابتداء آكد واشد إلزاماً ؛ لأن الابتداء يكون باختيار القارئ لا تلجئه إليه ضرورة كما هو الحال فى الوقف أحياناً.
وتتفاوت مراتب الابتداء تماماً كتفاوت مراتب الوقف من حيث التمام والكفاية والحسن والقبح. والقبيح منه يتفاوت فى القبح ما بين قبيح وأقبح وذلك كمن يقف على قوله تعالى: ((لقد كفر الذين قالوا)) ثم يستأنف ((إن الله ثالث ثلاثة)) أو ((إن الله هو المسيح ابن مريم)) وقد مضت الإشارة إلى ذلك قريباً ، ويلحق بذلك أيضاً من وقف على قوله تعالى: ((لقد سمع الله قول الذين قالوا)) ثم يستأنف ((إن الله فقير ونحن أغنياء)) ( ) أو كمن يقف مضطراً على قوله تعالى: (( وما لى )) ثم يستأنف ((لا أعبد الذى فطرنى)) ( ) ونحو ذلك مما أفاض فى التمثيل له العلماء كالسيوطى والصفاقسى.(1/15)
وتفاوت مراتب الوقف هذه إنما مرجعه إلى المعنى ، فما يكون مؤدياً لمعنى جديد مستأنف هو الذى يكون الابتداء به فى أرقى درجاته وهلم جرا.
قال السيوطى: لا يجوز - الابتداء- إلا بمستقل المعنى موف بالمقصود ، وهو فى أقسامه كأقسام الوقف الأربعة ويتفاوت تماماً وكفاية وحسناً وقبحاً ، بحسب التمام وعدمه وفساد المعنى وإحالته.
ثم ساق بعض الأمثلة للقبيح والأقبح فارجع إليه. ( ) حيث إن فيما ذكرناه غنية وكفاية.
والسلف الصالح - رضى الله عنهم - كانوا يراعون مواضع الوقف والابتداء تمام المراعاة خشية أن يقف الواحد منهم على مالا يجوز أو أن يبتدئ بما لا ينبغى بل إن بعضهم كان "إذا قرأ ما أخبر الله به من مقالات الكفار يخفض صوته بذلك حياءً من الله أن يتفوه بذلك بين يديه" ( ) وليس معنى ذلك أن من يجهر بمثل ذلك يكون مخطئاً أو لم يراع قواعد الأدب مع الله لأن السر والجهر بالنسبة إلى الله تعالى سواء. قال تعالى: ((وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور)) ( )
ومن العلماء الذين نبهوا على وجوب مراعاة ذلك الإمام مكى بن أبى طالب فى كتابه الكشف عن وجوه القراءات السبع ، وضرب على ذلك بعض الأمثلة على ما لا يجوز الابتداء به ومن ذلك الابتداء فى القراءة بقوله تعالى ((الله لا إله إلا هو)) ( ) بعد الاستعاذة مباشرة فإنه غير سائغ ؛ لأن القارئ يصل "الرجيم" بلفظ الجلالة وذلك قبيح فى اللفظ يجب الكف والامتناع عنه إجلالاً لله وتعظيماً له.
ومنه أيضاً الابتداء بقوله تعالى: ((إليه يرد علم الساعة)) ( ) بعد الاستعاذة مباشرة لأن القارئ يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. إليه يرد علم الساعة" فيصل ذلك بالشيطان وهو قبيح جداً.( )
ما يشترط فيمن يقوم بتحديد مواضع الوقف والابتداء
ليس لكل واحد من الناس أن يحدد مواضع الوقف والابتداء بل ينبغى توفر شروط فيمن يقوم بشأن تحديد مواضع الوقف والابتداء منها:(1/16)
1- العلم بالنحو : حتى لا يفصل -بالوقف - بين المبتدأ وخبره أو بين المتضايفين - أى المضاف والمضاف إليه - أو بين المستثنى والمستثنى منه اللهم إلا إذا كان هذا الاستثناء منقطعاً ، فإن العلماء قد اختلفوا فيه على ثلاثة أقوال:
أ- قال بعضهم: يجوز الفصل مطلقاً ، لأنه فى معنى مبتدأ حذف خبره للدلالة عليه.
ب- وقيل: هو ممتنع مطلقاً لأن المستثنى فى حاجة إلى المستثنى منه - فى هذه الحالة - من جهة اللفظ والمعنى حيث لم يعهد استعمال إلا الاستثنائية وما فى معناها إلا متصلة بما قبلها لفظاً ، ومعنى كذلك لأن ما قبلها مشعر بتمام الكلام فى المعنى ، إذ قولك: ما فى الدار أحد هو الذى صحح: إلا الحمار. فلو قلت: إلا الحمار وحده لكان خطأ.
ج- وقيل: الأمر يحتاج إلى تفصيل ، فإن صرح بالخبر جاز لاستقلال الجملة واستغنائها عما قبلها ، وإن لم يصرح به - أى الخبر - فلا يجوز لافتقارها. ( )
وبالجملة ، فإن معرفته بعلم النحو تجعله لا يقف على العامل دون المعمول ، ولا على المعمول دون العامل ، ولا على الموصول دون صلته ، ولا على المتبوع دون تابعه ، ولا على الحكاية دون المحكى ، ولا على القسم دون المقسم به ، أو غير ذلك مما لا يتم به المعنى. يضاف إلى ذلك أن الوقف قد يكون تاماً على إعراب غير تام على إعراب آخر ، فظهر بذلك ضرورة العلم بالنحو لمن يقوم بتحديد مواضع الوقف والابتداء.
2- العلم بالقراءات: لأن الوقف قد يكون تاماً على قراءة ، غير تام على قراءة أخرى.
3- العلم بالتفسير: لأن الوقف قد يكون تاماً على تفسير معين ، غير تام على تفسير آخر.
4- العلم بالقصص: حتى لا يقطع قبل تمام قصة.
5- العلم باللغة: التى نزل عليها القرآن.
هذه الشروط اشترطها ابن مجاهد ، ونقلها عنه السيوطى موجزة. ( ) واشترط غير ابن مجاهد العلم بالفقه كذلك.(1/17)
قال صاحب هذا الرأى: ولهذا فإن من لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب فإنه يقف عند قوله تعالى: ((ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا)) ( ) ، وأما من قالوا بقبول شهادته إذا تاب ومن جملة ذلك إقامة الحد عليه ، أقول: هؤلاء يصلون الآية بالآية التى بعدها ((إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا))
قال النكزاوى مقرراً ضرورة علم الفقه للقارئ:
لابد للقارئ من معرفة بعض مذاهب الأئمة المشهورين فى الفقه ؛ لأن ذلك يعين على معرفة الوقف والابتداء ؛ لأن فى القرآن مواضع ينبغى الوقف على مذهب بعضهم فيها بينما يمتنع على مذهب آخرين.( )
والذى ينبغى علمه أن كلاً من التفسير والوقف مرتبط بالآخر ، وهذه الحقيقة نتصورها أحياناً فى القراءة الواحدة ، وأحياناً فى القراءات المختلفة.
قال السيوطى مقرراً هذه الأخيرة: الوقف قد يكون تاماً على قراءة غير تام على أخرى ….. والوقف يكون تاماً على تفسير وإعراب غير تام على تفسير وإعراب آخر.( ) ومثال هذا: الوقف على ((لا ريب))( ) فإنه يكون تاماً إن جعلنا ((فيه هدى)) مبتدأً وخبراً وهو اتجاه نافع وعاصم ، ولو جعلنا الجار والمجرور ( فيه) متعلقاً بـ( لا ريب ) فالوقف يكون على (لا ريب فيه ) ويستأنف بعد ذلك بـ(هدى للمتقين) أى: هو هدى ، فعلى الأول الوقف تام على قول أصحاب الوقف ، وعلى المعنى الثانى الوقف كاف.( )
أمثلة تطبيقية تؤكد مدى ارتباط
كل من التفسير والوقف بالآخر غير ما ذكر
1- قال تعالى:
((هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا))( )(1/18)
وشاهدنا من هذه الآية هو قوله سبحانه: ((وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم……)) حيث قال الجمهور( ) : الوقف على قوله: (إلا الله) وقف تام. وقال غيرهم: ليس تاماً بل يوصل بما بعده ولا يوقف عليه.
تفسير الآية على رأى الجمهور:
الله عز وجل فى هذه الآية يذكر لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وللناس أجمعين أنه أنزل القرآن فيه المحكم الواضح ، والمتشابه غير الواضح( ) ثم بين بعد ذلك أن أهل الزيغ الحاقدين يتبعون هذا المتشابه بهدف التشكيك وإثارة البلبلة بين صفوف المؤمنين ، مع أن المتشابه لا يعلمه إلا الله وحده فقط ، وعلى ذلك فالجملة التى بعد هذا الوقف وهى قوله: ( والراسخون فى العلم يقولون …….) ليست معطوفة على لفظ الجلالة ، بل الواو للاستئناف و "الراسخون" مبتدأ وجملة "يقولون" خبر فالجملة هذه مقطوعة إذن عما قبلها ، وقد قال بهذا القول كل من:
ابن عمر وابن عباس وعائشة وعروة بن الزبير وعمر بن عبدالعزيز وأبى الشعثاء وأبى نهيك ، وهو مذهب الكسائى والفراء والأخفش وأبى عبيد وحكاه ابن جرير الطبرى عن مالك واختاره.( )
تفسير الآية على رأى غير الجمهور:
وبناء على رأى غير الجمهور يكون المعنى أن الراسخين فى العلم المتمكنين منه يعلمون أيضاً تأويل المتشابه ، فقوله سبحانه ( والراسخون فى العلم يقولون …….)ليس مقطوعاً عما قبله ولكن معطوفاً عليه ، فالواو للعطف و "الراسخون" معطوف على لفظ الجلالة و "يقولون" حال. وهذا الرأى منقول عن مجاهد وابن عباس فى قول آخر حيث نقل عنه أنه قال: أنا ممن يعلم تأويله.
ومن هنا نعلم أن تفسير الآية قد اختلف بناءً على اختلاف القراء حول موضع الوقف فيها. وإن شئت قلت: إن موضع الوقف قد اختلف حسب اختلاف نظرة العلماء إلى تفسيرها ، فالتلازم واضح وظاهر بين موضع الوقف والتفسير.(1/19)
هذا وقد حاول بعض العلماء التوفيق بين الرأيين ومنهم ابن عطية الذى قال: وهذه المسألة إذا تؤملت قرب الخلاف فيها من الاتفاق وذلك أن الله تعالى قسم آى الكتاب قسمين: محكماً ومتشابهاً فالمحكم هو المتضح المعنى لكل من يفهم كلام العرب ولا يحتاج فيه إلى نظر ولا يتعلق به شئ يلبس ويستوى فى علمه الراسخ وغيره.
والمتشابه يتنوع ، فمنه مالا يعلم البتة كأمر الروح وآماد المغيبات التى قد علم الله بوقوعها إلى سائر ذلك ، ومنه ما يحمل على وجوه فى اللغة ومناح فى كلام العرب فيتأول تأويله المستقيم ، ويزال ما فيه مما عسى أن يتعلق به من تأويل غير مستقيم كقوله تعالى فى عيسى ((وروح منه))( ) إلى غير ذلك ، ولا يسمى أحد راسخاً إلا بأن يعلم من هذا النوع كثيراً بحسب ما قدر له ، وإلا فمن لا يعلم سوى المحكم فليس يسمى راسخاً.( )
وقال الشوكانى: ومن أهل العلم من توسط بين المقامين فقال: التأويل يطلق ويراد به فى القرآن شيئان ، أحدهما: التأويل بمعنى حقيقة الشئ وما يؤول أمره إليه ….. فإن أريد بالتأويل هذا فالوقف على الجلالة - تام - لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه إلا الله عز وجل ….. وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر وهو التفسير والبيان فالوقف على (والراسخون فى العلم) لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار.( )
وحاصل ذلك أننا لو نظرنا بإمعان إلى رأى الفريقين لأدركنا أن كل فريق قد أصاب الحقيقة من وجه وذلك بأن نحمل رأى المعارضين لمعرفة الراسخين فى العلم لتأويل المتشابه نحمله على نوع منه وهو الذى استأثر الله بعلمه ، فهذا لا اطلاع لأحد عليه إلا الله كوقت الساعة وخروج الدابة ونزول المسيح ….الخ(1/20)
ونحمل رأى المؤيدين على المتشابه الذى يعرف المراد منه بالبحث والنظر ، فإن الراسخين فى العلم يعلمون تأويله حيث هم أهل البحث والنظر ، وذلك مثل المتشابه الذى يرجع التشابه فيه إلى اللفظ المفرد من جهة غرابته أو اشتراكه أو ما يرجع التشابه فيه إلى تركيب الكلام ونحو ذلك.( )
(2) - قال تعالى:
((ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلاً. يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلاناً خليلاً. لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولاً))( )
وشاهدنا هو قوله سبحانه : ((لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى) حيث وقف الجمهور عليه وقفاً تاماً( ) ؛ لأن كلام الظالم قد انتهى عند هذا الحد. ثم جاء بعد ذلك قوله سبحانه: ((وكان الشيطان للإنسان خذولاً)) تقريراً وبياناً لما قبله. والمراد بالظالم عقبة ابن أبى معيط كما سيأتى بيانه ، وقال بعضهم: إن هذا القول (وكان الشيطان ……. ) الخ هو من تتمة كلام الظالم وعليه فالوقف على (خذولاً) وليس على (إذ جاءنى)
والمراد بالشيطان إما الخليل - وهو أمية بن خلف على ما سيأتى أو أبى بن خلف - وعلى ذلك فتسمية الخليل شيطاناً فلأنه قد أضله وزين له الكفر وعدم الإيمان فقلد الشيطان فى ذلك ونهج نهجه فى الصد والإضلال. وقد يراد بالشيطان هنا إبليس إذ هو الأصل فى الغواية والإضلال.
قال الشوكانى تعليقاً على قوله تعالى: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) هذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها ، ويحتمل أن تكون من كلام الله تعالى ، أو من تمام كلام الظالم ، وأنه سمى خليله شيطاناً بعد أن جعله مضلاً ، أو أراد بالشيطان إبليس لكونه الذى حمله على مخاللة المضلين.( )
ولتوضيح معنى هذه الآيات نسوق سبب نزولها ، حيث نقل السيوطى فى الدر المنثور روايات متعددة حول سبب نزول هذه الآيات وبدأ هذه الروايات بقوله:(1/21)
أخرج ابن مردويه وأبو نعيم فى الدلائل بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضى الله عنهما : أن أبا معيط كان يجلس مع النبى - صلى الله عليه وسلم - بمكة لا يؤذيه ، وكان رجلاً حليماً ، وكان بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه ، وكان لأبى معيط خليل غائب عنه بالشام فقالت قريش: صبأ أبو معيط وقدم خليله من الشام ليلاً ، فقال لامرأته: ما فعل محمد مما كان عليه؟ فقالت: أشد مما كان أمراً فقال: ما فعل خليلى أبو معيط؟ فقالت: صبأ فبات ليلة سوء ، فلما أصبح أتاه أبو معيط فحياه ، فلم يرد عليه التحية فقال: مالك لا ترد علىّ تحيتى؟ فقال: كيف أرد عليك تحيتك وقد صبوت؟ قال: أو قد فعلتها قريش؟ قال: نعم . قال: فما يبرئ صدورهم إن أنا فعلت ؟ قال: نأتيه فى مجلسه وتبصق فى وجهه وتشتمه بأخبث ما تعلمه من الشتم ، ففعل ، فلم يزد النبى -صلى الله عليه وسلم - أن مسح وجهه من البصاق ثم التفت إليه فقال: إن وجدتك خارجاً من جبال مكة أضرب عنقك صبرا ، فلما كان يوم بدر وخرج أصحابه أبى أن يخرج فقال له أصحابه : اخرج معنا. قال: قد وعدنى هذا الرجل إن وجدنى خارجاً من جبال مكة أن يضرب عنقى صبرا فقالوا: لك جمل أحمر لا يدرك ، فلو كانت الهزيمة طرت عليه ، فخرج معهم فلما هزم الله المشركين ، وحل به جمله فى جدد من الأرض ، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسيراً فى سبعين من قريش ، وقدم إليه
أبو معيط ، فقال: تقتلنى من بين هؤلاء . قال نعم. بما بصقت فى وجهى فأنزل الله فى أبى معيط: ((ويوم يعض الظالم على يديه )) إلى قوله : ((وكان الشيطان للإنسان خذولا)).( )
وفى بقية الروايات المذكورة فى الدر المنثور وغيره( ) ما يفيد أن الظالم هو عقبة ابن أبى معيط وليس أباه ، وهو الصحيح والخليل هو أمية بن خلف ، وقيل: أبى بن خلف. والراجح أنه أمية.( )
وجاء فى هذه الروايات أيضاً أن الذى قتل عقبة هو على بن أبى طالب بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم .(1/22)
(3)- جاء فى سورة النمل فى سياق حديث بلقيس مع قومها حين كانت تشاور فى أمر سليمان عليه السلام أقول: فى هذا السياق جاء قوله تعالى:
((قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون))( )
قال الجمهور عن هذه الآية : إن الوقف على (أذلة) وقف تام. وقال غيرهم: بل الوقف على (وكذلك يفعلون) وليس على (أذلة) فأما على رأى الجمهور فإن كلام بلقيس قد انتهى عند (وجعلوا أعزة أهلها أذلة) ثم جاء هذا التذييل (وكذلك يفعلون) وهو من كلام الله سبحانه تصديقاً لما ذهبت إليه بلقيس من أن الملوك إذا دخلوا قرية من القرى فاتحين لها أو غازين ، فإنهم يخرجون أهلها ، ويفرقون شملهم ، ويتلفون ما فيها من خيرات. وعلى ذلك فهذا التذييل مستأنف وليس معطوفاً على ما قبله.
وأما على رأى غير الجمهور ، فتذييل الآية (وكذلك يفعلون) موصول بما قبله على أنه من كلام بلقيس ، فالواو إذن للعطف ، وما بعدها من جملة مقول القول. وبذلك تكون الجملة كما يقول البيضاوى: تأكيداً لما وصفته - بلقيس - من حال الملوك وتقريراً بأن ذلك من عادتهم المستمرة.( )
وألحق السخاوى بمثل ما سقناه من أمثلة قوله تعالى: ((وله من فى السماوات والأرض ومن عنده))( ) حيث الوقف على (والأرض) تام إن جعل (ومن عنده) مبتدأ وغير تام إن جعل معطوفاً على ما قبله( ) ، والمعنى هو الذى يحدد حكم الوقف هنا.
(4) قد يختلف موضع الوقف وحكمه والتفسير معه تبعاً لاختلاف القراءة.
قال فى الإتقان: قد يكون الوقف تاماً فى تفسير ، وإعراب ، وقراءة غير تام على آخر.( ) وقل مثل ذلك فى بقية أنواع الوقف الأخرى. ويمثل لذلك بقوله تعالى: ((وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى))( )
حيث قرأ نافع وابن عامر (واتَّخَذوا) بفتح الخاء فعلاً ماضياً أريد به الإخبار ، وقرأ باقى العشرة (واتخِذوا) بكسر الخاء على أنه فعل أمر.( )(1/23)
حكم الوقف على (مثابة للناس وأمنا) بناءً على اختلاف القراءتين:
قال فى الإتقان: الوقف كان بناءً على قراءة (واتَخذوا) بالماضى ، وتام بناءً على قراءة (واتخِذوا) بصيغة الأمر( )
التفسير على القراءتين:
أما على قراءة نافع وابن عامر بفتح الخاء (واتخذوا) فهو كلام مسوق للإخبار ، معطوف على قوله تعالى: ( وإذ جعلنا) وعليه فلابد من إضمار "إذ ".
والمعنى : واذكر يا محمد حين (جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً) يعنى مرجعاً يرجع الحجاج إليه بعد تفرقهم ، حيث يتمتعون فيه بالأمن ، فـ(مثابة) مصدر ثاب يثوب إذا رجع.
واذكر أيضاً حين اتخذ متبعو إبراهيم مقامه مصلى - كما ذكر ابن عطية.( ) أو حين اتخذ أصحابك مقام إبراهيم مصلى امتثالاً لأمر الله الثابت بالقراءة الأخرى (واتخِذوا ) أو حين اتخذ الناس كما قال مكى.( )
وقيل: لا حاجة إلى إضمار "إذ" بل هو معطوف على "جعلنا" على أنهما جملة واحدة.( ) ولذلك لم يكن الوقف على (أمناً) تاماً على هذه القراءة لأنه مرتبط فى المعنى بما بعده على كلا التقديرين.
وأما بالنسبة للقراءة الأخرى (واتخذوا) بالأمر وهى قراءة الجمهور ، فإنه كلام مستأنف جديد لا علاقة له ، بما قبله كما قال أبو البقاء.( )
ولذلك فإن الوقف على (أمنا) وقف تام ، لعدم ارتباطه لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى بما بعده. والتفسير بناءً على هذه القراءة الثانية مختلف فيه: حيث قيل: إن المأمور بذلك إبراهيم عليه السلام ومتبعوه ، وقيل: هو محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه وهو الأرجح لحديث عمر رضى الله عنه: "وافقت ربى فى ثلاث" وفيه "وقلت: يا رسول الله ، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت ((واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى))( )
قال ابن خالوية فى الحجة موجهاً القراءتين:(1/24)
الحجة لمن كسر أنهم أمروا بذلك ودليله قول عمر " أفلا نتخذه مصلى" فأنزل الله ذلك موافقاً به قوله ، والحجة لمن فتح أن الله تعالى أخبر عنهم بذلك بعد أن فعلوه. ثم قال: فإن قيل: فإن الأمر ضد الماضى ، وكيف جاء القرآن بالشئ وضده ؟ فقل: إن الله تعالى أمرهم بذلك مبتدئاً ، ففعلوا ما أمروا به ، فأثنى بذلك عليهم وأخبر به ، وأنزله فى العرضة الثانية.( )
ضوابط للوقف والابتداء يجب مراعاتها
وإلا أخل القارئ بالمعنى والتفسير
[ الضابط الأول ]
لا يجوز الوقوف على مالا يتم به المعنى.
هذه قاعدة عامة مجملة وتفصيلها " أنه لا يجوز أن يوقف على العامل دون المعمول ، ولا المعمول دون العامل ، وسواء كان العامل اسماً أم فعلاً أم حرفاً ، وسواء كان المعمول مرفوعاً أم منصوباً أم مخفوضاً ، عمدة أو فضلة ، متحداً أو متعدداً.
ولا يوقف أيضاً على الموصول دون صلته ، ولا على ما له جواب دون جوابه ، ولا على المستثنى منه قبل المستثنى ، ولا على المتبوع دون التابع ، ولا على ما يستفهم به دون ما يستفهم عنه ، ولا على ما أشير به دون ما أشير إليه ، ولا على الحكاية دون المحكى ، ولا على القسم دون المقسم به وغير ذلك مما لا يتم المعنى إلا به"( )
وقد مضت الأمثلة على ذلك فى أقسام الوقف.
[ الضابط الثانى ]
كلمة "كلا" وردت فى القرآن الكريم فى ثلاثة وثلاثين موضعاً منها سبعة للردع بالاتفاق وهذه يوقف عليها. وهى:
- ( عهدا. كلا )( ) ، (عزاً. كلا )( ) ، ( أن يقتلون. قال كلا )( ) ، ( إنا لمدركون. قال كلا)( ) ، (شركاء كلا )( ) ، ( أن أزيد. كلا)( ) ، ( أين المفر. كلا)( )
والباقى منها ما هو بمعنى حقاً قطعاً فلا يوقف عليه ، ومنها ما احتمل الأمرين أى الردع ومعنى حقاً قطعاً ففيه الوجهان.( )
وإذا استقرأنا هذه اللفظة فى القرآن الكريم فإننا سوف نجد أنها لم تذكر إلا فى النصف الثانى من القرآن الكريم وفى السور المكية فقط ولذلك قيل:(1/25)
وما نزلت "كلا" بيثرب فاعلمن
ولم تأت فى القرآن فى نصفه الأعلى
والسبب فى ذلك أن هذه الكلمة "كلا" تفيد الردع والزجر والرد على الكفار فيما يزعمون أو يدعون.
[ الضابط الثالث ]
كلمة "بلى" جاءت فى القرآن الكريم فى إثنين وعشرين موضعاً فى ست عشرة سورة وهى على أقسام ثلاثة:
الأول: لا يجوز الوقف عليها بالإجماع ، لتعلق ما بعدها بما قبلها وذلك كائن فى سبعة مواضع هى:
(بلى وربنا)( ) ، (بلى وعداً عليه حقاً)( ) ، (قل بلى وربى لتأتينكم)( ) ، (بلى قد جاءتك)( ) (بلى وربنا)( ) ، (قل بلى وربى)( ) ، (بلى قادرين)( )
الثانى: المختار فيه عدم الوقف ، وذلك فى خمسة مواضع هى:
(بلى ولكن ليطمئن قلبى)( ) ، ( بلى ولكن حقت)( ) ، (بلى ورسلنا)( ) ، (قالوا بلى)( ) ، (قالوا بلى قد جاءنا)( )
الثالث : المختار فيه جواز الوقف عليه وهى العشرة الباقية:
[ الضابط الرابع ]
قال ابن الجزرى : كل ما أجازوا الوقف عليه أجازوا الابتداء بما بعده.
[ الضابط الخامس ]
كل ما فى القرآن من "الذى" و "الذين" يجوز فيه الوصل بما قبله نعتاً ، ويجوز فيه القطع على أنه خبر إلا فى سبعة مواضع يلزم فيها القطع وهى قوله سبحانه:
( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه)( ) ، (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه)( ) ، (الذين يأكلون الربا)( ) ، (الذين آمنوا وهاجروا)( ) ، (الذين يحشرون)( ) ، (الذين يحملون العرش)( )
[ الضابط السادس ]
كلمة "نعم" وردت فى القرآن فى أربعة مواضع ، وضابط الوقف عليها وعدمه "أنه إن وقع بعدها واو لم يجز الوقف عليها وإن لم يقع بعدها واو فالمختار الوقف عليها ؛ لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها ، ومثال ذلك قوله تعالى:
((ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم فأذن …… ))( ) فالمختار هنا الوقف على "نعم" لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها ، حيث إنها من قول الكفار ، وما بعدها (فأذن) ليس من قولهم.(1/26)
وأما المواضع الثلاثة الباقية التى وردت فيها كلمة "نعم" فإنه لا يوقف عليها لكونها مرتبطة ومتعلقة بما بعدها ، وهى قوله تعالى :
1- (وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين. قال نعم وإنكم لمن المقربين)( )
2- و(قال نعم وإنكم إذاً لمن المقربين)( )
3- و(قل نعم وأنتم داخرون)( )،( )
وننتهى من هذه الدراسة إلى أن مراعاة مواضع الوقف والابتداء أمر من الأهمية بمكان بحيث إنه يجب مراعاته حتى لا يخل القارئ بالمعنى الذى يقصده القرآن الكريم ، وأن عدم مراعاة هذه المواضع يوقع كثيرا فى الحرج حيث يستحيل المعنى القرآنى عن مقصوده ، بل إنه يصل بالقارئ أحيانا إلى ما هو أبعد من الحرج كما عرفنا ذلك فيما مضى وفقنا الله تعالى إلى ما يحبه ويرضاه كما نسأله سبحانه أن يجنبنا الزلل وأن يوفقنا إلى حسن القول والعمل وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا ونور أبصارنا وقائدنا إلى الجنة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم0
---
(1/27)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أوراق دعوية للطباعة والتوزيع
---
أوراق دعوية للطباعة والتوزيع
---
محب الديار المقدسة
02-09-2006, 04:32 PM
هذه أوراق دعوية للطباعة والتوزيع من إعداد أخونا في الله أمير الدعوة
لتحميل الأوراق "مضغوطة ببرنامج winzip"
للتحميل (http://www.mqta.com/up/ar/mrdh2.zip)
- الملف يوجد به عدة مجلدات وورد صغيرة تحتوي على:-
- أبشر أيها المريض
- أسباب منسية تؤدي للشفاء بإذن الله
- الرقيةالشرعية
- ملخص شروط الدعاء وآدابه وأوقات وأماكن وأحوال وأوضاع يستجاب فيها
- كتاب حصن المسلم
- علاج الأمراض بالأدعية والرقى
- حصّن نفسك من الشيطان
وهي هنا في ملفات نصية قابلة للقراءة في الجوالات المتطورة - للنشر عبر البلوتوث -
إذا دخلت أحد المستشفيات فانشربالبلوتوث واحتسب الأجر
÷ حفظ الهدف باسم ÷ (http://www.mqta.com/up/ar/rar.rar)
لا تنسوا الدعاء لي
---
(1/28)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نبؤة من آية
---
نبؤة من آية
---
سليمان داود
05-28-2004, 08:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أقدم لكم اليوم هذه المشاركة التي أتمنى أن تنال القبول عند عقول متدبرة
هي عقول رواد ومشرفي هذا المنتدى المبارك
هذا المنتدى الذي يعتبر فتحا" جديدا" لو قورن بغيره من المنتديات
وجزاه الله خيرا" من كان له يدا" في انطلاق هذا المنتدى
وبعد :
أقدم اليوم آيه من كتاب الله الكريم هي ختام المسك في سورة الشعراء
وقد قرأت تفسير الطبري والقرطبي وابن كثير والسعدي
حول هذة الآية الكريمه
إلا أن في النفس لا زال شئ آخر
وطبعا كي لا أطيل الموضوع لم أورد هنا ماتحدث عنه المفسرين
ولأن هذه التفاسير بين أيدينا في أي وقت فلا حاجة للصقها مع الموضوع ؟؟؟؟
يقول تعالى
\وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ(224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)
إن الله سبحانه وتعالى يقسم الشعراء إلى قسمين أو نوعين ؟؟
الشعراء الذين يتبعهم الغاوون أو مانستطيع أن نسميهم في عصرنا بالشعراء الفاسقون
ولا أريد أن أطيل الحديث عن هؤلاء لأنهم كثر وأعجز عن تصنيفهم وتصنيف شعرهم وأنواع فسقهم
وقد لخص الله سبحانه وتعالى وهو رب البلغاء صفاتهم
أما النوع الثاني الذي جاء التفصيل عنهم بعد (إلا)
في الآية الأخيرة من سورة الشعراء هم من أود التحدث عنهم
وقد بين الله سبحانه وتعالى صفات هؤلاء الشعراء
فالصفة الأولى – الإيمان (إلا الذين آمنوا)
الصفة الثانية-- عمل الصالحات(1/29)
الثالثة – ذكر الله بكثرة وهذا لا يعني ذكرهم لله كثيرا" بشعرهم فقط
بل الذكر الذي نقوله دائما كمؤمنين
أما الصفة الرابعة – فهي الصفة الاعجازية لهؤلاء الشعراء المؤمنون العاملين الصالحات الذاكرين الله كثيرا
هذه الصفة الاعجازيه هي نصرهم بعد ظلم يقع عليهم؟؟؟؟
فهي بشرى لهم بالنصر ونبؤه بأنهم سوف يقع عليهم ظلما"ما
ولو تدبرنا الآيات قليلا" وعدنا إلى سيرة أي شاعر يتصف بهذة الصفات لوجدنا أنه تعرض إلى ظلم ما ؟؟
وليس بالضرورة أن يكون هذا الظلم من حاكم أو من مجتمع
فربما يظلم من خاصته المقربين منه؟؟
المهم أنه سيظلم وأنه سوف ينتصر بإذن الله
· *
والآية لم تنزل فقط من أجل حسان بن ثابت رضي الله عنه ورفاقه الذين كانوا بمثابة وزارة إعلام للرسول صلى الله عليه وسلم
وأستذكر قول رسول الله لحسان (قل أيدتك روح القدس)
كم هي مؤازرة من سيدي رسول الله لهذا الشاعر المؤمن الذاكر الله كثيرا العامل للصالحات بيده وقلبه ولسانه
وكم هو تلازم السيف والقلم كما يتلازم القول بالفعل
لكن الذي لفت انتباهي الشعراء المؤمنون القلة في عصرنا
وأعظم ظلم يتعرضوا له أنهم لا يسمح لهم بالظهور على وسائل الإعلام
فوسائل الإعلام للنوع الثاني؟؟؟ كأنها ملك لهم
أما هؤلاء المؤمنون حتى قصائدهم لا يجرؤا أن يمهروها بأسمائهم؟؟
بل بأسماء مستعاره على الأغلب
هل تعلموا لماذا ؟؟
لأنهم مظلومون دائما"
ولو كتبوا أسماءهم لطارت رؤوسهم ؟؟
أو تعرضوا للشراء ؟؟؟؟
ويا ويلهم لو رفضوا الصفقة
من المؤكد أنا لا أدعي إضافة على تفسير السابقين أو اللاحقين
لأنني وبكل بساطه لست أهلا" للتفسير
إنما هي رؤيه خاصة للآية الأخيرة من سورة الشعراء
فهل توافقوني الرؤيه أم هي تخيلات شاعر
والسلام عليكم ورحمة الله
---
(1/30)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > منظومة القواعد الفقهية إلقاء صلاح الهاشم.. رااااااااائعة لا تفوتكم..!!!
---
منظومة القواعد الفقهية إلقاء صلاح الهاشم.. رااااااااائعة لا تفوتكم..!!!
---
إمداد
03-04-2005, 09:35 PM
منظومة القواعد الفقهية إلقاء صلاح الهاشم.. رااااااااائعة لا تفوتكم..!!!
إليكم أحبتي في الله متن القواعد الفقهية كاملة إلقاء القارئ صلاح الهاشم
http://www.alhashem.net/
منظومة القواعد الفقهية للشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله ابن ناصر السعدي ((رحمه الله))
الحمدُ لله العلي الأَرفق وجامع الأشياء والمفرق
ذي النعم الواسعة الغزيرة والحكم الباهرة الكثيرة
ثم الصلاة مع سلام دائم على الرسول القرشي الخاتم
وآله وصحبه الأبرار الحائزي مراتب الفخار
اعلم هديت أن أفضل المنن علم يزيل الشك عنك والدرن
ويكشف الحق لذي القلوب ويوصل العبد إلى المطلوب
فاحرص على فهمك للقواعد جامعة المسائل الشوارد
فترتقي في العلم خير مرتقا وتقتفي سبل الذي قد وفقا
وهذه قواعد نظمتها من كتب أهل العلم قد حصلتها
جزاهم المولى عظيم الأجر والعفو مع غفرانه والبر
النية شرط لسائر العمل فيها الصلاح والفساد للعمل
الدِّينُ مبني على المصالح في جلبِها والدرء للقبائحِ
فإذا تزاحم عدد المصالحِ يُقدَّم الأعلى من المصالحِ
وضدُّه تزاحمُ المفاسدِ فارْتَكِب الأدنى من المفاسد
ومن قواعد شرعنا التيسيرُ في كل أمر نابَهُ تعسيرُ
وليس واجب بلا اقتدار ولا مُحَرَّم مع اضطرارِ
وكل محظور مع الضرورة بقدر ما تحتاجه الضرورة
وترجع الأحكام لليقين فلا يزيل الشكُ لليقين
والأصل في مياهنا الطهارة والأرض والسماء والحجارة
والأصل في الأبضاع واللحوم والنفس والأموال للمعصوم
تحريمها حتى يجيء الحل فافهم هداك الله ما يُمل
والأصل في عاداتنا الإباحة حتى يجيء صارف الإباحة(1/31)
وليس مشروعا من الأمور غيرُ الذي في شرعنا مذكور
وسائل الأمور كالمقاصد واحكم بهذا الحكم للزوائد
والخطأ الإكراه والنسيان أسقطه معبودنا الرحمن
لكن مع الإتلاف يثبت البدل وينتفي التأثيم عنه والزلل
ومن مسائل الأحكام في التبع يثبت لا إذا استقل فوقع
والعرف معمول به إذا ورد حكم من الشرع الشريف لم يحد
معاجل المحظور قبل آنه قد باء بالخسران مع حرمانه
وإن أتي التحريم في نفس العمل أو شرطه فذو فساد وخلل
ومتلف مؤذيه ليس يضمن بعد الدفاع بالتي هي أحسن
وأل تفيد كل في العموم في الجمع والأفراد كالعليم
والنكرات في سياق النفي تعطي العموم أو سياق النهي
كذلك من وما تفيدان معًا كل العموم يا أُخيَّ فاسمعا
ومثله المفرد إذ يضاف فأفهم هديت الرشد ما يضاف
ولا يتم الحكم حتى تجتمع كل الشروط والموانع ترتفع
ومن أتى بما عليه من عمل قد استحق ما له على العمل
ويفعل البعض من المأمور إن شق فعل سائر المأمور
وكل ما نشأ عن المأذون فذاك أمر ليس بالمضمون
وكل حكم دائر مع علته وهي التي قد أوجبت لشرعيته
أو عكسه فباطلات فاعلما إلا شروطا حللت محرما
وكل شرط لازم للعاقد في البيع والنكاح والمقاصد
تستعمل القرعة عند المبهم من الحقوق أو لدى التزاحم
وإن تساوى العملان اجتمعا وفعل إحداهما فاستمعا
وكل مشغول فلا يشغل مثاله المرهون والمسبل
ومن يؤد عن أخيه واجبا له الرجوع إن نوى يطالبا
والوازع الطبعي عن العصيان كالوازع الشرعي بلا إفطان
والحمد لله على التمام في البدء والختام والدوام
ثم الصلاة مع سلام شائع على النبي وصحبه والتابع
منقول
---
(1/32)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > إقتراح ... تخصيص قسم لتصحيح وسماع تلاوة الأعضاء
---
إقتراح ... تخصيص قسم لتصحيح وسماع تلاوة الأعضاء
---
طالب العلم1
03-27-2006, 02:02 PM
أرجو من السادة المشرفين تخصيص قسم من المنتدى عن طريق برمجة قاعة كلام مسموع room talk بغية تعليم أحكام تلاوة القرآن تطبيقا ومشافهة... والله المستعان ومنه الأجر والمثوبة.
---
مصطفى علي
10-31-2006, 06:44 PM
أكيد مكلف من حيث الوقت للمشرفين ولكنه بصراحة أجدر أن يكون في منتدى خاص بالتجويد
---
عبدالرحمن الشهري
11-01-2006, 05:58 AM
رأي الأستاذ مصطفى علي صواب وفقه الله . وإن كنا نتمنى القيام بذلك لما فيه من الخير والأجر ، غير أنه يستهلك وقتاً لا يتوافر حالياً للقائمين على الموقع . وهناك مواقع كثيرة للتجويد والقراءات تعنى بهذا الجانب .
---
خالد البكري
12-25-2006, 11:03 PM
أنا أضم صوتي لصوت طالب العلم
---
(1/33)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ثبت بمؤلفات الشيخ بكر أبو زيد وماحققه وأشرف عليه من الرسائل
---
ثبت بمؤلفات الشيخ بكر أبو زيد وماحققه وأشرف عليه من الرسائل
---
الراية
09-07-2003, 01:17 AM
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خير الانبياء والمرسلين
ومن اتبع هداه الى يوم الدين
أما بعد:-
فقد جمعت هنا ما وقفت عليه من اسماء الكتب التي خطتها يراع الشيخ بكر أبو زيد ، أو الكتب التي حققها ، أو الرسائل العلمية التي أشرف عليها...
ورأيت ذلك من أقل ما يجب للشيخ على طلاب العلم وفاء بحقه وعرفاناً بجميله...
فاللهم احفظ الشيخ بكر وارفع عنه البأس وامتعه بالصحة والعافية...
آمين.
وأحب أن ادعو من وجد كتاباً أغفلت ذكر اسمه هنا او رسالة اشرف عليها الشيخ مما لم اذكره أيضاً أن يتمم العقد بها لتكتمل خرزاته ويحلو منظره...
والله الموفق سبحانه
---
الراية
09-07-2003, 01:29 AM
أولا / الكتب التي ألفها الشيخ بكر أبو زيد…حفظه الله
1)الحدود والتعزيرات عند ابن القيم:دراسة ومقارنة ( مجلد واحد)
وهي رسالته الماجستير عام 1400هـ من المعهد العالي للقضاء.
وقد طبعت في دار العاصمة
2)أحكام الجناية على النفس وما دونها عند ابن قيم الجوزية: دراسة و موازنة (مجلد واحد)
وهي رسالته للدكتوراة عام 1402هـ من المعهد العالي للقضاء ، وقد طبعت عند مؤسسة الرسالة
3)فقه النوازل قضايا فقهية معاصرة : التشريح و زارعة الأعضاء ، المرابحة ، حق التأليف ، الحساب الفلكي ، البوصلة ( مجلدان )
4) طبقات النسابين (مجلد)
5) تصحيح الدعاء ( مجلد ) ، وطبع جزء من هذا الكتاب مستقل باسم: السبحة : تاريخها و حكمها(غلاف)
6)المدخل المفصل إلى فقه الإمام احمد بن حنبل و تخريجات الأصحاب (مجلدان)
تقديم: محمد الحبيب ابن الخوجة .
7)خصائص جزيرة العرب ( غلاف )(1/34)
8)تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال ( غلاف )
9)حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية ( غلاف )
10)التعالم وأثره على الفكر والكتاب ( غلاف )
11)حلية طالب العلم ( غلاف ) طبع مرار
12)معجم المناهي اللفظية ( مجلد )
13)موارد ابن قيم الجوزية ( مجلد )
14)ابن قيم الجوزية – حياته وآثاره وموارده- ( مجلد )
15)النظائر – التراجم الذاتية ، التحول المذهبي ، العُزاب ، لطائف الكلم في العلم – ( مجلد )
16)لا جديد في أحكام الصلاة بزيادة عدم مشروعية ضم العقبين في السجود ( غلاف )
17)دعاء القنوت ( غلاف )
18)مرويات دعاء ختم القرآن وحكمه داخل الصلاة وخارجها ( غلاف )
19)العلامة الشرعية لبداية الطواف ونهايته ( غلاف )
20)تسمية المولود : آداب و أحكام( غلاف )
21)الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان ( غلاف )
22)حراسة الفضيلة . طبع مرار ( غلاف )
23)بدع القراء القديمة والمعاصرة ( غلاف )
24)تغريب الألقاب العلمية ( غلاف )
25)درء الفتنة عن أهل السنة –تقديم الشيخ ابن باز - ( غلاف )
26)تصنيف الناس بين الظن واليقين ( غلاف )
27)جزء في مسح الوجه باليدين بعد رفهما للدعاء ( غلاف )
28)عيد اليوبيل بدعة في الإسلام( غلاف )
29)براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة – تقديم الشيخ ابن باز - ( غلاف )
30)أدب الهاتف ( غلاف )
31)بطاقة الائتمان حقيقتها البنكية التجارية وأحكامها الشرعية. ( غلاف )
32) المثامنة في العقار – نزع ملكيته للمصلحة العامة. ( غلاف )
33)فتوى جامعة في العقار. ( غلاف )
34)بطاقة التخفيض حقيقتها التجارية وأحكامها الشرعية ( غلاف )
35)فتوى جامعة في التنبيه على بعض العادات و الأعراف القبلية
المخالفة للشرع المطهر ( غلاف )
36)الأجزاء الحديثية : الحوالة ، مسح الوجه باليدين ، زيارة النساء للقبور ، حديث العجن ، مرويات دعاء ختم القرآن (مجلد)(1/35)
37)حد الثوب و الأزرة و تحريم الإسبال و لباس الشهرة( غلاف )
38)أذكار طرفي النهار (كتيب صغير )
39)هجر المبتدع (غلاف)
40)التأصيل لأصول التخريج و قواعد الجرح و التعديل (مجلد)
41)الردود (مجلد)
42)آداب طالب الحديث من : " الجامع " للخطيب / انتقاء (غلاف)
43)معرفة النسخ و الصحف الحديثية ( غلاف ،300صفحة تقريباً)
44)الرقابة على التراث (غلاف)
45)التمثيل : حقيقته ، تاريخه ، حكمه (غلاف)
46)التحديث بما قيل : لا يصح فيه حديث(غلاف)
47) الرد على المخالف من أصول الإسلام(غلاف)
48)التحذير من مختصرات محمد علي الصابوني في التفسير(غلاف)
49)جزء في كيفية النهوض في الصلاة وضعف حديث العجن(غلاف)
50)المواضعة في الاصطلاح على خلاف الشريعة و افصح اللغى : دراسة و نقد
51)التقنين و الإلزام : عرض و مناقشة (غلاف)
52)جبل إلال بعرفات : تحقيقات تاريخية و شرعية (غلاف)
53)المدارس العالمية الأجنبية – الاستعمارية..تاريخها ومخاطرها (غلاف)
وبعض هذه الكتب موجود على الانترنت
اضغط هنا لتراها (http://www.saaid.net/Warathah/bkar/index.htm)
---
الراية
09-07-2003, 01:32 AM
ثانيا / الكتب التي حققها الشيخ بكر أبو زيد…حفظه الله
1) هداية الأريب الأمجد لمعرفة أصحاب الرواية عن أحمد / تأليف سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان…..تاريخ النشر:1418هـ
2)السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة / تأليف محمد بن عبد الله بن حميد
حققه الشيخ بالاشتراك مع عبد الرحمن بن سليمان العثيمين….1416هـ
3)عقيدة السلف : مقدمة ابن أبى زيد القيرواني لكتابة الرسالة….1414هـ
4)بلغة الساغب و بغية الراغب تأليف فخر الدين أبي عبد الله محمد بن أبى القاسم محمد بن الخضر ابن تيمية….تقديم/ محمد الحبيب ابن الخوجة….تاريخ النشر:1417هـ(1/36)
5)" فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد " للشيخ حامد بن محمد بن حسن بن محسن -رحمه الله تعالى- طبع في مطبعة القرآن والسنة في الهند سنة (1317هـ) في (161) صفحة ، ثم نشرته دار المؤيد في الرياض سنة 1417هـ في مجلد بتحقيق وتعليق الشيخ بكر أبو زيد
---
الراية
09-07-2003, 01:35 AM
ثالثا / الرسائل العلمية التي أشرف عليها الشيخ بكر أبو زيد…حفظه الله
1) التأخير وأحكامه في الفقه الإسلامي:دراسة مقارنة
للشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى ،
دكتوراه من المعهد العالي للقضاء1415هـ
2) الوساطة التجارية في المعاملات المالية
للشيخ عبد الرحمن بن صالح الأطرم ،
دكتوراة من كلية الشريعة بالرياض 1408هـ [ طبعت]
3) فضائل الأوقات / لأبي بكر احمد بن الحسين البيهقي ؛
دراسة و تحقيق سلطان بن عبد المحسن بن عبد العزيز الخميس ؛ 1410هـ
وهذا ملف مرفق بها جميعاً
---
الراية
09-07-2003, 01:58 PM
ويضاف إلى ما حقق الشيخ بكر أبو زيد - حفظه الله - العناوين التالية
- الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث ، تأليف : أحمد بن عبدالكريم العامري الغزي (ت 1143 ) - رحمه الله - ، نشر دار الراية الطبعة الثانية 1413 ( غلاف ) .
2- الربا والمعاملات المصرفية في نظر الشريعة الإسلامية ، تأليف : الشيخ عمر المترك (ت1405 ) رحمه الله ، دار العاصمة 1414( مجلد ) .
3- تراجم لمتأخري الحنابلة ، تأليف : الشيخ سليمان بن حمدان (ت1397 ) رحمه الله ، دار ابن الجوزي ( مجلد ) 1420 .
(افادني بها احد الاخوة جزاه الله خير )
---
عبد الحميد العرفج
09-25-2003, 10:15 AM
مما ألفه الشيخ :
المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها من أعمال ( دار عالم الفوائد 1422هـ).
ما أشرف عليه الشيخ من الكتب :
1. جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية ، تحقيق : محمد عزير شمس .
2. الجامع لسيرة ابن تيمية خلال سبعة قرون : محمد عزير شمس + علي العمران(1/37)
3. المنهج القويم في اختصار اقتضاء الصراط المستقيم ، تحقيق : علي العمران
4. مختصر الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية ، تحقيق علي العمران .
---
(1/38)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > لاستقبال أسئلتكم في الحاسوب
---
لاستقبال أسئلتكم في الحاسوب
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 09:58 AM
http://www.absba.org/vb/forumdisplay.php?f=1 (http://www.absba.org/vb/forumdisplay.php?f=1)
http://www.alsayra.com/vb/forumdisplay.php?f=33 (http://www.alsayra.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
http://edu.arabsgate.com/index.php? (http://edu.arabsgate.com/index.php?)
http://www.damasgate.com/vb/forumdisplay.php?f=9 (http://www.damasgate.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
http://www.bramjnet.com/vb3/index.php (http://www.bramjnet.com/vb3/index.php)
---
فاختة
08-09-2006, 03:02 PM
كيف أمسح كل كلمات البحث من القائمة التي تظهر عند كتابة مفردات البحث في برنامج جوجل
---
أبو عبدالله الأثري
08-09-2006, 03:23 PM
كيف أمسح كل كلمات البحث من القائمة التي تظهر عند كتابة مفردات البحث في برنامج جوجل
أشري على ما تريدين مسحه بالفأرة ثم اضغطي على زر delete
أو: من الأعلى خيار أدوات - خيارات إنترنت - محتوى - إكمال تلقائي - ثم مسح النماذج
---
فاختة
08-11-2006, 02:31 PM
شكرا لقد نجحت الطريقة
بارك الله فيكم
---
أحمد بزوي الضاوي
09-13-2006, 12:19 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
لا يخفى عليكم أهمية تحويل الكتب العادية إلى كتب إالكترونية بالمعنى التقني الاحترافي ، و من ثم فإني أسأل عن البرامج المساعدة في مجال تخصص التفسير و علوم القرآن ، مع الشرخح . و ذلك خدمة لهذا العلم الشريف .
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
سامي عبدالعزيز
09-13-2006, 07:56 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(1/39)
وتفضل هذا البرنامج http://www.absba.org/vb/showthread.php?t=177349&highlight=%C7%E1%C7%E1%DF%CA%D1%E6%E4%ED%C9
---
الجعفري
01-23-2007, 11:05 PM
استاذنا الفاضل سامي:
لدي سؤال وأريد الإجابة بالبرهان لو تكرمت : هل كثرة فرمتة الحاسب فعلاً تتلفه وتؤثر على أدائه وعلى القرص الصلب ؟
أم لا؟ لأني سمعت في ذلك قولين متضادين .
وفقك الله
---
سامي عبدالعزيز
01-31-2007, 05:38 PM
أنقل لك نصحية أحد مهندسي الحاسوب وهو متخرج من أحد كليات الحاسوب : كثرة فرمتة الحاسب تؤدي لأصابة الهارد بباد سيكتور
والله أعلم .
---
د.خضر
02-27-2007, 03:42 PM
هل من برنامج لتحويل ملفات PDF إلى وورد ؟
علما أنني جربت اكثر مكن برنامج فيحول ولكن بدون أن يثبت أي كلام في أية صفحة ، ولسيادتكم أن تجرب
البرنامج الذي نتوسم فيكم أن تعرفونا إياه أن تجربه على كتاب من كتب موقع الوقفية لتنظر ماذا ترى.
---
سامي عبدالعزيز
03-14-2007, 06:36 PM
البرامج التي من هذا النوع هى برامج للأسف فاشلة مع اللغة العربية
---
ناصر
03-14-2007, 11:16 PM
هل من Arabic Text Editor أحسن الله إليكم.
---
سامي عبدالعزيز
03-15-2007, 03:39 PM
http://www.download.com/Arabic-Editor/3000-2383_4-6878595.html?tag=lst-0-1
---
ناصر
03-15-2007, 10:45 PM
نعم, أحسن الله إليكم.
كنت جربت ذاك فيما مضى و ما أعجبني, بصراحة لا أتذكر السبب.
---
(1/40)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > اصول التفسير للعلامة عبد الرحمن بن القاسم النجدي
---
اصول التفسير للعلامة عبد الرحمن بن القاسم النجدي
---
ابن عبد الوهاب السالمى
04-16-2004, 11:58 PM
هذة رسالة الأصول التفسير الشيخ العلامة عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي
اقدمها هدية لاخوني اهل المنتدي
---
فيصل القلاف
04-24-2004, 10:01 PM
السلام عليكم أخي الفاضل ورحمة الله وبركاته
فقد قرأت الرسالة القيمة التي أضفتها مشكوراً، لكن أظن أن فيها سقطاً، خاصة في فصل الاختلاف في التفسير، ولم أجد الرسالة في المكتبات عندنا، فهل تكرمت فراجعتها، وبينت لنا هل هي كاملة أم منقوصة.
ولك الأجر من ربك أولاً، ثم الشكر مني وإخواني ثانياً.
---
(1/41)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بدء شبكة التفسير والدراسات القرآنية . سجل رأيك وفقك الله
---
بدء شبكة التفسير والدراسات القرآنية . سجل رأيك وفقك الله
---
عبدالرحمن الشهري
02-18-2004, 10:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فقد بدأ موقعكم الذي وعدناكم به شبكة التفسير والدراسات القرآنية مع بداية العام الهجري الجديد 1425هـ ، بعد مرور عام على بدء ملتقى أهل التفسير. نسأل الله أن يجعل أعمارنا جميعاً معمورة بطاعته ، وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل.
نرجو منكم جميعاً وفقكم الله التكرم بالنظر في الموقع بعد الإضافات التي تمت ، وتسجيل ملاحظاتكم حول الموقع من جوانبه المختلفة ، لنصل بالموقع جميعاً إلى المستوى اللائق بالعلم الشريف الذي يدور حوله.
وأشكر المشرفين على هذه الشبكة لما بذلوه من جهد لإنجاح العمل في وقته المحدد ، وأخص بالشكر أخي الكريم الدكتور مساعد الطيار وفقه الله على جهده الواضح ، وأخي الكريم الشيخ محمد القحطاني (أبي مجاهد العبيدي) وفقه الله ، وأخي الكريم الشيخ أحمد البريدي وفقه الله ، وجزاكم الله جميعاً خيراً أيها الأعضاء الكرام ، فقد كان لكم أعظم الأثر في دفعنا للعمل ، وسامحونا إذا وجدتم خللاً هنا أو هناك ، وهو واقع لا محالة ، فاحملونا على محمل العذر الواسع رحمكم الله وغفر لكم.
ستكون أراؤكم ومقترحاتكم محل العناية والاهتمام ، فلا تبخلو علينا ، وليكن ملتقى أهل التفسير محلاً لنقاش ما يستحق المناقشة من موضوعات الشبكة المختلفة.
شبكة التفسير والدراسات القرآنية (http://www.tafsir.net)
---
عبدالله بن بلقاسم
02-23-2004, 09:17 PM
نحو أفق العالمية
.........في الخطوة الثانية
ليسيرن الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه(1/42)
نص نبوي يمزق شرنقة الانحباس،ويمد جغرافيا التفكير ، ويتأبى على قيد الظرف، ويرفض إملاءات الدعة، إنه ينقل خبابا رضي الله عنه من محرقة مكة ليضعه في سياق الدولة الآمنة التي تحتضن صنعاء وأبين، ويأخذ بطرفه بعيدا عن سوداوية الآن،إلى ضياء القريب الذي تبنيه عزائم الرجال، وتتقحمه همم الأبطال،
لقد احمر وجه الرسول صلى الله عليه وسلم حين رأي الكيات قد أصابت عزيمة ابن الأرت، وألم لها أكثر من ألمه من خطوط العذاب التي رسمت على الجسد المؤمن.
لقد أقام بهذه الكلمة رواقا من التفاؤل شد بأطناب اليقين، وأفسح المدى لعيون التلاميذ حتى تخترق حدود الأفق الحسي إلى آفاق بعيدة تصلها المطايا الابية،
موقف الرسول في ظلال البنية المشرفة مع الصاحب المعذب، رسالة النجاح للعاملين في الدعوة في العالم اليوم
الصبر والأمل، والأفق البعيد،
وللحقيقة فقد لاحت غمامة من الحزن في سماء الفرح ونحن نحتفل بالخطوة الثانية،لشبكة التفسير
أزجاها إلى أفق الروح ما يبدو كإطلالة أسوار من التخصصية، وقضبان من الاحتكار العلمي،وموجة من الرغبة في رسم حدود للناهلين من مورد القرآن،
إن الأقسام الجامعية حفرت بلاريب خنادق دون العلوم وادعت دهرا أنها المتحدث الرسمي باسم تلك التخصصات،ونظرت بازدراء إلى النابغين وهم يعبرون مدى الإبداع، واكتفت بنشوة خمرية سرابية يعيش فيها ما يسمونه ب (المتخصص)
نعم إن فتنة التخصص ليس داء لأقسام التفسير وحدها، لكن المأزق الخطير لها أنها إن ادعت ذلك فرضت وصاية على فهم كتاب الله، وانتزعت بغير حق امتياز الانتفاع بالكتاب العظيم الذي قال الله فيه ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
أنا لا أهاجم أصول التفسير أو قواعده أو شروط المفسر
كما ليس قصدي الحط من العناية بفن من فنون العلوم(1/43)
لكني كغيري من المسلمين يرفضون استحواذ أي أحد كائنا من كان سواء كان فردا أو هيئة علمية ،يرفضون استحواذهم على أحقية التفسير بسبب الرتبة الاكاديمية أو التخصص، فمن ملك الآلة فمن حقه الذي جعله الله له أن ينتفع بكلام ربه، وأن يعيش معه ، وأن تطيب حياته به،
إن أي محاولة لتقنين التفسير ضمن تلك الأغلال الأكاديمية هو صد عن كتاب الله الذي يسره للذكر وكان بلسان عربي مبين
ونا أعرف المشرف العام ولا أزكية بعيدا عن التشبع، مبغضا للتزيد، يثمن الجهد لذاته بعيد عن الأوصاف الأكاديمية، أو النياشين التخصصية،
فقيمة المرء ما يحسن ، ولذا فإني أنادي باسمي وباسم من ينيبني من المستفيدين من الموقع أن يقفز الموقع بمشرفيه الأكارم فوق نطاق الأكدمة المملة ، وليضيئوا بهذا التفسير قلوب ودروب العالم،
وأن ينهجوا نهجا قوامه أن يفهم الناس عن ربهم، وأن يفقهوا خطاب مولاهم، وأن يعينوهم على تدبره والعمل به والاستغناء بحلاوته،
وأن يكون موقعا عالميا لكل أحد يريد أن يفهم آية من القرآن مهما كان مبلغه العلمي
وأن ينفخ في الشبكة روح الخشوع الذي يهز قلوب القارئين، ويستجيش دموع الناظرين،
لن نرضى أن يتحول الموقع إلى قسم أكاديمي ، فهو لنا جميعا، ومن أراده كذلك فليعد إلى الأسوار
خاتمة:
جزاك الله خيرا يا أبا عبدالله ، والله إن الحرف ليعجز أن يعبر عن روعة الموقع وجماله وفرحي به
---
عبد الله الخضيري
02-23-2004, 09:51 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولاً أهنئ نفسي و إخواني بهذه البداية الموفَّقة المطورة
و أشكر الله تعالى الذي هيأ هذا الملتقى ،
مثنياً بجهود و كلمات و أعمال الشيخ الكريم / أبي عبد الله عبد الرحمن الشهري .
وموصول الشكر للأعضاء و المشرفين
و الله يتولى الجميع بحفظه
---
أحمد البريدي
02-23-2004, 10:18 PM(1/44)
شكر الله لك ابا عبد الله , ومن باب إعادة الفضل لأهله فالموقع هو جهدك وفقك الله , وأنت تعلم أنني لم أطلع على الموقع إلا يوم إطلاقه , اسأل الله أن ينفع به كما نفع بأصله .
---
أبو الجود
02-23-2004, 10:34 PM
الأخوة الأفاضل الكرام يعجز اللسان عن الشكر فجزاكم الله خيرا وفقكم الله و أعانكم و يسر أموركم و جعل ما تبذلون من وقت و جهد في ميزان الحسنات يوم القيامة و أرجو أن نجد في الأيام القادمة من الكتب النافعة الكثير مثل المصباح للشهرزوري بتحقيق الدكتور الدوسري و غيرها بارك الله فيكم و أسعدكم في الدنيا و الآخرة كما أسعدتمونا
---
ابن العربي
02-24-2004, 09:00 AM
تبارك الله تبارك الله
جزاكم الله خيراً وتقبل الله منا ومنكم
أسأل الله العظيم رب العرش المجيد أن يجعل عملكم هذا خالصاً لوجهه الكريم تلقونه يوم الدين
آمين وصلى الله على نبينا محمد
---------------------------------
أخوكم ابن العربي
---
خالد الباتلي
02-24-2004, 04:45 PM
نحمد الله تعالى ، ثم نشكركم على هذا الجهد الذي يسر الناظرين ، ولاشك أن وراء ذلك عملا دؤوبا ، وجهدا متواصلا ، أثمر هذه الشبكة التي جمعت هذه النفائس ، وحق لنا أن نقول : كل الصيد في جوف ( الشبكة ) .
---
أبو صفوت
02-25-2004, 12:28 PM
جزاكم الله خيرا
مجهود رائع وعمل متقن وقلوب نحسبها مخلصة . نفع الله بكم وسدد على الخير خطاكم
---
المحرر
02-26-2004, 06:37 AM
بارك الله فيكم ؛ جهد مشكور .
---
المنذر
02-26-2004, 03:42 PM
جزاكم الله خيرا ... وبارك في خطاكم ..
---
ياسر الشهري
02-28-2004, 07:03 AM
جزاكم الله خيرا
مجهود رائع وعمل متقن وقلوب نحسبها مخلصة . نفع الله بكم وسدد على الخير خطاكم
---
محمد الربيعة
02-28-2004, 10:19 PM(1/45)
يكفي هذا الجهد شهادة سمعته التي طارت حتى تجاوزت المتخصصين في قسم القرآن وعلومه إلى أعضاء بارزين في تخصصات أخرى ، ويكفي شهادة لهذه الشبكة أنها حملت نفائس ودرراً ولم تحمل سمكاً وحوتا ، جهد نعده مشروع العمر لك أبي عبد الله والأخوة معك ، سدد الله الخطى وبارك بالجهود ونفع بالمجهود وكتب عظيم الأجر والمثوبة ، وسيروا في سفينة القرآن أنتم قبطانها ونحن من صياديها بإذن الله .
---
قالون
02-29-2004, 10:48 AM
جزاكم الله خيرا أهل القرآن .. ونفع بكم .. وفكرة رائعة ..
---
خالد الشبل
02-29-2004, 10:02 PM
بارك الله في جهودكم ، والعبارات ربما قصّرت في إيفائكم حقكم من الشكر والثناء . للجميع باقة فواحة من التحيات .
---
أبو محمد أشرف
03-03-2004, 07:42 AM
أسأل الله تعالى أن يعلي مقام القائمين على هذا الموقع المتميز وأن يبارك في جهودهم .
فخيركم من تعلم القرآن وعلمه .
وبهذه المناسبة أتقدم باقتراح للإخوة المشرفين على الموقع يتلخص في نقطتين :
الأولى : عمل قسم خاص لتنحميل كتب ومراجع التفسير وعلوم القرآن التراثية والمعاصرة وكذا الصوتية والمرئية , بحيث يصبح الموقع مرجعا معتمدا وهاما في هذا الشأن .
الثانية : - وهي عندي أهم من الأولى _ جمع أقول المفسرين في مكان واحد بحيث تجمع باختصار على كل آية وذلك ضمن مشروع منظم وبعنوان " الجامع المختصر لأقوال المفسرين "
بحيث تجمع أقوال المفسرين مختصرة وتصنف حسب قوتها وتوضع تحت كل آية ويبين الراجح والمرجوح والشاذ منها ؛ وذلك وفق خطة تطرح للمناقشة بين اللمشرفين والأعضاء .
وفي رأي الخاص باختصار :
- يطرح المشرف آية لمدة أسبوع يوم الجمعة مثلا .
- ثم يضع السادة الأعضاء وفق نظام محدد من المشرفين جميع الأقوال لعشرات المفسرين طيلة هذا الأسبوع
وبالتالي سيجتمع لدينا بعد مدة تفسير جامع شامل لأقوال المفسرين لكل آية من كتاب الله .
ومن مميزات هذا المشروع :(1/46)
1- التعاون على البر والتقوى وشغل الأعضاء بالخير في مطالعة التفاسير المتنوعة
2- تيسير تقديم أقوال المفسرين للقارئ والباحث
3- بيان الراجح والمرجوح منها والإشارة للشاذ
4- تيسير الجمع لعمل كبير يصعب على الأفراد جمعه .
أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن وأن يجعله حجة لنا لاعلينا .
---
عبدالرحمن السديس
03-06-2004, 10:22 PM
جهد مشكور .. جزاكم الله خيرا
لكن زوار الموقع قليل ! بالنسبة لغيره .. ، وكذلك أعضاءه ..
هذا مع قوة الملتقى ، وقوة ما يطرح فيه ،
ولعل السبب ، والله أعلم عدم علم الكثيرين به ، .. فلو ينظر في طريقة ، أو أخرى للدعاية للموقع ليكثر الزوار والأعضاء ، وتكثر المواضيع ، والفوائد ...
---
فهد الناصر
03-07-2004, 06:26 AM
جهد مشكور أخي الكريم عبدالرحمن الشهري نفع الله بكم . وقد دهشت لهذا الإنجاز العلمي المتميز الذي يغبط عليه القائمون عليه ، والمنتفعون به على حد سواء.
وأسأل الله أن يرزقنا وإياكم حسن القصد ، وإخلاص النية.
أتوقع لهذا الموقع إن استمر على هذا المنهج أن يغير كثيراً من المفاهيم الخاطئة عن الانترنت والمنتديات الحوارية ، وأن يخرج بالتخصصات العلمية إلى أفق العالمية كما ذكر أخي عبدالله بلقاسم في تعقيبه ، وأنا أتفق معه على عدم السير بهذا الملتقى ولا الشبكة في طريق التخصص الأكاديمي الضيق ، والانفتاح على كل ما ينفع ويفيد وهذا هو الظن بكم أخي عبدالرحمن أنت وجميع المشايخ الكرام القائمين على هذا المشروع العلمي الرائد.
أخوكم
فهد
---
الطالب المبتدئ
03-11-2004, 05:14 AM
أظن أن إضافة الموقع لمحركات البحث العالمية سوف يزيد أعداد الداخلين له والمستفيدين أيضاً
---
ابن الشحي
03-15-2004, 09:34 AM
أسأل الله جل وعلا أن يجزي القائمين على هذا الموقع المبارك خير الجزاء.
بعد تصفحي لهذا الملتقى أثلج صدري ما رأيت فهو فريد في طرحه وأسلوبه ويسد حاجة عند كثير من طلبة العلم.(1/47)
ياحافظ القرآن رتِّل آيه = فالكل أنصَتَ للتلاوةِ مُطرِقَاً
نبِّه بآي الذِّكرِ سمعاً غافلاً = وافتح به قلباً مريضاً مغلَقَاً
واصدع به في العالمين مجلجِلاً = واصدح به فوق الغيوم محلِّقاً
ليزولَ صوتُ المبطلين ويصمتوا = ويكفُّ طيرُ غرابِهم أن ينعقَا
عطِّر بآياتِ الكتابِ سماءنا = و انشر عبيراً في الفضاء معتَّقَاً
واجعله نبراساً تسير بهديهِ = وارفع بهِ في الخافقينِ البيرقَا
واحرص على الإخلاصِ في تعليمهِ=كي لا تسعَّر في الجحيمِ وتُحرَقَا
---
الخطيب
03-23-2004, 07:06 AM
في عالم استحالت فيه الثوابت إلى متغيرات ، وهفت فيه نفوس القوم وقلوبهم إلى الفانيات ، يبرز فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى كالنور في الظلام نذروا أنفسهم لخدمة كتاب ربهم فإليه صرفت أوقاتهم وأعمالهم يرجون بذلك رحمة ربهم ويخافون عقابه
فتحية لك أخي عبد الرحمن الشهري ولصحبك الكرام ، جهد مشكور ، وعمل مأجور ، وتجارة لن تبور ، ولكننا إلى المزيد نطمع ، وإلى الأمام ندفع ، فمن نجاح إلى نجاح بعون الله ، غفر الله لنا تقصيرنا معكم وجزاكم عنا كل خير
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2004, 03:21 PM
الحمد لله أجزل الحمد وأوفاه.
شكر الله لكم أيها الإخوة الكرام ، من تفضل وكتب ، ومن مر وصبر وقرأ ، فإن نجاح هذه الشبكة لن يتم بدونكم. والمشرفون على هذه الشبكة يسعدون بكل كلمة تكتب في النقد والنصح والتوجيه ، وقد كررنا هذا مراراً ، وسنكرره ما شاء الله !(1/48)
وأما ما تفضل به أخي الحبيب عبدالله بلقاسم ، فأقول له ، أتفق معك في كل ما ذكرته ، وما كان هذا الموقع ليحتكر العلم لا في التفسير ، ولا في غيره ، ونحن لا ندعي لأنفسنا حقاً نذود الناس عنه ، ولا سيما فيما يتعلق بكتاب الله وكلامه ، الذي تعبد الله به كل مسلم ومسلمة ، بل إننا لنفرح بأمثالكم فرح الغريب بأوبةٍ وتلاقِ - كما قال حافظ ، وما عنينا بالتخصص المرادف للأكاديمية ، وإنما حرصنا على عدم التشتت في أصناف العلوم ، حتى لا ننقطع ، وحتى لا يطمع فينا كل سائل ، ليس رغبة عن إجابته وإفادته ، ولكن اعترافاً منا بقلة العلم ، وتوسيعاً لباب العذر ، فمتى وُجد فينا من يجيب السائل على سؤاله ، مهما كان نوع السؤال وفنه ، فرحنا بالإجابة ، وعددناه علماً نافعاً ننتفع به ، غير أننا نخشى من بقاء السؤال معلقاً يشكو إلى الله هجر الزائرين له ! فهذا عذرنا أخي أبا محمد من قولنا (شبكة علمية متخصصة) !
كما إنا نعني بها أن الشبكة تختص بهذا اللون من العلم ، ولم نمنع طلاب العلم من كل التخصصات والمعارف من المشاركة معنا بعلمهم ، ومناقشتهم ، وإبداء آرائهم فيما يرونه في هذه العلوم ، وقد وردتنا رسائل كثيرة من كثير من الإخوة المسلمين ، تبارك هذا العمل ، وتشير إلى أنه قد قرَّبَ ما كان يظن بعيداً من الدراسات القرآنية للجميع ، وهذا من أجل الأهداف التي نسعى إليها.
ونيل الفائدة متاح لكل أحد ، ولا أقول كل مسلم ، فربما تصفح هذا الموقع من لا يدين بالإسلام ، ونحن نرجو له الهداية ، فربما وقعت عينه على كلمة صادقة ، أو إجابة شافية ، لم يقصد كاتبها بها خطاب أمثال هذا القارئ ، فآتت أكلها ، وفتح الله بها لهذا الزائر باباً من الهدى والخير ، وفضل الله أوسع من أن تحده الحدود ، أو تمنعه السدود.(1/49)
وإن مسألة التخصص في المواقع مسألة لا زلت أحب التأكيد عليها ، وذلك حتى تكون الجهود مركزة ، والثمار قريبة دانية ، فإن العلوم قد تشعبت شئنا ذلك أم أبينا ، ولم يعد في مقدور الواحد منا متابعة كل شيء ، وأنى له ذلك مع ضيق الوقت ، وكثرة العوائق ، وضعف الهمم ؟
والتجدد سمة بارزة من سمات زماننا هذا ، فلم يبق لنا مندوحة من الحرص على البقاء في هذه الدائرة العلمية ، وكفاية الأمة همها ، وغيرنا يكمل النقص ، ويسد الخلل ، فنتكامل بالتخصص ، ونتعاون في إيصال الحقيقة كاملة عبر هذه الدوائر.
وإنك لترى كثيرا من المواقع التي تصدت لكل شيء فما استطاعت ، لتعذر ذلك على المؤسسات الكبار ، فضلاً عن المواقع العلمية ، التي لا تتلقى الدعم من أحد ، وباعتبار هذه الشبكة علمية غير ربحية ، فهي تستمد بقائها من المشاركة الجادة للجمعيع ، وعدم انتظار فلان أو فلان ، ليأتي بجديد ، أو يكتب دائماً ونحن نقرأ ، فهذا ما لا نرجوه لموقعنا ، ونحرص أن نرى من الجميع تفاعلاً إيجابياً ، بدون مشقة على الفرد الواحد ، فأنت تجد كتاباً جديداً فتشركنا في الخبر ، وأنا أقرأ فائدة نفيسة يحرص على مثلها طلاب العلم فأشرككم فيها ، وهكذا.
وقد حصل خلال العام المنصرم من النفع لهذا الموقع الشيء الكثير ، وأنا أتحدث عن نفسي ، فقد انتفعت بما كتبه الجميع نفعاً أشكر الله عليه ، وأثني عليه الخير كله ، كما إنني أدعو لكل من كتب معنا في هذا الموقع حرفاً ، أن يجعله الله في موازين حسناته يوم القيامة ، وما أحوجنا في ذلك اليوم إلى ذلك ، نسأل الله من فضله الواسع.(1/50)
وأما ما تفضل به أخي الكريم الشيخ أبو محمد أشرف وفقه الله من الاقتراحات ، فقد وقعت موقعها من القائمين على الشبكة ، وقد أتيحت المكتبة الالكترونية للكتب والبحوث ، والمكتبة الصوتية للمواد الصوتية، لكي تقوم بمثل ما ذكره وفقه الله في اقتراحه الأول ، ونحن نسير فيها خطوة خطوة ، ولا بد من طول الزمان ، حتى ننتقي ونجود ما استطعنا ، فقد حرصنا على جودة التصميم ، ثم سنبدأ الآن في الالتفات لما بعده.
وأما ما أشرتم إليه من مشروع التفسير للقرآن الكريم بطريقة شرحتموها ، فهي فكرة رائعة لو تمت لكانت حسنة جليلة من حسنات اجتماعنا في هذا الملتقى الكريم ، وهي تحتاج إلى عزيمة وصبر. فجزاك الله خيراً على حرصك وعنايتك التي عودتنا عليها.
وقد حضرتني أبيات على بحر الرجز ، وقديماً زعموه مركباً لمن عجز ، فخذوا هذه الأبيات على علاتها ، فما كنت من أهل القريض ، ولا بياني ذاك البيان العريض !
قالَ الفَقيرُ عابدُ الرَّحْمنِ =الحمدُ للهِ عَلى الإِيْمَانِ
وَصَلِّ يَا رَبَّ الهُدَى وَسَلِّمِ=عَلى النَّبيِّ القُرَشِيِّ الهَاشِمِي
مَا غَرَّدَ القُمْرِيُّ في أَغْصَانِهِ = وذَابَ قَلْبُ الصَّبِّ مِنْ أَشْجَانِهِ
وَتُبْ عَلينَا يَا عَظيمَ العَفْوِ= وَنَجِّنَا مِنْ غَفْلةٍ وسَهْوِ
ويَسِّرِ الإِخلاصَ في الأَعْمَالِ= فَهُوَ بشيرُ الفَوزِ في المَآَلِ
لَمَّا بدأنا مُلتقَى التفسيرِ= بِفضلِ ذي التوفيقِ والتيسيرِ
مِنْ قبلِ عَامٍ مَرَّ مثلَ البَارقِ= كأَنَّهُ لَمْحَةُ عَينِ السَّارِقِ!
وافَاهُ أَهلُ الفَضلِ بِالقَبولِ= وازدَحَمَتْ قَرائحُ العُقُولِ
وفازَ بالإشرافِ والمُشَارَكَهْ= مِنْ ثُلَّةٍ حَاذقةٍ مُبَارَكَهْ
مِن البُرَيدِيْ وأَبِي مُجَاهِدِ= لِنَاصرِ الماجدِ مَعْ مُسَاعدِ
وَكُلِّ ذي عِلْمٍ وفَهْمٍ ثَاقِبِ= فَالحمدُ للهِ عَلى المَوَاهِبِ
وقَدْ نَهْجنَا مَنهجَ التَّأَنِّيْ= وَالعِلْمُ لا يُنَالُ بِالتَّمَنِّي !(1/51)
مع اشتراطِ العُمقِ والدليلِ=يباركِ الرحمنُ في القَليلِ
مَعْ كَثرةِ الأَشغالِ والعَوائِقِ= وَقِلَّةِ المُعِينِ في الأَصَادِقِ
ومَنْ يثقْ باللهِ في الحَوائجِ= كفَاهُ كُلَّ خارجٍ وَوَالجِ
واليومَ نَخْطُو خُطوةً جًديدةْ= قَدْ قَرَّبَتْ آمَآلَنَا البَعِيدَهْ
لنَا طُموحٌ نَرْتَجِي أَنْ نُدْرِكَهْ= حَتى يتمَّ أَمرُ هَذي (الشَّبَكَهْ)
نَرجُو لَهَا النَّجاحَا والفَلاحَا= إذْ بَارقُ القَبولِ منهَا لاحَا
لا سِيَّمَا عندَ أُولي الأَنْظَارِ= مِنْ عَالِمٍ وطَالبٍ وقَاري
فَإنْ بَلَغْنَا فَهُو التوفيقُ= وَإِنْ تَكَدَّتْ دُونَنَا الطَرِيقُ
وَليسَ تُغْنِي دِقَّةُ الفُهُومِ= مِنْ غَيرِ عَونِ الملكِ القَيُّومِ
وبعدَ شُغلِ الذِّهنِ بالتصميمِ= نَبْدأ بِالتصنيفِ للعُلُومِ
فَنأَخذُ الأَهَمَّ منها فَالأَهَمّْ= وَلَمْ نَقُلْ بَعْدُ بأَنَّ الأَمَرَ تَمّْ
ورأيكمْ يَا مَعشرِ الحُذَّاقِ = نعدُّهُ من أَنفسِ الأعلاقِ
فَابْذُلْ لَنَا مِنْ وقتكَ القَلِيلا= نَبْنِي مَعَاً مَشروعَنَا الجَلِيلا
وإِنْ أَبَى القَلِيْلُ فَالأَقَلُّ= إنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلُّ
لِنُنْعِش الأَرواحَ بالإِيْمَانِ= في ظلِّ آيَاتٍ مِن القُرآنِ
فَقُلْ لِمَنْ شَارَكنا في المُلتَقَى: = قَدِ ارْتَقَيْتَ يَا أُخَيَّ المُرْتَقَى
فَاحْرِصْ عَلى التَّجويدِ والتَّحْرِيرِ= فَأَنْتَ في شَبكةِ التَّفْسِيرِ!
---
أبو محمد أشرف
03-27-2004, 05:08 AM
شيخنا الكريم : عبدالرحمن الشهري حفظه الله ورعاه
أسأل الله تعالى أن يبارك في جهودكم وأن ينفع بكم !
وأؤكد على ما أشرتم إليه في مسألة التخصص فهو مما ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار !
إضافة إلى التحرير والتجويد والاتقان حسب الوسع والطاقة فإن " الاتقان لاحدَّ له " كما قال بعض أهل العلم !
والله الموفق
---
(1/52)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء 35
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء 35
---
د. محمد مشرح
10-24-2005, 05:31 PM
صفوة الأمة بعد الأنبياء 35
الحلقة الخامسة والثلاثون
جدٌ وجود
( إيها يابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك)
النبي صلى الله عليه وسلم
من فضلك شارك في إرسال هذه الحلقات لتنال أجر الذب عن الصحابة والعلماء الربانيين ؛ ولن يضيع عند الله شيء ما دامت النية خالصة له سبحانه ...
[الصحابة والعلماء هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا ] .
{ حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني بن وهب قال حدثني عمر هو بن محمد أن زيد بن أسلم حدثه عن أبيه قال سألني بن عمر عن بعض شأنه يعني عمر فأخبرته فقال ما رأيت أحدا قط بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من حين قبض كان أجد وأجود حتى انتهى من عمر بن الخطاب }[1](1/53)
(حدثني عمر هو بن محمد ووقع في رواية حرملة عن بن وهب حدثني عمر بن محمد بن زيد أي بن عبد الله بن عمر . قوله سألني بن عمر عن بعض شانه يعني عمر يريد أن بن عمر سأل أسلم مولى عمر عن بعض شأن عمر . قوله فقال ما رأيت ؛ هو مقول بن عمر .قوله أجد بفتح الجيم والتشديد أفعل من جد إذا اجتهد وأجودأفعل من الجود . قوله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتمل أن يكون المراد بالبعدية في الصفات ولا يتعرض فيه للزمان فيتناول زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعده فيشكل بابي بكر الصديق وبغيره من الصحابة ممن كان يتصف بالجود المفرط أو بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشكل بابي بكر الصديق أيضا ويمكن تأويله بزمان خلافته وأجود أفعل من الجود أي لم يكن أحد أجد منه في الأمور ولا أجود بالأموال وهو محمول على وقت مخصوص وهو مدة خلافته ليخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من ذلك قوله حتى انتهى أي إلى آخر عمره وهذا بناء على أن فاعل انتهى عمر وقائل ذلك بن عمر ويحتمل أن يكون فاعل انتهى بن عمر أي انتهى في الإنصاف بعد أجد وأجود حتى فرغ مما عنده وقائل ذلك نافع والله اعلم .)[2]
فهذه شهادة وثناء من عدول الناس بعد الأنبياء تشهد بجود الخليفة الراشد أبي حفص وجده رضي الله عنه وأرضاه لا يصل إليه أحد عدا النبي صلى الله عليه وسلم والصديق رضي الله عنه .
وهاتان صفتان مهمتان للقائد الفذ الذي يقود بكفاءة ومهارة .
-----------------------------------------------
[1] - البخاري 3/1348 رقم 3484 .
[2] - الفتح 7/49
---
(1/54)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد من فتح الباري , كتاب التوحيد باب قول الله تعالى:[ بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ
---
فوائد من فتح الباري , كتاب التوحيد باب قول الله تعالى:[ بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ
---
سمير القدوري
12-20-2005, 02:11 PM
فوائد من فتح الباري 13/ 522ـ 526. باب قول الله تعالى:[ بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ]
بسم الله الرحمن الرحيم
غرضنا من هده المشاركة زيادة بيان وإيضاح لكلام نفيس ساقه ابن حجر العسقلاني رحمه الله بشأن اختلاف مواقف العلماء من مسألة تحريف التوراة والإنجيل.
وموضع الشاهد عندنا هو قول البخاري:[[باب قوله تعالى: [ بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ] , [ والطور وكتاب مسطور]. قال قتادة: مكتوب, يسطرون: يخطون. في أم الكتاب: جملة الكتاب وأصله. ما يلفظ من قول: ما يتكلم ب من شيء إلا كتب عليه. وقال ابن عباس : يكتب الخير والشر.
يحرفون: يزيلون, وليس أخد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عزو جل ولكنهم يحرفونه: يتأولونه عن غير تأويله.]] انتهى كلام البخاري المراد الحديث عنه في هده الدراسة.
فلكي تكون دراساتنا إن شاء الله دات فائدة نرجوا من الإخوة الدين تهمهم هده المسألة الرجوع لفتح الباري ج13 وقراءة من ص 523 سطر18 حتى السطر الأول من ص 525. ليكون لديهم الوقت لتدبرالقضية عن كثب وروية وليسجلوا ملاحظاتهم, قصد الاستعداد لمسايرتنا في ما سنعرضه إن شاء الله تباعا من تفاصيل دقيقة في هده الدراسة. وفي انتظار دلك سأقوم في مشاركة قريبة بتزويد أعضاء الملتقى بما تحصل لدي حول المسألة.
نفعنا الله وإياكم . وكتب سمير قدوري
---
أبو بيان
12-20-2005, 06:38 PM
وفقك الله أخي سمير
---
سمير القدوري
12-22-2005, 08:08 PM(1/55)
أخي أبو بيان وفقنا الله وإياكم لكم ما تحبون في الرابط http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=17162#post17162
---
(1/56)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اقتراح لعرض مسائل ومباحث الرسائل الجامعية للأعضاء الكرام - أرجو المشاركة
---
اقتراح لعرض مسائل ومباحث الرسائل الجامعية للأعضاء الكرام - أرجو المشاركة
---
أبو بيان
01-26-2007, 09:49 PM
فيما يخص الأعضاء الذين أنهوا رسائلهم العلمية, أقترح لإخواني طريقة لعرض أبرز أفكار ومباحث رسائلهم, وهي:
أن يخصص موضوع مثبت عنوانه: (الرسائل العلمية لأعضاء الملتقى - عرض ومدارسة) أو ما شئتم.
- يقوم فيه صاحب الرسالة من الأعضاء بعرض مفاتيح الرسالة أولاً: (عنوان الرسالة, وملخص البحث باللغتين, والمقدمة, والخاتمة, وأبرز النتائج والتوصيات).
- ثم يستعرض أبرز أفكار الرسالة مع نموذج أو اثنين منها.
- ثم يفتح المجال لتساؤلات الأعضاء ومناقشتهم لمباحث الرسالة.
وبهذا نستفيد أموراً منها:
- عرض لرسائل متخصصة في التفسير وعلومه.
- أن هذا العرض على يدي أخبر الناس بها؛ أصحابها.
- إفادة السائلين عن الرسائل خارج الملتقى وداخله بالإحالة على هذا الموضوع.
- تفعيل الأعضاء وتنشيطهم, بحيث يخف عبء عرض كتب الفن على المشرف وحده.
- إفادة دارسي مراحل الدكتوراه والماجستير بمباحث في موضوعاتهم يطلعون عليها في هذا الموضوع.
أرجو أن تتحرر الفكرة على أيديكم أكثر فأكثر؛ إن رأيتم فائدتها, وعلمتم جدواها.
وفقكم الله ورعاكم.
---
عبدالرحمن الشهري
01-26-2007, 11:11 PM
فكرة ممتازة يا أبا بيان وفقك الله ، ولعلك تتلمس بعد تلقي الردود الطريقة المناسبة التي تعرض بها هذه الفكرة الممتازة ، إما تخصيص ركن في الملتقى العلمي على غرار ركن فهارس الملتقى والملتقى التقني ، أو قسم جديد في الملتقى ، أو ما ترونه مناسباً لتنفيذ الفكرة بشكل جيد يؤدي الغرض منه ، بحيث يجدها الباحث في مكان واحد ، غير مختلطة بغيرها من الموضوعات المتفرقة في الملتقى العلمي .(1/57)
وأنا أول المستجيبين لدعوتكم الكريمة رعاكم الله ووفقكم .
---
ابن الجزيرة
01-27-2007, 03:51 AM
اقتراح مميز يا أبا بيان، ولا شك أنه يفيد الباحثين عموماً، ومن هم في مرحلة الماجستير والدكتوراة على وجه الخصوص، لكن نرجو أن يكون هناك تفاعل مع الفكرة بشكل كبير لتعم الفائدة.
---
مساعد الطيار
01-27-2007, 06:37 AM
هذا الاقتراح رائع ـ ولعلك يا أبا بيان تتولى متابعة هذا الاقتراح والتنسيق له مع الأعضاء ، وأسأل الله لك التوفيق .
---
أحمد البريدي
01-27-2007, 11:38 PM
فكرة طيبة , ولهذا الاقتراح قسيمٌ سأعلنه في وقت لاحق إن شاء الله .
---
خالد البكري
01-28-2007, 01:57 PM
اقتراح جميل ورائع يا أبا بيان وجزاك الله خيرا وجعله الله في موازين أعمالك الصالحة
---
أحمد القصير
01-28-2007, 04:24 PM
نعم الاقتراح أبا بيان ونتمنى أن نراه حقيقة في أقرب وقت ومرحباً بكم لجنة الإشراف العلمي ومبارك لكم.
---
العنزي
01-28-2007, 11:59 PM
اقتراح موفق أبا بيان , ولكن نأمل متابعة هذا الاقتراح وتطبيقه بأسرع وقت
---
زكرياء توناني
01-29-2007, 01:17 PM
اقتراح جميل جدا ........ وفقكم الله
---
أحمد الفالح
01-30-2007, 05:24 PM
اقتراح جميل أؤيده وبشده ،،،، وفقك الله أخي أبا بيان
---
أوراق
01-30-2007, 11:50 PM
بارك الله فيكم
اقتراح جميل .
---
مصطفى علي
01-31-2007, 01:14 AM
منتدى شبكة أهل التفسير
يتألف من :
1- الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
2-ملتقى الانتصار للقرآن الكريم
3-الملتقى المفتوح والتقني
4- ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
فاقتراح الشيخ الكريم
بإضافة قسم ( الرسائل العلمية )
فأتمنى أن يصنف بداخله إلى :
1- عرض ومدارسة
2- رشح فكرة لرسالة
3- فكرة أرجو المساعدة
4- مكتبة الرسائل العلمية
فما رأيكم ؟
كما أتمنى فصل الملتقى التقني عن الملتقى المفتوح
---
نورة
01-31-2007, 01:34 AM
منتدى شبكة أهل التفسير
يتألف من :(1/58)
1- الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
2-ملتقى الانتصار للقرآن الكريم
3-الملتقى المفتوح والتقني
4- ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
فاقتراح الشيخ الكريم
بإضافة قسم ( الرسائل العلمية )
فأتمنى أن يصنف بداخله إلى :
1- عرض ومدارسة
2- رشح فكرة لرسالة
3- فكرة أرجو المساعدة
4- مكتبة الرسائل العلمية
فما رأيكم ؟
كما أتمنى فصل الملتقى التقني عن الملتقى المفتوح
اقتراح أكثر من رائع
نرجو أن نراه قريباً على أرض الواقع
-بمشيئة الله-
---
أبو بيان
01-31-2007, 07:22 PM
أشكر إخواني الكرام على تفاعلهم وآرائِهم, ولا زلت أنتظر مزيداً من الاقتراحات والأفكار, وعلى الخصوص في الشقِّ الثاني من تأسيس الفكرة, وهو ما بدأه أخي مصطفى علي: بذكر الآلية المقترحة لبدء الموضوع, والخطط العملية التنفيذية لانطلاقه, ولو على رسالة خاصة. وفقكم الله ونفع بكم.
---
مصطفى علي
03-11-2007, 07:49 AM
وآهٍ لو زدنا التقسيمة السابقة بقسم المحاضرات العلمية
وتقسم على علوم القرآن يضع في هذا القسم الموضوع الذي يلقيه أساتذتنا الكرام من محاضرات أسبوعية على طلبته فيكون عند القارئ الكريم جامعة عالمية مفتوحة . وليس جامعة إقليمية .
ثم دكتورنا الفاضل لمذا لا نبدأ الآن على ما عندكم من أفكار ثم لو تبلورة فكرة أفضل نغير إلى الأحسن
فهذا الأمر بالنسبة للمشرف التقني للملتقى لا يتعدى الأمر عنده إلا الدخول إلى لوحة التحكم الخاصة بالمنتدى والتعديل أو تغيير التسمية
فلنبدأ الآن ولا نحرم المشتوقين إلى الأفكار
ثم لنطور أنفسنا إذا وجدنا لذلك سبباً أما التأخير لسبب إعداد أحسن فكرة فأظن أنه لا داعي له
ونسأل الأخوة الكرام ما رأيكم ؟
---
(1/59)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماهو القول الراجح في قوله تعالى : " حياة طيبة "
---
ماهو القول الراجح في قوله تعالى : " حياة طيبة "
---
ام جواد المغربي
10-06-2006, 01:14 AM
قال تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
ذكر الإمام القرطبي في معنى الحياة الطيبة عدة أقوال:
- أنه الرزق الحلال
- القناعة
- توفيقه إلى الطاعات فإنها تؤديه إلى رضوان الله
- من عمل صالحاً وهو مؤمن في فاقة ومَيْسرة فحياتُه طيبة، ومن أعرض عن ذكر الله ولم يؤمن بربه ولا عمل صالحاً فمعيشته ضَنْكٌ لا خير فيها.
- هي الجنة
- السعادة
- حلاوة الطاعة
- أن ينزع عن العبد تدبيره ويردّ تدبيره إلى الحق
- المعرفة بالله، وصدقُ المقام بين يدي الله
- الاستغناء عن الخلق والافتقارُ إلى الحق.
- وقيل: الرضا بالقضاء
ولم يعقب بذكر الراجح منها ، فهل تعتبر من الترجيحات ؟
وإن كان هناك قول راجح فيها فما هو ؟؟
أرجوا منكم التكرم بالرد علي
---
منصور مهران
10-06-2006, 01:53 AM
الأقوال التي ساقها القرطبي كلها تصيب الهدف السامي لمعنى الحياة الطيبة ، ولو اجتمع منها اثنان لكانت الحياة أطيب ، ومع الثلاثة فالطيب أعلى ، وعند اجتماعها جميعا فهو أتم الطيب في الدنيا وهو وُصلة إلى طيب الآخرة وهذا أرجح عندي ، والله أعلم .
---
ام جواد المغربي
10-06-2006, 01:02 PM
جزاك الله خير
---
عبدالرحمن الشهري
10-06-2006, 04:57 PM(1/60)
المقصود بالحياة الطيبة يشمل كل ما تطيب به الحياة من النعم الظاهرة والباطنة ، والأقوال التي ساقها القرطبي ومن قبله ابن الجوزي وغيرهما تدخل تحت معنى (الحياة الطيبة) ، وهذا مثال جيد على اختلاف التنوع في أقوال المفسرين ، فالقرطبي قد ذكر أقوالاً في معنى الحياة الطيبة في الآية ، هي في حقيقتها أمثلة على الحياة الطيبة كما تفضل الأستاذ منصور مهران وفقه الله ، فكل من وفق لنعمة من هذه النعم المذكورة فحياته تطيب بها ، وأعظم النعم هي نعمة الإيمان والطمأنينة والرضا بالله رباً ، وبقية النعم الدنيوية مما تطيب به الحياة كذلك فوق طيبها بالإيمان .
وقد أشار ابن الجوزي إلى الخلاف في : هل المقصود بالحياة الطيبة في الدنيا أم في الآخرة أم بينهما . والذي يظهر والله أعلم أن المقصود بها الحياة الطيبة في الدنيا وعلى ذلك معظم المفسرين كما ذكر الشوكاني ، ويستأنس لذلك بحديث خباب بن الأرت قال : «هاجرنا مع رسول الله نبتغي بذلك وجه الله فوجب أجرنا على الله ، فمنّا من مضى لم يأكل من أجره شيئاً ، كان منهم مُصعَب بنُ عمير قتل يوم أُحد فلم يترك إلا نَمِرة كنّا إذا غطّينا بها رأسه خرجت رجلاه ، وإذا غُطي بها رجلاه خرج رأسه ، ومنّا من أينعت له ثمرته فهو يَهْدُبُها» .فمن فاتته الحياة الطيبة في الدنيا من أهل الإيمان والعمل الصالح عوضه الله في الآخرة .
ولذلك قال ابن عاشور :(وهذا وعد بخيرات الدنيَا . وأعظمها الرضى بما قسم لهم وحسن أملهم بالعاقبة والصحّة والعافية وعزّة الإسلام في نفوسهم . وهذا مقام دقيق تتفاوت فيه الأحوال على تفاوت سرائر النفوس ، ويعطي الله فيه عبادهُ المؤمنين على مراتب هممهم وآمالهم . ومن راقب نفسه رأى شواهد هذا ).
---
ام جواد المغربي
10-06-2006, 08:16 PM
جزاك الله خير وأثابك الجنة
---
مروان الظفيري
10-06-2006, 11:36 PM
الأخت الفاضلة الكريمة
عليك بهذا الرابط ، ففيه بغيتك :(1/61)
http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=1051
ومن أهم ماجاء فيها :
أما بعد: عباد الله بعد أن عرفنا بعضًا من أصناف الناس في هذه الحياة ومعنى الحياة الطيبة عندهم فتعالوا نسمع الحياة الطيبة التي يشهد الله تبارك وتعالى أنها حياة طيبة ومن أصدق من الله حديثًا.
يقول الله تبارك وتعالى: من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون [النحل:97].
هذه شهادة من الله وتعريف لهذه الحياة الطيبة ولكن كثيراً من الناس عن هذا غافلون يبحثون عن الحياة الطيبة وهي بين أيديهم ويضلون عنها وهي في متناول أيديهم من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .
حياة طيبة في الدنيا وهي قوله تعالى: فلنحيينه حياة طيبة .
وحياة طيبة في الآخرة وهي معنى قوله تعالى: ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .
هذه الحياة الطيبة أساسها وقوامها على أمرين اثنين أمرين عظيمين جليلين يسيرين على من يسرهما الله عليه:
الأمر الأول: الإيمان بالله تبارك وتعالى.
والأمر الثاني: عمل الصالحات وفق ما شرعه الله تبارك وتعالى وما جاء عن رسوله ......
---
أبومجاهدالعبيدي
10-07-2006, 08:23 AM
وهذا بحيث كتبته في بيان الراجح من الأقوال في تفسير الحياة الطيبة
---
مروان الظفيري
10-07-2006, 02:07 PM
أحسنت
جزاك الله خيرا
ياأخي الفاضل المفضال أبا مجاهدالعبيدي
لما أستفدناه من هذا البحث الماتع الشائق
---
ام جواد المغربي
10-07-2006, 04:52 PM
جزاكم الله خير جميعاوأثابكم الجنة
فقد أفدتموني إفادة عظيمة
---
(1/62)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > غريب سورة الكهف للمجاصي المغربي رحمه الله
---
غريب سورة الكهف للمجاصي المغربي رحمه الله
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-06-2006, 09:55 AM
غريب سورة الكهف(1) للمجاصي المغربي
ثم انتهى إلي في الرقيم(2) سبعة أقوال على الترسيم
----------------------------------------------
(1)وهي مكية :قاله ابن عباس وبه قال الحسن ومجاهد وقتادة و وقال ابن الجوزي وهذا باجماع المفسرين من غير خلاف نعلمه , إلا أنه روى عن ابن عباس وقتادة أنها آية مدنية وهي قوله تعالى ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ) آية 28 وقال مقاتل من أولها الى (صعيداً جرزاً ) من آية 1-8 مدني : وقوله (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ) الآيتان 107 – 108 مدنيتان وباقيها مكي وعدد آياتها 110 . انظر زاد الميسر لابن الجوزي 5/102 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير 5/133 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي 10/346 ، أما فضلها فقد ورد فيه عدة أحاديث :عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال . رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب فضل سورة الكهف رقم (809) 1/555 وأبو داوود في كتاب الملاحم باب خروج الدجال رقم 4/323 والترمذي في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة الكهف (2886) 5/149 بلفظ من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور مابين الجمعتين . رواه البيهقي في المسند الكبرى 3/249 وشعب الإيمان رقم (3039) 3 / 112-113 ، وصححه الألباني في إرواء الغليل رقم (626) 3/93 وصحيح الترغيب رقم (738) 1/310 ومشكاة(1/63)
المصابيح رقم (2175) 1/669 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف كانت له نوراً يوم القيامة من مقامه الى مكة ومن قرأ العشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ومن توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة رواه الحاكم 1/564 وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الأوسط رقم (1455) 2/123 والبيهقي في شعب الإيمان رقم (3038) 3/112 والهيثمي في مجمع الزوائد 1/239 ، 7/53 ومجمع البحرين رقم (428) 1/344 وقال رجاله رجال الصحيح . وعن أبي سعيد قال من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم خرج الدجال لم يسلط عليه أو لم يكن له عليه سبيل رواه الحاكم 4/511 وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي .
(2)سورة الكهف آية 9 : الرقيم فعيل بمعنى مفعول : أصله مرقوم قم صرف إلى فعيل للمجروح جريح وللمقتول قتيل يقال رقمت كذا وكذا أذا كتبته , والعرب تقول عليك بالرقمة ودع الضفة : بمعنى عليك برقمة الوادي حيث الماء ودع الضفة الحانية والضفتان جانباً الوادي. انظر تفسير الطبري 15/199، ولسان العرب لابن منظور 12/250 والنهاية في غريب الحديث 2/254 .
أولها اللوح(1) مع الكتاب(2) واسلم لكلب لابث بالباب(3)
------------------------------------------
(1) قاله ابن عباس في رواية وبه قال سعيد بن جبير ووهب بن منبه ومجاهد والفراء.
انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2346 ، وتفسير الطبري 15/199 ، وزاد المسير لابن الجوزي 5/107 ، ومعاني القرآن للزجاج 3/269 ، والدر المنثور 4/383-384 ، ولسان العرب 12/250 ومختار الصحاح 253 .
(2) قاله ابن عباس في رواية وبه قال ابن زيد وعكرمة ومقاتل .(1/64)
انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2346 وتفسير الطبري 15/198-199 وزاد المسيرة /107-108 والمحرر الوجيز لابن عطية 10/367 والدر المنثور 4/383 ولسان العرب 12/250 ومختار الصحاح ص253 .
(3) قاله أنس بن مالك وبه قال سعيد بن جبير في رواية انظر زاد المسير5/108 والدر المنثور 4/384.
وقرية(1) وصخرة(2) والوادي(3) ثم الدواة(4) داخل الأعداد .
---------------------------------------
(1) قاله كعب الأحبار . انظر تفسير ابن أبي 7/367 والمحرر الوجيز 10/367 وزاد المسير 5/107 وتفسير ابن كثير 5/138-139 وجامع الأحكام للقرطبي 10/346.
(2) قاله السدي . انظر تفسير ابن حاتم 7/2346 وزاد المسير 5/107-108 .
(3) قاله ابن عباس في رواية وبه قال قتادة والضحاك وعطية العوفي في رواية انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2346 وتفسير الطبري 15/189 وزاد المسير 5/108 والمحرر الوجيز 10/367 وتفسير ابن كثير 5/138 ولسان العرب لابن منظور 12/250 .
(4) الدواة بلغة الروم : قاله عكرمة ومجاهد كلاهما في رواية انظر زاد المسير5/107-108 ولسان العرب لابن منظور 12/250 وروي أن الرقيم : اسم للجبل الذي كان فيه الكهف : قاله ابن عباس في رواية وبه قال الحسن البصري وعطية العوفي وعن ابن عباس في رواية أنه بنيان. انظر تفسير الطبري 15/199 والمحرر الوجيز لابن عطية 10/367 وزاد المسير لابن الجوزي 5/107-108 ومعاني القرآن للزجاج 3/269 ، ولسان العرب لابن منظور 12/250 .
قلت ويمكن الجمع بين قوله من قال أ ن الرقيم : الجبل من قال أنه الصخرة : بأن الصخرة جزء من الجبل فمن قال أنه الحبل عبر بالكل ومن قال أنه الصخرة عبر بالجزء عن الكل .
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله وأولى الأقوال عندي أنه لوح أو حجر أو شيء مكتوب فيه كتاب . انظر تفسير ابن جرير 15/199.
تقرضهم(1) ناحية للجوف وفجوة(2) متسع في الكهف
قد حاطهم في نومهم(3) ذو العرش واستقبلوا إلى بنات نعش(4)(1/65)
-------------------------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 17: تقرضهم : أي تذرهم : قاله ابن عباس وقال سعيد بن جبير ومجاهد تتركهم وتعول عنهم : وقال قتادة تدعهم : وأصل القرض القطع يقال منه قرضت الثوب إذا قطعته ومنه قيل للمقراض مقراض لأنه يقطع ومنه قوله ذو الرحمة إلى ظعن يقرض أجواز مشرف شمالا وعن أيما نص الفوارس ، قلت : وكل هذه الأقوال وهي تذرهم وتدعهم وتتركهم بمعنى واحد لاختلاف بينها انظر تفسير الطبري 15/211-212 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2351 وزاد المسير 5/117-118 ولسان العرب 7/218-219 ومختار الصحاح ص 221.
(2)فجوة : الخلوة من الأرض : أي الناحية قاله سعيد بن جبير في رواية وروي عنه أنه المكان الداخل : وقال مجاهد المكان الذاهب وقال أبو عبيد المكان المتسع قلت وهذه الأقوال لاختلاف بينها لان الخلوة هي الناحية من الأرض المتسعة .
انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2352 وتفسير الطبري15/212-213 وزاد المسير 5/117 ومعاني القرآن للزجاج 3/273 والفائق في الغريب 1/80 والغريب لابن قتيبة ص231 ولسان العرب 15/148 ومختار الصحاح ص206 .
(3)يشير الى قوله تعالى ( وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود ) سورة الكهف آية 18 . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2352 وتفسير الطبري 15/213 وزاد المسير 5/116.
(4) قال المفسرون كان كهفهم بأزاءات بنات نعش في أرض الروم فكانت الشمس تميل عنهم طالعة وغاربة لا تدخل عليهم فتؤذيهم بحرها وتغير ألوانهم .
انظر زاد المسير 5/117-118 وتفسير القرطبي 10/369 ومعاني القرآن الكريم للزجاج 3/273-274 .
وعتبة الباب(1) هو الوصيد(2) ثم فناء(3) الكهف يا سعيد
وبعض أهل العلم قالوا الباب(4) وموضع الغلق هو الصواب(5)
---------------------------------------
(1)قاله عطاء : قال ابن قتيبة وهذا أعجب ألي . انظر زاد المسير 5/119 وغريب القرآن لابن قتيبة ص 265 والسيرة النبوية لابن هشام 1/326.
(2)سورة الكهف آية 18 .(1/66)
(3) قاله ابن عباس في رواية : وبه قال سعيد بن جبير ومجاهد والضحاك وقتادة وعطية العوفي ابن جريح والفراء. قال الفراء أهل الحجاز يقولون الوصيد وأهل نجد يقولون الا صيد وهو الحظيرة والفناء. انظر زاد المسير 5/119 وتفسير الطبري 15/214 ومعاني القرآن للزجاج 3/274 ومختار الصحاح ص18,724 ولسان العرب 3/460 .
(4) قاله ابن عباس في رواية وبه قال السعدي : قال ابن قتيبة فيكون المعنى : فكلبهم باسط ذراعيه بالباب . قال الشاعر بأرض فضاء لا يسعد وصدها : علي ومعروفي بها غير منكري : البيت لعبيد بن وهب العبسي انظر غريب القرآن لابن قتيبة ص265 وتفسير الطبري 15/215 ومعاني القرآن للزجاج 3/274 وزاد المسير 5/119 والقرطبي 10/351,373 والبحر المحيط 6/93 والدر المنثور 4/392 .
(5) انظر تفسير الطبري 15/215 قال الوصيد : هو الباب أو فناء الباب حيث يغلق : روى أن الوصيد الصعيد وهو التراب قاله ابن عباس في رواية وبه قال سعيد بن جبير ومجاهد في رواية عنهما : انظر الطبري 15/215 والقرطبي 10/351,373 والبحر المحيط 6/93 والدر المنثور 4/392 قال أبو جعفر ابن جرير الطبري وأولى الأقوال عندي بالصواب قوله من قال الوصيد الباب أو فناء الباب حيث يغلق الباب وذلك أ ن الباب يوصد وإيصاده إطباقة من قول الله عز وجل أنها عليهم مؤصدة سورة الهمزة آية 8 . انظر تفسير الطبري 15/215 وغريب القرآن لابن قتيبة ص 265 .
وفضة(1) تذاب المهل(2) وقيل عكر الزيت(3) ذاك المثل
وقيل فيح ودم للجاحد وهذه القولة (4) عن مجاهد(5)
---------------------------------------(1/67)
(1) قاله ابن مسعود وبه قال الخضيف وأبو عبيدة ورواية عن مجاهد . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2358-2359 ، وتفسير الطبري 15/239 وزاد المسير 5/135 ، ومعاني القرآن للزجاج 3/282 ، وغريب الحديث لأبي عبيدة القاسم بن سلام 4/270 ، والدر المنثور 4/400 . (5 ) هو أبو الحجاج : مجاهد بن جبر المكي المخزومي : مولى أبي السائب , ويقال مولى عبد الله بن السائب : ولد سنة 24هـ وقيل سنة 28هـ أحد أعلام التابعين الإمام العلامة شيخ القراء والمفسرين في زمانه وثقه ابن معين وطائفة , روى عن ابن عباس وأبي هريرة وعائشة وجابر بن عبد الله , وروى عنه عكرمة وطاووس وعطاء وأيوب السختياني , توفى سنة 104 هـ وقيل سنة 108 هـ . انظر : التاريخ الكبير للبخاري رقم ( 1805 ) 7 / 411- 412 ، وطبقات ابن سعد 5 / 466 ، وسير أعلام النبلاء رقم (175 ) 4/ 449 - 45
(1)سورة الكهف آية 29 .
(2)قاله ابن عباس وأبو مالك الأشعري ورواية عبد الله ابن مسعود وبه قال سعيد بن جبير في رواية , انظر : تفسير ابن أبي حاتم 7/2358-2359 ، وتفسير ابن الطبري 15/240 وزاد المسير 5/135 ، ومعاني القرآن للزجاج 3/282 ، والدر المنثور 4/400 ، ولسان العرب لابن منظور 11/633 ومختار الصحاح ص266 .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير المهل : انه كعكر الزيت من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماء كالمهل : كعكر الزيت فإذا قربته إليه سقطت فروة وجهه . رواه الترمذي في كتاب صفة جهنم باب ما جاء في صفة شراب أهل النار رقم (2581) 4/607 وأحمد 3/70-71 والحاكم 2/501 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأبو يعلي رقم (1375) 2/520 وابن حيان رقم (7473) وابن جريد الطبري 15/240-241 وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم (2581) ص 260 .(1/68)
(3) انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2359 وتفسير الطبري 15/240 في رواية عن مجاهد وزاد المسير 5/135 ومعاني القرآن للزجاج 3/282 وروي أن المهل هو الذي نتقى حره قاله سعيد بن جبير في رواية : انظر تفسير الطبري 15/240 وزاد المسير 5/135 .
وروي أنه الرماد الذي ينفض عن الخبزة أذا أخرجت من التنور حكاه ابن الأنباري : انظر زاد المسير 5/135 , وروي انه ماء جهنم أسود وهي سوداء وشجرها أسود وأهلها سود : قاله الضحك : انظر الطبري 15/240 . قال أبو جعفر ابن جرير الطبري هذه الأقوال وإن اختلفت بها ألفاظ قائليها فمتقاربة المعنى وذلك أن كل ما أذيب من رصاص أو ذهب أو فضة فقد انتهى حره وأن ما أوقد عليه من ذلك النار حتى صار كدردى الزيت فقد انتهى أيضا حره : فالمهل كل مائع أو قد عليه حتى بلغ غاية حره أولم يكن مائعاً فانماع بالوقود عليه وبلغ أقصى الغاية في شدة الحر
وعن معمر بن المثنى أنه قال سمعت المنتجع بن نبهان يقول والله لفلان أبغض إلي من الطلياء والمهل قال فقلنا له وما هما فقال الجرباء والملة التي تنحدر عن جوانب الخبزة إذا ملت في النار من النار كأنها سهلة حمراء مدققة فهي أحمره فالمهل إذا هو كل مائع قد أوقد عليه حتى بلغ غاية حره أو لم يكن مائعاً فإنماع بالوقود عليه وبلغ أقصى الغاية في شدة الحر. انظر تفسير الطبري 15/240 .
والباقيات(1) الصلوات الخمس(2) هذا مقال ليس فيه لبس
قيل تسبيح مع التحميد والكبرياء لله والتوحيد(3)
--------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 46.
(2)قاله عبد الله بن مسعود ورواية عن ابن عباس وبه قال مسروق وعمرو بن شرحبيل وإبراهيم النخعي وأبو ميسرة ورواية عن سعيد بن حبيب.
انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2365 وتفسير الطبري 15/254-255 وزاد المسير 5/149 والوسيط في تفسير القرآن المجيد للواحدي 3/151 وجزء الباقيات الصالحات للعلائي ص19-21 .(1/69)
(3)قاله عثمان بن عفان وابن عمر ورواية عن ابن عباس وبه قال سعيد بن المسيب والحسن البصري وعطاء ومجاهد ومحمد بن كعب وعكرمة والضحاك ورواية عن سعيد بن جبير . انظر تفسير الطبري 15/254-255 وزاد المسير 5/149 وجزء الباقيات الصالحات للعلائي ص19-21 . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ خذوا جنتكم قلنا يارسول الله أمن عدو قد أحضر قال لا جنتكم من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فإنها يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات ، رواه الحاكم 1/541 وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الأوسط رقم (4027) 4/219-220 والصغير 1/145 والخطيب في تاريخ بغداد 9/336 والهيثمي في مجمع الزوائد 10/89 ومجمع البحرين رقم (4538) 7/328-329 وقال رجاله رجال الصحيح غير داوود بن بلال وهو ثقة وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (3214) 1/612.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أستكثروا من الباقيات الصالحات قيل وما هن يارسول الله قال التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله رواه احمد 3/75 وابن حبان رقم(840) 3/121 والحاكم 1/512 وصححه ووافقه الذهبي والطبري 15/255 وأبو يعلى رقم(1384) 2/524 والبغوي في شرح السنة رقم(1282) 5/64-65 والهيثمي في مجمع الزوائد 10/87 وقال إسناده حسن وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم(828) ص19.(1/70)
وروي أن الباقيات الصالحات جميع أعمال الحسنات قاله ابن عباس في رواية وبه قال قتادة وابن زيد . وروي أيضاً أنها الكلام الطيب قاله ابن عباس في رواية ، انظر تفسير الطبري 15/256 وزاد المسير 5/149-150. قال أبو جعفر الطبري وأولي الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال هن جميع أعمال الخير لأن ذلك كله من الصالحات التي تبقي لصاحبها في الآخرة وعليها يجازى ويثاب : والحديث الذي ورد بأنها سبحان الله والحمد لله : المراد به أنها من الباقيات الصالحات . انظر الطبري 15/256 : قلت الراجح عندي أن الباقيات الصالحات هي التسبيح والتحميد والتهليل كما صرح بذلك الحديث الصحيح المتقدم بلفظ من الباقيات ولم يقد من الباقيات الصالحات : وأما باقي أعمال البر من صلاة وصيام وحج وغيرهم لا تسمى الباقيات الصالحات أنما تسمى أعمال البر والطاعات ولاشك أنها باقية ومدخرة لصاحبها يوم القيامة عند الله عز وجل من حيث الثواب والعقاب ولكن لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تسمى الباقيات الصالحات إنما نقل عنه أن الباقيات الصالحات هي سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة ألا بالله . والله أعلم .
والموبق(1) الموعد(2) ثم المهلك(3) وسربا(4) يعني طريقا يسلك (5)
---------------------------------------------
(1)موبقا : سورة الكهف آية 52 .
(2) قاله أبو عبيد . انظر زاد المسير 5/156 .(1/71)
(3)قاله ابن عباس وبه قال قتادة والضحاك وابن زيد وعرفجة . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2367 وتفسير الطبري 15/264 وزاد المسير 5/155 ومعاني القرآن للزجاج 3/295 والدر المنثور 4/414 وفتح القدير للشوكاني 3/417 وروي أنه واد عميق يفرق به بين أهل الضلال وأهل الهدى: قاله ابن عمر وعبد الله بن عمرو وبه قال البكالي انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2367 وتفسير الطبري 15/264 وزاد المسير 5/156 والدر المنثور 4/414 وفتح القدير 3/417 وروى أنه واد في جهنم من قيح دم قاله أنس بن مالك وبه قال مجاهد . انظر تفسير أبن أبي حاتم 7/2367 وزاد المسير 5/156 والدر المنثور 4/414 وفتح القدير 3/417 .وروي انه موضع المحبس في النار : قاله الربيع بن أنس . أنظر زاد المسير 5/156. وروي أنه العداوة : قاله الحسن البصري . انظر زاد المسير 5/156 وتفسير الطبري 15/264 قال أبو جعفر ابن جرير الطبري وأولي الأقوال في ذلك بالصواب قول ابن عباس ومن وافقه أنه المهلك وذلك أن العرب تقول في كلامها قد أو بعد فلانا إذا أهلكته ومنه قول الله عز وجل ( أو يوبقهن بما كسبوا ) بمعنى يهلكهن ،(1/72)
ويقال للمهلك نفسه قد وبق فلان فهو يوبق وبقا ولغة بني عامر يابق بغير همز وحكي عن تميم أنها تقول يبيق وقد حكي وبق يبق وبوقا حكاها الكسائي وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يقول الموبق الوعد ويستشهد لقيله ذلك بقول الشاعر وحاد شروري فالستار فلم يدع تعارا له والواديين بموبق ويتأوله بموعد وجائز أن يكون ذلك المهلك الذي جعل الله جل ثناؤه بين هؤلاء المشركين هو الوادي الذي ذكر عن عبد الله بن عمرو وجائز أن يكون العداوة التي قالها الحسن وقوله ورأى المجرمون النار يقول وعاين المشركون النار يومئذ فظنوا أنهم مواقعوها يقول فعلموا أنهم داخلوها كما حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله فظنوا أنهم مواقعوها قال علموا حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الكافر يرى جهنم فيظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة . انظر تفسير الطبري 15/265 ولسان العرب 10/370 ومختار الصحاح ص294 والنهاية 5/146.
(4)سورة الكهف آية 61 .
(5)قاله ابن عباس في رواية وبه قال قتادة وابن زيد ومجاهد . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2377 وتفسير الطبري 15/273 وزاد المسير 5/166 والنهاية في غريب الحديث 2/356 وروي أنه أثره كأنه حجر قاله ابن عباس في رواية وروى أنه ماء جامد قاله قتادة . انظر الطبري 15/274 وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم عن بي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم حين ذكر حديث ذلك ما أنجاب ماء منذ كان الناس غيره ثبت مكان الحوت الذي فيه فانجاب كالقوة حتى رجع موسى فرأى مسلكه فقال ذلك ما كنا نبغي رواه ابن جرير الطبري 15/274 وابن كثير 5/174 .(1/73)
قال أبو جعفر ابن جرير الطبري والصواب من القول في ذلك أ ن يقال كما قال الله عز وجل واتخذ الحوت طريقة في البحر سربا وجائز أن يكون ذلك السرب كان بأنجباب من الأرض وجائز أن يكون مجمود الماء وجائز ان يكون بتحوله حجراً وأصح الأقوال فيه ما روي الخبر فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه عن أبي بن كعب رضي الله عنه . والله أعلم .
وحقبا(1) دهراً(2) أتى مبينا وهو ثمانون(3) من السنينا
مقدار يومها من الأيام فيما روى ألف من الأعوام(4)
وليس للأحقاب حد يعرف ولا له حد عليه يوقف(5)
-----------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 60.
(2) قاله ابن عباس وبه قال قتادة وابن زيد_ابن أبي حاتم 7/2376 والطبري 15/271 وزاد المسير 5/165 وتفسير ابن كثير 5/174 والمحرر الوجيز 10/422 والتسهيل لابن جزي 1/514 والتفسير الصحيح لحكمت ياسين 3/319 وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص 269 .
(3) قاله عبد الله بن عمرو وأبو هريرة . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2376 وتفسير الطبري 15/272 والمحرر الوجيز 10/422 وزاد المسير 5/165 والتسهيل لابن جزي 1/514 والتفسير الصحيح لحكمت ياسين 3/319 وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص269 .
(4)انظر زاد المسير 5/165 .
(5)روي أنه سبعون خريفا : قاله مجاهد : وروي أنه سبعون ألف سنة : قاله الحسن : وروي أنه سبعة عشر ألف سنة : قاله مقاتل بن حيان : وروي أنه سنة بلغة قيس ذكره الفراء وروي أنه وقت غير محدود : قاله أبو عبيدة : وروي أنه زمانا قاله ابن عباس في رواية انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2376 وتفسير الطبري 15/271-272 وزاد المسير 5/165 والمحرر الوجيز 1/422 والتسهيل لابن جزي 1/514 .(1/74)
والذي يترجح عندي أنه الدهر وهو القول الأول الذي قاله ابن عباس ومن وافقه كما تقدم وهو قول يجمع كل الأقوال لأنه قول شامل وباقي الأقوال جزء منه لأن الدهر عام يدخل فيه سبعون سنة وثمانون سنة وسنة وسبعة عشر ألف سنة وغيرهم والله أعلم .
وموئلا(1) فاعلم بمعنى مهرباً(2) وبعده أمرا سمعنا عجبا
وراءهم(3) يعني به قدامهم(4) وهو من الأضداد حقا عندهم
----------------------------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 58 .
(2)الموئل : الملجأ قاله ابن عباس وبه قال ابن زيد وأبو عبيدة وأنشد للأعشى وقد أخالس رب البيت غفلته : وقد يحاذر مني مايئل : والعرب تقول إنه ليوائل إلى موضعه أي : يذهب إلى موضعه : قال الشاعر لا واءالت نفسك خليتها للعامرين ولم تكلم . انظر تفسير الطبري 15/269-270 وزاد المسير 5/160 والتسهيل 1/513 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2369 والدر المنثور 4/416 والتفسير الصحيح 3/316 وغريب القرآن لابن قتيبة ص 269 والنكت والعيون تفسير الماردي 35/320 والمحرر الوجيز 10/419 . وروي بأن الموئل الولي قاله قتادة وروي بأن مؤلا محرزا : قاله مجاهد انظر النكت والعيون 3/320 وتفسير الطبري 269/15 والدر المنثور 4/416 .
(3)سورة الكهف آية 79 .
(4)قاله ابن عباس وبه قال قتادة وأبو عبيدة والزجاج وقيل وراءهم خلفهم واختلف أهل العربية في استعمال وراء موضع أمام على ثلاثة أقاويل أحدهما يجوز استعماله بكل حال وفي كل مكان وهو من الاضداء : قال الله تعالى ( من ورائهم جهنم ) سورة إبراهيم آية 16 : أي من أمامهم وقدامهم جهنم قال الشاعر : أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والغلات ورائيا(1/75)
(5)يعني أمامي : الثاني أن وراءك يجوز أن يستعمل في موضع أمام في المواقيت والأزمان لأن الانسان قد يجوزها فتصير وراءه ولا يجوز في غيرها الثالث أن يجوز في الأجسام التي لا وجه لها كحجرية متقابلين كل واحد منهما وراء الآخر ولا يجوز في غيره ، قال أبن عيسى: انظر النكت والعيون 3/332-333 وتفسير الطبري 16/2 وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص269 ومعاني القرآن للزجاج 3/305 وزاد المسير 5/178 .
يريد ان ينقض(1) يعني ينهدم(2) والحمأة(3) الطين بهمز ملتزم
--------------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 77 .(1/76)
(2)قال الطبري اختلف أهل العلم بكلام العرب : فقال بعض أهل البصرة : ينقض : أي ينقلع من أصله ويتصدع وقال بعض أهل الكوفة الانقياد الشق في طول الحائط ، وفي طي البئر وفي سن الرجل : يقال قد انقاضت سنه: إذا انشقت طولا وقال بعض أهل البصرة ليس للحائط ارادة ولا للموت ولكن هذا من باب المجاز، وقال بعض الكوفيين من كلام العرب أن يقولوا الجدار يريد ان يسقط : كقول الشاعر : يشكوا الى جملي طول السرى صبراً جميلا فكلانا مبتلى : قال والجمل لم يشك انما تكلم به على انه لو تكلم لقال ذلك ومنه قوله تعالى ( ولما سكت عن موسى الغضب ) سورة الاعتراف آية 154 ، والغضب لا يسكت وإنما صاحبه : ومعناه سكن ، قال الطبري : والصواب من القول في ذلك ان يقال ان الله عز وجل اخبر ان صاحب موسى وجدا حوارا يريد ان ينقض فأقامه صاحب موسى بمعنى عدل ميله حتى عاد مستويا وجائز أن يكون كان يرفع منه له بده فاستوى بقدرة الله وزال عنه ميله بلطفه، قال الشيخ محمد الامين الشنقيطي في أضواء البيان لا مانع من إبقاء إرادة الجدار على حقيقتها لإمكان ان الله اعلم منه إرادة الانقضاض وان لم يعلم خلقه تلك الإرادة ، وهذا واضح جدا مع انه من الأساليب العربية إطلاق الإرادة على المقاربة والميل الى الشئ . كما قال الشاعر يريد ارمح صدر أبي براء ويرغب عند ماء بني عقيل .
قلت : القول بأن هذا أسلوب من أساليب اللغة العربية يرفع الإشكال والخلاف القديم والحديث في الحقيقة والمجاز ، ولاشك ان للجمادات إرادات يعلمها الله عز وجل كما قال تعالى ( وإن من شيء ألا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) سورة الإسراء آية 44 . انظر تفسير الطبري 15/288-291 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2379 وزاد المسير 5/176 والنكت والعيون للمارودي 3/331 وأضواء البيان 4/179 .(1/77)
(3)طينة سوداء قاله كعب : وقيل ماء ذات حمأة : قاله مجاهد وقتادة : وقيل ماء يغلي كغليان القدور ، قاله الحسن وقتادة , انظر النكت والعيون للمارودي 3/338-339 والوسيط في تفسير القرآن المجيد للواحدي 3/164-165 وزاد المسير 5/186 .
ومن قرأ حامية بالمد(1) بالشرح مفهوم فدبر عقد(2)
--------------------------------------------------
(1) قال الشاطبي : فأتبع خفف في الثلاثة فأكثر *** وحامية بالمد صحبة كلا قرأ عامر وشعبة وحمزة والكسائي : في عين حامية بألف بعد الحاء وإبدال الهمزة ياء وقرأ غيرهم بحذف الألف مع بقاء الهمزة على حاله ، قال الزجاج فمن قرأ حمئته أراد في عين ذات حماة : يقال حمأت البئر أذا أخرجت حماتها . وأحماتها إذا لفيت فيها الحمأة ، ومن قرأ حامية بغير همز أراد حارة وقد تكون حارة ذات حماة . وروي عن ابن عباس أنها حماة سوداء تغرب فيها الشيء في رواية وبه قال قتادة والحسن وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الشمس حين غابت فقال في نار الله الحامية في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله لأحرقت ما على الأرض وعن أبي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم اقرأه حمئة .(1/78)
(2) قال الماوردي : وعلى قرائه حامية : يعني حارة وليس يمتنع أن يكون ذلك صفة للعبد أن تكون سوداء حامية : وقد نقد مأثوراً في شعر تبع : وقد وصف ذا القرنين بما يوافق هذا فقال : قد كان ذو القرنين قبلي مسلما : ملكا تدميه له الملوك وتسجد بلغ المشارق والمغارب يبتغي : أسباب أمر من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها : في عيده ذي خلب وشاط حرمد الخلب : الطين ، الثأط : الحمأة ، الحرمد : الأسود . قال الطبري والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار ولكل واحد منهما وجه صحيح ومعنى مفهوم وذلك انه جائز ان تكون الشمس تغرب في عين حارة وطين فيكون القارئ في عين حامية بصفتها التي هي لها : وهي الحرارة ، ويكون القارئ في عين حماة واصفها بصفتها التي هي بها ، وهي إنها ذات حماة وطين .انظر تفسير الطبري 16/11 والنكت والعيون للمارودي 3/338-339 والوسيط للواحدي 3/164-165 وزاد المسير 5/185-186 والوافي شرح الشاطبية للقاضي عبد الفتاح ص314 والتيسير للداني ص104 والنشر في القرآت للجزري 2/314 وتفسير القرطبي 11/49 وفتح القدير للشوكاني 3/440-441 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2383-2385 .
(2) رواه احمد 2/207 والطبري 16/11 وابن كثير 5/192 والهيثمي في مجمع الزوائد 8/131.
والشمس(1) في عين لها قد تغرب(2) وقيل خلف العين ذاك المذهب(3)
--------------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 86 .
(2) قال ابن عباس وبه قال الحسن البصري وقتادة ومجاهد وكعب ، انظر النكت والعيون للمارودي 3/338-339 والوسيط للواحدي 3/164-165 وزاد المسير 5/185-186 والطبري 16/11-12 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2383-2385 .(1/79)
(3)قال ابن السائب : وربما توهم متوهم ان هذه الشمس على عظم قدرها نغوص بذاتها في عين ماء وليس كذلك فإنها أكبر من الدنيا مرارا فكيف تسعها عين ، وقيل إن الشمس بقدر الدنيا مائة وخمسين مرة ، وقيل بقدر الدنيا مائة وعشرين مرة ، والقمر بقدر الدنيا ثمانين مرة وإنما وجدها تقرب في العين كما يرى راكب البحر الذي لا يرى طرفه ان الشمس تغرب في الماء ، وذلك لأن القرنين انتهى الى آخر البنيان فوجد عينا حماة ليس بعدها أحد . قلت الراجح عندي أنها تغرب في عين حمئة ، أو حامية على القراءتين السبعيتين الصحيحين المتقدمتين ، كما قال الله عز و جل ، وتقدمت الآثار في ذلك عن السلف كابن عباس وغيره ـــ ولا نرد ذلك يكونها كبيرة ولا يمكن غروبها في عين كما قال ابن السائب لأمرين : الأول لأننا لا نعلم مقدار العين التي تغرب فيها : وقد تكون أكبر من الشمس بأضعاف أضعاف ، الثاني لأن الله عز وجل بأنها تغرب في عين ، ووصفها أنها حامية ، أو حميئة على القراءتين : ولا نعترض على الله بل نسلم ونؤمن بما جاء عن الله . انظر زاد المسير 5/186 .
وجاء في اسكندري(1) نبي (2) وقيل عبد صالح تقي(3)
----------------------------------------------(1/80)
(1) اختلفوا في اسم ذي القرنين على خمسة أقوال : أحدهما انه الملك الأسكندر اليوناني قاله معاذ بن جبل وبه قال وهب منبه في رواية ، الثاني اسمه عبد الله بن الضحاك : قاله علي ابن أبي طالب وابن عباس ، الثالث اسمه عياش قاله محمد بن علي الحسين ، الرابع انه الصعب بن جابر بن القلمي : ذكره ابن أبي خيثمة ، الخامس انه رجل من أهل مصر اسمه مرز بابن مردية اليوناني من ولد يونس بن يافث بن نوح . وقال وهب بن منبه في رواية كان ملكاً ولم يوح إليه ، ورجح الطبري انه رجل من الروم ابن عجوز من عجائزهم ليس ولد غيره وكان اسمه الأسكندر قال ابن هشام هو الذي بنى الأسكندر . انظر تفسير الطبري 16/17 والنكت والعيون 3/337 وتفسير الثعالبي 3/540 وزاد المسير 5/183-184 وفتح القدير للشوكاني 3/438 والطبري 16/8-9 .
قاله عبد الله بن عمرو بن العاص وبه قال الضحاك بن مزاحم : قال الثعالبي القول بأنه نبي ضعيف
كان عبداً صالحاً أحب الله وأحبه وناصح لله قاله علي بن أبي طالب .
انظر النكت والعيون 3/337 وتفسير الثعالبي 3/540 وزاد المسير 5/184 والطبري 16/8-9،17 وفتح القدير للشوكاني 3/438-439 .
ولم يكن يوما له قرنان لكنها كانت ضفيرتان(1)
------------------------------------------
(1) غديرتان من شعر : قاله الحسن البصري ووهب بن منبه في رواية ويونس بن عبيد:"قال ابن الانباري والعرب تسمى الضفيرتين من الشعر غديرتين وجميرتين وقرنين" انظر زاد المسير5/184 والنكت والعيون3/337 والدر المنثور4/436.
وشج قالوا في قرون الرأسي(1) وقيل من أجل قرون الشمس(2)
-----------------------------------------------(1/81)
(1) قاله علي بن أبي طالب: قال لأنه دعا قومه الى الله تعالى فضربوه على قرنه فهلك فغير زمانا ثم بعثه الله فدعاهم الى الله فضربوه على قرنه الآخر فهلك: فذلك قرناه وبه قال وهب بن منبه في رواية وإبراهيم بن علي بن جعفر. ذكر ابن الجوزي أنه كانت على صفتين رأسه قرنان من نحاس: (2) قاله علي بن أبي طالب في رواية وابن عباس وبه قال وهب بن منبه في رواية. (انظر تفسير الطبري16/8 ،والنكت والعيون3/337 ، وزاد المسير 5/184 ، والدر المنثور 4/436 ).
حين انتهى إليهما في السير(1 ) كذا رواه ابن شهاب الزهري(2)
-----------------------------------------------
(1 ) أي بلغ طرفي الأرض من الشرق والغرب: قاله ابن عباس وبه قال أبو العالية وابن زيد وابن شهاب الزهري . انظر النكت والعيون3/337 ، وزاد المسير 5/184 ، والدر المنثور 4/436-438 . (2 ) هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري القرشي المدني , ولد سنة 51 هـ أحد أعلام التابعين الإمام العالم العلامة الحجة الثقة الثبت , روى عن أنس بن مالك وعروة بن الزبير والسائب بن يزيد , وروى عنه عطاء بن أبي رباح ومالك بن أنس وعمر بن عبد العزيز . توفى سنة 123 هـ
(1)انظر التاريخ الكبير للبخاري رقم ( 693 ) 1/ 220- 221
وسير ألام النبلاء رقم ( 160 ) 5/ 326 – 350 ووفيات الأعيان 4/ 177- 179 .
وقائل قرنان في فوديه كانت له تقرب من أذنيه(1)
-----------------------------------------------(1/82)
(2)قال يونس بن عبيد. وقيل سمي بذي القرنين: لأنه انقرض في زمانه قرنان من الناس وهو حي: قاله أبو إسحاق الثعالبي . وقيل لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت وشرف، وقيل لأنه سلك الظلمة والنور، وقيل لأنه ملك فارس والروم، لأنهما عاليان على جانبين من الأرض يقال لهما قرنان ذكر هذه الأقوال أبو إسحاق الثعالبي، وقيل لأنه رأى في المنام كأنه امتد من السماء إلى الأرض وأخذ بقرني الشمس نقص ذلك على قومه، فسمي بذي القرنين، قاله وهب بن منبه. (انظر النكت والعيون3/337، وزاد المسير5/183-184، والدر المنثور4/436-439 ).
وقوله الجليل بين السدين(1) على قراءتين بين الجبلين(2)
----------------------------------------------
(1) سورة الكهف آية93.
(2) قال الشاطبي في الشاطبية في القراءات : على حق السدين أصحاب حقق * الضم مفتوح وسيد شد علا قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر شعبة عن عاصم وحمزة والكسائي بضم السين: قال الكسائي وابن الأعرابي والزجاج والطبري وثعلب: السد والسد لفتان بمعنى واحد: وكل ما قبلت فسد ما وراءه فهو سد وسد: نحو الضعف والضعف والسديد هما جبلان منيفان في السماء من ورائهما البحر ومن أمامهما البلدان وهما بمنقطع أرض الترك مما يلي أرمينية: قاله وهب بن منبه: وقيل هما جبلان من قيل أرمينية وإذ ربجان : قاله ابن عباس وبه قال عطاء الخراساني . ( انظر تفسير الطبري16/15-16، والنكت والعيون 3/341، وزاد المسير5/189، والدر المنثور4/448، والوافي شرح الشاطبية للقاضي عبد الفتاح ص314).
والسُّد بالضمة صنع الرحمن وهو بفتحتين صنع الإنسان(1)
----------------------------------(1/83)
(1) السد بالضم صنع الرحمن وبالفتح صنع الآدميين: قاله ابن عباس وبه قال قتادة والضحاك وعكرمة وأبو عبيدة: قال الفراء وعلى هذا رأيت المشيخة وأهل العلم من النحويين وروي أن السد بفتح السين: الحاجزين السيئين: والسد بضمها الغشاوة في العين: قاله أبو عمرو بن العلاء. (انظر تفسير الطبري16/15-16، والنكت والعيون3/341، وزاد المسير5/189-190، والدر المنثور4/448).
---
(1/84)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جدارا يريد أن ينقض
---
جدارا يريد أن ينقض
---
عبدالحليم
09-18-2004, 07:34 PM
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه
(سورة الكهف)
اذا كان الجدار غير عاقل, ما حكمة استعمال كلمة "يريد" فى هذه الآية الكريمة ؟
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-18-2004, 09:43 PM
الأخ عبد الحليم
السلام عليكم ورحمة الله
في تفسير سورة الكهف للشيخ محمد العثيمين رحمه الله ما يلي
قوله تعالى (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ) أي: أنه مائل يريد أن يسقط، فإن قيل: هل للجدار إرادة؟
فالجواب: نعم له إرادة، فإن ميله يدل على إرادة السقوط، ولا تتعجب إن كان للجماد إرادة فها هو "أُحُد" قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم إنه: ( جبل يحبنا ونحبه).(1)
والمحبة وصف زائد على الإرادة، أما قول بعض الناس الذين يجيزون المجاز في القرآن: إنَّ هذا كناية وأنه ليس للجماد إرادة فلا وجه له.
قال بن حجر رحمه الله في فتح الباري
( جبل يحبنا ونحبه) ولا مانع من إمكان المحبة منه كما جاز التسبيح منها وقد خاطبه صلى الله عليه وسلم مخاطبة من يعقل فقال لما اضطرب اسكن أحد .
وقال شيخ لإسلام بن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوى
فمعلوم أن أول من عرف أنه جرد الكلام في أصول الفقه هو الشافعي، وهو لم يقسم الكلام إلى حقيقة ومجاز، بل لا يعرف في كلامه مع كثرة استدلاله وتوسعه ومعرفته الأدلة الشرعية أنه سمى شيئا منه مجازا ولا ذكر في شيء من كتبه ذلك؛ لا في الرسالة ولا في غيرها .
وحينئذ فمن اعتقد أن المجتهدين المشهورين وغيرهم من أئمة الإسلام وعلماء السلف قسموا الكلام إلى حقيقة ومجاز كما فعله طائفة من المتأخرين : كان ذلك من جهله وقلة معرفته بكلام أئمة الدين وسلف المسلمين
وهذا فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله(1/85)
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1291
اللهم أرنا الحق حقا ورزقنا اتباعه
---
عبدالحليم
09-18-2004, 10:18 PM
جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك
سأنفكر في هذا الرد ان شاء الله
---
عبدالحليم
09-18-2004, 10:31 PM
لقد وجدت بعض التفصيل فى شرح العقيدة الواسطية
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=335&CID=19
جزاك الله خيرا
---
(1/86)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن مخطوط تفسير ابن عرفة الورغمي (ت803هـ) ؟
---
سؤال عن مخطوط تفسير ابن عرفة الورغمي (ت803هـ) ؟
---
عبد القادر
09-04-2004, 05:01 PM
يوجد مخطوط في التفسير يسمى (تفسير بن عرفة)/ أبو عبدالله محمد بن عرفة المالكي(ت/803)، أفيدونا مأجورين هل تم تحقيقه؟؟
---
مساعد الطيار
09-04-2004, 10:14 PM
لابن عرفة تفسير بروايتين :
الأولى رواية تلميذه البسيلي ، وقد أضاف البسيلي إلى كلام شيخه شيئًا كثيرًا نقله من تفاسير متعدده ، حتى ضاع بذلك أثر ابن عرفة في هذه الرواية ، وصار تفسيرًا للبسيلي ، وقد طُبِع هذا التفسير بعنوان التقييد الكبير في تفسير القرآن المجيد ، حققه الدكتور عبد الله بن مطلق الطوالة ، وقد كان تحقيقه إلى سورة آل عمران .
الثانية : برواية تلميذه الأبي ، وهي أنفس من تقييد البسيلي لأن فيها نقلاً لما كان يدور في مجلس التفسير من شرحٍ لابن عرفة ، ومن اعتراضات الطلاب وأسئلتهم ، وقد طُبع من هذه الرواية ـ فيما أعلم ـ جزء بتحقيق الدكتور حسن المناعي ، وقد طبعه في جزئين ، وهو شامل لسورة الفاتحة والبقرة فقط .
وياليتك تذكر المعلومات عن هذا المخطوط .
---
محمد الطبراني
08-16-2005, 02:27 AM
بسم اللله الرحمن الرحيم
أما بعد: فإن إطلاق نسبة التفسير إلى ابن عرفة الورغمي التونسي دون تحديد الرواية أمر يعوزه التحقيق ، من حيث إن مقيدات التفسير عنه تنحصر فيما نقل بين ثلاثة من كبار تلاميده وهم على الولاء:
- الشريف السلاوي.
- ثم الأبي.
- ثم البسيلي.
فأما تقييد السلاوي فقد كان إلى حد قريب في حكم الضائع ، بيد أنني بتوفيق من الله كنت مجدوداً في العثور على قطعة صالحة منه هي الأقدم فيما هو معروف من نسخ تقييدات ابن عرفة برمتها.(1/87)
وأما تقييد الأبي فنسخه معلومة لعل أوثقها وأجملها نسخة دار الكتب الوطنية التونسية ، وقد طبع منه جزء يسير من سورة البقرة بتحقيق د المناعي. وياتي بعد تقسير البسيلي، ولم يأخد بإخد صاحبيه ، فقد صنف كتابين اثنين ، يأتي الصغير منهما في نحو سدس الكبير ، بيد أنه ينفرد عنه بزوائد ونكت ، فلا يكون مختصراً له بحق ، فأما الكبير فقد حقق منه د.الطوالة الزهراوين ، وهو مطبوع ، وأما النكت والتنبيهات الصغرى فقد حققتها - لله المنة- برسم أطروحة الدكتوراه من دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلاميى العليا ، بالرباط، تحت إشراف فضيلة الدكتور عباس الجراري، عن ثلاث نسخ ، فجاءت تقديماً ونصاً وفهارس في نحو 900 صفحة بخط دقيق ، والله المسؤول أن ينفع به ، وأن يعينكم على ما يحبه ويرضاه ، وتقبلوا فائق التقدير والآحترام ، ومزيد التجلة والإكرام ، والسلام.
تنبيه: تأتي يعض الكلمات مهملة الدال ، والصواب إعجامها ، والعلة عدم وجود الدال المعجمة فيما بين يدي من حروف ، فوجب التنويه.
---
مساعد الطيار
08-16-2005, 01:56 PM
الدكتور محمد الطبراني / حياك الله في ملتقى أهل التفسير ، وأشكرك على هذه المعلومات المفيدة .
وأتمنى إن كان في وقتك فسحة أن تذكر لنا في نقاط موجزة ما تتميز به ( النكت والتنبيهات الصغرى ) ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق .
---
محمد الطبراني
09-02-2005, 11:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد: فإن ’’نكت وتنبيهات في تفسير القرآن المجيد‘‘ (التقييد الصغير)، ليس اختصارا بقدر ما هو انتقاء وانتخاب من الكبير، مع زوائد تتخلله في تضاعيف الكتاب برمته، وقد جعل المؤلف وكده فيه، تغيي المقاصد التالية:
-الاهتبال بمشكل التفسير وتوجيه المتشابه، ومن ثم لم يكن بدعا من القول عده من كتب هدا الفن، يكاتفها ويصافها.(1/88)
-تصيد دقائق التفسير ولطائفه المنضبطة بضوابط اللغة وقواعد الشرع، مما تحتمله آيات الكتاب من دون إيغال في إعمال العقل، ولا إلباس في معاني الدكر، ولا شطح يحيل معاني كتاب الله عن مهيعها الواسع، وطريقها اللاحب.
-تعقب أقوال الأئمة في التفسير، من ضريب ابن عطية والزمخشري والفخر وأبي حيان، عاضدا أو منتقدا أو مستدركا، غير هياب ولا متردد.
-استفادته القصوى من جميع حقول المعرفة الإسلامية في تفسير كتاب الله، فلم يجد غضاضة في الاستعانة بالمنطق المدرسي أو الرياضيات ومبادئ الهندسة حتى، مع ما انضاف إلى دلك من تورك على مسائل النحو والبلاغة، وقصد قاصد إلى الرد على طوائف المبتدعة من المعتزلة والكرامية خصوصا ومن دونهم.
وليست هده العجالة بمغنية عن إجالة النظر في الكتاب، إد ما دكرته ليس غير صوى للشادي، درأني إلى زبره دعوى كريمة إجابتها لازبة، والله المستعان.
---
لطفي الزغير
09-10-2005, 06:19 PM
بالنسبة لرواية الأبي التي أشار إليها الأخ الفاضل د . مساعد الطيار ، والأخ الفاضل د . الطبراني ، موجودة كاملة في دار الكتب الوطنية بتونس ، وقد حقق الدكتور الفاضل حسن المناعي جزئين منها وهي رسالته العلمية ، وأظن أن أجزاءً أخرى وُزعت على طلبة في الكلية الزيتونية بتونس قديماً الجامعة الزيتونية الآن ، لكن أصحابها لم ينشطوا لطباعة ما يخصهم .
---
(1/89)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رأي ابن تيمية في نسخ القران بالسنة
---
رأي ابن تيمية في نسخ القران بالسنة
---
الراية
02-17-2004, 08:13 PM
هذه المسألة اختلف فيها المتقدمون
فمنعها: الإمام الشافعي ، والإمام احمد بن حنبل في رواية عنه.
وجوزها: أصحاب الإمام أبي حنيفة ، ورواية عن الإمام احمد ،وغيرهم.
ذكر ابن تيمية دليلين لمن يرى جواز وقوعه وأجاب عنها..
الدليل الأول
احتجوا أن الوصية للوالدين والأقربين نسخها قوله صلى الله عليه وسلم(إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه ، فلا وصية لوراث)
الرد على هذا الدليل
هذا غلط !
لأن ذلك إنما نسخه آية المواريث كما اتفق على ذلك السلف ؛ فانه لما قال سبحانه وتعالى بعد ذكر الفرائض(( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ))(النساء:13-14)
فلما ذكر أن الفرائض المقدرة حدوده ونهى عن تعديها كان في ذلك بيان انه لا يجوز أن يزاد على ما فرض الله له.
وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه ، فلا وصية لوراث) ، وإلا فهذا الحديث وحده إنما رواه أبو داود ونحوه من أهل السنن ، ليس الصحيحين ، ولو كان من أخبار الآحاد لم يجز أن يجعل مجرد خبرٍ غي معلوم الصحة ناسخا للقرآن.
الدليل الثاني
وقد ذكروا من ذلك قوله تعالى( فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا)(النساء: من الآية15)(1/90)
وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (خذوا عني ، خذوا عني ، قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب والرجم ).
الرد على هذا الدليل
وهذه الحجة ضعيفة لوجهين:-
أحدهما: أن هذا ليس من النسخ المتنازع فيه فان الله مد الحكم إلى غاية ، والنبي صلى الله عليه وسلم بين تلك الغاية ، لكن الغاية هنا مجهولة ، فصار هذا يقال : انه نسخ ! ، بخلاف الغاية البينة في نفس الخطاب ، كقوله تعالى (( ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ))(البقرة: من الآية187) ، فان هذا لا يسمى نسخاً بلا ريب.
الثاني: أن جلد الزاني ثابت بنص القرآن ، وكذلك الرجم كان قد انزل فيه قران يتلى ، ثم نسخ لفظه وبقي حكمه ، وهو قوله((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم)) ، وقد ثبت الرجم بالسنة المتواترة واجماع الصحابة.
وليس هذا من موارد النزاع فان الإمام الشافعي واحمد وسائر الأئمة يوجبون العمل بالسنة المتواترة المحكمة وان تضمنت نسخاً لبعض آي القران .
ثم يقول - رحمه الله-
وبالجملة فلم يثبت أن شيئا من القران نُسِخ بسنة بلا قران
نقلته بتصرف قليل من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 20/397-399
وبالمناسبة احب ان استفسر من الاخوة جميعا المشرفين والاعضاء ان كانت هناك دراسات حول آراء شيخ الاسلام في القرآن وعلومه ان يذكروها هنا ليستفيد الجميع
وجزاكم الله خيرا
---
أحمد القصير
02-17-2004, 11:18 PM
من المسائل التي قيل فيه بتخصيص القرآن بالسنة :
قوله تعالى { ولا تزر وازرة وزر أخرى } ، والمخصص لها قوله صلى الله عليه وسلم : إن الميت يعذب ببكاء الحي . أخرجه الشيخان .
وممن ذهب إلى دعوى تخصيص الآية بهذا الحدجيث : الشوكاني ، وابن باز رحم الله الجميع.
---
ابن العربي
02-18-2004, 08:30 AM
بسم الله(1/91)
لعل كتاب النسخ في القرآن العظيم لسعادة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودي يفيد كثيراً في توضيح هذه المسائل ، والكتاب من منشورات مركز البحوث بجامعة الملك سعود
وفقك الله
---
محمد الأمين
02-19-2004, 06:41 AM
كاتب الرسالة الأصلية : أحمد القصير
من المسائل التي قيل فيه بتخصيص القرآن بالسنة :
قوله تعالى { ولا تزر وازرة وزر أخرى } ، والمخصص لها قوله صلى الله عليه وسلم : إن الميت يعذب ببكاء الحي . أخرجه الشيخان .
وممن ذهب إلى دعوى تخصيص الآية بهذا الحدجيث : الشوكاني ، وابن باز رحم الله الجميع.
التخصيص مسألة مختلفة عن النسخ. نعم، السنة تخصص النصوص العامة في الكتاب لأنها شرح له، لكنها لا تنسخ القرآن.
والمثال أعلاه لا يستقيم لأن الميت يعذب نتيجة لتأثره ببكاء الحي، أي يحزن بحزنهم، وليس أن الله يعذبه بذنبهم!!!
---
العبيدي
02-19-2004, 09:40 PM
ذكر الدكتور عبدالله بن الإمام محمد الأمين الشنقيطي في رسالة له اسمها النسخ في القرآن أو نحو هذا العنوان جواز نسخ القرآن بالسنة وذكر مثال قوله تعالى : "إنما حرم عليكم الميتة و ..." وذكر إن في السنة تحريم لأطعمة لم تذكر في الآية و الآية حصرت أنواع الأطعمة المحرمة بإنما فتكون السنة تنسخ القرآن وانظر إلى كلام والده الإمام في هذه المسألة وكذلك في كتاب أصول الفقه عند أهل السنة و الجماعة للجيزاني وجزاكم الله خيرا
---
(1/92)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (تفسير سورة النصر) محاضرة لفضيلة الشيخ د. عبد الكريم بن عبد الله الخضير
---
(تفسير سورة النصر) محاضرة لفضيلة الشيخ د. عبد الكريم بن عبد الله الخضير
---
احمد بن حنبل
03-08-2007, 07:33 PM
-------------------------------------------------------------------------------
باذن الله تعالى ستقام محاضرة (تفسير سورة النصر) لفضيلة الشيخ د. عبد الكريم بن عبد الله الخضير، " حفظه الله " وذلك يوم الجمعة 19/2/ 1428هـ،
وذلك في جامع الأمير سلمان، بمدينة جدة..
أسأل الله عزوجل أن ينفع بالجميع وأن يحسن المقاصد ...
ستنقل المحاضرة في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
وفي غرفة رياض المسك الرئيسية .
التوقيع:
المكتب العلمي لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير
الرياض ص . ب 124938 الرمز البريدي 11771
ت / 096612355522 *** ف /096612355533
البريد الالكتروني kdeer15@hotmail.com
---
(1/93)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فمن يتحفنا بكتاب البقاعي مصاعد النظر
---
فمن يتحفنا بكتاب البقاعي مصاعد النظر
---
البتول
03-30-2006, 01:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أقوم ببحث حول علم المناسبة عند الإمام البقاعي وانا بحاجة الي بعض مؤلفاته خاصة كتابه مصاعد النظر الذي طبعته دار المعارف فهل من فاضل من أهل الرياض يتحفنا به .خاصة وانه مفقود في بلدي وقد حاولت الإتصال ببعض دور النشر في افنتارنات ولكني لم أجده
وقد اتصلت ايضا بدار المعارف بالرياض وقيل ليبأنهم سيعيد طبعه مستقبلا .
في انتظار رد حسن منكم السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
---
عدنان البحيصي
03-30-2006, 01:45 PM
أخيتي الكريمة
وفقك الله في بحثك
وجدت كتابه هنا (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) على هذا الرابط محفوظ بلغة الوورد
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2133
ولا زلت أبحث لك عن مصاعد النظر ، لكني أظن أن الكتاب الأول سيفيدك جدا
في الخدمة دوماً وأعانك الله
---
أبو ذر الفاضلي
03-30-2006, 07:32 PM
أخي الفرق بين الكتابين كبير وإن كان مؤلفهما واحد ، فالأول الذي اقترحته هو تفسير للقرآن الكريم ، وأما الثاني فهو كتاب يعرف بالمواضع والبلدان اي مثل كتاب معجم البلدان للحموي .
مع التقدير لكما .
---
البتول
03-30-2006, 08:15 PM
نظم الدرر كتاب في تطبيق المناسبات وأوجهها في القرآن الكريم ويعد من كتب التفسير أما مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور فهو كتا ب يِؤصل فيه صاحبه لعلم المناسبة ويرد فيه على من انكر عليه من أقرانه في طريقة تفسيره .وليس كتاب تراجم للبلدان
هذا الذي أعرفه لأني لم يكن لي شرف مطالعته أتمنى أن انال هذا الشرف .
أشكر للأخوين جهدهما.
---
عدنان البحيصي
03-30-2006, 09:24 PM
يا أبا ذر
شكرا لك لقد جانبك الصواب(1/94)
فالكتاب كما ذكرت الأخت الكريمة وهذا ما أعرفه عن الكتاب
الأخية الكريمة
سأحاول أن أبحث لك عن الكتاب
---
روضة
03-30-2006, 10:42 PM
الإخوة الأفاضل،
في المقال التالي فكرة عن علم المناسبات، وعن الموضوع الذي تناوله الإمام البقاعي في (مصاعد النظر):
علم المناسبات القرآنية، د.عبد الحميد محمود غانم (http://www.albayan-magazine.com/bayan-202/bayan-03.htm)
أرجو أن تحصل به فائدة.
---
البتول
03-31-2006, 09:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخت روضة أشكرك على الرابط . أتمنى أن تساعدينا في الحصول على تلخيص وافي من رسالة التناسب القرآني عند الإمام البقاعي : دراسة بلاغية
لصاحبها مشهور موسى مشهور مشاهرة
محمد بركات ابوعلي
البقاعي, برهان الدين ابراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي, 809-885
رقم التصنيف:- 4ع4
عدد الصفحات222 ورقة
سنة النشر2001
كما اني قد علمت انها نشرت من طرف الجامعة .
وقد نثقل عليك ان طلبنا تلخيصا آخر أو حتى نسخة الكترونية عن رسالتك حول اعجازالنظم في القرآن الكريم.
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2006, 11:29 PM
الدكتور مشهور موسى مشهور مشاهرة وفقه الله هو زميل لنا في قسم اللغة العربية بكلية اللغة العربية بجامعة الملك خالد ، وهو عضو في الملتقى أيضاً فيمكن مراسلته عبر بريده :
mmashahreh@yahoo.com
---
روضة
04-01-2006, 07:33 PM
الأخت الفاضلة البتول..حفظك الله..
من دواعي سروري أن أعرض تلخيصاً لرسالتي في هذا الملتقى المبارك، وسأفعل بإذن الله تعالى، ولكن حين أجد الوقت والفراغ لذلك.
---
جمال أبو حسان
04-02-2006, 08:38 AM
المعلومات الموجودة حول المناسبات في السورمن كتاب مصاعد النظر موجودة بكاملها في تفسير البقاعي نظم الدرر ومن رغب الكتاب لهذه الغاية فانه يجد غنيته كاملة غير منقوصة في نظم الدرر
---
عدنان البحيصي
04-02-2006, 11:00 AM
أصبت يا أبا حسان
كلامك طيب د. جمال
---
أبو ذر الفاضلي(1/95)
04-03-2006, 03:13 AM
أنا جد آسف ، فأحياناً يتسبب الاستعجال في عواقب وخيمة ، وهذه واحدة منها ، أكرر اعتذاري . فنحن نعيش محنة بسبب انقطاع الكهرباء والانترنت ، ونضطر أحيانا الى قراءة ما بين السطور كما يقال اختصارا للوقت ، والكتاب الذي قصدته أنا هو مراصد الاطلاع عَلَى أسماء الأمكنة والبقاع .
أكرر اعتذاري .
---
البتول
04-03-2006, 01:56 PM
ان كتاب مصاعد النظر يعد كمقدمة لنظم الدرر كتبه شيخنا تلميذ شيخنا ابن حجر في الوقت الذي كان يحرر فيه كتابه النظم .وصفه الأستاذ الدكتور محمود توفيق ملخص عن رسالة الدكتوراه التي درس فيها منهج الإمام في التأويل البلاغي وبعد اطلاعي على هذا الملخص اكتشفت اهميته في التأصيل لعلم المناسبة خاصة واني سجلت رسالة ماجستير حول علم المناسبة عند الإمام البقاعي .
ان طالب العلم يجب ان يكون صاحبة همة تناطح الثريا .ان الكتاب الذي أبحث عنه يختلف عن نظم الدرر ولو لم يكن كذلك ما كان لصاحبه أن يجهد نفسه بكتابته .
لمن اراد كتاب الدكتور محمود توفيق فهوعلى الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14873&highlight=%C7%E1%C8%DE%C7%DA%ED
---
جمال أبو حسان
04-04-2006, 08:48 AM
نعم هو يختلف لكن ما فيه مما يتعلق بعلم المناسبات ليس فيه اي اضافة عما في التفسير وقد قراته لذلك انا اقول ما قلت
---
البتول
04-04-2006, 12:38 PM
شكرا للدكتور ، هل يكمن الإستفادة منكم في الحصول على نسخة من بعض أجزاء الكتب
---
علال بوربيق
04-04-2006, 11:22 PM
بسم الله , والصلاة والسلام على رسول الله.
نشكر الأخت البتول على إثارة هذا الموضوع فإنه من أهم الموضوعات التي توثق الصلة بيننا وبين كتاب ربنا سبحانه وتعالى , وإليكِ هذه الشذرات التي تمكنت من جمعها حول هذا الكتاب:
1- كتاب مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور.(1/96)
تحقيق:الدكتور عبد السميع محمد أحمد حسنين، ونشرته دارالمعارف بالرياض سنة 1408هـ/1987م
2-إن البقاعي انتهى من تأليف هذا الكتاب سنة 871هـ أي بعدما بدأ في تأليفه الفريد والذي يعتبر أعجوبة الدهروالمسمى بـ" نظم الدرر في تناسب الآي والسور " بحوالي (10) سنوات فقد جاء في خاتمة نظم الدرر أن البقاعي بدأ في تأليفه في شعبان من سنة (861هـ) , وفرغه في المسودة يوم الثلاثاء سابع شعبان سنة خمس وسبعين وثمانمائة (875هـ) ، بمسجده من رحبة باب العيد بالقاهرة , وفرغه بالمبيضة في شعبان سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة (882هـ) بمنزله الملاصق للمدرسة البادرائية من دمشق.
3- أما بخصوص عنوان هذا الكتاب فقد اشتهر بـ" مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور " وقد ذكر صاحب " كشف الظنون " مقدمة هذا الكتاب كعادته في ذكر مقدمات الكتب وذكر أن الإمام البقاعي اقترح عنوانا ثانيا فقال: " إنه يصلح أن يسمى "المقصد الأسمى في مطابقة اسم كل سورة للمسمى". فالكتاب حسب هذا النقل يركز على أسماء السور ومناسبتها لموضوع أو موضوعات السورة, وحسب هذا هما عنوانين لكتاب, أما في الفهرست الذي جمع فيه البقاعي عناوين كتبه والذي نشره أحد الباحثين فقدذكر كتاب المصاعد برقم (49) وحدد حجمه بأنه في "مجلد"، ثم أتبعه ذكر المقصد الأسمى، و صرح بأنه في "جزء". فهما حسب هذا الفهرست كتابان مستقلان وآخرهما أصغر حجماً من الأول، فإن مطابقة اسم السورة لمسماها ليس إلا مطلباً صغيراً من مطالب كتاب مصاعد النظر، فالظاهر أن المؤلف استخلصه فيما بعد من كتاب المصاعد وأفرده بهذاالجزء(1/97)
4- هذا الكتاب يعتبر كالمدخل لكتاب نظم الدرر, وقدصرح الإمام البقاعي بذلك فقد جاء في تفسير قوله تعالى: " لتنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين " الآية (70) من سورة يس, قال رحمه الله: " ، وقد أشبعت الكلام في هذا وأتقنته في كتابي " مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور " وهو كالمدخل إلى هذا الكتاب - والله الموفق للصواب "
5- ذكر البقاعي رحمه الله هذا الكتاب في مقدمة تفسير سورة الأنعام حيث قال: " كما بينتُ ذلك في كتابي " مصاعد النظر " أنها نزلت جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك، لهم زجل بالتسبيح، وفي رواية: إن نزولها كان ليلاً، وإن الأرض كانت ترتج لنزولها. وهي كلها في حجاج المشركين وغيرهم من المبتدعة والقدرية وأهل الملل الزائغة، وعليها مبنى أصول الدين لاشتمالها على التوحيد والعدل والنبوة والمعاد وإبطال مذاهب الملحدين، وإنزالها على الصورة المذكورة يدل على أن أصول الدين في غاية الجلالة " نظم الدرر(3/102)
6 – و قال في الجزء (4/218) حينما تحدث عن مسألة السجع وكيف أنها غير مقصودة في الكتاب العزيز, بل تأتي لأن المعنى يكون بها أتم قال رحمه الله : " وإذا تأملت ما قلته في هذا النحو من كتابي مصاعد النظر للاشراف على مقاصد السور لم يبق عندك شك في شيء من هذا، فإياك ان تجنح لهذا القول فتكون قد وقعت في أمر عظيم وأنت لا تشعر "(1/98)
وكان رحمه الله شديد الحمل كلما سنحت الفرصة على الذين يدعون أن ظاهرة السجع مقصودة في القرآن الكريم فأعاد عليهم الكرة في بداية سورة يوسف مشيرا إلى كتابه " المصاعد " وأنه قد أطنب في المسألة هناك فقال: " وهذا قول من ذهب سهواً إلى أن السجع مقصود في القرآن، وهو قول مردود غير معتد به كما مضى القول فيه في آخر سورة براءة، فإنه لا فرق بين نسبته إلى أنه شعر وبين نسبته إلى أنه سجع، لأن السجع صنع الكهان فيؤدي ذلك إلى ادعاء أنه كهانة وذلك كفر لا شك فيه، وقد أطنبت فيه في كتابي مصاعد النظر، وبينت مذاهب العادين للآيات وأن مرجعها التوقيف مثل نقل القراءات سواء - والله الهادي." (5/100)
7- والظاهر – والله أعلم – أن كتاب " مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور " مليء بالآثار النبوية التي تساعد وتكشف على وجوه المناسبات بين الآي والسور فإن الرجل كان له باع في علم الحديث , وهو أحد حسنات الحافظ ابن حجر رحمه الله , وله شرح لطيف على ألفية العراقي يسمى بـ" النكت الوفية بما في شرح الألفية " وقد جاء في تفسير قوله تعالى: "ولسليمان الريحَ غدوُّهَا شهر ورواحها شهر وَأَسلنا له عيَن القطر ومن الجِن مَن يعمل بين يديه بإذنِ ربه ومن يزغْ منهم عن أَمرِنَا نذقه مِنْ عَذَابِ السعير. يَعْملَُون له ما يشَآء مِن محاريبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَان كَالجَوَابِ وقدورٍ راسِيَاتٍ اعْمَلواْ آلَ دَاوودَ شُكْراً وَقَلِيل من عبادي الشكور " أنه أورد الكثير من الآثار التي تمكن فيها الصحابة من الجن وحدثت بينهما مصارعات ثم قال رحمه الله : " ذكرها كلها البهيقي في الدلائل، وذكرت تخريج أكثرها في كتابي مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" نظم الدرر (9/10)
ولكن هذا كله مجرد استنتاج من هذا النقل فالأمر يحتاج إلى النظر في هذا الكتاب المطبوع المفقود .
ـــــــــــــــــــــ
كان الإمام البقاعي رحمه الله كثيرا ما يتمثل بهذا البيت(1/99)
إن تلق عيباً فلا تعجل بسبك لي إني امرؤ لست معصوماً من الزلل
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2006, 04:12 PM
هذا ملخص لرسالة الأخ الدكتور مشهور مشاهرة وفقه الله ، بعث لي به على بريدي جواباً للأخت البتول في مشاركتها رقم (7)
---
د.عبد الله الجيوسي
04-15-2006, 11:54 AM
الكتاب موجود عندي
ولكن لا أعرف كيف يمكن إيصاله للأخت
والكتاب من مطبوعات مكتبة المعارف - الرياض ( 3 مجلدات) قدم له وحققه وعلق عليه وخرج أحاديثه الدكتور عبد السميع محمد احمد حسنين ( استاذ التفسير بجامعة الامام محمد بن سعود
والكتاب قرأته
عنايته في الكتاب لا تقتصر على المناسبات بل له منهجية في الحديث على كل سورة يمكن تلخيصها في 3 نقاط
1- عدد ايات السورة والاختلاف فيه
2- مقصود السورة
ما ورد في فضل السورة وما ورد من آثار حول السورة بعامة
بالمناسبة ذكرني حديث الاخوة الأفاضل عن البقاعي برحلتي الممتعة مع كتاب نظم الدرر التي قضيتها لليلتين، وعزمت من لحظة قراءتي فيه ان اتحف الاخوة بما لاحظته
ولعلي لا استبق الموضوع لكن لا بأس بان اشير إلى ما أذهلني في هذا التفسير
وهو كثرة النقل عن الامام ابو الحسن الحرالي المتوفى 637هـ في كتبه ومن اهمها تفسيره المسمى
فتح الباب المقفل في فهم الكتاب المنزل
حيث وجدته ينقل عنه في تفسيره ما زاد على 550 موضعا
وفي الاية الواحدة كان ينقل عنه اكثر من مرة
فقلت اجمع ما كتبه عنه، وقد فعلت في نصف الحزب الاول من القرآن ، وكان قرابة 40 صفحة ، وما زلت اجمع ولعلي ازودكم بها اولا بأول
لمدارستها، ويبقى المقترح من الأخ الدكتور عبد الرحمن في موضعه في هذا الملتقى
---
جمال أبو حسان
04-16-2006, 08:41 AM
لا داعي لهذا الجمع فمخطوط الكتاب موجود يا دكتور عبد الله غير اني سمعت بان مجموعة كتب الحرالي قد طبعت في المغرب فهل من مؤكد لهذا الخبر
هذا وعندي عدة مخطوطات للحرالي كان البقاعي رحمه الله قد اتكا عليها في التفسير
---(1/100)
د.عبد الله الجيوسي
04-16-2006, 11:34 AM
الموجود في المغرب كما تشير المعلومات عندي ليست الكتب
هي الرسالة التالية
ابو الحسن الحرالي المراكشي آثاره ومنهجه في التفسير القرآن - تفسير ومناهج الخياطي، محمادي دبلوم الدراسات الإسلامية العليا محمد إبرهيم الكتاني الرباط/ المغرب دار الحديث الحسنية 1401هـ/ 1980م 3
وكان قصدي يا دكتور جمال من الجمع عمل دراسة حول المنقول فقد وجدت البقاعي يعتمد عليه في المعاني، ولا اخفيك اني بدأت بكتابة شيء حول هذا ، وأسميته
البحث الدلالي عند الحرالي
---
البتول
04-16-2006, 11:46 AM
في الوقت الذي كنت أريد اصافة رسالة الماجستير وجدت الأستاذ قد اصاف ما أردت كتابه ولكن أظن بأنه_ يمكن تحقيق المخطوط من خلال العودة الي كلام الشيخ الحرالي في نظم الدرر كما فعل محقق البرهان في تناسب سور القرآن لوجود نسخة واحدة من البرهان فقام بمقابلتها على النظم في رسالة جامعية بالمغرب. ويمكن ان أضيف أن للحرالي تفسير مفقود على ما أظن قد يكون البقاعي قد نقل منه فنستفيد خاصة اذا علمنا منهج النقل عند البقاعي
---
د.عبد الله الجيوسي
04-16-2006, 12:18 PM
للحرالي كتاب العروة الذي يزعم انه مقدمة لفهم كتابه فتح الباب المقفل، وله أيضا كتابي التوشية والتوفية، كما له كتاب الالماع بطرف من الانتفاع في علم الحروف، وله كتاب شرح اسماء الله الحسنى ، وهذه الكتب كلها له فيها كلام كثير حول الايات، كما هو واضح من نقولات البقاعي عنه.
---
عبدالرحمن الشهري
04-16-2006, 06:52 PM
مكتبة المعارف التي نشرت كتاب (مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور) للبقاعي رحمه الله ، أوقفت بيع الكتاب لوجود بعض الأخطاء الطباعية فيه ، وعدم التعليق على بعض المسائل العقدية ، وصاحب المكتبة حدثني بنفسه بهذا ، وهو يراجع الكتاب الآن ويرغب في إعادة طباعته ، وقد أعطاني نسخة وطلب مني مراجعتها لهذا الغرض .
---
البتول
04-16-2006, 09:44 PM(1/101)
نعم هناك مشكل بالنسبة للكتاب فقد اتصل قريب لي يدرس بجامعة المدينة بمكتبة المعارف قيل له بأنه لاتوجد نسخ للكتاب و سيعاد طبعه مستقبلا .غير أن حاجتي للكتاب تبقى ملحة لكوني أحتاجه لبحثي في الماجستير خاصة واني أدرس منهج الإمام البقاعي في علم المناسبة واظن بأن نظم الدرر لوحده لايكفي وسأظل ألح في سعي للحصول على نسخة منه ولو قبل التصحيح .
---
د.عبد الله الجيوسي
04-17-2006, 09:29 AM
لعلي ازودكم بما كتب حول البقاعي، فالذي المسه انه كتب كثيرا حوله، وفي الآتي بعض هذا المكتوب:
إبراهيم بن عمر البقاعي وجهوده في التفسير.
محمد بحيري إبراهيم، رسالة دكتوراة. كلية أصول الدين، جامعة الأزهر. سنة 1972م. (الدليل الببليوجرافي للرسائل الجامعية في مصر، المجلد الأول).
2- برهان الدين البقاعي ومنهجه في التفسير.
نجاتي قرأ، رسالة دكتوراة. جامعة أتاتورك، أرضروم، سنة 1981م. (مجلة علوم القرآن، المجلد 9، ص 142).
3- البقاعي ومنهجه في التفسير.
أكرم عبد الوهاب محمد أمين، رسالة ماجستير. كلية العلوم الإسلامية، جامعة بغداد، سنة 1992م. (الجامع للرسائل والأطاريح: 27).
4- التناسب القرآني عند البقاعي.
محمود توفيق محمد سعد، رسالة دكتوراة. جامعة الأزهر، سنة 1404هـ أو قبلها. (مجلة الفيصل، عدد صفر 1404هـ/نوفمبر 1983م، ص
78-81).
5- التناسب القرآني عند الإمام البقاعي – دراسة بلاغية.
مشهور موسى مشهور، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، عمان، سنة 1421هـ/2001م. (مجلة الذخائر، السنة 3، العدد 10، 1422هـ، ص284).
6- مفهوم التناسب في التراث البلاغي – نظم الدرر للبقاعي نموذجاً.
ماجد عبد الله ماجد، رسالة دكتوراة. سجلت في جامعة الملك سعود سنة 1420هـ. (دليل رسائل الجامعة حتى 5/5/1421هـ).
7- منهج البقاعي في كتابه نظم الدرر في تناسب الآيات والسور دراسة تحليلية.(1/102)
محمد محمود محمد بن الرومي، رسالة دكتوراة، جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، السودان، سنة 2000م. (مجلة الحكمة، ع30، ص 586).
منهج البقاعي في كتابه "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور"(دراسة تحليلية) القرآن - تفسير ومناهج ابن الرومي، محمد محمود محمد دكتوراه أحمد اسماعيل البيلي السودان القرآن الكريم والعلوم الإسلامية (كلية القرآن الكريم)
علم المناسبات في السور و الآيات و يليه مراصد المطالع في تناسب المقاطع و المطالع السيوطي , جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن /بازمول , محمد بن عمر بن سالم 2002 قرآن كريم - علوم قرآن
---
علال بوربيق
04-17-2006, 03:38 PM
الكتب التي استفاد منها البقاعي في كتابه نظم الدررهي(5)كتب لاغير
1- مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل
2- عروة المفتاح وهو مقدمة للمفتاح
3- كتاب في أصول الفقه لم أعثر على اسمه .
4- التمهيد لشرط مثال القراءة لحروفه السبعة وعلمها والعمل بها .
5- شرح الأسماء.
وأما الكتاب الذي ذكرته البتول باسم التفسير فهونفسه " مفتاح الباب..."
هذا ما أشار إليه حاجي خليفة في كتابه " كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون "
(2/948)
فإن كان الصواب غيرما ذكرت فلتذكره لنا
وقد ذكر له حاجي خليفة مؤلف آخر في علم الحروف موسوم بـ"الإلماع بطرف من الانتفاع"
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (1/263)
وآخرموسوم بـ "الإيمان التام بالنبي عليه الصلاة والسلام "
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة (1/306)
ولايَثنيكِ عن بحثك ماسيق من رسائل جامعية فأهل المغرب لهم خَصيصى لا أقول أنها أفضل فإن ذلك تعصب، ولكنها خَصيصى عرفت فيهم منذ القديم والشاطبي الأصولي , والشاطبي صاحب الأرجوزة في القراءات، وابن رشد صاحب بداية المجتهد ونهاية المقتصد ،وابن مالك النحوي وابن خلدون وغيرهم كثيرخير دليل على ما أقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/103)
* يقال:لايَثنيك أي لايردك ، وأما يُثنيك فهي من الثناء
* يقال خصيصى لاخصوصية وللحافظ السيوطى رسالة في ضبطها موسومة بـ" ألوية النصر في كتابة خصيصى بالقصر " وهي ضمن كتابه " الحاوي للفتاوي "
---
د.عبد الله الجيوسي
04-17-2006, 04:48 PM
د. ابا حسان هل تذكر لي اسماء مخطوطات الحرالي الموجودة لديك فانني ابحث عنها ، وهل هي نسخة ورقية او الكترونية؟
بارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
04-17-2006, 05:11 PM
طبع كتاب ضمن سلسلة تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي بعنوان :
تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير
توفي سنة 638هـ
وهي :
1- مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل .
2- عروة المفتاح .
3- التوشية والتوفية.
4- نصوص من تفسيره المفقود .
تصدير الأستاذ الدكتور محمد بن شريفة .
تقديم وتحقيق
محمادي بن عبدالسلام الخياطي
الأستاذ بكلية أصول الدين بتطوان
ويقع الكتاب في 632 صفحة من القطع العادي ، وقد صدر الكتاب عام 1418هـ.
---
د.عبد الله الجيوسي
04-17-2006, 05:27 PM
بارك الله فيك يا ابا عبد الله
---
د.عبد الله الجيوسي
04-27-2006, 02:56 PM
هل لك يا ابا عبد الله ان تخبرني عن مكان وجود الكتاب
او دار النشر ، وكيف لي بالحصول على نسخة منه
---
عبدالرحمن الشهري
04-27-2006, 03:44 PM
إن كنت تعني يا أبا البراء كتاب الحرالي السابق . فقد ابتعته من إحدى المكتبات هنا في الرياض ، أظنها مكتبة الرشد بالرياض. وغير مكتوب عليه بيانات الناشر . وهذه صورة غلاف الكتاب ..
http://www.tafsir.net/images/harali.jpg
---
د.عبد الله الجيوسي
04-27-2006, 04:04 PM
بارك الله فيك يا أبا عبدالله
فما أجد لسرعة استجابتك من كلمة أقولها خيراً من مقولة المصطفى صلى الله عليه وسلم:
جزاك الله خيراً.
لكن هل نثقل عليكم لو أرسلتم لنا عناوين الكتاب وفصوله ؟
---
عبدالرحمن الشهري
04-27-2006, 04:16 PM(1/104)
حسناً أفعل ذلك بإذن الله يا أبا البراء ، وسأبعث لكم بها على بريدكم في أقرب فرصة سانحة .
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 11:07 AM
جزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
01-17-2007, 08:10 AM
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_780145adaf9677876.gif
---
(1/105)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > الجمع الصوتي للقراءات
---
الجمع الصوتي للقراءات
---
معلمة
04-11-2007, 04:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي الاكارم :
ارجو ممن يوجد لديه تسجيل للجمع الصوتي للقراءات السبع في الحزب الاول من سورة البقرة ان يجود به علينا
لا حرمكم الله الاجر وجعل ذلك في ميزان حسناتكم ..
اختكم معلمة ..
---
(1/106)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم
---
ملتقى الانتصار للقرآن الكريم
---
الرسول الجديد اسمه احمد (0 ردود)
دراسة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية التي أعدّها ريجيس بلاشير (0 ردود)
تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن الكريم من قِبل المستشرقين ودوافعها وخطرها (0 ردود)
أ. د. زينب عبد العزيز وحوار حول ترجمات القرآن (2 ردود)
سُورة الحَفد وسُورة الخَلْع: هل هما فعلا قرآن؟ (7 ردود)
مؤتمر أمريكي يروج لتحريف القرآن الكريم و"علمنة" الإسلام (1 ردود)
قواعد لمنهج القرآن في التعامل مع الفتن (1 ردود)
مقارنة بين قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم والعهد القديم ( 2 (0 ردود)
الجزء الثاني من كتاب "القرآن والحديث مقارنة أسلوبية" للدكتور إبراهيم عوض (0 ردود)
"المستشرقون والقرآن" للدكتور إبراهيم عوض (1 ردود)
مقارنة بين قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم والعهد القديم (2 ردود)
كتاب ماذا يريد الغرب من القران؟ (0 ردود)
توزيع نسخة من القرآن الكريم على كل مواطن بلجيكي (1 ردود)
باحث تونسي يزعم: الاسم الحقيقي لمحمد.. "قثم"! (6 ردود)
أمريكا.. المحافظون الجدد يعيدون تفسير القرآن (0 ردود)
ترجمة جاك بيرك للقرآن الكريم بين المادحين والقادحين..كتاب د.إبراهيم عوض (3 ردود)
السعودية تطالب نائبا هولنديا بالاعتذار عن دعوته لإلغاء نصف القران (4 ردود)
وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي ( 2 ) (0 ردود)
منافع العُمامة (11 ردود)
شبهات القرآنيين و الرد عليها - للشيوخ المهتمين (4 ردود)
الدراسة الأولى من نوعها"القرآن والحديث مقارنة أسلوبية" للدكتور إبراهيم عوض (11 ردود)
كيف نواجه العلمنة ؟ (3 ردود)
شبهات حول القرآن الكريم والرد عليها (3 ردود)(1/107)
صدر حديثاً (الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه أصول الكافي) للخالدي (0 ردود)
( إعجاز القرآن ) للشيخ صالح آل الشيخ ( محاضرة مفرغة ) (1 ردود)
صدر حديثاً (إعجاز القرآن الكريم عند شيخ الإسلام ابن تيمية) للـ د.محمد العواجي (6 ردود)
وصلتني هذه الرسالة على بريدي الإلكتروني عن اكتشاف مزعوم...للإطلاع والإفادة (7 ردود)
اصدار مرئي يفضح قول الشيعه بتحريف القرآن وتقيتهم في ذلك (4 ردود)
ندوة عن (القراءات الجديدة للقرآن الكريم) دعوة للمشاركة (14 ردود)
هل تنتهي مشكلتنا مع الغرب بتأمين مصالحه في منطقتنا؟ (4 ردود)
وتتوالى البشائر افتتاح قناة طيبة قريباً (14 ردود)
سلسلة التعريف بالكتب المهتمة بموضوع الانتصار(2) (0 ردود)
سلسلة التعريف بالكتب المهتمة بموضوع الانتصار(1) (2 ردود)
وليقولوا درست (3 ردود)
الرد على كتاب لويس عوض مقدمة في فقه اللغة العربية ...مقال للدكتور إبراهيم عوض (6 ردود)
خبر ترجمة كتاب شتينشنيدر في الأدب الجدلي والدفاعي بين المسلمين وأهل الكتاب (0 ردود)
لي تعليق على هذا الكتاب (0 ردود)
فهرس مواضيع ملتقى الانتصار للقرآن (5 ردود)
اكتشاف 20 ألف نسخة من المصحف مغلوطة بالأسواق المصرية (10 ردود)
مقتطقات من آداب الجدل والمناظرة (7 ردود)
شبهة تنصيرية وجوابها (4 ردود)
صدور ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الدانماركية (1 ردود)
ميلادالمسيح بين الانجيل والقران (8 ردود)
التعريف برسالة : التيار العلماني الحديث وموقفه من التفسير (6 ردود)
أخي الكريم : ما رأيك (5 ردود)
متابعة ندوة ( القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) 16-18 /10/1427هـ (38 ردود)
روايات بدء نزول الوحي وشكوك المستشرقين حولها بحث للمشاركة!!! (0 ردود)
ندوة في الجزائر حول ترجمة القرآن الكريم إلى الأمازيغية (0 ردود)
غريب القرآن - هل يطعن في الإعجاز ؟ (1 ردود)(1/108)
جاءني عبر البريد ( الكاتب الاسرائيلي يوري أفنيري يرد على بابا الفاتيكان ) (2 ردود)
عاجل الى الاخوة الكرام (1 ردود)
صدور كتاب (دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري والرد عليها (4 ردود)
مقالات الأستاذ الجابري في (تاريخ تدوين القرآن) (14 ردود)
رب فكر أورث كفراً .. الجابري يأتي بثالثة الأثافي ،ويزعم نقص القرآن وتحريفه !! (11 ردود)
الفرقان الحق ... مطبوع في أمريكا .... توجد صورة (2 ردود)
تعريف بكتاب الكليني للدكتور صلاح الخالدي (2 ردود)
حوار مع جريدة الوقت البحرينية // د. أحمد الطعان // (5 ردود)
حوار حول الدراسات القرآنية والقراءات المعاصرة : أرجو التعليق (2 ردود)
من ثمرات الإعجاز العددي:الانتصار للبدعة والضلال. (4 ردود)
خطاب مفتوح إلى البابا بنديكتوس السادس عشر (2 ردود)
تأصيل الدراسات التجريبية فى القرآن الكريم (1 ردود)
تأصيل الدراسات الرياضية فى القرآن الكريم ، وأهميتها (2 ردود)
وما زالت الحرب على ثوابت الأمة : دعي يشبه القرآن بالسوبر ماركت (2 ردود)
الإعجاز العددي في التوراة والانجيل منذ قرن مضى(َ!!) (5 ردود)
اخترت لكم !!!!...شبهة كثرة الأخطاء النحوية في القرآن الكريم .. (0 ردود)
حقيقة الإعجاز في القرآن الكريم (4 ردود)
مبارك للدكتور الحبيب عبد الرحيم الشريف (11 ردود)
قرأت لك : من هنا وهناك ، .. (3 ردود)
مناقشة رسالة دكتوراه عن(القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية:دراسة تحليلية نقدية) (13 ردود)
شبهات وردود حول القرآن الكريم ( روابط ) (0 ردود)
كتاب (مصدر القرآن) للأستاذ الدكتور إبراهيم عوض (2 ردود)
ترجمة القرآن بين الممكن والمستحيل بحث للإطلاع والمناقشة (4 ردود)
احتجاجات بالمغرب على سب النبي على لسان شاعرة مغربية (2 ردود)
كيف يعدى الفعل "رجع" (1 ردود)
كيف نزلت هذه الآية [أفلم يتبين] أم {أفلم ييأس} ؟ (3 ردود)(1/109)
هل الصراط أدق من الشعر وأحد من السيف ؟ (8 ردود)
إساءات للمصحف الشريف وللنبي الكريم على مواقع إلكترونية (1 ردود)
مصحف فاطمة" بديل القرآن الكريم يغزو العراق (17 ردود)
حين يكون لمثيري الشبهات حول القرآن الكريم مؤسسات تحتضنهم ؟ (4 ردود)
مصدر القرآن..دراسة لشبهات المستشرقين والمنصرين حول الوحي المحمدي " د/إبراهيم عوض (0 ردود)
عرض كتاب (فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق) (0 ردود)
النقل عن أهل الكتاب ؟ (2 ردود)
المجلس الثالث من مجالس محمد الأنصاري الأندلسي مع النصارى (0 ردود)
انتهاك المقدس وتمييع الإعجاز القرآني (5 ردود)
القرآن والتحديات المعاصرة للدكتور حامد عثمان (0 ردود)
دعاء وشكر للقائمين على الملتقى . (4 ردود)
دراسة مختصرة لكتاب الفرقان الحق(الفرقان الأمريكي) (6 ردود)
أدلة المؤيدين للتفسير العلمي (6 ردود)
دعوة لحصر المتخصصين , والاستفادة منهم (3 ردود)
الآية القرآنية و"الحقيقة" العلمية.هل الجمع ممكن؟ (6 ردود)
نظرة في مفهوم الصراط في القرآن الكريم (8 ردود)
قراءة في القراءة المعاصرة ـ جذور القراءة 2 (3 ردود)
منهج القرآن الكريم في الجدل ..نموذج في الجدل مع النصارى (9 ردود)
ترجمة مريبة للقران يا مسلمين اخبر المفسر ارجوك (3 ردود)
بين إمامين (4 ردود)
سوء ترجمة للقرآن الكريم في بعض الترجمات (2 ردود)
شكر وتقدير من سعيد بن ناصر الغامدي (12 ردود)
الترابي وثقافة الهزيمة (4 ردود)
نظرة في مفهوم " العلم"في القرآن الكريم وعند علماء المسلمين (8 ردود)
قرآنية البسملة في أوائل السور (3 ردود)
أحمد زكي اليماني والنصّ القرآني (3 ردود)
القراءات الحداثية للقرآن من وجهة نظر د.طه عبد الرحمن. (5 ردود)
تقرير مؤسسة "راند" يتساءل عن مدى صحة القرآن الكريم . (7 ردود)
قراءة في الأحاديث الموجودة في تفسير الكشاف (8 ردود)
السببية في القرآن الكريم (4 ردود)(1/110)
إثبات الإعجاز أم دفع الشبهات. (6 ردود)
شكر للقائمين على الملتقى (2 ردود)
الجدل في القرآن الكريم والسنة النبوية (2 ردود)
بشرى , وترحيب (13 ردود)
نظرات إلى القرآن (5 ردود)
التعريف بمناشط الانتصار للقرآن - قناة التنوير (3 ردود)
ماذا يريدون بالقرآن؟! (9 ردود)
اضحك على ترجمات المستشرقين (0 ردود)
القراءات القرآنية بين الفكر الاستشراقي ودراسات العلماء (1 ردود)
شبهات حول القرآن الكريم (8 ردود)
الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم معيار لضعف الوعي عند القوم (0 ردود)
القرآن العربي..رؤية أخرى.. (2 ردود)
ماذا قال امرؤ القيس عن القرآن العظيم؟ (1 ردود)
معنى لفظة علقة (8 ردود)
الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري (2 ردود)
سؤال من أحد النصارى (7 ردود)
مطالب حول شبهة " اللفظ المعرب في القرآن الكريم " (2 ردود)
الليلة في قناة المجد حوار عن المستشرقين وطعونهم في القرآن (2 ردود)
مصطلح التنوير مفاهيمه واتجاهاته في العالم الإسلامي (1 ردود)
كتاب جديد في الدفاع عن القرآن الكريم (1 ردود)
افتتاح ملتقى الانتصار (6 ردود)
المقاصد والمناورة العلمانية (4 ردود)
مآل الإسلام في القراءات العلمانية (8 ردود)
الموضوع الثاني : الحصر البيلوجرافي للأعمال المتعلقة بملتقى الانتصار للقرآن (16 ردود)
كتاب " سورة النورين دراسة تحليلية أسلوبية " للدكتور إبراهيم عوض (2 ردود)
الموضوع الأول :مقدمة تأصيلية لعلم الانتصار للقرآن (3 ردود)
أهداف , وشروط المشاركة في الملتقى (3 ردود)
رسالة السائل والمجيب لمحمد الأنصاري الأندلسي وجدل النصارى (2 ردود)
تعدد القراءات وضعف دين النصارى (2 ردود)
عرض كتاب (دفاعٌ عن القرآن ضد منتقديه) للدكتور/ عبد الرحمن بدوي (6 ردود)
من عيون المناظرات بين المسلمين وأهل الكتاب (5 ردود)
مراحل تطور مواقف قريش من القرآن الكريم – نظرة متكاملة (0 ردود)(1/111)
مناظرات دينية بين مسلمين وأهل الكتاب (2 ردود)
عرض لكتاب: " مراحل جمع القرآن.. دراسة مقارنة مع التوراة والإنجيل " (12 ردود)
حوار مع الدكتور أحمد الطعان الباحث بشؤون القرآن الكريم في كتابات العَلمانيين:ضع سؤالك (24 ردود)
صبيرة طومسون (6 ردود)
مؤلفات حديثة ضد القرآن : مؤلفون وهميون (5 ردود)
التماس من الدكتور موراني...... (3 ردود)
إلى الجميع بلا استثناء : ما رأيكم ....؟ (97 ردود)
هاتوا معاولكم هذا صنم نهاية العصر: "القراءة" (22 ردود)
الاستشراق كما في الموسوعة العربية العالمية (2 ردود)
رد على بحث " طريقة قرآنية جديدة لإيجاد أعلى سرعة "c " (3 ردود)
لِكُلّ مُسَيْلِمَةٍ سَجَاحٌ : كلمة عن أحمد صبحي منصور (1 ردود)
أهداف ترجمات القرآن وأنماطها عبر التاريخ (*) (2 ردود)
الدكتور سعيد بن ناصر وتأملات مهداة إلى أقسام التفسير (3 ردود)
" علم الانتصار للقرآن الكريم " دعوة لإنشاء علم جديد من علوم القرآن الكريم (6 ردود)
سؤال حول حساب الجُمَّل وموقف العلماء منه.. (1 ردود)
ما رأى مشايخنا فى هذه الشبهة ؟ (2 ردود)
كيف ترد على من يزعم وجود أخطاء لغوية في القرآن. (9 ردود)
نعم .. مصطلح السامية فرضية خرافية (10 ردود)
فرضيّةُ (الشعوب الساميّة، واللغات الساميّة) فرضيّةٌ خرافيةٌ لا أصل لها (0 ردود)
ما تعليق المتخصصين الفضلاء على هذا المقال بعنوان (العَجَزَة) للدكتور حمزة المزيني ؟ (1 ردود)
شبهة مراجعة ابن عباس لأهل الكتاب .. مقال لمحمد هادي معرفة (1 ردود)
الرد على د. عبد الصبور شاهين.. الزيف الاشتقاقي.. ونظرية دارون.. والقران الكريم (13 ردود)
من ضوابط الإعجاز العلمي...للعلامة عبدالله بن بيه (5 ردود)
الكشف عن تحريف صهيوني متعمد لترجمات معاني القرآن (0 ردود)
دور الاختراعات العلمية في تقريب الحقائق الغيبية ومنها ( الوحي ) (0 ردود)
شبهة : تعدد مصاحف الصحابة , والجواب عنها (7 ردود)(1/112)
مع المستشرق موراني حول دعوى (تحقيق القرآن) واحتمال الزيادة والنقص واختلاف الترتيب (5 ردود)
ما رأيكم بهذا الرد على تلك الشبهة ؟ (5 ردود)
أقوال المفسرين في تحريف الإنجيل بين اللفظي والمعنوي (0 ردود)
الإصرار على نقد "موقع الأسرار" (28 ردود)
مَن ينقذ القرآن الكريم مِمن يعملون على تحميله مالا يحتمل ؟ (11 ردود)
منقول من كتاب( أكذوبة الإعجاز العلمي ) (0 ردود)
كتابان تنصيريان يزعمان الأصل النصراني للقرآن الكريم (5 ردود)
طلب الجواب عن شبهتين حول : كتابة القرآن وجمعه ، ونكاح المتعة والقول فيه . (0 ردود)
سؤال [ متعلق بحوار دار بيني وبين نصراني حول إشكال في فهم بعض الآيات ] (10 ردود)
لمحاتٌ علميةٌ في القرآن الكريم للباحث محمد قرانيا (0 ردود)
لقدجاء الامريكان شيئا إِِدَا (ملف تفاعلي عن حوادث تدنيس الجنود الأمريكيين للمصحف) (20 ردود)
من ينصف التفسير من الإعجاز العلمي؟ (5 ردود)
القرآن وأميّة بن أبى الصلت: أيهما أخذ من الآخر؟ (10 ردود)
من يفيدني في تفسير هذه الاية ؟؟؟ عاجل للأهمية في الرد على النصارى ... (11 ردود)
التجديد في التفسير- مادة ومنهاجا للدكتور جمال أبو حسان وفقه الله (5 ردود)
عندما يصبح "اعجاز القرآن "لا معنى له.. (4 ردود)
سؤال للدكتور إبراهيم عوض وعلماء الملتقى عن التفكيك (11 ردود)
النص القرآني بين تجاوز الحداثيين وسقطات كتب التراث الإسلامي" دعوة لنقد الذات " (4 ردود)
محاور ندوة (القرآن في الدراسات الاستشراقية) بمجمع الملك فهد-رحمه الله - لطباعة المصحف (19 ردود)
إعجاز قرآنى علمى أم مجرد ملاحظات ساذجة يعرفها كل أحد؟ للدكتور إبراهيم عوض (0 ردود)
تعريف بكتاب : الغارة على القرآن الكريم (1 ردود)
حوار حول الواقع المعاصر للدراسات الاستشراقية مع المستشرق الألماني د. ميكلوش موراني (103 ردود)
المهزلة الأركونية فى المسألة القرآنية .. بقلم : إبراهيم عوض (3 ردود)(1/113)
" الفرقان الحق " فضيحة العصر - قرآن أمريكى ملفق .. بقلم :د. إبراهيم عوض (3 ردود)
الاعجاز العلمى بين الحقيقة والوهم (16 ردود)
لماذا يتهافت الغرب على قراءة القرآن؟ ! (0 ردود)
مقاصد المستشرقين من طبع كتب التفسير وعلوم القرآن ؟! (10 ردود)
هل يصح هذا التفسير ؟ (17 ردود)
كتاب (شبهات حول القران الكريم) بقلم د. محمد عمارة (4 ردود)
// آراء المفسرين في عقيدة التثليث // دراسة في تفاسير الرازي وابن عاشور وسيد قطب. (0 ردود)
شارك في نقد كتاب(جمع القرآن) للمستشرق جون جلكرايست. الفصل الثاني (9 ردود)
خطورة ما يسمى بالنص المفتوح وعلاقته بتفسير القرآن الكريم (8 ردود)
حول مصحف ابن مسعود...للشيخ ناصر الماجد (4 ردود)
درء الشبهات أوْلى الأولويات (12 ردود)
شارك في نقد كتاب ( جمع القرآن ) بقلم المنصر الكاثوليكي جون جلكرايست -الفصل الأول (11 ردود)
شارك في نقد كتاب ( جمع القرآن ) بقلم المستشرق جون جلكرايست - المقدمة (21 ردود)
يا أهل التفسير بل يا أهل الإسلام اترككم مع هذا الخبر (5 ردود)
سبب اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن ! (9 ردود)
الاختلافات اللفظية في استشهادات القرآن .... شبهات تنصيرية (28 ردود)
شبهة .. مطلوب الإجابة عنها (4 ردود)
الردود العلمية على من حرَّف أو ادَّعى التَّحريف في الكتاب العزيز ! مع ذكر كتبهم (21 ردود)
دعوة للدفاع عن القرآن ضد شبهات المغرضين من المستشرقين والمبشرين ! (2 ردود)
بحث مختصر في مسألة الإعجاز العددي في القرآن الكريم (11 ردود)
ِمحمد شحرور وجذور قراءاته المعاصرة لـ الكتاب والقرآن . (6 ردود)
لقاء مشرفي ملتقى أهل التفسير بالأستاذ الدكتور زغلول النجار وفقه الله (7 ردود)
شبهات المستشرقين حول جمع القرآن (5 ردود)
من يعلم شيئا عن موضوع نقد الإعجاز العددي فليفدنا (6 ردود)
نقد ما يسمى بالتفسير العلمي للقرآن (من أجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث) (0 ردود)(1/114)
التجديد في علم التفسير (5 ردود)
كتاب جديد يتحدث عن إعجاز القرآن الكريم !! (6 ردود)
سؤال عن الاعجاز العددي في القرأن (8 ردود)
وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي ( 1 ) (3 ردود)
(آيات مظلومة في كتاب الله) عنوان كتاب ، هل وفق صاحبه في عنوانه أم لا ؟ (8 ردود)
إشكال حول قراءة القرآن بالمعنى ، فهل من مجيب ؟ (18 ردود)
(1/115)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الزيادة على القرآن في المصاحف
---
الزيادة على القرآن في المصاحف
---
خالد الباتلي
12-09-2005, 02:22 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فأود أن أطرح هذه القضية (إثبات مازاد على القرآن في المصحف) على بساط البحث، لأننا نعلم أنه يوجد في أثناء المصاحف التي بأيدي المسلمين اليوم زيادات ليست من القرآن، وليست في المصاحف العثمانية أيضا، ومن ذلك:
1. أسماء السور.
2. بيان المكي والمدني
3. عدد الآيات
4. تقسيم القرآن بالأجزاء والأحزاب والأثمان.
وتطور الأمر في بعض المصاحف فكتب على حواشيها:
5. تفسير المفردات.
6. بيان أحكام التجويد.
وأخشى إن طال بالناس زمان أن يتجاوز الأمر دلك إلى وضع بعض الصور أو الخرائط التوضيحية، أو الإحالة على بعض مواقع الإنترنت التي لها صلة بالآيات، أو غير دلك مما لانعلمه اليوم.
وقد أثر عن بعض السلف النهي عن ذلك، ومنه ماجاء عن أبي بكر السراج قال: قلت لأبي رزين (مسعود بن مالك) – وهو ثقة من كبار التابعين -: أكتب في مصحفي سورة كذا وكذا؟ قال: لا، إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه، فيظنوا أنه من القرآن.أخرجه أبو عبيد في "الفضائل" (ص:241).
وقد اختلفت الأنظار في هده المسألة بين متشدد ومتساهل، فأرجو إحالتي إلى بحث في الموضوع، وهل سبق نقاشها في الملتقى ؟.
وجزاكم الله خيرا،،،،.
---
أيمن صالح شعبان
12-09-2005, 08:32 PM(1/116)
السلام عليكم : نعم أخي الكريم القضية بحاجة إلى وقفة وإجماع علمي ومخاطبة الجهات المسئولة عن إصدار المصاحف ونشرها ومراجعتها فقد هالني أن رايت في إحدى المكتبات مصحفا يجمع فيه القراءة بين حفص وشعبة والدوري والسوسي بواسطة تمييز لون النص القرءاني . وللأسف صادر عن إحدى الدور الشامية على نسخة قديمة بخط الخطاط عثمان طه _ أظن الخطاط حفظه الله بعيد كل البعد عن هذا الفعل _ فإنا لله وإنا إليه راجعون وقد تثبت من أمر هذا المصحف فعلمت عدم إجازته من لجنة مراجعة المصحف الشريف بالازهر.
---
عبدالرحمن الشهري
12-22-2005, 04:57 PM
موضوع الكتابة الزائدة على النص القرآني في المصاحف وليست منه ، موضوع قديم ، ولا أذكر أنني وجدت بحثاً أو كتاباً خص هذا الموضوع بالبحث ، إلا شذرات من الأقوال والفتاوى حوله عند القدماء والمحدثين ، ومن هذه المصادر :
- البرهان في علوم القرآن للزركشي 2/166
- الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/11
- مناهل العرفان للزرقاني 2/233
- مجموع فتاوى القرآن الكريم من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر ، جمع وترتيب د.محمد موسى شريف 3/989 وما بعدها . ففيه كثير من فتاوى العلماء حول هذه المسألة.
- التقرير العلمي حول مصحف المدينة النبوية ، فقد أطال الدكتور عبدالعزيز القارئ القول في هذه المسألة.
- ما كتبه الدكتور محمد إبراهيم خليفة في بعض بحوثه ، فقد خص هذا الموضوع بحديث طويل.
- المتحف في أحكام المصحف للدكتور صالح بن محمد الرشيد 238 ، 249 ، 250-252 وفيه كلام جيد في الموضع الأخير تحت عنوان «تحشية المصاحف».
---
خالد الباتلي
12-23-2005, 01:26 PM
الأخ الكريم أيمن شعبان : أشكرك على مداخلتك، ولاشك أن إدارات المصاحف هي المسؤولة عن المراقبة.
الشيخ عبد الرحمن: جزاك الله خيرا على هده الإفادة، وهكدا تعودنا منك ، ولكن (التقرير العلمي) للشيخ القاري أين نجده؟.
---
إبراهيم الحميضي
12-23-2005, 02:24 PM(1/117)
يبدو لي أن هناك فرقا بين ما يكتب بخط المصحف ورسمه في مربع يحيط به ، وبين ما يكتب في حواشيه بغير رسمه وخطه كما هو الحال في التفاسير المختصره فليس هنا محظور ظاهر ، واللبس والحالة هذه مأمون ، اللهم أن يكون ذلك في المصاحف المخصصة للأطفال والمبتدئين ونحوهم فينبغي أن تصان عن ذلك ، والله أعلم .
---
فهد الناصر
01-22-2006, 03:52 PM
هذه طرفة أذكرها على سبيل المذاكرة مما يتعلق بالموضوع .
ذكر أحمد أمين رحمه الله في كتابه (حياتي) ص 146 عندما كان قاضياً في بلدة نائية في صحراء مصر في الواحات الخارجة ، أنه دخل ليرى كُتَّاب القرية ، قال (ورأيت الأطفال يقرأون في ألواح من الصفيح طليت بالطَّفل - لا أعرف معناه - ، وهم يطلونها كلما مسحوا اللوح وجددوا الكتابة ، ولفت نظري طفل كبير ، أخذت لوحه فوجدته قد كتب فيه المعوذتين ، وبعدهما :(وقد تم طبع هذا المصحف الشريف في مطبعة كذا ) وهو يحفظه على أنه من القرآن الكريم !
---
د.أبو بكر خليل
01-23-2006, 10:07 AM
لا يؤخذ كلام أو حكايات أحمد أمين - في كل ما يذكر - على محمل الجد ، إذ له غمز و لمز - في بعض كتاباته ، كفجز الإسلام ، و كضحاه ، تأثرا بالمستشرقين - مثله مثل طه حسين في كتابه " الأيام " ،
و مما يوهن من حكايته تلك أن الشيخ صاحب الكتاب - بضم الكاف و تشديد التاء - و كان يلقب من طلبته و أهلهم ب " سيدنا " - كان هو الذي يملي آي القرآن ، و يرددها الأطفال وراءه عدة مرات بصوت عال جماعة ، حتى يتأكد من حفظهم لها و يصوب نطقهم و أخطاءهم ، و كذا كان يفعل نائبه و مساعده " العريف " - بتشديد الراء - و لم يكونا يقرآن أو يمليان من مصحف مطبوع ، و إنما كانا يفعلان ذلك من حفظهما - المحفوظ في الصدور - الآخذين له بالتلقي مشافهة من شيوخهما في الأزهر و ما شابهه من معاهد العلوم الشرعية .(1/118)
- و أما ما ذكر من إضافة أسماء السور ، و ترقيم الآيات ، و و ضع علامات الأحزاب و الأجزاء و نحو ذلك ، فلا بأس به ، إذ تلقاه المسلمون بالقبول - من غير إنكار على مدى العصور - و هي مما لا يتوهم نسبته إلى أصل المصحف و نصه ، و إنما وضعت - أو وضع معظمها - لأغراض أوضحها العلماء ،
أما ما قد يوضع في الحواشي من تفاسير ، فهو مكتوب خارج نطاق النص القرآني ، مما يؤمن الخلط فيه بينه و بين أصل النص ، و ما دام مميزا منه و منفصلا عنه - بشكل واضح لا لبس فيه - فلا بأس إن شاء الله ، و مثل ذلك يضاف و يقال له إنه مصحف مع التفسير ، مثل ما فعلت دار الشروق بالقاهرة في إصدارها " مصحف الشروق المفسَر الميسَر " مع مختصر تفسير الطبري - لابن صمادح الأندلسي - الذي وضع على جانبيّ النص القرآني بشكل جليّ لا لبس فيه ،
- و مما قد يدل على جواز مثل هذا ما فعله بعض الصحابة من كتابة بعض تفاسير الآيات في نسخ مصاحفهم التي كتبوها لأنفسهم ، مما ذكر العلماء أن تلك القراءات الشاذة التي بها كامات غير موجودة بالمصحف العثماني أنها ليست من أصل النص القرآني المتواتر ، و إنما هي تفاسير أدرجت مع الآيات ، و ليست منها بحال ،
و مثل هذا يؤمن إذا وضعت منفصلة انفصالا تاما عن أصل النص ، و الشاهد منه جواز كتابة التفاسير مع النص في المصحف ، مع مراعاة ما أشرنا إليه
و العلم عند الله
---
(1/119)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بيان السنة للقرآن
---
بيان السنة للقرآن
---
عبدالرحمن فكري عيسى
08-25-2005, 02:11 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه محمد بن عبدالله أما بعد
فإن الصواب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين للأمة كل معاني القرآن ولا ترك تبيينه على الإطلاق وإنما بين ما احتاجوا إليه
أوجه بيان السنة للقرآن:
1- بيان المجمل : كبيانه صلى الله عليه وسلم لمواقيت الصلاة وعدد ركعاتها ومقادير الزكاة
2- توضيح المشكل : كتوضيحه صلى الله عليه وسلم لما أشكل على عدي بن حاتم في معنى قوله تعالى "حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر"وأنه بياض الليل وسواد النهار
3 - تخصيص العام : كتخصيصه صلى الله عليه وسلم عموم الظلم في قوله تعالى "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "بأنه الشرك
4 - تقييد المطلق : كتقييد المطلق في قوله تعالى "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " بأنها اليد اليمنى وإلى الرسغ
5 - بيان معاني بعض الألفاظ : كبيانه صلى الله عليه وسلم معنى" المغضوب عليهم"وأنهم اليهود ،ومعنى "الضالين " وأنهم النصارى
6 - نسخ أحكام القرآن : كنسخ حكم الثيب الزانية من الحبس في البيوت الوارد في قوله تعالى "حتى يتوفاهن الموت" إلى الرجم
---
(1/120)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل كتاب تبصير المنتبه بتحرير المشتبه للحافظ ابن حجر العسقلاني
---
حمّل كتاب تبصير المنتبه بتحرير المشتبه للحافظ ابن حجر العسقلاني
---
مسك
08-21-2004, 11:51 AM
تبصير المنتبه بتحرير المشتبه
الحافظ ابن حجر العسقلاني
المشتبه للإمام الذهبي ألفه في معرفة ما يشتبه ويتصحف من الأنساب والأسماء والكنى والألقاب، مما اتفق شكلا واختلف نطقا فقام ابن حجر بضبط ألفاظه، وتبسيط ما اختصره واختصار ما زاد في بسطه والاستدراك عليه ببعض ما فاته من التراجم المستقلة التي لم يتضمنها كتابه
لتحميل الكتاب على ملف الورد أضغط هنا ...... (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=30301)
---
(1/121)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث
---
للتحميل مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث
---
مسك
10-27-2004, 06:18 PM
يعد هذا الكتاب أشهر كتاب في علم مصطلح الحديث على الإطلاق ذكر فيه ابن الصلاح (65) نوعًا من علوم الحديث ، وقد قال عنه ابن حجر ( فاجتمع في كتابه ما تفرق في غيره فلهذا عكف الناس عليه وساروا بسيره ، فلا يحصى كم ناظم له ومختصر ، ومستدرك عليه ومقتصر ، ومعارض له ومنتصر )
لتحميل الكتاب أضغط هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31633)
---
(1/122)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً : الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة
---
صدر حديثاً : الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة
---
أبومجاهدالعبيدي
09-23-2003, 01:03 AM
صدرت هذه الموسوعة قريباً ، وهي من سلسلة إصدارات الحكمة بإشراف وليد أحمد الحسين الزبيري ، وشاركه في إعدادها فريق عمل مكون من :
إياد بن عبد اللطيف القيسي
مصطفى بن قحطان الحبيب
بشير بن جواد القيسي
عماد بن محمد البغدادي
وهي مكونة 3863 ترجمة للأعلام المفسرين والمقرئين والنحويين واللغويين من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم .
وهي في ثلاث مجلدات كبار في أكثر من 3138 صفحة .
نفع الله بها ، وقد اشتريتها اليوم من مكتبة المؤيد بالرياض بمبلغ مائة ريال
---
مساعد الطيار
09-23-2003, 12:43 PM
الآخ الفاضل أبو مجاهد
أسأل الله أن يبارك لي ولكم ، واحسن الله إليك بألطافك التي تتحف بها قراء هذا الملتقى المبارك .
كما أسأل الله أن ينفع بعمل هؤلاء الإخوة الذين بذلوا جهدًا في إعداد هذه التراجم .
وأفيدكم أني قد اطلعت على عمل لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف في المدينة النبوية ، وهو جهد كبير يقوم به جمع من الباحثين ، ويحتوي على تراجم المفسرين والمشاركين في التفسير إلى العصر الحاضر .
أسأل الله أن ييسر تمامه ، وأن ينفع به من قام بعمله ومن قرأه .
---
ابو اويس
10-14-2003, 12:07 AM
السلام عليكم راقم هذه السطور هو احد من اشرف على هذه الموسوعة واسال الله ان يستر علينا جهلنا واسرافنا ولكن ما احب ان اوضحه هو ان هذه الموسوعة اهتمت فقط ببيان عقيدة المترجم له
اسال الله ان يقيل عثرتي ويسترني آمين
---
(1/123)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > كيف تصنع توقيعا ثابتا يظهر في ذيل مشاركاتك
---
كيف تصنع توقيعا ثابتا يظهر في ذيل مشاركاتك
---
سامي عبدالعزيز
05-27-2006, 01:28 PM
==========( 1 )==========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=38984&stc=1&d=1146829554
==========( 2 )==========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=38985&stc=1&d=1146829554
==========( 3 )==========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=38986&stc=1&d=1146829554[/CENTER][/QUOTE]
---
(1/124)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هل من معلومات حول مخطوطة كتاب (غنية الطلبة بشرح الطيبة)
---
هل من معلومات حول مخطوطة كتاب (غنية الطلبة بشرح الطيبة)
---
نورة
02-11-2007, 12:25 AM
الإخوة الأفاضل
هل من معلومات حول مخطوطة كتاب: (غنية الطلبة بشرح الطيبة)
لمحمد محفوظ التَرْمَسِي (ت1329هـ)
وهو شرح على متن طيبة النشر للإمام ابن الجزري
توجد منه نسخة مصورة بمكتبة الحرم المدني
بخط الناسخ إسماعيل الشييناوي
هل من معلومات عن نسخة أخرى لهذا الكتاب
وقد سمعت أن الكتاب سجل رسالة علمية الفصل الماضي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ويعمل على تحقيقه الآن باحثين بمرحلة الدكتوراه
فمن يؤكد لي ذلك..؟
لأن بعض الباحثات بجامعة أم القرى بقسم القراءات يرغبن في تسجيله رسالة علمية..
---
محب القراءات
02-11-2007, 01:21 AM
الأخت / نورة وفقها الله
حسب علمي القاصر والله أعلم لم يعثر إلى الآن إلا على نسخة واحدة فقط من هذا المخطوط
ولعل هناك نسخة أخرى لم نعلم بها والله أعلم
وأما عن تسجيله في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ( رسائل دكتوراة ) فهذا غير صحيح , وأنا متأكد من ذلك .
---
محب القراءات
04-11-2007, 12:37 AM
كتاب: (غنية الطلبة بشرح الطيبة) سجله الأخ الدكتور : عبد الله بن محمد الجار الله ( بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراة ) بقسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية , وقد وافق القسم على الرسالة .
---
(1/125)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علوم القرءان و حظها من التحقيق
---
علوم القرءان و حظها من التحقيق
---
محمد رشيد
10-17-2003, 09:01 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ، أما بعد فهذا هاجس كان يطرأ على رأسي كثيرا منذ بدأت في دراسة علوم القرءان ، و بدأ هذا الهاجس في التحول إلى تأكّد و يقين كلما درست و قرأت أكثر، ألا و هو أن علوم القرءان ، أو المسائل المشكلة في علوم القرءان لم تحظ بالعناية الفائقة التي تستحقها من التحقيق و التدقيق و البحث ، بخلاف علم الأصول على سبيل المثال ، فأقرأ في كتب الفروع أو الأصول أو المصطلح أجد التحقيق الذي ما بعده تحقيق ، و لكن أقرأ في كتب علوم القرءان ، فأجد أن كثيرا من أهل علم هذا الفن ـ و هذا مما أعجب منه ـ تلقى المسألة تقليدا لسابقيه و لو أنه نظر أقل نظر للمحقق أو حتى فكّر أو طرأ على باله أن ينظر في صحة ما يعتقد ، و الذي جعلني أوسّع اطلاعي في مسائل علوم القرءان ـ رغم ميلي الشديد للأصول و الفروع ـ هو أني في معهد للقرءان ، و يعطوننا كتيبات صغيرة في خلاصات لعلوم القرءان من تاريخ مصحف و رسم و ما إلى ذلك ، و أجد أن المؤلف من شيوخ القراءات و من رؤساء المعاهد ، ثم يقول على سبيل المثال بأن الأحرف السبعة هي اللغات السبع ، و ينتصر لذلك ، و لو أنه أبدى تحقيقا لكان في الأمر كلام آخر ، و لكنّي ما قرأت لمؤلف ينتصر إلى هذا القول وقد أبدى أي تحقيق لهذا القول ، و ماظني ـ و الله أعلم ـ أن ذلك إلا لعدم وجود تحقيق يقوى على ترجيحها ، فبمجرد أن يبدأ في التحقيق يجد أن القرءان يحوي أكثر من لغة مخالفة للغة قريش ، و لهذا قلت في البداية بأنه لم يفكر مجرد تفكير في التحقيق ، لأنه لم يفكر أصلا فيما يقرأ من القرءان ، و هو يعلم أنه يقرأ بلغات غير لغة قريش ، ثم كيف يفكر عثمان من عند نفسه في محو أحرف(1/126)
متواترة من القرءان ؟!!!!! هذا الشيخ أو ذاك الذي ألف الكتاب نراه يكاد يفترس من تكلم في تواتر القراءات الثلاث ـ أبي جعفر و يعقوب و خلف ـ و قد اختلف في تواترها ، ثم يسوّغ لعقله أن يتصور حرق عثمان لستة أحرف كاملة من القرءان و كل الحجة في ذلك ( أن الناس اختلفوا )
و هو لو قال له أحدهم أن الناس اختلفوا في القراءات الثلاث ، و أن القرية الفلانية أنكر أهلها القراءة بهذه القراءات و نشب فيها صراع و صارت فتنة لقال بلهجة مصرية غاضبة ( ما يتخنقوا ولاّ يتحرقوا بجاز و هو احنا هنغيّر في القرءان عشان خاطر عيونهم ؟!! )
و دون إطالة فمرادي واضح
و أنا فقط أضرب مثالا على هذا الهاجس الذي بدأت أتيقنه ، و لكن ناسب قبل ذلك أن أسأل أهل التخصص / هل بالفعل تفتقر المسائل المشكلة في علوم القرءات إلى تحقيق ؟
إذا كان الأمر كذلك فأنا مستبشر خيرا بأن هذا العصر سيشهد انتفاضة للتحقيق في علوم القرءان ، لما أراه من التحقيق لكثير من المعاصرين في علوم القرءان من الدارسين في الجامعات و المدرسين ، فتحقيق الدكتور الطيار في مسألة الأحرف السبعة لم أقرأ مثله لأحد ممن كتبوا فيها ـ إلا الزرقاني ـ رغم كون من قرأ لهم هم من الأكابر في علم القراءات
بالمناسبة / هل نقول بأن مسألة الأحرف السبعة لا تخص دارس القراءات ؟
حيث إنني قلت : هؤلاء القوم ، فعمدت إلى البعض من متخصصي القراءات و أردت أن أفتح النقاش في هذه المسألة ، و لكني لا ألبث أن أجده من أجهل الناس بالتحقيق في المسألة أو بأقوال العلماء فيها ، بل أجد منهم ترديدا لما تلقوه ، ( القراءات العشرة كلها متواترة طبعا ) ( طبعا فقد صح سندها و وافقت الرسم و وافقت وجه في اللغة )
و أنا أعرف ذلك و لمن قصدي من النقاش معه هو مناقشة الخلاف الجوهري بين الأقوال ، أي الخلاف في ضابط التواتر ، و لكني أجده ـ رغم كونه حاملا للقراءات ـ لا يدري أكثر مما في الكتيبات شيئا .(1/127)
ملحوظة // العنوان لا يعني تقريرا لما استفسرت عنه ، و لكني سأراعي ـ إن شاء الله تعالى ـ بعد ذلك مسألة الفهرسة التي تتم على الموقع تسهيلا للعملية ليدل العنوان على موضوعه
---
(1/128)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حفص بن سليمان المقرئ ومروياته بين القبول والرد : نقاش علمي مع أ.د.غانم قدوري الحمد
---
حفص بن سليمان المقرئ ومروياته بين القبول والرد : نقاش علمي مع أ.د.غانم قدوري الحمد
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 10:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد: فقد سعدت بجوار أخي الحبيب الدكتور عبدالرحمن الشهري (سلمه الله) في مكة في الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك 1426هـ ، وأيام عيد الفطر المباركة، فليس فرحي بصحبة أبي عبدالله ، والنهل من علمه ، والإفادة من أدبه الجم ، بأقل من فرحي بالمجاورة في تلك العشر المباركة.
ومما أفادني به بحثٌ كتبه أحد رواد الدراسات القرآنية واللغوية في هذا العصر الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد (الأستاذ بكلية التربية بجامعة تكريت) بعنوان :
حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم بين الجرح والتعديل (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3767)
والمنشور بملتقى أهل التفسير ، وطلب مني إبداء وجهة نظري في هذه القضية المهمة، بعد تأكيده برغبة أ. د. غانم (سلمه الله) في ذلك. وبعد قراءتي للبحث وجدت أنه لا يستند إلى قواعد الجرح والتعديل كما ينبغي ، وهو في مجملة مبني على العاطفة الطيبة تجاه هذا المقرئ العَلَم رحمه الله.
كما أنه يعوزه (الجانب التطبيقي) ، وقد عَبَّرَ عن ذلك الأستاذُ الفاضل بقوله:(ولعل مما يعزِّز هذه النتيجة أن تعقد دراسة لمرويات حفص بن سليمان القارئ من الأحاديث، ومرويات من يشاركه في الاسم، ويُدرس حال رجالها، وتُوازن بمرويات غيرهم من المحدثين ... وأرجو أن أتمكن من القيام بمثل هذه الدراسة في المستقبل، أو يقوم بها غيري...)). اهـ.(1/129)
وتحقيقًا لرغبة الأستاذين الكريمين فسأقوم (بعون الله تعالى) بدراسة حال حفص بن سليمان الكوفي مستعينًا بالله تعالى . وسوف تكون المناقشة والتعقيب وفق تسلسل بحث الدكتور غانم بناء على ما وصلني في نسخته الورقية ، وسأحرص على نقل جميع كلامه مضمنًا في ثنايا هذا البحث متصل العبارات غير مخروم ولا محذوف منه شيء ، وعلامته ما تحته [خط] وأختمه [بـ(اهـ.)].
وستتضمن المناقشة والمباحثة الجانب النظري وذلك بتحرير النقول في جرحه وتعديله، مع تعليل الألفاظ ومعرفة معانيها ودلالاتها، مع الفصل بينه وبين غيره ممن يتفق أو يشتبه به، وتحرير بعض الأوهام المتعلقة بالترجمة.
ثم أتعرض للجانب التطبيقي ، وذلك بدراسة مروياته والتنبيه على أفراده وغرائبه ، مرتبًا لها على أسماء شيوخه. وبالله أستعين سبحانه وتعالى، وأسأله العدل والإنصاف، والتوفيق والسداد لما يحب ويرضى.
وسوف أتناول هذه المباحثة والمناقشة في جملة وقفات ، مبتدأ بنقل كلام الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ، ثم أردفه بكلامي معقبًا عليه ، أو مناقشًا له :
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 10:48 PM
قال أ . د. غانم قدوري:(شهرة عاصم بن أبي النجود وتلميذه حفص بن سليمان الأسدي تملأ الآفاق اليوم فعاصم صاحب القراءة التي يقرأ بها المسلمون القرآن في معظم البلدان اليوم، وحفص هو صاحب الرواية عنه، ولكن المرء يعجب مما ورد في كتب رجال الحديث من وصف حفص بن سليمان بأنه ضعيف، متروك الحديث، وصار ذلك الوصف من المسلمات لدى معظم من كتب عن حفص، وحاول بعض العلماء التخفيف من أثر ذلك الوصف بالقول: "إن العالم قد يكون إمامًا في فن مقصرًا في فنون"، ولا عجب بناءً على ذلك أن يتقن حفص القرآن ويجوده، ولا يتقن الحديث). اهـ.
ينبغي أن نعلم أن عبارات المحدثين مصطلحات ذات دلالة، تختلف في معانيها باختلاف تركيبها وإضافتها، وإجمالها وتفصيلها.(1/130)
فمثلاً بعضهم يطلق لفظة (ضعيف) ـ كالحال في حفص بن سليمان على ما ذكر الأستاذ الفاضل ـ وهي لفظة مجملة بابها الجرح غير المفسر، ويمكن أن تفسر من لفظ الناقد نفسه إذا كان له أكثر من قول في الراوي، أو من إطلاقها على غيره، ولا يكون ذلك إلا بعد الاستقراء ومعرفة مراده من هذا الإطلاق.
وإذا أطلقت بدون إضافة أو تركيب فإنها قد تنصرف للضعف في العدالة أو الضعف في الرواية وتبين ذلك القرائن.
وكذلك معنى قولهم (متروك) ليس كمثل قولهم (متروك الحديث) فيما أحسب:
فقولهم الأول قد ينصرف للديانة أوللرواية أو هما معًا، أما الثاني فلا أراه ينصرف إلا إلى الرواية.
وحال الراوي هو الذي يفسر المراد من إطلاق هذه اللفظة، وستأتي أمثلة من ألفاظ النقاد المفردة والمركبة في الكلام على حفص، وسنشرحها في محلها.
وهنا أجزم في حال حفص أن المراد بالترك العدالة في الرواية لا العدالة الدينية.
وعليه فلا تضاد بين الضعف في الرواية والشهرة على ما سيأتي بيانه في الوقفة التالية.
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 10:51 PM
الشهرة في أي فن من الفنون ، أو علمٍ من العلومِ ولا سيما علم رواية الحديث لا تكون سببًا في إتقان فن الرواية ؛ لأنه يقوم على المعرفة والممارسة بالدرجة الأولى ، فالذي لا يمارس فن الحديث ولا يعتني به لا يمكن أن يَمهَرَ فيه.
فكيف إذا اشتغل بغيره ، وتصدر له ؟ لا شك أنه سيكون أقل مهارة ومعرفة بقوانين وأصول الرواية من المختص.
فلو نظرنا هنا في حال حفص لوجدنا أنه تصدر للإقراء ولم يتصدر للرواية، ومن هنا وقع الوهم والغلط والتفرد في حديثه، والذي من أجله ترك المحدثون حديثه.
إذا ظهر لك هذا فأنا لا أرى أن هناك تناقضًا بالمعنى الذي أثاره الأستاذ الفاضل بين إتقان القراءة وعدم إتقان الرواية.(1/131)
ومن هنا كان اعتذار المؤرخ العظيم الذهبي عن حفص وشيخه عاصم أبلغ ما يمكن أن تبرأ به ساحته، وهو قوله: ((وما زال في كل وقت يكون العالم إمامًا في فن مقصرًا في فنون))([1]).
ثم هذا الإمام العلم سليمان بن مهران الأعمش كان ثبتًا في الحديث ضعيفًا في القراءة، فإن له قراءة لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع([2])، ومع ذلك ما ضره هذا عند أهل الحديث، كما أن ضعف حفص في الحديث لم يضره عند أهل القراءات.
ومما يحكى عنه أنه قال لأبى حنيفة: يا نعمان ما تقول في كذا كذا ؟ قال: كذا وكذا. قال: من أين قلت ؟ قال: أنت حدثتنا عن فلان بكذا، قال الأعمش: ((أنتم يا معشر الفقهاء الأطباء ونحن الصيادلة))([3]).
وعن الشافعي مثله، قال الربيع: سمعت الشافعي قال لبعض أصحاب الحديث: ((أنتم الصيادلة ونحن الاطباء))([4]).
وقال أبو سليمان ابن زبر الربعي: كان أبو جعفر الطحاوي قد نظر في أشياء كثيرة من تصانيفي وباتت عنده وتصفحها فاعجبته! وقال لي: ((يا أبا سليمان أنتم الصيادلة ونحن الأطباء))([5]).
فالرَّاوية غير الفقيه، كما أن القارئ غير المحدث، فلا نشترط في القارئ أن يكون محدثًا إلا ما يخص أحرفه مما ثبت له روايته ونقله عن شيوخه.
مع أنه قد يجمع بعض أهل العلم بين الحديث والفقه كحال الإمام أحمد (رحمه الله)، أو بين الحديث والمعرفة بالقراءات كحال الدارقطني([6])، كل ذلك مع المعرفة والإتقان، ولكن هذا الضرب من الناس قلة.
وكم رمي أهل الحديث بأنهم زوامل لا يفقهون ما يروون! لكنا لا نعده عيبًا في ميزان العلم الصحيح؛ فقد صح عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ((نضَر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه)). أخرجه أبو داود([7])، وابن حبان([8])، والحاكم([9]).(1/132)
ولم يغضبنا هذا القصور كما أغضب غيرنا، فنحن نطالب بالإنصاف !؟ فكما أنا لا نشترط في المحدث أن يكون فقيهًا، لا نشترط في الفقيه أن يكون محدثًا ناقدًا عارفًا بالعلل والجرح والتعديل، أنما يكفي معرفته بالصحيح من الضعيف ولو بالتقليد.
قال عبدالله بن أحمد: سمعت أبي يقول: قال الشافعي: ((يا أبا عبد الله إذا صح عندكم الحديث فأخبرونا حتى نرجع إليه، أنتم أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه كوفيًا كان أو بصريًا أو شاميًا))([10]).
فهذا الشافعي على جلالته ومعرفته بحديث أهل الحجاز يطلب من الإمام أحمد تعليمه بما صح من أحاديث البلدان.
ومن هنا ينبغي أن نسلم بالتخصص، وعدم تجاوز أهل الشأن، فكم بلينا بأراء شاردة من غير أهل الاختصاص، وممن يوسم بالمشاركة والتفنن حتى من كبار العلماء في تاريخنا الطويل.
والخلاصة أن التسليم لأهل الفن سلامة كما سلم الشافعي لأحمد، وسلم الأعمش لأبي حنيفة.
-- الحواشي ---
([1]) سير النبلاء (5/260).
([2]) انظر معرفة القراء الكبار (1/217).
([3]) انظر الثقات لابن حبان (8/467 ـ 468)، والكامل (7/7)، ونصيحة أهل الحديث (ص45).
([4]) انظر سير أعلام النبلاء (10/23).
([5]) انظر تاريخ دمشق (53/ 318)، تذكرة الحفاظ (ص3/997)، والسير (16: 441).(1/133)
([6]) حكي عنه قوله: ((كنت أنا والكتاني نطلب الحديث ، فكانوا يقولون يخرج الكتاني محدث البلد، ويخرج الدارقطني مقرئ البلد، فخرجت أنا مُحدثًا والكتاني مقرئًا)). المنتظم (7/148). وقد ترجم له ابن الجزري في الغاية (1/558 ـ 559) ومما ذكر: عرض القراءة على أبي بكر النقاش، وأبي الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي، ومحمد بن الحسين الطبري، ومحمد بن عبدالله الحربي، وأبيه عمر بن أحمد، وأبي القاسم علي بن محمد النخعي، وأبي بكر محمد بن عمران التمار، ومحمد بن أحمد بن قطن، وأبي بكر محمد بن الحسين بن محمد الديبني، وأبي الحسن بن بويان، وأحمد بن محمد الديباجي، وعلي بن سعيد بن ذؤابة. وسمع كتاب السبعة من ابن مجاهد وهو صغير.
وقال ابن خلكان في الوفيات (3/297): أخذ القراءة عن محمد بن الحسن النقاش عرضًا وسماعًا.
وتذكر بعض المصادر أنه تصدر في آخر أيامه للإقراءة . انظر سير النبلاء (16: 451)، معرفة القراء الكبار (2/666).
وقال ابن الجزري في غاية النهاية (1/559): وألف في القراءات كتابًا جليلاً لم يؤلف مثله، وهو أول من وضع أبواب الأصول قبل الفرش، ولم يعرف مقدار هذا الكتاب إلا من وقف عليه، ولم يكمُل حسن كتاب (جامع البيان) إلا لكونه نُسج على منواله.
قال الخطيب في التاريخ (12/34 ـ 35): سمعت بعض من يعتنى بعلوم القرآن يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب في أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون طريقته في تصانيفهم ويحذون حذوه. اهـ.
([7]) أخرجه أبو داود في السنن (3: 322/ برقم 3660).
([8]) أخرجه ابن حبان في الصحيح (الإحسان) (1: 270/ برقم 67).
([9]) أخرجه الحاكم في المستدرك (1: 164/ برقم 297).
([10]) سير النبلاء (11/214).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 10:53 PM(1/134)
قال أ.د. غانم وفقه الله : (ولو أن الأمر توقف عند وصف حفص بعدم إتقان الحديث لكان مقبولاً، ولكنه تجاوز ذلك إلى الطعن في عدالته، واتهامه بالكذب عند بعض العلماء. وكيف يكون المرء مؤتمنًا على القرآن، متهمًا في الحديث؟ إنه أمر أشبه بالجمع بين النقيضين!
وكنت أتتبع الروايات المتعلقة بهذه القضية وأقاويل العلماء فيها، في محاولة لتفسيرها على نحو يخفف من أثرها، حتى لا تكون وسيلة للطعن في قراءة القرآن الكريم). اهـ.
الحقيقة أن الأمر لا يعدو ما ذكر الأستاذ من أن حفصًا موصوف بعدم الإتقان في الحديث، وما حصل من بعض النقاد في تكذيبه، يعود إما بسبب تشدد الناقد فلا نقبل ذلك منه، أو يمكن توجيه ذلك بما يعود على التساهل في الرواية من قبل حفص مما جعله يروي بعض الأحاديث الباطلة لتساهله في التحمل والأداء، وقد تكون العلة فيها من غيره.
فالأولى في نظري توجيه عبارات المحدثين والاعتذار بطريقة علمية عن الطرفين.. وهذا ما عسانا نحققه في هذه المقالة.
أما كيف يكون المرء مؤتمنًا على القرآن، متهمًا في الحديث ؟ (إنه أمر أشبه بالجمع بين النقيضين!) فالأمانة موجودة عند حفص بن سليمان لا نشك في هذا، ولكن التساهل في الرواية وعدم معرفة طرائق القوم والتحفظ من رواية الغرائب والمنكرات، هو الذي جعله لقمةً سائغة في أفواه النقاد المهرة، فلو كان اقتصر على معرفة بالقراءة لكان خيرًا له، وهو ما قصر عليه عنوةً بعد ذلك فلا نقبل منه الرواية ونقبل منه القراءة.(1/135)
ويشكر الدكتور على حرصه وغيرته على كتاب الله ، لكن ينبغي أن يكون التفسير لألفاظ نقاد المحدثين وفق أصولهم وطريقتهم ، فالمحدثون وفق منهجهم وقواعدهم لم يضعفوا قراءة حفص عن عاصم بل هي عندهم حجة في القديم والحديث ، فإذا أخذ بعض الجهلة ضعفه في الحديث سببًا لتضعيف قراءته فلا يكون هذا حجة لنا لتوهيم كبار النقاد وزعم تواردهم على الخطأ، خشية من حصول طعن مبناه على التصور النظري، الذي لا أظنه يحدث، فقراءة حفص طبَّقت الآفاق منذ ما يزيد على اثني عشر قرنًا، ولم يجرؤ أحد على ردها أو الطعن فيها.
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 10:56 PM
قال أ.د.غانم وفقه الله : (وقد انكشفت لي جوانب جديدة حول هذه القضية جعلتني أعود إلى دراستها وعرض نتيجة ما توصلت إليه حولها على المهتمين بالموضوع، وهي نتيجة أحسب أنها تسرُّ حملة القرآن، والمهتمين بدراسة القراءات، إن شاء الله تعالى، وأرجو أن تبعث السرور في نفوس المتخصصين بدراسة الحديث أيضًا، والحق أحق أن يُتبع. والحكمة ضالة المؤمن. وتتلخص تلك النتيجة في أن تضعيف حفص بن سليمان القارئ في الحديث أنبنى على وهمٍ وقع فيه بعض كبار علماء الحديث الأوائل، وانتشر عند من جاء بعدهم، وأضيف إليه حتى صار كأنه حقيقة مسلمة لا تقبل النقاش) اهـ.
قلتُ : الذي انكشف للدكتور الفاضل هو وَهمٌ وقعَ في الخلط بين حفص المنقري البصري، وحفص المقرئ الكوفي. والواهم في ذلك هو محمد بن إسماعيل البخاري([1]) ومن تابعه من النقاد([2]) والمؤرخين (وأنا لا أبرئهم من الخطأ).. وأشدهم خطأً في ذلك ابن حبان إذا أحال العبارة إلى جرح بقوله: (كان يأخذ كتب الناس فينسخها ويرويها من غير سماع).(1/136)
وممن أخطأ في حمل هذا الوهم الذهبي في (تاريخ الإسلام) ([3]) إذا قال في ترجمة حفص المقرئ: إنما دخل عليه الداخل في الحديث لتهاونه به. قال أحمد بن حنبل ... (فذكر القصة). وبقيتهم إنما تواتروا على النقل ولم يعدوا هذه القصة من قبيل الجرح.
والمهم هنا والذي أجزم به أن هذه القضية ليست هي سبب الضعف، كما نص عليه الأستاذ، ويشكر لطرحه ما توصل إليه على المختصين، وهذا من تواضعه وتسليمه لأهل الفن.
وإن سرَّت نتيجة بحثه حملة القرآن، والمهتمين بدراسة القراءات، فإنها لا تسرنا معاشر المحدثين بصورتها هذه ؛ لأنه لا يسرنا براءة حفص مقابل تخطئة كبار النقاد ، وهدم قواعدهم في الجرح والتعديل ، ومحاولة إبراز منهجهم على أنه قائم على التقليد الصرف.
فلا أتفق مع الأستاذ في هذا مطلقًا؛ لأن التقليد عند كبار النقاد غير صحيح ، فكم عورض شعبة في نقده لبعض الرجال ، وكم اختلفت أقوال عبدالرحمن بن مهدي ويحيى القطان في الرواة ، وكم تنازع ابن معين والإمام أحمد في شأن رجل ضعفه أحدهما وقبله الآخر، وكم تعقب أبو زرعة وأبو حاتم محمد بن إسماعيل البخاري.. ولو شئت لسودت لك من هذا عشرات بل مئات الصفحات. فلكل ناقد ذوقه الخاص ونظرته الفاحصة في أحوال الرجال، كما أنهم على طبقات في المعرفة والإتقان، وفي التشدد واللين، وفي الورع وسلاطة اللسان.
لكن العجيب اتفاقهم جميعًا على تضعيف حفص بن سليمان القارئ ، مما يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها.
أما ما ورد من ذكر توثيق له فهذا له وجه وتأويل يأتي في محاله، وهو لم يصدر عمن يعتد بقوله عند أهل الفن لو سلمنا بذلك.
قال الحافظ ابن حجر : قال الذهبي ـ وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال ـ :((لم يجتمع اثنان من علماء هذا الشأن قط على توثيق ضعيف ولا على تضعيف ثقة))([4]).(1/137)
أما دعوى أن هذا الوهم أضيف له حتى صار كأنه حقيقة مسلمة لا تقبل النقاش، فهذا غير صحيح؛ لأن الجرح والتعديل مبناه على المعرفة لا التقليد، وله ضوابطه وشروطه المعروفة عند أهله.
أما من حيث عدم التسليم بالنقاش، فلا أظن أحدًا يمنع هذا، وهو متاح في كل راو من رواة الحديث، بشرط أن يكون ضمن منهج المحدثين.
----الحواشي ----
([1]) الضعفاء الصغير برقم (73).
([2]) نقل هذه الحكاية ابن أبي حاتم في الجرح (3/173)، والعقيلي في الضعفاء (1/270)، وابن عدي في الكامل (2/380)، والمزي في تهذيبه (7/15)، والذهبي في الميزان (1/558)، وابن حجر في التهذيب (2/345)
([3]) تاريخ الإسلام (وفيات 170 ـ 180) (ص87).
([4]) تدريب الراوي (1/308)، فتح المغيث (3/359).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:00 PM
قال أ.د.غانم وفقه الله :(وسوف أعرض عناصر الموضوع الأساسية على نحو مختصر من خلال بحث الفقرات الآتية:
(1) ترجمة حفص بن سليمان القارئ.
(2) أشهر أقاويل المجرحين.
(3) أقوال الموثقين.
(4) مناقشة واستنتاج.
أولاً ـ ترجمة حفص بن سليمان القارئ
لعل من المفيد للقارئ الاطلاع على ترجمة ملخصة لحفص بن سليمان ، قبل عرض فقرات الموضوع المتعلقة بتوثيقه وتجريحه ، وسوف أقتصر على إيراد نصين لترجمته يمثلان وجهتي نظر متقابلتين لكل من علماء القراءة وعلماء الحديث ، الأول من كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري الذي حاول إبراز النقاط المضيئة في شخصية حفص ، والثاني من كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ، الذي جمع فيه من أقوال التجريح التي يمكن أن تُخْرِجَ حفصاً - لو صحت - من الدين !(1/138)
قال ابن الجزري : " حفص بن سليمان بن المغيرة ، أبو عمر الأسدي الغاضري البزَّاز ، ويعرف بحُفَيْص ، أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم ، وكان ربيبه ابن زوجته ، وُلِدَ سنة تسعين ، قال الداني : وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ، ونزل بغداد فأقرأ بها ، وجاور بمكة فأقرأ أيضاً بها ، وقال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان ، وقال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم ، وقال الذهبي : أما القراءة فثقة ثَبْتٌ ضابط لها ، بخلاف حاله في الحديث ، قلت : يشير إلى أنه تُكُلِّمَ فيه من جهة الحديث ، قال ابن المنادي : قرأ على عاصم مراراً ، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم ... توفي سنة ثمانين ومئة على الصحيح ، وقيل بين الثمانين والتسعين ... ".
وقال ابن الجوزي : " حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي القارئ البزَّاز ، وهو صاحب عاصم ، ويقال له الغاضري، وهو حفص بن أبي داود ، كوفي ، حدَّث عن سماك بن حرب ، وليث ، وعاصم بن بهدلة ، وعلقمة بن مرثد ، قال : يحيى : ضعيف ، وقال مرَّة : ليس بثقة ، وقال مرة : كذَّاب . وقال أحمد ومسلم والنسائي : متروك الحديث . وقال البخاري : تركوه ، وقال السعدي: قد فُرِغَ منه منذ دهر ، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : كذَّاب متروك يَضَعُ الحديث ، وقال ابن حبان : كان يَقْلِبُ الأسانيد ويرفعُ المراسيل ، وقال أبو زرعة والدارقطني : ضعيف "). اهـ.
قلت: طريقة الترجمة المجملة غير الموثقة في مثل هذه القضية الشائكة غير سليمة، ولكن يعذر الأستاذ غانم في هذا فإنما أراد إبراز وجه الاختلاف بين ترجمة حفص بن سليمان الحديثية وترجمته القرائية.(1/139)
ولذا اقتصر على كتابين من كتب التراجم، لكن يعيبهما أنهما من المراجع الوسيطة والمتأخرة، التي لا تسلم في الأغلب من اختصار في الألفاظ، وربما أدى هذا إلى الأوهام التي حذر منها الأستاذ، وكلاهما لا أراه سلم من ذلك.. في هذه الترجمة بخصوصها.
فأولهما : كتاب (غاية النهاية) لابن الجزري.
والكتاب كتاب تخصصي تركيزه في تراجمه على جوانب تتعلق بأخذ القراءات وتلقنها وعرضها، وما تفرد به كل راو من الأحرف. ولم يول جوانب الجرح والتعديل عناية تذكر في كتابه، فلا جرم لم يذكر ما ذكره المحدثون في حفص بن سليمان سواءً ما كان من قبيل الجرح أو ما كان من قبيل التعديل.
مع ملاحظة أنه يتصرف في العبارات، وليس في تحليل الألفاظ وفهمها كحال الذهبي في (طبقاته).. أين هذا من ذاك؟. كما أن الذهبي لم يبلغ مرتبة ابن الجزري في الاهتمام بالترجمة القرائية لرواة كتابه، إذ خلطه بالترجمة الحديثية.
وثانيهما: كتاب (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي) وهو لا يعدُّ من الكتب الأصيلة عند أهل الحديث.. فإن ابن الجوزي وإن كان من مشاهير الأئمة الفحول ولكنه مشارك متفنن فلذا كثرت عنده الأوهام في الحديث وعلله وجرح الرواة وتعديلهم، وهو مثال لما ذكرنا عن الأعلام المتفننين.
ثم وقفت على قول الذهبي في (الميزان) ([1]) في شأن أبان بن يزيد العطار: ((وقد أورده أيضا العلامة أبو الفرج بن الجوزي في (الضعفاء) ([2]) ولم يذكر فيه أقوال من وثقة، وهذا من عيوب كتابه يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق، ولو لا ان ابن عدي وابن الجوزي ذكر أبان بن يزيد لما اوردته اصلا)). اهـ.
وقال ابن حجر في (التهذيب)([3]) في ترجمته: ((وقد ذكره ابن الجوزي في (الضعفاء) ([4]) وحكى من طريق الكديمي: عن ابن المديني، عن القطان، قال: أنا لا أروي عنه. ولم يذكر من وثقه، وهذا من عيوب كتابه يذكر من طعن الراوي ولا يذكر من وثقه)). اهـ.(1/140)
فيكون صنيعه مع حفص بن سليمان من هذا الباب، فلا يصلح دليلاً يستدل به على حال الرجل ولا على واقع كتب التراجم فإنه تفرد بهذا المنهج.
الخلاصة: أن الكتابين لا يعبران بصورة صحيحة عن حال أي راو من الرواة، وكلاهما على طرفي نقيض.. فابن الجوزي ذكر الجرح وسكت عن التعديل، وابن الجزري ذكر التعديل وسكت عن الجرح، فلن يكونا مصدرًا لمعرفة ترجمة هذا الراوي على الحقيقة المبتغاة.
ومع هذا فلم ألحظ في نقله ما لحظه الدكتور غانم في قوله:(جمع فيه من أقوال التجريح التي يمكن أن تخرج حفصًا ـ لو صحت ـ من الدين).
فهذه مبالغة ظاهرة .. فلو كان كذلك لخرج آلاف الرواة ممن جرح من الدين، وابن الجوزي ليس إلا ناقل، والعهدة ليست عليه، ويمكن شرح الألفاظ وتوجيهها، وعدم قبول ما كان فيه تعنت منها كقول ابن خراش: (كذاب متروك يضع الحديث).
ولنا مع هذه الأقوال والنقول وقفات في حينها وأوانها.
----الحواشي ----
([1]) الميزان (1/16).
([2]) الضعفاء والمتروكين (1: 20/ برقم 18).
([3]) التهذيب (1/ 87).
([4]) الضعفاء والمتروكين (1: 20/ برقم 18).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:03 PM
قال أ.د.غانم وفقه الله : (ثانياً : أشهر أقاويل المُجَرِّحين :
قال ابن كثير : " إنَّ أول مَن تصدَّى للكلام على الرواة شعبة بن الحجاج ، وتبعه يحيى بن سعيد القطَّان ، ثم تلامذته: أحمد بن حنبل ، وعلي بن المديني ، ويحيى بن معين ، وعمرو بن الفلاس ، وغيرهم". ويكاد معظم الأقاويل في تجريح حفص القارئ يستند إلى ما قاله هؤلاء العلماء الأعلام الذين ذكرهم ابن كثير، وسوف أعرض ما نُقِلَ عن شعبة ويحيى بن معين خاصة ، لأن اللاحقين اعتمدوا على أقوالهما، أما الإمام أحمد فإنه وَثَّقَ حفصاً في ثلاث روايات وضَعَّفَهُ في أخرى ، وسوف أعرض أقواله عند الكلام على المُوَثِّقين ) اهـ.(1/141)
قلت: معنى تصدى للكلام على الرواة، يعني بحث عن أحوالهم وتتبع مروياتهم، وعدل وجرِّح، وبجهود شعبة والقطان وعبدالرحمن بن مهدي (رحمهم الله) أصبح الجرح والتعديل علمًا يسأل عنه، وتعقد له الحلقات والمناظرات، وبرز هذا في القرن الثالث بروزًا واضحًا، في طبقة تلاميذ المذكورين.
وما ذكره الأستاذ غانم من اعتماد اللاحقين على أقوال شعبة وابن معين فيه نظر؛ لأن ما ذكره شعبة لا يعد جرحًا صريحًا إلا عند المتعنتين والمتشددين من النقاد.
فلا أتصور أن ابن المديني قلد ابن معين، ولا الإمام أحمد كذلك، ولا أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين. فربط جميع أقوال النقاد بكلام شعبة لا يستقيم ولا يتوافق مع منهج المحدثين في جرح الرواة وتعديلهم.
أما ابن معين فلم يقلده أحد لا ابن خراش الذي تشدد في رميه لحفص بالكذب والوضع، ولا غيره ممن رماه برواية الأباطيل والمناكير.
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:07 PM
قال أ.د.غانم وفقه الله : ((1) شعبة بن الحجاج الواسطي ، نزيل البصرة ( ت 160هـ ) : نقل محمد بن سعد البصري نزيل بغداد ، كاتب الواقدي ، ( ت 230 هـ ) وأحمد بن حنبل البغدادي ( ت 241هـ) عن يحيى بن سعيد القطان البصري ( ت 168هـ ) رواية عن شعبة بن الحجاج تتعلق بحفص بن سليمان المِنْقَرِيِّ البصري ، لكنها نُسبت بعد ذلك إلى حفص بن سليمان الأسدي القارئ الكوفي الأصل ، راوية عاصم .(1/142)
ذكر ابن سعد في كتاب الطبقات مَن نزل البصرة مِن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –ومَن كان بها بعدهم من التابعين وأهل العلم والفقه ، وذكر في الطبقة الرابعة منهم:" حفص بن سليمان مولى لبني مِنْقَر ، ويكنى أبا الحسن، وكان أعلمهم بقول الحسن ، قال يحيى بن سعيد ، قال شعبة : أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ عليَّ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها "(وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل :" حدثني أبي، قال سمعت يحيى بن سعيد يقول : عطاء بن أبي ميمون مات بعد الطاعون ، وكان يرى القَدَرَ ، وحفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل ، فأخبرني شعبة قال : أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها".
ولا يخفى على القارئ أن حفص بن سليمان المذكور في قول شعبة هو المنقري ، وليس حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم ، لكن بعض العلماء نقل هذا القول في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي بعد ذلك، وصار دليلاً على ضعفه في الحديث ، ولعل الإمام محمد بن إسماعيل البخاري هو أقدم من وقع في هذا الوَهْمِ ، في ما اطلعت عليه من المصادر، وذلك في كتاب الضعفاء الصغير ، حيث قال :"حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر ، عن علقمة بن مرثد ، تركوه ، وقال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، قال يحيى : أخبرني شعبة قال : أخذ مني حفص كتاباً فلم يرده ، قال وكان يأخذ كتب الناس فينسخها".
واستقرت هذه الرواية في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي القارئ بعد ذلك ، ولم يتنبه المؤلفون إلى أنها رواية بصرية تخص أحد رواة الحديث من البصريين ، كيف لا وقد اعتمدها شيخ المحدثين البخاري ، معتمداً على روايته عن الإمام أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن شعبة بن الحجاج )) اهـ.(1/143)
قلت: الروايتان الواردتان عند ابن سعد في (الطبقات) ([1])، وعند عبدالله بن أحمد في (العلل) ([2]) صحيحة، وتخص حفص بن سليمان المنقري البصري بلا شك، ويشكر الأستاذ الفاضل في تحريره لهذا الإشكال الذي وقع حول هذه الرواية كما هو موضح في كلامه أعلاه.
أما كون هذه القصة تورث ضعفًا فيمن قيلت فيه فلا أسلم بهذا. فليس كل النقاد وقعوا في ذات الوهم الذي وقع فيه البخاري في (الضعفاء الصغير)([3]) فلم يتبعه في ذلك إلا أبو حاتم الرازي([4]) وبعض المتأخرين عن هذه الطبقة.. وليسوا في عداد النقاد الكبار.
مع العلم أن البخاري لم يجر عليه الوهم في كل كتبه، بل هو يعي تمامًا التفريق بين المنقري البصري، والأسدي الكوفي.
فقد فرق بينهما في (الأوسط) ([5]) فقال: قال يحيى مات عطاء بن أبي ميمونة بعد الطاعون، وكان يرى القدر، وحفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل.
وقال: في موضع آخر([6]): حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي، وهو حفص بن أبى داود، هو القارىء عن عاصم وعلقمة بن مرثد سكتوا عنه... قال وأما حفص بن سليمان المنقري البصري، ثقة، قديم الموت.
وفي التاريخ الكبير (2/363) ترجم لهما فقال:
2764 ـ حفص بن سليمان البصري المنقري عن الحسن روى عنه حماد بن زيد والتميمي يقال مولى بني منقر قال يحيى مات قبل الطاعون بقليل ومات عطاء بن أبي ميمونة بعد الطاعون. ...
2767 ـ حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر القارئ عن علقمة بن مرثد وعاصم تركوه، وهو حفص بن أبي داود الكوفي. اهـ.
فلم نره ذكر رواية النسخ في (الأوسط) ولا في (التاريخ الكبير) ولا في (الضعفاء الكبير).. وهذا يعني أن الوهم أشكل من حيث عدم التصريح بنسب خفص فأشكل.
أما كون هذه القصة أورثت ضعفًا في حفص القارئ فهو مردود من وجهين:(1/144)
الوجه الأول: أن هذه العبارة محتملة فلا تعني الجرح، وذلك أن مجرد أخذ كتب الناس ونسخها لا يعني روايتها، فربما نسخها للفائدة، أو نسخها ليتحملها بعد ذلك بصورة العرض على الشيوخ، فهذا لا يضر إذا كان الأصل المنقول عنه معارض بأصل الشيخ.
فكيف إذا كان صاحب الكتاب مثل شعبة أو القطان، لا شك أن المحدثين يرغبون في النسخ من كتب المتقنين، وليس هذا من قبيل الجرح فاعلم؛ لأنها جرت عادة بعضهم أن ينتسخ مسموعاته من حفاظ أقرانه.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: ((لما أتيت محمد بن عائذ وكان رجلاً جافيًا ومعي جماعة فرفع صوته، فقال: من أين أنتم قلنا من بلدان مختلفة من خراسان من الري من كذا وكذا قال أنتم أمثل من أهل العراق، قال ما تريدون؟ ورفع صوته، قلنا شيئا من حديث يحيى بن حمزة، فلم أزل أرفق به وأداريه حتى حدثني بما معي ثم قال خذ الكتاب فانظر فيه فأعطانى كتابه فنظرت فيه وكتبت منه أحاديث ثم قال خذ الكتاب فاذهب به معك قال أبو زرعة فدعوت له وشكرته على ما فعل قلت انا أجل كتابك عن حمله وأنا أصيب نسخة هذا عند أصحابنا فذهبت وأخذت من بعض أصحاب الحديث فنسخته على الوجه))([7]).
والأمثلة على ذلك كثيرة.. وإنما تحفظوا في كتب (بفتح الكاف وإسكان الفوقية) الحديث خاصة من غير أصول متقنة أو من غير مقابلة، وأشد من ذلك نسخها على سبيل الرواية منها دون تحمل، فإن هذا عين الكذب!.
قال هشام بن يوسف ـ في مطرف بن مازن ـ : ((استعار كتبي على أن ينتسخها ويسمعها مني فنسخها ورواها عن شيوخي ابن جريج وغيره، انظروا في كتبه فإنها توافق كتبي)) ([8]). اهـ. ولهذا كذبه ابن معين قال العباس بن محمد الدوري: سئل يحيى بن معين عن مطرف بن مازن ؟ فقال: كذاب([9]).(1/145)
و قال يحيى بن معين: قال لي هشام بن يوسف: جاءني مطرف بن مازن فقال لي: أعطني حديث بن جريج ومعمر حتى أسمعه منك ؟ فأعطيته فكتبها ثم جعل يحدث بها عن معمر نفسه وعن ابن جريج، فقال لي هشام: انظر في حديثه فهو مثل حديثي سواء، فأمرت رجلا فجاءني بأحاديث مطرف بن مازن فعارضت بها فإذا هى مثلها سواء، فعلمت انه كذاب([10]).
ونستفيد من هذه القصة أن ابن معين لا يمكن أن يسلم في مثل القصة المنسوبة لحفص بن سليمان القارئ من دون بحث وتمحيص.. كما ظن الدكتور غانم.
أما بقية العلوم غير الحديث فلا حرج في نسخها والإفادة منها([11]).
فالانتساخ مشهور لديهم، فالذي أرجحه في هذه المسألة أنها من قبيل الإخبار وليست بجرح.. وإن أخطأ بعض المؤرخين بعد ذلك فحملها على الذم، ثم فسرها بعضهم على قصد الرواية فاستحالت جرحًا، فهذا لا نقره.
أما سبب عدم إعادة الكتاب إلى شعبة فربما نسيه أو فقده، وشعبة من المتعنتين في الجرح يغمز بأدنى ملابسة فكن على ذُكر من هذا، فلو كان لا يرى جواز نسخ الأصول والفروع المتقنة لما أعاره.
الوجه الثاني: إذا كان ذلك كذلك فشعبة لم يرد بهذه العبارة جرح المنقري، فلو أراد بها جرحه لكان ضعيفًا عنده .. كيف وقد عدله وقدمه في الحسن، فقال: ((كان حفص أعلمهم بقول الحسن)) ([12]).
وإنما عددنا هذا من قبيل التعديل المطلق؛ لأن حفصًا هذا إنما عرف بالحسن فهو مقدم فيه على غيره وقبله النقاد كما سيأتي في وقفة لا حقة.
وما يلفت هنا أن أحدًا من النقاد لم يشر لقصة نسخه للكتب سوى ابن سعد في (الطبقات) ([13]). وعبدالله بن أحمد في (العلل) ([14]).. وهذا يؤيد ما أكدناه سابقًا أنهم لم يعدوها من قبيل الجرح، إلا لما ذكرت في ترجمة حفص القارئ لقيام القرينة على كونها جرحًا.
---الحواشي ----
([1]) الطبقات (7/256).
([2]) العلل (3: 77/ برقم 4257)
([3]) الضعفاء برقم (73).
([4]) الجرح والتعديل (3/173).
([5]) التاريخ الأوسط (2/24).(1/146)
([6]) التاريخ الأوسط (2/184).
([7]) الجرح (1/343).
([8]) انظر مختصر الإرشاد (1/280).
([9]) الجرح (8/314).
([10]) تاريخ الدوري (3: 177/ برقم 787).
([11]) كتب الشافعي إلى محمد بن الحسن الشيباني ـ وقد طلب منه كتبا ينسخها فأخرها عنه ـ بشعر قال فيه:
قل لمن تر= عين من رآه مثله
ومن كأن من رآه = قد رأى من قبله
العلم ينهى أهله = أن يمنعوه أهله
لعله يبذله= لأهله لعله
فبعث إليه الكتب من وقته. اهـ. انظر وفيات الأعيان (4/184 ـ 185)، وانظر طبقات الفقهاء للشيرازي (ص142).
([12]) طبقات ابن سعد (7/267).
([13]) الطبقات (7/256).
([14]) العلل (2/503/برقم3320)، (3/77/ برقم4257).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:11 PM
قال أ.د.غانم وفقه الله :(ولا يكاد يجد المتتبع للموضوع سبباً لتضعيف حفص القارئ غير هذه الرواية، وصار كثير من المؤلفين في الجرح والتعديل يذكرون تضعيف حفص القارئ من غير ذكر العلة ، على نحو ما مر في النص المنقول عن ابن الجوزي ، باعتبار أن تضعيفه أمر ثابت قرَّره كبار علماء الجرح والتعديل ، ولم يدركوا أن ذلك التضعيف انبنى على أساس غير صحيح) اهـ.
قلت: ليس السبب في تضعيف حفص بن سليمان هذه القصة، فقد فندنا هذا التصور في الوقفة السابقة، بصورتها المنقولة عن شعبة. وقد رأيت ابن حبان في (المجروحين)([1]) تصرف في سياقها على نحو جعلها من قبيل الجرح، فقال: (كان يأخذ كتب الناس فينسخها ويرويها من غير سماع).
وهذا لو صح لكان من قبيل الجرح المفسر، وهذا ما فهمه الدكتور غانم وأراد بهذا نسف جرح حفص بن سليمان من جذوره ولا يتأتى له هذا عند ابن حبان فكيف به عند غيره ممن لم يعرض للقصة أصلاً.
أما كونه لا يتأتى هذا عن ابن حبان فلأنه قال قبل هذه الجملة: ( كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل). وهذا من أسباب ضعفه عند ابن حبان.(1/147)
أما غيره من النقاد فلم يصرحوا بما صرح به ابن حبان وبقيت ألفاظهم مجملة، ومنهم من صرح بالنكارة أو البطلان في الروايات.
فظهر أن سبب الضعف متعلق بالضبط لا بالعدالة، وهو ما عبر عنه بعضهم بقوله (متروك الحديث). وعبر عنه بعضهم بقوله : (أحاديثه كلها مناكير). وبعضهم قال: (يحدث ... أحاديث بواطيل). وقد جمع ابن عدي في (الكامل) ([2]) طرفًا من هذه الأحاديث المنكرات، وقال: (وعامة حديثه عمن روى عنهم غير محفوظة).
يعني أنه تفرد بها، وهو ممن لا يحتمل تفرده.. وهذا هو السبب في ضعفه بل ترك حديثه على الحقيقة.
إذا عُلم هذا .. ظهر أن ما يدندن حوله الأستاذ الدكتور غانم قدوري من أن ((ذلك التضعيف انبنى على أساس غير صحيح)) غير صحيح.
---الحواشي ----
([1]) المجروحين (1/255).
([2]) الكامل (2/382).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:13 PM
((2) يحيى بن معين ، أبو زكريا البغدادي ( ت233هـ) : يبدو أن يحيى بن معين لم يكن يعرف حفص بن سليمان الأسدي الكوفي معرفة شخصية ، وليس هناك ما يؤكد أنهما التقيا في بغداد أو في غيرها من المدن)) اهـ.
حاول الأستاذ الفاضل التشكيك في قول ابن معين بعدم معرفته بحفص بن سليمان، وهذا لا أراه صوابًا، وذلك لأن طريقة المحدثين في الحكم على الرواة تأخذ منحيين مشهورين:
أولهما ـ معرفة عدالة الراوي.. فمن الرواة من تعرف عدالته الظاهرة والباطنة.. ونقصد بعدالة الظاهر سلوكه أمام الناس. ونقصد بعدالة الباطن هنا سلوكه غير الظاهر الذي لا يعرفه أكثر الناس.
ومعرفة العدالة ظاهرًا وباطنًا مبناها على اختبار الأحوال، والنظر في الأفعال, ولا يحصل هذا إلا باللقي والمشاهدة مدة ليست باليسيرة، كالقرابة والتلمذة والاتفاق في البلد.(1/148)
ومن الرواة من تعرف عدالته في الظاهر دون الباطن.. فكل من كان مستور الحال لم يظهر منه مكفر أو مفسق فهو عدل حتى يتبين ضد ذلك.. لأن الأصل في الناس العدالة وعلى هذا جماعة من متقدمي النقاد، وهو الأظهر من منهج صاحبي الصحيح، فإذا سبر حديث هذا الضرب من الناس فأشبه أحاديث الثقات كان حديثه صحيحًا.. ومن كان هذا سبيله يكفي في تعديله أدنى معرفة. وهذا لا بأس من معرفة عدالته بالاعتماد على الأخرين.
فلا تحصل المعرفة بعدالة الظاهر والباطن إلا بالمعاشرة وطول الصحبة في الحضر والسفر، والتعامل معه في بيع وشراء ونحوه، ومعرفة أمانته وستره وصيانته.
وابن معين من عادته أنه يستقصي عن أحوال الرواة، كصنيعه بالسؤال عن حفص، وهذه الطريقة هي المصدر الأول من مصادر النقد عند ابن معين وغيره فيمن لم تعرف عدالته الباطنة.
لكن حفص بن سليمان من أهل الكوفة، وقد دخلها ابن معين مرارًا، ثم انتقل إلى بغداد في حياة ابن معين، فلا أستبعد أنه لقيه وعرفه، وإنما احتاج إلى الاستفسار عن مكانته في القراءة، عندها سأل أهل الاختصاص.
ثانيهما ـ معرفة ضبط الرواة .. ومنهج ابن معين في معرفة ذلك فريد في بابه، وهو الحجة في ذلك عند الأئمة جميعًا. وقد عرف عنه تخصصه في هذا الشأن وتركيزه على دراسة مرويات أي راو قبل الكلام فيه، فلم يكن من عادته الكلام في الرواة لأدنى ملابسة، وقد كان ينصح قبل أن يفضح.
قال يحيى بن معين: أخطأ عفان في نيف وعشرين حديثا، ما أعلمت بها أحدًا وأعلمته فيما بيني وبينه، ولقد طلب إلي خلف بن سالم، فقال: قل لي: أي شيء هي ؟ فما قلت له، وكان يحب أن يجد عليه([1]).
وقال يحيى: ما رأيت على رجل قط خطأ إلا سترته، وأحببت أن أزين أمره، وما استقبلت رجلاً في وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك مني وإلا تركته([2]).(1/149)
فلا يتكلم ابن معين في أحد ممن خبره ولقيه إلا بعد أن يعذر إليه، ومن لم يلقه فإنه يتثبت في أمره ويدرس حديثه ويسأل تلاميذه وأصحابه فإذا تبين له أمره عندها يتركه ويتكلم فيه.
وفي (سؤالات الآجري): قلت لأبي داود: أيما أعلم بالرجال علي أو يحيى ؟ قال: يحيى عالم بالرجال، وليس عند علي من خبر أهل الشام شيء([3]).
وقال حنبل عن أحمد: كان بن معين أعلمنا بالرجال([4]).
أما معرفته بضبط الرواة وتفردهم ومناكيرهم .. فهو عجب من العجب!.
قال عباس الدوري عن بن معين: لو لم نكتب الشيء من ثلاثين وجها ما عقلناه([5]).
فهو مشهور بالتنقير في مرويات الرواة وسماع الأحاديث من عدة طرق عن شيخ واحد.
ومن ثم عرضها على مرويات الأصحاب والأقران، وله قصة مشهورة في هذا الشأن يرويها محمد بن إبراهيم الملطي قال: جاء يحيى بن معين إلى عفان ليسمع منه كتب حماد بن سلمة، فقال له: ما سمعتها من أحمد؟ قال : نعم حدثني سبعة عشر نفسًا عن حماد بن سلمة، فقال: والله لا حدثتك، فقال: إنما هو درهم([6]) ، وانحدر من البصرة واسمع من التبوذكي، فقال: شأنك، فانحدر إلى البصرة، وجاء إلى موسى بن إسماعيل، فقال له موسى: لم تسمع هذه الكتب من أحد؟ قال: سمعتها على الوجه من سبعة عشر نفسًا وأنت الثامن عشر. فقال: وماذا تصنع بهذا؟ فقال: إن حماد بن سلمة كان يخطئ، فأردت أن أميز خطأه من خطأ غيره ، فإذا رأيت أصحابه قد اجتمعوا على شيء علمت أن الخطأ من حماد نفسه، وإذا اجتمعوا على شيء عنه، وقال واحد منهم بخلافهم علمت أن الخطأ منه لا من حماد، فأميز بين ما أخطأ هو بنفسه وبين ما أخطئ عليه([7]). اهـ.(1/150)
فهذا هو منهج ابن معين في الكشف عن أوهام وأخطاء الرواة في المكثرين فما بالك بالمقلين .. فهذا أيسر عليه بلاشك، وحفص بن سليمان ليس من المكثرين، ومعرفة خطأه وتفرده أمر يسير جدًا يمكن الوصول إليه بيسر وسهولة؛ لقلة مروياته، وابن معين قد أدرك من حياته ما يقارب العشرين سنة فإنه ولد سنة (158هـ)، مات حفص سنة (180هـ)، وأدرك جميع تلاميذه، فلا يقال والحال هذه أنه لم يعرفه.
ثم إن له ما يشبه القاعدة في الرواة الذين لم يخبرهم أشار لها ابن عدي بقوله: قول يحيى بن معين [في الراوي] لا أعرفه، كأن يحيى إذا لم يكن له علم ومعرفة بأخباره ورواياته يقول: (لا أعرفه) ([8]).
ولذلك أمثلة ذكرها أستاذنا أحمد نورسيف في دراسته لابن معين([9]).
فلو كان ليس له معرفة بحفص لم يجرؤ أن يقول فيه هذا الكلام الشديد الذي لا يكون إلا عن معرفة وتبصر. وأسوق هنا مثالاً يدل على تؤدته وعدم تعجله في شأن الرواة الذين يترك حديثهم أو يكذبهم.
قال أبو العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي: كنا نختلف إلى إبراهيم بن نصر بن أبى الليث سنة ست عشرة ومئتين، أنا وأبى أحمد ويحيى بن معين ومحمد بن نوح وأحمد بن حنبل في غير مجلس، نسمع منه تفسير الأشجعي، فكان يقرأه علينا من صحيفة كبيرة، فأول من فطن له ـ أي أنه كذاب ـ أبي فقال له: يا أبا إسحاق هذه الصحيفة كأنها أصل الأشجعي؟ قال: نعم كانت له نسختان فوهب لي نسخة، فسكت أبي، فلما خرجنا من عنده قال لي: أي بنى ذهب عناؤنا إلى هذا الشيخ باطلا؛ الأشجعي كان رجلاً فقيرًا وكان يُوصل وقد رأيناه وسمعنا منه، من أين كان يمكنه أن يكون له نسختان، فلا تقل شيئًا واسكت، فلم يزل أمره مستورًا حتى حدث بحديث أبي الزبير، عن جابر في الرؤية، وأقبل يتبع كل حديث فيه رؤية يدعيه، فأنكر عليه ذلك يحيى بن معين لكثرة حديثه ما ادعى (وتوقى أن يقول فيه شيئًا).(1/151)
وحدث بحديث عوف بن مالك: "أن الله إذا تكلم تكلم بثلاثمائة لسان" فقال يحيى: هذا الحديث أُنكر على نعيم الفارض ! من أين سمع هذا من الوليد بن مسلم ؟ فجاء رجل خراساني فقال: أنا دفعته إلى إبراهيم بن أبي الليث في رقعة تلك الجمعة، فقال يحيى: (لا يُسقط حديث رجل برجل واحد)، فلما كان بعد قليل حدث بأحاديث حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن عمه أبي رزين: "أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض"، "وضحك ربنا من قنوط عباده" حدث بها عن هشيم بن بشير، عن يعلى بن عطاء.
فقال يحيى بن معين: (إبراهيم بن أبي الليث كذاب لا حفظه الله ! سرق الحديث) اذهبوا فقولوا له: يخرجها من أصل عتيق، فهذه أحاديث حماد بن سلمة لم يشركه فيها أحد، ولو حدث بها عن هشيم، عن يعلى بن عطاء ليس فيها خير، قلنا لعل هشيمًا أن يكون دلسها كما يدلس، فقال: (هشيم أخبرنا يعلى بن عطاء علمنا أنه كذاب)([10]).
وقال أبو علي صالح بن محمد الأسدي: إبراهيم بن أبي الليث كان يكذب عشرين سنة وقد أشكل أمره على يحيى وأحمد وعلي بن المديني حتى ظهر بعد بالكذب فتركوا حديثه([11]).
وهذا المنهج ليس منهج ابن معين لوحده فالنقاد يتثبتون من أمر الراوي حتى إذا لم يجدوا بدًا من تركه تركوه وتكلموا فيه.. فإن الأمر دين لا يسعهم الكلام في أعراض الناس دون تثبت.
---الحواشي -----
([1]) تاريخ بغداد (14/183 ـ 184)، تاريخ دمشق (65/28).
([2]) تاريخ بغداد (14/184)، وفيات الأعيان (6/141).
([3]) السؤالات (2: 313/ برقم 1968)
([4]) تاريخ بغداد (9/41).
([5]) تاريخ الدوري (4: 271/ برقم4330).
([6]) كذا في النسختين الخطيتين المعتمدتين في طبعة محمود زايد كما نص هو على ذلك (1/32) ولكنه رجح تبعًا للطبعة الهندية أن الصواب (وهم) وأثبت ذلك في الأصل، أما في طبعة حمدي السلفي (1/34) فأثبت (درهم) وكذا قرأها أستاذنا أحمد نور سيف في كتابه عن ابن معين (1/55) والسياق يقتضي هذا.(1/152)
([7]) المجروحين (1/32) وانظر تقدمة المعرفة (ص315) والنص فيه باختصار.
([8]) الكامل (2/161).
([9]) يحيى بن معين وكتابه التاريخ (1/119 ـ 120).
([10]) تاريخ بغداد (6/194).
([11]) تاريخ بغداد (6/195).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:17 PM
((واعتمد يحيى في الحكم على حفص القارئ على قول أيوب بن المتوكل البصري القارئ (ت200هـ) فيه ، فقد نقل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد :" قال ابو زكريا ، يعني يحيى بن معين : زعم أيوب بن المتوكل قال : أبو عمر البزاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش ، وأبو بكر أوثق من أبي عمر . قال أبو زكريا : وكان أيوب بن المتوكل بصرياً من القراء ، سمعته يقول ذلك")).
ونقل بعض المؤلفين في الجرح والتعديل قول أيوب بن المتوكل السابق الذي رواه عنه يحيى بن معين منسوباً إلى ابن معين نفسه مع تغيير فيه أدى إلى وصف حفص بأنه ليس ثقة ، فقد نقل ابن عدي في كتابه الكامل عن الليث بن عبيد أنه قال :" سمعت يحيى بن معين يقول : أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة ، هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش ، وأبو بكر أوثق منه")) اهـ.
يرى أ. د. غانم القدوري.. أن ابن معين اعتمد في الحكم على حفص القارئ على أيوب بن المتوكل في قوله: (زعم أيوب بن متوكل قال أبو عمر البزاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش وأبو بكر أوثق من أبي عمر قال أبو زكريا وكان أيوب بن متوكل بصري من القراء سمعته يقول هذا).
وهذه الرواية يرويها الخطيب (تاريخ بغداد) ([1]): أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أنبأنا محمد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن الحسين بن حبان، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده، قال أبو زكريا (يعني يحيى بن معين): (فذكره).
وربما ظن البعض ضعفها؛ فإن محمد بن حميد المخرمي فيه ضعف.(1/153)
قال أبو الحسن بن الفرات: كان عنده أحاديث غرائب كتب مع الحفاظ القدماء إلا أنه كان منه تخليط في أشياء قبل أن يموت ولا أحسبه تعمَّد ذلك؛ لأنه كان جميل الأمر إلا أن الإنسان تلحقه الغفلة.
وقال أبو بكر البرقاني: ضعيف، وقال: كان أبو منصور بن الكرجي قد سمع منه فلم يخرج عنه شيئًا.
وقال محمد بن أبى الفوارس: كان فيه تساهل شديد وكان سمع حديثًا كثيرًا إلا أنه كان فيه شرة.. ووثقه أبو نعيم الحافظ. مات سنة (361هـ) ([2]).
لكن هذه الرواية من نسخة علي بن الحسين بن حبان التي رواها عن أبيه وجادة، وهي مشهورة عندهم، وفيها مسائل وجوابات حسان لابن معين.
وقد ثبتت من وجه آخر في رواية ابن محرز، في قوله: سمعت يحيى يقول: قال لي أيوب بن المتوكل ـ وكان من القراء البصراء ـ قال: قراءة أبي عمر البزاز أثبت من قراءة أبي بكر بن عياش، وأبو بكر أصدق منه. قال يحيى: وأبو عمر هذا كذاب([3]).
فالشاهد أن ابن معين اعتمدها في القراءة كما يدل سياقها، وتأكيد ابن معين بأن راويها من القراء البصراء،.يعطي قوله قوة، ولعل في قوله: (زعم) ما يخلي عهدته في هذه النقل!.
أما في رواية الحديث فلا علاقة لأيوب بن المتوكل بأقوال ابن معين في نظري القاصر، لأنا إذا تأملناها لم نجد لها تعلقاً مباشراً بقول أيوب اللهم إلا ما رواه ابن عدي في (الكامل) ([4]): ثنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني، ثنا الليث بن عبيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة، هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش وأبو بكر أوثق منه. اهـ.
ونسبته له صحيحة، وشطره الأخير ظاهر في اعتماده فيه على قول أيوب دون صدر الكلام الذي هو من قول ابن معين.
ويؤيد ما ذهبت إليه مسألة عثمان بن سعيد في (التاريخ) ([5]) قال: ((سألت يحيى بن معين عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي كيف حديثه؟ فقال: ليس بثقة، قلت: يروي عن كثير بن زاذان من هو ؟ قال: لا أعرفه)).(1/154)
ورواية العقيلي([6]): عن الحضرمي: ليس بشيء.
ثم الرواية التي أوردها ابن الجوزي([7]) وهي قوله: ضعيف إن صحت.
وأرى أن هذه الراوية تخص حماد بن واقد أوردها ابن عدي في ترجمة حفص بن سليمان القارئ، فقال: ثنا ابن حماد، ثنا عباس، عن يحيى، قال: أبو عمر الصفار ضعيف([8]). وهذا وهم منه فقد ساقها المزي في ترجمة حماد بن واقد([9])، وهو الصواب، أما الذهبي فأفرد ترجمته (الميزان) ([10]) ، فقال: أبو عمر الصفار. روى عباس عن ابن معين: ضعيف([11]). اهـ. ولم ينبه أنه حماد بن واقد إذ لم يعرفه.
فلعل هذه الرواية هي التي نقل ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكين) ([12]).
قلت: ثبت بما قدمنا أن لابن معين رأيًا مستقلاً عن قول أيوب بن المتوكل، وليس مقلدًا له.
---الحواشي-----
([1]) تاريخ بغداد (8/186).
([2]) انظر تاريخ بغداد (2/265).
([3]) معرفة الرجال (1: 113/ برقم 546).
([4]) الكامل (2/380).
([5]) تاريخ الدارمي برقمي (269)، (270).
([6]) الضعفاء (1/270).
([7]) الضعفاء والمتروكين (1: 221/ برقم 933).
([8]) الكامل (2/380).
([9]) تهذيب الكمال (7/290).
([10]) الميزان (4/555).
([11]) وزاد على هذا قوله: (وقال الجوزجاني: أبو عمر حفص بن سليمان قد فرغ منه منذ دهر). وهذا لعله خطأ من النساخ. فهذا القول إنما هو في حفص بن سليمان المقرئ.. كما هو ظاهر ولا وجه لإلحاقه بترجمة هذا. انظر الميزان (4/555).
([12]) الضعفاء لابن الجوزي (1/221/ برقم 933).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:21 PM(1/155)
((وجاء في كتاب تاريخ ابن معين من رواية عثمان بن سعيد الدارمي (ت280هـ) :" وسألته عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي : كيف حديثه ؟ فقال : ليس بثقة " . وجاء في بعض الروايات عن يحيى بن معين أنه قال : ليس بشيء، وصارت العبارة في رواية أخرى :"كان حفص كذَّاباً"، فقد نقل ابن عدي في كتابه الكامل، عن الساجي، عن أحمد بن محمد البغدادي، قال سمعت يحيى بن معين يقول : كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم ، وكان حفص أقرأ من أبي بكر ، وكان أبو بكر صدوقاً، وكان حفص كذَّاباً". وانتهى الأمر عند ابن الجوزي إلى القول :" قال يحيى : ضعيف ، وقال مرة : ليس بثقة ، وقال مرة : كذاب")) اهـ.
ينبغي أولاً تحرير القول في تكذيب ابن معين له الذي أبهمه الدكتور غانم في صدر كلامه.. ونص عليه في ثنايا البحث.
فقد رواه ابن عدي([1]): أنا الساجي، ثنا أحمد بن محمد البغدادي، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان أبو بكر صدوقًا، وكان حفص كذابًا.
وأحمد بن محمد البغدادي، كنت أظنه هو: أحمد بن محمد بن هانئ أبو بكر الطائي، ويقال: الكلبي الأثرم، وهو أحد أذكياء العالم.. قال ابن معين: كان أحد أبوي الأثرم جنيا!.
وله كتاب في علل الحديث ومسائل أحمد بن حنبل تدل على علمه ومعرفته([2]).
تبعت في ذلك المزي (رحمه الله) ([3]) ثم استبان لي بعد تأمل وتحرير للنقول أنه أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز البغدادي، وهذا له روايتان عن ابن معين في شأن حفص القارئ :
الأولى منهما: سمعت يحيى بن معين يقول ـ وذكر أبا عمر البزاز كوفي ـ فقال: كان أبو عمر هذا كذاب([4]).
والثانية: سمعت يحيى يقول: قال لي أيوب بن المتوكل ـ وكان من القراء البصراء ـ قال: قراءة أبي عمر البزاز أثبت من قراءة أبي بكر بن عياش، وأبو بكر أصدق منه. قال يحيى: وأبو عمر هذا كذاب([5]).(1/156)
فالذي انقدح في ذهني أن ابن معين قد يستخدم إطلاق الكذب عند التفرد بما لا يُحتمل من الراوي.. وأقرب مثال يحضرني على هذا ما رواه الحاكم قال: سمعت أبا علي الحافظ، سمعت أحمد بن يحيى التستري، يقول: لما حدث أبو الأزهر بهذا (يعني حديث عن ابن عباس قال نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى علي، فقال: أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة...) في الفضائل أخبر يحيى بن معين بذلك، فبينا هو عنده في جماعة أصحاب الحديث إذ قال: من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث بهذا عن عبد الرزاق ؟ فقام: أبو الأزهر، فقال: هو ذا أنا، فتبسم يحيى بن معين، وقال: أما إنك لست بكذاب، وتعجب من سلامته، وقال: الذنب لغيرك فيه([6]).
وحفص قد أكثر من غرائب الروايات، وليس من الثقة بمحل من تقبل أفراده ولذا تكلموا فيه.
ومن جانب آخر ينبغي أن نعلم أن إطلاق الكذب ليس بالضرورة الاتهام بالوضع، لأن المرء قد يجري الكذب على لسانه من غير قصد أو تعمد.
كما صح عن يحيى القطان أنه قال: ((لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث)).
وفي رواية: ((لم تر أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث)).
وقد فسرها الإمام مسلم تفسيرًا حسنًا فقال: (يقول يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمدون الكذب) ([7]). اهـ.
ومن هذا الضرب عبدالله بن المحرر الجزري، قال ابن حبان: كان من خيار عباد الله ممن يكذب ولا يعلم، ويقلب الأخبارولا يفهم([8]). وربما كان الكذب في حديث الناس لا في حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم). كما يُفسر به تكذيب أبي داود([9]) لابنه عبدالله الحافظ الشهير ([10]) ولم يضره ذلك.. قال ابن عدي: هو مقبول عند أهل الحديث، وأما كلام أبيه فيه فما أدري أيش تبين له منه([11]).(1/157)
وربما أطلق الكذب والمراد به الخطأ كما في لغة أهل الحجاز، كما في تكذيب النبي (صلى الله عليه وسلم) لسعد بن عبادة([12]). وكما في تكذيب عبادة بن الصامت لأبي محمد أحد الصحابة (رضي الله عنهم)([13]). وكما في تكذيب سعيد بن جبير([14]) ، وعطاء بن أبي رباح([15])، وسعيد بن المسيب([16]) لعكرمة، وكما في تكذيب الشعبي للحارث الأعور([17]). قال ابن حبان في (الثقات) ([18]): ((أهل الحجاز يسمون الخطأ كذبًا)).
وربما أطلق الكذب على الراوي لروايته الكذب ولو لم يكن هو الذي اختلقه وصنعه.. كما في الحديث الشريف: "من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين". وهو حديث صحيح مشهور([19]).
فإما أن يكون وصف ابن معين لحفص من هذا الباب، أو يكون بالاعتبار الذي ذكرته أولاً، فترد هذه العبارة وتفسر وفق ألفاظه الأخرى.. كما سنبينه في وقفة تالية.
وأنا أتفق مع الأستاذ (وفقه الله) أن الذي يقرأ عبارات ابن معين في ضوء رواية ابن محرز، فسيتهمه خاصةً أن الرواية مختصه بالقراءة ولم تذكر فيها رواية الحديث، ولذا خشي أن يتجه بعض الجهلة أو المغرضين للتشكيك في القرآن بسبب هذا الطعن، خاصةً وأن قراءة عاصم يقرأ بها في معظم بلدان العالم الإسلامي.
وهذا ما دعاه (حفظه الله) إلى محاولة توجيه كلام ابن معين وتضعيفه بتفسيره بأنه قراءة غير دقيقة لقول أيوب بن المتوكل.
لكن ينبغي أن يكون التوجيه والتفسير على طريقة المحدثين، وبطريقة علمية مقبولة.. وهذا ما أحسب أنا سنصل إليه (بإذن الله تعالى).
وأنا أقر بأن عبارة ابن معين قاسية في حق حفص القارئ، لكنه معدود عند المحدثين في طبقة متعنتي النقاد الذين يغمزون الراوي بالغلطتين والثلاث([20]) ! فلا جرم أنه أطلق هذه اللفظة في حالة استدعت ذلك لا نعلمها، فكم من راو تركه الأئمة ولم يجترئوا على تكذيبه، وصرح ابن معين بكذبه:(1/158)
* فهذا علي بن عاصم الواسطي كان من أهل الحديث ، ومن أجل الناس منزلة، وأكثرهم حضورًا وتحديثًا.
وقال يحيى بن جعفر البيكندي: كان يجتمع عند علي بن عاصم أكثر من ثلاثين ألفًا، وكان يجلس على سطح وله ثلاثة مستملين([21]).
قال يعقوب بن شيبة: سمعت علي بن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه، منهم من أنكر عليه كثرة الخطأ والغلط، ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك وتركه الرجوع عما يخالفه فيه الناس ولجاجته فيه وثباته على الخطأ، ومنهم من تكلم في سوء حفظه واشتباه الأمر عليه في بعض ما حدث به من سوء ضبطه وتوانيه عن تصحيح ما كتبه الوراقون له، ومنهم من قصته عنده أغلظ من هذا، وقد كان رحمه الله من أهل الدين والصلاح والخير البارع وشديد التوقي لكن للحديث آفات تفسده([22]).
وقال عمرو بن علي: فيه ضعف وكان إن شاء الله من أهل الصدق([23]). فانظر ما ذا قال فيه ابن معين، قال: كذاب ليس بشيء([24]). واستفصل يعقوب بن شيبة في شأنه فروى عنه قوله: ليس بشيء ولا يحتج به. قلت: ما أنكرت منه ؟ قال: الخطأ والغلط، ليس ممن يكتب حديثه([25]).
وقال ابن أبي خيثمة: قيل لابن معين: إن أحمد يقول: إن علي بن عاصم ليس بكذاب. فقال: لا والله ! ما كان علي عنده قط ثقة، ولا حدث عنه بشيء، فكيف صار اليوم عنده ثقة؟!([26]). وهذا يؤيد ما ذهبت إليه من تفسير تكذيب ابن معين لحفص.
* وهذا عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام . سئل عنه أحمد فقال: ثقة لم يكن يكذب . وقال ابن معين: كذاب.
وقال أبو داود: سمعت يحيي بن معين يقول جن أحمد يحدث عن عامر بن صالح.
وقال ابن معين أيضا: ليس بشيء يروي عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال: "إياكم والزنج فإنة خلق مشوه"([27]).
* وهذا عبدالرحيم بن زيد العمي. قال البخاري: تركوه. وقال الجوزجاني: غير ثقة. وقال أبو حاتم: ترك حديثه.وقال أبو زرعة: واه. وقال أبو داود: ضعيف(1/159)
أما ابن معين فقال: كذاب. وقال مرة: ليس بشيء([28]).
فلم يكن ابن معين يتورع من تكذيب الكبار إذا تبين له خطأهم وغلطهم ، لا يحابي في ذلك أحدًا.
فأرى أنه ينبغي أن نفهم إطلاقه القول بكذب حفص القارئ في سياق أقواله الأخرى، فقد وردت عن ابن معين روايات في شأن حفص بن سليمان ليس فيها إطلاق الكذب كما مر معنا، وهذا سيعزز التفسير الذي اخترناه لمعنى كلمة (وكان حفص كذابًا).. فمرة قال: ليس بثقة كما في رواية الدارمي([29])، والليث بن عبيد([30]). وفي رواية أحمد بن محمد الحضرمي: ليس بشيء([31]).
وهذه العبارات فيها إجمال يحتاج لتفسير: ففي رواية الدارمي: (سألت يحيى بن معين عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي كيف حديثه؟ فقال: ليس بثقة).
فهذه فسرت أن مراد ابن معين بالتضعيف منصرف إلى الحديث والرواية وليس إلى العدالة، لأن السؤال اتجه إلى حديثه فكان هذا الجواب.
وكذلك رواية الليث بن عبيد : (سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة، هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش وأبو بكر أوثق منه).
فإنها صريحة في التفريق بين الرواية والقراءة .. فقوله (ليس بثقة)، وقوله (أبو بكر أوثق منه) مختص برواية الحديث كما هو ظاهر اللفظ.
أما القراءة فقراءته أصح من قراءة أبي بكر بن عياش على رأي أيوب بن المتوكل وهو من القراء البصراء.
أما قوله: (ليس بشيء) فهي تعني الضعف الشديد إذا قرأناها وفق أقواله الأخرى.. ولذا لا يصح والحال ما ذكرت أن يصرف إطلاق ابن معين الكذب عليه إلى العدالة، بمعنى أنه يختلق الأحاديث ويضعها كما يدل عليه ظاهر كلام عبدالرحمن بن يوسف بن خراش الناقد المشهور.
كما لا يصح كذلك أن ينصرف فهمنا لعبارة ابن معين إلى ضعف الرجل مطلقًا في القراءة والرواية، لأن في ثنايا النص ما يردها، ثم إن شهرته بصحة الرواية ليست مأخوذة فقط عن قول ابن معين وقبله أيوب بن المتوكل بل هذا شيء متواتر عند المحدثين وغيرهم.(1/160)
وهذا فيه إنصاف لحفص بن سليمان، كما أن ضعفه في الرواية مما لا يكاد يختلف فيه المحدثون والنقاد المهرة، ولا يضره هذا في القراءة.
وسيتبين من دراسة أحاديثه صحة هذه النتيجة المسبَّقة، فليست القضية توارد على الخطأ أو سوء فهم في قراءة عبارات النقاد.
---الحواشي -----
([1]) الكامل (2/380)، ورواها الخطيب كذلك في تاريخ بغداد (8/186).
([2]) تاريخ بغداد (5/110).
([3]) إذ وقع له في ترجمة الحسن بن صالح بن حي من التهذيب (6/180): (وقال زكريا بن يحيى الساجي، عن أحمد بن محمد البغدادي) فقال: (أظنه أبا بكر الأثرم)، والغريب أن المزي لم يعرفه مع عنايته بتراجم الرجال سنين طوالاً .. فقد ترجم الهيثم بن خالد، فقال: (أظنه البجلي الخشاب يروي عن شريك بن عبد الله ويروي عنه أحمد بن محمد البغدادي شيخ لزكريا بن يحيى الساجي). انظر تهذيب الكمال (30: 381) .. فقد اشتبه عليه الأثرم بابن محرز لأني رأيته لا ينقل عن ابن محرز إلا بذكره لنسبه تامًا (أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز) وربما زاد (البغدادي).. فلما وقع له غير منسوب لم يعرفه.
([4]) معرفة الرجال (1: 54/ برقم 38).
([5]) معرفة الرجال (1: 113/ برقم 546).
([6]) تاريخ بغداد (4/41ـ 42).
([7]) انظر لهذا وما سبق مقدمة الصحيح (ص17 ـ 18).
([8]) المجروحين (2/23).
([9]) انظر الكامل (4/265).
([10]) قال الذهبي في السير (13/231): ((لعل قول أبيه فيه أن صح أراد الكذب في لهجته لا في الحديث فإنه حجة فيما ينقله أو كان يكذب ويوري في كلامه ومن زعم أنه لا يكذب ابدا فهو أرعن نسأل الله السلامة من عثرة الشباب ثم انه شاخ وارعوى ولزم الصدق والتقى)).
([11]) الكامل (4/266).(1/161)
([12]) كما في قصة الفتح عندما قال لأبي سفيان: يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة... فلما مر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأبي سفيان، قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة ؟! قال: ما قال ؟ قال: كذا وكذا، فقال: كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تكسى فيه الكعبة. أخرجه البخاري في الصحيح (4: 1559/ برقم 4030).
([13]) في زعمه أن الوتر حق، فقال: (كذب أبو محمد)...صحيح ابن حبان (الإحسان) (5: 21/ برقم 1731).
([14]) الكامل (5/271).
([15]) الكامل (5/266).
([16]) تاريخ دمشق (41/110).
([17]) قال الذهبي في السير (4/153): ((فأما قول الشعبي الحارث كذاب، فمحمول على أنه عنى بالكذب الخطأ لا التعمد، وإلا فلماذا يروي عنه ويعتقده يتعمد الكذب في الدين؟)).
([18]) الثقات (6/114).
([19]) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/8)، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (1: 212/ برقم 29)، والضياء في المختارة (2: 268/ برقم 647).
([20]) قال الذهبي في ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (ص172): ((وابن معين وأبو حاتم والجوزجاني: متعنتون)).
([21]) تاريخ بغداد (11/454).
([22]) تاريخ بغداد (11/447).
([23]) انظر تهذيب التهذيب (7/ 302 ـ304).
([24]) رواية ابن محرز (1: 50/ برقم 2).
([25]) تاريخ بغداد (11/450).
([26]) تاريخ بغداد (11/455).
([27]) انظر ترجمته في الكامل (5/83)، الميزان (2/360).
([28]) انظر ترجمته في الكامل (5/281)، الميزان (2/ 605).
([29]) التاريخ برقم (269).
([30]) الكامل (2/380).
([31]) الضعفاء للعقيلي (1/270).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:24 PM(1/162)
((ويترجح لدي أن ذلك كله قراءة غير دقيقة لقول أيوب بن المتوكل في حفص القارئ ، سواء كانت تلك القراءة من يحيى بن معين نفسه أو من الرواة عنه ، وعَزَّزَ تلك القراءة غير الدقيقة لقول أيوب ما كان قد انتشر من القول بتضعيفه نتيجة لنسبة كلمة شعبة بن الحجاج في حفص المنقري إليه ، لكن ابن الجزري نقل قول ابن معين على نحو آخر ، قال : وقال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان)) اهـ.
يرى الدكتور غانم (وفقه الله) أن أقوال ابن معين ليست إلا تصرفًا في نقل كلام أيوب بن المتوكل أو فهمه، إما من قبله أو من قبل تلامذته.
ففي هذا تشكيك في أقوال ابن معين في الجرح والتعديل من وجهتين:
الأولى: من حيث اعتماده على أقوال الغير من غير تحرير ولا تمحيص، وربما من غير فهم.. وهذا يرده ما أسلفنا من ذكر طرف من منهج ابن معين في الجرح والتعديل.
والثانية: من حيث أن تلاميذ ابن معين يتصرفون في ألفاظه، بل ربما حرفوها.
وهذا غير صحيح ، فعامة الاختلاف من جهة ابن معين نفسه ، ويندر أن تجد في ذلك اختلاف تضاد، بل مؤدى هذه الألفاظ واحد، ويندر أن يكون بين ألفاظ الناقد الواحد تضاد، وما كان كذلك فيكون مرجعه لتغير الاجتهاد، أو ذلك راجع لطريقة السؤال عن الراوي، أو بالمناسبة التي قيل فيها ذلك القول.
والغريب أن أستاذنا الدكتور غانم يشير إلى القراءة غير الصحيحة لابن معين أو تلامذيه، ويهمل التصرف الواضح البين من ابن الجزري في شطب ما يتعلق بضعف حفص من كلام ابن معين.
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:28 PM(1/163)
قال الأستاذ غانم في التعليقة الأخيرة([1]):(ولا يخفى على القارئ أن ابن خراش قد أتى بألفاظ في تجريح حفص لم يأت بها أحد من قبله ، وهي تطعن في عدالته وتنسبه إلى الكذب ووضع الحديث . وهذا أمر لا يوجد ما يشير إليه في أقوال المعاصرين لحفص أو يدل عليه . ولعل من المناسب أن نذكر هنا أن ابن خراش هذا كان رافضياً يطعن على الشيخين ، فما بالك بمن هو دونهما ( ينظر : السيوطي : طبقات الحفاظ ص 297 )) اهـ.
قلت: عبدالرحمن بن يوسف بن خراش (283هـ) اتهم بالرفض وجدت هذا عن الحافظ عبدان الأهوازي (306هـ)، فيما رواه ابن عدي في (الكامل) ([2])، قال: سمعت عبدان يقول: وحمل بن خراش الى بندار عندنا جزأين صنفهما في مثالب الشيخين، فأجازه بألفي درهم فبنى بذلك حجرة ببغداد ليحدث فيها فما متع بها، ومات حين فرغ منها.
وتبعه محمد بن يوسف الحافظ (390هـ) فيما رواه حمزة السهمي (427هـ)، قال: سألت أبا زرعة محمد بن يوسف الجرجاني عن عبد الرحمن بن خراش، فقال: كان خرج مثالب الشيخين، وكان رافضيًا([3]).
وهذا لا شك أنه منقول عن قول عبدان فيه.. فلم يدركه ولم يعاصره.
وهذا ضرب من الجرح المردود، فابن خراش من الحفاظ الكبار الذين كانت تعقد لهم مجالس التحديث والمذاكرة، وكان يقرن في زمانه بأبي حاتم وأبي زرعة، وربما حضر مجالسهما وذاكرهما وغيرهما من حفاظ زمانه.
فقد سلم له معاصروه ومن بعدهم بتمام المعرفة بهذا الشأن أما ما رمي به من التشيع فهذا ثابت عنه، ولا أرى أنه وصل إلى درجة الرفض، والقصة التي رواها عبدان من أنه صنف مثالب الشيخين، لم يذكرها كبار النقاد، ولست أدري ما الذي حصل بينه وبين عبدان، فقد غمزه في حفظه وروايته واتهمه بتصنيف المثالب، وهو متعنت كذلك متشدد، والخلاف في المذهب قد يؤدي إلى أكثر من ذلك.(1/164)
ومما رماه به قوله: قلت لابن خراش: حديث (لا نورث ما تركناه صدقة)، قال: باطل! قلت: من تتهم في هذا الإسناد؟ رواه الزهري، وأبو الزبير، وعكرمة بن خالد، عن مالك بن أوس بن الحدثان، أتتهم هؤلاء ؟ قال: لا إنما أتهم مالك بن أوس.
عقب الذهبي على هذا بقوله: لعل هذا بدر منه وهو شاب؛ فإني رأيته ذكر مالك بن أوس بن الحدثان في (تاريخه)، فقال: ثقة.
فانظر كيف حصل من التثبت ما يشكك في القصة الآنفة.
وقال ابن عدي: وسمعت أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة يقول كان بن خراش في الكوفة إذا كتب شيئا من باب التشيع يقول لي هذا لا ينفق الا عندي وعندك يا أبا العباس([4]).
فهذا ثابت عليه التشيع ولكنه في حد ذاته ليس جرحًا ترد به الرواية إذا سلم معتنقه من الرفض أو الطعن في الصحابة، فمثل هذا يخرج عن حد العدالة.. ولكن في مثل شأن هذا الرجل جليل القدر ينبغي أن يتأنى في أمره.
فهذا ابن عدي ينقل عن شيخه الناقد أبي نعيم عبد الملك بن محمد (323هـ): أنه سمعه يثني على بن خراش هذا، وقال: ما رأيت أحفظ منه لا يذكر له شيخ من الشيوخ والأبواب إلا مر فيه([5]).
وقال الخطيب: كان أحد الرحالين في الحديث إلى الأمصار، وممن يوصف بالحفظ والمعرفة([6]).
وقال ابن المنادي: كان من المعدودين المذكورين بالحفظ والفهم للحديث والرجال([7]).
وهذا ابن عدي يبرأه من تهمة الكذب الذي هو دين الشيعة الغلاة.. قال ابن عدي: وابن خراش هذا هو أحد من يذكر بحفظ الحديث من حفاظ العراق، وكان له مجلس مذاكرة لنفسه على حدة، إنما ذكر عنه شيء من التشيع كما ذكره عبدان فأما الحديث فأرجو أنه لا يتعمد الكذب([8]).
وهذا هو الحق في شأنه، كما أنه لا يمكن أن يتهم في شأن الرواة، فهو ممن يعتمد قوله في جرحهم وتعديلهم([9]).. وقد صنف تاريخًا حافلاً اعتمده المؤرخون من أهل السنة، وهذا اعتراف منهم بتقدمه في هذه الصنعة.(1/165)
الغريب أنه لم يطعن فيه بالرفض أحد ممن يعتمد قوله ممن أدركه من النقاد الكبار البخاري ومسلم وأبو زرعة وأبو حاتم وابن وارة الرازيين، وغيرهم.. فهم أعرف به، ولا من أهل بغداد ونقادهم الكبار. فلو كان رافضيًا غاليًا فماذا عساه يصنع بحديث أهل السنة ورواتهم من التبحر في ذلك والتقدم فيه بل والتصنيف فيه، فهل للرافضة من حديث وعلل ورجال، هذا ليس لهم ولا كرامة من هذا العلم شيء يذكر إلا الكذب.. وهذا لم يجرب عليه شيء من ذلك }قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين{.
فلو وجد عليه أدنى شيء مما رمي به لذكره ابن عدي في (كامله).. فهو أول من صنفه في الضعفاء وحط عليه تبعًا لشيخه عبدان الأهوازي.
وعبدان من الكبار الذين يقبل قولهم في الرواة جرحًا وتعديلاً، إلا أنه كانت فيه جلافة وشدة على الكبار([10])، فما بالك بابن خراش الذي يخالفه في المذهب.
فالذي أراه أن يدرس حال هذا الرجل وينظر في كلامه في الرواة هل فيه حط على أهل السنة وخاصة أهل الشام، وموقفه من ضعفاء الشيعة، حتى نتبين أمره فقد رأيت ابن حجر عرض به في مقدمة كتاب (اللسان)([11])، فقال: ((وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد، فإن الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب؛ وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع، فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلقة وعبارة طلقة، حتى أنه أخذ يلين مثل: الأعمش، وأبي نعيم، وعبيد الله بن موسى، وإساطين الحديث وأركان الرواية، فهذا إذا عارضه مثله أو أكبر منه فوثق رجلاً ضعفه، قبل التوثيق.
ويلتحق به عبد الرحمن بن يوسف بن خراش المحدث الحافظ فإنه من غلاة الشيعة بل نسب الى الرفض فيتأنى في جرحه لأهل الشام للعداوة البينة في الاعتقاد)). اهـ.(1/166)
قلت: ومن هذا ثلب عبدان الأهوازي لعبدالرحمن بن يوسف بن خراش، وتفرده بذكر معايبه وتتبع هناته وسقطاته في الأسانيد التي لم يذكرها سواه.
وليته إذا أشار إليه ذكر أدلته على ذلك، كما ذكر منتقدوه أدلة خطأه هو!..
أما كونه من غلاة الشيعة فهذا إنما أخذه ابن حجر من كلام عبدان فيه ليس إلا، وعليه مشى الذهبي([12]) وابن ناصر الدين([13]).
وقد استوقفني سؤال وجهه حمزة السهمي في (سؤالاته) للحافظ الثقة أحمد بن عبدان محدث الأهواز (388هـ)، فقال: سألت أحمد بن عبدان عن عبدالرحمن بن يوسف بن خراش يقبل قوله: قال لم أسمع فيه شيئًا([14]).
فقوله : (يقبل قوله).. هذا ظاهر أن السؤال نابع عن معرفة السائل والمسؤول بحاله في التشيع، فحن على قبول قوله في الجرح والتعديل حتى يتبين لنا خلافه، ولم أجد الخطيب وهو من أهل بلده طرحه بل ملء كتابه بأقواله ومن بعده كافة المؤرخين حتى الذين غمزوه ولينوه.
أما كونه (أتى بألفاظ في تجريح حفص لم يأت بها أحد من قبله ، وهي تطعن في عدالته وتنسبه إلى الكذب ووضع الحديث . وهذا أمر لا يوجد ما يشير إليه في أقوال المعاصرين لحفص أو يدل عليه) .
فهذا لا شك فيه أنه جرح شديد، وقد سبقه به ابن معين ولعله مشى على منواله، وإن كان هو له بصر ومعرفة ويمكن أن يؤول كلامه على ما ذكرناه من وقوفه على أحاديث باطلة ومنكرة فاتهم بها حفصًا.
أما أنه هو الذي كذب واختلق الموضوعات فهذا شيء لا يقر عليه ابن خراش بتاتًا.. ولا يقبل منه ذلك.
---الحواشي---
([1]) نقلتها هنا لتكون ضمن ما قيل فيه من جرح، ولتتم المناقشة في سياق واحد.
([2]) الكامل (4/321).
([3]) سؤالات السهمي برقم (341).
([4]) الكامل (4/321).
([5]) الكامل (4/321).
([6]) تاريخ بغداد (10/280).
([7]) تاريخ بغداد (10/280).
([8]) الكامل (4/321).
([9]) ذكر من يعتمد قوله برقم (364).(1/167)
([10]) ترجمت له ترجمة محررة وموسعة في كتابي (زوائد رجال ابن حبان) (3/1421 ـ 1439) ونقلت فيها بعض ما ورد في شأنه من جرح مردود، فنحن هنا كذلك لا نقبل ما حط به على ابن خراش.
([11]) اللسان (1/95).
([12]) في الميزان (2/600).
([13]) بديعة الزمان (ص121).
([14]) سؤالات السهمي برقم (341).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:30 PM
((والخلاصة هي : أن علماء الجرح والتعديل نسبوا حفص بن سليمان القارئ إلى الضعف في الحديث ، مستندين إلى قول شعبة : إنه كان يستعير كتب الناس فينسخها ، ولا يردها . وإلى قول أيوب : أبو بكر أوثق من أبي عمر . وكلا الأمرين لا يصلح أن يكون علة لتضعيفه ، أما الأول فقد بان أنه وَهْمٌ ، وأما الثاني فإن قول أيوب يمكن أن يعني أن حفصاً ثقة لكن شعبة أوثق منه . وسوف أعود لمناقشة ذلك بعد عرض أقوال الموثقين لحفص)) اهـ .
سبق أن بينا أن الرواية المذكورة عن شعبة ليست بجرح في حق من قيلت فيه وهو (حفص المنقري) بأدلة ذكرناه هناك، فنقلها إلى ترجمة حفص القارئ على سبيل الوهم لا يجعلها سببًا لجرحه كذلك.
وما ذكره من أن علماء الجرح والتعديل نسبوا حفص للضعف في الحديث من أجل هذه الرواية غير صحيح، هذا لو تنزلنا بأنها من قبيل الجرح، وذلك أني لم أر من ساقها واعتمدها في تضعيف الرجل سوى البخاري في (الضعفاء الصغير)، وتبعه في ذلك العقيلي في (الضعفاء)، وابن حبان في (المجروحين)، وابن عدي في (الكامل).. وهؤلاء الثلاثة إنماهم في المرتبة الثانية بعد أهل النقد الأوائل، وربما يقع لهم الوهم بالتقليد.
وأصرح من جعلها جرحًا في الرجل هو ابن حبان بقوله: ((وكان يأخذ كتب الناس فينسخها، ويرويها من غير سماع)) ([1]). ولا نقره على هذا الفهم! فأين ذهبت أقوال بقية النقاد الكبار ؟ الذين لهم اجتهادهم الخاص المعروف.. هو ما تراه في الوقفة التالية.(1/168)
وأما ما فهمه الأستاذ من كلام أيوب فهي قراءة ظاهرية للفظه، ولم يقرأها ضمن سياق العبارة فالذي أراه أن قوله: (أبو عمر البزاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش) واضح أنه خاص بالقرآة.
وأن عبارة: (وأبو بكر أوثق من أبي عمر) عبارة مستأنفة أراد بها بيان حاله، وهي غير صريحة، فكما أنها تحتمل التوثيق، تحتمل ضعفه كذلك! والقرائن تدل على ذلك.
---الحواشي----
([1]) المجروحين (1/255).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:36 PM
أدى اقتصار أ. د غانم قدوري على كتاب ابن الجوزي وابن الجزري إلى قصور بين في جمع ألفظ الجرح.. مع أنه حشد ما استطاع الوصول إليه من ألفاظ التعديل.. كما سيأتي.
وقد ذكره في الضعفاء كل من صنفهم: البخاري، وأبو زرعة([1])، والنسائي([2])، والعقيلي([3])، وابن حبان([4])، وابن عدي([5])، والدارقطني([6])، وابن الجوزي([7])، والذهبي([8])، وسبط بن العجمي([9]). وسأحاول تتبع الجرح في هذه المصنفات وغيرها في مظانه وغير مظانه:
روى عنه أبو الربيع الزهراني فدلسه لضعفه إذ سماه (حفص بن أبي داود) ([10]).
وعن عبدالرحمن بن مهدي: (والله ما تحل الرواية عنه).. نقل هذا الرواية ابن حجر في (التهذيب) ([11]) وعزاها لابن الجوزي.
قلت: وبالنظر لما نقله أ. د. غانم من كلام ابن الجوزي لم أجد هذه الجملة في ترجمته، فرجعت لكتاب ابن الجوزي فتبين لي أنه إنما ساقها في ترجمة حفص بن سلم السمرقندي([12]).
وقال علي بن المديني: متروك ضعيف الحديث وتركته على عمد([13]).
وكتب عبدالله بن أحمد إلى ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول حفص بن سليمان (يعني أبا عمر القارئ): متروك الحديث([14]). وكذا وقع في رواية عن حنبل بن إسحاق([15]).
وقال أبو قدامة السرخسي: سألت يحيى بن معين عن حفص بن سليمان (يعني أبا عمر القارئ)، فقال: ليس بثقة([16]). وكذا وقع في رواية الليث بن عبيد([17]). ورواية الدارمي([18]).(1/169)
ووقع في رواية أحمد بن محمد الحضرمي، قال: سألت يحيى بن معين، عن حفص بن سليمان أبى عمر البزاز، قال: ليس بشيء([19]). وفي رواية ابن محرز: كان أبو عمر هذا كذاب([20]).
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حفص بن سليمان الكوفي الذي يروي عن علقمة بن مرثد وليث بن أبي سليم، فقال: لا يكتب حديثه، وهو ضعيف الحديث لا يصدق متروك الحديث ! قلت: ما حاله في الحروف ؟ قال: أبو بكر بن عياش أثبت منه!([21]).
وقال أبو حاتم في حفص بن عمر قاضي حلب: ضعيف الحديث، وهو دون حفص بن سليمان في الضعف([22]). يعني أن حفص القارئ أوهى منه.
وقال سئل أبو زرعة عن حفص بن أبي داود، فقال: هو حفص بن سليمان وهو ضعيف الحديث([23]).
وقال البرذعي: ذاكرت أبا زرعة بباب، فقلت حديثا عن عبيد الله بن موسى عن حفص بن سليمان، قال: لو جوزنا حفص بن سليمان لكان الأمر (كذا) حفص بن سليمان ذاك الضعيف([24]).
قال أبو إسحاق السعدي: فرغ منه منذ دهر([25]).
قال علي بن الجنيد: منكر الحديث([26]).
وقال البخاري في (الضعفاء الصغير): تركوه([27]).
وقال العقيلي: حدثني آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري، قال: حفص بن سليمان، وحفص بن أبى داود الأسدي تركوهما([28]).
وقال وفي (الأوسط) ([29]): سكتوا عنه. وفي (التاريخ الكبير)([30]): تركوه.
وقال مرة: حفص بن سليمان وحفص بن أبى داود الأسدي تركوهما([31]).
وقال الإمام مسلم بن الحجاج([32])، والنسائي([33]): متروك الحديث.
وفي رواية عن النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه([34]). وفي رواية: متروك([35]).
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذاب متروك يضع الحديث([36]).
وقال صالح جزرة: لا يكتب حديثه ... أحاديثه كلها مناكير ([37]).
وقال زكريا الساجي: يحدث عن سماك، وعلقمة بن مرثد، وكذلك عن قيس بن مسلم، وعاصم بن بهدلة أحاديث بواطيل([38]).
وقال الترمذي: يضعف في الحديث([39]).(1/170)
وقال البزار: لين الحديث([40]). وقال مرة: له أحاديث مناكير([41]). ومرة: لم يكن بالقوي([42]). وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث([43]). وقال أبو حاتم ابن حبان: حفص بن سليمان البصري المنقري... وليس هذا بحفص بن سليمان البزاز أبو عمر القارى ذاك ضعيف، وهذا ثبت([44]). وقال مرة: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها ويرويها من غير سماع([45]).
وقال ابن عدي: عامة حديثه عن من روى عنهم غير محفوظة([46]). وقال مرة: روى عن علقمة أحاديث مناكير لا يرويها غيره([47]). وقال مرة: لين([48]). وقال الدارقطني: ضعيف([49]). وقال البيهقي: ضعيف([50]). ومرة قال: ضعيف الحديث([51]). ومرة قال: كان ضعيفًا في الحديث عند أهل العلم به([52]). ومرة قال: هو ضعيف في رواية الحديث([53]). ومرة قال: متروك([54]). ومرة قال: غيره أوثق منه([55]). ومرة قال: ضعيف عند أهل لعلم بالحديث([56]). وقال ابن حزم: هالك متروك([57]). ومرة قال: ساقط([58]).
وقال الذهبي في (السير) ([59]): كان ثبتًا في القراءة واهيًا في الحديث. وقال في (الميزان) ([60]): وكان ثبتًا في القراءة واهيًا في الحديث، لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده وإلا فهو في نفسه صادق. وقال في موضع آخر: واهي الحديث([61]). وقال في (الديوان) ([62]): إمام في القراءة، ليس بشيء في الحديث. وقال في (الكاشف) ([63]): ثبت في القراءة واهي الحديث. وقال في (العبر) ([64]): متروك الحديث حجة في القراءة.
وقال صلاح الدين الصفدي: كان حجة في القراءة واهيًا في الحديث([65]).
وقال ابن حجر في (التقريب) ([66]): متروك الحديث مع إمامته في القراءة. وقال في (الأصابة): ضعيف([67]). ومرة قال: واهي الحديث([68]). ومرة قال: أحد الضعفاء في الحديث([69]).
وقال السخاوي: ضعيف جدا بل اتهمه بعضهم بالوضع والكذب([70]).
فيتلخص من جرحهم له أمور:(1/171)
1 ـ نص غير واحد على تركه وبعضهم بصيغة الجمع مما يدل على أن هذا أمر متفق عليه عندهم.
ولفظة (متروك)، و(متروك الحديث) و(تركوه) ضمن المرتبة الخامسة من مراتب الجرح، وهي الثانية من حيث الرد وعدم الاعتبار.
2 ـ وقال بعضهم: (لا يكتب حديثه).. وهذا يعني أنه في عداد من لا يعتبر به.
وهذه اللفظة تعني لا يكتب حديثه على وجه الاحتجاج والاستشهاد، وتدخل في المرتبة الرابعة من مراتب الجرح وهي الأولى من مراتب الرد وعدم الاعتبار.
3 ـ نص بعضهم على روايته للمناكير.. هذه يدخل فيها الأوهام والأفراد.
وهذه اللفظة وشبهها تدخل في المرتبة الرابعة من مراتب الجرح وهي الأولى من مراتب الرد.
4 ـ نص بعضهم على روايته للأباطيل.. وهذه يدخل فيها رواية ما لا أصل له والأفراد مما لا يحتمل.
ما ورد في هذه الفقرة وسابقتها لا يصدر عن النقاد إلا بعد النظر في حديث الرجل وسبره فهي من باب الجرح المفسر.
5 ـ وقال بعضهم: (ليس بشيء)، و(ساقط)، و(هالك)، و(واه) و(ذاهب الحديث) ونحو ذلك من العبارات الدالة على شدة الضعف التي لا يعتبر بمن قيلت فيه.. فتدخل جميعها في المرتبة الخامسة من مراتب الجرح وهي الثانية من مراتب الرد.
6 ـ واستخدم بعضهم عبارة جرح نادرة كما قال الجوزجاني (فرغ منه منذ دهر).
وهي من العبارت التي تفرد بها، وربما استخدمها في كتابه (أحوال الرجال) ([71])، وهي تدخل في المرتبة الخامسة من مراتب الجرح وهي الثانية من مراتب الرد.
7 ـ اتهام البعض له بالكذب.. تم توجيه هذه اللفظة فيما سبق بأنها من أجل كثرة روايته للمناكير والأباطيل.
8 ـ اتهام البعض له بالوضع.. هذه العبارة (كذلك) تنصرف لما ذكرنا.
وهذه اللفظة وسابقتها تدخلان في المرتبة السادسة، من مراتب الجرح وهي أردأها، وهي الثالثة من مراتب الرد.(1/172)
9 ـ وردت بعض العبارات في تضعيفه دلت على أنه يمكن أن يدخل في درجة الاعتبار.. كقول أبي زرعة : (ضعيف الحديث)، وقول الترمذي: يضعف في الحديث، وقول البزار: لين الحديث، وقول الدارقطني: ضعيف.
فأما قول أبي زرعة فيفهم في سياق قوله الآخر : (لو جوزنا حفص بن سليمان لكان الأمر (كذا) حفص بن سليمان ذاك الضعيف). فهو لم يقبل المذاكرة بحديثه ناهيك عن روايته.
وأما قول الترمذي والبزار والدارقطني فهم من المتساهلين في الجرح والتعديل، وعباراتهم يعوزها الدقة، فربما كانت في كثير من الأحيان مجملة تحتاج إلى تفسير.
ومجمل القول في حاله أنه ممن ترك حديثه لكثرة تفرده بالمنكر والباطل من الحديث.. الذي لا يحتمل من مثله أن يتفرد به لقلة عنايته بالطلب.. وأنه ليس ممن يعتبر بحديثه.
هذا فيما يتعلق بالرواية .. أما فيما يتعلق بالقراءة :
فقال العقيلي([72]): حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا شبابة، قال: قلت لأبى بكر بن عياش: أبو عمر رأيته عند عاصم؟ قال: قد سألني عن هذا غير واحد، ولم يقرأ على عاصم أحد إلا وأنا أعرفه، ولم أر هذا عند عاصم. اهـ.
محمد بن إسماعيل، هو الصائغ مولى المهدي الثقة شيخ الحرم (276هـ) ([73]).
والحسن، هو ابن علي الخلال، ثقة حافظ (242هـ) ([74]).
وشبابة، هو سوار ثقة حافظ رمي بالإرجاء([75]). فإسنادها صحيح لا كلام فيه.
ويمكن توجيه هذه الرواية: بأنه لا يلزم من عدم رؤية أبي بكر له حال التلقي عدم صحة روايته، فلربما أخذ حفصًا الرواية عن عاصم بن أبي النجود بجانب سرير أمه، فإنه كان زوج أمه وتربى في حجره، وكان يسكن هو وإياه في دار واحدة([76]).
ويمكن حمل كلامه على أنه ما رآه رؤية الملازم الذي يحق له أن يتبحر في هذا الشأن.
وعلى كلا الاحتمالين فلا أثر لكلام أبي بكر فيه، فإنه مما يطوى ولا يروى؛ لأنه من كلام الأقران المتنافسين في شأن تلاوة القرآن..
---الحواشي ----
([1]) الضعفاء (1/609).(1/173)
([2]) الضعفاء والمتروكين برقم (134).
([3]) الضعفاء (1: 270/ برقم 335).
([4]) المجروحين (1/255).
([5]) الكامل (2/380).
([6]) الضعفاء والمتروكين برقم (170).
([7]) الضعفاء والمتروكين (1: 221/ برقم 933).
([8]) المغني (1: 179/برقم1615)، والميزان (1/558)، والديوان برقم (1049).
([9]) الكشف الحثيث برقم (250).
([10]) الكامل (2/381)، والتهذيب (2/344).
([11]) تهذيب التهذيب (2/345).
([12]) الضعفاء لابن الجوزي (1/221/ برقم 932).
([13]) تاريخ بغداد (8/187)، تهذيب الكمال (7/14) ولم يذكر فيه مترك.
([14]) الجرح (3: 173/ برقم 744)، وانظر العلل (2/380/ برقم 2698)، ونقل هذه الرواية عنه العقيلي في الضعفاء (1/270).
([15]) تاريخ بغداد (8/187)، تهذيب الكمال (7/13).
([16]) الجرح (3/173).
([17]) الكامل (2/380).
([18]) التاريخ (ص97/ برقم 269).
([19]) الضعفاء للعقيلي (1/270).
([20]) معرفة الرجال (1: 54/ برقم 38)، (1: 113/ برقم 546).
([21]) الجرح (3: 173/ برقم 744).
([22]) الجرح (3: 179/ برقم 773).
([23]) الجرح (3: 173/ برقم 744).
([24]) سؤالات البرذعي (1/501 ـ 502).
([25]) أحوال الرجال (174).
([26]) الجرح (3: 172/ برقم 741).
([27]) الضعفاء برقم (73).
([28]) الضعفاء للعقيلي (1/270).
([29]) التاريخ الأوسط (2/184).
([30]) التاريخ الكبير (2: 363/ برقم 2767).
([31]) الضعفاء للعقيلي (1/270).
([32]) الكنى والأسماء (1: 540/ برقم 2164).
([33]) الضعفاء والمتروكين برقم (134).
([34]) تهذيب الكمال (7/14).
([35]) تاريخ بغداد (8/188).
([36]) تاريخ بغداد (8/188)، الضعفاء لابن الجوزي (1: 221/ برقم 933).
([37]) تاريخ بغداد (8/188) تهذيب الكمال (7/14).
([38]) تاريخ بغداد (8/188)، تهذيب الكمال (7/14).
([39]) الجامع برقم (2905).
([40]) كشف الأستار برقم (317).
([41]) كشف الأستار برقم (381).
([42]) كشف الأستار برقم (2890).(1/174)
([43]) تهذيب الكمال (7/15).
([44]) الثقات (6: 195).
([45]) المجروحين (1/255).
([46]) الكامل (2/382).
([47]) الكامل (7/12).
([48]) الكامل (6/346).
([49]) السنن (2/263).
([50]) السنن الكبير (5/109)، (5/246)، الشعب (3/489).
([51]) السنن الكبير (2/243).
([52]) الشعب (2/329).
([53]) الشعب (3/489).
([54]) السنن الصغير (1/232).
([55]) الشعب (2/553).
([56]) معرفة السنن والآثار (7/505).
([57]) المحلى (8/372).
([58]) المحلى (9/201).
([59]) السير (5/260)
([60]) الميزان (1/558).
([61]) الميزان (4/491).
([62]) الديوان برقم (1049).
([63]) الكاشف (1: 341/ برقم1146).
([64]) العبر (1/276).
([65]) الوافي بالوفيات (13/62).
([66]) التقريب برقم (1405).
([67]) الإصابة (2/562).
([68]) الإصابة (3/403).
([69]) الإصابة (8/302).
([70]) المقاصد الحسنة (ص282/ رقم 660).
([71]) انظر أحوال الرجال رقم (99) وهو قوله في أسد بن عمرو، وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن اللؤلؤي : (قد فرغ الله تبارك وتعالى منهم منذ دهر).
([72]) الضعفاء (1/270).
([73]) سير النبلاء (13/161).
([74]) التقريب برقم (1262).
([75]) التقريب برقم (2733).
([76]) تاريخ بغداد (8/186).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:39 PM
((ثالثاً : أقوال المُوَثِّقين : لا تخلو كتب التراجم وكتب الجرح والتعديل من أقوال في توثيق حفص بن سليمان القارئ، لكنها قليلة ، غطَّت عليها أقاويل المجرحين ، ولعل ما ذهب إليه العلماء من " أن تقديم الجرح على التعديل مُتَعَيِّنٌ" قد حجب ما ورد من أقوال في توثيقه . وما ورد من أقوال في توثيقه على قلتها تدل على أن حفصاً كان موضع ثقة من علماء عرفوه أو أخذوا عنه . ومن العلماء الذين وثقوه: )) اهـ.(1/175)
قلت: هذا العنصر من البحث فيه مبالغة، وهو بيت القصيد في هذا البحث، وملحوظاتي عليه تأتي بالتفصيل ولكن هنا استوقفني العنوان، وهو قول الأستاذ: (أقوال الموثقين).. وقوله عقبه: (لا تخلو كتب التراجم وكتب الجرح والتعديل من أقوال في توثيق
حفص بن سليمان القارئ)..
فإن هذه العبارة فيها تجوز كبير لو عبر الأستاذ عن ذلك بقوله (ثناء العلماء عليه) أو (أقوال معدليه) ونحو ذلك لكان أسلم من الاعتراض؛ لأن التوثيق عبارة اصطلاحية لها دلالة محددة، وهي مشتقة من قولهم (ثقة) وهي من مراتب التعديل المقدَّمة عند المحدثين، وتعني الجمع بين العدالة الدينية والضبط للرواية، ولا يطلقونها إلا على من جمع بين هاتين الصفتين من الكبار.. من أمثلة ذلك:
عن عمرو بن على، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: ثنا أبو خلدة، فقال له رجل: كان ثقة ؟ قال: كان صدوقًا كان مأمونًا كان خيارًا الثقة شعبة وسفيان([1]).
قال العراقي في الألفية([2]):
................... = ................ ونُقلا
أن ابن مهدي أجاب من سأل= أثقة كان أبو خلدة؟ بل
كان صدوقًا خيرًا مأمونًا = الثقة الثوري لو تعونا
فهذا الثناء العاطر في أبي خلدة خالد بن دينار البصري لم يجعله يتبوء منزلة الثقة في نظر عبدالرحمن بن مهدي.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: أبو سفيان روى عنه الناس، قيل له: أبو الزبير أحب إليك أم أبو سفيان طلحة بن نافع ؟ قال: أبو الزبير أشهر، فعاوده بعض من حضر فيه، فقال: تريد أن أقول هو ثقة ، الثقة سفيان وشعبة([3]).
قال أبو بكر المروذي: قال قلت لأبي عبد الله: عبد الوهاب ثقة ؟ قال: تدري ما ثقة؟ إنما الثقة يحيى القطان([4]).
فهذه أمثلة ثلاثة عن أئمة ثلاثة استكثروا لفظة الثقة في بعض المحدثين الذين ربما وثقهم غيرهم، والشاهد أن لفظة ثقة لا تطلق إلا على الأثبات.. وأين الثبت من حفص القارئ!.(1/176)
وإذا تأملنا العبارات الواردة في تعديله لم نجدها ترقى إلى هذا التعميم.. فليس فيها من العبارات التي تتطابق مع العنوان سوى ما نقل عن وكيع أنه قال (وكان ثقة)، أما بقية الأقوال فهي لا تعطي هذا المعنى بل ولا تقاربه!. فإلى بيان حال هذه اللفظة في الوقفة التالية.
---الحواشي-----
([1]) تقدمة المعرفة (ص160).
([2]) الألفية / مراتب التعديل (ص47).
([3]) الجرح (4/475).
([4]) تاريخ بغداد (11/23).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:47 PM
(1) وكيع بن الجراح ، الكوفي (ت 196هـ) :
نقلت مجموعة من كتب الجرح والتعديل عن أبي عمرو الداني الأندلسي (ت 444هـ) قوله في حفص القارئ:" مات قريباً من سنة تسعين ومئة ، قال : وقال وكيع : كان ثقة ". وللداني كتاب في طبقات القراء ، لعله ذكر قول وكيع فيه .
وقول وكيع هذا مهم جداً في توثيق حفص لسببين : الأول : كونه من الكوفة ، وأهل الكوفة أعرف بعلمائهم ، والثاني : كونه معاصراً لحفص ، وما رَاءٍ كمَنْ سَمِعَ ! اهـ)).
أنا لا أسلم بصحة هذا التوثيق في حفص القارئ؛ لأن الاحتمال كبير في أن المراد به غيره، فكما أن احتمال وقوع الخطأ في شأن تضعيف حفص باشتباهه بغيره، فالشأن في هذه اللفظة كذلك.
ولذا سأذكر الاحتمالات التي أراها مانعة من قبول هذا التعديل بالصورة التي أرادها الأستاذ، وهذه الاحتمالات أراها معتبرة و عليها براهينها :
أولها ـ أن وكيع بن الجراح الرؤاسي العلم الزاهد الورع الثقة الثبت، من النقاد الكبار، وهو من أجل أهل الكوفة في زمانه([1]).
فلا أظن أنه يخالف كبار النقاد في جرحهم لحفص القارئ، وهو صاحب المعرفة بالحديث، فيأتي بقول يُطرح ولا يُعتبر، وهذا يدعونا للشك في هذا القول.(1/177)
ثانيها ـ أني لم أجد عنه تعديل أحد ممن يسمى حفصًا من أهل الكوفة إلا ابن غياث فقد أثنى عليه وقدمه، فإذا ذكر حفص مبهمًا في أهل الكوفة فلا ينصرف الذهن إلا إلى حفص بن غياث قاضي الكوفة (194هـ) فإنه في زمنه لم يكن أشهر منه، وقد كان وكيع يقدمه ويثني عليه كثيرًا، فالذي أرجحه أن هذا التوثيق لا يمكن أن يكون في حفص بن سليمان إن ثبت، وذلك لأن ضعف حفص بن سليمان مشهور متواتر عند المحدثين النقاد الكبار، فلو كان وكيع بن الجراح وثقه في الحديث لاشتهر قوله فيه ولعُرف، لأن وكيعًا معدود عندهم من كبار أهل النقد والمعرفة فهو في الثبت والمتانة قرين القطان وابن مهدي.
فمن أقواله في حفص أنه ربما سئل عن الشيء فيقول: اذهبوا إلى قاضينا فسلوه([2]).
قال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت نعيم بن حماد، قال: سمعت وكيعًا يقول: إذا ذهب حفص من الكوفة ذهب غريب حديثها([3]).
فانظره في هذا النص لم ينسبه لكنا عرفنا أن مراده ابن غياث لا غيره لشهرة حفص في الرواية والتفرد وعلو السماع.
ثالثها ـ أن الكتب المتقدمة في الجرح والتعديل لم تشر لتوثيق وكيع، وإنما نقل عن الداني وهو متأخر، وليس من طبقة المؤرخين المهرة، إنما هو ناقل والناقل قد يعرض له الوهم أوالالتباس والاشتباه.
فإني أشك أن هذه الرواية ليست في حفص بن سليمان، وأقرب مثال أراه يؤيد هذا الاحتمال أن هناك راو يقال له: أبو عمر البزار الأسدي الكوفي([4]).
فاتفق معه في كنيته والنسبة للقبيلة والبلد، وشابهه في القب، والغريب أني وقفت في بعض كتب التراجم المتأخرة على ذكره بهذه الصفة وفي ترجمته وثقه وكيع ! فوقع في رُوعي احتمال أن يكون الاشتباه دعا إلى نقل قوله في أبي عمر البزاز الأسدي الكوفي القارئ.(1/178)
وهذا كان عندي على سبيل الظن، فما زلت أفتش بحثًا عن صيغة توثيق وكيع له، فلما وجدتها تيقنت من حصول الوهم له، وذلك أن ابن أبي حاتم ذكر في (الجرح) ([5]) قسم الكنى ترجمة هذا الراوي، فقال: (أبو عمر البزار روى عن مسلم البطين، روى عنه سفيان الثوري سمعت أبى يقول ذلك. أنا عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي، قال: قال أبى: قال وكيع: أبو عمر البزار ثقة).
ثم وجدتها في مصدرها الأساس في (العلل) ([6]): بلفظ: قال أبي: (قال وكيع: عن سفيان، عن أبي عمر البزار، قال وكيع: وكان ثقة).
فأحسب أن هذه العبارة وقعت للداني فوهم فظنه أبو عمر البزاز !.
وهو معروف بكنيته ولقبه فهذا ابن معين قال: (أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة).. وإنما أضاف (صاحب القراءة) ليميزه عن هذا غيره وأراه هذا الذي ذكرنا.
وعن أحمد: (أبو عمر البزاز متروك الحديث) ([7]).. فالاشتباه واقع بين الرجلين خاصةً أن بينهما اشتباه من أربعة أوجه.
رابعها ـ لو سلمنا بتعديله له فلا بد من الاطلاع على لفظ التوثيق هذا فإن بعض أهل العلم قد يتصرف في العبارة، أو يوردها بالمعنى فتفهم على غير وجهها الذي أوردها عليه الناقد.
ولا نبعد في ضرب المثل فمن خلال كلام وكيع في بعض الرواة نجد كيف حصل حمل كلامه على غير محمله.. قال مغلطاي في (الإكمال) ([8]) في ترجمة سعيد بن المرزبان: وثقه وكيع([9])، وضعفه ابن عيينة.
قال ابن حجرفي (التهذيب) ([10]): الحكاية التي حكيت عن وكيع لا تدل على أنه وثقه، وقد ذكرها الساجي: عن محمود بن غيلان، قال: سئل وكيع عن أبي سعد البقال، فقال: (أحمد الله ! كان يروي عن أبي وائل، وأبو وائل ثقة). وقد ذكرها المؤلف بلا عزو فحذفتها ثم احتجت إليها هنا فذكرتها معزوة. اهـ.(1/179)
والتوسع في إطلاق التعديل على عبارات لا يفهم منها ذلك، يكثر في تصرفات المصنفين، فقد يكون وكيع عدله بنوع من أنواع التعديل ففهم الداني توثيقه له، خاصةً أنا رأينا كيف تصرف في عبارة ابن معين فأهمل الجرح وأثبت التعديل.
خامسها ـ لو سلمنا بعدم صحة أحد الاحتمالات السابقة.. فإنه يمكن صرف هذا التوثيق إلى ما اشتهر به حفص ألا وهو الثقة في ضبط الأحرف لا في رواية الحديث، وبهذا يجتمع وكيع مع غيره في تعديله، وتتفق الأقوال فيه ولا تضطرب.. ومعلوم أن أولى ما يصار له عند وقوع التعارض هو محاولة الجمع، ولا يصار إلى الترجيح إلا عند فقد القرائن.
وبعد عرضنا لهذه الاحتمالات نعود للنظر في القاعدتين اللتين ذكرهما الأستاذ.
القاعدة الأولى: أن أهل كل بلد أعرف بعلمائهم.. وهو قوله: (وأهل الكوفة أعرف بعلمائهم).
القاعدة الثانية: أن قول المعاصر مقدم على قول المتأخر.. (وما رَاءٍ كمَنْ سَمِعَ) !.
وهو قول وجيه فكلتاهما معمول بها عند المحدثين لكن لما كان لكل قاعدة شواذ، فلا نسلمهما في حق حفص.
أما القاعدة الأولى فإنا لم نجد أحدًا من أهل الحديث الكبار من أهل العراق روى عنه واعتمده في الحديث، وهم في زمنه كثير؛ والسبب أنه لم يكن من أهل هذا الشأن.
ثم إنه رحل من الكوفة واستوطن بغداد وجاور بمكة فلا يقال والحال هذه أن أهل الكوفة عرفوه ولم يعرفه أهل بغداد أحمد وابن المديني وابن معين وكلهم ضعفوه.
ومن جهة أخرى فالكوفة والبصرة وبغداد متقاربة، تعد بلدًا واحدًا ولا تخفى أخبار وأحوال محدثيها على النقاد الذين جلهم من هذه البلاد.
أما القاعدة الثانية فهي صحيحة لكن الرؤية هنا ينبغي أن لا تكون مجردة عن المعرفة، فإنها إذا كانت كذلك لم تعتمد، وهو ما صنعناه مع جميع ما أورده الأستاذ من تعديل تلاميذه له فإنه من هذه البابة.. وهو ما ستراه في الوقفات التالية.
---الحواشي---
([1]) انظر ترجمته في تاريخ بغداد (13/469).(1/180)
([2]) معرفة الثقات للعجلي برقم (331)، التهذيب (2/358).
([3]) تقدمة المعرفة (ص229).
([4]) اسمه دينار بن عمر، وقد ترجمه كذلك ابن أبي حاتم في الجرح (3: 430/ برقم1957) في الأسماء .. وساق توثيق وكيع له.
([5]) الجرح (9: 407/ برقم 1963).
([6]) ا العلل رواية عبدالله (2: 22/ برقم1419)، وانظر (1: 350/ برقم660)، و(2: 526/ برقم3475)، (3: 399/ برقم 5763).
([7]) تاريخ بغداد (6/187).
([8]) الإكمال (5/346).
([9]) الذي في ضعفاء العقيلي (2/115): كان يروي عن أبي وائل وأبو وائل ثقة. فالوهم إنما هو من مغلطاي نفسه.
([10]) التهذيب (4/70).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:51 PM
(2) سعد بن محمد بن الحسن العوفي ، تلميذ حفص :
انتقل حفص بن سليمان الأسدي القارئ من الكوفة إلى بغداد ، ولعل ذلك حصل في منتصف القرن الثاني الهجري أو بعده بقليل ، وكان له من العمر قريباً من ستين سنة ، ونزل في الجانب الشرقي منها ، ونقل الخطيب البغدادي عن ابن مجاهد (ت 324هـ) قوله:"حدثنا محمد بن سعد العوفي ، حدثنا أبي ، حدثنا حفص بن سليمان ، وكان ينزل سُوَيْقَةَ نصر، لو رأيته لَقَرَّتْ عَيْنُكَ به علماً وفهماً.
وسعد بن محمد العوفي هذا أحد تلامذة حفص بن سليمان القارئ في بغداد ، وأخذ عنه قراءة عاصم ، قال ابن مجاهد في كتابه السبعة :" حدثني محمد بن سعد العوفي ، عن أبيه ، عن حفص ، عن عاصم : أنه كان لاينقص نحو ( هزواً ) و(كفواً)، ويقول : أكره أن تذهب مني عشر حسنات بحرف أدَعُهُ إذا هَمَزْتُهُ " ))اهـ.
قلت: هو أحد تلاميذ حفص في القراءة، لكنه كحال شيخه لين في الحديث، زد على ذلك أنه مطعون عليه في عدالته.(1/181)
قال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله أخبرني اليوم أنسان بشيء عجب ! زعم أن فلانًا أمر بالكتاب عن سعد بن العوفي، وقال: هو أوثق الناس في الحديث، فاستعظم ذاك أبو عبد الله جدًا، وقال: لا اله الا الله سبحان الله ! ذاك جهمى امتحن أول شيء قبل أن يخوفوا وقبل أن يكون ترهيب فأجابهم، قلت لأبي عبد الله: فهذا جهمى إذًا؟ فقال: فأى شيء، ثم قال أبو عبد الله: لو لم يكن هذا أيضًا لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه ولا كان موضعًا لذاك ([1]).
فهذا الرجل لم يسلم من الطعن عليه في عدالته وفي روايته، فكيف نقبل تعديله وليس بأهل لذلك.
ولو سلمنا فقبلناه فهو لا يعني الثقة في الرواية إنما هو ثناء عليه في علمه وفهمه، وهذا لا يتجه إلا فيما أشتهربه حفص وأخذه عنه تلميذه ألا وهو علم القراءة، وهذا لا نجادل فيه.
----الحواشي ------
([1]) انظر ترجمته في تاريخ بغداد (9/126)، اللسان (3/18).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:54 PM
(3) الإمام أحمد بن حنبل (ت241 هـ) :
ذكر الخطيب البغدادي أربع روايات منقولة عن الإمام أحمد ، في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي المقرئ ، ثلاث منها فيها توثيق ، ورواية فيها تضعيف ، والروايات المُوَثَّقَةُ له هي قوله:
أ- هو صالح.
ب ـ ما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس.
ج- عن حنبل، قال سألته ، ي عني أباه، عن حفص بن سليمان المقرئ ، فقال هو صالح، وقوله : ( أباه ) يعني عمه أحمد بن حنبل .
أما الرواية التي ورد فيها تضعيف لحفص فقال فيها عنه وأبو عمر البزاز متروك الحديث.
ونقل ابن أبي حاتم رواية التضعيف على هذا النحو :" أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، في ما كتب إليَّ ، قال سمعت أبي يقول : حفص بن سليمان ، يعني أبا عمر القارئ ، متروك الحديث".(1/182)
ويبدو لي أن عبارة ( يعني أبا عمر القارئ ) مما أضافه ابن أبي حاتم إلى الرواية ، حتى لا ينصرف الذهن إلى حفص آخر ، ولكن من المحتمل أن يكون ابن أبي حاتم قد وَهِمَ في إضافة هذه العبارة ، كما وَهِمَ في نسبة قول شعبة في استعارة حفص للكتب إلى حفص بن سليمان القارئ في الموضع نفسه، فقد يكون المقصود بذلك حفص بن سليمان المنقري )) اهـ.
قلت: يلزمنا هنا تحرير القول في نسبة هذه الروايات إلى الإمام أحمد وبيان من المقصود بها وما المقصود منها:
فقوله: (هو صالح).. رواها الخطيب([1]): أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألته (يعني أباه) عن حفص بن سليمان المقرئ، فقال: هو صالح.
وقال: روى عمر بن محمد الصابوني عن حنبل قال سألته (يعني أباه) عن حفص بن سليمان المقرئ، فقال: هو صالح([2]).
وقوله: (ما به بأس).. رواها الخطيب([3]): أنبأنا بن رزق، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد الله: وما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس.
هذه الروايات الثلاث المذكورة عن الإمام أحمد التي عدل فيها حفص بن سليمان لا تسلم من الشك والتشكيك في أن تكون في حفص بن سليمان المقرئ، وقد ثبت عندي ما يمكن به رد الرواية الأولى فهي في سميه حفص المنقري بلا شك، فالذي في (العلل): سألته عن حفص بن سليمان المنقري، فقال: هو صالح([4]).
والخطيب في روايته هذه اللفظة من طريق راوي كتاب (العلل) ([5]) الصواف، فثبت بهذا أن هذا التعديل في المنقري لا في المقرئ.
وكذلك أشك في الرواية الثانية عن حنبل فهي ذاتها الرواية المروية عن عبدالله بن أحمد كما يدل عليها السياق الوارد بها عند الخطيب: (روى عمر بن محمد الصابوني، عن حنبل، قال: سألته (يعني أباه) عن حفص بن سليمان المقرئ، فقال: هو صالح).(1/183)
قارنها بقوله في الرواية الأولى: (عبد الله بن أحمد بن حنبل سألته (يعني أباه) عن حفص بن سليمان المقرئ، فقال: هو صالح). ستجد أنها تتفق تمامًا في السياق، فيحتمل أنهما سمعاها منه في مجلس واحد، أو أن أحد الرواة نسبها لحنبل وهي لعبدالله، وهذا الاحتمال الأخير لست على يقين منه.
ثم إن الرواية معلقة لم يروها الخطيب مسندة كحال بقية الروايات، وهذا أدعى للشك فيها.
أما الرواية الثالثة فالاحتمال قائم كذلك أن يكون المقصود بها المنقري تصحفت نسبته على الخطيب، فإن صح ظني زال التعارض الواقع بين روايات التعديل الثلاث وبين الروايتين الأخريين، اللتين ثبتتا عن عبدالله وحنبل، وهي قوله: (متروك الحديث).. وهي التي يصار إليها لأمور أربعة:
1 ـ أن هذا الجرح هو الذي يتفق مع ما قرره غيره من النقاد، فلا يستقيم تشهير روايات التعديل والتنويه بها على ما فيها من ظنون واحتمال أن تكون في غيره، وترك قوله: (متروك الحديث) الثابتة، وليس هناك احتمال أن تكون قيلت في غيره، لأن من يشتبه معه وهو حفص المنقري قد جزمنا بتوثيقه عند النقاد كافة.
2 ـ أنها من آخر ما استقر عليه الإمام في شأن هذا الرجل؛ لأنها مما كتب به ابنه عبدالله (290هـ) بعد وفاة أبيه (241هـ) بسنين طويلة إلى ابن أبي حاتم (327هـ). فينسخ قوله المتأخر كل أقواله المتقدمة.. على ما هو مقرر في علم التاريخ.
أما ما استظهره الأستاذ من أن ابن أبي حاتم وهم في ذلك فهذا ليس بصحيح، فقد ثبتت الرواية في (العلل) ([6]) وفيه تقرير أنه القارئ، وهو قوله: (سمعت أبي يقول: حفص بن سليمان ـ يعني أبا عمر القارىء ـ متروك الحديث). وهذا البيان من عبدالله بن أحمد وهو أعرف بمراد أبيه.
أما إلزامه ابن أبي حاتم بالوهم الذي وقع في نسبة قول شعبة إلى حفص القارئ بدلاً من المنقري، فلا لوم عليه لأن الذي وقع فيه والده لا هو، وقد تبع فيه أبو حاتم البخاري.(1/184)
3 ـ لوسلمنا بصحة التعديل الوارد عن أحمد بلفظ: (هو صالح) ، و(ما كان به بأس) فهي من أدنى مراتب التعديل، وليس فيها ما يدل على صحة حديثه وخلوه من النكارة، التي تركه من أجلها المحدثون.
وربما يكون قالها أحمد فيه قبل استبانة حاله، فلما استبان له حاله أطلق القول بتركه.
4 ـ مما يؤكد أنه عند أحمد في عداد المتروكين أنه لم يخرج له في (المسند) ولو حديثًا واحدًا .. مع أنه قد خرج لجماعة من الضعفاء.
----الحواشي -------
([1]) تاريخ بغداد (8/187).
([2]) تاريخ بغداد (8/187).
([3]) تاريخ بغداد (8/187).
([4]) العلل (1: 420/ برقم 917)، وهي كذلك عند ابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات برقم (291).
([5]) العلل (1: 127).
([6]) العلل (2: 380/ برقم 2698).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:55 PM
(4) عُبيد بن الصبَّاح الكوفي ثم البغدادي ، تلميذ حفص :
نقل الذهبي عن أحمد بن سهل الأشناني (ت307هـ)أنه قال :" قرأت على عبيد بن الصباح ، وكان من الورعين المتقين ، قال قرأت القرآن كله على حفص بن سليمان ، ليس بيني وبينه أحد". ويدل قول عبيد هذا على افتخاره بأخذه القراءة عن حفص مباشرة ، ولو كان حفص بالصورة التي تصورها كتب الجرح والتعديل من كونه متروك الحديث، كذاباً ، لما كان لقوله معنى ، لاسيما أن تلميذه أحمد بن سهل وصفه بأنه كان من الورعين المتقين .
قلت: تأملت هذا النقل فلم أر فيه ما يدل على تعديل حفص بن سليمان لا من قريب ولا من بعيد، سواءً كان ذلك فيما يخص القراءة أو ما هو أعم من ذلك؛ لأن مجرد أخذه للقراءة عن شيخه لا يعني تعديلاً له، فليس في هذه العبارة إلا بيان كيفية تلقي القرآن الكريم من حفص وأن ذلك بدون واسطة فالتعديل للتلميذ لا للشيخ والميزة لروايته وكيفية تلقيه لا لشيخه.
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:56 PM
(5) الفضل بن يحيى الأنباري ، تلميذ حفص :(1/185)
ذكر أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري أنه أخذ رواية أبي عمر حفص بن سليمان ، عن أبيه ، وقال أبوه :" أقرأني عمي أحمد بن بشار بن الحسن الأنباري ، عن الفضل بن يحيى الأنباري ، عن أبي عمر ، عن عاصم . قال أبي : قال لي عمي: كان الفضل قد أقام بمكة مجاوراً حتى أخذ القراءة عن أبي عمر".
ونقل ابن الجزري عن الفضل أنه قال :" قرأت على حفص وكتب لي القراءة من أول القرآن إلى آخره بخطه"، وفي قول الفضل هذا من الفخر والاعتزاز ما يدل على ثقته بشيخه أبي عمر حفص بن سليمان القارئ)).
قلت: الثقة موجودة عند كل القراء والمحدثين بحفص بن سليمان ولا نجادل في هذا، ولكن لا نأخذ من هذا النص كذلك التعديل والتوثيق الذي ينشده الأستاذ غانم.. ويؤخذ من القصة تواضع حفص القارئ ، وكتابته القراءة بكاملها لتلميذه.
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:58 PM
هذه الوقفة حول استنتاج أ. د. غانم الأول الذي يدور حول المطالبة بترجيح أقوال المعدلين على المجرحين.. بعد أن بين خطأ من ضعفه وفق ما ظهر له.
((رابعاً : مناقشة واستنتاج :إن ما تقدم من بيان لأقاويل المُجَرِّحِينَ لحفص بن سليمان الأسدي ، وأقوال المُعَدِّلِينَ له، يقتضي إعادة النظر في الموضوع كله ، في ضوء الحقائق التي تكشفت من خلال البحث ، وعلى النحو الآتي :
(1) إن تضعيف حفص بن سليمان القارئ في الحديث يحتاج إلى مراجعة ، بل قد يحتاج إلى تعديل وتصحيح ، وذلك بتغليب أقوال المعدِّلين له، لأن التعديل يُقبل من غير ذكر سببه ، على الصحيح المشهور ، ولا يُقبل الجرح إلا مُبَيَّن السبب.
وقد اتضح أن سبب تضعيف حفص بن سليمان القارئ الرئيس هو قول شعبة بن الحجاج ، وقد بان أن شعبة كان يعني حفص بن سليمان المنقري البصري ، ويؤكد ذلك أن ابن سعد نقل عن شعبة أن حفصاً المنقري كانت لديه كتب استفاد منها أخو زوجته أشعث بن عبد الملك في معرفة مسائل الحسن ، لأن حفصاً هذا كان أعلمهم بقول الحسن)) اهـ.(1/186)
هذا السبب الذي بنى عليه الأستاذ هذا لاستنتاج قد تمت مناقشته باستفاضة فيما تقدم.. ولكن الذي أود التعقيب عليه في هذه الوقفة هي القاعدة التي اعتمدها في ترجيح تعديل حفص على جرحه وهي قوله:(التعديل يُقبل من غير ذكر سببه ، على الصحيح المشهور ، ولا يُقبل الجرح إلا مُبَيَّن السبب).
وهذا هو الصحيح المقرر عندهم، ولكن ذلك في حال حفص لا يستقيم لأنا لم نجد تعديلاً صريحًا يفزع إليه في حاله ويمكن أن يرجح على قول أئمة النقد الذين جرحوه، وما ذكر الأستاذ معترض عليه، كما أنه صدر بعضه ممن ليس من النقاد الذين يقبل قولهم في جرح الرجال وتعديلهم إما بسبب ضعف البعض أو عدم الأهلية أو التوسع والتكلف في فهم عبارات الثناء .. على ما بيناه في مواضعه.
ثم إن الأستاذ بكلامه هذا كأنه يقرر أن جرح حفص غير مفسر وهو في الواقع مفسر في كلام غير واحد ممن جرحه.
فكل من قال فيه (ضعيف الحديث) أو (منكر الحديث) أو (متروك الحديث).. دل قوله على أن سبب ضعفه وتركه النكارة الواردة في مروياته بل صرح بعضهم بذلك فقال: (أحاديثه كلها مناكير).
وأصرحهم في ذلك زكريا الساجي إذ فصل بقوله: (يحدث عن سماك، وعلقمة بن مرثد، وكذلك عن قيس بن مسلم، وعاصم بن بهدلة أحاديث بواطيل).
وابن حبان في قوله: (كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل).
وابن عدي في قوله: (عامة حديثه عن من روى عنهم غير صحيحة).
وفي قوله: (روى عن علقمة أحاديث مناكير لا يرويها غيره).
وهؤلاء جميعًا من أهل السبر والتتبع.
فهذا جميعه من الجرح المفسر الذي تعلقه بضبط الرواية لا بالعدالة كما قد يفهم.. ورددناه في موضع من هذا الوقفات.
وسنؤكد ذلك أو ننفيه بتتبع مروياته جميعها وبيان ما فيها من نكارة أو بطلان .. (هذا إن كان في العمر بقية) ولا حول ولا قوة إلا بالله.(1/187)
ولو سلمنا أن هذا الجرح غير مفسر، فلا نسلم بأن ما ذكر فيه من تعديل هو توثيق صريح على ما بينا في مناقشاتنا السابقة، فنجري على حفص قاعدة (أن من خلا من المجروحين من تعديل قبل الجرح فيه مجملاً غير مبين السبب إذا صدر من عارف) وهو هنا صدر من أئمة الناس في هذا الباب.
والراجح في مسألة تعارض الجرح والتعديل تقديم الجرح، قال الخطيب([1]): ((اتفق أهل العلم على أن من جرحه الواحد والاثنان وعد له مثل عدد من جرحه، فإن الجرح به أولى؛ والعلة في ذلك ان الجارح يخبر عن أمر باطن، قد علمه ويصدق المعدل ويقول له: قد علمت من حاله الظاهرة ما علمتها، وتفردت بعلم لم تعلمه من اختبار امره، وإخبار المعدل عن العدالة الظاهرة لا ينفى صدق قول الجارح فيما أخبر به فوجب لذلك أن يكون الجرح أولى من التعديل)). اهـ.
قال السخاوي في (فتح المغيث) ([2]): قال ابن عساكر: ((أجمع أهل العلم على تقديم قول من جرح راويًا على قول من عدله)). اهـ.
قلت: ولهم في ذلك تفصيلات ليس هذا مجال ذكرها.
----الحواشي-----
([1]) الكفاية (ص105ـ106).
([2]) فتح المغيث (1/308 ـ 309).
---
يحيى الشهري
12-03-2005, 11:59 PM
((ولا يخفى أن تضعيف يحيى بن معين لحفص القارئ كان مبنيًا على فهم غير دقيق لقول أيوب بن المتوكل ، على نحو ما بيَّنت من قبل . وبناء على ذلك ينبغي أن يعتمد قول الإمام أحمد بن حنبل في توثيق حفص القارئ ، ويحمل ما ورد من تضعيف على حفص آخر ، لأن وجود عدد من الأشخاص يحملون اسم حفص بن سليمان قد أوقع بعض العلماء في الخلط بينهم ، على نحو ما سنوضح بعد قليل )) اهـ.(1/188)
أثبتنا فيما سبق بما لا يدع مجالاً للشك أن قول ابن معين مبني على حقائق وليس على قراءة غير دقيقة.. فلا نعيد مناقشته هنا، لكن لي تعقيب على اعتماد قول أحمد ووصفه بأنه (توثيق) وما قاله أحمد في حفص لا يصل إلى درجة التوثيق هذا لو سلمنا به وقبلناه، مع أنا قد تحفظنا عليه فيما مضى، ورجحنا ما يتفق مع أقوال غيره من النقاد ليستقيم الحال ولا يكون هناك نوع تناقض في أقوال الإمام أحمد.
---
يحيى الشهري
12-04-2005, 12:02 AM
هذه الوقفة حول اعتماد النقاد بعضهم على بعض في نقد الرواة .. ومدى تصرفهم في عبارات بعضهم البعض.
((أما أقوال علماء الجرح والتعديل الذين جاءوا بعد الجيل الأول من طبقة شعبة ويحيى بن معين والإمام أحمد والبخاري ، فإنهم كانوا ينقلون ما قاله هؤلاء الأعلام ، على ما فيه من أوهام وخلط ، وقد يتصرفون في العبارة بما يزيد من شدة النقد والتجريح لحفص بن سليمان القارئ ، وغَطَّتْ أقاويل التجريح أقوال التوثيق حتى نُسِيَتْ تقريباً ، على نحو ما لاحظنا في النص الذي نقلناه عن ابن الجوزي من قبل)).
لا أسلم ببعض ما ذكر الأستاذ في هذه القطعة من كلامه:
فتقسيمه النقاد إلى أجيال وطبقات كلام صحيح، ولكن فيه خلط بين طبقاتهم.. فسأرتب كل من تعرض لحفص بن سليمان على طبقاتهم لنتبين علاقة كل طبقة بسابقتها وأثرها عليها، مع توثيق كل ناقد من كتاب الذهبي (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل) بتحقيق الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (رحمه الله تعالى).
الطبقة الأولى ـ شعبة بن الحجاج (160هـ) ([1]) وهو الذي مهد هذا العلم لأهل العراق.
الطبقة الثانية ـ أبو بكر بن عياش (193هـ) ([2])، وكيع (197هـ) ([3])، ويحيى القطان (198هـ) ([4]).
الطبقة الثالثة ـ على رأس هذه الطبقة عبدالرحمن بن مهدي (198هـ)، ولا يوجد فيها أحد ممن تكلم في حفص.(1/189)
الطبقة الرابعة ـ ابن معين (233هـ) ([5])، وابن المديني (234هـ) ([6])، و أبو الربيع الزهراني (234هـ) ([7])، وأحمد (241هـ) ([8]).
الطبقة الخامسة ـ البخاري (256هـ) ([9])، وأبو إسحاق الجوزجاني ([10])، ومسلم (261هـ) ([11])، وأبو زرعة (264هـ) ([12]) ، وأبو حاتم (277هـ) ([13]) الرازيان.
الطبقة السادسة ـ الترمذي (279هـ) ([14])، وعبدالرحمن بن يوسف بن خراش (283هـ) ([15])، وعلي بن الجنيد (291هـ) ([16])، وأبو بكر البزار (292هـ) ([17])، صالح جزرة (293) ([18])، والنسائي (303هـ) ([19]).
الطبقة السابعة ـ زكريا الساجي (307هـ) ([20]).
الطبقة الثامنة ـ أبو جعفر العقيلي([21]).
الطبقة التاسعة ـ أبو حاتم ابن حبان (354هـ) ([22])، وأبو أحمد بن عدي الجرجاني (365هـ) ([23])، وأبو أحمد الحاكم (378هـ)([24]).
الطبقة العاشرة ـ أبو عمر الدارقطني (385هـ) ([25]).
الطبقة الحادية والثانية عشرة ـ لا يوجد فيهما أحمد.
الطبقة الثالثة عشرة ـ أبو علي ابن حزم (456هـ) ([26])، وأبو بكر البيهقي (458هـ).
وبهذه الطبقة ختم المتكلمون في حفص القارئ ولم يبق إلا من له اختيار من أقوال النقاد وهما الذهبي (748هـ)، وابن حجر (852هـ) وغيرهما.
وجميع الطبقات متصلة السماع والأخذ كل أهل طبقة عمن فوقهم وبهذا اتصلت سلاسل هذا العلم ونقل المتأخر عن المتقدم.. ولا شك أن الطبقات الست الأول عليه مدار الجرح والتعديل ومعرفة أحوال الرواة، ونخص منها بالذكر الطبقتين الرابعة والخامسة، وأهلها أكثر من تكلم في الرواة وجرح وعدل ولحفص نصيب كبير من كلامهم فيه.
أما دعوى أنهم ينقلون ما قاله أئمة النقد على ما فيه من أوهام وخلط، هذا غير صحيح، لأن الوهم المذكور لا أثر له كما قدمنا، وجر هذا الخطأ الذي وقع فيه بعضهم على جميع ما نقلوه مجانب للصواب.(1/190)
أما تصرفهم في العبارات فكل ناقد له أسلوبه الخاص كما قدمنا، فمن كان منهم متشددًا متعنتًا أعدنا قوله للمتوسط المعتدل.. وحفص تكلم فيه جميع طوائف النقاد متشددين ومعتدلين ومتساهلين.
فعلى رأس المتشددين ابن معين وأبو حاتم وابن خراش.
وعلى رأس المعتدلين ابن المديني وأحمد وأبو زرعة.
وعلى رأس المتساهلين الترمذي والدارقطني.
والخلاصة أن هؤلاء النقاد جميعًا لكل منهم منهجه الخاص وطريقته في البحث عن أحوال الرواة وتمحيص أخبارهم بما فيهم متأخريهم كالعقيلي وابن حبان وابن عدي فمنهجهم قائم على سبر أحوال الرواة بالنظر في كلام النقاد المتقدمين، ثم البحث في أحاديث الرواة عما يؤيد كلامهم فصنيعهم من باب تفسير جرح المتقدمين بجمع مناكير وأباطيل الرواة، لذا لا غنى عن أقوالهم في الجرح والتعديل.
وابن حبان متشدد سليط اللسان، وابن عدي والعقيلي من المتوسطين فتصويرهم على أنهما مجرد مقلدين لا يستقيم مع رحلاتهم الواسعة في تتبع الرواة وجمع مناكيرهم وأباطيلهم،
وتصنيف ذلك في كتبهم (الضعفاء)، (المجروحين)، و(الكامل).. وهذه الكتب الثلاثة هي ينبوع معرفة الضعفاء، فوقوعهم في بعض الأوهام لا يسقط جهدهم الكبير، فمن ذا الذي لا يهم ولا يخطئ؟!. وقديمًا قال ابن معين: ((لست أعجب ممن يحدث فيخطىء، إنما العجب ممن يحدث فيصيب)) ([27]).
--- الحواشي----
([1]) ذكر من يعتمد قوله برقم (5).
([2]) ذكر من يعتمد قوله برقم (75).
([3]) ذكر من يعتمد قوله برقم (49).
([4]) ذكر من يعتمد قوله برقم (87).
([5]) ذكر من يعتمد قوله برقم (167).
([6]) ذكر من يعتمد قوله برقم (172).
([7]) ذكر من يعتمد قوله برقم (204).
([8]) ذكر من يعتمد قوله برقم (168).
([9]) ذكر من يعتمد قوله برقم (270).
([10]) ذكر من يعتمد قوله برقم (282).
([11]) ذكر من يعتمد قوله برقم (289).
([12]) ذكر من يعتمد قوله برقم (279).
([13]) ذكر من يعتمد قوله برقم (280).(1/191)
([14]) ذكر من يعتمد قوله برقم (362).
([15]) ذكر من يعتمد قوله برقم (364).
([16]) ذكر من يعتمد قوله برقم (381).
([17]) ذكر من يعتمد قوله برقم (376).
([18]) ذكر من يعتمد قوله برقم (369).
([19]) ذكر من يعتمد قوله برقم (363).
([20]) ذكر من يعتمد قوله برقم (419).
([21]) ذكر من يعتمد قوله برقم (450).
([22]) ذكر من يعتمد قوله برقم (487).
([23]) ذكر من يعتمد قوله برقم (490).
([24]) ذكر من يعتمد قوله برقم (500).
([25]) ذكر من يعتمد قوله برقم (501).
([26]) ذكر من يعتمد قوله برقم (565).
([27]) تاريخ الدوري (3: 13/ برقم 52).
---
يحيى الشهري
12-04-2005, 12:11 AM
(2) )) ذكرت كتب التراجم عدة أشخاص من رواة الحديث باسم حفص بن سليمان ، عاشوا في القرن الثاني ، ذكر البخاري منهم في كتابه التاريخ الكبير أربعة، هم :
أ . حفص بن سليمان البصري المنقري ، عن الحسن .
ب . حفص بن سليمان الأزدي ، روى عنه خليد بن حسان .
ج . حفص بن سليمان ، سمع معاوية بن قرة عن حذيفة ، مرسل ...
د . حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر القارئ ...
الفصل بين الرواة المتشابهين من دقائق علم الرجال، وكم زلت أقدام الكبار في الخلط بين المتفقين والمفترقين من كبار النقاد خاصة المصنفين منهم: كالبخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان، والعقلي، وابن عدي، والدارقطني، وابن الجوزي، وغيرهم.. ولذا كان التمييز بين الرواة من الجوانب التي أوليت عناية تامة عند المصنفين في علم الرجال.
وقد صنفت كتابًا سميته (المتسق في المتفق والمفترق) أنهيتُ الجانب النظري منه، وسينشر قريبًا في مجلة الجامعة الإسلامية بعنوان (المتفق والمفترق) دراسة نظرية وتطبيقية.. سبرت وتتبعت فيها أوجه الاشتباه بين الرواة فيما يتفق ، فأوصلتها إلى (24) وجهًا وضربت على كل وجه مثالاً من صنيع الأئمة المؤرخين الثلاثة: البخاري، وابن أبي حاتم وابن حبان.(1/192)
ولقد شرع الخطيب بابًا في التمييز بين الأسماء المشتبهه في مصنفات لم يسبق إليها وهي (المتفق والمفترق)، و(تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم)، و(تاليه)، و(المؤتنف في تكملة المؤتلف والمختلف)، و(غنية الملتمس إيضاح الملتبس)، و(موضَّح أوهام الجمع والتفريق)، (المكمل في بيان المهمل)، (رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب) فرحمه الله رحمةً واسعة.
وكذلك أولاها المتأخرون عنايتهم فمن أشهر من اهتم بهذا اللون من التراجم المزِّي (رحمه اللَّه) في كتابه (تهذيب الكمال) حيث تتبع رواة التمييز وأفردهم بتراجم عقب التراجم الأصلية، ثم تبعه على هذا النهج الذهبي، ومُغلطاي، وابن حجر، وغيرهم.
ولم يمش المزِّي (رحمه الله) على ضابطٍ معين في ذكر هؤلاء الرواة فقد كان يتوسع في ذكر هذا النوع من الرواة، ولا يُفصِح عن وجه الاشتباه؛ معتمدًا على ظهوره لأنه ما كان يذكر غالبًا إلا من يدخل في (المُتفق) لكنه توسع بذكر رواة ليسوا في طبقة الراوي المُميَّز مما جعل هذا مثار تعقب وانتقاد.. كما أنه أهمل رواةً من طبقة المُترجم كان يلزمه ذكرهم فاستدرك عليه مُغلطاي في (الإكمال)([1]) فمما قال: ((ولو تتبعنا هذا حقَّ التتبُّع لكان جديرًا بأن يكون تصنيفًا على حدته، ولكنا نذكر منه ما تيسر، وللَّه المنة والحمد))([2]). اهـ.
وقال في (الإكمال)([3]) كذلك: ((وفي قول المزِّي([4]): ولهم شيخٌ آخر يقال له: أيوب بن بشير الأنصاري. يروي عن: فضيل بن طلحة حكاه ابن ماكولا عن البخاري ذكرناه للتمييز بينهما نظر؛ من حيث إن العادة لا تميز بين الشخصين إلا بعد تساوي الطبقة، ولا مساواة هنا؛ لأن الأول تابعي كبير، وهذا ليس قريبًا منه، ولا من طبقته، بل ولا شيخه)).(1/193)
قلت: لكن هل مشى مُغلطاي وابن حجر على وفق ما انتقدا المزي عليه، هناك ما يؤكد على أنهما اضطربا في هذا الجانب (كذلك) فهما ربما ذكرا من ليس في طبقة المترجم استطرادًا، وحسب النشاط.
فهذا مُغلطاي يقول في (الإكمال)([5]): ((وفي ذكر المزي: ـ (أيوب بن خالد الجهني. الراوي عن الأوزاعي للتمييز بين المتقدم الراوي عن الصحابة، وبين هذا) نظر ؛ لأنه ليس في طبقته ولا يُقاربها، وإن كان يذكر من كان خارجًا عن طبقة الشخص إما أعلى أو أنزل، فنحن (أيضًا) نذكر مثله ولا عيب علينا في ذلك مع عِرفانِنا بأنه لا يصلُح)). اهـ.
ومن تعقبات الحافظ ابن حجر في كتابه (تهذيب التهذيب)([6]) على عين الترجمة الآنفة التي ذكر المزي في كتابه (تهذيبه): ((قلت: ولا حاجة لذكره؛ لأنهما لا يشتبهان بوجه: لا من طبقة واحدة، ولا من بلدة، وهذا ضعيف وذاك ثقة (والله أعلم)، ولو كان المزِّي يلتزم أن يذكر كل مشتبه في الاسم والأب خاصةً، للزمه أن يذكر في من اسمه أيوب بن سليمان جماعة نحو العشرة ولم يذكر أحدًا، منهم والله الموفق)). اهـ.
فظهر بهذين التعقيبين أن المنهج الأسد الاكتفاء بمن يُسامي المُميَّز في الطبقة وترك ما عدا ذلك؛ لأن استيفاء مثل ذلك أمر فيه طول وفائدته قليلة ومحله كتب (المُتفق والمُفترق) ونحوها.. إلا في حالات نادرة يقع فيها الاشتباه من وجه غير الاتفاق كما في حال حفص المنقري والمقرئ.
وبعد هذه المقدمة المقتضبة التي فصلتها في كتابي (زوائد رجال صحيح ابن حبان) ([7]).. نشرع في فحص أحوال هؤلاء الرواة ونرى من منهم يشتبه بحفص بن سليمان القارئ.
فأولهم ـ حفص بن سليمان المنقري التميمي البصري. أبو الحسن.
يقال: مولى بني منقر([8]).
روى عن: الحسن البصري، وعطاء بن أبي ميمونة([9])، وأبي بردة بن أبي موسى([10])، وأبي العالية([11])، وحفصة بنت سيرين([12]).(1/194)
روى عنه: بسطام بن حريث، وحماد بن زيد([13])، وسعيد بن عامر([14])، والربيع بن عبد الله بن خطاف([15])، وروح بن عطاء بن أبي ميمونة([16])، وعبيدالله بن الوليد الوصافي([17])، ومعمربن راشد([18])، وهارون الأعور([19])، وهشام بن حسان البصري([20]).
قال ابن سعد: كان أعلمهم بقول الحسن([21]).
وقال ابن معين: ثقة([22]). وقال أحمد: صالح([23]).
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: لا بأس به هو من قدماء أصحاب الحسن([24]).
وقال البخاري: ثقة قديم الموت([25]).
وقال ابن حبان في (الثقات) ([26]): ثبت.
وقال في (مشاهير علماء الأمصار) ([27]): من المتقنين.
ووثقه النسائي([28]). واختاره ابن حجر([29]).
قال يحيى مات حفص بن سليمان المنقري قبل الطاعون بقليل([30]) يعني سنة (130) كما نص عليه ابن حبان([31]).
هذا الراوي يشتبه بحفص بن سليمان القارئ من حيث الاتفاق في الاسم واسم الأب، ويشتبه معه في النسبة فـ(المقرئ) و(المنقري) مما يتشابه في الرسم وعلى هذا النوع بنى الحافظ الخطيب كتابه الشهير (تلخيص متشابه الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم) ([32]).
وهذا السبب الذي جعل البخاري وغيره يهمون في نسبة قول شعبة في المنقري إلى المقرئ.. والسبب الذي من أجله وقع الخطيب في نسبة أقوال أحمد في المنقري إلى المقرئ .. وبسببه وهم الهيثمي([33]) فضعف حفص المنقري.. وبسببه وقع البعض في الخلط بين وفاتيهما.
ولأجل هذا ذكره الذهبي في (الميزان) ([34])، وسبط ابن العجمي في (الكشف الحثيث) ([35]) تمييزًا للقارئ.
وقد سبقهما ابن حبان بالتنبيه على الفرق بينهما في (الثقات) ([36]).
ولو بقي الأمر عند حدود الاتفاق لكان الأمر يسيرًا لأن حفص المنقري قديم يعد في طبقة شيوخ المقرئ، ولكن التشابه في النسبه هو الذي سبب هذا الإشكال.
وثانيهم ـ حفص بن سليمان الأزدي.
حديثه مرسل. روى عنه: خليد بن حسان. ذكره ابن حبان في (الثقات) ([37]).(1/195)
وثالثهم ـ حفص بن سليمان. ويقال: سليمان بن حفص .
يعد في البصريين([38]). روى عن: معاوية بن قرة([39]). روى عنه: عيسى بن يونس([40]).
ورابعهم ـ هو حفص بن سليمان الأسدي([41]) أبو عمر([42]) البزاز([43]) الكوفي القارئ([44])، ويقال له الغاضري([45])، ويعرف بحفيص، وهو حفص بن أبي داود([46]) صاحب عاصم بن أبي النجود في القراءة، وابن امرأته وكان معه في دار واحدة([47]).
وقيل في نسبه: حفص بن سليمان بن المغيرة([48]).
روى عن: أبان بن أبي عياش([49])، إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، وأيوب السختياني([50])، وثابت البناني([51])، ثور بن عبدالله الهمداني([52])، وحماد بن أبي سليمان، وحميد الخصاف، وخالد بن سلمة([53])، وزيد بن أسلم([54])، وسالم الأفطس، وسماك بن حرب([55])، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله([56])، وعاصم بن أبي النجود([57]) (عس)، وعاصم الأحول، وعامر بن كليب([58])، وعبد الله بن يزيد النخعي([59])، وعبدالعزيز بن رفيع([60])، عبد الملك عمير([61])، وأبي حَصين عثمان بن عاصم([62])، وعلقمة بن مرثد([63])، وعمر بن ذر([64])، وعمرو بن مرة الكوفي الأعمى([65])، وغيلان (هو ابن جامع) ([66])، وقيس بن مسلم([67])، وكثير بن زاذان (ت([68]) ق)، وكثير بن شنظير(ق) ([69])، والكميت بن زيد الأسدي([70])، وليث بن أبي سليم([71])، ومحارب بن دثار([72])، ومحمد بن جحادة([73])، ومحمد بن سوقة([74])، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى([75])، ومنصور بن حيان([76])، وموسى بن أبي كثير يعرف بموسى الكبير([77])، وموسى الصغير([78])، والهيثم بن حبيب الصراف([79])، وهلال بن عقاب([80])، والهيثم بن عقاب([81])، ويزيد بن أبي زياد، ويزيد بن عبدالرحمن([82])، وأبي إسحاق السبيعي([83])، وأبي إسحاق الشيباني([84])، وأبي رجاء الشامي([85])، شيخ من أهل المدينة([86]).(1/196)
روى عنه: أحمد بن عبدة الضبي، وأحمد بن الفرج الجشمي المقرئ([87])، وآدم بن أبي إياس([88])، وأبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني([89])، إسماعيل بن عمرو البجلي([90])، وبكر بن بكار([91])، وجعفر بن حميد الكوفي([92])، وحامد بن آدم المروزي([93])، والحسن بن سعيد بن عثمان الخراز الكوفي([94])، والحسن بن محمد بن أعين([95])، وأبو عمر حفص بن عبد الله الحلواني الضرير([96])، وحفص بن غياث، وداود بن مهران([97])، وسعد بن محمد بن الحسن بن عطية([98]) (والد محمد بن سعد العوفي)، وسليمان بن داود أبو الربيع الزهراني([99])، وسليمان بن داود الشاذكوني([100])، وسليمان بن النعمان الشيباني([101])، وسهل بن حماد([102])، وصالح بن مالك الأزدي الخوارزمي([103])، وصالح بن محمد الترمذي([104])، وأبو شعيب صالح بن محمد القواس، (وهو ممن روى عنه القراءة)، والصباح بن سهل المدائني([105])، وعبد الله بن السري الأنطاكي([106])، وعبد الرحمن بن حماد الطلحي([107])، وعبدالرزاق (هو ابن همام الصنعاني) ([108])، وأبو الوليد عبدالسلام بن سهل البصري الدمشقي([109])، وعبدالصمد (هو ابن النعمان البزاز)([110])، وعبد الغفار بن الحكم([111])، وعبدالملك بن مسلمة([112])، وعبيدالله بن موسى([113])، وعبيد بن الصباح بن أبي سريج النهشلي الخزاز، وعثمان بن حصن القرشي([114])، وعثمان بن سعيد الزيات([115])، وعثمان بن عبدالرحمن([116])، وعثمان بن اليمان الحُّدَّاني([117])، وأبو منصور عصام بن الوضاح البصري، وعلي بن حجر المروزي (ت) ([118])، وعلي بن عياش الحمصي([119])، وأبي الحسن علي بن يزيد الصدائي الأكفاني([120]) (عس)، وعمرو بن حماد بن طلحة القناد([121])، وعمرو بن الصباح بن صبيح الكوفي المقرئ([122])، وعمرو بن عثمان الرقي([123])، وعمرو بن عون الواسطي([124])، وعمرو بن محمد الناقد، وعيسى بن شعيب([125])، والفضل بن يحيى الأنباري([126])، ومحمد بن بكار بن(1/197)
الريان([127])، ومحمد بن حرب الخولاني (ق) ([128])، ومحمد بن حماد([129])، ومحمد بن الحسن بن التل الأسدي([130])، ومحمد بن سليمان لوين([131])، ومحمد بن عبدالرحيم بن شروس([132])، ومسدد (هو ابن مسرهد) ([133])، ومروان بن موسى البغدادي([134])، ونصر بن منصورالثقفي([135])، والنضر بن طاهر([136])، والنضر بن عبدالله الأزدي([137])، وهانئ بن يحيى([138])، وأبو عمر هبيرة بن محمد التمار المقرئ، وهشام بن عمار الدمشقي (ق) ([139])، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي([140])، ويحيى بن يحيى النيسابوري([141])، ويزيد بن هارون([142])، ويسرة بن صفوان اللخمي الدمشقي([143])، أبو بكر بن أبي شيبة([144])، والعمري([145]).
هذا مجمل ما وقفت عليه من شيوخ وتلاميذ حفص بن سليمان القارئ.. وبهذا تبين أنه أوسع المتفقين معه شيوخًا وأكثرهم تلاميذ.
وبعد الانتهاء من تراجم هؤلاء الرواة يتبين أن بينهما من الاتفاق ما لا يؤدي إلى الخلط إلا في النادر لذا لم يذكر هذا الباب بمجمله الخطيب في كتابه (المتفق والمفترق).
وإنما السبب الرئيس في الاختلاط بين حفص المقرئ الكوفي، وحفص المنقري البصري هو التشابه في النسبة ليس إلا؛ لأن حفص المنقري في عداد طبقة شيوخ حفص القارئ فلا يمكن أن يختلط به في الرواية عند أهل المعرفة، وإنما الاختلاط نشأ من التصحيف.. وليس من الاتفاق في الشيوخ أو في التلاميذ.
وأما حفص بن سليمان الأزدي، وحفص بن سليمان الراوي عن معاوية بن قرة فهما في عداد المجاهيل عند أهل الفن .. ومعنى الجهالة أنهما غير معروفين لا عينًا ولا حالاً، وبالتالي لأثر لهما في الحديث الشريف لأنه قد لا يكون لكل واحدٍ منهم من الحديث ما يذكر من أجله ويعرف.
ومن أبرز آثار الاشتباه أنه قد يشابه في بعض إطلاقاته رواة آخرين إما ضعفاء أو ثقات، فيضغف حديث الراوي أو يصحح بناءً على درجة ذاك الشبيه.(1/198)
وهو ما تصوره الأستاذ غانم في حفص بن سليمان.. وقد وقع لي مثالاً آخر: قال صاحب (كشف الأستار عن رجال معاني الآثار) ([146]): أبو عمر البزار (آخره راء) هو دينار بن عمر الأسدي الكوفي صالح الحديث، رمي بالرفض.
والصواب أنه أبو عمر البزاز (آخره زاي) فيكون حفص بن سليمان هو الذي من رجال معاني الآثار لا هذا الراوي. وقد نبه على هذا المظاهر في (تراجم الأحبار) ([147]) واعتذر عن المصنف.
----الحواشي-----
([1]) الإكمال لمغلطاي (1: 42/ برقم 39).
([2]) هذا الفصل جميعه أخذه مُغْلَطاي من ((مقدمة ابن الصَّلاح))، وهو بدوره أخذه من ((التلقيح)) لابن الجَوْزِي، وهو عن ((المُتَّفق والمُفترق)) لأبي الفضل الهَرِويِّ.
([3]) الإكمال (2: 319/ برقم 636).
([4]) تهذيب الكمال (3: 455).
([5]) الإكمال (2: 330/ برقم 644).
([6]) تهذيب التهذيب (1/351).
([7]) زوائد رجال صحيح ابن حبان (1/126 ـ 129).
([8]) قال ابن سعد في الطبقات (7/256): ((مولى لبني منقر ويكنى أبا الحسن)).
([9]) الأوسط للطبراني (5: 290/ برقم 5343).
([10]) الأوسط للطبراني (5: 299/ برقم 5370).
([11]) تقدمة المعرفة (ص260).
([12]) سنن الدارقطني (1: 169/ برقم 32).
([13]) سنن الدارقطني (1: 166/ برقم 15).
([14]) شعب الإيمان (7/378).
([15]) العلل رواية عبدالله (3: 377/ برقم 5658).
([16]) الأوسط للطبراني (5: 290/ برقم 5343).
([17]) الدعاء للطبراني برقم (474).
([18]) الجامع (11: 83/ برقم 19985).
([19]) تفسير بن أبي حاتم (4/1310).
([20]) المصنف لابن أبي شيبة (4: 427/ برقم 21772).
([21]) الطبقات (7/256).(1/199)
([22]) تاريخ أسماء الثقات رقم (291). تنبيه (اقتضى الحال ذكره): وقع في تاريخ الدارمي برقم (55): قلت: فقطبة، وحفص؟ فقال: ثقتان. وترجم أستاذنا أحمد نورسيف لحفص على أنه المنقري لكن الصواب أنه حفص بن غياث، لأن السؤال عن أصحاب الأعمش وحفص بن غياث وهو من المقدمين فيه. انظر شرح العلل (2/534 ـ 535)، التهذيب (2/358).
([23]) تاريخ أسماء الثقات رقم (291)، العلل رواية عبدالله برقم (917).
([24]) الجرح (3/173).
([25]) التاريخ الأوسط (2/184).
([26]) الثقات (6/195).
([27]) المشاهير برقم (1213).
([28]) الميزان (1/559) ، التهذيب (2/346).
([29]) التقريب برقم (1406).
([30]) التاريخ الأوسط للبخاري (1/462).
([31]) انظر لترجمته التاريخ الكبير (2/363)، المجروحين (3: 173/ برقم 743)، الثقات (6/195)، المشاهير برقم (1213)، تهذيب الكمال (7/16)، تهذيب التهذيب (2/346).
([32]) حققته سكينة الشهابي وطبعته المتداولة في مجلدين كبيرين، نشرته طلاس للدراسات والترجمة بدمشق سنة (1985م).
([33]) مجمع الزوائد (2/148).
([34]) الميزان (1/559).
([35]) الكشف الحثيث برقم (251).
([36]) الثقات (6/195).
([37]) انظر لترجمته التاريخ الكبير (2/363)، الثقات (6/197).
([38]) الجرح (3: 174/ برقم 745).
([39]) المصنف لابن أبي شيبة (2: 21/ برقم 5990).
([40]) المصنف لابن أبي شيبة (2: 21/ برقم 5990).
([41]) نسبه تلميذه الحسن بن أعين الحراني. انظر سنن الدارقطني (3: 301/ برقم 206)، والسنن الكبير (2: 243/ برقم 3130).
([42]) كناه تلميذه محمد بن الحسن الأسدي. انظر الأوسط للطبراني (2: 163/ برقم 1583).
([43]) البزاز: نسبة لبيعه البز. ذكر هذا ياقوت في معجم الأدباء (3: 225/ برقم 367).
([44]) جمع له بين الاسم والكنية وهذه النسبة تلميذه يسرة بن صفوان. انظر فوائد تمام (1: 40/ برقم 78).(1/200)
([45]) نسبه تلميذه محمد بن بكار بن الريان. انظر الصغير للطبراني (1: 170/ برقم 267). والموضح للخطيب (2/18).
([46]) سماه بهذا أبو الربيع الزهراني. انظر السنن الكبير (7: 136/ برقم 13560).
وقال البخاري في التاريخ الكبير (2/363)، والأوسط (2/184) وللفظ منه: ((حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي كوفي، وهو حفص بن أبي داود، أراه هو القارئ)).
وقال ابن أبي حاتم في الجرح (3/173): ((حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر المقرئ، وهو البزاز، وهو ابن أبي داود)).
ورفع في نسبه ابن الجوزي في الضعفاء (1: 221/ برقم 993)، فقال: ((حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر الأسدي القارىء البزاز، وهو صاحب عاصم، ويقال له: الغاضري، وهو حفص بن أبي داود كوفي)). وفي تاريخ بغداد (8/186)، والمجروحين (1/ 255)، وكامل ابن عدي (2/ 380) نحوه.
([47]) نص عليه الخطيب في تاريخه (8/186).
([48]) ذكره الخطيب في تاريخه (8/186) ، وفي موضح أوهام الجمع والتفريق (2/18)، وتبعه من بعده.. ثم رأيت مصدره في ذلك الدارقطني في الضعفءوالمتروكين برقم (170) قال فيه: حفص بن سليمان بن المغيرة، هو القارئ، وهو حفص بن أبي داود، سليمان كنيته أبو داود، وقال في (الغرائب والأفراد) كما في أطرافه (3: 421/ برقم 3127) إذ قال: ((حفص بن أبي داود، وهو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر المقرئ، صاحب عاصم في القراء)).
([49]) المحلى (8:372) ويرى ابن حزم أنه أبان بن يزيد الرقاشي.
([50]) الكامل (2/382).
([51]) الكامل (2/382).
([52]) تاريخ دمشق (44/ 365).
([53]) تاريخ دمشق (46/12) إن ثبت. انظر معجم الصحابة لابن قانع (2/213).
([54]) الغرائب والأفراد للدارقطني (أطرافه) (3: 207/ برقم 2436).
([55]) الأوسط للطبراني (5: 220/ برقم 5138).
([56]) المستدرك (1: 680/ برقم 1848).
([57]) الأوسط للطبراني (1: 10/ برقم 19).
([58]) جامع البيان للطبري (6/127).
([59]) الثقات (7/11).(1/201)
([60]) الأوسط للطبراني (4: 64/ برقم 3618).
([61]) الكبير للطبراني (10: 176/ برقم 10371).
([62]) فوائد تمام (1: 40/ برقم 78).
([63]) مسند الشهاب (1: 306/ برقم 511).
([64]) الإصابة (8/302).
([65]) المعجم الكبير للطبراني (10: 144/ برقم 10260).
([66]) طرق من كذب علي متعمدًا للطبراني برقم (63).
([67]) الأوسط للطبراني (4: 64/ برقم 3617).
([68]) الجامع للترمذي (5: 171/ برقم 2905).
([69]) السنن لابن ماجه (1: 81/ برقم 224).
([70]) سنن الدارقطني (3: 301/ برقم 206).
([71]) الأوسط للطبراني (3: 351/ برقم 3376).
([72]) الأوسط للطبراني (1: 195/ برقم 621).
([73]) المطالب العالية (4: 255/ برقم 543).
([74]) جامع البيان للطبري (2: 633).
([75]) المعجم الكبير للطبراني (11: 148/ برقم 11320).
([76]) الأوسط للطبراني (3: 222/ برقم 2979).
([77]) الكامل (2/382).
([78]) تهذيب الكمال (29/152).
([79]) الكامل (2/281).
([80]) الثقات (7/576). وهو التالي اختلفوا في اسمه.
([81]) الأوسط للطبراني (5: 28/ برقم 4582).
([82]) الكبير للطبراني (8: 261/ برقم 8014).
([83]) تاريخ بغداد (13/153).
([84]) معجم الصيداوي (ص228).
([85]) تاريخ دمشق (22/416)، (57/81).
([86]) المطالب العالية (9: 394/ برقم 2006).
([87]) الإكمال لابن ماكولا (3/10).
([88]) تاريخ دمشق (6/39).
([89]) الأوسط للطبراني (5: 220/ برقم 5138).
([90]) الواهيات لابن الجوزي (1: 68/ برقم 64).
([91]) الكامل (2/382).
([92]) تهذيب الكمال (5/20).
([93]) الأوسط للطبراني (8: 37/ برقم 7888).
([94]) تاريخ دمشق (44/365).
([95]) سنن الدارقطني (3: 201/ برقم 206).
([96]) الكامل (2/382).
([97]) تاريخ دمشق (22/416).
([98]) تاريخ دمشق (23/282).
([99]) المحلى (9/201).
([100]) علل الدارقطني (3/202).
([101]) الأوسط للطبراني (1: 195/ برقم 621).(1/202)
([102]) الكبير للطبراني (10: 15/ برقم 9792).
([103]) الدعاء للطبراني برقم (1122).
([104]) الغرائب والأفراد للدارقطني (أطرافه) (4: 339/ برقم 4421).
([105]) تاريخ دمشق (46/12) إن ثبت. انظر معجم الصحابة لابن قانع (2/213)
([106]) تهذيب الكمال (15/14).
([107]) المستدرك (1: 680/ برقم 1848).
([108]) السنن الكبير للبيهقي (5: 246/ برقم 10054).
([109]) تاريخ جرجان (1/316).
([110]) تاريخ دمشق (30/177).
([111]) معجم الشيوخ الصيداوي (ص228).
([112]) فتوح مصر (ص122).
([113]) أمالي المحاملي برقم (225).
([114]) تاريخ دمشق (38/324).
([115]) سنن الدارقطني (1/107).
([116]) تاريخ دمشق (11/92).
([117]) تهذيب الكمال (19/510).
([118]) الجامع للترمذي (5: 171/ برقم 2905).
([119]) الأوسط للطبراني (1: 7/ برقم 9).
([120]) الأوسط للطبراني (5: 28/ برقم 4582).
([121]) الكبير للطبراني (10: 176/ برقم 10371).
([122]) تاريخ بغداد (7/430).
([123]) تهذيب الكمال (22/147).
([124]) الأوسط للطبراني (4: 64/ برقم 3617).
([125]) الكبير للطبراني (8: 261/ برقم 8015).
([126]) تاريخ بغداد (12/ 362).
([127]) الأوسط للطبراني (3: 222/ برقم 2979).
([128]) السنن لابن ماجه (1: 78/ برقم 216).
([129]) الغرائب والأفراد للدارقطني (أطرافه) (4: 86/ برقم 3675).
([130]) الأوسط للطبراني (2: 163/ برقم 1583).
([131]) اصلاح المال لابن أبي الدنيا (ص86/ برقم 281).
([132]) المحلى (8: 372).
([133]) المطالب العالية (4: 255/ برقم 543).
([134]) تاريخ بغداد (13/153).
([135]) تاريخ بغداد (13/286).
([136]) تاريخ دمشق (7/431).
([137]) تهذيب الكمال (29/389).
([138]) الضعفاء للعقيلي (2/8).
([139]) السنن لابن ماجه (1: 81/ برقم 224).
([140]) جامع البيان للطبري (2/633).
([141]) شرح معاني الآثار (1/ 145).(1/203)
([142]) الغرائب والأفراد للدارقطني (أطرافه) (3: 359/ برقم (2905).
([143]) تهذيب الكمال (32/300).
([144]) المصنف (4: 329/ برقم 20707).
([145]) مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا برقم (66).
([146]) كشف الأستار (138/ب ـ 139/أ).
([147]) تراجم الأحبار (4/500).
---
يحيى الشهري
12-04-2005, 12:14 AM
إذا كثرت مسميات الراوي عند المحدثين: مرة بالاسم، وأخرى بالكنية، ومرة باللقب، وأخرى بالنسبة، ونحو ذلك دل على ضعفه وأنهم يدلسونه.. وقد ذكر هذا الضرب من الناس الخطيب البغدادي في كتابه القيم (موضح أوهام الجمع والتفريق) ([1]).. وقد ترجم فيه لحفص بن سليمان المقرئ.. فقال:
1 ـ ذكر حفص بن سليمان البزاز أبي عمر القارئ.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، حدثنا علي بن إسحاق المادرائي، حدثنا الحسن بن المثنى بن معاذ العنبري، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا أبو عمر حفص بن سليمان البزاز حدثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه... الحديث.
2 ـ وهو حفص بن أبي داود الذي روى عنه أبو الربيع الزهراني.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حفص بن أبي داود، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما... الحديث.
قال أبو الحسن غريب من حديث ليث عن مجاهد تفرد به حفص بن أبي داود عنه وهو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر المقرئ صاحب عاصم بن أبي النجود في القراءة.
3 ـ وهو حفص الغاضري الذي روى عنه علي بن يزيد الصدائي.(1/204)
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا الحسين بن محمد بن حاتم العجل، حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، حدثني أبي، حدثنا حفص الغاضري، عن موسى الصغير، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن أبي هريرة رضي الله عنه... الحديث. اهـ.
4 ـ قلت: وهو حفص بن سليمان الأسدي الذي روى عنه الحسن بن محمد بن أعين.
قال الدارقطني([2]): نا عبيدالله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، نا الوليد بن حماد بن جابر الرملي، نا حسين بن أبي السري، نا الحسن بن محمد بن أعين، نا حفص بن سليمان الأسدي، عن الكميت بن زيد، حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش، عن زينب بنت جحش... الحديث.
5 ـ وهو حفص بن سليمان الكوفي الذي روى عنه محمد بن عبدالرحيم بن شروس.
رواه ابن حزم([3]): من طريق الحذافي محمد بن يوسف، قال أخبرني: محمد بن عبد الرحيم بن شروس، أخبرني حفص بن سليمان الكوفي، أخبرني أبان، عن أنس ... الحديث.
6 ـ وهو أبو عمر البزاز الذي روى عنه آدم بن أبي إياس.
قال البيهقي([4]) : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى، نا أبو العباس هو الأصم، نا أحمد بن الفضل الصائغ، نا آدم، نا أبو عمر البزاز، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب ... الحديث.
7 ـ وهو أبو عمر المقرئ عن سماك بن حرب.
قال أحمد: حدثني أبو إبراهيم الترجماني (هو إسماعيل بن إبراهيم)، ثنا أبو عمر المقرئ، عن سماك، عن جابر بن سمرة: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة.
ترجم له الحسيني في (الإكمال) ([5])، وقال: مجهول.. وتعقبه في هذا ابن حجر في (تعجيل المنفعة) ([6]).
----الحواشي-----
([1]) الموضح (2/17 ـ 19).
([2]) السنن (3: 301/ برقم 206).
([3]) المحلى (8/372).
([4]) شعب الإيمان (5: 287/ برقم 6682).
([5]) الإكمال برقم (1139).
([6]) تعجيل المنفعة (2/514).
---(1/205)
يحيى الشهري
12-04-2005, 12:17 AM
وقد وقع خلط بين هؤلاء الرواة للحديث، لا سيما بين حفص المنقري البصري ، وحفص الأسدي الكوفي ،على نحو ما ذكرنا من نسبة قول شعبة في حفص البصري ، وحمله على حفص الكوفي . ووقع مثل هذا الخلط بينهما في تاريخ وفاتهما ، على نحو ما فعل ابن النديم حين ذكر حفص بن سليمان القارئ ، وقال :" مات حفص قبل الطاعون ، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة ". وقد نبَّه ابن الجزري إلى ذلك فقال في وفاة حفص القارئ:" تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومئة على الصحيح ، وقيل بين الثمانين والتسعين ، فأما ما ذكره أبو طاهر بن أبي هاشم [ عبد الواحد بن عمر ت 349هـ ] وغيره من أنه توفي قبل الطاعون بقليل ، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين و مئة ، فذاك حفص المنقري بصري ، من أقران أيوب السختياني ، قديم الوفاة ، فكأنه تصحف عليهم ، والله أعلم ".
قلت: مانبه عليه الأستاذ هنا حول وفاته هو الصحيح([1]).. بقي أن نبين أنه ولد في حياة الصحابة، فقد أرخ خلف بن هشام مولده في سنة تسعين، وذلك في آخر عصر الصحابة([2]).
فيكون له من العمر تسعين عامًا (رحمه الله تعالى) ([3]).. ولكن لم يبلغنا أنه لقي أحدًا من الصحابة، لأنه يصغر عن ذلك.
---الحواشي-----
([1]) قال ابن العماد في الشذرات (1/293): وفيها (يعني في سنة ثمانين ومئة) حفص بن سليمان الغاضري الكوفي قاضي الكوفة.... ولعله تصحف عن (قاري الكوفة).
([2]) معرفة القراء الكبار (1/287).
([3]) تهذيب الكمال (7/15)، معرفة القراء الكبار (1/289).
---
يحيى الشهري
12-04-2005, 12:20 AM
وقد يعثر المتتبع على أمثلة أخرى من الخلط بين هؤلاء ، فقد نقل الهيثمي حديثاً قال عنه :" رواه الطبراني في الكبير ، وفيه حفص بن سليمان المنقري ، وهو متروك ، واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه ، والصحيح أنه ضعفه ، والله أعلم ، وذكره ابن حبان في الثقات ".(1/206)
ويثير هذا النص أكثر من إشكال ، منها أن الطبراني ذكر في الإسناد " حدثنا حفص بن سليمان ، عن قيس بن مسلم"، والذي يروي عن قيس بن مسلم هو حفص بن سليمان القارئ ، وقد تكون كلمة ( المقرئ ) تصحفت إلى (المنقري)، لكن الإشارة إلى أن ابن حبان ذكره في الثقات يؤكد أن المقصود هو ( المنقري)، ويكاد الهيثمي ينفرد بالنص على تضعيف حفص المنقري .
الحديث الذي ذكره الأستاذ رواه الطبراني في (الكبير) ([1]): من طريق سهل أبي عتاب، ثنا حفص بن سليمان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن عمر قال عاد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلا من أصحابه مريضا... الحديث.
قال الهيثمي([2]): ((رواه الطبراني في الكبير ، وفيه حفص بن سليمان المنقري ، وهو متروك ، واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه ، والصحيح أنه ضعفه ، والله أعلم ، وذكره ابن حبان في الثقات)). اهـ.
وقوله: ((وقد تكون كلمة ) المقرئ) تصحفت إلى (المنقري).)).
ليس كذلك لأن رواية الطبراني (حفص بن سليمان) ولم تذكر فيها النسبة ولو ذكرها لكان الاحتمال كما قال، ولكن هذا في نظري يعود لوهم الهيثمي برجوعه إلى (الثقات) ونقله ترجمة المنقري دون تمحيص في الشيخ والتلميذ.
وليس هذا الوهم الوحيد للهيثمي في هذا الباب، فقد ذكر في (المجمع) ([3]) حديث ابن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "تفتح أبواب السماء لخمس: لقراءة القرآن، وللقاء الزحفين، ولنزول القطر، ولدعوة المظلوم، وللأذان" .
وقال: ((رواه الطبراني في (الأوسط) ([4]) و(الصغير) ([5]) وفيه حفص بن سليمان الأسدي ضعفه البخاري ومسلم وابن معين والنسائي وابن المديني، ووثقه أحمد وابن حبان إلا أنه قال الأزدي مكان الأسدي)). اهـ.
ووهمه في خلطه بين حفص بن سليمان الأزدي، وحفص بن سليمان الأسدي. فالحديث إنما هو حديث الكوفي المقرئ لا الأزدي ذاك المجهول.(1/207)
أما كون الهيثمي انفرد بتضعيف حفص بن سليمان المنقري أو كاد.. فلا نقبل قوله لأنه مبني على الوهم، أولاً وثانيًا وهل ليس من أهل النقد إنما هو مقلد، ويختارمن أقوال النقاد.. وليته إذ اختار أصاب .
---الحواشي---
([1]) المعجم الكبير (12: 269/ برقم 13082).
([2]) مجمع الزوائد (2/148).
([3]) مجمع الزائد (1/328).
([4]) المعجم الأوسط (4: 64/ برقم 3621).
([5]) المعجم الصغير (1: 286/ برقم 471).
---
يحيى الشهري
12-04-2005, 12:22 AM
ولعل في ما قاله ابن حبان عن حفص بن سليمان المقرئ ما يشير إلى ذلك الخلط أيضاً ، ونصه :" كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها ، ويرويها سماع (كذا) "، فلا شك في أن الذي يأخذ كتب الناس هو المنقري ، أما الذي يرفع المراسيل فقد يكون حفص بن سليمان الأزدي، فقد وصفه ابن حبان بأنه:" يروي المراسيل "، ولعل كلمة (يروي) تصحفت عن كلمة( يرفع ) .
ما ذكره الأستاذ غانم في هذا المقطع إنما هو من قبيل الظن المرجوح، فقول ابن حبان: (كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل) من عبارات ابن حبان المتكلفة المعروفة في الجرح والتعديل، وسيتبن لنا حقيقتها عند الدراسة التطبيقية.
وقد قرأ الأستاذ عبارتي ابن حبان قراءة ظاهرية.. وفهم منها غير مدلولها عند المحدثين.. وكلتا العبارتين من العبارات الشائعة عند المحدثين فالأولى، قولهم: (يرفع المراسيل) هي من قبيل الجرح ومعناها: أن الراوي يعمد إلى الأحاديث المرسلة فيرويها مسندة، وهذا دليل على ضعف الراوي.
وأما قولهم (يروي المراسيل) فمعناها أن ليس له حديثًا مسندًا وهذا يدل على قلة مروياته.. ولا يقولون هذه العبارة إلا في الراوي المقل جدًا الذي ليس له من الحديث إلا الواحد والإثنين ونحو ذلك.. وليست هذه من قبيل الجرح.
إذا علمت هذا تبين لك أن قول الأستاذ:(ولعل كلمة (يروي) تصحفت عن كلمة(يرفع ).).. احتمال بعيد جدًا.
---
يحيى الشهري(1/208)
12-04-2005, 12:24 AM
وكان أبو زرعة ( عبيد الله بن عبد الكريم ت 264هـ ) قد تخوَّف من الخلط بينهما ، فقال البرذعي :" وقال لي أبو زرعة : ليس هذا من حديث حفص ، أخاف أن يكون أراد حفص بن سليمان المنقري" .
قلت: الصواب أن مراد أبي زرعة بقوله ليس هذا من حديث حفص (يعني حفص بن غياث). كما يدل عليه أول سؤال البرذعي (قلت: حديث عن معبد بن خالد، عن أبيه، عن جده، عن أنس: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه" ؟ فقال: هذا حدثنيه أبو صفوان نصر بن قديد بن نصر بن سيار الكناني، قال: نا حفص بن غياث.
قال أبو زرعة: قال أبو صفوان: حدثني به حفص لا أشك فيه، وقال: نا علي بن المديني، سألت ابن حفص عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال لي أبو زرعة: ليس هذا من حديث حفص، أخاف أن يكون أراد حفص بن سليمان المنقري). اهـ.
ولو رجع الأستاذ إلى ترجمة أبي صفوان نصر بن قديد الكناني لوجد أن من شيوخه حفص بن غياث([1]).
وقول علي بن المديني سألت ابن حفص، هو عمر بن حفص بن غياث محدث ثقة مشهور([2]).
-----الحواشي-----
([1]) انظر ترجمته في الجرح (8/472)، الثقات (9/215).
([2]) انظر ترجمته في الجرح (6/103)، الثقات (8/445).
---
يحيى الشهري
12-04-2005, 12:27 AM(1/209)
وإذا كان الأمر بهذه الصورة فإن تضعيف حفص بن سليمان القارئ به حاجة إلى المراجعة ، لأن كثيراً مما رُمِيَ به يرجع إلى البصريين المُسَمَّيْنَ باسمه ، لكن تتابع الأقوال في تجريحه قد حجب الأقوال التي توثقه ، لا بل إن الأمر وصل إلى حد تغيير مفهوم قول أيوب بن المتوكل الذي أثبت فيه أن حفصاً أصح قراءة من أبي بكر شعبة ، فقال ابن أبي حاتم :" قلت ما حاله في الحروف ؟ قال : أبو بكر بن عياش أثبت منه ". ومما يؤكد عدم دقة هذا التعبير قول أبي هشام الرفاعي (ت248هـ) :" كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم"، وقل ابن المنادي (ت 336هـ) :" وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ بها على عاصم " ، ولعل ابن المنادي يشير إلى قول أيوب بن المتوكل الذي نقلناه من قبل : " أبو عمر أصح قراءة من أبي بكر بن عياش ")) .
ما ذكر الأستاذ غانم في مطلع كلامه .. قد أفضنا فيه في ما سبق، وأثبتناه بالحجة والبرهان .. وقوله : ((لأن كثيراً مما رُمِيَ به يرجع إلى البصريين المُسَمَّيْنَ باسمه)) إحالة على جهالة فلم يُضعف أحد ممن اسمه حفص بن سليمان سوى المقرئ.. أما من سواه فهم بين ثقة وبين مجهول ليس له من الحديث ما يمكن أن يضعف من أجله.
وما ذكر الأستاذ هنا من نصوص تدل على تميز حفص في القراءة وثقته وضبطها لها، هو الصحيح وأما ما نقله ابن أبي حاتم عن أبيه فهو من قبيل الوهم ليس إلا.
ونصه: سألت أبي عن حفص بن سليمان الكوفي الذي يروي عن علقمة بن مرثد وليث بن أبي سليم، فقال: لا يكتب حديثه، وهو ضعيف الحديث لا يصدق، متروك الحديث.
قلت: ما حاله في الحروف ؟ قال: أبو بكر بن عياش أثبت منه([1]).
وهذه الرواية قد تكون انقلبت على ابن أبي حاتم، أو أن أبا حاتم وهم في ذلك فقدم عليه أبو بكر بن عياش، والحال أن حفصًا هو المقدم عند جمهور القراء.
---الحواشي ----
([1]) الجرح (3/173).
---
يحيى الشهري
12-04-2005, 12:28 AM(1/210)
(3) ذكر المزي في (تهذيب الكمال) سبعة وعشرين شيخاً روى عنهم الحديث حفص بن سليمان القارئ ، وقد تتبعتهم في (تقريب التهذيب) لابن حجر فوجدته يصف خمسة عشر منهم بـ(ثقة) ، وعشرة منهم بـ )صدوق) ، وواحد بـ (لا بأس به) ، وواحد وصفه بمجهول ، وهو كثير بن زاذان ، الذي سأل عثمان بن سعيد الدارمي يحيى بن معين عنه ، فقال :" قلت يروي (أي حفص القارئ) عن كثير بن زاذان من هو ؟ قال : لا أعرفه"(45)، لكن ابن حجر ذكره في التهذيب وقال : كثير بن زاذان النخعي الكوفي ، وذكر جماعةً من الرواة الذين رووا عنه سوى حفص ، وذكر نقلاً عن الخطيب البغدادي أنه كان مؤذن النخع.
وذكر المزي خمسة وثلاثين راوياً أخذوا عن حفص بن سليمان القارئ، وقد تتبعت ما قاله فيهم ابن حجر في تقريب التهذيب ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ، فوجدت أن معظمهم موصوف بأنه ( ثقة) أو (صدوق) .
قلت: ذكر المزي (27) شيخًا لحفص بن سليمان، واستدركت عليه (17) شيخًا، فيكون مجموع شيوخه على هذا (44) شيخًا.
وذكر من التلاميذ (35) واستدركت عليه (27) راويًا فيكون المجموع (62) تلميذًا.
وعلى هذا فتكون إحصائية الأستاذ غير دقيقة في الواقع، وقد تركنا للمتعقب مجالاً في الزيادة، مع أنا تركنا مجالاً للمتعقب، فإن هذا باب يصعب حصره في حق رواة الحديث.
---
يحيى الشهري
12-04-2005, 12:31 AM
وإذا نظرنا إلى حال شيوخ حفص القارئ وحال معظم تلامذته من حيث وصفهم بالثقة والصدق فإن من المناسب أن يكون حفصٌ كما وصفه وكيع بأنه : ثقة ، أو كما وصفه الإمام أحمد بأنه : صالح ، وأن نَعُدَّ كل ما وُصِفَ به من ألفاظ التجريح من باب الوهم والخلط الذي كان سببه نسبة القول بأخذ كتب الناس ونسخها إليه ، وعدم الدقة في فهم قول أيوب بن المتوكل : إن أبا بكر شعبة أوثق منه .(1/211)
ما قرره الأستاذ في هذه القطعة من أن حفص بن سليمان يناسب أن يكون ثقة بين ثقات أو صالحًا بين عدول شيوخًا وتلاميذ.. كلام نظري لا يستقيم مع قواعد الجرح والتعديل، فليس كل من حدث عن الثقات يكون ثقة، فكم من راو ضعيف حدث عن شيخ ثقة، وليس كل من حدث عنه الثقات صار بذلك ثقةً عدلاً.
فالمحدثون يكتبون عن الروة على ثلاثة أنحاء:
- يكتبون عن الراوي للاحتجاج.
- ويكتبون عن بعض الرواة للاعتبار برواياتهم.
- ويكتبون عن البعض للمعرفة فحسب.
والضرب الأخير في عداد من لا يروى عنه ولا يحتج بحديثه.
ولا ينتفع الراوي برواية الثقة عنه إلا إذا كان في عداد المجهولين، أما إذا كان ضعيفًا لم تنفعه رواية الثقة عنه، اللهم إلا إن كان ممن عرف عنه أنه لا يحدث إلا عن ثقة.. كعبدالرحمن بن مهدي والقطان وغيرهما([1]).
وقد عقد ابن ابن أبي حاتم لهذه القضية بابًا في كتاب (الجرح والتعديل).. فقال:
(باب في رواية الثقه عن غير المطعون عليه أنها تقويه، وعن المطعون عليه أنها لا تقويه)
وقال فيه: ((سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقه مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفًا بالضعف لم تقوه روايته عنه، وإذا كان مجهولاً نفعه رواية الثقة عنه.
وقال: سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوى حديثه؟ قال: أى لعمرى ! قلت: الكلبي روى عنه الثوري ؟! قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يتكلم فيه، قال أبو زرعه: حدثنا أبو نعيم، نا سفيان، نا محمد بن السائب الكلبي (وتبسم الثوري).
قال أبو محمد: قلت لأبي ما معنى رواية الثوري عن الكلبي وهو غير ثقة عنده ؟ فقال: كان الثوري يذكر الرواية عن الكلبي على الإنكار والتعجب، فتعلقوا عنه روايته عنه، وإن لم تكن روايته عن الكلبي قبوله له)) ([2]). اهـ.(1/212)
والنتيجة الصحيحة لهذا الحصر مقلوبة على الأستاذ ، وذلك أن حفص بن سليمان المقرئ إذا كان بين ثقتين أو عدلين في الإسناد، وكان الحديث فردًا أو مما يستنكر، فلا يكون لحمل إلا عليه لما استقر في أذهان المحدثين منذ زمن الرواية إلى يومنا هذا أنه ضعيف الحديث.
وهذه النتيجة هي التي عرف بها المحدثون أهل الاستقرا والتتبع ضعف حفص المقرئ.
هذا إذا سلمنا بصحة استنتاج الأستاذ فإن فيه نظراً ؛ إذ لم يستوعب الشيوخ والتلاميذ.
---الحواشي -----
([1]) انظر زوائد رجال صحيح ابن حبان (المدخل) (1/168 ـ 187) ذكرت هناك (43) راويًا ممن قيل لا يروي إلا عن ثقة.. وفي بعضهم بحث ونظر.
([2]) انظر الجرح والتعديل (2/36).
---
يحيى الشهري
12-04-2005, 12:34 AM
لعل مما يُعَزِّزُ هذه النتيجة أن تُعْقَدَ دراسة لمرويات حفص بن سليمان القارئ من الأحاديث ، ومروياتِ مَن يشاركه في الاسم ، ويُدْرَسَ حال رجالها ، وتُوَازَنَ بمرويات غيرهم من المحدثين ، للتحقق مما ورد عند ابن حبان من أن حفصاً كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ، أو نحو ذلك مما نسبه إليه بعض العلماء بعد أن صنفوه في الضعفاء والمتروكين ، وأرجو أن أتمكن من القيام بمثل هذه الدراسة في المستقبل ، أو يقوم بها غيري ممن هو أكثر معرفة مني بعلم الحديث .
إذا كان الراوي متروكًا، أو غلب على مروياته المناكير فإنه لا فائدة كبيرة ترجى من دراسة حديثة.. وهذا ما أراه في حال حفص بن سليمان إذ أنه لو كان حديثه صالحًا للاحتجاج لذكر في دوواين السنة المشهورة، فلا يوجد له في الستة إلا حديثين: واحد في (سنن الترمذي) ([1]) وضعفه، وآخر في (سنن ابن ماجه)([2])..
وليس له في (المسند) على سعته شيء يذكر.
ولكن لأجل الإشكالات التي أثارها بحث الأستاذ الدكتور غانم، فلربما بقيت تهمة الخطأ موجههة إلى المحدثين في تضعيفهم له.(1/213)
ولربما أخطأت في بعض ما ذهبت إليه في الدراسة النظرية، فلا بد والحالة هذه من دراسة مروياته حتى نقطع الشك باليقين وهو ما ستراه بإذن الله تعالى في (ملتقى أهل التفسير) على حلقات.
---الحواشي---
([1]) السنن (5: 171/ برقم2905).
([2]) السنن (1: 81/ برقم 224).
---
يحيى الشهري
12-04-2005, 12:39 AM
(5) والخلاصة التي يمكن ننتهي إليها من العرض السابق ونختم بها هي القول : إن حفص بن سليمان الأسدي كان إماماً في القراءة ، ضابطاً لها ، أفنى عمره في تعليمها ، بدءاً ببلدته الكوفة التي نشأ فيها ، ومروراً ببغداد التي صارت عاصمة الخلافة ، وانتهاء بمكة المكرمة مجاوراً بيت الله الحرام فيها ، وهو في أثناء ذلك أبدى اهتماماً برواية الحديث النبوي الشريف ، لكنه لم يتفرغ له تفرغه للقراءة ، ومن غير أن يتخصص فيه ، لكن ذلك لا يقلل من شأنه أو يكون سبباً للطعن في عدالته، بعد أن اتضح أن تضعيفه في الحديث كان نتيجة البناء على وَهْمٍ وقع فيه بعض العلماء المتقدمين ، ويكفيه فخراً أن القرآن الكريم يُتْلَى اليوم بالقراءة التي رواها عن شيخه عاصم بن أبي النجود في معظم بلدان المسلمين ، ونرجو أن ينال من الثواب ما هو أهل له ، وما هو جدير به ، شهدنا بما علمنا ، ولا نزكي على الله أحداً )) اهـ.
لعله من المناسب في ختام هذه الوقفات أن نتعرض بالتفصيل لمكانة حفص بن سليمان وفي القراءة وضبطها وتميزه على أقرانه في هذا الفن .. من باب (واتبع السيئة الحسنة تمحها).. (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكر للذاكرين).. فلا شك أن حفص بن سليمان المقرئ الكوفي من حملة كتاب الله، ومن المقرئين الكبار الذين نقلوا لنا قراءة عاصم مسندة، وأفنوا أعمارهم في تعليمها في الكوفة، ثم بغداد، ثم مكة المكرمة.(1/214)
قرأ عليه عرضًا وسماعًا: حسين بن محمد المروزي([1])، وحمزة بن القاسم([2])، وخلف الحداد([3])، وصالح بن محمد أبو شعيب القواس المقرئ([4])، وعبيد بن الصباح الإمام أبو محمد الكوفي المقرئ([5])، وعمرو بن الصباح بن صبيح الكوفي المقرئ الضرير([6])، وهبيرة بن محمد التمار أبو عمر الأبرش المقرئ([7]).
وهو من أضبط أصحاب عاصم بن أبي النجود.
قال الخطيب([8]): قرأ عليه القرآن مرارًا، وكان المتقدمون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بضبط الحرف الذي قرأ به على عاصم.
قال أيوب بن المتوكل: قراءة أبي عمر البزاز أثبت من قراءة أبي بكر بن عياش ([9]).
وقال ابن عدي في (الكامل) ([10]): ثنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني، ثنا الليث بن عبيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمر البزاز صاحب القراءة... هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش... اهـ.
وقال أبو هشام الرفاعي كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم([11]).
قال أبو بكر بن مجاهد: بين حفص وأبي بكر من الخلاف في الحروف في خمس مئة وعشرين حرفًا في المشهور عنهما([12]).
وقال حسين الجعفي: سمعت حفص بن سليمان يقول: قلت لعاصم: أبو بكر يخالفني، فقال: أقرأتك بما أقرأني أبو عبدالرحمن السلمي، وأقرأته بما أقرأني زر بن حبيش([13]).
وقال أبو الحسين بن المنادي: قرأ حفص على عاصم مرارًا، وكان الأولون يعدونه ي الحفظ (يعني القراءة) فوق أبي أبي بكر، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم. أقرأ الناس دهرًا، وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي (رضي الله تعالى عنه) ([14]).(1/215)
وقال ابن عساكر([15]): أخبرنا أبو المظفر وأبو القاسم، قالا: أنا أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الحسن، قال: قرأت على أبي الحسن علي بن محمد المقرئ، قال: قرأت على أبي الحسين بن زرعان الدقاق، ومنه تعلمت وعليه تلقنت، وكان رجلاً صالحًا، قرأ في مسجد أبي عمر على جماعة من أصحاب أبي عمر منهم: أبو حفص عمرو بن الصباح وغيره، وهم قرءوا على أبي عمر حفص بن سليمان، وقرأ حفص على عاصم، وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت. قال حفص: ما خالفت عاصمًا إلا في حرف واحدٍ . وقال عاصم: ما خالفت أبا عبد الرحمن في شيء من القرآن.
وقال : قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسن بن علي المقرىء الأنطاكي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وحضر معي أبي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن الأنطاكي المقرىء، حدثنا عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران المقدسي، حدثني أبو حفص عمر بن الصباح، قال: روى لي هذه القراءة أبو عمر حفص بن سليمان، وذكر حفص أنه لم يخالف عاصمًا في شيء من قراءته إلا في حرف في الروم الله الذي خلقكم من ضُعف بضم الضاد.
وذكره عن الفضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ([16]).
قال حفص بن سليمان: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي (رضي الله عنه)، وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش، عن ابن مسعود (رضي الله عنه)([17]).(1/216)
وعنايته بالحديث ليست بتلك العناية المعروفة، ولو لم يحدث لكان خيرًا له، ولكنه تساهل في النقل والرواية، فكان لا بد أن يتكلم فيه نقاد الحديث، إذ المقصود الذب عن سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأهل الحديث لا يحابون في ذلك أحدًا.. وقد كان هذا من النقاد كافة الذين سبروا حديثه وعرفوه، ولكن بعضهم كان شديد العبارة، فلا نقبل ذلك منه، وقد حاولنا تفسير بعض عباراتهم الشديدة بما لا ينصرف إلى الطعن في عدالته.. وإني لأرجوا أن يجد هذا الجهد التقدير والعناية من أهل الشأن سواءً من أهل الحديث، أو إخوتنا وإحبتنا المختصين بالدراسات القرآنية.. وشكر الله سعي أ . د. غانم قدوري الحمد في الذب عن هذا العلم وجعل ذلك في صالح أعماله .. ولا يفوتني أن أشكر أخي الدكتور عبدالرحمن البكري الشهري على حثه لي على تحرير القول في شأن حفص بن سليمان المقرئ، وتبنيه نشر ذلك على الشبكة.
وأسأل الله تعالى ألا يحرمني الأجر والثواب على هذه الدراسة وأن ينفع بها .. والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا . والحمد لله رب العالمين.
----الحواشي-----
([1]) معرفة القراء الكبار (1/288).
([2]) معرفة القراء الكبار (1/288).
([3]) معرفة القراء الكبار (1/288).
([4]) وعن أحمد بن الحسين المالحاني قال: قرأت على أبي شعيب القواس، وقال: قرأت على حفص. معرفة القراء الكبار (1/412).
([5]) وعنه قال: ((قرأت القرآن وأتقنته من أوله إلى آخره على أبي عمر حفص بن سليمان البزاز، ليس بيني وبينه أحد)). قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا عن حفص وهو من أجل أصحابه وأضبطهم. انظر معرفة القراء الكبار (1/411).(1/217)
([6]) كان أحذق من قرأ عليه، وأبصرهم بحرفه. وقال بعضهم: لم يقرأ على حفص، بل أخذ الحروف عنه سماعًا، وقد صرح الفيل وغيره بأنه قرأ على حفص. قال محمد بن عبدالرحمن الخياط، فروى ابن شنبوذ ومحمد بن عبدالله عنه، قال: قال عمرو: قرأت على حفص إلى سورة التوبة، وعرضت عليه باقي الحروف. قال الذهبي: فهذا لقول قاض على القولين الذين قبله. انظر معرفة القراء (1/410).
([7]) معرفة القراء (1/413).
([8]) تاريخ بغداد (8/186).
([9]) معرفة الرجال (1: 113/ برقم 546).
([10]) الكامل (2/380).
([11]) معرفة القراء الكبار (1/288).
([12]) معرفة القراء الكبار (1/288).
([13]) معرفة القراء الكبار (1/289).
([14]) معرفة القراء الكبار (1/289).
([15]) تاريخ دمشق (25/231)
([16]) تاريخ دمشق (52/310)
([17]) معرفة القراء الكبار (1/208)
[line]
ثبت المصادر والمراجع
1ـ (أجوبة أبي زرعة الرازي عن أسئلة البرذعي) / [ رسالة دكتوراة بالإضافة لكتاب الضعفاء لأبي زرعة ] / تـ . سعدي الهاشمي / الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ـ المجلس العلمي / ط ـ 1 (1402هـ ـ 1982م).
2ـ (أحوال الرجال)/ لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (259هـ) / تـ . السيد صبحي السامرَّائي / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 1 (1405هـ ـ 1985م).
3ـ (إصلاح المال) / للحافظ أبي بكر عبداللَّه بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (281هـ) / تـ . محمد عبدالقادر عطا / مؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت / ط ـ 1 (1414هـ 1993م).
4ـ (أطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للدارقطني) للحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر بن القيسراني المقدسي (507هـ)/ تـ. محمود حسن نصار/ دار الكتب العلمية ـ بيروت/ ط ـ 1.(1/218)
5ـ (إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال) للعلامة علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبدالله البكرجي الحنفي (762هـ)/ تـ. عادل بن محمد، وأسامة بن إبراهيم/ الفاروق الحديثة للطباعة والنشر ـ القاهرة، ومكتبة الضياء ـ طنطا / ط ـ 1 (1422هـ 2001م)..
6ـ (أمالي المحاملي) / لأبي عبداللَّه الحسين بن إسماعيل المحاملي البغدادي (330هـ) / رواية ابن يحيى البيع / [ رسالة دكتوراة ] / تـ . د . إبراهيم إبراهيم القيسي / م . الإسلامية ـ عمان / دار ابن القيم ـ الدمام / ط ـ 1 (1412هـ ـ 1991م).
7ـ (الأحاديث المختارة) أو (المُستخرج من الأحاديث المُختارة ممالم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما) / للإمام ضياء الدين أبي عبداللَّه محمد بن عبدالواحد المقدسي (643هـ) / تـ . عبدالملك بن عبداللَّه بن دهيش / م . النهضة الحديثة ـ مكة المكرمة / ط ـ1 (1413هـ ـ 1993م).
8ـ (الإصابة في تمييز أسماء الصحابة) / للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ)/ تـ. علي محمد البجاوي/ دار الجيل ـ بيروت/ ط ـ 1 (1412هـ 1992م).
9ـ (الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال سوى من ذُكر في تهذيب الكمال) / للحافظ أبي المحاسن شمس الدين محمد بن علي الحسيني الشافعي (765هـ) / تـ . د . عبدالمعطي قلعجي / جامعة الدراسات الإسلامية ـ كراتشي / ط ـ 1 (1409هـ ـ 1989م).
10ـ (الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب) / للأمير الحافظ أبي نصر علي بن هبة اللَّه ابن ماكولا (487 هـ) / تـ . الشيخ عبدالرحمن المعلمي اليماني / دائرةالمعارف العثمانية ـ حيدر آباد / (مصورة) / دار الكتاب الإسلامي / ط ـ 2 .
11ـ (بديعة الزمان عن موت الأعيان) / للحافظ أبي عبداللَّه محمد بن عبداللَّه ابن ناصر الدين الدمشقي (842هـ) / تـ . أكرم بوشي ــ ومحمود ألأرناؤوط / دار ابن الأثير ــ الكويت / ط ـ 1 (1418هـ ـ 1997م).(1/219)
12ـ (تاريخ أسماء الثقات) / للحافظ أبي حفص عمر بن شاهين (385هـ) / تـ . صبحي السَّامرَّائي / الدار السلفية ـ الكويت / ط ـ 1 (1404هـ ـ 1984م).
13ـ (تاريخ الإسلام ووفيِّات المشاهير والأعلام) / لمؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / تـ . د . عمر بن عبدالسلام تدمير / دار الكتاب العربي ـ بيروت.
14ـ (تاريخ بغداد أو مدينة السلام) / للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (463هـ) / دار الكتاب العربي ـ بيروت.
15ـ (تاريخ جرجان) / لأبي القاسم حمزة بن يوسف السهمي (427هـ) / تـ . الشيخ عبدالرحمن المعلمي اليماني (1383هـ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / عالم الكتب ـ بيروت / ط ـ 3 (1401هـ ـ 1981م).
16ـ (تاريخ دمشق) لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي (571هـ)/ تـ.محب الدين أبي سعيد عر بن غرامة العمروي/ دار الفكر ـ بيروت (1995م).
17ـ (تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي 280هـ عن أبي زكريا يحيى بن معين 233هـ) / تـ . د . أحمد محمد نور سيف / جامعة الملك عبدالعزيز ـ مركز البحث العلمي ـ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ـ مكة المكرمة / دار المأمون للتراث ـ دمشق / (بعد 1400هـ).
18ـ (تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي) / للحافظ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (911هـ) / تـ . عبدالوهاب عبداللطيف/ مكتبة الرياض الحديثة ـ الرياض.
19ـ (تذكرة الحفَّاظ) / للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / تـ . الشيخ عبدالرحمن المعلِّمي اليماني (1383هـ) / ط / 3 ( بعد 1377هـ).
20ـ (تراجم الأحبار من رجال شرح معاني الآثار) / محمد أيوب بن السيد محمد يعقوب السهارنبوري الحنفي الطبيب / م . العزيزية ـ دلهي / م . الإيمان ـ المدينة النبوية / ط ـ 1 (بعد 1398هـ).(1/220)
21ـ (تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة) / للحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي العسقلاني (852هـ) / [ رسالة دكتوراة ] / تـ . د . إكرام اللَّه إمداد الحق / دار البشائر الإسلامية ـ بيروت / ط ـ 1 (1416هـ ـ 1996م).
22ـ (تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول اللَّه والصحابة والتابعين) / للإمام عبدالرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي (327هـ) / تـ . أسعد محمد طيب / م . نزار مصطفى الباز ـ مكة المكرمة / ط ـ 1 (1407هـ ـ 1997م).
23ـ (تقدمة المعرفة للجرح والتعديل) / للحافظ أبي محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي (327هـ) / تـ . العلاَّمة عبدالرحمن بن يحيى اليماني (1383هـ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدرآباد / ط ـ 1 (1373هـ).
24ـ (تقريب التهذيب) / للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ) / تـ . محمد عوامة/ دار الرشيد ـ سوريا / ط ـ الأولى (1406هـ ـ 1986م).
25ـ (تهذيب التهذيب) / للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ)/ دار الفكر ـ بيروت/ ط ـ 1 (1404هـ ـ 1984م).
26ـ (تهذيب الكمال في أسماء الرجال)/ للحافظ المتقن جمال الدين أبي الحجَّاج يوسف المزي (742هـ) /تـ . د . بشار عواد / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 4 (1406هـ ـ 1985م).
27ـ (التاريخ الأوسط) / للإمام أبي عبداللَّه محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ) / تـ . محمد بن إبراهيم اللحيدان/ دار الصميعي ـ الرياض/ ط ـ 1 (1418هـ ـ 1998م).
28ـ (الثقات) / للإمام أبي حاتم محمد بن حبان البستي (354هـ) / تـ . محمد عبدالرشيد كامل (وغيره)/ دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / ط ـ 1 (1403هـ ـ 1983م).
29ـ (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) / للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (310هـ) / دار الفكر ت بيروت / (1408هـ ـ 1988م).(1/221)
30ـ (الجامع) / للإمام أبي عروة معمر بن راشد البصري (153هـ) / رواية عبدالرزاق بن همام الصنعاني (211هـ) / تـ . حبيب الرحمن الأعظمي / المكتب الإسلامي ـ بيروت / ط ـ 3 (1403هـ ـ 1983م).
31ـ (الجرح والتعديل) / للحافظ أبي محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي (327هـ) / تـ . العلاَّمة عبدالرحمن بن يحيى اليماني (1383هـ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدرآباد / ط ـ 1 (1373هـ).
32ـ (ديوان الضعفاء والمتروكين وخلق من المجهولين وثقات فيهم لين) / للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / تـ . الشيخ حماد الأنصاري (1318هـ) / م . النهضة الحديثة ـ مكة المكرمة /ط ـ 1 (1367هـ) / ط ـ 2.
33ـ (الدعاء) / للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ)/ تـ. مصطفى عبدالقادر عطا/ دار الكتب العلمية ـ بيروت/ ط ـ 1 (1413هـ).
34ـ (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل) / للأمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ)/ ضمن مجموع فيه (أربع رسائل في علوم الحديث) / بعنابة . عبدالفتاح أبو غدة / م . المطبوعات الإسلامية ـ حلب / ط ـ 5 (1410هـ ـ 1990م).
35ـ (زوائد رجال صحيح ابن حبان على الكتب الستة)/ تأليف د. يحيى بن عبداللَّه الشهري/ م. الرشد ـ الرياض ط ـ 1 (1422هـ ـ 2001م).
36ـ (سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني (275هـ) في الجرح والتعديل) / تـ . د . عبدالعليم عبدالعظيم البستوي / م . دار الإستقامة ـ مكة المكرمة / مؤسسة الريان ـ بيروت / ط ـ 1 (1418هـ ـ 1979م).
37ـ (سؤالات حمزة بن يوسف السهمي للدارقطني وغيره من المشايخ في الجرح والتعديل) / [ رسالة ماجستير مع كتاب الضعفاء والمتروكين ] / تـ . موفق بن عبداللَّه بن عبدالقادر / م . المعارف ـ الرياض.
38ـ (سنن ابن ماجه) / للحافظ أبي عبداللَّه محمد بن يزيد القزويني (275هـ) / تـ . محمد فؤاد عبدالباقي / دار الحديث ـ القاهرة / م . التجارية ـ مكة المكرمة.(1/222)
39ـ (سنن أبي داود) / الحافظ سليمان بن الأشعث السجستاني (275هـ) / تـ . محمد محي الدين عبدالحميد / دار الفكر ـ بيروت.
40ـ (سنن الترمذي) وهي (الجامع المُختصر من السنن عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل) / للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (279هـ) / تـ . أحمد محمد شاكر ـ وغيره / م . التجارية ـ مكة المكرمة.
41ـ (سنن الدارقطني) / للحافظ الكبير علي بن عمر الدارقطني (385هـ) / [ ومعه التعليق المغني على الدارقطني) / للعلاَّمة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي ] / تـ . السيد عبداللَّه هاشم يماني / دار المعرفة ـ بيروت.
42ـ (سير أعلام النبلاء) / لمؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / تـ . جماعة بأشراف شعيب الأنؤوط / مؤسسة الرسالة / ط ـ 7 / (1410 ـ 1990م).
43ـ (السنن الصغير) / للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (458هـ) / تـ . عبدالسلام عبدالشافي ـ وأحمد قباني / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1412هـ ـ 1992م).
44ـ (السنن الكبير) (السنن الكبرى) / للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (458هـ) / تـ . جماعة بإشراف : دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / (مصورة) ـ دار المعرفة ـ بيروت.
45ـ (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) / للمؤرخ الفقيه الأديب أبي الفلاح عبدالحي بن العماد الحنبلي (1089هـ)/ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
46ـ (شرح علل الترمذي) / للإمام عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (795هـ) / تـ . نور الدين عتر / رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ـ الرياض / ط ـ 1 (1389هـ ـ 1978م).
47ـ (شرح معاني الآثار) / لأبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي (321هـ) / تـ . محمد زهري النجَّار / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 2 (1407هـ ـ 1987م).(1/223)
48ـ (شعب الإيمان) / لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (458هـ) / تـ . أبي هاجر محمد السعيد زغلول / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1410هـ ـ 1990م).
49ـ (صحيح ابن حبان) (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) / المُسمَّى [ المُسند الصحيح على التقاسيم والأنواع من غير وجود قطع في سندها ولاثبوت جرح في ناقليها) / تأليف . علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (739هـ) / تـ . شعيب الأنؤوط / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 1408هـ ـ 1988م).
50ـ (صحيح البخاري) (الجامع المُسند الصحيح المُختصر من أمور رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وسُننه وأيامه) / لأمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ)/ تـ. مصطفى ديب البغا/ دار بن كثير ـ اليمامة/ بيروت ـ ط ـ 3 (1407هـ ـ 1987م).
51ـ (صحيح مسلم) (المُسند الصحيح المُختصر من السُّنن بنقل العدل عن العدل عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم) / للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (261هـ) / تـ . محمد فؤاد عبدالباقي / دار الحديث ـ القاهرة.
52ـ (الضعفاء الصغير) / للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ) / تـ . محمود إبراهيم زائد/ دار الوعي ـ حلب / ط ـ 1 (1404هـ ـ 1984م).
53ـ (الضعفاء والمتروكين) / للإمام جمال الدين أبي الفرج عبدالرحمن بن علي ابن الجوزي (597هـ) / تـ . أبي الفداء عبداللَّه القاضي / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1406هـ 1986م).
54ـ (الضعفاء ومن نُسب إلى الكذب ووضع الحديث ، ومن غلب على حديثه الوهم ، ومن يُتَّهم في بعض حديثه ، ومجهول روى مالايتابع عليه ، وصاحب بدعة يغلو فيها ويدعوا إليها وإن كانت حاله في الحديث مستقيمة) / للحافظ أبي جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي المكي (322هـ) / تـ . د. عبدالمُعطي قلعجي / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1404هـ ـ 1984م).(1/224)
55ـ (الضعفاء) / للحافظ أبي زرعة عبيداللَّه بن عبدالكريم الرازي (277هـ) / [ رسالة دكتوراة بالإضافة لأجوبة أبي زرعة عن أسئلة البرذعي ] / تـ . سعدي الهاشمي / الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ـ المجلس العلمي / ط ـ 1 (1402هـ ـ 1982م).
56ـ (طرق حديث من كذَبَ عليَّ مُتعمِّداً) / لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ) / تـ . علي حسن عبدالحميد ـ وهشام بن إسماعيل السقَّا / المكتب الإسلامي ـ بيروت / دار عمار ـ عمان / ط ـ 1 (1410هـ ـ 1990م).
57ـ (الطبقات الكبرى) / لكاتب الواقدي محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري (ت23هـ) / تـ . جماعة من المستشرقين الألمان / ط ـ 1 (1903هـ) / (مصورة) دار صادر ـ بيروت.
58ـ (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية) / للإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي (597هـ) / تـ . إرشاد الحق الأثري ـ إدارة ترجمان السنة ـ لاهور / م . الإمدادية ـ مكة المكرمة.
59ـ (العلل الواردة في الأحاديث النبوية) / للإمام أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (385هـ) / تـ . د . محفوظ الرحمن زين اللَّه السلفي / دار طيبة ـ الرياض / ط ـ 1 (1405هـ ـ 1985م ـ إلى ـ 1416هـ ـ 1996م).
60ـ (العلل ومعرفة الرجال) / للإمام أحمد بن حنبل (241هـ) [ رواية عبداللَّه بن أحمد ] / تـ . د . وصي اللَّه عباس / المكتب الإسلامي ـ بيروت / دار الخاني ـ الرياض / ط ـ 1 (1408هـ ـ 1988م).
61ـ (غاية النهاية في طبقات القراء) / لشمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري (833هـ) / تـ . ج . برجستراسر / ط ـ 1 (1351هـ ـ 1932م) / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 2 (1402هـ ـ 1982).
62ـ (فتح المغيث بشرح ألفية الحديث) / لأبي عبداللَّه محمد بن عبدالرحمن السخاوي (902هـ) / تـ . علي حسين علي / دار الإمام الطبري / ط ـ 2 (1412هـ ـ 1992م).(1/225)
63ـ (فتوح مصر والمغرب)/ لأبي القاسم عبدالرحمن بن عبداللَّه بن عبدالحكم (257هـ) / تـ . د . علي محمد عُمر / م . الثقافة الدينية ــ القاهرة / ط ـ . (1415هـ ــ 1995م).
64ـ (الفوائد) / للحافظ أبي القاسم تمام بن محمد الرازي (414هـ) / تـ . حمدي عبدالمجيد السلفي / م . الرشد ـ الرياض / ط ـ 1 (1412هـ ـ 1992م).
65ـ (ألفية الحديث) / لزين الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقي (806هـ) / تـ . أحمد شاكر / عالم الكتب ـ بيروت / ط ـ2 (1408هـ ـ 1988م).
66ـ (كشف الأستار عن رجال معاني الآثار تلخيص مغاني الأخيار للعلاَّمة البدر العيني) / لأبي تراب رُشداللَّه السندهي / دار العلوم الديوبندية ـ الهند / (1345هـ) / (مصورة ) م . الدار ـ المدينة النبوية.
67ـ (كشف الأستار عن زوائد البزار) / للحافظ نورالدين علي بن أبي بكر الهيثمي (807هـ) / تـ . حبيب الرحمن الأعظمي / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 2 (1404هـ ـ 1984م).
68ـ (لسان الميزان) / للحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي العسقلاني (852هـ) / دائرة المعارف النظامية بالهند/ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت / ط ـ 3 (1406هـ 1986م).
69ـ (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) / للحافظ نورالدين علي بن أبي بكر الهيثمي (807هـ) / دار الكتاب العربي ـ بيروت / ط ـ 3 (1402هـ ـ 1982م).
70ـ (مسند الشهاب) / للقاضي أبي عبداللَّه محمد بن سلامة القضاعي (454هـ) / تـ . حمدي عبدالمجيد السلفي / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 2 (1407هـ ـ 1986م).
71ـ (مشاهير علماء الأمصار) / للإمام أبي حاتم محمد بن حبان البستي (354هـ) / تـ . م . فلايشهمر / (مصورة) م . ابن الجوزي ـ الهفوف.
72ـ (معجم الأدباء) / للإمام شهاب الدين أبي عبداللَّه ياقوت الحموي (626هـ)/ دار الكتب العلمية ـ بيروت/ ط ـ 1 (1411هـ).
73ـ (معجم البلدان) / للإمام شهاب الدين أبي عبداللَّه ياقوت الحموي (626هـ) / دار الفكر ـ دار صادر ـ بيروت.(1/226)
74ـ (معجم الشيوخ) / لأبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي (402هـ) / تـ . د . عمر عبدالسلام تدمري / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / دار الإيمان ـ طرابلس ـ لبنان / ط ـ 2 / 1407هـ ـ 1987م).
75ـ (معجم الصحابة) / لأبي الحسين عبدالباقي بن قانع (351هـ) / تـ . أبي عبدالرحمن صلاح بن سالم المصراتي / م . الغرباء الأثرية ـ المدينة النبوية / 1418هـ ـ 1997م).
76ـ (معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم) /للحافظ أبي الحسن أحمد بن عبداللَّه بن صالح العجلي (261هـ) / بترتيب الإمامين نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر الهيثمي (807هـ) ، وتقي الدين أبي الحسن علي بن عبدالكافي السُّبكي (756هـ) / مع زيادات الحافظ ابن حجر العسقلاني (852هـ) / [رسالة دكتوراه] / تـ . عبدالعليم عبدالعظيم البستوي / م . الدَّار ـ المدينة النبوية / ط ـ 1 (1405هـ ـ 1985م).
77ـ (معرفة الرجال) ليحيى بن معين (رواية أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز)/ تـ. محمد كامل القصار، ومحمد مطيع الحافظ، وغزوة بدير/ مطبوعات مجمع اللغة الرعبية بدمشق/ ط ـ 1 (1405هـ).
78ـ (معرفة السنن والآثار) / عن الإمام أبي عبداللَّه محمد بن إدريس الشافعي مخرج على ترتيب مختصر أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني / للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (458هـ) / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1412هـ ـ 1991م).
79ـ (معرفة القراء الكبار) لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ)/ تـ. د. طيار آلتي قولاج/ مركز البحوث الإسلامية ـ وقف الديانة التركي ـ إستانبول/ ط ـ 1 (1416هـ 1995م).
80ـ (مكارم الأخلاق) / للحافظ أبي بكر عبداللَّه بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (281هـ) / تـ . مجدي السيد إبراهيم ـ م . القرآن الكريم ـ القاهرة.(1/227)
81ـ (موضح أوهام الجمع والتفريق) / لأبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي (463هـ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / ط ـ 1 (1378هـ ـ 1959) / مصورة ـ دار الفكر ـ بيروت.
82ـ (ميزان الاعتدال في نقدالرجال) / للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / تـ . علي محمد البجاوي / دار المعرفة ـ بيروت.
83ـ (المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين) / للحافظ أبي حاتم محمد بن حبان البستي (354هـ ) / تـ . محمود إبراهيم زايد / دار المعرفة ـ بيروت.
84ـ (المحلى بالآثار في شرح المجلى) لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري الأندلسي (456هـ)/ لجنة إحياء التراث العربي/ دار الآفاق الجديدة/ بيروت.
85ـ (المستدرك على الصحيحين) / للحافظ أبي عبداللَّه محمد بن عبداللَّه الحاكم النيسابوري (405هـ) / تـ . مصطفى عبدالقادر عطا / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1411هـ ـ 1991م).
86ـ (المصنف) / للإمام الحافظ أبي بكر عبداللَّه بن محمد بن أبي شيبة (235هـ) / تـ . كمال يوسف الحوت / دار التاج ـ بيروت / ط ـ 1 (1409هـ ـ 1989م).
87ـ (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية) / [ النسخة المجردة ] / للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ) / تـ . حبيب الرحمن الأعظمي / دار المعرفة ـ بيروت.
88ـ (المعجم الأوسط) / للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ) / تـ . د . محمود الطحان / م . المعارف ـ الرياض / ط ـ (1405هـ ـ 1985م) , 1415هـ ـ 1995م).
89ـ (المعجم الصغير) (الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني) / أبي القاسم سليمان بن أحمد (360هـ) / تخريج . محمد شكور محمود الحاج أمرير / المكتب الإسلامي ـ بيروت / دار عمار ـ عمان / ط ـ 1 (1405هـ ـ 1985م).
90ـ (المعجم الكبير) / للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ) / تـ . حمدي عبدالمجيد السلفي / ط ـ 2 / الناشر بدون.(1/228)
91ـ (المغني في الضعفاء) لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ)/ تـ. حازم القاضي/ دار الكتب العلمية ـ بيروت/ ط ـ 1 (1418هـ 1997م).
92ـ (المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة) / للإمام شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي (902هـ) / تـ . عبداللَّه بن محمد الصديق / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1407هـ ـ 1987م).
93ـ (المنتخب من كتاب الإرشاد في معرفة علماء الحديث للحافظ أبي يعلى الخليلي 446هـ) / للحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفيِّ (576هـ) / تـ . د . محمد سعيد بن عمر إدريس / م . الرشد ـ الرياض / ط ـ 1 (1409هـ ـ 1989م).
94ـ (المنتظم) لأبي الفرج عبدالرحمن بن علي بن الجوزي (597هـ)/ دار صادر ـ بيروت/ ط ـ الأولى (1358هـ).
95ـ (الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين وعلل الحديث) / للحافظ أبي أحمد عبدالله بن عدي الجرجانيِّ (365هـ) / تـ . سهيل زكَّار ـ يحيى مختار غزَّاوي / دار الفكر ـ بروت / ط ـ 2 (1405هـ ـ 1985م).
96ـ (الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث) لأبي الوفاء إبراهيم بن محمد ابن سبط ابن العجمي الحلبي الطرابلسي (841هـ)/ تـ. صبحي السامرائي / عالم الكتب ـ بيروت: ط ـ 1 (1407هـ 1987م).
97ـ (الكفاية في علم الرواية) / للخطيب أحمد بن علي بن ثابت البغدادي (463هـ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / طـ 1 (1357هـ).
98ـ (الكنى والأسماء)/ للإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (261هـ) / [ رسالة ماجستير] / تـ . عبدالرحيم القشقري / المجلس العلمي ــ الجامعة الإسلامية ـ المدينة النبوية / ط ـ 1 (1404 هـ ـ 1984م).
99ـ (نصيحة أهل الحديث) / للحافظ أحمد بن علي الخطيب البغدادي (463 هـ ) / تـ . عبد الكريم أحمد الوريكات / م . المنار ـ الزرقاء / ط ـ 1 (1408 هـ ـ 1988 م ).(1/229)
100ـ (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان) لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (681هـ)/ تـ.إحسان عباس/ دار الثقافة ـ لبنان.
101ـ (الوافي بالوفيات) لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (764هـ)/ تـ. أحمد الأرنؤوط، وتركي مصطفى/ دار إحياء التراث/ بيروت (1420هـ 2000م).
102ـ (يحيى بن معين وكتابه التاريخ) / [ رسالة دكتوراة ] / دراسة وترتيب وتحقيق . د . أحمد محمد نور سيف / جامعة الملك عبدالعزيز ـ مركز البحث العلمي ـ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ـ مكة المكرمة / دار المأمون للتراث ـ دمشق / ط ـ 1 (1399هـ ـ 1979م) / (4مج).
* * *
---
يحيى الشهري
12-04-2005, 12:41 AM(1/230)
ترجمته في تاريخ ابن معين للدارمي برقم(269)، معرفة الرجال لابن معين رواية ابن محرز (1: 113/ برقم 546)، (1: 54/ برقم 38) ، أحوال الرجال للجوزجاني برقم (174)، التاريخ الكبير (2/363)، التاريخ الأوسط (2/184)، الضعفاء الصغير برقم (73) كلها للبخاري، الضعفاء لأبي زرعة (1/609)، الكنى والأسماء لمسلم (1: 540/ برقم 2164)، الضعفاء والمتروكين للنسائي برقم (134)، الضعفاء للعقيلي (1/270)، الجرح والتعديل (3/173ـ174)، العلل ومعرفة الرجال لعبدالله بن أحمد (2: 380/ برقم 2698)، المجروحين لابن حبان (1/255)، الكامل لابن عدي (2/380ـ382)، الضعفاء والمتروكين للدرقطني برقم (170)، الفهرست لابن النديم (ص43)، تاريخ بغداد (8/186ـ188)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1: 221/ برقم 933)، معجم الأدباء (3: 225/ برقم 367)، تهذيب الكمال للمزي(7/10ـ16)، (34/108)، تاريخ الإسلام (وفيات171 ـ 180ص85)، العبر في خبر من غبر (1/279)، الكاشف (1: 341/ برقم 1146)، معرفة القراء الكبار(1/287ـ290)، المغني في الضعفاء (1: 179/ برقم 1615)، المقتنى في سرد الكنى (1: 423/ برقم 4535)، الميزان (1/558ـ559) كلها للذهبي، مرآة الجنان(1/378)، التذكرة (1/355)، الإكمال برقم (1139) كلاهما للحسيني، الوافي بالوفيات للصفدي (13/62)، الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث برقم (250)، تعجيل المنفعة (2: 514/ برقم 1354)، تقريب التهذيب برقم (1405)، تهذيب التهذيب (2: 345/ برقم700)، (12: 194/ برقم 829) كلها لابن حجر، مغاني الأخيار(1/187ـ188)، خلاصة تهذيب الكمال (ص87)، شذرات الذهب (1/293)، كشف الأستار للسندهي (138/ ب ـ 139/أ)، تراجم الأحبار للمظاهري (4/499ـ500).
ليلة الثلاثاء لأربعٍ بقين من شهر شوال لسنة ست وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة
---
عبدالرحمن الشهري
12-04-2005, 01:06 AM(1/231)
أشكر أخي الكريم الدكتور يحيى على هذا الحوار العلمي الموفق ، وأسأل الله له وللدكتور غانم العلم النافع ، والسداد في القول والعمل ، وأرجو أن ينتفع الإخوة الفضلاء بهذا البحث وما تضمن من الفوائد والنفائس.
البحث كاملاً على ملف وورد
حفص بن سليمان المقرئ ومروياته بين القبول والرد (http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=951)
---
خالد الباتلي
12-06-2005, 01:47 PM
ما كنت أظن يوما أن نجد على الانترنت مثل هده البحوث المحررة.
فجزى الله فضيلة الدكتور يحيى خير الجزاء على هذا النفس والجلد في البحث، وجعل دلك مضاعفا في موازين حسناته، ونضر الله وجهه لقاء ما بذله في خدمة سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
---
محمد الأمين
12-07-2005, 08:54 AM
جزى الله الشيخ يحيى خير الجزاء على هذا البحث الماتع، ففيه الكثير من الفوائد رغم بعض الأخطاء الفرعية التي لعلي أبينها في مشاركة أخرى إن شاء الله.
---
أبو صلاح الدين
12-07-2005, 05:01 PM
لا أقول, بل ولا أستطيع أن أقول إلا:
ما كنت أظن يوما أن نجد على الانترنت مثل هده البحوث المحررة.
فجزى الله فضيلة الدكتور يحيى خير الجزاء على هذا النفس والجلد في البحث، وجعل دلك مضاعفا في موازين حسناته، ونضر الله وجهه لقاء ما بذله في خدمة سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
شكرا يا منتدى (الخير) .. منتدى التفسير
---
لطفي الزغير
12-11-2005, 07:34 AM
جزى الله الأخ الكريم د. يحيى الشهري خير الجزاء ، فقد أظهر سعة في العلم وروسوخ في الصنعة ، ودقة في البحث ، وأنا أوافقه على أكثر ما توصل إليه ، لا سيما وأنه سلك طريق المحدثين رحم الله أمواتهم وبارك في أحيائهم وأبعد شانئيهم ، وهناك بعض المواطن لا أقول تحتاج إلى توضيح وتعليق ، بل إلى مزيد مباحثة ،(1/232)
ومن ذلك ما ذكره الدكتور الفاضل من أنَّ ابن معين يطلق الكذب وقد لا يريد به الكذب الصريح الذي يوازي تعمد الوضع عند المحدثين ، نعم إن من تعنى النظر وأدمن البحث في كتب ابن معين وتتبع أقواله المنثورة في ثنايا كتب الجرح والتعديل ليلحظ هذا الأمر ، ولقد ذكرت في بحثي المتواصل في ملتقى أهل الحديث شيءاً من ذلك ، إذ إنه يطلق الكذب على الراوي لأنه روى ما يرى ابن معين أنه ليس سماعاً ،وقد تكفل غير واحد برد هذا عليه ، أما ابن خراش وإطلاقه الكذب في حق بعض الرواة فلي معه شأن وحكاية ، ولعلي في مداخلة آتية أوضح ما أجملت والله المستعان .
---
(1/233)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أول مشاركة لعضو جديد أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم
---
أول مشاركة لعضو جديد أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم
---
سامي الرشود
02-19-2006, 08:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه المشاركة الأولى لي في هذا المنتدى المبارك وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح
وإني لأرجو من نفسي أولا ومن الإخوة الأعضاء أن نكون عونا لبعض في النقاش العلمي المثمر، وأن لا يبخل علينا مشايختنا الكرام بالتصويب والتصحيح
وفي الفؤاد لأهل العلم منزلة
أقل ما قيل عنها أنها عجب
أحبهم ولو اني لست أعرفهم
ما ضر إسناد حبي جهل من قربوا
أخوكم سامي الرشود
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2006, 08:55 PM
حياكم الله أخي الكريم سامي بين إخوانك في ملتقى التفسير ، ونسأل الله أن نكون كما تحب وفوق ما تحب إن شاء الله ، وأن نرى منك ما نحب وينفع من العلم والأدب .
---
ابن الجزيرة
02-20-2006, 03:05 PM
حياك الله وبياك , وياهلا والله وسهلا
---
(1/234)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يصح الضرب على آيات القرآن المكتوبة في اللوح
---
هل يصح الضرب على آيات القرآن المكتوبة في اللوح
---
ربيع أبوعليتن
10-25-2006, 06:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عندنا في المغرب طريقة الحفظ المعروفة وهي الكتابة في "اللوح" ولكني شاهدت بعض الطلبة يستخدمون قطعة خشبية ويضربونها على الآية المكتوبة في "اللوح" من اجل ترسيخها في العقل .فهل هذه الطريقة مسموح بها ام لا .فقد اسوقفتني كثيرا مع العلم اني من المبتدئين في حفظ القرآن فهل استعملها اتباعا للعرف . واتمنى من مشايخنا ان يوضحوا لنا هذا الإشكال وجزاكم الله عنا خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
10-27-2006, 07:22 AM
لم يتضح لي المقصود بقولك (ويضربونها على الآية المكتوبة) . فليتك توضح المقصود وفقك الله .
---
ربيع أبوعليتن
10-27-2006, 11:47 PM
نحن في المغرب عندنا هذه الطريقة تقليدية فعندما تكون الآية مكتوبة على اللوح ولايستطيع الطالب حفظها يأخذ قطعة خشبية أو عود نحن في المغرب نسميه الحناش فيضرب به الآية عدة مرات حتى ترسخ في الرأس .
جزاك الله خيرا أرجوا ان اكون قد قربت لك المعنى .
---
(1/235)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تخريج حديث ( خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء )
---
تخريج حديث ( خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء )
---
عدنان البحيصي
03-14-2006, 09:02 AM
تخريج حديث ( خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : فقد كثر الكلام هذه الأيام عن حقوق المرأة في الإسلام ومطالبة بعض الكتاب بوجود مفتيات وحيث إن هذا الموضوع من المواضيع المهمة ولكن ما يعنيني هنا هو أن جملة من الكتاب يستدل ببعض الأحاديث المنسوبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- مما لا يصح نسبته له نصرة لقوله وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (مَن حدث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) رواه مسلم في مقدمة الصحيح 1/8 من حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- . وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( مَن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) رواه مسلم (3) ومن هذه الأحاديث التي يكثر تداولها حديث ( خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء ) فأحببت أن أذكر أقوال أئمة الحديث في هذا الأثر :
قال المزي -رحمه الله تعالى- : " وكل حديث فيه يا حميراء فهو موضوع إلا حديثا عند النسائي " ا.هـ المصنوع /212
وقال ابن القيم -رحمه الله تعالى- : ( وكل حديث فيه " يا حميراء " أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق مثل : يا حميراء لا تأكلي الطين فإنه يورث كذا وكذا وحديث : خذوا شطر دينكم عن الحميراء ) ا.هـ المنار المنيف /60 ونقله العجلوني في كشف الخفاء 1/450
قال الذهبي -رحمه الله تعالى- : ( وقد قيل : إن كل حديث فيه يا حميراء لم يصح ) ا.هـ سير أعلام النبلاء 2/167(1/236)
وقال ابن كثير -رحمه الله تعالى- : ( وأما الحديث الثاني وهو ( خذوا شطر دينكم عن الحميراء ) فهو حديث غريب جدا بل هو منكر سألت عنه شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي وقال : لم أقف له على سند إلى الآن . وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : هو من الأحاديث الواهية التي لا يعرف لها إسناد ) ا.هـ تحفة الطالب /170
وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- : " لا أعرف له إسنادا ولا رأيته في شيء من كتب الحديث إلا في النهاية لابن الأثير ذكره في مادة ح م ر ولم يذكر من خرجه ورأيته في الفردوس بغير لفظه وذكره عن أنس بغير إسناد بلفظ خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء " ا.هـ كشف الخفاء 1/450
وقال -رحمه الله تعالى- : " وفي رواية النسائي من طريق أبي سلمة عنها دخل الحبشة يلعبون فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم ) فقلت : نعم . إسناده صحيح ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا " ا.هـ فتح الباري 2/444
قال المباركفوري -رحمه الله تعالى- : " وأما حديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء يعني عائشة فقال الحافظ ابن الحجر العسقلاني : لا أعرف له إسنادا ولا رواية في شيء من كتب الحديث إلا في النهاية لابن الأثير ولم يذكر من خرجه . وذكر الحافظ عماد الدين بن كثير : أنه سأل المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه . وقال السخاوي : ذكره في الفردوس بغير إسناد وبغير هذا اللفظ ولفظه خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء وبيض له صاحب مسند الفردوس ولم يخرج له إسنادا ) ا.هـ تحفة الأحوذي 10/259 كشف الخفاء 1/449(1/237)
قال علي بن سلطان القاري -رحمه الله تعالى- : "حديث خذوا شطر دينكم على الحميراء لا يعرف له أصل ) ا.هـ المصنوع 1/98 وأنظر آثاراً أخرى في : السنن الصغرى للبيهقي 1/157 والسنن الكبرى 1/7 مصباح الزجاجة 3/81 الكامل 2/59 المجروحين 2/29 الفتاوى الكبرى 1/91 منهاج السنة النبوية 7/430 سير أعلام النبلاء 2/161 ميزان الاعتدال 2/15 4/432 و 7/329 لسان الميزان 2/11 و7/10
ولا يفهم من ذلك انتقاص منزلة أم المؤمنين عائشة ---رضي الله عنه-ا-- فلا شك أنها من علماء الصحابة -رضي الله عنه-م ومن مفتيهم وهي أفقه نساء الأمة على الإطلاق وقد نقلت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- علما كثيرا طيبا مباركا فيه قال مسروق : رأيت مشيخة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأكابر يسألونها عن الفرائض . وقال عطاء بن أبي رباح : كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة . وقال هشام بن عروة عن أبيه : ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة .وقال أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه : ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما وقال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع العالمين المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل " ا.هـ الإصابة 8/18
وأختم بأن الواجب على كل من يستدل بحديث منسوب للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتحقق من صحته قبل بناء أي حكم عليه أو بيان درجته صحة أو ضعفا لأن الرواية عنه عليه الصلاة والسلام ليست كالرواية عن غيره من البشر لما يترتب على ذلك من أحكام وعبادات والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين حرر في 13/2/1427هـ كتبه د . نايف بن أحمد الحمد
منقول من مكتبة مشكاة
---
البحر الرائق
03-19-2006, 10:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / عدنان(1/238)
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، وجزاك الله خيرا على هذه الافادة المهمة ، و جزى الله الأخ نايف خير الجزاء ، و نسأل الله أن يتقبل منا توبتنا ، و أن يعلمنا ما جهلنا ، فقد كنت من مرددى هذا الحديث معتقدا صحته ، ومما جعل الأمر يلتبس على كثرة شيوع الحديث ، ووجود علماء اكابر يقولونه ، فجزاك الله خيرا و تقبل الله منا و منك .
ـــــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على
ليسانس تربية
قسم اللغة العربية
ـــــــــــــــــــــــ
شكوت إلى وكيع سوء حفظى = فأرشدنى إلى ترك المعاصى
و أخبرنى بأن العلم نور = و نور الله لا يهدى لعاصى
---
عدنان البحيصي
03-19-2006, 11:20 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب على طيب كلامك وحلو بيانك
شكر الله لك وغفر لنا ولك
---
عدنان البحيصي
10-02-2006, 05:50 PM
أحببت ان أنوه ان الحميراء يجوز لقبا لعائشة رضي الله عنها
بورك فيكم
---
(1/239)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طريقة تعامل الصحابة مع القرآن و السنة
---
طريقة تعامل الصحابة مع القرآن و السنة
---
أحمد بزوي الضاوي
09-27-2006, 12:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) ـ البقرة:32 ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .(1/240)
أما بعد ، فإن القرآن الكريم هو رسالة الله تعالى للبشرية كافة ، و من ثم فلا يمكن تحقيق التواصل مع الله تعالى ما لم نفقه مضمون هذه الرسالة ، يقول الحق سبحانه :( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) .فالرسالة ما لم نعرف مضمونها لا يمكن الوفاء بالتزاماتها ، فما لم نفسر القرآن الكريم بأن نقف على معانيه و مراداته ، لا يمكننا أن نتمثل تعاليمه السمحة في حياتنا العملية. وعليه فإننا نرى أن تفسير القرآن الكريم ضرورة تلجئنا إليها معرفة حكم الله تعالى في الواقع المعيش على مستوى الفرد و الأسرة و الدولة والدول في حال السلم و الحرب. وكونه من الفروض الكفائية لا يعفينا من معرفة ما لا يمكن أن تستقيم به دنيا نا و لا بما تصلح به آخرتنا . ومعلوم أنه كلما صحت العزائم و خلصت النوايا ، واستمد العون على الفتح و الفهم من الفتاح العليم ، كلما نشطت النفوس لتحصيل هذا العلم الشريف ، و كلما طبقنا ما عرفنا منه في حياتنا العملية كلما فتح الله لنا آفاقا جديدة من الفهم و التفقه : ( من عمل بما علم و رثه الله ما لم يعلم ) ذلكم هو علم الموهبة ، يمنحه الله من يشاء من عباده الصالحين المخلصين، فهناك العلم و نور العلم ، و ما يغير الله به الأحوال هو نور العلم . ولنستحضر دائما قوله تعالى : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:282)
و مدخل المنهج الصحيح للتعامل مع القرآن الكريم هو طريقة الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ والمتمثلة في النقط الثلاث التالية :
1- لا يعارض أحدهم القرآن و صحيح السنة بمعقوله ، و لا بذوقه ووجده و مكاشفته ، و إنما يجعلون القرآن أميرا يقتدى و يتبع على كل حال .(1/241)
2- لا يؤسس أحدهم دينا غير ماجاء به الرسول ، فقد كانوا رضي الله عنهم و أرضاهم معتصمين بالقرآن و السنة ، ليست لهم آراء و مواقف مسبقة ، و لامذاهب يؤمنون بها ثم يأتون إلى القرآن ليستمدوا منه الشرعية لهذه الآراء و المذاهب و المواقف .فمنهجهم في التعامل مع القرآن الكريم كان منهجا علميا يعتمد المنهج الاستنباطي فهم يقرؤون القرآن و السنة و يحاولون فهمهما من الدخيل فلا يفرضون عليهما لا المنهج و لا التصور .و لا يعتمدون المنهج الإسقاطي بحيث يقرؤون أفكارهم و معتقداتهم و أذواقهم و مواجدهم في القرآن الكريم ، و هو المنهج المعروف في مناهج تحليل الخطاب بأنه منهج غير علمي . و سبحان الله المغرضون عندما يتعاملون مع القرآن الكريم يصبح المنهج الإسقاطي هو المنهج العلمي، و عندما يتعاملون مع باقي النصوص يتبنون المنهج الاستنباطي باعتباره هو المنهج العلمي ، ومن ثم تتضح ازدواجية المعايير، ومبدأ الكيل بمكيالين .
3- كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا أراد أحدهم معرفة شيء من الدين أو الكلام فيه نظر في ما قاله الله تعالى و رسوله الكريم ، فكانوا رضوان الله عليهم من القرآن و السنة يتعلمون ، و بهما يتكلمون، و بهما يستدلون ، وفيهما ينظرون و يتفكرون .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/242)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > للتخلص من إشهارات البالتوك الفاضحة
---
للتخلص من إشهارات البالتوك الفاضحة
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 10:08 AM
لمستخدمي Windows XP /2000:
اذهب إلى القرص الصلب: C
افتح المجلد: Windows
ثم المجلد: System32
ثم المجلد: drivers
ثم المجلد: etc
ثم افتح الملف: hosts
بواسطة محرر النصوص نوت باد أو غيره ثم اذهب لآخر الملف وأضف هذين السطرين :
127.0.0.1 ad.yieldmanager.com
127.0.0.1 advertising.paltalk.com
ثم احفظ الملف وافتح البالتولك من جديد .
هذا بالنسبة للإشهارات أما النافذة الترحيبية التي بها صور للنساء فتلغى باتباع ما يلي:
في نافذة برنامج البالتالك الرئيسة اضغط على : setup
ثم : preferences
ثم: Misc
وأزل الإشارة من داخل المربع: Show welcome tab on startup
ثم اضغط: OK
والأفضل لإزالة المقطع المرئي الذي يظهر عند بدء تشغيل البرنامج في النافذة الرئيسة اتباع الخطوات التالية، وهي سهلة جدا:
- اذهب إلى القرص الصلب: C
- افتح المجلد : Program Files
- ثم افتح المجلد : Paltalk Messenger
- وستجد ملفا مرئيا باسم "welcome" احذفه
---
(1/243)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > كيف يعدى الفعل "رجع"
---
كيف يعدى الفعل "رجع"
---
محمد رحومة
07-17-2006, 04:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية للمشرفين والمشاركين فى هذا الملتقى
ورد الفعل "رجع" فى موضع لازم وفى موضع آخر متعدى، مع أنى لم أفهم كيف عدى الفعل فى قوله تعالى"إذ تمشي اختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى امك كي تقر عينها ولا تحزن .." سورة طه
فما هى القاعدة فى تعدية الفعل فى هذا الموضع؟
وجاء فى سياق آخر "فرددناك" فهل هذا يعنى ان هناك ترادف بين الفعلين؟
أرجو الأجابة من أهل الإختصاص وبارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
07-18-2006, 08:40 PM
مرحباً بكم أخي الكريم في هذا الملتقى العلمي ، ونسأل الله لك النفع والتوفيق والسداد .
فعل رَجَعَ كضَرَبَ رجوعاً بمعنى :عاد .
ورَجَعَهُ رَجْعاً : أعاده .
وهو فعلٌ لازمٌ ومتعدٍ كما تفضلتم أخي الكريم ، ويفرق بين الفعلين بالتصريف ، فمصدر اللازم الرجوع ، ومصدر المتعدي الرَّجْعُ .
قال في المصباح : يتعدى بنفسه في اللغة الفصحى ، وهذيل تعديه بالألف . أي أرجعَ كذا .
وقال أبو حيان في البحر المحيط : الرجوع إن لم يتعدَّ فهو بمعنى العَوْد ، وإن تعدى فهو بمعنى الإعادة ، وبعض النحويين يقول : إنه تضمن معنى (صار) فيصير من باب (كان) [البحر المحيط 1/75]
وقد ورد هذا الفعل في القرآن الكريم لازماً ومتعدياً .
فمن اللازم قوله تعالى :
- {ولمَّا رَجَعَ موسى إلى قَومه} .
- {لئن رجعنا إلى المدينة}.
- {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا}.
- {وسبعةٍ إذا رجعتم}.
- {ارجعي إلى ربك} .
ومن المتعدي قوله تعالى :
- {فإنْ رَجَعَكَ اللهُ إلى طائفة منهم}.
- {فرَجَعْنَاكَ إلى أمك}.
- {قال ربِّ ارجِعُونِ}.
- {فارْجِعِ البصرَ} .
- {فانظر ماذا يَرْجِعونَ}.
- {ولئن رُجِعْتُ إلى ربي}.(1/244)
وهناك حروفٌ من هذا الفعل - رَجَعَ - وردت في القرآن قرأها القراء لازمةً ومتعدية ، وأكتفي بمثال واحد منها ، وهو قوله تعالى :{وإلى الله ترجع الأمور} البقرة 210
قرأها ابن عامر وحمزة والكسائي {تَرْجِعُ الأُمورُ} لازماً حيث وقع .
وقرأ الباقون {تُرْجَعُ الأُمورُ} متعدياً .
وقد قرأ جميعُ القراء (فرجعناك) بتخفيف الجيم . وورد في مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه (فرددناك) .[تفسير القرطبي 11/197 ، فتح القدير للشوكاني 3/365] وهي قراءة تفسيرية من أبي رضي الله عنه ، وهي بمعناها . وفي التفسير يفسر الرَّجْعُ في الآية بالردِّ والعكس من باب التجوز كما هي العادة في تفسير المفردات اللغوية ، ولو دققت في معاني كل لفظة منهما لوجدت لها معاني دقيقة تفارق بها الأخرى فلا يكون هناك ترادف تام بينهما والله أعلم.
---
(1/245)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أين يباع كتاب : تعريف الدارسين بمناهج المفسرين للدكتور صلاح الخالدي
---
أين يباع كتاب : تعريف الدارسين بمناهج المفسرين للدكتور صلاح الخالدي
---
أبو صفوت
03-30-2006, 10:57 PM
أرجو دلالتي على المكتبة التي يتوفر يها هذا الكتاب : تعريف الدارسين بمناهج المفسرين للدكتور صلاح الخالدي
---
أبو صفوت
03-31-2006, 06:17 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
ابوخبيب
04-01-2006, 12:51 PM
الاخ العزيز
الكتاب متوفر في جميع مكتبات الاردن تقريبا
---
(1/246)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطيفة : قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : ( وأيا ما كان فعليه لعنة الله ).
---
لطيفة : قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : ( وأيا ما كان فعليه لعنة الله ).
---
المسيطير
02-08-2007, 08:44 PM
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عند قول الله تعالى :
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ) .
" وفرعون علم على كل من ملك مصر كافرا من العماليق وغيرهم
كما أن قيصر علم على كل من ملك الروم مع الشام كافرا
وكسرى لمن ملك الفرس
وتبع لمن ملك اليمن كافرا
والنجاشي لمن ملك الحبشة
وبطليموس لمن ملك الهند .
ويقال :
كان اسم فرعون الذي كان في زمن موسى عليه السلام الوليد بن مصعب بن الريان
وقيل :
مصعب بن الريان فكان من سلالة عمليق بن الأود بن إرم بن سام بن نوح
وكنيته : أبو مرة
وأصله : فارسي من اصطخر
وأيا ما كان فعليه لعنة الله ) أ.هـ.
---
أبو إبراهيم الحائلي
02-09-2007, 07:00 PM
ما أكثر لطائفك وأحسنها
فجزاك الله خيرا
---
فهد الوهبي
02-10-2007, 11:53 PM
جزاك الله خيراً وبارك فيكم
---
المسيطير
02-12-2007, 06:41 PM
الشيخ الكريم / أباإبراهيم الحائلي
الشيخ الفاضل / فهد الوهبي
جزاكما الله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفاه .
وأسأل الله تعالى أن يبارك لكما فيما تحبون .
---
أبو حازم الكناني
02-14-2007, 06:49 PM
الإخوة الكرام: اسمحوا لي بإضافة المعلومة التالية: وهي أن العرب كانوا يطلقون على
الِكبْر والتجبر : الفرعنة
قال ابن منظور:
"الفَرْعَنَةُ الكِبْرُ والتَّجَبُّر وفِرْعَوْنُ كل نَبِيٍّ مَلِكُ دَهْره قال القَطامِي وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحابِ مُوسَى
وغُرِّقَتِ الفَراعِنَةُ الكِفارُ الكِفارُ جمع كافر كصاحب وصحاب وفرعون الذي ذكره الله تعالى في كتابه(1/247)
من هذا وإِنما ترك صرفه في قول بعضهم لأَنه لا سَمِيَّ له كإِبليس فيمن أَخذه من أَبْلَسَ قال ابن سيده:
وعندي أَن فرعون هذا العَلَم أَعجميٌّ ولذلك لم يصرف الجوهري فرعون لقب الوليد بن مُصْعَبٍ مَلِكِ مصر
وكلُّ عاتٍ فِرْعَوْنٌ والعُتاةُ الفراعنة وقد تَفَرْعَنَ وهو ذو فَرْعَنَة أَي دَهاءٍ وتَكَبُّر وفي الحديث أَخَذَنا
فِرْعَوْنُ هذه الأُمة الأَزهري من الدُّرُوع الفِرْعَوْنِيَّةُ قال شمر هي منسوبة إِلى فِرْعَوْنِ موسى.
وقيل الفِرْعَوْنُ بلغة القِبْط التّمسَاح. قال ابن بري حكى ابن خالويه عن الفراء فُرْعُون بضم الفاء
لغة نادرة".
المصدر: لسان العرب 13/ 323. محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري/ طبعة دار صادر- بيروت/ الطبعة الأولى/ بدون تاريخ الطبعة.
بارك الله فيكم جميعاً
---
(1/248)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > محاولة شعرية ... رداً على منتقصي الصحابة رضي الله عنهم
---
محاولة شعرية ... رداً على منتقصي الصحابة رضي الله عنهم
---
سليل الاسلام
01-30-2005, 11:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كان في نيتي أن افرد مقالاً ارد فيه على من ينتقص من عرض رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وعلى من ينتقص من سنته أو احد أصحابه فوجدت ذلك يلزم عدة مقالات وقد تصل أو لا تصل للمنشود ... فأحببت أن أجمع عدة مواضيع تحت مقال واحد فلم أستطع سوى أن أجود بهذه القصيدة .... والله من وراء القصد
القصيدة الملعونة..........
بسم الله شعراً ضمته كتبي...وكل سليلِ إسلامٍ في تأهبِ
علمنا أن الرفض في تقرّب...لجهالنا فَهم أُولو النشبِ
يا عدوّ سنتي وخزت جنبي ... بقدح سنةٍ رواتها لك تنبي
بقول نبينا كريم النسبِ... وبفعله وبتقريره عن كثبِ
دوسيّنا وابن مسعود وأبيّ...رواةً تبشر بالعفو والغضب
كالغيث بات بأجواف السحبِ... وهم يحثّونه برياح الطلبِ
عليكما نيران فكري تلبي...نوازع حبي وغليلاً بقلبي
يا رافضياً من الولاء مسْبي ... ويا تلاوي قُل لبكرك فَلتتبي
وإلا فنارٌ من الله ستربّي ... كل عنيدٍ آبقٍ وراء غربي
وتُحرق أجفان كلّ طرفٍ غبي ... وتشوي جبينَ الخيانةِ والشنبِ
ومغرداً للخلائق خارج السرب...ليجذب إليه عشاقاً ذوو ضربي
أيُحقر الدين بزور وبكذب ... وترجو السلامةُ منه بالهربي
أجاب الغدر مهلاً خفف عتبي...ويا فكرةً للارهاب فارتقبي
وليس له ذاكَ والحبُّ سببي ... وأسألوا حرية العصرِ ماذنبي
شيطانةً أغوت الناس بالعَجَبي ... وحبُّ الدين حرزٌ من العطبي
فلا لحريةٍ من بيتٍ خربِ ... وإحذرأخيّ فلها لدغة عقربِ
ولذ من زيفها حثيثَ الهربِ ... كجذامٍ بل كجرثومةُ الجربِ
ورافضيٌ سعى قتلاً في حربي....وعداءه لخير الناس والصحبِ(1/249)
منتنةُ ريحه بخسةِ مذهبٍ....عالةٌ ويؤذي خالص الذهب
يفوح بجيفتهِ أجيراً للنّدبِ....إذاالرومُ ضُربت ناحَ فلتَضرِبي
لا تُسعده كل رامقةٍ بقطْبِ....يساكن نده بنارٍ ذات لهبِ
عن مهماتنا يبيتُ كالمغتربِ....نهرُه خئونٌ ويميل للنّضبِ
دَعَوْتُه لِيَدلوا بدلوهِ قُربي...فيرى أنه من أحقر مذهبِ
يسبّون أسيادَ كلّ العَربِ...وأمّنا الحميراء ذات النسبِ
عفيفةُ العرض شديدةُ الأدبِ...مربّيها نبينا وبلا كذبِ
إن صدهم منا طارف الشنبِ...فتقيةٌ إلى حين وقتٍ أنسب
متعتهم سرج وليُّهم للركْبِ...وعائش حرةً ونسائُهم للّعبِِ
دُور الدِّعارة بينهم تنبي...عن دينِ متعةٍ وخمرها للشربِ
اتّهموا عرض رسولٍ مقرّبِ...فبات عرضهم غايةً للسلبِ
من أنفسهم فالله لا يُرْبي...فساداً بل جزاءً للعطبِ
لحقدهم على الكرام النجبِ...وزعموا بسبهم جنّةُ ربي
بل نارٌ تجدّون لها بالطلبِ...أبوابٌ لدارِ الضيم والنصبِ
خذلتمو الحسين حلو المذهبِ...وتعلنونها بين بكاءٍ وطربِ
تعذّبون أنفسكم وبدون ذنبٍ...فزادكمُ الله جزاءَ الكذبِ
بدعة سلفٍ يجترّها من العقبِ...من خانه عقلهُ أسيرُ الرّهبِ
فيا ساعياً لأجل كل غربي....لا تجمع لأخراكَ زاد التعبِ
حتى الشرق بك أغرق مركبي....وامتطاك بصهوةٍ لك وشجبِ
فإن هبّت يوماً رياح غضبي...يسألها الرفض من أين تهبي
وعندها يلوّح لي بالذنب.... وبرائحةٍ لا يستسيغها شربي
ومن الثريّا تتساقط شهبي...وبحارُ العلمِ في قلة وجدبِ
فعلمنةٌ ورفضٌ سحقاً وربي...حان اللِّقا بسفاحٍ بعد قربِ
لردّ سنةٍ أعيت جميعَ النُّخبِ...قومها القساورةُ أهل الذبِّ
أما كفى يا متزلّفُ نصَبي...جولان والقدس بيد المُترقّبِ
وما حلّ ظلماً بسيناء النقبِ....وفي الأنبار طفل للُّغمِ يحبي
فدعك من أمّنا فخرَ العربِ...وفخر أمةٍ دينها هو نسبي
ولعرضكِ يا رافضةُ فانتدبِ...واحذري من كل إفكٍ مكذّبِ
بوحيٌ يتلى عن خير نبي...فيه براءةٌ فعيها واكتبي(1/250)
ولا تقربي عرضاً صانهُ ربي...ودعي القذفَ يا ساكنة القصبِ
---
عبدالرحمن الشهري
01-30-2005, 03:28 PM
اللهم اغفر لأخي الكريم سليل الإسلام ذنوبه ، واجزه خير الجزاء على غيرته على دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، ولا تؤاخذه يا رب بما صنع بعلم العروض ، وما أحدثت فيه قصيدته هذه من الرضوض !
أخي سليل الإسلام ! هذه القصيدة فهمت معناها العام ، لكن لا أدري على أي بحر من البحور نظمتها ؟ وكيف صبرت على نظمها ؟
---
عبدالرحمن السديس
01-31-2005, 01:23 AM
من بحر الخفيف الكامل الرجز * الوافر المتقارب الهزج
(مبتسم)
---
سليل الاسلام
01-31-2005, 02:26 PM
يا أخوان...
الظاهر اني طبيت في جزيرة بحر البحور ولا حسد...
أليست المعاني ذات قيمة ، والله لست شاعراً ولا أديباً ولكنني صيرت المعاني كألواح ترفعني في بحر لا يسبح فيه إلا بالعروض...
فهمت من ردودكم بأنكم تعلمون بعلم العروض ، لذا أرجو منكم توضيح الخلل في قصيدتي (خربطتي) بيتاً بيتاً ثم تنسبون كل بيت لبحره المفضل عندكم..
وبذلك يتمزق مجهودي المتواضع ثم يرمى كل جزء منه في بحر الظلمات....
في الحقيقة تحطيم وبالضربة القاضية ...فبعروضكم نسفتم المعاني العظيمة في الدفاع عن عرض رسول الله وسنته وأصحابه
وفي النهاية
إن أجري إلا على رب العالمين...
والسلام خير ختام
سليل الاسلام
---
عبدالرحمن الشهري
01-31-2005, 02:51 PM
أخي الحبيب سليل الإسلام لا تغضب علينا فنحن عرفنا قصدك ونيتك ، ولك أجر عظيم بإذن الله على ذلك . ولو قلتَ ما قلت فيها نثراً لما تعرضنا للعروض . لكن كما تعلم أن الشعر كما قال الحطيئة :
الشعر صعبٌ وطويل سُلَّمُهْ * إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمهْ
زلَّت به إلى الحضيض قدمه(1/251)
وما كتبته بارك الله فيك في مذهبتك هذه أفضل ألف مرة مما يكتبه دعاة الحداثة ، وأدعياء الأدب ، فبارك الله فيك ، وعلمنا وإياك ما ينفعنا ، ولا (تزعل) علينا ، فإنما قلنا ما قلنا حباً لك ، ومداعبة . وخيرها في غيرها إن شاء الله تكتب القصيدة القادمة وتبدع فيها أيما إبداع ، ونحن في انتظارها لنرى على أي البحور ستركب المرة القادمة ، ولو بدأت ببحر الرجز ، لكان خيراً لك إن شاء الله ، وقد قال شوقي قديماً رحمه الله عندما كتب أرجوزة بديعة :
ركبت بحراً ثائراً هو الرَّجَزْ= قد زعموه مركباً لمن عَجَزْ
يرون رأياً وأرى خلافهُ = الكأس لا تُجمل السُّلافة
وصدق شوقي رحمه الله ، فالكأس لا تجمل السلافة . والشاعر المبدع يبدع على كل البحور ، وغيره لو ركب المحيط ، ما جاء إلا بالخرابيط !
---
عبدالرحمن السديس
02-01-2005, 04:48 PM
الظاهر اني طبيت في جزيرة بحر البحور ولا حسد...
أخي الكريم أضحك الله سنك ..
حتى تكون القصيدة مستقيمة لا بد من تعلم :علم العروض والقافية .
وأنت سميتها (قصيدة ) فداعبناك بهذه الكلمات ..
وفقك الله .
---
سليل الاسلام
02-02-2005, 12:14 PM
لحظة..لحظة..أفهم من عبارة (خيرها في غيرها ) أن هذه الكلمات التي صنعتها لا تقرأ على الاطلاق ، وأن علي أن أقرئها في بيتي لوحدي وأقول يا رب ما نشرتها من أجل أمتي لأنني أخطأت في علم العروض ولا أعرفه ، وهي يارب في الدرج لحين أن أتعلم علمهم ...
وعلى شان خاطركم...
يصير العنوان (( القصيدة الملعونة....بفهم العقول المجنونة ))
وأحدهم قال لي أن كلمة الحميراء والتي نسبت لأمنا عائشة رضي الله عنها هي من حديث موضوع فغيرتها إلى أم المؤمنين...(1/252)
تعبت وأنا أحاول أغير الشطر الأول من كل بيت كي لا يتفق مع الشطر الثاني ولم أستطع إلا بحذف ((معاني مهمة ))في نظري فقمت بتعديل مع الكلمات لأقربها من الوزن اللفظي وليس الشعري لتكون سلسة في القراءة...وهذا تعديلي أرجو أن اكون قاربت للصواب
أما بعد...
كان في نيتي أن افرد مقالاً ارد فيه على من ينتقص من عرض رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وعلى من ينتقص من سنته أو احد أصحابه فوجدت ذلك يلزم عدة مقالات وقد تصل أو لا تصل للمنشود ... فأحببت أن أجمع عدة مواضيع تحت مقال واحد فلم أستطع سوى أن أجود بهذه الكلمات ....وأرجو العذر منكم على تسميتها قصيدة وكلي أمل أن تسبح بكم في (بحر أمتي) ... والله من وراء القصد
القصيدة الملعونة..........
بسم الله شعراً ضمته كتبي...وكل سليلِ إسلامٍ في تأهبِ
علمنا أن الرفض في تقرّب...لجهالنا فَهم أُولو النشبِ
يا عدوّ سنتي وخزت جنبي ... بقدح سنةٍ رواتها لك تنبي
بقول نبينا كريم النسبِ... وبفعله وتقريره عن كثبِ
دوسيّنا وابن مسعود وأبيّ...رواةً تبشر بالعفو والغضب
كالغيث بات بحواصل السحبِ... وهم يحثّونه برياح الطلبِ
عليكما نيران فكري تلبي...نوازع حبي وغليلاً بقلبي
يا رافضياً من الولاء مسْبي ... ويا تلاوي قُل لبكرك فَلتتبي
وإلا فنارٌ من الله ستربّي ... عنيداًآبقاً وراء غربي
وتُحرق أجفان الطرف الغبي ... وتشوي جبينَ الخيانةِ والشنبِ
ومغرداً للخلائق خارج السرب...ليجذب له عشاقاً ذوو ضربي
أيُحقر الدين بزور وكذب ... وترجو النجاة منه بالهربي
أجاب الغدر فلتخفف عتبي...ويا فكرةً للارهاب فارتقبي
وليس له ذاكَ والحبُّ سببي ... وأسأل حرية العصرِ ماذنبي
شيطانةً أغوت الكل بالعَجَبي ... وحبُّ الدين حرزٌ من العطبي
فلا لحريةٍ من بيتٍ خربِ ... وإحذرأخيّ فهي لدغة عقربِ
ولذ من زيفها حثيثَ الهربِ ... كجذامٍ بل كجرثومةُ الجربِ
ورافضيٌ سعى قتلاً في حربي....وعداءه لخير الناس والصحبِ(1/253)
منتنةُ ريحه بخسةِ مذهبٍ....عالةٌ ويؤذي خالص الذهب
يفوح بجيفتهِ أجيراً للنّدبِ....إذاالرومُ ضُربت ناحَ فلتَضرِبي
لا تُسعده كل رامقةٍ بقطْبِ....ويجازيها بنارٍ ذات لهبِ
عن مهماتنا يبيتُ كالمغتربِ....نهرُه خئونٌ ويميل للنّضبِ
دَعَوْتُه لِيَدلوا بدلوهِ قُربي...فيرى أنه من أحقر مذهبِ
يسبّون أسيادَ كلّ العَربِ...وأمّ المؤمنين ذات النسبِ
عفيفةُ العرض شديدةُ الأدبِ...مربّيها نبينا بلا كذبِ
إن صدهم منا طارف الشنبِ...فتقيةٌ إلى حين وقتٍ أنسب
متعتهم سرج وليُّهم للركْبِ...وعائش حرةً ونسائُهم للّعبِِ
دُور الدِّعارة بينهم تنبي...عن دينِ متعةٍ خمرها للشربِ
اتّهموا عرض رسولٍ مقرّبِ...فبات عرضهم غايةً للسلبِ
من أنفسهم فالله لا يُرْبي...فساداً بل جزاءً للعطبِ
لحقدهم على الكرام النجبِ...زعموا أنْ بسبهم جنّةُ ربي
بل نارٌ تجدّون لها بالطلبِ...أبوابٌ لدارِ الضيم والنصبِ
خذلتمو الحسين حلو المذهبِ...وتعلنونها بين بكاءٍ وطربِ
تعذّبون أنفسكم وبدون ذنبٍ...فزادكمُ الله جزاءَ الكذبِ
بدعة سلفٍ يجترّها من العقبِ...من خانه عقلهُ أسيرُ الرّهبِ
فيا ساعياً لأجل كل غربي....لا تجمع لأخراكَ زاد التعبِ
حتى الشرق بك أغرق مركبي....وامتطاك بصهوةٍ لك وشجبِ
فإن هبّت يوماً رياح غضبي...يسألها الرفض من أين تهبي
وعندها يلوّح لي بالذنب.... وبرائحةٍ لا يستسيغها شربي
ومن الثريّا تتساقط شهبي...وبحارُ العلمِ في قلة وجدبِ
فعلمنةٌ ورفضٌ سحقاً وربي...حان اللِّقا بسفاحٍ بعد قربِ
لردّ سنةٍ أعيت جميعَ النُّخبِ...قومها القساورةُ أهل الذبِّ
أما كفى يا متزلّفُ نصَبي...جولان والقدس بيد المُترقّبِ
وما حلّ ظلماً بسيناء النقبِ....وفي الأنبار طفل للُّغمِ يحبي
فدعك من أمّنا فخرَ العربِ...وفخر أمةٍ دينها هو نسبي
ولعرضكِ يا رافضةُ فانتدبِ...واحذري من كل إفكٍ مكذّبِ
بوحيٌ يتلى عن خير نبي...فيه براءةٌ فعِيها واكتبي(1/254)
ولا تقربي عرضاً صانهُ ربي...ودعي القذفَ يا ساكنة القصبِ
أخواني أطلب منكم محاولة تغيير وزن بعض الأبيات لأرى هل سيختل المعنى أم لا ، وإذا رأيتم أنها مقبوله شعريا ولو بتقدير جيد أو مقبول...فاطلب منكم الاعتذار في الحال عن ما بدر منكما من ترحيب بمشاركة الزوار وتسمية أقرب بحر سبحت فيه لأرسو على بر الأمان ...
وإن لم يكن في المستطاع نسبة هذه الكلمات لأي بحر ولو بتقدير ضعيف فسموا هذا البحر مجازا ( بحر المعاني ) ولن أقول لها القصيدة حتى يتم ردكم علي بما أطلب ( مبتسم ) ، وإن كانت من بحر أمتي فأرجو منكم تثبيت الموضوع حتى يعلم الجميع أننا أمة قلوبها على ألسنتها...
ولكم تحياتي...
سليل الاسلام
---
أبومجاهدالعبيدي
02-02-2005, 01:52 PM
يا أخي سليل الإسلام :
إذا كنت لا تحسن نظم الشعر ، ولا تجيد معرفة علم العروض فالأفضل أن تكتب الموضوع بطريقة أخرى
وقد قيل :
إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
والأمر يا أخي يسير
ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ...
هب أنه قرأ قصيدتك تلك رجل حاقد وهو عالم بالشعر ونظمه ...فماذا سيقول ؟!
أرجو أن نجتهد في نشر مبادئنا وعقيدتنا بما نحسن ... فقيمة كل امرئ ما يحسنه ...
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ...
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 01:24 AM
بارك الله فيك أخي سليل الإسلام على حسن خلقك ، وسعة صدرك ، وكما قال أخي أبو مجاهد الأمر فيه سعة ، والشعر ضيق ، وليس شرطاً في معانيك أن تكون شعراً ، بل نثرك أفضل ، وأما ما قمت به من (السمكرة) فلم تفلح في إصلاح الخلل ، وإنما نقلته من بحر (الهجيني) إلى بحر (أبو خطوة).
---
سليل الاسلام
02-04-2005, 06:27 PM
أخي // أبو مجاهد
معاك حق ، ولكن الشعر مختصر بشكل أكبر لذا فلتعد لباية كلامي قبل ذكر هذه الكلمات لترى أنني أحاول أن أجمع عدة مواضيع في أبيات شعرية لتختصر علي ما قد أسرده نثراً أو مقالاً....
أستاذنا // عبدالرحمن الشهري...(1/255)
كان الأولى أن تخبرني قبل أن تغير عنوان موضوعي ، ومعنى ذلك أنها ليست عندك قصيدة !!
أخي ، لي تساؤل وهو مارأيك بهذه الكلمات ؟؟ وهي لأي بحر أقرب ؟؟ وهل الأجدى أن تصبح نثراً ، مثلاً أضعها خلف بعض شطر ورى شطر إلى أن ينتهي سطر ثم هكذا لتكون نثراً أم ماذا؟؟
أخواني ... هذا جهد المقل ، فأرجو منكم إحالتي على مواقع لعلم العروض وتعليمها وهذه هدية لكم وجدتها بالصدفة...
أشقانيَ البحر البسيط.. .. وهالني ما أسمعه !!
والعقل منه مستشيط ... .. ما عاد للصبر سعه!!
أراه مغرورٌ سليط... ...ينقُ نقّ الضفدعه!!!
لالا تقل أني عبيط .. ...ولا تقل لي إمّعه!!
ما دمت بالبحر محيط. ...فاشرح..ومنْك المنفعه!!
والسلام خير ختام
سليل الاسلام
---
فهد الناصر
02-04-2005, 08:36 PM
الأخ سليل الإسلام.... شكراً لك على هذه المشاركة .
تجد هنا موقعاً متخصصاً في تعليم العروض
http://www.arood.com/vb/index.php
بالنسبة لما كتبته أخي سليل الإسلام فهو لا ينتمي لأي بحر من بحور الشعر المعروفة ، حاولت جاهداً أن ألتمس له أي بحر فضاقت البحور به ، وكلام الأخ عبدالرحمن الشهري صحيح ، ولا تحزن من هذا كما تفضل الأخ أبو مجاهد فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها . أنت تريد تكون شاعراً بالغصب ! هذا لا يمكن. أنا مثلك درست لغة عربية ، وحاولت أكتب الشعر لكن فشلت ، وضحك علي الناس ، فتركته مع تخصصي في اللغة ومعرفتي بعلم العروض. ولكن لنا أسوة في الأصمعي فقد كان عالماً بالشعر ، ولكنه لم يستطع كتابته كما ينبغي ، بل نسبت له أبيات ضعيفة لا تليق به.
تحياتي لكم جميعاً ولأريحيتكم وأدبكم .
---
سليل الاسلام
02-05-2005, 08:43 AM
الاستاذ // فهد الناصر
أشكرك على الموقع المفيد ، قرأت فيه قليلاً فشعرت وكأني مصاب (بمتلازمة داون) وأول مرة أحس إني أتعتع في القراءة ، لا أعلم أهو علم فوق المستطاع أم أن التقطيعات كانت سبباً في ذلك...(1/256)
سأحاول تعلم العروض فلدي قصيدة قادمة ولن أسبح هذه المرة في بحور العروض بل سألتقط الكنوز من على قاربي وفوق بحر تقربني منه أمواجه فأخوضه دون خوف من أصحاب العروض والعلم نور...
يا أستاذي العزيز...
لو أردت أن أكون شاعراً لقلت أي معاني وجعلتها على وزن بحر من بحور الشعر ، ولكن كلماتي نظمتها على علم (الأعراض) والغيرة عليها وهي موزونه على البحر (الهائج) والذي ماجت به دماء قلب يغلي على مصائب المسلمين...
هل تعلم أو قرأت...
لا تقل قد ذهبت أربابه....كل من سار على الدرب وصل
في إزدياد العلم إرغام العدى...وجمال العلم إصلاح العمل
وقبل ذلك إصلاح النية ، ولي تساؤل هل بعد هذه المعاني والتي أراها صادقة (ولا أزكي نفسي)وتحكي واقعاً معاشاً تستنتج أنها محاولة تعلم الشعر فقط ؟؟
صدقني كتبتها بهذه الطريقة لعلمي بجاذبية الشعر عند الناس وذلك كي تصل محبة الرسول وصحبه وأتباعه لشغاف قلوبهم وإن أخطأت
الطريقة فذلك لا يعني خطأ المضمون وأنه لا ينفع وقد يكون عند الله أعظم من بحوركم المقيدة لكل مفيد ...
وذلك لأن علم العروض ليس أهم من الدفاع عن (الأعراض)...
سأواصل لكن بما يروق لكم وعلى علم العروض إن شاء الله وسأحفظ قصيدتي هذه والتي بحرها يهيج في دمائي وافتخر بها كونها للدفاع عن عرض خير البشر صلى الله عليه وسلم ، ولن أتراجع عن وزنها أبدا فإما أن تجدون لها بحرا تعيش فيه أو هجرت بحوركم ووضعتها في بحر يسوده قبول الجديد ولن أقبل أن تصبح كلماتي ميتةً ويحل هضمها لمجرد خروجها من البحور المعروفة...
في النهاية أشكركم جميعاً الأستاذ// عبدالرحمن الشهري والأخ//عبدالرحمن السديس والأخ // أبو مجاهد والأستاذ //فهد الناصر ومقدرتفاعلكم بخصوص العروض وقد استفدت منكم ولن اجحد ذلك ، ووضعتموني في بداية الطريق بعد أن كانت قدمي الأخرى خارجه ،،فجزاكم الله عني خيراً
ورأيي أن علم الشريعة والدفاع عن أهلها أهم من الخوض في الشعر نفسه..!!(1/257)
وفي النهاية ...لا يليق منكم إلا العدل...فأين مضمون كلماتي عن نقاشكم هذا ...؟؟
قال تعالى : ( إعدلوا هو أقرب للتقوى)..الآية...
والسلام خير ختام
سليل الاسلام
---
عبدالرحمن الشهري
02-05-2005, 09:05 AM
أخي الحبيب سليل الإسلام حفظك الله ورعاك . أنت في نثرك أشعر وأبلغ وفقك الله . وأسأل الله أن يوفقك وأن يكتب غيرتك على دينه في ميزان حسناتك ، فمعذرة فقد ذهب بنا الحديث عن وزن الشعر بعيداً عن المضمون ، وهذا صحيح. وما تفضلت به لا مزيد عليه ، ونسأل الله أن ينتقم ممن يلغ في أعراض الصحابة وأمهات المؤمنين . ولكن لا عليك ! (إن الله مع الذين اتقوا ) . وأولئك فئة أعمى الله بصيرتها عن الحق ، وأضلها على علم ، ومن يضلل الله فما له من هاد. وهم يعملون ويبذلون ويمكرون . والله غالب على أمره ، ودين الله منصور شاءوا أم أبوا ، وشئنا أم أبينا حتى نحن المسلمين .
وفقك الله ، ونضر وجهك وجزاك خيراُ. وأسعدني رغبتك في تعلم العروض ، ولا تضق به ذرعاً كما ضاق الذين لا يعلمون ، فجاءوا بما أضحك الثكالى من الكلام.
---
سليل الاسلام
02-05-2005, 11:16 AM
الأخ/ عبدالرحمن الشهري
ترى أحياناً الخطأ في الشئ يساعد على التحاور مع طلاب العلم أمثالكم ولا زلتم كذلك ، وأسعدتني مداخلاتكم جميعاً سواء على سبيل الدعابة أو التوجيه ،، وأنا صدقني لا أريد شكر على ما أقدمه لوجه الله ....
إن أجري إلا على رب العالمين...
إخواني...
سعدت وتشرفت بصحبتكم هذه الأيام ، فسددكم الله ، وجزاكم الله خيرا
ولكم السلام ... من سليل الاسلام ... الغريق في بحر الأوهام
---
(1/258)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قراءة الإمام حمزة الزيات رحمه الله. لماذا كره القراءة بها بعض أهل العلم ؟!
---
قراءة الإمام حمزة الزيات رحمه الله. لماذا كره القراءة بها بعض أهل العلم ؟!
---
ناصر بن عبدالله الدرعاني
10-20-2003, 06:12 AM
قراءة حمزة.. لماذا كره القراءة بها بعض أهل العلم ؟!
---
أبو خالد السلمي
10-20-2003, 09:36 AM
قد تستفيد من هذا الرابط في ملتقى أهل الحديث:
لماذا كره أحمد القراءة بهذه القراءة السبعية - للأخ صلاح (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=10170) .
---
عبدالرحمن الشهري
12-08-2003, 06:14 AM
أخي الكريم الشيخ أبا خالد السلمي سلمه الله وحفظه
شكر الله لك تفصيلك حول سؤال الأخ الكريم في تعليل كراهة الإمام أحمد لقراءة الإمام المقرئ حمزة بن حبيب بن عمارة الكوفي (ت156هـ) رحمه الله .
وأحب أن أضيف إلى ما تفضلتم به - مشكورين مأجورين - أن الإمام أبا بكر بن مجاهد (324هـ) قد برأ حمزة مما حكي عنه من الأوجه المستبشعة ، وأنه كان ينهى عن الإفراط ويأمر بالتوسط في القراءة. وكان يكره التكلف الذي عاب بعضهم قراءته به مما أشرتم إليه في حديثكم.
وقد عزا ابن الجزري رحمه الله الأوجه المستبشعة التي نقلت عن حمزة إلى الرواة الذين أخذوا عنه ، وهو رحمه الله كان ينهاهم عن ذلك . وقد قال عبدالله بن صالح العجلي : قرأ أخ لي أكبر مني على حمزة ، فجعل يمد- أي يبالغ فيه ، فقال له حمزة : لا تفعل ، أما علمت أن ما كان فوق الجعودة فهو قَطَط ، وما كان فوق البياض فهو برص ، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة ؟!!(1/259)
يقول ابن الجزري في ترجمة حمزة من غاية النهاية 1/261 :(وأما ما ذكره عن عبدالله بن إدريس وأحمد بن حنبل من كراهة قراءة حمزة ، فإن ذلك محمول على قراءة من سمعا منه ناقلاً عن حمزة ، وما آفة الأخبار إلا رواتها ! وقد كان حمزة يكره هذا التكلف والإفراط ، وينهى عنه).
وقد ذكر تلميذ الإمام حمزة وهو محمد بن الهيثم النخعي الكوفي رحمه الله أنه صلى خلف شيخه حمزة صلاة جهرية فكان لا يمد في الصلاة ذلك المد الشديد ، ولا يهمز الهمز الشديد. تجد ذلك في ترجمته في غاية النهاية لابن الجزري 2/274 فهذا يدلك أن تلميذه كان يعرف ما ينقل عن حمزة من أنه يبالغ في المد والهمز ، فأراد أن يبرأه من هذه المقولة.
وفي الختام أعتذر أخي الكريم أبا خالد السلمي عن هذا التطفل مني بين يديكم ، ولكن أحببت المشاركة ، وأطلب الفائدة والتقويم فحسب ، وفقكم الله لكل خير.
---
عبدالرحمن الشهري
01-11-2004, 06:57 AM
وتتميماً للفائدة إن شاء الله حول هذه المسألة . أحببت أن أذكر رأي ابن قتيبة رحمه الله في قراءة حمزة. وأرجو أن يكون مفتاحاً لحوار هادئ ، ونقاش نافع ، وألا يتخذه بعض من يحبون الإثارة والشغب نافذة للخروج عن جادة الحديث في هذه المسألة العلمية.
وهذا الرأي مشهور عن ابن قتيبة رحمه الله (276هـ) قاله في كتابه النفيس (تأويل مشكل القرآن) ص58-61 بعد أن تعرض للحن اللاحنين من القراء المتأخرين ، وأن لحنهم في القراءة ليس بمستغرب لأنه قل أن يسلم أحد من اللحن والخطأ ، غير أن لحنهم وخطأهم لا يكون حجة على كتاب الله :
(ثم خلف قوم من بعد من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ، ولا علم التكلف ، فهفوا في كثير من الحروف وزلوا وقرأوا بالشاذ وأخلّوا.
منهم رجلٌ - يعني حمزة الزيات المقرئ رحمه الله - ستر الله عليه عند العوام بالصلاح ، وقربه من القلوب الدينُ.(1/260)
لم أر فيمن تتبعت وجوه قراءته أكثر تخليطاً ، ولا أشد اضطراباً منه ، لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره ، ثم يؤصل أصلاً ويخالف إلى غيره لغير ما عِلَّةٍ . ويختار في كثير من الحروف ما لامخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة.
هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز ، بإفراطه في المد والهمز والإشباع ، وإفحاشه في الإضجاع والإدغام ، وحمله المتعلمين على المركب الصعب ، وتعسيره على الأمة ما يسره الله ، وتضييقه ما فسحه.
ومن العجب أنه يُقرئ الناس بهذه المذاهب ، ويكره الصلاة بها ! ففي أي موضع تستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لا تجوز بها ؟!
وكان ابن عيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه ، أو ائتم بقراءته أن يعيد ، ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث وأحمد بن حنبل.
وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقهم ، وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها ، وطول اختلاف المتعلم إلى المقرئ فيها ، فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتاب عشراً ، وفي مائة آية شهراً ، وفي السبع الطوال حولا ، ورأوه عند قراءته مائل الشدقين ، دارَّ الوريدين ، راشح الجبينين توهموا أن ذلك لفضيلة في القراءة وحذق بها.
وليس هكذا كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا خيار السلف ولا التابعين ، ولا القراء العالمين ، بل كانت قراءتهم سهلة رَسْلةً ، وهكذا نختار لقراء القرآن في أورادهم ومحاريبهم ، فأما الغلام الريض والمستأنف للتعلم ، فنختار له أن يؤخذ بالتحقيق عليه ، من غير إفحاش في مد أو همز أو إدغام ، لأن في ذلك تذليلاً للسان ، وإطلاقاً من الحبسة ، وحلاً للعقدة).
ثم أخذ في سرد أمثلة كثيرة لما وقع فيه بعض القراء من الغلط والوهم.
وفيما نقلته آنفاً عن ابن قتيبة رحمه الله مسائل :(1/261)
الأولى: أنني لم أورد ما أوردته موافقة لرأي ابن قتيبة ، أو مخالفة له ، وإنما أوردته من باب اكتمال صورة المسألة لدى طالب العلم عند علماء السلف. ورغبة في الاستفادة من علم أهل الشأن ممن يشاركنا في هذا الملتقى العلمي الكريم كمشايخنا الفضلاء الدكتور محمد الشايع والدكتور إبراهيم الدوسري والدكتور مساعد الطيار والشيخ الفاضل وليد السلمي والدكتور أمين الشنقيطي وغيرهم من أهل الفضل والعلم.
الثانية: أن ابن قتيبة ذكر أن حمزة كان يكره الصلاة بقراءته التي يعلمها الناس ، ولست أدري مدى صحة هذا مع ثقتي بنقل ابن قتيبة وصدقه ، وربما يستأنس لنقل ابن قتيبة هذا بما تقدم في المشاركة السابقة من قول تلميذ الإمام حمزة وهو محمد بن الهيثم النخعي الكوفي رحمه الله أنه صلى خلف شيخه حمزة صلاة جهرية فكان لا يمد في الصلاة ذلك المد الشديد ، ولا يهمز الهمز الشديد. فلعل هذا يؤيد ما ذكره ابن قتيبة مع تحفظي عليه ! لأن سفيان الثوري شهد لحمزة بأنه ما قرأ حرفاً إلا بأثر. وقد ذكر الذهبي رحمه الله في ميزان الاعتدال أن الإجماع قد انعقد بأخرة على تلقي قراءة حمزة بالقبول ، والإنكار على من تكلم فيها ، فقد كان من بعض السلف في الصدر الأول فيها مقال. وقد استغرب السيد أحمد صقر رحمه الله من دعوى الإجماع التي ذكرها الذهبي ، ومن قول الثوري في تزكية قراءة حمزة ، واستغرب سكوت الذهبي عما قاله فيه السلف كيزيد بن هارون وعبدالرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وعبدالله بن إدريس الأودي وأبو بكر بن عياش ، وابن دريد ، وحماد بن زيد ، والأزدي والساجي.(1/262)
الثالثة:أن ابن مطرف الكناني في كتابه (القرطين) الذي جمع فيه بين كتابي ابن قتيبة (تأويل مشكل القرآن) و(غريب القرآن) قد تصرف وحذف ما ذكره ابن قتيبة عن حمزة إلى آخر الباب ، وقال أنه حذفه (لما فيه من الطعن على حمزة ، وكان أورع أهل زمانه ، مع خلو باقي الباب من الفائدة). وقد علق عليه السيد أحمد صقر فقال :(وهو قول يدل على عصبية مضلة ، وغفلة عن قيمة الحقائق العلمية ...الخ).
الرابعة:أنني لم أر ابن الجزري رحمه الله قد تعرض للمؤاخذات التي ذكرها ابن قتيبة ولا الذهبي على قراءة حمزة رحمه الله ، حيث علق الذهبي على قول أبي بكر بن عياش إن قراءة حمزة بدعة بقوله :(يريد ما فيها من المد المفرط ، والسكت ، وتغيير الهمز في الوقف والإمالة وغير ذلك) واكتفى ابن الجزري بعزوه كراهية بعض الناس لقراءة حمزة إلى الرواة الذين نقلوا عنه بعض الأوجه المستبشعة ، وحمزة رحمه الله كان ينهاهم عن ذلك. فما أدري ما تعليق العلماء الكرام المتخصصين معنا في ملتقى أهل التفسير في هذا الرأي الذي ذهب إليه ابن قتيبة والذي ذهب إليه ابن الجزري حول قراءة حمزة ؟
آمل أن أقرأ نقاشاً جاداً نافعاً لما تم نقله عن ابن قتيبة ، مع التجاوز عن بعض عباراته في وصف ما يعانيه من يتعلم قراءة حمزة ونحوها من العبارات الخارجة عن محل الحديث. وفقكم الله لما يحب ويرضى.
---
راجي رحمة ربه
01-11-2004, 08:05 AM
وما ضر حمزة إن لم تعجب قراءته ابن قتيبة، فهشام لم تعجب قراءته سيدنا عمر من قبل، فليست العبرة من تعجبه ومن لا تعجبه، لكن العبرة بصحة السند لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.(1/263)
فلما احتكما لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رضخا للحق، وهكذا الظن بابن قتيبة أو غيره من علماء المسلمين إن صح السند انقطع النقاش وحصل التسليم والإيمان، وقد يعذر المرء قبل ذلك، أما اليوم وقد انعقد الإجماع على صحتها عند جمهور علماء المسلمين فكل ما في الكتب صار تاريخا لا يؤبه به ولا بمن يتمسك به.
كما أننا لا نعرف بالضبط الأحرف التي أنكرها ابن قتيبة هل هي نفس ما نقرأ به لحمزة اليوم
ثم أنه قد يكون كره ما كره الإمام أحمد مما حقق العلماء عدم صحة نسبته لحمزة رحمه الله تعالى.
والله تعالى أعلم.
---
(1/264)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدكتور الجكني أين أنتم
---
الدكتور الجكني أين أنتم
---
أبو الجود
02-02-2007, 07:21 PM
الدكتور الجكني الشنقيطي صاحب مقالات متميزة وردود رزينه ولكنه غاب عنا من مدة أسأل الله أن يكون بأحسن حال
حال وأن ييسر الله له كل خير
---
محمود الشنقيطي
02-02-2007, 10:01 PM
أبشركم شيخنا حفظه الله بخير وعافية لكن ربما لم يجد في الأيام الماضية فرصة للإتحاف بجديده المفيد..
---
(1/265)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حادي الأرواح لابن القيم كتاب الكتروني رائع
---
حادي الأرواح لابن القيم كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
08-08-2006, 11:50 AM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
حادي الأرْواح
إلى بلاد الأفراح
محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله
(ابن القيم الجوزية)
الكتروني رائع
حجم البرنامج 712 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/a2f4963a33.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/e0fea90d19.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/5f09d51875.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Hadyelarwah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=278672
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
الطيب وشنان
08-09-2006, 11:11 AM
جزاك الله خيرا
---
(1/266)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما السر في ذلك؟
---
ما السر في ذلك؟
---
أم الزبير
04-21-2006, 01:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله ....
قال تعالى في سورة النور آيه<33>(وليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمنكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وءاتوهم من مال الله الذي ءاتكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا.....)
جاء الحديث في الآيه عن حفظ الأعراض وعدم إكراه الفتيات على البغاء متصل مع بعضه البعض ,, ولكن في وسط الآيه جاء الحديث عن المكاتبه وهي خارج المعنى,,, فما السر في ذلك؟
جزاكم الله خيرا....
---
أبو فاطمة الأزهري
04-21-2006, 08:39 PM
قال البقاعي في نظم الدرر: ولما كان من جملة الموانع ـ قلت: يقصد : موانع النكاح ـ كما تقدم خوف الرق على الولد لمن له من الرقيق همة علية ، ونفس أبية ، أتبعه قوله : { والذين يبتغون } أي يطلبون طلباً عازماً { الكتاب } أي المكاتبة { مما ملكت أيمانكم } ذكراً كان أو أنثى؛ وعبر ب « ما » إشارة إلى ما في الرقيق من النقص { فكاتبوهم } أي ندباً لأنه معاوضة تتضمن الإرفاق على ما يؤدونه إليكم منجماً ، فإذا أدوه عتقوا { إن علمتم فيهم خيراً } أي تصرفاً صالحاً في دينهم ودنياهم لئلا يفسد حالهم بعد الاستقلال بأنفسهم؛ ....... .{ وءاتوهم } وجوباً إذا أدوا إليكم { من مال الله } أي الذي عم كل شيء بنعمته ، لأنه الملك العظم { الذي آتاكم } ولو بحط شيء من مال الكتابة .(1/267)
ولما أمر سبحانه بالجود في أمر الرقيق تارة بالنفس ، وتارة بالمال ، نهاهم عما ينافيه فقال : { ولا تكرهوا فتياتكم } أي إماءكم ، ولعله عبر بلفظ الفتوة هزاً لهم إلى معالي الأخلاق ، وتخجيلاً من طلب الفتوة من أمة { على البغاء } أي الزنى لتأخذوا منهن مما يأخذنه من ذلك .
ولما كان الإكراه على الزنى لا يصح إلا عند العفة ، وكان ذلك نادراً من أمة ، قال : { إن } بأداة الشك { أردن تحصناً } وفي ذلك زيادة تقبيح للإكراه على هذا الفعل حيث كانت النساء مطلقاً يتعففن عنه مع أنهن مجبولات على حبه ، فكيف إذا لم يمنعهن مانع خوف أو حياء كالإماء ، فكيف إذا أذن لهن فيه . فكيف إذا ألجئن إليه ، وأشار بصيغة التفعل وذكر الإرادة إلى أن ذلك لا يكون إلا عن عفة بالغة ، وزاد في تصوير التقبيح بذكر علة التزام هذا العار في قوله : { لتبتغوا } أي تطلبوا طلباً حثيثاً فيه رغبة قوية بإكراههن على الفعل الفاحش { عرض الحياة الدنيا } فإن العرض متحقق فيه الزوال ، والدنيا مشتقة من الدناءة .
ولما نهى سبحانه عن الإكراه ، رغب الموالي في التوبة عند المخالفة فيه فقال : { ومن يكرههن } دون أن يقول : وإن أكرهن ، وعبر بالمضارع إعلاماً بأن يقبل التوبة ممن خالف بعد نزول الآية ، وعبر بالاسم العلم في قوله : { فإن الله } إعلاماً بأن الجلال غير مؤيس من الرحمة ، ولعله عبر بلفظ « بعد » إشارة إلى العفو عن الميل إلى ذلك الفعل عند مواقعته إن رجعت إلى الكراهة بعده ، فإن النفس لا تملك بغضه حينئذ ، فقال : { من بعد إكراههن غفور } أي لهن وللموالي ، يستر ذلك الذنب إن تابوا { رحيم* } بالتوفيق للصنفين إلى ما يرضيه . ا.هـ قلت لكن تفسيره الرحمة بالتوفيق فيه نظر كما هو معلوم من معتقد أهل السنة والجماعة والله أعلم
---
(1/268)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اختلاف النظراء
---
اختلاف النظراء
---
أبو حذيفة
10-09-2006, 12:14 AM
قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي ، ناظرته في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال : يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة .قال الذهبي : هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه ، فما زال النظراء يختلفون
---
منصور مهران
10-09-2006, 03:29 AM
علقت بالذاكرة كلمة قالها أبو حيان التوحيدي في بعض كتبه ، قال : النظراء والأكفاء يكفي بينهم أن يكون الجواب كالابتداء ، والآخر كالأول .
وكان يُقال : مكاتبة النظراء تحتمل كل شيء على حسب المودة .
---
الجكني
10-09-2006, 03:37 AM
وتعجبني كلمة قالها أحد الدكاترة -سوداني-المتعاقدين لعميد إحدى الكليات في اجتماع تربوي :"نحن شركاء لا أجراء"
---
مروان الظفيري
10-09-2006, 06:32 AM
قال ابن قدامة رحمه الله في مقدمة كتابه المغني : ( أما بعد . . . فإن الله برحمته وطوله جعل سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام مهد بهم قواعد الإسلام وأوضح بهم مشكلات الأحكام : اتفاقهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة ) .
وقال الإمام الحجة القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم : ( لقد نفع الله باختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أعمالهم ، لا يعمل العامل بعمل رجل منهم إلا رأى أنه في سعة، ورأى أن خيراً منه قد عمل عمله ) جامع بيان العلم وفضله 80/4
وذكر ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله : ( أن عمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد اجتمعا فجعلا يتذكران الحديث فجعل عمر يجيء بالشيء مخالفاً فيه القاسم ، وجعل ذلك يشقُّ على القاسم حتى تبين فيه فقال له عمر : لا تفعل فما يسرني أن لي باختلافهم حمر النعم ) جامع بيان العلم وفضله 80/2(1/269)
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( أن رجلاً صنف كتاباً في الاختلاف فقال أحمد : لا تُسمِّه كتاب الاختلاف ، ولكن سمه كتاب السعة ) . الفتاوى 79/30
---
(1/270)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > .. تعال بنا نؤمنُ ساعة ، مع هذهِ الآياتِ من سورةِ الحاقَّة ..
---
.. تعال بنا نؤمنُ ساعة ، مع هذهِ الآياتِ من سورةِ الحاقَّة ..
---
السلفية الأثرية
02-15-2007, 06:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أنسٍ رضي الله عنه قال : كان ابن رواحة إذا لقي الرجلَ من أصحابه يقول : تعال نؤمن ساعة . وقال صلى الله عليه وسلّم : ( رحم الله ابنَ رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة) .
.
.
فتعالوا بنا نبحرُ في آياتٍ من سورة الحاقة ؛ لعلنا نزدادُ إيماناً وتُقى .. لعلنا تدمع أعيننا من خشيةِ ربنا ؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم : (حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله ) رواه الإمام أحمد بإسنادٍ صحيح .
قال سيد قطب عن سورة الحاقة : " هذه سورة هائلة رهيبة ; قلَّ أن يتلقاها الحس إلا بهزة عميقة ; وهي منذ افتتاحها إلى ختامها تقرع هذا الحس , وتطالعه بالهول القاصم , والجد الصارم , والمشهد تلو المشهد ... " .
والآن مع الآيات :
قال عزّ وجل : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكّتَا دَكّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقّتِ السّمَآءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَىَ أَرْجَآئِهَآ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىَ مِنكُمْ خَافِيَةٌ }
الآيات بصوت القارئ : أحمد سعيد
للاستماع :http://www.u11p.com/folder2/U11P_QtVSeqa8D7.rm
للتحميل :http://www.u11p.com/folder2/U11P_hFZXDSYVa.zip
-------------------
أولاً / إعراب الآيات :
فإذا : فـ : استئنافية . إذا : ظرف لما يُستقبل من الزمن ، متضمن معنى الشرط ، متعلق بـ (وقعت) .(1/271)
نُفخَ : فعل ماضٍ مبني للمجهول ، مبني على الفتح .
في الصور : في : حرف جر . الصور : اسم مجرور بفي ، وعلامة جره الكسرة . وهما متعلقان بـ (نُفِخَ) .
نفخةٌ : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
واحدة : صفة مرفوعة وعلامة رفعها الضمة .
وحُملت : و : عاطفة . حُملت : فعل مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث .
الأرض : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
والجبال : و : عاطفة . الجبال : معطوف على الأرض مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة .
فدُكتا : فـ : عاطفة . دُكتا : فعل مبني للمجهول مفتوح ، والتاء للتأنيث ، والألف نائب فاعل .
دكةً : مفعول مطلق منصوب .
واحدة : نعت لـ ( دكة ) منصوب .
فيومئذٍ : فـ : رابطة بين الشرط ( فإذا نُفخَ ) وجوابه ( فيومئذٍ وقعت الواقعة ) . يومئذ : ظرف أضيف إلى مثلهِ ، مفتوح ، في محل نصب .
وقعت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث .
الواقعة : فاعل مرفوع بالضمة .
وانشقت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث .
السماء : فاعل مرفوع بالضمة .
فهي : فـ : عاطفة . هي : ضمير منفصل مفتوح ، في محل رفع مبتدأ .
يومئذ : ظرف زمان مضاف إلى مثله ، متعلق بـ (واهية) .
واهية : خبر (هي) ، مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
والمَلَك : و : عاطفة أو حالية . المَلَك : مبتدأ .
على أرجائها : شبه جملة من الجار والمجرور ، في محل رفع خبر .
ويحمل : و : عاطفة . يحمل : فعل مضارع مرفوع .
عرش : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف .
ربك : مضاف إليه مجرور ، وهو مضاف . ك : ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
فوقهم : فوق : ظرف منصوب . هـ : ضمير متصل في محل جر بالإضافة . م : للجمع .
يومئذ : سبق إعرابها .
ثمانية : فاعل مرفوع لـ (يحمل) ، وعلامة رفعه الضمة .
يومئذ : سبق إعرابها .
تُعرَضون : فعل مضارع مبني للمجهول ، مرفوع بثبوت النون . والواو : نائب فاعل .(1/272)
لا تخفى : لا : نافية . تخفى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف .
منكم : متعلقان بمحذوف ، حال من (خافية) .
خافية : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
----------------------------
ثانيًا / التفسير والمعاني :
قال ابنُ كثير : يقول تعالى مخبراً عن أهوال يوم القيامة ، وأول ذلك نفخة الفزع ثم يعقبها نفخة الصعق حين يصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله , ثم بعدها نفخة القيام لرب العالمين والبعث والنشور وهي هذه النفخة, وقد أكدها ههنا بأنها واحدة ؛ لأن أمر الله لا يخالف ولا يمانع ولا يحتاج إلى تكرار ولا تأكيد. {وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة} أي فمدت مد الأديم العكاظي وتبدلت الأرض غير الأرض .
{فيومئذ وقعت الواقعة} أي قامت القيامة {وانشقت السماء فهي يومئذ واهية} قال سماك عن شيخ من بني أسد عن علي قال: تنشق السماء من المجرة . وقال ابن جريج: هي كقوله {وفتحت السماء فكانت أبواباً} وقال ابن عباس: متخرقة والعرش إزاءها .
{والملَك على أرجائها} الملك اسم جنس أي : الملائكة على أرجاء السماء ؛ أي حافاتها, وقال الضحاك: أطرافها, وقال الحسن البصري: أبوابها , وقال الربيع بن أنس في قوله: {والملك على أرجائها} يقول: على ما استدق من السماء ينظرون إلى أهل الأرض .
وقوله تعالى: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة, ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش العظيم أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء, والله أعلم بالصواب.
وفي حديث عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب في ذكر حملة العرش أنهم ثمانية أوعال . عن عبد الله بن عمرو قال : حملة العرش ثمانية ما بين موق أحدهم إلى مؤخر عينه مسيرة مائة عام .(1/273)
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: كتب إلي أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري, حدثني أبي, حدثنا إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه مخفق الطير سبعمائة عام» وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة, حدثنا يحيى بن المغيرة, حدثنا جرير عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} قال: ثمانية صفوف من الملائكة قال: وروي عن الشعبي وعكرمة والضحاك وابن جريج مثل ذلك , وكذا روى السدي عن أبي مالك عن ابن عباس: ثمانية صفوف, وكذا روى العوفي عنه .
وقوله تعالى: {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية} أي تعرضون على عالم السر والنجوى الذي لا يخفى عليه شيء من أموركم بل هو عالم بالظواهر والسرائر والضمائر, ولهذا قال تعالى: {لا تخفى منكم خافية }. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا , فإنه أخف عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية}.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع, حدثنا علي بن رفاعة عن الحسن عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات, فأما عرضتان فجدال ومعاذير, وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله» . وعن عبد الله قال: يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: عرضتان معاذير وخصومات, والعرضة الثالثة تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله .
------------------(1/274)
عن أبي موسى الأشعري قال : ينشر الله كنفه يوم القيامة على المؤمنين هكذا قال بيده فوقه فيقول أي ابن آدم هذه حسنة عملتها في مكان كذا وكذا ساعة كذا وكذا وقبلتها منك ثم يسجد المؤمن ثم يقول يا ابن آدم هذه سيئة عملتها يوم كذا وكذا فقد غفرتها لك فيسجد المؤمن فيقول الخلق طوبى لهذا العبد الذي لا يرى في كتابه إلا الحسنات من كثرة ما يسجد فإذا فرغ قال { هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه } أي أيقنت .
قال سليمان بن أرقم : بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن " الصور " فقال ( هو قرن من نور فمه أوسع من السماوات ) .
قال ابنُ عطية : انشقاق السماء هو تفطيرها وتمييز بعضها عن بعض ، وذلك هو الوهي الذي ينالها كما يقال في الجدارات البالية المتشققة واهية " والملك " اسم الجنس يريد به الملائكة .
وقال جمهور المفسرين الضمير في " أرجائها " عائد على " السماء " أي الملائكة على نواحيها.
وقال الضحاك وابن جبير الضمير في " أرجائها " عائد على الأرض وإن كان لم يتقدم لها ذكر قريب لأن القصة واللفظ يقتضي إفهام ذلك وفسر هذه الآية بما روي : أن الله تعالى يأمر ملائكة سماء الدنيا فيقفون صفا على حافات الأرض ثم يأمر ملائكة السماء الثانية فيصفون خلفهم ثم كذلك ملائكة كل سماء فكلما فر احد من الجن والإنس وجد الأرض قد أحيط بها قالوا فهذا تفسير هذه الآيات وهو أيضا معنى قوله تعالى " وجاء ربك والملك صفاً صفا " .
---
(1/275)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ولا زلت مزمجرا ،، بعد استشهاد احد اعضاء منتدى الهدايه الإسلاميه
---
ولا زلت مزمجرا ،، بعد استشهاد احد اعضاء منتدى الهدايه الإسلاميه
---
سلسبيل
11-13-2006, 11:52 AM
زف إلينا خبر استشهاد ( المزمجر ) من اعضاء شبكة الهدايه الإسلاميه نسأل الله ان يتقبله وان يعلي درجته
فكانت هذه الكلمات عما يجيش في الصدر
=====
ولا زلتُ مزمجرا
نعم قد رحلت ولكني لا أزال مزمجرا
نعم قد تفقدوني ولكني سأظل أعيش حياة أبديه حياة اجمل ما تتصورون مهما تصورتم
إن رأيتم دمي قد سال وبل الثرى فلا يهولنكم ما هو إلا لون الدم وريح المسك
ألم تسمعوا صيحاتي ؟؟؟؟؟؟؟
قد والله أفزعتهم وغضت مضاجعهم ؟
أخواني لا يغرنكم باطلهم وعتادهم فإنهم يرتعدون فرقا من صيحاتي التي لا زالت تدوي
سأظل
لأني لم أمت ولم أغب فستروني في كل صيحة مجاهد
وكل نبتة في تظهر بأرضي سأسقيها بدمائي حتى تزهر وتملأ الأرض عبيرا من شذاي الزاكي
سأظل أُذكر كلما تُليت آيات الله وكلما قرأتم قوله تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
أخواني ،،، ماهذا الحزن الذي أراه بادي على قسمات وجوهكم ؟؟؟ كل ما في الأمر أني كنت أكتب بقلمي الذي لا يستريح ولا يسكن و لا يداهن واخط بمدادي فنفذ المداد في لحظه احتشد فيها العدو وحشر فنادى قد جمع أطرافه ولف ألفافه
عندها ملأت قلمي بمداد من دمائي وكتبت بدمي عباراتي ليس على صفحات المنتدى بل على صفحات االثرى فكان الدم خير المداد
فلم أغير ولم ابدل إلا المداد ؟؟؟؟؟؟
كان لونه أزرق أو اسود أو 000 أي لون آخر اختاره لأزين به صفحاتي ؟؟
والآن أضحى احمرا قانيا يشع سخطا وثورة على كل سفاح قاتل وينبه كل حيران غافل أن هذا طريق االعزه وهذا هو المداد
لم يكن لمدادي رائحة والآن المسك ريحه والطيب نفحه(1/276)
فيما مضى عندما يقع شئ من الحبر على ملابسي أسرع لأغسلها واليوم دمي يغطي جسدي ولا أُغسل وادفن بدمائي لأنه مداد نقي طاهر
كان مدادي يعبر عن قولي واليوم يسطر أفعالي
أرأيتم أخواني كيف أني تخيرت أفضلهما وهداني ربي لأحسنهما ؟؟؟؟
فمدادي الآن لا تمحوه الأيام ولا تنساه الآجال
قد نهضت كالليث الحادر مزمجرا صابر
فهنا تثبت أقدام الرجال وتصدق الأقوال000 حيث تزل بعض الأقدام وتكذب الأفعال الأقوال
فلم الحزن اخواني ؟؟؟؟؟؟
كان الهدايه عنواني واليوم اسطر كلماتي لعلها تهدي أخواني وابنائي وكل من سيأتي بعدي وكل فرد من أفراد أمتي
فاذكروا من قتلني ولا تنسوا دمائي فما تخضبت بدمائي إلا لأني مسلم أصدح بالشهادتين وأسير على درب الموحدين واقتدي بنهج خير المرسلين وصحابته أجمعين
ألم أقل لكم بأن السفن آمن ما تكون في المرفأ ولكنها لم تصنع لذلك ؟؟؟ (1)
فأنا آمن ما اكون امعه متخاذل صامت ولكني لم أخلق لهذا
فلا تبدلوا بعدي
ولا تجزعوا
ولا تتفرقوا
ولا تحزنوا
فما هو إلا احدى الحسنيين
الموت أو الشهادة
وإني لأري لامعة النصر تبرق ورايات التوحيد تخفق
===================
ياعابد الحرمين لو أبصرتنا ** لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب جيده بدموعه ** فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يُتعب خيله في باطلٍ ** فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريحُ العبير لكم ونحن عبيرنا ** رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا ** قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في ** أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتابُ الله ينطق بيننا ** ليس الشهيد بميت لا يُكذبُ
--------------
مبارك زفاف أخينا إلى الحور العين
http://www.alhedayh.com/vb/showthread.php?p=74263#post74263
-------------
1- السفن آمن ما تكون في المرفأ ولكنها لم تصنع لذلك ،،، توقيع الشهيد بإذن الله المزمجر في منتدى الهدايه
---
البلاغية
11-13-2006, 10:39 PM
أسأل الله أن يتقبله(1/277)
وان يلحقنا بهم
جزاك ربي خير الجزاء على هذا الخبر المفرح وعلى هذا السرد الرائع
وفقك المولى لمرضاته
---
سلسبيل
11-18-2006, 10:49 AM
اللهم آمين
جزاك الله كل خير اختي بلاغيه
--------------
كتب الوزير من شبكة الهدايه جزاه الله كل خير عن الشهيد المزمجر ( خالد الخالدي ) ابوسليمان
السَّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في الوقتِ الذي نسمعُ فيهِ عن شبابٍ جعلوا من حياتهم جهاداً في سبيل الله ، في الوقتِ نفسهِ نسمعُ ونشاهدُ شباباً ضيعوا أوقاتهم سُدى ، وعاشوا حياتهم في تيهٍ وغفلةٍ وتشريد .
* درسٌ كبير سطرته بدمائك العَطرة أيها المزمجر لكل شباب الأمَّة .
* درسٌ كبير سطرته بروحك العذبة أيها المزمجر لكل شباب الأمَّة الذي يعيشُ رحلةً مع الضياع والغفلة .
* أيها المزمجر الكريم ، يا ابن الأكرمين ، يا ذا الروح العَطِرة ، والقلب الكبير ، والنفس التواقة لكل خير ، ها هي الأيام تزِف لنا بشرى الشَّهادة التي أعطيتَ إياها من ربٍّ كريم عليم ، فلتهنأ أخي الشَّهادة ، ولنعش نحنُ بين زلاتِ اللسان وآفاته!
* أيها المزمجر ، ربما لم نلتقي في ساعة من ساعات الدنيا الفانية ؛ لكنني أتذكر جيداً تلك الساعات الخالدة التي قضيتها عبر هذه البوابة الفَطنة والتي جمعتنا بك خلف مساحات الشاشات الواسعة ..
* أيها المعلم اللبق ، علمتني درساً حياً مباشراً فيهِ سطرتَ أعذب الكلمات ، وترجمت المعاني على حقيقتها ، نعم نعم أنت الشَّهيد .
* أيها المزمجر الشَّهيد ، تركتنا لمن :
لشاشات الإنترنت ؟
بئس الحياة .
للفضائيات الماجنة ؟
بئس بئس الحياة .
للأسهم وسوق العقار ؟
بئس بئس بئس الحياة .
لنسائنا وأولادنا ؟
النَّساء يُكفرن العشير ، وليس بعد الكفر ذنب
لأطفالنا الذين لربما وجدنا منهم أشدَّ معاني العقوق
لمن تركتنا يا أبا سليمان ؟
يا خالد القلب إليك في اشتياق
يا خالد العين تبكي فَرِحةً بك
يا خالد قُل للشباب أين الشباب(1/278)
يا خالد أخبرهم أنَّك في جنَّات ونهر
وأن الشَّهادة في سبيل الله ظفر
أين الشباب عن مثلك يا خالد ، وأين هو من مِثل خالد ؟
المزمجر اسمٌ لن تنساه الهداية الإسلامية حتى وإن عاشت 1000 ـ 1000 سنة وذلك لأنهُ باع الدنيا وما فيها وكان هدفهُ الشهادة لا غير ، وقد نالها .
يا خالد : لمن تركتنا يا أبا سليمان ؟
أيها الشباب الشباب تعلموا من خالد ؟
اللهمَّ اجمعنا به في جنَّاتك الخلد .
---
أحمد البريدي
11-20-2006, 11:00 AM
رحمه الله رحمة واسعة .
---
(1/279)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > بحث مختصر في مسألة الإعجاز العددي في القرآن الكريم
---
بحث مختصر في مسألة الإعجاز العددي في القرآن الكريم
---
ناصر الماجد
07-13-2003, 07:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا سؤال ورد إلي من موقع الإسلام اليوم، وأحببت أن أعرض جوابي عليه بين يديكم في هذا الملتقى المبارك راجيا إبداء الرأي وتصويب الخطأ وسد الخلل:
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو أن تكون الإجابة عاجلة ولكم الثواب والأجر، هل يوجد إعجاز عددي في القرآن، مثل ذكر الحديد أو عدد ذكر الرجل والمرأة وغيرها جزاكم الله تعالى خيرا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فالكلام عن مصطلح الإعجاز العددي يحتاج إلى دارسة وافية ونظر متأمل، فالكلام حوله كثير والدراسات المعاصرة متعددة ـ وفي الحق ـ فإن من الصعوبة أن أختصر الكلام في هذه المسألة ؛ لأنها تحتاج إلى بسط ومزيد إيضاح ، ومع هذا فسأجتهد وُسْعِي أن أختصر الكلام، وألخصه في نقاط بما يحضرني ، مع يقيني أن المسألة تحتاج إلى مزيد من البحث والعناية ، والله المسئول أن يعصمنا من زلل الرأي وخطل القول:
أولا: مصطلح (الإعجاز العددي) مصطلح متأخر بدأ تداوله في العصر الحديث، غير أن الباحث ربما وجد عند المتقدمين ما يمكن أن يسمى إرهاصات له، واستحضر الآن مثالين على ذلك:
- أولها ما أخرجه ابن خزيمة والبيهقي والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: ( كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقول لي : لا تتكلم حتى يتكلموا.(1/280)
قال: فدعاهم وسألهم عن ليلة القدر قال: أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : التمسوها في العشر الأواخر، أي ليلة ترونها؟ قال: فقال بعضهم ليلة إحدى ، وقال: بعضهم ليلة ثلاث ، وقال: آخر خمس ، وأنا ساكت.
فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقلت: إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت ، قال فقال: ما أرسلت إليك إلا لتتكلم، قال: فقلت: أحدثكم برأيي! قال: عن ذلك نسألك، قال فقلت: السبع، رأيت الله ذكر سبع سماوات، ومن الأرضين سبعا،وخلق الإنسان من سبع ، وبرز نبت الأرض من سبع. قال فقال: هذا أخبرتني ما أعلم أرأيت ما لا أعلم ما قولك: نبت الأرض من سبع ، قال فقلت، إن الله يقول :(شققنا الأرض شقا) إلى قوله:(وفاكهة وأبا) والأب نبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس ، قال فقال عمر: أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه بعد ، إني والله ما أرى القول إلا كما قلت ، قال وقال: قد كنت أمرتك أن لا تتكلم حتى يتكلموا وإني آمرك أن تتكلم معهم).
فابن عباس رضي الله عنه نظر إلى تكرر رقم سبعة في عدد من آيات القرآن الكريم ، مما يدل على أن له معنى خاصا، فجعله أمارة يستنبط منها أن ليلة القدر الوارد ذكرها في قوله تعالى:(إنا أنزلنا في ليلة القدر) هي ليلة السابع من العشر الآواخر من رمضان، وهذا لا يمنع أن يكون رضي الله عنه استند في فهمه إلى قرائن أخرى.
- والثاني: أننا نجد عند بعض المفسرين من السلف ومن بعدهم محاولات لبيان معنى حروف التهجي التي افتتح بها بعض سور القرآن الكريم معتمدين في ذلك على حساب الجمل ( وهو ما كان يعرف عند العرب قديما من وضع قيمة رقمية لكل حرف عربي حسب ترتيب (أبجد هوز) ويسمونه: حساب الجمل، وانظر في هذا إلى ما أشار إليه الألوسي وابن عاشور في تفسيرهما رحمهما الله، ولا يضيرنا أن تكون تلك المحاولات قد أصابت الحق أو أخطأته، لأن المراد البحث في نشأة هذا النوع من الدراسة.(1/281)
إلا أن هذا المصطلح قد أحاط ظهوره في العصر الحديث كثير من الدخل والدخن ؛ فالحسابات العددية ارتبطت بالبهائية (وهي أحد الفرق الباطنية الضالة) وعلى تلك الحسابات اعتمد ـ الهالك ـ رشاد خليفه في دعوى النبوة، وهذا الارتباط مع عوامل أخرى، جعل كثيرا من الدارسين يقف من هذا الاتجاه الجديد موقف الريب، وينزع فيه منزع الشك، ومن أبرز العوامل ـ أيضا ـ ما اتسمت به كثير من الدراسات المتعلقة بالإعجاز العددي من مظاهر التكلف وصور التمحل وافتقاد المنهجية المطردة المنضبطة، مما يُجل القرآن الكريم عنه، إلى عوامل أخرى ربما ورد ذكرها في ثنايا الكلام.
ثانيا: عند النظر في مصطلح (الإعجاز العددي) نجده يتركب من جزأين: الإعجاز، والعدد. والأمر المعجز: هو الشيء الذي لا يُستطاع ويُعجز عنه، قال في القاموس عند تعريف المعجزة : هي ما أعجز به الخصم عند التحدي. والعد والعدد: الإحصاء، ويُراد به هنا الأرقام المعروفة التي يُعد بها ويُحصى.
وبهذا يظهر أن مصطلح الإعجاز العددي يراد به ـ وبحسب ما تبين لي من خلال الدراسات المتعلق به ـ أنه:( ما ورد في القرآن الكريم من أشارت إلى حقائق كونية بطريق الحساب العددي ).
ومن خلال هذا يتبين أن مصطلح الإعجاز العددي يتألف من ركنين أساسين:
أولهما: أن يكون أمراً معجزاً ليس في مقدور البشر المجيء بمثله.
الثاني: أن يكون الأمر المعجز معتمداً على الأرقام والأعداد.
إن معرفة هذين الركنين في مصطلح (الإعجاز العددي) أمر أساس ، فلكي يصح أن نطلق على ذلك النوع من الدراسات أنها من قبيل البيان لما في القرآن الكريم من إعجاز عددي ، فيجب أن يتوفر فيها هذان الركنان:
الأول: أنها أمر معجز.
والثاني: أنها تعتمد على لغة الأرقام والأعداد.(1/282)
وبهذا يظهر لنا جلياً الخلل الكبير الذي اتسمت به كثير من الدراسات المتعلقة بهذا النوع من الإعجاز، وقد أشار السائل الكريم إلى مثال على هذا، وهو تساوي ذِكْر الرجل والمرأة في القرآن الكريم أو تساوي ذكر الدنيا والآخرة، أو الملائكة والشياطين، فهذه أمور ذكرها من كتب في الإعجاز العددي مستشهدا بها على ما في القرآن الكريم من إعجاز عددي، وهذه الأمثلة ونحوها لو سُلِم بصواب عَدِها وانضباطهـ مع أن فيها نظر ـ فهي ليست مما يندرج ضمن الأمور المعجزة التي لا يُقدر عليها، فأنت مثلا تستطيع أن تؤلف كتابا ضخما وتتعمد أن تراعي تساوي عدد المرات التي تذكُر فيها لفظ الرجل والمرأة، أو لفظ الدنيا والآخرة، أو لفظ الملائكة والشياطين، فمثل هذا لا خلاف أنه في مقدور كل أحد أن يفعله، وإذاً فهو ليس أمراً معجزاً، فلا يصح أن يدرج في البحوث المتصلة بالإعجاز العددي. لأنها غير معجزة أصلا، وربما ازداد الأمر وضوحا في الفقرة الرابعة.
ثالثا: أما ما يتعلق بالحكم الشرعي على هذا النوع من الدراسات الحديثة ، فقد أبدى كثير من المختصين في الدراسات القرآنية تحفظهم الشديد على هذا النوع من البحوث المتصلة بالقرآن الكريم، بل رأينا المبالغة في النكير على القائلين به والداعين إليه، حتى خرج البحث عن المسار العلمي إلى نطاق يتعلق بالأشخاص، وهذا شطط لا موجب له. وربما أثر في هذا ما أحاط نشأته من إشكالات وما اتسمت به كثير من دراساته بالتكلف والتمحل ـ كما سبق الإشارة إليه ـ إننا قبل أن نطلق الحكم الشرعي على هذه المسألة يجب أن نطرح سؤالا منهجيا مهما وهو:
هل هذه ( الأعداد المعجزة) التي يُذكر أنها في القرآن الكريم، والتي تشير إليها البحوث والدراسات المعاصرة جائزة الوقوع عقلا ؟ بحيث لا يمتنع وقوعها عقلا في القرآن الكريم، وبمعنى آخر هل هناك ما يمنع من ورود أرقام وأعداد تحسب بطريقة ما فتدل على حقائق علمية وكونية؟(1/283)
إن هذا سؤال جوهري ، الإجابة عليه بشكل علمي تزيل كثيرا من الحرج، وترفع كثيرا من اللبس في هذه المسألة، والظاهر عندي أن هذا الأمر جائز الوقوع عقلا؛ لأنه لا يوجد ما يحيل وقوعه لا من حيث نصوص الشرع، ولا من حيث جريان العادات والسنن، كما أنه تعالى لا يعجزه شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة، وعدم وجود المانع دليل على الجواز قطعا، على أنه لا تلازم بين الجواز العقلي والوقوع الفعلي، إذ ليس كل ما يجوز عقلا يقع فعلا، وهذا لا إشكال فيه بحمد لله.
ومتى صار بنا البحث إلى التسليم بجواز وقوعه عقلا، فلا معنى للقول بمنعه والحكم بتحريمه ابتداءً، لأنه ممكن الوقوع، ومتى ما وقع صار ذات الوقوع دليلا على جوازه شرعا، مثال ذلك: حينما نقول: يجوز عقلا ورود إشارة في القرآن الكريم إلى إحدى الحقائق الكونية التي كشفها العلم الحديث، فلا يلزم منه أن ترد في القرآن الكريم، لكن متى ما وردت كان ذلك الورود بعينه في القرآن دليلا على جواز البحث القرآني في مثل هذه المسائل شرعا وصحة القول بها، وكذا الحال هنا في المسألة محل البحث، وهذا يجعلنا على حذر من المسارعة إلى الإنكار والتحريم لهذا النوع من الدراسات، معتمدين في ذلك على ما نراه من دراسات جانبت الصواب؛ لأن الإنكار والتحريم سيذهب سُدى بمجرد أن تظهر دراسة علمية رصينة تكشف دلالة الحساب العددي في القرآن الكريم على حقيقة علمية ما، لا سبيل إلى ردها أو التشكيك فيها، إلا بنوع من المكابرة.
ـ وفي الحق ـ فلا تلازم بين القول بجواز هذا النوع من الدراسة من حيث النظر العقلي وتصحيح البحوث الموجودة اليوم، بل فيها ما هو باطل قطعا، وفيها ما دون ذلك مما يحتاج إلى مزيد من النظر، وإنما المقصود بحث هذه المسألة بحثا علميا مجرداً .(1/284)
رابعاً: من المسائل المهمة التي وقع خلال كبير نتيجة عدم الوعي بها، أن كثيرا من الدراسات ذات الصلة بموضوع الإعجاز العددي، لا تفرق بين ما توفر فيه ركنا الأمر المعجز ـ كما تقدم في الفقرة الثانية ـ وبين ما أخل بهذين الركنين أو أحدهما، فأدخلوا بعض الحسابات العددية التي توصلوا لها وفق عملية حسابية معينة ضمن إطار الإعجاز، وهذا خلال في المنهج، وقد مَرّ قريبا في الفقرة الثانية ضرب بعض الأمثلة على هذا الأمر، ومن الأمثلة كذلك قول بعضهم: إن لفظة الجهر ورد في القرآن (16 ) مرة، مساويا لفظ العلانية، ولفظ إبليس وردت (11) مرة ويساويه لفظ الاستعاذة بالله، ولفظ الرغبة بلغ (8) مرات ويساويه لفظ الرهبة، فهذه وأمثالها ـ كما مر ـ ليست أمرا معجزا لا يُقدر عليه؛ لأن كل أحد يقدر على هذا، وإذاً فمثل هذه التوافقات العددية في القرآن الكريم ليست من الإعجاز، ويمكن أن نطلق عليها مصطلح الظاهرة العددية في القرآن الكريم.
فهي حقيقة ظواهر عددية في القرآن الكريم، وليست أمرا معجزا يدرج ضمن بحوث الإعجاز العددي، وعليه فيجب أن يفرق بين الظاهرة العددية في القرآن وبين الإعجاز العددي فيه.
ولا يفهم من هذا النهي عن الاشتغال بمثل هذه الظواهر العددية، ذلك أن السلف قديما أحصوا حروف القرآن الكريم بشكل دقيق وتفننوا في ذلك وشققوا المسائل فيه وفرعوا، فلنا فيهم أسوة، وإنما أردت القول إنها ليست من ضمن البحث الإعجازي في القرآن الكريم.(1/285)
خامسا: من خلال ما قرأته من دراسات تتعلق بموضوع الإعجاز العددي ظهر لي بشكل جلي ـ وأعتقد أن كثيرا من المختصين يشاركونني هذا الرأي ـ أن هذا النوع من الدراسات يفتقر إلى المنهجية العلمية التي تحكم مساره وتضبط أبحاثه، ولا سيما أن هذا النوع من الدراسات قد يتأثر بمقررات عند الباحث سابقة لدراسته، قد تجعله ـ حتى من غير قصد ـ يتحكم في مسار البحث واتجاه الدراسة، ومن صور افتقاد المنهجية اعتماد بعض الدراسات على بعض المسائل الخلافية المتصلة بالقرآن الكريم التي لم يزل الخلاف فيها بين أهل العلم قائما، نحو رسم المصحف وترتيب السور، حيث وجدت أن بعض من كتب في هذا المجال يصرح بشكل واضح أنه ينطلق في أبحاثه من اعتبار رسم المصحف أمرا توقيفيا، وهذه المسائل الخلافية وإن كان المرء ربما يرجح فيها قولا ما، فمن الصعب أن يجعل اختياره وترجيحه أساسا منهجيا يُبنى عليه دراسات علمية، بل قد رأيت من تلك الدراسات ما يعتمد على بعض ما أُحدث في رسم المصحف الشريف من الأحزاب والأجزاء، وهذا خلال منهجي خطير؛ لأن هذه الأحزاب والأجزاء أمور حادثة من صنع البشر، بل هي مخالفة لما كان عليه الشأن في عصر النبوة حيث اشتهر أن القرآن الكريم كان يقسم إلى الطوال والمئين والمثاني والمفصل، فهذه الأمور المحدثة في رسم المصحف ليس لها العصمة التي لكلام الله حتى يبنى عليها وتجعل مأخذا ومنزعا لما يسمى بالإعجاز العددي؛ لأن الباحث ينطلق مما للقرآن الكريم من عصمة باعتباره كلام الله جل وعلا، فيجعله دليلا يرشده إلى حقائق كونية أو مسائل غيبية، ولولا هذه العصمة لم يصح استدلاله، فكيف يساوى هذا بما هو من اجتهاد البشر وصنعهم. ومن الأمثلة التي نُذَكِر بها هنا ما تردد كثيرا بعد الأحداث التي وقعت في أمريكا، واستدلال بعضهم عليها بما ورد في سورة التوبة، معتمدين في جزء من قوله على هذه الأجزاء والأحزاب.(1/286)
ومما يذكر في هذا الصدد؛ أن تكون الدراسات التي يتوصل لها الباحث ذات قيمة علمية، أي أن تكون ذات معنى علمي مفيد مهما كان مجاله، شرط أن تكون ذات قيمة علمية أو فائدة عملية، و إلا كانت عبثا ينزه كلام الله عنه، وتصان الدراسات المتعلقة به عن مثله.
وهاك مثالا ذكره أحد أشهر المهتمين بالدراسات العددية في القرآن الكريم حيث يقول: إنّ سورة النمل تُستهلّ بـ (طس) وقد لفت انتباهنا أنّ حرف الطاء يتكرر في السورة 27 مرّة، وهذا هو ترتيب سورة النمل في المصحف، وأنّ تكرار حرف السين في سورة النمل هو 93 وهذا هو عدد آيات السورة، وأن المجموع هو: ( 27+ 93) = 120 وهذا هو جُمّل كلمة (نمل) " أ.هـ كلامه.
ويريد بقوله (جمل) أي حساب الجمل الذي تقدم بيانه، فهذا المثال على فرض التسليم بصحة ما تضمنه من أرقام وحساب، فإن المحصلة النهائية له ليست ذات قيمة علمية أو عملية، فضلا عن أنها ليست أمرا معجزا في ذاتها، فأين هذا من وصف ربنا جل وعلا لكتابه الكريم بقوله: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
سادساً: وأخيرا أود أن أختم هذا الكلام بالتذكير ببعض التنبيهات التي لا تغيب عن فطنة القارئ الكريم:
- أولها: يجب أن لا يغيب عن النظر ونحن ندرس ما في القرآن الكريم من تلك الإشارات الكونية، أن القرآن الكريم لم ينزل ليكون كتاب علوم كونية أو دلالة على حوادث غيبية، بل هو كما أخبر جل وعلا كتاب هداية وبيان وإيضاح ورشاد، فلا يضير القرآن الكريم أن لا يوجد فيه شيء من تلك المسائل، وإذا فنحن لسنا بحاجة إلى أن نتكلف أمرا لم يدل عليه القرآن الكريم بشكل جلي بعيد عن الكلفة والتحمل.(1/287)
-ثانيها: لقد رأينا بعض الدراسات التي تتعلق بمسائل غيبية أوحوادث مستقبلة ـ وفي الحق ـ فهذا دحض مزلة، ومسلك خطر، لا تُأمن فيه السلامة، ولم يزل الدجل والإفك يقترن بماتصل بالغيبيات والأمور المستقبلة من بحوث ودراسات، ومسائل الغيب قد حجبها الله عن عباده إلا من ارتضى من رسله، فينبغي أن تنزه البحوث المتعلقة بالقرآن الكريم عن الخوض في هذا البحر اللجي.
-ثالثها: كثير من المحاولات التي نراها اليوم يقوم بها أناس فيهم غيرة ومحبة لهذا الدين ، لكنهم ليسوا على علم راسخ بالقران الكريم، ولا معرفة بالأدلة الشرعية والأصول المرعية، وأهل العلم مجمعون على أن الناظر في كلام الله عز وجل ـ حتى يجوز له الكلام فيه ـ لا بد أن يستجمع أموراً معروفة ويحقق شروطاً معلومة، ومن نتائج الخلال في هذا الجانب والقصور فيه، أننا رأينا بعض الدراسات تنطلق من قناعات سابقة في أمر ما، تكون حكما على القرآن الكريم، حتى إنك ترى الباحث يتكلف ويتمحل في البحث والاستنتاج حتى يصل إلى تلك النتيجة المقررة عنده سلفا.
وأخيرا فلعلك ـ أيها السائل الكريم ـ قد تبين لك أن مسألة الإعجاز العددي أمر جائز الوقوع عقلا، ولا يوجد ما يمنع من ورود ما يؤيده في القرآن الكريم، غير أن التكلف والتمحل في الإبحاث ذات الصلة وافتقاد المنهجية شابت كثيرًا من تلك الدراسات، مما يجعل المرء على حذر من قبولها مطلقا دون فحص ونظر.
هذا، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
حسين الخالدي
07-13-2003, 08:43 PM
عذرا الاعجاز العددي لا بد فيه من تناول ثلاثة مسائل
الاولى هل الشرع يقر نسبة هذه الاستنتاجات اليه ?
الثانية هل تدخل هذه الموافقات العددية في مفهوم الاعجاز ?
الثالثة ماضوابط وشروط اعتبار التوافق العددي ?(1/288)
وقد تفضلتم بالاجابة عن المسالة الثانية تفصيلا ويستفاد بعض جواب المسالة الثالثة من كلامكم تصريحا وضمنا وتبقى المسالة الاولى بلا جواب مع كونها اصل البحث ولو اذنت لي ان اشارككم الحديث لاجبت بالنفي للاوجه الاتية
1- اهمال النبي صلى الله عليه وسلم لها مع توفر الداعي وانتفاء المانع
2- ان هذا التوافق ليس مما يدخل في اطار الكمالات في لسان العرب محل الاعجاز القراني
3- ان فتح هذا الباب يؤدي لمفاسد راجحة قطعا
ولكم جزيل الشكر
---
عبدالرحمن الشهري
07-15-2003, 06:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أخي الكريم أبا فارس على طرح هذا الموضوع بطريقة منظمة مرتبة كما هي عادتكم وفقكم الله. وما أشرتم إليه من مسائل ، وأمثلة توضيحية ، وشروط ، واستدراكات قد وفقتم فيه كثيراً ولله الحمد. ويبقى الأمر بعد ذلك مطروحاً لتتبع الأدلة والمؤلفات في هذا الباب بشيء من العمق العلمي ، والنظر إلى الأمر من جميع جوانبه حتى تتضح الصورة ، ويتبين الحق من غيره في مثل هذه المسائل التي يشتد ولع الناس بها ، ويخوض فيها كثير من الكاتبين في مناسبات مختلفة ، وبمناهج كثيرة بعلم أحياناً ، وبغير علم أحياناً.
ولا شك أن الدعوة إلى المنهجية في تناول قضايا البحث العلمي ، والعمق فيها من الأمور التي يجب أن لا نمل من تذكير أنفسنا بها ، والحرص على تنمية هذا الجانب بقدر الطاقة البشرية. فإن هذا الأمر مما يثري البحوث ، ويبعث على الثقة بها. وإن كان هذا الأمر يحتاج إلى معاناة شديدة لكلام العلماء قديماً وحديثاً ، وقدرة على فهم كلامهم على وجهه ، دون تكلف في الإثبات أو النفي. وما أجمل التوسط والاعتدال في كل الأمور.
والسير في طريق الاعتدال **من أفضل العادات والخصالِ
وهناك كتاب نقدي لكتب الإعجاز العددي في القرآن الكريم سبقت افشارة إليه في الملتقى ، وهو كتاب يتميز بالإنصاف في المناقشة والحوار ، والأدب في الأخذ والرد . وهو كتاب(1/289)
رسم المصحف والإعجاز العددي
(دراسة نقدية في كتب الإعجاز العددي في القرآن الكريم)
للدكتور أشرف عبدالرزاق قطنة.
وقد قدم له الدكتور وهبة الزحيلي ، والأستاذ محمد راتب النابلسي ، والأستاذ نذير كتبي.
والكاتب قام بشكل رئيسي في كتابه هذا بدراسة ثلاثة كتب اعتنت بموضوع الإعجازز العددي في القرآن الكريم ، هي :
1- كتاب (معجزة الرقم (19) - مقدمات تنتظر النتائج).
لكاتبه بسام نهاد جرار . وهو يدرس العلاقة بين الحروف في فواتح السور ، وبعض كلمات القرآن الكريم والعدد 19.
2- كتاب (الإعجاز العددي للقرآن الكريم) لمؤلفه الدكتور عبدالرزاق نوفل. وهو يدرس العلاقات بين تكرار ورود الكلمات المترادفة والمتضادة في القرآن الكريم.
3- كتاب (المعجزة - النظرية الأولى) لكاتبه عدنان الرفاعي. وهو يحصي الحروف والكلمات في القرآن ويعمل على بيان الترابط العددي فيما بينها من جهة ، وترابطها مع الظواهر الكونية من جهة أخرى.
وقد اختار هذه الكتب لدراستها لكونها تستغرق معظم وأهم الأفكار المتعلقة بموضوع الإعجاز العددي في القرآن ، وكونها تقوم بدراسة شاملة لجميع سور القرآن ، وكونها هي الأساس الذي قامت عليه بقية الدراسات المؤيدة لموضوع الإعجاز العددي.
والكتاب فيه نفائس ، وهو خطوة جيدة في الطريق النقدي الصحيح لهذا النوع من الدراسات.
وفقكم الله أخي ناصر لما يحب ويرضى ، وأرجو أن يتواصل هذا الجهد العلمي الموفق في موقع الإسلام اليوم وموقع أهل التفسير فالهدف واحد ولله الحمد.
---
حسين الخالدي
07-19-2003, 12:15 AM
للرفع والفائدة
قال الشيخ خالد بن عثمان السبت(1/290)
((هذا النوع من الإعجاز باطل جملة وتفصيلاً، إذ لم يكن معهوداً لدى المخاطبن بالقرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم الأمة بكتاب الله، وأبرها قلوباً، وأكثرها صواباً، فلم ينُقل عن أحد منهم بإسناد صحيح شئ من هذا القبيل إطلاقاً، ولو كان هذا من العلم المعتبر لكانوا أسبق الناس إليه، وأعلم الأمة به، وذلك أن هذا الأمر لا يتطلب آلات وتقنيات حتى يتمكن الإنسان من اكتشافه، وإنما هو مجرد إحصاء وعدد، وهذا أمر لا يُعْوِز أحداً، وقد عدَّ السلف جميع كلمات القرآن، وجميع حروفه، وعرفوا بذلك أعشاره، وأرباعه، وأثلاثه، وأخماسه، وأسداسه، وأسباعه وأثمانه وأنصاف ذلك كله، وغير ذلك بدقه متناهية كما هو معروف في محله [انظر في ذلك على سبيل المثال: فنون الأفنان لابن الجوزي، البرهان للزركشي، الاتقان للسيوطي 1/197، جمال القراء للسخاوي 1/231].
فكيف خفي عليهم هذا العلم جملة وتفصيلاً وعرفه من بعدهم؟ هذا لا يكون أبداً، وما يذكره بعضهم من أمثلة على هذا الإعجاز المزعوم كثير منه لا يصح فيه العد أصلاً – كما في موضوعنا هذا كما سيأتي – وما كان العد فيه صحيحاً فإنه ما يُذكر معه إنما هو من باب الموافقة والمصادفة، ولا يعجز الإنسان إذا أحصى أموراً كثيرة مما ورد في القرآن – مثلاً – كعدد المرات التي ذكرت فيها الجنة، والنار، والبر، والأبرار، والخير، والشر، والنعيم، والجزاء، والعذاب، والمحبة، والبغض، والكفار، وأصحاب الجنة، وأصحاب النار، والمؤمنون، والكفار، والمنافقون، والكفر، والإيمان، والنفاق ... الخ.
فإذا أحصيت ذلك كله ستجد أشياء منه تستطيع أن تلفق منها بعض الفِرَى، فقد تتساوى بعض الأعداد، أو يكون بعضها على النصف بالنسبة لغيره، وهكذا مما لا يعجز معه أهل التلبيس من إيجاد وجوه للربط بينها، يطرب لها بعض السذج والمغفلين . ))
---
أحمد البريدي
07-19-2003, 12:28 AM
مقال ماتع نافع ابا فارس :(1/291)
واحببت ان اطرح عليك ما يلي
ما دام ان الأمر هو دراسة للمصطلح ألا ترى أن لفظ الإعجاز كذلك من المصطلحات الحادثة إذ لم يرد في القرآن والسنة بهذا المصطلح وإنما ورد بلفظ الآية .
ولذا فأصل التسمية فيه خلل والذي بنيت عليها النتيجة التالية :
وبهذا يظهر لنا جلياً الخلل الكبير الذي اتسمت به كثير من الدراسات المتعلقة بهذا النوع من الإعجاز، وقد أشار السائل الكريم إلى مثال على هذا، وهو تساوي ذِكْر الرجل والمرأة في القرآن الكريم أو تساوي ذكر الدنيا والآخرة، أو الملائكة والشياطين، فهذه أمور ذكرها من كتب في الإعجاز العددي مستشهدا بها على ما في القرآن الكريم من إعجاز عددي، وهذه الأمثلة ونحوها لو سُلِم بصواب عَدِها وانضباطهـ مع أن فيها نظر ـ فهي ليست مما يندرج ضمن الأمور المعجزة التي لا يُقدر عليها، فأنت مثلا تستطيع أن تؤلف كتابا ضخما وتتعمد أن تراعي تساوي عدد المرات التي تذكُر فيها لفظ الرجل والمرأة، أو لفظ الدنيا والآخرة، أو لفظ الملائكة والشياطين، فمثل هذا لا خلاف أنه في مقدور كل أحد أن يفعله، وإذاً فهو ليس أمراً معجزاً، فلا يصح أن يدرج في البحوث المتصلة بالإعجاز العددي. لأنها غير معجزة أصلا، وربما ازداد الأمر وضوحا في الفقرة الرابعة
أم أن هذا الأمر مبني على رأي من كتب فيه فما رأيك وفقك الله .
---
مرهف
07-22-2003, 01:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وفقك الله أخي ناصر على هذه الدراسة النافعة لموضوع الإعجاز العددي في القرآن الكريم ،(1/292)
أريد أن أبين أمراً قبل التعليق على المشاركة وهو أن الذين كتبوا بالإعجاز العددي وروجوا له هم أهل العقائد الباطلة والنحل المنحرفة المنتسبة للإسلام ، ففي بلادنا راجت كتب الإعجاز العددي وجل من يكتب فيه من الباطنية ، ثم انجر الأمر على بعض المثقفين الذين ينبهرون بكل جديد استخدم له مصطلحات ضخمة توهم عظمة ما يقدم تحت هذا المصطلح ، ولبساطة هؤلاء وسذاجتهم وعدم معرفتهم لأبعاد هذا الأمر كتبوا في الإعجاز العددي فكتب المهندس عبد المنعم الكحيل مثلاً سلسلة الإعجاز العددي في القرآن وأصدر ثلاث أعداد من هذه السلسلة وعظم وضخم من أهمية إثارة هذا العلم ، وعده الإعجاز المقصود في القرآن في هذا العصر وذكر في مقدمة العدد الأول من سلسلته أن اللغة المستخدمة في هذا العصر هي لغة الأعداد والأرقام ، ولم يعد للكلام قيمة كالعدد ، وبما أن القرآن معجز في كل زمان ، وكان إعجازه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والعصور الأولى هو في أسلوبه وبيانه ، وكانت اللغة العربية هي المتعامل بها ، فإننا الآن نتعامل بالعدد والرقم ولم يعد الناس يفهمون اللغة العربية ، والقرآن لاينفك عن الإعجاز في كل زمان فلا بد أن يكون اليوم إعجازه من نوع آخر ، ألا وهو الإعجاز العددي حتى نثبت للعالم أن القرآن معجز في كل زمان .( الكلام مع تصرف مني )، وكان عمله في عد كلمات الآية ثم تقسمها ومعرفة جذرها ليخرج بنتيجة أن أكثر الآيات تقبل تعود لجذر العدد 33 مثلاً
ولست بصدد الرد على هذه المغالطات والحجج الباطلة ، ولكني عرضت لهذا الأمر من أجل أن نعلم أن مصطلح ( الإعجاز العددي ) وليد أبوين غير شرعيين وهما : الفرق الباطنية ، والتأثر بالمستوردات الغربية ما هب منها وما دب مع ضعف الوعي والتسلح بالعلم الشرعي .ومعرفة هذا يفيدنا للحذر من أبعاد هذا الفن على العقيدة والشريعة والبحث في حيثياته للحكم عليه .
ثم أنتقل الآن للتعليق على ما سبق من كلام الأخوة :(1/293)
أولاً :استدلال الأخ ناصر بحديث عمر رضي الله عنه واستدلال ابن عباس على كون ليلة القدر هي السابع والعشرون فقال : (فابن عباس رضي الله عنه نظر إلى تكرر رقم سبعة في عدد من آيات القرآن الكريم ، مما يدل على أن له معنى خاصا، فجعله أمارة يستنبط منها أن ليلة القدر الوارد ذكرها في قوله تعالى:(إنا أنزلنا في ليلة القدر) هي ليلة السابع من العشر الآواخر من رمضان، وهذا لا يمنع أن يكون رضي الله عنه استند في فهمه إلى قرائن أخرى ) .ليس دليلاً على وجود الإعجاز العددي أو ما سماه بالإرهاصات فالحديث أولاً ضعيف كما ذكر ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف، ثم قال ابن رجب بعدما ذكر الحديث : ( وقد صح عن ابن عباس أنه كان ينضح على أهله الماء ليلة ثلاث وعشرين ) ثم ذكر ابن رجب أن طائفة من المتأخرين استنبطت من القرآن أنهاليلة سبع وعشرين من موضعين :
أحدهما : تكرار ذكر ليلة القدر في ثلاثة مواضع ، وليلة القدر حروفها تسع حروف والتسع إذا ضربت في ثلاثة فهي سبع وعشرون .
والثاني أنه قال ( سلام هي ) فكلمة ( هي ) هي الكلمة السابعة والعشرون من السورة فإن كلماتها كلها ثلاثون كلمة .ثم نقل ابن رجب عن ابن عطية الغرناطي أنه قال : ( هذا ملح التفسير لا من متين العلم ) قال ابن رجب : ( وهو كما قال .) .
فأمثال هذه الأمور كانت عندهم معلومة ولكنهم يعدون المشتغل بها كالمشتغل بما لا يعنيه ولذا فإنهم لم يعظموا شأنه ولم يلتفتوا إليه ولم يجعلوه إعجازاً .(1/294)
أما ما ورد عن بعض المفسرين من السلف في حساب الجمل للحروف المقطعة في القرآن أوائل السور ، فيقول ابن جرير الطبري رحمه الله 1/68 في تفسير سورة البقرة عند تفسير ( ألم ) : ( وقال بعضهم هي حروف من حساب الجمل كرهنا ذكر الذي حكى ذلك عنه إذ كان الذي رواه ممن لا يعتمد على روايته ونقله . ) .وفي هذا بيان أن مثل هذه الأمور التي تسمى بالإعجاز العددي كانت موجودة كما ذكر الأخ ناصر إلا أن السلف رضي الله عنهم كانوا يكرهونها .
ثانياً : تعريف الإعجاز العددي بما ذكره الأخ ليس جامعاً مانعاً وإنما بقتصر على نوع من الإعجاز العددي الذي يروج له أصحابه ، وكما ذكر الأخ فإن التطبيقات القائمة لهذا الفن لا تنبئ عن إعجاز ، وإنما هي ظواهر ـ كما اصطلح عليها الأخ ناصر ـ إن صحت وصح الإستدلال بها وصح مدركها ، ولكني أرتاح لما قاله الأخ: سين ـ حبذا لو يذكر اسمه ـ أنها موافقات ، أي أن المكتشفات العلمية وافقت ما أشار إليه النص القرآني من أعداد هذا إن سلمت وصحت .
ولكن ألا تشاركوني الرأي أن تساوي ذكر عدد لفظ الرجل مع المرأة في القرآن والاستدلال به هو نتيجة تأثر بالأفكار الغربية والوقوف أمامها بضعف .؟ وإلا لم لم يفطن لها إلا الآن ؟
ثالثاً : من ناحية الحكم الشرعي ، هل كل ما جاز عقلاً جاز شرعاً ؟ فالإمام الشافعي أنكر نسخ السنة للقرآن شرعاً مع تجويزه لوقوعه عقلاً ، ولكن لم يثبت لديه نسخ السنة للقرآن .(1/295)
ومع أنني أوافق أخي ناصر في كثير مما قال في الفقرة الثالثة إلا أنني أنكر أن يكون لما يسمى الإعجاز العددي وجود في القرآن وكما مر فإن أمثال هذه الدراسات كانت موجودة في القرون المتقدمة إلا أنه لم يكن يأبه لها ويعطى لها مشروعية وإنما كان يتمرسها الذين يبحثون عن الغرائب ، وفي نفس الوقت لم تحرم وكما قال ابن عطية فإنها ليست من متين العلم ولكننا اليوم أمام واقع سببه التطفل من قبل غير المتخصصين في الدراسات القرآنية والكتابة في أشباه هذه الأمور والترويج لها وسكوت المختصين والتردد فيها .
رابعاً :لا بد أن نفرق بين الإشارات العلمية الواردة في القرآن وبين ما يسمى بالإعجاز العددي.
خامساً صحيح أن لفظ الإعجاز لم يرد في القرآن الكريم ولم يستخدم عند الصحابة والتابعين بل كانوا يستخدمون لفظ ( آية) كما ألف ابن المديني كتاباً سماه ( آيات النبي صلى الله عليه وسلم ) ثم استخدم لفظ ( أعلام النبوة ) ، ويظهر أن استخدام ( معجزة ) و ( إعجاز ) بدأ في نهاية القرن الثالث الهجري وبدايات القرن الرابع الهجري عند المتكلمين،فقد ألف محمد بن يزيد الواسطي المتوفى 306 هـ كتاباً سماه ( إعجاز القرآن في نظمه وتأليفه ) (1) ، وقد ذكر السيد صقر أنه أول من ألف كتاباً يشتمل على هذا العنوان وقال : ( وهي من الكتب التي لا نعرف عنها غير أسمائها المجردة ).انظر إعجاز القرآن للباقلاني ص 10 .مقدمة السيد أحمد صقر محقق الكتاب ، واانظر فكرة إعجاز القرآن لـ نعيم الحمصي ص 7 ـ 8 ,وع ذلك لا مانع أن يصطلح أهل الفن على معنى لهذه اللفظة . والله أعلم
---
لؤي الطيبي
03-15-2005, 12:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ، والصلاة والسلام على من نطق بأفصح لسان ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان ، أما بعد :
فقد تردّدت كثيراً قبل الكتابة في هذا الموضوع .. علماً بأنه مرّ على تدوينه أكثر من عام ونصف العام ..(1/296)
على أني وجدت فيه أموراً ينبغي التوقف عندها .. وتبيين حقيقة أبعادها .. سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يفتح عليّ ببيانها .. وأن يعصمني من زلل الرأي فيها ..
وأول ذي بدء أتقدم بكلمة شكر للأخ ناصر الماجد على تناوله الراقي لموضوع الإعجاز العددي بهذه الروح الوسطية المعتدلة .. ذلكم المنهج الذي أشار إليه أخونا الكريم عبد الرحمن الشهري مشكوراً ، في قوله : "وما أجمل التوسط والإعتدال في كل الأمور" .. ..
وإن ما دعاني في الحقيقة إلى رفع هذا الموضوع من جديد ، وإعادة النظر فيه ، هو المنهج الذي يتبعه بعض العلماء وكثير من المتعلمين في احتجاجهم على ما يسمّى بالإعجاز العددي للقرآن الكريم .. وليتهم أنصفوا فعرضوا على الناس الحقيقة ، أو قدّموا للمتخصّصين نقداً منهجياً موضوعياً .. لكان ما عزمت عليه أمراً منسياً ..
ولكني وجدت للأسف أن "المعارضين" لم يفرّقوا حتى بين دراسات جادّة إبداعية وبين دراسات سخيفة ركيكة .. بل وعمدوا إلى الإحتجاج على البطلان بالدراسات السخيفة ، ليسلّوا سيوفهم في وجوه أشباح لم نجد لها أصلاً على أرض الواقع .. مما جعلني أدرك أنّهم لم يدرسوا المسألة دراسة جادّة .. فهم قد آمنوا أنه لا وجود لإعجاز عددي في القرآن الكريم مطلقاً ، وبالتالي لا داعي لإضاعة الوقت في أمر قد حُسم مسبقاً ..
فجمعوا "أدلتهم" من بطون الكتب ، وقدّموها للناس على أنها القول الفصل الذي لا يجوز مخالفته .. وعندما شعروا بضعف موقفهم لجأوا إلى عبارات طنانة ، وشتائم وأوصاف قد تجدي فقط في ردع الذين يطلبون السّلامة ، وكأنهم لا يعلمون أنّ الذي ينهل من روح القرآن الكريم لا يقيم وزناً إلا للحقيقة الربّانية ..
ذلك أن كتاب الله أعظم من أن يحيط به فهم أحد من البشر ، في أي زمان وأي عصر .. إذ كيف لمحدود أن يحيط علماً بدلالات كلام الله العليم الحكيم ؟(1/297)
وإن تعجب فعجب قولهم : ألّو كان هذا حقاً ، فلِمَ لَم يعلمه علماؤنا بسلفهم وحاضرهم ؟ ولماذا لم يتقوّلوا به ، أو بأمر يشابهه ؟ ولا يسعنا هنا إلا أن نقول : إن هذا بالطبع لم يكن قصوراً بهم ولا جهلاً فيهم رحمهم الله ، ولكنه تصديق لقول الحق تبارك وتعالى "لكل نبأ مستقرّ" ، "ولتعلمنّ نبأه بعد حين" .. ولو كان هذا السؤال في محله ، لما حلّ لعبد أن ينظر أو يخالف .. ولكان أول من ابتدع هم التابعون عند أول كلمة تفوّهوا بها بغير سند عن الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً .. فمن منا يقول بهذا ؟
ومن ثم ، أفلم يأت المجدّدون بجديد ؟ ألم يأت علماء الإسلام وشيوخه بجديد ؟ فما المانع إذن بأن يأتي علماؤنا بجديد في تأصيل القواعد المنهجية ، كما فعل أسلافنا الكرام في تحقيقاتهم ؟ وإلا فما هي الفائدة من التقدّم العلمي واتساع دائرة المعارف الإنسانية ؟
أولم يقل الجرجاني رحمه الله في رسالته الشافية : "إن من حق المنع إذا جُعل آية وبرهاناً ، ولا سيّما للنبوّة ، أن يكون في أظهر الأمور ، وأكثرها وجوداً ، وأسهلها على الناس ، وأخلقها بأن تبين لكل راء وسامع " .. ونحن نسأل : ما هي أظهر الأمور اليوم بنظر "المعارضين" ؟ وما هو أكثرها وجوداً ؟ وأسهلها على الناس ؟ وأخلقها بأن تبين لكل راء وسامع ؟
وأولم يقل السيوطي رحمه الله في إتقانه : " إن العلوم وإن كثُر عددها ، وانتشر في الخافقين مددها فغايتها بحر قعره لا يُدرك ، ونهايتها طود شامخ لا يُستطاع إلى ذروته أن يُسلك ، ولهذا يُفتح لعالِم بعد آخر من الأبواب ما لم يتطرّق إليه من المتقدّمين الأسباب " ؟
وأولم يقل ابن مالك رحمه الله في تسهيله : "إذا كانت العلوم منحاً إلهية ومواهب اختصاصية ، فغير مستبعد أن يُدّخر لبعض المتأخّرين ما عسُر على المتقدّمين ، نعوذ بالله من حسد يسدّ باب الإنصاف ، ويصدّ عن جميل الأوصاف " ؟(1/298)
فَلِم يُشاع في المسلمين أن علوم القرآن باتت في الكتب والتفاسير ، وما سوى ذلك بدعة واختلاق ، وأن السلف الصالح تكفّل بمهمّة النظر والتدبّر نيابة عنا ، فأجابوا عن كل سؤال ، وبيّنوا كل مشكل ، ولم يتركوا متّسعاً لنظر ولا حيّزاً لتدبّر ؟ فهل هم لم يتركوا لنا سوى فرض التلاوة والترتيل ، وترديد ما أثبتوا وأقرّوا ؟ ألم يعلم هؤلاء أن هذا فيه تعطيل لأمر الله تعالى لنا بتدبّر كتابه : "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبّروا آياته وليتذكّر أولوا الألباب" ؟
ومع هذا وذاك ، فنحن لا نغفل عن حقيقة أن الناس مع ما ألفت قلوبهم واعتادت عقولهم ، "قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا" ، فهم ينكرون كل جديد ويستعجبوه ، ولو قامت عليه الحجج البيّنات ، "أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ، ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة إن هذا إلا اختلاق" .. ولكن هل كل عجيب باطل ، وهل كل معهود حق ..
والحق ، أن السادة العلماء هم أول من يتحمّل همّ البحوث الصادرة في هذا المجال وتبعاتها .. فإن يك حقاً فعليهم إثباته وبيانه للناس .. وإن يك باطلاً فعليهم ردّه بالحجّة والبرهان .. ولن يقنع الناس بقول بعضهم : إن هذا لم يقل به أحد من السلف .. فتلك حجّة صالحة في العقائد والشرائع .. وما كان من سواهما من آيات الأرض والسماء .. فالأصل النظر والإعادة ، "فلكل نبأ مستقرّ وسوف تعلمون" ..
وعلى هذا ، فإن أردنا الحكم على مصطلح الإعجاز العددي ، فلا بدّ من الإتصاف بالإنصاف ولا بدّ من معالجة هذه القضية بموضوعية دون آراء مسبقة .. وكما أشار الأخ ناصر الماجد في بداية مقالته فإن الكلام عن هذا المصطلح يحتاج إلى دارسة وافية ونظر متأمل .. ثم ضرورة التدبّر في إيغال وتؤدة مع الإعمال الحريص للنظر في البحوث المتعلقة به ..
يتبع
---
أبومجاهدالعبيدي
03-15-2005, 09:50 AM(1/299)
هنا بعض أبحاث الإعجاز العددي ، وهي بحاجة إلى دراسة جادة حتى يكون الحكم عليها حكماً علمياً مبنياً على الحجة والبرهان : أبحاث في الإعجاز العددي (http://www.islamnoon.com/ijazresearches.htm#)
وخاصة موضوع : الإعجاز العددي بين الحقيقة والوهم ؛ فقد ناقش كاتبه الذين أنكروا هذا النوع مناقشة مفصلة تحتاج إلى قراءة فاحصة متأنية .
---
الإسلام ديني
03-15-2005, 12:25 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم - و الله لقد كنت أحتاج الي موضوع كهذا
أقرأ فيه - وجهة نظر المعارضين - المؤيدين - لا مؤيدين ولا معارضين " محتارين "
فالحق و الحق يقال -- أنني قرأت المداخلات كلها
و رايت منطقيه في الطرح عند الطرفين
و لقد سمعت في التلفاز للشيخ محمد سعيد البوطي - كلام منطقي
سأضعه بأختصار جدا -- بما معناه
قال
لو ان الرئيس دعا الوزراء او العلماء - لإجتماع مهم جدا
ليقرروا قرار مهم جدا - لدولتهم - يعني الأمر خطير
و إجتماع طاريء كما يسمى في أيامنا هذه
ثم حضر الجميع الي الإجتماع لمناقشة هذا الأمر الخطير
فجلس - وزير ما - ينظر الي القاعة
ينظر و يتأمل الثريات الجميلة و الترتيب المبدع
ينظر و يتأمل إلي الأرضية و الي السقف المزخرف
ينظر و يتأمل الي الوحات الجميلة و ........الخ
ثم يسألونه عن رأيه و عن مشاركته لتقرير مصير الدوله
و هو غير مكترث - للقضية و الآراء التي طرحت في الإجتماع
ثم إنتهى الإجتماع - و هو ينظر و يتأمل
ما اراد الشيخ أن يبينه أن بما يسمى بالإعجاز العددي - أصبح كالمتأمل
يأخذ الآية - لا يتدبر معناها - و جلس و أخذ قلم و ورقه - و يحسب - كم حرف و كم كلمة و .....الخ
فجعلته لاهيا عن التدبر في الآيات القرآنية
رأيت ان مثاله صحيح و منطقي - و أنه واقعي جدا(1/300)
فالذي يأخذ القرآن - و يجعله كأنه كتاب رياضيات - يلهيه هذا عن التدبر لمعنايه البلاغيه
و لكن
ما الإشكاليه هنا - إذا وجدنا جمعا أو ربطا بينهما
أي - تدبر لمعانيه - و حساب له !!!!!
يعني هل يوجد - تحريم أو منع او نهي عن هذا الفعل ؟؟؟
أن يجمع المرء بين العلوم - إذا صح بأن يسمى الإعجاز العددي - علوما !!!
اما إشكالية - عدم عمل الرسول عليه الصلاة والسلام او صحابته رضوان الله عليه بهذا العلم
فهذا لا يعني - أن نمتنع بالبحث عن العلوم العلميه الفضائيه او الجيولوجيه او الفيزيائيه أو ....الخ من العلوم
لعدم إهتمامهم بها !!!
فلكل عصر - و الله أعلم - اهتمامات تختلف عن العصور الأخرى
فأكيد نحن في هذا العصر - التكنولوجيا هي إهتمام الجميع
كما كان في فترة من العصور - إهتمامهم بصنع الأسلحة الكبيرة الضخمة ثم إنتقالها الي الصغيرة الدقيقه
إخواني - انا من أصحاب " المحتارين "
فأرى بأن كل من الطرفين - له وجهة نظر منطقيه عقليه
و لا يوجد دليل عندي شرعي بتحريم او نهي لمثل هذه العلوم
و لكن اكثر الذي يخيفني - هو عدم وجود منهجيه له - و أن اكثر من يستخدمه يهدم ثوابت إسلاميه
أو يكون صاحب بدعه او ........الخ . و الله أعلم
نرجوا إثراءنا بالحسنى أكثر - بعيدا عن التعصب او اللمز ببعضنا البعض
/////////////////////////////////////////////////
---
أبومجاهدالعبيدي
02-05-2006, 08:57 AM
يرفع للفائدة
---
لؤي الطيبي
03-08-2006, 01:46 PM
البيان الرياضي في التعبير القرآني(1/301)
و لقد سمعت في التلفاز للشيخ محمد سعيد البوطي - كلام منطقي سأضعه بأختصار جدا -- بما معناه قال : لو ان الرئيس دعا الوزراء او العلماء - لإجتماع مهم جدا ليقرروا قرار مهم جدا - لدولتهم - يعني الأمر خطير و إجتماع طاريء كما يسمى في أيامنا هذه ثم حضر الجميع الي الإجتماع لمناقشة هذا الأمر الخطير فجلس - وزير ما - ينظر الي القاعة ينظر و يتأمل الثريات الجميلة و الترتيب المبدع ينظر و يتأمل إلي الأرضية و الي السقف المزخرف ينظر و يتأمل الي الوحات الجميلة و ........الخ ثم يسألونه عن رأيه وعن مشاركته لتقرير مصير الدوله وهو غير مكترث - للقضية و الآراء التي طرحت في الإجتماع ثم إنتهى الإجتماع - و هو ينظر و يتأمل .
ما اراد الشيخ أن يبينه أن بما يسمى بالإعجاز العددي - أصبح كالمتأمل يأخذ الآية - لا يتدبر معناها - وجلس و أخذ قلم و ورقه - ويحسب - كم حرف و كم كلمة و .....الخ . فجعلته لاهيا عن التدبر في الآيات القرآنية .
رأيت ان مثاله صحيح و منطقي - و أنه واقعي جدا . فالذي يأخذ القرآن - و يجعله كأنه كتاب رياضيات - يلهيه هذا عن التدبر لمعنايه البلاغيه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيباً على ما جاء في مداخلة أخينا الإسلام ديني ، وردّاً على ما تفضّل به الشيخ البوطي حفظه الله - إن كان هذا كلامه - أقدّم لكم جزءاً من بحث سأنشره قريباً إن شاء الله تعالى . والسؤال الذي سأحاول أن أقدم له إجابة في هذا الفصل من البحث هو : هل أن التعبير الرياضي موجود في القرآن أصلاً ؟
البيان الرياضي في التعبير القرآني(1/302)
إن المتأمّل في القرآن الكريم يجد أنه كتاب جمع أبعاد الزمان ، والتقط مفردات الأحداث ورموز الوقائع ، وقوافل كافّة المعاني ، ليحضرها على متن لوحة تعبيرية موجزة ، كان أصدق أسمائها «آية» ، هي أعمق من البحر ، وأوسع من السماء . هي كذلك ، لأنها «آية» ! آية تحكي عظمة المبدع ، ووحدانية الصانع لتلك الهيكلية المحكَمة ، ولذلك النظام الذي يحمل في طيّاته أجمل صور الإبداع والإتقان . إنه الكتاب الذي تحدّى الله به الجنّ والإنس على أن يأتوا بمثله ، فعجزوا !
وهذا العجز لم يأتِ من فراغ ! ذلك أن الارتباط والتناسق بين مكوّنات القرآن الكريم ، هو مطلق في ماهيّته ، لأنه كلام فوق الحدوث ، وفوق قوانين النطق المادي الذي يتقيّد بالزمان والمكان . فعظمة الكلمات والحروف القرآنية تتجلّى في تصويرها المطلق للأشياء بشكل يطابق تماماً حقيقة وجود هذه الأشياء ، حتى لتكون الصورة المنبثقة عن هذه الحقيقة عبارة عن كلمات تنبض هي وحروفها بروح هذه الأشياء . ولذلك نجد أن الكلمات القرآنية ، بمجموع حروفها ، ومواقع هذه الكلمات في العبارات القرآنية ، ومن ثم مواقع العبارات في الآيات والسور القرآنية ، كلها ترتبط بصورة مطلقة في المسائل التي تصفها وتعبّر عنها ، ومن ثم تصوّر المسائل بشكل مطابق تماماً للواقع الذي تبحث فيه هذه المسائل .(1/303)
وهذا ما يدفعنا في الحقيقة إلى البحث عن أسرار الكلمات القرآنية ، التي تعطي لكل جيل ما يناسب معرفته وعلمه ، حول ماهيّة الأشياء التي تصفها ، دون أن يناقض ذلك المفاهيم التي تعطيها هذه الكلمات لغيره من الأجيال . ولذلك سنتعرّض في هذا الباب من البحث إلى مجموعة من الأمثلة ، التي من شأنها أن تتيح لنا فهم كيفية تداخل الكلمات القرآنية في معادلات التصوير المطلق للعبارات القرآنية ، ولندرك كيف أن موقع الكلمة في العبارة القرآنية ، يرتبط ارتباطاً مطلقاً بالمعاني التي تحملها العبارة التي تنتمي إليها . ولبيان مرجعيّة القرآن لهذه الطلاقة الفريدة ، نحتاج أن نقف عند بعض المفاهيم والمصطلحات ، التي من شأنها أن تساعدنا على إدراك هذا التصوير المطلق والمقصود .
اللّغة والمنطق والقرآن
يجيب النصّ القرآني عن أسئلة الوجود والكون والحياة والمصير . وهو يجيب عن ذلك بشكل فنّي لا يمكن فهمه إلا بفهم لغته أولاً ، لأن اللّغة التي نزل بها القرآن ليست مجرّد مفردات وتراكيب ، وإنما تحمل في مضمونها رؤيا مطلقة للإنسان وللحياة وللكون . فلا عجب إذن أن دهشة العرب الأولى إزاء القرآن كانت لغوية محضة ، حيث فتنهم بلغته ، جمالاً وفناً ، فكانت هي المفتاح المباشر الذي فتح لهم الأبواب لدخول عالَم النصّ القرآني والإيمان بدين الإسلام .(1/304)
ولذلك يمكن القول إن المسلمين الأوائل الذين شكّلوا النواة الصلبة الأولى في الدعوة إلى الإسلام قد آمنوا بالقرآن لكونه نصّاً بيانياً امتلكهم . فَهُمْ لم يؤمنوا به لأنه كشف لهم عن أسرار الكون والإنسان ، أو لأنه قدّم لهم نظاماً جديداً للحياة ، بل لأنهم رأوا فيه لغة لا عهد لهم بما يشبهها . فبلغة القرآن تغيّر كيانهم النفسي ، وبلغته تغيّرت حياتهم ، حتى صار هو نفسه وجودهم . فأجمعوا على أن القرآن كتاب فريد لم يروا مثله من قبل ، وأقرّوا بأنه لا يمكن مضاهاته ومحاكاته ، واتفقوا على أنه نقض لعادة الكتابة شعراً ، وسجعاً ، وخطابة ، ورسالة ، وأن نظمه عجيب وغريب . ولهذا لا يمكن الفصل ، على أي مستوى ، بين القرآن واللّغة التي نزل بها .
وإن هذا الإقرار الذي توصّل إليه العرب قبل أربعة عشرة قرناً ، نجده يتحقّق بشكل جديد في عصرنا الحالي . فحيثما قلب الإنسان نظره في القرآن الكريم ، يجد الإعجاز اللّغوي في نظامه البديع ، وفي ألفاظه التي تفي بحق كل معنى في موضعه ، لا ينبو منها لفظ يقال إنه زائد ، ولا يعثر الباحث على موضع يقال إنه إثبات لفظ ناقص .
فالباحث المتعمّق في كلمات القرآن ، يجد بالفعل أن لغة هذا الكتاب العظيم ، ليست كباقي اللغات الوضعية ، ذلك أن إعجازه اللّغوي ، لا يقتصر على نحوه وصرفه واشتقاقه ، ولا على بلاغته وفصاحته فحسب ، وإنما كذلك على منطقه وبيانه ، الذي يتّخذ منه القرآن سبيلاً في هدايته . فهناك ارتباط وثيق وعلاقة مطلقة بين اللّغة التي يستعملها القرآن ، وبين المنطق الذي تعبّر عنه هذه اللّغة . فكيف وأين يتجلّى لنا هذا الترابط بين اللّغة والمنطق في القرآن الكريم؟(1/305)
عند النظر في قوانين اللّغة بشكل عام ، نجد أنها تتمثّل في أدائها لأغراض متعدّدة ومتنوعة ، أهمّها أمران اثنان . الأول : وصف العالَم . والثاني : وصفها لذاتها( ) . ففي حين أن التمثيل في الحالة الأولى ينعكس على "استعمال" كلمة ما في عبارة معيّنة ، نجد أن التمثيل في الحالة الثانية ينعكس على "ذكر" تلك الكلمة في العبارة نفسها . فما الفرق بين الحالتين ؟
إننا نكون بصدد "استعمال" شيء ما عندما نسند إليه خاصيّة معيّنة ، في قولنا مثلاً : «يرفض زيد أن يمتثل للأوامر» . في حين أننا نتكلّم عن "ذكر" شيء ما في حالة إسناد خاصيّة معيّنة لاسم الشيء ، وليس للشيء ذاته ، في قولنا مثلاً : «هذه الجملة تتكوّن من ست كلمات» . إذ يبدو الفرق واضحاً بين الجملتين . فالأولى تنتمي إلى اللّغة الشيئيّة ، لكونها تعيّن واقعة شيئيّة تتمثّل في رفض زيد أن يمتثل للأوامر . في الوقت الذي تطرح فيه الجملة الثانية بعض الصعوبات ، لأنها تتميّز بتسميتها لذاتها ، أي أنها انعكاسية وتقوم بوصف ذاتها وهي تعود في المنطق إلى ما يسمّيه العلماء بـ"الإحالة الذاتية"( ) . وإن البحث عن الفرق بين هاتين الحالتين يجرّنا مباشرة إلى البحث عن المفارقات اللّغوية .
فلو أخذنا – مثلاً - الجملة القائلة : "إن الصبا يسبق الشيخوخة" ، لعلمنا أنها تفي بشروط اللغة من نحو وتأليف ، وأن "استعمال" الكلمات الواردة فيها يفي أيضاً بالمعنى المطلوب ، إلا أنها تكشف لنا في الوقت نفسه عن ثغرة منطقية عميقة ! لماذا ؟ لأننا نجد – مثلاً - عند اللجوء إلى أي قاموس لغوي ، أن "ذكر" كلمة (شيخوخة) ككلمة قد سبق "ذكر" كلمة (صبا) ككلمة ، وذلك لأن ترتيب حرف "الشين" قد سبق حرف "الصاد" بحسب ترتيب الحروف الأبجدية ، وعليه فإنه طبقاً لما جاء في القاموس ، فإن كلمة (شيخوخه) تسبق كلمة (صبا) !(1/306)
وهذا الأمر قد شكّل تناقضاً في تركيب الجملة القائلة بأن "الصبا يسبق الشيخوخة" ! حيث وجدنا ثمّة حالة واحدة على الأقل والتي تدلّ على عدم استقامة هذه الجملة من ناحية منطقية . ذلك أن "ذكر" كلمة (شيخوخة) في القاموس قد سبق "ذكر" كلمة (صبا) ، في مثالنا ! وإن لهذا النوع من المنطق اللّغوي تاريخاً طويلاً ، ويرجع في أصله إلى العصر الإغريقي .
ومن أشهر الأمثلة التي ما زالت تشكّل تناقضاً ظاهراً في المنطق الرياضي حتى يومنا هذا ، هو ما وردنا عن الفيلسوف الكريتي إبمنيدس( ) في عبارته المشهورة : "إن جميع الكريتيين كاذبون"( ) ! فما هو التناقض في هذه العبارة ؟ بما أن إبيمنيدس يُعدّ من جزيرة كريت اليونانية ، أي أنه من الكريتيين ، وبما أنه ادّعى بأن الكريتيين جميعهم كاذبون ، كما جاء في العبارة ، فلا بدّ أن تكون العبارة التي قالها إبيمنيدس كاذبة وغير صحيحة ! ولكن .. إذا كانت عبارته غير صحيحة ، فهذا يعني أن الكريتيين جميعهم صادقون . ولكن .. إذا صدق جميع الكريتيين ، فوجب أن يكون إبيمنيدس صادقاً . وإذا صدق إبيمنيدس ، فستكون عبارته صادقة .. وعليه فقد دخلنا في دوّامة لا مخرج منها ، إذ نجد أنفسنا نرجع إلى نفس نقطة التناقض والمفارقة .
وقد شكّلت مثل هذه التناقضات عقبات جدّية في المفاهيم المنطقية ، وخصوصاً في المنطق الرياضي . وإن أول من تنبّه لهذه النقطة الحرجة في العصر الحديث كان عالم الرياضيات النمساوي جودل( ) ، والذي تمكّن من تقديم برهان رياضي قاطع في إثباته لما تقدّم من كلام ، على استحالة تمثيل عبارة ما لذاتها بصورة مطلقة( ) ، أي أنه لا يمكن إثبات شيء ما بصورة قاطعة( ) ! ولذلك نجد أن المنطق اللّغوي الذي نتعامل معه نحن البشر ينقسم إلى النوعين اللذين ذكرناهما آنفاً لحالتي "ذكر" شيء ما أو "استعمال" ذات الشيء في الكلام .(1/307)
وعليه فلا يمكننا وصف أيّة لغة بشرية بالطلاقة ، لكونها مولّداً للتناقضات والمفارقات . ذلك أن اعتمادها سيؤدّي حتماً إلى بناء جمل غير متّسقة ، أي جملاً تحتمل الصدق والكذب في الوقت نفسه ، مثل العبارة الصادرة عن إبمنيدس في المثال السابق . ويتحقّق هذا الأمر خاصّة عندما نسمح لتعبير ما بأن يتكلّم عن نفسه ، أو عندما ينطبق محمول ما على نفسه ، أو أن تتضمّن مجموعة ما نفسها . وكملخّص لما ذكرناه أعلاه ، نقول : إن "الإحالة الذاتية" تأخذ بعين الاعتبار نوعيّة الكلمات الواردة في عبارة ما ، أي أنها تفرق بين "استعمال" أو "ذكر" تلك الكلمات . فعندما "نستعمل" كلمة ما في عبارة معيّنة ، فإننا نقصد المعنى الذي جاءت هذه الكلمة لتعبّر عنه . في حين أننا عندما "نذكر" كلمة ما ، فنحن نتكلّم عن اللفظ ، وبالتالي ليس عن المعنى . وهنا ، يتّضح لنا الضعف في اللّغات الطبيعية ، التي نتعامل معها نحن البشر . فمهما علت ومهما توسّعت وترعرعت هذه اللّغات ، فإنها ستبقى ضعيفة وناقصة ، وستحوي المفارقات في ثنايا كلماتها ، ذلك أن الفكر الإنساني محدود أصلاً ، ولن يتأتّى له الاتّصاف بالطلاقة أبداً .
هذا من ناحية ، ومن ناحية ثانية فإنه طبقاً لمواصفات مبدأ "الإحالة الذاتية" ، أو ما يُسمّى أيضاً بـ"الانعكاسية" ، يمكننا أن نعتمد على هذه الطريقة لامتحان قيمة اللّغة ، أيّة لغة كانت . وبعودة إلى القرآن ، وبما أنه يتكلّم عن أشياء عديدة ، ويستعمل كلمات كثيرة ، منها ما يتكرّر ومنها ما يفسّر نفسه ، فإنه لو كان من تأليف بشر ، لكان من الضروري أن نجد في ثناياه مفارقات وتناقضات منطقية ، كالتي تعرّضنا لها سابقاً ، والتي تجلّت بتطبيق هذا المبدأ عليها ولكن هيهات .. هيهات ..
التدبّر ومثل التحدّي ..(1/308)
يروّج كثير من المستشرقين أن هناك تناقضات في القرآن الكريم ، ويلجأون في ادعاءاتهم هذه إلى ألاعيب المنافقين قديماً وحديثاً . وأساس هذا الاتجاه هو أن القرآن الكريم ، وهو المعجزة ، هو كلام الله سبحانه وتعالى ، وأن الله سبحانه منزّه عن الخطأ ، ومنزّه عن النسيان ، ومنزّه عن كل ما في البشر من نقص وتناقض . وبالتالي فإن وجود أي تناقض أو اختلاف فيه ، ولو كان ظاهرياً ، سيساعدهم على هدم المعجزة ، ومن ثم الادعاء بأن هذا الكلام ليس منزلاً من عند الله تعالى .
ولكن الإعجاز القرآني الموجود في كل كلمة من كلماته ، وفي كل حرف من حروفه ، إنما يظهر أمام هؤلاء بهذه الصورة ، ليجعلهم بالفعل شهداء على المعجزة الخالدة ، وليجعلهم وهم يحاولون ادّعاء التناقض في القرآن ، أن يبيّنوا معجزاته . إذ هم يثيرون مما يزعمونه أشياء تجعل العقل ينشط في محاولة للردّ عليهم . وبالتالي فإنه في بحثنا في القرآن الكريم تتبيّن المعجزة ، ويتبيّن أنه كلام الله سبحانه وتعالى ، المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم .
ولقد عاب القرآن الكريم إعراض المنافقين عن تدبّره ، في قوله تعالى : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا } [النساء: 82] . فلكون الرسالة المنبثقة منه سبحانه خالية من التناقض والاختلاف ، ولكونها متناسقة وثابتة في نصّها ، نعلم علماً يقينياً أنها من عنده سبحانه وتعالى . وإن هذه الآية الكريمة وحدها فيها من الإعجاز القرآني ما يكفي للردّ على مطاعنهم . وكيف لا يكون كذلك ، وهي تصرّح بأن سلامة القرآن الكريم من الاختلاف والتناقض ، هو دليل على كونه من عند الله تبارك وتعالى ؟(1/309)
ومع أن هذا التصريح جليّ للأعيان ، إلا أننا نعجب أن مِن علمائنا مَن أغفل قيمته في مصنّفاته ، حتى أن الإمام يحيى بن حمزة العلوي قد شكّك في اعتبار كون القرآن خالياً عن التناقض ، وجهًا من وجوه إعجازه . يقول رحمه الله في بيانه لما ذهب إليه : "وهذا فاسد لأوجه ، أما أولاً فلأن الإجماع منعقد على أن التحدّي واقع بكل واحدة من سور القرآن ، وقد يوجد في كثير من الخطب والشعر والرسائل ، ما يكون في مقدار سورة خالياً عن التناقض ، فيلزم أن يكون معجزاً . وأما ثانياً فلأنه لو كان الأمر كما قالوه في وجه الإعجاز لم يكن تعجّبهم من أجل فصاحته ، وحسن نظمه ، ولوجب أن يكون تعجّبهم من أجل سلامته عما قالوه ، فلمّا علمنا من حالهم خلاف ذلك بطل ما زعموه . وأما ثالثاً فلأن السلامة عن المناقضة ليس خارقاً للعادات ، فإنه ربّما أمكن كثيراً في سائر الأزمان ، وإذا كان معتاداً لم يكن العلم بخلوّ القرآن عن المناقضة والاختلاف معجزاً ، لما كان معتاداً ، ومن حقّ ما يكون معجزاً أن يكون ناقضاً للعادة"( ) .
وبعد أن ذكر هذه الأوجه الثلاثة ، قال رحمه الله : "وأيضاً فإنا نقول جعلكم الوضع في إعجازه خلوّه عن المناقضة والاختلاف ليس علماً ضرورياً ، بل لا بدّ فيه من إقامة الدلالة ، فيجب على من قال هذه المقالة تصحيحها بالدلالة لتكون مقبولة ، وهم لم يفعلوا ذلك" .(1/310)
ويبدو كذلك أن الشيخ عبد العظيم الزرقاني قد تأثّر ملاحظة الإمام العلوي ، إذ نراه هو الآخر يورد في كتابه عنواناً أسماه "وجوه معلولة" ، قال بعده مباشرة : "ذكر بعضهم وجوهاً أخرى للإعجاز ، ولكنها لا تسلم في نظرنا من طعن ، لأن منها ما يتداخل بعضه في بعض ، ومنها ما لا يجوز أن يكون وجهاً من وجوه الإعجاز بحال . ونمثّل لهذا الذي ذكروه بتلك الأوجه العشرة التي عدّها القرطبي ، وهي .."( ) . وبعد أن تعرّض لهذه الوجوه ، وقام بدمج بعضها في بعض خالف القرطبي في وجهين منها هما : الحِكم البالغة والتناقض بين معانيه . وقال : "إن واحداً منهما لا يصلح وجهاً من وجوه الإعجاز لأنهما لا يخرجان عن حدود الطاقة ، بل كثيراً ما نجد كلام الناس مشتملاً على حِكَمٍ وسليماً من التناقض والاختلاف"( ) .
ولكن المتأمّل في كلام هذين الإمامين الجليلين يرى أنه بنفيهما "عدم الاختلاف والتناقض" من بين وجوه الإعجاز ، قد خالفا النصّ القرآني الوارد في آية النساء ، وهو ما جاء في قوله تعالى : { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا } [النساء: 82] . فالقرآن الكريم يصرّح بأن سلامته عن الاختلاف دليل على كونه من عند الله تعالى ، فهو إذن وجه أصيل من وجوه الإعجاز . خاصّة وأن القرآن استغرق إنزاله ثلاثاً وعشرين سنة ، ومع هذا لا نلمح خلافاً بين أول ما نزل وآخر ما نزل من حيث استواؤه موضوعاً وشكلاً( ) .(1/311)
يقول ابن كثير : "يقول تعالى آمراً عباده بتدبّر القرآن ، وناهياً لهم عن الإعراض عنه ، وعن تفهّم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة ، ومخبراً لهم أنه لا اختلاف فيه ولا اضطراب ، ولا تضادّ ولا تعارض لأنه تنزيل من حكيم حميد ، فهو حقّ من حقّ"( ) . ويقول الطبري : "أفلا يتدبّر المبيتون غير الذي تقول لهم ، يا محمد كتاب الله ، فيعلموا حجّة الله عليهم في طاعتك واتباع أمرك ، وأن الذي أتيتهم به من التنزيل من عند ربهم ، لاتِّساق معانيه ، وائتلاف أحكامه ، وتأييد بعضه بعضاً بالتصديق ، وشهادة بعضه لبعض بالتحقيق ، فإن ذلك لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه وتناقضت معانيه وأبان بعضه عن فساد بعض"( ) .
فتفسير الآية واضح وجليّ . ولكن الأمر الذي سنعلّق عليه هنا هو قوله تعالى : { لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا } . إذ إن قوله تعالى : { لَوَجَدُواْ فِيهِ } قابل لأن يحيل على قضية شيئية أو قضية لغوية ، كما افترضنا من قبل في قولنا مثلاً : "هذه الجملة تتكوّن من ست كلمات" . والآية تقول إنه لو كان القرآن من تأليف البشر ، وليس من عند الله { لَوَجَدُواْ فِيهِ } { اخْتِلاَفًا كَثِيرًا } ! فهل يمكننا تطبيق مبدأ "الإحالة الذاتية" على هذه العبارة من النصّ القرآني الكريم ؟(1/312)
قبل أن نباشر بتطبيق هذا المبدأ على كلمات من القرآن الكريم ، نودّ أن نسلّط بعض الضوء على مفهوم الكلمة القرآنية التي نحن بصددها هنا . وقد وجدنا بُعداً جميلاً لهذا المفهوم عند الأستاذ محمد العفيفي ، في قوله : "إن كل كلمة في القرآن تعطيك مع اتصالها فصلاً خاصّاً بها وحدها ، لا يتكرّر في القرآن كله بعد ذلك .."( ) . وهو يؤكّد على أن "تفصيل القرآن هو التطابق المطلق بين مواقع الكلمة القرآنية مهما تعدّدت مواقعها ، وبين عدد الحقائق التي تقدّمها مواقع كل كلمة قرآنية . فعدد مواقع كل كلمة قرآنية هو نفسه عدد حقائقها"( ) . ويقول في موضع آخر : "كلما تدبّرنا أي كلمة قرآنية متعدّدة المواقع في موقع جديد من مواقعها ، فإن تعداد المواقع إنما هو تحقيق الاستجابة لحاجاتنا إليه"( ) . ثم يخلص العفيفي إلى القول بأن "تعدّد مرات ورود أى كلمة في القرآن ، دليل على ثبات هذه الكلمة ، وحاجتنا نحن المخلوقين إلى عدد من الحاجات ، قدّرها الخالق سبحانه تقديراً ، فجاءت في كتابه العزيز آية قرآنية مفصّلة تفي بهذه الحاجات، على مستويات الفكر الإنساني والعمل الإنساني كما وصلهما الله بالحياة"( ) .
ويؤكّد على أن "الكلمة القرآنية مهما تعدّدت مواقعها ، فقد أتت مرة واحدة ، والحاجات هي التي تكرّرت ، بدليل أن القرآن ليس به أي إضافة عددية لكلمة من كلماته ، دون حاجة حقيقيّة يأتي ذكرها مفصّلاً ومحكماً لا مكان معه لتكرارنا لكلامنا العادي"( ) . وذلك ليقرّر بحُكم قاطع أن "النظر في كلمات القرآن على أساس البُعد العددي لمواقع كل كلمة في سائر الآيات التي جاءت فيها الكلمة القرآنية ، إذا وعينا هذه المواقع تفصيلاً وتوصيلاً ، فقد وعينا عدد الحقائق السماوية لها تفصيلاً وتوصيلاً"( ) .(1/313)
لقد استوحى الأستاذ العفيفي من هذا المفهوم للكلمة القرآنية أن الله سبحانه وتعالى ربط كل كلمة في كتابه العزيز مع جنسها من الكلمات الأخرى ، وجعل منها شخصيّة واحدة مرتبطة بذاتها ، هي شخصيّة القرآن الكريم . ولذلك وجب علينا عند التعرّض لأي كلمة قرآنية أن نتدبّرها من خلال اتصالها بمواقعها وعلاقاتها في القرآن كله . ولعلّ هذا التصريح الذي أدلى به الأستاذ العفيفي قيّم وجميل ، إلا أنه يشعرنا بجزء ضئيل من عظمة المقصود في هذا الوجه من الإعجاز القرآني .
فالأستاذ العفيفي لم يبّين مدى تفوّق الكلمة القرآنية على غيرها من الكلمات ، ولم يوفّر لنا الإجابة على أسئلة كثيرة أخرى ، منها : أين نجد البناء القولي للكلمة القرآنية بالثبات والحقيقة المرتبطة بها ؟ وما هو العلم الذي يمكننا أن نصله من خلال السياق للكلمة القرآنية إذا توالت صِلاتنا بها في كل موقع من مواقعها ؟ ثمّ أين نجد الفصول الخاصّة التي ترسمها لنا الكلمة القرآنية من خلال تعدّدها في مواقعها عند اتصالها بسياقها القرآني ؟
وهذه التساؤلات تحثّنا على افتراض بُعد جديد يكمل ما انتهى إليه العفيفي ، وذلك للكشف عن الحقيقة التي تعبّر عنها الكلمة القرآنية من خلال تعدّدها في مواقعها . وإن من القواعد التي ننطلق منها لفهم هذا البُعد مبدأ الإحالة الذاتية . ولنضرب مثلاً يقرّب ما نرمي إليه إلى الأذهان : فإن قلت لك : «هذه الجملة تحوي كلمة "تحوي"» . هل هي صحيحة ؟ إن هذه الجملة انعكاسية وهي تحيل على قضية لغوية لأنها تتكلّم عن نفسها . ستقول إذن : إن الجملة صحيحة لأنها تحوي بالفعل كلمة "تحوي" . ولكن ماذا بالنسبة لهذه الجملة : «هذه الجملة تتكوّن من خمس كلمات» ؟ فهل هي صحيحة ؟ الجواب هو طبعاً بالنفي . لأنك إذا قمت بإحصاء الكلمات الواردة فيها ، ستجد أن عددها هو ستة ، وليس خمسة ، ولذلك كان من المفروض أن تقول : "هذه الجملة تتكوّن من ست كلمات" !(1/314)
نعود من جديد إلى الآية التي أخبرنا الله سبحانه وتعالى فيها ، أنه لو لم يكن هذا الكتاب من عنده ، لوجد فيه الذين يتدبّرونه «اختلافاً كثيراً» . ونقول : لقد تمّ "استعمال" كلمة «اختلافاً» في العبارة القرآنية للدلالة على عدم وجود التناقض في كلامه تعالى . ولكن في حالة إسناد كلمة «اختلافاً» إلى "ذكرها" في العبارة القرآنية ، نجد أنفسنا أمام أمر عجيب ، لأننا نحصل على صورة مغايرة تماماً لما نعهده في الكتب البشرية جمعاء . فإذا أمعنت النظر في ذكر كلمة «اختلافاً» ، وليس في "استعمالها" ، أي في دلالتها المعنوية في الآية ، فستتجلّى لك الصورة التالية :
لو كان القرآن من تأليف البشر ، لوجدت أن "ذكر" كلمة «اختلافاً» ككلمة ، جاء فيه أكثر من مرة واحدة ، لأن كلمة «كثيراً» تفيد الكثرة ، وهي بالعادة أكثر من مرة واحدة . والآن وبعد الرجوع إلى القرآن الكريم ، نجد أن كلمة «اختلافاً» جاءت بهذه الصيغة في كل القرآن الكريم مرة واحدة فقط ، وذلك في الآية التي نحن بصددها .
فلو كان هذا القرآن من عند غير الله ، «لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً» ، كأن قد قيل : لو كان هذا القرآن من كلام البشر ، لوجدتم فيه أيها السادة أن كلمة «اختلافاً» "كذكر" لكلمة «اختلافاً» ، جاءت فيه أكثر من مرة واحدة . ولكن بما أن هذه الكلمة لم ترد بهذه الصيغة إلا مرة واحدة في كل القرآن ، فإن ما نقرؤه في القرآن الكريم هو حقاً كلام الله سبحانه وتعالى !
فهل يمكن لبشر أن يحيط بشيء من هذا القبيل ؟ لا يمكن ! ولماذا ؟ لأن البشر لا يستطيعون تصوير الحقائق بصورة مطلقة ، يستوي في ذلك ما كان معلوماً منها عندهم أو مجهولاً . وكلما اتسع إدراكنا لهذه الحقيقة ، تبيّن لنا أن التصوير المطلق للعبارات القرآنية يوحي بأن هذا الكتاب العظيم قادم من الملأ الأعلى ، وفيه من الإعجاز ما تنتهي الدنيا ولا ينتهي ! ولنوضّح هذه الصيغ العجيبة بمزيد من الأمثلة .(1/315)
اثنا عشر شهراً في كتاب الله ..
يقول الله تعالى : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } [التوبة: 36] . فواضح من الآية أن عدد الشهور المعتدّ بها عند الله سبحانه وتعالى في شرعه وحكمه ، هو اثنا عشر شهراً على المنازل القمرية .
يقول الدكتور حسين جمعة في شأن فصاحة كلمة «عِدّة» في هذه الآية الكريمة أنها "اكتسبت أبعاداً فكرية وجمالية خاصّة في سياقها القرآني . فالعدّة تشير إلى المقدار والتهيّؤ للعملية الإحصائية .. ولكنها في الوقت نفسه ارتبطت ببلاغة التصميم للكون منذ بدء التكوين ثم اتّفقت بالدلالة مع ما تواضع عليه الخَلْق في عدد الشهور . فانتظم التهيّؤ الكيفيّ التركيبيّ للكلمة مع الدلالة في تطورّها منذ تصميم الكون حتى خلق البشرية ، واتفاقهم على معطيات العدد والعِدَّة في مواضَعاتهم الاجتماعية والفكرية .."( ) .
ومع اكتساب الـ«عِدّة» لهذه الجمالية الخاصّة ، إلا أننا نجد لها جمالية أعظم في تأليفها المحكم ، واقترانها الدقيق بعبارة «في كتاب الله» . يقول الزمخشري: "«في كتاب الله» : أي فيما أثبته ، وأوجبه من حكمه ورآه حكمة وصواباً ، وقيل : في اللوح"( ) ، أي في اللوح المحفوظ «يوم خلق السموات والأرض» . وإلى هذا الرأي الأخير ذهب أكثر المفسرين( ) .(1/316)
ولكن عند تدبّر عبارة «في كتاب الله» في هذه الآية الكريمة ، نجد أنها جملة قابلة لأن تحيل على قضية لغوية ، لأنها تتكلّم عن نفسها ، أي أنها جملة انعكاسية ، وتكشف لنا عن سرّ جديد من أسرار التعبير القرآني العجيب . فالآية تقول : «إن عِدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله» ، ولم تقل : "إن عدّة الشهور عند الله إثنا عشر شهراً في اللوح المحفوظ يوم خلق السموات والأرض .." ، مع أن هذا هو المعنى العام والمقصود للعبارة ، كما أشار إليه المفسّرون . فلابدّ إذن أن يكون لهذا الاختيار دلالته . وإننا لنعجب حقاً عندما نجد أن كلمة "شهر" تردّدت في كل القرآن الكريم بصيغة المفرد (12) مرة بالضبط ، فكان ذلك في المواقع التالية :
البقرة : 185
البقرة : 185
البقرة : 194
البقرة : 194
البقرة : 217
المائدة : 2
المائدة : 97
التوبة : 36
سبأ : 12
سبأ : 12
الأحقاف : 15
القدر : 3
فهذا الاختيار الحكيم يضفي معنى بيانياً - رياضياً إلى المعنى العام الذي عبّرت عنه الآية الكريمة ، ليصبح مفهومها كما جاء في تعبير النصّ القرآني نفسه : «اثنا عشر شهراً في كتاب الله» . فمع أن عدد الشهور في السنة هو (12) شهراً ، إلا أننا نجد أن عدد الشهور الواردة «في كتاب الله» يساوي أيضاً (12) شهراً ، أي أن كلمة "شهر" جاء ذكرها (12) مرة في صفحات القرآن . فانظر إلى دقّة انتقاء الكلمات في التعبير القرآني المعجز . فلو أن كلمة "شهر" تكرّرت أكثر أو أقل من (12) مرة في القرآن الكريم ، لنجم تناقض في النصّ ! ولكن هيهات .. فهذا لا يكون إلا تنزيل من العزيز الحكيم سبحانه .
وللحديث بقية .. إن شاء الله تعالى ..
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-10-2006, 04:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لكم إهتمامكم ، ونكرر أن الأمر ينقصه " منهج" متفق عليه وصحيح لأبحاث الإعجاز العددى
فكل علم له منهج ، فلماذا هذا العلم الجديد الناشيء ، ليس له منهج(1/317)
ولا يمكن الحديث عن " منهج" وتصحيح إحصائيات ، إلا بعمل جماعي
فأنا أرفض البحث المنفرد ، وأشجع البحث الجماعي ، يكفي أن أقول أن أي شركة إقتصادية " محترمة" فيها آلاف العمل ، من أجل إنتاج جماعي يرقي للفائدة
فلماذا أبحاث الدراسات القرآنية وهي أهم من الأعمال الإقتصادية، يغلب عليها العمل الفردي ، لا العمل الجماعي
نوجه دعوة للعمل الجماعي المنظم
ونفيدكم علما بأنه جارى بحث مشترك لأربع باحثين فى الإعجاز العددى ، لوضع منهج الإعجاز العددى ، والإتفاق على إحصائياته
تم وضع خطة البحث فى هذا المنتدي هنا:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=5773
وهنا
http://www.geocities.com/estratigy/planing/plane3gaz.htm
يمكن من شاء أن يشترك معنا فى هذا البحث المشترك أن يبلغنا ببريده ليشترك فى العمل الجارى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرى
estratigy@yahoo.com
---
(1/318)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عجائب المعاني في القرآن الكريم !!
---
عجائب المعاني في القرآن الكريم !!
---
أبو رفيف
10-12-2003, 12:35 PM
ذكر السيوطي في كتابه : " الإتقان في علوم القرآن " نقلاً عن ابن فارس في الأفراد :
كل ما في القرآن من ذكر الأسف فمعناه : الحزن ، إلا في قوله تعالى : ( فلما آسفونا ) ، فمعناه : أغضبونا .
وكل ما فيه من ذكر البروج فهي الكواكب ، إلا في قوله تعالى : ( ولو كنتم في بروج مشيدة ) ، فهي القصور الطوال الحصينة .
وكل ما فيه من ذكر البر والبحر فالمراد بالبحر الماء وبالبر التراب اليابس ، إلا في قوله تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر ) ، فالمراد به البرية والعمران .
وكل ما فيه من بخس فهو النقص ، إلا في قوله تعالى : ( بثمن بخس ) ، أي حرام .
وكل ما فيه من البعل فهو الزوج ، إلا في قوله تعالى : ( أتدعون بعلاً ) ، فهو الصنم .
وكل ما فيه من البكم فالخرس عن الكلام بالإيمان ، إلا في قوله تعالى : ( عمياً وبكماً وصماً ) في الإسراء ، وفي قوله تعالى : ( وأحدهما أبكم ) في النحل ، فالمراد به عدم القدرة على الكلام مطلقاً .
وكل ما فيه جثياً فمعناه : جميعاً ، إلا في قوله تعالى : ( وترى كل أمة جاثية ) ، فمعناه : تجثو على ركبها .
وكل ما فيه حسباناً فهو : العدد ، إلا في قوله تعالى : ( حسباناً من السماء ) في الكهف ، فهو : العذاب .
وكل ما فيه من الحسرة فمعناه : الندامة ، إلا إلا في قوله تعالى : ( ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم ) ، فمعناه : الحزن .
وكل ما فيه من الدحض فمعناه : الباطل ، إلا في قوله تعالى : ( فكان من المدحضين ) ، فمعناه : من المقروعين .
وكل ما فيه من رجز فمعناه : العذاب ، إلا في قوله تعالى : ( والرجز فاهجر ) ، فالمراد به : الصنم .(1/319)
وكل ما فيه من ريب فمعناه : الشك ، إلا في قوله تعالى : ( ريب المنون ) ، يعني : حوادث الدهر .
وكل ما فيه من الرجم : فهو القتل ، إلا في قوله تعالى : ( لأرجمنك ) ، فمعناه : لأشتمنك ، وفي قوله تعالى : ( رجماً بالغيب ) ، أي : ظناً .
وكل ما فيه من الزور فمعناه : الكذب مع الشرك ، إلا في قوله تعالى : ( منكراً من القول وزوراً ) ، فإنه : كذب من غير شرك .
وكل ما فيه من زكاة فهو : المال ، إلا في قوله تعالى : ( وحناناً من لدنا وزكاة ) ، أي : طهرة .
وكل ما فيه من الزيغ فهو : الميل ، إلا في قوله تعالى : ( وإذ زاغت الأبصار ) ، أي : شخصت .
وكل ما فيه من سخر فمعناه : الاستهزاء ، إلا في قوله تعالى : ( سخرياً ) في الزخرف ، فهو من : التسخير والاستخدام .
وكل سكينة فيه طمأنينة ، إلا في قوله تعالى : ( فيه سكينة ) التي في البقرة عند ذكر قصة طالوت ... " مختلف فيها ، وهذا القول لابن عباس رضي الله عنهما " .
وكل سعير فيه فهو : النار والوقود ، إلا في قوله تعالى : ( في ضلالٍ وسعر ) ، فهو : العناء .
وكل شيطان فيه فهو : إبليس وجنوده ، إلا في قوله تعالى : ( وإذا خلوا إلى شياطينهم ) ، فالمراد به : شياطين الإنس . وقوله تعالى : ( شياطين الإنس والجن ) في الأنعام ، المراد به : المعنيان .
وكل شهيد فيه غير القتلى فمعناه : من يشهد في أمور الناس ، إلا في قوله تعالى : ( وادعوا شهداؤكم ) في البقرة ، فمعناه : شركاؤكم .
وكل ما فيه من أصحاب النار : فأهلها ، إلا في قوله تعالى : ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) ، فالمراد : خزنتها .
وكل صلاة فيه فهي : عبادة ورحمة إلا في قوله تعالى : ( وصلوات ومساجد ) ، فهي : الأماكن .
وكل صمم فيه فعن سماع الإيمان والقرآن خاصة ، إلا الذي في الإسراء .
وكل عذاب فيه فهو : التعذيب ، إلا في قوله تعالى : ( وليشهد عذابهما ) ، فهو :الضرب .(1/320)
وكل قنوت فيه طاعة ، إلا في قوله تعالى : ( كل له قانتون ) فمعناه : مقرون ومعترفون .
وكل كنز فيه مال ، إلا الذي في الكهف فهو : صحيفة علم .
وكل مصباح فيه كوكب ، إلا الذي في النور فمعناه : السراج .
وكل نكاح فيه زواج ، إلا في قوله تعالى : ( حتى إذا بلغوا النكاح ) في النساء ، فهو الحلم .
وكل نبأ فيه : خبر ، إلا في قوله تعالى : ( فعميت عليهم الأنباء ) ، أي : الحجج .
وكل ورود فيه : دخول ، إلا في قوله تعالى : ( ولما ورد ماء مدين ) ، يعني : هجم عليه ولم يدخله .
وكل ما فيه من لايكلف نفساً إلا وسعها : فالمراد منه العمل ، إلا التي في الطلاق فالمراد بها : النفقة .
وكل يأس فيه : قنوط ، إلا في قوله تعالى : ( أفلم ييئس الذين آمنوا ) في الرعد ، فمن العلم ؛ أي : أفلم يعلم الذين آمنوا .
وكل صبر فيه محمود ، إلا في قوله تعالى : ( لولا أن صبرنا عليها ) في الفرقان ، وقوله تعالى : (واصبروا على آلهتكم ) في ص .
هذا آخر ما ذكره ابن فارس في الأفراد .
قال السيوطي بعد ذلك ...
وقال غيره : كل صوم فيه فهو العبادة المعروفة ، إلا في قوله تعالى : ( إني نذرت للرحمن صوماً ) ، أي : صمتاً .
وكل ما فيه من الظلمات والنور فالمراد بها : الكفر والإيمان ، إلا التي في أول الأنعام فالمراد بها : ظلمة الليل ، ونور النهار .
وكل إنفاق فيه فهو : الصدقة ، إلا في قوله تعالى : ( فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا ) فالمراد به : المهر .
وكل شيء في القرآن من الرياح فهي رحمة ، وكل شيء فيه من الريح فهو عذاب .
وكل آية في القرآن فيها حفظ الفرج فهو من الزنا ، إلا قوله تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) ، فالمراد : أن لا يراها أحد .
وكل وراء في القرآن معناه : أمام ، إلا في قوله تعالى : ( فمن ابتغى وراء ذلك ) يعني : سوى ذلك ، وقوله تعالى : ( وأحل لكم ما وراء ذلكم ) ، يعني : سوى ذلكم .(1/321)
وكل شيء ذكره الله بقوله : وما أدراك فقد فسره ، وكل شيء ذكره بقوله : وما يدريك فقد تركه .
وقال آخرون : ليس في القرآن بعد بمعنى : قبل ، إلا في قوله تعالى : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ) ، وقوله تعالى ( والأرض بعد ذلك دحاها ) أي : قبل ؛ لأنه تعالى خلق الأرض في يومين ، ثم استوى إلى السماء فعلى هذا خلق الأرض قبل السماء .
وصلى الله على محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .
---
(1/322)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > مخطوط: الكنز في القراءات العشر لابن الوجيه (740هـ)
---
مخطوط: الكنز في القراءات العشر لابن الوجيه (740هـ)
---
أيمن صالح شعبان
03-25-2007, 06:43 AM
السلام عليكم وجدت هذا الرابط الذي به بعض المعلومات عن الكتاب فهل هو مطبوع وما هي أهميته
تأليف: أبومحمد عبد الله بن عبد المؤمن بن الوجيه الواسطى
الرابط : http://mirath.net/album/album-20-tozihat.htm
http://mirath.net/album/aksha/020.JPG
رابط الصورة http://mirath.net/album/album_020.htm
---
مروان الظفيري
03-25-2007, 07:56 AM
جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب الفاضل أيمن صالح شعبان
وهذا فضل عظيم
وهو تسهيل الحصول على المخطوطات
وبذلها لطلاب العلم
بالإضافة إلى حفظها من الضياع والتلف
وعلى ألخوة الأفاضل الرجوع لهذا الرابط :
( الكنز في قراءات العشرة ـ نجم الدين عبد الله بن عبد المؤمن بن الوجيه هبة الله الواسطي )
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=320024
شكرا لك
---
مروان الظفيري
03-25-2007, 11:26 AM
وكتاب الكنز في القراءات العشرة ؛
لنجم الدين عبد الله بن عبد المؤمن بن الوجيه هبة الله الواسطي
من منشورات
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
لسنة 2007 م
---
الجكني
03-25-2007, 11:34 AM
ونشر سنة 1425 عن طريق مكتبة الثقافة الدينية بالقاهرة ،بتحقيق د/خالد أحمد المشهداني 0
وطبع قبل ذلك طبعة رديئة بتحقيق "هناد الحمصي 0
---
مروان الظفيري
03-25-2007, 11:37 AM
http://www.arabic-islamic-books.com/Upload/2-7451-2297-5.jpg
عنوان الكتاب: الكنز في القراءات العشر
Book Title: alknz fy alqra’at al’ashr
المؤلف: ابن الوجيه الواسطي
Author: abn alwjyh alwasty
المحقق: هناء الحمصي
الموضوع: قراءات
نوع التجليد: مجلد
نوع الورق: ابيض
عدد الصفحات: 288(1/323)
القياس: cm 17×24
الوزن: Kg.0.565
عدد ألوان الطباعة: لون واحد
تاريخ الإصدار: I1998-07-07
رقم فسح المملكة العربية السعودية:116087
كتاب يبحث في علم من علوم القرآن الكريم وهو علم قراءات القرآن الكريم
أورد فيه القراءات العشرة سبع منها متواترة وثلاث برواية الآحاد،
حيث أورد في البداية أحكام التجويد ومخارج الحروف وصفاتها
ثم بدأ بإيراد السور مرتبة حسب القرآن الكريم من الفاتحة إلى الناس
وبين أوجه القراءات فيها، وهذه طبعة محققة
كما زعم أصحاب دار النشل ( عفوا ) النشر
والعهدة عليهم !!!
---
الجكني
03-25-2007, 02:58 PM
التحقيق : هي بعيدة عن "التحقيق"0
والعبارة المحققة : أنها غير "محققة" 0
---
د. أنمار
03-25-2007, 05:36 PM
وتبعهم جمال شرف -بمباركة دار الصحابة- المسلسل السابق فالله عليم أي النسختين الماضيتين أخذوا بما فيها من خطأ وتحريف كعادتهم.
وهذه المرة لم يصرح على أي الطبعات اعتمد (أو سطا أو شوه)، كما عودنا حضرته. بحجة حرصه على نفع الأمة وطلبة العلم.......
---
مروان الظفيري
03-25-2007, 11:29 PM
http://us.f602.mail.yahoo.com/ym/us/ShowLetter?box=Inbox&MsgId=6341_52155504_790649_2570_639283_0_67669_835 796_3687050473&bodyPart=2&YY=91600&y5beta=yes&y5beta=yes&order=down&sort=date&pos=0&view=a&head=b&Idx=0
---
أيمن صالح شعبان
03-26-2007, 06:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر مداخلات فضيلة الدكاترة مروان الظفيري الجنكي وأنمار حفظهم الله جميعا على ما أفادوا به في هذا الموضوع وقد رجعت للرابط الذي ذكره فضيلة الدكتور مروان فوجدت المخطوط المذكور نسخة أخرى ويغلب على المخطوط الذي أودعت رابط صورته منقول عن الأصل فالكتابة نمطها متأخر عن عصر المصنف والله أعلم
---
(1/324)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن في اثنين وثلاثين مجلد
---
تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن في اثنين وثلاثين مجلد
---
ابوحمزة
05-21-2004, 06:35 AM
التعريف بكتاب : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن في اثنين وثلاثين مجلد
تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن
هذا الكتاب من توزيعات دارنا الحصرية، وقد أصدرته (دار طوق النجاة) الزاهرة.
وحيث أنه لا يقدَّم على كتاب الله وعلومه وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء.. فإننا وضعناه في أول القائمة..
إنه كتاب حافل بمختلف الفنون، جامعٌ لغرر الشروح والمتون؛ إنه تفسيرٌ فريد من نوعه، متين في أسلوبه، قوي في معارفه، جمع فنوناً شتى، واصطفى من تفسيرات السلف أجلَّها وأدقها، وجرى في ميدان الاستطراد، عارضاً أسباب النزول في استيعاب، واستخلص من نصوص التنزيل الحكيم أحكامها، وأظهر ما يتعلق بقراءاتها، وأماط اللثام عن إعرابها، ولا سيما مشكل الإعراب منها، وعرَّج على التصريف، وتحدث عن البلاغة وإعجاز القرآن... إلى غير ذلك من المباحث المتعلقة بالآيات البينات.
ولئن كان هذا المفسر القدير قد أتحف المكتبة الإسلامية ـ خصوصاً مكتبة التفسير ـ بهذا المرجع الهام، والموسوعة العلمية الشرعية.. فقد صدق أهل العلم حين قالوا: (كم ترك الأول للآخر).
وحسبك أنه قد استغرق مؤلِّفه فيه زهاء ثلاثين سنة، ووقع في ثلاثة وثلاثين مجلداً، فكان هذا التفسير العظيم بحق:
أضخم موسوعة تفسيرية زفها إلينا هذا العصر. وأجمعَ مادة تفسيرية قيَّدت الأوابد، وهيمنت على الشوارد؛ فهي روض أُنُف، ومرجع متقن، وعلوم عدة معروضة في كتاب واحد.
باختصار: إنه تسعة كتب في كتاب واحد:
ستجد فيه المناسبة
وستجد فيه أسباب النزول
وستجد فيه التفسير(1/325)
وستجد فيه الإعراب
وستجد فيه القراءات
وستجد فيه البلاغة
وستجد فيه التصريف
وستجد فيه مفردات اللغة
وستجد فيه الأحكام
وستجد شرح الآية في موضع واحد.. بل في مجلد واحد لتسعة مواضيع مختلفة، وهي ميزة انفرد بها هذا الكتاب.
http://alminhaj.com/main/books/book.asp?B_ID=104&S_ID=1
======================
ترجمة مؤلف الكتاب العلامة محمد أمين الارمي الاثيوبي
نزيل مكة ومدرس دار الحديث الخيرية في مكة
اhttp://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1930
---
عبدالرحمن الشهري
05-21-2004, 02:01 PM
جزاك الله خيراً
---
ابوحمزة
05-25-2004, 12:25 AM
وأياكم يا أخي الفاضل
---
(1/326)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال لمن درس بجامعة أم القرى
---
سؤال لمن درس بجامعة أم القرى
---
ابن إبراهيم
09-14-2005, 02:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- ما هي الكتب المدروسة بجامعة أم القرى في العلوم التالية:
1- الفقه
2- أصول الفقه
3- علوم القرآن
4- التفسير
5- آيات الأحكام
6- أحاديث الأحكام
7- الحديث وعلومه
8- العقيدة
9- النحو
10- الثقافة الإسلامية
والله الموفق ,,
---
طويلب
09-16-2005, 07:38 PM
لأي مرحلة: البكالوريوس ، أم الدراسات العليا ؟؟
---
ابن إبراهيم
09-18-2005, 04:26 PM
مرحلة البكالوريوس . وزد على هذه المواد الفرائض .
---
ابن إبراهيم
09-22-2005, 09:22 AM
ابن إبراهيم
مرحلة البكالوريوس . وزد على هذه المواد الفرائض , وأرجو عدم التأخر في الرد .
---
نورة
09-22-2005, 05:50 PM
كلية الشريعة قسم الفقه وأصوله كتبهم المقررة غير كلية الدعوة وأصول الدين مثل قسم القراءات وكتاب وسنة
فالمقررات حسب الأقسام أما المواد المتطلبة مثل الثقافة الاسلامية فالمقرر لهم كتاب واحد مقرر من تأليف أساتذة قسم الثقافة ويباع في الجامعة ومكتباتها.
---
ابن إبراهيم
09-23-2005, 05:38 PM
أعني كلية الشريعة - مرحلة البكالوريوس .
---
ابن إبراهيم
09-23-2005, 05:39 PM
أعني كلية الشريعة - مرحلة البكالوريوس .
---
(1/327)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتابين للشيخ الجديع
---
سؤال عن كتابين للشيخ الجديع
---
محمد رشيد
12-20-2003, 12:31 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ،،
فأين أجد كتاب ( طرق حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف ) للجديع ؟
و كتاب ( تحرير البيان في سجود القرآن ) له ؟
و هل هما موجودان على الشبكة ؟
جزاكم الله تعالى خير الجزاء
---
(1/328)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعوة للدفاع عن الدين
---
دعوة للدفاع عن الدين
---
د. هشام عزمي
05-19-2004, 01:49 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،
لا أدري إن كان من اللائق وضع هذا الطلب هنا أم لا و لكني أدعوا الأعضاء المسلمين الغيورين على هذا الدين للدفاع عنه ضد المنصرين الصليبيين اللذين فاقوا الحد بظلمهم و طغيانهم و أساءوا للدين و لرسول الله و زوجاته و أصحابه أبلغ إساءة !
الرجاء منكم الانضمام إلينا في منتديات الجامع الإسلامية للرد على النصارى (http://www.aljame3.com/forums/index.php?). من أجل هذا الدين !
أنا لا أدري لم هوس بعض الأخوة بالرد على الشيعة و الصوفية و تجاهلهم النصارى ! فهل الشيعة مثلاً يمثلون ثلث سكان العالم و هل هم ينفقون المليارات سنوياً لتشييع أهل السنة ؟؟
الأولويات الأولويات إخواني !!!
نحن في انتظاركم و العديد من الشبهات تنتظر من يدحضها !
فهل من مشمر ؟
---
(1/329)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فنون (فن توجيه الحدث (...)
---
فنون (فن توجيه الحدث (...)
---
د. محمد مشرح
09-23-2004, 06:02 PM
طرد يوسف إسلام يغضب مسلمي أمريكا وبريطانيا
وحدة الاستماع والمتابعة- إسلام أون لاين.نت/ 23-9-2004
يوسف إسلام
استنكر مسلمو أمريكا وبريطانيا قيام السلطات الأمريكية بمنع ناشط السلام البريطاني المسلم يوسف إسلام من دخول الولايات المتحدة وترحيلة إلي بريطانيا.
وأعلن مسئول في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية عودة ناشط السلام البريطاني إلى بلاده الأربعاء 22-9-2004 بعد تحويل مسار الطائرة التي كان فيها إلى شمال الولايات المتحدة "لأسباب تتعلق بالأمن القومي".
واعتبر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" في بيان رسمي أن "معاملة قادة المسلمين المعروفين بالوسطية والاعتدال مثل يوسف إسلام كأنهم مجرمون أو إرهابيون بدون إعلان أسباب إدانتهم أو إعطائهم حقهم في دحض التهم الموجهة إليهم وفقا لما يقتضيه السير الطبيعي للعدالة والقانون، يرسل رسالة إلى العالم الإسلامي مفادها أن أمريكا لا ترحب حتى بمن يدينون الإرهاب وينادون بالسلام".
وأضاف البيان الذي قرأه نهاد عوض المدير العام لكير خلال مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة الأمريكية واشنطن الأربعاء 22-8-2004: "نطالب إدارة الرئيس بوش بأن يشرحوا لنا لماذا منع يوسف إسلام من دخول الولايات المتحدة، وأن يشرحوا لنا ما إذا كان مسافرون وعلماء مسلمون آخرون سوف يواجهون مصيرا مشابها في المستقبل".
وأوضح كير في بيانه أن "يوسف إسلام هو أحد أكثر الشخصيات شهرة واحتراما في العالم الإسلامي، وهو صاحب تاريخ طويل في مجال نشر السلام والتسامح وإدانة الإرهاب"، مذكرا بأنه (يوسف إسلام) أدان في تصريحات صدرت عنه مؤخرا المذبحة التي راح ضحيتها أكثر من 300 شخص في إحدى مدارس روسيا.
نهاد عوض(1/330)
وأشار كير إلى أنه سبق أن طالب إدارة الأمن الداخلي بتوضيح الأسباب التي دفعتها لإلغاء تأشيرة عمل البروفيسور المسلم السويسري طارق رمضان بإحدى الجامعات الأمريكية مؤخرا.
وألغت السلطات الأمريكية يوم 28-7-2004 تأشيرة دخول منحتها للبروفيسور رمضان الذي عُين أستاذا في جامعة "نوتردام" الكاثوليكية بالقرب من مدينة ساوث باند بولاية أنديانا (شمال الولايات المتحدة)، حيث كان ينوي التوجه للعمل مدة عام، ولم يقدم المسئولون الأمريكيون حتى الآن أي تفسير لأسباب إبطال تأشيرة دخول البروفيسور المسلم المعروف للولايات المتحدة.
تصرفات عنصرية
من جهته اعتبر مهدي براي المدير التنفيذي لمعهد الحرية التابع للجمعية الإسلامية الأمريكية أن تصرفات الإدارة الأمريكية تجاه يوسف إسلام وطارق رمضان تتشابه مع بعض التصرفات العنصرية التي ارتبكت في الماضي ضد قادة الأفارقة الأمريكيين، راصدا عدة أمثلة تاريخية لقادة أفارقة أمريكيين منعوا من الحديث ومن المشاركة في المنابر العامة لأسباب عنصرية.
ومنعت السلطات الأمريكية الشيخ يوسف القرضاوي من دخول الولايات المتحدة منذ عام 1997.
صدمة لمسلمي بريطانيا
وفي لندن، أعرب مجلس مسلمي بريطانيا عن صدمته لرفض السلطات الأمريكية السماح لـ"يوسف إسلام" بدخول أراضي الولايات المتحدة، معتبرا أن ذلك يمنع "الحوار البناء مع المسلمين".
وقال محمد عبد الباري الأمين العام المساعد لمجلس مسلمي بريطانيا الذي يضم 350 جمعية إسلامية: إن يوسف إسلام "رجل معتدل جدا وليست لدينا أي فكرة عن سبب حدوث ذلك. إنه رجل محترم جدا في الجالية الإسلامية".
وأضاف عبد الباري: "صدمنا فعلا بما حدث. إنه أمر مخالف للحس السليم. إذا عوملت شخصيات معروفة ومن الدرجة الأولى بهذه الطريقة فكيف يمكن بناء جسور؟!" بين الطوائف.(1/331)
كما أعربت جمعية مسلمي بريطانيا عن أسفها لرفض السلطات الأمريكية السماح لـ"يوسف إسلام" بدخول أراضي الولايات المتحدة، معتبرة أن "إجراءات من هذا النوع تمنع إجراء حوار مفتوح وبناء وإيجابي بين الولايات المتحدة والمسلمين في العالم".
سترو يستهجن
من جانبه استهجن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو قيام ترحيل الولايات المتحدة لـ"يوسف إسلام"، وقال المتحدث باسم سترو: إن سترو الموجود في نيويورك حاليا حيث يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد لنظيره الأمريكي كولن باول أن "هذا الإجراء ما كان يجب أن يتخذ".
"كات ستيفنز" سابقا
وعرف إسلام في السابق باسم "كات ستيفنز" حيث كان مطربا عالميا شهيرا في حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
وتعرض كات ستيفنز في صيف عام 1975 لحادثة كاد أن يغرق فيها، وحين أوشك على الغرق صرخ بأعلى صوته: "يا رب..."، وأخذ على نفسه العهد: "لئن أنقذتني فلسوف أعمل من أجلك شيئا"!. وأعقب تلك الحادثة إصابته بمرض السل. وتزامنت الحادثتان مع عودة أخيه من رحلة زار فيها القدس وأحضر فيها هدية له عبارة عن نسخة مترجمة من القرآن.
ويحكي كات هذه اللحظة في مذكراته قائلا: "أمسكت بالمصحف فوجدته يبدأ باسم الله، فنظرت للغلاف فلم أجد اسم مؤلف، حاولت أن أبحث فيه عن ثغرة أو خطأ فلم أجد، إنما وجدته منسجما مع الوحدانية الخالصة؛ فعرفت الإسلام"، فأشهر إسلامه وسمى نفسه يوسف إسلام.
وعمل إسلام بالتدريس بعد أن ترك الغناء أواخر السبعينيات، وأصبح مدافعا قويا عن الإسلام، وأنشأ مدرسة إسلامية في لندن عام 1983.
وفي 6 مارس 2003 قبيل الحرب الأمريكية على العراق أصدر يوسف إسلام توزيعا جديدا لأغنيته "قطار السلام " Peace Train الذي حقق نجاحا كبيرا في السبعينيات. وجاءت الأغنية التي استخدم في توزيعها الجديد الدفوف والإيقاعات النحاسية لتعلن موقف يوسف إسلام الرافض للحرب على العراق.
تعليق وتوجيه(1/332)
هكذا تحمى الحريات والحقوق وإلا بلاش وهكذا يترعرع السلام والأمن العالميان ، وهكذا تربط العلاقات الحميمة بين الشعوب والأديان والاتجاهات ... فليهنأ العالم بهذه التصرفات الحكيمة والاستفزازات العجيبة ...
إذا لم يكن عون من الله للفتي فأول ما يجني عليه اجتهاده ...
---
(1/333)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نقل مباشر بالصوت والصورة لصلاة التراويح من الحرمين
---
نقل مباشر بالصوت والصورة لصلاة التراويح من الحرمين
---
إمداد
10-13-2005, 05:46 PM
من المسجد الحرام
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=1697&action=listen&sid=
من المسجد النبوي الشريف
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=1682&action=listen&sid=
---
إمداد
10-14-2005, 02:06 PM
ويمكنكم الأستماع الى مزيد من التلاوات من ارشيف الموقع او اكتب في البحث في ارشيف الموقع كلمة التراويح
---
(1/334)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصادر علم التجويد والقراءات والمنهجية في التعامل معها
---
مصادر علم التجويد والقراءات والمنهجية في التعامل معها
---
محمد يحيى شريف
10-04-2005, 12:31 PM
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله وبعد
أريد أن أتعرّض باختصار في هذا البحث المتواضع لسؤالين مهمّين يغفل عنهما كثيرٌ من أهل الأداء وهما أوّلاً : ماهي مصادر علم التجويد والقراءات؟. ثانياً : كيف نتعامل مع هذه المصادر؟
وهناك أسئلة أخرى تندرج تحت هذين السؤالين ومن أهمّها هل التلقّي وحده من المشايخ يكفي ؟ ما هي منزلة النصوص في هذا العلم ؟ وما هي النصوص المعتبرة من النصوص الغير المعتبرة ؟ وعند تعارض التلقّي بالنص فأيّهما يقدّم على الآخر ؟ ما حكم القياس في هذا العلم وما هي ضوابطه وحدوده ؟
والذي دفعني إلى بسط الكلام في هذه المسألة هوما يلي :
أوّلاً : خطورة ما نشاهده اليوم من الخلاف في بعض المسائل التجويدية بحيث كل واحدٍ متيقّن أنّه على الحقّ والآخر في ضلال والكلّ يستدل بما تلقّاه عن مشايخه.
ثانياً : الاجتهاد في بعض المسائل مع وجود نصوص في ذلك. وهذا يسببّ تغيّر المشافهة مع مرّ الزمان بسبب هذه الاجتهادات التي تحتمل الخطأ والصواب والتي تصير بعد سنوات من المتلقّى بالسند إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام. والأسانيد الآن تمرّ على ابن الجزري رحمه الله وتنتهي إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام. فكيف يقع الخلاف مع اتفاق المصدر ؟ الجواب هو قلّة أهل العلم المحققين وضعف الهمم مقارنة مع القدامى من جهة ، ومن جهة الأخرى الاجتهاد في مسائل التوقيف التي ترتّب عنها الخلاف.(1/335)
ولخطورة المسألة أريد أن أفتح موضوعاً يشارك فيه العلماء وطلبة العلم المتمكّنين لوضع ضوابط تبيّن حدود التلقّي من المشايخ وحدود النصوص وحدود القياس وما هي العلاقة الموجودة بين هذه المصادر الثلاثة لكي نخلص إلى هدفٍ وهو موافقة أسلاف هذه الأمّة في تلاوة القرءان الكريم. وبهذه الضوابط ستحلّ إن شاء الله تعالى مسألة الضاد ، والفرجة في إخفاء الميم والإقلاب ، وصوت القلقة ،ووصف الغنّة بالتفخيم ، ومراتب التفخيم ، وترقيق راء { ونذر } وغيرها. ولا أريد الخوض في هذه المسائل لا من بعيد ولا من قريب وإنّما أكتفي بذكر الضوابط وبسط الكلام عليها إن شاء الله تعالى.
1 - مصادر علم التجويد والقراءات :
أ – التلقّي من أفواه المشايخ :
قد تلقّى النبيّ عليه الصلاة والسلام القرءان الكريم عن جبريل عليه السلام كما قال جلّ في علاه " وإنّك لتلقّى القرءان من لدن حكيم عليم ". وتلقّى الصحابة ذلك عن النبيّ عليه الصلاة والسلام وكذا التابعون عن الصحابة عليهم رضوان الله حتّى وصل إلى القراء العشرة المعروفين وعنهم وصل إلينا مسلسلاً. وقد اشتهر عن السلف أنهم قالوا" القراءة سنّة متبعة يأخذها الآخر عن الأوّل ".
فعلى هذا الأساس فإنّ أحكام التلاوة من إظهار وإدغام ومدّ وقصرٍوغير ذلك لم ترد في القرءان ولا في السنّة بل هي ثابتة بالتلقّي من أفواه المشايخ الموثوق بهم. إذاً فالتلقّي من المشايخ هو المصدر الأساسي والأصلى في علم التلاوة.
ومّما هو معلوم أنّ جيل الصحابة هو أفضل جيل في التاريخ الإسلامي وإنّ التابعين أقل من الصحابة في الفضل وأتباع التابعين أقلّ من التابعين في الفضل وهكذا لقول النبيّ عليه الصلاة والسلام " خير الناس قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم " وقال صلّى الله عليه وسلّم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين الهمديين من بعدي ..".(1/336)
زيادة على ذلك دخل الأعاجم في الإسلام وضعف العلم وقلّة الهمم وكثر الوهم فاضطر جهابذة القرن الرابع والخامس إلى تدوين هذا العلم في كتب ومصنفات كما سنبيّنه إن شاء الله تعالى.
ب - نصوص علم التجويد والقراءات:
ففي القرن الرابع والخامس ظهرت أوّل المصنفات في علم التجويد والقراءات وكان سبب ذلك هو كما ذكرنا ضعف العلم وقلّة الهمم وكثرة اللحن في القرءان الكريم خاصّة بعد دخول الأعاجم في الإسلام.فقام العلماء بتدوين ما تلقوه عن مشايخهم بالسند إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم كما فعل أهل الحديث بالسنّة النبوية ، فكان كلّ واحدٍ منهم يجمع ما وصل إليه من القراءات أو يختار ما قُطِع به عنده من القراءات في كتاب ثمّ يُقرئ بمضمون ذلك الكتاب ككتاب التيسير لأبي عمروالداني وكتاب التذكرة لابن غلبون وكتاب الوجيز للأهوازي وغيرها من الكتب فأصحبت هذه الكتب هي مصادر القرءات التي يُقرؤُ بها في ذلك الوقت. وبعد ذلك كثرت المصادر وتشعبت الطرق مع العلم أنّ في تلك المصادر ما هو شاذ وماهو متواتر حتّى جاء إمام هذا الفنّ وهو محمد بن الجزري رحمه الله فاختار من بين هذه الكتب أصحها وهي تبلغ 37 كتاباً من 980 طريق فاستبعد ما فوق العشر واقتصر على أصح الطرق وأعلى الأسانيد فألّف كتابه النشر ونظمه في منظومة سمّاها طيّبة النشر في القراءات العشر وأصبحت كلّ القراءات التي يقرؤ بها اليوم من طرق النشر بالإضافة إلى الشاطبية والدرة التي هي جزء من طرق النشر. أمّا في علم التجويد فالمصادر التي ذكرناها لا تخلوا من أحكام التجويد وبالإضافة إلى ذلك فهناك مصادر وكتب مخصّصة لعلم التجويد ألّفت في القرن الرابع والخامس وهي عبارة عن نصوص فسّرت الكيفية التي كان يقرأ بها أسلاف الأمّة ككتاب الكتاب ليسبويه في باب ما يجوز إدغامه وما لا يجوز إدغامه فذكر مخارج الحروف وصفاتها ، وكتاب الرعاية لمكي القيسي وكتاب التحديد للداني وكتاب الموضح للقرطبي وغيرها وقد(1/337)
اعتمد عليها ابن الجزري في كتبه التي ألّفها.
فالشاهد من هذا أنّ هذه الكتب هي نصوص هذا العلم سواءٌ في علم التجويد وعلم القراءات لعدّة أسباب :
أوّلاً : أنّها تقوم بتعويض ما يعتري التلقّي من النقصان والوهم لأنّنا ذكرنا أنّ العلم ينقص مع مرّ الزمان لضعف الهمم فجاءت هذه النصوص تُعوّض ذلك التقصير لأنّها لا تتغيّر مهما طال الأمد بخلاف التلقّي الذي قد يعتريه شيء من النقص.
ثانياُ : إن كان التلقّي وحده يكفي في صحة القراءة فما الفائدة من وضع هذه الكتب وهذه النصوص.
ثالثاً : هذه النصوص هي بمثابة الكتاب والسنّة في الأحكام لأنّها تتضمن الأحكام والقراءات ما تلقّاه العلماء بأسانيدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلّم.
رابعاً : وإن تضمنت هذه الكتب بعض الأوجه الضعيفة فلا ينقص من قدرها شيء لأنّها في جملة صحيحة متلقّاة بالقبول وإن لم تتواتر ولأنّ الله يسخّر أناسٌ يحققون في المسائل ويبيّنون الأوجه الصحيحة من الأوجه الضعيفة كما سخّر لكتب السنّة رجال بيّنوا الصحيح من الضعيف منها. فكما سخّر الله تعالى الشيخ الألباني رحمه الله وغيره لبيان الصحيح والضعيف من كتب السنّة فإنّه سخّر سبحانه ابن الجزري ومصطفى الأزميري والشيخ المتولّي رحمهم الله لتنقيح الأوجه التي يُقرؤ بها اليوم وهكذا.
سؤال مهمّ : هل هذه النصوص تفيد القطع أم تفيد الظنّ ؟
قال ابن الجزري في منجد المقرئين ص86 " قلت : الكتب المؤلّفة في هذا الفنّ في العشر والثمان وغير ذلك مؤلّفوها على قسمين :(1/338)
منهم من اشترط الأشهر واختار ما قطع به عنده ، فتلقّى الناس كتابه بالقبول ، وأجمعوا عليه من غير معارض كغايتي ابن مهران وأبي العلاء الهمذاني وسبعة ابن مجاهد وإرشادي أبي العز القلانسي ، وتيسير أبي عمرو الداني وموجز أبي علي الأهوازي وتبصرة ابن أبي طالب ، وكافي ابن شريح ، وتلخيص أبي مشعر الطبري ، وإعلان الصفراوي وتجريد ابن الفحّام ، وحرز أبي القاسم الشاطبي. فلا إشكال في أنّ ما تضمنته من القراءات مقطوع به ، إلاّ أحرفاً يسيرة يعرفها الحفّاظ الثقات ، والأئمّة النقّاد......." انتهى كلامه رحمه الله.
ثمّ قال رحمه الله " فإن قلت : قد وجدنا في الكتب المشهورة المتلقّاة بالقبول تبايناً في بعض الأصول والفرش ، كما في الشاطبية نحو قراءة ابن ذكوان { تتبعانّ } بتخفيف النون وقراءة هشام { أفئدة } بياء بعد الهمزة ، وكقراءة قنبل { على سوقه } بواوٍ بعد الهمزة ، وغير ذلك من التسهيلات والإمالات التي لا توجد في غيرها في الكتب إلاّ في كتابٍ أو اثنين وهذا لا يثبت به التواتر. قلت : هذا وشِبهه وإن وإن لم يبلغ مبلغ التواتر صحيح مقطوع به ، نعتقد أنّه من القرءان ، وأنّه من الأحرف السبعة التي نزل بها." نفس المصدر ص90.
وقال رحمة الله عليه " ونحن ما ندّعي التواتر في كلّ فردٍ فردٍ مما انفرد به بعض الرواة ، أو اختصّ ببعض الطرق ، لا يدّعي ذلك إلاّ جاهل لا يعرف ما التواتر ، وإنّما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين :
1- متواترٌ.
2- وصحيح مستفاض ، متلقّى بالقبول ، والقطع حاصلٌ بهما ." نفس المصدر ص91.(1/339)
أقول : على ما تقدّم من كلام ابن الجزري رحمه الله يتبيّن أنّ نصوص الأئمّة الذين نقلوا لنا علم القراءات والتجويد تفيد القطع اليقين وهذا يستلزم ضرورةً أنّها في المنزلة بمثابة النصوص الشرعية في الأحكام. كيف لا والقرءان الذي نقرؤه الآن واردٌ من تلك المصادر ورواية حفص التي نقرؤها اليوم مصدرها الشاطبية والتيسيرلأبي عمروالداني والتذكرة لابن غلبون. ومن شكّك في هذه النصوص فإنّه يشكّك في القرءان الذي نقرؤه الآن والله المستعان.
سؤال آخر متعلّق بالنصوص : ما حكم المسائل الخلافية الواردة في نصوص الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى
يمكن تقسيم النصوص التي ورد فيها الخلاف عند أئمّة الإقراء إلى عدّة أقسام :
- المسائل الاجتهادية نحو مسألة جواز الروم الإشمام في ميم الجمع. فالخلاف في هذا النوع لا يضرّ لأنّه لا يخالف النصوص والمشافهة.
- ألأوجه الخلافية الثابتة بالنصّ والمشافهة مع تواترها كالخلاف في كيفية الإشمام في نحو "سيئت " والميم الساكنة عند الباء ونحو ذلك. فحكم هذا النوع من المسائل هو إثبات جميع الأوجه من غير إلغاء أحدها مع جواز تقديم أحدها على الآخر بحسب قوّته شهرةً والقياساً.
- الأوجه الخلافية التي وإن ثبتت بالنصّ والمشافهة إلاّ أنّها لم تبلغ حدّ التواتر ولم تتلقّى بالقبول نحو ترقيق الراء المكسورة المتطرفة وقفاً في نحو { والفجرِ} وترقيق راء { مريم } وغيرها. فحكمها هو الإلغاء لعدم تلقّيها بالقبول وإن ثبتت.
سؤال مهمّ : ما هي النصوص المعتبرة من النصوص الغير المعتبرة ؟
لايمكن تحديد النصوص المعتبرة على سبيل الحصر وهذا يحتاج إلى دراية بجميع الكتب القديمة والحديثة ولكن لا بأس أن نشير إليها على سبيل التقريب.(1/340)
فالنصوص المعتبرة هي الكتب القريبة عهداً بسلف الأمّة فكان مؤلّفوها أقرب جيلاً إلى جيل الصحابة والتابعين فدوّنوا في كتبهم ما تلقّوه عن مشايخهم بالسند المتصل إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وهذا الجيل يمكن حصره على سبيل التقريب من القرن الثاني أي من عهد سيبويه رحمه الله تعالى إلى عصر ابن الجزري حيث لا يمكن الاستغناء عن كتب ابن الجزري الذي هو مصدرالقراءات التي يقرأ بها اليوم. زيادة على ذلك هناك كتب في التجويد والقراءات ألّفت بعده رحمه الله وتلقّاها الناس بالقبول كشرح الطيّبة للنويري وكتب مصطفى الأزميري والمتولّي وجهد المقلّ للمرعشي شروح الجزرية المعروفة وغيرها من الكتب التي اشتهرت وهي متداولة بين أهل العلم المتأخرين ولا شكّ أنّ هذه كتب لها منزلة معتبرة لأنّها تعتمد على الكتب القديمة زيادة على ذلك أنّها توضّح وتشرح وتناقش ما تضمنته تلك الكتب.
أمّا الكتب المتأخرة والتي تعتمد على أقوال المتأخرين أكثر مما تعتمد على أقوال المتقدّمين ولو نقلت أقوال المتقدمين فإنّها تنقلها كما هي من غير تدقيق ولا مناقشة وأكثرها امتازت بكثرة حجمها والإكثار من الأمثلة التطبيقية والتمارين العلمية والتقليد فيها أكثر من الاتّباع في أغلب الحالات وبداية هذه المؤلّفات تقريباً بعد كتاب نهاية القول المفيد للعلامة محمد مكي نصر(ت1305) على ما ذكره الدكتور غانم قدوري الحمد وهذا بغضّ النظر عن المؤلّفات في القراءات التي وإن ألّفت بعد الشيخ محمّد مكي نصر إلاّ أنّها امتازت بالدّقة حيث لا يمكن لأيّ طالب أو عالم الاستغناء عنها كمؤلّفات الشيخ القاضي والشيخ المرصفي والشيخ عامر عثمان والشيخ الزيات والشيخ السمنودي المعاصر وغيرهم من الأفذاذ .
ج – القياس :(1/341)
الأصل في القراءة هو الاتّباع كما روي عن السلف أنهم قالوا " القراءة سنّة متّبعة يأخذها الآخر عن الأوّل " أمّا القياس فلا يؤخذ به إلاّ بشروط وضوابط ذكرها أئمّتنا والأصل فيه المنع كما قال الشاطبيّ رحمه الله تعالى :
وما لقياسٍ في القراءة مدخلٌ ....فدونك ما فيه الرضا متكفلاَ
وسأكتفي بحول الله بذكر كلامٍ للإمام بن الجزري والعلامة الضباع رحمها الله تعالى ثمّ نستخرج من كلامهما الفوائد إن شاء الله تعالى.
قال ابن الجزري رحمه الله " وبقي قسم مردود أيضاً وهو ما وافق العربية والرسم ولم ينقل البتة فهذا ردّه أحقّ ومنعه أشدّ ومرتكبه مرتكب لعظيم من الكبائر ، وقد ذُكر جواز ذلك عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقرئ النحوي وكان بعد الثلثمائة قال الإمام أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه البيان وقد نبغ نابغ في عصرنا فزعم أنّ كلّ من صحّ عنده وجه في العربية بحرف من القرءان يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها فابتدع بدعة ضلّ بها عن قصد السبيل قلت – أي ابن الجزري- وقد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء والقرّاء وأجمعوا على منعه وأوقف للضرب فتاب ورجع وكُتب عليه محضر كما ذكر الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد وأشرنا إليه في الطبقات ومن ثمّ امتنعت القراءة بالقياس المطلق وهو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه ولا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه كما روينا عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة وعن ابن المنكدر وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين أنّهم قالوا " القراءة سنّة يأخذها الآخر عن الأوّل فاقرؤا كما عُلمتموه ولذلك كان كثير من أئمّة القراءة كنافع وأبي عمرو يقول لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلاّ بما قرأت لقرأت حرف كذا كذا وحرف كذا كذا ، أمّا إذا كان على إجماع انعقد أو عن أصل يُعتمد فيصير إليه عند عدم النصّ وغموض وجه الأداء فإنّه مما يسوّغ(1/342)
قبوله ولا يجوز ردّه لا سيما فيما تدعو إليه الضرورة وتمسّ الحاجة مما يقوي وجه الترجيح ويعيّن على قوّة التصحيح بل قد لا يسمّى ما كان كذلك قياساً على الوجه الاصطلاحي إذ هو نسبةُ جزئيٍ إلى كلّيٍ كمثل ما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وفي إثبات البسملة وعدمها لبعض القرّاء ونقل { كتابيه اني } وإدغام { ماليه هلك } قياساً عليه وكذلك قياس ( قال رجلان ، وقال رجل ) على ( قال رب ) في الإدغام كما ذكره الداني وغيره ونحو ذلك مما لا يخالف نصاً ولا يردّ إجماعاً ولا أصلاً مع أنّه قليلٌ جداً كما ستراه مبيّناً بعدُ إن شاء الله تعالى وإلى ذلك أشار مكّي ابن أبي طالب رحمه الله في آخر كتابه التبصرة حيث قال في جميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام : قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود ، وقسم قرأت به وأخذته لفظاً أو سماعاً وهو غير موجودٍ في الكتب وقسمٌ لم أقرأ به ولا وجدتّه في الكتب لكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلاّ ذلك عند عدم الرواية في النقل والنصّ وهو الأقل.......".انتهى كلامه رحمه الله النشر 1/18.(1/343)
قال الشيخ البناء في كتابه إتحاف فضلاء البشر : " وفي النشر إذا قرئ بإظهار الغنّة من النون الساكنة والتنوين في اللام والراء عند أبي عمرو فينبغي قياساً إظهارها من النون المتحرّكة فيهما نحو نؤمن لك ، زيّن للذين ، تأذن ربك إذ النون من ذلك تسكن للإدغام قال – أي بن الجزري – وبعدم الغنّة قرأت عن أبي عمرو في الساكن المتحرّك وبه آخذ.....قال – أي ابن الجزري – في الأصل بعد نقله ما ذكر لكن القراءة سنّة متبعة فإن صحّ نقلاً اتبع. " انتهي كلام صاحب الإتحاف ( اتحاف فضلاء البشر ص34 طبعة دار الندوة بيروت ). قال العلامة الضباع رحمه الله معلّقاً على كلام البناء على الهامش " لا ينبغي أن يلتفت إلى هذا القياس لمصادمته للرواية الصحيحة الواردة على الأصل إذ النون من نحو لن نؤمن لك وتأذن ربك متحرّكة في الأصل وسكونها عارض للإدغام. والأصل أن لا يعتدّ بالعارض. ولما فيه من القياس ما لا يروى على ما رُوي. والقراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأوّل . والقياس إنّما يصار إليه عند عدم النصّ وغموض وجه الأداء. وهذا لا غموض فيه........" اتنهى كلام الشيخ الضباع رحمه الله. نفس المصدر على الهامش ص33.
من خلال ما ذكره ابن الجزري والضباع رحمهما الله تعالى يمكن أن نستخرج من كلامهما ما يلي:
أوّلاً : قد أنكر علماء القرن الثالث على أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقرئ النحوي لاستعماله القياس في قراءة القرءان وقد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء والقرّاء وأجمعوا على منعه وأوقف للضرب فتاب ورجع وكُتب عليه محضر ومن ثمّ امتنعت القراءة بالقياس. أقول إن كان القياس قد منع في ذلك الوقت وهو وقت العلم النقد وكثرة أهل الأداء ، فمنعه يكون اليوم من باب أولى.(1/344)
ثانياً : القياس يصارُ إليه على أساسِ اجماعٍ انعقد أو على أصلٍ يُعتمد إليه عند عدم النصّ وغموض وجه الأداء. إذاً فمفهوم المخالفة يدلّ على أنّه إذا لم يكن القياس على أساسِِ اجماعٍ انعقد أو أصل يُعتمد عليه عند عدم النص وغوض وجه الأداء فإنّه مردود حيث لا يمكن تقديم القياس على النص أو على وجه واردٍ أداءاً. فلذلك قال العلامة الضباع : " لا ينبغي أن يلتفت إلى هذا القياس لمصادمته للرواية الصحيحة الواردة على الأصل..." ولأجل هذا قال مكّي القيسي رحمه الله :" وقسمٌ لم أقرأ به ولا وجدتّه في الكتب لكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلاّ ذلك عند عدم الرواية في النقل والنصّ وهو الأقل......."
ثالثاً : القياس لا يُجنح إليه إلاّ ضرورة بحيث ليس هناك حلّ آخر سوى ذلك قال ا قال مكّي في كلامه السابق " ...لكن قسته على ا قرأت به إذ لا يمكن فيه إلاّ ذلك " ومثاله إظهارهاء { ماليه هلك } حيث أنّ الإظهار واردٌ ولكنه صعب لخفاء الهاء وبعد مخرجها وتزداد المشقّة إذا تكررت كما في المثال فأجاز العلماء ضرورة السكت عند الإظهار وكذا قياسها على { كتابيه اني } لمن قرأ بالنقل لأنّ الهاء في { ماليه } و{كتابيه} هي هاء السكت فمن حقق الهاء في { كتابيه انّي } أظهرها في { ماليه هلك } ومن قرأ بالنقل في { كتابيه انّي } أدغم في { ماليه هلك } ومن تأمّل في قياس المأخوذ به في هتين الكلمتين يجد أنّه لم يخالف نصاً ولا أداءاً حيث أنّ الإدغام والإظهار في { ماليه هلك } ثابت نصاً وأداءاً وكذا النقل وعدمه في { كتابه انّي } وإنّما القياس تمثّل في السكت عند إدغام { ماليه هلك } والعلاقة بين { ماليه } و{ كتابيه } التي تتمثلّ في لزوم الإظهار مع عدم النقل والإدغام مع النقل.(1/345)
رابعاً : القياس يؤخذ به تقويةً لوجه من أوجه الأداء على غيره من الأوجه كما قال ابن الجزري : " فيصير إليه عند عدم النصّ وغموض وجه الأداء فإنّه مما يسوّغ قبوله ولا يجوز ردّه لا سيما فيما تدعو إليه الضرورة وتمسّ الحاجة مما يقوي وجه الترجيح ويعيّن على قوّة التصحيح..." فقوله رحمه الله " مما يقوى وجه الترجيح .." . أقول : فكلامه رحمه الله يدلّ على أن القياس يُستعمل في تقوية وجه من أوجه الثابنة نصاً أو أداءاً كما فعل رحمه الله في تقديم الإخفاء في الميم الساكنة الواقعة قبل الباء نحو { يأمركم بالسوء } حيث أنّ الإظهار والإدغام كلاهما متواتر إلاّ أنّه قدّم وجه الإخفاء قياساً لأجل اتفاق أهل الأداء في إخفاء الميم المقلوبه في نحو { من بعد } فبما أنّه لا خلاف في إخفاء الميم في الإقلاب قدّم وجه الإخفاء في الميم الساكنة قياساً وهذا لا يعارض نصاً ولا وجهاً من وجه أهل الأداء. فلذلك تجد عبارات القدامى تؤكّد على ذلك كقولهم " وهو الأقوى قياسا" أو " وهو الأقيس أداءاً " ونحو ذلك.
خامساً : قد يكون القياس مبنياً على اجماعٍ انعقد كما ذكر ابن الجزري رحمه الله ولكن لا بدّ أن يكون دائماً منوطاً بعدم وجود النصّ وغموض وجه الأداء فلا يلتفت لإجماع قطر من الأقطار أو بلاد من البلدان على الأخذ بالقياس على حساب النصوص وثبوت الوجه أداءاً.
سادساً : مصادر التشريع في الإسلام هي الكتاب والسنّة والإجماع والقياس فكان القياس في المرتبة الأخير فكيف يقدّم القياس الذي يفيد الظنّ على النصوص التي تفيد القطع واليقين؟(1/346)
سابعاً : كلّ ما ذكرناه يدلّ أنّ القدامى كانوا لا يأخذون بالقياس إلاّ ضرورة عند عدم النص وغموض وجه الأداء فكانوا يحتاطون لذلك أشدّ الاحتياط لأجل ذلك وضعوا حدوداً لا يحوز تعدّيها لأيّ سبب بخلاف ما نشاهده اليوم من الخلاف في المسائل التي منشؤها ومنبعها اجتهاد وقياس محض وتزداد الخطورة أنّها تقدّم على النصوص والمشافهة المسندة.
ثامناً : مسائل القياس الواردة ِ عند القدامى قليلةٌ جداً كما قال ابن الجزري رحمه الله "... ونحو ذلك مما لا يخالف نصاً ولا يردّ إجماعاً ولا أصلاً مع أنّه قليلٌ جداً كما ستراه مبيّناً بعدُ إن شاء الله تعالى..." وقول مكّي القيسي رحمه الله " وقسمٌ لم أقرأ به ولا وجدتّه في الكتب لكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلاّ ذلك عند عدم الرواية في النقل والنصّ وهو الأقل.......".انتهى كلامه رحمه الله النشر 1/18. أقول إن كانت المسائل القياسية قليلة ومحدودة عند القدامى فلا يجوز اليوم أن نأخذ بالقياس إلاّ الذي أُخذَ به عند القدامى وتلقّاه الناس بالقبول في ذلك الوقت أقول في ذلك الوقت أمّا الآن فلا يمكن أن نأخذ بالقياس لأنّنا نقرأ الآن بمضمون الشاطبية والدرة والطيّبة وكلّ المسائل الاجتهادية والقياسية ذُكرت وحدّدت فلا داعي للقياس الآن. فلذلك اعترض الشيخ الضباع على البناء في مسألة الإدغام كما سبق.
سوال : كيف نتعامل مع المصادر الثلاثة : التلقّي والنصوص والقياس ؟
أوّلاً : عند تعارض التلقّي مع القياس فلا شكّ أنّ التلقّي هو المقدّم لأنّه هو المصدر الأوّل لهذا العلم فكيف يقدّم القياس عليه. وهذا أمرٌ جليّ لا يحتاج إلى تفصيل.(1/347)
ثانياً : عند تعارض النصّ مع القياس فلا شكّ أنّ النصّ هو المقدّم حيث أنّ القياس لايصار إليه إلاّ عند عدم النصّ وغموض وجه الأداء كما ذكر ابن الجزري رحمه الله تعالى وقد ذكرنا أنّ النصوص تفيد القطع واليقين بخلاف القياس فإنّه اجتهادٌ محض يحتمل الخطأ والصواب لا سيما فيما اختُلف فيه ويستثنى من ذلك القياس الذي انعقد على أساسٍ إجماعٍ فهذا يستحيل أن يخالف نصاً أووجهاً من أوجه الأداء الذي تلقّاه الناس بالقبول.
ثالثاً : عند تعارض النصّ والتلقّي من المشايخ : فهذا أمرٌ صعب يحتاج إلى تفصيل. فالأصل أنّ النصّ لا يخالف التلقّي لأنّ مصدر النصوص هو التلقّي ذاته فكان الأوائل يدونون في كتبهم ما تلقّوه عن مشايخهم. فلمّا كانت النصوص لا تتغيّر على مرّ الزمان فلا شكّ أنّ التلقّي هو الذي يعتريه شيء من التغيير مع مرّ الزمان والدليل على ذلك ما نراه اليوم من الخلاف في بعض المسائل الأدائية مع أنّ الأسانيد إن لم تلتقي بأحد المشايخ فإنّها تلتقي حتماً بابن الجزري رحمه الله تعالى فكيف نشأ الخلاف مع أنّ المصدر واحد ؟
الجواب على هذا السؤال يكون من عدّة جوانب أهمّها :
الجانب الأوّل هو نقصان العلم وأهله عبر مرور القرون حيث أنّ القرن الأوّل أفضل من الثاني وهو أفضل من الثالث وهكذا فقد ذكر مكي القيسي في الرعاية مثلاً أنّ حرف الضاد قلّ من يتقته من أهل الأداء وهذا الكلام قاله في بداية القرن الخامس والأمثلة كثيرة فما بالك اليوم.
الجانب الثاني : الاجتهاد في بعض المسائل التي تخالف التلقّي عن المشايخ والنصوص مع أنّ القياس لا يصار إليه إلاّ عند عدم النصّ وغموض وجه الأداء كما ذكرنا.(1/348)
الجانب الثالث : تقليد العلماء من غير تدقيق في المسائل فإذا انفرد العالم بشيء وكان من المحققين الجهابدة في وقته فإنّك تجد أنّ الوجه الذي انفرد به يُستفاض بين الناس ولو كان مخالفاً للنصوص صراحة ، وبعد سنوات يصير ذلك الوجه من المتلقّى بالسند إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم. فالعلماء الذين انفردوا بهذه الفتاوى هم مأجورون لأنّهم بلغوا مرتبة الاجتهاد والعالم لا يخلوا من التقصير كما هو معلوم فكلّ يؤخذ من قوله ويردّ إلاّ سيّد الخلق عليه الصلاة والسلام.
ونريد أن نذكّر أنّ علم التجويد هو علمٌ مبنيّ على النصوص وهذا ما يسمّى بعلم الدراية أمّا التلقّي من المشايخ فيسمّى بعلم الرواية ومن كان له حظ من الرواية دون الدراية فلا شكّ أنّه سيقع في الخطأ والغلط بخلاف من كان جامعاً بين الرواية والدراية فالأمر يختلف تماماً. قال مكيّ القيسي في الرعاية " القرآء يتفاضلون في العلم بالتجويد :
فمنهم من يعلمُه رواية وقياساً وتمييزاً فذلك الحاذق الفطن.
ومنهم من يعرفه سماعاً وتقليداً ، فذلك الوهن الضعيف. لا يلبثُ أن يشكّ ويدخله التحريف والتصحيف إذ لم يبن على أصل ولا نقل عن فهم. فنقل القرءان فطنة ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً. فالرواية لها نقلها ، والدراية لها ضبطها وعلمها. فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحّت عليه القراءة. ( الرعاية ص90).
قال أبو عمرو الداني :" وقرّاء القرءان متفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق ، فمنهم من يعلم ذلك قياساً وتمييزاً ، وهو الحاذق النبيه ، ومنهم من يعلمُهُ سماعاً وتقليداً ، وهو الغبيّ الفهيه ، والعلم فطنةً ودرايةً آكذ منه سماعاً وروايةً. وللدراية ضبطها وعلمها ، وللرواية نقلها وتعلّمها ، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم." التحديد ص67.(1/349)
أقول : وهذا يدلّ على أفضلية علم الدراية وهو العلم بنصوص أهل الأداء على علم الرواية وهو المشافهة من المشايخ وذلك عند قولهم رحمهم الله " فنقل القرءان فطنةً ودراية أحسن منه سماعاً ورواية ".
قال المرعشي رحمه الله " وتجويد القرءان قد يحصّله الطالب بمشافهة الشيخ الموجود بدون معرفة مسائل هذا العلم ، بل المشافهة هي العمدة في تحصيله ، لكنّ بذلك العلم يسهل الأخذ بالمشافهة ، ويزيد به المهارة ويُصانُ به المأخوذ عن طريان الشكّ والتحريف كما صرّح به في الرعاية.انتهى كلامه رحمه الله" جهد المقل ص110.
وللأسف فهناك من المشايخ الجامعين للقراءات يقرءون بما تلقّوا عن مشايخهم ولو كان مشايخهم على خطأ وإذا أتيت لهم بإدلّة على بطلان ما يُقرؤون به يختبأ وراء المشافهة ويقول " القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأوّل." فأصبح الكلّ يستدلّ بهذا القول على صحّة ما يُقرئ به ولو كان ضلالاً. وهذا يجرّنا إلى تعظيم النصوص أكثر من تعظيم المشافهة من المشايخ خاصّة في الوقت الذي نحن فيه الآن.
نماذج للعلماء في معاملاتهم مع مصادر علم التجويد والقراءات :(1/350)
قد اعترض العلماء على بعض الأوجه الواردة من الشاطبية وذلك بالرجوع إلى أصولها وأصولها هي المصادر والكتب التي ألّفها أبو عمرو الداني ومن فوقه من مشايخه ككتاب التيسير وجامع البيان والمفردات وكتاب التذكرة لابن غلبون شيخ الداني وقراءة الداني على فارس بن أحمد وغير ذلك من المصادرا. وسبب هذا الاعتراض أنّ هؤلاء العلماء عندما رجعوا إلى أصول الشاطبية لم يجدوا بعض الأوجه الذي ذكرها الإمام الشاطبي ولأجل هذا ضعفوا تلك الأوجه من الشاطبية ولو صحّ بعضها من الطيّبة نحو مدّ البدل في { يواخذ } لورش عن نافع ، وإبدال الهمزة الثانية ياءاً خالصةً في { أئمّة } لنافع وأبي عمرو والمكّي ، تشديد التاء للمكّي في { كنتم تمنّون } و{ فظلتم تفكّهون } وغير ذلك. فهؤلاء العلماء تركوا ما تلقّوه عن مشايخهم واتّبعوا نصوص أصول الشاطبية.
قد اعترض العلامة مصطفى الأزميري على ظاهر كلام ابن الجزري في النشرفي كثيرٍ من المسائل حيث رجع إلى أصول النشر جزئية جزئية وخالف ظاهر كلام النشر أخذاً بما ثبت في أصول الكتاب واتبعه في ذلك العلامة المتولّي والضباع رحمهما حيث خالفا ما تلقّا عن مشايخهما الآخذين بظاهر كلام النشر واتبعا مذهب الأزميري لماذا ؟ لاتباعهم وخضوعهم لنصوص أصول النشر وتركهم للتقليد الذي كانوا عليه. فإن كان هؤلاء تركوا ما تلقّوه عن مشايخهم بالسند واتّبعوا نصوص أئمّة عليهم رحمة الله فكيف بمن دونهم في العلم رواية ودراية.
وعلى ما تقدّم فإنّ النصّ مقدّم على المشافهة وأنّ التلقّي وحده لا يكفي لإثبات صحة الوجه إذا لم يكن موافقاً لنصوص الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى.
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري.
---
محمد يحيى شريف
11-19-2005, 11:43 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
تتمّة للبحث :(1/351)
فإن قال قائل :هل سبقك أحد من العلماء المعتبرين إلى القول بتقديم النصّ على المشافهة والتلقّي سواء من القدامى أو حتّى المحدثين ؟
الجواب :
أوّلاً : قال المرعشي رحمه الله تعالى " ....لكن لما طالت سلسلة الأداء تخلل أشياء من التحريفات في أداء أكثر شيوخ الأداء ، والشيخ الماهر الجامع بين الرواية والدراية المتفطّن لدقائق الخلل في المخارج والصفات أعزّ من الكبريت الأحمر ، فوجب علينا أن لا نعتمد على أداء شيوخنا كلّ الاعتماد ، بل نتامّل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان المسائل هذا الفنّ ، ونفيس ما سمعنا من الشيوخ على ما اودع في الكتب ، فما وافق فهو الحقّ ، وما خالفه فالحق ما في الكتب. اه " بيان جهد المقل ص 18 في هامش جهد المقل تحقيق أبوعاصم حسن بن عباس بن قطب طبعة مؤسسة قرطبة. أقول كلام المرعشي يكفي جواباً على هذا السؤال. وقال أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى : "...والعلم فطنةً ودرايةً آكذ منه سماعاً وروايةً...التحديد ص67. وقال مكي القيسي رحمه الله تعالى : "... فنقل القرءان فطنة ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً.." الرعاية ص90.
ثانياً : مرادي بالمشافهة هو مشافهة المتأخرين وليست مشافهة القدامى حيث ذكرت في البحث أنّ القدامى كانوا يدوّنون ما تلقّوه عن مشايخهم بالسند فيستحيل إذاً أن تكون مشافهتهم لمشايخهم مخالفة لما دوّنوه.
والنصوص لا تتغيّر مع طول الزمان بخلاف المشافهة التي قد يعتريها بعض النقص لعدة أسباب أهمّها:
- الخلاف في بعض المسائل الأدائية التي مازلنا نتخبّط فيها وكلّ فريق يدّعي أنّه على الحقّ وأنّه تلقّى ذلك عن مشايخه بالسند مع العلم أنّ الحقّ واحد لا يتعدد إلاّ فيما ورد فيه الخلاف نصاً وأداءاً.(1/352)
- تفاوت مستوى المتصدرين للإقراء فمنهم العالم المتبع الناقد ومنهم المقلّد ومنهم دون ذلك ومنهم ومنهم....وقد ذكر أبو عمر الداني (ت444 ) في وقته قلّة المهرة من أهل الأداء حيث قال في مقدمة كتابه التحديد " أمّا بعد فقد حداني ما رأيته من إهمال قرّاء عصرنا ومقرئي دهرنا تجويد التلاوة وتحقيق القراءة ......" التحديد ص66. وقال القرطبي (ت461) " ولمّا رأيت من قرأة هذا الزمان وكثيراً من منتهيهم قد أغفلوا اصطلاح ألفاظهم من شوائب اللحن الخفيّ وأهملوا تصفيتها من كَدَرِهِ وتخلّصها من دَرَنِهِ....." الموضح ص54. أقول : إن كان المنتهي من القراء في ذلك الزمان قد وصِف بالغفلة والإهمال فمابالك اليوم ، وفي ذلك الزمان كان هذا العلم لا يؤخذ إلاّ بالمشافهة ولما كان التلقّى قد اعتراه شيء من النقص بالإهمال والغفلة قام الجهابذة كمكّي القيسي والداني والقرطبي والهمذاني وغيرهم رحم الله الجميع بتدوين هذا العلم لتصليح ألستنهم فكانت هذه النصوص سبب في أصلاح الكثير من اللحن الذي قد اعترى أهل الإقراء في تلك الأزمنة والأزمنة التي بعدها. فإن كانت هذه النصوص سبباً في أصلاح ألسنة أهل الإقراء في ذلك الزمان ألا يكون ذلك في زماننا من باب أولي ؟ إن كان القرّاء في ذلك الزمان قد اعرتهم الغفلة والإهمال ألا يكون ذلك في زماننا من باب أولى؟ وعلى هذا الأساس لا يمكن أن نعتمد على المشافهة مائة بالمائة لأجل ما سبق من البيان فكان لزاماً علينا أن نعرض ما تلقيّناه عن مشايخنا على نصوص أئمّتنا فما وافق أخذنا به وما خالف تركناه. ولأجل هذا كان النصّ مقدّماً على المشافهة.(1/353)
ثالثاًً : لم يعتمد بن الجزري رحمه الله تعالى في كتابه النشر على المشافهة بالسند فقط بل اعتمد كل الاعتماد على الكتب التي روى منها القراءات فكان يقرئ بمضمون تلك الكتب ولا يتجاوزها ككتاب التيسير وجامع البيان والمستنير والمصباح والروضتين والتذكرة وغيرها من الكتب فكان باستطاعته أن يكتفى بذكر السند إلى صاحب الكتاب دون ذكر الكتاب. فذِكرُه للكتاب دلالة على توثيق ما تلقّاه عن مشايخه بهذه الكتب فكلّ ما روى من القراءات والروايات والطرق لا تخلوا من مصدر وهذا المصدر هي النصوص الواردة في تلك الكتب.
رابعاً : منهاج العلماء المحققين في التحقيق كالعلامة الأزميري والمتولّي والضباع وغيرهم رحم الله الجميع حيث كانوا يرجعون إلى هذه المصادر فما وافق ظاهر النشر عملوا به وما خالف ظاهر النشر تركوه ولو تلقّوه عن مشايخهم بالسند فهذا دليلٌ على أنّهم كانوا يقّدّمون النصّ على المشافهة وهذا المنهج هو الذي سار عليه الأزميري في بدائع البرهان والمتولّي في روض النضير وهو المنهج المأخوذ به الآن في مصر.
وعلى ما تقدّم من البيان أظنّ والحمد لله أنّي قد أجبت على السؤال وتبيّن أنّي لم أنفرد بهذا القول وما ينبغي لمثلي أن ينفرد برأي والله الموفّق.
وإن قال قائل :
هل سبقك أحد من العلماء المعتبرين إلى إنزال نصوص الأئمة منزلة القرءان والسنة ؟
الجواب :(1/354)
لا يمكن إنزال أي كلام من كلام المخلوق منزلة كلام الخالق عزّ وجلّ ، فالكلام الذي منبعه الوحي لا يقارن بكلام المخلوق على الإطلاق ، وإنّما مرادي بأنّ نصوص الأئمّة هي بمنزلة الكتاب والسنة من حيث قطعيّة الدلالة أي أنّ هذه النصوص تفيد القطع في علم التلاوة كما أنّ القرءان والسنّة يفيدان القطع في الأحكام والعقائد فقد قال تعالى { ذلك الكتاب لا ريب فيه } أي لا شكّ فيه ولا يكون ذلك إلاّ بالقطع واليقين. فالقرءان الكريم نزل على محمّدٍ عليه الصلاة والسلام وأقرأ النبيّ صلى الله عليه وسلّم الصحابة وأقرأ الصحابة التابعين وهكذا حتّى وصل إلى القراء العشرة ومنهم حتّى وصل إلى العلماء الذين قاموا بتدوين ما تلقّوه بالسند إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم. والقرءان الذي نقرؤه اليوم مصدره من تلك الكتب التي ألّفت ، ومن زعم أنّ تلك النصوص تفيد الظنّ ولا تفيد القطع واليقين فهو تشكيك في النصّ القرءاني. وقد تكفّل الله تعالى بحفظ كتابه فقال جلّ في علاه " إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون " فكانت هذه النصوص سبباً في صيانة القرءان من التغيير والتبديل وقد صرّح بن الجزري عليه رحمة الله تعالى على قطعية هذه النصوص كما ذكرنا في البحث.
أمّا بالنسبة لغنّة النون مع اللام فأقول ليس كل ما قرأ بن الجزري عن مشايخه مذكور في كتابه النشر فقد جمع في كتابه النشر أصحّ الطرق وأعلى الأسانيد وكذا الأوجه المستفاضة المتلقاة بالقبول. ومن المعلوم أنّه رحمه الله لم يذكر في كتابه الأوجه التي انفرد بها البعض دون الآخرين حيث ليس كلّ ما ذكر في أصول النشر مقبول حيث لو جمعت جميع الطرق لتلك المصادر لبلغت الآلاف ولكنّه اختار من تلك المصادر ألف طريق واستبعد غيرها لعدم التوفر فيها الشروط التي ألّف من خلالها كتابه النشر.(1/355)
فالنصوص التي بلغت حدّ التواتر واستفاضت وتلقّتها الأمّة بالقبول هي النصوص التي تفيد القطع واليقين وليست كلّ النصوص فلذلك قال بن الجزري رحمه الله " ونحن ما ندّعي التواتر في كلّ فردٍ فردٍ مما انفرد به بعض الرواة ، أو اختصّ ببعض الطرق ، لا يدّعي ذلك إلاّ جاهل لا يعرف ما التواتر ، وإنّما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين :
1- متواترٌ.
2- وصحيح مستفاض ، متلقّى بالقبول ، والقطع حاصلٌ بهما ." منجد المقرئين ص91.
فيحتمل أن تكون الغنّة في الموصول ثابتة نصاً وأداءاً ولكن لم تتوفّر فيها الشروط التي ألزم بها نفسه عند تأليفه لكتاب النشر والعلم عند الله تعالى.
تنبيه :
لا أريد أن يُفهم من كلامي ما لا أريد ، فالمشافهة أمرٌ ضروري لا بدّ منه ومن لم يشافه المشايخ لا يصلح للإقراء على الإطلاق حيث لا يمكن أن نتعرّف مثلاً عن كيفية الإشمام والاختلاس والإمالة والسكت وغير ذلك من الكتب دون المشافهة إلاّ أنّ المشافهة لا بدّ أن توافق نصوص الأئمة عليهم رحمة الله تعالى لما سبق من البيان فلذلك قال المرعشي رحمه الله " وتجويد القرءان قد يحصّله الطالب بمشافهة الشيخ الموجود بدون معرفة مسائل هذا العلم ، بل المشافهة هي العمدة في تحصيله ، لكنّ بذلك العلم يسهل الأخذ بالمشافهة ، ويزيد به المهارة ويُصانُ به المأخوذ عن طريان الشكّ والتحريف كما صرّح به في الرعاية." جهد المقل ص110
هذا جوابي باختصار ولا أدّعي الكمال فيما ذكرت وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري.
---
(1/356)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل التأويل خطورته وآثاره للدكتور عمر بن سليمان الأشقر
---
حمل التأويل خطورته وآثاره للدكتور عمر بن سليمان الأشقر
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-24-2004, 04:55 PM
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=1335&PHPSESSID=6ee7a805b059a007a28c6d5db7523948
---
(1/357)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مشكلة وحلول
---
مشكلة وحلول
---
صالح الفويه
03-03-2005, 09:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني في هذا الملتقى المبارك أود أن أطرح موضوع مهم لنقاش في هذا الملتقى وهو ان هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يجهله كثير من اهل لا اله الا الله وصبح المسلم يقرآ القران لا يدري ماهوا المطلوب منه ولاشك ان روح القرآن هو التدبر
وأقصد من هذا الكلام لماذا لايقوم مجموعة من طلبة العلم فيعمدوا الى اخراج كتاب يبين احكام القرآن مختصر مقتصر على الراجح من اقوال اهل العلم حتى يتعلم المسلم القرآن لفظا ومعنى
---
أبومجاهدالعبيدي
03-03-2005, 10:07 PM
أبا محمد وفقك الله : التفاسير المختصرة الميسرة متوفرة ، ولكن الهِممَ ماتت عند أكثر الناس
أعتقد أن الأهم من توفير الكتب : دعوة الناس إلى الاهتمام بالقرآن الكريم تلاوة وتدبراً ، والقيام بحملة عامة لتحذير الناس من هجر القرآن الكريم ، ودعوتهم إلى الرجوع إلى كتاب ربهم
---
(1/358)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مفهوم الحرية
---
مفهوم الحرية
---
د. محمد مشرح
02-08-2006, 12:28 PM
مفهوم الحرية
أيساء إلى نبي الحرية باسم الحرية ؟!
يحلو لفظ الحرية عند الناس ، لكن مفهوم مصطلحها مُشْكل عندهم عدا المحققين منهم ، وتأتي الممارسة تابعة ؛ فإذا خلت من الشروط والضوابط التي تحكمها خفيت حدودها ، وأظلم طريقها ، وتعدى ضررها . وبدعوي ممارسة الحرية ترتكب حماقات ، وتمارس جرائم ، ويختل الأمن ...
وليس خفاء معناها ناتجا عن صعوبة فيه ؛ ولكن لعدم الحرص على البحث عنه . وهي عادة مستحكِمة عند الكثير – بدون مبالغة- بتعمق معنى المصطلحات المطلوبة للتنفيذ وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد .
ومعيار الضوابط والشروط: النقل الصحيح ، والعقل السليم ، حيث لا تعارض بينهما . بشرط العلم وتحري الصواب ؛ مع سياج من التقوى والإخلاص ، وتنفيذٍ أمين يتمتع بثقة المنهج المنبثق عنه تلك الشروط والضوابط ، ومن استنبطها ؛ وبعض هذه المواصفات يخلو منها ذهن الكافر بالله أو بالمنهج الرباني وما انبثق منها، وهذه الفجوة أنتجت أخطاء فادحة نالت مما نالت العظماء بحجة الحرية والتعبير عن الرأي ، ويشارك في هذا مؤسسات وحكومات ... تتضمن عقلاء ومستشارين ... ويهمهم مصالح وعلاقات تمسهم ... ما يستدعي ضرورة تلازم العقل والنقل في تحديد ضوابط وشروط الحرية الصحيحة .(1/359)
إن النيل ممن جاء بالحرية باسم الحرية مقلق ، ودليل على إفلاس خطير في التفريق بين النافع والضار في عصر توفرت فيه وسائل التحقق منهما . فأي شيء تنتظر البشرية ممن هذا شأنه . إن المنهج الإسلامي هو المنقذ من هذا التردي ، ومطلوب من الأمة الإسلامية حكاما ومحكومين تعاملا سليما معه بدعم معنوي وحسي لأولى الأمر من العلماء الربانيين المحققين ليضعوا النقاط على الحروف في هذا وغيره من قضايا تمس جوانب الحياة لإنقاذ البشرية من واقعها الملبد بالغيوم ، والذي يهددها في مقاصدها وضروراتها الخمس ، وما انبثق عنها ؛ فأي شيء ننتظر ممن يحملون فكرا منحرفا مع إنتاجٍ لسلاح تدميرٍ شامل ، وتهافت على أكل حق الآخر ، والنيل من عرضه ودمه وأمنه وأرضه ؛ مع دعاوى عريضة وفضفاضة تصم الآذان بمراعاة حق الآخر ... والممارسة العملية ترد ذلك وتكذبه قولا وحالا وواقعا .
الحرية :خروج عن رق الكائنات ؛[1] الشهوات والشبهات والإنسان ، وقطع العلائق التي توصل إلى ذلك ، والتعلق بما يحبه الله تعالى وما والاه ؛ وذلك عين النفع للحياة والأحياء ؛ بممارسة ما يسعد النفس والغير ، والتزود من العمل المقرب إلى الله تعالى ؛ المفضي إلى الجنة في الآخرة . تلك هي الحرية السليمة في النفس السوية محاطة بشروط وضوابط منها :
1- خلوها من ضررٍ على حقوق النفس والغير دما وعرضا ودينا وعقلا ومالا .
2- خلوها مما يتعارض مع منهج الله مما جاء به الأنبياء والمرسلون كتابا وسنة.
3- خلوها من الأنانية وحب الذات المفضيين إلى التفريط بحق الغير لصالحها .
4- العلم الذي يورث الخشية ومعرفة الحقوق ، والوصول إليها بالتحري والخطوات العلمية السليمة ...
5- التقوى لرعاية الحقوق بشعور مراقبة الله التي لا تغيب، ولا يحجبها شيء .
6-والورع الذي يمنع السطو على الحقوق بدافع الشهوة أو الشبهة .
7- النظرة الصائبة إلى الأشياء ووزنها بميزان دقيق .(1/360)
8- الموازنة بين القيم ؛ قيمة الدنيا والآخرة كما هما في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ فذلك يوضح حقارة الدنيا فتزهد النفس عنها ،وتستشرف للآخرة فتحرص عليها فلا تقع في ظلم الآخرين بأي نوع من الظلم .
هذه بعض الضوابط والشروط الخاصة بمفهوم الحرية الحقيقية التي ينتفع صاحبها وينفع غيره بها ، أو على الأقل تنأى عما يحدث ضررا على النفس أو الغير .
وهذه الضوابط وغيرها مجملة ومفصلة متضافرة في النصوص الإسلامية
منها ما جاء في سور العصر والهمزة والفيل ؛ وبيانها كالآتي :
* سورة العصر؛ قال تعالى { وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) [2]
يتبين منها إن الناجي من الخسران في جنس الإنسان عموما –حسب تحديد السورة - هو من يتحرى الحق من مضانه ويحوله إلى ممارسة صحيحة ويوصله إلى غيره . ويحيط ذلك بسياج من الصبر على ركيزتين :
1- البحث والتحري والدقة في تقرير الحق كون البحث مضنيا .
2- أذى الناس عند إيصال التوصية إليهم كون بعضهم يركبه أوصاف سيئة مثل الاستكبار والغرور والجهل .
مع الاتصاف بصفتي الإيمان والعمل الصالح ؛ وغير المسلم يفتقد هذين الشرطين ؛ لقد أقسم الله تعالى على ذلك ؛ ولم يبق لمؤمن مجال للشك في هذا ؛ إنه المسئول عن تحري الحق والعمل به وإيصاله للآخرين .
* سورة الهمزة قال تعالى {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) في عمد ممدة (9)[3](1/361)
" أي : الذي يهمز الناس بفعله ، ويلمزهم بقوله . فالهماز : الذي يعيب الناس ، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل ، واللماز : الذي يعيبهم بقوله . ومن صفة هذا الغماز ، أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده ، والغبطة به ، وليس له رغبة في إنفاقه ، في طرق الخيرات ، وصلة الأرحام ، ونحو ذلك ".[4]
وامتلاك المال أو الجاه أو السلطان بدون تقوى وورع وإيمان باليوم الآخر يدفع إلى الإساءة إلى الآخرين تحت وطأة الكبر والغرور والعجب فيقعون في الهمز واللمز للآخرين ومن اللمز ما هو فعل كالصور الساخرة .
وليس مبتغى أصحاب الصحيفة سوى حفنة من المال يكسبونها من الخبر المثير ، أو شهرة يلهثون وراءها ...
* سورة الفيل قال تعالى :{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}[5]
جفا أصحاب الفيل الحقيقة واستهانوا بالمقدسات ونسوا قدرة الله ؛ ظنوا أن بقدرتهم محاربة الحق ، ورحلوا مسافات لهدم الكعبة . فحاربتهم الطيور بأمر الله ؛ فقال عبد المطلب في ذلك :
أنت منعت الحبش والأفيالا وقد رعوا بمكة الأجبالا
وقد خشينا منهم القتالا وكل أمر لهم معضالا
شكرا وحمدا لك ذا الجلالا
خفيت عنهم الحقيقة ، وغفلوا عن قدرة الله تعالى فسيقوا إلى تلك النهاية وما هي من الظالمين ببعيد .
ورفع المنهج الإسلامي الضرر والحرج في نصوصه وقعّد علماء الأصول لذلك قواعد تصلح للجميع زمانا ومكانا للمسلم وغيره . مستنبطة من نصوص القرآن والسنة منها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله e قال لا ضرر ولا ضرار من ضار ضاره الله ومن شاق شاق الله عليه ؛ هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه [6](1/362)
فرفع كل ضرر ومشقة في كافة المعاملات ، وأضحى كل فرد في الأمة مسئولا مسئولية كاملة عما يأتي من قبله من ضرر ومشقة تؤثر على من سواه كائنا من كان مسلما أو كافرا ما لم يبدأ بالضرر ؛ وهذه قناعة داخل ضمير المؤمن ودين يتعبد الله بها على المستوى الفردي والمؤسسي الخاص والعام ... وقد وردت هذه القاعدة وسواها من طرق متعددة [7].
وتعدت هذه القاعدة الإنسان إلى غيره من الأحياء حتى النملة
قال أبو هريرة هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن النملة قرصت نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح [8] والبيهقي عن أبي هريرة[9]
ربى أصحابه على الاعتماد على الله والعمل على إرضائه فهانت في أعينهم الدنيا فحرصوا على الآخرة فلم يتعمدوا إضرار أحد فبشروا بجزاء عملهم في ذلك اليوم في نعيم لايفني ولا يبيد ، كلما اشتهت النفس شيئا حصلت عليه بمجرد التمني فإذا قارن هذا النعيم المقيم بما في الدنيا من نعم هانت الدنيا وما فيها ، وأضحى يعمل فيها صالحا ليحصل على نتيجة هذا العمل في الآخرة ومن صور النعيم في الجنة لفئة من الناس أتقنوا العمل في الدنيا ما تضمنته الآية{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)}[10](1/363)
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم { أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض لكل امرئ منهم زوجتان كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن يسبحون الله بكرة وعشيا لا يسقمون ولا يمتخطون ولا يبصقون آنيتهم الذهب والفضة وأمشاطهم الذهب وقود مجامرهم الألوة قال أبو اليمان يعني العود ورشحهم المسك وقال مجاهد الإبكار أول الفجر والعشي ميل الشمس إلى أن أراه تغرب }[11](1/364)
قال ابن حجر : وقد اشتمل ذلك على نفي جميع صفات النقص عنهم ولمسلم من حديث جابر يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يبولون ولا يتغوطون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك وكأنه مختصر مما أخرجه النسائي من حديث زيد بن أرقم قال جاء رجل من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون قال نعم أن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع قال الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى قال تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك وسمى الطبراني في روايته هذا السائل ثعلبة بن الحارث قال بن الجوزي لما كانت أغذية أهل الجنة في غاية اللطافة والاعتدال لم يكن فيها أذى ولا فضلة تستقذر بل يتولد عن تلك الأغذية أطيب ريح وأحسنه... آنيتهم فيها الذهب ...والفضة ... وفي حديث أبي موسى مرفوعا جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما.[12] ...ومجامرهم الألوة والألوة العود الذي يبخر به قيل جعلت مجامرهم نفس العود لكن في الرواية الثانية ووقود مجامرهم الألوة فعلى هذا في رواية الباب تجوز ووقع في رواية الصغاني بعد قوله الألوة قال أبو اليمان يعني العود والمجامر جمع مجمرة وهي المبخرة سميت مجمرة لأنها يوضع فيها الجمر ليفوح به ما يوضع فيها من البخور والألوة بفتح الهمزة ويجوز ضمها وبضم اللام وتشديد الواو وحكى بن التين كسر الهمزة وتخفيف الواو والهمزة أصلية وقيل زائدة قال الأصمعي أراها فارسية عربت وقد يقال أن رائحة العود إنما تفوح بوضعه في النار والجنة لا نار فيها ومن ثم قال الإسماعيلي بعد تخريج الحديث المذكور ينظر هل في الجنة نار ويجاب باحتمال أن يشتعل بغير نار بل بقوله كن وإنما سميت مجمرة باعتبار ما كان في الأصل ويحتمل أن يشتعل بنار لا ضرر فيها ولا إحراق أو يفوح بغير اشتعال ونحو ذلك ما أخرجه الترمذي من حديث بن مسعود مرفوعا أن الرجل في الجنة ليشتهي الطير فيخر بين يديه مشويا(1/365)
وفيه الاحتمالات المذكورة وقد ذكر نحو ذلك بن القيم في الباب الثاني والأربعين من حادي الأرواح وزاد في الطير أو يشوى خارج الجنة أو بأسباب قدرت لانضاجه ولا تتعين النار قال وقريب من ذلك قوله تعالى هم وأزواجهم في ظلال أكلها دائم وظلها وهي لا شمس فيها [13]
فإذا غرز في النفس قيمة الدنيا وقيمة الآخرة ونعيمهما تحرت كسبها وسيرها عموما في الدنيا لتظفر بنعيم الآخرة ، ونأت عن التحايل والخداع من أجل مصلحة دنوية فانية تتعلق بالإضرار بالآخرين باسم الحرية أو أي مسمى آخر... ضرر الحرية يكمن في سوء فهمها ، وعدم التقيد بشروطها وضوابطها من خلال النصوص الإسلامية ؛ ومما يؤسف له أن تفهم حكومات ومؤسسات ذلك الفهم الخاطئ وتدافع عنه.
إن العالم بأسره يحتاج إلى النهج الرباني ليقوم اعوجاجه ، ويهديه إلى الصواب في كل جانب من جوانب الحياة .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - أنظر : الجرجاني ، التعريفات ، (بيروت ،1408هـ 1988م ، الثانية ) ص86 .
[2] - سورة العصر
[3] - سورة الهمزة
[4] - السعدي ، تيسير الكريم المنان ... ص 864
[5] - سورة الفيل
[6] - المسترك 2/66 رقم 2345 .
[7] -ابن ماجة 2/784 ، 2340
[8] البخاري ومسلم
[9] - سنن البيهقي 5/ 213 .
[10] - سورة محمد (صلى الله عليه وسلم ) واقرأ سورة الرحمن والواقعة .
[11] - البخاري 3/ 1186 ، 3074 .
[12] - متفق عليه
[13] - فتح الباري 6/ 324 . بتصرف
---
(1/366)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يمكن لأعضاء الملتقى المشاركة في كتابة الكتب للشبكة
---
هل يمكن لأعضاء الملتقى المشاركة في كتابة الكتب للشبكة
---
مساعد الطيار
11-24-2006, 11:12 AM
إن مما يدعو إلى التأمل ما ذكره الأخ معروفي في مشاركته ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6865) من أن كثيرين لا تصلهم الكتب المطبوعة ، فلو تيسرت على الأنتر نت لكان فيها نفع عظيم .
ولقد أشار عليَّ ـ قبل ذلك ـ الأخ محمد باموسى ، وطرح هذا الاقتراح الذي فحواه : أن يتبنى أعضاء الملتقى كتابة الكتب العلمية ، وإنزالها في مكتبة الشبكة ، ويكون ذلك بالإعلان عن كتاب ما ، ثم يسجل كل أخ القدر الذي يستطيع كتابته كتابة مضبوطة مراجعة محررة ، ثم يُجمع ما كتبه الإخوة ، ويوضع على هيئة كتاب إلكتروني ، وكذا على صيغ أخرى إن أمكن .
ولعلنا نفكر معا في هذا الاقتراح .
---
محمد البويسفي
11-24-2006, 02:14 PM
السلام عليكم
فكرة رائعة, و حبدا لو تقترح قائمة للكتب ثم ترتب حسب الأولوية و حسب حاجة الطلاب ثم يتم تحديد كتاب أو كتب و يتطوع عدد من الإخوة المشاركين و الأعضاء بتحديد ما يستطيع كتابته. و أنا أول مرشح لهده المهمة النبيلة
و السلام
---
البتول
11-24-2006, 06:25 PM
تلك أمنية نتمنى حصولها ، مثلا بعض كتب المشايخ من اهل الملتقى نسمع عنها ونرى أغلفتها إلكترونيا ولا تصل إلى مكتباتنا .
لو تحققت ربما سيكون لموقعنا سبق .
---
مساعد الطيار
11-26-2006, 05:09 PM
أتمنى أن يفكر الإخوة أعضاء الملتقى بآلية لتنفيذ ذلك ، ولا يخفى أن الأمرقد يحتاج إلى إذن من المؤلف أو من الناشر في بعض الكتب ، كما أتمنى طرح الكتب التي يمكن كتابتها .
---
مصطفى علي
11-26-2006, 08:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتنا الكرام
السلام عليكم
وبعد(1/367)
مكتب نور الإسلام يسعده أن يقوم بمشاركة خيرية وله أعمال بفضل الله منشورة في أهل الحديث منها الخيري ومنها التعاوني .
والحمد لله عندنا دراية جيدة
فليختر الشيخ مساعد الكتاب ويتصل بنا .
والسلام عليكم
---
أبو العالية
11-29-2006, 12:54 PM
الحمد لله ، وبعد ..
هذه فكرة جميلة شيخنا الكريم .
ولكن لعل من باب الانفع أن نراسل المكتبة الوقفية بما نريد ؛ فهي تصور الكتب المطلوبة والتي تتميز نوعاً ما
وهذا في ظني أدعى للسلامة ، وكأنَّ المطالع قد اقتنى نسخة محققة ومذيلة بالحواشي .
ثم النُّسَّاخُ قد يتفاوتون في الضبط والتحقيق أو التحرير ، وحينها اظن الأمر سيكون غير مقبول .
إضافة كم من الوقات ستبذل ولكن ربما فائدتها قليلة .
هذا ما لدي أيها الشيخ الحبيب .
ونظركم أوجه .
رابط المكتبة الوقفية :
تفضل بزيارتها ثم الدعاء لنا (http://www.waqfeya.com/index.php)
---
(1/368)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر النفي بـ(لن) و(لا)
---
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر النفي بـ(لن) و(لا)
---
محمد إسماعيل
03-28-2004, 03:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن
سر النفي بـ( لن ) و( لا )
قال الله تعالى في حق اليهود:{ قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبدًا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين } [البقرة:94- 95]
وقال سبحانه في الآية الأخرى:{ قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدًا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين } [الجمعة:6- 7 ]
لماذا نفى الله تعالى تمني اليهود للموت في الآية الأولى بـ( لن )، ونفاه في الآية الثانية بـ( لا )؟00 ما معنى( لن )، ومعنى( لا )؟ وما الفرق بينهما؟
وفي الإجابة عن ذلك نقول بعون الله، وتعليمه:
أولاً- كان اليهود يدعون في جملة ما يدعون أن لهم الدار الآخرة خالصة عند الله تعالى، وأنهم أولياء لله من دون الناس، وكان النصارى بقولون مثل قولهم هذا0 وقد حكى الله تعالى ذلك عن الطائفتين، فقال جلَّ ثناؤه:{ وقالوا لن يخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى }[البقرة:111]0 وقال في آية أخرى:{ وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه }[المائدة:18]0(1/369)
ولما أراد الله تعالى أن يبطل ادعاءهم، ويبين فساد أقوالهم، ويفضح أمرهم، أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: إن صحَّ قولكم، وصدق زعمكم، وكنتم على ثقة من أنكم على حق، فتمنوا الموت؛ لأن من أيقن أنه من أهل الجنة، وأنه وليٌّ لله من دون الناس، اشتاق إلى الجنة، وتمنى سرعة الوصول إليها، ليستريح من كرب الدنيا وهمها وغمها، ويصير إلى رَوْح الجنة؛ فإن الله لا بعذب أولياءه فيها0 ثم أخبر تعالى عنهم مرة بقوله: { ولن يتمنوه أبدًا }، ومرة أخرى بقوله:{ ولا يتمنونه أبدًا }؛ وذلك بسبب كفرهم وعصيانهم0
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في اليهود:” لو تمنوا الموت، لغصَّ كل إنسان بريقه، فمات مكانه، وما بقي على وجه الأرض يهوديٌّ “0 وفي رواية أخرى:” والذي نفسي بيده، لا يقولها أحد منكم إلا غصَّ بريقه “0 أي: لا يقول أحد منكم- والخطاب لليهود-: أتمنى الموت0 أو: ليتني أموت0 فلولا أنهم كانوا موقنين بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقالوها0 ولكنهم كانوا يعلمون أنهم لو قالوها، لماتوا من ساعتهم، ولحقهم الوعيد0 فانكشف بذلك لمن كان مشكلاً عليه أمر اليهود يومئذ كذبهم، وبهتانهم، وبغيهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهرت حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحجة أصحابه- رضي الله تعالى عنهم- عليهم00 ولم تزل- والحمد لله- الحجة ظاهرة عليهم، وعلى غيرهم من الملاحدة والكفرة إلى يوم الدين0
ومن هنا كان هذا الإخبار من الله تعالى عن اليهود من المعجزات التي دلَّت على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وصدق رسالته؛ لأنه إخبار بالغيب0 والإخبار بالغيب معجز0(1/370)
ثانيًا- لقد نفى الله تعالى تمنيهم الموت في آية البقرة بـ( لن )، فقال جل شانه:{ ولن يتمنوه أبدًا }، ونفاه في آية الجمعة بـ( لا )، فقال سبحانه:{ ولا يتمنونه أبدًا }، فدلَّ ذلك على أن بينهما فرقًا في اللفظ، ينبني عليه فرق في المعنى00 ولكن الزمخشري في كشافه يقول: ولا فرق بين( لا ) و( لن )، في أن كل واحدة منهما نفيٌ للمستقبل؛ إلا أن في( لن ) تأكيدًا، وتشديدًا، ليس في( لا )0 فأتى مرة بلفظ التأكيد، ومرة بغير لفظه0
وعلَّل الفخر الرازي، وغيره لذلك بأن دعوى اليهود الأولى أعظم من دعواهم الثانية؛ لأن السعادة القصوى فوق مرتبة الولاية؛ لأن الثانية تُرَاد لحصول الأولى0 ولمَّا كانت( لن ) أبلغ في النفي من( لا )، وأقوى منها، جعلها الله تعالى لنفي الأعظم0
وجمهور النحاة والمفسرين قدماء، ومتأخرين، ومعاصرين على القول بأن( لن ) أبلغ، وأقوى في النفي من( لا )، وأن النفي بها أبديٌّ بخلاف( لا )00 والمستقرىء للنصوص القرآنية، والعربية المنفية بـ( لن )، وبـ( لا )، بجد خلاف ذلك تمامًا00 وبيان ذلك:
1- أن( لن ) في مذهب الخليل مركبة من( لا ) و( أن )00 و( أن ) تدل على إمكان الفعل، دون الوجوب، والاستحالة0 تأمل قوله تعالى:{ أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم }[المعارج:38]، تجد فيه أن دخول الجنة ممكن لكل امرىء يطمع في دخولها، إن أراد0 وهذا المعنى هو الذي دلت عليه( أن )0 فإذا قلت:( لن يدخل )، دلت( لن ) على نفي إمكان الدخول الذي دلت علي( أن )0 وعلى هذا جاء قوله تعالى:{ وقالوا لن يخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى }[البقرة:111]0 ومثل ذلك قوله تعالى:{ ولن يتمنوه أبدًا }، من آية البقرة00 فإذا ثبت ذلك، كان معنى( لن ) نفيُ الإمكان بـ( أن )0(1/371)
2- ومن خواصِّ( لن ) أنها تخلص الفعل للاستقبال، بعد أن كانت صيغته للحال0 فأغنت عن السين، وسوف00 ومن خواصِّها أيضًا أنها تنفي ما قرُب، فلا يمتدُّ معنى النفي فيها؛ كامتداد معناه في( لا )، إذا قلت: لا يفعل ذلك أبدًا00 فـ( لا ) هي لامٌ بعدها ألفٌ، يمتدُّ بها الصوت ما لم يقطعه تضييق النفَس؛ فآذن امتداد لفظها بامتداد معناها0 و( لن ) بخلاف ذلك00 فتأمله، فإنه معنى لطيف، وغرض شريف، لا يدركه إلا الغوَّاص المحدِّث من علماء النحو والبيان والتفسير؛ كالشيخ السهيلي- رحمه الله- وقد استدل على ذلك بقوله:” ألا ترى كيف جاء في القرآن البديع نظمه، الفائق على كل العلوم علمه:{ ولا يتمنونه أبدًا } بحرف ( لا ) في الموضع الذي اقترنت فيه أداة الشرط بالفعل، فصار من صيغ العموم، فانسحب على جميع الأزمنة، وهو قوله عز وجل:{ إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت }؛ كأنه تعالى يقول: متى ما زعموا ذلك لوقت من الأوقات، أو زمن من الأزمان، وقيل لهم:( تمنوا الموت )، فلا يتمنونه أبدًا0 وأداة الشرط دلت على هذا المعنى، و( لا ) في الجواب بإزاء صيغة العموم، لاتساع معنى النفي فيها0 وقال تعالى في سورة البقرة:{ ولن يتمنوه أبدًا }، فقصَّر من سعة النفي، وقرَّب؛ لأن قبله في النظم{ إن كانت لكم الدار الآخرة}0 وليست( إن ) ههنا مع( كان ) من صيغ العموم، كما كانت مع( زعمتم ) في آية الجعة؛ لأن( كان ) ليست بدالة على الحدث0 فكأنه يقول عز وجل: إن كانت وجبت لكم الدار الآخرة، وثبتت لكم في علم الله تعالى، فتمنوا الموت الآن0 ثم قال في الجواب:{ ولن يتمنوه أبدًا }، فانتظم معنى الجواب بمعنى الخطاب في الآيتين00 وليس في قوله{ أبدًا } ما يناقض ما قلناه؛ فقد يكون( أبدًا ) بعد فعل الحال0 تقول: زيد يقوم أبدًا، ويصلي أبدًا“0(1/372)
هذا قول الشيخ السهيلي- رحمه الله- أخذه ابن قيم الجوزية، وحكاه عن شيخه ابن تيمية- رحمهما الله تعالى- وكان قد ذكر هذا القول في معرض ردِّه على المعتزلة، الذين يقولون بتأبيد النفي بـ( لن )- والزمخشري أحد أعلامهم- ثم قال:” وقد أكذبهم الله في قولهم بتأبيد النفي بـ( لن ) صريحًا بقوله:{ يا مالك ليقض علينا ربك }[الزخرف:77]0
فهذا تمنٍّ للموت0 فلو اقتضت( لن ) دوام النفي، تناقض الكلام00 وقوله تعالى{ أبدًا } لا يناقض تمنيهم الموت في النار؛ لأن التأبيد إما أن يراد به التأبيد المقيَّد، أو يراد به التأبيد المطلق0 فالمقيَّد كالتأبيد بمدة الحياة الدنيا؛ كقولك: لن أكلمه0 أو: لا أكلمه أبدًا0 والمطلق هو الذي يمتد امتداد الحياة الدنيا، والآخرة؛ كقولك: لا أكفر بربي أبدًا “0
وإذا كان الأمر كذلك، فالآية الأولى إنما اقتضت نفي تمني اليهود للموت أبد الحياة الدنيا، دون الحياة الآخرة؛ وذلك لأنهم لحبهم الحياة، وكراهتهم للجزاء، لا يتمنون الموت0 ولهذا أخبر الله تعالى عنهم، فقال:{ ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة }[البقرة:96]00 ولكنهم إذا صاروا إلى الآخرة، وأدخلوا في النار، تمنوا الموت؛ كما حكى ذلك عنهم الله تعالى في آية الزخرف:{ يا مالك ليقض علينا ربك }[الزخرف:77]0
وأما آية الجمعة فقد اقتضت نفي تمنيهم الموت مدة الحياة الدنيا، والحياة الآخرة؛ لأن النفي بـ( لا ) لا حدود له، ولا نهاية ما لم يقيد بزمن0 ولهذا جاء قوله تعالى:{ لا تدركه الأبصار } منفيًا بـ( لا )، في حين جاء قوله تعالى:{ لن تراني }[الأعراف:193] منفيًا بـ ( لن )؛ لأنه يستحيل على الأبصار أن تدرك حقيقة الله تعالى، وأن تحيط به سبحانه، لا في الدنيا، ولا في الآخرة0(1/373)
أما رؤية الله جل وعلا بالأبصار فجائزة عقلاً في الدنيا، والآخرة0 ومن أعظم الأدلة على جوازها عقلاً في الدنيا قول موسى عليه السلام:{ رب أرني أنظر إليك } [ الأعراف:193]؛ لأن موسى عليه السلام لا يخفى عليه الجائز، والمستحيل في حق الله تعالى0 وأما قول الله تعالى لموسى عليه السلام:{ لن تراني } فلأن رؤيته سبحانه في الدنيا لا يطيقها أحد من مخلوقاته، بدليل قوله جل وعلا:{ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكًّا وخر موسى صعقًا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين }[ الأعراف:193]
وأما رؤية الله جل وعلا شرعًا فهي جائزة، وواقعة في الآخرة؛ كما دلت عليه الآيات القرآنية، وتواترت به الأحاديث الصحاح00 فمن الآيات قوله تعالى:{ وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة }[القيامة:22- 23]0 ومن الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم:” إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا “0 و قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في قوله تعالى: { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }[يونس:26]:” الحسنى: الجنة0 والزيادة: النظر إلى وجه الله الكريم “0
تبارك ياربنا وجهك الذي أضاء نوره السموات والأرض، وما بينهما، و لك الحمد كله أن خلقت الإنسان، وعلمته البيان، والصلاة والسلام على نبيك وحبيبك محمد بن عبد الله أفصح من نطق بالضاد لسانًا، وأجمعهم بيانًا0
الأحد ، 28 آذار ، 2004 محمد إسماعيل عتوك
---
ناصر الماجد
03-29-2004, 01:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الاستاذ محمد
بارك الله فيك على طرح مثل هذه المقال القيم، ونود منك التواصل معنا في طرق مثل هذه الموضوعات المتخصصة ، والتي تهم رواد هذا الملتقى من المهتمين بلغة القرآن الكريم
وتقبل شكري وتقديري
---
(1/374)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الفزعة يا أهل التفسير
---
الفزعة يا أهل التفسير
---
salel
04-17-2004, 06:28 PM
عندي بحث بعنوان ( المناسبات في سورة الأعراف) أريد المساعدة لو تكرمتم في مثل هذا الموضوع ولكم الأجر من الله
---
عبدالرحمن الشهري
04-17-2004, 09:11 PM
يمكنك الانتفاع من حيث التأصيل بما كتب في المناسبات من موضوعات وبحوث مثل :
علم المناسبات /للأستاذ مرهف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=163)
علم المناسبات في القرآن / لعبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=884)
موقف الإمام الشوكاني من المناسبات للدكتور أحمد الشرقاوي (http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=859)
وهناك بحث للدكتور إبراهيم الهويمل نشر في مجلة جامعة الإمام .
ويبقى عليك التطبيق على سورة الأعراف. وفقك الله.
---
ابو حذيفة
05-13-2004, 06:26 AM
لا تنسى يا أخي مراجعة التفسير الكبير للرازي فهو يعتني بذلك كثيراً
---
(1/375)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى هذه الآية {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ } ؟
---
ما معنى هذه الآية {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ } ؟
---
سامي العتيبي
02-22-2007, 02:42 PM
السلام عليكم
قال تعالى {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ }ص33
قرأت ببعض الكتب أن معناها أن سليمان عليه السلام قام بقتل الخيل فهل هذا التفسير صواب فإن كان كذلك فهل يعقل أن نبي الله يقوم بتدمير أهم وسيلة للجهاد أم أن المعنى أنه أخذ يمسح بيده عليها معجبا ً بها .فما هو القول الصواب بهذه المسألة .
---
جمال أبو حسان
02-22-2007, 03:21 PM
هذا التفسير الذي قراته اخي الكريم من ابطل الباطل وقد عرض لهذا غير واحد من المفسرين منهم الامام الرازي في تفسيره وبين ما فيه بيانا حسنا وقد عرض لها مولانا الاستاذ الدكتور فضل عباس في كتابه القيم قصص القران صدق حدث وسمو هدف
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2007, 11:36 PM
[هذا بحث مبعثر حول هذه المسألة كنت كتبت رؤوس مسائله منذ سنوات ، ولم أفرغ لإكماله بعدُ ولعلي أعود إليه يوماً بالتنقيح والتحرير]
يذهب أكثر المفسرين إلى أن الضمير في قوله تعالى :?حتى توارت بالحجاب? يعود على الشمس مع أنها لم يسبق لها ذكر. ولكنه أضمرها وإن لم يجر لها ذكر ، كما أضمر في قوله تعالى :?إنا أنزلناه في ليلة القدر? القرآن مع أنه لم يجر له ذكر قبلُ. ومثل عود الضمير في قوله :?ما ترك على ظهرها من دابة?[فاطر:45] على الأرض مع عدم تقدم ذكر لها ، ومثل عود الضمير في قوله :?فلولا إذا بلغت الحلقوم?[الواقعة:83] على الروح أو النفس مع عدم تقدم ذكر لها ، ومثل عود الضمير في قوله:?إنها ترمي بشرر كالقصر?[المرسلات:32] على النار مع عدم تقدم ذكر لها.(1/376)
وخالفهم آخرون فذهبوا إلى أن الضمير يعود على الخيل لا على الشمس. لأنها هي التي سبق لها الذكر ، والحديث يدور حولها.
وقد نصر هذا الرأي ابن حزم وفخر الدين الرازي ومحي الدين بن عربي في كتابه الفتوحات المكية.
وقد رفض هذا التفسير الشيخان فخر الدين الرازي في تفسيره ، ومحي الدين بن عربي في الفتوحات المكية ، وقالا : إنه منافٍ لمقام الأنبياء ، وإن المراد بقوله :?إني أحببت حب الخير? أي الخيل ، وهذا الحب ناشيء عن حب الله وذكره ، لا عن الغفلة عنه ، لأنه أحبها للجهاد والغزو عليها تقوية للدين. ثم إنه أمر الرائضين بإعدائها وتسييرها ، ليتعرف ركضها ، ففعلوا ، حتى توارات (أي الخيل) لا (الشمس) عن بصره ، أمر بردها إليه. فلما عادت ، جعل يمسح سوقها وأعناقها بيده ، فرحاً وإعجاباً بخير ربه ، لا فرحاً بالدنيا ، وليتعرف هل فيها خلل أو عيب. وليس للمفسرين الذين جعلوا التواري للشمس دليل ، فإن الشمس ليس لها ذكر ، ولا الصلاة التي يزعمون ، ويلزم منه تفكيك الضمائر من غير موجب.
وسبق ابن حزم الشيخين إلى هذا التأويل السليم ، إذ قال :(تأويل الآية على أنه قتل الخيل ، إذ اشتغل بها عن الصلاة ، خرافة موضوعة مكذوبة سخيفة باردة). وجرى في تفسير الآية مع ظاهرها ، ثم قال :(هذا هو ظاهر الآية الذي لا يحتمل غيره ، وليس فيها إشارة أصلاً إلى ما ذكروه من قتل الخيل وتعطيل الصلاة. وكل هذا قد قاله ثقات المسلمين ، فكيف ولا حجة في قول أحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والخلاف في الآية في مسألتين :
الأول : الضمير في قوله :?توارت? علام يعود ؟
الثانية : معنى قوله :?فطفق مسحاً بالسوق والأعناق? ما معناه ؟(1/377)
فالتفسير على أن الضمير يعود على الشمس قول أغلب المفسرين ، فهو قول ابن مسعود ، وقول قتادة حيث قال :(حتى دلكت براح) وبراح هي الشمس ، وهو قول السدي ، حيث قال : غابت. دون أن يذكر المقصود هل هي الشمس أم الخيل ، غير أن الطبري نقله في سياق تأييده للقول بأنها الشمس ، وهو قول كعب الأحبار ، ولم يذكر الطبري غير هذا التفسير مما يعني إقراره له([1]). وهو قول الفراء في معانيه ، وقول أبي عبيدة في مجازه 2/182 قال :(المعنى للشمس وهي مضمرة). وهو قول ابن عطية 14/31
وخالف في ذلك الرازي وابن عربي وابن حزم كما تقدم ويحتاج إلى توثيق كلامهما بنصه إن شاء الله ، كما يبحث عن كلام ابن حزم في أي مصدر قال ذلك.
وأما المسألة الثانية : فللمفسرين في معنى المسح في الآية قولان منقولان:
الأول : أنه القتل ، من قولهم مسح علاوته إذا ضرب عنقه. وهو قول قتادة ، والحسن البصري ، والسدي. وأبي عبيدة 2/183قال :(مجازها يمسح مسحاً والمعنى يضرب ، يقال مسح علاوته أي ضربها).
والثاني : أنه المسح بيده على أعراف الخيل وعراقيبها حباً لها ، وإعجاباً بها. وهذا القول قول ابن عباس والزهري ([2])، واختاره الطبري فقال :(وهذا القول الذي ذكرناه عن ابن عباس أشبه بتأويل الآية ؛ لأن نبي الله لم يكن إن شاء الله ليعذب حيواناً بالعرقبة ، ويهلك مالاً من ماله بغير سبب ، سوى أنه اشتغل به عن صلاته بالنظر إليها ، ولا ذنب لها في اشتغاله بالنظر إليها.([3])
ويراجع تفسير الرازي رحمه الله في تفسيره 26/203-206 فقد فصل القول فيها.
ويراجع تفسير القرطبي 15/126- 129
وفيه قوله : الأكثر في التفسير أن التي تورات بالحجاب هي الشمس ، وأنه تركها لدلالة السامع عليها بما ذكر مما يرتبط بها ويتعلق بذكرها. ص 15/128(1/378)
وفي تفسير مقاتل 3/644 بتحقيق عبدالله شحاتة قال :( حتى توارت بالحجاب) والحجاب جبل دون ق بمسيرة سنة تغرب الشمس من ورائه ، ثم قال :(ردوها عليَّ) يعني كروها عليَّ (فطفق مسحاً بالسوق والأعناق) يقول فجعل يمسح بالسيف سوقها وأعناقها فقطعها ، وبقي منها مائة فرس فما كان في أيدي الناس اليوم فهي من نسل تلك المائة).
وانظر تحقيق فريد لتفسير مقاتل في 3/118 وهو مليئ بالتصحيفات والأخطاء الطباعية.
وانظر تفسير الدر المصون للحلبي 9/376 في على ماذا يعود الضمير في قوله :(توارت) فقد ذكر الأقوال.
وانظر كلام الفراء على الآيات في معاني القرآن 2/404-405
وانظر كلام القاسمي على الآية في تفسيره 6/97-98 حيث ذكر أن الضمير في تورات يعود على الشمس .
ومعنى المسح القطع بالسيف. ثم أرود تنبيها على ما ذكره ابن كثير من الخلاف في الآية ، ورد ابن كثير لترجيح ابن جرير ، ثم أورد كلاماً للقاشاني الصوفي فيه تفسير إشاري للآيات ، ثم اورد كلام الرازي السابق ، ثم أورد كلام ابن حزم الذي سبق كذلك ، ثم ذيل بكلام جيد فقال :
وأقول : الذي يتجه أن هذه القصة أشير بها إلى نبأ لديهم ، لأن التنزيل الكريم مصدق الذي بين يديه ، إلا أن له الهيمنة عليه. فما وقف فيه على حد من أنباء ما بين يديه ، يوقف عنده ولا يتجاوز. وحينذٍ فالقصة المعروفة عندهم هي التي أشير إليها. لكن مع الهيمنة عليها إذ لا تقبل على علاتها.
وينظر في تفسير ابن عطية 14/30-32 وقد رجح أن التي غابت هي الشمس ، وأن المسح مختلف فيه بين أن يكون المسح باليد وبين أن يكون الغسل بالماء. وقال إن هذين التفسيرين إنما يكونان على وجه من التفسير فيحقق معنى كلامه هذا ، ثم ذكر أن المسح قد يكون القتل في آخر كلامه فكأنه لم يرجحه.
--------------------------------------------------------------
([1] ) تفسير الطبري بتحقيق التركي 20/85
([2] ) المحرر الوجيز 14/31
([3] ) تفسير الطبري 20/87(1/379)
وانظر مشاركة سبق الحديث فيها عن الآية هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=501) .
---
(1/380)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ممكن كتاب "لباب التأويل في معاني التنزيل" للخازن
---
ممكن كتاب "لباب التأويل في معاني التنزيل" للخازن
---
hhafid
01-18-2006, 02:39 AM
السلام عليكم
هل يمكنكم مساعدتي لإيجاد كتاب إلكتروني للمؤلف علي ابن محمد الخازن "لباب التأويل في معاني التنزيل" وجزاكم الله خيرا
بريدي الإلكتلروني هو hhafid@gmail.com
---
أبو ذر الفاضلي
01-22-2006, 10:47 AM
حتى هذه اللحظة لا يوجد الكتاب على صفحات الورد أو الصفحات الضوئية ، والله أعلم .
---
مسك
01-23-2006, 06:24 AM
عليكم السلام
الكتاب موجود في موقع موسوعة تفسير آل البيت
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=18&tSoraNo=1&tAyahNo=1&tDisplay=yes&UserProfile=0
وقريباً سيتم نسخه على ملفات ورد
---
(1/381)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نصوص الكتاب والسنة الدالة على فضل وعظم السنة ووجوب اتباعها
---
نصوص الكتاب والسنة الدالة على فضل وعظم السنة ووجوب اتباعها
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
02-26-2007, 07:51 PM
نصوص الكتاب والسنة الدالة على فضل وعظم السنة ووجوب اتباعها
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ } سورة آل عمران آية :102.
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيْراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوْا اللَّهَ الَّذِيْ تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباً } النساء آية :1
{ يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماًً } الأحزاب آيتا :70،71.
أما بعد: فإن الحديث عن فضل وعظم اتباع السنة النبوية هو الحديث عن الإسلام بتشريعاته وحكمه البالغة وآدابه إذ السنة هي الدين كله فالدين هو الإسلام والإسلام هو السنة ،(1/382)
وقد قال الشافعي رحمه الله : " كل ما حكم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو مما فهمه من القرآن ( ) قال تعالى : { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله } سورة النساء من الآية (105) ، وقد جاءت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة توجب وتحث على اتباع السنة قال الله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } سورة الأحزاب آية (21) ، وقال : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } سورة الأحزاب من الآية (34) ، وقال : { مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا } سورة النساء آية (80) ، وقال : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } (4) سورة النجم آيتا 3 – 4) ، وقال : { إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ } سورة النساء من الآية (105) ، وقال : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } سورة التوبة آية : (33) ، وقال : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } سورة الفتح آية ( 28 ) ، وقال : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } سورة الصف آية : (9) ، وقال : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } سورة الأنعام(1/383)
آية (153) وقال : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } سورة الشورى آية (52) ، وقال : { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } سورة آل عمران آية (164) ، وقال : { وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } سورة النساء من الآية (113) ، وقال : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } سورة الجمعة آية (2) ، وقال : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } سورة الحشر من الآية (7) ، وقال : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } سورة آل عمران آية (31) ، وقال : { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } سورة البقرة آية (151) ، وقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ(1/384)
إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } سورة النساء آية (59) ، وقال : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } سورة آل عمران آية (85) ، وقال : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } سورة النحل من الآية (44) ، وقال : { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } سورة النحل من الآية (64) ، وقال : { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } سورة النور آية (54) ، وقال : { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } سورة النساء من الآية (13) ، وقال : { لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } سورة النور آية (63) ، وقال : { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } سورة النساء آية (69) ، وقال : { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }(1/385)
سورة النور آية (52) ، وقال : { وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } سورة الأحزاب من الآية (71) ، وقال : { لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا } سورة الفتح آية (17) .
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال : في قوله تعالى : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ، وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } سورة آل عمران من آيتا (106- 107 ) ، قال : الذين ابيضت وجوههم : هم أهل السنة والجماعة وأما الذين اسودت وجوههم قال : هم أهل البدع والضلالة " ( ).
وعن سعيد بن جبير في قوله تعالى : { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى } قال : " ثم استقام " قال : " لزوم السنة والجماعة " ( ).
وعن مجاهد كدعاء بعضكم بعضاً قال : " أمرهم أن يدعوا يا رسول الله في لين وتواضع ولا يقولوا يا محمد في تجهم " ( ).
وعن مجاهد قوله : { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا } قال : أمرهم أن يدعوه يا رسول الله في لين وتواضع " ( ).
وعن قتادة في قوله : { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا } قال : " أمرهم أن يفخموه ويشرفوه " ( ).
وعن الضحاك قال : { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا } قال : " أمرهم أن يطيعوه ويشرفوه ويدعوه باسم النبوة قال ابن جريج عن مجاهد أمرهم أن يدعوه في لين وتواضع " ( ).(1/386)
وقال مالك عن زيد بن أسلم في قوله : { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا } قال : أمرهم الله " أن يشرفوه " ( ).
وأما الأحاديث فكثيرة جداً :
إيجاب الجنة لمن أطاع الله ورسوله فيما أمر ونهى
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " ( ).
قال أبو حاتم : " طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي الانقياد لسنته بترك الكيفية والكمية فيها مع رفض قول كل من قال شيئاً في دين الله جل وعلا بخلاف سنته دون الاحتيال في دفع السنن بالتأويلات المضمحلة والمخترعات الداحضة " ( ).
وجوب طاعة الله والرسول وأولي الأمر
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني " ( ).
وعن المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه " ( ).
وعن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه " ( ).(1/387)
وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - فغضب فقال أمتهوكون فيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى - صلى الله عليه وسلم - كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني " ( ).
الهداية والسلامة من الضلال في اتباع السنة
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " ( ).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس في حجة الوداع فقال : " يا أيها الناس أني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - " ( ).(1/388)
وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أنه قال : جاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له حتى إذا انتهى إلى بطن الوادي خطب الناس فقال إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وأول دم أضعه دماؤنا دم بن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد وقتلته هذيل وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربي عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله وإن عليهم أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف فقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد أن قد بلغت وأديت ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويسلتها إلى الأرض اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاثا... " ( ).
اتباع بالسنة واجتناب البدع
هو سبيل النجاة من الاختلاف المذموم
عن العرباض بن سارية قال : " صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " ( ).
من اتبع السنة دخل تحت اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
ومن رغب عن سنته خرج عن اسمه(1/389)
عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم - قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال :" أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " ( ).
الدعاء بالنضارة لمن حفظ السنة وبلغها وعلَّمها
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انه قال : قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب مبلغ أحفظ له من سامع " ( ).
وعن جبير بن مطعم عن أبيه قال قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخيف من منى فقال نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهم قلب المؤمن إخلاص العمل والنصيحة لولي الأمر ولزوم الجماعة فان دعوتهم تحيط من ورائهم " ( ).(1/390)
وعن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه أن زيد بن ثابت خرج من عند مروان نحوا من نصف النهار فقلنا ما بعث إليه الساعة إلا لشيء سأله عنه فقمت إليه فسألته فقال أجل سألنا عن أشياء سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " نضر الله أمراً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم وقال من كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له " ( ).
في اتباع السنة الفكاك من سبل الشيطان
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : " خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطاً ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال : هذه سبل قال يزيد متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } ( ).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " ( ).
تعظيم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والطهارة له
عن ضرار بن مرة قال : " كانوا يكرهون أن يحدثوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم على غير وضوء قال إسحاق : فرأيت الأعمش إذا أراد أن يحدث وهو على غير وضوء تيمم " ( ).
وعن قتادة قال : " لقد كان يستحب أن لا يقرأ الأحاديث التي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا على وضوء " ( ).(1/391)
وعن أبي مصعب قال :" كان مالك بن أنس لا يحدث بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وهو على وضوء إجلالاً لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ( ).
وعن مالك بن أنس أنه قال : كان جعفر بن محمد لا يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وهو طاهر " ( ) .
وعن أبي الزناد قال : " كان سعيد بن المسيب وهو مريض يقول : أقعدوني فإني أعظم أن أحدث حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا مضطجع " ( ) .
وعن الحسن أنه قال : " يا عباد الله إن الخشب يحن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شوقاً إلى لقائه فليس الرجال الذين يرجون لقاء الله أحق أن يشتاقوا إليه " ( ) .
قال ابن وهب :" كنا عند مالك فذكرت السنة فقال : " السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " ( ).
قال سهل بن عبد الله رحمه الله :النجاة في ثلاثة : (1- أكل الحلال : 2- أداء الفرائض: 3- الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ) ( ).
قال ابن شهاب الزهري رحمه الله :( من الله الرسالة ،وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - البلاغ ، وعلينا التسليم ) ( ).
قال ناصر الدين أحمد بن محمد المعروف بابن المنير (ت683هـ) رحمه الله: "من الحقوق الواجبة نشرها (يعني: السنة) على الناس قاطبة يحملها الآخذ إلى الغالب، ويبلغها الشاهد إلى الغائب ، فوظيفة الحامل الجاهل في هذه الأمانة أن يؤديها إلى أهلها بالوفاء والتسليم ووظيفة الحامل الحاذق أيضاً أن يؤديها إلى من عساه أحذق منه في الفهم والتفهيم وليحذر أن يحجب عن المزيد باعتقاد أنه ذلك العظيم ففوق كل ذي علم عليم " ( ).
قال أبو سليمان الداراني : " ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياماً فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة " ( ).
مدارج السالكين لابن القيم 2 / 465.(1/392)
وقال أبو عثمان النيسابوري رحمه الله : " الصحبة مع الله بحسن الأدب ودوام الهيبة والصحبة مع الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع سنته ولزوم ظاهر العلم والصحبة مع أولياء الله بالاحترام والحرمة والصحبة مع الأهل بحسن الخلق والصحبة مع الإخوان بدوام البشر والانبساط ما لم يكن إثما والصحبة مع الجهال بالدعاء لهم والرحمة عليهم " ( ).
وقال أحمد بن أبي الحواري : " من عمل عملاً بلا إتباع سنة فباطل عمله " ( ).
قال أبو حفص عمر بن سالم الحداد : " من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم تهم خواطره فلا تعدوه في ديوان الرجال " ( ).
وقال إبراهيم الخواص : الصبر الثبات على أحكام الكتاب والسنة " ( ).
وقال إبراهيم الخواص : ليس العلم بكثرة الرواية وإنما العالم من اتبع العلم واستعمله واقتدى بالسنن وان كان قليل العلم ، وسئل عن العافية فقال العافية أربعة أشياء دين بلا بدعة وعمل بلا آفة وقلب بلا شغل ونفس بلا شهوة " ( ).
وقال سهل بن عبد الله : " الفتوة اتباع السنة " ( ).
قال أبو حفص : " أحسن ما يتوسل به العبد إلى مولاه دوام الفقر إليه على جميع الأحوال وملازمة السنة في جميع الأفعال وطلب القوت من وجه الحلال " ( ).
وقال أبو العباس أحمد بن سهل بن عطاء الأدمي : "من ألزم نفسه آداب السنة نور الله قلبه بنور المعرفة ولا مقام أشرف من متابعة الحبيب في أوامره وأفعاله وأخلاقه والتأدب بآدابه قولاً وفعلاً وعزماً وعقداً ونيةً " ( ).
وقال أبو بكر الطمستاني : " الطريق واضح والكتاب والسنة قائمة بين أظهرنا فمن صحب الكتاب والسنة وعزف عن نفسه والخلق والدنيا وهاجر إلى الله بقلبه فهو الصادق المصيب المتبع لآثار الصحابة " ( ).(1/393)
وقال سهل بن عبد الله : " أصولنا ستة أشياء التمسك بكتاب الله تعالى والإقتداء بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكل الحلال وكف الأذى واجتناب الآثام والتوبة وأداء الحقوق وقال : من كان اقتداؤه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن في قلبه اختيار لشيء من الأشياء ولا يجول قلبه سوى ما أحب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وسئل هل للمقتدي اختيار بالاستحسان قال لا إنما جعل السنة واعتقادها بالاسم ولا تخلو من أربعة الاستخارة والاستشارة والاستعانة والتوكل فتكون له الأرض قدوة والسماء له علما وعبرة وعيشته في حاله لأن حاله المزيد وهو الشكر وقال : أيما عبد قام بشيء مما أمره الله به من أمر دينه فعمل به وتمسك به فاجتنب ما نهى الله تعالى عنه عند فساد الأمور وعند تشويش الزمان واختلاف الناس في الرأي والتفريق إلا جعله الله إماما يقتدى به هاديا مهديا قد أقام الدين في زمانه وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو الغريب في زمانه " ( ).
وقال أبو عثمان الحيري : " الصحبة مع الله بحسن الأدب ودوام الهيبة والمراقبة ، والصحبة مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بإتباع سنته ولزوم ظاهر العلم وقال : من أمَّر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة ، ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة قال الله تعالى : { وإن تطيعوه تهتدوا } ( ).
وقال أبو حمزة البغدادي : " من علم طريق الحق سهل سلوكه عليه ولا دليل على الطريق إلى الله إلا بمتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أحواله وأفعاله وأقواله " ( ).
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن داود : علامة محبة الله إيثار طاعته ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم " ( ).
وقال أبو إسحاق الرقاشي : " علامة محبة الله إيثار طاعته ومتابعة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ( ).(1/394)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ذكر سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر فقال الله نور السماوات والأرض وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة وكان يقول من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وذكر خصلة خامسة وهي أكل الحلال لم تخطئ له فراسة والله تعالى يجزئ العبد على عمله بما هو من جنس عمله فغض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه كتب باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال بصيرة القلب ، والفائدة الثالثة قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان النصرة مع سلطان الحجة وفي الأثر الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ولهذا يوجد في المتبع لهواه من الذل ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه فإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه قال تعالى يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين وقال تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ، ولهذا كان في كلام الشيوخ الناس يطلبون العز من أبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله وكان الحسن البصري يقول وإن هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال فإن ذل المعصية في رقابهم يأبى الله إلا أن يذل من عصاه ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه ومن عصاه ففيه قسط من فعل من عاداه بمعاصيه " ( ).
قال صفوان بن محرز : سألت ابن عمر - رضي الله عنه - عن الصلاة في السفر فقال : ركعتين ركعتين من خالف السنة كفر " ( ).
قال أبو عمر ابن عبد البر : " الكفر ههنا كفر النعمة وليس بكفر ينقل عن الملة كأنه قال كفر لنعمة التأسي التي أنعم الله على عباده بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ففيه الأسوة الحسنة في قبول رخصته كما في امتثال عزيمته - صلى الله عليه وسلم - " ( ).(1/395)
وعن عروة أنه قال لابن عباس : ألا تتقي الله ترخص في المتعة فقال ابن عباس : سل أمك يا عرية فقال عروة : أما أبو بكر وعمر فلم يفعلا فقال ابن عباس - رضي الله عنه - : والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله نحدثكم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وتحدثونا عن أبي بكر وعمر" ( ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فالصراط المستقيم هو طاعة الله ورسوله وهو دين الإسلام التام وهو اتباع القرآن وهو لزوم السنة والجماعة وهو طريق العبودية وهو طريق الخوف والرجاء " ( ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
الحواشي
( ) مجموع الفتاوى لابن تيمية 13 / 363 ، وروح المعاني للألوسي 6 / 190 ، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2 / 467 ، وقواعد التحديث للقاسمي ص 59 ، وأضواء البيان للشنقيطي 2 / 428 .
( ) تفسير ابن كثير 1 / 391 ، والدر المنثور للسيوطي 2 / 299 ، والانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار للعمراني 1/ 108، وفتح القدير للشوكاني 1 / 371 .
( ) أخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة رقم ( 72 ) 1 / 71 ، والعمراني في الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار 1/ 108.
( ) تفسير مجاهد 2 / 445 ، وتفسير الطبري 18/177 ، وتفسير ابن أبي حاتم رقم ( 14926 ) 6 / 231 ، وتعظيم قدر الصلاة للمروزي رقم ( 718 ) 2 / 663 ، ورقم ( 726 ) 2 / 666.
( ) تفسير الطبري 18/177.
( ) تفسير الطبري 18/177.
( ) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2 / 194،
( ) تفسير ابن كثير 3 / 307 .(1/396)
( ) أخرجه البخاري رقم ( 6851 ) 6 / 2655 ، وأحمد رقم ( 8713 ) 2 / 361 ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رقم ( 17 ) 1 / 196 بلفظ " والذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير قالوا يا رسول الله ومن يأبى أن يدخل الجنة ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " .
( ) صحيح ابن حبان رقم ( 17 ) 1 / 196 ،
( ) أخرجه البخاري رقم ( 6718 ) 6 / 2611 ، ومسلم رقم ( 1835 ) 3 / 1466.
( ) أخرجه أبو داود رقم ( 4604 ) 4 / 200 ، وأحمد رقم ( 17213 ) 4 / 130 ، وأخرجه الطبراني في الكبير رقم ( 670 ) 20 / 283 ، والطبراني في مسند الشاميين رقم ( 1061 ) 2 / 137، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم ( 4604 ) 4 / 200 .
( ) أخرجه أبو داود رقم ( 4605 ) 4 / 200 ، والترمذي رقم ( 2663 ) 5 / 37 ، وابن ماجه رقم ( 13 ) 1 / 6 ، والشافعي في مسنده ص 151 ، 233 ، والحميدي رقم ( 551 ) 1 / 252 ، والطبراني في الكبير رقم ( 934 ) 1 / 316 ، والحاكم في المستدرك رقم ( 368 ) 1 / 190وقال : هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، والبيهقي في السنن الكبرى رقم ( 13219 ) 7 / 76 ، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم ( 4605 ) 4 / 200 ، وفي صحيح سنن الترمذي رقم ( 2663 ) 5 / 37 ، وفي صحيح سنن ابن ماجه رقم ( 13 ) 1 / 6 .
( ) أخرجه أحمد رقم ( 15195 ) 3 / 387 ، وابن أبي عاصم في السنة رقم ( 50 ) 1 / 27 ، وابن أبي شيبة رقم ( 26421 ) 5 / 312 ، والبيهقي في شعب الإيمان رقم ( 176 ) 1 / 199- 200 ، وابن حجر في المطالب العالية رقم ( 3034 ) 12 / 614 ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1 / 174 ، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح رقم ( 177 ) ، وفي ظلال الجنة رقم ( 50 ) ، وفي إرواء الغليل رقم ( 1589 ) ، وفي تحريم آلات الطرب ص 159 .(1/397)
( ) أخرجه الحاكم في المستدرك رقم ( 319 ) 1 / 172 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم ( 2937 ) ، ورقم ( 3232 ) . وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى رقم ( 20124 ) 10 / 114بلفظ : " أني قد خلفت فيكم ما لن تضلوا بعدهما ما أخذتم بهما أو عملتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض " واللالكائي في اعتقاد أهل السنة رقم ( 90 ) 1 / 80 ، وابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة رقم ( 44 ) ص41، والقزويني في التدوين في أخبار قزوين 4 / 178 ، والعقيلي في الضعفاء رقم ( 804 ) 2 / 250 ، وابن حزم في الأحكام 6 / 243 وصححه .
( ) أخرجه الحاكم المستدرك رقم ( 318 ) 1/171، والبيهقي في السنن الكبرى رقم ( 20123 ) 10 / 114 ، ومالك في الموطأ بلاغاً رقم ( 1594 ) 2 / 899 ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم ( 40 ) .
( ) أخرجه مسلم رقم ( 1218 ) 2 / 886 ، وأبو داود رقم ( 1905 ) 2 / 182، والنسائي في السنن الكبرى رقم ( 4001 ) 2 / 421، وابن ماجه رقم ( 3074 ) 2 / 1022.(1/398)
( ) أخرجه أبو داود رقم ( 4607 ) 4 / 200 ، والترمذي رقم ( 2676 ) 5 / 44وقال : حديث حسن صحيح ، وابن ماجه رقم ( 42 – 43 ) 1 / 15 – 16 وزاد وعليكم بالطاعة وإن عبداً حبشياً فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد ، وأحمد رقم ( 17182، 17184) 4 / 126وزاد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي الا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعليكم بالطاعة وان عبدا حبشيا عضوا عليها بالنواجذ فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد ، والدارمي رقم ( 95 ) 1 / 57 ، وابن حبان رقم ( 5 ) 1 / 179 ، والحاكم في المستدرك رقم ( 331 – 332 ) 1 / 175 - 176، ورقم ( 329 ) 1 / 174 ، والطبراني في الكبير رقم ( 617 ) 18 / 245 ، ورقم ( 623 ) 18 / 248 ، ورقم ( 624 ) 18 / 249 ، ورقم ( 642 ) 18 / 257 ، وفي الأوسط رقم ( 66 ) 1 / 28 ، والهيثمي في موارد الظمئان رقم ( 102 ) 1 / 56 ، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم ( 4607 ) 4 / 200 ، وفي صحيح سنن الترمذي رقم ( 2676 ) 5 / 44، وفي صحيح سنن ابن ماجه رقم ( 42 - 43 ) 1 / 15- 16، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم ( 937 ) 2 / 610 ، ورقم ( 2735 ) 6 / 526 ، وفي صحيح الجامع رقم ( 2549 ) ، ورقم ( 4369 ) ، وفي صحيح الترغيب والترهيب رقم ( 37 ) .
( ) أخرجه البخاري رقم ( 4776 ) 5 / 1949، ومسلم رقم ( 1401 ) 2 / 1020، وأحمد رقم ( 13558 ) 3 / 241 ، وأبو داود رقم ( 1369 ) 2 / 48، والنسائي في السنن الصغرى رقم ( 3217 ) 6 / 60 ، وفي السنن الكبرى رقم ( 5324 ) 3 / 264 ، وابن حبان رقم ( 317 ) 2 / 20، وعبد بن حميد رقم ( 1318 ) 1 / 392 .
( ) أخرجه أحمد رقم ( 4157 ) 1 / 436 ، وابن ماجه رقم ( 332 ) 1 / 85 ، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه رقم ( 332 ) 1 / 85 ، وفي صحيح الجامع رقم ( 6764 ).(1/399)
( ) أخرجه أحمد رقم ( 16784 ) 4 / 80 ، ورقم ( 16800 ) 4 / 82 ، والدارمي رقم ( 227 ) 1 / 86 ، الحاكم في المستدرك رقم ( 294 ) 1 / 162 وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأخرجه أحمد أيضاً من حديث أنس بن مالك رقم ( 13374 ) 3 / 225 ، والشافعي في مسنده ص240، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة رقم ( 2329 ) 6/307 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم ( 6765 – 6766 ) ، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم ( 404 ) 1 / 760 ، وأخرجه الدارمي من حديث أبي الدرداء أيضاً رقم ( 230 ) 1/87 .
( ) أخرجه أحمد رقم ( 21630 ) 5 / 183 ، وأبو داود رقم ( 3660 ) 3 / 322 ، والترمذي رقم ( 2656 ) 5 / 33 ، ومن حديث ابن مسعود رقم ( 2657 ) 5 / 34 ، وابن ماجه رقم (230) 1 / 84 ، ومن حديث جبير بن مطعم رقم ( 231 ) 1 / 85 ، ورقم ( 3056 ) 2 / 1015، وابن ماجه رقم ( 4105 ) 2 / 1375 ، وابن حبان رقم ( 680 ) 2 / 454، ورقم ( 67 ) 1 / 270 ، والهيثمي في موارد الظمئان رقم ( 72 ) 1 / 47 ، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم ( 3660 ) 3 / 322 ، وفي صحيح سنن الترمذي رقم ( 2658 ) 5 / 34 ، ورقم ( 2656 ) 5 / 33 ، وفي صحيح سنن ابن ماجه رقم ( 4105 ) 2 / 1375 ، وفي صحيح الجامع رقم ( 6516 ) ، وفي صحيح الترغيب رقم ( 90 ) ، ورقم ( 3254 ) ، ورقم ( 3168 ) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك من حديث النعمان بن بشير رقم ( 297 ) 1 / 164، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم رقم ( 9 ) 1 / 40.(1/400)
( ) أخرجه أحمد رقم ( 4142 ) 1 / 435 ، ورقم ( 4437 ) 1 / 465، والنسائي في السنن الكبرى رقم ( 11174 – 11175 ) 6 / 343 ، والترمذي رقم ( 2454 ) 4 / 635 وصححه ، والدارمي رقم ( 202 ) 1 / 78 ، ورقم ( 2729 ) 2 / 393 ، وسعيد بن منصور رقم ( 935 ) 5 / 112 ، وابن حبان رقم ( 6 – 7 ) 1 / 180 ، وأبو يعلى رقم ( 5243 ) 9 / 158 ، والطيالسي رقم ( 244 ) ص 33 ، والحاكم رقم ( 3241 ) 2 / 348 وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، والبزار رقم ( 1694 ) 5 / 113 ، ورقم ( 1718 ) 5 / 131 ، ورقم ( 1865 ) 5 / 251 ، والشاشي رقم ( 536 ) 2 / 50 – 51 ، ورقم ( 799 ) 2 / 228 ، والهيثمي في موارد الظمآن رقم ( 1741 ) 1 / 430، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم ( 2454 ) 4 / 635 ، وفي مشكاة المصابيح رقم ( 166 ) .
( ) أخرجه مسلم رقم ( 32 ) 1 / 134، وأحمد رقم ( 8188 ) 2 / 317 ، ورقم ( 8594 ) 2 / 350 ، وأبو نعيم في المسند المستخرج رقم ( 384 ) 1 / 217 ، وأبو عوانة رقم ( 307 ) 1 / 97 .
( ) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2 / 198 .
( ) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2 / 198 .
( ) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2 / 199 .
( ) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2 / 198 .
( ) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2 / 199 .
( ) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2 / 199 .
( ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 7 /336 ، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 14 / 9 ، ومفتاح الجنة للسيوطي ص 76 .
( ) انظر : تفسير القرطبي 2/ 208.
( ) أخرجه البخاري رقم ( 7529 ) باب 46 .
( ) المتواري على أبواب البخاري لابن المنير ص34 .(1/401)
( ) أخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 34 / 127 ، والذهبي في تاريخ الإسلام 15 / 253 ، وفي سير أعلام النبلاء 10 / 183 ، وذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى 11 / 595 ، وفي الاستقامة ص 96 ، 249 ، والشاطبي في الاعتصام ص 94 ، وابن القيم في مدارج السالكين 2 / 464 ، والمناوي في فيض القدير 6 / 108 ، والسيوطي في مفتاح الجنة ص71 .
( ) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم ( 8108 ) 6 / 267 ، وأبو عبد الرحمن السلمي في آداب الصحبة ص 65 ، وذكره ابن القيم في مدارج السالكين 2 / 465 ، وابن تيمية في الاستقامة ص 98 ، 251 ، والسيوطي في مفتاح الجنة ص 71 .
( ) أخرجه المزي في تهذيب الكمال 1 / 374 ، وذكره الشاطبي في الاعتصام ص 95 ، وابن القيم في مدارج السالكين 2 / 465 ، 3 / 119 ، وابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب 2 / 955 ، والسيوطي في مفتاح الجنة ص71 .
( ) إغاثة اللهفان لابن القيم 1 / 125 ، ومفتاح الجنة للسيوطي ص71 .
( ) الاعتصام للشاطبي ص97، وعدة الصابرين لابن القيم ص 9 ، وتفسير القرطبي 2 / 174، ومفتاح الجنة للسيوطي ص73.
( ) الاعتصام للشاطبي ص97 .
( ) مفتاح الجنة للسيوطي ص73.
( ) مدارج السالكين لابن القيم 2 / 441 ، وطريق الهجرتين ص 73 ، ومفتاح الجنة للسيوطي ص73.
( ) أخرجه البيهقي في الزهد الكبير رقم ( 750 ) ص287 ، وذكره ابن القيم في مدارج السالكين 2 / 466 ، والشاطبي في الاعتصام ص 96 ، وابن العماد في شذرات الذهب 2 / 257 ، وصالح العمري في إيقاظ الهمم ص 92 ، والسيوطي في مفتاح الجنة ص72 .
( ) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 10 / 382، وذكره ابن القيم في مدارج السالكين 2 / 467 ، والسيوطي في مفتاح الجنة ص73.
( ) حلية الأولياء لأبي نعيم 10 / 190، وتاريخ الإسلام للذهبي 10 / 190 ، ومفتاح الجنة للسيوطي ص73.
( ) الاستقامة لشيخ الإسلام ابن تيمية ص97، ومفتاح الجنة للسيوطي ص71.(1/402)
( ) أخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 51 / 255 ، وذكره الشاطبي في الاعتصام ص 97 ، وابن تيمية في الاستقامة ص 250 ، وابن القيم في مدارج السالكين 2 / 467 ، والأزدي في طبقات الصوفية ص 229 ، والسيوطي في مفتاح الجنة ص72 .
( ) حلية الأولياء لأبي نعيم 10 / 354 ، ومدارج السالكين 2 / 467 ، ومفتاح الجنة للسيوطي ص73.
( ) أخرجه أبو نعيم في الحلية 10 / 354 ، وذكره الشاطبي في الاعتصام ص97، وابن القيم في مدارج السالكين 2 / 467 ، والسيوطي في مفتاح الجنة ص 72 .
( ) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 21 / 257 ، مفتاح الجنة للسيوطي ص73 ، وقواعد التحديث للقاسمي ص166 .
( ) أخرجه عبد الرزاق رقم ( 4281 ) 2 / 519 ، والبيهقي في السنن الكبرى رقم ( 5202 ) 3 / 140، وأبو نعيم في الحلية 7 / 185 – 186 ، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1 / 422 ، 427 ، وابن عبد البر في التمهيد لابن عبد البر 11 / 175، وفي جامع بيان العلم وفضله 2 / 194، وابن حزم في المحلى 4 / 270 ، والحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم ( 736 ) 5 / 99 وقال : إسناده صحيح ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2 / 154 وقال : رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح ، وصححه الألباني في التراويح ص 43 .
( ) التمهيد لابن عبد البر 11 / 175.
( ) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2 / 195 .
( ) مختصر الفتاوى المصرية للبعلي ص110.
---
الميموني
02-27-2007, 02:11 PM
جزاكم الله خيرا . لا خير فيمن لا يعظم السنة و لا دين بغير سنة النبي صلى الله عليه و سلم
---
(1/403)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التوجيه النحوي للوقف اللازم في القرآن الكريم من خلال مصحف المدينة النبوية
---
التوجيه النحوي للوقف اللازم في القرآن الكريم من خلال مصحف المدينة النبوية
---
عبدالرحمن الشهري
04-23-2006, 09:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر العدد (53) من مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في محرم 1427هـ ، وقد اشتمل على بحثٍ بعنوان :
التوجيه النحوي للوقف اللازم في القرآن الكريم
من خلال مصحف المدينة النبوية
للدكتور صالح بن إبراهيم الفراج
الأستاذ المساعد بقسم النحو والصرف وفقه اللغة - كلية اللغة العربية بجامعة الإمام بالرياض
http://www.tafsir.net/images/imammag.jpg
ويقع البحث في اثنتين وثمانين صفحة من القطع العادي (380-462) ، وقد ذكر الهدف من بحثه فقال (وهذه الدراسة تهدف إلى بيان صلة المعنى بالإعراب من خلال دراسة الوقف اللازم في القرآن الكريم وما ينشأ عن الوقف أو الوصل من اختلاف في المعنى يصحبه اختلاف في الإعراب، مما يثري المعنى التفسيري للآيات القرآنية).
وقد درس الباحث اثنين وعشرين موضعاً (22) ، هي المواضع الواردة للوقف اللازم في مصحف المدينة النبوية . وذكر ثلاثة أسباب لاقتصاره على هذه المواضع في مصحف المدينة النبوية :
1- كثرة المواضع ، إذ بلغت فيما أحصاه الباحث من كتب المتقدمين والمتأخرين أكثر من مائة وثلاثي موضعاً .
2- أن هذه المواضع قد اتفقت عليها أكثر المصاحف الموجودة الآن .
3- هذه الدراسة نموذج لمواضع الوقف اللازم الأخرى .
وقد قسم الباحث دراسته قسمين ، مسبوقين بمقدمة ، متلوين بخاتمة .
القسم الأول : الدراسة النظرية ، وتتضمن تمهيداً وثلاثة مباحث .
التمهيد : الحديث عن تعريف الوقف في كتب اللغة ومعاجمها ، وعن أنواع الوقف والابتداء .
المبحث الأول : الوقف والابتداء عند النحويين .(1/404)
المبحث الثاني : الوقف والابتداء عند القراء .
المبحث الثالث : أثر الوقف في المعنى .
القسم الثاني : الدراسة التطبيقية الاستقرائية . وتتضمن عرضاً لآيات الوقف اللازم في القرآن الكريم - حسب ما ورد في مصحف المدينة النبوية - مرتبة حسب المعاني التي تؤديها الوظائف الحقيقية للتراكيب اللغوية المقصودة في السياق القرآني.
وفي بيان معنى ترتيبه هذا جاءت مرتبة على هذا النحو :
1- أن الوصل يوهم أن ما بعده نعت لما قبله .
2- أن الوصل يوهم أن متعلق الجار والمجرور صفة لما قبله .
3- أن الوصل يوهم أن ما بعده من تتمة مقول القول .
4- أن الوصل يوهم أن ما بعده معطوف على ما قبله .
5- أن الوصل يوهم أن ما بعده ظرف لما قبله.
---
(1/405)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بعض أسس التفكير كما جاءت في القرآن الكريم . تأليف : د.محمد العبدَة
---
بعض أسس التفكير كما جاءت في القرآن الكريم . تأليف : د.محمد العبدَة
---
أبو معاذ الشمراني
02-28-2007, 08:44 PM
أصدرت دار الصفوة عدة كتيبات للدكتور محمد العبدَة محتواها ومضمونها فاق حجمها ، ومن بينها :
بعض أسس التفكير كما جاءت في القرآن الكريم .... آمل أن تجدوا مايسركم.
ولعل الله تعالى أن يمن علينا ونكمل تلك الأسس ونزيد عليها ... وفقكم الله ونفع بكم .
---
(1/406)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > شرح ديوان المتنبي للواحدي على ملف وورد للتحميل
---
شرح ديوان المتنبي للواحدي على ملف وورد للتحميل
---
مسك
07-31-2005, 09:49 AM
اسم الكتاب : شرح ديوان المتنبي
اسم المؤلف : الواحدي
نبذة عن الكتاب :
الكتاب أجل شروح المتنبي نفعاً وأكثرها فائدة. وقد رتب الواحدي شرحه حسب التاريخ، وهو منهج المعري في (معجز أحمد), أما العكبري وابن جني فقد رتبا شرحيهما على حروف المعجم.
::::: أضغط هنا لتحميل شرح ديوان المتنبي ::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=17&book=1938)
---
عبدالرحمن الشهري
07-31-2005, 10:23 AM
جزاك الله خيراً يا أخي العزيز .
نعم هو أجل شروح ديوان المتنبي من شروح المتقدمين . رحم الله الإمام المفسر اللغوي الأديب علي بن أحمد الواحدي النيسابوري المتوفى سنة 468هـ. وهو صاحب التفاسير الثلاثة (الوجيز) و (الوسيط) و ( البسيط).
---
مسك
07-31-2005, 12:19 PM
إضافة قيمة شيخنا الكريم عبدالرحمن الشهري ..
بارك الله فيك ونفع الله بجهودكم ..
---
عبدالحميد حسن بالفاس
08-27-2005, 01:51 PM
بارك الله فيكما جمعيا
---
(1/407)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الوقف على :(قرة عين لي / ولك لا / تقتلوه ! عسى أن ينفعنا..الآية)
---
سؤال عن الوقف على :(قرة عين لي / ولك لا / تقتلوه ! عسى أن ينفعنا..الآية)
---
الازهري المصري
08-19-2004, 01:56 AM
سالت في احد المنتديات عن بعض احكام الوقف فقال لي احدهم"
انا كنت أتعلم على يدي شيخي وكان يقول :
قرة عين لي ( أي هي فقط) ويسكت
ولك لا ( وليس فرعون)ويسكت
تقتلوه؟ ( استفهام تعجبي) ويسكت
عسى أن ينفعنا
فسبحان الله . وهذا من الإعجاز البلاغي .
هناك مجلد عن الوقوف في القرءان الكريم ولست أذكر اسمه ، لعلى أسأل شيخي وأرد عليك حسب مقدرتي على ذلك
ارجو الافادة في هذا الرأي وتقبل الله منا ومنكم.
---
عبدالرحمن الشهري
08-19-2004, 11:28 AM
أخي الكريم الأزهري وفقه الله
روي هذا الوقف عن ابن عباس من طريق السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : قالت (قرت عين لي ولك لا ...) ثم قال :(تقتلوه..).
ولكن الفراء وهو الذي روى هذه الرواية في كتابه معاني القرآن 2/302 قال : وهو لحن . ويقويك على رده قراءة عبدالله بن مسعود :(لا تقتلوه قرة عين لي ولك).
يريد أنه لو كان كذلك لقال :(تقتلونه) بالنون بدل (تقتلوه). فلما جاءت الآية بغير نون ، علمنا أن الجازم للفعل هو (لا) الناهية ، فلا يجوز الفصل بينهما إذا.
وقد ذكر ذلك ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء 2/822
وقال النحاس في كتابه القطع والائتناف 543 :(ورواية الكلبي لا يحل لمسلم أن ينظر فيها ؛ لإجماع أهل العلم ممن يعرف الرجال على تكذيبه . والصحيح عن ابن عباس أنه قال :(قالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك) فقال فرعون : أما لك فنعم ، وأما لي فلا ). أخرجه ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية ).
وانظر كذلك : كتاب المكتفى في الوقف والابتدا لأبي عمرو الداني 435-436(1/408)
ويمكنك مراجعة مشاركة سابقة لها صلة بهذا الموضوع بعنوان :
من لطائف الوقوف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=187)
وفقك الله لكل خير.
---
الازهري المصري
08-19-2004, 09:48 PM
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن
واريد ان اسال في امر آخر
وهو تحديد السؤال
وذلك ان الامام في صلاة العشاءقرأ "وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا ...لا تقتلوه"
وجزاكم الله خيرا على الرد وعلى الرابط الرائع
وتقبل الله منا ومنكم
---
(1/409)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤالان ولا الخليل بن أحمد لهما
---
سؤالان ولا الخليل بن أحمد لهما
---
ابن الشجري
12-05-2005, 06:09 AM
تطرق سمعك أحيانا بعض الأسولة التي لسهولتها تصيبك بالعجمة ويستعصي عليك إجابتها ، أسمعتم بمثل هذا ؟!.
نعم ، فكم من سؤال شرود على الفهم فككنا عقاله وحططنا شماله بحمد الله ، إلا أن هذه الأسولة السهلة البريئة تؤرقني في كثير من المرات ، وكأنها تريد التعبير عما يسميه البعض بالسهل الممتنع ، فتأخذ بي كل مأخذ ، حتى أضرب لها الأخماس بالأسداس وأعوذ وألوذ بالله رب الناس ، وتلجمني فلا أجد لها جوابا إلا ابتسامة عريضة يكاد السائل من هولها يفر ، وأكاد من تصنعي لها أسقط فأجر ، وما وسعني إلا أن أردد لها أبيات ألسامرائي
طليق القول في الجلَىَ عييّ=وسَحبان البلاغة باقليُّ
أأحصر والبلاغة طوع أمري=يلف خواطري ليل دجيّ
أأهرع للدموع وقد عصتني=ودمع الحر في البلوى عصيُّ
وقد تغني دموعٌ ذاتَ خدر=ويأنف ذرفها شهم أبيّ
وقد كنت أحسبني في هذا وحدي ، حتى ضاق صدري وعيل صبري ، وهالني أن مزجت في علمي الصفو بالكدر ، وجمعت فيه بين العرر والغرر ، واستغربت كيف أصابني هذا حتى قرنت في فهمي بين الأروى والنّعام ، وجمعت في كلامي بين التبر والرغام ، وقانا الله وإياك شر اجتماع الفصاحة والعي ، فهذا البلاء أشد مايكون من العجمة كما قال الأصمعي .
فلما علمت بأني لست في هذا الوادي وحدي ، وأنه يصحبني فيه كثير من بني جنسي ، تذكرت قول القائل : في كل واد بنو سعد ، عندها سري عني وعزفت عن ندب حظي ، ودعاني هذا للتفكر في حكمة الباري ، وكيف تفرد بالكمال المطلق ومطلق الكمال ، وجعل من أضعف خلقه في كثير من الأحيان مايبكت كل عليم فصيح ، ويرتعد منه مفصل كل شديد قوي .(1/410)
أما رأيت بنات الليل ـ البعير ـ هذا المخلوق العجيب في خلقته وطبعه كيف ترعبه الفأرة الصغيرة ، حتى لربما أخذت بزمامه فذهبت به حيث شاءت (1) .
بل الأدهى من هذا أبا مزاحم ـ الفيل ـ (2) هذا المخلوق العظيم في خلقته كيف يرعبه السنّور الصغير ، ويرعد منه كل مفصل كبير ، وأظنك تعرف الفيل ، أم أن حالك كحال أسلافنا رحمهم الله ، فما كانت العرب تعرفه ولا تجده بأرضها ، إلا أنها تقرأه في كتاب ربها .
ويحضرني هنا قصة حسنة لن أستطيع المرور دون ذكرها ، أسوق منها ماعلق بالذهن ، وهو ما يحكى في ترجمة يحيى بن يحيى المصمودي ويقال الصادي نسبة إلى إحدى قبائل البربر،الليثي بالولاء لأن أحد أجداده منقايا أول من أسلم على يد يزيد الليثي ـ وهذا من غرائب النسب التي استغربها بعض أهل العلم رحمهم الله ـ كان هذا الرجل مفخما جدا في بلاد المغرب العربي ، لدينه وعلمه ورجاحة عقله ، وقد كان هذا من أعظم أسباب انتشار مذهب الإمام مالك في بلاد المغرب العربي ، ويا لرجاحة العقل التي كانت سبب ميل أمة بأكملها لتقليد مذهب إمام معتبر ، رحمه الله وسائر أئمة المسلمين ، وكان هذا العالم الكبير يلقب بالعاقل ، لقبه بذلك شيخه الإمام مالك في مجلس من مجالس العلم لأجل هذه القصة .
وهي : أن يحيى كان في مجلس من مجالس الإمام مالك للدرس ، إذ رفعت ألأصوات واشتدت الجلبة بمقدم الفيل ، حيث كانت العرب تتعجب من خلقته ، لأنها لم تشاهده في أرضها إلا فيما ندر، ولذلك كان يفتخر برؤيته من رآه ، كما يذكر من أبيات لأبي الشمقمق :
ياقوم إني رأيت الفيل بعدكم=فبارك الله لي في رؤية الفيل
رأيته وله شئ يحركه=فكدت أصنع شيئا في السراويل(1/411)
فكان أن أسرع الناس لرؤية هذا المخلوق ، وكان من بينهم من جمعهم مجلس الدرس بين يدي مالك رحمه الله ، إلا هذا الشاب الوافر الحلم فما تحرك من مجلسه وما اعترته خفة الآخرين ، بل استمر على هيئته في طلب الحديث والاستملاء له ، فعندئذ خاطبه الإمام مالك بالعاقل ، وحق له هذه التسمية .
رحم الله حالنا أيام الشبيبة وقبل أن يختط الشيب في الرأس خطط ، ياطالما شرقت بالدمع عيني لمرور الطائرة أمام ناظري ، وكم بحت الأصوات في نداء الصحبة والرفقة لمتابعة هذا المخلوق العجيب الذي يشق بنات مخر في كبد السماء ، فكانت تجتهرنا لغرابة صورتها وعظيم خلقتها ، بل وأعجب من ذلك أن هذا كان حال أساتذتنا غفر الله لهم ، فربما أخرجنا من مجالس الدرس لرؤية هذا المخلوق العجيب ، ( فأين مالك عنا ، وأين العقل منا )!.
معذرة يا كرام فأنتم تعلمون أن الشمس تجهر العين ، فأعود وأقول : من تلك الأسولة الخطيرة :
1ـ مايقع على سمعك ويوجه لك من غر صغير لم يجر عليه القلم ولا يفرق بينه وبين اليلم ، وربما لم يفارق البأبأة في النطق ، من ذلك ما أذكره من غمر صغير يمد لي بسبب ، سألني يوما عن ميت رآه بعد أن أدخل القبر، لماذا يهيلون عليه التراب ؟ وإلى أين سيذهب ؟ وهذه الجنة التي تقول مالذي فيها ؟ وهل يمكنني اصطحاب دراجتي لأرتع في فيافيها... ؟ . في سلسلة من الأسولة تأخذ بك وبفصاحتك وعلمك كل مأخذ .
فإن أسكته بزجرك ونهرك له فهذا أمر خطير .
وإن أجبته فإما أن تكذب وإما أن تستخدم المعاريض .
وإن صدقته القول فتحت له بكل حرف يسمعه منك ألف سؤال يجف له الجريض.(1/412)
فكن من هؤلاء الصبية على حذر ، وإياك من الكذب الفاضح أو الصدق الناصح ، ولكن كن بين بين ، وافزع للمعاريض ففيها مندوحة عن المين ، واعلم أنه تصبب عرقي في محاورة هذا الغمر الغرير ، فبعد أن ظننت أني أتيت على كل مالديه , تنفست الصعداء للنجاة من نظرات حندرتيه ،،، رفع بطرفه إلي قائلا : وهو في غاية السرور منتظرا للإجابة التي كان لايشك في أنها ستعقب مني بالموافقة ، هلا أخذتني ودراجتي وذهبنا إلى تلكم الجنة ؟! ، فانتقض كل ما بنيت ، وتمنيت أني لم أكن في جنازة ذلك الميت ، أما علم هذا الغمر أني لازلت أأمل آمالا وأرجو نتاجها ، وأني لازلت أريد أن أعب وأنهل من هذه الحياة الدنيا وأخوض غمارها .
لا تهيئ كفني ما مت بعدُ = لم يزل في خافقي برق ورعدُ
2ـ وسؤال آخر يأتيك من قريب حميم ماحمل القرطاس يوما ومادرى ما الدرس ، تراه يزم الشفتين عند السؤال ، ويقبض الوجنتين ، وينتفخ منه المنخرين قائلا : ( أخبرني وش بتسوي بالكتب هذي كلها ؟ أنت بتقراها كلها ؟ طيب ماهو حرام تجمعها بس كذا ؟ ترى الله مايحب المسرفين وهذا منك تبذير مشين...؟) فإن أفصحت له عن حقيقة الأمر ، وأخبرته أنه لايشترط من كل كتاب تقتنيه مطالعته على مدى العمر ، فلربما تحتاجه الساعه ثم لاتعود له إلى قيام الساعة ، ضحك من خفة عقلك وقام وهو ينفث عليك ويردد السلام ، وإن لذت بالصمت وتظاهرت بالعي ، أخذ بك في تنظيره للأصلح لمالك ومآلك ، وأنه كان يكفيك القليل من الكتب ، وبباقي المال تشتري أرضا أو تعمر دارا .
ألا ليت شعري ، كيف لو علم أنه وهو يلقي عليك تلكم الكلمات ، التي ظن وهو يلقيها أنها أتت منك على كل علة ، أنك تردد وتتمتم ماقال شيخ من شيوخ الإسلام، وإمام من أئمة الفقه ، ابن قدامة رحمه الله :
أبعد بياض الشيب أعمرمسكنا=سوى القبر إني إن فعلت لأحمق
يخبرني شيبي بأني ميت=وشيكا وينعاني إلي فيصدق
تخرق عمري كل يوم وليلة= فهل أستطيع رقع ما يتخرق(1/413)
عندها سيجهش بالبكاء , ويتضرع بالدعاء ، بأن يرفع الله عنك البلاء ، وأن يجنبك الشقاء ، ويريحك من هذا العناء ، بنقلك إلى دار البقاء .
ولا تملك مع هذا إلا كما قال إمام العربية الخليل بن أحمد الفرهودي تـ 170رحمه الله في أبياته المشهورة ، وإن اختلفت قصة ورودها ، إلا أن المعاناة كانت واحدة :
لو كنتَ تعلم ماأقول عذرتني=أو كنتُ أجهلُ ماتقولُ عذلتكَ
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني =وعلمتُ أَنَّك جاهلٌ فعذرتكَ
فمن آتاه الله علما فليحمد الله ويشكره ، ويعرف منّة الله عليه بأن أراد به خيرا وفضّله على كثير ممن خلق تفضيلا ، وأن سلك به مسلك العلماء وطلابه ، وجنبه مزالق الجهل وأربابه .
تتميم :
كان هناك أحد الصالحين توفي من سنين رحمه الله رحمة واسعة ، فقد كان من التالين لكتاب الله آناء الليل وأطراف النهار , ففي سنة من السنين سألته عن ختمه للقرآن في رمضان من ذلك العام ، فأخبرني أنه ختمه أكثر من عشرين ختمة ، وكان من دأبه أن يختم القرآن في كل أسبوع مرة أو مرتين ، ولا ينام حتى يصلي ركعتين ، يقرأ في كل ركعة بجزء أوجزأين ، فضلا عن قيام آخر الليل الذي عرف به حتى توفاه الله ، ومع أنه لم يكن من طلاب العلم الذين يأتون العلم من بابته ، فقد كان من القراء لكثير من الكتب على عادة الصالحين من غير طلاب العلم في وقت مضى (2) ، أهديته مرة الزاد لابن القيم ، ثم لقيته بعد أيام فأخبرني أنه أتى عليه كله وناقشني في مواطن منه ، ثم أعطيته تاريخ ابن كثير فصنع به ماصنع بالزاد ، وكم كانت تعجبه كتب عبدالعزيز السلمان رحمه الله ، خاصة موارد الضمآن ، فكان لايتردد في جرد أي كتاب يقع بين يديه ، وإني لأرجوا من واسع فضل الله أن يبعث يوم القيامة في زمرة طلاب العلم ، فالله ذو الفضل العظيم .(1/414)
وما زلت أذكر وهو يحدثني بحديث صحيح ، لم يقم منه حرفا واحدا إلا أن المعنى كان محفوظا عندي ، فكنت أمسك نفسي وأمنعها من أن يرى مني نواجذي فيقطع حديثه ، وما ذاك إلا لبساطة أسلوبه وجمجمة منطقه ( النبي اللهم صلي عليه ، أعطى بنته فاطمة لعلي رضوان الله عليه ، الله الله ياعلي ، لكن تخبر الرجال يحبون النساء وعندهم رغبة في العرس ، تدري وش سوى ، راح وبدون ماتدري مرته فاطمه وخطب عليها واحدة ، لكن النسوان مايسكتون مالهم سر ، سولفوا الحريم ووصل العلم فاطمة ، راحت وعلمت أبوها اللهم صلي عليه ، واشتكت له من علي وعلمته بكل شئ ، قال وش ذا الكلام ؟ خلاص يابنتي ماعليك منه ، أنا بشوف لعلي ، هيا عدت أيام وليالي وعلي ماله الطاري ؟، والله وفي يوم من الأيام ياحبيب أخوه ، وعلي كان يمشي في طريق في المدينة ، وما وعي إلا والله انه مع النبي الوجه في الوجه ، هيا مسكه النبي وقال : الله ياعلي وش ذا الي سويت ، أعطيك فاطمه إلي ماعندي إلاهي وتبور فيها ؟ ...) .
اللهم صل وسلم وبارك على رسولك ونبيك محمد ، واعرض عليه صلاتنا وسلامنا يارب العالمين ، اللهم وارض عن ابن عمه وزوج بنته علي ابن ابي طالب وسائر الصحب الكرام ، وارحم هذا الرجل الصالح بحبه لدينك وكتابك ونبيك وسائر أموات المسلمين .(1/415)
وقد روينا بحمد الله في صحيح البخاري عن أبي عبدالله قال :حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : حدثني علي بن حسين ، أن المسور بن مخرمة ، قال : إن عليا خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك ، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسمعته حين تشهد ، يقول : " أما بعد أنكحت أبا العاص بن الربيع ، فحدثني وصدقني ، وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها ، والله لا تجتمع بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبنت عدو الله عند رجل واحد " فترك علي الخطبة .
معاذ الله إن كنت أتندر بإيراد مثل هذا الخبر ، لكن أحببت من خلال ذلك أن أرسم ابتسامة على بعض الشفاه التي ربما أصابها الجفاف لتصاعد درجات الحر، حتى خد في بعضها أخاديد ، فلربما دعاك داع الظن عند رؤية بعضهم إلى أن تقول : ياله من زمن ارتسمت فيه الابتسامة على جميع الأفواه ، كلا ياصاح لا تستسمن ذا ورم ، فليس الأمر إلا ماذكرت لك ، أما سمعت بقول أبي الطيب :
إذا رأيت نيوب الليث بارزة = فلا تظنن أن الليث يبتسم فإنما هذا من ذاك .
أقول ماقلت : أرجوا أني أبتغي بذلك الأجر من رب العالمين ، ولنذكر بعظيم فضل الله على من أخذ الله بيده وعلمه من علمه ، وفتح له من واسع فضله ، فبضدها تتبين الأشياء .
ولأبين أن التعامل مع العامة وصغار السن ، قد يكون من أصعب الأمور في كل الميادين ، في التعليم والتثقيف والتلقين ، ولن يستطيع طالب العلم السير معهم إلا إن كان ذا فطنة وإيالة .(1/416)
وللأدباء حديث طويل عن مخالطة الصبية وأثر ذلك على عقل المعلم وفكره وسلوكه ، نتركه ولا نتعرض له بشئ ، لمافيه من حق وباطل ، لايليق إيراده بمثل هذا الصفحات ، ولو أن قصة الجاحظ في تأليفه لأحد كتبه في مثالبهم ، ثم عزوفه عن ذلك لتعرفه على أحدهم ـ مجنون أم عمرو ـ ، ثم نشره للكتاب من بعد ذلك ، لمن أمتع القصص وأظرفها وأحسنها حبكا ، ولكن خشية من السآمة والملل أن تضرب أذهان القراء نكتفي بهذا القدر .
تحشية
(1) ـ هذه الفويسقة الصغيرة مع خستها ، إلا أن لها فطنة وقصة تأخذ باللب ، نفردها بصفحة إن شاء الله ، ندلل فيها على بديع صنع الله ، ونذكر مايطرب لسماع مثله القلب ويعجب له اللبيب ويحار الحليم من شجعان خاضوا الحروب وقاتلوا الأسود لكنهم من هذا المخلوق يرعبون ويفرقون وليس ثم إلا التسلل لواذا فيهربون ، فسبحان الله العظيم .
(2) ـ حدث بن كعرم في كتاب أمثال بدعة والفرعة ، قال: حدثني الدغس أنه سمع بن خودان وقد كان من الملازمين لمجلس أبي عمرو بن العلاء دهرا كريتا ، أنه سمعه غير مرة يردد هذا المثل ( لايعجبك ثور باسته هبرة ) ، ويذكر أنه سمعه من أعرابي ينتجع ببهمه بين الرهوة والسدين .
قال ابن الشجري عفا الله عنه في أماليه : ومرادهم والله أعلم ، لا يغرنك الرجل الكلثوم الذي له خدين كإليتي الطفل الصغير، فخيره قليل ونومه كثير ... .
قلت : استغفر الله ، فهذا القول لايصح في ميزان الشرع وإن صح عند أهل الأدب ، مع الحديث الوارد في البخاري وغيره في ذم السمن إلا أن له تخريجا عندهم ، لايسع المقام لتفصيله واستطراد جوانبه الساعة .(1/417)
(3) ـ إياك والظن بأن الصلاح والتقوى وحسن الخلق حكر على طالب العلم ، فهناك من عامة المسلمين من تود أن تلقى الله ببعض أعمالهم مع بعدهم عن طلب العلم ، فلربما تجتهد دهرك على أن تسبق أحدهم للبكور لصلاة الفجر أو الصف الأول فلا تستطيع ، أو بر أحدهم بوالديه أو غير ذلك من أعمال البر... ، فلا تظنن ياطالب العلم بأنك بالعلم وحده قد حملت الراية ، دون عمل صالح يوصلك الغاية، وما أجدر هذا بمقال ييسره الله ، ولنا فيه رواية صادقة يسر الله إتمامها.
كان هذا مقالا كتبته في فسحة من الخاطر ، أوائل إجازة صيف هذا العام 5/1426
ثم لم يتسن لي طرحه للقراء الكرام إلا هذه الساعة فالحمد لله على ما أعان ويسر
وقد كتبت بعده عدة مقالات علمية وأدبية، إخترت هذا المقال من بينها لمناسبة الوقت والحال لما التمسته من ركود اكتسح الخواطر والأقلام
فكان الإحماض وما سبيله العلم المملح
ـ أو ملح العلم كما يسميه الشاطبي رحمه الله ـ
أخف تناولا ، وإن كان لايخلوإن شاء الله من فائدة تلتمس هنا أو هناك .
والله أسأل أن يسبغ علي وعلى الجميع ثوب الصحة والعافية
وأن يهب الستر الجميل في الدنيا والأخرة
فوالله لهو أهل لكل جميل وهبات وافرة
الاثنين 5/10/1426.
---
عمار
12-06-2005, 09:33 AM
وسؤال آخر يأتيكَ من أخِ صديقٍ لا يفقه في الأدب شيئا ولا يعرف من الشعر إلا الحداثي!
تراهُ عند السؤال مقطّب الحاجبين منتفخ العينين يلوّح بيديه مستنكرا : " ياخي وش الي يعجبك بقصائد ابن زيدون وابن بطيخ!
عندي اليوم قصيدة لشاعر معروف أكيد راح تعجبك...تحب تسمع؟" فقلت : بشرطِ أن أُسمِعكَ وتُسمعني ، تمتم حانقا :"طيب اسمع! عنوان القصيدة : الحبّ الورديّ" عندها رددتُ في نفسي : اللهم سلّم! ما بالُ هؤلاءِ القومِ لا يكتبونَ إلا في الحب وهم قد جعلوا عاليَه سافله وسافله عاليه ،
ويمضي الأخ - وقد تملكه الطرب من قراءة العنوان! - قائلا :(1/418)
" استيقظتْ طيورُ الحب الورديّة على أصوات الضفادع المسحورة في البحيرة البنفسجية!!" ولا أخفيكم القولَ أيها القراء الكرام بأني كدتُ أن أنفجر ضاحكا لكني تمالكتُ نفسي بَيْدَ أنّي لم أستطع إخفاءَ ابتسامةٍ رَصَدَتْها عيونُ صاحبي!
وسرعان ما اكفهرّ وجهه وتسارعتْ أنفاسه وتمتمَ غاضبا : " أكيد راح تقول لي هذا مو شعر...مافي معنى وما في محسنات وصور بلاغية وما أعرف إيش..."
قاطعته قائلا : " هل تسمعُ ما عندي يرحمك الله ؟" قال : " ما أحب أسمع الشعر الفصيح ! وأتحداك تكتب قصيدة واحدة حداثية " قلتُ : "حبّا وكرامة...أرتجلها لك الساعة!" لوّح بيديه ونظرات التحدي تطل من عينيه وقال : "هات" فانشدتُ :
في القلب شجونٌ وشجونْ....والطيرُ الأحمر مسجونْ
آه...ما أقسى الفراق!
الماضي يسرقني والحاضر يركلني....
وأنا ما بين الماضي والحاضر كالمسكينْ.....
آه....ما أقسى الدنيا والعالم!
مات الطير ومات الحب ومات الكلّ
وأنا وحدي أتجرّعْ...
أتجرّعُ ماذا؟
لا أدري!
صاح بي صاحبي وسحائب الإعجاب قد غزتْ وجهه : "عجيب!تراك منت بهيّن"!
قلتُ في نفسي : "فسدَتْ ذائقة الناس والله المستعان....حتى صاروا لا يعرفون الغث من السمين ولا يفرّقون بين الشِّعْر والشعير!
أين الإهتمامُ باللغةِ التي نزلَ بها القرآن الكريم؟! أين الأدب الذي يدعو إلى الإسلام عقيدة وفكرا؟! أين الأدبُ الذي يدعو إلى التمسك بالقيم والمبادئ والأخلاق الفاضلة؟!
هل يعي الناسُ قيمة الأدبِ ودوره في بناءِ المجتمعاتِ والدعوة إلى هذا الدين والدفاع عنه كما فعل شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه وغيره من شعراء الدعوة؟!
أين هؤلاء الكتّاب من قول الشاعر :
وما من كاتب إلا سيفنى**ويُبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء**يسرك في القيامة أن تراه
وقد قيل : العاقل من خزن لسانه، ووزن كلامه، وخاف الندامة.
---(1/419)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مسائل علوم القرآن بين النقل والاجتهاد
---
مسائل علوم القرآن بين النقل والاجتهاد
---
مساعد الطيار
05-08-2003, 05:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد وعدتكم في مقالة ( الطريق إلى حل الأحرف السبعة (1) ) أن أطرح لكم هذا الموضوع . وهو ـ في نظري ـ قد لا يكون خافيًا على كثيرين ، لكني أذكره من باب التذكرة . ومعرفة هذه القضية من الأصول التي يحسن لدارس علوم القرآن أن يعرفها ؛ لأنه سيضطر إليها في بعض المسائل العلمية المتعلقة بهذا العلم .
لكن يحسن أيضًا أن ينتبه إلى أنَّ بعض الاحتمال العقلي الذي يُورد في بعض المسائل يقرب أو يبعد بحسب نوع ذلك الاحتمال . وأتمنى أن يوفق الله أحدنا في هذا الملتقى لاستنباط ضوابط الاحتمالات العقلية التي تقبل في علوم القرآن .
وأذكر ضابطًا ـ على سبيل المثال ـ : أن يكون الاحتمال العقلي موافقًا للواقع المدروس في قضية من القضايا .
فمن أمثلة ما يخالف واقع القضية المدروسة بعض ما طُرِح في تخريج أثر أنس بن مالك ، حيث قال : ((مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة : أبو الدرداء ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد ، قال : ونحن ورثناه )) وفي رواية عن قتادة قال : (( سألت أنس بن مالك رضي الله عنه من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
قال : أربعة ؛ كلهم من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد )) .
والأثران رواهما البخاري ، وفيهما إشكال من جهة الحصر ، ومن جهة الاختلاف في الرابع من جامعي القرآن هل هو أبي بن كعب ، أو أبو الدرداء .
وقد خُرِّج قول أنس في هذا الحصر بأن المراد بالجمع الكتابة لا الحفظ .(1/420)
وهذا التخريج لا يتوافق مع ما حصل من جمع القرآن في عهد أبي بكر ، ثم عثمان ، إذ لو كان ذلك التخريج صحيحًا لجاء لهذا الجمع الذي عندهم ذكر أثناء جمعه في هين العهدين . فهو مخالف لواقع كتابة المصحف فيما يبدو ، والله أعلم .
ومن باب الاستطراد ، وكون الشيء بالشيء يُذكر = أقول : إن دراسة مصطلحات السلف في العلوم مما يحتاج إلى عناية ، ولا أدري هل بُحث هذا أم لا ، ومن أمثلة هذه المصطلحات في علوم القرآن عند السلف مصطلح الجمع ، ومصطلح القُّرَّاء الذي كانوا يطلقونه على الفقهاء منهم فيما يبدو ، وهو محل بحث ، عسى الله أن ييسر لأحد الإخوة في هذا الملتقى أن يبحثه .
وأعود إلى صلب الموضوع ، فأقول :
إذا نظرت إلى علوم القرآن وسبرتها فإنه سيظهر لك ما يأتي :
أولاً : أنَّ جملة من مسائله نقلية لا مجال فيها للرأي ، كنقل القراءات التي قُرِئَ بها ، وأسباب النُّزول الصريحة ، ومبهمات القرآن ، وفضائل الآيات والسور .
فلا مجال للقول بأن حرف كذا يقرأ بكذا إلا بأثر ، ولا مجال للحكم بأن سبب نزول الآية كذا إلا بالنقل ، ولا مجال لتحديد أن المراد بالشجرة التي أكل منها آدم إلا بالنقل ، ولا مجال للقول بفضل سورة من السور إلا بالنقل .
والمقصود هنا أن طريقة الوصول إلى هذه المعلومة من طريق النقل ، ولا يقع فيها الاجتهاد ، وليس المقصود هنا تحرير صحة المنقول ، فهذا مجاله مجال آخر .
ثانيًا : أن جملة منها الأصل فيها نقلي ، لكن إذا انعدم النقل قام القياس والاجتهاد المبني على النقلي ؛ كعلم المكي والمدني .
قال السيوطي ( ت : 911 ) : » وقال الجعبري : لمعرفة المكي والمدني طريقان : سماعي ، وقياسي .
فالسماعي : ما وصل إلينا نزوله بأحدهما .
والقياسي : كل سورة فيها : يا أيها الناس فقط ، أو كلا ، أو أولها حرف تَهَجٍّ سوى الزهراوين والرعد ، أو فيها قصة آدم وإبليس سوى البقرة = فهي مكية .
وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية مكية .(1/421)
وكل سورة فيها فريضة أو حَدٌّ فهي مدنية « ( الإتقان 1 : 48 ) .
ثالثًا : وأن بعضًا من علومه مبني على الاجتهاد المحض ؛ كعلم تناسب الآي والسور ، وعلم إعجاز القرآن .
وإذا كان ذلك كذلك ، فإن بعض المسائل العلمية في علوم القرآن قد تكون من باب الاجتهاد المستند إلى النصوص ، أو إلى الواقع الذي المرتبط بالمسألة ، أو إلى غيرها من القرائن التي يستند إليها المجتهد في بيان بعض مسائله وتحريرها .
ومن ثمَّ ، فلا تثريب على من تكلم عن هذه المسائل التي تعتمد على الاستنباط والاستدلال ما دام كلامه مبنيًا على علم ، كما هو الحال في غيره من العلوم التي يقع فيها الاجتهاد .
وقد يكون اختلاف في فهم المنقول ، فيحمله بعضهم على معنى ، ويحمله آخر على معنى ، وهذا سائغ ومقبول من الاختلاف ، وهو من باب اختلاف التنوع الذي يقع فيه الباحثون ، فلا تثريب في ذلك ، ولا يزال الاختلاف في هذه الأمة قائمًا ، وهو محمود ما دام فيه سعة صدر وأفق ، وتقبُّلٍ للقول الآخر في محالِّ الاجتهاد ، وذلك الذي يثري العلم ، ويزيد المتعلمين .
بل إن تقبل أقوال الآخرين المبنية على الاجتهاد من أول ما يحسن بطالب العلم تعلمه والتأدب به ، وأن لا يكون مقلدًا لقول فلان ؛ لأنه فلان ، بل يكون متبعًا ؛ أي متبصرًا بما قال ، عارفًا به ، قادرًا على الدفاع عنه ، وعلى التعبير به .
وأرجو أن يتَّسم هذا الملتقى بحسن التنوع في طرح الآراء ، وتقبُّل الاجتهادات مع الأدب الجمِّ بين أصحابه ، والله الموفق .
---
عبدالرحمن الشهري
02-28-2005, 11:57 PM
بارك الله فيكم يا أبا عبدالملك. ونفع بعلمكم.
يرفع للمدارسة حوله فهو موضوع جدير بالتأمل والوقوف . وكتب علوم القرآن على كثرتها لا تقف من مسائله وترتبها بحسب هذه النظرة . وإنما يختلف ترتيب المسائل في كتب علوم القرآن من كتاب إلى كتاب. وإثارة هذه المسألة لها فائدتان :(1/422)
الأولى : معرفة ما لا مدخل للرأي فيه من مسائل علوم القرآن ، وما صح فيه الدليل فيوقف عنده.ومعرفة ما يدخل تحت الاجتهاد المقبول ما دام مشفوعاً بدليله ، ومبيناً وجه الاستدلال والاستنباط ، فيصرف الباحثون جهودهم في هذا الجانب خدمة لهذا العلم ، وقضاء لحقه.
الثانية : التسهيل على الدارس وطالب العلم ، في تصوره الصحيح لمسائل علوم القرآن ، والتقسيم الصحيح يعين على السبر والتدبر ، مع استحضار موقع هذه المسألة أو تلك ضمن بنية العلم المدروس. وهذه مسألة مهمة يحتاج إليها دارس أي علم من العلوم. ولا يزال المتخصصون في العلوم المختلفة يشاركون في تقريب العلوم التي تخصصوا بها لغير المتخصصين طمعاً في النفع والفائدة والله لا يضيع أجر المحسنين . ونحن في الدراسات القرآنية نطمع أن نجعل من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم علوماً شعبية يعرفها المسلمون بمختلف مستوياتهم العلمية ، إذ من حقهم كمسلمين معرفة ما يتعلق بدينهم وكتاب ربهم ، وكم أسعدُ عندما يسألني سائل في المسجد أو غيره عن معنى آية ، أو مرجع مسألة من مسائل التفسير أونحو ذلك مما لا يستغني عنه مسلم يقرأ القرآن ، ويستمع للتلاوة . فينشرح عندما يعرف الجواب ، ويحرص على شراء الكتاب أو الشريط الذي فيه تفصيل لما سأل عنه. وهذا يلقي على المتخصصين تبعة القيام بهذه المهمة بصدق ، وتأدية الرسالة على أكمل وجوهها ، فإن لكل زمان ظروفه الخاصة ، ووسائله المتجددة ، فلا بد من الانتفاع بها بقدر الطاقة لخدمة الناس ، وتقريب علوم القرآن لهم ، وجعلها في متناول أيديهم طلباً للثواب ، وحرصاً على بيان الكتاب.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، وفي انتظار تعقيبات الإخوة الفضلاء .
---
(1/423)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تشتيت :المتشددين يقولوا حرام؟؟وأنا سألت قالوا حلال
---
تشتيت :المتشددين يقولوا حرام؟؟وأنا سألت قالوا حلال
---
أبو الهيثم
03-02-2006, 06:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
للذين يتصدروا للدعوة إلى الله ، لابد من التوضيح ، لأن أغلب المستمعين في شتات
فكتبت هذه :
فالذين يتكلمون في الدين كثر، لا يحصى عددهم ،، فهذا أزهري معتدل ، وآخر أزهري متساهل لأبعد الحدود
و الفضائحيات شاهدة على ما أقول ، و البعض لعله يقول هذا متشدد ،لأنه قال حرام ، وآخرون يقولون هذا داعية ظريف لأنه قال حلال ، و هذا إخوان ، و هذا سلفي ، وذلك عدواني تكفيري ،
والمسألة أصبحت كالسوق، و الكل يعرض بضاعته ، فكيف اهتدي وأعرف الحق ، و الحق مع من ؟؟؟؟
أمر يجعل الحليم كالحيران ، فكيف بحال الحيران نفسه ؟؟
قال صلى الله عليه و سلم : (وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهى الجماعة ) قالوا وما هي يا رسول الله ، قال: هي ما عليه اليوم أنا وأصحابي
الكل في النار إلا من تمسك بهذا الضابط (ما عليه اليوم أنا وأصحابي )
فنحن لا نستطيع أن نخرس ألسنة كل من يتكلم في الدين ، و لكن نستطيع أن نضع هذا الضابط في عقولنا ، أو نصب أعيننا
و نجعله كالمصفاه ، نصفي به كل ما نسمع و نقرأ لأي أحد ، حتى لو كنت أنا ، فهذا الضابط علي و على كل من يتفوه بالدين ،
ما نوع هذه المصفاه ؟؟؟
: أي : دليل من الكتاب أو السنة كأدلة أصلية ، أو أدلة فرعية من القياس و الإجماع ، إلى آخره من الأدلة الفرعية التي لا تعارض الأدلة الأصلية
قال تعالى " فان تنازعتم في شئ فردوه الى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الأخر "(1/424)
أذا مرد أى مسألة لا بد أن تكون للكتاب و للسنة الثابتة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه و سلم لأن الله عز و جل لم يترك عباده هملا دون أن يعرفهم ما ينفعهم فى معاشهم و معادهم بل أرسل اليهم رسولا يدلهم و يرشدهم إلى ما ينفعهم ويحذرهم مما يضرهم
و لكن لعلى أفهم الكتاب و السنة بفهمي أنا مثلا ، و فلان الأخر دليله الكتاب و السنة و لكن أخذها على فهمه و من هنا تختلف أراء الرجال و ضروب الاقيسة و الجدال و كل واحد يدعى التمسك بالكتاب و السنة فما هو الضابط فى فهم الكتاب و السنة ؟
قلت :
الطريق الوحيد للوصول للحق فى اى مسالة كانت؟؟ ؛ الكتاب و السنة بفهم اعلم الناس بالكتاب و السنه و هم الصحابة رضوان الله عليهم و لا يمكن أن توجد أيه فى كتاب الله أو حديث عن النبى صلى الله عليه و سلم الا و تجد له فهما و أقوالا للصحابة رضوان الله عليهم 0
لقوله تعالى ´ اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " الأنعام
و لقوله تعالى " فان أمنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا و ان تولوا فانم هم فى شقاق " البقرة
و لقول النبى صلى الله عليه و سلم " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدى عضدوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فأن كل محدثة بدعة ..... " صحيح رواه أبو داود
إذا هل المتكلم يبدو عليه السمت الظاهر الذي كان عليه الصحابة أم هو يتهم ذلك بالرجعية و التخلف ،
وخذ في الإعتبار بعض الكلام المضل الذي يدسه البعض ليبعدك عن المنهج الرباني :
1- لا يعطي أي دليل إلا أن يقول هذا تشدد ،أو يقول ( دعك ممن يقول هذا) ، هذا رجعي ، هذا تخلف ، كل واحد قرأ كتابين حيفتي .
2- يقول :( أن هناك أناس يريدون أن يشغلوا المسلمين عن قضاياهم الأساسية) ، حتى يصد الناس عن قبول الحق
3- بدعة تقسيم الدين لقشور و لباب .(1/425)
4-يقول لابد من فتح باب الإجتهاد ( و أنا أقول : وهل باب الإجتهاد أغلق حتى يدعي فتحه ، لا و الله ما أغلق ، ولكن هو يريد أن يقترح تغيرا و تجديد في الشرع ما أنزل الله به من سلطان ) ، أو يقول لابد أن نغير الخطاب الديني ( يعني لا نذكر الناس بقضايا الإيمان باليوم الآخر ،، و هو لو كان يقصد أن نغير أسلوب الدعوة و مخاطبة الناس من باب الحكمة لكان صدق ، و لكن هو يريد كتمان بعض أمور الدين عن الناس
5- قوله الدين يسر ثم يفتي كيفما شاء بلا دليل ، و سبحان الله من الذي يريد اليسر بالناس ءألله ، أم هو؟؟؟؟؟؟ ، ( يريد الله بكم اليسر ) ولكن هو يريد أن يعطي الناس رخصا من جيبه ، و الله تعالى يقول للنبي صلى الله عليه و سلم ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ،(الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) ، و قوله سبحانه : (فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ )
و قال صلى الله عليه و سلم : (ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه )
6- التمييع في السؤال أو إن شئت فقل التضليل : فإذا سئل عن الغناء ، قال حسنه حسن و قبيحه قبيح ، وآخر يقول أنا ما عندي وقت لأسمع الغناء ، وآخر يقول لو أم كلثوم و عبد الحليم فهو جائز و لو أغاني اليوم فمكروه ، أنظر كيف كذبوا على أنفسهم
أين الأحاديث الصحيحة الصريحة التي لا مراء بقطعها بحرمة الموسيقى و الغناء ، لماذا لم تبينها للناس و تكون صادق مع ربك قبل نفسك ، و إن لله وإنا إليه راجعون
7- الخلاف في الدين رحمة أو يقول " اختلاف أمتي رحمة " قلت هذا حديث باطل لا يصح عن النبى صلى الله عليه و سلم و حتى لو سلمنا أنه حكمة أو قول مأثور فهل اختلافهم رحمة و اجتماعهم نقمة ........كيف ذلك ؟!(1/426)
و قد أبطل القرآن هذا الزعم فى قوله تعالى " و لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك " فالرحمة فى عدم الاختلاف 0
8-
9-
10- إلى آخرة و أنت لابد أن تتعلم ، حتى لا يخدعك بعد اليوم أحد
اللهم بارك في إخوانى و يسر لهم طاعتك
---
أبو محمد الظاهرى
03-02-2006, 07:57 PM
جزاك الله خيراً اخى أبا الهيثم.....
وحياك الله أنت وأهل الإسكندرية ...
دين النبي محمد أخبار********نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله****فالرأى ليل والحديث نهار
---
د.أبو بكر خليل
03-05-2006, 09:25 PM
اقتباس ( من توقيع العضو ) :
( ألم ترَ أنى ظاهرى وأننى*****************على ما بدا حتى يقوم دليل )
------------------------------------------------------------------------
- " الظاهرية " : هم نفاة القياس في الأحكام ،
و جمهور العلماء على أن القياس دليلا رابعا من أدلة الأحكام المتفق عليها بعد الكتاب و السنة و الإجماع .
و القياس احتج له الإمام البخاري بأحاديث صحاح ،
فهل تعني بتوقيعك المذكور هذا المعنى ؟
---
أبو محمد الظاهرى
03-06-2006, 01:01 AM
جزاكم الله خيراً على الاهتمام ...نعم سيدى د/أبو بكر فأنا أتبع منهج أهل الظاهر....
وبالنسبة للإمام البخارى قال الإمام البخاري: باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس {ولا تقف} لا تقل {ما ليس لك به علم} ثم روى بسنده (7307) عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعا ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناسٌ جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون) ثم روى بسنده أيضا (7308) عن سهل بن حنيف قال: (يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم، لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته ....).
.......أعرف ما سيرد به المعارضون سيقولون....(1/427)
""قال الحافظ ابن حجر: قوله أي البخاري (باب ما يذكر من ذم الرأي) أي الفتوى بما يؤدي إليه النظر وهو يصدق على ما يوافق النص وعلى ما يخالفه، والمذموم منه ما يوجد النص بخلافه، وأشار بقوله (من) إلى أن بعض الفتوى بالرأي لا تذم وهو إذا لم يوجد النص من كتاب أو سنة أو إجماع، وقوله (تكلف القياس) أي إذا لم يجد الأمور الثلاثة واحتاج إلى القياس فلا يتكلفه، بل يستعمله على أوضاعه ولا يتعسف في إثبات العلة الجامعة التي هي من أركان القياس، بل إذا لم تكن العلة الجامعة واضحة فليتمسك بالبراءة الأصلية، ويدخل في تكلف القياس ما إذا استعمله على أوضاعه مع وجود النص، وما إذا وجد النص فخالفه وتأول لمخالفته شيئا بعيدا، ويشتد الذم فيه لمن ينتصر لمن يقلده مع احتمال أن لا يكون الأول اطلع على النص. اهـ( )""
أقول رحم الله ابن حجر ورضى عنه لو أراد البخارى ذلك لقاله وبين القياس الصحيح (ان كان يراه) من الفاسد بل ذم الجميع بدليل إيراد لحديث سهل بن حنيف الذى ينص على اتهام جميع أنواع الرأى فى الدين ويحث على الطاعة التامة مع النصوص....
أما ما رواه الإمام البخاري:
"000 سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - يَقُولُ أَمَّا الَّذِى نَهَى عَنْهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَهْوَ الطَّعَامُ أَنْ يُبَاعَ حَتَّى يُقْبَضَ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَلاَ أَحْسِبُ كُلَّ شَىْءٍ إِلاَّ مِثْلَهُ "
ورواه الإمام مسلم أيضا بلفظ:
" " وأحسب كل شيء مثله "
ورواه ابن ماجة بلفظ : " وأحسب كل شيء مثل الطعام "
فليس دليلاً على القياس كما قد يظن بل هو صريح فى نفى القياس فهو يقول وأحسب كل شئ مثله وهذا نص فى أن كل شئ مبيع يأخذ حكم الطعام ولو كان ابن عباس يرى جواز القياس لما ذكر أن كل شئ مثله وتركنا نستنتج ذلك بالقياس ....فتأمل
والإمام ابن جرير الطبري – رحمه الله – يقول في مقدمة كتابه في التفسير ، وكذلك غيره من أهل العلم :(1/428)
القاعدة الأولى : أن يكون تفسير اللفظ الشريعي من الشرع نفسه .
وذلك بأن يفسر القرآن لفظاً ورد فيه ، أو يفسر النبي صلى الله عليه وسلم لفظاً من القرآن ، أو يجمع الصحابة على تفسير هذا اللفظ ، فهذه كلها راجعة إلى التفسير الشرعي غير خارجة عنه ، لأنها نص ونص وإجماع ، وهذا لا ينكره أو يبطله أحد أصلاً ، ومن أنكر ذلك فقد أتى منكراً عظيما أهـ
وبذلك نرى أن كلام ابن عباس (وَلاَ أَحْسِبُ كُلَّ شَىْءٍ إِلاَّ مِثْلَهُ) تفسير للنص حيث أنه امام التأويل
البخاري عندما ذكر أحاديث -(أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فماتت قبل أن تحج ، أفأحج عنها ؟ قال : ( نعم حجي عنها ، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ؟ ) . قالت : نعم . فقال : ( فاقضوا الله الذي له فإن الله أحق بالوفاء ) ..
) ومثيلاتها -تنبه إلى مسألة قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون برأي ولا بظن ولا بقياس ..
وقال في تبويب كتابه الصحيح ..
باب من شبه أصلا معلوما بأصل مبين وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حكمهما ليفهم السائل ..
ليدفع قول من قال أن ذلك رأي وظن لنفي كونه صلى الله عليه وسلم يبلغ بما لم يؤمر به من الأحكام ..
فمن قال أنه قاس بمعنى أن الحكم الثاني لم يكن مذكوراً فقاس النبي صلى الله عليه وسلم المجهول على المعلوم برأيه وظنه ..
فقد نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم القول على الله بلا يقين وقطع ..
وقد شهد أهل القياس وأهل الظاهر على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الرأي في الدين
وصح عن جابر بن عبد الله من طريق البخاري يقول ..
مرضت فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر وهما ماشيان ، فأتاني وقد أغمي علي ، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم صب وضوءه علي فأفقت ، فقلت : يا رسول الله . كيف أقضي في مالي كيف أصنع في مالي ؟ قال جابر : فما أجابني بشيء حتى نزلت آية الميراث(1/429)
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول برأيه في الدين البتة إلا عن طريق الوحي ..
وهذه براهين كالشمس للمنصف الناظر بعين وبصيرة كافية لمن وقف عند ما وقف عليه من كان أفضل من الأئمة الأربعة وداود وابن حزم وكل أحد وهو النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ........
هاكم المزيد من الأدلة على مذهب البخارى فى إبطال القياس:(استفدت فى الكثير مما سيلى ذكره من كتاب تمكين الباحث من الحكم بالنص بالحوادث للدكتور وميض العمرى حفظه الله ورعاه)
قال البخارى : (باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحى فيقول لا أدرى ولم يجب حتى ينزل عليه الوحى ولم يقل برأى ولا بقياس (فتح البارى 247/13)......هذا صحيح مذهب البخارى أن الحجة فى الدين هو الوحى متمثلاً فى القرآن والسنة والوحى فقط دون الرأى والقياس
قال البخارى :باب تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله ليس برأى ولا تمثيل (فتح البارى 249/13) ومعلوم أن التمثيل هو القياس
ويزيد الأمر توكيداً ما يلى : قال البخارى : : باب ما جاء فى اجتهاد القضاة بما أنزل الله تعالى لقوله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) ومدح النبي صاحب الحكمة حين يقضى بها ويعلمها لا يتكلف من قبله (فتح البارى 254/13) أ.هـ
فالقاضى عند البخارى يجتهد فى تفسير الوحى المنزل من غير أن يأتى بشئ من قبله فلا مجال للتشريع بالرأى البتة
والعجب ممن يحمل مذهب البخارى على خلاف ذلك كما زعم ابن حجر رغم قول البخارى (باب من شبه أصلا معلوماً بأصل مبين قد بين الله حكمهما ليفهم السائل ...أ.ه (فتح البارى 252/13) وهنا تتجلى الحقيقة واضحة كالشمس فقول البخارى هنا موافق لما سبق عنه من إنكار القياس ومنع التشريع بالرأى ...ألا ترى أن التشبيه عند البخارى هو تشبيه أصل بأصل لمجرد إفهام السائل وتقريب المعنى له وليس إلحاق فرع بأصل كما يزعم أهل القياس...(1/430)
أولا ترى أن البخارى قد قال فى الأصلين (قد بين الله حكمهما) بصيغة التثنية أى أن حكم الأصلين مذكور فى الشريعة فلا حاجة للرأى أو للقياس لإلحاق أحدهما بالآخر ....
قال محمد بن أبي حاتم : وسمعته يقول ( أي البخاري ) : لا أعلم شيئاً يُحتاجُ إليه إلا وهو في الكتابِ والسُّنَّة . قفلتُ له : يُمكنُ معرفةُ ذلك كله ؟ قال : نعم . (سير أعلام النبلاء : 12/ 412) .
---
د.أبو بكر خليل
03-06-2006, 08:07 AM
جزاكم الله خيراً على الاهتمام ...نعم سيدى د/أبو بكر فأنا أتبع منهج أهل الظاهر....
.
----------------------------------------------------------------
أخي العزيز
سلام الله عليكم
إنما أنا أخوكم ، و قد بادرت بكتابة هذا لبيانه ،
و أما ما أوردتموه فسأوافيكم برده إن شاء الله قريبا .
---
د.أبو بكر خليل
03-07-2006, 11:28 AM
استدراك :
كنت قد سهوت فذكرت : ( و جمهور العلماء على أن القياس دليلا رابعا من أدلة الأحكام المتفق عليها بعد الكتاب و السنة و الإجماع ) .
و صوابه : أن القياس دليل رابع ...
فمعذرة .
- و أما حجية القياس و اعتباره دليلا رابعا من أدلة الأحكام الشرعية ، و هو ما عليه الجمهور من العلماء و الفقهاء ، فلما ثبت من قول و فعل الرسول صلى الله عليه و سلم ، و كذا الصحابة رضي الله عنهم من بعده ،
- فقد جاء في " صحيح البخاري " :
( حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أمي نذرت أن تحج فماتت قبل أن تحج أفأحج عنها قال نعم حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته قالت نعم فقال فاقضوا الله الذي له فإن الله
أحق بالوفاء ) .
- و كذا ترجم الإمام البخاري - و فقهه في تراجمه - :
( باب من شبه أصلا معلوما بأصل مبين وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حكمهما ليفهم السائل(1/431)
حدثنا أصبغ بن الفرج حدثني بن وهب عن يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن امرأتي ولدت غلاما أسود وإني أنكرته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لك من إبل قال نعم قال فما ألوانها قال حمر قال هل فيها من أورق قال إن فيها لورقا قال فأنى ترى ذلك جاءها قال يا رسول الله عرق نزعها قال ولعل هذا عرق نزعه ولم يرخص له في الانتفاء منه ) .
* ففي هذين الحديثين بيَن الرسول عليه الصلاة و السلام حكم المسألتين المسئول عنهما بذكر حكم ما يشبههما ، و أنهما يأخذان نفس حكمهما ،
و في هذا بيان منه صلى الله عليه و سلم لأمته بالأخذ بالقياس ، و إلا لأجاب و ذكر الحكم من غير تقريب و لا تشبيه بين المسألتين و بين شبههما المعلوم حكمهما .
- و هو ما فعله الخلفاء الراشدون بعده ،
و من أشهر ما ذكر في ذلك رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما - في القضاء ، و هو ألزم من الإفتاء في مضاء الأحكام ،
ففي " سنن الدار قطني " :
( دثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن محمد النعماني نا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش نا عيسى بن يونس نا عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح الهذلي قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري :
ما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلي إليك بحجة وأنفذ الحق إذا وضح فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له وآس بين الناس في وجهك ومجلسك وعدلك حتى لا ييأس الضعيف من عدلك ولا يطمع الشريف في حيفك البينة على من إدعى واليمين على من أنكر والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل .(1/432)
الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك مما لم يبلغك في الكتاب أو السنة اعرف الأمثال والأشباه ثم قس الأمور عند ذلك فاعمد إلى أحبها عند الله وأشبهها بالحق فيما ترى وأجعل لمن ادعى بينة أمدا ينتهي إليه فإن أحضر بينة أخذ بحقه وإلا وجهت القضاء عليه فإن ذلك أجلى للعمى وأبلغ في العذر المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلود في حد أو مجرب في شهادة زور أو ظنين في ولاء أو قرابة إن الله تولى منكم السرائر ودرأ عنكم بالبينات وإياك والقلق والضجر والتأذي بالناس والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الأجر ويحسن بها الذخر فإنه من يصلح نيته فيما بينه وبين الله ولو على نفسه يكفه الله ما بينه وبين الناس ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك يشنه الله فما ظنك بثواب غير الله عز وجل في عاجل رزقه وخزائن رحمته والسلام عليك ) .
و أخرج الدار قطني أيضا :
( ا محمد بن مخلد نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا سفيان بن عيينة نا إدريس الأودي عن سعيد بن أبي بردة وأخرج الكتاب فقال :
هذا كتاب عمر ،(1/433)
- قرئ على سفيان من هاهنا- إلى أبي موسى الأشعري أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فأفهم إذا أدلى إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له آس بين الناس في مجلسك ووجهك وعدلك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا يخاف ضعيف جورك البينة على من إدعى واليمين على من أنكر الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق فإن الحق قديم وإن الحق لا يبطله شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك مما يبلغك في القرآن والسنة اعرف الأمثال والأشباه ثم قس الأمور عند ذلك فاعمد إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق فيما ترى واجعل للمدعي أمدا ينتهي إليه فإن أحضر بينة وإلا وجهت عليه القضاء فإن ذلك أجلى للعمى وأبلغ في العذر المسلمون عدول بينهم بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد أو مجربا في شهادة زور أو ظنينا في ولاء أو قرابة فإن الله تولى منكم السرائر ودرأ عنكم بالبينات ثم إياك والضجر والقلق والتأذي بالناس والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الأجر ويحسن بها الذكر فإنه من يخلص نيته فيما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك شانه الله ) .
- و عمل الخلفاء الراشدين سنة متبعة شرعا ، بنص قول رسول الله عليه و سلم ،
فقد أخرج الإمام الترمذي في " سننه " :(1/434)
( حدثنا علي بن حجر حدثنا بقية بن الوليد عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ) .
---
أبو محمد الظاهرى
03-07-2006, 07:44 PM
قال البخارى : (باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحى فيقول لا أدرى ولم يجب حتى ينزل عليه الوحى ولم يقل برأى ولا بقياس (فتح البارى 247/13)......هذا صحيح مذهب البخارى أن الحجة فى الدين هو الوحى متمثلاً فى القرآن والسنة والوحى فقط دون الرأى والقياس
ترى أن البخارى قد قال فى الأصلين (قد بين الله حكمهما) بصيغة التثنية أى أن حكم الأصلين مذكور فى الشريعة فلا حاجة للرأى أو للقياس لإلحاق أحدهما بالآخر ....
قال محمد بن أبي حاتم : وسمعته يقول ( أي البخاري ) : لا أعلم شيئاً يُحتاجُ إليه إلا وهو في الكتابِ والسُّنَّة . قفلتُ له : يُمكنُ معرفةُ ذلك كله ؟ قال : نعم . (سير أعلام النبلاء : 12/ 412) .
أما خبر أبي موسى الأشعرى فمطعون فى صحته ....
---
أبو محمد الظاهرى
03-07-2006, 09:23 PM
الرجاء التوجه للرابط.....
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=273
---
د.أبو بكر خليل
03-08-2006, 10:23 AM
....................أما خبر أبي موسى الأشعرى فمطعون فى صحته ....
---------------------------------------------------------------------
- ما الدليل على ما ادعيت ؟
* * *(1/435)
قال الإمام الشافعي : " القياس مشروع عند الضرورة " ،
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " : ( والمذهب المعتدل ما قاله الشافعي ان القياس مشروع عند الضرورة ، لاأنه أصل برأسه ) .
---
أبو محمد الظاهرى
03-08-2006, 08:52 PM
اسناد رسالة عمر الى أبي موسى رضى الله عنهما فيها علتان :
1-إدريس الأودى مجهول
2-الانقطاع او الارسال
وذلك أن رواية سعيد بن أبي بردة عن جده أبي موسى منقطعة
كما أن الرسالة كانت مغمورة عند السلف فليس لها اسناد صحيح عند صحابي أو تابعى ثقة
******وعلى تقدير صحتها فلا حجة فيها لأمور**********
1-عدم لزوم الحمل على القياس الاصطلاحى
فإنه من المحال أن يريد عمر جواز سفك الدماء واستباحة الاموال والعراض بتشبيه يراه القائس بين قضية وأخرى
2-المعارضة لروايات أخرى عن عمر نفسه وغيره من الصحابة عن ذم الرأى والقياس
---
د.أبو بكر خليل
03-09-2006, 04:21 PM
حديث كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما - في القضاء رواه الأئمة الدار قطني - من طريقين - و البيهقي في " سننهما " ، و رواه ابن شبة في " تاريخ المدينة " ،
و هذه يقوّي بعضها بعضا و تعتضد ،
و سعيد بن أبي بردة إنما أخرج كتاب جدّه أبي موسى الأشعري و قرأه ، و هو هنا لم يرو عن جدّه ،
فلا يقال بالانقطاع ،
و هذا أقوى من الرواية عنه بواسطة - إذ كان كتاب عمر رضي الله عنه إلى جده محفوظا عنده .
*****************
و هذا الحديث لم يردّه الجمهور من علماء الأمة ، و إنما طعن فيه الظاهرية مثل ابن حزم ، عملا بأصلهم في إنكار حجية القياس ،
* و الجمهور على اعتباره دليلا رابعا من أدلة الأحكام الشرعية ،
- ففي كتاب " نصب الراية " للإمام الزيلعي :
( أحاديث الإجتهاد والقياس :(1/436)
أخرج البخاري ومسلم عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم وأخطأ فله أجر انتهى وأخرج أبو داود والترمذي عن الحارث بن عمرو عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه الى اليمن قال له كيف تقضي إذا عرض لك قضاء قال أقضي بكتاب الله قال فان لم تجد في كتاب الله قال فبسنة رسول الله قال فان لم تجد في سنة رسول الله ولا في كتاب الله قال أجتهد رأيي ولا آلو فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله انتهى وأخرجاه أيضا عن أناس من أصحاب معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا قال الترمذي هذا حديث لا نعرفه الا من هذا الوجه وليس إسناده بمتصل انتهى وقال البخاري في تاريخه الكبير الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة الثقفي عن أصحاب معاذ عن معاذ روى عنه أبو عون ولا يصح ولا يعرف الا بهذا مرسل انتهى(1/437)
وفيه كتاب عمر الى أبي موسى رواه الدارقطني ثم البيهقي في سننيهما وفيه الفهم فيما يختلج في صدرك مما لم يبلغك في الكتاب والسنة اعرف الأشباه والأمثال ثم قس الأمور عند ذلك فاعمل الى أحبهما الى الله وأشبهها بالحق فيما ترى الحديث وسيأتي بتمامه قريبا قال البيهقي والاجتهاد هو القياس وأخرج عن جماعة من الصحابة أنهم اجتهدوا وقاسوا فأخرج عن سفيان حدثني عبد الله بن أبي زيد قال سمعت بن عباس إذا سئل عن الشيء فان كان في كتاب الله قال به وان لم يجد وكان في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال به فان لم يجد وكان عن أبي بكر أو عمر قال به فان لم يجد اجتهد رأيه انتهى وقال إسناده صحيح وأخرج حديث بن مسعود قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فبلغ ذلك عمر فأتاهم فقال لهم يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مروا أبا بكر أن يصلي بالناس قالوا نعم قال فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر فقالت الأنصار نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر قال البيهقي فقد قاس عمر الإمامة في سائر الأمور على إمامة الصلاة وقبله منه جميع الصحابة المهاجرين والأنصار وأخرج حديث بن مسعود في قصة يروع بنت واشق أقول فيها برأيي فان كان صوابا فمن الله وان كان خطأ فمني وحديث أبي بكر في الكلالة أقول فيها برأيي فان يك صوابا فمن الله وان يك خطأ فمني ومن الشيطان وعن مالك بن أنس قال أنزل الله كتابه وترك فيه موضعا لسنة نبيه وسن نبيه صلى الله عليه وسلم السنن وترك فيها موضعا للرأي والقياس انتهى ) . انتهى كلام الزيلعي .
******************
- على أن لدينا حديثا آخر - في حجية العمل بالقياس - أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
فيما جاء في " صحيح ابن خزيمة " :(1/438)
[1999] حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث حدثنا الليث عن بكير وهو بن عبد الله بن الأشج عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب أنه قال هششت يوما فقبلت وأنا صائم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت صنعت اليوم أمرا عظيما قبلت وأنا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم قال فقلت لا بأس بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الربيع أظنه قال ففيم حدثناه محمد بن يحيى قال سمعت أبا الوليد يقول جاءني هلال الرازي فسألني عن هذا الحديث قال أبو بكر عبد الملك بن سعيد هو بن سويد ) .
- و كذا جاء في " المستدرك على الصحيحين " للحاكم :
[1572] أخبرنا أبو عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا أبو حاتم وإبراهيم بن نصر الرازيان قالا ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا الليث بن سعد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال هششت يوما فقبلت وأنا صائم وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت صنعت اليوم أمرا عظيما فقبلت وأنا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو تمضمضت ماء وأنت صائم قال فقلت لا بأس بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) .
*****************
- و الأمر كما قال الإمام الشافعي : " القياس مشروع عند الضرورة " ،
- فما دام المرء يجد نصا معينا في كل قضية من الكتاب أو السنة - أو الإجماع المبني عليهما - فلا يلجأ إلى القياس حينذاك .
و لكن هل يتوفر هذا في كل مسألة بعينها ؟
---
أبو محمد الظاهرى
03-10-2006, 12:06 AM
مقالة أن القياس الصحيح هو ما اجمع عليه الصحابة والتابعون وعامة المسلمون نطالب من يقول بهذا ان يبين لنا قياسا واحدا يحقق هذا الشرط . .(1/439)
القول عن حديث اصحاب معاد ان له شواهد يعتضد بها كحديث مقبول مع انه وحسب قواعد علماء المصطلح ان عبارة عن قوم من اصحاب معاذ من اهل حمص لا تؤهل الحديث ليكون مقبولأ لان هؤلاء القوم مجهولون لايعرف احد من هم ولا ما هو حالهم .
اما (تلقاه علماء المسلمين بالقبول) فلا يصح , ثم حتى ولو كان ذلك صحيحاَ فهل قبول العلماء او رفضهم كافياّ لتصحيح الحذيث . هذا ما لم يقل به علماء هذا الشأن . اما الاستدلال بحديث الغلام الاسود فلا يصح في الاستدلال على صحة القياس, وقد كفانا الامام الجليل بن حزم مؤنة الرد عليه في كتاب الاحكام فليراجعه من اراد ...
---
أبو محمد الظاهرى
03-10-2006, 12:15 AM
برجاء قراءة الرابط ...
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=273
---
أبو محمد نائل
03-30-2006, 01:26 PM
العلم بحر واسع وعميق لكم الدعاء بالتوفيق ، مطلع عليكم من طرف اليَّم _ البحر _ حتى أتمكن من إقتباس ما تُجِيدوّن .
---
(1/440)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > افتتاح مكتبة مشكاة الإسلامية ( حمل 430 ) كتاب إسلامي بكل سهولة
---
افتتاح مكتبة مشكاة الإسلامية ( حمل 430 ) كتاب إسلامي بكل سهولة
---
المكتبة والكتاب
10-09-2003, 05:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني في الله أعضاء هذا المنتدى والملتقى الرائع ..
يسرني ما اجده عندكم من جهود وخدمات للكتاب الإسلامي والمكتبة الإسلامية ..
ومشاركة مني بمناسبة تسجيلي في هذا الصرح الرائع ..
يسرني أن أساهم في نشر الكتاب الإسلامي ...
فقد وفقت في الوصول لمكتبة المشكاة الإسلامية والتي تحوي العديد من الكتب العلمية مفهرسة على الإبواب العلمية ..
ورأيت ان أقوم بوضع رابطها لكي يتسنى للجميع الحصول على العدد من الكتب الإسلامية الأصيلة .
مكتبة مشكاة الإسلامية (http://www.almeshkat.net/books/index.php)
حبذا تثبيت موضوع المكتبة ليتم الأستفادة منها بسهولة .
والله الموفق .
---
أسلاف
10-22-2003, 06:06 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الكريم وجزاك خيراً على هذا الجهد الطيب والعمل النافع ... بارك الله فيك
---
محمد رشيد
10-23-2003, 12:32 AM
بارك الله تعالى فيك أخي المكتبة
و أطال عمرك في الخير
و بارك لك في وقتك
و جعلك من أهل العلم العاملين
لقد دللتنا على كنز و الله ، و أنا ألح على الإخوة أن يدخلوا و يروا ما رأيت
أسأله تعالى أن يوفقك لطريق الجنة ـ آمين ـ
---
عادل التركي
11-14-2003, 03:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه الهدية الجميلة وإلى الأمام والإستمرار على مثل هذه البرامج التى نريدها ونبحث عنها
ايضا لا أنسى منتدى المشكاة على هذا الجهد الجيد ونتمنى لهم التوفيق والمزيد
وأنصح الاخوان بالمشاركة في مثل هذا المنتدى http://www.almeshkat.net (المشكاة)
---(1/441)
زين العابدين الملاح
11-18-2003, 05:24 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاك الله خيرا علي هذا الجهد واسأله ان يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتك امين
---
قالون
11-19-2003, 01:47 PM
جزاكم الله خيرا
---
مسك
11-30-2003, 02:01 PM
نسأل الله أن ينفع بهذه المكتبة .
---
مسك
12-28-2003, 05:28 PM
للفائدة ..
---
طارق
01-03-2004, 12:10 PM
بارك الله فيك أخي الكريم
وشكر الله لك
---
باسم
01-08-2004, 12:26 AM
شكرا على الموقع الرائع
---
الموحد 2
01-25-2004, 03:07 PM
جزاكم الله خيراً مكتبة قيمة ومفيدة .
---
عبد الله الخضيري
02-24-2004, 01:39 PM
السلام عليكم و رحمة الله
شكر الله لكم إخواني الكرام
و لكن هل من الممكن أن يضع أحدكم لنا قسم القرآن و علومه
في هذا الملتقى وذلك من موقع نداء الإيمان
على ملفات وورد
تحية مرة أخرى
أخوكم عبد الله
---
مسك
04-29-2004, 08:42 AM
للفائدة ..
---
(1/442)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أتريد صورة مخطوط ( على CD ) من مكتبة جستر بيتي الشهيرة في إيرلندا ؟
---
أتريد صورة مخطوط ( على CD ) من مكتبة جستر بيتي الشهيرة في إيرلندا ؟
---
أحمد نجيب
11-27-2003, 09:18 PM
أتريد صورة مخطوط ( على CD ) من مكتبة جستر بيتي الشهيرة في إيرلندا ؟
السلام عليكم
أخي الباحث !
إذا وقع اختيارك على أي مخطوط في التفسير و علوم القرآن من بين المخطوطات البالغ تعدادها نحو عشرة آلاف مخطوط في مكتبة جستر بيتي الشهيرة في إيرلندا ، فنحن نقدم لك يد العون احتساباً .
و الله الموفق
و السلام عليكم
---
عبدالرحمن الشهري
11-27-2003, 09:22 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم .
وأرجو أن يستمر التعاون بهذه الصورة مع طلاب العلم ، فالحاجة ماسة للوصول إلى كثير من المخطوطات في مكتبة شستر بتي بإيرلندا ، والعوائق كثيرة للوصول إليها. فشكر الله لك حسن خلقك وتعاونك مع إخوانك ومحبيك.
---
أحمد نجيب
11-27-2003, 09:33 PM
على الرحب و السعة
فأنا أقيم حالياً في دبلن
و لن يعيق المساعي إلا أن تكون المخطوطة المطلوبة لم تصور بعد ، فهذا يوجب الانتظار ، و ربما يطول الانتظار
و ما توفيقي إلا بالله
---
(1/443)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفضل كتب تفسير آيات الأحكام
---
أفضل كتب تفسير آيات الأحكام
---
محمد رشيد
10-20-2003, 05:00 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
س1 ما هي أفضل كتب تفسير لآيات الأحكام
أولا / أفضلها من جهة كل مذهب من المذاهب الأربعة
ثانيا / أفضلها من جهة الاختلاف ـ أو الفقه المقارن ـ
س2 ما تقييمكم لتفسير آيات الأحكام للكيا الهراسي ؟
و هل هو جيد لشافعي مثلي ؟ و ما أفضل طبعاته و تحقيقاته
مع العلم أن تفسير الشافعي إنما هو من جمع البيهقي و قد قصد منه جمع مرويات الشافعي دون ذات التفسير ، فيصح اعتماده كمرجع لمرويات الإمام ، لا كدراسة مستقصية
و لا يخفى عليكم عدم جدوى الاعتماد على الكتابين المعاصرين ( السايس ) و ( روائع البيان للصابوني ) لعدم إحاطتهما بالأقوال ، و عدم العمق الاستنباطي
أرجو الإفادة و جزاكم الله تعالى عنا و عن المستفيد خير الجزاء
---
محمد رشيد
10-30-2003, 05:42 PM
الحمد لله
---
(1/444)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مكتبات العلماء الألكترونية
---
مكتبات العلماء الألكترونية
---
إمداد
04-18-2005, 10:32 PM
هذه روابط لكتب بعض العلماء اسأل الله ان ينفع بها
كتب العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/tree.asp?t=bab5
مؤلفات العلامةالشيخ ابن عثيمين رحمه الله
http://www.binothaimeen.com/eBook.shtml
كتب من موقع العلامةالشيخ عبدالله بن جبرين وفقه الله
http://www.ibn-jebreen.com
كتب من موقع العلامة فضيلة الشيخ صالح الفوزان وفقه الله
http://www.alfuzan.net/islamlib/
كتب ومؤلفات الشيخ عبد العزيز الراجحي وفقه الله
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=BookList&type=1
مؤلفات الشيخ محمد صالح المنجد وفقه الله
http://www.islam-qa.com/books_ara.shtml
كتب الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق وفقه الله
http://www.salafi.net/list.html
كتب الشيخ حامد العلي وفقه الله
http://h-alali.info/npage/maktaba.php
كتب ومؤلفات الشيخ سلمان العودة وفقه الله
http://www.islamtoday.net/pen/books_content.cfm
أرجو من الأخوة المساهمة في تكملة المشوار
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح
---
إمداد
05-27-2005, 02:58 AM
كتب من موقع المربي الشيخ محمد الدويش وفقه الله ورعاه
http://www.almurabbi.com/book1.asp
كتب فضيلة الشيخ سليمان العلوان وفقه الله
http://saaid.net/Warathah/Al-Alwan/index.htm
---
إمداد
07-01-2005, 01:10 AM
مكتبة العلامة الألباني رحمه الله (http://saaid.net/book/search.php?PHPSESSID=b58dd580cf07130d86bf31f160cdd 4f4&do=all&u=الألباني)
كتب العلامة بكر بن عبد الله أبوزيد عافاه الله (http://saaid.net/Warathah/bkar/index.htm)(1/445)
كتب الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك وفقه الله (http://saaid.net/Warathah/ALBarak/index.htm)
---
إمداد
07-04-2005, 08:42 AM
المكتبة الألكترونية من موقع جامع شيخ الأسلام بن تيمية
تحتوي هذه الصفحة على مجموعة الكتب الإلكترونية المدرجة في هذا الموقع، حيث يمكنك أخي الكريم الاطلاع على متن الكتاب مع الاستماع إلى الشرح من الشيخ. فهي بمثابة الجامعة المفتوحة لطلاب العلم
http://www.taimiah.org/books02.asp?pid=1
المكتبة الصوتية المفرغة من موقع الأكاديمية الأسلامية المفتوحة (قناة المجد العلمية)
http://www.islamacademy.net/library/Browser.asp?FolderId=126&Lang=Ar
---
(1/446)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الموقف إزاء لجوء نصرانية أسلمت إليكم؟؟
---
ما الموقف إزاء لجوء نصرانية أسلمت إليكم؟؟
---
جمال حسني الشرباتي
03-27-2005, 09:42 AM
قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الكُفَّارِ ))
ولم يرجع عليه الصلاة والسلام بعض ذوات أزواج مشركين إلى أزواجهن بعد صلح الحديبية
ما الموقف إزاء لجوء نصرانية أسلمت إليكم؟؟
هل تشمل الآية غير ذات الزوج أيضا
مع تذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام ]أنا بريء من كل مسلم أقام مع مشرك في دار الحرب لا تَراءَى نارُهما "))
قإقامة المؤمن مع المشرك في بيت واحد محرمة بحسب هذا الحديث
فما الحل ؟
---
(1/447)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برامج عملية رمضانية
---
برامج عملية رمضانية
---
إمداد
10-01-2005, 11:43 PM
برامج عملية رمضانية
--------------------------------------------------------------------------------
برامج عملية رمضانية
علي بن محمد بن إبراهيم الزِّباني*
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية أصول الدين
وقفه - قبل البدء -
ما أحلى أن يجد الإنسان في صحيفته حسنات لم يتعب فيها، وأن يملأ ميزانه بطاعات عملها غيره ، وأن يرتقي درجات الجنة بعد أن يواريه التراب ؛ وذلك بأن يعمل أجيراً عند الله بدل إخوانه المسلمين ليتسلم أجرته في الآخرة: سكنى الفردوس في جوار نبي أو صديق أو شهيد لِمَ لا: والدال على الخير كفاعله.
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد ،،،
إن من رحمة الله وفضله علينا أن جعل لنا في هذه الحياة الدنيا محطات نتزود فيها بالإيمان والتقوى ونمحوا ما علق بقلوبنا من آثار الذنوب والغفلات نلتقط فيها أنفاسنا ، ونعيد ترتيب أوراقنا ، فنخرج منها بروح جديدة ، وهمة عالية.
ومن أهم المحطات التي تمر على المسلمين مرة واحدة كل عام:شهر رمضان ، فهاهي الأيام تمضى ويهل علينا الشهر الكريم بخيره وبركته شعاره:يا باغي الخير اقبل ، الشياطين فيه مصفدة ، وأبواب النيران مغلقة ، والأجواء مهيئة لنيل المغفرة والرحمة والعتق من النار تزينت فيه الجنة, ونادت خطابها أن هلموا وأسرعوا فالسوق مفتوح والبضاعة حاضرة, والمالك جواد كريم .
والموفق جد موفق من أحسن الاستعداد لهذا الشهر واستغلَّ كل لحظة وثانية, والناس في الحياة صنفان: موفق ومخذول.(1/448)
وكثيرة هي الأعمال التي توصل الإنسان إلى مرضاة ربه، ويفوز بها في جناته وقربه، ولذا كانت هذه المادة بين يديك والمسماة برامج عملية رمضانية، وهي عبارة عن فصول في مدرسة الدعوة والتنافس في الخير ، تلك المدرسة التي تعد من أنجح المدارس في تقويم النفس ودرء عيوبها وحثِّها على بذل الطاقة واستفراغ الوسع في طلب الجنة وحرث الآخرة .
فإليك أخي الكريم هذه البرامج العملية في شهر الصوم فبسماعها وتطبيقها يفتح للخير أبواب وتغلق للشر أمثالها ، وبتمثلها في الحياة ينقشع ظلام ويبزغ فجر جديد ويرتفع صوت المؤذن معلناً عهداً جديداً أهم ملامحه:-
إمساك عن الحرام ، وصيام عن الآثام ، واستغفار في الأسحار ، وانتظار للأذان بالأشواق وتهافت على تكبيرة الإحرام ووله بالصف الأول وملازمة للكتاب ، ومعانقة للسنة ، وتلمس لمجالس الصالحين وتنافس في الخيرات .
هذه الكلمات صيحة تنادي فيك الصلاة خير من النوم والتجلد خير من التبلد، والعالي يرجو المعالي ومن جد وجد ومن زرع حصد ، جنة الفردوس تبغي ثمناً ، ومهور الحور العين ما كانت يوماً رخيصة.
هذه البرامج العملية نوع جديد قديم.
جديد في زمن تنافس فيه الناس في جمع الدينار والدرهم ، وتكالبوا على دنيا زائلة ومتع فانية فثقل على هؤلاء أن يفهموا لغتنا؛ لأن نافخ الكير تزكمه رائحة المسك .
وقديم:لأنه الأمر الذي أرق مضاجع الصالحين ، وجعل مصعباً يفارق فراشه الوثير وعطره المثير حتى ما وجد له كفن في آخر المطاف ، ويهجر الشخص من أجله الأحباب والخلان؛ لأنهم علموا أن العاقبةاليوم أحل عليكم رضاي فلا اسخط عليكم أبداً).
وقبل أن تعيش مع هذه البرامج دعنا نستجلب سوياً رحمات الله ونستمطر بركاته ونلهج سوياً بهذا الدعاء:(1/449)
اللهم استعمل أبداننا في طاعتك ، وأقدامنا في خدمتك وألسنتنا في ذكرك، اللهم داوِ بكتابك قلوباً أعيتها كثرة الذنوب، ونفوساً أفسدها طول الركود، وانتشلنا به من آبار غفلاتنا ، ومهاوي شهواتنا ، ومصارع أهوائنا, وقوِّي به بواعث الإيمان في أعماقنا ، واجعله حجة لنا بين يديك ، يشهد بصدق العبودية لك وإخلاص التوجه إليك ، وبذل الأوقات فيك.
وأضع أخي الكريم جملة من البرامج بين يديك سائلاً المولى الكريم أن ينفعنا جميعاً بها، وأن يبارك لنا فيها:
1. إقامة دورة مكثفة قبل دخول الشهر عن أحكام هذا الشهر وآدابه ، وما ينبغي للمسلم قضائه فيه.
2. تصميم لوحات بمقاسات كبيرة تتضمن آداب الأكل والشرب وبعض الآداب المتعلقة بالصوم ، إضافة إلى لوحة أخرى تتضمن أحاديث في فضائل هذا الشهر توضع في أماكن الإفطار العامة والمنازل وغيرها.
3. ترتيب إفطارات عائلية للجميع ، ثم ترتيب إفطارات لشرائح محددة ، كإفطار للشباب مثلاً ، وآخر للأطفال، وهكذا مع حسن استغلال هذا اللقاء قبل الإفطار وبعده بما لايثقل على الحضور.
4. تصميم وإعداد هدايا خاصة للعوائل التي تلتقي في أيام الإفطار العائلي، ويحرص أن تكون هدايا تربوية مناسبة لجميع الشرائح.
5. حث الشباب على العمل التطوعي من خلال المشاركة في تفطير الصائمين وتوزيع وجبات الإفطار عند الإشارات وفي أماكن تجمع العمالة وغيرها.
6. برنامج ( يوم التصفية ) وهو عبارة عن جمع ما زاد عن احتياج الناس، سواء الأقارب أو أهل الحي أو غيرهم ومن ثم توزيعه على الأسرة الفقيرة أو إيصاله لمؤسسات النفع العام، ويمكن إعلان ذلك بمدة مناسبة حتى يتيسر جمع أكبر قدر ممكن منها.(1/450)
7. برنامج ( الخيمة الرمضانية )، وهي خيمة دعوية تقام من أجل شغل أوقات الفراغ للشباب وملئها بالنافع ، مع إضفاء شيء من اللهو البريء والترفيه الرائع والنكتة النظيفة، ويمكن الاستفادة منها أيضاً في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، خاصة خارج بلاد المسلمين ، مع الاهتمام بتجهيزها بوسائل العرض المختلفة والهدايا المنتقاه بعناية.
8. حملة ( الإقلاع من التدخين )، وهي حملة تهدف إلى تذكير الناس بأن هذه عادة سيئة وضارة بالدين والخلق ، وأنه بالإمكان التخلص منه والصبر على تركه كما حصل في أكثر من نصف اليوم، ويمكن جمع هواتف جمعيات مكافحة التدخين وتصويرها بشكل مكبر ، مع التحدث عن هذا الموضوع بأسلوب علمي راقي وحجج عقلية قوية، ومن المناسب جلب صور مخيفة لآثر التدخين على الإنسان مع البعد عن ذوات الأرواح.
9. رمضان شهر القرآن ، فينبغي العناية بالقرآن فيه من خلال برامج كثيرة، منها:
- التنوع في الحلقات القرآنية للكبار والصغار والذكور والإناث ، والموظفين وغيرهم.
- عمل مسابقات في القرآن الكريم، إما بحفظ سورة معينة أو آيات لها فضائل أو وضع أسئلة على أجزاء القرآن.
- إلقاء كلمات منطلقة من آيات قرآنية وربط الكلمة بتلك الآيات.
- الاهتمام بإعجاز القرآن، سواء العلمي أو اللغوي أو البلاغي وتنبيه الناس على عظمة القرآن في هذا المجال.
10. عمل دورية لبضعة أيام عن كيفية إخراج الزكاة وأحكام ذلك ،خاصة في الأمور المالية المعاصرة، ويمكن استضافة العلماء والاقتصاديين للقيام بهذا الدورة مع دعوة التجار والمحسنين للاستفادة من هذا اللقاء.
11. العناية بمصلى النساء وتخصيصهن بحديث خاص بهن، واستضافة داعيات وطالبات علم لتذكير النساء بما يهمهن من أمور دينهن ، مع الاعتناء بقضايا تربية الأبناء وحقوق الزوج والمسائل الاجتماعية الأخرى.(1/451)
12. إعداد مفكرة رمضانية تحتوي على مواعيد الأذان في هذا الشهر وأرقام الجمعيات الخيرية وجدول متابعة قراءة القرآن خلال الشهر ، وجدول آخر لتنظيم الوقت كل يوم ؛ وآخر لمواعيد الزيارات العائلية مع إلحاق برنامج الإذاعة في شهر رمضان.
13. إحياء مشروع استبدال الشريط الغنائي بشريط نافع ، وذلك بالإعلان عليه وتوفير البديل المتميز ، ويمكن أيضاً جمع الأشرطة النافعة المستغنى عنها وتوزيعها على من يحتاج إليها.
14. الاعتناء بأماكن إفطار الصائمين وتهيئتها بما تحتاجه كمصاحف بلغات مختلفة مع مراعاة الجالية ذي العدد الكبير ، وتوفير كتيبات منوعة وأشرطة كذلك, خاصة ما يتعلق بالعقيدة وبقية أركان الإسلام والأخلاق ، وطباعة آداب الأكل والشرب، وآداب الأخوة في بنرات كبيرة وتعليقها في مكان بارز ، وكذلك استضافة دعاة بلغات مختلفة لوعظهم وحثهم على أمور الخير.
15. طباعة ورقة متابعة قراءة القرآن الكريم ، وجبذا لو كانت باسم المسجد أو المركز وتخرج بإخراج جيد.
16. تفعيل الطلاب المتميزين ، واقتراح برامج جادة عليهم كحفظ أحاديث الصيام من العمدة أو البلوغ مع شرح مختصر لها.
17. الترتيب المسبق ليوم العيد ، حيث يلتقى أهل الحي جميعاً في لقاء رائع تشع منه المحبة والألفة ، ولكي ينجح لابد من الحرص على الأمور التالية:-
- تجهيز المكان الخاص باللقاء - تحديد الموعد بدقة، بحيث يكون مثلاً بعد صلاة العيد بساعة مع التنبيه على أن وجبة الإفطار تجهز في المنازل بدون إسراف.
- ترتيب برنامج للعيد تكون منه الطرفة والقصة والسؤال واللقاء مع أحد أهل الحي ، مما يضفي على اللقاء رونقاً خاصاً به.
- إعداد هدايا لجميع أبناء الحي ذكوراً وإناثاً وخاصة الصغار منهم.
- طباعة بطاقة دعوة لأهل الحي لدعوتهم للقاء.
- توزيع هدية لكل منزل كإطار جميل فيه عبارة معايدة أو تقبل الله منا ومنكم مشفوعة باسم المسجد ، والعام الذي وزعت فيه.(1/452)
وثمة قضايا تذكر بها الأسر المسلمة في هذا الشهر الكريم يحسن الاستفادة منها والعناية بهاء ومن ذلك:
1. حث الصغار على الصيام وتربيتهم عليه.
فقد ثبت في صحيح البخاري ومسلم عن الربيع بنت معوذ أنها قالت:كنا نصوم صبياننا الصغار ونذهب إلى المسجد ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها حتى يكون الإفطار.
2. استغلال هذا الموسم في تعليمهم الآداب المتكررة فيه كآداب الأكل والشرب وآداب الضيافة والسلام والزيارة نظراً لكثرة الزيارات ودعوات الإفطار في شهر رمضان فيحسن تعليم الأبناء تلك الآداب ، فلم يعد مجدياً ولا نافعاً قول الوالدين للولد كن مؤدباً ما لم يجعله في قالب تعليمي تطبيقي.
3. حث الأبناء على التنافس في النوافل وتطبيق السنة كالسواك، السنن الرواتب، وقيام الليل، وتفطير الصائمين.
4. اصطحاب الأبناء لشراء أغراض رمضان ، وتعليمهم أصول الاقتصاد الشرائي من اصطحاب ورقة عند التسوق ، وعدم تناول ما كان مقابلاً للوجه من البضائع لغلائه في الغالب.
5. دع أولادك يكتبوا ملصقات رمضانية والتي تعلن مجيء الشهر، واتركهم يختارون كلماتها ويكتبونها بخطهم كـ(تسحروا فإن في السحور بركة)، (ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) وغيرها.
6. ما أجمل أن يصطحب الوالد أولاده إلى أماكن مرتفعة _إن تيسر ذلك_ أو إلى الصحراء أو من خلال مراكز علمي للفلك لرؤية هلال رمضان.
7. تهيئة أماكن للعبادة وقراءة القرآن.
لقد أثبتت الدراسات أن تخصيص مكان محدد لفعل شيء محدد يأتي بنتائج مذهلة، وقد ثبت أيضاً عن سلفنا الصالح اتخاذ مصليات داخل بيوتهم للعبادة، فما رأيك بتحضير مكان للأسرة تلتقي فيه لقراءة القرآن تكون الجلسات فيه مريحة ومجهزة بعدد من حوامل المصحف بعدد أفراد الأسرة ، ويمكن أن تجمل الغرفة ببعض المزروعات لتضفي جواً أكثر روعة وجمالاً.(1/453)
وقفة:أيها الوالدان الكريمان لا تجعلا اليوم الأول من الشهر يوماً عادياً فقوما بتهنئة أقاربكم، ودعوا الأولاد يشاركوكم الاتصال وأشيعوا التعاون بينكم جميعاً.
8. تكريم الصائم الجديد
هل في أسرتكم صائم جديد؟ كرموه وادفعوه إلى الخير، وجهزوا له هدية جميلة تشعره بأهمية العمل الذي يقوم به.
9. دع أبناءك يفكرون في مشروع خيري وينفذوه بأنفسهم كمساعدة أسرة فقيرة أو إعداد إفطار للصائمين أو المساهمة في إفطار المسجد وغيرها من المشاريع.
10. وضع جدول للتعاون الأسري، توزع فيه المهام على الأبناء على مدار الشهر ، بشرط أن تتغير المهام كل أسبوع فأحدهم عليه وضع سفرة الطعام والآخر إيقاظ إخوانه وهكذا، ويعلق هذا الجدول في مكن بارز ليعرف كل شخص مهامه ، وليتربى على المسؤولية.
11. هل تعلم مدى اعتناء أبنائك بقضايا المسلمين وهمومهم ؟ إذن دعهم يعدون معرضاً في إحدى غرف المنزل بعنوان ( الأقصى في قلوبنا ) ليذكروا المسجد ومعاناة إخوانهم هناك.
12. عمل مفكرة خاصة بالأولاد تضبط لهم أوقاتهم وتعينهم على ختم القرآن من خلال ورقة المتابعة مع كتابة بعض الوصايا لهم في أول المفكرة.
13. طبق الخير.
وهي فكرة منتشرة تقوم عليها الجمعيات الخيرية ، والاقتراح أن تقوم بها الأسرة متعاونة مع جيرانها في الحي فتعد كل أسرة عدداً من الأطباق، ويخصص مكان لتناول الصائمين هذا الطعام.
14. إجراء مسابقات على مستوى العائلة والأصدقاء ، تهتم بالقضايا التربوية والأسئلة المتنوعة التي تستهدف جميع شرائح الأسرة.
15. تفعيل فكرة: لوحة الإعلانات المنزلية لوضع الإعلانات المهمة للأسرة كموعد الأذان، وبرنامج زيارة الأقارب، والتذكير بمحاضرة أو لقاء عائلي أو حكمة وغيرها .
16. العمرة في رمضان لها أجر عظيم ، فلتحرص الأسرة عليها، والاستفادة من مدة السفر البري في الحوار مع الأبناء وشرح ما يهمهم كالعمرة مثلاً.
17. المكتبة الرمضانية.(1/454)
كم هو جميل ورائع أن توفر جملة من الكتب والأشرطة المتعلقة برمضان ، تستفيد فيها الأسرة في أوقات فراغها, أو في اللقاء العائلي الخاص بها ، ويمكن أن يضاف للمكتبة مجموعة من المجلات الإسلامية النافعة المشِّوقة للأبناء.
18. شهر السنة.
إنها محاولة جادة من الأسرة ليكون الشخص الأول في حياتها هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فتحرص على كل سنة نقلت عنه في هذا الشهر لتطبيقها من قبل الجميع كالإفطار على التمر وتعجيل الإفطار، وتأخير السحور ونحوها من السنن.
19. رمضان فرصة للصلح بين الناس ، وغسيل قلوبهم من الأحقاد والضغائن ، فكن مبادراً للإصلاح بين متخاصمين أو لتصالح أخاً بينك وبينه خصومة ، فالدنيا أهون من أن يتحاسد فيها ويتهاجر ( ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث )، بل الهجر سبب في دخول النار ومنع مغفرة الله تعالى للعبد فلا تتأخر يا مسلم يا من تخاف الله !!
20. ستمر بكم تجارب رائعة في تربيتكم لأسركم، فلنكتب هذه التجارب ولننشرها في المجلات الإسلامية ومواقع الإنترنت، وحبذا لو فتحت المواقع صفحات متعلقة بتجارب الناس في حياتهم.
أخي الكريم..أختي الفاضلة:
هذه جملة من المقترحات العملية التي تصلح لهذا الشهر أردت بذكرها التنبيه على غيرها من البرامج التي لا تخفى عليكم وليس المهم كثرة الأعمال بقدر القيام بها مع الإخلاص لله _عز وجل_ في عملها.
ولا يفوتني في آخر هذه الأسطر أن أذكر أخي المسلم في كل بقاع الأرض ممن شرفت بقراءته لهذه البرامج والمقترحات بأمور هي غير خافية عليه ، ولكن من باب التناصح والقيام بحقوق الأخوة بيننا، فإليك هذه الوصايا أهديكها من قلب محب لك يتمنى أن يراك أفضل مسلم في هذا الكون.
1. النية الصادقة والعزيمة القوية في اغتنام لحظات هذا الشهر، وعد هذا الشهر آخر شهر في حياتك لكي تنشط في العبادة ، وقد كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يصلي بأصحابه، فيقول: صلوا صلاة مودع.(1/455)
2. التقليل من الخلطة إلا لخير راجح وتعليم الناس والحرص على الجلوس إلى النفس كثيراً ومحاسبة النفس على ما مضى من العمر.
3. إذا بلغك شيء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاعمل به ولو مرة تكن من أهله فشمر عن ساعد الجد في الاقتداء به - عليه الصلاة والسلام - بالحرص على سنته وتطبيقها وتعويد النفس عليها فصلاة الضحى والجلوس في المسجد إلى الشروق والسواك وكثرة الذكر والصدقة والإحسان أمور لا بد من أن تصطبغ حياة المسلم بها.
4. لازم إخوانك الصالحين واستفد منهم واملأ قلبك بحبهم والدعاء لهم وإصلاح ما بينك وبينهم لتشعر بلذة الطاعة وأنس القرب، وإلا كان للشيطان في قلبك نصيب فتحرم رقة القلب ودمع العين وسلامة الصدر وروح الأخوة.
5. للإحسان للناس طعم خاص في هذا الشهر فتحسس الفقراء وابحث عن الأرامل والمساكين واليتامى وسد حاجتهم وأعنهم في هذا الشهر من مالك أولاً ثم بمساعدة من أراد من إخوانك.
6. رسائل الجوال والبريد الإلكتروني لا تكلف إلا بضع هللات ، فكن أول المبادرين بتهنئة إخوانك وأقاربك يكن لك شرف السبق.
7. وأخيراً : العناية بالدعاء وصدق اللجأ إلى الله تعالى، والتذلل بين يديه سبحانه ((فليس شيء أكرم على الله من الدعاء)) وفي آخر آيات الصيام جاء قوله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان" فكان هذا درساً للصوام بأن يعتنوا بهذه العبادة العظيمة، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أفضل العبادة الدعاء". وسئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-: كم بين الأرض والسماء؟ فقال:دعوة مستجابة.
ولكي تكون دعواتنا مستجابة:
أظهر عجزك بين يدي ربك, وأحضر قلبك معك ((فمن جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرده))، وقدم عملاً صالحاً، فالدعاء بلا عمل كالقوس بلا وتر.(1/456)
فجِّرب أن تدعو عقيب دمعة من خشية الله ذرفتها, أو صدقة في ظلمة الليل بذلتها ، أو جرعة غيظ تحملتها وما أنفذتها, أو حاجة مسلم سعيت فيها فقضيتها.
وكن أخي على يقين بالإجابة، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة".
وتخير أوقات الطلب كوقت السحر، وبين الأذان والإقامة، ودبر الصلوات المكتوبات، وأثناء السجود، وآخر ساعة من الجمعة.
ثم الهج معي بهذا الدعاء لعل الله يقبلنا:-
اللهم ارحم ذلنا بين يديك، واجعل رغبتنا فيما لديك ، ولا تحرمنا بذنوبنا ، ولا تطردنا بعيوبنا، اللهم اجعلنا في هذا الشهر الكريم من عتقائك من النار.
اللهم آمين
ولا تنسني أخي – في كل مكان – من صالح دعائك
-------------------
المصدر : موقع المسلم
---
(1/457)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الدين النصيحة (الام الرقبة)
---
الدين النصيحة (الام الرقبة)
---
ام احمد
06-22-2006, 05:15 PM
http://www.sehha.com/diseases/physio/neck.jpg
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــــلام
ابعد الله عنا وعنكم الام الرقبه
احيانا كثيره نكون نحن من يتسبب في حدوثها للاسف
فتعرضك للهواء البارد مدة طويلة بعد الاستحمام وعدم تغطية الجسم جيدا احد تلك الاسباب
كما ان طريقة جلوسك الخاطئ لعدت ساعات امام التلفاز او امام الكمبيوتر
واحيانا تكون بالتفاته خاطئة لتناول شيئ ما ومد اليد مع الرقبة بشده للخلف يؤدي الى ذلك
او بسبب ضربة ما ادت الى تمزق العضلات المحيطة بالاربطة الفقارية
ووضع الوسادة الخاطئ له نفس المردود السيئ على الرقبة
تتعدد الاسباب ولكن في الاغلب يجب اتباع نفس الارشادات اما اذ كان بسبب حادث فيجب عدم القيام باي امر الا بعد استشارة الطبيب فكما ترون فهي منطقة خطره وحساسة.
http://www.sehha.com/diseases/orthop/badchair.gif
http://www.sehha.com/diseases/orthop/goodchair.gif
يجب تحاشي الجلوس بشكل مائل والاستقامه هي الافضل
وللتعود على الجلوس الصحي يمكن وضع وسادة خلف الظهر لتساعد على التعود على الجلسة الصحية
كما يوصى بالقيام ببعض التمارين البسيطه للكتف مع الرقبة بطريقة لطيفة بحركة تدوير الرقبة
ويوصى كذلك اذا كنت ستستخدم الكمبيوتر لفترة طويله القيام والدوران حول الكرسي عدة مرات لتنشيط الدورة الدموية وتخفيف الضغط على الظهر والرقبة
http://www.sehha.com/diseases/physio/neckpain2.jpg
http://www.sehha.com/diseases/physio/neckpain1.jpg
وسلامتكم وجزاكم الله خير الجزاء
ام احمد
---
البلاغية
07-03-2006, 07:22 PM
شكرا لكِ غاليتي على هذه المعلومات
بوركتِ على هذا الجهد
تحيتي إليكِ
---(1/458)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شارك معنا في حملة المليون ضد الرذيلة
---
شارك معنا في حملة المليون ضد الرذيلة
---
كساب
08-09-2004, 01:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أجل مجتمع نقي ..... مليون ضد الرذيلة
هل أنت محب للفضيلة ؟
هل أنت محب لمجتمعك ؟
هل أنت محب لوطنك ؟
إذا كنت كذلك فأنت لا سواك مدعو لمشاركتنا في حملة (( مليون ضد الرذيلة )) لتوزيع مليون شريط من شريط فضيلة الشيخ/ محمد المنجد (( صدمة كاميرا الجوال ))
أضغط هنا (http://www.nabd-alwafa.com/mluoon/)
---
عادل التركي
08-14-2004, 05:37 AM
جزاكم الله خيرا على مجهودكم .
ولكن لدي وجهة نظر الآ وهي أن تلفون الكامرا ليس هو المشكلة بحد ذاته ولكن تخلف بعض الشباب هداهم الله في سوء أستخدامه , وتسخير كل جديد وكل تقنية لخدمة شهواتهم .
فالشباب هم من يجب أن نقدم لهم التوعية و يجب أن يربى الشباب على أن يستخدموا هذه النعم في ما أباح الله .
وأما من يطالب بإيقاف جوالات الكامرا فأقول جزاكم الله خيرا وبارك في جهدكم وسدد خطاكم ولكن شبابنا يجب أن يحسن التعامل مع هذه التقنية , فمطالب إيقاف مثل هذا النوع من الجوال لن تجدي على المدى البعيد لأنه كما نسمع أن الشركات المصنعة لمثل هذه الجوالات ستوقف تصنيع الجوالات التى بدون كامرا , فلا بد من التوعيه والتثقيف .
وهي تقنية مثلها مثل غيرها كما فيها مضار فيها منافع , وقد شاهدت بعضا من العقلاء والمثقفين من يمتلك هذا الجوال ولكنه يعرف أين يستخدمه وكيف يستفيد منه .
ومثل ذلك الشبكة العالمية - النت - كيف يستغلها البعض في السوء وكيف أستفاد منها البعض وسخرها لخدمة الدين - مثل هذا الملتقى المبارك - , رغم أنه وجد من حذر منها وشدد في محاربتها ولكن في النهاية لم يفد محاربة التطور بل الصحيح تطويعه ليكون خادماً لنا لا هادما .(1/459)
هذا لا يعني أني أطالب بالسماح لمثل هذه الجوالات لا والله - بل إنني لاأملك جوال كامرا ولن أشتريه حتى أنحد عليه وأحتاج لخدماته - ولكن نحن شعب مستهلك ولسنا بصناع قرار فكيف نتحكم ونتشرط وليس بيدنا حل ولا عقد !!؟
ومن هنا أقول ليتنا بدأنا في صناعة مثل هذه التقنية كي نصنعها على ما يوافق ما نريد ولا نكون مستهلكين فقط , خاصة وأننا :
(1) نستهلك من الجوالات الكثير و تجمهر الشباب يومياً في محلات الإتصالات أكبر دليل - وكأنها بورصة للأسف هذا هو هم الواحد منهم آخر مانزل - ,
(2) وأيضاً سهولت صناعتها - وأكبر دليل أن شبابنا هم من يعمل صيانة لها وهناك كثير من الدورات لصيانة الجوالات وإصلاحها -
(3) وقلت تكاليفها- فلا تقارن بالسيارات ونحوها .
جزاكم الله خيرا على هذا التعاون الرائع و اظن أن ريالاً واحداً - قيمة الشريط - مبلغ رمزي جدا فيجب علينا التعاون في توعية المجتمع وتثقيفه ولو بهذا الريال الواحد .
اخيراً أريد أن أنبه إلى أن في شبابنا الكثير ممن لديهم الغيرة والتمسك بالدين ولكن أعمال الشواذ منهم قد تفسد على البقية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ارجوا أن لا يفهم حديثي خطأ ولا يفسر الكلام بغير ما يحتمل
إن أردت إلا الإصلاح فإن أصبت فمن الله , وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .
---
(1/460)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة في تفسير القرطبي 1
---
مدارسة في تفسير القرطبي 1
---
محمد العبدالهادي
06-12-2003, 09:13 PM
الإخوة الفضلاء في النتدى .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فمن نعم الله علينا هذا المنتدى المبارك الذي يفتح لنا آفاق جديدة في تذاكر العلم ، وتدارس معنى كتاب الله .
وإني كنت أقرأ في تفسير القرطبي فيشكل علي بعض كلامه ، ونقوله فأحببت أن أضعها بين أيديكم فمن كان عنده فهم ، أو مزيد اطلاع فليتحفنا مما آتاه الله مشكورا مأجورا .
فمن ذلك :
1- ذكر القرطبي في نفسير قوله تعالى ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامِ)- بكسر الأرحام - كلاما لسيبويه في علة منع عطف الاسم الظاهر على الضمير المخفوض قائلاَ [لم يعطف على المضمرالمخفوض ؛ لأنه بمنزلة التنوين ، والتنوين لايعطف عليه ] انظر ( 2/5 ) ط :دار الكتب المصرية.
وسؤالي هو : ما وجه التشابه بين الضمير المخفوض والتنوين ؟ !
---
أبومجاهدالعبيدي
06-15-2003, 05:57 PM
بسم الله
الأخ محمد [آل عبدالهادي] [ الاسم هكذا أنسب ، وأصح ] سؤالك هذا يدل على فهمك وحرصك وفقك الله . ونعتذر عن التأخر في الجواب لكثرة المشاغل .
والجواب عن سؤالك : أن الضمير المخفوض يشبه التنوين في شدة وقوة اتصاله بالاسم ، فكما أن التنوين لا ينفك عن الاسم ، فكذلك الضمير المخفوض . فكأنه جزء من الاسم الذي أضيف إليه .
ثم إن ما ذهب إليه سيبويه من منع عطف الاسم الظاهر على المضمر هو قول البصريين ، وذهب الكزفيون إلى جوازه ، وهو الصحيح كما دلت على ذلك قراءة حمزة بكسر الأرحام . والله أعلم .
---
محمد العبدالهادي
06-15-2003, 06:10 PM
جزاك الله خيرا على هذه النصيحة فيما يتعلق باسمي أولا وللإجابة على سؤالي ثانيا .(1/461)
ولكن بقي عندي استفسار على قضية : شدة اتصال الضمير المخفوض بالاسم وهو : ألا يمكن أن يقال هذا في الضمير المنصوب والمرفوع ؟!وجزاك الله خيرا
---
أبومجاهدالعبيدي
06-16-2003, 12:09 AM
بسم الله
الإيراد الذي أوردته وفقك الله أورده السمين الحلبي في الدر المصون في تفسير آية البقرة رقم 217 : ( وكفربه والمسجد الحرام) ,ذكر أنه يرد على علة المانعين من عطف الظاهر على المضمر إلا بإعادة الخافض - وهي ما ذكرته سابقاً عن سيبويه - وبينت لك معنى كلامه . [ انظر المرجع السابق 2/396 بتحقيق الخراط ] .
وقد ذكر المانعون جواباً على هذا الإيراد ، وهو أن الضمير المخفوض يختلف عن المنصوب والمرفوع من جهة كونه لا يكون إلا متصلاً بخلاف الأخيرين ؛ فإنهما يكونان منفصلين أحياناً .
والكلام في هذه المسألة محله كتب النحو ، ولعل فيما ذكرت كفاية . والله المستعان .
---
محمد العبدالهادي
06-18-2003, 07:43 PM
جزاك الله خيرا ياأخي محمد ونفع الله بك أمة الإسلام ..آمين .
---
(1/462)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث الدكتور عبد المنعم النجار ( العلاقة بين الضاد والظاء صوتيا وتاريخيا ولهجيا )
---
بحث الدكتور عبد المنعم النجار ( العلاقة بين الضاد والظاء صوتيا وتاريخيا ولهجيا )
---
إسلام معروف
09-06-2005, 02:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أحبابي الكرام إخواني في ملتقى أهل التفسير أعود إليكم بعد غياب دام بسبب ظروف السفر بهذا البحث القيم للأستاذ الدكتور / عبد المنعم محمد عبد الغني النجار والذي هو بعنوان ( العلاقة بين الضاد والظاء صوتيا وتاريخيا ولهجيا ) وهو بحث مستل من مجلة الأزهر الأعداد : ( الثامن ـ والعاشر ـ والحادي عشر ) شعبان سنة 1407 هـ ـ أبريل 1987 م
وإليكم البحث منسقا على الوورد : http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=115&stc=1
وهذه صورة لغلاف مجلة الأزهر العدد الثامن :http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=116&stc=1
---
عبدالرحمن الشهري
09-06-2005, 02:51 PM
جازك الله خيراً وبارك فيك أخي الكريم على هذه الفائدة.
---
(1/463)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أصبو إليه
---
ما أصبو إليه
---
مصطفى علي
11-05-2006, 03:22 AM
لدي فكرة جزى الله من استطاع أن ينفذها خيرًا
مقدمة للفكرة :
المواقع الإسلامية كثرت ، والكتب المنزلة على النت أصبحت كثيرة ، ولكن من أراد الحصول على بعضها تتبع مواقع عدة .
ثم هو يحاول أن ينزل ملفات الكتب ، وفيه كتب كبيرة وأخرى صغيرة . ويأخذ وقتًأ كبيرًا في تنزيلها .
ثم يجد أن الكتاب بموقع آخر أحسن جودة فيلغي ما حمل ثم يحمل الجديد .
ملخص ما أصبو إليه
موقع عملاق بسيرفر خاص به ، هذا الموقع يكون عليه جميع ما سبق من الكتب ويفهرس فهرسة جيدة ، مخطوطات - وورد - أكروبات - ملفات صوتية - مرئيات .
هذا الموقع يسمح بأن يكون داخله كأنه مهكر عليه . ولكن في النسخ والتحميل لا في الحذف والرفع .
بحيث يصبح هذا السيرفر كأنه دريف في جهاز كل من يدخل عليه ، ينسخ ولا ينزل .
فنختصر بذلك الوقت .
ومع اخترامنا للمواقع كلها أرشح اسمه بأن يكون
(( مكتبة أهل الحديث للعلوم الإسلامية واللغوية ))
لأنهم أقوى موقع ومنه رأينا الخدمة العظيمة للتراث الإسلامي
هذا الموقع يكون مفرود في الشاملة والبرامج التي يسمح بها بحيث أن كل من يدخل الموقع كأنه مهكر يستطيع أن يستخدم كل ما في هذا الموقع .
ومن أراد الرفع يعطي ملفه لإدارة ذلك الموقع ثم تنزله هي بمعرفتها في
الموقع الجديد العملاق
أسأل الله تعالى أن أكون وفقت لما أصبو إليه
وأن يجزي الله من استطاع القيام بذلك
---
(1/464)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > المقاصد والمناورة العلمانية
---
المقاصد والمناورة العلمانية
---
أحمد الطعان
02-25-2006, 07:12 AM
المدخل المقاصدي والمناورة العلمانية
د . أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني : ahmad_altan@maktoob.com
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد :
تتناول هذه الدراسة إحدى القضايا ذات الأهمية الخاصة التي يحاول الخطاب العلماني أن يتسلل من خلالها لفرقعة الثوابت الإسلامية ، متقنعاً بثوبٍ إسلاميٍ يمكِّنه من ذر الرماد في العيون ، إنه مبدأ المقاصد ذلك المبدأ الذي اتفق المسلمون على أنه مبدأ أساسيٌّ في فهم الشريعة واستنباط الأحكام من نصوصها ، فالشريعة بالاتفاق جاءت لتحقيق مقاصد سامية في حياة الإنسان والمجتمع والأمة ، ولكن مقاصد من ؟!
هل هي مقاصد الله عز وجل وعلى صعيد الدارين الدنيا والآخرة ؟ أم مقاصد الإنسان الغارق في دنيويته المحضة ، ويريد تطويع كل شيء لخدمة هذه الدنيوية ؟
وكيف نصل إلى هذه المقاصد ؟
هل يتم ذلك عبر القراءة المتدبرة للنص والتي تريد معرفة مراد الخالق عز وجل منه ؟ أم عبر القراءة المستَلبَة للواقع والمصلحة ، والتي لا تقبل من النص أي قولٍ خلاف ذلك ، فإن أراد النص أن يُقوِّم مرادات الإنسان وأهواءَه ، ويُهذِّب واقعَه وسلوكَه فإن النص يُلوى عنقه عبر ذريعة المقاصد ، ويُحرَّف مضمونه عبر وسائل القراءة كـ الهرطقة أعني الهرمينوطيقا ([1]) لكي يستجيب لما تمليه عليه إرادة القارئ .
وقد اعتمدت في هذا البحث على المصادر الأساسية والمباشرة للخطاب العلماني وحرصت على أن أترك النصوص هي التي تتكلم ، وأن يكون منهجي هو المنهج الوصفي الكشفي التركيبي الاستنتاجي حتى لا أُتهم بالتجني والتحامل .(1/465)
وها هنا ملاحظة مهمة أود أن ألفت النظر إليها لعلها تجنبني الكثير من النقد وسوء الفهم وهي أنني في هذه الدراسة لم أتعامل مع الخطاب العلماني كأشخاص وأفراد متمايزين مختلفين ، وإنما تعاملت معه كمنظومة فلسفية تنتهي إلى جذور واحدة وتستند على أسس متقاربة ، ولذلك تجنبت ذكر الأسماء غالباً في متن الدراسة ، وأحلت إليها في الهوامش ، ولذلك أيضاً كنت أنتقل من نص إلى نص دون اعتبار لقائله ما دام يتكامل مع غيره في داخل السياج الأيديولوجي العلماني .
لقد أراد البحث إذن أن يكشف عن الوحدة المتخفية وراء التنوع والاختلاف في المنظومة العلمانية ، وأن يصل إلى الجذور الكامنة وراء الأغصان والفروع ، فالتيارات والمدارس العلمانية الليبرالية والماركسية والحداثية والعدمية على الرغم من اختلافها إلا أنها تتفق إلى حد كبير كلما حاولنا الحفر في الأعماق للوصول إلى الجذور المادية والدنيوية التي تغذيها ، ويكون الاتفاق أكثر وضوحاً حين يتعلق الأمر بالدراسات الإسلامية عموماً ، وذلك بسبب التضاد المطلق بين هدف الرسالة الإسلامية وهدف العلمانية عموماً في التعامل مع أسئلة الإنسان الكبرى وقضاياه المصيرية .
أما ما يبدو في البحث على أنه نزعة عدوانية متشنجة- كما أشار بعض قراء البحث - تجاه الخطاب المدروس فيمكن أن يفهم على أنه صراحة شديدة لم تستطع التقنع بالدبلوماسية البحثية ، كما أنها لم توفر جهداً في عرض النصوص مهما كانت صادمة وذلك لفضح التنكر والمناورة .
وقد جاءت هذه الدراسة في مبحثين وخاتمة :
المبحث الأول : القضية المقاصدية كما يتداولها الخطاب العلماني .
المبحث الثاني : مراجعة نقدية .
الخاتمة : النتائج .
المبحث الأول
القضية المقاصدية كما يتداولها الخطاب العلماني العربي
أولاً - كلمات حق يراد بها باطل :(1/466)
يتداول العلمانيون في خطابهم مفاهيم متعددة مثل : المقاصد ([2]) والمصالح ([3]) والمغزى والجوهر والروح ([4]) والضمير الحديث ([5]) والضمير الإسلامي والوجدان الحديث ([6]) والمنهج ([7]) والرحمة ([8]) .
وهي كلمات حق يراد بها باطل لأن بينها مفاهيم إسلامية يراد بها استئناس الضمير الإسلامي ، مثلها مثل الكلمات التبجيلية التي يتداولها العلمانيون أثناء الحديث عن القرآن الكريم تمهيداً لإقصائه عن الحياة والتشريع وذلك كقولهم :
- "" القرآن كتاب هداية وبشرى ، يقول كل شيء ولا يقول شيئاً "" ( [9]) .
- القرآن كتاب هداية وإقحامه في كل أمورنا الحياتية ليست من تخصصه إنه ليس كتاباً في الطب والفيزياء ([10]) .
- "" والخطاب القرآني خطاب تثقيفي تربوي من أوله إلى آخره "" ( [11]) .
- "" القرآن كتاب هداية وبشرى ورحمة ، وليس كتاب قانون تعليمي "" ( [12]) .
- "" القرآن ليس كتاب علم ، وإنما خطاب ديني روحي أخلاقي كوني "" ( [13]) .
- "" القرآن كتاب دين وإيمان وليس كتاب تقنين وتشريع بعكس التوراة "" ( [14]) . - "" شريعة موسى الحق ، وعيسى الحب ، ومحمد r هي الرحمة ""([15]).
وعلى هذا السبيل تُستخدم المقاصد والمصالح والتأويل وعلوم القرآن كما سنرى .
ثانياً - إبراز الشاطبي وتصفية الشافعي :
لقد أخذ الجابري على الأصوليين اهتمامهم الشديد بالمباحث اللغوية والمسائل النحوية ، واعتبرهم غفلوا عن المقاصد الشرعية ، وصنع من ذلك إشكالية جعلها محور دراسته وهي إشكالية اللفظ والمعنى ([16]) فقال : "" إن أول ما يلفت الانتباه في الدراسات والأبحاث البيانية سواء في اللغة أو النحو أو الفقه أو الكلام أو البلاغة أو النقد الأدبي هو ميلها العام الواضح إلى النظر إلى اللفظ والمعنى ككيانين منفصلين ، أو على الأقل كطرفين يتمتع كل منهما بنسبة واسعة من الاستقلال عن الآخر "" ([17]) .(1/467)
وحَكَم الجابري على علم الأصول منذ الشافعي إلى الغزالي بأنه كان يطلب المعاني من الألفاظ ([18]) "" فجعلوا من الاجتهاد اجتهاداً في اللغة التي نزل بها القرآن ، فكانت النتيجة أن شغلتهم المسائل اللغوية عن المقاصد الشرعية ، فعمقوا في العقل البياني وفي النظام المعرفي الذي يؤسسه خاصيتين لازمتاه منذ البداية : الأولى هي الانطلاق من الألفاظ إلى المعاني ، ومن هنا أهمية اللفظ ووزنه في التفكير البياني ، والثانية هي الاهتمام بالجزئيات على حساب الكليات - الاهتمام باللفظ وأصنافه الخ - على حساب مقاصد الشريعة "" ([19]) ، وهو ما سبب مشاكل من التأويلات المتعارضة والمتناقضة التي وظفت حسب المذاهب المختلفة ( [20]) .
والبديل لديه هو مقاصد الشريعة كما مهد لها ابن حزم ثم ابن رشد ثم ابن خلدون ([21]) ثم الشاطبي الذي دشن نقلة إبيستمولوجية " معرفية " في علم المقاصد ([22]) .
وهكذا حظي الشاطبي بكثير من الإطراء والثناء على حساب الشافعي وغيره من الأصوليين ([23]) ، واعتُبر مؤسس علم المقاصد وقواعده الكلية ([24]) ، واعتبرت نظريته في المقاصد "" جديدة كل الجدة "" ([25]) ، وقيل بأن الجديد فيها أنها تجعل المقاصد حاكمة على الوسائل ([26]) ، وأن العبرة – على ذلك - ليست بخصوص السبب ولا بعموم اللفظ وإنما بالمقاصد ([27]) ، بل وصل الأمر إلى حد القول بان مقاصد الشريعة الشاطبية تقدم المصلحة على النص ( [28]) .
كانت هذه الإشادة بالشاطبي تتوازى مع نقدٍ شديد للإمام الشافعي الذي وُصِم بأنه مكرس "" الإيديولوجية العربية "" ! ([29]) "" إن الشافعي وهو يؤسس عروبة الكتاب ... كان يفعل ذلك من منظور أيديولوجي ضمني في سياق الصراع الشعوبي الفكري والثقافي ... لقد انحاز إلى العروبة فقط بل إلى القرشية تحديداً "" ([30]) .(1/468)
ولأن الشافعي رفض الاستحسان اعتُبر بأنه كان يناضل "" للقضاء على التعددية الفكرية والفقهية وهو نضال لا يخلو من مغزى اجتماعي فكري سياسي واضح "" ([31]) ، و"" استطاع الشافعي عن طريق هذا الأسلوب البسيط في تركيب الحقائق أن يُعمم الصيغ والقوالب التيولوجية الشعبوية العنيدة والرازحة ويجعلها فاعلة ومؤثرة حتى يومنا هذا "" ( [32]) ، وهو الذي ابتدأ في احتكار الوظيفة القانونية والتشريعية ومن بعده أجيال العلماء التقليديين ( [33]) ، وأصّل بذلك لهيمنة الدين والعقيدة على كل مجالات الحياة ([34]) ، لأنه بمنهجه الأصولي كان محكوماً بهاجس "" توسيع مجال النصوص لتضييق مجال الاجتهاد العقلي "" ([35]) ، وهو ما أدى إلى "" إغلاق باب العقل والرأي والاجتهاد بذرائع شرعية ومقولات إسلامية ، وبهذا يكون العقل الإسلامي فيما يتعلق بالفقه والتشريع قد ضُرب تماماً ، وأُغلق بصورة شبه نهائية ، فشروط الشافعي أغلقت باب الاجتهاد فعلياً منذ عهده "" ([36]) ، وليست رسالته إلا "" الحيلة الكبرى التي أتاحت شيوع ذلك الوهم الكبير بأن الشريعة ذات أصل إلهي "" ( [37]) " فكان منظّر المنهجية التقليدية بقوله : "" جهة العلم الخبر "" ([38]) . وكان يستخدم طريقة ملتوية في فهم الآية } وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ( ([39]) ( [40])
ذلك "" من تسميه التقاليد إماماً مجتهداً ""!!([41]) كان هو"" المشرع الأكبر للعقل العربي ""([42]) ، لأنه جعل "" النص هو السلطة المرجعية الأساسية للعقل العربي وفاعلياته، وواضح أن عقلاً في مثل هذه الحالة لا يمكن أن ينتج إلا من خلال إنتاج آخر "" ( [43]) .
ولذلك فمن غير المقبول اليوم أن نتمسك بمنهج الشافعي الأصولي، إذ فهم الكتاب والسنة على نحو فهم الشافعي وتأويله لا يؤديان إلا إلى مأزق منهجي لا عهد للأسلاف به ([44]) .
هذه بعض النماذج لموقف الخطاب العلماني من الإمام الشافعي وهناك نماذج أخرى ([45]).(1/469)
ثالثاً - الطوفي ومصلحته :
كما أبرز العلمانيون الشاطبي ومقاصده إبرازاً فكرانياً كذلك يبرز الطوفي ومصلحته ويتم التأكيد على أن الطوفي من القائلين بتقديم المصلحة على النص في حال تعارضهما ( [46]) ، وأنه يتصور إمكانية التعارض بين النص والمصلحة فيقترح التوفيق بينهما ولكن "" على وجه لا يخل بالمصلحة ولا يفضي إلى التلاعب بالأدلة أو بعضها "" ([47]) ، كما يرى تقديم المصلحة المقطوعة على النص القطعي إن تعذر ذلك التوفيق ( [48]) ، لأنه يعتبر المصلحة أصلاً مستقراً يحكم على الأصول الأخرى برمتها بما فيها الكتاب والسنة ([49]) ، وإن كان يفرق بين جانبين فيرى التعويل على النصوص والإجماع في العبادات والمقدرات، وعلى اعتبار المصالح في المعاملات وباقي الأحكام ([50]) .
وخلاصة رأي الطوفي - كما يرى الخطاب العلماني - أنه يقول بنسخ النصوص وتخصيصها بالمصلحة ، لأنه يعتبر المصلحة أقوى وأخص أدلة الشرع ( [51]) يقول الطوفي : "" قد قررنا أن المصلحة من أدلة الشرع ، وهي أقواها وأخصها فلنقدمها في تحصيل المصالح "" ([52]) ويُعتبر كلام الطوفي هذا فتحاً عقلياً عظيماً ([53]) ، لأن المصلحة أساس التشريع ( [54]) والنص تابع لها لأن النص ثابت والمصلحة متغيرة [55]) ) . "" وهذا هو عين الصواب وأقرب الكلام من حقيقة الأحكام القرآنية ومن روح الإسلام "" ( [56]).
رابعاً – تو[1]ظيف المنهج كبديل للفهم السلفي للقرآن :(1/470)
بدلاً من مفهوم المقاصد والمصالح تُطرح قضية المنهج وهي الرؤية التي صاغها أبو القاسم حاج حمد وتتمثل بولادة جديدة للإنسان العربي ""وليست عودة إلى عنعنات ابن كثير وإلى ما ثبت وما لم يثبت من أحاديث الرسول ""( [57]) الكريم عليه الصلاة والسلام . إذ "" العالمية الثانية والجديدة ليست تجديداً للأولى بأي حال من الأحوال ، وإنما هي تاريخ حضاري جديد متواصل ، والعالمية في نشوئها وتكوينها تستمد من القرآن ولأول مرة منهجه الكلي بكافة الشمولية والاتساع كما يستطيعها الإنسان "" ([58]) .
وهي - أي العالمية الثانية - لا ترث عن العالمية الإسلامية الأولى مفهومها السلفي والتطبيقي للقرآن، ولا ترث عنها مفهومها التأويلي بل تستعيض عن السلفية التطبيقية والتأويلية الباطنية بمفهوم منهجي جديد للقرآن في وحدته العضوية ودلالاته الكونية ، وهذه الاستعاضة تأتي من قبيل التجاوز التاريخي للمرحلة البدوية العربية المتخلفة ( [59]) .
ومن هنا فإن "" التبصر بالمنهج القرآني الكلي يدفع بنا عميقاً إلى المكنونات ، ويكشف لنا عن أن الكيفية التي فُهم بها القرآن في مرحلة تاريخية معينة لا تعني أن الفهم كان خاطئاً بالقياس إلى تلك المرحلة ، فذلك حظهم من القرآن ضمن خصائص واقعهم وأبعاده التاريخية ، ولكن الخطأ في تطبيق مفهومية التجربة السلفية على خصائص واقع مغاير بأبعاد تاريخية مغايرة . وتحسباً لهذه المتغيرات التاريخية في الواقع ، مع بقاء القرآن كما هو مستمراً وخالداً ، فقد جعل الله عز وجل المنهج مرادفاً للقدوة النبوية ، وجعل النفاذ إلى المكنون بالمنهج هو البديل عن الفهم السلفي للقرآن "" ([60]) .(1/471)
"" فهي ليست رسالة ثانية ([61]) كما ادعى بعضهم ، وإنما عالمية ثانية تأخذ محتواها الجديد لا من تطبيقات سلفية ومفهوم سلفي ، ولكن من تجريد منهجي قرآني يهيمن على معاني التطبيق في المرحلة السابقة "" ([62]) . لأن هذا التجريد المنهجي يعلو على كل الخصائص المحلية ، والتجربة النبوية تأتي في إطار المراعاة الكاملة لخصائص المرحلة الموضوعية تاريخياً واجتماعياً وفكرياً، لأنه ما من مرحلة تستطيع أن تحتوي تطبيقياً وبالوعي الكامل المنهج الإلهي، فإن المنهج يرقى على النبوة لأن القرآن محتوى هذا المنهج ( [63]).
ولكن ما هو هذا المنهج ؟
إنه بنظر حاج حمد "" الناظم المقنن لإنتاج الأفكار ذات النسق الواحد "" أو "" خروج العقل من حالة التوليد الذاتي للمفاهيم إلى اكتشاف النسق المرجعي "" ( [64]) . هذا هو المنهج الحاج حمدي بشكل عا[2]م أما المنهج القرآني الحاج حمدي فهو تركيبة تتكون من "" المعنى القرآني + المنهج + الخصائص العالمية "" ( [65]) .
ومن هنا نتبين – بنظر الخطاب العلماني - نسبية التشريع المنزل تبعاً للحالات التاريخية والأوضاع الاجتماعية المختلفة ، فعقوبات مثل القطع والرجم كانت سارية المفعول في ذلك العصر التاريخي بسبب ملاءمتها للأحوال الاجتماعية آنذاك ([66]) ، حيث المجتمعات بدوية بدائية متنقلة فلا توجد سجون ولا جدران وإنما خيام ، فكيف يسجن السارق ؟ وكيف تحفظ الأموال ؟ لا بد من عقوبة تميز السارق وتجعل الناس يحذرون منه أما اليوم فقد تغير الحال ([67]).(1/472)
وما دام القرآن يوضح لنا نسبية التشريع في علاقته مع بيئته التاريخية الحاملة له بقوله : "" ) لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا( ([68]) فإن الثابت إذن هو مبدأ العقوبة أو الجزاء ، أما الأشكال التطبيقية لهذا المبدأ فموكولة إلى كل عصر حسب أوضاعه وأعرافه وقيمه ، وبذلك تظل التشريعات تفاصيل تطبيقية مشدودة إلى كلية المنهج ([69]) . وبهذا يستوعب القرآن متغيرات العصور ، ويبقى كما أراد الله صالحاً لكل زمان ومكان ([70]) .
هذا المنهج الحاج حمدي يختلف مع منهج العشماوي في الوسائل والمقدمات ولكنهما يؤولان إلى نفس المآل إذ "" الإسلام يُعنى بالإنسان ولا يهتم بالنظم والنظريات "" ([71]) "" وإن ما تفردت به الشريعة حقيقة ليس الأحكام التي نصت عليها ، ولا القواعد التي استخلصت من هذه الأحكام ، وإنما المنهج الحركي القادر على التجديد الدائم والملاءمة المستمرة "" ([72]) . وإن الذي أفسد المسلمين هو استبدالهم للقواعد والنصوص والأحكام بالمنهج والروح ، فتركوا الأصل واستبدلوه بالفرع ( [73]) .
والمنهج هو الشريعة ، والشريعة هي المنهج ، لأن معنى الشريعة في القرآن هو المنهج والمدخل والسبيل ، وليست الشريعة القواعد والأحكام التفصيلية ( [74]) ، ذلك لأن المنهج قادر على الحركة الدائمة مع الواقع أما الأحكام التفصيلية فهي نسبية مرتبطة بظروفها ( [75]) ، ولذلك يخطئ الكثيرون عندما يظنون أن تطبيق الشريعة يعني تطبيق أحكامها وتفاصيلها ، والحق أنه تطبيق روحها ( [76])، وروحها هو المنهج الذي يتقدم باستمرار ([77]) ، أما تفاصيل المعاملات وغيرها فليست هي الشريعة ، وإنما هي أحكام الشريعة ([78]) .(1/473)
إن تطبيق الشريعة يعني إعمال الرحمة في كل شيء ( [79]) ، لأن القرآن يقوم على منهج الرحمة أو التجديد والمعاصرة ([80])، ومن هنا ما دامت الرحمة هي المنهج ، والمنهج هو الرحمة، فإن القانون المصري بكل فروعه المدنية والتجارية الآن موافق لشريعة الإيمان وروح القرآن ([81]). ونظام الربا في الإسلام يؤكد ذلك فقد تغير الحال ولم يعد الأمر كما كان استغلالاً لحاجة المدين يؤدي إلى إعساره وإفلاسه ([82]) ، ولم يعد ثمة نظام للربا وإنما نظام لحساب الفوائد على الديون في مجتمع يقوم فيه المشرع بدور الرقابة على المعاملات ، ويحدد الفائدة بحيث لا تغني الدائن ولا تستغل المدين ([83]) .
ونظام الحدود في الإسلام يؤكد ذلك أيضاً فالشروط التي وضعها الفقهاء لإدانة السارق أو الزاني وإقامة الحد عليه يصعب أن تتحقق ( [84]) ، كما أن تطبيق حد الرجم يبدو أنه من خصوصيات الرسول الله r ( [85]) ، وأيضاً فإن هذه العقوبات لا تتفق مع روح الإسلام وأحكامه ، لأنها تقرنه بالعنف والتشدد والقسوة أمام الرأي العام العالمي ([86]) ، ولذلك فتطبيق هذه العقوبات باسم القرآن خيانة له ([87]) ، وأقوم الطرق أن نبحث عن الجوهر ( [88])، إذ لا يجب التمسك بحرفية النصوص وإنما بروحها ومغزاها ومقاصدها ، وهو ما يكفل لنا الحفاظ على مصداقية الإسلام ([89]) وصلاحه لكل زمان ومكان ، ووفائه لمقتضيات الضمير الحديث ( [90]) ، والوجدان الحديث ([91]) ، دون خوف من معارضة المسلمات بدعوى أنها من المعلوم من الدين بالضرورة ، ما دام الوفاء لجوهر الرسالة المحمدية قائماً ([92]) ، وما دام "" التشبع بروح الإسلام "" حاصلاً ([93]) .(1/474)
خامساً- توظيف أفعال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : في مثل السياق الذي تحدثنا فيه " المقاصد – المصلحة – المنهج " يوظف العلمانيون اجتهادات سيدنا عمر رضي الله عنه للقول بأن المقاصد أو المصالح هي الحاكمة على النص القرآني ، وأن النص يدور معها وجوداً وعدماً ، أو يُوقف أو يُعطّل إذا حصل تعارض بينهما ، وأن الاجتهادات الجريئة التي صدرت من عمر في القضايا المستجدة أبلغ دليل على ذلك ، مثل إيقافه لحد السرقة عام الرمادة ، وإيقافه لسهم المؤلفة قلوبهم ، وإمضائه الطلاق الثلاث في مجلس واحد ثلاثاً . ونشير هنا إلى بعض ما يقوله الخطاب العلماني في ذلك :
- لقد فعل عمر ذلك عملاً بنور العقل المنهجي ([94]) .
- عمر ألغى بعض الفرائض ، وأوقف بعض الأحكام ([95]) .
- ألغى عمر حصة المؤلفة قلوبهم اتباعاً لمقاصد الشرع ([96]) .
- عمر أوقف العمل بنصوص ثابتة ([97]) .
- يمكن للاجتهاد المطلق أن يخصص العام ، ويقيد مطلقه ، وأن يوقف العمل بنصوص ثابتة ، وقد فعل عمر ذلك ([98]) .
- لقد أبطل عمر القطع عام المجاعة ، وقطع سهم المؤلفة قلوبهم ، وأبطل قول المؤذن الصلاة خير من النوم ([99]) .
- ألغى عمر حد السرقة ، وسهم المؤلفة قلوبهم ([100]) .
- حَكَم عمر بما لا يطابق النص القرآني ([101]) .
- أصبح عمر أكثر مرونة في التعامل مع النصوص ([102]) .
- لقد أوقف عمر بن الخطاب حد السرقة ، وسهم المؤلفة قلوبهم ([103]) .
- وعمر لم ينصع للآيات في سهم المؤلفة قلوبهم ، وحد السرقة ([104]) .
- عمر أبطل مفعول آيتين من القرآن ، وهو موقف مستنير ( [105]) .
- خرج عمر إلى المسلمين بتأويل في قضية الزواج بالكتابيات وأحله محل التشريع([106]).
- لقد غير عمر شرائع ثابتة في القرآن والسنة مثل حد الخمر وحد السرقة وسهم المؤلفة قلوبهم ([107]) .(1/475)
- - الخطاب الديني يتجاهل مقاصد الشريعة كما جاءت في أفعال عمر بن الخطاب عندما ألغى حد السرقة وسهم المؤلفة قلوبهم وهي ثابتة بالنص ([108]) .
- أوقف عمر حد السرقة عام المجاعة ، وسهم المؤلفة قلوبهم مع أن النصوص ثابتة لم تنسخ ([109]) .
المبحث الثاني
مراجعة ونقد
التعميم ، التلفيق ، المغالطة ، المجازفة والارتجال ( [110]) ممارسات تغلب على الخطاب العلماني ، ولا يكف عن تعاطيها في أكثر الأحوال ، والمفاهيم التي نحن بصددها من أبرز الأمثلة على ذلك .
أولاً - المقاصد :
1 – الشاطبي والأصوليون قبله :
هل كان الشاطبي مُبدعاً في قضية المقاصد ؟ وهل كان متفرداً في ذلك ؟
إن قول الجابري بأن ما جاء به الشاطبي كان جديداً كل الجدة – كما سبق ورأينا – نوع من المجازفة والارتجال ، لأن الشاطبي –لاشك – كان له إضافات مهمة في علم المقاصد ولكنه كان يبني على أسس وقواعد أسّسها وقعّدها السلف والأصوليون والعلماء قبله ، وهو ما يعتز به الشاطبي نفسه لأن هذا يعني بنظره أنه متبع وليس مبتدعاً ، ولذلك فإنه يرى أن ما جاء به "" أمر قررته الآيات والأخبار ، وشد معاقله السلف الأخيار ، ورسم معالمه العلماء الأحبار، وشيّد أركانه أنظار النظار "" ([111]) .
ويأتي في طليعة هؤلاء أصحاب رسول الله r "" الذين عرفوا مقاصد الشريعة فحصلوها وأسسوا قواعدها وأصَّلُوها "" ([112]) ، ثم الأصوليون كالجويني والغزالي اللذَين قسما المصالح إلى خمس ضرورية : الدين ، والنفس ، والعقل ، والنسل ، والمال ( [113]) . ويبدو الغزالي من أكثر الأصوليين الذين يذكرهم الشاطبي في كتابه الموافقات ( [114]) ، فقد ذكره أكثر من أربعين مرة في أغلبها موافقاً ومؤيداً ومستدلاً بآرائه ، ومحيلاً إلى كتبه ([115]) . كما استفاد كثيراً من الرازي والعز بن عبد السلام والقرافي ([116]) .(1/476)
ولا بد أيضاً من الإشارة هنا إلى أن علم مقاصد الشريعة كان مستعملاً قبل الشاطبي بحقب طويلة ([117]) لفظاً ومضموناً عند الحكيم الترمذي " أبو عبد الله محمد بن علي ، " والماتريدي ت : 333 هـ وأبو بكر القفال الشاشي " القفال الكبير " ت : 365 هـ وأبو بكر الأبهري ت : 375هـ والباقلاني ت : 403 هـ والجويني ، ت : 478 هـ، والغزالي ت : 505 هـ والرازي ت : 606 هـ والآمدي ت : 631هـ وابن الحاجب ت : 646 هـ والبيضاوي ت : 685هـ والإسنوي ت : 772هـ وابن السبكي ت : 771 هـ وعز الدين بن عبد السلام ت: 660هـ وابن تيمية ت : 728 هـ ([118]) .
والإمام الجويني هو صاحب الفضل والسبق في التقسيم الثلاثي لمقاصد الشارع إلى ضروريات وحاجيات وتحسينيات كما أنه من ذوي السبق في الإشارة إلى الضروريات الكبرى في الشريعة ([119]) . وقد كشف الباحثون عن أوجه الإبداع والاتباع في نظرية المقاصد الشاطبية بما فيه كفاية فلا نطيل هنا ( [120]) .
2 – الشاطبي والشافعي :
ولكن السؤال : هل أحدث الشاطبي كما يزعم العلمانيون "" قطيعة إبيستمولوجية حقيقية مع طريقة الشافعي والأصوليين الذين جاؤو من بعده "" ؟ ([121]) .(1/477)
في الواقع إن "" الشاطبي لا يقوم ولا يقعد ولا يقدم ولا يؤخر إلا بأمثال الجويني والغزالي وابن العربي وابن عبد السلام والقرافي "" ( [122]) ، وكل العلماء الأصوليين والسلف الصالح كما ذكر الشاطبي نفسه ([123]) ، فإذا كان الشافعي قال : "" ليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها "" ([124]) . وقال بأن استنباط الأدلة يكون إما بنص قرآني أو سنة نبوية أو ما فرض الله على خلقه من الاجتهاد وفي طلبه ([125]) ، فإن الشاطبي يقول : إن القرآن فيه بيان كل شيء من أمور الدين "" والعالم به على التحقيق عالم بجملة الشريعة ، ولا يعوزه منها شيء "" ([126]) "" وعلى هذا لا بد في كل مسألة يراد تحصيل علمها على أكمل الوجوه أن يُلتفت إلى أصلها في القرآن "" ( [127]) .
وقال : "" وأيضاً فإذا نظرنا إلى رجوع الشريعة إلى كلياتها المعنوية وجدناها قد تضمنها القرآن على الكمال وهي الضروريات والحاجيات والتحسينيات "" ([128]) ، وقال مستشهداً بقول ابن حزم : "" كل أبواب الفقه ليس منها باب إلا وله أصل في الكتاب والسنة نعلمه والحمد لله .. "" ( [129]).(1/478)
وظل الشاطبي يلح ويؤكد دائماً على أن العقل تابع للنقل بعكس ما يريد العلمانيون ، أو بعكس ما يتجاهلون فيقول : "" إذا تعاضد النقل والعقل على المسائل الشرعية فعلى شرط أن يتقدم النقل فيكون متبوعاً ، ويتأخر العقل فيكون تابعاً ، فلا يسرح العقل في مجال النظر إلا بقدر ما يسرحه النقل "" ([130]). "" والعقل إنما ينظر من وراء الشرع ""([131]) ويقول في الاعتصام : "" فالعقل غير مستقلٍ ألبتة ، ولا ينبني على غير أصل ، وإنما ينبني على أصل متقدم مسلم على الإطلاق … ولا أصل مسلم إلا من طريق الوحي "" ([132]) "" لأن العقل إذا لم يكن متبعاً للشرع لم يبق له إلا الهوى والشهوة "" ([133]) . ويضيف الشاطبي "" وإذا ثبت هذا وأن الأمر دائر بين الشرع والهوى تزلزلت قاعدة حكم العقل المجرد فكأن ليس للعقل في هذا الميدان مجال إلا من تحت نظر الهوى فهو إذاً اتباع للهوى بعينه في تشريع الاحكام "" ([134])
3 – الشاطبي والأزمة البيانية :
هل كان الشاطبي يشعر بأزمة بيانية أصولية تتمثل في الإشكالية التي صاغها الجابري بين اللفظ والمعنى ؟ بمعنى آخر : هل تجاوز دلالات الألفاظ العربية بناء على نظريته في المقاصد ؟ أو بعبارة أخرى : كيف يمكن الوصول إلى المقاصد عند الشاطبي ؟ وكيف تتم معرفتها ؟ أبنفس طريقة الأصوليين البيانية أم أن له منهجاً مختلفاً ؟
يجيب الشاطبي نفسه فيقول :
"" إن هذه الشريعة المباركة عربية لا مدخل فيها للألسن العجمية ... والمقصود هنا أن القرآن نزل بلسان العرب على الجملة فطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة لأن الله تعالى يقول } إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ { ([135]) وقال } بلسان عربي مبين { ([136]) ... فمن أراد تفهمه فمن جهة لسان العرب يُفهم ولا سبيل إلى تطلب فهمه من غير هذه الجهة "" ([137]) . إن مقارنة هذا النص مع أطروحة الجابري تبين أنه ينقضها تماماً !!.(1/479)
ثم ينقل – الشاطبي - الأصول التي قررها شيخه الشافعي في الرسالة فيقول : فإن العرب "" فيما فُطرت عليه من لسانها تخاطب بالعام يُراد به ظاهره ، وبالعام يراد به العام في وجه والخاص في وجه ، وبالعام يراد به الخاص ، والظاهر يراد به غير الظاهر ، وكل ذلك يُعرف من أول الكلام أو وسطه أو آخره . وتتكلم بالكلام ينبئ أوله عن آخره، أو آخره عن أوله ، وتتكلم بالشيء يعرف بالمعنى كما يعرف بالإشارة ، وتسمي الشيء الواحد بأسماء كثيرة ، والأشياء الكثيرة باسم واحد ، وكل ذلك معروف عندها لا ترتاب في شيء منه هي ، ولا من تعلق بعلم كلامها ، فإذا كان ذلك فالقرآن في معانيه وأساليبه على هذا الترتيب ، فكما أن لسان بعض الأعاجم لا يمكن أن يفهم من جهة لسان العرب كذلك لا يمكن أن يفهم لسان العرب من جهة لسان العجم لاختلاف الأوضاع والأساليب . والذي نبه على هذا المأخذ في المسألة هو الشافعي الإمام "" ( [138]) .
وهو يعيد التأكيد على احترام والتزام قواعد اللغة العربية في فهم مقاصد الشارع "" لأن لسان العرب هو المترجم عن مقاصد الشرع "" ([139]) .
ومن هنا فإن الشريعة "" لا يفهمها حق الفهم إلا من فهم اللغة العربية حق الفهم ، لأنهما سيان في النمط ... فإذا فرضنا مبتدئاً في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة ، أو متوسطاً فهو متوسط في فهم الشريعة ، والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية ، فإن انتهى إلى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة، فكان فهمه فيها حجة كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجة ، فمن لم يبلغ شأوهم فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم "" ([140]) . "" فعلى الناظر في الشريعة والمتكلم فيها أصولاً وفروعاً ... أن لا يتكلم بشيء من ذلك حتى يكون عربياً أو كالعربي "" ([141]) .(1/480)
بل إن الشاطبي خلافاً لجمهور الأصوليين يتشدد في هذه المسألة على عكس التوظيف الجابري فيرى أن المجتهد في الشريعة يجب عليه "" أن يبلغ في العربية مبلغ الأئمة فيها كالخليل وسيبويه والأخفش والجرمي والمازني ومن سواهم "" ([142])
ويقول في نص كأنه يخاطب فيه الجابري وغيره من العلمانيين بأن على الناظر في القرآن أن يسلك في "" الاستباط منه والاستدلال به مسلك كلام العرب في تقرير معانيها ، ومنازعها في أنواع مخاطباتها خاصة ، فإن كثيراً من الناس يأخذون أدلة القرآن بحسب ما يعطيه العقل فيها ، لا بحسب ما يفهم من طريق الوضع ، وفي ذلك فساد كبير ، وخروج عن مقصود الشارع "" ([143]) . نعم إن طريقة الجابري وغيره في تحييد العربية تؤدي إلى فساد كبير وإن نظام الخطاب الإلهي هو الموجِّه لنظام العقل البشري إذا أراد أن يسلم من الأهواء .
إذن لم يخرج الشاطبي عن النظام الأصولي البياني ما دام يعتبر العربية هي الأساس الأول في معرفة المقاصد ، وما دام الجابري يعتبر علم الأصول البياني قائماً على العربية ونظام الخطاب ، وليس على نظام العقل ، "" كيف نفهم الخطاب ، وليس كيف نفكر "" !!(1/481)
فالشاطبي يقتدي بشيخه الشافعي حين قال : "" القرآن نزل بلغة العرب ولسانهم ، وإنما بدأت بما وصفت من أن القرآن نزل بلسان العرب دون غيره ، لأنه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب ، وكثرة وجماع معانيه وتفرقها ، ومن علمه انتفت عنه الشبهة التي دخلت على من جهل لسانها "" ([144]) . وحين قال : "" إن الله سبحانه وتعالى إنما خاطب بكتابه العرب بلسانها على ما تعرف من معانيها ،وكان مما تعرف من معانيها اتساع لسانها ، وأن فطرته أن يخاطب بالشيء منه عاماً ظاهراً يُراد به العام الظاهر ، ويستغني بأول هذا منه عن آخره ، وعاماً ظاهراً يراد به العام ويدخله الخاص ، فيستدل على هذا ببعض ما خوطب به فيه ، وعاماً ظاهراً يراد به الخاص ، وظاهراً يُعرف في سياقه أن يراد به غير ظاهره ، فكل هذا موجود علمه في أول الكلام أو وسطه أو آخره "" ([145]) .
ويقتدي بشيخه الرازي أيضاً حين قال : "" لما كان المرجع في معرفة شرعنا القرآن والأخبار وهما واردان بلغة العرب ونحوهم وتصريفهم ، كان العلم بشرعنا موقوفاً على العلم بهذه الأمور ، وما لا يتم الواجب المطلق إلا به وكان مقدوراً للمكلف فهو واجب "" ([146]) .
4 - ضوابط المقاصد :
ولكن هل المقاصد هي بهذا الشكل العبثي الذي يطرحه الخطاب العلماني ؟ هل هي مرنة بغير حدود وبغير ضوابط ؟ وما هي المعايير التي تحدد المقاصد ؟ وكيف يمكن الوصول إليها ؟ وما المرجعية في ذلك ؟
إن الفارق الأساسي بين العلماء المسلمين وأقطاب الخطاب العلماني في البحث عن المقاصد أن الأولين يبحثون عن مقاصد الشارع سبحانه وتعالى ومراده من النص ، أما الآخرون فيبحثون – فيما يبدو - عن مقاصد أنفسهم ، ومرادات عقولهم ، ومطالب أيديولوجياتهم ، هذا فارق أساسي له صلة بالتأويل تناولناه في دراسات أخرى ([147]) .(1/482)
إن المقاصد ليست كلمة تقال أو شعاراً يرفع وإنما هي مبدأ أصولي له ضوابطه ومعاييره التي تحكمه حتى لا تصبح ذريعة يُتوسَّل بها إلى " تورخة النص " ([148]) وإلغائه وتمييعه ، فإن تحديد مقاصد الشارع لا ينبني على ظنون وتخمينات غير مطردة ( [149]). إن الشاطبي الذي اعتبره العلمانيون مؤسس علم المقاصد وأشادوا به هو نفسه الذي يحدد هذه الضوابط فهل يلتزم العلمانيون بذلك؟ . ومن أبرز هذه الضوابط أن :
1 - الأصل في العبادات بالنسبة إلى المكلف التعبد دون الالتفات إلى المعاني ، والأصل في أحكام العادات الالتفات إلى المعاني ([150]) .
2 - المقاصد العامة للتعبد هي : الانقياد لأوامر الله عز وجل وإفراده بالخضوع والتعظيم لجلاله والتوجه إليه ([151]) .
3 - المقصد الشرعي من وضع الشريعة هو : إخراج المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبداً لله اختياراً كما هو عبد الله اضطراراً ( [152]) .
4 - وُضعت الشريعة على أن تكون أهواء العباد تابعة لمقصود الشارع فيها ، وقد وسع الله على العباد في شهواتهم وتنعماتهم بما يكفيهم ولا يُفضي إلى مفسدة ولا إلى مشقة ([153]) .
5 - مشقة مخالفة الهوى ليست من المشاق المعتبرة ولا رخصة فيها ألبتة ([154]) .
6 - العزيمة أصل والرخصة استثناء ، ولهذا فالعزيمة مقصودة للشارع قصداً أصلياً ، أما الرخصة فمقصودة قصداً تبعياً ([155]) .
7 –لم يقصد الشارع إلى التكليف بالشاق والإعنات فيه ([156]) ولا نزاع في أن الشارع كلف بما يلزم فيه كلفة ومشقة ما ، ولكنه لا يقصد نفس المشقة ، بل يقصد ما في ذلك من المصالح العائدة على المكلف ( [157]) .
8 - إذا كانت المشقة خارجة عن المعتاد بحيث يحصل للمكلف فساد ديني أو دنيوي فمقصود الشارع فيها الرفع على الجملة ([158]) .
9 - من سلك إلى مصلحة غير طريقها المشروع فهو ساع في ضد تلك المصلحة ([159]) .(1/483)
تلك بعض القوانين والقواعد التي تضبط المقاصد ولكن كيف يتم الوصول إلى المقاصد أو معرفتها ؟ هذه أيضاً بعض القوانين لذلك :
1 – الاحتكام إلى لغة النص وقوانين خطابه ، وأصول المواضعة التي تعاهد عليها الذين نزل هذا النص بلغتهم وهم العرب وقد رأينا التأكيد على هذا الضابط لدى كل من الشافعي والشاطبي ([160]) .
2 - أن يوافقك القرآن كله على تفسير بعضه فإن القرآن كله كالآية الواحدة فلا يحكم ببعضه دون بعض ([161]) .
3 - الأمر بالفعل يستلزم قصد الشارع إلى وقوع ذلك الفعل ، والنهي يستلزم القصد إلى منع وقوع المنهي عنه ([162]) .
4 - الدلالة الصريحة الواضحة التي لا تحتمل وجهاً آخر في القرآن الكريم مثل قوله تعالى : )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون( ([163]) وقوله : ) وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ( ([164]) وقوله : ) وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ( ([165]) .
5 - السنة المتواترة ويظهر ذلك جلياً في حالتين :
- التواتر المعنوي الحاصل من مشاهدة عموم الصحابة لعمل النبي r فحصل لهم بذلك علم بتشريع ذلك وإليه يرجع قسم المعلوم من الدين بالضرورة .
- تواتر عملي يحصل لآحاد الصحابة من تكرار مشاهدة أعمال رسول الله r ([166]) .
6 - علل الأحكام تدل على قصد الشارع فيها فحيثما وجدت اتُّبعت ( [167]) .
7 - كل أصلٍ ملائم لتصرفات الشارع ، وكان معناه مأخوذاً من مجموعة أدلة حتى بلغ درجة القطع يبنى عليه ويُرجع إليه ولو لم يشهد له نص معين ( [168]) .
8 - إذا سكت الشارع عن أمر مع وجود داعي الكلام فيه دل سكوته على قصده إلى الوقوف عند حد ما شرع ([169]) .(1/484)
9 - الاستقراء من خلال مجموع أدلة الشريعة كتاباً وسنة ، وهو يفيد القطع لأن كليات الشريعة لا تستند إلى دليل واحد بل إلى مجموعة أدلة تواردت على معنى واحد فأعطته صفة القطع ، وتخلُّفُ بعض الجزئيات عن مقتضى الكلي لا يخرجه عن كونه كلياً ( [170]) . وقد اعتبر ابن عاشور الاستقراء المسلك الأول من مسالك إثبات المقاصد ( [171]) . وهذا طريق مهم لمعرفة المقصد ولضبطه أيضاً ، فإن الكتاب يجب أن يشهد لبعضه ، ويجب أن يوافقك القرآن كله على بعضه ، وبعضه على كله .
وفي ذلك أبلغ رد على الخطاب العلماني الذي يريد منا - كما قرأنا - أن نتخلى عن جزئيات الشريعة وتفاصيلها ودقائقها حفاظاً على روحها أو مغزاها أو مقاصدها أو جوهرها كما يقولون فإن الأجزاء مرتبطة بالكل والكل يشهد للأجزاء وهو ما يوضحه الشاطبي أجلى توضيح بقوله : "" كما أنه إذا ثبت في الشريعة قاعدة كلية في الضروريات أو الحاجيات أو التحسينيات فلا ترفعها آحاد الجزئيات كذلك نقول : إذا ثبت في الشريعة قاعدة كلية في هذه الثلاثة أو في آحادها فلا بد من المحافظة عليها بالنسبة إلى ما يقوم به الكلي ، وذلك الجزئيات ، فالجزئيات مقصودة معتبرة في إقامة الكلي أن لا يتخلف الكلي فتتخلف مصلحته المقصودة بالتشريع … فلا بد من صحة القصد إلى حصول الجزئيات ، وليس البعض في ذلك أولى من البعض ، فانحتم القصد إلى الجميع وهو المطلوب "" ([172]) . "" لا بد من اعتبار خصوص الجزئيات مع اعتبار كلياتها وبالعكس وهو منتهى نظر المجتهدين بإطلاق وإليه ينتهي طلقهم في مرامي الاجتهاد "" ([173])(1/485)
ويؤكد ذلك مرة أخرى - وكأنه يخشى من العبث العلماني - حين يقول : "" فمن أخذ بنص مثلاً في جزئيٍّ معرضاً عن كلية فقد اخطأ ، وكما أن من أخذ بالجزئي معرضاً عن كلية فهو مخطئ ، كذلك من أخذ بالكلي معرضاً عن جزئيه … وهذا كله يؤكد لنا أن المطلوب المحافظة على قصد الشارع ، لأن الكلي إنما ترجع حقيقته إلى ذلك ، والجزئي كذلك أيضاً فلا بد من اعتبارهما في كل مسألة "" ([174]) .
وبذلك يظهر أن المقاصد عند الشاطبي لضبط الاستدلال وليس لتمييعه ، وأن اعتبار الكليات لا يجب أن يفضي إلى إهدار الجزئيات كما يرغب بذلك الخطاب العلماني ، ولكأني بالشاطبي يخاطب العلمانيين عموماً والجابري تحديداً لأنه يريد توظيفه توظيفاً مغرضاً حين يعتبره مؤسساً لنظام العقل بدلاً من نظام الخطاب وذلك حين يقول : ""إن عامة المبتدعة قائلة بالتحسين والتقبيح فهو عمدتهم الأولى وقاعدتهم التي يبنون عليها الشرع فهو المقدم في نحلهم، بحيث لا يتهمون العقل وقد يتهمون الأدلة إذا لم توافقهم في الظاهر…وليس كل ما يقضي به العقل يكون حقاً"" ([175]).
ومن هنا فإن الخطاب العلماني حين يتجاهل هذه القوانين والضوابط التي وضعها أهل المقاصد فإنه ليس من حقه أن يتكلم باسم المقاصد ، لأن هذا لون من الهزلية أو المراوغة ، إذ أن الذي ينضوي تحت شعار ليس من اختراعه عليه أن يلتزم بقوانين ذلك الشعار حتى يُعد من أهله ، كما أن من انضم في معمعة من المعامع إلى أهل راية عليه أن يعرف إشاراتهم ومواضعاتهم وقوانينهم ونظامهم حتى لا يقتلونه .(1/486)
لو راعى العلمانيون نظام المقاصد وقواعدها وقوانينها لما خرجوا بارتجالات عبثية ينسبونها إلى دين الله عز وجل وكمثال على ذلك : لو أن نصر حامد أبو زيد تعلم ضوابط المقاصد لما قال بتساوي المرأة مع الرجل في الميراث في هذا العصر انطلاقاً من المغزى فالمرأة على حد قوله كانت لا تعطى شيئاً في الجاهلية ، ثم جاء الإسلام فأعطاها نصف الذكر وهو ما يفهم من ظاهر الآيات وهذا هو المعنى ، أما المغزى فهو تعليم لنا وإشارة أن نعطيها في المستقبل مثل حظ الذكر ([176]) .
لو قرأ ما قاله الشاطبي آنفاً من ""أن سكوت الشارع عن أمر مع وجود داعي الكلام يدل على قصده إلى الوقوف عند حد ما شرع "" ([177]) لما قال ما قال ، ولوقف عند حدود الله سبحانه تعالى ،لأن الشارع لم يترك أي قرينة أو إشارة أو دلالة تفيد المغزى الذي يزعمه ، ولو علم محمد شحرور أن من مقاصد الشارع الأصلية حفظ الأعراض ، وصيانة الأبضاع ، ومن مقاصده التبعية التي تخدم تلك تَصوُّن المرأة وتسترها لما قال بأنه يجوز للمرأة أن تخرج عارية إلا من شريط يستر سوأتها ([178]). وكثير مثل هذا لدى إخوانهم .
ولذلك فإن توظيف المقاصد دون ضوابط أو معايير ما هو إلا وسيلة لهدم الشريعة ، وإقصاء القرآن الكريم عن القيادة والمرجعية ، وتبرير للحلول التي تمليها المناهج الحديثة ، وتمرير للقيم التي تتطلبها المعقولية الحديثة ([179]) . وهو ما يعبر عنه علي حرب بكل صراحة حين يقرر : "" فالقراءات المهمة للقرآن ليست هي التي تقول لنا ما أراد النص قوله ، وإنما التي تكشف عما يسكت عنه النص أو يستبعده أو يتناساه "" ( [180]) . وأيضاً : "" القراءة الخلاقة هي التي تتجاوز المنصوص عليه والمنطوق به "" ( [181]) .
وبذلك يتبين لنا أن الشاطبي لم يحدث قطيعة أبيستمولوجية مع أصول الشافعي كما قال الجابري ([182]) وأيده باروت ([183]) بل هو يترسم خطاه ويبني على قواعده وأصوله، ويعتز باقتفاء أثره .(1/487)
ثانياً - المصالح :
إذا كانت المقاصد التي يُنظر فيها أصلاً إلى مراد الشارع ، ويُتحرى فيها رضاه سبحانه وتعالى أراد العلمانيون أن يجدوا من خلالها مدخلاً للتنصل من المرجعية القرآنية ، فإن المصالح التي يُنظر فيها أصلاً إلى حال الإنسان وما يلائمه وما يصلحه أدعى لأن يبحث فيها هؤلاء الناس عن ذلك المدخل .
إن المشكلة ليست في ضرورة اعتبار المصلحة فالكل متفق على أن المصلحة هي مناط التشريع ، ولكن المشكلة أي مصلحة نعني ؟ ومتى نعد الشيء مصلحة ، ومتى نعده مفسدة ؟ ومتى نعده نفعاً ، ومتى نعده ضرراً ؟ ومتى نعده مصلحة راجحة ، ومتى نعده مصلحة مرجوحة ، ومتى نعده مصلحة حقيقية معتبرة ، ومتى نعده مصلحة وهمية متروكة ([184]) .
وما هو المعيار الذي يحكم المصالح ؟ لأن ما يكون مصلحة لشخص قد يكون ضرراً لشخص آخر ، وما يكون مصلحة لشخص في زمن قد يكون ضرراً له في زمن آخر ؟
ثم المصالح منها ما هو ضروري ومنها ما هو تحسيني ومنها ما هو حاجي ، وقد تتعارض أو تتداخل وقد يدق الفرق فتختلف التقديرات ، فلا بد من وضع هذه الاعتبارات جميعاً في مراعاة المصلحة ، حتى يمكن أن نحقق هذه المصلحة ([185]) . ثم هل النص معيار المصلحة والحاكم عليها ؟ أم المصلحة هي معيار النص والحاكمة عليه ؟ وهل تتعارض المصلحة مع النص ؟ وإذا تعارضت فما الحل ؟
لقد زعم الطوفي أن المصلحة يمكن أن تتعارض مع النص في أمور ما سوى العبادات ، وفي هذه الحالة يجب الأخذ بالمصلحة لأنها قطعية ، وهي المقصودة من سياسة المكلفين ([186]) . ولكن الطوفي "" لم يأت ولا بمثال واحد حقيقي يدل على التعارض الذي افترضه بين النص والمصلحة فبقي رأيه مجرد افتراض نظري "" ([187]) .
ويضرب الدكتور الريسوني ثلاثة أمثلة لدعوى بعض أصحاب الخطاب العلماني بتعارض النص مع المصلحة ويناقشهما مناقشة رصينة ولذا رأيت من الضروري أن ألخصها هنا :(1/488)
المثال الأول : ذهب الرئيس التونسي السابق بورقيبة إلى أن صيام رمضان يسبب تعطيل الأعمال وضعف الإنتاج ودعا العمال سنة 1961م إلى الإفطار حفاظاً على الإنتاج الذي يدخل ضمن الجهاد الأكبر ([188]) .
ثم خرج فيما بعد من يُنظِّر لدعوة الرئيس ويبحث لها عن منافذ مشروعة لكي تتمكن من التسلل إلى ضعاف العقول وضعاف الإيمان فقال عبد المجيد الشرفي بعدم فرضية الصيام وتمحل لذلك بعض الأدلة ([189]) .
فهل الصيام حقاً يتعارض مع مصلحة الإنتاج ، ومصلحة النهوض الاقتصادي ؟
إن الصوم يلغي وجبتين غذائيتين تقعان في وقت العمل هما وجبة الإفطار والغداء ( [190]) والصوم يوفر على الموظفين وقت هاتين الوجبتين، وهو وقت يمكن الاستفادة منه لصالح العمل والإنتاج، ثم إن الصوم يمنع الموظفين عن التدخين ومعلوم أن التدخين يأخذ من صاحبه دقائق متكررة على مدى اليوم كله قد تستغرق ساعة من ساعات العمل . هذا بالإضافة إلى ما يسببه التدخين عموماً من هدر كبير في القدرات والأوقات في غير رمضان بسبب أضراره المادية والصحية والنفسية فلماذا لا يُنظر إلى هذه الآفات التي يخفف منها شهر الصيام . ولماذا لا ينظر إلى الفوائد الروحية والتربوية والسلوكية والصحية التي تعود على المواطنين من الصيام وبالتالي على المصلحة العامة ([191]) .
المثال الثاني : يرى عدد من المعاصرين أن الحجاب لم يعد ملائماً للعصر ، ولا لمكانة المرأة وتحررها واقتحامها لكافة مجالات الحياة العامة من مدراس وجامعات ومعامل وإدارات وأسفار وتجارات ، لأن هذا الحجاب يعوق حركة المرأة ويعرقل مصالحها . ([192]) .
فهل هذه الدعوى صحيحة من جهة تحقق المصلحة أو عدمها ؟
يجيب الدكتور الريسوني :(1/489)
"" إذا تجاوزنا الخطابات المبهمة والشعارات التحديثية ذات التأثير الإشهاري الجذاب ، فإننا لا نجد أي مصلحة حقيقية راجحة يعوقها الحجاب ويفوتها . وأحسب أن الواقع المعيش والمشاهد في العالم كله الإسلامي والغربي أصبح اليوم يشكل أبلغ رد على كل ما يقال عن السلبيات المدّعاة للحجاب ، فلم يعد الحجاب قريناً للجهل والأمية والخنوع والتخلف ، بل أصبح في حد ذاته رمزاً للتحرر والتمسك بالحقوق والمبادئ ، ورمزاً للصمود والمعاناة في سبيلها ، وهي رمزية لم تكن له فيما سلف يوم كان شيئاً عادياً يقبله الجميع ويسلم به الجميع . وهذا فضلاً عن كون ذوات الحجاب يوجدن اليوم بجدارة وكفاءة في كل موقع من مواقع العلم والعمل الراقية المتقدمة ، ولا يختفين إلا من المواقع التي يُمنعن منها أو لا تليق بكرامتهن وخلقهن "" ([193]) .
ثم يضيف د . الريسوني "" إن الحجاب تظهر قيمته ومصلحته اليوم أكثر من أي وقت مضى ، وبيان ذلك أن المرأة اليوم تنجرف مع تيار كاسح يكاد يختزل المرأة وقيمتها ودورها في الجسد المزوّق المنمق المعروض في كل مكان ، والمرأة -على نطاق واسع وعت أو لم تع قصدت أم لم تقصد - واقعة هي أيضاً في فتنة الجسد وفي فتنة اللباس ، أو بعبارة القرآن الجامعة في فتنة التبرج ، وجميع المتبرجات -من حيث يدرين أو لا يدرين – هن عارضات أزياء وعارضات أجسام ، وكثيرات منهم يعشن يومياً - وكلما خرجن إلى العموم - في منافسة استعراضية لا تنتهي في الشوارع والإدارات ، في الشواطئ والمنتزهات ، وفي المدارس والجامعات في المناسبات والحفلات ...(1/490)
وكمن يصب الزيت على النار يقوم عدد لا يحصى من الرجال بالإغراء والتشجيع ، وتقوم مؤسسات تجارية وإعلامية وسياحية بتغذية هذا التوجه وتأطيره والمتاجرة به بشكل مباشر أو غير مباشر ، وهكذا تدخل المرأة - الضحية الأولى في هذا المنزلَق - في دوامة تنحط فيها كرامتها وقيمتها ، وتنحط فيها اهتماماتها وانشغالاتها ، حيث تستهلك قدراً كبيراً من وقتها ومالها ([194]) لتدبير شؤون جسدها ولباسها ومظهرها . والحقيقة أن الذي أصبح يعوق المرأة عن رقيها وتحررها وعن دراستها وعملها ليس هو الحجاب، بل الانغماس في التبرج والتزين، والهواجس الاستعراضية … هذا هو الواقع الرديء الذي تنجرف إليه المرأة انجرافاً يخرج بها - أو يهبط بها - من التكريم إلى التجسيم هو الذي يقف اليوم في وجهه اللباس الإسلامي الذي يمنع المرأة من الانزلاق في المنحدر المذكور، ويمنعها من أن تصبح مفتونة أو فاتنة بجسمها وأعضائها أو بلباسها وحليها ، أو بأصباغها وعطورها، أو بمعاملاتها وعلاقاتها . إن اللباس الجدي الساتر المتعفف المعتدل المتواضع أصبح اليوم ضرورة لوقف انحدار المرأة ، ومساعدتها على الرفع من قيمتها وهمتها ، وعلى استعادة كرامتها وتوازنها وتلك هي المصلحة حقاً "" ([195]) .
المثال الثالث : يرى بعض العلمانيين المتطرفين أن قطع يد السارق من العقوبات المتخلفة البدائية الهمجية التي لا تليق بهذا العصر المتحضر ( [196]) ، ويلجأ آخرون إلى تحريف النص القرآني المتعلق بحد السرقة تحت مسمى التأويل ([197]) ، بينما يختار فريق ثالث أن القطع عقوبة مرتبطة بظروفها التاريخية ، وأنه كان يحقق المصلحة في الظروف العربية البدوية حين نزل النص بسبب عدم وجود السجون ، وعدم إمكانية وجودها في بيئة يعيش أهلها على الحل والترحال ، أما اليوم فلم يبق له ما يسوغه بسبب تغير الحال والظروف ، وتوفر السجون فلم يعد الحد " القطع " يحقق المصلحة المرجوة ([198]) .(1/491)
وأصحاب الاتجاهات الثلاثة مجمعون على أن العقوبة فيها قسوة وعنف من منظورنا المعاصر ، وأن هذه القسوة وهذا العنف إذا كان ملائماً لذلك المجتمع البدوي القاسي ، فإنه لا يليق بالمجتمعات المتحضرة اليوم .
يجيب الدكتور الريسوني بقوله : "" إن العقوبات المنصوصة في الإسلام تتسم بقوة الزجر، وسهولة التنفيذ ، فهي زاجرة إلى أقصى الحدود للجناة ولغيرهم ، ومن حيث التنفيذ لا تكلف ميزانية ضخمة ولا جهازاً بشرياً واسعاً ولا وقتاً طويلاً كما هو الشأن في عقوبة السجن . فإذا جئنا إلى حد السرقة وهو القطع وجدناه محققاً مقصوده ومصلحته بدرجة عالية ، والحق أن مجرد الإعلان عن إقرار عقوبة القطع يؤدي إلى زجر عدد واسع من السراق … وإراحة المجتمع من سرقاتهم ومحاكمتهم وحراستهم وإطعامهم في سجونهم ، ويتحقق هذا بدرجة أوسع وأبلغ حين يُشرَع فعلاً في تنفيذ العقوبة ولو على أفراد معدودين ، فإقرار عقوبة القطع والشروع في العمل بها [ قد ] يخفض جرائم السرقة إلى العشر أو أقل، وهذا هو عين المصلحة وأقصى درجاتها في موضوعنا الذي هو صيانة الأموال وأصحاب الأموال من العدوان والخوف . بقي أن يقال : إن هذه العقوبة شديدة وفادحة وقد أصبح بالإمكان اليوم الاستعاضة عنها بغيرها . وأقول : إن شدة هذه العقوبة تخف وتهون بعدة أسباب : الأول : هو ما تحققه من المصلحة العامة الواسعة مما سبقت الإشارة إليه . والثاني : هو القلة المتزايدة في حالات القطع بمجرد الأخذ به والمضي في العمل به ، والثالث : هو كثرة الشروط التي يلزم توافرها للحكم بالقطع ، وهي شروط مبسوطة في كتب الفقه لا يتسع المجال لذكرها ، ولكن المهم هو أن تلك الشروط تُضيِّق جد اً من الحالات التي يُطبَّق فيها القطع ، والسبب الرابع هو قاعدة " ادرؤوا الحدود بالشبهات "" ([199]) .(1/492)
ثم يضيف د. الريسوني "" ومعنى هذا أننا سنكون أمام مصالح عظمى سيجنيها الأفراد والمجتمع والدولة ومؤسساتها وميزانيتها، مقابل أفراد قلائل سيتضررون بما كسبوه ظلماً وعدواناً . وإذا كان قطع بعض الأيدي يسبب تعطيلاً جزئياً لأصحابها في عملهم وإنتاجهم، فإن في سجن الألوف من السراق لشهور وسنوات تعطيلاً لهم ، يضاف إلى ذلك أن السجن يشكل - في كثير من الحالات - مدرسة ممتازة لتعليم الإجرام، وربط العلاقات بين المجرمين ، فهاتان مفسدتان لا بد من وضعهما في الميزان، فهل إذا نظرنا إلى المسألة من مختلف وجوهها المصلحية - مما ذكرت ومما لم أذكر - يبقى مجال للظن بأن حد السرقة لم يعد ملائماً للمصلحة ولظروفنا الحالية ؟ ""([200]) .
ويمكن أن نضيف هنا أن الرحمة تختلف من فهم إلى فهم ، والعلمانيون الذين يرفضون الحد بدعوى الرحمة يقدمون مصلحة الفرد على مصلحة المجتمع ، وينظرون إلى حال شخص ويغفلون عن حال أمة . إن الطبيب قد يلجأ إلى قطع بعض الأعضاء المريضة في الجسم حتى يسلم الجسم كله من المرض ، والقطع فيه قسوة ، ولكنه يُفعل رحمة بالجسم ، والأب يضرب ولده تأديباً وفي ضربه نوع قسوة، ولكنه يضربه رحمة به لكي يُقوِّم اعوجاجه ، وفي الحياة أمثلة كثيرة لذلك كلها يستفاد منها أن الضرر الأشد والأعم يزال بالضرر الأخف والأخص ، ويُختار دائماً أهون الشرين ، ومثل ذلك حد السرقة يتضرر الفرد – بما جنت يداه - رحمة بالمجموع .(1/493)
ولكن الإشكال كما يبدو ليس في انعدام الرحمة وإنما في أمر آخر يلفت النظر إليه الدكتور الريسوني وهو "" أن هذه العقوبة وما شابهها من العقوبات البدنية المعمول بها في الشريعة الإسلامية ليست مُعتمَدة لدى الدول الغربية المتقدمة ، بل أصبحت في نظر أهلها عقوبات مستهجنة ومستنكرة، إلى درجة أصبح معها عسيراً على كثيرٍ من المسلمين -ومن مثقفيهم خاصة - استساغة هذه العقوبات والنظر إليها بتجرد وعقلانية . ولذلك فأنا يراودني السؤال بعفوية وصدق : ترى لو كانت الدول الأوربية أو بعضها أخذت بعقوبة قطع يد السارق هل كان السياسيون والمفكرون والقانونيون في العالم الإسلامي سيجدون غضاضة أو حرجاً في تبني هذا الحكم وتفهم مصالحه وفوائده ؟ اعتقادي أن الضغط الجاثم على النفوس والعقول له دور حاسم في تكييف النظرة وتوجيهها إلى كثير من القضايا التي استقرت عند العالم الغربي " النموذجي " على نحو مخالف لما في شريعتنا "" ([201]) .
لقد عرضنا هذه النماذج الثلاث التي اختارها د . أحمد الريسوني لصلتها الوثيقة بهذا البحث، ولأنها تتناول مسائل ساخنة وخصوصاً المسألتين الأخيرتين اللتين تمثلان نموذجين لموقف العلمانيين من قضايا المرأة ، ومسائل الحدود بشكل عام ، ولأن النقاش أيضاً اتجه إلى تحقيق مناط الحكم وهو محل الخلاف في أغلب الأحيان بين الإسلاميين والعلمانيين المعتدلين على الأقل ([202]) . بل إن النقاش اتجه إلى تحقيق المناط الخاص ( [203]) للقضايا المذكورة وصلتها بالواقع المعيش اليوم ، وهي قضية في غاية الأهمية يجب أن لا نتغافل عنها .
بقي أن نشير إلى أن أستاذنا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ذكر للمصلحة خمسة ضوابط :
الأول : اندراجها ضمن مقاصد الشرع .
الثاني : عدم معارضتها للكتاب .
الثالث : عدم معارضتها للسنة .
الرابع : عدم معارضتها للقياس .
الخامس : عدم تفويتها مصلحة أهم منها .(1/494)
وكل واحد من هذه الضوابط يحتاج إلى شرح وتفصيل ليس هنا محله ( [204]) .
ثالثاً – الضمير :
يرى عبد المجيد الشرفي أنه كلما كان التناغم بين ضمير المسلم وواقعه قائماً أدى الدين دوراً إيجابياً وكلما انفصل أحدهما عن الآخر كان الدين مجرد تعبير عن الأمل والحنين ([205]) . ذلك لأن ضمير المسلم هو الحكم الأول في مدى الاستجابة للتوجيه الإلهي وعلى ذلك "" فلا يضير المسلم أن لا يرى فيما فرض من تفاصيل العبادات والمعاملات متى وجدت وهي قليلة جداً سوى أثراً لمقتضيات الاجتماع في عصر الرسول وفي البيئة الحجازية "" ([206]) .
والسؤال الذي يرد هنا هو نفس السؤال الذي ورد أثناء الحديث عن المقاصد ما هو الضمير ؟ هل هو الضمير العام ؟ أم الضمير الخاص ؟ أقصد هل هو الضمير الجماعي أم الضمير الفردي ؟ وهل هو الضمير بالمعنى الفلسفي أم هو الضمير الشعوري النفسي الذي يتجلى في الشعور بالراحة والرضا ؟ وعلى كل الأحوال فالضمير هنا ليس له مفهوم محدد متفق عليه بين الباحثين أو الفلاسفة أو الناس عموماً فهو مفهوم غائم ملتبس مختلف من شخص إلى آخر وليس له معايير يمكن أن تضبطه أو توجهه .
إن الارتياح النفسي المتمثل في القبول بما هو سائد في المجتمع من أعراف وهو ما يسميه التناغم أو التلاؤم مع العصر لا يدل على الصدق إلا على المستوى النفسي السطحي من السلوك المباشر الخالي من امتحان الضمير الذي هو شرط كل التزام خلقي ، فلا بد من التناسق العقلي بين المبادئ والالتزام والاستعمال العملي للعقل الذي يقتضي التحرر من الدوافع النفسية والاستناد إلى القواعد الشكلية في نقد العقل العملي كما أشار" كانط " والتي تشترط لقبول قواعد السلوك التحرر من الدوافع النفسية .(1/495)
إن الضمير كما يتبادر معناه من استخدام الخطاب العلماني يجعل السلوك أمراً كيفياً ولا يبقى أي من الناس أمام مسؤولية خارج عن تصوراته الشخصية ، المهم أن يكون مرتاح النفس لسلوكه وكم من المجرمين ليسوا مرتاحين فقط لارتكاب جرائمهم بل يشعرون بالنشوة والسعادة ويفلسفون تصرفاتهم ([207]) .
ولو افترضنا أن طرح المؤلف لقضية الضمير مقبول فهل يمكن لصدق الأمس أن يطابقه صدق الغد إذا كانت علامة الصدق هي الراحة النفسية ؟ وهل هناك تقلب يفوق هذا النوع من الضمير وهل يمكن بناء قواعد أخلاقية ثابتة أو التزام خلقي على ذلك ؟ ثم إذا كان هذا هو المعيار فإن من يعيب عليهم تصورهم للدين وآلية أدائه هم الأكثر راحة للضمير بل لا يعيشون أي قلق اتجاه رفض الواقع لهم فلهم واقعهم الخاص يتناغمون معه إن الضمير الذي يعبر عنه المؤلف ضمير ساذج وهو في حقيقته قناع للهروب من التكاليف وتبعات الأحكام ([208]) .
رابعا : المنهج : لقد عرضنا الرؤية الحاج حمدية للمنهج من واقع نصوصه وهي لا تحتاج إلى تعقيب في ضوء الهدف الذي يرمي إليه هذا البحث . ومثله المنهج العشماوي فكلاهما ينطوي في معنى المقاصد والمصالح وينسحب عليهما ما قلناه فيهما.
خامساً - أفعال سيدنا عمر :
لقد عرضت بإيجاز بعض كلمات العلمانيين فيما يخص اجتهادات الفاروق رضي الله عنه لأن هناك دراسات كثيرة تعالج هذا الموضوع نكتفي بالإحالة إليها ( [209]). كما أن مناقشتها تنطوي في كثير من صورها تحت معنى المقاصد ، وتحقيق المناط .
الخاتمة :(1/496)
لقد رأينا كيف أن الكلمات التمجيدية التي تُقال في حق القرآن الكريم من قبل أقطاب الخطاب العلماني لا تعدو كونها رشوة للضمير الإسلامي لكي يستعد لتقبل الحد من دائرة الحاكمية القرآنية للنشاط الإنساني والحياة الإنسانية ، والسبيل الذي سلكه إلى هذه الغاية هو إبراز المفهوم الشائع في ترثنا الأصولي وهو المقاصد أو المصالح أو بعض المرادفات الأخرى والتشبث به كنظام منهجي للتفكير والاستنباط بدلاً من نظام اللغة المحنط حسبما يرى هذا الخطاب .
ولكن المشكل أن الخطاب العلماني يتجاهل أن قضية المقاصد قضية جوهرية في الفكر الأصولي منذ لحظاته الأولى ، وأن الاتفاق قائم بين الخطابين الأصولي قديماً وحديثاً من جهة ، والعلماني من جهة ثانية حول مركزية المقاصد وأهميتها ، ولكن هذا الاتفاق حول هذه النقطة بالذات لم يثمر على الصعيد الفكري والعملي ، لأن الإجابة على الأسئلة المهمة في هذه القضية محور خلاف شديد بين الخطابين الإسلامي والعلماني ، لأن كل خطاب تنبع إجاباته من همومه وإشكالياته .
- فما هي المقاصد ؟
- ومقاصد من ؟
- وكيف يتم الوصول إليها ؟
ثلاثة أسئلة جوهرية والإجابة عنها لا يمكن أن تنفصم عن القضايا الكبرى التي تؤرق الإنسان منذ أن وجد على ظهر هذه الأرض . فالخطاب الإسلامي لا يبت في هذه الأسئلة إلا من خلال الأبعاد الغيبية " الميتافيزيقية " المقترنة في الوقت ذاته بالبعد الحياتي المعرفي والعملي المنظور ، ولا يمكن للخطاب الإسلامي وهو يجيب عن الأسئلة السابقة أن يحيد إيمانه بما وراء المادة ، أو أن يكف عن تطلعه إلى المستقبل الآخر بعد هذه الحياة .
ولذلك فالمقاصد بنظره هي تلك التي تحقق له التوازن بين آفاقه الحياتية القريبة المعاشة وآماله أو رجاءاته الغائبة ، بين عالمه المنظور الذي يعيشه ويمارسه ؟، وبين العالم الآخر الذي ينتظره وسيعيشه .(1/497)
ومن هنا يبحث الخطاب الإسلامي في الوحي عن مرادات الخالق عز وجل ومقاصده لأنه هو [ الذي خلق فسوى ، والذي قدر فهدى ] وهو الذي خلق الإنسان ويعلم [ ما توسوس به نفسه ] ولذلك فهو أدرى بما يصلحه وينفعه في عاجله وآجله .
ولكي يصل الإنسان إلى مقاصد الخالق عز وجل لا بد أن يفهم خطابه ، ولكي يفهم خطابه لا بد أن يكون ضليعاً في لغة هذا الخطاب ، ومن هنا جاءت الإشارة مراراً في القرآن الكريم للتأكيد على هذه اللغة والتمنن بها على أهلها ، وحين انطلق الأصوليون من قوانين اللغة ونظامها البياني لم يكن ذلك إلا ترسماً للهدي القرآني ، وتمثلاً لتوجيهاته ، ولم يكن ذلك بنزعة عنصرية أو شعوبية كما يحلو للبعض أن يقول .
أما في الخطاب العلماني فإن المقاصد هي تلك التي تحقق للإنسان التواءم مع واقعه الذي يعيشه أياً كان هذا الواقع ، ولعلها تلك التي تستجيب للمعقوليات والضمائر الحديثة ، وتُصالح الإنسان مع المجتمع الذي يعيش فيه أياً كان هذا المجتمع ، وبذلك يخرج الإنسان من دائرة الغربة إلى فضاء الانسجام، ويتخلى عن استراتيجية الرفض والممنوع ، والحلال والحرام [ ذهنية التحريم ] ([210]) لينخرط في دوامة الحياة كما هي بدون تشنج أو تردد ، وينفرط نظام خصوصيته ، وقوام شخصيته في عولمتها الصاخبة الجارفة .
ومن هنا فإن الحديث عن مقاصد الله عز وجل في النص أمر بعيد المنال ، وخارج حدود الوسع البشري ، ولذلك يجب التوجه للبحث في النص عن مقاصد القارئ أو المتلقي ، أو بعبارة أخرى عن تبرير لمقاصده . إن القرآن الكريم يقول كل شيءٍ ولا يقول شيئاً بنظر الخطاب العلماني، أي لا يقول شيئاً يحد من إرادة الإنسان، ويقول كل شيءٍ يبرر أهواءه ورغباته وقناعاته . ولكي يُقوّل القرآن ذلك يتم حشد كل الوسائل الممكنة من فلسفات ، ومناهج لسانية ، وبنيوية ، وتفكيكية دون اعتبارٍ لقائل النص أو لغته أو حضارته أو مقاصده .(1/498)
وفي هذه الحالة لم تعد هناك حاجة للنص أصلاً إلا حين يستدعى ليكون غطاءً للتبرير ، ورداءً للمشروعية ، لقد تحول النص كما أراد الخطاب العلماني فعلاً إلى أيديولوجية تسويغية أو تسويقية وظيفتها تكريس حاكمية الإنسان في هذا الكون .
وبذلك يبدو لنا أن المفاهيم الأصولية المعلنة كالمقاصد والمصالح والمغزى ليست إلا شعارات مُفرَغة من مضامينها يراد لها أن تحقق غايات فكرانية ([211]) مسبقة تم الاتفاق عليها في الخطاب العلماني ، ويُتوَسَّل في تمريرها إلى العقل الإسلامي بأن تُقنع بأردية إسلامية . في حين أن المقاصد في ميزان الإسلام تابعة للنص وخاضعة له ولكل توابعه كالسنة والإجماع والقياس والاستحسان وغير ذلك ، بالإضافة إلى كونها محكومة برؤية أخروية غيبية ، أما في الخطاب العلماني فإن المقاصد عبارة عن الأهواء والأغراض والشهوات وكل ما يحقق للإنسان دنيويته المحضة .
الهوامش :
([1]) الهرمينوطيقا مصطلح يراد به التأويل أو فن قراءة النصوص والفنون ولكنه أصبح يُعنى بالبراعة الاستدعائية أو الاستيحائية من خلال التأمل في النصوص أو الأعمال الفنية المختلفة وأصبح القارئ يبتعد جداً عن النص الأصلي معتمداً على ما يسميه امبرتو إيكو " التوالد الإيحائي " أو " التناظر والانتقال المزيف " . ومن هنا أردت أن ألفت نظر القارئ إلى الصلة بين الهرطقة والهرمينوطيقا بجامع القراءة المزيفة للنصوص في كليهما . كتبت في ذلك مبحثاً في أطروحتي للدكتوراة بعنوان " العلاقة بين العلمانية والغنوصية " .(1/499)
([2]) انظر : محمد عابد الجابري في مواطن كثيرة من كتابه " بنية العقل العربي " على سبيل المثال ص 61 - 64 ، 550 ، 551 ، 564 ، 543 ومحمد الطالبي " أمة الوسط " ص 137 ، 126 وله أيضاً " عيال الله " ص 143 ، 144 ومحمد جمال باروت " الاجتهاد : النص لواقع المصلحة " ص 96 / 97 وعبد المجيد الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 80 ، 66 محمد أركون " تاريخية الفكر " ص 170 وحسن حنفي " حوار المشرق والمغرب " ص 36 . والمراد بمقاصد الشريعة : الغاية منها ، والأسرار التي وضعها الشارع عند كل حكم من أحكامها . انظر : د . أحمد الريسوني " نظرية المقاصد عند الشاطبي " ص 6 .
([3]) انظر : حسن حنفي " حوار المشرق والمغرب " ص 195 وانظر : الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 309 ، 310 ومحمد جمال باروت " الاجتهاد : النص الواقع المصلحة " ص 161 ، 162 ، 138 ، 105 ، 133 ونوال السعداوي " المرأة والدين والأخلاق " ص 52 وانظر : نصر حامد أبو زيد " الخطاب والتأويل " ص 207 .
([4]) انظر : الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 61 ، 8 وطيب تيزيني " الإسلام والعصر " ص 24 ، 26 وحسين أحمد أمين " دليل المسلم الحزين " ص 146 ، 147 والصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 32 .
([5]) انظر: الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 5 وانظر : المنصف بن عبد الجليل " في قراءة النص الديني " ص 39 .
([6]) انظر : عبد المجيد الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 72 ، 73 ، 195 .
([7]) انظر : العشماوي " أصول الشريعة " ص 178 ، 117 ، 113 وله أيضاً " جوهر الإسلام " ص 36 ، 15 .
([8]) انظر : العشماوي " أصول الشريعة " ص 180 و" جوهر الإسلام " ص 18 – 21 .
([9]) انظر : طيب تيزيني " الإسلام والعصر " ص 105 ، 148 .
([10]) انظر : أنور خلوف " القرآن بين التفسير والتأويل والمنطق العقلي " ص 34 .
([11]) أركون " تاريخية الفكر " ص 103 .(1/500)
([12]) طيب تيزيني " النص القرآني " ص 184 .
([13]) أركون " القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني " ص 124 والنص للمترجم هاشم صالح .
([14]) الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 183 .
([15]) العشماوي " جوهر الإسلام " ص 17 ، 18 .
([16]) انظر : الجابري " بنية العقل " ص 63 .
([17]) الجابري " بنية العقل " ص 37 وانظر : مبروكة الشريف جبريل " الخطاب النهضوي .. " ص 311 .
([18]) السابق ص 547 .
([19]) الجابري " بنية العقل " ص 58 .
([20]) انظر : السابق ص 562 .
([21]) انظر : الجابري " بنية العقل " ص 539 ، 552 ، 551 ، 550 .
([22]) انظر : السابق ص 547 .
([23]) انظر : الجابري " بنية العقل " ص 538 وأركون " تاريخية الفكر " ص 170 " وطيب تيزيني " النص القرآني " ص 422 " ونصر حامد أبو زيد " الخطاب والتأويل " ص 201 ومحمد جمال باروت " الاجتهاد والنص لواقع المصلحة " ص 112 .
([24]) انظر : نصر حامد " الخطاب والتأويل " ص 201 .
([25]) الجابري " بنية العقل " ص 502 وانظر : أحمد الريسوني "نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي " ص 262 – دار الكلمة – المنصورة – مصر – الطبعة الأولى – 1997 م ، 1418هـ .
([26]) انظر : محمد جمال باروت " الاجتهاد النص الواقع المصلحة " ص 112 .
([27]) انظر : الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 80 .
([28]) انظر : آسيا المخلبي " مبحث التأويل في الفكر العربي المعاصر نصر حامد نموذجاً " ص 54 .
([29]) عنوان كتاب نصر حامد أبو زيد " الإمام الشافعي وتأسيس الإيديولوجية الوسطية " – دار سينا – القاهرة .
([30]) أبو زيد " الإمام الشافعي وتأسيس الإيديولوجيا الوسطية " ص 26 ، 27 ، 29 – طبعة القاهرة 1992 وانظر : د . عمارة " التفسير الماركسي للإسلام " ص 91 .
([31]) السابق ص 101 وانظر : د . عمارة " التفسير الماركسي " ص 92 .
([32]) أركون " تاريخية الفكر " ص 73 .
([33]) السابق ص 213 .(1/501)
([34]) انظر : نصر حامد أبو زيد " النص السلطة ، الحقيقة " ص 212 .
([35]) أبو زيد " الإمام الشافعي وتاسيس الأيديولوجيا الوسطية " ص 68 – نسخة دار سينا وانظر : رفعت فوزي عبد المطلب " نقض كتاب نصر حامد ودحض شبهاته " ص 110 .
([36]) العشماوي " معالم الإسلام " ص 153 ، 155 ، 109 و د . عمارة " سقوط الغلو العلماني " ص 105 .
([37]) أركون " تاريخية الفكر " ص 297 .
([38]) انظر الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 11 .
([39]) سورة التغابن آية :12 .
([40]) بلعيد " القرآن والتشريع " ص 276 .
([41]) أركون "نافذة على الإسلام " ص 99 .
([42]) الجابري " بنية العقل " ص22 وله : " تكوين العقل " ص 106 .
([43]) الجابري " تكوين العقل العربي " ص 105 .
([44]) انظر : عبد المجيد الشرفي " لبنات " ص 143 .
([45]) انظر : محمد شحرور " نحو اصول جديدة " ص 111 وعبد الهادي عبد الرحمن " سلطة النص " ص 184 ، 185 ومحمد جمال باروت " الاجتهاد الواقع المصلحة " ص 83 ، 82 .
([46]) انظر : محمد جمال باروت " الاجتهاد : النص الواقع المصلحة " ص 290 . انظر : الطوفي " رسالة في رعاية المصلحة " ص23 . تحقيق د. أحمد عبد الرحيم السايح – الدار المصرية اللبنانية ط1 / 1413هـ 1993م .
([47]) رسالة الطوفي في رعاية المصلحة ص 45 وانظر : باروت السابق ص 103 .
([48]) انظر : الطوفي السابق ص 45 وباروت " السابق " ص 103 .
([49]) انظر : الطوفي السابق نفسه .
([50]) الطوفي السابق ص 44-46 وانظر : باروت " الاجتهاد : النص ، الواقع ، المصلحة " ص 104 .
([51]) انظر : باروت " السابق " ص 105 .
([52]) الطوفي " رسالة في رعاية المصلحة " ص 47 .
([53]) انظر : العشماوي " الإسلام السياسي "ص 191 .
([54]) انظر : حسن حنفي " حوار المشرق والمغرب " ص 195 .
([55]) انظر : نوال السعدواي " المرأة الدين الأخلاق " ص 52 .
([56]) الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 310 .(1/502)
([57]) حاج حمد " العالمية الإسلامية الثانية 2 / 332 وانظر :بو هراوة . محمد سعيد " البعد الزماني والمكاني وأثرهما على التعامل مع النص الشرعي " ص 99 . دار الفجر – الأردن .د.ت و د.ط .
([58]) حاج حمد " العالمية الثانية " 2 / 334 و " البعد الزماني " ص 99
([59]) انظر : حاج حمد " العالمية الثانية " 258 .
([60]) السابق 257 .
([61]) يشير إلى كتاب محمود طه " الرسالة الثانية من الإسلام " .
([62]) حاج حمد " العالمية الثانية " ص 257 .
([63]) حاج حمد " العالمية الثانية " ص 250 .
([64]) حاج حمد " منهجية القرآن المعرفية " ص 22 ، 23 و " البعد الزماني " ص 129 .
([65]) انظر : العالمية الثانية ص 291 ، 294 .
([66]) انظر العالمية الثانية ص 278 ، 279 .
([67]) انظر : الجابري " وجهة نظر " ص 57 – 60 وانظر : حسين أحمد أمين " دليل المسلم الحزين " ص 146 ، 147 .
([68]) سورة المائدة آية : 48 .
([69]) انظر : حاج حمد " العالمية الثانية " ص 249 .
([70]) انظر : السابق 378 ، 279 .
([71]) العشماوي " معالم الإسلام " ص 61 ، 62 ، 279 ، 281 .
([72]) العشماوي " أصول الشريعة " ص 108 ، 109 وانظر : د . عمارة " سقوط الغلو العلماني " ص 222 .
([73]) انظر : العشماوي " أصول الشريعة " ص 178 .
([74]) انظر : العشماوي " أصول الشريعة " ص 117 " وانظر له : " جوهر الإسلام " ص 15 ، 13 .
([75]) انظر : " العشماوي " أصول الشريعة " ص 113 وانظر له : " جوهر الإسلام " ص 21 .
([76]) انظر : العشماوي " جوهر الإسلام " ص 39 ، 18 ، 19 .
([77]) انظر : السابق ص 36 .
([78]) انظر : السابق ص 18 ، 19 ، 15 .
([79]) انظر : السابق ص 21 .
([80]) انظر : السابق نفسه .
([81]) انظر : السابق ص 42 ، 47 .
([82]) انظر : العشماوي " أصول الشريعة " ص 117 .
([83]) انظر : السابق 119 .
([84]) انظر : السابق ص 122 ، 124 .
([85]) انظر : السابق ص 123 .(1/503)
([86]) انظر : " الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 198 .
([87]) نقلاً عن عبد الرزاق هوماس " القراءة الجديدة في ضوء ضوابط التفسير " ص 86 ، 179 "ويحيل إلى مصدر لأركون باللغة الفرنسية.
([88]) انظر : بلعيد " القرآن والتشريع " ص 32 .
([89]) انظر : عبد المجيد الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 61 ، 60 .
([90]) انظر : السابق : ص 5 .
([91]) انظر : السابق ص 195 .
([92]) انظر : السابق ص 8 .
([93]) حسين أحمد أمين " دليل المسلم الحزين " ص 146 ، 147 .
([94]) انظر : " العالمية الثانية " ص 271 .
([95]) انظر : القمني " رب الزمان " ص 43 .
([96]) انظر : حسين أحمد أمين " حول الدعوة إلى تطبيق الشريعة " ص 205 ، 206 .
([97]) انظر : القمني " رب الزمان " ص 237 .
([98]) انظر : محمد جمال باروت " الاجتهاد : النص والواقع المصلحة " ص 136 ، 137 .
([99]) انظر : فتحي القاسمي " العلمانية وانتشارها شرقاً وغرباً " ص 193 .
([100]) انظر : القمني " الفاشيون والوطن " ص 214 ، 215 ، 89 .
([101]) انظر : الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 24 ، 47 ، 309 .
([102]) انظر : عبد الهادي عبد الرحمن " سلطة النص " ص 52 .
([103]) انظر : طيب تيزيني " النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة " ص 219 .
([104]) انظر : أنور خلوف " القرآن بين التفسير والتأويل والمنطق العقلي " ص 25 ، 65 .
([105]) انظر : طيب تيزيني " النص القرآني " ص 375 .
([106]) انظر : نائلة السليني " تاريخية التفسير القرآني " ص 80 .
([107]) انظر : حسين أحمد أمين " حول الدعوة إلى تطبيق الشريعة " ص 27 .
([108]) انظر : نصر حامد أبو زيد " مفهوم النص " ص 117 وانظر : آسيا المخلبي " مبحث التأويل في الفكر العربي المعاصر نصر حامد أبو زيد نموذجاً "ص 55 – جامعة نواكشوط – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – قسم الفلسفة – بحث لنيل الشهادة المتريز في الفلسفة 1994 ، 1995م .(1/504)
([109]) انظر : العشماوي " الإسلام السياسي " ص 48 و" أصول الشريعة " ص 139 .
([110]) أعني بالمجازفة والارتجال معنى واحداً هو إطلاق الأحكام ، وإكثار الكلام بدون أي أدلة أو براهين .
([111]) الشاطبي " الموافقات " 1 / 26 دار المعرفة – بيروت –ط1 / 1415 هـ 1994م تحقيق د . عبد الله دراز . وانظر د . أحمد الريسوني " نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي " ص 253 – دار الكلمة – المنصورة – مصر ط 1 / 1997 ، 1418 هـ .
([112]) الموافقات 1 / 23 وانظر : د. الريسوني " نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي " ص 253 .
([113]) انظر : د. الريسوني " نظرية المقاصد " ص 254 .
([114]) السابق نفسه .
([115]) السابق ص 256 .
([116]) السابق ص 254 ، 257 .
([117]) السابق 259 .
([118]) انظر : د . الريسوني " السابق " ص 24 – 46 .
([119]) انظر : السابق ص 32 .
([120]) انظر : د . أحمد الريسوني " نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي " ص 253 فما بعد وانظر د : طه عبد الرحمن " تجديد المنهج في تقويم التراث " ص 97 فما بعد – المركز الثقافي العربي – بيروت الدار البيضاء ط 2 / د ، ت . وانظر : د . عبد الرحمن إبراهيم كيلاني " قواعد المقاصد عند الإمام الشاطبي " دار الفكر – دمشق و أيضاً : حمادي العبيدي " الشاطبي ومقاصد الشريعة " منشورات كلية الدعوة الإسلامية – طرابلس .
([121]) الجابري " بنية العقل العربي " ص 540 وانظر : باروت " الاجتهاد : النص الواقع المصلحة " ص 107 مناظرة مع د.الريسوني
([122]) د. الريسوني " الاجتهاد النص الواقع والمصلحة " ص 151 .
([123]) انظر : الشاطبي " الموافقات " 1 / 26 . بل إن الشاطبي خلافاً لكثير من العلماء كان لا يأخذ الفقه إلا من كتب الأقدمين ولا يرى لأحدٍ أن ينظر في هذه الكتب المتأخرة . انظر : الموافقات 1 / 86 .
([124]) الإمام الشافعي " الرسالة " ص 20 – بيروت – دار الكتب العلمية د . ت .(1/505)
([125]) انظر : " الرسالة للإمام الشافعي " ص 21 ، 22 .
([126]) الشاطبي " الموافقات " 3 / 333 – .
([127]) الشاطبي " الموافقات 3 / 339 .
([128]) انظر : السابق 3 / 331 –332 .
([129]) السابق 3 / 335 .
([130]) انظر : الموافقات 1 / 78 وانظر : د . طه عبد الرحمن " تجديد المنهج في تقويم التراث " ص 117 و انظر : عبد الإله إحسيني " ضوابط السياسة الشرعية " بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا – شعبة الدراسات الإسلامية – جامعة الحسن الثاني – المحمدية – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ابن مسيك المغرب ، إشراف د : عقى النماري 1420 هـ 1999 م .
([131]) الشاطبي " الموافقات " 1 / 36 .
([132]) الشاطبي " الاعتصام " 1 / 45 . تصحيح الشيخ محمد رشيد رضا - مطبعة المنار بمصر لا توجد أي بيانات إضافية .
([133]) الشاطبي " الاعتصام " 1 / 50 .
([134]) الشاطبي " الاعتصام " 1 / 52 – 53 .
([135]) سورة يوسف آية : 2 .
([136]) سورة الشعراء آية : 195 .
([137]) الشاطبي الموافقات 2 / 375 .
([138]) الشاطبي " الموافقات " 2 / 376 - 377 وانظر : الرسالة للإمام الشافعي ص 51 -52 والريسويني " نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي ص " 235 ، 236 .
([139]) الشاطبي "الموافقات " 4 / 667 .
([140]) الموافقات " 4 / 485 وانظر : د. الريسوني " نظرية المقاصد " ص 236 .
([141]) الشاطبي " الاعتصام " 2 / 293 .(1/506)
([142]) الإمام الشاطبي " الموافقات " 4 / 485 . جمهور الأصوليين على أن المجتهد لا يشترط فيه التبحر في العربية إلى درجة أئمة العربية وإنما يشترط فيه القدر الذي يمكنه من فهم الكتاب والسنة قال الإمام الغزالي "" والثاني : معرفة اللغة والنحو على وجه يتيسر له فهم خطاب العرب وهذا يخص فائدة الكتاب والسنة ... والتخفيف فيه أنه لا يشترط أن يبلغ درجة الخليل والمبرد وأن يعرف جميع اللغة ويتعمق في النحو بل القدر الذي يتعلق بالكتاب والسنة "" المستصفى 2 / 351 – 352 . واشترط الآمدي أن يكون "" عالماً باللغة والنحو ، ولا يشترط أن يكون في اللغة كالأصمعي وفي النحو كسيبويه والخليل بل أن يكون قد حصل من ذلك على ما يعرف به أوضاع العرب والجاري من عاداتهم في المخاطبات .. "" الإحكام في أصول الأحكام 4 / 142 . واشترط أبو الحسين البصري "" أن يعلم المستدل ما وضع له الخطاب في اللغة وفي العرف وفي الشرع ليحمله عليه ... "" المعتمد للبصري 2 / 358 . وسياق كلام البصري يبدو منه أنه لا يشترط التبحر في العربية .
([143]) انظر " الموافقات 1 / 41 وانظر : د . الريسوني " السابق نفسه .
([144]) الإمام الشافعي "الرسالة " ص 50 .
([145]) الإمام الشافعي " الرسالة " ص 51 - 52 وانظر : بو هراوة " البعد الزماني " ص 48 .
([146]) انظر : الرازي " المحصول " 1 / 275 .
( [147]) لقد تناولت ذلك في أسس التأويل كما يراها الخطاب العلماني في مبحث مستقل في أطروحتي للدكتوراة .
([148]) التورخة اشتققتها من التوريخ وهو لفظ رديف لكلمة تأريخ فيقال تأريخ وتوريخ راجع لابن منظور " لسان العرب " مادة أرَّخ و ورَّخ . وكذلك في القاموس المحيط . والخطاب العلماني يستخدم كلمة أرخنة وهي وإن كانت متداولة في الكتابات العلمانية والأركونية خصوصاً بكثرة إلا أن الأقرب إلى الأصل اللغوي كما أرى هي كلمة تورخة أو تأرخة .فيقال تورخة النص أو تأرخة النص .(1/507)
([149]) انظر : " الموافقات " 1 / 80 و د. الريسوني " نظرية المقاصد " ص 277 .
([150]) انظر : الموافقات 2 / 585 والاعتصام 2 / 135 ونظرية المقاصد " ص 275 .
([151]) انظر : الموافقات 2 / 586 .
([152]) انظر : الموافقات 2 / 469 و 455 .
([153]) انظر : الموافقات " 1 / 299 .
([154]) انظر : الموافقات 1 / 300 .
([155]) انظر : الموافقات " 1 / 266-268 .
([156]) انظر : الموافقات 2 / 427 .
([157]) انظر : الموافقات 2 / 429 .
([158]) انظر : الموافقات 2 / 457 .
([159]) انظر : الموافقات 1 / 310 .
([160]) راجع ص 307 .
([161]) انظر : الزركشي " البرهان " 2 / 17 – دار المعرفة – بيروت 1972 / ط 3 .
([162]) الموافقات 2 / 667 ، 3 / 111 ، 112 ، 114 و انظر : د. الريسوني نطرية المقاصد " ص 277 .
([163]) سورة البقرة آية :183 .
([164]) سورة البقرة آية : 205 .
([165]) سورة البقرة آية : 188 . انظر : ابن عاشور " مقاصد الشريعة الإسلامية " ص 21 و د. الريسوني " نظرية المقاصد " ص 130 .
([166]) انظر : ابن عاشور " السابق " ص 21 أيضاً .
([167]) الموافقات 2 / 668 .
([168]) الموافقات 1 / 37 .
([169]) انظر : الموافقات 2 /681- 683 والاعتصام 1 / 361 .
([170]) انظر : الموافقات 1 / 29 ، 30 و 2 / 322 ، 362 ، 364 و د. الريسوني " نظرية المقاصد " ص 245 .
([171]) انظر : ابن عاشور " مقاصد الشريعة الإسلامية " ص 20 – الشركة التونسية للتوزيع والنشر – تونس – الشركة الوطنية للكتاب – الجزائر د ، ط / د ، ت .
([172]) الموافقات 2 / 371 - 373 وانظر : هراوة " البعد الزماني " ص 60 .
([173]) الشاطبي " الموافقات " 3 / 12 .
([174]) الموافقات 3 / 7 - 9 وانظر : هراوة " البعد الزماني ص 60 .
([175]) الشاطبي : " الاعتصام " ص 1 / 184 – 185 .
([176]) انظر : نصر حامد " نقد الخطاب الديني " ص 223 ، 225 .(1/508)
([177]) انظر : الشاطبي " الموافقات " 2/ 681 – 682 .
([178]) انظر : محمد شحرور " الكتاب والقرآن ، قراءة معاصرة " ص 606 ، 607 .
([179]) انظر : عبد الرحمن حللي " استخدام المناهج الحديثة في دراسة الإسلام قراءة في كتاب الإسلام بين الرسالة والتاريخ لعبد المجيد الشرفي " مجلة الحياة الثقافية – ص 46 عدد 129 السنة 26 نوفمبر 2001 تونس .
([180]) انظر : علي حرب " نقد النص " ص 20 .
([181]) السابق ص 21 .
([182]) انظر : د. الجابري " بنية العقل " ص 540 .
([183]) انظر : محمد جمال باروت " الاجتهاد : النص ، الواقع ، المصلحة " ص 107 .
([184]) انظر : د. أحمد الريسوني "الاجتهاد : النص الواقع المصلحة " ص 33 .
([185]) انظر : السابق ص 36 ، 37 .
([186]) انظر : الطوفي " رسالة في رعاية المصلحة " ص 44- 45 .
([187]) انظر : الريسوني " الاجتهاد : النص، الواقع، المصلحة " ص 38 .
([188]) انظر : الريسوني " الاجتهاد : النص الواقع المصلحة " ص 39 وانظر : د . القرضاوي " التطرف العلماني في مواجهة الإسلام " ص 144 ، 145 وانظر : محمد الهادي مصطفى الزمزمي " الإسلام الجريح " ص 48 ، 49 .
([189]) انظر : كتابه " لبنات " 165 فما بعد وكتابه " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 64 .
([190]) وكثيراً ما راجعنا الموظفين في مثل هذه الأوقات فنجدهم إما يأكلون وإما يشربون الشاي وتجد مكاتب العمل والأوراق قد أصبحت طاولات طعام وشراب واختلطت أضابير المواطنين بلفائف السندويش والفول والطعمية .
([191]) انظر : الريسوني " الاجتهاد ، النص والواقع المصلحة " ص 39 ، 41 .(1/509)
([192]) المراد بالحجاب في هذا السياق هو اللباس الذي تستر به المرأة جسدها ما عدا الوجه والكفين وقد يراد به بالذات غطاء الشعر . في سنة 1915م صدرت مجلة بعنوان " السفور " رئيس تحريرها عبد الحميد حمدي كان هاجسها الأساسي هو محاربة الحجاب انظر : زكي نجيب محمود " وجهة نظر " ص 90 ثم كثر دعاة السفور فكان في مصر سلامة موسى يقول : "" فقد نزل الحجاب بالمرأة من مستوى الإنسان إلى حضيض الحيوان ... حيوان المغاور الذي يعيش في الظلام "" سلامة موسى " اليوم والغد " ص 30 ويقول : "" والحق أننا الآن بواسطة هذا الحجاب نعيش في العالم وكأننا في محجر بمثابة المجذومين لا يمسهم أحد "" سلامة موسى====" اليوم والغد " ص 31 . وفي تونس الطاهر الحداد انظر كتابه " امرأتنا بين الشريعة والمجتمع " ص 32 ، 33 ، 182 ، 184 ثم في ليبيا الصادق النيهوم انظر كتابه " محنة ثقافة " ص 86 و "كتابه الإسلام في الأسر " ص 61 وكتابه " إسلام ضد إسلام " ص 209 ثم من المعاصرين في سوريا محمد شحرور انظر كتابه " الكتاب والقرآن قراءة معاصرة " ص606 ، 607 وكتابه " نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي " ص 47 ، 365 ، 366 ، 354 ، 341 وفي مصر : نوال السعداوي تحارب الحجاب في كل كتبها انظر : " المرأة الدين الأخلاق " ص 28 والعشماوي : انظر كتابه " حقيقة الحجاب وحجية الحديث " ص 29 ، 30 ، 71 ، 79 ، 80 و" معالم الإسلام " ص 124 ، 125 وحسين أحمد أمين انظر كتابه " حول الدعوة إلى تطبيق الشريعة " ص 64 ، 67 ، 68 فما بعد والشرفي انظر كتابه " الإسلام بين الرسالة التاريخ " ص 108 .
([193]) انظر : الريسوني " الاجتهاد النص الواقع المصلحة ص 43 .(1/510)
([194]) يعترف الخطاب العلماني بأن السفور يسبب هدراً كبيراً من المال بسبب دخول النساء في منافسات استعراضية على الماكياج والزينة وأزياء الموضة المختلفة وإذا كان بعض العلمانيين يعترفون بذلك ليبرروا ازدياد ظاهرة الحجاب فإننا نقول هنا : إن هذا التبذير الذي يؤدي إليه السفور وحده يؤكد أن المصلحة مع الحجاب والحجاب مع المصلحة ، أما ما يزعمه عزيز العظمة من أن تنامي عدد المحجبات في دمشق سببه الرغبة في التخلص من مصاريف الموضة فهو مسألة أخرى ليس هنا مكان مناقشتها . انظر : عزيز عظمة " العلمانية تحت المجهر " ص 182 . وهو نفس الزعم الذي يردده العشماوي عندما يرى أن العامل الاقتصادي هو العامل الأساسي في ازدياد عدد المحجبات بسبب التكاليف الباهظة لعمليات تصفيف الشعر . انظر له : " حقيقة الحجاب وحجية الحديث " ص 31 .
([195]) الريسوني " الاجتهاد والنص الوقع المصلحة " ص 44 ، 45 . هل يمكن لعاقل أن يتصور أن المصلحة في أن تكشف المرأة عن كل جسدها ما عدا شريط يستر سوأتها كما يخبص شحرور ؟ ! انظر : " الكتاب والقرآن قراءة معاصرة " ص 606 – 607 .
([196]) انظر : عزيز العظمة " العلمانية تحت المجهر " ص 190 .
([197]) انظر :د. محمد شحرور " نحو أصول جديدة " ص 99 ، 103 حيث يؤول القطع بالكف أي كفوا أيديهما عن السرقة بالسجن مثلاً وحسين أحمد أمين " حول الدعوة إلى تطبيق الشريعة " ص 44 حيث ينقل عن عبد العزيز فهمي باشا القول بأن قطع يد السارق معناه قطعه عن السرقة بتوفير العيش الكريم له ، ولكن أمين يرفض ذلك ويرى أن عقوبة القطع تاريخية أي تناسب ذلك العصر فقط انظر ص 44 ، 47 .
([198]) انظر : د. محمد عابد الجابري " وجهة نظر " ص 57 – 60 وحسين أحمد أمين المرجع السابق الصفحة نفسها . والصادق بلعيد " القرآن والتشريع " ص 199 .(1/511)
([199]) ((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْرَءُوا الْحُدُودَ عَنْ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنْ كَانَ لَهُ مَخْرَجٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ فَإِنَّ الْإِمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ نَحْوَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ وَكِيعٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ نَحْوَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ وَرِوَايَةُ وَكِيعٍ أَصَحُّ وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُ هَذَا عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ وَيَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ الدِّمَشْقِيُّ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْكُوفِيُّ أَثْبَتُ مِنْ هَذَا وَأَقْدَمُ )) . سنن الترمذي – كتاب الحدود عن رسول الله – باب ما جاء في درء الحدود – رقم 1344 . ((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْفَعُوا الْحُدُودَ مَا وَجَدْتُمْ لَهُ مَدْفَعًا )) . سنن ابن ماجة – كتاب الحدود – باب الستر على المؤمن ودفع الحدود بالشبهات – رقم 2535 .
([200]) الريسوني " الاجتهاد والنص الواقع المصلحة " ص 47 - 49 .
([201]) السابق ص 49 .(1/512)
([202]) قد يعترض هنا بأنني قلت : بأنه لا توجد علمانية معتدلة فأقول : يمكن أن نقترح تفريقاً : بين علمانية كاملة ، وعلمانية ناقصة ، والعلمانية الكاملة تتمثل في الزندقة والإلحاد ، والعلمانية الناقصة تتمثل في تأثر بعض المسلمين بالفكر العلماني دون الانخراط فيه إلى النهاية .
([203]) المناط الخاص مصطلح لا يكتفي فيه المجتهد بتحقيق المناط بصفة عامة وإجمالية وتنزيل الأحكام والتكاليف على من هم داخلون تحت عموم مقتضياتها ، وإنما ينظر في الحالات الفردية التي تخص كل مكلف ويقدر خصوصياتها وما يليق بها ويصلح لها مراعياً في المكلف الظروف الخاصة التي يراها فيه . انظر : الشاطبي " الموافقات " 4 / 470 – 471 . و د . الريسوني " الاجتهاد النص الواقع المصلحة " ص 65 .
([204]) انظر : د . محمد سعيد رمضان البوطي " ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية " ص 107 فما بعد . ونحيل هنا أيضا إلى الكتب التالية التي تعالج قضية المصلحة بشكل شافٍ كافٍ : - المصلحة في الشريعة الإسلامية د . مصطفى زيد . و " أصول التشريع الإسلامي " الأستاذ علي حسب الله . و "نظرية المصلحة في الفقه الإسلامي " حسين حامد حسان .
([205]) انظر : د. عبد المجيد الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 47 .
([206]) السابق ص 61 .
([207]) انظر : عبد الرحمن حللي " استخدام المناهج الحديثة في دراسة الإسلام . قراءة في كتاب " الإسلام بين الرسالة والتاريخ لعبد المجيد الشرفي " ص 54 - 55 مقال في مجلة " الحياة الثقافية العدد 129 السنة 26 نوفمبر . 2001 م تونس .
([208]) انظر : السابق نفسه .(1/513)
([209]) انظر : د . محمد بلتاجي " منهج عمر بن الخطاب في التشريع " – مكتبة الشباب ط 2 / 1418 هـ 1998 م " عمر بن الخطاب حياته على أدبه " د . علي أحمد الخطيب عالم الكتب – بيروت ط 1 / 1406 هـ 1986 م " فقه عمر موازناً بفقه أشهر المجتهدين " د . رويعي بن راجح الرحيلي . " الأصول النظرية لفقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه " عبد الفتاح برزوق . رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا – جامعة الحسن الثاني المحمدية – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ابن مسيك ، إشراف د : عقى النماري " 1420 هـ 1999 م شعبة الدراسات الإسلامية تخصص الفقه والأصول .
([210]) عنوان كتاب لصادق جلال العظم .
([211]) كلمة فكرانية مصطلح استخدمه د. طه عبد الرحمن وهو بديل لكلمة أيديولوجية .
---
يوسف حميتو
02-26-2006, 11:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الأستاذ الدكتور أحمد الطعان : والله لقد أعلمتم وأفحمتم ، وأشكر لك هذه الكلمات التي تنم عن علم جم ومعرفة حقيقية بخطاب المفترين والدجاجلة من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، والفهم المقاصدي الذي ينادي به الجابري والرهان المقاصدي الذي يراهن عليه لا ينبني على مصداقية علمية ، ذلك أنه ليس فهما للشاطبي بقدر ما هو جهل بالإمام الشافعي على الجميع رحمة الله ، وأزيدك أخرى أن الخطاب الجابري هنا في المغرب بدأ يتلاشى وأصبح متجاوزا حتى بين العلمانيين أنفسهم ، فإذا كان على الأقل الدكتور الجابري يحاول بقدر ما إما حقيقة أو توهيما النظر في التراث الفقهي والأصولي والتعامل معه من خلال منطلقه الشخصي ، فإن تيارا كبيرا من العلمانيين أصبحوا يصنفون الجابري ضمن دائرة جديدة أطلقوا عليها ما يسمى بالسلفية العلمانية وهومصطلح متداول بينهم شفهيا وليس لللإستعمال العلمي كما يقولون هنا ..
أعانكم الله وتقبلوا فائق التقدير .
---
أحمد الطعان
02-26-2006, 12:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/514)
شكراً لك أخي الكريم يوسف وبارك الله فيك ...
نعم هو بنظرهم سلفي لأن العلمانيين يدركون التقية التي يتذرع بها عدد كبير من أقطاب الخطاب العلماني ... ولذلك فالمتطرفون منهم لا يقبلون أي عنصر من عناصر المهادنة إنهم يريدون رفضاً كاملاً ونسفاً ونسخاً لا يبقي ولا يذر ... وإلا فالوصم بالسلفية - لأنها وصمة بنظرهم - سيكون حليف الجابري وأمثاله ..كما زعم علي حرب بشأن الجابري وأبو زيد وغيرهم
والسلام .
---
أبو عبد المعز
04-30-2006, 03:56 PM
هذا الموضوع الذي تفضل الأخ د. أحمد بطرحه يستحق العناية والاهتمام.....
مع الأسف لم يعلق عليه-إلى الآن- إلا أخ فاضل واحد..
المؤامرة عظيمة جدا والتلبيس في المقاصد شديد......
ومصطلح مقاصد من أكثر المصطلحات دورانا في خطاب كل المناوئين للقرآن....ويتخذ عندهم ذريعة وحاكمة على الشريعة:فحديث النبي صلى الله عليه وسلم غير مقبول لأنه يعارض المقاصد....والمستحدث البدعي مقبول لأنه لا يعارضها..
هؤلاء يريدون إلغاء الشريعة بطريقة مهذبة جدا..... بالمقاصد.
ولو كان الشاطبي رحمه الله حيا ورأى صنيعهم لتبرأ منهم.
ولو كلن ابن القيم رحمه الله حيا لرأى في "مقاصدهم" طاغوتا خامسا.
باختصار الفرق بين مقاصدنا ومقاصدهم كالفرق بين الاسلام والزندقة.
شكرا مرة أخرى للدكتور أحمد الطعان....فقد أدرك بحسه المسلم مصدرا من الشرعظيما..وياليت إخواننا يفيدوننا في هذا الباب.
---
أحمد الطعان
04-30-2006, 08:19 PM
جبر الله خاطرك أخي أبا عبد المعز وبارك فيك ....
لا يستطيع أن ينكر أي واحد منا أنه يعجبه ويثلج صدره اهتمام الآخرين به وبكتاباته ولكن علينا جميعاً أن نسعى لتصفية نوايانا من الشوائب والأدغال ...
وأنا أعذر الإخوة لعدم تعقيبهم فالمشاغل كثيرة وأن كثيراً ما أمر على بحوث قيمة وأكتفي بقرائتها بسرعة ولا أجد الوقت للتعقيب ...(1/515)
ولكن أهيب بالإخوة الذين يجدون من الوقت ما يمكنهم من إثراء النقاش والتعقيب أن يبادروا لذلك لأن ذلك يشجع الباحثين فلا تستهينوا بذلك ياإخوتي جزاكم الله خيراً ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/516)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب القراءة من حسن الصوت من عادة الأخيار والمتعبدين وعباد الله الصالحين
---
طلب القراءة من حسن الصوت من عادة الأخيار والمتعبدين وعباد الله الصالحين
---
أبومجاهدالعبيدي
10-28-2005, 06:09 AM
قال النووي رحمه الله في المجموع : ( يسن تحسين الصوت بالقراءة , للأحاديث الصحيحة المشهورة فيه ... ويسن طلب القراءة من حسن الصوت والإصغاء إليها ; وهذا متفق على استحبابه , وهو عادة الأخيار والمتعبدين وعباد الله الصالحين . وفي الصحيحين { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود , اقرأ علي القرآن فإني أحب أن أسمعه من غيري , فقرأ عليه من سورة النساء حتى بلغ { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } . والآثار فيه كثيرة مشهورة ) .
قال ابن العربي المالكي رحمه الله عند ذكره للمسائل التي دل عليها قول الله تعالى : ? وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ? (سبأ:10) :(1/517)
( المسألة الثانية : وفيه دليل الإعجاب بحسن الصوت , وقد روى عبد الله بن مغفل قال : { رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به , وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع , ويقول آه } , واستحسن كثير من فقهاء الأمصار القراءة بالألحان والترجيع , وكرهه مالك . وهو جائز { لقول أبي موسى للنبي عليه السلام : لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا } ; يريد لجعلته لك أنواعا حسانا , وهو التلحين , مأخوذ من الثوب المحبر , وهو المخطط بالألوان . وقد سمعت تاج القراء ابن لفتة بجامع عمرو يقرأ : { ومن الليل فتهجد به نافلة لك } . فكأني ما سمعت الآية قط . وسمعت ابن الرفاء وكان من القراء العظام يقرأ , وأنا حاضر بالقرافة : فكأني ما سمعتها قط . وسمعت بمدينة السلام شيخ القراء البصريين يقرأ في دار بها الملك : { والسماء ذات البروج } فكأني ما سمعتها قط حتى بلغ إلى قوله تعالى : { فعال لما يريد } فكأن الإيوان قد سقط علينا . والقلوب تخشع بالصوت الحسن كما تخضع للوجه الحسن , وما تتأثر به القلوب في التقوى فهو أعظم في الأجر وأقرب إلى لين القلوب وذهاب القسوة منها . وكان ابن الكازروني يأوي إلى المسجد الأقصى , ثم تمتعنا به ثلاث سنوات , ولقد كان يقرأ في مهد عيسى فيسمع من الطور , فلا يقدر أحد أن يصنع شيئا طول قراءته إلا الاستماع إليه . وكان صاحب مصر الملقب بالأفضل قد دخلها في المحرم سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وحولها عن أيدي العباسية , وهو حنق عليها وعلى أهلها بحصاره لهم وقتالهم له , فلما صار فيها , وتدانى بالمسجد الأقصى منها , وصلى ركعتين تصدى له ابن الكازروني , وقرأ : { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } فما ملك نفسه حين سمعه أن قال للناس على عظم ذنبهم عنده , وكثرة حقده عليهم : { لا تثريب عليكم(1/518)
اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } . والأصوات الحسنة نعمة من الله تعالى , وزيادة في الخلق ومنة . وأحق ما لبست هذه الحلة النفيسة والموهبة الكريمة كتاب الله ; فنعم الله إذا صرفت في الطاعة فقد قضي بها حق النعمة . )
---
عبدالرحمن الشهري
10-29-2005, 11:59 PM
جزاك الله خيراً يا أبا مجاهد على هذه النادرة .
وقد مر معي أثناء قراءتي للبداية والنهاية لابن كثير وصفه لكثير من المترجمين والقراء بحسن الصوت ، وذكره لقصص من هذا الباب. ومن ذلك قوله في ترجمة محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة :(أبو بكر الأدمي صاحب الألحان كان حسن الصوت بتلاوة القرآن ، وربما سمع صوته من بُعدٍ في الليل. وحج مرة مع أبي القاسم البغوي ، فلما كانوا بالمدينة دخلوا المسجد النبوي ، فوجدوا شيخا أعمى يقص على الناس أخباراً موضوعة مكذوبة ، فقال البغوي: ينبغي الإنكار عليه. فقال له بعض أصحابه: إنك لست ببغداد يعرفك الناس إذا أنكرت عليه ، ومن يعرفك هنا قليلٌ ، والجمع كثير، ولكن نرى أن تأمر أبا بكر الأدمي فيقرأ.
فأمره فاستفتح ، فقرأ ، فلم يتم الاستعاذةَ حتى انجفل الناسُ عن ذلك الأعمى وتركوه ، وجاؤا إلى أبي بكر ، ولم يبق عند الضرير أحد ، فأخذ الأعمى بيد قائده وقال له : اذهب بنا فهكذا تزول النعم) وفي هذا دلالة على حسن صوته ، وجماله. ونسأل الله الإخلاص لنا ولجميع المسلمين ، فإن كثيراً من القراء ذوي الصوت الحسن ، يكثر عليهم الناس ، ويجتمع ورائهم خلائق لا يحصون ، مما قد يكون مدخلاً للشيطان عند بعضهم عصمهم الله ووفقهم ، وقد شهدت وصليت وراء عدد من أولئك القراء المتقنين ذوي الأصوات الحسنة ، وإن لتجد للقرآن لذة ورائهم ، لما للصوت الحسن من التأثير في تدبر القرآن ، والإنصات له. وقد ذكر ابن كثير في ترجمة القارئ السالف أنه (رآه بعضهم في المنام فقال له : ما فعل الله بك ؟
قال : وقفني بين يديه ، وقاسيت شدائد وأهوالا.(1/519)
فقلت له : فتلك القراءة الحسنة ؟ وذلك الصوت الحسن؟ وتلك المواقف ؟
فقال : ما كان شيء أضر علي من ذلك ؛ لأنها كانت للدنيا.
فقلت: إلى أي شيء انتهي أمرك ؟
فقال : قال الله عز وجل : آليت على نفسي أن لا أعذب أبناء الثمانين).
أسأل الله للجميع التوفيق والقبول في هذه الليالي المباركة (العشر الأواخر من رمضان 1426) .
---
(1/520)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يملك قائمة بوفيات المفسرين
---
من يملك قائمة بوفيات المفسرين
---
بحيرة البجع
12-02-2003, 02:21 AM
الأخوة الأفاضل من يملك قائمة بوفيات المفسرين
فليزودني بها . جزاه الله خيرا
---
فهد الوهبي
12-02-2003, 02:25 PM
الأخ الفاضل بحيرة البجع فهذه بعض الأسماء أغلبها للمفسرين جمعتها لما رأيت من حاجتي إليها ( علماً بأنها لم تكتمل بعد ) أرجو أن تنتفع بها :
1. أبو المظفر السمعاني ( ت: 489 هـ ).
2. أبو حيان (ت: 745 هـ ).
3. أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي (ت: 880 هـ) صاحب اللباب .
4. الأزهري (ت:370هـ)
5. الآلوسي (ت: 1270هـ).
6. الأمين ( ت : 1393هـ ).
7. ابن أبي العز الحنفي ( ت : 792 هـ ) .
8. ابن أبي العز الحنفي (ت:792هـ ).
9. ابن الأثير (ت: 606 هـ) . صاحب النهاية .
10. ابن الأعرابي ( ت : 231 هـ )
11. ابن الجوزي ( ت : 597 هـ ).
12. ابن السكيت (ت: 244هـ)
13. ابن القيم ( ت: 752 هـ ).
14. ابن النجار (ت: 972هـ) .
15. ابن جرير الطبري( ت: 310 هـ ).
16. ابن جزي الكلبي ( ت: 741هـ ).
17. ابن حزم ( ت: 456 هـ ).
18. ابن دريد( ت: 321 هـ ).
19. ابن عباس ( ت : 68هـ ).
20. ابن عرفة المالكي( ت: 803 هـ ).
21. ابن عطية (ت: 481 هـ).
22. ابن فارس (ت: 395 هـ) . صاحب معجم مقاييس اللغة .
23. بدر الدين الزركشي صاحب البرهان ( ت: 794هـ ).
24. البغوي (ت: 516هـ).
25. بن قتيبة (ت: 276 هـ) صاحب تفسير غريب القرآن .
26. البيضاوي ( ت : 691هـ ) قاله السبكي والأسنوي وقال ابن كثير توفي 685هـ .
27. الثعلبي المالكي (ت: 875هـ يتاكد) صاحب جواهر القرآن .
28. الجصاص( ت: 370 هـ ).
29. جمال الدين القاسمي (ت: 1322هـ) .
30. الخازن ( ت: 725 هـ ).
31. الخازن (ت: 725 هـ) .
32. الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 175هـ) .(1/521)
33. الرازي ( ت : 606هـ ) .
34. الزجاج أبو إسحاق إبراهيم بن السري (ت: 311هـ) صاحب معاني القرآن .
35. الزمخشري( ت: 538 هـ ).
36. السرخسي( ت: 490 هـ ).
37. السعدي ( ت : 1367هـ ).
38. السمرقندي (ت: 375 هـ) صاحب التفسير .
39. السمين الحلبي (ت: 756هـ) .
40. السيوطي ( ت : 911 هـ ).
41. الشاطبي (ت: 790 هـ)
42. الشافعي ( ت : 204هـ ).
43. شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت : 728 هـ ).
44. الصاحب إسماعيل بن عباد (ت: 385 هـ) .
45. الصّغاني (ت: 650هـ) .صاحب العباب الزاخر .
46. الطوفي ( ت : 716هـ ).
47. عبد الله بن يحيى بن المبارك الزيدي (ت: 237هـ) صاحب غريب القرآن وتفسيره .
48. عطاء ( ت : 114 هـ ).
49. علاء الدين البخاري ( ت: 730هـ ).
50. الكافيجي ( ت: 879 هـ ).
51. لأبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي (ت: 210هـ) صاحب مجاز القرآن .
52. لابن دريد (ت: 321هـ) .
53. لنشوان بن سعيد الحميري (ت: 573هـ) صاحب شمس العلوم .
54. محمد الطاهر بن عاشور ( ت: 1393 هـ ).
55. محمد بن عثيمين ( ت: 1421 هـ ).
56. المنتجب الهمداني( ت: 643 هـ ).
57. النحاس (ت: 338هـ) . صاحب معاني القرآن .
58. النسفي ( ت: 710هـ ).
59. النووي( ت: 676 هـ ).
60. اللالكائي ( ت : 418 هـ ).
61. البربهاري ( ت : 329 هـ )
---
عبدالرحمن الشهري
12-02-2003, 07:54 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم فهد الوهبي ، فأنت سباق لكل فضيلة وفقك الله.
منذ مدة طويلة عملت قائمة مرتبة بوفيات المفسرين أضعها أمامي في المكتبة ، ولكنني فقدتها كملف مطبوع ، فهممت بإعادة طباعتها يوم رأيت سؤال الأخ الكريم ، وإذا بك قد أتحفتنا بالجواب فجزاك الله خيراً.
---
بحيرة البجع
12-03-2003, 02:09 AM
الأخ فهد
جزاك الله كل خير , وبارك فيك
شكرا أخي الفاضل على ما قدمت ، وفقك المولى لكل ما يحب ويرضى
أخوك أبو عائشة
---
أبو بيان
12-03-2003, 04:07 AM(1/522)
* شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري - حفظه الله ووفقه -
هل في وقتك متسع - وبدون كلفة - لتزويدنا بالقائمة المذكورة وبغيرها مما يفيد أي باحث في الرسائل العلمية , ولك منا جميل الثناء وصالح الدعاء .
---
فهد الوهبي
12-03-2003, 02:39 PM
جزاك الله خيراً أخي الشيخ عبد الرحمن وزادك الله علماً وخلقاً ...
وأضم صوتي للأخ أبي بيان ونحن بانتظار المسرد الذي عملته ..
أخوك
---
عبدالرحمن الشهري
07-22-2004, 02:02 AM
الوقت يمر ولم أستطع إكمال القائمة كما كنت أريد ، فقلت : أضعها بين أيديكم أيها الإخوة الفضلاء ، ونتعاون جميعاً في إكمالها في هذا الملتقى حتى تقارب الكمال فننتفع بها جميعاً.
وهي قائمة بها فيما أحسب 170 مفسراً مرتبة حسب تاريخ الوفاة ، وقد كتبت بها اسم الشهرة للمفسر ، ثم أتبعته باسمه الثلاثي ليتعرف عليه من يريد البحث في ترجمته في كتب التراجم ، ثم تاريخ الولادة ، ثم تاريخ الوفاة ، ثم تركت خانة لعمره الذي عاشه لمن أراد. علماً أن بعض التواريخ اجتهادية لعدم تحديدها في كتب التراجم. ولم أقم بترقيم الأعلام لأنه سيتغير الترتيب عند الإضافة. ومن أجل ترتيب الأعلام حسب تاريخ الوفاة قمت بتظليل عمود تاريخ الوفاة ثم ذهبت لقائمة جدول ، ثم فرز ، ثم تصاعدي . ويجب القيام بهذه العملية بعد إضافة أي مفسر جديد ليتم وضعه في مكانه الصحيح.
وأرجو من الإخوة الفضلاء جميعاً ممن يجدون في وقتهم متسعاً ، أن يتفضلوا بإكمالها والتعاون في ذلك لنخرج في النهاية بقائمة وافية.
قائمة بوفيات المفسرين (http://tafsir.org/books/open.php?cat=100&book=937)
---
أبو بيان
07-29-2004, 11:07 AM
الشيخ المفضال/ عبد الرحمن الشهري
شكر الله لك ، وعفا عنك.
---
عبدالرحمن الشهري
07-30-2004, 09:33 PM
حياك الله أبا بيان وشكراً لك لدعائك.(1/523)
هناك خطأ في تاريخ وفاة سعيد بن جبير رحمه الله . حيث كتبت 110 والصواب 95 هـ . ولم أذكر عبدالله بن مسعود وتاريخ وفاته 32هـ . وما بقي أكثر . لكن لعلها تصلح كنواة لما سيقوم به من يريد إتمام المعروف . وصدق المتنبي :
وما كل هاوٍ للجميل بفاعلٍ * وما كل فعالٍ له بمتممِ !
لكن ضيق الوقت حال بيني وبين الإتمام ! وهو قد قال في البيت الآخر :
ولم أر في عيوب الناس عيباً * كنقص القادرين على التمام
فأراحني بهذا لأنني لست من القادرين ، وهو عاب القادرين .
---
صالح الدرويش
08-01-2004, 03:06 AM
فضيلة الشخ : عبدالرحمن الشهري وقنا الله وإياه من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
شكر الله لك هذا الجهد الطيب ولا حرمك الله الأجر وأسأله أن يضع عنك الوزر ، ونتمى إن كان عندك ملفات أخرى فيها بعض الفوائد أو الأمور المتعلقة بهذا العلم الجليل غرار ما قمت به من تاريخ الوفيات أن تتحفنا بها .
---
مساعد الطيار
08-01-2004, 03:42 AM
الإخوة الكرام
من أفضل كتب تراجم المفسرين ؛ إن لم يكن أفضلها كتاب ( معجم المفسرين ) للأستاذ عادل نويهض ، وفيه فهرس كامل بوفيات المفسرين ، فمن كان عنده الكتاب ، ولديه متسع من الوقت أو كانت لديه القدرة على الاستفادة من أحد الناسخين لنسخ وفيات المفسرين من هذا الكتاب ، فإنه سيكون مغنيًا للباحثين عن وفيات المفسرين .
---
عبد العزيز الخزيم
10-02-2005, 07:02 AM
تفضلتم يا شيخنا أبا عبد الملك ببيان ميزة هذا الكتاب ،فهلا زدتم الأمر لنا بيانا؟
---
مساعد الطيار
10-02-2005, 07:51 AM
أخي الكريم عبد العزيز حفظك الله
الترجمة العلمية فنٌّ معروف ، ولها طريقة قل من يسلكها من الباحثين ، وقد اعتمد عادل نويهض في كتابه معجم المفسرين على هذا ، وسار على الطريقة الآتية :
1 ـ ذكر اللقب المشهور للمؤلف ، وبجواره سنة ولادته ووفاته إن وجدتا .
2 ـ ذكر اسم المؤلف ونسبه .
3 ـ ذكر كنيته .(1/524)
4 ـ ذكر لقبه أو البلد الذي ينتسب إليه .
5 ـ ذكر العلم الذي اشتهر به ؛ كقولك : الفقيه المحدث المفسر ...
6 ـ الإشارة الموجزة إلى أهم ما في حياته ، وذكر مذهبه ، مع ذكر أبرز شيوخه وتلاميذه ، .
7 ـ ذكر مؤلفاته
(فائدة : ويحسن هنا أن تذكر المؤلفات التي تختصُّ بتخصصك ، فإن كنت تترجم لعلم له مشاركة في أكثر من فن ، فالأولى أن تشير إلى الكتب التي كتبها في التفسير أو علوم القرآن ، أما إغفالها فهو نقص في الترجمة ) .
8 ـ ذكر وفاته .
9 ـ ذكر مراجع ومصادر الترجمة لمن أراد أن يستزيد ، وذلك في الحاشية .
هذا هو المهيع الغالب الذي سار عليه عادل نويهض في كتابه النفسير والمفسرون ، وقد جاء في جزئين مع مستدرك ملحق بآخر الجزء الثاني .
والكتاب ليس فيه تطويل بما لا يحتاجه من يريد الترجمة للمؤلف ، كما فعل بعضهم .
وما يضاف إلى مزايا الكتاب ما يأتي :
1 ـ أنه رتب العلماء حسب الترتيب الألفبائي ، ويذكر عند كل حرف قائمة بأسماءالعلماء وألقابهم وكناهم التي اشتهروا بها ، مع ذكر سنة وفاتهم ، وعند ذكر الألقاب والكنى يذكر الاسم الكامل لترجع إليه في مكانه من حرفه الذي يبتدئ به ، فعلى سبيل المثال يذكر في حرف الهمزة :
ابن أصبغ = قاسم بن أصبغ 340هـ
الأصبهاني = محمد بن علي 414هـ .
الخ في جميع الأحرف التي ذكرها .
2 ـ وضع فهرسًا لكتب التفسير ، وذكر أمام كل كتاب مؤلفه .
3 ـ وضع فهرسًا بأسماء المفسرين الذين ترجم لهم ، ولم يكتف بكون كتابه مرتبًا على الأباء ، خصوصًا أنه قد استدرك بعض الأسماء ، فحسُن وضع هذا الفهرس.
---
عبد العزيز الخزيم
10-03-2005, 09:29 AM
بارك الله في علمكم،ما أفضل طبعات الكتاب؟
وماذا عن وفرته في المكتبات؟
وماذا عن المؤلف؟!
(وعذرا على الإثقال)
---
الميموني
10-03-2005, 03:06 PM
جهد مفيد و تشكرون عليه
و هذه تنبيهات كتبتها على عجل:(1/525)
- ذكرتم من أصحاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أربعة يضاف إليهم عبد الله بن مسعود و قد نبهتم عليه، و يمكن أن يضاف غيره ...
- ذكرتم زيد بن علي بن الحسين: ت: 120 هـ.
و تركتم ممن هو مثله بل و أعلى طبقة منه من جهة الوفاة و اللقي أو أولى ههنا ذكرا لتعلقه بالتفسير : كزيد بن أسلم و طاووس اليماني و يزاد أيضا الربيع بن أنس :
( 139هـ ) فله تفسير.
و ذكرتم أبان بن تغلب( 141هـ) . و لعمري إنّ في معاصريه لجماعة أحق منه بالذكر.
-ذكرتم سيبويه إمام النحاة و ليس له كتاب مستقل في معاني القرآن أو علومه مع كونه ذكر في الكتاب معاني آيات كثيرة و أعرابها و على هذا فيدخل جماعة كثيرون
لم تذكروهم ... فلا حاجة لذكره
يضاف للقائمة جماعة لهم تصانيف في التفسير من المشهورين:
و من طبقة سفيان بن عيينة الهلالي (ت: 198هـ ) وكيع بن الجراح: (ت : 197هـ أو 198هـ ) شيخ علي بن المديني وأحمد و ابن معين فله من الكتب التفسير مشهور . و سعيد بن منصور ...
في القرن الثالث و الرابع و الخامس و السادس و السابع و الثامن جماعات كثيرة لهم تصانيف في التفسير لم يذكروا و بعضهم له خصوصية بكونه ممن له شهرة في زمانه بعلم التفسير. منهم الحسين بن الفضل المروزي: (ت: 280هـ) ثم الطحاوي: ( أبو جعفر أحمد بن محمد : ( ت: 321 ) و آخرون …. ثم أبو بكر ابن مردويه ثم ابنُ كرامة الجشمي المعتزلي صاحب التهذيب شيخ الزمخشري مخطوط:" ت: ( 494هـ ) ثم أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري: ت: ( 514هـ ) و تاج القراء محمود الكرماني صاحب غرائب التفسير و عجائب التأويل مطبوع: (ت: 504هـ ) إن لم أكن واهما في وفاته وله متشابه القرآن مطبوع.
والإيضاح في التفسير لأبي القاسم اسماعيل الأصفهاني الحنبلي (ت535هـ) حقق منه "من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة المائدة و من كتب الحنابلة في التفسير رموز الكنوز طبع من آل عمران (وفاته: على ما أذكر : 661هـ. )(1/526)
وهو مخطوط لكنه و الذي قبله ممن يقل النقل عنهم جدا في التفاسير المتداولة .
و تفسير العلامة المحدث الفقيه صاحب تاريخ سمرقند نجم الدين عمر النسفي الحنفي :( ت: 537هـ ) التيسير في التفسير محقق رسائل جامعية. اطلعت على مخطوطته و هو نفيس
و تفسير السجاوندي صاحب كتب الوقف و الاببتداء و اسم كتابه : عين التفاسير محقق أيضا رسائل علمية اطلعت على مخطوطته وهو نفيس . و غيرهم.
ثم إنّ في التفاسير المخطوطة أو المحققة كرسائل جمهرة طيبة لم تذكر كتفسير الحوفي و غيره.
وأما المفقودة المذكورة في تراجم العلماء فكثيرة جدا.
وكذلك المذكورة في بطون الكتب ككتاب الإمام المعافى الجريري (ت: 395هـ ) وهو الحافظ المفسر الفقيه له: البيان في علوم القرآن.
- و أخيرا فقولكم في العنوان : ( وأصحاب الدراسات القرآنية) لا حاجة إليه فلو حذف لأنه تعميم يدخل عليكم بسببه المصنفون المشهورون في الناسخ و المنسوخ و في علم الوقف و الابتداء و غيره و في هؤلاء كثرة إلا إن أردتم الالتزام بذلك ..
وفي رأي المتواضع ينبغي أن يكون العنوان:
( قائمة بوفيات المشهورين من المفسرين )
ثم ينبّه في أول القائمة أنه أُدخل معهم بعض المشهورين من المصنفين في علوم القرآن و إن لم يكن لهم تفاسير و أنه تم التركيز على من يكثر ترداد أسمائهم في كتب التفسير لا على كل من صنف في التفسير لكثرة المخطوط و المفقود في ذلك فإذا اتسعت القائمة و أريد أن تشمل عامة المفسرين فحينئذ فليحذف هذا التنبيه.
و أنبه هنا على أن فضيلة الشيخ: د/ عبد الرحمن الشهري صاحب القائمة –جزاه الله خيرا- قد نبّه هو على أن في القائمة إعوازا و نقصا طلبا التعاون في تتميمه .
---
مرهف
10-04-2005, 02:16 PM(1/527)
ذكر في الوفيات أن ابن عادل توفي سنة 880 هـ وهذا التأريخ غير صحيح فقد ذكره الدكتور الشايع اعتماداً على أحد النسخ الخطية أنها نسخت في هذا العام وقال أنه حي في هذا التاريخ ولكن الراجح والله أعلم أنه توفي في القرن الثامن الهجري وغالباً في منتصفه أي حوالي 750 هـ وإذا تيسر الأمر سأبين ذلك في دراسة مختصرة وجزاكم الله خيراًوأرى أن نسخ كتاب نويهض وجعله في ملف وورد ونشره في الموقع مع استدراك عليه في ملف آخر أفضل والله أعلم
---
(1/528)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن نزول القران ؟؟؟؟؟
---
سؤال عن نزول القران ؟؟؟؟؟
---
ابو حنيفة
03-02-2005, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم شغلني سؤال تردد في ذهني كثيرا وهو أن الله قد أنزل القران مرتين مرة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا والمرة الثانية من السماء الدنيا على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا علىالحوادث والوقائع وهذا معلوم لكن بالنسبة الى أسماء السور هل نزلت معها؟ أم أن تسمية السور جاءت بعد ذلك عند جمع القران؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
03-03-2005, 02:07 AM
أخي الكريم
أولاً : قولك : ( والمرة الثانية من السماء الدنيا على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا علىالحوادث والوقائع وهذا معلوم ) فيه نظر ، وقد سبق أن بينته بالتفصيل هنا : مسائل مهمة في نزول القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=371)
وأما أسماء السور ففيها تفصيل ، كما أن فيها خلافاً : هل هي توقيفية أم اجتهادية ؟
وبإمكانك الرجوع إلى كتاب البرهان للزركشي لمعرفة المزيد حول هذه المسائل . وهذا رابط له صلة بالموضوع : كيف تم تسمية سور القرآن الكريم في المصحف وكيف تم ترتيبها؟ (http://216.239.59.104/search?q=cache:Vzmr91p8poAJ:www.islamweb.net/php/php_arabic/ShowFatwa.php%3Flang%3DA%26Id%3D9138%26Option%3DFa twaId+%22%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1+%D8%A7%D9% 84%D8%B3%D9%88%D8%B1&hl=ar)
---
(1/529)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ملكة الاستشهاد واستحضار الآيات ( وقفة وحكاية )
---
ملكة الاستشهاد واستحضار الآيات ( وقفة وحكاية )
---
خالد الباتلي
01-20-2004, 09:35 PM
ملكة الاستشهاد واستحضار الآيات ( وقفة وحكاية )
يعد الاستحضار والانتزاع من القرآن في موضوع ما ؛ ملكة قلّ من يتقنها حتى من حفاظ القرآن ، وقد رأينا بعض المشايخ تميز بهذه الصفة ، ومنهم سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله وغيره وهم قليل ، ولو أردت أن أضرب مثالا يكون كالاختبار لأحدنا وقلت :
· اذكر الآيات الواردة في الأمر بتوحيد العبادة .
· اذكر الآيات الواردة في الجبال – مثلا - .
فلينظر كل واحد منا قدر الآيات التي استحضرها دون مراجعة أو بحث أو طول وقت ، بل تأتيه بديهة قريبة المأخذ ، بحيث يستطيع إيرادها لو كان يرتجل خطبة أو كلمة في ذلك الموضوع ، ثم يقوّم نفسه في هذا الأمر .
ومن الأمور التي تفيد في تحصيل هذه الملكة :
1. إتقان حفظ القرآن ، فالحفاظ اليوم كثير ، ولكن أين منهم المتقنون ؟
ويعجبني في هذا ماأخرجه الخطيب في ( الجامع ) عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال :"الحفظ الإتقان " .
2التدريب العلمي ، وذلك بمراجعة الآيات في كل موضوع يطرقه أحدنا في درس أو كلمة أو خطبة ، ويستودع ذلك مخزن صدره وسويداء قلبه .
وأنصح في هذا الباب ابتداء بكتاب ( رياض الصالحين ) فإنه جمع أصول أبواب العلم والدين ومهمها ، وطريقته أنه يصدر كل باب ببعض الآيات فيه ، فيعتني بذلك طالب العلم ويمرن نفسه بمراجعته كثيرا ، ثم ينتقل إلى معاجم الموضوعات القرآنية .(1/530)
3. التدريب العملي ، وذلك بالممارسة والتطبيق فيما يلقيه من درس أو كلمة أو خطبة أو غيرها ، ويحرص على حشد الآيات وإيرادها أثناء تناوله للموضوع الذي يتحدث عنه ، ومراجعة ذلك وتسديده مرة بعد أخرى .
ومن عجيب ماوقفت عليه في هذا الباب ماحكاه الماوردي قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم يقول : سمعت أبي يقول سألت الحسين بن الفضل فقلت : إنك تخرج أمثال العرب والعجم من القرآن فهل تجد في كتاب الله (خير الأمور أوساطها ) قال : نعم ، في أربعة مواضع قوله تعالى: (لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك ) وقوله تعالى : (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) وقوله تعالى : (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط) وقوله تعالى : (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ) .
قلت : فهل تجد في في كتاب الله (من جهل شيئا عاداه ) قال : نعم في موضعين ، ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ) (وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم ) .
قلت : فهل تجد في كتاب الله (احذر شر من أحسنت إليه) قال : نعم ، (وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ) .
قلت : فهل تجد في كتاب الله (ليس الخبر كالعيان) قال : في قوله تعالى (قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) .
قلت : فهل تجد في كتاب الله (في الحركات البركات ) قال : في قوله تعالى : (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ) .
قلت : فهل تجد في كتاب الله (كما تدين تدان ) قال : في قوله تعالى (من يعمل سوءا يجز به ) .
قلت : فهل تجد فيه قولهم (حين تقلي ندري ) قال : (وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ) .
قلت : فهل تجد فيه (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) قال : (هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل ) . (1/531)
قلت : فهل تجد فيه (من أعان ظالما سلط عليه ) قال : (كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير ) .
قلت : فهل تجد فيه قولهم (لا تلد الحية إلا حية ) قال : قوله تعالى ( ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) .
قلت : فهل تجد فيه (للحيطان آذان ) قال : (وفيكم سماعون لهم ) .
قلت : فهل تجد فيه (الجاهل مرزوق والعالم محروم) قال : (من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ) .
قلت : فهل تجد فيه (الحلال لا يأتيك إلا قوتا والحرام لا يأتيك إلا جزافا ) قال : (إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ) .
هذه خاطرة عجلى حول هذا الموضوع ، وهو يحتمل المزيد .
والله أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
01-21-2004, 04:15 AM
كم أحرص على قراءة كتاباتك المحررة أخي أبا عبدالعزيز ، والتي تنادي على ما وراءها من العناية ، والدقة ، والأناة ، أسأل الله أن يؤيدك بتوفيقه ، وأن يزيدك من العلم النافع .
وقد فتحتَ باباً نافعاً من العلم ، وهو باب عزيز ، من يتقنه في العلماء قليل. وقد يكون العالم من الحفاظ ، ويسرد المتون سرداً ، ولكنه إذا أعوزته الحاجة للاحتجاج والاستشهاد ندت عنه الشواهد كما يند البعير الشارد ، فتراه مغموماً لذلك ، وقديماً قيل : الذاكرة ماكرة. وقد كنت سألت عن ذلك من أعرف فيه الإتقان الشديد للاستحضار فقال : إنما ذلك بالتعود وكثرة الممارسة ، ولقد كنت أول عهدي بالتدريس يصعب علي الأمر صعوبة شديدة ، ثم لم أزل أمرن نفسي على ذلك حتى يسر الله من ذلك ما كان عسيراً.(1/532)
وقد ذكر قصصاً كثيرة من هذا علي بن ظافر الأزدي (567-613هـ) في كتابه الذائع :بدائع البدائه ، ومن المتأخرين الطبيب العلامة محمد أبو اليسر عابدين في كتابه :النباهة في البداهة وغيرها مما أورده الأدباء في موسوعاتهم الأدبية كالنويري في (نهاية الأرب) ، وأصحاب كتب التراجم على كثرتها. وهنا أنقل لك ما أذكره مما يشبه ما نقلته عن الحسين بن الفضل ، وما رزقه من البداهة وسرعة الاستحضار.
** قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه يوماً : أيها الناس ! إن الله أحيا قريشاً بثلاث :
- فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم :(وأنذر عشيرتك الأقربين) ، ونحن عشيرته الأقربون.
- وقال تعالى : (وإنه لذكر لك ولقومك) ونحن قومه.
- وقال تعالى : (لإيلاف قريش) ونحن قريش.
فأجابه رجل من الأنصار ، فقال : على رسلك يا معاوية
- فإن الله تعالى يقول : (وكذب به قومك وهو الحق). وأنتم قومه !
- وقال تعالى :(ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون) وأنتم قومه !
- وقال تعالى :(وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) وأنتم قومه !
ثلاثة بثلاثة ، ولو زدتنا لزدناك !
** وقال الهيثم بن عدي : جاء رجل إلى الحجاج ، فقال : إنَّ أخي خرج مع ابن الأشعث فضرب على اسمي في الديوان ، ومنعت العطاء ، وقد هدمت داري !!
فقال الحجاج : أما سمعت قول الشاعر :
ولرُبَّ مأخوذٍ بذنبِ قريبهِ ** ونَجَا المُقارفُ صاحبُ الذنبِ !
فقال الرجل : أيها الأمير ، إني سمعت الله يقول غير هذا ، وقول الله أصدق من هذا !!
قال : وما قال ؟
قال :(قالوا يا أيها العزيز إن له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين * قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذاً لظالمون)..
قال : يا غلام ، أعد اسمه في الديوان ، وابن داره ، وأعطه عطاءه ، ومر منادياً ينادي : صدق الله وكذب الشاعر!!(1/533)
** وفي حياة الحيوان للدميري في ترجمة الحجاج بن يوسف ، قال : كان الحجاج كثيراً ما يسأل القراء ، فدخل عليه يوماً رجلٌ . فقال له الحجاج : ما قبل قوله تعالى :(أمَّن هو قانتٌ آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) ؟
فقال له : قوله تعالى :(إنك من أصحاب النار) !!
فما سأل الحجاج أحداً بعدها.
والقصص كثيرة ، والأمر كما ذكرت يتأتى بالدربة ، وكثرة المران ، والحرص على الحفظ ، وتعاهد المحفوظ بكثرة المراجعة ، فإنه إذا كثر المحفوظ كان تذكر المطلوب أيسر على الذاكرة ، وكان طلبه على طرف الثمام عند الحاجة إليه.
كما أن للذكاء الفطري دور في تلك القدرة على الاستحضار ، فإنك تجد ذلك عند عوام الناس ، ممن لم يطلب العلم ، ولا سيما الشعراء الذين رزقوا حظاً منه ، فإن بدائهم في الغالب أسرع من غيرهم ، وأذكر قصصاً كثيرة للفرزدق في استحضاره للشواهد من الآيات ، مع إن الناس لم يعرفوه إلا بالشعر. أذكر منها :
* صعد سليمان بن عبدالملك يوم جمعة المنبرَ ، فسمع صوت ناقوس ؟ فقال : ما هذا ؟
قالوا : البيعة يا أمير المؤمنين . فأمر بهدمها فهدمت.
فبلغ ذلك ملك الروم ، فكتب إليه : إنَّ هذه البيعة أقرها من كان قبلك ، فإن كانوا أصابوا فقد اخطأتَ ، وإن تكن أصبتَ فقد أخطؤوا !
فسأل سليمان من خواصِّ دولته الجواب ، فأعياهم ، فقال الفرزدق : عن إذن أمير المؤمنين.
قال : قل!
قال : يكتب إليه :(ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً) . فسرَّ بذلك ، وأمر له بجائزة.
---
محمد الربيعة
01-22-2004, 07:34 AM
أتمنى من الشيخ خالد أن يستمر في هذا الموضوع ، وذلك بوضع حلقات للاستحضار على أن تكون المواضيع دقيقة لاعامة مما يظهر فيها الاستنباط والاستحضار.
---
خالد الباتلي
01-23-2004, 08:06 PM
الأخوان الكريمان :
الشيخ / عبد الرحمن الشهري ..أشكرك على هذه الزيادات التي يحتفل بها في هذا الموضوع وهذا ماعهدناه في قلمك السيال .(1/534)
الشيخ / محمد الربيعة ..أشكرك على تعليقك ، ولم يتضح لي المراد من اقتراحك ، وهل تقصد طرح أسئلة مشابهة لما مثلت به ؟
ولك من أخيك التحية والتقدير ،،
والسلام عليكم
---
(1/535)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > موقع الباحث الإسلامي
---
موقع الباحث الإسلامي
---
Italiyya
04-12-2004, 08:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عن الموقح http://www.islamicfinder.org
الباحث الإسلامي موقع غير ربحي لخدمة الإسلام على شبكة الإنترنت باللغتين العربية والانجليزية، يسعى لتوفير خدمات إسلامية متنوعة .. حالياً الباحث الإسلامي يقدم معلومات عن المساجد والمنظمات والمراكز الإسلامية والمحلات التجارية الإسلامية حول العالم. كما يقدم أوقات الصلاة لأكثر من 5 ملايين مدينة وقرية في العالم مع معلومات دقيقة عن اتجاه القبلة وخطي الطول والعرض لكل مدينة وتحديد المسافة بينها وبين مكة المكرمة. كما يحتوي الباحث الإسلامي على دليل للمواقع الإسلامية يغطي المعلومات المهمة عن الإسلام حيث يحتوي على العديد من المحاور مثل:(الإسلام، القرآن، الحديث، الفقه، الفقه والفتاوى، التعليم، الأسرة المسلمة، التاريخ الإسلامي، الطب والصحة، الاقتصاد الإسلامي .. وغيرها). ومن الخدمات التي يقدمها الباحث الإسلامي خدمة التقويم الهجري، والتحويل بين التاريخ الميلادي والهجري والعكس. ويقدم الباحث الإسلامي برنامج الأذان المجاني الذي يمكن من خلاله سماع الأذان بشكل أوتوماتيكي من جهاز المستخدم خمس مرات في اليوم . كما يعرض الموقع مقالات متنوعة تتناول جوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية إضافة إلى معرض للصور الإسلامية يحتوي على آلاف من الصور والبطاقات الإليكترونية.
إذا كنت ترغب في الأجر من الله فيمكنك دعم خدمات الباحث الإسلامي بأي مبلغ تريده
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
(1/536)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة حول تفسير ابن جرير آية النساء : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا ...)
---
مدارسة حول تفسير ابن جرير آية النساء : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا ...)
---
أبومجاهدالعبيدي
12-18-2003, 10:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أورد ابن جرير رحمه الله أقوال المفسرين في معنى قوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ)[النساء: من الآية3]
ومن تلك الأقوال التي وردت في تفسير الآية ما ذكره بقوله رحمه الله :
( وقال آخرون : بل معنى ذلك : أن القوم كانوا يتحوبون في أموال اليتامى ألا يعدلوا فيها , ولا يتحوبون في النساء ألا يعدلوا فيهن , فقيل لهم : كما خفتم أن لا تعدلوا في اليتامى , فكذلك فخافوا في النساء أن لا تعدلوا فيهن , ولا تنكحوا منهن إلا من واحدة إلى الأربع , ولا تزيدوا على ذلك , وإن خفتم ألا تعدلوا أيضا في الزيادة على الواحدة , فلا تنكحوا إلا ما لا تخافون أن تجوروا فيهن من واحدة أو ما ملكت أيمانكم . )
ثم ذكر من قال ذلك من السلف فقال : ( حدثني يعقوب بن إبراهيم , قال : ثنا ابن علية , عن أيوب , عن سعيد بن جبير , قال : كان الناس على جاهليتهم , إلا أن يؤمروا بشيء أو ينهوا عنه . قال : فذكروا اليتامى , فنزلت : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم } قال : فكما خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى , فكذلك فخافوا أن لا تقسطوا في النساء .(1/537)
حدثنا محمد بن الحسين , قال : ثنا أحمد بن مفضل , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } إلى : { أيمانكم } كانوا يشددون في اليتامى , ولا يشددون في النساء , ينكح أحدهم النسوة , فلا يعدل بينهن ; فقال الله تبارك وتعالى : كما تخافون أن لا تعدلوا بين اليتامى فخافوا في النساء , فانكحوا واحدة إلى الأربع , فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم .
حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد بن زريع , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء } حتى بلغ : { أدنى ألا تعولوا } يقول : كما خفتم الجور في اليتامى وهمكم ذلك , فكذلك فخافوا في جمع النساء. وكان الرجل في الجاهلية يتزوج العشرة فما دون ذلك , فأحل الله جل ثناؤه أربعا , ثم الذي صيرهن إلى أربع قوله : { مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة } يقول : إن خفت ألا تعدل في أربع فثلاث , وإلا فثنتين , وإلا فواحدة ; وإن خفت ألا تعدل في واحدة , فما ملكت يمينك .
حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن أيوب , عن سعيد بن جبير , قوله : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء } يقول : ما أحل لكم من النساء , { مثنى وثلاث ورباع } فخافوا في النساء مثل الذي خفتم في اليتامى ألا تقسطوا فيهن . ....
حدثنا المثنى , قال : ثنا أبو النعمان عارم , قال : ثنا حماد بن زيد , عن أيوب , عن سعيد بن جبير , قال : بعث الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وسلم , والناس على أمر جاهليتهم , إلا أن يؤمروا بشيء أو ينهوا عنه , وكانوا يسألونه عن اليتامى , فأنزل الله تبارك وتعالى : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } قال : فكما تخافون ألا تقسطوا في اليتامى فخافوا ألا تقسطوا وتعدلوا في النساء .(1/538)
حدثني المثنى , قال : ثنا عبد الله بن صالح , قال : ثني معاوية بن صالح , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس : قوله : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } قال : كانوا في الجاهلية ينكحون عشرا من النساء الأيامى , وكانوا يعظمون شأن اليتيم , فتفقدوا من دينهم شأن اليتيم , وتركوا ما كانوا ينكحون في الجاهلية , فقال : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } ونهاهم عما كانوا ينكحون في الجاهلية ......) انتهى باختصار(1/539)
ثم قال مرجحاً : ( قال أبو جعفر : وأولى الأقوال التي ذكرناها في ذلك بتأويل الآية قول من قال : تأويلها : وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى , فكذلك فخافوا في النساء , فلا تنكحوا منهن إلا ما لا تخافون أن تجوروا فيه منهن من واحدة إلى الأربع , فإن خفتم الجور في الواحدة أيضا فلا تنكحوها , ولكن عليكم بما ملكت أيمانكم , فإنه أحرى أن لا تجوروا عليهن . وإنما قلنا : إن ذلك أولى بتأويل الآية , لأن الله جل ثناؤه افتتح الآية التي قبلها بالنهي عن أكل أموال اليتامى بغير حقها , وخلطها بغيرها من الأموال , فقال تعالى ذكره : { وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا } . ثم أعلمهم أنهم إن اتقوا الله في ذلك فتحرجوا فيه , فالواجب عليهم من اتقاء الله , والتحرج في أمر النساء مثل الذي عليهم ظن التحرج في أمر اليتامى , وأعلمهم كيف التخلص لهم من الجور فيهن , كما عرفهم المخلص من الجور في أموال اليتامى , فقال : انكحوا إن أمنتم الجور في النساء على أنفسكم , ما أبحت لكم منهن وحللته , مثنى وثلاث ورباع , فإن خفتم أيضا الجور على أنفسكم في أمر الواحدة بأن تقدروا على إنصافها , فلا تنكحوها , ولكن تسروا من المماليك , فإنكم أحرى أن لا تجوروا عليهن , لأنهن أملاككم وأموالكم , ولا يلزمكم لهن من الحقوق كالذي يلزمكم للحرائر , فيكون ذلك أقرب لكم إلى السلامة من الإثم والجور , ففي الكلام إذ كان المعنى ما قلنا , متروك استغني بدلالة ما ظهر من الكلام عن ذكره . وذلك أن معنى الكلام : وإن خفتم ألا تقسطوا في أموال اليتامى فتعدلوا فيها , فكذلك فخافوا ألا تقسطوا في حقوق النساء التي أوجبها الله عليكم , فلا تتزوجوا منهن إلا ما أمنتم معه الجور , مثنى وثلاث ورباع , وإن خفتم أيضا في ذلك فواحدة , وإن خفتم في الواحدة فما ملكت أيمانكم فترك ذكر قوله فكذلك فخافوا أن تقسطوا في حقوق النساء(1/540)
بدلالة ما ظهر من قوله تعالى : { فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم } . فإن قال قائل : فأين جواب قوله : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } ؟ قيل : قوله : { فانكحوا ما طاب لكم } غير أن المعنى الذي يدل على أن المراد بذلك ما قلنا : قوله : { فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } . )
أقول : ترجيح ابن جرير هنا مخالف لما ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها في بيان سبب نزول الآية ، وقد ذكر هو الروايات عن عائشة في أول تفسيره للآية بقوله :
( حدثنا ابن حميد , قال : ثنا ابن المبارك , عن معمر , عن الزهري , عن عروة , عن عائشة : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء } فقالت : يا ابن أختي , هي اليتيمة تكون في حجر وليها , فيرغب في مالها وجمالها , ويريد أن ينكحها بأدنى من سنة صداقها , فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق , وأمروا أن ينكحوا ما سواهن من النساء .
حدثني يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : أخبرني يونس بن يزيد , عن ابن شهاب , قال : أخبرني عروة بن الزبير , أنه سأل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم , عن قول الله تبارك وتعالى : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء } قالت : يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها , تشاركه في ماله , فيعجبه مالها وجمالها , فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها , فيعطيها مثل ما يعطيها غيره , فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن , ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق , وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن .
قال يونس بن يزيد : قال ربيعة في قول الله : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } قال : يقول : اتركوهن فقد أحللت لكم أربعا(1/541)
حدثنا الحسن بن الجنيد وأبو سعيد بن مسلمة , قالا : أنبأنا إسماعيل بن أمية , عن ابن شهاب , عن عروة , قال : سألت عائشة أم المؤمنين , فقلت : يا أم المؤمنين أرأيت قول الله : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء } ؟ قالت : يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها , فيرغب في جمالها ومالها , ويريد أن يتزوجها بأدنى من سنة صداق نسائها , فنهوا عن ذلك أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا فيكملوا لهن الصداق , ثم أمروا أن ينكحوا سواهن من النساء إن لم يكملوا لهن الصداق .....
- حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , عن هشام , عن أبيه , عن عائشة , قالت : نزل , يعني قوله : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } . .. الآية , في اليتيمة تكون عند الرجل , وهي ذات مال , فلعله ينكحها لمالها , وهي لا تعجبه , ثم يضر بها , ويسيء صحبتها , فوعظ في ذلك .
قال أبو جعفر : فعلى هذا التأويل جواب قوله : { وإن خفتم ألا تقسطوا } قوله : { فانكحوا } ) انتهى باختصار
وهذا التفسير الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها لا شك أنه أقوى لأسباب :
الأول : أنه يعتبرفي حكم سبب نزول الآية .
الثاني : أنه تفسير في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .قال ابن عاشور : ( وعائشة لم تسند هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن سياق كلامهايؤذن بأنّه عن توقيف، ولذلك أخرجه البخاري في باب تفسير سورة النساء بسياق الأحاديث المرفوعة اعتداداً بأنها ما قالت ذلكإلاّ عن معاينة حال النزول .)
الثالث : أنه موافق لظاهر الآية ، ولا تحتاج الآية معه إلى تقدير .قال ابن عاشور : ( وكلامها هذا أحسن تفسير لهذه الآية. )(1/542)
قال الشنقيطي رحمه الله :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِى الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ لا يخفى ما يسبق إلى الذهن في هذه الآية الكريمة من عدم ظهور وجه الربط بين هذا الشرط ، وهذا الجزاء ، وعليه ، ففي الآية نوع إجمال ، والمعنى كما قالت أم المؤمنين ، عائشة رضي اللَّه عنها : أنه كان الرجل تكون عنده اليتيمة في حجره ، فإن كانت جميلة ، تزوجها من غير أن يقسط في صداقها ، وإن كانت دميمة رغب عن نكاحها وعضلها أن تنكح غيره ؛ لئلا يشاركه في مالها ، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا إليهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق ، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن ، أي : كما أنه يرغب عن نكاحها إن كانت قليلة المال ، والجمال ، فلا يحل له أن يتزوجها إن كانت ذات مال وجمال إلا بالإقساط إليها ، والقيام بحقوقها كاملة غير منقوصة ، وهذا المعنى الذي ذهبت إليه أم المؤمنين ، عائشة ، رضي اللَّه عنها ، يبيّنه ويشهد له قوله تعالى : {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِى النّسَاء قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِى الْكِتاابِ فِى يَتَامَى النّسَاءللا اتِى لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا} ، وقالت رضي اللَّه عنها : إن المراد بما يتلى عليكم في الكتاب هو قوله تعالى : {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِى الْيَتَامَى} ، فتبين أنها يتامى النساء بدليل تصريحه بذلك في قوله : {فِى يَتَامَى النّسَاء الَّلَاتِى لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ} ، فظهر من هذا أن المعنى وإن خفتم ألا تقسطوا في زواج اليتيمات فدعوهن ، وانكحوا ما طاب لكم من النساء سواهن ، وجواب الشرط دليل واضح على ذلك ؛ لأن الربط بين الشرط والجزاء يقتضيه ، وهذا هو أظهر الأقوال ؛ لدلالة القرءَان عليه ) .
وقد اقتصر ابن كثير رحمه الله في تفسيره على ما ذكرته عائشة رضي الله عنها .(1/543)
وبهذا نعلم أن ابن جرير رحمه الله قدم دلالة السياق - كما فهمها هو - على دلائل هي في الحقيقة أقوى من دلالة السياق ، ورجح ما رجحه بناء على ذلك .
---
أبومجاهدالعبيدي
01-04-2004, 01:28 PM
قال الشيخ السعدي في تفسير الآية :
( أي: وإن خفتم ألا تعدلوا في يتامى النساء اللاتي تحت حجوركم وولايتكم وخفتم أن لا تقوموا بحقهن لعدم محبتكم إياهن، فاعدلوا إلى غيرهن، وانكحوا { مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء } )
---
(1/544)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المطبوع من تفسير العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - ومنهجه في التفسير
---
المطبوع من تفسير العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - ومنهجه في التفسير
---
أحمد أبوعبدالرحمن
05-26-2003, 06:58 AM
مما صدر من كتب التفسير لشيخنامحمد بن صالح العثيمين رحمه الله مايلي :
1= تفسير الفاتحة
2= تفسير البقرة
3= تفسير جزء عم
4= تفسير سورة الكهف
5= تفسر سورة يس
ملاحظة : هذا هوالتفسير المطبوع فقط والله أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2003, 07:08 PM
أخي الحبيب أحمد المطيري وفقه الله
اشكرك على مشاركتك معنا ، وأسأل الله للجميع العون والتوفق. وأحب أن أشير هنا إلى أمور:
الأول : أن ما ذكرته من التفسير المطبوع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، متوفر كذلك على موقع الشيخ المتميز على هذا العنوان.موقع الشيخ محمد بن عثيمين - المكتبة المقروءة (http://www.binothaimeen.com/eBook.shtml)
الثاني : أن أخي الكريم الشيخ أحمد البريدي أحد المشرفين على ملتقى أهل التفسير ، يكتب أطروحة لنيل درجة الدكتوراه قريباً إن شاء الله حول جهود الشيخ محمد بن عثيمين في التفسير ومنهجه فيه. وأسأل الله أن يوفقه وأن يعينه في ذلك.
الثالث : أنه بعد وفاة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله أصدرت مجلة البيان عددها رقم 160 و كانت أغلب المشاركات فيه حول الشيخ ابن عثيمين ، وكان منها منهجه في التفسير للشيخ عبدالرحمن الصالح الدهش.
ولعلي أضعه في مشاركة لاحقة إن شاء الله.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، ورحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة.
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2003, 10:59 PM
منهج الشيخ ابن عثيمين في التفسير
كتبه الشيخ /عبد الرحمن الصالح الدهش المحاضر في قسم القرآن وعلومه ، جامعة الإمام ، فرع القصيم ، ومن خواص تلاميذ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .(1/545)
المصدر / مجلة البيان - العدد رقم 160
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين ، أما بعد :
فإن الحديث عن منهج إمام من أئمة الدين في علم كان من اهتماماته ، وأمضى فيه جزءاً من عمره ، وخصَّه بنصيب وافر من دروسه ، وكثيراً ما وجَّه طلابه للعناية به ، بل والبداءة به حديث لا يمكن أن تستوعبه مقالةٌ كهذه ، ولذا سيكون الحديث فيها منصبّاً على بعض منهجه في تفسيره . وقبل الحديث عن منهجه أشير إلى موضوعين متعلقين بتفسيره :
الأول : دروسه في التفسير حيث كان تفسيره القرآنَ لطلابه[1] على ثلاثة طرق :
1 - الطريق الأول : التفسير العام ؛ حيث لم يرتبط الشيخ بكتاب تفسير ينطلق منه ، وهذا يشمل الدرس الخاص بالطلبة ، وابتدأ الشيخ التفسير فيه من أوَّل القرآن وانتهى فيه إلى سورة الأنعام ، ولم يتمَّها . ويشمل تفسيره في اللقاءات العامة حيث فسَّر الشيخ خلالها كثيراً من المفصَّل ، ومواضع متفرقة من القرآن .
2 - الطريق الثاني : التفسير الذي ارتبط فيه الشيخ بتفسير الجلالين ، فكان منطلقاً له ، ولم يقتصر عليه ، وبلغ فيه سورة الزخرف ، ولم يتمها أيضاً.
3 - الطريق الثالث : التفسير المفرَّق ويتمثل في تفسير الشيخ للآيات التي تمر في أثناء شرحه لكتابٍ ما ، وهي كثيرة ، وربما أسهب الشيخ في تعليقه عليها ، ورجَّح فيها[2].
ومع تعدد الطرق التي تناول الشيخ التفسير من خلالها إلا أن منهجه فيها متقارب ، حيث اتفقت في كثير من المعالم .
الثاني : مصادره في تفسيره :(1/546)
الغالب في طريقة الشيخ رحمه الله تعالى ألا يذكر مصادره التي نقل منها ، ولا أسماء العلماء الذين يذكرُ أقوالهم ، بل تراه يبهمُ أسماءهم ، ويذكرُ الأقوال منسوبة إلى بعض أهل العلم ، أو بعض المفسرين دون تحديدهم ، إلا أنه قد ينصُّ في بعض الأحيان على بعضهم ، ومنهم على سبيل المثال : ابن حزم ( البقرة : 222 ، 228 ) ، الزمخشري ( آل عمران : 1 ) ، ابن تيمية ، ابن القيم ( البقرة : 1 ، 228 ) ، ابن اللبان صاحب الاختيارات الفقهية(البقرة :
228)،محمد رشيد رضا (البقرة:219)،وشيخه عبد الرحمن السعدي (البقرة : 229) ،وغيرهم .
المنهج العام للشيخ في التفسير :
لقد كان الشيخ رحمه الله تعالى موسوعيَّ المعرفة ، درس علوم الشريعة وتفقه فيها ، وكان لها الأثر الواضح في تفسيره .
وقد عمد الشيخ إلى تقريب التفسير لعامة الناس فضلاً عن طلابه والمستفيدين منه ؛ فالسهولة في العبارة والبعد عن غامض التراكيب واضحٌ في العرض ، ولذا خلا تفسير الشيخ من الأقوال الكثيرة ، والتفريعات البعيدة التي قد تجدها في بعض التفاسير ، وكذا التعقيدات البلاغية ، أو الأعاريب المطولة .
ومع هذا تجد في تفسير الشيخ ما تجده عند غيره من الاعتماد على بيان القرآن بالقرآن ، وجمع نظائر الآية ، وبيان القرآن بالسنة ، وذكر للقراءات ، وتوجيهها معنى أو إعراباً ، وبيان المشكل ، وأسباب النزول تحت المنهج العام للشيخ ، وكذا الشعر ، وهو قليلٌ نسبياً ، وفي غالبه شاهد لغوي ، أو ضابط نحوي أو نحو ذلك .
ويجد القارئ والسامع في أثناء ذلك الترجيح المبني على قاعدة ، أو التنبيه على خطأ في فهم آية.
ففي تفسير قوله تعالى :(وتخرج الحي من الميت ) ( آل عمران : 27 ) ، يرجح الشيخ أن الآية عامة في الحياة الحسية ، كإخراج الإنسان من النطفة ، والمعنوية كإخراج الكافر من المؤمن .
ويعلل الشيخ لهذا الترجيح بقوله :(إذا صلح اللفظ للمعنيين بدون تنافٍ بينهما فالواجب حمله عليهما).(1/547)
وعند قوله تعالى في وصف يحيى عليه السلام :(وسيداً وحصورا). ( آل عمران : 39 ) . قال الشيخ : ( أي : حاصراً نفسه عن أراذل الأخلاق ، وأما من قال من المفسرين إن (الحصور) الممنوع عن إتيان النساء ، فإن في هذا نظراً واضحاً ؛ لأن عدم قدرة الإنسان على النساء ليس كمالاً ، ولكنه عيب ، وفيها قول آخر أنه لا يأتي من النساء من لا تحل له فيكون وصفاً له بكمال العفة ، لكن ما قلناه أشمل من هذا القول ، فهو مقدم على المعنى الأقل).
وعند قوله تعالى :(كلما دخل عليها زكريا المحراب) ( آل عمران : 37 ) . ينبه الشيخ على خطأ من كتب الآية على طاق القبلة ، يظن أنه هو المحراب المراد بالآية ، وإنما هو مكان العبادة .
والشيخ حريص كل الحرص على عدم الوقوع فيما وقع فيه كثير من المفسرين من حشد الإسرائيليات والاعتماد عليها ؛ فعند قوله تعالى :(إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)( البقرة : 67 ) ، قال الشيخ :( وقد ذكر المفسرون هنا إسرائيليات كثيرة حول هذا الموضوع ولكن لا يعنينا أن نُعيِّن مَن هذا القاتل ؟ ومَن هذا المقتول ؟ وإنما المقصود أنه قتلت نفس فادارؤوا فيها ، أي : تخاصموا).
ثم هو يشكك فيما قيل عن مريم عند قوله تعالى :(وأنبتها نباتاً حسناً) (آل عمران : 37 ) . إنها تنمو في العام ما ينمو غيرها في عامين . قال الشيخ : (ولعلها من الإسرائيليات ... فالله أعلم).
وعند قوله تعالى :(وجد عندها رزقاً) ( آل عمران : 37 ) .
قال الشيخ :( قال بعض المفسرين وهو من الإسرائيليات يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف ، وفاكهة الصيف في الشتاء).
[المعالم الأساسية في منهجه رحمه الله]
وبعد هذه المعالم العامة نجدنا مضطرين إلى إبراز معالم أساسية في منهج الشيخ في تفسيره وهي:
أولاً : التفصيل في أحكام القرآن ، وبيان الراجح منها بدليله ، دون تعصب لمذهب معين :(1/548)
وهذا أشهر من أن يُذكر فيه مثالٌ ؛ لأن الشيخ رحمه الله تعالى كان فقيهاً مجتهداً ، وكان لا يمرُّ بآيةٍ من آيات الأحكام إلا فصَّل في ذلك الحكم وبينه .
ثانياً : ذكر القضايا الفقهية المعاصرة المرتبطة بالآية ، وبيان الحكم فيها :
ومن ذلك ما قاله في تفسير قوله تعالى :(يسألونك عن الخمر والميسر) ( البقرة : 219 ) ، قال :(فلو تقامرا على شيء من المال بأي صفة من الصفات ؛ فإن ذلك يعتبر مَيْسراً ، ومن ذلك ما يسمى بالحظ والنصيب ، فإنه ميسر ، ومن ذلك التأمين على الأموال أو على السيارات أو على البيوت أو على النفوس أو ما أشبه ذلك).
ثالثاً : تنزيلُ الآيات على الواقع المعاصر ، وربطها به :
ففي قوله تعالى :(ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) ( البقرة : 221 ) ، قال :(إن في الآية رداً واضحاً على الذين أطلقوا أن دين الإسلام دين مساواة ؛ لأن التفضيل ينافي المساواة .
والعجيب أنه لم يأت في الكتاب ولا في السنة لفظ المساواة أبداً ؛ لأن الله ما أمر بها ، ولا رغب فيها ؛ لأنها ليست صحيحة ، فإذا قلت بالمساواة دخل الفاسق والكافر والمؤمن والذكر والأنثى ، وهذا هو الذي يريده أعداء الإسلام من المسلمين ، لكن جاء الإسلام بكلمة هي خير من تلك الكلمة ، وليس فيها احتمالٌ أبداً ، وهي :
(إن الله يأمر بالعدل) ( النحل : 90 ) ، فكلمة العدل تقتضي أن نسوِّي بين الاثنين حيث اتفقا في الصفات المقتضية للتسوية ، وأن نفرق بينهما حيث اختلفا في الصفات المقتضية للتفريق).
وانظر أيضاً حديثه في هذه الآية عن التنبيه على الدعوة التنصيرية التي يقوم بها النصارى في هذا العصر.
وانظر ذكره فائدة في قوله تعالى :(نساؤكم حرث لكم) ( البقرة : 223 ) ، فقد ذكر الدعوة إلى تحديد النسل ، وردَّ عليها . وغيرها كثيرٌ من القضايا المعاصرة التي تطرَّق إليها الشيخ أثناء تفسيره .
رابعاً : الاهتمام بالجانب التربوي الذي تشير إليه الآيات ، ويظهر ذلك في جانبين :(1/549)
الأول : الجانب الوعظي :
ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى :(واعلموا أنكم ملاقوه)( البقرة : 223 ) ، قال :(والله لو كانت قلوبنا حيَّةً لكان لهذه الكلمة وقع في نفوسنا ؛ لأنها من كلام الله عز وجل مصدَّرة بـ ( اعلموا ) ، لكن ، واللهِ القلوبُ ميتة ، والشكوى إلى الله عز وجل).
الثاني : جانبُ الإرشادات والتوجيهات لطالب العلم :
ومن ذلك تعليقه على قوله تعالى :(ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون) (البقرة : 221 ) ، قال :(وأنت إذا آمنت بهذه الجملة ، وهي قوله :(ويبين آياته للناس)( البقرة : 221 ) ، فإنه قد يعرض لك مسألة لا تجدها في كلام الفقهاء ولا في كلام المحدثين ، وعندما تتأمل القرآن تجدها واضحة صريحة ، أو عندما تتأمل السنة تجدها واضحة مبينة فيها ، وهذا شيء معلوم .
ولهذا أحثكم أنتم طلبة العلم على أن يكون دأبكم في الوصول إلى غائص المسائل الرجوع إلى الكتاب والسنة ، ولا حرج أن نستعين بكلام أهل العلم ؛ لأن اعتماد الإنسان على نفسه في فهم الكتاب والسنة قد يحصل فيه خلل كثير ؛ فلا بد أن يعرف القواعد التي قعَّدها السلف من الصحابة والتابعين ، مستنبطين لها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم).
وعند قوله تعالى :(والراسخون في العلم يقولون آمنا به) ( آل عمران : 7 ).
قال الشيخ :(ينبغي للإنسان أن يحرص على أن يكون راسخاً في العلم لا جامعاً كثيراً منه ؛ لأن العبرة بالرسوخ في العلم ؛ فإن الإنسان إذا كان عنده رسوخ في العلم صار عنده ملكه يستطيع أن يُقرِّب العلم بعضه من بعض ، ويقيس ما لم يُنَصَّ عليه على ما نُصَّ عليه ، ويكون العلم لديه كالطبيعة الراسخة).
خامساً : النواحي اللغوية :(1/550)
كان الشيخ رحمه الله يولي عناية واضحة بالنواحي اللغوية ، فيبرز معنى الآية من خلال وقفات إعرابية ، أو صرفية ، أو بلاغية ، والشيخ رحمه الله من خلال وقفاته تلك يهدف فيما يهدف إلى الناحية التطبيقية لطلابه ، ولا أدل على ذلك من إعرابه بعض الآيات واضحة الإعراب إعراباً تفصيلياً[3].
ومثله استطراداته الكثيرة في قضايا نحوية بحتة فعند قوله تعالى :(ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب) (آل عمران : 19).
استطرد الشيخ في بيان سبب ارتباط جملة جواب الشرط بالفاء ، بطريقته الحوارية في الدرس مع الطلبة ، وذكر ما ذكره النحاة في ضابط ذلك.
اسمية طلبية وبجامد***وبما وقد وبلن وبالتنفيس
وقريبٌ منه استطراده حول الاسم الممنوع من الصرف عند كلامه على قوله تعالى :(أن الله يبشرك بيحيى) ( آل عمران : 39 ) ، حيث أشار إلى الخلاف في عربية اسم (يحيى) استطرد من خلاله إلى موانع الاسم من الصرف بطريقته السابقة.
وأمَّا وقفات الشيخ الصرفية فهي قريبة في منهجها من وقفاته النحوية ، فيذكر وزنَ بعضَ الكلماتِ واشتقاق بعضها ليصلَ إلى معنى الكلمة القرآنية.
فعند قوله تعالى :(نزل عليك الكتاب)( آل عمران : 3 ) . قال الشيخ :
(هو هذا القرآن ، وهو ( فِعال ) بمعنى : ( مفعول ) ؛ لأنَّه مكتوبٌ فهو كتابٌ مكتوبٌ في اللوح المحفوظ ، كما قال تعالى :(إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون)(الواقعة : 77-7).
وفي تفسير قوله تعالى :(ذرية بعضها من بعض) (آل عمران : 34) . قال الشيخ :(والذرية مأخوذة من ( ذرأ ) بمعنى ( خلق ) ؛ لقوله تعالى :(يذرؤكم فيه) (الشورى : 11 ) ، يذرؤكم فيه : أي : يخلقكم.
وقيل : من ( وذر ) ، بمعنى ( ترك ) ، فعلى الأول تكون الذرية شاملة للأصول والفروع ، لأن الأصول مخلوقون ، والفروع كذلك مخلوقون ، أما إذا جعلناها من ( وذر ) بمعنى ( ترك ) ، فهي للفروع فقط ، وهذا هو المعروف عند عامة الناس أن الذرية هم الفروع .(1/551)
ثم يتساءل الشيخ رحمه الله : هل في القرآن ما يدلُّ على أن الذرية تطلق على الأصول ؟
فيجيب بقوله تعالى :(وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون) ( يس: 41 ) .
فإن الذين حُمِلوا من الذرية هم الذين آمنوا مع نوح وهم سابقون ، أي أصول).
والشيخ رحمه الله بإيجازه هذا غير المخل ، وتساؤله الذي جاء عرضاً قد أجاب عن إشكال استوقف كثيراً من المفسرين ، ومن آخرهم شيخه عبد الرحمن السعدي ( ت : 1376هـ ) ؛ حيث قال في تفسيره عند هذه الآية :(وهذه الآية من أشكل المواضع عليَّ في التفسير)[4].
وأما اللفتات البلاغية فلم يخلُ تفسير الشيخ رحمه الله من وقفات عندها ، ومن ذلك عند تفسيره قول الله تعالى :(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين) ( آل عمران : 14 )
أشار الشيخ إلى قوة التعبير القرآني ؛ حيث سلط الحب على الشهوات لا على هذه الأشياء ؛ ( لأن هذه الأشياء حبُّها قد يكون محموداً) إذا لم يكن سبباً لصده عن دين الله .
وفي قوله تعالى:(وأزواج مطهرة)( آل عمران : 15 ) ، يشير الشيخ إلى نكتة العموم في إطلاق ( مطهرة ) لتشمل التطهير الحسيَّ والمعنويَّ معتمداً على قاعدة : أن حذف المعمول يُؤْذن بعموم العامل . قال الشيخ :(ولهذا أمثلة كثيرة مثلاً قوله تعالى:(ألم يجدك يتيماً فآوى * ووجدك يتيماً فآوى* ووجدك ضآلاً فهدى* ووجدك عائلاً فأغنى)( الضحى : 6-8 ) ، فالرسول صلى الله عليه وسلم وجده ربُّه يتيماً فآواه ، وآوى به حتى جعله فئة لكل مؤمن ، ضالاً فهداه وهدى به ، عائلاً فأغناه وأغنى به).
سادساً : استنباط الفوائد :(1/552)
تُشكِّل الفوائد في درس التفسير جزءاً لا يغفل في منهج الشيخ ، وتأتي أهمية الفوائد من حيث إفرادها في الكلام بمبحث الفوائد عقب آية أو آيات يتم الشيخ تفسيرها والكلام عليها ، ومن ناحية أخرى توسُّع الشيخ فيما يذكره تحت هذا المبحث ؛ فهو لا يقتصر على الفوائد المباشرة في الآية ؛ إذ يذكر الفائدة ثم يتبعها بما قد يتفرع أو يُشْكل عليها ويجيب عنه .
فعند قوله تعالى :(وترزق من تشاء بغير حساب) ( آل عمران : 27 ) يقول الشيخ رحمه الله :(ومن فوائد الآية الكريمة أن الرزق بيد الله لقوله تعالى :(وترزق من تشاء) ( آل عمران : 27 ) ويترتب على هذا أنه ينبغي للعاقل فضلاً عن المؤمن أن لا يطلب الرزق من أيدي الناس ، وإنما يطلبه من الله عز وجل ، ولهذا جاءت النصوص بفضيلة العفة).
وعند قوله تعالى عن امرأة عمران :(وإني سميتها مريم) ( آل عمران : 36 ) . يذكر الشيخ رحمه الله من فوائد الآية تسمية المولود حين يولد ، ثم يقول:(وهذا هو السنة : أن يُسَمَّى الإنسان حين يولد إلا إذا لم يتهيأ الاسم فإنه يسمى في اليوم السابع ، وبهذا تجتمع الأدلة ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما وُلِد إبراهيم ، قال : ( وُلِد لي الليلة غلام ، فسميته باسم أبي إبراهيم )[5] وفي حديث العقيقة قال : ( تذبح يوم سابعه ، ويحلق ويسمى .. ))[6].
والفوائد مجال رحب عند الشيخ رحمه الله لتقرير العقيدة السليمة ، وتصحيح الأخطاء العقدية بشيء من الاستطراد والبسط ؛ فعند قوله تعالى :(لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات) ( آل عمران : 24 ) .(1/553)
يقول الشيخ رحمه الله :(ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء يؤمنون بالبعث ؛ لقولهم :(لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات)( آل عمران : 24 ) ، ويتفرع على هذا أنه لا يكفي في الإيمان أن يؤمن الإنسان بالله وباليوم الآخر دون أن يستلزم هذا الإيمان قبولاً ، وإذعاناً ؛ فإن مجرد التصديق لا يعتبر إيماناً ؛ إذ لا بد من القبول والإذعان ، ولهذا أدلة).
وفي تفسير قوله تعالى:(والله سميع عليم) ( آل عمران : 34 ) . يقول الشيخ رحمه الله :(ومن فوائد الآية الكريمة إثبات اسمين من أسماء الله ، وهما ( السميع والعليم ) ، فالسميع يتعلقُ بالأصوات ، والعليمُ يتعلق بكل شيء بالأصوات ، والأحوال ، والأعيان). ثم يستطرد الشيخ في تقسيم أسماء الله إلى متعدية ولازمة ، وما يتضمنه كل نوع من الدلالة ، ثم يستطرد مرة ثانية إلى الفرق بين دلالة التضمن والاستلزام وتطبيق ذلك على اسم ( الخالق ، والرحمن ، والحي ) .
وفي مجال تصحيح الأخطاء العقدية يذكرُ الشيخ رحمه الله عند كلامه على آيات عموم القدرة في أكثر من موضع يذكر مقالة السيوطي رحمه الله في تفسير قوله تعالى :(لله ملك السموات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير).(المائدة : 120) ، حين قال :(وخصَّ العقل ذاته فليس عليها بقادر)[7] ، ثم يتعقبها ففي تفسيره لقوله تعالى :(قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض والله على كل شيء قدير) ( آل عمران : 29 ) ، يقول الشيخ رحمه الله بعد ذكره مقالة السيوطي السابقة :(فإن هذه كلمة باطلة ، هو أراد معنى والله أعلم لكن التعبير بهذا خطأ ، نقول : إن الله تعالى قادرٌ على كل شيء يتعلقُ بفعله ، أو بفعل عباده ، كل شيء يفعله الله فهو بقدرته سبحانه وتعالى ، كل شيء يفعله العبادُ فهو بقدرته ، وهذا الاستثناء أو هذا التخصيص غير صحيح ، بل العقل يشهد لله تعالى بكمال أو بعموم القدرة ، وأنه على كل شيء قدير).(1/554)
وفي مسألة التفاضل بين الملائكة وصالحي البشر ، وهي مسألة أطال فيها بعضُ العلماء النَّفَسَ ، وحُشدت لأجلها الأدلة يوردها الشيخ رحمه الله من فوائد قوله تعالى :(إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) (آل عمران : 33 ) ، يوردها بقوله :(من فوائد الآية الكريمة ما ذكره بعض أهل العلم من أن الصالحين من البشر أفضل من الملائكة ، ثم يقول : وعندي أن البحث في هذه المسألة من فضول العلم ؛ لأنه أي فائدة لنا إذا قلنا : إن فلاناً أفضل من جبريل ، أو جبريل أفضل من فلان .. ؟)، وبعد إشارته لشيء من أدلة الفريقين ، يقول :(وجمع شيخ الإسلام رحمه الله بين هذين القولين ، فقال : إن الملائكة أفضل باعتبار البداية ، وصالحي البشر أفضل باعتبار النهاية). ثم ينهي الشيخ رحمه الله عرضه للمسألة بقوله :(ومع ذلك فإني أرى أن الإمساك عن هذا أوْلى ... وأمَّا أيهم أفضل فهذا أمر لم نكلف به).
والحق أن الجانب العقدي في تفسير الشيخ سواء ما يتعلق منه بتوحيد الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات ، أو غيرها من مباحث العقيدة يستحق أن يفرد بدراسة استقرائية وافية يُبرز من خلالها منهج الشيخ في ذلك .
سابعاً : كثرة القواعد العلمية التي يذكرها ويذكر تطبيقها في الآية ، وهي قواعد متنوعة من لغوية ونحوية وأصولية وغيرها ، ومنها :
* الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً .
* الأصل أن الوصف متحقق في الموصوف حتى يتبين خروجه عن ذلك .
* من تأمل الشريعة وجد أنها تعتني بالمعنى أكثر من الاعتناء باللفظ .
* لا ينبغي الإطلاق في موضع يخشى فيه من التعميم .
* العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
* عند التنازع نرد المسألة إلى كتاب الله وسنة رسوله .
* العام لا يدل على جميع أفراده دلالة قطعية ، بل دلالته ظنية .
ولو جُمعت هذه القواعد العلمية العامة مع تطبيقاتها ، لشكلت كتاباًَ نافعاً لطلبة العلم .(1/555)
وبعد ، فما ذُكر في هذه المقالة غيضٌ من فيض ، وقليل من كثير ، وعسى الله أن يُقيض من يقوم بدراسة منهج الشيخ في عموم العلوم التي برع فيها ، فيُبرز فيها ما يفيد طلبة العلم من تراث الشيخ المبارك . ولا نملك في الختام إلا أن ندعو له بالمغفرة والرحمة ، ونسأل الله أن يبلغه الفردوس الأعلى جزاء ما قدم ، إنه سميع قدير ، وبالإجابة جدير .
________________________
الحواشي :
(1) يخرج بهذا ما كتبه الشيخ رحمه الله من تأليف في التفسير .
(2) من ذلك شرحه للآيات في كتاب التوحيد ، والواسطية ، ومقدمة التفسير وغيرها .
(3) انظر إعرابه لقوله تعالى : [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ] (آل عمران : 4) .
(4) تيسير الكريم الرحمن ، ص 696 ، تحقيق : اللويحق .
(5) أخرجه مسلم ، ح/ 2315 ، أبو داود في الجنائز ، ح/ 2719 .
(6) رواه أبو داود ، ح/ 2455 .
(7) تفسير الجلالين ، 1/547 بحاشية الجمل .
---
(1/556)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لقد كذبت في دعواك ... !!
---
لقد كذبت في دعواك ... !!
---
سلسبيل
02-05-2005, 12:26 PM
لحظات صدق مع النفس كفيلة بأن يرى كل منا عيوبه التي لا يراها غيره لأنه يراها بصورتها الحقيقة وقد تعرت من المظاهر الكاذبة التي ينخدع بها الآخرون وعندها للأسف يكتشف بأنه قد كان كاذبا فيما ادعى ..........
( ليست محاولة شعرية ..... ولا تمت لعلم العروض بأية صلة - والحمد لله - إنما هي مجرد كلمات.... أو... أي شئ غير ذلك المسمى " شعر" )
لقد كذبتَ في دعواكْ
بأنه حقا ..... مُناك
لو كنت محقا بذاك
لما آثرت ...هواك
لو كنت بحبه متشاغلا
لما شُغلت عنه بدنياك
لو كنت محبا خالصا لما
فتر اللسان عن ذكر من سواك
لو كنت محبا لما جفّ دمع
وما تجمدت من قسوة عيناك
ولتدبرت كلامه بليل ونهارِ
وما بلغت به.... رََواك
ولبررت أب وأم
ولصبرت لأجل من سواك
ولكنت واصلا رحما
ولو كانوا غير أهل لذاك
ولحلمت عن كل سفيه
لتُرضي بذا..... مولاك
لو كان قلبك سليما لما
حسدت أخ على خير عَداك
ولكان قلبك عامرا به وله
وفيه خاصمت .....عِداك
ولسعيت للخلق ناصحا لهم
لله..... لا لأجل ...عُلاك
ولواليت من كان له وليا
وتبرأت مما تبرأ منه مولاك
ولتوكلت عليه وأيقنت
بأنه حقا ..... كفاك
ولما ركنت للأسباب
وحسبت بها قضاء حاجتك وغناك
ستَراها عما قريب تنقلب
هما وغما..... تزيد شقاك
لو آثرت مراده لما أردت
إلا ما أراده....... مولاك
لو آثرت مراده لما
أحببت إلا مااختاره مولاك
ولو وجدته لما أثقلك هم الـ
ـالخطوب ولو دهاك ما دهاك
ولجعلت همّك هما واحدا
وكان ديدنك رضا مولاك
ولا اتخذت غيره عزا لك
ولما افتخرت ... إلا بذاك
فكأني أراهم قد سخطوا عليك
فما انتفاعك وماجدواك ؟
فمالي أراك لازلت طامعا
فيهم وتقيد بالذل... يداك
فاستغني عنهم .... وانطلق
وحررأسيرا ينتظر الفكاك(1/557)
وافتقر إلى مولاك
تجده عين عزك وغناك
ولكن أراك تؤثرالهوى
وتحسب أنك قد قتلت هواك
فيا حسرة العمر ضيعة إن
تكالب عليك غدا أحبابك قبل عِداك
ويا ويل عبد ظن أنه محسن
فإذا ظلوم.. مخادع.. أفاك !!
مالي أراك لا بصيرة ولا علم؟
مالي أراك .... تُنتهك حِماك ؟!!
أأيقنت وصلا ... أتدعي الحب ؟
وما عرفته بعد وما أدراك ؟!
لو كنت محبا لما مددت يدا
إلا على ثقة بأنه يجيب دُعاك
وما تعلق قلبك بمال أوبنين
ولا كانت الدنيا بأسرها مبتغاك
ولتبعت سَنن الحبيب محمد ٌ
وما زلّت عن دربه خطاك
ولشمرت لعَلَم رأيته
فأنت في طلبه سائرا دنياك
ولكنت كالمسافر حقا
ولم تجعل الظل... مُناك
وما بت ليلة إلا محاسبا
للنفس على تقصير عراك
ولتبت ساعة بعد ساعة
وصفيت قلبا من الران ..غَشاك
لو كنت مراقبا له على رؤية
لما وقعت أبدا... في الشراك
ولكن جعلت الدنيا دارا
ونسيت هم معادك وأخراك
كل يوم تبيع دين بدنيا
فلا تحفظ الدين ولا تظفر بدنياك
وقلتَ قد ظفرت ُ إذ جل الـ
ـناس غثاء في هلاك
وحسبت يا مغرور أن
ذاك فضلٌ من كسب يداك
فيا رحمة الله إنا هالكون
إن لم تغثنا .... فرحماك!!
أتراك ... تنجو بذاك ؟!
أم يسوء وجهك ويقال ما أشقاك؟
أبعد أن أبصرتَ نورا ً
سوء فعل ... وحرمات ... وانتهاك !؟
ورياء كدبيب النمل أخفى
وحظوظ للنفس .... فيها مبتغاك !!
ومشيت بين الناس بخشوع
فهل في القلب ... كذا تقواك ؟
أم تدور غدا ويحك نادما
ويفتضح من حسبوه ملاك !!
أكفاك ما قد قيل أم أنه قد
مات قلبك ... فلا حراك!!
فلا وعيد تخاف ولا نارا ترى
ولا جنات في الخلد تَهواك
فاخرق عوائدك ... تفز
فراحتك في مفارقة هواك
وربي نفسك من جديد .. لعلها
ما زالت تحسب أنك في صباك
وافطمها عن كل سوء فإن
اهتديت فإنما... بهداه هداك
والجأ إلى مولاك ثم الجأ إلى مولاك
وفر منه.. إليه ، فذا شِفاك
واجعل على سمعك وفؤادك
رقيبا.. أمينا.. على حماك
فاللص مترقب لثغرةٍ
يلج منها فيكون فيها الهلاك(1/558)
وآثر هواه على هواك
واشتغل به عن الخلق في مسعاك
وخل ما لا يفيد فإنه
يشغل البال ويضعف قِواك
ولا تبالي بعد القضاء أمرا
فإنما اختياره لك نعيمك ورضاك
به فادخل... به فاخرج
مهما غشاك .... ما غشاك
وليس السبيل أن تريده إنما
كيف يريد ذاك مولاك ؟
وافتقر إليه .... تجده
عين عزك .... وغناك
واختلي به ليلا فإنه
لا يزال يتقرب إن سارت خطاك
أتغمضُ جفنا؟ والعابدون به خلوا
وأنت َ.. أنت َ نائما !! ماذا دهاك ؟؟
هيا .. فقد طال الرقاد
فقم لما فيه نجاتك و عُلاك
وامض ولا تلتفت لقاطع
أو عارض واحذر عِداك !!
وسر على نور فأنت ترى
ما تريد .... وترى مُناك
به تصحو... به تحيا..
به تقبض الجمر غير شاك
به ترتقي من أوحال الهوى
به تصفو حياتك وتحمد سراك
به تعلو ..ثم تعلو .. ثم تعلو
إلى أن .... تقرّ به ...عيناك
---
ابو الطيب
02-14-2005, 01:01 PM
بسم اللة الرحمن الرحيم لة الحمد كما ينبغى لجلال وجهة وعظيم سلطانة
اود ان اشكر الاخ العزيز (سلسبيل) على تلك الكلمات الجميلة فهى واللهى الحقيقة
وانى اتمنا لك التوفيق والنجاح
واخر دعونا انا الحمد للة رب العلمين
---
خالد الشبل
02-14-2005, 10:27 PM
[/color][/size][/B]
الأخت الكريمة سلسبيل
علم العروض من العلوم التي يُحمد الله - تعالى - على تعلّمه .
ومثله علم النحو ، حتى لا يلحن الكاتب أمام الخلْق .
وفقك الله لكل خير .
---
سلسبيل
02-22-2005, 04:50 PM
جزاكما الله خير الجزاء وأشكر لكما دعواتكما الطيبة لأختكما في الله
علم العروض من العلوم التي يُحمد الله - تعالى - على تعلّمه .
ومثله علم النحو ، حتى لا يلحن الكاتب أمام الخلْق .
الأخ الكريم خالد الشبل(1/559)
إنما حمدت الله تعالى على السلامة- مما كنت سأقع به من خطأ فادح لو أني لم أنوه أن ما كتبت ليس له علاقة بعلم العروض – حيث آثرت ألا أتجنى على هذا الأدب الرفيع وألا أثير حفيظة محبي هذا العلم ومتذوقيه وهذه والله من المصائب التي أسأل الله أن يرفعها عني وهي الجهل بعلم العروض مع شدة حبي للشعر .
---
(1/560)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فوائد
---
فوائد
---
صالح الفويه
08-18-2004, 10:47 PM
ايه في كتاب الله تعالى تبين المنهج الذي كان عليه السلف في تبليغ هذا الدين وان نكون امه ميسرين لا معسين وان نقدم هذا الدين سهلا ميسرا حتى تربى الامه على صغار العلم قبل كبارة وما احوجنا في هذا العصر الى مدارسه اصول الدين وان نترك الشواد شواذالمسائل يقول ابن كثير في تفسيرة : قل يا محمد لهؤلاء المشركين: ما أسألكم على هذا البلاغ وهذا النصح أجراً تعطونيه من عرض الحياة الدنيا، {] [U]وَمَآ أَنَآ مِنَ الْمُتَكَلِّفِين F:اي وما أريد على ما أرسلني الله تعالى به، ولا أبتغي زيادة عليه، بل ما أمرت به أديته، لا أزيد عليه ولا أنقص منه، وإنما أبتغي بذلك وجه الله عز وجل، والدار الآخرة، قال سفيان الثوري عن الأعمش ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق قال: أتينا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقال: يا أيها الناس من علم شيئاً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم؛ فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم: الله أعلم؛ فإن الله عز وجل قال لنبيكم صلى الله عليه وسلم { قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَآ مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } أخرجاه من حديث الأعمش، به. وقوله تعالى: { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } يعني: القرآن ذكر لجميع المكلفين به من الإنس والجن، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، وروى ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي غسان مالك بن إسماعيل: حدثنا قيس عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: { لِلْعَالَمِينَ } قال: الجن والإنس، وهذه الآية الكريمة كقوله تعالى:
{ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ }
[-----------------------------------------------------------------------------
[(1/561)
--------------------------------------------------------------------------------
About Altafsir | Unique Features | About the Institute | About ITG
---
أبومجاهدالعبيدي
02-27-2005, 10:20 PM
جزاك الله خيراً أخي صالح على هذه الفائدة المهمة ، التي نحتاج إليها كثيراً .
وهنا كلام جيد حول هذه الفائدة : أسلوب القرآن في عرض رسالة الإسلام (http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=293&CID=3&SI=q10#q10)
---
(1/562)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يثبت السعدي نسبة صفة الوجع لله عز و جل؟
---
هل يثبت السعدي نسبة صفة الوجع لله عز و جل؟
---
الطبيب
11-18-2006, 12:07 PM
جاء في موقع المسلم ما يلي:
نسبة صفة الوجع لله عزوجل
أجاب عليه فضيلة الشيخ د. عبدالعزيز العبداللطيف
التصنيف الفهرسة/الركن العلمي/العقيدة/الإيمان بالله
التاريخ الاحد 21 / شوال / 1427 هـ
رقم السؤال 20023
السؤال
فضيلة الشيخ:
ورد في تفسير السعدي _رحمه الله_ في سورة يس عند الآية30 " ياحسرة على العباد" قال _رحمه الله_ :{ قال الله متوجعاً للعباد ..} هل يصح إطلاق التوجع على الله وهل هذا خطأ مطبعي أم له توجيه ؟
بارك الله فيكم
الاجابة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
بعد مراجعة أكثر من طبعة لتفسير السعدي- رحمه الله- فقد وجدت المثبت هكذا :" قال الله مترحماً للعباد " كما جاء في طبعة المؤسسة السعيدية وكذا طبعة مركز ابن صالح، ولعل ما نقله السائل عن بعض الطبعات يعد خطأ مطبعيا فإن الوجع هو المرض، والله _عز وجل_ منزه عن ذلك وعن سائر صفات النقص و العيب قال _تعالى_: " ولله الأسماء الحسنى... " وقال _سبحانه_: " وله المثل الأعلى".
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
......
انتهى من موقع المسلم
راجعت التفسير بتحقيق اللويحق فوجدتها (متوجعاً) .. ثم راجعت طبعة ابن الجوزي بتحقيق الصميل فوجدتها (متوجعاً) كذلك، مع أن تحقيق الصميل يعد آخر التحقيقات للكتاب ووقف تقريباً على جميع طبعات الكتاب السابقة كما بين في مقدمته حسب ما أذكر.
فهل (مترحماً) هي الثابتة عن الإمام السعدي رحمه الله أم (متوجعاً)، وإن كان كذلك فما توجيه ذلك، مأجورين.
ودمتم ،،،
---
أحمد القصير
11-18-2006, 11:13 PM(1/563)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78580&highlight=%DE%C7%E1+%C7%E1%E1%E5+%E3%CA%E6%CC%DA%C 7%F0
---
ابن الجزيرة
11-19-2006, 12:23 AM
ألا يمكن أن تكون ( قال الله متوجهاً للعباد )
---
الطبيب
11-19-2006, 10:42 AM
الأخ الفاضل أحمد القصيّر ..
جزاك الله خيراً وزادك علماً وعملاً. فنقلك شاف كاف في المسألة ولله الحمد، وجزى الله الإخوة في ملتقى أهل الحديث خيراً.
أخي ابن الجزيرة ..
الإشكال زال كما ترى، فالوقوف على اللفظة الثابتة أولى، وهو أليق بالسياق وبطريقة الشيخ رحمه الله تعالى.
ودمتم ،،،
---
همام بن همام
11-20-2006, 03:32 AM
قول العلامة السعدي رحمه الله: "متوجعاً للعباد" موجودة في الطبعة الأخيرة وفي غيرها من الطبعات، كما أن في طبعات أخرى توجد "مترحماً للعباد".
فإن قلنا: إن الطبعات الوارد فيها لفظ التوجع هي الصحيحة فمعناها رحمته للعباد كما سيأتي، وإن قلنا: غير صحيحة رجعنا إلى الطبعات التي فيها "مترحماً للعباد" فمعناها أيضاً يدور حول الرحمة، فظهر أن هذا الموضع من كلام العلامة السعدي رحمه الله في كل النسخ يدور حول رحمته تعالى. هذا أولاً.
وثانياً: الأقرب للصواب في ظني - من حيث الطبعات لا باعتبار صحة إطلاق لفظة التوجع على الله تعالى - هي الطبعة التي فيها "متوجعاً للعباد"، وذلك لأمرين:
الأمر الأول: أنها هي المثبتة في طبعة الشيخ عبد الرحمن اللويحق حفظه الله، وقد كتب على الغلاف "محققة عن نسخ خطية مع زيادات تطبع لأول مرة"، فهي أفضل الطبعات فيما أعلم.
الأمر الثاني: أنني بحثت في عدة معاجم عن التركيب الذي جاء في الطبعات الأخرى: هل يصح في اللغة أن يتعدى الفعل ترحم باللام؟
فما وجدت أحداً ذكر أنها تتعدى باللام، فهذا يورث الشك في جواز تعدي هذا الفعل باللام.
ومما وقفت عليه من معاجم: تهذيب اللغة، والصحاح، ومختار الصحاح، والقاموس المحيط، وتاج العروس، ولسان العرب.(1/564)
أما أن متوجعاً للعباد هي بمعنى الرحمة فبيان ذلك أن يقال:
إن معنى متوجعا للعباد، أي يتوجع لهم، وإذا رجعنا إلى معنى هذا التركيب في لسان العرب لابن منظور نجده يقول:"وتوجَّعَ له مما نزل به: رَثى له من مكروه نازل". وكذا في القاموس المحيط وغيره.
ثم إذا رجعنا إلى معنى تركيب " رثى له" نجد ابن منظور يقول:"ورَثَيْتُ له: رَحِمْتُهُ" وكذا في القاموس المحيط.
فانتظم أن معنى توجع له "رحمه".
إلا أن الإشكال لا يزال قائماً من حيث إن هذا المقام ليس مقام رحمة.
والله أعلم وأرحم.
---
عبدالرحمن الشهري
01-24-2007, 12:43 AM
شكر الله لكم جميعاً هذه الفوائد . وأشكر أخي أحمد القصير ، وليته نقل لنا الكلام ولم يضع رابطه الذي لم أجده ، لتوقف الموقع الذي أحال عليه ، وهذه مهمة مستقبلاً . وأطرح بين أيديكم رأيي في هذه المسألة للمدارسة والنقد .
1- الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله قد يقع في الخطأ وليس بمعصوم.
2- إن صح تعبيره بعبارة (متوجعاً) في النسخ الخطية فتحمل على معناها الذي تفضل بنقله الأخ الكريم همام وفقه الله من المعاني التي تدل عليها العبارة من صفات الله الثابتة لله كالرحمة مثلاً ويوجه معناها هنا بما يتلائم مع سياق الآيات ، فلا يقال إن المقام ليس مقام رحمة ، وإنما يقال إن هذه الرحمة في هذا المقام من باب السخرية والاستهزاء بهم جزاء استهزائهم وسخريتم من الرسل . ويكون هذا كقول أبي الحسن التهامي :
إني لأرحمُ حاسديَّ لفرطِ ما *ضمَّت صدورُهم من الأوغارِ
فهي رحمة من باب السخرية بهم ، والإزراء عليهم .
والذي جعلنا نحمل العبارة التي قالها الشيخ - إن صحت - على هذا المعنى أو غيره مما يقاربه هو معرفتنا بمنهج الشيخ في كتبه وفي موقفه من صفات الله سبحانه وتعالى ، وهذا من حمل المتشابه على المحكم .(1/565)
3- إن صحت نسبة العبارة للشيخ رحمه الله فليس معنى ذلك أنه يصح لنا إثبات هذه الصفة لله سبحانه وتعالى لمجرد إطلاق الشيخ لها إن لم يرد بإثباتها نصوص من القرآن أو السنة ، فليس كلامه - على محبتنا له وفضله في العلم - مصدراً نثبت بناء عليه الصفات لله سبحانه وتعالى إن لم ترد عن الله ورسوله ، والسائل الذي سأل عن هذه العبارة المشكلة لثقته في الشيخ السعدي سأل هذا السؤال ليزداد طمأنينة ويعرف الحق في هذه المسألة والله الموفق . وإلا فما أهون أن يقال : أخطأ الشيخ السعدي في إطلاقه هذه العبارة الموهمة ، والأولى استبعادها وتنتهي المشكلة عند هذا الحد ، وأحسب أن الشيخ السعدي لو تأمل عبارته - إن كانت هكذا فعلاً - لغيرها بما يوضح المراد رحمه الله وغفر له .
---
د.يسري خضر
01-24-2007, 01:01 PM
الاخوة الاعزاء بارك الله فيكم ما اجمل هذا الاعتذار عن الشيخ يرحمه الله وما اقوم هذا الفهم للعبارة انه نموذج يحتذى للتعامل مع العلماء الكبار
---
أبو المنذر
01-26-2007, 04:17 PM
الأخ همام ومن بعده الذي ايده ـ اقصد الشيخ عبدالرحمن ـ الا ترون أننا لو صححنا هذه اللفظه أعني "
متوجعا " وحملناها على ما قلتم من
مراد الشيخ انكم بذلك اثبتم الصفه ـ وان شئتم ـ اثبتم الفعل لله من حيث لا تشعرون , وإن قلتم كلا !
سبحان الله العظيم ، فمن اثبت لله صفة الهروله ـ كيف اثبتها ؟ أليس من حديث " .. اتيته هرولة " رغم ان القران والسنة لم
يردا بها صراحة ـ حسب علمي ـ الا بهذا الحديث فبمجرد اثبات اللفظ لله تثبت الصفة أو الفعل وليس كل فعل لله سبحانه
صفة له ـ كما تعلمون ، ولكن حتى الفعل لابد له من الدليل اذا الأولى أن نقول أنها خطأ مطبعي أو كما تفضلتم " أخطأ
الشيخ "
" ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ، اللهم نعوذ بك أن نقف ما ليس لنا به علم ـ سبحانك ـ "
---
إبراهيم الحميضي
01-30-2007, 02:39 PM(1/566)
ينبغي لنا في هذه المسألة أن نرد المشكل إلى الواضح ، ومنهج الشيخ في باب الصفات العليا معروف كما ذكر الدكتور عبد الرحمن، وأما هذه اللفظة فتحمل على أنها خطأ من الناسخ أو سبق قلم من الشيخ - رحمه الله- وجل من لايخطي .
وأنا أرجو من الإخوة الذين استشكلوا هذه اللفظة الرجو إلى تفسير تلميذ الشيخ الشيخ محمد العثيمين رحمه الله لسورة يس ص 106 ، فقد حرر هذه المسألة تحريراً بالغا، وكان مما قاله: وقيل إن التحسر من الله عز وجل لكن ليس معناه أنه يتصف به ، بل المعنى أنه يبين حسرة العباد على أنفسهم ، يقول : ياحسرة واقعة على العباد......... فالكلام كلام الله عز وجل ، لكن لما كان التحسر ندما وألما صار الله تعالى منزها عنه .... إلخ
---
ناصر الماجد
02-01-2007, 11:08 PM
بسم الله
أود الإشارة الى أن ما جاء في بعض طباعات تفسير العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ مترحما للعباد، غير سليم لغة؛ لأن فعل الترحم لا يعدى بحرف اللام ، وربما كان هذا التعديل من اجتهاد من اعتنى بطباعة الكتاب لما رأى العبارة موهمة، والله أعلم.
---
(1/567)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > العمد في كتب التجويد
---
العمد في كتب التجويد
---
محمد رشيد
10-28-2003, 07:06 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
مشايخي الكرام ، أنا الآن أريد أن أتخذ كتابا أو عدة كتب تكون هي العمدة لي في علم التجويد ، فما هي الكتب التي تكون بهذه المثابة ؟ مع العلم أني درست كتاب ( فتح المجيد شرح كتاب العميد ) لـ [ علي بسة ] في المعهد الذي أدرس فيه القرءان و علومه ، و سندرس ـ إن شاء الله تعالى ـ كتاب ( المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية )
و ما تقييمكم لـ ( التمهيد ) للجزري ، حيث أن الجزري رأس المحققين في هذا العلم ، و كتابه هذا في علم التجويد خاصة ، و مع ذلك لا أجد له كبير ذكر على ألسنة المشتغلين بالفن ، و في الحقيقة أميل إلى اتخاذه عمدة لي ، و لكن دفعني للسؤال عنه ما ذكرته من عدم انتشاره ، و أنا لم أنظر فيه إلى الآن لأنه ليس عندي .
و ما تقييم مشايخنا الأفاضل لكتاب ( غاية المريد في علم التجويد ) للشيخ عطية قابل نصر ؟
و المطلوب عموما هو ذكر الكتب المعتمدة في الفن و التي يمكن اتخاذها كعمدة في الفن ، و إن كانت الكتب تقيّم بعدة حيثيات أو اعتبارات ، فنرجو التكرم بذكر المطلوب من كل حيثية أو اعتبار .
أسأله تعالى أن يوفق مشايخي الكرام ـ آمين ـ
---
أبومجاهدالعبيدي
10-28-2003, 11:15 PM
انظر هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=313)
---
أبو تيمية
10-29-2003, 06:28 AM
قال لي غير ما مرة الشيخ الدكتور المحقق و المحرر الكبير أحمد شرشال الجزائري - حفظه الله - أحد أبرز المشتغلين بعلوم القرآن - إن كتاب غاية المريد في علم التجويد للشيخ عطية قابل نصر من أحسن الكتب المصنفة ، لكن كثيرا من المشتغلين بهذا العلم لا يدركون أهميته ...(1/568)
كما يثني كثيرا على تحقيقات البحاثة الدكتورغانم قدوري و أخيه سالم ، و يقول إنها كلها جيدة و محررة ..
و للعلم : فللشيخ نقد بناء لبرامج التجويد بل علوم القرآن و التفسير كلها المتعامل بها في الكليات الشرعية ، لعله ينشر قريبا ..
للعلم أيضا : فإن الشيخ شرشال صاحب إبداع و تميّز ، و له في معرفة الرسم القرآني و الضبط اليد الطولى ، و قد رشح عدة مرات للتحكيم في المسابقات العالمية لحفظ القرآن و تجويده فرفض تورعا ، بارك الله فيه ..
و قد سبق أن بينت شيئا قليلا من سيرته ...
---
مساعد الطيار
10-29-2003, 11:03 AM
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فلقد قرأت إحالة أخي الفاضل أبي مجاهد ، وإذا فيها معلومات تقويمية عن كتب التجويد ، وفيه غنية ، ورأيت أن أشارككم في هذا الموضوع من خلال نقاط :
الأولى : أن كتب التجويد المعاصرة لا تختلف كثيرًا في مادتها الأساسية ، وإنما تخحتلف في طريقة العرض وتقسيم الموضوعات .
الثانية : أن من كتب التجويد ما هو مختصر جدًّا ، حتى يكاد يكون منصبًا على التطبيق دون ذكر التقسيمات والتفريعات والعلل ، أو التطويل بذكر مثال لكل جكم من أحكام الحرف ، كمن يذكر مثالاً لكل حرف من أحرف الإخفاء ، وذاك يكتفي بذكر مثال واحدٍ .
الثالثة : أن المطولات في كتب التجويد لا تخرج حال اختصارها عن هذه الكتب ؛ لأنها تتميز بالعرض والتحليل ، وبالردَّ على بعض أخطاء المؤلفين ، كما هو الحال في كتاب الشيخ عبد الفتاح المرصفي .
وهذه المطولات يستفيد منها المتخصصون دون من سواهم ، ومن أنفسها على الإطلاق كتاب هداية القاري للشيخ عبد الفتاح المرصفي ، إذ فيه بحث وتحقيق ومراجعة لكتب التجويد وذكر ملاحظات عليها .
والاعتماد عليه نافع للمتخصصين ؛ لأنه استوفى كثيرًا ، وما ترك من المباحث التجويدية التي يدرسها المعاصرون شيئًا يُذكر ، والله أعلم .(1/569)
وقد كان لي قديمًا اعتناءٌ بهذا العلم ، وجمعٌ للمؤلفات فيه لكني توقفت عن ذلك ، فحكمي على نفاسة كتاب المرصفي لا تعني أن غيره مما جاء بعده لا يدانيه أو يساويه .
الرابعة : إن مما يلاحظ على المعتنين بهذا العلم أنهم لا يطَّلعون على كتب المتقدمين ويُفيدوا من التحقيقات التي فيها ، ومن أنفس كتب المتقدمين : كتاب الرعاية لمكي بن أبي طالب ، وكتاب التحديد في الإتقان والتجويد للداني .
وهناك كتب مهمة في هذا العلم ، وفيها نفائس وتحقيقات ، ولا أرى للمتخصص به أن يغفلها ، ومنها على سبيل المثال :
1 ــ المفيد في شرح عمدة المجيد في النظم والتجويد / للمرادي ( ت : 749 ) .
2 ــ المنح الفكرية على متن الجزرية ، وهو من أنفس شروح مقدمة ابن الجزري / لملا علي قاري ( ت : 1016 ) .
3 ــ تنبيه الغافلين و إرشاد الجاهلين عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين / للصفاقسي ( ت : 1118 ).
4ـ جهد المقلِّ / لساجقلي زاده ( ت : 1150 ) ، وهذا الكتاب ـ مع ما تعرض له صاحبه من نقد من معاصريه ومن بعدهم ـ فيه تحقيقات نفيسة جدًّا .
5 ـ الفوائد المفهمة في شرح الجزرية المقدمة / لابن يالوشة التونسي ( ت : 1314 ) .
الخامسة : إن بعض كتب القراءة تطرح مسائل في علم التجويد ، وقد يكون فيها ما لا تجده في كتب التجويد المعاصرة ، بل قد يكون فيها حكاية لمذاهب أو تقييد لمسائل يُغفل عنها في كُتبِ التجويد ، والرجوع إليها مفيد جدًّا ، وأذكر على سبيل المثال بعض كتب القراءات :
1 ـ الإقناع في القراءات السبع / لابن الباذش .
2 ـ الكامل في القراءات الخمسين / للهذلي ، ولا زال مخطوطًا .
3 ـ المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر / لأبي الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري ، وقد حققه في رسالة جامعية ونال به درجة الدكتوراه الشيخ المقرئ الدكتور إبراهيم الدوسري .(1/570)
السادسة : إن هناك بعض الكتب التي تفيد دارسي التجويد ، وهي خارجة عن مسمى التجويد ، وبعضها يُعتبر أصلاً فيما كتبه علماء التجويد ، وبعضها دراسات معاصرة ، ومنها على سبيل المثال :
1 ـ الكتاب / لسيبويه ، وهو أصل فيما كتبه مكن جاء بعده فيما يتعلق بالمخارج والصفات وباب الإدغام ( يشمل الأحكام الأربعة : الإدغام والإظهار والقلب والخفاء ) ، وباب الروم والإشمام .
ويتفرع عنه كل من شرح الكتاب أو جعله أصلاً وبنى كتابه عليه ، إذ لا تخلو هذه الكتب من تحقيقات وتعقبات في هذه الأبواب .
وإني أنصح طلاب علم التجويد بأن يعتنوا بما كتبه سيبويه ويتدارسونه ؛ لأنه أصل لمن نكتب في هذه الأبواب .
2 ـ سر صناعة الإعراب / لابن جني ، وهو كتاب نفيس جدَّا ، وفيه تعليقات تتعلق بعلم التجويد لا تكاد تجدها في غيره .
ومن الكتب المعاصر :
1 : كتب الدكتور المحقق غانم قدوري ، ومن أنفسها : الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ، وأبحاث في علم التجويد .
2 ـ أصالة علم الأصوات عن الخليل من خلال مقدمة كتاب العين ، للدكتور أحمد محمد قدور ، وهو من مطبوعات دار الفكر المعاصر ، اوالدكتور أحمد له كتب في فقه اللغة وتاريخها مما يُحرص عليها لما فيها من التحقيق .
3 ـ المصطلح الصوتي في الدراسات العربية / للدكتور عبد العزيز الصيغ ، وهو من مطبوعات دار الفكر المعاصر
السابعة : إنني أنصح طلاب هذا العلم أن يرتقوا به في التحقيق بقراءة ما سطَّره العلماء السابقون ، ومعرفة ما أحدثه المتأخرون من تعليلات وأحكامٍ لا تجدها عند المتقدمين ، وهي مما يدخله الاجتهاد ، لكنها صارت كأنها مجمعًا عليها لا يجوز خلافها ، ومن ذلك عبى سبيل المثال :
1 ـ جواز إظهار الميم الساكنة عند التقائها بالباء ، وهو وجه معروف مقروءٌ به ، لكنه تُرِك في العصور المتأخرة ، حتى إن بعض دارسي التجويد في بعض المعاهد المتخصصة لا يعرفون هذا الحكم .(1/571)
2 ـ حكى السَّعيدي في كتابه ( التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ) أن لفظ (( الضالين )) يمد مدًا وسطًا دون مد (( طائعين )) ... وقال : وتُجعل المدة التي جاءت للتشديد ؛ نحو : (( يبلغانِّ)) و((الصاخة)) و((الطامة )) و ((أتحتجوني )) وما أشبهها دون المدة التي تجيء للهمزة مثل (( قائما )) و ((قائلون )) و ((نائمون)) و ((تائبون)) وما أشبهها .
وهذا يعني أن المد اللازم عنده لا يكون أكثر من المد المتصل ، فما الموقف من هذا الكلام ؟
ولا زال في النفس بقية أشياء تتعلق بهذا العلم أسأل الله أن ييسر لي تدوينها ، وله الحمد أولاً وآخرًا .
محبكم / أبو عبد الملك .
---
محمد رشيد
10-29-2003, 05:14 PM
بارك الله تعالى في مشايخنا الأفاضل / أبي مجاهد و أبي تيمية و فضيلة الدكتور مساعد
بارك الله تعالى فيكم جميعا على اهتمامكم
وأنا لم أقرأ إفاداتكم بعد لضيق الوقت و لكني سأقرأها ـ إن شاء الله تعالى ـ متأملا و إن أشكل عليّ شئ فسأستفسر ـ إن شاء الله تعالى ـ
بارك الله تعالى فيكم و زادكم شرفا و علما و تقى
---
محمد رشيد
10-30-2003, 05:34 PM
بارك الله تعالى فيك شيخنا الفاضل الدكتور / مساعد
أين أجد كتب المرصفي المذكور ؟ ما أفضل نسخه ؟ و أين يوجد ؟
---
مساعد الطيار
10-31-2003, 12:53 AM
الكتاب من مطبوعات مكتبة طيبة بالمدينة النبوية
تلفون : 8360512 / 8380756
وهو موجود في مكتبة الرشد بالرياض وغيرها .
---
أبو تيمية
10-31-2003, 01:38 PM
بالأمس شرفني الدكتور البحاثة أحمد شرشال بالزيارة في بيتي و سألته عن سؤال الأخ عن المعتمد في كتب المتأخرين ، و ذكرت له كتاب المرصفي فقال : هو أحسن ما صنف من كتب المتأخرين ، و ما من كتاب من الكتب المصنفة في هذا العلم إلا و لها و عليها ، من حيث الجمع و التحقيق و الترتيب ...(1/572)
وكما ذكر لي بعضا من المسائل التجويدية التي جزم فيها بعض المصنفين في هذا العلم بأنه ليس في القرآن منها شيء ، و غيرهم قد تنبه لها و بينها في مصنفه..
و للشيخ استدراكات كثيرة على كتب التجويد ، لعله يجمعها في مصنف فيستفاد منها ..
ثم أطلعت الشيخ على صفحة الملتقى هذا ، فأثنى عليه خيرا ، و سألته المشاركة غير المباشرة ببعض البحوث و المقالات ، فوعد خيرا ...لأن الشيخ ليس له ولع بالحاسوب إطلاقا ..
كما أثنى الشيخ على مصنفات الشيخ مساعد الطيار و ذكر أنها جيدة و أنه يقتني مصنفاته كلها ...
---
عبدالرحمن الشهري
10-31-2003, 02:05 PM
شكر الله لمن سأل وأجاب ، والله لا يضيع أجر المحسنين سبحانه وتعالى.
كما أشكرك أخي الكريم أبا تيمية على عنايتك وحرصك زادك الله علماً ، وحرصاً على الخير ونفع الناس. وأشكرك على عرضك المشاركة على الشيخ الكريم أحمد شرشال وفقه الله. وما أسعدنا بذلك.
وهناك كتاب ثمين في التجويد لم يشر إليه أحد ، وهو من أثمن وأدق كتب التجويد المعاصرة ، التي أتت على المهمات بشمول . وهو كتاب :
الإتقان في تجويد القرآن برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.
للشيخ الجليل عبدالله بن صالح بن محمد العبيد وفقه الله.
وقد كتب تحت العنوان بخط دقيق (إعادة صياغة علم التجويد كما تلقاه السلف الصالح).
وأنا أنصح بقراءة هذا الكتاب ، وهو صغير الحجم من مطبوعات دار العاصمة بالرياض.
وهناك كتاب آخر للمصنف تعرض فيه لتجويد بعض الآيات المشكلات سماه :(حل المشكلات في تجويد الآيات ). ولم أطلع عليه.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
---
محمد رشيد
11-01-2003, 07:25 PM
بارك الله تعالى في جميع مشايخي
و زادهم حرصا و علما
آمين
---
عبدالرحمن الشهري
11-05-2003, 02:07 AM(1/573)
ذكر الشيخان أبو خالد السلمي وأبو عبدالملك الطيار وفقهما الله كتاب (هداية القارئ إلى تجويد كلام البارئ) للدكتور عبدالفتاح السيد عجمي المرصفي رحمه الله المولود بمرصفا من أعمال محافظة القليوبية بمصر عام 1923م والمتوفى بالمدينة المنورة عام 1409هـ (1989م). وهو كتاب نفيس وأحب أن أشير إلى أنه قد أخرج كتابه هذا بين عام 1397هـ و1399هـ بالمدينة وكان حينذاك معيداً بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية. فأعجب العلماء بهذا الكتاب ، وتكريماً لجهوده في هذا الكتاب قررت إدارة مجلس الجامعة أن تكرم الشيخ المرصفي ، فرفع الكتاب إلى المجلس الأعلى للجامعات في السعودية ثم صدرت الموافقة بتاريخ 6-2-1406هـ بترقية الشيخ المرصفي إلى درجة أستاذ مساعد بالكلية ، وعين عضواً بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف لمراجعة المصحف . رحمه الله رحمة واسعة.
---
راجي رحمة ربه
11-05-2003, 06:25 AM
السلام عليكم
الأستاذ الطيارجزاه الله خيرا أشار إلى أهمية دراسة بعض الأقوال التي في بطون الكتب القديمة،
كإنقاص اللازم عن المتصل، وكإظهار الميم الساكنة مع الباء.
فأقول، نعم هي مهمة من الناحية النظرية. أما من الناحية العملية، فلا.
لأن القراءة بها اليوم لا تصج لانقطاع سندها، فتكون في حكم الشاذة.
وأنا مع الرأي القائل بأنه ينبغي تحديد الغاية من الكتاب لمعرفة الأنسب، فما يكون للمبتدئ غير ما هو للمتبحر والمعلم.
وما تحتاجه للصغار غير ما يلزم للكبار.
---
(1/574)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القراءات في ( لا تضار ) و ( لا يضار )
---
القراءات في ( لا تضار ) و ( لا يضار )
---
عبد الله
11-07-2003, 01:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواننا أهل التخصص في القراءات :
في قوله تعالى : } لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا { [ البقرة : 233 ] . ست قراءات فيما تبين لي من الكشاف وحجة القراءات لابن زنجلة وأكثر التفاسير ، وعند الرجوع إلى قوله تعالى : } وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ { [ البقرة : 282 ] . يحيلون على القراءات التي وردت في الآية الأولى .
فهل القراءات التي وردت في الآية 233 كلُّها تنطبق على الآية 282 ؟ .
أرجو التصحيح والتوجيه . ( يفضل ذكر المراجع وتوثيقها ) وجزاكم الله كل خير .
وهذه هي القراءات مع توجيه بعضها :
. الرفع ( لا تضارُّ ) وبها قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو (1) ، وحجتهما في ذلك قوله قبلها : } لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاّ وُسْعَهَا { [ البقرة : 233 ] فأتبعا الرفع الرفع ، فعطف جملة خبرية على جملة خبرية ، وتكون ( لا ) نافية ، لكن الخبر هنا المراد به النهي ، فالأمر قد يجيء على لفظ الخبر كما في قوله تعالى : } وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ { [ البقرة : 228 ] (2) أي ليتربصن .
وهو محتمل البناء للفاعل والمفعول (3).
. الكسر ، وبها قرأ الحسن على النهي ، وهو محتمل البنائين أيضاً .
. السكون مع التشديد على نية الوقف ، وبها قرأ أبو جعفر بن القعقاع .
قال في التبيان : وهي ضعيفة ، لأنه في التقدير جمع بين ثلاث سواكن ، إلا أن له وجهاً وهو أن الألف لمدها تجري مجرى المتحرك ، فيبقى ساكنان والوقف عليه ممكن ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ، أو يكون وقف عليه وقفة يسيرة (4).(1/575)
. السكون مع التخفيف ، من ضاره يضيره ، رويت عن الأعرج ، ونوى الوقف كما نواه أبو جعفر ، أو اختلس الضمة فظنه الراوي سكوناً (5).
. لا تضرر : رويت عن كاتب عمر بن الخطاب (6).
. النصب ، وبها قرأ باقي القراء ( نافع وابن عامر وحمزة والكسائي ، وعاصم في المشهور عنه ) (7) بفتح الراء مشددة ، على أن ( لا ) ناهية ، والفعل مجزوم بها ، والأصل ( يضارر ) براءين ، فأدغمت الراء الأولى في الثانية ، ثم تحركت الراء الثانية بالفتح تخلصاً من التقاء الساكنين على غير قياس ، لأن الأصل في التخلص من التقاء الساكنين أن يكون بالكسر ، (8) لكن اختير الفتح ، لأجل الألف .
وهذا هو الاختيار في التضعيف إذا كان قبله فتح أو ألف (9).
فـ ( تضارَّ ) يحتمل أن يكون تقديره ( تضارِر ) بكسر الراء الأولى ، فتكون والدة فاعلاً ، أو ( تضارَر ) بفتح الراء الأولى فتكون والدة نائب فاعل . وفك الفعل لغة الحجاز ، والإدغام لغة تميم (10).
. فإذا كان التقدير ( تضارِر ) بكسر الراء الأولى ، فيكون الفعل مبنياً للمعلوم ، وتكون والدة فاعلاً ، ويكون المعنى : لا تضارِر والدةٌ زوجَها بسبب ولدها ، بما لا يقدر عليه من رزق وكسوة ، أو بأن تمتنع عن إرضاعه إضراراً بالأب ، ولايُضار الأب زوجَته بسبب ولده بما وجب لها من رزق وكسوة .
وأجاز الزمخشري مجيء ( تضار ) بمعنى تضر ، والباء من صلته . أي لا تضر والدة بولدها ، فلا تسئ غذاءه وتعهده ، ولا تفرط فيما لا ينبغي له ، ولا تدفعه إلى الأب بعدما ألفها . ولا يضر الوالد به بأن ينتزعه من يدها ، أو يقصر في حقها ، فتقصر في حق الولد .
ومن هنا جاءت الإضافة إليهما ( بولدها ، بولده ) استعطافاً لهما عليه وإشفاقاً عليه(11) .(1/576)
وإذا كان التقدير ( تضارَر ) بفتح الراء الأولى ، فيكون الفعل مبنياً للمجهول ، وتكون والدة نائب فاعل ، ويكون المعنى : لا يضار زوجٌ زوجَته المطلقة بولدها عن طريق الطعن بها ، أو التقتير في النفقة أو نحو ذلك (12) .
أرجو الإفادة - مأجورين -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ورواها أبان عن عاصم . انظر : فتح القدير 1 / 245 .
(2) انظر : حجة القراءات لابن زنجلة 1 / 136 . والإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري 2 / 705 .
(3) انظر : الكشاف للزمخشري . والتبيان في إعراب القرآن 1 / 97 .
(4) التبيان في إعراب القرآن 1 / 120 – 121 .
(5) انظر : الكشاف للزمخشري .
(6) انظر : الكشاف للزمخشري .
(7) انظر : فتح القدير 1 / 245 .
(8) القراءات وأثرها في علوم العربية ، د . محمد سالم محيسن 2 / 200 .
(9) حجة القراءات لابن زنجلة 1 / 136 .
(10) انظر : المحتسب لابن جني 1 / 148 . وتفسير الثعالبي 1 / 233 .
(11) انظر : الكشاف للزمخشري .
(12) انظر : أثر اللغة في اختلاف المجتهدين ، عبد الوهاب عبد السلام طويلة 125 – 126 .
عبد الله إبراهيم
---
أبو خالد السلمي
11-07-2003, 06:03 PM
الأخ الفاضل عبد الله _ وفقه الله _(1/577)
كتاب الكشاف وغيره من كتب التفسير ، وكذا كتاب حجة القراءات وغيره من كتب توجيه القراءات ، لا يعتمد عليها في عزو القراءات إلى أصحابها خاصة القراءات العشر المتواترة ، وذلك لأن تلك الكتب لا تعنى بالروايات والطرق المعتمدة عند أهل الأداء ، فربما ينسبون قراءة إلى عاصم مثلا وتكون من رواية أخرى غير روايتي شعبة وحفص ، أو من روايتهما ولكن من طريق غير مقروء به ، ولهذا فعليك بالرجوع إلى الشاطبية وشروحها والدرة وشروحها والطيبة وشروحها ، وإلى النشر ، وكذلك من الكتب الموثوقة غيث النفع للصفاقسي والبدور الزاهرة لعبد الفتاح القاضي وإتحاف فضلاء البشر للبنا الدمياطي ، ويستحسن أن تقارن بين أكثر من كتاب من تلك الكتب حيث إنه وقعت بعض الأخطاء المطبعية ، وسقطت بعض الكلمات سهوا ، فما كان من خطأ في كتاب منها تدورك في الكتاب الآخر .
وأما قوله تعالى : ( و أشهدوا إذا تبايعتم و لا يضار كاتب و لا شهيد ) (1) فالقراءات فيه ليست كالقراءات في قوله تعالى ( لا تضار والدة بولدها ) (2) فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب واليزيدي قرؤوا بضم الراء المشددة في ( لا تضار والدة ) ولكنهم قرؤوا بفتح الراء المشددة في ( ولا يضار كاتب ) ، وأما ابن محيصن فقرأ بضم الراء المشددة في الموضعين ، وأما أبو جعفر بروايتيه بخلف عنهما فقرأ بتخفيف الراء و إسكانها في الموضعين ، وأما الباقون من القراء الأربعة عشر فقرؤوا بتشديد الراء و فتحها في الموضعين (3)
و قد و هم د / صبري عبد القوي صاحب كتاب أثر القراءات في الفقه الإسلامي فنسب في ص :222 إلى ابن كثير و البصريين أنهم قرؤوا بضم الراء في ( ولا يضار كاتب ) ، و ليس كذلك بل قراءتهم كالجمهوركما سبق .(1/578)
و القراءة بالتخفيف من ضار يضير ، و بالتشديد من ضار يضار بتشديد الراء ، وعلى هذا فيحتمل أن تكون الحركة سواء بالضم أو الفتح لمجرد التخلص من التقاء الساكنين فتكون لا ناهية ، و يحتمل أن تكون لا نافية في قراءة الرفع و ناهية في قراءة فتح الراء ، و يترتب على ذلك أن يكون معنى ( ولا يضار كاتب ولا شهيد ) على قراءة الرفع نهي صاحب الحق عن مضارة الكاتب و الشهيد و ذلك بدعوتهما للكتابة و الشهادة و هما مشغولان معذوران ، و على قراءة الجمهور يكون النهي للكاتب و الشهيد عن الإضرار بصاحب الحق و ذلك بالامتناع من الكتابة و الشهادة أو بان يكتب الكاتب ما لم يمل عليه أو يشهد الشهيد بما لم يشهده (3) و على كل حال فالضرر والضرار منهي عنهما عموما .
__________________________
(1)البقرة : 282
(2)البقرة : 233
(3)البدور الزاهرة 56 ، الإتحاف 166
(4)انظر أحكام القرآن لابن العربي 1/259 ، أحكام القرآن للجصاص 1 /522
---
عبد الله
11-07-2003, 08:31 PM
شكر الله لك أخي أبا خالد على هذا التنبيه والإفادة ، لكن هذه القراءات التي يذكرها أصحاب التفاسير – والتي قلت أن بعضها غير معتمد عند أهل الأداء – ألا يصح الاستشهاد بها في اللغة ، أو في القواعد النحوية ، ثم يستنبط منها حكم فقهي أو غيره ، بحيث لا يتعارض مع المتواتر ؟
وجزاك الله عني كل خير
عبد الله إبراهيم
---
(1/579)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مركزية الإيمان
---
مركزية الإيمان
---
علي جاسم
05-30-2005, 05:18 PM
مركزية الإيمان
من مألوفات حياتنا اليومية أن نرى طفلا ينفجر باكيا أو يبكي منفجرا حين يؤخذ من بين يدي أمه ولن تهدأ هذه الثورة منه حتى يعاد إليها , وهذه الحالة ليست مع الإنسان وحسب بل حتى مع الحيوان , فنرى فيما نرى صغير الماعز أو الضأن حين ينفصل عن قطيعه وعن أمه بالتحديد إذا به يصدر أصواتا ونداءات أشبه ما تكون بالاستغاثة والاستنجاد لا تختلف عن بكاء الطفل إلا من حيث الكيفية أما من حيث الباعث- على الأرجح- فهو واحد, وهذا الآخر لن ينقطع عن إصدار هذه الأصوات حتى يلحق بقطيعه ويرجع لأمه.
والمسألة ليست عرضية - كما يظن – لأنها من الكثرة التي يضيق بها حيز الصدفة والعرض , وتكرار مشاهدتها في حياتنا اليومية وكثرتها بنفس الوقت مدعاة للتأمل والبحث عن أصل هذه العلّة .
ولنا في هذه الحالة رأي قصارى ما نقول فيه أن مخالفونا لن يأتوا بحجة أقرب زلفى لمكسر هذه الظاهرة من حجتنا , على أنا لا ندعي أن حجتنا فيها هي الصواب ولكنها كلمة تقال ورأي نزجيه فإن أصبنا بالقول الحقيقة فمن توفيق الله وفتحه, وإن أخطأنا فحسبنا أنا أبدينا رأيا رأيناه, وفي معرفة الخطأ بعد ذلك ما نجد به عزاء لأنفسنا ومنفعة في آن واحد وحسبنا به عزاء لو تعزينا وحسبنا منه منفعة حين نرومها و نبتغيها .(1/580)
أولا الضعف في الإنسان فطرة , وعليه فالشعور بالضعف من فطرة الإنسان أيضا , وبهذا فالمركزية بالنسبة للإنسان ضرورة تقضي بها فطرته عن حس صادق وسليقة سليمة قبل أن يرتأيها عقله عن بحث وتأمل , وأعني بالمركزية هنا ضرورة ركون الإنسان لما يعزز به ضعفه الفطري وإلا فهو أضعف من ذبابة لقوله تعالى{وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب} فقدم سبحانه ضعف الإنسان على ضعف الذبابة , ومن كان بهذه الدرجة من الضعف هو – لعمر الله – أحوج ما يكون لركن شديد, بل أفقر إليه من تلك الذبابة .
وهذا الركن الذي سيأوي إليه الإنسان لا بد أن يكون أقوى من الإنسان وإلا فلا يصح أن نجوّز الركون لما هو أضعف , وهذا الركن الشديد هو ما أراده الله تعالى بقوله{ وإذ أخذ الله من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسكم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا لغافلين} وأعني به هنا الإيمان وأريد بذلك صلة الإنسان بالله ..(1/581)
و ما بين الطفل والبالغ هو أن الطفل محكوم بتصرفاته وأفعاله لفطرته وسليقته دون ضوابط غير ضوابط الفطرة فإن جاع بكى وإن شبع لعب وإن غشّاه النعاس نام وإن انفصل عن أمه – مركزيته – أحس بضعفه – فطرة- فاضطرب عندئذ فاستحال اضطرابه بكاء , ولو أودع الله في الإنسان آلة يعبر بها عن شعوره بالضعف لما أخفتها فطرته , بينما البالغ فمحكوم لضوابط الحياة واعتبارات بلوغه , فإن انفصل عن مركزيته وأعني بها الإيمان اضطربت حركة حياته , لأن ضعفه سينكشف حينها بل سيكون الشعور بالضعف مضاعفا, فيستحيل هذا الاضطراب إلى تخبط في حياته قد يستحيل بعد ذلك لعلّة نفسية- مرض نفسي – أو حالة من عدم التوازن وعدم اعتدال نسق الحياة , وقد يفضي به هذا الاضطراب آخر الأمر إلى الركون لغير الله علّه يعزز ضعفه , فإذا به يركن للمال باعتبار أن المال قوة وفيها ما يعزز به ضعفه وفي هذا النوع من الركون يضرب الله أمثلة قرآنية فيقول{ إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم } ثم بعد ذلك قال { قال إنما أوتيته على علم عندي },لكنها قوة لا تكاد تنهض بصاحبها حتى تهوي به لواد سحيق إذ كلما كثر المال كثر الانشغال به والاستغراق في المحافظة عليه وهذا ضرب من الشقاء الذي لا يبتلى به أفقر الفقراء بفقره بقدر ما يبتلى به أغنى الأغنياء بماله .
ولون آخر من ألوان الركون لغير الله , وأعني هنا لون من ألوان التخبط والاضطراب التي تعتري من ينفصل عن مركزية الإيمان , هذا اللون الآخر هو الركون إلى قوة الجاه والسلطان وفيها يقول تعالى في النمرود{إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت} وفي فرعون { يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي } ويقول تعالى في ملكة سبأ وقادة جيشها{ نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد} وهذه كتلك لا تؤمن عليها دول الأيام وصروف الدهر وإذا بالأمير أسير , وإذا بعزيز قومه ذليل حقير .(1/582)
وقد يركن أيضا لتخاريف العقل وأضاليله ظنا منه أن العقل قوة قد تغنيه عن الله وكما قال تعالى في قوم من هؤلاء{ وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} وهذه أدهى وأمر من سابقتيها , إذ العقل مرتبط بطبيعة النفوس من صلاح أو فجور , والنفوس مرتبطة بالإيمان باعتبار التزكية الإيمانية للنفس , وانتفاء الإيمان انتفاء التزكية وانتفاء هذه الأخيرة يعني رجوع النفس لطبيعتها – بظلمها وفجورها وأهواءها – والعلم بيد هذه النفوس وبال على الإنسانية وشقاء , ويصير الجهل حينئذ غاية تنشد ومطلب يرام .
* * *(1/583)
وفي موضع آخر من القرآن يعرض الحق سبحانه دور هذه المركزية – مركزية الإيمان – في تقوية النفس وشد العزيمة وتثبيت الأقدام , يعرض الحق سبحانه دورها في رفع قدرات النفس وطاقاتها لفوق مستواها حين تتصل بالله , ففي قصة موسى يذكر تعالى { ويا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين} وهنا تنكشف طبيعة صلة قوم موسى بالله ومدى رسوخها وثباتها في نفوسهم , فإذا بها ضعيفة واهية وإذا بهم منفصلون عن هذه المركزية ,فأفضى بهم هذا الأمر إلى الجبن والخوف{قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون } وهنا يعرض الحق سبحانه صورة إيمانية تقابل هذه الصورة فجاء وصف من استعلج عودهم بالإيمان وثبتت أقدامهم بالتقوى وقويت نفوسهم بصدق الصلة بالله { قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين }, لكن مركزية الإيمان إذا انتفت من القلب عمي ذلك القلب وبقي صاحبه يتكفأ كالذي يتخبطه الشيطان من المس{قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون}وهنا يلوذ موسى بإيمانه وربه { قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين}, فماذا كانت نتيجة الانفصال عن مركزية الإيمان ؟؟؟
نتيجتها التيه والعماءة{ قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين}.(1/584)
وهكذا في كل من ينفصل عن مركزية الإيمان على صعيد الفرد أو المجتمع أو حتى الأمة يفضي هذا الانفصال آخر ما يفض لاضطراب وتعثّر بمجريات الحياة , وقد يختلف انعكاس هذا الاضطراب من حيث الكيفية , فهو في الطفل بكاء وهو في البالغين سوء تدبير ووقوع في الخطأ وتخبط لكنه - من حيث أصل العلة- واحد , وهي ضعف الإنسان , وحاجته الملحة لمركزية يقوي بها ضعفه .
وهذا الشعور هو ما أبكى الطفل حين انفصل عن أمه , وهذا ما زلزل النفوس وأربكها عند الكبار فاضطربت حين انفصلت عن الله فبقيت ضعيفة تتحسس من الحياة مواطن القوة فلا تجدها , وإن وجدت ما تصانع به نفسها أنه قوة , فهي مؤمنة في قرارة نفسها- شاءت أم أبت- أن حقيقة القوة التي يعوّل عليها في الحياة لا يمكن أن تكون سوى التقوى وحسن الصلة بالله ..
---
(1/585)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > القراءات القرآنية بين الفكر الاستشراقي ودراسات العلماء
---
القراءات القرآنية بين الفكر الاستشراقي ودراسات العلماء
---
القاضي الأثري
03-21-2006, 02:23 AM
أحبابي
السلام عليكم ورحمة الله ويركاته
أنا اليوم أشرف بوجودي معكم .
واتقدم بكل العرفان لكم جميعا خصوصا المشرفين على هذا الملتقى القيم .
وأبدأ بمشاركة متواضعة حول الانتصار للقرآن الكريم متمثلا في قراءاته وموقف بعض المستشرقين منها .
وكنت ألقيته قديما في مؤتمر خاص بالاستشراق ولكني عدلت فيه قليلا
فإلى المقال حفظكم الله .
ومنتظر آراءكم وتوجيهاتكم .
====
القاضي الأثري
======
==
---
القاضي الأثري
03-21-2006, 02:28 AM
المقال :
بسم الله الرحمن الرحيم
القراءات القرآنية
بين الفكر الاستشراقي ودراسات العلماء
هذا القرآن العظيم لا يزال دفاق الفيض مستمر العطاء علي الرغم من المحاولات المتكررة من المستشرقين و المستغربين للقضاء عليه، وقتل الانتماء إليه. ولقد يكون خيراً أن نعمد في هذا التوقيت إلى طرح قضية لا تشغل المتخصصين فقط، وإنما أصبحت-أو وجب أن تصبح- جزءاً من هموم المثقف المسلم، بعد ما رأينا بعض المثقفين، وأنصاف المثقفين يخوضون فيها بغير علم و لا هدى ولا كتاب منير0
وبحسبي من ذلك أن أشير إلى أن كتابات المستشرقين عن القرآن أصبحت مادة دراسة في بعض جامعاتنا، وكنت أنا أحد الذين درسوا كتاب جولد تسيهر وآرثر جفري ونولدكه ، ولعله بغير قصد من أساتذتي -عافاهم الله.(1/586)
أبادر إلى القول بأنني لست رائداً في هذا المجال، وإنما مسبوق ومقتبس كثيراً من مقدمات هذه الدراسة وملاحظاتها ونتائجها، وأن أكثر عملي فيه هو التلخيص وإعادة الترتيب ، تصحيحاً لبعض التصورات الخاطئة، عسى أن نهتدي إلى رأي مستنير في هذه المسألة يزيل حجب الجهل ويهتك أستار الغفلة عن أهميتها و يضعها في موضع مناسب من ثقافة المهتمين ودراسة الدارسين.
القراءات وكيف تعددت:
يمكن أن نعرف القراءات القرآنية بأنها الأوجه المتعددة لتلاوة النص القرآني. والمعروف من تاريخ القرآن أنه نزل من السماء علي النبي- صلى الله عليه و سلم -بوجه واحد ، وكيفية واحدة ولكن النبي- صلى الله عليه و سلم- طلب من جبريل عليه السلام-أن يسأل ربه التخفيف علي أمته لأنها لا تطيق ذلك ، قال" فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف "(1) وهذه الأحرف هي أوجه التلاوة المتعددة، وهو ما سنفصل القول فيه - إن شاء الله .
ولكن : كيف تعددت القراءات واختلفت ؟
كان نزول القرآن بأوجه متعددة رحمة بهذه الأمة، فكان النبي يقرئ كل رجل من صحابته بوجه يسير علي الصحابة قراء القرآن ، الذين منهم ابن مسعود وأبي ابن كعب وزيد بن ثابت وابن عباس وعمر بن الخطاب وأبو بكر وغيرهم (رضوان الله عليهم) وكان يرجعون في الخلاف الذي يقع بينهم في ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وغالباً ما كان صلى الله عليه وسلم يقر كلا من المترافعين علي طريقته في القراءة .
من ذلك خلاف عمر بن الخطاب المشهور مع هشام بن حكيم ، حين صلى خلفه، فوجده يقرأ سورة الفرقان بطريقة غير طريقته التي علمه إياها النبي صلى الله عليه و سلم ،فأخذ بتلابيبه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأقر النبي كلتا القراءتين، وقال:
"هكذا نزلت" "هكذا نزلت" ثم قال" إن هذا القرآن أنزل علي سبعة أحرف ، فاقرؤوا ما تيسر منها ".(2) وهو حديث ثابت في الصحاح بل صرح بعض العلماء بتواتره(3).(1/587)
وبعد رغبة النبي صلى الله عليه وسلم عن الدنيا إلى الرفيق الأعلى، وكثرة الفتوح تفرق الصحابة في الأمصار، كل يقرأ بحرفه الذي تعلمه منه - بعد - تلاميذه من التابعين ، ومن التابعين من تعلم علي أكثر من صحابي ، فأثرى ذلك كله تعلم القراءات، واطلع هذا الفرن علي اختلافات واسعة حتى لا يكاد الرجل يسمع اثنين علي حرف واحد . نعم ، كان هذا الخلاف ظاهرة صحية وما يزال، ثم قدم حذيفة بن اليمان علي عثمان، وكان يغازي الروم في أرمينية والفرس في أذربيجان ، فقال: " يا أمير المؤمنين ، إني قد سمعت الناس اختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصاري"(4)، وهذا ما أدى بعثمان بن عفان (رضي الله عنه) إلى توحيد رسم المصحف، وحمل الناس علي ما يوافقه، حتى ليروى أنه "أحرق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه، وعزم علي كل من عنده مصحف يخالف المصحف الذي جمعهم عليه أن يحرقه"(5)، فقد ذكرت المصادر أن عثمان كتب أو استكتب خمس نسخ من المصاحف مختلفة القراءات وبعثها في الأمصار(6)، ولقد كان رسم المصحف العثماني نفسه معيناً علي تعدد القراءات لخلوه من النقط والشكل.
رسم المصحف والقراءات:
ولا بد أن نلقي مزيداً من التأكيد علي لفظة "معينا" في العبارة السابقة، فإن قولنا " كان معينا علي تعدد القراءات" يختلف اختلافاً بائنا عن قولنا" كان سبباً في تعدد القراءات" فالعبارة الأولى صحيحة لا يشوبها شك، وللتمثيل نذكر قوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا) (النساء: 94).
فلفظ " فتبينوا " مكتوب في المصحف العثماني هكذا ( فتتتتوا) ؛ بغير نقط0 وهو معين علي قراءة الآية بوجهين:
(فتبينوا) وكذلك (فتثبتوا).(1/588)
وكلتاهما قراءة صحيحة مروية عن النبي صلى الله عليه و سلم بطريق التواتر(7) وأما العبارة الثانية : فهي خطأ لا يشوبها شبهة صواب، لأن مؤداها أن القراءات واختلافها كان متأخراً عن جمع القرآن، وأن قراء القرآن من التابعين قد تصرفوا من تلقاء أنفسهم بقراءته علي غير الوجه الذي نزل به مخدوعين بالرسم العثماني غير المضبوط مرة، أو مستحسنين معني بعينه مرة أخرى .
المستشرقون وقضية القراءات:
ولا يفوتنا أن نناقش هذا التفكير السخيف الذي أدى إلى هذا الاستنتاج ، وتبلور بصورة واضحة في كتابات المستشرقين ، وبخاصة كتاب"جولدتسيهر" المسمى (مذاهب التفسير الإسلامي) .
والملاحظ أن كثيراً من المستشرقين أطلعونا علي أحط تفكير حين تعوضوا للدراسات القرآنية، فـ (جولدتسيهر) يبدأ كتابه بتقرير بارد هو أنه"لا يوجد كتاب تشريعي يقدم نصه في أقدم عصور تداوله مثل هذه الصورة من الاضطراب وعدم الثبات مثل القرآن"(8) وهو بهذا يعني تعدد القراءات القرآنية فيسميه اضطراباً، وتجاهل اليهودي أن كتاب قومه لا يساوي في ميزان النقد العلمي جناح بعوضة، وقد اعترف بهذه الحقيقة بعض إخوانه(9).
والتقرير الذي يقدمه جولد تسيهر غريب عن الروح العلمي الذي يدعيه المستشرقون، فاختلاف القراءات هو اختلاف محدود في آيات بعينها من القرآن. كما أن" الاضطراب وعدم الثبات لا يجوز وصف النص به إلا إذا جاء علي صور مختلفة أو متضاربة لا يعرف الصحيح الثابت منها "(10) أما وروده بصور مختلفة صحيحة النسبة إلى الله تعالى متصلة السند به، فلا يجوز أن يكون مطعناً حتى إذا اختلفت صوره، ولو نظر ابن اليهودية في العهد القديم، فقرأ فيه خبر موت موسى ودفنه(11)، وأخبار الملوك بعد موسى(عليه السلام)(12)لأيقن أنه كتاب كتبته أيدي قومه، ولو تأمل حديث هذا الكتاب عن الرب تعالى ، ومصارعته ليعقوب عليه السلام ، وصرع يعقوب إياه وكسره ضلعا منه لأيقن أن الأيدي التي كتبته لهي أنجس الأيدي . (13)(1/589)
أين هذا كله من القرآن الكريم ؟ الدقة المتناهية في إثبات نصوصه، والورع المتناهي في قراءة حروفه ، والضبط المتناهي في نقل آياته. واقرأ كتاب المستشرق "وليم موير" المسمى (حياة محمد) حين يتعرض في مقدمته لما يسمى " تحريف القرآن وتبديله " وقد ترجمها برمتها الأستاذ هيكل في مقدمته الرائعة للطبعة الثانية من كتاب حياة محمد. وقد استقصى فيها "موير" عمليتي الجمع القرآني ومقومات الدقة فيهما، في ترتيب فكري خالص، يحسن قراءة ألفاظه التي هو اختارها للتعبير عن نتائجه كما ترجمها هيكل ، وإن كنا ننقل النتيجة التي وصل إليها من هذا التحليل. يقول(14) :
"والنتيجة التي نستطيع الاطمئنان إلى ذكرها هي أن مصحف زيد وعثمان لم يكن دقيقاً فحسب، بل كان- كما تدل الوقائع عليه - كاملاً، وأن جامعيه لم يتعمدوا إغفال شئ من الوحي ، ونستطيع كذلك أن نؤكد - استناداً إلى أقوي الأدلة - أن كل آية من القرآن دقيقة في ضبطها كما تلاها محمد"صلى الله عليه وسلم" بل إن شئت الدقة فاقراً مقدمات تفسير"الطبري" و"القرطبي" وكتاب " نكت الانتصار لنقل القرآن " (15) للقاضي الباقلاني لتري من كل ذلك العجب العجاب.
تشكيك (زيهر) في القرآن:
ومع ذلك فقد استخدم (جولد تسيهر) ما وسعه أن يستخدمه من معلومات مبتورة مستهدفاً التشكيك في القرآن والقراءات القرآنية، من ذلك :
1- يرى أن المنتظر من النص الإلهي أن يأتي في قالب موحد متلقي من الجميع بالقبول.
2- أن تعدد القراءات القرآنية راجع إلى خصوصية الخط العربي(بغير نقط أو ضبط) بحيث يمكن قراءة اللفظ المكتوب بصور صوتية مختلفة متغيرة المعني و الإعراب.
"إذن فاختلاف تحلية هيكل الرسم بالنقط واختلاف الحركات في المحصول الموحد القالب من الحروف الصامتة كانا هما السبب الأول في نشأة حركة اختلاف القراءات في نص لم يكن منقوطاً أصلاً،أو لم تتحر الدقة في نقطه أو تحريكه "(16).(1/590)
3- أن التابعين وعلماء المسلمين قد عملوا بتفكيرهم المحض في تغيير قراءات قرآنية بناء علي ما يسميه "ملاحظات موضوعية " أو "خلافات فقهية " ؛ (17) فالنص القرآني- في نظر"جولد تسيهر" قد تعرض بعد كتابته لعمل الأيدي و العقول المسلمة بالتغيير والاختلاف نتيجة لما تعرض له المسلمون من خلاف فقهي أو نظرات حضارية.
وهذه الملاحظات الثلاثة هي التي تدور حولها بحوث المستشرقين في القراءات ، فهو يعترف أنه يسير علي نهج (زعيمنا) تيودور نولدكهtheodor Noldeke في كتابة الأصيل البكر(تاريخ القرآن)(18)ومثل هذا الاعتراف يسوقه"جفري" في مقدمة كتاب (المصاحف)لابن أبي داود ، الذي يدعى فيه أن القرآن قد تعرض للتبديل بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم .
أدلة واهية:
غير أن المتأمل في هذه الملاحظات لا يخيل إليه أنها تثبت أمام الوعي الصحيح بتاريخ القرآن أو أسلوبه ، فلم يعرف في تاريخ القرآن خلاف جوهري في قراءاته ، وقد حصر العلماء المسلمون اختلاف القراءات في سبعة وجوه - علي نحو ما سيأتي إن شاء الله - لا يشير واحد منها إلى هذا الاضطراب المدعى المزعوم . وكل ما حدث تشدد بعض القراء لحروفهم حفاظاً علي ما سمعه من ثقات الصحابة .
والملاحظ أن هؤلاء المستشرقين يستدلون أحياناً بقراءات ضعيفة وواهية في نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويتغافلون عن الحديث المتواتر الذي قدمنا ؛ وهو قول النبي صلى الله عليه و سلم (نزل القرآن علي سبعة أحرف….) ومن أمثلة هذه القراءات الواهية، قراءة (تستكثرون) بدلاً من (تستكبرون) في قوله تعالى:
{ وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُم قَالُوا مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ(وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُون } (الأعراف/48)(1/591)
ذكرها(جولد تسيهر) استدلالاً علي " الاختلاف في تحلية الهيكل المرسوم بالنقط" مع أنها كما يقول د.النجار " لم تعتمد في القراءات السبع ولا الأربع عشرة بل هي قراءة منكرة ، ولا يعرف علي وجه التحديد من قرأ بذلك وحسبك هذا دليلاً علي أن الخط لم يكن هو العمدة في صحة القراءة "(20) إلا أنها لا تناقض فيها ؛ إذ تحمل علي عطف التفسير.
والأسخف من ذلك أنه يذكر قراءة ( أباه ) بدلا من ( إياه ) في قوله تعالى :
{ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وعَدَهَا إِيَّاهُ } ( التوبة/114)
قائلاً : " ومن الغريب أنها قراءة حماد الراوية " (21)، مع معرفته بمنزلة حماد الراوية من هذا العلم ومن الثقة، فهو الذي أطبق علماء الأمة علي الطعن في روايته، فقد قال فيه أبو عمرو بن العلاء: " العجب لمن يأخذ عن حماد، كان يلحن و يكذب و يكسر" (22)، وقد ضعفه أبو حاتم السجستاني( اللغوي) والمفضل الضبي وغيرهما.(23) وهو الذي نظر في المصحف فقرأ : " حتى يعطوا الخربة عن يد " وفسره بأنه(السرقة) " فكان احتجاجه للخطأ أعجب من خطئه " (24) .
وما ذكره الدارسون والعلماء عن حماد دليل قاطع علي اهتمام العلماء بالرواية وذمهم الاكتفاء بالمصحف، وهي قاصمة الظهر بالنسبة لمزاعم (زيهر)، فقد روي صاحب ( ما يقع فيه التصحيف ): " أن حماداً كان حفظ القرآن من المصحف ، فكان يصحف نيفا وثلاثين حرفاً " (25).(1/592)
ولو أن هؤلاء المستشرقين آمنوا- كما آمنا- بالله ورسوله و الكتاب الذي أنزل علي رسوله لأراحوا أنفسهم من مشقة الكذب علي الله وقلب الحقائق التاريخية الثابتة، ولو أنهم شغلوا أنفسهم بالتفتيش في صحف قومهم التي امتلأت كذبا وزوراً وسفاهة وحمقاً واجتراء علي محارم الله لأغناهم ذلك عن الوقوع فيما وقعوا فيه من سوء الظن وسوء الفهم ، و تالله لقد صدق عليهم قول النبي صلي الله عليه وسلم :" يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه ولا يبصر الجذع في عينه"(26). وتالله ما هي قذاة ، ولكن خيل للمغرورين المحاسن سيئات، وتخفيف الله ورحمته بعباده اضطرابا وتفككاً.
أسباب الخلط (سوء فهم، وسوء نية)
هل نستطيع أن نرجع هذا الخلط الذي يقع فيه هؤلاء الأعاجم في دراسة القرآن إلى أسباب صحيحة ؟ في هذا المجال نتذكر قول الأستاذ العقاد الذي يعد تشخيصاً دقيقاً لموقف المستشرقين وأسبابه ، يقول : إنهم "جمعوا سوء الفهم وسوء النية".(27) :
1-أما سوء النية : فذلك ثابت مقرر في تاريخهم سياسياً وفكرياً، وحسبنا أن نطالع أي كتاب لأحدهم مثل درمنغم أو كارلايل مثلاً لنعرف صدق هذا القول.
2-وأما سوء الفهم : فالمطالع لدراستهم عامة يلاحظ من ذلك ما يضحكه - وشر البلية ما يضحك - ، وليس هذا مستغرباً من قوم أعاجم لا يفقهون سر العربية وذوقها وإن عرفوا ترجمتها ومعانيها، فلو رأينا اليوم مستشرقاً يترجم كلمة " التضحية " "بأنها عبادة الشمس" لأنها ( مشتقة من الضحى ). وكلمة ( أخذ ) أنها تأتي بمعني (نام) لقوله تعالى:
{ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نوْمٌ } (28)
لو رأينا ذلك ألا يكون ذلك حرياً بأن يدفعنا إلى ضرب الصفح عن دراستهم للغة، وبخاصة في القرآن الكريم ؟
مناقشة مزاعم زهير :
ولنلق نظرة علي الأعمدة الثلاثة التي بني عليها المستشرقون متمثلين في جولد زيهر " افتراءهم علي القرآن " :(1/593)
1- ظن جولد تسيهر : أن المنتظر من النص الإلهي " أن يأتي في قالب موحد " وهذا تحكم لا وجه له، كما عبر الأستاذ النجار(29) رحمه الله تعالى.
نعم. كان هو ينتظر ذلك، ولو جاء في قالب موحد لقال:كان المنتظر من نص إلهي أن يأتي بصور مختلفة حتى ييسر علي الأمة فهمه وتلاوته !
ما أشبه ذلك بصنيع أسلافه اليهود! إذ ظلوا ينتظرون النبي الأمي المكتوب عندهم في التوراة { فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ } (البقرة/89)
{ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } (البقرة/246)
وقد جاء العهد الجديد يحتوي أربع صور لما ظنوه الإنجيل بين كل منها وأخيه من الخلاف ما يملأ السماوات و الأرض ، وقد عبر عن ذلك الدكتور ( فريدريك جرانت ) في كتابه (الأناجيل أصلها وتطورها ) بقوله (30 ) :
" إن العهد الجديد كتاب غير متجانس ، ذلك أنه شتات مجمع ، فهو يمثل وجهات نظر مختلفة ".
هل هذه ، أو قريب منها صورة القرآن الكريم ؟
حاش لله ، فقد التأمت ألفاظ القرآن وأساليبه ومسائله الدقيقة فلا تجد فيه عوجاً ولا أمتا، وبون شاسع بين اختلاف نطق الألفاظ بغية التيسير، وبين اختلاف النص و الحكم والقصة والنبوءة و العقيدة من ( إنجيل ) ( لإنجيل )
2- زعمه أن تعدد القراءات راجع إلى خصوصية الخط العربي ، بحيث يمكن قراءة الصورة الكتابية بصور صوتية مختلفة .
وهذا زعم يرده أقل البصر بكتاب الله تعالى ، أو أقل النظر في قراءاته المتعددة. وقد سبقنا إلى الرد علي هذه الجزئية دارسون فضلاء ، أشير منهم إلى ثلاثة هم :(1/594)
أ- الدكتور عبد الحليم النجار، وذلك في تعليقاته الدقيقة علي كتاب"جولد زيهر" التي جعلها هوامش علي ترجمته له ، (وقد طبعت الترجمة والتعليقات سنة 1374 هـ -1955م ، بمطبعة السنة المحمدية ، ونشرها الخانجي بمصر، ومكتبة المثنى ببغداد ) .
ب- الدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي، في كتابه القيم (رسم المصحف والاحتجاج به في القراءات ) (وقد نشرته مكتبة نهضة مصر بالفجالة سنة 1380هـ-1960م)
ت- فضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي في كتابه ( القراءات في نظر المستشرقين والملحدين ) (وقد نشره مجمع البحوث الإسلامية سنة1392 هـ-1970م)
والملاحظ أن عنوان هذا الكتاب قد كتب له الرواج وكثرة الانتفاع به لغلبة اللون الإعلامي عليه إلى جانب أنه دراسة موفقة لم تقتصر علي الإفادة الكثيرة من دراسة الأستاذين النجار وشلبي ، بل زادت عليهما عدة ملاحظات .
ونحن نلخص ما أورده الثلاثة - حسب الإمكان - مضيفين إليه ما يؤكده، مشاركين في إدحاض هذه الفرية العظيمة :
1- الأدلة التاريخية التي تؤكد ورود الروايات المختلفة قبل رسم المصحف ، بل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، وقد أشرنا - قبل - إلى وقوع هذا التعدد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه عليه الصلاة والسلام قد ذكره في معرض الثناء علي القرآن والحمد لربه علي تيسيره لأمته ، وسنفصل هذا الأمر بعد إن شاء الله ولكن الذي يهمنا الآن هو أن هذه الأوجه كانت معروفة قبل أن يجمع القرآن ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرئ القرآن علي هذه الأحرف المختلفة ؛ فلا دخل إذاً للرسم في ذلك (31) .
2- لو كانت القراءة تابعة للرسم. كما يدعي هذا اللفيف الغبي من المستشرقين لصحت كل قراءة وافقت العربية والرسم ، ولكن ما وصلنا من تراث عن هذا الموضوع يؤكد خلاف ذلك تماماً، فقد ذكر( السيرافي ) أن ( يحيى بن يعمر) قد واجه (الحجاج الثقفي) بأنه يلحن في القرآن في قوله تعالى من سورة التوبة :(1/595)
{ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله }
( التوبة / 25 )
فالحجاج يقرأ ( أحب ) بالرفع ، وقد نزلت بالنصب(32) ، مع أن الرفع وجه في اللغة ، ولم يقرأ به أحد في الأربع عشرة ، وإنما لحّن يحيى الحجاج هنا لا لعدم موافقته العربية وإنما لعدم صحة القراءة نقلاً.
وقراءة: { إنا كل شئ خلقناه بقدر } (القمر/50)
يصح في لفظ (كل) الرفع والنصب ، ولم يقرأ بالرفع أحد، علي الرغم من أن الرفع هو الراجح عند سيبويه ، لأنه (مبتدأ بعد اسم، وهذا الكلام في موضع خبره) (32) ولكن التنزيل أرجح لأن قواعد اللغة تبنى عليه 0 (34)
الحواشي
(1) أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس
البخاري ط/ الحلبي3/226 كتاب"فضائل القرآن"
مسلم ط/عيسى الحلبيى3/561 كتاب" صلاة المسافرين "
وأخرجه غيرهما كأبي داود والترمذي وأحمد ومالك.
(2) أخرجه الشيخان أيضاً وغيرهما
( البخاري3/226 ، مسلم 3/560)
(3) الإتقان للسيوطي1/041 والذي صرح بتواتره هو أبو عبيد القاسم بن سلام.
(4) المقنع في رسم مصاحف الأمصار للداني ط/الكليات الأزهرية ص14، الطبري1/062
(5) الطبري 1/063 لطائف الإشارات للقسطلاني ط/مجمع البحوث الإسلامية 1/064
(6) الجمع الصوتي الأول د.لبيب السعيد ط/الهيئة المصرية للكتاب ص 066 وقد ذكر الداني الاختلاف في عدد النسخ ص 19.
(7) قراءة " فتثبتوا " هي قراءة حمزة والكساني وخلف. وقرأ الباقون" فتبينوا ".
(8) مذاهب التفسير الإسلامي اجنتس جولد زيهر ترجمة د. عبد الحليم النجار/4.
(9) انظر ما ذكره - مترجما ً- الأستاذ أحمد عبد الوهاب - عن رأي علماء الكتاب المقدس في العهد القديم . وذلك في كتاب المسيح في مصادر العقيدة المسيحية"
ط/ وهبة (الفصل الخاص بالمصادر).
(10) مذاهب التفسير ( زيهر) ص4 ( هامش )
(11) ، (12)سفر الملوك الأول والثاني من العهد القديم.(1/596)
(13) سفر التكوين32/24/30.
(14) حياة محمد : محمد حسين هيكل ط/ 2(المقدمة) .
(15) حقق هذا الكتاب د.محمد زغلول سلام ونشره منشاة المعارف بالإسكندرية سنة 1971.
(16) جولد زيهر ص9.
(17) المصدر السابق ص 11.12.
(18) المصدر السابق ص7.
(19) المصاحف لابن أبي داود نشر جفري.
(20) جولد زيهر ص9(هامش)
(21) المرجع السابق.
(22) طبقات فحول الشعراء لابن سلام ط/المعارف(المقدمة)ص14.
(23) الدراسات الميدانية في منهج النحاة العرب(رسالة بالماجستير مخطوطة بالآلة الكاتبة بدار العلوم(القاهرة)سنة 1972 للأستاذ محمود عثمان أبو سمرة)ص 316.
(24) شرح ما يقع فيه التصحيف و التحريف للعسكري تحقيق عبد العزيز أحمد ط/الحلبي ص 142.
(25) المصدر السابق.
(26) أخرجه أحمد والترمذي .
(27) مطلع النور للعقاد ط/الهلال ص 70.
(28) المصدر السابق نفسه.
(29) جولد زيهر ص7(هامش).
(30) الطبعة الإنجليزية ص 17(نقلاً عن الأستاذ أحمد عبد الوهاب"المسيح في مصادر العقيدة المسيحية"ط/ وهبة ص 15)
(31) رسم المصحف والاحتجاج به في القراءات د .عبد الفتاح شلبي ط/
النهضة المصرية ص22 وهذا الصنيع نفسه صنعه عثمان ؛ فقد أرسل مع المصاحف رجالاً يقرؤون الناس.انظر لبيب السعيد ص 141.
(32) أخبار النحويين البصريين للسيرافي ط/ الحلبي سنة 1374 ص 17.
(33) الكتاب لسيبوبه ط/ هارون 1/147، 148 .
(34) الكتاب السابق نفسه.
3- أن أهل العربية من القراء الكبار لم يجرؤوا أن يختاروا القراءة التي لم تثبت عندهم في النقل ، بل استمسكوا بالنقل ، وهذا أبو عمرو بن العلاء شيخ البصريين ، وهو أحد السبعة يقول: " لولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت كذا و كذا " ، وهذا إمام الكوفيين ( حمزه الزيات) وهو أحد السبعة أيضاً ، يقول عن سفيان الثوري : " هذا ما قرأ حرفاً من كتاب الله إلا بأثر " (1) .(1/597)
4- تحري القراء بعد كتابة المصاحف للضبط التام في التلقي من الشيوخ ، وعدم الاعتماد علي المصحف ، ومن ثم قالوا : " لا تأخذوا القرآن من مصحفي" ، (2) وقد مر بنا كم شنعوا بحماد الراوية " لأنه كان يعتمد علي المصحف ، فكان يصحف نيفاً وثلاثين حرفاً" ، وهذه المتابعة الدقيقة للمصحفين وإحصاء تصحيفاتهم تدل دلالة قاطعة علي أن (زيهر) وشيعته كانوا أكذب الكذابين حين ظنوا أن السلف الصالح قد غيروا بعض القراءات بناء علي ما سماه "ملاحظات موضوعية أو خلافات فقهية " وهي الفرية الثالثة التي افتراها علي القرآن .
وأن هؤلاء الحفاظ لم ينظروا في المصحف إلا للعرض أحياناً علي شيوخهم ، وأن القرآن أخذ من الصدور، وجاءت السطور تأكيداً له
{ بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم } (العنكبوت/49).
أسانيد القراءات ورواتها:
وأسانيد هذه القراءات تلقياً وسماعاً وعرضاً موجودة في كتب القراءات وهذان مثالان للكتب التي استوعبت هذه الطرق :
أحدهما: كتاب ( السبعة ) لابن مجاهد (ت 324) ، وقد حققه د . شوقي ضيف ونشرته دار المعارف بمصر وهو من أقدم كتب القراءات .
والثاني : كتاب (لطائف الإشارات في فنون القراءات ) للقسطلاني () ، وقد حققه الشيخ عامر السيد عثمان والدكتور عبد الصبور شاهين ، ونشره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سنة 1392 هـ-1972 م ،(ويبدو أنه لم ينشر منه حتى الآن إلا الجزء الأول منه ، كما تدل عليه آخر قائمة للمطبوعات في ربيع الأول 1403) .
وهذه أسانيد لإمامين من أئمة القراءات ، نسوقها علي سبيل المثال ، لنري ونوقن ، ونجزم ونشهد أنهم لم ينظروا في مصحف بغية التعلم ، وأن إسنادهم متصل بالتلقي والمشافهة إلى النبي صلى الله عليه و سلم :
أ - الإمام نافع : ( شيخ المدينة ت 169هـ) :
كان فصيحاً عالماً بالقراءات ووجوهها، قال مالك: " قراءة نافع سنة " (3)
ومن أسانيده : (4)(1/598)
1- عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة وابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم . وقد عد الأستاذ أحمد شاكر- نقلاً عن البخاري - طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أصح الطرق عن أبي هريرة وكلنا يعرف من أبو هريرة . (5)
2- أبو جعفر يزيد بن القعقاع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . ويكفينا عن أبي جعفر قول ابن مجاهد:"كان لا يتقدمه أحد في القراءة" (6) .
3- يزيد بن رومان عن عبد الله بن عباس عن أبي ابن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم . ويزيد بن رومان حافظ ثقة قارئ من فقهاء أهل المدينة .
أدرك نافع هؤلاء وغيرهم ، بل لقد أدرك ، وقرأ علي " سبعين من التابعين " .(7) قال : " فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته ، وما شذ فيه واحد تركته "(8)
وهو منهج جيد يعتمد علي النقل والتثبت والتحري، وشتان بين ذلك وبين مزاعم الكاذبين. ومن ثم كانت قراءته محط ثقة الناس، يقول الإمام أبو إسحاق السبيعي" قراءة نافع قراءتنا ، وذلك أنه كفانا المئونة، مما لو أدركنا من أدرك ما عدونا ما فعل (9).
ب - حمزة بن حبيب الزيات: (مام أهل الكوفة - ت 156هـ) :
وقد أطبق الناس علي توثقيه، وتحملوا إليه ليتعلموا عليه، قال عنه الذهبي: (10) " وكان إماماً حجة قيماً بكتاب الله تعالى ، حافظاً للحديث ، بصيراً بالفرائض والعربية عابداً ، خاشعاً قانتاً لله ، ثخين الورع عديم النظير"
(11) وكان حمزة"متبعاً لآثار من أدرك من الأئمة"(12).
من أسانيده
1- الأعمش ، عن يحيى بن وثاب ، عن زر بن حبيش وأصحاب ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . وهي سلسلة - علم الله - من الثقات الصالحين .
ويبدو أنه أخذ القراءة عن الأعمش سماعاً منه لا عرضاً كما أنه سأله عن الحروف حرفاً حرفاً . كما يذكر هو. (13)
2- جعفر بن محمد الصادق ، عن آبائه ، عن علي ، عن النبي صلى الله عليه و سلم وهذا - بحق الله تعالى - من أجود الأسانيد .
توثيق الأئمة لأصحاب القراءات:(1/599)
ذكرنا اثنين من أئمة القراءات وأسانيد لهما، ونصل كلامنا بغيرهما من الأئمة مع بعض ما ذكره علماء الأمة من توثيقهم والثناء عليهم، لنعرف مقدار سلفنا الصالح ويتحدد لنا : هل نستطيع الاعتماد علي نقله وضبطه للقرآن الكريم ؟
ت - ابن كثير المكي : ( ت120 هـ ) :
سمع مجاهد بن جبر عن ابن عباس . ولم يخالف مجاهداً في شئ من قراءته (14)وهو شيخ ثقة ، لقي من الصحابة عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري ، وأنس بن مالك رضي الله عنهم(15). وقد أجمع أهل مكة علي قراءة ابن كثير(16) .
ث - عاصم بن أبي النجود (ت 127 هـ):
وكان متقدماً في زمانه،معروفاً بالإمامة (17) ، وكان إماماً في القراءات والحديث (18) ، وقال العجلي : "عاصم بن بهدلة صاحب سنة وقراءة ، وكان رأساً في القرآن" (19).
ج - الكسائي ( ت 189 هـ) :
وهو إمام الناس في عصره في القراءة والعربية ، كان أوحد الناس في القرآن (20) وقال عنه ابن معين : " ما رأت عيني أصدق لهجة من الكسائي " (21)
ح - أبو عمرو بن العلاء (ت 154):
وهو أحد القراء الكبار، وأكثر القراء شيوخاً(22) كان متقدماً متمسكاً بالآثار(23) ، قال عنه إبراهيم الحربي: " كان أبو عمرو بن العلاء من أهل السنة" (24) ، كان شعبة بن الحجاج يقول :" تمسك بقراءة أبي عمرو، فإنها ستكون للناس إسناداً " (25).
خ-عبد الله بن عامر (ت 118) :
" وهو أعلي أئمة القراءة سنداً ، وأقدمهم هجرة، ومن كبار التابعين، الذين أخذوا عن الصحابة كعثمان ابن عفان ، وأبي الدرداء ، ومعاوية ، وفضالة بن عبيد " (62) .
ولا يستطيع المرء- بعد هذه الأدلة - أن يرتاب في دقة القراء وأمانتهم وتلمسهم كافة الوسائل الدقيقة لنقل القرآن ، والطرق الصحيحة في حمله ، وتسقط فرية"جولد تسيهر" كما تحطمت فرى كثيرة أخري علي صخرة القرآن وإنما اللافت للنظر- بعد هذا كله- أمران ، تنبه إلى أحدهما بعض الباحثين وهداني الله تعالى إلى الآخر بفضله ومنه:(1/600)
أما الأول : فهو أن كثيراً من الدارسين (العرب) المحدثين قد وقعوا -عن جهل وغير عمد- فيما وقع فيه "جولد تسيهر" ومن هؤلاء د. علي عبد الواحد وافي في كتابه ( فقه اللغة ) إذ يقول: " يرجع بعض مظاهر الاختلاف في قراءات القرآن إلى اختلافهم في قراءة الكلمة حسب رسمها في المصحف العثماني ، فقد كان الرسم مجرداً من الإعجام والشكل ، ولذلك كان يمكن قراءة بعض الكلمات علي وجوه مختلفة " (27) وإذا كنا نود أن يكون د . وافي قد راجع نفسه في هذا الآمر- وهذه أخلاق العلماء - بعدما تنبه إليه بعض الدارسين كالأستاذ عبد الفتاح شلبي(28) ، فإن آخرين نلمس عندهم هذا المعني، فقد عبر عن هذا المعني الأستاذ فؤاد سزكين بطريقة مبتسرة في كتابه " تاريخ التراث العربي" ، (29) وردد كثير من الدارسين مثل هذا القول- بحسن نية منهم في الغالب - ولعل توارد مثل هذه الترهات علي ألسنة الدارسين كانت من أهم العوامل في استجابتي لداعي النفس بالكتابة عنه.(1/601)
وأما الأمر الثاني : فهو أن مزاعم (تسيهر) وأستاذه (نولدكه) ليست جديدة علي الفكر الإسلامي ، فلقد عقد الشيخ أبو بكر الباقلاني (ت 413 هـ) فصلاً في كتابه (نكت الانتصار لنقل القرآن) لمناقشة هذا الزعم وإحقاق الحق فيه ، وأجدني مضطراً إلى نقل صفحة كاملة منه إن لم يكن إثباتاً لوجود هذه القضية من زمن ، فعلي سبيل التلذذ بذكر القرآن وقراءاته " فتطويل أخبار الهوى لذة أخري" قال القاضي رحمه الله : " لم يختلف القراء السبعة في أن القراءات التي صار بعضهم إليها قرآن منزل من عند الله تعالى ، وأنها تنقل خلفاً عن سلف ، وأنهم أخذوها عن طريق الرواية ، وربما تخرص الجاهل الضعيف من المنتسبين إلى علم القرآن بأن اختلاف القراء إنما صاروا إليه من جهة الاجتهاد وإعمال الفكر في حمل الكلام علي ما هو ( أليق ) وهذا قول باطل مرغوب عنه ،لا يعرف قائله ولا يدري منتصب لنصرته، ولا منصف يرجع إليه فيه ، لأن الظاهر المتوافر المشهور أنه إنما أخذوا القرآن رواية ، لأنهم كانوا رحمهم الله يمتنعون من القراءة بما لم يسمعوه ، ويمتنعون أيضاً من رد ما يشكون فيه خوفاً أن يكون قد قرئ به، فكيف تكون هذه حالهم وهم يستجيزون القراءة بالاختيار لولا حيرة قائل هذا وجهله ؟ "(30) .
إن مكائد المجرمين للإسلام عميقة الجذور، ضاربة في تاريخ الفكر الإسلامي بمناحيه المختلفة ، ولكن الله أبي إلا أن يقيض لدينه حراساً فيذهب الزبد جفاء ، ويبقى في الأرض ما ينفع الناس :
{ إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون } (الحجر/9).
معنى الأحرف السبعة:
سبق أن ذكرنا نزول القرآن علي سبعة أحرف، كلها شاف كاف ، وتصريح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقد صرح بعض العلماء بتواتر حديث الأحرف السبعة الذي يؤكد أن نزول القرآن بهذه الهيئة هو تخفيف عن أمة النبي صلى الله عليه وسلم.(1/602)
ويبدو أن هذا التخفيف كان بالمدينة ، يدل علي ذلك حديث أبي بن كعب الذي يقول إن جبريل -عليه السلام- لقي النبي صلى الله عليه وسلم عند أضاة بني غفار فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن علي حرف قال: أسأل الله معافاته ومغفرته ، فإن أمتي لا تطيق ذلك ، ثم أتاه الثانية، فقال: " إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن علي حرفين" فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن علي ثلاثة أحرف فقال:أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن علي سبعة أحرف ، فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا " (31) .
ومثله حديث ابن عباس مرفوعاً : " أقرأني جبريل علي حرف واحد، فراجعته، فلم أزل استزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف"(32)
وقد اختلفت مذاهب العلماء في معنى الأحرف السبعة ، فنقل القرطبي عن أبي حيان أنها بلغت خمسة وثلاثين قولاً(33)، ولكن اشتهر من هذه المذاهب خمسة مذاهب:
الأول : يفسر هذه الأحرف علي أنها الألفاظ المترادفة، ولو كانت من لغة واحدة ؛ لاختلاف قراءة عمر وهشام بن الحكم مع أنهما كليهما من قريش وقد صرح القسطلاني بأن هذا نقل أكثر أهل العلم .(34)
الثاني : يفسرها علي أنها لغات قريش ومن ينتهي نسبه إليها، واحتجوا لذلك بأن قريشاً قوم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نزل القرآن بلسانهم لقوله تعالى :
(وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) (إبراهيم/4)
أو أنها لغات لمضر وبطونها، لما روي عن عمر أن القرآن نزل بلغة مضر. ولكن العلماء ردوا هذا القول بظاهر قوله تعالى:
(إنا جعلناه قرآناً عربياً) (الزخرف/3)
أي أنه نزل قرءانٍ بلسان العرب .(1/603)
ونقل القسطلاني عن القاضي الباقلاني أنه قال : ومن زعم أنه أراد مضر دون ربيعه ، أوهما دون اليمن ، أو قريشٍ ، فعليه البيان ؛ لأن اسم العرب يتناول الجميع تناولاً واحداً . (35)
وفي رسالة لأبي عبيد بن سلام نجد أن في القرآن الكريم ألفاظاً من مختلف لغلت العرب من مضر وغيرها- وقد أورد هذه الرسالة السيوطي في الإتقان(36) - فلو صح عزو ابن سلام وهو لغوي ثبت ، ومحدث ثقة ، لما كان حجة لمن حصر أوجه القرآن في مضر.
الثالث : وهو تغاير الألفاظ مع إتقان المعني مع انحصار ذلك في سبع لغات"وهو قول ابن حجر(37) وإذا كان هذا المذهب صحيحاً، فينبغي أن تكون هذه اللغات من العرب كافة- كما أسلفنا -، وينبغي أيضاً أن يكون المراد بالتغاير هو مطلق التغاير لا مجرد الترادف ، وذلك لما سننقل من كلام القسطلاني وابن الجزري ، وهما من أعمدة هذا العلم .
فالقسطلاني- وهو يمثل المذهب الرابع - يقرر" أن الاختلاف في الأحرف السبعة اختلاف تنوع وتغاير، لا تضارب وتناقص، إذ هو محال أن يكون في كتاب الله (38).
(ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)(البقرة/259).
ثم يقسم القسطلاني اختلاف الأحرف إلى ثلاثة أحوال:
1- اختلاف اللفظ ، والمعنى واحد : كالصراط والسراط ونحوها.
2- اختلاف اللفظ والمعنى مع جواز اجتماعهما في شئ واحد: مثل(كيف ننشرها) بالراء و الزاي ، فمعنى ننشزها (بالزاي) أنه رفع بعض العظام علي بعض حتى قامت. ومعني ننشرها(بالراء) أن الله أحيا العظام. فضمن الله تعالى المعنيين في القراءتين.(1/604)
3- أن يختلفا جمعياً- أي اللفظ والمعني- مع جواز اجتماعهما في شئ واحد، وإنما يتفقان من وجه آخر لا يقتضي التضاد، مثل:( وظنوا أنهم قد كذبوا) و ( قد كذبوا ) - بالتخفيف والتشديد مع الكسر في الذال - ، ووجه التخفيف : أي وتوهم المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما أمروهم به ، " فالظن في الأولى يقين، والضمائر الثلاثة للرسل، وفي الثانية شك والضمائر الثلاثة للمرسل إليهم " (39).
ويمثل ابن قتيبة وابن الجزري المذهب الذي يقوم علي الاستقراء المستقصي لقراءات القرآن ومحاولة استيعاب كافة الخلافات وتصنيفها، يرجع ابن قتيبة في (مشكل القرآن ) وجوه الخلاف بين القراءات إلى سبعة أشياء :
1- تغير إعراب اللفظ بما لا يغير معناه أو صورته: مثل(و لا يضار كاتب و لا شهيد) سواء كان بضم الراء وفتحها.
2- تغير إعرابه بما يغير معناه دون صورته:مثل (باعد بين أسفارنا) بكسر العين ، و(باعد) بفتح العين والدال فلفظة (باعد) في الأولى فعل أمر، وفي الثانية فعل ماض .
3- تغير حروف اللفظة دون إعرابها بما يغير المعني لا الصورة: مثل : (ننشزها)
(ننشرها) بالزاى والراء .
4- تغير حروف اللفظة بما يغير الصورة لا المعني: مثل: (كالعهن المنقوش) كالصوف المنقوش في قراءة ابن مسعود وابن جبير رضي الله عنهما.
5- تغير حروف اللفظة بما يغير الصورة و المعني مثل: (وطلح منضود) قرأ علي: "وطلع منضود".
6- التغير بالتقديم و التأخير:مثل: ( وجاءت سكرة الموت بالحق) وقرأ أبو بكر الصديق "وجاءت سكرة الحق بالموت".
7- التغير بالزيادة والنقصان :مثل(والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، وما خلق الذكر والأنثى) قرأ عبد الله وأبو الدرداء : " و الذكر والأنثى " بكسر الراء وحذف (ما خلق) فهذا النقصان ، أما الزيادة فمثل قوله تعالى(وأنذر عشيرتك الأقربين) زاد ابن عباس في قراءة له : "ورهطك منهم المخلصين " (40).(1/605)
وهناك محاولة جادة أخرى يقدمها الإمام ابن الجزري بقوله: " تتبعت القراءات صحيحها و شاذها وضعيفها ومنكرها، فإذا هو يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه من الاختلاف لا يخرج عنها، و المتأمل لهذه الأوجه السبعة التي ذكرها صاحب( النشر) لا يجد بينها و بين كلام ابن قتيبة كبير خلاف غير التغيرات و الأمثلة.(41)
بين الأحرف و القراءات:
وأيا ما كان القول في تفسير هذه الأحرف السبعة، فإنه ينبغي التنيه علي أمرين :
الأول : أن الأحرف السبعة مفهوم يختلف عما عرف بالقراءات السبعة وليست كل قراءة من هذه القراءات التي عرفت بالقراءات السبعة وجهاً أو حرفاً بعينه من هذه الأحرف فالأحرف هي الأوجه المتعددة التي نزل بها القرآن ولم يكن المقصود به طريقة فلان أو فلان في القراءة، علي نحو ما بينا آنفاً ومصطلح القراءات السبعة مصطلح متأخر وجدناه عند أبي بكر بن مجاهد،حين تعددت قراءات النص القرآني، فرأى ابن مجاهد اختيار سبعة طرق للقراءة، وحمل الناس عليها وترك خلافها، ولم يدَّعِ ابن مجاهد أن هذه هي الأحرف السبعة المقصودة بالحديث، ولا أنها الصواب دون غيرها(42) .
ويدلنا علي ذلك أيضاً أن غيره اختار عشرة قراء ، وأحب للناس محاكاتهم،وهناك من اختار أربعة عشر إماماً من القراء. وفي هذا ما يدفع توهماً توهمته العامة.
الثاني : أن هذه الأوجه المتعددة ينبغي أن تفهم علي أنها نوع من التيسير المتعلق بلغات القبائل ساقه الله للأمة ، كما يقول الإمام ابن قتيبة : (43)
"فالهذلي يقرأ (تعلمون) ،(تسود وجوه) بكسر التاء ، والتميمي يهمز، والقرشي لا يهمز، ولو أن كل فريق من هؤلاء أمر أن يزول عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلاً وناشئاً وكهلاً لاشتد عليه ذلك وعظمت المحنة فيه ، فأراد الله - برحمته ولطفه - أن يجعل لهم متسعاً في اللغات ".
أنواع القراءات :(1/606)
هذه الأوجه المختلفة في القراءات - التي يسر الله بها علي الأمة - لم تنقل عن النبي صلى الله عليه و سلم وصحابته بدرجة واحدة من درجات الإسناد ؛ فقد نقل بعضها بطريق التواتر، وبعضها برواية الآحاد، وروي بعضها بأسانيد قوية، والآخر بأسانيد ضعفية أو واهية ، شأنها في ذلك شأن كافة المرويات ومن ثمة قسمت القراءات إلى متواترة وآحاد ، ثم إلى صحيحة أو ضعفية أو شاذة .
فالمتواترة : هي التي نقلها الكافة عن الكافة ، يعني نقلها جماعة من الثقات لا يتيسر عادة تواطؤهم علي الكذب عن مثلهم ، حتى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وهي أوثق أنواع القراءات .
وقراءة الآحاد : هي التي رويت عن طريق الثقات الضابطين ولكن نقلها عدد أقل من حد التواتر وهي قراءات صحيحة، وإن كانت أدني من سابقتها و الاختلاف في حد الآحاد و التواتر قديم مشهور بين أصحاب الفن ، يرجع فيه إلى دراساتهم و ترجيحاتهم ، والأهم من ذلك هنا هو مناقشة مصطلح القراءة الشاذة، والضعيفة و الصحيحة، ومدى صحة الاحتجاج بذلك شرعاً ولغة.
حجية القراءات :
وقد ذكر بعض العلماء شروطاً للقراءة الصحيحة المقبولة وهي :
1- أن تنقل بطريق التواتر.
2- وتوافق رسم أحد المصاحف العثمانية.
3- أن توافق اللغة العربية.(1/607)
قالوا : " و ما لم يجتمع فيه ذلك فهو شاذ " ، بل لقد نقل بعضهم الإجماع علي ذلك وتشدد له(44) ، ولا نظن ادعاء الإجماع علي ذلك إلا ضرباً من الخيال ، فقد قرر الحافظ أبو عمرو ابن الصلاح وقبله أبو إسحاق الشيرازي الخلاف فيه، ونقل ابن تيمية مثل ذلك عن جماعة من السلف لا بأس بهم يمكن مراجعة أسمائهم في النشر أو لطائف الإشارات (45). والحقيقة أن هذه الشروط تحرم طائفة مباركة من القراءات دخول نطاق الاحتجاج ، الأمر الذي يخشى ما وراءه من حجب لبعض الوحي عن الأمة وتحريم بعض ما أنزل الله هدى ونوراً. ثم ها هو الإمام الجليل ابن الجزري صاحب التصانيف يقرر ميزاناً آخر للقراءة الصحيحة المقبولة ، وهو:
1- كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه.
2- ووافقت أحد المصاحف العثمانية و لو احتمالاً.
3- وصح سندها.
" فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها، و لا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب علي الناس قبولها، سواء أكانت عن الأئمة السبعة أو عن العشرة أو عن غيرهم من الأئمة المقبولين " (46) .
القراءات الشاذة والقراءات الضعيفة:
فأين تقع القراءة الشاذة من ذلك ؟
نبه ابن الجزري إلى أن القراءة الشاذة هي التي تخلف عنها شرط موافقة المصحف بمعني أنها " القراءة التي صح سندها ووافقت العربية ولكنها لم توافق رسم المصحف " ، وحصر مخالفتها لرسم المصحف في أربعة أشياء :
1- الزيادة : مثل قراءة ابن مسعود: " فصيام ثلاثة أيام متواليات " .
2- النقص : مثل قراءة أبي الدرداء : " والذكر والأنثى " .
3-التقديم والتأخير : مثل قراءة أبي بكر: " وجاءت سكرة الحق بالموت " .
4-إبدال كلمة مكان أخري : مثل قراءة ابن مسعود: " كالصوف المنقوش " .
واختار ذلك القسطلاني(47)
ويلاحظ على هذا التعريف أمور:(1/608)
1- أنه يقوم علي وعي بأن القراءة الشاذة قسم من الصحيح من حيث الإسناد وأنها شذت عن رسم المصحف العثماني ، والثابت أن بعض الصحابة ظلوا متمسكين بقراءات سمعوها من فم النبي صلى الله عليه وسلم رغم مخالفتها مصحف عثمان، كقراءة أبي الدرداء السابقة .
2- أنه تعريف يخالف مفهوم بعض أهل العلم ، كالغزالي وصدر الشريعة الذي يذهب إلى أن الشاذ هو ما لم يتواتر لفظه ، وهو مفهوم ناقشناه من قبل .
3- أن مفهوم ابن الجزري للقراءة يفرق بين الشاذة و الضعيفة، فلا خلاف عندهم أن القراءة التي افتقدت شرط صحة الإسناد هي قراءة مردودة ، لا يشفع لها رسم المصحف و لا موافقة العربية .
بعض قراء الشواذ المشهورين:
ونلقي الآن إطلالة علي بعض قراء الشواذ المشهورين، والله المستعان:
1-الحسن البصري : هو من هو: أشهر من أن يعرف ، التابعي الثقة الورع الطيب ،" إمام زمانه علماً وعملاً "(48) ، وهو من رجال الصحيحين(49)، قال عنه ابن سعد:" كان جامعاً عالماً رفيعاً حجة مأموناً عابداً ناسكاً كثير العلم فصيحاً جميلاً وسيماً"(50) ، وقال عن العجلي:" تابعي ثقة ، رجل صالح ، صاحب سنة "(51)وقد لقي الحسن- رحمه الله- من الصحابة عمر بن الخطاب و أبا موسى الأشعري وأبا العالية وأبي بن كعب وزيد ابن ثابت وقرأ عليهم جميعاً.(52) وهو شيخ أبي عمرو بن العلاء-أحد القراء السبعة-(53) ، قال عنه الشافعي:لو أشاء أقول: إن القرآن نزل بلغة الحسن . وقد كثرت مناقبه حتى صنف فيها ابن الجوزي جزءاً (54).(1/609)
2-الأعمش : الثقة الحافظ المحدث القارئ الناسك الورع، الإمام الجليل مقرئ الأئمة (55) ، قال هشام : ما رأيت في الكوفة أقرأ لكتاب الله تعالى من الأعمش (56) . وهو من رجال الصحيحين(57)، لقي طائفة من الصحابة وحدث عن بعضهم(58). وقد بلغ من إتقانه القرآن وحفظه وصدقه وتثبته أن شعبة بن الحجاج - وهو من هو في التشدد في الرجال- كان إذا رآه قال: " المصحف المصحف " ، وكان رأساً في القرآن (59).
وبعد:
أفلا تقودنا الدراسة الواعية لتراث هذا القرآن إلى عدة نتائج خطيرة في حياتنا الثقافية وموقفنا الحضاري ، منها:
1- أن كثيراً من مثقفينا اليوم يحتاجون إلى تقليب الصفحات التراثية قبل الاندفاع إيجاباً أو سلباً، في قراءة ما كتب المحدثون.
2- أن الخوف من الخطأ حسنة ينبغي أن ندفع إلى التزود بأدوات البحث العلمي الدقيق لا أن تضع الحجب ما بيننا وبين قضايانا .
3- أن التراث الإسلامي بحاجة حقيقية إلى من يقرؤه بمعاناة المسؤول لا بمشاهدة المتفرج .
4- أن هزائمنا العسكرية والاقتصادية ما هي إلا هزائم فكرية علي وجه اليقين ، دفعنا إليها جهلنا بنا أنفسنا، حضارة وتراثاً.
فنسأل الله الذي جعل حرماً آمنا يتخطف الناس من حوله أن يجعل من أنفسنا من يخرجنا من توابيت الأفكار الميتة ، ويعيننا علي معاودة صحوتنا الإسلامية إنه بنا رؤوف رحيم .
الحواشي
(1) معرفة القراء الكبار للذهبي ط/دار التأليف 1/85 وانظر حجة القراءات
"لابن زنجلة ط/ الرسالة ص 63.
(2) شرح ما يقع فيه التصحيف ص10.
(3 ) السبعة لابن مجاهد تحقيق شوقي ضيف ط/ دار المعارف ص 62.
(4) كل الأسانيد مستخرجة من كتب ابن مجاهد السابق.
(5) مسند أحمد تحقيق أحمد شاكر1/138، 142(المقدمة).
(6،7)ابن مجاهد/56. وانظر لطائف الإشارات1/97.
(8،9)
(10،11)معرفة القراء الكبار1/93.
(12،13،14)ابن مجاهد/76.
(15)لطائف الإشارات1/95.
(16،17)ابن مجاهد/66.
(18)لطائف الإشارات1/96.(1/610)
(19)قواعد التجويد بقراءة حفص عن عاصم بن أبي النجود لعبد العزيز
القارئ ط/مكة المكرمةص12.
66.
(18)لطائف الإشارات1/96.
(19)قواعد التجويد بقراءة حفص عن عاصم بن أبي النجود لعبد العزيز
القارئ ط/مكة المكرمةص12.
(20)ابن مجاهد/60ن معرفة القراء الكبار1/102.
(21)معرفة القراء الكبار1/85.
(22)الدراسة الميدانية في منهج النحاة العرب ص.
(23)ابن مجاهد/182.
(24)معرفة القراء الكبار1/85.
(25)ابن مجاهد/182.
(26)النشر في القراءات العشر لابن الجزري ط/راغب الطباع2/264.
(27)فقه اللغة علي عبد الواحد وافي ط/ص119، وقد أصلح ذلك في الطبعة الثامنة(ص122).
(28)رسم المصحف د . شلبي /20.
(29)تاريخ التراث العربي فؤاد سركين(مترجم)1/146.
(30)نكت الانتصار للباقلاني /145.
(31)رواه مسلم 3/562.
(32)انظر الحاشية رقم 11.
(33،34)لطائف الإشارات 1/44.
(35)فتح الباري لابن حجر 9/47.
(36)الإتقان 1/133.
(37)فتح الباري 9/23.
(38،39)لطائف 1/37.
(40)تأويل مشكل القرآن ابن قتيبة(ط/السيد صقر
(49)تهذيب التهذيب ط/الهند 2/263.
(50،51)تذكرة الحفاظ 1/71، التهذيب2/266.
(52)مقدمة(القراءات الشاذة)لعبد الفتاح القاضي ط/الكليات الأزهرية.
(53)ابن زنجلة/70.
(54)عنوان المقال"أضواء علي القراءات والقراء" مجلة الأمة/عدد
جمادي الآخرة 1404 هـ..
(55،56)ابن زنجلة/70، القراءات الشاذة للقاضي(المقدمة).
(57،58،59)تهذيب التهذيب 4/222.
قائمة المصادر والمراجع
مرتبة هجائيا
• الإتقان في علوم القرآن : جلال الدين السيوطي . تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم
ط / دار التراث : 1405 – 1984 .
• أخبار النحويين البصريين : للسيرافي . ط / الحلبي سنة 1374 هـ
• تاريخ التراث العربي : فؤاد سزكين . ترجمة فهمي أبو الفضل . ط /الهيئة العامة للكتاب مصر : 1971 .
• تأويل مشكل القرآن : لابن قتيبة . تحقيق السيد أحمد صقر . ط/ دار التراث .(1/611)
• تذكرة الحفاظ : شمس الدين الذهبي . ط/ دائرة المعارف العثمانية بالهند .
• تفسير الطبري : تحقيق الشيخ أحمد شاكر ، الشيخ محمود شاكر ط / دار المعارف 1969 .
• تهذيب التهذيب : لابن حجر العسقلاني ط / دائرة المعارف العثمانية بالهند (د . ت) .
• الجمع الصوتي الأول د/ لبيب السعيد ط / الهيئة المصرية للكتاب 1387 – 1967.
• حجة القراءات لأبى زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة . تحقيق د . سعيد الأفغاني . ط / مؤسسة الرسالة 1418 – 1977 .
• حياة محمد ( - صلى الله عليه وسلم - ) د/ محمد حسين هيكل الطبعة الثانية ط/ الهيئة المصرية للكتاب .
• الدراسات الميدانية في منهج النحاة العرب – رسالة ماجستير مخطوطة بالآلة الكاتبة – بدار العلوم القاهرة . سنة 1972 . محمود عثمان أبو سمرة .
• رسم المصحف والاحتجاج به في القراءات – د/ عبد الفتاح شلبي – ط/ النهضة المصرية .
• السبعة في القراءات لأبى مجاهد – تحقيق د / شوقي ضيف – ط / دار المعارف بمصر
• سنن الترمذي : للإمام محمد بن عيسى بن سورة الترمذي . ط / المكتبة الثقافية – بيروت ( د . ت ) .
• شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف لأبى العسكري – تحقيق عبد العزيز أحمد – ط / الحلبي 1383 – 1963 .
• صحيح البخاري : محمد بن إسماعيل البخاري ( بحاشية السندي) – ط / الحلبي .
• صحيح مسلم : للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري . ط / عيسى الحلبي .
• طبقات فحول الشعراء – لابن سلام الجمحي – ط / دار المعارف
• العهد القديم – دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط .
• فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر – مصورة دار المعرفة – بيروت عن طبعة السلفية بمصر .
• فقه اللغة : على عبد الواحد وافى . ط / مكتبة نهضة مضر .
• القراءات في نظر المستشرقين والملحدين : للشيخ عبد الفتاح القاضي . ط / مجمع البحوث الإسلامية 1392 - 1972.
• قواعد التجويد لقراءة حفص عن عاصم – عبد العزيز القارئ – ط / مكة المكرمة .(1/612)
• الكتاب : لسيبويه . تحقيق عبد السلام هارون ط / الهيئة المصرية العامة للكتاب .
• لطائف الإشارات – للقسطلاني – ط / مجمع البحوث الإسلامية بمصر 1971 .
• مذاهب التفسير الإسلامي – اجنتس جولة زيهر ترجمة د / عبد الحليم النجار .
• المسند : للإمام أحمد بن حنبل . ط / المكتب الإسلامي ( الطبعة الخامسة 1405 - 1985.
• المسند : للإمام أحمد بن حنبل . تحقيق شاكر . ط / دار المعارف بمصر .
• المسيح في مصادر العقيدة المسيحية : للأستاذ أحمد عبد الوهاب . ط / مكتبة وهبة .
• المصاحف : لابن أبى داود نشره آرثر جفري . ط / دار الكتب العلمية .
• مطلع النور : للعقاد . ط / دار الهلال .
• معرفة القراء الكبار : ط/ التأليف .
• المقنع في رسم مصاحف الأمصار . لأبى عمرو الداني . ط / الكليات الأزهرية .
• مناقب الحسن البصري : لابن الجوزى . ط / مجلة الأزهر .
• النشر في القراءات العشر : لابن الجزري . ط / على محمد الصباغ . مكتبة المثنى ببغداد .
• نكت الانتصار لنقل القرآن – لأبى بكر الباقلاني – ط / دار المعارف .
===================
---
(1/613)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ""أقصانا ولا هيكل لهم .. مسجدنا ولا معبد لهم ..""
---
""أقصانا ولا هيكل لهم .. مسجدنا ولا معبد لهم ..""
---
hedaya
07-25-2005, 06:10 AM
أقصانا ولا هيكل لهم… مسجدنا ولا معبد لهم .. أرضنا لن تكون مرتعاً لهم
لماذا تكذب؟! لماذا تخدع؟! لماذا تنافق؟! فالأمر محسوم.. بالطبع هذا الاتهام غير موجه إليك أخي القارئ.. إنه موجّه لهذا اليهودي الذي يريد أن يدمر أقصانا الحبيب.. بسبب ماذا؟! أوهام.. أكاذيب.. تسمي "هيكل" هل تصدق هذا؟! نعم.. السؤال موجه إليك أخي القارئ هذه المرة.. إن كنت تصدق؛ فاقرأ معي ما يلي:
إنّ قصة الهيكل كما ترويها الكتب المقدسة عند اليهود قصة خرافية، والهيكل ليس له وجود حقيقي في التاريخ.. كل دراسات وحفريات علماء الآثار اليهود أثبتت أن لا وجود للهيكل ولا أثر لأي معلم آخر تحت المسجد الأقصى وهذا ما ألجأ اليهود إلى فرض سياسة القوة للعبث بأركان المسجد.
المسجد الأقصى الحبيب من بناه هو آدم -عليه السلام- ليكون مكاناً لعبادة الله وحده لا شريك له.. فكيف يكون الهيكل موجوداً تحته! ولم يكن سيدنا سليمان -عليه السلام- قد ولد بعد؟! ويدل على ذلك الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد أنّ أبا ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت: ثم أي قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة" .. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فهل تصدق معي رسول الله عليه الصلاة والسلام؟
---
الازهري المصري
07-30-2005, 03:36 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب
---
hedaya
08-15-2005, 10:01 AM
و فيكم بارك الله اخي الفاضل
---
(1/614)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هذا الذى رزقنا من قبل
---
هذا الذى رزقنا من قبل
---
محمد عزت
09-12-2003, 05:23 PM
كنت أقرأ في كتاب حادي الأرواح للإمام إبن القيم في باب (في ثمارها و تعداد أنواعها و صفاتها وريحانها) وهو يتحث عن قوله تعالى : ( هذا الذى رزقنا من قبل ) بعد أن ذكر القولين في تفسير الآيه و أدله الفريقين قال في :" قلت :أصحاب القول الأول يخضعون هذا العام بما عدا الرزق الأول لدلالة العقل والسياق عليه , و ليس هذا ببدع من طريقة القرآن و أنت مضطر إلى تخصيصة ولابد بأنواع من التخصيصات " ثم ذكر التخصيصات
فهل يمكن تخصيص النص بدلالة العقل و السياق فقط و بغير نص آخر ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
09-23-2003, 01:58 PM
معلوم يا أخي الكريم أن المخصصات للعموم أنواع ، ومنها التخصيص بالعقل كقوله تعالى : ( الله خالق كل شيء ) فهو عموم ، ولكنه مخصص بالعقل ، أي : إلا نفسه .
فهو سبحانه شيء كما قال : ( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله ) ، إلا أن العقول مدركة أنه الخالق ، والمخلوق غيره .
ولذلك أمثلة أخرى .
وأما السياق فهو من النص ، والنص يخصص النص .
وعليه فلا إشكال في كلام ابن القيم رحمه الله .
---
محمد عزت
09-23-2003, 03:44 PM
جزاك الله خيراً
---
(1/615)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > زر هذه المواقع
---
زر هذه المواقع
---
أبو الزبير
10-17-2004, 01:11 PM
http://www.abobadr.net/islam/tagweed/
http://www.al-eman.com/Taguid/Taguid.asp
http://www.duke.edu/~maa3/Tajweed/oldTaj.html
http://www.tadjweed.com/
http://www.qquran.com/qu.php?goto=tag
http://www.islamonline.net/Arabic/r...eQuran/01.shtml
http://www.altelawah.com/main.html
http://www.quransite.com/
http://www.elislam.8k.com//
http://www.khasabart.com/HolyQuran/QrTj1.htm
http://www.islamway.com/?Islamway&i...2&series_id=179
http://www.quransite.com/tajweed/tajweed0.htm
---
الجندى
10-18-2004, 03:56 AM
جزاك الله خيراً
---
(1/616)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حديث ذو شجون
---
حديث ذو شجون
---
حسين الخالدي
09-07-2005, 04:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحكم بغير ما أنزل الله موضوع طويل الذيول يطل علينا بإلحاح بين فترة وأخرى وقد كتب الأخوة في هذا المنتدى بحوثا فيه وليس غرضي البحث ذاته وإنما أريد الإشارة إلى إشكال المرجو من طلبة العلم إبداء الرأي فيه
هب أنك تبنيت القول بأن الحكم ب(القوانين الوضعية ) كفر أكبر مطلقا - وهو قول لطائفة معتبرة من العلماء المعاصرين - وأن (تنزيله على المعين ) متحقق الشروط منتفية عنه الموانع - وهو إحتمال قريب جدا بالنظر للواقع - ودخلت في مرحلة (إشهار الحكم على المعين )فإنك أمام مفسدتين إحداهما إندفاع الشباب لمواجهات خاسرة مع الأنظمة الظالمة في حال الإشهار والثانية معاملة الناس لهؤلاء الحكام بمقتضى حقوق الولاة الشرعية ومنها الحكم بالخروج (فعلا أو لسانا ) على من يفرط في تلك الحقوق أو يرفضها رأسها فينتج بذلك من الشقاق والإفتراق في صفوف الموحدين مالله به عليم - وهو واقع - في حال عدم الإشهار فأي الموقفين أرجح الإشهار وما يكتنفه من فتن دموية أم الإسرار وما فيه من تزييف لمفاهيم شرعية وما يترتب عليه من فرقة بغير حق
ثم لو إخترت موقف الإسرار فهل ستلتزم بلوازم سكوتك من إضفاء الشرعية على أنظمة طاغوتية
ملاحظة : بالنظر إلى أفراد حقوق الولاة يتبين إنسحاب قرار البت في المسألة على مسائل لا حصر لها في حياة المسلم فهي مسألة حقيقية وليست جدلية فارغة أو السلامة في تركها كما يظن البعض - على الأقل من وجهة نظري
---
حسين الخالدي
09-07-2005, 04:41 PM(1/617)
و أضيف هنا أن في حالة إختيار أي الموقفين هل ستعامل المخالفين فقهيا (في الحكم أو تنزيله على المعين أو في الأقرب للحكمة في الموقف من الحكام ) معاملة المجتهد أم لا ؟ في نظري الأول أصوب لكن هذا البحث من مستتبعات الإشكال الأول فوجب التنبيه عليه .
---
(1/618)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > كيف ترد على من يزعم وجود أخطاء لغوية في القرآن.
---
كيف ترد على من يزعم وجود أخطاء لغوية في القرآن.
---
أبو عبد المعز
08-16-2005, 07:29 AM
أثار بعض الإخوة موضوع أخطاء لغوية مزعومة في القرآن الكريم وقد تولي كبر هذا الافك نصارى وعلمانيون.....ولا يمكن لمثل هذا الزعم إلا أن يصدر من مثل اولئك...فالنصارى مشهود لهم بالضلال ومعتقداتهم أبعد ما تكون عن مقتضيات العقل الصحيح ,وقد صرح قديسهم أوغسطين قديما أنه لا يؤمن بالنصرانية إلا لأنها تخالف العقل؛ أما علمانيونا فلا هم في العير ولا في النفير وأحسن أحوالهم اتباع كل ناعق والتلذذ – مرضيا- في تخريب بيوتهم بأيديهم.
لكن المحزن في الأمر أن إخواننا لا يحسنون الرد عليهم فتجدهم يبحثون في كتب النحو عن الوجوه والنظائر لتوجيه كلمة مرفوعة في القرآن أو لتبرير كلمة منصوبة يرى النصراني أنها مرفوعة حسب القاعدة.....كل هذا لا يجدي فانا متيقن أن المجادل لا يفقه شيئا في النحو ولا في لغة العرب.....لكنه يكسب جولة معنوية كبيره عندما يتخندق المسلم للدفاع عن القرآن......أوَ يحتاج القرآن الى مدافع عنه ....؟أوَ ليس هو قذيفة الحق الدامغة لكل باطل.......؟
بدل هذه الإستراتيجية السلبية كان الأجدر بالمسلم أن يلزم خصومه بأنهم لا يعقلون...فهم بادعائهم وجود أخطاء لغوية في القرآن قد نادوا على أنفسه بالجهل المركب....وعلى المسلم أن يثبت عليهم ذلك ليلقمهم حجرا بدل الفرار الى كتب اللغة والبلاغة والنحو والصرف.
كيف ذلك؟
ليس من العجب أن يرشدنا القرآن العظيم نفسه إلى المسلك الصحيح.اقرؤوا هذه الآية:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (65) سورة آل عمران(1/619)
قال ابن كثير:عن ابن عباس رضي الله عنه قال : اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا عنده فقالت الأحبار : ما كان إبراهيم إلا يهوديا وقالت النصارى : ما كان إبراهيم إلا نصرانيا فأنزل الله تعالى : { يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم } الاية أي كيف تدعون أيها اليهود أنه كان يهوديا وقد كان زمنه قبل أن ينزل الله التوراة على موسى ؟ وكيف تدعون أيها النصارى أنه كان نصرانيا وإنما حدثت النصرانية بعد زمنه بدهر ؟ ولهذا قال تعالى : { أفلا تعقلون }
انتبهوا أيها المسلمون إلى تذييل الآية ب "أفلا تعقلون".فاليهود والنصارى بادعائهم أن خليل الرحمن منهم قد ارتكبوا خطأ فاحشا من شأنه أن يلحظه صبي.فالخطأ هنا مغالطة تاريخية لا تخفى على أحد...كما لو شاهدنا زجاجة كوكاكولا في خيمة عنترة !!!.
هؤلاء لا يعقلون....فهل من العقل أن تنسب شخصا إلى مذهب سيظهر بعد قرون....؟(لست أدري أين قرأت أن ابن تيمية وهابي!)
يبدو أن حماقة النصارى دورية ....فهاهي تظهر مرة أخرى مع أخطائهم المزعومة في القرآن......
يا أهل الكتاب لم تحاجون في القرآن وما وضعت القواعد إلا من بعده أفلا تعقلون.
هؤلاء لا يعلمون شيئا عن تاريخ الأفكار عند المسلمين ولا عند غير المسلمين....فالنحو لم يكن قالبا لتصب فيه اللغة العربية وإنما هو نموذج ذهني منطقي لتفسير كلام العرب....من غباوتهم أنهم لا ينتبهون إلى الترتيب الصحيح : كلام العرب أولا .....ثم تفسير نظامه ثانيا .....فالنحو هو الذي ينبغي أن يطابق كلام العرب لا العكس....أما الذين لا يعقلون فيرون أن النحو هو الأول في الوجود ثم جاء كلام العرب وفقه...فيخطؤون امرأ القيس بسبب قاعدة سيقترحها الكسائي بعد قرون!!
ولو سالتهم: هذه القواعد التي استنبطها النحاة في عصر التدوين من أين جاءتهم.....؟لقالوا من كلام العرب....(1/620)
والآن هل يعقل أن تستنبط قاعدة من كلام ثم يخطأ ذلك الكلام نفسه بتلك القاعدة؟هذا هو الجنون المحض.....تذكروا تذييل الآية مرة أخرى( أفلاتعقلون).
ثم تعالوا لتنظروا حماقة النصارى من جهة أخرى: هم يعتقدون أنهم بصنيعهم ذاك يثبتون أن القرآن ليس من عند الله...ويغيب عنهم أن القرآن على فرض أنه من عند محمد صلى الله عليه وسلم فهو من كلام العرب الذي ينبغي أن يخضع له عنق النحوي وأعناق قواعد النحوي.فالامر هنا لا يتعلق بوحي أوحي أو افتراء افتري....بل يتعلق بالحجة اللغوية.والنحاة المسلمون احتجوا بكلام الكفار من الجاهليين ولم يحتجوا بكلام أئمة المسلمين الذين تأخر بهم الزمان...فلم يكن همهم النقاء العقدي بل النقاء اللغوي.وهل في الدنيا أنقى من لغة القرآن-على فرض أنه مفترى- :متواتر تكلم به عربي في بيئة عربية وتحدى به عربا فصحاء بلغاء....لم ينتبهوا إلى أخطائه وانتبه إليها لكع بن لكع من نصراني أعجمي وعلماني أخذا اللغة العربية من كتاب: كيف تتكلم اللغة العربية في خمسة أيام بدون معلم!!!!!
---
المقرئ
08-16-2005, 03:12 PM
بارك الله فيكم : أحسنتم وأجدتم وكلماتكم هذه رائعة :
[ بدل هذه الإستراتيجية السلبية كان الأجدر بالمسلم أن يلزم خصومه بأنهم لا يعقلون...فهم بادعائهم وجود أخطاء لغوية في القرآن قد نادوا على أنفسه بالجهل المركب....وعلى المسلم أن يثبت عليهم ذلك ليلقمهم حجرا بدل الفرار الى كتب اللغة والبلاغة والنحو والصرف.
كيف ذلك؟ ]
نزل القرآن الكريم بلغة العرب ، وكان ينزل هذا القرآن على أفصح الرجال وأعلمهم بلغات العرب وكان له أعداء من العرب وغيرهم وقد كانوا يتشبثون بأي حجة تدل على أن هذا القرآن ليس من عند الله وأنه مختلق
أتراهم نسوا هذه الحجة أم أن لغتهم كانت ضعيفة وليست كمستوى لغة المستشرقين هؤلاء ولم يستطيعوا أن يجدوا هذه الحجة الدامغة لبيان أخطاء كلام الله(1/621)
المشركون قالوا كما ذكره الله في كتابه ( إنما يعلمه بشر ) هذه أحد الانتقادات
فماذا كان الرد ( لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين )
هل جاء المشرك العربي وقال إنه يخالف قواعد العرب
بل إن الله أجرى على ألسنة المشركين وصف هذا الكلام بأنه عربي بالغ البيان
أعتقد أننا أعطينا هؤلاء المستشرقين أكبر من حجمهم ، والجدال مع المخالفين إذا كان الحَكم والخصم واحدا فقل لي بأي طريقة نتحاور
فإذا كان هذا المستشرق إذا ذكرت له شاهدا عربيا إما من شعراء العرب أو من كلامهم قال ولكنه لا يوافق معلوماتي فكيف إذا هذا الحوار نحن نتحاور على قانون العرب في خطابهم فهل تكلموا بمثل هذه القاعدة التي نتحاور عليها ؟ إذا كان الجواب بنعم : لابد أن ينقطع النقاش
وأما مسألة الاختيار فهذا أمر آخر، المهم أن لا ترد بأنه خالف اللسان العربي
المقرئ
---
عصام البشير
08-16-2005, 03:55 PM
أحسنتَ يا أبا عبد المعز.
وقد كانت هذه الفكرة تعتمل في ذهني، فأحسنت سبكها، وأجدتَ في التعبير عنها.
---
مساعد الطيار
08-17-2005, 12:17 AM
1 ـ أحسنتم وأجدتم ، ولا زلت أستغرب كيف يجادل المخالف ممن فيه مسكة من عقل في هذه الأمور ، أتُراه يريد أين يكون أجهل من أبي جهل ، لقد كان العرب متوافرون والقرآن ينزل بين ظهرانيهم ، وهم الحجة في معرفة كلامهم من مفرداته وتراكيبه وأساليبه ، فهل استنكروا منه شيئًا ؟
إن من يتطاول اليوم على القرآن بالإبطال من جهة اللغة أو البلاغة أو غيرها إنما يصف نفسه بالجهل المطبق جدًّا .
قال الطاهربن عاشور : (( روى أن ابن الراوندى ـ وكان يزن بالإلحاد ـ قال لابن الأعرابي : أتقول العرب: لباس التقوى ؟
فقال ابن الأعرابي : لا بَاسْ لا بَاسْ ، وإذا أنجى الله الناس ، فلا نَجَّى ذلك الرأس .
هبك يابن الرواندي تنكر أن يكون محمد نبيا ، أفتنكر أن يكون فصيحا عربيا ؟ )) .(1/622)
2 ـ وكما ذكر أخي المقرئ في أمر المستشرقين المغرضين الذين لا يخضعون في نقاشهم إلى الأسلوب العلمي الحيادي الجادِّ ، بل قصدهم التهويش والتزييف ، فأنَّى لك أن تُقنِعهم ، وليس على هؤلاء لومٌ ؛ لأن هؤلاء يخالفونك من أول الطريق ، ولهم هدف يريدون الوصول إليه ، لكن اللوم كل اللوم على من هو من بني جلدتنا ويتلقف أفكارهم وآراءهم على انها وحي مسلم لا يقع فيه الخطأ ويبثه عبر وسائل الإعلام أو قاعات التدريس على طلابه .
3 ـ إنني أقول : إنَّ عندنا زمرة من الناس لا ينفع معها الجدل ؛ لأن الجدل للوصول إلى الحق ليس هو مطلبها ، وإنما مرادها الجدل لذات الجدل ، كما كان بعض المتكلمين من المعتزلة يفعلون ذلك أيام فورتهم وثورتهم ، وقد حكى طرفًا من أخبارهم أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتابه تاويل مختلف الحديث ( ص : 63 ـ 65 ) ، قال : (( وكنت أسمعهم يقولون : إن الحق يدرك بالمقايسات والنظر ، ويلزم من لزمته الحجة أن ينقاد لها ، ثم رأيتهم في طول تناظرهم وإلزام بعضهم بعضا الحجة في كل مجلس مرات لا يزولون عنها ، ولا ينتقلون .
وسأل رجل من أصحاب هشام بن الحكم رجلا من المعتزلة فقال له : أخبرني عن العالم هل له نهاية وحد ؟
فقال المعتزلي : النهاية عندي على ضربين : أحدهما نهاية الزمان من وقت كذا إلى وقت كذا ، والآخر نهاية الأطراف والجوانب ، وهو متناه بهاتين الصفتين .
ثم قال له : فأخبرني عن الصانع ـ عز وجل ـ هل هو متناه ؟
فقال : محال .
قال : فتزعم أنه يجوز أن يخلق المتناهي من ليس بمتناه ؟
فقال : نعم .
قال : فَلِمَ لا يجوز أن يخلق الشيء من ليس بشيء ، كما جاز أن يخلق المتناهي من ليس بمتناه ؟
قال : لأن ما ليس بشيء هو عدم وإبطال .
قال له : وما ليس بمتناه عدم وإبطال.
قال : لا شيء هو نفي .
قال له : وما ليس بمتناه نفي .
قال : قد أجمع الناس على أنه شيء إلا جهما وأصحابه .
قال : قد أجمع الناس أنه متناه .(1/623)
قال : وجدت كل شيء متناه محدثا مصنوعا عاجزا .
قال : ووجدت كل شيء محدثا مصنوعا عاجزا .
قال : لما أن وجدت هذه الأشياء مصنوعة علمت أن صانعها شيء .
قال : ولما أن وجدت هذه الأشياء متناهية علمت أن صانعها متناه .
قال : لو كان متناهيا كان محدثا إذ وجدت كل متناه محدثا .
قال : ولو كان شيئا كان محدثا عاجزا إذ وجدت كل شيء محدثا عاجزا ، وإلا فما الفرق ؟
فأمسك .
قال : وسأل آخر آخر عن العلم ، فقال له : أتقول أن سميعا في معنى عليم ؟
قال : نعم .
قال : ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ) هل سمعه حين قالوه ؟
قال : نعم .
قال : فهل سمعه قبل أن يقولوا ؟
قال : لا .
قال : فهل علمه قبل أن يقولوه ؟
قال : نعم .
قال له : فأرى في سميع معنى غير معنى عليم ؟ فلم يجب .
قال أبو محمد : قلت له وللأول : قد لزمتكما الحجة فلم لا تنتقلان عما تعتقدان إلى ما ألزمتكماه الحجة ؟
فقال أحدهما : لو فعلنا ذلك لانتقلنا في كل يوم مرات . وكفى بذلك حيرة .
قلت : فإذا كان الحق إنما يعرف بالقياس والحجة ، وكنت لا تنقاد لهما بالاتباع كما تنقاد بالانقطاع فما تصنع بهما ؛ التقليد أربح لك والمقام على أثر الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بك ))
ومن يجادل على هذه الكيفية لا يمكن أن تصل معه إلى شيء أبدًا .
4 ـ وهناك قضية أخرى فيما يتعلق بالجدل ، وهي أنك أحيانًا ترفع من شأن المجادل ، وهو لا يستحق ذلك ، فمن الأولى تركه وعدم الجدل معه ، وذلك يحتاج إلى حكمة لمعرفة متى يكون الترك أولى من الجدل ، ومتى يكون الجدل أولى من الترك .
5 ـ وقضية أخرى كذلك ، وهي أن الجدل مع بعض الناس لا خير فيه ، كمن لا يدينون بدين من الملحدين أو المرتدين الذين لا يملكون ما يخسرونه ، فما مثل مجادلة أولئك إلا كمثل رجل ـ أكرمكم الله ـ قد خرج من توِّه من بيارة ، وهو متسخ منها ، وأنت قد خرجت من بيتك بهندامك النظيف ، فقال لك : تعال لنتعارك ؟(1/624)
فمن الخاسر في مثل هذا المقام ؟
6 ـ إن من أهم أصول الجدل التي تفتقدها كثير من المجادلات مع الخصوم هو الاحتكام إلى أصول ثابتة مقنعة متفق عليها بين المتجادلين ، وذلك أول الطريق إلى الوصول إلى الحق إن كان الجدل من أجل الوصول إلى الحق ، لكن الملاحظ هذه الأيام أن أغلب المجادلات إنما يراد بها : إما الانتصار للنفس ، وإما إثارة الشبه فحسب ، أما الجدال من أجل الوصول إلى الحق فقليل جدًّا .
7 ـ وأعود فأقول : إن الترتيب المنطقي الذي ذكره أبو عبد المعز لقضية من يزعم أن في القرآن أخطاء لغوية هو عين الصواب ، وكثيرًا ما نغفل عن التسلسل التاريخي لبعض الأمور ، فنُصدم بشبه نظنها حقائق ، وهي في الحقيقة واهنة كوهن بيت العنكبوت لا تكاد تتماسك أمام الحقيقة إذا ظهرت .
8 ـ لكن قد يبقى تعلق بعض ضعاف النفوس ببعض الشبه ، وهذه تحتاج إلى إزالة ، فمن منَّ الله عليه بالقدرة على الجدل ، ومعرفة المداخل والمخارج منه ، فإنه يمكنه إزالتها ـ بإذن الله ـ ولو كان علمه ناقصًا ؛ فإن كثيرًا من الشبه تحتاج إلى عقل أكثر منها إلى علم ، فإذا اجتمعا كان عين المراد .
---
سليمان داود
08-17-2005, 03:15 AM
(( إن من يتطاول اليوم على القرآن بالإبطال من جهة اللغة أو البلاغة أو غيرها إنما يصف نفسه بالجهل المطبق جدًّا... )).
هذا خطاب جميل يا دكتور مساعد، وربما يكون مقنعًا للوهلة الأولى.. ولكن قل لي بربك لمن يوجه هذا الخطاب ؟ أيوجه إلى المسلمين، وهم في غنى عنه ؟ أم يوجه إلى أعداء المسلمين الذين يطعنون ليل نهار في إعجاز القرآن وبلاغته وبيانه، ويحاولون بكل ما أوتوا من وسائل هدم هذا الدين، وصرف الناس عنه من خلال طعنهم في القرآن، وإقناعهم بأنه من كلام البشر، لا من كلام خالق البشر؟؟؟(1/625)
أيكفي أن نقول لهم: إنكم حين تطعنون في القرآن الكريم إنما تصفون أنفسكم بالجهل المركب، ولو كنتم تعقلون، لما فعلتم ذلك. والدليل على ذلك أن الله تعالى وصفكم بأنكم لا تعقلون ؟؟؟
أتدري يا دكتور مساعد كم تنصَّر من شباب المسلمين على أيدي هؤلاء المستشرقين، الذين تستهين بهم، ولا تقيم لهم وزنًا ؟؟؟ ويكفي أن تزور موقعًا واحدًا من مواقعهم، لترى بنفسك ماذا يفعل أولئك، وما يكتب هؤلاء المغرضون من المستشرقين، والملحدين، والعرب اللادينيين عن قرآننا، وعن نبينا عليه الصلاة والسلام، وعن إسلامنا ؟؟؟
ومن قال لك يا دكتور مجاهد: إنك إذا رددت على شبهاتهم، وكشفت عن زيفها وبطلانها أنك تجادلهم، وأن المطلوب منك إقناعهم ؟؟؟ وهل مثل هؤلاء ينفع معه الجدل ؟؟؟ وهل كان الغرض من تحدي القرآن للكفار بالقرآن الكريم هو جدالهم وإقناعهم بأنه كلام الله جل وعلا ؟؟؟ وإن كان كذلك فهل نفع الجدل معهم شيئًا ؟؟؟ وإن لم ينفع معهم شيئًا، فلم إذًا تحداهم ؟؟؟
اسأل نفسك يا دكتور مساعد، وأنت أستاذ في التفسير: لماذا تحدى الله تعالى الكفار بالقرآن وهو يعلم أنهم لا يؤمنون به بصريح قوله تعالى:( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ )(الطور:33- 34) ؟؟؟
نعم اسأل نفسك، وستعلم حيئذ أنك مطالب كإنسان مسلم قبل غيرك بالذود عن دينك وقرآنك ونبيك بالتصدي لدعوات أولئك المغرضين من أعداء الإسلام، فكيف وأنت العالم المؤتمن على حمل هذه الرسالة، ورفع رايتها خفاقة فوق كل راية ؟؟؟ وإن كنت مقتنعًا بذلك فهل يتم لك ما تريد إلا بالتصدي لتلك الدعوات الهدامة، والكشف عن زيفها، وبيان بطلانها، والغرض منها ؟؟؟
ولاحظ قبل أن تجيب أنك تكتب تحت عنوان (( كيف ترد على من يزعم وجود أخطاء لغوية في القرآن ))، لا (( كيف تجادل من يزعم وجود أخطاء لغوية في القرآن ؟؟؟
---
أخوكم
08-17-2005, 06:41 AM(1/626)
صدقت أبا عبدالمعز
(( .. من غباوتهم أنهم لا ينتبهون إلى الترتيب الصحيح : كلام العرب أولا .....ثم تفسير نظامه ثانيا .....فالنحو هو الذي ينبغي أن يطابق كلام العرب لا العكس.....
ولو سالتهم: هذه القواعد التي استنبطها النحاة في عصر التدوين من أين جاءتهم.....؟لقالوا من كلام العرب....))
وثمة أمور مع ذلك :
1- من لم يعترف في الأمر الأكبر الأوضح الأهم الذي يختص بألوهية الله وحده وبطلان ألوهية المسيح ، فهل سيعترف بالأمر الأدق الأصعب الأخفى المتعلق باللغة ؟!!
2- من أحس بنوع من الملل والسآمة فليزر مواقعهم وليقرأ كلامهم ليضحك من قوم ينتقدون لغة القرآن وهم أكثر من يقع في الأخطاء اللغوية
---
مساعد الطيار
08-18-2005, 02:56 PM
أشكر أخي سليمان كثيرًا على ملاحظاتك ، لكن أودُّ أن أنبِّه إلى أمورٍ :
أولاً : إن قولك (( ... هؤلاء المستشرقين، الذين تستهين بهم، ولا تقيم لهم وزنًا )) لا أدري من أين أخذته ، وأنا لا أرى هذا الرأي الذي نسبته إليَّ ، وإني لأعرف ما يكتبون وقرأت في تراثهم ، ولا يخفاك كثير ممن تتلمذ على هؤلاء وأخذ بطريقهم ، وتسنَّم مناصب ، وغيَّر وأثر في ثقافتنا ، فمن قال لك : إني أستهين ؟!
لكني رأيتهم في كثير من الأحيان يستخدمون حججًا كحجج الصبيان فيتلقفها من لا علم له بالشريعة على أنها فتح وإضاة في تراث المشارقة ، وإنهم يجب أن يأخذوا به ، وتراهم يجادلون ويدافعون عنها ، ويكتبون فيها صباح مساء لا يفترون ، فأحببت أن ألفت إلى من يريد جدال هؤلاء إلى ما ذكرت .
إنني أقول ـ وأحكي واقعًا دخلته وشاهدته من هذه المناقشات مع مستشرقين أو مخالفين في الدين أو مخالفين في الاعتقاد ـ : إننا بحاجة إلى عقلٍ جَدِلٍ يُفكِّكُ أساليب هؤلاء وتلاعبهم بتراثنا ، أكثر من حاجتنا لعالمٍ لا يدرك أصول الجدل ، فإذا اجتمع العلم والعقل الجدلي كان نورًا على نورٍ .(1/627)
ثانيًا : أن لا أردُّ أحدًا يذود عن الدين ، وقد نبَّهت في مقالة سابقةٍ أن بعض الذين يدخلون في مجادلات لا علم عندهم لا بالشرع ولا بالجدل ، وإنما عندهم الحماس والغيرة ، ولا زلت أردِّد كثيرًا : إننا أمة من طبيعتها التنوُّع في عمل الخير ، فالله يقيضُ لكل عملٍ رجاله ، فللجهاد رجاله ، وللعلم رجاله ، وللخصومات رجالها ، لكن أن يدخل من لا يُحسِن فيما لا يحسن فهذا الذي أعترض عليه يا أخي الفاضل .
ومن ثَمَّ ، فإنني أتمنى أن تُنشأ ( دورات علمية تدريبية ) لمن يريد الردَّ أو الجدل على المخالف ليكون ردًُّه وجدله ناجعًا .
ثالثًا : قولك : (( ولاحظ قبل أن تجيب أنك تكتب تحت عنوان (( كيف ترد على من يزعم وجود أخطاء لغوية في القرآن ))، لا (( كيف تجادل من يزعم وجود أخطاء لغوية في القرآن ؟؟؟ )) ، فأقول لك إن الذي دعاني إلى هذا أمران :
الأول : إشارة أخي أبي عبد المعز في قوله : (... كل هذا لا يجدي فانا متيقن أن المجادل لا يفقه شيئا في النحو ولا في لغة العرب ) .
الثاني : إننا أخذنا في مقاعد الدراسة حديثً عن أبي هريرة قال : ( سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إنا نركب البحر ، ونحمل معنا القليل من الماء ، فإن توضأنا به عطشنا ، أفنتوضأ من ماء البحر؟
فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته ) .
وكان من فوائد الحديث : أن المفتي قد يزيد في جوابه عن مسألة السائل ما هو نافع للسائل ، وذلك من الاستطراد المحمود ، وإني لما رأيت أخي قد أتى على الموضوع ، وأشبع الفكرة انتقلت إلى شيء يتعلق بها من هذا الباب الذي سلكه حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخيرًا ، فإني أشكرك على حرصك وغيرتك ، وأقول لك : هذا جهدي ، فإن كان صوابًا فمن الله ، وإن يكن خطأً فمني ومن الشيطان ، أسأل الله أن يوفقني وإياك لما يحب ويرضى .
---
حامل المسك
08-18-2005, 05:54 PM(1/628)
والله ان هذا القرآن لأعلى واجل واعظم وابين من ان يجرنا الكلاب والقرده والخنازير لأن ندخله قفص الاتهام ونروح ندافع عنه بدفاعات مهما بلغت من قوة واتقان وبلاغه فهى لا شىء (والله العظيم مع كامل حبى واحترامى لكاتبها ) مع وجود وخلود تحدى رب العالمين الملك الحكم الحق علام الغيوب لكل خلقه من الجن والانس ان يأتوا بسورة واحدة من مثله
فهؤلاءمالهم رد عندنا الا السيوف ومع الرأفه فضرب النعال
---
الجندى
08-20-2005, 03:27 PM
مثال تطبيقى على جهل الملاحدة
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2552
---
حسن عبدالله الخطيب
03-03-2006, 06:13 PM
تحية لجميع ملتقى التفسير الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد
فلقد سبق لقسيس نصراني قد أثار مثل هذا الافتراءات على كتاب الله كما هم فاعلون اليوم وكل يوم بتطاولهم على دين ورسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الرد بعيدا عن كونهم كفروا بالله بتطاولهم على كتاب الله ، فإنهم أجهل الناس بلغة العرب، فلقد نزل القرآن الكريم على أبلغ الناس وأفصحهم وأنحاهم فكيف يجهل السابقون أهل الخبرة والبيان ما اعتقده المتأخرون أنها أحطاء في كتاب الله والعياذ بالله، ولكن كما ذكر بعض إخواننا في هذا الملتقى الطيب ليس الهدف إلا بث الفتن والافتراءات والأكاذيب الباطلة حول كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه علهم ينالوا بعض ما تكنه صدورهم من غل وحقد وحسد
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
---
(1/629)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > قراءة صوتية لأجزاء من صحيح البخاري
---
قراءة صوتية لأجزاء من صحيح البخاري
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 01:07 AM
قام أخ بتجميعها من الشبكة
و وضعها في ملف واحد مضغوط (حوالي 23 ميجا)
http://www.badongo.com/file.php?file=sound+parts+of+Saheeh+Al+Bukhary__20 06-01-27_Saheeh.rar
---
(1/630)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو مساعدة طلاب العلم في آيات صفة اليد للرحمن
---
أرجو مساعدة طلاب العلم في آيات صفة اليد للرحمن
---
أبو هنّاد
08-13-2004, 03:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني طلبة العلم، بداية أحبكم في الله
أرجو منكم أن تساعدوني في الحصول على بحث (صغير) عن آيات صفات اليد للرحمن، فكما تعلمون أن عقيدتنا (عقيدة أهل السنة والجماعة) أن نثبت لله ما أثبته لنفسه، وما أثبته له محمد صلى الله عليه وسلم، ومن جملة تلك الصفات، صفة اليد، وهناك آيان في القرآن تدل على ذلك، ولكن هناك آيات في القرآن يكون تفسيرها غير اليد، كقوله تعالى (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) فتفسير (بأيد) هنا جاء بمعنى القوة..
حينها يقول بعض الناس (هداهم الله) كيف تأولون هذه الآية، ولا تأولون الآيات الأخر؟!
فأردت أن تساعدوني بإرشادي على بحث أو شيء من علم في هذا الموضوع
وجزاكم الله خيرا
---
أبومجاهدالعبيدي
08-13-2004, 05:15 PM
تفضل هذه الروابط ففيها مسائل متعلقة بما سألت عنه وفقك الله :
http://www.binbaz.org.sa/display.asp?f=bz00357n
http://audio.islamweb.net/islamweb/index.cfm?fuseaction=ReadContent&AudioID=14172#191
http://www.dorar.net/titles.asp?section_id=233&book_id=9
وهذا شرح مفصل لصفة اليدين لله تعالى للشيخ ابن عثيمين
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=article&sid=1787
---
(1/631)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ماذا تعرف عن أئمة المسجد النبوي الشريف
---
ماذا تعرف عن أئمة المسجد النبوي الشريف
---
إمداد
08-27-2004, 01:08 AM
الشيخ عبدالعزيز بن صالح , إمام وخطيب المسجد النبوي , سابقاً - رحمه الله
هو الشيخ عبدالعزيز بن صالح بن ناصر بن عبدالرحمن آل صالح , ويرجع نسبه إلى قبيلة عنزه المشهورة .
ولد في بلدة المجمعة في نجد , عام 1329هـ , وتوفي والداه وهو صغير , فاعتنى به أخوه عثمان وحرص على تعليمه , حتى حفظ القرآن وهو صغير ثم أخذ يقرأ على مشايخ بلده , ولازم الشيخ عبدالله العنقري ودرس عليه في التوحيد والفقه والتفسير والحديث والفرائض والنحو .
وقد آنس منه شيخه التحصيل والجد في العلم , فعينه إماماً وخطيباً بجامع المجمعة وهو لم يتجاوز العشرين من عمره , كما عينه رئيساً لهيئة الأمر بالعروف والنهي عن المنكر , وكان ينوب عن شيخه في تدريس الطلاب حال غيابه , كما أنه رُشّح للقضاء لكنه اعتذر فأُعفي منه .
ثم طُلب مرة أخرى للقضاء وأُلزم به فالتزم قاضياً في المدينة النبوية , ولما توفي الشيخ ابن زاحم رئيس المحكمة , عُيِّن مكانه , واستقل برئاسة الدوائر الشرعية في المدينة وصار هو المرجع في الشؤون الدينية في عموم المنطقة , وصاحب الكلمة المطلقة هناك , إضافة إلى أنه أصبح إماماً في المسجد النبوي قرابة خمسين عاماً , وقد كان يمتاز بسلاسة القراءة وعذوبة اللفظ والتجويد – رحمه الله .
قال الشيخ عبدالله البسام : كان لي معه مجالس ومناقشات , ولدي خبرة جيدة به , فهو بحكم شخصيته القوية , وبحكم مناصبه الرفيعة , يعتبر من وُجهاء العلماء , ومن ذوي النفوذ والكلمة المسموعة , والإشارة النافذة , مما جعل ولاة الأمر يُجِلّونه ويحترمونه , ويثقون الثقة التامة بتوجيهاته وآرائه .(1/632)
وقد كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء , وعضواً في مجلس القضاء الأعلى , وكان يُدَرِّس بالمسجد النبوي الشريف .
توفي رحمه الله في يوم الإثنين 17 \ 2 \ 1415هـ في مدينة جدة , ونقل إلى المدينة وصُلي عليه في المسجد النبوي بعد صلاة المغرب , ودفن بالبقيع , وقد كانت جنازته جنازتاً مشهوده حيث شيعه جموعٌ من المواطنين , وحصل زحام شديد , وكان مشهداً عظيماً , تجلى فيه تقدير الناس ومحبتهم له رحمه الله .
ومما يجدر ذكره هنا أن الشيخ له موقف لا يُنسى , حيث هدى الله على يديه الإمام الشنقيطي صاحب التفسير , إلى منهج السلف , وقد كان على عقيدة الأشاعرة , فلما أنه جاء إلى الحج , وزار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم , حصل أن التقى بالشيخ عبدالعزيز بن صالح وجرى بينهما مناقشات وجَلَسات , وكان الشيخ ابن صالح يأتي بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية ويقرأها مع الشيخ محمد الأمين , ويتدارسها معه , حتى شرح الله صدر العلامة الشنقيطي إلى الحق , وأصبح من المدافعين عنه وعن معتقد أهل السنة .... فرحمهما الله رحمةً واسعة وأسكنهما فسيح جناته , وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى إنه جواد كريم والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أعدّ الترجمة : أبوعبدالملك . منقول
---
إمداد
08-27-2004, 01:12 AM
فقيد العلم والعمل عبدالله بن محمد بن زاحم
هو الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب بن عثمان بن زاحم بن أزد قحطان في اليمن، هاجر أجداده إلى نجد واستقروا فيها منذ امد طويل.(1/633)
ولد صاحب الترجمة في قرية القصب من قرى اليمامة في الوشم في سنة 1350ه وكان أبوه إماماً لمسجد القصب فاهتم بتحفيظه القرآن الكريم، وتلقينه مبادئ العلوم الأساسية، ولما توفي والده - وكان له اثنا عشر عاماً - انتقل إلى رعاية عمه الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب في الرياض الذي كان رئيساً للمحكمة الشرعية الكبرى هناك. وفي عام 1363ه انتقل عمه الشيخ عبدالله إلى المدينة المنورة مع أسرته فكان في معيته، فقدموا المدينة المنورة بعد أداء فريضة الحج، وهي المرة الأولى التي يزور فيها مكة والمدينة، والتحق بعد استقرارهم بالمدينة بالمدرسة الناصرية الابتدائية، وبعد تخرجه منها عمل بوظيفة مساعد كاتب ضبط في المحكمة بالمدينة، ثم راح مساءً ينهل من علوم المشايخ آنذاك، كالشيخ محمد الخيال، والشيخ عبدالعزيز بن صالح، والشيخ عبدالرحمن الإفريقي، وغيرهم.
ولما افتتح المعهد العلمي بالرياض سنة 1371ه، ترك الشيخ وظيفته في المحكمة والتحق به للاستزادة من العلم، وكان يحضر دروس الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ بن عُودان وعبدالرزاق عفيفي، والشيخ عبدالعزيز بن باز، وكان في فترات الإجازة يعود إلى المدينة المنورة لملازمة علمائها، فقرأ على الشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيره، وبعد تخرجه من المعهد، التحق بكلية الشريعة في الرياض، وتخرج فيها عام 1378ه، فعين مساعداً لرئيس محكمة حائل، فلما تقاعد رئيسها صار رئيساً لها عام 1380ه في حائل.
وفي سنة 1390ه عاد إلى المدينة المنورة مساعداً لرئيس المحكمة فيها، ثم عين إماماً وخطيباً في المسجد النبوي الشريف أواخر عام 1391ه.
وعيّن رئيساً لمحاكم منطقة المدينة المنورة عام 1416ه بعد وفاة رئيسها السابق الشيخ عبدالعزيز بن صالح، وبعد سنة طلب إحالته على التقاعد فأجيب إلى طلبه في أواخر سنة 1417ه.(1/634)
له عدد من الكتب والرسائل المطبوعة، وهي مختارات من الخطب التي ألقاها من منبر المسجد النبوي، وله نشاطات في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة.
وافاه أجله المحتوم في الثالث من ذي القعدة عام 1423ه.
وحزن الناس لفقده، رحمه الله رحمة واسعة.
إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركاً من كل فائت {وإنما يُوفى الصَّابرون أجرهم بغير حساب}.
كتبه محمد بن عثمان القاضي @
@ أمين المكتبة العلمية الصالحية - عنيزة الخميس 27 ذو القعدة 1423العدد 12641 السنة 38 جريدة الرياض
---
إمداد
09-03-2004, 03:51 AM
الشيخ علي الحذيفي
هو علي بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد الحذيفي ، نسبة إلى قبيلة آل حذيفة من العوامر ..
ولد عام 1366هـ بقرية القرن المستقيم ببلاد العوامر، في أسرة متدينة، حيث كان والده إماماً وخطيباً في الجيش السعودي .. تلقى تعليمه الأولي في كُتَّاب قريته، وختم القرآن الكريم نظراً على يد الشيخ محمد بن إبراهيم الحذيفي العامري، مع حفظ بعض أجزائه، كما حفظ ودرس بعض المتون في العلوم الشرعية المختلفة. وفي عام 1381هـ التحق بالمدرسة السلفية الأهلية ببلجرشي وتخرج فيها بما يعادل المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالمعهد العلمي ببلجرشي عام 1383هـ وتخرج فيه سنة 1388هـ، مكملاً للمرحلة الثانوية.
واصل دراسته الجامعية بكلية الشريعة بالرياض عام 1388هـ وتخرج فيها عام 1392هـ، وبعد تخرجه عين مدرساً بالمعهد العلمي ببلجرشي وقام بتدريس التفسير والتوحيد والنحو والصرف والخط إلى جانب ما يقوم به من الإمامة والخطابة في جامع بلجرشي الأعلى.
عمل في الجامعة الإسلامية منذ عام 1397هـ، فدرس التوحيد والفقه في كلية الشريعة، كما درَّس في كلية الحديث وكلية الدعوة وأصول الدين، ودرس المذاهب بقسم الدراسات العليا، وهو الآن عند تاريخ إعداد هذه الترجمة 1418هـ يقوم بتدريس القراءات بكلية القرآن الكريم ـ قسم القراءات.(1/635)
وإلى جانب عمله بالتدريس الجامعي، فقد تولى الإمامة والخطابة لفترات في مسجد قباء ـ ثم عين إماماً وخطيباً للمسجد النبوي في 6/6/1399هـ ، ونقل بعد ذلك إماماً إلى المسجد الحرام في أول رمضان عام 1401هـ ثم أعيد إماماً وخطيباً للمسجد النبوي عام 1402هـ .
للاستماع إلى نماذج من تلاواته اليك هذا الرابط
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/7uthaifi.htm
---
إمداد
09-03-2004, 11:48 PM
إبراهيم الأخضر
هو: إبراهيم بن الأخضر القيم، ولد في المدينة المنورة عام 1364هـ، نشأ بها وتلقى تعليمه في مدارسها، حيث درس في مدرسة دار الحديث، ثم مدرسة النجاح، فالمعهد العلمي، ثم المدرسة الصناعية الثانوية.
حفظ القرآن الكريم على الأستاذ عمر الحيدري، وقرأه على شيخ القراء في المسجد النبوي الشريف/ الشيخ حسن بن إبراهيم الشاعر برواية حفص، ثم قرأ عليه القراءات السبع.
وقرأ وتتلمذ على عدد من المشايخ، منهم: الشيخ عامر بن السيد عثمان، والشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات، وتتلمذ كذلك على الشيخ عبد الفتاح القاضي وقرأ عليه القراءات العشر، وتتلمذ في العقيدة والفقه واللغة على الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان.
مارس العديد من الوظائف والمهام، حيث ابتدأ حياته العملية مدرساً في التعليم الصناعي، فمدرساً بمدرسة أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم في المدينة المنورة، ثم إماماً في المسجد الحرام.
بعد ذلك عين برتبة أستاذ مساعد في كلية القرآن الكريم وكلية الدعوة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ودرس في المعهد العلمي للدعوة الإسلامية التابع لجامعة الإمام.
ومنذ عام 1406هـ ولمدة تسع سنوات، شارك بالإمامة في المسجد النبوي الشريف، وقد تتلمذ عليه في القراءات الكثير من الطلبة داخل المملكة وخارجها.
له نشاط كبير في مجال تحفيظ القرآن الكريم والخدمات الاجتماعية، وهو عضو في عدد من اللجان والجمعيات، ومنها:
جماعة تحفيظ القرآن.(1/636)
الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية.
لجنة التحكيم المحلية والدولية لمسابقة القرآن الكريم التي تقيمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
كما إن له نشاطاً إعلامياً وأدبياً إذ شارك في عدد من الحلقات الإذاعية والتلفزيونية، وألقى العديد من المحاضرات في منتديات علمية مختلفة، وكذلك له تسجيلات قرآنية وأشرطة كاسيت في معظم مكتبات العالم الإسلامي.
---------------------------
المصدر:
خطاب من صاحب الترجمة.
http://www.al3ez.net/mag/main_page.htm
---
إمداد
09-06-2004, 12:33 AM
الشيخ صالح الزغيبي
ولد في القصيم، ونشأ في طلب العلم، حيث حفظ القرآن الكريم، وظل يترقى إلى أن أكرمه الله تعالى بإمامة الحرم النبوي الشريف منفرداً، في حوالي عام 1345هـ فمكث فيها ما يقرب من خمس وعشرين سنة.
كان رحمه الله صالحاً، عابداً، لا يفتر عن تلاوة القرآن الكريم، حريصاً على الإمامة والجماعة لم يتخلف عن صلاة قط إلا لمرض، ولم يخرج من المدينة المنورة إلا مرة واحدة للحج.
وله في ذلك غرائب ونوادر، فمن ذلك: أنه دخل في الصلاة مرة، فاحتاج للوضوء فأشار للناس أن مكانكم، ثم ذهب فتطهر وعاد للصلاة ولم يستخلف؛ لأنه كان حريصاً أن لا تفوته جماعة الحرم النبوي ما دام بالمدينة.
وكان إمام الحرم المكي في وقته ربما يطلق على نفسه: إمام الحرمين، وقد حاول جاهداً أن يصلي بالمسجد النبوي ولو مرة واحدة حتى يتحقق بهذا اللقب فلم يمكنه الشيخ من ذلك.
ومن عجائب ما وقع له أنه استيقظ مرة لصلاة الفجر، وبعد أن توضأ وأراد لبس الحذاء لدغته عقرب في قدمه، ولم يجد من يسعفه أو يخبر نائبه، فتجلد ونزل إلى الحرم كعادته، وانتظر موعد الإقامة ـ وهي بعد ثلث ساعة من الأذان ـ ولم يقدمها حرصاً على إدراك الناس للجماعة ـ وكل ذلك ولم يعلم بحالته أحد ـ وبعد الانتهاء من الصلاة أخبر بعض الحاضرين فقرأ عليه بعضهم وسارعوا في إسعافه.(1/637)
وكان رحمه الله إذا أتى لصلاة العصر لا يخرج حتى يصلي العشاء، وإذا أتى لصلاة الفجر لا يخرج حتى تطلع الشمس.
ولما ثقل في آخر عمره صار ينيب عنه الشيخ عبد العزيز ين صالح (انظر ترجمته)، في الجهرية والجمعة والتراويح.
توفي صاحب الترجمة سنة 1370هـ عن عمر يناهز الثمانين، ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى.
---------------------
المصدر:
"التراويح أكثر من مائة عام في مسجد النبي عليه السلام" ـ عطية محمد سالم ص 115ـ 118.
---
إمداد
09-06-2004, 12:40 AM
هو محمد أيوب بن محمد يوسف بن سليمان عمر.
ولد في مكة المكرمة عام 1372هـ. وبها نشأ وتلقى تعليمه الأولي، حيث حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ/ خليل بن عبد الرحمن القارئ في مسجد بن لادن التابع لجماعة تحفيظ القرآن عام 1385هـ، وحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة تحفيظ القرآن التابعة لوزارة المعارف عام 1386هـ، ثم انتقل إلى المدينة المنورة ودرس المرحلتين المتوسطة والثانوية في معهد المدينة العلمي، وتخرج فيه عام 1392هـ.
التحق بالجامعة الإسلامية وتخرج في كلية الشريعة عام 1396هـ، ثم تخصص في التفسير وعلوم القرآن، فحصل على درجة الماجستير من كلية القرآن، وكان موضوع الرسالة ((سعيد بن جبير ومروياته في التفسير من أول القرآن إلى آخر سورة التوبة)).
وحصل على درجة الدكتوراه من الكلية نفسها عام 1408هـ، وكان موضوع الرسالة: ((مرويات سعيد بن جبير في التفسير من أول سورة يونس إلى آخر القرآن)).
عمل بعد تخرجه في المرحلة الجامعية الأولى معيداً بكلية القرآن من 1397 ـ 1398هـ، وكلف بأمانة امتحانات الكلية لمدة عشر سنوات، وأصبح عضو هيئة التدريس في قسم التفسير منذ حصوله على الدكتوراه، وما زال في هذه الوظيفة حتى تاريخ إعداد هذه الترجمة سنة 1418هـ.
وإضافة إلى عمله الجامعي فهو عضو في اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.(1/638)
كما تولى الإمامة والخطابة في عدد من مساجد المدينة، ومنها:
إمام متعاون في المسجد النبوي منذ عام 1410هـ.
إمام في مسجد قباء لصلاتي التراويح والقيام.
إمام مسجد العنابية من عام 1394 ـ 1403هـ.
إمام مسجد عبد الله الحسيني من 1403هـ ـ حتى تاريخ إعداد هذه الترجمة.
يعمل خطيباً في مسجد أحمد بن حنبل بالحرة الشرقية.
وإضافة إلى دراسته في المدارس الحكومية والجامعة فقد تتلمذ على العديد من المشايخ والعلماء في المدينة ودرس عليهم ألواناً من العلوم الشرعية، ومنها التفسير وعلومه، الفقه على المذاهب الأربعة، الحديث وعلومه ومصطلحه، التفسير وأصول الفقه، وغير ذلك.
وكان من شيوخه: الشيخ عبد العزيز محمد عثمان ـ الشيخ محمد سيد طنطاوي ـ الشيخ أكرم ضياء العمري ـ الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ الشيخ عبد المحسن العباد ـ الشيخ عبد الله محمد الغنيمان ـ الشيخ أبو بكر الجزائري ـ وغيرهم.
حصل على عدد من الإجازات في القراءات ومنها:
إجازة برواية حفص من شيخ قراء المدينة حسن بن إبراهيم الشاعر، ومن الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، والشيخ خليل بن عبد الرحمن القارئ.
شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات، ومنها:
ندوة الشباب في مدينة كامبيس في البرازيل مع وفد من الجامعة الإسلامية.
دورات لتعليم اللغة العربية في عدد من الدول الإسلامية: باكستان، تركيا، السنغال، ماليزيا.
إمامة صلاة التراويح في مسجد برمنجهام ببريطانيا بتكليف من الجامعة الإسلامية.
يعد الشيخ محمد أيوب من القراء المشهورين في المملكة والعالم الإسلامي، وله تسجيلات قرآنية في الإذاعة والتلفزيون، وقد سجل له مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف القرآن كاملاً، حيث يتم بثه من إذاعة القرآن الكريم، وسجلت له أيضاً قراءات صلاة التراويح والقيام في المسجد النبوي الشريف، وهي تنشر كذلك تباعاً في الإذاعة.(1/639)
له مقالة بعنوان: (أليس للعلماء حق كغيرهم) وهي عن حياة الشيخ الحافظ الجامع محمود سيبويه رحمه الله.
---------------------------
المصدر:
مقابلة مع صاحب الترجمة.
http://www.al-madinah.org/arabic/59.htm
---
الراية
09-10-2004, 02:17 PM
الاخ الكريم
emdad
جزيت خيرا على هذه التراجم ...وبانتظار المزيد
وفقك الله
وما ذكرتم عن الإمام الشنقيطي صاحب التفسيروانه حين قدم المملكة كان على عقيدة الأشاعرة .
فقد اشتهر بين بعض طلبة العلم أن الشيخ عندما قدم لهذه البلاد كان أشعريًا ، وسبب ذلك ما نقله عطية سالم رحمه الله في ترجمته من تحاوره مع الشيخ ابن صالح والشيخ ابن زاحم رحمهما الله حول " الوهابية " وما تقرر عنده عنهم مما هو خلاف الواقع .
( انظر ترجمته ، ص 36، 37 عطية سالم ) ( ص 68 السديس ) .
ثم اطلعت على ماجاء في رسالة " جهود الشيخ الشنقيطي في تقرير العقيدة " للشيخ عبدالعزيز الطويان ( 1 / 63-69) ؛ حيث بين بالنقول أنه تحول من الأشعرية للسلفية في موريتانيا قبل قدومه للمملكة .
وأكد هذا صاحب كتاب " السلفية في موريتانيا "( ص 358 ) . ومما قاله : ( قد يظن البعض أنه لم يعتنق هذه العقيدة - أي السلفية - إلا بعد وصوله إلى هذه البلاد ، وهذا خلاف الحقيقة ...............الخ ) .
نقلت هذا من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22001
التعليق رقم / 11
وشكرا لك
---
إمداد
09-11-2004, 12:10 AM
جزا الله خيرا أخي الكريم على هذا التنبيه المهم
الشيخ عبد الباري الثبيتي(1/640)
إمام الحرم النبوي الشريف ، القارئ الشيخ عبد الباري بن عوض ابن علي الثبيتي ، ولد في مكة المكرمة عام 1380هـ ونشأ بها وتلقى تعليمه الأولي والثانوي في مدارسها، ثم تابع دراسته الجامعية والعليا، فحصل على بكالوريوس العلوم من جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1405هـ وعلى الدبلوم العالٍ في الشريعة بتقدير ممتاز من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1409هـ ، ثم على ماجستير من كلية الشريعة بنفس الجامعة بتقدير ممتاز عام 1415هـ ، وهو حين كتابة هذه الترجمة (1418 هـ ) يحضر لدرجة العالمية الدكتوراه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .
عمل مدرساً لتحفيظ القرآن بمكة المكرمة وهو في سن مبكرة قبل ان يتجاوز التاسعة من عمره ، وأشرف على بعض حلقات تحفيظ القرآن الكريم بمدينة جدة.
ابتعث عام 1397هـ من قبل جماعة تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة لإمامة المسلمين في صلاة التراويح لشهر رمضان في أحد المراكز الإسلامية ببريطانيا.
حصل على المركز الأول في المسابقة الدولية لتحفيظ القرآن وتلاوته وتجويده في عامها الأول التي أقيمت بمكة المكرمة عام 1399هـ.
له نشاطات متعددة في مجال تحفيظ القرآن الكريم والخدمات الاجتماعية، وهو عضو في عدة مجالس وجمعيات خيرية ولجان ومنها:
مجلس إدارة الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة.
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة.
الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية بجدة.
لجنة تحكيم المسابقة المحلية لتلاوة القرآن الكريم وتجويده.
مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بجدة.
ومنذ أواخر عام 1414هـ، وهو يشارك في إمامة وخطابة المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.
وقد أم الناس قبل ذلك في صلاة التراويح والتهجد بالمسجد الحرام
في صحيفة الجزيرة بتاريخ الثلاثاء 24 ,شوال 1422 العدد:10694 رأيت الخبر التالي
بحضور سماحة الشيخ عبد العزيزآل الشيخ(1/641)
إمام المسجد النبوي الشيخ عبد الباري الثبيتي يناقش الدكتوراه
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص:
يشارك سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء في مناقشة الرسالة العلمية التي يقدمها فضيلة الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي امام وخطيب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة لقسم الفقه بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة لنيل الدكتوراه في الفقه بعنوان «مسائل الإمام أحمد بن حنبل الفقهية رواية حرب بن اسماعيل الكرماني»، والتي اشرف عليها فضيلة الاستاذ الدكتور فيحان بن شالي المطيري عضو هيئة التدريس بالجامعة الاسلامية ويشارك بمناقشتها فضيلة الاستاذ الدكتور حمد بن حماد الحماد عضو هيئة التدريس بالجامعة وذلك مساء يوم السبت القادم بصالة المحاضرات الكبرى بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة.
---
إمداد
09-12-2005, 02:26 PM
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة العلامة الشيخ بكر عبدالله أبو زيد
نسبه:
بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبدالله بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد, ينتهي نسبه إلى بني زيد الأعلى, وهو زيد بن سويد بن زيد بن سويد بن زيد بن حرام بن سويد بن زيد القضاعي, من قبيلة بني زيد القضاعية المشهورة في حاضرة الوشم, وعالية نجد, وفيها ولد عام 1365 هـ.
حياته العلمية :
درس في الكتاب حتى السنة الثانية الابتدائي, ثم انتقل إلى الرياض عام 1375 هـ, وفيه واصل دراسته الابتدائية, ثم المعهد العلمي, ثم كلية الشريعة, حتى تخرج عام 87 هـ/ 88 هـ من كلية الشريعة بالرياض منتسبا, وكان ترتيبه الأول.
وفي عام 1384 هـ انتقل إلى المدينة المنورة فعمل أمينا للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية.
وكان بجانب دراسته النظامية يلازم حلق عدد من المشايخ في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة.(1/642)
ففي الرياض أخذ علم الميقات من الشيخ القاضي صالح بن مطلق, وقرأ عليه خمسا وعشرين مقامة من مقامات الحريري, وكان- رحمه الله- يحفظها, وفي الفقه: زاد المستقنع للحجاوي, كتاب البيوع فقط.
وفي مكة قرأ على سماحة شيخه, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كتاب الحج, من (المنتقى) للمجد ابن تيمية, في حج عام 1385 هـ بالمسجد الحرام.
واستجاز المدرس بالمسجد الحرام الشيخ: سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان, فأجازه إجازة مكتوبة بخطه لجميع كتب السنة, وإجازة في المد النبوي.
في المدينة قرأ على سماحة شيخه الشيخ ابن باز في (فتح الباري) و (بلوغ المرام) وعددا من الرسائل في الفقه والتوحيد والحديث في بيته, إذ لازمه نحو سنتين وأجازه.
ولازم سماحة شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي نحو عشر سنين, منذ انتقل إلى المدينة المنورة, حتى توفي الشيخ في حج عام 1393 هـ- رحمه الله تعالى- فقرأ عليه في تفسيره ( أضواء البيان), ورسالته ( آداب البحث والمناظرة), وانفرد بأخذ علم النسب عنه, فقرأ عليه ( القصد والأمم) لابن عبد البر, وبعض ( الإنباه) لابن عبد البر أيضا, وقرأ عليه بعض الرسائل, وله معه مباحثات واستفادات, ولديه نحو عشرين إجازة من علماء الحرمين والرياض والمغرب والشام والهند وإفريقيا وغيرها, وقد جمعها في ثبت مستقل.
وفي عام 1399 هـ / 1400 هـ, درس في المعهد العالي للقضاء منتسبا, فنال شهادة العالمية (الماجستير), وفي عام 1403 هـ تحصل على شهادة العالمية العالية (الدكتوراه).
حياته العملية :
وفي عام 87 هـ / 88 هـ لما تخرج من كلية الشريعة اختير للقضاء في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فصدر أمر ملكي كريم بتعيينه في القضاء في المدينة المنورة, فاستمر في قضائها حتى عام 1400 هـ.
وفي عام 1390 هـ عين مدرسا في المسجد النبوي الشريف, فاستمر حتى عام 1400 هـ.(1/643)
وفي عام 1391 هـ صدر أمر ملكي بتعيينه إماما وخطيبا في المسجد النبوي الشريف, فاستمر حتى مطلع عام 1396 هـ.
وفي عام 1400 هـ اختير وكيلا عاما لوزارة العدل, فصدر قرار مجلس الوزراء بذلك, واستمر حتى نهاية عام 1412 هـ, وفيه صدر أمر ملكي كريم بتعيينه بالمرتبة الممتازة, عضوا في لجنة الفتوى, وهيئة كبار العلماء.
وفي عام 1405هـ صدر أمر ملكي كريم بتعيينه ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي, المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي, واختير رئيسا للمجمع.
وفي عام 1406هـ عين عضوا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي, وكانت له في أثناء ذلك مشاركة في عدد من اللجان والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها, ودرس في المعهد العالي للقضاء, وفي الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض.
---
(1/644)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > في ذكرى المولد ...
---
في ذكرى المولد ...
---
أحمد الطعان
04-10-2006, 01:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب أفضل ما سمعته عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وتجنب الأفكار المكررة والمشهورة والمتداولة ...
لفتة جديدة من السيرة ...
استنباط جديد من آية أو حديث ...
عبارة جميلة قيلت بحق المصطفى صلى الله عليه وسلم ...
خاطرة جميلة ...
بيت من الشعر أو قصيدة ...
شهادة من أعدائه والفضل ما شهدت به الأعداء ... لكن تجنب المكرر ...
أو غير ذلك مما تجود به قرائحكم ...
والسلام عليكم ورحمة الله
---
أحمد الطعان
04-10-2006, 01:19 PM
سمعت أحدهم يقول :
نحن المسلمين قصرنا في عرض سيرته صلى الله عليه وسلم على الناس فتعرض له الناس .
وصدق .
---
أحمد الطعان
04-10-2006, 01:24 PM
القادة العظماء ينامون على الفرش الوثيرة ، أما هو فكان مثل بقية الناس ينام على الحصير فيؤثر في حنبه ...
القادة العظماء يتناولون الأطعمة الشهية ، أما هو فكان يطوي الأيام لا يجد طعاماً ، ويشد على بطنه الحجر من شدة الجوع ، وتمر الشهور ولا يُوقَد في بيته نار لأنه ليس فيه ما يُطبخ ... ويُقدَّم له الخل فيتناوله ويحمد الله عز وجل ويقول : نعم الإدام الخل !!
القادة العظماء إذا انتصروا يصدعون الرؤوس بانتصاراتهم ، ويشمخون بأنوفهم ، ويؤلهون أنفسهم، أما هو فيدخل القرى فاتحاً منصوراً وهو يطأطئ رأسه خشوعاً وتواضعاً حتى إن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل ...! ويخاطب الأعرابي الفَزِع بقوله : يا أخا العرب إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة ...!(1/645)
القادة العظماء في أوج انتصاراتهم يُنكِّلون بأعدائهم ويُشبعون نهم الانتقام ورغبة التشفي في أنفسهم ، أما هو فيقف مخاطباً أعداءه الذين عذبوه وظلموه وأخرجوه وسخروا منه وقتلوا أعز الناس إلى قلبه فيقول لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء ... !!
القادة العظماء كانوا ولا زالوا يورِّثون ذويهم الملك والثراء والسلطان أما هو فقد لحق برفيقه الأعلى ودرعه مرهونة بشعير ادخره لأهل بيته ...
أجل لقد كان كذلك لأنه المثال الأعلى للبشرية، مثال وحيد فريد سعدت به هذه الدنيا مرة واحدة ولم يُكتب لها أن تجود بمثله مرة أخرى ....
صلى الله عليك ياأبا الزهراء وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين وصحابتك الغر الميامين
---
أحمد الطعان
04-11-2006, 05:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأجمله وأكمله إلا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون به ويقولون لو وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وانا خاتم النبيين " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذا الحديث فوائد عظيمة :
الأولى : أن النبي صلى اله عليه وسلم رغم معرفته بأنه سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة وأول شفيع وأول مشفع .. كما في الروايات الصحيحة الأخرى إلا أنه ينبئنا هنا عن تواضعه العظيم بين إخوانه الأنبياء والمرسلين وأنه لبنة في بناء النبوة .. وهذا ينبغي أن يؤدب أولئك الذين لا يرضون أن يكونوا لبنة في بناء وإنما لا يقبلون إلا أن يكونوا البناء كله ... وهم من ؟ بجانب المصطفى صلى الله عليه وسلم .(1/646)
الثانية : أن النبي صلى الله عليه وسلم يلفت نظرنا إلى خطورة وأهمية العمل الجماعي أو العمل الفريقي وأن الإنسان بنفسه لا يستطيع أن يشكل بناء ولكنه مع إخوانه يمكنه أن يفعل ذلك . المؤمن قوي بأخيه - عليكم بالسواد الأعظم - يد الله مع الجماعة . هذه القضية من الأهمية بمكان بحيث على المسلمين اليوم في عصر اتساع المعلومات وتراكمها أن يتخلى كل واحد منهم عن عقلية المنقذ ويندمج بالفريق وهذا يحتاج إلى تواضع شديد وتخل عن الأنا التي تهيمن اليوم على كثير من العقليات العلمية وللأسف .
الثالثة : أن البناء الفردي مهما كان جميلاً إلا أن أوجه النقص فيه لا بد أن تكون فادحة إذا ما قورن بالعمل الجماعي ولذلك كانت اللبنات المتكاملة والمتراصة مثالاً للبناء الجميل البديع القريب من الكمال .
---
د. هشام عزمي
04-11-2006, 08:09 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح الأصفهانية :
ومعلوم أن مدعى الرسالة إما أن يكون من أفضل الخلق وأكملهم وإما أن يكون من أنقص الخلق وأرذلهم .
ولهذا قال أحد أكابر ثقيف للنبي صلى الله عليه وسلم لما بلغهم الرسالة ودعاهم إلى الإسلام : "والله لا أقول لك كلمة واحدة إن كنت صادقا فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك وإن كنت كاذبا فأنت أحقر من أن أرد عليك ".
فكيف يشتبه أفضل الخلق وأكملهم بأنقص الخلق وأرذلهم ؟
وما أحسن قول حسان :
لو لم تكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تأتيك بالخير(1/647)
وما من أحد ادعى النبوة من الكذابين إلا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشياطين عليه ما ظهر لمن له أدنى تمييز وما من أحد ادعى النبوة من الصادقين إلا وقد ظهر عليه من العلم والصدق والبر وأنواع الخيرات ما ظهر لمن له أدنى تمييز فإن الرسول لا بد أن يخبر الناس بأمور ويأمرهم بأمور ولا بد أن يفعل أمورا والكذاب يظهر في نفس ما يأمر به ويخبر عنه وما يفعله ما يبين به كذبه من وجوه كثيرة والصادق يظهر في نفس ما يأمر به وما يخبر عنه ويفعله ما يظهر به صدقه من وجوه كثيرة بل كل شخصين ادعيا أمرا من الأمور أحدهما صادق في دعواه والآخر كاذب فلا بد أن يبين صدق هذا وكذب هذا من وجوه كثيرة إذ الصدق مستلزم للبر والكذب مستلزم للفجور .
ثم قال رحمه الله تعالى :
والناس يميزون بين الصادق والكاذب بأنواع من الأدلة حتى في المدعين للصناعات والمقالات كالفلاحة والنساجة والكتابة وعلم النحو والطب والفقه وغير ذلك فما من أحد يدعي العلم بصناعة أو مقالة إلا والتفريق في ذلك بين الصادق والكاذب له وجوه كثيرة وكذلك من أظهر قصدا وعملا كمن يظهر الديانة والأمانة والنصيحة والمحبة وأمثال ذلك من الأخلاق فإنه لا بد أن يتبين صدقه وكذبه من وجوه متعددة والنبوة مشتملة على علوم وأعمال لا بد أن يتصف الرسول بها وهي أشرف العلوم وأشرف الأعمال فكيف يشتبه الصادق فيها بالكاذب ولا يتبين صدق الصادق وكذب الكاذب من وجوه كثيرة لا سيما والعالم لا يخلو من آثار نبي من لدن آدم إلى زماننا وقد علم جنس ما جاءت به الأنبياء والمرسلون وما كانوا يدعون إليه ويأمرون به ولم تزل آثار المرسلين في الأرض ولم يزل عند النار من آثار الرسل ما يعرفون به جنس ما جاءت به الرسل ويفرقون به بين الرسل وغير الرسل .(1/648)
فلو قدر أن رجلا جاء في زمان إمكان بعث الرسل وأمر بالشرك وعبادة الأوثان وإباحة الفواحش والظلم والكذب ولم يأمر بعبادة الله ولا بالإيمان باليوم الآخر هل كان مثل هذا يحتاج أن يطالب بمعجزة أو يشك في كذبه أنه نبي ولو قدر أنه أتى بما يظن أنه معجزة لعلم أنه من جنس المخاريق أو الفتن والمحنة .
ثم قال :
وإذا كان صدق المخبر أو كذبه يعلم بما يقترن به من القرائن بل في لحن قوله وصفحات وجهه ويحصل بذلك علم ضروري لا يمكن المرء أن يدفعه عن نفسه فكيف بدعوى المدعي إنه رسول الله كيف يخفي صدقه وكذبه أم كيف لا يتميز الصادق في ذلك من الكاذب بوجوه من الأدلة لا تعد ولا تحصى .
---
د. هشام عزمي
04-11-2006, 09:54 PM
قال ابن كثير في السيرة :
فصل في إسلام عبدالله بن سلام رضى الله عنه
قال الامام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن زرارة، عن عبدالله ابن سلام، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل (2) الناس، فكنت فيمن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب، فكان أول شئ سمعته يقول: " أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ".
ورواه الترمذي وابن ماجه من طرق، عن عوف الاعرابي، عن زرارة بن أبى أوفى به عنه.
وقال الترمذي: صحيح.
---
أحمد الطعان
04-11-2006, 09:55 PM
أخي د. هشام جزاك الله خيراً وجزى شيخ الإسلام عن المسلمين مثل ذلك وأسكنكما ونحن معكم فسيح جناته ...
---
أحمد الطعان
04-11-2006, 09:56 PM
أخي د. هشام جزاك الله خيراً وجزى شيخ الإسلام عن المسلمين مثل ذلك وأسكنكما ونحن معكم فسيح جناته ...
بانتظار مشاركات الأحبة ...
---
د. هشام عزمي
04-11-2006, 10:07 PM
قال ابن هشام في السيرة عن يوم أحد:(1/649)
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ فَأَصَابَ فِيهِمْ الْعَدُوّ ، وَكَانَ يَوْمَ بَلَاءٍ وَتَمْحِيصٍ أَكْرَمَ اللّهُ فِيهِ مَنْ أَكْرَمَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِالشّهَادَةِ حَتّى خَلَصَ الْعَدُوّ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . فَدُثّ بِالْحِجَارَةِ حَتّى وَقَعَ لِشِقّهِ فَأُصِيبَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَشُجّ فِي وَجْهِهِ وَكُلِمَتْ شَفَتُهُ وَكَانَ الّذِي أَصَابَهُ عُتْبَة بْنُ أَبِي وَقّاصٍ .
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي حُمَيْد الطّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَشُجّ فِي وَجْهِهِ فَجَعَلَ الدّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ وَجَعَلَ يَمْسَحُ الدّمَ وَهُوَ يَقُولُ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيّهِمْ ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إلَى رَبّهِمْ فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ فِي ذَلِكَ { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذّبَهُمْ فَإِنّهُمْ ظَالِمُونَ } .(1/650)
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَذَكَرَ رُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ أَنّ عُتْبَة بْنَ أَبِي وَقّاصٍ رَمَى رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمئِذٍ فَكَسَرَ رَبَاعِيَتَهُ الْيُمْنَى السّفْلَى ، وَجَرَحَ شَفَتَهُ السّفْلَى ، وَأَنّ عَبْدَ اللّهِ بْنَ شِهَابٍ الزّهْرِيّ شَجّهُ فِي جَبْهَتِهِ وَأَنّ ابْنَ قَمِئَةَ جَرَحَ وَجْنَتَهُ فَدَخَلَتْ حَلْقَتَانِ مِنْ حَلَقِ الْمِغْفَرِ وَجْنَتَهُ وَوَقَعَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي حُفْرَةٍ مِنْ الْحُفَرِ الّتِي عَمِلَ أَبُو عَامِرٍ لِيَقَعَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ فَأَخَذَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَرَفَعَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللّهِ حَتّى اسْتَوَى قَائِمًا ، وَمَصّ مَالِكُ بْنُ سِنَانٍ ، أَبُو أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ الدّمّ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ ازْدَرَدَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَنْ مَسّ دَمِي دَمَهُ لَمْ تُصِبْهُ النّارُ .(1/651)
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَذَكَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمّدٍ الدّرَاوَرْدِيّ : أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ مَنْ أَحَبّ أَنْ يَنْظُرَ إلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ إلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللّهِ وَذَكَرَ يَعْنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الدّرَاوَرْدِيّ ، عَنْ إسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصّدّيقِ أَنّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرّاحِ نَزَعَ إحْدَى الْحَلْقَتَيْنِ مِنْ وَجْهِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَسَقَطَتْ ثَنِيّتُهُ ثُمّ نَزَعَ الْأُخْرَى ، فَسَقَطَتْ ثَنِيّتُهُ الْأُخْرَى ، فَكَانَ سَاقِطَ الثّنِيّتَيْنِ .
---
(1/652)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الأصدار الثاني من برنامج الفرائد المرتبة
---
الأصدار الثاني من برنامج الفرائد المرتبة
---
شريف بن أحمد مجدي
08-13-2004, 10:28 PM
أقدم لكم الأصدار الثاني من برنامج كتاب الفرائد المرتبة علي الفوائد المهذبة في بيان خلف حفص من طريق الطيبة للشيخ علي الضباع والذي يحتوي علي متن الفوائد المهذبة وشرح المتن من كتاب الفرائد المرتبة والقراءة الصوتية بصوت العلامة الشيخ عبد الباسط هاشم.
---
عبدالرحمن الشهري
08-15-2004, 11:23 PM
جزاك الله خيراً على هذه الدرر .
---
(1/653)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كل شيء عن القرآن
---
كل شيء عن القرآن
---
سامي عبدالعزيز
05-28-2006, 07:56 AM
http://aaa111.jeeran.com/quran.html
---
مروان الظفيري
03-29-2007, 11:15 AM
أكثر من راااااااائع
أثابك الله خيرا
وأحسن إليك
---
(1/654)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم اللغة النفسي ولغة القرآن...وقفات وتأملات
---
علم اللغة النفسي ولغة القرآن...وقفات وتأملات
---
عبدالله الشهري
02-10-2006, 12:43 AM
ما هي أسرار التراكيب النحوية و التآلفات الصوتية على الحالة النفسية لقاريء القرآن؟
لست بأول من أشار إلى "طرف" من هذه القضية المهمة - في نظري - فممن أشار إلى بعض هذه الآثار ابن جني "الخصائص" في مبحث مناسبة الخصائص الصوتية لدلالة الكلمة. وكأني به يلمح إلى أن العلاقة بين "الصوت" و "المعنى" ليست علاقة "اعتباطية" ، أي علاقة عفوية فرضها القول بأن اللغة في أصلها "اصطلاحية". وهذه معضلة يتوقف عندها من انكر أن اللغة في أصلها "توقيف" ( مع أني أرى في ضوء علم اللغة النفسي بجانب سائر فروع حقل فقه اللغة أنها توقيف واصطلاح ، وهو ما أرجحه في رسالة علمية آمل أن ترى النور قريباً في المكتبات ).
ومما أشير إليه إشارة عابرة هنا هو فرع عن علم اللغة النفسي يقرر أهمية الثراء اللغوي لتوطيد الشكبات العصبية بين أجزاء الدماغ ، أو فصيه الأيمن والأيسر (left and right hemisphere). فالدراسات الحديثة في علم اللغة النفسي تبرز أهمية الفص الأيسر في عملية "إنتاج" و "فهم" اللغة. أي أن لها مكان يعزز الانتاج وهي منطقة "بروكا" و مكان يعزز الفهم وهي منطقة "فرنيك". وحصول عطب لأحدهما يسبب فقدان نوع معين من انواع الكلمة ، وانواع الكلمة كما لا يخفى عليكم ثلاثة : اسم ، فعل ، حرف.
فالعطب في منطقة بروكا ، يسبب فقدان كبير للأحرف ! (والحرف على المشهور في حده هو ما دل على معنى في غيره) فتنعدم العلاقات المنطقية بين كلمات المتحدث.(1/655)
والعطب في منطقة فرنيك ، يسبب فقدان كبير للأسماء والأفعال ! (والاسم على المشهور في حده مادل على معنى في نفسه مجرداً عن دلالته على زمن من الأزمنة الثلاثة ، وأما الفعل فيشترك مع الاسم ويخالفه في الدلالة على زمن معين من لأزمنة الثلاثة) فيبقى حديث المتحدث مشحونا بأحرف تدل على معان مقدرة لا وجود لها إلا في ذهنه. وهي بالفعل معاناة ، عافانا الله منها.
ولكن الشيء الجميل المتعلق بهذا الموضوع هو أن نوع المادة "المقروءة" ونوع "التركيب" المعبر عن هذه المادة يزيد ويعزز الأعصاب الشعرية بين المنطقتين خاصة ، وسائر المناطق عامة ، فيسبب ذلك جودة عالية في سرعة الاستحضار والفهم. وكما يقول علماء الأصول في مباحثهم عن "العلم" : العلم يتفاوت بتفاوت المعلوم. ولما كان القرآن أشرف العلوم وأبجلها ، على أكثر من مستوى ، كان له أثراً بالغاً في صناعة الوعي المتكامل عند من أدمن قراءته وتدبر معانيه ، وأما على المستوى العضوي ، فإن له أثراً كبيراً في ااختصار زمن الاستحضار وتقليل النسيان ليس فقط لآيات القرآن وإنما لأي معلومة أخرى.وهذا بسبب الأجزاء المخصصة لأنواع الكلمة في الدماغ ، ووصف القرآن بأنه "متشابه" وأنه "مثاني" هو في غاية الأهمية لما يترتب عليه من تكييف الآيات على هيئة لغوية معينة تفي بهاتين الصفتين ومن ثم انسحاب ذلك على أسلوب التفكير والمعالجة في الدماغ (والحديث هنا عن الدماغ لا العقل إذ أن مكانه القلب نصاً ولكن له تعلق بالدماغ كما رجح ذلك ابن القيم وابن تيمية وهو المشهور عن أحمد رحمهم الله ، كما أنه ما بدأت تشير إليه الدراسات الحديثة ولله الحمد والمنة). وللحديث بقية بعون الله.
---
عبدالله الشهري
02-11-2006, 06:34 AM(1/656)
كنت قد تحدثت عن أهمية وصف القرآن بكونه "متشابها" و أنه "مثاني" ، قال الله تعالى (الله أنزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) الآية.
ثم أشرت على عجل إلى أهمية علاقة ذلك بالمراكز اللغوية في الدماغ وما يستتبع ذلك من أثر على النفس وعمليات التفكير. وفي ذها السياق أود الحديث عن ما يسمى بالمدرسة "الاتصالية" ، وهي غير الاتصال اللغوي ، فالمراد هنا "الاتصال العصبي" وهي من قولهم (connectionist) وليس (cummunicational). هذه المدرسة تركز على أهمية نشوء شبكة ثرية ومتقاطعة من الأعصاب الدماغية ، وترى الدرسات في هذا المجال أنه يمكن أن يحدث ذلك بكثرة القراءة "الواعية" والاستماع "الواعي" للغة من حولنا ، ثم تشير إلى أن هذا يساعد على تقوية الذاكرة بقوة الاسترجاع (recollect) ويساعد على ما نسميه تنمية "البرنامج التشابهي" في العقل (لنسميه العقل ، مؤقتاً لما درجنا عليه) . وهذا البرنامج التشابهي مهم جداً في عملية التدبر العقلي ، فهو مهم في كشف الروابط المنطقية بين المعاني واستظهار الترابط بين المفاهيم العميقة للدلالات المختلفة. فلما كان القرآن "متشابهاً" أي يشهد بعضه لبعض وتأتي آياته متشابهة من موضع لآخر ، ولما كانت آياته "مثاني" أي تثنى فيه المعاني إما بالترادف أو ذكر الأضداد ، من موضع لآخر ، كان هذا من أعظم ما ينمي هذا البرنامج العقلي التشابهي الذي ذكرناه ، وبسببه يحصل خير عظيم في التدبر والاستنتاج ، كما انه مهم جداً في استخراج المواعظ عن طريق "القياس" (dedactic thinking through analogy) ، ولولا اتصاف القرآن بهاتين الصفتين ، لتعذر استفادة هذا الأسلوب من التفكير من آياته. وقد أشار العلماء إلى أن التشابه بين كثير من آيات القرآن ليس عبثاً بل هو من أعظم ما يؤدي إلى حسن التدبر ، لماذا ؟ كيف يكون التشابه مفيداً ونحن نعلم ان التشابه لا(1/657)
يعني شيئا أكثر من التكرار؟ أشار علماء التفسير إلى أن التشابه يغري العقل بالبحث عن الفروقات الدقيقة بين الآيات المتشابهات ، وفي هذا استرعاء قوي لهذه الملكة ، ولذلك كنت قد طرحت سؤالاً عن القيمة العلمية لكتاب "ملاك التأويل" لابن الزبير الغرناطي ، وهو من التفاسير المهمة التي عالجت هذه القضية بأسلوب جميل فذ ، وذلك انه لابد من نسبة فرق بين الآيات المتشابهات تعطي كل آية معنى خاصا تتميز به ، فيظهر بذلك معان مدفونة وأسرار بديعة ، وبهذا النوع من التدبر والتمعن تتضافر الأعصاب الدماغية في اتصال مكثف ، لما يترتب على قراءة آيات القرآن المتصفة بالصفات المذكورة من تحفيز على إدراك التشابه من جهة ووملاحظة الفروقات اللطيفة فيما بينها من جهة أخرى. ولذلك هناك فرضية للتعلم تقول (افضل الناس تعلماً أكثرهم قدرة على ملاحظة الفروق). وتأتي البقية إن بعون الله.
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2006, 06:23 AM
شكر الله لكم أخي عبدالله هذه الوقفات والتأملات ، وليتك تستمر في إبرازها ، فمع أن أصول ما تفضلت بطرحه مطروقة في كتب اللغة المتقدمة كالخصائص الذي أشرتم إليه ، إلا أن طريقة طرحكم وإضافاتكم التي تفضلتم بها تسترعي الانتباه الدقيق ، وتستوقف الباحث المتدبر ، وأرجو أن نرى في مشاركاتكم ووقفاتكم القادمة ما يزيد الأمر وضوحاً عندنا معشر القراء الذين لم يطلعوا على تفاصيل هذا الفرع الدقيق من فروع علم اللغة.
وبخصوص كتابكم في الموضوع : ما عنوانه إن أمكن ؟ وهل تراه يدرك معرض الكتاب القادم (23/1/1427هـ) حتى نضعه في الحسبان ؟ ولكم جزيل الشكر .
---
عبدالله الشهري
02-12-2006, 05:00 PM(1/658)
جزاكم الله خيرا على حسن ظنكم ، وجعلني الله وإياكم من عباده النافعين. نعم أخي ، إن أصول "جزئية" معينة من حديثي قد تطرق لها علماءنا الأوائل (فالدماغ ومناطق اللغة فيه والشبكات العصبية اللغوية مستجدات لم يعرفوها) ، وهم بدورهم عالة على القرآن الكريم لمّا تبينت لي دلالة مهمة في القرآن ، يمكن أن تحسم خلافاً طويلاً حول حقيقة اللغة وأصلها (ولم يتفطن لها الأوائل - حسب علمي - من مفسرين ولغويين ، وسأضمنها كتابي إن شاء الله تعالى لأنها من أهم ما وقفت عليه ، فاسمحوا لي أن أميط اللثام عنها في أجلها المؤقت لها إن شاء الله). أما خروج الكتاب قبل معرض الكتاب فمستبعد ، ولكني سأعلن عنه في هذا الملتقى عندما يخرج ، سائلين المولى أن يجعله علما نافعا وعملا صالحا ، و شكر الله لكم جهودكم المباركة في هذا الملتقى.
---
د.أبو بكر خليل
02-12-2006, 07:18 PM
لعل ذلك مما أطلق عليه " الإعجاز النفسي أو التأثيري للقرآن الكريم " ،
و فيه نظر ، إذ هو خاص - على وجه الحقيقة - بالذين يخشون ربهم من الذين آمنوا - بنص كلام الله - و ليس عاما في الناس كافة ، و هو بهذا يخرج عن ضابط " الإعجاز " إلا بتكلف ،
نعم له تأثير على ذوي العقول السليمة من غير المسلمين ، و لكن في كونه إعجازا نظر .
* * *
و قريب من موضوع تلك المشاركة : مقالة للدكتور محمد عطا أحمد يوسف بعنوان : " نشأة الإعجاز التأثيري للقرآن وتطوره " ، نشرتها مجلة الشريعة والدراسات الاسلامية /العدد 36/1998 م ، جاء فيها ما يلي :
.........
.........
(( ـ المرحلة الثانية: مرحلة التأصيل العلمي للإعجاز التأثيري:
سنقف في هذه المرحلة مع عدد من العلماء القدامى والمحدثين، ممن تحدثوا عن الإعجاز التأثيري: فمن العلماء القدامى: (الخطابي، والجرجاني، وابن القيم).
ومن العلماء المحدثين: (د. عبدالكريم الخطيب الإمام/ محمد الغزالي).(1/659)
1 ـ الخطابي: (أبو سيلمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي ـ ت 388هـ ).
يبدأ الخطابي رسالته (بيان إعجاز القرآن) بالاعتراف بتعذر معرفة وجه الإعجاز في القرآن، ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته، ثم بدأ في ذكر وجوه الإعجاز فحددها. وفي نهاية رسالته عاد الخطابي إلى تأكيد رأيه في الإعجاز القرآني، وذلك باختياره الإعجاز التأثيري كأهم وجه من وجوه الإعجاز. فقال: (قلت: في إعجاز القرآن وجه آخر، ذهب عنه الناس، فلا يكاد يعرفه إلا الشاذ من آحادهم، وذلك صنيعه بالقلوب، وتأثيره في النفوس، فإنك لا تسمع كلاماً غير القرآن ـ منظوماً ولا منثوراً ـ إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال، ومن الروعة والمهابة في أخرى ما يخلص منه إليه، تستبشر به النفوس، وتنشرح له الصدور، حتى إذا أخذت حظها منه، عادت إليه مرتاعة قد عراها الوجيب والقلق، وتغشاها الخوف والفرق، تقشعر منه الجلود، وتنزعج له القلوب، يحول بين النفس ومضمراتها وعقائدها الراسخة فيها، فكم من عدو للرسول (ص) من رجال العرب وفتاكها أقبلوا يريدون اغتياله وقتله، فسمعوا آيات من القرآن فلم يلبثوا حين وقعت في مسامعهم أن يتحولوا عن رأيهم الأول، وأن يركنوا إلى مسالمته، ويدخلوا في دينه، وصارت عدواتهم موالاة، وكفرهم إيماناً.
خرج عمر بن الخطاب (رض) يريد رسول الله (ص) ويعمد إلى قتله، فسار إلى دار أخته وهي تقرأ (سورة طه)، فلما وقع في سمعه لم يلبث أن آمن.(1/660)
وبعث الملأ من قريش عتبة بن ربيعة إلى رسول الله (ص) ليوقفوه على أمور أرسلوه بها، فقرأ عليه رسول الله (ص) آيات من (حم السجدة) فلما أقبل عتبة وأبصره الملأ من قريش قالوا: أقبل أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. ولما قرأ رسول الله (ص) القرآن في الموسم على النفر الذين حضروه من الأنصار آمنوا، وعادوا إلى المدينة فأظهروا الدين بها، فلم يبق بيت من بيوت الأنصار إلا وفيه قرآن. وقد روي عن بعضهم أنه قال: فتحت الأمصار بالسيوف، وفتحت المدينة بالقرآن.
ولما سمعته الجن لم تتمالك أن قالت: (إنّا سمعنا قرآناً عجباً * يهدي إلى الرشد فآمنّا به)، ومصداق ما وصفناه في أمر القرآن في قوله تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله)، وقوله تعالى: (الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)، وغير ذلك في آي ذوات عدد منه، وذلك لمن ألقى السمع وهو شهيد، وهو من عظيم آياته، ودلائل معجزاته. )) انتهى الاقتباس
- و المقالة منشورة في موقع " بلاغ " : الموسوعة الإسلامية
http://www.balagh.com/mosoa/ejaz/as0vo20e.htm
---
عبدالله الشهري
02-12-2006, 10:36 PM
جزاكم الله خيرا ، وكما ذكرتم الموضوع ليس له تعلق بالإعجاز كما هو معلوم ، وإنما بالتأثير العضوي المترتب على التأثير النفسي ، بعيداً عن الإعجاز وما شابهه. فالمقصود أن كون القرآن متشابه و مثاني على المعنى الذي قصدناه له ارتباط وثيق بتحفيز التفكير المنطقي الكامن في الفص الأيسر من الدماغ بشكل خاص ، لما يترتب عليه من مقارنة الأضداد وكشف الفروقات اللطيفة بين الآيات المتشابهات. ولغة القرآن في هذا الجانب لا يدانيها شيء البتة ، وهذه النتيجة لابد أن تحصل لأي شخص ، فإذا حصلت وتجلت قامت الحجة على العبد ، فإما أن يخضع للحق أو يعرض ويتولى فيطبع الله على قلبه.
---
د.أبو بكر خليل(1/661)
02-12-2006, 11:02 PM
أكرمكم الله ، و وفقكم للصواب ،
فقد أردت الاستيثاق من مدى ذهابكم إلى القول بذلك الوجه غير المسلَم من وجوه الإعجاز ، لفقده العموم في ذلك التأثير النفسي على كل البشر .
و محاولة ربط المعارف الحديثة - المكتسبة - بالقرآن الكريم مسألة دقيقة و عميقة ينبغي الخوض فيها بحذر و روية ، لكيلا نحمّل الآيات ما لا تحتمله إلا بتعسف و تكلف ،
و لكي نصون القرآن عن تقلبات النظريات التي تتغير من آن لآن
---
عبدالله الشهري
02-13-2006, 01:55 PM
قبل الاستمرار في تفاريع الموضوع أود من القاريء الكريم أن يفرق بين نوعين من التأثر بالقرآن ، الأول :
1- التأثر اللغوي بالقرآن ، ويمكنه أن يؤثر في كل شخص : المسلم والكافر ، الموحد والملحد ، المبتدع والسالك لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. والمراد بالتأثر اللغوي ، اكتساب بعضاً من أسلوب من القرآن في إعراب الكلام وإخراجه على وجهه الذي عرفته العرب ، وتحصيل الملكة اللغوية الأصيلة ، المقومة "للتأتأة" وغيرها من عيوب الكلام ، والتي يعتني بها علم تقويم العيوب النطقية (pathology). ونحو هذا المعنى جاء الحديث (أخوف ما اخاف عليكم كل منافق عليم اللسان) ، مما يدل أنه قد يكون الرجل مؤمنا إيماناً جازماً ولكنه يقرأ القرآن وهو عليه شاق ، بل يتحدث مفتقراً إلى البلاغة والبيان ، كما حصل مع نبي الله موسى عليه السلام ، (واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي) الآية. وهذه المشقة هو صورة من صور العيوب الكلامية التي يعتني بعلاجها علم اللغة النفسي بالتظافر مع علم "الصوتيات" و علم "تقويم الكلام" (ولست أقصد تقويم مجرد النطق الظاهر والتلفظ بالحركات وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه ، الذي هو من اختصاص "التجويد" وإن كان داخلاً فيه ، بل هو أبعد لأنه يتعلق بالحالة النفسية والعضوية التي تحجز المتكلم عن إعراب الكلام على وجهه السليم).(1/662)
2- التأثر النفسي بالقرآن ، وهو على ضربين: التأثر النفسي الفكري ، والتأثر النفسي العاطفي. فهذا النوع من التأثر يعد مشروطاً بحصول الشرط وزيادة. والشرط هنا هو "الفقه اللغوي" أي فقه لغة القرآن وسنن العرب في الكلام ، واما الزيادة هنا ، فهو أمر زائد عن مجرد فهم دلالات الكلام ، ألا وهو تجاوز العلم بدلالات الألفاظ إلى المعرفة بمعانيها ، مما يدفع المحصّل لذلك إلى الوقوف عند حدوده واستشعار قبح إتيان ما نهى عنه وحسن الإقبال على ما أمر به ، ولذلك فلربما وجدت البارع في لغته ، تأثراً بلغة القرآن ، ولكنه غير مستفيد منه ، ممنوع من التأثر بمفهومه المنطوق وغير المنطوق ، وهذا لن ينتفع بأكثر من الفصاحة الظاهرة والبلاغة الساطعة.(1/663)
ويمكن لعلم اللغة النفسي أن يساهم في تفسير شيء من هذه العملية. ومن هذه التفاسير ، انعدام الدافعية الجاذبة (motivation) وانعدمها يسمى اللادافعية (amotivation) . وهذا متعلق بما يسمى المرشحات الشعورية (affective filters). وصاحب المفهوم الأخير عالم اللغويات "كراشن". والفرضية الأخير تشير إلى أن مجموع إرادات الأنسان ونواياه وكذلك مجموع خبراته الماضية يساهم مساهمة عظيمة في فهم الدلالات اللغوية على صورة معينة ، بسبب ما يصنعه ذلك من "حُجُب" مترادفة ، منها ما يسمح بالمعنى الصحيح بالنفاذ إلى النفس ومنها ما يشوّه المعنى الصحيح فيدخل مشوهاً ومنها ما يصُد المعنى الصحيح فلا يدخل البتة ومنها – وهو أسوأها – ما لا يسمح إلا للمعاني الخاطئة بالدخول ، ولذلك تختلف "الدوافع" كما أشرنا نحو الاستفادة من دلالات ألفاظ القرآن على مستويين: مستوى الاستفادة اللغوية والنفسية ، مستوى الاستفادة اللغوية فحسب (مثل ، كما أشرنا ، جزالة ألفاظ المتحدث مع خلو قلبه من التفاعل مع معاني هذه الألفاظ). وكل هذا بدوره وثيق الصلة بما نسميه "الفقه السمعي" أو (auditory comprehension). وهو جانب الاستفادة الشعورية والفكرية من دلالات اللغة ، وفقه المعاني.
قال الله تعالى (قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بعزيز)
وقال تعالى (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)
قال ابن كثير : وقوله تعالى" ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة " قال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية لما جحد المشركون ما أنزل الله لم تثبت قلوبهم على شيء وردت عن كل أمر.(1/664)
فهذا ومثله دليل على وجود "الحجب (المرشحات) الشعورية" التي تحجب الدلالات العميقة للألفاظ من مباشرة القلوب.
في المرة القادمة ، سوف أتعرض للوسائل التي يقترحقها علم اللغة النفسي ، لإصلاح هذه المرشحات الشعورية وتهيئتها ، بما يساعد في الاستفادة من فهم دلالات الألفاظ قدر الإمكان.
---
فهد الناصر
02-14-2006, 01:44 PM
ما شاء الله . معلومات قيمة تدل على دقة فهم . ونرجو الاستمرار ، وفي مداخلة الدكتور أبو بكر خليل بعد عن الموضوع في رأيي . والعناية بهذا الموضوع عند أهل اللغة ليست كبيرة ، فلعل بحث الأستاذ عبدالله الشهري يعد إضافة جيدة للموضوع ، نتمنى له التوفيق .
---
عبدالله الشهري
02-18-2006, 12:10 PM
فائدة عابرة : يتحدث النحويون عن قاعدة "زيادة المبنى تورث زيادة المعنى" ، واعترض بعضهم - كابن هشام - وقال أنها ليست مطردة. فمثلاً: يقول البصريون "سوف" أوسع تنفيساً من "السين" ، كقولنا "سوف تعلمون" وقولنا "ستعلمون" ، فالأول "أوسع تنفيساً" من الثاني ، أي أوسع في إخراج الفعل من زمن الحاضر إلى الزمن المستقبل. واعتراض ابن هشام وغيره صحيح ، لوجود الأمثلة الكثيرة على خلاف القاعدة ، ولكني أجد لها تفسيراً نفسياً مفيداً ، وهو أن علم اللغة النفسي يبرر صحة هذه القاعدة من جانب آخر ، وذلك من حيث أن أي خبرة إنسانية عبارة عن مجموعة من المعلومات "المركبة" من مفردات خبراتية ، وحسب علم النفس "الجشتالي" فإن العقل بطبيعته يحب أن يعطي لكل خبرة مفردة مهما بدت صغيرة معنى خاصا وتفسيرا معينا ، فزيادة المبنى في "سوف" وما ماثلها يصلح مثالاً هنا ، إذ أن العقل ينجر لإسباغ المعنى على "حروف المباني" الزائدة ، متوقعاً زيادة في المعنى لأنه يستبعد حصول زيادة اعتباطية لا معنى لها على الإطلاق ، وهذا أيضاً يعود إلى طبيعة النفس البشرية التي تنأى عن المفاهيم الفارغة من المعاني.
---
المعظم لربه
02-19-2006, 05:28 PM(1/665)
أرى أن نتوقف عن قولنا: "لغة" القرآن..
فهذا "الوصف" وإن سمعناه ممن سمعناه, إلا أننا لم نسمعه لا من ربنا ولا من حديث نبينا عليه الصلاة ولاسلام...
وأرى -بما يملؤني من الجهل- أرى أن الجذر "لغو" لا يعين على استعماله بجنب كلمات الله القرآن..
والحق والأولى أن ننزل على قول الله الأصدق الأحق, فنقول: "لسان القرآن"!.
---
(1/666)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحث عن نظم في قراءة ابي عمرو
---
بحث عن نظم في قراءة ابي عمرو
---
ابو العزايم عبد الحميد
03-12-2006, 01:20 AM
اريد نظما في قراءة ابي عمرو من يدلني وله الاجر
---
ابوخبيب
03-23-2006, 12:36 PM
الاخ الفاضل فيما رأيت من الكتب والمخطوطات لم تقع عيني على منظومة كاملة في رواية ابي عمرو لكن رأيت في كتاب للبقاعي في التجويد نظما في ياءات الزوائد وياءات الاضافة فيما خالف فيه ابو عمرو بقية القراء والله اعلى واعلم
---
ابو العزايم عبد الحميد
03-24-2006, 10:14 AM
هل من الممكن اخي الحبيب ارسال هذا النظم عبر هذا الملتقى او تدلني على هذا الكتاب واكن شاكرا جزاك الله خيرا
---
ابوخبيب
03-25-2006, 01:56 PM
الاخ العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الابيات في كتاب القول المفيد في اصول التجويد لكتاب ربنا المجيد للبقاعي وهي في بابي ياءات الاضافة والزوائد وستكون تحت تصرفك في المنتدى قريبا ريثما انقلها لك من الكتاب ان شاء الله
وجزاك الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
ابوخبيب
03-26-2006, 06:48 PM
الاخ العزيز هذه هي الابيات منقولة من كتابه المطبوع القول المفيد في أصول التجويد لكتاب ربنا المجيد صفحة 41-42 طبعة دار البشائر الاسلامية - بيروت - 1995 م تحقيق خير الله الشريف
http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=&stc=1
---
طه محمد عبدالرحمن
04-11-2006, 03:10 AM
للامام المتولى نظم فى قراءة ابى عمرو اسمه ( الكوكب الدرى فى قراءة ابى عمرو البصرى ) و لكنه للأسف مخطوط و ناقص كما ذكر الشيخ الدوسرى فى كتابه المتولى جهوده و آثاره
---
أبو حسام
04-25-2006, 01:27 AM
يوجد نظم بعنوان :
امتثال الأمر في قراءة أبي عمرو للشيخ عبد الوهاب بن أحمد بن وهبان الدمشقي المتوفى 768 هـ في 133 بيتا(1/667)
طبع مع مجموعة من كتب القراءات والتجويد تحقيق جمال السيد
---
طه محمد عبدالرحمن
04-25-2006, 03:03 PM
هل الكتاب مطبوع اخىأبوحسام
---
أبو حسام
04-26-2006, 09:57 AM
نعم مطبوع كما أسلفت مع مجموعة من المتون بعنوان :
مجموعة مهمة في التجويد والقراءات والرسم وعد الآي .
حققها : جمال السيد رفاعي
الناشر مكتبة ابن تيمية
الطبعة الأولى 1427هـ
وفي الكتاب 15 نظماً ذكر المحقق أنها لأول مرة تطبع .
---
طه محمد عبدالرحمن
05-19-2006, 03:14 AM
كيف السبيل الى الكتاب و أين يباع ؟؟
---
عبد المعين محمد علي جيدي
05-29-2006, 01:28 PM
الأخ : أبوحسام :أرجو أن تتحفنا كيفية الوصول إلى تلك المنظومات التي قال عنها الناشر بأنها: تنشر لأول مرة ؟. وشكرا
---
(1/668)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ( جديد) فتح القدير للشوكاني كتاب الكتروني رائع
---
( جديد) فتح القدير للشوكاني كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
06-02-2006, 01:05 AM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
فتح القدير
الجامع بين فني الرواية والدراية
من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 3.71 ميجا بايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/5d5cfb3211.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/73b8334e98.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6871fd831b.jpg
روابط التنزيل
ملف واحد من هنا
www.gr8.cc/2/Fattholkadeer.rar
أو
4 ملفات رار يتم تنزيلهم في مجلد واحد ثم يفك الضغط
من هنا
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=265767
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=265769
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=265771
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=265773
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/669)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > لتسريع تصفح المواقع
---
لتسريع تصفح المواقع
---
سامي عبدالعزيز
05-27-2006, 01:50 PM
افتح ( Start ) ثم ( Control Panel ) ثم اضغط على ايقونة ( Internet options ) .
او من متصفح الانترنت ( Internet Explorer ) ، اختر ( Tools ) من شريط القوائم باعلى المتصفح ، ثم اختر ( Internet options ) .
شرح الخيار ( Advanced )
http://absba5.absba.org/teamwork1/int08.jpg
ويمكنك استعادة الوضع السابق كما كان بالضغظ على زر restore defaults
---
(1/670)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب الفرقان في بيان منزلة القرآن للتحميل
---
كتاب الفرقان في بيان منزلة القرآن للتحميل
---
مسك
12-05-2005, 03:56 PM
الفرقان في بيان منزلة القرآن ..
* الكتاب يبحث في منزلة القران في عقيدة المسلمين و قد جمع المؤلف فيه أقوالا كثيرة لأئمة الاسلام من السلف و الخلف.
اضغط لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=2207)
---
حذيفة المصري
04-08-2006, 10:09 AM
جزاك الله خير الجزاء .
---
(1/671)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأيكم بطبعة دار سحنون التونسية لتفسير التحرير والتنوير ؟
---
ما رأيكم بطبعة دار سحنون التونسية لتفسير التحرير والتنوير ؟
---
أبو طلال العنزي
06-10-2006, 05:11 AM
أرجو إفادتي عن هذه الطبعة سريعا من ناحية الاهتمام بالكتاب ، وكذلك هل هي أفضل طبعة لهذا التفسير ؛ وذلك لأمر سأخبر به بعد أن أعرف أصح طبعة لهذا التفسير .
شكرا
---
عبدالرحمن الشهري
06-18-2006, 06:47 PM
أظن أن تفسير ابن عاشور لا يوجد له إلا طبعة واحدة هي طبعة الدار التونسية للنشر ، ثم صورت بعد ذلك . مع أن الطبعة التي لدي ليس عليها بيانات الناشر . فليتك تتكرم بإفادتنا بما عندك يا أبا طلال حول الموضوع .
---
فهد الرومي
07-04-2006, 03:15 PM
يقول د. عدالرزاق هرماس في بحثه (النزعة الإصلاحية المعاصرة في التفسير بالغرب الإسلامي) والمنشور في الواضحة وهي مجلة تصدرها دار الحديث الحسنية بالرباط
( لما صدرت طبعته الأولى من الدارالتونسية للنشر لم يكن في مستطاع أكثر المكتبات عرضه لأن ثمنه كان فوق القدرة الشرائية للمهتمين بموضوعه غيرأنه في أواخر الثمانينات فوت تصوير طبعته الأولى إلى الدار الجماهيرية للنشر بليبيا وهي التي أنزلته إلى العرض بأقل من ربع ثمن طبعته الأولى
---
العبادي
07-04-2006, 04:59 PM
اشتريت نسخة من (التحرير والتنوير) قبل أشهر من معرض مكة الدولي، وهو من مطبوعات دار سحنون بتونس كما هو موضح على غلافه، لكن الذي لاحظته أمور:
1/ جودة إخراجه من ناحية التجليد ونوع الورق، بخلاف الطبعة المصورة التي كانت متداولة والواضح عليها رداءة التجليد والطباعة.
2/ رخص ثمنها، حيث اشتريتها بـ (285) ريالا تقريبا -مع ان سعرها نزل الآن-(1/672)
3/ (وهو الأهم) أني أتوقع أنهم قاموا بإعادة صف الكتاب في هذه الطبعة، فالمجلد الأول منه فقط هو الذي يتفق فيه الخط مع الطبعات السابقة أما باقي الكتاب فخطه مختلف وفيه أخطاء عديدة.
---
(1/673)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من يعرف هذه العناوين ... ؟
---
من يعرف هذه العناوين ... ؟
---
مشارك
04-24-2004, 04:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ..
أتشرف بأن تكون هذه المشاركة أول مشاركة لي في هذا المنتدى .. وهو في الحقيقة طلب بسيط .. إن شاء الله..
أنا أرغب من الأخوة الأكارم إعطائي العناوين البريدية الالكترونية لكلٍ ممن يلي :
وأرجو التأكد من صحتها .. وبدون روابط
الشيخ الجبرين
الشيخ عائض القرني
الشيخ عبد المحسن الزامل
الشيخ عبدالوهاب الطريري
الشيخ عبد العزيز السدحان
الشيخ عصام العويد
الشيخ عبد الله الشنقيطي
الشيخ سعد الشثري
الشيخ عبد العزيز الفوزان
الشيخ سعد الحميد
الشيخ محمد المنجد
وأنا آسف لأني لم أفدكم بشيء حتى الآن ..
وشكراً لكم
---
المنهوم
04-24-2004, 06:43 PM
حياك الله وبياك
وطلبك مجاب وتفضل هذا الرابط ففيه كل ما تريد وزيادة وتصفحه جيدا
http://www.saaid.net/
---
أبومجاهدالعبيدي
04-24-2004, 10:27 PM
http://saaid.net/Warathah/1/hatif.htm
---
مشارك
04-25-2004, 02:09 PM
بسم الله ..
مشكورين يا اخوان .. على المجهود
وجزاكم الله خيراً
---
(1/674)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > فتحًا لأبواب النفع و الأجر أريد دروسا تشرح متونا في هذا العلم
---
فتحًا لأبواب النفع و الأجر أريد دروسا تشرح متونا في هذا العلم
---
مستفيد
06-08-2003, 02:06 PM
السلام عليكم
فمن تفردات التي امتاز بها هذا المنتدى الزاخر بالعلم أن اجتمع فيه ثلة مباركة من أهل العلم وطلابه .
و قد خالجتني فكرة ـ و أنا المتطفل على موائد العلم ـ تتمثل في فتح دروس في شروح متون علمية تتعلق بهذا الفن و تكون موجهة لأمثالي ، يتشرف بتدريسنا مشايخنا الكرام و تختار بعض المتون في تدرج يسمح لي و لغيري بالتلقي الصحيح و المؤصل .
و أظن أنها أيضا رغبة كثير من يقرأ ما أكتب الآن .
أما التفصيل فأتركها لمن أكرمهم الله بالعلم و البصيرة من مشايخنا الأفاضل
فهل سينظر مشايخنا لاقتراحي بعين الرضى و التضامن .
أسأل الله أن يكتب لهذه الفكرة القبول .
و أخيرا من كانت له إضافة موافقة أو معارضة فليتفضل بها مع الشكر مسبقا.
تلميذكم الوفي (مستقفيد) .
---
أبو حسن
08-17-2005, 06:27 AM
جزاك الله خيرا يا أخي وأنا ارفع صوتي لصوتك وأود من مشائخنا الأفاضل التكرم علينا بهذا
---
أبو عبد الرحمان سعيد زهير
12-28-2005, 10:47 AM
جزاكم الله خيرا على اقتراحاتكم وانا اضم صوتي اليكما
---
محمد التلباني
03-15-2006, 05:35 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم فكرة جيدة وأضم صوتي إليكم
و ياأخي الكريم أبو حسن لاتهمز المشايخ
فقط مداعبة مني لك - جمع شيخ شيوخ و مشايخ بدون همزة-
وفق الله الجميع
أحبكم في الله
---
محتسب لله
03-25-2006, 10:34 PM
معكم
وأزيد اقتراح آخر ربما غفل عنه مشايخنا الكرام ولكن والله فيه النفع الكثير
ألا وهو فتح غرفة للمنتدى ليس بنظام البالتوك وإنما هناك مواقع فيها غرف صوتية
تُستأجر منهم غرفة للمنتدى وتُنقل فيها الدروس صوتية فهذا أفضل وأنفع
---(1/675)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نرجو رأيكم فيما يسمى ( البيان بالحساب )
---
نرجو رأيكم فيما يسمى ( البيان بالحساب )
---
سلسبيل
06-29-2006, 10:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء الملتقى الكرام من مشائخ كرام واخوة واخوات أفاضل
نرجو رأيكم حول ما يسمى بالبيان بالحساب وإليكم هذا الموضوع الذي تم وضعه في احد المنتديات ونرجو الرد عليه للأهمية
البيان بالحساب
أولاً :
البيان بالحساب علم متعارف عليه لدى جميع الامم من لدن ءادم الى النبي الخاتم
ولقد كان حساب الاحرف الابجدية يدرس في المدارس الابتدائة تحت اسم القاعدة
البغدادية وكان تحت كل حرف رقم حسابه وكانت هذه القاعدة موجودة في الجزء
الاخير من القرءان و الذي يسمى بجزء عم وانا ممن تعلمتها في المدرسة
الابتدائية
ثانيا:
لقد كان ولا يزال يؤرخ لبناء المساجد والمدارس والاحداث الهامة بالحساب ولقد
بين الله بالحساب تاريخ نزول القرءان واول سوره نزولا وعدد ءاياته وسوره
وعدد العلامات على احزابه وبين تاريخ ما حدث اثناء وجود النبي الخاتم وما
سيحدث الى يوم القيامة بالحساب وبين العبادات وكيفيتها واوقاتها وسائر الاحكام
وفصل عدد السنين وكل شيء بالحساب لكي يعلم العباد بذالك . وبين بالحساب كيفية القبر واتجاهه وكيفية وضع الميت فيه
قال تعالى
( وجعلنا اليل والنهار ءايتين فمحونا ءاية اليل وجعلنا ءاية النهار مبصرة لتبتغو
فضلا من ربكم ولتعلمو عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا)
ثالثا :
البيان بالحساب هو الميزان الذي يزن كل شيء بحساب احرف الآية المنوطة به
ليبينها بيانا يشفي به صدور المؤمنين من الشك والريب ويزهق به تأويلات
المشركين الزائغة وتفاسيرهم المحرفة لايات الله وفتاواهم الضالة ويلحق بهم وبعباداتهم واحكامهم الفاسدة الخسران المبين
قال تعالى(1/676)
(الرحمان علم القرءان خلق الانسان علمه البيان الشمس والقمر بحسبان والنجم
والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان ان لا تطغو في الميزان واقيمو
الوزن بالقسط ولاتخسرو الميزان)
وقال جل ذكره:
(لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)
وقال العليم الحكيم:
(وقل جاء الحق وزهق الباطل أن الباطل كان زهوقا وننزل من القرءان ما هو شفاء
ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا )
رابعاً :
علم البيان بالحساب غاب فهمه عن عقول الاكثرية من الناس كما غاب عنهم نص
الايات القرءانية التي بينت لهم شرع الله ودينه واحكامه من صلاة وزكاة وصوم
وحج …الخ وذلك بسبب تأويلات الزائغين عن الحق بالروايات الكاذبة والتفاسير
المحرفة لايات الله البينات ولقد صالوا وجالوا بالروايات الكاذبة المتناقضة لفظا
ومعنى حول الاحرف الابجدية كي يصرفو اذهان الناس عن فهمها وفي مقدمتها
الاحرف التي فتحت بها تسعة وعشرين سورة من سور القرءان حتى اصبح
الاكثرية كالأنعام لايعقلون كلام الله ولايسمعون لمن يذكرهم بالقرءان الكريم
قال تعالى
( ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا….)
خامساً :
الله يحيي بنور علمه من يشاء من أولائك الذين ماتت قلوبهم باقوال الزائغين ليبين
به للناس ماهم عليه من شرك وضلال ويدعوهم به الى عبادة الله وحده
قال تعالى (اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله
في الظلمات ليس بخارج منها كذالك زين للكافرين ما كانو يعملون)
سادساً :
الله يطلع من يشاء من عباده الذين احياهم واجتباهم اليه ليبين للناس ما غاب فهمه
عن عقولهم وامر العباد بالايمان بما علموه من كتابه العزيز ووعدهم على ذالك بالاجر العظيم لأن من يدعو الناس إلى كتاب الله يعد رسولا وليس نبيا يوحى إليه بل تابعا للنبي المرسل
قال تعالى :(1/677)
(قل هذه سبيلي ادع إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)
قال تعالى :
( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان
الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنو بالله ورسله وان
تؤمنو وتتقو فلكم اجر عظيم )
سابعاً :
العبد الذي ألهمه الله فهم البيان بالحساب يجعل له حمايه من وسوسة شياطين
الانس والجن لكي يعلم ان الله احاط باقوال الناس واعمالهم الباطلة وبينها في
جميع الكتب المنزلة على انبيائه وجعل لكل منها ايات تبين للناس اقوالهم واعمالهم
وعبادتهم باللفظ والعدد كي يجتنبوها
قال تعالى :
(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين
يديه ومن خلفه رصدا ((ليعلم )) ان قد ابلغو رسالات ربهم واحاظ بما لديهم
واحصى كل شيء عددا)
ثامناً :
البيان بالحساب هو الحكمة والحكمة فيها خير كثير وهي التي يلهم الله من يشاء
لفهمها من عباده ليدعو الناس بها
قال تعالى :
(يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا اولو الالباب)
وقال جل ذكره :
(ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )
وقال تعالى:
(ولقد ءاتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله)
تاسعاً :
الحكمة من البيان بالحساب
1- انه يبين الآيات المتشابهات بالآيات المحكمة .
2- انه يزيدها بيانا وتفصيلا الى بيانها اللفظي لأن العدد نابع من احرفها .
3-انه يزيل عن آيات شرع الله ودينه وأحكامه ما نسب أليها من تأويلات زائغة
وتفاسير محرفة وروايات مكذوبة على الله ورسوله .
4- انه يبين للعباد اقوال المنافقين وشرعهم ودينهم من صلاة وزكاة وصوم وحج
...الخ التي أضلو بها الكثير من الناس باسم الإسلام والاسلام منهم براء كي
يحذروهم ويتبرأو منهم ومن شرعهم ودينهم وفتاواهم الضالة
قال تعالى :
(ومن اظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى للاسلام والله لا يهدي القوم(1/678)
الظالمين يريدون ليطفئو نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )
5-انه يخرص ألسنة المؤولين والمحرفين لأنهم لن يستطيعو أن يأتو بمثله ليجادلو
به ولو اجتمع على ذلك شياطين الإنس و الجن .
قال تعالى
(قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتو بمثل هذا القرءان لا ياتون بمثله ولو
كان بعضهم لبعض ظهيرا)
عاشراً :
الله يختص لفهم علمه من يشاء من العباد ليقوم بتبليغه للناس , فقد اختص الله آدم
بتعليمه للأسماء وجعله معلما لمن هم اقدم منه في الخلق واخلص منه في العبودية
واقرب منه منزلة إليه جلت قدرته , وما ذلك إلا درسا وتعليما للناس لكي لا يساء
الضن بالعلم الذي يمنحه الله من يشاء من عباده , حتى لا يقال كيف فلان من
الناس فهم شيئا لم نفهمه ,لأن الاعتبار للعلم الرباني وليس للعبد ولو كان نبيًا
قال تعالى
(وعلم ءادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان
كنتم صادقين قالو سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم قال يا ءادم
انبئهم باسمائهم فلما انبأهم بأسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات
والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون).
الحق ما شهدت به الأعداء
أولا :-
روى ابن كثيرفي كتابه البداية والنهاية عند قوله تعالى (الم{1} غُلِبَتِ لرُّومُ{2})... 1-2 الروم
أن أبو شامة قال في الروضتين : وقد تكلم شيخنا أبو الحسن علي بن محمد
السخاوي في تفسيره الاول فقال :
وقع في تفسير أبي الحكم الأندلسي – يعني ابن برجان- في أول سورة الروم أخبار
عن فتح بيت المقدس وانه ينزع من أيدي النصارى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة
قال: وقد ذكر في تفسير سورة القدر أنه لوعلم الوقت الذي نزل فيه القرءان لعلم
الوقت الذي يرفع فيه قلت : ابن برجان ذكر هذا في تفسيره في حدود سنة ثنتين
وعشرين وخمسمائة ويقال إن الملك نور الدين أوقف على ذلك فطمع أن يعيش إلى(1/679)
سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة لان مولده في سنة إحدى عشر وخمسمائة فتهيأ
لأسباب ذلك حتى أنه اعد منبرا عظيما لبيت المقدس إذا فتحه وقد تحقق ذلك
ثانيا :-
جاء في تفسير البيضاوي بفاتحة سورة البقرة أنه عليه الصلاة والسلام لما أتاه
اليهود تلا عليهم قوله تعالى( الم{1}) ...1 البقرة
فحسبوها فقالوا كيف ندخل في دين مدته إحدى وسبعون سنه فتبسم رسول الله
ولم ينكرعليهم فقالوا فهل غيرها فقال ( المص ) (الر) (المر) فقالوا خلطت علينا
فلا ندري بأيها نأخذ يقول البيضاوي معقبا على ذلك فأن تلاوته إياها بهذا الترتيب
عليهم وتقريرهم على استنباطهم يعتبر أن رسول الله قد أقر اليهود في استنباطهم
هذا الحديث أخرجه البخاري في تاريخه وابن جرير عن طريق ابن إسحاق الكلبي
ثالثا :-
جاء في كتاب ( إسلامنا ) للدكتور مصطفى الرفاعي ما ذكره صاحب كتاب مشارق
أنوار اليقين الحافظ رجب البرسي انه روي عن ابن عباس في تفسير قوله
تعالى(وكل شيء فصلناه تفصيلا) اي شرحناه شرحا بينا بحساب الجمل (ألف) أي بحساب الاحرف الابجدية إن تلك الأدلة تشهد بصحة العدد والحساب في القرءان
الكريم والحق ما شهدت به الأعداء ولقد بين الله ذلك في الآيات التالية :-
1- شهد الله وملائكته بان علم القرءان فيه ولذالك لم يعد بحاجة إلى من يفسره
بالتاويلات والروايات التي ما انزل الله بها من سلطان
قال تعالى
(لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ
شَهِيداً{166})... النساء
2- الله أحاط بعلمه كل قول وفعل وكل مسألة وجعل لكل منها ءايات تبينها باللفظ والمعنى والحساب
قال تعالى
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُو أَنَّ اللَّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً{12})... الطلاق(1/680)
3- الإعجاز العددي الحرفي منها والرقمي هو أحسن التفاسير
قال تعالى
(وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً{33})... الفرقان
4-العبد الذي الهمه الله فهم ما غاب عن عقول الاكثرية يستنبط اقوال المشركين
واعمالهم التي اكتتبوها بايديهم منذ عهد النبي وحتى يومنا هذا باللفظ والحساب
ولقد امر الله العباد بعرضها عليهم ليبينوها لهم
قال العزيز العليم :
( ويقولون طاعة فإذا برزو من عندك بيت طائفة منهم (غير الذي تقول) والله يكتب
ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا أفلا يتدبرون القرءان
ولوكان من عند غير الله لوجدو فيه إختلافا كثيرا وإذا جاءهم امر من الامن او
الخوف اذاعو به ولو ردوه الى الرسول والى ألي الامر منهم لعلمه الذين
يستنبطونه منهم ... {83}) ... النساء
وقال جل ذكره:
(فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشترو به ثمنا قليلا
فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون )
وقال العليم الحكيم :
(وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسألو اهل الذكر أن كنتم لا تعلمون)
تنبيه:
1- حساب الاحرف الابجدية تصاعدية من الواحد الى الالف
2- علم حساب الاحرف الابجدية علم رباني به يفسر كل شيء ولقد فسر الله نبي الله يوسف رؤيا الفتيان ورؤيا الملكان بالحساب
قال تعالى:
(قال لا يأتيكما طعام ترزقانه الا تبأتكما بتاويله قبل أن ياتيكما ذالكما مما علمني ربي)
حساب احرف قوله تعالى (الا تبأتكما بتأويله ) 1000رقم
وحساب احرف قوله تعالى (للرؤيا تعبرون) 1000 رقم
أ 1 ، ب 2 ، ج 3 ، د 4 ، هـ 5 ، و 6، ز7 ، ح 8، ط 9، ي 10 ، ك 20 ، ل 30، م 40 ، ن 50، س 60 ، ع 70 ، ف 80 ، ص 90 ، ق 100، ر 200، ش 300، ت 400، ث 500 ، خ 600 ، ذ 700 ، ض 800 ، ظ 900 ، غ 1000
رابط الموضوع
http://www.alhedayh.com/vb/showthread.php?t=8467
---
منصور مهران
06-29-2006, 02:09 PM(1/681)
هذا اللون من الحساب الذي تحدد فيه قيمة كل حرف بالنسبة للأعداد فيكون لكل حرف من حروف الهجاء ( بترتيب يختلف عن الترتيب المعجمي للحروف أ . ب . ت .... إلخ ) قيمة رقمية محددة ؛ هو ما يُسمى : حساب الجُمَّل ، وطريقة تحديد القيمة تبدأ ببيان طريقة قسمة الأعداد وذلك أن الأرقام الآحاد من 1 إلى 9 تختص بالحروف التسعة أبجد هوز حط - كما بينها أو( بينتها ) الأستاذ أو ( الأستاذة ) سلسبيل - ، وأرقام العقود من 10 إلى 90 تختص بالحروف التسعة ي كلمن سعفص ، وأرقام المئات من 100 إلى 900 تختص بالحروف التسعة قرشت ثخذ ضظ ، ورقم 1000 يختص بالحرف غ ، وأما مضاعفات الألف فتنشأ من وضع الحرف الدال على مضاعف الألف قبل حرف الألف هكذا جغ للدلالة على 3000 كأن العدد هو ناتج ضرب 3 1000X ويختلف ترتيب هذه الحرف عند المشارقة عن ترتيبها عند المغاربة ، فالمشرقي : أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ . والمغربي : أبجد هوز حطي كلمن صعفض قرست ثخذ ظغش . قلت : وقد كره بعض أهل العلم قراءة هذه الحروف بالصورة التي كتبتها عليها هنا ، ولم أجد لهم دليلا فيما ذهبوا إليه والله أعلم .
---
فهد الوهبي
06-30-2006, 04:57 PM
الحمد لله رب العالمين .. المكرم سلسبيل ..
هذا الموضوع الذي طرحته .. من أعجب ما قرأت من المواضيع التي لا تتناسق فيها الأدلة مع المدلولات .. ولا المقدمات مع النتائج .. ويزداد العجب من فقد الترابط بين الفقرات الواردة ، وبين ما في داخلها من المعاني وبين الآيات التي وردت للتأكيد والاستدلال عليها ..
والوقوف معه يحتاج إلى تطويل ولعل مما يدل على ما سبق ما يلي :
أولاً :
ما جاء في قوله : ( البيان بالحساب علم متعارف عليه لدى جميع الامم من لدن ءادم الى النبي الخاتم )(1/682)
ما الدليل على تعارف الأمم عليه ـ بالمعنى الذي سيمثل عليه الكاتب ـ وما الدليل على تواجده لدى الأمم من لدن آدم عليه السلام إلى النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم .. وهل ما تعلمه آدم عليه السلام من ربه عندما علمه الأسماء كلها هو مضمون هذا العلم ؟ وإذا كان الجواب : نعم فأين الدليل؟ ، بل هو يوجد من قال بهذا من العلماء المحققين ؟.
ثانياً :
قوله : ( بين الله بالحساب تاريخ نزول القرءان واول سوره نزولا وعدد ءاياته وسوره وعدد العلامات على احزابه وبين ... ) الخ ..
هل المقصود هنا بيانه بحساب الجمل ! أو بيانه بالحساب الذي هو الأرقام ..
ولا شك أن الله تعالى لم بيبن كل ما ذكر بحساب الجمل وإلا فأين بينه تعالى ؟!
ثالثاً :
أورد الكاتب وفقه الله لداه قوله تعالى : قال تعالى : ( وجعلنا اليل والنهار ءايتين فمحونا ءاية اليل وجعلنا ءاية النهار مبصرة لتبتغو فضلا من ربكم ولتعلمو عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا)
على ما سبق في الفقرة الثانية وأين وجه الدلالة ؟! .. وإذا كان المقصود قوله تعالى : ( الحساب ) فالآية لا تدل على ذلك وليس المراد بها حساب الجمل بل عموم الحساب أي أن الله تعالى جعل الشمس والقمر لعلل منها معرفة الحساب والعد وليس حساباً بعينه وهو حساب الجمل ..
ثالثاً :
قوله : ( علم البيان بالحساب غاب فهمه عن عقول الاكثرية من الناس كما غاب عنهم نص الايات القرءانية التي بينت... ) الخ ..
وأين هو هذا العلم وما هي حدوده وشروطه وكيف يمكن استخدامه لاستخراج مكنونات القرآن الكريم ومن من العلماء الموثوقين من قال به ؟!
رابعاً :
قوله : ( البيان بالحساب هو الحكمة والحكمة فيها خير كثير وهي التي يلهم الله من يشاء لفهمها من عباده ليدعو الناس بها .. ) الخ ..
من قال أن البيان بالحساب هو الحكمة ؟!
خامساً :(1/683)
قوله : ( فقد اختص الله آدم بتعليمه للأسماء وجعله معلما لمن هم اقدم منه في الخلق واخلص منه في العبودية واقرب منه منزلة إليه جلت قدرته .. )
هل الملائكة أقرب منزلة من آدم عليه السلام وهل الأمر محل اتفاق ومقرر ؟!
وللحديث بقية ...
---
سلسبيل
06-30-2006, 07:01 PM
جزاكما الله خيرا
وأنتظر بقية حديث الشيخ فهد الوهبي ولم أضع الموضوع إلا ليرد عليه أهل الإختصاص حيث أن صاحب الموضوع الأصلي قد وضع موضوعا آخر مشابه
بعنوان كيفية الصلاة التي صلى بها رسول الله
http://www.alhedayh.com/vb/showthread.php?p=64951#post64951
ولا حول ولا قوة إلا بالله
---
فهد الوهبي
07-03-2006, 02:14 PM
تتمة الجواب :
سادساً :
قوله: ( روى ابن كثيرفي كتابه البداية والنهاية عند قوله تعالى (الم{1} غُلِبَتِ لرُّومُ{2})... 1-2 الروم أن أبو شامة قال في الروضتين : وقد تكلم شيخنا أبو الحسن علي بن محمد السخاوي في تفسيره الاول فقال : وقع في تفسير أبي الحكم الأندلسي – يعني ابن برجان- في أول سورة الروم أخبار عن فتح بيت المقدس وانه ينزع من أيدي النصارى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة قال: وقد ذكر في تفسير سورة القدر أنه لوعلم الوقت الذي نزل فيه القرءان لعلم الوقت الذي يرفع فيه قلت : ابن برجان ذكر هذا في تفسيره في حدود سنة ثنتين وعشرين وخمسمائة ويقال إن الملك نور الدين أوقف على ذلك فطمع أن يعيش إلى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة لان مولده في سنة إحدى عشر وخمسمائة فتهيأ لأسباب ذلك حتى أنه اعد منبرا عظيما لبيت المقدس إذا فتحه وقد تحقق ذلك )
وهذا النص من أعجب ما قرأت في هذا المقال فهو منقول بتصرف بقصد التدليس وأصله في البداية والنهاية ينص على إبطال ما ذهب إليه صاحب المقال والنص الصحيح كما يلي وتأمل ما ما تحته خط:
قال ابن كثير رحمه الله في حوادث سنة 583:
( نكتة غريبة :(1/684)
قال ابو شامة في ( الروضتين ) : وقد تكلم شيخنا ابو الحسن علي بن محمد السخاوي في تفسيره الاول فقال : وقع في تفسير ابي الحكم الاندلسي - يعني ابن برجان - في اول سورة الروم اخبار عن فتح بيت المقدس، وأنه ينزع من ايدي النصارى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة .
قال السخاوي : ولم أره اخذ ذلك من علم الحروف، وانما اخذه فيما زعم من قوله : { الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي اَدْنَى الْاَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ . . . } [ الروم : 1-4 ] فبنى الامر على التاريخ كما يفعل المنجمون، فذكر انهم يَغلبون في سنة كذا وكذا، ويُغلبون في سنة كذا وكذا، على ما تقتضيه دوائر التقدير .
ثم قال : وهذه نجابة وافقت اصابة، ان صح، قال ذلك قبل وقوعه، وكان في كتابه قبل حدوثه .
قال : وليس هذا من قبيل علم الحروف، ولا من باب الكرامات والمكاشفات، ولا ينال في حساب .
قال : وقد ذكر في تفسير سورة القدر انه لو علم الوقت الذي نزل فيه القران لعلم الوقت الذي يرفع فيه .
قلت : ابن برجان ذكر هذا في تفسيره في حدود سنة ثنتين وعشرين وخمسمائة )
فتأمل كيف بتر النص ليوافق ما أراد وهذا الموضع يكفي في عدم الوثوق ، ويكفي في معرفة قلة الخبرة في الكتابة ، كما يكفي في إسقاط تكلف الردود العلمية ..
ولمزيد من البيان :
فإن العلماء رحمهم الله كما في هذا النص ينتقدون هذا المسلك ولا يقرونه ، ومن أمثلة ذلك ما ذكره الذهبي في ترجمة علي بن أحمد بن الحسين أبو الحسن الحراني الأندلسي قال : ( صنف تفسيراً وملأه بحقائقه ونتائج فكره وكان الرجل فلسفي التصوف ، وزعم أنه يستخرج من علم الحروف وقت خروج الدجال ووقت طلوع الشمس من مغربها . وهذه علوم وتحديدات ما عَلِمَتْها رسلُ الله ، بل كلٌّ منهم حتى نوح عليه الصلاة والسلام يتخوّف من الدجال وينذر أمته الدّجال ... وهؤلاء الجهلة إخوته يدعون معرفة متى يخرج نسأل الله السلامة ).(1/685)
انظر : [ ميزان الاعتدال : 5 / 140 ، ولسان الميزان لابن حجر : 4 / 204 ، وطبقات المفسرين للسيوطي : 76 ] .
سابعاً :
قوله : ( جاء في تفسير البيضاوي بفاتحة سورة البقرة أنه عليه الصلاة والسلام لما أتاه اليهود تلا عليهم قوله تعالى( الم{1}) ...1 البقرةفحسبوها فقالوا كيف ندخل في دين مدته إحدى وسبعون سنه فتبسم رسول الله ولم ينكرعليهم فقالوا فهل غيرها فقال ( المص ) (الر) (المر) فقالوا خلطت علينا فلا ندري بأيها نأخذ يقول البيضاوي معقبا على ذلك فأن تلاوته إياها بهذا الترتيب عليهم وتقريرهم على استنباطهم يعتبر أن رسول الله قد أقر اليهود في استنباطهم ) ..
فهذا النص كسابقه من حيث عدم الدقة في النقل ومن حيث إن في أصله ما يرد على ما أراده صاحب المقال وفقه الله لهداه وأصل النص كما يلي وهو في بيان الأقوال في الأحرف المقطعة والبيضاوي رحمه الله يسرد الأقوال ثم يعقب عليها :
( أو إلى مدد أقوام وآجال بحساب الجمل كما قال أبو العالية متمسكا بما روي أنه عليه الصلاة والسلام لما أتاه اليهود تلا عليهم ألم البقرة فحسبوه وقالوا كيف ندخل في دين مدته إحدى وسبعون سنة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا فهل غيره فقال المص والر والمر فقالوا خلطت علينا فلا ندري بأيها نأخذ فإن تلاوته إياها بهذا الترتيب عليهم وتقريرهم على استنباطهم دليل على ذلك وهذه الدلالة وإن لم تكن عربية لكنها لاشتهارها فيما بين الناس حتى العرب تلحقها بالمعربات كالمشكاة والسجيل والقسطاس ) ..
وبعد سرده لهذا القول بحجته قال :
( والحديث لا دليل فيه لجواز أنه عليه الصلاة والسلام تبسم تعجبا من جهلهم وجعلها مقسما بها وإن كان غير ممتنع لكنه يحوج إلى إضمار أشياء لا دليل عليها ) .
وبهذا يتضح أن الكلام الأول ليس للبيضاوي وإنما هو نقل لحجة صاحب القول ..
ثامناً :(1/686)
قوله : ( جاء في كتاب ( إسلامنا ) للدكتور مصطفى الرفاعي ما ذكره صاحب كتاب مشارق أنوار اليقين الحافظ رجب البرسي انه روي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى(وكل شيء فصلناه تفصيلا) اي شرحناه شرحا بينا بحساب الجمل (ألف) أي بحساب الاحرف الابجدية )
فمن المعلوم أن النقول إنما تؤخذ من الكتب الأصلية، ومع ذلك فإن هذه الآيات وأمثالها الدالة على تفصيل كل شيء في القرآن الكريم المقصود منها هو : تفصيل كل ما بالناس إليه حاجة . وبهذا القول قال أكثر المفسرين ومنهم محمد بن علي القصاب وابن عطية وابن الجوزي وابن جزي الكلبي وأبو حيان وابن القيم والآلوسي وابن عاشور وغيرهم .
قال ابن عطية : " على القول بأنه قرآن : خاصٌّ في الأشياء التي فيها منافع للمخاطبين وطرائق هدايتهم " [ المحرر الوجيز : 620 ] .
تاسعاً :
ما الدليل على أن علم الحساب أحسن التفاسير ..
وبعد فلا شك أن الوقوف مع أمثال هذه المقالات أمر مهم .. كما أن التطويل لا حاجة له بعد اتضاح المقصود ..
اسأل الله تعالى أن يوفق الكاتب لهداه وأن يلهمه العلم النافع والعمل الصالح .. والله أعلم ..
---
سلسبيل
07-04-2006, 10:49 PM
جزاكم الله شيخنا الفاضل ونفع بكم وحقا كما قلتم حفظكم الله
فتأمل كيف بتر النص ليوافق ما أراد وهذا الموضع يكفي في عدم الوثوق ، ويكفي في معرفة قلة الخبرة في الكتابة ، كما يكفي في إسقاط تكلف الردود العلمية ..
فقد افتضح أمره بمطالبته بعد ذلك بالطعن في روايات البخاري وردها جميعا وكذلك مرويات أمنا عائشه رضي الله عنها بل والطعن في السنة عموما وردها والمطالبه بالإكتفاء بالقرآن فقط من غير السنة !!!
فالمرء قد يعذر بالجهل ولكن لا يعذر بالترويج للبدع !!
---------
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل وزادكم الله علما وفهما في الدين
---
الكشاف
07-10-2006, 11:30 AM
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3773
---
فهد الوهبي
07-22-2006, 03:35 PM
جزيت خيراً(1/687)
---
(1/688)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المختارة الرابعة في الولاء والبراء
---
المختارة الرابعة في الولاء والبراء
---
المنهوم
04-15-2004, 01:27 PM
قال الشيخ سفر الحوالي في موقعه ..................
إن شجرة التوحيد والإيمان -شجرة لا إله إلا الله- لا بد لها من أصول، وفروع، وثمار، ومن أعظم مقتضياتها وأوجب حقوقها ولوازمها أن يوالي العبد في الله، ويعادي فيه، وأن توالي المؤمنين، وأن تعادي الكافرين، فإن من والى عدو الله لا يمكن أن يكون محققاً لشهادة أن لا إله إلا الله، ولا آتياً لمقتضياتها، فالله تبارك تعالى قد بيَّن لنا أعداءه فيجب أن نعاديهم، وبيَّن لنا عداوة الشيطان، فقال: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]، هذا الشيطان عدو الله، فكيف نطيع الله أو ندَّعي أننا نطيع الله، ثم نطيع الشيطان ونتبعه ولا نعاديه! لا يمكن ذلك، فالله -تبارك وتعالى- يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ [الممتحنة:1] انظر! كيف قال؟ عدوي وعدوكم -الله أكبر- وهل هناك أعظم فخراً من أن يكون اسمك مقترناً بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فيكون عدو الله عدواً لك، ويكون حبيب الله حبيباً لك، نعمةٌ عظيمة لأنك تعادي وتوالي فيه ولوجهه عز وجل.(1/689)
ومن هم أعداء الله؟ قال تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [المائدة:82] نعم! هؤلاء هم أعدى أعداء الله -تبارك وتعالى- هؤلاء الذي يجب أن يعاديهم المؤمن، وهذا ما بينه الله -تبارك وتعالى- بقوله: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَه [المجادلة:22] فمهما كانت قرابتهم، فإنهم إن كانوا مؤمنين فلا بد أن ينابذوهم، ولهذا قال تعالى: وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ [المائدة:81] لا يمكن أبداً، فاليهود والنصارى والمشركون الذين يكيدون لدين الله -تبارك وتعالى- ويريدون أن يطمسوا ويطفئوا نور الله بأفواههم، لا يمكن أن يكونوا لنا أحبة ولا أن نودهم، بل لا بد أن نعاديهم ونبغضهم بكل أنواع البغض ابتداءً من الجهاد وانتهاءً بكراهية القلب.
فهم الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120] وهل في إمكان أي مسلم أن يرغب عن ملة إبراهيم وأن يتبع ملة هؤلاء المجرمين المحرفين المبدلين، الذين جعلوا لله ولداً تبارك وتعالى والذين يحاربون الله ورسوله والمؤمنين في كل مكان، لا يمكن أبداً.
إذاً لا بد أن نخلص قلوبنا فنحب من أحب الله، ونبغض من أبغض.
---
(1/690)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (اذكرني عند ربك .. )
---
(اذكرني عند ربك .. )
---
يوسف السليم
12-16-2006, 01:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ..
س / هل من مأخذ على قول الكريم للذي ظن أنه ناج من السجينين ( اذكرني عند ربك .. ) ؟
س / هل تعقيب الآية بقوله تعالى : ( فلبث في السجن بضع سنين ) كان على وجه الجزاء ؟
للمدارسة العلمية ..
رفع الله أقداركم
---
روضة
12-16-2006, 09:00 PM
هل من مأخذ على قول الكريم للذي ظن أنه ناج من السجينين ( اذكرني عند ربك .. ) ؟
جمهور المفسرين جعل هذا القول من سيدنا يوسف عليه السلام سبباً في استحقاق العتاب بل العقاب بتطويل مدة الحبس، وكان قوله تعالى: (فأنساه الشيطان ذكر ربه) سبباً في قوله: (اذكرني عند ربك)، والنتيجة: (فلبث في السجن بضع سنين).
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»*****«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°· .¸.•°®»
{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } يوسف42
طلب سيدنا يوسف عليه السلام من الساقي ـ الذي علم أنه سيعود إلى سيده ـ أن يذكر له حاله، وأنه مظلوم في القضية التي من أجلها حُبس، أو أن يذكره بعلمه ومكانته، أو بما رأى منه من معالي الأخلاق والشيم الدالة على بعده عما اتُّهم به، أو أن يذكره بكل ما ذكر.
والمقصود بـ(ربك): سيدك.(1/691)
قال أبو حيان: " وهذا من يوسف على سبيل الاستعانة والتعاون في تفريج كربه، وجعله بإذن الله وتقديره سبباً للخلاص كما جاء عن عيسى عليه السلام: {من أنصاري إلى الله}، وكما كان الرسول يطلب من يحرسه. والذي أختاره أن يوسف إنما قال لساقي الملك: اذكرني عند ربك ليتوصل إلى هدايته وإيمانه بالله، كما توصل إلى إيضاح الحق للساقي ورفيقه".
ثم قال تعالى: { فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبّهِ } وفيه قولان: القول الأول: أنه راجع إلى يوسف، والمعنى أن الشيطان أنسى يوسف أن يذكر ربه ويلجأ إليه، وجنح إلى الاعتصام بمخلوق، وعلى هذا القول يكون تمسكه بغير الله مستدركاً عليه، حيث إنه عرض حاجته على سوى الله، { فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } أي يوسف عليه الصلاة والسلام عقوبة على هذا النسيان، كما قال بعض المفسرين، "واعلم أن الاستعانة بالناس في دفع الظلم جائزة في الشريعة، إلا أن حسنات الأبرار سيئات المقربين، فهذا وإن كان جائزاً لعامة الخلق، إلا أن الأولى بالصديقين أن يقطعوا نظرهم عن الأسباب بالكلية وأن لا يشتغلوا إلا بمسبب الأسباب". [تفسير الرازي]
يقول صاحب الظلال: " وقد شاء ربه أن يعلمه كيف يقطع الأسباب كلها ويستمسك بسببه وحده، فلم يجعل قضاء حاجته على يد عبد ولا سبب يرتبط بعبد. وكان هذا من اصطفائه وإكرامه.
إن عباد الله المخلصين ينبغي أن يخلصوا له سبحانه، وأن يدعوا له وحده قيادهم، ويدعوا له سبحانه تنقيل خطاهم. وحين يعجزون بضعفهم البشري في أول الأمر عن اختيار هذا السلوك، يتفضل الله سبحانه فيقهرهم عليه حتى يعرفوه ويتذوقوه ويلتزموه بعد ذلك طاعة ورضى وحباً وشوقاً.. فيتم عليهم فضله بهذا كله..".(1/692)
القول الثاني: قوله: { فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبّهِ } راجع إلى الساقي، والمعنى: فأنسى الشيطان الساقي ذكر يوسف لربه، أي للملك، حتى طال الأمر { فَلَبِثَ فِى السّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } بهذا السبب، وإنساء الشيطان له بما يوسوس إليه من اشتغاله حتى يذهل عما قال له يوسف، لما أراد الله بيوسف من إجزال أجره بطول مقامه في السجن.
و(ربه) على هذا القول بمعنى الملك والسيد.
والقول الثاني هو ما ارتضاه أبو حيان، وذكر القول الأول بصيغة التمريض، وعقب عليه بقوله: "ورتبوا على ذلك أخباراً لا تليق نسبتها إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام".
---
(1/693)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل تفسير آية وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة 00
---
حمل تفسير آية وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة 00
---
abohamzahashhame
07-21-2004, 08:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذا تفسير مفصل لقوله تعالى :
{ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (195) سورة البقرة(1/694)
حيث يستدل بها كثير من الناس استدلالات ما أنزل الله بها من سلطان متجاهلين سبب نزول هذه الآية الكريمة ففي سنن أبي داود بإسناد صحيح عَنْ أَسْلَمَ أَبِى عِمْرَانَ قَالَ : غَزَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نُرِيدُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ وَعَلَى الْجَمَاعَةِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَالرُّومُ مُلْصِقُو ظُهُورِهِمْ بِحَائِطِ الْمَدِينَةِ فَحَمَلَ رَجُلٌ عَلَى الْعَدُوِّ فَقَالَ النَّاسُ : مَهْ مَهْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يُلْقِى بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ. فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ : إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ لَمَّا نَصَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ وَأَظْهَرَ الإِسْلاَمَ قُلْنَا : هَلُمَّ نُقِيمُ فِى أَمْوَالِنَا وَنُصْلِحُهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (وَأَنْفِقُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) فَالإِلْقَاءُ بِالأَيْدِى إِلَى التَّهْلُكَةِ أَنْ نُقِيمَ فِى أَمْوَالِنَا وَنُصْلِحَهَا وَنَدَعَ الْجِهَادَ. قَالَ أَبُو عِمْرَانَ : فَلَمْ يَزَلْ أَبُو أَيُّوبَ يُجَاهِدُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى دُفِنَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ.
***************
ومن ثم كان لزاما علينا أن نبين للناس ما اختلفوا فيه من الحق 0
وستجد في تفسير هذه الآية ما ورد فيها من أحاديث مسندة كاملة وكذلك ما قاله أئمة التفسير قديما وحديثا فيها وكذلك ما استنبط من هذه الآية علماء الفقه والأصول قديما وحديثا وفيها تفصيل مطول حول معنى التهلكة عند المفسرين والفقهاء
****************
وربما يسأل سائل لماذا هذه الطريقة الجديدة في التفسير والتي لم نتعود عليها من قبل ؟
فأقول وبالله التوفيق :
أردت من هذه الطريقة الجديدة عدة أمور :
الأول – أريد أن أكسر الحاجز التاريخي الذي ساد ردحا من الزمان والذي تميز بقصور الفهم والتعصب وضيق الأفق(1/695)
الثاني – أردت أن أربط الناس بقيمهم وبعلمائهم مباشرة حتى يرتبطوا بأولئك العظماء الذين أفنوا حياتهم لخدمة هذه الرسالة العظيمة وهم ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى : {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} (90) سورة الأنعام
الثالث – أردت أن أعوِّد طلاب العلم على سعة الأفق وعمق الفهم لكتاب الله تعالى فهو أساس سعادة البشرية كلها وهو الذي يقول الله تعالى عنه :
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (9) سورة الإسراء
يهدي للتي هي أقوم في عالم الضمير والشعور , بالعقيدة الواضحة البسيطة التي لا تعقيد فيها ولا غموض , والتي تطلق الروح من أثقال الوهم والخرافة , وتطلق الطاقات البشرية الصالحة للعمل والبناء , وتربط بين نواميس الكون الطبيعية ونواميس الفطرة البشرية في تناسق واتساق
ويهدي للتي هي أقوم في التنسيق بين ظاهر الإنسان وباطنه , وبين مشاعره وسلوكه , وبين عقيدته وعمله , فإذا هي كلها مشدودة إلى العروة الوثقى التي لا تنفصم , متطلعة إلى أعلى وهي مستقرة على الأرض , وإذا العمل عبادة متى توجه الإنسان به إلى الله , ولو كان هذا العمل متاعا واستمتاعا بالحياة (حلالا).
ويهدي للتي هي أقوم في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطاقة , فلا تشق التكاليف على النفس حتى تمل وتيأس من الوفاء . ولا تسهل وتترخص حتى تشبع في النفس الرخاوة والاستهتار . ولا تتجاوز القصد والاعتدال وحدود الاحتمال .(1/696)
ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض:أفرادا وأزواجا , وحكومات وشعوبا , ودولا وأجناسا , ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى , ولا تميل مع المودة والشنآن ; ولا تصرفها المصالح والأغراض . الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه , وهو أعلم بمن خلق , وأعرف بما يصلح لهم في كل أرض وفي كل جيل , فيهديهم للتي هي أقوم في نظام الحكم ونظام المال ونظام الاجتماع ونظام التعامل الدولي اللائق بعالم الإنسان .
ويهدي للتي هي أقوم في تبني االرسالات السماوية جميعها والربط بينها كلها , وتعظيم مقدساتها وصيانة حرماتها فإذا البشرية كلها بجميع عقائدها السماوية في سلام ووئام .000
الرابع – أردت أن أبين لطلاب العلم ولا سيما الناشئين منهم أن من عجز عن فهم ما قاله هؤلاء الأفذاذ من علمائنا فليس بطالب علم على الحقيقة وإن زعم ما زعم وادعى ما ادعى ، حيث إن كثيرا من طلاب العلم اليوم يعتمدون على بعض المختصرات أو النزر اليسير الذي أخذوه في الجامعات الإسلامية (( والتي يزداد اختزالها للعلم والمعرفة يوما بعد يوم )) أو أخذوا من شيخ واحد أو مشايخ قلائل أو من بعض التسجيلات الصوتية 000ويظنون أنهم أصبحوا يعرفون كل شيء فيفتون ويحللون ويحرمون دون علم ووعي حقيقيين 0
فأقول لهم : رويدكم ابحثوا ونقبوا واحفظوا وافهموا أولا ثم بعد ذلك دققوا وإن كنتم بعدها أهلا للفتوى وغيرها فلا حرج عليكم ولا سيما أن وسائل العلم صارت متوفرة لديكم فلا عذر لكم عند الله تعالى 0
الخامس – أردت أن أزيل من النفوس حاجز التعصب لشيخ معين أو لمذهب معين أو لبلد معين أو جماعة معينة فدين الله تعالى أوسع من هؤلاء جميعا0
والتعصب بكل أشكاله مذموم ، وصفة قبيحة بالإنسان
السادس – من الواجب علينا اليوم جمع ما تفرق وتناثر في كتب القدمين حول موضوع معين حتى نستطيع استيعابه وإن كان عندنا من جديد أدلينا بدلونا(1/697)
السابع – أريد جمع كلمة المسلمين على الحق ، وأنه يجب عليهم أن يوقنوا أن جميع المسلمين (( ولا سيما علماءهم )) قد قدموا كل ما يستطيعون لخدمة هذا الدين فعلينا أن ننظر إليهم بعين الإنصاف والاحترام ففي مسند أحمد عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَيْسَ مِنْ أُمَّتِى مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرَفْ لِعَالِمِنَا ». وهو حديث حسن
وإذا وجدناهم أخطؤا في فهم آية أو حديث أن نعذرهم لأنهم ليسوا بمعصومين ، بل أخطاؤنا أكثر من أخطائهم بكثير ، ولكننا لا نبصرها في كثير من الأحيان ، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل
الثامن – أنا أكتب لأمة موقن أنها ستعود لدينها وستفيء إليه ولو بعد حين كي تعود الروح فيها من جديد قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (24) سورة الأنفال
إنها دعوة إلى الحياة بكل صور الحياة , وبكل معاني الحياة . .
إنه يدعوهم إلى عقيدة تحيي القلوب والعقول , وتطلقها من أوهاق الجهل والخرافة ; ومن ضغط الوهم والأسطورة , ومن الخضوع المذل للأسباب الظاهرة والحتميات القاهرة , ومن العبودية لغير الله والمذلة للعبد أو للشهوات سواء . .
ويدعوهم إلى شريعة من عند الله ; تعلن تحرر "الإنسان" وتكريمه بصدورها عن الله وحده , ووقوف البشر كلهم صفا متساوين في مواجهتها ; لا يتحكم فرد في شعب , ولا طبقة في أمة , ولا جنس في جنس , ولا قوم في قوم . . ولكنهم ينطلقون كلهم أحراراً متساوين في ظل شريعة صاحبها الله رب العباد .(1/698)
ويدعوهم إلى منهج للحياة , ومنهج للفكر , ومنهج للتصور ; يطلقهم من كل قيد إلا ضوابط الفطرة , المتمثلة في الضوابط التي وضعها خالق الإنسان , العليم بما خلق ; هذه الضوابط التي تصون الطاقة البانية من التبدد ; ولا تكبت هذه الطاقة ولا تحطمها ولا تكفها عن النشاط الإيجابي البناء .
ويدعوهم إلى القوة والعزة والاستعلاء بعقيدتهم ومنهجهم , والثقة بدينهم وبربهم , والانطلاق في "الأرض" كلها لتحرير "الإنسان" بجملته ; وإخراجه من عبودية العباد إلى عبودية الله وحده ; وتحقيق إنسانيته العليا التي وهبها له الله , فاستلبها منه الطغاة !
ويدعوهم إلى الجهاد في سبيل الله , لتقرير ألوهية الله سبحانه - في الأرض وفي حياة الناس ; وتحطيم ألوهية العبيد المدعاة ; ومطاردة هؤلاء المعتدين على ألوهية الله - سبحانه - وحاكميته وسلطانه ; حتى يفيئوا إلى حاكمية الله وحده ; وعندئذ يكون الدين كله لله . حتى إذا أصابهم الموت في هذا الجهاد كان لهم في الشهادة حياة .
ذلك مجمل ما يدعوهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وهي دعوة إلى الحياة بكل معاني الحياة
إن هذا الدين منهج حياة كاملة , لا مجرد عقيدة مستسرة . منهج واقعي تنمو الحياة في ظله وتترقى . ومن ثم هو دعوة إلى الحياة في كل صورها وأشكالها . وفي كل مجالاتها ودلالاتها
فهل نحن مستجيبون ؟ !!!
***************
ولذا ستجد في هذا الملف مثلا الرجوع إلى مصادر كثيرة جدا قديما وحديثا وهذا واجب طالب العلم اليوم ، الذي هيأ الله تعالى له من الوسائل ما لم يهيئه للسابقين
فاعذروني أيها الإخوة على هذا الإسهاب والتطويل في شرح هذه الآية الكريمة وأمثالها
قال تعالى على سان النبي شعيب عليه السلام :(1/699)
{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (88) سورة هود
**************
الباحث في الكتاب والسنة
أبو حمزة الشامي
5 جمادى الآخرة 1425 هـ الموافق 22/7 /2004 م
---
(1/700)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شبهتين بحاجة الى الرد عليهما
---
شبهتين بحاجة الى الرد عليهما
---
الصياد
08-15-2004, 10:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله
وجدت هاتين الشبهتين واحببت ان اطرحهما هنا لعلى اجد رداً عليهما من اهل العلم
الشبهة الاولى :
قال تعالى :" (( قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ))
فعندما تصفحنا التفسير في جامع البيان عن تأويل آي القرآن (للطبري) قرأت هذا الحديث :
8521 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه سأل عائشة عن قوله: {والمقيمين الصلاة} وعن قوله: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون} [المائدة: 69] وعن قوله: {إن هذان لساحران} [طه: 63] فقالت: يا ابن أختي هذا عمل الكتاب أخطئوا في الكتاب.
وذكر أن ذلك في قراءة ابن مسعود: "والمقيمون الصلاة".
-----------انتهى ----------
فهل هو خطأ الكتاب ،، ام قراءة من القراءات ؟
واذا كانت قراءة اين الدليل ؟
ثم قد قرأت في الدر المنثور ((للسيوطي)) قوله :
((وأخرج ابن أبي داود عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي قال: لما فرغ من المصحف أتى به عثمان فنظر فيه فقال: قد أحسنتم وأجملتم، أرى شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها، قال ابن أبي داود: هذا عندي يعني بلغتها فينا، وإلا فلو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعا لما استجاز أن يبعث إلى قوم يقرأونه.
وأخرج ابن أبي داود عن عكرمة قال: لما أتى عثمان بالمصحف رأى فيه شيئا من لحن، فقال: لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا.
وأخرج ابن أبي داود عن قتادة أن عثمان لما رفع إليه المصحف قال: إن فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها.(1/701)
وأخرج ابن أبي داود عن يحيى بن يعمر قال: قال عثمان: إن في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها. ))
الشبهة الثانية :
هل اختلطت الواو بالصاد وقت كتب المصحف ؟
الجامع لأحكام القرآن (القرطبي)
قوله تعالى: "وقضى" أي أمر وألزم وأوجب. قال ابن عباس والحسن وقتادة: وليس هذا قضاء حكم بل هو قضاء أمر. وفي مصحف ابن مسعود "ووصى" وهي قراءة أصحابه وقراءة ابن عباس أيضا وعلي وغيرهما، وكذلك عند أبي بن كعب. قال ابن عباس: إنما هو "ووصى ربك" فالتصقت إحدى الواوين فقرئت "وقضى ربك" إذ لو كان على القضاء ما عصى الله أحد. وقال الضحاك: تصحفت على قوم "وصى بقضي" حين اختلطت الواو بالصاد وقت كتب المصحف. وذكر أبو حاتم عن ابن عباس مثل قول الضحاك. وقال عن ميمون بن مهران أنه قال: إن على قول ابن عباس لنورا؛
جامع البيان عن تأويل آي القرآن (الطبري)
16755 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن عيسى، قال: ثنا نصير بن أبي الأشعث، قال: ثني ابن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، قال: أعطاني ابن عباس مصحفا، فقال: هذا على قراءة أبي بن كعب، قال أبو كريب: قال يحيى: رأيت المصحف عند نصير فيه: "ووصى ربك" يعني: وقضى ربك.
16756 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } قال: وأوصى ربك.
فتح الباري (ابن حجر)
وقد جاء عن ابن عباس نحو ذلك في قوله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) قال " ووصى " التزقت الواو في الصاد، أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيد عنه.
فتح الباري (ابن حجر)
وتفسير (قضى ربك أن لا تعبدوا) بمعنى وصى منقول من مصحف أبي بن كعب أخرجه الطبري، وأخرجه أيضا من طريق قتادة قال: هي في مصحف ابن مسعود ووصى، ومن طريق مجاهد في قوله: وقضى قال: وأوصى ومن طريق الضحاك أنه قرأ " ووصى " وقال: ألصقت الواو بالصاد فصارت قافا فقرئت وقضى، كذا قال واستنكروه منه.(1/702)
وأما تفسيره بالأمر كما قال أبو عبيدة فوصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، ومن طريق الحسن وقتادة مثله، وروى ابن أبي حاتم من طريق ضمرة عن الثوري قال: معناه أمر ولو قضى لمضى، يعني لو حكم.
ما صحة هذا القول ايها الاخوة
---
(1/703)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الياء العربية اللسانية
---
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الياء العربية اللسانية
---
فرغلي عرباوي
05-05-2004, 01:23 AM
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الياء العربية اللسانية
1. التعريف بمخرج صوت الياء العربية اللسانية
2. التعريف بصفات صوت الياء العربية اللسانية
3. ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الياء اللسانية
التعريف بمخرج صوت الياء العربية اللسانية
صوت الياء العربية اللسانية - غير المدية - يتولد صوتها عندما يصطدم وسط اللسان بما يحاذيه من قبة الحنك الأعلى العظمي , وفي حالة سكونها لا يغلق وسط اللسان مع محاذيه من الحنك الأعلى الصلب والسبب أن الياء العربية اللسانية صوتها قابل للمط والجريان لأنها من الحروف الرخوة التي يجري معها الصوت جريانا كليا والياء العربية اللسانية يسميها علماء الأصوات حرف لساني حنكي نسبة لوسط اللسان وما يحاذيه من غار الحنك الأعلى العظمي ويسمها علماء اللغة والتجويد بحرف شجري يخرج من شجر اللسان أي وسطه أما الياء المدية الجوفية فمنشأ صوتها يتولد أيضا من وسط اللسان ولكن بعدها يتحول الصوت عبر المخرج الجوفي وهو الفراغ المتسع في التجويف الفموي والحلقي والياء اللسانية إن سكنت وانفتح ما قبلها سميت بالحرف الليني ومخرج صوتها أيضا من الوسط .
التعريف بصفات صوت الياء العربية اللسانية(1/704)
ينشأ صوت الياء العربية اللسانية من المخرج الخامس من مخارج اللسان وهو وسطه مع محاذيه من وسط سقف الحنك الأعلى الصلب وهي حرف مجهور بحبس جريان هواء النفس معها وحرف رخو بجريان الصوت معها جريانا كليا وحرف مستفل تنخفض مؤخرة اللسان بها إلى قاع الفم وحرف منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند التلفظ بها وحرف ليني أي يخرجُ الحرف من مخرجِهِ بِسُهُولَةٍ وبدُونِ كُلْفَةٍ على اللسان فيما لو سكنت وانفتح ما قبلها وحرف مرقق أي نحولٌ يدخُلُ على صوت الحرفِ فلا يملتىء الفمُ بصداه.
ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الياء اللسانية
صوت الياء العربية اللسانية هذا الحرف يخطئ بعض الناس في النطق بها عند تلاوتهم لكتاب ربهم وذلك من عدة وجوه :
1. تفخيمها ولاسيما إن أتى بعدها حرف الاستعلاء أو الألف فكن كالحاكم العادل بين الحروف فأعط كل ذي حق حقه من أصوات الحروف القرآنية واحذر أن يطغى المفخم القوي على المرقق الضعيف نحو ) يَطَأُونَ)(التوبة: من الآية120) ) يَخْصِفَانِ )(لأعراف: من الآية22) ) يَخِصِّمُونَ)(يّس: من الآية49) ) يَضَّرَّعُونَ)(لأعراف: من الآية94) )ً يَغْشَى )(آل عمران: من الآية154) ) يَصْدِفُونَ)(الأنعام: من الآية46) ) يَقْتُلُونَ)(المائدة: من الآية70) ) يَظْلِمُونَ)(البقرة: من الآية57) وأحرى أن ترققها لو اجتمع الألف والتفخيم في كلمة نحو ) صَيَاصِيهِمْ )(الأحزاب: من الآية26) ) شَيَاطِينِهِمْ )(البقرة: من الآية14) .(1/705)
2. إذا شددت الياء وجب بيان نبرها بمعني بيان التشديد وبيان أن هناك حرف ساكن وحرف متحرك لأن الياء فيها ثقلا وإذا شددت قوى الثقل فلا ينقاد لذلك اللسان إلا بكلفة ورياضة والغالب على الناس إهمال بيان الشدة في الياء ومن يهمل ذلك تحولت الياء من التشديد لياء مدية مخففة وذلك فيه إسقاط حرف من التلاوة نحو )إِيَّاكَ )(الفاتحة: من الآية5) ) صَبِيّاً)(مريم: من الآية12) ) تَحِيَّةً )(النور: من الآية61) ) لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ )(النور: من الآية35) ) زَكَرِيَّا )(آل عمران: من الآية37) )ِّ الْقَيُّومِ)(طه: من الآية111) )تَحِيَّتُهُمْ)(الأحزاب: من الآية44) ) سَيِّئَةٌ)(لأعراف: من الآية131) ) فِي أَيَّامٍ )(البقرة: من الآية203).
3. يجب على القارئ بيان الياء المشددة و نبرها ولاسيما إن أتى قبلها حرف مشدد فإن اللسان يشتغل ببيان المشدد الأول عن الثاني ولثقل ذلك وصعوبته على اللسان وفيه كلفة عليه نحو ) وَذُرِّيَّاتِهِمْ )(الأنعام: من الآية87) ) وَذُرِّيَّاتِهِمْ )(غافر: من الآية8) ) رِبِّيُّونَ )(آل عمران: من الآية146) ) السَّيِّئَات)(النحل: من الآية45) ) السَّيِّئَاتُ)(هود: من الآية10) شبهه .(1/706)
4. لابد للقارئ من بيان نبر الياء المشددة الموقوف عليها ومعنى النير مزيد ضغط على مخرج صوت الحرف ويضبط بالمشافهة من شيوخ الأداء المسندين ولو أهمل القارئ النبر أو بيان المشدد الموقوف عليه فقد حذف حرف من التلاوة لأن الوقف محل استراحة فيخفى فيه التشديد اكثر من الوصل نحو ) الْحَيِّ )(الروم: من الآية19) ) وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ )(آل عمران: من الآية27) )نَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيّ)(الشورى: من الآية45) ) بِمُصْرِخِي)(ابراهيم: من الآية22) ) وَهُوَ الْعَلِيُّ )(الشورى: من الآية4) ) فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيّ)(غافر: من الآية12) ) وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيّ)(لقمان: من الآية30) )اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ )(البقرة: من الآية255) ) وَهُوَ الْعَلِيُّ )(البقرة: من الآية255) .
5. وهناك بعض المتساهلين من القراء المبتدئين يبالغون في تشديد الياء وذلك بزيادة زمن ذلك الشد ومطها وإحداث رخاوة في صوتها وذلك لحن أيضا نحو ) وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(الفاتحة: من الآية5) )َ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(البقرة: من الآية255) .
6. وهناك من يشددها في كلمة لا تشديد فيها وذلك إذا تحركت الياء بكسرة وقبلها فتح نحو )فَإِمَّا تَرَيِنَّ )(مريم: من الآية26) أو بفتح وقبلها كسر نحو ) وَتَعِيَهَا أُذُنٌ )(الحاقة: من الآية12) أو بفتح وقبلها فتح نحو ) لا شِيَةَ فِيهَا )(البقرة: من الآية71) والواجب أن تلفظ الياء بلطف مع بيان حركتها لئلا يشوبها تشديد أو نبر في صوتها وهذه الزيادة لاتجوز في كتاب الله .(1/707)
7. ومن الأخطاء في نطقها زيادتها في كلمة غير موجودة فيها وهذا ما يسمى بالتمطيط أو الإدخال أي أن القارئ أدخل حرفا في كتاب الله لم يكن موجودا نحو ) فِئَةٍ )(القصص: من الآية81) ) فَلْيَأْتِنَا)(الأنبياء: من الآية5) )لِإِيلافِ)(قريش: من الآية1) وكثر من العوام القراءة بزيادة ياء بعد الفاء وهذا لحن فاحش لا تحل القراءة به .
8. والبعض يحذف ياء الصلة الصغري والسبب أنها ترسم بخط صغير جدا فعلى القارئ أن ينتبه ذلك وعليه بالتلقي من شيوخ الأداء المسندين في كيفية النقل الصوت لكتاب الله تعالى وكما قال من سلف القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول الأمثلة نحو ) يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى)(البقرة: من الآية73) ) يُحْيِي وَيُمِيتُ)(التوبة: من الآية116) )وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ )(المؤمنون: من الآية80) )اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ)(الحديد: من الآية17) )وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ )(الحجر: من الآية23) )إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي )(قّ: من الآية43) فالواجب على القارئ بيان ياء الصلة الصغرى ومدها بقدر حركتين بشرط ألا يقع بعدها ساكن أو همز في الخط .
9. ومن الأخطاء أيضا زيادة زمنها وصلا أو مدها بقدر غير المتلقي من الشيوخ وخاصة لو كانت ساكنة مفتوحا ما قبلها نحو )ءٌ عَلَيْهِمْ)(المنافقون: من الآية6) ) عَلَيْهِمْ)(الفاتحة: من الآية7) )َ لَدَيْهِمْ )(آل عمران: من الآية44) .(1/708)
10. وإن تكررت وسكن الثاني وجب بيانها وإظهارها برفق من غير تفكيك ولا نبر نحو )إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا)(البقرة: من الآية26) ) فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ)(الأحزاب: من الآية53) ) ثُمَّ يُحْيِيكُم)(البقرة: من الآية28) )ْ لِمَا يُحْيِيكُمْ )(لأنفال: من الآية24) )قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ )(الجاثية: من الآية26) ) كَذَلِكَ يُحْيِي )(البقرة: من الآية73) ) أَحْيَيْنَاهَا )(يّس: من الآية33) ) الْأُنْثَيَيْن)(النساء: من الآية11) ) الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ)(الأنعام: من الآية143) فهذا كله يجب بيانه بإعطائه من الحركة حقه من غير تعسف ولا نبر لأن الياء حرف ثقيل وإذا تكررت تكرر الثقل وإذا تحركت كان أثقل .
11. وإذا تكررت الياءات وجب البيان لهم وخاصة لو جاء في الخط ثلاث ياءات متتاليات )إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ )(لأعراف: من الآية196)وَإِذَا حُيِّيتُمْ )(النساء: من الآية86) ) وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ )(الكهف: من الآية28) ) أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا )(يوسف: من الآية101) ) الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ)(لأعراف: من الآية146) وذلك لثقل الياءات والتكرير والكسر والتشديد .
12. ومن الأخطاء أيضا إدغامها في مثلها وهي حرف مد ولين نحو ) فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه)(آل عمران: من الآية31) ) فِي يُوسُف)(يوسف: من الآية7) )الَّذِي يُوَسْوِسُ)(الناس: من الآية5) لأن اجتماع المثلين وسكون الأول منهما أقرب للإدغام من غيره وهو في هذا الموضع لا يجوز ولم يقرأ به أحد من القراء ولكي تخرج من هذا المحذور عليك أن تعطي الياء الأولى حقها من المد الطبيعي الذي لا تقوم ذات الحروف إلا به ثم تنطق بالياء الثانية بلطف .(1/709)
13. وإن كانت الياء مكسورة وبعدها ساكن وجب أن تخفف الكسرة ولا تحدث نبر فيها وتسهل التلفظ بصوتها نحو ) طَرَفَيِ النَّهَارِ)(هود: من الآية114) )يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ)(يوسف: من الآية39) ) يَدَيِ اللَّهِ )(الحجرات: من الآية1) .
14. ينبغي على القارئ ألا يخطفها فتبدو كأنها نصف ياء وكذلك عليك أن تحذر من زيادة إشباع كسر الحرف الذي قبلها إن كان مكسورا حتى لا يتولد من هذا المط ياء مدية نحو ) إِيَّاكُمْ)(سبأ: من الآية24).
15. والبعض من القراء يبالغ في بيان التشديد والنبر والضغط الزائد على وسط اللسان وغار الحنك العظمي عند تلفظه بصوت الياء فيخرج صوتها ممزوجا بصوت الجيم اللسانية نحو )إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5) .
16. على القارئ أن يحذر من المبالغة الشديدة في ترقيق صوت الياء خشية أن يؤول صوتها إلى الإمالة وذلك محذور التلفظ به إلا والواجب على القارئ عدم العمل به وأن يحذر غيره من ذلك مع مطالبة نفسه بالإكثار من ذكر الله تعالى .
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الصوتيات التجويدية القرآنية
---
فرغلي عرباوي
05-11-2004, 01:03 AM
قال صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) عليك أخي الحبيب بالحصول والعمل للوصول على هذه الخيرية
---
سلطان الفقيه
03-17-2006, 09:24 PM
الأستاذ/فرغلي ـوفقه الله ـ قولك في الوجه الثامن:البعض يحذف ياء الصلة الصغرى والسبب أنها ترسم بخط صغير جداً.أقول والله أعلم أن ذلك مخالف للرسم العثماني الذي رسمت به وهو أنها بدون ياء مثل لمحي، والأمثلة التي ذكرتها،وأرجو منك اعطائي من ذكر ذلك من العلماء؟جزاكم الله خيراً.
---
(1/710)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فنون (فن الدعاء 233)
---
فنون (فن الدعاء 233)
---
د. محمد مشرح
10-11-2005, 05:58 PM
فن الدعاء 233
يا رحيما وحليما وعظيما نتضرع إليك ،،، أن ترحم نفوسا مقصرة تعترف بتقصيرها إليك ، فلا تعذبها وأنت الحليم سبحانك . وعظمتك تأبى المؤاخذة على الذنوب وإن كانت كبارا ما دام أن أصحابها يخافونك ويخشون عذابك ، ويحاولون التسديد والزلفى إليك .
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
---
(1/711)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن" الفوائد المشوق ".
---
سؤال عن" الفوائد المشوق ".
---
طالب العلم
09-04-2003, 06:13 AM
ماصحة نسبة كتاب " االفوائد المشوق " إلى ابن القيم ؟
---
أحمد البريدي
09-04-2003, 01:36 PM
جوابك تم الحديث عنه في هذا الرابط :http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=762
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2003, 01:40 PM
أخي الحبيب طالب العلم وفقه الله
سبق الحديث حول هذا الموضوع في مشاركة سابقة طرحها بعض الإخوة . وخلاصة الإجابة هي أن هذا الكتاب المنسوب لابن القيم رحمه الله تعالى هو مقدمة للتفسير الكبير الذي وضعه ابن النقيب رحمه الله تعالى ، وهو مملوء بالمباحث البلاغية وتعتبر هذه المقدمة من المراجع المهمة في علم البلاغة.
وقد قام أحد الأساتذة بتحقيقه وطبعته دار الخانجي وذكر في مقدمة تحقيقه أكثر من عشرة مرجحات ترجح عدم صحة نسبة هذا الكتاب لابن القيم رحمه الله ، وتؤكد نسبته لابن النقيب رحمه الله . منها أسلوب الكتاب الذي يختلف عن أسلوب ابن القيم ، ومنها أن ابن النقيب يثبت وجود المجاز في اللغة وفي القرآن بخلاف ابن القيم رحمه الله الذي لايرى ذلك وغيرها من المرجحات. وقد كان الكتاب بين يدي قبل أسابيع وقرأت هذا فيه وعندما بحثت عنه الآن لم أجده فلعلي أن أبحث عنه في المكتبة وأفصل لك القول إن شاء الله لاحقاً.
---
أبو صفوت
09-04-2003, 09:50 PM
هل تفسير ابن النقيب قد طبع كاملا وإذا لم يكن طبع فهل مخطوطته كاملة وأين مكانها وما هو رأيكم في هذا التفسير من خلال مقدمته التي طبعت وهل هو على منهج السلف في العقيدة؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2003, 10:20 PM
أخي الكريم أبا صفوت(1/712)
ذكر الأخ المنصور في مشاركة سابقة على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=799) أنه قد اطلع على مخطوطة تفسير ابن النقيب في مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة ، ولكنه لم يبين منهج ابن النقيب فيه لأن الكتاب لم يطبع بعد.
---
طالب العلم
09-10-2003, 07:38 PM
الشيخين الفاضلين عبدالرحمن الشهري وأحمد القصير أشكر لكما هذه الإفادة القيمة وأعتذر اليكما عن التأخر في الرد بسبب إصابة الجهاز بفيروس Blaster فالشكر لكما مجددا
15
---
(1/713)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن مراجع لدراسة موضوع (أسلوب الاستفهام في القرآن الكريم)
---
سؤال عن مراجع لدراسة موضوع (أسلوب الاستفهام في القرآن الكريم)
---
أبو حاتم المغربي
03-07-2006, 11:29 PM
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته
أتقدم بالشكر لأهل الملتقى والمشاركين فيه من أهل العلم وطلبته .
وأحب الاستفادة منكم في موضوع أكتب فيه هذه الأيام ، وهو موضوع :
أسلوب الاستفهام في القرآن الكريم
والذي أعلمه من ذلك مما كتب في هذا الباب هو كتاب للدكتورعبدالعليم فودة .
وأسلوب الاستفهام في القرآن لعبد الكريم يوسف
وأرجو ممن عنده إفادة في هذا الباب أن يفيدنا.
أخوكم أبو حاتم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
روضة
03-08-2006, 12:06 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
من الكتب التي قد تفيدك في هذا الموضوع، كتب (علم المعاني/النظم)؛ لأن الاستفهام مبحث من مباحث هذا العلم، فيبين المؤلفون أغراض الاستفهام، وعادة ما يستشهدون بآيات القرآن الكريم لتوضيح ذلك.
وأذكر أن هناك كتاباً عن الاستفهام في القرآن لعبد العظيم المطعني.
---
عبدالرحمن الشهري
03-08-2006, 09:37 PM
هناك دراسات وبحوث حول هذا الموضوع منها :(1/714)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gif التفسير البلاغي للاستفهام في القرآن الكريم للأستاذ الدكتور عبدالعظيم بن إبراهيم المطعني. وهوتفسير موضوعي لألف ومائتين وستين آية قرآنية اشتملت على أساليب الاستفهام . وهذه المواضع هي التي حصرها الأستاذ الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله في كتابه (دراسات لأسلوب القرآن الكريم). ولعل هذا الكتاب هو ما عنته الأخت روضة عبدالكريم أعلاه ، وللعلم أن هذا الكتاب كان في فكرته الأولى كتاباً صغيراً في دراسة مختصرة ، ثم وسعه الدكتور المطعني بعد ذلك ، فجاء في أربعة مجلدات ، من إصدار مكتبة وهبة بالقاهرة.
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifالهمزة وأثرها وأحوالها في لغات العرب للدكتور عبدالعظيم الشناوي ، وهي دراسة لغوية لا بلاغية .
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifأساليب الاستفهام في القرآن للأستاذ عبدالعليم فودة وقد أشرتم إليها.
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifمعاني الاستفهام بالهمزة وهل في القرآن الكريم ، للباحث سليت داود كيلي ، رسالة ماجستير في كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، 1402هـ .
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifوهناك كتب أخرى أذكرها بهذا العنوان (أسلوب الاستفهام في القرآن الكريم) لكنني لا أدري أين هي الآن في المكتبة ، وإذا وجدتها أضفتها لك هنا . وأما البحوث المنشورة في المجلات العلمية المحكمة فهي كثيرة .
---
أبو حاتم المغربي
03-09-2006, 11:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد شكر الله لكم أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري على إفادتكم القيمة وأنا في انتظار الجديد منكم
---
(1/715)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > صدور ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الدانماركية
---
صدور ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الدانماركية
---
عبدالرحمن الشهري
11-12-2006, 07:38 AM
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_246184556a543d6691.jpg
رحبت الجالية الإسلامية في الدانمارك على لسان "قاسم سعيد أحمد"، الناطق بلسان الوقف الاسكندنافي في العاصمة "كوبهاجن" بصدور ترجمة للقرآن الكريم، والتي أصدرتها دار نشر دانماركية، حيث تعد الأولى منذ عام 1967، مؤكدًا أن ترجمة القرآن الكريم سيساهم في رفع مستوى الحوار بين الأديان والحضارات.
وأضاف سعيد، طبقًا لما ذكره موقع "باب" الإلكتروني، أن ترجمة معاني آيات القران الكريم صدرت في لغة دانماركية بسيطة وسهلة تعمل على أن يتمكن طلاب المدارس وأفراد الجيل الثاني من المسلمين الذين لا يتقنون العربية من فهم تعاليم دينهم.
وأعرب عن تثمين الوقف الإسكندنافي البالغ للجهود الأكاديمية التي بذلت في إعداد ونشر هذه الترجمة، وأنه يتوقع أن يتم وضع تقييم جيد من الناحية الشرعية لها من قبل لجنة متخصصة باللغة والفقه الإسلامي بمساعدة من المراقبين في السعودية والأزهر.
جدير بالذكر، أن صدور هذه الترجمة يأتي في وقت تشهد فيه الدانمارك نقاشًا وحوارًا متزايدًا حول الإسلام والعلاقة مع العالم الإسلامي.
من جانبها، أوضحت "إيلين ولف"، المشرفة على الترجمة أن الهدف من ترجمة القرآن كان تعريف الدانماركيين بالإسلام، وذلك من أجل تخطي الإشاعات وإساءة الفهم والتزوير لمبادئه والاتهامات الموجهة له، كما يحدث في صفوف القوى اليمينية في الدانمارك، مشيرة إلى أنه لا يجب النظر إلى الترجمة وكأنها نص مقدس باللغة الدانماركية، بالنظر إلى القرآن باللغة العربية .. معتبرة أن الترجمة إنما هي لمعاني كلمات القرآن.(1/716)
المصدر : مفكرة الإسلام (http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=18847)
---
أحمد البريدي
11-16-2006, 11:54 AM
الحمد لله على إنجاز هذا العمل , فبمثل هذه الأعمال الإيجابية مع الوقت سيتمنوا ألف مرة أنهم لم يفتحوا هذه الجبهة عليهم , فالمسلمون ولله الحمد قادرون للدفاع عن دينهم ونبيهم , وعرض القرآن بين أمة تعاني من خواء روحي سيحدث أثراً ولا شك ولو بعد حين فالصبر الصبر أمة الإسلام .
---
(1/717)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التوجيه البلاغي عند المفسرين
---
التوجيه البلاغي عند المفسرين
---
رحمة
02-04-2006, 02:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ‘النبي المصطفى الكريم وعلى آله وصحبه ومن سارعلى نهجه إلى يوم الدين
وبعد
فإني أشكركم جزيل الشكر على قبولكم انضمامي للملتقى ،وكما أشكركم على ما قدمتموه من مواضيع لخدمة هدا الدين الحنيف فجزاكم الله خيرا
أما فيما يتعلق بالموضوع فنرجو منكم اطلاعنا على جهود العلماء المفسرين الأجلاء في توجيههم للمعنى البلاغي في التفسير ،وكما نرجو منكم عرض الكتب والرسائل المتناولة هدا الموضوع أعانكم الله على خدمة ديننا الحنيف
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
يوسف العليوي
02-11-2006, 02:56 PM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد،
فيجمع العلماء الباحثون في إعجاز القرآن -ما عدا من يقول بالصرفة وحدها وجهاً للإعجاز- أن البلاغة وجه من وجوه الإعجاز، بل هو الوجه الذي يلازم القرآن في كل سوره. لذا عني العلماء الذين درسوا الإعجاز بهذا الجانب أكثر من غيره، حتى أصبح معظم الكتب المؤلفة في الإعجاز القرآني مصادر بلاغية، ثم صار البلاغيون يؤلفون مؤلفاتهم البلاغية لتكون وسيلة لفهم الإعجاز القرآني.
• والمفسرون منذ نشأة التدوين وهم يعنون بهذا الجانب، وأذكر بإيجاز من عنايتهم:(1/718)
أولاً: في مقدمات تفاسيرهم التي غالباً ما يذكرون فيها شيئاً مما يتعلق بإعجاز القرآن وعلومه وأصول تفسيره ينبهون إلى الوجه البلاغي في الإعجاز القرآني، وانظر مثلاً مقدمات تفاسير "المحرر الوجيز" لابن عطية (ت 546) ، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (ت 671هـ) ، و"التسهيل لعلوم التنزيل" لابن جزي (741هـ) ، و"البحر المحيط" لأبي حيان (ت 745هـ) ، و"التقييد الكبير" للبسيلي (ت 830هـ) ، و"محاسن التأويل" للقاسمي (ت 1332هـ)، و"التحرير والتنوير" للطاهر ابن عاشور (ت1393هـ)، وغيرها.
ثانياً: كذلك في المقدمات يؤكدون على أهمية العلم ببلاغة العرب لتفسير القرآن الكريم، وينظر مثلاً: تفسير "البسيط" للواحدي (ت 468هـ)، ومما قاله: (إن طريق معرفة تفسير كلام الله تعالى تعلم النحو والأدب، فإنهما عمدتاه، وإحكام أصولهما، وتتبع مناهج لغات العرب فيما تحويه من الاستعارات الباهرة، والأمثال النادرة، والتشبيهات البديعة، والملاحن الغريبة، والدلالة باللفظ اليسير على المعنى الكثير، مما لا يوجد مثله في سائر اللغات…)، وتفسير "الكشاف" للزمخشري (ت 538هـ) ، وتفسير أبي حيان (ت 745هـ)، وتفسير البسيلي (ت 830هـ)، وتفسير القاسمي (ت 1332هـ)، وتفسير ابن عاشور (ت1393هـ)، وغيرها.(1/719)
ثالثاً: في تفسيرهم لآيات القرآن الكريم لا يغفلون البلاغة على اختلاف بينهم في العناية بها، لكننا نجد عناية فائقة لدى عدد منهم كابن جرير الطبري (ت 310هـ) في تفسيره "جامع البيان عن تأويل أي القرآن"، وقد صرح بعنايته في مقدمته حيث قال: (بيِّنٌ –إذ كان موجوداً في كلام العرب الإيجاز والاختصار، والاجتزاء بالإخفاء من الإظهار، وبالقلة من الكثرة في بعض الأحوال، واستعمال الإطالة والإكثار، والترداد والتكرار، وإظهار المعاني بالأسماء دون الكناية عنها، والإسرار في بعض الأوقات، والخبر عن الخاص في المراد بالعام الظاهر، وعن العام في المراد بالخاص الظاهر، وعن الكناية والمراد منه المصرح، وعن الصفة والمراد الموصوف، وعن الموصوف والمراد الصفة، وتقديم ما هو في المعنى مؤخر، وتأخير ما هو في المعنى مقدم، والاكتفاء ببعض من بعض، وبما يظهر عما يحذف، وإظهار ما حظه الحذف- أن يكون ما في كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك في كل ذلك له نظيراً، وله مثلاً وشبيهاً) ثم قال: (ونحن مبينو جميع ذلك في أماكنه إن شاء الله ذلك وأمد منه بعون وقوة)، وابن عطية (ت 546هـ)، والزمخشري (ت 5هـ) ، وابن جزي (ت 741هـ)، وقال في مقدمة تفسيره عن أنواع البديع ومباحث البلاغة: (ونبهنا على كل نوع في المواضع التي وقع فيها من القرآن...)، وأبي حيان (ت 745هـ) وقال في مقدمة تفسيره مبيناً منهجه: (ثم أختتم الكلام في جملة من ألايات التي فسرتها إفراداً وتركيباً بما ذكروا فيها من علم البيان والبديع ملخصاً)، والبيضاوي (ت ) في تفسيره ""، والبسيلي (ت 830هـ)، وأبي السعود (ت ) في تفسيره ""، والشوكاني (ت 1250هـ) وقال في تفسيره "فتح القدير" مبيناً منهجه: (وأخذي من بيان المعنى العربي والإعرابي والبياني بأوفر نصيب)، والقاسمي (ت 1332هـ)،وابن عاشور (ت 1393هـ) وهو من أكثر المفسرين عناية بالبلاغة.(1/720)
وهناك محاولات للاتجاه البياني في التفسير لإخراج تفسير بياني للقرآن الكريم، خرج منها فيما أعلم جزءان للدكتورة عائشة عبد الرحمن، تناولت عدداً من قصار السور، وينظر في هذا الاتجاه "اتجاهات ااتفسير في القرن الرابع عشر" للدكتور فهد الرومي.
وقد كُتبت رسائل في دراسة البحث البلاغي عند عدد من المفسرين، ومما رأيته مطبوعاً: "البلاغة عند المفسرين حتى نهاية القرن الرابع الهجري" للدكتور رابح دوب، و"البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري" للدكتور محمد أبو موسى، و"المقاييس البلاغية في تفسير التحرير والتنوير" للدكتور حواس بري، وغيرها.
• من الأهمية التنبيه إلى أن كثيراً ممن كتب في التفسير وكان له عناية بالبلاغة ينتمون إلى مذاهب عقدية تخالف منهج أهل السنة والجماعة، فعلى القارئ أن يتفطن لدقة بعض هؤلاء في الإفادة من البلاغة لتوجيه الرأي العقدي المخالف.(1/721)
ولعل أوضح من يمثل ذلك الزمخشري في تفسيره ”الكشاف“، حتى قال عنه البلقيني [عن الإتقان4/213]: (استخرجت من الكشاف اعتزالاً بالمناقيش…)، وقال ابن تيمية [مقدمة التفسير: ضمن مجموع الفتاوى13/358]: (ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة فصيحاً، ويدس البدع في كلامه، وأكثر الناس لا يعلمون، كصاحب الكشاف ونحوه، حتى إنه يروج على خلق كثير ممن لا يعتقد الباطل من تفاسيرهم الباطلة ما شاء الله، وقد رأيت من العلماء المفسرين وغيرهم من يذكر في كتابه وكلامه من تفسيرهم ما يوافق أصولهم التي يعلم أو يعتقد فسادها ولا يهتدي لذلك)، وقال ابن خلدون متحدثاً عن البلاغة [مقدمة ابن خلدون2/256، وانظر: 2/123]: (وأكثر تفاسير المتقدمين غفل عنه حتى ظهر جار الله الزمخشري، ووضع كتابه في التفسير، وتتبع آي القرآن بأحكام هذا الفن، بما يبدي البعض من إعجازه، فانفرد بهذا الفضل على جميع التفاسير، لولا أنه يؤيد عقائد أهل البدع عند اقتباسها من القرآن بوجوه البلاغة). وانظر أيضاً إلى تفاسير الماتريدية كـ”تأويلات أهل السنة“ لأبي منصور الماتريدي، و”مدارك التنزيل“ للنسفي، وإلى تفاسير الأشاعرة كـ”مفاتيح الغيب“ للرازي، و”أنوار التنزيل“ للبيضاوي، و”إرشاد العقل السليم“ لأبي السعود، وغيرها من تفاسير المبتدعة، لتدرك كيف يطوع هؤلاء الأساليب البلاغية لخدمة مذاهبهم العقدية.
ويحسن في هذه المسألة الرجوع إلى كتاب "المدخل إلى دراسة بلاغة أهل السنة" للدكتور محمد الصامل، فإنه كتاب قيم لدارسي التفسير والبلاغة واللغة. ويمكن النظر في هذين الرابطين:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2430
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4466
هذه لمحات موجزة حول الموضوع، أرجو أن يكون فيها ما يفيد الأخت رحمة وغيرها.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
عمر المقبل
02-13-2006, 03:32 PM
إضافة متميزة ... شكر الله لكم أبا عبدالله .
---(1/722)
محمد مطني
02-13-2006, 07:00 PM
بأمكان الاخ اللذي يريد شيء عن الاعجاز البلاغي للقرآن الرجوع الى موقع الدكتور حسام النعيمي والدكتور محمد فاضل السامرائي والدكتور احمد الكبيسي
1- التعبير القرآني
2- لمسات بيانية
3- الكلمة واخواتها في القرآن الكريم
مع التقدير
---
عمر المقبل
02-14-2006, 06:24 AM
الأخ محمد مطني : لعلك تقصد (نعمان فاضل السامرائي) ؟
وليتك أكملت الإفادة بوضع الرابط الإلكتروني .
---
فهد الناصر
02-14-2006, 01:48 PM
عرض موجز دقيق أشكرك عليه أخي يوسف العليوي ، وهذا الذي نريده دوماً في الأجوبة كما تعودنا في هذا الملتقى الحبيب ، وفي الروابط التي أحلتم عليها فوائد قيمة بارك الله فيكم.
لعل الأستاذ محمد مطني يعني الدكتور فاضل بن صالح السامرائي . وكتبه معروفة ، وقد سبق ذكره في الملتقى لو بحثت عنه. وأضم صوتي لأخي عمر المقبل : وليتك أكملت الإفادة بوضع الرابط الإلكتروني .
---
أبو حسن الشامي
02-15-2006, 11:11 AM
أعتقد أن هذا هو الرابط الذي ذكره الأخ :
http://www.islamiyyat.com
---
رحمة
12-16-2006, 01:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا وحبيبنا محمد ـ صلى الله وعليه وسلم ـ وعلى آله ومن سار تهجه إلى يوم الدين
أما بعد(1/723)
فأشكر الله ـ عز وجل ـ ثم أشكركم جزيل الشكر على إثرائكم للموضوع وإفادتكم لي عظيم الفائدة فبفضل الله وفضلكم أساتذتي الكرام من مشرفين وأعضاء تمكنت من اختيار الموضوع والسير في البحث فوضعت خطة البحث بعد نضج فكرة الموضوع وكما أوجه شكري الخالص للأستاذ الفاضل يوسف بن عبد الله العليوي على هذه اللمحات الموجزة ففيها ما أفادني الموضوع إلا أنني لم يقع بين يدي مما أشرت من دراسات في البحث البلاغي عند المفسرين أهمها كتاب المدخل إلى دراسة بلاغة أهل السنة للدكتور محمد الصامل و البلاغة عند المفسرين حتى نهاية القرن الرابع الهجري للدكتور رابح دوب ، والبلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري للدكتور محمد أبو موسى أكون شاكرة لكم الأساتذة الأفاضل والأعضاء في الملتقى بإتمامكم ما اجتمعتم من أجله في هذا الملتقى المبارك وإفادتي كيفية العثور على هذه الكتب كإرشادي إلى رابط ما قد طبعت فيه هذه الكتب ويمكن تحميلها أو الدور النشر التي قامت بالنشر باختصار أين أجد هذه الكتب ؟ جزاكم الله لو وافيتموني بمعلومات كاملة عن كل كتاب أو حتى موضوع يفيدني في البحث فيما يتعلق بالتفسير البلاغي للقرآن الكريم
جزاكم الله خيراً وأعانكم على ديننا الحنيف
---
(1/724)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعوة الملايين من غير المسلمين
---
دعوة الملايين من غير المسلمين
---
الالبانى
02-10-2005, 10:49 PM
السلام عليكم هذه رساله رايتها واردت ان اعرضها عليكم لارى ما رايكم فيها وما الواجب علينا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين..
يقول المولى عز وجل :
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {33}
ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم )
إخواني وأخواتي في الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أما بعد، فهذه دعوة من أخوتكم في موقع طريق الإيمان للانضمام إلينا ومشاركتنا في مشروعنا الدعوي والمرتكز بشكل أساسي على دعوة غير المسلمين- غير العرب - عن طريق الإنترنت ... فالدعوة لدين الله يا أخوتي هي مسؤولية كل مسلم وليست بحكر على المشايخ والعلماء ، ولا ننسى بأننا مسؤولون يوم القيامة عن وقتنا فيما أمضيناه وبأن كل أعمالنا مسطرة في لوح محفوظ، فهل بعد ذلك نتوانى في الإقبال على ما يسرنا رؤيته يوم القيامة في صحائفنا؟؟
لذا ندعوكم يا أخوتي، حتى نستثمر معاً فرصة الدخول إلى الانترنت فيما يرضي الله وينصر دينه، وذلك بنشر الخير والهداية للعالم كله وعلى منهج أهل السنة والجماعة ...
وبفضل من الله ونعمة فقد بدأنا في موقع طريق الإيمان بالعمل الدعوي منذ فترة طويلة، وقد أكرمنا الله ببعض الإنجازات الدعوية التي لا يستهان بها ولله الحمد والشكر، ومنها ما يلي :
1 – تصل رسائلنا الدعوية المنتقاة بعناية لحوالي عشرة ملايين غير مسلم حول العالم، وبشكل دوري ومدروس .
2 – أسلم بفضل الله العديد من غير المسلمين عن طريق مشاريعنا الدعوية المتعددة ..(1/725)
3 – نقوم بإيصال القرآن الكريم مترجماً مع الكتب الأسلامية إلى أي مكان في العالم وإلى باب المستلم ومجاناً .
4 – أنشأنا عدة منتديات ومجموعات وقوائماً بريدية بعدة لغات للحوار والنقاش الهادئ والعلمي مع غير المسلمين وبإشراف أخوة مختصين وذوي كفاءات دينية ولغوية عالية .
5 – يتم استلام مئات الرسائل من غير المسلمين بشكل يومي ويتم الرد عليها والتواصل مع أصحابها لرفع أي شبهة أو إشكال حول الإسلام .
6 – يتم عملنا الآن باللغة الإنكليزية والفرنسية والإيطالية وسنقوم قريباً إن شاء الله بالتوسع للغات الألمانية والأسبانية والروسية واليابانية ثم بقية اللغات ...
والحمد لله، فإن مشاريعنا الدعوية كبيرة وطموحة وهي بحاجة لعونكم ومساعدتكم.. لذا فإننا نناشد كل من بإمكانه تقديم العون ولو بأي وسيلة أو مجال ، ونناشد كل من يريد استثمار وقته على الانترنت بما هو خير ، ونخص بالذكر كل من لديه علم ديني وخبرة في أي لغة أجنبية مع خبرة في استعمال النت، بأن يقبل دعوتنا إليه للمشاركة معنا، وتشريفنا بزيارة موقعنا " منتدى طريق الإيمان " على الرابط التالي:
http://www.imanway.com/vb (http://www.imanway.com/vb)
للتسجيل معنا، وسينتظره بعدها دعوة من أخوته لزيارة قسم الأعضاء الجدد، لإعطاء ملخص عن سيرته الذاتية وخبراته وإمكانياته التي يمكن بها مساعدتنا في العمل الدعوي..
ولمن لديه خبرة باللغة الأنكليزية أو الفرنسية ويتقنها قراءة وكتابة فنرجو أن يشاركنا في المنتدى الأنكليزي والفرنسي لدعوة غير المسلمين على الرابط التالي :
http://www.en.imanway.com/ (http://www.en.imanway.com/)
http://www.imanway.com/fr (http://www.imanway.com/fr)
وكذلك نأمل مشاركتكم في مجموعة الياهو تروث زون لدعوة غير المسلمين للإسلام على الرابط التالي :
http://groups.yahoo.com/group/truth-zone (http://groups.yahoo.com/group/truth-zone)(1/726)
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباد الله الصالحين ومن الدعاة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة..
قال الله تعالى :
وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {105}التوبة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
فريق العمل في موقع طريق الإيمان
---
طاهر
02-16-2005, 12:14 AM
بارك الله فيكم
---
(1/727)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال مهم عن الآيات المنسوخة في القرآن الكريم
---
سؤال مهم عن الآيات المنسوخة في القرآن الكريم
---
نسر الاسلام
08-13-2003, 04:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي في الله
اولا اود ان احييكم على هذا الموقع الرائع والذي يعد صرحا لتعليم الاسلام ولتفقه في ديننا العظيم
اخوتي في الله
انا شخصيا غير ملم بامور نسخ القران والايات المنسوخة وما الى ذلك.. وقد سئلت سؤالا ارجوا منكم الاجابة عليه لاني احتاج الى جواب
السؤال الذي سئل هو كالاتي
إذا كانت الايات التي نسخت لا نحتاجها فلماذا لا تزال موجودة في القران العظيم ؟؟
وإذا تم نسخها...لماذا كان جبريل يلقنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وفاته بابي هو وامي ؟؟؟
والسؤال المهم.. هل الايات المنسوخة الموجودة في القران الكريم ليست موجودة لهدف ولا لمغزى معين ؟؟؟
واريد امثلة على تلك الايات التي اعطت حكما ثم نسخت بايات اخرى .... وما هو المغزى من النسخ
انتهى السؤال
اخواني في الله..... اسالكم ان تعجلوا بالجواب لاني في حاجة ماسة اليه.. لان الموضوع التبس على خطب كبير من الناس .. ويستخدمه النصارى كشبهة على القران العظيم
بارك الله فيكم ونفعنا واياكم بما علمنا
واسال الله ان يزيدكم من فضله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أحمد القصير
08-13-2003, 11:36 PM
قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن ( 2/39):
وهنا سؤال : وهو أن يسأل ما الحكمة في رفع الحكم وبقاء التلاوة ؟
والجواب من وجهين :
أحدهما : أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله تعالى فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة .
وثانيهما : أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا بالنعمة ورفع المشقة.(1/728)
وقال الزرقاني في مناهل العرفان في علوم القرآن ( 2 / 213 ) :
حكمة بقاء التلاوة مع نسخ الحكم ، ونسخ التلاوة مع بقاء الحكم :
أما حكمة بقاء التلاوة مع نسخ الحكم : فتسجل تلك الظاهرة الحكيمة ظاهرة سياسة الإسلام للناس حتى يشهدوا أنه هو الدين الحق وأن نبيه نبي الصدق وأن الله هو الحق المبين العليم الحكيم الرحمن الرحيم ، يضاف إلى ذلك ما يكتسبونه من الثواب على هذه التلاوة ومن الاستمتاع بما حوته تلك الآيات المنسوخة من بلاغة ومن قيام معجزات بيانية أو علمية أو سياسية بها .
وأما نسخ التلاوة مع بقاء الحكم : فحكمته تظهر في كل آية تناسبها وإنه لتبدو لنا حكمة رائعة في مثال مشهور من هذا النوع ، ذلك أنه صح في الرواية عن عمر بن الخطاب وأبي بن كعب أنهما قالا : « كان فيما أنزل من القرآن الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموها ألبتة » أي كان هذا النص آية تتلى ثم نسخت تلاوتها وبقي حكمها معمولا به إلى اليوم والسر في ذلك أنها كانت تتلى أولا لتقرير حكمها ردعا لمن تحدثه نفسه أنه يتلطخ بهذا العار الفاحش من شيوخ وشيخات حتى إذا ما تقرر هذا الحكم في النفوس نسخ الله تلاوته لحكمة أخرى هي الإشارة إلى شناعة هذه الفاحشة وبشاعة صدورها من شيخ وشيخة حيث سلكها مسلك ما لا يليق أن يذكر فضلا عن أن يفعل وسار بها في طريق يشبه طريق المستحيل الذي لا يقع كأنه قال نزهوا الأسماع عن سماعها والألسنة عن ذكرها فضلا عن الفرار منها ومن التلوث برجسها كتب الله لنا الحفظ والعصمة إنه ولي كل نعمة وتوفيق شبهات المنكرين للنسخ ودفعها .
---
عبدالرحمن الشهري
08-14-2003, 12:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أرحب بأخي الكريم نسر الإسلام وأسأل الله أن يرزقنا وإياه العلم النافع ، والعمل الصالح الخالص لوجه الله.(1/729)
كما أشكر أخي الكريم الشيخ أحمد القصير على تكرمه بالإجابة على سؤالك العاجل. وأحببت المشاركة في الموضوع - لقولك أنك غير ملم بموضوع النسخ في القرآن - بالإشارة إلى أن موضوع النسخ من موضوعات علوم القرآن الكريم التي كتبت فيها مؤلفات كثيرة جداً في القديم والحديث ، لأهميتها ، ولما يترتب على معرفتها من الفهم الصحيح لكلام الله وخطابه.
وأفضل من كتب في موضوع النسخ في القرآن الكريم من المتقدمين أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ في كتابه (الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز وما فيه من الفرائض والسنن) وقد حققه محمد بن صالح المديفر.
وأفضل من كتب في النسخ في القرآن من المتأخرين الدكتور مصطفى زيد رحمه الله في كتابه (النسخ في القرآن الكريم).
وقد تعرض أخي الكريم أبو مجاهد العبيدي إلى مسائل مهمة في النسخ في القرآن الكريم يمكنك مراجعتها على هذا الرابط. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=25)
وقد كتب الدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي وفقه الله كتاباً في الآيات المنسوخة في القرآن الكريم عنوانه (الآيات المنسوخة في القرآن الكريم) وطبعته مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة ذكر فيه أن ما ثبت عنده نسخه من الآيات تسع آيات فقط ، دخلها نسخ في سبعة موضوعات ، ولم يجد آية اتفق العلماء على نسخها غير آية تقديم الصدقة لأجل النجوى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما غيرها من الآيات ففيها خلاف.
وبهذا يتبين أن الآيات المنسوخة في القرآن الكريم - أخي الكريم- قليلة جداً في القرآن الكريم. وليست كما يصورها بعض من كتب في النسخ في القرآن أنها بالمئات. والسبب في الخلاف في النسخ والآيات المنسوخة عدم الاتفاق على مدلول النسخ بين المؤلفين في الناسخ والمنسوخ ، وقد اشار إلى ذلك جملة من المؤلفين في الناسخ والمنسوخ ، ومن أبرز من أشار إلى ذلك الإمام الشاطبي في الموافقات.(1/730)
والمتأمل في كتب الناسخ والمنسوخ يجدها بين إفراط وتفريط ، فكثير منهم عدَّ من النسخ ما ليس بنسخ كالتقييد والتخصيص والإجمال ، فلذلك جعلوا آية السيف بمفردها ناسخة لأكثر من مائة آية. وهناك قلة من العلماء منعوا القول بالنسخ في القرآن الكريم وأغلبهم من المعاصرين ، وما ذكر عن منع أبي مسلم الأصفهاني القول بالنسخ تبين أنه خلاف لفظي ، وأن التحقيق أنه لم ينكر القول بالنسخ ، وإنما يراه من باب تخصيص الأزمان.
وهناك عدد من العلماء توسطوا وقبلوا النسخ بشروطه ، وميزوا بينه وبين غيره من أساليب الخطاب وعلى رأس هؤلاء الإمام الشافعي رحمه الله تعالى. ومن العلماء الذين تميزوا في هذا الباب الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره حيث حرر مسائل النسخ وآياته تحريراً بالغاً ، وهو عمدة وحجة في هذا الباب.
كما كان الإمام ابن عبدالبر من أبرز العلماء الذين حرروا مسائل النسخ ومواضعه ، وله في ذلك عبارات بليغة ذكرها أخي أبو مجاهد في كتابته عن النسخ فلتراجع هناك.
أرجو أن يكون في هذا إيضاحاً لبعض النقاط وللحديث بقية إن شاء الله.
---
المحايد
08-14-2003, 03:12 AM
كيف يقول الله افعل ثم يقول لاتفعل فهو تبين له ان افعل لاتصلح ؟ هذه شبة المستشرقين
الجواب
الطبيب يقول للمريض لاتأكل ثم يقول له بعد فترة كل بحسب المصلحه ولله المثل الأعلى.
فالمصلحة هي التي تحكم فالله عزوجل حكيم يعرف متى يقول إفعل ثم لاتفعل وليس هذا انه لايعرف جل وعلا
ولكن الحكمة تقتضي ذلك0
مقتبس من أشرطة الشيخ : عبدالله بدر
قواعد فى التفسير ( بتصرف بسيط )
---
نسر الاسلام
08-14-2003, 03:55 AM
الله اكبر
احبتي في الله الافاضل والمحترمين
أحمد القصير
عبدالرحمن الشهري
المحايد
بارك الله فيكم .أسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يزيدكم من فضله وان يوفقكم الى كل خير وان يهدينا واياكم سواء السبيل وان يجعلكم ذخرا لهذا الدين(1/731)
كلام رائع وموزون ومنطقي.... لا فض فوكم على الاجابة
وانا فعلا بانتظار المزيد عن هذا الموضوع من حضرتكم ان شاء الله تعالى
ولكن سؤال اخير
ما هي الايات التسع التي اخبر عنها الشنقيطي في كتابه ؟؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
عبدالرحمن الشهري
08-15-2003, 06:26 PM
أخي الكريم : من المُسلَّم به أن كون الآية ناسخةً أو منسوخةً أمرٌ توقيفي لا يعلم إلا من طريق الشارع ، فالذي شرع هو الذي يملك النسخ ورفع الحكم الذي أنزله ، وهذه المسألة ينبغي أن تتقرر لدينا تماماً.
وكذلك لابد من التعارض بين النصين في الظاهر ، أي أنه لا بد أن يكون الناسخ متضاداً مع المنسوخ.
وقد تعددت دعاوى النسخ في الكتب التي تعرضت لمسائل النسخ ، وقد رتبها الدكتور عبدالله الشنقيطي وفقه الله على النحو التالي مبتدأً بأكثرها :
1- الدكتور مصطفى زيد ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (293) آية.
2- ابن الجوزي رحمه الله ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (247) آية.
3- السكري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (218) آية.
4- ابن حزم ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (214) آية.
5- ابن سلامة ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
6- الأجهوري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
7- ابن بركات ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (210) آية.
8- مكي بن أبي طالب ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (200) آية.
9- النحاس ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (134) آية.
10- عبدالقاهر ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (66) آية.
11- محمد عبدالعظيم الزرقاني / عدد الآيات المدعى عليها النسخ (22) آية.
12- السيوطي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (20) آية.
13- الدهلوي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (5) آية.
فهذه هي جملة الدعاوى ، مع التنبه إلى أن كل من هؤلاء المؤلفين رحمهم الله لا يقبل هذه الدعاوى ، بل كثير منهم يذكرها ويفندها.(1/732)
فالدكتور مصطفى زيد رحمه الله هو أكثر من تعرض لقضايا النسخ وناقشها ، وقد قرر في النهاية أنها لا تزيد عن ست آيات ، علماً بأنه عند البحث أتى بـ(293) آية قيل بنسخها.
وكذلك العلامة ابن الجوزي رحمه الله عند مناقشة القضية جاء بـ(247) آية ، ولكن بعد البحث قبل منها (22) آية فقط ، ورد النسخ في (205) آيات ، وقال : إن الصحيح أنها محكمة ، وتوقف في الباقي وهو (20) آية ، لم يبين فيها حكماً ولم يصرح بالنسخ إلا في سبعة مواضع فقط.
أما الزرقاني – رحمه الله – فقد تعرض لـ(22) واقعة قبل النسخ في (12) منها.
وأقل من قبل النسخ الإمام الدهلوي رحمه الله حيث قبله في خمس آيات فقط ، وهي آية الوصية في النساء ، وآية المصابرة الواحد للعشرة في الأنفال ، وآية الأحزاب :(لا يحل لك النساء من بعد) ، وآية المجادلة :(إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) وآية المزمل :(قم الليل إلا قليلاً) الآية.
أما الآيات التسع التي رجح الدكتور عبدالله الشنقيطي نسخها فهي على التوالي كالتالي :
1- الآية 12 من سورة المجادلة :(يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر). نسخت هذه الآية بالآية التي بعدها :(أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات...). وهي الآية الوحيدة التي اتفق العلماء على نسخها وإن اختلفوا في سبب نزولها والناسخ لها ، هل هي الزكاة ، أو الآية التي بعدها ، وهو رفع الوجوب المطلق ، والخلاف لفظي على كل حال.(1/733)
2- الآية 65 من سورة الأنفال :(يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون). وهذه الآية منسوخة بقوله تعالى :(الآن خفف الله عنكم..). وقد فهم الصحابة هذه الآية على أنها ناسخة للتي قبلها ، وصرحوا بالنسخ. وكذلك كبار المفسرين من السلف رحمهم الله صرحوا بكون هذه الآية منسوخة بالآية التي بعدها.
والقول بالنسخ هو الذي يمكن به التخلص من التناقض والإشكال ، وأما بدون القول بالنسخ فلا نتخلص من الإشكال المانع من نسخها لكونها خبراً ، وهو كون الآية ليست خبراً ، وإنما هي أمر جاء في صورة الخبر كما ذكر ابن جرير الطبري وابن حجر العسقلاني رحمهما الله تعالى.
3- الآيات من سورة المزمل :(يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً* نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه...). نسختها الآية التي في آخر السورة :(إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه .. الآية).
4- الآيتين (15-16) من سورة النساء :(واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا * واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان تواباً رحيما). والذي نسخ حكم هاتين الآيتين هو قوله تعالى في سورة النور :(الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة..). وبالآية التي نسخ لفظها وبقي حكمها :(الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة). وبحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم :(خذوا عني ، خذوا عني ، قد جعل الله لهن سبيلاً ، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم). والإجماع الحاصل على أن هاتين الآيتين منسوختان.(1/734)
5-الآية (240) من سورة البقرة ، قوله تعالى :(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج). نسختها الآية المتقدمة عليها في نظم القرآن وهي قوله تعالى :(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً..).
6-الآية رقم (184) من سورة البقرة :(وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين). نسختها آية :(فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
7-الآية (67) من سورة النحل :(ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً).
8-الآية رقم (219) من سورة البقرة :(يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما).
9-الآية رقم (43) من سورة النساء :(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون).
وهذه الآيات الثلاث الأخيرة دخلها نسخ بقوله تعالى في سورة المائدة :(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون).
هذا خلاصة ما ذكره الدكتور عبدالله الشنقيطي وفقه الله ، ولمعرفة التفاصيل والأدلة والردود والأجوبة عليها ، لا بد من مراجعة هذا الكتاب وبعض المراجع التي اعتمد عليها في بحثه وفقه الله.
---
(1/735)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كل شيء عن القرآن الكريم
---
كل شيء عن القرآن الكريم
---
خالد الشبل
06-22-2003, 02:46 PM
من خلال بحثي عن مصحف النور على ( الوورد ) وجدت هذا الموقع ، ربما يفيد بعضنا .
كل شيء عن القرآن (http://aaa111.jeeran.com)
---
(1/736)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
---
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
---
احمد بن حنبل
07-08-2004, 06:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أمابعد :
فيسرنا وفقكم الله وضع كل جديد لفضيلة شيخنا الشيخ د . عبدالكريم الخضير في هذا الرابط ووضع كل جديد تحته وفي نفس هذا الموضوع بحيث لانجعل كل منشط جديد في موضوع منفصل فسنضع جميع مايتعلق باعلانات دروس ودورات ومحاضرات ولقاءات الشيخ في هذا الموضوع وهذا اللتنبيه وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
....................
الدروس العلمية المكثفة الصيفية السابعة
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
وذلك بشرح
كتاب الصلاة من عمدة الأحكام ( للحافظ عبدالغني ) وكتاب الموقظة في مصطلح الحديث ( للذهبي )
في جامع (( الشيخ صالح الونيان )) في حي الخليج بمدينة بريدة
ابتداءا من يوم السبت 22/5/1425 حتى يوم الخميس5/6/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط : http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
07-16-2004, 02:13 AM
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الجمعة الموافق 28/5/1425
في جامع ((الملك عبدالعزيز رحمه الله )) بمدينة الرس
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط :
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 جوال /054884916(1/737)
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
07-21-2004, 04:46 PM
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الثامنة
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
وذلك بشرح
كتاب اللقطة، الوصايا ، الفرائض ، النكاح ، الطلاق ، اللعان ، الرضاع من عمدة الأحكام ( للحافظ عبدالغني )
في جامع الأخوين في حي الرحاب بجدة
ابتداءا من يوم السبت 7/6/1425 حتى يوم الخميس12/6/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط : http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
07-26-2004, 05:20 PM
فاسألوا أهل الذكر
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الثلاثاء الموافق 10/6/1425
في جامع (( التركي )) شمال حديقة الأمير ماجد بن عبدالعزيز بجدة
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط :
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 جوال /0505542548
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
07-28-2004, 05:20 PM
الدروس العلمية المكثفة الصيفية التاسعة
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
وذلك بشرح
كتاب الطهارة من المحرر في الحديث لابن عبدالهادي رحمه الله
في جامع ( مدحت شيخ الأرض ) في حي البيبان بمكة المكرمة
ابتداءا من يوم السبت 14/6/1425 حتى يوم الأربعاء 25/6/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة بتوقيت مكة المكرمة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط : http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الثانية ...
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533(1/738)
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
08-10-2004, 05:05 PM
شرح حديث ( مانهيتكم عنه فاجتنبوه )
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الخميس الموافق 26/6/1425
في جامع (( الجفالي )) بمدينة خليص
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط :
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 جوال /0503652540
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
عادل التركي
08-11-2004, 06:29 AM
بارك الله في الشيخ وحفظه , ونفعنا بعلمه .
وجزاكم الله خيراً على عملكم المبارك .
---
احمد بن حنبل
08-11-2004, 06:03 PM
واياكم أخي ...
...............
الدروس العلمية المكثفة الصيفية العاشرة
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
وذلك بشرح
كتاب الأطعمة والاشربة واللباس والجهاد والعتق من عمدة الأحكام ( للحافظ عبدالغني )
في جامع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بمدينة الطائف
ابتداءا من يوم السبت 28/6/1425 حتى يوم الأربعاء 2/7/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط : http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
08-29-2004, 07:41 PM
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الثانية عشرة
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
وذلك بشرح
كتاب القصاص والحدود والأيمان والنذور من كتاب عمدة الأحكام ( للحافظ عبدالغني )
في جامع الشيخ سليمان الراجحي بالحفر .
ابتداءا من يوم السبت 12/7/1425 حتى يوم الثلا ثاء 15/7/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...(1/739)
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط : http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
09-01-2004, 08:51 PM
شرح حديث
( من كان يؤمن بالله .. فليقل خيرا او ليصمت )
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الجمعة الموافق 18/7/1425
في جامع (( الحريق )) بمدينة الحريق
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط :
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 جوال /0505266520
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
09-01-2004, 11:51 PM
شرح حديث
( من كان يؤمن بالله .. فليقل خيرا او ليصمت )
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الجمعة الموافق 18/7/1425
في جامع (( الحريق )) بمدينة الحريق
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط :
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 جوال /0505266520
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
09-10-2004, 07:14 AM
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الخامسة عشر
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
وذلك بشرح
بعد العصر : شرح كتاب الجنائز من بلوغ المرام
بعد العشاء : شرح كتابي الزكاة والصيام من البلوغ .
في جامع الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه .
ابتداءا من يوم السبت 26/7/1425 حتى يوم الخميس 2/8/1425
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط : http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي حامل المسك الثانية
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533(1/740)
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
09-15-2004, 09:06 PM
الدروس العلمية المكثفة الصيفية السادسة عشر
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
وذلك بشرح
كتابي الزكاة والصيام من موطأ الامام مالك بن أنس رحمه الله
في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بحي السلام بالرياض
.
ابتداءا من يوم السبت 4/8/1425 حتى يوم الثلاثاء 28/8/1425
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط
http://www.liveislam.com/series/khudair.html
وفي حامل المسك الثانية
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503269054
أو البريد الالكتروني kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
10-13-2004, 09:36 AM
نبشر الجميع أنه سيبث باذن الله تعالى برنامج التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح في إذاعة القرآن الكريم
والذي يتولى شرحه فضيلة شيخنا الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير يوميا طيلة أيام شهر رمضان المبارك
في شرح كتاب الصيام منه وسيكون وقت بثه في تمام الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت مكة المكرمة
وسيبث باذن الله تعالى في صفحة الشيخ على الرابط .
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الثانية
للاستفسار : هاتف / 012355522 ناسوخ / 012355533
أوالبريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
عبدالرحمن الشهري
10-13-2004, 11:32 AM
جزاكم الله خيراً ، ونسأل الله أن يجزي الشيخ عبدالكريم خيراً وأن يزيده توفيقاً وسداداً.
---
احمد بن حنبل
11-22-2004, 12:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أمابعد :
فيسرنا وفقكم الله وضع كل جديد لفضيلة شيخنا الشيخ د . عبدالكريم الخضير في هذا الرابط ووضع كل جديد تحته
وفي نفس هذا الموضوع بحيث لانجعل كل منشط جديد في موضوع منفصل فسنضع جميع مايتعلق باعلانات(1/741)
دروس ودورات ومحاضرات ولقاءات الشيخ في هذا الموضوع وهذا اللتنبيه وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
اللقاء الخامس ضمن لقاءات الشيخ في اذاعة القرآن ضمن برنامج معكم على الهواء والذي هو بعنوان :
(( كيف يبني طالب العلم مكتبته ؟؟؟))
بعد عصر الثلاثاء 6/4/1425 من ( 4إلى 6) مساءا
وسيدير هذا اللقاء الأستاذ / فهد بن عبدالعزيز السنيدي وفقه الله .
وسينقل هذا اللقاء في صفحة الشيخ في موقع البث الاسلامي نقله على الهواء مباشرة على الرابط :
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية .
للاستفسار : ت/012355522 ف / 012355533
أو البريد الالكتروني kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
11-22-2004, 03:46 AM
الدروس العلمية المكثفة
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
وذلك بشرح
كتاب الحج من بلوغ المرام
في جامع الصحابي سلمان الفارسي .
ابتداءا من يوم الاثنين9/10/1425 حتى يوم الجمعة 13/10/1425 وسيكون الدرس بعد المغرب وبعد العشاء .
وستبث بإذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط :
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي حامل المسك الثانية
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
احمد بن حنبل
11-26-2004, 02:35 AM
الدروس العلمية المكثفة
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
وذلك بشرح
كتابي الزكاة والحج من موطأ الامام مالك بن أنس رحمه الله
في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بحي السلام بالرياض .
ابتداءا من يوم السبت 14/10/1425 وسيكون الدرس بإذن الله تعالى بعد صلاة العشاء .
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط : http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي حامل المسك الثانية ...
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني : khodir@gawab.com(1/742)
................
تنبيه !!!
من أراد الإشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه الا ارسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال ( 0503494441 ) أو الفاكس 012355533 أو البريد الالكتروني khodir@gawab.com
---
احمد بن حنبل
11-30-2004, 05:32 AM
شرح المحرر في مكة في دروس مكثفة ودورية ...
بإذن الله عزوجل سيستأنف
فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
الأربعاء القادم 18/10/1425
الدرس الشهري في مكة المكرمة والذي مازال يشرح فيه فضيلته كتاب الطهارة من (( المحرر في الحديث )) لابن عبدالهادي
وذلك في جامع مدحت شيخ الأرض بجوار إشارة البيبان
وستكون بإذن الله تعالى الدروس مكثفة ...
بواقع درسين بعد عشاء الأربعاء ودرسين بعد عشاء الخميس .
وسينقل الدرس إن شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي على الرابط :
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي حامل المسك الثانية ...
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني : khodir@gawab.com
............
نكرر التنبيه !!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال ( 0503494441 ) أو الفاكس 012355533 أو البريد الالكتروني khodir@gawab.com
---
احمد بن حنبل
03-30-2005, 05:22 PM
بإذن الله عزوجل سيستأنف
فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
الأربعاء 20/2/1426
الدرس الشهري في مكة المكرمة والذي مازال يشرح فيه فضيلته كتاب الطهارة من (( المحرر في الحديث )) لابن عبدالهادي
وذلك في جامع مدحت شيخ الأرض بجوار إشارة البيبان
وستكون بإذن الله تعالى الدروس مكثفة ...
بواقع درس بعد عصر الأربعاء ودرس بعد عصر الخميس .
وسينقل الدرس إن شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي على الرابط :.(1/743)
www.liveislam.net
وفي غرفة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في البالتوك ...
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني : khodir@gawab.com
............
نكرر التنبيه !!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال ( 0503494441 ) أو الفاكس 012355533 أو البريد الالكتروني khodir@gawab.com
---
احمد بن حنبل
04-06-2005, 03:08 PM
شرح حديث ((( قل آمنت بالله ثم استقم )))
محاضرة لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير وفقه الله بعد مغرب يوم الجمعة 29/2/1426هـ الموافق8/4/2005م
في جامع ابن القيم بالجبيل الصناعية .
وستبث المحاضرة في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
وفي غرفة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في برنامج البالتوك .
.................................................. .....
نكرر التنبيه !!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال ( 0503494441 ) أو الفاكس 012355533 أو البريد الالكتروني khodir@gawab.com
---
عبدالرحمن الشهري
04-06-2005, 05:17 PM
نسأل الله لكم التوفيق وللشيخ الكريم عبدالكريم الخضير . وأشكركم على هذا التنظيم والحرص على نفع طلاب العلم ، واتباع هذه الأساليب السهلة والرائعة في إيصال الخير.
بارك الله فيكم وزادكم هدى وتوفيقاً.
---
احمد بن حنبل
06-11-2005, 09:56 AM
الدورة العلمية المكثفة بالمدينةالنبوية
الأربعاء 4/5/1426
بدأ الدورة العلمية المكثفة بالمدينة النبوية و الذي سشرح فيه فضيلة الشيخ د. عبدالكريم الخضير
حفظه الله .
(( كتاب الجامع من المحرر في الحديث )) لابن عبدالهادي
وذلك بالجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية(1/744)
يوميا بعد صلاة العصر الي يوم الخميس الموافق 9/5/1426
وسينقل الدرس إن شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي على الرابط
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة الشيخ بالقسم العربي علي برنامج البال تالك...
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني : khodir@gawab.com
............
نكرر التنبيه !!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه
رقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال ( 0503494441 ) أو الفاكس 012355533 أو
البريد الالكتروني khodir@gawab.com
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني : khodir@gawab.com
............
---
احمد بن حنبل
06-14-2005, 05:21 PM
بعد مغرب هذا اليوم 7/5/1426 محاضرة
( ضوابط ومحاذير للمفتي والمستفتي)
بمسجد قباء بالمدينة النبوية لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير وفقه الله .
وسينقل الدرس إن شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي على الرابط
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة الشيخ بالقسم العربي علي برنامج البال تالك...
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني : khodir@gawab.com
............
نكرر التنبيه !!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه
رقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال ( 0503494441 ) أو الفاكس 012355533 أو
البريد الالكتروني khodir@gawab.com
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني : khodir@gawab.com
............
---
احمد بن حنبل
06-17-2005, 06:46 AM
بدأ الدورة الدورة المنهجية المتقدمة في العلوم الشرعية
بالدمام
11/5/1426 هـ
و الذي سشرح فيه فضيلة
الشيخ د. عبدالكريم الخضير(1/745)
حفظه الله .
(( أحاديث الأحكام : بلوغ المرام من أول باب الخيار من كتاب البيوع))
وذلك بجامع سلمان الفارسي
يوميا بعد صلاة العصر الي يوم الخميس الموافق 16/5/1426
وسينقل الدرس إن شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي
على الرابط
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة الشيخ بالقسم العربي علي برنامج البال تالك...
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني : khodir@gawab.com
............
نكرر التنبيه !!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه
رقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال ( 0503494441 ) أو الفاكس 012355533 أو
البريد الالكتروني khodir@gawab.com
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني : khodir@gawab.com
............
---
احمد بن حنبل
06-22-2005, 06:32 PM
الدورة العلمية الصيفية الكبرى لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير بالرياض
ستبدأ بإذن الله تعالى بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب
بحي السلام بمدينة الرياض
يوم السبت 18/5/1426 وستنتهي يوم الأربعاء 7/6/1426
وسيكون الجدول على النحو التالي :
الدرس الأول : الفجر
((( ألفية العراقي ))) .
الدرس الثاني : العصر
(( البيوع من موطأ الإمام مالك بن أنس ))
الدرس الثالث : المغرب
الأسبوع الأول : ((( منظومة الزمزمي في علوم القرآن ))) .
الأسبوع الثاني : ((( حائية ابن أبي داود في العقيدة ))) .
الأسبوع الثالث : ((( مجمع الأصول لابن عبد الهادي ))) .
للاستفسار ت / 0096612355522 ف / 096612355533 ج / 0966503494441
الرقم المخصص للدورة 0551634002
البريد الالكتروني / khodir@gawab.com
للراغبين في السكن من خارج مدينة الرياض تسجيل بياناتهم على البريد الالكتروني
Dorh@gawab.com
في موعد أقصاه 10/5/1426(1/746)
وستنقل الدورة إن شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي على الرابط
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة الشيخ بالقسم العربي علي برنامج البال تالك...
نكرر التنبيه !!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه
رقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال ( 0503494441 ) أو الفاكس 012355533 أو
البريد الالكتروني khodir@gawab.com
---
احمد بن حنبل
07-13-2005, 06:34 PM
الدورات العلمية والمحاضرات لفضيلة الشيخ د.عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله في صيف عام 1426
1 . شرح جامع الترمذي من أوله وذلك في جامع الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في بريدة وستبدأ في يوم السبت 10/6/1426 هـ الى الأربعاء 21/6/1426 هـ وسيكون الدرس بعد العصر من كل يوم عدا يومي الخميس والجمعة .
...........................................
2. اكمال شرح المحرر في الحديث لابن عبدالهادي كتاب الطهارة في جامع الامام عبدالعزيز بن باز في مكة المكرمة وستبدأ في يوم الاثنين 26/6/1426 هـ الى الأربعاء 5/7/1426 هـ وسيكون الدرس بعد العصر من كل يوم عدا يومي الخميس والجمعة .
...........................................
3. لقاء مفتوح ( مع الأئمة والخطباء واعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) وذلك بعد عشاء يوم الأحد 2/7/1426هـ وسيكون اللقاء في ( قاعة دار الحديث المكية ) تنسيق مندوبية الزاهر بمكة المكرمة .
...........................................
4. شرح كتاب تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد للحافظ العراقي في جامع الشيخ عبداللطيف آل الشيخ في المدينة المنورة وستبدأ في يوم السبت 15/7/1426 هـ الى الأربعاء 26/7/1426 هـ وسيكون الدرس بعد العصر من كل يوم عدا يومي الخميس والجمعة .
...........................................(1/747)
5. لقاء مفتوح وذلك بعد عشاء يوم الجمعة 21/7/1426هـ وسيكون اللقاء في جامع الشيخ عبداللطيف آل الشيخ في المدينة المنورة .
...........................................
6. لقاء مفتوح وذلك بعد مغرب يوم الخميس27/7/1426هـ وسيكون اللقاء في مدينة ينبع الصناعية .
...........................................
7. لقاء مفتوح وذلك بعد مغرب يوم الأربعاء3/8/1426هـ وسيكون اللقاء في جامع الشيخ سليمان الراجحي في حفر الباطن .
...........................................
8. اكمال شرح بلوغ المرام وستبدأ في يوم السبت 6/8/1426 هـ الى الخميس 11/8/1426 هـ وسيكون الدرس بعد العصر من كل يوم .
...........................................
9. اكمال شرح كتاب البيوع من موطأ الامام مالك بن أنس رحمه الله وسيبدأ الشيخ مغرب يوم السبت 13/8/1426 هـ الى يوم الأربعاء 24/8/1426 هـ عدا يومي الخميس والجمعة .
...........................................
وستنقل جميع هذه الدروس والمحاضرات في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
وفي غرفة الشيخ الخاصة في برنامج البالتوك في القسم العربي sh-Abdulkarem-khudair
...........................................
للاستفسار جوال 0503494441
أو البريد الألكتروني khodir@gawab.com
...........................................
مع تحيات المكتب العلمي لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم الخضير
---
احمد بن حنبل
08-31-2005, 05:32 PM
اللقاء المفتوح
مع فضيلة الشيخ د/
عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله
وذلك في جامع عمر بن عبدالعزيز في ينبع الصناعية .
وذلك بعد مغرب يوم الخميس 27/7/1426هـ
وستبث بإذن الله عز وجل على موقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/
وفي غرفة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في برنامج البالتوك
sh-Abdulkarem-khudair
للاستفسار : جوال / 0503494441
أو البريد الالكتروني : khodir@gawab.com(1/748)
..............................
نكرر التنبيه !!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا
إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال
( 0503494441 ) أو الفاكس / 012355533 أو البريد الالكتروني
khodir@gawab.com
---
احمد بن حنبل
08-31-2005, 10:30 PM
اللقاء المفتوح
لفضيلة الشيخ د/
عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله
وذلك في جامع عمر بن عبدالعزيز في ينبع الصناعية .
وذلك بعد مغرب يوم الخميس 27/7/1426هـ
وستبث بإذن الله عز وجل على موقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/
وفي غرفة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في برنامج البالتوك
sh-Abdulkarem-khudair
للاستفسار : جوال / 0503494441
أو البريد الالكتروني : khodir@gawab.com
..............................
نكرر التنبيه !!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا
إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال
( 0503494441 ) أو الفاكس / 012355533 أو البريد الالكتروني
khodir@gawab.com
---
احمد بن حنبل
09-23-2005, 03:38 AM
مسائل وإشكالات في الصيام
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد عشاء يوم الجمعة الموافق 19/8/1426هـ
في جامع (( القاضي )) بحي التعاون بمدينة الرياض والذي يؤمه الأخ الفاضل ( ناصر القطامي )
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في موقع البث الاسلامي
www.liveislam.net
وفي قناة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في البالتوك sh-Abdulkarem-khudair ...
للاستفسار : ج/ 0500045674
فحيا الله الجميع ...
---
احمد بن حنبل
09-26-2005, 01:17 AM
شرح باب أفضل الصيام من كتاب الصيام من عمدة الأحكام
درس لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الاثنين الموافق 22/8/1426هـ(1/749)
في جامع (( فيصل بن فهد )) بحي الملقا بمدينة الرياض
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في موقع البث الاسلامي
www.liveislam.net
وفي قناة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في البالتوك sh-Abdulkarem-khudair ...
وفي موقع مؤسسة الدعوة الخيرية
http://www.al-daawah.net/
للاستفسار : ج/ 0503494441
فحيا الله الجميع ...
---
احمد بن حنبل
02-12-2006, 06:17 AM
الدورة المنهجية المتقدمة
في العلوم الشرعية بالمنطقة الشرقية
الدورة الرابعة - السنة الثالثة
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
وذلك بشرح
متن بلوغ المرام ( من باب إحياء الموات)
الوقت / بعد صلاة العشاء
مدة الدرس / أسبوع
وذلك في جامع/ أمينة الحسون بحي الريان بالدمام
(خلف المخازن الكبرى)
ابتداءا من يوم الاحد 13/01/1427
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط :
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في البالتوك sh-Abdulkarem-khudair
للاستفسار : ج/ 0503494441
......................
نكرر التنبيه !!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا
إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال
( 0503494441 ) أو الفاكس / 012355533 أو البريد الالكتروني
khodir@gawab.com
---
(1/750)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أحكام القرآن للجصاص
---
أحكام القرآن للجصاص
---
عصمت الله
08-18-2004, 09:04 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما هي أفضل طبعة لأحكام القرآن للجصاص ، و هل توجد دراسات أو كتابات أو رسائل حول هذا الكتاب و مؤلفه؟؟
أفيدوني بارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
08-19-2004, 10:55 AM
كتاب أحكام القرآن لأبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص المتوفى سنة 370 هجرية . من كتب أحكام القرآن الكريم على مذهب الحنفية . وهو كتاب ثمين جداً ، بل يعد من أفضل كتب أحكام القرآن . ويقع في ثلاثة مجلدات ، وله عدة طبعات . لدي منها طبعة دار الفكر في ثلاثة مجلدات . وهناك طبعة قديمة في تركيا لهذا الكتاب ، توجد في بعض المكتبات العامة وهي طبعة جيدة على قدمها. ولا أعرف لهذا الكتاب تحقيقاً مطبوعاً يمكن الإشارة إليه.
وأما البحوث التي دارت حول هذا الكتاب فهي كثيرة . فقد تناوله عدد من الباحثين بالدراسة في بحوثهم العلمية ، دراسة لمنهجه في الكتاب ، وتحليلاً لبعض جوانبه ، وقد اتهم بميله إلى المعتزلة في بعض مباحث كتابه. ولست أتذكر العناوين التي كتبت بها تلك البحوث ، ولكنها كثيرة ما بين رسائل علمية ، وبحوث محكمة منشورة في المجلات. ولعلي أراجعها فأذكر بعضها إن شاء الله.
---
عصمت الله
08-19-2004, 11:14 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
أشكر الأخ المشرف العام عبد الرحمن الشهري على سرعة التجاوب و أنا في حاجة إلى بعض هذه الدراسات
و أذكر أن الكتاب تم تخريجه - و لعله مازال تحت العمل -في الدراسات العليا المسائية بجامعة أم القرى
بمكة المكرمة
فهل من سبيل إلى النسخ الإلكتروني لها
---
(1/751)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاًَ كتاب (بلاغة النظم في آيات التحية ) للدكتور محمد الصامل
---
صدر حديثاًَ كتاب (بلاغة النظم في آيات التحية ) للدكتور محمد الصامل
---
عبدالرحمن الشهري
01-26-2007, 04:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار كنوز إشبيليا بالرياض كتاب :
بلاغة النظم في آيات التحية
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_180845b9fa15e9e92.jpg
للأستاذ الدكتور محمد بن علي الصامل ، الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام بالرياض .
وأصل الكتاب بحث منشور بمجلة جامعة الإمام ، العدد رقم 45 عام 1425هـ .
وقد اشتمل الكتاب على مقدمة وتمهيد ، وأربعة مباحث وخاتمة .
التمهيد : تضمن الحديث عن معنى التحية ، وأنواعها ، وفوائدها ، ثم بيان المؤلفات السابقة في الموضوع .
المبحث الأول : التحية في القرآن ، تتبع فيه مواضع آيات التحية في القرآن ، وحدد الآلفاظ التي وردت بها ، وبين العلاقة بين التحية والسلام ، والاستئناس ، والاستئذان .
المبحث الثاني : صور التعبير عن التحية في القرآن .
المبحث الثالث : أنواع التحية في القرآن .
المبحث الرابع : الظاهر الأسلوبية في صيغ التحية .
الخاتمة : تلخيص البحث ، وبعض النتائج .
وقد جاء الكتاب في 124 صفحة من القطع العادي ، وهو يباع في مكتبات الرياض كالرشد والعبيكان والتدمرية وغيرها .
جزى الله المؤلف خيراً على هذا الجهد العلمي ، وبارك فيه .
---
أم حمد
01-28-2007, 04:05 AM
أكثر الله من أمثال هذا الاستاذ الذي تفخر به الجامعة
---
د.عبدالرحمن اليوسف
01-28-2007, 06:30 AM
جزيت خيراً د.عبدالرحمن،وبانتظار جديدكم ومفيدكم.
---
العبادي
02-23-2007, 05:03 PM(1/752)
الدكتور محمد الصامل -حفظه الله- ممن يُحرص على اقتناء كتبهم وقراءتها، خصوصا للمتخصصين في البلاغة وتطبيقاتها القرآنية، بل ومحبي الولوج في هذا الفن الجليل والجميل...
ومن كتب الشيخ ما يحتاج إلى تخصيص موضوع للتعريف به وتلخيصه وعرضه عبر صفحات هذا الملتقى الطيب..
ودار (كنوز اشبيليا) هي المتخصصة بطباعتها على ما أظن...
فيحرص على اقتناء مجموعة كتبه منها بزيارة جناحها في معارض الكتاب.
(لا علاقة لي بالدار ولا معرفة لي بالمؤلف، وإنما هي دلالة على خيرٍ وجدته وأحببت أن يجده من أحب!)
---
(1/753)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مالكتاب المناسب؟؟
---
مالكتاب المناسب؟؟
---
أبو حسن
10-27-2005, 12:40 PM
أيه الأحبة
هل هناك كتاب مختصر يناسب تدريسة لطلاب حلقات القرآن الكريم
في علوم القرآن ؟
---
جمال أبو حسان
10-27-2005, 02:19 PM
يمكن ان يعتمد كتاب علوم القران للمرحوم الدكتور سيد احمد الكومي والدكتور محمد القاسم فهو مختصر نافع ومفيد والله اعلم
---
أبومجاهدالعبيدي
10-27-2005, 02:30 PM
عليك بأحد هذين الكتابين : أصول في التفسير للشيخ محمد بن صالح العثيمين
أو : الوجيز في علوم القرآن العزيز للدكتور مشعل الحداري .
ويمكنك مطالعة هذا الموضوع :
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=26&highlight=%C7%E1%E6%CC%ED%D2)
---
أبو حسن
10-27-2005, 05:59 PM
نرد المزيد من الآراء
---
مرهف
11-05-2005, 03:05 PM
كم سن طلاب الحلقة وما المستوى الدراسي؟
---
أبو حسن
11-05-2005, 06:38 PM
المتوسطة والابتدائية
---
مرهف
11-08-2005, 06:41 PM
برأيي أنه لا يوجد كتاب يتناسب مع هذا المستوى، والأفضل أن يلخص المدرس للحلقة بما يراه متناسب مع مستوى الذي أمامه بعبارات سهلة بسيطة ويلقن للطلاب وعلى مرور الزمن تتكون معلومات جيدة تتناسب مع هذا السن يمكن اعتماده بعد التعديلات والمراجعات ثم تصيغه بإسلوب منهجي يعتبر فيه القياس والتقويم وفاعلية الأسئلة والله أعلم
---
(1/754)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مؤتمر توجيه بحوث الجامعات
---
مؤتمر توجيه بحوث الجامعات
---
مرهف
08-29-2006, 09:28 PM
سيعقد مؤتمر لتوجيه بحوث الجامعات انظر التفاصيل على هذا الرابط
http://www.iiit.org/arabic/events/event_detail/default.asp?eid=44
---
(1/755)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منهج الجمع بين الآية القرآنية والظاهرة الكونية
---
منهج الجمع بين الآية القرآنية والظاهرة الكونية
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-02-2006, 06:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( هذه الموضوع تم تكراره فى الملتقى ثانية بعد مراجعته)
هذه سلسلة بحوث نبدأها إن شاء الله
بهدف التوصل لمنهج يشرح ويحدد ضوابط وقواعد ومناهج أساليب البحث فى القرآن والسنة لما يقومون به باحثون الإعجاز العلمى ، وباحثون الإعجاز العددي ، وباحثون إسلامية المعرفة على نحو صحيح لا يخالف اللغة العربية ولا يحرف الآيات عن معانيها.
ويهدف فى النهاية لتحديد المنهج الإسلامي العلمي ( الذي يعنى باستخراج العلوم الحديثة من القرآن والسنة) ويصحح أبحاث الإعجاز العلمي والعددي.
وهذا هو الأساس إن شاء الله
المواضيع بالترتيب:
- منهج الواحدية
- ميزان الواحد والصفر
- مبدأ اقرأ
- خطوات المنهج الإسلامي العلمي
_________________________________________________
المنهج الواحدي
وحدانية الخالق تنعكس علي وحدانية الخلق ، حيث يوجد تشابه بين الأشياء ، فكل الأشياء تدل علي بعض ، فبعمل شيء يمكن معرفة شيء آخر ، معرفة طردية أو عكسية.
التشابه الأساسي :
وهو وجه التشابه الأساسي بين الشيئين والذي لا يمكن عقد علاقة التشابه الاستدلالي إلا بتحديده أولا.
التشابه الاستدلالي :
وهو التعلم بالتشابه ، وهو إما
التعلم بوجه التشابه ،
تعلم بوجه التضاد ( التشابه العكسي).
أنماط علاقات التشابه المختلفة:
- التشابه الاستدلالي بشيء حقيقي واقع ، بشيء حقيقي واقع:
إمكان الاكتفاء بالقرآن في الاستدلال علي عناصر الكون.
بمعرفة عنصر قرآني يمكن عقد المشابهة العلمية بينه وبين عنصر كوني.(1/756)
بمعرفة عنصر كوني يمكن البحث وعقد التشابه العلمي بينه وبين عنصر قرآني.
إمكانية عقد التشابه بين عنصر كوني يشابه عنصر كوني آخر (فيستدل منه عليه).
- التشابه الاستدلالي بشيء واقعي علي شيء تخيلي.
- التشابه الاستدلالي بشيء تخيلي علي شيء واقعي.
- التشابه الاستدلالي بشيء تخيلي بشيء تخيلي.
مستويات التشابه:
التشابه يتواجد ويتزايد كلما تقاربت الأشياء في مستوياتها وأجناسها
مستوي وحدانية الألوهية:
الله عز وجل ( ليس كمثله شيء) فلا يوجد ما يشابهه أو يماثله.
مستوي وحي الله:
في أمور الدين ، أطراف التشابه وعلاقاته لا تخرج من وحي الله ( لا تخرج عن القرآن والسنة).
مستوي دنيا الناس:
التشابه مسموح بين القرآن والكون في مختلف علاقات التشابه في القرآن وفي الكون .
المصطلحات
وجه التشابه: هي أوجه الاتفاق بين الشيئان المتناظران.
وجه التضاد: هي أوجه التقابل بين الشيئان المتناظران أو هو التشابه العكسي بي شيئان متضادان في صفة محددة.
الاستدلال ألتشابهي: هو العلم المستدل عليه من أوجه التشابه أو التقابل.
العلم الخيالي:
هو العلم الذي لم ينطبق أو لم يتحقق بعد.
توضيح: هو علم صحيح فهو ليس ظن ، حيث يقوم عليه برهان ودليل.
العلم الحقيقي:
هو العلم الحاصل.
الشيء الحقيقي : ما له وجود ، ما يُتَصوًّر ويخبر عنه
الشيء الخيالي : ما ليس له وجود ، ويتصور ويخبر عنه ، و يقوم البرهان بصحة التصور.
الاستدلال بالتشابه:
هو التعلم بالتشابه ، وهو يكون بمقارنة الشيء الأول بالشيء الثاني ، وتعميم صفة الشيء الأول علي الثاني
وتكون علاقة الاستدلال إما تشابه طردي ، أو تشابه عكسي.
التشابه ألطردي : هو تعميم صفة للشيء الأول علي الشيء الثاني.
التشابه العكسي: هو تعميم الصفة المعاكسة في الشيء الأول علي الشيء الثاني ، لإختلافهما في وجه الاختلاف.
مستوي التشابه: ما يجمع جنس الأشياء ذات التشابه.(1/757)
البحث الذى قادت خطواته للنتيجة السابقة يمكن تحميله من الرابط
http://www.geocities.com/estratigy/islamicIntroduction/islammanhg/1.zip
( أو هو ملف مضغوط مرفق باسم 1)
__________________________________________
ميزان 1+0
الأصل الموحد 1+0
( سواء أكان وحدات داخل الإطار أو الإطار الذي يحتوى الوحدات)
الوحدات:
عنصر واحد، فهي وحدة واحدة داخل إطار كلى ( تتفرع بالزوجية لوحدات زوجية مع الوحدة الأولى )
الكليات:
هي كل موحد ، يحوي داخله وحدات ، وهو إما أن يتشابه في داخله بترابط وحداته، أو يختلف في داخله بتفرق وحداته.
التشابه الزوجي:
تبدأ من الوحدة ، ثم تتفرع زوجيا عنها لتبنى "الكل الموحد"المتشابه.
الاختلاف:
هو تفرق الكل الموحد ، فهو يبدأ بتفرق داخل الكل الموحد حتى الوحدات المختلفة
البناء الزوجي للخلق الكوني:
الخلق الكوني له:
- وحدات ، تتراكب داخل الكليات
- كل موحد، متشابه في داخله أو مختلف
وحدات الخلق الكوني، مرجعها إلى 1 ، 0
معادلة التحويل من الوحدات إلى الأعداد:
(الكيف) × (القيمة العددية للوحدات – وتتكون من الصفر والواحد- )
يتفرع خلق الله زوجيا فيتشابه لأن الذي خلقه واحد هو الله
الأزواج هي أساس المتتالية (والمتتالية لها وحداتها من نفس نوعها لا يدخل فيها ما هو خارج عن جنسها)
التشابه المثانى للعلم القرآني:
وحدات القرآن :
هي الكلمات والمعاني التي أساسها هو إما واحد (1) أو صفر (0) ، ويتفرع منها درجات موجبة + ، سالبة – ، لتكون متتالية مدرجة من المعاني تتغير معنى الكلمة بتغير مكانها على المتتالية المدرجة ، والعلاقات اللغوية والحسابية تجمع بين وحدات القرآن لتكون المثاني المترابطة لتبنى الكل المتشابه.
كليات القرآن:
القرآن " كل واحد متشابه السياق العام" (ذاك الكل القرآني غير منقسم في داخله بل هناك ترابط كامل بين وحدات القرآن متفرعة المثانى فتؤدى لتشابهه)(1/758)
تتفرع وحدات القرآن مثانى مترابطة فيتشابه السياق الكلى للقرآن الكريم لأنه الذي علمه واحد هو الله
معادلة التحويل بين الكلمات والمعاني للوصول إلى ميزان الأعداد
( المعنى ) × (القيمة العددية للوحدات – وتتكون من الصفر والواحد- )
المثانى هي أساس المتتالية (والمتتالية لها وحداتها من نفس نوعها لا يدخل فيها ما هو خارج عن معناها)
الوصلة بين العلم القرآني ، وبناء الخلق الكوني:
القرآن هو علم منزل من الله وليس خلق
المخلوق هو خلق من الله وليس علم منزل
ولكن هناك ما يجمعهما هو الميزان المشترك بينهما:
فالميزان هو 1+0 وهو الوصلة بين علم القرآن ، وخلق الكون وإليه يرجعا سواء في الدنيا أو في الآخرة.
حيث يمكن تحويل اللغة العربية للقرآن إلى وحدات تتكون من 1+0 ، ويمكن تحويل الخلق إلى وحدات تتكون من 1+0
البحث الذى قادت خطواته للنتيجة السابقة يمكن تحميله من الرابط
http://www.geocities.com/estratigy/islamicIntroduction/islammanhg/mizan.zip
( أوهو ملف مضغوط مرفق باسم mizan)
__________________________________________________ ________
مبدأ اقرأ
اقْرَأْ:يتفرع منها:
1- القراءة عن الله:
• أسماء الله الحسني
• خلق الله للخلق
• كلمات الله
2- القراءة عن الخلق
• أسماء الخلق
• خلق الإنسان
• خلق القلم
3- القراءة عن العلم
• أسماء العلم
• علم الإنسان
• العلم بكتابة القلم
البحث الذى قادت خطواته للنتيجة السابقة يمكن تحميله من الرابط
http://www.geocities.com/estratigy/islamicIntroduction/islammanhg/ekra.zip
( أو هو ملف مضغوط مرفق باسم ekra)
__________________________________________________ ________
خطوات المنهج الإسلامي العلمي والروابط
بتتبع مبدأ اقرأ ، وتفرع عن " القراءة عن العلم" ، كانت نتائج البحث كالتالى:
خطوات المنهج الإسلامي العلمي العام:
1.الحصول على المعلومات(1/759)
2-الانتقاء والظن العلمي ، واجتناب ظن السوء وإتباع الظن الحسن
4-برهان تبين صدق الظن أم كذبه
5-تبين الناتج العلمي الختامي
كان السابق هو المنهج العام الذى يستخدم فى كل الأمور ، والآتى هو المنهج الخاص بالتعامل مع الأصول الإسلامية فى القرآن والسنة:
خطوات المنهج الإسلامي العلمي الخاص للأصول الإسلامية فى القرآن والسنة:
1.مقدمة الأصول من القرآن والسنة
2-استخلاص معطيات الأصول الإسلامية المحكمة التي لا اختلاف فيها.
3-الظنية العلمية:
السير على التوازي مع الأصول لتراكب الظنية العلمية :
-رابط اللغة و طبقة اللغة في القرآن الكريم
-رابط المعنى و طبقة المعاني في القرآن الكريم
-رابط الموضوع وطبقة المواضيع في القرآن الكريم
-رابط العلاقات الحسابية وطبقة الحساب في القرآن الكريم
4- البرهان واطمئنان القلب بمعرفة الحق
5-تبين الناتج العلمي الختامي
المصطلحات
الحصول علي المعلومات: وهي كل ما تحصله حواس الإنسان ، من (القرآن والسنة) أو من الكون.
الانتقاء : بإعمال العقل ووسائله ، يتم الاختيار من المعلومات أحسنها( أي أصحها وأنفعها )
تعريف الظن : هو رؤية ذاتية دون الرؤية العينية.
وتنقسم إلي :
ظن علي علم : هو تصور للشيء يقوم علي علم
ظن علي غير علم : هو توهم للشيء لا يقوم علي علم
والفيصل بين الظن العلمي والغير علمي هو : عملية التصديق التي تكشف صحة الظن أم خطؤه.
الظن العلمي/الظن علي علم: وهو المبني علي معلومات سليمة، ولكن لم يتوافر دليل علي صحته.
البرهنة والإثبات: الحصول علي الحجة والدليل المحدد لصحة الظنية من عدمها.
العلم: العلم هو إدراك حقيقة الشيء
الطبقة القرآنية: هي مجموعة من الآيات تتميز بخاصية وبصفة مشتركة فتترابط برابط لغوى أو رابط حساب أو رابط موضوع أو رابط معنى.
الرابط المنهجي: هو وجه التشابه والذي يربط غيره من الآيات به ( قد يكون رابط لغوى ، أو حسابي أو موضوعي أو رابط معنى).(1/760)
البحث الذى قادت خطواته للنتيجة السابقة يمكن تحميله من الرابط
http://www.geocities.com/estratigy/islamicIntroduction/islammanhg/manhag.zip
( أو هو ملف مضغوط مرفق باسم manhag)
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله والفقير إليه:
يسرى أحمد حمدي أبو السعود
Esmallah1@homtial.com
estratigy@yahoo.com
002/0109578537
مراجعة وتصحيح /
أحمد عبد الهادي الصغير
6663140 11 00963
ahmadsaghir@mail.sy
---
(1/761)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > منقول من كتاب( أكذوبة الإعجاز العلمي )
---
منقول من كتاب( أكذوبة الإعجاز العلمي )
---
محمد إسماعيل
06-05-2005, 01:41 AM
هذا الموضوع منقول من( أكذوبة الإعجاز العلمي ) الموجود على هذا الرابط: www.alkalema.net/meracl
الذي بعث به الأخ الكريم الباحث عبد الرحيم، جزاه الله خيرًا.
مقدمة
في إيمان المسلمين ان الإعجاز العلمي قي القرآن مستمر إلى يوم القيامة ، فلا يمر عصر من الإعصار( هكذا وردت ) إلا ويكتشف العلماء شيء مما أخبر به القرآن .
لقد أصبحت مسالة الإعجاز العلمي في القرآن عقيدة إيمانية ثابتة مثلها مثل أي عقيدة في الإسلام .
إنه الكتاب الذي حوى بين دفتيه جميع العلوم والمعارف الإنسانية.
هو الكتاب الذي حوى بين دفتيه أخبار الماضي والحاضر والمستقبل .
وللمسلمين المعاصرين أبحاثا لا عد لها في هذا العلم ( الإعجاز البياني ) ، وأخصهم السيد رضى ، والإمام الشيخ محمد عبده، وسيد قطب في كتابه التصوير الفني في القرآن ، والدكتور مصطفى صادق الرافعي في (إعجاز القران) ، وقد ركز هؤلاء على الإعجاز البياني والبلاغة والفصاحة ، كما ركز غيرهم على إعجاز القرآن في العلوم الحديثة ، كالطب والفلك ، إلخ.
يقول: أنور الجندي في كتاب الإسلام على مشارف القرن الخامس عشر: " أن ما يداوله العالم اليوم من فلسفة وعلوم إنما هو من نتاج الفكر الإسلامي أصلاً، وأن القرآن كان بحق هو مصدر المصادر في منهاج العلوم التجريبية والاجتماعية جميعاً" (الإسلام على مشارف القرن الخامس عشر ص250 ).(1/762)
ويقول: يوسف مروه في كتاب العلوم الطبيعية في القرآن ص69 "هذا القرآن العظيم نجد فيه ما يؤيد ويدعم مواضيع العلم الحديث: من تجزئة الذرة، وثنائية المادة، والأشعة الكونية، وطبقات الجو، والضغط الجوي، وتركيب الماء والهواء، ولغة الحشرات، وبصمات الأصابع، والكائنات المجهرية، وعدم فناء المادة، وغزو الفضاء، والذبذبات الصوتية، والنقل البعيد، والرؤية عن بعد ( التلفزة ) إلى غير ذلك من حقائق العلم الحديث".
ويقول أحمد سلمان في كتابه( القرآن والطب): لقد تناول القرآن بالبحث كل المعارف والعلوم الممكنة تناولا شاملا جامعا مانعا . ( راجع القرآن والطب 120-121).
عن أبي مسعود قال: من أراد العلم فعليه بالقرآن فان فيه خبر الأولين والآخرين : قال البيهقي: أراد به أصول العلم.
عن ابن مسعود قال: أنزل في هذا القران كل علم ، وبين لنا غاية كل شئ، ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرن: ( أخرجه ابن جرير وابن ابى حاتم وغيرهم عن ابو هريرة قال: قال رسول الله: ان الله لو غفل شيئاً لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة.( راجع كتاب حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين 1/35 ).
وقد قيل: ما من شيء إلا يمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله حتى إن بعضهم استنبط عمر النبي ثلاثا وستين سنة من قوله تعالى في سورة المنافقين:{ ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها }: فإنها رأس ثلاث وستين آية وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده.
وقال المرسى جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط به علما حقيقة إلا المتكلم به ثم رسول الله خلا ما استأثر به سبحانه ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة ومثل ابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله.( راجع المصدر السابق/356 ).(1/763)
وقد قيل أيضا: إن علوم القرآن قد بلغت: خمسين علماً وأربعمائة علم وسبعة آلاف وسبعون ألف علم على عدد كلم القران مضروبة في أربعة إذ لكل كلمة ظهر وبطن وحد ومقطع. ( راجع المصدر السابق 1/352).
لقد تحدى القرآن الكريم جميع البشر بمن فيهم النصارى واليهود أن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطع أحد أن يقوم بذلك .
فقد اقتضت الحكمة الإلهية ان تبقى القرآن معجزة خالدة حتى تتم الحجة على جميع الأجيال إلى ان تقوم الساعة ولم يثبت دوام ذلك إلا للقرآن الكريم .
لم يختص أي نبي بما اختص به النبي محمد من خلال القرآن الكريم .
والدين الخاتم لا بد له من معجزة خالدة تؤازره على مر الأيام والعصور وتعاقب الأجيال ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ولله الحجة البالغة ) .
وللقرآن الكريم ميزة امتاز بها دون سائر الكتب السماوية والمعجزات الأخرى للنبي, وهي ان سائر المعاجز( هكذا وردت ) لا تثبت شيئا إلا ان يكون معها مدعي النبوة لكي يأتي بالمعجز إذا سئل .
أما القرآن الكريم فانه يقوم بنفسه وبغياب من انزل عليه (ص) بالتحدي فيطرح بنفسه الدعوة ويتساءل عن برهانها ويثبتها بنفسه ويتحدى الناس على الإتيان بمثله ويدينهم ويبين عجزهم وهذه الخصية لا توجد في أي معجزة أخرى .
{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}. البقرة 23.
{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ }. يونس 38.
{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ }. هود: 13 .
{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } الإسراء: 88.(1/764)
{ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }.القصص: 49.
{ لْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ } . الطور: 33-34.
ان فكرة إعجاز القرآن هي فكرة غريبة عن الإسلام ، إنها فكرة مستحدثة أحدثها المسلمون في أواخر القرن الثالث الهجري والقرن الرابع.
يقول ابن تيمية في كتاب الإيمان : ان تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز إنما اشتهر في المائة الرابعة . وظهرت أوائله في المائة الثالثة . وما علمته موجودا في المائة الثانية. ( راجع نظم القران والكتاب للأستاذ الحداد ص 5 ).
وقد قيل ان الجاحظ هو أول من وضع بحثا فيه. ( راجع عالم المعجزات لابو موسى الحريري ص 204).
نحن لا ننكر أن القرآن والسنة قد أيدوا العلم وشجعوا العلماء ورفعوا من مكانتهم وجعلوهم ورثة الأنبياء !. الذي يخشاهم الله الماكر الشديد البطش والتكبر بحسب المصطلح القرآني!.{ إنما يخشى الله من عباده العلماء} فاطر: 28 .( راجع:ال عمران: 54 والأنفال: 30 البروج: 12 الجاثية: 37 الحشر: 23. راجع بخصوص العلم:( بقرة: 151 وآل عمران: 7 و18-19 النساء: 113 و162 الأنعام: 91 و82 يونس: 39 والحج: 54 والعنكبوت: 43 وسبأ: 6 وفاطر: 19 و28 والزمر: 9 والشورى: 14 الرحمة: 1-2 يوسف: 76 المجادلة: 11.
عن أنس قال : قال رسول الله { طلب العلم فريضة على كل مسلم}.
وقال الحسن: قال رسول الله ( إنما مثل العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء إذا رآها الناس اقتدوا بها , وإذا عميت عليهم تحيروا ) .
عن أبي هريرة قال : سمعت النبي يقول : { الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم } رواه الترمذي وابن ماجه .
لكننا ننكر وبشدة بأن يكون العلم الذي شجعه ورخص به القرآن والسنة هو العلم بمعناه العلمي والواسع، كما يدعي المسلمون.(1/765)
لقد فات أصحاب نظرية الإعجاز العلمي في القرآن أن العلم المنسوب للقران والمرخص به شرعا هو علم الفقه أو التفقه في الدين والمحصور في القرآن والسنة كما جاء في الحديث الصحيح:( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) .متفق عليه. وليس العلم بمعناه العلمي والواسع كما يزعم المنتمون للأمة الأمية . انه العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم، والمحصور في القران والسنة.
إنه علم النواهي والمحرمات ،علم المذموم والمكروه والضعيف والمدسوس والحسن انه علم السنة ( الحديث)!. وليس العلم بمعناه الحديث والواسع كما يدعي المنتسبون إلى الأمة الأمية .
نقول : اختلف الناس (المسلمون) في العلم الذي هو فرض على كل مسلم ، فتفرقوا فيه إلى أكثر من عشرين فرقة، ولا نطيل بنقل التفصيل ، ولكن حاصله: ان كل فريق نزل الوجوب على العلم الذي هو بصدده، فقال المتكلمون: هو علم الكلام ، إذ به يدرك التوحيد ويعلم به ذات الله وصفاته.
وقال الفقهاء : هو علم الفقه إذ به تعرف العبادات والحلال والحرام وما يحرم من المعاملات وما يحل .
وقال المفسرون المحدثون هو علم الكتاب والسنة ، إذ بهما يتوصل إلى العلوم كلها والذي ينبغي ان يقطع به المحصل ولا يستريب فيه هو ان العلم ينقسم إلى علم معاملة وعلم مكاشفة ، وليس المراد بهذا العلم إلا علم المعاملة .
والمعاملة التي كلف العبد العاقل بها ثلاثة: اعتقاد ، وفعل ، وترك؛ فإذا بلغ الرجل العاقل باحتلام أو السن ضحوة نهار مثلا فأول واجب عليه تعلم كلمتي الشهادة ومنهما وهو قول : لا اله إلا الله ، محمد رسول الله، وليس يجب عليه ان يحصل كشف ذلك لنفسه بالنظر والبحث وتحرير الأدلة ، بل يكفيه ان يصدق به ويعتقده جزما من غير اختلاج ريب واضطراب نفس ، وذلك قد يحصل بمجرد التقليد والسمع من غير بحث ولا برهان ؛ إذ اكتفى النبي من أجلاف العرب بالتصديق والإقرار من غير تعلم دليل . ( إحياء علوم الدين 1/14.((1/766)
من هنا وحرصاً على مصلحة المسلمين وخوفاً على إيمانهم القويم ودينهم العظيم،
" فإن الخوض في علم لا يستفاد الخائض منه فائدة هو مذموم... والخوض فيه حرام. لهذا يجب كف الناس -أي المسلمين- عن البحث وردهم إلى ما نطق به الشرع".( أحياء علوم الدين 1/3 )
عن جماعة منهم حبيب بن أبي ثابت وسماك بن حرب وقال يزيد بن هارون : طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يردنا إلا إلى الله.
وعن ابن المبارك قال : ما من شيء أفضل من طلب العلم لله وما من شيء أبغض إلى الله من طلب العلم لغير الله .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله { من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة} ورواه أبو داود.
عن ابن عمر مرفوعا { من تعلم علما لغير الله , أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار } رواه الترمذي .
وعن جابر مرفوعا { لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا لتحدثوا به في المجالس , فمن فعل ذلك فالنار النار } رواه جماعة منهم البيهقي , وانفرد به ابن ماجه عن الكتب الستة فرواه محمد بن يحيى عن سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر .
وعن كعب بن مالك مرفوعا { من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار } رواه الترمذي.
وفي مسلم عن أبي هريرة مرفوعا حديث { الثلاثة الذين يؤمر بهم إلى النار وهم المجاهد المرائي ليقال إنه جريء , والمنفق المباهي ليقال إنه جواد , والرجل الذي يقول تعلمت العلم وقرأت القرآن , فيقول الله كذبت إنما أردت أن يقال فلان جريء وفلان قارئ وقد قيل, ثم يسحب على وجهه حتى يلقى في النار.
وعن زيد بن أرقم مرفوعا كان يقول : { اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع , وقلب لا يخشع , ونفس لا تشبع , ودعوة لا يستجاب لها } ورواه أبو داود.(1/767)
عن أبي بردة مرفوعا : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه ؟ وعن علمه ماذا عمل به , وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه} ؟ إسناده جيد.
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه.
عن أبي موسى الأشعري مرفوعا يقول الله تعالى يوم القيامة للعلماء : إني أضع علمي فيكم إلا لعلمي بكم ولم أضع علمي فيكم لأعذبكم , انطلقوا فقد غفرت لكم وقال : يقول الله عز وجل : لا تحقروا عبدا آتيته علما فإني لم أحقره حين علمته.
وفي الصحيحين عن معاوية مرفوعا : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين .
وعن عمر مرفوعا { إن الله يرفع بهذا العلم أقواما ويضع به آخرين }.
وعن أبي هريرة مرفوعا { من سلك طريقا يبتغي به علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة } رواهما مسلم .
وعن أبي أمامة مرفوعا: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم, إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير . رواه الترمذي.
وعن أبي الدرداء مرفوعا { إن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء , وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب , وإن العلماء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما , إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر} رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه . راجع باب العلم في جميع كتب الحديث .
عن ابن سيرين قال : العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ؟ ذكره مسلم.
وقال مالك : لا يؤخذ العلم عن أربعة ويؤخذ عمن سواهم , لا يؤخذ عن معلن بالسفه , ولا عمن جرب عليه الكذب , ولا عن صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه , ولا عن شيخ له فضل وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث به .(1/768)
وقال مالك أيضا : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم , لقد أدركنا في هذا المسجد سبعين ممن يقول قال فلان قال رسول الله وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان أمينا عليه فما أخذت منهم شيئا , لم يكونوا من أهل هذا الشأن . راجع الآداب الشرعية 2 / 146-147 .
أن العلم المنسوب للقران والمرخص به شرعا هو علم الفقه أو التفقه في الدين والمحصور في القران والسنة كما جاء في الحديث الصحيح _ من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين .متفق عليه_ وليس العلم بمعناه العلمي والواسع كما يدعي المسلمين .
لقد تحدى القرآن الكريم جميع البشر فلم يستطع أحد ان يقاوم ذلك التحدي
والسؤال هو: ما هي شروط هذا التحدي؟ لا يعقل أن تتحدى شخص ما بأن يأتي بمثله دون أن تحدد الشروط، ودون أن تحدد " بمثله " في ماذا ؟ اللغة، الشرائع،...
مجرد سؤال
هل الإعجاز في المعنى أم في بناء الجملة أم في النحو أم البلاغة أم أنه في جميعها؟
وهل هو خاص بالعربية وأهلها فقط أم أنه أيضاً قائم في حال الترجمة؟
لقد فات أصحاب نظرية الإعجاز العلمي في القرآن أن العلم المنسوب للقران والمرخص به شرعا هو علم الفقه أو التفقه في الدين والمحصور في القران والسنة كما جاء في الحديث الصحيح - من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين .متفق عليه- وليس العلم بمعناه العلمي والواسع كما يزعم المنتمون للأمة الأمية . انه العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم، والمحصور في القران والسنة.
إنه علم النواهي والمحرمات ،علم المذموم والمكروه والضعيف والمدسوس والحسن انه علم السنة ( الحديث)!. وليس العلم بمعناه الحديث والواسع كما يدعي المنتسبون إلى الأمة الأمية .
هذا ما سوف نعمل جاهدين على إظهاره من خلال صفحاتنا هذه. وذلك من خلال الآثار الإسلامية الصحيحة .
عودة
---
(1/769)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مع أعظم إنسان (رمضانيات20)
---
مع أعظم إنسان (رمضانيات20)
---
د. محمد مشرح
11-05-2004, 04:40 AM
14-التعرف على أخبار قريش
ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذفران فسلك على ثنايا يقال لها الأصافر ثم انحط منها إلى بلد يقال له الدبة وترك الحنان بيمين وهو كثيب عظيم كالجبل العظيم ثم نزل قريبا من بدر فركب هو ورجل من أصحابه قال ابن هشام الرجل هو أبو بكر الصديق قال ابن إسحاق كما حدثني محمد بن يحيى بن حبان حتى وقف على شيخ من العرب فسأله عن قريش وعن محمد وأصحابه وما بلغه عنهم فقال الشيخ لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخبرتنا أخبرناك قال أذاك بذاك قال نعم قال الشيخ فإنه بلغني أن محمدا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغني ان قريشا خرجوا يوم كذا وكذا فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذي فيه قريش فلما فرغ من خبره قال ممن أنتما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن من ماء ثم انصرف عنه قال يقول ما من ماء أمن ماء العراق قال ابن هشام يقال ذلك الشيخ سفيان الضمري قال ابن اسحاق ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أصحابه فلما أمسى بعث علي بن اي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه الى ماء بدر يلتمسون الخبر له عليه كما حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير فأصابوا رواية لقريش فيها أسلم غلام بني الحجاج وعريض أبو يسار غلام بني العاص بن سعيد فأتوا بهما فسألوهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي فقالا نحن سقاة قريش بعثونا نسقيهم من الماء فكره القوم خبرهما ورجوا أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما فلما أذلقوهما قالا نحن لأبي(1/770)
سفيان فتركوهما وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد سجدتيه ثم سلم وقال إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كبذبا كم تركتموهما صدقا والله إنما لقريش أخبراني عن قريش قالا هم والله وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى والكثيب العقنقل فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كم القوم قالا كثيرا قال ما عدتهم قالا لا ندري قال كم ينحرون كل يوم قال يوما تسعا ويوما عشرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم القوم فيما بين التسع مئة والألف ثم قال لهما فمن فيهم من أشراف قريش قالا عتبة ابن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام ونوفل بن خويلد والحارث بن عامر بن نوفل وطعيمة بن عدي ابن نوفل والنضر بن الحارث وزمعة بن الأسود وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وسهيل بن عمرو وعمرو ابن عبد ود فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها قال ابن إسحاق وكان بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء قد مضيا حتى نزلا بدرا فأناخا إلى تل قريب من الماء ثم أخذا شنا لهما يسقيان فيه ومجدي بن عمرو الجهني على الماء فسمع عدي وبسبس جاريتن من جواري الحاضر وهما يتلازمان على الماء والملزومة تقول لصاحبتها إنما تأتي العير غدا أو بعد غد فأعمل لهم ثم أقضيك الذي لك قال مجدي صدقت ثم خلص بينهما وسمع ذلك عدي وبسبس فجلسا على بعيرهما ثم انطلقا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه بما سمعا .
الحلقة 21
15- نجاة أبي سفيان بالعير(1/771)
وأقبل أبو سفيان بن حرب حتى تقدم العير حذرا حتى ورد الماء فقال لمجدي بن عمرو هل أحسست أحدا فقال ما رأيت أحدا أنكره إلا أني قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل ثم استقيا في شن لهما ثم انطلقا فأتى أبو سفيان مناخهما فأخذ من أبعار بعيرهما ففته فإذا فيه النوى فقال هذه والله علائف يثرب فرجع الى اصحابه سريعا فضرب وجه عيره عن الطريق فساحل بها فترك بدرا بيسار وانطلق حتى اسرع
[دروس من المقطع السابق]
[1-القائد يختلف عن غيره ، وهذا يظهر في المواقف الصعبه والأيام الشديده ، استطاع صلى الله عليه وسلم أن يصل إلى أخبار العدو الدقيفة ، بنفسه ، وباستطلاعاته العسكرية ،بدقة وواقعية . وبتوجيهاته السديدة للجيش ، بدون عجلة ولا طيش .
2- الاتصال بالله تعالى أولى عوامل النصر ، في كل عصر ومصر .ويليه خلق الصبر؛ لقد كانت هذه واضحة في تصرفات الرسول القائد صلى الله عليه وسلم .
3- الحرص على السريّة التامة ، في تحركات الجيش العامة والخاصة ،مقوم وأسلوب من الأساليب العسكريةالناجحة .]
---
(1/772)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اليوم دخل ملتقى أهل التفسير سنته الخامسة : وقفات محاسبة للنفس (أرجو مشاركة الجميع)
---
اليوم دخل ملتقى أهل التفسير سنته الخامسة : وقفات محاسبة للنفس (أرجو مشاركة الجميع)
---
عبدالرحمن الشهري
01-20-2007, 11:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على خاتم أنبيائه ورسله محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعدُ :
فهذا يوم السبت الأول من شهر الله المحرم من عام ثمانية وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية (1/1/1428هـ )، وهو يوم يكمل فيه ملتقاكم (ملتقى أهل التفسير) عامه الرابع ، ويستأنف عامه الخامس ، ولا بد لنا في هذا اليوم من وقفات محاسبة وتقويم للعمل الجماعي في هذا الملتقى ، فنحن جميعاً أسرة واحدة نتقاسم الإنجاز والتميز والفائدة العلمية وننتفع بها جميعاً كل بحسبه ، كما نريد أن نتقاسم المسؤولية والهموم أيضاً ، فكل واحد من أعضاء الملتقى له الحق في معرفة ما يدور في هذا الملتقى ، وما يراد له في المستقبل من تطويرات ، وما يحتاج إليه من جهد لكل يستمر في أداء رسالته العلمية التي أظن أننا جميعاً استفدنا منها .
وأريد أولاً أن أشكر الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لنا هذا الملتقى العلمي ، ثم أشكر جميع من تجشم الكتابة والجواب والمشاركة والسؤال في هذا الملتقى العلمي ، فقد أشركنا معه في الفائدة العلمية ، فكم من سؤال قد أجيب عنه ، وكم من فائدة قد بذلت للجميع صفواً بلا منٍّ ولا كدر ، والجزاء الأوفى بإذن الله عند الله سبحانه وتعالى ، والله لا يضيع أجر المحسنين .(1/773)
وأريد أن أكتب ما تم من إنجازات في الملتقى طيلة العام المنصرم حتى نبني عليها ، ونشعر بأننا قد تقدمنا خطوات نحو الهدف ، ثم أترك المجال لتعقيباتكم التي أريد منكم أن تعنوا بها ، وتخلصوا النصيحة فيها حتى نقوم المسيرة تقويماً علمياً ينفع الموقع ويرتقي به .
أولاً : انضم إلى الملتقى أكثر من ألف عضو خلال عام فيهم كثير من أساتذة الدراسات القرآنية المتخصصين في جميع أنحاء العالم ، وكتب فيه أكثر من ألف صفحة علمية كلها نقاشات وموضوعات وبحوث وأسئلة وأجوبة وأخبار ندوات ومؤتمرات ومحاضرات ودروس وكتب صدرت حول القرآن الكريم ، شارك فيها المتخصصون في الدراسات القرآنية والمعنيون بعلومه جزاهم الله خيراً .
ثانياً : تم تطوير الموقع كاملاً في أكثر جوانبه ، وأرجو أن يكون تطويراً للأفضل ، وقد كان هذا التطوير والتحديث تحت نظركم وبمشورتكم واقتراحاتكم بارك الله فيكم .
ثالثاً : بدأنا في بناء الرابطة العلمية العالمية للمتخصصين في الدراسات القرآنية منذ أقل من شهر ، وقد بلغ عدد الأعضاء المقبولين في الرابطة حتى الآن أكثر من مائة متخصص من أكثر من عشرين دولة ، وما زلنا في البداية ، وقد هاتفني عدد من القائمين على المؤسسات القرآنية في داخل المملكة وخارجها فرحين مستبشرين بهذه الرابطة ، ومعجبين بفكرتها ونتيجتها ، واستأذنوا في الاستفادة منها لمراسلة المتخصصين في تحكيم البحوث وغير ذلك .
رابعاً : بدأنا في العمل في مركز تفسير للدراسات القرآنية الذي كان هذا الملتقى أصله ، حيث تطور العمل حتى رأى القائمون على الموقع ضرورة قيام مركز علمي لتنفيذ كثير من المشروعات العلمية ، وليكون هذا الموقع واجهة علمية للمركز تخدم المتخصصين بشكل أكبر وأفضل ونسأل الله أن يكون هذا العام عاماً حافلاً بالإنجازات العلمية بقدر ما نتمكن منه في المركز والموقع ، ومقر هذا المركز مدينة الرياض .(1/774)
خامساً : زادت ثقة الباحثين بالموقع وقد لمست ذلك من خلال الرسائل التي ترد للموقع باستمرار ، والاستشارات التي ترد للموقع كذلك في أمور علمية متخصصة ، وبعد مشاركة كثير من أعضاء هذا الملتقى والمشرفين عليه في برامج إعلامية في الدراسات القرآنية باسم الموقع ولا سيما قناة المجد العامة والعلمية ، وقد كنت أرغب في أن يكون برنامج أهل التفسير الذي يبث على القناة العلمية برعاية مركز تفسير للدراسات القرآنية ثم حالت دون ذلك حوائل فنية فتركته في هذه الدورة ولعل الله ييسر ذلك مستقبلاً ، وكل هذا يصب في مصلحة الموقع وملتقى أهل التفسير حيث يزداد انتشاره ومعرفة الناس به ، وهذا مهم لكي تصل الفائدة للجميع فلا بد من تعدد منافذ التعريف بالموقع كل بقدر طاقته ، وهذه مسؤولية مشتركة بيننا جميعاً .
سادساً : حافظ الملتقى على سمته العلمي المتزن ولله الحمد ، فلم يخرج النقاش فيه عن حدود الأدب العلمي في الحوار ، وكل أعضائه ومرتاديه من أهل العلم والأدب الراقي الذي طبع هذا الملتقى بطابع يسر الجميع ، وأرجو أن نوفق للاستمرار والمحافظة على هذا الإنجاز الموفق .
سابعاً : تم افتتاح ملتقى الانتصار للقرآن الكريم ، وقد حظي بإشراف موفق من الزميل الكريم الدكتور أحمد البريدي ولا يزال ، وحظي بمشاركة عدد كبير من المتخصصين والمعنيين بالدفاع عن القرآن الكريم وبحوثه ، وما زلنا ننتظر من هذا الركن في الملتقى الكثير وفقهم الله ونفع بهم .
ثامناً : حصل كثير من أعضاء هذا الملتقى العلمي على شهادات عالية في الدراسات القرآنية وغيرها ، فبعضهم حصل على درجة الماجستير ، وبعضهم حصل على درجة الدكتوراه ، ونرجو منهم المزيد من العطاء العلمي بعد حصولهم على هذه الشهادات ، وهذا ميدان من ميادين زكاة علمهم وبحثهم دون أن يرزأهم ذلك شيئاً ، ويكون لهم ذخيرة عند الله سبحانه وتعالى .(1/775)
هذه بعض الإنجازات التي تحققت بفضل الله وتوفيقه أولاً ، ثم بجهودكم أيها الفضلاء وتواصلكم ومتابعتكم ، وفي الختام فإنني أرغب من كل واحد منكم بعد قراءته لهذا الكلام ، أن يتفضل بفتح ملف على ملف وورد في جهازه يسميه (هذا رأي في ملتقى أهل التفسير ومقترحاتي) ثم يدون ما استفاده شخصياً من الملتقى ، وماذا يتمنى أن يرى في الملتقى ، وما هي الجوانب التي يرى تميزها ، والجوانب التي يرى الضعف فيها ظاهراً ويقترح علاجها ونحو ذلك مما ينفع الملتقى ، وماذا يمكن أن يقدمه للملتقى للرقي به من وقته أو ماله فإن كثيراً من المشروعات يحول بيننا وبين تحقيقها قلة المال ) ثم إذا نقح مقترحاته وهذبها فليطرحها في هذا الموضوع .
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل أعمالنا جميعاً خالصة لوجهه الكريم ، وأن يستعملنا في طاعته ورضاه ، والله يوفقكم لكل خير ، وأكرر شكري لكم جميعاً مشرفين ومشاركين رضي الله عنكم وأرضاكم ، وأعتذر للجميع عن التقصير والزلل والخطأ والتجاوز في حق أي أخ أو أخت في هذا الملتقى .
الرياض في 1/1/1428هـ .
---
مساعد الطيار
01-20-2007, 11:31 PM
أسأل الله أن يبارك لك في عمرك وعملك وزوجك وولدك ، وأن لا يحرمنا جميعًا الأجر .
إن شهادة مثلي مجروحة ، لكني أعبرعما وجدته من فوائد علمية ، وصداقات أخوية مع أحبابنا أعضاء الملتقى ، فالحمد لله على هذه النعم ، وأسأل الله المزيد .
---
هلال بن بلال
01-20-2007, 11:35 PM
بسم الله والحمد لله
سادساً : حافظ الملتقى على سمته العلمي المتزن ولله الحمد ، فلم يخرج النقاش فيه عن حدود الأدب العلمي في الحوار ، وكل أعضائه ومرتاديه من أهل العلم والأدب الراقي الذي طبع هذا الملتقى بطابع يسر الجميع ، وأرجو أن نوفق للاستمرار والمحافظة على هذا الإنجاز الموفق .
في رأيي القاصر أن هذه الميزة من أهم ما تميز به هذا الملتقى .
وهذا الملتقى من لبنات تجديد علم التفسير في العصر الحديث .(1/776)
فاللهم اجز القائمين عليه خير الجزاء وأعظمه وأجزله .. آمين .
---
أبو بيان
01-21-2007, 07:04 AM
لا زلت أذكر بدايات هذا الملتقى الأولى وكثيراً من تفاصيلها, وقد فاجأني عدد السنين التي بلغها هذا الملتقى, والذي مازال أمامه الكثير من المشاريع العلمية المتقنة الناجحة بإذن الله.
ولعل أبرز ما يحسب لهذا الملتقى المبارك ما تركه من أثر في مجال الدراسات التفسيرية والقرآنية, حيث صار بأعضاءه المتميزين, وموضوعاته المحررة جزءاً من حديث الدراسات الأكاديمية, والمؤتمرات العلمية, وكل ذلك راجع في النهاية إلى جهد وتفاني وإخلاص أهله بارك الله في أعمارهم وأعمالهم.
وإني لمتفائل بمستقبل مشرق واعد لهذا الملتقى الذي يعشق التطوير مع التأصيل, والتجديد مع تثبيت البناء العتيد. وفق الله الجميع, وتقبل منهم, وأعانهم على كل خير.
أخوكم المحب/ أبو بيان.
2/1/1428هـ .
---
أحمد البريدي
01-21-2007, 08:34 AM
نحمد الله على توفيقه , والفضل بعد الله يعود إلى مؤسس هذا الصرح أخي الكريم الدكتور عبد الرحمن . وليعلم الأخوة الكرام أن الملتقى مجال رحب للإبداع والرقي ويحتاج للمزيد من التكاتف والتعاون وأكرر ما قاله أخي الدكتور عبد الرحمن بقوله : وفي الختام فإنني أرغب من كل واحد منكم بعد قراءته لهذا الكلام ، أن يتفضل بفتح ملف على ملف وورد في جهازه يسميه (هذا رأي في ملتقى أهل التفسير ومقترحاتي) ثم يدون ما استفاده شخصياً من الملتقى ، وماذا يتمنى أن يرى في الملتقى ، وما هي الجوانب التي يرى تميزها ، والجوانب التي يرى الضعف فيها ظاهراً ويقترح علاجها ونحو ذلك مما ينفع الملتقى ، وماذا يمكن أن يقدمه للملتقى للرقي به .
فبجهودكم , واقتراحاتكم نصل إلى ما نريد , والعبرة بتمام النهايات لا بنقص البدايات , وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
ناصر الماجد
01-21-2007, 09:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/777)
أشكر أخي د. عبد الرحمن على مقاله وفعلا أضم صوتي لصوته ؛ دعوة لإخواننا أعضاء الملتقى وزواره لسعي فيما يرتقي بالملتقى ويسهم في تطويره، وتقديم الرأي والمعونة للمشرفين عليه، فإنما هم بكم
والله يرعاكم
---
أمين الشنقيطي
01-21-2007, 10:33 PM
(هذا رأي في ملتقى أهل التفسير ومقترحاتي)
الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان،وبعد:
إلى أصحاب الفضيلة مشرفي وأعضاء الملتقى،أحيكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فهذا رأيي في مالذي استفدته من هذا الملتقى، فأقول: لقد استفدت كثيراً من مشاركات إخواني المتدخلّين الكثيرة والمتنوعة،ومن فهرس الكتب والمخطوطات، ولاأخفي الجميع أني استفدت كثيرا من المادة العلمية المقدمة في تخصص القراءات، في أحكامهاوالكتب المحققة فيها،والموضوعات المقترحة الجديدة فيها،وفي التعرف على جديد علم التفسير،والرسم،ومصادرهما،وعلى بعض الفوائد التقنية الحاسوبية.
أمّا ماذا أتمنى أن أرى في الملتقى؟
فأتمنى أن أرى في الملتقى كلّ ماهوجديد وفق قاعدة بيانات شاملة،ذات مرجعية معتمدة لدى الجهات العلمية،كعمادات البحث العلمي،والمراكز المتخصصة،وأن تحتوي علىشهادات علميةموثقةمن تلك الجهات العلمية،مثبتة في واجهة بارزة في قوائم الملتقى. كما أتمنى تسريع الاستفادة من وجود كبارالأعضاء المتخصصين غير المشاركين حاليا،من خلال مراسلين مؤهلين.
أمّا ما هي الجوانب التي أرى تميزهافيه ؟
فأرىأنّ الملتقى: يمتاز بالجانب الحواري النقدي الإيجابي المختصر،وبجوانب تعارفية أخوية على مستوى العالم الإسلامي،وبوجاهة لدى عدد من الباحثين غير المسلمين في عدد من دول العالم، وكذلك بمتابعة ماحقق من المصادر الأمهات والملاحظات عليها،وحرية الدراسات الفردية التي يقدمها الأعضاء التي يعبرون فيها عن رؤيتهم الخاصة المبنية على أسس منهجية سليمة.(1/778)
ماهي الجوانب التي أرى الضعف فيها ظاهراً؟ وماذا أقترح لعلاجها ونحو ذلك مما ينفع الملتقى؟
من جوانب الضعف الظاهر في نظري: صعوبة التشخيص عند متابعة المشاركات والمداخلات،بسبب تعددها وتنوعها، حين يجد المداخل نفسه يريد أن يحكم بسرعة على المعلومات التي استوعبها في وقتها،ثم لايساعده الوقت على ذلك،وهذا بالتالي يعجّله عن تصورها واستيعابها كاملة، وكحل لهذه الصعوبة،أرى تعديل كلمة (إضافة رد)،واستبدالها بكلمة (إضافة مداخلة بعد التأمل)،وفي حالة الاستعجال إضافة كلمة (مداخلة سريعة).
ومن الجوانب كذلك عدم إشعار الملتقى بالحاجة إلىاستكمال مشاركات سابقة، ولهذا فقد يتأخر بعض المداخلين لظنهم أن هناك مداخلة قريبة من بعض الأعضاء، فيتكل على قربها وسرعة إرسالها ثم لايحدث فتتوقف المداخلة،أو تنتهي بالابتعاد عن الأنظار في داخل صفحات الملتقى الكثيرة،ثمّ يحتاج بعدها إلى فراسة للبحث عنها،وقد لايذكرمكان فهرسها الذي وضعها فيه.
وكحلّ لهذه الصعوبة: أرجوا أن يختم المداخل كلامه،أو أن يتولى أحد مشرفي الملتقى محاورته داخل مشاركته لاستكمالهامعه،ويقوم بتسهيل مهمة إفادته عن فهرسها.
أمّا المقترحات التي أراها تنفع إخواني في الملتقى فهي:
- جبذا لو كانت هناك إشارة في المداخلة إلى التخصص الدقيق و البحث الذي قدمه المداخل أثناء مداخلته إن وجد.
-تكوين لجنة إشراف على الملتقى من الذين هم في تخصصات مختلفة،وأن تكون ردودهم معروضة على شخصيات معروفة لها خبرة وممارسة طويلة في الموضوع المراد الإجابة عنه.
-تقديم إحصائية شاملة (دائمة) للموضوعات الهامة المطروقة،وقائمة بالموضوعات التي يرى الأعضاء أنها لم تطرق،ونفس الشيء بالنسة للكتب القديمة.
- إيجاد حواربين المشرفين والمداخلين داخل كل مشاركة لتتضح الفكرة كاملة للجميع.
-تتبنى بعض الأعضاء لتقديم بحوث جاهزة أسبوعية،تحت عنوان موضوع الأسبوع،والإعلان المسبق عن عنوانه.(1/779)
-تذكير الأعضاء بمالم يتم استيفاؤه من البحوث، وإرسال رسالة لمختص للإفادةإن كان الموضوع بتلك الأهمية.
-تحديد النقولات في المداخلة بالمصادر الهامة، وألّاتتعدى سطرا واحداً، وإحالة الباقي للمصدر إلا للضرورة القصوى،وأن يجتهد المداخل في تببين مراده بدقة.
-اعتبارالمداخلات التي ترد على شكل تحيات أومباركات، وعدد قراءات الموضوع ،والمداخلات عليها،تقييما ضمنيا للموضوع تحسب للمداخل ومداخلته،وتستبدل أداة (التقييم بالنجوم) بماسبق.
-إيجاد كليشات أونماذج جاهزة،قبل المداخلة تتضمن أسئلة في الموضوع: ماذا كنت تعرف عنه؟ ماذا تريد أن تعرف؟ ماذا عرفت؟أذكر مصادرك؟ اكتب خاتمة مختصرة،وفي حالة اختيار المخطوطات تكون الكليشة : كيف تعرفتم على المخطوط،مااسمه، واسم مؤلفه، عدد نسخه، المصادر التي ذكرته، هل تم نشره، هل حكّم أم لا؟ هل تود نشره؟هل علمتم بنسخ أخرى له بعد نشره وتريدون إعادة طبعه؟
أمّا ماذا يمكن أن أقدمه للملتقى للرقي به من وقت أو مال؟
فأقدّم كأي باحث بجواره مكتبة(مكتبتي الخاصة)ومابها من كتب وفهارس،مع استعدادي لتقديم مايطلبه إخواني من معلومات فيها، ويكون ذلك من باب التبرع لوجه الله تعالى.
وأمّا المال فأقترح على مشرفي الملتقى فكرة تقديم خدمة لأصحاب دور النشر والمكتبات،تبدأ بتعريفهم بالباحثين وعناوينهم، لمراسلتهم لشراء ماجدّ لديهم، على أن تكون هذه الخدمة التي قدّمها الملتقى مقابل تخفيض للباحثين، ثمّ بالمقابل لهذه الخدمة الممتازة، يتعهد الأعضاء بتقديم تبرعات للملتقى في حساب مخصص لهذا الغرض.وفق الله الجميع في الدارين إنه سميع مجيب.
---
عبدالرحمن الشهري
01-21-2007, 10:40 PM
أشكر جميع المعقبين من الزملاء وأشكرهم وأرجو منهم أن يتفضلوا بكتابة ما لديهم حول الملتقى .(1/780)
وأشكر أخي الدكتور أمين ، جزاه الله خيراً على جديته المعهودة التي قابل بها رغبتنا في التعرف على رأيه وتوجيهاته ، وقد قرأتها كاملة ، وسأحفظها في ملف خاص بهذا الغرض بإذن الله حتى ترى التنفيذ بالطريقة المناسبة بقدر الطاقة إن شاء الله . جعل الله ذلك في موازين حسناتك أخي الكريم وبارك في علمك .
---
أمين الشنقيطي
01-21-2007, 11:33 PM
أخي الدكتور/ عبد الرحمن الشهري،سلمك الله وجميع إخوانك في الملتقي، تقبلوا دعواتي الصادقة،واسمح لي أن ألقب شخصكم الكريم بخادم الدراسات القرآنية، وذلك لجهدكم الطيب المبارك الذي أسهم بتضافر جهود المخلصين معك،بعد الله عزوجل وتوفيقه على تخطي الصعاب والارتفاع بمستوى التعليم القرآني ودراسات وبحوثه إلى أعلى درجات الرقي في هذا البلد الطيب، والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه،وفي العالم أجمع.وفقكم الله وسدد خطاكم.
.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
محمد الربيعة
01-23-2007, 09:50 PM
أخي الشيخ الدكتور عبدالرحمن خادم القرآن وعلومه وصحبه الكرام
كم والله أقر عيوننا وأثلج صدورنا هذا العمل العظيم الذي هو بحق رفعة للقرآن وأهله وتميز وتفوق ، وهذا أقل مايجب علينا بحق القرآن
وأن من أعظم ثمرات هذا العمل العظيم هذا الترابط والتآلف والاجتماع القرآني بين أهل القرآن من أقطار الدنيا جمعنا الله بهم في دار كرامته تحت مائدة القرآن . ولا أظن أن ملتقى علمياَ وصل إلى ماوصل إليه هذا المتلقى المبارك في هذه الميزة خاصة . فهو بحق صرح قرآني عظيم .
وإن من أعظم مايشدنا إلى هذه الشبكة الخيوط التي حبكها لنا مشرفنا الكريم من رحابة صدره ، وسعة أفقه ، وفاعليته ، وخبراته الفنية والعلمية ، وتجديده ، وسرعة متابعته ، وتواصله وتواضعه ، فقد تعلم مهارة الصيد وصنع شبكة وصلت إلى أقصى الأرض فاصطادت حيتان القرآن وفرسانه فإلى الأمام أبا عبدالله وفقك الله وسددك ونفع بك ومن معك من أهل القرآن .
---(1/781)
محمد الربيعة
01-23-2007, 09:56 PM
أقترح تثبيت هذا الموضوع أبا عبدالله لتعلقه بتطور الموقع وتطويره
---
أمةالله
01-24-2007, 02:21 PM
مبارك عليكم ملتقى أهل التفسير عامكم الخامس، نسأل الله تعالى أن يجعل الملتقى دائماً في زيادة، وأن يبعد عنه كل من قد يسيء إليه... آمين
أرجو إدارة الملتقى أن تضع في اعتبارها مشروعاً لطلبة العلم المبتدئين، فمن المحزن أن تجد ملتقى به هذا الكم من المشايخ وأهل العلم المتخصصين، ولا تجد للمبتدئين فيه نصيب. لذا فأقترح أن تقام دورة علمية للمبتدئين، يتم فيها شرح كتاب تفسير معين، أو حتى يقرر فيها الشيخ جزءاً للقراءة ثم يضع أسئلة على هذا الجزء، ويستقبل أسئلة الطلاب عن الجزء المقروء.
أسأل الله تعالى أن يبارك في ملتقى أهل التفسير، وأن يحفظه من كل سوء، وأن يجعل ما فيه من خير في موازين حسنات القائمين عليه والمشاركين فيه.
جزاكم الله خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
عبدالرحمن الشهري
01-25-2007, 09:04 AM
أشكر الأخوين الكريمين الدكتور أمين والدكتور محمد الربيعة على دعواتهم الصادقة للقائمين على الموقع والمشاركين فيه ، وحسن ظنهم بأخيهم وأنا عند نفسي دون ذلك بكثير ، والحمد لله أن استعملنا في خدمتكم في هذا الموقع ، وأشكر أخي الدكتور أمين على هذا اللقب الذي شرفني به وليتني أستحقه .
أما ما تفضلت به الأخت الكريمة أمة الله من الحاجة إلى دروس للمبتدئين في التفسير وغيره فبإذن الله سوف يرتب لمثل هذه الدروس في الدراسات القرآنية بطريقة ينتفع بها المبتدئ وغيره إن شاء الله في هذا الملتقى ، فنحن مقبلون على خير بإذن الله ، وإفادة الراغبين في العلم جميعاً هدفٌ نسعى جميعاً لتحقيقه رغبة في الأجر ، وحرصاًً على نشر العلم بكتاب الله ، وكل الزملاء الفضلاء في هذا الملتقى ممن تأهلوا لذلك لن يتوانوا في البذل بإذن الله إذا لمسوا الرغبة الجادة في التحصيل والفائدة .(1/782)
ما زلنا في انتظار بقية الآراء والمقترحات والأفكار وفقكم الله لكل خير.
---
أبو المنذر
01-25-2007, 03:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المس من المشايخ الكرام الرغبة الشديدة في معرفة ما استفاده الأخوة من الملتقى واستفادتنا منه كثيرة والحمد لله
وقد يظن ظان ان ذلك رغبة منهم في إظهار فضلهم واشباعا لنشوة الإنتصار ـ ان صح التعبير ـ حاشاهم وكلا
والواقع أن المشائخ ـ جزاهم الله خيرا ـ
انما يريدون معرفة ما المستفاد كي ما يستزيدون من أمثاله اعني شدة إعتنائهم بهذا الجانب الذي استفاد منه الأخوه
ومما لا شك أن أكثر مرتادي الموقع من غير الأعضاء وهذا يتضح جليا في قائمة المتواجدين حاليا فلا يحزنكم قلة
الردود فالفائدة عظيمة ان شاء الله تعلى وحسبكم انكم بذلتم الوسع للنصح لكتاب الله ـ عزوجل ـ كما أمركم نبيكم صلى
الله عليه وسلم وفي ما أظن بأن كثير من هؤلاء ليسو من أهل التخصص ! أي في التفسير فأرى
1 ـ الإستزادة من طرح مواضيع التفسير البلاغي اقصد الذي يعنى ـ بضم التحتانيه ـ بالفاظ القرآن تقديما وتأخيرا وحذفا
وإضافة كما هو معلوما لديكم
الموضوع يشد الكثير ومعلوماته سهله ويسهل حفظها وكذا تزيد من إيمان المسلم وتقربه من مولاه وهذ مقصدكم بارك
الله فيكم .
2 ـ عنونة المشاركة من الأخوه الكرام المشاركين بها أو من قبلكم كإدارة بعنوان يلفت الإنتباة فكم من مشاركات
نافعة فات نفعها علي الكثير بسبب العنوان ولا يخفى عليكم مثل هذا .
3 ـ وضع فهرسه جديدة على حسب السور ترتيبا توضع المشاركات المتعلقة بالآيات بسورة الفاتحه ثم المشاركات في
سوره البقرة وهكذا وقد تتبنونه في المستقبل بعد التنقيح والزياده يخرج في شكل اجزاء تفسيرية ويعم الله بنفعها
هذا ما حضرني فإن أصبت فمن الله والا فلتمسوا لنا حسن النية والله من وراء القصد وصلى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه وسلم تسليما .
---
يوسف الحوشان
01-26-2007, 07:02 PM(1/783)
من رحمة الله بنا أن نجد مثل هذا الموقع من يدخله فهو لاريب خارج بفائدة
شكر الله لكل من له يد في نفع اخوانه
---
الجعفري
01-27-2007, 02:29 PM
الحمد لله أن وفق إخواني لبذل جهد مشكور في هذا المنتدى المبارك وأنا ممن استفدت مما يكتب فيه من معلوما ت وبحوث طيبة وأسأل الله أن يبارك في القائمين عليه وأن يكتب أجرهم وأن يحشرنا جميعاً في زمرة أهل القرآن .
---
محمد الربيعة
01-27-2007, 09:36 PM
مما نفتقده في تخصصنا العظيم القرآن وعلومه ، أننا لانجد موقعاَ يطلعنا بالأخبار والمشاريع القرآنية الجديدة ومتابعتها والتعريف بها ، من مواقع ، ومؤتمرات ، وندوات ، ومراكز قرآنية ومشاريع ومجلات متخصصة ، وغير ذلك ، وإن كنا نجد ذلك متفرقاَ في هذا الموقع المبارك وغيره ، إلا إنني أقترح
((( فتح قسم خاص بالأخبار والمشاريع القرآنية الجديدة )))
ونرجو أن يتحقق ذلك في التطوير الجديد . وأرجو من الأخوة الأعضاء إبداء رأيهم في ذلك .
---
عبدالرحمن الشهري
01-27-2007, 10:12 PM
نحن عازمون بإذن الله قريباً على إنشاء قسم خاص بالمراكز والمؤسسات القرآنية حول العالم بإذن الله ، على غرار (رابطة المتخصصين) يكون الهدف منه التعريف بهذه المراكز والمشروعات العلمية التي يعملون أو يعتزمون القيام بها ، بحيث يكون هناك تواصل علمي بين هذه المراكز والهيئات بسهولة ويسر ، وقد ناقش المشرفون هذه الفكرة في عدة اجتماعات ، وعسى أن ترى النور قريباً بإذن الله ، ولعل هذا يحقق جانباً من اقتراح الدكتور محمد الربيعة الذي تفضل به رعاه الله .(1/784)
وأما الأخبار المتفرقة عن الندوات والمؤتمرات والإصدارات فكما تفضلتم نحن نتابع بطريقة شبه شخصية مثل هذه الأخبار ونوافي بها الزملاء عبر صفحات الملتقى ، ولا يكاد يفوتنا ندوة أو مؤتمر متخصص ولله الحمد بفضل الله ثم بجهود الزملاء في هذا الملتقى ، فهم يوافوننا بالجديد باستمرار ، غير أنه لا توجد آلية تنظيمية لهذا الأمر ، ونحن في مركز تفسير نسعى لإيجاد مثل هذه الآلية. غير أن الحاجة إلى تعاون الجميع في حواضر العلم والثقافة في العالم الإسلامي ماسة ، لصعوبة معرفة الجديد من الأخبار بطريقة منتظمة ، إلا إذا تكفل كل واحد من الزملاء في أنحاء العالم بموافاتنا بما لديهم من أخبار تتعلق بالدراسات القرآنية والبحث العلمي فيها ، كل في قسمه العلمي ، أو كليته أو جامعته ، أو مركزه أو مجلته وهكذا ، يحصل التواصل ، وتتحقق الفائدة ، دون تكلفة مادية باهضة يصعب الالتزام بها من قبلنا كأفراد مهما كان نشاط الفرد وهمته .
آمل أن نرى المزيد من الاقتراحات النافعة التي تعين الجميع على التواصل العلمي ، من أمثال هذه المقترحات التي تدفع إلى بذل المزيد من الجهد والتنظيم والتطوير عسى أن نتقدم خطوات في طريق طويل ، نسير فيه جميعاً معاً بصحبة كتاب الله وعلومه وطلابه ، ينفع بعضنا بعضاً بما لديه ، والله لا يضيع أجر المحسنين .
---
د.خضر
01-29-2007, 11:39 AM
]أخي الحبيب المكرم الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله
أحب أن أحيي ـ وبكل همة وحرارة ـ القائمين على هذا المنتدى القرآني الفريد وأقول :
إنني أفدت أولا بمعرفة إخوة فضلاء، كلهم ـ إن شاء الله ـ على خير، والأمة تعوِّل عليهم في حاضرها ومستقبلها وهم
ملح الدنيا وصلاحها، وهم أهل الله وخاصته.
ـ ولقد لمست مدى الجهد المبذول من فضيلة الدكتور عبد الرحمن الذي ما جعل شاردة ولا واردة للترغيب في الملتقي(1/785)
والكتابة فيه إلا وانتزها، ومن ذلك رده على الرسائل الشخصية التي يوقعها بعبارته المتفرده [ شارك معنا في الملتقى]
وهذا يحفز الهمم ويفتح أبوابا كان الكثير منا يجهلها ولكننا اقتحمناها تلبية للدعوة وحبا في صاحبها فكانت غاية
الفوائد والثمرات التي أرجو أن تكون في ميزان حسنات أخينا الفاضل والأحبة الذين معه.
ـ والذي أرجو استحداثه هو أن يكون في صدر الملتقى أيقونة تبين للمتصفحين كيف يسجلون في الملتقى، ثانياً كيف
يشارك العضو فيه، وذلك ببيان تسلسل الوصول إلى المشاركة وكيف توضع في موضعها الصحيح،؛ لأن كثيرا من
المشتغلين بالعلوم الدينية يتمنون المشاركة ولكن نظرا لعدم توفر المعلومات الازمة لديه للدخول يحجم الكثير عن ذلك،
والضعيف أمير الركب.
كما أحب أن أضيف أن الملتقى به من العلماء من لا نزكيهم على الله علما وأدبا ونبلا ، ولكن كما يقولون : لكل جواد
كبوة ولكل صارم نبوة ولكل عالم هفوة ، وعلى هذا فإني لاحظت تحقير بعض المشاركين لبعض الموضوعات وتناولها
بشيء من الاستخفاف دون تدخل سريع من الإدارة لستر عيبة البعض ـ وهم قليل وأؤكد ثانية أن هذا الصنف قليل ولكننا
لشدة الحرص منا جميعا على الملتقى أردت ذكر ذلك وفي الصراحة راحة، وخيركم من أهدى إلي عيوبي.
أخيرا نريد ان نلمس من خلال التواريخ ولو التقريبية الخطوات التي يتم فيها تنفيذ أي منجز، كطبع أسماء أعضاء
الجمعية العلمية للقرآن وعلومه، والأماكن التي حصلت على نسخة من هذه الأسماء ، كذا رابطة المتخصصين عندما يتم
أمرها على خير .
في نهاية ما سطرت أحب أن أؤكد أنني أفدت من هذا الملتقى بكل أقسامه وللأمام دوما في صحيفة حسنات كل من
يرفع لله راية وللإسلام آية. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
---
أبوعبيدة
01-30-2007, 12:46 PM
هذا رأيي في ملتقى أهل التفسير ومقترحاتي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:(1/786)
فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، وإن من نعم الله علينا التي لا تحصى أن يسر لنا هذا الملتقى المبارك، الذي ينهل بالعلم والعلماء، ومن نعمته سبحانه وتعالى كذلك أن يسر لهذا الملتقى من هم أهل له بحق، واستخدم في نشر دينه ـ وخاصة علم التفسير وعلوم القرآن ـ ثلة من خيرة أهل العلم من هذه الأمة، من مختلف التخصصات والشهادات العلمية، مع ما اتسموا به من سعة الصدر، والأدب الجمّ، والذوق الرفيع، الذي زرع في قلوبنا محبتهم مع أننا لا نراهم، وهذا توفيق من الله عزوجل لمن علم في قلوبهم الصدق ـ نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحداً ـ، ولقد ذرفت عيناي بالدمع فرحاً عندما قرأت ما لقبكم به فضيلة الدكتور/ أمين الشنقيطي؛ لأنكم بحق أهل لهذا اللقب ليس من الآن، بل من اللحظة الأولى التي أشرفتم فيها على هذا الملتقى.
* أما بالنسبة لا ستفادتي من هذا الملتقى:
ـ فهي كثيرة وكثيرة جداً، ويعجز اللسان عن وصفها، وأولها بالنسبة لي هي أنني أصبحت محباً لتفسير القرآن وعلومه بما لم أكن عليه من قبل، حيث كانت هذه المواد تمثل لي عائقاً في مرحلة البكالوريوس، أما الآن –والحمد لله- فهي من أنفس المواد لديّ، وقمت بالتسجيل فوراً في الدراسات العليا في قسم التفسير وعلوم القرآن، وكانت معرفتي بهذا الملتقى قبل سنتين تقريباً، ولو كنت اهتديت إليه قبل ذلك لكان الأمر أفضل بكثير مما هو عليه الآن، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
ـ ومن استفادتي أني وجدته يفتح ذهن طالب العلم إلى كثير من المسائل، ويوسع الأفق، وجعلني أقرأ في كتب التفسير وعلوم القرآن بغير الطريقة التي أقرأ فيها أيّ كتاب آخر، فأصبحت أقرأ بتمعن، وأحاول الفهم، والنظر، وإعمال الفكر قدر استطاعتي، والحمد لله.(1/787)
ـ ومن استفادتي تنوع المواضيع التي يتم تناولها بحثاً ودراسة، ومن ثَمّ كان لها عظيم الفائدة في عدم انحصار فائدتي في علم واحد من علوم القرآن، بل جعلتني أقطف من كل بستان زهرة، وبالتأكيد سيكون لكل واحد منا مجال يبدع فيه أكثر من غيره، لكن لا يعني ذلك عدم التطرق إلى غيره.
ـ ومن استفادتي ما يطرح من عناوين لرسائل علمية (ماجستير أو دكتوراة) إما طرحاً مباشراً أو استنباطها من خلال ما يطرح من مواضيع في الملتقى.
هذا بعض ما سطرته عن استفادتي من هذا الملتقى المبارك حسبما تيسر لي، وما يعجز عنه اللسان أكثر، إضافة إلى الاستفادة المعنوية فهي عظيمة ...!! أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
* أما بالنسبة لما أتمنى أن أرى فيه ـ ولعله قد طرح بعضها فيما سبق ذكره من المشاركات فأحببت إعادتها للتأكيد على أهميتها ـ فهي عدة أمور:
ـ أن يتم توزيع موضوعات الملتقى العلمي حسب الموضوع الرئيس التابع له، فيوضع عنوان رئيس للقراءات مثلاً يوضع بداخله كل المشاركات التي تتعلق بالقراءات، وهكذا، حسب الطريقة المناسبة التي يرتأيها المشرفون؛ لأنها أسهل في جمع شتات موضوعات العلم الواحد، فهو على غرار ما كتبتموه في هذا الملتقى تحت عنوان: فهارس ملتقى أهل التفسير.
ـ أشارك الرأي وبشدة موضوع الدروس العلمية للمبتدئين وغيرهم في التفسير وعلوم القرآن، وأن تكون دروس تأصيلية لهذه العلوم بالدرجة الأولى حتى ينطلق طالب العلم من خلالها بعد ذلك، وفي نظري أن هذا الأمر من الأهمية بمكان، نظراً لأن من يكتب في هذا الملتقى هم من مختلف البلدان، وقد نجد في بلد أكثر من عالم متخصص في هذا العلوم، وقد نجد -للأسف- في بلدان أخرى الافتقار الشديد إلى أمثالهم، وإن وجد من يحمل الشهادة والتخصص، فقد لا نجد عنده التأصيل العلمي الصحيح، مع ملاحظة أن تكون طريقة الاستفادة منها متاحة للجميع لتعم الفائدة.(1/788)
ـ أشارك الرأي أيضاً في أن يكون هناك عنوان معين يكتب فيه موضوع علمي تأصيلي متكامل لأحد المتخصصين سواءً كان أسبوعياً أو نصف شهري حسب نظرة المشرفين، ولكن مع التركيز على ألا يكون الموضوع محل خلاف كبير بين أهل العلم لتكون الفائدة أعم.
ـ أتمنى أيضاً الإجابة قدر المستطاع على الأسئلة التي تطرح في الملتقى من بعض الإخوة الذين هم في أمسّ الحاجة إلى أجوبتها؛ لأنهم كما ذكرت قد يفتقرون لمن هو أهل للإجابة عليها، ممع حسن ظنهم بإخوانهم من أهل العلم في هذا الملتقى، وكنت أجد بعض الأسئلة التي تبقى مدة من الزمن ولا أحد يجيب، وقد يجاب عليها ولكن بعد فوات الحاجة إليها، حتى وإن كانت الأسئلة في نظر المتخصصين ليست مهمة، فقد تمثل لمن كتبها الشيء الكثير.
* أما الجوانب التي أرى تميزها:
ـ فهي حقيقة الحرص الشديد على أن يظهر هذا الملتقى بأفضل حُلَّة ظاهراً من حيث الشكل الخارجي الفني الإبداعي، وباطناً من حيث إنه يحرص كل الحرص على بث روح المحبة، والتعاون، والتآلف بين الإخوة المشاركين، وخاصة في معرض النقد، فهو يحرص على أن يكون نقداً بناءً خالياً من التجريح، هدفه الأول الوصول إلى الحق، مع الحرص على اتخاذ الإجراءات اللازمة مع من يخالف هذه الأخلاق، ويقوم بالتطاول أو الاستهزاء أو التقليل من شأن أهل العلم وحملته.
ـ أيضاً تميز هذا الملتقى باحتواء العديد من حملة الشهادات التخصصية العالية (الماجستير والدكتوراة)، بل زاد عدد حملة شهادات الدكتوراة بصورة ظاهرة، وهذا الأمر بدوره يمنح المشارك الأمان والاطمئنان لكل ما يكتب فيه، مع التنبيه على أن المرء لا يقاس علمه بالشهادات، وإنما يقاس برسوخه فيه.
ـ أيضاً لا تألون جهداً في مشاركة آراء كل من في الملتقى في كثير من الأمور التي تودون القيام بها فيه، بل حرصكم الشديد على ذلك؛ مما يدلل على أن كل مشارك هو عبارة عن لبنة في هذا الملتقى.
* أما الجوانب التي أرى فيها الضعف:(1/789)
ـ وقد طرحت إحداها قبل ذلك وهي عدم الرد على كل الأسئلة التي ترد من الإخوة المشاركين، ويمكن أن يكون ذلك بأن أول ما تقومون به عند دخولكم إلى الملتقى هو تفقد المشاركات التي قام فيها أصحابها بطرح بعض الأسئلة، ومن ثَمّ الإجابة عليها.
ـ وأيضاً مما لاحظته هو المشاركات العديدة التي تحمل مواضيع ذات سلاسل أو حلقات أو جلسات ولا يتم إكمالها، ويمكن علاج ذلك بأن من أراد طرح مثل هذه الحلقات أن يقوم بتجهيزها مسبقاً، وتنزيلها حلقة حلقة حسب نظرته، أما أن يقوم بكتابة كل حلقة على حدة ثم تنزيلها، فقد تطرأ له بعض المشاغل والتي تحول دون إكمالها، مما يؤدي في النهاية إلى انقطاعها وانقطاع فائدتها.
ـ أتمنى محاولة الوصول إلى نتائج نهائية في المواضيع التي طرحت وكانت محل خلاف بين أهل العلم، وألا تبقى مفتوحة الإجابة بحيث لا يتوصل منها إلى معرفة القول الراجح، حتى وإن انتهت بعدة أقوال بحيث لا يمكن إنهاؤها بقول واحد فيتم توضيحها، ويكون ذلك بعرضها على المتخصصين في داخل الملتقى وخارجه، فهذا في اعتقادي أفضل من الإدلاء بالآراء -مع تقديرنا لها- دون حسم للمسائل.
* أما بالنسبة لما يمكن تقديمه لهذا الملتقى:
فأرجو منكم معذرتي في ذلك، فلا أملك إلا المساهمة المعنوية، نظراً للظروف الصعبة التي نمر بها، ومنها الحصار المفروض على قطاع غزة لما يقارب العام، أسأل الله أن يفك عنا حصارنا، وأن يعيننا على المساهمة في هذا الملتقى المبارك بالوقت والمال، والله المستعان.
وفي الختام:
جزى الله الشيخ الدكتور/ عبد الرحمن الشهري عنا خير الجزاء، وأسأله تعالى أن يجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم، وأن يلهمكم الرشد والصواب لما فيه خدمة لهذا الملتقى، المبارك وما فيه مصلحة للإسلام والمسلمين، وأسأل الله تعالى لكم الثبات على الحق، وبارك الله فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله.
---
عبدالرحمن الشهري
01-31-2007, 04:21 PM(1/790)
أخي العزيز الأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر وفقه الله : أشكرك على دعواتك وتشجيعك ، وقد سجلتُ كل ملحوظاتك وسننفذ منها ما نستطيعه بإذن الله ، لأنه قد يمنعنا من بعضها مانعٌ تقني فتدبر !
أخي الكريم أبا عبيدة وفقه الله : أشكرك على مشاعرك الأخوية الصادقة ، وأسأل الله أن ينصركم على عدونا جميعاً ، وأن يقر أعيننا بنصرة المؤمنين في بيت المقدس وغيرها من بلاد المسلمين ، وما ذكرتموه يحفزنا للعمل بجد أكثر ، وقد قيدت كل ملحوظاتك القيمة التي تدل على عقلك وبصيرك زادك الله توفيقاً ، وسوف نعمل على تنفيذها بقدر ما نستطيع بإذن الله ، ونسأل الله أن يستعملنا جميعاً فيما يرضيه عنا ، وأشكرك على وقتك الذي تكرمت ببذله في تقييد وتحبير هذه الكلمات التي وقعت منا في شبكة التفسير أحسن موقع فبارك الله فيك ، وأحسن إليك .
---
قصي علي الدليمي
02-02-2007, 07:58 AM
اللهم اجعل لملتقى اهل التفسير ملتقى في جنة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا . واجز اللهم القائمين عليه خير ما جازيت . فهم همهم الوحيد كتابك المجيد
واسعد الله ايامكم بالبر والتقوى
أخوكم
قصي علي الدليمي
---
الميموني
02-02-2007, 02:40 PM
الحمد للله مع عمر المنتدى القصير نسبيا فقد ثبتت بحمد الله مكانته بين المنتديات الشرعية العلمية الرصينة المتميزة و لا زلنا نلحظ تزايد فوائده
و نرى تزايد أعضاءه المتميزين أيضاً.
و من الاقتراحات التي ينظر فيها في المستقبل الآتي:
عند التعريف بالكتب المطبوعة حديثا أو المعاد طبعها إن تيسر الكتابة للمحقق نفسه برسالة إلكترونية إن كان الكتاب ذا قيمة علمية ليكتب تعريفا بنفسه. فهو أفضل و إن لم يتيسر فيزاد في تصوير ورقتين من مقدمة الكتاب يكون فيها تعريف أكثر , هذا إن لم يكن الكتاب معروفا مشهوراً
نسأل الله لكم مزيد التوفيق و السداد و أن يجعل فيما تكتبون و يكتب الإخوان البركة و حسن الثواب .
---(1/791)
خالد الشبل
02-02-2007, 08:13 PM
بارك الله في جهود هذا الملتقى المتميّز بمشرفيه وأعضائه، وما دام هم التطوير هاجسًا لديهم فلن تخيب جهودهم، بإذن الله.
جزى الله فضيلة د. عبد الرحمن ومساعديه خيرًا، وأعانهم على كل خير، وسامحونا على التقصير.
---
الإسلام ديني
02-04-2007, 07:05 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بكلمة موجزة
لإخلاص النية
حلة بركة الله تعالى على هذا المنتدى الفاضل بأهله
وأدعوا الله العلي العظيم أن يجعل هذه الأعمال في ميزان حسناتكم
و أن يزيد و يبارك مرات عديدة في مضاعفة الإنجازات - في كل عام جديد
/////////////////////////////////////////////////
---
محمد الربيعة
02-06-2007, 12:22 PM
أرى أهمية تخصيص صفحات أو زوايا للموضوعات المتسلسلة والتي تنشر على حلقات ، بحيث يكون لها فهرس ، أو يكون لها قسم خاص .
---
أبو ياسر
02-07-2007, 09:45 AM
أشكر أخي الشيخ د . عبد الرحمن الشهري ، على هذا الموضوع ، وأسأل الله أن يرزق الجميع الإخلاص والثبات على الخير والنفع للإسلام والمسلمين .
---
سلسبيل
02-09-2007, 03:24 PM
جزاكم الله خيرا وجعل ما تقدمون من خدمة لكتاب الله في ميزان حسناتكم
اقترح
ان يتم فتح قسم جديد يختص بالإعلان عن المناشط الدعويه واللقاءات العلميه المتعلقه بالدراسات القرآنيه وآخر الإصدارات المتعلقه بالكتب والبحوث حتى لا تختلط مع المواضيع العلميه بالمتلقى العلمي
أرى أهمية تخصيص صفحات أو زوايا للموضوعات المتسلسلة والتي تنشر على حلقات ، بحيث يكون لها فهرس ، أو يكون لها قسم خاص .
رأي سديد
وبارك الله بالجميع
---
عبدالعزيز اليحيى
02-14-2007, 05:52 PM(1/792)
مميزات الموقع كثيرة متعددة ذكرها الأخوة في مشاركاتهم السابقة أسأل الله أن يوفق القائمين على الموقع لكل خير وأن يبارك لهم في أنفسهم وعلومهم وأهاليهم وأموالهم وسائر أمرهم .
وهذه بعض المقترحات والأفكار :
1- تخصيص زاوية للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات التي يتقدم بها غير المختصين . وهذا في تقديري أمر مهم لأنه يقدم المعلومة الموثقة للقارئ ، ويزيد التفاعل بين القراء والملتقى ، ويدفع المختصين للبحث المركز وإفادة المجتمع .
2- تقديم خدمة رسائل الجوال للجمهور على غرار جوال الإسلام اليوم وجوال زاد التابع للشيخ المنجد وغيرهما بصورة مستقلة ، أو بالتعاون مع آخرين بحيث يتولى الموقع إعداد المادة العلمية للرسائل بعض أيام الأسبوع مثلا . ويمكن تقديم الخدمة أيضا بشكل موسمي في رمضان .
وهذه الخدمة ستفيد الموقع ماديا وإعلاميا .
3- تخصيص زاوية لمتابعة الكتب الجديدة مع التعريف بها إن أمكن ، مع زاوية أخرى للتعريف بكتب التخصص .(المقصود زاوية تجمع شتات الموضوعات المتناثرة لتسهل المتابعة ) .
4- تنظيم وتفعيل برنامج تقديم الاستشارات العلمية للباحثين في أي مكان ، وهذا البرنامج نفعه عظيم فكم من باحث يحتاج لمن يعينه ويرشده ولا يجد ذلك فالكل مشغول عنه مع شدة حاجته ، ولعله لايستطيع طلب المشورة من المشرف الأكاديمي على الرسالة لانشغاله أو لضعف المشرف علميا أو خوفا من عواقب الاستشارة بالإلزام ببحث ما ليس بلازم .
وفقكم الله وسدد خطاكم
---
(1/793)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن طبقات المفسرين لأحمد بن محمد الأدنه وي
---
سؤال عن طبقات المفسرين لأحمد بن محمد الأدنه وي
---
أحمد الماليزي
11-22-2006, 10:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سادة العلماء والمفسرين وإخواني طلاب العلم،
هل يوجد كتاب مسمى طبقات المفسرين لأحمد بن محمد الأدنه وي؟ إذا كان، فمن هو "الأدنه وي"؟ لأنني بحثت عنه في فهارس الكتب والتراجم ولم أجده.
نرجو من سادة العلماء والمتخصصين في التفسير الإجابة،
وشكرًا
---
د.عبدالرحمن اليوسف
11-22-2006, 10:33 PM
الكتاب مطبوع بتحقيق:سليمان بن صالح الخزي,والناشر:مكتبة العلوم والحكم بالمدينة النبوية.
---
مروان الظفيري
11-23-2006, 12:01 AM
طبقات المفسرين ؛ لأحمد بن محمد الأدنه وي
الكتاب : طبقات المفسرين
المؤلف : أحمد بن محمد الأدنه وي
الناشر : مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة
الطبعة الأولى ، 1997
تحقيق : سليمان بن صالح الخزي
عدد الأجزاء : 1
وعليك ياأخي بهذا الرابط ؛ ففيه بغيتك :
http://www.islammessage.com/booksww/book_text.php?bkid=4200
---
أحمد الماليزي
11-23-2006, 08:37 PM
شكرًا على الرد،
ولكنني أتسائل، من هو المؤلف: الأدنروي أم الأدنه وي؟
---
(1/794)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقالة " كلا " لأبي الحسين أحمد بن فارس (ت 395 هـ)
---
مقالة " كلا " لأبي الحسين أحمد بن فارس (ت 395 هـ)
---
لؤي الطيبي
03-10-2005, 02:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قيل في " كلا " كلام كثير .. واختلف أهل العلم في موضوع هذا الحرف في كتاب الله تعالى ، وأين يقع نفياً ، ومتى يقع تحقّقاً ..
وهنا تلخيص لما فسّره أحمد بن فارس رحمه الله تعالى ، فيقول :
إن سأل سائل عن " كلا " ، فقل : هي في كتاب الله على أربعة أوجه ، يجمعها وجهان : ردّ وردع ، وهما متقاربان . وتحقيق وصلة يمين ، وهما متقاربان .
فالردّ مثل " ليكونوا لهم عزّا كلا " . وهو الذي يُوقف عليه .
والردع مثل قوله : " كلا سيعلمون "
والتحقيق مثل : " كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين "
وصلة اليمين مثل قوله : " كلا والقمر " .
واعلم أنه ليس في النصف الأول من كتاب الله عز وجل " كلا " ، وما كان منه في النصف الآخر ، فهو الذي أوضحنا معناه حسب ما لاح واتجه ، والله ولي التوفيق .
---
أحمد البريدي
03-11-2005, 03:30 PM
للفائدة هناك جزاءان لطيفان في هذا الموضوع :
أحدهما لأبي جعفر الطبري , والآخر لمكي بن أبي طالب .
وقد حققهما د. أحمد حسن فرحات
---
لؤي الطيبي
03-11-2005, 08:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله للأخ الدكتور البريدي على هذه الإفادة ..
وإليك معلومات عن الكتيبين :
الأول :
" شرح كلا وبلى ونعم والوقف على كل واحدة منهن في كتاب الله عز وجل "
صنعة الإمام العلامة : مكي بن أبي طالب القيسي
حققه وقدم له وعلق عليه : الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات
دار عمار للنشر ، 2002
والثاني يحوي رسالتين :
إحداهما : " رسالة كلا في الكلام والقرآن لأبي جعفر أحمد بن محمد بن رستم الطبري "
والأخرى : " مقالة كلا لأحمد بن فارس "(1/795)
حققه وقدم له وعلق عليه : الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات
دار عمار للنشر ، 2002
---
(1/796)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأي الإخوة الباحثين في الرجوع إلى المراجع المعاصرة والإفادة منها ؟ دعوة للمشاركة
---
ما رأي الإخوة الباحثين في الرجوع إلى المراجع المعاصرة والإفادة منها ؟ دعوة للمشاركة
---
أبومجاهدالعبيدي
01-16-2004, 07:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تختلف وجهات نظر الباحثين حول قضية الرجوع إلى الكتب والبحوث والرسائل المعاصرة ، والإفادة منها في كتابة البحوث والرسائل العلمية .
فبعضهم يرى أنه لا ينبغي الرجوع إليها ، ويقول : إن الباحث الجاد هو الذي يقتصر على المصادر القديمة المعتبرة ، وقد يكون لهم أسباب أخرى دعتهم لهذا الرأي .
ولكاتب هذا المقال رأي آخر - وهو رأي كثير من الباحثين - ، وقد ذكرت هذا الرأي في التوصيات التي ختمت بها رسالة الماجستير ، فقد كان من التوصيات التي كتبتها :
(عند رجوعي إلى الكتب والمراجع المختلفة للاستفادة منها في كتابة موضوعات هذا البحث وجدتُ أن الرسائل العلمية المتخصصة من أكثر المراجع تحريراً للمسائل ودقة في بحثها وشمولاً لجميع فروعها .
ولهذا فإني أدعو إلى الاستفادة من هذه الرسائل والبحوث العلمية والرجوع إليها ، وأدعو إلى نشرها وتوزيعها .
وليس الرجوع إلى هذه البحوث والرسائل - وإن كانت متأخرة - من القوادح ولا من السلبيات في كتابة البحوث - كما يظن ذلك البعض - لأنها بحوث مؤصلة وكتابات محرّرة ؛ وليس من الحكمة ولا من المصلحة أن تذهب سدىً ، ويرمى بها بين رفوف المكتبات الخاصة ، ويُحرم القراء والباحثون من الرجوع إليها والاستفادة منها .)
فما تعليق الإخوة الباحثين الكرام على هذه القضية ؟
---
ابن الشجري
01-16-2004, 04:14 PM
الاخ الكريم ابامجاهد العبيدي ...............سلمه الله
أول ماقدح زناد ذاكرتي وأنا أقرأ ماكتبت هما بيتان لابن شرف القيرواني رحمه الله يقول :(1/797)
قل لمن لايرىالمعاصرشيئا *** ويرى للأوائل التقديما
إن ذاك القديم كان جديد ا *** وسيغدو هذا الجديد قديم
فإجمالا: أما من حيث الابداع والاختراغ فذاك نوع من التصنيف قد طوي بساطه منذ زمن ولاحول ولاقوة الابالله
إذ التأليف والتصنيف ـ على مابينهما من فرق ـ ينقسم اقساما تقرب من الثمانية ذكرها ابن الشرقي في جـ 2 من إضاءة الراموس وقبله ابن حزم في نقط العروس ـ ضمن رسائله المجموعه ـ فلم يعد هناك مجال اكبر لمشاركة القلم سوى الجمع أو الترتيب .(1/798)
ولست بهذا ممن يقول ماترك الاول للاخرشيئا ، فهذه مقولة منتقدة عند كل ذي عقل، وأذكر أن الجاحظ شغب كثيراعلى من يقول بها، وقال: ليس هناك مقولة هي اضر علىالعلم والعلماء من هذه المقولة . لكن اقول: كم ترك الاول للاخر* كم ترك له من أمانة في حفظ التراث الذي خلفه لنا الاسلاف وإخراجه على الصورة التي ارادها كاتبها دون تزيد أونفخ ، كم ترك الاول للاخر من علم غزير في بطون الكتب يحتاج الى تتبع وحسن إخراج ، كم ترك الاول للاخر من علم يفتقر لقلب واع ومثابرة ووقت يساعد لجرد الكثير مماخلفوه لنا رحمهم الله . وانظر الى مكتبتك،،، أعد النظر مرة اخرى هل تجد الى الكتب الصفراء ـ هكذا ينبزها من لاخلاق لهم خابوا وخسروا ـ تراها قد ملأت أرفف مكتبتك ولن تجد كتابا عصريا الا ببحث وتتبع . فبها تخرجنا وعليها تعلمنا ومنها نهلنا، فهي اسانيدنا لدى الجهال ـ كماقال ابن حزم رحمه الله ـ،ومن دونها لن نستطيع كتابة أودرس أو بحث . وكم يزين الكتاب أن ترى عليه تاريخ وفاة مؤلفه ـ لم ؟ ،لا ادري ـ ربما لشعورك أن مؤلفه قد ادى كل ماعنده ولم يعد بالامكان اكثر مماكان . فالتاليف أمر لايتم في حياة المؤلف كماقال الشافعي رحمه الله . ومن أراد التيقن فليقم بأحصاء ماعنده من كتب ثم ليقارن . وإني اسائل نفسي ومن شاء من اخواني، من بإمكانه من المتأخرين أن يبدع لنا كتابا في النحو فيأتي فيه بمسائل لم يتعرض لها الاقدمون ، اواصول الفقه ، أوالبلاغة ، او الحديث بفنونه , أو التفسير ، أو السيرة .....أوليئك قوم قد شغر منهم الزمان ، ولايقولن قائل : فماقولك في كتب النوازل والشعر والتاريخ ،فأقول تلك علوم لن تكتمل الا بانتهاء التاريخ.(1/799)
اذا فلولا هذه الكتب لما كانت كتب المعاصرين ، لكن لما لم يكن الكمال لكتاب غير كتاب الله تعالى فلابد من قول لقائل ...، وليس كتاب سوى كتاب الله تريد أن تأخذ عليه الا أخذت ، وأذكر مقالة قالها الشافعي للربيع رحمهما الله عندما دفع اليه بكتاب الام ليرويه للناس قال:خذه واروه على زلل فيه ، فقال له الربيع : اصلحه ، قال :هيهات
ابى الكمال الا أن يكون لله ولكتابه ، فمن هنا كان لنا أن نكتب أو أن نقول لا ان نبدع ونخترع , وما اظن أن احدا قد ادعى ذلك لعلمه أن الاجماع منعقد على ماهنالك , وليس بخاف عليك اخي الكريم رسالة ابن رجب رحمه الله في فضل علم السلف ‘ وكتبهم رحمهم الله تمثل شيئا من علمهم .
قال ابن فارس رحمه الله (... ومن الذي حظرعلى المتأخرمضادةالمتقدم،ولمه تأخذ بقول من قال : ماترك الاول للآخر شئا وتدع قول الآخر: كم ترك الاول للأخر . وهل الدنيا إلا أزمان ولكل زمان منهارجال ، وهل العلوم بعد الاصول المحفوظة إلا خطرات ألأوهام ونتائج العقول . ومن قصر الاداب على زمان معلوم ، ووقفها على وقت محدود ؟ ولم لاينظر الآخر مثلما نظر الاول حتىيؤلف مثل تاليفه ويجمع مثل جمعه ...)* من رسالة له ذكرت في ترجمته ـ وكأني بهذا احج نفسي وأنقض مابنيت ، كلا لكن أين مثل المقاييس أو الصاحبي أو المجمل وهل الوسيط الاعالة على هذه الكتب وأمثالها ، إن هناك فرقا بين ما كتبت ومالم اكتب بعد وهو أن ماسبق وقلته هو الحكم بالعموم علىتصنيف المتقدمين رحمهم الله جملة ، حتى غدت رسائلهم التي لاتتجاوزصفحات بعضها اصابع اليد تبز مصنفات كثير من المتأخرين وأنظر الى رسائل شيخ الاسلام أو ابن لقيم أو ابن رجب أوا بن فارس فبعضها يعد مصدرا في بابه تكتب ببون الذهب .(1/800)
الا أن هذا لايعني أن المتاخرين ليس لهم بعض الجهود التي تذكر فتشكر ،وأذكر أن الطنطاوي رحمه الله ذكر أن هناك كتبا تصل الى العشره تعد من مفاخر المتأخرين وذكر منها الاعلام للزركلي * إلا أنك إذا طالعتها وجدتها عالة على كتب المتقدمين ، فماهي الا جمع لمتناثر كلامهم ـ وهذه واحدة من مقاصد التأليف ـ في الغالب الاعم.
فمن الكتب الجيده التي شابهت في حسنها بعض كتب المتقدمين ، او حاولت التجديد فأتت بمايصعب معه انكار فضلها فعلى سبيل المثال
1ـ الدعاء للعروسي ( من العجيب أن اسمه يوحي وكأنه من القرن الخامس)
2ـ التفسير والمفسرون ـ على ماقيل فيه ـ للذهبي رحمه الله ( وتأمل اسمه )
3ـ الاعلام للزركلي رحمه الله
4ـ كتب الالباني رحمه الله فقد جدد لعلم الحديث ماكاد يندرس منه
5ـ صفحات من صبر العلماء...لابي غده رحمه الله
6ـالفقه واصوله ، عجزت أن اتذكر كتابا يعول عليه سوى كتاب سيد سابق رحمه الله لكن كثيرا من الكتب قليل الجدوى ذائع الصيت ( حظوظ) فعلىنفاسة هذا الكتاب فهو لايغني طالب العلم ولايتخرج به .
7ـ الادب ( حجبت لهذا العام) وإن كان كتاب المتنبي للعلامة محمود شاكر رحمه الله بمكان ،إلا أنها دراسة جزئه .لكن نقول هو من شابه المتقدمين في كتاباتهم ، كذلك إحسان عباس ـ رحمه الله ـ فله دراسات جيده وقويه لكن لم تسلم من الشطط
8ـ الكثير من الدراسات والرسائل الجامعيه التي غطاها الغبار في ارفف الجامعات فقد طبع الشئ اليسير منها . مما أخشى معه أنه لو طبعت كلها او الكثير منها لنسفت كل ماذكرت ( يارب سترك)(1/801)
ويعلم الله كم أرى من بعض الكتب التي كتب عليها إستخفافا بعقول القراء ( من أكثر الكتب مبيعا في العالم) ، ويكون أصحابها لهم شهرة عريضه ، الا أني لم استطع أن اشتري كتابا منها بعد أن اتصفح بعض الورقات من بعضها ، ولن أذكر اسماء حتى لا احمل أوزارهم عفى الله عنا وعنهم ، بل أقول في نفسي لو لم يكتب ويؤلف لكان اسلم وأرفع له عند طلاب العلم .
وإني اذكرك أخي بحديث ابن مسعود رضي الله عنه من رواية عاصم عن ابي وائل عن ابن مسعود عند الامام احمد باسناد جيد في فشو القلم وأنه من علامات الساعة , إذا علمت هذا وأن الكثير اصبح يقرأ كتابا ويؤلف آخر رغبة في التاليف والله اعلم ببواطن الامور ، فمهما كتب المتأخرون فلن يصلوا الى ماوصل اليه المتقدمين
الخاتمه
كماقال في الكامل : ( ليس لقدم العهد يفضل القائل ، ولا لحدثانه يهتظم المصيب , ولكن يعطى كل مايستحق )
فكان استحقاق المتقدمين من الفضل اكبر من استحقاق من بعدهم من المعاصرين لأمور
1ـ الاسبقيه
فلوقبل مبكاهابكيت صبابة***بسعدىشفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيجني البكا***بكاهافقلت: الفضل للمتقدم
2ـ ماعلى كلامهم من حلاوة وماله من قبول سره الاخلاص
3ـ سعة العلم والاستقصاء
4ـ الابتكار والابداع
فلاعليك إن استفدت من بعض من تأخر كاستفادتك ممن تقدم، واجعل نصب عينيك تلك الكتب الصفراء فهي المعول عليها عند أهل الحجى
وأكتفي بماقلت وأظن اني قد اطلت حتى لا اعلم هل اسهبت ام اطنبت ، لكن ومع كل ماقلت فمازال الموضوع يحتاج لمناقشة كثير من زواياه ، اكتفيت بما أشار اليه الاخ الكريم العبيدي ، والمعذرة من خلل قد يرى أو قصور قد يلمس، فالبال مشغول والخاطر مكدود والذهن مشدود ، والله يتولاناجميعا بلطفه ورحمته فهو وحده المعبود لارب لناسواه ولامبتغى غير الفوز برضاه . والله أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ(1/802)
*عجزبيت لأبي تمام مطلعه يقول من تقرع أسماعه***كم ترك الاول للاخر
*مثله لابن شرف القيرواني رحمه الله في نقد الشعروالشعراء ( وما أحسنها من رساله)
*من كان يعرف باقي ماذكره رحمه الله فليفدنا مشكورا
---
محمد رشيد
01-16-2004, 08:29 PM
المراجع المتقدمة هي الأصل الذي ننطلق منه
و من السفه أن نقول بعدم الاحتياج إلى المراجع الحديثة
فأين إذا أجد فقه النوازل و الواقعات ؟
أين أجد حكم الماء المقطر الذي أصله صرف صحي ؟
أين أجد حكم زراعة العضو المقطوع في حد أو قصاص ؟
بل في كل عصر نجد من الفقهاء من ألف في النوازل و الواقعات التي لم تكن واقعة قبل عصره فكانت في حقه نازلة
و هي في حقنا غير نازلة ،،، فالأمر إذا نسبي ،،، و هذه سنة متبعة
و لكن كتب المتقدمين هي الأصل ، و يتم من خلالها تأسيس القاعدة العلمية ، لأننا نتلقى العلوم خلفا عن سلف ، و المطالع لكتب المتقدمين يرى فيها من الرزانة و الثقل والوضوح و الاختصار ما لا تتمتع به كتب المعاصرين ......
فالأمر إذا ليس تعبديا بل قد يكون الكتاب لمتأخر أو معاصر وهو أفضل ألف مرة من كتاب المتقدم .....
و هذه نقطة أخرى بالنسبة لكتب المتقدمين ، تجدونها على هذا الرابط ، و هي مهمة للغاية و قل من رأيته يعمل بها ، سواء علماء أو دكاترة أو طلاب ، فانتبهوا لها فإنها مهمة ... http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1257
---
(1/803)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان للشيخ / خالد اللاحم
---
الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان للشيخ / خالد اللاحم
---
المسيطير
10-06-2006, 04:12 PM
الحفظ التربوي للقرآن
وصناعة الإنسان
كتاب جديد
للشيخ الدكتور /
خالد اللاحم
وفقه الله
ذكر فيه :
- ثلاثة أركان للبناء التربوي للإنسان وهي ( حفظ الألفاظ ، حفظ المعاني ، حفظ العمل ) .
- سبعة مفاتيح للنجاح في مشروع حفظ القرآن الكريم .
- ست أدوات لتصميم القرارات .
- واحدا وثلاثين مفتاحا لترقية الذاكرة وقوتها .
كما تطرق الشيخ وفقه الله للدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم وأجاب عن الأسئلة التالية :
- كيف نستثمر الدورات الكثفة لحفظ القرآن الكريم .
- كيف أنجح في مشروع حفظ القرآن الكريم .
- نظام التحفيز في الحلقات إلى أين ؟.
- مشروعنا الحضاري ، كيف نقيمه على أرض الواقع ؟.
كما تطرق الشيخ أيضا إلى إجابات تلك الأسئلة المتكررة :
- أيهما أولى حفظ القرآن الكريم أم تدبره ؟.
- ماهو التكرار التربوي ؟.
- ماذا تعرف عن البرمجة اللغوية النفسية ؟.
هل يوجد حلول لعلاج النسيان وقوة الذاكرة ؟.
والكتاب موجود في موقع الشيخ وفقه الله :
www.quranlife.com
---
المسيطير
10-08-2006, 07:35 PM
ألا يرى المشايخ الفضلاء ........ ضرورة ربط الحلقات وطلابها بالتدبر والعمل .
إن مثل هذا الكتاب يعين - بإذن الله - القائمين على الحلقات ( الرجالية والنسائية ) على تخطي الكثير من العوائق والصعوبات .
وطرح مثل هذا الكتاب على هيئة دورات تدريبية وقراءات منهجية للمختصين - أحسب - أنه سيساهم بإذن الله في تربية النشأ وإحسان ربطهم بكتاب الله تعالى .
سعر الكتاب رخيص جدا ( 3 ريالات ) ، وتوزيعه وإهدائه وعمل المسابقات فيما يحتويه سيساهم أيضا في ربط الطلاب التدبر والعمل .(1/804)
أسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه رضاه .
---
الطبيب
10-09-2006, 10:12 AM
جزاك الله خيراً.
---
(1/805)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ايهما افضل تفسير ابن كثير او تفسير القرطبي
---
ايهما افضل تفسير ابن كثير او تفسير القرطبي
---
ابو عبدالعزيز
12-22-2003, 12:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود من الاخوة الكرام بيان ذلك
ودمتم بخير
---
ابن الشجري
12-22-2003, 04:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم
من وجهة نظري القاصره فان هذا السؤال لايمكن ايراده بين كتب التفسير عامه ، ذلك لأن كل مفسر قد اختط منهجا معينافي تفسيره، وغلب عليه جانب علمي يميزه عن غيره ، ( فلا يغني كتاب عن آخر ) فتفسير ابن كثير وان كان هو الكتاب المعتمد بين كثير من طلاب العلم ، لمنهجه السلفي البعيد عن الشطحات البدعيه، وقيامه على تفسير القرآن بالأثر في الغالب ،الا أن هناك جوانب كثيره يهتم بها (أهل التفسير) وغيرهم ، لم يتطرق لها ـ رحمه الله ـ وليس هذا قصورا في علمه ، كلا ، لكن كان ذلك منهجا سار عليه في تفسيره العظيم، اضافة الى مابرع فيه من اهتمام بعلم الحديث رواية ودرايه ، كذلك القول في تفسير القرطبي ـ رحمه الله ـ فقد أهتم بالجانب الفقهي حتى غلب على تفسيره ،لذلك يعد من تفاسير الفقهاء، كما كان له اهتمام بالمفرده القرآنيه لغة ونحوا ، الا ان هناك جوانب لم تكن محل اهتمام منه ـ رحمه الله ـ كما أخذ عليه بعض الملاحظات في الجانب العقدي والتي لم تخرجه عن تفاسير أهل السنه . ( فمن أين لك بمثل الكتابين)
...فالمفاضله يمكن أن تكون في خلو كتاب من التفاسير المبتدعه، عن غيره، أما من الناحيه العلميه فقد يصعب هذا لسعة العلوم التي اشتمل عليها كتاب الله تعالى ، وما أوتيه كل مفسر من قدرات علميه يستظهر بها مكنون كتاب الله ، فانت تجد المفسر الذي غلب على علمه النحو يتجلى ذلك في تفسيره حتى يصبح وكأنه كتاب نحو... وهكذا(1/806)
فرحمهم الله ورفع درجة محسنهم وتجاوز عن زلل مسيئهم
---
محمد العبدالهادي
12-24-2003, 06:25 AM
لقد قرأت كلا من التفسيرين وقرأت تفسير ابن كثير قبل القرطبي ، فلم أجد في القرطبي تلك المتعة التي وجدتها عند ابن كثير رحمه الله في التفسير ، وسبب ذلك والله أعلم أن ابن كثير رحمه الله كان يدورفي فلك الآية وتحقيق معناها دون الاشتغال بالمسائل اللغوية البحتة ، أو الفقهية التي لاتمس الآية ولاحتى من بعيد !
ولايعني هذا انعدام القرطبي من فوائد، ولاشك أن القرطبي له حكمة ما في كتابته التفسير بهذه الطريقة ، ولكن طالب العلم - خصوصا المبتدئ - الذي يريد معرفة معنى كلام الله لايصلح له القرطبي بل ابن كثير ، والله الهادي إالى سواء السبيل .
---
ابو عبدالعزيز
12-27-2003, 10:21 PM
جزاكما الله خير الجزاء
فقد أفدتماني فائدة كبيرة
---
الشيخ أبو أحمد
12-28-2003, 02:07 PM
أما أنا فآخذ على كليهما الإفراط في نقل ما لم يصح سنده ولم يعلم قائله....
حتى ضل بنقلهما كثير من الناس, وحفظوا الغي مع السمين, فأفسدوا دينهم
فأحسن التفاسير عندي ما اقتصر على القرآن الخالص والحديث المحض, وما سوى ذك فهو وسواس الشياطين!
روي عن الامام الشافعي قوله:
العلم ما كان فيه "قال" "حدثنا" وما سوى ذك وسواس الشياطين...
---
(1/807)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل فسر الرازي الفاتحة؟؟
---
هل فسر الرازي الفاتحة؟؟
---
جمال حسني الشرباتي
12-06-2004, 03:00 AM
أبا زينب
نظرا لأنك أنت الذي عرفتني على تفسير إبن عاشور
فقد تستطيع ان تحل لي هذا الإشكال
وهو-- قال في تفسير البسملة
(((أبو حامد الغزالي في «المستصفى» فقال: «نُفي كون البسملة من القرآن أيضاً إن ثبت بالتواتر لزم أن لا يبقى الخلاف ( وإن ثبت بالآحاد يصير القرآن ظنياً، قال: ولا يقال: إن كون شيء ليس من القرآن عدم والعدم لا يحتاج إلى الإثبات لأنه الأصل بخلاف القول بأنها من القرآن، لأنّا نجيب بأن هذا وإن كان عدماً إلا أن كون التسمية مكتوبة بخط القرآن يوهن كونها ليست من القرآن فهاهنا لا يمكننا الحكم بأنها ليست من القرآن إلا بالدليل ويأتي الكلام في أن الدليل ما هو، فثبت أن الكلام الذي أورده القاضي لازم عليه))
((وقول الفخر الرازي في تفسيره مشابه لقول الغزالي))))
ولقد راجعت تفسير الرازي فلم أجد هذا الكلام عن البسملة
فهل لديك حل لهذا الإشكال؟؟
____________
____________
---
جمال حسني الشرباتي
12-07-2004, 03:40 AM
ربما أن عنوان المشاركة قد سبب إشكالا
فأنا أعرف أن الرازي لم يتم تفسيره
ولقد وجدت أن تفسيره للفاتحة في تفسيره المطبوع مختلف عن اسلوبه
ولما نقل إبن عاشور قولا للرازي لم أجده فيه
قلت في نفسي لعله نقل القول عن ناقل من الرازي
---
أبومجاهدالعبيدي
01-31-2005, 10:44 PM
أخي جمال وفقك الله
قول ابن عاشور نصه هكذا : ( وتبعه على ذلك الفخر الرازي في «تفسيره» ) وليس كما ذكرت .(1/808)
وقد ذكر الرازي قول الغزالي ، ولفظه : ( واعلم أن الشيخ الغزالي عارض القاضي فقال: نفي كون التسمية من القرآن إن ثبت بالتواتر لزم أن لا يبقى الخلاف، وإن ثبت بالآحاد فحينئذٍ يصير القرآن ظنياً، ثم أورد على نفسه سؤالاً وهو أنه لو قال قائل: «ليس من القرآن عدم» فلا حاجة في إثبات هذا العدم إلى النقل؛ لأن الأصل هو العدم، وأما قولنا: (أنه قرآن) فهو ثبوت فلا بدّ فيه من النقل، ثم أجاب عنه بأن قال: هذا وإن كان عدماً إلا أن كون التسمية مكتوبة بخط القرآن يوهم كونها من القرآن، فههنا لا يمكننا الحكم بأنها ليست من القرآن إلا بدليل منفصل، وحينئذٍ يعود التقسيم المذكور من أن الطريق إما أن يكون تواتراً أو آحاداً، فثبت أن الكلام الذي أورده القاضي لازم عليه، فهذا آخر ما قيل في هذا الباب. ) ثم قال :
( والذي عندي فيه أن النقل المتواتر ثابت بأن بسم الله الرحمن الرحيم كلام أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وبأنه مثبت في المصحف بخط القرآن ...) إلى أن قال :
( المسألة السادسة: في بيان أن التسمية هل هي من القرآن وأنها آية من الفاتحة، قال قراء / المدينة والبصرة وفقهاء الكوفة إنها ليست من الفاتحة/ وقال قراء مكة والكوفة وأكثر فقهاء الحجاز إنها آية من الفاتحة، وهو قول ابن المبارك والثوري، ويدل عليه وجوه: ـ ) ثم ذكرها ، ومنها قوله :
( الحجة السادسة: التسمية مكتوبة بخط القرآن، وكل ما ليس من القرآن فإنه غير مكتوب بخط القرآن، ألا ترى أنهم منعوا من كتابة أسامي السور في المصحف، ومنعوا من العلامات على الأعشار والأخماس، والغرض من ذلك كله أن يمنعوا من أن يختلط بالقرآن ما ليس منه فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كتبوها بخط القرآن، ولما أجمعوا على كتبها بخط القرآن، ولما أجمعوا على كتبها بخط القرآن علمنا أنها من القرآن.)
انظر تفسير الرازي 1/161 - 163
---
جمال حسني الشرباتي
02-01-2005, 04:25 AM
الأخ البريدي(1/809)
في الأمثال عندنا في القدس يقال ((أحطك في رأسي )) كناية عن التركيز الشديد على شخص لهدف(إبتسم)
لنعد إلى الفاتحة
قول الرازي الذي استخرجته من موقع التفسير الأردني هو
((تفسير البسملة:
وأما قوله جل جلاله: { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ } ففيه نوعان من البحث: النوع الأول: قد اشتهر عند العلماء أن لله تعالى ألفاً وواحداً من الأسماء المقدسة المطهرة، وهي موجودة في الكتاب والسنّة، ولا شك أن البحث عن كل واحد من تلك الأسماء مسألة شريفة عالية، وأيضاً فالعلم بالاسم لا يحصل إلا إذا كان مسبوقاً بالعلم بالمسمى، وفي البحث عن ثبوت تلك المسميات، وعن الدلائل الدالة على ثبوتها، وعن أجوبة الشبهات التي تذكر فيها نفيها مسائل كثيرة، ومجموعها يزيد على الألوف، النوع الثاني: من مباحث هذه الآية: أن الباء في قوله { بِسْمِ اللَّهِ } باء الإلصاق، وهي متعلقة بفعل، والتقدير: باسم الله أشرع في أداء الطاعات، وهذا المعنى لا يصير ملخصاً معلوماً إلا بعد الوقوف على أقسام الطاعات، وهي العقائد الحقة والأعمال الصافية مع الدلائل والبينات، ومع الأجوبة عن الشبهات، وهذا المجموع ربما زاد على عشرة آلاف مسألة.
ومن اللطائف أن قوله { أَعُوذُ بِاللَّهِ } إشارة إلى نفي ما لا ينبغي من العقائد والأعمال، وقوله { بِسْمِ اللَّهِ } إشارة إلى ما ينبغي من الاعتقادات والعمليات، فقوله { بِسْمِ اللَّهِ } لا يصير معلوماً إلا بعد الوقوف على جميع العقائد الحقة، والأعمال الصافية، وهذا هو الترتيب الذي يشهد بصحته العقل الصحيح، والحق الصريح.
نعم الله تعالى التي لا تحصى:))
وليس فيه ما تفضلت به---لذلك أنا شككت بأن من أكمل تفسيره ليس هو وأن الفاتحة من بين ما أكمله غيره
ولما كنت قد قرأت إشارات متعددة لإبن عاشور شككت بالموقع وأن الموقع أخطأ فطرحت موضوعي متسائلا لا متبنيا
---
أبومجاهدالعبيدي
02-01-2005, 06:15 AM(1/810)
ليس هناك هدف غير الهدف المعروف ، وهو مدارسة العلم ، ومذاكرته ، والإجابة على أسئلة الأعضاء الكرام ...
ولما كانت أسئلتك تحتاج للرجوع إلى الكتب فإني أقوم بذلك ، فأجد بعض الأمور التي تحتاج إلى تنبيه لا بد منه حتى تتم الإجابة ، فأقوم بذلك لهذا الهدف ؛ ليس إلا ....
وإذا كانت هذه التبيهات لا تروق لك ، فما عليك إلا أن تخبرني بذلك لأترك الإجابة على أسئلتك لغيري ، وهم كثير ، وفيهم البركة ولله الحمد ...
وأخيراً ، أشكرك على تعليقاتك ، وتوجيهاتك
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2005, 09:07 AM
بارك الله فيك يا أبا مجاهد ونفع بك ، بل أجب ونحن نتعلم ، ولا يكن في صدرك حرج ، ولا أظن الأستاذ جمال يغضبه هذا فنحن في مجلس علم وأدب.
وإن كنت أرجو من الأستاذ جمال التريث قليلاً فيما يطرح ، فإنه - وفقه الله - مدرس ناجح يحسن إثارة الأسئلة ، ولكنه لا يحب الأجوبة أحياناً.
وما أظن السقط الذي يقع من الأستاذ جمال متعمداً ، وما هو إلا بسبب رَوَغان الفارة من يده فتسقط كلمة من أول النص أو من آخره ، ويا حبذا لو اعتمد على الكتب المطبوعة دون الانترنت فإنها لا تؤمن ، وهذا ما يصنعه الأخ أبو مجاهد وفقه الله فيتأكد ويطمئن ، مع سعة اطلاعه ، وغزارة منبعه ، ولكنه المنهج الصحيح لا يضل بصاحبه ، ولا يخدعه عن نفسه .
وفقكما الله وبارك فيكما .
---
جمال حسني الشرباتي
02-01-2005, 03:06 PM
مازحت الدكتور العبيدي فتلقيت توبيخامن الدكتور الشهري
ولذلك سأعيد نفس ما سألني إياه الدكتور العبيدي موجها كلامي لطاقم المشرفين"
إذا كان لديكم ضيق مني ومن مداخلاتي ومشاركاتي فلا مانع من أن ألملم نفسي وأتوقف؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
02-02-2005, 07:31 AM
أبداً يا أستاذ جمال ، نحن نسعد بكل مشاركة هادفة ، ونفرح بكل عضو يرغب في الفائدة ، ويحرص عليها
المهم أن يكون هدفنا جميعاً هو الوصول إلى الحق والتمسك به ...(1/811)
وليس هناك ما يدعو إلى أن يجد أحد منا في نفسه على أخيه شيئاً من الضيق أو الحرج ...
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }
---
(1/812)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول آية ( و لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة )
---
سؤال حول آية ( و لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة )
---
إدريس السنوسي
06-30-2004, 05:15 AM
مسألة عقد النكاح من الأمور التي تناولتها النصوص الشرعية و حددت لها ضوابطها و شروطها و أركانها ، ووفقا لما ورد في هذه النصوص فهذه الأركان هي
1/ المهر
2/ و جود ولي للزوجة بيده عقدة النكاح ، و يجري معه العقد ( الإيجاب و القبول )
3/ الإعلان ( بما قد يشتمل عليه من شهود و وليمة و غير ذلك )
و لكن عند أهل مصر هذه الأيام يجري العجب ، فقد تجاهلوا اركانا ، و ابتدعوا أركانا من عند أنفسهم .
بدع الزواج المصري :
1/ تجاهل المهر كركن شرعي .
2/ ابتداع تسمية جديدة في الدين يطلقون عليها ( مؤخر الصداق ) يكتب في العقد و يُدفع في حالة الطلاق فقط ! و الصداق هو المهر و قد سماه الله فريضة ، و لكن في مصر جعلوا من الصداق مؤخرا و مقدما ، فيتجاهلون المقدم و يقرون المؤخر !
3/ ابتداع ركن جديد يطلقون عليه ( الشبكة ) و هو عبارة هدية ذهبية تقدم للزوجة قبل العقد كشرط لإعلان الخِطبة !
4/ قيام الزوجة بتأثيث نصف المنزل ، و توقيع الزوج على إقرار بأن كل محتويات المنزل ملكا خاصا لها !! و ذلك لضمان عدم الغدر منه .. و لعل هذه البدعة تكشف كيف صارت العلاقة الزوجية تقوم على التوجس و الخوف من الغدر !
السؤال للأخوة :
هل يصح إقرار هذه الأركان تأويلا لقول الله تعالى ( و لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ) ، و ذلك إن تم إقرار الفريضة بشئ رمزي كخاتم من حديد ؟
السؤال بصيغة أخرى :
هل ثبت تقييد الإطلاق في الآية ؟ و ما الدليل ؟
أبحث هذه المسألة الآن و كنت أخشى أن يفوتني دليل أو آخر فأقع في الخطأ ، فرأيت عرض الموضوع للنقاش .
---(1/813)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سنة ينبغي إحياؤها والتواصي عليها ، لحفظ التراث !
---
سنة ينبغي إحياؤها والتواصي عليها ، لحفظ التراث !
---
المحرر
12-25-2003, 05:00 PM
سنة ينبغي إحياؤها والتواصي عليها ، لحفظ التراث !
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد :
فإن تراث شيخ الإسلام – رحمه الله – مما تهفو القلوب إلى الاطلاع عليه والإفادة منه ؛ بل إن طالب العلم إذا نقل له كلام لشيخ الإسلام – رحمه الله – وقف معظماً لهذا القول ، واتهم رأيه وحجته ... إلخ .
والمقصود من هذا الموضوع :
أنني أعجبت بما صنعه الدكتور الفاضل : هشام الصيني – حفظه الله – في تحقيقه للمجموعة الثانية من ( المجموعة العلية من فتاوى ابن تيمية ) حينما قال – مخبراً عن منهجه في التحقيق – :
الثالث : تمييز النصوص المطولة التي ينقلها شيخ الإسلام عن غير بلون أو خطٍ مخالف لخط بقية نص الكتاب أو لونه ، وهذا الأمر له أهميته التي لمستها عندما كنت أناقش بعض طلبة العلم في حديث : " من تقرب مني شبراً ، تقربت منه ذراعاً " ، فادَّعى أن شيخ الإسلام يقول : التقرب هنا ليس هو القرب الحقيقي بل هو تقرب العبد بالعمل الصالح ، وتقرب الرب بالثواب والمغفرة .
وهذا مخالف لمذهب ابن تيمية في هذه المسألة ، فطلبت منه موضع ذلك ، فأراني المجلد الخامس من مجموع الفتاوى ( ص 407 ) فقلت له : هذا ليس كلام ابن تيمية ، وإنما هو كلام ابن قتيبة الدينوري ، وابن تيمية إنما أورده ليرد عليه .
وقد أورد ابن تيمية كلام ابن قتيبة بنصه في المجلد السابع من منتصف ( ص 406 ) ( ص 407 ) فقلت له : هذا ليس كلام ابن تيمية ، وإنما هو كلام ابن قتيبة الدينوري ، وابن تيمية إنما أورده ليرد عليه .(1/814)
وقد أورد ابن تيمية كلام ابن قتيبة بنصه في المجلد السابع من منتصف ( ص 406 ) إلى أوائل ( ص 409 ) وهذا نقل طويل ، فيمكن في أثناء البحث عن طريق الفهارس أو الحاسب الآلي ، أن يقف القارئ على موضع يظنه من كلام المصنف ، قينسب إليه ما لا يقوله ، بل قد يقول خلافه ، كما في هذه الحادثة ، ولذلك أدعو الباحثين إلى تمييز النصوص الطويلة – التي تبلغ نحو صفحة فأكثر – بلون أو خط مخالف لخط أصل الكتاب ، ليتميز كلام المصنف عن كلام من ينقل عنهم ، وأما النصوص القصيرة فيمكن الاكتفاء بتمييزها بين قوسين ، كما هو مشهور .
---
(1/815)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هو منهج الإمام البيضاوي في تفسيره ؟
---
ما هو منهج الإمام البيضاوي في تفسيره ؟
---
حافظ عبدالمنان
11-26-2005, 12:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب من سماحتكم المنهج المفصل الذي اختاره البيضاوي رحمه الله في تفسيره المسمى ( أنوار التنزيل وأسرار التأويل ) .
أرجوا الإجابة السريعة
جزاكم الله خيرا
أخوكم في الله
حافظ عبدالمنان
---
مرهف
11-26-2005, 05:02 PM
تفسير البيضاوي يعتبر من مختصرات تفسير الزمخشري ولكنه هذب المسائل الاعتزالية منه وينظر في منهجه رسالة الدكتوراه للدكتور عبد العزيز الحاجي البيضاوي مفسراً طبع في دمشق على ما أذكر دار الفاربي أو الرسالة
---
خالد الشبل
11-26-2005, 07:39 PM
لك أن تنظر: المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات للمغراوي 2/95 - 107، و التفسير والمفسرون للذهبي1/296 - 304.
---
حافظ عبدالمنان
11-27-2005, 12:57 AM
جزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
12-24-2005, 09:40 PM
كتب الزميل الفاضل الدكتور عبدالرحمن بن علي البشري رسالته للماجستير بعنوان ( البيضاوي ومنهجه في التفسير) عام 1406هـ تقريباً ، وأشرف على الرسالة شيخنا الدكتور محمد بسيوني فودة رحمه الله.
---
أبو حذيفة
12-30-2005, 02:17 AM
معرفة منهج البيضاوي رحمه الله في تفسيره موضوع كبير ولو حددت أسئلة معينة عن الكتاب وعرضتها لبادر الفضلاء بالإجابة عنها
---
الراية
01-01-2006, 09:00 PM
كتب الزميل الفاضل الدكتور عبدالرحمن بن علي البشري رسالته للماجستير بعنوان ( البيضاوي ومنهجه في التفسير) عام 1406هـ تقريباً ، وأشرف على الرسالة شيخنا الدكتور محمد بسيوني فودة رحمه الله.
هذا تعريف بالرسالة من موقع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
البيضاوي ومنهجه في التفسير
عبدالرحمن البشري علي ناشب(1/816)
المشاركون: محمود بسيوني فودة : مشرف
الجامعة: جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
الكلية: أصول الدين
القسم: القرآن وعلومه
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ المناقشة: 1404
الأبعاد: 275ص
المستخلص:
تحتوي الرسالة على مقدمة واربعة ابواب مقسمة الى عدة فصول وخاتمة,
في الباب الاول عصر الامام البيضاوي ثم اسمه ونسبه ونشأته وتلامذته ورحلاته العلمية ثم البيضاوي في الميزان ثم الحواش على البيضاوي وقيمته العلميه
وفي الباب الثاني مصادر البيضاوي في تفسيره والمنهج الذي سار عليه
وفي الباب الثالث منهج البيضاوي في التفسير بالمأثور والقراءات والايات الكونية واسباب النزول
وفي الباب الرابع موازنة ومقارنة بين البيضاوي والزمخشري وابوالسعود والقراءات عندهم ,
ثم الخاتمة والمصادر والفهرس
---
(1/817)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > شكر للأخ الكريم عبد الرحمن الشهري
---
شكر للأخ الكريم عبد الرحمن الشهري
---
أبو عبيدة الهاني
03-29-2007, 02:19 PM
الحمد لله الذي بعث في الأميين رسولا أمينا، وأنزل إليه نورا مبينا، والصلاة والسلام على من أحيى اللغة الاسماعيلية بعد اندراسها، وأحكم قواعد الملة الإبراهيمية بعد تزعزع أساسها..
وبعد،
فإني شاكر للأخ الكريم عبد الرحمن الشهري الذي أتاح لي فرصة الانضمام إلى هذا الملتقى القرآني، راجيا من الله تعالى أن أستفد وأفيد بفهم الكلام الرباني، فجزاه الله خيرا من أخ في الدين، حريص علي خدمة القرآن العظيم...
ملاحظة: حاولت إرفاق صورة مخطوطة للفاتحة فلم أستطع...
---
عبدالرحمن الشهري
03-30-2007, 01:45 AM
حياكم الله يا أبا عبيدة بين إخوانك ومحبيك ، ونحن سعداء بانضمامك للملتقى وفقك الله ورعاك ، ومثلك يحرص عليه وعلى ما لديه من العلم وننتظر فوائدك أحسن الله إليك .
---
أريج
04-05-2007, 05:54 PM
و أنا أسجل شكري لفضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري لاتاحة الفرصة لي بالتسجيل في هذا الملتقى المبارك
وأسأل الله وعز وجل أن يبارك في علمه وعمله .
---
الجكني
04-05-2007, 05:59 PM
مرحباً بالضيفين :"أبو عبيدة " و "أريج " 0
---
(1/818)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أطلب من المشرفين والأعضاء أن يقترحوا لي موضوع للأطروحة؟
---
أطلب من المشرفين والأعضاء أن يقترحوا لي موضوع للأطروحة؟
---
أم معاذ
03-20-2006, 02:07 PM
السلام عليكم
أساتذتي الفضلاء إخواني أعضاء المنتدى أنا طالبة في مرحلة الماجستير أطلب أن تقترحوا لي موضوعا للأطروحة علما أني أرغب في التفسير الموضوعي فإن لم يكن فمناهج المفسرين وجزاكم الله خيرا.
---
ابن الجزيرة
03-20-2006, 02:36 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذا الرابط لاشك أنه سيفيدك
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=155&page=1&pp=15
---
أم معاذ
03-20-2006, 04:16 PM
جزاك الله خيرا يابن الجزيرة
---
أبو حذيفة
03-22-2006, 12:54 AM
راجعي بريدك وأسرعي بالرد
---
(1/819)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب افادة عن مخطوط (دفع التعارض عما يوهم التناقض في الكتاب والسنة) للطوفي رحمه الله
---
طلب افادة عن مخطوط (دفع التعارض عما يوهم التناقض في الكتاب والسنة) للطوفي رحمه الله
---
البُصُري
08-26-2003, 10:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ارجو الافادة عن مخطوطة للامام الطوفي رحمه الله بعنوان ( دفع التعارض عما يوهم التناقض في الكتاب والسنة )وشكراً.
---
فهد الوهبي
08-26-2003, 10:46 PM
الأخ البصري رعاه الله ..
هذا الكتاب أشار إليه الطوفي في كتابه الإشارات الإلهية : 2 / 34 .
قال محقق الكتاب : " ولعله في مراتب الأدلة والجمع بينها ، فيكون في الأصول وقد ذكره ابن رجب في الذيل 2ب/367 ".
هذا ما عرفته عن هذا الكتاب .
و
---
البُصُري
08-27-2003, 11:51 PM
كاتب الرسالة الأصلية : البُصُري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ارجو الافادة عن مخطوطة للامام الطوفي رحمه الله بعنوان ( دفع التعارض عما يوهم التناقض في الكتاب والسنة )وشكراً. 14
---
البُصُري
08-28-2003, 02:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اشكر أخي وزميلي أبو مبارك على هذه المعلومة القيمة ، فله مني الثناء ومن الله خير الجزاء .
كما آمل ممن يعرف من الأخوة ـ أعضاء وضيوف الملتقى ـ عن مكان وجودها ( حتى ولو كانت في أحد القطبين )شيئاً فليفيدني . ولكم مني عبق الثناء وشذاه .!!!
---
(1/820)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > النسخ في القرآن الكريم
---
النسخ في القرآن الكريم
---
ابن العربي
02-11-2004, 10:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
فهذا موضوع النسخ في القرآن الكريم إشارك به في هذا الملتقى المبارك وسوف أتناول فيه المحاور التالية :
أولا- تعريف النسخ :
النسخ : مصدر نسخ ينسخ وله اطلاقان هما : -
(1) يطلق على الأزالة ولها معنيان وهما : (أ) إزالة الشيء مع إقامة شيء آخر مقامه كقولك : نسخت الشمس الظل
(ب) إزالة الشيء مع عدم إقامة شيء آخر مقامه كقولك : نسخت الريح آثار الديار أي أزالتها دون عوض .
2- يطلق على النقل وله حالتان هما :
(أ) نقل الشء من مكان إلى آخر أو حال إلى حال أخرى مع بقائه في المحل الأول كقولك : نسخت الكتاب أي نقلت ما فيه إلى كتاب آخر مع بقاء الأصل أي لم يتغير المنسوخ منه .
(ب) نقل الشيء من مكان إلى آخر أو من حال إلى أخرى مع عدم بقائه في المحل الأول كقولك : نسخت النحل العسل أي نقلته من خلية إلى خلية أخرى دون بقائه في المحل الأول .
ثانياً- أنواع النسخ :
النوع الأول : ما نسخ حكمه وبقي لفظه أي الآية باقية مثل نسخ آية الصدقة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مع بقاء تلاوتها إلى يوم القيامة .
النوع الثاني : ما نسخ لفظه وحكمه مثل ماروى أن سورة الأحزاب كانت بقدر سورة البقرة فرفع جزء كبير منها فهذا نسخ الحكم ، ونسخ اللفظ .
النوع الثالث : ما نسخ لفظه وبقي حكمه مثل آية الرجم ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فرجموهما البتة نكالاً من الله ) .
وكلام أهل العلم عن النسخ كله يدور على النوع الأول " ما نسخ حكمه وبقي لفظه "
ثالثاً - دعوى النسخ :(1/821)
قد توسع بعض أهل العلم في الناسخ والمنسوخ وادعوا أن كثير من الآيات منسوخة مثل آية السيف التي نسخ بها كثير من أهل العلم آيات معدودات . حتى نسخوا بها قوله تعالى : " اليس الله بأحكم الحاكمين " وهذه الآية وإن كانت صيغتها صيغة الانشاء ولكنها في معنى الخبر ، والنسخ لا يدخل الجمل الخبرية قط ، النسخ لا يدخل إلا الجمل الانشائية يدخل الأوامر والنواهي ، أما الاخبار فلا يدخلها النسخ ولا يصح ؛ لأن نسخ الخبر يستلزم كذب المخبر والله تعالى منزه عن الكذب .
رابعاً - النسخ في اصطلاح المتقدمين والمتأخرين :
فالمتأخرون يطلقون النسخ على التخصيص فيسمون التخصيص نسخ ، والتخصيص هو رفع بعض الحكم لا كله
المتقدمون : يسمون التخصيص نسخ وهو في الحقيقة نسخ ؛ لأن رفع الحكم أو جزء منه يعد نسخ لكن اصطلاح المتأخرين في النسخ هو رفع الحكم بالكلية .
وقد اصطلح المتأخرون على أن رفع جزء الحكم يسمى تخصيص لا نسخ . فعلى اصطلاح المتأخرين كون هذا يسمى نسخ وهذا يسمى تخصيص يجب التنبه إلى ما يقوله المتقدمون من سلف الأمة إن هذه الآية منسوخة وما قصدوا أنها منسوخة كلها بل قصدوا أنها مخصوصة وهذا أمر مهم جداً ؛ لأن كثير من آيات القرآن التي ادعي أنها منسوخة لم تكن كذلك بل هي مخصوصة ومن أمثلة ذلك :
1- قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا وصية لوارث ) قالوا هذا الحديث نسخ به قول الله تعالى : " إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين "
وهذا ليس بنسخ هذا تخصيص ؛ لأن الوصية للوالدين ليست منسوخة على الاطلاق ؛ فالجد الذي هو أبو الأب أب وتصح الوصية له إذا كان غير وارث كأن يكون محجوب بالأب ،
وتجوز الوصية للوالدين إذا كان الأب ممنوع من الأرث بمانع كالقتل أو الكفر فتجوز له الوصية .
وبذلك هذه الآية ليست منسوخة ، وإذا قلنا بالنسخ فقد الغينا الحكم بالكلية وسلبنا النص حكمه ودلالته وإذا قلنا بالتخصيص بقي جزء من الحكم .(1/822)
2- مثال آخر : قول الله تعالى : ( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسيكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا )
فكانت المرأة في أول الإسلام إذا زنت سجنت في البيت ، ثم جعل الله لهن سبيلا وهو الجلد أو الرجم .
وكثير من أهل العلم أطلق على هذه الآية النسخ ، والواقع هي ليست منسوخة بل هي مخصوصة ؛ لأن قوله : " استشهدوا عليهن أربعة منكم " ليست منسوخة بل هي محكمة ولا يثبت حد الزنا إلا بأربعة شهداء أو الاقرار أما لحكم الذي ثبت بعد الأربعة شهداء فهذا نسخ الذي في سورة النساء وبقي الذي في سورة النور .
خامساً - شروط النسخ :
1- أن يعلم التاريخ للنصين أو أحدهما فهذا متأخر وهذا متقدم وهذا لا يعلم إلا بالرواية عن طريق الصحابي .
2-أن يتعذر الجمع بين النصين فإن صح الجمع بينهما فلاتجوز دعوى النسخ ، والجمع بين النصين أخذ بالحكمين معاً .
3- الترجيح إذا تعذر معرفة التاريخ وتعذر الجمع يرجح أحد النصين .
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد
---
أبومجاهدالعبيدي
02-13-2004, 02:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي ابن العربي - شكر الله لك ، وجزاك خيراً على هذه المشاركة
وقد سبق طرح هذا الموضوع بالتفصيل هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=25)
فلعلك تراجعه ، وتعلق بما يفتحه الله عليك .
وثانياً - من بركة العلم نسبته إلى أهله ؛ فحبذا لو حرصت على ذكر المراجع التي تنقل منها للفائدة ، ومن باب الأمانة العلمية . وأنت في ملتقى علمي متخصص . وفقك الله .
---
ابن العربي
02-13-2004, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لك أخي أبا مجاهد مرة أخرى ومعك حق أن المرجع مهم من باب الأمانة العلمية أولاً ثم من أجل الفائدة(1/823)
ولكن الذي جعلني أترك ذكر المراجع هنا أن هذا الموضوع النسخ في القرآن تلقيناه في محاضرة علمية من عام 1420هـ أو 1421هـ قد نسيت وكنت أكتب ما يقول ذلك الشيخ وفقه الله وأنت تعلم أن العلم يؤخذ من العلماء لا من الكتب فحسب وشاركت به طلباً للأجر والثواب من عند الله تعالى وليبقى علماً نافع ينتفع به المسلمين ألقا أجره يوم القيامة ولو ما كان هناك موضوع في النسخ متكامل كما أشرة لوثقته لك وللقراء . وعلى العموم جزا الله قائله في ذلك الدرس العلمي خيراً وجعله في ميزان حسناته وأن لا يحرمنا واياك من الأجر والثواب
شكراً لك أخي وبارك فيك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/824)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماهية التفسير الموضوعي وكيفية البحث فيه
---
ماهية التفسير الموضوعي وكيفية البحث فيه
---
عدنان البحيصي
03-30-2006, 03:55 PM
تمهيد التفسير الموضوعي ويشتمل على:-
• أولاً: تعريف التفسير الموضوعي.
• ثانياً: نشأة التفسير الموضوعي.
• ثالثاً: أنواع التفسير الموضوعي.
• رابعاً: أقسام التفسير الموضوعي.
• خامساً: أسباب ظهور التفسير الموضوعي.
• سادساً: أهمية التفسير الموضوعي.
• سابعاً: طريقة البحث في التفسير الموضوعي
التمهيد: التفسير الموضوعي وأهميته:
التفسير الموضوعي يمكن القول عنه أنه علم حديث، لم يكن معروفاً كعلم مستقل فيما سبق، وإن كانت وجدت له لبنات، أشار إليها علماؤنا الأفاضل من خلال أقول النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أصحابه من بعده، أو التابعين من بعدهم.
ولم يفرد سابقا لهذا العلم مصنفات كغيره من العلوم، وإنما جاء في ثنايا بعض العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه.
وفي هذه الكلمة الموجزة يود الباحث أن يعرض لبعض النقاط الموضحة الدقيقة لحقيقة هذا العلم، من حيث تعريفه، وأهميته، واختلافه عن أنواع التفسير الأخرى وأنواع هذا التفسير.
• أولا: تعريف التفسير الموضوعي:
لعل أشمل تعريف وقف عليه الباحث لهذا العلم مما ذكره الدكتور مصطفى مسلم بقوله: " هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر" (1).
• ثانيا: نشأة علم التفسير الموضوعي:
لم يظهر مصطلح " التفسير الموضوعي" إلا في القرن الرابع عشر الهجري إلا أن لبنات هذا اللون من التفسير وعناصره الأولى كانت موجودة منذ عصر التنزيل في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2).(1/825)
وبما أن التفسير الموضوعي ظهر حديثاً؛ لذا لم يتكلم المفسرون السابقون عن قواعده وخطواته وألوانه، ولكن العلماء والباحثين المعاصرين أقبلوا عليه يدرسونه ويقصدونه ويتحدثون عن قواعده وأسسه وكيفيته.
فظهرت مؤلفات كثيرة في هذا المجال ومنها كتاب " الأشباه والنظائر" لمؤلفه مقاتل بن سليمان البلخي المتوفى سنة 150هـ وذكر فيه الكلمات التي اتحدت في اللفظ واختلفت دلالاتها حسب السياق في الآية الكريمة.
وإلى جانب هذا اللون ظهرت دراسات تفسيرية لم تقتصر على الجوانب اللغوية بل جمعت بين الآيات التي تربطها رابطة واحدة أو تدخل تحت عنوان معين، كالناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام التوفي سنة 224هـ ولازال هذا الخط مستمر إلى يومنا هذا(1).
وقد توجهت أنظار الباحثين إلى هدايات القرآن الكريم حول معطيات الحضارات المعاصرة وظهور المذاهب والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية، والعلوم الكونية والطبيعية.
ومثل هذه الموضوعات لا تكاد تتناهى فكلما جد جديد في العلوم المعاصرة، التفت علماء المسلمين إلى القرآن الكريم ليسترشدوا بهداياته وينظروا في توجيهات الآيات الكريمة في مثل هذه المجالات(2).
• ثالثا: أنواع التفاسير من حيث منهج المفسرين:
أنواع التفاسير كثيرة ولكن يمكن حصرها في نوعين:
النوع الأول: التفسير الموضعي التجزيئي: وهو الذي يرجع فيه المفسر إلى موضوع واحد من القرآن الكريم، متتبعا الآيات في سورها، إما بالمأثور أو بالرأي المحمود، وإما أن يكون تحليلياً، أو إجمالياً عند الاختصار، أو مقارنا بين تفاسير مع بعضها.
النوع الثاني: التفسير الموضوعي: وهو التي يلتزم به المفسر مصطلحا أو موضوعاً أو سورة من القرآن الكريم ويقيم منها بناء متكاملاً.
• رابعا: أقسام التفسير الموضوعي:
ويمكن حصر أقسام هذا التفسير في ثلاثة أقسام:(1/826)
القسم الأول: التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني: بحيث يختار الباحث لفظة أو مصطلحاً، تتكرر في القرآن كثيراً، فيتتبعها من خلال القرآن، ويأتي بمشتقاتها ويستخرج منها الدلالات واللطائف.
القسم الثاني: التفسير الموضوعي لموضوع قرآني: بحيث يختار الباحث موضوعاً من القرآن، له أبعاده الواقعية في الحياة أو العلم أو السلوك.....، مما يفيد المسلمين منه ويشكّل منه موضوعا معينا، يخرج بخلاصة تساعد على حل مشاكل المسلمين ومعالجة أمورهم.
القسم الثالث: التفسير الموضوعي للسور القرآنية: وهو أن يختار الباحث سورة من القرآن، تكون مدار بحثه – وهذا موضوع الباحث في هذا البحث – ويخرج منها بدراسة موضوعية متكاملة(1).
وهناك نوع رابع من أنواع التفسير الموضوعي وهو: [ التفسير الموضوعي للقرآن الكريم متكاملا]، بحيث تتضافر جهود عدد من الطلاب للبحث في الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم، وإخراجه في صورة واقعية وإلى حيز الوجود.
وهذه فكرة طيبة، تحتاج إلى من يتبناها ويدعّمها، ويحوطها بالعناية لتكون لبنة طيبة في هذا المجال الجديد.
• خامسا: أسباب ظهور التفسير الموضوعي:
إن من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور التفسير الموضوعي هي:(1/827)
1- تجدد حاجات المجتمع وبروز أفكار جديدة ونظريات علمية حديثة لا يمكن تغطيتها ورؤية حلول صحيحة لها إلا باللجوء إلى التفسير الموضوعي، والطبيعة العامة لهذا العصر حيث شهد تحكم الجاهلية في العالم وقيادتها للبشرية وانتفاش الكفر، والآراء الجاهلية الكافرة ووصولها إلى عقول المجتمعات الإسلامية وتصعيد الغزو الفكري ضد المسلمين بشتى الوسائل المرئية والمسموعة، مما دعت الحاجة من المفكرين المسلمين من التوجه إلى القرآن الكريم وتدبّره واستخراج حقائقه ودلالاته التي فيها تفنيد هذه الأفكار الضالة الكافرة الغازية ومواجهتها ووقاية المسلمين من شرورها، وفي هذا حسن إدراك المفكرين المسلمين المعاصرين لمهمة القرآن الجهادية في المواجهة، مثل قوله تعالى:{ فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبير}( الفرقان:52).
2- الوضع العام المحزن للمسلمين في هذا العصر، حيث تم القضاء على الخلافة الإسلامية وأقصي الإسلام عن الحكم والتوجيه، ونشأت مناهج حياة في بلاد المسلمين على أسس غير إسلامية، وأصبح الإسلام غريباً في مؤسساته، مما دعا العلماء المسلمين إلى العودة إلى القرآن والالتزام به وتطبيق توجيهاته ومبادئه في حياتهم.
3- مواكبة التطور العلمي المعروف في هذا العصر، حيث شهد العصر الحديث تجوع العلماء والباحثين إلى مزيد من التخصص الدقيق، والتعمق المنهجي العلمي وتجميع الجزيئات المتفرقة في اطر عامة موحدة(1).
4- إصدار أعمال علمية موضوعية عامة تتعلق بالقرآن وألفاظه وموضوعاته ساعدت هذه الدراسات المعجمية العلمية الباحثين في القرآن الكريم وسهلت عليهم استخراج الموضوعات القرآنية من السور والآيات.
5- التفات أقسام التفسير في الدراسات العليا في الكليات الشرعية والجامعية وتشجيع طلاب العلم إلى الكتابة في التفسير الموضوعي والبحث في الموضوعات القرآنية(2).
• سادسا: أهمية التفسير الموضوعي:(1/828)
التفسير الموضوعي هو تفسير العصر والمستقبل وله أهمية كبرى عند المسلمين وحاجتهم إليه ماسة، وهذا التفسير يحقق للمسلمين فوائد عديدة من حيث صلتهم بالقرآن وتعرفهم على مبادئه وحقائقه، وتشكيل تصوراتهم وتكوين ثقافتهم، ومن حيث عملهم على إصلاح أخطائهم وتكوين مجتمعاتهم، والوقوف أمام أعداء الإسلام(3).
وتبرز أهمية التفسير الموضوعي في:
1- حل مشكلات المسلمين المعاصرة وتقديم الحلول لها على أسس حث عليها القرآن الكريم.
2- تقديم القرآن الكريم تقديماً علمياً منهجياً لإنسان هذا العصر، وإبراز عظمة هذا القرآن وحسن عرض مبادئه وموضوعاته، واستخدام المعارف والثقافات والعلوم المعاصرة أداة لهذا الغرض.
3- بيان مدى حاجة الإنسان المعاصر إلى الدين عموماً وإلى الإسلام خصوصاً، وإقناعه بأن القرآن هو الذي يحقق له حاجاته ومتطلباته.
4- يقوم العلماء والباحثون بالوقوف أمام أعداء الله وتفنيد آرائهم وأفكار الجاهلية(1).
5- عرض أبعاد ومجالات آفاق جديدة لموضوعات القرآن، وهذه الأبعاد تزيد إقبال المسلمين على القرآن.
6- إظهار حيوية وواقعية القرآن الكريم حيث إنه يصلح لكل زمان ومكان فلا ينظر الباحثون إلى موضوعات القرآن على أنها موضوعات قديمة نزلت قبل خمسة عشر قرنا، وإنما يعرضونها في صورة علمية واقعية تناقش قضايا ومشكلات حية.
7- التفسير الموضوعي يتفق مع المقاصد الأساسية للقرآن الكريم، ويحقق هذه المقاصد في حياة المسلمين.
8- التفسير الموضوعي أساس تأصيل الدراسات القرآنية وعرضها أمام الباحثين عرضاً قرآنياً منهجياً وتصويب هذه الدراسات وحسن تخليصها مما طرأ عليها من مشارب وأفكار غير قرآنية.
9- عن طريق التفسير الموضوعي يستطيع الباحث أن يبرز جوانب جديدة من وجود إعجاز القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
10- تأهيل الدراسات القرآنية وتصحيح مسارها.(1/829)
11- بالتفسير الموضوعي ينفذ الباحثون أمر الله بتدبر القرآن الكريم وإمعان النظر فيه وإحسان فقهه وفهم نصوصه(2).
• سابعاً: طريقة البحث في التفسير الموضوعي:
الخطوات المرحلية المتدرجة التي يراها للسير في التفسير الموضوعي لسورة واحدة(1):
1- ذكر اسم السورة التوقيفي، وإذا كان لها أكثر من اسم توقيفي يذكرها، ويبين حكمة تسميتها بذلك الاسم، ويلاحظ الصلة بين اسمها التوقيفي وبين موضوعها العام.
2- معرفة اسم السورة الاجتهادي سواء أطلقه عليها علماء سابقون، أو تمكن هو من إدراكه والربط بين اسمها الاجتهادي وبين موضوعها.
3- تحديد زمان ومكان نزول السورة، وهل هي مكية أم مدنية؟.
4- بيان جو نزول السورة، وهل نزلت في المرحلة المتقدمة أو المرحلة المتوسطة أو المتأخرة من مرحلة الدعوة الإسلامية في عهدها المكي أو المدني؟.
5- تحديد أهداف السورة الأساسية ومقاصدها الرئيسة، واستخراج هذه الأهداف والمقاصد من خلال القراءة الواعية المتدبرة لآيات السور عدة مرات، والاستدلال على كل هدف أو مقصد يسجله بمجموعة من آيات السورة.
6- التعرف على موضوع السورة الرئيس، ثم التعرف على محاور السورة وخطوطها الرئيسة وربط هذه المحاور والخطوط مع عمود السورة والاستشهاد على ذلك بآيات السورة.
7- ربط السورة بما قبلها من السور حسب ترتيب المصحف من حيث التناسب في الموضوع العام لكل منها.
8- تقسيم السور الطويلة والمتوسطة إلى أقسام وبيان مقدمة السورة وأقسامها وخاتمتها وتوزيع آياتها على الأقسام.
9- إذا لم يتيسر تقسيمها إلى أقسام، تقسم إلى وحدات أساسية وذكر موضوع كل وحدة وآياتها وبيان الصلة بين تلك الوحدات.
10- استخلاص أهم حقائق السورة والدلالات التي نقررها، والإشارة إلى أبعاد السور الواقعية وكيفية معالجتها لمشكلات الإنسان المعاصرة.
11- الإطلاع على تفسير السور في أمهات الكتب كتفاسير، ابن كثير وسيد قطب و لمعرفة تفسيرها التحليلي في هذه التفاسير.(1/830)
---
سلطان الفقيه
03-31-2006, 02:14 PM
بارك الله فيك،وزادك علماً وفقهاً في كتابه.
---
عدنان البحيصي
03-31-2006, 02:50 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب سلطان الفقيه
وجازاك الله خيرا
---
البتول
04-01-2006, 11:25 AM
نشكر الأخ عدنان على جهده ولعلي اضيف بعض مصادر التفسير الموضوعي من بينها
كتاب نظم الدرر للبقاعي
النبأ العظيم عبد الله دراز
البداية في التفسير الموضوعي عبد الحي الفرماوي
السنن التاريخية في القرآن محمد باقر الحكيم
في ظلال القرآن ، التصوير الفني في القرآن الكريم لسيد قطب
الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم محمد محمود حجازي .
دراسات في التفسير الموضوعي زاهر بن عواض الألمعي .
المدخل الي التفسير الموضوعي عبد الستار فتح الله سعيد
مباحث في التفسير الموضوعي مصطفى مسلم
التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق . صلاح الخالدي .
التفسير الموضوعي نظرية وتطبيقا ،أحمد رحماني .
تجميع آيات الموضوع لآيات القرآن الكريم، نوح أحمد محمد
نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم ، محمد الغزالي .
الأساس في التفسير، لسعيد حوى
التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ،سميح عاطف الزين .
تفسير حبنكة الميداني .
كما نشر في الجزائر كتاب في الشهر السابق بعنوان دروس في التفسير الموضوعي " التنظير للمنهج " للدكتوره صونيا وافق أستاذ التفسر الموضوعي بجامعة الأمير الإسلامية
---
عدنان البحيصي
04-02-2006, 12:20 AM
بارك الله فيك أخيتي الفاضلة
جهد تشكرين عليه اخيتي
جازاك الله خيرا
---
(1/831)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مختارات (70) (هموم تربوية ودعوية )+ فن توجيه الحدث
---
مختارات (70) (هموم تربوية ودعوية )+ فن توجيه الحدث
---
د. محمد مشرح
03-27-2005, 07:25 AM
عشرون طريقة لمواجهة تمرد الطفل العنوان *
تربوي الموضوع
ابني -8 سنوات- عاطفي وحنون جدا، ولكن لديه الكثير من السلوكيات الصعبة التي أفقد معها السيطرة على نفسي، مع أني امرأة قوية، وأقصد بذلك أني أمتلك من الإرادة والإيمان ما جعلني أتفوق وأتميز في أمور عديدة، إلا أني أشعر بإحباط وألم عميق عندما أجد نفسي أفشل أمام صغيري الذي جعل الله له في قلبي حبا يختلف عن الآخرين، ولكنه بتصرفاته لا يسمح لي أن أعبر عن حبي هذا في جميع الأوقات، فتنقلب إلى جدل وصوت عال وغضب لسلوكه الذي يتركز على الإهمال وعدم الجدية في أعماله أو بشخصيته؛ فهو يحاول أن يجعل نفسه مهرجا أغلب الأوقات ولا يتصرف بشكل عادي، لا أريد منه أن يكون متزنا وحكيما، ولكن طفلا عاديا.
ثم إنه لا يتحمل مسئولية أي عمل وينسى ولا يهتم بما يجب عليه؛ فواجباته يجب أن أذكره بها عدة مرات لكي يؤديها، وفراشه وملابسه وكل صغيرة وكبيرة يجب أن أنبهه عليها، مع أني علمته وأخته النظام والمسئولية منذ الصغر حسب ما يتوافق مع أعمارهما، وغالبا ما أجد أخته وهي أكبر منه بسنتين تستجيب بشكل جيد، في حين تكاد استجابته تكون صفرا في أغلب الأمور.
وهذا الملاحظات لا تنطبق في البيت فقط وإنما في المدرسة أيضا؛ فهو لا يتبع النظام والروتين وغالبا ما يقوم بسلوكيات غير مسموح بها سواء بالمدرسة أو البيت أو خارج البيت، كأن يرفض أداء واجب معين في المدرسة أو يرفض القراءة في البيت وأمور عديدة أخرى.(1/832)
حاولت معه مختلف أنواع الترغيب من خلال جداول المكافآت أو حتى العقاب كحرمانه من بعض الأمور التي يحبها ولكن لم أجد نتيجة إيجابية، وحتى عندما أحاول أن أنذره بالعقاب كأن يحرم من مشاهدة التلفزيون يكون جوابه مثيرا؛ فيقول لا يهمني أنا أستطيع أن أفعل كذا وكذا.
وإذا ما اشتد الأمر بيننا فإنه يفقد أعصابه ويتجاوز حدود الأدب في الكلام، وهذا ما يرعبني؛ لأن الطفل عادة يخاف ويهدأ عندما يثور الكبير أمامه سواء كان والديه أو معلمته أو أي شخص آخر، ولكن ابني يتجاوز كل شيء ولا يدرك مع من يتكلم وماذا يقول ثم يندم بعد فترة قصيرة ويعتذر، وغالبا ما أكون في قمة الحزن، فلا أستطيع أن أشعر به أو حتى أن أتكلم معه.
أنا خائفة عليه كثيرا وأكثر ما يؤلمني هو عدم مقدرتي في السيطرة على أعصابي أمام هذه التحديات، أراجع نفسي كثيرا وأقويها بالدعاء والإيمان، إلا أني غالبا ما أفشل، مزاجي أصبح حادا، وأصبحت لا أستطيع أن أمارس بقية أعمالي بشكل طبيعي كواجباتي نحو زوجي وابنتي وأيضا عملي وحتى علاقاتي الخارجية أصبحت أتهرب منها.
أنا أقرأ كثيرا وأحب أن أتعلم وأثقف نفسي في كل مجال، ولكن تبقى أمنيتي الأولى أن أكون أما ناجحة وصالحة؛ فصناعة الإنسان أمر صعب ونبيل في نفس الوقت، وأنا أريد أن أكون مربية ومصلحة قبل أن أكون أما، ولكني لست راضية عن نفسي لعدم قدرتي السيطرة على غضبي وعصبيتي بالشكل الذي يريحني وينفع ولدي وعائلتي.
أسأل الله لكم التوفيق والسداد والعون على تقديم الحلول، وإن أردتم المزيد من الاستفسار والتوضيح فإني على أتم الاستعداد لذلك.
ملاحظه أود استشارة د/حمدي عبد الحفيظ شعيب إن كان ممكنا أو أي استشاري آخر إن لم يكن ممكنا.
الاستشارة
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب اسم الخبير
الحل
الأخت الفاضلة السائلة الأستاذة/ سما السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكر الله لكم استشارتنا.(1/833)
فلقد تساءلتم عن حالة ولدكم الحبيب؛ والذي يعاني من حالة (العناد والتمرد)؛ كما ورد في رسالتكم الطيبة.
أولا: فإني أشكر الله إليكم حرصكم على أبنائكم، واجتهادكم في تنشئتهم ورعايتهم ومتابعتهم.
ثانيا: فإني أحييكم على هذا الأسلوب الراقي، والشرح الطيب الدقيق، وهذه المشاعر الوالدية الفائقة، ولِمَ لا وقد جعلكم الحق سبحانه أحق الناس بصحبة الأبناء، وأن الجنان تجري تحت أقدامكن؟!!.فهنيئا لأبنائكم هذه الوالدية الراقية. وهنيئا لكنَّ تلك المنزلة الربانية الخالدة.
ثالثا: فمعذرة؛ لتأخر ردي؛ وذلك لأنني عادة ما أتمهل في أي قضية أكتب عنها؛ لأفيد إخواني بحق، ولأمر آخر هو طلبكم استشارة شخصي وبالاسم؛ لذا فإنني أسأله سبحانه التوفيق.
ونعود لحالة ولدكم الحبيب؛ فهي من تساؤلكم تجمع بين حالة "الطفل العنيد والمتمرد".
ولتوضيح ذلك، وللرد على استفساراتكم؛ ردا شافيا، كافيا، سنجعله بعونه سبحانه في نقاط منهجية؛ على هيئة أسئلة بسيطة، وإجابات عنها أبسط.
وهو ملخص لرسالتين بعنوان "ولدي.. عنيدا!" و"ولدي.. متمردا!"، وهما من الرسائل التي يصدرها مركز ولدي الذي أرؤسه تحت سلسلة "منهجية الاستثمار في الأبناء".
أولا: ما هي أبرز أسباب العناد والتمرد عند الأطفال؟
إن أصعب الأعباء التي يواجهها الوالدان؛ هي سلوكيات الأبناء الغريبة.
ومن أخطر الأعباء التي يتحملها الوالدان؛ هي سوء التعامل مع هذه السلوكيات.
فقد تنزل من قدر الوالدين، ويستشعر الأبناء هذه الندية، فتقوى في نفوسهم ملكة العناد والتمرد، فينسحب الوالدان وتنكمش سلطتهما، فيبادر الأبناء بمحاولة كسب المعركة وملء هذا الفراغ التربوي، ويتجاوزون حدود مسئولية الوالدين، ويمتدون إلى منطقة سلطة الوالدين، وتنشأ روح التمرد.
وهذه من أخطر الأخطاء التربوية في علاقة الوالدين بالأبناء؛ وهي "ظاهرة الندية والتمرد التربوية".
والتي من أبرز ظواهرها؛ هو ضعف قدر الوالدين.(1/834)
ومن أبرز نتائجها؛ هو تمرد الأبناء.
وتأملي هذه المتوالية أو المعادلة التربوية:
سلوك غريب(من الابن) + خطأ والدي تربوي -> ضعف قدر الوالدين -> ظاهرة الندية التربوية -> التمرد.
وتعالي نتناول الموضوع على أقسام:
القسم الأول: أسباب ظاهرة الندية التربوية؟ وهما نوعان من الأسباب:
الأول: أسباب والدية:
أي أسباب تعود إلى خلل في علاقة الوالدين بعضهما البعض وروافدها التالي:
1- صراع الديكة الوالدي:
حيث ينشأ الأبناء وكأنهم في حظيرة للدواجن؛ يتصارع فيها الوالدان، ويتناحران كالديكة أمام الأبناء.
2- الأسرة الخماسينية:
وهي الحالة المرضية الاجتماعية؛ التي ينشأ الأبناء فيها في أجواء مغبرة عاصفة متربة بالخلافات الأسرية، كرياح الخماسين المؤذية.
3- الازدواجية التربوية:
وتنشأ من تضارب قرارات الوالدين والكبار عموما أمام الصغار؛ فالأم تعطي قرارا، والأب يعطي قرارا. والابن لا يعرف أي قرار سينفذ فهذه التضاربات قد تجعل للابن قوة وعدم الطاعة لكليهما.
الثاني: أسباب والدية أبنائية:
أي أسباب تعود إلى خلل في علاقة الوالدين بالأبناء وطريقة تعاملهما معهم، وروافدها:
1- السلطوية أو الدكتاتورية:
عندما يفرض الوالدان القضايا والآراء على الأطفال بتعسف؛ دون محاولة سماع أرائهم.
2- التنابز بالألقاب:
أي يضع الوالدان تعريفا أو صفة سيئة للطفل؛ فيعرف بها، ويتعايشها وتصبح جزءا من شخصيته.
3- النشأة داخل الصوبة الزراعية:
وهو الأسلوب التربوي الوالدي الذي يربي الأطفال على الحماية الزائدة.
4- الإسراف في التدليل:
فلا يجرؤ الوالدان على قول: لا للطفل ولمطالبه.
5- البيزنطيات:
ونقصد بها اللقاءات كثيرة الجدال؛ فيكون حوارك مع أبنائك؛ بأسلوب المهاترات بين الأخذ والرد. وتكثر من ترديد: أنا قلت لك كذا!. ولماذا لم تفعل كذا؟. ولماذا تقول كذا؟.
فهذه جميعها مهاترات لا تؤدي إلى نتيجة سليمة بتعاملك مع ابنك.
6- حوار الطرشان:(1/835)
حيث يكون الحوار بنبرة الصوت المرتفعة، أو الصراخ بلا ضوابط.
فإن الصراخ بوجه الابن ومواجهته بكل شدة سيعطيه هذا الأسلوب قوة وستصبح ندا له كلما استعملت معه هذه الطريقة وهذا الأسلوب الخاطئ.
7- القرقعة بدون طحن:
فتكثر من التهديد مع عدم إمضاء العزيمة، ومعنى هذا لا تهدد بأمر لن تنفذه.
8- صواريخ الغضب:
فيكون الموجه لرد أفعالك؛ هو الغضب والانفعال، والتصرف بموجبه لا بموجب العدالة.
وتكثر من ترديد: سأضربك!. سأحرمك!. سأقتلك؟ وتنساق وراء انفعالاتك النفسية في لحظات الغضب لا بموجب التفكير السليم.
9- الاستعقاق التربوي:
بأن تستهدف ابنا محددا بالنقد والتجريح، أو أن تستأثر أحدهم بكرمك وعطفك دون الآخرين.
10- تساقط الزلات:
فتحاسب الأبناء على كل الأخطاء سواء كانت كبيرة أم تافهة، فقولك دائما: لا تفعل كذا. قد يربك نضج شخصيته.
القسم الثاني: أسباب طبيعية تعود إلى سمات مرحلة الطفل العمرية:
وسنركز هنا على أبرز سمات المرحلة السنية لولدكم الحبيب (مرحلة الطفولة المتوسطة) وكيف نجيد فن التعامل معها.
أولا من الجانب العاطفي (النفسي والاجتماعي)؛ فمن مظاهر وسمات الطفولة المتوسطة في هذا الجانب، أن الطفل:
1- يظهر الحاجة إلى استحسان وموافقة الزميل والكبير، وهذا يتطلب تقديم الدعم الإيجابي للطفل بالتشجيع والتقدير.
2- لديه زيادة في الوعي الاجتماعي، وارتباطه بالمحيطين، وهذا يتطلب الاهتمام بتوفير البيئة الاجتماعية الطيبة.
3- يستمتع بالمدح والغبطة والعمل الجيد.
4- يتأثر كثيرا عندما ينهزم أو يخسر، وهذا يتطلب تجنب الملاومة.
5- يعترف بالخطأ.
6- يبدأ كل من الفتيان والفتيات بالانشغال بألعاب خاصة بهم.
7- لديه خوف من الحرج، وهذا يتطلب تجنب إحراجه أمام الآخرين.
8- يظهر الغيرة تجاه ولى الأمر، أو من يقوم مقامه.
ثانيا الجانب الفكري، ومن أبرز مظاهره وسماته أن الطفل يكون في هذه المرحلة:
1- قادرا على التعبير عن النفس بالكلام جيدا.(1/836)
2- ذاكرته السمعية جيدة.
3- لديه قدرات التمييز توازى الكبار.
4- يستمتع بالمنافسة والتحدي.
5- يظهر تقدما في استعمال اللغة وفن الخطابة.
6- يظهر القدرة على التخطيط للذات والآخرين.
7- قادرا ومستعدا لقبول زيادة في المسئوليات الشخصية.
8- يكثر من الأسئلة.
ولتنمية هذا الجانب الفكري فلا بد من الاهتمام بـ:
1- تنمية مهارات الاتصال لديه.
2- الدعم الإيجابي لكل قدراته المتفتحة.
3- تنمية المهارات والمواهب.
4- تأسيس الحوار معه على أساس من الحوار والشورى.
القسم الثالث: أسباب مرضية تعود إلى ردة فعل الطفل للمؤثرات الوالدية والبيئية، وتتمثل في:
1- عدم فهم الطفل أو الانتباه له؛ فقد يساء فهم موقف الطفل وسلوكه، ولو سئل لعلمنا أنه لا يفهم ما يقوله أو ما يأمره به ولي الأمر.
2- لفت الانتباه لطلب الحافز، فقد يجد الطفل أنه كلما تمادى في موقفه وجد رعاية واهتماما من الآخرين، فيستمرئ هذه المواقف.
3- الرغبة في الحرية ورفض مظلة الوالدين الخانقة؛ وكأنه يصرخ بهذه الرسالة الصامتة: (أعطني حريتي أطلق يديَّ؟؟؟!!!).
4- الانتقام والتشفي؛ وكأن الطفل يسر برد فعل الوالدين لتمرده، ويعجبه هذه الحيرة والقلق والنكد الذي يسببه لوالديه، وكأن لسان حاله يقول: "ها أنذا، ولم يزل في جعبتي التمردية العنادية الكثير".
5- توتر الطفل، وهي حالة عصبية تنتاب بعض الأطفال عندما يغضبهم أحد فتتملكهم حركات عصبية لاإرادية.
6- الشعور بالحرمان العاطفي داخل الأسرة.
7- الأمراض الجسمية والوراثية: مثل اضطرابات الغدد، وسوء الهضم. وهذه يلزمها أن نتأكد من أن الطفل لا يعاني من مرض عضوي.
8- محاولة إثبات الذات.
9- الرفض المقنع، وهي حالة العناد التي يواجه بها حالات الإحباط من معاملة الآخرين فيرفض النوم أو الأكل أو النظافة أو غيرها من التعاليم الأسرية والوالدية المقيدة.
وبعد الاطلاع على أسباب عناد الطفل نأتي للجانب الثاني:
ثانيا: الوقاية:(1/837)
وتتمثل في هذه النقاط المختصرة للوالدين:
1- لا تنفعلي أمام ولدكم.
2- أشبعي الحاجات الفسيولوجية عنده.
3- لا تسرفي في التدليل.
4- ابتعدي عن القسوة.
5- تجنبي السلطوية الوالدية.
6- تقبلي الخطأ المسموح لبناء الشخصية؛ فالخطأ طريق التجربة والرصيد.
ثالثا: العلاج:
ويتمثل في هذه الطرق العشرين الذهبية التربوية في مواجهة حالات العناد والتمرد العصبية عند الأبناء:
1- استخدمي أسلوب التجاهل، أثناء نوبة غضب الطفل، وغيري مكانك والأفضل أن تذهبي للحمام حيث لن يتبعك.
2- كافئي السلوك الحسن.
3- عاقبي بحزم وببساطة بقاعدة العزل البسيطة من 5-10 دقائق في غرفة خاصة، عند حدوث الحالة.
4- اهتمي به.
5- عوديه على الحديث إلى الذات ومخاطبة النفس.
6- لا تطيعي رغباته عند غضبه واشترطي معه على هذا عندما يكون هادئاً.
7- حافظي على هدوء أعصابك فلا يستفزك بغضبه.
8- كوني قدوة حسنة.
9- لا تجعليه ينتصر بهذا السلوك.
10- أبعديه عن المكان.
11- لا تسرفي في التدخل في شئونه.
12- لا تنظري إليه بتهاون أو استهزاء.
13- لا تخربي ممتلكاته.
14- لا تستثيريه.
15- ساعديه على تحقيق رغباته المشروعة؛ خاصة الهوايات، فيوجه طاقاته واهتماماته إلى العمل النافع.
16- هيئي جوا من الحب والدفء العاطفي الأسري.
17- شاركيه في الترفيه واللعب.
18- شاركيه في اللعب الجماعي، والاختلاط بالأقران.
19- لا تحمليه ما لا يطيق؛ وتذكري الرسالة الرائعة التي أوردها "ديل كارنيجي" في كتابه "كيف تكسب الأصدقاء" بعنوان "بابا ينسى" وتذكري "إنه طفل".
20- أسرفي في تقدير آرائه وشجعيه على الحوار والمناقشة.
رابعا: نصائح أخوية:
(1) اقرئي مع ولدك الحبيب ومع نفسك بعض المراجع المفيدة حول هذا الموضوع:
1- طفلك الصغير هل هو مشكلة: محمد كامل عبد الصمد ـ القاهرة ـ دار الوفاء ـ 1989.
2- سيكولوجية التوافق النفسي في الطفولة المبكرة: أميرة عبد العزيز الديب ـ الكويت ـ مكتبة الفلاح ـ 1990.(1/838)
3- ابني لا يكفي أن أحبك: سلوى يوسف المؤيد ـ القاهرة ـ دار المعارف ـ 1995.
4- تشاجر الأشقاء: محمد ديماس ـ لبنان ـ دار ابن حزم ـ 1999.
5- كيف تخلص أبناءك من العناد والكذب؟!: د. محمد فهد الثويني ـ القاهرة ـ دار اقرأ ـ 2003م.
(2) الدعاء:
لا تنسي دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ:
"رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" (الفرقان 74).
فسيكون بحول الله سبحانه، قرة أعين لوالديه ولأمته، وسيكون للمتقين إماما؛ علميا وخلقيا وسلوكيا.
خامسا: رجاء حار:
وبعد؛...
فإن أفادكم هذا الرد، وإن شئتم؛ أن تدعو الله سبحانه عن ظهر الغيب؛ أن يثيبني وكذلك كل العاملين على موقعنا الموقر:
1- بأن يغفر لي ما لا يعلمون، ولا يؤاخذني بما يقولون، ويجعلني خيرا مما يظنون.
2- وبأن يحشرني مع من أغاث ملهوفا.
3- وأن يكون في عوني، بأن جعلني دوما فيمن كان في عون أخيه.
4- وأن يجعلني ممن دلوا على الخير.
5- وأن أكون ممن أدخلوا السرور على بيت مسلم؛ فليس له جزاء -كما بشرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم- إلا الجنة.
* الإسلام أون لاين
فن توجيه الحدث
حماس والجهاد: مبادرة الجزائر مكافأة مجانية للاحتلال
متابعات: *
في أول تعليق فلسطيني على قرار قمة الجزائر بتفعيل مبادرة السلام اعتبرت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي المبادرة بأنها تمثل مكافأة مجانية للاحتلال الإسرائيلي وخيبة جديدة للفلسطينيين.
وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري إن نتائج القمة العربية تعكس حال التراجع والعجز الكبير الذي أصيبت به مؤسسة الجامعة العربية.(1/839)
من جانبه اعتبر نافذ عزام القيادي في الجهاد الإسلامي أن من غير المجدي الاستمرار في الحديث عن مبادرات سلام عربية في ظل استهتار إسرائيل بها ورفضها والتمادي في العدوان على الشعب الفلسطيني، واصفا نتائج القمة بأنها مخيبة لآمال الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
* الصحوة نت
---
(1/840)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل نزلت آيات من سورة ما قبل نزول السورة؟
---
هل نزلت آيات من سورة ما قبل نزول السورة؟
---
سيف الدين
08-14-2006, 01:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله:
هل حدث ان نزلت آيات من سورة قرآنية قبل ان تنزل السورة؟
وللمجيب دعوة بالغيب ..
---
(1/841)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل الوقف في القرآن الكريم توقيفي بالكلية ؟؟؟
---
هل الوقف في القرآن الكريم توقيفي بالكلية ؟؟؟
---
نضال دويكات
10-10-2006, 12:34 AM
الوقف في القرآن الكريم بانواعه هل هو توقيفي ام ان هناك مجال للاجتهاد فيه او بصيغة اخرى
هل هناك خلاف في المسالة يذكر ام ان القول واحد بان علم التجويد توقيفي بالكلية
والله المستعان
---
د.أحمد شكري
10-10-2006, 08:23 AM
يسرني ان أكون أول من يبدي رأيه في الإجابة على سؤال الأخ نضال بارك الله فيه وأقول: إن علم الوقف والابتداء علم اجتهادي وليس توقيفيا ولذا وجدنا لجان تدقيق المصاحف ومراجعتها مختلفة في تحديد أماكن الوقف وفي تحديد نوع الوقف في الموضع الواحد والمؤلفات في هذا الموضوع كثيرة ومتنوعة منها كتاب أبي عمرو الداني والسجاوندي والعماني وابن الأنباري والنحاس وزكريا الأنصاري والأشموني وغيرهم وجلها مطبوعة وبعضها محقق وقد يبدو للقارئ أن يقف في موضع يخلو من علامة وقف إذا ظهر له أن الوقف أولى من الوصل فله ذلك إن كان من أهل النظر والتقدير وإلا فإنه يتبع ما في المصحف من علامات الوقف التي تهدف إلى إعانته على تحديد مواضع الوقف للاستراحة أولتبيين المعنى وكتب التجويد والقراءات زاخرة بمعلومات قيمة في باب الوقف حول أنواعه ودرجاته وكيفياته ونصائح للمبتدئين تبين لهم المواضع التي لا ينبغي لهم الوقف عليها وهو علم جميل رائع تظهر به المعاني ويفهم من خلاله الكلام، والله تعالى أعلم.
---
منصور مهران
10-10-2006, 09:39 PM(1/842)
إن ما أشار إليه الأخ الدكتور أحمد شكري أمر حقيق بالنظر فهو مشاهد في أقوال العلماء ، وللنحاة باع كبير في تحديد مواضع الوقف والابتداء حسب دلالات المعاني في سياق الآيات جاءت عن اجتهاد فليست توقيفا - كما قرر في تعليقه - ، إلاالوقوف على رؤوس الآي فيرى بعضهم أنه سنة متبعة في العموم ومع ذلك فالقراء والمفسرون وعلماء العربية لهم اجتهاد تعددت فيه الأقوال وتباينت أحيانا ولم يقل أحد للآخر : ذاك ردُّ لأنه الوقف هنا توقيفي ، وكلامهم في هذا مبثوث في كتب العربية ، ومن يتأمل كتابا مثل ( مغني اللبيب ) لابن هشام الأنصاري يجد فيه وقفاتٍ مع القراء ومع النحاة بناها المؤلف على اجتهادٍ منه وممن سبقوه في هذا المضمار .
ومن طرائف اجتهاده في بيان الأمور المُسْتبعدة التي يجب على طالب العربية أن يتجنبها : الأمر ( الثاني عشر : قول بعضهم في << عينا فيها تسمى >> : إن الوقف على << تسمى >> هنا ، أي : عينا مُسمّاة معروفة ، وإن << سلسبيلا >> جملة أمرية أي : سَلْ سبيلا مُوصِلَة إليها ) اه - المغني طبعة عبد اللطيف الخطيب 6/ 104
و يعني بالأمرية فعل الأمر كأنه يقول : سل سبيلا إليها .
وفي المغني وحده عشرات المسائل في وقوف التلاوة ، وهو كتاب نحو ، وبالله التوفيق .
---
مساعد الطيار
10-11-2006, 04:49 PM
أخي نضال
لا مزيد على ما طرحه الأستاذ الدكتور أحمد شكري والأستاذ منصور مهران ، لكن بما أن رسالتي في الماجستير كانت في أثر وقوف القرآن في التفسير أحببت أن أشركهما ما طرحته في هذا السؤال ، فأقول :
أولاً : لقد خلطت بين سؤالين : السؤال عن علم الوقف من حيث التوقيف والاجتهاد ، ثم استطردت إلى السؤال عن علم التجويد ( علم التجويد توقيفي بالكلية) ، والسؤال فيه إشكال ، ولعلي أطرح بعض ما في الموضوع في نقاط :(1/843)
الأولى : أن علم الوقف والابتداء ليس خارجًا من علم التجويد ، بل هو مُدخل فيه ، فالتجويد يرتبط بالصوتيات وتحسين الأداء ، الوقف والابتداء يرتبط بالمعاني من حيث الوقف على المعاني التامة وما عداه من المعاني ، وهو بهذا في معزل عن التجويد ، وإنما ارتباطه بالتفسير ، فالوقف أثر من أثار فهم المعنى ، وعلى هذا بُنيت كتب الوقف والابتداء ، ولا تكاد تجد فيها إشارة إلى مسألة تتعلق بحسن التلاوة ، وإنما يذكرون كيفية استفادة القارئ من هذا العلم في أداء معاني القرآن على وجه حسنٍ .
الثانية : أن الوقف والابتداء ليس فيه شيء وارد عن جبريل ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما تجده في المصحف الباكستاني ، ولا يوجد موضع يجب الوقف عليه ، كما قال ابن الجزري :
وليس في القرآن من وقف وجب .... ولا حرام غير ما له سبب
وإذا كان الأمر كذلك ، فليس هناك ما يمكن الحكم عليه بأنه وقف توقيفي .
الثالثة : اختلف العلماء في الوقف على رأس الآية ، فذهب بعضهم إلى سُنِّيته ، وخالفهم في ذلك آخرون .
الرابعة : ما المراد بالتوقيف ؟
هل المراد وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن كان كذلك ، فما مستوى الثبوت التوقيفي الذي تريده ، هل المراد مجرد وروده عنه أو أمره به ؟
والوقف لم يرد بهذا ولا بذاك .
---
نضال دويكات
10-12-2006, 01:54 AM
بارك الله في الاخوة الكرام الذين أثروا الموضوع ونبهوني على الاخطاء الواردة في صياغة السؤال او المضمون
انا لا اسال بالتحديد عن الوقف على رؤوس الآي والابتداء وانما كان حديثي عن الوقف الللازم والممنوع مثلا كالذي في قوله تعالى إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى فالوقف اللازم على كلمة يسمعون هل نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم بالرواية ام هو من اجتهاد القراء لمناسبة المعنى وكذا البقية
---
د. أنمار
10-12-2006, 01:30 PM
ما سبق ينطبق على الوقف اللازم والممنوع بلا شك.(1/844)
مع العلم أن أصول هذا العلم توقيفية، أقصد تداوله واعتباره جزءا من التلقي بين العلماء مع ترك المجال فيه لأهل النظر للإدلاء بدلوهم، لا أن الشيخ ينسب تلك الوقوف إلى شيخه متصلا بالسند للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أصحابه. وفي بعض الكتب القديمة ما يتصل سنده بالتابعين أو الإئمة بعدهم. وقل أن تجد ما نسب للصحابة.
والدليل على تأصيل المسألة في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أثر سيدنا ابن عمر وله حكم الوقف اتباعا لأصول علم الحديث
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: لقد عشنا برهة وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على النبي صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها.
وفيه برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة رضي الله عنهم.
قلت هو أثر صحيح له حكم الرفع قال عنه الحاكم على شرط الشيخين ولا أعرف له علة ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (المستدرك 1/38)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1793
---
منصور مهران
10-12-2006, 03:39 PM
استشهد الأخ الدكتور أنمار بقول ابن عمر - كما رواه الحاكم - على أن تفسير : ( وما ينبغي أن يوقف عنده منها ) شيئ مما يتعلق بعلم الوقف والابتداء ، تأصيلا لهذا العلم من عهد النبوة .
قلت :
أورد أبو جعفر النحاس هذا الأثر في كتابه ( القطع والائتناف ) في باب ذكر قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وتبيينه إياها وإنكاره الوقف على غير تمام وذكر تعلم أصحابه القرآن كيف كان ؟ ، ص 87 وقال بعده : فهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يتعلمون التمام كما يتعلمون القرآن .
ولكن السيوطي لما نقل كلام النحاس أورد لفظا آخر بدلا من ( التمام ) ، فقال : ( يتعلمون الأوقاف كما يتعلمون القرآن ) .
فهل المراد بالتمام وبالأوقاف في كلام النحاس والسيوطي شيء واحد ؟ ولماذا غير السيوطي لفظ ( التمام ) إلى لفظ غيره هو ( الوقوف ) ؟(1/845)
وقد تراءى لي أن المراد من قول ابن عمر : ( وما ينبغي أن يوقف عنده منها ) شيء آخر غير ما أرادوه من الوقوف الاصطلاحي ، فقد يكون المراد بالوقوف : التأمل والالتزام بالحدود والفهم العميق لمغزى الأوامر والنواهي ، لذلك وُصِفَ عُمَر بأنه كان وقافا عند كتاب الله . بهذا المعنى ، ووُصِفَ عبد الله بن عمر بأنه : ( كان كأبيه وقافا عند كتاب الله تعالى مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم ) - انظر : أحكام القرآن لابن العربي ج 1 ص 258 - طبعة أبو الفضل - عيسى الحلبي .
وكان السائد في كلام السلف التعبير بصيغة الفعل ( وقف يقف ) ولا يحمل مدلوله المعنى الاصطلاحي المعروف للفظ : ( الوقوف ) بمعنى القطع ، ولعلنا نستأنس بكلام السمعاني في تفسيره إذ يقول : ( وعن بعض السلف قال : يستحب أن يقف عند كل مَثَلٍ في القرآن ، فإن الله تعالى يقول : وما يعقلها إلا العالمون ) . انظر : تفسير أبي المظفر السمعاني ج 4 ص 182 - طبعة دار الوطن .
آمل من ذوي الفضل العلماء مزيد إيضاح لأصحح ما فهمته ولهم مني الشكر ةالتقدير ، وبالله التوفيق .
---
د. أنمار
10-12-2006, 05:36 PM
أخي الأستاذ منصور وفقه الله:
من أول يوم قرأت فيه هذا الأثر الذي له حكم الرفع قبل حوالي عشرين سنة خطر لي هذا المعنى الذي ذكرتموه، وهو محتمل، لكن إيراد العلماء له محتجين في باب الوقف والابتداء حتى لا يكاد يخلو منه مصنف في هذا العلم أو باب ذكر فيه يجعل المرء يميل إلى ما يميل إليه الجمهور وهو فهم صحيح لا غبار عليه
ويؤيده بقية الأثر
قال ابن عمر : لقد رأيت رجالأ يؤتى أحدهم القرآن فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه ينثره نثر الدقل.
فقوله ينثره نثر الدقل تدل على عدم مراعاة المعاني أو الوقوف وهذا أمر يتعلق بوصف كيفية القراءة نفسها.(1/846)
ومثله ما رواه الآجري في حملة القرآن عن ابن مسعود قال : لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذا الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكون همّ أحدكم آخر السورة
وهو كالذي قبله يدل على الوقف والابتداء
وقوله قفوا عند عجائبه، أي في كيفية القراءة أيضا، وهو يرد على إنكاركم استعمال كلمة الوقف عند السلف
وكذلك قول أم سلمة رضي الله عنها يقرأ ثم يقف ...
بل وكلام السمعاني يؤيد معنى الوقوف الاصطلاحي لا الوقف عند الأوامر بمعنى التطبيق بل هو أقرب لمعنى متعلق بطريقة التلاوة والأداء
والله أعلم
أما قولك أن السيوطي غير العبارة فلا أظن إلا أنها نسخة أخرى أو أنه نقلها من حفظه بالمعنى لا أنه تعمد أمرا ما.
---
منصور مهران
10-13-2006, 12:34 AM
بارك الله فيك يا أخا المكارم الدكتور أنمار ، فكم كانت كلماتك من البر بي أن أثلجت صدري ونبهتني من غفوة أثقلتني زمنا ليس باليسير ؛ فشكر الله لك وجزاك خيرا ، فإنما ينمو العلم بالتواصل ، والله الموفق .
---
د.أحمد شكري
10-16-2006, 10:33 AM
أظن أن مواضع الوقف اللازم اجتهادية وليست توقيفية ولو كانت توقيفية لنقل ذلك واشتهر واعتمد، وما ورد في الرواية تحت مسمى (وقوف النبي صلى الله عليه وسلم) يحتاج إلى مراجعة وتحقق وتثبت.
ومما يدلك على الاجتهاد في أماكن الوقف الاختلاف فيها وأذكر هنا ثلاثة أمثلة:
الأول في سورة آل عمران في قوله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله) في بعض المصاحف علامة الوقف اللازم وفي بعضها علامة الوقف أولى.
والمثال الثاني: في سورة الحديد في قوله تعالى: (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة) في بعض المصاحف عليها علامة الوقف اللازم وفي بعضها جردت من علامة الوقف مطلقا.
والمثال الثالث في سورة المسد في لفظ (وامرأته) في بعض المصاحف علامة الوقف اللازم وفي معظمها جردت من العلامة.(1/847)
تدل هذه الأمثلة وغيرها كثير على الاجتهاد في هذا الباب، ومقارنة يسيرة بين المصحف المطبوع في المغرب والمصحف المطبوع في باكستان وأي مصحف مطبوع في البلاد العربية تريك فروقا كثيرة جدا في أماكن الوقف.
---
نضال دويكات
10-17-2006, 12:47 AM
كلام طيب دكتور أحمد بارك الله فيك
---
(1/848)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة لحضور مناقشة رسالة دكتوراه في السنة النبوية لأحد أعضاء الملتقى الفضلاء
---
دعوة لحضور مناقشة رسالة دكتوراه في السنة النبوية لأحد أعضاء الملتقى الفضلاء
---
عبدالرحمن الشهري
06-03-2006, 12:56 PM
سوف تناقش بإذن الله - صباح يوم الأربعاء القادم ، الموافق 11/5/1427هـ ، رسالة الدكتوراه التي تقدم بها زميلنا في الملتقى الشيخ عمر بن عبدالله المقبل ، المحاضر بقسم السنة وعلومها بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم .
وعنوان الرسالة :
منهج الحافظ أبي عبدالله ابن منده في الحديث وعلومه ، دراسة موازنة
وستكون المناقشة بقاعة المحاضرات الكبرى بكلية أصول الدين بالرياض .
وتتكون لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من :
1- الدكتور عبدالله بن وكيّل الشيخ - الأستاذ المشارك بقسم السنة وعلومها بكلية اصول الدين بالرياض - مشرفاً .
2- أ.د.مسفر بن غرم الله الدميني - الأستاذ بقسم السنة وعلومها بكلية اصول الدين بالرياض- عضواً .
3- د.إبراهيم بن عبدالله اللاحم - الأستاذ المشارك بقسم السنة بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم -عضواً.
نسأل الله تعالى أن يوفق الشيخ عمر لما يحب ويرضى ، وأن يسدده في أعماله وأقواله ، ونبارك له مقدماً بهذه الدرجة العلمية .
---
محمود الشنقيطي
06-03-2006, 01:04 PM
بالبركة والتوفيق والسداد نسأل الله أن يبارك له وفيه , ويعينه على تحقيق ما يصبو إليه ويرجوه...آمين
---
ابن الجزيرة
06-03-2006, 02:50 PM
نسأل الله التوفيق لشيخنا عمر المقبل فقد اتحفنا كثيراً عندما درسنا عليه في الجامعة .
---
عبدالرحمن الشهري
06-07-2006, 06:57 PM(1/849)
نوقشت الرسالة صباح هذا اليوم - الأربعاء 11/5/1427هـ - وأوصت اللجنة بمنح الشيخ عمر بن محمد المقبل درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى ولله الحمد . وقد سعدتُ بحضور جزء من أول المناقشة أنا وأخي الدكتور إبراهيم الحميضي ، والدكتور مساعد الطيار ، ثم انشغلنا بعد ذلك بحضور اجتماع لمجلس إدارة جمعية القرآن حتى صلاة الظهر .
فنبارك لأخينا أبي عبدالله هذه الدرجة العلمية التي يستحقها ، ونسأل الله أن يجعلها عوناً له على طاعة الله ، ورفعة له في الدرجات في الدنيا والآخرة ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
---
الجكني
06-07-2006, 10:48 PM
بارك الله للشيخ عمر هذه المرتبة العلمية وجعلها عونا له على الطاعة والمواصلة فى طلب العلم ،وعقبال الأستاذية
---
ابن الجزيرة
06-08-2006, 02:15 AM
مبارك لشيخنا عمر المقبل درجة الدكتورة ومزيداً من العلم والعمل بإذن الله .
---
مساعد الطيار
06-08-2006, 10:13 AM
أبارك للشيخ عمر الحصول على هذه الدرجة ، وأسأل الله أن يجعلها عونًا له على طاعته ، وعلى بذل العلم في سبيل الله .
---
أبو صالح التميمي
06-08-2006, 02:20 PM
وأبارك للشيخ عمر كذلك وأسأله سبحانه أن تزيده طاعة وخيرا وعلما.
---
خالد الشبل
06-08-2006, 05:49 PM
مبارك لأخينا الشيخ د. عمر المقبل حصوله على درجة (الدكتوراه) وأسأل الله - تعالى - أن ينفعه بالعلم، وينفع به المسلمين.
---
حمدي كوكب
06-08-2006, 08:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مبارك لأخينا الشيخ د. عمر المقبل حصوله على درجة (الدكتوراه) وأسأل الله - تعالى - أن ينفعه بالعلم، وينفع به المسلمين.
---
الدارمي
06-09-2006, 04:53 PM
بارك الله للشيخ عمر هذه الدرجة وجعلها له عوناً على الطاعة والدعوة
---
أبو ثابت الحربي
06-09-2006, 06:39 PM
أبارك لشيخنا الجليل هذه الدرجة وأسأل المولى أن يرفع له الدرجات العلى في الدنيا والآخرة .(1/850)
س : هل أوصت اللجنة بطباعة الرسالة ؟
س : الرسالة في كم مجلد ؟
---
فهد الوهبي
06-11-2006, 06:13 AM
أبارك للشيخ عمر الحصول على هذه الدرجة ، وأسأل الله أن يجعلها عونًا له على طاعته
---
عمر المقبل
06-13-2006, 12:40 AM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،وصلى الله وسلم وبارك على معلم الناس الخير ،وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ،أما بعد :
فأشكركم إخوتي الأعزاء ـ أهل هذا الملتقى العلمي المتميز ـ أشكركم كلٌّ باسمه ،ولا أقول إلا : جزاكم الله خير ما جزى أخاً وفياً عن أخيه ،وأسأل الله تعالى أن يجعل هذه الدرجة العلمية سبباً في مواصلة التعلم والتعليم ،وبذل ما في الوسع لتبليغ الشريعة ،إذ الشهادات من غير هذا الهدف ـ مع استصحاب شرطي قبول العمل ـ لا قيمة لها ،بل عدمها خير من وجودها ..
مرةً أخرى أكرر شكري ودعائي للجميع ،ولأهل هذا الملتقى بالذات سابقتهم في التبريك والدعاء ،وأقول ـ كما قال الصديق الأكبر ـ : اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ،واجعلني خيراً مما يظنون ،واغفر لي ولهم يا رب العالمين.
أخوكم ومحبكم / عمر بن عبدالله بن محمد بن صالح المقبل
في 15/5/1427هـ
جواباً على سؤال أبي ثابت :
الرسالة في مجلدين وتقع في (1062) صفحة ،ولم توص اللجنة الموقرة بطباعتها ،ولكن في النية طباعتها بعد الاستفادة من ملاحظات أصحاب الفضيلة.
---
(1/851)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل أجد عند أحد من مشايخنا فهارسا بأسماء المخطوطات الخاصة بالتفسير في أي مكان
---
هل أجد عند أحد من مشايخنا فهارسا بأسماء المخطوطات الخاصة بالتفسير في أي مكان
---
أبو صفوت
02-11-2004, 11:45 PM
السلام عليكم
هل أجد عند أحد من مشايخنا فهارسا بأسماء المخطوطات الخاصة بالتفسير في أي مكان وخصوصا فهارس دار الكتب المصرية ومكتبة الملك عبد العزيز بالسعودية وغيرها
جزاكم الله خيرا
---
ابن العربي
02-12-2004, 07:14 AM
الأخ الكريم السلام عليكم مركز الملك فيصل بالرياض يدلك إن شاء الله على تلفون رقم 4652255 تحويلة 6576 كذلك مكتبة حكمت عارف بالمدينة المنورة تلفون رقم 8289276
وفقك الله تعالى
---
أبو صفوت
02-13-2004, 12:26 AM
جزاك الله خيرا ونفع بك الشيخ / ابن العربي
المشايخ الكرام
هل من معلومات أكثر
---
أحمد البريدي
02-14-2004, 11:25 AM
من أوسع الفهارس الفهرس الصادر من مؤسسة آل البيت في الأردن واسمه الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط ( مخطوطات التفسير وعلومه ) في مجلدين .
---
أبو صفوت
02-14-2004, 12:53 PM
كيف الحصول على الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط الذي ذكرتموه
---
(1/852)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مااللون المناسب لجدران غرفة القراءة ؟
---
مااللون المناسب لجدران غرفة القراءة ؟
---
ابوالحارث
04-07-2006, 02:31 PM
سلام عليكم ورحمة الله...
اخوتي في الله هل هناك لون معين يريح العيون،والاعصاب تنصحونني به ان اصبغ
به جدران مكتبتي..؟
افيدوني افادكم الله. .
---
أبو عبد المعز
04-15-2006, 03:12 AM
وعليكم السلام ورحمة الله
اللون المطلوب ترشدك إليه سورة البقرة.....
---
أبو محمد نائل
04-15-2006, 08:11 AM
هل تقصد اللون الأصفر ؟ .
---
ابوالحارث
04-16-2006, 06:29 AM
اثابك الله اخي الغالي ابوعبدالمعز،،،،
والله اني توقعت الايرد احد على هداالموضوع....
ولكن ياابوعبدالمعز:هل تعتقد ان اللون الاصفر يريح العين؟؟
لك مني تحية...
---
أبومجاهدالعبيدي
04-16-2006, 08:00 AM
فلسفة الألوان : الأخضر المصفر هو المناسب لغرفة القراءة (http://www.bafree.net/forum/archive/-3457.htm)
---
أبو عبد المعز
04-16-2006, 04:25 PM
{قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} (69) سورة البقرة
يستفاد من الآية بدلالة الإشارة أن اللون الأصفر الفاقع مريح للبصر ......قال:تسر الناظرين.....وجعل مناط المسرة النظر ، والنظر يكون بالبصر...
نعم ، قد يكون مبعث السرور في البقرة أمور أخرى....لكن اللون مقصود أيضا .
بقي أن نحدد بالضبط درجة الصفرة الفاقعة في جنس الصفرة...
فيسأل أهل هذا المنتدى الكريم:هل لون ملتقى التفسير ينطبق عليه الأصفر الفاقع؟
ويسال الرواد الكرام:هل تتأذى أبصاركم من صفرة الصفحات؟
عموما هذه قصة أخرى...
---
يسرى خلف
04-17-2006, 10:48 AM
لست أدري إن كان لون المنتدى هو الأصفر الفاقع المقصود في الآية أم لا(1/853)
ولكن بالنسبة لي فألوان المنتدى جدا مريحة أما بالنسبة لغرفة القراءة فأنا أفضل اللون الذي يوجد فيه اسم العضو وتاريخ التسجيل
---
ابوالحارث
04-27-2006, 05:13 PM
شيخنا الغالي ابومجاهد،،،،
وابومحمدنائل،،
وابوعبدالمعز،،
اثابكم الله جميعا،,,,واعذروني عن التعليق المتأخر
فانشغلت الايام الماضية ولم ادخل النت....
عموما اثابكم الله
---
(1/854)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قالت لأبي أيوب لما سمعته يقرأ سورة هود:(والله اني فيها منذ ثمان سنوات مافرغت منها) ؟؟
---
قالت لأبي أيوب لما سمعته يقرأ سورة هود:(والله اني فيها منذ ثمان سنوات مافرغت منها) ؟؟
---
ابواحمد
06-02-2006, 01:48 PM
أين أجد هذا الأثر وما مدى صحته ؟؟
وكذلك أين أجد أن ابن عمر رضي الله عنهما قرأ البقرة في ثمان سنوات ؟؟
بارك الله فيكم ......
---
أبو عبد الرحمن العتيبي
06-03-2006, 05:26 PM
في الموطأ عن مالك أنّه بلغه أنّ عبد الله بن عمر مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها .
---
محمود الشنقيطي
06-03-2006, 06:02 PM
قال الإمام البيهقي في شعب الإيمان:
1956- أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنا أبو بكر محمد بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا بكير ثنا مالك : أنه بلغه أن عبد الله بن عمر مكث في سورة البقرة ثمان سنين يتعلمها.
وجا الأثر في الموطأ من رواية يحي الليثي برقم:
479- قال:حدثني مالك أنه بلغه أن عبد الله بن عمرمكث على سورة البقرة ثمان سنين يتعلمها.
---
ابواحمد
06-04-2006, 12:49 AM
أشكر للأخوة تفاعلهم وبقي الأثر الثاني :
أن امرأة سمعت أبا أيوب يقرأ سورة هود يحدر بها فقالت له :(أهكذا تقرأها ؟؟ والله اني فيها منذ ثمان سنوات مافرغت منها) ؟؟
وجزاكم الله خيرا.......
---
ابواحمد
06-08-2006, 05:13 AM
للرفع ...
---
ابواحمد
06-13-2006, 04:46 AM
للرفع....
---
ابواحمد
06-22-2006, 06:06 AM
للرفع....
---
(1/855)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > نفائس مكتبات خاصة ..اهمال وضياع وفوضى
---
نفائس مكتبات خاصة ..اهمال وضياع وفوضى
---
لاجئ فلسطيني
03-21-2004, 05:18 PM
نفائس كتب أنور الجندي وباكثير وحسين مجيب المصري والرافعي تحتاج لمن يقيم متحفاً لها
مكتبات الرواد... إهمال وضياع وفوضى
صلاح حسن رشيد
فى كل عصر... كانت لمكتبات العلماء والأدباء قيمة كبرى في إثراء المعرفة، وبنيان جيل الأمة الإسلامية، وتنشئته على ذخائر الكتب في شتى التخصصات، والتي كانت المعين الذي نهل منه الخلف عن السلف علوم التراث، ومن ثم دافعوا عن صرح حضارتنا الإسلامية.. من خلال هذه المكتبات العامرة بشتى ألوان وأنواع المعارف، وما تزال... تمارس دورها الحضاري والثقافي، في مقاومة غول "العولمة"، وشبح "الحداثة".
ظاهرة قديمة جديدة
لكن مكتبات كبار الأدباء والعلماء، من جيل الرواد، تتعرض نفائسها للضياع والفوضى، وبيعها للباعة الجائلين؛ الذين لا يدركون كنْهها، ولا ما تحويه من علوم ومعارف، وفي النهاية... تكون الخسارة باهظة على الصعيدين الفكري والحضاري، الأمر الذي يستوجب وقفة من المسؤولين عن أمر الثقافة والتعليم والمعرفة في أمتنا العربية، بل الإسلامية... للمحافظة على هذه الكنوز النادرة.
المأساة بالأسماء والأرقام والتفاصيل تؤكد أن مكتبات رواد مثل: أنور الجندي، وعلي أحمد باكثير، وحسين مجيب المصري، تكتنز آلاف الكتب القيمة، والمراجع الأصيلة، في الشعر واللغة والأدب والفلسفة والتاريخ والأديان والفقه والأصول، والنقد، إلى جانب أمهات الكتب في اللغات الشرقية وآدابها، من تراث الأمم الإسلامية، والتي تعتبر تحفة لا تقدر بثمن، والتي يصل عددها إلى نحو مائة ألف كتاب، كلها معرضة للاندثار، إن لم يتم توجيه الأنظار والجهود للحفاظ عليها؛ كتراث أدبي وفكري، يجب الاهتمام به.(1/856)
مكتبة أنور الجندي.. نموذجاً
المفكر الإسلامي الراحل أنور الجندي "1917-2002م "قرأ كل ما وقعت عليه عينه من التراث العربي، وأخرج للمكتبة العربية ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين كتاباً، علاوة على مكتبة عامرة بعلوم العربية والعلوم الشرعية والصحف والمجلات الأدبية والثقافية في مصر والوطن العربي، كالرسالة والثقافة والدعوة ولواء الإسلام والدوحة، إلى جانب أرشيفه الصحافي الخاص، الذي يضم آلاف الموضوعات السياسية والثقافية والفكرية طوال القرن الماضي. وهي ثروة لا تجد من يعتني بها اليوم، بعد وفاة صاحبها، وعدم وجود جهة أو هيئة ما، تقوم بتحويل بيته ومكتبته إلى متحف، يرتاده الباحثون وطلاب العلم.
قصة الحضارة الإسلامية في مكتبة الدكتور مجيب
أما مكتبة الدكتور حسين مجيب المصري 88 عاماً أستاذ الدراسات الشرقية بكلية الآداب جامعة عين شمس المصرية ؛ فتضم قصة الحضارة الإسلامية في لغاتها العربية والفارسية والتركية والأوردية، إلى جانب اللغات الأوربية: كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والروسية، وهي جميعها لغات يجيدها ويتقنها الدكتور المصري.
وهي قصة إهمال ثلاثين ألف كتاب تحتويها مكتبته، منها مئات المخطوطات والكتب والدواوين الشعرية النادرة، في العربية والفارسية والتركية والأوردية، غير موجودة في مكتبة أخرى، ومع ذلك ترزح الآن تحت أطنان من الأتربة والسوس والرطوبة القاتلة!.(1/857)
وعن مكتبته يسرد الدكتور المصري حكايتها بكل مرارة قائلاً: لقد جمعتها منذ عام 1929م وحتى الآن، من الشرق والغرب وأنفقت عليها أموالاً طائلة، وأتيت بكل ما سمعت عنه من علوم ومعارف وآداب، تخدم فكرتي ودعوتي للأدب الإسلامي المقارن؛ ففيها دواوين وقصص وحكايات المسلمين في كل اللغات، وهي تتضمن إبداعات القريحة المسلمة أنَّى وجدت على ظهر البسيطة، وأتمنى أن تقوم جهة ما، بتبويبها وفهرستها، والعناية بها وجمعها في مكان يصبح متحفاً أو منتدى ثقافياً، يفتح نافذة جديدة للباحثين عن الأدب الإسلامي بمفهومه العام.. إنني أبكي ألماً وحرقة، خاصة بعد أن فقدت بصري، منذ عشر سنين، بسبب انصراف الجميع عن هذه الكنوز وتلك العلوم، وتركها عرضة للامبالاة والقصور والتقصير.
مخطوطات الرافعي.. أهملها المعاصرون
ومن عجب... أن الكثير من إبداعات رائد العربية في العصر الحديث مصطفى صادق الرافعي "1880 1937 م" ما يزال مخطوطاً بيده، لم ير النور حتى هذه اللحظة!. والأعجب منه هو صرخة حفيدته التى تجاوز عمرها السبعين بكثير نتيجة خوفها من ضياع هذا التراث بعد وفاتها.. والغريب.. أنها ناشدت منذ عدة سنوات مسؤولي الثقافة عن أهمية الالتفات إلى أعمال الرافعي المجهولة، والتي يصل عددها إلى نحو عشرة كتب!. ومنذ هذه الصرخة.. لم يتحرك أحد جمعاً لتراثنا المهدر، الذي لا يجد مدافعاً عنه، ولا ساعياً للمِّ أشتاته في الوقت الذي تسعي فيه "إسرائيل" مثلاً إلى نسج القصص الخرافية والخزعبلات عن وجود تراث فكري وأدبي لها، بينما تراثنا الحقيقي مطروح فى الطريق.
مكتبة وديع فلسطين(1/858)
تعد مكتبة الأديب وديع فلسطين 81 عاماً مكتبة أكاديمية وصحفية؛ فهي تحتوي على دواوين الشعر العربية النادرة لشعراء المهجر في أمريكا اللاتينية، وعلى جميع المجلات الأدبية والفكرية والاجتماعية في الوطن العربي.. ناهيك عن عشرة آلاف رسالة أدبية وفكرية متبادلة بينه وبين كبار أدباء وساسة ومفكري مصر والوطن العربي في القرن العشرين من أمثال :الشيخ حسن البنا، والشهيد سيد قطب، والشيخ الشعراوي، والعقاد، والرافعي، ومحمود محمد شاكر "أبوفهر"، وأحمد حسن الزيات، ومحمد سعيد العريان، وعلي الجارم، وعلي محمود طه، وإبراهيم ناجي، وعلي الطنطاوي، وحمد الجاسر، وغيرهم، وهي ثروة حقيقية، لم تُنشر من قبل، وتحتاج إلى جمعها في عدة مجلدات؛ نظراً لكونها تتضمن أسراراً وتفاصيل دقيقة وجديدة عن حياة هؤلاء الأعلام.
مكتبة باكثير
ولعل مكتبة رائد المسرح الإسلامي الشاعر أحمد باكثير (1910 -1969م) تقص علينا سيرة الأحفاد، الذين أهملوا تراث الأجداد، ولم ينتفعوا بما فيه؛ فمنذ وفاته تقبع مكتبته الضخمة في سرداب إحدى العمارات في قلب القاهرة فى حالة غير جيدة على الإطلاق!! لكن هناك جهوداً يتم بالفعل لإحيائها وبعث عوامل النشاط في أرجائها من الناقد الدكتور محمد أبوبكر حميد، الذى آلى على نفسه أن يقيم لباكثير متحفاً فى القاهرة، يضم أعماله ومكتبته، وكل ما يخدم الحضارة العربية الإسلامية. فهل يجد عوناً من القائمين على إحياء التراث، ومساعدة له في تحقيق حلمه الكبير، الذي نأمل أن نراه قريباً؟!.
منقول من مجلة المجتمع الكويتية
---
عبدالرحمن الشهري
03-21-2004, 07:32 PM(1/859)
أكرمك الله يا أبا جهاد بنقلك لنا هذه المقالة الممتعة ، وقد أحزنني ما فيها كثيراً ، ولا سيما ما ذكره عن مكتبة الرافعي رحمه الله . ويا ليت أحد الإخوة في القاهرة ، يأتينا بخبر تلك المكتبة عن حفيدته. فأنا أتمنى العثور على أي شيء يخص الرافعي من الكتب والرسائل غير المطبوعة المنشورة ! رحمه الله رحمة واسعة ، ووا أسفى على هذه الحال التي آلت إليها هذه المكتبات الثمينة حقاً.
---
لاجئ فلسطيني
03-21-2004, 11:53 PM
الاخ الفاضل الاستاذ عبد الرحمن الشهري
هذه المقالة اشعرتني بحزن شديد وابكت قلبي .. لانها ذكرتني بما حصل لمكتباتنا في العصور الماضية حتى صرنا نستجدي مكتبات الغرب لتصوير كتاب هو لنا اصلا وسرق منا في غفلة من اهل الاسلام بسبب جهلهم وفقرهم ..اما يوجد من اغنياء المسلمين شخص او اكثر ان يجتمعوا لشرائها ووضعها في عهدة مكتبة جامعية او مركز ابحاث متخصص حتى يمكن الحفاظ عليها مثل جامعة المدينة او غيرها .. اخي الفاضل مما ابكاني اني لما وصلت الى هذه ابلد اكتشفت انه كانت هجرة افغانية من مئة وخمسين سنة ..وقد بنوا مساجد والاشخاص ذابوا وتنصرت ذريتهم .. واول مسجد بني هنا في مدينة تسمى بروكن هيل .. فالمسجد تحول الى متحف وهناك تجد المصاحف كتبت بخط اليد من قبل المهاجرين الافغان .. وحدث ولا حرج عن ضياع مخطوطات الاندلس والمغرب واسيا الوسطى بكل شعوبها وتتار القرم وافريقيا .. ولا زلنا في غفلة
استاذي الفاضل هل سيأتي يوم نقرأ فيه بحثا عن الرافعي مثلا ويستعين بمخطوطة له من مكتبة برلين .. المبالغ التي تصرف على تضييع النفس والذرية كانت بنت اكبر مركز على الاطلاق لحفظ التراث
نسأل الله السلامة ..
اخوكم ابو جهاد
---
سعاد أحمد ابراهيم
04-30-2006, 01:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تحية طيبة وبعد:(1/860)
ل سيدي الفاضل أحييك على المقال ال>ي كان بمثابة القشة التي يتعلق بها الغريق ،أعلمك ياسيدي بأني طالبة دراسات عليا بكلية الحضار بالجزائر تخصص دراسات قرآنية مشروع القرآن والدراسات الأدبية، ووفقا لهذا الموضوع اخترت أسس الاعجاز القرآني عند مصطفى صادق الرافعي كمشروع للبحث وكنت متأكدة أن هناك ذخيرة مكتبية لابد خافية عن العيان، وقد صدق حدسي ،لذا وبدون ان أطيل عليك أرجوا وبالحاح أن تتصل بي في أسرع وقت ممكن لا لشيء الا لافادتي -ان أذنت - بأي معلومات تخص الموضوع ويمكنك الاتصال بي على بريدي الالكتروني:
souadahmed@maktoob.com
وأرجومن ادارة الموقع ان تساعدني على الاتصال بأي شخص تتوفر لديه كتب دراسات مقالات عن الموضوع واستطيع اثبات اني فعلا باحثة أكاديمية بكافة الوثائق التي تريدونه.
وجزاكم الله عني كل خير.
سعاد أحمد
---
(1/861)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لقاء منتدى التوحيد مع أ.د.محمد عجاج الخطيب عن (السنة النبوية والشبهات المثارة حولها)
---
لقاء منتدى التوحيد مع أ.د.محمد عجاج الخطيب عن (السنة النبوية والشبهات المثارة حولها)
---
الجندى
08-28-2006, 02:35 AM
حينما نذكره فإنما نتكلم عن تاريخ طويل في الدفاع عن السنة النبوية المطهرة وكشف شبهات المغرضين حولها.
إنه عالمنا الكبير أ.د.محمد عجاج الخطيب ذالكم العَلَم المشهور الذي شرفنا مشكورا له بلقاء كريم ندعوكم الآن إليه.
فتفضلوا بأسئلتكم حول:
السنة النبوية المطهرة والرد على الشبهات المثارة حولها
رابط اللقاء
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=6366
---
الجندى
09-03-2006, 11:08 AM
للتذكير
---
الجندى
11-14-2006, 03:01 AM
اجوبة الدكتور محمد عجاج الخطيب على اسئلة اعضاء منتدى التوحيد
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=6366
---
(1/862)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > محول الصوتيات العربي 5.9
---
محول الصوتيات العربي 5.9
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 10:32 AM
http://www.4shared.com/file/1279819/61abde5f/convert.html
---
(1/863)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استشارة في موضوع أطروحة دكتوراه في علوم القرآن
---
استشارة في موضوع أطروحة دكتوراه في علوم القرآن
---
أبو عبد الله القلموني
12-29-2005, 03:43 PM
الإخوة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
ما رأيكم في كتابة أطروحة دكتوراه بعنوان: "علوم القرآن عند مفسّري القرن الرابع عشر الهجري"، وهل تعرفون أحداً كتب في هذا الموضوع.
وهل تقترحون موضوعاً آخر يصلح لأطروحة دكتوراه، يكون أكثر فائدة، وأولى أهمية، ولكم مني جزيل الشكر سلفاً.
---
سمير القدوري
12-29-2005, 04:03 PM
الأخ الكريم هل لك في الكتابة في موضوع لم يسبق بحثه وجدير بالعناية؟
فراسلني عبر بريد الملتقى لأدلك عليه .
---
أبو حذيفة
12-30-2005, 02:32 AM
الموضوع في نظري غير مناسب لأمور وهي : -
1 - الفائدة العلمية قلية فعلوم القرآن مكررة عند المتقدمين وهي عند المتأخرين أكثر تكراراً ,
2 - الموضوع يحتاج إلى تحديد الكتب التي ستتناولها بالدراسة ، أما أن تجعل الدراسة في كتب التفسير في القرن الرابع عشر فهذا أمر متعب وقد يتعذر ، فحدد الكتب ليسهل عليك البحث .
3 - هناك عدد كبير من المخطوطات في التفسير وعلوم القرآن موجودة في المكتبة السليمانية بتركيا وهي مفهرسة باللغة التركية لو رجعت إليها لوجدت ما يصلح لك في اطروحتك .
وفقك الله .
---
(1/864)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ممكن فتوى منكم ؟
---
ممكن فتوى منكم ؟
---
خالدالشمري
02-09-2004, 05:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد تحية الإسلام ..
.. عندي سؤال والموضوع طويل لذلك أحببت التنويه بذلك مقدماً ..
.. طرح أمس موضوع بمنتدى أنا مشترك فيه وقد طرحت أحد الأخوات ..
.. هذا الكلام ومع العلم أنه مسلمة لكن هالكلام هو تعمق ..
.. في أمور تجهلنا لذلك فضلت أعرضه عليكم لعلي أجد جواب كافي وشافي ..
.. لهذا الموضوع ..
.. فهل من مجيب أو عالم يفتينا بمثل هذه الأمور ..
.. رجاء خاص من يفتي بأمر هذا السؤال فسوف يتم نقله للمنتدى وعلى ذمته ..
,, اللبيب يتوقف حتى يرى ويبصر ,,
,, ويترقب ويتأمل ,,
,, ويعيد النظر ويقرأ الكلمة ,,
,, ويقدر الخطوة ويبرم الرأي ,,
نص موضوع الأخت مع العلم بأنها نقلته من منتدى أخر (منتدى تغاريد)
.. إخوتي وأخواتي ..
؟؟ لماذا خلقنا ؟؟
.. سؤال يتبارد إلى ذهن كل مخلوق في الأرض ..
.. والإجابة سلسة ومعروفة ..
:: حيث يجيبنا رب العزه ::
[( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )]
[ الذاريات:56 ]
.. كنت أحاول التوسع في البحث عن إجابه لهذا التساؤل ..
>> أي انني أتسأل <<
؟؟ هل يوجد سبب أخر لخلقنا سوى أن نعبد الله ؟؟
!! وأثناء بحثي وجدت رؤية غريبه في إحدى المواقع الإسلامية عن هذا !!
؟؟ التساؤل لماذا خلقنا ؟؟
.. أردت أن أعرضها هنا لأنها قد أخذت مساحة من تفكيري ..
.. فأردت أن أشارككم أياها وإذا كانت لكم أراء بخصوصها ..
.. أرجو عرضها لتعم الفائدة على الجميع ..
.. أتمنى أن لا أكون قد أثقلت عليكم بمقدمتي ..
؟؟ لماذا خُلِقنا ؟؟
.. نحن نوجد في هذا العالم بسبب إرتكابنا جريمة رهيبة عندما كنا في الملأ الأعلى ..
.. وهذه الحياة هي فرصتنا لكي نعتق أنفسنا و نكفر عن جريمتنا ..(1/865)
>> ونلتحق بملك الله سبحانه وتعالى <<
.. لقد بدأ الأمر منذ بضعة بلايين السنين ..
.. عندما نشأ نزاع في الملأ الأعلى ( 38:69 ) عندما أعتقد أحد المخلوقات العالية المكانة ..
.. إبليس أعتقد بغروره أن القوة التي أعطاها الله له تؤهله بأن يصبح إله بجانب الله ..
.. وبذلك تحدى سلطة الله المطلقة ولم تكن فكرة الشيطان هذه كفراً فحسب بل كانت خطأ أيضاً ..
.. فالله وحده ولا أحد سواه يملك القدرة والصلاحيات ليكون إله ورب العالمين ..
.. ونتيجة لكفر الشيطان حدث نزاع وإنقسام في الملأ الأعلى ..
:: وأنقسمت كل مخلوقات الله الى أربعة فئات ::
(( ملائكة ))
.. وهي المخلوقات التي أيدت سلطة الله المطلقة ..
(( حيوانات ))
. مخلوقات تمردت في البداية ثم قبلت دعوة الله للتوبة ..
(( جن ))
.. مخلوقات أيدت إبليس بأنه قادر على أن يكون إله ..
(( بشر ))
.. مخلوقات لم تحدد موقفها وفشلوا في إتخاذ موقف حازم مع سلطة الله المطلقة ..
.. لقد توقعت الملائكة أن يعاقب الله المخلوقات التي لم تخضع لسلطته المطلقة ..
.. ولكن الله أرحم الراحمين قرر أن يمنحنا فرصة لكي نكفر عن خطئنا ..
.. وأخبر الملائكة بأنه يعلم ما لا يعلمون فالله يعلم أن بعض المخلوقات ..
.. يستحقون فرصة أخرى لكي يتوبوا ...
.. فلو أنك إدعيت القدرة على أن تحلق طائرة في الهواء ..
>> فأفضل وسيلة لإختبار إدعائك أن نعطيك طائرة ونطلب منك أن تجعلها تطير ..
.. هذا بالتحديد ما قرر أن يقوم به الله رداً على إدعاء إبليس ..
>> بأنه يمكنه أن يكون إله بجانب الله <<
.. خلق الله 7 أكوان واسعة ..
.. ثم أخبر الملائكة بأنه سيعين إبليس خليفة ..
( إله)
..على مكان مثل ذرة غبار صغيرة في الكون تسمى الأرض ..
.. والحسابات القرآنية المعنية بتعيين إبليس خليفة ..
.. إله مؤقت على الأرض تؤيد ما سبق ..
.. وإستدعت خطة الله خلق الموت والحياة ..(1/866)
.. ثم إحضار البشر والجن الى هذا العالم ليبدأو حياة جديدة ..
.. وبذلك يبدأون الحياة بدون أي تحيزات وبحرية تامة ..
>> لكي يختاروا بين التسليم بسلطة الله المطلقة <<
>> أو التسليم بنظرية الشيطان بأنه إله آخر <<
.. ولإتخاذ مثل هذا القرار الهام فإن كل إنسان يتلقي رسالة من الله تؤيد سلطة الله المطلقة ..
.. وبالمثل يتلقي رسالة من الشيطان تدعوه إلى الشرك بالله ..
.. ولكي يعطينا الله بداية حسنة فأن أرحم الراحمين حشد البشر كلهم أمامه ..
.. إستعداداً لكي يرسلنا إلى هذا العالم ..
:: وأشهدنا أنه هو الله الواحد الأحد وبالتالي ::
>> التسليم و الإمتثال لسلطة الله المطلقة هي غريزة فطرية وجزء مكمل لكل إنسان <<
.. وبعد أن تم الحكم بالموت على المتمردين من المخلوقات ..
(البشر والجن)
.. وضعت أرواح البشر والجن في مكان خاص ..
.. ثم خلق الله الأجساد الملائمة لكي يسكن فيها أرواح الجن والبشر خلال فترة الإختبار ..
.. وقد صنع أول جسم للجن من النار ..
.. وتم وضع إبليس في هذا الجسد وصنع أول جسد بشري من مادة أرضية ..
وهي الطين ( 15:26 ) ووضع الله أول روح بشرية في هذا الجسد ..
.. وإستدعت الخطة الإلهية أن يخدم الملائكة البشر على الأرض ..
>> يحرسوهم ويسوقوا الرياح والمطر إليهم ، ويدبروا مؤنهم ... الخ <<
:: هذه الحقيقة منصوصة في القرآن بإستعارة مكنية ::
[( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَفِرِينَ )]
.. وبالطبع رفض إبليس أن يقوم بعمل أي شئ لخدمة الجنس البشري ..
.. وبينما ظل جسد آدم على الأرض ..
.. أستقرت روحه في الجنة في أبعد الأكوان ..
.. وقد أعطى الله لآدم أوامر معينة متمثلة في الشجرة المحرمة ..
.. وعيّن إبليس كقرين لآدم لكي يوصل له رسالته الشيطانية ..
.. أما الباقي فهو تاريخ ..
.. وفي كل مرة يولد إنسان على الأرض ..(1/867)
.. تخصص روح للمولود الجديد من مستودع الأرواح ..
.. ويخصص الله الأرواح وفقاً لعلمه فكل روح تستحق أن تخصص لجسد معين ..
:: وتعيش تحت ظروف معينة والله وحده يعلم ::
>> أي الأرواح تكون طيبة <<
>> وأي الأرواح تكون شريرة <<
.. فأطفالنا مخصصون لبيوتنا حسب خطة الله ..
.. وبالمثل هناك روح جن مستقلة تخصص للمولود البشري الجديد ..
.. لكي تمثل وجهة نظر إبليس ..
.. وبينما جسد أي جن هو خلفة من أبويه الجان فإن روحه تكون فردية مستقلة ..
.. والجان ينحدر أصله من إبليس والجن القرين يظل ملازماً للإنسان منذ ولادته و حتى موته ..
.. ويخدم كشاهد أساسي في يوم القيامة ويظل الجدال مستمراً في رؤوسنا ..
.. بين الروح الإنسانية والروح الجنية حتى يقتنعا بوجهة نظر واحدة ...
(( الخطيئة الأولي الأصلية ))
.. بخلاف الإعتقاد السائد لم تكن الخطيئة الأصلية هي مخالفة آدم لأمر الله عندما أكل من ..
>> الشجرة المحرمة <<
.. لكن الخطيئة الأصلية كانت فشلنا للإمتثال لسلطة الله المطلقة خلال الخصام العظيم ..
.. في الملأ الأعلى فإذا إستطاع الشخص البشري أن يُقنع قرينه أو قرينته من الجن بالتوبة ..
.. من هذه الخطيئة وأن يمتثل لسلطة الله المطلقة فإن كلا المخلوقين سينعموا ..
>> برحمة الله الخالدة يوم القيامة <<
.. أما اذا أقنع القرين الجني رفيقه الإنسي بالإمتثال لوجهة نظر الشيطان الوثنية ..
>> فكلا المخلوقان سيُنفوا الى الأبد من مملكة الله إلى جهنم خالدين فيها <<
.. ولكي ينشر إبليس وأتباعه وجهة نظرهم فقد أيدوا تأليه مخلوقات ..
>> لا حول لها ولا قوة مثل محمد وعيسى ومريم والقديسين <<
.. وحيث أننا هنا بسبب نزعتنا للشرك ولتعدد الآلهة فمعظمنا يقع فريسة سهلة لإبليس ..
.. أما عدم كفاءة وفشل إبليس كإله فقد تم إثباتها بالفعل من خلال الفوضى الشائعة ..
.. فى الأرض والمرض والحوادث والبؤس والحرب من خلال سلطته على الأرض ..(1/868)
.. وأما البشر الذين يتركون إبليس ويمتثلوا لسلطة الله المطلقة ..
.. ويحجموا عن تأليه المخلوقات الضعيفة و الميتة ..
.. مثل محمد وعيسى فسيرجعوا الى حماية الله وسيتمتعوا بحياة مثالية في هذا العالم وإلى الأبد ..
.. ولأن حياتنا في هذا العالم عبارة عن سلسلة من الإختبارات مصممة لكي تظهر موقفنا ..
>> من الشرك و تعدد الآلهة فإن الشرك هو الإثم الوحيد الذي لا يغتفر <<
.. ولقد صمم هذا العالم تصميماً إلهياً خاصاً لكي يظهر بوضوح قرارنا ..
.. بإتباع سلطة الله المطلقة أو وجهة النظر الوثنية لإبليس ..
.. فالليل والنهار على سبيل المثال يتغيران بإستمرار لإختبار إرادتنا لطاعة اوامر الله ..
.. مثل القيام بصلاة الفجر أو الصوم في أكثر الأيام حرارة أوأطولها ..
.. وسوف يكافئ الله فقط هؤلاء المقتنعين تماماً بسلطته المطلقة ..
:: المصدر ::
=-=> الاسلام علي الصراط المستقيم <=-=
؟؟؟ ما رأيكم ؟؟؟
.. إلى هنا أنتهى كلام الأخت أفيدونا جزاكم الله خيراً ..
.. والدال على الخير كفاعله ..
.. أخوكم في الله خالد ..
---
عبدالرحمن الشهري
02-09-2004, 05:51 PM
حياك الله أخي الحبيب خالد
وأشكرك على حسن ظنك بإخوانك في ملتقى التفسير. وأبشر بإذن الله ، فسوف تجد الجواب الشافي ، ولكن نرجو منحنا بعض الوقت للإجابة ، وإنما أحببت أن أشكرك على عجل ، وللحديث بقية ، وأرجو من الإخوة المشاركة وفقهم الله.
---
خالدالشمري
02-09-2004, 07:05 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تسلم اخوي عبدالرحمن ومتاسف اذا سببت نوع من الاحراج او الازعاج
ومع اني ما اعرف من اين نقلته الاخت
وزي ما تفضلت وقال معدل الموضوع انه من منتدى تغاريد مع اني ما ذكرت هالامر
ولا علم لي هل هو منتدى تغاريد ام لا
علىالعموم انا ما يهمني التغيير اللي حصل بمالوضوع بقدر ما تهمني الاجابة
وجزاك الله الف خير وثبتك بطاعته واسكنك فسيح جناته اللهم أمين
---
عبدالرحمن الشهري(1/869)
02-10-2004, 07:47 PM
معذرة أخي خالد على التأخر في الجواب لضيق الوقت
وقد طلبت من أحد الإخوة الباحثين في الموقع أن يتكرم بتفصيل الجواب ، فلعله يفعل ذلك إن شاء الله.
ولكنني أحببت - ريثما ينتهي - أن أذكر لك بعض النقاط التي أراها مهمة في توضيح الصورة في الموضوع على هيئة نقاط ليسهل فهمها علينا جميعاً :
أولاً : الجواب الذي ذكرته الأخت عن الحكمة من خلق الجن والإنس واضح وصريح ، وهو كلام الله :(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). فالحمد لله على هذا الوضوح في ديننا وفي عقيدتنا. وقد ذكرت الأخت أن هذا الجواب هو الجواب المعروف ، وإنما بحثت فوجدت ما نقلت لنا من الكلام الذي سيأتي الحديث عنه. وأؤكد هنا على أن الوحي هو المصدر الذي نتلقى منه هذه الحقائق الراسخة في ديننا ، والوحي هو القرآن والسنة فقط. وما سواها كالعقل فيحاكم إليها وليس العكس.
ثانياً : أن الكلام المنقول فيه حق وفيه باطل ، فما فيه من الحق ، هو ما ذكره من خلق آدم وعدم استجابة إبليس لأمر الله بالسجود ، وقوله :(وأخبر الملائكة بأنه يعلم ما لا يعلمون) ونحو ذلك مما هو مذكور ومكرر في القرآن الكريم ولله الحمد ، وهذه مسألة واضحة كل الوضوح فلا نطيل.
وفيه كلام باطل لا دليل عليه ، مثل قوله
(نحن نوجد في هذا العالم بسبب إرتكابنا جريمة رهيبة عندما كنا في الملأ الأعلى ..)
ومثل قوله : (وأنقسمت كل مخلوقات الله الى أربعة فئات:
( ملائكة ) .. وهي المخلوقات التي أيدت سلطة الله المطلقة ..
( حيوانات ) . مخلوقات تمردت في البداية ثم قبلت دعوة الله للتوبة ..
( جن ) .. مخلوقات أيدت إبليس بأنه قادر على أن يكون إله ..
( بشر ) .. مخلوقات لم تحدد موقفها وفشلوا في إتخاذ موقف حازم مع سلطة الله المطلقة ..).
وغير ذلك من العبارات التي لا دليل عليها ، وفيها جرأة مذمومة.
(1/870)
ثالثاً : يبدو لي أخي الكريم أن الذي كتب هذا الكلام ليس بمسلم ، أو أنه مسلم لم ينل حظاً من العلم ، فعباراته تذكرني بكتابات النصارى ، وأسلوبهم في مناقشة كتابهم المقدس ، وإشارتهم دائماً لآيات القرآن برقم السورة ورقم الآية هكذا (134:2) أي سورة البقرة الآية 134 مثلاً وقد لاحظت هذا في الكلام المنقول .
كذلك استخدام عبارات غير مألوفة في التعبير عن قدرة الله سبحانه وتفرده بالملك سبحانه مثل قوله :(فالله وحده ولا أحد سواه يملك القدرة والصلاحيات ليكون إله ورب العالمين ..). وكأنه يتكلم عن مدير فرع مؤسسة زراعية !
كذلك قوله :(فأطفالنا مخصصون لبيوتنا حسب خطة الله ). وقوله :(تخصص روح للمولود الجديد من مستودع الأرواح) وقوله :(هذا بالتحديد ما قرر أن يقوم به الله رداً على إدعاء إبليس ) وقوله :(ولأن حياتنا في هذا العالم عبارة عن سلسلة من الإختبارات مصممة لكي تظهر موقفنا ..) كل هذه العبارات توحي لك بأن الذي كتب الكلام إما أنه متعود على كتابة التقارير الإدارية (حسب خطة الله) (مصممة) (قرر) (مستودع) !! كل هذه العبارات لم تمر علي إلا في تقارير تسليم العهد في الدوائر الحكومية ، فربما يكون الكاتب أمين مستودع !
رابعاً : ما معنى قوله :(خلق الله 7 أكوان واسعة ) ؟ هل يقصد السموات السبع ؟ أم الأرضين السبع ؟ لا أدري
خامساً : ما الدليل على قوله :(ثم أخبر الملائكة بأنه سيعين إبليس خليفة .. ( إله) ..على مكان مثل ذرة غبار صغيرة في الكون تسمى الأرض .. .. والحسابات القرآنية المعنية بتعيين إبليس خليفة .. .. إله مؤقت على الأرض تؤيد ما سبق .. .. وإستدعت خطة الله خلق الموت والحياة .. ) ؟
هذا كلام غريب ولا دليل عليه ، وهو يتكلم كأنه في مشهد درامي تمثيلي ولا يتكلم عن الله وخلقه لآدم عليه السلام.
(1/871)
سادساً وأخيراً أخي خالد : إن موضوع الدين والعقيدة موضوع جد خطير ، ومهما كان الإنسان لاعباً أو هازلاً بشيء فلا يكن ذلك دينه وعقيدته وربه ، وتأمل أخي الحبيب قول الأخت في أول كلامها (أردت أن أعرضها هنا لأنها قد أخذت مساحة من تفكيري ..). مما يدل على تأثرها بما وجدت ، ولو كانت وفقها الله تنبهت لكون مثل هذا الكلام ينبغي تركه والبعد عنه لما نقلته لكم هناك ثم نقلته أنت لنا هنا.
فهذا الكلام المنحرف الغامض المليء بالعبارات المضحكة التي تدل على جهل بالله وبحقه وقدره سبحانه وتعالى ، كما قال الله سبحانه وتعالى :(وما قدروا الله حق قدره..). ولا أخفيك أنني لم أقرأ هذا الكلام إلا رغبة في إجابتك ، وإلا فإني لا أتوقف عند مثل هذا الكلام كثيراً ، لسقوطه وتهافته.
ولذلك فإنني أنصح نفسي وأنصك أخي الحبيب الموفق أن لا تقرأ مثل هذا الكلام الذي يدخل عليك الشك في دينك ، ولا يعطيك إلا الوهم والكذب .
وقد لاحظت أن الشبكة العنكبوتية أصبحت مرتعاً خصباً لكل أحد أن يكتب ، فوجد أهل الكتاب من النصارى واليهود ومن سار بسيرهم مجال القول واسعاً فيها ، فبدأوا يشككون المسلمين في دينهم ، ويوردون عليهم الشبهات تلو الشبهات ، ويستدلون بآيات القرآن على غير وجهها ، ويحرفون الكلم عن مواضعه ، ويأتون بحقيقة واحدة ومعها عشر كذبات فتختلط هذه بتلك مع قلة العلم ، وغلبة الجهل على أكثر أبناء المسلمين من البنين والبنات ، فيقع هذا الكلام موقعه في القلوب ، والله أعلم ماذا تكون العاقبة .
فالمقصود هو البعد عن هذه المواقع ، وعدم نقل شيء منها ، ولعلك لاحظت أخي الحبيب أنني استبعدت الروابط التي وضعتها في موضوعك خشية أن تقود أحداً إلى تلك المواقع ، ثم تقع في قلبه شبهة يصعب عليه بعد ذلك التخلص منها.
ولذلك كان سلفنا رحمهم الله يحذرون من أهل البدع والشبهات ، ويهربون منهم ، ويقولون لهم : ليس لدينا شك في ديننا ، فاذهبوا إلى من يشك مثلكم فحدثوه !(1/872)
وقد رأيت كثيراً من طلاب العلم في زماننا هذا قد استهان بهذا ، وهون من شأنه ، حتى تخلى كثير منهم عن كثير من مبادئه بحجة الحوار ، واستماع الرأي الآخر أياً كان هذا الرأي الآخر ، وكل ذلك فراراً من تهمة التطرف والإرهاب التي أصبحت كالعصا السحرية التي يستخدمها أعداء ديننا ضدنا ، ويستخدمها بعض أبناء المسلمين ضد بعضهم . ولا يزال الحبل على الجرار ، وفي كل يوم تظهر لنا فتنة ترقق التي قبلها ، والله المستعان.
فالمقصود أن السلامة في الدين لا يعدلها شيء ! وقد يقول لك قائل عندما تقول مثل هذا الكلام : أنت جبان تخاف من الحوار والنقاش ! لماذا لا تقرأ ثم ترد إذا كان عندك رد ؟! وغير ذلك من العبارات الاستفزازية.
غير أن السلامة لا يعدلها شيء ، ودعهم يقولون ذلك ، فماذا كان ؟ فر بدينك من أهل الشبهات ، فإن النجاة غير مضمونة ، والقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء ، فاسأل الله الثبات ، وكن شحيحاً جداً بدينك على كل أحد وفقك الله.
هذه بعض النقاط السريعة المشتتة ، لضيق الوقت ، ولعل الإخوة الكرام يصوبون ما فيها من خطأ ، ويضيفون ما يتم به الكلام وفق الله الجميع لكل خير.
---
محمد بن يوسف
02-10-2004, 10:02 PM
الأخ الكريم (خالد)، شيخنا الكريم (عبد الرحمن الشهري)، إخواني الكرام في "ملتق أهل التفسير" –وفقهم الله تعالى-
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد؛
فلقد كتبتُ جوابًا على سؤال أخي (خالد)، وبينما أنا أجهزه لنقله إلى المُلتقى، وجدت شيخنا المفضال (أبا عبد الله = عبد الرحمن الشهري) -جزاه الله خيرًا- قد تكرم بكتابة جوابه النافع المُفيد، فرأيت إتمامًا للفائدة أن أنقل جوابي كما هو، والله المُستعان، فأقول:
-------------------------------------------------------(1/873)
لا يشك مُسلِمٌ منصِفٌ أننا في زَمَن قد أحاطت به الفِتَن والشُّبُهات مِن كل حَدب وصَوب، وقد أخبرنا النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) بهذا؛ فقال: (فإنه مَن يعش مِنكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تَمَسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجِذ، وإياكم ومُحدَثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) [رواه أبو داود]. وقد أبى أعداءُ الإسلام في كل مكان وزمان إلا الطَّعن في الكتاب والسُّنَّة، ومحاولة النيل مِنهما بشتى الوسائِل ومُختلف الأساليب؛ فكذبوا على الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، وصَحفوا وحرَّفوا وبَدَّلُوا، وألقوا بالشُّبهات والأباطيل في قُلوب المُسلمين؛ لعلها تجد آذانًا صاغية وقلوبًا مريضة؛ لزعزعتهم عَن دينِهم، وتَشكيكهم في وَحيهم وما أنزل اللهُ عليهم؛ ليرتدوا عن الدِّين، ويَتَّبِعُوا غير سَبيل المؤمِنين؛ لِيقينهم –أي: أعداء الإسلام- بقوَّة الإسلام وغَلَبَتِه، وأنَّ به من صلاحية زعامة الأرض وتَحريرها من الكُفر والشِّرك ما لا يوجد في غَيره من الشرائِع والمناهج. ولكن أبى الله إلا أن يكونَ الدِّينُ إلا له، وأبي أن يكون النصر إلا لعباده المؤمِنين، قال الله –تعالى-: (يُريدون ليُطفِئوا نُورَ الله بأفواههم والله مُتِمُّ نُورِه ولو كره الكافِرون) [الصف: 8]، وقال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافِظون) [الحِجر: 9]، وقال: (هُوَ الذي أرسل رَسُولَه بالهُدى ودينِ الحَقِّ ليُظهِرَه على الدِّينِ كُلِّه ولو كَرِه المُشرِكون) [الصف: 9]. وقد قيض الله لهذه الأمة علماءَ يذبوا عَن الدِّين، ويَنفوا عَنه تحريف الغالين وانتحال المُبطلين وتأويل الجاهِلين، هذا مَع أن الإنسان مَجبولٌ بفطرته على هذا الدين؛ فقد قال الله –تعالى- (فأقِم وجهك للدين حنيفًا فطرت اللهِ التي فَطَرَ النَّاسَ عليها لا تبديلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلك الدِّينُ القَيِّمُ ولكنَّ أكثرَ الناس لا(1/874)
يَعلمون) [الروم: 30]. ولله –سبحانه وتعالى- سُنَنٌ كونيَّة (طبيعيَّة) وسُنَن شَرعيَّةٌ لا تَتَبَدَّل ولا تُحابي أحدًا من المَخلوقين مهما كان شأنُه؛ قال الله –تعالى-: (فلن تَجِدَ لِسُنَّتَ الله تَبديلا ولَن تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَحويلا) [فاطر: 33] ، وَمِن تِلك السُّنَن "الكونيَّة": سُنَّة الصِّراع الدائِم بين الإسلام وأعدائِه؛ قال الله –تعالى-: (بعضكم لبعض عدو) [طه: 123]، وقال –تعالى-: (ولا يزالون يُقاتِلونكم حتى يردوكم عَن دينكم إن استطاعوا) [البقرة: 217]، وقال –تعالى-: (وَدُّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً) [النساء: 89]. ومِن سُنَن الله "الشَّرعيَّة" أنَّ مَن نَصر الله ودينَه وحِزبَه فإن الله ينصُره؛ قال –تعالى- (يا أيها الذين آمنوا إن تَنصروا اللهَ ينصُرْكم ويُثَبِّتْ أقْدامَكم) [محمد: 7]، وغيرها مِن الآيات.
[هذه مقدمة رأيتُ أنه من اللازم أن أصَدِّر بها الجواب عَن سؤال الأخ (خالد) –وفقه الله-.]
ولي في الجواب عن السؤال عدة وقفات:
الوقفة الأولى:
اعلم –أخي الكريم- أن هذا المَوقِع الذي نُقِل مِنه هذا المقال؛ وهو "الاسلام علي الصراط المستقيم"، هو مِن المواقِع الهدَّامَة المُعادية للإسلام وأهلِه، المُحارِبَة لله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، المُشَكِّكَة في مَصادِر الشَّريعَة وما أنزله الله على رسوله (صلى الله عليه وسلم)، الطاعِنَةِ في دين الله –عز وجل- والمُستهْزئَةِ به بكل ما أوتيت مِن قُوَّة. وإن كان الظَّاهِر من اسمه غيرَ ذلك، وقد تفننوا في الخَديعة والمَكر بأهل الإسلام؛ لينخَدِع زوار المَوقِع بما فيه، ويحسبون أنه مُنشأ للدفاع عَن الإسلام، وهم إنما أرادوا أن يُنشئون على أنقاضِ الإسلام، وأنَّىَ لهم هذا؟! وهيهات!
ولا يفوتني أن أنبِّه على أن الموقع اسمه submission وهذه الكلمة معناها: "إخضاع أو إذعان أو استكانة أو انصياع أو انقياد أو خضوع أو رضوخ أو طاعة".(1/875)
وكُتِب على صفحته الرئيسية ما نصه:
Welcome to Submission
Your best source for ISLAM (SUBMISSION) on the Internet
فماذا يعنون بقولهم: ISLAM (SUBMISSION ؟ إخضاع الإسلام، استكانة الإسلام، انقياد الإسلام ؟!!!!!! وأترك الجواب للقارىء اللبيب.
ولعل مما يستنفر الهمم للدفاع عن دين الإسلام وعَن كتاب رب العالمين وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) أنَّ مثل هذه المواقع يرتادها عشرات الآلاف من الزوار، فيُضَلُّون ويتشككون في دينهم، بل إن الموقع صُمِمَ بأربع لُغات: "عربية وإردو وفارسية وإنجليزية"
وخُذ البُرهان على ما قلتُ: سأعرِضُ لكم الآن عناوين بعض المقالات التي حواها هذا المَوقِع –زلزل الله كيانَه، آمين- ومِنها يُستَدَلُّ على هذا المقال الذي نقله الأخ (خالد)، وهو أحد المقالات المُثبتة على الصفحة الرئيسية للموقع المُشار إليه:
1- التلاعب بكلمة الله: الآيتان المُزيفتان في آخر سورة "براءة" (سورة التوبة):
وفيه ينتهي الكاتب –شَلَّ اللهُ يَدَه- إلى أن آخر آيتين من سورة "التوبة" (128، 129) "مُزيفتان"!!! وقال ما نصه –ومنه أنقل-: "وكما يتضح لنا الآن فإن محاولة التلاعب في القرآن بإضافة الآيتين 128 و 129 من سورة التوبة ( سورة براءه) أدت إلي ..." وقال: "ولو فحصنا المراجع الإسلامية القديمة لاكتشفنا أن الآيتين المشكوك فيهما من سورة براءة ( سورة التوبة) رقم 128، 129 كانتا دائما محل شك وريبه"، وقال: "وبالرغم من هذه التناقضات وغيرها الكثير والتي تحيط بالآيات 128 و 129 من سورة التوبة فإنه لم يجرؤ أحد طوال هذه السنين أن يناقش صحة وأصالة هاتين الآيتين"، ولا تنسَ أن عنوان مقاله: التلاعب بكلمة الله: الآيتان المُزيفتان في آخر سورة "براءة" (سورة التوبة)" فأين أنت يا أمير المؤمنين (عمر)، فما أحوجنا إلى دِرَّتِك؟!".(1/876)
وللفائدة أقول: إن من كَذَّب حرفًا في القرآن فقد كَفَر بإجماع الأمَّة، ونَقْلُ القرآن على ما هو عَليه الآن مِن المَعلوم مِن الدِّين بالضرورة، وهو أكبر أنواع التَّواتُر (تواتر الجيل عن الجيل).
2- البسملة الناقصة:
زَعَم فيها صاحب المقال أن سورة "التوبة" قد حُرِّفَت؛ فقال ما نَصُّه: "... أن سورة رقم "9" –يعني سورة "التوبة"- قد حرفت ويجب تطهيرها". وقال: "... تثبت صحة وأصالة البسملة الناقصة، وكذلك عدد آيات سورة "9" ( حيث تم إدخال آيتين مزيفتين )" !!!! وهو يَعني –عامله الله بما يستحق- أن البسملة يجب أن تُعاد إلى سورة "براءة"؛ لأنها ناقصة !!!
3- مَن هو إلهك الحقيقي
يسخر الكتاب –بوضوح- من القرآن ومِن رَبِّ العالمين –سبحانه وتعالى-؛ قال ما نصه: "والعجيب أن أغلب هؤلاء الناس سوف يصدمون عندما يكتشفون أن إدعائهم بأن ربهم هو خالق السموات والأرض ليس إلا إفتراء يفترونه بشفاههم ولا تؤمن به قلوبهم ولذلك ستكون نهايتهم فى نار جهنم كما يعلمنا القرآن في سورة يوسف الآيه 106. ولو فهمنا القرآن كما يعلمه الرحمن سبحانه وتعالى لعرفنا معرفة اليقين أن إلهنا هو أي شئ يشغل عقلنا وقلبنا وفكرنا معظم الوقت" !!! وأسلوب المقال كله سخرية واستهزاء من القرآن؛ فتجده يقول: "وهذا أمر مباشر من الله لا نقاش فيه"! ويقول –ساخِرًا- : "وفى الواقع يجب علينا أن ننتهز كل فرصه أو نخلق كل مناسبه لنذكر الله ونسبحه".
فاللهم لا تؤاخِذنا بما فعل السُّفهاءُ مِنَّا، آمين.
4- زي المرأة في الإسلام:(1/877)
وفيه ينتهي الكاتب –عامله الله بما يستحق- أن الحِجاب أو الخِمار "ليسا من القرآن في شئ، بل هما من البدع والخرافات ونشئا من الجهل بتعاليم القرآن وأصول الدين, فالحجاب أو الخمار يعودان الي العبادات والتقاليد المتوارثة من المجتمعات القديمة والتي كانت موجودة قبل نزول القرآن سواء المجتمعات المتدينة أو المجتمعات الكافرة" –هكذا يزعم هذا المُبطِل المُتَعَدي. وقال: "ولكن المرأة التي تلبس الحجاب وتدعوا اليه معتقدة أن الله أمر به إنما ترتكب ذنبا لا يغفر لأنها أشركت في حكم الله أناسا فرضوا قوانين لم يأت بها الله ولا رسوله الكريم وضللت من رسالة القرآن وطريقه المستقيم". وقال: "لم يأمر اللهُ في القرآن بأن ترتدى المرأة لحجاب أو الخمار الذي توارثه الناس من قبل القرآن وعلى هؤلاء الذين يرتدونه أن يعرفون أنه من عادات قومهم وليس من الدين في شئ".
وللفائدة أقول: راجع الكُتب التالية للرَّد على هذه الشُّبُهات:
(1) «الرَّد العِلمي على كِتاب "تذكر الأصحاب بتحريم النقاب"»/ لفضيلة الشيخ (محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم) –حفظه الله تعالى-، طـ دار العقيدة بالإسكندرية ومصر.
(2) «عودة الحجاب»: الجزء الثالث "الأدِلَّة"/ لفضيلة الشيخ (محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم) –حفظه الله تعالى-، طـ دار طيبة بالسعودية، ودار الصفوة ودار العقيدة بمصر.
(3) «الشُّهُب والحِراب على مَن حَرَّم النِّقاب»/ لفضيلة الشيخ (عادل بن يوسف العزازي) –حفظه الله تعالى-، طـ مكتبة التوعية الإسلامية بمصر.
5- الأحاديث النبوية: حقيقة أم افتراء:(1/878)
وفيه يُكَذِّب كاتبُ المقال –شَلَّ اللهُ يَدَه- بعض الأحاديث (روى كثيرًا منها الإمامُ البخاري –رحمه الله- في "صحيحه"). صَدَّر مقاله بقوله: "هذا المقال ليست إلا دعوة لمن يقرأها ليجيب على عدة أسئله: هل تعتقد أن رسول الله قد قال هذا الكلام؟ هل تعتقد أن هذا هو دين الله؟ هل تعتقد أن هذه الأحاديث تطابق القرآن؟ وأخيرا هل عندك إستعداد لتعرف الحق وتتبعه؟ اقرأ معى هذه الأحاديث والتى تعتبر عينة مبسطه مما تحتويه كتب الأحاديث، وحاول أن تجيب على الأسئلة السابقه ..." !!! وسأعرض عليك بعض العناوية التي ترجم بها لهذه الأحاديث التي كذَّبها:
(1) "منتهي السخريه من الله عز وجل سبحانه وتعالي عما يصفون": يسخر من حَديث: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ"، ومن حديث: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ..."، ومن حديث: "يكشف رَبُّنا عن ساقه" [وثلاثتهم رواهم الإمام (البخاري) –رحمه الله- في "صحيحه"]، ويسخر من حديث: "أنا الدهر أقلب الليل ونهاره ..." [رواه الإمام (مسلم) –رحمه الله- في "صحيحه"].
(2) "هل لله أصابع؟" يسخر من حديث: "جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأحبار إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالأرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَسَائِرَ الخلائِق عَلَى إِصْبَعٍ فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ ...". [رواه البخاري].
(3) "هل لله سبحانه قدم؟" يسخر من حديث: "... حَتَّى يَضَعَ فِيهَا –أي النار- قَدَمَهُ .." رواه البخاري].(1/879)
6- الحديث والسُّنَّة من اختراعات الشياطين:
والعنوان واضِح ولا يحتاج إلى مَزيد تَعليق؛ غير أني أنقل قوله: "فالحديث والسنه اُخترعوا واُدعوا على النبي ادعاءا كاذبا، فهناك العديد من الأدلة على أن الحديث والسنه من اختراعات الشيطان ..."!!!
فاللهم رحماك.
الوقفة الثانية:
أقول لأخي الكريم: لعلك الآن تعلم عِلمًا يقينًا أن المقال -الذي نقلته من موقع "تغاريد" والذي نقله من هذا الموقع المذكور- يَهدِف إلى التشكيك في دين الله –عز وجل- والنيل منه، وإظهار أن الله –سبحانه وتعالى- قد ظلمنا، وأننا نؤاخذ بفعل أجدادنا الأوائِل، هذا مع ما فيه من سوء الأدب مع الله –سبحانه وتعالى- والقول على الله بلا عِلم، والتَّكذيب لصريح القرآن، ومُحاولَة زعزعة أصول الدين، والتَّشويش على عَقائِدِهم.
وأنصحك –أخي الحبيب- بأن تُعرِضَ عن هذه الفلسفات العقليَّة السقيمة، التى تأباها الفِطرة السليمة، والعقول السَّديدة، وأن تُشغِل قلبك بتدبُّر كَلام الله –عز وجل-؛ ففيه الكفاية والرَّد الشافي الكافي على هذا الكلام المُتهالِك الباطِل، والإفك المُفترَى المُتلاطِم، وتُقبِلَ على طاعَة الله –سبحانه- وتقواه، بتنفيذ أوامره، والاجتناب عما نهى عنه –سبحانه وتعالى-، وأن تُشغِل أوقاتَك بالمُفيد النَّافِع، فالواجبات أكثر من الأوقات، ولو شغلنا أوقاتنا بما ينفع لا تتسع لذلك، فكيف بما لا ينفع؟ فكيف بما يَضُرُّ؟ وهذه تذكرى لنفسي أولا ولإخواني ثانيًا، عسى الله –سبحانه- أن ينفعَني بها وإياكم، آمين.
وسأعرض الآن بعض العبارات في المقال، وأُتبعها بالدليل على أنها كَذِبٌ مُختلَق، والله المُستعان وعليه التّكلان:
1- قولها: " كنت أحاول التوسع في البحث عن إجابه لهذا التساؤل ... هل يوجد سبب أخر لخلقنا سوى أن نعبد الله ؟؟ وأثناء بحثي ..."اهـ.(1/880)
أقول: لماذا تبحث الأخت المذكورة عَن إيجاد سبب آخر لخلقنا، وتحاول التَّوَسُّع في ذلك، وقد قال الله –سبحانه وتعالى- : (وما خلقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا ليعبدون) [الذاريات: 56]، وأي بيانٍ بعد بيان الله؟ وعُلماء اللغة يقولون أن هذا الأسلوب يفيد القصر والتخصيص والتأكيد؛ لأن الجملة وقعت بين نفي واستثناء: "ما ... إلا"؛ أي: لم أخلقهم إلا لهذه الغاية. فلماذا يُضَيِّع الإنسان أوقاتَه وقد هداه الله رَبُّ العالمين في كِتابٍ (لا يأتيه الباطِلُ من بين يديه ولا مِن خَلفِه تنزيل من حكيم حميد) [فصلت: 42] ؟!
2- قوله: "نحن نوجد في هذا العالم بسبب ارتكابنا جريمة رهيبة عندما كنا في الملأ الأعلى، وهذه الحياة هي فرصتنا لكي نعتق أنفسنا و نكفر عن جريمتنا"اهـ.
- قوله: (نحن نوجد في هذه العالم بسبب ارتكابنا جريمة رهيمة ... وهذه الحياة هي فرصتنا لكي نعتق أنفسنا و نكفر عن جريمتنا).
هذا الكلام كَذِب باطِل، وهاك الدليل: (وما خلقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا ليعبدون) [الذاريات: 56]، فنحن ما خُلِقنا إلا لعبادة الله وحدَه لا شريك له، والخَلق إنما يكون لشىء مَعدوم، لا لشىء كان موجودًا قبل ذلك، وارتكب جريمة رهيبة –كما يزعم كاتب المقال الأصلي-.
فهذا القول يُشير أن الإنسان كان حَيًّا قبل إيجاده على الأرض، وهذا كَذِبٌ؛ فالله يقول: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إليه تُرجَعون) [البقرة: 28]، فالإنسان قبل خَلقِه كان عَدَمًا، وهو مَخلوقٌ مِن العَدَم.
- قوله: "عندما كنا في الملأ الأعلى".
قال الله –تعالى-: "منها خلقناكم وفيها نُعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى" [طه: 55]، أي أن الإنسان إنما وُجِدَ مِن الأرض بعد نزول أبيه (آدم) وأمه (حواء) -عليه السلام- إليها، ولم نَكُن –نحن البشر- في الملأ الأعلى، بل في ظُهور آبائِنا في عالَم لا يَعلمُه إلا الله –سبحانه وتعالى-.(1/881)
- وأما قوله (بسبب ارتكابنا جريمة رهيبة)، فقد فسرها في ثنايا المقال بقوله عَن "البَشَر" بأنهم "مخلوقات لم تحدد موقفها وفشلوا في اتخاذ موقف حازم مع سلطة الله المطلقة" اهـ.
وهو يعني بذلك أنهم تشككوا في ألوهية الله –سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون عُلُوًّا كبيرًا-.
وهذا كَذِبٌ مُفترى؛ قال الله –سبحانه وتعالى-: (وإذ أخذ ربُّك مِن بَني آدمَ من ظهورهم ذُرِّيَّتَهم وأشْهَدَهُم على أنفُسِهم ألستُ بِرَبِّكم قالو بلَى شَهِدْنا ...) [الأعراف: 172]. وفي هذه الآية "يخبر –تعالى- أنه استخرج ذريةَ بني آدم، من أصلابهم، شاهدين على أنفسهم أن اللهَ ربُّهم ومَليكهم، وأنه لا إله إلا هو، كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه ..." –كما يقول الحافظ (ابن كثير) -رحمه الله تعالى- في "تفسيره"-.
فأين –إذن- تلك الجريمة الرهيبة التي ارتكبها البشر، وخُلِقوا مِن أجل أن يكفروا عَنها –كما يزعُم هذا الكاتب- ؟!
3- قوله: "عندما نشأ نزاع في الملأ الأعلى (38 : 69) عندما أعتقد أحد المخلوقات العالية المكانة" اهـ.
وهو هنا يشير إلى قوله تعالى (ما كان لي من عِلم بالملأ الأعلى إذ يختصمون) [ص: 69]، فظَنّ بجهله وكَذِبِه أن الاختصام المذكور هو اعتقاد (إبليس) "أن القوة التي أعطاها الله له تؤهله بأن يصبح إله بجانب الله"، ولو كَلَّف نَفسَه وراجع كَلامَ المُفسرين لتَبيَّن له الحَقُّ مِن الباطِل؛ فاختصام الملأ الأعلى –وهم الملائِكَة (على خِلاف) معناه: يعني اختلافهم "في شأن (آدم) عليه السلام، وامتناع إبليس من السجود له، ومحاجته ربه في تفضيله عليه، وغير ذلك "، ولذلك أتبع اللهُ –سبحانه وتعالى- هذه الآية بقصة (آدم) –عليه السلام-، والله أعْلَم.
4- قوله: "إبليس اعتقد بغروره أن القوة التي أعطاها الله له تؤهله بأن يصبح إله بجانب الله ... وبذلك تحدى سلطة الله المطلقة" اهـ.(1/882)
هذا كذب؛ قال الله تعالى: "وإذا قُلنا للمائكة اسجُدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه"، وهذا الفِسق والعِصيان لله حَدَثَ بعد خلق (آدم) –عليه السلام-، فمفهوم الآية أن (إبليس) كان مُطيعًا لله قبل خَلق (آدم) –عليه السلام- وإلا لَمَا أُمِر بالسجود مع الملائِكَة. وقد يقول قائل أن الكاتب يعني أن (إبليس) اعتقد هذا الاعتقاد بعد خلق (آدم) –عليه السلام-، فالجواب من وَجهين:
الأول: كلا؛ الكاتب لا يَعني هذا؛ لأنه قال بعد هذا: "ونتيجة لكفر الشيطان حدث نزاع وانقسام في الملأ الأعلى، وانقسمت كل مخلوقات الله إلى أربعة (كذا؛ والصواب: أربع) فئات: ملائكة ... حيوانات ... جن ... بشر". فهو حكم بكفر إبليس قبل خَلق (آدم)، وهذا تكذيبٌ لصريح القرآن.(1/883)
الثاني: حتى وإن قَصَد الكاتِبُ هذا، فهذا كلامٌ مُختلِقٌ أيضًا؛ لأن (إبليس) –لعنه الله- لم يعتقد أن "القوة التي أعطاها الله له تؤهله بأن يصبح إلهًا بجانب الله" ولم يتحدى "سلطة الله المطلقة" –كما يزعُم الكاتِب-. بُرهان ذلك قول الله –تعالى- عَن إبليس: (قال فَبِعِزَّتِك لأغوينَّهم أجمَعين * إلا عبادك مِنهم المُخلَصين) [ص: 82، 83]، فانظر كيف أقسم (إبليس) بعزة الله، واستثنى عباد الله المُخلصين مِن الغواية، شاهِدًا أنه لا يستطيع غوايتَهم، فكيف يتحدى –بعد ذلك، كما يزعم الكاتب- سلطة الله المُطلَقَة؟! بل قال الله –سبحانه- قبل هاتين الآيتين بثلاث آيات عَن إبليس (قال رَبِّ فأنظِرني إلى يوم يُبْعَثون) [ص: 79]، فكيف يتحدى سُلطَة الله المُطلقَة –عليه وعلى غيره- ثم يطلُب منه أن يُنظِرَه إلى يوم يُبْعَثون، إلا إذا كان مُتيَقِّنًا أنَّ اللهَ له (مُلك السَّموات والأرض، وهو رَبُّ العالمين، الصَّمد، وهو على كل شَىءٍ قَدير؟! بل نَقَل الله –سبحانه وتعالى- لنا في القُرآن اعترافَ (إبليس) بقولِه (وما كان لي عليكم مِن سُلطانٍ إلا أن دعوتُكم فاستَجَبْتُم لي) [إبراهيم 22]، فهل لا زال الكاتِبُ مُصِرًّا على افتراءاتِه وكَذِبِه بعد ذلك؟!
وعندما علَلَّ الله –سبحانه وتعالى- كُفْر (إبليس)، قال: (فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان مِن الكافِرين) [البقرة: 37]، وقال: (ففسق عَن أمر رَبِّه) [الكهف: 50]، وقال (فسجدوا إلا إبليس أبى) [116]، وقال (قال فاهْبِطْ مِنها فما يكون لك أن تَتَتكَبَّر فيها فاخْرُجْ فإنك مِن الصَّاغِرين) [الأعراف: 13]، ولم يَقُل –سبحانه- في آيةٍ واحِدَةٍ أن سَبَبَ كُفر (إبليس) أنه "اعتقد أن القوة التي أعطاها الله له تؤهله بأن يصبح إلهًا بجانب الله" –كما يَزعُم الكاتِب-؛ فقد قال بَعدها: "ولم تكن فكرة الشيطان هذه كفرًا فحسب بل كانت خطأ أيضًا".(1/884)
فأين في القُرآن أو في السُّنَّة أن إبليس ادَّعَى "بأنه يمكنه أن يكون إلهًا بجانب الله" –كما يَزعُم الكاتِب- ؟!
5- قوله: "ثم أخبر الملائكة بأنه سيعين إبليس خليفة (إله) على مكان مثل ذرة غبار صغيرة في الكون تسمى الأرض ... والحسابات القرآنية المعنية بتعيين إبليس خليفة إله مؤقت على الأرض تؤيد ما سبق" اهـ.
سبحانك هذا بُهتانٌ عَظيمٌ؛ قال تعالى (وإذا قال رَبُّك للملائكة إني جاعِل في الأرض خليفة ... وعلم آدم الأسماء كُلَّها) [البقرة: 30، 31]، فانظُر كيف أخبر الله –سبحانه وتعالى- أنَّه جاعِلٌ نَبيَّه (آدم) -عليه السلام- خليفة في الأرض، وجعَلَ الكاتِبُ (إبليس) هو الخليفة ؟! بل ولم يَكتَفِ بذلك بل قال بأنَّ الله –سبحانه وتعالى- "عَيَّنَه" (إلهًا)، و"الإله" هو "المَعبود"، ولا إله إلا الله وحدَه لا شَريك له. والله –سبحانه وتعالى- يَقول: (لو كان فيهما ءالهةٌ إلا اللهُ لفسدتا فسبحن الله رب العرش عما يصفون) [الأنبياء: 21، 22]. وقد نَزَّه اللهُ –سبحانه وتعالى- نفسَه عَن الأمر بالفَحشاء؛ فقال –جل شأنُه- (قل إن الله لا يأمُر بالفَحشاء أتقولون على الله ما لاتَعلَمون) [الأعراف: 28]، فهل يأمُر الله –سبحانه وتعالى- (إبليسًا) أن يكون إلهًا على الأرض وهو –سبحانه وتعالى- لا يأمُر بالفحشاء التي هي أقَلُ مِن ذَلِك بكثير؟! وهو الحَكيم العَليم الحَميد –سبحانه وتعالى عما يقولون الظَّالِمون عُلُوًّا كبيرًا. والله –سبحانه وتعالى- يقول: (إن تكفروا فإن الله غَنيٌّ عَنكم ولا يرضى لعباده الكُفر وإن تَشكروا يرضَهُ لكم) [الزمر: 7]، فهل يليق أن يأمُر بالكفر وهو لا يرضاه –سبحانه وتعالى- ؟!
6- قوله: "ثم إحضار البشر والجن الى هذا العالم ليبدأوا حياة جديدة ... وبذلك يبدأون الحياة بدون أي تحيزات وبحرية تامة ... لكي يختاروا بين التسليم بسلطة الله المطلقة ... أو التسليم بنظرية الشيطان بأنه إله آخر" اهـ.(1/885)
أقول: هذا كلامٌ كَذِبٌ؛ قال تعالى (وما خَلقتُ الجِنَّ والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات: 56]، وما خَلقهم –سبحانه وتعالى- ليختاروا إلهًا مِن إلَهين –كما يزعُم الكاتِب-. وقال –عَزَّ وَجَلّ- (وإذ أخذ ربُّك مِن بَني آدمَ من ظهورهم ذُرِّيَّتَهم وأشْهَدَهُم على أنفُسِهم ألستُ بِرَبِّكم قالو بلَى شَهِدْنا ...) [الأعراف: 172]؛ فهم قد شَهِدوا أن الله سبحانه وتعالى هو إلههم ومَليكهم، سبحانه وتعالى. ولم ينُكِر أحَدٌ قط "ربوبية" الله –سبحانه وتعالى- على مَر العُصور، إلا (فرعون) –كما قال شيخُ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله تعالى-، وقد أنكرها بلسانه ولم تتجاوَز ذلك، فهو يُقِرُّ في نَفسِه أنه مَخلوق، وهل له إلا ذلك؟
ولقد قال اللهُ –سبحانه وتعالى- في كتابه: (كانَ النَّاسُ أمَّةً واحِدَةً فبعث الله النَّبِيِّين مُبشرين ومُنذرين ...) [البقرة: 213]؛ قال الإمامُ (ابن جرير) -رحمه الله تعالى- : "عن (ابن عباس) –رضي الله عنهما- قال : كان بين نوح وآدم عشرة قرون، كلهم على شريعة من الحق، فاختلفوا فبعث اللّه النبيين مبشرين ومنذرين ..."؛ فانظر كيف كان الناس يُفرِدون الله –سبحانه وتعالى- بالعبادة، ولم يختلفوا –وذلك بعبادة الأصنام- إلا بعد عشرة قرون، لا أنهم خُلِقوا لاختيار إله مِن إلَهين –كما يَزعُم الكاتِب (عامله الله بما يستحق)-.
7- قوله: "بخلاف الاعتقاد السائد لم تكن الخطيئة الأصلية هي مخالفة آدم لأمر الله عندما أكل من الشجرة المحرمة، لكن الخطيئة الأصلية كانت فشلنا للامتثال لسلطة الله المطلقة خلال الخصام العظيم في الملأ الأعلى" اهـ
هذا كلام كَذِبٌ، أجبنا عنه تحت رقم (2)، فانظره هناك.
8- قوله: "أما عدم كفاءة وفشل إبليس كإله فقد تم إثباتها بالفعل من خلال الفوضى الشائعة في الأرض والمرض والحوادث والبؤس والحرب من خلال سلطته على الأرض" اهـ.(1/886)
أقول: هذا كلامٌ خَطيرٌ فاسِدٌ، يُنَبىء عن اعتقاد صاحِبه الفاسِد؛ فهو ينسب الأمراض والحوادِث والحُروب- التي هي مِن تَقديرات الله عَزَّ وَجَلَّ بإجماع المُسلمين- ينسبها إلى (إبليس) وفَشلِه في ألوهيته للأرض!!!
قال الله –تعالى-: (وإن تُصِبهم حسنةٌ يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كلٌ من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حَديثًا) [النساء: 78]، وقال تعالى (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) [البقرة: 102]، وقال تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وُزلزِلوا ...) [البقرة: 214]، وقال تعالى (وأما إذا ما ابتله فَقَدَر عليه رِزْقَه فيقولُ رَبي أهانَن) [الفجر: 16]، وغيرها من الآيات. وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "مَن يُرِد الله به خيرًا يُصِبْ مِنه" [رواه البخاريُّ]. ومن أسمائه الحُسنَى –سبحانه وتعالى-: "الضَّار النَّافِع".
والأمراض والحروب والحوادِث مِن سُنَن الله الكونية (الطبيعية) التي لا تتغير ولا تتبَدَّل، ولا يُنكرِها إلا مَن زال عَقلُه!
وفي هذا القَدر الكِفاية؛ فإلى هُنا قد كُسِرَ القَلَمُ ....
وفي الختام: أقول لشيخنا الحبيب (أبي عبد الله = عبد الرحمن الشهري): لقد صدقت فراستك حينما قلتَ: "يبدو لي -أخي الكريم- أن الذي كتب هذا الكلام ليس بمسلم، أو أنه مسلم لم ينل حظاً من العلم"، فلله درك من فاضل مُنصِف كريم، فلعلك قد تيقنت من ذلك الآن!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
عبدالرحمن الشهري
02-10-2004, 10:52 PM
أخي الكريم الشيخ محمد بن يوسف حفظه الله ، وزاده هدى وعلماً وبصيرة .(1/887)
أسأل الله أن يرزقك الجنة بما كتبت ووضحت وأفدت ، وقد خشيت عدم وصول رسالتي ، فدفعني حبي لأخي خالد الشمري وأمثاله من أهل الحرص على دينهم ، والغيرة على نبيهم صلى الله عليه وسلم ، الذين يقرأون مثل هذا الكلام إلى كتابة ما كتبته بشكل مختصر مخل ، خوفاً من أن يظن أخي خالد أننا قد تركنا سؤاله ، وأعرضنا عنه ، وإنما هو ضيق الوقت ، وإلا فما تصدينا للكتابة هنا إلا من أجل نفع إخواننا المسلمين كافة ، ولو تيقنت من وصول رسالتي إليك ما تقدمت بين يديك ، فجزاك الله خيراً فقد وضحت لنا مدى حرص الأعداء على النيل من ديننا ، ولكن هيهات هيهات ! لا بد من ظهور هذا الدين ! فاللهم لك الحمد على نعمة الإيمان ، ونسأل الله أن يستعملنا في طاعته ، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
---
خالدالشمري
02-11-2004, 10:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوي عبدالرحمن الشهري
وأخوي محمد بن يوسف
ماذا عساني أن أقول بعد هذا الكلام العطر
والرد الشافي والوافي القاطع للشك والجالب لليقين
الله يوفقكم ويرزقكم الرزق الحلال
ويثبتنا ويثبتكم على طاعته وإتباع سنة رسولنا الكريم
محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين
ويكتب لكم الفردوس الأعلى
شاكرين لكم سرعة تجاوبكم وأخذ الكثير من وقتكم وجهدكم
الله يجعلكم ذخر للإسلام والمسلمين
---
عبدالرحمن الشهري
02-13-2004, 08:36 AM
حياك الله أخي الكريم خالد الشمري ومرحباً بك وبأسئلتك دائماً. ونرجو أن لا تحرمنا من فوائدك وفقك الله.
---
(1/888)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف نزلت سورة التوبة؟
---
كيف نزلت سورة التوبة؟
---
سيف الدين
07-11-2006, 12:21 AM
الاخوة في المنتدى حفظكم الله ..
كيف نزلت سورة التوبة: هل نزلت تامة ام مفرّقة؟ اي هل نزلت دفعة واحدة ام نزلت مفرقة؟
أرجو ذكر المرجع مع الاجابة وبارك الله فيكم
---
عمرو الشاعر
07-11-2006, 02:12 PM
اعتقد أن هذا السؤال يمكن معرفة اجابته بالرجوع إلى الكتب بسهولة ولكن نود معرفة ما هو الغرض من هذا السؤال , وما الذي يترتب عليه من استنتاجات ؟
---
سيف الدين
07-11-2006, 03:57 PM
الاخ عمرو
بارك الله فيك ..
اني اقوم بأبحاث فقهية, واني بحاجة الى جمع ما امكن من الاقوال في نزول هذه السورة .. واني اخاف ان يغيب شيء فلا آخذه بعين الاعتبار ..
لذا اني أرجو من عنده شيء بخصوص هذا الموضوع الاّ يبخل, قلّ أو كثر .. وجزاكم الله كل خير
---
(1/889)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سلسلة معالم الشخصية القرآنية ..
---
سلسلة معالم الشخصية القرآنية ..
---
علي جاسم
05-30-2005, 05:27 PM
سلسلة معالم الشخصية القرآنية ..
أولا .. من حيث مفهوم النفس
النفس في عالم القرآن عدو يتقى وليست صاحبة تؤمن , وفي هذا يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (( أعدا أعدائك نفسك التي بين جنبيك )) , وأكيس الناس وألبّهم ذاك الذي صحبها وهو لها محاذر يتقي شطط أهواءها وجموح اندفاعها وثورتها ولا يكون منها إلا كما يكون الحاذر الفهم, وأقل الناس عقلا وأشقاهم حظا ذاك الذي صحبها صحبة العاشق المدنف لعشيقته المدللة إذا ما التمست شيئا أتى به... قبل أن تقوم من مقامها !!!
وما بين المفهومين من البعد كما بين النجم ورائيه , والخلد ومبتغيه , إذ كل مفهوم منهما له عالمه الذي يناسبه , وله غايته التي يرومها ومقصده الذي يبتغيه .
فالمفهوم الأول أي – كون النفس عدو – يحفظ للإنسان مساحة كبيرة من اهتماماته التي قد توجه بعد ذلك للخير والصلاح على صعيد المجتمع وعلى صعيد الفرد , بينما المفهوم الثاني أي – كون النفس صاحبة – يبدد الكثير من الطاقات والاهتمامات التي يبتغي بها مرضاة نفسه الممعودة , وليته بعد ذلك يدرك غايته ويريح نفسه فيكون عزاءه منها أنها رضيت, وليتها حين رضيت أبقت على ما بقي من طاقاته واهتماماته علّه يقصد بها منفعة شخصه .. على الأقل !!!
والمفهوم الأول عن النفس يرتفع بالإنسان للمرتبة التي توافق قدره باعتباره حامل الأمانة وخليفة الله في أرضه , فهو بهذا أجدر أن لا يجنح لأهوائه ويأتمر بأمر نفسه وهو يقرأ قوله تعالى{إن النفس لأمارة بالسوء}, وهذا يعني بالمقابل أن المفهوم الثاني للنفس قد ينحدر بالإنسان لما دون مرتبته , وما دونها إلا الحيوانية الغريزية التي تتحرك بباعث الشهوات والنزوات .(1/890)
وإذا كان إثبات الشيء إثبات لنقيضه – كما يقول الفلاسفة- فالمفهوم الأول على هذا الأساس يوقظ في القلب روح الصلاح ويوقد جذوة الخير لان نقيضه أي المفهوم الثاني يحيي في النفس حس الأنانية وحب الذات ومتى ما ارتفع الإنسان عن هذه النزعة ارتفع لمرتبة الصلاح وحب الخير وغلبت على نفسه روح التعاون , وهذا ما المجتمعات أحوج ما تكون له.
فهذه بعض الفوارق بين المفهومين عن النفس,وأقصد بالمفهومين هنا, المفهوم القرآني للنفس والمفهوم الدنيوي لها,على أن الموضوع يحمل في ثناياه من التفصيل والإجمال ما قد يضيق به هذا المقام , ولكن حسبنا من اقتضاب القول أنا قد بلغنا من قارئنا مبلغ الفهم وهذا عهدنا به , ونعتذر له عن الإطالة.. ونمضي .. لعل لقاء به يتجدد مع معلم آخر من معالم الشخصية القرآنية ..
---
(1/891)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > أهداف , وشروط المشاركة في الملتقى
---
أهداف , وشروط المشاركة في الملتقى
---
أحمد البريدي
01-23-2006, 08:51 AM
بحمد الله تعالى تم افتتاح ملتقى الانتصار للقرآن , والهدف منه ما يلي :
• التأصيل العلمي لموضوع الانتصار للقرآن الكريم ، والكيفية الشرعية المناسبة لرد شبهات المخالفين.
• توفير ملتقى علمي للمتخصصين في الرد على هذه الشبهات تحت إشراف علمي موثوق.
• توفير الدراسات والبحوث الجادة للذين يتولون مناقشة المخالفين في المنتديات والمواقع الأخرى.
• إحاطة المتخصصين في الدراسات القرآنية ولفت نظرهم إلى حجم الشبهات والطعون الموجهة إلى كتاب الله قديماً وحديثاً.
• عدم إتاحة الفرصة للمخالفين للكتابة في هذا القسم ، وطرح شبهاتهم دون أن يكون هناك رد مناسب عليها , والطريقة المتبعة في إيرادها كالتالي :
تطرح الشبهة المراد مناقشتها , مع توثيقها , والقائلين بها ومن ثم يفتح الباب لمناقشتها بشرط أن يكون الرد شاملاً لكل جوانب الشبهة يمكن نشره مستقلاً , بعد التأني والبحث العلمي المؤصَّل , وأن نتجنب ردود الأفعال والحماس العاطفي, لأن الحُجَّةَ تُقرعُ بالحُجَّةِ, والدليل يواجه بدليل مثله .
• عمل مشاريع دائمة .
• مكاتبة المتخصصين ونشر بحوثهم .
• الحصرالببلوجرافي لكل ما يتعلق بالملتقى مثل :
- الكتب التي عُنيت بهذا الجانب , وتقويمها.
- المواقع على الشبكة , وتقويمها .
- المجلات , والدوريات .
- الرسائل العلمية , ومراكز البحوث .
• تكوين لجنة علمية من المتخصصين لمتابعة الملتقى وتفعيله .
---
عبدالرحمن الشهري
03-03-2006, 12:44 PM
هذا يوم الجمعة الثالث من صفر عام 1427هـ .(1/892)
نسأل الله أن يكون افتتاح (ملتقى الانتصار للقرآن الكريم) بداية علمية جادة على الانترنت ضمن مشروعات أخرى موازية للانتصار للقرآن الكريم ، وبيان كثير من الشبهات التي نشرت وتنشر حوله والرد عليها بأسلوب علمي منصف ، وفق الله الجميع للعمل الصالح ، والعلم النافع .
---
صفوت احمد حسن عوض
03-03-2006, 11:20 PM
الجمعة الثالث من شهر صفر 1427 / الثالث من مارس 2006 يوم من ايام التاريخ المشهودة بافتتاج ملتقى الانتصار للقران الكريم اعز الله الاسلام بكم واعزكم به ووفق الله المسلمين لما فيه خير الامة الاسلامية ونصرة النبى الخاتم صلى الله عليه وسلم صفوت احمد حسن عوض
---
أحمد البريدي
03-31-2006, 02:45 PM
أيها الأخوة الكرام :
أرجو ممن يتولى الرد على الشبهات المطروحة في الملتقى أن يلتزم بالشروط المذكورة , وأن يكتب اسمه الصريح ومؤهله العلمي في التوقيع .
---
(1/893)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حتى إذا بلغ مغربَ الشمس وجدها تغرب فى عينٍ حَمِئَةٍ
---
حتى إذا بلغ مغربَ الشمس وجدها تغرب فى عينٍ حَمِئَةٍ
---
د.إبراهيم عوض
09-13-2005, 12:22 PM
(رد على رسالة من أحد نصارى المهجر تدعونا إلى ترك الإسلام واعتناق التثليث)
بعث لى أحد نصارى المهجر فى الأسبوع الماضى برسالة مشباكية (مكتوبة بلغة إنجليزية لا بأس بها، وإن لم تخل من الأخطاء) يعقّب فيها على مقالى: "إعلان سيد القمنى الاعتزال: خواطر وتساؤلات"، الذى نُشِر يوم الجمعة الموافق 20/ 8/ 2005م، لكنه ترك تقريبا كل ما قلته فى مقالى المشار إليه فلم يردّ على شىء منه، اللهم إلا ما كتبته عن المعجزات وأن غيابها عن النسق العقيدى عندنا لا يضر الإسلام فى شىء، ورغم هذا جاء تناوله للموضوع على نحو لم أجد معه داعيا إلى الخوض فيه كَرّةً أخرى، وبخاصة أنه لم يحقِّق جيدا ما كتبته فى هذه النقطة. ثم ثنَّى فتحدَّى المسلمين أن يستطيعوا الرد على ما يوجَّه للقرآن من انتقادات علمية منها ما يتعلق مثلا بما جاء فى الآية 86 من سورة "الكهف" عن ذى القرنين ومشاهدته الشمس وهى تغرب فى عين ماء، مما يخالف حقائق علوم الفلك كما قال. وفى نهاية الرسالة لم ينس أن يرجو لنا أن نفيق من الغاشية التى تطمس على أبصارنا منذ أربعة عشر قرنا من الظلام وأن نعود إلى المسيح بعد أن بيَّن لنا هو وأمثاله مقدار الجهل الكبير الذى يتصف به الله ومحمد حسبما قال. يا شيخ، فأل الله ولا فألك! أتريدنا أن نرتد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ونعود إلى العصر الحجرى فى مسائل العقيدة والعبادة، ونترك التوحيد إلى التثليث، وندع الاحترام والتقدير العظيم الذى نكنّه فى أعماق قلوبنا للسيد المسيح عليه السلام بوصفه رسولا وجيهًا فى الدنيا والآخرة ومن المقرَّبين ونتخذه وثنا نشركه مع الله سبحانه وتعالى(1/894)
كما يفعل الكافرون؟ ألم تقرأ قول الحق تبارك وتعالى: "وقالت اليهود: عُزَيْرٌ ابنُ الله، وقالت النصارى: المسيحُ ابنُ الله! ذلك قولهم بأفواههم، يضاهئون قول الذين كفروا من قبل. قاتلهم الله! أَنَّى يُؤْفَكون؟" (التوبة/ 30)؟ لا يا عم، يفتح الله! خّلِّك فيما أنت فيه، ولْنَبْقَ نحن أيضا فى النور والهدى الذى أكرمنا الله به على يد سيد النبيين والمرسلين، صلَّى الله وسلَّم عليه وعليهم أجمعين. وقد كتبتُ هذه الكلمة على الطائر وأنا على جناح سفر، ولم يرنِّق النوم فى عينى طوال الليل إلا لساعة أو أقلّ دون سببٍ واضح، فلم يتسنّ لى تدقيق مراجعتها، ولعلى لم أخطئ فيها أخطاء فاحشة، وإلا فإنى أعتذر مقدما من الآن.(1/895)
والآية التى يشير إليها صاحب الرسالة هى قوله تعالى: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ (أى ذو القرنين) مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا...". وأَدْخُل فى الموضوع على الفور فأقول: من المعروف فى كتب اللغة أن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض، بمعنى أن هناك توسعا فى استعمالها، بل إن فى اللغة توسعات كثيرة فى غير حروف الجر أيضا، وإن لم تكن هذه التوسعات دون ضوابط حتى لو لم نستطع فى بعض الأحيان أن نتنبه لها، أو على الأقل حتى لو لم نتفق عليها. وقد تُسَمَّى هذه التوسعات بـ"المجاز"، وهو ما يعنى أن الكلام لا ينبغى أن يؤخذ على ظاهره أو حرفيته. وهذا، كما سبق القول، معروف عند دارسى اللغات. ولْنأخذ حرف الجرّ "فى" (الموجود فى الآية) لنرى ماذا يقول النحاة فى استعمالاته: فهم يقولون إنه يُسْتَخْدَم في عشرة معانٍ : الأول : الظرفية، زمانًا أو مكانًا، حقيقةً أو مجازًا، ومن الزمانية: "حضرتُ إلى الاجتماع فى العاشرة مساء"، ومن المكانية: "سكنتُ فى هذا البيت أعواما طوالا". الثاني : المصاحبة، نحو قوله تعالى: "ادخلوا فى أُمَمٍ"، أى بمصاحبتها (الأعراف / 38 ) . الثالث : التعليل، نحو : "فذلكم الذى لمتُنَّنى فيه"، أى بسببه (يوسف / 32). الرابع : الاستعلاء، نحو قوله تعالى: "ولأُصَلِّبَنَّكم فى جذوع النخل"، أى عليها (طه/ 71 ). الخامس : مرادفة الباء، نحو: "فلان بصير فى الموضوع الفلانى"، أى بصير به . السادس : مرادفة "إلى " نحو قوله تعالى: "فرَدّوا أيديهم فى أفواههم"، أى مَدَّ الكفار أيديهم إلى أفواه الرسل ليمنعوهم من الدعوة إلى الهدى والنور (إبراهيم / 9). السابع : مرادفة " مِنْ ". الثامن : المقايسة، وهي الداخلة بين مفضولٍ سابقٍ وفاضلٍ لاحقٍ، كما فى قوله سبحانه: "فما متاع الحياة الدنيا فى الآخرة إلا قليل"، أى أن متاع الحياة الدنيا بالقياس إلى الآخرة قليل (التوبة / 38). التاسع :(1/896)
التعويض، كما فى قولنا: "دفعتُ فى هذا الكتاب عشرين جنيها". العاشر : التوكيد، وأجازه بعضهم في قوله تعالى: "وقال: اركبوا فيها"، أى أن الركوب لا يكون إلا فى السفينة، ولذلك لا ضرورة للنص على ذلك إلا من باب التوكيد (انظر فى ذلك مثلا "مغنى اللبيب" لابن هشام).
وفى القرآن الكريم نقرأ قوله عز وجل: "يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حَذَرَ الموت" (البقرة/ 19)، والمقصود أن كلا منهم يضع طرف إصبع واحدة من أصابعه عند فتحة الأذن، لا فى داخلها. ونقرأ: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة" (البقرة/ 30)، وطبعا لم يجعل المولى الإنسان خليفة فى الأرض، أى فى باطنها، بل على سطحها. ونقرأ: "وأُشْرِبوا في قلوبهم العِجْل بكفرهم" (البقرة/ 93)، وليس المقصود العجل نفسه بل عبادته، وهى لا تُشْرَب ولا تدخل فى القلب بالمعنى الذى نعرفه. ونقرأ: "قل: أتحاجّوننا في الله، وهو ربنا وربكم" (البقرة/ 139)، أى أتحاجّوننا بشأن الله؟ ونقرأ: "قد نرى تقلُّب وجهك في السماء، فلنولينَّك قِبْلَةً ترضاها" (البقرة/ 144)، أى صوب نواحى السماء، وليس فى السماء فعلا. ونقرأ: "ليس البِرَّ أن تُوَلُّوا وجوهكم قِبَل المشرق والمغرب، ولكن البِرَّ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حُبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب" (البقرة/ 177)، والإنسان لا ينفق ماله فى الرقاب، بل يعتق به الرقاب. ونقرأ: "يا أيها الذين آمنوا، كُتِب عليكم القِصَاص في القتلى" (البقرة/ 178)، أى مقابل جريمة القتل وتعويضا لأهل القتيل. ونقرأ: "وإذا تولَّى سَعَى في الأرض ليُفْسِد فيها" (البقرة/ 205)، أى فوقها. ونقرأ: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظُلَلٍ من الغمام والملائكةُ وقُضِيَ الامر؟" (البقرة/ 217)، أى يقع بهم عقاب الله فى هيئة ظلل من الغمام. ونقرأ: "والذين يُتَوَفَّوْن منكم ويَذَرُون أزواجا(1/897)
وصيةً لأزواجهم متاعًا إلى الَحْول غيرَ إخراج. فإن خرجن فلا جُناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف" (البقرة/ 234)، أى فعلن بأنفسهن. ونقرأ: "وكتبنا له في الألواح من كل شيءٍ موعظةً وتفصيلاً لكل شيء" (الأعراف/ 145)، أى على الألواح. ونقرأ: "وإذ يُريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقلِّلكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا" (الأنفال/ 44)، أى أمام أعينكم وأعينهم. ونقرأ: "يا أيها النبي، قل لمن في أيديكم من الاسرى: ..." (الأنفال/ 70)، ولا يمكن إنسانا أن يكون فى يد إنسان آخر بالمعنى الحرفى كما هو واضح. ونقرأ: "الذين كانت أعينهم في غطاءٍ عن ذِكْرِي" (الكهف/ 101)، والعيون لا تكون فى الغطاء، بل تحت الغطاء. ونقرأ: "وأَذِّنْ في الناس بالحج يأتوك رجالا" (الحج/ 27)، أى أذِّن بحيث يسمعك الناس. ونقرأ: "... وتقلُّبك في الساجدين" (الشعراء/ 219)، أى معهم. ونقرأ: "فإذا أُوذِيَ في الله جَعَل فتنة الناس كعذاب الله" (العنكبوت/ 10)، أى أُوذِىَ بسبب إيمانه بالله. ونقرأ: "لقد كان لسبإٍ في مسكنهم آيةٌ: جنتان عن يمينٍ وشِمال" (سبأ/ 15)، والجنتان لم تكونا فى مساكن سبإ، بل حولها أو قريبا منها. "أَوَمَنْ يُنَشَّا في الحِلْيَة وهو في الخصام غير مُبِين؟" (الزخرف/ 18)، والنساء لا ينشأن فى الحلية بل مرتديات لها ومستمتعات بها. ونقرأ: "إن المتقين في جنّات ونَهَر" (القمر/ 94)، والمتقون فى الآخرة سيكونون فعلا فى الجِنَان، لكنهم بكل تأكيد لن يكونوا فى الأنهار، بل ستجرى الأنهار فى الجِنَان. ونقرأ: "في سِدْرٍ مخضود" (الواقعة/ 28)، وهم لن يكونوا فى الجنة فى شجر السِّدْر، بل سيأكلون منه. ونقرأ: "أولئك كَتَب في قلوبهم الإيمان" (المجادلة/ 22)، ولا كتابة فى القلوب بالمعنى الظاهرى بطبيعة الحال ولا حتى فوقها. ونقرأ: "ثم في سلسلةٍ ذَرْعُها سبعون ذراعا فاسلكوه" (الحاقة/ 32)، أى اربطوه بها. ونقرأ: "في جِيدها حبلٌ من(1/898)
مَسَد" (المسد/ 5)، أى حَوْل جيدها... وهكذا.
وفى الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى أمثلة كثيرة على ما نقول، وهو أمر طبيعى، فهذه هى طبيعة اللغة، سواء فى كتاب الله أو فى كلام أهل الكتاب أو فى أى كلام آخر. وهذه بعض الأمثلة من الكتاب المذكور: " كل شجر البرية لم يكن بعد في الارض" (تكوين/ 2/ 5)، " وكان قايين
عاملا في الارض" (تكوين/ 4/ 2)، "واما نوح فوجد نعمة في عيني الرب" (تكوين/ 6/ 8)، " كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله" (تكوين/ 6/ 9)، "تنجح طريقي الذي انا سالك فيه" (تكوين/ 24/ 42)، "فوضعت الخزامة في انفها" (تكوين/ 24/ 47)، "فاحب اسحق عيسو لان في فمه صيدا" (تكوين/ 25/ 28)، "فتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم" (تكوين/ 26/ 13)، "فالآن يا ابني اسمع لقولي في ما انا آمرك به" (تكوين/ 27/ 8)، "ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الارض" (تكوين/ 28/ 14)، "وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف والبسه ثياب بوص ووضع طوق ذهب في عنقه" (تكوين/ 41/ 42)، "فتقدموا الى الرجل الذي على بيت يوسف وكلموه في باب البيت" (تكوين/ 43/ 19)، "أليس هذا هو الذي يشرب سيدي فيه؟" (تكوين/ 44/ 5)، "وحمل بنو اسرائيل يعقوب اباهم واولادهم ونساءهم في العجلات التي ارسل فرعون لحمله" (تكوين/ 46/ 5)، "ومرّروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في الحقل" (خروج/ 1/ 14)، "خرج الى اخوته لينظر في اثقالهم" (خروج/ 2/ 11)، "ما بالكنّ اسرعتنّ في المجيء اليوم" (خروج/ 2/ 18)، "وقال الرب لموسى: عندما تذهب لترجع الى مصر انظر جميع العجائب التي جعلتها في يدك واصنعها قدام فرعون" (خروج/ 4/ 21)، "فذهب والتقاه في جبل الله وقبّله" (خروج/ 4/ 27)، "هما اللذان كَلّما فرعون ملك مصر في اخراج بني اسرائيل من مصر" (خروج/ 6/ 27)، " الدمامل كانت في العرّافين وفي كل المصريين" (خروج/ 9/ 11)، "تخبر في مسامع ابنك وابن ابنك بما فعلتُه في مصر(1/899)
وبآياتي التي صنعتها بينهم" (خروج/ 10/ 2)...إلخ، وهى بالمئات، إن لم تكن بالألوف. ومن هنا كان من السهل أن ندرك معنى قول القرطبى مثلا فى الآية المذكورة: "وَيَجُوز أَنْ تَكُون الشَّمْس تَغِيب وَرَاءَهَا (أى وراء العَيْن الحَمِئَة) أَوْ مَعَهَا أَوْ عِنْدهَا، فَيُقَام حَرْف الصِّفَة مَقَام صَاحِبه". يقصد أن حروف الجر قد ينوب بعضها عن بعض، بمعنى أن يُسْتَعْمَل بعضها فى مكان بعضها الآخر. وفى نفس المجرى يجرى ما نجده عند البغوى وأبى حيان، إذ نقرأ فى تفسير الأول نقلا عن القتيبى أنه بجوز أن يكون المعنى هو أنه كان "عند الشمس" أو "فى رأى العين" عين حمئة، أما الثانى فقد ذكر أن بعض البغداديين يفسر قوله تعالى: "فى عين حمئة" بمعنى "عند عين حمئة".(1/900)
بل إن فى الكتاب المقدس عبارات كثيرة من نوع الآية القرآنية التى بين أيدينا بل أَوْغَل فى مضمار الاستخدامات المجازية، ويقرؤها هؤلاء الذين يرددون تخطئة القرآن كما تفعل الببغاوات الغبية، لكن دون فهم أو تمييز، ومن ثم لا يخطر فى بالهم أن يقفوا ويتدبروا ويفكروا فى أمر هذا التشابه فى الاستعمالات الأسلوبية وأنه مسألة عادية جدا لأنه هكذا كانت اللغة وهكذا ستظل إلى يوم يبعثون. وهم فى هذا كالكلب الذى ربّاه صاحبه على نباح المارة وعضِّهم، فكلما رأى شخصا مارًّا من أمام البيت نبحه وعضه دون تفكير. لنأخذ مثلا الشواهد التالية: "اما هما في عبر الاردن وراء طريق غروب الشمس في ارض الكنعانيين..." (تثنية/ 11/ 30)، "هكذا يبيد جميع اعدائك يا رب. واحباؤه كخروج الشمس في جبروتها" (قضاة/ 5/ 31)، "هكذا قال الرب: هانذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك واعطيهنّ لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس" (صموئيل 2/ 12/ 11)، "وقلت لهما: لا تفتح ابواب اورشليم حتى تَحْمَى الشمس" (نحميا/ 7/ 3)، "قدام الشمس يمتد اسمه" (مزامير/ 72/ 17)، "ثم رجعت ورأيت كل المظالم التي تجرى تحت الشمس" (الجامعة/ 4/ 1)، "ويخجل القمر وتَخْزَى الشمس" (إشعيا/ 24/ 23)، "واظلمت الشمس وانشقّ حجاب الهيكل من وسطه" (لوقا/ 23/ 44)، "انك قد طردتني اليوم عن وجه الارض ومن وجهك اختفِي واكون تائها وهاربا في الارض. فيكون كل من وجدني يقتلني" (تكوين/ 4/ 14)، "وفسدت الارض امام الله وامتلأت الارض ظلما" (تكوين/ 6/ 11)، "الآن قم اخرج من هذه الارض" (تكوين/ 31/ 13)، "وادخِلكم الى الارض التي رفعت يدي ان اعطيها لابراهيم" (خروج/ 6/ 8)، "واستراحت الارض من الحرب" (يشوع/ 14/ 15)، "دور يمضي ودور يجيء والارض قائمة الى الابد" (جامعة/ 1/ 4)، "فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية. على العين التي في طريق شور" (تكوين/ 16/ 7). ومن الواضح أن هذا كله على خلاف(1/901)
الواقع وينبغى ألا يأخذه القارئ مأخذا حرفيا، وإلا لم يكن للكلام معنى: فمثلا ليس هناك للشمس تحتٌ ولا فوقٌ، وإنما هو تعبير بشرى، فنحن أينما كنا على الأرض نتصور أن الشمس فوقنا، ومن ثم فنحن تحتها، على حين أنه لو كان الأمر كذلك لكان ينبغى إذن أن نكون "فوق" الشمس بعد ستة أشهر من ذلك حين تدور الأرض نصف دورتها السنوية، وهذا لا يصير. كذلك فليس للشمس عين (ولا أذن ولا أنف) أصلا حتى نكون أوْ لا نكون فى عينها، كما أنها ليس لها طريق تسير فيه على الأرض، ودَعْك من أننا يمكن أن نسير نحن فيه أيضا. وبالنسبة لقول قابيل إنه هرب فى الأرض، فهو مجرد تعبير بشرىّ، وإلا فقولنا: "فى الأرض" إنما يعنى حرفيا: "داخل الأرض"، وهو ما لا يقصده قابيل ولا أى إنسان آخر فى مثل وضعه... وهكذا.(1/902)
وقبل كل ذلك فإن الكلام هنا ليس كلاما فى علم الطبيعة أو الجغرافيا أو الجيولوجيا، بل هو كلام أدبى يقوم فى جانب منه على التعبيرات المجازية والتجسيدية والتشخيصية وما إلى ذلك. باختصار: هذه هى طبيعة اللغة، أما الكلاب التى تنبح المارة وتعضهم لا لشىء سوى أنه قد قيل لها: انبحى أىّ مارٍّ من هنا وعضّيه، فإنها لا تفهم هذا ولا تفقهه ولا تدركه ولا تتذوقه، إذ متى كانت الكلاب تستطيع أن تتذوق شيئا غير العظم المعروق الذى أُكِل ما عليه من لحم، ثم أُلْقِىَ به لها تعضعضه وتمصمصه تحت الأقدام؟ وعلى هذا فليس هناك أى متعلَّق لأى إنسان كائنا من كان كى ينتقد الآية القرآنية إلا إذا كان يريد النباح والعضّ والسلام، ولا يبغى فهما أو معرفة. فالحرف "فى" فى الآية الكريمة لا يعنى "داخل العين الحمئة" لأن الآيات القرآنية التى تذكر الشمس (كما سنوضح لاحقا) تتحدث عنها على أنها جِرْمٌ موجودٌ فى الفضاء لا يغادره أبدا، بل يعنى أنه قد تصادف وقوع غروب الشمس حين كان ذو القرنين فى ذلك المكان عند العين الحمئة، وإن كان ما شاهده بعينه يوحى أنها قد غربت فى تلك العين. وحتى لو قيل إنها لم تغرب فى العين بل وراء العين أو عند العين أو ما إلى ذلك، فإن هذا كله لا يصح من الناحية العلمية، فالشمس لا تبتعد ولا تختفى، بل الأرض هى التى تتحرك حولها، فتبدو الشمس وكأنها هى التى تغيب. لكنى قد عثرت أثناء تقليبى فى المشباك بمن يقول معترضا على الآية إن مثل هذا التوجيه كان يمكن أن يكون مقبولا لو أن الآية فالت إن ذا القرنين "رأى" أو "شاهد" الشمس تغرب فى العين، أمّا والآية تقول إنه "وجدها" تغرب فى عينٍ حمئةٍ فمعنى هذا أن المقصود هو أنها كانت تغرب فى العين فعلا. وقد جعلنى هذا أفكر فى استعمال هذا الفعل فى مثل ذلك السياق فى العربية لأرى أهو حقا لا يعنى إلا أن الأمر هو كذلك فى الواقع لا فى حسبان الشخص وإدراكه بغضّ النظر عما إذا كان هذا هو الواقع(1/903)
فعلا أو لا. وقد تبين لى أن الأمر ليس كما ذهب إليه ذلك المعترض الذى سمى نفسه: "جوتاما بوذا" أو شيئا كهذا، فنحن مثلا عندما يُسْأَل الواحد منا السؤال التالى عن صحته: "كيف تجدك اليوم؟" (أى "كيف حالك؟") يجيب قائلا: "أجدنى بخير وعافية"، وقد يكون هذا القائل مريضا لكنه لا يدرى لأن أعراض المرض ليست من الوضوح أو لأنه من الاندماج فى حياته اليومية بحيث لا يتنبه لحالته الصحية الحقيقية. وبالمثل يمكن أن يقول الواحد منا (صادقا فيما يظن) إنه وجد فلانا يضرب ابنه عند البيت، بينما الحقيقة أنه كان يداعبه أو كان يضرب ابن الجيران مثلا، لكن المتكلم توهم الأمر على ما قال. كذلك فالمصاب بعمى الألوان قد يقول إنه وجد البطيخة التى اشتراها خضراء على عكس ما أكد له البائع، ثم يكون العيب فى الشارى لا فى البائع ولا فى البطيخة. أما المتنبى فى قوله:
ومن َيكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ ** يجدْ مُرًّا به الماءَ الزُّلالا(1/904)
فقد كفانا مؤنة التوضيح بأنّ وجْداننا الشىء على وضعٍ ما لا يعنى بالضرورة أنه على هذا الوضع فى الحقيقة والواقع. وفى القرآن مثلا: "فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقضّ فأقامه" (الكهف/ 77)، وليس هناك فى أى مكان فى الدنيا جدار عنده إرادة: لا للانقضاض ولا للبقاء على وضعه الذى هو عليه، لأن الجدران من الجمادات لا من الكائنات الحية ذوات الإرادة. كذلك فعندنا أيضا قوله عز شأنه: "والذين كفروا أعمالُهم كسرابٍ بقِيعَةٍ يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفّاه حسابه" (النور/ 39)، ولا يمكن القول أبدا بأن الآية على معناها الحرفى، فالله سبحانه لا ينحصر وجوده فى مكان من الأمكنة، بل الكون كله مكانا وزمانا وكائنات فى قبضته عز وجل، ومن ثم لا يمكن أن ينحصر وجوده عند السراب، وهذا من البداهة بمكان لأنه سبحانه وتعالى هو المطلق الذى لا يحده حد. والطريف أن بعض المفسرين الذين رجعت إليهم بعد ذلك قد وجدتهم يقولون إنه لو كانت الآية قالت إن الشمس "كانت تغرب" فى العين فعلا لكان ثم سبيل لانتقادها، أما قولها إن ذا القرنين "وجدها تغرب" فى العين فمعناه أن ذلك هو إدراكه للأمر لا حقيقته الخارجية. ومن هؤلاء البيضاوى، وهذه عبارته: "ولعله بلغ ساحل المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح بصره غير الماء، ولذلك قال: وجدها تغرب، ولم يقل: كانت تغرب"، وهذا الذى قاله أولئك المفسرون هو الصواب. وفى الكتاب المقدس لدى اليهود والنصارى شىء مثل ذلك، ومنه هذا الشاهدان: "واما نوح فوجد نعمة في عيني الرب" (تكوين/ 6/ 8)، "فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية. على العين التي في طريق شور" (تكوين/ 16/ 7). فالنعمة لا توجد فى عين الرب على سبيل الحقيقة، فضلا عن أن الله لا يمكن أن يُرَى ولا أن تُرَى عينه (إن قلنا إن له سبحانه عينا لكنها ليست كأعيننا). كما أن المرأة التى وجدها ملاك الرب لم تكن "على" العين، بل "عند" العين.(1/905)
أى أن الحقيقة الخارجية فى كلا الشاهدين لم تكن على حَرْفِيّة ما جاء فى العبارتين.
وعلى هذا النحو يمكننا أن نقرأ الشواهد الشعرية التالية: قال الأسعر الجعفى:
إِنّي وَجَدتُ الخَيلَ عِزّاً ظاهِراً ** تَنجي مِنَ الغُمّى وَيَكشِفنَ الدُجى
وقال الحارث بن عباد:
وَاِمتَرَتهُ الجَنوبُ حَتّى إِذا ما ** وَجَدَت فَودَهُ عَلَيها ثَقيلا
وقال امرؤ القيس:
أَلَم تَرَياني كُلَّما جِئتُ طارِقاً ** وَجَدتُ بِها طيباً وَإِن لَم تطَيَّب؟ِ
وقال الدحداحة الفقيمية:
* مِنْ معشرٍ وجدتهم لئاما *
وقال حاتم الطائى:
إِذا أَوطَنَ القَومُ البُيوتَ وَجَدتَهُم ** عُماةً عَنِ الأَخبارِ خُرقَ المَكاسِبِ
وقال سلامة بن جندل:
فَإِن يَكُ مَحمودٌ أَباكَ فَإِنَّنا ** وَجَدناكَ مَنسوباً إِلى الخَيرِ أَروَعا
وقال النابغة الذبيانى:
مَتى تَأتِهِ تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ ** تَجِد خَيرَ نارٍ عِندَها خَيرُ مَوقِدِ
وقال مالك بن عمرو:
متى تفخَرْ بزَرْعَةَ أو بحِجْرٍ ** تجدْ فخرا يطيرُ به السناءُ
وقال الحصين بن الحمام الفزارى:
تَأَخَّرتُ أَستَبقي الحَياةَ فَلَم أَجِد ** لِنَفسي حَياةً مِثلَ أَن أَتَقَدَّما(1/906)
ذلك أن وِجْدانك الشىء على وضع من الأوضاع إنما يعنى إدراكك له على هذا الوضع رؤيةً أو سماعًا أو شمًّا أو لمسًا أو شعورًا باطنيًّا أو استدلالا عقليًّا كما فى العبارات التالية: "نظرتُ فوجدتُه قائما"، أو "حينما اقتربتُ من الحجرة وجدتُه يغنى"، أو "قرّبت الزهرة من أنفى فوجدتها مسكيّة العبير"، أو "احتكت يدى بالحائط فوجدته خشن الملمس"، أو "وجدتُ وقع إهانته لى عنيفا"، أو "أعاد العلماء النظر فى هيئة الأرض فوجدوها أقرب إلى شكل الكرة"، ثم سواء عليك بعد هذا أكان هو فعلا فى الواقع والحقيقة كذلك أم لا. وفى ضوء ما قلناه نقرأ قول الزبيدى صاحب "تاج العروس": "وقال المُصَنّف في البصائرِ نقلاً عن أَبي القاسم الأَصبهانيّ: الوُجُودُ أَضْرُبٌ، وُجُودٌ بِإِحْدى الحَوَاسِّ الخَمْسِ، نحو: وَجَدْتُ زَيْداً وَوَجَدْتُ طَعْمَه ورائحتَه وصَوتَه وخُشُونَتَه، ووجُودٌ بِقُوَّةِ الشَّهْوَةِ نحو: وَجَدْتُ الشبع ووجوده أيده الغضب كوجود الحَرْبِ والسَّخَطِ، ووُجُودٌ بالعَقْل أَو بِوسَاطَة العَقْلِ، كمَعْرِفَة الله تعالى، ومَعْرِفَة النُّبُوَّةِ. وما نُسِب إِلى الله تعالى مِن الوُجُود فبمَعْنَى العِلْمِ المُجَرَّدِ، إِذ كان اللهُ تعالَى مُنَزَّهاً عن الوَصْفِ بالجَوَارِحِ، والآلاتِ، نحو قولِه تَعالى: "وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ"، وكذا المعدوم يقال على ضِدّ هذه الأَوْجُهِ. ويُعَبَّر عن التَمَكُّنِ من الشيءِ بالوُجُودِ نحو: "فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ" أَي حَيْثُ رَأَيْتُمُوهُم، وقوله تعالى: "إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ"، وقوله: "وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ للشَّمْسِ" وقوله: "وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ"، ووجود بالبصيرة، وكذا قوله: "وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا" وقوله: "فَلَمْ تَجِدُوا(1/907)
مَاءً فَتَيَمَّمُوا"، أَي إِن لم تَقْدِروا على الماءِ".
ولقد كفانا مؤنة المضىّ أبعد من ذلك (على كفايته فى حد ذاته) كاتبان ألّفا بحثا عثرت عليه فى المشباك بعنوان: "Islam and the Setting of the Sun: Examining the traditional Muslim View of the Sun’s Orbit" يهاجمان فيه القرآن ويزعمان أن الرسول حين قال ما قال فى الآية التى نحن بإزائها هنا إنما كان يقصد فعلا أن الشمس تغرب فى عينٍ حمئةٍ على حرفية معناها، ومع هذا فقد بدءا كلامهما بالقول بما معناه أن تعبيرا مثل التعبير الذى فى الآية الكريمة لا يدل بالضرورة على أن صاحبه قد اجترح خطأ علميا أو أنه يعتقد أن الشمس تغرب فعلا فى العين. ثم أضافا أننا، حتى فى عصرنا هذا حيث يعرف الجميع تمامًا أن الشمس فى الواقع لا تشرق ولا تغرب، ما زلنا نقول إنها تشرق وتغرب. والكاتبان هما: Sam Shamounn و Jochen Katz، وهذا نَصّ ما قالاه:(1/908)
we do need to make it clear that statements about the sun rising or setting do not, in and of themselves, prove that a person or author held to erroneous scientific views, or made a scientific error. One can legitimately argue that the person or author in question is using everyday speech, ordinary language, or what is called phenomenological language. From the vantage point of the person who is viewing the sun from the earth, the sun does indeed appear to be rising and setting. In fact, even today with all our advanced scientific knowledge we still refer to sunrise and sunset .Hence, an ancient book or writer may have not intended to convey actual scientific phenomena when describing the sun as rising or setting any more than today’s meteorologists, or newscasters, are speaking scientifically when referring to the rising and setting of the sun.(1/909)
وقد أخذتُ أنقّر فى النصوص الإنجليزية والفرنسية الموجودة فى المشباك حتى عثرتُ على طائفة من الشواهد النثرية والشعرية يتحدث فيها أصحابها لا على أن الشمس تشرق وتغرب فحسب، بل عن سقوطها أو غوصها أو غروبها فى البحر أو فى السهل أو ما إلى هذا. وإلى القارئ عينةً مما وجدته من تلك النصوص: "Alone stood I atop a little hill, And beheld the light-blue sea lying still, And saw the sun go down into the sea " (من قصيدة بعنوان: "AN EPISTLE" لـ Numaldasan)، "The sun sinks down into the sea" (من رواية "The Water-Babies" لـCharles Kingsley)، " The Sun came up upon the left, out of the sea came he! And he shone bright, and on the right Went down into the sea " (من قصيدة "The Rime of the Ancient Mariner" لكوليردج)، "The red sun going down into the sea at Scheveningen" (من "Letter from Theo van Gogh to Vincent Gogh van Auvers-sur-Oise, 30 June 1890")، "The sun sank slowly into the sea" (من مقال "The Light Of The Setting Sun" لـRocky)، " Just then the sun plunged into the sea it popped out from behind the gray cloud screen that had obscured the fiery disk" (من مقال بعنوان "Taps for three war buddies" فى موقع "sun-herald.com")، "le soleil descendre dans l'ocean…" (من " L'ILE DES PINGOUINS" لأناتول فرانس)، " Le soleil, disparu dans la mer, avait laissé le ciel tout rouge, et cette lueur saignait aussi sur les grandes pierres, nos voisines" (من " En Bretagne" لجى دى موباسان)، "Spectacle saisissant, que le soleil couchant dans ces dunes impressionnantes" (من مقال "RAID EN LIBYE " لـRoger Vacheresse)، "On comprend aussi que la blessure de Réginald a quelque chose du Soleil plongeant dans la mer" (من(1/910)
"LES CHANTS DE MALDOROR " لـle comte de Lautréamont ).
هذا، ومن معانى "العين" فى العربية (فيما يهمنا هنا) حسبما جاء فى "لسان العرب": "عين الماء. والعين: التي يخرج منه الماء. والعين: ينبوع الماء الذي ينبع من الأرض ويجري... ويقال: غارت عين الماء. وعين الركية: مَفْجَر مائها ومنبعها. وفي الحديث: "خير المال عينٌ ساهرةٌ لعينٍ نائمة"، أراد عين الماء التي تجري ولا تنقطع ليلا ونهارا، وعين صاحبها نائمة، فجعل السهر مثلا لجريها... وعين القناة: مصب مائها... والعين من السحاب: ما أقبل من ناحية القبلة وعن يمينها، يعني قبلة العراق... وفي الحديث: إذا نشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عينٌ غديقة... والعين: مطر أيام لا يُقْلِع، وقيل: هو المطر يدوم خمسة أيام أو ستة أو أكثر لا يُقْلِع، قال الراعي:
وأنآء حيٍّ تحت عينٍ مطيرةٍ ** عظام البيوت ينزلون الروابيا(1/911)
... والعين: الناحية". وعلى هذا فعندما يقول عبد الفادى (اقرأ: "عبد الفاضى") مؤلف كتاب "هل القرآن معصوم؟" (وهو جاهل كذاب من أولئك الجهلاء الكَذَبة الذين يَشْغَبون على كتاب الله المجيد) إن القرآن، بناء على ما جاء فى تفسير البيضاوى، يذكر أن الشمس تغرب فى بئرٍ، فإننا نعرف فى الحال أنه يتكلم بلسان الكذب والجهل: فأما الجهل فلأن المسألة، حسبما رأينا فى "لسان العرب"، أوسع من ذلك كثيرا بحيث تَصْدُق كلمة "العين" على البحر والسحاب والمطر أيضا. ولذلك وجدنا من المترجمين من يترجمها بمعنى "بحر" أو "بحيرة"، فضلا عن أنه من غير المستبعد أن يكون المعنى فى الآية هو ذلك النوع المذكور من السحاب أو المطر. وأما الكذب فلأن البيضاوى لم يقل هذا، بل قال: "حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عينٍ حمئةٍ: "ذات حمأ"، من "حَمِئَتِ البئر" إذا صارت ذات حمأة. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر: "حامية"، أي حارة، ولا تنافي بينهما لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين، أو "حَمِيَة" على أن ياءها مقلوبة عن الهمزة لكسر ما قبلها. ولعله بلغ ساحل المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح بصره غير الماء. ولذلك قال: "وجدها تغرب"، ولم يقل: "كانت تغرب"...". فكما ترى ليس فى البيضاوى أنها غربت فى بئر، بل كل ما فعله المفسر الكبير أنه اتخذ من "البئر" مثالا لشرح كلمة "حمئة"، لكنه لم يقل قط إن معنى "العين" هو "البئر"، بل قال ما نصه: لعل ذا القرنين قد بلغ ساحل المحيط فرآها كذلك. وحتى لو قال ذلك فإن كلامه يبقى مجرد اجتهاد منه قد يصح أو لا يصح، ولا يجوز حمله على القرآن أبدا، وبخاصة أن كثيرا من المفسرين كذلك لم يفسروا العين بهذا المعنى. بيد أننا هنا بصدد جماعة من الطَّغَام البُلَداء الرُّقَعاء الذين كل همهم هو الشَّغْب بجهل ورعونة، إذ هم فى واقع الأمر وحقيقته لا يعرفون فى الموضوع الذى يتناولونه شيئا ذا بال، ومع هذا نراهم يتطاولون على(1/912)
القرآن الكريم! فيا للعجب! إن الواحد من هؤلاء الطَّغَام يتصور، وهو يتناول الكلام فى كتاب الله، أنه بصدد كراسة تعبير لطفل فى المرحلة الابتدائية، بل إن معلوماته هو نفسه لا تزيد بحال عن معلومات طفل فى تلك المرحلة كما تبين لى وبينته للقراء الكرام فى كتابى: "عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين"، الذى فَنَّدْتُ فيه كلام هذا الرقيع، ومسحت به وبكرامته وكرامة من يقفون وراءه الأرض!
وهأنذا أسوق أمام القارئ الكريم بعض ما جاء فى كتب التفسير القديمة: ففى القرطبى مثلا: "وَقَالَ الْقَفَّال: قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء: لَيْسَ الْمُرَاد أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى الشَّمْس مَغْرِبًا وَمَشْرِقًا ووَصَلَ إِلَى جُرْمهَا وَمَسّهَا، لأَنَّهَا تَدُور مَعَ السَّمَاء حَوْل الأَرْض مِنْ غَيْر أَنْ تَلْتَصِق بِالأَرْضِ، وَهِيَ أَعْظَم مِنْ أَنْ تَدْخُل فِي عَيْن مِنْ عُيُون الأَرْض، بَلْ هِيَ أَكْبَر مِنْ الأَرْض أَضْعَافًا مُضَاعَفَة، بَلْ الْمُرَاد أَنَّهُ اِنْتَهَى إِلَى آخِر الْعِمَارَة مِنْ جِهَة الْمَغْرِب وَمِنْ جِهَة الْمَشْرِق، فَوَجَدَهَا فِي رَأْي الْعَيْن تَغْرُب فِي عَيْن حَمِئَة، كَمَا أَنَّا نُشَاهِدهَا فِي الأَرْض الْمَلْسَاء كَأَنَّهَا تَدْخُل فِي الأَرْض. وَلِهَذَا قَالَ: "وَجَدَهَا تَطْلُع عَلَى قَوْم لَمْ نَجْعَل لَهُمْ مِنْ دُونهَا سِتْرًا"، وَلَمْ يُرِدْ أَنَّهَا تَطْلُع عَلَيْهِمْ بِأَنْ تُمَاسّهُمْ وَتُلاصِقهُمْ، بَلْ أَرَادَ أَنَّهُمْ أَوَّل مَنْ تَطْلُع عَلَيْهِمْ. وَقَالَ الْقُتَبِيّ: وَيَجُوز أَنْ تَكُون هَذِهِ الْعَيْن مِنْ الْبَحْر، وَيَجُوز أَنْ تَكُون الشَّمْس تَغِيب وَرَاءَهَا أَوْ مَعَهَا أَوْ عِنْدهَا، فَيُقَام حَرْف الصِّفَة مَقَام صَاحِبه. وَاَللَّه أَعْلَم". وفى ابن كثير: "وَقَوْله: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِب الشَّمْس"، أَيْ فَسَلَكَ طَرِيقًا حَتَّى وَصَلَ إِلَى أَقْصَى(1/913)
مَا يُسْلَك فِيهِ مِنْ الأَرْض مِنْ نَاحِيَة الْمَغْرِب، وَهُوَ مَغْرِب الأَرْض. وَأَمَّا الْوُصُول إِلَى مَغْرِب الشَّمْس مِنْ السَّمَاء فَمُتَعَذِّر، وَمَا يَذْكُرهُ أَصْحَاب الْقَصَص وَالأَخْبَار مِنْ أَنَّهُ سَارَ فِي الأَرْض مُدَّة، وَالشَّمْس تَغْرُب مِنْ وَرَائِه،ِ فَشَيء لا حَقِيقَة لَهُ. وَأَكْثَر ذَلِكَ مِنْ خُرَافَات أَهْل الْكِتَاب وَاخْتِلاق زَنَادِقَتهمْ وَكَذِبهمْ. وَقَوْله: "وَجَدَهَا تَغْرُب فِي عَيْن حَمِئَة"، أَيْ رَأَى الشَّمْس فِي مَنْظَره تَغْرُب فِي الْبَحْر الْمُحِيط. وَهَذَا شَأْن كُلّ مَنْ اِنْتَهَى إِلَى سَاحِله يَرَاهَا كَأَنَّهَا تَغْرُب فِيه،ِ وَهِيَ لا تُفَارِق الْفَلَك الرَّابِع الَّذِي هِيَ مُثْبَتَة فِيهِ لا تُفَارِقهُ". وفى الجلالين: "..."حَتَّى إذَا بَلَغَ مَغْرِب الشَّمْس": مَوْضِع غُرُوبهَا "وَجَدَهَا تَغْرُب فِي عَيْن حَمِئَة": ذَات حَمْأَة، وَهِيَ الطِّين الأَسْوَد. وَغُرُوبهَا فِي الْعَيْن: فِي رَأْي الْعَيْن، وَإِلاّ فَهِيَ أَعْظَم مِنْ الدُّنْيَا". وأرجو ألا يغيب عن ناظر القارئ الحصيف كيف أن ابن كثير يلقى باللوم فى أمر التفسيرات الخرافية فى الآية على زنادقة أهل الكتاب وكذابيهم، مما يدل على أن القوم هم هكذا من قديم لم تتغير شِنْشِنَتهم، وأن فريقا من علمائنا كانوا واعين بالدور الشرير الذى كانوا يضطلعون به لتضليل المسلمين بإسرائيلياتهم، وكانوا يعملون على فضح سخفهم ومؤامراتهم.(1/914)
أما الرازى فإنى أود أن نقف معه قليلا لنرى كم يبلغ جهل عبد الفاضى وبلادته وتدليسه هو وأشباهه، إذ إن مفسرنا العظيم قد أشبع القول فى هذا الموضوع بما يكفى لقطع لسان كل زنديق كذاب. قال العلامة المسلم عليه رضوان الله: "{حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا: يا ذا القرنين، إما أن تعذِّب وإما أن تتخذ فيهم حُسْنا* قال: أما من ظَلَم فسوف نعذبه ثم يُرَدّ إلى ربه فيعذبه عذابا نُكْرا* وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاءً الحسنى وسنقول له من أمرنا يُسْرا* ثم أَتْبَعَ سببا}: اعلم أن المعنى أنه أراد بلوغ المغرب فأتبع سببا يوصله إليه حتى بلغه، أما قوله: {وجدها تغرب فى عينٍ حَمِئَة} ففيه مباحث: الأول: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم "في عين حامية" بالألف من غير همزة، أي حارة... وهي قراءة ابن مسعود وطلحة وابن عامر، والباقون: "حمئة"، وهي قراءة ابن عباس ... واعلم أنه لا تنافي بين "الحمئة" و"الحامية"، فجائز أن تكون العين جامعة للوصفين جميعا. البحث الثاني: أنه ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة بها، ولا شك أن الشمس في الفلك، وأيضا قال: {ووجد عندها قوما}، ومعلوم أن جلوس قوم في قرب الشمس غير موجود، وأيضا الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة، فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض؟ إذا ثبت هذا فنقول: تأويل قوله: {تغرب فى عين حمئة} من وجوه. الأول: أن ذا القرنين لما بلغ موضعها في المغرب ولم يبق بعده شيء من العمارات وجد الشمس كأنها تغرب في عينِ وهدةٍ مظلمةٍ، وإن لم تكن كذلك في الحقيقة، كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إذا لم ير الشط، وهي في الحقيقة تغيب وراء البحر. هذا هو التأويل الذي ذكره أبو علي الجبائي في تفسيره. الثاني: أن للجانب الغربي من الأرض مساكن يحيط البحر بها، فالناظر إلى الشمس يتخيل كأنها تغيب في تلك البحار، ولا شك أن البحار الغربية(1/915)
قوية السخونة فهي حامية، وهي أيضا حمئة لكثرة ما فيها من الحمأة السوداء والماء، فقوله: {تغرب فى عين حمئة} إشارة إلى أن الجانب الغربي من الأرض قد أحاط به البحر، وهو موضع شديد السخونة. الثالث: قال أهل الأخبار: إن الشمس تغيب في عين كثيرة الماء والحمأة، وهذا في غاية البعد، وذلك لأنا إذا رصدنا كسوفا قمريا فإذا اعتبرناه ورأينا أن المغربيين قالوا: "حصل هذا الكسوف في أول الليل"، ورأينا المشرقيين قالوا: "حصل في أول النهار"، فعلمنا أن أول الليل عند أهل المغرب هو أول النهار الثاني عند أهل المشرق، بل ذلك الوقت الذي هو أول الليل عندنا فهو وقت العصر في بلد، ووقت الظهر في بلد آخر، ووقت الضحوة في بلد ثالث، ووقت طلوع الشمس في بلد رابع، ونصف الليل في بلد خامس. وإذا كانت هذه الأحوال معلومة بعد الاستقراء والاعتبار، وعلمنا أن الشمس طالعة ظاهرة في كل هذه الأوقات كان الذي يقال: إنها تغيب في الطين والحمأة كلاما على خلاف اليقين. وكلام الله تعالى مبرَّأ عن هذه التهمة، فلم يبق إلا أن يُصَار إلى التأويل الذي ذكرناه. ثم قال تعالى: {ووجد عندها قوما}. الضمير في قوله: "عندها" إلى ماذا يعود؟ فيه قولان: الأول: أنه عائد إلى الشمس، ويكون التأنيث للشمس لأن الإنسان لما تخيل أن الشمس تغرب هناك كان سكان هذا الموضع كأنهم سكنوا بالقرب من الشمس. والقول الثاني: أن يكون الضمير عائدا إلى العين الحامية، وعلى هذا القول فالتأويل ما ذكرناه ".(1/916)
ومع هذا كله يريد الكاتبان المذكوران آنفا ( Sam Shamounو Jochen Katz) أن يعيدانا مرة أخرى إلى المربع رقم واحد، إذ يقولان إن مؤلف القرآن (يقصدان بالطبع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. نعم عليه الصلاة والسلام رغم أنفهما وأنف رشاد خليفة وتابِعه قُفّة) قد ذكر أن ذا القرنين وجد الشمس تغرب فى عين حمئة، ولم يقل إنها كانت تبدو له كذلك. وهذا رغم قولهما إننا لا نزال حتى الآن، ورغم كل التقدم العلمى والفلكى والجغرافى، نقول إن الشمس تشرق وتغرب، ولم يقولا إن على الواحد منا أن يوضح أن الأمر إنما يبدو فقط كذلك. فلماذا الكيل بمكيالين هنا؟ ترى أى خبث هذا الذى أتياه حين أرادا فى البداية أن يتظاهرا بالموضوعية والحياد والبراءة كى يخدّرا القارئ ويوهماه أنهما لا يريدان بالقرآن شرا ولا تدليسا، ثم سرعان ما يستديران بعد ذلك ويلحسان ما قالاه؟(1/917)
ثم يمضى العالمان النحريران فيقولان إن القرآن يؤكد أن ذا القرنين قد بلغ فعلا المكان الذى تغرب فيه الشمس، وهو ما لا وجود له على الأرض، مما لا معنى له البتة إلا أن مؤلف القرآن قد ارتكب خطأ علميا فاحشا بظنِّه أن القصة الخرافية التى وصلت إلى سمعه هى حقيقة تاريخية: "However, the Quran goes beyond what is possible in phenomenological language when it states that Zul-Qarnain reached the place where the sun sets, i.e. the Quran is speaking of a human being who traveled to the place of the setting of the sun. Such a statement is wrong in any kind of language, since such a place does not exist on this earth. This is a serious error that was introduced into the Quran because the author mistook a legend to be literal and historical truth". أى أن سيادتهما يريان أن كلمة "مغرب الشمس" لا تعنى إلا مكان غروب الشمس، وأن معنى الكلام لا يمكن أن يكون إلا ما رأياه بسلامتهما. فلننظر إذن فى هذا الكلام لنرى نحن أيضا مبلغه من العلم أو الجهل: فأما أن "غروب الشمس" لا تعنى هنا إلا المكان الذى تغرب فيه الشمس فهو كلامٌ غبىٌّ كصاحبيه، إذ إن صيغة "مَفْعل" (التى جاءت عليها كلمة "مغرب") قد تعنى المكان، أو قد تعنى الزمان، بل قد تعنى المصدرية فقط، وهو ما يجده القارئ فى كتب الصرف والنحو فى بابَىِ "اسم الزمان والمكان" و"المصدر الميمى". أى أن الآية قد يكون معناها أن ذا القرنين قد بلغ مكان غروب الشمس أو أن يكون قد بلغ زمان غروبها، إذ البلوغ كما يقع على المكان فإنه يقع على الزمان أيضا (فضلاً عن الأشياء والأشخاص). جاء فى مادة "بلغ" من "تاج العروس": "بَلَغَ المَكَانَ، بُلُوغاً، بالضَّمِّ: وَصَلَ إليْهِ وانْتَهَى، ومنْهُ قوْلُه تعالى: لَمْ تَكُونُوا بالغِيهِ إلا بشِقِّ الأنْفُسِ. أو بَلَغَه: شارَفَ عليْهِ، ومنه قولُه(1/918)
تعالى: فإذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ. أي قارَبْنَهُ. وقالَ أبو القاسِمِ في "المُفْرَداتِ": البُلُوغُ والإبْلاغُ: الانْتِهَاءُ إلى أقْصَى المَقْصِدِ والمُنْتَهَى، مَكَاناً كان، أو زَماناً، أو أمْرَاً منَ الأمُورِ المُقَدَّرَةِ. ورُبَّمَا يُعَبَّرُ بهِ عن المُشارَفَةِ عليهِ، وإن لم يُنْتَهَ إليْهِ، فمنَ الانْتِهَاءِ: "حتى إذا بَلَغَ أشُدَّهُ وبَلَغ أرْبَعِينَ سنَةً"، و"ما هُمْ ببالغِيه"ِ، "فلما بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ"، و"لَعلِّي أبْلُغُ الأسْبَاب"َ، و"أيْمانٌ عَلَيْنَا بالِغَةٌ"، أي مُنْتَهِيَةٌ في التَّوْكيدِ، وأمّا قَوْلُه: "فإذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ فأمْسِكُوهُنَّ بمَعْرُوفٍ"، فللمُشارَفَةِ، فإنّهَا إذا انْتَهَتْ إلى أقْصَى الأجَلِ لا يَصِحُّ للزَّوْجِ مُرَاجَعَتُهَا وإمْسَاكُها. وبَلَغَ الغُلامُ: أدْرَكَ، وبَلَغَ في الجَوْدَةِ مَبْلَغَاً، كما في "العُبَاب"ِ، وفي "المُحْكَمِ": أي احْتَلَمَ، كأنَّهُ بَلَغَ وَقْتَ الكِتابِ عليْهِ والتَّكْليفِ، وكذلكَ: بَلَغَتِ الجارِيَةُ...".(1/919)
فإذا كان بلوغ الزمان (أو حتى بلوغ الحدث، أى المصدر) هو المقصود فى الآية الكريمة فلا مشكلة، إذ سيقال حينئذ إن ذا القرنين حين أتى عليه وقت المغرب قد وجد كذا وكذا. لكن ماذا لو كان مكان غروب الشمس هو المراد؟ والجواب هو أن الكاتبين الألمعيين أنفسهما قد ذكرا ما معناه أنه لا غضاضة فى أن يقول المتكلم حتى فى عصرنا هذا إن الشمس قد غربت فى البحر أو فى السهل أو فيما وراء الجبل...إلخ. أليس كذلك؟ فهذا إذن هو مغرب الشمس طبقا لما تجيزه اللغة الظاهراتية (phenomenological language) حسب تعبيرهما، وعليه فإنه يجوز أيضا أن يقال إن فلانا أو علانا أو ترتانا قد بلغ مغرب الشمس، أى وصل إلى البحر أو الجبل أو السهل الذى رآها تغرب عنده. وعلى هذا أيضا فلا مشكلة! وأنا أحيلهما إلى ما سقتُه فى هذا المقال من تعبيرات مشابهة فى الكتاب المقدس، ومنها ما هو أبعد من الآية القرآنية فى انتجاع هذه الاستعمالات المجازية! فما قول سيادتهما إذن؟ ألا يرى القارئ معى أن الأسداد قد ضُرِبت عليهما تماما فلا يستطيعان أن يتقدما خطوة ولا أن يتأخرا؟ وبالمناسبة فقد تكرر الفعل "بلغ" فى صيغتى الماضى والمضارع هنا سبع مرات، وهو ما لم يتحقق لأية سورة أخرى غيرها. كما تعددت صيغة "مفعل" فيها: "مسجد، موعد (مرتين)، موبق، مصرف، موئل".(1/920)
والعجيب أنهما يُورِدان بعد ذلك عددا من النصوص القرآنية المجيدة التى تتحدث عن لزوم الشمس والقمر مسارا سماويا دائما لا يخرجان عنه، وهو ما يعضد ما قلناه من أن الأمر فى قصة ذى القرنين إنما هو استعمالٌ مجازىٌّ أو وَصْفٌ لما كان يظنه ذلك الرجل فى نفسه بخصوص غروب الشمس لا لما وقع فعلا خارج ذاته لأن القرآن يؤكد وجود مسارات سماوية دائمة لهذين الجِرْمَيْن، بَيْدَ أنهما كعادتهما يحاولان عبثا لىّ الآيات الكريمة عن معناها كى تدل على ما يريدان هما على سبيل القسر والتعنت! وعلى هذا فقول المؤلفين إنه إذا كان المفسرون المسلمون يشرحون الآية القرآنية بما يصرفها عن معناها الحرفى فذلك لأنهم يعرفون أن الشمس أكبر من الأرض، ومن ثم يستحيل أن تسعها أى عين فيها، ولأنهم أيضا يؤمنون بعصمة القرآن مما يدفعهم من البداية إلى تأويل الآية بحيث لا تدل على أن ثمة خطأ علميا قد ارتُكِب هنا، أكرر أن قول المؤلفين هذا هو قول متهافت بناء على ما أورداه هما أنفسهما من آيات قرآنية تنص على أن لكل من الشمس والقمر مسارا فلكيا دائما لا يفارقه، ومن ثم فمن المضحك أن نتمسك بحرفية المعنى فى الآية المذكورة بعد كل الذى قلناه وقالاه هما أيضا. والعجيب أيضا أن المؤلفين يَعْمَيَان، أو بالحرى: يتعاميان عن أنه كان أولى بهما، بدلا من تضييع وقتهما فى محاولتهما الفاشلة لتخطئة القرآن الكريم، أن يحاولا إنقاذ الإنجيل مما أوقعه فيه النص التالى مثلا من ورطة مخزية ليس لها من مخرج. قال متى: "ولما وُلِد يسوع في بيت لحم في أيام هيردوس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين. أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمة في المشرق وأتينا لنسجد له… وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي، فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جدا" (متى/ 2/ 1- 10)، فها نحن أولاء إزاء نجمٍ حجْمه ضِعْف حجم الأرض مراتٍ ومراتٍ(1/921)
ومراتٍ...يتحرك من مكانه فى الفضاء ويهبط مقتربا منها إلى حيث البيت الذى كان فيه الطفل الرضيع مع أمه وخطيبها السابق يوسف النجار، وهذا هو المستحيل بعينه، ولا يمكن توجيهه على أى نحوٍ يخرج كاتبه من الورطة الغبية التى أوقعه سوء حظه العاثر فيها. إن النص لا يقول بأى حال إن النجم قد صدر منه مثلا شعاع اتجه إلى المكان المذكور، بل قال إن النجم نفسه هو الذى اقترب من البيت، كما أنه لم يقل إن جماعة المجوس وجدوا النجم يقترب أو بدا لهم أنه يقترب، بما قد يمكن أن نقول معه إنهم كانوا يُهَلْوِسُون، ومن ثم ننقذ كاتب الإنجيل من ورطته ولو على حساب جماعة المجوس المساكين، وأمْرنا إلى الله، بل كان الكلام واضحا قاطعا فى أن النجم هو الذى تحرك هابطًا حتى بات فوق المكان تماما!(1/922)
وإلى القارئ شيئا من النصوص القرآنية التى تبين أن هناك مسارا سماويا دائما للشمس والقمر: "فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا" (أى بنظام وحساب دقيق: الأنعام/ 96)، "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ (يونس/ 5)، "وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَار" (إبراهيم/ 33)، "وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى" (لقمان/ 29)، "لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار" (يس/ 40)، "وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا" (أى فى السماوات السبع)، "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" (أى خُلِعَتْ من مسارها يوم القيامة، بما يعنى أنها لا تفارق هذا المسار قبل ذلك الحين: التكوير/1). وقد صادفتُ بحثا فى المشباك بعنوان " Orbits of Earth, Moon, & Sun: 18 RELEVANT VERSES REGARDING THE SUN’S & MOON’S: ORBIT, ROTATION AND LIFE " لكاتب وقَّع باسم "Frank" يستشهد بهذه الآيات وأمثالها على ما قلناه هنا، ويردّ من خلالها على من يتهمون القرآن بأن ثمة أخطاء علمية فى حديثه عن الشمس والقمر والأجرام السماوية. ثم إنه يؤكد أيضا أننا ما زلنا نقول حتى الآن إن "الشمس غربت فى البحر" كما جاء فى الآية التى يدور حولها هذا المقال: "we still use expressions such as the sun set into the sea, as is used in verse 18:86". وفى النهاية أحب أن أقول للقارئ إن هناك وجها آخر فى تفسير الآية الكريمة يجنِّبها كل هذا اللغط رأيت ابن حزم فى كتابه العبقرى العظيم: "الفِصَل فى الملل والنِّحَل" يقول به ويرفض كل ما سواه، وهو أن الذى كان فى "عينٍ حمئةٍ" ليس هو الشمس، بل ذو القرنين نفسه. والمعنى حينئذ هو أن الرجل قد(1/923)
أدركه المغرب (أو أدرك هو المغرب) وهو فى العين الحمئة. وتركيب الجملة يسمح بهذا بشىء غير قليل من الوجاهة، وإن لم يكن هو المعنى الذى يتبادر للذهن للوهلة الأولى. وشِبْه جملة "فى عين حمئة" فى هذه الحالة سيكون ظرفًا متعلقًا بفاعل "وجدها" وليس بالمفعول، أى أنه يصور حال ذى القرنين لا الشمس، وإن كان من المفسرين من يرفض هذا التوجيه كأبى حيان فى "البحر المحيط"، إذ يرى فيه لونا من التعسف. وسأضرب لهذا التركيب مثلا أَبْسَط يوضح ما أقول، فمثلا لو قلنا: "ضرب سعيدٌ رشادًا واقفا" لجاز أن يكون المعنى هو أن سعيدا ضرب رشادا، وسعيد واقف، أو أن يكون المعنى هو أن سعيدا ضرب رشادا، ورشاد واقف. والسياق هو الذى يوضح ما يراد.
وأخيرًا أختم المقال بإيراد نص الرسالة التى بعث بها الأخ النصرانى المهجرى إلى العبد لله، والتى يصلنا منها الكثير منه ومن أمثاله لكننا نُغْضِى عنها عادة ولا نحب أن نشير إليها حتى لا يتحول الأمر إلى مسألة شخصية. وهذا هو النص المذكور:
Mr. Ibrahim Awad
Articles Writer
Online El Shaab Newspaper August 24,2005
Cairo, Egypt.
In your article titled, 'Sayed Qumni retires', in the 8/20/05 issue of the Online El Shaab Newspaper. Even though the article subject was a critical review of Mr. Qumni's response to a threat on his life, you could not help but inject your venomous hate to Christianity, Christians and the West at large. What concerns me here is that you made two, equally absurd, Claims.
First claim : Christianity needs Islam ,because it is the only religion that witness to the legitimacy of the lord Jesus Christ.(1/924)
Second claim : Denying miracle occurrence, matters not to Islam, Muhammad or the Quran because of its absence in their make up. Unlike Christianity with it's theology that relies heavily on belief in miracles.
To address the first claim: Make no mistake, Christianity never admitted that Islam is a God inspired religion, nor Christians ever appealed to
Muslim's god 'Allah', his prophet Muhammad or the Quran to vouch for it's legitimacy.. It would be absolutely inappropriate for God, Jesus Christ, to ask a human to testify for Him. In the Gospel of John chapter 5, the lord Jesus Christ explained what would be acceptable as witness for Him. I chose 3 verses to quote. John 5:31 "If I bear witness to myself, my witness is not true." He goes on to say in 5:34 "But I receive not testimony from man, but these things I say that you may be saved." then He drives in the point in 5:36 " But I have greater witness than that of John (the Baptist). For the works which the Father has given me to finish. The same works that I do bears witness of Me that the Father has sent me."
You Are a writer and your works are articles and books. we know you as good or bad writer through your works, likewise a taxi driver, his works is to drive safely his customers, a teacher's work is to teach and so on..., God's work is to create. and all his works to us humans are supernatural.
No one else but Him can do it, we call it miracles.(1/925)
The works that Jesus Christ did, Mr. Awad, bears witness to Him, and all His works can only be explained as the works of God. No sane person can deny that God's work s are miracles.
Responding to your second claim : By contrast you claim that denying miracles, matters not to Islam.
A close examination of this statement reveals fast that it is unfounded. on account that Hadith and Sunnah recite that Muhammad experienced a miracle at the start of his mission. Whereupon, while in a cave in the mountain an angel Gabriel appeared to him Then holding Muhammad three times and ordering him to read in the name of Allah, Sura 96:1-5. He Muhammad-an illiterate man-learned to read. Would not you say that was a miracle of substantial importance to the advent of Islam.
However the internal evidence within the Quran reveals that it was a lie....!, Because if Allah the creator had performed the miracle of causing Muhammad learned to read. It would have stayed with him for the rest of his life....! Alas a short while later when Muhammad had doubts about what Allah says to him. Allah in Sura Yunis 10:94 says If you Muhammad had doubts about what I said to you then ASk those who read the
Book before thee.. This clearly shows that if Allah had taught him how to read, then He would have told him in this Sura to read what is written in the Book. The truth always has a funny way of being shouted out loud from the roof top of buildings and it prevails.
Without miracles, how else can you explain the events of the Israa and Mi'raj ?(1/926)
No discussion of the Quran miracles is complete without talking about what I call the 'MOTHER' of all miracles. Most miracles we know of are recitation of a single supernatural event that ceased to occur anymore and there are no ways to verify it. Not so,with the Mother of all miracles because it is an event that recurs once daily since the creation of earth and will keep going on strong until the hereafter. It is out there for every one to see and verify, should He/she will. If you are now anxious enough to know about it, read Sura El-Kahf 18:83-85. In response To the people curiosity about where does the sun go at night...? The all knowing Allah creator of the Earth and heavens provided the answer in the above said sura (18)
in which Allah instructed his macho man "'Zul Qurnain" to follow the sun, so he followed it until he saw it submerse in a hot murky spring.
The American philosopher Mark Twain said:" It is better to keep your mouth shut and appear stupid, than to open it and remove all doubts."
Little did Allah and his prophet Muhammad know neither about mark Twain, nor that the sun that appears to the human as big as a Basketball or a big round water melon, if you will, in the sky is actually the largest body in the solar system.
Consider these scientific facts before you embark on doing unwise thing.:
The sun's diameter is : 1,390,000 kilometers
The Earth's diameter is : 12,106 kilometers
That means that the sun is 115 times bigger than the earth.(1/927)
downscale it to visualize it. The sun would be the size of a Basketball or a large round water melon, then the earth would be the size of one grapes and the hot murky spring, may be a dot, if can see it all, on the outer skin of this one grapes.
need I say anything more to show how hopelessly impossible the situation is and how pathetically ignorant Allah and Muhammad turned to be.
Tank you Mr. Awad, for giving me the challenge to respond to your unfounded allegations about Christianity and I pray that Lord Jesus Christ would break the shackles and locks that holds a steal veil of darkness upon Muslim people mind, so they would come out from 1400 years of ignorance to the light of knowing the one and only true God; the Father; His Word (Jesus Christ);and the Holy Ghost.
---
عبدالله حسن
09-14-2005, 01:24 AM
جزاك الله كل خير على هذا المقال واسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك
هل من رابط لمقالتك في سيد القمني ؟
---
الجندى
09-14-2005, 10:16 AM
جزاك الله خيرا على هذا المقال القيم
---
الجندى
09-14-2005, 10:46 AM
جزاك الله كل خير على هذا المقال واسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك
هل من رابط لمقالتك في سيد القمني ؟
تفضل أخى رابط المقال وهو على جزئين:
http://www.shbabmisr.com/XPage.asp?browser=view&newsID=1101
http://www.shbabmisr.com/XPage.asp?browser=view&newsID=1148
---
سليمان داود
09-14-2005, 05:34 PM
أولاً- مسألة نيابة حروف الجر مناب بعضها في لغة العرب والقرآن مسألة فيها نظر. وإن كان الكوفيون قد قالوا بذلك فإن البصريين قد منعوه، وتأولوه على تضمين معنى الفعل معنى فعل آخر.(1/928)
وابن هشام الذي ذكر للحرف( في ) عشرة معان في كتابه مغني اللبيب، فإنه في الكتاب نفسه وفي(الباب السادس: في التحذير من أمور اشتهرت بين المعربين، والصواب خلافها، وهي كثيرة، والذي يحضرني الآن منها عشرون موضعًا )
ومن هذه المواضع التي ذكرها الموضع:
الثالث عشر: قولهم:( ينوب بعض حروف الجر عن بعض ). وهذا أيضًا مما يتداولونه، ويستدلون به.. وتصحيحه بإدخال( قد ) على قولهم( ينوب )، وحينئذ فيتعذر استدلالهم به؛ إذ كل موضع ادعوا فيه ذلك، يقال لهم فيه: لا نسلم أن هذا مما وقعت فيه النيابة. ولو صح قولهم، لجاز أن يقال: مررت في زيد، ودخلت من عمرو، وكتبت إلى القلم، على أن البصريين، ومن تابعهم يرون في الأماكن، التي ادعيت فيها النيابة أن الحرف باق على معناه، وأن العامل ضمن معنى عامل يتعدى بذلك الحرف؛ لأن التجوُّز في الفعل أسهل منه في الحرف ). ( مغني اللبيب:1/861 )
وسيبويه في كتابه لم يذكر لـ( في ) غير معنى واحد وهو الظرفية والوعاء. وعلى هذا القول كثير من النحاة من أهل التحقيق.
يقول ابن جني في كتابه(اللمع في العربية:1/72 ):
( ومعنى في الوعاء والظرفية تقول: زيد في الدار، والمال في الكيس ).
ويقول في كتاب( اللباب في علل البناء والإعراب:1/358):
( وأما في فحقيقتها الظرفية كقولك: المال في الكيس. وقد يتجوز بها في غيرها كقولك: فلان ينظر في العلم؛ لأن العلم ليس بظرف على الحقيقه. ولكن لما قيد نظره به وقصره عليه، صار العلم كالوعاء الجامع لما فيه.. وقد تكون بمعنى السبب كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: في النفس المؤمنة مائة من الإبل. أي: تجب بقتلها الإبل. ووجه المجاز أن السبب يتضمن الحكم والحكم يلازمه فصار للحكم كالظرف الحافظ لما فيه ).
ويقول الزمخشري في كتابه(المفصل في صنعة الإعراب:1/381):(1/929)
( وفي معناها: الظرفية كقولك: زيد في أرضه، والركض في الميدان. ومنه: نظر في الكتاب، وسعى في الحاجة. وقولهم في قول الله عز وجل:{ ولأصلبنكم في جذوع النخل }: إنها بمعنى(على) عمل على الظاهر، والحقيقة إنها على أصلها لتمكن المصلوب في الجذع تمكن الكائن في الظرف فيه )
ويقول ابن الأنباري في كتاب(أسرار العربية:1/236):
( وأما في فمعناها الظرفية كقولك: زيد في الدار. وقد يتسع فيها فيقال: زيد ينظر في العلم ).
ثانيًا- قال أبو حيان في تفسيره(البحر المحيط:7/216):
( ومعنى{ تغرب في عين حمئة }: أي: فيما ترى العين، لا أن ذلك حقيقة كما نشاهدها في الأرض الملساء.. كأنها تدخل في الأرض.. وزعم بعض البغداديين أن في بمعنى عند. أي: تغرب عند عين ).
لاحظ قوله: كأنها تدخل في الأرض.. وقوله: زعم بعض البغداديين.. وزعم- عندهم- مطية الكذب. وهذا يعني: أن( في ) في الآية معناها الظرفية وكذلك هي فيما نقله الدكتور إبراهيم عوض من قول البيضاوي.
ولو كانت( في ) في الآية بمعنى( عند ) لما حسن أن يأتي بعدها( عند ):{ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا } فقولهم: وجدها تغرب عند عين حمئة ووجد عندها قومًا غير مستساغ..
ثالثًا- كل ما ذكره الدكتور عوض من آيات فإن( في ) فيها بمعنى الظرفية والوعاء وهو معنى لا يفارقها أينما وجدت.
ولهذا أرجو من الدكتور عوض- مع احترامي له وتقديري لأهمية ما يكتب- أن يراجع معلوماته في النحو، وأن يراجع معنى( في ) فيما استشهد به من آيات في كتب التفسير، فسيجد أن معنى( في ) هو الظرفية الحقيقية، أو المجازية، وسيعلم حينئذ أن كل ما ذكره في ذلك من معان غير صحيح. وحينئذ يكون رده على أولئك المتطفلين أنجع.. والله الهادي إلى الصواب.
---
أبو حسن الشامي
09-26-2005, 02:38 PM
الدكتور الفاضل إبراهيم عوض
أرسلت لكم رسالة على الخاص فهل وصلتكم ؟
---(1/930)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شرح القرطبي ، أبي العباس لحديث كريب عن ابن عباس في رؤيه الهلال عند تباعد البلاد
---
شرح القرطبي ، أبي العباس لحديث كريب عن ابن عباس في رؤيه الهلال عند تباعد البلاد
---
د.أبو بكر خليل
10-08-2006, 08:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة و هداية للعالمين و على آله و صحبه أجمعين أما بعد
فقد اختلف الناس – خاصتهم قبل عامتهم – في مشروعية ما سمي ب " توحيد رؤية الأهلة " - بجعل رؤية أهل بلد الهلال ( و بخاصة هلال شهر رمضان ) رؤية معتبرة شرعا لأهل غيره مما تباعد عنه من البلاد ؛ لتوحيد يوم بدء الصوم في كل الأقطار الإسلامية التي تشترك معه في جزء من الليل - و هو ما لا اعتبار له من جهة الشرع ، لمخالفته النص الصحيح و الإجماع الصريح ، على ما قاله الإمام أبي العباس القرطبي فيما سننقله عنه من كتابه " المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " ، و ذلك في شرحه حديث كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما ، و الذي أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " في :
( باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم ، و أنهم إذا رؤا الهلال ببلد لا يثبت حكمه لما بعد عنهم ) :(1/931)
( حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وبن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن محمد وهو بن أبي حرملة عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم الهلال فقلت رأيناه ليلة الجمعة فقال أنت رأيته فقلت نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية فقال لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه فقال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشك يحيى بن يحيى في نكتفي أو تكتفي) .
* * *
* قال الإمام أبو العباس القرطبي في " المفهم " في شرحه الحديث المذكور :
(( و قول ابن عباس : ( فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه ، ثم قال في آخره : ( هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ): تصريح برفع ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم ، و بأمره به .فهو حجة على أن البلاد إذا تباعدت كتباعد الشام من الحجاز أو ما قارب ذلك ، فالواجب على أهل كل بلد أن تعمل على رؤيته دون رؤية غيره ،
و إن ثبت ذلك عند الإمام الأعظم ؛ ما لم يحمل الناس على ذلك فلا تجوز مخالفته ؛ إذ المسألة اجتهادية مختلف فيها ، و لا يبقى مع حكم الأمام اجتهاد ، و لا تحل مخالفته .
ألا ترى أن معاوية أمير المؤمنين قد صام بالرؤية و صام الناس بها بالشام ، ثم لم يلتفت ابن عباس [ رضي الله عنهما ] إلى ذلك ، بل بقى على حكم رؤيته هو .(1/932)
و وجه هذا يعرف من علم الهيئة [ يعني : الفلك ] و التعديل ، و ذلك أنه يتبين فيها : أن ارتفاعات الأقاليم مختلفة ؛ فتختلف مطالع الأهلة و مغاربها ، فيطلع الهلال ، و يغرب على قوم قبل طلوعه و غروبه على آخرين . و على هذا : فلا يظهر تأثير هذا إلا فيما بعد جدا ، لا فيما قرب . و الله تعالى أعلم .
و إلى ذلك صار ابن عباس ، و سالم ، و القاسم ، و عكرمة . و به قال إسحاق . و إليه أشار الترمذي ؛ حيث بوّب ( لأهل كل بلد رؤيتهم ) .
و حكى أبو عمر بن عبد البر : الإجماع على أنه لا تراعى الرؤية فيما بعد من البلدان كالأندلس من خراسان ،
قال : و لكل بلد رؤيتهم ، إلا ما كان كالمصر الكبير ، و ما تقاربت أقطاره من بلاد المسلمين )) .
قلت [ القرطبي ] : و هذا الإجماع الذي حكاه أبو عمر يدل : على أن الخلاف الواقع في هذه المسألة إنما هو فيما تقارب من البلاد ؛ و لم يكن في حكم القطر الواحد . و نحن نذكره إن شاء الله :
قال ابن المنذر : اختلف في الهلال يراه أهل بلد و لا يراه غيرهم :
فقال قوم : لأهل كل بلد رؤيتهم ، و ذكر من تقدم ذكر أكثرهم .
و قال آخرون : إذا ثبت أن أهل بلد رأوه فعليهم قضاء ما أفطروا . و هو قول الليث ، و الشافعي ، و أحمد . و لا أعلم إلا قول المزني ، و الكوفي .
- و قال شيوخنا : إذا كانت رؤية الهلال ظاهرة قاطعة بموضع ، ثم نقل إلى غيرهم بشهادة شاهدين لزمهم الصوم . و قال عبد الملك : أما ثبوته بالشهادة فلا يلزم فيها الصوم إلا لأهل البلد الذي ثبتت فيه الشهادة ، إلا أن يثبت عند الإمام الأعظم فيلزم الناس كلهم الصيام .
و علل هذا : بأن البلاد كلها كبلد واحد ؛ إذ حكمه نافذ في الجميع .
قلت [ القرطبي ] : هكذا وقع نقل المشايخ لهذه المسألة ، لم يفرقوا بين البعيد و القريب من الأقاليم . و الصواب : الفرق ؛ بدليل الإجماع الذي حكاه أبو عمر ، فيحمل إطلاق المشايخ على البلاد المتقاربة . و الله أعلم . )) . انتهى
و نقله(1/933)
د . أبو بكر عبد الستار خليل
غفر الله له و لآله
•----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
* من كتاب " المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " ، للإمام أبي العباس القرطبي [ 578 – 656 هج ] ، ( كتاب الصوم ) ، ( باب لأهل كل بلد رؤيتهم عند التباعد ) ، جزء 3 ، صفحة 142 ، 143 ، 144 ، الطبعة الثانية ، 1420 ه – 1999 م ، دار ابن كثير ، دمشق – بيروت .
* * *
- و سأذكر هنا ما قاله تلميذه الإمام أبو عبد الله القرطبي (ت 671 هـ) في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " ؛ توكيدا لما قاله سلفه آنفا ؛ لشهرته عنه عند المعاصرين من عموم الناس ، و سنلحظ تشابه بل تطابق الكلامين ، و لا عجب في ذلك ؛ إذ القرطبي الثاني تلميذ للقرطبي الأول الذي هو شيخه .
• * من تفسير الجامع لاحكام القران/ القرطبي
________________________________________
قوله تعالى :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي? أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } . [ اليقرة : 185 ] .
....
...(1/934)
(( المسألة السادسة: واختلفوا إذا أخبر مخبر عن رؤية بلد؛ فلا يخلو أن يَقْرُب أو يبعد، فإن قرب فالحكم واحد، وإن بَعُدَ فلأهل كل بلد رؤيتهم؛ روي هذا عن عِكرمة والقاسم وسالم، وروي عن ابن عباس، وبه قال إسحاق، وإليه أشار البخاريّ حيث بوّب: «لأهل كل بلد رؤيتهم». وقال آخرون. إذا ثبت عند الناس أن أهل بلد قد رأَوْه فعليهم قضاء ما أفطروا؛ هكذا قال الليث بن سعد والشافعيّ. قال ابن المنذر: ولا أعلمه إلا قول المُزَنيّ والكوفي.
قلت: ذكر الكِيَا الطبري في كتاب «أحكام القرآن» له: وأجمع أصحاب أبي حنيفة على أنه إذا صام أهل بلد ثلاثين يوماً للرؤية، وأهل بلد تسعةً وعشرين يوماً أن على الذين صاموا تسعة وعشرين يوماً قضاء يوم. وأصحاب الشافعي لا يرون ذلك؛ إذ كانت المطالع في البلدان يجوز أن تختلف. وحجة أصحاب أبي حنيفة قوله تعالى: { وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ } وثبت برؤية أهل بلد أن العدّة ثلاثون فوجب على هؤلاء إكمالها. ومخالفهم يحتج بقوله صلى الله عليه وسلم: " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته " الحديث، وذلك يوجب اعتبار عادة كل قوم في بلدهم. وحكى أبو عمر الإجماع على أنه لا تراعى الرؤية فيما بَعُد من البلدان كالأندلس من خراسان، قال: ولكل بلد رؤيتهم، إلا ما كان كالمصر الكبير وما تقاربت أقطاره من بلدان المسلمين. روى مسلم عن كُرَيب أن أمّ الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال: فقدِمت الشام فقضيت حاجتها واستُهِل عليّ رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدِمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنهما، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة. فقال: أنت رأيتَه؟ فقلت نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية. فقال: لكنّا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نُكمل ثلاثين أو نراه. فقلت:(1/935)
أو لا نكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال علماؤنا: قول ابن عباس «هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم» كلمة تصريح برفع ذلك إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وبأمره. فهو حجة على أن البلاد إذا تباعدت كتباعد الشام من الحجاز فالواجب على أهل كل بلد أن تعمل على رؤيته بدون رؤية غيره، وإن ثبت ذلك عند الإمام الأعظم، ما لم يحمل الناسَ على ذلك، فإن حَمل فلا تجوز مخالفته.
وقال الكِيا الطبري: قوله «هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم» يحتمل أن يكون تأوّل فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته " وقال ابن العربي: «واختلف في تأويل (قول) ابن عباس (هذا)؛ فقيل: ردّه لأنه خبر واحد، وقيل: ردّه لأن الأقطار مختلفة في المطالع؛ وهو الصحيح، لأن كُرَيْباً لم يشهد وإنما أخبر عن حكم ثبت بالشهادة، ولا خلاف في الحكم الثابت أنه يجزى فيه خبر الواحد. ونظيره ما لو ثبت أنه أهلّ ليلة الجمعة بأَغْمات وأهّل بأشبِيلية ليلة السبت فيكون لأهل كل بلد رؤيتهم؛ لأن سُهَيلا يُكشف من أَغْمات ولا يُكشف من أشبيلية؛ وهذا يدل على اختلاف المطالع».
قلت: وأما مذهب مالك رحمه الله في هذه المسألة فروى ابن وهب وابن القاسم عنه في المجموعة أن أهل البصرة إذا رأوا هلال رمضان ثم بلغ ذلك إلى أهل الكوفة والمدينة واليمن أنه يلزمهم الصيام أو القضاء إن فات الأداء. وروى القاضي أبو إسحاق عن ابن الماجشون أنه إن كان ثبت بالبصرة بأمر شائع ذائع يستغنى عن الشهادة والتعديل له فإنه يلزم غيرهم من أهل البلاد القضاء، وإن كان إنما ثبت عند حاكمهم بشهادة شاهدين لم يلزم ذلك من البلاد إلا من كان يلزمه حكم ذلك الحاكم ممن هو في ولايته، أو يكون ثبت ذلك عند أمير المؤمنين فيلزم القضاء جماعة المسلمين. قال: وهذا قول مالك. )) .
انتهى
===============================
ملحوظة :(1/936)
وقعت زيادة في كتابة العنوان ؛ بنسخ كلمة ( بسم الله ) مع العنوان ، و قد حاولت الاستدراك فلم أتمكن منه ؛ فأود مراعاته و حذفها من جانب الأخ المشرف .
---
د.أبو بكر خليل
10-11-2006, 04:02 PM
و لكي ينضبط الكلام فيما نقل من إجماع عن الإمام ابن عبد البر - حافظ المغرب الكبير ، ت 463 ه - ينبغي علينا نقل أصل كلامه ذاك من كتابه " الاستذكار " ، قال رحمه الله :
[ واختلف العلماء في حكم هلال رمضان أو شوال يراه أهل بلد دون غيرهم :
فكان مالك - فيما رواه عنه بن القاسم والمصريون - : إذا ثبت عند الناس أن أهل بلد رأوه فعليهم القضاء لذلك اليوم الذي أفطروه وصيامه غيرهم برؤية صحيحة .
وهو قول الليث والشافعي والكوفيين وأحمد
وروى المدنيون عن مالك - وهو قول المغيرة وبن دينار وبن الماجشون - : أن الرؤية لا تلزم غير أهل البلد الذي وقعت فيه إلا أن يكون الإمام يحمل الناس على ذلك .
أما الاختلاف الأعمال والسلاطين فلا إلا في البلد الذي رأى فيه الهلال ، وفي عمله هذا بمعنى قولهم
وروي عن بن عباس أنه قال لكل قوم رؤيتهم .
وبه قال عكرمة والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وإليه ذهب بن المبارك وإسحاق بن راهويه وطائفة .(1/937)
قال أبو عمر : حجة من قال بهذا القول ما أخبرنا به أبو محمد عبد الله بن محمد قال حدثنا أبو بكر محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثني محمد بن أبي حرملة قال أخبرني كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها فاستهل رمضان وأنا بالشام فرأينا الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني بن عباس ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم الهلال قلت رأيته ليلة الجمعة قال أنت رأيته قلت نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية قال لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصومه حتى نكمل الثلاثين أو نراه فقلت أفلا تكتفي برؤية معاوية وصيامه قال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أسد قال حدثنا حمزة بن محمد بن علي قال حدثنا أحمد بن شعيب النسوي قال أخبرنا علي بن حجر قال أخبرنا إسماعيل بن جعفر قال حدثنا محمد بن أبي حرملة قال أخبرني كريب أن أم الفضل بعثته إلى معاوية بالشام قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها فاستهل علي هلال رمضان وذكر رمضان الحديث سواء كما تقدم لأبي بكر
قال أبو عمر : قد أجمعوا أنه لا تراعى الرؤية فيما أخر من البلدان كالأندلس من خراسان وكذلك كل بلد له رؤيته إلا ما كان كالمصر الكبير وما تقاربت أقطاره من بلاد المسلمين والله أعلم ] .
انتهى
* * *
و في كتابه " مجموع الفتاوى " لم ينكر ابن تيمية هذا الإجماع الذي ذكره ابن عبد البر :
( وقال رحمه الله :(1/938)
( فصل مسألة رؤية بعض البلاد رؤية لجميعها ) : فيها اضطراب ، فانه قد حكى ابن عبد البر الاجماع على ان الاختلاف فيما يمكن اتفاق المطالع فيه فاما ما كان مثل الاندلس وخراسان فلا خلاف انه لا يعتبر . قلت أحمد اعتمد فى الباب على حديث الاعرابى الذي شهد انه اهل الهلال البارحة فامر النبى الناس على هذه الرؤية مع انها كانت فى غير البلد وما يمكن ان تكون فوق مسافة القصر ولم يستفصله ، وهذا الاستدلال لا ينافى ما ذكره ابن عبد البر ، لكن ما حد ذلك . وأما الهلال فطلوعه ورؤيته بالمغرب سابق لانه يطلع من المغرب وليس فى السماء ما يطلع من المغرب غيره ...] .
انتهى
---
(1/939)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول المصحف المزعوم المنسوب لفاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها.
---
سؤال حول المصحف المزعوم المنسوب لفاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها.
---
أم معاذ
03-21-2006, 01:58 PM
أود أن أسأل عن بعض كتب الرافضة التي تتحدث عن مصحف فاطمة رضي الله عنها
وقد بحثت عن هذه الكتب فلم أجدها أرجو ممن يعلم عن أماكن وجودها أن يرشدني إليها ومن هذه الكتب:
1ـ أصول الكافي للكليني.
2ـ بصائر الدرجات.
3ـ بحار الأنوار للمجلسي.
4ـ شواهد التنزيل لـ عبد الله الحسكاني.
5ـ فرائد السمطين للحموئي
وهل كتاب أصول الكافي مترجم إلى العربية.
---
أم معاذ
03-23-2006, 04:06 PM
لا يوجد أحد عنده علم بهذه الكتب ؟
أفيدوني فأنا في أمس الحاجة لها
---
الجنيدالله
03-23-2006, 10:59 PM
السلام عليكم
هناك مواقع للرافضة تفيدك
لكن هل حقا تحتاجين لكل هذه الكتب؟
سبحان الله
---
عبدالرحمن الشهري
03-24-2006, 04:42 AM
رأيت بعض الباحثين يخلط بين المصحف الذي يزعم الرافضة أنه كتبه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأملاه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبين ما يسمونه مصحف فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، الذي يزعمون أنه أملاه جبريل عليه السلام على فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكتبه علي بن أبي طالب عنها بإملاء فاطمة له .
وقد أورد الكليني في كتابه الكافي ثمانية آثار عن الأئمة المعصومين – عندهم – تشير صراحةً إلى مصحف فاطمة ، وكيف كان جبريل عليه السلام يأتيها ، ويوحي إليها به وعلي يكتب ، وأن فيه علم ما يكون إلى يوم القيامة .
ومن هذه الآثار ما يرويه الكليني عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال :(وإن عندنا لمصحف فاطمة (ع) ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة (ع) ؟ قال : قلت وما مصحف فاطمة ؟(1/940)
قال : مصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد . قال : قلت هذا والله هو العلمُ). [الكافي للكليني 1/238] . وهذا ليس بمستحيل عند بعض علماء الشيعة الإمامية ؛ لأن العقل عندهم لا يمنع من نزول الوحي على الأئمة .
وقد ذكر الخميني مصحف فاطمة هذا في كلمة ألقاها بمناسبة عيد المرأة في إيران يوم الأحد 2/3/1986م ، وأذاعتها الإذاعة الإيرانية بصوته ، ومما قال فيها ما نصه :(إن فاطمة الزهراء كانت بعد وفاة والدها خمسة وسبعين يوماً ، قضتها حزينة كئيبة ، وكان جبريل الأمين يأتي إليها لتعزيتها ، وإبلاغها بالأمور التي ستقع في المستقبل ، ويتضح من الرواية – أي التي ذكرها الكليني بهذا المعنى في الكافي – بأن جبريل خلال الخمسة والسبعين يوماً كان يتردد كثيراً عليها ، ولا أعتقد بأن رواية كهذه الرواية وردت بحق أحد باستثناء الأنبياء العظام ، وكان الإمام علي يكتب هذه الأمور التي تنقل إليها من قبل جبريل ، ومن المحتمل أن تكون قضايا إيران من الأمور التي نقلت إليها ، ولا نعرف من الممكن أن يكون ذلك أي أن الإمام علي كان كاتب وحي ، مثلما كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إلى أن قال : إن هذه الفضيلة لم يحظ بها أحد من بعد الأنبياء غير فاطمة الزهراء).(1/941)
وقد كنت اشتريت كتاباً يبحث في مصحف فاطمة والروايات التي وردت فيه ، وهو لمؤلف شيعي متعصب ، ولكنني فقدت هذا الكتاب منذ زمن ، ونسيت أين ذهبت به الأيام ، وكنت اشتريته من معرض للكتاب في بيروت قبل عشر سنوات تقريباً من مكتبة المفيد ، واشتريت معه أقراص ليزر بها معظم تفاسير الرافضة ، وهذا القرص عهدي به قريب بين أقراص الليزر التي عندي ، وقد بحثت عنه قبل كتابة هذه المشاركة فلم أجده ، ولعلي أجده وأنظر في التفاسير التي فيه لعله يكون منها الكتب التي سألتِ عنها إن شاء الله ، وهذا القرص نسخته لكثير من الزملاء قديماً ووزعته عليهم للفائدة ، فليس من النوادر ، ثم جاءت الانترنت بعد ذلك فنسخت ما قبلها ، حيث تحتوي الآن على معظم تفاسير الرافضة والله المستعان .
وأما الكتب التي سألت عنها فأعرف منها :
- كتاب أصول الكافي للكليني اسمه : الأصول من الكافي ، ليعقوب الكليني ، له طبعات منها طبعة دار الكتب الإسلامية بطهران ، الطبعة الأولى 1388هـ. وهو مطبوع بالعربية .
- بحار الأنوار للمجلسي ، كتاب كبير له طبعة منشورة متداولة في مائة وعشرة مجلدات ، ويوجد على سيدي روم ، وموجود على الانترنت أيضاً.
وقد بعثت لك على بريدك الخاص عدداً من الروابط التي بها بحوث حول مصحف فاطمة ، والكتب التي سألتِ عنها على الانترنت ، ولو سألتِ Google (http://www.google.com.sa/) لأجابك بالعجب العجاب حول مصحف فاطمة . فقط اكتبي "مصحف فاطمة" .
وهناك بحث قيم للدكتور زيد عمر عبدالله عنوانه (أضواء على سلامة المصحف الشريف من النقص والتحريف) وقد نشره مركز البحوث بكلية التربية بجامعة الملك سعود عام 1414هـ ، وفيه كلام قيم مختصر عن مصحف فاطمة ، وما يزعمه الرافضة من التحريف في القرآن الكريم ، وقد نقلت منه ما كتبته في هذه المشاركة عن مصحف فاطمة ، وما قاله الخميني عنه .(1/942)
هذا ما لدي في هذه العجالة ، ولعل الإخوة يتفضلون بكتابة ما لديهم ، وأنا كتبت ما كتبت هنا وأنا أتوقع أن أم معاذ إحدى الباحثات في الموضوع ، وليست مجرد قارئة ، حيث ظهر لي ذلك من خلال السؤال ، وأرجو أن يكون ظني في محله ، ولعل أخي الكريم عاصم القارئ كتب ما كتب لظنه بأنها مجرد قارئة تريد الاطلاع على هذه الكتب ، ويرى أن صرف الوقت في غيرها أولى وهذا من حرصه وفقه الله .
---
فهد الناصر
03-24-2006, 05:40 AM
معلومات قيمة أشكرك عليها حول مصحف فاطمة ، وكنت أظنه فعلاً مصحف علي وسمي مصحف فاطمة لأنها هي التي حفظته فقط . زادكم الله من فضله . وأحب أن أشير إلى كتاب مطبوع بعنوان موقف الرافضة من القرآن لباحث أندونيسي نسيت اسمه ، وهو في مجلد وأظن رسالة علمية ماجستير أو دكتوراه . لعل الأخت أم معاذ تستفيد منه في هذه المسألة إن كان تعرض لها ، إن لم يكن هذا الكتاب بين يديها .
---
أم معاذ
03-24-2006, 10:59 AM
جزاك الله كل خير يا شيخنا عبد الرحمن وجعل عملك خالصا لوجه الله وأشكر أيضا الأخ فهد الناصر والجنيد الله .
وقد أحسنت ياشيخ في ظنك فلدي بحث في هذا الموضوع وسأفيدكم بالمزيد عند انتهائي منه بمشيئة الله تعالى.
---
عبدالرحمن الشهري
03-24-2006, 01:14 PM
الحمد لله ، ونرجو لك وللجميع التوفيق والسداد . وفي انتظار نتائج البحث إن شاء الله .
---
الكشاف
04-13-2006, 05:28 PM
إن لم أكن واهماً فكتاب (شواهد التنزيل لـ عبد الله الحسكاني) الذي سألت عنه الأخت أم معاذ هو شرح للشواهد الشعرية التي وردت في تفسير الطوسي (التبيان في تفسير القرآن) . والله أعلم ، وهو مطبوع في مجلدين .
---
مجدي ابو عيشة
04-15-2006, 12:45 PM(1/943)
سألت كثيرا ممن أختلط بشيعة العراق عن ذلك المصحف المزعوم فلم يجب أحد بمعرفته والجميع ان الشيعة ليس عندهم الا المصحف الذي بين ايدينا . ولكن مع البحث في صفحات الشبكة عن موضوع آخر وجدت امر عارضا ادهشني .وازال حيرة بشأن المصحف المزعوم . اليكم بعض هذه الفقرات كما هي مع المراجع التي تذكرها الصفحات لمصدر كلامهم :
و رَوى المُحَدِّث الكُليني بأسناده عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : " إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ " .
قَالَ : قُلْتُ فَأَيُّ شَيْ ءٍ فِيهِ ؟
قَالَ : " زَبُورُ دَاوُدَ وَ تَوْرَاةُ مُوسَى وَ إِنْجِيلُ عِيسَى وَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ ( عليه السَّلام ) وَ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ ، مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً وَ فِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا وَ لَا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ حَتَّى فِيهِ الْجَلْدَةُ وَ نِصْفُ الْجَلْدَةِ وَ رُبُعُ الْجَلْدَةِ وَ أَرْشُ الْخَدْشِ "الكافي : 1 / 240 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
و رُوي عن علي بن سعد في حديث قال فيه : " ... و أما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجُراب ، فيه كتب و علم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال و حرام إملاء رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و خطه علي ( عليه السَّلام ) بيده و فيه مصحف فاطمة ، ما فيه آية من القرآن ، و إن عندي خاتم رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و درعه و سيفه و لواءه و عندي الجفر على رغم أنف من زعم " بصائر الدرجات : 156 .
ويزعموا ان هذه الكتب هي مختصة بأئمة آل البيت وحدهم لا يطلع عليها غيرهم .(1/944)
وهذا ما ازال شكي عن اعتقادهم بوجود المصحف عندما كنا نجدهم يطبعوا نفس مصاحفنا في طهران . فمصحف فاطمة عندهم من اختصاص المعصومين عندهم وليس فيه آية من القرآن ووجدت أحدهم يقول انه وحي جبريل لفاطمة رضي الله عنها.
---
أم معاذ
04-15-2006, 05:53 PM
أشكر جميع من تفاعل مع الموضوع وساهم في الكتابة فيه.
إن ما توصلت إليه إلى الآن أن هذا المصحف المنسوب إلى فاطمة يقول عنه الرافضة : إنه مع الإمام المنتظر ، وعند خروجه من السرداب سيظهره لهم , ويروون في ذلك روايات ينسبونها إلى الإمام جعفر الصادق ، حيث يقولون : قال الإمام جعفر الصادق : تعبدوا بهذا القرآن حتى يظهر الإمام من أبناءنا فيظهر لكم مصحف فاطمة.
وقد وقفت على كثير من كتابات الرافضة المعاصرين ينكرون أن يكون مصحف فاطمة قرآنا , ويقول فضيلة الشيخ سفر الحوالي : إنهم إنما ينكرون ذلك تقية.
هذا ما أردت إيضاحه على عجالة لأني ما زلت في إعداده , أسأل الله التوفيق والإعانة.
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2006, 08:12 AM
يمكن الاستفادة من كتاب : (إمامة الشيعة توجب الاعتقاد بتحريف القرآن) لعبدالملك بن عبدالرحمن الشافعي . الناشر مكتبة الرضوان - 1426هـ , موضوع اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن موضوع يستحق أن يفرد بمشاركة ، يلفت فيها النظر إلى أمور مهمة ، وبحوثٍ معاصرة ذهب أصحابها إلى عدم صحة ما ينسب للشيعة في ذلك .
---
فهد الرومي
05-23-2006, 12:28 AM
عند اعداد رسالتي للدكتوراه عن اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر حصلت على عدد كبير من كتب الرافضة والاباضية وغلاة الصوفية وبعض الملاحدة ثم حصلت على السي دي لكتب الرافضة خاصة في التفسير والعقيدة والكتب التي ذكرتها ام معاذ وكتب أخرى اعتقد انها في سي دي واحد موجود لدي والاولى عدم نشره الا للباحثين والمختصين وفقها الله واعانها في الذب عن حمى الدين
---
أم معاذ
06-29-2006, 05:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/945)
في البداية أشكر الله تعالى على منه وفضله وما يسره لي من بحث هذا الموضوع ثانيا أشكر كل من أسدى إليّ معروفا بالدلالة على الكتب والمراجع وأخص بالذكر شيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري فلكم منا جزيل الشكر والدعاء.
أود في البداية قبل أن أنشر هذا البحث البسيط أن أبين عدة أمور:
أولا: اقتصرت على بيان عقيدة الشيعة في مصحف فاطمة, ونقلت ذلك من كتبهم أو مقالات لهم دون أن أعلق على شئ من ذلك هنا.
ثانيا : أضربت عن ذكر بعض المراجع لأسباب معينة.
ثالثا: هذا الاعتقاد إنما هو اعتقاد الإمامية الاثنا عشرية , ومعلوم كفرهم وقد حكم عليهم بهذا كثير من العلماء, ومما يؤسف له ما نشاهده من تساهل بعض المتخصصين ـ لا أقصد العامة ـ في الحكم على كفرهم وضلالهم, ومن أراد الاستزادة ومعرفة ضلالهم فعليه بمراجعة كتب العقيدة كذلك هناك مجموعة أشرطة للشيخ ممدوح الحربي بعنوان سلسلة فرق الشيعة من إصدار دار التوحيد وأنصح بسماعها.
أما خلاصة اعتقادهم بهذا المصحف فهي كالتالي:
الروايات التي يحتج بها الرافضة في إثبات وجود مصحف فاطمة والرد عليها:
1.عن أبي عبيدة عن أبي عبد اللّه:(... أن فاطمة مكثت بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوما, وكان دخلها حزن شديد على أبيها, وكان جبريل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها, ويطيب نفسها, ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها, وكان علي عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة سلام الله عليها). أصول الكافي 1/241 , بحار الأنوار 26/41(1/946)
2.عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ( إن الله تعالى لمّا قبض نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلاّ الله عز وجل، فأرسل الله إليها ملكاً يسلّي غمّها ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك، فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلّما سمع حتّى أثبت من ذلك مصحفاً، قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون ). أصول الكافي 1/240
3.عن أبي حمزة أن أبا عبد اللّه قال:(مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب اللّه وإنما هو شيء ألقي إليها بعد موت أبيها صلوات اللّه عليهما). بحار الأنوار 26/48 , بصائر الدرجات ص159
4.عن عنسبة بن مصعب عن أبي عبد اللّه:(..ومصحف فاطمة، أما واللّه ما أزعم أنه قرآن). بحار الأنوار26/45 , بصائر الدرجات ص154
5.عن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول:(إن عندي .. ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا). بحار الأنوار 26/37 , بصائر الدرجات ص150
6.عن محمد بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه:(..وعندنا مصحف فاطمة سلام الله عليها أما واللّه ما هو بالقرآن). بحار الأنوار 26/47 , بصائر الدرجات ص151
7.عن علي بن سعيد عن أبي عبد اللّه عليه:(... وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن). بحار الأنوار 43/26ـ 47/272 , بصائر الدرجات ص156
8.عن علي بن أبي حمزة عن الكاظم قال:(عندي مصحف فاطمة، ليس فيه شيء من القرآن). بحار الأنوار 26/45 , بصائر الدرجات ص154(1/947)
9.عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه أنه قال:(..وإن عندنا لمصحف فاطمة سلام الله عليها، وما يدريهم ما مصحف فاطمة سلام الله عليها)؟ قال، قلت: وما مصحف فاطمة سلام الله عليها؟ قال:(مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، واللّه ما فيه من قرآنكم حرف واحد). أصول الكافي 1/239/ بحار الأنوار 26/39 , بصائر الدرجات ص152
ويعلِّق محب الدين الخطيب على الرواية الأخيرة بقوله: أبو بصير مخترع هذه الأكذوبة هو ليث بن البختري, وقد اعترف علماء الإمامية بأنه مطعون في دينه لكنهم قالوا : إنه ثقة والطعن في دينه لا يوجب الطعن, وقال علماؤهم في الجرح والتعديل: كان الإمام جعفر الصادق يتضجر من أبي بصير ليث بن البختري ويتبرم. انظر قول المحقق على مختصر التحفة الإثنى عشرية ص115
وقد تصدى فضيلة الشيخ أبوالفضل ابن الرضا البرقعي للرد على الرافضة من خلال نقضه لكتاب الكليني ومما قاله في هذا الموضوع: "أشكر الله أن الرواة الكذابين جعلوا علم الإمام من الأمور المذكورة في هذا الباب هنا ـ يعني من مصحف فاطمة ومن الصحف الأخرى من الجفر والجامعة ـ وهذا تكذيب ضمني للأخبار الواردة في الأبواب الأخرى التي قالت بأن علم الإمام بالإلهام أو بالوحي أو بالوراثة, وإن كان الرواة لم ينتبهوا إلى ذلك لشدة جهلهم مع أن رواة هذا الباب إما مجهولو الحال كعبد الله الوضاع أو الشاك في الدين كأحمد بن محمد البرقي أو كعلي بن الحكم راوي سلسلة الحمار وكأحمد بن أبي بشر الواقفي وأمثالهم.
وأما متونها فالحديث رقم 2 يقول:جاء ملك إلى فاطمة رضي الله عنها ليؤنسا وحدثها مع أن الشيخ مفيد ادعى الإجماع بأنه لا يوحى لأحد بعد خاتم الأنبياء, وقال علي في نهج البلاغة في خطبة رقم 131: (ختم به الوحي) ومعنى ختم النبوة يعني قطعت الأخبار من السماء". كسر الصنم أو ما ورد في الكتب المذهبية من الأمور المخالفة للقرآن والعقل ص120
وجود المصحف:(1/948)
يقول الشيعة: أن مصحف فاطمة بقي عند أئمة أهل البيت يتوارثونه مع بقية الكتب المتضمنة لعلوم الانبياء والرسل الماضين, ولم تنتقل إلى غيرهم ولم تصل إلى شيعتهم.
وقال بعضهم: يعتبر مصحف فاطمة من جملة ودائع الإمامة قال الإمام الرضا وهو يَعُدُّ علامات الإمام المعصوم: ".. ويكون عنده مصحف فاطمة عليها السلام" وبالتالي يقولون: أنه موجود عند الإمام المهدي المنتظر( ـ عجل الله بفرجه ـ كما يدعون) في السرداب.
اضطراب الرافضة فيمن أملى هذا المصحف:
اضطرب الرافضة واختلفوا فيمن أملى مصحف فاطمة, فمنهم من قال بأنه من إملاء الرسول صلى الله عليه وسلم, ومنهم من قال بأنه من إملاء جبريل عليه السلام, وكلٌ يستدل بالروايات التالية:
1.عن علي بن سعيد عن أبي عبد اللّه:(... وعندنا واللّه مصحف فاطمة، ما فيه آية من كتاب اللّه وإنه لإملاء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام بيده). بحار الأنوار 26/41 , بصائر الدرجات ص153
2.عن محمد بن مسلم عن أحدهما:(... وخلفت فاطمة مصحفا ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام اللّه أنزل عليها, إملاء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي). بحار الأنوار 26/42 , بصائر الدرجات ص155
3.عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد اللّه:(... وعندنا مصحف فاطمة سلام الله عليها أما واللّه ما فيه حرف من القرآن، ولكنه إملاء رسول اللّه وخط علي). بحار الأنوار 26/48 , بصائر الدرجات ص161
وقد حاول بعض علمائهم الجمع بين هذه الروايات فقالوا: قال العلامة الأمين: والأولى أن يقال إنّهما مصحفان : أحدهما: من إملاء رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم ، وخطّ علي عليه السلام , والآخر: من حديث جبريل عليه السلام .(1/949)
ويعقب بعد ذلك آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني بقوله: وأنا أقول : ما ضرَّ لو كان مصحفاً واحداً بخطّ علي عليه السلام ؟ غاية الأمر أنّ مقداراً منه كان بإملاء الرسول الأكرم في حياته ، ومقداراً كان من حديث جبريل بعد مماته . معرفة الإمام 14/ القسم 9
كاتبُ المصحف:
يقول الرافضة: أن المستفاد من الأحاديث الشريفة التي مرَّ ذكرها أنَّ الزهراء، رضي الله عنها، كانت تحسُّ بالملك، وتسمع صوته، ولم تكن تشاهده، فبمجرَّد أن حصل ذلك، شكت إلى أمير المؤمنين عليٍ، رضي الله عنه، حيث لم تكن تتوقَّع هذا الأمر بهذه الصورة المستمرَّة.
وقالوا: ويستفاد أيضاً: أنَّ الذي اكتشف بالفعل أنَّ المُحدِّث مع الزهراء رضي الله عنها هو جبريل الأمين هو أمير المؤمنين عليه السلام كيف وهو الذي كان يلازم رسول الله في جميع حالاته فكان مأنوساً بصوت جبريل، فكان هو صاحب فكرة كتابة المصحف، حيث يسمع صوت جبريل الأمين، فيكتب كلما يسمعه، إلى أن اجتمع في مصحف متكامل، وهو مصحف الزهراء رضي الله عنها.
محتوى المصحف:
يقول الرافضة: إنَّ المصحف يشتمل على أمورٍ كثيرةٍ وهي:
• استيعابه لجميع الحوادث الخطيرة الآتية، خصوصاً ما سيواجه ذريتُها، من المصائب والبلايا، وأيضاً الانتصارات.
• ويشتمل على أسماء جميع الملوك والحكّام إلى يوم القيامة، ويستدلون بهذه الرواية: (ما من نبي و لا وصي ولا ملك إلا وفي مصحف فاطمة). بحار الأنوار ج47 ص32.(1/950)
و في الإمامة والتبصرة لابن بابويه القمي : صحيفة فاطمة أو مصحف فاطمة ، أو كتاب فاطمة ، ورد التعبير بكل ذلك عن كتاب ينسب إليها ، كان عند الأئمة وردت فيه أسماء من يملك من الملوك. الإمامة والتبصرة ص12ويحتوي على أمور ترجع إلى شخص رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وأيضاً يشتمل على وصيتها رضي الله عنها ويستدلون بما يلي: عن ابن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن رجل عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (.. فإن فيه وصية فاطمة عليها السلام..). بحار الأنوار ج26 ص43
و قال الإمام الصادق: " ... و ليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة ". بحار الأنوار 26/43
ومن الطبيعي أنَّ الوصيَّة تشتمل على أمورٍ خاصَّة، تتعلَّق بحزنها عليها السلام، وبالمصائب الواردة عليها، من أعدائها, قال الإمام الصادق: " ... و كان جبريل يأتيها فيُحسن عزاءَها على أبيها، و يُطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانِه، و يخُبرها بما يكون بعدها في ذريتها... ". أصول الكافي 1/241 , بحار الأنوار 22/545
و قال المجلسي: الظاهر من أكثر الأخبار اشتمال مصحفها على الأخبار فقط . بحار الأنوار 26/ 40
• ليس فيه شيء من الحلال والحرام أصلاً، ومن تلك الأحاديث التي استدلوا بها: قال الإمام الصادق: "... أما إنه ليس فيه شيء من الحلال و الحرام، و لكن فيه علم ما يكون ". أصول الكافي 1/ 240, بحار الأنوار 22/44
إنكار بعض الرافضة لمصحف فاطمة:
ينكر بعض الشيعة المعاصرون مصحف فاطمة, لكن هذا موجود في كتبهم ولم يتبرأ منها علمائهم على رؤوس الأشهاد وبين الشيعة أنفسهم, مما يوحي أن هذا الإنكار هو من باب التقية التي يطبقونها مع بعض الفرق الإسلامية الأخرى مثل التظاهر بأداء بعض العبادات علانية ومخالفتها سرا. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة 1/59.
هل مصحف فاطمة هو القرآن عند الرافضة؟(1/951)
قالوا: إن جعفر الصادق قال: تعبدوا بهذا القرآن حتى يظهر الإمام من أبنائنا, فيظهر لكم مصحف فاطمة.
لكن الرافضة المعاصرين ينكرون أن يكون مصحف فاطمة هو القرآن ويقولون: عندنا الإجماع على أن القرآن كامل ثم يقولون مصحف فاطمة ليس فيه حرف من القرآن, وإنكارهم هذا من باب التقية وإن رجعنا إلى ترجمة عبد الله بن سبأ مؤسس دينهم نجد أن ما قاله الكليني في الكافي هو ما قاله عبد الله بن سبأ من قبل في القرآن وأنه محرف بل عبد الله بن سبأ يقول: إن القرآن الحقيقي هو مصحف علي وهو عشرة أضعاف هذا القرآن فكيف يقولون بأنهم مجمعون على أن القرآن كامل, لكن هناك زيادة عليه . فالتقية دائما يستخدموها ليلبسوا علينا ديننا. محاضرة للشيخ سفر الحوالي في موقعه على الشبكة العالمية.
النتيجة الحقيقية لهذا الاعتقاد الباطل:
لا يمكن أن تكون إلا كما يلي:
1.الاستغناء عن كتاب الله تعالى وهو كفر صراح.
2.اختصاص آل البيت بعلوم ومعارف دون سائر المسلمين، وهو خيانة صريحة تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كفر لا شك فيه ولا جدال .
3. تكذيب علي رضي الله عنه في قوله الثابت الصحيح:" لم يخصنا رسول الله آل البيت بشيء" والكذب على عَلي، كالكذب على غيره، حرام لا يحل أبدا .
4.الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أعظم الذنوب، وأقبحها عند الله، إذ قال عليه الصلاة والسلام:( إن كذبا علي ليس كَكَذِب على أحد، من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب ما يكره النياحة على الميت 1/434 ح1229, وأخرجه مسلم في صحيحه باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/10 ح 4
4.الكذب على فاطمة رضي الله عنها، بأن لها مصحفاً خاصاً يعدل القرآن ثلاث مرات، وليس فيه من القرآن حرف واحد .(1/952)
5.صاحب هذا الاعتقاد لا يمكن أن يكون من المسلمين، أو يُعَد من جماعتهم، وهو يعيش على علوم ومعارف، وهداية ليس للمسلمين منها شيء .
وأخيراً فهل مثل هذا الهراء، الباطل والكذب السخيف، تصح نسبته إلى الإسلام ، دين الله الذي لا يقبل الله دينا غيره, قال تعالى: (ومَن يَبْتَغِ غَيْر الإسْلاَمِ ديناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وهُوَ في الآخِرَة منَ الخاسِرين). هذه نصيحتي إلى كل شيعي للشيخ أبو بكر الجزائري ص10
---
عبدالرحمن الشهري
06-30-2006, 07:52 PM
جزاكِ الله خيراً وبارك فيك يا أم معاذ .
---
مسلم السعدون
07-05-2006, 04:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
انا شيعي من العراق اسكن ايران للدراسة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخواني الاعزاء , يا علماء الامة وملاذها وحصنها المنيع , اني في الوقت الذي يشرفني ان انتمي لهذا الموقع المبارك اسال الله الكريم ان يوفقنا لحماية الاسلام ونصرته.
اخواني نحن في هذا العصر يجب ان يكون بحثنا عن المعاصر والمفيد للامة وما تحتاج اليه لا ان نرجع في البحث الى مسائل قد قد تكون تاريخية ,اهيب بكم روح التفاعل مع الامة وحاضرها لا الاهتمام بشئ او الكتابة بموضوع يناسب القرن الرابع او الثالث . فالنظر ماذا يبحث الازهر والجامعات وما هي النقوص في المسيرة العلمية او الاجتماهية او... . اعز الله بكم الدين وايانا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
د.حسن خطاف
07-07-2006, 06:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بك أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري على المعلومات القيمة المتصلة بمصحف فاطمة
د. حسن الخطاف / كلية الشريعة جامعة دمشق
---
(1/953)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قاعدة من قواعد التفسير ، أريد من العارفين الإفادة عنها .
---
قاعدة من قواعد التفسير ، أريد من العارفين الإفادة عنها .
---
a55235568
10-04-2003, 09:03 PM
هناك قاعدة في التفسير في فهم كلام الله تنص على ما يلي :
( كل لفظ ورد في القرآن ويحتمل أكثر من معنى على وجه لا تعارض بينها ، فإن هذا اللفظ يحمل على المعاني جميعها . )
أرجو إفادتي عن مظان هذه القاعدة في كتب أهل العلم .
والله يحفظكم ..
---
أبومجاهدالعبيدي
10-05-2003, 12:02 AM
بسم الله
أخي الكريم
هذه القاعدة ذكرها الشيخ خالد السبت في كتابه قواعد التفسير 2/807-830 وقد فصل القول فيها تفصيلاً يحسن الرجوع إليه .
ومن مظانه كما أشار إلى ذلك الشيخ السبت :
تفسير ابن جرير الطبري 1/222 ، 15/140
مجموع فتاوي ابن تيمية 15/11-12 ، 15/17-19
تفسير الطاهر ابن عاشور التحرير والتنوير 1/93-100 وهو من أكثر من أكد على هذه القاعدة .
أضواء البيان للشنقيطي 1/24 ، 3/124،375 ، 4/419 .
---
أحمد البريدي
10-05-2003, 05:39 AM
وانظرها ايضا في كتاب التفسير اللغوي للقرآن الكريم ل د مساعد الطيار ص 591 وما بعدها وهو اشمل ما كتب في هذه القاعدة فيما اطلعت عليه .
---
(1/954)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يجوز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني وما رأيكم في هذا ؟
---
هل يجوز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني وما رأيكم في هذا ؟
---
أبو صفوت
05-21-2004, 11:45 AM
هل يجوز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني وما رأيكم في هذا الرابط الذي فيه
http://www.bilal-prayer.com/Quran/quran.html
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد كتب هذا المصحف وضبط على ما يوافق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا وقد تم اعتماد مصحف المدينة النبوية الذي طبعه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بإشراف وزارة الحج والأوقاف بالمملكة العربية السعودية.
وقد تمت المراعاة في كتابة المصحف القواعد التي تدل على الأمور التالية:
1- عدمُ كتابة السكون على الحرف الساكن، مع تشديد الحرف الذي يليه، يدل على إدغام الحرف الأول في الحرف الثاني إدغاماً كاملاً نحو:
(وَقَالَت طَّائِفَةٌ) (ومَن يُكْرِههُّنَّ)
2- عدم كتابة السكون على الحرف الساكن، بدون تشديد الحرف التالي يدل على:
- إدغام الأول في الثاني إدغاماً ناقصاً نحو: (من يقول، مِن وَال، بسَطتَ).
- أو إخفائه عنده ونحو: (من ثمره، من تحتها)
- أو إقلاب النون الساكنة ميماً عند الباء نحو: (منبثا، من بعد)
3- إثبات الحروف المتروكةِ كتابةً والمقروءة لفظاً نحو (يلوون)، (يحيي)، (نُنْجي)، وذلك لعدم توفر هذه الحروف الصغيرة على أجهزة الحاسب حالياً.
4- إبدال الحروف الزائدة بالحروف المعتمدة في الرسم الإملائي نحو: (الصلاة، الزكاة، الربا).(1/955)
5- إثبات السين إذا وضعت فوق الصاد في الرسم العثماني نحو (يبسط بسطة).
6- إثبات الصاد إن وضعت السين تحتها في الرسم العثماني نحو (المصيطرون)
7- إبدال الحروف الصغيرة في الرسم العثماني بحروف كبيرة إلا في الكلمات
المشهورة نحو (الرحمن، هذا، ذلك، كذلك، هؤلاء، ملك، فتيبقى رسم هذه الكلمات كما هو مذكور ضمن هذين القوسين)، وذلك لعدم توفرها على أجهزة الحاسب حالياً.
8- كتابة الهمزات اعتماداً على الرسم الإملائي العصري للهمزات، مثل "قرآن" بدل الرسم العثماني "قرءان"، و "مستهزئون، يستهزئون، قل استهزئوا..." بدل "مستهزءون، يستهزءون، قل استهزءوا"، "مئة" بدل "مائة"، وهكذا.
9- إلغاء علامة المد المنفصل والمتصل الموجودة في الرسم العثماني، وذلك لتمكين البحث بواسطة الحاسب.
ففي حالة المد المنفصل مثلا، البحث عن "يا" يلزم أن يعثر على "يا أيها" ولا يمكن ذلك باستعمال الرسم العثماني إلا بالبحث عن "يآ".
وفي حالة المد المتصل مثلا، البحث عن "يشاء" و "جاء" ممكن بحسب الرسم العصري، أما بحسب الرسم العثماني فيلزم البحث عن "يشآء" و "جآء"
10- اتباع الرسم الإملائي العصري للكلمات التالية:
"إسحاق" بدل الرسم العثماني "إسحق"
"داوود" بدل الرسم العثماني "داود"
وجميع هذه المصطلحات العصرية قد اعتمدت في عدة مصاحف معتمدة في العالم الإسلامي، وقد انتقيناها لسببين جوهريين:
أولا: لاستحالة استعمال الكثير من الحروف المثبتة في الرسم العثماني، خصوصا الحروف الصغيرة كالألف والسين والواو لعدم وجودها إطلاقا على الأجهزة الإلكترونية.
ثانيا: لتيسير البحث في هذا المصحف تم استعمال هجاء واحد دون الاضطرار إلى استعمال الرسم العثماني لإجراء البحث ضمن المصحف.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين.
---
ام انس
05-21-2004, 01:18 PM
اكثر العلماء يذهبون الى كتابة المصحف بالرسم العثماني(1/956)
واذا كان كذلك , فان كتابته بالرسم الاملائي ولو كان للتيسير , لاوجه لصحته
الا ترى يااخي الفاضل ان الاعتماد على هذا الرسم ( العثماني ) , واخذه بالتلقي من المشايخ , والاعتياد على القراءة في المصحف , افضل ؟
---
ولد نجد
05-21-2004, 01:58 PM
أخي أبو صفوت
في رأيي الخاص إن كتابة القرآن الكريم بالصيغة التي وصلت إلينا هي صيغة اجتهادية من الصحابة رضوان الله عليهم وليست توقيفية على حسب علمي الخاص وخصوصا أن العرب لم تكن أمة قراءة وكتابة وق
كتب ايضا في ذلك الوقت بدون تنقيط ثم تم تنقيطه فيما بعد والمشهور في المسألة أخي الفاضل الإتباع فيها على الرسم العثماني لأنه هو المتعارف عليه على مر الزمن فقط لا أقل و لا أكثر
والله أعلم
---
أبو صفوت
05-21-2004, 02:56 PM
جزاكما الله خيرا أم انس وولد نجد
لكن من شروط صحة القراءة ومن أركانها أن تكون موافقة للرسم العثماني ولو فتحنا الباب لمثل هذا لحدثت مفاسد كثيرة وقد ذكر الشيخ الخليجي - رحمه الله - في كتابه ( حل المشكلات ) بعض الفوائد من بقاء الرسم على ما هو عليه فقال :
" بقاء المصحف على رسمه الاصلي يدل على فوائد كثيرة وأسرار شتى منها :
1 . الدلالة على الأصل في الشكل والحرف ككتابة الحركات حروفا اعتبارا بأصلها في نحو إيتايء ذي القربى ، سأوريكم ، وككتابة الصلاة والزكاة والحياة بالواو بدل الألف
2 . النص على بعض اللغات الفصيحة ككتابة هاء التأنيث بتاء مجرورة على لغة طيء وكحذف ياء المضارع لغير جازم من يوم يأت لا تكلم نفس على لغة هذيل
3 . إفادة المعاني المختلفة بالقطع والوصل في بعض لكلمات نحو أم من يكون عليهم وكيلا ، و أمن يمشي سويا . فإن المقطوعة تفيد معنى بل دون الموصولة(1/957)
4 . أخذ القراءات المختلفة من الفظ المرسوم برسم واحد نحو : وما يخدعون إلا أنفسه ، و تمت كلمت ربك صدقا وعدل لا مبدل لكلماته فلو كتبت الأولى يخادعون لفاتت قراءة يخدعون ولو كتبت الثانية ( كلمت ) بألف على قراءة الجمع لفاتت قراءة الإفراد فحذفت الألف ورسمت التاء مجرورة لإفادة ما ذكر "
إلى آخر كلامه وهو نفيس في بابه
ثم ذكر بعض المضار المترتبة على عدم المحافظة على الرسم لعلي أذكرها فيما بعد
لكن سؤالي هو : أنه مع تسليمي بإقرار بعض العلماء على كتابة بعض الآيات في غير المصحف بغير الرسم فهل معنى ذلك أن يكتب بعضهم مصحفا باللغة العصرية كما يقولون ثم يقولون إنما صنعناه تسهيلا للباحثين أظن هذا من العبث يوم يكتب مصحف كامل بهذه الطريقة فهل أجاز هذا أحد من العلماء ؟ أرجو الإجابة
---
د. أنمار
05-21-2004, 08:02 PM
هذه جرأة، وشذوذ عن جمهور علماء الأمة.
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2004, 10:19 AM
الحديث عن مشروعية كتابة المصحف بالرسم الإملائي الحديث سبق أن طرحت في الملتقى في عدة مشاركات يمكن العودة إليها عن طريق الفهرس ، وتصفح الملتقى .
وقد كتب بعض الأدباء والكتاب مقالات تدعو لكتابة المصحف بالرسم الإملائي المعاصر ، ظناً منهم أن هذا من التيسير على المسلمين ، وقد كتب بعض العلماء ردوداً على هذه المقالات ذهبوا فيها إلى التأكيد على ضرورة الالتزام بالرسم العثماني في كتابة المصحف ، وساقوا الأدلة والحكم في ذلك.
ولا أعلم أنه كتب مصحف كامل بالرسم الإملائي ، وتداوله المسلمون ، ولم تتجاوز هذه الدعوة - حسب علمي - مرحلة الفكرة ، وكل المصاحف المطبوعة المتداولة مكتوبة بالرسم العثماني المتفق عليه ولله الحمد.
---
د. أنمار
05-22-2004, 05:01 PM(1/958)
بل طبع هذا المصحف طبعة فاخرة مذهبة الأطراف قبل 20 سنة بتركيا وغيرها وتم تداوله في العالم الإسلامي لسنوات قبل أن يتم حظره، وقد كان يباع في المكتبات عندنا في السعودية، ورأيت بعيني نسخة منه.
---
أبو معاذ الكناني
05-22-2004, 11:17 PM
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبيه وعبده وبعد
1/يرى جمع من أهل العلم أن الرسم العثماني هو الأصل وأن الرسم الإملائي-إن صحت التسمية برسم- حادث بعده في عهود متأخرة عنه .
2/ قيل للإمام مالك -رحمه الله - هل يكتب القرءان وفق ما أحدثه الناس من قواعد الكتابة ، قال : لا إلا على الكتابة الأولى.
3/ هناك قراءات تخدم بالرسم العثماني ذات بحوث طويلة منها على سبيل المثال لا الحصر كلمة (( إبراهيم )) ورسمها في بعض المواضع ((إبراهم)) وغير ذلك وهذ مجرد اجتهاد ممن لا يصح منه الاجتهاد بل هو متطفل على موضوعكم والله المستعان
---
محمد الأمين
05-24-2004, 02:40 AM
كاتب الرسالة الأصلية : أبو معاذ الكناني
2/ قيل للإمام مالك -رحمه الله - هل يكتب القرءان وفق ما أحدثه الناس من قواعد الكتابة ، قال : لا إلا على الكتابة الأولى.
لا حول ولا قوة إلا بالله
لماذا يا أخي تبترون عبارة الإمام مالك ولا تكملونها؟ أليس لأنها حجة عليكم؟
---
أبو معاذ الكناني
05-24-2004, 11:00 PM
الأخ الفاضل ابن الأمين
لم أبتر أي نص كما زعمت وإحسان الظن لا يكلفك شيئا فلو أحسنت الخطاب وتابعت التوجيه لكان أكمل منك وأدعى لقبول قولك وعلى ما نقلت عن محدث العصر الألباني رحمه الله من كلام اعترض من أهل العلم ، ثم يحسن بك أن تصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ولا تشير إلى ذلك بـ ص كما ذكر أهل العلم والله يرعاك ويثبتنا وإياك.
---
بكر أبو الروس
06-10-2004, 08:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
رسم القرآن المعجز
أحبتي في الله :(1/959)
من المعلوم أن رسم المصحف توقيفي لا يجوز تغييره بحال من الأحوال ، كما لا تجوز كتابته بالطرق الإملائية ولا بغير العربية ، كما أن رسم المصحف على هذه الكيفية إنما كان لعلل وأسرار كثيرة.....
وقد وقف بعض العلماء على حكم وأسرار كثيرة لبعض الكلمات وكتابتها برسم وهيئة معينة ... كما لا يزال منها لمَّا يُعلم بعد ..
وإليكم بعض الأمثلة ليتبين من خلالها مدى الدقة في كتابة القرآن ....
أولا:تأمل معي هاتين الكلمتين : ( لأعذبنه – لأاذبحنه ) في الآية رقم (21) من سورة النمل
{لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأاَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ}وافتح معي السورة في المصحف وانظر إليهما جيدا ... فستجد أن كلمة : ( لأذبحنه خالية من حرف ( الألف ) بعد :( لأ ) ، أما لأذبحنه فستجد ( ألفا ) بعد :( لأ ) فما الحكمة من ذلك ؟
الحكمة والله أعلم : للدلالة على أن المؤخر أشد من المقدم فالذبح أشد من العذاب .
ثانيا:زيادة الياء في قول الله تعالى : ({وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47) سورة الذاريات
وأطلب منك أن تفتح المصحف لتراها .
والحكمة من زيادتها : للفرق بين ( الأيد ) بمعنى القوة ، والأيدي التي هي جمع يد ، ولا شك أن القوة التي بنى الله بها السماء هي أحق بالثبوت في الوجود من الأيدي ...
قال ابن عباس ( رضي الله عنهما ) بأييد : أي بقوة وقدرة ...
هذا وقد اختلف العلماء : هل الياء الزائدة هي الأولى أم الثانية ، والذي عليه العمل في المصاحف الآن : أن الثانية هي الزائدة ولذلك وضع الصفر المستدير عليها كما هي قواعد الضبط .
ثالثا: ( سبب ورود كلمة إبراهيم في سورة البقرة بدون الياء بعكس باقي القرآن )
فلقد وردت كلمة ( إبراهيم ) في سورة البقرة 6 مرات بدون الياء ، بينما وردت 63 مرة في بقية المصحف بالياء
فما سر ذلك ؟
الحكمة والله أعلم ..(1/960)
1-أن الرسم العثماني روعي فيه مطابقة اللفظ لكل القراءات الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفي سورة البقرة قريء إبراهيم وقريء إبراهام قرأها ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان وهي قراءة متواترة ولم يقرأ هذا اللفظ بهذه الطريقة إلا في سورة البقرة فقط .
2-وقيل في توجيه هذه القراءة أن سورة البقرة معظم حديثها لبني إسرائيل وبنوا إسرائيل ينطقونها هكذا إبراهام .
هذا والله أعلم
بكر أبو الروس
---
د. أنمار
06-11-2004, 08:18 AM
كاتب الرسالة الأصلية : بكر أبو الروس
وفي سورة البقرة قريء إبراهيم وقريء إبراهام قرأها ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان وهي قراءة متواترة ولم يقرأ هذا اللفظ بهذه الطريقة إلا في سورة البقرة فقط .
2-وقيل في توجيه هذه القراءة أن سورة البقرة معظم حديثها لبني إسرائيل وبنوا إسرائيل ينطقونها هكذا إبراهام .
هذا والله أعلم
بكر أبو الروس
هذا الكلام فيه خلل
نعم قرأ ابن ذكوان بالوجهين في سورة البقرة
لكن هشام قرأ إبراهام في 33 موضعا في البقرة وغيرها
والمواضع الـ 33 تشمل جميع ما في سورة البقرة وهي 15 موضع و 3 في النساء وآخر الأنعام و2 آخر براءة وفي سورة إبراهيم و2 في النحل و 3 في مريم وآخر العنكبوت وفي النجم وفي الشورى والذاريات والحديد وأول الممتحنة
وانظر الشاطبية بيت رقم 480 وما بعدها فقد حصر المواضع الـ 33
ولا يقال أنه خالف الرسم فيما سوى سورة البقرة لأن حرف الياء في الرسم الأول غير منقوط وممكن وضع نقطتين تحته أو ألف فوقه فهو يحتمل القراءتين
لكن قال العباس بن الوليد أن ما في مصحف الشام مثل ما في سورة البقرة في بقية الـ 33 موضع
هكذا في شرح أبي شامة وتجده كاملا في مكتبة التفسير
http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=894
وممكن أن يقال لعل الحكمة في رسمها بدون ياء إشارة للقراءة الأخرى(1/961)
وهو مثل قولهم في رسم بعض الأحرف الممالة في مواضع بالياء (أو الألف المقصورة) ومواضع بالألف، فقد قال العلماء أن في هذا إشارة إلى جواز تلك القراءة بالإمالة حتى في غير المروسم بالياء. وهو تأصيل للقراءة لا حصرها في تلك المواضع.
والله أعلم.
---
بكر أبو الروس
06-13-2004, 07:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أي خلل فيما ورد في مشاركتي أنا لم أقل: إن ابن ذكوان فقط هو الذي قرأ بالوجهين في جميع القرآن ، وإنما ذكرت أنه الذي قرأ بالوجهين في البقرة فقط ، ولم يقرأ بهما في بقية السور واقرأ مرة أخرى ما ورد ( وفي سورة البقرة قريء إبراهيم وقريء إبراهام قرأها ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان وهي قراءة متواترة ولم يَقرأ هذا اللفظ بهذه الطريقة إلا في سورة البقرة فقط )
فأي خلل تقصد؟؟؟
كما أنني لم أنف عن غير ابن ذكوان أن يكون قد قرأ بالوجهين !!!
ثم ماورد في مشاركتك ما نصه:(وممكن أن يقال لعل الحكمة في رسمها بدون ياء إشارة للقراءة الأخرى
وهو مثل قولهم في رسم بعض الأحرف الممالة في مواضع بالياء (أو الألف المقصورة) ومواضع بالألف، فقد قال العلماء أن في هذا إشارة إلى جواز تلك القراءة بالإمالة حتى في غير المروسم بالياء. وهو تأصيل للقراءة لا حصرها في تلك المواضع)
لي فيه سؤال وهو : هل تأصيل القراءة هنا أن تقرأ بالإمالة أم بالياء ؟
ثم يتبقى أن أسأل لماذا وُضعت هكذا فقط في سورة البقرة وبقية السور بالياء ؟.
وجاء الجواب كما ذكرتُ :
( وقيل في توجيه هذه القراءة أن سورة البقرة معظم حديثها لبني إسرائيل وبنوا إسرائيل ينطقونها هكذا إبراهام .
فهل نحصر الحكمة فقط في الإشارة إلى القراءة الأخرى ؟؟؟!!!
فهل بعد ذلك تقول : هذا الكلام فيه خلل !!!
بكر أبو الروس
بكر أبو الروس
---
محمد الأمين
06-16-2004, 01:22 AM(1/962)
الإمام مالك أجاز كتابة المصحف بغير الخط العثماني لتسهيل التعليم، ولا نعلم له مخالفا من المتقدمين
---
(1/963)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اللذة مع الحكمة.. للعلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور
---
اللذة مع الحكمة.. للعلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور
---
محمد بن إبراهيم الحمد
10-23-2005, 06:24 AM
اللذة مع الحكمة (1)العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور
سبرنا أغراض الإنسان، فوجدناه ظمئاً إلى ملائمات نفسه كيفما اتفق، ومتى اتفق، وأين اتفق، غير باحث عن ما يتبع ذلك من المضار، فأردنا أن نبين هنا حقيقة اللذة، ثم نبحث عن مواقعها، وننظر فيما إذا كانت لذة دائمة في هذا الكون الجثماني.
اضطربت آراء الناس -حتى الفلاسفة- في تشخيص معنى اللذة، وكلَّت أقلام الكتاب والشعراء دون ذلك، والذي نختار من بين كثرتها رأيان:
أولهما: يرى أن اللذة هي إدراك النفس ما يلائمها وتراه حسناً.
وثانيهما: أنها التخلص من آلام طبيعية أو عارضة.
ونحن إن نقدنا الأقوال، ولم نذهب مع تَشَبُّعها، لا يعترضنا شك في الحق أن اللذة إدراك النفس ما يلائمها على ما رأى أهل الرأي الأول، وأن من حصر اللذة في التخلص من الألم لم يستقرئ في حدها استقراء تاماً، كما يجب أن يكون التحديد للموجودات، إنما نظر إلى نحو النوم والأكل والشراب من كل لذة دعى إليها احتياج فطري، وضيق في دائرتها حتى كاد أن يخرج المعارف كلها عن اللذة.
نحن لا ننكر أن أكثر اللذات لا يفارقه الشعور بمبدأ ألم، ولو بالأقل ألم الشوق إلى نيل ما يلائم النفس، حتى ننكر على هذا القائل قوله كله، ولكنَّا نعلم أن من اللذات ما ينساق إلى المرء بدون فكر سابق، وربما وقع منه موقعاً لا يقعه لو كان مترقباً من قبل؛ فماذا ترون في هذا الإحساس؟!
انقسمت اللذات بحكم الطبيعة إلى ثلاثة أقسام: حسية وعقلية ومركبة منهما.(1/964)
والنظر في التقسيم إلى الداعي والحاصل جميعاً، فإن كان الداعي الحس - وهو الذي تحصل به فهي الحسية، وإن كان العقل فهي العقلية، وإن كان الداعي العقل - وتحصل بالحس - فهي المركبة.
أما الحسية فأمرها خطير ومطالبها محدودة يسهل استيفاء ما تقتضيه في الإمكان، ومتى قضى الحس منها شيئاً كان الزائد عليه عنده ألماً.
وأما العقلية فهي حركة الفكر في المعقولات التي تطمح إليها النفس، وشعوره بالحقائق التي يجد عند الشعور بها مسرة لا يعدلها عنده شيء، وهذه يجدها العقل طوع(2) متى بالغ في البحث وجدها منطاعة لا تقف به عند حد.
أما إن أردتم التعب الشديد، والمشقة في السرور فاطلبوا قسمنا الثالث من أقسام اللذة، أعني ما تطلبه النفس، ويقتضيه البدن، تجدون خرط القتاد دونه سهلاً، وتفرضه في المحبة الحب العشقي؛ فإن الروح إن تعلقت به لقيت في سيرها من المكدرات ما يمرر حلاوة منالها منه، إذا كانت مطالب الروح غير واقفة عند مدى، فإن سلطان وهم المحبة يتسلط عليها فيناجيها أن تطمع باتحاد الروحين، وأن تروم المقارنة الدائمة، والرِّضا الأبدي، وهكذا يغادرها تستهتر بأماني لا يتناهى غرامها، ولا يبرد أوامها، ولكنها تجد طريق الاقتضاء هذا البدن القادر في مبدئه، العاجز في غايته، الذي تسمه المداومة، وتعوقه الموانع، فماذا عساه حقق من مطالب هاته الروح، وكم ذا يمكنها أن تقضي من استخدامه، لا شك أنها سيكون لهما مثلاً في هذه الحال قول أبي الطيب:
وإذا كانت النفوس كباراً * تعبت في مرادها الأجسامفإذا نظرنا يعد هذا إلى المقدار الذي يمكن الإنسان تناوله من غير القسم الثاني، نجد أن لا شيء من الملاذ الحسية بلذَّة حقيقية، وإن تموه على عقول جمهور الناس؛ فإن هاته الملاذَّ - على ما فيها من توقف على تسويغات الدين والصحة والعادة والاحتياج إلى مكنة الفرض - هي واقفة عند غاية.(1/965)
ثم ماذا ترى عند البلوغ إلى غايتها؟ ترى الهيضة إن أَكَلتْ، والامتلاء إن شَرِبتْ، والندامة إن داعبتْ، والعجز إن استزادتْ، غير أن الذي يريد أن يغض عن هذا كله، ولا يعتبر من حال اللذات إلا أوقات اقتضائها، ويقول ما الإنسان إلاَّ ابن ساعته، وما هو بمفكر في التي تليها - نقول له انظر إليك وأنت تزعم أنك في لذاتك الحالية، وجرد عقلك مما تسلط عليه من الوهم - تجد نفسك في لذاتك كلها محتاجاً إلى معونة غيرك، وإن كنت عاجزاً عن تحضير أسباب لذاتك؛ فليتك تشعر أنك تفقد واحداً أو ينقبض لك آخراً، وفي الأقل تفكر في انتهاء اللذَّة ومفارقتها، وكيف تجدك في حالك هاته ألا تجدك كما قال الشاعر:
فأبكي إن نأَوا شوقاً إليهم * وأبكي إن دنوا خوف الفراقحكي أن الناصر لدين الله ملك قرطبة، كتب بخطه أنه لم يَصْفُ له من زمان حكمه على ذلك البلد الطيب في ذلك السلطان القاهر الذي دام خمسين سنة إلا ساعات، تلفق من جميعها مقدار أربعة عشر يوماً، لذلك قال الأسطوانيون(3) من الفلاسفة: إن الدنيا دار شقاء وبلاء.
دعْ عنك هذا، وولِّ وجهك شطر اللذات الروحية والكمالات العقلية تجد المرء متى التذَّ بشيء منها لا يقف عند منتهى؛ فهو كل الزمان مبتهج بما يعلمه من العلوم ويستفيده من الآداب.(1/966)
وهذا حال الحكيم؛ فهو دائماً ينظر نفسه، فيستفيد علوماً، ويلمح العالم، فيزداد تذكرة، وتزوى له الدنيا فلا تهزه وهو مسرور بإقبالها، وتدبر عنه وهو مسرور بما يعلم من إخلافها، ربما نام ليلة وهو يرصد طلوع الصباح للرجوع إلى لذة التفكير التي قطها عنه النوم، فإن حاول أمراً، أو أتم له فلا تسل عن لذته منه، وإن لم يتم فقد حَصَّل - في الأقل - معرفة طريق لا يهدي إليه، ومتى أَلَمَّ به ضرر من مصاب استهون به في فائدة التجربة، كما يرى العالم النحرير؛ فيسره مرآه؛ لما ينال من علمه، كذلك يرى الأحمق الجاهل؛ فيعلمه وبالأقل يأخذ الحكمة من حاله بطريق الحضارة، فرب خطأ جر إلى صواب .
إذن فالحكيم لا يتنكد أبداً وهو مسرور في كل وقت، سبب ذلك علمه بحقيقة كل شيء؛ لأنَّ هاته الدنيا وإن كانت خضرة حلوه، فإنها تعقب تفاهة أو مرارة في فم مجتنيها، ومن ثمَّ لا يوجد فيها سرور متساوي الأطراف، وقد كادت مصالحها أن لا تسلم من ضرر تخلفه.
وينبغي أن يكون هذا سبيل طائفة الابيكوريين من الفلاسفة الذين يرون الدنيا كلها لذَّات فإن رئيسهم لا يذهب عنه أن متاعبها كثيرة لغير الحكيم، ولكنه أراد اقتضاء لذاتها بقدار الاستطاعة.
جاءت شريعة الإسلام في آدابها على الحكمة الفطرية، فلذلك يكون حال المؤمن أشبه بحال الحكيم، ذلك أن الدين يأمره أن يأخذ من الدنيا ما يريد من الحلال، وأن لا يكون جازعاً عند فقدها، وبهاته التربية التي أصلها التسليم للقدر فيها لا حيلة فيه، فقدت المفاسد التي تنشأ عن آلالام في الأمم الأخرى من انتحار وجنون ونحوهما، قال تعالى(وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَ)القصص:77 .
إذا كانت النفس ميَّالة إلى لذاتها في كل حال، فالعاقل لا يسمح لنفسه باقتضاء لذتها الحسية، وربما وصل العقل إلى التفكر في حال اللذة ومآلها، فرأى أن لابدَّ من انقطاعها، فقطعها قبل أن تقطعه، وهو مبدأ عظيم من الحكمة، قال فيه فيلسوف الشعراء أبو العلاء المعري:(1/967)
ضحكنا وكان الضحك منَّا سفاهة * وحقّ لِسُكَّان البسيطة أن يبكواوكما ترى من نفسك استنكافاً عن بعض اللذات، وترى غيرك يرغب فيها، بل ترى من نفسك الفرق في لذاتك بين حالتي الصبا والفتوة مثلاً، كذلك لا تشك أنَّ الحكمة إنْ أشرقت على قوم، ربما نزعت كل هوس من قلوبهم، فرأوا الدنيا كلها سفاسف وغروراً، كما ترى أنت اليوم الرقص مع الصبيان وتلقف الكرة جنوناً بعد أنْ كانا شغلك الوحيد، أُولئك هم السعداء الذين استوى عندهم الكدر والطرب، فعاشوا وقلوبهم ممتعة بإدراك الحقائق الذي وراءه للعاقل مطلب، وهذا قسم شريف فات أبي الطيب إذ يقول:
تصفو الحياة لجاهل أو غافل * عما مضى فيها وما يتوقع
ولمن يغالط في الحقائق نفسَه * ويسومها طلب المحال فتطمعذكرني تشكي الناس من سوء معاملة الزمان عادة من عوائده، وهي انزواؤه لمن لا يقدر قدره أو من لا ينتفع به، وتزلُّفه لمن عَدِم العقل والفضيلة، وأنه لا وصل إلى مقاصده وأمانيه من الحكيم بما سهلت الدنيا بين يديه لولا أن يخونه الطريق، فيضله عن كنه مقاصده، وكما ترى الجمادات تنال بدون ارتقاب ما تشيب دون نيله رؤوس الشباب، وترى الزجاج ينال من الثغور ما تتلظي دونه أرباب الأساورة والقصور، فلا تتعجب ممن قرب إلى الجمادية أن تكون الدنيا أسوق إليه، وأنها لا تدين لمن يسخر منها، وإنما تقرب من تضحك عليه.
-------------
(1) السعادة العظمى، العدد (19و20) ، (16) شوال 1322هـ المجلد الأول (304-309).
(2) كأن فيه كلمة ساقطة، ولعلها: يديه.
(3) هم أصحاب ابيكور الفيلسوف اليوناني المولود سنة 341 قبل المسيح ومات سنة 270 وهو الذي كان مبدؤه أن الدنيا خلقت للسرور وكان قد اتخذ لتلاميذه مدرسة في بستان كبير وكان يسلك بهم مسلك الرياضة والنزهة والأكل الطيب البسيط الذي لا يخلف أكداراً ويرى أن الرجل يجب عليه اغتنام اللذات بقدر استطاعته ويجب أن يتكدر في الدنيا.(1/968)
ولا شك أن هذا لا يتم بغير ما بيننا من التوطين النفسي، فإن كل غرض أبيكور تحصيل مع إهمال هذا، فهو يطلب ما لا يسمح به الزمان.
---
أحمد البريدي
10-23-2005, 10:55 PM
شكر الله للشيخ الدكتور محمد أن اتحفنا بهذه المقالة الماتعة النافعة وننتظر بقية المقالات .
واستئذنه في نقلها إلى الملتقى المفتوح بدلاً من ملتقى الكتب بارك الله في علمكم ووقتكم .
---
إبراهيم الجوريشي
10-25-2005, 08:55 AM
شكر الله للشيخ الدكتور محمد أن اتحفنا بهذه المقالة الماتعة النافعة وننتظر بقية المقالات .
---
(1/969)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عن توجيه القراءات
---
عن توجيه القراءات
---
طالب المعالي
11-08-2005, 02:33 PM
السلام عليكم
اشكر جميع الأعضاء في هذا الملتقى المبارك
قد طرحت سؤالا سابقا عن أهم المؤلفات فوجدت التفاعل السريع والإجابات الشافية الكافية جعل الله ذلك في موازين حسناتكم
السؤال الذي يتبادر إلى ذهني الآن :
هل للتوجيه مستند شرعي ، وهل وصلنا بتوقيف عن الرسول عليه السلام والصحابة ؟؟؟
ام هو مجرد آراء لأهل اللغة ؟؟؟؟
واذا كان باجتهاد ، فهل للمتأخرين ممن اطلعوا على كتب اللغة حرية التوجيه للقراءة والترجيح بين توجيه وآخر ؟؟؟
ثم سؤال أخير ( عفوا للاطالة ) ما أفضل كتب التوجيه مع بيان سبب أفضليتها وميزتها عن غيرها ؟؟؟؟
وفق الله الجميع لخدمة هذا الدين .
---
صالح صواب
11-08-2005, 08:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيمكن معرفة الإجابة على سؤالك هذا من خلال النظر في المراد بتوجيه القراءات، ومجالها.
ولم أقف على توجيه لعلم القراءات فيما بين يدي من المصادر، لكن يمكن القول في تعريفه بأنه:
علم يبحث في قراءات القرآن من حيث الفرق بين معانيها ومرجحات اختيار كل قراءة وتخريجها في لغة العرب.
وقد يفهم البعض أن المراد بحجة القراءات (أو توجيهها) : الحجة التي يستند إليها القارئ في قراءته.(1/970)
والصواب أن (حجة القراءات) أو (توجيه القراءات) ليس هو المستند في القراءة، لأن القراءة سنة متبعة، الأصل فيها التواتر والنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما المقصود بحجة القراءات أو توجيه القراءات، بيان الوجه الذي تخرّج عليه القراءة، وبيان أن هذه القراءات كلها لا تخلو من فوائد متعددة، وأنها لا تخرج عن لغة العرب، وبناء على ذلك فإن بعض علماء العربية يختار قراءة دون أخرى، لارتياحه إلى المعنى الذي تفيده هذه القراءة، لكن لا يجوز إنشاء قراءة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مهما كانت وجاهتها في المعنى، ومهما كانت قوية في اللغة العربية، كما أنه لا يجوز رد قراءة من القراءات الثابتة حتى ولو كان توجيهها في لغة العرب ضعيفا.
ويمكن أن أجمل ما يشتمل عليه هذا العلم فيما يلي:
1 – بيان معنى كل قراءة من القراءات، وتوضيح إن كانت هذه القراءات بمعنى واحد أو بمعان مختلفة، كقراءتي: (على الغيب بضنين) و(بظنين).
2 - بيان وجه كل قراءة في لغة العرب، سواء كان ذلك في الأصول أو في الفرش.
ويتضح ذلك كثيرا في الاختلاف الناتج عن التصريف، كقراءة (يَطْهُرْن) و(يطَّهَّرن)، وكذا الإعراب، كقراءتي: (ليس البرَّ أن تولوا) و(ليس البرُّ) بالرفع.. وغير ذلك كثيرا.
3 - بيان المرجحات والشواهد التي تؤيد اختيار كل قراءة من هذه القراءات.
وهذه الشواهد والمرجحات، تكون من عدة جهات، منها:
أ – لغة العرب، فقد تكون إحدى القراءاتين أكثر شهرة في لغة العرب من القراءة الأخرى.
ب – المعنى، حيث يختلف المعنى – غالبا – باختلاف القراءات، فيذهب كل عالم إلى اختيار قراءة دون الأخرى.
ج – شواهد القراءة، إذ يكون لإحدى القراءات، أو لبعضها أو لها جميعا ما يؤيدها من الألفاظ الأخرى التي لا خلاف في قراءتها.(1/971)
د – السياق، وهو من المرجحات الهامة، إذ ينظر كثير من العلماء إلى بداية الآية ونهايتها، أو إلى ما قبلها وما بعدها من الآيات، فيكون ذلك سببا في الاختيار.
واللفظ توقيفي ولا شك، ولكن قد يأتي في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ما يرجح معنى عند البعض دون الآخر.
وعليه فليس توجيه القراءات آراء مجردة لأهل اللغة، ولكنها آراء مستنبطة من اللغة مأخوذة بضوابط التفسير، فتوجيه القراءات نوع من تفسير القرآن، ومستنده مستند التفسير، والحديث في توجيه القراءات هو نوع من الحديث عن التفسير – على خلاف في تعريف التفسير اصطلاحا –.
أما : هل للمتأخرين من اطلعوا على كتب اللغة حرية التوجيه للقراءة والترجيح بين توجيه وآخر؟
فالجواب: أن لهم ذلك بشروط وضوابط، إذ التوجيه نوع من أنواع التفسير، ومن المعلوم أن كتب اللغة وحدها لا تكفي في فهم القرآن الكريم، وكذلك لا تكفي في توجيه القراءات، ولكن إذا راعى العالم الضوابط في تفسير القرآن، وراعى سياق الآيات ومنهج القرآن الكريم، فذلك جائز.
وهناك مسائل كثيرة لا بد من دراستها والوقوف عليها، من هذه المسائل: ما يتعلق باختيار القراءات، وصحة هذا المنهج، وهل يصح قول العالم: والاختيار كذا ... أم يكتفى ببيان الأوجه دون اختيار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
---
طالب المعالي
11-08-2005, 10:46 PM
أثابك الله اخي الكريم
ولا زلت بحاجة الى توضيح النقطة الاولى
وهل ورد شيئ من التوجيه ( بالمعاني التي ذكرتم )عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو عن صحابته ؟؟؟ لو مثلتم بمثال احسن الله اليكم
وان لم يكن كذلك
فهل يعتبر قول من استند الى اللغة ومعها قواعد التفسير المعتبرة - مقبولا في كل الأحوال ؟؟؟؟
وفقكم الله
---
صالح صواب
11-08-2005, 11:37 PM
بيان النقطة الأولى، وهي: بيان معنى كل قراءة، وتوضيح إن كانت هذه القراءات بمعنى واحد أو بمعان مختلفة ...(1/972)
مثلا قراءتا: (كمثل جنة بربوة) (برَبوة) بفتح الراء، و(برُبوة) بالضم، هما لغتان مشهورتان، بمعنى واحد، ومثل ذلك: قوله: (يحسبهم الجاهل)، و(يحسبن) بفتح السين، وكسرها، وقراءة: (الرعُب) بضم العين، وإسكانها، و(بالبَخَل) بفتحتين، و(بِالبُخل) بضم الباء وإسكان الخاء، فهذه كلها لغتان بمعنى واحد.
وقد يختلف المعنى، وهنا يكون في علم توجيه القراءات بيان لمعنى كل قراءة أولا، وثانيا: يكون فيه بيان مرجحات كل قراءة، وهذه المرجحات قد تكون من حيث المعنى، أو من حيث الإعراب، أو السياق أو ذلك كله، ولولا خشية الإطالة لذكرت أمثلة كثيرة، ولكن أكتفي بالأمثلة الآتية:
– قوله: (فأزلهما الشيطان عنها) قرأ حمزة (فأزالهما) بألف مخففة، وقرأ الباقون (فأزلّهما) بغير ألف مشددا.
فأما قراءة التخفيف فهي من الإزالة والتنحية، وأما قراءة التشديد فهي بمعنى الإيقاع في الزلل.
وحجة من قرأ (فأزالهما) بالتخفيف من الزوال والتنحية:
أ - أنه اتبع في ذلك مطابقة معنى ما قبله على الضد في قوله: (اسكن أنت وزوجك الجنة) فالسكن ثبات في الجنة، وضده الزوال، فسعى إبليس إلى إزالتهما.
ب – أنه مطابق لما بعده في المعنى؛ لأن قوله: (فأخرجهما مما كانا فيه) معناه الزوال، فلفظ الخروج يدل على الزوال.
أما من قرأ (فأزلهما) بدون ألف، مشددة:
أ – قوله عز وجل: (إنما استزلهم الشيطان) أي: أكسبهم الزلة.
ب – أنه ليس للشيطان قدرة على إزالة أحد من مكان إلى مكان وإنما قدرته على إدخاله في الزلل، بدليل قوله عز وجل: (فوسوس لهما الشيطان).
ج – احتمال أن تكون (فأزلهما) من: زلّ عن المكان، إذا تنحى عنه، فتكون القراءتان بمعنى واحد.
مثال آخر:
قوله تعالى: (ولا يُقبل منها شفاعة) قرأ ابن كثير وأبو عمرو (تُقبل) بالتاء، وقرأ الباقون: (يُقبل) بالياء.
فقراءة التاء (تقبل) بتأنيث الفعل، وقراءة الياء: (يقبل) بالتذكير.
وحجة من قرأ (تُقبل) بالتأنيث: أن لفظ الشفاعة مؤنث، وهذا ظاهر.(1/973)
وحجة من قرأ (يُقبل) بالتذكير أمور عدة، منها:
أ – أنه فُصِل بين الفعل والفاعل فَحَسُن تذكير الفعل.
ب – أن تأنيث الشفاعة غير حقيقي.
ج – أن الشفاعة والشفيع بمعنى واحد، فحمل اللفظ على التذكير (الشفيع).
مثال ثالث:
قوله تعالى: (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) قرأ نافع: (تَسْأَلْ) بفتح التاء والجزم، وقرأ الباقون: (تُسألُ) بضم التاء والرفع.
فأما قراءة (ولا تَسألْ) فمعناها النهي عن السؤال عن ذلك، وفي النهي عن ذلك تعظيم ما هم فيه من العذاب، أي: لا تسأل عنهم فقد بلغوا غاية العذاب التي ليس بعدها غاية.
وأما قراءة: (ولا تُسأَل) فهي إخبار بأن النبي – صلى الله عليه وسلم - لا يُسأل عن أصحاب الجحيم، ويجوز أن تكون في موضع حال، أي: أرسلناك بشيرا، ونذيرا، وغير مسؤول عن أصحاب الجحيم.
أو تكون الجملة مستأنفة..
قال مكيّ: ويقوي الرفع أن قبله خبرا، وبعده خبرا، فيجب أن يكون هذا ليطابق ما قبله وما بعده.
مثال أخير:
قوله: (قل فيهما إثم كبير) قرأ حمزة والكسائي: (كثير) بالثاء، وقرأ الباقون: (كبير) بالباء.
فمن قرأ (كثير) بالثاء، فحجته:
أ – أنه جعله من الكثرة حملا على المعنى؛ لأن الخمر تحدث مع شربها آثاما كثيرة، من لغط وسب وأيمان وعداوة وخيانة وتفريط في الفرائض وارتكاب للمحرمات، وهذه آثام كثيرة، فوجب أن توصف بالكثرة.
ب - أن الله ذكر المنافع بالجمع، فوجب أن تكون الآثام جمعا، وإنما يدل على ذلك الكثرة.
ج – أن وصف الإثم بالكثرة أبلغ من وصفه بالكِبَر، لأن الكثرة تستوعب العِظَم ومعنى الكثرة، أما العِظَم فقد لا يستوعب الكثرة، فكل كثير كبير، وليس كل كبير كثيرا.
وأما من قرأ (كبير) بالباء، فحجته:
أ – أن شرب الخمر من الكبائر، فوجب أن يوصف إثمه بالكبر.
ب – قوله تعالى: (وإثمهما أكبر من نفعهما) وهذا يدل على قراءة (كبير).(1/974)
أما هل ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وصحابته شيء في ذلك، فلم أقف على نص صريح في أن معنى هذه القراءة كذا، ومعنى هذه كذا، ولا أظن ذلك موجودا، وإنما قد يُستشهد لمعنى من المعاني لإحدى القراءتين بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو فعله، أو بحكم شرعي مجمع عليه، أو نحو ذلك.
ويبقى لكل قراءة من القراءات ما يشهد لها عند من اختار القراءة بها.
وهل يعتبر قول من استند إلى اللغة ومعها قواعد التفاسير المعتبرة مقبولا في كل الأحوال ...
الجواب: أن هذا هو الأصل، ولكن قد يرد ما يرجح قولا آخر سواه، فالترجيح والقبول يحتاج إلى النظر من جميع الجوانب، فربما كان القول صحيحا في العربية لكن ليس مقصودا في الآية؛ لأن الكلمة الواحدة في اللغة العربية قد يرد لها أكثر من معنى وقد يكون المقصود في موضع الآية معنى دون غيره، كما أن معرفة سبب النزول، ومعرفة عادات العرب .... وغير ذلك سبب مهم في فهم آيات القرآن الكريم.
---
طالب المعالي
11-10-2005, 02:22 PM
احسن الله اليك
---
(1/975)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تلاوة للمقرئ المتقن ابي الحسن محي الدين الكردي
---
تلاوة للمقرئ المتقن ابي الحسن محي الدين الكردي
---
إبراهيم الجوريشي
05-14-2005, 02:12 PM
تلاوة للمقرئ المتقن ابي الحسن محي الدين الكردي
http://s10.yousendit.com/d.aspx?id=1AFEOL530XOMH1W17DVYC3IVQ2
---
(1/976)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تنوع الحركات وأثره في الكشف عن معاني الآيات
---
تنوع الحركات وأثره في الكشف عن معاني الآيات
---
الطيب وشنان
09-06-2006, 01:17 AM
من أوجه القراءات القرآنية
تنوع الحركات وأثره في الكشف عن معاني الآيات
دراسة في سورة البقرة
د. حسن عبد الجليل عبد الرحيم علي العبادلة
جامعة البلقاء التطبيقية – كلية أصول الدين الجامعية- قسم القراءات القرآنية -abadela@yahoo.com
المقدمة:
الحمد لله الذي تقدست أسماؤه ، وتعالت عن العالمين أوصافه ، وحجت الألبابَ آياتُه ، وهدت المؤمنين المسترشدين أنواره وكلماته . وصل اللهم على سيدنا محمد ، مشكاة النور ، وشافي الصدور ، الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة ، وهداها سبيل التقى و العلا في الدارين ، وترك فيها حبل الله المتين ، وصراطه المستقيم ، برهان صدقه إلى يوم الدين . وعلى آله وصحبه أئمة الهدى ، وخير الورى ، الذين ما انفكوا متمسكين بالقرآن الكريم ، يسبرون أغواره ، و يظهرون أنواره ، ويسيرون على نهجه و يأتمرون بأمره ، كل وفق طاقته وجهده .
وبعد :
فمعلوم أن هذا الكتاب الكريم لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تخلق على كثرة الرد آياته ، فمهما اجتهد الإنسان ، وحاول الكشف عن درره الحسان ، فسيبقى هذا حاله على تعاقب السنين و الأيام . وها نحن نشهد عظيم صنع سلف هذه الأمة في خدمة كتاب ربها الكريم ، الذي هو عمدة هذا الدين ؛ فهاهم قد بينوا أوجه قراءته ، وبذلوا وسعهم في الكشف عن معاني آياته و أحكامه ، وأظهروا العديد من أصناف المعارف وبدائع اللطائف ، كل وفق اختصاصه .(1/977)
إلا أنهم لم يبلغوا شأوه ، ولم يحصروا كنهه ، فبقي وسيبقى فياضا بأوجه العلوم ، لا يقوى على مقارعته الخصوم ، يبز كل واحد في تخصصه ، وفي أعلا مرتبته ، ناطقا بلسان الحال : ) وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ((76: يوسف) شاهدا على وحدانية رب العالمين .
ولما رأيت أن أعظم الصلات بالقرآن الكريم هي القراءات القرآنية ، بما تحويه من كشف عن المعاني الإلهية ، أحببت أن أدلي بدلوي في بحر هذا العلم ، وأن أبذل جهدي في إظهار اثر القراءات القرآنية الكريمة في التفسير، وذلك بما تحويه من تجلية للمعاني القرآنية ، وإضافة معاني جديدة . فبدأت بسورة الفاتحة والبقرة وجمعت جوانب القراءات السبع الواردة في هاتين السورتين ، إلا أنني وجدت المادة العلمية طويلة وتحتاج إلى أكثر من بحث ، فقمت بتقسيم القراءات القرآنية الكريمة إلى ثلاثة أقسام ؛ قسم يكمن تنوع الأداء فيه بإثبات الألف وحذفها نحو قوله تعالى: )مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ( و)مالك((4: الفاتحة) ، وقوله تعالى: )وَوَصَّى( )وأوصى( (132:البقرة) . والقسم الثاني يكمن تنوع الأداء فيه بإبدال الحروف نحو قوله تعالى :)نُنْشِزُهَا ( و)ننشرها((259:البقرة) ، وقوله تعالى :)وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ( )ولا تقبل((48 : البقرة) . والقسم الثالث يكمن تنوع الأداء فيه بتنوع الحركات -وهو مدار هذا البحث بإذن الله تعالى- . وأفردت كل قسم من هذه الأقسام ببحث مستقل .
أما منهجي في البحث ؛ فإنني قمت بجمع الآيات القرآنية التي كان تنوع قراءتها من حيث الحركات ، واقتصرت على القراءات التي لها أثر ظاهر في توجيه المعاني القرآنية ، ثم رتبتها وفق ورودها في المصحف الكريم ، وأفردت كل آية في مبحث مستقل ، ثم بيَّنت القراءات الواردة فيها من حيث تنوع الحركات ، ثم ذكرت بعض آراء المفسرين فيها ، وبعد ذلك أظهرت ما يؤديه تنوع القراءات في تفسير الآيات الكريمة والكشف عن معانيها .(1/978)
سائلا المولى الرشيد سبحانه وتعالى رب العرش المجيد ، أن ييسر لي هذا العمل بجوده وكرمه ، وأن يجعله خالصا لوجهه ، و أن يهدي كاتبه وقارئه إلى سواء السبيل .
المبحث الأول: قوله سبحانه وتعالى :
] فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [ (37:البقرة ) .
المسألة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية :
تنوعت أوجه القراءة المتواترة الواردة في هذه الآية الكريمة من حيث تنوع الحركات على وجهين بيَّنهما أهل القراءات على النحو الآتي :
يقول ابن مجاهد([1]) – رحمه الله- : ” واختلفوا في قوله تعالى :)فَتَلَقَّى آدَم مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات ( قرأ ابن كثير([2]) وحده ) فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٌ( . وقرأ الباقون) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ( “([3]) .
وأورد ابن خالويه([4]) –رحمه الله– هذه الأوجه وحجَّتها فقال :” قوله تعالى: ) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ( تقرأ برفع آدمُ ونصب الكلماتٍ ، وبنصب آدمَ ورفع الكلماتٌ . فالحجة لمن رفع آدم أن الله تعالى لما علّم آدم الكلمات فأمره بهن تلقاهن –آدم– بالقبول عنه –سبحانه وتعالى– ، والحجة لمن نصب آدم أن يقول : ما تلقاك فقد تلقيته ، وما نالك فقد نلته، وهذا يسميه النحويون المشاركة في الفعل “([5]). وجمع ابن زنجلة([6]) -رحمه الله – بين سابقيه ، فأورد القراءات وأسندها إلى أصحابها واحتج لكل وجه على نحو ما فعل ابن خالويه - رحمه الله -([7]) .
المسألة الثانية: من أقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة(1/979)
لعلم أهل التفسير بما للقراءات القرآنية الكريمة من عميق أثر في الكشف عن معاني الآيات الكريمة فإنهم لا يكادون يدعون آية تنوعت أوجه أدائها إلا حاولوا بيان معاني هذه الأوجه والجمع بينها. وهذا أمر جلي في أقوالهم ، ومن ذلك ما أورده الإمام الطبري([8]) –رحمه الله – في تفسير هذه الآية حيث يقول : ” )فتلقى آدمُ( قيل إنه أخذ . وقيل أصله التفعُّل من اللقاء كما يتلقى الرجلُ الرجلَ؛ يستقبله عند قدومه من غيبة أو سفر . فكذلك ذلك في قوله )فتلقى( كأنه استقبله فتلقاه بالقبول حين أوحى إليه أو أخبر به ، فمعنى ذلك إذا : فلقى اللهُ آدمَ كلمات توبة ، فتلقاها آدمُ من ربه وأخذها عنه تائبا ، فتاب الله عليه بقيله إياها وقبوله إياها من ربه ... -وأورد عن بعض مشايخه بسنده- قال : لقاهما هذه الآية ) قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(( 23:الأعراف ) “ ([9]) .
ويظهر ذلك أيضا فيما أورده الإمام القرطبي([10]) –رحمه الله – الذي تابع الإمام الطبري في بعض أقواله حيث قال في تفسير هذه الآية :
” )تلقى( قيل : معناه فهم وفطن ، وقيل : قبل وأخذ . وكان عليه السلام يتلقى الوحي أي يستقبله ويأخذه ويتلقفه ، تقول : خرجنا نتلقى الحجيج أي نستقبلهم . وقيل معنى تلقى: تلقن وهذا في المعنى صحيح ولكن لا يجوز أن يكون التلقي من التلقن في الأصل ، لأن أحد الحرفين إنما يقلب ياء إذا تجانسا ، مثل تظنى من تظنن ، وتقصى من تقصص ، ومثله تسريت من تسررت ، وأمليت من أمللت وشبه ذلك . ولهذا لا يقال تقبى من تقبل ، ولا تلقى من تلقن فاعلم . وحكى مكي أنه ألهمها فانتفع بها ، وقال الحسن : قبولها تعلمه لها وعمله بها“([11]) .(1/980)
وجمعه بين أوجه القراءة يظهر في قوله : ” قرأ أبن كثير ) فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٌ( والباقون برفع آدم ونصب كلمات . والقراءتان ترجعان إلى معنى ؛ لأن آدم إذا تلقى الكلمات فقد تلقته . وقيل: لما كانت الكلمات هي المنقذة لآدم بتوفيق الله تعالى له لقبوله إياها ودعائه بها كانت الكلمات فاعلة ، وكأن الأصل على هذه القراءة فتلقت آدمَ من ربه كلماتٌ ، لكن لما بعد ما بين المؤنث وفعله حسن حذف علامة التأنيث وهذا أصل يجري في كل القرآن والكلام إذا جاء فعل المؤنث بغير علامة ومنه قولهم: حضر القاضي اليوم امرأة . وقيل: إن الكلمات لما لم يكن تأنيثه حقيقا حمل على معنى الكلم فذكر “([12]).
وانتهج الإمام البيضاوي([13])–رحمه الله– النهج نفسه حيث أشار إلى القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة وذكر معنى كل وجه وزاد في بيان حقيقة الكلمات المذكورة في الآية الكريمة حيث قال : ” سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت“ ([14]).
ونحو ذلك فَعل ابن الهائم([15]) في تفسير هذه الآية حيث قال: ” )فتلقى آدم( أي قبل وأخذ ، وتلقّى تفعل من اللقاء ، نحو تعدّى من العد . وقبل بمعنى استقبل ، ومنه تلقى فلانٌ فلانا استقبله . ويتلقى الوحي أي يستقبله ويأخذه ويتلقفه ... وقال القفال([16]) : التلقي التعرض للقائم يوضع موضع القبول والأخذ ، ومنه)وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ( (6 :النمل) وتلقيت هذه الكلمة من فلان اتخذتها منه “([17]) .
المسألة الثالثة : أثر القراءات في التفسير
المتأمل بعين البصيرة في هذه الآية الكريمة بقراءتيها يجد أنها قبس نور يلألئ درر المعاني القرآنية فتظهر مكتملة برّاقة مسلّّمة لا شية فيها ، وهذا أمر يصدق على كل آيات القرآن الكريم وقراءاته المتواترة .(1/981)
وهذه المعاني التي تظهرها الآية الكريمة بقراءتيها لا تُسْتَوف إلا بكلتا القراءتين ؛ فالقراءة الأولى في هذه الآية الكريمة وهي قوله تعالى : )فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٌ( دلت على عظيم سعة رحمة الله سبحانه وتعالى وأنها وسعت كل شيء ؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي أرسل هذه الكلمات إلى سيدنا آدم عليه وعلى نبينا أكمل الصلاة والسلام ، ولعظيم أمرها أُسْنِد إليها الفعل ، فكأنها دثار رحمة منقطع النظير يتحرك بذاته ليُدخِل سيدَنا آدمَ عليه السلام في كنفه ، ويغمره بالرحمة الإلهية ، فهذه الكلمات هي مصدر الرّحمة لسيدنا آدم عليه السلام.
أما القراءة الثانية وهي قوله تعالى : )فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ( ، فإنها تدل على امتثال سيدنا آدم عليه السلام لأمر الله سبحانه وتعالى ، وأنه تلقى الكلمات الإلهية الكريمة بكل غبطة وسرور وإعزاز وتقدير ، وعمل بمقتضاها . فهي هنا كأنها عين سلسبيل لا يدركها وصف عذوبة أو صفاء ، تطهَّر بها سيدُنا آدم عليه السلام ونَهل من رحيقها المختوم وأخرج لؤلؤها المكنون ، فحظي بالمغفرة الإلهية لعمله بها وامتثاله لأمرها ، فعمله بها أساس رحمته.
فالقراءتان تظهران المعنى مكتملا دون نقص ، ولا تنفصل إحداهما عن الأخرى ؛ فالتوبة التي مَنَّ الله تعالى بها على سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام في قوله سبحانه وتعالى : ]فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[ كانت ثمرة لأمرين لا ينفصل أحدهما عن الآخر ، الأول : رحمة الله سبحانه وتعالى وإرادته تعليم آدم هذه الكلمات وإرسالها إليه ، والثاني : تلقي سيدنا آدم عليه السلام لهذه الكلمات وعمله بها .(1/982)
فمن أحب أن تحل به رحمة الله وينال مرضاته ويكفر عنه سيئاته فما عليه إلا أن يعمل صالحا وفقا لقوله سبحانه وتعالى : ) قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ ( (156:الأعراف ). وبذلك تكون هذه الآية الكريمة بقراءتيها بَيَّنََت شَرْطَي توبة الله على العبد ، وأنه لابد من عمل العبد الذي يبرهن به صدق إيمانه واتباعه لأمر ربه . وهذا الكشف عن المعنى من كل جوانبه إن دل على شيء فإنما يدل على كمال بيان القرآن الكريم الذي لا يدرك شأوه مخلوق .
المبحث الثاني : قوله سبحانه وتعالى :
] وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ[ (83:البقرة ).
المسألة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة
تنوعت أوجه القراءة في قوله تعالى )حسنا( وهذا ما أظهره أهل هذا الشأن .
يقول ابن مجاهد : واختلفوا في قوله )وقولوا للناس حسنا( في ضم الحاء وسكون السين ، وفتحها وفتح السين ؛ فقرأ ابن كثير وأبو عمرو([18]) ونافع([19]) وعاصم([20]) وابن عامر([21]) )حُسْنا( بالضم والتسكين . وقرأ حمزة([22]) والكسائي([23]) )حَسَنا( بالفتح ([24]) .(1/983)
وذكر ابن خالويه القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة على النحو السابق ، ثم احتج لكل وجه بقوله :” فالحجة لمن ضم أنه أراد المصدر والاسم ودليله قوله ) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً((8:العنكبوت) ، والحجة لمن فتح أنه أراد قولا حسنا فأقام الصفة مقام الموصوف والأول أصوب ([25]) لأن الصفة مفتقرة إلى الموصوف كافتقار الفعل إلى الاسم“([26]).
وأورد ابن زنجلة القراءات المتواترة الواردة في هذه الآية الكريمة وأسهب في احتجاجه لكل وجه فقال : ” قرأ حمزة والكسائي:) وَقُولُوا لِلنَّاسِ حَسَناً(بفتح الحاء والسين ، وحجتهم أن حسنا وصف للقول الذي كف عن ذكره لدلالة وصفه عليه , كأن تأويله وقولوا للناس قولا حسنا ، فترك القول واقتصر على نعته . وقد نزل القرآن بنظير ذلك فقال جل وعز: )وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ( (3:الرعد) ولم يذكر الجبال وقال:)أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ( (11:سبأ) ولم يذكر الدروع إذ دل وصفها على موصوفها . وقرأ الباقون حُسْنا بضم الحاء وحجتهم أن الحُسن يجمع ، و الحَسَن يتبعض ؛ أي قولا للناس الحسن في الأشياء كلها . فما يجمع أولى مما يتبعض([27]) . قال الزجاج وفي قوله حُسْنَا قولان : المعنى قولا للناس قولا ذا حسن ، وزعم الأخفش أنه يجوز أن يكون حسنا في معنى حسن - كما قيل البَخل والبُخل والسَّقَم والسُّقم وفي التنزيل )إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ((148:النساء) - ثم بدل ، نحو قوله تعالى : )وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً(( 8 :العنكبوت) ، وقوله تعالى: )تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ(1/984)
الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( (85:البقرة) “([28]) .
المسألة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة
تنوعت مذاهب المفسرين في محاولة الكشف عن معنى هذه الآية الكريمة ، فمنهم من فسَّر ظاهر أوجه القراءات المتواترة الواردة فيها ، ومنهم من حاول الكشف عن حقيقة الألفاظ المأمور بها مستشهدا بأقوال أئمة التفسير السابقين لعهده . ومن ذلك قول الإمام الطبري –رحمه الله-: ”واختلف أهل العربية في فرق ما بين معنى قوله حَسَنا وحُسْنا ؛ فقال بعض البصريين: هو على أحد وجهين ؛ إما أن يكون يراد بالحَسَن الحُسْن وكلاهما لغة كما يقال البَخَل والبُخْل ، وإما أن يكون جعل الحَسَن هو الحُسْن في التشبيه ؛ وذلك أن الحُسْن مصدر و الحَسَن هو الشيء الحسن ... وقال آخر بل الحَسَن هو الاسم العام الجامع جميع معاني الحُسْن ، و الحَسَن هو البعض من معاني الحُسْن ، ولذلك قال جل ثناؤه إذ أوصى بالوالدين ) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً( (8:العنكبوت ) يعني بذلك : أنه وصَّاه فيهما بجميع معاني الحُسْن ، وأمر في سائر الناس ببعض الذي أمره به في والديه فقال ) وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً( يعني بذلك بعض معاني الحسن . والذي قاله هذا القائل في معنى الحُسْن بضم الحاء وسكون السين غير بعيد من الصواب وأنه اسم لنوعه الذي سمي به . وأما الحَسَن فإنه صفة وقعت لما وصف به “ ([29]) .
واقتصر الواحدي([30]) على بيان دلالة الآية الكريمة فقال : ” )وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً( أي صدقا وحقا في شأن محمد عليه السلام وهو خطاب لليهود “([31]) .(1/985)
وأورد القرطبي العديد من الآراء في تفسير هذه الآية الكريمة فقال : ” قوله تعالى )وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً( حُسْنا نصب على المصدر على المعنى لأن المعنى ليحسن قولكم ، وقيل : التقدير وقولوا للناس قولا ذا حسن ، فهو مصدر لا على المعنى . وقرأ حمزة والكسائي حَسَناً بفتح الحاء والسين ، قال الأخفش : هما بمعنى واحد … قولوا لهم لا إله إلا الله ومروهم بها ، وقال ابن جريج([32]): قولوا للناس صدقا في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ولا تغيروا نعته . وقال سفيان الثوري : مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر . وقال أبو العالية([33]) : قولوا لهم الطيب من القول ، وجازوهم بأحسن ما تحبون أن تجازوا به . وهذا كله حض على مكارم الأخلاق ، فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينا ، و وجهه منبسطا ، طلقا مع البر والفاجر والسني والمبتدع ، من غير مداهنة ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضى مذهبه ، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون : ) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً ( (44: طه) فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون ، والفاجر ليس بأخبث من فرعون ، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه . وقال طلحة بن عمر: قلت لعطاء: إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة ، وأنا رجل في حدة فأقول لهم بعض القول الغليظ . فقال : لا تفعل . يقول الله تعالى : )وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً( فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفي . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة : لا تكوني فَحَّاشَة ([34]) فإن الفُحْشَ لو كان رجلا لكان رجل سوء([35]) . وقيل : أراد بالناس محمدا صلى الله عليه وسلم كقوله : )أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ(( 54 : النساء ) فكأنه قال : قولوا للنبي صلى الله عليه وسلم حسنا“([36]).(1/986)
وهذا هو مذهب الثعالبي في تفسير هذه الآية حيث أورد عددا من أقوال أئمة التفسير المتقدمين فيها لكنه لم يزد شيئا عما أورده القرطبي ([37]) .
واقتصر أبو السعود([38]) على الدلالة العامة للآية الكريمة فقال : ” )وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً( أي قولوا حسنا ، سماه حسنا مبالغة ... والمراد به ما فيه تخلق وإرشاد “([39]) . وهذا ما ذهب إليه النسفي([40]) أيضا ([41]) .
المسألة الثالثة : أثر القراءات في التفسير
من أنعم النظر في القراءات القرآنية الواردة في هذه الآية الكريمة ، يجد أنها كالنبع فياضة بالمعاني ، وهي برهان ظاهر في الدلالة على بلاغة القرآن الكريم و إيجازه ؛
فالقراءة بالفتح حَسَناً تدل على صفة القول أي أنه قول حسن ، فكأنه قول مخصوص وصف بأنه حسن ، وهنا يبدأ البحث عن ماهية هذا القول الموصوف بهذه الصفة ، وهذا باب فياض بالمعاني ، فما أورده المفسرون في بيان حقيقة هذا القول كله ينطوي تحت صفة الحسن ؛ فبيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب السابقة قول حسن ، والشهادة بالوحدانية لله وبرسالة النبي صلى الله عليه وسلم قول حسن أيضا … وهذا كله أُمِرَ به بنو إسرائيل وأٌخِذَ عليهم الميثاق به .
والقراءة بالضم والإسكان حُسْناً تدل على المصدرية ، فهي تدل على أن الميثاق المأخوذ على بني إسرائيل يلزمهم بأن لا يحدثوا الناس إلا بالحسن المطلق في كل أمر ، ومما يتضمنه هذا الحسن بيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم … .
المبحث الثالث : قوله سبحانه وتعالى :
) مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[(106:البقرة).
المسألة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة
وردت في هذه الآية الكريمة أكثر من لفظة تعددت أوجه قراءتها وهذا ما نقله أهل العلم والاختصاص وأثبتوه في مصنفاتهم ، ومن ذلك قول ابن مجاهد :(1/987)
” واختلفوا في قوله تعالى )ما ننسخ من ءاية( في فتح النون الأولى وضمها وفتح السين وكسرها . فقرأ ابن عامر وحده ما نُنسِخ بضم النون الأولى وكسر السين وقرأ الباقون ما نَنسَخ بفتح النون الأولى والسين مفتوحة . واختلفوا في قوله ننسها في ضم النون الأولى وترك الهمزة وفتح النون مع الهمزة ، فقرأ ابن كثير وأبو عمرو نَنسأها بفتح النون مع الهمزة والباقون نُنْسِها“ ([42]) .
وأورد ابن خالويه هذه القراءات الكريمة واحتج لكل وجه حيث قال :
” قوله تعالى )مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ( يقرأ بضم النون وفتحها . فالحجة لمن ضم أن المعنى ما نُنْسخُك يا محمد من آية ، كقولك أنسختٌ زيدا الكتابَ ، ويجوز أن يكون ) ما نُنْسِخُ من آية ( أي نجعلها ذات نسخ كقوله تعالى ) فَأَقْبَرَهُ((21 :عبس) أي جعله ذا قبر ، والحجة لمن فتح أنه جعله من الأفعال اللازمة لمفعول واحد . قوله تعالى أو) نَنْسَأها ( يقرأ بفتح النون والهمز ، وبضمها وترك الهمز. فالحجة لمن فتح النون وهمز أنه جعله من التأخير ، أو من الزيادة ، ومنه قولهم نسأ الله أجلك وأنسأ في أجلك . والحجة لمن ضم وترك الهمز أنه أراد الترك يريد أو نتركها فلا ننسخها “([43]) .
المسألة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة
تعددت أقوال المفسرين في بيان معنى هذه الآية الكريمة وسأورد فيما يأتي بعض آرائهم في تفسيرها .(1/988)
يقول الإمام شهاب الدين : ” )مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ( النسخ على ثلاثة معان ؛ أحدها : نقل الشيء من موضع إلى موضع كقوله ) إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(( 29: الجاثية) . الثاني : نسخ الآية بأن يبطل حكمها ويكون لفظها متروكا كقوله ) قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ (( 14: الجاثية) نسخت بقوله ) فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ( (5: التوبة) . والثالث : أن تقلع الآية من المصحف ومن قلوب الحافظين يعني في زمن النبي ويقال )مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ( أي نبدل ومنه قوله عز وجل) وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ( (101 : النحل). والنسخ له في اللغة معنيان مشهوران ؛ الإزالة والنقل . وقيل هو مقول عليهما بالاشتراك فيكون حقيقة فيهما أو حقيقة في أحدهما مجاز في الآخر “ ([44]) .
وقد جمع جلال الدين السيوطي بسلاسة عددا من الأقوال الواردة في تفسير هذه الآية الكريمة حيث قال : ” ولما طعن الكفار في النسخ وقالوا إن محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا ، نزل (ما) شرطية (ننسخ من آية) أي: نزل حكمها إما مع لفظها أو لا. وفي قراءة بضم النون من أُنْسِخ أي نَأمُرُك أو جبريلُ بنسخها. أو ( نَنْسَأها ): نؤخرها، فلا ننزل حكمها ونرفع تلاوتها، أو نؤخرها في اللوح المحفوظ. وفي قراءة بلا همز من النسيان أي: نُنْسِكَهَا أي: نَمْحُها من قلبك. وجواب الشرط: (نأتي بخير منها)، أنفع للعباد في السهولة أو كثرة الأجر، (أو مثلها) في التكليف والثواب (ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) ومنه النسخ والتبديل “ ([45]) .
المسألة الثالثة : أثر القراءات في التفسير(1/989)
إن القراءات القرآنية الكريمة الواردة في هذه الآية الكريمة تدل دلالة قاطعة على مصدر القرآن الكريم ، ونزاهة النبي صلى الله عليه وسلم وأمانته في التبليغ عن ربه سبحانه وتعالى ، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يتقول في القرآن الكريم على الله شيئا مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : ) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ # لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ# ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ((الآيات 44-46: الحاقة)، وهذه القراءات القرآنية تشير إلى أنه لا يد لمخلوق في التصرف بألفاظ القرآن الكريم ؛
فالقراءة بالضم )نُنْسِخ( تدل دلالة صريحة على أن الآمر بالنسخ هو الله سبحانه وتعالى وأنه ليس على النبي صلى الله عليه وسلم إلا الإتباع لأوامر الله سبحانه وتعالى ، فالأمر موجه من الله سبحانه وتعالى إلى نبيه الكريم بذلك ، وهذا رد ظاهر على الكفار في اتهامهم للنبي صلى الله عليه وسلم .(1/990)
والقراءة بالفتح )نَنْسَخ( تشير إلى الفاعل الحقيقي للنسخ وهو الله سبحانه وتعالى ، وكأن فعل الصحابة برسم المصحف ليس منهم حقيقة بل هو خاص بالله سبحانه وتعالى ، فإن كان الظاهر أن الصحابة هم الذين يكتبون ما يأمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن إسناد الفعل في )نَنْسَخ( لله سبحانه وتعالى يدل على أنهم لم يتجاوزوا أمر الله سبحانه وتعالى في شيء ، فكان الأمر كما أراد الله سبحانه وتعالى تماما دون نقص . ونحو ذلك يقال في )نُنْسِها( و )نَنْسَأها( ؛ فمعنى القراءة الأولى :أي نأمر غيرنا بنسيانها ، ومعنى القراءة الثانية : أي يؤخر إنزالها . فكلاهما يدل على أنه ليس للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لأحد من الخلائق أن يغيّر شيئا من القرآن . وإن أخِّر حكم آية ، أو رفعت من قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، فليس مرجع ذلك إلى تقصير من النبي صلى الله عليه وسلم ، بل مرجعه إلى الله سبحانه وتعالى ، القائل : )سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى# إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى(( 6-7 :الأعلى) .
المبحث الرابع : قوله سبحانه وتعالى :
] إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ [( 119 :البقرة) .
المسألة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة
أورد ابن خالويه أوجه القراءات المتواترة في هذه الآية الكريمة وأشار إلى حجة كل وجه فقال : ” قوله تعالى)ولا تسأل( يقرأ بالرفع-)تُسْألُ(-، والجزم-)تَسْألْ(- . فالحجة لمن رفع أنه أخبر بذلك وجعل لا نافية بمعنى ليس … والحجة لمن جزم أنه جعله نهيا“([46]) .(1/991)
وتابع ابن زنجلة قول ابن خالويه وزاد شيئا من التوجيه حيث قال: ” –ولا تُسْأَلُ - رفعه من وجهين ؛ أحدهما أن يكون ولا تُسْأَلُ استئنافا ، كأنه قيل : ولست تسأل عن أصحاب الجحيم ، كما قال ) فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ((40: الرعد). والوجه الثاني على الحال ، فيكون المعنى وأرسلناك غير سائل عن أصحاب الجحيم “([47]) .
واقتصر ابن مجاهد على ذكر أوجه القراءة وأصحاب كل وجه فقال :
” واختلفوا في قوله: )ولا تسأل عن أصحب الجحيم( في ضم التاء مع رفع اللام ، وفتحها مع جزم اللام ؛ فقرأ نافع وحده )ولا تَسْألْ( مفتوحة التاء مجزومة اللام ، وقرأ الباقون) وَلا تُسْأَلُ ( مضمومة التاء مرفوعة اللام“([48]) .
المسالة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة
ذكر الإمام الطبري رحمه الله أوجه القراءات القرآنية المتواترة الثابتة في هذه الآية الكريمة ، و بين تأويل كل وجه من أوجهها فقال : ” قرأت عامة القراء ) وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ( بضم التاء من تُسألُ ورفع اللام منها على الخبر ، بمعنى يا محمد إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ، فبلغت ما أرسلت به ، وإنما عليك البلاغ والإنذار، ولست مسئولا عمن كفر بما أتيته به من الحق وكان من أهل الجحيم . وقرأ ذلك بعض أهل المدينة ) ولا تَسْألْ ( جزما بمعنى النهي، مفتوح التاء من تَسألْ وجزم اللام منها ، ومعنى ذلك على قراءة هؤلاء إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا لتبلغ ما أرسلت به ، لا لتسأل عن أصحاب الجحيم ، فلا تسأل عن حالهم “([49]) .(1/992)
ونحو ذلك فعل القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة حيث قال : ” قال مقاتل([50]) : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أنزل الله بأسه باليهود لآمنوا فأنزل الله تعالى ) وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ( برفع تسال وهي قراءة الجمهور ، ويكون في موضع الحال بعطفه على بشيرا ونذيرا ، والمعنى إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا غير مسئول . وقال سعيد الأخفش([51]) ولا تَسْألْ بفتح التاء وضم اللام ، ويكون في موضع الحال عطفا على بشيرا ونذيرا ، والمعنى : إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا غير سائل عنهم ، لأن علم الله بكفرهم بعد إنذارهم يغني عن سؤاله عنهم ، هذا معنى غير سائل . ومعنى غير مسئول لا يكون مؤاخذا بكفر من كفر بعد التبشير والإنذار “ ([52]) .
ولا يخرج ما أورده النسفي في تفسير هذه الآية عما سبق وإن اختلفت عبارته حيث يقول : ” إنا أرسلناك بالحق بشيرا للمؤمنين بالثواب ونذيرا للكافرين بالعقاب)وَلا تُسْأَلُ عن أصحاب الجحيم( ولا نسألك عنهم ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بلغت وبلغت جهدك في دعوتهم وهو حال كنذير أو بشير أو بالحق أي وغير مسئول أو مستأنف قراءة نافع ولا تَسْألْ عن النهى ومعناه تعظيم ما وقع فيه الكفار من العذاب كما تقول كيف فلان سائلا عن الواقع في بلية فيقال لك لا تسأل عنه وقيل نهى الله نبيه عن السؤال عن أحوال الكفرة “ ([53]) .
وتكاد عبارة الشوكاني([54]) تتفق في تفسير هذه الآية الكريمة مع عبارة النسفي ([55]).(1/993)
أما الثعالبي فقد أضاف إضافة جميلة حيث يقول : ” قرأ نافع وحده ) ولا تَسْألْ( أي لا تسأل عن شدة عذابهم ، كما تقول : فلان لا تسأل عنه . تعني أنه في نهاية تشهره من خير أو شر… وتحتمل هذه القراءة معنى آخر ، وهو والله أعلم أظهر ؛ أي ولا تَسْألْ عنهم سؤال مكترث بما أصابهم ، أو بما هم عليه من الكفر الذي يوردهم الجحيم ، نظير قوله عز وجل )فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ (( 8: فاطر) . وأما ما روي…من أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ما فعل أبواي فنزلت الآية في ذلك فهو بعيد ، ولا يتصل أيضا بمعنى ما قبله “([56]).
وهذا الأمر هو الذي أتبناه وذلك لعدّة أمور منها ما أورده الإمام السيوطي في بيانه لأسانيد الآثار المروية وللأسباب الآتية أيضا :
1- أن والدي النبي صلى الله عليه وسلم توفيا قبل بعثته ؛ فأبوه صلى الله عليه وسلم توفي قبل أن يولد ، وتوفيت أمه صلى الله عليه وسلم وهو في السادسة من عمره ([57]) ، فكيف يكونا من أصحاب الجحيم ولم تأتهم رسالة . قال تعالى :)وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً( (15 :الإسراء) ، فهما من أهل الفترة ؛ قال تعالى ) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( (19:المائدة) .
2- ورد في الآثار السابقة التي ردّها الإمام السيوطي من حيث السند قول النبي صلى الله عليه وسلم : ليت شعري ... . وهذا من حيث المتن أردّه أيضا ؛ فمن يقول ليت شعري مرّة لا بد أن يكررها في قوله مرّة أخرى ولا نجد حديثا آخر ورد فيه مثل هذا اللفظ ، بل الأكثر من ذلك أن هذا القول يخالف نص الآية الكريمة )وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ( (69:يس) .(1/994)
المسالة الثالثة : المعنى المستفاد من تنوع القراءات
تأمل أخي الحبيب بَصَّرَنِي الله وإياك بنور كتابه كيف أن تنوع القراءات في هذه الآية الكريمة يظهر إعجاز القرآن في بيانه ، فهو ليس بَيِّنٌ فقط بل هو مُبِينٌ معرب ومفصح عن كل ما يحويه من معاني على نحو قوله سبحانه وتعالى : ) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ(( 195: الشعراء) ، وكل قراءة من القراءات المتواترة تصف جانبا من جوانب المعنى كأنها آية مستقلة ، وعند الجمع بين القراءتين تنجلي حقيقة المعنى مكتملة دون نقص .
فهذه الآية الكريمة بقراءتيها تدل دلالة ظاهرة على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على كل البشرية أن يهديها الله سبحانه وتعالى سبيل الصلاح والتقى ، وهذا ما تؤيده الآيات الأخرى ومنها قوله تعالى : ) فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ( (8:فاطر) ، وقوله تعالى : )يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ((41: المائدة) . وتدل أيضا على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأل جهدا في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ولم يقصِّر في شيء ، وإنما كان كُفْرُ من كَفرَ لعدم إتباعه سبيل الرشد التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وفساد سريرة الكافر وفقا لقوله سبحانه وتعالى : )وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً(( 75: الكهف) ، وقوله سبحانه وتعالى : )إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(( 56: القصص).(1/995)
المبحث الخامس : قوله سبحانه وتعالى :
]وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ[( 125: البقرة) .
المسالة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة
أشار ابن مجاهد إلى أوجه القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة مسندا كل وجه إلى من قرأ به فقال : ” واختلفوا في قوله تعالى : ) وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً ( في فتح الخاء وكسرها ؛ فقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي )وَاتَّخِذُوا( مكسورة الخاء ، وقرأ نافع وابن عامر )وَاتَّخَذُوا( مفتوحة الخاء على الخبر “ ([58]) .
وذكر ابن خالويه القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة وبَيَّن وجه كل قراءة فقال : ” قوله تعالى ) وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً ( يقرأ بكسر الخاء وفتحها . فالحجة لمن كسر أنهم أُمِرُوا بذلك ، ودليله قول عمر : أفلا نتخذه مصلى فأنزل الله ذلك موافقا به قوله([59]). والحجة لمن فتح أن الله تعالى أخبر عنهم بذلك بعد أن فعلوه “ ([60]) .(1/996)
وأسهب ابن زنجلة في بيان حجة أصحاب كل وجه حيث فقال : ” قرأ ابن عامر ونافع )وَاتَّخَذُوا( من مقام إبراهيم بفتح الخاء ، وحجتهما أن هذا إخبار عن ولد إبراهيم صلى الله عليهم أنهم اتَّخَذُوا مقام إبراهيم مصلى وهو مردود إلى قوله ]وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخَذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً ( . وقرأ الباقون: )وَاتَّخِذُوا( بكسر الخاء ، وحجتهم في ذلك ما روي في التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عمر فلما أتى على المقام قال له عمر : هذا مقام أبينا إبراهيم صلى الله عليه ؟ قال : نعم . قال : أفلا نتخذه مصلى ؟ فأنزل الله جل وعز ) وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً ( يقول : وافعلوا “([61]) .
المسألة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية
اختلفت أساليب المفسرين في الكشف عن معنى هذه الآية الكريمة ، ومن أشمل الأقوال في تفسيرها ما أورده أبو السعود حيث يقول :(1/997)
” ) وَاتَّخِذُوا من مقام إبراهيم مصلى ( على إرادة قول هو عطف على جعلنا ، أو حال من فاعله ؛ أي وقلنا أو قائلين لهم اتَّخِذُوا الخ . وقيل هو بنفسه معطوف على الأمر الذي يتضمنه قوله عز وجل)مثابة للناس( كأنه قيل ثوبوا إليه وَاتَّخِذُوا الخ ... وقيل هي جملة مستأنفة . والخطاب على الوجوه الأخيرة له عليه السلام ولأمته ... والمراد بالمصلى إما موضع الصلاة ، أو موضع الدعاء . روي أنه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عمر رضي الله عنه فقال : هذا مقام إبراهيم . فقال رضي الله عنه : أفلا نتخذه مصلى ؟ فقال لم أؤمر بذلك . فلم تغب الشمس حتى نزلت . وقيل المراد به الأمر بركعتى الطواف لما روى جابر رضي الله عنه أنه عليه السلام لما فرغ من طوافه عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفة ركعتين . وقرأ)واتَّخَذوا( على صيغة الماضي عطفا على جعلنا أي واتخذ الناس من مكان إبراهيم الذي وسم به لاهتمامه به وإسكان ذريته عنده قبلة يُصَلّون إليها “ ([62]) .
وأسهب الجصاص في الاستشهاد على وجوب ركعتي الطواف ([63]) ، أما البيضاوي فأورد الأقوال السابقة وأشار إلى أن الإمام الشافعي له فيها قولان([64]) .
المسألة الثالثة : أثر القراءات في التفسير
إن القراءات المتواترة الواردة في هذه الآية الكريمة تعد شاهدا على بلاغة القرآن الكريم و إيجازه ؛ حيث جمعت هذه القراءات جانبي المعنى ، وكأن كل قراءة منهما آية مستقلة .
فالقراءة الأولى )واتَّخذوا( تدل على فعل الأمم السابقة ، وهذا أمر قد جاءت في معرض المدح باستحباب فعلهم ، فإن كانت الأمم السابقة اتخذت هذا المقام مصلى فالأولى بنا ونحن أمة النبي صلى الله عليه وسلم أن نتخذه مصلى أيضا ، وفقا لقول الله سبحانه وتعالى :
) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ( (68: آل عمران).(1/998)
والقراءة الثانية )واتَّخِذوا( تدل على أمر الله سبحانه وتعالى هذه الأمة باتخاذ مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام مصلى .
وهذا المعنى المتكامل لهذه الآية بالإشارة لما سبق من فعل الأمم وأمر هذه الأمة لم يكن ليظهر بهذا الكمال لو أن القراءة كانت بوجه واحد . فتنوع اللفظ أدى ما تؤديه عبارات ، وليس هنالك أوجز وأدل على المعنى من ذلك .
المبحث السادس : قوله سبحانه وتعالى :
) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [(260: البقرة).
المسألة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة :
تنوعت أوجه أداء قوله تعالى )فصرهن( من حيث الحركات ، وهذا ما أظهره أهل القراءات ، فبيَّن ابن مجاهد أصحاب كل قراءة فقال : ” قرأ حمزة وحده )فَصِرهن( بكسر الصاد . وقرأ الباقون:)فصُرهن( بالضم “ ([65]) .
وأورد ابن زنجلة هذه الأوجه وحجّتها فقال :” قرأ حمزة )فصِرهن( إليك بكسر الصاد أي قطعهن وشققهن ومزقهن ، وفي الكلام تقديم وتأخير ؛ يكون معناه فخذ أربعة من الطير إليك فصرهن ، فيكون إليك من صلة خذ . وقرأ الباقون )فصُرهن( بضم الصاد ، أي أَمِلْهُن واجمَعْهُن . وقال الكسائي : وجههن إليك ، قال والعرب تقول صِر وجهَك إليّ أي أقبل علي واجعل وجهك إلي . وكان أبو عمرو يقول ضمهن إليك ، ومن وجه قوله فصُرهن إليك إلى هذا التأويل كان في الكلام عنده متروك ويكون معناه فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم قطعهن ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا “ ([66]) .
المسألة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية(1/999)
تنوعت أساليب أصحاب التفسير في الكشف عن المراد من هذه الآية الكريمة إلا أنهم لم يخرجوا عما أورده ابن زنجلة في قوله السابق .
فغالبهم يشير إلى معاني القراءات في قوله تعالى :) فصرهن (. فبكسر الصاد يكون معناها التقطيع والتمزيق ، وبضمها يكون معناها الإمالة والجمع ([67]) .
المسألة الثالثة : المعنى المستفاد من تنوع القراءات
يصدق على هذه المسألة ما أسلفته عن المسالة السابقة ، فهي أيضا تعد برهانا ظاهرا يشهد على بلاغة القرآن الكريم وإيجازه . بحيث يكشف القرآن الكريم عن معاني الآيات الكريمة بصورة متكاملة لا نقص فيها ، ويجيب عما يجيش في النفس الإنسانية من أسئلة قبل أن يطرحها صاحبها ؛
فالآية الكريمة دلت على أن أمر الله سبحانه وتعالى الذي وجهه إلى سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام اشتمل على أمرين : أحدهما أن يأخذ أربعة من الطير فيمسكهن ويتأكد منهن ليميز كل واحد منهن عن الآخر ، والأمر الآخر : أن يذبحهن و يمزقهن ويخلطهن ليتيقن من موتهن ، ثم يجعل على كل جبل منهن جزءا …
ولو كانت القراءة بوجه واحد لبقي السؤال في النفس عن القسم الآخر ؛ فلو كانت القراءة بالضم فقط )فصُرهن( فإنها تفيد أن الأمر كان لسيدنا إبراهيم عليه السلام أن يجمعهن ليتأكد منهن ، ولا تجيب عن القسم الآخر وهو أن الله سبحانه وتعالى قد أمره بذبحهن ليتأكد هو بنفسه عليه السلام من موتهن .
ولو كانت القراءة بالوجه الثاني فقط أي بالكسر )فصِِِِرهن( والتي تفيد الذبح والتقطيع ، لبقي سؤال في الذهن هل قام سيدنا إبراهيم عليه السلام بذبح الطيور بنفسه وتأكد أنها قد فارقت الحياة .
وهذه المعاني الفياضة حواها تنوع يسير في أداء اللفظ القرآني ، وهذا وجه من أوجه الإيجاز والبيان القرآني منقطع النظير .
الخاتمة(1/1000)
الحمد لله الذي مَنَّ علي بما لا أحصي من النعم ، ويسر لي إنهاء هذا البحث ، سبحانه إنه أهل الفضل الذي لا يحصى ، وأهل العطاء الذي لا ينفد ، فإن كان فيه سداد فذلك الفضل من الله ، وإن كان فيه نقص وزلل فهذا حالي حال البشر .
وبما أن العادة جرت على أن تتضَمَّن الخاتمة أهم النتائج والتوصيات ، فإنني لن أخرج عما رآه أهل العلم حسنا ، فأقول :
إن القراءات القرآنية الكريمة المتواترة كلها في مرتبة واحدة من الرفعة إذ كلها ثابتة ومتلقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأسانيد المتواترة ، فلا ينبغي أن نرد شيئا منها ، أو نُحَسِّن بعضها دون بعض .
وكل وجه من أوجه القراءة المتواترة هو بمثابة آية مستقلة في كمال بيانها ، ولا تظهر حقيقة المعاني القرآنية في الآيات الكريمة بكمالها إلا بالجمع بين أوجه القراءات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وأوجه تنوع القراءة في أي آية كريمة يعد من أهم الأمور التي تسهم في إظهار المعنى الشمولي للآية القرآنية .
وأوصي طلبة العلم أن تتضافر جهودهم لإظهار أثر القراءات القرآنية المتواترة في جميع الأوجه العلمية والبيانية والتفسير والإعجاز …
حاشية التوثيق
1. ابن مجاهد الإمام المقرئ المحدث النحوي شيخ المقرئين أبو بكر أحمد بن موسى ابن العباس بن مجاهد البغدادي ، مصنف كتاب السبعة، ولد سنة خمس وأربعين ومئتين، أخذ الحروف عرضا عن طائفة وانتهى إليه علم هذا الشأن، وتصدر مدة وقرأ عليه خلق، وكان ابن مجاهد صاحب لطف وظرف يجيد معرفة الموسيقى، وكان في حلقته من الذين يأخذون على الناس أربعة وثمانون مقرئا، توفي في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاث مئة . محمد ابن أحمد بن عثمان الذهبي ( 673- 748هـ ) ، سير أعلام النبلاء ، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ومحمد نعيم ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1413هـ (ط9) ، ج 15، ص272- 273(1/1001)
2. عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز ،الإمام العلم مقرئ مكة وأحد القراء السبعة، أبو معبد الكناني الداري المكي مولى عمرو بن علقمة الكناني، وثقه النسائي، وعاش خمسا وسبعين سنة ، ولد بمكة سنة 48، ومات سنة عشرين ومائة. ابن خلكان . أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر (608-681 هـ)، وفيات الأعيان وأنباء الزمان ، تحيقيق: د.إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت ،1968،ج2 ص 41 ، و ينظر الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج5 ، ص 318-319
3. أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس التميمي البغدادي ابن مجاهد (245-324هـ) ، كتاب السبعة في القراءات، تحقيق: د.شوقي ضيف، دار المعارف ،القاهرة ، 1400هـ (ط2)، ص 154 . وينظر أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت444هـ) ، التيسير في القراءات السبع، تحقيق: أوتو تريزل، دار الكتاب العربي، بيروت ، 1984م (ط3)، ص 73
4. ابن خالويه: الحسين بن أحمد بن خالويه أبو عبد الله النحوي اللغوي صاحب المصنفات أصله من همذان ثم دخل بغداد فأدرك بها مشايخ هذا الشأن كابن دريد وابن مجاهد وأبي عمر الزاهد واشتغل على أبي سعيد السيرافي ثم صار إلى حلب فعظمت مكانته عند آل حمدان وكان سيف الدولة يكرمه وهو أحد جلسائه وله مع المتنبي مناظرات وقد سرد له ابن خلكان مصنفات كثيرة منها كتاب ليس في كلام العرب وكان به داء كانت به وفاته عام 370هـ . إسماعيل بن عمر القرشي أبو الفداء ابن كثير (ت774هـ)، البداية والنهاية، مكتبة المعارف، بيروت، ج11،ص297
5. ابن خالويه الحسين بن أحمد أبو عبد الله (314-370هـ)، الحجة في القراءات السبع ،تحقيق: د. عبد العال سالم مكرم ، دار الشروق ، بيروت، 1401هـ (الطبعة الرابعة)، ج1،ص 75(1/1002)
6. عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة القاضي العالم المقرئ اللغوي من رجال المائة الرابعة له كتاب التفسير و شرف القراء في الوقف و الابتداء حضر قراءة كتاب (الصاحبي) في فقه اللغة على مؤلفه أحمد بن فارس سنة 382هـ ألف حجة القراءات قبل سنة 403هـ. أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة، حجة القراءات ، تحقيق: سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، 14402هـ – 1982م(ط3) ، ص 25-30
7. السابق ص94-95
8. الحبر البحر الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ والمصنفات الكثيرة سمع كان مجتهدا لا يقلد قال ابن خزيمة: ما أعلم على الأرض أعلم من محمد بن جرير وقال أبو حامد الأسفرائني الفقيه لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرا ومولده بآمل طبرستان سنة أربع وعشرين ومائتين وتوفي ليومين بقيا نم شوال وكان ذا زاهد وقناعه وتوفي ببغداد كانت الأئمة تحكم بقوله وترجع إلى رأيه لمعرفته وفضله جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره . عبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي (1032-1089)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ج 1، ص 260
9. محمد بن جرير بن يزيد بن خالد أبو جعفر الطبري (224-310هـ) ، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، دار الفكر ، بيروت ، 1405هـ ، ج1 ، ص 242- 243
10. الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج الأنصاري الخزرجي القرطبي صاحب كتاب التذكرة بأمور الآخرة والتفسير الجامع لأحكام القرآن ، كان إماما علما من الغواصين على معاني الحديث حسن التصنيف جيد النقل توفي بمنية بني خصيب من صعيد مصر سنة إحدى وسبعين وستمائة . الدمشقي، شذرات الذهب، ج3، ص335
11. محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح أبو عبد الله القرطبي (ت671هـ)، الجامع لأحكام القرآن ، تحقيق: أحمد عبد العليم البردوني، دار الشعب، القاهرة ،1372هـ ، (الطبعة الثانية)، ج1،ص 323
12. السابق ج1 ص 326(1/1003)
13. عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي أبو الخير القاضي ناصر الدين البيضاوي الشافعي صاحب المصباح في أصول الدين ومختصر الكشاف في التفسير المسمى بأنوار التنزيل وأسرار التأويل وله شرح المصابيح في الحديث كان إماما مبرزا نظارا صالحا متعبدا زاهدا ولي قضاء القضاة بشيراز وتوفي في بلدة تبريز سنة خمس وثمانين وستمائة كذا في طبقات السبكي وفي وفاته اختلاف والمثبت على كتابه 691هـ . عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (849-911)، طبقات المفسرين، تحقيق :علي محمد عمر، مكتبة وهبة، القاهرة ، 1396 (الطبعة الأولى)،ج 1،ص 255(1/1004)
14. عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي البيضاوي (ت791هـ) ،أنوار التنزيل وأسرار التأويل ،تحقيق :عبد القادر عرفات العشا حسونة ، دار الفكر، بيروت ،1416هـ - 1996م ،ج1، ص 299 . وقد أورد ابن الهيثمي في مجمع الزوائد نحوا من ذلك فقال : ” وعن أبي برزة قال إن آدم لما طوطي عن كلام الملائكة وكان يستأنس لكلامهم بكى على الجنة مائة سنة فقال الله تعالى يا آدم ما يحزنك قال كيف لا أحزن وقد أهبطتني من الجنة ولا أدري أعود إليها أم لا . فقال الله : يا آدم قل : اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، سبحانك اللهم وبحمدك ، رب إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين . والثانية اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، سبحانك رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين. والثالثة اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك لا شريك لك ، رب عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم . فهذه الكلمات التي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم )فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ( (البقرة:37) قال وهي لولده من بعده “ . علي بن أبي بكر الهيثمي (ت807هـ) ، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، دار الريان للتراث , دار الكتاب العربي ، القاهرة , بيروت ، 1407هـ ، ج 8 ، ص 198
15. أحمد بن محمد بن عماد بن علي المصري ثم المقدسي الشيخ شهاب الدين ابن الهائم ولد سنة ثلاث أو سنة ست وخمسين وسبعمائة واشتغل بالقاهرة ومهر في الفرائض والحساب مع حسن المشاركة في بقية العلوم وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولكلامه وقع في القلوب توفي بالقدس في رجب سنة خمس عشرة وثمانمائة . أبو بكر ابن أحمد بن محمد بن عمر ابن قاضي شهبة (779-851) ، طبقات الشافعية ، تحقيق : د. الحافظ عبد العليم خان ، عالم الكتب ، بيروت ، 1407هـ، الطبعة الأولى ، ج4، ص 18(1/1005)
16. القفال الشاشي الإمام العلامة الفقيه الأصولي اللغوي عالم خراسان أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي الشافعي القفال الكبير إمام وقته بما وراء النهر وصاحب التصانيف قال الحاكم كان أعلم أهل ما وراء النهر بالأصول وأكثرهم رحلة في طلب الحديث سمع أبا بكر بن خزيمة وابن جرير الطبري وعبد الله بن إسحاق المدائني ... وقد أرخ وفاته الحاكم في آخر سنة خمس وستين وثلاث مئة بالشاش. الذهبي، سيرأعلام النبلاء ،ج16، ص 284
17. شهاب الدين أحمد بن محمد الهائم المصري (815-853هـ) ، التبيان في تفسير غريب القرآن ، تحقيق: د.فتحي أنور الدابولي، دار الصحابة للتراث بطنطا، القاهرة ،1992م (الطبعة الأولى ) ، ج1 ص 79 . وينظر محمد بن محمد العمادي أبو السعود (ت951هـ) ، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، دار إحياء التراث العربي، بيروت ، ج1، ص 92
18. أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي ثم المازني البصري شيخ القراء والعربية وأمه من بني حنيفة مولده في نحو سنة سبعين وانتصب للإقراء في أيام الحسن البصري قال أبو عبيدة كان أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب وفاته كانت في سنة أربع وخمسين ومائة قال الأصمعي عاش أبو عمرو ستا وثمانين سنة وقال خليفة بن خياط وقيل سنة سبع وخمسين ومائة. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج6 ، ص 407-410(1/1006)
19. نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم أبو رويم المقريء المدني أصله من أصبهان أحد الأعلام هو مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب أو حليف أخيه العباس وقيل له عدة كنى منها أبو نعيم وأشهرها أبو رويم قرأ على طائفة من تابعي أهل المدينة وقال أبو قرة موسى بن طارق سمعته يقول قرأت على سبعين من التابعين مات سنة تسع وستين ومئة رحمه الله تعالى . محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (673- 748هـ ) ، معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار ، تحقيق: بشار عواد معروف و شعيب الأرناؤوط و صالح مهدي عباس، مؤسسة الرسالة، بيروت ، 1404هـ (الطبعة الأولى)، ص 107 - 111
20. عاصم المقرىء أبو بكر عاصم بن أبي النجود بهدلة مولى بني جذيمة بن مالك بن نصر كان أحد القراء السبعة والمشار إليه في القراءات توفي بالكوفة سنة سبع وعشرين ومائة رحمه الله تعالى. محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي (ت354) ، مشاهير علماء الأمصار، تحقيق: م. فلايشهمر، دار الكتب العلمية، بيروت، 1959م، ج1، ص165 . وينظر ابن خلكان ، وفيات الأعيان وأنباء الزمان ، ج3 ، ص 9
21. عبد الله بن عامر اليحصبي إمام أهل الشام في القراءة عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة أبو عمران قال ابن عامر قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني توفي ابن عامر سنة ثماني عشرة ومائة الذهبي، معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار،ج1 ، ص 82 -86
22. حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الإمام الحجة شيخ القراءة أبو عمارة التيمي مولاهم الكوفي الزيات ثقة توفي سنة ثمان وخمسين ومائة وله ثمان وسبعون سنة فيما بلغنا والصحيح وفاته في سنة ست وخمسين ومائة رحمه الله الذهبي، سير أعلام النبلاء ، ج7، ص90-92(1/1007)
23. علي بن حمزة بن بهمن بن فيروز الأسدي مولاهم الكوفي المعروف بالإمام المعلم المقرىء أخذ القراءة عن حمزة الزيات وقرأ النحو على معاذ ثم على الخليل ثم خرج إلى بوادي الحجاز ونجد وتهامة وكتب عن العرب كثيرا توفي بطوس سنة 189هـ . محمد بن يعقوب الفيروز أبادي (729-817هـ) ، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، تحقيق: محمد المصري ،جمعية إحياء التراث الإسلامي، الكويت، 1407هـ (الطبعة الأولى)، ج1، ص 152-153
24. أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس التميمي البغدادي ابن مجاهد (245-324هـ) ، كتاب السبعة في القراءات، تحقيق: د.شوقي ضيف، دار المعارف ،القاهرة ، 1400هـ (الطبعة الثانية)، ص163 . وينظر الداني ، التيسير في القراءات السبع، ص74
25. الصحيح في هذه المسألة وما شابهها من القراءات القرآنية الكريمة أنها كلها في نفس المرتبة من الحسن ، فالقراءات القرآنية المتواترة كلها قرآن ولا يجوز لأحد أن يقدم شيئا منها على الآخر ، وكلها ترجع بسند متواتر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي متلقاة عن الوحي . وبناءً على ذلك إن بَحَثْنا عن وجه هذه القراءة من حيث وجهه اللغوي فلا يجوز أن نبحث عن المقبول من هذه الأوجه والمردود ، أو الصائب والأصوب ، إذا كانت كلها متواترة .
26. ابن خالويه ، الحجة في القراءات السبع ،ج1، ص 83-84
27. يقال في هذه المسألة ما قيل في المسألة السابقة التي أوردها ابن خالويه ، فالقراءات المتواترة كلها مأخوذة بالوحي ، فلا يجوز أن نقدم إحداها على الأخرى .
28. ابن زنجلة، حجة القراءات ، ص 103- 104(1/1008)
29. الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، ج 1،ص 391 . وهنا ينبغي التنبيه على منهج ابن جرير الطبري في القراءات القرآنية ، فإنه كان يورد أوجه القراءة ثم يحتج لها وبعد ذلك يصحح وجها ويرد الأخرى وإن كان من المتواتر وذلك نحو قوله :” واختلفت القراء في قراءة ذلك؛ فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق وعامة القراء إلا أن تكون تجارةٌ حاضرةٌ بالرفع، وانفرد بعض قراء الكوفيين فقرأه بالنصب . وذلك وإن كان جائزا في العربية، إذ كانت العرب تنصب النكرات والمنعوتات مع كان، وتضمر معها في كان مجهولا فتقول: إن كان طعاما طيبا فأتنا به. وترفعها فتقول: إن كان طعام طيب فأتنا به. فتتبع النكرة خبرها بمثل إعرابها. فإن الذي أختار من القراءة ثم لا أستجيز القراءة بغيره الرفع في التجارة الحاضرة“ . الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، ج3،ص 132 . وهذا أمر غير صحيح ولا يجوز ؛ فالقراءات القرآنية المتواترة مصدرها من الله سبحانه وتعالى وقد أوحي بها للنبي صلى الله عليه وسلم وكلها قرآن فلا يجوز أن نؤمن ببعضه ونكفر ببعض .
30. أبو الحسن الواحدي المفسر علي بن أحمد النيسابوري تلميذ أبي اسحق الثعالبي وأحد من برع في العلم وكان شافعي المذهب وكان رأسا في اللغة والعربية توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وأربع مئة. الدمشقي، شذرات الذهب، ج2،ص 330
31. أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي (ت468هـ) ، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، تحقيق: صفوان عدنان داوودي ، دار القلم والدار الشامية ، دمشق بيروت ،1415هـ (الطبعة الأولى)، ج1،ص 115(1/1009)
32. ابن جريج أبو خالد وأبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي بالولاء كان أحد العلماء المشهورين ويقال إنه أول من صنف الكتب في الإسلام وكانت ولادته سنة ثمانين للهجرة وقدم بغداد على أبي جعفر المنصور وتوفي سنة تسع وأربعين و مئة وقيل سنة خمسين وقيل إحدى وخمسين و مئة رحمه الله تعالى ابن خلكان ، وفيات الأعيان وأنباء الزمان ، ج 3، ص 164
33. أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي البصري رضي الله عنه مولى امرأة من بني رياح من تميم أدرك الجاهلية وأسلم بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين ودخل على أبي بكر رضي الله عنه وصلى خلف عمر رضي الله عنه توفي سنة ست ومائة وقيل سنة ثلاث وتسعين الشيرازي. إبراهيم بن علي بن يوسف أبو إسحاق (393-476هـ) ، طبقات الفقهاء ، تحقيق : خليل الميس، دار القلم ، بيروت، ج1،ص93
34. هذا الجزء من النص وما بعده مروي في المتن على أنه حديث واحد ، والصحيح أنه قسمان ؛ ينظر القشيري . مسلم بن الحجاج أبو الحسين النيسابوري (206-261هـ)، صحيح مسلم ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ج4،ص1706، حديث رقم 2165 . وابن أبي شيبة أبو بكر عبد الله بن محمد الكوفي (235هـ)، الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، تحقيق: كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد، الرياض، 1409هـ (الطبعة الأولى) ، ج5،ص211، حديث رقم 25329 . وأحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني (164-241هـ) ، مسند الإمام أحمد بن حنبل ، مؤسسة قرطبة، مصر، ج5، ص229 , حديث رقم 25966 .(1/1010)
35. عبد الرؤوف المناوي ، فيض القدير شرح الجامع الصغير، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، 1356هـ، (الطبعة الأولى)، ج5، ص326 . وعبد الله بن محمد أبو بكر القرشي (208- 281هـ)، مكارم الأخلاق ، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن، القاهرة ،1411هـ – 1990م ،ج1،ص39، حديث رقم 5085 . وأبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي الهمذاني (445-509هـ)، الفردوس بمأثور الخطاب، تحقيق: السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، 1986، (ط1) ج3 ،ص 360 . وعبد العظيم بن عبد القوي أبو محمد المنذري (581-656هـ)، الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، 1417هـ، (ط1) ،ج3،ص268 . وسليمان بن داود أبو داود الفارسي البصري الطيالسي (ت204هـ)، مسند أبي داود الطيالسي ،دار المعرفة، بيروت،ج1،ص 209
36. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ، ج 2،ص 16-17
37. عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي (ت876هـ) ، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، مؤسسة الأعلمي، بيروت،ج1، ص 83
38. أبو السعود العمادي ولد في شهر صفر سنة ست وتسعين وثمانمائة، قرأ حاشية التجريد وشرح المفتاح وشرح المواقف من أوله إلى آخره على أبيه، وكان في مسند المشيخة الإسلامية قريبا إلى ثلاثين سنة، وصنف إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن العظيم في التفسير، وكان تفسيره من أمثال الكشاف والبيضاوي من أكمل التفاسير، وكانت وفاته في شهر جمادى الأولى، سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة. السيوطي ، طبقات المفسرين، ج 1، ص 399
39. أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ،ج1،ص 123
40. عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي حافظ الدين أبو البركات، كان إماما في جميع العلوم ، ومصنفاته في الفقه والأصول كثيرة ، صنف المدارك في التفسير، توفي في سنة عشر وسبعمائة في بلدة بغداد. السيوطي ، طبقات المفسرين، ج1 ، ص 263(1/1011)
41. أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، تفسير النسفي، دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه، مصر، ج1 ،ص 55
42. ابن مجاهد ، كتاب السبعة في القراءات،ص 168 . وينظر الداني ، التيسير في القراءات السبع، ص76
43. ابن خالويه ، الحجة في القراءات السبع ،ج1، ص 86 . وينظر ابن زنجلة، حجة القراءات ، ص 109-110
44. شهاب الدين ، التبيان في تفسير غريب القرآن ، ج1،ص102
45. عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت911هـ) ومحمد بن أحمد ، تفسير الجلالين ، دار الحديث، القاهرة (ط1)، ج1 ،ص 23 . عبد الرحمن ابن علي بن محمد ابن الجوزي (508-597هـ) ، زاد المسير في علم التفسير، المكتب الإسلامي، بيروت، 1404هـ، (ط3)، ج1، ص127. وينظر محمد بن علي الشوكاني ( 1173-1250هـ)، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، دار الفكر ، بيروت،ج1 ،ص126 . والواحدي ، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، ج1،ص123
46. ابن مجاهد ، كتاب السبعة في القراءات،ص 170
47. ابن خالويه ، الحجة في القراءات السبع ،ج1، ص87
48. ابن زنجلة، حجة القراءات ،ج 1،ص111- 112
49. ابن مجاهد ، كتاب السبعة في القراءات،ص 169 . وينظر أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت444هـ) ،الأحرف السبعة للقرآن، تحقيق:د. عبد المهيمن طحان،مكتبة المنارة ،مكة المكرمة، 1408هـ (ط1) ، ص38
50. الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، ج 1،ص 515(1/1012)
51. مقاتل : كبير المفسرين أبو الحسن مقاتل بن سليمان البلخي صاحب التفسير روى عن الضحاك بن مزاحم وعطاء وأصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه مات سنة نيف وخمسين ومئة قال البخاري مقاتل لا شيء البتة أجمعوا على تركه الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج 7،ص 202 . وينظر محمد بن سعد بن منيع أبو عبد الله الهاشمي (168-230هـ)، الطبقات الكبرى (القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ، تحقيق: زياد محمد منصور ، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة ، 1408هـ ، (ط2)، ج 7،ص 373
52. سعيد بن مسعدة المجاشعي الأخفش الأوسط ، مولى بني مجاشع بن دارم ، من أهل بلخ ، سكن البصرة ، وكان أجلع لا تنطبق شفتاه على أسنانه. قرأ النحو على سيبويه ، وكان أسن منه، ولم يأخذ عن الخليل ، وكان معتزليا وله رواية ، ومن تصانيفه : كتاب الأوسط . وأمره الكسائي أن يضع كتابا في معاني القرآن فوضع كتابا ، وصار الكسائي يحذو مثاله حتى وضع كتابه في المعاني . ويقال الفراء أيضا حذا مثاله. وكان الأخفش أبرع أصحاب سيبويه توفي سنة 215هـ . الفيروز أبادي ، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، ج1، ص104-105 . وينظر الدمشقي، شذرات الذهب، ج1، ص36 . و الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج10، ص206
53. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ، ج2 ،ص 92
54. النسفي ، تفسير النسفي ،ج1 ، ص 67-68
55. محمد بن علي بن محمد الشوكاني صاحب التصانيف قاضي الجماعة كان مولده يوم الاثنين الثامن والعشرين من ذي قعدة الحرام سنة اثنتين وسبعين بعد مائة وألف وكانت وفاته في شهر جمادي الآخرة في سنة خمسين بعد المائتين والألف . صديق بن حسن القنوجي (1248-1307هـ)، أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم ،تحقيق: عبد الجبار زكار، دار الكتب العلمية، بيروت، 1978م ،ج3، ص201- 205
56. الشوكاني، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير،ج1،ص135(1/1013)
57. الثعالبي ، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، ج 1، ص 103 . وأنبه إلى أن قول بعض المفسرين في أن سبب نزول هذه الآية الكريمة هو سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن أبويه بعيد عن الصحة ، خارج عن معنى الآية الكريمة ودلالتها . وأُذَكِّرُ بما أورده السيوطي رحمه الله في رد هذه الآثار حيث قال : ” – روى – وكيع وسفيان بن عيينة وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليت شعري ما فعل أبواي ؟ فنزل )إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ( فما ذكرهما حتى توفاه الله . قلت – والقول للسيوطي – هذا مرسل ضعيف الإسناد . وأخرج ابن جرير عن داود بن أبي عاصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم : أين أبواي ؟ فنزلت . قلت – والقول للسيوطي أيضا –: والآخر معضل الإسناد ضعيف لا يقوم به ولا بالذي قبله حجة “ عبد الرحمن ابن الكمال جلال الدين السيوطي (911هـ) ، الدر المنثور، دار الفكر، بيروت، 1993،ج1، ص 271
58. محمد بن محمد بن عبد الواحد الشيباني (630هـ)، الكامل في التاريخ ،تحقيق: أبي الفداء عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415هـ - 1995م (الطبعة الثانية)، ج1،ص361
59. أورد الترمذي بسننه :” حدثنا عبد بن حميد حدثنا الحجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس أن عمر قال يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح“ . محمد بن عيسى أبو عيسى السلمي الترمذي (209-279هـ)، سنن الترمذي (الجزء الخاص في التفسير) المكتبة الألفية ، دار التراث ، الإصدار1.5 ،ج1،ص206 ،حديث رقم 2959
60. ابن خالويه ، الحجة في القراءات السبع ،ج 1،ص 87(1/1014)
61. ابن زنجلة، حجة القراءات ،ص113 ، وينظر في سبب نزول الآية محمد بن إسماعيل أبو عبد الله الجعفي البخاري (194-256هـ)، الجامع الصحيح المختصر، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا ،دار ابن كثير،اليمامة، بيروت،1407هـ–1987م (ط3) ، ج4،ص1629 . وسفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبد الله الثوري (ت161هـ)، تفسير سفيان الثوري، دار الكتب العلمية ،بيروت ، 1403هـ ، (ط1)،ج1،ص49
62. أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ،ج1،ص 157 . وينظر القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ، ج2،ص111-113 . وإسماعيل ابن عمر الدمشقي أبو الفداء ابن كثير (774هـ) ، تفسير القرآن العظيم،دار الفكر، بيروت ، 1401هـ ، ج1، ص170
63. أحمد بن علي الرازي أبو بكر الجصاص (305-370هـ) ، أحكام القرآن ، تحقيق : محمد الصادق قمحاوي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1405هـ ، ج1 ، ص 91 -92
64. البيضاوي ،أنوار التنزيل وأسرار التأويل ،ج 1، ص 398-399
65. ابن مجاهد ، كتاب السبعة في القراءات،ص190. وينظر ابن خالويه ، الحجة في القراءات السبع ، ج1،ص101
66. ابن زنجلة، حجة القراءات ،ص 145
67. ينظر الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، ج3،ص51-53 ، وابن كثير ، تفسير القرآن العظيم، ج1،ص316 . وشهاب الدين ، التبيان في تفسير غريب القرآن، ج1، ص138. و البيضاوي ،أنوار التنزيل وأسرار التأويل ،ج1،ص 563 . ومحمد ابن محمد بن محمد الغزي (977-1061هـ)، إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن، تحقيق: خليل محمد العربي، الفاروق الحديثة، القاهرة، 1415هـ، (الطبعة الأولى)، ج1،ص402.
قائمة المصادر والمراجع
1. القرآن الكريم
2. ابن أبي شيبة.أبو بكر عبد الله بن محمد الكوفي (159-235هـ) الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار تحقيق كمال يوسف الحوت مكتبة الرشد الرياض 1409هـ الطبعة الأولى(1/1015)
3. ابن خالويه. الحسين بن أحمد أبو عبد الله (314-370هـ) الحجة في القراءات السبع تحقيق د. عبد العال سالم مكرم دار الشروق بيروت 1401هـ الطبعة الرابعة
4. ابن خلكان . أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر (608-681 هـ) وفيات الأعيان وأنباء الزمان تحقيق د.إحسان عباس دار الثقافة بيروت
5. ابن زنجلة. عبد الرحمن بن محمد أبو زرعة حجة القراءات تحقيق سعيد الأفغاني مؤسسة الرسالة بيروت 1402هـ - 1982م الطبعة الثانية
6. ابن قاضي شهبة . أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر (779-851) طبقات الشافعية تحقيق د. الحافظ عبد العليم خان عالم الكتب بيروت 1407 الطبعة الأولى
7. ابن كثير . إسماعيل بن عمر القرشي أبو الفداء(ت774هـ) البداية والنهاية مكتبة المعارف بيروت
8. ابن كثير.إسماعيل بن عمر الدمشقي أبو الفداء(774هـ) تفسير القرآن العظيم دار الفكر بيروت 1401
9. ابن مجاهد.أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس التميمي البغدادي (245-324هـ) كتاب السبعة في القراءات تحقيق د.شوقي ضيف دار المعارف القاهرة1400هـ الطبعة الثانية
10. أبو السعود. محمد بن محمد العمادي (ت951هـ) إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم دار إحياء التراث العربي بيروت
11. البخاري. محمد بن إسماعيل أبو عبدالله الجعفي (194- 256) الجامع الصحيح المختصر (الجزء الخاص في التفسير) تحقيق د. مصطفى ديب البغا دار ابن كثير, اليمامة بيروت 1407 - 1987 الطبعة الثالثة
12. البستي . محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي (ت354) مشاهير علماء الأمصار تحقيق م. فلايشهمر دار الكتب العلمية بيروت 1959م
13. البيضاوي(ت791هـ) تفسير البيضاوي تحقيق عبد القادر عرفات العشا حسونة دار الفكر بيروت 1416هـ - 1996م
14. الترمذي. محمد بن عيسى أبو عيسى السلمي (209-279هـ) سنن الترمذي (الجزء الخاص في التفسير) مكتبة التفسير وعلوم القرآن الإصدار 1.5 دار التراث(1/1016)
15. الثعالبي. عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الجواهر الحسان في تفسير القرآن مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت
16. الثوري. سفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبد الله (ت161هـ) تفسير سفيان الثوري دار الكتب العلمية بيروت 1403هـ الطبعة الأولى
17. الجصاص. أحمد بن علي الرازي أبو بكر(305-370هـ) أحكام القرآن تحقيق محمد الصادق قمحاوي دار إحياء التراث العربي بيروت 1405هـ
18. الجوزي. عبد الرحمن بن علي بن محمد (508-597هـ) زاد المسير في علم التفسير المكتب الإسلامي بيروت 1404 الطبعة الثالثة
19. الداني.أبو عمرو عثمان بن سعيد (ت444هـ) الأحرف السبعة للقرآن تحقيق د. عبد المهيمن طحان مكتبة المنارة مكة المكرمة 1408هـ الطبعة الأولى
20. الداني.أبو عمرو عثمان بن سعيد (ت444هـ) كتاب التيسير في القراءات السبع عني بتصحيحه اوتويرتزل دار الكتاب العربي بيروت 1985م الطبعة الثالثة
21. الدمشقي.عبد الحي بن أحمد العكري (1032-1089) شذرات الذهب في أخبار من ذهب دار الكتب العلمية بيروت
22. الذهبي . محمد بن أحمد بن عثمان( 673- 748هـ ) سير أعلام النبلاء تحقيق شعيب الأرناؤوط و محمد نعيم العرقسوسي مؤسسة الرسالة بيروت 1413هـ الطبعة التاسعة
23. الذهبي . محمد بن أحمد بن عثمان( 673- 748هـ ) معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار تحقيق بشار عواد معروف و شعيب الأرناؤوط و صالح مهدي عباس مؤسسة الرسالة بيروت 1404هـ الطبعة الأولى
24. السيوطي .عبد الرحمن بن أبي بكر (849-911) طبقات المفسرين تحقيق علي محمد عمر مكتبة وهبة القاهرة 1396 الطبعة الأولى
25. السيوطي. عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين (911هـ) الدر المنثور دار الفكر بيروت 1993
26. شهاب الدين. أحمد بن محمد الهائم المصري (815-853هـ) التبيان في تفسير غريب القرآن تحقيق د.فتحي أنور الدابولي دار الصحابة للتراث بطنطا القاهرة 1992 الطبعة الأولى(1/1017)
27. الشوكاني . محمد بن علي بن ( 1173-1250هـ) فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير دار الفكر بيروت
28. الشيباني .أحمد بن حنبل أبو عبدالله (164-241هـ) مسند الإمام أحمد بن حنبل مؤسسة قرطبة مصر
29. الشيرازي. إبراهيم بن علي بن يوسف أبو إسحاق (393-476) طبقات الفقهاء تحقيق خليل الميس دار القلم بيروت
30. الطبري. محمد بن جرير بن يزيد بن خالد أبو جعفر (224-310هـ) جامع البيان عن تأويل آي القرآن دار الفكر بيروت 1405هـ
31. الطيالسي. سليمان بن داود أبو داود الفارسي البصري (ت204هـ) مسند أبي داود الطيالسي دار المعرفة بيروت
32. الغزي . محمد بن محمد بن محمد (977-1061هـ) إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن تحقيق خليل محمد العربي الفاروق الحديثة القاهرة 1415 الطبعة الأولى
33. الفيروز أبادي . محمد بن يعقوب (729-817هـ) البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة تحقيق محمد المصري جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويت 1407 الأولى
34. القرشي. عبد الله بن محمد أبو بكر (208- 281هـ) مكارم الأخلاق تحقيق مجدي السيد إبراهيم مكتبة القرآن القاهرة 1411 – 1990
35. القرطبي.محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح أبو عبد الله (ت671هـ) الجامع لأحكام القرآن تحقيق أحمد عبد العليم البردوني دار الشعب القاهرة 1372هـ الطبعة الثانية
36. القشيري. مسلم بن الحجاج أبو الحسين النيسابوري (206-261هـ) صحيح مسلم تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي دار إحياء التراث العربي بيروت
37. القنوجي.صديق بن حسن (1248- 1307) أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم تحقيق عبد الجبار زكار دار الكتب العلمية بيروت 1978
38. المحلي. محمد بن أحمد + عبد الرحمن بن أبي بكر + السيوطي تفسير الجلالين دار الحديث القاهرة الطبعة الأولى
39. المناوي.عبد الرؤوف فيض القدير شرح الجامع الصغير المكتبة التجارية الكبرى مصر 1356هـ الطبعة الأولى(1/1018)
40. المنذري. عبد العظيم بن عبد القوي أبو محمد (581-656هـ) الترغيب والترهيب من الحديث الشريف تحقيق إبراهيم شمس الدين دار الكتب العلمية بيروت 1417 الطبعة الأولى
41. النسفي.أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود تفسير النسفي دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر
42. الهاشمي . محمد بن سعد بن منيع أبو عبد الله (168-230هـ) الطبقات الكبرى (القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) تحقيق زياد محمد منصور مكتبة العلوم والحكم المدينة المنورة 1408هـ الثانية
43. الهمذاني. أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي (445-509هـ) الفردوس بمأثور الخطاب تحقيق السعيد بن بسيوني زغلول دار الكتب العلمية بيروت 1986 الطبعة الأولى
44. الهيثمي.علي بن أبي بكر (ت807هـ) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد دار الريان للتراث, دار الكتاب العربي القاهرة, بيروت 1407هـ
45. الواحدي. أبو الحسن علي بن أحمد (ت468هـ) الوجيز في تفسير الكتاب العزيز تحقيق صفوان عدنان داوودي دار القلم الدار الشامية دمشق بيروت 1415هـ الطبعة الأولى.
مجلة علوم انسانية السنة الرابعة: العدد 29: تموز (يوليو) 2006
---
نورة
09-06-2006, 03:25 AM
جزاكم الله خيراً
---
(1/1019)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التحقيق في حكم الجمع بين اسم الله تعالى واسم غيره في ضمير واحد
---
التحقيق في حكم الجمع بين اسم الله تعالى واسم غيره في ضمير واحد
---
أحمد القصير
01-10-2007, 05:14 PM
للعلماء في هذه المسألة مذاهب، والذي يَظْهُرُ صَوَابُه - والله تعالى أعلم - هو جواز الجمع بين اسم الله تعالى واسم غيره في ضمير واحد، وقد جاء هذا الأسلوب مستعملاً في القرآن والسنة.
أما القرآن ففي قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي}،
وأما السنة ففي حديث : «أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا»، وحديث: «إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ» وحديث: «مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ».
والشاهد من هذه النصوص قوله تعالى في الآية: {يصلون}، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مِمَّا سِوَاهُمَا»، وقوله: «يَنْهَيَانِكُمْ»، وقوله: «وَمَنْ يَعْصِهِمَا»، حيث جمع الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم بين اسم الله تعالى، واسمه غيره في ضمير واحد، وكلمة واحدة، فدلَّ على جواز هذا التركيب.
وأما الحديث الذي رواه مسلم عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه: «أَنَّ رَجُلًا خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوِيَ».(1/1020)
فالتحقيق أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: «بئس الخطيب أنت» لجمع الخطيب بين اسم الله تعالى واسم غيره في ضمير واحد، وإنما قاله لأَنَّ الخطيب وقف على: «ومن يعصهما» وسكت سكتة، فأوهم إدخال العاصي في الرشد.
وقد رُويَ الحديث بألفاظ عدة أصحها الرواية التي وقف فيها الخطيب على قوله: «ومن يعصهما»، وليس في هذه الرواية أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر الحديث: «قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوِيَ»، ونصُّ هذه الرواية كاملةً: «أَنَّ خَطِيبًا خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا. فَقَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْ، أَوْ اذْهَبْ، بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ».
وهذه الرواية هي الأصح، لأمور:
الأول: أَنَّها جاءت من طريق يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، والرواية الأولى جاءت من طريق وكيع، عن سفيان، ولم يختلف النقاد في تقديم يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، على وكيعٍ، في سفيان.
الثاني: أَنَّ زيادة «قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوِيَ»، لم تأتِ إلا من طريق وكيع، عن سفيان، ومن طريق إبراهيم بن طهمان، عن عبد العزيز بن رفيع، وخالفهما بقية الرواة وهم الأكثر فلم يذكروا هذه الزيادة.
الثالث: أَنَّ زيادة «فقد غوى» بعد قول الخطيب: «ومن يعصهما» وإنْ كانت رُويت من طرق أخرى إلا أَنَّ رواية يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي أولى؛ لأَنَّهما أحفظ عن سفيان، ولأَنَّ سفيان أحفظ من بقية الرواة عن عبد العزيز بن رفيع، والله تعالى أعلم.
---
(1/1021)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم الخضير حفظه الله الأربعاء والخميس 30/3 و 1/4
---
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم الخضير حفظه الله الأربعاء والخميس 30/3 و 1/4
---
احمد بن حنبل
05-19-2004, 09:50 AM
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم الخضير حفظه الله الأربعاء والخميس 30/3 و 1/4
(( الدين النصيحة ))
محاضرة لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب الأربعاء 30/3/1425 وذلك في جامع بابقي في جيزان
وأيضا سيكون هناك بعد مغرب الخميس 1/4/1425 محاضرة بعنوان
(( ان الله طيب لايقبل الا طيبا ))
في جامع الدحمان بأحد المسارحة
وستبث المحاضرتين في صفحة الشيخ في موقع البث الاسلامي على الرابط : http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ..
للاستفسار ت/073192817 ج/ 0505771363
---
(1/1022)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من أسباب رقة القلب للشيخ الشنقيطي - المدرس بالمسجدالنبوي -حفظه الله
---
من أسباب رقة القلب للشيخ الشنقيطي - المدرس بالمسجدالنبوي -حفظه الله
---
محمود الشنقيطي
01-02-2007, 02:00 PM
ما أسباب رقة القلب ؟
الجواب :
أعظم الأسباب التي يرق بها قلب العبد لربه تلاوة القرآن ، فلا يلين القلب بشيء مثل كلام الله عز وجل ، هذا الكتاب الذي لا تنتهي عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، إذا وضعه العبد فتأمله وتدبره وكان من المتعظين بكلام الله عز وجل رق قلبه لله : { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} فمن أعظم نعم الله على العبد - مما يعين على رقة قلبه وخشوعه لله عز وجل كثرة تلاوة القرآن ، التلاوة مع التدبر والتأثر : { وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ} فأرق الناس قلباً من إذا قرأ آيات الكتاب هزت فؤاده ، وأخشعت قلبه ، وشرحت صدره ، يتلو آيات الله-جل وعلا- فتخرجه من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، تخرجه إلى الوعد فيطير فرحاً بوعد الله-U- واستبشاراً برحمته ، وتأخذه إلى الوعيد فكأن زفير جهنم بين أذنيه ، فينكسر لله قلبه ويخشع لله فؤاده ، أسعد الناس في هذه الدنيا من جعل الله عز وجلالقرآن ربيع قلبه ، ونور صدره ، وجلاء حزنه ، وذهاب همه وغمه ، ولذلك تجد أهل القرآن أرق الناس قلوباً ؛ لأن الله كسر قلوبهم بمواعظه : { قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} القسوة مرض ، والله يشهد أن شفاءها في كتابه ، فلا يرق قلب العبد لله بشيء مثل كتاب الله ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن مسعود : (( اتلُ علي القرآن )) قال : " - يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ " قال صلى الله عليه وسلم : (( إني أحب(1/1023)
أن اسمعه من غيري )) قال : فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت قول الله : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيداً @ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} فقال لي : (( حسبك )) فنظرت فإذا عيناه تذرفان صلى الله عليه وسلم ، فكان أكمل الناس خشوعاً لكتاب الله ، وكان يقرأ في صلاة الظهر وحتى يسمع لتلاوته كغلي المرجل من بكائه ورقته-عليه الصلاة والسلام- لكتاب الله-جل وعلا- ، وكان السلف الصالح من الصحابة-رضوان الله عليهم- كانوا يخشعون لكتاب الله ، فكان الواحد منهم أرق قلباً وأخشع فؤاداً وأشرح صدراً بكلام الله-جل وعلا- ، ولربما يكون في سَوْرة الغضب فإذا ذكر بالآية من كتاب الله انكسر قلبه ، ولربما تكون الدنيا بين يديه فإذا تلا شيئاً من كتاب الله أنفقها لوجه الله-جل وعلا- ، فالذي يريد السعادة التامة الكاملة برقة قلبه وصلاح حاله فليضع كتاب الله أمامه إماماً له في كل خير وبر .
ومن أعظم الأسباب التي ترقق القلب : الدعاء ، أن يسأل الله قلباً خشعاً وأن يستعيذ بالله من قسوة القلب ، وأن يسأل الله أن يصرف عنه الفتن والمحن التي تقسي القلوب .(1/1024)
مما يعين على رقة القلب : بر الوالدين ، فمن بر والديه وأحسن إليهما وأدخل السرور عليهما شرح الله صدره ونور قلبه وجعل قلبه رقيقاً ، فيكون من أهل الجنة الذين ترق قلوبهم بكل خير ، وتنشرح صدورهم بكل طاعة وبر ، من هو السعيد ؟! الذي بر والديه ، فبر أُماً لم ينس حقها وفضلها ، وبر أباً كريماً لم ينس حقه وفضله ، فتجده كلما خرج من عند أبيه وأمه رفعت له الأكف من وراء ظهره بصالح الدعوات ، فتتغشى عليه الرحمات ، فتجده أرق الناس قلباً وأصلحهم حالاً ، والعكس بالعكس ، فمن أعظم الأسباب التي تقسي القلوب : عقوق الوالدين-نسأل الله السلامة والعافية- .
مما يعين على رقة القلب : زيارة الأرحام وصلتهم ، فيتفقد الأعمام والعمات والأخوال والخالات ، ولو كانوا بعيدين يسافر إليهم يُعرِّف ابناءه كيف يصلون الرحم ، فيدخل على العم والعمة وعلى الخال والخالة يدخل عليهم باراً رضياً واصلاً لرحمه ، متقياً لربه فيصله الله بصلته ، فهو الرحمن خلق الرحم واشتق لها اسماً من اسمه ، فمن وصلها وصله ، ومن قطعها قطعه ، فإذا وصل رحمه وصله الله فكان أرق الناس قلباً ، وقل أن تجد قاطعاً للرحم رقيق القلب-نسأل الله السلامة والعافية- .
كذلك - أيضاً - مما يعين على رقة القلب : حب العلماء والصالحين ، والدعاء لهم بخير أحياءهم وأمواتهم ، فيحبهم ويحب مجالسهم ويحب سماع كلامهم ؛ لأنهم هم أهل الله وأهل ولايته وطاعته الذين يأمرون بأمره ، وينهون عن نهيه وزجره ، فضلهم الله على عباده ، فجعلهم أمناء على وحيه - خاصة أئمة السلف ودواوين العلم من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، لا يذكرون إلا بكل خير ، يترحم عليهم ويذكر مآثرهم ويشيد بفضلهم ، وأما الأحياء يزورهم ويدعو لهم ويسأل الله لهم الخير كما يحبه لنفسه ؛ لأنه يعلم مايكون للأمة من النفع والخير .(1/1025)
كذلك - أيضاً - مما يعين على رقة القلب : الإحسان إلى المسكين : { فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ @ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ @ فَكُّ رَقَبَةٍ @ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ @ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ @ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ @ ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} انظر كيف ؟ بعد ما جاءت الآيات قال : { ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} فالرقيق هو الذي يوصي بالمرحمة ؛ لكن متى ؟ لما : اقتحم ما العقبة والعقبة شيء صعب ما يستطيع أن يصل إليه الإنسان إلا : { فَكُّ رَقَبَةٍ} وهذا من أعظم من فك الرقاب وعتق الأماء والأرقاء لما فيه من عظيم إدخال السرور عليهم ، { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ @ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ @ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ} تصور أرملة من أرامل المسلمين تراها وهي وافقة على مزبلة أو وافقة تستطعم لأولادها تجمع فتقف عليها وتعطيها ما تيسر من المال وهي تكدح لأولددها وفلذة كبدها قد يكونوا أيتاماً ، فإذا جئت وأعطيتها ذلك المال ، كم يدخل على قلبك من السرور والرحمة ! والله قل أن تجد من الأمور التي يوصي بها العلماء ، ومجربة عند الصالحين والأخيار ، من أعجب ما تكون في حسن العاقبة للعبد : الإحسان للنساء الضعفة ، فإنك تجد الأرملة من أرامل المسلمين في حالة من الضيق والكرب في دين أو حاجة ، فتقف عليها وتقضي حاجتها ، ما تبرح قدمك من المكان الذي أنت فيه ، بل بعض الأحيان قبل أن تغادر إلا وجدت من رقة القلب وخشوع القلب ما الله به عليم ! والناس على درجات ، وكم من عبدٍ أسعده الله بدعاء أرملة في ظلمة ليل أو ضياء نهار ! قال صلى الله عليه وسلم: (( الساعي على الأرملة واليتيم كالقائم الذي لا يفتر ، والصائم الذي لا يفطر )) .نسأل الله العظيم ، رب العرش(1/1026)
الكريم ، أن يرزقنا رقة القلب وصلاحه
---
الغني بالله
01-20-2007, 11:45 AM
جزاك الله خيرا
---
(1/1027)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > أهداف ترجمات القرآن وأنماطها عبر التاريخ (*)
---
أهداف ترجمات القرآن وأنماطها عبر التاريخ (*)
---
عبدالرحمن الشهري
10-07-2005, 03:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
د.محمود الربداوي
يعتقد بعض الناس أن ترجمة القرآن ظاهرة متأخرة، ويحسبون أنها ظاهرة عرفها المفكرون والتراجمة في القرون الأخيرة، وحقيقة الأمر أنّ ترجمة القرآن قديمة موغلة في القدم، يعود بعضها إلى حقبة نزول القرآن نفسه، نقرّر ذلك مستشهدين بالخبر الذي يروى عن الصحابي سلمان الفارسي، خلاصته أن بعض قومه من الفرس الذين لا يعرفون العربيّة، طلبوا منه أن يترجم لهم بعض الآي إلى لغتهم الفارسية، فاستجاب لطلبهم وترجم لهم البسملة وسورة الفاتحة، وظلوا يقرؤونها في صلواتهم بالفارسية حتّى لانت ألسنتهم للعربية.
ومع أن المسلمين، الأوائل من الأعاجم كانوا يرغبون بالفهم الدقيق لمعاني القرآن الكريم، ولا يتم لهم ذلك إلا إذا تُرجم إلى لغتهم التي حذقوا دلالتها، إلا أنهم تساموا بأنفسهم، وصعَّدوا قدراتهم اللغوية إلى تعلّم اللغة العربية نفسها التي نزل بها القرآن، فاعتكفوا على تعلّمها، وكان لهم ذلك، ويمكن إرجاع كل حركة التأليف والتدوين التي انطلقت في القرون الأولى للإسلام، وبزوغ الفكر العلمي اللغوي إلى تعامل العجم مع القرآن وتفاعلهم معه، ومع كل ذلك ظلّت الحاجة ملحّة لتقديم أفكار القرآن ومعانيه إلى الجماهير الغفيرة من أمم شتى التي أخذت تدخل في الإسلام أفواجاً دون أن تتمكن من فهم العربية، فنشأت حاجة ملحّة لترجمة الفكر العربي الإسلامي الجديد، وعلى رأس هذا الفكر الناشئ القرآن الكريم بأفكاره ومعانيه وما يتضمنه من تنظيم سياسي واجتماعي وتربوي وأخلاقي فنشأت ثلاثة أنماط من الترجمة:(1/1028)
النمط الأول: الترجمات الشرقية، ونقصد به ترجمات القرآن إلى لغات الأمم الشرقية كالفارسية والتركية والأوردية والجاويّة والبنغالية، وأغلب ترجمات هذا النمط كانت تتم على أيدي عناصر مسلمة، ولذلك كانت تتوفر فيها النظرة القدسية للقرآن، ومن هذا النمط ما ذكره الجاحظ عن موسى بن سيّار الأسواري (المتوفى سنة 255هـ) أنه كان يدرّس القرآن ويشرحه بالفارسية(2)، ومن هذا النمط أيضاً ما ذُكر عن ترجمات القرآن على أيدي علماء ما وراء النهر في سنة 345هـ للملك منصور بن نوح الساماني، وتوالت الترجمات الفارسية والجاوية، وهي أكبر اللغات الأندونوسية وأكثرها انتشاراً، وقد ترجم إليها القرآن مع تفسير البيضاوي.
كما ترجمت اللغة الأوردية ـ وهي اللغة التي تتكلمها شعوب الباكستان والهند ـ ترجمات عدّة أشهرها ترجمة (الشيخ عبد القادر بن الشاه ولي الله)، وترجمة (الدكتور عماد الدين أمر تسار) طبعت في مدينة (الله آباد) وهي أول طبعة بحروف أوردية إفرنجية، وهناك طبعة أخرى ظهرت سنة 1315هـ فيها الأصل العربي وترجمة بالفارسية والأوردية، وتأتي الأوردية في الهند بعد اللغة البنغالية، وقد ترجم إليها الراهب (وليم جلودساك) القرآن سنة 1908.
أمَّا في تركية ـ ومعظم شعبها من المسلمين ـ فالمعروف أن السلطان عبد الحميد كان يمنع منعاً باتاً ترجمة القرآن إلى اللغة التركية.
ويلحق بالنمط الشرقي ما وضعه كل من (فارجنيل ويوفات) من شرح للقرآن الكريم باللغة الصينية(3)، ونشراه في مجلة تسمى (مجلة العالم الإسلامي).
فإذا أضفنا إلى كل ما سبق ترجمة تنسب إلى (بار صليبي) المعاصر للحجاج الثقفي للسريانية، وما ذكرته دائرة المعارف اليهودية أنه توجد بعض ترجمات للقرآن باللغة العبرية، اكتملت لدينا صورة النمط الشرقي لترجمات القرآن.(1/1029)
النمط الثاني ـ وهو الترجمات إلى اللغات الأوروبية، والملاحظ أن القرآن جذب بطريقته المثلى في عرض جوانب من عقيدته وشريعته، وبأسلوبه المعجز المتفرّد في صياغة أفكاره ومبادئه، اهتمام كثير من الأوروبيين، وخاصة رجال الدين من القساوسة والرهبان، فدعوا إلى ترجمته أولاً قبل دراسته، ومنافحته بعد ذلك. وهذا النمط أغلبه لم يكن بأيدي المسلمين، ولم يكن الهدف المقصود منه تدبُّر أحكام القرآن، ولم تكن روح التقديس والإجلال التي عرفناها في الترجمات الشرقية متوفرة فيه. وقد نشطت هذه الترجمات على أثر اندحار العرب في الأندلس ونشوء الحروب الصليبية. وتُجمع الدراسات التي أرّخت لترجمات القرآن إلى اللغات الأوروبية أن أول ترجمة في أوروبة كانت كما تروي الكتب الموثَّقة، بإيعاز من القديس (بطرس المبجَّل) رئيس دير (كلوني) المتوفى سنة 1175، في دير في جنوبي فرنسة وذلك في سنة 1143، فكلّف بطرس المبجّل ثلاثة رهبان: أحدهم إنكليزي يُدعى (روبرت الرتيني)، والثاني ألماني يُدعى (هيرمان الدلماطي)، والثالث إسباني بترجمة القرآن إلى اللاتينية، وتمّت هذه الترجمة بالاستعانة باثنين من العرب. ووضعت هذه الترجمة تحت تصرف رجال الكنيسة ليستعملوها في استكمال دراساتهم اللاهوتية، أو القيام بأعمال التبشير الدينية، وقد كان ظهور هذه الترجمة بعد الحملة الصليبية الثانية بأربع سنوات، غير أن الدوائر الكنسية منعت طبع هذه الترجمة وإخراجها إلى الوجود؛ لأنَّ إخراجها من شأنه أن يساعد على انتشار الإسلام بدلاً من أن يخدم الهدف الذي سعت إليه الكنيسة أصلاً وهو مناهضة الإسلام، ومن طريف ما يروى أن رجال الدين في أوروبة حاربوا القرآن الكريم بإطلاق الشائعات التي تقول بأن من يترجمه أو يطبعه أو ينشره فإنه يلاقي الموت الزؤام قبل أن يحين أجله الطبيعي، وعلى الرغم من ذلك فإن حركة ترجمة القرآن وطبعه استمرت قروناً طويلة، وخاصة في ألمانيا. وظلت هذه الترجمة مخطوطة(1/1030)
تُتداول في الأديرة حوالي أربعة قرون، إلى أن قام (ثيودور بيبلياندر) فطبعها في بال سنة 1543، ونُقلت بعد ذلك إلى الإيطالية والألمانية والهولندية، ولكن هذه الطبعة وُصفت بأنها لا تستحق اسم ترجمة، فالأخطاء الكثيرة، والحذف، والإضافة والتصرّف بحريّة شديدة في مواضع يصعب حصرها يجعل هذه الترجمة لا تشتمل على أي تشابه مع الأصل، ويقول فيها (بلاشير): "لا تبدو الترجمة الطليطلية للقرآن بوجهٍ من الوجوه ترجمة أمينة وكاملة للنص". وعلى الرغم من ذلك شكّلت هذه الترجمة النواة الأولى لسائر الترجمات الأوروبية الأخرى، بل كان لها تأثير كبير إلى درجة الاقتباس منها والسير على منهجها.
ظهرت بعد ذلك ترجمات عبر القرون اللاحقة، وعبر لغات أوروبية مختلفة، ففي القرن السابع عشر ظهرت أول ترجمة فرنسية سنة 1647 قام بها (أندريه دي ريور) وقد تركت أثراً جيداً لفترة طويلة، حيث أعيد طبعها عدّة مرات. وتُرجمت إلى مختلف اللغات الأوروبية، منها الترجمة التي قام بها (الكسندر روس) إلى الإنكليزية و(غلازماخر) إلى الهولندية و(يستنكوف وفريفكين) إلى الروسية و(لانج) إلى الألمانية.
ولعلّ من أهم ترجمات القرآن في ألمانيا ترجمة (رودي بارت) وتعدّ أحسن ترجمة للقرآن الكريم باللغة الألمانية، بل باللغات الأوروبية عامّة، وقد حرص صاحبها على الدقة والأمانة العلمية لدرجة أنه عندما تعترضه كلمة يُشكل عليه فهمها أو لا يطمئن إلى قدرته على تحديد معناها فإنه يثبتها بنصّها العربي كما وردت في الآية، ولكن بالحروف اللاتينية لكي يتوصّل القارئ نفسه إلى فهم المعنى الذي يراه ملائماً للسياق. وجدير بالذكر إن (رودي بارت) لم يقدم على ترجمة القرآن إلا بعد أن درسَهُ في أصله العربي، ودرس الترجمات الإنكليزية والفرنسية الموثوقة، ورجع إلى مجموعة الكتب والمصادر التي تساعد على الترجمة الدقيقة للقرآن، كتفاسير الطبري والزمخشري والبيضاوي.(1/1031)
ومن البديهي أن الأوروبيين لا تستوقفهم آيات العبادات بمقدار ما تستوقفهم آيات المعاملات، فلذا نراهم يقفون طويلاً بالتحليل والمقارنة والتعقيب عند آيات التشريع والميراث والقانون والتنظيم الاجتماعي وأحوال المرأة ونظام الأسرة والزواج في الإسلام، ومن هنا أطال بارت وقوفه عند الآية: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة، أو ما ملكت أيمانكم((4) لأنَّه ككل المستشرقين تستوقفهم ظاهرة تعدد الزوجات التي نصت عليها الآية السابقة، ولكنه بقدرة فائقة من نفاذ البصيرة استطاع أن يربط بين أوّل الآية المتعلقة باليتامى وأموال اليتامى والأيامى وبين آخر الآية المتعلقة بتعدد الزوجات، وأن يربط كل ذلك بالظروف السياسية والاجتماعية وخاصة أن هذه الآية نزلت بعد معركة أُحد التي قُتل فيها من المسلمين عدد كثير، وترمّل على أثرها العديد من النساء. وفي القرن ذاته أيضاً ترجم الإيطالي (لودفيك مركي) القرآن من العربية مباشرة إلى اللاتينية سنة 1698، وتُعد هذه الترجمة عمدة ترجمات أوروبية كثيرة؛ لأنَّ مترجمها اعتكف على دراسة القرآن أكثر من أربعين سنة، واطلع على كتب المفسرين المسلمين، مثلما فعل قبله بارت، لذلك عدَّه (هنري لامنس) أكثر المترجمين إنصافاً، مع أن (لامنس) هذا يقول: "إننا لا نملك ترجمة وحيدة للقرآن لا عيب فيها"(5).
في القرن الثامن عشر ظهرت ترجمات عن الأصل العربي مباشرة كتلك التي نشرها (جورج سال) بالإنكليزية سنة 1734 وعيبها الكبير أن (سال) زعم أن القرآن من صياغة محمد(، وترجم القرآن سنة 1715 (سافاري) إلى الفرنسية، نُشرت هذه الترجمة في مكة سنة 1165هـ، وقال فيها (مونتيه): إن ترجمة سافاري على الرغم من طبعها عدّة مرات طبعات أنيقة إلا أن دقتها نسبيّة".(1/1032)
وفي القرن التاسع عشر ظهرت ترجمة (كزيمرسكي) سنة 1840، وتُعدّ هذه الترجمة ـ إذا ما قورنت مع ترجمة سافاري ـ أكثر عراقة واستعمالاً، على الرغم من أنه تعوزها الأمانة العلمية، ودقة فهم الإعجاز والبلاغة العربية، ومع ذلك يقول عنها مونتيه: "لا يسعنا إلا الثناء على هذه الترجمة، فهي منتشرة كثيراً في الدول الناطقة بالفرنسية".
أمَّا في القرن العشرين فقد كثرت على الصائد الضِّباب، ففي سنة 1925 ظهرت ترجمة (ادوار مونتيه) التي استفادت من تدارك عيوب سابقاتها من الترجمات فامتازت بالضبط والدقة والعناية بالإخراج، وقد أحسن المترجم صنعاً إذ ألحق بها مجموعة من الفهارس المفصلة التي تخدم القارئ والمراجع.
وفي عام 1949 ظهرت ترجمة الفرنسي (بلاشير) التي رتّب فيها السور ترتيباً تاريخياً وهي ـ كما يشهد العلماء المسلمون ـ من أدق الترجمات لما يسودها من الروح العلمية والتعقيبات الموضوعية، وكثيراً ما يورد للآية الواحدة ترجمتين، يبيِّن في إحداهما، المعنى الرمزي، ويوضّح في الثانية المعنى الإيحائي(6)، وهذا ما جعلها أكثر الترجمات الفرنسية انتشاراً وطلباً. وطلعت علينا في السنوات الأخيرة من القرن العشرين ترجمة للفرنسي الأصل الجزائري المولد (جاك بيرك) (وهو صديق لبلاشير يشهد بترجمة بلاشير بأنها من أفضل الترجمات الفرنسية للقرآن)، وبعد ثماني سنوات من دراسة بيرك للنص القرآني، واستعانته بعشرة تفاسير قديمة وحديثة، كتفسير الطبري والزمخشري والقاسمي، جاءت متميزة، وخاصة بمقدمتها التي حلل فيها النص القرآني وأبرز ميزاته ومضامينه، والإعجاز الذي يتمتع به. وعلى الرغم ممَّا أحدثته الترجمة من ضجة كبيرة في الأوساط الفرنسية، حيث عُدَّت حَدَثاً ثقافياً بارزاً، فإن المترجم يتواضع ويرى أن عمله الترجمي لم يصل إلى مرحلة الكمال، وإنما شفيعه أنه موجّه إلى المسلمين الذين يحسنون اللغة الفرنسية ولا يتقنون اللغة العربية(7).(1/1033)
النمط الثالث: شاعت في أواخر القرن العشرين ترجمات مغرضة حاقدة، قام بها نفر من أعداء المسلمين، أحسوا بلهفة المسلمين الأفارقة للتعرف إلى معاني القرآن وأفكاره، فقدموا لهم نسخاً مشوهة من النص القرآني وتفاسيره. وحذفوا من المتن الآيات المتعلقة بالجهاد ومقاتلة الكفار، وعبثوا ببعض النصوص التي تتصل باليهود وموقفهم من الحنيفة، ووزعت هذه النسخ على مسلمي أفريقية، فلما تنبّه المسلمون إلى هذه المكيدة جمعوا ما أمكن جمعه منها وبدَّلوا بها نسخاً من النص العثماني الصحيح المدقق، حرصاً على سلامة النص القرآني وقدسيته.
ومن المؤسسات الحديثة التي عُنيت بترجمة القرآن الكريم (مجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) فقد أخذ المجمع إيعازاً ملكياً بترجمة القرآن إلى (13) لغة حتّى الآن طُبعت منها ملايين النسخ كالإسبانية والفرنسية والتركية والفلبينية والألمانية والأندونيسية والفولانية والروسية والإنكليزية والمليبارية والتاميلية والأوردو والفارسية والهوساوية، كما توزع مصاحف جزئية إلى أكثر من أربعين لغة عالمية.
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتنامي العداء للإسلام والمسلمين نشط المترجمون في ترجمة القرآن إلى لغات العالم ، وزادت مبيعات نسخ القرآن، واقترحت منظمة (Cair) ترجمة القرآن إلى الإنكليزية وتوزيعه مجاناً على من رغب من الأمريكان وغيرهم، معرفة دستور المسلمين الأول: القرآن الكريم.
والخلاصة أن القرآن الكريم تُرجم إلى أكثر من مئة لغة أوربية، تتوزع على الشكل التالي: 57 مترجمة إلى اللغة الإنكليزية، و 42 مترجمة إلى الألمانية، و 33 مترجمة إلى الفرنسية، وأن الكثير من الترجمات كانت تُصدَّر بالكلام عن تاريخ القرآن، وموضوعاته، وأسباب نزول آياته. وأحياناً بالكلام عن شخصيتة الرسول (ص)، وعن الجوانب التشريعية في العبادات والمعاملات التي تضمنها القرآن الكريم.
* المعلومات مستقاة من الأنترنت.(1/1034)
(2) البيان والتبيين، الجاحظ، 1/368. تحقيق عبد السلام هارون، القاهرة، 1948.
(3) انظر بحثنا عن (انتشار اللغة العربية) في الصين.
(4) النساء، 3-4.
(5) الجمل المحصورة بين قوسَيْ اقتباس مقتبسة من الشبكة العالمية من مواقع متعدِّدة.
(6) المعنى الرمزي والمعنى الإيحائي: من مصطلحات بلاشير في ترجمة القرآن، وتختلف دلالة الرمز والإيحاء عنده عما هو متداول من دلالتيهما في المصطلح الأدبي والنقدي.
(7) للدكتورة زينب عبد العزيز أستاذة الأدب الفرنسي في الجامعات المصرية أحدث ترجمة للقرآن باللغة الفرنسية. ولها ملاحظات سلبية على
ترجمة جاك بيرك.
منقول من مجلة التراث العربي - العدد 98 - جمادى الأولى 1426هـ
---
أبو المعتز القرشي
10-07-2005, 07:41 PM
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن
ولقد رأيت قبل عدة أعوام في مكتبة المسجد النبوي رسالة جامعية عن ترجمة القرآن ولا اذكر لمن هي ؟ أو من أي جامعة ؟
لعل أحد الإخوة يفيدنا عنها
---
مرهف
10-09-2005, 01:10 AM
مداخلة في الموضوع :
نقل الدكتور الربداوي عن سلمان الفارسي خبراً ولم يوثقه، ولو ثبت هذا الخبر فإنه سؤثر على أحكام ترجمة القرآن كثيراً، وسيكون دليلاً لمن قال بجوازها دون أن يفرق بين ترجمة القرآن أو ترجمة تفسيره، وعلى فرض ثبوته فهو يدل على جواز الترجمة كوسيلة لتطويع اللسان ،مع أن الخبر فيه نظر فالذي يتكلم القرآن بلغته كيف يلين لسانه إلى العربية؟ فلعل لترجمة سلمان ـ إن ثبت الخبر معنى آخر.
وجزاك الله خيراً أخي عبد الرحمن على نقل الموضوع.
---
(1/1035)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى
---
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى
---
سوسن
09-26-2005, 11:17 PM
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)
كنت في زيارة لصديقة لي وهي داعية كبيره عندنا في الكويت وكانت المفاجئة عندما تأخرت الشغاله عن إحضار الشاي لنا بسبب إنها كانت تصلي المغرب فنهرتها الداعية وأمرتها أن لا تصلي إذا كان عندها ضيوف .
و تذكرت الآيه سريعا
لذا أحببت أن اذكر الأخوة والأخوات في هذا الملتقى المبارك ونحن مقبلين على الشهر الفضيل أن ينتبهوا ولا يمنعوا الخدم من الصلاة بسبب كثرة المشاغل حتى لا يدخلوا تحت التهديد في هذه السورة لانكم كما تعلمون العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
وجزاكم الله خيرا.
---
عبدالرحمن الشهري
09-30-2005, 11:02 AM
جزاك الله خيراً أختي الكريمة على هذا التنبيه. ولعل الأخت الكريمة -إحساناً للظن بها - لم تنهها عن الصلاة ، وإنما عن تأخير الصلاة حتى جاء الضيوف وتأخرت عن عملها هذا . ونسأل الله أن يرزقنا جميعاً حسن الخلق ، والتعامل مع الجميع .
---
(1/1036)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من لطائف التفسير و الوقوف 2
---
من لطائف التفسير و الوقوف 2
---
الميموني
03-10-2004, 01:15 AM
مختارات من علم الوقف و التفسير في القرآن العظيم
قوله تعالى :
( قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطنا فلا يصلون إليكما بئايتنا أنتما ومن اتبعكما
الغلبون )القصص - 35.
قوله تعالى :{ فلا يصلون إليكما بئايتنا } في الوقف على : { فلا يصلون إليكما } خلاف فقيل الوقف عليها تام وقيل الوقف على : { بآياتنا } .
والسبب في هذا الخلاف أن قوله تعالى:
{ بآياتنا } إما أن يكون متعلقا بـ { يصلون } وإما أن يكون متعلقا بـ { الغالبون } وإما أن يكون متعلقا بـ { نجعل } ، فالمعنى يختلف بحسب ذلك .
وتفصيل أقوالهم في ذلك :
القول الأول :
قال جماعة منهم نافع وأبو حاتم إن التمام في الآية { فلا يصلون إليكما بآياتنا } ثم يبتدأ { أنتما ومن اتبعكما الغالبون } ورجحه ابن النحاس وقال إنه بين ( واختاره الداني ( ) ورجحه النكزاوي ( وقال العماني : ( تام بناء على تعلقه بـ ) يصلون ( وهو المشهور ( ) ثم في الوقف على قوله : ) بآياتنا ( تقديران :
1 - أن يكون المعنى : ويجعل لكما سلطانا بآياتنا ، وهذا على جعل ) بآياتنا ( متعلقة بـ قوله تعالى : { ويجعل } .
2- أن يكون المعنى : فلا يصلون إليكما بآياتنا أي تمتنعان بآياتنا يعني بسبب
آياتنا . ( )
القول الثاني :
أن الوقف على { فلا يصلون إليكما } وهو قول الأخفش واختيار الإمام ابن جرير ويكون المعنى فلا يصلون إليكما ثم قال : أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا فالباء في قوله تعالى :
{ بآياتنا } متعلقة بـ { الغالبون } وبذلك فسر ابن جرير الآية ، وقال السجاوندي :(1/1037)
( إنه أوجه ) اهـ . وهذا القول خطأه ابن النحاس والداني ومن وافقهما من وجه وجوزوه من وجه وذلك أنهم قالوا إنه لا يصح التفريق بين الصلة والموصول لأن { من } من قوله تعالى:
{ ومن اتبعكما الغالبون } اسم موصول فكيف يقدم عليه { بآياتنا } وهو صلة له .قالوا ويجوز إن قدر تبييننا غير داخل في الصلة ( ) .
فهذا القول لا مانع منه لغة على أن يكون تبيينا غير داخل في الصلة .
وهناك قول آخر فيه ضعف وهو :
أنه يجوز الوقف على { إليكما } ثم يبتدئ بـ قوله :{ بآياتنا } على أن تجعل { بآياتنا } قسما وجوابه { فلا يصلون إليكما } مقدما عليه ، ورد هذا أبو حيان قائلا :
( إنه لا يستقيم على قول الجمهور لأن جواب القسم لا تدخله الفاء ) اهـ . يعني وهنا دخلت الفاء في قوله تعالى :{ فلا يصلون } وقيل يجوز كون { بآياتنا } قسما على حذف جواب القسم يعني : لتغلبن ، وقد حذف للدلالة عليه (.
والظاهر أن هذا القول فيه بعد .
وأظهر هذه الأقوال أن الوقف على :{ فلا يصلون إليكما } ثم يبتدأ { بآياتنا أنتما .. } ويكون المعنى : ( أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا ) . كما هو اختيار إمام المفسرين ابن جرير ومن وافقه ، و المعنى على هذا واضح ولا إشكال في ذلك من جهة النحو كما مضى و ممن جوزه أيضا العكبري (خلافا لمن قال إن ذلك لا يجوز . ويكون التقدير من جهة النحو: أنتما غالبان بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون.
( تفسير القرطبي 13 / 287 ).
القطع ص546 والمكتفى ص 438 ومنار الهدى ص 211
البحر المحيط 7 / 118 - 119
---
(1/1038)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمة
---
آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمة
---
أبو صلاح الدين
07-12-2005, 07:46 PM
هذا البحث العلمي الرصين هو للدكتور عبدالهادي الحسيني. ومن أراده كاملا بالحواشي والتعليقات فليحمله من الملف المرفق هنا
آية التطهير :
(آية التطهير ) وهي قوله تعالى : (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) "1"، أقوى ما احتجوا به من آيات القرآن ، ويلاحظ أنها ليست آية كاملة وإنما هي تتمة الآية التي أولها خطاب لأمهات المؤمنين – رضي الله عنهن – بقوله : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ…)"2" ، ولذلك فتسميتها بـ " آية التطهير " تدليس لأنها ليست بآية وإنما هي جزء منها .
وعلى كل حال فقد قالوا : إن التطهير وإذهاب الرجس معناه العصمة من الخطأ والسهو والذنب " فأهل البيت " معصومون من ذلك كله ، ومقصودهم " بأهل البيت " أشخاصاً معينين أولهم سيدنا علي ثم فاطمة والحسن والحسين – رضي الله عنهم – وليس جميع أهل البيت .
مناقشة هذا التفسير :
إن الاحتجاج بهذه الآية على " العصمة " مردود من حيث الدليل ومن حيث الدلالة :
1 – عدم صلاحية الدليل ( آية التطهير ) للاستدلال على ( العصمة ) .(1/1039)
إن قضايا الاعتقاد الكبرى ومهمات الدين وأساسياته العظمى لابد لإثباتها من الأدلة القرآنية الصريحة القطعية الدلالة على المعنى المطلوب كدلالة قوله تعالى : (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) "3" على التوحيد ، ودلالة (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) "4" ، على نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ودلالة قوله تعالى : (أَقِيمُواْ الصَّلاةَ) "5" ، على فرضية الصلاة ومشروعيتها ولايصح أن تؤسس هذه الأمور المهمة على الأدلة الظنية المشتبهة وإلا تطرق الشك إلى أساس الدين لقيامه على الظنيَّات وابتنائه على المتشابهات المحتملات وذلك منهي عنه بصريح قوله تعالى : (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ) "1" ، فاشترط الله – جل وعلا – لإقامة دينه الآيات المحكمات الواضحات التي لا اشتباه فيها ولااحتمال كالآيات التي استشهدنا بها على التوحيد والنبوة والصلاة وهي "أم الكتاب " ومرجعه وأصله المعتمد الذي يرد إليه ما تشابه وتطرق إليه الظن والاحتمال .
أما من اعتمد على الآيات المتشابهات المحتملات فهو من الزائغين الذين (فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ) "2".
وقال تعالى أيضاً : (وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ) "1" ، فالدليل الظني لا يصح الاعتماد عليه لأنه لا يفيد العلم وإذن لا بد أن يكون الدليل قطعياً في دلالته ، فيسقط الاستدلال بكل الأدلة الظنية المشتبهة ، ولذلك قال الأصوليون :
" الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال " .(1/1040)
إن "عصمة الأئمة " من ضروريات الاعتقاد عند الإمامية لأنها الأساس الذي يقوم عليه أصل عقيدة " الإمامية " فإذا انهار الأساس " العصمة " انهدم ما بني عليه " الإمامة " ولذلك شددوا في الإيمان بها والنكير على من جحدها حتى كفروه وأخرجوه من الملة !! .
فقد روى الكليني أن أبا عبدالله "ع" قال : " ما جاء به علي آخذ به وما نهى عنه انتهي عنه … المتعقب عليه في شيء من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله ، والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله " "2" .
وقال ابن بابويه القمي : " من نفى العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم ومن جهلهم فهو كافر " "3" .
وهذا يستلزم تكفير أكثر من مليار مسلم لايدين بهذه العقيدة وتكفير حكامهم وأولهم الخلفاء الراشدون فما دون بلا استثناء فضلاً عن أجيال المسلمين المتعاقبة عل اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم وما ينتج عن ذلك من مفاسد لايمكن إحصاؤها قد يكون أهونها حرمة مناكحتهم وأكل ذبائحهم وعلى هذه العقيدة بُنيت الفتاوى التي تبيح أموال المسلمين ودماءهم وجواز أو وجوب مقاتلتهم والخروج عليهم !!.
وعقيدة بهذه المنزلة والخطورة لابد أن تكون أدلتها صريحة قطعية في دلالتها ، محكمة لايتطرق إليها الشك أو الاحتمال بأي حال من الأحوال وإلا صار الدين لعباً لكل لاعب ، وأساسياته عرضة لكل متلاعب وهذه الآية : "آية التطهير"ليست صريحة في الدلالة على عصمة أحد ، فضلاً عن عصمة أشخاص معينين محددين ، والقول بدلالتها على "العصمة" ظن واشتباه فبطل الاستدلال بها على ذلك ، لأن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال .
وهذا يكفي في رد الحجة وإسقاط هذه العقيدة استدلالاً بالآية الكريمة ، لأن الدليل من الأساس فقد صلاحيته للاستدلال على المراد .
ولكن من باب الاستطراد النافع لإخراج آخر شبهة من نفس المقابل الذي يريد الحق للحق بالحق لابأس من مناقشة دلالة الدليل (الآية) بالتفصيل .(1/1041)
2- عدم دلالة النص "الآية"على "العصمة" .
وذلك يتبين من وجوه كثيرة منها :
اولاً: افتقاره إلى السند اللغوي :
فهذا تفسير لاينهض من الأساس لأنه ساقط لغوياً والقرآن نزل بلغة العرب فإذا كانت هذه الألفاظ "التطهير" و"إذهاب الرجس"تعني"العصمة" في هذه اللغة فيمكن حمل النص على مايقولون .
ولكن … إذا كانت هذه الألفاظ لاتعني ذلك في اللغة التي نزل بها القرآن فماذا يكون الجواب ؟! والدليل على ما أقول ما يلي :
1- لاعلاقة للرجس بالخطأ في لغة القرآن .
فلا يعرف من لغة القرآن – التي هي لباب لغة العرب – إطلاق لفظ "الرجس" على الخطأ في الاجتهاد . فإن "الرجس" القذر والنتن وأمثالهما .
يقول الراغب الأصفهاني في "مفردات ألفاظ القرآن"مادة "رجس" :
الرجس : الشي القذر يقال : رجل رجس ورجال أرجاس قال تعالى : (رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) "1" … والرجس من جهة الشرع الخمر والميسر… وجعل الكافرين رجساً من حيث أن الشرك بالعقل أقبح الأشياء قال تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ) "2" وقوله تعالى : (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ) "3" ، قيل : الرجس النتن ، وقيل : العذاب ، وذلك كقوله : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) "4" وقال : (أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) "5" أ.هـ .
قلت : ولذلك لم يختلف الفقهاء في نجاسة الخمر وإنما اختلفوا في كون النجاسة هل هي معنوية أم حسية ؟ لأنها وصفت بالآية بالرجس وما ذلك إلا لأنهم فهموا من وصف الله تعالى لها وللأنصاب والأزلام والميسر بلفظ "الرجس" إنه القذر والنتن والنجاسة ومن قال بنجاستها المعنوية قال هي كقوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ)"1" والخطاء في الاجتهاد لايمكن أن يوصف بأنه قذر أو نجاسة أو نتن لذلك فهو ليس برجس .(1/1042)
فمن قال : إن الآية نص في التنزيه من الخطأ فقد جاء بما لايعرف من لغة العرب . وإذن فالآية تنهض حجة على العصمة من الخطأ ، بل سقط الاحتجاج بها كلياً لأن العصمة لاتتجزأ فإذا لم يكن من وصف بالعصمة معصوماً من الخطأ فهو ليس معصوماً من الذنب لأنهما متلازمان .
2- " التطهير " و " إذهاب الرجس " لايعني العصمة من الذنب والدليل الواضح على هذا وروده في غير "أهل البيت " .
كما في قوله تعالى : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) "2".
وهؤلاء القوم ارتكبوا المعاصي ، فلو كان " التطهير " يعني العصمة من الذنب لما أطلق على هؤلاء المذنبين الذين "اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً" وقد وصف هؤلاء بالتزكية إضافة إلى التطهير " تطهيرهم وتزكيهم " والتزكية أعلى وقد وصف بها هؤلاء المذنبون ومع ذلك لم يكونوا معصومين ولم يوصف بها أولئك الذين يُقال عنهم " أئمة معصومون " ، وإنما اكتفى بلفظ " التطهير " فقط ، وهو أقل منزلة من حيث المعنى فكيف صاروا به – وهو أقل – معصومين ؟ !.
وقال تعالى : (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) "3" ، ولم تكن ابنتا لوط معصومتين مع أنهما من الآل الذين وصفوا "بالتطهير" وأرادوا إخراجهم ، فتطهير آل النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أو أهله كتطهير آل لوط عليه السلام .
وقال جل وعلا عن رواد مسجد قباء من الصحابة الأطهار: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)"1" ، ولم يكن هؤلاء معصومين من الذنوب بالاتفاق .(1/1043)
وقال بعد أن نهى عن إتيان النساء في المحيض : (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)"2" .
وقال عن أهل بدر وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً : (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ) "3" .
والرجز والرجس متقاربان و"يطهركم" في الآيتين واحد ولم يكن هؤلاء معصومين من الذنوب .
وقال مخاطباً المسلمين جميعاً : (مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) "4" .
وقال عن المنافقين واليهود : (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ) "5" .
وليس معنى اللفظ "أولئك الذين لم يرد الله أن يعصمهم من الذنوب" ولا يستقيم تفسير اللفظ "بالعصمة" إلا إذا كان المعنى كذلك ، وأيضاً فإن مفهوم لفظ الآية يستلزم أن يكون غيرهم من المؤمنين معصومين من الذنوب ولم يقل أحد بذلك .
فالآية إذاً لا دليل فيها على "العصمة" بمعنييها ولله الحمد .
3- لفظ "الأهل" لغة :
لفظ "الأهل" في أصل الوضع اللغوي يعني زوجة الرجل ، ومن يجمعه وإياهم مسكن واحد وليس الأقارب بالنسب إلا على سبيل المجاز وإليك الدليل:
"فأهل" الشيء عموماً : أصحابه الملازمون له كما قال تعالى : (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) "1"، فأهل النار أصحابها وسكانها الملازمون لها كما قال تعالى : (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ)"2".(1/1044)
و"أهل الكتاب" و"أهل الذكر" أصحابه وحملته "وأهل المدينة" و"أهل القرى" أصحابها وساكنوها المقيمون فيها الملازمون لها كما قال تعالى : (وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ)"3" ، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ) "4" ، وكذلك "أهل البلد" كما قال تعالى : (رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) "5" .
وكذلك كل لفظ أضيف إلى كلمة "أهل" كما في قوله تعالى (فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ)"6" .
(يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) "7" ، (وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ) "8". (حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا) "9" . فأهل السفينة ركابها الذين تجمعهم .
أهل البيت :
وأهل البيت سكانه الذين يجمعهم ذلك البيت كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) "1" ، وقالت أخت موسى – عليه السلام – لفرعون : (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) "2".
أهل الرجل :
يقول الراغب الأصفهاني : أهل الرجل في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ، ثم تُجُوَّزَ به فقيل أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب .أ.هـ.(1/1045)
فأهل الرجل أو أهل بيته في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد وبهذا جاءت النصوص القرآنية كما في قوله تعالى : (قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ) "3" ، وقال إخوة يوسف – عليه السلام : (وَنَمِيرُ أَهْلَنَا)"4" ، (مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ) "5" ، وقال يوسف – عليه السلام : (وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) "6" ، وكانوا أباه وزوجة أبيه وإخوته كما أخبر عنهم الرب جل وعلا بقوله : (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً) "7" ، فأنت ترى كل هذه الشواهد القرآنية لم يدخل في لفظ "الأهل" فيها غير سكان بيت الرجل الذي يجمعهم وإياه ذلك البيت ، ولم يدخل الأقارب فيه قط .
الزوجة من (أهل بيت) الرجل بل هي أول عضو فيه :
فأهل الرجل زوجته بدليل اللغة والشرع والعرف والعقل ولا دليل آخر مع هذه الأربعة .
1- دليل اللغة :
يقول الراغب الأصفهاني : وعبر (بأهل الرجل) عن امرأته … و(تأهل) إذا تزوج ومنه قيل : أهلك الله في الجنة : أي زوجك فيها وجعل لك فيها أهلا يجمعك وإياهم .أ.هـ.
وفي (مختار الصحاح) يقول الرازي : (أهل ) الرجل تزوج وبابه دخل وجلس و(تاهل) مثله أ.هـ. فهذا دليل اللغة .
2- دليل الشرع :
- تأمل هذه الآيات :
- (فَلَمَّا قَضَى مُوسَىالْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ) "1" ولم يكن معه ساعتها غير زوجه .(1/1046)
- (قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً) "2" وهذا قول سارة زوجة إبراهيم عليه السلام فبماذا أجابتها الملائكة ؟ وتحت أي وصف إدخلتها ؟ (قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ )"3"فلولا كونها من أهل بيت إبراهيم عليه السلام لما رحمها الله بهذ المعجزة ولا بارك عليها فحملت بإسحاق عليه السلام ، وإذن فلا عجب .
- وقالت أخت موسى عليه السلام لفرعون : (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) "4"فمن قصدت أولاً بأهل البيت ؟ أليست أمها أول المقصودين بهذا اللفظ لأن كفالة الرضيع تتوجه أول ماتتوجه إلى المرضع وهي هنا أم موسى لذلك قال تعالى : (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ)"1".
- حتى امرأة العزيز خاطبت زوجها فقالت : (مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً) "2" أي زوجتك .
- وهذه عدة آيات عن لوط عليه السلام وإمرأته يدخلها تحت مسمى (الأهل) في كل المواضع التي ورد فيها إنجاؤهم وإلا لما استثناها منهم .
- (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) "3" .
- (قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ) "4" .
- (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ) "5" .
- (فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ) "6" .
- (قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) "7" .(1/1047)
- (لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) "8" فكرر الاستثناء مع أن الآيتين متقاربتان لاتفصل بينهما إلا أية واحدة وفي سياق واحد .
- (وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ) "9" .
ولا شك أن هذا الإصرار على استثناء امرأة لوط في كل مرة يذكر فيها (أهله) لا داعي له لو كان العرب الذين نزل عليهم القرآن يستطيعون فهم لفظ (الأهل) مجرداً من الزوجة .
3- دليل العرف :
وإطلاق لفظ (الأهل) والمراد منه الزوجة أمر متعارف عليه إلى اليوم : يقول الرجل مثلا : ( جاءت معي أهلي ) يقصد زوجته والناس تفهم منه ذلك .
4- دليل العقل .
إذ كل رجل إنما يبدأ بيته بزوجته وكل عائلة تبدأ بأب وأم أو رجل وامرأة هي زوجته وهنا يصح اطلاق لفظ (الأهل) على الزوجة حتى قبل مجيء الأولاد وحتى لو لم يكن عند الرجل أب أو أم أو أخوة . فالزوجة أول شخص في البيت يطلق عليه اسم (الأهل) فهي أول أهل بيت الرجل أو أهل البيت .
ولذلك قيل للزوجة : (ربة البيت) فهي ليست أهله فحسب أو من أهل بيته وإنما هي ربة هذا البيت .
فالزوجة إذن أهل الرجل ومن أهل بيته فبأي حق تخرج أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من بيته ويقال إنهن لسن من أهله ؟ ! أومن أهل بيته ؟ ! فموسى زوجته من أهله وإبراهيم زوجته من أهله وعمران زوجته من أهله وحتى لوط امرأته من أهله بل حتى الوزير الفاسق امرأته من أهله بل كل رجال الدنيا منذ خلقت وإلى أن تفنى زوجاتهم من أهل بيتهم . إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطاهر المطهر زوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين بنص القرآن لسن من أهله !!!! بأي لغة يتحدث القوم؟ !
أهل النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيت النبي أو بيوت النبي :(1/1048)
يقول الله تعالى : (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ) "1" فمن هؤلاء (الأهل) الذين غدا منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوجهاً للقتال . أليسوا هم الذين كان يجمعهم وإياه مسكن واحد ؟ وهم أزواجه لا غير أهل ذلك البيت الذي قال الله عنه : (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ) "2" . وبيت رسول الله له وجود مستقل كان يأوي إليه وينام فيه كذلك يأكل ويشرب ويفعل كل ما يفعله رجل في بيته وفي هذا البيت أزواجه وهن أهله لا غيرهن فأولاده الذكور قد ماتوا جميعاً والبنات بعضهن مات وبعضهن تزوج وخرجن من بيته . ولقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدة بيوت على عدد أزواجه فلكل زوجة بيت فهي بيوت كما يعبر الله عنها بصيغة الجمع ويضيف هذه البيوت التي تعددت لتعدد أزواجه مرة إليه ومرة إليهن فبيوته بيوتهن وبيوتهن بيوته على حد سواء فكيف يكون بيت لشخص ومع ذلك فهذا الشخص ليس من أهل ذلك البيت ؟ ! فبيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أهلها هذه الأزواج وبيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تكن غير بيوت أزواجه فهن أهل بيته بلا شك كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ) "3" ثم يذكر الله في الآية نفسها الأدب الواجب على المؤمنين في التعامل مع أهل البيوت (أزواجه) قائلاً : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ) "4" ويقول مخاطباً أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - مضيفاً البيوت إليهن (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ(1/1049)
لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً) "5" فتأمل كيف قال الرب جل وعلا : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) ثم قال : (أَهْلَ الْبَيْتِ) ثم قال (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ) وهذا يعني أن المقصود (بأهل البيت) في الآية نفس المخاطبات في الآية نفسها والآية التي بعدها فبيت النبي - صلى الله عليه وسلم - هو نفسه بيت زوجته ولتعدد هذه البيوت أضيف إليه - صلى الله عليه وسلم - بصيغة الجمع فقيل (بيوت النبي) وهي نفسها (بيوت أزواجه) بلا فرق .
وأهل هذا البيت هم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه .
فبأي حق نخرج هذه الأزواج الطاهرات الطيبات أمهات المؤمنين من (أهل بيت) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟!
شبهات (متشابهات) تعلقوا بها :
1- ضمير التذكير في الخطاب :
قالوا : لو كان المقصود بالآية أزواجه لقال الرب : (عنكن) و(يطهركن) بالتأنيث ولم يقل (عنكم) بالتذكير .
قلت سبحان الله ! حتى عوام الناس يدركون بفطرتهم أن الخطاب في لغتهم إذا جاء بصيغة التذكير شمل الذكور والإناث أما إذا جاء بصيغة التأنيث فالمقصود به الأنثى أو الإناث فقط ولذلك يقول الرجل لأولاده : كلوا أو اقرأوا إذا كانوا ذكوراً وإناثاً ولا يقول اقرأن إلا إذا كن إناثاً فقط وأحياناً حتى إذا كان المخاطبون إناثاً ليس فيهم ذكر فيبقى الخطاب بصيغة التذكير فيقول : اقرأوا ، قوموا ، اخرجوا …(1/1050)
وبهذا نزل القرآن . فقوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) "1" يعم الرجال والنساء كقوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) "2" ولذلك قال الله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ) "3" واستمر الخطاب بالتذكير إلى أن قال : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم) "4" ولازال الخطاب بالتذكير ثم أفصح بالمقصود فقال بعد قوله (منكم) (مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ)"1" وإذن فالمقصود الجميع الذكر والأنثى ثم عاد الخطاب بالتذكر (فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي) "2" .
ولما كان بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه النبي وأزواجه جاء اللفظ بصيغة التذكير ليعمهم جميعاً فلا يمكن إذاً أن تأتي الصيغة بالتأنيث وإلا لأخرج النبي من حكم الآية .
ومن العجيب أنهم يخرجون نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - من حكم الآية محتجين بكونهن إناثاً وفي الوقت نفسه يدخلون فاطمة رضي الله عنها تحت حكمها مع أنها انثى !
2- حديث الكساء :
روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت :
خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن ابن علي فأدخله مع في المرط ثم جاء الحسين فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) "3" وفيه أن رسول الله لم يدخل زوجته أم سلمة معهم بل قال لها : أنت من أهل بيتي أنت على خير .
ما العلاقة ؟!
ونحن لاندري ما علاقة هذا الحديث بإخراج أمهات المؤمنين من الآية !!.(1/1051)
غاية ما فيه إدخال مجموعة من أقرباء النبي - صلى الله عليه وسلم - الذين لم يكونوا يساكنونه في بيته في حكم الآية ، وليس فيه قصر المعنى عليهم وحدهم أو إخراج غيرهم منه ، إذ ليس من شرط دخول هؤلاء خروج أولئك ، ورحمة الله وسعت كل شيء ، فلن تضيق بأحد من أجل أحد ، إن قول القائل مشيراً إلى أربعة من أصدقائه " إن هؤلاء هم أصدقائي " لايعني قصر الصداقة عليهم ، ولو كان لأحدهم عشرة إخوة فأشار إلى ثلاثة منهم كانوا معه فقال معرفاً بهم : " إن هؤلاء إخوتي " لم يدل قوله بلفظ هذا على عدم وجود إخوة آخرين له إلا إذا لم يكن له في الواقع غيرهم ، فالقرينة التي تحدد معنى اللفظ سِعة وضيقاً هي واقع الأمر ذاته ، أما اللفظ لغة فلا ينفي ولا يثبت ، و"أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - " في الواقع كثيرون فبأي حجة نقتصر باللفظ على بعضهم دون بعض ؟! .
وهذا يرد في القرآن كثيراً كقوله تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) "1" ، أي ذلك الدين القيم وليس الدين القيم مقصوراً على عدة الشهور وكون أربعة منها حرماً فقط .
كذلك قول النبي : " هؤلاء أهل بيتي " أي من أهل بيتي .
وإذا كان هذا اللفظ يمنع دخول أحد من بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - مع هؤلاء الأربعة فكيف أدخلوا تسعة آخرين معهم لم يكونوا موجودين أصلاً عندما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله ودعاء دعاءه ؟!.
فإن قالوا : لوجود أدلة على ذلك قلنا : الأدلة كلها تدل على أن أزواجه هن خصوص أهل بيته مع أن الأدلة التي احتجوا بها لإدخال أولئك التسعة ليس فيها دليل واحد من القرآن وإنما هي روايات صاغوها وأحاديث وضعوها ليس إلا .
لنا لا علينا :(1/1052)
ونحن زيادة على ذلك نقول : لو تمعنت في الأمر قليلاً لو جدت الحديث حجة لنا لا علينا ، إذ هو قرينة واضحة على أن المقصود بالآية أزواجه فلو كانت نازلة بخصوص أصحاب الكساء لما كان لدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم معنى فما الداعي له والأمر محسوم من الأساس بدون دعائه ؟! وإذن دعاء النبي طلب من الله أن يشمل بكرامته من دعا لهم شفقة منه أن لا يكون حكم الآية عاماً لأنه نزل في معرض الخطاب لأزواجه ، ولو كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقطع بدخولهم في حكمها أو كان مطمئناً إلى ذلك لما دعا لهم .
مجيء اللفظ بصيغة العموم والمراد به الخصوص
أن مجيء اللفظ عاماً في صيغته والمراد به خصوص معناه معروف في لغة العرب إذا احتفت به قرائن توجب أو ترجح حمله على ذلك .
والقرينة إما حالية أو لفظية ، فالحالية كما في قوله تعالى : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً ) "2" فلفظ " أرض " و"أهلها" عام ، والمراد به أرض مصر وأهلها وهو خاص . والقرينة ما نقطع به تاريخياً أن فرعون لم يحكم عموم الأرض .
وقال تعالى عن الريح التي أرسلها على عاد : (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا) "1" فلفظ "كل شيء" عام لكن القرينة اللفظية التي بعده وهي قوله : (فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ) صرفت المعنى إلى الخصوص فلم يعم المساكن.
كذلك لفظ "أهل البيت" في الآية فهو وإن كان عاماً في صيغته فقد احتفت به قرائن منها المعنى الحقيقي "لأهل البيت" وهو الزوجة وسياق الآيات وسبب النزول … إلخ . جعلته يبدو للسامع خاصاً بأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم تكن من قرينة تجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يطمئن ويقطع بأن المراد به العموم ، لذلك دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحاب الكساء ،، وهكذا صار دعاؤه - صلى الله عليه وسلم - قرينة لنا على أمرين :
الأول أن أزواجه أول المقصودين بالآية .(1/1053)
الثاني : شمول اللفظ لبقية أهل بيته ، ولولا دعاؤه لما كنا نستطيع القطع بالأمر الثاني فتأمل .
أما قصر الآية على أهل الكساء دون أزواج النبي فباطل لوجوه منها :
1- المعني اللغوي لأهل بيت الرجل وهو أزواجه ومن يساكنه في بيته ولم يكن في بيته عند نزول الآية من أهله غير أزواجه .
2- المعنى الحقيقي للأهل هو الزوجة . وأما تعديه إلى الأقارب فمجاز . وقد مرَّ بنا قول الراغب الأصفهاني :" أهل الرجل في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ثم تجوز به فقيل : أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب " وحمل اللفظ على معناه المجازي دون الحقيقي لا يكون إلا بعد اجتماع أمرين :
1) مانع .
2) قرينة .
مانع يمنع حمله على حقيقته وقرينة تصرفه إلى مجازه ولا مانع من حمل الآية على حقيقة معناها "الزوجة" بل ولا قرينة ساعة نزول الآية ترجح عموم المعنى فضلاً عن قصره على مجازه .
3- سبب النزول : فإن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - سبب نزول الآية والسبب داخل في الحكم دخولاً أولياً ولذلك لما أرادت أم سلمة – كما ورد في بعض الروايات – أن تدخل مع أهل الكساء قائلة : ألست من أهل بيتك ؟! أجابها النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أنت من أهل بيتي " و"أنت على خير" ، أي أنت مشمولة بالخير فلا داعي لدخولك معهم ، إذ أنت السبب في نزول الآية وهو معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - في لفظ آخر:" أنت إلى خير أنت من أزواج النبي" ، وهذا يعني أن أصحاب الكساء لو كانوا مشمولين من الأساس بحكم الآية لما دعا لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - .
4- سياق الآيات : فالسياق يأبى أن يدخل كلام أجنبي فيما بين كلامين مسوقين لغرض واحد في كلام العقلاء – وإلا كان ركيكاً ساقطاً يجب أن ينزه عنه كلام الرب جل وعلا ، فما علاقة عصمة أشخاص معينين بالكلام عن أمور تخص أشخاصاً آخرين ليدخل فيما بين أجزائه ؟! .(1/1054)
5- بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - هو المقصود بالآية لا بيت غيره : وبيت النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشغله وقت نزول الآية أزواجه وله وجود مستقل عن بيت علي – رضي الله عنه – ولا يمكن أن يخطر ببال النبي أو غيره أن قوله تعالى "أهل البيت" يعني به بيت علي وإنما هو بيت النبي فمن قال إن معنى " أهل البيت " خصوص أصحاب الكساء فإن ذلك يستلزم أن الآية نزلت خاصة بأهل بيت علي دون بيت النبي ، وكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية هو علي بلا فرق فلو رفعنا النبي ووضعنا مكانه علياً لما تغير المعنى ، وكذلك ألغينا أن يكون للنبي - صلى الله عليه وسلم - بيت خاص به دون غيره يمكن أن يكون محلاً لتنزل الرحمات وحلول البركات !! وهذا لا يقول به مسلم بل ولا عاقل .
لهذه الأمور وغيرها لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - مطمئناً إلى أن الآية عامة المعنى في الجميع فدعا دعاءه المعروف لأصحاب الكساء رضي الله عنهم ، وبذلك جزمنا نحن بعموم الآية ولولا حديث الكساء لما قطعنا بذلك ، وإنما يظل العموم ظنياً لا أكثر .
الخلاصة :
وهكذا سقط السند اللغوي لإمكانية تفسير الآية "بالعصمة" فضلاً عن عصمة أشخاص بعينهم فسقط الاحتجاج بالآية على ذلك من الأساس .
ثانياً : إلزامهم بعصمة أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين رضي الله عنهن :(1/1055)
فالآية تشمل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بدليل الشرع واللغة والعرف والعقل وسبب النزول السياق وغيرها من الأدلة التي قدمناه آنفاً ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من قراءة الآيات في المصحف الشريف في سورة الأحزاب من الآيات (28-34) : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29) يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً (31) يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً) "1" .(1/1056)
بل سورة الأحزاب كلها في ذكر أمهات المؤمنين : ففي الآية السادسة منها يقول تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) ، ثم تعود السورة بعد جولة تمهيدية لتذكرهن في الآية (28) إلى الآية (40) ثم في الآية (50)- إلى الآية (62) تصريحاً أو تلميحاً ثم في الآية (69) وهي تنهى عن أذى النبي - صلى الله عليه وسلم - في أزواجه مع أن عدد آياتها (73) ثلاث وسبعون ! فلو كانت الآية نصاً في العصمة لاستلزم ذلك عصمة أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ولما كان ذلك منفياً بالاتفاق فلا دلالة في الآية إذن على عصمة أحد .
ثالثاً : إلزامهم بعصمة (آل البيت) جميعاً :
لفظ "أهل البيت" عام يشمل أهل بيت النبي جميعهم ومنهم آل جعفر وآل عباس وآل عقيل ومنهم بناته الأربع ، أليس بناته من أهل بيته ؟ ! ومنهم أبناؤه أليس أبناؤه من أهل بيته ؟ ! إن هؤلاء جميعاً من " أهل البيت " فكيف يخصص النص بأهل بيت علي وحده والآية نص في أهل بيت النبي ؟ ! وقد مر بنا تهافت القول بدلالة حديث الكساء على التخصيص ، ثم إن أولاد علي رضي الله عنه كثيرون وقد أعقبوا ومنهم محمد وعمر فلِمَ اقتصرت العصمة على اثنين منهم فقط ؟ ! ثم إن الحسن رضي الله عنه عنده ذرية فلم يكن أحد منهم معصوماً مع أنهم من أهل البيت ، وأبوهم الحسن أفضل من الحسين رضي الله عنه وأكبر ؟! ثم لماذا اقتصرت العصمة على واحد من أولاد الحسين ، ثم تسلسلت في الواحد بعد الواحد من ذريته مع أن الكل ينتسبون إلى أهل البيت الذين نزلت الآية فيهم – كما يقولون .
إن هذه الآية إما نص في العصمة " فأهل البيت " جميعاً معصومون وإلا فلا دلالة على العصمة لا سيما وحديث الكساء فيه الدعاء لعدد مخصوص هم علي وفاطمة والحسن والحسين وليس فيه الدعاء لغيرهم من ذريتهم ممن لم يأتوا بعد .(1/1057)
إنهم يقولون : إن قول النبي مشيراً إلى هؤلاء الأربعة " إن هؤلاء هم أهل بيتي " يعني قصر الآية عليهم وإخراج البقية منها ، ونحن نقول مجاراة لهم : ابقوا على قولكم هذا واصمدوا عليه إلى الأخير ولا تدخلوا معهم أحداً من أهل بيت النبي وسترون النتيجة في غير صالحكم !! إذن كيف تستطيعون نقل " العصمة " إلى الخامس فما دون ؟! وما الذي أدخل هؤلاء وأخرج غيرهم ؟! وماهذه الازدواجية والانتقائية ؟! أليس لها من ضابط أو مقياس ؟ !
رابعاً : الإرادة الشرعية والإرادة القدرية :
ومن الأدلة على عدم دلالة الآية على العصمة أن "الإرادة" التي جاءت فيها شرعة لا قدرية وإليك البيان :
وردت "الإرادة" الإلهية في نصوص الشرع على ضربين :
الضرب الأول : الإدارة القدرية الكونية :
وهي المشيئة التي لابد من وقوع وتحقق ما تعلق بها من مراد الله ، ولا تلازم بين هذه الإرادة ومحبة الله وأمره الشرعي، فقد يريد الله ويشاء وقوع شيء يكرهه لحكمة يعلمها وبأسباب من خلقه أنفسهم كوقوع الزنا والكذب والكفر والله تعالى لا يحب ذلك ولا يأمر به شرعاً وإنما نهى عنه لكنه يقع بإذنه ومشيئته يقول تعالى : (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ) "1" ، ويقول تعالى عن هذه الإرادة : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) "2"، (وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ) "3" ، (وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ) "4" ، فالله أراد غوايتهم مع أنه لم يأمر بها ولم يحبها فإنه كما أخبر عن نفسه : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ) "5" ، لكن ما كل ماأراده الله وأحبه وأمر به شرعاً يقع ولاكل ما كرهه ونهى عنه لايقع وهنا يأتي دور الضرب الثاني من الأرادة وهي :(1/1058)
الإرادة الشرعية :
وهي بمعنى المحبة والقصد والأمر الشرعي الذي قد يقع وقد يتخلف مقتضاه كما في قوله تعالى (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) "6"، وهذه الإرادة يتوقف وقوع مقتضاها ومرادها على العبد فقد يقع إذا قام العبد بأسبابه الجالبة ، وقد لا يقع إذا قصر فيها فيقع ما يكرهه الله ولايريده أي لا يحبه ولا يأمر به ، ويحب الله شيئاً ويأمر به فلا يقع ، فالله تعالى يحب اليسر لكل خلقه وأراده وأمر به ، ويكره العسر لهم كما في الآية السابقة وكما في قوله : (يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ)"1" ، لكنه لا يتحقق في حق كثير من الناس الذين يشددون على أنفسهم ويثقلون عليها مع أنهم داخلون تحت خطابه تعالى : (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) وقوله : (يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ) ، والله تعالى أراد من عباده جميعهم الطاعة بمعنى أمرهم بها واحب أن يفعلوها لكن محبوب الله ومراده هذا وأمره لم ينفذه أكثرهم ! في حين أنه لم يرد أشياء وكرهها لكنه واقعة رغم أن الله لم يردها : يقول سبحانه : (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ) "2"، فوقع مرادهم وهو أخذ الفداء من الأسرى دون مراد الله وهو القتل .
ويقول أيضاً : (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) "3"، ويقول : (مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ)"4" ، فالحرج واقع للبعض رغم أن الله مايريده ، والتطهير لايتحقق للكل رغم أن الله يريده لهم جميعاً ، فالآية خطاب لجميع الأمة وهي تشبه تماماً (آية التطهير) إذ اللفظ نفسه يتكرر في الآيتين وهو في الإرادة الشرعية التي تتوقف على استجابة المخاطب وليس في الإرادة الكونية القدرية التي لابد من وقوعها .(1/1059)
وحتى يمكن حمل الآية على "العصمة" لابد أن تكون الإرادة فيها قدرية كونية من الله إذ العصمة التي أثبتوها إنما هي بجعل من الله لا بتكلف من العبد ، ولا دليل على ذلك أبداً ، فبالإضافة إلى كون اللفظ أصلاً في الإرادة الشرعية لوجود ما يشبهه وهو ليس في الإرادة القدرية ، فهناك قرائن تدل على أن الإرادة شرعية لاقدرية منها :
1- حديث الكساء :
إذ لو كانت إرادة الله قدرية لابد من وقوعها لما دعا لهم إذ هم أغنياء عن دعائه - صلى الله عليه وسلم - لكون الله تعالى شاء "عصمتهم" وقدرها حتماً فلا حاجة له .
وأيضاً فلو كانت الآية في "العصمة" وهم معصومون من الأصل فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم ذلك ، فعلام يطلب لهم شيئاً حاصلاً من الأساس أي كما يقال : تحصيل حاصل ، وتحصيل الحاصل لغو ينبغي أن ننزه عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأيضاً يقال : هل عصمتهم قبل دعاء النبي أم بعده ؟ فإن كانت حصلت بدعائه أي بعده فهم غير معصومين من قبل ، وغير المعصوم كيف ينقلب معصوماً ؟ وإن كانت حاصلة بدون دعائه "أي قبله" فعلام دعا ؟! .
2- سياق الكلام :(1/1060)
فالكلام الذي جاء في سياقه النص "إنما يريد …" توجيه وأمر ونهي إذ يبدأ بقوله : (إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29) يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ) - إلى قوله – (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً) – إلى قوله – (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) – إلى قوله – (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) ، ثم قال معللاً هذه التوجيهات والأوامر والنواهي – (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) – ثم يستمر بقوله – (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ…) وإذن فالمخاطب يحتمل في حقه الطاعة والمعصية فيحذره الله من المعصية ويحثه على الطاعة فالإرادة هنا شرعية بمعنى أن الله يأمر بما أراده وأحبه فاحرص أيها المخاطب على تحقيق إرادة الله في تطهير هذا البيت الذي تنتسب إليه وإذهاب الرجس عنه وإلا إما أن تخرج من هذا البيت بالطلاق (فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً) وحين ذلك فمهما عملت فعملك لا ينسب إلى هذا الذي يحب الله أن يرفع من شأنه . وإما أن تضاعف لك العقوبة ضعفين إذا ارتكبت ما يخدش سمعة هذا البيت الطاهر وذلك من أجل أن يبقى المخاطب – أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - – حذراً يقظاً على الدوام تحقيقاً لإرادة الله ، وهذا المعنى لا يستقيم إذا كانت المشيئة أو الإرادة(1/1061)
كونية حتمية ، ولذلك جمع الله بين النهي عن المخالفة والأمر بالطاعة وإرادته الثمرة الناتجة عن ذلك وهي التطهير في آية واحدة فقال : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فمن حمل الإرادة على الإرادة الكونية القدرية فكما قال تعالى : (إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) ، والعقيدة مبناها على القطع والإحكام لا على الظن والاشتباه ، ولايتحصل إمكان أو احتمال تفسير الآية "بالعصمة" إلا بعد القطع بأن الإرادة فيها كونية لاشرعية والقطع غير مقطوع به بل ولا ماهو أدنى منه الذي هو الظن الراجح الذي لا يصلح حجة في أمور العقيدة بالاتفاق .
وهكذا يتبين أن القول "بالعصمة" بدلالة الآية إنما هو احتمال في احتمال فسقط بها الاستدلال .
المعنى المقصود من الآية(1/1062)
ولعل سائلاً يسأل ما المعنى الذي ترمي إليه الآية فنقول : هو أمر الله جل وعلا وإرشاده لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يترفعن عن كل ما من شأنه أن لايتناسب وسمعة بيت النبي وكونهن ينتمين إلى هذا البيت الذي هو بيت أعظم النبيين وخاتمهم وأطهرهم ، فعليهن أن يدركن خطر هذا الانتماء والمنزلة التي وضعهن الله فيها وأي نقاوة يريدها الله لهن ويحب أن يتصفن بها ، ولذلك نهاهن أن يطالبن رسوله بما تطالب به النساء الأخريات أزواجهن من الزينة والنفقة ، وبين "إن من يأت منهن بمعصية ظاهرة القبح يضاعف عقابها ، فإن المعصية من رفيع الشأن أشد قبحاً فناسب أن يضاعف جزاؤها" . والجملة الشرطية لاتقتضي وقوع الشرط كما تقول لولدك إن رسبت ضربتك والقصد تحذيره حتى لايرسب ، ولذلك خاطب الله رسوله قائلاً : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) "1"، وهو - صلى الله عليه وسلم - لم يشرك ولم يحبط عمله . وقال له أيضاً : (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ) "2" ، وهو - صلى الله عليه وسلم - لم يشك ولم يسأل .(1/1063)
فكذلك قوله لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن : (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ) ، فلم تأت واحدة منهن بفاحشة ولم يضاعف لها العذاب ، بل العكس حصل – كما سأوضحه – والنهي لايستلزم وقوع المنهي عنه كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) "1"، وذلك في مطلع السورة التي خاطب الله بها أزواج نبيه بقوله : (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) وقوله – (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) ورسوله الله - صلى الله عليه وسلم - لم يطع الكافرين والمنافقين وأزواجه لم يخضعن بالقول ولم يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، بل أقمن الصلاة وآتين الزكاة واتقين الله وأطعنه ورسوله وقمن بتنفيذ هذه الموعظة خير قيام واخترن الله ورسوله والدار الآخرة والعيش مع رسول الله على خشونته وخلو بيته من كل ما يمكن أن يجذب امرأة ويغريها بالبقاء فيه ، ولقد كان اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة على الدنيا وزينتها صادقاً حقيقياً مقبولاً عند الله الذي لاتخفى عليه خافية والدليل على ذلك أن الله قبل هذا الاختيار بأن كافأهن بجملة أمور منها :
- حرمة الزواج عليهن .
- حرمة تطليق واحدة منهن ليتزوج غيرها .
- وذلك بقوله في الأية (52) من السورة نفسها : (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ) وهذا تحريم للزواج عليهن – (وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ) وهذا تحريم لتلطيق أي واحدة منهن .(1/1064)
- ومنها اختيارهن أمهات للمؤمنين (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) "2"، وتحريم زواجهن من غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته ليبقين زوجات أبديات لهذا الرسول الكريم لا في الدنيا فقط ، وإنما في الآخرة أيضاً ، وذلك بقوله : (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً) "3".
وكل هذه التوجيهات والتحذيرات والوصايا من أجل ماذا ؟ من أجل أن الله يريد لهذا البيت أن يكون طاهراً بعيداً عن كل ما يقدح في طهارته ورفعته . فقوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، تعليل لما تقدم وروده في السياق من الأوامر والنواهي كما قال في الآية (53) من السورة : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ) لماذا ؟ قال (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) فعلل الأمر بالسؤال من وراء حجاب بالتطهير لقلوب السائلين وقلوبهن وإذن هذا التطهير مراد من قبل الرب وهو علة الأمر ، فكذلك التطهير الأمر مراد من الرب وهو علة الأوامر والنواهي الأولي .(1/1065)
ولذلك يختل السياق ومعناه لو حذفنا هذه العلة وهي قوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، من الآيات لأنها هي الغاية منها وهي روح الموضوع كله ومداره الذي يدور عليه وقوله تعالى بعد ذلك : (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً) ، إشارة إلى أنهن – وقد خصصن بنزول الوحي في بيوتهن دون سائر الناس – أحق بهذه الذكرى من سواهن فعليهن أن يرتقين إلى المستوى المطلوب من أمثالهن ويعملن بما ينزل في بيوتهن من القرآن والسنة ويبلغن ذلك ، فالآية إذن وما قبلها وما بعدها – باختصار – إنما سيقت من أجل تعليم أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين وتربيتهن كي يرتقين إلى المنزلة السامية اللائقة بمقام هذا النبي الكريم الذي أراد الله تعالى طهارة بيته الشريف وإذهاب الرجس عنه .
فما دخل "عصمة الأئمة" في الموضوع ؟!
وكيف حشرت هذه القضية التي لا علاقة لها به من قريب ولا من بعيد ؟! (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) .
الخلاصة
إن آية التطهير ، وما قبلها وما بعدها إنما سيقت من أجل تعليم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتربيتهن كي يرتقين إلى المنزلة السامية اللائقة بمقام هذا النبي الكريم الذي أراد الله تعالى طهارة بيته الشريف ، وإذهاب الرجس عنه ، فما دخل عصمة الأئمة في الموضوع ؟ وكيف حشرت هذه القضية التي لاعلاقة لها به من قريب ولا من بعيد ؟ ولماذا يحمل النص مالا يحتمل ؟!
رجاء … ودعاء(1/1066)
رجاء : أخي المسلم … أختي المسلمة : تنح عن مذهبك وأي تعصب لرأيك ، وأجب عن هذه الأسئلة ، ففي هذا الكتاب مناقشة علمية هادئة لآية التطهير ، ومدى علاقتها بعصمة الأئمة وهو يخاطب كل من يريد الحق للحق بالحق .
1- أليست الزوجة من أهل بيت الرجل لغة وشرعاً وعرفاً وعقلاً ؟ ألم يدل القرآن الكريم على أن زوجة موسى عليه السلام من أهله ، وزوجة ابراهيم عليه السلام من أهله ، وزوجة عمران من أهله ؟… بل كل رجال الدنيا منذ خلقت وإلى أن تفنى تكون زوجاتهم من أهل بيتهم ، فبأي حق تخرج زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين من أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ويقال إنهن لسن من أهل بيته ؟
2- هل لحديث الكساء علاقة بإخراج أمهات المؤمنين من الآية ؟ إن غاية ما فيه إدخال مجموعة من أقرباء النبي - صلى الله عليه وسلم - الذين لم يكونوا يساكنونه في بيته في حكم الآية ، وليس فيه قصر المعنى عليهم وحدهم وإخراج غيرهم منه .
3- هل في آية التطهير دلالة على عصمة أحد ؟ ولو دلت على ذلك لكان أمهات المؤمنين أولى بذلك من غيرهن بدليل الشرع واللغة والعرف والعقل وسبب النزول والسياق .
4- الاعتقاد بعصمة الأئمة من ضروريات الاعتقاد – عند الإمامية – وعليه يقوم أساس مذهبهم فكيف صح أن يبنى على دليل محتمل ، فمثل هذا لابد أن يقام على أدلة صريحة قطعية في دلالتها محكمة ، وآية التطهير ليست صريحة في الدلالة على عصمة أحد .
5- لماذا يفرق بين الأئمة، فالحسن - رضي الله عنهم - من أهل البيت فلماذا لم يكن أبناؤه معصومين ؟
6- لم اقتصرت العصمة على واحد من أولاد الحسين - رضي الله عنهم - ، ثم تسلسلت في الواحد بعد الواحد من ذريته ، مع أن الكل من جميع ذريتهم ينتسبون إلى أهل البيت الذين نزلت فيهم الآية كما يقولون ؟(1/1067)
ودعاء: بأن يهديني الله وإياك إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنه … وأن يجمعنا في مستقر رحمته مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وآل بيته الأطهار وصحبه الاخيار .
---
أخوكم
07-12-2005, 08:32 PM
جزاك الله كل خير على هذا النقل المبارك ، ولعله يكون عمدة في هذا المسألة التي أطالوا فيها كثيرا رغم وضوح الحق
وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
---
أبو صلاح الدين
07-13-2005, 03:17 PM
بارك الله فيك.
أين أنتم أيها الإخوة الأحباب..؟؟!!
---
الإسلام ديني
07-20-2005, 03:07 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وضعت رد و لكن الظاهر أنه لم يظهر!!!!
على العموم
هذه ليست آية مستقلة
أي لا يصح أن يطلق عليها إسم آية
بل هي جزء من آية
و سأعود - بإذن الله - لقراءة الموضوع - فهو طويل بعض الشيء
و شكرا
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/1068)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > البلاء أنواعه ومقاصده كتاب الكتروني رائع
---
البلاء أنواعه ومقاصده كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
02-09-2007, 04:59 PM
البلاء أنواعه ومقاصده كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
البَلاءُ
أنواعُهُ ومقاصِدُه
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 407 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0207/f3f4e03089.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0207/8033400d1c.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0207/fcf9db9906.jpg
روابط التنزيل
http://sa32.com/files/0ae4f53fdc6d550a/Albalaa.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=303680
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
معروفي
02-09-2007, 10:24 PM
جزاك الله تعالى خيراً يا أستاذنا الحبيب المجاهد بقلمه و لسانه و وقته الثمين عادل محمد ..
---
عادل محمد
02-10-2007, 02:10 PM
جزاك الله تعالى خيراً يا أستاذنا الحبيب المجاهد بقلمه و لسانه و وقته الثمين عادل محمد ..
بارك الله فيكم أخي الكريم
---
نورة
02-10-2007, 05:00 PM
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم
---
عادل محمد
02-12-2007, 08:53 AM
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم
وإياكم أختي الكريمة بارك الله فيكم
---
(1/1069)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر جمع لفظ السماء وإفراده
---
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر جمع لفظ السماء وإفراده
---
محمد إسماعيل
03-31-2004, 10:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن
سر مجيء لفظ (السماء) مجموعًا ومفردًا ، خلافًًا للفظ (الأرض)
قال الله جل جلاله:{ أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون }[ الأنبياء:30 ]00 وقال عز من قائل:{ وفي السماء رزقكم وما توعدون* فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون } [ الذاريات:22- 23 ]0
والسؤال الذي يتردد كثيرًا: لماذا جاء لفظ ( السماء ) في القرآن الكريم مجموعًأ تارة؛ كما في آية الأنعام السابقة، وجاء مفردًا تارة أخرى؛ كما في آية الذاريات، خلافًا للفظ ( الأرض ) الذي لم يرد في القرآن الكريم إلا مفردًا؟
والجواب عن ذلك من وجهين: أحدهما لفظيٌّ0 والآخر معنويٌّ0
1- فأما الوجه اللفظيُّ فإن لفظ السماء هو اسم جنس، يطلق على المقابل للأرض0 والأصل فيه التأنيث؛ كقوله تعالى:{ إذا السماء انشقت }[ الانشقاق:1 ]، وقد يذكر؛ كقوله تعالى:{ السماء منفطر به }[ المزمل:18 ]00 ويستعمل للواحد؛ كما في الآيات السابقة، وللجمع؛ كما في قوله تعالى:{ ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات }[البقرة:29]0
ويطلق لفظ (السماء)، ويراد به العلوُّ0 قال بعضهم: كل سماء بالإضافة إلى ما دونها فسماء، وبالإضافة إلى ما فوقها فأرض؛ إلا السماء العليا فإنها سماء بلا أرض00 أما لفظ الأرض- وإن كان اسم جنس مؤنث، يطلق على الجرم المقابل للسماء- فإنه في الأصل مصدر لقولك: أرَضَ، على وزن فعَل؛ كضرب0 ويُعبَّر به عن أسفل الشيء؛ كما يعبَّر بالسماء عن أعلى الشيء0(1/1070)
ويماثل الأرض في لفظها: السَّفْل، والتحْت؛ وهما لا يثنَّيان، ولا يجمعان0 ويأتي في مقابلهما: الفوق، والعلو؛ وهما كذلك، لا يثنَّيان، ولا يجمعان؛ لأن المصادر لا تثنى، ولا تجمع، خلافًا للأسماء00 ولهذا جمع لفظ السماء، ولم يجمع لفظ الأرض0
أما قولهم: الأراضي، والأرَضون فهما خلاف القياس0 يضاف إلى ذلك أنه ليس فيهما من الفصاحة والعذوبة ما في لفظ السموات، بدليل أنك تجد السمع ينبو عنهما بقدر ما يستحسن لفظ السموات00 فلفظ السموات يلج في السمع بغير استئذان لنصاعته، وعذوبته0 أما لفظ الأراضي، أو الأرضون فلا يأذن له السمع إلا على كره0
2- وأما الوجه المعنوي فإن الكلام متى اعتُمِد به على السماء المحسوسة، التي هي السقف الرفيع، وقُصِد به إلى ذاتها، دون معنى الوصف ، صحَّ جمعها00 ومتى اعتمِد الكلام على معنى الوصف- أي: معنى العلو والرفعة- جيء بلفظها مفردًا00 أما الأرض فأكثر ما تجيء مقصودًا بها معنى التحت، والسفل- أي: معنى الوصف- دون أن يقصَد ذواتها وأعدادها0 ولهذا جاء لفظها في القرآن مفردًا0
فإذا جاءت الأرض مقصودًا بها الذات والعدد، جيء بلفظ يدل على التعدد؛ كما في قوله تعالى:{ الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا}-[الطلاق:12]0
وقد قيل في تفسير هذه الآية: إن الأرض واحدة، وأن المماثلة بينها، وبين السماوات في التركيب والخصائص0 وقيل: في الإبداع والإحكام0 والصحيح الذي عليه الجمهور أنها سبع، وأن المماثلة بينها، وبين السماوات في التعدد، وفي كونها طباقًا بعضها فوق بعض0 هذا ما نصَّت عليه الآية الكريمة، وأيدته الأحاديث الشريفة، وأكده العلم الحديث0 فأرضنا هذه التي نعيش فوقها هي سبع أرضين، بعضها فوق بعض، وليست أرضًا واحدة0(1/1071)
تأمل بعد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم:” من ظلم شبر أرض طُوِّقه من سبع أرَضين“، تجد أن المقصود به ذات الأرضين، وأنفسها على التفصيل والتعيين لآحادها، دون الوصف لها بتحت أو سفل، في مقابلة فوق أو علو00 ولهذا جيء بلفظها مجموعًا؛ كما جيء بلفظ السماء مجموعًا للعلة نفسها00 هذا فرق0
وفرق آخر: وهو أن الأرض لا نسبة لها إلى السموات وسعتها؛ بل هي بالنسبة إليها كحصاة في صحراء0 فهي- وإن تعددت، وتكبَّرت- فإنها بالنسبة إلى السماء كالواحد القليل0 ولهذا اختير لها اسم الجنس0
وفرق ثالث: وهو أن الأرض دار الدنيا التي هي بالإضافة إلى الآخرة؛ كما يدخل الإنسان أصبعه في اليمِّ، فما تعلق بها هو مثال الدنيا من الآخرة00 والله تعالى لم يذكر الدنيا إلا مقللاً لشأنها0 وأما السموات فليست من الدنيا- على أحد القولين فيها- وإنها مقرُّ ملائكة الرب تعالى، ومحل دار جزائه، ومهبط وحيه0 ولهذا ناسب التعبير عنها بلفظ الجمع؛ لأن المقصود ذواتها، لا مجرد العلو والفوق00 أما إذا أريد الوصف الشامل للسموات- وهو معنى العلو والفوق- أفرد لفظها بحسب ما يتصل به من الكلام والسياق(1)0
تأمل بعد ذلك كيف جاء لفظ السماء مجموعًا في قوله تعالى:{ وهو الله في السموات والأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون }[ الأنعام:3 ]0 والسر في ذلك يرجع إلى أن المراد من الآية: هو الله المعبود في كل واحدة من السموات0 ففي كل واحدة من هذا الجنس هو المألوه والمعبود00 فذكر الجمع- هنا- أبلغ، وأحسن من الاقتصار على لفظ الجنس الواحد0
وتأمل كيف جاء لفظها مجموعًا في قوله تعالى:{ تسبح له السموات السبع } [ الإسراء:44 ]0 والسر في ذلك يرجع إلى أن المراد من الآية: الإخبار بأنها تسبح له سبحانه، بذواتها وأنفسها، على اختلاف عددها0 وأكد هذا المعنى بوصفها بالعدد، ولم يقتصر على السموات0(1/1072)
ونحو ذلك قوله تعالى:{ أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون }[ الأنبياء:30 ]0 فالمراد من الآية الدلالة على إلاهيته، ووحدانيته سبحانه، وأنه لا مبدع، ولا خالق سواه0 ولهذا كان لفظ السموات مجموعًا أبلغ من مجيئه مفردّا0
ثم تأمل كيف جاء لفظ السماء مفردًا في قوله تعالى:{ أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور* أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبًا فستعلمون كيف نذير }[ الملك:16- 17 ]0 والسر في ذلك يرجع إلى أن المراد من الآية: الوصف الشامل، والفوق المطلق للسماء، ولم يُرَد سماء معينة مخصوصة0
أما قوله تعالى:{ وفي السماء رزقكم وما توعدون }[ الذاريات:22 ]، فجاء لفظ السماء فيه مفردًا؛ لأن الرزق هو المطر، والذي وعدنا به هو الجنة، وكلاهما في هذه الجهة، لا في كل واحدة من السموات، فكان لفظ الإفراد أليق بالمقام00 وجاء لفظ السماء والأرض مفردين في قوله تعالى:{ فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون}[ الذاريات:23 ]، إرادة لهذين الجنسين0 أي: رب كل ما علا، وكل ما سفل0 فلما كان المراد عموم ربوبيته تعالى، أتى بالاسم الشامل لكل ما يسمَّى سماء، وكل ما يسمَّى أرضًا؛ وهو أمر حقيقي لا يتبدل، ولا يتغير، وإن تبدلت عين السماء والأرض0
فتأمل هذه الأسرار المعجزة، التي ينطق بها البيان الأعلى في كل لفظ من ألفاظه، مما يشهد أنه تنزيل من حكيم حميد0
ــــــــــــــــــ
(1)- هذه الفروق مع الشواهد ذكرها ابن قيِّم الجوزية في كتابه البديع ( بدائع الفوائد )0 وقد نقلتها عنه بتصرف0
محمد إ سماعيل عتوك
---
(1/1073)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل التشريعات تكليف أم إلزام
---
هل التشريعات تكليف أم إلزام
---
ابن العربي
03-03-2004, 06:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
آمل من أهل العلم أن يجيبوا على هذا السؤال مع ذكر المراجع إن أمكن وهو :
هل التشريعات الواردة في القرآن تكليفية أو إلزامية ؟ .
جزاكم الله خيراً
---
أبومجاهدالعبيدي
03-03-2004, 09:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي ابن العربي وفقك الله
لعل في هذه الفائدة شيئاً من الجواب على سؤالك :
قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان الجزء: 1 الصفحة :31 :
( وليس المقصود بالعبادات والأوامر المشقة والكلفة بالقصد الأول ، وإن وقع ذلك ضمنا وتبعا في بعضها ، لأسباب اقتضته لابد منها ، وهي من لوازم هذه النشأة .
فأوامره سبحانه ، وحقه الذي أوجبه على عباده ، وشرائعه التي شرعها لهم ، هي قرة العيون ولذة القلوب ، ونعيم الأرواح وسرورها ، وبها شفاؤها وسعادتها وفلاحها ، وكمالها في معاشها ومعادها ، بل لا سرور لها ولا فرح ولا لذة ولا نعيم في الحقيقة إلا بذلك ، كما قال تعالى : " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " قال أبو سعيد الخدري : فضل الله : القرآن ، ورحمته : أن جعلكم من أهله وقال هلال بن يسار : بالإسلام الذي هداكم إليه . وبالقرآن الذي علمكم إياه ، هو خير مما تجمعون : من الذهب والفضة وكذلك قال ابن عباس والحسن وقتادة : فضله : الإسلام ، ورحمته : القرآن وقالت طائفة من السلف : فضله القرآن ، ورحمته الإسلام .(1/1074)
والتحقيق : أن كلا منهما فيه الوصفان ، الفضل والرحمة ، وهما الأمران اللذان امتن الله بهما على رسوله عليه الصلاة والسلام فقال : " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان " والله سبحانه إنما رفع من رفع بالكتاب والإيمان ، ووضع من وضع بعدمهما .
فإن قيل : فقد وقع تسمية ذلك تكليفا في القرآن كقوله : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " وقوله : " لا نكلف نفسا إلا وسعها " .
قيل : نعم ، إنما جاء ذلك في جانب النفي ، ولم يسم سبحانه أوامره ووصاياه وشرائعه تكليفا قط ، بل سماها روحا ونورا ، وشفاء وهدى ورحمة ، وحياة ، وعهدا ، ووصية ، ونحو ذلك .) .
---
ابن العربي
03-03-2004, 01:24 PM
بسم الله
جزاك الله خيراً وبارك فيك
---
ابن العربي
03-04-2004, 07:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
التكليفات الشرعية جاء بها الشرع بنص قد يكون قطعي الدلالة وقد يكون ظني الدلالة
والقواعد الشرعية أحكام ثابتة ومتغيرة
وهناك أمور مستجدة في حياة الناس ليس فيها نص شرعي
مثل // تحديد العمل بساعات معينة في اليوم
ومثل // وضع الجداول الدراسية
ومثل // وضع نظام المرور
وغير ذلك من الأمثلة
السؤال // هل العمل بها لازم على الرغم من عدم وجود نص شرعي ؟
وهذه الدراسة فقهيه تدخل في القواعد الفقهيه لكن هل من الممكن تحويلها إلى دراسة قرآنية تفسيريه ؟
إذا كان الجواب / نعم
فكيف السبيل إلى ذلك ؟
ولكم مني دعوة في ظهر الغيب
وجزاكم الله خيراً
---
ابن العربي
03-05-2004, 01:44 PM
بسم الله
هل السؤال غير واضح ولذلك تأخر الرد
جزاكم الله خيراً أريد أحد يساعدني في هذا الموضوع
---
ابن العربي
03-08-2004, 10:36 AM
بارك الله فيكم من يجيب ؟
---
الباحث7
03-08-2004, 11:24 AM(1/1075)
يمكن أن يبحث ما سألت عنه من خلال تتبع كلمتي التكلبف والإلزام في القرآن باشتقاقاتهما المتعددة ، ثم ينظر في المعنى الدقيق لكل منهما ، ويستفاد في ذلك من كتب مفردات القرآن والمعاجم اللغوية .
وهذا مواضع ذكر مادة : كلف في القرآن :
( لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا )(البقرة: من الآية233)
(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)(البقرة: من الآية286)
(لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ )(النساء: من الآية84)
(لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)(الأنعام: من الآية152)
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)(لأعراف: من الآية42)
(وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)(المؤمنون: من الآية62)
(قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (صّ:86)
(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا )(الطلاق: من الآية7)
وهذه مواضع ذكر مادة : لزم :
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) (هود:28)
(وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً) (الاسراء:13)
(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (الفتح:26)
فشمر يا أخي ابن العربي ، وتأمل هذه المواضع ، واستخرج الفرق بين المادتين ، ونحن بانتظار إفادتك أعانك الله .
---
فهد الوهبي
03-14-2004, 07:43 PM(1/1076)
أخي الكريم ابن العربي وفقه الله ..
أحببت أن اشارك في موضوعك باختصار :
قبل الإجابة على السؤال: هل التشريعات تكليفية أو إلزامية ، ينبغي أن يعرف المقصود بالتكليف والإلزام وهل بينهما فرق وعند العودة لتعريف التكليف نجد أنه :
لغة إلزام ما فيه كلفة أي مشقة وشرعا إلزام مقتضى خطاب الشرع
والكلفة هي : المشقة .
وهناك تعريفات كثيرة للتكليف ..
وعليه فهل التشريعات الإلهية إلزامية وتكليفية وهل كونها تتصف بأحدهما ينفي عنها اتصافها بالمعنى الثاني .
والجواب أنه لا شك أن الشريعة من حيث الأصل هي إلزامية للمكلف فيلزم المكلف إتباع شرع الله تعالى والعمل به وطاعته ..
وإما من حيث هل جميع مفردات التشريع إلزامية ؟
فالجواب : لا فالشريعة مشتملة على الواجب اللازم فعله وعلى المحرم اللازم تركه ، وتشتمل على المندوب والمكروه وليس فيهما إلزام وتشتمل على المباح وفيه التخيير .
وبهذا يتبين أخي الكريم أنه لا تعارض بين وصف الشريعة بالتكليف والإلزام .
كما أن الشريعة مشتملة على الأمور التي قد تشق على الإنسان مثل القتال الذي أثبت الله تعالى بقوله : ( وهو كره لكم ) كراهية النفوس له ..
كما أنها مشتملة على ما يحب الإنسان كبر الوالدين وصلة الرحم وحسن الخلق إلى غير ذلك ..
ـــــــــ
أما بالنسبة للمراجع فيمكنك مراجعة كتب أصول الفقه عند تعريف التكليف وما يدخل تحته . وبارك الله فيك ..
---
(1/1077)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل بحثت (قواعد الترجيح عند الشيخ محمد رشيد رضا) ؟
---
هل بحثت (قواعد الترجيح عند الشيخ محمد رشيد رضا) ؟
---
أبو عبد الله القلموني
10-14-2005, 06:03 AM
هل لكم أن تفيدوني إن كان أحد كتب عن قواعد الترجيح بين أوجه التفسير عند صاحب المنار. حيث أرغب بالكتابة في هذا الموضوع، محاولاً من خلاله استقراء القواعد التي اعتمدها الشيخ محمد رشيد رضا في الترجيح بين أقوال المفسرين، ومقارنة هذه القواعد بعمل المفسرين السابقين والللاحقين.
أفيدوني، وجزاكم الله خيراً
---
(1/1078)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فنون
---
فنون
---
د. محمد مشرح
03-18-2005, 08:02 AM
فن الدعاء 225
يا رب احفظ دينك ، وأعراض حملة دينك من الصحابة والعلماء وجميع عبادك المؤمنين في كل عصر ومصر ،فإنك قدير وبالإجابة جدير .
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن الترويح على النفس 169
صوت معتوه مارق ، لن يهز الجبل الشاهق .
فن توجيه الحدث 160
مع أعظم أناس بعد الأنبياء {الصحابة والعلماء }
الحلقة الأولى(1/1079)
الحمد لله اختار نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم رسله ، واختار أصحابه ليكونوا حملة الرسالة معه ومن بعده ، واختار من عباده العلماء ليكونوا ورثته لحمل رسالته في جميع العصور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها من حاول الحط من قدرهم ( الصحابة والعلماء ) فقد حاول الحط من الرسالة والاتنقاص من الدين ووضع نفسه في صفوف أعداء الرسالات والدين شاء أم أبى ولن يضر إلا نفسه ولن يضرالله شيئا ولن يضر دينه ولا أنبياءه ورسله وحملة الدين من بعدهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ... وكان كمن أراد حجب الشمس بيده أو كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فما وهنها ولكن أوهى قرنه الأسد ... امتدحهم الله تعالى في كتابه وامتدحهم صفيه وخليله وحبيبه في سنته فماذا عسى أن يؤثر ذم جهول مقابل امتداح الله ورسوله لهم ولست أدري ما ذا سيستفيد المفتونون بالكلام على خيرة الخلق -الصحابة والعلماء – حتى ولو كانت نيتهم حسنة إنهم كمن يطلق صوته الضعيف في واد وستبقى مكانة أولئك الصفوة في نفوس المؤمنين محفوظة نور يتلألأ لا تطفئه النفخات الضعيفة التي تصدر عن نفوس مريضة ، من أفواه عفنة ، بألفاظ قذرة من أجل النيل من الإسلام العظيم ورسالته الخالدة فليخسأ دعاة الضلالة والفتنة فمآلهم معلوم في السنن التي لا تتبدل ولا تتغير إنه الخيبة والخاتمة السيئة وتَكَسُر كيدهم وجهلهم على صخرة الإسلام وحملته الأشاوس أولائك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ(1/1080)
لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(29) الفتح
فهذا وصف الله لهم والمؤمنون مؤمنون بهذا لا بكلام الجهلة والمغرضين . وهذا وصف آخر في سورة الحشر في قوله تعالى {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ(8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(9)
وموقف المؤمنين في كل مكان وفي جميع الأعصار ما أجملته الآية الآتية من نفس السورة على الترتيب القريب المباشر { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ(10)} الحشر
يتبع
---
(1/1081)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مختارات (70) (هموم إعلامية ودعوية )
---
مختارات (70) (هموم إعلامية ودعوية )
---
د. محمد مشرح
03-24-2005, 10:12 PM
10/3/2005
في إستطلاع صحفي .. أكاديميون ومهتمون بالشأن الدعوي يطالبون بالفصل بين المهنة ومتطلباتها الخاصة وبين الوسائل المباشرة للدعوة
الصحوه - إستطلاع/ مجيب الحميدي
ماهي طبيعة علاقة الدعوة بميادين الحياة المختلفة ومتطلباتها المهنية المتنوعة والمتجددة؟ وكيف يستطيع المهني المتخصص خدمة دعوته من خلال أدائه المهني دون أن يخل بشروط المهنة أو يتعارض مع طبيعة تخصصه؟
وماهي الأسباب التي تدفع بعض المعنيين بالدعوة إلى الخلط بين طبيعة المهنة ومتطلباتها الخاصة وبين طبيعة بعض الوسائل المباشرة للدعوة كالخطبة والمحاضرة؟ لماذا يطالب الشاعر والكاتب والبرلماني والصحافي و ... و... أن يقوم بدور الواعظ والمرشد والخطيب مثلاً، وماهو مستوى قناعتنا بأن المهن المختلفة لها وظائف دعوية مستقلة تتعلق بطبيعة ميادينها ومتطلباتها الخاصة؟
وما مدى الأضرار التي يلحقها التوظيف الدعوي الخاطئ بالدعوة والمهنة على حد سواء؟
وما علاقة كل ذلك بالتأثر بالمفهوم الديني الغربي الكنسي الذي يحصر التدين بالشعائر والأخلاق وبعض الطقوس الروحية هذا المفهوم الذي يسميه البعض بالعلمانية غير المقصودة لدى بعض المتدينين «الصحوة» طرحت هذه التساؤلات الهامة أمام عدد من المعنيين بالشأن الدعوي وخرجت بهذه الحصيلة:(1/1082)
الأستاذ أحمد القميري يقول: إن الدعوة بمفهومها العام كما تكون بالقول تكون بالعمل ولللدعوة في كل ميدان من ميادين الحياة أساليب تتوافق مع مقتضى الحال والمقال، فالشاعر له طريقته وللبرلماني طريقته والخطيب له طريقته والصحافي له طريقته وكل صاحب مهنة يخاطب المحتكين بمهنته والمتأثرين بها بالوسيلة المناسبة، ويرى القميري أن إشكالية التداخل بين الوظائف والوسائل في ميدان الدعوة، تعود إلى تصور بعض القائمين على المؤسسات الدعوية أن الدعوة لاتكون إلا بالخطبة أو المحاضرة حتى اختلطت نظرة البعض للدعوة بهذه الوسائل المباشرة مع أن وسائل الدعوة متعددة بتعدد ميادين الحياة المختلفة.
فالقصيدة وسيلة تخدم الدعوة وفق شروطها الفنية الخاصة والبرنامج السياسي وسيلة تخدم الدعوة وفق شروطه الموضوعية الخاصة والصحيفة وسيلة تخدم الدعوة وفق شروطها المهنية الخاصة والعبرة بالأهداف والمضامين السليمة والمهم في الوسائل مدى فاعليتها ونجاحها في توصيل الرسائل السليمة، وكل مهني يمارس تدينه من خلال مهنته وعليه أن يخلص النية وأن يكون قدوة لغيره في كمية إنتاجه وكيفيته.
ويؤكد القميري أن المهني الذي لايعتقد أن اتقانه لمهنته وإحسانه فيها جزء من واجبه الديني ويحاول الاستعاضة عن هذا الواجب ببعض المستحبات يكون مقصراً حتى يؤدي الواجب المتعين عليه المتعلق بحقوق العباد.(1/1083)
الدكتور أحمد الدغشي يحذر مما يصفها بظاهرة الثنائية العقيمة وخطورتها في تعميق قاعدة الأبيض والأسود «إما - أو» ولا مجال لوسط بينهما وفي موضوع الخطاب الدعوي وعلاقته بمختلف مجالات الحياة والمهن المختلفة، يقول الدغشي: هناك من يظن أنه ينبغي أن تتحدد مضامين هذا الخطاب في إطار العلوم الشرعية وما تشمله من عقائد وعبادات ومعاملات بمعناها الضيق والمحدود ولا علاقة لهذا الخطاب، فيما عدا ذلك وفي مقابل هذا هناك من يتصور أن طرحاً كهذا يعني اختزال الإسلام في مجالات بعينها ويرى الدغشي أن الخطاب الدعوي له معنيان خاص وعام، وأن الخاص يعني بالعبادات والعقائد والمعاملات وهو من اختصاص العالم الشرعي المتخصص في أي مجال من مجالات العلوم الشرعية والمعنى الآخر للخطاب الدعوي هو المعنى العام الذي يتناول كل مايتصل بمجالات الحياة والمهن المختلفة والذي ينطلق من مرجعية شرعية وإن لم يكن صادر من متخصص بالعلوم الشرعية فالدعوة العامة يمكن أن يمارسها كل مسلم لديه قدر ولو محدود من حمل الهم الإسلامي.
ويخلص الدكتور الدغشي إلى ضرورة التمييز بين الخطاب الدعوي الخاص حيث التخصص والمرجعية الشرعية الصرفة وبين الخطاب الدعوي العام الذي يشترك فيه كل مسلم ينطلق من مرجعية الإسلام حتى وإن كان بعيداً عن التخصص الشرعي أو لاينطلق بكليته من الخطاب الدعوي الخاص.
الأستاذ محمد سيف العديني يدعو إلى التفريق بين الرؤية الشمولية الإسلامية وبين أهمية التخصصات الإنسانية المختلفة التي فرضها التطور الإنساني وتعقيدات الحياة وتعدد مجالاتها.
ويؤكد العديني على أهمية تحول الدعوة بمعناها الخاص إلى مهنة تستلزم التفرغ الكامل والإلمام بالمهارات والقدرات والمعارف الخاصة بها في حين تؤدي المهن الأخرى دورها الدعوي من خلال الانتاج المتقن والسلوك الأحسن لأن تقديم القدوة فرض عين على كل مسلم والإحسان أهم مراتب الدين.(1/1084)
ويشير العديني إلى الأضرار التي تنجم نتيجة تدخل الداعية المتفرغ للدعوة بمعناها الخاص في مهام وتخصصات الآخرين.
ويضرب العديني مثلاً بنتيجة تدخل البعض في شركات توظيف الأموال وهم لايمتلكون القدرات والمهارات الخاصة والمعرفة المتعمقة والتجربة الكافية في هذا المجال وما نتج عن هذا التدخل من إشكاليات ألحقت الضرر بالدعوة والمهنة على حد سواء.
ويتفق القميري والدغشي والعديني على أهمية احترام التخصصات المختلفة وأن الجامع الدعوي بين كل هذه التخصصات يتعلق بالنية والأهداف الغائية، ويؤكد العديني أن التخصص اليوم أصبح مطلوباً حتى في مجالات علوم الشريعة الإسلامية.
......
* شارة
«فاسأل به خبيرا»
«الانحصار في التخصص كثيراً مايؤدي إلى التقوقع وإغلاق الأبواب على النفس والخطر على كل حال ليس في التخصص إنما في الإزدواج الذي يفرز أناساً لايعرفون من الدين شيئاً وأخرين لايعرفون عن ثقافة العصر شيئاً.
والذي يهمنا تأكيده هنا هو وقوف كل فرد أو فريق عند حدود علمه ولا يخوض فيما لايحسنه ويرجع في كل علم إلى أهله وخبرائه كما قال تعالى: «ولا يُنبّئك مثلُ خبير»، «فاسأل به خبيراً».
يوسف القرضاوي
* نظرية البطاطة المبرعمة
يخطئ كثير من المربين في اعتقاد أن جميع من يربيهم أو من هم معه في فرق العمل، يحسنون كل شيء فهو يتخيلهم بطاطة تبرعمت في كل اتجاه ظانة أنها ستؤدي مهمتين لكنها أعيدت إلى التربة لتنمو من جديد نتيجة ذلك التفكير.
يجب علينا أن نؤمن بأن كلاً ميسر لما خلق له وأن الجميع ليسوا سواء وأن الفروق الفردية سنة الله في خلقه ومن الأمثل التي يحكونها في القرية «صاحب المهرتين كذاب».
والذي توكل إليه الكثير من الأعمال فهل تراه يتقن شيئاً؟! وما جعل الله لداعية من ستة قلوب في جوفه وتفكير الكثير بعقلية البطاطة التي تربعت تجعلهم يعتقدون وجود هذه القلوب.
- محمد سيف عبدالله
* منقول من الصحوة نت
---(1/1085)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الأنوار الساطعات لآيات جامعات أو البرهان المحكم في أن القرآن يهدي للتي هي أقوم
---
الأنوار الساطعات لآيات جامعات أو البرهان المحكم في أن القرآن يهدي للتي هي أقوم
---
أبو مهند النجدي
03-23-2007, 07:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأَنْوَارُ السَّاطِعَات لآيَاتٍ جَامِعَات
أو
(البُرَهَانُ المُحْكَم في أنَّ القُرْآن يَهْدِي لِلَّتي هِيَ أقْوَمْ)
تَألِيفُ
فَضَيلةِ الشَّيْخِ العَلاَّمةِ
عَبدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ السّلمانِ
رابط صفحة الشيخ بها جميع كتبه
http://saaid.net/Warathah/alsalman/index.htm
---
(1/1086)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين ذهب عنا ذاك الشعور الخفي بالإعجاز وسحر البيان ؟!
---
أين ذهب عنا ذاك الشعور الخفي بالإعجاز وسحر البيان ؟!
---
عبدالرحمن الشهري
01-26-2004, 03:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لعل إلفنا للغة العربية أفقدنا كثيراً من الشعور بجمالياتها ، وقديماً قالت العرب : كثرة الإمساس تذهب الإحساس ! وصدقوا في ذلك. أقول هذا لأقف مع قوله تعالى :(قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك) سورة هود 48
هذه الآية في جزء منها هو (أمم ممن معك) قد تتابعت فيها الميمات فوصلت ثمان. حيث قلب تنوين (أمم) ميماً ، فهذه ثلاث ميمات ، ثم قلبت نون (من) ميماً ، فهذه خمس ، ثم قلبت نون (من) الثانية ميماً فهذه سبع والثامنة ميم (معك) !
وقلب النون ميماً واجتماع هذه الميمات متفق عليه من جميع القراء ، قراء المتواتر والشاذ ، لم يقرأ أحد بغير ذلك.
وقد استوقفتني هذه الآية ، فرجعت لكتب التفسير فلم أجدها تعرضت لهذه المسألة ، وإنما تعبرها إلى غيرها ! فرجعت إلى كتب اللغة فوجدتهم قد شفوا الغليل ، وأفاضوا في ذكرها ولا سيما كتب البلاغة.
وإذا علمنا أن علماء البلاغة يشترطون للفصاحة أن تكون خالية من التنافر الذي يمثلون له في كتب البلاغة بالشاهد الشعري الذي يقول :
وقَبْرُ حربٍ بِمكانٍ قَفْرٍ*** وليسَ قُربَ قَبْرِ حَرْبٍ قَبْرُ
والتنافر فيه في شطره الثاني ، وهو تنافر في الكلمات لا في الحروف كالهُعْخُع.(1/1087)
القرآن الكريم معجز بنظم أسلوبه ، وبجرس ألفاظه ، وأصوات كلماته. ولكن العجيب أننا قد فقدنا هذه السليقة والحاسة الدقيقة لتحسس هذا النوع من الإعجاز ، ولم نعد نتحسسها كما أحس بها الوليد عندما سمع القرآن الكريم من النبي صلى الله عليه وسلم أول مرة ، حتى قال قولته السائرة التي تعد من أبلغ ما وصف به نظم القرآن على عمومها (والله لقد سمعت كلاماً ما هو من كلام الإنس ، ولا من كلام الجن ، إن له لحلاوة !
وإن عليه لطلاوة !
وإن أعلاه لمثمر !
وإن أسفله لمغدق !
وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه ! )
وعدم نبو السمع عن تكرر الميمات في الآية الكريمة السالفة من إعجاز القرآن العجيب ، فلم يشعر القارئ ولا السامع بثقلها في سمعه ، ولا غرابتها ، كما أحس البلاغيون بنفور أسماعهم عن كلمات بيت الشعر اليتيم الشاهد . هذه مسألة.
مسألة أخرى هي إعجاز جرس القرآن ، أو نغمة قراءته وتلاوته ، ولا سيما إذا كان صوت القارئ ندياً ، يستوقف العجلان المستوفز كما قال ابن الرومي ! فإنه يكون للصوت فقط - مع تجاوز المعنى – أثرٌ بليغ في أذن المستمع ولو لم يكن عربياً يفهم ما ترمي إليه الكلمات. وهذا سر عجيب ، وهناك قصص كثيرة لأعاجم أسلموا لما سمعوا القرآن من صوت ندي. وهاك بعضها.
ذكر الشيخ الجليل محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله رحمة واسعة أن ضابطاً كندياً من جنود الحلفاء في الحرب العالمية الثانية تأثر بقراءة الشيخ محمد رفعت رحمه الله ، وكان قد سمعها في الإذاعة. فسأل عن هذا الشيخ القارئ ، فدل عليه ، فحضر إلى مجلسه ، واستمع لقراءته ، ثم أعلن إسلامه ! وهو لم يفهم من القراءة شيئاً ، وإنما دفعه ابتداء جرس التلاوة لكلام الله . أليس هذا سراً بديعاً ؟ !(1/1088)
قصة أخرى لفتاة أمريكية ، متخصصة في الموسيقى ، والنغمات ، سمعت ذات يوم قارئاً يقرأ في إحدى الإذاعات ، فهشت لهذا الصوت وخفَّ سمعها له ! ودفعها ذلك إلى تعلم اللغة العربية ، حتى أصبحت تقرأ العربية وتتحدثها ، ولكنها لم تصل إلى ذلك السر الذي استوقفها أول مرة ! فماذا صنعت ؟ أمر عجيب . سافرت إلى القاهرة ، وسألت عن أفضل من يقرأ القرآن ويعلمه ، فدلت على الشيخ الجليل عامر السيد عثمان رحمه الله وغفر له ، وهو من القراء المقدمين الكبار . فأخذت تقرأ القرآن عنده . يقول الشيخ عبدالخالق عضيمة رحمه الله تعليقاً على هذه القصة : وقد تركتها في القاهرة ، وأخبرني الشيخ عامر بأن فتاة أمريكية أخرى قد انضمت إليها !
لا تسأل أخي الكريم : لماذ تمكن من قراءة القرآن وهي لم تسلم بعد ، ونحو ذلك من الأسئلة ، وقف فقط مع الفكرة التي بدأت بها ، وهي كيف قاد صوت القرآن هؤلاء جميعاً من أقاصي الأرض ليعرفوا سراً ، نحن أو كثير منا لم يتنبه له قط ، ولم يستوقفه قط !
أنا أعلم أن القصص المشابهة كثيرة وحسبي أن أفتح الباب للأحباب ليتحفونا بمثيلاتها إن شاء الله.
اللهم فقهنا في وحيك يا رب العالمين ، وارزقنا الإخلاص في العلم والعمل. آمين
---
الشيخ أبو أحمد
01-27-2004, 01:47 AM
أعتذر من شيخنا عبد الرحمن... ولكن ليس في القرآن "معجز", إنما في القرآن "آية", أو "بينة", أو "سلطان" أو "برهان"..... فما كان الله يريد أن يعجزنا, ولكن ليبين لنا....
أما "المعجز" فمن عند أنفسنا, والله أولى بوصف كلامه وكتابه!.
---
فهد الوهبي
01-27-2004, 02:59 AM
جزيت خيراً فضيلة الشيخ عبد الرحمن على هذا الموضوع الجميل ..
---
ابن الشجري
01-27-2004, 12:55 PM
الاخ الكريم عبد الرحمن الشهري حفظه الله(1/1089)
ماذكرتموه في وقفتكم الأولى أمر ملموس من النفس البشرية ، وهو كالطبع لها لا تدعه حتى تدع الإبلُ حنينَها ، وهذه الغرائز قد لا يكلف المرء بتغييرها أكثر من تكليفه بتهذيبها وترويضها ، فلكل جديد في حياة المرء فرحة ثم تنقضي ، فالملل والسآمة من أمراض النفس البشرية التي لايمكن الحكم بصحتها من عدمه إلا بأمر نسبي تتفاوت فيه الأجناس ، إلا أنه في حد ذاته دليل على انتفاء الكمال البشري وإثبات العجز والافتقار دائما إلى الواحد القهار .
وقد ذكرتني بما سطرت يداك ـ لا شُلَّتا ـ ببحث يتناوله الفقهاء رحمهم الله في كتبهم ، ألا وهو حكم المجاورة بمكة ـ حرسها الله ـ إذ كره جماعة من السلف المجاورة بها لمعان ذكروها منها ومِمَّا له تعلق بحديثنا ـ خوفا من التقصير في حرمتها واعتياد المكان والأنس به ، مما يجر إلى قلة المهابة والتعظيم على حد قول الشاعر:
وأخ كثرت عليه حتى ملني*** والشئ مملول إذا مايكثر
قالوا ولهذا كان عمر رضي الله عنه يأمر الحاجَ بالرجوع الى أوطانهم ، ويمنع الناس من كثرة الطواف بالبيت .
وكم من شخص حول مكة وفيها تمر به الأيام تترى ما طاف ولا سعى ، وتجد المعتمر والحاج من أقاصي الصين والهند وما هو أبعد وأقرب قد طعن في عشر الستين أو السبعين أوالثمانين وهو يحلم أن يرى هذا البيت ، فقلبه يخفق عند سماع ذكره ، ومازال يجمع المال عمره لأجل ساعة في عمرة ، فبعضهم يأتي محمولا على ظهر ابنه ، وبعضهم يأتي قد طوى أكفانه ليوم رمسه .
أما كتاب الله تعالى فهو فوق هذا كله ، إنما أخشى أخي الكريم أن يكون من باب قوله تعالى:(نسوا الله فنسيهم ) ، فهو الكتاب الذي إن قرأه المؤمن ازداد إيماناً ويقينا ، وإن قرأه الضال بنفس غاوية إزداد ضلالاً وتيها ، لامبدل لكلمات الله ، فهو كتاب لا ككل الكتب، كلما ازددت علما به أزددت اكتشافا لنفسك المتعطشه لغزير معانيه على حد قول بعضهم :
وإذا ما ازددت علما *** زادني علمي علما بجهلي(1/1090)
( تنسب للشافعي فالله أعلم )
وما أجمل أن نورد هنا قول الشاطبي رحمه الله واصفا كتاب الله تعالى في قصيدته اليتيمه:
وإن كتاب الله أوثق شافع *** وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لايمل حديثه *** وترداده يزداد في تجملا
وإيرادها يغني عن شرحها أو التعليق عليها.
وأختم بهذه الحكاية :
سمعت أنه لما أسلم بعض العجم سئل عن سبب إسلامه فأجاب : مامن مؤلف أو كاتب يكتب كتابا إلا وتجده في أول كتابه يقدم ما يعتذر به عن أي قصور أو خلل قد يلحظ في كتابه لتيقنه من ذلك ، إلا كتاب الله فإنك أول ما تقرأه يطالعك قول الحق سبحانه ( الم * ذلك الكتاب لاريب فيه ) .
الوقفة الثانية:
أخي الكريم كنت أشرت في صفحة سابقة لبعض ما نوهتم عنه هاهنا ـ عندما كتب أحد الإخوة عن عبد الباسط رحمه الله ـ وأنا أنقل بعضا مما كتبت :
( هذا المقرئ رحمه الله رحمة واسعه له صوت من اندى الاصوات عز نظيره , فعذوبة الصوت وحسنه نعمة من أجل نعم الله . فأمره عجب كماقال العسكري رحمه الله ، فمنه مايقتل كصوت الصاعقه . ومنه مايسر ويبهج ، ومنه مايبكي ومنه مايزيل العقل ..وقد بكى ماشرحويه ـ اليهودي ـ من قراءة أبي الجراح فقيل له كيف تبكي من كتاب لاتصدق به ؟ قال : إنما أبكاني الشجا .قال : وبه ينومون الصبيان , ويسقون الدواب ... الى أن قال :وذلك موجود في كلام العرب: قال حميد بن ثور :
وماهاج هذا الشوق إلاحمامة *** دعت ساق حزم حمام ترنما
عجبت لها أنا يكون غناؤها *** فصيحا ولم تفغربمنطقها فما
ولم أرمثلي شاقه صوت مثلها***ولاعربياشاقه صوت أعجما.
فللصوت أمر عجيب في النفس يلحظه كل ذي طبع سليم ، فاكثر من تراهم يبكون عند سماع كلام الله ليس إلا لعذوبة صوت القاري وحسنه ، ولست بهذا اذم هذا الصنيع ، فغالبا ماتوجد رقة في القلب بعد سكب العبرات ينشأ بعدها تدبر لكلام الله تعالى فبينها رابط وثيق .
الى الله أشكو دمعة تتحير *** ولو قد حدى الحادي لظلت تحدر(1/1091)
ـ وأذكر أني قرأت في سيرة سيد قطب رحمه الله عند سفره في البحر الى ديار الغرب وإقامته لصلاة الجمعه وتلاوة القرآن على ظهر السفينه وكان معهم في رحلتهم جماعة غيرمسلمة لاتحسن العربيه، الا أنهم مع ذلك وقفو مشدوهين عند سماع كلام الله تعالى حتى رقت قلوبهم واظهروا عجبهم من هذا الكلام .مع عدم فهمهم لمعناه.وكان من بينهم إمرأة فاضت عيناهابالدمع ، ولاغرو فهو كلام رب العالمين الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد .فهو معجز بلفظه ومعناه .
ـ بل ذكر لي احد الاخوه الدارسين للطب في بلاد العجم أنه كان يوما من الايام يقرا القرآن وشخص بوذي أعجمي يستمع له قال: فرأيته يصغي لي ثم لم يتمالك د موعه حتى انهارت على خديه . قال: فالتفت اليه سائلا عن ماجلب له البكا قال : من هذا الكلام الذي اسمع قال : فزدته وحبرته له تحبيرا حتى لم يتمالك الرجل نفسه .فسألته عن دينه ومعتقده وشرحت له الاسلام وبينت له أنه الدين الحق وأن هذا الكلام كلام الله خالق الارض والسماء الذي خلقه فأحسن خلقه وبدأخلق الانسان من طين ... قال : فوالله ماقمنامن مجلسنا الا وقد نطق بالشهادتين بفضل الله وكلامه الذي هو شفاء لمافي الصدور . وهذا إنما هو وجه من وجوه اعجازه فكلام الله لاكسائر الكلام .اللهم اجعلنا ممن تعلم القرآن وعلمه بحقه فقاده الى رضوانك وجنات النعيم , ولا تجعلنا ممن تعلمه أوعلمه رياءا وسمعة فزج في قفاه الى نار الجحيم .)
أقول : وفي ترجمة محمد رفعت رحمه الله أن فتاة غير مسلمة من بلاد الروم لزمته ما يقارب ثلاثة أعوام حتى أتمت دراسة العالمية العاليه ـ الدكتوراه ـ وكانت اطروحة بحثها عن اثر صوت القارئ ـ نسيت عنوان البحث ـ
وقد طبعت بمصر ، وكان الذي استهواها هو صوت المقرئ ومايقرأبه .
حقا إنها المعجزة الخالدة الذي اوتيها محمد صلى الله عليه وسلم .
الخاتمة :
وهنا مسائل جديرة بالبحث والاشارة ، وهي(1/1092)
1ـ هل الانسان مكلف بتحسين صوته بالقرآن؟
2ـ مالمراد بالتغني بالقرآن الوارد في الحديث؟
3ـ هل عذوبة الصوت محمودة شرعا في حد ذاتها؟
4ـ ماهي الادوية المساعدة على تحسين الصوت ؟
5ـ مامشروعية تقليد بعض القراء في ادائهم ؟
أشكر مرة أخرى أخي الكريم عبدالرحمن الشهري الذي أتاح لنا المشاركة في هذا الملتقى العلمي ، وأسأله سبحانه أن يوفق الجميع لكل خير، والحمد لله رب العالمين .
---
محمد بن يوسف
01-27-2004, 02:58 PM
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الكريم ( عبد الرحمن الشهري) -حفظه الله-: لله درك، مقال رائع، جزاك الله خيرًا.
الشيخ الكريم (أبا أحمد) -حفظه الله-: فائدة لطيفة عزيزة، جزاك الله خيرًا، وقد نَبَّه شيخ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله- على ذلك في كِتابِه «النُّبوات»: (ص 45، طـ دار القلم)؛ فليُراجَع.
الشيخ الكريم (ابن الشجري) -حفظه الله-: تذييلات رائعة لا حرمنا الله أمثالَكم. وأما عن المسائل التي ختمت بها مُشاركَتك؛ فقد حرر بعضها (3، 5) العلامة الشيخ (بكر بن عبد الله أبو زيد) -حفظه الله تعالى- في رسالته الرائعة «بدع القراء، القديمة والمعاصرة»، وبأوعب منه في كِتابه النفيس «تصحيح الدُّعاء»؛ فليُراجَع. وتبقى المسألة الثانية وقد تكلم عنها الكثير من الأجِلَّة الثقات -وعلى رأسهم الإمام المُحقق (ابن القيم) -رحمه الله تعالى-؛ فلعل أحد الإخوة يتفحنا -ولو برؤوس المراجِع. ولعل مشايخنا يتحفونا بتحرير القول في المسألة الأولى، وأما المسألة الرابعة: "الأدوية المُساعدة على تَحسين الصَّوت"، فلعل مكانها في "ملتقى أهل الطب" (ابتسامة).
وجزاكم الله خيرً، ولا حرمنا الله أمثالَكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
الشيخ أبو أحمد
01-27-2004, 04:02 PM
الاخ الطيب محمد بن يوسف, هلا أعنتنا فنقلت لنا النص من كتاب الامام, جزاك الله خيرا!
---
محمد بن يوسف
01-27-2004, 05:21 PM(1/1093)
الشيخ الكريم (أبا أحمد) -وفقه الله تعالى-
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ها هو نص كلام شيخ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله تعالى-:
قال -رحمه الله- (ص 45): "وليس في الكتاب والسنة تعليق الحكم بهذا الوصف، بل ولا ذكر خرق العادة ولا لفظ المعجز، وإنما فيه آيات وبراهين". ويعني بقوله: "هذا الوصف" أي "معجزة".
وقال أيضًا (ص 19 : 21): "وحقيقة الأمر أن ما يدل على النبوة هو آية على النبوة وبرهان عليها ، فلا بد أن يكون مختصا بها لا يكون مشتركا بين الأنبياء وغيرهم؛ فإن الدليل هو مستلزم لمدلوله، لا يجب أن يكون أعم وجودا منه، بل إما أن يكون مساويا له في العموم والخصوص، أو يكون أخص منه وحينئذ فآية النبي لا تكون لغير الأنبياء، لكن إذا كانت معتادة لكل نبي أو لكثير من الأنبياء لم يقدح هذا فيها فلا يضرها أن تكون معتادة للأنبياء.
وكون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة للعادة هو وصف لم يصفه القرآن والحديث ولا السلف. وقد بينا في غير هذا الموضع أن هذا وصف لا ينضبط وهو عديم التأثير، فإن نفس النبوة معتادة للأنبياء خارقة للعادة بالنسبة إلى غيرهم. وليس في هذا ما يدل على أن كل خارق آية؛ فالكهانة والسحر هو معتاد للسحرة والكهان ، وهو خارق بالنسبة إلى غيرهم.
فإذا قيل لهم المعجزة هي: الفعل الخارق للعادة، أو قيل هي: الفعل الخارق للعادة المقرون بالتحدي، أو قيل مع ذلك: الخارق للعادة السليم عن المعارضة؛ فكونه خارقا للعادة ليس أمرًا مضبوطا، فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل، فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض، بل النوع الواحد منه كإحياء الموتى هو آية لغير واحد من الأنبياء، وإن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن و العصا والناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات" اهـ كلامه رحمه الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
خالد الباتلي
01-27-2004, 11:21 PM(1/1094)
أحسنت أبا عبدالله ، وجزاك الله خيرا ، فقد لامست جرحا لم يكد يسلم منه أحد ، ويبقى السؤال مطروحا :
أين ذهب عنا ذاك الشعور الخفي بالإعجاز وسحر البيان ؟!
· إنها ذنوب تراكمت على القلوب .
· وجفوة عن تدبر القرآن وتوثيق الصلة به .
· وبعد شاسع عن اللغة وفهم خصائصها ، وتذوق حلوها .
والله المستعان .
---
أبومجاهدالعبيدي
01-28-2004, 11:06 AM
وهذا نقل له صلة :
( إن الذي يعيش مع القرآن يدرك إعجاز القرآن من معينه الصافي الذي لم تكدره الدلاء؛ لأن وصف العلماء لوجوه الإعجاز قاصر جداً، ولو وصفوه وحددوه بالحدّ المطابق للمحدود لما كان معجزاً.
وقد صرح بالعجز الدكتور محمد عبد الله دراز، وهو يحاول أن ينقل ما أدركه، ويترجم ما أحسه فقال: «ولقد وردتُ مناهل القول، وتذوقتُ طعومها فما وجدت كالقرآن أعذب مورداً، والآن آمنت أنه نسيج وحده، وأنه يعلو وما يُعلى، وأنه يحطم ما تحته؛ غير أنني ـ وقد أدركتُ من قوة الأسلوب القرآني وحلاوته ما أدركت ـ لم يزل الذي أحس به من ذلك معنى يتجمجم في الصدر لا أحسن تفسيره ولا أملك تعليله».
وقد قرر أبو سليمان الخطابي من قبله عجز العلماء عن إبراز تفاصيل وجوه الإعجاز، فقال: «ذهب الأكثرون من علماء النظر إلى أن وجوه الإعجاز من جهة البلاغة، لكن صعب عليهم تفصيلها، وصغوا فيه إلى حكم الذوق».
وقال العلامة ابن خلدون: «الإعجاز تقصر الأفهام عن إدراكه، وإنما يدرك بعض الشيء منه من كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول ملكته، فيدرك من إعجازه على قدر ذوقه».
وتحدث الإمام السكاكي عن إعجاز القرآن، وهو لا يرى إدراكه بالوصف وإنما بالذوق وطول الممارسة لعلوم البلاغة، فقال: «واعلم أن شأن الإعجاز عجيب يُدرَك ولا يمكن وصفه؛ كاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفها» .(1/1095)
وإذا كان الأمر كما سمعت من تقرير العلماء، فإن إعجاز القرآن أول ما تفقده عندما تتفقه في غير كتاب الله، ولو كانت هذه العلوم من علوم الدين، فإن إعجاز القرآن يُدرك بالوجدان، ولا يترجم بالأقلام، ولا تحيط به السطور، ومن ثم كان التفقه في القرآن وحده هو السبيل الوحيد الذي يلج منه الدارس والمتعلم إلى استشعار هذا الإعجاز بحاسته الذوقية وملكاته البيانية، وبغير ذلك فإنه سيظل أسيراً يستروح مما تذوقه الآخرون من معانٍ وبيان وأحكام وحِكَم، وليس فيها موضع للإعجاز؛ فلا سبيل لأحد أن ينقل إعجاز القرآن إلى الآخرين كما دلت على ذلك النصوص السابقة، ولا سبيل لأحد أن يدرك إعجاز القرآن من دراسة الآخرين؛ فلم يبق له إلا أن يطلبه من معينه الصافي من أصله القرآن الكريم.)
منقول من
هنا (http://www.albayan-magazine.com/bayan-194/bayan-03.htm)
---
الشيخ أبو أحمد
01-30-2004, 12:26 AM
شكر الله لك يا ابن يوسف..
ولكن الا ترى إلى المشاركات التي تلت, ما زالت تصف القرآن "بالمعجزة"..... فهذا باطل, باطل, وإن قاله الخطابي... وليرجع اهل الحق الى الحق!.
---
عبدالرحمن الشهري
01-30-2004, 01:50 AM
شكر الله لكم أيها النبلاء تعقيباتكم ، وكم يسعدني هذا الأدب الوافر في أعطافها ، والعلم الظاهر في عباراتها ، وهل تُحب الحياة وتشتهى إلا مع أمثالكم ؟ !
وقديماً قال أحد عشاق العلم : لولا لذة مذاكرة الإخوان في العلم ما أحببت البقاء. وقد روي عن علي بن الجهم قوله :
لََجلسةٌ مع أديب في مذاكرةٍ = أنفي بها الهمَّ ، أو أستجلب الطربا
أشهى إليَّ من الدنيا وزخرفها=وملئها فضةً أو ملئها ذهبا !!
وقد قام لنا هذا الملتقى مقام الجلوس معكم ، وإن كان لا يفي بالغرض كله ، ولكن ببعضه حتى حين .
أشكر الأخ الكريم محمد بن يوسف على تعقيبه النافع ، وأدبه الرفيع ، وبودنا لو أتحفتنا بما عندك من العلم ، فما أحوجنا إلى الفائدة من أمثالكم .(1/1096)
وأما أخي ابن الشجري فلا يفتأ يذكرني بكبار المنشئين في أدبنا العربي ، وما أقرب ذلك الأدب إلى قلبي ، وقلب كل محب لأمته ، من أمثال أبي حيان التوحيدي والجاحظ وأضرابهما من كبار أهل العلم والأدب ، في أسلوبه الأدبي الرائق ، وتخيره للمفردات المعبرة عن الغرض بأيسر طريق ، ولعمري إن هذا نتيجة مسامرة الأوائل في إبداعاتهم ورسائلهم ، وطول مثاقفة تلك الطبقة العالية من أهل العربية رحمهم الله كفاء ما بذلوا وقدموا ، والحرص على القراءة لتلك الطبقة ، والاكتفاء من كلام المتأخرين بالوشل ، فإن إدمان قراءة كتب المتأخرين تصيب اللسان بالعجمة والحُبْسة. وقد انتفعتُ بما عقبت به كثيراً أحسن الله إليك ، ونفعنا جميعاً بالعلم.
وما أشرتم إليه في ذيل تعقيبكم من أهمية بحث بعض الموضوعات فكما تفضل أخي الكريم محمد بن يوسف وفقه الله ، وأحب أن أضيف إشارةً إلى الموضوع الثاني وهو:
مالمراد بالتغني بالقرآن الوارد في الحديث؟
وذلكم أن الدكتور بشار عواد معروف البغدادي - حفظه الله - قد بحث هذه المسألة التي أشرتم إليها بحثاً في غاية النفاسة كعادته ، في بحث بعنوان :(البيان في حكم التغني بالقرآن). وهو دراسة في ضرورة تحسين الصوت والتطريب بالقراءة. وقد درس كل الأحاديث التي وردت في ذلك ، وأسانيدها ، وهو بصير برجال الأحاديث كما تعلم ، وخَلَصَ من كل ذلك إلى تضعيف تفسير سفيان بن عيينة رحمه الله بأن المقصود بذلك الاستغناء بالقرآن ، ورجح أن المقصود هو التطريب بالصوت وتحسينه. وقال في آخر بحثه :
القول الفصل
بعد كل هذا الذي قدمنا نرى من المفيد أن نقتبس خلاصة رأي واحد من أعاظم المحدثين الفقهاء ، ممن تشبعوا بالهدي النبوي وعرفوه حق معرفته ، في هذه المسألة هو حافظ عصره ابن حجر العسقلاني ، وهو خلاصة هذا البحث ، وهو الذي نعتقده ونؤمن به لما تحصل عندنا من الأدلة.(1/1097)
قال الحافظ ابن حجر :(والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب ، فإن لم يكن حسناً فليحسنه ما استطاع كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث ، وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح.
ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم ، فإن الحسن الصوت يزداد حسناً بذلك ، وإن خرج عنها أَثَّرَ ذلك في حسنه.
وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات ، فإن خرج عنها لم يف حسن الصوت بقبح الأداء. ولعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء ، فإن وجد من يراعيهما معاً فلا شك في أنه أرجح من غيره ؛ لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ، ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء).فتح الباري 9/89
ثم ختم بحثه بإيراد كلام الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله في حكم التغني بالقرآن الذي كتبه في كتابه النفيس (المعجزة الكبرى) والذي ذهب فيه إلى إنكار جواز التغني بالقرآن ورد فيه الأحاديث الصحيحة لرأي ذهب إليه رحمه الله لما رأى من خروج القراء في عصره عن حدود التغني الجائز ، وقد ناقشه الدكتور بشار بكل أدب وعلم على عادة أهل العلم الجارية في الأدب والعلم. وهو جدير بالقراءة ، فاقرأه إن شئت في كتاب :(الإعجاز القرآني – بحوث المؤتمر الأول للإعجاز القرآني المعقود بمدينة السلام – حرسها الله – عام 1410 هـ في شهر رمضان. من ص 65 – 118
ولعل الله ييسر لنا في قابل الأيام نقل البحث بكامله في صفحات الملتقى ليطلع عليه الجميع.
وأما ما أشار إليه أخي الكريم خالد الباتلي فكما ذكر حفظه الله ، من أسباب فقدان ذلك الشعور الذي سقنا المقالة تنبيهاً عليه والله المستعان.(1/1098)
وأما أخي الكريم الشيخ أبو أحمد فأشكره على حسن نيته ، ومحبته للخير لنا جميعاً ، وهو حريص على أن تخلو تعبيراتنا من كل ما يمكن أن يؤاخذ عليه ، وإن كان مجال القول فيها واسعاً فيما أحسب ، وحسبك قول الله تعالى :(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً). الآ يظهر منها إظهار العجز عن الإتيان بمثله ؟ سؤال فحسب ، وأنا أتفق معك أن لفظ المعجزة وما تصرف منها لم يرد في القرآن ولا في السنة ، وكلام ابن تيمية يدور حول هذه المسألة ، ولكن ابن تيمية لا يمنع استعماله رحمه الله. وعلى كل حال فهذا باب آخر من القول غير ما نحن فيه فلك مني كل الحب والتقدير.
---
داود عيسى
01-30-2004, 02:30 AM
أشكرك يا أبو أحمد على هذا التوضيح
والله أنا أستغرب من علمائنا ألله يقول لنا اية ويقول لنا بينة ويقول لنا برهان ويقول لنا سلطان
وعلماؤنا يأتونا بكلمة لم يذكرها الله في كتابه الكريم ويقولون لنا المعجزة .....
سؤال وأرجوا الإجابة
من أين أتى العلماء بهذه الكلمة "المعجزة"؟؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
01-30-2004, 02:20 PM
بسم الله
أنبه أولاً على أن استعمال لفظ المعجزة والإعجاز استعمال اصطلاحي لا مشاحة فيه ، وأكثرالذين درسوا الإعجاز أو كتبوا حوله نبهوا على هذه القضية ، فلا ينبغي أن تعطى أكبر من حجمها .
ومعلوم أن المقصود من كون القرآن معجزاً : أي لا يأتي أحد بمثله .
وليس معناه أنه معجز بحيث يعجز الناس عن تلاوته أو فهمه .
وثانياً : ما أشار إليه أخي الكريم عبد الرحمن الشهري في موضوعه هذا بحث في موضوع عنوانه :
الاعجاز التأثيري للقرآن الكريم
دراسة تاريخية وتطبيقية منَ القرآن وَالسيرة النبوية
ويمكن قراءته بالذهاب إلى هذا : الرابط (http://www.qudsway.to/Links/Islamyiat/2/Html_Islamyiat2/2hisl2.htm)
---
عبد الله الخضيري
02-05-2004, 05:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1099)
عيدٌ مبارك على الجميع ،
أخي الكريم / عبد الرحمن الشهري سلمه الله
الإخوة الكرام / ، أبا مجاهد العبيدي ، محمد يوسف ، خالد الباتلي ، فهد الوهبي ، الشيخ أبو أحمد ، داود عيسى ، ابن الشجري ، و فقهم الله لطاعته
تحية طيبة و بعد
إن ما أشرتم إليه غاية في الروعة و الجمال ، و إن كان صاحب الموضوع قد حاز السبق أولاً ، و قد أشار أخي الكريم خالد الباتلي إلى مسألة مصيبتنا في أنفسنا و لم نؤت إلا من قبلها ، فلولا ذنوبنا لما استوحشنا كلام الله ، و لولا سوء أعمالنا لما خجلنا من أنفسنا أمام كلام الله .
و لكن لدي أمرٌ آخر و هو أننا لم نكن في حقيقة الأمر قريبين من التدبر و إن تدبَّرنا كان الفرد منا على عجلٍ ، و إلا فأين سير السلف ممن ردَّدوا في الليلة الواحدة آية أو انقطعت أصواتهم عند مرورهم بآية ، أو استعبرت محاجرهم لما عظَّموا معنى ما قرأوه ، كعائشة ، و عمر رضي الله عنهما ، و رسول الرحمة نبينا محمدٍ صلى الله عليه و سلم في آيتي سورتي المائدة و إبراهيم .
و لو أراد أحدنا أن يتأمل القرآن على الهدي النبوي الكريم ؛ فليقرأ - " خالياً " -أواخر سورة آل عمران من آخر الليل و لينظر و يتفكر في خلق السماوات و الأرض ، و ليجرِّب مواطن قلبه ، و رحمات فؤاده لعلَّ عيناً تدمع ، أو قلباً يخشع ، أو دعَاءً صادِقاً يُسمَع ،
و الله من وراء القصد .
### و أما بخصوص ما استشكله الإخوة من المعجزة ، فلا مشاحة في الاصطلاح – كما قال أبو مجاهد - ، و لكن ما ذكره داود عيسى ، إنما يؤول إلى المتكلم ، و إنما المعجز لنا باعتبار وقوع التحدي به و العجز من البشر – لا صرفةً و لا انشغالاً عنه ؛ بل عجزاً عن مجاراته أو الإتيان بمثله ، كما أشار إلى شيئٍ منه الشيخ أبو أحمد ( المعجز" فمن عند أنفسنا, والله أولى بوصف كلامه وكتابه !.) ###
---
عبدالله بن بلقاسم
02-06-2004, 07:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الفضلاء(1/1100)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فسياق كلام شيخ الإسلام في موضوع آخر ليس فيه المنع من إطلاق المعجز على القرآن ومن تأمل كلامه وما قبله وما بعده بان له ذلك ولذا فقد وصف ابن تيمية القرآن بذلك .
قال في الجواب الصحيح ج: 1 ص: 399
فصل : وكان يأتيهم بالآيات الدالة على نبوته صلى الله عليه وسلم ومعجزاته تزيد على ألف معجزة مثل انشقاق القمر وغيره من الآيات ومثل القرآن المعجز.
وقال في العقيدة الأصفهانية ج: 1 ص: 18
والدليل على كونه سميعاً بصيراً السمعيات والدليل على نبوة الأنبياء المعجزات والدليل على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن المعجز نظمه ومعناه.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
---
أبومجاهدالعبيدي
03-13-2004, 12:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت كلاماً جيداً للمحقق القدير محمود شاكر في رسالة : مداخل إعجاز القرآن .
فقد نبه على مسائل تتعلق بهذا المصطلح الحادث بعد القرنين الأولين ؛ فقال بعد أن بين معنى لفظ المعجزة : ( وقد ألجأني إلى العناية بتفسير لفظ ( الإعجاز ) ولفظ ( المعجزة ) على ما يوجبه مجاز اللغة أمور سوف أقتصر منها على أمرين .
ولكن مهما بلغت هذه الأمور من الخطر ؛ فإنها لا تستيع أن تسقط هذين اللفظين : ( إعجاز القرآن ) ، و ( ومعجزات الأنبياء ) من أقلام الكتاب المحدثين ولا أن تنتزعه من تراث اللغة المكتوبة في مصنفات علماء الأمة منذ القرن الثالث للهجرة إلى يومنا هذا .
فكان أعدل الطرق عندي هو إثبات تعريف صحيح من مجاز اللغة للفظ ( الإعجاز) ولفظ ( المعجزة ) ، لا يختلف الناس عليه ، مهما تباينت آراؤهم .
والألفاظ التي تستقر في اللغة استقراراً شاملاً مستفيضاً ، يكون من الجهل والتهور محاولة انتزاعها وإسقاطها من أقلام الكتاب ، ومن كتب العلماء قديماً وحديثاً .(1/1101)
بل الواجب الذي لا مرية فيه ، هو محاولة تعريفها تعريفاً مطابقاً للحق الذي نراه ؛ لأن الذين وضعوها وكتبوها في كتبهم ومصنفاتهم وضعوها وضعاً مطابقاً لحق رأوه ، لا نخالفهم نحن في جوهره ، وإن خالفناهم في وجوه النظر التي أوجبت عليهم وضع هذه الألفاظ . ما دام مجاز اللغة قادراً على تعريف اللفظ تعريفاً يرفع أسباب الاختلاف ، ويسير بنا جميعاً على طريق مستتب ؛ فلا معنى لإبطال ما استقر عليه الكتاب والعلماء من التعبير عن الجوهر المتفق عليه .) انتهى المراد نقله .ص18-19
---
عبدالرحمن الشهري
07-04-2006, 05:50 PM
رجعتُ بعد مدة طويلة لهذا الموضوع هذا اليوم (الثلاثاء 8/6/1427هـ) ، وكنت طرحته (يوم الإثنين 4/12/1424 هـ ) ، أي قبل سنتين ونصف ، فقرأته وقرأت تعقيبات الزملاء النبلاء عليه ، فانتفعتُ بها كثيراً جزاكم الله خيراً . وسأجعل تعقيبي في نقاط :
الأولى : أن بحث الدكتور بشار عواد قد تم نشره في مكتبة الموقع وتجده كاملاً على هذا الرابط البيان في حكم التغني بالقرآن (http://tafsir.org/books/open.php?cat=86&book=911).
الثانية : أن لفظة المعجزة ومشتقاتها اصطلاحية حادثة ، وقد أجاد أبو مجاهد بنقله لكلام العلامة محمود شاكر رحمه الله في هذا ، والتشدد في مثل هذا لا مسوغ له ، ومثل ذلك كثير من الاعتراضات على بعض التعبيرات والنهي عن بعض الألفاظ دون دليل قاطع ، ومثل ذلك ما في كثير من محتويات ما صنف تحت اسم "معاجم الأخطاء الشائعة" .
الثالثة : أن الخشوع في التعبد لله سبحانه وتعالى ، والمداومة على الذكر وتلاوة القرآن تعين على تدبر معانيه والتأثر بها ، وفي ما نقل من مقالات حول ذلك ما يثري هذا الجانب .(1/1102)
الرابعة : أن تحسين الصوت بالقرآن مطلوب شرعاً بقدر الوسع والطاقة دون تكلف وتنطع ، وهذا باب من أبواب البحث في كتب تجويد القرآن الكريم ، وأحسب من أوجه التحسين تقليد ومحاكاة القراء المجيدين ذوي الأصوات الحسنة حتى يتدرب القارئ على تحسين الصوت ، وأحسب هذه المحاكاة ضرورية في كل فن ومهارة كالتلاوة وتحسين الخط وغيرها ، فهي تقوم في أول أمرها على المحاكاة للنماذج المتميزة ، حتى يستقل المتعلم بمهارته وطريقته الخاصة في ذلك الفن والعلم .
الخامسة : ومما يدخل تحت النقطة السابقة ما يتعلق بعذوبة الصوت ، فلا شك أنها نعمة من الله سبحانه وتعالى يمن بها على من يشاء من عباده ، فمن استعملها في طاعة الله فهي محمودة ، ومن استعملها في المعصية فلا شك في ذمه . إلا أنها نعمة يرجوها المسلم ليقرأ بصوت عذبٍ ينتفع به أولاً وينتفع به من يسمعه ثانياً ، وكم من مقرئ يستوقفك لاستماع القرآن وتدبره ، فتدعو له وتغبطه على عذوبة صوته ، وبلاغة تأثيره . نسأل الله من فضله ، وكم من مرة أفتح فيها إذاعة القرآن الكريم فيستوقفني صوت القارئ وجماله فلا أدعه حتى ينتهي ، ولو اضطررت للبقاء في سيارتي حتى ينتهي من تلاوته ، والتأخر عما ذهبت من أجله من أمور الدنيا ، ومثلها قناة المجد للقرآن الكريم جزاهم الله خيراً.(1/1103)
السادسة : أما الأدوية المساعدة على تحسين الصوت فلا أعرفها ، ولكن حدثني أخي الكريم الدكتور عماد زهير حافظ عن تجربة مرت به عندما كان يسجل رواية حفص في مجمع الملك فهد بالمدينة النبوية ، وتوقفه عن التسجيل عارض ألمَّ به أوقفه عن التسجيل ، مما جعله يختلفُ إلى طبيب متخصص في الصوتيات ، فساعده الطبيب ببعض التدريبات ، ولا شك أن هذه التدريبات على استعادة الصوت بعد فقده أو مرضه ليست هي ما تعنيه بالأدوية المساعدة على تحسين الصوت السليم ، ولكن لعل هؤلاء المتخصصين يملكون جواباً على هذا السؤال ، كما أن هناك أدوية لتحسين الحفظ ، فربما يكون هناك مثلها للصوت ، وفي تراجم بعض المقرئين المعاصرين كعبدالباسط عبدالصمد رحمه الله وغيره بعض الأفكار في كيفية محافظتهم على نقاوة أصواتهم .
السابعة : في قولي : (ولا سيما إذا كان صوت القارئ ندياً ، يستوقف العجلان المستوفز كما قال ابن الرومي !) إشارة إلى ثلاثة أبيات للشاعر علي بن الرومي هي أحسن ما سمعتُ وقرأتُ في وصف حسن الحديث ، وجمال المنطق ، وهي قوله :
وحديثُها السِّحرُ الحلالُ لو اْنَّهُ = لم يَجْنِ قتلَ المُسلمِ المُتحرِّزِ
إنْ طالَ لم يُمللْ وإِن هىَ أَوجزتْ = وَدَّ المُحدَّثُ أَنَّها لم تُوجِزِ
شَرَكُ العُقولِ ، ونُزهةٌ ما مثلُها= للمُطمئنِّ وعُقْلَةُ المُستَوفِزِ
والشاهد البيت الأخير حيث وصف حديثها العذب لجماله بثلاث صفات :
الأولى : أنه (شَرَكٌ للعُقولِ) أي فخ تقع فيه العقول لروعته وجماله الأَخَّاذ.
الثانية : أنه (نزهة للمطمئن) أي أنه يشبه الحديثة الغناء التي ينتجعها الرجل المطمئن رخي البال ، فيسعده جمالها .(1/1104)
الثالثة : أنه (عُقْلَةٌ للمستوفز) والمستوفز هو الرجل المستعجل ، المتهيؤ للقيام من المجلس ، لكن هذا الحديث العذب أشبه العقال الذي عقل رجله وركبته عن القيام ، كما يعقل البعير فلا يستطيع القيام من مبركه . ولعمري لقد أجاد ابن الرومي في وصفه لحديث محبوبته وجماله ، وقل أديب متقدم أو متأخر ممن جاء بعد ابن الرومي إلا واحتفى بأبياته هذه ، وأحلها محل الصدارة في وصف الحديث العذب .
الثامنة : حاولتُ في لقاء سجلته في حلقتين عن (إعجاز القرآن) بقناة المجد العلمية مع الأخ الكريم معمر العمري تنبيه الباحثين إلى نقاط مهمة في الإعجاز البياني خاصة ، نبه إليها الدكتور محمد عبدالله دراز ، والأستاذ محمود شاكر ، ومن قبلهم عبدالقاهر الجرجاني ، وأرجو أن أكون وفقت في ذلك ، فنحن اليوم في حاجة ماسة للعودة بالذوق العربي إلى عهوده الأولى التي كانت تهتز للبيان ، وتخضع للبلاغة كما كان في عصر نزول الوحي . والله الموفق سبحانه ، لا إله غيره ، ولا رب سواه .
---
رضا التومي
07-05-2006, 01:58 PM
يا له من موضوع ونقاش قيّم ومفيد .
جزاك الله خيرًا ياشيخ عبدالرحمن وبقية الفضلاء .
---
العبادي
07-06-2006, 02:30 PM
وأنا أقتنص هذه الفرصة لأسأل فضيلة الشيخ عبد الرحمن عن بعض ما دار في الحلقة الأولى من حلقات موضوع الإعجاز على قناة المجد:
1/ تحدثت عن قضية التحدي، وأن الذي تراه هو أن التحدي لم يقع إلا بالقرآن دون بقية الآيات والمعجزات الأخرى الواقعة للنبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. أرجو التكرم بإعادة توضيح هذه النقطة، لأن الذي يُفهم من المعجزة أنها متحدية لمن جاءته، وإلا فما هو وجه الإعجاز إذا لم يكن هناك تحدٍ؟ بمعنى أن لفظ "المعجزة" متضمن في معناه التحدي، لأنه أعجز البشر أن يأتوا بمثله، فبما أنه أعجزهم فقد تحداهم من باب أولى.(1/1105)
2/ أشرت بما يكفي جزاك الله خيرا إلى موضوع "الصرفة"، لكن استفساري جانبيٌّ متعلق بكيفية نطق هذه الكلمة، لأن الذي تعودنا عليه في الجامعة ونسمعه دائما هو نطقها بكسر الصاد، وسمعتك تنطقها بالفتح .. -مع أني ارى عدم أهمية هذا- إلا أني أود أن أعرف ما هو النطق الصحيح لها .
كما أود أن أعرف ما إذا كانت حلقات البرنامج تسجل حتى يتسنى الرجوع إليها والإفادة منها.
جزاك الله خيرا ونفع بك أينما حللت.
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2006, 08:24 PM
الأستاذ العزيز العبادي وفقه الله ورعاه
أشكرك على حسن ظنك بأخيك ، وجواباً للسؤالين أقول :(1/1106)
1- كلامك في موضوع استلزام المعجزة للتحدي كلام وجيهٌ ، ولا اعتراض عليه ، وما قلتهُ وجهة نظرٌ ألقيتها على عجل ، ومقصودي بها أن التحدي في نظري هو استثارة همم المعارضين مرة بعد مرة ، بطريقة مستمرة لمعارضة المعجزة وإبطالها ، وهذا الأمر لم يحدث التصريح به إلا في معجزة القرآن خاصة دون بقية معجزات الأنبياء السابقين ومعجزات النبي صلى الله عليه وسلم . فلم يبلغنا أن موسى كرر التحدي بمعجزاته ، وإنما كان ما فعله ردٌّ على معارضة السحرة ومن قبلهم فرعون لرسالته ودعوته ، ولم يبلغنا أنه تحداهم بهذه المعجزة أو كررها مرة أخرى ، ومثلها بقية معجزاته ومعجزات الأنبياء ، بل ومعجزات النبي صلى الله عليه وسلم الأخرى غير القرآن . ثم إن كثيراً من المعجزات الحسبة التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقع تحت أعين المسلمين دون غيرهم كنبع الماء من بين أصابعه ، وحنين الجذع ، إلا ما كان من انشقاق القمر له في مكة بعد طلب المشركين . فكان هذا دافعاً للقول بأن التحدي الظاهر لم يكن إلا بالقرآن الكريم ، حيث وردت عدة آيات تظهر التحدي بأن يأتي المعارضون بمثل هذا القرآن الكريم . فهذا ما دعا إلى القول بأن التحدي خاص بالقرآن الكريم ، والعلم عند الله سبحانه وتعالى ، وقد تركت لنفسي مخرجاً بعد ذلك فيما أذكر - حيث لم أشاهد الحلقة للأسف لاختلاف مواعيدها - إذ قلت : إن لسان حال من يأتي بالمعجزة يتضمن التحدي ، وهذا دليلٌ وجيهٌ لمن يشترط التحدي ، ولعله يكون لهذا الحديث موضع آخر في هذا الملتقى من أعضائه الفضلاء إن شاء الله ، وإنما هذا جواب سريعٌ عجلتُ به خوف الفوات والتأجيل .(1/1107)
2- وأما النطق الصحيح لكلمة (الصرفة) فهي (الصَّرفة) بفتح الصاد وتشديدها. وضبطها بفتح الصاد ، وإسكان الراء هكذا (صَرْفَة) على وزن فَرْحَة ، وهي على وزن اسمِ المَرَّةِ ، وقد أصبحت عَلَمَاً بالغَلَبَةِ(1) على هذه النظرية في إعجاز القرآن ، وصيغت على وزن اسم المَرَّةِ للدلالة على أَنَّ هذا الصَّرْفَ صَرْفٌ خاصٌّ(2) .
--الحواشي -----
(1) العَلَمُ بالغلبة هو ما كان علماً بسبب غلبة استعمال اللفظ في فرد من مدلولاته لشهرته. وهو نوعان : مضاف ، ومحلى بأل كالصرفة . انظر : دليل السالك شرح ألفية ابن مالك للفوزان 1/156-157
(2) انظر : التحرير والتنوير 1/103
---
العبادي
07-06-2006, 09:46 PM
بارك الله فيك شيخي الكريم، وأشكرك على نبلك وسرعة ردّك.
وبقيت نقطة سألت عنها وهي: هل تسجل حلقات قناة المجد؟ مع أن أوقات البث قد تغيرت على ما أظن في الصيف، فلعلي أفرد لهذا موضوعا يجيبنا فيه الأخ معمر العمري أو غيره من الإخوة المطلعين.
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2006, 09:49 PM
معذرة على السهو ، لا جواب عندي حول هذا السؤال ، ولم أجد تسجيلاً للبرنامج في موقع القناة ، وأظنهم يعطون من يطلب حلقة البرنامج نسخة منه على شريط مسجل مرئي ، ولم أحصل عليه بعدُ ، والمواعيد تغيرت مما فوت علي مشاهدته المرة الأولى والثانية أيضاً ، لكن لعله يعاد يوم السبت القادم كما أخبرني الأخ معمر العمري وفقه الله.
---
عبدالرحمن الشهري
12-28-2006, 06:32 PM
حول هذا الموضوع جمع الدكتور الفاضل نجيب بن عبدالله الرفاعي وفقه الله عدداً من القصص والتجارب الشخصية النافعة في كتاب سماه (عجائب قراءة القرآن على الأوربيين والأمريكان) طبع إلى الآن طبعتان .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_60214593e1acb3f75.jpg(1/1108)
وقد أورد فيه أراء أكثر من ثلاثمائة أمريكي وأوربي بعد سماعهم للقرآن الكريم وتأثرهم الشديد من ذلك . وقد كان للمؤلف الدكتور الرفاعي جهد متميز في عرضه وإسماعه القرآن الكريم بطرق مثيرة كثيرة لغير المسلمين ، ولديه مبادرة وجرأة في اقتحام مجتمعات الغربيين وعرض القرآن الكريم عليهم في المؤتمرات والدورات وغيرها ، وهي تجربة بديعة أدعو الله لصاحبها بالتوفيق والقبول ، وهي جديرة بالتطبيق فهي باب من أبواب الدعوة إلى الله بقراءة القرآن (وأن أتلو القرآن).
---
أبو عاتكة
12-29-2006, 07:53 AM
(( فرجعت إلى كتب اللغة فوجدتهم قد شفوا الغليل ، وأفاضوا في ذكرها ولا سيما كتب البلاغة.))
فضيلة الشيخ هلا ذكرت لنا شيئا مما قالوا في هذه الآية تحديدا
---
(1/1109)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير الطبرى
---
تفسير الطبرى
---
ابن عبد الوهاب السالمى
04-22-2003, 11:20 PM
اخواني الافاضل كنت وضعت تفسير الطبري في ملتقي اهل الحديث
وهذة وصلات من
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=38107
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=38412
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=38414
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=38104
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=38106
وسوف نكمل وضع الباقي ان شاء الله
اخوكم ابن عبد الوهاب
---
عبدالرحمن الشهري
04-22-2003, 11:46 PM
جزاك الله خيراً يا أخي الكريم
---
ابن عبد الوهاب السالمى
04-23-2003, 07:07 PM
الملف السادس
نطرا لانة كبير فقد تم تقسيمة الي ملفين الاول والثاني وعند جمعة مروة اخري لابد من استخدام برنامجwinrarوالذي قام احد الاخوة بوضعة من قبل
ولتذدرة هذة وصلتة
http://groups.yahoo.com/group/softusa/files/wrar28b5a.exe
اما التجميع فهو سهل الغاية نزل الملف الاول والثاني ثم فل الملف الاول سوف يطلب منك البرنامج مسار الملف الثاني حددة لة
وشكرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=38566
الملف السادس
الجزء الثاني من الملف السادس
اسف هناك شيئا قد نسيت ذكرة ان الموقع لايقوم بتحميل ملفات ذات امتداد rarلذا قد قمت بتحويل الامتداد اليzip
لذا بعد انزال الملفات يجب اعادتها الي وضعها الطبيعيهكذا
الاول.rar
الثاني.r00
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=38567
---
أم عمر
04-23-2003, 08:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1110)
الإخوة الأفاضل..لقد أعياني البحث عن هذا التفسير الجليل بتحقيق العلامة محمود شاكر..وسألت عنه مرارا في معارض الكتب السنوية لكن دون جدوى..
فمن يرشدني إلى السبيل إليه جزاكم الله خيرا..
علما بأنني من المهتمين بجميع مؤلفات الشيخ محمود شاكر وأحمد شاكر وعبد السلام هارون..ودار الخانجي التي كانت تشارك في معرض الشارقة الدولي لم تكن تجلب كلما تمنيته من مؤلفاتهم..
مع خالص شكري وامتناني
طالبة علم
---
(1/1111)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير أبي بكر الجزائري (أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير) للتحميل
---
تفسير أبي بكر الجزائري (أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير) للتحميل
---
مسك
11-11-2005, 01:48 PM
اسم الكتاب : أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
اسم المؤلف : الشيخ أبو بكر الجزائري
نبذة عن الكتاب :
سهولة هذا الكتاب وسلاسته تظهر من عنوانه فبالفعل هو من أيسر التفاسير ينفع المبتدىء ولا يستغني عنه العالم يأتي مصنفه بالآية ويشرح مفرداتها أولا ثم يشرحها شرحا إجماليا ويذكر مناسبتها وهدايتها وما ترشد إليه من أحكام وفوائد معتمدا في العقائد على مذهب السلف، وفي الأحكام على المذاهب الأربعة لا يخرج عنها
***** أضغط لتحميل الكتاب ***** (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=6&book=2158)
---
مسك
11-11-2005, 03:19 PM
http://www.almeshkat.net/vb/images/banners/tai.gif
---
الجعفري
11-14-2005, 10:44 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/1112)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب مفيد في التفسير الموضوعي للقرآن......!
---
كتاب مفيد في التفسير الموضوعي للقرآن......!
---
عابر
12-20-2003, 03:02 AM
بسم االله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
حقيقة كم سعدت برؤية هذا المنتدى المفيد سيما أنه يهتم بتفسير أعظم كتاب أناخت وآمنت به هذه الأمة الوسط التي أخرجها الله لحمل رسالته وايصالها الى العالمين .
وأؤوكد على أن أهمية التجديد في اثراء المنتدى سيكون له دوراً ايجابياً وفعالاً في الاقبال عليه أولاً
وثانياً التراكم المعرفي ( الفاعل ) الذي سيفيد ويستفيد منه كل محب لكتاب الله جل وعلا
وأطرح بين يدي هذا اللقاء مجموعة من الكتب التي اقتنيها في هذا العلم على اختلاف وتباين طروحاتها ، ولكل من المرتادين لهذا الموقع النهل من معين ما يطرح قراءة ونقداً ، هضماً وابلاغاً .
هناك كتاب جميل قرأته وأقتنيه : عنوانه ((( الخيانة ))))) أسبابها - انواعها -آثارها ، كما بينها القرآن الكريم .
مؤلفه د/ فريد السمان .
استاذ مشارك بقسم القرآن وعلومه ، كلية أصول الدين _ الرياض .
الناشر / دار طويق
الطبعة 1419هـ
تناول المؤلف في مؤلفه هذا :
معنى الخيانة بشقيه اللغوي /والاصطلاحي .
ثم بين النهي عن خيانة الله ورسوله .......... وعموما تدرج المؤلف يطرح في قضية الخيانة طرحاً جيداً
ما جعل ( الكتاب ) يعد مهماً وفاعلاً لمن أراد الاستفادة من هذه القضية أو مناقشتها سواءً أكان موظفاً أو مديراً أو مربياً أو خلافه .
وختم المؤلف بأن الخيانة من صفات اليهود .
هذا ما أحببت طرحه في هذه العجالة على أمل التواصل مرة أخرى والله ولي التوفيق .
أخوكم :
عابر
---
أحمد البريدي
12-20-2003, 09:49 PM
شكر الله لك نرجو المواصلة .
---(1/1113)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الفوائد المصطفاة ** بمذاهب العلماء في حكم تارك الصلاة
---
الفوائد المصطفاة ** بمذاهب العلماء في حكم تارك الصلاة
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 02:06 PM
الفوائد المصطفاة ** بمذاهب العلماء في حكم تارك الصلاة
تأليف : أبي عبد الله محمد بن
محمد المصطفى الأنصاري
المدينة النبوية ،
مكتبة المسجد النبوي
قسم الإفتاء والإرشاد ، والبحث والترجمة
gs
1427 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموت والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) ( ) .
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ( سورة النساء: آية 1) ، وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }
(سورة الأحزاب:آيتا 70 -71) .
قال الحسن البصري رحمه الله: ( رأس مال المسلم دينه فلا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال ) ( ) .
وقال سهل بن عبد الله :النجاة في ثلاثة :
1 - أكل الحلال ، 2-أداء الفرائض ،
3- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ) ( ).(1/1114)
وقال الزهري رحمه الله :( من الله الرسالة ، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم البلاغ ، وعلينا التسليم ) ( ) .
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله : اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين ( 4 ) .
قال ابن عمر رضي الله عنه لرجل سأله عن العلم : فقال ( إن العلم كثير ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس ، خميص البطن من أموالهم ،كاف اللسان عن أعراضهم ، لازماً لجماعتهم ، فافعل ) ( 5) .
فالواجب على المسلم اتباع الكتاب والسنة ، والبحث عن وسائل النجاة ، أسأل الله عز وجل النجاة في الدنيا والآخرة ، وأن يعز الإسلام والمسلمين وأن يذل الشرك والمشركين . وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم إنه على كل شيء قدير .
وبعد فإن الصلاة هي عماد الدين ، والركن الثاني من أركانه بعد الشهادتين ،
والمحافظة عليها من مكفرات الذنوب ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه شيء قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ( ) .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ( 2) . وهي الصلة التي بين العبد وربه فقد ثبت عن النبي e أنه قال " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ( ) "
وبتلك المناسبة وهي المكانة العظيمة التي للصلاة في الإسلام أردت أن ألخص مذاهب العلماء في حكم تارك الصلاة سواء جحوداً أو تكاسلاً ، وأقوال العلماء في حكم قضاء الصلاة على من تركها متعمداً .
وأما حكم تارك الصلاة ففيه مسألتين :
المسألة الأولى حكم من ترك الصلاة جاحداً لوجوبها ،(1/1115)
الثانية : حكم من ترك الصلاة تكاسلاً ، وهل يقتل بعد استتابته كفراً أم حداً في المسألتين .
أما المسألة الأولى فقد أجمع العلماء على أن من جحد وجوب الصلاة أنه كافر كفر مخرج من الملة ، وأنه يقتل إن لم يتب ،
قال ابن عبد البر : أجمع المسلمون على أن جاحد فرض الصلاة كافر يقتل إن لم يتب من كفره ذلك ( ).
وقال ابن قدامة : تارك الصلاة لا يخلو إما أن يكون جاحداً لوجوبها أو غير جاحد فإن كان جاحداً لوجوبها نظر فيه فإن كان جاهلاً به وهو ممن يجهل ذلك كالحديث الإسلام والناشئ ببادية عرف وجوبها وعلم ذلك ولم يحكم بكفره لأنه معذور فإن لم يكن ممن يجهل ذلك كالناشئ من المسلمين في الأمصار والقرى لم يعذر ولم يقبل منه ادعاء الجهل وحكم بكفره لأن أدلة الوجوب ظاهرة في الكتاب والسنة والمسلمون يفعلونها على الدوام
فلا يخفى وجوبها على من هذا حاله ولا يجحدها إلا تكذيباً لله تعالى ولرسوله وإجماع الأمة وهذا يصير مرتداً عن الإسلام وحكمه حكم سائر المرتدين في الاستتابة والقتل ولا أعلم في هذا خلافاً ( ).
وقال الشوكاني : ولا خلاف بين المسلمين في كفر من ترك الصلاة منكراً لوجوبها إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام أو لم يخالط المسلمين مدة يبلغه فيها وجوب الصلاة " ( ) .
وأما المسألة الثانية : حكم من ترك الصلاة تكاسلاً ، وهل يقتل بعد استتابته كفراً أم حداً ؟ اختلف العلماء في ذلك على قولين :(1/1116)
القول الأول : يقتل بعد استتابته كفراً لا حداً وهو مروى عن عمر بن الخطاب ، وعلي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وجابر ، وأبي الدرداء ، وبه قال الحسن البصري ، وإبراهيم النخعي ، والحكم بن عتيبة ، وأيوب السختياني ، وعبد الله بن المبارك ، والشعبي ، والأوزاعي ، وحماد بن زيد ، ومحمد بن الحسن ، وإسحاق بن راهويه ، وهو المشهور عن أحمد ( ) ، ورواية عن الشافعي ( )، وقول ابن حبيب من المالكية ( ) قال ابن عبد البر : وبهذا قال أبو داود الطيالسي وأبو خيثمة زهير بن حرب وأبو بكر بن أبي شيبة قال إسحاق هو رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا ( ).
القول الثاني: أنه يقتل بعد استتابته حداً لا كفراً وهو قول حماد بن زيد ، ووكيع بن الجراح ( ) ، وهو مذهب مالك ( ) ، والمشهور عن الشافعي( )، قال النووي : وهو قول الأكثرون من السلف والخلف ( ) ،ورواية عن أحمد اختارها أبو عبد الله ابن بطة وابن قدامة المقدسي والمجد ابن تيمية وابن عبدوس( ) ، والزهري ، وداود إلا أنهما قالا يسجن ويضرب حتى يصلي ( )، وهو قول الثوري وأبي حنيفة وأصحابه وجماعة من أهل الكوفة والمزني أنه يعزر ويحبس حتى يصلي( ) ،
- صلى الله عليه وسلم - استدل أصحاب القول الأول بما يأتي:
الدليل الأول: قال الله تعالى: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ } ( ).
} وجه الدلالة:(1/1117)
فلا يخلو أن يكون كل واحد من هذه الخصال هو الذي سلكهم في سقر، وجعلهم من المجرمين، أو مجموعها فإن كان كل واحدة منها مستقلاً بذلك فالدلالة ظاهرة، وإن كان مجموع الأمور الأربعة فهذا إنما هو لتغليظ كفرهم وعقوبتهم، وإلاَّ فكل واحدة منها مقتضٍ للعقوبة، إذ لا يجوز أن يضم ما لا تأثير له في العقوبة إلى ما هو مستقل بها( ).
} الدليل الثاني:
قال الله تعالى: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّا ً( ) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً } ( ).
} وجه الدلالة:
أن الله تعالى توعد من أضاع الصلاة بالغي وهو : واد في جهنم قاله ابن عباس وقيل: أنه نهر في جهنم قاله ابن مسعود وقيل: العذاب قاله مجاهد ، ثم أن الله تعالى استثنى من تاب وآمن وعمل صالحاً، فلو كان مضيع الصلاة مؤمناً لم يشترط في توبته الإيمان وأنه يكون تحصيل حاصل( ).
} الدليل الثالث:
عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"( ).
} الدليل الرابع:
عن بريدة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"( ).
} الدليل الخامس:
عن عبد الله بن شقيق قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة( ).
} الدليل السادس:
عن عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أنه دخل على عمر بن الخطاب من الليلة التي طعن فيها فأيقظ عمر لصلاة الصبح، فقال عمر: نعم، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، فصلى عمر وجرحه يثعب دماً ( ).
} الدليل السابع:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: من لم يصل فلا دين له( ).
} الدليل الثامن:
عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: من ترك الصلاة فقد كفر( ).(1/1118)
} الدليل التاسع:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوماً فقال: " من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن لن نوراً ولا برهاناً ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف"( ).
الدليل العاشر : قال ابن عبد البر : قال إسحاق وقد أجمع المسلمون أن من سب الله عز وجل أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو دفع شيئاً مما أنزل الله تعالى أو قتل نبياً من أنبياء الله تعالى أنه كافر بذلك وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله فكذلك تارك الصلاة حتى يخرج وقتها عامدا أبيا من قضائها وعملها وإقامتها قال ولقد أجمعوا في الصلاة على شيء لم يجمعوا عليه في سائر الشرائع قالوا من عرف بالكفر ثم رأوه يصلي الصلاة في وقتها حتى صلى صلوات كثيرة في أوقاتها ولم يعلموه أقر بلسانه أنه يحكم له بالإيمان ولم يحكموا له في الصوم والزكاة والحج بمثل ذلك ( ).
الدليل الحادي عشر : قال ابن عبد البر : قال إسحاق : ولقد كفر إبليس إذ لم يسجد السجدة التي أمر بسجودها قال فكذلك تارك الصلاة ( ).
الدليل الثاني عشر : قال ابن عبد البر : قال أحمد بن حنبل : لا يكفر أحد بذنب إلا تارك الصلاة عمداً ( ).
} وجه الدلالة:
أن هذه النصوص والآثار تدلُّ على أن تارك الصلاة كافر وأن الصلاة حاجز بينه وبين الكفر فمن تركها فقد كفر، وأنه يحشر يوم القيامة مع رؤساء الكفر قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف.
} واستدل أصحاب القول الثاني بما يأتي:
} الدليل الأول:
عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خمس صلوات كتبهن الله عز وجل على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهداً أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة" ( ).
} وجه الدلالة:(1/1119)
هذا الحديث يدلَّ على أن تارك الصلاة لا يكفّر ولا يتحتم عذابه، بل هو تحت المشيئة( ).
} الدليل الثاني:
عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يخرج من النار من قال: لا إله إلاَّ الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلاَّ الله وفي قلبه وزن بُرّة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلاَّ الله وفي قلبه وزن ذرة من خير"( ).
} الدليل الثالث:
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد ظننت يا أبا هريرة ألاَّ يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلاَّ الله خالصاً من قلبه أو نفسه"( ).
} الدليل الرابع:
عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ، ثم أتيته وقد استيقظ، فقال: " ما من عبد قال لا إله إلاَّ الله ثم مات على ذلك إلاَّ دخل الجنة" قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: " وإن زنى وإن سرق" ، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: " وإن زنى وإن سرق:، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: "وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر"، وكان أبو ذر إذ حدّث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر( ).
} الدليل الخامس:
عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من شهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" ( ).
} وجه الدلالة من هذه الأحاديث:(1/1120)
هذه الأحاديث تمنع من التكفير والتخليد، وتوجب من الرجاء له ما يرجى لسائر أهل الكبائر، قالوا: ولأن الكفر جحود التوحيد وإنكار الرسالة والمعاد وجحد ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا يقرّ بالوحدانية شاهداً أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله مؤمناً بأن الله تعالى يبعث من في القبور، فكيف يحكم بكفره؟.
} الدليل السادس:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"( ).
} الدليل السابع:
عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" ( ).
} الدليل الثامن:
عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم " ؟، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي، فأمَّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب وأمَّا من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب" ( ).
} الدليل التاسع:
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت" ( ).
الدليل العاشر
عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أُمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره ناراً فلما أفاق قال علام جلدتموني قالوا إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره " ( ) .
} وجه الدلالة:
دلَّت هذه الأحاديث على أنه قد يطلق الكفر وليس المراد به الكفر المخرج من الملة، وإنما أريد به التغليظ والتشديد في الوعيد والتشبيه له بالكفار( ) .(1/1121)
قال ابن عبد البر : ومما يدل على أن تارك الصلاة ليس بكافر كفراً ينقل عن الإسلام إذا كان مؤمناً بها معتقداً لها حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أُمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلده فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره ناراً فلما أفاق قال علام جلدتموني قالوا إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره "، قال الطحاوي في هذا الحديث ما يدل على أن تارك الصلاة ليس بكافر لأن من صلى صلاة بغير طهور فلم يصل وقد أجيبت دعوته ولو كان كافرا ما أجيبت له دعوة لأن الله تبارك وتعالى يقول : وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ( ) .
} الدليل الحادي عشر:
إجماع المسلمين على الصلاة على من قال: لا إله إلاَّ الله( ).
} الدليل الثاني عشر:
أنه لم يعلم في عصر من الأعصار أن أحداً من تاركي الصلاة ترك تغسيله والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين ولا منع ورثته ميراثه ولا منع هو ميراث مورثه ولا فرق بين زوجين لترك الصلاة مع أحدهما مع كثرة تاركي الصلاة، ولو كان كافراً لثبتت هذه الأحكام كلها ( ).
} الدليل الثالث عشر:
لا خلاف بين المسلمين أن تارك الصلاة يجب عليه قضاؤها، ولو كان مرتداً لم يجب عليه قضاء صلاة ولا صيام( ).
} المناقشة والترجيح:
بعد النظر في أدلَّة أصحاب القولين تبيَّن لي ما يأتي:(1/1122)
الأول : أن الأحاديث التي استدل بها أصحاب القول الأول محمولة على التشديد والوعيد ، والزجر ، والتغليظ ، وليس المراد منها حقيقة الكفر الذي هو مخرج من الملة ، ومثل ذلك كثير جداً ، قال ابن قدامة: إن الأحاديث التي استدل بها أصحاب القول الأول محمولة على سبيل التغليظ والتشبيه له بالكفار لا على الحقيقة، كقوله عليه الصلاة والسلام: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" ( )، وقوله عليه الصلاة والسلام : " من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما"( )، وقوله: " من قال مطرنا بنوء الكوكب فهو كافر بالله مؤمن بالكوكب"( )، وأشباه ذلك مما أريد به التشديد والوعيد( ).
الثاني : أن هذه الأحاديث الدالة على تكفير تارك الصلاة محمولة عند بعض العلماء على من تركها جحوداً لوجوبها وذلك كافر بإجماع الأمة كما سبق ،(1/1123)
قال ابن عبد البر : إنما يكفر بالصلاة من جحدها واستكبر عن أدائها قالوا وقد كان مؤمناً عند الجميع بيقين قبل تركه للصلاة ثم اختلفوا فيه إذا ترك الصلاة فلا يجب قتله إلا بيقين ولا يقين مع الاختلاف ، قال : وعن ابن عباس : قواعد الدين ثلاثة شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة وصوم رمضان ثم قال ابن عباس : تجده كثير المال ولا يزكي فلا يقال لذلك كافر ولا يحل دمه ، ومن حجته أيضاً حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيكون أمراء تعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال لا ما صلوا الخمس وفيه دليل على أنهم أن لم يصلوا الخمس قوتلوا ومن حجتهم أيضا قوله صلى الله عليه وسلم نهيت عن قتل المصلين وفي ذلك دليل على أن من لم يصل لم ينه عن قتله والله أعلم ، ألا ترى الى قوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه الذين شاوروه في قتل مالك بن الدخشم أليس يصلي قالوا بلى ولا صلاة له فنهاهم عن قتله لصلاته إذ قالوا له بلى أنه يصلي ولو قالوا انه لا يصلي ما نهاهم عن قتله والله أعلم ولم يحتج عليهم في المنع من قتله إلا بالشهادة والصلاة لأنه قال لهم أليس يشهد أن لا إله إلا الله قالوا بلى ولا شهادة له فقال أليس يصلي قالوا بلى ولا صلاة له قال أولئك الذين نهاني الله عن قتلهم وقد قال في غير ذلك الحديث نهيت عن قتل المصلين واعتلوا في دفع الآثار المروية في تكفير تارك الصلاة بأن قالوا معناها من ترك الصلاة جاحداً لها معانداً مستكبراً غير مقر بفرضها قالوا ويلزم من كفرهم بتلك الآثار وقبلها على ظاهرها فيهم أن يكفر القاتل والشاتم للمسلم وأن يكفر الزاني وشارب الخمر والسارق والمنتهب ومن رغب عن نسب أبيه فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وقال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب(1/1124)
الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن وقال لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم وقال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض الى آثار مثل هذه لا يخرج بها العلماء المؤمن من الإسلام وإن كان بفعل ذلك فاسقاً عندهم فغير نكير أن تكون الآثار في تارك الصلاة كذلك قالوا ومعنى قوله سباب المسلم فسوق وقتاله كفر أنه ليس بكفر يخرج عن الملة وكذلك كل ما ورد من تكفير من ذكرنا ممن يضرب بعضهم رقاب بعض ونحو ذلك وقد جاء عن ابن عباس وهو أحد الذين روى عنهم تكفير تارك الصلاة أنه قال في حكم الحاكم الجائر كفر دون كفر ، قال ابن عباس : ليس بالكفر الذي تذهبون إليه إنه ليس بكفر ينقل عن الملة ثم قرأ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون واحتجوا أيضاً بقول عبد الله بن عمر لا يبلغ المرء حقيقة الكفر حتى يدعو مثنى ، مثنى وقالوا يحتمل قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن يريد مستكمل الإيمان لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وكذلك السارق وشارب الخمر ومن ذكر معهم وعلى نحو ذلك تأولوا قول عمر بن الخطاب لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة قالوا أراد أنه لا كبير حظ له ولا حظاً كاملاً له في الإسلام ومثله قول ابن مسعود وما أشبهه وجعلوه كقوله لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد أي أنه ليس له صلاة كاملة ومثله الحديث ليس المسكين بالطواف عليكم يريد ليس هو المسكين حقا لأن هناك من هو أشد مسكنة منه وهو الذي لا يسأل ونحو هذا مما اعتلوا به وقد رأى مالك استتابة الاباضية والقدرية فإن تابوا وإلا قتلوا ذكر ذلك إسماعيل القاضي عن أبي ثابت عن ابن القاسم وقال قلت لأبي ثابت هذا رأى مالك في هؤلاء حسب قال بل في كل أهل البدع قال القاضي وإنما رأى مالك ذلك فيهم لإفسادهم في الأرض وهم أعظم إفساداً من المحاربين لأن إفساد الدين أعظم من(1/1125)
إفساد المال لا أنهم كفار قال أبو عمر : فهذا مالك يريق دماء هؤلاء وليسوا عنده كفاراً فكذلك تارك الصلاة عنده من هذا الباب قتله لا من جهة الكفر ومما يدل على أن تارك الصلاة ليس بكافر كفراً ينقل عن الإسلام إذا كان مؤمناً بها معتقداً لها حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلده فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره ناراً فلما أفاق قال علام جلدتموني قالوا إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره ، قال الطحاوي في هذا الحديث ما يدل على أن تارك الصلاة ليس بكافر لأن من صلى صلاة بغير طهور فلم يصل وقد أجيبت دعوته ولو كان كافراً ما أجيبت له دعوة لأن الله تبارك وتعالى يقول : وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ، ومما يدل على أن الكفر منه مالا ينقل عن الإسلام قوله صلى الله عليه وسلم يكفرن العشير ويكفرن الإحسان وكافر النعمة يسمى كافراً وأصل الكفر في اللغة الستر ومنه قيل لليل كافر لأنه يستر قال لبيد في ليلة كفر النجوم غمامها أي سترها وفي هذه المسألة قول ثالث قاله ابن شهاب رواه شعيب بن أبي حمزة عنه قال إذا ترك الرجل الصلاة فإن كان إنما تركها لأنه ابتدع ديناً غير الإسلام قتل وإن كان إنما هو فاسق فإنه يضرب ضرباً مبرحاً ويسجن حتى يرجع قال والذي يفطر في رمضان كذلك قال أبو جعفر الطحاوي وهو قولنا واليه يذهب جماعة من سلف الأمة من أهل الحجاز والعراق قال أبو عمر بهذا يقول داود بن علي وهو قول أبي حنيفة في تارك الصلاة أنه يسجن ويضرب ولا يقتل وابن شهاب القائل ما ذكرنا هو القائل أيضاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله كان ذلك في أول الإسلام ثم نزلت الفرائض بعد وقوله هذا يدل على أن الإيمان عنده قول وعمل والله أعلم وهو قول الطائفتين اللتين ذكرنا قولهم قبل قول ابن شهاب كلهم يقولون الإيمان(1/1126)
قول وعمل وقد اختلفوا في تارك الصلاة كما علمت واحتج من ذهب هذا المذهب أعني مذهب ابن شهاب في أنه يضرب ويسجد ولا يقتل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها قالوا وحقها الثلاث التي قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث كفر بعد إيمان أو زناً بعد إحصان أو قتل نفس بغير نفس قالوا والكافر جاحد وتارك الصلاة المقر بالإسلام ليس بجاحد ولا كافر وليس بمستكبر ولا معاند وإنما يكفر بالصلاة من جحدها واستكبر عن أدائها قالوا وقد كان مؤمنا عند الجميع بيقين قبل تركه للصلاة ثم اختلفوا فيه إذا ترك الصلاة فلا يجب قتله إلا بيقين ولا يقين مع الاختلاف فالواجب القول بأقل ما قيل في ذلك وهو الضرب والسجن وأما القتل ففيه اختلاف والحدود تدرأ بالشبهات واحتجوا أيضاً بقوله صلى الله عليه وسلم سيكون عليكم بعدي أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها فصلوا الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة قالوا وهذا يدل على أنهم غير كفار بتأخيرها حتى يخرج وقتها ولو كفروا بذلك ما أمرهم بالصلاة خلفهم بسبحة ولا غيرها قال أبو عمر هذا قول قد قال به جماعة من الأئمة ممن يقول الإيمان قول وعمل وقالت به المرجئة أيضاً ألا أن المرجئة تقول المؤمن المقر مستكمل الإيمان ( ).
الثالث : أن الشارع سمى تارك الصلاة كافراً وجعل الحائل بين الرجل وبين جواز إطلاق هذا الاسم عليه هو الصلاة .(1/1127)
قال الشوكاني : والحق أنه كافر يقتل أما كفره فلأن الأحاديث قد صحت أن الشارع سمى تارك الصلاة بذلك الاسم وجعل الحائل بين الرجل وبين جواز إطلاق هذا الاسم عليه هو الصلاة فتركها مقتض لجواز الإطلاق ولا يلزمنا شيء من المعارضات التي أوردها الأولون لأنا نقول لا يمنع أن يكون بعض أنواع الكفر غير مانع من المغفرة واستحقاق الشفاعة ككفر أهل القبلة ببعض الذنوب التي سماها الشارع كفراً فلا ملجئ إلى التأويلات التي وقع الناس في مضيقها وأما أنه يقتل فلأن حديث أمرت أن أقاتل الناس يقضي بوجوب القتل لاستلزام المقاتلة له وكذلك سائر الأدلة المذكورة في الباب الأول ولا أوضح من دلالتها على المطلوب وقد شرط الله في القرآن التخلية بالتوبة وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقال : فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم . فلا يخلى من لم يقم الصلاة وفي صحيح مسلم سيكون عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد بريء عنقه ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع فقالوا ألا نقاتلهم قال لا ما صلوا فجعل الصلاة هي المانعة من مقاتلة أمراء الجور وكذلك قوله لخالد في الحديث السابق لعله يصلي فجعل المانع من القتل نفس الصلاة وحديث لا يحل دم امرئ مسلم لا يعارض مفهومه المنطوقات الصحيحة الصريحة والمراد بقوله في حديث الباب بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة كما قال النووي أن الذي يمنع من كفره كونه لم يترك الصلاة فإن تركها لم يبق بينه وبين الكفر حائل ( ).(1/1128)
الرابع : قال النووي : لم يزل المسلمون يورثون تارك الصلاة ويورثون عنه ولو كان كافراً لم يغفر له ولم يرث ولم يورث وأما الجواب عما احتج به من كفره من حديث جابر وبريدة ورواية شقيق فهو أن كل ذلك محمول على أنه شارك الكافر في بعض أحكامه وهو وجوب القتل وهذا التأويل متعين للجمع بين نصوص الشرع وقواعده التي ذكرناها وأما قياسهم فمتروك بالنصوص التي ذكرناها والجواب عما احتج به أبو حنيفة أنه عام مخصوص بما ذكرناه وقياسهم لا يقبل مع النصوص ( ).
الخامس :قال ابن قدامة : لم ينقل أن أحداً من تاركي الصلاة ترك تغسيله وتكفينه ودفنه في مقابر المسلمين، ولا منع ورثته ميراثه، ولا منع ميراث مورثه، ولا فرق بين زوجين لترك الصلاة مع أحدهما مع كثرة تاركي الصلاة ، قال ابن قدامة: "إننا لا نعلم في عصر من الأعصار أحداً من تاركي الصلاة ترك تغسيله وتكفينه ودفنه في مقابر المسلمين، ولا منع ورثته ميراثه، ولا منع ميراث مورثه، ولا فرق بين زوجين لترك الصلاة مع أحدهما لكثرة تاركي الصلاة، ولو كان كافراً لثبتت هذه الأحكام كلها، ولا نعلم بين المسلمين خلافاً في أن تارك الصلاة يجب عليه قضاؤها، ولو كان مرتداً لم يجب عليه قضاء صلاة ولا صيام"( ).(1/1129)
وبهذا يتبيَّن لي رجحان ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني من أن تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً ومعترفاً بوجوبها يقتل حداً لا كفراً للأدلة التي استدلوا بها وهو الذي رجحه موفق الدين ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغني فقال : " إن الأحاديث التي استدل بها أصحاب القول الأول محمولة على سبيل التغليظ والتشبيه له بالكفار لا على الحقيقة، كقوله عليه الصلاة والسلام: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" ( )، وقوله عليه الصلاة والسلام : " من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما"( )، وقوله عليه الصلاة والسلام : " من قال مطرنا بنوء الكوكب فهو كافر بالله مؤمن بالكوكب"( )، وأشباه ذلك مما أريد به التشديد والوعيد وهو أصوب القولين " ( ).
وأما أقوال العلماء في حكم القضاء على من ترك الصلاة متعمداً
قال ابن قدامة : لا نعلم بين المسلمين خلافاً في أن تارك الصلاة يجب عليه قضاؤها ولو كان مرتداً لم يجب عليه قضاء صلاة ولا صيام ( ) .(1/1130)
قال ابن عبد البر : قال تعالى حاكياً عن إبراهيم نبيه عليه الصلاة والسلام أنه قال لابنه إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر الصافات 102 ونومه عليه السلام في سفره من باب قوله إني لأنسى أو أنسى لأسن فخرق نومه ذلك عادته عليه السلام ليسن لأمته ألا ترى إلى قوله في حديث العلاء بن خباب لو شاء الله لأيقظنا ولكنه أراد أن تكون سنة لمن بعدكم وذكر أبو بكر بن أبي شيبة عن عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبي زياد عن تميم بن أبي سلمة عن مسروق عن بن عباس قال ما يسرني أن لي الدنيا بما فيها بصلاة النبي عليه الصلاة والسلام الصبح بعد طلوع الشمس وكان مسروق يقول ذلك أيضاً قرأت على عبد الوارث أن قاسما حدثهم قال حدثنا أحمد بن زهير حدثنا بن الأصبهاني قال حدثنا عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبي زياد عن تميم عن أبي سلمة عن مسروق عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فعرسوا من الليل فلم يستيقظوا حتى طلعت الشمس قال فأمر فأذن ثم صلى ركعتين قال بن عباس فما يسرني بهما الدنيا وما فيها يعني الرخصة قال أبو عمر : وذلك عندي والله أعلم لأنه كان سبباً إلى أن علم أصحابه المبلغون عنه إلى سائر أمته أن مراد الله من عباده الصلاة وإن كانت مؤقتة أن من لم يصلها في وقتها فإنه يقضيها أبدا متى ما ذكرها ناسيا كان لها أو نائما عنها أو متعمدا لتركها ألا ترى أن حديث مالك في هذا الباب عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها والنسيان في لسان العرب يكون الترك عمدا ويكون ضد الذكر قال الله تعالى نسوا الله فنسيهم التوبة 67 أي تركوا طاعة الله تعالى والإيمان بما جاء به رسوله فتركهم الله من رحمته وهذا مما لا خلاف فيه ولا يجهله من له أقل علم بتأويل القرآن فإن قيل فلم خص النائم والناسي بالذكر في قوله في غير هذا الحديث من نام عن الصلاة أو نسيها(1/1131)
فليصلها إذا ذكرها قيل خص النائم والناسي ليرتفع التوهم والظن فيهما لرفع القلم في سقوط المأثم عنهما بالنوم والنسيان فأبان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سقوط الإثم عنهما غير مسقط لما لزمهما من فرض الصلاة وأنها واجبة عليهما عند الذكر لها يقضيها كل واحد منهما بعد خروج وقتها إذا ذكرها ولم يحتج إلى ذكر العامد معهما لأن العلة المتوهمة في الناسي والنائم ليست فيه ولا عذر له في ترك فرض قد وجب عليه من صلاته إذا كان ذاكراً له وسوى الله تعالى في حكمه على لسان نبيه بين حكم والصلاة الموقوتة والصيام الموقوت في شهر رمضان بأن كل واحد منهما يقضى بعد خروج وقته فنص على النائم والناسي في الصلاة لما وصفنا ونص على المريض والمسافر في الصوم وأجمعت الأمة ونقلت الكافة فيمن لم يصم رمضان عامدا وهو مؤمن بفرضه وإنما تركه أشراً وبطراً تعمد ذلك ثم تاب عنه أن عليه قضاءه فكذلك من ترك الصلاة عامداً فالعامد والناسي في القضاء للصلاة والصيام سواء وإن اختلفا في الإثم كالجاني على الأموال المتلف لها عامدا وناسيا إلا في الإثم وكان الحكم في هذا الشرع بخلاف رمي الجمار في الحج التي لا تقضى في غير وقتها لعامد ولا لناس فوجوب الدم فيها ينوب عنها وبخلاف الضحايا أيضا لأن الضحايا ليست بواجبة فرضا والصلاة والصيام كلاهما فرض واجب ودين ثابت يؤدى أبدا وإن خرج الوقت المؤجل لهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دين الله أحق أن يقضى وإذا كان النائم والناسي للصلاة وهما معذوران يقضيانها بعد خروج وقتها كان المتعمد لتركها المأثوم في فعله ذلك أولى بالا يسقط عنه فرض الصلاة وأن يحكم عليه بالإتيان بها لأن التوبة من عصيانه في تعمد تركها هي أداؤها وإقامة تركها مع الندم على ما سلف من تركه لها في وقتها وقد شذ بعض أهل الظاهر وأقدم على خلاف جمهور علماء المسلمين وسبيل المؤمنين فقال ليس على المتعمد لترك الصلاة في وقتها أن يأتي بها في غير وقتها(1/1132)
لأنه غير نائم ولا ناس وإنما قال رسول الله من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها قال والمتعمد غير الناسي والنائم قال وقياسه عليهما غير جائز عندنا كما أن من قتل الصيد ناسيا لا يجزئه عندنا فخالفه في المسألة جمهور العلماء وظن أنه يستتر في ذلك برواية جاءت عن بعض التابعين شذ فيها عن جماعة المسلمين وهو محجوج بهم مأمور باتباعهم فخالف هذا الظاهر عن طريق النظر والاعتبار وشذ عن جماعة علماء الأمصار ولم يأت فيما ذهب إليه من ذلك بدليل يصح في العقول ومن الدليل على أن الصلاة تصلي وتقضى بعد خروج وقتها كالصائم سواء وإن كان إجماع الأمة الذين أمر من شذ منهم بالرجوع إليهم وترك الخروج عن سبيلهم يغني عن الدليل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ومن أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ولم يخص متعمدا من ناس ونقلت الكافة عنه عليه الصلاة السلام أن من أدرك ركعة من صلاة العصر قبل الغروب صلى تمام صلاته بعد الغروب وذلك بعد خروج الوقت عند الجميع ولا فرق بين عمل صلاة العصر كلها لمن تعمد أو نسي أو فرط وبين عمل بعضها في نظر ولا اعتبار ودليل آخر وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل هو ولا أصحابه يوم الخندق صلاة الظهر والعصر حتى غربت الشمس لشغله بما نصبه المشركون له من الحرب ولم يكن يومئذ ناسياً ولا نائما ولا كانت بين المسلمين والمشركين يومئذ حرب قائمة ملتحمة وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر في الليل ( ) .(1/1133)
وإلى هنا انتهى ما أردت جمعه من مذاهب العلماء في حكم قتل تارك الصلاة جحوداً أو تكاسلاً بعد استتابته هل يقتل كفراً أم حداً ، وأقوال العلماء في قضاء الصلاة على من تركها متعمداً ، أسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به من قرأه إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
جمعه وكتبه أبو عبد الله محمد
بن محمد المصطفى
المدينة النبوية
مكتبة المسجد النبوي
قسم الإفتاء والإرشاد ، والبحث والترجمة .
15 / 1 / 1427 هـ
الحواشي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
( ) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه رقم ( 770 ) 1 / 534 ، وأبو داوود في كتاب الصلاة باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء رقم ( 767 ) 1 / 487 ، والنسائي في كتاب قيام الليل باب بأي شيء يستفتح صلاة الليل رقم ( 1624 ) 3 / 234ـ 235 ، والترمذي في كتاب الدعوات باب ما جاء في الدعاء عند استفتاح الصلاة بالليل رقم ( 342 ) 5 / 451 ـ 452 ، وابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل رقم ( 1357 ) 1 / 431 ـ 432 ، و أحمد رقم ( 25266 ) 6 / 156 ، وابن حبان رقم ( 2600 ) 6 / 335 ـ 336 ، وأبو عوانة 2 / 304 ـ 305 ، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم رقم ( 1760 ) 2 / 367 ، والبغوي في شرح السنة رقم ( 952 ) 4 / 70 ـ 71 ، والحاكم رقم ( 1760) 2 / 367 ، والبيهقي في السنن الكبرى رقم ( 4444 ) 3 / 5 .
( ) انظر : الاستذكار لابن عبد البر 2 / 28 .(1/1134)
( ) انظر : تفسير القرطبي 2/ 208.
( ) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ } (المائدة: من الآية67) رقم ( 7529 ) 4 / 412 .
( 4 ) انظر: المجموع للنووي 8 / 201 – 203.
( 5) انظر : سير أعلام النبلاء للذهبي 2 / 221 .
( ) أخرجه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة ، باب الصلوات الخمس كفارة رقم ( 505 ) 1 / 197، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات رقم ( 667 ) 1 / 462 ، والدارمي رقم ( 1183 ) 1 / 283 ، والنسائي في السنن الكبرى رقم ( 323 ) 1 / 143 ، وفي السنن الصغرى في كتاب الصلاة ، باب فضل الصلوات الخمس رقم ( 462 ) 1 / 230 ، والترمذي في كتاب الأمثال ، باب مقل الصلوات الخمس رقم ( 2868 ) 5 / 151 ، وابن حبان رقم ( 1726 ) 5 / 14 ، وأبو عوانة في المسند المستخرج رقم ( 1493 ) 2 / 262 ، والبيهقي في السنن الكبرى رقم ( 4751 ) 3 / 62 ، وفي معرفة السنن والآثار رقم ( 506 ) 1 / 394 ، وأخرجه أيضاً أحمد من حديث جابر رقم ( 14314 ) 3 / 305 .
( 2) أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات رقم ( 668 ) 1 / 462 ، وأحمد رقم ( 9501 ) 1 / 463 ، ورقم ( 14448 ) 3 / 317 ، ورقم ( 8911 ) 2 / 379 ، وأبو يعلى رقم ( 1941 ) 3 / 445 ، وأخرجه مالك في الموطإ من حديث سعد بن أبي وقاص رقم ( 420 ) 1 / 174 ،(1/1135)
( ) صحيح : أخرجه النسائي من حديث بريدة رضي الله عنه في كتاب الصلاة باب الحكم في تارك الصلاة رقم (463) 1/231-232، والترمذي في كتاب الإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة رقم (2618) 5/13، وابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة باب فيمن ترك الصلاة رقم (1079) 1/342، وأحمد 5/346، وابن أبي شيبة 11/34، وابن حبان رقم (1454) 4/305، والداقطني 2/52، والحاكم 1/6-7، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد لا نعرف له علة بوجه من الوجوه"، ووافقه الذهبي في تلخيصه، والبيهقي في السنن الكبرى 3/366، وصححه الألباني أيضاً في صحيح الترمذي رقم (2113) 1/329.
( ) الاستذكار لابن عبد البر 2 / 149 .
( ) المغني لابن قدامة 2 / 156 .
( ) نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للشوكاني 1 / 369
( ) الاستذكار لابن عبد البر 2 / 149 ، والمغني لابن قدامة 2/444، والمبدع لابن مفلح 1/305-307، والفروع 1/202، ومسائل الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله 1/191، والإنتصار للكلوذاني 2/603.
( ) انظر: المجموع 3/17-19، وروضة الطالبين 2/146.
( ) انظر: مواهب الجليل 1/420-421، والخرشي على خليل 1/227-228.
( ) الاستذكار لابن عبد البر 2 / 149 .
( ) المغني لابن قدامة 2 / 156 .
( ) انظر: مواهب الجليل 1/420-421، والخرشي على خليل 1/227-228.
( ) انظر: المجموع 3/17-19، وروضة الطالبين 2/146.
( ) انظر : المجموع للنووي 3 / 17.
( ) انظر: المغني لابن قدامة 2/444، والمبدع 1/305-307، والإنتصار 2/604، والإنصاف 1/404.
( ) التمهيد لابن عبد البر 4 / 234 – 242 .
( ) انظر: حاشية ابن عابدين 1/352-353، واللباب في الجمع بين السنة والكتاب 1/183، وأحكام القرآن للجصاص 3/81-83 ، والمجموع للنووي 3 / 17- 19.
( ) سورة المدثر آية (38-47).
( ) انظر: كتاب الصلاة وحكم تاركها لابن القيم ص 16.
( ) الغي: اسم واد في جهنم قاله ابن عباس وقيل: أنه نهر في جهنم قاله ابن مسعود وقيل: العذاب قاله مجاهد.(1/1136)
انظر: زاد المسير لابن الجوزي 5/182، وجامع الأحكام للقرطبي 11/125.
( ) سورة مريم الآية (59).
( ) كتاب الصلاة لابن القيم ص 18.
( ) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب بيان إطلاق الكفر على ترك الصلاة رقم (82) 1/88.
( ) أخرجه النسائي في كتاب الصلاة باب الحكم في تارك الصلاة رقم (463) 1/231-232، والترمذي في كتاب الإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة رقم (2618) 5/13، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة باب فيمن ترك الصلاة رقم (1079) 1/342، وأحمد 5/346، وابن أبي شيبة 11/34، وابن حبان رقم (1454) 4/305، والدارقطني 2/52، والحاكم 1/6-7، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد لا نعرف له علة بوجه من الوجوه"، ووافقه الذهبي في تلخيصه، والبيهقي في السنن الكبرى 3/366، وصححه الألباني أيضاً في صحيح الترمذي رقم (2113) 1/329.
( ) أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة رقم (2622) 5/14، والحاكم 1/7 وسكت عنه، وقال الذهبي: "إسناده صالح"، و أخرجه المرزوي في تعظيم قدر الصلاة رقم (948) 2/904-905، وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم (2114) 2/329.
( ) أخرجه مالك في الموطأ كتاب الطهارة باب العمل فيمن غلبه الدم من جرح أو رعاف 1/39-40، والدارقطني 2/52، والبيهقي في السنن الكبرى 1/357، والبغوي في شرح السنة رقم (330) 2/157، والآجري في الشريعة ص 134، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة رقم (923-924) 2/892-893، وصححه الألباني في إرواء الغليل رقم (209) 1/225-226.
( ) أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة رقم (936-937) 2/899، وحسن الألباني إسناده في الضعيفة 1/251.
( ) أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة رقم (939) 2/900.(1/1137)
( ) أخرجه أحمد 2/169، والدارمي 2/301-302، وابن حبان رقم (1467) 4/329، والطبراني في الأوسط مختصراً رقم (1788) 2/456، والطحاوي في مشكل الآثار رقم (3180) 8/207، والتبريزي في مشكاة المصابيح رقم (578) 1/183، والهيثمي في مجمع الزوائد 1/292 قال: "ورجال أحمد ثقات" ، واختلفت فيه أقوال الألباني رحمه الله : فضعفه في ضعيف الجامع رقم ( 2851 ) ، وفي ضعيف الترغيب رقم ( 312 ) ، وصححه في مشكاة المصابيح رقم ( 578 ) ، وحسنه في الثمر المستطاب ص 53 .
( ) الاستذكار لابن عبد البر 2 / 149 .
( ) الاستذكار لابن عبد البر 2 / 149 .
( ) الاستذكار لابن عبد البر 2 / 149 .
( ) أخرجه مالك في الموطأ كتاب صلاة الليل باب الأمر بالوتر 1/123، وأبو داود في كتاب الصلاة باب فيمن لم يوتر رقم (1420) 2/130،131، والنسائي في كتاب الصلاة باب المحافظة على الصلوات الخمس رقم (461) 1/230، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة باب فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها رقم (1401) 1/448-449، وابن حبان رقم (1732) 5/23-24، وقال ابن عبد البر: "هو حديث صحيح ثابت"، انظر التمهيد 23/288، وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم (1258) 1/266.
( ) الزرقاني على الموطأ 1/255.
( ) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب زيادة الإيمان ونقصانه رقم (44) 1/31، ومسلم في كتاب الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة رقم (193) 1/182.
( ) أخرجه البخاري في كتاب العلم باب الحرص على الحديث رقم (99) 1/52.
( ) أخرجه البخاري في كتاب اللباس باب الثياب البيض رقم (5827) 4/61، ومسلم في كتاب الإيمان باب من مات لا يشرك بالله شيئاً إلاَّ دخل الجنة رقم (94) 1/95.(1/1138)
( ) أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب قول الله تعالى: (النساء 171) { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ } الآية، حديث رقم (3435) 2/487، ومسلم في كتاب الإيمان باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً رقم (28) 1/57.
( ) أخرجه البخاري في كتاب الأدب باب ما ينهى من السباب واللعن (6044) 4/99، ومسلم في كتاب الإيمان باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"، (64) 1/81.
( ) أخرجه البخاري في كتاب الأدب ، باب من أكفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال
رقم ( 6103 – 6104 ) 4 / 110 ، ومسلم في كتاب الإيمان ، باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم يا كافر رقم ( 60 ) 1 / 79 ، ومالك في الموطإ في كتاب الكلام ، باب ما يكره من الكلام 2 / 984 ، وأحمد في المسند 2 / 113 .
( ) أخرجه البخاري في كتاب الأذان باب يستقبل الإمام الناس إذا سلَّم (846) 1/272، ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء (71) 1/83.
( ) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة (67) 1/82.
( ) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 8 / 212 ، وابن عبد البر في التمهيد 4 / 239 ، 23 / 299 ، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب رقم ( 3380 ) 3 / 132 وقال رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ ، وذكره السيوطي في شرح الصدور رقم ( 27 ) ص 165 ونسبه للبخاري وأبي الشيخ في كتاب التوبيخ ، قلت : ولعله يقصد البخاري في التاريخ أو في الأدب المفرد ، وذكره أيضاً الهيثمي في الزواجر 2 / 683 ، 745 ، 754 ، والحديث حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم ( 2234 ) .
( ) انظر: المغني لابن قدامة 2/447.
( ) انظر : التمهيد لابن عبد البر 4 / 239 ، 23 / 299 ، وشرح مشكل الآثار للطحاوي 8 / 212 .
( ) انظر: المغني لابن قدامة 2/446.
( ) انظر: المغني لابن قدامة 2/446.(1/1139)
( ) انظر: المغني لابن قدامة 2/446.
( ) سبق تخريجه .
( ) سبق تخريجه .
( ) سبق تخريجه .
( ) انظر: المغني لابن قدامة 2/447.
( ) انظر : التمهيد لابن عبد البر 4 / 234 – 242 ، والاستذكار لابن عبد البر 2 / 149 – 155 .
( ) نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للشوكاني 1 / 370 – 371 .
( ) المجموع للنووي 3 / 17- 19.
( ) انظر: المغني لابن قدامة 2/446.
( ) سبق تخريجه .
( ) سبق تخريجه .
( ) سبق تخريجه .
( ) انظر: المغني لابن قدامة 2/447.
( ) انظر: المغني لابن قدامة 2 / 158 .
( ) الاستذكار لابن عبد البر 1 / 76 – 78 .
---
(1/1140)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > يوم القدس العالمي .. على الانترنت ..
---
يوم القدس العالمي .. على الانترنت ..
---
hedaya
10-14-2005, 08:51 AM
http://www.al-multaqa.net/pu/al-quds.jpg
يا قدس.. جمالك يجذبني.. وتفضيلك يغريني.. خطوات مباركة علتك، وتسابيح صادقة ملؤ سماك.. وصلاة خاشعة تزين رحابك.
أجواء روحانية نستمد من ثناياها الصمود والصبر والإرادة.. تجلو من أرواحنا كل دماء استنزفت عبر الآهة والألم والتعذيب.. تدنو رويداً رويداً إلى الصميم.. وتعزف أخيراً لها لحن الحرية والنصر والتمكين.
لم تزل أرض القدس يحتويها الأنين!
تنزف باستمرار وتصرخ وتنادي كثيراً:
هبوا يا مسلمين.. هبوا يا أحباب الله.. تطلب النجاة من أياد لا ترحم.. تصرخ فزعاً على شبر من أرضها يتألم.. وتنزف دماً من خنجر صوّب إلى صدرها فمزقه.
لنحيي يوم القدس العالمى على الانترنت في 17 رمضان (يوم ذكرى بدر )
الموافق له الخميس 20-10-2005
بغرفة سرايا الدعوة - نطاق: الشرق الاوسط على البالتوك ..
Saraya Al-Da3wah q__I_II
بحضور لفيف من العلماء والشخصيات المعروفة ..
حضوركم .. دعم وعبادة ..
---
(1/1141)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (فكلا أخذنا بذنبه.. ) ثلاثة مجرمين وأربع عقوبات لهم كيف؟؟استفسار
---
(فكلا أخذنا بذنبه.. ) ثلاثة مجرمين وأربع عقوبات لهم كيف؟؟استفسار
---
ابو حنيفة
02-26-2005, 08:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على النبي الأمين ورحمة الله للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجميع وبعد
قال تعالى : وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ(39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا... الايه ).
في هذه الايات يبيّن الله عز وجل عناد ثلاثة مجرمين واستكبارهم في الأرض وتكذيبهم لنبي موسى عليه السلام بعد ماجاءهم بالحجج الواضحات والايات البينات ، وقد توعد الله من يخالف أمره بالوعيد الشديد في الدنيا والاخرة.وهذا ماحصل لمكذبي الأمم السابقة من الاهلاك بالريح كما في قوم عاد والصيحة لثمود وأهل مدين والخسف لقارون.....
ومن خلال السياق القراني للايات السابقة وذكر لثلاثة من الطغاة وهم : قارون وفرعون وهامان؟؟؟؟؟ جاءت الايات بعدها بأربع عقوبات وهي الريح والحاصب لـ(قوم عادوقوم لوط )والصيحة لـ(قوم ثمودواهل مدين)والاغراق لـ(قوم نوح وفرعون) والخسف لـ(قارون). مع أن الظالمين المستحقين للعقوبة ثلاثة فقط .؟؟؟؟؟
آمل أن يكون وضح الاشكال واللبس.....وأتمنى الافادة وبارك الله في الجميع
---
أحمد القصير
02-27-2005, 01:03 AM
تأمل السورة من أولها وسينحل الإشكال بإذن الله.
---
ابو حنيفة
02-28-2005, 04:20 PM(1/1142)
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ،،،، نعم تأملت السورة واتضح الاشكال بأن الله عز وجل قد ذكر قوم عاد وثمود وقوم شعيب وقوم لوط فيما سبق من الايات .
لكن الذي جعلني اطرح السؤال قوله ( فمنهم) فكنت أعتقد أنه يعود على الثلاثة (قارون ، وفرعون ، وهامان )......
بارك الله فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين.
---
(1/1143)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يوجد في المنتدى باحثين من منطقة مكة المكرمة
---
هل يوجد في المنتدى باحثين من منطقة مكة المكرمة
---
أيمن صالح شعبان
05-16-2005, 12:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
إخواني الأفاضل من المكيين الرجاء مساعدتي في الحصول على نسخة مصورة من كتاب (نثر المرجان في رسم القرآن) وهو كتاب مطبوعا، يوجد في مكتبة الحرم المكي . وأنا على استعداد لدفع كافة النفقات المطلوبة للتصوير والشحن فالرجاء التفضل بالمساهمة والرد
---
(1/1144)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ¨°؛© حتى تُتقبل أعمالنا ©؛°¨
---
¨°؛© حتى تُتقبل أعمالنا ©؛°¨
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
01-30-2005, 08:28 PM
<div align="center">حتى تُتقبل أعمالنا
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي </div>
اضغط هنا لتحميل المقال على ملف ورد (http://www.sahab.ws/3431/data/7ta_ttgbal_a3malna.zip)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد :
إن الباريَ سبحانه وتعالى بحكمته وعلمه خلق هذا الكون ، وأودعه من الموجودات الملائكة والإنسَ والجن ، والحيوانَ والنبات والجمادات ، وغيرها من الموجودات التي لا يعلمها إلا هو .
كلُّ ذلك لأجل أمرٍ واحد لا ثاني له ، ولأجل حقيقةٍ كبرى لا حقيقة وراءَها ، إنه لأجل أن تكون العبودية له وحده دون سواه ، ولأجل أن تعترف هذه الموجودات بربوبيته وتحقِّق ألوهيتَه ، وتُقرَّ بفقرها واحتياجها وخضوعها له جل شأنه .
ولهذا سأتحدث في هذا المقال ، عن معنى العبادة ، وما هي أنواع العبادة ؟ وما هي شروط صحة العبادة التي تقبل من العبد إذا أتى بها ؟
فأقول مستعيناً بالله سبحانه وتعالى :
العبادة : هي الخضوع والذل ، وسمي الدين عبادة ؛ لأن العبد يؤديها بخضوع لله ، وذل بين يديه ، ولهذا قيل للإسلام : عبادة ، والعبد : هو الذليل المنقاد لله، المعظم لحرماته ، وكلما كان العبد أكمل معرفة بالله وأكمل إيماناً به ، صار أكمل عبادة .
ولهذا كان الرسل عليهم الصلاة والسلام أكمل الناس عبادة ؛ لأنهم أكمل الناس معرفةً وعلماً بالله ، وتعظيماً له من غيرهم ، صلوات الله وسلامه عليهم .(1/1145)
ولهذا وصف الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أشرف مقاماته ، مثل مقام الإسراء والامتنان والتحدي ، فقال سبحانه : ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ)) ، وقال تعالى : ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ)) ، وقال تعالى : ((وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ)) إلى غير ذلك من الآيات .
وعرف شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ العبادة بقوله : «هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة » .
وبعد أن اتضح لنا معنى العبادة وهي الخضوع والذل لله سبحانه وتعالى ، لابد لنا من معرفة ما هي أنواع العبادة التي يحبها الله ويرضاه ، ومن أنواع العبادة ، مثل : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ، والدعاء ، والخوف ، والرجاء ، والتوكل ، والرغبة والرهبة والخشوع ، والخشية ، والإنابة ، والاستعانة ، والاستعاذة ، والاستغاثة ، والذبح ، والنذر ، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله سبحانه وتعالى بها كلها لله تعالى .
وتقوم العبادة على شرطين عظيمين ، ويشترط فيها حتى تقبل عند الله عز وجل ويؤجر عليها العبد أن يتوفر فيها هذين الشرطين : الأول : الإخلاص لله سبحانه وتعالى ، والثاني: موافقة العمل للشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يُعبد إلا به .
<div align="center">الشرط الأول
الإخلاص لله سبحانه وتعالى</div>(1/1146)
قال تعالى : ((وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء)) ، ومعنى الإخلاص هو: أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى ، قال تعالى : ((وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى)) ، وقال تعالى : ((إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُوراً)) ، وقال تعالى : ((مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ))، وقال تعالى : ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) .
وعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» ، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» .
فتأمل معي أيها القارئ الكريم هذه الآيات والأحاديث التي تحثنا على الإخلاص لله ، فالإخلاص مطلب عزيز ، لا يصل إليه إلا عباد الله الصالحين .(1/1147)
فأخلص النية لله تعالى ، وجعل حركاتك وسكناتك في السر والعلانية لله تعالى وحده ، واحرص على الخير ، عبادةً وذكراً ، وإحساناً وبراً ، قاصداً رب العالمين ، متواضعاً له ، شاكراً على نعمه الكثيره، خائفاً من التفريط والتقصير ، ولا تلتفت لوساس الشيطان ؛ لأنه يريد منك أن تنقطع ولا تستمر في طريقك إلى الله بوسوسته لك بأنك غير مخلصٍ لله .
ومما يعين على الإخلاص عدة أمور ، منها:
1- استحضار عظمة الله، وأن النفع كله بيده، فإن حياة الإنسان وصحته وهواءه وماءه وأرضه وسماءه بيد الله، وليس لأحد تصرف في صغير ولا كبير حتى يقصد بالعمل أو بشيء منه، قال الله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ)) [الأعراف:194]. وقال تعالى: ((ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)) [فاطر:13-14].
2- مجاهدة النفس على الإخلاص، فقد قال تعالى: ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) [العنكبوت:69].
3- العلم بخطر الرياء، فقد حذر الله منه بقوله: ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) [الزمر:65].(1/1148)
4- أن تستعين بدعاء الله سبحانه بأن يوفقك للإخلاص، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاءً نتخلص به من الرياء، فقد روى الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: «أيها الناس: اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل»، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه؟ وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله، قال: «قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه» . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله بقوله: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، ودعاء لا يسمع» رواه أحمد.
<div align="center">الشرط الثاني
إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم</div>
والشرط الثاني هو موافقة العمل للشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يُعبد إلا به وهو متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الشرائع . فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» .
قال ابن رجب رحمه الله : هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها ، كما أن حديث : «إنما الأعمال بالنيات» ميزان للأعمال في باطنها ، فكما أن كل عمل لا يُراد به وجه الله تعالى ، فليس لعامله فيه ثواب ، فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله ، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله ، فليس من الدين في شيء.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وهديه ولزومهما قال عليه الصلاة والسلام : «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ» وحذَّر من البدع فقال : «وإياكم ومحدثات الأمور فإن كلَّ بدعة ضلالة» .(1/1149)
والعبادة طريق موصل إلى الله ، فلا يمكن أن نسلك طريقاً يوصل إلى الله إلا إذا كان الله وضعه لنا ، أما إذا لم يضعه فلن يوصل إلى الله ، فلو تعبد شخص لله عبادة فإننا نمنعه حتى يقيم دليلاً على مشروعيته ، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» ، ولهذا نقول : أن الأصل في العبادات الحظر إلا ما قام الدليل على مشروعيتها .
وليعلم أنه لابد أن يقوم الدليل على كون العبادة مشروعة في كل ما يتعلق بها ، لابد أن تكون موافقةً للشرع في السبب ، والجنس ، والقدر ، والكيفية ، والزمان ، والمكان ، فهذه ستة شروط :
أولاً: السبب:
فمن شرع عبادة لسبب لم يجعله الشارع سبباً فإنها لا تقبل ؛ لأن الشرع لم يأذن بها ، مثل: أن يقول كل ما دخلت البيت لا أجلس حتى أصلي ركعتين ، فنقول : هذه بدعة ؛ لأنه لم يرد في الشرع أن دخول البيت سبب لصلاة ركعتين .
ثانياً: الجنس:
لو ضحى شخص بخيل تساوي قيمة الناقة عشر مرات ، فإنه لا يجوز ؛ لأن الأضحية من جنس المعين الخاص ، الأبل والبقر والغنم ، وليس من الخيل ، فلا يصح التضحيه بها .
ثالثاً: القدر:
لابد أن تكون العبادة موافقة للشرع في القدر ، القدر يعني الكمية ، فمن أتى بعبادة زائدة عن القدر الذي شرعه الله ورسوله ، فإما أن تبطل إذا كان لا يمكن فصلها عن بعضها البعض ، وإما أن ينهي عن ما زائد ولا تبطل .
مثال على العبادة التي لا يمكن فصلها عن بعضها البعض:
لو صلى الظهر خمساً قلنا لا تصح الصلاة إذا كان متعمداً لأنها خالفة الشرع في القدر، ولو ركع مرتين في صلاة الظهر، قلنا لا تصح، لأنه خالف الشرع في القدر، ولو سجد سجوداً واحداً قلنا لا تصح، لأنها خالفة الشرع في القدر.
مثال على العبادة التي يمكن فصلها عن بعضها البعض:
لو أن رجلاً رمى الجمرات بثماني حصيات، فالسبع حصيات صحيح، والثامنة، باطلة، لأنها زيادة عن القدر المشروع.
رابعاً: الكيفية:(1/1150)
أن تكون مطابقة للشرع في كيفيتها ؛ لأن الكيفية تدخل في صلب العبادة ، فإن خالف في الكيفية فلا تصح العبادة ، ولو أتى بأجزائها ، فلو سجد ثم ركع ، لم تصح صلاته ، ولو بدأ بغسل الرجلين قبل الوجه لم يصح غسل الرجلين ، ولو طاف على الكعبة ، وجعل الكعبة عن يمينه ، فإن طوافه لا يصح ؛ لأنه خالف الشرع في كيفية العبادة.
خامساً: الزمان:
فإن أتى بالعبادة في غير زمانها المحدد، فإن كان قبله، لم تصح بالاتفاق، وإن كان بعده بعذر صحت ، وإن كان بعده بغير عذر فقيل تصح مع الأثم ، وقيل لم تصح وهذا الصواب .
مثال ذلك : رجل صلى الظهر قبل زوال الشمس معتقداً أنها زالت ، ثم تبين أنها لم تزل ، فنقول: أنها لا تجزء ، ولكنها تصح نفلاً ، لأنه نوى العبادة على نيتين ، نية صلاة ، ونية الظهر، فصحت نية الصلاة ؛ لأن الصلاة تصح في كل وقت ، ولا تصح نية الظهر ؛ لأنها قبل دخول وقتها.
وإن صلى الظهر بعد خروج وقتها بعذر إما لنوم، أو نسيان، وما أشبه ذلك، فالصلاة صحيحة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها» ، وإن كان بغير عذر، كما لو تعمد أن يصلي بعد الوقت بحيث يكون عنده حصه ، أو درس أو عمل لا ينقضي إلا بعد الوقت ، وصمم على أنه لن يصلي إلا بعد الوقت ؛ فإن صلاته لا تصح على القول الصحيح لو صلى ألف مرة ، والقول الثاني: تصح مع الأثم ، والقول الصحيح : أنه لا تصح وأنها لا تقبل منه ، وأنه يعتبر مخلاً بأحد أركان الإسلام.
سادساً: المكان:
لابد أن تكون موافقة للشرع في مكانها، فلو اعتكف إنسان في بيته في رمضان في العشر الأخيرة ، فإنه لا يجزء ، لماذا؟ لأن مكان الاعتكاف المساجد ، قال تعالى: ((وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)).(1/1151)
ولو طاف بالبيت خارج المسجد الحرام ، لا يجزء ؛ لأنه لم يوافق الشرع في المكان ؛ لأن من شرط الطواف أن يكون في المسجد الحرام ، وحتى لو كان هناك ضيق ، فإنه لا يجزئه فلو فُرض أن ما حول المسجد الحرام ساحات ، ويمكنه الطوف وطاف منها فإنه لا يجزء ؛ لأنه خارج المسجد الحرام، فيكون مخالفاً للشرع في مكان العبادة.
فأهل الإخلاص والمتابعة ، أعمالهم كلها لله ، وأقوالهم لله ، وعطاؤهم لله ، ومنعهم لله ، وحبهم لله ، وبغضهم لله . فمعاملتهم ظاهراً وباطناً لوجه الله وحده . لا يريدون بذلك من الناس جزاء ولا شكوراً ، ولا ابتغاء الجاه عندهم ، ولا طلب المحمدة ، والمنزلة في قلوبهم ، ولا هرباً من ذمهم ، وكذلك أعمالهم كلها وعبادتهم موافقة لأمر الله ، ولما يحبه ويرضاه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
المراجع :
- بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
- الشريط رقم 3 الوجه الثاني من شرح المنظومة في أصول الفقه للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .
- خطبة الجمعة للشيخ سعود الشريم بعنوان : ((الإنسان بين العبودية والطغيان)) .
- الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
- سؤال رقم 21519 و 14258من موقع الإسلام سؤال جواب .
- سؤال رقم 42528 و 10396من موقع الشبكة الإسلامية .
---
أبومجاهدالعبيدي
01-31-2005, 08:05 PM
شكر الله لك أخي عبدالله على هذا المقال
وعندي سؤال استفسار وفقك الله ؛ هل الصحيح أن يقال : من أسماء الله الباري [ بالياء ] ؟ أم : البارئ بالهمزة ؟
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
02-01-2005, 04:45 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم على حسن القراءة والمشاركة .
وبالنسبة لاستفسارك أخي الكريم :
البَارِيْ : الخالق تخفيف البارىء؛ ويقال : ((إنها مشيئة الباري تعالى)) ، والله أعلم
---
(1/1152)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > التجديد في علم التفسير
---
التجديد في علم التفسير
---
القميحي
06-02-2003, 12:16 PM
طرح موضوع التجديد في التفسير في الآونة الأخيرة كتأسيس للطرح الجديد الذي أتى به رواد ما عرف فيما بعد بمدرسة التجديد في التفسير وعلى رأسها محمد عبده ورشيد رضا والمراغي ( مدرسة المنار) وصار هذا المصطلح مشجابا لكل قول جديد ليس له سلف.
وأرى أن هذا الممصطلح لابد من وضع مفهوم حدي منضبط له من قبل أهل العلم والاختصاص في التفسير
لئلا يختلط بمفاهيم أخرى تؤثر على الفهوم الأصيلة للقرآن وقواعد تفسيره.
فإذا كان التجديد مصطلحا مسلما به جاءت به السنة الصحيحة ( يبعث الله لهذه الأمة ........) فكيف تجريده تفسيريا؟
أطرح هذه الإشكالية لأني رأيت في كل من كتب ، أو أشار إلى قضية التجديد التفسيري كالدكتور محمد إبراهيم الشريف ، وأمين الخولي ، وزوجته بنت الشاطئ أرَّخوا للتجديد بدءاً من خروج المنار إلى النور.
والأخطر من هذا هو انصراف ذهن كثير من المفكرين بل وبعض الشرعيين حين يٌذكر مصطلح التجديد التفسيري إلى مدرسة المنار والأخطر من كل ما مضى هو ما لزم عن ذلك القول بأن التفسير قبل القرن الماضي كان جامداً لا يساير جديد الحياة وتطوراتها ، وقد تزعم هذا القول كما هو معروف الشيخ الذهبي ، وللأسف نسج على منواله كثير من الباحثين كالدكتور عدنان الزرزور وغيره ، وكأن التفسير كان في نفق مظلم ولم يخرج إلى النور إلا بفضل رجال مدرسة المنار.
ومعلوم عند كل ذي بصيرة ربانية أن وجه الجدة ( وليس التجديد) عند المناريين هو فقط الأبحاث الاستطرادية التي ضمنوها تفاسيرهم ، مع بعض الآراء الجديدة التي صارت فيما بعد سلفاً لكل من أرد أن يقول برأيه في القرآن.
إذاً السؤال - أيها الاخوة - هو ما التجديد التفسيري ؟ وما هو مفهومه وما هي ضوابطه؟(1/1153)
وهل القول بأن مدرسة المنار هي المجددة قولٌ مُسلَّم؟
د. عثمان عبد الرحيم القميحي
---
عبدالرحمن الشهري
06-02-2003, 01:30 PM
أخي الكريم الدكتور القميحي وفقه الله
موضوع (التجديد في علم التفسير) موضوع جدير بالعناية والتمعن ، وقد هممت من قبل أن أطرحه في الملتقى ، ثم آثرت التريث قليلاً حتى تكتمل الصورة ، وحتى لا نثقل على الأعضاء بكثرة الموضوعات المطروحة ، مما يؤدي إلى عدم أخذها حقها من النقاش والبحث.
أما وقد تكرمت بطرحه وفقك الله ، فأحب أن أشكرك أولاً على ذلك ، وأحب أن أسأل عن كتاب الدكتور محمد إبراهيم الشريف الذي تحدث فيه عن التجديد في التفسير. أما كتب الدكتور أمين الخولي وزوجته بنت الشاطئ رحمهما الله ، فهي معروفة.
وأرجو من الإخوة المشاركة في موضوع التجديد في التفسير مشاركة مركزة منصفة ، حيث إنه موضوع يستحق ذلك ، مع عدم إعطاء أي حكم مسبق عن التجديد ، والنظر إليه من زاوية واحدة ، فربما يحمل ذلك الكثير إلى الإعراض عن المناقشة من البداية. وليكن الطرح أولاً عبارة عن تأريخ لموضوع التجديد ، وتعريف به ، وتحديد لمعالمه. ثم بعد ذلك يمكن تصور بقية الفقرات.
وللدكتور مساعد الطيار حفظه الله المشرف على الملتقى نظرات متميزة في هذا الباب وفي غيره ، فلعله يشاركنا في هذا الموضوع ، والأمر مفتوح للنقاش حسب الأوقات المتاحة للأعضاء الكرام وفقهم الله.
---
القميحي
06-02-2003, 08:12 PM
الاخ الفاضل الشهري
اشاركك هذا الهم فإن قضية التجديد في علم التفسير من القضايا الفقيرة التي تحتاج إلى دراسات علمية رصينة وأقترح عليكم ان تكون موضوعا لحلقة نقاشية من حلقات منتداكم المبارك وهي بحاجة الى ان يدلي أهل الاختصاص فيها برأيهم ثم يخرج به إصدار علمي يضع الحد الادنى لمفهوم التجديد التفسيري .(1/1154)
كتاب الدكتور محمد إبراهيم الشريف كتاب مغمور وفيه فائدة وإن كان لا يخلو من نظر وملاحظات لكنه في الجملة كتاب جيد وهو بعنوان ( اتجاهات التجديد في مصر في العصر الحديث ) وقد لاحظت في الكتاب قوة العبارة وسهولتها وجزالة الألفاظ ودقتها
وحديث الرجل عن التجديد كان يشوبه العموم ويغلب عليه التأثر الشديد برجال مدرسة المنار شانه في ذلك شان كل معاصريه ولم اجد فيه قواعد استطيع الوقوف عليها او حتى الانطلاق منها فيما يخصص وضع ضوابط للتجديد التفسيري
المهم يا شيخنا الفاضل
ارى انه من الضروري - من وجهة نظري - ان نعمل في الفترة القادمة على تأصيل هذا المفهوم كمرحلة اولى ثم نقوم الجهود السابقة التي حاولت ان تضع ملامح لقضية التجديد التفسيري دون إفراط او تفريط ومن غير تحامل ولا مجاملة .
د. عثمان عبد الرحيم القميحي
---
عبدالرحمن الشهري
06-02-2003, 10:04 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم ، ونرجو بإذن الله أن يتاح لنا في هذا الملتقى النقاش حول الموضوع ببحوث جادة ، تتسم بالاستقراء الواسع ، والإنصاف لكل صاحب جهد مؤثر ، ورأي سديد ، وهذه دعوة للزملاء أعضاء الملتقى للنظر في هذا الموضوع مستقبلاً ، والوقوف عند الشخصيات ذات الرؤية والأثر التجديدي في هذا العلم.
---
جمال أبو حسان
04-10-2005, 08:40 AM
انتظروا كتاب مولانا العلامة فضل حسن عباس بعنوان اتجاهات التفسير في مصر وسوريا وقد كان رسالة دكتوراة قدمها للازهر عام 1972 وستطبع بعدة كتب تحت عناوين جديدة
وهي الان فرصة مناسبة لطلب التعجيل في الطباعة
---
عبدالرحمن الشهري
04-10-2005, 03:09 PM
بارك الله فيكم يا دكتور جمال وفي شيخكم . ولعلنا نرى هذا المؤلف إن شاء الله قريباً.
وفي بحثكم الذي أهديتموه للشبكة عن
التجديد في التفسير- مادة ومنهاجاً (http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=933)
إضافة جيدة لهذا الموضوع . وفقكم الله وأعانكم.
---(1/1155)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > برنامج للقراءات بالرسم العثماني - نسخة تجريبية
---
برنامج للقراءات بالرسم العثماني - نسخة تجريبية
---
أيمن صالح شعبان
03-18-2005, 03:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام أتوجه بالشكر لإدراة هذا المنتدى الرائد لسمحها لي بالمشاركة التي أرجو من الله تعالى أن تكون ميزان الحسنات يوم القيامة بمنّه سبحانه وفضله.
أبدء المشاركة ببشرى حصولي على تصريح وطبع لبرنامج لرسم المصحف الشريف بالخط العثماني بنفس أبعاد وشكل حرف الخطاط عثمان طه كاتب المصحف الموسوم بمصحف المدينة النبوية وسوف أوالي الكتابة في هذا الموضوع وشرح الفكرة وكيفية تطبيقها على الحاسوب .
وحاليا إخواني أريد جمع كافة المواد العلمية التي تفيد فرش القراءات للعمل على تطوير البرنامج بضغط زر واحد يستطيع المستخدم أن يختر قراءة من القراءات المتواتر وتعيين الراوي عن صاحب القراءة مثل : نافع __ عنه ورش: وفي أقل من برهة يجد المستخدم فروق الفرش على المصحف الشريف بمداد مخالف للون المداد الأصلي .. ارجو التفاعل معي والله من وراء القصد .
بريدي الإلكتروني: islamicitc@yahoo.com
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2005, 03:52 PM
مرحباً بكم أخي العزيز أيمن بن صالح في ملتقى أهل التفسير . ونحن سعداء بك وأمثالك من النابهين الساعين لخدمة القرآن الكريم ، ونشر علومه . والفكرة التي تنوي القيام بها فكرة رائدة وأسأل الله أن يوفقكم لإتمامها بإتقان .(1/1156)
لدي سؤال حول البرنامج : هل يمكن الاستفادة من برنامجكم في طباعة الآيات القرآنية في البحوث من خلال برنامج Microsoft Word بإصداراته المتعددة ؟ مثل برنامج مصحف النشر الذي أصدرته شركة العريس وهو يدرج الآيات على هيئة صور . كل كلمة صورة مستقلة وهو جيد ، غير أنه يستهلك جزءاً كبيراً من المساحة لكبر حجم الصورة .
---
أيمن صالح شعبان
03-18-2005, 04:06 PM
السلام عليكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن
نعم تستطيع الكتابة في برنامج Winword من خلال معالج خاص للبرنامج ولن يزيد حجم الملف الواحد لكل صفحة من القرآن الكريم عن 50 ك خلاف برنامج العريس .
والمقارنة بين برنامج العريس وبين ما مكني في ربي
هو :
حجم ملفات الوورد للقرآن كاملا بواسطة برنامج العريس : لا يقل عن 500 ميجا
حجم الملفات على برنامجي: 30 ميجا تقريبا
بالإضافة لوجود أخطأ في برنامج العريس : ومنها في سورة الفاتحة كتابة " ملك يوم الدين" مالك سقطت منها فتحة الميم . وعندي مراجعة سليمة سوف أضعها لإخواني إن شاء الله تعالى.
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2005, 04:19 PM
أسأل الله أن يوفقك وأن يسددك . ونحن في ملتقى أهل التفسير ننوي افتتاح قسم جديد باسم (ملتقى البرامج والتقنية) يختص بشرح البرامج المتخصصة في القرآن وعلومه والتفسير كبرنامجكم ، وبرنامج العريس ، وبرامج التراث وغيرها . شرحاً بالصور يتمكن المستخدم لها من الباحثين من الاستفادة القصوى منها ، والتنبه لما قد يقع فيها من ملاحظات وأخطاء برمجية . ولعلكم أخي العزيزتتكرمون بمساعدتنا في النهوض بهذا الملتقى إن شاء الله.
---
أيمن صالح شعبان
03-18-2005, 04:30 PM
بيان الأخطاء التي وقعت في برنامج العريس:
1 - فتحة الميم في كلمة مالك من سورة الفاتحة.(1/1157)
2 - كلمة "أذى" الواقعة في سورة البقرة : {يسئلونك عن المحيض قل هو أذى} التنوين وقع على حرف العلة وهو لحن في الرسم وقد وقع فيه الخطاط وأرشدني لهذا الموطن فضيلة شيخ عموم المقارئ المصرية الصواب وقوع التنوين على حرف الذال.
3 - في سورة الحج الآية 64 :" له ما في" سقطت شدة اللام .
4 - في سورة النور الآية 35: "نور على نور" التنوين مركب ويجب أن يكون متوازي.
5 - في سورة النمل الآية 93 : همزة الوصل بعيدة جدا عن لام التعريف في قوله تعالى { وقل ا لحمد} هكذا . وهو خطأ
6 - في سورة ص الآية 24: "وأناب" سقطت فتحة الباء.
7 - في سورة الشورى الآية 45: كلمة "خفيٍ" التنوين مرسوم كسرة .
8 - بالإضافة إلى بعض المواطن في بدء البسملة بشدة فوق الباء لكون الآية التي انتهت في السورة السابقة منتهية بحرف الباء فيشدد حرف الباء من البسملة في السورة التالية .
---
أيمن صالح شعبان
03-18-2005, 04:34 PM
أرجو أن يكون لي الشرف في التعاون معكم في هذا الجانب سيما وعندي آثرة من علم وبيان بالأخطاء التي وقعت في البرامج الآخرى والله تعالى من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
---
خالد الشبل
03-18-2005, 04:35 PM
جزاك الله خيرًا أخي المبارك أيمن ، وشكر الله لك بصنيعك في هذا البرنامج ، وبانتظاره وشرحه .
وفقك الله لكل خير.
تقبل ودادي .
---
أيمن صالح شعبان
03-18-2005, 04:37 PM
مرحبا أخي المفضال خالد الشبل وفقنا الله وإياكم
---
أيمن صالح شعبان
03-19-2005, 12:48 AM
تصريح الأزهر للبرنامج : لرواية حفص عن عاصم
---
أيمن صالح شعبان
03-19-2005, 01:02 AM
صورة البرنامج
---
أيمن صالح شعبان
03-19-2005, 01:05 AM
يمكنك البرنامج من اختيار لون مداد الكلمات والفرش
---
أيمن صالح شعبان
03-19-2005, 01:09 AM
يمكن البرنامج المستخدم من التكبير وعرض نص القرآن بالبعاد المراد
---
أيمن صالح شعبان
03-19-2005, 01:17 AM(1/1158)
يمكنك البرنامج من كتابة الصفحة الواحدة بفرش الراوي ال>ي تريده خلال 3 ثوان
---
أيمن صالح شعبان
03-19-2005, 01:25 AM
وتفضلوا
---
أيمن صالح شعبان
03-19-2005, 01:38 AM
قراءة أخرى
---
أحمد القصير
03-21-2005, 01:44 AM
مجهود كبير وعمل رائع بارك الله فيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك ولا زلنا ننتظر تنزيل البرنامج
---
أيمن صالح شعبان
03-21-2005, 12:38 PM
السلام عليكم الأستاذ أحمد القصير
إن شاء الله قريبا سوف أضع نموذجا في هذا الموضوع ... حيث يتطلب الأمر تخفيف المرفقات وتأمينها للعمل بالشكل المناسب والله الموفق سبحانه وتعالى .. الرجاء الدعاء لي ولوالدي
---
أحمد القصير
03-21-2005, 01:58 PM
بارك الله فيك أخي أيمن وغفر لك ولوالديك وكثر من أمثالك ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
أخي:
هل البرنامج موجود على أسطوانة ليزر ( Cd ) وهل نستطيع الحصول عليه وهل سيكون في الأسواق؟
---
أيمن صالح شعبان
03-21-2005, 08:18 PM
الأستاذ الفاضل أحمد القصير.
أبحث حاليا عن جهة لتبني (إن صح اللفظ) هذا المشروع سيما وقد انتهت من رواية حفص عن عاصم وحصلت على تصريح بالطبع والمداولة نشرت صورته أما بخصوص القراءات فالموجود النموذج وسوف أضعه إن شاء الله تعالى، وينقصني حتى إتمام العمل وانتهائه الجهة التي تسطيع مرافقتي لإنتهائه .
تعلم أستاذي ضخمة هذا العمل وتكليفه على فرد مثلي فأنا والحمد لله فردًا وتعلم أستاذي أيضا عدم الجدوى التجارية عند الشركات التجارية في دعم مثل هذه الأعمال أو ما يسمونه (المنتجات التجارية) فإن لله وإنا إليه راجعون ... لكن رؤية رأيتها دفعتنا لإتمام هذا العمل فالحمد لله أعمل في هذا المشروع بكل طاقتي ، وستكون هناك بشرى عما قريبا بإذن الله إن كنت أحسن عملا فإن الله لن يضيعه بمنه وفضله سبحانه وتعالى.
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2005, 03:36 PM(1/1159)
بعث إلي مشكوراً المهندس أيمن صالح شعبان وفقه الله نسخة تجريبية للبرنامج ، وقد جربتها وهي لا تزال في بدايتها ، فألفيتها كما ذكر . وقد قمت بتحميلها على السيرفر عندنا ، حسب رغبته ليطلع عليها الجميع . ويمكن الاطلاع عليها بتنزيلها من هذا الرابط .
برنامج للقراءات بخط عثمان طه (http://www.tafsirnet.com/Quraan.zip)
الحجم 5 ميقا تقريباً
متطلبات التشغيل أي نظام win98 Or winxp
1 - تنصيب البرنامج
2 - إعادة تشغيل الجهاز بعد التنصيب
3 - لا بد ومن وجود طابعة مثبتة على الجهاز فإن لم تكن هناك طابعة من الممكن تثبيت طابعة افتراضية كأنك تختار أي طابعة (افترضية حتى لو تكن متصلة وذلك حتى يستشعر البرنامج بوجود طابعة على الجهاز ليعمل.
4 - في حالة عدم شعور البرنامج بالخطوط قم بفتح مجلد الخطوط واضغط على خط: 193 وخط A وخط Qr وخط nemQ ثم اغلق مشاهدة الخطوط وأعد تشغيل البرنامج .
---
أيمن صالح شعبان
03-26-2005, 11:19 PM
فضيلة الدكتور عبد الرحمن جزاك الله خيرا عني وعن باقي الاعضاء .
---
أحمد القصير
03-28-2005, 01:56 PM
بارك الله فيك أخي أيمن والبرنامج بحق رائع وجميل ونأمل أن نرى عن قريب البرنامج كاملاً إن شاء الله تعالى.
---
أيمن صالح شعبان
03-30-2005, 12:50 AM
جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة أستاذنا أحمد، والله ولي التوفيق
---
فهد الناصر
04-04-2005, 02:15 AM
فكرة رائعة حقاً ، تمنياتي لكم يا أستاذ أيمن بالتوفيق ، والعون والسداد . الله يكتب لك الأجر على هذا الجهد الفريد ، وأرجو أن لا تتوقف أبداً حتى تنفذه كاملاً ولدي اقتراح :
لو تقتصر على كونه للنشر فقط والطباعة ، بمعنى ترك الخدمات المرافقة مثل التفاسير وأسباب النزول ونحوها . بحيث تركز جهدك على فكرة إمكانية استخدامه في الطباعة للقراءات جميعاً بالرسم العثماني الرائع كما في البرنامج الآن. أتمنى لك التوفيق ، وأرجو أن لا تتأخر فتذهب الفكرة هنا أو هناك.
---(1/1160)
أيمن صالح شعبان
04-07-2005, 02:34 PM
السلام عليكم جزاك الله خيرا فضيلة الأستاذ فهد وتوجيهك محل عناية وإن شاء الله قريبا أنشر خبرا سارًا بإذن الله تعالى
---
الحميري
04-23-2005, 10:34 AM
كيف نستطيع الحصول على نسخة من البرنامج
---
الحميري
04-23-2005, 10:43 AM
عفوا لم أكن قرأت الصفحة حين كتبت الاستفسار السابق!
---
أيمن صالح شعبان
04-23-2005, 06:48 PM
إن شاء الله تعالى قريبا سأضع البرنامج كاملا بالرسم والصوت بآداء فضيلة الدكتور أحمد عيسى المعصراوي شيخ الإقراء بمصر .. فالرجاء الدعاء بالتوفيق
---
الحميري
04-25-2005, 09:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبح وأجمعين، وبعد:
أخي الفاضل الأستاذ/ أيمن صالح شعبان،
جزاك الله خيرا على جهدك المبذول، وقد اطعلت على النموذج من سورة التوبة أربع آيات، فوجدته رائعا لو سار على مقتضى القواعد العلمية الخاصة بالرسم والعد.
وعندي قضيتين أريد أن تنتبه لهما غاية الانتباه لأهميتهما:
الأولى: الرسم العثماني،
فإنك إذا كتبت مصحفا على رواية معينة، ليس المطلوب فقط أن تنتبه لعلامات الضبط، بل الواجب أن تنتبه لرسم الكلمة.
والسؤال هو: هل الكلمات القرآنية مرسومة على وجه واحد لا يختلف؟
الجواب: لا ، فإن المصاحف المرسلة إلى الأمصار كانت تحتوي في كتابة كلماتها على اختلاف فيما بينها، أثبته علماء الرسم في كتبهم، فيما ذكروه من ذلك.
فمن أراد أن يكتب مصحفا برواية معينة فعليه أن يتتبع كتب الرسم ليعرف الأوجه التي تكتب بها الكلمة حتى يكتبها على أقرب وجه لقراءة هذا الراوي.(1/1161)
ولا يلزم موافقة الراوي في قراءته أن يوافق مصحف بلده، وأكبر دليل على ذلك الموجود في (مصحف المدينة النبوية) فقد اجتمع له من أفاضل العلماء الأعلام، ففعلوا ذلك؛ بحيث أنهم كانوا إذا وردت الرواية في كتب الرسم بأن كلمة ما كتبت على وجهين، كتبوه على ما يوافق رواية الراوي الذي يكتب المصحف له، حتى لو خالف مصحف بلده، فقوله سبحانه وتعالى في سورة يس: (وما عملته أيديهم) كتب في مصاحف الكوفة، بغير هاء، هكذا (ما عملت أيديهم)، وحفص من أهل الكوفة، فلم يرسم له على ما في مصحف بلده، لأن قراءته توافق المصاحف الأخرى فكتب له على الأقرب لقراءتة دون النظر لمصحف مصره.
فالواجب لمن أراد أن يكتب مصحفا على رواية معينة، أن ينظر في كتب الرسم كثيرا، حتى يستطيع أن يخرج بعمل مرضي، وهذا يحتاج إلى جهد وفيه مشقة، ولكن هكذا يكون العمل مرضيا.
ولما كنت أحس بأن كتب الرسم ليست على منهج واحد، فمثلا الإمام الداني جعل كتابه المقنع على فصول حشد فيها روايات، فلو أراد الإنسان البحث عن كلمة معينة لأعياه ذلك.
وأيضا الإمام أبو داوود في مختصر التبيين، بالرغم من أنه رتب كتابه على ترتيب سور المصحف، فإننا كثيرا ما نلحظ أنه يتكلم عن بعض الكلمات في الموطن الثاني، وقد يكون غيره.
وفي بعض الأحيان وخاصة في بداية الكتاب يذكر كلمات ليس هذا محلها وإنما ذكرها لتشابه كلمات أخرى.
وكتب الرسم على ذلك فكرت قديما في عمل معجم للرسم العثماني على نسق المعاجم اللغوية، بحيث أن من يريد البحث عن كلمة معينة كيف رسمت، عليه أن يعيدها لجذرها ثم يبحثها داخل الجذر مرتبة أبجديا.
ومن فضل الله ومنته عليّ، بأني قد أنهيت كتاب أبي داوود كاملا حيث حولت كل كلماته إلى معجم، وأنا الآن أضيف كتاب الداني، وأفعل غيره إن شاء الله.
المهم أن كتابة المصحف على رواية ليس بالسهولة الذي يظنها الإنسان أبدا.(1/1162)
فأرجو من أخي الكريم أن ينتبه لهذا الأمر لأن اتباع مرسوم المصاحف واجب، على الراجح من أقوال العلماء وعليه الأكثر، وحكى الداني الإجماع على ذلك في المقنع.
الثانية قضية عد الآي:
وهذه أيضا مهمة لمن أراد أن يكتب مصحفا على رواية معينة، فإن يجب أن يجعل رؤوس الآي على ما يوافق الرواية عن بلد ذاك الراوي.
لأنه يتعلق بمعرفة رؤوس الآي اختلاف في الإمالة، في السور الإحدى عشر، على قول الشاطبي: (ومما أمالاه أواخر أي ما...) ثم ذكر السور.
وكتب عد الآي توضح كيفية أعداد السور لكل بلد.
فوجب لمن أراد هذا العمل أولا أن يعرف البلد الذي ينتمي إليه الراوي، الذي يكتب المصحف بروايته، فإذا علم بلده، أخذ العد المنسوب لأهل ذلك البلد.
كما فعل في (مصحف المدينة النبوية)فإنهم -جزاهم الله خير الجزاء- حين طبعوا مصحفا برواية ورش التزموا أن يكتبوه على عد: المدني الثاني، وهذا هو الصحيح، بالرغم أنهم في سورة الملك تركوا رواية العد، لرواية أحاديث، مع أنه لا تناقض بينهما، وليس هذا محل هذا القول.
وبالنسبة لموضوع عد الآي فأنا على استعداد أن أتولاه كاملا لجميع الرواة العشرين، في المصحف كاملا، إن طلب مني ذلك، وعنوان المراسلة هو: (balhemyari@hotmail.com)
وأما موضوع الرسم فكما قلت يحتاج إلى جهد ووقت، ولعل المعجم الذي أقوم به يخفف قليلا من مثل هذا العناء.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
أيمن صالح شعبان
04-25-2005, 02:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل جزاك الله خيرا لهذه التنبيهات الهامة والتي هي حاليا محط العناية فقد كانت تدور في ذهني وأحاول على وضع قاعدة للبيانات لها، وصنعت منها نموذجا ودفعته لفضيلة الدكتور المعصراوي حفظه الله فأوجد فيها إعواذ وحدد موعدًا لمناقشتي فيها .(1/1163)
فإن تكرمت كيف الحصول على معجم الرسم الذي تصيغه، وكيف نتعاون في مسألة العد .
في انتظر رسالة خاصة بالرد وتقبل وافر احترامي وتقديري.
---
الحميري
04-25-2005, 11:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعجم أنا لا أزال أعمل فيه، أنهيت إدخال كتاب مختصر التنزيل فقط، وأنا الآن أعمل على إضافة كتاب المقنع لأبي عمرو الداني، وعلى كل هو مكتوب عندي في (الوورد)،
إن كنت ترغب في الحصول على نسخة منه، فأرسل بريدك الاكتروني، وسوف أحاول أن أرسل لك نسخة منه، وعذرا إن وجدت فيه أخطاء في الطباعة فأنا أكتبه.
وأرجو مع ذلك أن تمهلني بعض الوقت لكثرة الشواغل.
وجزاك الله خيرا.
---
أيمن صالح شعبان
04-26-2005, 02:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله إخي الفاضل الرجاء إرسال كتاب مختصر التنزيل على بريدي
islamicitc@yahoo.com
وحاليا أعمل في عد الآي وسوف أوافيك بنسخة منه فور أنتهائه إن شاء الله تعالى
---
طويلب علم
05-02-2005, 07:40 PM
اخي الحبيب برنامج اكثر من رائع بس الخطوط ماطلعت عندي
ماذا اعمل جزيتم خيراً ...
---
أيمن صالح شعبان
05-04-2005, 12:19 PM
أخي الفاضل شكرا لكلماتك الطيبة ..
بخصوص الخطوط قد يكون هناك مشكلة في تسجيل الخطوط في الرجستر ... سجلها من خلال فتح مجلد الخطوط ثم اتجه إلى
File
install New font
ثم اختار المسار الموجودة داخله خطوط البرنامج ...
---
Mohmmad
06-17-2005, 05:31 PM
أخي الكريم ايمن ...
أعتقد أن حاجة كثير من رواد هذا الملتقى لهذا البرنامج تكمن في جانب النشر المكتبي والطباعة ... لذا آمل منك أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائك رواد الملتقى: التكرم بتزويدنا بنسخة من البرنامج (الجزء المختص بالنشر والطباعة) نظرا لحاجتنا الماسة لها في مجال طباعة الرسائل الجامعية، خاصة وأنها متضمنة لخط عثمان طه الذي فاق بقية الخطاطين في جمال خطه وروعته
أما بقية وظائف البرنامج فيمكنك العمل عليها على مهل ...
---(1/1164)
أيمن صالح شعبان
06-20-2005, 06:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استجابة لأخي الكريم سأضع أدوات للنشر المكتبي خاصة بالرسم العثماني يمكنك بها كتابة الرسم العثماني وتحويل الإملائي إلى عثماني بدون مجهودا بل ويمكنك البحث إملائيا وذلك من خلال استغلال إمكانيات برنامج Winword وإضافة الرسم إليه ... بيد أن المشروع في طور التطوير وقد نجحت فيه وإن شاء الله سينفذ بشكل : مصحف ويب للرسم العثماني في المنتديات الإسلامية أولا ثم أتبعه بأدوات النشر ... أرجو الدعاء بالتوفيق.
---
Mohmmad
06-21-2005, 12:27 AM
نسأل الله لك التوفيق والسداد ...
الذي قصدته أن البرنامج الذي قمت بوضع نسخة تجريبية منه مسبقا ..رائع ... بل أكثر من رائع ..
المقصود بارك الله فيك حاجتنا لهذا البرنامج عاجلة وذلك لاستخدامه في طباعة الرسائل ...
البرنامج الحالي والذي يستخدمه غالب الإخوان هو برنامج حرف ...
ولايخفاك أن خطه لايقارن بخط عثمان طه ....المدرج في برنامجك ...
هذا ما قصدته ...آمل ألا أكون قد أثقلت عليك ...
---
أيمن صالح شعبان
06-22-2005, 08:43 PM
أخي الفاضل أعمل حاليا في برنامج مصحف ويب وسوف ألحقه ببرنامج Winword وأضع البرنامج مجانا لكل المسلمين، وهذا البرنامج يتيح لك تضمين الوثائق الآيات والشواهد بخط قريب الشبه جدا بخط عثمان طه ويتيح لك استخدام البحث الإملائي بالإضافة لتقليل حجم الملفات جدا فيمكن كتابة القرآن كاملا بالرسم العثماني في مساحة تبلغ 6 ميجا ، وبعد ضغطها تصل لمساحة 700 K وهذه البيانات من واقع التجارب الناجحة فساهم معنا في الانتهاء من برنامج مصحف ويب ............... بخصوص برنامج عثمان طه فأنا حاليا لم أوفر حماية جيدة للخطوط بالإضافة لانشغالي الأساسي في وضع برنامج مصحف ويب وقاعدة بيانات برنامج القراءات فأرجو المعذرة وأكرر دعوتك للتعاون في برنامج مصحف ويب ..
---
Mohmmad
06-22-2005, 09:46 PM(1/1165)
كم وددت لو أنك ركزت جهدك على إخراج برنامج عثمان طه ... نظرا لأهميته للمختصين في هذا المجال .... ومن ثم تعمل على مصحف ويب ...
لكن ..انت وما ترى ....
وفقنا الله وإياك ..
---
أيمن صالح شعبان
06-23-2005, 01:46 AM
الأخ الحبيب محمد إن كان الأمر ضروري جدا بالنسبة للرسم العثماني بخط عثمان طه فيمكن أن أرسل أدوات برمجية للعمل من خلال الوورد لكنها بشكل كائن صوري في حدود 600 ميجا قريبا .. يمكن من خلالها وضع الرسم بخط عثمان طه وسوف أزودك بأكواد داخل برنامج Winword تستطيع من خلالها فصل الصور إن أردت طباعة النص دون الصور (مثل طباعة الآيات القرآنية باللون الأحمر فقط) ويمكنك تعديل حجم بنط الكائن مثلا لو أردت تصغير حجم الصور أو تكبيرها تستطيع ذلك من خلال ضغط زر واحد دون إجهاد على الجهاز ... كما يمكن لك تنزيل آيات أو صفحات خلال أقل من دقيقة .... لو أردت هذا اتصل بفضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري وقل له باستعدادك بالإنفاق في مشروع مصحف ويب .
---
أيمن صالح شعبان
07-28-2005, 03:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم الانتهاء ولله الحمد والمنة من حصر كافة العمليات البرمجية للخروج بكافة القراءات القرآنية رسما عن طريق البرمجة وجاري تنفيذها بحمد لله ومنته .
---
طويلب
09-13-2005, 10:26 AM
بارك الله فيك أخي أيمن وغفر لوالديك ونأمل أن نرى عن قريب البرنامج كاملاً إن شاء الله تعالى .
---
سارة
09-14-2005, 11:11 PM
جزاك الله خيرا
جهد مبارك باذن الله
ننتظره على أحر من الجمر
---
أبو يعقوب
11-18-2005, 02:29 PM
بانتظارك
---
الميموني
01-17-2006, 03:16 AM
جهد كبير ينبغي أن يدعم و يشجع لك دعاؤنا جزاك الله خيرا
---
عماد الدين
01-20-2006, 09:05 PM
أسأل الله أن يبارك في جهودك
وأن يجعل ما تقوم به من خدمة لكتاب الله العزيز في ميزان حسناتك يوم القيامة
والله يوفقك
---
احمد اليماني
03-04-2006, 10:31 AM
جزاك الله خيرا(1/1166)
---
الفقير إلى الله
03-04-2006, 02:18 PM
وفقنا الله وأياك لما يحبه ويرضا ونفع الله بك الإسلام والمسلمين
وكم نتمنا والله من شباب المسلمين أن يقدموا لأخوانهم المسلمين مثل هذه الأعمال حيث فيها الخير العظيم
---
نورة
10-26-2006, 06:18 AM
جهد مبارك , ومشروع رائع
يسر الله أمرك, وبارك بوقتك , ونفع بك
---
(1/1167)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفة مع المحبة في ضوء القرآن الكريم.
---
وقفة مع المحبة في ضوء القرآن الكريم.
---
عوض احمد الشهري
06-27-2003, 08:00 PM
الحمد لله الذي جعل طاعته والخضوع له على صدق محبته دليلاً،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه فصلى الله وملائكته وأنبياؤه ورسله وجميع عباده المؤمنين عليه صلاة تبلغ السماء وسلم تسليماً كريماً وبعد:
اعلم رحمك الله بأن الغاية القصوى والذروة العليا والمطلب الأسنى والمقصود الأعظم أن يحظى العبد بمحبة الله له ومن أحبه الله هانت عليه المشاق وانقلبت عليه المخاوف في حقه أماناً وانقشعت عنه سحائب الظلمات وانكشفت عن قلبه الهموم والغموم والأحزان وعَمُرَ قلبه بالسرور والأفراح وأقبلت إليه وفود التهاني والبشائر من كل جانب.(تحفة الذاكرين-الجواب الكافي-طريق الهجرتين،لابن القيم-رحمه الله- بتصرف يسير.)
إن الآيات القرآنبة التي جاءت دالة على المحبة ،بينت محبة الله لعباده تفضلاً وكرماً، ودلت على وجوب محبة العباد لربهم تقرباً وطاعة، وجوب محبة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وجوب محبة المؤمنين بعضهم لبعض والآيات في هذا الموضوع كثيرة جداً ولكن بتقسيها تقسيماً موضوعياً نستطيع معرفتها بشكل أوضح وذلك كالتالي:-
* الآيات الدالة على محبة الله -سبحانه –ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
(وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) البقرة/195
(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة/222
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) آل عمران/31
(إن الله يحب المقسطين) الممتحنة/ 8
*الآيات الدالة على محبة العباد لربهم ولرسوله – صلى الله عليه وسلم- ومنها:
(والذين آمنوا أشد حباً لله) البقرة/165
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) آل عمران/31(1/1168)
(فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه…) المائدة/54
*الآيات الدالة على المحبة عند العباد عموماً سواء كانت لأعمال صالحة أو غير ذلك ومنها:
(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين…) آل عمران/14
(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) آل عمران/92
(وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب) الصف/13
والآن أحبتي الكرام نقف مع بعض هذه الآيات وقفات تفسيرية وتربوية نستجلي منها الفوائد والعبر من خلال كلام المفسرين وأهل العلم.
يقول الله تعالى:( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) آل عمران/31
يقول ابن كثير -رحمه الله – "هذه الآية الكريمة حاكمةٌ على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي وقال الحسن البصري وغيره من السلف :زعم أقوام أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية"(ابن كثير366/1)
ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - :"يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- هي اتباعه –صلى الله عليه وسلم- فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر؛إذ لوكان محباً له لأطاعه ومن المعلوم عند العامة أن المحبة تستجلب الطاعة ومنه قول الشاعر:
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع" (أضواء البيان217/1).
وقول تعالى :(ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) المائدة/54
يقول الشوكاني-رحمه الله -: "ثم وصف سبحانه هؤلاء القوم بهذه الأوصاف العظيمة المشتملة على غاية المدح ونهاية الثناءمن كونهم يحبون الله وهو يحبهم ومن كونهم (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) "
(فتح القدير75/2).(1/1169)
يقول سيد قطب-رحمه الله- : " والصورة التي يرسمها الله للعصبة المختارة هنا صورة واضحة السمات قوية الملامح وضيئة جذابة : (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) …فالحب والرضى المتبادل هو الصلة بينهم وبين ربهم…الحب…هذا الروح الساري اللطيف الرفاف المشرق الرائق البشوش هو الذي يربط القوم بربهم الودود، وهنا- في صفة العصبة المؤمنة المختارة لهذا الدين- يرد ذلك النص العجيب : ( يحبهم ويحبونه) ويطلق شحنته كلها في هذا الجو، الذي يحتاج إليه قلب المؤمن وهو يضطلع بهذا العبء الشاق، شاعراً أنه الاختيار والتفضل والقربى من المنعم الجليل." (في ظلال القرآن918-919/2).
والكتاب العزيز -كما أسلفت – مليءٌ بالآيات الدالة على هذه المنزلة العظيمة والوقوف عليها جميعاً يحتاج إلى بحث مطول ولكن المراد هنا أن نقف مع هذه المنزلة الجليلة والدرجة الرفيعة وقفة سريعة لتذكير النفس بهذه المرتبة العلية.
يقول ابن القيم –رحمه الله- : "قال أبو بكر الكتاني: جرت مسألة في المحلة بمكة أعزها الله تعالى -أيام الموسم – فتكلم الشيوخ فيها وكان الجنيد أصغرهم سناً فقالوا :هات ما عندك ياعراقي فأطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال : عبد ذاهب عن نفسه ،متصل بذكر ربه ،قائم بأداء حقوقه ،نظر إليه بقلبه ،أحرقت قلبه أنوار هيبته ، وصفا شربه من كأس وده ،وانكشف له الجبارمن أستار غيبه، فإن تكلم فبالله ،وإن نطق فعن الله ، وإن تحرك فبأمر الله ، وإن سكن فمع الله فهو بالله ولله ومع الله ،فبكى الشيوخ وقالوا: ما على هذا مزيد" (مدارج السالكين 18/3).
فإذا غرست شجرة المحبة في قلبك ،وسقيتها بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب-صلى الله عليه وسلم- أثمرت أنواع الثمار وآتت أكلها كل حين بإذن ربه أصلها ثابت في قرار القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى.(1/1170)
إذاً فحب الله ورسوله-صلىالله عليه وسلم- وحب المؤمنين في الله معنىً عظيم وصفة نبيلة إذا اتصف بها العبد وحققها سَعِدَفي الدنيا والآخرة ، وفي ختام هذه الوقفة السريعة مع هذه المنزلة العظيمة أسأل من الله أن يجعل حبه في قلوبنا أعظم من كل شيْ وحب رسوله –صلى الله عليه وسلم- وأن يحببنا إلى المؤمنين ويحببهم إلينا ، وأن يكون ذلك فيه سبحانه وتعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
أبو خالد، وليد العُمري
07-02-2003, 03:41 PM
شكر الله لك أخي عوض
ولعلي أعجل عليك بقولي: إن الطريقة التي كتب بها هذا الموضوع ليست طريقة التفسير الموضوعي الذي يهدف لها، ويراد.
ولذلك إن كان طرحك على سبيل التفسير الموضوعي ؛ فلابد من التصحيح، وهذا هدفي من التعليق.
---
عوض احمد الشهري
07-02-2003, 09:32 PM
أولاً أخي الحبيب فأنا سعيد بقرآتك للموضوع وأشكرك على ملحوظتك القيمة والهدف من الموضوع فهو كما عنونتُ
له(وقفة)و لعل سبب الإشكال هو قولي (ولكن بتقسيمها تقسيماً موضوعياً...)أعني الآيات القرآنية ، وأكرر لك شكري أخي الكريم على إهتمامك وفقك الله
---
(1/1171)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة للتصويت: شاهد نماذج للقراءات المتواترة
---
دعوة للتصويت: شاهد نماذج للقراءات المتواترة
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 06:24 PM
السلام عليكم الرجاء من إخواني الكرام إبداء رأيهم ولهم مني وافر الاحترام والتقدير
شعبة عن عاصم
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 06:28 PM
حفص عن عاصم
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 06:29 PM
ورش عن نافع
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 06:31 PM
التقليل
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 06:34 PM
بالقصر والسكون
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 06:36 PM
بالمد وضم ميم الجمع
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 06:44 PM
قصر المنفصل وضم ميم الجمع
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 06:47 PM
مصطلح جديد للإدغام الخاص برواية السوسي
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 06:49 PM
الدوري وله التقليل
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 06:51 PM
توسط المد والتقليل
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 06:54 PM
بترك السكت
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 06:59 PM
البزي وقنبل عن ابن كثير
---
عبدالرحمن الشهري
02-15-2006, 07:30 PM
ما شاء الله تبارك الله .
جهد موفق ، ولعلنا نقرأ بتمعن ونوافيك بالرأي إن شاء الله.
---
د.أبو بكر خليل
02-15-2006, 08:54 PM
بارك الله فيكم و في علمكم ، و جزاكم خيرا ،
و أود أخي الفاضل أن ألفت نظركم إلى جعل ترقيم آيات ذلك المصحف بأرقامنا المشرقية : 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، .....بدلا من تلك الإفرنجية ، التي يقال إنها الأصل ،
و المصاحف القديمة المخطوطة آياتها مرقمة بالأعداد المشرقية : 1 ، 2 ، 3 ، ...
و قد قرأت تحقيق الأرقام المشرقية في بعض البحوث المقدمة لمجمع اللغة العربية بالقاهرة ،
و ذكر أن تغيير تلك الأرقام ذريعة إلى تغيير الحروف العربية فيما بعد(1/1172)
- و الحقيقة أن المرء يشعر بعدم الانسجام بين الكتابة بالحروف العربية و تلك الأرقام الإفرنجية الموجودة معها في ذات الموضع ،
فما رأيك أخي الفاضل ؟
*** و هذا ليس انتقاصا من عملكم الطيب و الجيد ،
أكرمكم الله و وفقكم
---
أيمن صالح شعبان
02-16-2006, 12:43 AM
أشكر تشجيع فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ، وأنا في انتظار رأيه السديد وأسأل الله تعالى لي وله ولكل من في المنتدى التوفيق .
وأتوجه بالشكر بفضيلة الدكتور أبي بكر خليل على ما ورد بشأن شكل الترقيم، وأناشده أن يكتب مقالا علميا محققا عن المسألة فالشائع لدى أغلب المحققين وبعض المهتمين أمثالي بكون هذه الأشكال هي العربية الأصلية ، كذا سار الأمر في بلاد المغرب حتى جُعل شرطا في تنسيق الكتاب ، بالإضافة لاعتماد شركات البرمجة أمثال ميكروسوفت التفريق بين هذه الأرقام وإطلاق ما شاع فالرجاء إتحافنا بهذا التحقيق العلمي .
---
د.أبو بكر خليل
02-16-2006, 10:07 AM
شكر الله لكم اهتمامكم و جميل ردكم ، و حسن ظنكم بأخيكم ، فلست من المحققين في ذلك الأمر ، و لكني من القارئين لبعض ما نشر فيه ، و من المهتمين بمتابعته بعض الشيء ،
و الذي تطمئن النفس إليه فيه أن المصاحف القديمة المخطوطة منذ مئات السنين كانت أرقام آياتها على تلك الصورة من الأرقام المشرقية : 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، ....
و إنما تأثرت بلاد المغرب بالاستعمار الفرنسي لها ، فليست حجة في ذلك ، و بالأولى " ميكرو سوفت " و غيرها ،
*** و أحسب أنكم أقدر مني على الرجوع إلى صور المخطوطات القديمة للمصاحف و المصنفات العلمية الدينية للاستيثاق من حقيقة تلك الأرقام ،
و ربما أتمكن - أو غيري من الإخوة الكرام - من نقل بعض ما نشر في تحقيق صورة الأرقام
*** و مرة أخرى : جهد طيب و جيد و مبارك إن شاء الله
و جزاكم خيرا على ما تقدمون من خدمة لكتاب الله عزّ و جلّ
---
أيمن صالح شعبان
02-18-2006, 09:08 PM(1/1173)
تفضلوا الملف بصيغة أدوبي أكروبات باقي يوم على غلق التصويت
---
د.أبو بكر خليل
02-19-2006, 10:30 AM
أخي الفاضل
ينبغي علينا في رسم المصحف - حروفا و أرقاما - ألا نأتي بما يخالف الرسوم المعروفة المعهودة ، التي أقرها علماء هذا الشأن المتخصصون ، و ما عليك سوى الرجوع إلى " مصحف المدينة النبوية " ، الذي أصدره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، و من قبله " مصحف الأزهر الشريف " ، فسترى أرقام الآيات كما ذكرت لك ،
فلا تكون ممن سنّ في رسمه سنة غير حسنة ، فيلحقك الإثم ، أعاذك الله و أعاذنا منه و من موجباته ،
_ و إليكم بعض ما نشر في هذا الشأن ( منقولا ) :
(( بسم الله الرحمن الرحيم
1 ،2 ، 3 ..... أرقام عربية أم هندية ؟!
من قرارات المجمع الفقهي بمكة المكرمة
القرار الثالث
في عدم جواز استبدال رسم الأرقام العربية برسم الأرقام المستعملة في أوروبا
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا - أما بعد :(1/1174)
فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي قد نظر في الكتاب الواردة إلى الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي من معالي وزير الأوقاف والشئون الإسلامية في الأردن الاستاذ كامل الشريف ، والبحث المقدم من معاليه إلى مجلس الوزراء الأردني بعنوان " الأرقام العربية من الناحية التاريخية " والمتضمن أن هناك نظرية تشيع بين بعض المثقفين ، مفادها أن الأرقام العربية في رسمها الراهن (1-2-3-4 ألخ) هي أرقام هندية ، وأن الأرقام الأوربية (etc 4-3-2-1 ) هي الأرقام العربية الأصلية ، ويقودهم هذا الاستنتاج إلى خطوة أخرى هي الدعوة إلى اعتماد الأرقام في رسمها الأوروبي في البلاد العربية ، داعمين هذا المطلب بأن الأرقام الأوربية أصبحت وسيلة للتعامل الحسابي مع الدول والمؤسسات الأجنبية التي باتت تملك نفوذاً واسعاً في المجالات الإقتصادية والاجتماعية في البلدان العربية ، وأن ظهور أنواع الآلات الحسابية و(الكمبيوتر) التي لاتستخدم إلا هذه الأرقام يجعل اعتماد رسم الأرقام الأوربي في البلاد العربية أمراً مرغوباً فيه إن لم يكن شيئاً محتوماً لا يمكن تفاديه .
ونظرا أيضا فيما تضمنه البحث المذكور من بيان للجذور التاريخية لرسم الأرقام العربية والأوروبية .
واطلع أيضا على قرار مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في دورته الحادية والعشرين المنعقدة في مدينة الرياض ما بين 17 - 28 من شهر ربيع الآخر عام 1403 هـ في هذا الموضوع ، والمتضمن أنه لا يجوز تغيير رسم الأرقام العربية المستعملة حاليا إلى رسم الأرقام المستعملة في العالم الغربي للأسباب التالية :(1/1175)
أولا : أنه لم يثبت ما ذكره دعاة التغيير من أن الأرقام المستعملة في الغرب هي الأرقام العربية ، بل إن المعروف غير ذلك ، والواقع يشهد له ، كما أن مضيّ القرون الطويلة على استعمال الأرقام الحالية في مختلف الأحوال والمجالات يجعلها أرقاما عربية ، وقد وردت في اللغة العربية كلمات لم تكن في أصولها عربية وباستعمالها أصبحت من اللغة العربية ، حتى أنه يوجد شيء منها في كلمات القرآن الكريم ( وهي الكلمات التي توصف بأنها كلمات معربة )
ثانياً : أن الفكرة لها نتائج سيئة ، وآثار ضارة ، فهي خطوة من خطوات التغريب للمجتمع الإسلامي تدريجياً ، يدل لذلك ما ورد في الفقرة الرابعة من التقرير المرفق بالمعالمة ونصها " صدرت وثيقة من ورزاء الإعلام تفيد بضرورة تعميم الأرقام المستخدمة في أوروبا لأسباب أساسها وجوب التركيز على دواعي الوحد الثقافية والعلمية وحتى السياحية على الصعيد العالمي " .
ثالثاً : أنها " أي هذه الفكرة " ستكون ممهدة لتغيير الحروف العربية واستعمال الحروف اللاتينية بدل العربية ولو على المدى البعيد .
رابعاً : أنها " أيضا " مظهر من مظاهر التقليد للغرب واستحسان طرائقه .
خامساً : أن جميع المصاحف والتفاسير ، والمعاجم ، والكتب المؤلفة كلها تستعمل الأرقام الحالية في ترقيمها أو في الإشارة إلى المراجع ، وهي ثروة عظيمة هائلة ، وفي استعمال الأرقام الافرنجية الحالية ( عوضاً عنها ) ما يجعل الأجيال القادمة لا تستفيد من ذلك التراث بسهولة ويسر .
سادساً : ليس من الضروري متابعة بعض البلاد العربية التي درجت على استعمال رسم الأرقام الأوروبية ، فإن كثيراً من تلك البلاد قد عطلت ما هو أعظم من هذا وأهم وهو تحكيم شريعة الله كلها مصدر العز والسيادة والسعادة في الدنيا والآخرة ، فليس عملها حجة .
وفي ضوء ما تقدم يقرر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي ما يلي :(1/1176)
أولا : التأكيد على مضمون القرار الصادر عن مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في هذا الموضوع والمذكور آنفا ، والمتضمن عدم جواز تغيير رسم الأرقام العربية المستعملة حاليا برسم الأرقام الأوروبية المستعملة في العالم الغربي للأسباب المبينة في القرار المذكور .
ثانيا : عدم جواز قبول الرأي القائل بتعميم رسم الأرقام المستخدمة في أوروبا بالحجة التي استند إليها من قال ذلك ، وذلك أن الأمة لا ينبغي أن تدع ما اصطلحت عليه قرونا طويلة لمصلحة ظاهرة وتتخلى عنه تبعا لغيرها .
ثالثا : تنبيه ولاة الأمور في البلاد العربية إلى خطورة هذا الأمر ، والحيلولة دون الوقوع في شرك هذه الفكرة الخطيرة العواقب على التراث العربي والإسلامي .
والله ولي التوفيق وصلى الله علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم )) .
http://saaid.net/Doat/Zugail/120.htm
* * *
ملحوظة مهمة :
* الأرقام الإفرنجية الواردة أعلاه : وفقا لنظام الموقع الناقل و طريقة كتابة الأرقام فيه
---
أيمن صالح شعبان
02-19-2006, 10:50 AM
السلام عليكم أشكر لفضيلتك ما تكرمت بكتابته وأشكر أمانتك في العزو، لكني عاتب على سيادتكم في قولك :
ينبغي علينا في رسم المصحف - حروفا و أرقاما - ألا نأتي بما يخالف الرسوم المعروفة المعهودة .انتهى
المعهود في إطلاق مصطلح الرسم والمعبرعنه بكلمة (الرسوم) قد يظنه العابر على الموضوع أنه يخص تغيير لرسم كلمات القران نفسها وحاشى لله .
وما تكرمتم وذكرتموه في بدء المشاركة جعلني أعجل بالاستفسار عن مسألة شكل الرقم العربي لما كان يرسخ في ظني بكون ما شكلته من الأرقام هي العربية .
وأخيرا أشكر لسيادتكم سعة صدرك وعنايتك بالأمر وتفضل قبول فائق الاحترام
وصلى اللهم على خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم.
---
د.أبو بكر خليل
02-19-2006, 03:53 PM(1/1177)
يبقى الود - أخي العزيز - ما بقي العتاب ، كما يقولون ، و لولا اهتمامي بأمر المصحف الشريف ، و كذا احتفائي بمشاركتكم و عملكم الجيد و الطيب ما عقّبت بما عقّبت ،
و هو متعلق بشكل الأرقام فقط ، كما هو واضح من كلامي - و هو رأي أتبعته دليله .
- و مسألة أصل الأرقام العربية يصدق فيها القول : " حق يراد به باطل " ، فالعبرة بما استمر عليه النقل و العمل مدة تلك القرون المتتابعة من الزمان ، و كتبت به كل المصنفات الدينية و الدنيوية ،
* و إلا فحروف الكتابة العربية نفسها ذكر أن العرب - في الجاهلية ، و قبل الإسلام - نقلوها عن أهل الحيرة أو النبط ، و طوروها و توارثوها ،
فهل نرجع إلى كتابة حروف لغتنا إلى تلك الأصول ، أم نأخذ بالحروف الإفرنجية الحالية ؟
- إن الأمر جدّ خطير : فإذا استقرت الأرقام الإفرنجية في مصاحفنا : فتلك بداية التغيير الكبير في طريق الانسلاخ عن العربية ، إذ سينتشر الرقم الإفرنجي في كل مجال ، و سيندثر الرقم العربي ،
و سيتلوه الحرف العربي ، بدعاوى ما أنزل الله بها من سلطان ،
و لذا كان حرصي - أخي العزيز - فلا تعتب عليّ
و لك مني المودة و الشكر
*** و ليت الإخوة المشرفين يعودون بالتوجيه بكتابة الأرقام بشكلها الأول ، فقد لحظت اليوم تغييرا في شكل أرقام المشاركات إلى الإفرنجي ؟؟؟
أخوك
د.أبو بكر خليل
---
أيمن صالح شعبان
02-20-2006, 02:06 PM
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور المفضال ذو الأدب الرفيع، نعم يبقى الود والاحترام والتبجيل وتقبل اللهم منا منكم صالح العمل .
---
عبدالرحيم
02-21-2006, 02:47 PM
للمناقشة حول موضوع الأرقام انظر المقالات التالية
العنوان الارقام العربيه والارقام السنسكريتيه - الفرنجيه
المؤلف هزاع بن عيد الشمري
المصدر الفيصل
العدد 330 ذوالحجه 1424 فبراير 2004
الصفحات 46-51
----------------
العنوان الارقام العربيه : مصدرها وتطورها
المؤلف غريتا حيدر(1/1178)
بيانات النشر الكويت : دار سعاد الصباح ، 2000
العدد 2000
الصفحات 216ص
---------------
العنوان الارقام العربيه والارقام الافرنجيه
المؤلف هزاع بن عيد الشمري
بيانات النشر الرياض : دار أجا ، 1418
العدد 1418
الصفحات 111ص
---------------
العنوان العوده الى الارقام العربيه التراثيه
المؤلف تامر عبداللطيف ادريس
المصدر الفيصل
العدد 259 محرم 1419 مايو 1998
الصفحات 134-135
---------------
العنوان تقرير عن مؤتمر مجمع اللغه العربيه في دورته الحاديه والاربعين
المصدر مجله مجمع اللغه العربيه بدمشق
العدد 2 ربيع الاول 1395 ابريل 1975
الصفحات 446-461
-----------------
العنوان الارقام العربيه ورحله الارقام عبر التاريخ تأليف سالم محمد الحميده
المؤلف عدنان الخطيب
المصدر مجله مجمع اللغه العربيه بدمشق
العدد 2 ربيع الآخر 1396 ابريل 1976
الصفحات 387-396
-----------------
وبعد الاطلاع على معظمها، من الممكن الخروج بالخلاصة التالية:
1) كلاً من الأرقام المسماة عربية والمسماة هندية هي في أصلها هندية.
2) العرف استقر في عصرنا أن الأرقام (المسماة هندية) هي شعار العرب، والمسماة (عربية) هي شعار الغربيين.
فالأولى الحفاظ على ما استقر شعاراً لنا ، في حملة التغريب الواسعة التي تشمل أسماء المحلات و ... و .. وحتى أسماء الأبناء !!!
والله تعالى أعلم.
---
أيمن صالح شعبان
02-22-2006, 02:19 AM
أشكر أخي عبد الرحيم على ما سطر من مراجع وخلاصة للأمر:
فالأولى الحفاظ على ما استقر شعاراً لنا ، في حملة التغريب الواسعة التي تشمل أسماء المحلات و ... و .. وحتى أسماء الأبناء !!!
والله تعالى أعلم.
---
ماجد الخير
02-28-2006, 07:34 PM
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
---
(1/1179)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > غريب القرآن - هل يطعن في الإعجاز ؟
---
غريب القرآن - هل يطعن في الإعجاز ؟
---
د. هشام عزمي
10-17-2006, 03:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى حمدًا كثيرًا كريمًا طيبًا مباركًا فيه ، أما بعد . .
في كتابه (معجزة القرآن) تناول الأب النصراني الهالك يوسف درة حداد إعجاز القرآن الكريم بالطعن والتكذيب ، وكان غريب القرآن مما طعن فيه هذا المخذول .
في أول الفصل المعنون (غريب القرآن) ينقل الأب الهالك عن محمد صبيح قوله : (( وقد نزل القرآن باللغة العربية القرشية، التى ذكرنا أن كثيراً من الفاظ اللغات الأخرى، ولغات القبائل المجاورة ذابت فيها. وقد فهم الصحابة القرآن اجمالاً؛ ولكن الفاظاً غير قليلة استغلقت عليهم، بل ان بعضها لا يزال مستغلقاً علينا الى اليوم، على الرغم من ان وسيلة العلم ببعض اللغات القديمة قد توفرت لدينا ... ووردت روايات عن الفاظ فى القرآن لم يكن بعض الصحابة يفهمونها لأنها مستعملة عند بعض القبائل، وليست مستعملة عند قريش . . . وقد شغف علماء المسلمين بتتبع الفاظ القرآن وغريبه. وذكر السيوطى أسماء كثيرين ألفوا فيه )) ا.هـ.
ثم يذكر يوسف حداد قائمة طويلة بالألفاظ الغريبة في القرآن ومعانيها نقلاً عن السيوطي رحمه الله ثم يعقب بقوله : (( كانوا يعتبرون تلك التعابير من غرائب القرآن. وباستعمال القرآن لها دخلت الفصحى، وكثيراً منها لم يعد يبدو غريباً. ولم يكن من البدء كذلك. وأساس الإعجاز البيانى فصاحة مفرداته . وليس من الفصاحة ما عده العلماء " غريب القرآن". فهل " غريب القرآن" من الاعجاز فى فصاحة لغته؟ )) ا.هـ. ضلال .
هذا هو مطعن هذا المسكين الحاقد على معجزة النبوة ، وإليك الجواب بعون الملك الوهاب .
..
---
د. هشام عزمي
10-17-2006, 03:10 AM
غريب القرآن !
يالها من كلمة !(1/1180)
هل تعني ألفاظًا غير عربية اخترعها القرآن وجاء بها ، فيكون قد خاطب العرب بما لا يفهمون ، وهو مما لا يستقيم به أمر ، ولا هو من معاني الإعجاز في شيء كما ذهب الهالك يوسف درة حداد ؟
كلا بالطبع !
بل معنى الغريب هو عكس المعتاد والمألوف والمشهور في لغة العرب ، فيكون في القرآن ألفاظًا عربية تكلمت بها العرب لكنها لم تشتهر كبقية ألفاظ اللغة ؛ لهذا وصفت بالغريب .
وهذا ما نقله يوسف حداد عن محمد صبيح في قوله : (( ووردت روايات عن الفاظ فى القرآن لم يكن بعض الصحابة يفهمونها لأنها مستعملة عند بعض القبائل، وليست مستعملة عند قريش )) ، فكان مستوى فهم الأول لكلام الثاني هو أن (( تلك التعابير من غرائب القرآن. وباستعمال القرآن لها دخلت الفصحى، وكثيراً منها لم يعد يبدو غريباً. ولم يكن من البدء كذلك )) ، فمعنى الغرابة عنده أنها ليست من اللغة الفصحى - أي العربية الجاهلية - ! وعندما جاء بها القرآن صارت من اللغة الفصحى !
فإن كان هذا هو مدى فهمه لمسألة بسيطة من مسائل علوم القرآن ، فكيف يكون لدقائق المسائل وجليلها ، بل وكيف يكون لإعجاز القرآن نفسه ؟!
أما جهل بعض الصحابة بمعاني بعض كلمات القرآن فهو لا يعيب القرآن ، وفي هذا الصدد يقول الإمام السيوطي رحمه الله في الإتقان : (( ولكن لغة العرب متسعة جداً ولا يبعد أن تخفى على الأكابر الأجلة ، وقد خفي على ابن عباس معنى فاطر وفاتح . قال الشافعي في الرسالة : لا يحيط باللغة إلا نبي )) (السيوطي ، الإتقان في علوم القرآن ج2 ص105-106)
وأخرج من طريق مجاهد عن ابن عباس قال : كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال : أحدهما : أنا فطرتها يقول : أنا ابتدأتها . المصدر السابق ص4(1/1181)
وأخرج ابن أبي حاتم عتن قتادة قال : قال ابن عباس : ما كنت ادري ما قوله ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) حتى سمعت قول بنت ذي يزن : تعال أفاتحك تريد : أخاصمك . المصدر السابق ص5
وهذه النقول وأشباهها موجود في الإتقان للسيوطي وغيرها من كتب أهل العلم بالقرآن ، فليس من العجيب عدم علم بعض أكابر العلماء مثل ابن عباس رضي الله عنهما بكل كلمة في اللغة العربية ، يقول الإمام الشافعي في الرسالة : (( ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا ، وأكثرها ألفاظًا ، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي ، ولكن لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجودًا فيها من يعرفه . والعلم به عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه : لا نعلم رجلاً جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء )) (الشافعي ، الرسالة ج1 ص43)
لهذا وعلى الرغم من أن العالم المتخصص في اللغة العربية قد لا يعرف كل كلمة ولفظ في اللغة إلا أنك قد تجد حتى بين عوام الناس من يعرف معنى كلمة قد تكون حيرت عالمًا بارز الشأن . فقد رووا عن أبي حاتم أنه سأل أم الهيثم الأعرابية عن نوع من الحب يسمى "اسفيوش" : ما اسمه بالعربية ؟ فقالت : أرني منه حبات ! فأراها ، فافكرت ساعة ثم قالت : هذه البحدق ! ولم يسمع ذلك من غيرها .
فلا غرابة في الأمر مطلقًا ، بل الواقع أن وجود بعض الكلمات العربية التي يجهلها البعض يدل على أن منزل هذا القرآن صاحب علم محيط فلا يتصور وجود عربي يعلم كل هذه الكلمات جميعًا ، يقول العلامة النحوي ابن فارس في الصاحبي : (( قال بعض الفقهاء : كلام العرب لا يحيط به إلا نبي . وهذا كلام حري أن يكون صحيحًا . وما بلغنا أن أحدًا ممن مضى ادعى حفظ اللغة كلها )) (ابن فارس ، الصاحبي ص26)
فظاهرة الألفاظ الغريبة في القرآن تقدم لنا دليلاً قويًا على عدم بشرية هذا الكتاب العزيز ، وهذه صفعة مؤلمة نصك بها وجوه من يطعن في القرآن بهذه المسألة .(1/1182)
وتبقى مطاعن يوسف حداد بعد ذلك مجرد أرض جرداء يلقي الناظر فيها نظره لتكون عبرة له ، كديار عاد وثمود .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك .
---
(1/1183)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعلم أصول الإمالة عند القراء العشرة من العلامة الضباع
---
تعلم أصول الإمالة عند القراء العشرة من العلامة الضباع
---
د. أنمار
04-26-2004, 06:17 AM
من الإضاءة في بيان أصول القراءة للعلامة الضباع شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
الروابط السابقة للعلامة الضباع
المقدمة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1749
المدود
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1760
الهمزات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1771
والعنواوين التي بين [ ] من زياداتي وكذا ما بين ( وفيه قلت )
=================
16 – 18 الفتح والإمالة والتقليل
[ 16- الفتح]
الفتح عبارة عن فتح القارئ فاه بلفظ الحرف أي الألف، إذ لا تقبل الحركة
وقال بعضهم هو عبارة عن نطق الألف مركبة على فتحة غير ممالة وهو تعبير لا بأس به.
وهو لغة الحجازيين وينقسم إلى شديد ومتوسط.
فالشديد هو نهاية فتح الفم بالحرف، ويحرم في القرآن ، وليس من لغة العرب، وإنما يوجد في لغة العجم كما نص عليه الداني في الموضح حيث قال:
"والفتح المتوسط هو ما بين الفتح الشديد والإمالة المتوسطة وهو الذي يستعمله أصحاب الفتح من القراء اهـ
[17- الإمالة]
والإمالة لغة التعويج من أملت الرمح ونحوه إذا عوجته أو الإحناء من أمال فلان ظهره إذا حناه.
واصطلاحا: تقريب الفتحة من الكسرة والألف من الياء من غير قلب خالص، ولا إشباع مبالغ فيه، وتسمى بالإمالة الكبرى، وبالإضجاع وعبر بعضهم فقال:
هي عبارة عن النطق بالألف مركبة على فتحة تصرف إلى الكسر.
[18- التقليل]
والتقليل هو: عبارة عن النطق بالألف بحالة بين الفتح المتوسط والإمالة المحضة، ويسمى أيضا بالتلطيف،
[تعبيرات أخرى](1/1184)
وعبر جماعة عن الفتح بالفَغْر بفاء مفتوحة فغين معجمة ساكنة، وعن الإمالة بالبطح،
وعبر آخرون عن الفتح بالتفخيم وعن الإمالة بالترقيق،
وهي عبارات قديمة تقع في كتب الأوائل،
والإمالة بنوعيها لغة أهل نجد من بني أسد وتميم وقيس.
[ملحوظة]
وهل الأصل تغيير الألف وتغيير سابقه تابع له أو العكس.
ذهب إلى الأول جماعة، وجنح الجمهور إلى الثاني، وهو الصواب بدليل أن الأثر يظهر في السابق أولا وبعده يرى في الألف، ويقويه وجدان فتحة ممالة، مع عدم الألف نحو رءا الشمس،
وفي ما قبل هاء التأنيث في الوقف نحو خليفة.
وهل الفتح أصل الإمالة لافتقارها لسبب ووجود الفتح عند انتفائه، وجوازه مع الإمالة عند وجوب السبب ولا عكس.
أو كل أصل، لأن الإمالة كما لا تكون إلا لسبب كذلك الفتح، ووجود السبب لا يقتضي الفرعية،
وقال بعضهم الفتح هو الأصل لعدم توقفه على أمر زائد، والإمالة فرع لتوقفها على سبب، وكل ما يمال يجوز فتحه دون العكس.
وينحصر الكلام على الإمالة في بيان:
( أسبابها ووجوهها وفائدتها ومن يميل وما يمال)
أما أسبابها فثمانية:
1 - كسرة موجودة في اللفظ قبلية أو بعدية كالناس والنار والربا وكلاهما ومشكاة
2 - أو عارضة في بعض الأحوال نحو طاب، وجاء و شاء وزاد، لأن الفاء تكسر منها إذا اتصل بها الضمير المرفوع
3 - أو ياء موجودة في اللفظ نحو: لا ضير، فإن الترقيق قد يسمى إمالة كما سيأتي
4 - أو انقلاب عنها نحو: رمي
5 - أو تشبيه بالإنقلاب عنها كألف التأنيث
6 - أو تشبيه بما أشبه المنقلب عن الياء نحو: موسى وعيسى
7 - أو ما جاوره إمالة وتسمى إمالة لأجل إمالة نحو: تراءى أعني ألفها الأولى، وكذا إمالة نون نأى، وراء رأى.
8 - أو تكون الألف رسمت ياء وإن كان أصلها الواو كضحى
وكلها ترجع إلى شيئين كسرة أو ياء
وقيل في إمالة الضحى والقوى وضحاها ودحاها ، إنها لسبب إمالة رؤوس الآي قبل وبعد.(1/1185)
وقد يمال للفرق بين الاسم والفعل والحرف، كما قال سيبويه نحو: حا وطا ويا من فواتح السور لأنها أسماء ما يلفظ بها.
وأما وجوهها
فترجع إلى مناسبة أو إشعار، فالمناسبة فيما أميل بسبب موجود في اللفظ وفيما أميل لإمالة غيره، كأنهم أرادوا إلا أن يكون عمل اللسان ومجاورة النطق بالحرف الممال وبسبب الإمالة من وجه واحد على نمط واحد.
والإشعار ثلاثة أقسام
( إشعار بالأصل، وذلك في الألف المنقلبة عن ياء أو واو مكسورة
( وإشعار بما يعرض في الكلمة في بعض المواضع من ظهور كسرة أو ياء حسبما تقتضيه التصاريف دون الأصل كما طاب وغزا.
( وإشعار بالشبه المشعر بالأصل ، وذلك إمالة ألف التأنيث والملحق بها.
وأما فائدتها
فسهولة اللفظ، وذلك أن اللسان يرتفع بالفتح وينحدر بالإمالة والانحدار أخف عليه من الارتفاع ، ومن فتح فكأنه راعى الأصل، أو كون الفتح أمتن.
وأما من يميل من القراء أقسام
( منهم من لم يمل شيئا، وهم ابن كثير وأبو جعفر
( ومنهم من أمال، وهم قسمان:
( مقل وهم قالون وابن عامر وعاصم ويعقوب
( ومكثر، وهم ورش وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف
وأصل ورش الصغرى وأصل حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وابن عامر وعاصم الكبرى
وقالون وأبو عمرو مترددان بين الأصلين
وأما ما يمال
فتقع الإمالة في الألف والهاء والراء، يعنون ترقيقها كما سيأتي ، وسيأتي تفصيل ما يميله كل القراء الثمانية المميلين في الخاتمة إن شاء الله تعالى.
===========
اهـ
ويتبعه الترقيق والتفخيم
---
(1/1186)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد من كتاب البدر الطالع للعلامة الشوكاني
---
فوائد من كتاب البدر الطالع للعلامة الشوكاني
---
عبدالرحمن السديس
05-22-2004, 06:42 PM
فوائد من كتاب البدر الطالع للعلامة الشوكاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة، والسلام، على نبينا محمد، وآله ، أما بعد:
فكتاب العلامة الإمام المجتهد الشوكاني المسمى البدر الطالع اسم على مسمى ، ويكفيه أن مؤلفه الشوكاني ، وهذا الكتاب مع أنه في التراجم إلا أنه قد حوى فوائد ، ونكتا في العلم مختلفة ، لأن مؤلفه مجتهد متيقظ يسوق من تراجم هؤلاء العلماء ، وأخبارهم ، وما حدث لهم ... مما يحثه على التعليق ، والاستطراد ، والتعقيب ... الخ
ومما لفت انتباهي إنصافه العجيب حتى مع مخالفيه ، ومن جرت بينه وبينه خطوب ... فهو بحق مدرسة لذلك.
وكذلك إعراضه كثيرا عن ذكر ما وقع فيه المترجم ، من بدع ، ومخالفات في العقيدة ... فلينتبه لذلك.
والكتاب غني بمادة تأريخية عمّا حدث في نجد ، وما جاورها في جزيرة العرب من حروب ، وخطوب أيام انتشار الدعوة السلفية على يد أتباع العلامة المجدد محمد بن عبد الوهاب وهذا مبثوب في عدد من التراجم .
تنبيه: سأنقل الكلام من برنامج التراث، وهو كثير الأخطاء ، وسأصحح ما تيسر ، وأضيف بعض علامات الترقيم أحيانا ، وليس دائم استغلالا للوقت.
تنبيه آخر: سأنقل ما استحسن نقله ، وأضع عنونا لذلك ، وسأقتصر على موضع الشاهد ، وما يعين على فهمه ، وقد يبقى شيء من أراده فليرجع إليه.)
وسأبدأ ببعض الفوائد المتعلقة بالقرآن وعلومه إكراما للشيخ عبد الرحمن الشهري الذي حث على نقل هذه الفوائد.
كلامه على بعض التفاسير(1/1187)
تفسير البقاعي1/20: ومن أمعن النظر في كتاب المترجم له في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علمي المعقول والمنقول وكثيرا ما يشكل على شيء في الكتاب العزيز فأرجع إلى مطولات التفاسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفى وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد في الغالب..
[وقد ذكرته هناك لكن يزاد هنا] ما جاء في ترجمة محمد بن محمد بن أبي القاسم 2/248: وذكر البقاعي أن صاحب الترجمة هو الذي أرشده إلى ما وضعه في التفسير من المناسبات بين الآيات والسور ، وأنه قال له: الأمر الكلي المفيد بعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو: أنك تنظر الغرض الذي سيقت إليه السورة ، وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات ، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب ، وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ماسيتبعه من إشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التي تقتضي البلاغة شفاء العليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها فهذا هو: الأمر الكلي على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن ، فإذا فعلت ذلك تبين لك إن شاء الله وجه النظم مفصلا بين كل آية آية في كل سورة سورة والله الهادي.
تفسير ابن كثير1/153: وله تصانيف مفيدة منها التفسير المشهور وهو في مجلدات وقد جمع فيه فأوعى ونقل المذاهب والاخبار والآثار وتكلم بأحسن كلام وأنفسه وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها.
في ترجمة العلامة محمد بن إبراهيم الوزير 2/91: وله كتاب جمعه في التفسير النبوي.
في ترجمة ابن النقاش 2/211 : .. وكتابا في التفسير مطولا جدا ، والتزم أن لا ينقل حرفا عن تفسير أحد ممن تقدمه ، قال الصفدي: وكانت طريقته في التفسير غريبة ما رأيت له في ذلك نظيرا .(1/1188)
في ترجمة محمد العامري المعروف بابن الغزي2/252: قال: العالم الكبير المحقق صاحب التفسير الغريب جعله نظما في مائتي ألف بيت وزيادة ، واختصره أيضا نظما ، وقدمه إلى السلطان سليمان بن سليم صاحب الروم فقابله بالإجلال والقبول وطلب علماء الروم ، وعرض عليهم ذلك التفسير ، وقال: ما رأيكم ؟ فقالوا : نجتمع ، ونبذل النصيحة فإن وجدنا فيه زيادة ، أو نقصانا ، أو تبديلا في القرآن العظيم في حروفه أو شكله رفعنا ذلك إليكم ، واستحق ما يقتضيه الشرع ، وإن وجدناه على سنن الاستقامة ؛ استحق مؤلفه الجائزة والكرامة لأنه قد فعل في زمنك ما لم يفعله غيره . فقال لهم السلطان: أنتم مُقَلَّدُون في هذا الشأن . فتأملوه حرفا حرفا فلم يجدوا فيه تحريفا ، ولا تغييرا ، ولا تكلفا ، ولا تعسفا فقضوا من ذلك العجب ، وأخبروا السلطان فأعظم جائزته.
تفسير أبي السعود 1/261: وله تصانيف منها التفسير المشهور عند الناس بأبي السعود في مجلدين ضخمين سماه إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم وهو من أجل التفاسير وأحسنها وأكثرها تحقيقا وتدقيقا.
في ترجمة 2/269 محمد بن مصلح المعروف بشيخ زاده وهو مؤلف حاشية تفسير البيضاوي في ستة مجلدات بعبارات واضحة جلية ينتفع بها المبتدئ.
في ترجمة المطهر بن علي الضمدي 2/310 : مؤلف التفسير المسمى بالفرات ، وهو تفسير مفيد جدا مع اختصاره يدل على قوة ملكة صاحب الترجمة في العلوم ، ورسوخ قدمه في فنون عدة.
يتبع إن شاء الله
---
د. أنمار
05-22-2004, 07:10 PM
كاتب الرسالة الأصلية : عبدالرحمن السديس
فوائد من كتاب البدر الطالع للعلامة الشوكاني(1/1189)
في ترجمة محمد العامري المعروف بابن الغزي2/252: قال: العالم الكبير المحقق صاحب التفسير الغريب جعله نظما في مائتي ألف بيت وزيادة ، واختصره أيضا نظما ، وقدمه إلى السلطان سليمان بن سليم صاحب الروم فقابله بالإجلال والقبول وطلب علماء الروم ، وعرض عليهم ذلك التفسير ، وقال: ما رأيكم ؟ فقالوا : نجتمع ، ونبذل النصيحة فإن وجدنا فيه زيادة ، أو نقصانا ، أو تبديلا في القرآن العظيم في حروفه أو شكله رفعنا ذلك إليكم ، واستحق ما يقتضيه الشرع ، وإن وجدناه على سنن الاستقامة ؛ استحق مؤلفه الجائزة والكرامة لأنه قد فعل في زمنك ما لم يفعله غيره . فقال لهم السلطان: أنتم مُقَلَّدُون في هذا الشأن . فتأملوه حرفا حرفا فلم يجدوا فيه تحريفا ، ولا تغييرا ، ولا تكلفا ، ولا تعسفا فقضوا من ذلك العجب ، وأخبروا السلطان فأعظم جائزته.
.
سبحان الله
---
عبدالرحمن السديس
05-23-2004, 06:11 PM
كلامه عن علماء اليمن ، وعن التقليد ، والاجتهاد :(1/1190)
في ترجمة العلامة محمد بن إبراهيم الوزير مؤلف كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم في الرد على الزيدية 2/83: ولا ريب أن علماء الطوائف لا يكثرون العناية بأهل هذه الديار لاعتقادهم في الزيدية مالا مقتضى له إلا مجرد التقليد لمن لم يطلع على الأحوال فإن في ديار الزيدية من أئمة الكتاب والسنة عددا يجاوز الوصف يتقيدون بالعمل بنصوص الأدلة ويعتمدون على ما صح في الأمهات الحديثية وما يلتحق بها من دواوين الإسلام المشتملة على سنة سيد الأنام ولا يرفعون إلى التقليد رأسا لا يشوبون دينهم بشيء من البدع التي لا يخلو أهل مذهب من المذاهب من شيء منها بل هم على نمط السلف الصالح في العمل بما يدل عليه كتاب الله وما صح من سنة رسول الله مع كثرة اشتغالهم بالعلوم التي هي آلات علم الكتاب والسنة من نحو وصرف وبيان وأصول ولغة وعدم إخلالهم بما عدا ذلك من العلوم العقلية ولو لم يكن لهم من المزية إلا التقيد بنصوص الكتاب والسنة وطرح التقليد فإن هذه خصيصة خص الله بها أهل هذه الديار في هذه الأزمنة الأخيرة ولا توجد في غيرهم إلا نادرا ، ولا ريب أن في سائر الديار المصرية والشامية من العلماء الكبار من لا يبلغ غالب أهل ديارنا هذه إلى رتبته ولكنهم لا يفارقون التقليد الذي هو دأب من لا يعقل حجج الله ورسوله ، ومن لم يفارق التقليد لم يكن لعلمه كثير فائدة ، وإن وجد منهم من يعمل بالأدلة ، ويدع التعويل على التقليد فهو القليل النادر كابن تيمية وأمثاله .(1/1191)
وإني لأكثر التعجب من جماعة من أكابر العلماء المتأخرين الموجودين في القرن الرابع ، وما بعده كيف يقفون على تقليد عالم من العلماء ، ويقدمونه على كتاب الله وسنة رسوله ، مع كونهم قد عرفوا من علم اللسان ما يكفى في فهم الكتاب والسنة بعضه ، فإن الرجل إذا عرف من لغة العرب ما يكون به فاهما لما يسمعه منها صار كأحد الصحابة الذين كانوا في زمنه صصص وآله وسلم ، ومن صار كذلك وجب عليه التمسك بما جاء به رسول الله صصص وآله وسلم ، وترك التعويل على محض الآراء ، فكيف بمن وقف على دقائق اللغة وجلايلها أفرادا وتركيبا وإعرابا وبناء ، وصار في الدقائق النحوية والصرفية والأسرار البيانية والحقائق الأصولية بمقام لا يخفى عليه من لسان العرب خافية ، ولا يشذ عنه منها شاذة ولا فاذة ، وصار عارفا بما صح عن رسول الله صصص وآله وسلم في تفسير كتاب الله ، وما صح عن علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى زمنه وأتعب نفسه في سماع دوادين السنة التي صنفتها أئمة هذا الشأن في قديم الأزمان ، وفيما بعده فمن كان بهذه المثابة كيف يسوغ له أن يعدل عن آية صريحة أو حديث صحيح إلى رأى رآه أحد المجتهدين حتى كأنه أحد العوام الأعتام الذين لا يعرفون من رسوم الشريعة رسما فيالله العجب إذا كانت نهاية العالم كبدايته ، وآخر أمره كأوله فقل لي أي فائدة لتضييع الأوقات في المعارف العلمية ؟ فإن قول إمامه الذي يقلده هو كان يفهمه قبل أن يشتغل بشيء من العلوم سواه ، كما نشاهده في المقتصرين على علم الفقه ، فإنهم يفهمونه بل يصيرون فيه من التحقيق إلى غاية لا يخفى عليهم منه شيء ويدرسون فيه ويفتون به ، وهم لا يعرفون سواه ، بل لا يميزون بين الفاعل والمفعول ! والذي أدين الله به أنه لا رخصة لمن علم من لغة العرب ما يفهم به كتاب الله ، بعد أن يقيم لسانه بشيء من علم النحو والصرف ، وشطر من مهمات كليات أصول الفقه في ترك العمل بما يفهمه من آيات الكتاب العزيز ثم(1/1192)
إذا انضم إلى ذلك الإطلاع على كتب السنة المطهرة التي جمعها الأئمة المعتبرون وعمل بها المتقدمون والمتأخرون كالصحيحين ، وما يلتحق بهما مما التزم فيه مصنفوه الصحة أو جمعوا فيه بين الصحيح وغيره مع البيان لما هو صحيح ولما هو حسن ولما هو ضعيف وجب العمل بما كان كذلك من السنة ، ولا يحل التمسك بما يخالفه من الرأي سواء كان قائله واحدا ، أو جماعة أو الجمهور ، فلم يأت في هذه الشريعة الغراء ما يدل على وجوب التمسك بالآراء المتجردة عن معارضة الكتاب أو السنة ، فكيف بما كان منها كذلك ؟ بل الذي جاءنا في كتاب الله على لسان رسول الله صصص (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) إلى غير ذلك ، وصح عن رسول الله صصص أنه قال: "كل أمر ليس عليه أمرنا فهو رد ".
فالحاصل أن من بلغ في العلم إلى رتبة يفهم بها تراكيب كتاب الله ، ويرجح بها بين ما ورد مختلفا من تفسير السلف الصالح ويهتدي به إلى كتب السنة التي يعرف بها ما هو صحيح وما ليس بصحيح فهو مجتهد لا يحل له أن يقلد غيره كائنا من كان في مسألة من مسائل الدين بل يستروى النصوص من أهل الرواية ، ويتمرن في علم الدراية بأهل الدراية ، ويقتصر من كل فن على مقدار الحاجة .
والمقدار الكافي من تلك الفنون هو: ما يتصل به إلى الفهم والتمييز ، ولا شك أن التبحر في المعارف ، وتطويل الباع في أنواعها هو خير كله لا سيما الاستكثار من علم السنة ، وحفظ المتون ، ومعرفة أحوال رجال الإسناد ، والكشف عن كلام الأئمة في هذا الشأن ، فإن ذلك مما يوجب تفاوت المراتب بين المجتهدين لا أنه يتوقف الاجتهاد عليه.
فإن قلتَ: ربما يقف على هذا الكلام من هو متهيء لطلب العلم فلا يدري بما ذاك يشتغل ، ولا يعرف ما هو الذي إذا اقتصر عليه في كل فن بلغ إلى رتبة الاجتهاد ، والذي يجب عليه عنده العمل بالكتاب والسنة ؟(1/1193)
قلتُ: لا يخفى عليك أن القرائح مختلفة والفطن متفاوتة ، والأفهام متباينة ، فمن الناس من يرتفع بالقليل إلى رتبة علية ، ومن الناس من لا يرتفع من حضيض التقصير بالكثير ، وهذا معلوم بالوجدان . ولكني ههنا أذكر ما يكتفي به من كان متوسطا بين الغايتين ؛ فأقول: يكفيه من علم مفردات اللغة مثل القاموس ، وليس المراد إحاطته به حفظا ، بل المراد الممارسة لمثل هذا الكتاب ، أو ما يشابهه على وجه يهتدي به إلى وجدان ما يطلبه منه عند الحاجة .
ويكفيه في النحو مثل الكافية لابن الحاجب ، والألفية وشرح مختصر من شروحها .
وفي الصرف مثل الشافية ، وشرح من شروحها المختصرة مع أن فيها مالا تدعو إليه حاجة .(1/1194)
وفي أصول الفقه مثل جمع الجوامع ، والتنقيح لابن صدر الشريعة ، والمنار للنسفي ، أو مختصر المنتهى لابن الحاجب ، أو غاية السول لابن الإمام ، وشرح من شروح هذه المختصرات المذكورة ، مع أن فيها جميعها ما لا تدعو إليه حاجة ، بل غالبها كذلك ، ولا سيما تلك التدقيقات التي في شروحها ، وحواشيها فإنها عن علم الكتاب والسنة بمعزل ، ولكنه جاء في المتأخرين من اشتغل بعلوم أخرى خارجة عن العلوم الشرعية ثم استعملها في العلوم الشرعية ، فجاء من بعده فظن أنها من علوم الشريعة ، فبعدت عليه المسافة ، وطالت عليه الطرق فربما بات دون المنزل ، ولم يبلغ إلى مقصده ، فإن وصل بذهن كليل ، وفهم عليل ؛ لأنه قد استفرغ قوته في مقدماته ، وهذا مشاهد معلوم فإن غالب طلبة علوم الاجتهاد تنقضي أعمارهم في تحقيق الآلات ، وتدقيقها ومنهم من لا يفتح كتابا من كتب السنة ، ولا سفرا من أسفار التفسير ، فَحَالُ هذا كحالِ من حصل الكاغد [يعني الورق] ، والحبر ، وبرى أقلامه ، ولاك دواته ، ولم يكتب حرفا ! فلم يفعل المقصود ؛ إذ لا ريب أن المقصود من هذه الآلات هو الكتابة ، كذلك حالُ من قبله ، ومن عرف ما ذكرناه سابقا [يعني من اللغة والنحو ...] لم يحتج إلى قراءة كتب التفسير على الشيوخ ؛ لأنه قد حصل ما يفهم به الكتاب العزيز ، وإذا أشكل عليه شيء من مفردات القرآن رجع إلى ما قدمنا من أنه يكفيه من علم اللغة ، وإذا أشكل عليه إعراب فعنده من علم النحو ما يكفيه ، وكذلك إذا كان الإشكال يرجع إلى علم الصرف ، وإذا وجد اختلافا في تفاسير السلف التي يقف عليها مطالعة فالقرآن عربي ، والمرجع لغة العرب فما كان أقرب إليها فهو أحق مما كان أبعد ، وما كان من تفاسير الرسول صصص فهو مع كونه شيئا يسيرا موجود في كتب السنة ، ثم هذا المقدار الذي قدمنا يكفي في معرفة معاني متون الحديث ، وأما ما يكفيه في معرفة كون الحديث صحيحا أو غير صحيح فقد قدمنا الإشارة إلى ذلك ونزيده(1/1195)
إيضاحا فنقول: إذا قال إمام من أئمة الحديث المشهورين بالحفظ والعدالة ، وحسن المعرفة أنه لم يذكر في كتابه إلا ما كان صحيحا ، وكان ممن مارس هذا الشأن ممارسة كلية كصاحبي الصحيحين و بعدهما صحيح ابن حبان ، وصحيح ابن خزيمة ونحوهما ؛ فهذا القول مسوغ للعمل بما وجد في تلك الكتب ، وموجب لتقديمه على التقليد ، وليس هذا من التقليد لأنه عمل برواية الثقة ، والتقليد عمل برأيه ، وهذا الفرق أوضح من الشمس ، وإن التبس على كثير من الناس ، وأما ما يدندن حوله أرباب علم المعاني والبيان من اشتراط ذلك ، وعدم الوقوف على حقيقة معاني الكتاب والسنة بدونه ، فأقول: ليس الأمر كما قالوا ؛ لأن ما تمس الحاجة إليه في معرفة الأحكام الشرعية قد أغنى عنه ما قدمنا ذكره من اللغة والنحو ، والصرف ، والأصول والزائد عليه ، وإن كان من دقائق العربية ، وأسرارها و مما له مزيد تأثير في معرفة بلاغة الكتاب العزيز ، لكن ذلك أمر وراء ما نحن بصدده ، وربما يقول قائل: بأن هذه المقالة مقالة من لم يعرف ذلك الفن حق معرفته . وليس الأمر كما يقول ، فإني قد شغلت برهة من العمر في هذا الفن فمنه ما قعدت فيه بين أيدي الشيوخ كشرح التلخيص المختصر ، وحواشيه ، وشرحه المطول ، وحواشيه ، وشرحه الأطول ، ومنه ما طالعته مطالعة متعقب ، وهو ماعدا ما قدمته ، وقد كنت أظن في مبادىء طلب هذا الفن ما يظنه هذا القائل ، ثم قلتُ ما قلتُ عن خبرة وممارسة وتجريب و الزمخشري وأمثاله وإن رغبوا في هذا الفن فذلك من حيث كون له مدخلا في معرفة البلاغة كما قدمنا .(1/1196)
وهذا الجواب الذي ذكرته ههنا هو الجواب عن المعترض في سائر ما أهملته مما يظن أنه معتبر في الاجتهاد ، ومع ذلك كله فلسنا إلا بصدد بيان القدر الذي يجب عنده العمل بالكتاب والسنة و إلا فنحن ممن يرغب الطلبة في الاستكثار من المعارف العلمية على اختلاف أنواعها ، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك ، ومن رام الوقوف على ما يحتاج إليه طالب العلم من العلوم على التفصيل ، والتحقيق فليرجع إلى الكتاب الذي جمعته في هذا وسميته "أدب الطلب ومنتهى الأرب" فهو كتاب لا يستغني عنه طالب الحق ، على أني أقول بعد هذا: إن من كان عاطلا عن العلومِ الواجبُ عليه أن يسأل من يثق بدينه وعلمه ، عن نصوص الكتاب والسنة في الأمور التي تجب عليه من عبادة أو معاملة وسائر ما يحدث له فيقول لمن يسأله: علمني أصح ما ثبت في ذلك من الأدلة حتى أعمل به . وليس هذا من التقليد في شيء ، لأنه لم يسأله عن رأيه ، بل عن روايته ، ولكنه لما كان لجهله لا يفطن ألفاظ الكتاب والسنة ، وجب عليه أن يسأل من يفطن ذلك ، فهو عامل بالكتاب والسنة بواسطة المسؤل .(1/1197)
ومن أحرز ما قدمنا من العلوم عمل بها بلا واسطة في التفهيم ، وهذا يقال له مجتهد والعامي المعتمد على السؤال ليس بمقلد ، ولا مجتهد بل عامل بدليل بواسطة مجتهد يفهمه معانيه ، وقد كان غالب السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين هم خير القرون من هذه الطبقة ، ولا ريب أن العلماء بالنسبة إلى غير العلماء أقل قليل ، فمن قال: إنه لا واسطة بين المقلد والمجتهد . قلنا له: قد كان غالب السلف الصالح ليسوا بمقلدين ولا مجتهدين ، أما كونهم ليسوا بمقلدين فلأنه لم يسمع عن أحد من مقصري الصحابة أنه قلد عالما من علماء الصحابة المشاهير بل كان جميع المقصرين منهم يستروون علمائهم نصوص الأدلة ، ويعملون بها ، وكذلك من بعدهم من التابعين ، وتابعيهم . ومَن قال: إن جميع الصحابة مجتهدون ، وجميع التابعين وتابعيهم ؛ فقد أعظم الفرية ، وجاء بما لا يقبله عارف . وهذه المذاهب والتقليدات التي معناها قبول قول الغير دون حجة لم تحدث إلا بعد انقراض خير القرون ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
وخير الأمور السالفات على الهدى **** وشر الأمور المحدثات البدائع
وإذا لم يسع غير العالم في عصور الخلف ، ما وسعه في عصور السلف ؛ فلا وسع الله عليه.
المذهب الظاهري ليس وهو مذهب داود ، وأتباعه فقط !
في ترجمة أبي حيان 2/290 : قال ابن حجر كان أبو حيان يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه. انتهى.(1/1198)
ولقد صدق في مقاله فمذهب الظاهر هو أول الفكر آخر العمل عند من منح الإنصاف ، ولم يرد على فطرته ما يغيرها عن أصلها ، وليس وهو مذهب داود الظاهري وأتباعه فقط ، بل هو مذهب أكابر العلماء المتقيدين بنصوص الشرع من عصر الصحابة إلى الآن ، وداود واحد منهم ، وإنما اشتهر عنه الجمود في مسائل وقف فيها على الظاهر حيث لا ينبغي الوقوف ، وأهمل من أنواع القياس مالا ينبغي لمنصف إهماله ، وبالجملة فمذهب الظاهر ، وهو العمل بظاهر الكتاب والسنة بجميع الدلالات ، وطرح التعويل على محض الرأي الذي لا يرجع إليهما بوجه من وجوه الدلالة ، وأنت إذا أمعنت النظر في مقالات أكابر المجتهدين المشتغلين بالأدلة وجدتها من مذهب الظاهر بعينه ، بل إذا رزقت الإنصاف ، وعرفت العلوم الاجتهادية كما ينبغي ، ونظرت في علوم الكتاب والسنة حق النظر كنت ظاهريا أي عاملا بظاهر الشرع منسوبا إليه ، لا إلى داود الظاهري فإن نسبتك ونسبته إلى الظاهر متفقة وهذه النسبة هي مساوية للنسبة إلى الإيمان والإسلام وإلى خاتم الرسل عليه أفضل الصلوات التسليم ، وإلى مذهب الظاهر بالمعنى الذي أوضحناه أشار ابن حزم بقوله:
وما أنا إلا ظاهري وإنني *** على ما بدا حتى يقوم دليل .
لا خير في علمِ مَنْ لا يعرف علم الحديث:
وقال 2/262: وقال المقري في عقوده: كان يسلك طريقا من الورع فيسمح في أشياء يحمله عليها بعده عن معرفة السنن والآثار ، وانحرافه عن الحديث ، وأهله بحيث كان ينهى عن النظر في كلام النووي ، ويقول: هو ظاهري ، ويحض على كتب الغزالي انتهى.
ومن هذه الحيثية قال في ابن تيمية ما قال [تكفيره و..]، وليس في علم إنسان خير إذا كان لا يعرف علم الحديث ، وإن بلغ في التحقيق إلى ما ينال.
رأيه في كتاب البدر التمام(1/1199)
وقال 1/230 في ترجمة الحسين المغربي: وهو مصنف "البدر التمام شرح بلوغ المرام " وهو شرح حافل نقل ما في التلخيص من الكلام على متون الأحاديث وأسانيدها ثم إذا كان الحديث في البخاري نقل شرحه من فتح الباري وإذا كان في صحيح مسلم نقل شرحه من شرح النووي ، وتارة ينقل من شرح السنن لابن رسلان ، ولكنه لا ينسب هذه النقول إلى أهلها غالبا مع كونه يسوقها باللفظ ، وينقل الخلافات من البحر الزخار للإمام المهدي أحمد بن يحيى ، وفي بعض الأحوال من نهاية ابن رشد ، ويترك التعرض للترجيح في غالب الحالات ، وهو ثمرة الاجتهاد ، وعلى كل حال فهو شرح مفيد .
رأيه في كتاب فصول البدائع في أصول الشرائع
وفي ترجمة محمد الفنادي 2/266: وهو مصنف فصول البدائع في أصول الشرائع جمع فيه المنار والبزدوي ومحصول الإمام الرازي ومختصر ابن الحاحب وغير ذلك وأقام في عمله ثلاثين سنة ، وهو من أجل الكتب الأصولية ، وأنفعها وأكثرها فوائد.
وقال عنه أيضا : وله منظومة في عشرين فنا أتى في كل فن بمسألة ، وغير أسماء تلك الفنون بطرق الألغاز امتحانا لفضلاء دهره ، ولم يقدروا على تعيين فنونها فضلا عن حل مسائلها مع أنه قال: إنه عمل ذلك في يوم ! وقد حلها ابنه محمد ، وكتب منظومة يتضمن الجواب على منظومة والده.(1/1200)
من مواقفه : ومن تصلبه في الدين وتثبته في القضاء أنه رد شهادة سلطان الروم في قضية فسأله السلطان عن سبب ذلك ؟ فقال: إنك تارك للجماعة. فبنى السلطان قدام قصره جامعا ، وعين لنفسه فيه موضعا ، ولم يترك الجماعة بعد ذلك. فلله در هذا العالم الصادع بالحق مع ما هو فيه من التقلب في نعمة سلطانه التي سمعت بعض وصفها ، ورب عالم لا يقدر على الكلمة الواحدة في الحق لمن له عليه أدنى نعمة مخافة من زوالها ، بل رب عالم يمنعه رجاء العطية ، ونيل الرتبة السنية عن التكلم بالحق ، ولم يكن بيده إلا مجرد الأماني الأشعبية ، ورحم الله هذا السلطان الذي سمع الحق فاتبع ، ولم تصده سورة الملك وما هو فيه من سلطان الذي كاد يطبق الأرض عن قبول ذلك وهذا السلطان المرحوم هو السلطان بايزيد بن مراد .
---
عبدالرحمن السديس
05-24-2004, 04:29 PM
نظم زاد المعاد ، وشرحه
وقال في ترجمة الحسن بن إسحاق 1/194: وصنف تصانيف منها منظومة الهدي النبوي لابن القيم ثم شرحها شرحا نفيسا.
تأثير التلميذ بشيخه ، وتبني أقواله
وقال في ترجمة السخاوي 2/187 : وقد غلبت عليه محبة شيخه الحافظ ابن حجر فصار لا يخرج عن غالب أقواله ، كما غلبت على ابن القيم محبة شيخه ابن تيمية ، وعلى الهيثمي محبة شيخه العراقي.
لم يأخذ القراءات عن شيخ !
في ترجمة السيوطي 1/330 : من العلوم التي عنده ...: ودونها القراءات ولم آخذها عن شيخ .
لا نامت أعين الكسالى
في ترجمة 1/265 سليمان بن إبراهيم العكي الزبيدي التعزي
وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة ، وارتحلوا إليه من الأفاق ، وتتلمذ له مالا يحيط به الحصر حدث عن نفسه أنه : قرأ البخاري أكثر من خمسين مرة.
لا تقل كبرت ، ولا أقدر على طلب العلم(1/1201)
في ترجمة أحمد بن علي الصنعاني 1/82 : اشتغل بطلب العلم بعد أن قارب الخمسين من عمره ، ثم قرأ عليّ في النحو والصرف ، والمنطق والمعاني والبيان ، والحديث ، والتفسير وأدرك إدراكا كاملا ، لاسيما في العلوم الآلية.
من يقوى على مناظرة ابن تيمية
في ترجمة أحمد بن نجم الدين ابن الرفعة 1/115 : واشتهر بالفقه إلى أن صار يضرب به المثل وكان إذا أطلق الفقيه انصرف إليه بغير مشارك ... وكان قد ندب لمناظرة ابن تيمية ، وسئل ابن تيمية عنه بعد ذلك ؟ فقال: رأيت شيخا يتقاطر فقه الشافعية من لحيته هكذا ذكر ابن حجر في الدرر .
وندب صاحب الترجمة لمناظرة ابن تيمية لا يفعله إلا من لا يفهم ، ولا يدرى بمقادير العلماء فابن تيمية هو ذلك الإمام المتبحر في جميع المعارف على اختلاف أنواعها ، وأين يقع صاحب الترجمة منه ، وماذا عساه يفعل في مناظرته ؟! اللهم إلا أن تكون المناظرة بينهما في فقه الشافعية ؛ فصاحب الترجمة أهل للمناظرة ، وأما فيما عدا ذلك فلا يقابل ابن تيمية بمثله إلا من لا يفهم ، ولعل النادب له بعض أولئك الأمراء الذين كانوا يشتغلون بما لا يعنيهم من أمر العلماء كسلار ، وبيبرس ، و أضرابهما ، ولا ريب أن صاحب الترجمة غير مدفوع عن تقدمه في فقه الشافعية ، ولكن لا مدخل للمناظرة فيه بين مجتهد ومقلد.
حادثة عجيبة !(1/1202)
[بعد أن ذكر اثنين من المعمرين تجاوزت أعمارهم مائة وعشرون عاما..قال:]ومما يحسن ذكره هنا أن رجلا يقال له: حسين عامر الداغية من بلاد الحدا بلغ في العمر إلى نحو تسعين سنة ، ثم ظهر برأسه قرنان كقرون المعز فوق أذنيه ، وانعطفا على أذنيه ، وشاعت الأخبار بذلك إلى أن بلغت إلينا إلى مدينة صنعاء ، وكان المخبرون ثقات من أهل العلم ، ثم لما بلغ الخبر خليفة العصر ـ حفظه الله ـ أرسل رسولا يأتي به ، وكان ذلك باطلاعي ، فرجعت جوابات من شيخ ذلك المحل ، وهو رجل يقال له: سعد مفتاح أن صاحب القرون موجود لديهم بيقين ، ولكنه قطعهما لما تأذى بهما ، ورأيت الجوابات ، ثم تواترت القضية تواترا لم يبق فيه شك.
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2004, 11:34 PM
جزاك الله خيراً على هذه النقول النفيسة
---
عبدالرحمن السديس
05-25-2004, 04:32 PM
جزاك الله خيرا
سبب تسميته بالكافيجي
في ترجمة محمد بن سليمان 2/171 :
وأكثر من قراءة الكافية لابن الحاجب ، وإقرائها حتى نسب إليها بزيادة جيم كما هي قاعدة الترك في النسب.
وفيها مما يستحسن ما :
قال السيوطي: إنه لازمه أربع عشرة سنة ،وما جاءه مرة إلا وسمع من التحقيقات ، والعجائب ما لم يسمع قبل ذلك. قال: قال لي يوما: ما إعراب زيد قائم ؟ فقلتُ: قد صرنا مقام الصغار نسأل عن هذا ! فقال له: في زيد قائم مائة وثلاثة عشر بحثا ، فقلتُ: لا أقوم من هذا المجلس حتى أستفيدها فأخرج لي تذكرتها ، فكتبتها منه.
من يجمع هذه العلوم ؟
في ترجمة محمد بن محمد بن أبي القاسم المشدالي 2/247:
وحفظ بها القرآن وتلا بالسبع .. ، وحفظ شيئا كثيرا من المختصرات ، بل والمطولات
[ثم ساق العلوم التي تعلمها وذكر العلماء الذين أخذ عنهم والعلوم هي]:(1/1203)
العربية ، والنحو ، والصرف ، والعروض ، والمعاني ، والبيان ، والتفسير ، والحديث ، والأصول ، والفقه ، والمنطق ، والميقات ، والحساب ، والجبر ، والمقابلة ، والهيئة ، والمرايا ، والمناظر ، والأوفاق ، والطب والإسطرلاب! ، والصفائح ، والجيوب ، و الإرتماطيقى! ، و الموسيقى ! ، والطلمسات !.
فهذه سبعة وعشرون فنا ، ومع القراءات تكون ثمانية وعشرون فنا .
ومما يستحسن ذكره أيضا قوله:
ودرس الناس في عدة فنون فبهر العقول ، وأدهش الألباب على أسلوب غريب بعبارة جزلة ، وطلاقة كأنها السيل بحيث يكون جهد الفاضل البحاث أن يفهم ما يلقيه ! حتى قال له الطلبة: تنزل لنا في العبارة فإنا لا نفهم جميع ما تقول. فقال: لا تنزلوني إليكم ودعوني أرقيكم إليّ فبعد كذا وكذا ـ مدة حدها ـ تصيرون إلى فهم كلامي ، فكان الأمر كما قال.
ومما يستحسن أيضا قوله :
وكان جماعة من أعيان تلامذته يطالعون الدرس ، ويجتهدون في ذلك غاية الاجتهاد ، حتى يظن بعضهم أنه يفوق عليه ، فإذا وقع الدرس أظهر لهم من المباحث ما لم يخطر لهم ببال ! مع امتحانهم له مرارا فيجدونه في خلوته نائما غير مكترث بمطالعة ، ولا غيرها.اهـ
أقول: أين من يقدر على مثل ذلك ، ولو مع طول التحضير ، والمطالعة ؟
ولعلي أختم بما :
قال البقاعي حضرت درسه بالجامع الأزهر في فقه المالكية ، فظهر لي أنني ما رأيت مثله ، ولا رأى هو مثل نفسه ، وأن من لم يحضر درسه لم يحضر العلم ، ولا سمع كلام العرب ، ولا رأى الناس ، بل ولا خرج إلى الوجود .
وقال ابن الهمام: هذا الرجل لا ينتفع بكلامه ، ولا ينبغي أن يحضر درسه إلا حذاق العلماء .
من يستحق لفظ العلامة
في ترجمة محمود بن مسعود قطب الدين الشيرازي الشافعي 2/299(1/1204)
ولقبه عند الفضلاء "الشارح العلامة " .. وقد استمر على تعظيمه من بعدهم حتى صار العلامة إذا أطلق لا يفهم غيره ، بل جاوز ذلك كثير من المصنفين المتأخرين الذين غالب نظرهم مقصور على مثل علمه ، فقالوا: لا يطلق ذلك في الاصطلاح إلا عليه . ولا عتب عليهم فهم لا يعلمون بالعلوم الشرعية ، حتى يعرفوا مقدار أهلها ، وقد عاصر صاحب الترجمة من أئمة العلم من لا يرتقى هو إلى شيء بالنسبة إليهم ، وكذلك جاء بعد عصره أكابر كما مر بك في هذا الكتاب ، وكما سيأتي ، وأكثرهم أحق بوصفه بالعلامة فضلا عن كونه مستحقا ، وأين يقع من مثل من جمع منهم بين علمي المعقول والمنقول ، وبهر بعلومه الأفهام والعقول ؟!
كلمة عن المجدد المجاهد محمد بن عبد الوهاب
في ترجمة الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد 1/262 :
وصل إليه [محمد بن سعود]الشيخُ العلامة محمد بن عبد الوهاب الداعي إلى التوحيد المنكر على المعتقدين في الأموات ، فأجابه وقام بنصره ، وما زال يجاهد من يخالفه ، وكانت تلك البلاد قد غلبت عليها أمور الجاهلية وصار الإسلام فيها غريبا ـ إلى أن قال ـ ومازال الوافدون من سعود يفدون إلينا إلى صنعاء إلى حضرة الإمام المنصور ، وإلى حضرة ولده الإمام المتوكل بمكاتيب إليهما بالدعوة إلى التوحيد ، وهدم القبور المشيدة ، والقباب المرتفعة ، ويكتب إليّ أيضا مع ما يصل من الكتب إلى الإماميين ، ثم وقع الهدم للقباب ، والقبور المشيدة في صنعاء ، وفي كثير من الأمكنة المجاورة .(1/1205)
وفي 2/7 : وصل من صاحب نجد المذكور [سعود]مجلدان لطيفان أرسل بهما إلى حضرة مولانا الإمام حفظه الله أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد ، والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتقدون في القبور ، وهي رسائل جيدة مشحونة بأدلة الكتاب والسنة ، والمجلد الآخر يتضمن الرد على جماعة من المقصرين من فقهاء صنعاء ، وصعدة ذاكروه في مسائل متعلقة بأصول الدين ، وبجماعة من الصحابة ، فأجاب عليهم جوابات محررة مقررة محققة تدل على أن المجيب من العلماء المحققين العارفين بالكتاب والسنة ، وقد هدم عليهم جميع ما بنوه ، وأبطل جميع ما دونوه ؛ لأنهم مقصرون متعصبون ، فصار ما فعلوه خزيا عليهم ، وعلى أهل صنعاء وصعدة ، وهكذا من تصدر ولم يعرف مقدار نفسه.
كلامه على بعض قضاة المالكية :
قال الشوكاني 1/21: وقد امتحن الله أهل تلك الديار بقضاة من المالكية يتجرون على سفك الدماء بما لا يحل به أدنى تعزير فأراقوا دماء جماعة من أهل العلم جهالة وضلالة وجرأة على الله ومخالفة لشريعة رسول الله وتلاعبا بدينه بمجرد نصوص فقهية واستنباطات فروعية ليس عليها أثارة من علم فإنا لله وإنا إليه راجعون.(1/1206)
وقال 1/40 : قال السخاوي: وقع بينه وبين حميد الدين النعماني المنسوب إلى أبي حنيفة والمحكي أنه من ذريته مباحث تسطا فيها عليه وتشاتما بحيث تعدى هذا إلى آبائه ووصل علم ذلك إلى السلطان فأمر بالقبض عليه وسجنه بالبرج ثم ادعى عليه عند قاضى الحنفية ابن الديري وأقيمت البينة بالشتم وبكون المشتوم من ذرية الإمام أبى حنيفة وعزر بحضرة السلطان نحو ثمانين ضربة وأمر بنفيه وأخرج عن تدريس الفقه بالبرقوقيه فاستقر فيه الجلال المحلى اهـ. قلتُ: وقد لطف الله بالمترجم له بمرافعته إلى حاكم حنفي فلو روفع إلى مالكي لحكم بضرب عنقه وقبح الله هذه المجازفات والاستحلال للدماء والأعراض بمجرد أشياء لم يوجب الله فيها إراقة دم ولا هتك عرض فان ضرب هذا العالم الكبير نحو ثمانين جلدة ونفيه وتمزيق عرضه والوضع من شأنه بمجرد كونه شاتم من شاتمه ظلم بين وعسف ظاهر ولا سيما إذا كان لا يدرى بانتساب من ذكر إلى ذلك الإمام..
وقال :1/67 : ولقد أحسن المترجم (ابن تيمية ) له رحمه الله بالتصميم على عدم الإجابة عند ذلك القاضي الجريء (....) ولو وقعت منه الإجابة لم يبعد الحكم بإراقة دم هذا الإمام الذي سمح الزمان به ، وهو بمثله بخيل ولا سيما هذا القاضي من المالكية الذي يقال له ابن مخلوف فإنه من (.....) المتجرئين على سفك دماء المسلمين بمجرد أكاذيب وكلمات ليس المراد بها ما يحملونها عليه وناهيك بقوله أن هذا الإمام قد استحق القتل وثبت لديه كفره ولا يساوى (....) بل لا يصلح لأن يكون (....) وما زال هذا القاضي (....) يتطلب الفرص التي يتوصل بها إلى إراقة دم هذا الإمام فحجبه الله عنه وحال بينه وبينه والحمد لله رب العالمين.
(ما بين القوسين كلام غير جيد لم أستحب نقله ، وهذا نادرا ما يخرج منه)
2/194: وقتله على الصفة المذكورة هو من تلك المجازفات التي صار يرتكبها قضاة المالكية ويريقون بها الدماء المسلمين بلا قرآن ولا برهان .
---
عبدالرحمن السديس(1/1207)
05-26-2004, 06:38 PM
وفي 2/39-37 : (بعد أن ذكر قصيدة له في جواب من سأله عن المتصوفة ورأيه ...وذكر أنه ألف كتابا في ذلك .. ) وقد أوضحت في تلك الرسالة حال كل واحد من هؤلاء وأوردت نصوص كتبهم وبينت أقوال العلماء في شأنهم ، وكان تحرير هذا الجواب في عنفوان الشباب ، وأنا الآن أتوقف في حال هؤلاء ، وأتبرأ من كل ما كان من أقوالهم ، وأفعالهم مخالفا لهذه الشريعة البيضاء الواضحة التي ليلها كنهارها ولم يتعبدني الله بتكفير من صار في ظاهر أمره من أهل الإسلام ، وهب أن المراد بما في كتبهم وما نقل عنهم من الكلمات المستنكرة المعنى الظاهر ، والمدلول العربي وأنه قاض على قائله بالكفر البواح والضلال الصراح ، فمن أين لنا أن قائله لم يتب عنه ؟ ونحن لو كنا في عصره ، بل في مصره ، بل في منزله الذي يعالج فيه سكرات الموت لم يكن لنا إلى القطع بعدم التوبة سبيل ، لأنها تقع من العبد بمجرد عقد القلب ما لم يغرغر بالموت ، فكيف وبيننا وبينهم من السنين عدة مئين ؟
ولا يصح الاعتراض على هذا بالكفار ، فيقال: هذا التجويز ممكن في الكفار على اختلاف أنواعهم ، لأنا نقول فرق بين من أصله الإسلام ، ومن أصله الكفر فإن الحمل على الأصل مع اللبس هو الواجب لاسيما ، والخروج من الكفر إلى الإسلام لا يكون إلا بأقوال ، وأفعال لا بمجرد عقد القلب ، والتوجه بالنية المشتملين على الندم ، والعزم على عدم المعاودة ، فإن ذلك يكفي في التوبة ، ولا يكفي في مصير الكافر مسلما.اهـ.
أقول: لو أضاف القائل إلى كلامه : إن لم يتب من قوله .. ، أو ينسب الكلام للقول ، فيقول: من قال كذا ، وكذا ... فحكمه كذا ..أو نحوه مما هو معلوم ؛ فلعلها تبرأ ذمته إن شاء الله ، فما زال أئمة الدين يبينون أحوال أمثال هؤلاء نصحا لدين الله ، ولعباده ..(1/1208)
ـ إلى أن قال ـ : وفي هذه الإشارة كفاية لمن له هداية وفى ذنوبنا التي قد أثقلت ظهورنا لقلوبنا أعظم شغلة ، وطوبى لمن شغلته عيوبه ، ومن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه (أقول: أحيانا يدخل في نصيحة المؤمنين وتحذيرهم من هذه المذاهب الرديئة ، وهذا مما يعنيه) فالراحلة التي قد حملت مالا تكاد تنوء به إذا وضع عليها زيادة عليه انقطع ظهرها ، وقعدت على الطريق قبل وصول المنزل ، وبلا شك أن التوثب على ثلب أعراض المشكوك في إسلامهم فضلا عن المقطوع بإسلامهم جراءة غير محمودة ، فربما كذب الظن ، وبطل الحديث ، وتقشعت سحائب الشكوك ، وتجلت ظلمات الظنون ، وطاحت الدقائق وحقت الحقائق ، وأن يوما يفر المرء من أبيه ويشح بما معه من الحسنات على أحبابه ، وذويه لحقيق بأن يحافظ فيه على الحسنات ، ولا يدعها يوم القيامة نهبا بين قوم قد صاروا تحت أطباق الثرى قبل أن يخرج إلى هذا العالم بدهور ، وهو غير محمود على ذلك ، ولا مأجور ، فهذا مالا يفعله بنفسه العاقل ، وأشد من ذلك أن ينثر جراب طاعاته ، وينثل كنانة حسناته على أعدائه غير مشكور بل مقهور ، وهكذا يفعل عند الحضور للحساب بين يدي الجبار بالمغتابين ، والنمامين ، والهمازين ، واللمازين ، فإنه قد علم بالضرورة الدينية أن مظلمة العرض ؛ كمظلمة المال ، والدم ، ومجرد التفاوت في مقدار المظلمة لا يوجب عدم إنصاف ذلك الشيء المتفاوت ، أو بعضه بكونه مظلمة ، فكل واحدة من هذه الثلاث مظلمة لآدمي ، وكل مظلمة لآدمي لا تسقط إلا بعفوه وما لم يعف عنه باق على فاعله يوافي عرصات القيامة ، فقل لي كيف يرجو من ظلم ميتا بثلب عرضه أن يعفو عنه ؟ ومن ذاك الذي يعفو في هذا الموقف ، وهو أحوج ما كان إلى ما يقيه عن النار ، وإذا التبس عليك هذا فانظر ما تجده من الطباع البشرية في هذه الدار ، فإنه لو ألقي الواحد من هذا النوع الإنساني إلى نار من نيار هذه الدنيا ، وأمكنه أن يتقيها بأبيه أو بأمه أو بابنه أو(1/1209)
بحبيبه ؛ لفعل ! فكيف بنار الآخرة التي ليست نار هذه الدنيا بالنسبة إليها شيئا ، ومن هذه الحيثية قال بعض من نظر بعين الحقيقة: لو كنت مغتابا أحدا لاغتبت أبي وأمي لأنهما أحق بحسناتي التي تؤخذ منى قسرا وما أحسن هذا الكلام .
ولا ريب أن أشد أنواع الغيبة ، وأضرها ، وأشرها وأكثرها بلاء ، وعقابا ما بلغ منها إلى حد التكفير ، واللعن فإنه قد صح أن تكفير المؤمن كفر ، ولعنه راجع على فاعله ، وسبابه فسق ، وهذه عقوبة من جهة الله سبحانه . وأما من وقع له التكفير ، واللعن ، والسب ، فمظلمة باقية على ظهر المكفر واللاعن والسباب ، فانظر كيف صار المكفر كافرا ، واللاعن ملعونا ، والسباب فاسقا ولم يكن ذلك حد عقوبته ، بل غريمه ينتظر بعرصات المحشر ليأخذ من حسناته ، أو يضع عليه من سيئاته بمقدار تلك المظلمة ، ومع ذلك فلا بد من شيء غير ذلك ، وهو العقوبة على مخالفة النهي لأن الله قد نهى في كتابه ، وعلى لسان رسوله صصص عن الغيبة بجميع أقسامها ، ومخالف النهي فاعل محرم ، وفاعل المحرم معاقب عليه ، وهذا عارض من القول جرى به القلم ، ثم أحجم عن الكلام سائلا من الله حسن الختام.
ومما فاتني أن أنبه عليه كثرة الأشعار ، والمطارحات الأدبية في الكتاب خصوصا مطارحة المؤلف مع معاصريه ، وكذا مطارحات علماء اليمن فالكتاب مليء ولعلي أختم المراد بهذا النقل ففيه عدة فوائد مستحسنة :
في ترجمة السيد صلاح بن أحمد المؤيدي 1/293 قال :(1/1210)
كان من عجائب الدهر وغرائبه فان مجموع عمره تسع وعشرون سنة ، وقد فاز من كل فن بنصيب وافر وصار له في الأدب قصائد طنانة يعجز أهل الأعمار الطويلة عن اللحاق به فيها ، وصنف في هذا العمر القصير التصانيف المفيدة ، والفوائد الفريدة العديدة ، فمن مصنفاته شرح شواهد النحو ، واختصر شرح العباسي لشواهد التلخيص ، وشرح الفصول شرحا حافلا ، وشرح الهداية ففرغ من الخطبة ، وقد اجتمع من الشرح مجلد ، وله مع ذلك ديوان شعر كله غرر ، ودرر ، وفيه معاني مبتكره فمنه
وصغيرة حاولت فض ختامها *** من بعد فرط تحنن وتلطف
وقلبتها نحوي فقالتْ عند ذا *** قلبي يحدثني بأنك متلفي
وهذا تضمين يطرب له الجماد ، وترق لحسنه الصم الصلاد ، ومع هذه الفضائل التي نالها في هذا الأمد القريب ، فهو مجاهد ـ فذكر شيئا من جهاده ثم قال: ـ وغزا إلى جهات متعددة ، وكان منصورا في جميع حروبه ، وكان مجلسه معمورا بالعلماء ، والأدباء ، وأهل الفضائل .
قال القاضي أحمد بن صالح في مطلع البدور: رأيته في بعض الأيام خارجا إلى بعض المنتزهات بصعدة ، فسمعت الرهج ، وحركة الخيل ، فوقفت لأنظر فخرج في نحو خمسة وثلاثين فارسا إلى منتزة ، وهم يتراجعون في الطريق بالأدبيات ، ومنهم من ينشد صاحبه الشعر ، ويستنشده ، وكان هذا دأبه ، وإذا سافر أول ما تضرب خيمة الكتب ، وإذا ضربت دخل إليها ، ونشر الكتب ، والخدم يصلحون الخيم الأخرى ، ولا يزال ليله جميعه ينظر في العلم ، ويحرر ويقرر مع سلامة ذوقه ، وكان مع هذه الجلالة يلاطف أصحابه ، وكتابه بالأدبيات والأشعار السحريات ...
انتهى المراد نقله من هذا الكتاب الجليل ، وقد تركتُ فيه الكثير الكثير . والله أعلم.
---
عبدالرحمن السديس
06-04-2005, 05:44 PM
في ترجمة لطف الباري بن أحمد الصنعاني ص 579 ط: العمري:
وكان صاحب الترجمة: ...
متفردا في أمور منها :(1/1211)
الورع الشحيح ، والاشتغال بخاصة النفس ، والإقبال على العبادة والاستكثار من الطاعة ، وحسن الخلق ، والتواضع ، والبشاش ، والانجماع عن الناس إلا فيما لا بد منه ، وحفظ اللسان عن الهفوات ، والكبوات لاسيما بما فيه تبعة كالغيبة ، والنميمة فإنه لا يحفظ عنه في ذلك شيء بل لا ينطق لسانه إلا بذكر الله ، والتذكير ،
أو بإملاء تفسير كتاب الله ، وأحاديث رسول الله ،
وليس له التفات إلى شيء من أحوال بنى الدنيا ،
ولم يكن له شغلة بسوى أعمال الآخرة.
ولِوَعِظِه في القلوب وقعٌ ، ولكلامه في النفوس تأثير مع فصاحة زائدة ، وحسن سمت ، ورجاحة عقل ، وجمال هيئة ، ونور شيبة ، وملاحة شكل ، وكمال خلقة .
والحاصل:
أنه من محاسن الدهر (!)، ولم يخلف بعده مثله في مجموعه ، وله أتم عناية ، وأكمل رغبة بالعمل بما جاءت به السنة ، والمشي على نمط السلف الصالح ، وعدم التقليد بالرأي ،
وله في حسن التعليم مسلك حسن لا يقدر عليه غيره ، وقد تخرج به جماعة من أكابر العلماء ...
وكان يبذل نفسه في قضاء حوائج من يستعين به ، ويبالغ في ذلك ، ولم يترك طريقا من طرق الخير إلا سلكها ، وفاق فيها.
ووالد صاحب الترجمة: كان من أكابر العلماء أخذ عن جماعة من أهل العلم .. : وكان يحيى الليل بدرس كتاب الله ، وإذا غلبه النوم نام متكئا قليلا ثم يعود للتلاوة .اهـ
أين نحن من بعض هذا ؟!
---
أبو حسن
08-15-2006, 06:15 AM
جزيت خيرا على هذه الفوائد
---
(1/1212)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( الإعجاز اللغوي للقرآن ) منقول من كتاب ( أكذوبة الإعجاز العلمي في القران)
---
( الإعجاز اللغوي للقرآن ) منقول من كتاب ( أكذوبة الإعجاز العلمي في القران)
---
محمد إسماعيل
06-05-2005, 03:27 AM
هذا المقال منقول من كتاب:( أكذوبة الإعجاز العلمي في القران )
وقد أجبت عن سؤالين من الأسئلة التي اعترض بها هذا الخبيث على بلاغة القرآن، وأرجو من الإخوة العلماء، وأخصُّ علماء البلاغة، والباحثين المتحمسين أن يشاركوا في الرد على هذه المطاعن الخبيثة، على القرآن الكريم، الذي هو الأعلى في الفصاحة والبلاغة وحسن النظم رغم أنف الكفرة والملحدين والمنافقين.
ـــــــــ
الإعجاز اللغوي
في اعتقاد المسلمين ان القرآن معجزة , وهو معجزة لأنه كلام الله المباشر, وهو معجزة في بيانه وبديعه , أي في نظمه وتأليفه ورصفه وفصاحته وبلاغته والى كل ما من هنالك من إعجاز لغوي.
مع كل تلك الرغبة في تعجيز الإنسان واستغبائه , وكل تلك الرغبة في مصادرة الحقيقة وتعميتها عن عقول بني البشر , لنا ان نتساءل لو تركنا للعقل شيئا من دوره وحقه في ان يسال :
نسأل: أي إعجاز في قول القرآن :{ أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما }؟ والتركيب الصحيح هو: انزل على عبده الكتاب قيما، ولم يجعل له عوجا.
وأي أعجاز في فوله:{ أرنا الله جهرة }؟ والصحيح كما قال ابن عباس وابن جرير:( قالوا جهرة : أرنا الله ). أي: ان سؤالهم كان جهرة.
ونسأل: أي أعجاز في قوله:{ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه }؟ والصحيح هو:( من اتخذ هواه الهه؛ لأن من اتخذ الهه هواه فهو غير مذموم –
ونسأل: أي إعجاز في قوله:{ فضحكت فبشرناها }؟ والصحيح هو: فبشرناها فضحكت.
وأيضا أي إعجاز في قوله:{ لولا كلمة من ربك لكان لزاما وأجل مسمى }؟ والصحيح هو: ولولا كلمة واجل مسمى لكان لزاما ....(1/1213)
وأين الأعجاز في قوله:{ فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم وإنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا }؟ والصحيح:" لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا, إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة.
وفي القرآن غرابات( هكذا وردت ) منها شبهة في مرجع الضمائر إلى أصحابها , فيحتار المرء في المعنى المقصود مثلا في قوله:{ إليه يصعد الكلام الطيب , والعمل الصالح يرفعه }.
فالضمير في " يرفعه " كقواعد لغة يجب ان يعود فيما عاد إليه ضمير "إليه " وهو الله , ولكن لا يستقيم المعنى إلا بان يعود إلى " الكلام الطيب". أو إلى " العمل الصالح ". ولكنها إحدى حزا زير القرآن.
وأما قوله:{ ولا تستفت فيهم منهم أحدا } فإرجاع الضمائر لأصحابها فيها الكثير من الخلط فهل كل هذا الخلط فيه من الإعجاز شيء؟؟!!!
وهل هو جائز في اللغة والمنطق؟؟!!!
ومن غرابات القرآن مثلا في قوله: { هو الله أحد , الله الصمد }؟ لماذا جاءت لفظة " أحد " في صيغة النكرة و"الصمد " جاءت في صيغة المعرفة ؟!!
وفي قوله:{ ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا و محرم على أزواجنا } لماذا جاءت لفظة خالصة مؤنثة , ومحرم مذكرة ؟؟؟!!!! فقد بحث لها المفسرون عن حجة فما استطاعوا إلا ان يبرروا بأن " محرم " ترجع إلى "ما" ,وكلمة "خالصة " ترجع إلى الأنعام".. فهل هذا مقبول من العقل ؟!!
ولماذا أجاز القرآن التأنيث في مكان ولم يجزه في مكان آخر, فمثلا في قوله:{ أعجاز نخل خاوية }، ثم يقول في مكان آخر:{ وأعجاز نخل منقعر } , وفي قوله:{ السماء منفطر }، وفي مكان آخر:{ إذا انفطرت السماء }, والى ما هنالك من غرائب كثيرة في القرآن.
ثم أيضا أيهما أصح في الأعجاز؟! قوله:{ ادخلوا الباب سجدا وقولوا: حطة }. أم قوله:{ قولوا حطة وادخلوا الباب سجدا }؟؟!!!
أو قوله:{ ما أهل به لغير الله }. أم قوله:{ ما أهل لغير الله به } ؟!!(1/1214)
أو قوله:{ ولن تمسنا النار أياما معدودة }. أ م قوله: { أياما معدودات }؟؟!!!
أو قوله:{ ان هدى الله هو هدى }. أم قوله:{ ان الهدى هدى الله } ؟؟!!!!
أو قوله:{...... وما أنزل إلينا }. أم قوله:{..... وما أنزل علينا }؟؟؟!!!
أو قوله:{ ولا تقتلوا أولادكم من إملاق }. أم قوله:{..... خشية إملاق "؟؟!!!
هذا جزء بسيط من غرائب القرآن التي سأعود وأتكلم عن بعض الآخر منها في المرة القادمة
إن المسلمين لا يتعلقون بأرقام كدليل على وحي القرآن من رب العباد وإن ظهر علينا باحثون بهذه المعارف فلا حرج في التأمل بها من دون الاتكال عليها كدليل رباني على مصدر القرآن..
لقد حاول، وما يزال يحاول المسلمون اثبات ان القرآن كلام الله، تارة بفكرة التعجيز القرآني، وتارة بمعجزات محمد ( مع ان القرآن واضح بتعجيز صاحب الناقة عن كل معجزة )، وتارة بالحديث الإسرائيلي المدسوس على المسلمين، وتارة بأنباء الغيب التي كانت معروفة قبل أيام محمد، وتارة بأساطير الأولين، وتارة بأسماء القرآن مع أنها مأخوذة من الذكر الحكيم ( تبعنا )، وتارة بسيرة محمد ( القدسية ) رغم استغفار محمد لذنبه، وتارة بقوة محمد الجنسية، الخ الخ، مع ان الصحيح، ان هناك معجزة وحيدة لمحمد لم يستطع أي نبي او رسول ان يصطنع مثلها، وهي معجزة الحديد الذي به بأس شديد ومنافع للناس، بعد ان فشلت الدعوة بالحسنى والموعظة الحسنة!
وبلغة أصعب بعض الشيء: المسلمون يقولون ان القرآن كلام الله، كما يقول في أيامنا عبد الكريم الخطيب ( إعجاز القرآن 1: 340): " إن القرآن، وهو كلام الله، لا يمكن أن يوازن به كلام، فهو لهذا معجز في ذاته ".(1/1215)
وقد رد هذه المقالة (التي هي مقالة معظم المسلمين) نفس المسلمين، مثل مصطفى صادق الرافعي (إعجاز القرآن ص 164): " قال (ابن حزم): " وهذا برهان كاف لا يحتاج إلى غيره" – نقول: بل هو فوق الكفاية، وأكثر من أن يكون كافيا أيضا، لأنه لما قاله ابن حزم وجعله رأيا له، أصاره كافيا لا يحتاج إلى غيره... وهل يُراد من اثبات الإعجاز للقرآن، إلاّ إثبات أنه كلام الله تعالى"؟ يعني ان منطق المسلمين منطق معكوس. إنهم يثبتوا ما يُراد إثباته بدون برهان!!!!
وبلغة القرآن المبينة، نعيد ما نطالب ويطالب به الجميع إلى هذا اليوم، ما هي معجزة محمد التي تثبت بها الادعاء ان القرآن كلام الله؟
عودة
نشر في جريدة البيان: -11-01 00:12:0 2004 Uae
الاعجاز البياني
لم يجعل له عوجاً
قال الله تعالى: «الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً. قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه...» الكهف/ 1 ـ 2.وصف الله تعالى، في هاتين الآيتين الكريمتين، الكتاب بصفتين: الأولى: هي قوله تعالى: «ولم يجعل له عوجاً». والثانية: هي قوله تعالى: «قيماً»، والأولى نفي، والثانية إثبات.
والأولى اشارة إلى كون هذا الكتاب كاملاً في ذاته، لأن نفي العوج عنه يعني أنه مستقيم في ألفاظه ومعانيه، صادق في أخباره، عدل في أحكامه، سالم من جميع العيوب، لأن «عوجاً» نكرة في سياق النفي، فهي تعم نفي جميع أنواع العوج.. وأما الصفة الثانية فهي إشارة إلى كون هذا الكتاب مكملاً لغيره، لأن «القيم» عبارة عن القائم بمصالح الغير، كما قال الرازي، خلافاً لمن ذهب إلى أن معنى كونه قيماً هو عبارة عن انتقاء العوج عنه، وأنه بدل من قوله:(1/1216)
«ولم يجعل له عوجاً»، أو أنه حال من الكتاب وأن في الآية تقديماً وتأخيراً، والأصل: «أنزل على عبده الكتاب قيماً. ولم يجعل له عوجاً. والصواب ما ذهب إليه الرازي. وعليه يكون المراد من قوله: «قيماً»: أنه قيم بمصالح العباد الدينية والدنيوية. ولهذا جاء مكملاً لقوله تعالى: «ولم يجعل له عوجاً» الذي دل على أانه كامل في ذاته.
قال الرازي: «وكونه كاملاً في ذاته متقدم بالطبع على كونه مكملاً لغيره، فثبت بالبرهان العقلي أن الترتيب الصحيح هو ما ذكره الله تعالى. وأما القول بأن في الآية تقديماً وتأخيراً ففاسد يمتنع العقل من الذهاب إليه».
ونظير ذلك ـ كما قال الرازي ـ قوله تعالى: «ذلك الكتاب لا ريب فيه» البقرة /2 ـ فقوله «لا ريب فيه»، إشارة إلى كونه بالغاً في الصحة وعدم الإخلال إلى حيث يجب على العاقل ألا يرتاب فيه، وقوله: «هدى للمتقين»، إشارة إلى كونه سبباً لهداية الخلق، وإكمال حالهم. فقوله تعالى: «ولم يجعل له عوجاً»، قائم مقام قوله: «لا ريب فيه»، وقوله تعالى: «قيماً» قائم مقام قوله: «هدى للمتقين».
وعلى ما تقدم يكون قوله تعالى: «لم يجعل له عوجاً»، في موضع نصب على الحال من الكتاب، وقوله تعالى: «قيماً» إما حال ثانية من الكتاب، وإما مفعول به لفعل محذوف، قدره الزمخشري بقوله: «ولم يجعل له عوجاً، وجعله قيماً». وروى انه جاء في بعض مصاحف الصحابة:
«ولم يجعل له عوجاً، ولكن جعله قيماً، وعقب أبو حيان على ذلك بقوله: «ويحمل ذلك على تفسير المعنى، لا أنها قراءة». وذكر الشنقيطي اختلاف علماء العربية في إعرابه، ثم قال: «وأقرب أوجه الإعراب: أنه منصوب بمحذوف، أو حال ذاتية من الكتاب». وكونه حالاً ثانية هو الأقرب إلى الصواب، والله اعلم.. وروي عن حفص أنه كان يسكت على قوله: «عوجاً» سكتة خفيفة، ثم يقرأ: «قيماً».(1/1217)
ويذكر علماء اللغة أن «العِوج» بكسر العين يكون في المعاني كالعوج في الدين والعقل، فإذا كان في الأعيان، جاء بفتح العين. وأما قوله تعالى: «لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً»، مع كون الجبال من الأعيان فللدلالة على انتقاء ما لا يدرك بحاسة البصر، بل إنما يوقف عليه بوساطة استعمال المقاييس الهندسية، ولما كان ذلك مما لا يشعر به بالمشاعر الظاهرة، عدَّ من قبيل ما في المعاني. فتأمل ذلك!!
محمد إسماعيل عتوك
جميع الحقوق محفوظة - مؤسسة دبي للإعلام© 2005
من إعجاز القرآن
استعمال صفتين لموصوف واحد
قال الله تعالى حكاية عن اليهود:1ـ «وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله مالا تعلمون» (البقرة 80).2ـ «ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون» (آل عمران 34).
ولسائل أن يسأل: لم وصفوا (الأيام) في الآية الأولى، بقولهم: (معدودة) بصيغة المفردة المؤنثة، وفي الآية الثانية بقولهم: (معدودات) بصيغة جمع الإناث، والموصوف في الآيتين واحد؟ وهل بين الصفتين من فرق في المعنى؟ ولم عبروا عن عذابهم في النار بالمس دون اللمس؟
وأجاب جمهور المفسرين عن السؤال الأول والثاني بان الأصل في جمع التكسير، إذا كان واحده مذكرا، أن يقتصر في وصفه على الواحدة المؤنثة، نحو قوله تعالى: «فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة، وزرابي مبثوثة» (الغاشية 13ـ 16).
ثم قالوا: وقد تأتي هذه الصفة مجموعة بالألف والتاء، فيقال سرر مرفوعات، وأكواب موضوعات، ونمارق مصفوفات، وزرابي مبثوثات، إلا أن ذلك ليس بالأصل فجيء بها في البقرة على الأصل، وفي آل عمران على الفرع.(1/1218)
وعلل ابن جماعة لذلك بقوله: «لان قائل ذلك فرقتان من اليهود: إحداهما: قالت: إنما نعذب بالنار سبعة أيام، عدد أيام الدنيا والأخرى قالت: إنما تعذب عدة أيام عبادة آبائهم العجل، ثم قال «فآية البقرة تحتمل قصد الفرقة الثانية، حيث عبر بجمع الكثرة، وآية آل عمران تحتمل قصد الفرقة الأولى حيث أتى بجمع القلة» ومراده بجمع الكثرة: الأيام وبجمع القلة: معدودات.
وذكر الألوسي في الآية الثانية أن ذلك من باب التفنن في القول ثم قال: «وخص الجمع ـ هنا ـ لما فيه من الدلالة على القلة كموصوفة، وذلك أليق بمقام التعجب، والتشنيع»
وأجاب احدهم عن ذلك بان (معدودة) يراد بها: العدد الكثير أما (معدودات) فيراد بها: العدد القليل.
والصحيح الذي عليه علماء اللغة والتفسير أن معنى كل من (معدودة)، و(معدودات): قلائل، يحصرها العد. اقلها ثلاثة، وأكثرها أربعون، وان المراد بالأيام. الأيام التي عبد اليهود فيها العجل، وان اليهود طائفة واحدة، لا طائفتين.
قال الراغب الأصفهاني في مفرداته: «ويتجوز بالعدد على أوجه. يقال: شيء معدود ومحصور للقليل مقابلة لما لا يحصى كثرة وعلى ذلك: «أياما معدودة» أي قليلة لأنهم قالوا: نعذب الأيام التي عبدنا فيها العجل» وقال الفخر الرازي: «قيل في معنى (معدودة): قليلة كقوله تعالى: (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة) والله اعلم.
وفي تفسير (دراهم معدودة) قال الزمخشري: «تعد عدا، ولا توزن لأنهم كانوا لا يزنون إلا ما بلغ الأوقية، وهي الأربعون ويعدون ما دونها» ثم علل لذلك بقوله: «وقيل للقليلة: معدودة لان الكثيرة يمتنع من عدها لكثرتها».
فثبت بذلك أن معنى معدودة: قليلة، أو قلائل.. وكذلك معدودات لأنها جمع قلة، ولكن يبقى بينهما فرق لابد أن يراعى وهو: أن معدودة تدل على عدد غير معين. أما معدودات فتدل على عدد معين.(1/1219)
والدليل على ذلك ما حكاه أبو حيان عن بعضهم في تفسير معدودة من قوله: «أي قلائل يحصرها العد لا أنها معينة العد في نفسها» ومثلها في ذلك قوله تعالى: «وشروه بثمن بخس دراهم معدودة» (يوسف 20).
ولهذا اختلفوا في تحديد عدد الأيام المعدودة والدراهم المعدودة، قال الزجاج في الأولى: «قيل في عددها سبعة أيام، وقيل: أربعون يوما» وقال في الثانية: «جاء في التفسير: انه بيع بعشرين درهما وقيل: باثنين وعشرين درهما اخذ كل واحد من إخوته درهمين وقيل: بأربعين درهما».
فثبت بذلك أن (معدودة) تدل على عدد غير معين. أما (معدودات) فتدل على عدد معين والى هذا ذهب بعض المفسرين وذكره الزمخشري في تفسير قوله تعالى: «أياما معدودات» (البقرة 184) فقال: معدودات: مؤقتات بعدد معلوم وتابعه في ذلك الفخر الرازي والدليل عليه أن المراد بالأيام المعدودات في آية البقرة: أيام شهر رمضان.
ومثل ذلك قوله تعالى: «واذكروا الله في أيام معدودات» (البقرة 203) «ويذكروا الله في أيام معلومات» (الحج 28) فالمعدودات: هي ثلاثة أيام بعد النحر. والمعلومات: عشر ذي الحجة، وعند بعض الفقهاء: المعدودات: يوم النحر، ويومان بعده. فعلى هذا يكون يوم النحر من المعدودات والمعلومات.
بقي أن تعلم أن وصف اليهود لهذه الأيام بأنها (معدودة) مرة وأنها (معدودات) مرة أخرى ـ وهي الأيام التي عبدوا فيها العجل ـ دليل على كذب قولهم، واضطراب نفوسهم وفساد معتقدهم لأنهم لم يثبتوا على قول واحد، وبهذا يظهر لك سر الإعجاز القرآني في استعمال هاتين الصفتين لموصوف واحد، فتأمل عظمة هذا القرآن العظيم!(1/1220)
ثالثا: أما السؤال الثالث فيجاب عنه بان المس في اللغة كاللمس، إلا أن المس يدل على اتصال الشيء بالبشرة بحيث تتأثر الحاسة به. أما اللمس فهو إدراك بظاهر البشرة ويعبر به عن طلب الشيء ولذلك يقال: ألمسه، فلا أجده.. ومن الفروق بينهما أيضا: أن المس يقال في كل ما ينال الإنسان من أذى بخلاف اللمس. وتأمله في القرآن تجده على ما ذكرنا، إن شاء الله تعالى..، فسبحان الله الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان!!
محمد إسماعيل عتوك
---
عبد القادر يثرب
06-18-2005, 12:43 AM
جزاك الله خيراً أستاذي الفاضل أبا الهيثم على دفاعك عن القرآن بكل ماتكتب وتقول وتوجه .
جعل الله ذلك كله في ميزان حسناتك يوم الحساب ، ولقاك نضرة وسرورا
---
(1/1221)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > خطأ لغوي مزعوم في سورة يوسف !!
---
خطأ لغوي مزعوم في سورة يوسف !!
---
عبدالرحيم
06-03-2005, 09:35 PM
تطيل مواقع الإنترنت لغير المسلمين من ضرب الأمثلة على ما تزعم أنه أخطاء لغوية ( !!!!!! ) في القرآن الكريم.
بعد استقصائها ( من 35 موقعاً تنصيريا و( ليبرالياً !!! ) عربياً ) تم حصر 24 خطأً نحوياً و44 خطأً بلاغياً مزعوماً..
منها ما ورد في سورة يوسف: " فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ(15) ". حذفَ جواب لما، ولو حذف الواو ـ قبل كلمة (أَوْحَيْنَا) ـ لاستقام المعنى.
تخيلوا: غير المسلمين يقترحون على المسلمين حذف حرف من كتاب الله تعالى...
هل يهمهم كثيراً تصحيح الخطأ المزعوم ؟!
وجواب تلك الشبهة: هذا من الحذف البلاغي المعجز(1) إن حذف جواب " لما " هنا المراد منه تهويل وتفظيع ما حدث من إخوة يوسف ليوسف، بعد أن أذن لهم أبوهم بالذهاب به للعب معهم.
لذلك حذف جواب " لما " لتذهب النفس في تصوره كل مذهب، وحذف هذا الجواب فيه دلالة على طول ما حدث من إخوة يوسف ، وعلى غرابته وبشاعته.(2)
أما اقتراحم حذف " الواو " في " وأوحينا " ليستقيم المعنى خطأ جسيم؛ لأن " أوحينا " ليس جواب " لما "، وإنما معطوف على الجواب المقدر؛ لأن جواب " لمَّا " هو ما حدث ليوسف من إخوته، بمجرد خروجهم به من عند أبيهم وبعدهم عنه قليلا. ودليل ذلك هو العطف بالفاء في " فلما " لأنها تفيد الترتيب والتعقيب الفوري.
إخوتي: هذا يبين خطر ما قد يقع فيه بعض النحويين في دعوى الزيادة في القرآن الكريم، وما يسبب ذلك من طعون للكتاب العزيز.
حاشية
================================(1/1222)
1) قال الجرجاني في دلائل الإعجاز ص146: " هو بحث دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بياناً إذا لم تُبن ".
هذا الحذف لا تكاد تخلو منه سورة من سوره، ولا آية من آياته. وينتمي الحذف البلاغي إلى فن بلاغي حصر بعض العلماء جميع البلاغة فيه، وهو " فن الإيجاز " أي قلة الألفاظ مع كثرة المعاني.
2) انظر تفصيل ما تعرض إليه سيدنا يوسف من أذى على يد إخوته، في الكشاف للزمخشري2/424 وذكر غيره عدة أصناف أخرى من الأذى، كلها مراد وكلها مقصود؛ فالحذف البلاغي هنا مراده: إفادة التوسع في المعنى.
مع محبتي
---
محمد إسماعيل
06-05-2005, 05:33 PM
أولاً- جزاك الله خيرًا أخي الفاضل عبد الرحيم على طرق هذا الموضوع، الذي أعادني إلى الكتابة بعد أن أخذت عهدًا على نفسي ألا أكتب ثانية، وبعد أن طلبت حذف بعض المشاركات التي تخصني في هذا الملتقى، ومنها مقال تحدثت فيه عن سر دخول هذه الواو في قوله تعالى:{ وأوحينا إليه }، ورأيت أنه من واجبنا كمسلمين أن ندافع عن قرآننا، مع العلم أنه لا يطلب منا أن ندافع عنه، بقدر ما يطلب منا أن نتدبره- كما أمرنا الله سبحانه-حق التدبر؛ وإلا فما ينفع الدفاع شيئًا.
ثانيًا- استوقفني قولك:(( تخيلوا: غير المسلمين يقترحون على المسلمين حذف حرف من كتاب الله تعالى...))، وما أعقبه من سؤالك:(( هل يهمهم كثيراً تصحيح الخطأ المزعوم ؟! )).
جاء ذلك تعليقّا منك على قول صاحب كتاب( أكذوبة الإعجاز العلمي) تحت عنوان( تعليقات على القرآن):(1/1223)
(( منها ما ورد في سورة يوسف: " فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ(15 ) ". حذفَ جواب لما، ولو حذف الواو ـ قبل كلمة (أَوْحَيْنَا) ـ لاستقام المعنى )) .
والعبارة؛ كما وردت على لسان المؤلف وهو يعلق على الآية الكريمة:( فأين جواب لمّا ؟ ولو حذف الواو التي قبل أوحينا لاستقام المعنى ).
فهو يسأل:( فأين جواب { لما }؟ لأنه لم يجد لها جوابًا في الآية الكريمة، ثم يقول، وكأنه يجيب عن سؤاله:( ولو حذف ( الواو ) التي قبل { أوحينا }، لاستقام المعنى ).
ثالثًا- والحقيقة- التي نغمض أعيننا عنها حتى لا نراها، ونسد آذاننا نحوها حتى لا نسمعها- هي أنه ليس في سؤال هذا الخنزير النجس، وجوابه عما يسأل ما يثير الدهشة والاستغراب والتعجب. وهل أتى بشيء من عنده؟!
فما سأل عنه، وأجاب به كان علماء المسلمين قد سألوا عنه، وأجابوا بمثل جوابه، منذ أربعة عشر قرنًا، مع ملاحظة الفرق في التوجه بالسؤال، والقصد منه. ولو أنك رجعت إلى ما قاله علماء النحو والتفسير في هذه الواو وغيرها، لوجدتهم قد اختلفوا فيها على قولين:
القول الأول: أنها( زائدة ). أو:( صلة )، دخولها في الكلام، وخروجها منه سواء، وهو قول جمهور الكوفيين.
والقول الثاني: أنها واو العطف، وهو قول جمهور البصريين والمتأخرين، وتأولوا الآية الكريمة على حذف الجواب، وعدوا ذلك الحذف- كما تنقل أنت عنهم- من الحذف البلاغي المعجز.(1/1224)
وهذا القول الثاني ما هو إلا هروب من القول الأول، وفرار منه، وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار فهو عندي أشد خطرًا من القول الأول؛ لأنه يعطيهم الذريعة؛ ليطعنوا في قرآننا أكثر، وأكثر. وليت الأحباب الغيورين والمتحمسين أن يتأملوا هذا الكلام جيدًا من قبل أن يقذفوا فيقذوا، ولكم عبرة فيما قاله هذا الخنزير وأمثاله من الحاقدين في مقدمة كتابه( أكذوبة الإعجاز العلمي)، وفي فصل (الإعجاز اللغوي للقرآن) من ذلك الكتاب. اقرؤوا كلامه جيدًا، واستوعبوه، فستجدونه يعلم عن قرآننا أكثر مما نعلم نحن، ويعرف من أنَّى تؤكل الكتف، وفي إيِّ مكان يدس سمومه؟. فكيف نرد عليه، وعلى أمثاله، وبماذا ؟
اقرؤوا قوله في مقدمته يسأل:( لقد تحدى القرآن الكريم جميع البشر فلم يستطع أحد ان يقاوم ذلك التحدي.
والسؤال هو: ما هي شروط هذا التحدي؟ لا يعقل أن تتحدى شخصاً ما بأن يأتي بمثله دون أن تحدد الشروط، ودون أن تحدد " بمثله " في ماذا ؟ اللغة، الشرائع،...
مجرد سؤال:
هل الإعجاز في المعنى أم في بناء الجملة أم في النحو أم البلاغة أم أنه في جميعها؟
وهل هو خاص بالعربية وأهلها فقط أم أنه أيضاً قائم في حال الترجمة؟ )).
رابعًا- والآن اسألوا أنفسكم:
1- ما الفرق بين سؤاله وجوابه، وبين سؤال الفرَّاء وجوابه عند تفسير قوله تعالى:{ َلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ }(الصافات:103-104)، قال:” ويقال: أين جواب قوله{ فلما } ؟
وجوابها في قوله { وناديناه }. والعرب تدخل الواو في جواب{ فلما } و{ حتى إذا }، وتلقيها؛ فمن ذلك قول الله { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ }، وفي موضع آخر { وَفُتِحَتْ }، وكل صواب “.(1/1225)
وقوله:” وربما أدخلت العرب في مثلها الواو، وهي جواب على حالها؛ كقوله في أول السورة:{ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ }، والمعنى والله أعلم: أوحينا إليه..“.
2- ثم اسألوا: ما الفرق بين قوله، وقول الطبري:” وقوله: { فلما ذهبوا به وأجمعوا } فأدخلت(الواو) في الجواب؛ كما قال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى *** بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل
فأدخل(الواو) في جواب( لما )؛ وإنما الكلام: فلما أجزنا ساحة الحي، انتحى بنا، وكذلك:{ فلما ذهبوا به وأجمعوا }؛ لأن قوله:{ أجمعوا } هو الجواب “.
3- ثم اسألوا: ما الفرق بين قوله وقول الشيخ محي الدين الدرويش في كتابه( إعراب القرآن) حين وصف لنا قول الطبري والفراء، وأمثالهما بأنه قول جيِّد، لو ساعدت اللغة على زيادة الواو..
4- ثم اسألوا: هل في قول الدكتور فضل حسن عباس:” يرى الكوفيون أن الواو زائدة، والتقدير: فلما ذهبوا به، وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب، أوحينا إليه.. فالواو في{ وأوحينا } هي الزائدة عندهم.. ولا شك أن في هذا القول خروجًا عن الصواب، وجرأة على كتاب الله، وابتعادًا بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد “.
ثم في قوله بعد ذلك:” إن حذف الجواب في مثل هذه المواضع، لم يأت عبثًا؛ وإنما هو أمر يقصده القرآن قصدًا “.(1/1226)
أقول: هل في هذا القول، وأمثاله ما يرد على تلك الشبهة المسمومة، ويسكت صاحبها، أم نحاول أن نبحث عن سر وجود هذه الواو في هذا المكان، الذي ترفض قواعد البصريين أن توجد في هذا المكان؛ لأنه جواب( لما )، والقاعدة التي وضعوها:( لا يجوز أن يقترن جواب الشرط بالواو ). وإلى هذا أشار النحاس بقوله عند تفسير آية الصافات، قال:” وجواب{ لما } محذوف عند البصريين. أي: فلما أسلما، سعدا، وأجزل لهما الثواب.. وقال الكوفيون: الجواب{ وناديناه }، والواو زائدة.. والواو من حروف المعاني فلا يجوز أن تزاد “.
فالقضية ليست قضية إعجاز؛ وإنما هي قضية قاعدة نحوية، وضعها النحاة البصريون، وتبعهم فيها المتأخرون، والمعاصرون.. ولو كانت قضية إعجاز، لما سمحوا لأنفسهم بأن يقولوا بزيادة كثير من الحروف في القرآن الكريم بحجة التأكيد، وهم لا يقولون ذلك إلا في المواضع، التي يتعذر عليهم فيها تقدير كلام محذوف، كقولهم لزيادة(لا) في قوله تعالى:{ ما منعك ألا تسجد }، ونحو ذلك كثير، لا يخفى على المشتغلين بعلم النحو والبلاغة والتفسير.
خامسًا- أنقول هذا، أو نقول ذاك؟؟؟ أم نقول: الواو ليست بزائدة، وليس الجواب بمحذوف؛ وإنما الجواب هو كما قال الفرَّاء{ أوحينا }؛ ولكن ليس على زيادة الواو..
ومعنى الآية الكريمة: أن الله سبحانه، لما أراد أن يطمئن يوسف- عليه السلام- ويؤنسه في وحشة البئر، بشَّره بما سيؤول إليه أمره. وقد تم ذلك في الوقت الذي ذهب به إخوته، وأجمعوا على أن يجعلوه في غيابة الجب، في هذا الوقت جاءته البشرى من ربه جل وعلا، والواو الجامعة هي التي دلت على هذا المعنى.. والدليل على ذلك:
أولاً- قوله تعالى في آخر السورة:{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ }(يوسف:102(.(1/1227)
ثانيًا- قوله تعالى:{ فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ }(يوسف:70). فالجواب هنا هو قوله تعالى:{ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ }، وهذا لا يختلف عليه اثنان.
اسمعوا ما قاله الفرَّاء في تفسير هذه الآية الكريمة، قال:” وربما أدخلت العرب في مثلها الواو، وهي جواب على حالها؛ كقوله في أول السورة:{ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ }، والمعنى والله أعلم: أوحينا إليه.. وهي في قراءة عبد الله:{ فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ وجَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ }، وفي قراءتنا بغير واو. ومثله في الكلام: لما أتاني، وأثب عليه.. وكأنه قال: لما أتاني، وثبت عليه. وربما أدخلت العرب في جواب( لما ) ( لكن )، فيقول الرجل: لما شتمني، لكن أثب عليه؛ فكأنه استأنف الكلام استئنافًا، وتوهم أن ما قبله فيه جوابه. وقد جاء في الشعر كل ذلك، قال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى *** بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل .. “
ومثل ذلك ما قلته في جواب قوله تعالى{ فلما أسلما وتله للجبين }: قلت: الجواب هو قوله تعالى:{ وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا }، ولكن ليس على زيادة الواو. والدليل على ذلك:
أولاً- ما رواه الطبري عن عكرمة- رضي الله عنه- فقال:” حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين عن يزيد عن عكرمة، قوله:{ فلما أسلما وتله للجبين }، قال: أسلما جميعًا لأمر الله، ورضي الغلام بالذبح، ورضي الأب بأن يذبحه، فقال: يا أبت! اقذفني للوجه؛ كيلا تنظر إلي، فترحمني، وأنظر أنا إلى الشفرة، فأجزع؛ ولكن أدخل الشفرة من تحتي، وامض لأمر الله. فذلك قوله:{ فلما أسلما وتله للجبين }. فلما فعل ذلك { ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين“.(1/1228)
ثانيًا- ما حكاه الفخر الرازي عن المفسرين من قولهم:” لما أضجعه للذبح نودي من الجبل: أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا “..
وقلت لولا هذه الواو، التي جيء بها قبل فعل النداء، لتم ذبح إبراهيم- عليه السلام- لولده ، ولرأيتم دم إسماعيل- عليه السلام- يجري حتى الآن. ولكن الله سبحانه لما أراد أن يوقف هذا الذبح، أدخل الواو الجامعة على فعل النداء، فجمع بذلك بين الفعلين، بمعنى أن فعل{ وتله }، والفعل { ناديناه } قد وقعا في وقت واحد، ولولا هذه الواو، لم ينفع النداء شيئًا؛ لأن وقوعه سيكون بعد وقوع الذبح.. هذا هو سر الإعجاز البياني في هذه الواو!!! وشواهدي عليه من القرآن، ومن أقوال السلف.
{ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }
---
عبد القادر يثرب
08-12-2005, 01:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أحضر درسًا في إعراب القرآن للدكتور فخر الدين قباوة مدرس النحو والأدب في جامعة حلب فسمعت أحد الحضور يطرح عليه هذه المشكلة التي أثارها الأخ عبد الرحيم مع تعليق الأستاذ محمد عليها فكان جواب الدكتور على ذلك:
أن هذا الكلام لا علاقة له بإعجاز القرآن لأن جواب ( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب ) هو قوله تعالى ( وأوحينا إليه ) والواو زائدة للتأكيد. ثم ذكر أن القرآن يستعمل الحروف الزائدة كثيرا لأغراض بلاغية.. ومن هذه الأغراض البلاغية أن الحرف الزائد يقوم مقام تكرار الجملة كهذه الواو في قوله تعالى:( وأوحينا ).(1/1229)
فبدلاً من أن نقول: فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه.. فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه.. فنكرر الجملة الشرطية نأتي بالواو الزائدة فنقول كما قال الله تعالى: ( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب وأوحينا إليه ). فقامت الواو الزائدة مقام تكرار الجملة مرة ثانية. وكذلك نقول في بقية الآيات... وهذا من بلاغة القرآن ..
هذا قول الدكتور ذكرته عنه بشيء من التصرف. وهو في رأيه الجواب العلمي المقنع لأولئك الملحدين والمارقين والمعادين للإسلام. وأما ما أجيب به من كلام لا يصلح أن يكون جوابًا.
ولما كان الدكتور فخر الدين لا يقبل النقاش لأنه يتبنى قضية الحروف الزائدة في القرآن ويعلل لوجودها بمثل هذه التعليلات رأيت أن أطرح رأيه على الإخوة المهتمين بتفسير القرآن وعلومه لعله يلقى صدى عندهم..
---
المقرئ
08-12-2005, 03:03 PM
إلى الأخ الفاضل : محمد بن إسماعيل عتوك وفقه الله :
شكر الله لك غيرتك على كلامه جل وعلا
ولكن : أعتقد انك هولت من الأمر وركبت مركبا لم تؤمر به بل نهيت عنه
كوننا نرد ما تكلم به أهل اللسان وننسف القواعد التي عليها نحتكم من أجل أن غيرنا ممن لا يحسنون لساننا ولا لغتنا يفهمون منه شيئا لا نريده = أعتقد أن هذا خوف وخنوع وخضوع ولقد تذكرت وأنا أقرأ كلامك قول الله تعالى لنبيه ومصطفاه " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير "
فليست القضية أن نبحث لأقوالنا أمورا يقتنع بها المخالف على حساب هدم المرتكزات التي قامت عليها ألسنة العرب
والقضية في نظري محسومة ما دام الكلام بيني وبينك وأما هؤلاء المستشرقون فبالله عليك لا تفسد المقال بذكرهم فوالله لقد تعجبت كثيرا لدخولهم في معضلات لا يحسنونها ومن البدهي أن يخرجوا بنتائج مغلوطة(1/1230)
وأما النقاش بيننا - أهل الإسلام - فالكلام محسوم وسيدور على ما خرج به الأوائل
ةالسؤال : هل في لغة العرب حروف زائدة ؟ وما فائدتها ؟
وإذا كان الجواب يالإثبات ولاشك ونصوص العلماء لا أعتقد انها خافية عليك
والقرآن نزل بهذه اللغة وعندهم أن هذه الحروف لها معانيها ودلالاتها إذا لماذا نعترض على نزول القرآن بهذه اللغة ؟
فزيادة ( لا ) مثلا في مواضع كثيرة كقوله تعالى " ألا تسجد ) وقوله ( ألا تشركوا به شيئا ) وقوله ( لا أقسم بيوم القيامة ) وغيرها
وزيادة (ما ) كقوله تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) وقوله ( فبما نقضهم ميثاقهم ) وقوله ( وإذا ما أنزلت سورة ) وغيرها كثير
وغير ذلك من الحروف
وكذلك حرف ( الواو ) بعد ( لما ) ثبت أنها تزاد بدلالة شعر العرب وكلامهم فما المانع من اعتبار هذا القول والاعتماد عليه ومدرسة البصريين ليست وحدها من يمثل لغة العرب بل المدارس غيرها كثير وعليه فمن استدل لكلامه بلغة العرب فقد احتج بحجة قائمة
أما الفائدة من زيادة الحروف ؟ فلا عجب ولا غرو ألا يتذوق هؤلاء المستشرقون معانيها وجمالها ففاقد الشيء لا يعطيه وغير الصيرفي لا يفرق بين الذهب والنحاس
أما نحن العرب فدلالتها تهز الأشجان وبراعة سبكها ونظامها تشنف الآذان ، وأعظم جمال لها هو وضوح التأكيد وتكرار الكلام ولولا أني أحس أنك في غنى عن ذكر كلام المفسرين حول فائدة التأكيد في الحروف الزائدة لنقلتها لك
وعليه يا أخي : فإن كنت فهمت مقالتك على وجهها فلا أرى باعثا لهذا العطن
المقرئ
---
سليمان داود
08-12-2005, 10:44 PM
ليتك يا أخي المقرىء وفرت نصائحك لنفسك، وتركت الناس وشأنهم إلى مناقشة ما يطرحون من أفكار تقوم على الحجة والبرهان. وهل هناك أعظم حجة وبرهانًا من تفسير القرآن بالقرآن، وأقوال الصحابة والتابعين، وأقوال من يعتد بآرائهم من المفسرين ؟ وهل هذا هو المركب المنهي عنه الذي ترى أن الأستاذ محمد إسماعيل ركبه ؟؟؟(1/1231)
لو كنت مقرئًا حقًّا- كما تسمي نفسك- لقرأت ما طرح من أفكار، وتدبرته كما أمرك الله تعالى حق التدبر- ولأرحت نفسك من إلقاء هذا الخطاب الإنشائي علينا. والعجب منكم تأخذون ببعض الأقوال، وتنسفون قول جمهور العلماء، ثم تتهمون غيركم بالطعن في السلف وأقوالهم دون تبصر وروية.
وكان يجدر بك يا أخي أن تناقش هذا القول الذي أتى به الأخ عبد القادر يثرب في تفسير الآية الكريمة، وأن تحتج له بالقرآن وأقوال السلف لتقنع الناس بأنه القول الصحيح الذي لا غبار عليه، ثم تسقط غيره من الأقوال دون أن تتعرض لشخص القائل بغض النظر عمن هو ومن يكون.
وأما بخصوص ما تدعيه من قولك:(( والقضية في نظري محسومة ما دام الكلام بيني وبينك وأما هؤلاء المستشرقون فبالله عليك لا تفسد المقال بذكرهم فوالله لقد تعجبت كثيرا لدخولهم في معضلات لا يحسنونها ومن البدهي أن يخرجوا بنتائج مغلوطة.
وأما النقاش بيننا - أهل الإسلام - فالكلام محسوم وسيدور على ما خرج به الأوائل
فالسؤال: هل في لغة العرب حروف زائدة ؟ وما فائدتها ؟
وإذا كان الجواب يالإثبات ولاشك ونصوص العلماء لا أعتقد أنها خافية عليك.. إلخ ))، فمن قال لك إن هذه القضية محسومة؟ ))
وإذا كانت القضية محسومة في نظرك فقط، فلماذا لم تسأل الطبري إمام المفسرين؟ كيف تقول يا إمام في ردك على من قال بزيادة الواو في قوله تعالى ( وفتحت أبوابها ): وغير جائز أن يكون في كتاب الله زائد.. ثم تقول بعد هذا بزياد الواو في قوله:( وأجمعوا ) على أنه جواب ( لما ) ؟؟؟
ولماذا لم تسأل إمام البلاغة عبد القاهر الجرجاني: كيف خرجت يا إمام على قول من قال بزيادة الواو من العلماء، وقلت: إن جواب لما محذوف، وأن حذفه من إعجاز القرآن ؟؟؟
ولماذا لم تسأل الإمام فخر الدين الرازي: كيف تقول يا إمام: إن القول بزيادة حرف من القرآن لا يجوز. وكيف تنكر وجود الزيادة في القرآن مع أنها قضية مسلم بها ؟؟؟(1/1232)
ولماذا لم تسأل جمهور البصريين والتابعين والمعاصرين من أئمة علماء النحو والتفسير، والذين يقولون بزيادة الحروف في القرآن ولغة العرب ويعللون لزيادتها بالتأكيد دون الكوفيين: لماذا قلتم: إن الواو هنا حرف عطف، وإن جواب لما محذوف ؟؟؟
ولماذا لم تسأل الدكتور فضل حسن عباس: كيف ترد يا دكتور فضل على الكوفيين قولهم بزيادة الواو، ثم تقول:” ولا شك أن في هذا القول خروجًا عن الصواب، وجرأة على كتاب الله، وابتعادًا بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد.. إن حذف الجواب في مثل هذه المواضع، لم يأت عبثًا؛ وإنما هو أمر يقصده القرآن قصدًا “.
وهناك الكثير من الأسئلة التي كان ينبغي عليك أن تسألها لنفسك أولاً من قبل أن تسأل غيرك، ومن قبل أن تقرر ما تقرر، وتقول ما تقول.
أليس الأجدر بنا أن ندع الناس وشأنهم ونكتفي بمناقشة ما يطرحون من أفكار، وما يأتون به من أدلة وبراهين.. ؟؟؟ أليس هذا أجدى وأنفع للجميع.
والمسألة المثارة هنا هي: حول الواو في قوله تعالى: ( وأوحينا إليه ). ونحوها. وهذه الواو:
1- إما أن تكون زادة في جواب لمَّا.. وهو قول الكوفيين، ويسميها الفراء صلة. ومعنى الصلة عنده: أن دخولها في الكلام وخروجها منه سواء. ووافقه الطبري. وهذا يعني أنها ليست للتوكيد لأن التوكيد من مصطلح البصريين.
2- وإما أن تكون عاطفة، أو حالية، والجواب محذوف.. وهذا قول جمهور البصريين والتابعين والمعاصرين.
3- وإما أن لا تكون زائدة، ولا عاطفة أو حالية.
فإذا كانت زائدة، فما الدليل على زيادتها؟؟؟
وإن كانت عاطفة.. والجواب محذوف، فما الدليل على ذلك ؟؟؟
وإذا لم تكن زائدة، ولا عاطفة، فما الدليل على ذلك ؟؟؟(1/1233)
هذا ما ينبغي أن يعرف، ويترجح أحد هذه الأقوال بما يعتمد عليه من دليل بغض النظر عن قائله من هو ومن يكون. وأعظم الأدلة وأقواها هو القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم أقوال الصحابة والتابعين، ثم أقوال الأئمة من المفسرين الذين يعتد بأقوالهم.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول، فيتبعون أحسنه، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ونور بصائرنا، فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
---
المقرئ
08-13-2005, 12:27 AM
يا أخي : سليمان هداك الله :
أعجب من قولك ( ليتك وفرت النصيحة لنفسك )
فما هكذا أمرت بمن أدى لك النصيحة أن ترد عليه هكذا فكل منا يحتاج إلى النصيحة والتعالي والتكبر ليس من شيم المؤمن وإن كنت من أهل القرآن فماهذه أخلاقهم مع من نصحهم
وقولك هداك الله : ( لو كنت مقرئًا حقًّا- كما تسمي نفسك )
لست مقرئا وإنما تسميته تشبها بالإمام المقرئ المعروف وهو لقب فقط
وأما القضية فيحق لي أن أقول لك ( رمتني بدائها وانسلت )
أظن أنك لم تقرأ ما كتبت وإنما رددت لما رأيت اسم ( المقرئ )
فما تنادي به أنادي به أنا
فالخلاف يا فاضل بين أكابر أهل العلم إذا القضية محسومة من حيث أن الخلاف معتبر ولا يحق لأحد أن يتشنج على الآخر وإذا كنت بهذه النبرة فدونك الآيات المشكلة والخلاف الطويل الذي أصله إما لغوي أو فقهي أو أصولي إلى غير ذلك من أسباب الخلاف أعلن على رؤوس الأشهاد وقل الرأي ما أرى
وأنا أرد عليك بما كتبته سابقا :
لا تستطيع أنت ولا غيرك ولا من بعدك ولا من قبلك أن تحصر الحق برأيك وتطلب مصادرة الخلاف فمن استدل بلغة العرب وأقوال المفسرين لا يمكن أن ترد عليه بقولك إنه يفهم منه كذا وكذا لذا لابد أن نخبأه ونستره ونرده ولا نرتضيه أي عقلية هذه
أرجو أن تكون فهمت وأما كلامك فلن أعلق عليه وأرجو أن تتأمله بعد فترة من الهدوء لتجد أنك كررت كلام الأخ محمد قبلك
والله يتولاك
المقرئ
---
سليمان داود(1/1234)
08-15-2005, 08:14 PM
دعك من كلام العجزة هذا أيها المقرى، ولا تتحدث عن أخلاق أهل القرآن، فما نطق به لسانك في خطابك الرنان، وما ينطق به الآن من كلام لا يدل على أنك من أهل القرآن، وها أنت تعترف بلسانك أنك تتشبه بهم في الإسم فقط. وكيف تكون منهم وأنت تستخف بمن هو أعلم منك، وتفتري على الله الكذب، حين تؤيد القول بوجود الزيادة في كلام الله سبحانه؟؟؟
ومن أنت حتى تغلق بابًا للاجتهاد قد فتحه الله لعباده إلى يوم القيامة؟؟؟ ألم تسمع قول الله تعالى:( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )؟؟؟ فإن كنت قد رضيت أن تكون من أهل الخضوع والخنوع ممن سلبهم الله العقل والفهم والتدبر، فكيف تسمح لنفسك أن تفرض ذلك على من هم أعلم منك، ثم تصف غيرك بأوصاف لا تليق إلا بأمثالك ؟؟؟
فإذا كنت من أهل القرآن حقًّا، وتتخلق بأخلاقهم، فدعك من قذف الناس أولاً، وأجب عن الأسئلة المطروحة أمامك.. فمن حقك وحق كل إنسان أن يناقش فكرة لم تعجبه، أو يعترض على كلام قد يجزم بأنه خطأ، وأن يثبت بالدليل والبرهان خلافه.. ولكن ليس من حقك أن تعلم الناس كيف يفكرون، وماذا يقولون.. وإذا كنت لا تفهم ما يقولون، ولا تحسن مناقشته، فليس الذنب ذنبهم، وإنما هو ذنبك..
وأدعوك أخيرًا إذا أردت أن تتكلم أن تنظف لسانك قبل أن يقذف بما يسيء إليك قبل أن يسيء إلى غيرك. وأن تدعو بالهداية لنفسك، لأن غيرك قد هداه الله بعد أن كان ضالاً مثلك.. وتذكر أن الجزاء بمثله، فإن عدت سيكون الجزاء مضاعفًا..
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله !!!
---
المقرئ
08-15-2005, 10:11 PM
تكرار غير مفيد ، وعدم قبول للنصيحة ، ولا حول ولاقوة إلا بالله
صدقني يا أخي سليمان :
أنني منذ سنتين تقريبا وأنا أدخل في مثل هذه المنتديات لأجل أن أجد أمثالك الذين لم أجدهم في واقعي = ذلك أنني أريد أن أعود نفسي على سماع مثل هذا الخطاب وإن كان فيه تجن أو ازدراء لي(1/1235)
وبفضل من الله أنني أحرص كثيرا على وزن ألفاظي وعباراتي حتى لا تخرج بمثل مقالك هذا والذي سيأتي أيضا
فتكلم بما تشاء فكل شيء مسجل ومحاسب عليه والمرء خصيم نفسه وعند الله تلتقي الخصوم
وعليه فعبارتك هذه ( فإن عدت سيكون الجزاء مضاعفًا. ) لست ممن يخاف مثل هذا لأنني أعرف قدر نفسي جيدا
وكما قلت : ( لا تستطيع أنت ولا غيرك ولا من بعدك ولا من قبلك أن تحصر الحق برأيك وتطلب مصادرة الخلاف فمن استدل بلغة العرب وأقوال المفسرين لا يمكن أن ترد عليه بقولك إنه يفهم منه كذا وكذا لذا لابد أن نخبأه ونستره ونرده ولا نرتضيه أي عقلية هذه )
والله يتولاك
المقرئ
---
خالد- طالب علم
08-17-2005, 11:16 PM
لا تعبأ بهذا المقرىء وبما يقول، ولا تشغل نفسك به وبأمثاله، ولا تضيع وقتك في الرد عليهم. فوالله لا يستحقون مني ومنك ردّاً لولا تطاولهم على من شهد له كل منصف في هذا الملتقى بإبداعه، وفي مقدمتهم الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري.
وتأكد أنك لن تسمع منهم سوى جعجعة، ولا ترى طحناً.. ولذلك لا تأمل منه أن يرد على سؤال من الأسئلة المطروحة عليه، وليس في جعبته سوى تكرار قوله:(( لا تستطيع أنت ولا غيرك ولا من بعدك ولا من قبلك أن تحصر الحق برأيك وتطلب مصادرة الخلاف فمن استدل بلغة العرب وأقوال المفسرين لا يمكن أن ترد عليه بقولك إنه يفهم منه كذا وكذا لذا لابد أن نخبأه ونستره ونرده ولا نرتضيه أي عقلية هذه )).
وكأن هذا هو مصدر خلافك معه. لقد نسي قوله في خطابه:
(( أعتقد انك هولت من الأمر وركبت مركبا لم تؤمر به بل نهيت عنه ))
ثم قوله:
(( أعتقد أن هذا خوف وخنوع وخضوع ولقد تذكرت وأنا أقرأ كلامك قول الله تعالى لنبيه ومصطفاه " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير )).(1/1236)
(( والقضية في نظري محسومة ما دام الكلام بيني وبينك وأما هؤلاء المستشرقون فبالله عليك لا تفسد المقال بذكرهم فوالله لقد تعجبت كثيرا لدخولهم في معضلات لا يحسنونها ومن البدهي أن يخرجوا بنتائج مغلوطة )).
هذا الكلام لا يقوله إلا كل من رضي لنفسه أن تكون للشيطان مركباً، ولأولئك المستشرقين الذين يتحدث عنهم.. وليس هناك من هو أعظم سوءاً ممن يكون جاهلاً، ثم يتهم غيره بالجهل، وممن يخضع ويخنع، ثم ينعت غيره بالخنوع والخضوع، وممن يطعن في كلام الله سبحانه، ثم يتهم من ينزه القرآن الكريم من الزيادة بأنه يطعن في أقوال السلف، ويخاطبه بهذا الخطاب الذي ينم عن جهل صاحبه وحقده وكراهيته لكل من يدافع عن القرآن ضد أعداء القرآن !!!
لقد مر هذا المقرىء بكل الأقوال التي ذكرها أستاذنا الفاضل محمد إسماعيل، والتي ذكرتها له أنت يا أخي سليمان، وبخاصة القول الأخير الذي ذكره الأخ عبد القادر، والذي لم يقل به إلا جاهل مهما بلغت درجته العلمية.. نعم لقد مر بكل هذه الأقوال، وكأنه عمي عنها فلم يبصرها.. حتى قول مولانا الدكتور الشيخ فضل حسن عباس، لم يره ولم يسمع به، وأعني قوله:( يرى الكوفيون أن الواو زائدة، والتقدير: فلما ذهبوا به، وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب، أوحينا إليه.. فالواو في{ وأوحينا } هي الزائدة عندهم... ولا شك أن في هذا القول خروجًا عن الصواب، وجرأة على كتاب الله، وابتعادًا بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد“.
أرأيت كيف يخرج هؤلاء عن الصواب.. ويتجرؤون على كتاب الله.. ويبتعدون بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد، أرأيت كيف يعبثون بكلام الله سبحانه، فيزعمون أن الواو قامت مقام تكرار الجملة الشرطية، فبدلاً من أن يقال:
(( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه.. فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه ))..(1/1237)
يقال اختصاراً؛ كما قال الله تعالى:(( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب وأوحينا إليه )). فتكون الواو زائدة في الجواب، قائمة مقام تكرار الجملة مرة ثانية.. ثم يزعمون بعد هذا العبث أنهم يدافعون عن القرآن ضد من ينزه القرآن من ذلك العبث الذي لا ينطق به العامة من الناس، ويتجاهلون، أو يجهلون أن كلام الله الخالق الذي أعجز الثقلين من الإنس والجن عن أن يأتوا بمثله، أو بسورة من مثله، لا يؤول بهذا التأويل الغريب الذي يدل على عجز صاحبه عن إدراك سر الإعجاز في هذه الواو !!!
وهذا القول الذي يصف هؤلاء وأمثالهم بالخروج عن الصواب، والجرأة على كتاب الله تعالى، والابتعاد بالآية وبالنظم المحكم عن المعنى المراد.. ليس هو قول الأستاذ محمد إسماعيل، وليس هو قولك، ولا قولي، ولكنه قول شيخ جليل مشهود له بالعلم والفضل والتقى من القائمين على إدارة هذا الملتقى، ومن كل من عرفه، وقرأ له.
وقد جاء توجيه هذا العالم الجليل للآية الكريمة بتوجيه جمهور البصريين والمتأخرين الذين يقولون بحذف الجواب في هذه الآية وأمثالها، ويرفضون القول بزيادة الواو؛ لأنها من حروف المعاني، كما قال النحاس.
ثم جاء توجيه الأستاذ محمد إسماعيل- كما بينه ووضحه- بأن الجواب ليس محذوفاً؛ وإنما هو قوله تعالى:( وأوحينا )، والواو ليست زائدة ولا عاطفة، وإنما هي واو الجمع، وسر وجودها أنها جمعت بين وقوع حدثين في وقت واحد: إجماعهم على إلقاء أخيهم في غيابة الجب، وإيحاء الله تعالى له.. واستشهد على ذلك بقوله تعالى في السورة نفسها:{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ }(يوسف:102)، مع ما ذكر فضيلته من شواهد... فأي خطأ في هذا يا مقرىء؟؟؟ أهذا هو المركب الذي ركبه، ولم يؤمر به، بل نهي عنه؟؟؟ ما هذا الكلام يا مقرىء، ألا ترعوي، وأنت الذي تقول:(1/1238)
(( وبفضل من الله أنني أحرص كثيرا على وزن ألفاظي وعباراتي ))؟؟؟
ألم تعلم أن هذا المعنى للواو ذكره ابن جني في كتابه الخصائص تحت عنوان(باب خلع الأدلة) ، فقال:( ومن ذلك واو العطف؛ فيها معنيان: العطف، ومعنى الجمع. فإذا وضعت موضع مع، خلصت للاجتماع، وخلعت عنها دلالة العطف؛ نحو قولهم: استوى الماء، والخشبة ).
فدلت الواو هنا على الجمع بين حدثين: استواء الماء، واستواء الخشبة، وكذلك الواو في الآية الكريمة دلت على الجمع بين حدثين وقعا في وقت واحد. وهذا ما فسرته بعد ذلك الآية الكريمة التي أشرت إليها. وهذا ما فصَّل القول فيه الأستاذ محمد إسماعيل جواباً على أحد استفسارات الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري على مقاله الممتع والرائع( سر دخول الواو على جواب حتى إذا ) في قوله تعالى:(حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها ) الموجود في هذا الملتقى.
فهل سمعت بمثل هذا الكلام ؟؟؟ وهل وصل بك علمك إلى مثل هذه المرتبة من الفهم لآيات الله تعالى؟؟؟ وهل سمعت بما دار من حوار حول القول بزيادة( لا ) في قوله تعالى:( لا أقسم بيوم القيامة ) الموجود على هذا الرابط ؟؟؟ أم أنك- كما يقال- عدو لما تجهل ؟؟؟
فحسبي الله فيك، ونعم الوكيل عليك!!!
---
(1/1239)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ترجمة عبرية جديدة لمعاني القرآن بمجمع الملك فهد بالمدينة
---
ترجمة عبرية جديدة لمعاني القرآن بمجمع الملك فهد بالمدينة
---
أبو المعتز القرشي
12-30-2005, 01:51 PM
طُرح بمجمع الملك فهد للمصحف بالمدينة مشروع ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة العبرية . وقالت إدارة المجمع " إن اللجنة لم تتخذ قرارها بعد بشكل نهائي بالبدء بالترجمة الجديدة . مؤكداً أن " أي ترجمة لمعاني القرآن تمر بعدد من الخطوات الإدارية وتجميع المعاني الكاملة لتلك اللغة ليتم البدء في الترجمة إلى نهايتها بشكل سلس والتأكد من عدم وجود أخطاء فيها " وأضاف : " من المتوقع البدء في تنفيذ المشروع خلال أربعة أشهر . علماً أن هناك ترجمات عبرية للقرآن صدرت سابقاً .
يذكر أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف استطاع خلال عشرين عاماً الانتهاء من ترجمة معاني القرآن الكريم إلى 47 لغة وستكون العبرية إذا ما تم تنفيذها اللغة رقم 48 .
انتهى منقولاً من جريدة النخبة عدد 377 السبت 15 ذو القعدة 1426 هـ 17 ديسمبر 2005 م
---
(1/1240)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من مِن الصحابة سمع القرآن كله من النبي صلى الله عليه وسلم؟؟.
---
من مِن الصحابة سمع القرآن كله من النبي صلى الله عليه وسلم؟؟.
---
المعظم لربه
11-18-2005, 11:16 PM
من مِن الصحابة سمع القرآن كله من النبي صلى الله عليه وسلم؟؟.
أو هل هناك من قرأ القرآن كله على النبي؟؟.
---
المعظم لربه
11-22-2005, 02:10 PM
هل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
عبد اللطيف سالم
11-23-2005, 01:32 AM
كثير من الصحابة سمعوا القرآن كاملا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العرضة الأخيرة التي عرضها عليه جبريل عليه السلام .
ومنهم القراء الذين قتلوا في اليمامة ولو لم يكن مشهور بين الصحابة أن فئة كبيرة من الصحابة عرفوا بقراءة القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتبهوا إلى مقتل القراء في اليمامة ولما لفت نظرهم هذا الحدث .
ولا شك أن أبا بكر وعمر من الذين سمعوا القرآن كاملا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعدم تصدرهم لإقراء الناس القرآن ليس دليلا على عدم حفظهم .
وأما الذين اشتهروا بإقراء الناس من الصحابة فمنهم : عثمان ، وعلي ، وابن مسعود ، وأبي ، وزيد ، وأبي موسى الاشعري ...... ورد في الطبقات أنهم كلهم قرؤوا القرآن كاملا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
---
جمال أبو حسان
11-23-2005, 10:10 AM
قد يضاف الى هذا كتبة الوحي في زمان النبي صلى الله عليه وسلم فمما لا شك فيه ان بعضهم قد سمعه كله وكتبه كذلك ويمكن مراجعة تاريخ القراء للذهبي فلعل فيه ما يفيد وهو كذلك ان شاء الله
---
أحمد البريدي
11-23-2005, 02:20 PM
قال النبي صلى الله عليه وسلم :"خذوا القرآن عن أربعة : من عبد الله بن مسعود , وسالم ومعاذ وأبي بن كعب "(1/1241)
وقد نص الائمة كالزركشي وغيره على سبب تخصيص هؤلاء دون غيرهم : أنهم ممن عرضوه على النبي صلى الله عليه وسلم , واتصلت بنا أسانيدهم , وهم ممن تلقوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم .
وليعلم أن ذكر هؤلاء لا ينفي هذه الميزة عن غيرهم بدليل أن هناك رواية أخرى ذكرت أبا الدرداء وأبا زيد بن السكن .
---
المعظم لربه
11-23-2005, 03:14 PM
د. البريدي ود. حسان, شكر الله لكما..
---
المعظم لربه
11-23-2005, 03:16 PM
د. البريدي ود. حسان, شكر الله لكما..
لو سألنا سائل يبتغي التوثيق والتحقيق -وهذا حقه, فهو القرآن وما أدراك- لو سألنا: كيف "نوثق" لأن فلانا من الصحابة "عرض" القرآن عرض من يقرأ على شيخه فيجيزه؟.
إذ ما نعلمه "توثيقا" أن النبي كان هو من يقرأ وهم يسمعون, و"ثبت" عندنا بضع روايات عمن قرأوا في حضرته عليه الصلاة والسلام, كابن مسعود في النساء وأبي موسى الأشعري وعمر وحزام بن هشام في الفرقان.. وقول ابن مسعود رضي الله عنه للنبي عليه الصلاةوالسلام: عليك أقرأه وعليك أنزل؟. فيه شبهة دليل أن القراءة "على النبي" لم تكن شائعة مألوفة.. وكانوا رضوان الله عليهم يتفاخرون بمن "أخذ" أكثر من فم النبي, دون "الذكر الصريح" أنهم قرأوا بين يديه عليه الصلاة والسلام, وعليهم الرضوان.
وقول الذهبي رضي الله عنه وغيره في هذا دون توثيق كما يفعل أهل التوثيق والتحقيق, ليس بحجة كافية!.
فحبذا لو فصّل مشايخنا لنا فيها بالعلم والحلم.
---
مساعد الطيار
11-23-2005, 04:57 PM(1/1242)
ما يذكره المعظم لربه دقيق ، وهو سؤال عن واحد من الصحابة سمع من النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كاملاً ، هذا هو السؤال فيما يظهر ، والسؤال موجه إلى وجود الإسناد الدال على قراءته القرآن كاملاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا رجعنا إلى أحد المذكورين من علماء الصحابة في القرآن ، وهو من أخصهم فيه ، وهو عبد الله بن مسعود ، فإنه يقول عن نفسه (( والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم )) رواه البخاري وغيره .
لذا فالسؤال قائم ، وإن كان لا يؤثر على نقل القرآن ، إذ ما لم يسمعه ابن مسعود سمعه غيره ، وهكذا .
---
المعظم لربه
11-23-2005, 06:15 PM
شهد الله, لفرحتنا بالطيار غامرة..
فيكفي أن يقرّ سؤالك "محقق"..
ووالذي نفس محمد بيده, ما سألت الذي سألت إلا رغبة في العلم, وبحثا عن عين الحق, ولا طعن في القرآن, فلا يؤثر في القرآن باطل أبدا..
فشكر الله لك شيخنا مساعد, حسن ظنك ودقة نظرك..
فقولك: "والسؤال موجه إلى وجود الإسناد الدال على قراءته القرآن كاملاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم".
إصابة لكبد السؤال..
ولقد أنزلت رسالتك في التفسير والتأويل والتدبر, وجمعتها ونثرتها بين طلبة علم القرآن, لما فيها من التأصيل واتباع الحق بالحق. وما ذكرته عنك من "التحقيق" له ما يصدقه منها, فليس مدحَ كذِب.
وسبق أن راسلتك شكرا عليها وتشرفا..
فالسؤال -كما أشرت- قائم, والبينة فيه زيادة في العلم, ومتانة في القول والنقل.
فحبذا لو شرفتنا بمزيد من التبيان والتمحيص.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا وعلمائنا وصالحينا.
---
أحمد البريدي
12-02-2005, 09:58 PM
الأخ المعظم ربه :هذه فوائد متناثرة ينبغي ذكرها حين الحديث عن سؤالك وإن كان ما تريده يحتاج إلى استقراء وتتبع ولعل همتك تنشط لذلك :(1/1243)
يذكر العلماء رحمهم الله أن من أسباب اختيار زيد بن ثابت دون غيره شهوده العرضة الأخيرة , اضف إلى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إمام الصحابة في الصلاة ومقرئهم , وهذا يدل على أن الكثير اخذوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم , ولعلك تعرف قصة عمر الخطاب مع هشام بن حكيم في قراءتهم لسورة الفرقان حيث كلاهما اخذاها من النبي صلى الله عليه وسلم .
---
أبو بيان
12-02-2005, 10:16 PM
هل يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للصحابة بين هذين الطريقين في تحمل القرآن: العرض, والسماع؟
---
(1/1244)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حكم استعمال لفظة ( يجوز ، أو لا يجوز )
---
حكم استعمال لفظة ( يجوز ، أو لا يجوز )
---
أحمد القصير
06-01-2003, 12:32 AM
لفظة ( يجوز ) أو ( لا يجوز ) بمعنى التحليل أو التحريم لم ترد في القرآن الكريم ، وإنما ورد لفظ ( يحل ) أو ( لا يحل ) ، وكذا في السنة لم ترد ، وذلك حسب اطلاعي .
والسؤال : هل يعني ذلك أن استعمالها يعتبر خطئا ؟ وهل تأتي ( يجوز ) في اللغة بمعنى ( يحل ) ؟
إن استعمال كلمة ( يجوز ) سائغ ومشتهر على ألسنة العلماء منذ عهد بعيد ، وهي من ناحية اللغة صحيحة حسب علمي ، والذي يظهر لي صحة استعمال هذه الكلمة لكن الأولى استعمال لفظة ( يحل ) تأدباً مع المصطلحات الشرعية .
هذا ما لدي حول هذه المسألة فمن كان عنده علم فليفدنا .
---
أبو خالد السلمي
06-01-2003, 12:13 PM
أخي الكريم الشيخ أحمد القصير _ حفظه الله _
لا حرج إن شاء الله في استعمال لفظ ( يجوز ) بمعنى يحل ، ولفظ ( لا يجوز ) بمعنى لا يحل ، لورود هذا الاستعمال في الأحاديث التالية :
1 ) يجوز كتابة المدبر صحيح إرواء الغليل 1754
2 ) لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها إسناده حسن السلسلة الصحيحة 825
3) لا يجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا زان ولا زانية، ولا ذي غمر على أخيه في الإسلام حسن صحيح الجامع 7236
4 ) ثلاث لا يجوز اللعب فيهن: الطلاق، و النكاح، و العتق حسن صحيح الجامع 3047
5) لا يجوز من الضحايا، العوراء البين عورها، و العرجاء البين عرجها، و المريضة البين مرضها، و العجفاء التي لا تنقي صحيح صحيح النسائي 4075(1/1245)
6) فأنى كان ذلك . قال: ما أدري، قال: فهل لك من إبل . قال: نعم، قال: فما ألوانها . قال: حمر، قال: فهل فيها جمل أورق . قال: فيها إبل ورق، قال: فأنى كان ذلك . قال: ما أدري يا رسول الله، إلا أن يكون نزعة عرق، قال: وهذا لعله نزعة عرق . فمن أجله قضى رسول الله، هذا: لا يجوز لرجل أن ينتفي من ولد ولد على فراشه، إلا أن يزعم: أنه رأى فاحشة صحيح صحيح النسائي 3257
7) أن رسول الله: قضى فيمن أعمر عمرى، له ولعقبه، فهي له بتلة، لا يجوز للمعطي منها، شرط ولا ثنيا صحيح صحيح النسائي 3508
وقد مضى عمل السلف على ذلك فثبت استعمال : يجوز ولا يجوز ، عن الصحابة والتابعين ، واستعملها البخاري وغيره في تراجم أبوابهم ، بالإضافة إلى أن الأصل في الألفاظ الإباحة إذا كان معناها صحيحا ولم يرد نهي عنها ، والله أعلم .
---
مستفيد
06-01-2003, 01:37 PM
بارك الله في مشايخنا
لكن ألا يمكن أن يقال: أن كلمة ( يجوز أو لا يجوز ) أخف على السمع من ( يحل أو لا يحل )
أما من ناحية الترهيب لمن يتسرع في الافتاء فالعكس .
فتماشيا مع المصلحة المرادة نستعمل ( يجوز أو لا يجوز ) .
فكيف نوفق بينهما ؟
و أحسن الله إليكم
تلميذكم البار : مستفيد
---
أحمد القصير
06-01-2003, 02:37 PM
أخي الكريم الشيخ أبو خالد السلمي حفظه الله :(1/1246)
نعم ما أوردته من أحاديث يدل على أن هذه اللفظة قد جاءت في السنة ، وجزاك الله خيرا على هذا الاستدراك ، ولكن لفظة ( يحل ) وردت أكثر من لفظة ( يجوز ) ، وأيضا لفظة ( يجوز ) لم ترد في القرآن الكريم ، وأعتقد أنك توافقني على ذلك ، وأنا لم أقل بتحريم أو كراهية استعمال هذه اللفظة ، بل الأمر فيها واسع ولله الحمد ، لكن لما رأيت أنها لم ترد في القرآن الكريم قلت الأولى استعمال ما ورد به الشرع ، من باب التأدب وحسب ، والأمر في هذا واسع إن شاء الله ، وهذه المسألة من الملح التي يتذاكر بها طلبة العلم ، ولا تعني تخطئة الأوائل أو التقليل من شأنهم ، والله المستعان .
---
masd1
06-06-2003, 07:52 AM
الى الأخ أحمد القصير
بسم الله الرحمن الرحيم
1- قولك ان لفظة يحل وردت اكثر في الشرع من يجوز يحتاج منك الى الحصر في الكتاب والسنة ، ثم توضيح ذلك على بينة - هذا على التسليم على ان الأكثر يعمل به والأقل يترك تأدبا مع المصطلحات الشرعية -
2- ان قولك(( لكن لما رأيت أنها لم ترد في القرآن الكريم قلت الأولى استعمال ما ورد به الشرع ،))
وهل السنة النبوية - بارك الله فيك - التي وردت فيها كلمة يجوز ليست من الشرع 0
والله عز وجل يقول (( وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا))
ويقول تعالى (( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ))
ويقول تعالى (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ))
3- قولك ((من باب التأدب وحسب))
أقول بارك الله فيك : قولك هذا خلاف ما تدعو إليه في نظري ، لأني فهمت على حسب كلامك أن ألفاظ التحليل والتحريم إنما تؤخد من القران -الذي وصفته بالشرع -فقط دون السنة ،
والتي لا أظنك -ان شاء الله تعالى - لا تدخلها في الشرع .
4- قولك (( ولا تعني تخطئة الأوائل أو التقليل من شأنهم ))(1/1247)
والرد على هذه الجملة من كلامك نفسه الآتي وهو قولك في اول النقاش((إن استعمال كلمة ( يجوز ) سائغ ومشتهر على ألسنة العلماء منذ عهد بعيد ))0
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
---
عبدالرحمن الشهري
06-06-2003, 01:55 PM
أخي Masd1 وفقه الله
كلام أخي الكريم الشيخ أحمد القصير في غاية الوضوح ، وفكرته لا لبس فيها ، ويبدو يا أخي الحبيب أن فهمك قد ذهب بك بعيداً ، فأرجو التأمل مرة أخرى في الكلام المكتوب ، والتأني وعدم العجلة.
ولست أقول ذلك نيابة عن أخي الكريم الشيخ أحمد فهو أدرى ، ولكن تنبيه لك في المستقبل أن تتأمل ما تكتب وفقك الله. وتقبل من أخيك كل تحية وتقدير.
---
أحمد القصير
06-06-2003, 05:25 PM
أخي الكريم (masd1 )
1- ماذا تفهم من عدم ورود لفظة ( يجوز ) في القرآن الكريم ؟ وماذا تعني عندك ؟ وماذا يعني مجيء لفظة ( يحل ) بدلاً منها ؟
2- لفظة ( يحل ) وردت في السنة أكثر من لفظة ( يجوز ) وبإمكانك التحقق من ذلك بالبحث عن كلا الكلمتين بمشتقاتهما في أحد برامج الحديث للحاسب الآلي ، وإذ الأمر كذلك فماذا يعني عندك قلة ورود لفظة ( يجوز ) في السنة مقابل كلمة ( يحل ) .
الذي فهمته أن ذلك يعني أن لفظة ( يحل ) أكثر استعمالاً في الشرع ، وبالتالي فالأولى أن نكثر من استعمالها تأسياً بالنصوص الشرعية ، ولا يعني هذا أبداً تحريم أو كراهة استعمال لفظة ( يجوز ) .
ولتتضح الصورة أعطيك مثالاً من السنة يقرب هذه المسألة :
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجهر بالبسملة في الصلاة أحياناً ، وورد عنه أنه كان يسر بها أحياناً أخر ، والأكثر من فعلة الإسرار ، لذا قال الجمهور من العلماء السنة الإسرار بالبسملة ، ويجهر بها أحياناً ، وهذا يدل على اعتبار الكثرة ، والأمثلة في هذا كثيرة ، والله تعالى أعلم .
---
(1/1248)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فنون
---
فنون
---
د. محمد مشرح
03-25-2005, 11:34 PM
فن الدعاء 227
يا رب نسألك العفو والعافية ، والمعافاة الدائمة ،في الدين والدنيا والآخرة .
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحدث 162
مع أعظم أناس بعد الأنبياء {الصحابة والعلماء }الحلقة الثالثة
مع الخليفة الأول ( أبوبكر الصديق )
عن بن مطعم رضي الله تعالى عنه قال أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه قالت أرأيت إن رجعت فلم أجدك ؟ كأنها تقول : الموت ، قال صلى الله عليه وسلم فإن لم تجديني فأتي أبا بكر رضي الله عنه )
إنها إشارة إلى أنه مرشح لأن يكون الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
فن الترويح 171
لا ألقنه ...!
وأصله أن رجلا ركب على خشبة في دوحة كبيرة وأخذ فأسا بغية قطع الخشبة المذكورة ... فمر رجل وكان تبادل الكلام بينهما كالتالي :
الرجل المار : السلام عليكم .
الراكب فوق الخشبة : عليكم السلام .
الرجل المار : إذا سقطت الخشبة وأنت راكب عليها فسوف تسقط معها فتتضرر ...
الراكب فوق الخشبة : وما أدراك ؟ هل أنت تعلم الغيب ؟
الرجل المار : هذه المسألة واضحة ومشاهدة وليست غيبا .
الراكب فوق الخشبة : إليك عني وانصرف لعملك ...
الرجل المار : ينصرف .
الراكب : يسقط مع الخشبة فيكون ذلك سببا لموت الراكب عليه .
الرجل المار: وقد طلب منه الناس أن يلقن الرجل لا إله إلا الله ... رفض وقال : لم يسمع كلامي وهو حي فكيف يسمع كلامي وهو في هذه الحال !!
---
(1/1249)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب اللامات في اللغة للزجاجي للتحميل
---
كتاب اللامات في اللغة للزجاجي للتحميل
---
مسك
07-24-2005, 07:32 PM
اسم الكتاب : كتاب اللامات
اسم المؤلف : أبو القاسم الزجاجي
نبذة عن الكتاب :
كتاب صغير الحجم ولكنه كثير الفوائد، تعرض فيه الزجاجي إلى حرف اللام مستقرئا جميع تمظراته ومعانيه، ومواقعها في كلام العرب وكتاب الله عز وجل ومعانيها وتصرفها والاحتجاج لكل موقع من مواقعها وما بين العلماء في بعضها من الخلاف ويعد بصدق مصدرًا و مرجعاً هاماً في هذا المجال؛ استفاد منه المالقي كثيراً ومن بعده تلميذاه ابن القاسم الوردي والسفاقسي
الزجاجي فصيح العبارة؛ كثير الشواهد خصوصا منها الشواهد القرآنية.
::::: أضغط هنا لتحميل الكتاب ::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=16&book=1924)
---
(1/1250)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مسائل الإجماع المذكورة في ( مناهل العرفان ) للزرقاني
---
مسائل الإجماع المذكورة في ( مناهل العرفان ) للزرقاني
---
محمد رشيد
06-16-2003, 10:24 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته ، مشايخي الأفاضل في ملتقى أهل التفسير ، كم استفدت أنا من مشايخ و أعضاء هذا الملتقى الرفيع في مستواه العلمي ، و الذي أرجو من الله تعالى أن يظل مشرفوه على نفس المستوى من الحزم و الجدية الظاهرة فيهم عملا على ألا يتفلت الأمر فيلقى مصير غيره من المنتديات التي كانت تسمى علمية ، كم استفدت من هذا الملتقى و أتعبت مشرفوه و بعض أعضائه كثيرا ، و كم كانت رغبتي في المساهمة في علمية هذا الملتقى ، و لكن بضاعتي في علوم القرآن قليلة ، و أول كتاب درسته في علوم القرآن هو كتاب ( مناهل العرفان ) للزرقاني ، و قد فرغت منه منذ ما يقرب من أسبوعين ، وكنت أجمع خلال دراستي للكتاب المسائل التي ذكرها الزرقاني من كونها مجمع عليها أو متفق عليها أو أن الخلاف منفي عنها ، فكل ما جاء في الكتاب من مسائل الاجماع أو الاتفاق أو نفي الخلاف فقد أفردته بالكتابة ، والآن أضعه على الملتقى لعل أحدهم يستفيد منه ، و لكن الاشكال أنني لن أستطيع الاحالة لأن النسخة التي درستها ليست هي ( دار إحياء التراث العربي ـ عيسى الحلبي ) المعتمدة ، بل هي دار الحديث بالقاهرة ، فساحيل عليها ـ إن شاء الله تعالى ـ لأني لن أستطيع الحصول على النسخة المعتمدة الآن .............
و الله تعالى المستعان
1 ـ ذكر السيوطي أن القرطبي نقل حكاية الاجماع على نزول القرآن جملة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة في السماء الدنيا .
2 ـ يكاد ينعقد الاجماع على كون الكتب السماوية نزلت جملة واحدة الا القرآن فإنه نزل متفرقا منجما .(1/1251)
3 ـ أجمعوا على حكم السبب باق قطعا فيكون التخصيص قاصرا على ما دون سبب النزول ( في مسألة عموم اللفظ و خصوص السبب و هي مسألة أصولية )
4 ـ أجمعت الامة على مصحف عثمان فيكون كل ما خرج عنه منسوخ بالعرضة الأخيرة .
5 ـ سورتي البقرة و آل عمران مدنيتان بالاجماع . 169
6 ـ اتفقوا على عشرين سورة بأنها مدنية ، و على اثنتين و ثمانين سورة بأنها مكية . 170
7 ـ الاجماع انعقد على الصلاة لا تصح بنصف آية . ( قاله الهزلي و نقله الزرقاني ) 291
8 ـ انعقد إجماع الامة على أن ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط الذي نراه اليوم بالمصاحف كان بتوقيف من النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ عن الله تعالى ، وأنه لا مجل للرأي و الاجتهاد فيه ( نقله عن الزركشي في البرهان / و أبو جعفر في المناسبات ) 292
9 ـ الاجماع المنعقد على مصحف عثمان يدل ضمنا على الاجماع على الترتيب بين السور التي في مصحف عثمان ( واضح أن ذلك اجتهادا منه و الا فالجمهور على أن الترتيب بين السور اجتهادي كما ذكر الزرقاني نفسه ) 298
10 ـ كادت تتفق كلمة المؤرخين على أن قريشا في مكة لم تأخذ الخط إلا عن طريق حرب بن أمية بن عبد شمس . 305
11 ـ جواز الكتابة بالرسم العثماني و وجاهنه ودقّته محل اتفاق و تسليم . 319
12 ـ أجمعوا على ثبات الرسم في مصحف عثمان ـ رضي الله عنه ـ . ص317 ص 321
13 ـ قال الزرقاني [ أما تفسير بعض القرآن ببعض ، و تفسير القرآن بالسنة الصحيحة المرفوعة الى النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ فلا خلاف في وجاهته وقبوله ] ج2 22
14 ـ من أنواع العلوم الثلاثة في القرآن : علم لم يطلع اله عليه أحد من خلقه بل استأثر به وحده ، كمعرفة حقيقة ذاته وصفاته وغيوبه التي لا يعلمها الا هو ، وهذا النوع لا يجوز في لأحد الكلام إجماعا ج2 45
15 ـ متفق على جواز الكلام والاجتهاد في تفسير الايات المتعلقة بالأحكام و الحكم ـ بكسر الحاء ـ و الأمثال و المواعظ ج2 46(1/1252)
16 ـ متفق على هدايات القرآن المستفادة من معانيه الأصلية فهذه محل اتفاق و لا نزاع فيها ج2 106
17 ـ (( أجمع علماء الاسلام سلفا و خلفا على أن كل تصرف في القرآن يؤدي الى تحريف في لفظه أو تغيير في معناه ممنوع منعا باتا ومحرم تحريما قاطعا )) ج2 113 نقلا عن مجلة صوت الأزهر
18 ـ أجمعت الأمة على عدم جواز رواية القرآن بالمعنى ج2 128
19 ـ الناس جميعا ـ مسلمين و غير مسلمين ـ تواضعوا على أن الأعلام لا يمكن ترجمتها ( الأعلام جمع علم و هو مادل علىالذات دلالة مباشرة دون الاحتياج الى قرينة خارجة ) و هذا في باب ترجمة القرآن . ج2 128
20 ـ تكاد كلمة الفقهاء تتفق على منع قراءة ترجمة القرآن بأي لغة كانت . ج2 134
21ـ أجمعوا على جواز شرح الشرع للعجم بلسانهم ج2 140 نقلا عن المستصفى للغزالي
22 ـ لتحقق النسخ لابد من تحقق أربعة أمور : أن يكون المنسوخ حكما شرعيا
و أن يكون دليل النسخ شرعيا
وأن يكون هذا الدليل متراخيا عن المنسوخ
و ألا يمكن الجمع
قال الزرقاني / تلك أربعة لابد من تحققها في النسخ باتفاق جمهرة الباحثين . ج2 150
رغم تقييد الزرقاني الاتفاق بالجمهور إلا أني أوردته لاطلاعي على ما يسمى / إجماع الجمهور و الذي جمهور الاصوليين على كونه ليس إجماعا
23 ـ النسخ جائز عقلا وواقع سمعا ، و عليه إجماع المسلمين ج2 155
24 ـ نسخ لفظ الخبر دون مدلوله جائز بإجماع من قالوا بالنسخ ج2 176
قوله / بإجماع من قالوا بالنسخ ، قد يسبب إشكالا لأنه قد ذكر إجماع المسلمين على النسخ جوازا عقليا ووقوعا سمعيا
25 ـ اتفقوا على كون القرآن كله متشابها في إحكامه و اتقانه ، و على كونه كله محكما ومتقنا ، و على كونه ينقسم الى ما اتضحت دلالته على مراد الله و ما خفيت دلالته ج2 226
26 ـ المتشابه إن كان له تأويل واحد يفهم منه فهما قريبا وجب القول به إجماعا . ج2 238
27 ـ الاجماع على أن للمحكم مزية على المتشابه . ج2 249(1/1253)
و الحمد لله رب العالمين
و أرجو ممن يطلع على هذه الاجماعات و الاتفاقات المذكورة أن يذكر لنا تعليقاته ، فإن بعضها لا يطمئن إليه قلبي ، وما هي مصادر نقله للإجماع ، و هل يطلق الزرقاني الاجماع على ما هو معلوم بالضروروة ؟
زادكم الله تعالى علما
---
عبدالرحمن الشهري
06-17-2003, 12:46 PM
اشكرك أخي محمد يوسف على هذه التقييدات من مناهل العرفان ، وأرجو التحقق من صحة النقل فيها كلها ليكون الحوار مبنياً على أساس متين إن شاء الله . وسيكون للحديث صلة بإذن الله.
---
محمد رشيد
06-18-2003, 12:41 AM
بارك الله فيك شيخنا الدكتور عبد الرحمن
إن أريد بالتثبت التثبت من نسبتها الى المناهل فأنا متثبت من ذلك ولله الحمد ، وإن أريد من التثبت التثبت من كونها إجماعات من الأصل فهذا ما أريد معرفته ، وأنوي بحثه و لكن ليس الآن مطلقا
---
(1/1254)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقدمة تفسير (الدر المنثور) للسيوطي بين المخطوط والمطبوع لـ د.حازم حيدر
---
مقدمة تفسير (الدر المنثور) للسيوطي بين المخطوط والمطبوع لـ د.حازم حيدر
---
عبدالرحمن الشهري
03-02-2007, 10:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(مقدمة تفسير (الدر المنثور) للسيوطي بين المخطوط والمطبوع ) بحث ماتع للدكتور الفاضل حازم سعيد حيدر الباحث بمركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف نشره بمجلة البحوث والدراسات القرآنية التي يصدرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في العدد الأول .
http://www.tafsir.net/images/majalahmoj.jpg
وقد طلبت من الدكتور حازم التكرم بنشر البحث في الملتقى لتعم الفائدة ، وليطلع عليه من لم يتمكن من قراءة البحث في المجلة فوافق مشكوراً وبعث بالبحث وفقه الله ونفع به .
ملخص البحث
جرت عادة السيوطي في عدد من كتبه أن يصدِّرها بطليعة يذكر فيها موارده التي استقى منها مادة تلك الكتب.
ومن هذه الكتب كتابه الجليل في التفسير المسمَّى بـ «الدر المنثور في التفسير بالمأثور» الذي اختصره من تفسيره المسند المسمَّى «ترجمان القرآن». فقد قدَّم بين يدي هذا التفسير مصادره التي خرَّج منها روايات التفسير؛ وهي معلمة مهمة، وتدلي بأمانة ومنهج خاص في التأليف.
وقد خلت طبعات الكتاب جميعها من هذه الطليعة، مع أنها توافرت في بعض نسخ الكتاب.
وهذا البحث يلقي الضوء على هذه التتمة من المقدمة المبتورة في المطبوع من «الدر المنثور» مع تحقيق نصها والتعليق عليه.
د.حازم سعيد حيدر
لقراءة البحث كاملاً
مقدمة تفسير (الدر المنثور) للسيوطي بين المخطوط والمطبوع (http://www.tafsir.org/Bookstorge/777.zip)
ملحوظة : حجم الملف 27 ميجا لأنه على صيغة PDF وبه صور ضخمت حجمه فمعذرةً .
---
وائل حجلاوي(1/1255)
03-03-2007, 10:27 AM
جزاك الله خيراً
---
(1/1256)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قاعدة : المشترك على معنييه أو معانيه و تطبيقها عند الإمام الشنقيطي
---
قاعدة : المشترك على معنييه أو معانيه و تطبيقها عند الإمام الشنقيطي
---
محمد البويسفي
10-29-2006, 09:40 PM
المشترك
الاشتراك هو أن يتحد اللفظ ويتعدد معنا الحقيقي,كالعين للباصرة و الجارية,و كالقرء بفتح القاف وضمها مع إسكان الراء للطهر وحيض والجليل للحقير والخطير والناهل للريان والعطشان . نفس التعريف تماما الذي نجده في نشر البنود موجود في نثر الورود مع اختلاف في التمثيل فقط.
قاعدة: المشترك يحمل على معنييه -نموذج واحد-
معنى هذه القاعدة : أنه يجوز أن تطلق لفظا واحدا و تقصد به معان متعددة,مثل قولك : عندي عين, و تقصد الباصرة و الجارية و الجاسوس..جاء في نثر الورود " أي الأذكياء من الأصوليين أجازوا إطلاق المشترك في وقت واحد من متكلم واحد,و قوله – أي صاحب مراقي السعود – مثلا أي أو معانيه إذا المشترك بين أكثر من اثنين كقولك: عندي عين و تعني الباصرة و الجارية و الذهب" .
و قال صاحب نشر البنود : وقد أجاز الأصوليون لغة إطلاق المشترك على معينه أو معانيه بأن يراد المنهيان المعاني
من متكلم واحد في وقت واحدا عند الجمهور المالكية لأن اللفظ لم يوضع للمجموع وحقيقة عند القاضي أبي بكر البقلاني منهم وشافعي والمعتزلة لوضعه لكل منهما .(1/1257)
أما الأحناف فلا يقولون بهذه القاعدة, بل يقولون : إن المشترك يحمل على أحد معنييه أو معانيه. قال السرخسي في أصوله " فكل لفظ يشترك فيه معان أو أسام لا على سبيل الانتظام, بل على احتمال أن يكون كل واحد هو المراد به على الانفراد, و إذا تعين الواحد مرادا به انتفى الأخر, مثل اسم العين, فإنه للناظر, و لعين الماء, و للشمس,و للميزان, و للنقد من المال , و للشيء المعين لا على أن جميع ذلك مراد بمطلق اللفظ, و لكن على احتمال كون كل واحد مرادا بانفراده عند الإطلاق "
أما تطبيق هذه القاعدة الإمام الشنقيطي – رحمه الله- فقد استعملها في المناقشات والردود الفقهية في مسألة القرء هل يحمل على طهر أم الحيض ؟ حيث قال: " والحق الذي لاشك فيه أنا المشترك يطلق على كل واحد من معينه أو معانيه في الحال المناسبة في ذلك والقرء في حديث " دعي الصلاة أيام قرائك " مناسب للحيض دون الطهر , لأن الصلاة إنما تترك
في وقت الحيض دون الطهر " .
لكن الملاحظ هنا أنه أضاف " في الحال المناسبة" أي مراعاة سياق الكلام الذي جاء فيه اللفظ المشترك والسياق في الحديث المذكور سياق الحيض لا الطهر لقرين أن الصلاة لا تترك أيام الطهر بلا أيام الحيض.
فرغم إقراره بأن المشترك يحمل على معنييه, فقد حمله على أحدهما, استنادا إلى قرينة السياق التي تعين حمل القرء على الطهر لا على الحيض .
فالقاعدة عند الأصوليين القائلين بها هي : المشترك يحمل على معنييه أو معانيه. و عنده هو أن المشترك يحمل على كل واحد من معنييه أو معانه في الحال المناسبة لذلك. أما تطبيقها فيفهم منه أن المشترك يحمل على معنييه أو معانيه أو إحدى معانيه في الحال المناسبة لذلك.
فيكون السياق هو الذي يحدد متى يحمل المشترك على معنييه أو معانيه أو إحدى معانيه.
أليس حري أن تكون صياغة القاعدة على الشكل الآتي :
المشترك يحمل على معنييه أو معانيه أو إحدى معانيه في الحال المناسبة لذلك
---(1/1258)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مكتبة رمضانية عامرة لاتفوتك
---
مكتبة رمضانية عامرة لاتفوتك
---
إمداد
10-12-2005, 11:55 PM
كتب ورسائل ووسائل وأفكار ومطويات ومحاضرات مفرغة وعروض ومسابقات رمضانية
حملها الأن
http://www.tttt4.com/sfhat/mjalatd/moasmal/new_page_18.htm
المحتويات
كتب عن شهر رمضان
القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان
البرنامج اليومي لربة المنزل في رمضان
مفطرات الصيام المعاصرة
9 محاضرات مفرغة عن صوم رمضان
حتى لا تصاب بالفتور في رمضان
دروس رمضان
رسائل ووسائل وأفكار
نشرة للتوزيع : جدول لاغتنام رمضان بالصالحات
ضيف جديد .. هل من مرحب ؟؟
أهلاً بالضيف العزيز
كيف نستقبل شهر رمضان ؟
كيف تستعد لشهر رمضان ؟؟
رمضان... كيف نستقبله ؟؟... وكيف نغتنمه ؟؟
عشر وسائل لإستقبال رمضان
أخي .. ماذا أعددت لرمضان ؟
وصيتي ... قبل الاعتقال
صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
رسالة شهر رمضان
الليلة رمضان !
لعله آخر رمضان
وبلغنا رمضان
أحكام فقهية رمضانية
رمضان طريق التوبة
حكم التهنئة بدخول شهر رمضان
نحو استغلال أمثل لشهر رمضان
رمضان فرصة للتغير
رمضان فرصة للتقوى
حتى تجمع مليون في رمضان
توبة في رمضان
رمضان فرصة للشباب
بين يدي رمضان
الصوم والإقلاع عن التدخين
وقفات مع صائم
رمضان والقرآن
أفكار لشهر رمضان
همسة في أذن صائم
أفكار رمضانية
سعداء في رمضان
صيام من قبلنا
الموسم
أصناف الناس أمام رمضان
صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته
فبذلك فليفرحو
حكمة صيام رمضان وأثره في حياة المسلم
آيات الصيام والدعوة إلى الله
ماذا نفعل ؟
رمضان يتحدى العولمة
حال السلف في رمضان
قلوب خضراء
تعظيم العصيان في شهر رمضان
أكثر من 30 أسلوباً للأسرة في رمضان
مشروع مثمر لليوم الواحد من رمضان
السائحون
أي رمضان رمضانك
الأدب الرمضاني
فرص لا تعوض
بعد رحيل العشر الأول(1/1259)
سأرحل وربي فاسمعوا هذه الكلمات قبل رحيلي
مطويات عن شهر رمضان
صفة العمرة
من مفسدات الصيام
صيام رمضان فضله مع بيان أحكام مهمة
صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم
رمضان فضائل وحكم
فتاوى رمضانية
أخطاء يقع فيها بعض الصائمين والصائمات
كيف نفهم رمضان
العشر الأواخر من رمضان
وماذا بعد رمضان؟
خطب ومحاضرات مفرغة عن شهر رمضان
(وقفة مع شهر رمضان) للشيخ عبد المحسن الاحمد
( روحانية صائم ) للشيخ إبراهيم الدويش
(هدي السلف في رمضان) للشيخ عائض القرني
عروض دعوية عن شهر رمضان
فلاش تعليمي عن شهر رمضان 1
فلاش تعليمي عن شهر رمضان 2
بوربوينت العمرة
مسابقات رمضانية
مسابقات رمضانية
مسابقة الشريط الإسلامي
أخرى
جامع الأذكار
الآداب الإسلامية
برنامج حساب الزكاة
---
(1/1260)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول إسقاط البسملة أول التوبة ـ جواب السؤال
---
حول إسقاط البسملة أول التوبة ـ جواب السؤال
---
مرهف
05-07-2003, 04:28 PM
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فأتقدم بالشكر أولاً للأخ محمد يوسف على طرحه لسؤال: هل البسملة بين الأنفال والتوبة من باب الاجتهاد ، وقد أثارني جداً وأحببت أن أفرده بمشاركة خاصة لطول البحث ودقته وأسأل الله التوفيق والعون وأطلب منكم النصح والتسديد وسأورد أولاً نص السؤال ثم الجواب .
نص السؤال :
هل كان عثمان رضي الله عنه يعتبر سورة الأنفال و سورة براءة سورة واحدة لذلك لم يفصل بينهما بالبسملة ؟
و إذا كان كذلك فكيف نقول بأن سقوط البسملة من بين السورتين توقيفي ؟
و ما دامت المسألة خلافية وتتفرع على مسألة ترتيب سور القران ، فهل لأحد أن يضع البسملة بين السورتين ، بناءا على مخالفته لعثمان في ذلك وأنهما سورة واحدة ؟
و على قول عثمان ـ رضي الله عنه ـ هل نعتبرهما نحن سورة واحدة ؟
الجواب :(1/1261)
الناظر في النصوص الواردة في هذا الأمر يجد أن سيدنا عثمان رضي الله عنه لم يكن يعتبر أن سورة الأنفال و التوبة كانت سورة واحدة بل كان يظن أنهما سورة واحدة ، وهناك فرق بين العبارتين ، وهذا الظن تغير لسيدنا عثمان لما علم أن الأنفال ليست من التوبة والوارد في ذلك هو ما أخرجه أحمد وأبو داود ( 786 ) والترمذي ( 3086 ) وقال : حسن صحيح ، والنسائي في الكبرى ( 8007 ) وابن حبان ( 1/ 230 ) والحاكم ( 2/221 ) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، وابن جرير ( 1 / 69 )عن ابن عباس قال قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول فقال عثمان كان رسول الله تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما نزل في المدينة وكانت براءة من آخر القرآن نزولا وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطول . الإتقان 1/167.
فظن عثمان رضي الله عنه كان سببه :
أولاً :وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتبين لعثمان أهما سورة واحدة أم اثنتان ؟
ثانياً : ووجود الشبه بينهما، ووجه الشبه في أن الأنفال بينت ما وقع له صلى الله عليه وسلم من مشركي مكة ، والتوبة بينت ما وقع له صلى الله عليه وسلم مع المنافقين ولأن في كل منهما تعاهداً ونبذاً للعهد ، وفيهما الأمر بالقتال . وهذا لا يعني أن عثمان كان يرى أنهما سورة واحدة .
ودليل علمه بأنهما سورتان هو فصلهما عن بعضهما .(1/1262)
وأما عدم كتابة البسملة في أول براءة فقد تعددت الآراء في ذلك ، يقول الزركشي في البرهان 1/ 360 ) : ( سبب سقوط البسملة أول براءة :اختلف في السبب في سقوط البسملة أول براءة فقيل كان من شأن العرب في الجاهلية إذا كان بينهم وبين قوم عهد وأرادوا نقضه كتبوا لهم كتابا ولم يكتبوا فيه البسملة فلما نزلت براءة بنقص العهد الذي كان للكفار قرأها عليهم علي ولم يبسمل على ما جرت به عادتهم .... .
وعن مالك أن أولها لما سقط سقطت البسملة .
وقد قيل إنها كانت تعدل البقرة لطولها.
وقيل لأنه لما كتبوا المصاحف في زمن عثمان اختلفوا هل هما سورتان أو الأنفال سورة وبراءة سورة تركت البسملة بينهما.
وفى مستدرك الحاكم [ 2/320 ] أيضا عن ابن عباس سألت عليا عن ذلك فقال لأن البسملة أمان وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان.
قال القشيرى والصحيح أن البسملة لم تكن فيها لأن جبريل عليه السلام ما نزل بها فيها ) .
أما الأثر الذي ذكره الزركشي عن مالك فهو غريب ؟ اللهم إلا أن يكون المراد النسخ وهذا لا دليل عليه ،وقد ورد عن مالك ما يرده قال السيوطي في الإتقان 1/ 63 : ( وأخرج [ لعله ابن أبي داود كما يدل عليه السياق ]عن ابن وهب قال سمعت مالكا يقول إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من النبي ) .(1/1263)
وأما ما ذكره من عادة العرب عند إرادتها نقض العهد عدم كتابتها البسملة فهذا بعيد في كونه العلة في هذا الشأن ، ثم عدم قراءة سيدنا علي لها لا يعني عدمها في نفس الأمر ، وهذا الأثر أشبه ما يكون بالحكمة منه بالعلة ، ولذلك استدرك عليه الزركشي رحمه الله بالحديث السابق عن ابن عباس فقال : ( ولكن في صحيح الحاكم أن عثمان ... وذكر الحديثَ ) ، وكذلك ما ذكره الزركشي عن سيدنا علي رضي الله عنه في أن البسملة أمان وبراءة نزلت بالسيف .. هو حكمة عدم ذكر البسملة لا علتها .وأما كونها كانت تعدل البقرة في طولها فيكفي في رده ذكر الزركشي له بالتضعيف ،وكذلك القول في اختلاف كتبة المصاحف في زمن عثمان هل هما سورتان أم كل واحدة سورة ، فلو صحّ ذلك لورد إلينا مستفيضاً كما ورد إلينا تحريهم في كتابة قوله تعالى : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128) . [ انظر البرهان 1/326 ، 329 و 333 ] .
فبقي معنا قول القشيري أن البسملة لم تكن فيها لأن جبريل عليه السلام ما نزل بها فيها ،و هذا القول يؤيده بالمعنى ما نقله السيوطي قال : ( وقال مكي وغيره ترتيب الآيات في السور بأمر من النبي ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة ) الإتقان 1 /62 .
ولعل المسألة تتفرع عن أمرين :(1/1264)
الأول : الخلاف في كون ترتيب سور القرآن توقيفي أم اجتهادي ،فجمهور العلماء على الثاني منهم مالك والقاضي أبو بكر في أحد قوليه [ الإتقان 1/63] ، ويميل العبد الفقير لقول البيهقي الذي نقله السيوطي في إتقانه 1/ 64: ( قال البيهقي في المدخل كان القرآن على عهد النبي مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة لحديث عثمان السابق ) . وهو الذي رجحه السيوطي في الإتقان 1/65 قال : ( قلت ومما يدل على أنه توقيفي كون الحواميم رتبت ولاء وكذا الطواسين ولم ترتب المسبحات ولاء بل فصل بين سورها وفصل بين طسم الشعراء وطسم القصص بطس مع أنها أقصر منهما ولو كان الترتيب اجتهاديا لذكرت المسبحات ولاء وأخرت طس عن القصص، والذي ينشرح له الصدر ما ذهب إليه البيهقي وهو أن جميع السور ترتيبها توقيفي إلا براءة والأنفال ولا ينبغي أن يستدل بقراءته سورا ولاء على أن ترتيبها كذلك وحينئذ فلا يرد حديث قراءته النساء قبل آل عمران لأن ترتيب السور في القراءة ليس بواجب فلعله فعل ذلك لبيان الجواز ) .فيكون سيدنا عثمان اجتهد في وضعهما معاً لوجود الشبه بينهما ، من باب مراعاة مناسبة الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم ، لا لأنه يقول بأنهما سورة واحدة والله أعلم .(1/1265)
الأمر الثاني :ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك والأدلة كثيرة وعليه الإجماع ، ولكن هل البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة ؟ أكثر العلماء على أنها آية [ انظر : التبيان في آداب حملة القرآن للنووي صـ 81،82 ، والمجموع للنووي أيضاً 3/280 ، 284 ، ففيه بسط الأدلة بما يغني ويشفي ] ، ومن أدلتهم على ذلك وجودها في المصاحف مع حرص سيدنا عثمان على نفي ما ليس من القرآن من القرآن ، فلما لم يكتب البسملة دل ذلك على أنها لم تنزل مع التوبة بالوحي ، فقد أخرج أبو داود ( 788 ) والحاكم ( 1/231 ) وصححه ووافقه الذهبي عن ابن عباس قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السور حتى ينزل عليه : بسم الله الرحمن الرحيم .) وفي رواية عند الحاكم ( 1/231 ) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه جبريل فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ؛ علم أنها سورة . ) .
فهذه الأدلة وغيرها بينت أن البسملة لم تسقط اجتهاداً من أحد من الصحابة ، ولو كان الأمر كذلك لورد إلينا من طرق القراءات ما يدل عليه ، ثم إن إجماع الصحابة قام على ما فعله عثمان رضي الله عنه وفيهم الحفظة ومنهم من نقل عنه القول بأن البسملة آية من كل سورة كعلي بن أبي طالب وأبي هريرة وابن عمر وابن عباس ... .ولا يجوز لهم أن يسكتوا عن إسقاط آية ولم يفعلوا .(1/1266)
قال في الإتقان 1/ 63 ط دار الفكر : ( قال البغوي في شرح السنة: الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدفتين القرآن الذي أنزله الله على رسوله من غير أن زادوا أو نقصوا منه شيئا خوف ذهاب بعضه بذهاب حفظته فكتبوه كما سمعوا من رسول الله من غير أن قدموا شيئا أو أخروا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله وكان رسول الله يلقن أصحابه ويعلمهم ما نزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب أنزله الله جملة إلى السماء الدنيا ثم كان ينزله مفرقا عند الحاجة وترتيب النزول غير ترتيب التلاوة .
وقال ابن الحصار ترتيب السور ووضع الآيات مواضعها إنما كان بالوحي كان رسول الله يقول ضعوا آية كذا في موضع كذا وقد حصل اليقين من النقل المتواتر بهذا الترتيب من تلاوة رسول الله ومما أجمع الصحابة على وضعه هكذا في المصحف ) .
وعليه فلا يجوز لأحد أن يضع البسملة بين السورتين ،متعللاً بما ورد في السؤال (، بناءا على مخالفته لعثمان في ذلك وأنهما سورة واحدة ) . والله أعلم .
ملاحظة : ورد عن بعض الأئمة أنهم قالوا بأن الأنفال والتوبة سورة واحدة كمجاهد وسفيان وابن لهيعة، وحجتهم عدم وجود البسملة ، وقد مر الكلام على ضعف هذه الحجة عداك عن صحة النسبة إليهم ، وكذلك ورد أن ابن مسعود أثبت البسملة في مصحفه ، وقد رد الطيبي هذا النقل وقال : لا يعول عليه ، انظر عون المعبود شرح سنن أبي داوود 8/ 380 ، 381 .وأردتها هنا للأمانة العلمية في ذكر اللآراء ولم أضمنها في البحث لضعفه وعدم ثبوتها والله أعلم
المراجع :
الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ط دار الفكر بيروت .
البرهان في علوم القرآن للزركشي ، ت المرعشلي ، ط دار المعرفة .(1/1267)
التبيان في آداب حملة القرآن للنووي ت محمد الحجار ط دار ابن حزم .
تفسير ابن جرير ت صدقي جميل العطار ط دار الفكر بيروت .
المجموع شرح المهذب للإمام النووي ت : د. محمد مطرحي ، ط دار الفكر بيروت .
سنن أبي داوود ، ط دار الحديث .
جامع الترمذي ت أحمد شاكر ، ط دار الفكر بيروت
السنن الكبرى للنسائي ت عبد الغفار سليمان البنداري ، سيد كسروي حسن ط دار الكتب العلمية .
مستدرك الحاكم ط دار المعرفة .
صحيح ابن حبان ت شعيب أرناؤوط ، ط مؤسسة الرسالة .
عون المعبود شرح سنن أبي داوود ، للمباركفوري ط دار الكتب العلمية .
---
مساعد الطيار
05-10-2003, 06:32 PM
الأخ الكريم مرهف
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه ، أما بعد :
فقد اطلعت على جوابكم على سؤال الأخ محمد يوسف ، فجزاك الله خيرًا ، وإن كان عند بعض الأعضاء تأييد أو استدراك ، فإنه مما يتمناه الإخوة المشرفون ، لكي يظهر أثر التجاوب والمناقشة العلمية الهادفة ، لكن العذر لهم أولى من العتب ، ولعل بعضهم يهمُّ بطرح تأييد أو استدراك.
وأما ما طرحته في الرد ، فهو اجتهاد تشكر عليه ، مع ملاحظة أن حديث ابن عباس وعثمان فيه ضعف ، ولا يصلح الاحتجاج به ، ثمَّ إن ترتيب السور توقيفي على الصحيح ، وأخيرًا فإن ترك البسملة كما قال القشيري أنه لم ينزل بها جبريل ، وهذه هي العلة الصحيحة في تركها ، ثمَّ يأتي بعد ذلك تعليل عدم نزولها ، وهي جملة الأقوال التي ذكرتها في سبب ترك البسملة .
أما جواز مخالفة عثمان في وضع البسملة ـ لو كان كما يقال : اجتهاد منه ـ فذلك لا يجوز ؛ لأنَّ هذا لو كان كذلك ، فإنه قد حظي بإجماع الصحابة ، وإجماعهم حجة لا يجوز خلافه .
واعلم أنه ليس للصحابة في أمر القرآن سوى جمعه ، وجمعوه على ما ثبت في العرضة الأخيرة ، لم ينقصوا في ذلك ولم يزيدوا على ما ثبتت قراءته على النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العرضة ، والله الموفق .
---
مرهف
05-11-2003, 01:18 AM
بسم الله(1/1268)
فضيلة الأستاذ الدكتور مساعد نفع الله بكم إنه لمن دواعي سروري أن يكون التعقيب الأول من فضيلتكم ، وأشكركم على هذا الاستدراك المفيد ، وكنت أحاول مراراً إرسال بريد إلكتروني إليكم عن طريق المنتدى ولكن لم أستطع ولم أعرف بريدكم الالكتروني وذلك لاستشارتكم في موضوع الإعجاز العلمي والتفسير العلمي ومنهجهما وما يتعلق بهما لأني أقدم رسالة علمية فيهما فحبذا لو تفضلتم بإرسال بريدكم الإلكتروني لأتصل بكم ، وأما بخصوص طلب المشاركة فإني ممن يحب تبادل الأفكار ومجالس العلم والمناظرات لما لها من أثر في إغناء العقل ونمائه وتحفيز النفس على البحث والاجتهاد وإظهار الجديد والاستفادة من الغير، وأما حديث ابن عباس وعثمان فقد صححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي ، وسكت عنه أبو داود ، وعليه فهو حجة ، وإلا فما علة ضعفه . وجزاكم الله خيراً أما بريدي فهو mor2001@al-islam.com
---
محمد رشيد
05-11-2003, 03:02 PM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله …. كلامك أخي يدل على سعة اطلاعك بالمسألة ، وأنها جاءت بعد دراسة مسبقة و مستفيضة ، وأنا ما كنت أهمل الرد أو التعليق ، و لكني في هذا الملتقى مستفيد فقط ، فكنت أطالع ما يجري من النقاشات حتى أخلص الى أكبر فائدة ممكنة ، فقد أخبرت من قبل أن دراستي في مناهل العرفان ـ للزرقاني ـ هي أول دراسة لي في هذا الفن ـ أول دراسة على الحقيقة ـ ولذلك فستجدني أطرح أسئلة ساذجة أحياناً.
الان نرتب الأقوال : الدكتور / مساعد ، ذهب الى القول بأن ترتيب السور توقيفي ، خلافا للأخ / مرهف الذي ذهب الى قول الجمهور بأن الترتيب اجتهادي ، وهنا ملاحظتان :(1/1269)
الأولى / للأخ / مرهف ، وهي أن الزرقاني قال في المناهل [[ و ينسب هذا القول الى جمهور العلماء ]]، و الشاهد قوله ( ينسب ) وأنا لا أدري هل الزرقاني ممن يعتني بمسائل الاصطلاح النقلية أم لا ، و لكني أوردت ذلك للاحتياط ، فلو كان ممن يعتني بالاصطلاح ، فنسبة القول الى الجمهور تحتاج الى بحث ، ويغلب على ظني صحة النسبة ، لسكوت الدكتور / مساعد على نقلك ، رغم مخالفته للقول .
الثانية / للدكتور / مساعد ، من الحجج التي يحتج بها على كون الترتيب توقيفي ، الاجماع على فعل عثمان و الذي يشمل الترتيب ، و لكن ألا يصح أن يقال بأن الصحابة صحة كون الفعل صحيح لدرء الفتنة ، دون أن يتركوا أقوالهم ، فيكونون قد أجمعوا على صحة الفعل لا على القول ؟
---
مرهف
05-12-2003, 01:12 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
أشكرك أخي محمد على هذه الملاحظة ولكن قبل الإجابة عليها أود تصحيح أمر نسبته إلي فأنا لم أرجح بأن ترتيب السور اجتهادي وإنما رجحت كون ترتيب السور توقيفي عدا ترتيب الأنفال والتوبة كما رجح السيوطي ذلك أيضاً والنص الذي كتبته مازال .
أما بالنسبة لعبارة الزرقاني في المناهل ( ينسب ) فقد أحسنت صنعاً أخي محمد ، لأن الزرقاني تبع في نقل مذهب الجمهور عن السيوطي ، والسيوطي اعتمد في نقل مذهب الجمهور عن الزركشي في البرهان ( انظر 1/354 )وقد فصل الزركشي القول في ترتيب السور إلى ثلاثة مذاهب الثالث أن أكثر السور كان ترتيبها معلوم لدى الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأشاروا إلى أن ما سوى ذلك يمكن أن يكون فوض الأمر فيه إلى الأمة بعده .(1/1270)
ثم وجدت فضيلة الأستاذ الدكتور نور الدين عتر حفظه الله في كتابه ( علوم القرآن الكريم ) يقول صـ 42 :لكن جماهير العلماء على أن ترتيب سور القرآن توقيفي وليس باجتهاد من الصحابة وإن كانوا اختلفوا هل كل ذلك الترتيب بتوقيف قولي صريح من النبي صلى الله عليه وسلم ينص على كل سورة أنها بعد سورة كذا أو أن بعض هذا الترتيب قد استند فيه الصحابة إلى مستند فعلي من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً ) ثم قال حفظه الله صـ 43 : ( والأدلة على أن ترتيب السور كلها توقيفي كثيرة جداً من السنة نجد فيها ترتيب السور على وفق مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه .. ) ثم ذكر بعض هذه الأدلة .
وكذلك الدكتور عدنان زرزور في كتابه ( مدخل إلى تفسير القرآن ) صـ 136 قال : ( أما ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه فقد ذهب جمهور العلماء إلى أ،ه توقيفي كترتيب الآيات سواء بسواء .. )ثم ينقل الدكتور ما قاله السيوطي من أن مذهب الجمهور أن ترتيب السور اجتهادي وينتقده قائلاً صـ 139 : ( ولكن هذا الإطلاق فيما يورده السيوطي ـ جمهور العلماء ـ يتعارض بشكل حاد مع الروايات الصحيحة الدالة على أن سوراً قرآنية كانت مرتبة على هذا النحو زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما ترتيب الصحابة لمصاحفهم فلم يكن أكثر من اختيار وقتي ، أو مطلق جمع القرآن ولهذا فإنهم لم يلتزموا الدفاع عنه .... ) .وأشير عليك أخي الكريم أن تبدأ بكتاب مختصر قبل مناهل العرفان ، لأن الزرقاني يسرد في الكلام ويطنب ويكثر في سرد الأقوال والشبه وهذا لا يفيد كثيراً من كانت أول قراءته في علوم القرآن والله أعلم . وأترك الملاحظة الثانية يجيب عنها الدكتور مساعد نفع الله به
---
(1/1271)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فوائد من شرح الامام النووي على صحيح مسلم
---
فوائد من شرح الامام النووي على صحيح مسلم
---
ابو الروب
07-20-2006, 03:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكتاب مليء بالفوائد وقد قرات في ترجمة الشيخ ابن باز رحمه الله انه قراه ستين مرة وللمعلومية فان الامام النووي شافعي المذهب
بداية من كتاب الصلاة
1-الصحيح في المذهب وجوب المشاورة على الرسول صلى الله عليه وسلم وفي حقنا سنة
2- المشهور من مذهبنا
3-اصح الوجهين يقدم في الاذان حسن الصوت مع طلبه للرزق على غيره وان كان متبرعا
4-المشهور من مذهبنا ان الاقامة احدى عشر كلمة
5- الاصح عند الاصحاب ان الترجيع في الاذان سنة
6- الصحيح المشهور في مذهبنا وغيرنا مشروعية اذان المنفرد
7- الصواب ان النطق بالشهادتين يكون اسلاما وان لم يكن باستدعاء منه (مسالة مهمة)
8-الاظهر من القولين كراهة تردد الاذان للمصلى المتلبس بها دون بطلانها الا ان قال حى على الصلاة او الصلاة خير من النوم تبطل ان علم بتحريمها لانه كلام ادمي
9- اختلف اصحابنا هل الافضل للانسان ان يرصد نفسه للاذان ام للامامة ؟ على اوجه اصحها الاذان افضل وهو نص الشاففعي في الام رحمه الله وقول اكثر اصحابنا
10 الاصح يستحب جمع الرجل بين الامامة والاذان
11-عند الشافعي قول انه يستحب رفع اليدين اذا قام من التشهد الاول قال النووي رحمه الله هذا القول هو الصواب
12-المشهور من مذهبنا ومذهب الجماهير انه يرفع يديه حذو منكبية
13-الاصح في رفع اليدين قال يبتدئ الرفع قبل تمام الرفع او بالعكس تمم الباقي وان فرغ منها حط يديه ولم يستدم الرفع
14- لو كان اقطع اليدين من المعصم او احدهما رفع الساعد وان قطع من الساعد رفع العضد على الاصح
15-اذا رفع يديه حطهما تحت صدره فوق سرته هذا مذهب الشافعي والاكثرين(1/1272)
16-الاصح انه اذا ارسلهما (اي يده بعد التكبير ) ارسلهما ارسالا خفيفا الى تحت صدره فقط ثم يضع اليمين على اليسار
17- اعلم ان تكبيرة الاحرام واجبة وما عداها سنة لو تركه صحت صلاته لكن فاتته الفضيلة وموافقة السنة هذا مذهب العلماء كافة الا احمد بن حنبل رضى الله عنه في احدى الروايتين عنه ان جميع التكبيرات واجبة
18-مذهب الشافعي رضي الله عنه وطائفة انه يستحب لكل مصل من امام وماموم ومنفرد ان يجمع بين سمع الله لمن حمده وربنا ولك الحمد
19-يبدا التكبير حين الانتقال ويمده حتى يسجد او يركع وهكذا قال هذا مذهبنا
20- ان قضى صلاة جهرية في النهار الاصح يسر والنهارية ان قضاها ليلا يجهر
ملاحظة انا مجرد ناقل لكلام الامام فلا يقلن احد هذا القول مرجوح ونحوه
يتبع ان شا الله
---
ابو الروب
07-22-2006, 10:19 PM
21- استحب الشافعي رحمه الله قراءة سورة في الثالثة والرابعة في قوله الجديد دون القديم وهذا اصح
22-تستحب قراءة سورة في النافلة ولاتستحب في الجنازة على الاصح
23-واختلفوا في تطويل القراءة في الاولى على الثانية والاشهر عندنا انه لا يستحب بل يسوي بينهما والاصح انه يطول الاولى للحديث الصحيح
24-الواو في قوله وعليك السلام الصواب انه سنة خلافا لمن اوجبها
25-اختلف العلماء في ال النبي صلى الله عليه وسلم على اقوال اظهرها وهو اختيار الازهري وغيره من المحققين انهم جميع الامة
26- اختلف شيخونا في جواز الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم والمختار انه لاي1كر الرحمه(اي في التشهد)
27-اختلف اصحابنا في الصلاة على غير الانبياء هل يقال هو مكروه او هو مجرد ترك ادب والصحيح المشهور انه مكروه كراهة تنزيه
28-وان سلم الماموم مع الامام لاقبله ولا بعده فقد اساء ولا تبطل صلاته على الصحيح
29-صحة قول الانسان العشاء الآخرة وقد انكره الاصمعي والصواب جوازه
30-الصحيح جواز اسماع المامومين التكبير من غير الامام وصحة صلاة المسمع والمقتدي
---(1/1273)
ابو الروب
07-22-2006, 10:32 PM
تعديلات
رقم 2-حصل بتر وتتمت الجملة المشهور من مذهبنا ان الاذان قائما سنة
رقم26-المختار لايذكر الرحمة
والله الموفق
---
(1/1274)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج5
---
حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج5
---
يوسف حميتو
04-02-2006, 09:45 PM
في انتظار السادس والسابع ، خذ هذا الخامس طيبة به النفس ..
---
(1/1275)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الكتب النادرة في مكتبتك ؟ أدخل وشارك
---
ما الكتب النادرة في مكتبتك ؟ أدخل وشارك
---
ناصر المنيع
08-18-2003, 03:27 AM
احبتي الكرام .... كل منا له مكتبته الخاصة به يحبها ويحب المكوث فيها وربما لساعات طوال ... أفنى وقتا طويلا ودهرا كبيرا في جمع كتبها من شتى المكتبات التجارية والخيرية ودور النشر ومعارض الكتاب ومراكز الابحاث والتهادي .... حصل عليها من بلده ومن جميع البلدان التي زارها
وهو يفتخر بنوادر - او يظنها كذلك - من الكتب في مكتبته وقعت تحت يده من معرض للكتاب خارج الوطن او داخلة ... أهديت له من صديق وقد عدمت نسخ الكتاب ... و وقعت له من تركة أو إرث ... أو وجدها ضمن أشياء في سوق الخردوات و " الحراج "
ولا شك انه يتفاخر بها سرا وجهرا لا يطلعها لكل احد ويضعها قريبة من عينه
ونحن نريد من كل عضو المشاركة باهم الكتب النادرة في مكتبته من كتب التفسير وعلوم القرآن ... وصدقوني أننا في ناهية المطاف سنخرج - بأذن الله - بمجموعة مجمتعة في مكان واحد من الكتب النادره في هذا الفن ، ومن المحتمل ان يكون أحدنا يبحث من مدة عن كتاب هو طريح الرفوف في مكتبة جاره ... أو يبحث عن نص او معلومة في كتاب ولم يصل له ... ونحن في هذا المنتدى أسرة واحدة والعلم رحم بين اهله ... ويخيل إلى أنه سيكون بين المشاركات والردود نقاشات علمية ثرية حول الكتاب المذكور و عن حقيقة ندرته ، أو أنه كان كذلك لكنه خرج مطبوعا محققا او موجود بكثرة في المكان الفلاني وهكذا
وابدأكم بكتابين
1- الاشباه والنظائر لمقاتل بن سليمان البلخي
2- تفسير القرآن العظيم لسهل التستري
وليعذرني الاخوة المشرفون إن كان الموضوع قد طرح من قبل
---
عبدالرحمن الشهري
08-18-2003, 06:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1276)
شكراً جزيلاً لأخي الكريم الدكتور ناصر المنيع - حفظه الله وبارك فيه - على طرحه مثل هذا الموضوع الذي له في نفس كل طالب علم صدى فريد ، فمكتبة طالب العلم جزء لا ينفصل عن شخصيته ، يأنس إذا دخل إليها كما يأنس الراهب المتعبد في صومعته.
وحديث الكتاب في حياة طالب العلم الجاد حديث طويل ، ومليئ بالقصص والمواقف الطريفة. وكما ذكر الدكتور ناصر فإن مكتبة طالب العلم نتاج بحث طويل ، وأسفار كثيرة ، وسؤال لأهل الخبرة ، واتصالات ، ومراسلات وإهداءات..الخ. فتكاد تتذكر لكل كتاب في المكتبة قصة.
من الكتب التي أظن أنها أصبح نادرة في الدراسات القرآنية :
- تحقيق الشيخين الجليلين أحمد محمد شاكر ومحمود محمد شاكر لتفسير الإمام الطبري (16) جزءاً.
- كتاب (متشابه القرآن) للقاضي عبدالجبار المعتزلي بتحقيق الدكتور عدنان زرزور.
- كتاب (تنزيه القرآن عن المطاعن) للقاضي عبدالجبار كذلك.
- كتاب( الإسرائيليات في كتب التفسير) للدكتور رمزي نعناعة.
- تحقيق السيد أحمد صقر رحمه الله لكتاب (إعجاز القرآن) للباقلاني ، ولكتاب (أسباب النزول) للواحدي.
- ... الخ
---
محب الدين
08-27-2003, 01:52 PM
1-علوم التفسير ،، للدكتور عبدالله شحاته ،، استاذ ورئيس قسم الشريعة بجامعة القاهرة الناشر : مكتبة نهضة الشرق طبعة1986م
2- منهج الإمام محمد عبده في تفسير القرآن للدكتور عبدالله شحاته ،، طبعة جامعة القاهرة عام 1984
3- المقنع في رسم مصاحف الامصار للداني
تحقيق القمحاوي عام 1978م
4-الاعجاز في نظم القرآن للدكتور محمود السيد شيخون ، الطبعة الأولى عام 1398هـ ، مكتبة الكليات الأزهرية
---
ناصر الغامدي
01-08-2006, 06:45 PM
-1- رسالة السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت
-2- كتاب القدر للإمام عبدالله بن وهب
---
أحمد الطعان
01-08-2006, 08:00 PM
أشكر الأخ ناصر على هذا الموضوع المهم وأرجو أن تتاح لي فرصة المشاركة فيه(1/1277)
ولكن السؤال : هل المشاركة حصراً في الكتب التي تتعلق بالقرآن الكريم وعلومه أم بشكل عام ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
---
أهل الأثر
01-08-2006, 09:09 PM
* الصاحبي ، لابن فارس ، تحقيق السيد أحمد صقر .
---
مساعد الطيار
01-13-2006, 05:23 PM
أخي الكريم ناصر
الفكرة كما طرحت فائدتها ممتازة ، وهي تفيد المتخصص في معرفة كتب التخصص وتحقيقاتها وطبعاتها ، لكن ألا ترون ـ حفظكم الله ـ لو حدِّد ضابط ( الندرة ) في الكتب المطروحة ؟
كما يلاحظ على بعض المشاركات أنها ذكرت كتبًا في غير التخصص ، فلو اعتمد ما في التخصص فقط لكان أولى .
وياليت الأستاذ الدكتور فهد الرومي يشارك في هذا الموضوع ، فهو يمتلك مكتبة من أكبر المكتبات المعتنية بتخصصه ( علوم القرآن ) .
وأنبه إلى ملحوظة مهمة ، وهي أن تكون المشاركة لأفادة إخوانه من المسلمين ، ولا يصل الافتخار بامتلاك تلك النسخة إلى حدِّ يدخل في معنى قوله تعالى : ( ألهاكم التكاثر ) ، فإني قد رأيت من كان همه جمع الكتب ونوادرها يدخل في معنى هذه الآية ، مما يظهره من افتخار وتعالٍ لامتلاكه لما لا يمتلكه غيره من نوادر الكتب ، وهو لا يقرأ منها شيء ، وتلك منقصة مركبة فيه ، إذ يفتخر بها ولا يقرأ منها شيء .
رسالة إلى الدكتور الطعان :
يبدو ان مراد أخينا ناصر منحصر في القرآن وعلومه فقط ، وإن كان هناك كتب مهمة في غير التخصص فيمكن ان تذكر في الملتقى المفتوح .
---
موراني
01-15-2006, 06:27 PM
الجزء فيه
تفسير القرآن ليحيى بن يمان وتفسير نافع بن أبي نعيم القاريء
وتفسير لمسلم بن خالد الزنجي وتفسير لعطاء الخراساني
برواية أبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الرملي الفقيه ( ت 295 )
تحقيق ودراسة :
حكمت بشير ياسين
مكتبة الدار بالمدينة المنورة , 1408 (1988 )
لم أحصل على هذا الكتيب على 190 صفحة الاّ بعد جهد كبير ومشقة كبرى حتى وجدته بالرباط (المغرب)(1/1278)
وتبين لي أنّ ما جاء فيه عن نافع بن أبي نعيم ذكره ابن وهب في تفسيره عنه مباشرا
---
أبو المعتز القرشي
01-15-2006, 10:01 PM
هذا تأكيد لهذه الفكرة مع تحويرها - كما ذكر د.مساعد- بأن يجعل هذا الموضوع خاص بالكتب النادرة في تخصص التفسير وعلوم القرآن . وتُفتح نافذة في الملتقى المفتوح للكتب المهمة النادرة في باقي العلوم .
---
(1/1279)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطيفة--"فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ "
---
لطيفة--"فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ "
---
جمال حسني الشرباتي
05-19-2005, 09:59 PM
السلام عليكم
قوله تعالى(فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ ))2 الأعراف
قال فيه السمّين الحلبي في كتابه عمدة الحفاظ
(هو نهي على بابه.وقيل هو حكم له بذلك نحو قوله "ألم نشرح لك صدرك",وهذا بديع جدا)
قد لفت انتباهي شدة استحسان المصنّف للقول "هو حكم له بذلك "--أي أن الله قد قدّر وقضى ألّا يكون صدر محمد عليه الصلاة والسلام حرجا بما أنزل إليه---والحرج هو الملتف من الشجر فلا يتمكن الراعية من الوصول إليه فهو ضيق بسبب ذلك
---
(1/1280)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التبصرة لإبن الجوزي / من قصة سيدنا نوح عليه السلام
---
التبصرة لإبن الجوزي / من قصة سيدنا نوح عليه السلام
---
أبو المنذر
01-03-2007, 02:29 PM
الحمد لله الذي تسبحه البحار الطوافح ، والسحب السوافح ، والأبصار اللوامح ، والأفكار والقرائح ، العزيزفي سلطانه ،
الكريم في امتنانه ، سابر المذنب في عصيانه، رازق الصالح والطالح ، تقدس عن مثل وشبيه ، وتنزه عن نقص يعتريه ،
يعلم خافية الصدر وما فيه من سر أضمرته الجوانح ، لا يشغله شاغل ولا يبرمه سائل ولا ينقصه نائل ، تعالى عن الند
المماثل والضد المكادح ، يسمع تغريد الورقاء على الغصن ، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، يتكلم فكلامه مكتوب
في اللوح مسموع بالأذن ، أنزل القطر بقدرته وصبغ لون النبات بحكمته ، وخالف بين الطعوم بمشئته ، وأرسل الرياح
لواقح ، موصوف بالسمع والبصر ، يرى في الجنة كما يرى القمر ، من شبهه أو كيفه فقد كفر ، هذا مذهب أهل السنة
والأثر ودليلهم جلي واضح ، ينجي من شاء كما شاء ويهلك ، فهوالمسلم والمسلم للمهالك ، لم ينتفع كنعان بالنسب يوم
الغرق لأنه مشرك " قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح "
قال الله تعالى " وقال اركبوا فيها " قال ابن عباس ( كان طولها ستمائة ذراع وعرضها ثلاثمائة وثلاثين ذراعا )
وقيل له إذا فار التنور فاركب وفي المراد بالتنور أربعة أقوال
الأول : اسم لوجه الأرض
الثاني : تنور الصبح
الثالث : طلوع الشمس
الرابع : تنور أهله انبجس منه الماء
وفي المكان الذي فار منه التنور ثلاثة أقوال : مسجد بالكوفة ـ بالهند ـ بالشام
وفي الذين حملهم في السفينة ثمانية أقوال ويكفينا منها " وما آمن معه إلا قليل "
" بسم الله مجراها ومرساها " قال الزجاج : أمرهم أن يسموا في وقت جريها ووقت استقرارها(1/1281)
" في موج كالجبال " قيل إن الماء ارتفع على أطول جبل في الأرض أربعين ذراعا
"ونادى نوح ابنه " واسمه كنعان ويقال يام
"وكان في معزل " أي في مكان منقطع ، وقيل في معزل من دين أبيه وكان ينافقه بإظهار الإيمان ، فدعاه إلى
الركوب ظنا أنه مؤمن فقال " سآوي إلي جبل يعصمني " أي يمنعني من الماء " قال لا عاصم " أي لا معصوم كقوله "
" من ماء دافق " أي مدفوق " إلامن رحم " أي الله فإنه معصوم
" وحال بينهم الموج" فيه قولان : بين كنعان والجبل الذي زعم أنه يعصمه أوبين نوح وابنه
" وقيل ياأرض ابلعي ماءك " ابتلعت ما ظهر منها وبقى ماء السماء بحارا وأنهارا
ويا سماء أقلعي " أي أمسكي عن إنزال الماء " وغيض الماء " نقص " وقضي الأمر " بغرق القوم " واستوت" أي السفينة
على الجودي" وهو جبل بالموصل
وإنما قال نوح " رب إن ابني من أهلي " لان الله وعده نجاة أهله ، فقيل له : " إنه ليس من أهلك " أي من أهل دينك
وإنما قال تعالى في وعده " وأهلك إلإ من سبق عليه القول "
قوله تعالى " إنه عمل غير صالح " يعني السؤال فيه وقرأ الكسائي بكسر الميم ، يشير إلى أنه مشرك
قال عبد الرزاق ، حدثنا وهيت بن الورد ، فال : لما عاتب الله تعالى نوحا في ابنه وأنزل عليه " إني أعظك أن تكون من
الجاهلين " بكى ثمانمائة عام حتى صار تحت عينيه مثل الجدول من البكاء
ولما قصت قصة نوح على نبينا عليه الصلاة والسلام قيل له : " فاصبر إن العاقبة للمتقين " والمعنى اصبر كما صبر نوح ‘
فإن الظفر والتمكين لمن اتقى والمراد ليحصل لك كما حصل لنوح عليه السلام والمؤمنين
---
(1/1282)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طائر يسجد لله في المسجد الحرام أمام الناس ( سبحان الله )
---
طائر يسجد لله في المسجد الحرام أمام الناس ( سبحان الله )
---
السيد محمد على
04-16-2006, 06:11 AM
طائر يسجد لله في المسجد الحرام أمام الناس ( سبحان الله )
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة العجيبة جرت على لسان صاحبها وأنقلها كما هي :
يا إخوان حدثت لي هذه القصة العجيبة في الحرم المكي قبل رمضان الفائت
فقد كنت جالسا بعد صلاة العصر في صحن الحرم في الجهة المقابله لمرزام الكعبة
وكنت أقرأ القرأن ، فوضعته بين يدي ، وقلبت نظري الى الكعبه وما حولها
فسبحان الله ركزت ناظري على طائر من الطيور التي تطير في الحرم
من نوع يقال له على ما أعتقد السنونو يحوم في الحرم فإذا به يحط بجنبي مسافة مترين .
فوالله ياأخوان حدث شيء عجيب
قام هذا الطائر بلصق بطنة على الأرض ، وفرش جناحيه على الأرض
وتوجه الى الناحية اليسرى من الكعبة الى جهة الصفا والمروة
فإذا به يعدل جسمه ويستقبل القبله تماما
فاستمر لهذا الحال لمدة 5 دقائق تقريبا
وأنا أشاهده باندهاش وهو يحني ويخفض طرف جناحيه مقابل الكعبة
فالتفت حولي لأرى : هل من أحد من الناس قد لاحظ هذا الطائر ويرى هذه الأعجوبة !!!
فسبحان الله لم أشاهد أحدا من الناس قد لاحظه ، فكل مشغول بالقراءة والصلاة أو الحديث ..
وهو على هذا الحال
حدث شيء عجيب آخر
فقد رأيت صبيا في العاشرة يجري مسرعا وباتجاه الطائر، لم يكن يراه
ولكن عندما أراد وضع رجله على الطائر فإذا سبحان الله يقفز الصبي من فوق الطائر
دون أن يعلم أو يرى الطائر .. فقلت لنفسي لعلها صدفة !!!!
ثم يأتي شخص أخر يسير في اتجاه الطائر(1/1283)
وعندما وصل إليه فسبحان الله يتعثر الرجل عند وضع رجله على الطائر وينحني
إلى الجهة الأخرى ثم يكمل مسيره ..
فقلت لنفسي لعلها صدفة أخرى !!!!
وللمرة الثالثة يأتي رجل ثالث
عندما أراد وضع رجله عليه فسبحان الله تلقى هذا الرجل دفعه وانحنى إلى الجهة الأخرى
حتى أن الرجل تعجب ما الذي دفع به فسبحان الله
أيقنت أن هذا الطائر في حالة عبادة لله ، وأن الله حفظه فسبحان الله ولا اله الا الله.
فعند عودتي للرياض سألت أحد رجال العلم
فقال لي : ربما كان الذي شاهدتة ملك من الملائكة قد تشبه بصورة طير
أو يكون من الطيور التي تصلي لله ولكن لانفقه نحن تسبيحهم ولاصلاتهم.,
### سبحان الله ###
منقول
---
ام احمد
04-17-2006, 01:13 AM
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقك وزنة عرشك ورضى نفسك ومداد كلماتك وعدد ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى وكما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك سبحانك لا شريك لك
لك الملك ولك الحمد ولك الشكر عز جارك و جل ثنائك وتقدست اسمائك ولا اله غيرك
بارك الله فيك اخي الكريم
---
(1/1284)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "فما يكذبك بعد بالدين"
---
"فما يكذبك بعد بالدين"
---
جمال حسني الشرباتي
11-29-2004, 09:17 PM
=========================================
السلام عليكم
====================================
كنت قد استخرجت قول المرحوم إبن تيمية في آية ((فما يكذبك بعد بالدين))7 التين
=======================
قال
((( قلت ) وعلى أن المخاطب محمد ص = في المعنى قولان أحدهما قول قتادة قال فما يكذبك بعد بالدين أي استيقن فقد جاءك البيان من الله وهكذا رواه عنه ابن أبي حاتم باسناد ثابت
وكذلك ذكره المهدوي فما يكذبك بعد بالدين أي استيقن مع ما جاءك من الله أنه أحكم الحاكمين فالخطاب للنبي ص = وقال معناه عن قتادة قال وقيل المعنى فما يكذبك أيها الشاك يعني الكفار في قدرة الله أي شيء يحملك على ذلك بعد ما تبين لك من قدرته قال وقال الفراء فمن يكذبك بالثواب والعقاب وهو اختيار الطبري
( قلت ) هذا القول المنقول عن قتادة هو الذي أوجب نفور مجاهد عن أن يكون الخطاب للنبي ص = كما روى الناس ومنهم ابن أبي حاتم عن الثوري عن منصور قال قلت لمجاهد فما يكذبك بعد بالدين عنى به النبي ص = قال معاذ الله عني به الانسان
وقد أحسن مجاهد في تنزيه النبي ص = أن يقال له فما يكذبك أي استيقن ولا تكذب فإنه لو قيل له لا تكذب لكان هذا من جنس أمره بالايمان والتقوى ونهيه عما نهى الله عنه وأما إذا قيل فما يكذبك بعد بالدين فهو لم يكذب بالدين بل هو الذي أخبر بالدين وصدق به لهو الذي جاء بالصدق وصدق به ( الزمر 39 33 ) فكيف يقال له ما يكذبك بعد بالدين فهذا القول فاسد لفظا ومعنى(1/1285)
واللفظ الذي رأيته مقولا بالاسناد عن قتادة ليس صريحا فيه بل يحتمل أن يكون أراد به خطاب الانسان فإنه قال فما يكذبك بعد بالدين قال استيقن فقد جاءك البيان وكل انسان مخاطب بهذا فإن كان قتادة أراد هذا فالمعنى صحيح
لكن هم حكوا عنه أن هذا خطاب للرسول ص = وعلى هذا فهذا المعنى باطل فلا يقال للرسول فأي شيء يجعلك مكذبا بالدين وان ارتأت به النفس لأن هذا فيه دلائل تدل على فساده ولهذا استعاذ منه مجاهد
والصواب ما قاله الفراء والأخفش وغيرهما وهو الذي اختاره أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري وغيره من العلماء كما تقدم وكذلك ذكره أبو الفرج بن الجوزي عن الفراء فقال انه خطاب للنبي ص = والمعنى فمن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب بعد ما تبين له أنا خلقنا الانسان على ما وصفنا قاله الفراء ))
-----------------------------
وكان عندي رغبة في مناقشة القولين
قول قتادة((استيقن فقد جاءك البيان من الله ))
قول الآخرين((فمن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب ))
فرجعت إلى تفسير الرازي لعلمي بتوسعه في آيراد الاقوال ومناقشتها
فوجدت ما يلي
((((الأولى: من المخاطب بقوله: { ]فَمَا يُكَذّبُكَ ]} ؟ الجواب فيه قولان: أحدهما: أنه خطاب للإنسان على طريقة الالتفات، والمراد من قوله: []{ فَمَا يُكَذّبُكَ ]} أن كل من أخبر عن الواقع بأنه لا يقع فهو كاذب، والمعنى فما الذي يلجئك إلى هذا الكذب والثاني: وهو اختيار الفراء أنه خطاب مع محمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى فمن يكذبك يا أيها الرسول بعد ظهور هذه الدلائل بالدين.
السؤال الثاني: ما وجه التعجب؟ الجواب: أن خلق الإنسان من النطفة وتقويمه بشراً سوياً وتدريجه في مراتب الزيادة إلى أن يكمل ويستوي، تم تنكيسه إلى أن يبلغ أرذل العمر دليل واضح على قدرة الخالق على الحشر والنشر، فمن شاهد هذه الحالة ثم بقي مصراً على إنكار الحشر فلا شيء أعجب منه.))================(1/1286)
هل ما نقلته من تفسير الرازي هو اسلوب الرازي؟؟
اشك في ذلك--ولقد كنت قد قرات سابقا أن الرازي لم يكمل تفسيره---ولم اقبل ما قرأت حينها---إلا أنني صرت اميل إليه
فما رأيكم؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
01-29-2005, 10:15 PM
هل أكمل الرازي تفسيره (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1584&highlight=%E3%CD%D3+%DA%C8%CF%C7%E1%CD%E3%ED%CF)
وبالمناسبة ؛ لقد حصل أخي أبو عبدالله عبدالرحمن الشهري على نسخة من بحث الدكتور محسن عبدالحميد ، وسيطلعنا على خلاصته - إن شاء الله - كما أخبري بذلك .
---
(1/1287)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مسألة مشكلة في تفسير آية الكرسي
---
مسألة مشكلة في تفسير آية الكرسي
---
أحمد القصير
04-25-2003, 10:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(( مسألة مشكلة في تفسير آية الكرسي ))
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر الكرسي ( في آية الكرسي ) بأنه موضع قدمي الله عز وجل ، وقد صح ذلك عنه موقوفاً ، وروي مرفوعاً لكن لا يصح .
قال الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – : " أهل السنة والجماعة عامتهم على أن الكرسي موضع قدمي الله عز وجل ، وبهذا جزم شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم وغيرهما من أهل العلم وأئمة التحقيق " .
وقال الشيخ : " وما قيل من أن ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ عن بني إسرائيل فلا صحة له ، بل الذي صح عنه في البخاري أنه كان ينهى عن الأخذ عن بني إسرائيل " .
[ تفسير الشيخ ( 3 / 254 ) ]
ولكن عند التحقيق فإن ابن عباس له روايات كثيرة عن أهل الكتاب ، وقد ذكر العلماء أن تفسير الصحابي يكون حجة وله حكم الرفع ، إذا توفرت فيه شروط منها : أن يكون قوله ليس للرأي فيه مجال ، ولم يعرف بالأخذ عن بني إسرائيل .
وقول ابن عباس في هذه المسألة ينطبق عليه الشرط الأول دون الثاني ، وهذه المسألة مشكلة خصوصاً أن عامة أهل السنة أخذوا بقول ابن عباس رضي الله عنهما في هذه المسألة .
آمل من الأخوة ممن له علم بهذه المسألة الأفادة كل بحسبه ، والله المستعان .
---
أحمد البريدي
04-28-2003, 10:57 PM
لم يتبين لي ما الاشكال يا شيخ احمد ارجو ان توضح ما تريد اكثر
---
خالد الباتلي
04-29-2003, 10:30 PM
أخي الكريم / أحمد
السلام عليكم وبعد
فأشير فيما يتعلق بالمسألة إلى بعض النقاط – على عجل - :(1/1288)
1-أن اشتراط كون الصحابي غير معروف بالأخذ عن بني إسرائيل ليس شرطا متفقا عليه أو مجمعا عليه ، فأول من تعرض له – حسب علمي القاصر - الحافظ العراقي وهو من المتأخرين ، وتبعه عليه تلميذه ابن حجر في (النزهة) و (النكت) ، وخالفهما تلميذه السخاوي فقال في فتح المغيث 1/148 – لما ذكر هذا الشرط - :" قلت : وفي ذلك نظر فإنه يبعد أن الصحابي المتصف بالأخذ عن أهل الكتاب يسوغ حكاية شئ من الأحكام الشرعية التي لامجال للرأي فيها ، مستندا لذلك من غير عزو ، مع علمه بما وقع فيه من التبديل والتحريف ، بحيث سمى ابن عمرو بن العاص صحيفته النبوية : الصادقة ، احترازا عن الصحيفة اليرموكية "
2-أن هذا الإشكال حتى يكون قائما يحتاج إلى مقدمة وهي : إثبات أن ابن عباس رضي الله عنهما ممن عرف بالأخذ عن أهل الكتاب أو الإسرائيليات .
نعم ذكروا أنه سمع من كعب الأحبار لكن لايعني هذا وصفه بكونه ممن عرف بالأخذ عن أهل الكتاب أو الإسرائيليات ، والفرق بين المعنيين واضح .
وأحيل في هذا إلى نص دقيق لابن حجر في (النكت ) 2/532 وذكر أمثلة لذلك بعبدالله بن سلام وابن عمرو .
3-من القرائن التي تنفي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ماأشار إليه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو ماثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من ثم الله ليشتروا به ثمنا قليلا ، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ، لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم . أخرجه البخاري (7363) .
ومن ذلك أن ابن عباس منع كعب الأحبار من بعض أحاديثه ، ولو وافق كتابنا ، وقال : إنه لاحاجة بنا إلى ذلك . ذكره في فتح المغيث 1/149 .
والمسألة جديرة بالبحث ، فلعل هذا النقاش يثريها .
والله أعلم
---(1/1289)
أحمد البريدي
04-30-2003, 12:07 AM
الشخ خالد وفقه الله فيما يتعلق برواية ابن عباس جوابه تجده في سلسلة مشكل التفسير على هذا الرابطhttp://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=42
---
جمال حسني الشرباتي
11-16-2004, 09:31 PM
السلام عليكم
أنا لا أعرف لماذا يجزم المرحوم إبن عثيميين بقوله((قال الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – : " أهل السنة والجماعة عامتهم على أن الكرسي موضع قدمي الله عز وجل ، وبهذا جزم شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم وغيرهما من أهل العلم وأئمة التحقيق " ))
مع أنه هناك آراء أخرى لدى معظم علماء أهل السنة مختلفة عن رايه
ولقد نقل القرطبي في تفسيره النقولات التالية
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
##. وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : كُرْسِيّه عِلْمه . وَرَجَّحَهُ الطَّبَرِيّ , قَالَ : وَمِنْهُ الْكُرَّاسَة الَّتِي تَضُمّ الْعِلْم , وَمِنْهُ قِيلَ لِلْعُلَمَاءِ : الْكَرَاسِيّ ; لِأَنَّهُمْ الْمُعْتَمَد عَلَيْهِمْ , كَمَا يُقَال : أَوْتَاد الْأَرْض قَالَ الشَّاعِر : يَحُفّ بِهِمْ بِيض الْوُجُوه وَعُصْبَة كَرَاسِيّ بِالْأَحْدَاثِ حِين تَنُوب أَيْ عُلَمَاء بِحَوَادِث الْأُمُور
##. وَقِيلَ : كُرْسِيّه قُدْرَته الَّتِي يُمْسِك بِهَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض , كَمَا تَقُول : اِجْعَلْ لِهَذَا الْحَائِط كُرْسِيًّا , أَيْ مَا يَعْمِدهُ . وَهَذَا قَرِيب مِنْ قَوْل اِبْن عَبَّاس
##فِي قَوْله " وَسِعَ كُرْسِيّه " . قَالَ الْبَيْهَقِيّ : وَرُّوِينَا عَنْ اِبْن مَسْعُود وَسَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " وَسِعَ كُرْسِيّه " قَالَ : عِلْمه .(1/1290)
## وَسَائِر الرِّوَايَات عَنْ اِبْن عَبَّاس وَغَيْره تَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِهِ الْكُرْسِيّ الْمَشْهُور مَعَ الْعَرْش قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ : الْكُرْسِيّ مَوْضِع الْقَدَمَيْنِ وَلَهُ أَطِيطٌ كَأَطِيطِ الرَّحْل
##. قَالَ الْبَيْهَقِيّ : قَدْ رُوِّينَا أَيْضًا فِي هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس وَذَكَرْنَا أَنَّ مَعْنَاهُ فِيمَا يُرَى أَنَّهُ مَوْضُوع مِنْ الْعَرْش مَوْضِع الْقَدَمَيْنِ مِنْ السَّرِير , وَلَيْسَ فِيهِ إِثْبَات الْمَكَان لِلَّهِ تَعَالَى
.
## قَالَ اِبْن عَطِيَّة : فِي قَوْل أَبِي مُوسَى " الْكُرْسِيّ مَوْضِع الْقَدَمَيْنِ " يُرِيد هُوَ مِنْ عَرْش الرَّحْمَن كَمَوْضِعِ الْقَدَمَيْنِ مِنْ أَسِرَّة الْمُلُوك , فَهُوَ مَخْلُوق عَظِيم بَيْن يَدَيْ الْعَرْش نِسْبَته إِلَيْهِ كَنِسْبَةِ الْكُرْسِيّ إِلَى سَرِير الْمَلِك .
---
مساعد الطيار
11-18-2004, 07:15 AM
أخي الكريم أحمد القصير .
إن ما تذكره من كون هذه مشكلة ، فهو بلا شكٍّ مشكلة ، وكما ذكر الشخ خالد الباتلي ، فليس ذلك القيد مما اتُفق عليه .
وأقول : لو عدِّل القيد إلى ( أن لا يكون في القول المروي شُبهة الخبر الإسرائيلي ) بدلاً عن القول ( أن لا يكون الصحابي معروفًا بالأخذ عن بني إسرائيل ) ، وفي ذلك فائدتان :
الأولى : الأدب مع مقام الصحابة وعلمهم ، بحيث لا يُُنسبون إلى الأخذ من بني إسرائيل ، ومعهم الهدى التام ، وهذا أحد المحامل التي تُحمل عليه عبارة ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في النهي عن الأخذ من بني إسرائيل ، بخلاف التحديث بأخبارهم الذي أجازه النبي صلى الله عليه وسلم .
الثانيه : أن يكون تعليق الردِّ على الرواية لا على الراوي ، فالإشكال فيها ، وليس في من رواها .
وقد سبق في هذا الملتقى بحث شيء من هذا الموضوع ، لعلي أراجع رابطه ، فأضعه هنا ، أو يضعه من يصل إليه ، ولكم من الله الجزاء الأوفى .(1/1291)
والله الموفق لما يحب ويرضى .
---
المقرئ
11-29-2004, 01:54 PM
إلى الشيخ الفاضل : أحمد القصير
قولكم وفقكم الله : [وقد صح ذلك عنه موقوفاً ]
هل هذا نتيجة بحث في أسانيد الأثر عن ابن عباس أم ماذا ؟
والذي أعرفه أنه لم يثبت هذا عن ابن عباس بل الثابت عنه خلافه
وأنا في عجلة من أمري ولعلي بعد تعقيبكم أوضح ما عندي
المقرئ
---
أحمد القصير
11-29-2004, 11:26 PM
أثر ابن عباس الموقوف أخرجه الدارقطني في الصفات والحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . ووافقه الذهبي .
وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد للطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح.
وقال الألباني في مختصر العلو: إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
وروي عن أبي موسى الأشعري أنه فسر الكرسي أيضا بمثل ما فسره ابن عباس وصحح إسناده عن أبي موسى: الحافظ ابن حجر في الفتح.
والحديث يحتاج إلى مزيد من البحث والتخريج لعل البعض يفيدنا بذلك.
---
المقرئ
12-01-2004, 01:25 PM
إلى الشيخ الفاضل : أحمد القصيرأعتذر عن التأخر فأنا أدخل الملتقى على فترات قد تطول
كنت قديما قد بحثت هذا الأثر فتوصلت إلى ضعفه وأسرد لك معتصر المختصر ولعله يفي بالغرض
أثر ابن عباس :
رواه ابن جرير وغيره
من طريق مطرف عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به موقوفا
رواه عن مطرف جماعة
قال ابن مندة : ولم يتابع عليه جعفر وليس هو بالقوي في سعيد
ومما يدل على عدم ضبطه :
ما رواه البخاري معلقا ووصله الحافظ في التغليق من طريق سفيان الثوري عن جعفر عن سعيد بن جبير من قوله
بل إن مسلم البطين وهو أوثق من جعفر في سعيد رواه عن سعيد عن ابن عباس بلفظ " الكرسي موضع القدمين "
ولهذا أنكر الأئمة ما نقل عن ابن عباس :
1 - قال أبو منصور في تهذيب اللغة : وما روي عن ابن عباس في تفسير الكرسي أنه العلم فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار وقال أيضا : ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم فقد أبطل(1/1292)
2 - ابن كثير رجح أن المحفوظ هو تفسير ابن عباس للكرسي بأنه موضع القدمين
3 - قال ابن أبي العز : وقيل كرسيه علمه وينسب إلى ابن عباس والمحفوظ عنه والمحفوظ عنه ما رواه ابن أبي شيبة [ يعني موضع القدمين ] ومن قال غير ذلك فليس له دليل إلا مجرد الظن .
4 - قال أحمد شاكر : هي رواية شاذة لا يقوم عليها دليل من كلام العرب
وسأنقل لك مبحثا لأحد المتقدمين جدا من أنفس النقول التي وقفت عليها في هذه المسألة وأحسب أنه مفق أيما توفيق فيها
المقرئ
---
أحمد القصير
12-01-2004, 02:18 PM
الرواية عن ابن عباس جاءت بلفظين:
الأولى: بلفظ (موضع القدمين).
الثانية: بلفظ (موضع قدمي الله عز وجل)
ويظهر لي أن الأولى هي الأصح، ولكن هل هناك فرق في المعنى بين الروايتين؟
---
أحمد القصير
12-01-2004, 02:35 PM
أخي الكريم الأستاذ مساعد الطيار حفظه الله:
قلت في تعليقك السابق على هذه المسألة:" لو عدِّل القيد إلى ( أن لا يكون في القول المروي شُبهة الخبر الإسرائيلي ) بدلاً عن القول ( أن لا يكون الصحابي معروفًا بالأخذ عن بني إسرائيل ) ".
ولكن كيف نميز الخبر الإسرائيلي، وهل هناك من ضوابط تفرق بينه وبينه غيره من الآثار؟ والذي أعرفه أن المسألة تتفاوت فيها الأنظار، فهناك عدد من الأحاديث المرفوعة التي اختلف فيها النقاد، ما بين قادح لها بتهمة أنها من الإسرائيليات، بينما نجد آخرين ينفون عنها هذه التهمة.(1/1293)
وخذ على سبيل المثال: الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَام - بَعْدَ الْعَصْرِ، مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ".
فهذا الحديث مما وقع فيه خلاف بين النقاد، وعلى هذا فقس.
---
جمال حسني الشرباتي
12-01-2004, 03:49 PM
الأخ القصير
فرق واضح في معنى الروايتين
((الرواية عن ابن عباس جاءت بلفظين:
الأولى: بلفظ (موضع القدمين).
الثانية: بلفظ (موضع قدمي الله عز وجل)
ويظهر لي أن الأولى هي الأصح، ولكن هل هناك فرق في المعنى بين الروايتين؟))
فالاولى((موضع القدمين)) فيها تنزيه لله عز وجل عن الجسمية والجوارح لإنها لم تنسب القدبين لله تعالى وتركت مبهمة مجملة ---قال البيهقي((: قَدْ رُوِّينَا أَيْضًا فِي هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس وَذَكَرْنَا أَنَّ مَعْنَاهُ فِيمَا يُرَى أَنَّهُ مَوْضُوع مِنْ الْعَرْش مَوْضِع الْقَدَمَيْنِ مِنْ السَّرِير , وَلَيْسَ فِيهِ إِثْبَات الْمَكَان لِلَّهِ تَعَالَى ))
أما الرواية الثانية--ففيها إثبات الجوارح لله وكذلك المكان وهو مما يتناقض مع تنزيه المولى
___________________________________
---
أحمد البريدي
12-01-2004, 06:27 PM
أخي الكريم : إن إثبات القدمين لله تعالى لا ينافي تنزيهه تعالى بل هي قدمين تليق بجلال الله وعظمته . وهذا هو مذهب سلف الأمة .(1/1294)
فكلُّ ما وَصَف الله به نفْسَه أو وصفه به رسوله يجبُ عليك أن تُبْقِيَه على ظاهره ، لكن تعلم أنّ ظاهره ليس كالذي ينسب لك ؛ فاستهزاءُ الله ليس كاستهزائِنا ؛وقُرْبُ الله ليس كقُرْبِنا ؛ واستواءُ الله على عرْشه ليس كاستوائِنا على السرير ؛ وهكذا بقيَّة الصفات نُجْريها على ظاهرها ، ولا نقول على الله ما لا نعلم ؛ ولكن ننزه ربّنا عما نزَّه نفسه عنه من مماثلة المخلوقين ؛ لأن الله تعالى يقول{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الشورى:من الآية11).
---
جمال حسني الشرباتي
12-01-2004, 08:57 PM
أخي البريدي
الموقع موقع تفسير ولا حاجة لمناقشة قضايا خلافية
إلا أن ما تفضلت به مقبول علي ونسميه((التفويض))--
ولم يرد نص بالرجلين والله أعلم
---
طلال العولقي
12-06-2004, 12:30 AM
أخي الشرباتي وفقك الله
ما تعريف التفويض؟
---
جمال حسني الشرباتي
12-06-2004, 02:55 AM
السلام عليكم
التفويض هو---ترك البحث عن معاني آيات وأحاديث الصفات وتجنب تفسيرها--وآيكال معناها لله عز وجل---مثل حديث ((القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء))فإن تفسير الحديث إعادة قراءته
والعلماء أمام أحاديث وآيات الصفات على ثلاثة مذاهب
1-التفسير بالظاهر وعدم الخوض بالكيفية
2-التفويض--أي عدم التفسير (أمروها كما جاءت)
3-التأويل--أي البحث عن معنى آخر يحتمله اللفظ كالقول في حديث التقليب بالأصابع أنه كناية عن تحكم الله سبحانه بقلب الإنسان وتوجهاته لأن الأصابع أداة تحكم وسيطرة
وعلى المسلمين عدم إنكار كل فريق على الآخر توجهه
---
أبو عبد المعز
12-06-2004, 04:09 AM
ان كان التفويض لكيفية الصفة فهذا حق..وان كان التفويض..فى اصل المعنى..فهذا شر المذاهب..
وعلى العموم فمذهب التفويض الخلفي..متهافت ومتناقض...فهم يزعمون انهم لم يفهموا شيئا من "الاستواء"ولا "الرجلين"ولا"العينين"..فقالوا خاطبنا الله بما لا نفهم ولا نعقل..وكذبوا:(1/1295)
والدليل على كذبهم ..تجربة صغيرة جدا...
الرحمن على العرش استوى
الرحمن على العرش يبلابتلاقت
ان كان مذهب التفويض البدعي صحيحا..فالجملتان..متساويتان..من حيث الدلالة..لانهم جعلوا استوى..بمنزلة...يبلابتلاقت...
لكن العربي...اي عربي..صغيرا كان ام كبيرا...جاهليا كان ام مسلما..سيرى ان للجملة الاولى معنى..اما الجملة الثانية..فهي لغو..محض..ولو قدر ان هذه الجملة جاءت فى القرآن...لقال حينئذ..هي لغو عندى وافوض معناها لله....وانى يكون ذلك وكلمة استوى بلسان عربي فصيح
---
جمال حسني الشرباتي
12-06-2004, 06:46 AM
أنا لا أرى أخي أن طريقة الإقصاء مناسبة في الدعوة والمناقشات
فبينما قلت أنا على كل فرقة أن لا تشنع على الاخرى
كنت أنت تبدع وتكذب القائلين برأي مخالف لرأيك
فرويدك أخي وتمهل---فنحن جميعا في خندق واحد
وها هو إبن قدامة في لمع الإعتقاد يقول بالتفويض الذي وصفته بأنه شر رأي وشر مذهب
وهو منكم قطعا فتامل(((وكل ما جاء في القرآن أو صح عن المصطفى عليه السلام صفات الرحمن وجب الإيمان به وتلقيه بالتسليم والقبول وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله))
فما معنى قوله((وترك التعرض لمعناه )) عير تفويض المعنى لله تعالى؟؟
وقال أيضا((وقال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله آل عمران 7 فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ وقرنه بابتغاء الفتنة في الذم ثم حجبهم عما أملوه وقطع أطماعهم عما قصدوه بقوله سبحانه وما يعلم تأويله إلا الله . ))
والتأويل عنده وعند غيره بمعنى التفسير---فهو ينكر على من يفسر الآيات المتشابهة---فهل نصف هذا العالم الجليل بما وصفت اهل التأويل من صفات الكذب والتبديع
ونقل لنا قول الإمام أحمد رضي الله عنه(1/1296)
((قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله ينزل الى سماء الدنيا و إن الله يرى في القيامة
وما أشبه هذه الأحاديث نؤمن بها ونصدق بها لا كيف ولا معنى ولا نرد شيئا منها ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم))
لاحظ قوله((ونصدق بها لا كيف ولا معنى ))
لا كيف ولا معنى وهذا هو مذهب التفويض ومهما قلتم فعبارته لا مجال لصرفها عن حقيقة أنه يوكل المعنى لله في أحاديث وآيات الصفات
فهل هو كاذب كما وصفت القائلين بالتفويض؟؟؟
لا والله---ولكنك تسرعت وأنا على يقين بأنك بعد تفكير مستنير ستتراجع عن وصفك لفئة كبيرة جدا جدا جدا من المسلمين بما وصفت
ودمت أخي
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=1288&PHPSESSID=186227b52422e91603af1f77d47b1899
---
أبو عبد المعز
12-06-2004, 06:21 PM
ونصدق بها لا كيف ولا معنى
ونصدق بها لا كيف ولا معنى
ونصدق بها لا كيف ولا معنى
ما ابعدكم عن البلاغة واسرار الكلام..قال الامام.لا كيف ولا معنى...ولم يقل لا معنى ولا كيف...
هل تدرك الفرق..
الكيف فرع عن وجود المعنى..فهل تعتقد انت ان الامام احمد الشيباني العربي الفصيح..ينفى الفرع ثم ينفي الاصل بعد ذلك..هذا عي فى الكلام فهل تقول لم اجد كتابا مفتوحا ..ولم اجد كتابا..وهل تقول لم ياتني طويل ولا انسان...وهل تقول..قطعوا على التلفون وليس لى تلفون..كل هذا سفه وركاكة ...
بل تقول...لم اجد كتا با لا مفتوح ولا غير مفتوح...بل تقول ...لم ياتني انسان لا طويل ولا غير طويل..
فلو اراد الامام نفي المعنى الاصلي..لما احتاج الى نفي الكيفية..ولما نفى الكيفية فهذا دليل على انه لا ينفي اصل المعنى..
اعيد كلامي مرة اخرى ولا داعي للحيد عنه...بسرد روايات عن فضلاء***..هل اذكرك..بما قال ائمة الاشاعرة..فى ايمان المقلد..***(1/1297)
والدليل على كذبهم ..تجربة صغيرة جدا...
الرحمن على العرش استوى
الرحمن على العرش يبلابتلاقت
ان كان مذهب التفويض البدعي صحيحا..فالجملتان..متساويتان
---
طلال العولقي
12-06-2004, 07:48 PM
الرفق الرفق ولي عودة وفقكم الله
أخي الشرباتي - وفقكم الله - اسم الكتاب لمعة الاعتقاد.
---
أبو علي
12-06-2004, 10:42 PM
يا أستاذ أبا عبد المعز ما معنى (يبلابتلاقت)؟
---
أبو عبد المعز
12-06-2004, 11:19 PM
والله ياأستاذ ابا علي..ان سؤالك لسؤال العقلاء..الكلمة التي سألت عنها ما هي الا..ضرب عشوائي على كاتبة الحاسوب..كلمة خنفشارية..
ولكن ..ناشدتك الله..لم سألتني عن تلك..ولم تسألني عن "استوى"..
---
أبو علي
12-07-2004, 09:13 AM
أستاذ أبا المعز
لم أسألك عن (استوى) لأن الاستواء معلوم والكيفية هي التي لا نعلمها، وكلمة (استوى ) من المتشابه التي لا ينبغي لنا أن نتأول كيفيتها.
قال فريق من العلماء في _(استوى على العرش) = استقر له الأمر بعد إتمام كل شيء وإكماله.
فهل قولهم هذا تفسير لمعنى الاستواء أم لكيفية الاستواء؟
ننتظر الإفادة من الإخوة.
---
أبو عبد المعز
12-07-2004, 03:29 PM
اخي اباعلي...
لم تسأل عن استوى..لان لها معنى معروفا فى اللغة..وسألت عن اللغو السابق.لانك لم تعهدها من قبل..
ولو قدر ان لها معنى ..لفوضته الى عالمه..
ان اهل التفويض..زعموا..انهم لم يفهموا..اي شيء من الصفات التي نعت بها الرب سبحانه نفسه..ففوضوها الى الله..وهذا غير صحيح..كما لمست انت بنفسك..عندما فرقت بين الكلمة واللغو..
اما معنى الاستواء..فهو الاعتلاء...والعلو فوق العرش..مع تفويض الكيفية كما قلت.
.....
اما التأويل الذي اوردته ..فهو اقرب الى التحريف..والذين قالوا به..انما الجأهم اليه..تصورهم الاستواء..على الكيفية الآدمية...فهالهم ذلك..فأسرعوا الى ..تعطيل معانى الاستواء كلها..والبحث عن معانى لوازم..يسمونها كنايات واستعارات..(1/1298)
ولعل مكمن الخطأ عند هؤلاء انهم..لم يميزوا بين..الكلمة عند الاطلاق والكلمة عند التقييد...
ففهموا الاستواء..المطلق..باستواء الانسان..اي بتقييده ونسبته الى الانسان..
فكأنهم فهموا ..استواء الرحمن...كما لو قيل استواء الانسان الذي هو للرحمن..فوجدوا ان المعنى غير معقول...
ففوضوا وأولوا..
وللكلام بقية ان شاء الله
---
أحمد القصير
12-07-2004, 08:09 PM
إخوتي الأفاضل:
رجائي من الجميع أن يكون النقاش في حدود المسألة المطروحة ( مسألة مشكلة في تفسير آية الكرسي)، وأن لا يخرج الحوار عن هذه الجزئية.
ولنحرص على النقاش العلمي الهادف متحلين بآداب الحوار المعروفة .
بارك الله في الجميع.
---
أبو مقبل
04-27-2006, 02:26 PM
للفائدة:
===
القول الجلي في تخريج أثر ابن عباس في تفسير الكرسي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/printthread.php?t=22720
---
أبو فاطمة الأزهري
04-27-2006, 10:51 PM
أخي الشرباتي:
تعقيبك على كلام العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ ليس في محله إذ إنه يقصد بأهل السنة والجماعة أهل الحديث والأثر ليس الأشاعرة ولا الماتريدية.
أما عن النصوص التي تثبت القدم والرجل فقد قال البخاري رحمه الله في صحيحه: باب { وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ }
4897 ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ ـ رضى الله عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " يُلْقَى فِي النَّارِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ . حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ فَتَقُولُ قَطِ قَطِ " .(1/1299)
4898 ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ وَأَكْثَرُ مَا كَانَ يُوقِفُهُ أَبُو سُفْيَانَ " يُقَالُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ فَيَضَعُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدَمَهُ عَلَيْهَا فَتَقُولُ قَطِ قَطِ " .
4899 ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضى الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ . وَقَالَتِ الْجَنَّةُ مَا لِي لاَ يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ . قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي . وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابٌ أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي . وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلاَ تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطٍ قَطٍ قَطٍ . فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلاَ يَظْلِمُ اللَّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا " .
---
محمد بن عبد الله
04-30-2006, 12:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم جميعا
تقسم الكلمة إلى لفظ ومعنى
ولو وضعت كلمة بمجرد اللفظ بدون فائدة المعنى لكانت الكلمة حشوا وتعالى الله الخبير العليم عن الحشو
ولذلك يقال نثبت أصل المعنى ونفوض كيفه إلى الله رب العالمين وهو قول أهل السنة والجماعة(1/1300)
و أرجو الله لنا ولكم حسن الخاتمة
أخوكم
---
(1/1301)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > ما راي مشايخنا بهذا التقسيم لمنتديات الموقع ؟
---
ما راي مشايخنا بهذا التقسيم لمنتديات الموقع ؟
---
محمد رشيد
12-06-2003, 12:53 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أعلم أن مشايخنا من المشرفين الآن بصدد تطوير الموقع و تحسينه ،،،
فما رأيكم بهذا التقسيم :
* منتدى التفسير
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* منتدى أصول التفسير
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* منتدى القراءات
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* منتدى التجويد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* منتدى علوم القرآن
ووجه هذا التقسيم
أولا / أنه حاصر للعلوم المتعلقة بالقرآن
ثانيا / أنه يزيل اللبس الحاصل عند كثير من الطلبة بين علوم القرآن بالمعنى الإسنادي و علوم القرآن بالمعنى الاصطلاحي ـ أي كفن مدون ـ فهو ترتيب سليم جعل فيه ( علوم القرآن ) كفن مدون ـ أي بالمعنى الاصطلاحي ـ أحد علوم القرآن المتعددة ـ أي بالمعنى التركيبي ـ
و هذا مما يلزم الناظر على الصفحة الرئيسية بهذا الفهم فيكون أضبط له و أعون في البعد عن الالتباس الذي يحدث ـ حسب علمي ـ لكل الطلبة الذين يبتدئون دراسة علوم القرآن
ثالثا / هو أيسر و أضبط ـ كما هو ظاهر ـ في ضبط الفهارس و صياغتها
رابعا / أنه بعينه التقسيم الذي اعتمده العلامة الشيخ / عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم في كتابه ( الدليل إلى المتون العلمية ) و لا يخفى حرصه على إظهار حسن الحصر و البعد عن اللبس في هذا الكتاب
و الله تعالى أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
12-07-2003, 02:07 AM
جزاك الله خيراً ، وسندرس الأمر مع المشرفين وفقهم الله.
---
زكرياء توناني
12-30-2005, 10:35 PM
حبذا لو تضيفوا منتدى للغة العربية ، فإنه لا يخفى علاتها بالقرآن الكريم ، إذ هي لغته .
---
(1/1302)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > وقفات مع القراءات الشاذة ، وبعض فوائدها وقواعدها
---
وقفات مع القراءات الشاذة ، وبعض فوائدها وقواعدها
---
أبومجاهدالعبيدي
05-13-2003, 05:33 PM
بسم الله
وجدت بعض النقولات المهمة لحافظ المغرب ابن عبد البر رحمه الله اها تعلق بالقراءات الشاذة ، فأحببت نقلها هنا ، ثم علقت عليه بعض التعليقات التي أرجو أن أكون قد وفقت فيها للصواب :
قال ابن عبدالبر - رحمه الله - : ( الذي عليه جماعة الأمصار من أهل الأثر والرأي أنه لايجوز لأحد أن يقرأ في صلاته - نافلة كانت أو مكتوبة - بغير ما في المصحف المجتمع عليه ، سواء كانت القراءة المخالفة له منسوبة لابن مسعود ، أو إلى أبيّ ، أو إلى ابن عباس ، أو إلى أبي بكر ، أو عمر ، أو مسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ) . [الاستذكار 8/47 ، 48 .]
وقال - رحمه الله تعالى - : ( وأجمع العلماء أن ما في مصحف عثمان بن عفان - وهو الذي بأيدي المسلمين اليوم في أقطار الأرض حيث كانوا - هو القرآن المحفوظ الذي لايجوز لأحد أن يتجاوزه ، ولاتحل الصلاة لمسلم إلاَّ بما فيه ، وأن كل ما روي من القراءات في الآثار عن النبي e أو عن أبيّ أو عمر ابن الخطاب أو عائشة أو ابن مسعود أو ابن عباس أو غيرهم من الصحابة مِمَّا يخالف مصحف عثمان المذكور لايقطع بشيء من ذلك على الله عزوجل ، ولكن ذلك في الأحكام يجري في العمل مجرى خبر الواحد .
وإنَّما حل مصحف عثمان - رضي الله عنه - هذا المحل لإجماع الصحابة وسائر الأمة عليه ، ولم يجمعوا على ما سواه ، وبالله التوفيق .
ويبين لك هذا أن من دفع شيئاً مِمَّا في مصحف عثمان كفر ، ومن دفع ماجاء في هذه الآثار وشبهها من القراءات لم يكفر .(1/1303)
ومثل ذلك من أنكر صلاة من الصلوات الخمس ، واعتقد أنها ليست واجبة عليه كفر ، ومن أنكر أن يكون التسليمُ من الصلاة ، أو قراءةُ أم القرآن ، أو تكبيرةُ الإحرام فرضاً لم يكفر ونوظر ، فإن بان له فيه الحجة ، وإلاَّ عذر إذا قام له دليله ، وإن لم يقمْ له على ما ادعاه دليل محتمل ، هجر وبدع ؛ فكذلك ماجاء من الآيات المضافات إلى القرآن في الآثار ، فقف على هذا الأصل) . [التمهيد 4/278 ، 279 .]
وقال أيضاً - بعد ذكره لفتوى الإمام مالك في الرجل الذي يقرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود ، أو غيره من الصحابة مِمَّا يخالف المصحف أنه لايُصلى وراءه - قال : ( وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك إلاَّ قومٌ شذوا لايعرج عليهم ، منهم الأعمش سليمان بن مهران ) ا هـ [ التمهيد 8/293 . ]
وقال : ( وجائزٌ عند جميعهم [ يقصد علماء الأمصار ] القراءة بذلك كله في غير الصلاة ، وروايته ، والاستشهاد به على معنى القرآن ، ويجري عندهم مجرى خبر الواحد في السنن لايقطع على عينه ، ولايشهد به على الله تعالى كما يقطع على المصحف الذي عند جماعة الناس من المسلمين عامتهم وخاصتهم مصحف عثمان ، وهو المصحف الذي يقطع به ، ويشهد على الله عزوجل ، وبالله التوفيق ) ا هـ . [ الاستذكار 8/148 .](1/1304)
وقال أيضاً في موضع آخر : ( وفيه [ أي في الأثر الذي ذكره مالك في الموطأ في كتاب الصيام ، باب : ماجاء في قضاء رمضان والكفارات 1/252 عن حميد بن قيس المكي قال : كنت مع مجاهد وهو يطوف بالبيت ، فجاءه إنسان فسأله عن صيام أيام الكفارة أمتتابعات أم يقطعها ؟ قال حميد : فقلت له : نعم ، يقطعها إن شاء ، قال مجاهد : لايقطعها فإنها في قراءة أبيّ بن كعب : ثلاثة أيام متتابعات ] جواز الاحتجاج من القراءات بما ليس في مصحف عثمان ، إذا لم يكن في مصحف عثمان ما يدفعها ، وهذا جائز عند جمهور العلماء ، وهو عندهم يجري مجرى خبر الواحد في الاحتجاج به للعمل بما يقتضيه معناه ، دون القطع [ عن مغيبيه ] ) ا هـ . [الاستذكار 10/190 وما بين المعكوفين ورد هكذا في المطبوع . ]
ولنا مع كلا م ابن عبد البر السابق هذه الوقفات :
الوقفة الأولى :المراد بالشواذ هنا : ما خالف مصحف عثمان المجمع عليه مِمَّا صح من القراءات المروية عن الصحابة - رضي الله عنهم - أو المسندة إلى النبي r ، مع موافقتها للعربيَّة ، وعلى هذا فيمكن تعريف القراءة الشاذة بأنها ما صح سنده ، ووافقت العربيَّة ولو بوجه وخالفت رسم المصحف .
وهذا التعريف هو الذي اعتمده ابن تيمية وابن الجزري - رحمهما الله – وغيرهما .[ انظر : مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 13/393 ، 394 ، والمنجد لابن الجزري ص 16 ، 17 ، وانظر : القراءات وأثرها في التفسير والأحكام لمحمد عمر بازمول 1/161 . ]
الوقفة الثانية : قوله - رحمه الله - في حكم القراءة بالقراءات الشاذّة في الصلاة بأنه مِمَّا اجتمع علماء الأمصار على عدم جوازه فيه نظر ، فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أن في هذه المسألة قولين للعلماء هما روايتان مشهورتان عن الإمام أحمد ، وروايتان عن مالك : إحداهما : يجوز ذلك ؛ لأن الصحابة والتابعين كانوا يقرؤون بهذه الحروف في الصلاة .(1/1305)
والثانية : لايجوز ذلك ، وهو قول أكثر العلماء ؛ لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن ثبتت بالنقل فإنها منسوخة بالعرضة الأخيرة ، أو بإجماع الصحابة على المصحف العثماني .
وفي المسألة قول ثالث وهو : إنْ قرأ بهذه القراءات في القراءة الواجبة - وهي الفاتحة عند القدرة عليها - لم تصح صلاته ؛ لأنه لم يتيقن أنه أدى الواجب من القراءة لعدم ثبوت القرآن بذلك ، وإن قرأ بها فيما لايجب لم تبطل صلاته ؛ لأنه لم يتيقن أنه أتى في الصلاة بمبطل لجواز أن يكون ذلك من الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها . [ انظر : مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 13/394 - 398 ، وانظر : كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام لمحمد عمر بازمول 1/159 - 160 . ]
ومع هذا فإن القول الذي ذكره ابن عبدالبر ونقل الإجماع عليه هو قول جمهور العلماء ، وهو القول الصواب الذي لايعدل عنه ، ومن قال غيره فغالط أو جاهل كما قال النووي - رحمه الله - . [ المجموع شرح المهذب 3/392 .]
الوقفة الثالثة : لايُقرأ بالقراءات الشاذة في غير الصلاة على أنها قرآن ، ومع ذلك فإننا لانحكم بردها ، وإنَّما نتوقف في ذلك ، إذ يحتمل أن تكون من الأحرف السبعة ، ويحتمل أن تكون من قبيل ما يسمى بالقراءات التفسيرية . [ انظر : كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام للشيخ محمد عمر بازمول 1/157 .]
قال ابن جرير الطبري - رحمه الله - : ( كل ما صح عندنا من القراءات أنه علمه رسول الله rلأمته من الأحرف السبعة التي أذن الله له ولهم أن يقرؤوا بها القرآن فليس لنا أن نخطيء من قرأ به إذا كان ذلك موافقاً لخط المصحف ، فإن كان مخالفاً لخط المصحف لم نقرأ به ، ووقفنا عنه وعن الكلام فيه ) ا هـ . [ من كتاب الإبانة عن معاني القراءات لمكي بن أبي طالب ص 60 نقلاً عن كتاب القراءات لابن جرير الطبري .](1/1306)
وقال ابن الجزري - رحمه الله - : ( فهذه القراءة تسمى اليوم شاذة لكونها شذت عن رسم المصحف المجمع عليه ، وإن كان إسنادها صحيحاً ، فلاتجوز القراءة بها لا في الصلاة ولا في غيرها )ا هـ [ المنجد لابن الجزري ص 16 ، 17 . ]
الوقفة الرابعة : القراءات الشاذة لها فوائد متعددة :
منها : أنه يحتج بها ، ويعمل بما يقتضيه معناها إذا لم يكن هناك ما يعارضها أو يدفعها ، وهي في الاحتجاج بها في حكم خبر الواحد .
وهذا هو رأي جمهور العلماء كما ذكر ذلك ابن عبدالبر - رحمه الله - بقوله : ( ...وهذا جائز عند جمهور العلماء ، وهو عندهم يجري مجرى خبر الواحد في الاحتجاج به للعمل بما يقتضيه معناه ...). [ الاستذكار 10/190. وانظر : كتاب أثر القراءات في الفقه الإسلامي للدكتور صبري عبدالرؤوف ص 331 - 347 حيث عقد فصلاً بيّن فيه موقف الفقهاء من الاحتجاج بالقراءة الشاذة . ]
ومن أمثلة ذلك : قول الله تعالى في كفارة اليمين : { فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ } [ المائدة : 89 ] جاء في قراءة ابن مسعود وأبيّ بن كعب - رضي الله عنهما - : { ثلاثة أيام متتابعات } ، وعلى هذا استند جماعة من العلماء فقالوا : إنه يلزم التتابع في صيام كفارة اليمين .
قال أبو بكر الجصاص : ( روى مجاهد عن عبدالله بن مسعود ، وأبو العالية عن أبيّ : { فصيام ثلاثة أيام متتابعات } ، وقال إبراهيم النخعي في قراءتنا : { فصيام ثلاثة أيام متتابعات } ، وقال ابن عباس ومجاهد وإبراهيم وقتادة وطاووس : هن متتابعات لايجزي فيها التفريق .
فثبت التتابع بقول هؤلاء ، ولم تثبت التلاوة لجواز كون التلاوة منسوخة والحكم ثابتاً ، وهو قول أصحابنا ، وقال مالك والشافعي : يجزيء فيها التفريق ) ا هـ .[أحكام القرآن للجصاص 2/577 .](1/1307)
قال ابن كثير - رحمه الله - بعد ذكره للآثار التي تؤيد القائلين بالتتابع : ( وهذه إذا لم يثبت كونها قرآناً متواتراً فلا أقل أن يكون خبر واحد أو تفسيراً من الصحابة ، وهو في حكم المرفوع ) ا هـ . [تفسير ابن كثير 2/86 .]
ومن فوائد القراءة الشاذة أنها تفسر القراءة المتواترة وتُبيّن معناها ، ويُسْتعان بها على فهم مراد الله تعالى .
قال أبو عبيد في فضائل القرآن : ( إن القصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها ، وذلك كقراءة عائشة وحفصة : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر } [ البقرة : 538 ] ، وكقراءة ابن معسود : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما } [ المائدة : 38 ] ... وكما قرأ ابن عباس : { لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج } [ البقرة : 198 ] ... فهذه الحروف وما شاكلها قد صارت مفسرة للقرآن ، وقد كان يروى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك ، فكيف إذا روى عن كبار الصحابة ، ثُمَّ صار في نفس القراءة ! فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى ؛ فأدنى ما يستنبط من هذه الحروف معرفة صحة التأويل ) ا هـ [ من البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/486 ، 487 باختصار . ]
.
ويتعلق بالقراءة الشاذة بعض القواعد التفسيرية التي يستفاد منها عند تفسير كلام الله ، ومن هذه القواعد : [ انظر هذه القواعد في كتاب قواعد التفسير جمعاً ودراسة لخالد بن عثمان السبت 1/90-93]
1 - قاعدة : القراءات يُبَيّن بعضها بعضاً ، ويدخل في هذه القاعدة أن القراءة الشاذة تفسِّر القراءة المتواترة .
2 - قاعدة : يعمل بالقراءة الشاذة - إذا صح سندها - تنزيلاً لها منزلة خبر الآحاد .(1/1308)
3 - القراءة الشاذة إن خالفت القراءة المتواترة المجمع عليها ولم يمكن الجمع فهي باطلة . وهذا معنى قول ابن عبدالبر : ( وفيه جواز الاحتجاج بالقراءة التي ليست في مصحف عثمان إذا لم يكن في مصحف عثمان ما يدفعها ) . [ بتصرف يسير من الاستذكار 10/190 .]
---
خالد الباتلي
05-15-2003, 12:23 AM
ذكرت أخي أبا مجاهد أن القراءة الشاذة ما صح سنده ، ووافقت العربيَّة ولو بوجه وخالفت رسم المصحف .
والمشهور عند علماء القراءات – كما حرره السيوطي عن ابن الجزري في الإتقان 1/261 - تقسيمها إلى :
1- متواترة
2- مشهورة، وهي ما صح إسناده واشتهر عند القراء من غير نكير، ولم يبلُغ حد التواتر، مع موافقة الرسم العثماني والعربية.
ومثالها: مواضع اختلاف القراء المعروفين السبعة أو العشرة.
3- آحاد، وهي ما صح سنده، لكن خالف الرسم العثماني .
4- شاذة، وهي ما روي ولم يصح سنده.
ويخالفهم في هذا علماء الأصول فيجعلون القراءات : متواتر وشاذ .
ويعنون بالشاذ ماعدا المتواتر ، وصرح بعض الفقهاء كابن عابدين – في حاشيته 1/326 – أن الشاذ ماوراء العشرة .
ومراعاة اصطلاح أهل القراءات أولى – فيما يظهر – لأنهم أصحاب الشأن ، ولأنه أكثر تفصيلا ، وغالبا مايكون في التفصيل إزاحة الإشكال ، ثم هو أليق من جهة اللفظ إذ كيف يقال عن قراءة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه : قراءة شاذة ، نعم قد يخرج من أطلق ذلك على معنى شذوذها عن مصحف عثمان رضي الله عنه .
أشكرك أخي على هذا البحث الدقيق ، وفي انتظار ردك بما يثري هذه المسألة .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-15-2003, 12:36 AM
بسم الله
ملاحظتك وجيهة أخي خالد وفقك الله
وتحديد معنى الشذوذ في القراءة يحتاج إلى بسط أكثر ، مع التنبيه على ما ذكرت من اختلاف المراد بالقراءات الشاذة باختلاف الفنون التي تبحث فيها .(1/1309)
واسمح لي أخي الكريم أن أحيلك إلى مليء - ومن أحيل إلى مليء فليحتل - وهو الشيخ إبراهيم الدوسري وفقه الله ؛ فقد انضم إلينا قريباً ، وقد وعدنا بتولي إجابات الأسئلة المتعلقة بالقراءات .
---
أبو حاتم
05-15-2003, 03:26 PM
طلب
نريد من الشايخ الفضلاء المتخصصين في هذ العلم خاصة الشيخ /مساعد
تحديد مصطلح الشاذ من خلال واقع القراءات التي اطلق عليها هذا الاسم
ومن خلال تعامل السلف معها ..
فان من خلال الرجوع لبعض الكتب المعاصرة في هذا العلم كالزرقاني وغيره
تجد خللا ما في فهم هذا المصطلح .
دمتم بخير وعافية......
---
إبراهيم الدوسري
05-15-2003, 06:04 PM
مصطلح الشذوذ عند القراء مصطلح خاص ، ويقصد به كل ما خرج من أوجه القراءات عن أركان القراءة المتواترة وما يلحق بهما من القراءات الصحيحة، فيدخل في القراءات الشّاذّة ما يسمى بـ( القراءات الآحاد ) و( القراءات الضعيفة ) و( القراءات الموضوعة ) و( القراءات المدرجة ) و( القراءات المنكرة ) و( القراءات الغريبة ) ( والقراءات الباطلة )، كلها عند القراء من قبيل الشاذّ ، وبعبارة أخرى فإن كل ما خرج عن القراءات العشر التي يقرأ بها اليوم عن القراء العشرة فهي ( القراءة شاذة )والله أعلم.
---
عبد الله
05-15-2003, 10:27 PM
أستاذنا د . إبراهيم الدوسري جزاك الله خيراً على هذا التفصيل . لكن عندي سؤال : هل ترشدوني إلى كتاب يعتني بإيراد بعض القراءات الشاذة والموضوعة التي وضعتها بعض الفِرَق لتصل من وراء ذلك إلى إثبات بعض العقائد المخالفة ، سيما إن كان في هذا الكتاب توجيه أو بيان لهذه القراءات .
وجزاكم الله خيراً
---
إبراهيم الدوسري
05-16-2003, 05:13 AM
إلى الأخ المبارك الذي يسأل عن كتاب يعنى بالقراءات عند الفرق ـ وفقه الله(1/1310)
لا أعرف كتابا مستقلاً في هذا الموضوع ، ولكن هناك بعض كتب المبتدعة التي تدس السم في العسل ، ومنها كتاب الكشاف للزمخشري ، وقد تولى الرد عليه عدد من المفسرين ومن أشهرهم أبو حيان .
وأقترح أن يعنى هذا الموضوع ببحث مستقل ولا سيما في الرد على الرافضة وأمثالهم ممن استغلوا القراءات في تقرير أهوائهم .
ولا يخفى على الإخوة الأكارم أن السبب في تجرد العلماء للتأليف في القراءات هو الرد على أصحاب الأهواء ، وقد نبه على ذلك ابن الجزري في مقدمة النشر ، وغيره .
---
الإسلام ديني
07-27-2005, 11:06 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأفاضل
عندي إستفسار بسيط - لو تكرمتم توضيحه لي
القراءات الشاذة ( التي خالفت الرسم العثماني )
ماذا حصل أو فعل الصحابة رضوان الله عليهم عندما جمعوا آيات القرآن الكريم
تجاه هذه القراءات الشاذه !!!
هل حصل إتفاق - خلاف !!!!
فهل مثلا - قالوا : لا نرسمها في المصحف لكننا نقرأ بها !!!
أن نحفظها قلبا دون أن نرسمها في المصحف أو ......الخ
الرجاء التوضيح - بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////
---
أبومجاهدالعبيدي
09-14-2006, 07:48 AM
===================
أقول:
===================
القراءات الشاذة ( التي خالفت الرسم العثماني )
ماذا حصل أو فعل الصحابة رضوان الله عليهم عندما جمعوا آيات القرآن الكريم
تجاه هذه القراءات الشاذه !!!
هل حصل إتفاق - خلاف !!!!
فهل مثلا - قالوا : لا نرسمها في المصحف لكننا نقرأ بها !!!
أن نحفظها قلبا دون أن نرسمها في المصحف أو ......الخ
الرجاء التوضيح - بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////(1/1311)
المعروف أن القراءة الشاذة الت خالفت الرسم لا يحكم عليها بذلك إلا بعد الجمع العثماني للمصحف. فلا يرد سؤال الأخ هنا.
---
(1/1312)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور طبعة جديدة لتفسير الإمام الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)
---
صدور طبعة جديدة لتفسير الإمام الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)
---
عبدالرحمن الشهري
03-10-2005, 10:03 PM
صدر عن دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة بالقاهرة الطبعة الأولى التي تصدرها الدار من تفسير الإمام الطبري المشهور بـ(جامع البيان عن تأويل آي القرآن) بتحقيق مجموعة من الباحثين هم الأستاذ أحمد عبدالرزاق البكري ، ومحمد عادل محمد ، ومحمد عبداللطيف خلف ، ومحمود مرسي عبدالحميد ، وكان ذلك تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبدالحميد عبدالمنعم مدكور الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. وكتب على غلاف هذه الطبعة (نسخةٌ مقابلةٌ على مخطوطٍ كاملٍ ، ومراجعةٌ على نُسخةِ الشيخين محمود محمد شاكر وأحمد محمد شاكر ، ومُتمِّمَةٌ لها).
وتقع هذه الطبعة في عشرة مجلدات كبار من القطع العادي ، وورقه أصفر خفيف، ومجموع صفحات الكتاب كلها 8856 حيث تتالى ترقيم الصفحات من أول التفسير إلى آخره. وقد قاموا بترقيم الأحاديث والآثار كما صنع محمود شاكر بطبعته فبلغت 38277 حديثاً وأثراً. وفي آخر كل مجلد فهرس للسور وبعض الايات المُفسَّرة ، وليس للكتاب فهارس شاملة للأعلام والآثار والشعر والقبائل وغيرها. ولعل الدار تنوي إصدار فهارس شاملة تباع مستقلة عن الكتاب فيما بعد لأهمية هذه الفهارس الشاملة.
وقد اعتمدوا في تحقيقهم للكتاب على المخطوطة رقم 100 تفسير بدار الكتب والوثائق القومية للكتاب بالقاهرة. وهي النسخة التي اعتمد عليها الشيخ محمود محمد شاكر في مشروع تحقيقه للتفسير الذي وقف عند الآية رقم 27 من سورة إبراهيم ولم يكمله رحمه الله.(1/1313)
ولعله يكون هناك بسط للموازنة بين هذه الطبعة والطبعات السابقة للتفسير على صفحات هذا الملتقى إن شاء الله . فهذا التفسير هو أجل التفاسير التي كتبت ، ولا يوجد له نظير ، وخدمته مما يعين على نشر التفسير الصحيح للقرآن الكريم.
وسعر هذه النسخة 230 ريالاً أو ما يقاربها بحسب تفاوت المكتبات ، ويمكن شراؤه عن طريق الانترنت عبر موقع دار السلام (http://www.dar-alsalam.com)
للاطلاع على وصف الطبعات السابقة لتفسير الطبري يمكن الرجوع للرابط التالي :
الإمام محمد بن جرير في ملتقى أهل التفسير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1155)
صورة غلاف الجزء التاسع من الكتاب:
http://www.tafsir.net/images/tabri.png
---
د. هشام عزمي
03-11-2005, 11:39 AM
جامع البيان عن تأويل آي القرآن ( تفسير الطبري ) (http://www.dar-alsalam.com/arproduction_details.asp?cd=60639&idx=0)
---
عبدالرحمن الشهري
03-11-2005, 01:13 PM
في طبعة الشيخ محمود شاكر اعتمد على النسخة المخطوطة رقم 100 التي اعتمد عليها محققو طبعة دار السلام . وفيها نقص في بعض المواضع منه على سبيل المثال تفسير الآيات 96 - 98 من سورة الأعراف . وقد نبه على ذلك محمود شاكر رحمه الله في تحقيقه لتفسير الطبري 12/577 . ورأيتهم في هذه النسخة قد استدركوا هذا النقص من نسخة خطية أخرى دون ذكرها انظر : 5/3581-3582
في حين اعتمد الدكتور عبدالله التركي ودار هجر في تحقيقهم للتفسير على مخطوطات أخرى ، وجعلوا الأصل الذي أخرجوا الكتاب عليه هي مخطوطة جامعة القرويين . واستدراك النقص الذي في مخطوطة دار الكتب من هذه المخطوطة. انظر تحقيق التركي 10/332-333
---
أبو يعقوب
03-15-2005, 12:40 AM
جزاكم الله خير
أيهما أفضل طبعة دار السلام أم طبعة دار عالم الكتب من تحقيق د. التركي وهي تقع في 26 مجلد
وكم ثمنها ؟
---
أبو يعقوب
03-17-2005, 07:06 PM
أيهما أفضل ؟
---
عبدالرحمن الشهري(1/1314)
03-17-2005, 09:30 PM
سعر طبعة دار هجر 300 ريال تقريباً . وسعر طبعة دار السلام 230 ريال . وهما من حيث الجودة متقاربتان ، وطبعة دار السلام أريح للنظر لجمال الحرف ، والورق. وأما من حيث الخدمة العلمية فتحتاج إلى اطلاع كامل على الطبعتين والموازنة بينهما بدقة. وتفوق طبعةُ دار هجر طبعةَ دار السلام بتوفر الفهارس الشاملة ، والاعتماد على عدد من الأصول المخطوطة الموثوقة.
---
أبو يعقوب
03-20-2005, 11:24 PM
جزاك الله خير على ردودك
لكن كم سعر طبعة دار عالم الكتب من تحقيق الدكتور التركي؟
---
(1/1315)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تخريج الأحاديث والآثار الواردة في ليلة النصف من شعبان
---
تخريج الأحاديث والآثار الواردة في ليلة النصف من شعبان
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 10:29 AM
تخريج الأحاديث والآثار الواردة في ليلة النصف من شعبان
---
(1/1316)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماالفرق بين الاستفهام الانكاري والاستفهام التقريري؟؟
---
ماالفرق بين الاستفهام الانكاري والاستفهام التقريري؟؟
---
أحمد بن فارس
08-03-2004, 05:19 PM
أريد من الأخوة الأفاضل بيان الفرق بين الاستفهام الانكاري وبين الاستفهام التقريري
وأرجو التمثيل ، كي يتضح الفرق بجلاء.
وكذا أود ايضاح مرجع في هذا الموضوع.
وجزاكم الله خيرا.
---
عبدالرحمن الشهري
08-03-2004, 09:24 PM
أخي الكريم أحمد بن فارس وفقه الله
لا شك أن لاختيارك هذا الاسم للكتابة به في الملتقى سراً لا أعلمه ، لعله حب هذا العالم الجليل أحمد بن فارس بن زكريا الرازي (ت395هـ) رحمه الله ، وقد صحبتُ هذا العالم الجليل مدة من الزمن أدرس آثاره ، وأتأملها ، وما ندمت على تلك الصحبة ، وعلى حد قول المتنبي :
إن كان يجمعنا حب لغرته = فليت أنا بقدر الحب نقتسمُ !
وأما سؤالكم عن الفرق بين الاستفهام الإنكاري والتقريري . فإن للاستفهام أنواعاً أخرى تعرف من خلال سياق الاستفهام . وقد أفاض علماء المعاني في دراستها رحمهم الله.
وعلم المعاني - كما تعلمون - هو جزء من علوم البلاغة الثلاثة (المعاني – البيان – البديع). ولا يخلو كتاب من كتب البلاغة من الكلام عن الاستفهام وأدواته. وهم يعدون الاستفهام نوعاً من أنواع الإنشاء الطلبي . ويعرِّفون الاستفهام بأنه طلب العلم بشيء لم يكن معلوماً من قبل بأداة خاصة من أدوات الاستفهام.
وأدوات الاستفهام –أخي أحمد – كثيرة ، منها : الهمزة ، وهل ، وما ، وكم ، ومَنْ ، ومتى ، وكيف ، وأين ، وغيرها.(1/1317)
ولكل أداة من أدوات الاستفهام وظيفة أو وظائف خاصة . فمثلاً الهمزة يطلب بها أحد أمرين : التصور ، والتصديق. فالتصور هو إدراك المفرد وتعيينه. والتصديق هو إدراك النسبة . وهل يطلب بها التصديق فقط. وهكذا بقية الأدوات لكل أداة وظيفتها الخاصة.
ولكن هذا الاستفهام قد يخرج عن الاستفهام المجرد إلى معانٍ أخرى ، تعرف بالقرائن ، ودلالة سياق الكلام ، وهذه المعاني كثيرة ، منها :
- النفي . مثل قوله تعالى :(فمن يهدي من أضل الله). وقوله تعالى :(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
- التعجب . مثل قوله تعالى :(ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق).
- الإنكار . مثل قوله تعالى :(أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً ؟).
- التمني . ولا يحضرني مثال من القرآن ، ولكن يحضرني قول صاحب اليتيمة :
هَلْ بالطلولِ لِسائلٍ رَدُّ ؟ = أم هل لها بتكلمٍ عهدُ ؟- التقرير . مثل قوله تعالى :( ألم نشرح لك صدرك ) وقوله :(ألم نربك فينا وليداً).
- التحقير . مثل قوله تعالى :( أهذا الذي بعث الله رسولاً؟)
- الاستبطاء. مثل قوله تعالى :( متى نصر الله ؟)
- الاستبعاد. مثل قوله تعالى :(أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه)
- التهكم والاستهزاء. مثل قوله تعالى :(قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء ؟)
- الوعيد والتهديد. مثل قوله تعالى :(ألم تر كيف فعل ربك بعاد ؟)
- التحضيض. مثل قوله تعالى :(قال ألا تأكلون ؟).
- وغيرها .
وبما أن سؤالك عن الاستفهام الإنكاري والتقريري أقول :(1/1318)
الاستفهام التقريري هو أن تطلب من المخاطب أن يقر بِما يُسأَلُ عنه نفياً أو إثباتاً ، لأي غرض من الأغراض التي يراد لها التقرير. كالإدانة واللوم ونحو ذلك. ومن أمثلته في القرآن الكريم ما تقدم من قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم :( أَلَم نشرح لك صدرك). يعني قد شرحنا لك صدرك يا محمد ، وتقريره بذلك لكي يشكر هذه النعمة ويقدرها حق قدرها.
وقوله تعالى على لسان فرعون يخاطب موسى عليه السلام :(ألم نربك فينا وليداً ؟). وفرعون يريد أن يقر موسى بذلك ليدينه بهذا ، أي : كيف نربيك ثم تنقلب علينا ؟!
وقوله تعالى على لسان قوم إبراهيم عليه السلام عندما حطم أصنامهم :(أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ؟) وغرضهم من إقراره بهذا إدانته ، والانتقام منه ، ولكنه أجاب بطريقة أخرى .
وقوله تعالى ممتناً على نبينا صلى الله عليه وسلم :(ألم يجدك يتيماً فآوى ؟ الآيات ) فهو استفهام تقريري ، للامتنان على النبي صلى الله عليه وسلم. وغير ذلك من الأمثلة من كلام العرب شعراً ونثراً. ومن أجمل أمثلته قول جرير رحمه الله:
أَلستمْ خير من ركب المطايا؟ = وأندى العالمين بطون راحِ ؟
[line]
وأما الاستفهام الإنكاري : فهو يدل على أن الأمر المستفهم عنه أمر منكر ، وقد يكون هذا الذي ينكره العقل أو الشرع أو العرف أو القانون أو غير ذلك.
وللاستفهام الإنكاري أنواع بحسب المراد بالإنكار ، فقد يكون إنكاراً يراد به التوبيخ على أمر قد مضى ، أو أمر قائم ، أو إنكاراً للتكذيب وغير ذلك.
ومن أمثلته قوله تعالى على لسان موسى يخاطب أخاه هارون :(أفعصيت أمري ؟).
وقوله تعالى :(أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً ؟). ينكر عليهم إنكاراً فيه تكذيب لهم.
وقوله تعالى على لسان نوح عليه السلام عندما دعا قومه فكذبوه:(قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون؟)(1/1319)
ويجب في الاستفهام الإنكاري أن يقع الأمر المُنْكَر بعد همزة الاستفهام كما في الأمثلة.
وقد يكون الأمر المنكر - بفتح الكاف - هو الفعل كما في قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام يخاطب أباه:(أتتخذ أصناماً آلهة ؟) ينكر عليه ذلك.
وقول إبراهيم عليه السلام لقومه :(قال أتعبدون ما تنحتون ؟) ينكر عليهم فعلهم.
وقد يكون المنكر هو الفاعل ، كقوله تعالى :(أهم يقسمون رحمة ربك ؟) وقوله تعالى :(أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟)
وقد يكون المنكر هو المفعول ، كقوله تعالى :(أغير الله أتخذ ولياً ؟). وقوله تعالى :(أغير الله تدعون؟)
وقد يكون المنكر هو المفعول لأجله ، كقوله تعالى :(أإفكاً آلهة دون الله تريدون؟) وغير ذلك.
وموضوع الاستفهام موضوع شيق ، وقد بحثه كما أسلفت علماء المعاني ، فلو رجعت إلى أي كتاب من كتب البلاغة لوجدت دراسة حول موضوع الاستفهام ، مدعمة بالأمثلة الكافية إن شاء الله. وما ذكرته لك هو ما علق بالذاكرة من أنواع هذا الفن ، وأمثلته من القرآن الكريم .
وقد بحثه الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله ، في كتابه النفيس (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) وستجده في الأجزاء الثلاثة الأولى من كتابه وهو القسم الأول من الكتاب ، وقد استقصى رحمه الله الأمثلة للاستفهام بأنواعه في القرآن الكريم.
كما تعرض لبعضه أحمد بن فارس في كتابه الصاحبي عند حديثه عن بعض أدوات الاستفهام.
أسأل الله لك التوفيق ، ومرحباً بك مرة أخرى في ملتقى أهل التفسير.
---
محمد العبدالهادي
08-04-2004, 11:59 AM
الشيخ عبدالرحمن جزيت خيرا ولكن عندي سؤال :
هل يوجد استفهام إنكاري من غير توبيخي والعكس توبيخي من غير إنكاري أم أن الإنكار يشم منه رائحة التوبيخ غالباً ؟
---
مساعد الطيار
08-04-2004, 05:07 PM(1/1320)
بورك فيك يا شيخ عبد الرحمن وفي الإخوة المشاركين ، وأضيف استفسارًا ، وهو ألا يصلح لاستفهام التمني قوله تعالى : ( وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل ) .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
عبدالرحمن الشهري
08-07-2004, 08:06 PM
أخي محمد : كلامك صحيح في التداخل بين الإنكار والتوبيخ ، والتفريق تعليمي فقط ، وربما توجد أمثلة للتفريق لكنها لا تحضرني والأمر يسير.
أخي أبا عبدالملك : نعم يصلح مثالاً لا ستفهام التمني ونصف ! وفقك الله .
---
أحمد بن فارس
08-08-2004, 12:18 AM
الشيخ عبد الرحمن الشهري..جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح الشافي..والجواب الوافي
والحقيقة أن الأمر كما ذكرتم عن ابن فارس رحمة الله عليه..وبودي معرفة مشروعكم العلمي عنه
وشكرا للأخوة المشاركين في الموضوع..وبارك الله في الجميع
---
خالدعبدالرحمن
08-13-2004, 11:20 PM
السلام عليكم أيها الأخوة ....
و جزاك الله خيراً أيها الشيخ الشهري على توضيحك ...
ولكن هل لي أن أسأل عن هذا السؤال الوارد في أول القرآن ، بأي قسم من الأقسام التي ذكرت تُدرجه ؟
ألا وهو ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك و نقدس لك )
---
عبدالرحمن الشهري
08-19-2004, 12:06 PM
أخي الكريم خالد عبدالرحمن وفقه الله
الذي يبدو لي أن السياق الذي ورد فيه الاستفهام في قوله تعالى على لسان الملائكة الكرام :( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك و نقدس لك ). يجعلنا نحمل الاستفهام هنا على التعجب فقط دون التجاوز إلى تحميله معنى الإنكار ؛ لمعرفتنا بالسائل وأدبه وهم الملائكة ، والمسئول وعظمته سبحانه وتعالى. ومراعاة السياق في الكلام العربي أمر معروف ، وقد تتخلف قواعد البلاغيين في كثير من المواطن من أجل هذا الغرض. ولعل الإخوة الكرام يزيدون هذا الأمر إيضاحاً.
---
عبدالرحمن الشهري
08-28-2004, 04:37 PM(1/1321)
فات علي أن أنبه إلى أن هناك كتاباً ثميناً جداً تناول موضوع الاستفهام في القرآن الكريم كله بالدراسة ، ولا سيما من الناحية البلاغية . وهو كتاب (التفسير البلاغي للاستفهام في القرآن الحكيم) للأستاذ الدكتور عبدالعظيم بن إبراهيم المطعني حفظه الله. ويقع في أربع مجلدات . طبعته مكتبة وهبة بالقاهرة.
وقد تناول فيه بالدراسة والتحليل كل الآيات المشتملة على استفهام مرتباً لها بحسب ترتيبها في سور القرآن الكريم. وهو كتاب بديع ، ومؤلفه ممن له قدم صدق في الدراسات البلاغية المتميزة للقرآن الكريم ، وهو جدير بأن يفرد لجهوده في الدراسات القرآنية مقال مستقل. ولعلني أفعل ذلك إن شاء الله.
---
(1/1322)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هو صحيح هذا الرقم؟؟
---
هل هو صحيح هذا الرقم؟؟
---
أبو مهيب
02-16-2005, 10:09 AM
هل هناك حقيقة مامجموعه ستة آلاف تفسير للقرآن الكريم؟؟وقد صنفت في مصنف..؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-16-2005, 03:30 PM
أين وجدت هذا يا أبا مهيب مشكوراً ؟ وما معنى (وقد صنفت في مصنف) ؟
---
(1/1323)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المفسرون مدارسهم ومناهجهم للدكتور فضل ؟ سجل رأيك
---
المفسرون مدارسهم ومناهجهم للدكتور فضل ؟ سجل رأيك
---
أبو العالية
11-11-2006, 11:17 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
اقتنيت الكتاب وقرأتُ ما يزيد على ثلثيه .
فاتمنى من الدكتور جمال ابتداءً أو من وقع الكتاب بين يديه أن يدلي بدلوه بشأن الكتاب وما فيه من ميزات مازته عن غيره ، وكذا ما فيه من أمورٍ لا يوافق عليها ، مدَّعمةً بالبرهان والمقارنه .
والله يرعاكم .
ودمتم على الخير أعواناً
---
(1/1324)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى كلمة تفسير وما عدد التفاسير الموجودة وما ...
---
ما معنى كلمة تفسير وما عدد التفاسير الموجودة وما ...
---
مدرس تفسير
12-16-2003, 11:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا منكم الإجا به على هذه الأسئلة شاكرا لكم تعاونكم وجهدكم جعله الله في موازين أعمالكم
س1 ما معنى كلمة تفسير؟
س2 كم عدد التفاسير المتوفرة للقرآن؟
س3 أسماء الذين إشتهروا بالتفسير؟
س4 أنواع التفاسير؟
ومن لديه معلومات أكثر أكون له من الشاكرين
وشكرا
---
أحمد البريدي
12-18-2003, 12:39 AM
وعليكم السلام :
جواب اسئلتك على وجه الاختصار كالتالي :
التفسير تفعيل من الفسر واصل مادته اللغوية تدل على بيان شيء وايضاحه كما قاله ابن فارس .
واما معناه اصطلاحا فقد اختلفت تعاريف العلماء واقربها فيما ارى تعريف الشيخ ابن عثيمين وهو بيان معاني القرآن .
وعدد التفاسير المتوفرة كثيرة لكن احرص على التفاسير الموثوقة منها مثل تفسير البغوي معالم التنزيل وتفسير ابن كثير,
ومن المعاصرين تفسير السعدي .
أما اسماء الذين اشتهروا بالتفسير فمن الصحابة ابن عباس وابن مسعود ومن التابعين مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير ....... الخ .
والتفاسير انواع وسبب تنوعها بسبب مناهج مؤلفيها منها : التفسير التحليلي , و التفسير الإجمالي , والتفسير الفقهي ...
ولعلك تراجع كتاب التفسير والمفسرون للذهبي .
وفقك الله
---
مدرس تفسير
12-18-2003, 01:37 AM
شكرا لك على إجابتك وجعلها الله في موازين حسناتك
---
أبومجاهدالعبيدي
12-19-2003, 12:43 AM
أخي مدرس التفسير
يمكنك أن تفتح هنا علم التفسير (http://www.awkaf.net/islamicbooks/tareef/elm-tafseer.html)(1/1325)
وهناالتفسير والمفسرون (http://www.islamselect.com/zpages/print_art.php?ref=1286&rb=0&PHPSESSID=5708cf64db54f15ee4c03f7b539ae984)
وبإمكانك الرجوع إلى موضوعات الملتقى ، فقد كتب حول ما سألت عنه بعض الموضوعات .
ومرحباً بك بين إخوانك
---
عبدالرحمن السديس
12-20-2003, 10:49 PM
على هذا الرابط : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=107
معظم كتب التفسير المطبوعة .
---
(1/1326)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري
---
القسم الإداري
---
? ملتقى الاقتراحات والملحوظات
(1/1327)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : 1 2 3 4 5 6 [7] 8 9 10 11 12 13 14 15
---
وضع مقالات حول موضوع النطق بحرف الضاد على أحد المواقع المجانية (0 ردود)
سرقة علمية من العيار الثقيل !!! (11 ردود)
ليدبروا آياته (3 ردود)
أفيدونى أفادكم الله .... (4 ردود)
مقدمة معالم التفسير عند السعدي (0 ردود)
حتى إذا بلغ مغربَ الشمس وجدها تغرب فى عينٍ حَمِئَةٍ (5 ردود)
عرض جهود الدكتور عبدالله الجيوسي (الببلوجرافية) في الدراسات القرآنية (16 ردود)
سؤال حول ماخرج مخرج الغالب (0 ردود)
بشرى لطلبة العلم : تفسير عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت327هـ) محققاً تحقيقاً علمياً (2 ردود)
رأي في كتاب قواعد التفسير (0 ردود)
نشأة علم التجويد وحال مصنفاته القديمة (1 ردود)
فهم جديد لقوله تعالى: " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى.. " (14 ردود)
أفضل طبعات تفسير النسفي (6 ردود)
من تفاسير الأباضية على النت (1 ردود)
آية الزينة ودلالتها في شكل الحجاب (5 ردود)
قائمة ببليوجرافية بكشافات آيات القرآن الكريم للدكتور مساعد بن صالح الطيار (0 ردود)
ما أفضل اختصار لتفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله (6 ردود)
هل هناك فرق بين الاختيار والترجيح في التفسير ؟ (7 ردود)
حديث ذو شجون (1 ردود)
التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا للدكتور محمد بن رزق بن طرهوني (3 ردود)
ما هو القول الراجح في نسخ الكتاب بالسنة ؟ (7 ردود)
تقرير موجز عن كتاب (معجم الدراسات القرآنية) للدكتورة إبتسام مرهون الصفار (1 ردود)
ما أفضل كتاب في فضائل القرآن يعتمد على الأحاديث الصحيحة ؟ (9 ردود)
هل طبع هذا المخطوط؟ متى وأين؟ (3 ردود)
جهود أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في الدراسات القرآنية (1 ردود)(1/1328)
مقالات عن القرآن الكريم باللغات الأجنبية (فرنسية - انجليزية - إيطالية) (4 ردود)
بحث الدكتور عبد المنعم النجار ( العلاقة بين الضاد والظاء صوتيا وتاريخيا ولهجيا ) (1 ردود)
إقتراح على أهل الملتقى (1 ردود)
أسئلة للعارفين بطيبة النشر؟؟ (0 ردود)
هل ( آزر ) اسم لإبي إبرهيم عليه السلام أم عمه ؟ (9 ردود)
تفسيرآيات من سورة التوبة صوتا وكتابة للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله (0 ردود)
ما أفضل كتاب يهتم بدراسة مناهج المفسرين ؟؟ (12 ردود)
ما رأي الأخوة بطبعة دار عالم الكتب لتفسير ابن كثير (2 ردود)
رسائل الدكتوراه التي نوقشت في جامعات فرنسا : من 1980 إلى 2005. (1 ردود)
مَن القشيري صاحب [التيسير في علم التفسير] : لأبي القاسم أَمْ لأبي النصر ؟ (4 ردود)
الإجماع في التفسير (4 ردود)
رسالة دكتوراه عن لطائف الإشارات للإمام القشيري (1 ردود)
صدور كتاب (جامع البيان في القراءات السبع المشهورة) لأبي عمرو الداني (4 ردود)
الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة من 25- 27 رجب 1426 (1 ردود)
صدور كتاب (التفسير: أساسياته واتجاهاته) للأستاذ الدكتور فضل حسن عباس (2 ردود)
البروفيسور عبد الله الطيب فقيد العلم واللغة (5 ردود)
يعقوب عليه السلام لم يفقد بصره (4 ردود)
"و إن منكم إلا واردها"أى ليس كل الناس يردونها؟؟ (3 ردود)
"و إن منكم إلا واردها"أى ليس كل الناس؟؟ (0 ردود)
حول قراءة(فقد كذبوكم) (1 ردود)
علل أحاديث التفسير [علل أحاديث سورة الفاتحة] (1) (1 ردود)
هل القرآن كله محكم أو متشابه؟ (1 ردود)
ترجمة ابن عاشور المفسر (3 ردود)
سؤال عن قراءة ((الريح)) في سورة إبراهيم عليه السلام (10 ردود)
فتوى للشيخ عبد الرحمن البراك :هل تلقى جبريل القرآن عن اللوح المحفوظ؟ (1 ردود)
أين أجد تبيانا لمواضع قراءة هشام "إبراهام" من قراءة ابن عامر؟؟ (11 ردود)
بيان السنة للقرآن (0 ردود)(1/1329)
مؤتمر إعجاز القرآن بكلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن 18- 20 رجب 1426 (12 ردود)
التنبيه على بعض أخطاء التلاوة (0 ردود)
سؤال للمتخصصين في القراءات (3 ردود)
هل يمكن القول بأن سورة التوبة انما هي في جهاد الطلب ؟؟ (8 ردود)
سؤال من اخت فى الله جديدة معكم (3 ردود)
"قولوا خاتم النبيين، ولا تقولوا لا نبي بعده." المعنى الحقيقي ل(خاتم النبيين) (4 ردود)
سؤال حول تفسيري الوجيز والبسيط للواحدي (7 ردود)
تطوير شبكة التفسير والدراسات القرآنية وملتقى أهل التفسير : شاركنا برأيك مشكوراً (10 ردود)
أرجو تفسير هذا الحديث (4 ردود)
الإعجاز العلمي في سرعة الملائكة (9 ردود)
حول مسألة الحكم بغير ما أنزل الله: في ضوء القران والسنة (2 ردود)
الناسخ والمنسوخ .... (2 ردود)
الشنقيطي رحمه الله وكلام نفيس عن (( علاج قلة وضعف المسلمين امام الكفار)) (0 ردود)
سؤال عن ترتيل الاستعاذة عند البدء في القراءة ؟ (7 ردود)
أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق القاضي (2 ردود)
أسانيد الطبري (9 ردود)
إعجاز القرآن :من الإعجاز العلمي إلى الإعجاز الاقتصادي للدكتور رفيق يونس المصري (1 ردود)
تفسير سورة الأعراف للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صوتا وكتابة (0 ردود)
ضرورري.. أين أجد تحريرات للطيبة؟؟ (5 ردود)
اريد نبذه عن ( التفسير القراني للقران ) لـ عبدالكريم الخطيب (2 ردود)
مقال د.مساعد الطيار في ملحق الرسالة بجريدة المدينة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم (4 ردود)
لقاء مع الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي وفقه الله (1 ردود)
إصدار (مجلة البحوث والدراسات القرآنية ) من مجمع الملك فهد -رحمه الله - لطباعة المصحف (3 ردود)
الإجازة والاسناد بين التساهل والتشديد ( عند القراء ) (6 ردود)
من استنباطات ابن عثيمين رحمه الله (2 ردود)
من فرائد ابن عاشور في التحرير و التنوير : الحلقة الخامسة . (1 ردود)(1/1330)
هل الجموع المذكرة في القران تدخل فيها الإناث أم لا ؟ أرجو الإجابة عاجلا (4 ردود)
سؤال عن استحداث علامات ضبط للنص القرآني (5 ردود)
ما حكم وضع المصحف في الجوال ؟ (11 ردود)
لطيفة في تفسير(أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرين)عند الزمخشري (2 ردود)
اكتب أبحاثك العلمية بالخط العثماني مجانا لمدة شهر من الآن (4 ردود)
مالفرق بين المشكل والمتشابه ؟؟؟؟؟ (5 ردود)
هل يوجد موقع تعليمي صوتي على الانترنت للتجويد؟ (6 ردود)
فائدة نفيسة في الحروف المقطعة لابن القيم (3 ردود)
ما تعليق السادة المتخصصين على هذه التأملات حول بيت العنكبوت الذي هو أوهن البيوت ؟ (14 ردود)
الجذوراللغوية لألفاظ القران (0 ردود)
ملتقى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم (0 ردود)
مجموعة بحوث عن الثعالبي وتفسيره الجواهر الحسان (1 ردود)
هل تفسر هذه الآية ما ضاع من تراثنا العلمي؟ (2 ردود)
أمّهات كتب التفسير (0 ردود)
من فرائد ابن عاشور في التحرير و التنوير : الحلقة الرابعة . (3 ردود)
هل من فقيه فيفتينا ..... ؟!!! (8 ردود)
الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم : نظرة تقويمية للدكتور إبراهيم الحميضي (9 ردود)
فتاوى المشرفين في موقع الاسلام اليوم (0 ردود)
رأيي في تفسير : [ توفيق الرحمن في دروس القرآن ] (15 ردود)
هل من ترجمة...؟ (0 ردود)
من دلائل الإعجاز التربوي في القرآن الكريم (0 ردود)
طالع تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي (0 ردود)
أوائل مدوني التفسير من المحدثين (0 ردود)
أسمع صوتك (0 ردود)
أسلوب " التغليب " في القرآن الكريم (0 ردود)
صدر حديثا (0 ردود)
قراءة : لا اله الا هو اليه المصير (18 ردود)
آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمة (3 ردود)
التعقيبات المفيدة على كتاب (كلمات القران تفسير وبيان لفضيلة الشيخ مخلوف) (1 ردود)
المقرئ الشيخ أسامة بن ياسين حجازي (2 ردود)
كتب أسباب النزول (4 ردود)(1/1331)
في أروقة النقاش للرسائل العلمية (4 ردود)
للنقاش: ماهي القيمة العلمية لل....... (0 ردود)
دعوة للنقاش: النصوص الإملائية والنص الإصطلاحي القياسي (0 ردود)
حديث من القلب إلى كل من يهمه الأمر [ حول النطق بحرف الضاد ] (0 ردود)
حول آيات التكفير باختصار (7 ردود)
ما أفضل طبعات حاشية تفسير الجلالين ؟ (3 ردود)
قائمة مهمّة بكتب التفسير.. وأفكار بشأنها: ما رأيكم؟! (11 ردود)
مصبحين أو بالليل ؟ (2 ردود)
ملاحظات منهجية على بعض ما يكتب في لطائف الوقف (5 ردود)
التوازن في الخطاب القرآني من خلال جزء عم (2 ردود)
فكرة علمية وتربوية في قراءة كتب التفسير (6 ردود)
كتاب "إعراب القرآن" ليس لقوام السنة الأصبهاني (2 ردود)
منهج التعامل مع القرآن الكريم للدكتور أحمد نوفل (0 ردود)
مداخلة الشيخ مساعد الطيار في برنامج (من فلسطين مع التحية) (5 ردود)
تعليقات الشيخ عبد الله الجديع على مقال أسانيد التفسير للدكتور مساعد الطيار (6 ردود)
عرض كتاب (علم التجويد - دراسة صوتية ميسرة) للدكتور غانم قدوري الحمد (2 ردود)
يرجى الإفادة (11 ردود)
سؤال حول تفسير الدكتور: عبد الله الطيب! (6 ردود)
من الذي آمن من قوم لوط عليه السلام (0 ردود)
من أسرار البيان في أمثال القرآن- فمثله كمثل الكلب (0 ردود)
كيف أخرج مثل هذا الأثر في تفسير الطبري ؟ (0 ردود)
بحث الدكتور رمضان عبد التواب (مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء) (3 ردود)
مهم جداً (0 ردود)
تفسير قول الله تعالى:{وَمَن لَم يَحكم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِك هُمُ الكافرون} (5 ردود)
جامع التفاسير.. ثبت بالتفاسير المسندة لأهل السنة والجماعة (14 ردود)
ظاهرة الوضع في التفسير (0 ردود)
التخليد بالنار للمسلم او المؤمن - الأباضية (4 ردود)
هل اسماء السور توقيفي (4 ردود)
مصحف العريس للنشر المكتبي (4 ردود)
برنامج مصحف ويب (16 ردود)
الدورات القرآنية الصيفية بين القبول والرفض (5 ردود)(1/1332)
ماذا عن التفسير الكبير للبخاري (0 ردود)
من يعلق لي على قول الفراهي هذا (1 ردود)
ابن برجان وتفسيره " تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب والتعرف على الآيات والأنباء العظام" (6 ردود)
التفسير الفقهي النشأة والخصائص (3 ردود)
عرض كتاب : كتابة القرآن الكريم في العهد المكي تأليف : عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري (1 ردود)
التحقيق في مسألة مراتب القلقلة (0 ردود)
عرض كتاب :(مشكل القرآن الكريم) للشيخ عبدالله بن حمد المنصور وفقه الله (9 ردود)
الان منظومة الزمزمي موجودة في ..... (3 ردود)
الوحي هو المصدر الوحيد للقراءات والتجويد (0 ردود)
نصّ في انطباق الشفتين في الميم المخفاة والإقلاب (5 ردود)
توضيح بارك الله فيكم (2 ردود)
لقاء شبكة التفسير مع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله (16 ردود)
للوصول إلى موضوع أطروحتك العلمية!! (2 ردود)
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن (3 ردود)
معاني القرآن عند ابن الشجري (إهداء للأخ الكريم ابن الشجري) (1 ردود)
تاريخ القرآن (27 ردود)
التحقيق في مسألة مراتب التفخيم (0 ردود)
( الإعجاز اللغوي للقرآن ) منقول من كتاب ( أكذوبة الإعجاز العلمي في القران) (1 ردود)
سؤال حول كتاب: "إعراب القرآن" للزجاج. (النسخة الأولى) (3 ردود)
سؤال مهمّ إلى فضيلة الشيخ إبراهيم الدوسري حفظه الله تعالى (2 ردود)
خطأ لغوي مزعوم في سورة يوسف !! (8 ردود)
سؤال: لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم ؟ (5 ردود)
بعض الأمور الأساسية التي يرد بها على من خالف أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته (3 ردود)
علوم الطاقة وعلم الخوارق (الباراسيكولوجي) (10 ردود)
نبذة مختصرة عن أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية (6 ردود)
من من القبائل يقصرون الممدود دائما (3 ردود)
الاشتغال بدراسة الإعجاز العلمي في القرآن ... تقدمٌ أم تخلف؟ (0 ردود)
هل لأئمة المذاهب الأربعة تفاسير ( مطبوعة ) ؟ (11 ردود)(1/1333)
سلسلة معالم الشخصية القرآنية .. (0 ردود)
وقفة مع أية .. (0 ردود)
مركزية الإيمان (0 ردود)
أشكلت عليَّ عبارة الشوكاني في تفسير هذه الآية ... فهل استشكالي في محله ؟؟ (1 ردود)
سؤال عن مختصر تفسير الثعلبي للطرطوشي ؟ (6 ردود)
رسم (إلفهم ) (4 ردود)
شيء من منهج السلف في حفظ القرآن الكريم (1 ردود)
تبرئة أبي العلاء من معارضة القرآن (3 ردود)
صورة من أقدم مصحف محفوظ في المكتبة البريطانية (3 ردود)
استنباط الأحكام من القرآن (أقل مدة الحمل نموذجاً) (1 ردود)
الجودي الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح في القرآن الكريم والكتب المقدسة وكتب التاريخ (3 ردود)
مفهوم الأمة عند مفسري القرآن في التراث الإسلامي للباحث الجزائري محمد حرير (0 ردود)
منهاج القارئ في تعامله مع مسائل الخلاف في علم التجويد (1 ردود)
سؤال عن نسبة بعض الأفعال إلى الله تعالى (4 ردود)
لطيفة--"فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ " (0 ردود)
سؤال عن تفسير محمد بن علاء الدين البابلي المصري من علماء القرن الحادي عشر (0 ردود)
عقيدة الإمام عبدالرزاق الصنعاني (5 ردود)
بيع مصحف عثماني من القرن السابع عشر الميلادي (2 ردود)
حكم الغنّة في النون المخفاة من حيث التفخيم والترقيق (5 ردود)
حكم الوقف على المدّ العارض للسكون الذي آخره هاء التأنيث نحو { الصلاة} (0 ردود)
هل يوجد في المنتدى باحثين من منطقة مكة المكرمة (0 ردود)
عمل رابطة لأهل القرآن والتفسير (3 ردود)
مصطلحات الإعجاز ( العلمي ) الحديثة هل نحكم بها على اللغة ؟! . (0 ردود)
التحقيق في مسألة اجتماع البدل مع { فصالا } وأخواتها في رواية ورش عن نافع (0 ردود)
محاولة لسرقة تفسير يحي بن سلاَّم بتحقيق هند شلبي!! (1 ردود)
إخفاء الميم الساكنة عند الباء بقلم أ.د. غانم قدوري الحمد (0 ردود)
تحريم الربا بالتدرج... (6 ردود)
حصر الإستشهاد بالآيات في معنى واحد دون غيره (4 ردود)(1/1334)
(واذ أسر النبي ....) إنارات ابن عاشور (1 ردود)
هل هناك مصنف جمع الشواهد الشعرية في فتح القدير للشوكاني ضبطا وإعراباً؟ (4 ردود)
"ورسوله النبي الأمّي" (6 ردود)
كتاب نثر المرجان في رسم القرآن الرجاء الإفادة (5 ردود)
أسباب إختيار الشيخ زهير الشاويش لتحقيق تفسير "زاد المسير لابن الجوزي" (2 ردود)
حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم بين الجرح والتعديل (4 ردود)
كلمة حق في "دار الكتب العلمية"!! (4 ردود)
(سيماهم في وجوههم من أثر السجود) الأثر المعنوي أم الحسي؟ (1 ردود)
ضمن الدورة 16 لمجمع الفقه الإسلامي (القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية) (5 ردود)
تفسير يحيى بن سلام ومختصَراه (3 ردود)
بحث عن منظومة في علوم القرآن جملة (8 ردود)
كتابان آخران في التجويد (0 ردود)
صدر / تفسير ابن الأمير الصنعاني (0 ردود)
من أسرار البيان في أمثال القرآن - مثل الكافرين مع محمد صلى الله عليه وسلم (0 ردود)
صدر حديثاً قطعة من تفسير الإمام عبد بن حميد المتوفى سنة 249هـ (0 ردود)
بحث عن حديث .... (9 ردود)
صدر تفسير يحيى بن سلام ( النحل ـ الصافات ) (7 ردود)
دلالة المثلية في آيات التحدي دراسة بيانية ناقدة (39 ردود)
مشاهدات أبي عبيد القاسم بن سلام في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه (1 ردود)
ما هي أقدم نسخة مخطوطة للقرآن الكريم؟ (20 ردود)
دراسة فنية لمصحف مبكِّر يعود إلى القرن الثالث (2 ردود)
كتابان جديدان في التجويد (4 ردود)
من عنده علم عن كتاب غوث الأركاني في رسم المصاحف (0 ردود)
طلب ثاني، لعنوان الدكتور شرشال (8 ردود)
آراء علماء السلف في كتب التفسير (0 ردود)
بين ابن عطية والزمخشري (7 ردود)
مسيل اللعاب والمخطوطات في مدينة لايبزيج , ألمانيا (10 ردود)
اختيار رائع توصل له أحد الباحثين حول حكم البسملة (10 ردود)
من غرائب التأويل ! (16 ردود)
مسألة متعلّقة بالمدّ المتصل العارض للسكون (0 ردود)(1/1335)
كتاب ( دراسات في علوم القرآن الكريم) للأستاذ الدكتور فهد الرومي في طبعته الثالثة عشرة (20 ردود)
سؤال عن الإعجاز التربوي في القرآن (3 ردود)
الردّ على من نسب إبدال الضاد ظاءاً للشيخ بن غانم المقدسي والشيخ المرعشي رحمهما الله (3 ردود)
ما أحسنُ ما كتب في "الشجرة" التي نهي عنها آدم عليه السلام؟؟ (0 ردود)
طريق القران ( لا يفوتك ) (0 ردود)
استفسار حول البحوث التي كتبت عن ابن العربي وكتابه (أحكام القرآن) (8 ردود)
التحقيق في مسألة اجتماع البدل مع { آلذكرين } في رواية ورش عن نافع (0 ردود)
ما منهج أبي بكر الصديق في تدوين القراءات؟ (5 ردود)
سؤال عن قوله تعالى :(فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن ...) (7 ردود)
التحقيق في مسألة اجتماع مد البدل بالمد العارض للسكون في رواية ورش عن نافع (1 ردود)
سمط الدرر في محاور السور (1 ردود)
النكت على الإتقان في علوم القرآن (7 ردود)
لماذا رفض ابن تيمية المجاز....(حلقات) (20 ردود)
الفصول والغايات ليس في محاذاة السوروالآيات (14 ردود)
تقرير عن كتاب (غريب القرآن)لابن عزيز السجستاني (6 ردود)
تقرير عن كتاب الوجوه والنظائر للدامغاني (0 ردود)
الاختلاف في القراءات القرآنية وأثره في اتساع المعاني (10 ردود)
هل هناك حاشية للبيضاوي تفكك ألفاظه فالمشاهد زيادة الغموض غموضاً (2 ردود)
سائلكم عن كتاب اصول في التفسير للشيخ مساعد الطيار -حفظه الله - (1 ردود)
زيارة خاصة للدكتور عدنان محمد زرزور ، وعرض لكتابه في علوم القرآن في طبعته الجديدة (11 ردود)
خذها بقوة (1 ردود)
ألإقصاء--داء العصر (2 ردود)
المفسر ابن عاشور..الوجه الآخر:شهادة تلميذ... (6 ردود)
من أسرار البيان في أمثال القرآن (2 ردود)
(1/1336)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أول مجلة علمية متخصصة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم
---
أول مجلة علمية متخصصة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم
---
الماوردي
01-01-2007, 12:55 PM
جدة: سلوى المدني
أصدر مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة المجلة العلمية التي تعنى بنشر الأبحاث والأعمال المتصلة بالقرآن وعلومه.
وتشتمل المجلة على عدد من الأبواب منها باب البحوث والدراسات ويضم ستة بحوث منها التحقيق وفيه نص واحد محقق ثم الفهارس والكشافات وفيه عمل واحد من إنجاز مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بالمعهد ثم التقارير وملخصات أبحاث باللغة العربية.
وقال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ في أول إصدار لهذه المجلة "إن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم قد تطورت تطوراً ملموسا في شتى المجالات المختلفة, ومن ذلك تطورها في إعداد المعاهد القرآنية المتخصصة في تطوير أداء معلمي القرآن الكريم سواء على مستوى الذكور أو الإناث".
http://www.alwatan.com.sa/daily/2007-01-01/culture/culture10.htm
---
نورة
01-01-2007, 07:32 PM
جزاكم الله خيرا
ينظر هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6034&highlight=%E3%CC%E1%C9+%E3%DA%E5%CF+%C7%E1%C5%E3%C 7%E3
---
(1/1337)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل كلمة "عبادة الشيطان" يجوز إطلاقها على المعاصي التي دون الكفر ؟
---
هل كلمة "عبادة الشيطان" يجوز إطلاقها على المعاصي التي دون الكفر ؟
---
أخوكم
02-20-2005, 07:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآيات :
يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً (مريم:44) _ ومن المعلوم أن أبا إبراهيم كافر يعبد الأصنام _
وكذلك قوله سبحانه :
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ
(يّس:64)
نلاحظ من خلال تلك الآيات أن كلمة "عبادة الشيطان" مرتبطة فقط بالكفر كالذين يعبدون غير الله ويشركون به ..
وبالتالي نستنتج من مفهوم المخالفة أنه :
لا يجوز إطلاق كلمة "عبادة الشيطان" في حق من عصى الله معصية دون الكفر ..
فما رأي إخواني ؟
---
فهد الناصر
02-25-2005, 02:23 PM
استنباط لطيف له وجهه ودليله ، وربما يكون تتبع الآيات التي استخدمت فيها هذه العبارة قد يؤكد هذا الاستنباط أو ينقضه فلعلك تتابع التدبر وتفيدنا مشكوراً.
---
(1/1338)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : ( المعجم المفصَّل في شواهد اللغة العربية ( 1_ 14 ) هدية للمشرف العام
---
حمل : ( المعجم المفصَّل في شواهد اللغة العربية ( 1_ 14 ) هدية للمشرف العام
---
أبو العالية
02-19-2007, 03:06 PM
الحمد لله ، وبعد ..
المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية
إعداد إميل بديع يعقوب
دار الكتب العلمية
الطبعة الأولى 1417هـ ـ 1996م
تفضل لا حرمنا خيركم (http://www.alukah.net/majles//showthread.php?t=947)
---
(1/1339)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القونوي
---
القونوي
---
السلامي
12-10-2003, 02:06 PM
أسأل الإخوة عن حاشية القونوي في التفسير ماذا يعرفون عنها ومنهج مؤلفها.....................
---
السلامي
06-18-2004, 01:05 PM
أرفعه للتذكير بالسؤال وبقيمة الحواشي عموما
---
(1/1340)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن نشر كتابين في علوم القرآن
---
سؤال عن نشر كتابين في علوم القرآن
---
أبو عبد الله القلموني
12-29-2005, 03:25 PM
الأخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
هل لكم أن تفيدوني إن كان كتابا:
1- "علوم القرآن بين البرهان والإتقان" للدكتور حازم سعيد .
2- "علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير من نشأتها حتى نهاية القرن الثامن الهجري" للدكتور محمد صفاء حقي .
مطبوعين ، وما اسم الدار التي نشرتهما ولكم مني جزيل الشكر.
---
عمار
12-29-2005, 05:21 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
أخي الكريم...الكتابان مطبوعان ولله الحمد ، وإليك ما تريد :
1- الكتاب الأول من مطبوعات مكتبة دار الزمان - المدينة.
2- أما الكتاب الثاني فهو من مطبوعات مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان.
---
أبو عبد الله القلموني
12-29-2005, 08:37 PM
بارك الله بكم، وشكر لكم صنيعكم، وجزاكم عنا خير الجزاء
---
(1/1341)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > موقع للمنظومات العلمية
---
موقع للمنظومات العلمية
---
أبوطالب
03-25-2006, 02:52 PM
موقع متواضع للمنظومات العلمية
ساهم في نشره في المنتديات و المواقع
---
(1/1342)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً : أحكام القرآن للإمام القاضي إسماعيل بن إسحاق (ت282هـ)
---
صدر حديثاً : أحكام القرآن للإمام القاضي إسماعيل بن إسحاق (ت282هـ)
---
موراني
09-16-2005, 03:40 PM
صدر هذا الكتاب الجليل أخيرا عن دار ابن حزم ( بيروت)
بتحقيق :
الدكتور عامر حسن صبري ( جامعة الامارات العربية المتحدة بالعين)
على 290 صفحة .
لقد قام المحقق مشكورا بتقديم ترجمة مفصلة لصاحب الكتاب وهو القاضي المالكي الشهير اسماعيل بن اسحاق الجهضمي كما أشار الى أهمية دراسة كتب التراث حول أحكام القرآن عامة والى مكانة كتاب اسماعيل القاضي خاصة .
اعتمد المحقق في أعماله في اخراج الكتاب على هذه الصورة الجميلة على الأوارق المتفرقة , وعددها اثننان وثلالثون ورقة ذات وجهين , وهي محفوظة في المكتبة العتيقة بالقيروان . وعلى احدى صفحات الكتاب سماع مؤرخ على جمادى الآخرة من سنة اثنتين وثمانين ومائتين . وذلك يدلّ على أن النسخة القيروانية كتبت في حياة القاضي اسماعيل ودرسها أهل القيروان في حلقات علمية فيها .
قابل المحقق نص هذا الكتاب بعدة كتب أخرى ألّفت في هذا الفن , منها مختصر أحكام القرآن لبكر بن العلاء كما خرّج الأحاديث والآثار تخريجا حسنا ودقيقا كما تعودنا منه في أعماله السابقة في اخراج التراث .
وكذلك وضّح المحقق الجليل ما قد يشكل على القاريء ( كما يقول) من بعض كلماته وعباراته منه : اضافة كلمة (وسلّم) بعد صلى الله عليه التي حذفها الناسخ في الأصل .
كما حذف المحقق اسم القاضي اسماعيل في بداية كثير من الأسانيد غير أن الناسخ ذكره في المخطوط .
غير أنني شخصيا لا أرى فائدة في هذين الأمرين , بل رأيت من المستحسن ترك النص كما هو في الأصل .
نشرت من المخطوط 6 صفحات نموذجية في آخر المقدمة .(1/1343)
تشمل الفهارس فهرس الآيات , أطراف الأحاديث النبوية , الأعلام , وفهرس بأهم مصادر التحقيق والدراسة وفهرس الموضوعات .
لا شكّ في أن كل من المحقق الجليل ودار ابن حزم وصاحبها قاما بخدمة عظيمة في سبيل احياء التراث القديم عندما بادرا في اخراج هذا الكتاب القيم الفريد لكي يكون في تناول الجميع بعد ما ظل في حكم الضياع أكثر من 1100 سنة !
---
أبو صلاح الدين
09-16-2005, 04:38 PM
نعم, جزاهما الله خيرا. وشكرا على المعلومة يا د. موراني.
---
عبدالرحمن الشهري
09-25-2005, 08:59 PM
بشرى سارة أشكرك عليها يا دكتور موراني ، وأرجو أن يكون في خروج المتبقي من هذا الكتاب إضافة قيمة لكتب أحكام القرآن الكريم المطبوعة.
---
موراني
09-25-2005, 10:08 PM
لا شك في أننا خطونا خطوات في سبيل إحياء تراث أهل القيروان , وهو تراث البشرية كلها , بعد ما جمعنا طوال الأعوام السابقة الطويلة كل ما كان موجودا من الأوراق المتبقية من هذا الكتاب النفيس في هذه المكتبة المباركة .
---
عبدالرحمن الشهري
11-14-2005, 04:00 PM
http://www.tafsir.net/images/Ismaeel.jpg
---
محمد الشعراوي
11-14-2005, 06:35 PM
ما القيمة العلمية لهاذا الكتاب هل هناك منهج خاص يتبعه أهل القيروان في تعاملهم مع القرآن بحيث يتميزون عن أهل الأمصار الأخرى في هذه الفترة المتقدمة، أفيدونا وشكرا
---
موراني
11-14-2005, 06:55 PM
هذا الكتاب ليس من ثمرات أهل القيروان في التفسير , بل هو أصلا من بغداد .
كما ليس لدينا دليل على أن أهل القيروان كان يتميز بمنهج ما في التفسير لانعدام مثل تلك الكتب بالقيروان . كتب التفسير الموجودة الآن بالقيروان كلها من تآليف المشارقة : الجهضمي ويحيى بن سلام وابن وهب .
---
مرهف
11-14-2005, 08:53 PM
هل هناك كتاب في أحكام القرآن ألفه أحد علماء الحنابلة يظهر فيه منهج الحنابلة في استنباط الأحكام من القرآن ؟
---
الراية
11-15-2005, 01:58 PM(1/1344)
هل هناك كتاب في أحكام القرآن ألفه أحد علماء الحنابلة يظهر فيه منهج الحنابلة في استنباط الأحكام من القرآن ؟
انظر كتاب /
آثار الحنابلة في علوم القران
د.سعود الفنيسان
---
مرهف
11-16-2005, 02:44 PM
جزاك الله خيرا ولكن هلا أمددتني بالدار الطابعة
---
الراية
11-16-2005, 05:06 PM
ولا أدري هل هناك كتاب للدكتور الطريقي عن آثار الحنابلة في علوم القران؟
بالنسبة لكتاب الفنيسان فلا اذكر الدار الناشر له
---
الراية
12-01-2005, 02:56 PM
ولا أدري هل هناك كتاب للدكتور الطريقي عن آثار الحنابلة في علوم القران؟
الان تذكرت كتاب د.الطريقي
عنوانه (( «معجم مصنفات الحنابلة» من وفيات «241هـ حتى سنة 1420هـ»
في ثمانية مجلدات.
الجزء الثامن منها فهارس الكتاب ))
للمزيد انظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26643&highlight=%DA%E1%E3%C7%C1+%E4%CC%CF
---
الراية
12-05-2005, 02:02 PM
جزاك الله خيرا ولكن هلا أمددتني بالدار الطابعة
دار البشير للنشر
اثار الحنابلة في علوم القران
د. سعود الفنيسان
السعر $5.50
غلاف
http://www.daralbashir.com/quran1.htm
---
الراية
12-22-2005, 11:32 AM
عرضٌ لكتاب: آثار الحنابلة في علوم القرآن .. جمع : سعود الفنيسان
بسم الله الرحمن الرحيم
آثار الحنابلة في علوم القرآن
الحمدلله رب العالمين والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين أمّا بعد ،،،
فبين يديَّ رسالةٌ موسومةٌ بـ: آثار الحنابلة في علوم القرآن .
تأليف : سعود بن عبدالله الفنيسان
الطبعة الأولى - كتب مقدّمتها عام 1409 - تقع في 233 صفحة - تباع بـ12ريالاً
وذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أنه التزم ألا يذكر في كتابه إلا من هو حنبليّ المذهب .(1/1345)
وطريقة المؤلف أن جمع ما توفّر لديه من كتبٍ لحنابلة في علوم القرآن ، ورتب الأسماء حسب التسلسل الزمني ، وبعد ذكره للاسم يعقبه بترجمةٍ موجزة ويهمّش لها بتوثيق ترجمته و أماكنها ، وبعد ذلك يذكر نتاجه في علوم القرآن ،
فإن كان مطبوعاً وضع بجانبه ( مط )
و إن كان مخطوطاً وضع بجانبه ( مخ )
وإن كان مفقوداً تركه مهملاً و ذكر من نسب له الكتاب
وسأقوم هنا بنشر بعض ما هو موجودٌ في الكتاب .. فليس لي إلا الانتقاء ولا طلب لي إلا الدعاء ..
ونبدأ باسم الله و على بركته باختيار بعض الحنابلة وما كان منهم من آثار في علوم القرآن :
1/ الإمام المبجّل أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - (164 - 241 )
واسمه يغني عن ترجمته ، له :
1- التفسير . ذكره ابن النديم في الفهرست ، وابن أبي يعلى .
2- الناسخ و المنسوخ ذكره ابن النديم في الفهرست و الكتاني في الرسالة المستطرفة
3- المقدّم و المؤخر في القرآن . ذكره الذهبي ، والروداني في : صلة الخلف بموصول السلف
4- جوابات القرآن . ذكره الذهبي
5- بيان ما ضلّت به الزنادقة في متشابه القرآن . ذكره ابن النديم و عامة من ترجم له ، وهو مخطوط في عدد من المكتبات . انظر تاريخ التراث لسزكين 2/103 .
ويوجد مخطوطاً في المكتبة الظاهرية برقم 7659 ضمن مجموع ، وقدطبعه الشيخ حامد الفقي في الجزء الأول من شذرات البلاتين عام 1375 ولكن هذه الطبعة تحتاج إلى تحقيق
2/ أبو عبيد القاسم بن سلام ( 150 - 227 )
3/أبو داود (202 - 275 )
صاحب السنن ، له :
1- الناسخ و المنسوخ . ذكره الذهبي وابن خير الأشبيلي في فهرسته ، و الروداني في صلة الخلف ، وصاحب كشف الظنون ، ونقل منه السيوطي في تفسيره .
4/ أبوحاتم الرازي (151 - 277 )
له : تفسير القرآن . ذكره البغدادي و الزركلي وكحالة وعادل نويهض ، ويوجد الجزء الثالث منه مخطوطاً في المكتبة المحمودية في المدينة المنورة برقم ( 49 تفسير )
5/أبو إسحاق الزجّاج ( 230 - 311 )(1/1346)
له : معاني القرآن و إعرابه ( مط ) طبع أخيراً بتحقيق عبدالجليل شلبي
6/ عبدالله بن أبي داود ( 230 - 316 )
له كتاب : المصاحف ( مط )
7/ الوفاء بن عقيل ( 432 - 513 )
له : مسألة الحرف و الصوت في القرآن ردّاً على الأشاعرة . ذكره ابن رجب و إسماعيل البغدادي ن وقد نشرت الرسالة في مجلة المعهد العلمي الفرنسي بدمشق - المجلد 24 عام 1971 ، نشرها : جورج مقدسي .
8/ أبو الفرج بن الجوزي ( 519 - 597 )
1- تذكرة الأريب في تفسير الغريب ( مط ) بتحقيق : د.علي الحسن البواب .
2- زاد المسير ( مط )
3- فنون الأفنان في عيون علوم القرآن ( مط ) بتحقيق : د.حسن ضياء الدين عتر
4- المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ و المنسوخ ( مط ) بتحقيق : د.حاتم الضامن
9/ أبو البقاء العكبري (538 - 616 )
1- التبيان في إعراب القرآن ( مط ) باسم : إملاء ما منَّ به الرحمن في إعراب القرآن .
10/ الموفّق ابن قدامة ( 541 - 620 )
1- البرهان في بيان القرآن ( مط ) بتحقيق : الفنيسان ، في مجلة البحوث العلمية ، عدد 19
2- البيان في حروف القرآن ( أو ) الصراط المستقيم في بيان الحرف القديم ( مخ )
3- ذم التأويل ( مط ) بلا توثيق و لا تحقيق .
11/ الناصح ابن الحنبلي ( 554 - 634 )
له : استخراج الجدل من القرآن الكريم ( مط ) بتحقيق د.زاهر الألمعي
12/ شعلة : أبوعبدالله أحمد بن محمد بن حسين الموصلي ( 623 - 656 )
له : شرح الشاطبية في القراءات ( مط ) في دار التأليف ولكنها ضعيفة الطبع
13/ عبدالرزاق الرسعني ( 589 - 661 )
له : تفسير القرآن ( رمز الكنوز ) (مخ) ويوجد مخطوطاً في جامعة أم القرى وجامعة الإمام ، والكتاب - كما يقول محمد العثيمين مدير مركز البحث العلمي - أنه تام ، ولا ينقصه سوى الفاتحة و البقرة
14/ محمد الاسفراييني ( ؟ - 684 )
له : فاتحة الإعراب بإعراب الفاتحة ( مط ) بتحقيق حسين البدري .
15/ نجم الدين الطوفي ( 657 - 716 )(1/1347)
1- الإشارات الإلهية و المباحث الأصولية في التفسير ( مخ ) في دار الكتب المصرية ، ومكتبة الحرم المكي
2- الإكسير في قواعد التفسير ( مط ) باسم : الإكسير في علم التفسير ، بتحقيق: عبدالقادر حسين
16/ أحمد بن تيمية ( 661 - 728 )
1- الإكليل في المتشابه و التأويل ( مط ) عدة طبعات
2- تفسير سورة المعوّذتين ( مخ ) في جامعة برنستن
3- جواب سؤال في قوله { إنما أمرنا لشئ .. إلخ } (مخ) في جامعة أم القرى
4- مقدمة في أصول التفسير (مط) أكثر من مرة
17/ ابن هشام النحوي (708 - 761 )
1- إعراب مواضع من القرآن (مط) بتحقيق علي البواب
2- رسالة في قوله تعالى { إنَّ رحمة الله قريب من المحسنين } (مط) بتحقيق الدكتور:عبدالفتاح الحموز ، مطبوعة باسم : مسألة الحكمة في تذكير و تأنيث "إن رحمة الله قريب من المحسنين" .
18/ عبدالرحمن بن رجب ( 736 - 795 )
1- تفسير سورة الإخلاص
2- تفسير سورة الفلق
3- تفسير سورة النصر
ولكها مطبوعة
19/ ابن عادل الحنبلي ( كان حيّاً سنة 880 )
له : اللباب في علوم الكتاب (مخ) في جامعة الإمام ، وقد سجّل أول الكتاب في رسالة دكتوراه في اصول الدين في جامعة الإمام
20/ مرعي الكرمي ( ؟ - 1033 )
1- إتحاف ذوي الألباب في تفسير قوله تعالى { يمحو الله ما يشاء ويثبت و عنده أمّ الكتاب } (مخ) في الجامعة الإسلامية
2- أقاويل الثقات في تأويل الأسماء و الصفات والآيات المحكمات و المتشابهات (مط) بتحقيق شعيب الأرناؤوط ، ومنه مخطوطة مصورة في جامعة الملك سعود
3- قلائد المرجان في الناسخ و المنسوخ من القرآن (مط) طبعة تجارية سيئة و محرفة ، وقد حقق في رسالة ماجستير في جامعة الإمام .
وقد ذكر الشيخ سعود الفنيسان 120 حنبلياً كانت لهم آثار في علوم القرآن ، وذكر آثارهم :
فإن كان مفقوداً أهمله ،
وإن كان مخطوطاً ذكر نسخه و أماكن وجوده ،
وإن كان مطبوعاً فيذكر من طبعه .
وختم كتابه بفهرسٍ قسمه إلى :
1- فهرس الكتب المطبوعة(1/1348)
2- فهرس الكتب المخطوطة
3- فهرس الكتب المفقودة ( وهذه الثلاثة على الفهرس الأبجدي )
4- فهرس المؤلفين الحنابلة في علوم القرآن ( بحسب ترتيبه و التسلسل الزمني )
5- فهرس المراجع
و الكتاب فيه تجاوزٌ في عدّ الحنابلة و اختيارهم ، خصوصاً في المعاصرين لأحمد ، ولا أدري ما الضابط في عد ( المتقدمين ) في كونهم حنابلة أم لا !.
مثلما عدّ : أبو حاتم ، وأبوعبيد من الحنابلة ( و أنا لا أنفي ذلك ، بل أستفسر ) ..
ومن التجاوزات في عدّ الحنابلة حين قال [ وما بين المعقوفتين منّي ] في صفحة 183 :
109 - أحمد الساعاتي ( كان حيّا قبل 1342 هـ )
أحمد فوزي بن أحمد الساعاتي الدمشقي ، باحث متكلم ، له تأليف يدافع فيه عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب : ( الإنصاف في دعوة الوهابية وخصومها بدفع الخلاف ) . لم أجد من ذكر مذهبه [ !!!! ] ، ولكن من يدافع عن هذه الدعوة الإصلاحية الغالب على الظن [ !!! ] أنه حنبليّ المذهب [ !!! ] .
له : البرهان في إعجاز القرآن ( مط ) . اهـ
وعجبي كيف أدخله ! ألأنه دافع عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب !
عموماً .. الكتاب لطيفٌ و نافع .. وفيه جمعٌ حسن لأئمتنا الحنابلة ، ومالهم من باع في خدمة هذا الفن ( علوم القرآن ) ...
جزى الله مؤلّفه خير الجزاء ..
ولا أدري : هل مؤلفه سيعيد طبعه أم لا ؟
أرجو أن أكون قد وفّقتُ في عرض الكتاب ، نفعني الله و إياكم
أخوكم
أحمد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28376&highlight=%C2%CB%C7%D1
---
(1/1349)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تلقيت هذا الخبر اليوم ( الأصل)
---
تلقيت هذا الخبر اليوم ( الأصل)
---
موراني
02-18-2005, 02:42 PM
اليكم هذا الخبر الذي تلقيته اليوم من طريق البريد الألكتروني في شبكة المستشرقين :
From: Gabriel S Reynolds, U of Notre Dame
E-mail: greynol2@nd.edu
Dear Colleagues,
Rumors abound that a group of scholars in Tunisia are working with
manuscripts to compile a critical edition of the Qur'an, a project once
begun by Pretzl and Bergstraesser before WWII. Does anyone have more
information on this? Thanks,
هل يصح الخبر أن هناك علماء في تونس يقومون يتحقيق نقدي للقرآن اعتمادا على نسخ من المصاحف ؟
---
خالد الشبل
02-19-2005, 01:08 AM
الخبر. (http://h-net.msu.edu/cgi-bin/logbrowse.pl?trx=vx&list=H-Mideast-Medieval&month=0502&week=c&msg=u%2baCd2p0mXC5GxsARtvxbA&user=&pw=)
---
موراني
02-19-2005, 11:12 AM
أشكر لك يا خالد الشبل على هذه الاضافة الدقيقة !
ومن هنا يستطيع الأعضاء الراغبون في (عضوية) في هذه الصفحة
أن يتصلوا بالصفحة مباشرة غير أنها ليس ملتقى .
---
(1/1350)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بشرى إطلاق الأذان الألكتروني
---
بشرى إطلاق الأذان الألكتروني
---
عصفورة نت
07-05-2004, 01:37 PM
أنا مسرورة جدا لأزف إليكم نبأ ظهور برنامج إسلامي جميل يمكن من خلاله الاستماع للأذان أوتوماتيكيا خمس مرات في أوقات الصلاة الصحيحة، وهو من أشهر البرامج الدينية حسب إحصائية موقع (download.com)، ويمكنكم تنزيل برنامج الأذان من الرابط التالي:
http://www.islamicfinder.org/athanDownload.php
ويحتوي البرنامج على المميزات التالية:
1- إطلاق الأذان الأتوماتيكي في كل وقت من أوقات الصلاة.
2-.أوقات الصلاة لأكثر من خمس ملايين مدينة وقرية حول العالم.
3-.التقويم الهجري والميلادي .
4-.الأذان من المسجد الحرام ، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ومساجد مصر والبوسنة،وباكستان والأذان بصوت الداعية يوسف إسلام.
5-.الدعاء المسنون بعد الأذان.
6- يحتوي البرنامج على طرق حساب أوقات الصلاة المعتمدة في العالم الإسلامي وإمكانية اختيار أي منها.
7- اشتماله على خاصية الخيارات المتقدمة.
8-يحتوي على خاصية التنبيه قبل أو بعد الأذان من خلال تلاوة للقرآن الكريم لسورة مختارة، مع إمكانية إضافة صوتيات أخرى.
9- يمكن المستخدم من اختيار الأذان بأصوات المؤذنين من مختلف المساجد المشهورة حول العالم.
10- عرض صور متحركة لمختلف المساجد المشهورة من خلال البرنامج.
11- تحديد اتجاه القبلة
12- اشتماله على خاصية تغيير الألوان خلفية البرنامج حسب رغبة المستخدم.
فمن فضلك أخبر زملاءك عن هذا البرنامج وساهم في نشره متذكرا قول رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم:
" الدال على الخير كفاعله".
---
(1/1351)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من يعرف الشيخ فتحي الموصلي ؟
---
من يعرف الشيخ فتحي الموصلي ؟
---
التجيبي
04-14-2006, 02:36 PM
جزاكم الله خيرا من يعرف الشيخ فتحي الموصلي
---
(1/1352)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهَِ
---
ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهَِ
---
أبو علي
10-21-2004, 10:21 AM
ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10)
هذه الآية جاءت بعد سؤال تقريري من الله تعالى حيث قال : أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ).
هنا ذكر الله إسم كان (عاقبة) وترك لنا مسألة معرفة خبرها (خبر كان)، فخبر كان هو الكيفية التي كانت عليها العاقبة ، ومن سياق الكلام علمنا الكيفية التي آلت إليها عاقبة الظالمين وهي (الإهلاك).
إذن ف (عاقبة ...) إسم كان منصوب وخبرها هو (الإهلاك) الذي استنتجناه من السياق.
ثم يتابع الله كلامه على اعتبار أننا فهمنا الكيفية (خبر كان) الذي هو (الإهلاك) فيخبرنا أن هذا الإهلاك سيكون عاقبة الذي أساءوا السوأى.
إذن ففي الآية 9 من سورة الروم جاءت (عاقبة) إسما ل (كان) وخبرها هو (الإهلاك) .
وفي الآية 10 التي تليها جاءت (عاقبة) خبرا ل(كان) حيث أن إسمها صار معلوما وهو (الإهلاك والدمار والويل والثبور و....).
مثلا :
الأب يسأل ابنه عن حال زميله الذي رسب في دراسته ، فيقول له :
ألم تر كيف كان عَاقِبَةُ زميلك فلان الذي كان مستهترا ويتغيب عن حضور دروسه؟
الأب لا يسأل ابنه هنا ليستفهم منه وإنما ليقرره ويذكره بعاقبة زميله التي يعلمها جيدا وهي (الرسوب والخسران) لكي يحذره بعدها فيقول :
كذلك سيكون عَاقِبَةَ من أهمل دروسه وتكاسل.(1/1353)
عَاقِبَةَ هنا منصوبة لأنها . خبر (سيكون) وإسمها لا داعي لذكره لأنه معلوم وهو (الرسوب والخسران).
كذلك في الآية 10 من سورة الروم فكأن الله تعالى يقول :
ثُمَّ كَانَ (الإهلاك) عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10).
وبمعنى آخر فكأن الله يقول في الآية 9 إن العاقبة كانت إهلاكا ، ويقول في 10 التي تليها : ثم (إن نفس هذا الإهلاك) كان عاقبة الذين أساءوا السوأى بتكذيبهم واستهزائهم...)
والذين كذبوا بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ يعتبرون بعملهم هذا قد أَسَاءُوا السُّوأَى ، فحرف (أَنْ ) هنا تعمل عمل (إذ) مثلما أقول : لقد كفر فلان أن سب الدين ، أي بسبب سبه للدين.
أعلم أن المفسرين قالوا : إن (السوأى) هي إسم (كان) ، والجديد الذي قلته بشأن هذه الآية يعتبر صوابا أيضا.
والله أعلم.
---
(1/1354)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > موسوعة برامج مؤلفات العلماء الألكترونية
---
موسوعة برامج مؤلفات العلماء الألكترونية
---
مسك
05-11-2005, 05:41 AM
http://www.almeshkat.com/vb/images/bism.gif
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
فقد يسر الله لنا في مكتبة مشكاة الإسلامية تحميل برامج مكتبات العلماء الألكترونية في مختلف العلوم والفنون وسهولة تحميلها ونشرها في مكتبة مشكاة الإسلامية , لما لها من الأهمية في هذا المجال .
وها نحن نجمعها في هذا الموضوع المستقل لكي يسهل على الجميع العثور عليها والاستفادة منها .
والشكر موصول لشبكة بيت حواء على تعاونهم معنا في رفع البرامج الكبيرة على السيرفر .
والله أعلى وأعلم
موسوعة برامج مؤلفات العلماء الألكترونية (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=35636)
http://www.almeshkat.net/vb/images/banners/meshkat_logo7.jpg
---
إمداد
05-11-2005, 09:47 PM
أحسن الله إليك وزادك من فضله أخي الكريم مسك
---
(1/1355)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صفوة التفاسير..للصابوني
---
صفوة التفاسير..للصابوني
---
أحمد الأزهري
04-27-2003, 05:34 AM
سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته
إخواني الأعزاء.. أريد منكم - بارك الله فيكم - تقييم لكتاب صفوة التفاسير لمحمد بن على الصابوني
سمعت من بعض المشايخ أن على هذا الكتاب مآخذ..
أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيراً
---
عبدالله القرني
04-30-2003, 01:16 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
سألت الشيخ الدكتور سليمان الصادق البيرة فقال " كتاب صفوة التفاسير فيه جهد مبذول من حيث جمع أقوال المفسرين واختصارها وتقديمها في قالب ميسور يستفيد منه الناس على مختلف مستوياتهم ، وهذا جهد يذكر فلاينكر ، أما الحكم على هذا العمل من حيث هو عمل علمي بناء على مواقف سابقة اتسع فيها الخلاف بين صاحب الكتاب وغيره فلاينبغي لأن ما هو موجود في الكتاب جهد علمي محض غفر الله لنا وله ولأهل الملتقى ولجميع المسلمين "
---
عبدالرحمن الشهري
04-30-2003, 01:27 PM
أخي الكريم عبدالله القرني بيض الله وجهك
لقد هممت بكتابة جواب لهذا السؤال عدة مرات ، ولكنني أتركه إلى غيره ، خوفاً من أن لا يفهم رأيي كما أريد ، وحباً في مشاركة مثلك من طلاب العلم في ملتقى أهل التفسير. فالحمد لله الذي جاء بك.
وأتفق معك فيما ذكرته عن الكتاب ، فالكتاب كله نقول عن العلماء السابقين ، وليس للمؤلف وفقه الله كما أشار بنفسه إلا الترتيب والربط بين كلام العلماء.(1/1356)
وقد تكلم العلماء في كتابه هذا بما لا مزيد عليه ، ولا داعي للخوض في ذلك تارة أخرى. وبحسب طالب العلم أن يتنبه لما فيه من تأويل كما يتنبه من نفس المزلق في تفسير القرطبي وفتح الباري لابن حجر وغيرهما رحمهم الله جميعاً ، فكلنا عالة في كثير من العلوم عليهم. ونسأل الله أن يوفقنا لكلمة الحق في الرضا والغضب ، وأن يجنبنا الظلم في القول والعمل ، فإننا نلمس في الأوساط العلمية في زماننا هذا ، ظلماً كثيراً ، وخوضاً كثيراً فيما كان الإمساك عن كثير منه أليق بصاحبه ، نسأل الله التوفيق والسداد.
جزاك الله خيراً يا أخي عبدالله القرني ، وجزى الله الشيخ الكريم سليمان الصادق خيراً ، وأرجو إبلاغه شكري الخاص وتقديري ، ورغبتنا جميعاً في مشاركته لنا في ملتقى أهل التفسير ، وله الفضل في ذلك ، والأجر عند الله تعالى.
---
أبومجاهدالعبيدي
05-06-2004, 10:17 PM
سئل الشيخ عبدالله بن جبرين زاده الله توفيقاً وسداداً عن هذا التفسير فقال :
( هذا الكتاب قد اجتهد فيه مؤلفه، وجمعه من عدة تفاسير، واطلع على أقوال العلماء المتقدمين والمتأخرين، لكن المؤلف على معتقد الأشاعرة في الأسماء والصفات، وقد ظهر أثر عقيدته في الكثير من الآيات التي تعرض لتأويلها، وصرف دلالتها، ولو على وجه الرمز والاختفاء، وهي معلومة لكل مسلم صحيح المعتقد،
وأما بقية التفسير فلا مانع من قراءته، وهو أقل أخطاء من كتب الأشاعرة كالرازي وأبي السعود والبيضاوي ونحوهم. )
المرجع : هنا (http://www.islamway.com/bindex.php?section=fatawa&fatwa_id=76)
وهذا رابط آخر له صلة : هنا (http://www.islamonline.net/daawa/arabic/display.asp?hquestionID=1434)
---
محمد الأمين
05-07-2004, 10:18 AM
تأثير عقيدة الأشاعرة موجود محسوس لكنه ليس قوياً. والكاتب يتأثر ببعض الأحاديث الضعيفة لأنه ليس من أهل الاختصاص. لكن الكتاب عموماً جيد، خاصة للمبتدئين إذ أنه تلخيص لأبرز كتب التفسير.(1/1357)
---
(1/1358)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح حول مواضيع الشيخ مساعد الطيار
---
اقتراح حول مواضيع الشيخ مساعد الطيار
---
ابن أبي حاتم
06-03-2003, 10:04 PM
الشيخ الفاضل الدكتور : مساعد الطيار سلمه الله ..
أقترح عليكم عند إنزالكم للمواضيع ، أن تقوموا وفقكم الله بإرفاق البحث على صيغة ملف وورد ، حيث أنني لاحظت عند قراءتي للنص من المنتدى أجد هناك بعض الأخطاء في الكتابة ، بسبب عدم وجود بعض الرموز التي تستخدمونها أثناء الكتابة على الوورد ، قبل نسخها = في برنامج المنتدى ، ولهذا اجد كلمة (P ) بين أسطر بحوثكم إشارة لما ذكرت ، أو لفظ (r) ، إضافة إلى بعض التقديم والتأخير الذي أجده في مواضيعكم خاصة في الآيات ، فأرجو ملاحظة هذا .
والله يحفظكم .
---
(1/1359)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {5}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {5}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
08-27-2004, 04:08 PM
(((القرآن وعلم الفلك)))
ان القرآن الكريم سبق الحقائق العلمية الحديثة بإعطائه الصورة الواضحة عن الكون منذ بدء الخلق حتى نهايته ..
يقول الله عزوجل ((أولم ير الذين كفروا أن السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون )) {الانبياء آية:30}
الرتق:يعني الكتلة الواحدة..قال ابن عباس والحسن وعطاء والضحاك وقتادة :الرتق:يعني انها كانت شيئا واحدا ,,
اي كتلة واحدة ففصل الله بينهما اي بين السماء والارض (تفسير القرطبي)اما الحقائق العلمية التي توصل اليها علماء الفلك الحاليون وبعد المراقبة المضنية والطويلة,يقول احدهم وهو العالم الفلكي الهولندي ,جورج لودتير(1894-1966 م ):(ان الكون كان في الماضي السحيق عبارة عن كتلة واحدة مجتمعة واطلق عليها الذرة البدائية )
الصيغة الحالية لهذه النظرية تقول بان الكون قد ولد وتوسع نتيجة لانفجار كبير جدا في الذرة البدائية ..
او الحساء الكوني الذري كان يحتوي على مجموع المادة والطاقة ,وفي اللحظات الاولى من هذا الانفجار المروع عندما ارتفعت درجة الحرارة الى عدة تريليونات خلقت اجزاء الذرات ,التي يتالف عالمنا الحالي منها ,ومن هذه الاجزاء تالفت الذرات ,ومن هذه الذرات تالفت, سحب الغازات والغبار ,ومن هذه السحب تالفت المجرات ..
من كتاب {الانفجار الكبير .تاليف اميد شمشك}
وفي هذا الكشف الفلكي يقول الله عزوجل ((اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما ))
{الانبياء آية:30}(1/1360)
وتاكيدا للحقائق العلمية التي اشار اليها القرآن الكريم يقول علماء الفلك :عندما تكونت نجوم هذه المجرات وكواكبها وبنيت من غازات دقيقة في الفضاء الكوني كانت ذراتها تتجاذب فيما بينها حسب قرب بعضها من بعض فأتلف وتكون من هذا التجاذب جرم وأجرام ومجرات ...
القرآن الكريم سبق الحقيقة العلمية التي تقول بالاشارة الى الغاز الذي بدات به عملية البناء لهذه الاجرام والمجرات فيقول الله عزوجل ((ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا أوكرها قالتا أتينا طائعين )) {فصِلت آية:11}
ان الآية الكريمة تشير بكل صراحة الى حقيقة كون السماء وهي دخان ,ودخان تعني الغاز او الغازات ...إذن كانت السماء دخانا قبل ان تكون سماء بل ان الكون كله كان دخانا بحسب الآية الكريمة أعلاه ...
يضيف العلماء فيقولون :ان عناقيد المجرات تتباعد فيما بينها أكثر وأكثر ,فلا بد انها كانت في وقت متقاربة من بعضها ,وهذا يوصلنا الى استنتاج إنه لابد انها كانت في وقت ما من الماضي [[من ان الطاقة والمادة في الكون ]] كانت مكتظة ومتجمعة في حالة كثيفة جدا ,ومن خلال معرفتنا لسرعة تمدد الكون نستطيع الرجوع الى الماضي والى اللحظة التي كان فيها الكون ذي كثافة لانهاية ويقدر الزمن الذي يفصلنا عن هذه اللحظة بحوالي ((20 مليون سنة ))..فلابد من ان انفجارا عنيفا قد حدث في الفضاء حتى يتسبب في خلق هذا التمدد ,ويدعى هذا التمدد الكوني بالانفجار العظيم ... {عن كتاب المجرات والكوزرات ,لمؤلفه وليام ج.كاوفمان}
إن هذا التمدد الكوني ينطبق عليه قول الله عزوجل في القرآن الكريم ((والسماء بنيناها بأيد وانا لموسعون))
{الذاريات آية:47}(1/1361)
أما في حالة الكون المغلق فانه لاحاجة الى انتظار موت نجمة إثر اخرى .قيامة مشتركة سوف تنهي كل شيء .ففي هذا النموذج ستتباطأ سرعة إتساع الكون تدريجيا .وبعد ملايين السنين -يعتمد هذا على مدى زيادة كثافة الكون عن الكثافة الحرجة -ستقف حركة الاتساع تماما ثم تبدا المجرات بالتراكض نحو نقطة واحدة وبسرعات متزايدة مع الزمن ... {الانفجار الكبير .لمؤلفه أميدشمشك}
إن هذه المعلومات العلمية بتساقط النجوم قد جاء مطابقة لقوله عزوجل ((إذا السماء اننفطرت*وإذا الكواكب انتثرت )) {الانفطار آية:1-2}
ويقول عزوجل ((إذا الشمس كورت*وإذا النجوم انكدرت*)) {التكوير آية:1-2}
ويستمر الكلام عن الكون :ان احتمال وصول كثافة الكون الى الكثافة الحرجة او حتى تخطيها لم يعد الآن إحتمالا بعيدا كالسابق بعد إكتشاف وجود الثقوب السوداء او كتل الغازات والغبار بين المجرات ..
وفي هذه الحالة لايكون هناك مناص من تغلب قوة الجاذبية على حركة التوسع الكوني حيث ستتباطأهذه الحركة ثم تقف في يوم من الايام لكي تبدأ المجرات بالتقهقر والرجوع للتجمع في نقطة واحدة ..
{الانفجار الكبير لمؤلفه اميد شمشك }
بمقابل هذا الوصف العلمي نجد الوصف القرآني الاجمل حبث بقول الله عزوجل ((يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين )) {الانبياء آية:104}
لابد من تفصيل الحديث عن الكون وسعته بحسب اقوال العلماء :(1/1362)
هناك اكثر من ثلاثين قمرا مصباحا لكواكب مجموعتنا الشمسية التي هي بدورها جزء صغير جدا من مجرتنا العملاقة (طريق التبانة )يعتقد العلماء انها تحتوي على اكثر من {250 الف مليون نجم }وعدد كبير من الكواكب .إن مجرتنا ذات إتساع كبير لدرجة إن الضوء بسرعته الكبيرة التي تساوي{ 300 الف كيلومتر في الثانية } فانه اي{ الضوء }يدور حول الكرة الارضية سبع دورات في الثانية ,يحتاج الضوء الى {100الف سنة ضوئية }ليقطع مجرتنا ,ويقول علماء الفلك إن إتساع مجرتنا يساوي {100الف سنة ضوئية }....
وطريق التبانة واربع وعشرون مجرة اخرى قريبة منها ومثلها في الضخامة والاتساع يكوّن عنقودا من المجرات يسمى المجموعة المحلية وهناك عدد كبير من المجرات تكوّن عناقيد منتشرة في الكون ,وعدد هذه المجرات قد يصل الى {عشرة آلاف مليون مجرة }
{مجلة العربي العدد 315 بقلم الدكتور فخري اسماعيل الحسن }
يتبع (((ارض المحشر )))
---
(1/1363)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > السيئات تندفع عن المسلم بعشرة أسباب ،
---
السيئات تندفع عن المسلم بعشرة أسباب ،
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-19-2006, 12:19 AM
السيئات تندفع عن المسلم بعشرة أسباب ،
قال ابن تيمية رحمه الله : قال سعيد بن جبير رحمه الله : إن العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار وإن العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة وذلك أنه يعمل الحسنة فتكون نصب عينه ويعجب بها ويعمل السيئة فتكون نصب عينه فيستغفر الله ويتوب إليه منها وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الاعمال بالخواتيم والمؤمن إذا فعل سيئة فان عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب ، أن يتوب فيتوب الله عليه فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، أو يستغفر فيغفر له ، أو يعمل حسنات تمحوها فإن الحسنات يذهبن السيئات ، أو يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حياً وميتاً أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به ، أو يشفع فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، أو يبتليه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه ، أو يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه ، أو يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه ، أو يرحمه ارحم الراحمين ، فمن أخطأته هذه العشرة فلا يلومن الا نفسه كما قال تعالى فيما يروي عنه رسوله صلى الله عليه وسلم يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه " .
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 10 / 45 .(1/1364)
قال ابن تيمية : إن الله قد بين بنصوص معروفة إن الحسنات يذهبن السيئات وأن من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره وأنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه وأن مصائب الدنيا تكفر الذنوب وأنه يقبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر وأنه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء كما بين أن الصدقة يبطلها المن والأذى وأن الربا يبطل العمل وأنه إنما يتقبل الله من المتقين أي : في ذلك العمل ونحو ذلك فجعل السيئات ما يوجب رفع عقابها كما جعل للحسنات ما قد يبطل ثوابها لكن ليس شيء يبطل جميع السيئات إلا التوبة كما أنه ليس شيء يبطل جميع الحسنات الا الردة .
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12 / 483.(1/1365)
قال ابن تيمية : " لفظ الحسنات والسيئات فى كتاب الله يتناول هذا وهذا قال الله تعالى عن المنافقين إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً وقال تعالى إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون وقال تعالى وبلوناهم بالحسنات و السيئات لعلهم يرجعون وقال تعالى : " وإذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وان تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور " وقال تعالى في حق الكفار المتطيرين بموسى ومن معه فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه و إن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ذكر هذا بعد قوله : ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ، وأما الأعمال المأمور بها والمنهي عنها ففي مثل قوله تعالى من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وقوله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين وقوله تعالى فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً وهنا قال ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ولم يقل وما فعلت و ما كسبت كما قال وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم وقال تعالى فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وقال تعالى قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا و قال تعالى ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قربياً من دارهم وقال تعالى فأصابتكم مصيبة الموت وقال تعالى وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون فلهذا كان قول ما أصابك من حسنة ومن سيئة متناول لما يصيب الإنسان ويأتيه من النعم التى تسره ومن المصائب التى تسوءه فالآية متناولة لهذا قطعا وكذلك قال عامة المفسرين ، قال أبو العالية : إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله قال هذه في السراء وان تصبهم سيئة(1/1366)
يقولوا هذه من عندك قال وهذه فى الضراء ، وقال السدي إن تصبهم حسنة قالوا والحسنة الخصب ينتج خيولهم وأنعامهم ومواشيهم ويحسن حالهم وتلد نساؤهم الغلمان قالوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة قالوا والسيئة الضرر فى أموالهم تشاؤماً بمحمد صلى الله عليه وسلم قالوا هذه من عندك يقولون بتركنا ديننا واتباعنا محمداً صلى الله عليه وسلم أصابنا هذا البلاء فأنزل الله قل كل من عند الله الحسنة والسيئة فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً قال القرآن وقال الوالبي عن ابن عباس ما أصابك من حسنة فمن الله قال ما فتح الله عليك يوم بدر وكذلك قال الضحاك وقال الوالبي أيضاً عن ابن عباس من حسنة قال ما أصاب من الغنيمة والفتح فمن الله قال والسيئة ما أصابه يوم أحد إذ شج في وجهه وكسرت رباعيته وقال أما الحسنة فأنعم الله بها عليك وأما السيئة فابتلاك الله بها وروى أيضاً عن حجاج عن عطية عن ابن عباس ما أصابك من حسنة فمن الله قال هذا يوم بدر وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال هذا يوم أحد يقول ما كان من نكبة فمن ذنبك وأنا قدرت ذلك عليك وكذلك روى ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبى صالح فمن نفسك قال فبذنبك وأنا قدرتها عليك روى هذه الآثار ابن أبي حاتم و غيره ، وروى أيضاً عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال ما تريدون من القدر أما تكفيكم هذه الآية التى فى سورة النساء إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله و إن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك أي من نفسك والله ما وكلوا إلى القدر و قد أمروا به وإليه يصيرون وكذلك فى تفسير أبى صالح عن ابن عباس ان تصبهم حسنة الخصب والمطر وإن تصبهم سيئة الجدب والبلاء ، وقال ابن قتيبة ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال الحسنة النعمة و السيئة البلية ، وقد ذكر أبو الفرج فى قوله ما أصابك من حسنة ومن سيئة ثلاثة أقوال : أحدهما أن الحسنة ما فتح الله عليهم يوم بدر والسيئة ما أصابهم(1/1367)
يوم أحد قال رواه بن أبى طلحة وهو الوالبى عن ابن عباس قال والثاني : الحسنة الطاعة ، والسيئة المعصية قاله أبو العالية ، والثالث الحسنة النعمة والسيئة البلية قاله ابن منبه قال : و عن أبى العالية نحوه و هو أصح ، قلت هذا هو القول المعروف بالاسناد عن أبي العالية كما تقدم من تفسيره المعروف الذي يروى عنه هو وغيره ومن طريق أبى جعفر الداري عن الربيع بن أنس عنه و أمثاله ، وأما الثاني فهو لم يذكر إسناده ولكن ينقل من كتب المفسرين الذين يذكرون أقوال السلف بلا إسناد وكثير منها ضعيف بل كذب لا يثبت عمن نقل عنه وعامة المفسرين المتأخرين أيضا يفسرونه على مثل أقوال السلف وطائفة منهم تحملها على الطاعة والمعصية ، فأما الصنف الأول فهي تتناوله قطعاً كما يدل عليه لفظها وسياقها ومعناها وأقوال السلف ، وأما المعنى الثاني فليس مراداً دون الأول قطعاً ولكن قد يقال إنه مراد مع الأول باعتبار أن ما يهديه الله إليه من الطاعة هو نعمة في حقه من الله أصابته وما يقع منه من المعصية هو سيئة أصابته ونفسه التى عملت السيئة وإذا كان الجزاء من نفسه فالعمل الذي أوجب الجزاء أولى أن يكون من نفسه فلا منافاة أن تكون سيئة العمل وسيئة الجزاء من نفسه مع أن الجميع مقدر كما تقدم وقد روى عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان يقرأ فمن نفسك وأنا قدرتها عليك " .
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 14 / 234 – 239 .(1/1368)
قال الفخر الرازي عند قوله تعالى : " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ " يدل على أن الحسنة إنما كانت مذهبة للسيئة لكونها حسنة على ما ثبت في أصول الفقه فوجب بحكم هذا الإيماء أن تكون كل حسنة مذهبة لكل سيئة ترك العمل به في حق الحسنات الصادرة من الكفار فإنها لا تذهب سيئاتهم فيبقى معمولاً به في الباقي وثالثها قوله تعالى مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا . ثم إنه تعالى زاد على العشرة فقال كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ ثم زاد عليه فقال وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء ، وأما في جانب السيئة فقال وَمَن جَاء بِالسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وهذا في غاية الدلالة على أن جانب الحسنة راجع عند الله تعالى على جانب السيئة ورابعها أنه تعالى قال في آية الوعد في سورة النساء وَالَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ فقوله وَعْدَ اللَّهِ حَقّا إنما ذكره للتأكيد ولم يقل في شيء من المواضع وعيد الله حقاً ، أما قوله تعالى مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ الآية يتناول الوعد والوعيد و خامسها قوله تعالى وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً . والاستغفار طلب المغفرة وهو غير التوبة فصرح ههنا بأنه سواء تاب أو لم يتب فإذا استغفر غفر الله له ولم يقل ومن يكسب إثماً فإنه يجد الله معذباً معاقباً بل قال فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ فدل هذا على أن جانب الحسنة راجح ونظيره قوله(1/1369)
تعالى إِنْ أَحْسَنتُمْ ، أَحْسَنتُمْ لأنفسكم وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا. ولم يقل وإن أسأتم ، أسأتم لها فكأنها تعالى أظهر إحسانه بأن أعاده مرتين وستر عليه إساءته بأن لم يذكرها إلا مرة واحدة وكل ذلك يدل على أن جانب الحسنة راجح وسادسها أنا قد دللنا على أن قوله تعالى وَيَغْفِرُ مَا دُونَ لِمَن يَشَاء . لا يتناول إلا العفو عن صاحب الكبيرة ثم إنه تعالى أعاد هذه الآية في السورة الواحدة مرتين والإعادة لا تحسن إلا للتأكيد ولم يذكر شيئاً من آيات الوعيد على وجه الإعادة بلفظ واحد لا في سورة واحدة ولا في سورتين فدل على أن عناية الله بجانب الوعد على الحسنات والعفو عن السيئات أتم وسابعها أن عمومات الوعد والوعيد لما تعارضت فلا بد من صرف التأويل إلى أحد الجانبين وصرف التأويل إلى الوعيد أحسن من صرفه إلى الوعد لأن العفو عن الوعيد مستحسن في العرف وإهمال الوعد مستقبح في العرف فكان صرف التأويل إلى الوعيد أولى من صرفه إلى الوعد و ثامنها أن القرآن مملوء من كونه تعالى غافراً غفوراً غفاراً وأن له الغفران والمغفرة وأنه تعالى رحيم كريم وأن له العفو والإحسان والفضل والإفضال والأخبار الدالة على هذه الأشياء قد بلغت مبلغ التواتر وكل ذلك مما يؤكد جانب الوعد وليس في القرآن ما يدل على أنه تعالى بعيد عن الرحمة والكرم والعفو وكل ذلك يوجب رجحان جانب الوعد على جانب الوعيد وتاسعها أن هذا الإنسان أتى بما هو أفضل الخيرات وهو الإيمان ولم يأت بما هو أقبح القبائح وهو الكفر بل أتى بالشر الذي هو في طبقة القبائح ليس في الغاية والسيد الذي له عبد ثم أتى عبده بأعظم الطاعات وأتى بمعصية متوسطة فلو رجع المولى تلك المعصية المتوسطة على الطاعة العظيمة لعد ذلك السيد لئيماً مؤذياً فكذا ههنا فلما لم يجز ذلك على الله ثبت أن الرجحان لجانب الوعد وعاشرها قال يحيى بن معاذ الرازي : إلهي إذا كان توحيد ساعة يهدم كفر خمسين سنة فتوحيد خمسين(1/1370)
سنة كيف لا يهدم معصية ساعة ا إلهي لما كان الكفر لا ينفع معه شيء من الطاعات كان مقتضى العدل أن الإيمان لا يضر معه شيء من المعاصي وإلا فالكفر أعظم من الإيمان فإن يكن كذلك فلا أقل من رجاء العفو وهو كلام حسن الحادي عشر أنا قد بينا بالدليل أن قوله وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء لا يمكن حمله على الصغيرة ولا على الكبيرة بعد التوبة فلو لم تحمله على الكبيرة قبل التوبة لزم تعطيل الآية أما لو خصصنا عمومات الوعيد بمن يستحلها لم يلزم منه إلا تخصيص العموم ومعلوم أن التخصيص أهون من التعطيل قالت المعتزلة : ترجيح جانب الوعيد أولى من وجوه أولها هو أن الأمة اتفقت على أن الفاسق يلعن ويحد على سبيل التنكيل والعذاب وأنه أهل الخزي وذلك يدل على أنه مستحق للعقاب وإذا كان مستحقاً للعقاب استحال أن يبقى في تلك الحالة مستحقاً للثواب وإذا ثبت هذا كان جانب الوعيد راجحاً على جانب الوعد " .
التفسير الكبير للفخر الرازي 3 / 145 .
وقال الألوسي عند قوله تعالى : " إن الحسنات يذهبن السيئات " قال الواسطي أنوار الطاعات تذهب بظلم المعاصي وقال يحيى بن معاذ : إن الله سبحانه لم يرض للمؤمن بالذنب حتى ستر ولم يرض بالستر حتى غفر ولم يرض بالغفران حتى بدل فقال سبحانه إن الحسنات يذهبن السيآت وقال تعالى فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ذلك الذي ذكر من إقامة الصلاة في الأوقات المشار إليها وإذهاب الحسنات السيآت ذكرى للذاكرين تذكير لمن يذكر حاله عند الحضور مع الله تعالى في الصفاء والجمعية والأنس والذوق واصبر بالله سبحانه في الاستقامة ومع الله تعالى بالحضور في الصلاة وعدم الركون إلى الغير إن الله لا يضيع أجر المحسنين الذين يشاهدونه في حال القيام بالحقوق .
روح المعاني للألوسي 12 / 168 – 169.(1/1371)
قال القرطبي : قوله تعالى : " إن الحسنات يذهبن السيئات " ذهب جمهور المتأولين من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين إلى أن الحسنات ها هنا هي الصلوات الخمس وقال مجاهد الحسنات قول الرجل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال بن عطية وهذا على جهة المثال في الحسنات والذي يظهر أن اللفظ عام في الحسنات خاص في السيئات لقوله صلى الله عليه وسلم ما اجتنبت الكبائر. تفسير القرطبي 9 / 109.
قال الحافظ ابن حجر : قوله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات الحسنات " حمل الجمهور هذا المطلق على المقيد في الحديث الصحيح أن الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر فقال طائفة إن اجتنبت الكبائر كانت الحسنات كفارة لما عدا الكبائر من الذنوب وأن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئا وقال آخرون إن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئا منها وتحط الصغائر وقيل المراد أن الحسنات تكون سبباً في ترك السيئات كقوله تعالى : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " لا أنها تكفر شيئاً حقيقة وهذا قول بعض المعتزلة وقال بن عبد البر ذهب بعض أهل العصر إلى أن الحسنات تكفر الذنوب واستدل بهذه الآية وغيرها من الآيات والأحاديث الظاهرة في ذلك قال ويرد الحث على التوبة في أي كبيرة فلو كانت الحسنات تكفر جميع السيئات لما أحتاج إلى التوبة " .
فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر 8 / 357 .
---
(1/1372)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > دليل الهاتف (عربي) مع الشرح
---
دليل الهاتف (عربي) مع الشرح
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 02:59 AM
http://9q9q.com/apr/1144992303.gif
1- إضافة إسم ورقم جديدين
2- حذف السجل المحدد في الجزء رقم 6
3- تعديل البيانات (إسم أو رقم) المسجلة (المدخلة)، بعد الضغط على الزر "تعديل" يمكنك تعديل أي رقم أو إسم في الجزء رقم 6، بعد إنتهائك من التعديل إضغط على الزر "حفظ التعديل" الذي ظهر في مكان الزر تعديل لكي يتم حفظ التعديلات التي أجرينها أو من خلال إنتقاء الأمر "حفظ التعديل" الموجود في القائمة "تحرير"
(( ملاحظة: بعد حفظ التعديل يمكنك التراجع عنه بإنتقاء الأمر "تراجع" الموجود في القائمة "تحرير" ))
4- البحث في الدليل، ويمكنك البحث بواسطة الإسم أو بواسطة الرقم، بعد البحث وظهور النتائج إضغط على الزر "إظهار الكل" الذي ظهر مع ظهور نتائج البحث لمشاهدة جميع السجلات من جديد
5- هنا يظهر عدد الأسماء الموجودة (المضافة) في الدليل
6- تظهر هنا الأسماء والأرقم الموجودة (المضافة) في الدليل
(( معلومة: يمكنك إفراغ الدليل وذلك بإنتقاء الأمر "إفراغ الدليل" الموجود في قائمة "تحرير" ))
http://www.4shared.com/file/1453159/c93270cd/dalil_hatif_alarab.html
---
سامي عبدالعزيز
05-22-2006, 05:31 PM
http://www.4yas.ws/files/448/1144992303.gif
........
---
(1/1373)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > إعراب القران - الإمام السيوطي
---
إعراب القران - الإمام السيوطي
---
barsoom
05-25-2003, 07:21 AM
السلام عليكم
هذا كتاب إعراب القران للإمام السيوطي - نقلا عن موقع نداء الإيمان - على ملف وورد مضغوط
حمل الكتاب من هنا (http://www.barsoomyat.com/files/e3rab.zip)
---
(1/1374)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جامع الاشتقاقات
---
جامع الاشتقاقات
---
مصطفى علي
03-04-2007, 09:22 AM
لأهل اللغة ما رأيكم في هذا الموضوع
http://www.ahlaltahkek.com/vb/showthread.php?p=1140#post1140
---
(1/1375)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كنت قبورياً لعبد المنعم الجداوي قصة هدايته للتوحيد
---
كنت قبورياً لعبد المنعم الجداوي قصة هدايته للتوحيد
---
إمداد
12-10-2005, 01:25 AM
كنت قبورياً
المؤلف عبد المنعم الجداوي
قال المؤلف :
تردّدت كثيراً في كتابة هذه الاعترافات لأكثر من سبب .. ثم أقدمت على كتابتها لأكثر من سبب ، وأسباب الإحجام والإقدام واحدة .. فقد خشيت أن يقرأ العنوان بعض القراء ثم يقولون : ما لنا ولتخريف أحد معظِّمي القبور ولكن قد يكون بعض القراء في المنطقة النفسية التي كنت أعيشها قبل تصحيح عقيدتي .. فيقرأون اعترافاتي فيفهمون ، ويعبرون من ظلمة الخرافات إلى نور العقيدة - وفي ذلك وحده ما يقويني على الكشف عن ذاتي أمام الناس - ما دام ذلك سوف يكون سبباً في هداية بعضهم إلى حقيقة التوحيد ..
((الخرافة )) عجوز متصابية تتعلق بصاحبها ... !
(( التوحيد )) يهدم أولاً .. ثم يبني من جديد ..!
ليس سهلاً أن يتراجع (( القبوري)) ..!
(( التوحيد )) يحتاج إلى إرادة واعية ... !
تردّدت كثيراً في كتابة هذه الاعترافات لأكثر من سبب .. ثم أقدمت على كتابتها لأكثر من سبب ، وأسباب الإحجام والإقدام واحدة .. فقد خشيت أن يقرأ العنوان بعض القراء ثم يقولون : ما لنا ولتخريف أحد معظِّمي القبور .. ولكن قد يكون بعض القراء في المنطقة النفسية التي كنت أعيشها قبل تصحيح عقيدتي .. فيقرأون اعترافاتي فيفهمون ، ويعبرون من ظلمة الخرافات إلى نور العقيدة - وفي ذلك وحده ما يقويني على الكشف عن ذاتي أمام الناس - ما دام ذلك سوف يكون سبباً في هداية بعضهم إلى حقيقة التوحيد .. ؟(1/1376)
ولقد كنت من كبار معظّمي القبور ، فلا أكاد أزور مدينة بها أي قبر أو ضريح لشيخ عظيم إلا وأهرع فوراً للطواف به ... سواء كنت أعرف كراماته أو لا أعرفها .. أحياناً أخترع لهم كرامات ... أو أتصورها .. أو أتخيلها.. فإذا نجح ابني هذا العام .. كان ذلك للمبلغ الكبير الذي دفعته في صندوق النذور ..وإذا شُفيت زوجتي ، كان ذلك للسمنة التي كان عليها الخروف الذي ذبحته للشيخ العظيم فلان ولي الله !..
وحينما التقيت بالدكتور جميل غازي ، وكان اللقاء لعمل مجلة إسلامية تقوم بالإعلان والنشر عن جمعية العزيز بالله القاهرية ، والتي تضم مساجد أخرى ، ورسالتها الأولى ((التوحيد ))، وتصحيح العقيدة ، وبحكم اللقاءات المتكررة .. كان لابد من صلاة الجمعة في مسجد العزيز بالله .. وهاجم (( الدكتور جميل )) في بساطة ، وبعقلانية شديدة هذا المنحنى المخيف في العقيدة ، وسماه : شركاً بالله ؛ وذلك لأن العبد في غفلة من عقله يطلب المدد والعون من مخلوق ميت!!..
أفزعني الهجوم ، وأفزعتني الحقيقة .. وما أفزع الحقيقة للغافلين ... ولو أن (( الدكتور جميل )) اكتفى بذلك لهان الأمر .. لكنه في كل مرة يخطب لا بدّ أن يمس الموضوع بإصرار .. فالضّريح لا يضم سوى عبد ميت فقط .. بل قد يكون أحياناً خالياً حتى من العظام التي لا تنفع ولا تضرّ ..!
* في أول الأمر اهتززت .. فقدت توازني .. كنت أعود إلى بيتي بعد صلاة كل جمعة حزيناً .. شيء ما يجثم فوق صدري .. يقيد أحاسيسي ومشاعري .. أحاول في مشقة أن أخرج عن هذا الخاطر ... هل كنت في ضلالة طوال هذه الأعوام ؟ ..أم أن صديقي (( الدكتور )) قد بالغ في الأمر .. فأنا أعتقد أن كل من نطق بالشهادة لا يمكن أن يكون كافراً لهفوة من الهفوات أو زلةٍ من الزلات .. !(1/1377)
شيءآخر أشعل في فؤادي لهباً يأكل طمأنينتي في بطء ... إن الدكتور يضعني في مواجهة صريحة ضد أصحاب الأضرحة الأولياء ، والخطباء على المنابر صباح مساء .. يعلنونها صريحة : إن الذي يؤذي ولياً .. فهو في حرب مع الله سبحانه وتعالى ، وهناك حديث صحيح في هذا المعنى .. وأنا لا أريد أن أدخل في حرب ضد أصحاب القبور والأضرحة ؛ لأنني أعوذ بالله من أن أدخل في حرب معه - جل جلاله- ...!
؟ لقراءة الكتاب
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/kbory.zip
لتحميل الكتاب
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/kbory.zip
---
أبو حذيفة
12-22-2005, 02:58 AM
قضية التوحيد أهم قضية وفرحتنا بتوبة العاصي وعودة الضال لا توصف ومع ذلك فهذا الموضوع في نظري ليس هذا موضعه ولك مني خالص الشكر
---
(1/1378)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > ما رأى الإخوان لو وضع بريد خاص بالموقع ؟
---
ما رأى الإخوان لو وضع بريد خاص بالموقع ؟
---
عادل التركي
11-14-2003, 11:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد :
الاخوة المشرفين مارأيكم لو كان هناك بريد خاص بالاعضاء في المنتدى ليجمعنا تحت مظلة القرآن والتفسير
كم اتمنى وأفخر لو كان بريدي يختم ب : ( ADEL_ALTURKY) ( @ tafsir.org ) مثلا
علماً أن هذا لن يكون صعبا وذلك أن بعض المواقع البريدية تمنح بريد بإسم الموقع الذي تريد
بشرط أن يكون عندك موقع
وذلك مجاناً مثل موقع جواب وهذا رابط المعلومات التفصيلية لوضع بريد مجاني في الموقع :
http://www.gawab.com/arwebmaster_reg.html
ولكن المميزات في البريد المجاني قليلة ولا يمكن الإستفادة منه في أشياء اخرى مثل الإعلانات التجارية التي سوف تدر على الموقع ربح جيد يمكن به تطوير الموقع أكثر وأكثر.
أما البريد الذهبي ففيه مميزات افضل من ناحية :
1- الحجم اكبر
2- فلترة كاملة للإعلانات الغير مرغوب فيها
3- ليس لجواب (مزود الخدمة) اي تصرف في البريد
وغيرها من الميزات
وانبه على أن هذا الموقع يحمل أسماء علماء كبار وطلبة علم ومن الممكن أن نسجل فيه عدد أكبر من الفضلاء فيكون له صيت و يدعم الموقع و نطور الموقع أكثر
واليك الرابط الذي يوضح كثير من الأمور التى قد تود التعرف عليها:
http://www.gawab.com/services_ar.html?GAWABANONSESS=115c87d075cc94a38a2 bcf05e6bc78fe
علماً أن اخواننا في اسلام لايف سبقونا لمثل هذا ولقي قبول كبير والحمد لله
ارجوا الا تحرمونا من رأيكم والتصويت على هذا الإقتراح في الأعلى
شكراً لسعة صدوركم والله يحفظكم
---
عادل التركي
11-14-2003, 11:33 PM
أنا بإنتظار أرائكم
كم شخص زار والتصويت لازال واحد
لا تخذلوني أنا بإنتظاركم.
---
عبدالرحمن الشهري(1/1379)
11-15-2003, 12:40 AM
مرحباً بك أخي الحبيب عادل التركي . وأشكرك على اهتمامك بالموقع.
وأما ما اقترحته وفقك الله ، فهو أمر ممكن ويسعدنا تلبية طلبك. يمكنك فقط إخباري بالاسم الذي تريد وسأقوم بعمل بريد لك ، مباشرة وبالحجم الذي تريد.
وقد كنت طرحت على الزملاء هذا في بداية الأمر ، ولكن وجدته أمراً غير عملي لأسباب منها أنه لكي تدخل على بريدك لا بد من استخدام برنامج الآوتلوك والكثير لا يحسن استخدامه ، وكذلك لا تستطيع تتبع بريدك من أي جهاز فتحتاج إلى عمل الإعدادات في كل جهاز وهكذا. وبالنسبة لي فقد عملت البريد الرئيسي للموقع وهو :info@tafsir.org وعملت لبعض الإخوة بريداً والأمر ميسور ، فما دمت تفضل ذلك فأخبرني فقط بالاسم المحبب إليك وليكن مختصراً بدل الذي كتبت.
وفقك الله
---
عادل التركي
11-15-2003, 12:44 AM
شكرا لتفاعلك معي ولكن لايمكن ان يكون لي بريد بدون استخدام برنامج الآوتلوك
مثل اسلام لايف
---
خالد الشبل
11-15-2003, 11:28 PM
الأخ الفاضل عادل التركي :
كثير من المواقع تمنح بريدًا لبعض الأعضاء ، لأن سعة البريد من الموقع أكبر من السعة التي تمنحها شركات البريد المجانية ، ينضاف إلى ذلك أن الشركات المجانية تلزمك بدعاياتها ، وربما كانت الدعاية غير مرغوب بها ، لكنها لا تمنحك بريدًا يدعم الـ ( POP3 ) ، وميزة البوب أنك تضعه في أي برنامج بريد كالآوتلوك أو الإديورا أو غيرهما ، وتضع ملقمات الصادر والوارد وتتمتع بتصفح بريدك بدون اتصال ، ويمكنك الرد وغيره وأنت غير متصل ، وهذه ميزة كبيرة ، كان بريد الياهو يدعمها مجاناً ثم وضع عليها رسوماً سنوية ، فانفض الناس من حوله إلى بريد جواب وطريق الإسلام ، لكنهما لا يخلوان من المشكلات في البوب ، لكن بريد الموقع ، ولا سيما إذا كان على ( سيرفر ) قوي ، فهو بريد جميل ، وسريع ، وذو مساحة جيدة ، لكن يلاحظ أن المساحة الممنوحة لكل بريد تحتسب من مساحة الموقع .(1/1380)
المهم أن برنامج الآوتلوك يعد ( سكرتيراً ) نشيطًا ومرتّبًا ودقيقًا ، وبدون اتصال للتصفح ، فلا يُرغب عنه إلى التصفح وأنت متصل .
---
عبدالرحمن الشهري
11-16-2003, 01:50 AM
شكراً لكما وسأحاول البحث عن طريقة مناسبة لتفعيل هذه الفكرة إن شاء الله.
---
عادل التركي
11-16-2003, 04:27 AM
الاخ خالد بارك الله فيك وشكراً على مثل هذه المعلومات المفيدة القيمة ولكن هل من طريق مناسب او اقتراح تراه؟
الأخ عبد الرحمن (لاهنت ) على حرصك وجهودك ونحن بانتظار اشراقتك القادمة
---
(1/1381)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من يوجز عن التفسير التحليلي
---
هل من يوجز عن التفسير التحليلي
---
عبدالمجيد
10-21-2003, 10:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسمع كثيرا عن التفسير التحليلي فما هو ومتى نشأته ، وأي الكتب مظنته ، وما مرتبته العلمية ،
أن المشاركة بأي معلومة .
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
مساعد الطيار
10-23-2003, 01:26 PM
الأخ الفاضل عبد المجيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فإنَّ مصطلح التفسير التحليلي مصطلح معاصر ، وهو تقسيم فنِّيٌ لكتب التفسير ، وليس له ثمرة كبيرة ، وأول من رأيته قسَّم التفسير إلى أنواع من هذا القبيل الدكتور أحمد جمال العمري ، فقد قال في كتابه ( دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني ) ، ولا أعرف هل سبق أم لا ؟
وقد ذكر ثلاثة ألوان :
اللون الأول : التفسير التحليلي .
اللون الثاني : التفسير الإجمالي .
اللون الثالث : التفسير الموضوعي .
وقد زاد الأستاذ الدكتور فهد الرومي في كتابه ( بحوث في أصول التفسير ومناهجه ) لونًا رابعًا ، وهو التفسير المقارن .
وأرى أنَّ هذه التقسيمات لا جدوى منها ، فهي تقسيمات فنيَّة ، ولا يكاد يخلو منها تفسير من التفاسير المطوَّلة ـ عدا التفيسير الموضوعي الذي هو وليد هذا العصر ـ وحينما يوصف كتاب بأنه سلك الأسلوب التحليلي أو الأسلوب الإجمالي أو الأسلوب المقارن ، فما الفائدة من ذلك ؟
ولو قُسِّمت التفاسير على هذا لكانت نسبة التفسير التحليلي 99% .(1/1382)
والمراد بالتفسير التحليلي : ان يعمد المفسر إلى تفسير الآيات حسب ترتيبعها في السورة ، ويذكر ما فيها من معانٍ وأقوال وإعراب وبلاغة وأحكامٍ وغيرها مما يعتني به المفسرُّ ، وهذا هو الأسلوب الذي سارت عليه التفاسير إلى وقتنا الحاضر ، ولا زالت العلماء تصدر تفسيراتها على هذا الأسلوب ، والله الموفق .
---
عبدالمجيد
10-23-2003, 02:24 PM
شكرا لك يا شيخ مساعد على ما قدمت
---
(1/1383)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : تفسير القرطبي تحقيق مؤسسة الرسالة ( 1_ 24 )
---
حمل : تفسير القرطبي تحقيق مؤسسة الرسالة ( 1_ 24 )
---
أبو العالية
02-19-2007, 02:17 PM
الحمد لله ، وبعد .
تفضل :
ولا تنس الدعاء لأخيك
موقع الألوكة الرائع (http://www.alukah.net/majles//showthread.php?t=945)
---
د.خضر
03-05-2007, 11:34 AM
جزاكم الله خيراً وقد كرهت عبارة ال pdf لأنها تعني عندي عدم الإفادة من الكتاب ووجع العين من شاشة الكمبيوتر
دون ري أو شرب من الذي تراه، كأن الكتاب الذي يوضع بهذه الطريقة يقول للمشاهد عينات للعرض دون البيع، حيث لا
نستطيع أخذ أي نص تقع عليه أعيننا في حين أن النفع حاصل بالمكتبات الألكترونية من خلال أن ما تراه في الكتاب
المعتاد تستطيع أن تستجلبه من الكتاب ذاته اكترونياً فهل من برنامج يحل هذه المعضلة.؟؟؟
وجزى الله الدال على الخير خير الجزاء.
---
(1/1384)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مسألة مهمة ومشكلة..نرجو المساعدة..
---
مسألة مهمة ومشكلة..نرجو المساعدة..
---
شموخ قلم
11-10-2005, 12:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لدي مسألة أشكلت علي وأسأل الله عز وجل أن أجد الإجابة لديكم..
نص المسألة..
لاشك لدينا في أن التعلق بالأبراج محرم ..ويدخل في علم التنجيم ..ولكن السؤال..كيف يرد عن المحّاج الذي يرى أن هذا العلم ينقسم إلى قسمين..
1/قسم محرم وهو قسم النبوءات ..
2/قسم جائز وهو ما يتعلق بالاستدلال بالأبراج على الشخصية..
أي أن الاستعانة بالأبراج في تحليل الشخصية لا حرمة فيه..لأن ذلك يتم بالعلم والدراسة..!!
ويرى المحّاج أن هذا القسم يقاس على :
1/ صوم المسلم للأيام البيض فقد أثبت العلم أن للقمر تأثير على سوائل جسم الإنسان فإذا كان للقمر تأثير على جسم الإنسان بتسخير من الله..وحثنا الرسول على صيامه لعلة قد ظهرت...
فيقاس على نجم القمر بقية النجوم الأخرى..من حيث التأثير في شخص الإنسان..
2/ قولنا بتأثير النجوم في صفات الإنسان وشخصياته..كفعل الأولين وقولهم أن مواليد الشتاء صفاتهم كذا وكذا ومواليد الصيف صفاتهم كذا وكذا..وماقمنا به لا يعد بدعاً من القول فقد أخذنا قولهم وقمنا بدراسته..
وما الرد على من يحتج بقول ابن حزم.. ( ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي في ربض منية المغيرة ، قبل طلوع الشمس آخر ليلة الأربعاء ، آخر يوم من رمضان سنة أربع وثمانين وثلاث مائة ، بطالع العقرب ، وهو اليوم السابع من نوفمبر . )
فذكره لبرج العقرب دليل على اهتمامه به..وبدراسة شخصيته نجد فيه العديد من صفات مواليد هذا البرج..
كيف يمكن الرد عليهم برد مؤصل من القرآن والسنة..يبين عدم جواز هذا الفعل؟؟
علماً بأنني بحثت في القول المفيد على كتاب التوحيد..(1/1385)
ولم أستطع أن أقول أن هذه المسألة تندرج تحت علم التأثير..فهم لا يعتقدون بأنها مؤثرة فاعلة بمعنى أنها تخلق الحوادث والشرور..
ولا يستدلون بحركاتها وتنقلاتها على علم الغيب..من حيث السعادة والشقاء..
ولكم منا جزيل الشكر..
---
د.أبو بكر خليل
11-11-2005, 02:29 AM
الأخ الفاضل جزاك الله خيرا على اهتمامك بكشف تلك الشبهة التي عرضت ، و إزالة ذلك الإشكال ،
و ليس هناك إشكال في تلك المسألة إن شاء الله و يسًًًًًًر و أعان :
فأولا : ما دام ذلك المحاجَ (يرى أن هذا العلم [ يعني : علم الأبراج ، كما ذكر ] ينقسم إلى قسمين..
1 / قسم محرم : وهو قسم النبوءات
....
فهم لا يعتقدون بأنها مؤثرة تخلق الحوادث والشرور....
ولا يستدلون بحركاتها وتنقلاتها على علم الغيب..من حيث السعادة والشقاء ) .
فهذا لا إشكال فيه ،
************************************************** *****
أما ثانيا : فقوله : (2 / قسم جائز : وهو ما يتعلق بالاستدلال بالأبراج على الشخصية..
أي أن الاستعانة بالأبراج في تحليل الشخصية لا حرمة فيه..لأن ذلك يتم بالعلم والدراسة..!! ) .
- 1 - و قبل النظر في حكم ذلك الاستدلال و تلك الاستعانة بالأبراج على تحليل الشخصية ينبغي النظر أولا في مسألة تأثير تلك الأبراج في تلك الشخصية ،
أي : * هل للأبراج تأثير – بتسخير من الله - في شخصية الإنسان ؟
- هذا محل بحث و موضع نظر ، و يحتاج إلى دليل على إثباته.
- و عليه، فاحتجاجهم و قولهم ::(قولنا بتأثير النجوم في صفات الإنسان وشخصياته..كفعل الأولين وقولهم أن مواليد الشتاء صفاتهم كذا وكذا ومواليد الصيف صفاتهم كذا وكذا..وماقمنا به لا يعد بدعاً من القول فقد أخذنا قولهم وقمنا بدراسته..) لا حجة لهم فيه إذ لم يثبت بدليل ، و لا نسلمه ، هذا من ناحية ،
- 2 – و من ناحية أخرى حجتهم تلك حجة داحضة حسا و مشاهدة ، و يبطلها الواقع المشهود ،(1/1386)
- فاختلاف الأفراد في الطباع و الصفات الشخصية و الخلقية – بضم الخاء – من ذوي " البرج " الواحد أمر محسوس و معلوم ، لا ينكره أحد ،
- و اختلاف الطباع و الصفات الشخصية مع وحدة " البرج " ينفي أي تأثير " للبرج " في تلك الصفات و الطباع ،
- فلو صح القول بذلك التأثير لتوحدت صفات و طباع كل الأفراد المولودين في " البرج " الواحد ، و هو ما لم يقع أبدا و قطعا ، فبطل ذلك القول بالتأثير.
- 3 – و أما قياسهم على صيام الأيام البيض : فلا وجه للقياس بأي حال ، لعدم وجود العلة الجامعة بينهما ، و المماري عليه الدليل ،
- 4 – كما اعتلوا بعلة لم يثبت بها نص ، و لم يقم عليها دليل ،
- فما قولهم و تعليلهم للصيام الوارد في الأحاديث التالية :
- ما رواه أصحاب السنن و صححه ابن خزيمة من حديث ابن مسعود " أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر " ،
- و ما روى أبو داود و النسائي من حديث حفصة " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام : الإثنين و الخميس و الإثنين من الجمعة الأخرى "،
- و ما أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ما يبالي من أي الشهر صام "
- ذكرهم ابن حجر في " الفتح " - ؟
- 5 – و أما تعللهم و تعلقهم بما نسب لابن حزم : فلا حجة لهم فيه لما احتجوا له ، فقوله : ( ولدت .....بطالع العقرب ...) لا يستفاد منه اهتمامه به ، و إنما هو ذكر لزمن مولده .
- و " العقرب " – على ما ذكر المفسرون – أحد بروج السماء الإثنى عشر ، و هي منازل الكواكب و الشمس و القمر . يسير القمر في كل برج منها يومين و ثلث يوم ، فذلك ثمانية و عشرون يوما ، ثم يستسر ليلتين ، و تسير الشمس في كل برج منها شهرا . هذا ما ذكره القرطبي في تفسيره سورة " البروج " حكاية عن أبي عبيدة و يحيى بن سلام - على ما كان معروفا فى زمنهم .(1/1387)
- - فذكره ( طالع العقرب ) هو ذكر لزمن مولده مثل بقية ما ذكر . هذا على تقدير صحة النقل و العزو ، و إن كنت أشك فيه لذكر " نوفمبر " فهذا لم يكن معهودا لديهم ، و لعله لم يكن معروفا حينئذ أيضا ، و هذا لا يعنينا .
و أما قولهم : (وبدراسة شخصيته [ يعني ابن حزم ] نجد فيه العديد من صفات مواليد هذا البرج ) فقول متهافت ، و مقتضاه أن كل مواليد هذا البرج لهم صفات شخصية واحدة أو متماثلة ، و هذا لغو باطل ،
و لعل هذا هو مقصدهم من اختياره و ضربه مثلا لما يزعمون مما لا نعلم مرادهم منه .
*******************************
و على أي حال فقد بينّا بطلان القول بتأثير " الأبراج " في صفات و شخصية الإنسان ، وعليه فالقول بجوازه باطل ، و ما بني على باطل فهو باطل بلا ريب .
*و زعمهم هذا هو للتحايل لإشاعة الدجل و الخرافة ، فلا أحد من المخدوعين المهووسين بقراءة " الطالع " ومعرفة ما تشير إليه " الأبراج " يطالعها ليعرف منها صفاته الشخصية و طباعه – فهو أدرى بنفسه – و إنما يقصدونها كهانة و رجما بالغيب .
فلنحذر من تلبيس إبليس اللعين
---
شموخ قلم
11-16-2005, 12:45 AM
الأستاذ الدكتور :أبو بكر خليل..
أسأل الله أن يكتب أجركم ويُعظم ثوابكم فقد حللتم لي هذا الإشكال وأزلتموه..
فتقبلوا شكري وامتناني..
---
عبد اللطيف سالم
11-23-2005, 02:33 AM
من الناحية العلمية قد يكون للأبراج تأثير على الحياة العامة وعلى النفس البشرية بأمر من الله وقدره .
ولكن كل من يتكلم في هذا الموضوع لا يحمل أي علم مفيد وغنما هو أقوال متوارثة من قبل أن تنشأ العلوم الحقيقية في الفلك .
وأما صيام البيض والاثنين والخميس فلا تتعلق بالأبراج وإنما هي مواقيت وقتها الشارع لتوزيع العبادات .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
---
د.أبو بكر خليل
11-23-2005, 02:55 PM(1/1388)
من الناحية العلمية قد يكوعلى الحياة العامة وعلى النفس البشرية بأمن للأبراج تأثير ر من الله وقدره .
ولكن كل من يتكلم في هذا الموضوع لا يحمل أي علم مفيد وغنما هو أقوال متوارثة من قبل أن تنشأ العلوم الحقيقية في الفلك .
.
*و ما ذكرتموه آخرا ينقض ما ذكرتموه أولا ،
فضلا عن نقض الواقع المشهود له ، على ما بيَناه آنفا ،
ثم هو قول لا دليل عليه ، بل الدليل المحسوس ينقضه
---
شموخ قلم
11-28-2005, 11:31 PM
د/أبو بكر ..
هل لك أن تنظر هنا قليلاً..
موقع الأبراج.. (http://www.alabraj.net/index.shtml)
هذا موقع للأبراج انظر ماكتب فيه..
http://www.w6w.net/upload2/28-11-2005/w6w_20051128142215374d3714.gif
أرجو أن أرى رأيك مشكوراً لاماأموراً..
والتمس عفوك عن ثِقل سؤالي..
---
(1/1389)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مفتون بمجموعة اخوات... هذه قصتي ( لا يوجد صور)
---
مفتون بمجموعة اخوات... هذه قصتي ( لا يوجد صور)
---
القناص الإسلامي
01-30-2005, 02:10 PM
وأنا ازور مواقع الإنترنت وأفتش بين صفحاتها باحثا عن ما يشبع رغباتي المتقلبه كألوان الطيف فساعة اشعر بميول ثقافية واخرى علمية وثالثة ....
حاولت ان اجد مجموعة من المواقع تشبع تلك الرغبات المتعددة والمتنوعة مع خلوها من المحاذير الشرعية قدر الإمكان
والذي دعاني الى البحث حول تلك المواقع اني كلما لبيت رغبة لهذه النفس الضعيفة *تعود مثقلة من غبار تلك المواقع
المليئة بما يجرح القلب ويخدش الحياء وبدلا من ان اعود سالما غانما اعود سقيما غارما ...
وبينما انا على تلك الحال لاح لي في سماء الأفق كوكبة من المواقع كعقد جومان موشى بأنواع شتى من المجوهرات
تسبي اللب وتسلب العقل وتجعل الحيران حليما والـ غيي رشيدا والتائه مهتديا والأعمى بصيرا ....
وقل ما شئت في حسنها وجمالها وروعتها وتناسق نظمها فالعبارة تقصر عن التعبير واللسان يعجز عن البيان
*
ان كان الشعراء قد تغزلوا بليلى وسلمى ودعدع فغزلي بتلك المواقع وان كان الهوى
قد جعل قيسا مجنونا بليلى وعنترة فارسا لعبلة وجميل متيم ببثينة فأنا كل ذلك في تلك المواقع....
بوركت يد من رباها ومن نشأت في كنفه فرعاها ونماها نعم الأب ونعم المربي ونعم الإبن ونعم المتربي...
*
---
أبومجاهدالعبيدي
01-30-2005, 02:21 PM
حبذا أيها القناص الأديب لو أتحفتنا ببعض هذه المواقع لنعشقها كما عشقتها ، ونشعر بما شعرت به نحوها
واختيارك دليل على ذوقك وعقلك ؛ فنحن بانتظار ما يضيء لنا الطريق ، ويضيف إلى ثقافتنا المزيد ، ويشغلنا عن بنيات الطريق ....
---
محتسب لله
02-08-2005, 01:12 AM(1/1390)
حبذا أيها القناص الأديب لو أتحفتنا ببعض هذه المواقع لنعشقها كما عشقتها ، ونشعر بما شعرت به نحوها
واختيارك دليل على ذوقك وعقلك ؛ فنحن بانتظار ما يضيء لنا الطريق ، ويضيف إلى ثقافتنا المزيد ، ويشغلنا عن بنيات الطريق ....
بارك الله فيكم ونفع بكم
---
(1/1391)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موت العالم موت العالم
---
موت العالم موت العالم
---
مهتاب
12-02-2006, 12:45 AM
توفي اليوم علم من أعلام الأمة الإسلامية صاحب الرحيق المختوم الشيخ صفي الرحمن المباركفوري الساعة الثانية ظهرا بالتوقيت الهندي بالجلطة الدماغية، سييصلى عليه غداً بإذن الله بعد صلاة الظهر الساعة الثالثة حسب التوقيت المحلي للهند ، أي الساعة 12:30 حسب توقيت السعودية، له مؤلفات قيمة في التفسير والحديث والفرق كان مدرساً في الجامعة السلفية ببنارس الهند ومن هنا شارك في مسابقة السيرة النبوية المنعقدة في باكستان من قبل الرابطة ، ففاز بحثه بالدرجة الأولى الذي كان بعنوان الرحيق المختوم ، يمتاز هذا البحث -إضافة إلى مزاياه العلمية - بأسلوب أدبي رشيق، ثم قام الشيخ بترجمته إلى الأردية، وبعد ذلك طلبه الجامعة الإسلامية للعمل في مركز خدمة السنة والسيرة النبوية ، وقبيل سنوات انتقل إلى الرياض بدعوة من صاحب مكتبة دار السلام للإشراف على الكتب الحديثيية التي تصدرها الدار.سافر إلى الهند قبل أشهرللعلاج، ومكث هناك حتى وافاه الأجل اليوم يوم الجمعة 10/11/1427هـ. وكان السبب المباشر الجلطة الدماغية، وترك الشيخ خلفه ثمانية أولاد أربعة منهم ذكور وأربعة إناث، ابنه طارق طالب في الجامعة الإسلامية في مرحلة الماجستير في كلية الشريعة قسم أصول الفقه، والأخ الثاني الأكبر فيض الرحمن مؤظف في جدة والإخوان الآخران تخرجا في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية والآن يقومان بمهمة الدعوة في الهند.
وإليكم أرقام الهواتف والإيميلات الخاصة لقبول التعزيات
ابنه عامر في الهند
00919925468902
00919236413023
ابنه طارق في السعودية
00966507729279
00966565756790
tariq_safi@yahoo.com
alqoofi123@aol.com
alqoofi123@yahoo.com
وتقبلوا تحياتي(1/1392)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
القوفي
---
خالد الشبل
12-02-2006, 09:27 AM
وعليكم السلام ورحمة الله
رحمه الله، وغفر له، ورفع درجته في المهديين.
وصلتني رسالة جوال صباحَ هذا اليوم والرقم الذي فيها لابنه عامر:
00919935468902 وليس (2) وهاتفته ورد عليّ.
جزاكم الله خيرًا أخي الكريم.
---
أحمد البريدي
12-02-2006, 11:47 AM
لله ما أخذ وله ما أعطى , وكل شيء عنده بأجل مسمى .
رحمه الله، وغفر له، ورفع درجته في المهديين .
---
أبو العالية
12-02-2006, 11:50 AM
الحمد لله ، وبعد .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
رحمه الله رحمة واسعة ، وبرَّد مضجعه ، وعفا عنه واكرمه بما يكرم عباده المتقين .
وأحسن الله خاتمتنا على خير وتقوى وسلامة دين .
---
مهتاب
12-02-2006, 02:05 PM
فضيلة الشيخ الشبل
جزاكم الله خيرا على تعليقكم الجميل، الرقم الذي ذكرتموه أنا ما كتبته مكتفياً بما هو موجود، والأرقام الموجودة كلها صحيحة، جزاكم الله خيراً على التعليق
مهتاب
---
مهتاب
12-02-2006, 02:07 PM
الأرقام كلها أخذتها من الأخ طارق صفي الرحمن المباركفوري، فإن كان هناك خطأ فالمرجو المسامحة.وشكراً.
---
عبدالرحمن الشهري
12-02-2006, 02:51 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون .
تغمده الله بواسع رحمته ، وأسكنه فسيح جناته ، وأخلف الأمة من يقوم مقامه في العلم والدعوة والتصنيف ، وقد نفع الله بكتابه الرحيق المختوم فجزاه الله خيراً على هذا العلم النافع الذي نرجو أن يجد ثوابه مضاعفاً عند الله ، والله ذو الفضل العظيم .
---
د.خضر
12-13-2006, 10:55 AM
رحم الله الشيخ العالم ونفع بآثاره أهل الأرض جميعا
---
عبدالله المعيدي
12-25-2006, 04:17 AM
رحمه الله، وغفر له، ورفع درجته في المهديين.
---
(1/1393)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فاتحة الكتاب
---
فاتحة الكتاب
---
سامح احمد
08-08-2004, 09:24 PM
السلام عليكم:
نقرا الفاتحة 17 مرة يوميا في الفرائض فقط فما بالنا بالنوافل!!!!!!!!!!!!!!
ولكن يا أخي هل صارت الفاتحة امرا روتينيا لديك تقرأها بلا روية كأنه شريط تسجيل و همك أن تنتهي من القراءة
حتي تدرك الركوع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعالي معي نستشعر بعض معاني الفاتحة00000
(الحمد لله0000000واياك نستعين):000ثناء علي الله
(اهدنا الصراط المستقيم):00000دعاء من الله أن يجعلنا علي نهج القرآن و السنة لا نحيد عنهما
فما هو مقتضي( الحمد لله)00000؟:لانه (رب العالمين) و أنه (الرحمن الرحيم) و أنه (مالك يوم الدين) و انه (اياك نعبد) و (اياك نستعين)
ومن الفاتحة نتعلم :
*قبل الدعاء يلزم الثناء:كما جاء في الحديث:
حدثنا مسدد ثان يحيى عن مالك بن مغول ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب
**قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث
فالرجل أثني علي الله قبل أن يدعو و للحديث بقية و السلام عليكم و نرجو المشاركة
---
كساب
08-08-2004, 11:03 PM
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
وجعل كل ماتقوم به في ميزان حسناتك
---
(1/1394)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فتيا الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ في حكم الكتابة بالاسم المستعار
---
فتيا الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ في حكم الكتابة بالاسم المستعار
---
عبدالرحمن السديس
08-21-2004, 02:13 AM
في لقاء الشيخ بطلاب قسم الإعلام بكلية اللغة جاء سؤال :
ما حكم الكتابة بالاسم المستعار في الصحافة ، كأن يكتب الشخص مقالا بغير اسمه الحقيقي ؟
فأجاب الشيخ :
إذا كان فيه مصلحة فلا بأس ،
وتكون الأسماء صادقة ، كأن يكتب : مسلم بن عبد الله ، أو : عبد الله بن عبد الرحمن ، وهكذا .
فتاوى إسلامية جمع الشيخ محمد المسند 4/370
---
(1/1395)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعقب على ابن القيم فيما سماه "نسخ الأفهام"
---
تعقب على ابن القيم فيما سماه "نسخ الأفهام"
---
هيثم إبراهيم
07-27-2004, 04:08 PM
ذهب الإمام ابن قيم الجوزيه رحمه الله تعالى إلى أن من أنواع النسخ ما سماه
"النسخ من أفهام المخاطبين" فقال :وللنسخ معنى أخر وهو النسخ من أفهام المخاطبين ما فهموه مما لم يرده ولا دلَّ اللفظ عليه وإن أوهمه كما أطلق الصحابة رضى الله عنهم النسخ على قوله "وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء"قالوا نسختها قوله تعالى "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" فهذا نسخ من الفهم لا نسخ للحكم الثابت
فإن المحاسبه لا تستلزم العقاب فى الأخرة ولا فى الدنياأيضاً
ولهذا عمهم بالمحاسبه ثم اخبر بعدها انه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء
فَفَهمُ المؤاخذة التى هى المعاقبه من الأيه تحميل لها فوق وسعها! فرفع هذا المعنى من فهم من فهمه بقوله "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" ..اهـ
من شفاء العليل ج2 ص 534 ط .العبيكان
أقول : فى هذا الكلام نظر من وجهين
الأول :أن النبى صلى الله عليه وسلم قد أقر الصحابه على هذا الفهم فإنه
عليه الصلاة والسلام قد قال لهم " قولوا سمعنا وأطعنا"...
وهذا الإقرار يدل على صحه ما فهمهوه لا محاله فتأمل
الثانى : قوله " فإن المحاسبه لا تستلزم العقاب" صحيح وقد سبقه إليه الطبرى
رحمه الله ولكن الايه الأولى "إن تبدوا ..." إحتملت العقاب
فلما نزلت الثانيه "ربنا لا تؤاخذنا.." قطعت بعدم العقاب وقد قال سبحانه "قد فعلت"
فالصواب أن يذكر مثالاً أخر وهو ايه الأنعام "الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم"
وقد ذكرتُ ذلك لشيخنا ياسر برهامى وفقه الله ونفع به ذكرته له دون مثال سوره الأنعام فصحح مقالتى وارتضاها والحمد لله
---
مساعد الطيار(1/1396)
07-28-2004, 05:48 AM
الأخ الفاضل هيثم
أولاً : قد سبق ابن القيم إلى هذا المعنى شيخه ابن تيمية ، وقد اعتمد على قوله تعالى :( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ... ) . فالآية فيها دلالة على أن الشيطان يلقي في أمنية الرسول صلى الله عليه وسلم ، فينسخ الله ما ألقاه الشيطان في أمنية الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم يجكم الله آياته .
وهذا نوع من أنواع النسخ والإحكام ، فالمنسوخ ما وقع في الأفهام ، والمُحكِم له آيات الله .
وعلى هذا ، فما وقع في أفهام الصحابة من معنى الآية نُسِخ بالآية الأخرى ، وليس في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( " قولوا سمعنا وأطعنا"...)) ما يدل على إقرارهم على هذا الفهم .
مع ملاحظة ان هذه الآية يمكن ان تحمل على المجمل الذي جاء بيانه بآية أخرى ، وهو نوع من النسخ عند السلف .
وما ذكرته من نسخ الفهم في آية ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) فهم جميل موفق ، فالفهم الذي فهموه نسخه قوله تعالى ( إن الشرك لظلم عظيم ) ؛ أي : بينه ووضحه ، وفي مثل هذا النوع من النسخ الجزئي لا يلزم ان يكون الناسخ متاخرًا عن المنسوخ ، لكن الذي وقع في آية البقرة وقوع الناسخ بعد المنسوخ من جهة النزول.
وهذا كله محمول على مفهوم النسخ عند السلف ، فهم يطلقونه على النسخ الكلي ، وهو رفع حكم شرعي بحكم شرعي آخر متأخر عنه ، ويطلقونه على النسخ الجزئي ، وهو رفع جزء من معنى الآية بأي نوع من انواع الرفع ؛ كتقييد المطلق ، وتخصيص العام ، وما إلى ذلك .
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى .
---
هيثم إبراهيم
07-28-2004, 02:36 PM
جزاك الله خيراً يا دكتور : مساعد على المشاركه ونفع الله بك
وبعد:
فقد قرأت ما كتبتَ وأريد معرفة ما المقصود بموافقة شيخ الاسلام على ذلك ،هل تعنى وافقه على أصل المسأله
دون ذكر اية البقره كمثال؟(1/1397)
أم تعنى وافقه على خصوص ذلك المثال؟
فإن كانت الأولى فانا لم اعارض فيها بل قد ذكرت اية الأنعام لتوافقها
وأما قولك وفقك الله :"وليس في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( " قولوا سمعنا وأطعنا"...)) ما يدل على إقرارهم على هذا الفهم " ،فلم يظهر لى عدم مدلولية ذلك على الإقرار وذلك لأن الايه إما أن يُعنى بها ما فهمه الصحابه وإما لا ؟ فلما لم يعارضهم النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الذى فهموه دل على صحته إذ أن الرسول
صلى الله عليه وسلم لا يقر على باطل ...والله أعلم
وجزاكم الله خيراً
---
المقرئ
07-28-2004, 04:43 PM
إلى الشيخين الفاضلين :
إئذنا لمتسور أن يدخل معكم في نقاشكم الماتع ويبدي استشكالا :
ماذكره الشيخ هيثم وجيه وقد درج أهل التفسير على إثبات النسخ وعندي أن هناك دلالة على النسخ تضاف إلى الأمرين الذين ذكرهما هيثم /
وهو قوله " فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء " فقوله " فيغفر ويعذب دل على أن هناك مؤاخذة
وأما الآية التي ذكرها هيثم " الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "
فأرجو تأملها إن كانت خبرا فالنسخ لا يدخل في الأخبار
ومثله كذلك قوله تعالى " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون " الآيلت إلى قوله " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون " وأعتقد أن أمثلتها كثيرة
فالسؤال الذي نبدأ به هل ابن القيم أراد بالنسخ المعنى الاصطلاحي أم المعنى اللغوي الذي هو مطلق الإزالة ؟
أعتقد أنه أراد الثاني وهو يطلق عبارة " النسخ البياني "
ولهذا قال في بعض كلامه " وهذا فاسد أيضا إن أرادوا بالنسخ الرفع فإنه لا يدخل في الخبر إلا إذا كان بمعنى الطلب وإن أرادوا بالنسخ البيان فهو صحيح "
ولهذا كانت عبارة ابن القيم كذا " وللنسخ معنى آخر وهو النسخ من أفهام المخاطبين ما فهموه ....فهذا نسخ من الفهم لا نسخ للحكم الثابت "(1/1398)
فهو يتكلم عن مطلق الإزالة ولهذا السلف والمفسرون لا يطلقون على هذا نسخا بمعناه الاصطلاحي وإنما له ألفاظ أخرى .
ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال " ليس هو الذي فهمتموه "
الخلاصة :
وعليه فالاستدراك على ابن القيم في آية " وإن تبدو ما في أنفسكم " الآيات في نظري صحيح
وأما الكلام على مطلق تصحيح الأفهام أو التنبيه على خطأ في الفهم دون معنى النسخ الشرعي فأعتقد أن هناك أدلة كثيرة على ذلك
المقرئ
---
مساعد الطيار
07-29-2004, 04:56 AM
شكر الله لكم تعقيباتكم لكن أود ان أنبه هنا في عجالة على أمر :
إن الحديث الذي ورد في شأن آيتي سورة البقرة قد وقع فيه التصريح من الصحابي بالنسخ ، بخلافه ما ورد في آية الأنعام حيث لم يرد في الحديث لفظ النسخ .
---
هيثم إبراهيم
07-29-2004, 02:51 PM
جزى الله الأخ الشيخ المقرىء خيراً على مشاركته معنا
وبعد :
فأود أن أقول أن قولك وفقك الله:"وأما الآية التي ذكرها هيثم " الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "
فأرجو تأملها إن كانت خبرا فالنسخ لا يدخل في الأخبار"
أقول النسخ هنا لم يأت من الشرع ولكن رفعه الشرع من أفهام المخاطبين ، بمعنى انهم فهموا الظلم بمعنى ليس مقصوداً فرفعه النبى صلى الله عليه وسلم من أذهانهم والله أعلم
---
(1/1399)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تساؤل عن الاحرف السبعة والرسم العثمانى
---
تساؤل عن الاحرف السبعة والرسم العثمانى
---
عائشة
05-22-2006, 01:11 AM
قرأت فى احدى المنتديات ان الاحرف السبعة ليست هى القراءات السبعة ما مدى صحة هذا القول وان كان صحيحا فكيف نفسر كلا منهما بالدليل .
مسألة اخرى تحيرنى بخصوص الرسم العثمانى يقال ان سيدنا عثمان كتبه على سبعة كتابات مع اختلاف رواتها فهل هى هذه القراءات السبعة المقصودة ام ان هذا ليس له اساس وان لم يكن له اساس من الصحة وان القران فى عهد سيدنا عثمان رسم على صورة او برسمة واحدة فباى قراءة ياترى رُسِمَ .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-22-2006, 05:19 AM
لعلك تراجعين هذا الموضوع ففيه جواب لما ذكرت :
نزول القرآن على سبعة أحرف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=373&highlight=%D3%C8%DA%C9+%C3%CD%D1%DD)
---
(1/1400)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب مساعدة
---
طلب مساعدة
---
ابو حديدة
06-28-2004, 03:45 AM
االه يثيبك ياأخ عبدالرحمن ويجزيك على المساعدة خير الجزاء
* ياأخ عبدالرحمن مارأيك في تفسير القرطبي هل لك ملاحظات عليه أنا أخاف أن يكون في تفسيره للأيات بعض الأمور أو حول الأمور الفقهيه شئ أن أخاف من بعض المفسرين عندهم أعتقادات معينه أو لديهم أفكار أو بعض الأمور أنت أعلم بذلك مني
* لأني طلبت منك المساعده وأحلتني على تفسير القرطبي وذكرت توسعه في مجال الفقه
* أنا أريد تعطيني فكره موجزه عن تفسيره وما هي الأمور التي الواجب الأحتراز منها عند شراء مثل هذا التفسير والقراءة فيه
* يمكن يشرح لطلاب مدارس من هذا التفسير مثلاً
[ الله يثبتنا ويثبتك ويثبت كل مسلم على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخره ]
---
أبومجاهدالعبيدي
06-28-2004, 11:59 AM
ليتك أخي تحدد لنا مستواك العلمي ، وهل أنت طالب لم مبتدئ أو متوسط أو متخصص ؟
حتى متمكن من تحديد الكتاب المناسب لك ؛ لأن الكتب كثيرة .
وبإمكانك الاستفادة من هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
---
(1/1401)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > إثبات الألف وحذفها وأثره في التفسير- دراسة في سورتي الفاتحة والبقرة
---
إثبات الألف وحذفها وأثره في التفسير- دراسة في سورتي الفاتحة والبقرة
---
الطيب وشنان
09-06-2006, 01:04 AM
من أوجه القراءات القرآنية
إثبات الألف وحذفها وأثره في التفسير- دراسة في سورتي الفاتحة والبقرة
د. حسن عبد الجليل عبد الرحيم علي العبادلة
جامعة البلقاء التطبيقية – كلية أصول الدين الجامعية- قسم القراءات القرآنية- abadela@yahoo.com
ملخص البحث :
من أوجه القراءات القرآنية
إثبات الألف وحذفها وأثره في التفسير
دراسة في سورتي الفاتحة والبقرة
أظهرت في هذا البحث المتواضع اللُّحمة الوشيجة بين القراءات القرآنية الكريمة والتفسير ، حيث بيَّنت من خلال الدراسة الموضوعية لآيات قرآنية كريمة في سورة البقرة كيف أن القراءات القرآنية الكريمة توسع المعنى وتظهره بأكمل وأجلى صورة ، وكأن كل وجه من أوجه القراءة آية مستقلة ، إلا أن المعنى الكلي للآية الكريمة لا يظهر إلا بالجمع بين القراءتين ، وهذا يدل على بلاغة القرآن الكريم وإيجازه ، وهو وجه من أوجه الإعجاز القرآني .
المقدمة :
الحمد لله الذي أنارت معرفتُه قلوبَ العارفين ، ومحقت أنوارُ هدايته ظلامَ الجاهلين ، وأشرق علمُه في صدورِ العلماءِ العاملين بصيرةً يهدون بها إلى الصراط المستقيم ، فقال سبحانه وتعالى: ) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ((108:يوسف) . والصلاة والسلام على رسوله الكريم ، سيدنا وحبيبنا محمد هادي الأمم ، وكاشف الغمم ، مبلّغ الرسالة ، ومؤدي الأمانة على وجهها الأتم ، وعلى آله الطاهرين ، وصحابته الغرّ الميامين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد(1/1402)
فإن أهمية العلوم إنما تكون بمُتَضَمَّنِها ، وأهمها على الإطلاق ما يتعلق بكتاب الله عز وجل ، وعلم القراءات القرآنية من أوشج العلوم صلة بالقرآن الكريم ، لأنها تتضمن أوجه أدائه –قراءته– التي يفهم ويعلم بها القرآن الكريم ، إضافة لما تحويه من إثراء للمعاني القرآنية الكريمة . وهذا أمر لم يغفله العلماء المتقدمون رحمهم الله تعالى ، وحاولوا الإفادة منه في بعض الميادين ؛ فعلماء التفسير استشهدوا بالقراءات القرآنية في تفسيرهم للآيات القرآنية ، وعلماء الفقه استشهدوا ببعض أوجه القراءة القرآنية دليلا لما تبنوه من أحكام فقهية ... إلا أنهم لم يفردوا أثر القراءات القرآنية في التفسير ببحث مستقل ، وهذا لا يعد تقصيرا منهم ، بل كل واحد من العلماء يدلي بدلوه ويهب لأهل العلم ثمرة جهده في مجاله واختصاصه . وها أنا أدلي بدلوي وأحاول أن أضع لبنة متواضعة في هذا الصرح العلمي ، بهذا الموضوع الذي أتحدث فيه عن أثر القراءات القرآنية المتواترة في التفسير ، حيث بدأت بسورتي الفاتحة والبقرة ، فقمت باستخراج الآيات الكريمة التي تتنوع أوجه قراءتها ، وجمعت المادّة العلمية اللازمة لإتمام البحث ، لكنني وجدتها طويلة ، فقمت بتقسيم القراءات القرآنية الكريمة الواردة في هاتين السورتين إلى ثلاثة أقسام ؛ الأول يكمن تنوع القراءات فيه بتنوع الحركات ، نحو قوله تعالى :)فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ( و)فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٌ((الآية37:البقرة) . والثاني بإبدال الحروف ، نحو قوله تعالى: )وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً(و)ننشرُهَا((الآية259:البقرة) ، والثالث بإثبات الألف وحذفها. وقد أفردت كل قسم منها ببحث مستقل . وما سأبحثه الآن–بإذن الله تعالى – أحد هذه الثلاثة ، حيث تنوع القراءات يكون بإثبات الألف وحذفها .(1/1403)
أما منهجي في هذا البحث ؛ فإنني قمت بجمع الآيات القرآنية الكريمة التي تتنوع أوجه قراءتها بإثبات الألف وحذفها، ثم رتّبتها وفق ورودها في المصحف الشريف ، وأشرت إلى القراءات القرآنية الواردة فيها ، ثم أظهرت بعض أقوال أهل التفسير فيها ، واجتهدت رأيي في إظهار أثر الجمع بين القراءات في التفسير ، وما تؤديه من معاني إضافية . فإن أصبت فذلك الفضل من الله ، وإن أخطأت فمن نفسي وتقصيري .
المبحث الأول: قوله سبحانه وتعالى: )مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ((4:الفاتحة).
المسألة الأولى: القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة
تنوعت أوجه الأداء في قوله تعالى: )مالك( على وجهين بَيّنَهما أهل الاختصاص على النحو الآتي :
قال ابن مجاهد([1]) –رحمه الله - : ” اختلفوا في قوله )مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ( في إثبات الألف وإسقاطها ؛ فقرأ عاصم ([2]) والكسائي([3]) ) مالك يوم الدين( بألف وقرأ الباقون )ملك( بغير ألف ... وحجة من قرأ مالك قوله تعالى: )قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ( (26:آل عمران) ولم يقل ملك الملك . ومالك أمدح من ملك لأنه يجمع الاسم والفعل ، وروى بسنده عن أبي عمرو([4]) قوله : مَلِك تَجْمَع مَالِكا و مَالِك لا يَجًمَع ملكا ، وحجة من قرأ ملك قوله تعالى: )مَلِكِ النَّاسِ((2:الناس) وقوله تعالى:) الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ ((23:الحشر) “ ([5]).
المسألة الثانية: من أقوال المفسرين في هذه الآية
دارت أكثر أقوال المفسرين في بيانهم لمعنى هذه الآية الكريمة على بيان معنى كل وجه من أوجه القراءة الواردة فيها ، وبيان أي القراءتين أمدح في حق الله سبحانه وتعالى ، ويظهر ذلك جليا في أقوالهم ؛(1/1404)
فهاهو ابن جرير الطبري([6]) -رحمه الله- يقول : ” تأويل قراءة من قرأ ذلك )مالك يوم الدين( أن لله الملك يوم الدين خالصا دون جميع خلقه الذين كانوا قبل ذلك في الدنيا ملوكا جبابرة ينازعونه الملك ويدافعونه الانفراد بالكبرياء والعظمة والسلطان والجبرية ، فأيقنوا بلقاء الله يوم الدين أنهم الصَّغرة الأذلة وأن له دونهم ودون غيرهم الملك والكبرياء والعزة والبهاء ، كما قال جل ذكره وتقدست أسماؤه في تنزيله ) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ((16:غافر) فأخبر تعالى أنه المنفرد يومئذ بالملك دون ملوك الدنيا الذين صاروا يوم الدين من ملكهم إلى ذلة وصغار ، ومن دنياهم في المعاد إلى خسار . وأما تأويل قراءة من قرأ )مالك يوم الدين( فما حُدِّثنا به ... عن عبد الله بن عباس يقول : لا يملك أحد في ذلك اليوم معه حكما كملكهم في الدنيا ، ثم قال ) لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً((38:النبأ) وقال )وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ((108:طه) وقال )وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى((28:الأنبياء). - قال أبو جعفر- وأولى التأويلين بالآية وأصح القراءتين([7]) في التلاوة عندي التأويل الأول وهي قراءة من قرأ ملك بمعنى المُلك ؛ لأن في الإقرار له بالانفراد بالمُلك إيجابا لانفراده بالمِلك ، وفضيلة زيادة الملك على المالك إذ كان معلوما أن لا ملك إلا وهو مالك وقد يكون المالك لا ملكا “([8]) .(1/1405)
ولم يخرج الإمام البغوي([9]) – رحمه الله – عمّا أورده ابن جرير وإن قدم كلامه في هذا الموضوع بمقدمة تجمع بين وجهي القراءة حيث يقول :” قال قوم معناهما واحد مثل فرهين وفارهين وحذرين وحاذرين ومعناهما الرب ؛ يقال رب الدار ومالكها . وقيل المالك هو القادر على اختراع الأعيان من العدم إلى الوجود ولا يقدر عليه أحد غير الله . قال أبو عبيدة([10]) مالك أجمع وأوسع لأنه يقال مالك العبد والطير والدواب ولا يقال ملك هذه الأشياء ، ولأنه لا يكون مالك لشيء إلا وهو يملكه وقد يكون مَلَك الشيء ولا يملُكه ، وقال قوم : ملك أولى لأن كل ملك مالك وليس كل مالك ملكا ، ولأنه أوفق لسائر القرآن مثل قوله تعالى )فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ((114:طه) و )الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ((23:الحشر) و )مَلِكِ النَّاسِ((2:الناس) “([11]) .
وحاول بعض أهل التفسير الجمع بين القراءتين ، نحو ما فعل الشوكاني([12]) حيث يقول : ” اختلف العلماء أيّهما أبلغ ... والحق أن لكل واحد من الوصفين نوع أخصية لا يوجد في الآخر فالمالك يقدر على ما لا يقدر عليه الملك من التصرفات بما هو مالك له بالبيع والهبة والعتق ونحوها ، والملك يقدر على ما لا يقدر عليه المالك من التصرفات العائدة إلى تدبير الملك وحياطته ورعاية مصالح الرعية فالمالك أقوى من الملك في بعض الأمور والملك أقوى من المالك في بعض الأمور . والفرق بين الوصفين بالنسبة إلى الرب سبحانه أن الملك صفة لذاته والمالك صفة لفعله“([13]) .
المسألة الثالثة: أثر القراءات في التفسير(1/1406)
إن تنوع القراءات القرآنية في هذه الآية الكريمة يظهر المعنى الكلي للآية الكريمة بأكمل وأجلى وجه ، وقد علم أهل التفسير أن تنوع القراءات يفضي إلى تنوع المعاني ولذلك راحوا يفاضلون بين القراءتين أيُّهما أمدح لله سبحانه وتعالى ، وهذا أمر لا ينبغي أن يكون – أقصد المفاضلة بين القراءات- لأن هذه الأوجه إنما ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم . وحقيقة الأمر إن المعنى القرآني لا يكتمل إلَّا بالجمع بين القراءتين ولبيان ذلك أقول ؛
معلوم مما تقدم أن المَلِك هو الحاكم النافِذُ أمرُه والذي له الأمر المطلق دون غيره ، وأن المَالِك هو الذي ترجع له مِلكِيَّة الأعيان ، ويكون له حق التصرف فيها . وهذا الأمر هو لله سبحانه وتعالى في الدارين على الحقيقة ، يقول تعالى: ) إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ((67:يوسف) ،ويقول سبحانه :)فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ((114:طه) فالله سبحانه وتعالى هو الملك الحق في الدارين . وهو سبحانه مالك كل شيء يستخلف في مِلكه من يشاء من عباده يقول سبحانه وتعالى :)قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ((26:آل عمران)، وهذا الأمر على حقيقته في الدارين أيضا .(1/1407)
لكن يُرى في الدنيا من يوصف بهذا الوصف المذكور في الآية الكريمة -أقصد- ملك ومالك . وهذه الآية الكريمة –موضوع البحث- إنما تتحدث عن يوم مخصوص وهو يوم القيامة ، وهذا اليوم لا يشهد فيه ملك لا على الحقيقة ولا على المجاز إلّا الله سبحانه وتعالى ، وكذلك لا يشهد فيه مالك لا على الحقيقة ولا على المجاز إلا الله سبحانه وتعالى ، فملك هذا اليوم هو مالكه . ولأنه يشهد في الحياة الدنيا فرق بين الملك والمالك جاءت هذه الآية الكريمة في ذروة البلاغة مشيرة إلى قَصْرِ هاتين الصفتين على الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم .
ولو اقتصرت الآية الكريمة على جانب واحد من جوانب القراءة نحو ملك لجاز أن يطرح سؤال فمن مالكه ؟ أو هل هنالك مالك آخر في هذا اليوم ؟ ...
فانظر أخي الكريم وفقنا الله وإياك لكل خير كيف أن هذه الآية الكريمة بقراءتيها بَيَّنت أن الله سبحانه وتعالى هو الحاكم المطلق يوم القيامة ، والمالك المتفرد في ملكيّه هذا اليوم ، وحالت دون أن يَجِيشَ في النفس سؤال قد يُزِل الإنسانَ عن جادة الطريق .
المبحث الثاني: قوله سبحانه وتعالى
)يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ((9:البقرة) .
المسألة الأولى: القراءات الواردة في هذه الآية
تنوعت أوجه الأداء في قوله تعالى :) يخدعون( من حيث إثبات الألف وحذفها ، وهذا ما أظهره أهل هذا الفن ، يقول ابن خالويه([14]) : ” قوله تعالى: ) وَمَا يَخْدَعُونَ ( يقرأ بضم الياء واثبات الألف ، وبفتح الياء وطرح الألف . فالحجة لمن أثبتها أنه عطف لفظ الثاني على لفظ الأول ليشاكل بين اللفظين ، والحجة لمن طرحها أن (فَاعَلَ) لا يأتي في الكلام إلا من فاعلين يتساويان في الفعل كقولك قاتلت فلانا وضاربته والمعنى بينهما قريب ألا ترى إلى قوله تعالى قاتلهم الله أي قتلهم فكذلك يخادعون بمعنى يخدعون“([15]) .(1/1408)
وبَيَّن ابن مجاهد أصحاب كل وجه حيث قال : ” قرأ نافع([16]) وابن كثير([17]) وأبو عمرو )وما يخادعون( بالألف والياء مضمومة ، وقرأ عاصم وابن عامر([18]) وحمزة([19]) والكسائي )وما يخدعون( بفتح الياء بغير ألف“([20]) .
وأشار ابن زنجله إلى أوجه القراءة الواردة في هذه الآية الكريمة، واحتج لكل وجه حيث قال : احتج أبو عمرو بأن قال إن الرجل يخادع نفسه ولا يخدعها ، قال الأصمعي ([21])ليس أحد يخدع نفسه إنما يخادعها . وحجة من قرأ بغير ألف أن الله أخبر عن هؤلاء المنافقين أنهم يخادعون الله والذين آمنوا بقولهم آمنا بالله وباليوم الآخر فأثبت لهم مخادعتهم الله والمؤمنين ثم يخبر عنهم عقيب ذلك أنهم لا يخادعونه ولا يخادعون إلا أنفسهم فيكون قد نفى عنهم في آخر الكلام ما أثبته لهم في أوله ولكنه أخبر أن المخادعة من فعلهم ثم إن الخدع إنما يحيق بهم خاصة دونه([22]) .
المسألة الثانية: من أقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة
دارت أقوال أكثر المفسرين في تأويل هذه الآية الكريمة على بيان معنى يخدعون و يخادعون ، وتنزيه الله سبحانه وتعالى أن يتحقق فيه معنى المخادعة ، ومنهم من جوَّز ذلك من حيث اللغة ، ومنهم من قال هذا مجاز والمراد يخدعون عباد الله ورسله ([23]) ، وفسَّر الإمام العكبري([24]) رحمه الله تعالى أوجه القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة حيث قال : ” )وما يخادعون(أكثر القراءة بالألف وأصل المفاعلة أن تكون من اثنين وهي على ذلك هنا ؛لأنهم في خداعهم ينزلون أنفسهم منزلة أجنبي يدور الخداع بينهما فهم يخدعون أنفسهم وأنفسهم تخدعهم . وقيل المفاعلة هنا من واحد كقولك سافر الرجل وعاقبت اللص . ويقرأ )يخدعون( بغير ألف مع فتح الياء...وأنفسهم نصب بأنه مفعول وليس نصبه على الاستثناء لأن الفعل لم يستوف مفعول له قبل إلا “([25]) .
المسألة الثالثة : أثر القراءات في التفسير(1/1409)
إن الجمع بين أوجه القراءات القرآنية الواردة في هذه الآية الكريمة يكشف النقاب عن حقيقة نفسية المنافقين وسفه عقولهم وذلك من عدة أوجه ؛ الأول منها أنهم يحاولون خداع الله سبحانه وتعالى المطلع على السرائر الذي لا تخفى عليه خافية ولا يكون ذلك منهم مرة واحدة بل يخادعون مرّة بعد مرّة مستمرين في هذا العمل وحقيقة الأمر أنهم في كل مرة يحاولون مخادعة الله إنما يخادعون فيها أنفسهم وهذا ما بيَّنته القراءة الأولى )وما يخادعون( ، والوجه الثاني أنهم يديمون مخادعة أنفسهم وفي هذا بيان لسخف عقولهم ؛ فالذي يكذب على نفسه مرة بعد مرة إنما هو سفيه لا عقل له يردعه عن مثل هذه الفعلة . والوجه الثالث هو تحقيق خداعهم لأنفسهم ، أي أن ثمرة المخادعة الطويلة تكون بتحقق انخداع أنفسهم بزيف أقوالهم وهذا ما تظهره القراءة الثانية )وما يخدعون( ، وتشير هذه القراءة أيضا إلى سفاهة عقول المنافقين فهم كالذي يكذب كذبة فيصدقها ، وهذه سفاهة ما بعدها سفاهة .
المبحث الثالث: قوله سبحانه وتعالى
)فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ( (36:البقرة) .
المسألة الأولى: القراءات الواردة في هذه الآية
تنوعت أوجه الأداء في قوله تعالى )فأزلهما(من حيث إثبات الألف وحذفها على ما بيَّنه أهل الاختصاص ، يقول ابن خالويه : ” قوله تعالى)فأزلهما( يقرأ بإثبات الألف والتخفيف ، وبطرحها والتشديد . فالحجة لمن أثبت الألف أن يجعله من الزوال والانتقال عن الجنة ، والحجة لمن طرحها أن يجعله من الزلل وأصله فأزللهما فنقلت فتحة اللام إلى الزاي فسكنت اللام فأدغمت للمماثلة “([26]) .
وبيَّن ابن مجاهد أصحاب كل وجه فقال: ” قرأ حمزة وحده فأزالهما بألف خفيفة، وقرأ الباقون )فأزلهما( مشددة بغير ألف “([27]) .
المسألة الثانية: من أقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة(1/1410)
تكاد تتفق مناهج المفسرين في بيان معنى هذه الآية الكريمة وإن تنوعت ألفاظهم بذلك ، ولعلمهم أن معنى الآية الكريمة يعتمد على القراءات الواردة فيها راحوا يفسرون معنى أزَلَّ و أَزَالَ ، ويبيّنون كيفية تحقق هذا الأمر وحقيقته . وفي ذلك يقول الإمام القرطبي -رحمه الله- : ” قرأ الجماعة )فأزلهما( بغير ألف من الزلة وهي الخطيئة أي استزلهما وأوقعهما فيها. وقرأ حمزة )فأزالهما( بألف من التنحية أي نحاها يقال أزلته فزال ...من الزوال أي صرفهما عما كانا عليه من الطاعة إلى المعصية . قلت-القول للقرطبي- وعلى هذا تكون القراءتان بمعنى إلا أن قراءة الجماعة أمكن في المعنى([28]) ... وليس للشيطان قدرة على زوال أحد من مكان إلى مكان إنما قدرته على إدخاله في الزلل فيكون ذلك سببا إلى زواله من مكان إلى مكان بذنبه . وقد قيل إن معنى أزلهما من زل عن المكان إذا تنحى فيكون في المعنى كقراءة حمزة من الزوال... فأخرجهما تأكيد وبيان للزوال إذ يمكن أن يزولا عن مكان كانا فيه إلى مكان آخر من الجنة وليس كذلك إنما كان إخراجهما من الجنة إلى الأرض “([29]) .
المسألة الثالثة : أثر القراءات في التفسير(1/1411)
إن تنوع أوجه الأداء الوارد في هذه الآية الكريمة يثري المعنى القرآني ، بحيث يعطي صورة متكاملة لموضوع الآية الكريمة ، فالقراءة الأولى )فأزلّهما( تدل على أمرين ؛ الأول منهما : إن الشيطان -لعنه الله-لم يقصد النصيحة لسيدنا آدم وحواء عليهما السلام ، بل كَذَبَهما وقصد أن يخطّئهما ، وهذا ديدنه مع بني آدم كلهم يزيّن لهم كل الشهوات ليزلهم فتنزلق أقدامهم عن جادة الطريق . والثاني : إن الشيطان ليس له على بني آدم من سلطان إلّا أن يعدهم ويمنّيهم ، يقول الله سبحانه وتعالى: )وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ((22:إبراهيم).
وتدل القراءة الثانية )فأزالهما( على أمرين أيضا ؛ الأول منهما : إن خروج سيدنا آدم وحواء عليهما السلام من الجَنّة كان بسبب فتنة إبليس لهما . والثاني منهما : إن هدف الشيطان المنشود هو إخراج الإنسان وتنحيته عن رحمة الله وجنَّته ، على نحو ما فعل مع سيدنا آدم وحواء عليهما السلام ، وهذا يوجب على الإنسان أن يحذر كل الحذر من فتن الشيطان ، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى : )يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ((27:الأعراف).
المبحث الرابع: قوله سبحانه وتعالى
)وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ((51:البقرة).
المسألة الأولى: القراءات الواردة في هذه الآية(1/1412)
تنوعت أوجه الأداء في قوله تعالى )واعدنا( من حيث إثبات الألف وحذفها ، وهذا ما بيَّنه أهل القراءات ؛ يقول ابن زنجلة : ” قرأ أبو عمرو )وإذ وعدنا( موسى بغير ألف ... وحجته أن المواعدة إنما تكون بين الآدميين وأما الله جل وعز فإنه المنفرد بالوعد والوعيد ويقوي هذا قوله تعالى :)إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ( (22:إبراهيم). وقرأ الباقون )وإذ واعدنا( بالألف ، وحجتهم أن المواعدة كانت من الله ومن موسى فكانت من الله أنه واعد موسى لقاءه على الطور ليكلمه ويكرمه بمناجاته ، وواعد موسى ربه المصير إلى الطور لما أمره به ، ويجوز أن يكون المعنى على إسناد الوعد إلى الله ، نظير ما تقول : طارقت نعلي وسافرت والفعل من واحد على ما تكلمت به العرب “([30]) .
المسألة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية(1/1413)
أورد الإمام الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة قولا شافيا في بيان معاني القراءات الكريمة الواردة فيها حيث قال :” قرأ بعضهم )واعدنا( بمعنى أن الله تعالى واعد موسى ملاقاة الطور لمناجاته فكانت المواعدة من الله لموسى ومن موسى لربه ، وكان من حجتهم على اختيارهم قراءة واعدنا على وعدنا أن قالوا :كل إيعاد كان بين اثنين للالتقاء أو الاجتماع فكل واحد منهما مواعد صاحبه ذلك ... وقرأ بعضهم )وعدنا( بمعنى أن الله الواعد موسى والمنفرد بالوعد دونه ، وكان من حجتهم في اختيارهم ذلك أن قالوا إنما تكون المواعدة بين البشر فأما الله جل ثناؤه فإنه المنفرد بالوعد والوعيد في كل خير وشر ، قالوا : وبذلك جاء التنزيل في القرآن كله فقال جل ثناؤه :)إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ((22:إبراهيم). وقال :)وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ((7:الأنفال). . قالوا : فكذلك الواجب أن يكون هو المنفرد بالوعد في قوله)وإذ وعدنا موسى( . والصواب عندنا في ذلك من القول أنهما قراءتان قد جاءت بهما الأمة وقرأت بهما القراء وليس في القراءة بإحداهما إبطال معنى الأخرى وإن كان في إحداهما زيادة معنى على الأخرى من جهة الظاهر والتلاوة فأما من جهة المفهوم بهما فهما متفقتان ؛ وذلك أن من أخبر عن شخص أنه وعد غيره اللقاء بموضع من المواضع ، فمعلوم أن الموعود ذلك واعد صاحبه من لقائه بذلك المكان مثل الذي وعده من ذلك صاحبه ، إذا كان وعده ما وعده إياه من ذلك عن اتفاق منهما عليه . ومعلوم أن موسى صلوات الله عليه لم يعده ربه الطور إلا عن رضا موسى بذلك ، إذ كان موسى غير مشكوك فيه أنه كان بكل ما أمر الله به راضيا ، وإلى محبته فيه مسارعا ، ومعقول أن الله تعالى لم يعد موسى ذلك إلا وموسى إليه مستجيب . وإذ كان ذلك كذلك فمعلوم أن الله عز ذكره قد كان وعد موسى الطور ، ووعده موسى اللقاء ، وكان الله عز ذكره(1/1414)
لموسى واعدا ومواعدا له المناجاة على الطور ، وكان موسى واعدا لربه مواعدا له اللقاء . فبأي القراءتين من وعد وواعد قرأ القارىء فهو الحق في ذلك من جهة التأويل واللغة مصيب لما وصفنا من العلل قبل ، ولا معنى لقول القائل : إنما تكون المواعدة بين البشر ، وأن الله بالوعد والوعيد منفرد في كل خير وشر . وذلك أن انفراد الله بالوعد والوعيد في الثواب والعقاب والخير والشر والنفع والضر الذي هو بيده وإليه دون سائر خلقه لا يحيل الكلام الجاري بين الناس في استعمالهم إياه عن وجوهه ، ولا يغيره عن معانيه “([31]).
المسألة الثالثة : أثر القراءات في التفسير
إن تنوع القراءات القرآنية الكريمة في هذه الآية الكريمة يظهر العديد من المعاني التي لم تكن لتظهر لو اقتصرت الآية الكريمة على وجه من القراءة دون غيره ؛ حيث دلَّت القراءة الأولى )وعدنا( على أن الله سبحانه وتعالى صاحب الأمر المطلق وهو الآمر وحده ، وهو الذي أكرم سيدنا موسى بهذا الوعد . ودلّت القراءة الثانية )واعدنا( على أن الله سبحانه وتعالى هو صاحب الوعد ، وقد أكرم سيدنا موسى عليه السلام بأن أشركه في المواعدة التي هي من جانبه امتثال لأمر الله سبحانه وتعالى ، ومن هذا الوجه تكون هذه الآية الكريمة ظاهرة في الثناء على سيدنا موسى عليه السلام بأنه استجاب وامتثل لأمر الله سبحانه وتعالى في كل ما أمره به .
المبحث الخامس: قوله سبحانه وتعالى
)بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ((81:البقرة).
المسألة الأولى:القراءات الواردة في هذه الآية(1/1415)
تنوعت أوجه الأداء في قوله تعالى : )خطيئته( من حيث إثبات الألف وحذفها ، وهذا ما أظهره أهل هذا الفن ؛ يقول ابن زنجلة رحمه الله : ” قرأ نافع )وأحاطت به خطيئاته( بالألف . وحجته أن الإحاطة لا تكون للشيء المنفرد إنما تكون لأشياء ، كقولك أحاط به الرجال و أحاط الناس بفلان إذا داروا به ، ولا يقال أحاط زيد بعمرو . وحجة أخرى : جاء في التفسير قوله )بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئاته( أي الكبائر أي أحاطت به كبائر ذنوبه .
وقرأ الباقون )خطيئته(على التوحيد . وحجتهم أن الخطيئة ليست بشخص ، فإذا لم تكن شخصا واشتملت على الإنسان جاز أن يقال : أحاطت به خطيئته . وحجة أخرى : جاء في التفسير )من كسب سيئة( أي الشرك )وأحاطت به خطيئته( أي الشرك الذي هو سيئة “([32]) .
المسألة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة
تنوعت أساليب المفسرين في بيان معنى هذه الآية الكريمة ، فمنهم من أوجز في تفسيره لها ومنهم من أسهب . ولأظهر المعنى متكاملا دون تكرار سأنظم عددا من أقوالهم في عبارة واحدة وأقول :(1/1416)
قوله تعالى )من كسب سيئة( السيئة الشرك وقيل السيئة الكبيرة ([33]) ، )وأحاطت به( الإحاطة الإحداق بالشيء من جميع نواحيه([34]) وقيل المعنى أحاطت بحسناته أي أحبطتها من حيث أن المحيط أكثر من المحاط به ، أو يكون معنى أحاطت به أهلكته([35])وقيل الإحاطة به أن يصرّ عليها فيموت غير تائب([36]) ، وقيل أي استولت عليه وشملت جملة أحواله حتى صار كالمحاط بها لا يخلو عنها شيء من جوانبه ، وهذا إنما يصح في شأن الكافر لأن غيره وإن لم يكن له سوى تصديق قلبه وإقرار لسانه فلم تحط الخطيئة به([37]) ، وقيل هو من وافى يوم القيامة وليست له حسنة بل جميع أعماله سيئات([38]) ، وقيل يجوز أن يحمل ذلك على من أتى السيئة مستحلا لها([39]) )خطيئته( الخطيئة الكبيرة([40]) و بالجمع الكثرة ([41]) نحو قوله تعالى )وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا((18:النحل) ، وقيل هي الكفر ([42]) ، وقيل كل عمل أوجب عليه النار([43]) .
المسألة الثالثة : أثر القراءات في التفسير(1/1417)
إن تنوع القراءات الوارد في هذه الآية الكريمة يظهر المعنى القرآني بأكمل وجه ؛ فهذه الآية الكريمة تُبَيِّن العَمَل الذي يُهْلِكُ صَاحِبَه ويدخله النار ، وقد ظهر من خلال القراءات القرآنية الواردة فيها أن هذا العمل قد يكون مفردا يبطل ما سواه ، كالكفر الذي يفسد باقي الأعمال يقول تعالى )أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( (19:التوبة) . وقد يكون متنوعا كارتكاب الفواحش عامة ، أو الحرص على الصغائر وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((... إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه - وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا -([44]) كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجئ بالعود حتى جمعوا سوادا فأججوا نارا وأنضجوا ما قذفوا فيها ))([45]) .
المبحث السادس : قوله سبحانه وتعالى
)آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ((285:البقرة).
المسألة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية(1/1418)
تنوعت أوجه الأداء في قوله تعالى )كتبه( من حيث إثبات الألف وحذفها وهذا ما أظهره أهل هذا الفن ؛ يقول ابن زنجلة : ” قرأ حمزة والكسائي )وكتابه( وحجتهما أن الكتاب هو القرآن فلا وجه لجمعه ، وحجة أخرى قال ابن عباس : الكتاب أكثر من الكتب . قال أبو عبيدة : أراد كل كتاب لله بدلالة قوله )فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ ((213:البقرة) فوحد إرادة الجنس ، وهذا كما تقول كثر الدرهم في أيدي الناس تريد الجنس كله . وقرأ الباقون )وكتبه( وحجتهم ما تقدم وما تأخر ما تقدم ذكر بلفظ الجمع وهو قوله كل آمن بالله وملائكته وما تأخر ورسله فكذلك كتبه على الجمع ليأتلف الكلام على نظام واحد“([46]) .
المسألة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة
تكاد عبارات المفسرين في هذه الآية الكريمة لا تختلف ، ولذلك رأيت أن أورد عبارة الإمام الطبري رحمه الله – التي هي جامعة لأقوال جُلِّ المفسرين- وأحيل إلى عدد من أقوالهم . يقول الإمام الطبري :” )وكتبه( على وجه جمع الكتاب ، على معنى : والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وجميع كتبه التي أنزلها على أنبيائه ورسوله ... )وكتابه( بمعنى والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وبالقرآن الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . وقد روي عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك )وكتابه( ويقول : الكتاب أكثر من الكتب . وكان ابن عباس يوجه تأويل ذلك إلى نحو قوله ) وَالْعَصْرِ+ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ((1-2:العصر) بمعنى جنس الناس ، وجنس الكتاب ، كما يقال: ما أكثر درهم فلان وديناره . ويراد به جنس الدراهم والدنانير “([47]) .
المسألة الثالثه: أثر القراءات في التفسير(1/1419)
إن القراءات القرآنية الكريمة الواردة في هذه الآية الكريمة تظهر عمق المعنى القرآني وسعة دلالته ؛ فالقراءة الأولى )كتبه( تدل على أن أصل الكتب السماوية واحد وهي كلها من عند الله سبحانه وتعالى ، فمن يؤمن بالله حقا فلابد أن يؤمن بجميع كتبه ، وقد غضب الله على من أنكر شيئا منها يقول تعالى: )وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ((113:البقرة) ، ومن هذه الكتب القرآن الكريم ، فلا يسمى مؤمنا من لم يؤمن بالقرآن الكريم الذي هو أحد الكتب الإلهية .(1/1420)
والقراءة الثانية )كتابه( تدل على أن مضمون هذه الكتب السماوية -في توحيد الله سبحانه وتعالى - كله واحد ، ولا تناقض بينها ، لذلك فإننا نجد القرآن الكريم يشير إلى الكتب التي أنزلت على الأنبياء السابقين بـ(أل) التي هي للعهد ، يقول تعالى : )وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ((53:البقرة) ،) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً((30:مريم) ، )كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ((213:البقرة) ، وهذا الكتاب هو نفسه الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، يقول تعالى: ) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ((3:آل عمران) . فمن لم يؤمن بالكتاب الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن يوصف بأنه مؤمن . وهذه القراءة فيها زيادة تخصيص بالقرآن الكريم ، وكأنه خلاصة الإيمان بالكتب السابقة ؛ فمن آمن بالكتب السابقة حقا فسيؤمن بهذا الكتاب الكريم، ومن لم يؤمن بهذا الكتاب فلم يكن قد آمن حقا بالكتب السابقة . وهذا ما أوصت به جميع الرسل أتباعها ، وقد أخذ الله سبحانه وتعالى عليهم الميثاق بذلك ، يقول تعالى : )وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ((81:آل عمران).
الخاتمة(1/1421)
الحمد لله الذي بفضله تتم النعمات ، وبنوره تنقشع الظلمات ، وبجوده وكرمه يُتجاوز عن الزلّات . أشكره سبحانه على ما يسره لي من إتمام هذا البحث ، وإظهاره إلى حيّز الوجود بما هو عليه الآن . وتوصلت في هذا البحث إلى أهم النتائج الآتية :
· للقراءات القرآنية الكريمة عميق الأثر في التفسير ؛ فبعض القراءات تؤكد الأخرى ، وبعضها يزيدها بيانا ، وبعضها يكسبها معاني جديدة .
· إن الفهم الصحيح والشمولي للآية القرآنية الكريمة يجب أن يكون بالجمع بين القراءات الواردة فيها .
وأوصي طلبة العلم أن تتضافر جهودهم ، في سبيل خدمة كتاب الله عزََّ وجل ، وإظهار أثر القراءات القرآنية في جميع المجالات ، العلمية والفقهية و البيانيّة ...
وختاما أسأل الله العلي القدير ، بفضله وجوده وكرمه ، أن يوفق كافة المسلمين إلى كل خير في دينهم ودنياهم .
حاشية التوثيقات
1. ابن مجاهد؛ الإمام المقرئ المحدث النحوي شيخ المقرئين أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي مصنف كتاب السبعة ولد سنة خمس وأربعين ومائتين أخذ الحروف عرضا عن طائفة وانتهى إليه علم هذا الشأن وتصدر مدة وقرأ عليه خلق و كان ابن مجاهد صاحب لطف وظرف يجيد معرفة الموسيقى وكان في حلقته من الذين يأخذون على الناس أربعة وثمانون مقرئا توفي في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاث مئة. محمد بن أحمد ابن عثمان الذهبي ( 673- 748هـ )، سير أعلام النبلاء، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ومحمد نعيم ، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1413هـ (ط9)، ج15، ص272- 273(1/1422)
2. عاصم المقرئ أبو بكر عاصم بن أبي النجود مولى بني جذيمة بن مالك بن نصر كان أحد القراء السبعة والمشار إليه في القراءات توفي بالكوفة سنة سبع وعشرين ومائة رحمه الله تعالى . محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي (ت354)، مشاهير علماء الأمصار، تحقيق: م. فلايشهمر، بيروت، دار الكتب العلمية، 1959م ، ج1 ، ص 165. وينظر أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر ابن خلكان (608-681هـ)، وفيات الأعيان وأنباء الزمان، تحقيق: د.إحسان عباس، بيروت، دار الثقافة، 1968م ، ج3 ، ص 9
3. علي بن حمزة بن بهمن بن فيروز الأسدي مولاهم الكوفي المعروف بالإمام المعلم المقرئ أخذ القراءة عن حمزة الزيات وقرأ النحو على معاذ ثم على الخليل ثم خرج إلى بوادي الحجاز ونجد وتهامة وكتب عن العرب كثيرا توفي بطوس سنة 189. محمد بن يعقوب الفيروز أبادي (729-817هـ)، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، تحقيق: محمد المصري، الكويت، جمعية إحياء التراث الإسلامي، 1407هـ،(ط1)، ج1، ص 152-153
4. أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي ثم المازني البصري شيخ القراء والعربية وأمه من بني حنيفة مولده في نحو سنة سبعين وانتصب للإقراء في أيام الحسن البصري. قال أبو عبيدة :كان أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب وفاته كانت في سنة أربع وخمسين ومائة. قال الأصمعي: عاش أبو عمرو ستا وثمانين سنة وقال خليفة بن خياط وقيل سنة سبع وخمسين ومائة. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج6،ص 407-410(1/1423)
5. أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس التميمي البغدادي ابن مجاهد (245-324هـ)، كتاب السبعة في القراءات، تحقيق: د.شوقي ضيف، القاهرة، دار المعارف، 1400هـ (ط2)، ص 104 . وينظر الحسين بن أحمد أبو عبد الله ابن خالويه (314-370هـ)، الحجة في القراءات السبع، تحقيق: د.عبد العال سالم مكرم، بيروت، دار الشروق،1401هـ(ط4)، ص62 ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة، حجة القراءات ، تحقيق: سعيد الأفغاني، بيروت، مؤسسة الرسال، 14402هـ – 1982م (ط3)، ص 77-79 ، وأبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت444هـ)، الأحرف السبعة للقرآن، تحقيق: د. عبد المهيمن طحان ، مكة المكرمة ، مكتبة المنارة ، 1408هـ(ط1) ، ص48 ، و لداني.أبو عمرو عثمان بن سعيد (ت444هـ)، التيسير في القراءات السبع، تحقيق : أوتو تريزل، بيروت ، دار الكتاب العربي، 1984م (ط2)، ص18 ، ومحمد بن مكرم الأفريقي المصري ابن منظور (630-711هـ)، لسان العرب، بيروت ، دار صادر (ط1)، ج10 ،ص491
6. الحبر البحر الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ والمصنفات الكثيرة ، كان مجتهدا لا يقلد. قال إمام الأئمة ابن خزيمة: ما أعلم على الأرض أعلم من محمد بن جرير. وقال أبو حامد الأسفرائني الفقيه: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرا. ومولده بآمل طبرستان سنة أربع وعشرين ومائتين وتوفي ليومين بقيا من شوال وكان ذا زهد وقناعه وتوفي ببغداد. كانت الأئمة تحكم بقوله وترجع إلى رأيه لمعرفته وفضله. جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره. عبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي (1032-1089هـ)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، بيروت، دار الكتب العلمية، ج1، ص 260(1/1424)
7. أنبه هنا إلى أن منهج ابن جرير الطبري رحمه الله في ترجيح بعض أوجوه القراءة المتواترة على غيرها غير صحيح لأن كل الأوجه –المتواترة- مأخوذة من النبي صلى الله عليه وسلم وثابت عن رب العزَّة سبحانه وتعالى فلا يجوز لنا أن نصف وجها من القراءة أنه أصوب من الآخر ، بل كل هذه الأوجه في نفس الدرجة من الرفعة .
8. محمد بن جرير بن يزيد بن خالد أبو جعفر الطبري (224-310هـ)، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار الفكر، بيروت، 1405هـ ، ج1، ص65
9. البغوي؛ الحسين بن مسعود بن محمد العلامة أبو محمد الفقيه الشافعي يعرف بابن الفراء ويلقب محيي السنة وركن الدين أيضا (ت561هـ) ، جاوز الثمانين، كان إماما في التفسير إماما في الحديث إماما في الفقه ، تفقه على القاضي حسين وسمع الحديث منه ومن أبى عمر عبد الواحد المليحي وأبي الحسن الداودي وطائفة آخرهم أبو المكارم فضل الله بن محمد النوقاني ، روى عنه بالإجازة وبقى إلى سنة ستمائة وأجاز للفخر على بن البخاري وله من التصانيف معالم التنزيل في التفسير، وشرح السنة ، والمصابيح، والجمع بين الصحيحين والتهذيب في الفقه وقد بورك في تصانيفه ورزق فيها القبول لحسن نيته وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة وكان قانعا ورعا يأكل الخبز وحده ثم عذل في ذلك فصار يأكله بزيت مات في شوال سنة ست عشرة وخمسمائة وقد جاوز الثمانين الذهبي،سير أعلام النبلاء، ج19،ص 439-442 ، وينظر عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (849-911هـ)، طبقات المفسرين، تحقيق:علي محمد عمر ، القاهرة، مكتبة وهبة،1396هـ(ط1) ، ج1 ،ص49(1/1425)
10. أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي مولاهم البصري اللغوي العلامة الأخباري صاحب التصانيف روى عن هشام ابن عروة وأبي عمرو بن العلاء وكان أحد أوعية العلم قال ابن ناصر الدين حكى عنه البخاري في تفسير القرآن لبعض لغاته وكان حافظا للعلوم إماما في مصنفاته قال الدارقطني :لا بأس به إلا أنه يتهم بشيء من رأي الخوارج. قال الجاحظ لم يكن في الأرض جماعي ولا خارجي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة توفي سنة تسع ومائتين ولما مات لم يحضر جنازته أحد . محمد بن إسحاق أبو الفرج ابن النديم (ت385) ،الفهرست ، بيروت، دار المعرفة، 1398هـ-1978م ،ج،1ص79 ، وأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (ت463هـ)، تاريخ بغداد، بيروت، دار الكتب العلمية، ج13،ص257 ، وابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء الزمان، ج5،ص235 ، والذهبي، سير أعلام النبلاء، ج9، ص447 ، والدمشقي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج1، ص24
11. الحسين بن مسعود الفراء أبو محمد البغوي (ت516هـ)، معالم التنزيل، تحقيق: خالد العك ومروان سوار، بيروت، دار المعرفة، 1407هـ-1987م(ط2)، ج1،ص40 ، وينظر أبو جعفر احمد بن محمد بن إسماعيل النحوي النحاس (ت338هـ)، معاني القرآن الكريم، تحقيق: محمد علي الصابوني، مكة المكرمة، جامعة أم القرى، 1409هـ(ط1)، ج1،ص61-62 ، وأبو الليث نصر بن محمد بن أحمد السمرقندي (ت373هـ) ، تفسير السمرقندي، تحقيق: د.محمود مطرجي، بيروت، دار الفكر، ج1،ص41 ، وأبو البركات عبد الله بن أحمد ابن محمود النسفي، تفسير النسفي، دون دار نشر ،أو تاريخ طبع، ج1 ،ص7 ، وأبو السعود محمد بن محمد العمادي (ت951هـ)، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ج1،ص15(1/1426)
12. محمد بن علي بن محمد الشوكاني صاحب التصانيف قاضي الجماعة كان مولده يوم الاثنين الثامن والعشرين من ذي قعدة الحرام سنة اثنتين وسبعين بعد مائة وألف وكانت وفاته في شهر جمادي الآخرة في سنة خمسين بعد المائتين والألف . صديق بن حسن القنوجي (1248- 1307)، أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم، تحقيق: عبد الجبار زكار ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1978م ،ج3، ص201- 205
13. محمد بن علي الشوكاني ( 1173-1250هـ)، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، بيروت، دار الفكر، ج1،ص22 ، وينظر محمود أبو الفضل الألوسي (ت1270هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ج 1،ص 83
14. ابن خالويه: الحسين بن أحمد بن خالويه أبو عبد الله النحوي اللغوي صاحب المصنفات أصله من همذان ثم دخل بغداد فأدرك بها مشايخ هذا الشأن كابن دريد وابن مجاهد وأبي عمر الزاهد واشتغل على أبي سعيد السيرافي ثم صار إلى حلب فعظمت مكانته عند آل حمدان وكان سيف الدولة يكرمه وهو أحد جلسائه وله مع المتنبي مناظرات وقد سرد له ابن خلكان مصنفات كثيرة منها كتاب ليس في كلام العرب وكان به داء كانت به وفاته عام 370هـ إسماعيل بن عمر الدمشقي أبو الفداء ابن كثير (774هـ)، تفسير القرآن العظيم، بيروت، دار الفكر، 1401هـ، ج 11 ، ص 297
15. ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع، ص 68(1/1427)
16. نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم أبو رويم المقريء المدني أصله من أصبهان أحد الأعلام هو مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب أو حليف أخيه العباس وقيل له عدة كنى منها أبو نعيم وأشهرها أبو رويم قرأ على طائفة من تابعي أهل المدينة وقال أبو قرة موسى بن طارق سمعته يقول قرأت على سبعين من التابعين مات سنة تسع وستين ومئة رحمه الله تعالى. محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت748هـ) ،معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، تحقيق: بشار عواد معروف و شعيب الأرناؤوط وصالح مهدي عباس، بيروت، ، مؤسسة الرسالة، 1404هـ(ط1) ، ص107–111
17. عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز الإمام العلم مقرىء مكة وأحد القراء السبعة أبو معبد الكناني الداري المكي مولى عمرو ابن علقمة الكناني وثقه النسائي وعاش خمسا وسبعين سنة ولد بمكة سنة 48و مات سنة عشرين ومئة . ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء الزمان، ج2،ص41، وينظر الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج5 ،ص 318-319
18. اليحصبي عبد الله بن عامر إمام أهل الشام في القراءة عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة أبو عمران قال ابن عامر قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني توفي ابن عامر سنة ثماني عشرة ومائة . الذهبي، معرفة القراء الكبار، ص82-86
19. حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الإمام الحجة شيخ القراءة أبو عمارة التيمي مولاهم الكوفي الزيات ثقة توفي سنة ثمان وخمسين ومائة وله ثمان وسبعون سنة فيما بلغنا والصحيح وفاته في سنة ست وخمسين ومئة رحمه الله . الذهبي، سير أعلام النبلاء ،ج7 ،ص 90 -92
20. ابن مجاهد، كتاب السبعة في القراءات، ص 141 ، وينظر ابن زنجلة، حجة القراءات، ص 87(1/1428)
21. الأصمعي الإمام العلامة الحافظ حجة الأدب لسان العرب أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع البصري اللغوي الأخباري أحد الأعلام ولد سنة بضع وعشرين ومائة مات الأصمعي سنة خمس عشرة ومائتين وقال محمد ابن المثنى والبخاري سنة ست عشرة ويقال عاش ثمانيا وثمانين سنة رحمه الله . الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج10، ص175-176
22. ابن زنجلة ،حجة القراءات، ص 87
23. ينظر محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح أبو عبد الله القرطبي (ت671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: أحمد عبد العليم البردوني، القاهرة، دار الشعب، 1372هـ(ط2) ، ج1،ص195- 208 ، والبيضاوي (ت791هـ)، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، تحقيق: عبد القادر عرفات العشا حسونة، بيروت، دار الفكر، 1416هـ - 1996م ، ج1 ، ص162-164 ، وإسماعيل بن عمر الدمشقي أبو الفداء ابن كثير (774هـ)، تفسير القرآن العظيم، بيروت، دار الفكر، 1401هـ ،ج1 ،ص49 ، و أحمد بن محمد الهائم المصري شهاب الدين (815-853هـ)، التبيان في تفسير غريب القرآن، تحقيق: د.فتحي أنور الدابولي، دار الصحابة للتراث، القاهرة، 1992م (ط1) ، ج1 ،ص56 ، وابن منظور، لسان العرب، ج3 ،ص177 و ج8، ص 63 , و محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي (ت721هـ)، مختار الصحاح، تحقيق: محمود خاطر، بيروت، مكتبة لبنان ناشرون ، 1415هـ- 1995م ، ج1،ص72
24. العكبري؛ أبو البقاء صاحب الأعراب واللباب عبد الله بن الحسين بن عبد الله الشيخ الضرير النحوي الحنبلي صاحب إعراب القرآن العزيز وكتاب اللباب في النحو وله حواش على المقامات ومفصل الزمخشري وديوان المتنبي وغير ذلك وله في الحساب وغيره وكان صالحا دينا مات وقد قارب الثمانين رحمه الله وكان إماما في اللغة فقيها مناظرا (538-616هـ) . ابن كثير، البداية والنهاية، ج 13،ص 85(1/1429)
25. أبو البقاء محب الدين عبد الله بن أبي عبد الله الحسين بن أبي البقاء العكبري (538-616هـ)، التبيان في إعراب القرآن، تحقيق: علي محمد البجاوى، دار إحياء الكتب العربية ،ج1،ص 17
26. ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع، ص 74 ، وينظر ابن زنجلة ،حجة القراءات، ص 94
27. ابن مجاهد، كتاب السبعة في القراءات،ص 154
28. إن الذي أورده الإمام القرطبي رحمه الله في هذه المسالة غير صحيح فكلا القراءتين بنفس الفصاحة ولا يجوز أن نقدم قراءة على أخرى لأن كلا الوجهين مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم
29. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج1،ص311-312 ، وينظر الطبري، جامع البيان، ج1 ،ص234- 235 ،مع التنبيه إلى أنه لا يتابع في ترجيحه بين القراءات المتواترة ورد بعضها ، وينظر العكبري، التبيان في إعراب القرآن، ج1، ص31 ، والبيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل ،ج1 ،ص297- 298 ، والنسفي، تفسير النسفي، ج1،ص 38 ، و عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي (ت876هـ)، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ج 1، ص 51
30. ابن زنجلة، حجة القراءات، ص 96 ، وينظر ابن مجاهد، كتاب السبعة في القراءات، ص155
31. الطبري، جامع البيان، ج 1،ص 279 ، وينظر البغوي، معالم التنزيل ،ج1،ص72 ، و عبد الرحمن بن علي ابن محمد ابن الجوزي (508-597هـ)، زاد المسير في علم التفسير، بيروت، المكتب الإسلامي، 1404هـ(ط3)، ج1،ص79 ، والعكبري، التبيان في إعراب القرآن، ج1 ،ص 36 ، والقرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج1، ص 394 ، والبيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ج1،ص 323 ، وابن منظور،لسان العرب، ج3، ص 462
32. ابن زنجلة, حجة القراءات, ص102 ، وينظر ابن مجاهد، كتاب السبعة في القراءات، ص 162 ، و ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع، ص 83(1/1430)
33. ينظر البغوي، معالم التنزيل، ج1،ص89 ، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني (126-211هـ)، تفسير القرآن، تحقيق: د.مصطفى مسلم محمد، الرياض، مكتبة الرشد، 1410هـ (ط1) ، ج1،ص51 ، وسفيان بن سعيد ابن مسروق أبو عبد الله الثوري (ت161هـ)، تفسير سفيان الثوري، بيروت، دار الكتب العلمية، 1403هـ (ط1) ، ج1،ص47 ، وأبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي (508-597هـ)، نواسخ القرآن، بيروت، دار الكتب العلمية، 1405هـ (ط1)،ص 43
34. ينظر البغوي، معالم التنزيل، ج1 ،ص 89
35. ابن الجوزي، زاد المسير، ج 1،ص 108 , وابن كثير، تفسير القرآن العظيم ،ج 1، ص 120
36. ينظر البغوي، معالم التنزيل، ج1، ص 89 ، وابن كثير، تفسير القرآن العظيم ،ج 1 ، ص 120
37. البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ج1، ص 352
38. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 1،ص 120
39. الجوزي، نواسخ القرآن، ص 43
40. ينظر القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج2، ص 12 ، والصنعاني ،تفسير القرآن، ج1، ص 51
41. ينظر القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج2 ،ص 12
42. البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ج1، ص 352
43. الثوري، تفسير سفيان الثوري، ج1 ،ص47
44. ما بين الحاصرتين من كلام الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود راوي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(1/1431)
45. أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني (164-241هـ)، مسند الإمام أحمد بن حنبل ، مصر، مؤسسة قرطبة، ج1، ص402 ، وينظر أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (260-360هـ)، المعجم الأوسط ، تحقيق: طارق ابن عوض الله بن محمد و عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، القاهرة، دار الحرمين، 1415هـ، ج7،ص219 ، وعلي ابن أبي بكر الهيثمي (ت807هـ)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، القاهرة ، دار الريان للتراث , وبيروت ، دار الكتاب العربي، 1407هـ، ج10،ص189 ، وأبو بكر محمد بن هارون الروياني (ت307هـ)، مسند الروياني، تحقيق: أيمن علي أبو يماني، القاهرة، مؤسسة قرطبة، 1416هـ، (ط1)،ج2،ص216 ، ومحمد بن سلامة ابن جعفر أبو عبد الله القضاعي (ت454هـ)، مسند الشهاب ،تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1407هـ – 1986م، (ط2)،ج2، ص95 ، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (384-458هـ)، شعب الإيمان، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، بيروت، دار الكتب العلمية، 1410هـ، (ط1)،ج5،ص456 ، وأبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي الهمذاني (445-509هـ)، الفردوس بمأثور الخطاب، تحقيق: السعيد بن بسيوني زغلول، بيروت، دار الكتب العلمية، 1986م (ط1)،ج1،ص380 ، و أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل الشافعي العسقلاني (773-852هـ)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي ومحب الدين الخطيب، بيروت، دار المعرفة، 1379هـ، ج1 ،ص329
46. ابن زنجلة ،حجة القراءات ،ص152-153 ، وينظر ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع ،ص105 ، وابن مجاهد، كتاب السبعة في القراءات، ص 195(1/1432)
47. الطبري، جامع البيان ،ج3 ،ص152 ، وينظر ابن الجوزي، زاد المسير، ج1،ص 345 ، والنحاس، معاني القرآن،ج1،ص33، والبغوي،معالم التنزيل، ج1، ص271-273 ، والبيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل،ج1، ص585، والقرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج3،ص 428، والثعالبي،الجواهر الحسان في تفسير القرآن، ج4،ص 317- 318، والنسفي، تفسير النسفي، ج1،ص 139، والألوسي، روح المعاني، ج2، ص45
مجلة علوم انسانية السنة الرابعة: العدد 30: ايلول (سبتمبر) 2006 - 4
---
(1/1433)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جريدة الشرق الأوسط ومخالفة صريح القرآن
---
جريدة الشرق الأوسط ومخالفة صريح القرآن
---
د. أنمار
04-15-2006, 12:17 AM
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=1&issue=9999&article=358274
ما هو الحل يا أهل الفهم؟
كيف ممكن تنبيه القائمين لتصحيح هذا الخلل العظيم الذي تسرب وتغلغل؟
---
عبدالرحمن الشهري
04-15-2006, 07:30 AM
ليتك تكتب لهم بذلك يا دكتور أنمار وفقك الله .
---
د. أنمار
04-15-2006, 06:52 PM
بعثت إليهم بهذا التعليق وهو قيد المراجعة للنشر مع الموضوع، ولعلي أيضا أراسل نفس القائين على الجريدة
==============
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله.
إني لأعجب من نشر مقال مثل هذا دون أي تعقيب وكأن الأمر من المسلمات.
أقول وبالله التوفيق: هذا الكلام يتماشى مع نظرية دارون في النشوء والارتقاء، وهي من أضعف النظريات بالمقاييس العلمية، لكن لما كان الدين والاعتراف بالإله من الأمور المستنكر إدراجها في الأبحاث العلمية، ولما لم يوجد بديل إلا الاعتراف بالخالق سادت هذه النظرية الخالية من أي أساس معتبر. ومواضع الخلل فيها لا تعد ولا تحصى. فما أدراهم أن هذه أحافير مخلوقات عاشت وانقرضت كما هو حال كثير من المخلوقات كالديناصورات، ثم أننا لا نرى اليوم مخلوقا بين القرد والإنسان فلماذا توقف التطور المزعوم، وقاصمة الظهر للنظرية ما كشفه العلماء من علم الجينات ... وممكن التوسع أكثر من هذا في وقت آخر.
أما نحن معشر المسلمين فالقول بها كفر صريح يعارض القرآن الكريم وصحيح السنة
قال تعالى: ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
وفي السنة:
خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعا ...فلم يزل الخلق ينقص. رواه البخاري(1/1434)
أي أن آدم خلق على صورته التي خلقه عليها لا على صورة قرد أو إنسان مشوه بدائي.
وأنهي تعليقي لمن في قلبه إيمان بالقرآن وبالله عز وجل:
قال تعالى: ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا.
أي أن من يخوض في هذا الموضوع ويصل لنتيجة تشبه نتيجة دارون فواضح أنه من المضلين لا المهتدين.
أما النقاش العلمي فأنا مستعد للكتابة فيه إن دعى الأمر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
(1/1435)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > من الفروق بين ملفات rm و mp3
---
من الفروق بين ملفات rm و mp3
---
سامي عبدالعزيز
05-18-2006, 08:56 PM
ملفات ال mp3 صغيرة الحجم مقارنة بال wave وتتميز بجودة الصوت
ملفات ال rm يعيبها عدم جودة الصوت مقارنة بال mp3 ، لكنها صغيرة الحجم
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 08:55 PM
للرفع ....
---
(1/1436)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السجع في القرآن الكريم
---
السجع في القرآن الكريم
---
جمال حسني الشرباتي
10-31-2004, 03:10 PM
السلام عليكم
أنكر أبو بكر الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن وجود السجع في القرآن
قال الباقلاني
(ذهب اصحابناكلهم الى نفي السجع من القران--- ))
والسجع كما يقول الباقلاني(قال اهل اللغة هو موالاة الكلام على وزن واحد--- ))
ودليله هو انه لو كان في القران سجع لما كان خارجا عن معهود كلام العرب وما كان معجزا
والحقيقة انني اجد في القران سجعا ولكن ليس من معهود سجع العرب
كقوله تعالى(والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالمدبرات امرا)
ولقد وردت في القران ايتين في احداهما ذكر هارون وموسى
وفي الاخرى ذكر موسى وهارون على نفس القصة لكي يحصل التناسب مع الحرف الذي في نهاية كل مجموعة من الايات السابقة لكل منهما
(فألقى السحرة سجدا قالوا امنا برب هارون وموسى)طه67-70
(فألقىالسحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين رب موسى وهارون)الشعراء43-48
____________
---
(1/1437)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أفضل طبعات البحر المحيط ؟
---
ما أفضل طبعات البحر المحيط ؟
---
خلود
10-10-2005, 05:03 AM
ما هي أفضل طبعات تفسير "البحر المحيط"؟
---
مرهف
10-10-2005, 01:45 PM
إذا كان المراد بالبحر المحيط لأبي حيان في التفسير فعلى علمي أن أفضل طبعاته هي المصورة عن البولاقية المصرية تصوير دار إحياء التراث وما سوى غيرها من الطبعات فهي صف جديد للحروف لا يخلوا من الأخطاء وكان الكتاب يحقق كرسائل علمية لدرجة الماجستير والدكتوراه في سوريا ولكن لم يكمل
---
خلود
10-10-2005, 06:48 PM
وماذا عن طبعة دار الكتب، الواقعة في تسعة مجلدات، بتحقيق: د.زكريا الشنواني، وآخرون؟؟
---
مرهف
10-10-2005, 10:16 PM
إياك ثم إياك من طبعات دار الكتب العلمية إلا إذا كانت تصوير عن الكتب القديمة أما طبعاتها فهي من أسوأ الطبعات على ما أعلم
---
مساعد الطيار
10-11-2005, 10:20 AM
مع الأسف ، فإن هذا الكتاب العظيم لا تخلو طبعة من طبعاته من سوء ، فالبولاقية التي ذكرها أخي مرهف هي أحسن الموجود فحسب ، وإلا ففيها نقص في بعض المواطن ، وقد بدأ أحد أعضاء هيئة التدريس تحقيق الكتاب ، وصدر من جزءان فيما أعلم ، ولا أدري عن مدى جودة التحقيق .
وياليت أمثال معالي الدكتور عبد الله التركي الذي نشر مجموعة من كتب التراث ، أو اللجان العلمية ممن يعتنون به ينشطون على هذا الكتاب إخراجًا وتحقيقًا ، فهو من أنفس كتب التفسير .
---
خالد الشبل
10-11-2005, 11:44 AM
لكَم سمعنا كثرين يعملون في البحر المحيط، لكننا لم نرَ شيئًا.
المرء يحن إلى طبعته القديمة التي سهر معها لياليَ، وعلّق عليها.
يذكر المترجمون لأثير الدين قصيدة مليحة تزيد على مئة بيت، أولها:
هو العِلْمُ لا كالعلم شيءٌ يراوده ** لقد فاز باغيه وأنجَحَ قاصِدُهْ
يمدح فيها النحو، فهل أحدٌ يأتي بها؟(1/1438)
---
خلود
10-13-2005, 04:06 AM
جزاكم الله كل خير
والعجب كل العجب من بقائه دون تحقيق جيد متكامل!
فعلى الرغم من كثرة طلاب العلم الباحثين عن تراث قيم يحققونه إلا ان لا يزال على هذا المستوى
---
د.محمد الجهني
10-14-2005, 02:32 PM
نعم هذه القصيدة موجودة في الإحاطة في أخبار غرناطة وغيرها من مطولات الأثير ومنها:
هو العلم لاكالعلم شىء يراوده = لقد فاز باغيه وأنجح قاصده
وما فضل الإنسان إلابعلمه = وماامتاز إلا ثاقب الذهن واقده
وقد قصرت أعمارنا وعلومنا = يطول علينا حصرها ونكابده
وفي كلها خير ولكن أصلها = هو النحو فاحذر من جهول يعانده
به يعرف القرآن والسنة التي = هما أصل دين الله ذو أنت عابده
وناهيك من علم على مشيد = مبانيه أعزز بالذي هو شايده
لقد حاز في الدنيا فخاراً وسودداً = أبو الأسود الديلي فللجر سانده
هو استنبط العلم الذي جل قدره = وطار به للعرب ذكر نعاوده
وساد عطا نجله ابن هرمز = ويحيى ونصر ثم ميمون ماهده
وعنبسة قد كان أبرع صحبه = فقد قلدت جيد المعالي قلايده
ومازال هذا العلم تنميه سادة = جهابذة تبلى به وتعاضده
إلى أن أتى الدهر العقيم بواحد = من الأزد تنميه إليه فرايده
إمام الورى ذاك الخليل بن أحمد = أقرله بالسبق في العلم حاسده
وبالبصرة الغرا قد لاح فجره = فنارت أدانيه وضاءت أباعده
ياذكى الورى ذهناً وأصدق لهجة = إذا ظن أمراً قلت ماهو شاهده
وما أن يروى بل جميع علومه = بداية أعيت كل حبرٍ تجالده
هو الواضع الثاني الذي فاق أولا = ولاثالث في الناس تصمى قواصده
فقد كان ربانى أهل زمانه = صوم قوم راكع الليل ساجده
يقيم منه دهره في مثوبة = وثوقاً بأن الله حقاً مواعده
فعام إلى حج وعام لغزوة = فيعرفه البيت العتيق ووافده
ولم يثنه يوماً عن العلم والتقى = كواعب حسن تنثنى ونواهده
وأكثر سكناه بقفر بحيث لا = تناغيه إلا عفره وأوابده
وما قوته إلا شعير يسيغه = بماء قراح ليس تغشى موارده(1/1439)
عزوباً عن الدنيا وعن زهراتها = وشوقاً إلى المولى وما هو واعده
ولما رأى من سيبويه نجابة = وأيقن أن الحين أدناه باعده
تخيره إذ كان وارث علمه = ولا طفه حتى كأن هو والده
وعلمه شيئاً فشيئاً علومه = إلى أن بدت سيماه واشتد ساعده
فإذ ذاك وافاه من الله وعده = وراح وحيد العصر اذ جاء واحده
أتى سيبويه ناشراً لعلومه = فلولاه أضحى النحو عطلاً شواهده
وأبدى كتاباً كان فخراً وجوده = لحطان إذ كعب بن عمرو محاتده
وجمع فيه ما تفرق في الورى = فطارفه يعزى إليه وتالده
بعمرو بن عثمان بن قنبر الرضا = أطاعت عواصيه وتابت شوارده
عليك قرآن النحو نحو ابن قنبر = فآياته مشهودة وشواهده
كتاب أبي بشر فلا تلك قارياً = سواه فكل ذاهب الحسن فاقده
هم خلج بالعمل مدت فعندما = تناءت غدت تزهي وليست تشاهده
ولا تعد عما حازه إنه الفرا = وفي جوفه كل الذي أنت صائده
إذا كنت يوماً محكماً في كتابه = فإنك فينا نابه القدر ماجده
ولست تبالي إن فككت رموزه = أعضك دهر أم عرتك ثرايده
هو العضب إن تلق الهياج شهرته = وإن لاتصب حرباً فإنك غامده
تلقاه كل بالقبول وبالرضى = فذور الفهم من تبدو إليه مقاصده
ولم يعترض فيه سوى ابن طراوة = وكان طرياً لم تقادم معاهده
وجسره طعن الميرد قبله = وإن الثمالي بارد الذهن خامده
هما ماهما صارامدى الدهر ضحكة = يزيف ماقالا وتبدو مفاسده
تكون صحيح العقل حتى إذا ترى = تبارى أبا بشرٍ، إذا أنت فاسده
يقول امرؤ قد خامر الكبر رأسه = وقد ظن أن النحو سهل مقاصده
ولم يشتغل إلا بنزر مسايل من = الفقه وفي أوراقه هو راصده
وقد نال بين الناس جاهاً ورتبه = وألهاك عن نيل المعالي ولا بده
وما ذاق للآداب طعماً ولم = يبت يعنى بمنظوم ونثر يجاوده
فينكح أبكار المعاني ويبتغي لها = الكفو من لفظ بها هو عاقده
رأى سيبويه فيه بعض نكادة = وعجمة لفظ لا تحل معاقده
فقلت أتيت ما أنت أهل لفهمه = وما أنت إلا غايض الفكر راكده(1/1440)
لعمرك ماذو لحية وتسمت = وإطراق رأس والجهات تساعده
فيمشي على الأرض الهوينا كأنما = إلى الملإ الأعلى تناهت مراصده
وإبهامك الجهال أنك عالم = وأنك فرد في الوجود وزاهده
بأجلب للنحو الذي أنت هاجر = من الدرس بالليل الذي أنت هاجده
أصاح تجنب من غوى مخذل = وخذ في طريق النحو أنك راشده
لك الخير فادأب ساهراً في علومه= "فلم تشم"إلا ساهر الطرف ساهده
ولا ترج في الدنيا ثواباً فإنما = لدى الله حقاً أنت لاشك واجده
ذوو النحو في الدنيا قليل حظوظهم = وذو الجهل فيها وافر الحظ زايده
لهم أسوة فيها على لغدٍ مضى = ولم يلق في الدنيا صديقاً يساعده
مضى بعده عنها الخليل فلم = ينل كفافاً ولم يعدم حسوداً يناكده
ولاقي أبا بشرٍ سفيهها = غداة تمالت في ضلال يمادده
أتى نحو هارون يناظر شيخه = فنفحة حتى تبدت مناكده
فأطرق شيئاً ثم أبدى دوابه = بحق ولا كن أنكر الحق جاحده
وكاد على عمراً إذا صار حاكماً = وقد ما على كان عمرو يكايده
سقاه بكأس لم يفق من خمارها = وأورده الأمر الذي هو وارده
ولابن زياد شركة في مراده = ولابن رشيد بشرك للقلب رابده
هما جرعا إلى على وقنبر = أفاويق سم لم تنجد أساوده
أبكى على عمرو ولا عمر مثله = إذا مشكل أعيا وأعوز ناقده
قضى نحبه شرخ الشبيبة لم يرع = بشيب ولم تعلق بذام معاقده
لقد كان للناس اعتناء بعلمه = بشرقٍ وغربٍ تستنار فوايده
والآن فلا شخص على الأرض قارئ = كتاب أبي بشرٍ ولا هو رايده
سوى معثر بالغرب فيهم تلفت = إليه وشوق ليس يخبو مواقد
وما زال منا أهل أندلس له = جهابذ تبدى فضله وتناجده
وإني في مصر على ضعف ناصري = لناصره ما دمت حياً وعاضده
أثار أثير الغرب للنحو كامناً = وعالجه حتى تبدت قواعده
وأحيا أبو حيان ميت علومه = فأصبح علم النحو ينفق كاسده
إذا مغربي حط بالثغر رحله = تيقن أن النحو أخفاه لاحده
مبيد العدا قتلاً وقد عم شرهم = ومحي الندى فضلاً وقد رم هامده(1/1441)
منينا بقوم صدروا في مجالس = لإقراء علم ضل عنهم مراشده
لقد أخر التصدير عن مستحقه = وقدم غمر خامد الذهن جامده
وسوف يلاقي من سعى في جلوسهم = عقبى ما أكنت عقايده
علا عقله فيهم هواه فما ذرى = بأن هوى الإنسان للنار قايده
أقمنا بمصر عشرين حجة يشاهدنا = ذو أمرهم ونشاهده
فلما ننل منهم مدى الدهر طايلا = ولما نجد فيهم صديقاً نوادده
لنا سلوة فيمن سردنا حديثهم = وقد يتسلى بالذي قال سارده
أخي إن تصل يوماً وبلغت سالماً = لغرناطة فانفذ لما أنا عاهده
وقبل ثرى أرض بها حل ملكنا = وسلطاننا الشهم الجميل عوايده
---
مساعد الطيار
10-14-2005, 02:45 PM
حياك الله يا دكتور محمد الجهني ، لقد أثلج صدري خبر أخي عبد الرحمن بتسجيلكم في الملتقى ، فلقد كسبنا شاعرًا ناقدًا ، ولعله يتحفنا ببعض شعره في هذا الملتقى ، ولا نُعدم أيضًا من بحوثه العلمية ، وفوائده الدُّرِّية ، فها نحن أمام باكورة طرحه العلمي ، أسأل لله لنا ـ أعضاء الملتقى ـ وله التوفيق والسداد.
---
خالد الشبل
10-14-2005, 05:15 PM
أشكر الدكتور محمدًا على دلالتي على هذه القصيدة، وقد لحظت أن بعض أبياتها لا يستقيم، ووجدتها في نسختي من الإحاطة، تحقيق عنان، رحمه الله 3/50-56 ولا تخلو من أغلات، إلا أنها زادت عما ذكر الدكتور أبياتًا أثبِتها، مع إصلاحٍ سريع:
مبيدُ العدا قتلاً وقد عمَّ شرُّهم = ومحيي الندى فضلاً وقد رمَّ هامده
أفاض على الإسلام جوداً ونجدةً = فعزَّ مُواليه وذَلَّ معانده
وعم بها إخواننا بتحية = وخََّص بها الأستاذ لاعاش كايده
جزى الله عنا شيخنا وإمامنا = وأستاذنا الحبر الذي عم فايده
لقد أطلعت جيان أوحد عصره = فللغرب فخر أعجز الشرق خالده
مؤرخة نحوية وإمامة = محدثة جلت وصحت مسانده
وجاه عظيم من ثقيف وإنما = به استوثقت منه العرى ومساعده
وما أنسى لاأنسى سهادى ببابه = بسبقٍ وغيري نايم الليل راقده(1/1442)
فيجلو بنور العلم ظلمة جهلنا = ويفتح علماً مغلقاتٍ رصايده
وإني وإن شطت بنا غربة النوى = لشاكرُه في كل وقت وحامده
بغرناطةٍ روحي وفي مصرَ جثتي = ترى هل يثنى الفرد من هو فارده
أبا جعفر خذها قوافيَ من فتى = تتيه على غرالقوافي قصايده
يسير بلا إذن إلى الأذن حسنها = فيرتاح سَمّاعٌ لها ومناشده
غريبة شكل كم حوت من غرايب = مجيدة أصل أنتجتها أماجده
فلولاك يامولاى ما فاه مِقْوَلي = بمصر ولا حبرت ما أنا قاصده
لهذبتني حتى أحوك مُفَوّقاً = من النظم لايبلى مدى الدهر آبده
وأذكيت فكري بعد ما كان خامداً = وقُيِّدَ شعري بعد ما ند شارده
جَعَلتُ ختاماً فيه ذكرك إنه = هو المسك بل أعلى وإن عز ناشده
---
الميموني
10-18-2005, 02:18 PM
قد أخذت اختيارات أبي حيان في التفسير كرسائل دكتوراة قريبا في جامعة أم القرى
أعني دراسة اختياراته و تمت الموافقة على ذلك من قرابة سنة تقريبا
و فيه تلك المناقشات الفائقة للزمخشري و ذلك التحذير من بعض القصص و الأخبار على أنّ تلميذه السمين الحلبي لم يقصر في تلخيص ما يتعلق بالنحو و الإعراب منه في الدر المصون ...
و ما فيه من التوجيه في القراءات مثلا يصلح لدراسة مستقلة فهو يعتني بهذا و ينقل أيضا شواذ القراءات عن كتاب الثعلبي و عن المهدوي و ابن عطية ...
و مزاياه كما قلتم كثيرة.
---
مرهف
10-22-2005, 02:55 PM
على ما أعلم أن السمين الحلبي لم يثبت كونه تلميذاً لأبي حيان فهلا أفتدتمونا بالموضوع
---
(1/1443)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها
---
بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها
---
أبو صفوت
08-26-2003, 11:58 AM
بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها
1 في تفسير سورة الصف ذكر القاسمي في التنبيهات التي يذكرها قول الكيا الهراسي يحتج بقوله تعالى 0 لم تقولون مالا تفعلون ) على وجوب الوفاء بالنذر ونذر اللجاج فما معنى اللجاج وكيف يكون الوفاء به
2 .هل يجوز قول الإنسان لعمري وهل هي قسم أم لا فقد نقله القاسمي عن الزمخشري في تفسير قوله ليظهره على الدين كله فقد قال الزمخشري ولعمري لقد فعل . ولم يعقب عليها القاسمي فهل هي جائزة ؟
3 . قال القاسمي نقلا عن الشهاب في توجيه التشبيه الوارد في قوله تعالى كما قال عيسى ابن مريم فقال ( وقد جعلت الآية من الاحتباك ) فما معنى الاحتباك
4 . في تفسير سورة الجمعة في قوله تعالى ( انفضوا إليها ) قال القاسمس\ي وإنما أوثر ضميرها - أي التجارة فقال إليها - لأنها الأهم المقصود فهل لو كانت هي الأهم المقصود كان الأولى أن تعاد بلفظها أم الأولى أن يؤثر ضميرها
---
(1/1444)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رسالة دكتوراه عن لطائف الإشارات للإمام القشيري
---
رسالة دكتوراه عن لطائف الإشارات للإمام القشيري
---
د.عبدالمجيد إحدادن
09-01-2005, 12:32 AM
نوقشت هذه الرسالة في جامعة السُّوربون يوم7/05/1426 الموافق لـ 14 / 06 / 2005 ونال صاحبها بعد مناقشة دامت قرابة الثلاث ساعات درجة الشرف الأولى مع تهاني اللجنة (Très honorable avec Félicitations).
الرسالة تناولت بالدراسة لطائف الإشارات لأبي القاسم عبد الكريم القشيري (ت. 465/1072) والذي يمكن اعتباره أول تفسير صوفي كامل وصلنا. طُبع هذا التفسير الإشاري في مصر سنة 1969 بتحقيق الدكتور إبراهيم بسيوني وطبع بعد ذلك عدة مرات. التفسير يتكون من ثلاثة مجلدات (أكثر من 2000 صفحة).
تنقسم الرسالة إلى خمسة أبواب.
الباب الأول : يهتم الفصل الأول منه بحياة الإمام القشيري مع عرض الأوضاع التاريخية والثقافية والدينية التي رافقت مسيرته. وتطرق الفصل الثاني بشيء من التفصيل إلى مؤلفات القشيري ،التي منها ما طبع و منها ما يزال مخطوطا و منها ما فُقد. مجاله المفضل هو التصوف و التفسير و العقيدة. الفصل الثالث تعرض لتأثير القشيري في ميدان التصوف والحديث وبصفة خاصة التفسير.(1/1445)
الباب الثاني يتطرق إلى مصادر القشيري في ميدان التفسير لأن ما يثير انتباه قارئ هذا المؤلَّف الكبير للوهلة الأولى هو انعدام ذكر أسماء المصادر التي اعتمدها الإمام في تفسيره وهذه المنهجية تختلف تماما عن التي ارتضاها عند تأليف رسالته المشهورة. انطلاقا من فرضية مفادها أن أبا عبد الرحمن السلمي كان له التأثير الكبير على الإمام القشيري، قمنا بمقارنة محتوى لطائف الإشارات مع تفسير السلمي المعروف بحقائق التفسير وزيادات حقائق التفسير وطبقات الصوفية. وكذلك استعنَّا بالرسالة القشيرية وحلية الأولياء لإبي نعيم الإصفهاني. النتيجة كانت مرضية لأننا خَلَصنا بعد هذه الدراسة إلى وضع الأسماء على المئات من النصوص الواردة في لطائف الإشارات.
الباب الثالث اهتم بأنواع التفسير ومناهجه كمقدمة لفهم التفسير الصوفي والظروف التاريخية لنشأته. هذا البحث ركز كذلك على مناقشة الأدلة الشرعية من القرآن والسنة التي يستند عليها الصوفية لتبرير منهجهم التفسيري. بعد ذلك عرضنا لأهم خصائص التفسير الصوفي للقرآن، طرقه ووسائله ولغته. في الأخير، ذكرنا موقف ثلاثة من العلماء من التفسير الصوفي وهم : الإمام ابن تيمية والغزالي وابن عاشور من المعاصرين صاحب التحرير والتنوير.
الباب الرابع خُصِّص لتحليل موضوعي لِلَطائف الإشارات. هذه المواضيع هي :
اللغة والشعر: هذا المبحث حاول فهم طريقة القشيري في استعمال دراسة أصول الكلمات (etymology) للوصول إلى استخلاص معنى روحي لها وكذلك كيفية استعمال الشعر المعبِّر عن الحب العذري للإفصاح عن تجارب الحب الإلهي.
الحروف المقطعة والبسملة: وهذا الفصل ركز على المعاني الروحية التي يستدعيها سماع هذه الحروف وخاصة البسملة، لأن القشيري يعطي دائما تفسيرا إشاريا لها بحجة اعتبارها آية مستقلة في جميع السور القرآنية (عدا التوبة).(1/1446)
المباحث التاريخية : وقد اهتم هذا الفصل بالقصص القرآني والأنبياء وبصفة خاصة نظرة القشيري للنبي محمد (ص). كما تعرض هذا الفصل لظاهرة غياب أو قلة أدوات التفسير التقليدي في لطائف الإشارات مثل: أسباب النزول والإسرائيليات والأحاديث الشريفة.
العبادات : وهذا الفصل أخذ بالتحليل الأبعاد الروحية لأركان الإسلام من الصلاة والزكاة والصوم والحج. وتناول أيضا المنهج الإشاري في تفسير بعض آيات الأحكام مثل : الطلاق والميراث والأطعمة المحرمة والجهاد.
العقيدة : وهذا أطول الفصول في هذا الباب.وقد تناول بشيء من التفصيل المواقف الكلامية للإمام القشيري كما وردت في لطائف الإشارات والتي تخص الأسماء والصفات والقدر وخلق الأفعال ومصير مرتكب الكبائر ورؤية الله يوم القيامة، الخ... وهذه المواقف لا تبتعد عن مواقف المدرسة الأشعرية التي ينتمي إليها القشيري ودافع عنها بشدة طول حياته. ويظهر من هذه الدراسة كذلك تأثير ابن فورك والإسفرائيني على تلميذهما القشيري في ميدان العقيدة.
الباب الخامس والأخير تناول بالتحليل عددا من المصطلحات الصوفية وكذلك استعمال اللغة الرمزية في تفسير الأمثال القرآنية والظواهر الطبيعية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم. أما المصطلحات الصوفية فقد حرصنا أن نبين في البداية المعنى اللغوي والسياق القرآني الذي ذكرت فيه هذه الكلمات أو العبارات والتي تحولت فيما بعد إلى مصطلحات صوفية. حاولنا أن نفهم كيف ينتقل الصوفي المفسر من سياق قرآني لا علاقة له بالتصوف إلى كلمة أو عبارة لها صبغة روحية يتمكن من خلالها من التعبير عن تجاربه الروحية العميقة والفردية. وقد قمنا في هذا الفصل بوضع كشاف (index) شامل لكل المصطلحات الصوفية المذكورة في لطائف الإشارات مع ذكر جميع أرقام الآيات التي جاء في تفسيرها هذه المصطلحات.(1/1447)
فيما يخص اللغة الرمزية، فقد كان الهدف هو بيان أهمية الرموز في التفسير الإشاري. بعبارة أخرى، كيف يتمكن الصوفي من تحويل المرئي (الليل ، القمر ، الرياح...الخ) والمقروء (الآيات القرآنية مثلا) إلى رموز تشير إلى تجارب روحية. فمنازل القمر مثلا تشير عند القشيري إلى انتقال المريد من مقام روحي إلى آخر وهو ما يعبر عنه المتصوفة بالتلوين وضده التمكين. أما الرياح فإنها تشير إلى الرجاء الذي يسبق العطاء الإلهي كما تسبق الرياح المطر...
الدكتور عبد المجيد إحدّادن
abdelmadjidfr@yahoo.fr
---
عبدالرحمن الشهري
09-01-2005, 10:59 AM
مرحباً بكم يا دكتور عبدالمجيد في هذا الملتقى العلمي الذي يسعد بأمثالكم من طلاب العلم المتخصصين ، والذين يزكو العلم ويتغازر بمناقشتهم والتباحث معهم.
وبالنسبة لتفسير لطائف الإشارات للقشيري ، فقد درست الشواهد الشعرية فيه ، ولعلي أورد هنا في مشاركة لاحقة ما كتبته حوله لأتباحث معكم فيه ولك جزيل الشكر مقدماً.
---
(1/1448)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لماذا لا يساهم موقعنا المبارك في تقديم تفسير ميسر لجماهير المسلمين !
---
لماذا لا يساهم موقعنا المبارك في تقديم تفسير ميسر لجماهير المسلمين !
---
أبو محمد أشرف
03-27-2004, 06:14 AM
لماذا لا يساهم موقعنا في تقديم تيسير لتفسير القرآن لجماهير المسلمين ممن يصعب عليهم القراءة في كتب التفسير التراثية والمعاصرة !!
فالشباب والفتيان والنساء والأطفال والشيوخ يشتكون باستمرار من أنهم لايستطيعون القراءة في كتب التفسير المطولة ، وأيضا المختصرة إلى حد الألغاز !!
ولاسيما بالنسبة للمدارس وطلبة وطالبات الجامعات ممن ليس لهم نصيب من العلوم الشرعية !!
مع مراعاة كثرة الإنشغالات المعاصرة في هذا العصر !!
ولا أستطيع أن أحصي الشكوى المُرّة في هذا الأمر مما أعرفه في هذا الشأن !
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " يسروا ولا تعسروا " يشير إلى أننا ينبغي أن نيسر على المسلمين وأن نأخذ بأيدهم إلى مافيه صلاحهم وفلاحهم .
ومن صور التيسير : أن نيسرلهم تلاوة القرآن ، وأن نعرفهم بتفسيره ومعانيه بيسر وسهولة ليتدبروه ويعملوا بما فيه ، لا سيما عند إقبالهم على تلاوته في شهر رمضان ، وفي وردهم اليومي !!
فنحن بحاجة ماسة لتفاسير ميسرة تقدم للملايين من المسلمين المساكين الذين لايجدون هذه النوعية .
فالتفاسير الموجودة في هذا الباب لا تكفي لسد حاجة الناس !
مع العوائق التي تحول دون انتشارها مثل حقوق الطبع وغلاء الأسعار وسوء الطباعة !!
والذي أنصح به ، مما ينبغي أن يراعى في تصنيف (( تيسير التفسير )) في رأيي القاصر :
1- الاقتصار على الراجح من الأقوال .
2- سهولة العبارة وعدم الإطالة .
3- تضمين التفسير : عقيدة أهل السنة والجماعة عند الكلام عند آيات الصفات وغيرها مما يلزم المكلف معرفته من أمور الاعتقاد(1/1449)
4- تضمين التفسير : لملخص للأحكام الفقهية ، عند الكلام على آيات الأحكام .
5- تضمين التفسير : التحذير من فرق الضلال ومن بدعهم .
6- لايزيد التفسير عن مجلد واحد .
7- أن يترجم لجميع اللغات .
8- أن تكون حقوق الطبع غير محفوظة ولكل مسلم حق الطبع ؛ بشرط التصوير على النسخة المطبوعة الأولى ودون تغيير .
وهذا من أهم الأمور التي تساعد على انتشاره بين الناس .
ولاشك أن موقعنا المبارك خير من يقوم بهذه المهمة العظيمة وفق خطة منظمة تعود بالنفع على المسلمين .
والأمر سهل ميسور بإذن الله ، فهو سبحانه خير معين للمخلصين الصادقين .
---
أحمد البريدي
03-27-2004, 07:27 AM
وعليكم السلام وحياك الله ابا محمد :
إن طلبك وجيه ومنطقي , وقد توفر بحمد الله في كتاب : التفسير الميسر والذي قام على تأليفه مجموعة من المتخصصين , بإشراف الشيخ د عبد الله التركي أمين رابطة العالم الإسلامي .
---
أبو محمد أشرف
03-27-2004, 03:05 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب أحمد البريدي حفظه الله
قولك " وقد توفر بحمد الله في كتاب : التفسير الميسر .. " كنت أتوقع أن يرد به علي !
وهنا أتساءل :
هل هذا التفسير متوفر في أيدي الناس اليوم ؟ وما حجم انتشاره ؟
ادخل المكتبات وسترى بنفسك صدق كلامي !
وحتى على الانترنت يصعب البحث عنه وفيه !
وإذا كان هذا التفسير يتوفر فيه ماتمنيت فما المانع أن يكون هناك أكثر من تفسير للحاجة الشديدة إلى ذلك ؟
لاسيما وأن ماأطلبه بشدة هو : أن يتاح لجميع دور النشر التصوير عليه لكي ينتشر بين الناس ؛ لأن مسألة حقوق الطبع تحول دون انتشاره بالصورة التي ننشدها .
أخي الفاضل : خذ مثلا مصر عندنا كمثال :
يقبل الناس على شراء التفاسير بنهم في معارض الكتب وفي شهر رمضان !
فيسألون عن تفسير ميسر لكي يقرؤا فيه ؛ فيقدم لهم تفسير ابن كثير فيشتكون من أنهم لايستطيعون مواصلة القراءة فيه فينصرفون عن القراءة(1/1450)
فيقدم لهم صقوة التفاسير أو مختصر تفسير ابن كثير كلاهما للصابوني .
وكلا منهما يقع في ثلاث مجلدات مع مايؤخذ على الصابوني من بعض الأخطاء في تعليقاته الخاطئة في الاعتقاد!!
فإذا طلبوا تفسيرا في مجلد واحد قدم لهم تفسير الجلالين . فيشتكون بشدة من أنه لايسعفهم في مواصلة الفهم .
وفي الآونة الأخيرة انتشر تفسير العلامة السعدي تيسير الكريم الرحمن بصورة كبيرة ولكن لايستفيد منه الناس لصغر حجم الخط الذي طبع به الكتاب .
وأنا ضد نشر هذه الطبعة دقيقة الخط !!
وإذا أراد أحدهم أن يشتري الطبعة التي بحرف كبير وتقع في أربع مجلدات وجدها مرتفعة الثمن جدا .
أخي الكريم : ما أتمناه هو نشر هذا التفسير على نطاق واسع كما انتشر مصحف الملك فهد بين الناس في كل أنحاء الدنيا وأن يراعى في ذلك أن لايحتفظ أحد بحقوق الطبع حتى نيسر للناس فهم معاني القرآن .
والله الموفق .
---
الغرنوق
03-29-2004, 12:41 AM
السلام عليكم
وأن كانت المشاركه ليس لها علاقه بكتب التفسير لكن لها وجه شبه من حيث عدم اعطاء العلم حقه
فكثيرا مانسمع عن دروس علميه تقام في علوم الفقه والحديث والعقيده ولله الحمد بخلاف التفسير
ووالله الذي لا اله الا هو لقد درسني أستاذ أشعرني بأهمية هذا العلم وكان يشرح بأسلوب شيق حتى تمنيت أن يشرح لي القران كله
---
أحمد البريدي
03-29-2004, 10:57 PM
اتفق معك ابا محمد على عدم توفره الآن في الأسواق , وإلا كان يوزع في السابق مجاناً , وإن العمل على إعادة طبعه أهون بكثير من البدء في مشروع جديد , خاصة وقد بذل فيه جهد طيب كما يعلم ذلك من اطلع عليه , وشكر الله لك حرصك واتمنى تحقق طلبك .
---
(1/1451)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > الكاسبر لايعمل معي الآن،هل انتهت صلاحيته؟!
---
الكاسبر لايعمل معي الآن،هل انتهت صلاحيته؟!
---
أبو صالح التميمي
12-24-2006, 07:52 AM
ماالعمل ياأخ سامي؟
---
سامي عبدالعزيز
12-25-2006, 03:18 PM
أنا الآن تركت الكاسبر بسبب أن رقم التسجيل تم كشفه من قبل الشركة ، ويسر الله أن أبحث عن رقم جديد
---
(1/1452)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آية الزينة ودلالتها في شكل الحجاب
---
آية الزينة ودلالتها في شكل الحجاب
---
الأزهري الأصلي
09-08-2005, 05:07 PM
الحمد لله والصلاة والسلام علي أشرف خلق الله سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن والاه إلى يوم الدين وبعد:
فهذا موضوع علمي بحت قابل للنقاش العلمي فقط مع الإخوة الأفاضل في أكثر المنتديات على الشبكة أدبا -من وجهة نظري- وهو هذا الملتقى.
وسيكون النقاش حول قوله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" وهي الآية التي اصطلح على تسميتها بآية الزينة.
وستشمل مشاركتي هذه على تفسير الصحابة والتابعين ومن بعدهم (ما كان صحيحا منها فقط) لهذه الآية وأقوال المفسرين أيضا دون المعاصرين منهم لأنهم -في معظمهم- ناقلين ما ورد لهم-.
والآن نشرع فيما بدأنا فيه.
أولا: ما جاء عن الصحابة -عليهم الرضوان-:
*** ما جاء في أن الاستثناء راجع للوجه والكفين أو زينتهما:
1- ما جاء عن سيدنا عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-:
قال ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (3\546) :
حدثنا زياد بن الربيع، عن صالح الدهان، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس:
(ولا يبدين زينتهن) قال : الكف ورقعة الوجه.
وقد أخرجه أيضا عبد بن حميد وابن أبي حاتم كما ذكر السيوطي في الدر المنثور.
قال الشيخ الألباني في كتابه الرد المفحم:
وهذا إسناد صحيح، لا يضعفه إلا جاهل أو مُغرض، فإن رجاله ثقات ، فأبدأ بشيخ ابن أبي شيبة زياد بن الربيع، فهو ثقة دون أي خلاف يذكر ، وقد احتج به البخاري في "صحيحه".
وصالح الدهان ثقة أيضاً، كما قال ابن معين. وقال احمد في "العلل" (2/33):
" ليس به بأس ".
وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/457).(1/1453)
وأما جابر بن زيد –وهو أبو الشعثاء الأزدي-فهو أشهر من أن يذكر ، ومن ثقات التابعين المشهورين بالأخذ عن ابن عباس، وخرَّج له الشيخان، وشهد له ابن عباس بأنه من العلماء بكتاب الله .انتهى كلامه.
قلت (الأزهري الأصلي):
وقد كتم هذا الأثر كل من تكلموا عن وجوب النقاب كالشيخ التويجري والشيخ المقدم والشيخ العدوي والسندي غيرهم.
وهذا الأثر لا يستطيع أي شخص أن يضعفه.
2- ما جاء عن سيدنا عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-:
قال ابن أبي شيبة في ((المصنف)) ( 3\546) :
حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا هشام بن الغاز، قال : حدثنا نافع، قال ابن عمر: الزينة الظاهرة : الوجه والكفان.
ورواه أيضا يحي بن معين كما في (الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين برواية المروزي عنه) ص 90 رقم (14) قال ابن معين ثنا يحيى بن يمان ثنا هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر قال : الكف والوجه.
قلت:
وهذا إسناد ظاهر الصحة صححه ابن حزم في المحلى والألباني في الرد المفحم.
3- ما جاء عن أمنا عائشة -رضي الله عنها-:
ذكر السيوطي في الدر المنثور:
أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي في سننه، عن عائشة رضي الله عنها: أنها سئلت عن الزينة الظاهرة فقالت: القلب والَفَتخ، وضمت طرف كمها.
وأعلى هذه الأسانيد فيما أعرف سند ابن أبي شيبة حيث قال:
حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن أم شبيب عن عائشة به.
وتابع وكيع (وهو لا يحتاج لمتابعة) عند البيهقي روح وهو بن عبادة وهو ثقة مصنف.
وهذا السند سند لا مطعن فيه:
فحماد بن سلمة إمام ثقة تغير حفظه بآخره ولا مخالف له هنا.
وأم شبيب صحابية راوية عن عائشة ذكرها ابن سعد في الطبقات في طبقات البدريين من الأنصار وذكرها أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة.
وقد صحح هذا الأثر ابن حزم في المحلى.
4- ما جاء عن سيدنا أبي هريرة -رضي الله عنه-:
جاء في التمهيد لابن عبد البر:(1/1454)
وقد روى عن أبي هريرة في قوله تعالى ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها قال القلب والفتخة رواه ابن وهب عن جرير بن حازم قال حدثني قيس بن سعد أن أبا هريرة كان يقول فذكره قال جرير بن حازم القلب السوار والفتخة الخاتم.
قلت (الأزهري الأصلي):
وابن وهب هو العلامة صاحب رواية الموطأ التي قال فيها العلامة الخليلى : ثقة متفق عليه ، و موطأه يزيد على كل من روى عن مالك . اهـ .
وسنده صحيح إلى أبي هريرة -رضي الله عنه- وهو على شرط مسلم -رحمه الله-.
***ما جاء في أن الاستثناء راجع للثياب:
أثر وحيد عن سيدنا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-:
أخرج ابن جرير -وغيره- في تفسيره (18\92) من طريق : شعبة ، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، من عبد الله ، قال: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الثياب.
وهذا إسناد صحيح لا مطعن فيه إلا ما جاء في تدليس أبي إسحاق ولكنه من رواية شعبة عنه، وشعبة لا يروي عن شيوخه الذين وصفوا بالتدليس إلا ما ثبت له أنهم سمعوه.
وبهذا نكون قد انتيهنا من إيراد الآثار الواردة عن الصحابة -الصحيح منها فقط- وذكرنا أن ممن قالوا بأن الاستثناء الوارد في الآية راجع إلى جواز إبداء الوجه والكفين أو زينتهما: سيدنا عبد الله بن عباس وأمنا عائشة وسيدنا عبد الله بن عمر وسيدنا أبا هريرة -رضي الله عن الجميع-.
وممن قالوا بأن الاستثناء عائد على الثياب: سيدنا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.
يتبع.
---
الأزهري الأصلي
09-08-2005, 05:12 PM
ثانيا: ما جاء عن التابعين ومن بعدهم من السلف -عليهم الرضوان-:
*** ما ورد عن التابعين في أن المستثنى هو الوجه وزينته والكف وزينتها:
1-عطاء بن أبي رباح -رحمه الله-:
أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن هشام بن الغاز قال: سمعت عطاء يقول: الزينة الظاهرة الخضاب والكحل.
,وأخرج الطبري بسند صحيح عن عطاء أنه قال في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها": الكفان والوجه.(1/1455)
2-قتادة بن دعامة -رحمه الله-:
أخرج عبد الرزاق في تفسيره بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها": المسكتان والكحل.
ورواه من طريقه ابن جرير في تفسيره بسند صحيح عنه.
,وأخرج الطبري في التفسير بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها": الكحل والسواران والخاتم.
3-عبد الرحمن الأوزاعي -رحمه الله-:
أخرج الطبري في تفسيره بسند حسن أن الأوزاعي سئل عن قوله تعالى "إلا ما ظهر منها" قال: الكفين والوجه.
4-عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -رحمه الله-:
أخرج الطبري في تفسيره بسند صحيح عنه أنه قال في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها" من الزينة الكحل، والخضاب والخاتم؛ هكذا كانوا يقولون وهذا يراه الناس.
وابن زيد بن اسلم وإن كان ضعيفا في روايته عن غيره كما هو معلوم إلا أنه صاحب تفسير كما قال الذهبي وصالح في نفسه كما قال أبو حاتم وهذا رأيه.
5-الحسن البصري -رحمه الله-:
أخرج ابن أبي الدنيا في العيال بسند صحيح عن الحسن قال: ما ظهر منها الوجه والثياب.
,وأخرج الطبري بسندين صحيحين عن الحسن أنه قال: الوجه والثياب.
والسند الأول لا خلاف فيه وقد احبننا أن نذكر السند الثاني فقد يتهور عليه بعض المتطفلين:
قال الطبري:حدثنا ابن بشار (وهو ثقة روى له الجماعة)، قال ثنا ابن أبي عدي (ثقة روى له الجماعة وشذ أبو حاتم في الحكم عليه)، وعبد الأعلى (وهو ابن عبد الأعلى وهو ثقة)، عن سعيد (هو ابن أبي عروبة ثقة معروف)، عن قتادة (وهو ثقة ربما دلس إلا أنه أعلم أصحاب الحسن كما قال أبو زرعة وأكبرهم كما قال أبو حاتم) ، عن الحسن، في قوله: {ولا تبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال: الوجه والثياب.
وهذا سند صحيح.
6-الشعبي -رحمه الله-:
أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الشعبي قال في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها": الكحل والثياب.
7-مكحول -رحمه الله-:
أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح أن مكحول قال: الزينة الظاهرة الوجه والكفان.(1/1456)
8-عكرمة -رحمه الله-:
أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن عكرمة قال: "ما ظهر منها" قال: الوجه وثغرة النحر.
,وفي جزء يحيى بن معين بسند صحيح عن عكرمة في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها" قال: ثيابها وكحلها وخضابها.
***وقد وقفت على آثار أخرى لا تصح في هذا الرأي عن مجاهد (وقد وهم بعضهم في تصحيحه ولم ينتبه لعلته) ,وسعيد بن جبير ,والضحاك وغيرهم ولكن كل هذا لا يصح عنهم.
*** ما ورد عن التابعين في أن المستثنى هو الثياب:
1- إبراهيم النخعي -رحمه الله-:
جاء في تفسير الإمام سفيان الثوري بسند صحيح عن إبراهيم النخعي في قوله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" قال: هو ما فوق الذراع.
,وفي مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح عن إبراهيم قال: الثياب.
,وفي تفسير الطبري بسند صحيح عن إبراهيم قال: الثياب.
2-عبيدة السلماني -رحمه الله-:
في جزء يحيى بن معين بسند صحيح عن محمد بن سيرين عن عبيدة "ولا يبدين زينتهن غلا ما ظهر منها" قال: الثياب.
3-أبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي -رحمه الله-:
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح عنه في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها" قال: الثياب.
4-أبو إسحاق السبيعي -رحمه الله-:
رواه ابن جرير [التفسير 17/257] بسنده: عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: {إلا ما ظهر منها}، قال: الثياب.
قال أبو إسحاق: "ألا ترى أنه قال: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}".
وهذا سند فيه تدليس أبي إسحاق وليس من رواية شعبة عنه فهذا السند ضعيف.
وإن كان الشاهد هو رأي أبي إسحاق الموافق لتفسير ابن مسعود -رضي الله عنه-.
هذا معظم ما صح ولم نقف على شئ صحيح غير هذا .
***وما ادعاه البعض من أنه ورد عن الحسن فهذا لم يصح عنه فإن في سنده مجهول وهو مخرج عند الطبري في التفسير وفوق هذا فقد صح عنه أن المستثنى هو الوجه والثياب وسيأتي.(1/1457)
وما ورد عن ابن سيرين فهو في غير هذه الآية وسيأتي كما أنه يروي عن غيره ولا يلزم أن يكون هذا رأيه كما هو معروف.
وأما ورد عن أبي الجوزاء لم نجد له أثر ولا سند فهل يدلنا أحد على سنده؟!!
***بعد ان أوردنا أقوال الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم- في الآية وأنهم على رأيين نلخص ما سبق:
أولا:
رأي جمهورهم على جواز إبداء الوجه والكفين زينتهما وهو رأي:
من الصحابة:
عبد الله بن عباس -عبد الله بن عمر -عائشة -أبو هريرة رضي الله عنهم.
ومن التابعين:
عطاء بن أبي رباح- قتادة بن دعامة -الأوزاعي-عبد الرحمن بن زيد بن أسلم-الحسن البصري -الشعبي- مكحول -وكيع رحمهم الله تعالى.
وقد أورد الحافظ ابن كثير أثرا رواه مالك عن الزهري ولم أقف على سنده وهناك أثران آخران أشار إليهما ابن كثير وغيره عن أبي الشعثاء وعن إبراهيم النخعي لم أقف على سندهما أيضا.
ثانيا:
رأي الآخرين على عدم جواز ما سبق وأن المقصود بالمستثنى هو الثياب:
من الصحابة:
عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.
ومن التابعين:
إبراهيم النخعي -عبيدة السلماني-أبو الأحوص- أبو إسحاق السبيعي.رحمهم الله تعالى.
وهناك أثر عن أبي الجوزاء أشار إليه ابن كثير وغيره ولم أقف له على سند.
وسنبدأ من المشاركة القادمة في إيراد أقوال المفسرين -رحمهم الله- في هذه الآية.
***ملحوظة: لم نراع الترتيب فيما ذكرنا بأي حال فنأسف على هذا.
والله تعالى أعلى وأعلم.
---
الأزهري الأصلي
09-08-2005, 05:17 PM
بسم الله:
نشرع الآن في ذكر أقوال المفسرين لهذه الآية:
أولا: رأي من أجاز للمرأة أن تبدي وجهها وكفيها:
1- الطبري في تفسيره "جامع البيان":
بعد أن حكى الطبري الخلاف قال:(1/1458)
(( وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : عنى بذلك الوجه والكفين، يدخل في ذلك ـ إذا كان كذلك ـ الكحل والخاتم والسوار والخضاب، وإنما قلنا : ذلك أولى الأقوال في ذلك بالتأويل، لاجتماع الجميع على أن علىكل مصلٍّ أن يستر عورته في صلاته، وأن للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها في صلاتها، وأن عليها أن تستر ماعدا ذلك من بدنها، إلا ما روي عن النبي e أنه أباح لها أن تبدي من ذراعها قدر النصف، فإذا كان ذلك من جميعهم إجماعاً، كان معلوماً بذلك أن لها أن تبدي من بدنها ما لم يكن عورة كما ذلك للرجال، لأن ما لم يكن عورة فغير حرام إظهاره ، وإذا كان لها إظهار ذلك؛ كان معلوماً أنه مما استثنى الله تعالى ذكره بقوله: {إلا ما ظهر منها } [ النور :31 ]، لأن كل ذلك ظاهر منها )) .
2- ويؤيده أيضاً ما في (( تفسير القرطبي )) "الجامع لأحكام القرآن" :
(( وقال ابن عطية : ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بأن لا تبدي، وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن، ونحو ذلك فـ{ ما ظهر } على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه )) .
قال القرطبي :
(( قلت : هذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما عادة وعبادة، وذلك في الصلاة والحج، فيصلح أن يكون الاستثناء راجعاً إليهما، يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها : أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما دخلت عل رسول الله e وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله e ، وقال لها : يا أسماء ! إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرَى منها إلا هذا، وأشار إلى وجهه وكفيه، فهذا أقوى في جانب الاحتياط ولمراعاة فساد الناس، فلا تبدي المرأة من زينتها إلا ما ظهر من وجهها وكفيها، والله الموفق لا رب سواه )) .
3-البغوي في تفسيره "معالم التنزيل":(1/1459)
واختلف أهل العلم في هذه الزينة الظاهرة التي استثناها الله تعالى قال سعيد بن جبير والضحاك والأوزاعي هو الوجه والكفان وقال ابن مسعود هي الثياب بدليل قوله تعالى ( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) وأراد بها الثياب وقال الحسن الوجه والثياب وقال ابن عباس الكحل والخاتم والخضاب في الكف فما كان من الزينة الظاهرة جاز للرجل الأجنبي النظر إليه إذا لم يخف فتنة وشهوة فإن خاف شيئا منها غض البصر وإنما رخص في هذا القدر أن تبديه المرأة من بدنها لأنه ليس بعورة وتؤمر بكشفه في الصلاة وسائر بدنها عورة يلزمها ستره.
4- الزمخشري في "الكشاف":
الزينة : ما تزينت به المرأة من حلي أو كحل أو خضاب فما كان ظاهراً منها كالخاتم والفتخة والكحل والخضاب فلا بأس بإبدائه للأجانب وما خفي منها كالسوار والخلخال والدملج والقلادة والإكليل والوشاح والقرط فلا تبديه إلا لهؤلاء المذكورين .
وذكر الزينة دون مواقعها : للمبالغة في الأمر بالتصون والتستر لأن هذه الزين واقعة على مواضع من الجسد لا يحل النظر إليها لغير هؤلاء وهي الذراع والساق والعضد والعنق والرأس والصدر والأذن فنهى عن إبداء الزين نفسها . ليعلم أن النظر إذا لم يحل إليها لملابستها تلك المواقع - بدليل أن النظر إليها غير ملابسة لها لا مقال في حله - كان النظر إلى المواقع أنفسها متمكناً في الحظر ثابت القدم في الحرمة شاهداً على أن النساء حقهن أن يحتطن في سترها ويتقين الله في الكشف عنها . فإن قلت : ما تقول في القراميل هل يحل نظر هؤلاء إليها؟
قلت : نعم .
فإن قلت : أليس موقعها الظهر ولا يحل لهم النظر إلى ظهرها وبطنها وربما ورد الشعر فوقعت القراميل على ما يحاذي ما تحت السرة(1/1460)
قلت : الأمر كما قلت ولكن أمر القراميل خلاف أمر سائر الحلي لأنه لا يقع إلا فوق اللباس ويجوز النظر إلى الثوب الواقع على الظهر والبطن للأجانب فضلاً عن هؤلاء . إلا إذا كان يصف لرقته فلا يحل النظر إليه فلا يحل النظر إلى القراميل واقعة عليه . فإن قلت : ما المراد بموقع الزينة ذلك العضو كله أم المقدار الذي تلبسه الزينة منه قلت : الصحيح أنه العضو كله كما فسرت مواقع الزينة الخفية وكذلك مواقع الزينة الظاهرة : الوجه موقع الكحل في عينيه والخضاب بالوسمة في حاجبيه وشاربيه والغمرة في خديه والكف والقدم موقعا الخاتم والفتحة والخضاب بالحناء . فإن قلت : لم سومح مطلقاً في الزينة الظاهرة قلت : لأن سترها فيه حرج فإن المرأة لا تجد بداً من مزواولة الأشياء بيديها ومن الحاجة إلى كشف وجهها خصوصاً في الشهادة والمحاكمة والنكاح وتضطر إلى المشي في الطرقات وظهرو قدميها وخاصة الفقيرات منهن وهذا معنى قوله :
( إلا ما ظهر منها ) يعني إلا ما جرت العادة والجبلة على ظهوره والأصل فيه الظهور.
5- قال أبو بكر الجصاص رحمه الله في ( أحكام القرآن ) ( 3/316 ) :
( وقول ابن مسعود في أن ( مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) هو الثياب؛ لا معنى له؛ لأنه معلوم أنه ذكر الزينة ، والمراد العضو الذي عليه الزينة ، ألا ترى أن سائر ما تتزين به من الحلي والقُلب والخلخال والقلادة يجوز أن تظهرها للرجال إذا لم تكن هي لابستها ، فعلمنا أن المراد مواضع الزينة ، كما قال في نسق الآية بعد هذا: ( ولا يُبْدِيْنَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ ) ، والمراد موضع الزينة ، فتأويلها على الثياب لا معنى له ، إذ كان مما يرى الثياب عليها دون شيء من بدنها كما يراها إذا لم تكن لابستها ) .
6-الواحدي في تفسيره "الوجيز":(1/1461)
( ولا يبدين زينتهن ) يعني الخلخالين والقرطين والقلائد والدماليج ونحوها مما يخفى ، ( إلا ما ظهر منها ) وهو الثياب والكحل والخاتم والخضاب والسوار فلا يجوز للمرأة أن تظهر إلا وجهها ويديها إلى نصف الذراع .
7- في تفسير السمعاني :
على هذا يجوز النظر إلى وجه المرأة وكفيها من غير شهوة ، وإن خاف الشهوة غض البصر ، واعلم أن الزينة زينتان : زينة ظاهرة ، زينة باطنة، فالزينة الظاهرة هي الكحل والفتخة والخضاب إذا كان في الكف ، وأما الخضاب في القدم فهو الزينة الباطنية ، وأما السوار في اليد ، فعن عائشة أنه من الزينة الظاهرة ، والأصح أنه من الزينة الباطنة ، وهو قول أكثر أهل العلم ، وأما الدملج [والمخنقة] والقلادة ، وما أشبه ذلك فهو من الزينة الباطنة ، فما كان من الزينة الظاهرة يجوز للأجنبي النظر إليه من غير شهوة ، وما كان من الزينة الباطنة لا يجوز للأجنبي النظر إليها ، وأما الزوج ينظر ويتلذذ ، وأما المحارم ينظرون من غير تلذذ .
8- رأي السمرقندي في تفسيره "بحر العلوم":
والنظر إلى النساء على أربع مراتب:
في وجه يجوز النظر إلى جميع أعضائها وهي النظر إلى زوجته وأمته
وفي وجه يجوز النظر إلى الوجه والكفين وهو النظر إلى المرأة التي لا يكون محرما لها ويأمن كل واحد منهما على نفسه فلا بأس بالنظر عند الحاجة
وفي وجه يجوز النظر إلى الصدر والساق والرأس والساعد وهو النظر إلى إمرأة ذي رحم أو ذات رحم محرم مثل الأخت والأم والعمة والخالة وأولاد الأخ والأخت وإمرأة الأب وإمرأة الإبن وأم المرأة سواء كان من قبل الرضاع أو من قبل النسب
وفي وجه لا يجوز النظر إلى شيء وهو أن يخاف أن يقع في الإثم إذا نظر.
انتهى كلامه .
9- رأي أبي السعود في تفسيره "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم":(1/1462)
( ولا يبدين زينتهن ) كالحلى وغيرها مما يتزين به وفيه من المبالغة في النهي عن إبداء مواضعها ما لا يخفى ( إلا ما ظهر منها ) عند مزوالة الأمور التي لا بد منها عادة كالخاتم والكحل والخضاب ونحوها فإن في سترها حرجا بيننا وقيل المراد بالزينة مواضعها على حذف المضاف أو ما يعم المحاسن الخلقية والتزيينة والمستثنى هو الوجه والكفان لأنها ليست بعورة
انتهى كلامه .
10- رأي الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب":
اعلم أن العورات على أربعة أقسام عورة الرجل مع الرجل وعورة المرأة مع المرأة وعورة المرأة مع الرجل وعورة الرجل مع المرأة
ثم قال بعدها في عورة المرأة مع الرجل
ما يلي:
أما عورة المرأة مع الرجل فالمرأة إما أن تكون أجنبية أو ذات رحم محرم، أو مستمتعة، فإن كانت أجنبية فإما أن تكون حرة أو أمة فإن كانت حرة فجميع بدنها عورة، ولا يجوز له أن ينظر إلى شيء منها إلا الوجه والكفين، لأنها تحتاج إلى إبراز الوجه في البيع والشراء، وإلى إخراج الكف للأخذ والعطاء، ونعني بالكف ظهرها وبطنها إلى الكوعين، وقيل ظهر الكف عورة.
واعلم أنا ذكرنا أنه لا يجوز النظر إلى شيء من بدنها، ويجوز النظر إلى وجهها وكفها، وفي كل واحد من القولين استثناء.
أما قوله يجوز النظر إلى وجهها وكفها، فاعلم أنه على ثلاثة أقسام لأنه إما أن لا يكون فيه غرض ولا فيه فتنة، وإما أن يكون فيه فتنة ولا غرض فيه، وإما أن يكون فيه فتنة وغرض أما القسم الأول: فاعلم أنه لا يجوز أن يتعمد النظر إلى وجه الأجنبية لغير غرض وإن وقع بصره عليها بغتة يغض بصره، لقوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم }(1/1463)
وقيل يجوز مرة واحدة إذا لم يكن محل فتنة، وبه قال أبو حنيفة رحمه الله ولا يجوز أن يكرر النظر إليها لقوله تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان عنه مسؤولا } (الإسراء: 36) ولقوله عليه السلام: «يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة» وعن جابر قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فأمرني أن أصرف بصري» ولأن الغالب أن الاحتراز عن الأولى لا يمكن فوقع عفوا قصد أو لم يقصد
أما القسم الثاني: وهو أن يكون فيه غرض ولا فتنة فيه فذاك أمور: أحدها: بأن يريد نكاح امرأة فينظر إلى وجهها وكفيها، روى أبو هريرة رضي الله عنه: «أن رجلا أراد أن يتزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا» وقال عليه الصلاة والسلام: «إذا خطب أحدكم المرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها للخطبة»
وقال المغيرة بن شعبة «خطبت امرأة فقال عليه السلام نظرت إليها، فقلت لا، قال فانظر فإنها أحرى أن يدوم بينكما» فكل ذلك يدل على جواز النظر إلى وجهها وكفيها للشهوة إذا أراد أن يتزوجها، ويدل عليه أيضا قوله تعالى: {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن } (الأحزاب: 52) ولا يعجبه حسنهن إلا بعد رؤية وجوههن
وثانيها: إذا أراد شراء جارية فله أن ينظر إلى ما ليس بعورة منها وثالثها: أنه عند المبايعة ينظر إلى وجهها متأملا حتى يعرفها عند الحاجة إليه ورابعها: ينظر إليها عند تحمل الشهادة ولا ينظر إلى غير الوجه لأن المعرفة تحصل به(1/1464)
أما القسم الثالث: وهو أن ينظر إليها للشهوة فذاك محظور، قال عليه الصلاة والسلام: «العينان تزنيان» وعن جابر قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فأمرني أن أصرف بصري» وقيل: مكتوب في التوراة النظرة تزرع في القلب الشهوة، ورب شهوة أورثت حزنا طويلا. أما الكلام الثاني: وهو أنه لا يجوز للأجنبي النظر إلى بدن الأجنبية فقد استثنوا منه صورا
إحداها: يجوز للطبيب الأمين أن ينظر إليها للمعالجة، كما يجوز للختان أن ينظر إلى فرج المختون، لأنه موضع ضرورة. وثانيتها: يجوز أن يتعمد النظر إلى فرج الزانيين لتحمل الشهادة على الزنا، وكذلك ينظر إلى فرجها لتحمل شهادة الولادة، وإلى ثدي المرضعة لتحمل الشهادة على الرضاع،
وقال أبو سعيد الإصطخري لا يجوز للرجل أن يقصد النظر في هذه المواضع، لأن الزنا مندوب إلى ستره، وفي الولادة والرضاع تقبل شهادة النساء فلا حاجة إلى نظر الرجال للشهادة وثالثتها: لو وقعت في غرق أو حرق فله أن ينظر إلى بدنها ليخلصها
هذا آخر كلامه .
يتبع.
---
الأزهري الأصلي
09-08-2005, 05:21 PM
11- رأي الثعلبي في تفسيره "الكشف والبيان" :
قال بعد أن حكى الخلاف مرجحا راي عائشة وابن عباس رضي الله عنهما:
وإنما رخص الله سبحانه ورخص رسوله في هذا القدر من بدن المرأة أن تبديها لأنه ليس بعورة فيجوز لها كشفه في الصلاة وسائر بدنها عورة فيلزمها ستره
انتهى كلامه وله كلام آخر في نفس الآية
فقد قال في تفسير "ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو..." الآية
قال:
ولا يبدين زينتهن الخفية التي أمرن بتغطيتها ولم يبح لهن كشفها في الصلاة وللأجنبيين وهي ما عدا الوجه والكفين وظهور القدمين إلا لبعولتهن أو آباء بعولتهن .........إلخ كلامه .
12- رأي ابن العربي في "أحكام القرآن" :
ذكر في الآية ثمانية مسائل ، قال في المسألة الرابعة(1/1465)
وَاخْتُلِفَ فِي الزِّينَةِ الظَّاهِرَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ: الْأَوَّلُ: أَنَّهَا الثِّيَابُ يَعْنِي أَنَّهَا يَظْهَرُ مِنْهَا ثِيَابُهَا خَاصَّةً؛ قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ. الثَّانِي: الْكُحْلُ وَالْخَاتَمُ؛ قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْمِسْوَرُ. الثَّالِثُ: أَنَّهُ الْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ.
. وَهُوَ وَالْقَوْلُ الثَّانِي بِمَعْنًى، لِأَنَّ الْكُحْلَ وَالْخَاتَمَ فِي الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ، إلَّا أَنَّهُ يَخْرُجُ عَنْهُ بِمَعْنًى آخَرَ، وَهُوَ أَنَّ الَّذِي يَرَى الْوَجْهَ وَالْكَفَّيْنِ هِيَ الزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ يَقُولُ ذَلِكَ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا كُحْلٌ أَوْ خَاتَمٌ، فَإِنْ تَعَلَّقَ بِهَا الْكُحْلُ وَالْخَاتَمُ وَجَبَ سَتْرُهَا، وَكَانَتْ مِنْ الْبَاطِنَةِ.
. فَأَمَّا الزِّينَةُ الْبَاطِنَةُ فَالْقُرْطُ وَالْقِلَادَةُ وَالدُّمْلُجِ وَالْخَلْخَالِ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ: الْخِضَابُ لَيْسَ مِنْ الزِّينَةِ الظَّاهِرَةِ. وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي السِّوَارِ؛ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: هِيَ مِنْ الزِّينَةِ الظَّاهِرَةِ؛ لِأَنَّهَا فِي الْيَدَيْنِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ مِنْ الزِّينَةِ الْبَاطِنَةِ؛ لِأَنَّهَا خَارِجَةٌ عَنْ الكفين وإنما تكون في الذراع. وَأَمَّا الْخِضَابُ فَهُوَ مِنْ الزِّينَةِ الْبَاطِنَةِ إذَا كَانَ فِي الْقَدَمَيْنِ. وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ هِيَ الَّتِي فِي الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ، فَإِنَّهَا الَّتِي تَظْهَرُ فِي الصَّلَاةِ. وَفِي الْإِحْرَامِ عِبَادَةً، وَهِيَ الَّتِي تَظْهَرُ عَادَةً.
انتهى كلامه .
13- تفسير النسفي "مدارك التنزيل وحقائق التأويل":
في تفسيره لآية "إلا ما ظهر منها" قال:(1/1466)
( إلا ما ظهر منها ) إلا ماجرت العادة والجبلة على ظهوره وهو الوجه والكفان والقدمان ففى سترها حرج بين فإن المرأة لا تجديدا من مزاولة الأشياء بيديها ومن إلى كشف وجهها خصوصا فى الشهادة والمحاكمة والنكاح وتضطر إلى المشى فى الطرقات وظهور قدميها وخاصة الفقيرات منهن .
14-تفسير مراح لبيد "التفسير المنير لمعالم التنزيل" لنووي الجاوي:
{وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} وهي ثلاثة أمور:
أحدها: الثياب.
وثانيها: الحلي كالخاتم والسوار والخلخال، والدملج، والقلادة، والإكليل، والوشاح، والقرط.
وثالثها: الأصباغ كالحكل والخضاب بالوسمة في حاجبيها، والغمزة في خديها، والحناء في كفيها وقدميها.
{إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} عند مزاولة الأمور التي لا بد منها عادة كالخاتم والكحل، والخضاب في اليدين، والغمزة، والثياب. والسبب في تجويز النظر إليها إن في سترها حرجاً بيناً، لأن المرأة لا بد لها من مناولة الأشياء بيديها والحاجة إلى كشف وجهها في الشهادة، والمحاكمة والنكاح، وفي ذلك مبالغة في النهي عن إبداء مواضعها كما لا يخفى. انتهى.
15- الإمام ابن عطية ( ت 541 ه ) ... في تفسيره ( المحرر الوجيز )
{ويظهر لي في محكم ألفاظ الآية المرأة مأمورة بأن لا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة ووقع الاستثناء في كل ما غلبها فظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه أو إصلاح شأن ونحو ذلك فما ظهر على هذا الوجه فهو المعفو عنه فغالب الأمر أن الوجه بما فيه والكفين يكثر فيهما الظهور وهو الظاهر في الصلاة ويحسن بالحسنة الوجه أن تستره إلا من ذي حرمة محرمة ويحتمل لفظ الآية أن الظاهر من الزينة لها أن تبديه ولكن يقوي ما قلناه الاحتياط ومراعاة فساد الناس فلا يظن أن يباح للنساء من إبداء الزينة إلا ما كان بذلك الوجه والله الموفق} ا.هـ(1/1467)
والإمام ابن عطية قد استحسن ستر الوجه ... استحسانا وليس وجوبا .. وهذا رأي كثير من العلماء أيضا لا يمكن إنكار هذا .
16- الإمام الخازن ( ت 741 ) في تفسيره ( لباب التأويل في معاني التنزيل )
{ فما كان من الزينة الظاهرة يجوز للرجل الأجنبي النظر إليه للضرورة مثل تحمل الشهادة ونحوه من الضرورات إذا لم يخف فتنة وشهوة فإن خاف شيئاً من ذلك غض البصر وإنما رخص في هذا القدر للمرأة أن تبديه من بدنها لأنه ليس بعورة وتؤمر بكشفه في الصلاة وسائر بدنها عورة } ا.هـ.
17- الإمام أبو حيان الأندلسي ( ت 745 هـ ) في تفسيره ( البحر المحيط )
أنا اعتقد يا أخي الفاضل أنه رجح تفسير ابن عباس أيضا
فقد قال تحت قوله ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم )
( {وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ } أي من الزنا ومن التكشف. ودخلت {مِنْ } في قوله {مِنْ أَبْصَارِهِمْ } دون الفرج دلالة على أن أمر النظر أوسع، ألا ترى أن الزوجة ينظر زوجها إلى محاسنها من الشعر والصدور والعضد والساق والقدم، وكذلك الجارية المستعرضة وينظر من الأجنبية إلى وجهها وكفيها وأما أمر الفرج فمضيق ) ا.هـ
ثم قال تحت آية الزينة
{ واستثنى ما ظهر من الزينة، والزينة ما تتزين به المرأة من حليّ أو كحل أو خضاب، فما كان ظاهراً منها كالخاتم والفتخة والكحل والخضاب فلا بأس بإبدائه للأجانب } ا.هـ
ثم ذكر بعد هذا أقوال السلف في المسألة .
18- الإمام البقاعي ( ت 885 ه ) في تفسيره ( نظم الدرر في تناسب الآي والسور ) :
{ إلا ما ظهر منها } أي كان بحيث يظهر فيشق التحرز في إخفائه فبدا من غير قصد كالسوار والخاتم والكحل فإنها لا بد لها من مزاولة حاجتها بيدها ومن كشف وجهها في الشهادة ونحوها } ا.هـ
19- الإمام جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ ) في (تفسير الجلالين ) :(1/1468)
{ (زينتهن إلا ما ظهر منها) وهو الوجه والكفان فيجوز نظره لأجنبي إن لم يخف فتنة في أحد وجهين والثاني يحرم لأنه مظنة الفتنة ورجح حسما للباب } ا.هـ
وبرغم ترجيحه كون الزينة الظاهرة هي الوجه والكفان ولم يفرض على المرأة سترهما إلا أنه حرم النظر إليهما مطلقا ... وفي هذا القول شرح يأتي إن شاء الله.
20- الإمام الشوكاني ( ت 1255 هـ ) ... في تفسيره ( فتح القدير )
{ ولا يخفى عليك أن ظاهر النظم القرآني النهي عن إبداء الزينة إلا ما ظهر منها كالجلباب والخمار ونحوهما مما على الكف والقدمين من الحلية ونحوها، وإن كان المراد بالزينة مواضعها كان الاستثناء راجعاً إلى ما يشق على المرأة ستره كالكفين والقدمين ونحو ذلك. وهكذا إذا كان النهي عن إظهار الزينة يستلزم النهي عن إظهار مواضعها بفحوى الخطاب، فإنه يحمل الاستثناء على ما ذكرناه في الموضعين، وأما إذا كانت الزينة تشمل مواضع الزينة وما تتزين به النساء فالأمر واضح، والاستثناء يكون من الجميع } ا.هـ
الإمام الشوكاني أرجع الزينة إلى إحدى أمرين
إما أنها مواضع الزينة نفسها ... وإما أنها المواضع مضافا إليها الزينة ...
وهذا ما لا يتفق مع تفسير ابن مسعود لأنه ذكر الزينة فقط دون أن يذكر لها مواضعا...
***هذا ما وقفنا عليه من المرجحين لجواز أن تبدي المرأة وجهها وكفيها من المفسرين بناء على هذه الآية وقد اعتمدنا هنا كما قلنا على من صرح ولم يحتمل كلامه أكثر من وجه وتركنا ما عدى هذا.
وسنذكر في المشاركة القادمة من صرح بترجيح عدم جواز الإظهار.
والله أعلم.
---
الأزهري الأصلي
09-08-2005, 05:27 PM
ثانيا: رأي المانعين من إبداء الوجه والكفين:
1-ابن الجوزي في زاد المسير:(1/1469)
قوله تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ } أي: لا يظهرنها لغير مَحْرَم. وزينتهن على ضربين، خفية كالسوارين والقرطين والدملج والقلائد ونحو ذلك، وظاهر وهي المشار إليها بقوله {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا } وفيه سبعة أقوال.
أحدهما: انها الثياب، رواه أبو الأحوص عن ابن مسعود، وفي لفظ آخر قال هو الرداء.
والثاني: أنها الكف والخاتم والوجه.
والثالث: الكحل والخاتم، رواهما سعيد بن جبير عن ابن عباس.
والرابع: القُلْبان، وهما السواران والخاتم والكحل، قاله المسور بن مخرمة.
والخامس: الكحل والخاتم والخضاب، قاله مجاهد.
والسادس: الخاتم والسوار، قاله الحسن.
والسابع: الوجه والكفان، قاله الضحاك.
قال القاضي أبو يعلى: والقول الاول أشبه، وقد نص عليه احمد، فقال: الزينة الظاهرة: الثياب، وكل شيء منها عورة حتى الظفر، ويفيد هذا تحريم النظر إلى شيء من الأجنبيات لغير عذر، فان كان لعذر مثل ان يريد أن يتزوجها أو يشهد عليها، فانه ينظر في الحالين إلى وجهها خاصة، فأما النظر إليها بغير عذر، فلا يجوز لا لشهوة ولا لغيرها وسواء في ذلك الوجه والكفان وغيرهما من البدن.
فان قيل: فلم لا تبطل الصلاة بكشف وجهها.
فالجواب: أن في تغطيته مشقة، فعفي عنه. انتهى.
2-البيضاوي في تفسيره "أنوار التنزيل وأسرار التأويل":
ولا يبدين زينتهن كالحلي والثياب والأصباغ فضلا عن مواضعها لمن لا يحل أن تبدى له إلا ما ظهر منها عند مزاولة الأشياء كالثياب والخاتم فإن في سترها حرجا وقيل المراد بالزينة مواضعها على حذف المضاف أو ما يعم المحاسن الخلقية والتزيينية والمستثنى هو الوجه والكفان لأنها ليست بعورة والأظهر أن هذا في الصلاة لا في النظر فإن كل بدن الحرة عورة لا يحل لغير الزوج والمحرم النظر إلى شيء منها إلا لضرورة كالمعالجة وتحمل الشهادة .انتهى.
والله تعالى أعلم.
---
الأزهري الأصلي
09-08-2005, 05:34 PM
السلام عليكم:(1/1470)
وبعد الانتهاء من الموضوع نورد بعض ما اعترض به بعض العلماء الأفاضل على ما سبق.
ذكر بعض العلماء كالشيخ ابن عثيمين والشيخ إسماعيل المقدم وغيرهما بعض الاعتراضات على تفسير ابن عباس السابق وكان منها (نقلا عن رسالة الحجاب للشيخ ابن عثيمين):
((أحدها: محتمل أن مراده أول الأمرين قبل نزول آية الحجاب كما ذكره شيخ الإسلام .
الثاني: يحتمل أن مراده الزينة التي نهى عن إبدائها كما ذكره ابن كثير في تفسيره ويؤيد هذين الاحتمالين تفسيره رضي الله عنه لقوله تعالى: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَِزْوَجِكَ وَبَنَتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَبِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }.(1/1471)
الثالث: إذا لم نسلم أن مراده أحد هذين الاحتمالين فإن تفسيره لا يكون حجة يجب قبولها إلا إذا لم يعارضه صحابي آخر. فإن عارضه صحابي آخر أخذ بما ترجحه الأدلة الأخرى، وابن عباس رضي الله عنهما قد عارض تفسيره ابن مسعود رضي الله عنه حيث فسر قوله: {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ أَوِ التَّبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }. بالرداء والثياب وما لابد من ظهوره فوجب طلب الترجيح والعمل بما كان راجحاً في تفسيريهما)) انتهى كلامه -رحمه الله-.
الرد على هذه الاعتراضات:
الاعتراض الأول:
هذا مجرد احتمال لا يصح إلا بدليل خاصة إذا عرفنا أن ابن عباس يفتي متأخرا عن ابن مسعود -رضي الله عنهما-.
يقول الشيخ الألباني -رحمه الله- في كتابه جلباب المرأة المسلمة:(1/1472)
(ثم تأملت فبدا لي أن قول هؤلاء العلماء (الطبري والقرطبي) هو الصواب وأن ذلك من دقة نظرهم رحمهم الله وبيانه أن السلف اتفقوا على أن قوله تعالى (إلا ما ظهر منها) يعود إلى فعل يصدر من المرأة المكلفة غاية ما في الأمر أنهم اختلفوا فيما تظهره بقصد منها فابن مسعود يقول هو ثيابها أي جلبابها وابن عباس ومن معه من الصحابة وغيرهم يقول:هو الوجه والكفان منها. فمعنى الآية حينئذ: إلا ما ظهر عادة بإذن الشارع وأمره. ألست ترى أن المرأة لو رفعت من جلبابها حتى ظهر من تحته شيء من ثيابها وزينتها ـ كما يفعل ذلك بعض المتجلببات السعوديات ـ أنها تكون قد خالفت الآية باتفاق العلماء فقد التقى فعلها هذا مع فعلها الأول وكلاهما بقصد منها لا يمكن إلا هذا فمناط الحكم إذن في الآية ليس هو ما ظهر دون قصد من المرأة ـ فهذا مما لا مؤاخذة عليه في غير موضع الخلاف أيضا اتفاقا ـ وإنما هو فيما ظهر دون إذن من الشارع الحكيم فإذا ثبت أن الشرع سمح للمرأة بإظهار شيء من زينتها سواء كان كفا أو وجها أو غيرهما فلا يعترض عليه بما كنا ذكرناه من القصد لأنه مأذون فيه كإظهار الجلباب تماما كما بينت آنفا.
وقال أيضا في نفس الكتاب ( قلت : فابن عباس ومن معه من الأصحاب والتابعين والمفسرين إنما يشيرون بتفسيرهم لآية (إلا ما ظهر منها) إلى هذه العادة التي كانت معروفة عند نزولها وأقروا عليها فلا يجوز معارضة تفسيرهم بتفسير ابن مسعود الذي لم يتابعه عليه أحد من الصحابة لأمرين اثنين :
الأول: أنه أطلق الثياب ولا قائل بهذا الإطلاق لأنه يشمل الثياب الداخلية التي هي في نفسها زينة كما تفعله بعض السعوديات كما تقدم فإذن هو يريد منها الجلباب فقط الذي تظهره المرأة من ثيابها إذا خرجت من دارها.(1/1473)
الثاني: أن هذا التفسير ـ وإن تحمس له بعض المتشددين ـ لا ينسجم مع بقية الآية وهي : (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن...)الآية فالزينة الأولى هي عين الزينة الثانية كما هو معروف في الأسلوب العربي : أنهم إذا ذكروا اسما معرفا ثم كرروه ، فهو هو ، فإذا كان الأمر كذلك ، فهل الآباء ومن ذكروا معهم في الآية لا يجوز لهم أن ينظروا إلا إلى ثيابهن الباطنة؟! ولذلك قال أبو بكر الجصاص رحمه الله في أحكام القرآن (3/316) :
"وقول ابن مسعود في أن (ما ظهر منها) هو الثياب ، لا معنى له ، لأنه معلوم أنه ذكر الزينة والمراد العضو الذي عليه الزينة ، ألا ترى أن سائر ما تتزين به من الحلي والقلب والخلخال والقلادة يجوز أن تظهرها للرجال إذا لم تكن هي لابستها ، فعلمنا أن المراد مواضع الزينة ، كما قال في نسق الآية بعد هذا : (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن)، والمراد موضع الزينة ، فتأويلها على الثياب لا معنى له ، إذ كان مما يرى الثياب عليها دون شيء من بدنها كما يراها إذا لم تكن لابستها").
قال الشيخ أحمد بن محمد الشنقيطي في كتابه مواهب الجليل من أدلة خليل (1/148):
(من يتشبث بتفسير ابن مسعود : (إلا ما ظهر منها) يعني الملاية يجاب بأن خير ما يفسر به القرآن القرآن ، وأنه فسر زينة المرأة بالحلي ، قال تعالىولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) ، فتعين حمل زينة المرأة على حليها).
ويقول الشيخ القرضاوي:
(الإستثناء في الآية يفهم منه قصد الرخصة والتيسير ، وظهور الثياب الخارجية كالعباءة والملاية ونحوهما أمر اضطراري لا رخصة فيه ولا تيسير).
ويقول بعض طلبة العلم :(1/1474)
( مع فرض النسخ فإن آية الحجاب لم تنزل بعد آية الزينة كما ذكر شيخ الإسلام و لكن العكس هو الذي حدث ، فآية الحجاب نزلت لما تزوج النبي صلى الله عليه و سلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها و كان هذا في السنة الخامسة للهجرة أي في عام الأحزاب أما آية الزينة فنزلت بعد غزوة المصطلق في العام السادس للهجرة و خصوصاً بعد حادثة الإفك ، فيصبح النسخ هنا عكسياُ ، بمعنى أنه تم التشديد على النساء أولاً ثم تم التخفيف عنهن ، هذا إذا فرضنا أن هناك ما يوجب على نساء المسلمين أن يغطين وجوههن أصلاً ، سواء في آية الحجاب أو آية الإدناء ، بالرغم ما أثبته أخي الأزهري في الموضوعين الآخرين بأنه لا يوجد دليل على وجوب التغطية .
و يؤكد ذلك ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها عن حادثة الإفك من قولها :
ورجعت إلى المعسكر وما فيه من داع ولا مجيب ، فتلففت بجلبابي واضطجعت في مكاني وعرفتُ أنهم يرجعون إليّ إذا افتقدوني . قالت : فوالله إني لمضطجعة إذْ مَرّ بي صفوان بن المُعَطّل السلمي وقد كان تخلف عن العسكر لحاجته فلم يبت مع الناس فلما رأى سوادي أقبل حتى وقف عليّ فعرفني ، وكان رآني قبل أنْ يُضْرَبَ الحجاب ، فلما رآني استرجع وقال : ما خلفكِ ؟ قالت : فما كَلَّمْتُه تم قَربَ البعير
وقال : اركبي فركبتُ ، وأخذ برأس البعير مسرعاً، فلما تزل الناس واطمأنوا أطلع الرجل يقود بي فقال أهل الأفك : ما قالوا، فارتعج العسكر ولم أعلم بشيء من ذلك .
و هذا يدل على أن آية الحجاب قد نزلت قبل حادثة الإفك و هي خاصة بأمهات المؤمنين كما هو معروف .
و تقول أيضاً :
وكان كِبَر ذلك عند عبد الله بن أبيّ بن سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش ، وذلك أنّ زينب أختها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضارني لاختها(1/1475)
و هذا يدل على أن السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها كانت من أمهات المؤمنين حينها و انه مرت مدة من الزمن و لو يسيرة على صلة الضرارة بين امرأتين حتى تنشأ في القلوب مثل هذه النزاعات.
و تقول أيضاً :
فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المقالة قال أسيد بن حضير: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنْ يكونوا من الأوس نكفكهم ، وإن يكونوا من إخواننا الخزرج فمرنا بأمرك . فقال سعد بن عبادة، والله ما قلتَ هذه المقالة إلا وقد عرفت أنهم من الخزرج ولو كانوا من قومك ما قلتَ هذا، فقال أسيد : كذبت ولكنك منافق تجادلُ عن المنافقين . وتثاورَ الناس حتى كاد يكون بينهم شر،
و هذا يدل على أن زعيم الأوس حينها كان أسيد بن الحضير رضي الله عنه و لم يكن سعد بن معاذ رضي الله عنه لكونه استشهد في غزوة بني قريظة بعد غزوة الأحزاب مباشرة ،
بالتالي نستنتج أنه لا مجال للقول بالنسخ أو ما شابه و أن الرأي الراجح هو ما عليه الجمهور إن شاء الله) انتهى كلامه.
الجواب على الاعتراض الثاني:
كونه يحتمل أنه أراد به الزينة التي نهين عن إبدائها احتمال غير صحيح ولو سلمناه في تفسير ابن عباس فما قولكم في تفسير ابن عمر -رضي الله عنهم- فقد قال إن الزينة الظاهرة هي الوجه والكفان؟ وقد مر في الآثار الواردة عن الصحابة وعد باقي الصحابة الاستثناء في الآية راجع إلى زينة الوجه والكفين (وقد قدمنا الآثار الواردة عن عائشة وأبي هريرة -رضي الله عنهما-) .
وكذا فسرها أكابر التابعين وقد قدمنا هذا.
أما الاعتراض بوجود تفسير لابن عباس يعارض ما ذهب إليه فهو أثر ضعيف لا يصح.
الجواب على الاعتراض الثالث:
نحيل فيه إلى ما قاله الشيخ الألباني والشيخ الشنقيطي والشيخ القرضاوي في الجواب على الاعتراض الأول.
والله تعالى أعلم.
---
(1/1476)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عندما طلب موسى عليه السلام رؤية ربه
---
عندما طلب موسى عليه السلام رؤية ربه
---
سليمان داود
05-25-2004, 08:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تقرأ قصص الأنبياء تجد فيها العبر العظيمه ، والتعاليم القويمه والنصيحة السليمه لكن عقولنا أحيانا تصاب بالعقم لأننا لم نؤتى من العلم الا قليلا فيدور حوار بينك وبين نفسك لماذا هذا ولماذا ذاك ولست أدري أهو خيرا" وتدبر أم تكلف وفتنه اللهم أجرنا من أن نفتن في ديننا
والذي مر معنا كما تعلموا من خلال قصص الأنبياء وأخص بالذكر هنا قصة موسى عليه السلام أنه تعرض للخوف أكثر من مره فبعد أن قتل رجلا أصابه الخوف كما هو وارد في الآية التاليه
فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ (القصص18)
والمرة الثانيه التي خاف فيها موسى يوم رمى السحرة بحبالهم وعصيهم وانظروا (طه 67)
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى
* اذا" كان موسى كأي انسان يتعرض للخوف والذي لفت انتباهي الآية التاليه
(طه68) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى
بعد هذه الكلمة من الله (قلنا لاتخف) نزع الخوف من قلب موسى بكلمة قلنا من الله سبحانه وتعالى
ولهذا السبب تجرأ موسى عليه السلام وطلب الرؤيه
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (الأعراف 143 )(1/1477)
وهنا سبحانه وتعالى لم يؤاخذه على طلبه لأنه هو الذي نزع منه الخوف وتجلى ربه للجبل حتى أن الله سبحانه لم يلمه على الطلب ولو بسؤال كما سأل ابراهيم عندما قال له أولم تؤمن
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( البقره 260)
وللأمانه فقد بحثت بالمراجع التي أمتلكها فلم أجد ما يهديني الى هذه المسأله
ولأن الزاد قليل من العلم فقد توجهت بسؤال الى الأستاذ محمد اسماعيل عتوك بهذا الخصوص جزاه الله خيرا
ولتعم الفائدة أحببت أن أضيف الحوار الذي دار بيننا وسأقدم لكم السؤال والجواب لزيادة الايضاح للمسأله
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
أستاذ نا الكبير حفظك الله لنا ذخرا" ومرجعا فقد قرأت لك وسمعت عنك الكثير وهناك أمر يؤرقني في كتاب الله الكريم المحكم وتساؤل لم أجد له جواب بحثت في أغلب التفاسير التي أمتلكها لكن للأسف لم أجد الجواب الشافي لذلك أتمنى أن تساعدني كي لا أجتهد وأنا لست من المؤهلين لهذا الاجتهاد
فأنا مجرد طالب علم يعشق هندسة البيان المحكم في كتاب الله الكريم
قال تعالى :
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(1/1478)
الذي ألاحظه هنا أن ابراهيم عليه السلام وهو من هو بالنسبة الى الله(خليل الرحمن ) عندما طلب من الله رؤية احياء الموتى أجابه الله بتساؤل : أولم تؤمن ؟؟؟؟؟؟
والله يعلم السر وأخفى ، لكن سؤال الله كان بمثابة لوم لطيف من الله اللطيف الخبير
والسؤال ليس هنا السؤال بعد هذه الآيه
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
السؤال على الشكل التالي :
لماذا لم يؤاخذه الله على الطلب ولم يلمه أو يؤنبه بالرغم أنه أعظم من طلب ابراهيم عليه السلام
والعامه يقولون موسى مدلل؟؟
واليهود شعب الله المختار ؟
ولاتؤاخذني أنني نقلت مايقوله من لايعلمون
اذا" هل موسى عليه السلام أكبر قيمة عند الله من ابراهيم ، وأنا أعلم العكس وأعتقد أنك توافقني الرأي
أذا" لماذا أجابه الله بدون أي مقدمات وتجلى سبحانه للجبل فجعله دكا وطلب من موسى رحمة منه أن ينظر للجبل فسعق موسى من رؤية الجبل بعد التجلي
والسؤال الثاني :
ماهذه الجرأه التي جعلت موسى يطلب طلبا" لم يطلبه أحدا" من السابقين وتبعه جرأة بني اسرائيل عندما طلبوا أن يروا الله جهرة
وأنا أشكرك لسعة صدرك ولا تلمني أن كان سؤالي فيه جرأة أو قلة أدب علميه
فأنا مجرد طالب علم بسيط
وسأنتظر ردك بفارغ الصبر
وجزاكم الله خير الجزاء وزادك علما وصحة
سليمان داود الضاحي
وقد أجابني الأستاذ الفاضل بالجواب التالي _____
وعليكم السلام يا أخ سليمان الضاحي ورحمة الله وبركاته00 وبعد0
إن ما تسأل عنه لا ضير فيه أبدًا، وهو سؤال مشروع، وأرجو من الله تعالى أن
يوفقني في الإجابة عنه0(1/1479)
أولاً- أما عن قول الله تعالى:{ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أرني كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
فهو استفهام يراد منه التقرير، والإنكار0
أما التقرير فهو فالمراد منه حمل إبراهيم- عليه السلام- على الإقرار بقدرة الله تعالى على الإحياء0 ودليله قوله في الجواب:( بلى )00 وأما الإنكار فالمراد منه نفي احتمال وقوع الشك في إيمان إبراهيم- عليه السلام- لما في سؤاله( أرني كيف تحيي الموتى ) من إثارة وقوع ذلك الاحتمال في ذهن السامع0 ودليله قول إبراهيم- عليه السلام- :{ ولكن ليطمئن قلبي }0
وبيان ذلك أن سؤال إبراهيم- عليه السلام- بهذه الصيغة ( أرني ؟ ) يحتمل أمرين:
أحدهما: السؤال عن كيفية الإحياء0 وهذا هو الظاهر.
والثاني: أن يراد به إظهار عجز المسئول.
ومثاله: أن يدعي مدَّع أنه قادر على حمل ثقل من الأثقال، وأنت جازم بعجزه، فتقول له: أرني كيف تحمل هذا؟
فلما كانت هذه الصيغة قد يعرض لها هذا الاحتمال من الفهم، الذي أحاط علم الله تعالى بأن إبراهيم- عليه السلام- مبرَّأ منه، جيءَ بالواو بعد الهمزة، لنفي هذا الاحتمال، ولتنبيه إبراهيم- عليه السلام- إلى ذلك0، وإنكارًا على السامع من وقوع ذلك الاحتمال في ذهنه، فيشك في إيمان إبراهبم0 وما قول إبراهيم- عليه السلام- في الجواب بعد قوله( بلى ):{ ولكن ليطمئن قلبي }إلا ليدفع بذلك عن نفسه الوقوع في ذلك الاحتمال، وأنه ما كان يقصد من سؤاله إلا السؤال عن كيفية الإحياء... ولا يشترط في الإيمان الإحاطة بصورتها.(1/1480)
ونظير هذا: أن يقول القائل: كيف يحكم زيد في الناس؟ فهو لا يشك أنه يحكم فيهم، ولكنه يسأل عن كيفية حكمه، لا عن ثبوته0 وهذا لا غبار عليه، لجوازه! ومع ذلك فقد خفي على جمهور المفسرين، حتى الكبار منهم.
ثانيًا- أما قول الله تعالى:{ وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي َنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ
انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }
فهذه الآية سيقت مساق الامتنان على موسى عليه السلام، باصطفاء الله تعالى له، وتخصيصه إياه بتكليمه0 وهذا ما بينه الله تعالى له في الآية التالية حيث يقول:{ إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين}.
وتخبرنا الآية الكريمة السابقة أن موسى عليه السلام، لما سمع كلام الله تعالى، أحب أن ينظر إليه- وهذا شأن كل محب مع من يحب- فسأل ربه ذلك بقوله:{ رب أرني أنظر إليك }، فأعلمه سبحانه وتعالى بأنه لن يقدر على رؤيته؛ لأن رؤيته جل ثناؤه في الدنيا لا يطيقها أحد من خلقه، بخلاف الآخرة فإن رؤيته تعالى فيها جائزة- خلافًا للمعتزلة- بنص قوله تعالى:{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }... ولهذا أمره الله تعالى أن ينظر إلى الجبل؛ ليتحقق من ذلك، فحصل ما حصل، كما أخبرت عنه بقية الآية الكريمة.
ويفهم مما تقدم أن رؤية الله تعالى- للمؤمنين فقط- في الدنيا جائزة عقلاً ، كما هي جائزة شرعًا في الآخرة0 ولكنها في الدنيا ممتنعة للسبب الذي ذكره الله تعالى، بدليل أن الجبل لم يطق النظر إلى الله تعالى، لما تجلى له، فكيف يطيقها
الإنسان؟ وكأن الله تعالى قال لموسى: لا تطلب النظر إليَّ، ولكن عليك بطلب آخر؛ وهو أن تنظر إلى الجبل.(1/1481)
ومن أقوى الأدلة على أن رؤية الله تعالى في الدنيا جائزة عقلاً قول موسى عليه السلام:{ رب أرني أنظر إليك }؛ لأن موسى عليه السلام لا يخفى عليه الجائز، والمستحيل في حق الله تعالى.
فإذا ثبت أن رؤية الله تعالى في الدنيا جائزة عقلاً، وممتنعة شرعًا، وأن موسى عليه السلام لم يطلب مستحيلاً، فلمَ يؤاخذه الله تعالى على طلب الرؤية، أو يلمه، أو يؤنبه؟
وبهذا ينكشف الإشكال، ويتجلى الأمر لمن أراد الهداية0 وهذا من فضل الله تعالى ومنِّه وتعليمه0 أسأله تعالى أن يكون جوابًا شافيًا0 والحمد لله على منه وفضله.
وفي الختام أود أن أقول لك يا أخ سليمان: إنني لست بشيخ بالمعنى الذي تفهمه أنت، ولست من علماء التفسير0 فما أنا إلا رجل بسيط، وهبني الله تعالى القليل من علمه، وهداني إلى بيان أسرار بعض كلامه، وقد أخطىء، وقد أصيب0 ولهذا لا تأخذ جوابي هذا على أنه الجواب الذي لا جواب غيره00 ولك الشكر على حسن ظنك بي.
والسلام عليك وعلى كل أخ همه طلب العلم والمعرفة بكتاب الله تعالى
***
---
سليمان داود
05-27-2004, 11:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذنا العزيز لايزال في النفس شئ من (قلنا)
قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى طه 68
أعتقد أن هذا القول جعل موسى لا يخاف
فانعدم الخوف من قلب موسى بكلمة من الله الذي يقول فيفعل
ويقول كن فيكون
ولهذا لم يعاتبه الله عندما طلب الرؤيه أو النظر الى الله سبحانه
لكن الله أدبه فجعل الجبل دكا" وصعق موسى ثم أحياه الله واستغفر موسى وتاب وقال أنا أول المؤمنين(1/1482)
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِين
وقد أجابني الأستاذ محمد اسماعيل عتوك بالجواب التالي
َ
الأخ
سليمان! السلام عليك ورحمة الله وبركاته00 وبعد0
لا
يكون شيء إلا بإرادة الله تعالى ومشيئته، ولا يفعل أحد فعلاً إلا بإذنه
سبحانه0 وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان0
وأما
عن سؤال موسى ربه النظر إلى وجهه الكريم فقد أجبتك عنه جوابًا شافيًا بعون
الله
وتعليمه0 وقد ذكرت لك أن رؤية الله تعالى في الدنيا جائزة عقلاً0 ولكنها
ممتنعة
شرعًا، خلافًا لرؤيته سبحانه في الآخرة0
وقد
ثبت أيضًا بقوله تعالى:{ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكًا } أن رؤيته سبحانه
وتعالى
في الدنيا جائزة عقلاً؛ لأن الجبل، لما رأى الله تعالى، اندكَّت أجزاؤه0
ولكونها
جائزة عقلاً سألها موسى عليه السلام0 ولكونها ممتنعة شرعًا قال الله
تعالى
له:{ لن تراني }، فجاء بفعل الرؤية منفيًا بـ( لن )0 ولو جاء به منفيًا
بـ(
لا )، لدل على أن رؤيته سبحانه لا تجوز شرعًا، لا في الدنيا، ولا في
الآخرة0
وهذه دقيقة ينبغي أن يتنبه إليها كل من يدرس اللغة العربية، ويتعاطى
علم
التفسير0
ولكون
رؤية الله تعالى في الدنيا لا
تجوز شرعًا، وسألها موسى- عليه السلام-
بدون
إذن من الله تعالى، كان ما كان، وحصل ما حصل0
وأما
قوله:{ سبحانك تبت إليك } فمعناه: تبت إليك من سؤال الرؤية بغير إذنك0
وأما
قوله:{ وأنا أول المؤمنين } فمعناه: أنا أول المؤمنين بأنك لا ترى في
الدنيا0
أو: أنا أول المؤمنين بأنه لا يجوز السؤال منك إلا بإذنك0
{ رب(1/1483)
أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه
وأدخلني }
برحمتك في عبادك الصالحين
{ لا
إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }
والحمد
لله رب العالمين!
---
عبد القادر يثرب
05-27-2004, 03:43 PM
أحبُّك حبين: حب الهوى وحبًا لأنك أهلُ لذاكا
فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمَّن سوكا
وأما الذي أنت أهل له فكشفك للحجب حتى أراكا
فهل كانت رابعة العدوية ترى ربها جل وعلا، كما تقول في هذه الأبيات الرائعة؟ فإن كانت تراه سبحانه فما حقيقة هذه الرؤية، وما كيفيتها؟
___________________________________
( وقفوهم إنهم مسؤولون )
---
سليمان داود
05-30-2004, 10:38 PM
أشكرك أخي عبد القادر يثرب على الاضافة الراءعة لهذين البيتين لرابعة العدويه
وكنت أظنها شطحات الشعراء؟؟؟؟
الى أن تذكرت تعريف الأحسان كما تذكر عندما سأل سيدنا جبريل عليه السلام
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور
عندما جاوبه سيدي رسول الله
الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه
فان لم تراه فأنه يراك
اذا هي رؤية قلبيه وليست بصريه
وكما قال الاستاذ عتوك الرؤية البصرية ممنوعة في الدنيا
لأن البشر لا يحتملوا ذلك
وفعلا" نحن البشر الضعفاء عندما نرى شيئا جميلا" أو امرأة فاتنه ؟؟يصيبنا ماتعلم من خفقان القلب
وتذكر معي رؤية النسوة لسيدنا يوسف عليه السلام ماذا حصل بعدها
ألم يقطعوا أيديهم ؟؟؟؟
وهو من صنع الرحمن
فكيف لو رأينا الرحمن ؟؟؟؟
ماذا سيصيبنا
اذا كان الجبل صار رمادا"
ما بالك بلحم ودم ومشاعر؟؟؟؟
انه لطف من الله (أن لانراه)
اللهم ارزقنا رؤيتك في الآخرة فهي أكبر نعمه وأعظم من الجنة؟؟؟؟وما فيها
---
عبدالرحمن الشهري
05-31-2004, 05:59 PM(1/1484)
بارك الله فيكم أخي سليمان على هذه الحوارات العلمية التي تطرحها ، وتحرص على البحث عن الأجوبة الصحيحة ، وجزى الله الأستاذ أبا الهيثم (محمد عتوك) خيراً على إجابته المفصلة . ويا حبذا لو حرصت أخي الكريم سليمان على حسن تنسيق مشاركتك من حيث تنسيق الخط وترتيب الفقرات ليسهل علينا متابعتها. كما أرجو منك قدر الطاقة العناية بأسلوب الكتابة ليكون مناسباً لما تطرحه من أفكار قيمة وفقك الله ، وزادك فقهاً وعلماً.
---
سليمان داود
05-31-2004, 07:36 PM
الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري المحترم
كم تسعدني كلماتك
وقراءتك لمشاركاتي
وتشجيعك لي
اللهم اجعله في ميزان حسناتك
وأعدك أن أنفذ كل توجيهاتك حرفيا باذن الله
والسلام عليكم ورحمة الله
تلميذكم
سليمان داود
---
أبو إبراهيم الحائلي
02-20-2007, 07:52 PM
وتخبرنا الآية الكريمة السابقة أن موسى عليه السلام، لما سمع كلام الله تعالى، أحب أن ينظر إليه- وهذا شأن كل محب مع من يحب- فسأل ربه ذلك بقوله:{ رب أرني أنظر إليك }، فأعلمه سبحانه وتعالى بأنه لن يقدر على رؤيته؛ لأن رؤيته جل ثناؤه في الدنيا لا يطيقها أحد من خلقه، بخلاف الآخرة فإن رؤيته تعالى فيها جائزة- خلافًا للمعتزلة- بنص قوله تعالى:{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }... ولهذا أمره الله تعالى أن ينظر إلى الجبل؛ ليتحقق من ذلك، فحصل ما حصل، كما أخبرت عنه بقية الآية الكريمة.
***
بارك الله فيكم
فائدة جليلة
---
(1/1485)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أين أجد كتاب بصائر ذوي التمييز
---
أين أجد كتاب بصائر ذوي التمييز
---
السهيلي
11-18-2004, 04:04 PM
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته
ابحث عن كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز * للفيرو أبادي *
أين أجده على الشبكة ويفضل أن يكون قابلاً للتحميل على أي صيغة من صيغ التحميل
ولكم جزيل الشكر والعرفان
ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
السهيلي
07-23-2006, 11:53 PM
أين أجد كتاب أساس التقديس للرازي بارك الله فيكم
---
أبو فاطمة الأزهري
07-24-2006, 06:54 AM
الأخ السهيلي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما كتاب بصائر ذوي التمييز فتستطيع تحميله من هذا الرابط إن شاء الله تعالى :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=2349
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/1486)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > (بشارتان طيبتان) لو جعلتموها ثلاث....الرجاء من الجميع الدخول للتصويت
---
(بشارتان طيبتان) لو جعلتموها ثلاث....الرجاء من الجميع الدخول للتصويت
---
ابو حنيفة
06-09-2004, 09:10 PM
شكرا للأخ أبوخطاب العوضي على هاتين البشارتين................
واقترح على جميع الاخوة المشرفين والأعضاء عمل برنامج مسابقة للبحث أو الاجابة على سؤال يطرح بشكل اسبوعي لزوار المنتدى وجائزة الاجابة تكون عبارة عن هدية من الكتب أو الأشرطة المتعلقة بالتفسير وعلوم القران، والكل يعلم أننا مقبلون على اجازة يكون عند بعض الشباب فراغ فلو استغلت طاقات الشباب في ماينفع لكان أمرا جيدا ، لأننا نعاني من وقت فراغ رهيب يتمنى الانسان أن يستعمله في ما ينفع ....
أتمنى أن يلبى هذا الاقتراح وبارك الله في الجميع
*** اتمنى التعليق والتأييد.........
---
أبوخطاب العوضي
06-09-2004, 10:10 PM
بارك الله فيك أخي الكريم أبو حنيفة
وقد طرحت هذه الفكرة من قبل في ملتقى أهل الحديث ولم احصل على رد ولعلك ترى الموضوع .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19880
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
المنهوم
06-10-2004, 01:48 PM
أني لكم من المؤيدين
حيث ان هذه الفكرة سوف تحرك الموقع وتشجع الأخوة على الدخول ولا شك ان المطارحه العلمية جميلة جداً
ويكون إيصال الجائزة عن طريق صندوق البريد
والأسئلة تكون كل ثلاثة ايام فقط في الإجازة
والجائزة في النهاية لمن يجيب على جميع الاسئلة
وشكرا وينظر في الأمر عاجل قبل ان تذهب الأيام
---
فيصل القلاف
06-12-2004, 02:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/1487)
وهذا الاقتراح مطبق فعلاً في موقع الشيخ الفاضل عثمان الخميس، فهو يطرح كل أسبوع أو أسبوعين سؤالاً، ثم يشارك الأعضاء، ثم تقرأ الإجابات ملخطة على الشيخ، ويذكر ما يراه من إجابة، ويسمعها الأعضاء.
والموقع هو:
www.almanhaj.net
والأسئلة في ذلكم الموقع عن الرافضة. لكن سؤال هذا الأسبوع صعب جداً، لذا قلت المشاركات فيه.
وإني أشارك إخواني بتأييد اقتراحهم، لا سيما في هذا المنتدى الذي يشارك فيه عدد من أهل العلم والفضل. وهذه ميزة قل أن تراها في منتدى. فالحمد لله.
---
عبدالرحمن الشهري
06-12-2004, 01:23 PM
جزاكم الله خيراً على هذا الاقتراح النافع . ومنذ رأيته وأنا أقلب النظر مع الإخوة الكرام المشرفين حوله ، غير أن هذا الصيف يأتي ومعه أعمال كثيرة جداً لا نتمكن معها من تنسيق مثل هذه المسابقة التي لا نرضى إلا أن تكون متميزة من جميع جوانبها . ولذلك رأى المشرفون تأجيلها فقط لا إلغاءها ، حتى وقت آخر قريب ، وتقدم بشكل يرضي الجميع.
أسأل الله أن يكتب الأجر لكم جميعاً على عنايتكم وحرصكم المستمر على موقعكم .
---
(1/1488)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مقدمة الراغب الأصفهاني مصورة عن نسخة قديمةبدار الكتب المصرية
---
مقدمة الراغب الأصفهاني مصورة عن نسخة قديمةبدار الكتب المصرية
---
أحمد بزوي الضاوي
09-08-2006, 07:53 PM
http://www13.rapidupload.com/d.php?file=dl&filepath=127
---
الطيب وشنان
09-08-2006, 08:47 PM
جزاك الله خيرا أستاذي الكريم ،و بارك فيك...
و الحمد لله الذي يسر رفع الملف الذي انتظره رواد الملتقى ...
ملحوظة :
لمن يرغب في تحميل الملف أنظر الصورة في المرفقات :
---
أحمد بزوي الضاوي
09-18-2006, 02:59 AM
أحسن الله إليكم و جزاكم الله كل خير
---
(1/1489)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شجاعة شعرية نقلتها لكم
---
شجاعة شعرية نقلتها لكم
---
عبدالله زايد
05-30-2006, 03:02 PM
الحمدلله وحده والصلاه والسلام على من لانبى بعده وبعد
قصيدة شعرية ذات مغزى جميل نقلتها لكم
قتلوني "
قتلوني أُمِّي قتلونِي ملأوا بالأشْوَاكِ عيونِي
سَلبونِي أرضِي وحياتِي سَلبونِي إسمَ فلسطينِ
هدمُوا بيتِي قتلوا طفلِي سلبونِي الأقصى سَلبونِي
رسمُوا الإرهابَ على جَسَدِي وأمامَ الدنيا ذبحونِي
نشُروا في جَسَدِي عسكرَهمْ ورمَوا بالجُوعِ شَرَاييني
حرمونِي الخبزَ وتركونِي أتجرعُ أَوْحَالَ الطِّينِ
حرمونِي لقمةَ أطفالِي وبداري ظلمًا سَجنونِي
قالوا لي أنتَ الإرهابِي لاتعرفُ غيرَ السِّكِّينِ
سجانِي يَخْنقُ أَنْفَاسِي وَبِشَرِّ سُبُابٍ يرمِينِي
نادانِي :موتُكَ يُسْعِدُنِي أ بدًا وحياتُك تشقينِي
فالخبزُ بفكِّكَ قنبلةٌ والقمحُ حجارةُ سجِّينِ
والماءُ بحلْقِك طوفانٌ يَحْطِمُ جدرانِي وحصونِي
وصدى أنفاسِكَ عاصفةٌ تضربُ كالسَّيلِ المجنونِ
لا ترفعْ صوتك لا تصرخْ لا تجعلْ طفلَكَ يعصينِي
فصراخُ عيالِكَ من ظمأٍ وصراخُك دومًا يؤذينِي
وعويلُ نسائِكَ مِنْ أَلَمٍ والجرحُ النازفُ يُغْرينِي
اكتمْ أنفاسَكَ وتَرَقَّبْ إطلالَ العدلِ بسكِّينِي
قسمًا بشريعةِ أَجْدَادِي وَبِخَفْقِ لواءِ الصهيونِ
سأحيلُ ديارَكَ مَحْرَقَةً وَسَأَمْحُو رَسْمَ فلسطينِ
فالحقدُ يكاد إذا اضْطَرَمَتْ أحشائِي لهبًا يشوينِي
سأقيمُ الهَيْكَلَ والمَبْكَى وسأقطعُ غُصْنَ الزيتونِ
* * * *
مهلاً يا صَانِعَ أحْزَانِي وميتِّمَ بالغَدرِ بَنينِي
لنْ تقهرَ صبرِي وثباتِي لنْ تطفئَ إشراقَ جَبينِي
حاصرنِي أغلقْ أبوابِي فحصارُكَ لا لا يُثنينِي
إن تهدمْ بيتِي في صَلَفٍ فظلالُ العزِّةِ تؤوينِي
أو تنهب قوتِي مِنْ طَمَعٍ فاللهُ الرازقُ يُغنينِي(1/1490)
يا غَاصبَ أرضي لا تفرحْ فَغَدًا تشويك براكِينِي
تتفجرُ مِنْ أرضِي غَضَبًا ترميكَ بجمرٍ مَسْنُونِ
إنْ سَكَنَ الريحُ فلا تَفْرَحْ بهدوءٍ منهَا وَسُكُونِ
فالقاصفُ يذرُو بشمالِي والعاصفُ يمحُو بيمينِي
يَذْرُو أحلامَكَ فِي وَطَني وَيُزَلْزِلَ وَهْمَ الصُّهْيُون
ستدكُ حصونَكَ عاصفَتِي وبصدرِكَ أغْرِزُ سِكِّينِي
وبقلبِكَ أزرعُ قُنْبُلَتِي لأذيقَكَ مِنْ حرِّ أتونِي
وغدًا تأتيكَ كتائبُنَا لِتُمَرِّغَ أنفَكَ بالطِّينِ
فأسودُ العِزَّةِ رابِضَةٌ تَ ـزْأَرُ فِي عِزَّةِ ياسِينِ
ويدُ القسَّامِ مُدَجَّجَةٌ بحُسَامِ العزِّ المَسْنُونِ
* * *
يا أمةَ دينِي لا تهنِي فهتافُ رجالكِ يكفينِي
قولي للناسِ إذا سَألُوا عنْ أمِّ القدسِ فلسطينِ
باعوهَا قومٌ ما عَرَفُوا مِقْدارَ العزةِ والدِّينِ
فتحُوا لأعادينَا فتحًا وسقَوا بالسمِّ شَرَايينِي
رفعُوا للإرجافِ شعارًا ولأهلِ الذلةِ باعونِي
قطعُوا في حِقْدٍ أسبابِي وأثارُوا بالظلمِ شجونِي
نشرُوا في دارِي وبكلِّ جَفَاءٍ خَذَلُونِي
أهلِي لكنَّهُمُ قومٌ نصرُوا الأعداءَ وصلبونِي
تركونِي أسبحُ في ألمي أتخبَّطُ في بحرِ أنينِي
لكنَّ اللهَ سينصرنِي ويعيدُ فوارسَ حطِّينِ
بِدَمِ العيَّاشِ وإخوتِه وعمادِ العقلِ وياسينِ
ودماءِ البنَّا إذ نزفَتْ تبنِي محرابَ التمكينِ
تحيَا الآفاقُ بدعوتهِ أبدًا مِنْ مِصْرَ إلى الصِّينِ
وبعزِّ الدينِ سمَا وَطَنِي وَسُمُوِّي فِي عزِّ الدينِ
فاللهُ وعزةُ قرآنِي ورسولُ اللهِ عناوينِي
أحيا لأجسد إيمانيِ وأموت لكي يحيا دينِي
---
(1/1491)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مساجلات شعرية من نظمك
---
مساجلات شعرية من نظمك
---
عمار
05-22-2005, 06:05 PM
الإخوة الكرام في ملتقى أهل التفسير....تحية طيبة وبعد:
أحببتُ أن أفتح موضوعا للمساجلة الشعرية...والتي هي عبارة عن مساجلات مرتجلة يشارك فيها الإخوة الشعراء بما تجود به قرائحهم ، وقد رأيت أن أضع بعض الشروط والقيود...
فأرجو من الإخوة المشاركين الالتزام بها:
1- الالتزام باللغة العربية الفصحى والنظم على بحور الشعر المعروفة
2- أن تكون الأشعار من نظم المشاركين (أي من مقولهم لا من منقولهم)
3- أن يبدأ الشاعر بقافية من سبقه
فلنبدأ على بركة الله.
---
عمار
05-22-2005, 07:18 PM
ها قد بدأ أضعفكم :
يا ملتقى التفسير جئتُ مساجلا
أهل القريض بأجمل الأشعار
فكأنني مثل الهَزَار وحوله
كل البلابل أنصتتْ بوقار
---
حكيم السبيعي
05-22-2005, 09:30 PM
السلام عليكم..
في ملتقى التفسير فاح عبيركم
والناس تألف نفحة الأزهار
فأتى "حكيم" بينكم ليراكم
ويبث شكواه إلى الأخيار
سؤال:
لماذا جعلت حرف القافية راء؟
أتُرى جعلت "الراء" حرف رويكم
حتى يكون الشعر في "عمار"؟ !!
[ابتسامة]
---
عمار
05-22-2005, 10:57 PM
الأخ الكريم...السبيعي :
مرحبا بك ولا فض فوك ، وجوابا عن سؤالك أقول : أضحك الله سنك ، وأقول أيضا:
رائي تقول أيا حكيم ترفقنْ
فالله شاء بأن أكون أنا الرويّْ
إن كنتَ عبدا للإله فسلِّمَن
ولْتَصْبِرَنَّ على المقدَّرِ يا أخيّْ
أراك -أخي الفاضل- قد خالفتَ الشروط! فالمفروض أن تبدأ أبياتك بقافية من سبقك....
ولذا نحن نطمع بأبيات أخرى تبدأ بالراء وتختار حرف رويّ مناسب لك "أو تتركه راء"....ثم يبدأ مَنْ يأتي بعدك برويّك وهكذا.....ما رأيك بالميم (حكيم)؟!
تحياتي لك...
================================================== ==
---
أبو لبابة
05-23-2005, 11:56 AM(1/1492)
يا أخوة في الله طاب مقامكم
وحلا الكلام لطلعة الأسحار
وأبو لبابة جاءكم متطفلا
يرجو القبول بمجلس الأخيار
هلا قبلتم ورده فلعله
يحظى بمغفرة العزيز الباري
فالقوم لا يشقى جليس جنابهم
أملا بوعد المصطفى المختار
---
عمار
05-26-2005, 05:11 AM
المعذرة....فلقد شُغِلتُ ببعضِ الأمور! ولكني أعود لأقول :
رأيتُ أبا لبابة قد أتانا
بِشِعْرٍ كالنسيمِ يسوقُ عِطْرا
وحلَّ بدارنا ضيفا كريما
وحقّ الضيفِ أَنْ نُقْرِيهِ تَمْرا
ونفرح بالقدومِ بذبحِ شاةٍ
نقَلّبُها على النيرانِ عشرا(1)
ونشرب قهوةً مَعْ بعض بُسْرٍ
ونحمد ربّنا ونزيد شكرا
==============================
(1) نقلبها على نار هادئة جدا لمدة عشر ساعات
---
عمار
05-31-2005, 12:45 AM
رائي تَنُوحُ وَتَشْتَكِي طولَ النّوى
وَتَصِيحُ أَيْنَ الصَّحْبُ والأحبابُ؟!!
بالأمسِ كانوا والإخاء يضمّهم
واليومَ قَدْ هَجَروا المكان وغابوا!
---
حكيم السبيعي
06-01-2005, 04:35 AM
بالله! لا تجرح مشاعرَ صاحبٍ
الصبرُ منه على شفيرٍ هارِ
أبني العزاءَ مجاهداً حتى إذا
تم البناء أتيت تهدم داري؟!
عمار أين الصبر يا عماري؟
---
أبو لبابة
06-02-2005, 04:48 PM
رجعت إليكمُ أبغي بيانا
لميعاد القرى عشرا وعشرا
أعد الساعَ تلو الساع طاو
أمني النفس شاة الشي نشرا
فقلت لعل أيام الليالي
قصدن بوعد من وصفهن عشرا
أفيدوني ! أعدهمُ سنينا؟
أفيدوني برب البيت بشرا
---
حكيم السبيعي
06-02-2005, 11:03 PM
رأيت أبا لبابة ذا اعتجال
وقد نصح الذي قد قال : صبرا
ألا يا أيها الضيف المؤاتي
مقامك يهتنا فينا ويشرى
أرى عمار واعدنا بلقيا
وعلَّ لصاحب الدعوات عذرا
---
عمار
06-03-2005, 12:30 AM
رجوتك يا إلاهي يا مجيبا
دعاء العبد إن صدق السؤالا
بأن ترحم حكيماً يوم عرضٍ
عليك وتجزلنَّ له النوالا
---
حكيم السبيعي
06-03-2005, 06:11 PM
لك الله الذي تدعوه حتى
ينيل أخاك رحمته نوالا
لمثل كذا أنسنا بالتآخي(1/1493)
وأليقنا لصحبتك الحبالا
---
حفصة
06-04-2005, 06:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مساجلات أكثر من رائعة
تابعوا ثبتكم الله
---
أبو لبابة
06-04-2005, 04:21 PM
لذ في حمى القوم إن باحوا بوعدهمُ
ومنّ نفسك لا تقنط ولا تحِد
"عمار" نعم الورى فالاسم عمار
لا نرتضي لأخينا قالة الجحِد
"حكيم" يعضده في الفضل يعذره
يا حسنها صحبة في حالة الوحِد
أبا لبابة فاصبر وانتظر أملا
ولا تقل ليس وافي العهد من أحد
---
عمار
06-06-2005, 04:40 AM
دَعِ الإخوانَ أَمْرهُمُـ(و) عجيبُ
نُنَاديهِمْ ولكنْ لا مُجيبُ!
وأَقْبِلْ يا أَخِي إنّي مُضِيفٌ
وإنّ الشاةَ موعدها قريبُ
وإنْ ضاقتْ بكم داري فقلبي
لكم يا ضيفنا بيتٌ رحيبُ
---
حكيم السبيعي
06-06-2005, 05:38 AM
وأَقْبِلْ يا أَخِي إنّي مُضِيفٌ
وإنّ الشاةَ موعدها قريبُ
بدا عمار فينا يستجيبُ
كذلك يعرف الكرم الخصيب
وليس يضيق قلبكمُ، وأرجو
بألا يحرُج البيت القشيب!
لأن (الشاة) نلقاها ببيت
وليست في فؤادك يا حبيب!
---
عمار
06-07-2005, 01:35 AM
تنبيه : في أبياتي السابقة وقعت في خطأ نحوي سهوا وقد عدت إلى الموضوع لأصحح فلم أستطع.....ولذا أحب أن أضع التعديل هنا :
دَعِ الإخوانَ أَمْرهُمُـ(و) عجيبُ
نُنَاديهِمْ ولكنْ لا مُجيبُ!
الخطأ هو أن كلمة "مجيب" من حقها النصب وهذا لا يتماشى مع حركة الرويّ في الأبيات.....ولذا نقول :
دَعِ الإخوانَ أَمْرهُمُـ(و) عجيبُ
نُنَاديهِمْ وما فيهم مجيبُ!
أعود لاحقا إن شاء الله.
---
عمار
06-07-2005, 08:27 PM
بقلبي الحبّ يا خلّي فحسبُ
وفي أفيائهِ يرتاحُ صَحْبُ
وما لي لا أراك أيا صديقي
تجودُ بما يجود به المحبُّ!
فَجُدْ بالخيْرِ واقبلنا ضيوفاً
لِيُسْكِتَ جوعنا جَدْيٌ وَضَبُّ!!
---
سلسبيل
06-09-2005, 11:58 PM
برب البيت أشجاني سجال
فغرقت ويحي في بحر العروض
فأتموا أخوتي ما أحلى الوصال
وغضوا الطرف عن كل الرضوض
---
عصام البشير
06-18-2005, 09:29 PM(1/1494)
ضيفٌ من المغرب الأقصى يهنئكم *** على سجال غدا أحلى من العسلِ
فهل رضيتم به ضيفا بمجمعكم **** قِراهُ فائدة تختال في الحلل؟
---
حكيم السبيعي
06-18-2005, 11:40 PM
لا أرضَ إلا فؤادُ الصبِّ يحملكم
ولا سماءَ سوى ظِلٍّ من المقلِ
إن كنت في المغرب الأقصى فنحن هنا
في الشرق، والقلب موصول بمتصلِ!
---
عصام البشير
06-19-2005, 01:48 PM
لا فُض فوك، ودُمتَ في العَلياء *** مترنما بقصائد الشعراء
وازدانَ عيشُك بالسرور وفرحةٍ *** يصفو بها من كُدرة الأقذاءِ
---
أبو لبابة
06-20-2005, 03:57 PM
آن الأوان لآل الشام أن يقفوا
مرحبين أخا ما مثله ضيف
خذها من الجانب الشرقي حافلة
بالبشر تهتف يا أهلا بمن دلفوا
يزدان مجلسنا حيث الألى مروا
وعرجوا كرما بالحسن قد هتفوا
ياحسنها جلسة بالقوم عامرة
في منتدى العلم والتوحيد قد عرفوا
العلم يجمعهم والذكر يؤنسهم
والرب مقصدهم بالجد قد عرفوا
---
عصام البشير
06-22-2005, 07:09 PM
فاز المطيع بجنة الرضوان **** وغدا الكفور مصاحب النيران
فاظفر بتقوى الله ، وارتقِ بالجِها *** دِ منازل الإيمان والإحسانِ
---
طويلب علم
06-25-2005, 08:19 AM
نحوت على منوال من فاقني شعراً .... وزاد من بدع التماثيل أشجاني
هو الهم من بين الجوانح قد فرا .......واوسع باب القلب للصاحب الداني
لا ضير ياقلبي المغربل لا ضيرا .... أتاك المنادي صادحاً يسمع العاني
الا بارك الله المنادي إلى الخيرا .... فذاك الذي يعرف الباقي من الفاني
---
عصام البشير
06-25-2005, 11:33 AM
أخي طويلب علم
في الوزن شيء، فلتراجعه بارك الله فيك.
---
طويلب علم
07-03-2005, 12:30 AM
البيت موزون جزاك الله خير لكن الفتحات والكسرات والضمات هي اللي توضح
---
أبو لبابة
07-03-2005, 04:43 PM
نم في سريرك عمارٌ ولا تقلقن
إخوانك الغر في النادي يغنونا
إنا بفقدك نشكو وحشة طالت
نقول في غصة يا ما وحشتونا
---
عصام البشير
07-04-2005, 11:30 AM(1/1495)
البيت موزون جزاك الله خير لكن الفتحات والكسرات والضمات هي اللي توضح
لم يظهر لي بارك الله فيك، فلو تشرح أكثر.
---
عمار
12-07-2005, 04:48 AM
أتيتُ إليكم* بعد الغيابِ
فأسعدني سجالات الصّحابِ
وأحزنني بأن الكلّ بانوا
وصار الرّوضُ كالأرضِ اليَبَابِ
فهلْ من عودةٍ تَسْلو غريباً
بأرضِ الشِّعْرِ مغبرّ الثياب!
.................................................. ...............
* تقرأ بإشباع الميم كي يستقيم الوزن
---
أبو عبد المعز
12-07-2005, 06:07 PM
سلاما على أهل القريض وربعه***********"لأسباب" "أوتاد" بها المنتدى شُدا
خذوني إليكم.أوقدوا لي قصيدكم***********فمقروركم قد آنس الورد والوُدا
*******
"الورد" لكم خيار فتح الواو أو كسرها.....أيها الكرام...وأيا ما اخترتم فأنتم معدن ذاك.
---
أبو لبابة
12-07-2005, 10:05 PM
بالأمس كانت مغاني القوم ذاخصب
واليوم أضحت يبابا مابها دار
كانت بحسهم تهتز في طرب
تختال تيها بمن حلوا ومن ساروا
قد طالها الهجر من خلانها عسفا
لا الدار دار ولا الأحجار أحجار
كانت مجالسنا إن غص واردها
أغاثها برقيق الشعر عمار
فكيف إن غص عمار بمورها
من يورد الحبر معسولا لمن زاروا
ماهكذا الظن فيمن حط رايتنا
لمن تركت أمور الحي تنهار
لا لن نرى عودة بالسهل تكسيها
لا بد من حكم يقضي بمن جاروا
تقول "أحزنني.." يا طول محزننا
بحت حناجرنا ، ما الأمر عمار
---
عمار
12-08-2005, 04:58 AM
إلى الأخ الكريم أبي عبد المعز :
دالٌ أتيتَ بها فَنِعْمَ الدّالُ
قد أشرقتْ من نورها الآمالُ
لكنّ بائي يا أخي تبكي أسىً
وتقولُ قد خالفتَ شرط الآلِ
لَمْ تبدأنَّ قصيدكم برويّنا
فالزوم شروطي إن أردتَ سجالي!
==============================================
إلى الأخ الكريم أبي لبالة :
رقيقُ الشِّعْرِ أبكاني وإنّي
لأرجو منكم* عفوَ الكرامِ
ولا والله ما قدْ غبتُ زُهْدًا
بصَحبٍ نورهم بدر التّمام
وَدارٍ زانها أدَبٌ وتقوى(1/1496)
وعلمٌ خِلْتَهُ* غَدَقُ الغمام
ولكنّ الرّزايا في احتدامٍ
وصبرُ المرءِ يأخذُ بالخِطامِ
فَيا من يبتغي حُكْما علينا
رضيتُ بحكمكم بعد المَلامِ
وهذا العذر أرفعه* إليكم
ومالي شاهدٌ إلا كلامي
====================================
* بإشباع الميم والهاءات.
---
أبو عبد المعز
12-09-2005, 03:16 PM
عمار..إني لا أطيق نزالكم
فالسيف أغمد والحصان بليد
أنّى لأعزل مثل "باء"ك إنها
برقت بكفك والطعان شديد
ما كان مني غير "دال" مسالم
هذي شفيعتها أيا صنديد
---
عمار
12-10-2005, 02:55 AM
من الطريف أنني وقعتُ في عيب من عيوب القافية وهو ما يسمّى عند العروضيين بالإقواء ، ولم أنتبه لذلك إلا بعد أن طار النّعاس من عينيّ!
وذلك في قولي :
دالٌ أتيتَ بها فَنِعْمَ الدّالُ
قد أشرقتْ من نورها الآمالُ
حيث كان في نيتي أن تكون الدال مجرورة في الأبيات كلها.
*للفائدة : الإقواء هو (إختلاف إعراب القوافي...كما ذكر الخوارزمي في مفاتيح العلوم)
ومثاله من القديم قول دريد بن الصمة :
دعاني أخي والخيل بيني وبينه
فلما دعاني لم يجدني بقعدد
فجئت إليه والرماح تنوشه
كوقع الصياصي في النسيج الممدد
فطاعنت عنه الخيل حتى تنهنهت
وحتى علاني حالك اللون أسود
===========================================
أبا عبد المعز :
سأعود إلى أبياتك لاحقا إن شاء الله.....فإني أخاف أن يأتيني النعاس مرة أخرى فأنتج شعرا حَدَاثيّا!
---
عمار
12-14-2005, 05:48 PM
دَعْ عنك أعذارا كمِثْلِ سرابِ
وأنِخْ رِكَابكَ سيّد القِرْضابِ
إني رأيتُ الدّالَ تبرق في يدٍ
إن شئتَ أهْوَتْ مثل بَرْقِ سَحابِ
أنتَ الكَميّ فأقبلنْ يا صاحبي
فأبو لبابةَ قد أتى لضِرابِ!
---
أبو عبد المعز
12-15-2005, 10:47 AM
يا صاح ما جئنا لضرب رقاب-------نهفو لبنت الطلح لا لغراب.
و"الملتقى"للود "مفتوح", فما---------شن الحروب به وسن حراب؟
عمار, إن أبا لبابة لم يقل ------------.شيئا ولم يكشر لنا عن ناب!
---(1/1497)
أبو لبابة
12-15-2005, 04:02 PM
بالله خلوا عنكم الأقوالا
ودعوا الفعال تترجم الأحوالا
إني رأيت الخير فيما رمته
تقارعا يستوجب النوالا
ماالعذر ياعمار في غيب طرا
وكأن دارا ما أوت رجالا
أوليس من حق الأخوة علمهم
فيما يجد لنظهر الأفعالا
ماذا أقول لفتية ماخلتهم
في الملتقى لا يلزمون القالا
أني أصر على النزال لعلني
أحقق الأحلام والآمالا
---
أبو عبد المعز
12-18-2005, 07:22 AM
لأبي لبابة بعد نفث نفثة ...........منها تضوع عنبر وانثالا
لقد استقام الشعر منه فلو يرى......في رابع الأشطار شيئا مالا.
وكذا بسادسها وآخر دره.... ....(سبحان ربي وحده وتعالى)
---
أبو لبابة
12-18-2005, 04:31 PM
لله در أبي المعز ورشقه
بالدر نقدا غامضا في عطفه
أنا لست أدري ماالذي يرنو به
أبو المعز لشعرنا في شطره
عمار أفت بما لديك بواضح
مما لديك قواعدا لعروضه
---
عمار
01-06-2006, 06:57 AM
الأخوان الفاضلان / أبو عبد المعز وأبو لبابة :
خرجتُ من السجال لأستمتع برقيق شعركما...لذا أرجو أن تستمرا بإطرابنا بما تجود به القريحة.
همسةٌ في أذن أبي لبابة :
أقدم يا أخي ولا تخف من قِرْضابِ أبي عبد المعز ، وإن كان قد رفع سيف النقد فبسبب خللٍ في الوزن في الأبيات التي أشار إليها في تعقيبه عليكم.
لكن لا عليك فكلنا معرّض للخطأ والنسيان ولا يخيفنّك ما رأيتَ!
طلب :
لو يكتب لنا الإخوانُ شيئا من شعر "الحكمة" يصبّون فيه خلاصة تجاربهم في الحياة ليبقى الموضوع متنفّسا لمن يريد الإحماض!
فقد روي أن ابن عباس كان إذا شعر بكفاية الدارسين قال لطلابه : "أحمضوا بالشعر أو هاتوا كتب الشعر" وذلك لتجديد نشاطهم ودفع الملل عنهم.
---
ابو يزيد
01-07-2006, 03:17 PM
بكيت اليوم من بُعد الصحابِ ....فما قرأوا كتابي أو خطابي
---
الجعفري
01-09-2006, 08:29 AM(1/1498)
قلتم هذه مساجلات وليست كذلك فيما يظهر فالمساجلة التي أعرفها أن تأتي بشعر يوافق السابق في القافية وهكذا كل يأتي بما عنده حسب قافية الآخر ومن يعجز لا يسمح له بالمشاركة - حت إشعار آخر-
يقول الشاعر:
بكيت اليوم من بُعد الصحابِ ....فما قرأوا كتابي أو خطابي
وقلت: ألا فدع البكاء فليس يجدي .... وأبشر الكلام المستطاب
---
عمار
01-09-2006, 09:33 PM
حياكم الله أخي الكريم / الجعفري... :
نعم...المساجلة التي تعرفها هي كما ذكرتَ ، لكن من باب التجديد رأيتُ أن نغير قليلا وقد ذكرتُ الشروط في بداية موضوعنا :
1- الالتزام باللغة العربية الفصحى والنظم على بحور الشعر المعروفة
2- أن تكون الأشعار من نظم المشاركين (أي من مقولهم لا من منقولهم)
3- أن يبدأ الشاعر بقافية من سبقه
عموما...لن نضيّق واسعا.
---
ابو يزيد
01-09-2006, 11:59 PM
بشارتكم صديقي لم تصلني ... فقد بَعُدتْ كما بُعْدِ السرابِ
---
عمار
01-10-2006, 02:12 AM
الأخ الكريم / الجعفري :
يبدو لي أن لوحة المفاتيح قد أسقطت الباءَ من بيتكم :
ألا فدع البكاء فليس يجدي .... وأبشر بالكلام المستطابِ
==================================
---
ابو يزيد
01-14-2006, 10:36 PM
البشارة وصلت
بشارتكم صديقي قد أتتني .... محملة على كثب السحابِ
---
أبو لبابة
01-15-2006, 04:11 PM
بأي بشارة جاء السحاب
وسحب الدهر حاملة الرزايا
أبن عنها وبشرنا فإنا
سئمنا شؤم أخبار البلايا
---
ابو يزيد
01-17-2006, 12:50 AM
لا تسبوا الدهر.. ويعجبني الفال
يسائلني صديقي أي بشرى.... محملة اتت فوق السحاب
سحاب الله محمول الينا ... وبشرى الله في كنف السحاب 1
وسب الدهر يا صحبي حرام ... كذا قال النبي بلا ارتياب 2
تفاءل وانتظر خيرا فإنا ... نشاهد في الدجى نور الكتاب 3
كتاب الله مكتوب كتبنا .. سننصر ديننا فاقبل عتابي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/1499)
1- ويرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا ... الآية
2- حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن بن شهاب أخبرني أبو سلمة قال قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار
حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسموا العنب الكرم ولا تقولوا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر
3-عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلمقال لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل قال كلمة طيبة
---
أبو لبابة
01-17-2006, 11:57 AM
بأي شتيمة أو سب دهر
أتى شعري - وحاشاني - أخيا
وأي تشاؤم فيما أتينا
هي الأخبار دوما عن بلية
دعونا مرة للقدس نبكي
تلونا ذاك للشيشان عيا
وفي كشمير شرمستطير
وفي أرض العراق نراه غيا
وفي الآفاق حرب ليس تنبي
بأخبار السلامة يا أخيا
نحب الفأل لكن ليس يعني
بأن نطوي صحاف الدهر طيا
بل الخطب الجليل يقول قوموا
بفكر ثاقب يفري الرزية
---
أبو لبابة
01-29-2006, 12:07 PM
يا لؤم أخبار أتت يا بؤسها
يا بؤس أيام الألى يروونها
عشنا لنشهد من أسافل عصرنا
سبا لمن زان الورى ورقى بها
برسالة الرحمن عز مقامه
طوبى لمن رفع اللوا نصرا لها
بسلى الجزور رماه يوما سافل
فبكاه أطهار الألى شهدوا بها
واليوم يرميه البغاة بسخفهم
واليوم نبكي يا أُخيً إزاءها
---
الطبيب
01-31-2006, 11:01 AM
هو البكاء نُجيده=نبكي لأَعرَاض المرضْ
فإذا انجلت أعراضُه=فلا بكاءَ ولا حَرَضْ
ننسى بأن مُصابنا=أنّا لهم مثلُ الغَرَضْ
---
أبو لبابة
03-05-2006, 04:08 PM
ضمد جراحك يا أخي
نبكي لها.. فيم الغلط ؟
انفض عن الهام الغبار
وخل عنا ذا اللغط
إن لاح فينا عارض
يدعو إلى غم فقط
فادفعه واحرص دائما
أن تبتغي الحل الوسط
---
القاضي الأثري
03-21-2006, 03:46 AM(1/1500)
إلى ملتقى التفسير فاضت مشاعري
وفي واحة التفسير حطت خواطري
من الصِّيد أقوام به حل رحلهم
من البيد أو من سابغات الحواضر
أسوق لهم شعري وشعري عاجز
ولكن همو يُرقُونه بالنظائر
==
---
عدنان البحيصي
03-21-2006, 05:55 PM
رجوت الله إخلاصاُ بقولي *** وقبل القول إخلاص النوايا
---
القاضي الأثري
03-25-2006, 11:25 PM
وليس الفقه إدلاء بعلم *** ولكن حده حسن السجايا
==========
محمد القاضي
ليسانس الآداب
---
عدنان البحيصي
03-29-2006, 10:40 PM
يلوك الحزن مني كل جنب *** ويذهلني تخلي من أحب
مرتجل
---
عدنان البحيصي
04-02-2006, 11:03 AM
بعثت سرية كانت أسوداً *** بعزمهم قد هُزم اليهود
مرتجل
---
عمار
04-04-2006, 07:09 PM
أرحب بالإخوة الكرام....وأقول لهم : " لا فض فوكم "
.................................................. ............
أخي الكريم: عدنان البحيصي /
بيتك الأخير جميل...لكن حبذا لو تراجع الشطر الثاني ففيه خلل في الوزن.
يستقيم البيت لو قلتَ مثلا :
بَعثْتُ سريّة كانتْ أسودا ** بعزمهمُـ(وا) لقد هُزمَ اليهودُ
وجزاك الله خيرا على مشاركاتك الجميلة.
---
محمود الشنقيطي
04-29-2006, 09:17 AM
دليلي في السُّرى يا خيرَ هادِ *** ويا حادي البرية للرشادِ
ويا أتقى الأنام عليك مني ***سلامٌ,لايؤخره بِعادي
تحيَّاتي تزفُّ إليك تترى ***ويشفعها الحنين إلى بلادي
لطابة كم يذوب القلب توقا ***وكم طالت مسامرة السُّهادِ
صلاة الله معْ أزكى سلام *** على من يرتجى يوم المعادِ
وآل الطهر والأصحاب طرّاً*** ومن تبعوا ففازوا بالرشادِ
---
(1/1501)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > إلى الجميع بلا استثناء : ما رأيكم ....؟
---
إلى الجميع بلا استثناء : ما رأيكم ....؟
---
أحمد البريدي
12-13-2005, 02:11 PM
أنزل الله كتابه على نبيه صلى الله عليه وسلم , وتكفل بحفظه بقوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ". ومنذ نزوله لم يسلم من الطعن في مُبلِّغه , أوالتشكيك بمصدره , من اتهام بالسحر والكهانة والشعر ,تكفل القرآن بالرد عليها في حينه , ثم توارث الحاقدون راية الطعن من آبائهم الجاهليين , فزينوها وزخرفوها بلسان عصرهم , مستخدمين ما جدّ من معارف وعلوم , ومصداقاً للوعد الإلهي بحفظ كتابه هيئ الله علماء من أمة الإسلام , فبيّنوا عوارها وتهافتها , وردوها على أصحابها ,وظل هذا القرآن نقياً خالصاً بحمد الله يقرأه المسلمون كما أُنزل .
فهل توقف الحد عند هذا , كلا بل ما زال أحفاد الجاهليين الأوليين يتوارثون علوم آبائهم ,يزخرفوها ويلبسوها أقنعة جديدة , تحقيقاً لسنة الله الباقية في المدافعة بين أهل الحق والباطل إلى قيام الساعة , لتنبري لهم طائفة من أمة الإسلام مدافعين عن كتاب ربهم في جهود تذكر فتشكر .
وإسهاماً من إخوانكم القائمين على هذا الملتقى رأينا طرح مقترح على أعضاء الملتقى ورواده يتمثل في فتح ملتقى خاص بهذا الموضوع , يكون مجمعاً لكل ما يتعلق به , ومنهلاً ينهل منه من يريد أن يتصدى لأمثال هؤلاء , وكانت الفكرة تراودنا منذ فترة , وأثارها الآن تلك البدايات الموفقة في كتابات أخوين فاضلين وهما : الأخ عبد الرحيم , والأخ أبي عبد المعز وغيرهما من الأخوة الفضلاء .
والمرجو من الجميع إبداء الرأي حول أصل الفكرة وما يتبعها من اقتراحات وأفكار , وآليات تنفيذها لتحقيق الغرض المرجو منها , ويمكنني أن ابدأ بعرض رؤيتي للموضوع متمثلة في النقاط التالية :(1/1502)
1- فتح ملتقى خاص اسمه : ملتقى الانتصار للقرآن .
2- نقل جميع المواضيع التي طرحت سابقاً في الملتقى العلمي إليه .
3- دعوة المتخصصين للكتابة والمشاركة فيه , أو مراسلتهم ونشر بحوثهم .
4- العناية بالجانب التأصيلي ووضع الضوابط في الرد على المشككين , والطاعنين , إذ إن شبه القوم لن تنتهي .
5- حصر الكتب التي عُنيت بهذا الجانب , وتقويمها .
6- طرح الشبه الرئيسة , والتي لها رواج للمدراسة , والمناقشة للخروج برأي موحد , أو إحالتها إلى لجنة تتولى الرد عليها .
7- أن يكون هذا الملتقى نواة لمجلة علمية محكمة متخصصة بهذا الجانب .
8- فتح غرفة في البالتوك مستقبلاً لمناقشة هذه القضايا , والمستجدات .
9- ... لك أنت أخي لتكتب ما تراه .
وفقكم الله جميعاً للخير , والسداد .
---
الجندى
12-13-2005, 02:39 PM
سيروا على بركة الله ، فهذا مشروع طيب فيه خير كثير .
---
محمد حامد سليم
12-13-2005, 04:50 PM
سيروا على بركة الله والله الموفق
بارك الله فيكم جميعا
---
مساعد الطيار
12-13-2005, 06:00 PM
سر على بركة الله يا أخ احمد ، فلنعم ما اقترحت .
---
أبو صفوت
12-13-2005, 06:57 PM
اقتراح ممتاز يا دكتور / أحمد ، وما أحوج أمتنا إليه
أسأل الله أن يجعله فتحا جديدا من فتوحات الملتقى العامر بكل خير
وأن يسدد على طريق الحق مشرفي الملتقى وأعضاءه الكرام
---
أبو بيان
12-15-2005, 06:57 PM
اقتراح مهم, ويحتاج إلى عناية ورويَّة,
ومن المهمات فيه: تحديد منهج خاصٍّ له ينفرد به عن غيره من أقسام الملتقى؛ لحمايته من التشتيت المُمِل, والاستكثار, والرأي الفطير, ونحوها من آفات مثل هذا القسم في كثير من المنتديات.
وبالتالي فهو بحاجة إلى عناية خاصة في الإشراف والتوجيه, وإدارة النقاش وتهذيبه, كما أنه بحاجة أكثر إلى الانضباط بمنهجه وأصوله الشرعية العامة, والخاصة بهذا الملتقى, وكلاهما يحتاج إلى بيان واضح.(1/1503)
وما ذكر هذه الضوابط وغيرها إلا ليقوم هذا الفرع الكفائي المتعين على أهله في هذا الملتقى على أصوله الصحيحه, فيؤتي ثماره المرجوة, ويكون نواةً صالحة لكثير مما يبنى عليه بعد ذلك بإذن الله.
---
إبراهيم الحميضي
12-15-2005, 07:45 PM
وحبذا لو شارك في هذا بعض المتخصصين في العقيدة والمذاهب المعاصرة .
---
أبو بيان
12-16-2005, 07:59 AM
قال تعالى: { وجاهدهم به جهاداً كبيراً }(الفرقان 52),
قال ابن عباس رضي الله عنه: بالقرآن. (جامع البيان 19/30),
وهذه منقبةٌ عظيمةٌ لمن دعا إلى الله تعالى بالقرآن العظيم وتفسيره للناس؛ فهو مجاهد, وهو في هذا مقتدٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم حين امتثل أمر الله له بقوله: { قل إنما أنذركم بالوحي }(الأنبياء 45), وقوله تعالى: { وأوحيَ إليَّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ }(الأنعام 19).
فلا يتم إنذار ولا بيان ولا حجة إلا بالوحي.
ومن تأمل سيرة سلف هذه الأمة في قرونها المفضلة وجد عنهم في ردِّ تأويل الجاهلين, وانتحال المبطلين, وتفاسير أهل الأهواء خَبَراً كثيراً, يستعين به في إبطال أصول كل انحراف جاء بعد زمانهم.
ومن جهاد مفسري السلف في ذلك: رَدُّ علي بن أبي طالب, وسعد بن أبي وقاص, وجابر بن عبد الله, وابن عباس رضي الله عنهم على تفاسير الخوارج لبعض الآيات. وكذا رَدُّ ابن أبزى, وأبي مجلز, وسعيد بن جبير, وأبي جعفر الباقر, والحسن, وقتادة, ويحيى بن سلاَّم, وأحمد بن حنبل, وابن قتيبة, وغيرهم على تأويلات الخوارج والرافضة والقدرية والمعتزلة لعدد من الآيات.(1/1504)
فاستخراج مناهج السلف في الرد على تفاسير أهل الأهواء وإبطالها, والتعرُّف على أصول الانحراف في التفسير وأسبابه وبذوره الأولى مطلبٌ مهم في هذا الباب؛ فما من خطاٍ وانحرافٍ في تفسير آيةٍ وقع بعد عهد السلف إلا وله مثالٌ سابق في ذلك العهد, أشار علماؤهم إليه, ونبَّهوا عليه, وحَذَّروا منه, ووَضَّحوا الصواب فيه أوضح بيان, وبكُلِّ سبيل, فأبطلوا بذلك طرائق أهل الأهواء في التفسير, وقطعوا به أصول مناهج منحرفة ما فَتِئَ أعداء الإسلام يبعثونَها بكلِّ لباسٍ في كلِّ زمان.
وإن في العناية بمنهج السلف في هذا الباب, وما لهم فيه من سابقة وحسن بلاء, يوفِّرُ على المفسِّر من بعدهم وقتاً وجهداً كبيرين يبذلهما في كشفِ أخطاء وانحرافات التفسير في كُلِّ عصر, ومن ثَمَّ تصحيحها وبيان الحق فيها بلا التباس, والتَوَفُّر بعد ذلك الواجب على غيره من واجبات المفسر الكثيرة التي تمسُّ الحاجة إليها.
---
فهد الناصر
12-16-2005, 03:02 PM
أشكركم على هذه الفكرة الرائدة ، وأؤكد على ما قاله الأخ أبو بيان من وجوب وضع الضوابط للكتابة في هذه الزاوية .
أعانكم الله دائماً.
---
ناصر الدوسري
12-17-2005, 08:01 PM
الأخ الدكتور / أحمد بارك الله فيك .
وأشكرك على غيرتك على كتاب الله عز وجل ، وهو جهد مشكور إن شاء الله .
ومداخلتي عبارة عن طلب إيضاح للمقصد من وراء هذا الجهد ، فالذي فهمته الرد على المشكيكين والطاعنين في القرآن وفي صحته ، ومما قرأته من الأخ أبي ريان أنه فهم أن المراد ما في كتب التفاسير من التفاسير الباطلة والشاذة .
فإن كان المقصد هو الأول فالموضوع متشعب ويحتاج إلى تصنيف وتفريع ، فهناك طعون المستشرقين ، وهناك طعون بعض الفرق الإسلامية ، وهناك طعون العلمانين ، وغيرهم .(1/1505)
أضاف إلى ذلك تصنيف مطاعنهم من حيث الموضوع ، مثل الطعن في تواتر القرآن ، والطعن فيما يتعلق بالقراءات ، والطعن بالتعارض بين الآيات ، والطعن بالتعارض مع مواكبة العصر .
وعلى كل ففكرة ممتازة ، والله أسأل أن يجعل أجرها في ميزان حسناتك ، وألا يحرم الاخوة المشاركين الأجر والمثوية
---
أبو بيان
12-17-2005, 08:35 PM
وفقك الله يا دكتور ناصر,
وأغلب الظن أن كنيتي أبا بيان,
وقصدي مما كتبتُ أن أنبه إلى الاهتمام بجهود السلف في الرد على المعاصرين في جميع الشبهات, وليس تولي الرد على ما في كتب السابقين من باطل وشاذ, فهذا باب آخر كُتب فيه شيئٌ طيب, ويتأخر في الوجوب- في نظري- على ما الإخوة بصدده وفقهم الله.
---
ناصر الدوسري
12-17-2005, 08:53 PM
الأخ أبو بيان
عذراً على الخطأ في كنيتك ، وقد كان ما طرحته مجرد فهم يحتمل الصواب والخطأ ، وقد بينته زادك الله بياناً يا أبا بيان
---
طارق الفريدي
12-17-2005, 11:02 PM
مقترح رائع ، و مشروع فذ .....
أسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتك ...
---
مرهف
12-17-2005, 11:46 PM
الأخ الدكتور أحمد حفظك الله :
نعم الاقتراح ، وإن كنت أعده واجباً شرعياً اتجاه المختصين الذين وفقهم الله لهذا الاختصاص، ولعل هذه البنود خطوطاً عريضة والأمر قابل للتفصيل أكثر وأهم ما أراه قابلاً للزيادة هو انتقاء اللغة في توجيه الخطاب بأن تكون واضحة سهلة لتصل الرسالة لأكبر شريحة ممكنة ، وهذا يعني الابتعاد عن اللغة التي يحتاج القارئ العادي فيها إلى قاموس يضعه بجانبه ليفهم المكتوب فالبلاغة أن يعبر الكاتب عما يريد بأسلوب مفهوم غير متكلف وبعبارة سليمة فصيحة فسر على بركة الله أيدكم الله بروح القدس
---
خالد الشبل
12-18-2005, 08:58 AM
مشروع جيد، ولو كان فيمن يشرف عليه مَن يجيد بعض اللغات: الإنجليزية - الفرنسية - الألمانية... لكان حسنًا.
وفقكم الله، وشكرًا لفضيلة الدكتور أحمد.
---
جمال أبو حسان(1/1506)
12-18-2005, 12:22 PM
سيروا على بركة الله لكن لا تجعلوا هذا الباب عاما لكل من هب ودب وارجو ان تكون هناك رقابة عليه بحيث لا يكتب فيه الا اهل الاختصاص حماية لردود علمية رصينة تكافيء الشبه الخطيرة
واقبلوا تحياتي
---
أحمد البريدي
12-18-2005, 01:55 PM
شكر الله لكم جميعاً مشاعركم الطيبة ,وهذه المشاركات التي تنم عن إدراك لأهمية طرح الموضوع , وقد تلخصت المشاركات على النحو التالي :
1- التأييد من الجميع للفكرة وهذا شيء مفرح .
2- مع التأييد هناك بعض الاقتراحات والخطوط العريضة , يمكن إجمالها بما يلي :
- تحديد منهج خاصٍّ له ينفرد به عن غيره من أقسام الملتقى " ابو بيان "
- مشاركة بعض المتخصصين في العقيدة والمذاهب المعاصرة "د. إبراهيم "
- مقدمةٌ تأصيليةٌ "ابو بيان "
- الموضوع متشعب ويحتاج إلى تصنيف وتفريع ، فهناك طعون المستشرقين ، وهناك طعون بعض الفرق الإسلامية ، وهناك طعون العلمانين ، وغيرهم ."د ناصر "
- تصنيف مطاعنهم من حيث الموضوع ، مثل الطعن في تواتر القرآن ، والطعن فيما يتعلق بالقراءات ، والطعن بالتعارض بين الآيات ، والطعن بالتعارض مع مواكبة العصر ."د ناصر "
- الاهتمام بجهود السلف في الرد على المعاصرين في جميع الشبهات "ابو بيان "
- انتقاء اللغة في توجيه الخطاب بأن تكون واضحة سهلة لتصل الرسالة لأكبر شريحة ممكنة . "مرهف "
- لو كان فيمن يشرف عليه مَن يجيد بعض اللغات: الإنجليزية - الفرنسية - الألمانية... "خالد "
- ان تكون هناك رقابة عليه بحيث لا يكتب فيه الا اهل الاختصاص حماية لردود علمية رصينة تكافيء الشبه الخطيرة "د. جمال "(1/1507)
هذا مجمل ما طرحه الأخوة وفقهم الله , وما زلنا ننتظر المزيد , ولعل أغلب ما ذكر يدخل ضمن الضوابط العامة , وهي مهمة جداً , ونحتاج إلى مزيد منها , ثم لعلنا ننتقل بعدها إلى آلية التنفيذ ,وليت بعض الأخوة يتفرغ ليكتب رؤيته حول أفضل الطرق , والخيارات المطروحة وينشرها , ويكتب آخر رؤية أخرى وهكذا ثم يتم تلخيصها والنقاش حولها , للخروج برأي جماعي .
---
عبدالرحيم
12-19-2005, 02:07 AM
إخوتي الأفاضل...
بارك الله في جهودكم
وأكرمكم من خيري الدارين
1. حبذا لو يكون المنتدى علمياً إلى درجة الصرامة، لا تعليقات ساخرة، ولا شتائم... الخ ولهذا أرى والله أعلم:
أ. التحكيم العلمي: بمعنى أن المواضيع في ذاك المنتدى بالذات إما أن يكون للملتقى رأي خاص به، ومن ثم تكون الردود والتعقيبات والإضافات..
مثلاً: مسألة نسخ آية: " الرضعات المشبعات " للملتقى رأي خاص يعبر عنه، محكَّم... مع فتح المجال للتعقيب والردود.
لكن إن جاء سؤال إلى الملتقى بعد شهر أو شهرين حول المسألة تلك، يقوم المشرف بفتح الرابط والإجابة.
وسترون تكراراً عجيباً للشبهات.
أو: يختص ذاك المنتدى بالذات إلى عدم عرض المشاركة مباشرة، بل ممكن أن ينتظر ربع ساعة ريثما يُقره الأخ المشرف.
ب. تجنب الخوض في الخلافات مع الأشاعرة، الشيعة.. الخ أو ذكر علمائهم بسوء.
ج. ضرورة استكتاب عدد من أهل العلم وخاصة المفسرين ذوي العلم في هذا الموضوع بالذات.
2. العاملين في هذا المجال يقيناً سيخطئون، فالعامل يخطئ بعكس النائم.
لكن كثيراً من الإخوة العاملين إن وجدوا ردود فعل قاسية من الإخوة الأعلم منهم قد يتركون الملتقى.. لذا أوصي إخواني أهل العلم بالحلم.
الحلم الحلم الحلم.. ثم الرفق واللين.(1/1508)
3. من المهم جداً أن يوازن الخطاب بين الأسلوب العلمي، مع الشرح المبسط الميسر.. فتجمع بين أصالة الرد العلمي، وسهولة فهمه ( حتى يُفهَم على المراد منه) فيكون هذا الملتقى بإذن الله تعالى المرجع العلمي للردود على الشبهات..
والميزان الدقيق لـ(غربلة) الردود وتمحيصها ونقدها.
4. من الممكن أن يقوم الملتقى بعمل (دورات) في فنون مخاطبة أصحاب الأديان الأخرى والردود على الشبهات.. وستجدون العون من إخوة لكم كثر في هذا.
5. أهمية الحرص على التوثيق العلمي في الرد وتخريج الأحاديث وشرح الغريب... الخ
6. التنبيه بمنع وضع روابط لأي منتدى أو موقع غير إسلامي.
7. جميل عدم فتح المشاركات في الملتقى لمن هب ودب ..
ولكن ما رأيكم بالتزكية ؟
يعني: مثلاً: أنا أعرف أخاً مغربيا مهتماً بهكذا أمور، أزكيه عند الأخ عبد الرحمن الشهري فيفتح له باب المشاركة معنا ...
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
---
الميموني
12-19-2005, 02:28 AM
نؤيدكم فيما اقترحتم جزاكم الله خيرا
مع التنبّه لقضية مهمة تتعلق بالشبه و هي ترك إحياء الشبه الميتة و المغمورة و بخاصة الدقيق منها لأن الشبه لا تنتهي و المقصود حصول الفائدة و منع تأثيرها في العامة و غيرهم
و هذا منهج مهم يحتاج في شرحه و بيانه لصفحات لأن ذكر الضوابط مفيد حتى نسلم من الإكثار
في ذكر شبه الشيطان التي قد تؤثر سلبا في نفوس بعض الناس و قد تمنع بعضهم لاشتغاله بها من التزود من العلم النافع لإكثاره منها مع عدم أهليته
فالاعتدال في مثل هذا يحصل به تحقيق الغرضين و إصابة الهدفين و سلامة من الإيغال الذي كرهه عمر رضي الله عنه لصبيغ بن عسل و كرهه الثوري و الأئمةفي مسائل يطول التنبيه عليها
و الخلاصة أنا نؤيدكم و نرغب منكم و من الفضلاء مراعاة ذلكم الجانب و تقديم الأصلح
عند اختلاف الأنظار و الترجيح كما هو اللائق بكم
---
د.عبد الله الجيوسي(1/1509)
12-19-2005, 04:58 PM
ونحن نؤيدكم في خطاكم وندعو الله لكم السداد والتوفيق
وسأحاول ما امكن تزويدكم بالكتابات التي تدخل تحت كل جزئية ان شاء الله تعالى
---
الباجي
12-19-2005, 05:31 PM
الحمد لله.
وفق الله كل العاملين بجد ...
ابتداء عندي هدية للإخوة الذين يحسنون اللغة الإنجليزية ... عبارة عن رابط لموقع متخصص فيما أنتم مقدمون عليه ... أثنى عليه بعض أهل الفضل ثناء عطرا ... من حيث المجهود والعلمية واللغة ... وتتبع الشبهات والإيرادات ... فأحب أن أسمع رأي من يقف عليه من أهل الاختصاص مشكورا ...
http://www.islamic-awareness.org/
---
أحمد البريدي
12-20-2005, 10:29 PM
اشكر الجميع على اقتراحاتهم , وسأقوم إن شاء الله بحصرها وتلخيصها كل ما تجمع منها عددٌ يحتاج إلى التلخيص , وآمل من الجميع أن يكون المقترح واضحاً وموجزاًعلى هيئة نقاط يمكن معرفة مراد المقترح ,ويسهل تلخيصها , وفقكم الله جميعاً .
---
أحمد البريدي
12-20-2005, 10:32 PM
الموضوع المطروح مشروع كبير ربما يحتار الباحث فيما يقدم منه , ولتقريب الموضوع , أعرض وجهة نظري في تحديد شيءٍ من معالمه , يمكن أن تكون محاور أو تصنيفات داخل الملتقى أو أن تكون مراحل يبدأ في المهم منها , بحيث يكون التقسيم بالنظر إلى الجهة التي أخطأت على القرآن , ويمكن إجمالهم على النحو التالي :
القسم الأول :كل من وجه سهامه إلى القرآن من غير المسلمين كالمستشرقين ونحوهم .
القسم الثاني :كل من تسمى بأسماء المسلمين , ولبس لباسهم , إلا أنه وجه سهامه إلى كتابهم ودستور حياتهم كالحداثيين , والليبراليين , والعقلانين ونحوهم , وما أكثرهم , وهم الطابور الخامس وعلى أيديهم ضاعت كثير من معالم الدين .
القسم الثالث : بعض المسلمين الذين حسنت نياتهم ., ولم يوفقوا في أعمالهم , فأرادوا الدفاع عن القرآن , فحملوه ما لا يحتمل .
---
وائل حجلاوي
12-21-2005, 07:14 AM(1/1510)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذه مقترحات لمن يتشوف للرد على الشبهات:
ليعلم من يتصدر للرد على الشبهات أنه قد وقف على ثغر خطير من ثغور الإسلام, فاليتقِ الله أن يؤتى الإسلامُ من قِبلِه, إما بسبب جهلٍ منهُ أو بسببِ تفريطٍ في إعداد العُدَّةِ وكمال التأهُّب, ومما أوصي به نفسي أولاً وإخواني:
1- أن يكون الرد على الشبهات بعد الحلم والتأني والبحث العلمي المؤصَّل.
2- أن نتجنب عند الرد على الشبهة: ردود الأفعال والارتجال والحماس العاطفي, لأن ذلك من صور التسرع والعجلة. والصحيح أن الحُجَّةَ تُقرعُ بالحُجَّةِ, والدليل يواجه بدليل مثله.
3- حبذا أن يكون الرد على الشبهة -بعد عرضها-: على مراحل هي:
أ - تلقي أبحاث ومقالات موضوعية مؤصَّلة علمياً ومتخصصة تتناول الرد على شبهة معينة تمَّ طرحها مسبقاً.
ب - نشر الأفضل من تلك البحوث والمقالات, ليطلع عليها رواد شبكة التفسير.
ت - فتح الباب للجميع للمشاركة أو الأسئلة, ضمن حدود الأبحاث التي نُشِرت وبدون استطراد.
ختاماً:
وفق الله الجميع وسدَّدَ خطاهم...
---
محمد أحمد فاضل
12-21-2005, 09:17 PM
جزاك الله كل الخير د.أحمد ووفقك الله إلى مايحبه ويرضاه
---
الباجي
12-23-2005, 01:47 PM
الحمد لله.
وفق الله كل العاملين بجد ...
ابتداء عندي هدية للإخوة الذين يحسنون اللغة الإنجليزية ... عبارة عن رابط لموقع متخصص فيما أنتم مقدمون عليه ... أثنى عليه بعض أهل الفضل ثناء عطرا ... من حيث المجهود والعلمية واللغة ... وتتبع الشبهات والإيرادات ... فأحب أن أسمع رأي من يقف عليه من أهل الاختصاص مشكورا ...
http://www.islamic-awareness.org/(1/1511)
أما وقف أحد من إخواننا على هذا الموقع ... فلعلكم تبداؤن من حيث وصل هؤلاء ... أويكون تعاون مباشر بينكم .... فالموقع شكره بعض أهل الفضل جدا ... وذكرتُ له ضرورة تحول المسلمين من طريق الدفاع والإكتفاء بدحض الشبهات لأنها متولدة ومتكررة دائما - جهلا - عند المخالفين ... إلى إشغال القوم بأنفسهم .... وبيان ما في دياناتهم من خلل ... وما في كتبهم المحرفة من فساد ... وكشف عوار مناهجهم التي ينطلقون منها ... فأخبرني أن في هذا الملتقى شيئا من ذلك ... ولعمر الله لو كان هذا لهي الطامة على كل المخالفين من يهود ونصارى وملحدين ... إذا صدر من متأهلين خبراء ... تماما كم فعل علامة الأندلس ابن حزم منذ زمن ... وكما فعل شيخ الإسلام في منهاجه رحمهما الله وأجزل الله أجرهما عن الإسلام وأهله.
وكما فعل الدكتور اليهودي إسرائيل فنكلشتاين ... في كتابه < التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها .. رؤية جديدة لإسرائيل القديمة وأصول نصوصها المقدسة على ضوء اكتشاف علم الآثار >.
وكما فعل غيره من الغربيين مع كتابهم المقدس الإنجيل ... لا يحضرني اسمه الآن ... فلنأخذ منهما ومن غيرهما ما صح نقده ليكون لنا عونا على ردّ شبه القوم ... وهناك العديد من الكتابات الغربية القوية المتينة في نقض نظريات دارون حول بدء الخليقة ...- وفي أمريكا اليوم صراع ومحاكم قائمة حول تدريس هذه النظرية الباطلة لأبنائهم - ونقد العلمانية والليبرالية ... وغيرها من المذاهب الباطلة ... كتبت كلها باللغات الأجنبية ... ويوجد منها كمٌّ هائل على النت ... فقط تحتاج لمن يقرأ ... ويجمع المادة ... ويحتسب عمله لله ...
---
موراني
12-23-2005, 05:14 PM
الباجي ...ما هي العلاقة بما ذكرت في مشاركتك الأخيرة وما جاء في ذلك الموقع من النسخ القديمة من المصاحف ؟(1/1512)
لقد أبرز د. عبد الرحمن الشهري مشكورا في هذا المنتدى أهمية الاقامة في البحث الشامل في هذه النسخ . فأين اذا المشكلة , خاصة بعد ما تبين كثرة تلك النسخ برسومها العتيقة في جميع أنحاء العالم تقريبا , وهذا الأمر ليس وليد الساعة كما هو معلوم .
---
الباجي
12-23-2005, 08:43 PM
وكما فعل غيره من الغربيين مع كتابهم المقدس الإنجيل ... لا يحضرني اسمه الآن ...
اسمه: < تطور الإنجيل ... المسيح ابن الله أم ملك من نسل داود؟ دراسة نقدية وترجمة جديدة لأقدم الأناجيل تكشف مفاهيم مثيرة > لـ إينوك باول Enoch Powell . ترجمة: أحمد ايبش.
الباجي ...ما هي العلاقة بما ذكرت في مشاركتك الأخيرة وما جاء في ذلك الموقع من النسخ القديمة من المصاحف ؟
لقد أبرز د. عبد الرحمن الشهري مشكورا في هذا المنتدى أهمية الاقامة في البحث الشامل في هذه النسخ . فأين اذا المشكلة , خاصة بعد ما تبين كثرة تلك النسخ برسومها العتيقة في جميع أنحاء العالم تقريبا , وهذا الأمر ليس وليد الساعة كما هو معلوم .
مساء الخير دكتور موراني:
حقيقة لم أفهم ما أردتَ قولَه ... ولم يسبق لي كلام هنا عن النسخ المشار إليها ... ولم أطلع على الملتقى المنوه به لأني لا أحسن لغته ... وإنما أتمنى وألح أن يطلع عليه من يحسن الإنجليزية ليخبرنا عن قيمة مجهودات كاتبيه ... لتتم الإستفادة منه فيما يدعو إليه الأخ الكريم أحمد البريدي... وإنما ذكرتُه هنا لأني رأيته يقول في مشاركته الأولى:
3- دعوة المتخصصين للكتابة والمشاركة فيه , أو مراسلتهم ونشر بحوثهم .
4- العناية بالجانب التأصيلي ووضع الضوابط في الرد على المشككين , والطاعنين , إذ إن شبه القوم لن تنتهي .
5- حصر الكتب التي عُنيت بهذا الجانب , وتقويمها .
وهذا الموقع - أحسبه - يحتوي بعض ذلك ... والرأي ما يراه الأساتذة الكرام ...
---
أحمد البريدي
12-23-2005, 09:15 PM(1/1513)
الأخ الباجي : فيما يتعلق بالموقع ما زالت الدعوة قائمة في تلخيص محتوياته لكل من يجيد اللغة الإنجليزية , ولن نعدم إن شاء الله , وإنا منتظرون .
د. عبد الله الجيوسي :ننتظر ما وعدت .
د. موراني :ارجو عدم إثارة مواضيع جانبية لا صلة لها بما نحن فيه صلة مباشرة , ويمكن طرحها بمشاركة مستقلة .
لا زلنا ننتظر مشاركات الأخوة , وارجو أن لا تكن قد أصيبت بالعقم , خاصة في مثل هذا الموضوع المهم .
---
موراني
12-23-2005, 09:21 PM
أحمد البريدي المحترم ,
لا أظن انني خرجت من موضوع المشاركة , فان كان كذلك حسب تقديركم فأعتذر .
وأضيف أن العضو د. هشام عزمي ( كما أذكر ) كان له توقيع من قبل باحالته على هذا الموقع فربما له علم بمحتويات هذا الموقع .
---
أحمد البريدي
12-23-2005, 09:26 PM
من أوراق العمل التي يمكن أن يبدأ بها الآن :
1 - حصر جميع المواضيع التي طرحت في الملتقى والتي لها صلة بهذا المواضيع مع روابطها تمهيداً لنسخها أو نقلها بعد الإفتتاح .
2- حصر الكتب التي لها صلة بهذا الموضوع تمهيداً للتعريف بها .
ارجو ممن عنده القدرة على العمل بإحدى هاتين الورقتين أن أن يراسلني على الخاص , أو يعلنها هنا في الملتقى , شاكراً للجميع تفاعلهم .
---
الباجي
12-24-2005, 09:10 AM
وفقكم الله.
بعد حصر المواضيع التي يراد درسها ونقدها ... أرى أن يقسم العمل بين الإخوة المتخصصين الذين أظهروا استعدادهم للمشاركة ... حتى لا تتشتت الجهود ويحصل تكرار ... و لعل مما يساعد على هذا تكوين لجنة ... يتولى إدارتها أحد الأفاضل المتخصصين ... فهذا - فيما أحسب - جزء من المنهجية الصحيحة لإنجاح مثل هذه المساعي ...
---
عبدالرحيم
12-25-2005, 02:06 PM
أخي الفاضل...
اقتراحات:
1. أقترح أن يُفتَح الباب لاستقبال أسئلة غير الأعضاء في المنتدى، بدون اشتراط تسجيلهم.(1/1514)
فمن لديه سؤال من المسلمين أو غيرهم، يضعه في المنتدى ولا يشاهده إلا أحد المشرفين، ويقوم الأخ المشرف بعرض السؤال على أخ ـ أو إخوة ـ مختصين، كما تفعل مواقع الفتاوى كاسلام اون لاين او الاسلام سؤال وجواب... الخ
أو .... من الأفضل:
2. إيجاد قسم للمتميزين أو هيئة استشارية للملتقى تضم إخوة متميزين من أهل العلم وطلبته لا يطلع عليه غيرهم، يتم عرض الأسئلة عليهم، ويتشاورون في الإجابة فتخرج الإجابة بأبهى حُلة، وبأحلى ما يكون الرد، وبعيداً عن المداخلات الجانبية من الإخوة وملاحظاتهم التي قد تحيِّر السائل (خاصة إن كان من غير المسلمين أو المتشككين).
همسة: تستطيعون الاستفادة من الأخ: الجندي في ذلك.
3. عمل مشاريع ضخمة:
مثلاً:
مشروع رد المتناقضات المزعومة حول القرآن الكريم.
بتتبع مظانه وفق ترتيب المصحف الشريف، ومن ثم يكون هذا المشروع عند تمامه (بعد سنة، سنتين... ) مرجعاً شاملاً لكل داعية.
مع محبتي
---
أبو بيان
12-25-2005, 09:02 PM
أؤكد على النقطة الثانية مما ذكره أخي عبد الرحيم وفقه الله.
---
سمير القدوري
12-25-2005, 09:11 PM
قد ألقيت نظرة سريعة على الموقع الذي ترجمت اسمه: الوعي اللإسلامي أو الضمير الإسلامي أو الصحو الإسلامي
وقد جاء على فاتحته ما ترجمته :
(( الهدف الرئيس من موقعنا(الوعي الإسلامي ) هو تعليم المسلمين بشأن المسائل التي يرددها المنصرون والمستشرقون. ستجدون مقالات جيدة منوعة وأجوبة عن كتابات المنصرين والمستشرقين. ونحن نتابع المادة ونضيف المستجدات بنشر مقالات جديدة ومراجع وحجج.
نرجوا منكم مراجعة ذلك بين الفينة والأخرى.))
أما محاور الموقع فهي:
المحاور الرئيسة للموقع هي:
القرآن. وتحته المداخل التالية: ( النص+ المخطوطات+ المتشابه + القراءات+ دراسات قرآنية+العلم+ الإعجاز)
الحديث.(1/1515)
الكتاب المقدس(عند أهل الكتاب)ومداخل المحور:( النصوص+ المخطوطات+ المصادر+ التقنين(الاعتراف الرسمي بقدسية الكتب))
التاريخ. ومداخله: (النقوش الإسلامية+ البرديات العربية+ قبة الصخرة)
المناظرات وهو مدخل واحد( الردود على مطاعن النصارى في دين الإسلام)
---
أحمد الطعان
12-25-2005, 10:10 PM
بارك الله فيكم فهذا اقتراح ممتاز .. ويحتاج إلى تكاتف الجهود " وتعاونوا على البر والتقوى "
---
أبو عبد المعز
12-27-2005, 05:45 AM
بارك الله فيكم جميعا وسدد رميكم....
لي ملاحظة تتعلق بمنهج الجدال مع القوم.....فليس إلا نهجان :
-نهج التخندق (اسمحوا لي بهذا التعبير العسكري) وأقصد به نهج الدفاع عن القرآن والذب عنه.
-نهج الهجوم على أصول الخصوم و"تفكيك" خطابهم لبيان تهافته.
لا ريب أن النهج الأول يعطي تفوقا واضحا لأعداء القرآن لأن القاعدة عندهم هي "ألغوا فيه" واللغو لا ضفاف له....ولا عدد يحصره وقد تنقضي أعمارنا وأعمار أبنائنا رادين مدافعين ولا ينتهي اللغو ....فما من آية إلا ويكون لغوهم فيها من وجوه : من وجه اللغة ومن وجه النقل والتواتر ومن وجه تناقضها مع آية أخرى ومن وجه اختلافها مع الكشوف العلمية وهكذا.....وما من رد بتوجيه آية إلا وفتحوا بصددها جبهات أخرى.....فنكون كمن يتلقى الضربات من كل الجهات من غير أن يحدد مكان خصمه وهذا متعب حقا...
النهج الافضل في تصوري هو نقل المعركة إلى خطابهم نفسه فيكون الكشف عن عوار منهجهم واضطراب مصطلحهم وجهلهم وتقليدهم ....فبدل الجواب على الشبهة نركز على بناء الشبهة ذاتها ولا ضير من اعتماد "منهجهم التفكيكي" لإنهاك شبهاتهم بدل تلمس الوجوه لكلام رب العالمين....(1/1516)
ولعل في تراثنا ما يدل على ذكاء النظار من المسلمين فقد أورد الشاطبي رحمه الله في كتاب الاعتصام مناظرة لطيفة لابن العربي المالكي الذي وجد نفسه يوما في معقل من معاقل الباطنية مهددا بالقتل ومطالبا بالمناظرة فانجاه الله عندما ألهمه كلمة واحدة وهي "لم؟" فكان كل سؤال يأتيه يجيبه "ولم ذلك؟"فيضطر السائل إلى تبرير سؤاله وعند كل تبرير يسأل ابن العربي "ولم ذلك؟"حتى لا يحير جوابا فيقف....فينتصر العالم السني بأقل جهد...
ولعل إخواننا يبدون آرائهم ويناقشون منهج المواجهة قبل وسائلها ومفرداتها.....وبارك الله في المنتدى وأهله.
---
نياف
12-27-2005, 08:17 AM
مقترح رائع ، و مشروع فذ .....
أسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتك ...
---
عبدالرحيم
12-27-2005, 02:41 PM
كلام ابي عبد المعز حق
وأذكر بقول عمر بن الخطاب بأن من لا يعرف الجاهلية لا يعرف الإسلام
وبالضد تعرف الأشياء
ولكن هذا الأمر فيه خطورة، فقد يتم حجب الموقع في بعض الدول بحجة الحض على الكراهية والطائفية
ايضا قد يطلق بعض الإخوة العنان لكلام غير علمي، أو ينقل عن مواقع حوار الأديان بعض الألفاظ التي لا تليق بمثل هذا الملتقى المبارك.
إخوتي:
مع أن هواي أن ينقلب الملتقى ساحة حوار أديان،،
لكن المصلحة العامة أولى..
وأرجو أن يكون قصدي واضحاً.
نريد رداً علمياً دفاعاً يليق بعظمة القرآن الكريم وسموه، ينظر إليه المحايد باحترام، يكون بلا تهريج ولا مهاترات لا داعي منها، ولا طائل من ورائها.
---
أبو حذيفة
12-29-2005, 01:41 AM
خدمة كتاب الله مطلب شرعي ، والتصدي للدفاع عنه ، وكشف زيف الشبهات التي يلصقها الحاقدون عليه قربة إلى الله إذا صاحب ذلك إخلاص وتجرد ، وما نبه إليه واقترحه فضيلة الدكتور وفقه الله مما يشكر عليه لا حرمه الله الأجر ، وعمل مثل هذا لا بد له من الضوابط حتى لا يخرج عن الهدف المرسوم له .
---
أحمد البريدي
12-29-2005, 01:55 PM(1/1517)
تتابعت بحمد الله الاقتراحات , وبعضها متداخل أو مؤداها واحد تم استبعادها , وخلاصتها ما يلي :
-المواضيع يكون للملتقى رأي خاص بها، ومن ثم تكون الردود والتعقيبات والإضافات " عبد الرحيم ".
-أن يقوم الملتقى بعمل (دورات) في فنون مخاطبة أصحاب الأديان الأخرى والردود على الشبهات " عبد الرحيم ".
-أهمية الحرص على التوثيق العلمي في الرد وتخريج الأحاديث وشرح الغريب . " عبد الرحيم ".
-التنبيه بمنع وضع روابط لأي منتدى أو موقع غير إسلامي. " عبد الرحيم ".
-عدم فتح المشاركات في الملتقى لمن هب ودب . " عبد الرحيم ".
-ترك إحياء الشبه الميتة و المغمورة و بخاصة الدقيق منها "الميموني "
-يكون التقسيم بالنظر إلى الجهة التي أخطأت على القرآن .
-أن يكون الرد على الشبهات بعد الحلم والتأني والبحث العلمي المؤصَّل." وائل عبد القادر"
- أن نتجنب عند الرد على الشبهة: ردود الأفعال والارتجال والحماس العاطفي, لأن ذلك من صور التسرع والعجلة. والصحيح أن الحُجَّةَ تُقرعُ بالحُجَّةِ, والدليل يواجه بدليل مثله. " وائل عبد القادر"
- حبذا أن يكون الرد على الشبهة -بعد عرضها-: على مراحل هي:
أ - تلقي أبحاث ومقالات موضوعية مؤصَّلة علمياً ومتخصصة تتناول الرد على شبهة معينة تمَّ طرحها مسبقاً.
ب - نشر الأفضل من تلك البحوث والمقالات, ليطلع عليها رواد شبكة التفسير.
ت - فتح الباب للجميع للمشاركة أو الأسئلة, ضمن حدود الأبحاث التي نُشِرت وبدون استطراد. " وائل عبد القادر"
-أن يقسم العمل بين الإخوة المتخصصين الذين أظهروا استعدادهم للمشاركة ... حتى لا تتشتت الجهود ويحصل تكرار ... و لعل مما يساعد على هذا تكوين لجنة ... يتولى إدارتها أحد الأفاضل المتخصصين "الباجي "
-أن يُفتَح الباب لاستقبال أسئلة غير الأعضاء في المنتدى، بدون اشتراط تسجيلهم. " عبد الرحيم ".(1/1518)
-إيجاد قسم للمتميزين أو هيئة استشارية للملتقى تضم إخوة متميزين من أهل العلم وطلبته لا يطلع عليه غيرهم، يتم عرض الأسئلة عليه. " عبد الرحيم ".
-عمل مشاريع ضخمة:
مثلاً:مشروع رد المتناقضات المزعومة حول القرآن الكريم.
بتتبع مظانه وفق ترتيب المصحف الشريف، ومن ثم يكون هذا المشروع عند تمامه (بعد سنة، سنتين... ) مرجعاً شاملاً لكل داعية؟." عبد الرحيم ".
-رابط لموقع متخصص "الباجي : ولعلك أخي تشير إلى حصر المواقع التي لها عناية بهذا الجانب , والاستفادة منها .
-النهج الافضل في تصوري للرد على الشبهات هو نقل المعركة إلى خطابهم نفسه فيكون الكشف عن عوار منهجهم واضطراب مصطلحهم وجهلهم وتقليدهم ....فبدل الجواب على الشبهة نركز على بناء الشبهة ذاتها ولا ضير من اعتماد "منهجهم التفكيكي" لإنهاك شبهاتهم بدل تلمس الوجوه لكلام رب العالمين..ابو عبد المعز "
-لعل إخواننا يبدون آرائهم ويناقشون منهج المواجهة قبل وسائلها ومفرداتها " ابو عبد المعز "
-خدمة كتاب الله مطلب شرعي ، والتصدي للدفاع عنه ، وكشف زيف الشبهات التي يلصقها الحاقدون عليه قربة إلى الله إذا صاحب ذلك إخلاص وتجرد "أبو حذيفة "
هذه خلاصة ما طرحه الأخوة تقريباً, وفقهم الله لكل خير .
وأعيد اقتراحاتكم محل العناية , وحبذا لو تفرغ أخ لكتابة تصور كامل للملتقى من خلال ما كتبه الأخوة وذلك بإعادة صياغته وتقسيمه إلى نقاط : الفكرة , الأهداف , الضوابط , الوسائل ...... الخ .
---
أبو زياد محمد
12-29-2005, 04:17 PM
اقتراح ينال احترام الجميع بلا شك سيروا على بركة الله ووفقكم الله لكل خير
---
علي ساجت
12-29-2005, 04:28 PM
بارك الله فيكم وفي جهودكم ، لكن أقول :
ان الهجوم هو خير وسيلة من الدفاع ، وما انتكست الامة الا لانها التزمت جانب الدفاع ولم تلتزم جانب الهجوم وكشف وفضح الباطل ، اننا اذا بقينا مدافعين فالنتيجة وخيمة والله اعلم ،
حفظكم الله وسدّد خطاكم .
---(1/1519)
شموخ قلم
12-29-2005, 04:36 PM
بارك الله في جهودكم الاقتراح مميز جداً..
والأهم بالنسبة لي..أن يبدأ بالقوة التي يريدها الأخوة الأعضاء..وذلك سيتم_إن شاء الله_إذا ماطُبقت كامل الاقتراحات..
لكم الشكر..
---
مراد طباخي
12-29-2005, 05:00 PM
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى .
وبعد فاني أبارك هذا الجهد المتميز في الحفاظ على القرآن والذب عنه لقوله تعالى:(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)لذلك أنا على استعداد للمساعدة في هذا المجال والذي فيه بيان عزة القرآن وعظمته فوق سائر الكتب.
---
أبو عبد الرحمان سعيد زهير
12-29-2005, 05:56 PM
السلام عليكم ورحمت الله بركاته أنا أضم صوتي للإخوة بنسبة لهدا العمل الجبار إن شاء الله وعندي إضافة أريد ان أضيفها وهي رعاية الأسلوب الأمثل لعرض الحجة لانها إن شاء الله دامغة للباطل ولنا في قصة موسى وفرعون عبرة كما جاء في سورة الشعراءوأسئل الله أن يحمي بكم كتابه ويالها من
شرف
---
ش.م
12-29-2005, 06:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أحييكم على هذا الاقتراح الطيب ولقد كنت أتوق لرؤية مثله بين أيدي المتخصصين الأفاضل ليقوموا على ثغر مهم يكاد يكون هو الأكثر اختراقا في أيامنا هذه
لي ملحوظات سريعة وهي
* دعوة المتخصصين في كل مجال: اللغة ـ علم النفس ـ العلوم الطبيعية ـ الإعجاز العلمي، وذلك لأن شبه هؤلاء ضد القرآن متنوعة وتدخل في عدة مجالات، ومن المفيد أن ننتفع بآراء المختصين.
ومن هؤلاء المقترح دعوتهم: المتخصصون في شؤون الغرب والمطلعون على ما كتبه الغربيون في نقدهم أنفسهم أو في الإشادة بالإسلام والقرآن والدفاع عما يرمونه به من الشبهات(1/1520)
* إن أمكن تقسيم المنتدى الجديد إلى أقسام فرعية بحيث تستوعب كل أنواع الشبهات المطروحة فهو جيد، وأؤيد رأي الأخ عبدالرحيم في تغليب المصلحة مع أهمية توازي الهجوم مع الدفاع، ولكن الموقع قد يغلق بالفعل فنخسر، وهدفنا هو إعداد ردود قوية محكمة تكون بين أيدي الناس وتقوي حجتهم في مواجهة هذا الخطر القديم الجديد.
والموقع الذي وضعه الأخ الباجي مغلق عندنا
http://www.islamic-awareness.org/
* لا بد من التفاهم التام بين المسلمين وعدم رمي بعضهم بعضا أو الانتقاص من جهودهم وبالذات في مجال الإعجاز العلمي الذي يلقى هجوما من بعض المسلمين، فلا بد أن تتكامل الجهود، ويمكن أن يكون من المتخصصين بعض أعضاء الهيئة العالمية للإعجاز العلمي مثل الدكتور عبدالله المصلح بارك الله فيه
* الاستفادة مما كتبه السابقون والمعاصرون في هذا المجال وعرض كتبهم وردودهم، وكذلك المواقع المتخصصة في مجال الحوار مع الأديان ورد الشبهات
* تلقي أسئلة القراء جميعا وذلك بنموذج خاص له رابط في الملتقى والشبكة، وتصل منه الأسئلة التي يدونها القراء إلى عنوان بريد خاص يختص به أحد المتطوعين من الشماركين ليجمعها ثم يعرضها على المختصين
والله الموفق
---
الراية
12-29-2005, 06:25 PM
سيروا على بركة الله ، فهذا مشروع طيب فيه خير كثير .
---
فاروق
12-29-2005, 08:05 PM
بسم الله..
مشروع كبير فهو ثغر من ثغور الرباط.. يتطلب صبرا و رؤية شاملة وحجة قوية..
جزاكم الله ..
وفقكم الله..
---
ناصر الماجد
12-29-2005, 08:38 PM
بسم الله الر حمن الرحيم
أشكر جميع الإخوة الكرام الذي شاركوا مؤيدين وداعمين لهذ المقترح، كما أثني على حماسهم لهذه الفكرة.(1/1521)
وأعتقد إن مثل هذه الفكرة من أهم ما يجب قياما بحق كتاب الله ـ عز وجل ـ ولا سيما من أهل الاختصاص، غير أن الأمر ـ بارك الله فيكم ـ لا يقف عند مجرد التأييد، بل في الحقيقة هو يحتاج ـ إن أردنا أن نقوم ببعض الواجب ـ إلى جهد علمي وبحثي واسع، ولا أقصد بهذا أن أثبط من العزائم، فإني على يقين أن أكبر المشاريع بدأت بفكرة تلتها خطوة ثم خطوات، وإنما أردت أن أقول: إنه مشروعكم وفكرتكم ،أنتم من دعمها، وأيدها، وأنتم من تحمس لها، فإن يُطلب من أحدنا مستقبلا ،دراسة شبهة، أو رد على مبطل، فينبغي علينا التعاون في ذلك، وبذل الجهد والوقت ، والله الموفق
---
أبو بيان
12-29-2005, 11:48 PM
إخواني الكرام
سرُّ تميز هذا الملتقى في تخصصه, وينبغي ألاَّ نتعجل مع كثرة المؤيدين والداعين بالخير, فالواقع شيء آخر ..
وإذا تذكرنا أن هذا الملتقى لأهل التفسير وطلابه فسنعيد النظر في عدد من الاقتراحات ..
فعنوان المشروع "الانتصار للقرآن" عنوان ضخم بلا حدود, تتداعى إليه علوم الشريعة والعربية, وتتداخل فيه بصورة يصعب معها ضم أطراف الملتقى الجديد وحفظه من الشتات ..
فأتمنى أن نستفيد من جانب الإتقان في هذا الملتقى, والفراغ أولاً من تحديد عنوان دقيق داخل في إطار تخصص الملتقى, وتحديد الجوانب التي يقبل فيها الحديث في هذا الملتقى, والشبه التي تدخل في ميدانه, والتركيز على أصول الشبه أولاً: بحصرها, ثم بترتيبها في الأهمية, وسيسهل ردها بعد ذلك؛ لأنها من علوم الملتقى أولاً, وأهله مخاطبون بها, ولأنها ستكون محصورة يسهل الفراغ منها تباعاً.
ومن الضروري لكل ذلك اختيار هيئة إشرافية تقوم على تأسيس الملتقى, والانطلاق به على أصول علمية منهجية واضحة.(1/1522)
إخواني هذه دعوة للإتقان ليس إلاّ, فإنه مما يعز على أنفسنا أن نرى جديداً في الملتقى لا إتقان فيه, وربما كان عبئاً عليه, ولا ننسى خطورة شأن عدد من الشبه التي يبعد منزعها عن علم التفسير, فنغدو باحثين عمَّن يبطلها, أو نتناولها بضعف لايغني فيها شيئاً, وندع بذلك ما نستطيعه وما هو من شأننا وواجبنا.
---
الازهري المصري
12-30-2005, 12:15 AM
بارك الله فيكم ووفقكم الى الخير
---
أبو الهيثم
12-30-2005, 02:40 AM
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم
فإن المنهجية و التخطيط ثم التخصص و التعاون هم أساس أي عمل ناجح
و ليت كان لي في الوقت متسع لأفصل هذا الكلام ، وكنت أحب أن أشارك معكم مشاركة فعالة في تنفيذ هذا المشروع الجيد ، و لكن الله المستعان ،
ولما كان من ضيق الوقت فأكتفي ببعض هذه المقترحات لعلها تنفع إخوانى القائمين على هذا العمل المبارك
1- فأنا أرى الكثير من المقترحات المختلفة ، و فيما أظن أن لو فتحنا باب المقترحات ،لما أغلق الباب ، و هذا مطلوب لاشك للوصول لأعلى مستوى رقي بالموقع،، و لكن المهم ما هو الهدف الرئيسي لهذا الموقع ، هل يبحث أعضاء هذا الموقع عن التميز و حسب ؟؟؟
أم أن التخصص في علوم القرآن هو سمة الموقع ؟؟؟ أم ....أم..... ؟؟؟ فالهدف أولا لابد أن يتضح
2- ولما تكلمت عن الهدف في النقطة الأولى قصدت أن أبرز الهدف الذي عليه سنرتب الأفكار و المقرحات
3- أظن إذا استوفينا المقترحات المرتبة ترتيب الأههم فالمهم على أساس المنهجية للهدف الرئيسي الذي يبرز سمة الموقع و هو التخصص في علوم القرآن ، فهذا نجاح كبير
4- ثم نرتب الأفكار و المقترحات بعد ذلك على ما يميز هذا الموقع عن غيره
5-هذا شيئ من المنهجية ووضوح الأفكار ، التي سنرتب عليها كل تقدم و رقي بالموقع إن شاء الله ، فيما دون ذلك من الممكن أن تكون الصورة جميلة و لكن مبعثرة الهدف(1/1523)
و خلاصة كلامي هو المنهجية و التخطيط ثم التخصص و التعاون حتى نجني و لو ثمرة
و الله يبارك في إخواننا ،، حتى نجني ثمار و ثمار
و الله المستعان
---
أحمد البريدي
12-30-2005, 01:19 PM
كم أنا سعيد والله بمداخلة أخي ابي بيان , وأخي أبي الهيثم كما سعدت بمداخلة بقية إخواني , وذلك أنها تمثل وجهة نظر تكاد تكون مغايرة نوعاً ما عن بقية ما طرح , فليس الحماس كافياً في تنفيذ أي مشروع , كما أن أي مشروع بدون الحماس له محكوم عليه بالفشل , فنحن بحاجة إلى كل الآراء , حتى نصل إلى الرؤية الواضحة ذات المنهجية المنضبطة , وأحب أن يعلم إخواني جميعاً أننا لسنا في عجلة من أمرنا , ومن قرأ الكلام الذي افتتحت به هذا المقترح اتضح له ما نقصد بجلاء , وسنسير بإذن الله تعالى بروية فالقصد من هذا الملتقى بدرجة كبيرة هو ضبط هذا الموضوع , والسير به نحو الأفضل , وهذا ظننا إذ الملتقى يضم نخبة من أهل العلم والفضل يهمهم ذلك , ويعنيهم , وإن صدورنا مفتوحة لكل ما تخطه أنامل الفضلاء سواءً هنا في الملتقى أو بمراسلتي على البريد , وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
زكرياء توناني
12-30-2005, 10:44 PM
مشروع طيب من أستاذ جد طيب ، و اقتراح الأخ خالد الشبل بأن يترجم إلى عدة لغات ، أمر طيب كذلك ، لكن رأيي أن هذا لا يمكن تحقيقه إلا بعد استقرار المشروع الأصلي .
---
محمد بن متعب
12-30-2005, 11:23 PM
جزاكم الله خيرا ، وأنا على أتم الاستعداد بالمشاركة .
---
الياسمين
12-30-2005, 11:55 PM
عمل ممتاز لو قام به المخلصون
---
طموح
12-30-2005, 11:55 PM
هذا مشروع طيب جدًا ..
، و هناك موقع ( شبكة الرد ) يُعنى بكل الشبهات الموجهه للدين عمومًا سواء في الصحف أو المقالات أو المواقع .. و هو موقع ممتاز .. و هو كذلك يجمع أقوال و ردود كبار العلماء فيمكن الاستفادة منه ..
و أسأل الله العظيم أن يوفقكم و يسدد خطاكم ..
---
مولاي عمر
12-31-2005, 04:09 AM(1/1524)
الدكتور أحمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أزكي رأي كل من بارك الفكرة ، وأعبر أننا على مستوى الجامعة المغربية يمكن أن يساهم بعض الأخوة الأساتذة في هذا العمل المبارك ،وقد استضاف المركز الجامعي للأبحاث و الدراسات القرآنية بكلية الآداب بالمحمدية الدكتور طه عبد الرحمن وقدم محاضرة جيدة في موضوع "الآيات القرآنية والقراءات الحداثية"، وقبل أيانم قدم الدكتور مصطفى بنحمزة محاضرة بالدار البيضاء في موضوع"رؤية في القراءات الحديثة للقرآن الكريم"
الموضوع في حاجة ماسة إلى جهة للتجميع والترشيد والترويج ...
بارك اله أعمالكم ووفقكم والسلام.
الدكتور مولاي عمر بن حماد
أستاذ علوم القرآن والتفسير بكلية الاداب بالمحمدية
ومدير المركز الجامعي للأبحاث و الدراسات القرآنية بنفس الكلية
benhammad@maktoob.com
---
محمد العدوي
12-31-2005, 01:40 PM
تصحيح
اخي الكريم الدكتور احمد المريدي وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على ملخص الاقتراحات وهي قيمة ولا شك
واثني على اقتراحك بتفرغ اخ لكتابة وتلخيص الامر
واقترح ان يكون اكثر من اخ يفعلون ذلك وان يتم تسجيل الراغبين بذلك لديك ثم يتم تداول الامر فيما بينهم حتى الوصول الى صياغة متقنة للموضوع يتم نشره او تبنيه او ترجمته ثم توزيعه لمن يهمه الامر
والسلام عليكم
---
أحمد البريدي
12-31-2005, 01:46 PM
الأخ طموح : لو ذكرت لنا رابط الموقع .
الدكتور مولاي عمر بن حماد : ما أجمل أن تتكامل الجهود , وسعدت برغبتكم في المشاركة أنت وبقية زملائك في الكلية , وبلغهم شكري نيابة عني , ونحن بانتظاراقتراحاتهم الآن , ومشاركاتهم بعد الافتتاح الرسمي إن شاء الله .
الأخ محمد العدوي : ننتظر من يبدي استعداده للقيام بهذا الأمر .
---
طموح
01-01-2006, 12:56 AM
www.alradnet.com
إليكم الرابط إخوتي الكرام ..(1/1525)
لكن هو غير متخصص بالقرآن الكريم إنما لجميع الشبه التي تُثار ضد الدين سواء كانت صحفية أو الكترونية أو غيرها .. أي سنستفسد منه في بعض الجوانب كالطريقة و التنظيم الإسلوب و بعض المقالات و غيرها
---
هشام التميمي
01-01-2006, 04:39 PM
بارك الله في الجهود *** وسدد الله العاملين
---
محمد رشيد
01-01-2006, 06:35 PM
كنت من قديم أرى تقصير منا تجاه هذا الباب ، ففي الفترة الأخيرة كثر تردادي على البالتوك ، و رأيت كيف تلقى الشبه حول كتابنا الكريم ، ووالله وجدت في كثير من الأحيان رغبة جامحة للرد على كل جزئية و الكتابة فيها ، إلا أن الأمر يعظم جدا عليّ في هذه الأيام حيث كثرة الانشغالات
سيروا على بركة الله تعالى ، فوالله إني مستبشر بتأثير ذلك
---
د. هشام عزمي
01-01-2006, 09:52 PM
بارك الله فيكم وإلى الأمام .. وهذا اقتراح قد تأخر قليلاً لكن النفوس معدة ومهيئة له الآن عما مضى ولله الحمد والمنة .
اما بالنسبة لموقع Islamic-Awareness.Org الذي أشار إليه الشيخ الباجي حفظه الله فأنا على علاقة وثيقة بصاحبه د. سيف الله وهو أستاذ بريطاني من أصل باكستاني بجامعة كامبريدج ، وقد عاونته من قبل في بعض المقالات بموقعه حتى إنه كتب اسمي على واحد او اثنين منها .
---
د. هشام عزمي
01-01-2006, 10:00 PM
انظروا هذين الرابطين غير مأمورين :
http://www.islamic-awareness.org/Hadith/muwatta.html
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19805
---
أحمد البريدي
01-02-2006, 10:01 PM
أخي د. هشام : ما علاقة هذه الروابط بموضوعنا .
---
أبو عدنان
01-03-2006, 04:02 AM
تنبيه من مشفقٍ :
أنا في الحقيقة أخشى - يا أخواني في الله - أن يطغى عند الإخوة همُّ الانتصار للقرآن و الردِّ على شبهات الخصوم على الهدف الأساسي من استنشاء ( ملتقى أهل التفسير ) و هو التفقه في كتاب الله و تعلّم ما فيه .(1/1526)
ثم من يستحق أن ينتهض لمثل هذا العمل الكبير ؟ ! سبحان الله .. لا يتأهل له في الحقيقة إلا أفرادٌ قليلون .. عندهم من العلم ما يحفظ عليهم دينهم أولاً و أخيراً ؛ فلا يتأثروا بما يعرض على قلوبهم من الشبهات المهلكات .!
و ما نبأ ( عبد الله القصيمي ) عنكم ببعيد . . . حيث راح يدافع عن الإسلام فانقلب على أعقابه لكثرة و خطورة ما أدخله على قلبه من الفتنة .
هذه رؤيتي للموضوع . . من هذه الزاوية ، و قد أكون مبالغاً في الاحتياط . . أحببتُ مشاركتكم فيه لتنظروا في الأمر .
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
---
أحمد البريدي
01-04-2006, 08:16 PM
ففي يوم الإثنين 24/11/1426هـ اجتمع المشرفون على شبكة التفسير والدراسات القرآنية اجتماعهم الثامن ، ، وقد حضر الاجتماع كل من :
د. مساعد الطيار
د.أحمد البريدي .
د.ناصر الماجد.
د.عبدالرحمن الشهري
وتغيب عن الاجتماع د.أبو مجاهد العبيدي لسفره .
وتداولوا جملة من القضايا المتعلقة بالملتقى , ومن ضمنها : فتح ملتقى خاص بالانتصار للقرآن , وعرضوا ما تم اقتراحه من الأخوة في مداخلاتهم وقرروا ما يلي :
- يتم إنشاء قسم جديد في الملتقى باسم (ملتقى الانتصار للقرآن الكريم )"
- يتولى الإشراف على هذا القسم الدكتور أحمد البريدي ، وله أن يستعين بمن يرى من المؤهلين.
- يمنع طرح ما يتعلق في الموضوع بغير الملتقى المخصص .
- من أهداف هذا الملتقى المتخصص :
• التأصيل العلمي لموضوع الانتصار للقرآن الكريم ، والكيفية الشرعية المناسبة لرد شبهات المخالفين.
• توفير ملتقى علمي للمتخصصين في الرد على هذه الشبهات تحت إشراف علمي موثوق.
• توفير الدراسات والبحوث الجادة للذين يتولون مناقشة المخالفين في المنتديات والمواقع الأخرى.
• إحاطة المتخصصين في الدراسات القرآنية ولفت نظرهم إلى حجم الشبهات والطعون الموجهة إلى كتاب الله قديماً وحديثاً.(1/1527)
• عدم إتاحة الفرصة للمخالفين للكتابة في هذا القسم ، وطرح شبهاتهم دون أن يكون هناك رد مناسب عليها.
وعلى هذا نأمل من الجميع التوقف من طرح المواضيع المتعلقة بالملتقى لحين الافتتاح رسميا , والذي سيتم الإعلان عنه لاحقاً إن شاء الله .
---
أبو بدر عبدالله
01-05-2006, 11:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كنت اتابع العديد من المقالات حول القران ورد الشبهات من خلال موقعكم الكريم . وجزاكم الله خيرا على هذه الجهود. لكن اكنت اتمنى ان تعطى الفرصة الاخوة المتصفحين للمشازكة من خلال الاسئلة خول هذا الكتاب الكريم الذى اكاد اجزم ان فهم القران وكيفية التعامل معه وتطبيقه اله لدى من شبهات المفتريين لانها لاتج اذانا صاغية عند اغلبية المسلمين . لكن اتمنى ان يتم الاهتمام بتبسيط معانى القران وكيفية العمل به وتاثير القران على اخلاق ويقين القارى له لكة يتم تحقق الحكمة من انزال هذا الكتاب الكريم
---
أبو حسن
01-08-2006, 05:01 PM
شيء طيب
---
د. هشام عزمي
01-08-2006, 07:57 PM
ففي يوم الإثنين 24/11/1426هـ اجتمع المشرفون على شبكة التفسير والدراسات القرآنية اجتماعهم الثامن ، ، وقد حضر الاجتماع كل من :
د. مساعد الطيار
د.أحمد البريدي .
د.ناصر الماجد.
د.عبدالرحمن الشهري
وتغيب عن الاجتماع د.أبو مجاهد العبيدي لسفره .
وتداولوا جملة من القضايا المتعلقة بالملتقى , ومن ضمنها : فتح ملتقى خاص بالانتصار للقرآن , وعرضوا ما تم اقتراحه من الأخوة في مداخلاتهم وقرروا ما يلي :
- يتم إنشاء قسم جديد في الملتقى باسم (ملتقى الانتصار للقرآن الكريم )"
- يتولى الإشراف على هذا القسم الدكتور أحمد البريدي ، وله أن يستعين بمن يرى من المؤهلين.
- يمنع طرح ما يتعلق في الموضوع بغير الملتقى المخصص .
- من أهداف هذا الملتقى المتخصص :
• التأصيل العلمي لموضوع الانتصار للقرآن الكريم ، والكيفية الشرعية المناسبة لرد شبهات المخالفين.(1/1528)
• توفير ملتقى علمي للمتخصصين في الرد على هذه الشبهات تحت إشراف علمي موثوق.
• توفير الدراسات والبحوث الجادة للذين يتولون مناقشة المخالفين في المنتديات والمواقع الأخرى.
• إحاطة المتخصصين في الدراسات القرآنية ولفت نظرهم إلى حجم الشبهات والطعون الموجهة إلى كتاب الله قديماً وحديثاً.
• عدم إتاحة الفرصة للمخالفين للكتابة في هذا القسم ، وطرح شبهاتهم دون أن يكون هناك رد مناسب عليها.
وعلى هذا نأمل من الجميع التوقف من طرح المواضيع المتعلقة بالملتقى لحين الافتتاح رسميا , والذي سيتم الإعلان عنه لاحقاً إن شاء الله .
بارك الله فيكم وسدد خطاكم وإلى الأمام دومًا .
---
الجعفري
01-09-2006, 06:34 AM
جزاكم الله خيراً
وسيروا إلى الأمام , وأسأل الله لكم التوفيق والنجاح فيما ترومون من نشر الخير والرد على أهل الباطل.
---
د.محمد بسام الزين
01-13-2006, 09:48 PM
أفكار ممتازة، نحتاج للمشاركة في الردود العلمية على الشبهات أن نطلع على الحرب الإعلامية على القرآن التي تشنها بعض المحطات الفضائية مثل قناة الحياة، لنتمكن من تحليلها ومناقشتها عبر الموقع ونتوصل إلى الرد العلمي بشكل جماعي، وكلنا أمل أن توفر إدارة الموقع مشكورة هذا الأمر
مع حبي لكنم
د.محمد بسام الزين
---
عبدالرحيم
01-13-2006, 10:23 PM
كتب أحد الإخوة اقتراحاً يطلب فيه نقل المواضيع ذات الصلة بالانتصار للقرآن الكريم، لكن فيه إشكالان:
الأول: المشقة الكبرى على الأخ المشرف (البحث عن المواضيع، المداخلات والردود التي قد تكون أغنى من الموضوع الأول.. الخ) والذي يفضل أن يتفرغ لأمور أخرى، ذات أهمية أكبر.
الثاني: المشرف سينتقي ما يراه الأنسب والأليق بالساحة الجديدة (منتدى الانتصار للقرآن) ولا شك أنه مأجور في ما ينتقيه، لكن قد يرى بعض الإخوة أن موضوعاتهم أهم من موضوعات منتقاة..
فالإنسان مطبوع على النظر إلى حاجته ومبتغاه بـ (عين الرضا) والأولوية والسبق.(1/1529)
لذا أقترح على الأخ المشرف عدم التطوع (بصفته مشرفاً) بنقل أي موضوع سبق طرحه، وأن يُترَك الأمر لصاحب الموضوع الأصلي:
فيقوم صاحب الموضوع بإعادة تنسيقه وتهذيبه بما يتوافق والمستوى المطلوب من المتصدي للانتصار للقرآن الكريم، يُخرج الحديث، ويوضح الغريب... ويلتزم بآداب وشروط البحث العلمي، ثم (( يقترحه )) على الأخ المشرف أو الهيئة الاستشارية فيقومون بتحكيمه وإقراره إذا رأوه موضوعاً علمياً يناسب هيبة وجلال القرآن الكريم.
وبعد وضعه يُفتَح الباب للنقد من جميع الإخوة في الملتقى، فكلنا يستفيد من تجارب غيره، والمرء قوي بإخوانه..
كما أقترح منع المشاركات المقتصرة على التأييد والثناء دون نقد أو فائدة علمية، ليبقى الموضوع محافظاً على جديته ومنهجيته العلمية.
---
أحمد البريدي
01-15-2006, 09:40 PM
لا مانع من كلا الأمرين , فمن رأى إعادة صياغة موضوعه فحسن , ومن لم يطرح موضوعه فليذكرنا به مع رابطه , المهم أن نبدأ الخطوة الأولى , ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة , بارك الله في جهودك .
---
أبوعبدالرحمن الأحمدي
01-18-2006, 01:11 AM
بارك الله في الجهود إقتراح رائع وموفق أسأل الله أن يكتب للجميع التوفيق والسداد
وبالنسبه لما يخص بفتح غرفة في البالتوك فإنها فكرة رائعه جداجدا مع أنها تحتاج الى جهد كبير وكادرمن المشرفين متواجد لإنعاش الغرفه ولجان للتنظيم والإعداد والإعلان .
أسأل المولى جلة قدرته أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه...
---
د.خضر
01-21-2006, 01:26 PM
أوافق وأدعم
---
سالم العلوي
01-21-2006, 11:03 PM
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
فهنيئا لنا بكم يا دكتور أحمد أنت والكوكبة المباركة من الأساتذة الأفاضل الذين يمهدون الطريق للسائرين في هدى القرآن وأنواره..(1/1530)
وبالمقابل فهنيئا لكم هذا التجاوب الرائع من كثير من الأخوة والأخوات في مشارق الأرض ومغاربها حول هذه الفكرة خصوصا وغيرها عموما.
والحق أن هذا الموضوع من المواضيع المهمة جدا، لكن كما ذكر الأخوة تكون العبرة بما يطرح فيه وتفنيد ذلك وتبسيطه وإظهار الحجة الراسخة التي لا تبقي للباطل بقية في قلوب القارئين والمطلعين بإذن الله.
وهمسة في أذن جميع الأخوة المؤيدين، إن العاطفة والحماس شيء، والمشاركة الفعلية الإيجابية شيء آخر.
وفي العموم الموضوع مهم، لأن الباطل اليوم يعرض بكل وسائل العرض المرئية والمسموعة والمقروءة، وتأثر الناس بذلك حاصل علمنا به أم لم نعلم.
وفقكم الله .. وسدد على طريق الحق والهدى والرشاد خطاكم.
---
محمود الشنقيطي
01-22-2006, 05:35 PM
أحسنت أخي الكريم في طرح هذه الفكرة القيمة والتي تخامر نفس كل غيور لكن الجهود الفردية المشكورة إذا اجتمعت في قالب واحد ستكون بعون الله مثمرة نافعة ومؤدية للغرض المنشود وكلنا بعون الله يد واحدة في سبيل الدفاع عن دستورنا ومصدر عزنا والله لا يضيع أجر من احسن عملا...
---
ابن الشجري
01-22-2006, 10:50 PM
لا أدري هل تنفع المشورة بعد انعقاد العزيمة ، لكن لحق من له حق علي في إبدائها لزمني إرسالها .(1/1531)
منذ الوهلة الأولى التي اطلعت فيها على هذه الفكرة ، وإنا متردد في طرح مالدي ، وهكذا في بعض مايستشار فيه المرء من رأي يولده عن فكر عميق وتجربة فاحصة وبصيرة مسددة ، والعاقل يجد هذه الصعوبة تعتور فكره في مواطن كثيرة من مواطن الرأي ، لا لضعف أو عجز في التصور ، إنما لمحاولة جادة في طرح الرأي السديد العميق دون المرتجل ، ووضع البدائل عند عدم استحسان الطرح المقترح ، وأذكر أنه مر بي في بعض الأسئلة التي كان يطرحها التوحيدي على ابن مسكويه ، في سبب تردد المرء وعزوف فكره عن اتخاذ الرأي السديد لنفسه في كثير من المرات ، بينما يمحصه كل تمحيص لمن استشاره ، فأجاب: بأن المرء يملك من نفسه مالايملك من أمر غيره ، وقد لايعاب في كثير من تصرفاته الشخصية ، بينما قد يلحقه العيب الشديد في بعض أرائه التي يطرحها للآخرين فيأخذوا بها ويبنوا عليها ، فتراه يجتهد في سداد الرأي لغيره ما لا يجتهد لنفسه ، حتى لايلحقه عيب أو وسم بضعف الرأي وزلل في الفكر أو قريبا من هذا الجواب .
ومن هنا كان الكثير من أهل الرأي ومن عرفوا بسداده ، يستحثون من كان دونهم في طرح مالديهم وإن صغر سنهم ، كما يروى عن عمر الفاروق رضي الله عنه في ذلك .
لهذا كان ترددي في طرح مالدي حتى لزمني طرحه ، ذلك أني أحسب نفسي داخل أسوار الملتقى لاخارجه ، ومن هنا كان النظر قصيرا في إبداء الرأي بخلاف من يطل من على أسواره .
والرأي السديد في مثل هذا الموطن لن يكتمل إلا ممن تحلى بخصال ، أهمها العلم التام بهذا الفن ، والخبرة التي تدل بعواقب أمره وتستجلي أواخرها ، ولسان هذا العلم فلكل علم لسان تكسبه الدربة ومثاقفة النظار، والتجربة الناضجة في هذا المعترك .
أما أن يأتي المشير بقوله : هذه فكرة حسنة وهذه سيئة ، فظني أن هذا لا يتعدى أوائل الرأي .
وسأجتهد في طرح مالدي في أطر مرقمة حتى أجمع شتات الفكر.(1/1532)
لكن هناك أسئلة تلح بطرحها ، وقد يكون في أعطافها شيئا من بوادر الرأي :
1ـ من المعني بهذا الطرح : هل هم أبناء جلدتنا ، أم أهل الاستشراق ، أم الجهلة من المسلمين ، أم نحن ، أم الأمر ليس مؤطرا أو داخل تفؤية معينة ، بل سيكون كسائر المنتديات التي أصبحت تعج بأرباب الفساد لا كثرهم الله ، والذين يتكاثرون بل يبيضون في مثل تلك المواقع ، بيضا فاسدا ، يحتمل أن يكون مصابا بانفولنزا الطيور التي أقلقت العالم بأسره ، والتي يخشى أن يكون حاملا فيها فيروسا يصيب السليم والمعافى منه مالا تحمد عقباه .
فلابد من تحديد الخصوم ـ فهذا درب سبيله المجادلة التي لاتخلو من المغالبة والمخاصمة ـ أما أن نجلب النار إلى قرصنا ، ونستثير القاصي والداني ، أو نجادل أنفسنا فنختلق الشبهة ونجيب عليها ، فلا آمن من احتراق القرص ، خاصة وأن الأرض زلقة ، والقرص في ملة ، وإماتة الشبهة أو تركها ميتة ، أولى من إحيائها ومن ثم محاولة إمراضها أو إماتتها ، الله أعلم .
2ـ لا أظن تصور الفكرة الهادفة بمعزل عن الذهن المتوقد الصافي ، ولا يعني عدم قيامه بدعواها ، عدم اقتناعه بجدواها ، لكن تعلمون بارك الله فيكم أن اكتمال بعض مفردات أي أمر ، يقف حائلا عن البدء فيه ، عند أهل الرأي السديد ، بل هذا منظور شرعي ومطلب دينيي ، وهو النظر في عاقبة الأمر هل يمكن السير إلى نهايته ، أم أن الطريق مشوك لايؤمن عثاره ، وقد نبه الشاطبي رحمه الله إلى هذا المطلب النفيس في موافقاته ، وبين أنه مطلب شرعي ودلل عليه ، فمواصلة الأعمال الفاضلة مطلب شرعي .(1/1533)
3ـ القائمون على هذا الأمر ومن سيتولى حاره وقاره ، هل عاشوا مع كتب القوم زمنا من أعمارهم ، فدرسوها وعلموا لسانها ، أم الدفوعات ستكون من أصولنا ، التي هي محل طعنهم ، وغرض نبلهم ، فماهي الأصول المشتركة التي يمكن التنازع والتحاكم إليها ، وهل تم درسها والعلم بها ، خاصة العلوم اللسانية والعقلية والفلسفية والمنطقية وماسار مسارها .
4ـ هل ستكون صفحات مفتوحة ، لكل من أراد أن يضع فكره ، ويطرح مالديه ، أم أن الأمر مقصور على نخبة معينة ممن كملت آلتهم لهذا الأمر .
5ـ هل تصور شرعية مثل هذا الطرح على الملأ ، وأثره على غر ربما لايحسن دفع الشبهة عن قلبه ، وهل ستتخذ التحوطات الواجبة لدرء مثل هذه المفسدة ، وهل يحسن أن يكون نقاش مثل هذه المسائل وتناولها مطروحا للجميع .
6ـ رأينا مثل هذا الطرح في الملتقى العلمي ، وقد كان طرحا مزعجا ، والتعامل معه مقلقا ، ومن خلال المطالعة تيقنت أن المجادلة والحوار والمخالفة في الرأي لا تجدي في مثل هذه الصفحات أكثر من إعجاب كل ذي رأي برأيه ، فإن كان المقصود استحداث ميدان للمعركة ـ وهي معركة بلاشك ـ فيجب اتخاذ العدة اللازمة التي أمر الله بها ، وإن كان المراد العلم الصافي والحجة الدامغة والكلمة الطيبة ، فلا أظن نجاح مثل هذا النوع من المناظرة والمدافعة في مثل هذه الصفحات ، فهل قام في أذهان الأخوة الكرام تصور كامل عن كيفية التعاطي مع مايطرح ، وكيف سيحسم فيه الخلاف ، الذي لايخالجني الشك بأنه سيكون غالبا في نهاية كل معركة إغلاق صفحتها أو الطلب من الجميع بالتوقف عن الطرح ـ عندها سيصمونكم بالاقصائية وعدم الاعتراف (بالآخر) الذي لا أعرف من أين أتانا هذا المصطلح الجديد ـ كما سبق في مواطن عدة في الملتقى العلمي ، لأن المخالف في هذا الأمر غالبا غير ناشد للحق أو هو ضالته ، إنما الانتصار والظفر والغلبة ، خاصة وأنه لابد من التعرض لبعض الأسماء التي ستجد من يدافع عنها ولابد .(1/1534)
7ـ إن للقران خصوماً أقلقهم الحق وهو منتصر عليهم ولاشك ، تبناهم الشيطان وألبسهم مسوحه ، وأسكنهم مساكنه وأطعمهم من طعامه ، وسقاهم من سقائه كأسا رويا ، فهل قام أهل القرآن أو من أراد أن يقرأ تعويذته على مثل نصر أبو زيد والجابري وأركون وأدونيس والنابلسي وشحرور وبعرور وأمثال هذه الشلة ، هل قاموا بتتبع مشاريعهم وجمع كتبهم والعكوف عليها والنظر في الكتب التي تصدت لها أو لبعضها ، إنها مدرسة كاملة لايكفي أن ينطلق المتصدي لها من خلفيته الشرعية فحسب ، بل لابد من جمع كتبهم التي لن تسعفه نقوده في جمعها لكثرتها ، وأسعارها الباهضة التي ضاهت بها الكتاب النادر ، ثم هل سيحسن النظر فيها والتعامل معها ، وهل سيصبر على اصطلائه بنارها ، والصبر على زبدها وغثائها ، لا أعرف أنه أفلح في ذلك إلا قلة قليلة ، صبرت واحتسبت ماسيضيع عليها من ساعات عمرها وماستفقده من علم شرعي كان تحصيله أحب إليها ، لكن لابد لكل ثغرة من جندي مسلم يقوم عليها ، وينظر ويسأل الله أن يقيمه مقاما حسنا .
8ـ الكمال والتأنق لاحدود لهما ، لكن هل ترون أن الملتقى العلمي قد استوى سوقه ، وأعطى ثمرته ، حتى يمكن التوسع إلى فتح أبواب هي في حد ذاتها تحتاج إلى قيام مواقع عدة متخصصة لاموقع واحد ، فضلا عن أن يكون جزء من موقع ، لا أدري .
في ظني أن هناك جوانب مهمة ربما لا تقل أهمية عن هذه الفكرة ، مع ذلك أرى أنها بمعزل عن تناولها والإفادة في ظلها ، عدا كتابات هنا وهناك ، كالجانب البلاغي والنحوي والفقهي ، وكطرح كتابات (بحثية) جادة يستفيد منها الجميع ، بعيدا عن اللغة الأكاديمية التي يقل طعمها في الغالب ، عن غيرها من الأساليب الكتابية .
هذه أسئلة تطرح نفسها ، وتساؤلات بودي أن ينظر فيها الإخوة الكرام ، ويحاولوا الإجابة عليها في أنفسهم ، لعل فيها مايفيد إن شاء الله .
***************(1/1535)
فإن كانت قد بيتت النية وانعقد العزم على تجسيد هذه الفكرة ، فلابد من الأخذ في الاعتبار لبعض الأمور:
1ـ للعنوان دائما أهمية كبرى في معرفة مضمون أي أمر ، بل هو أحيانا يلخص لك زبدة المكتوب ويدل على صاحبه ، وكثير من الناس يقف مع المفردة وقفة تأمل ، بل تعمل في نفسه طابعها فتحرك فكره ناحية معناها وتجعله أسيرها ، فهلا كان هناك نظرة أخرى لما توحيه كلمة الانتصار من معنى ، وهل نستمد قوتنا وانتصارنا نحن إلا من القرآن ، فنحن أحوج مانكون لأن ننتصر به لا له ، وإن كان هناك مؤلفات بهذه التسمية لعلماء كبار كالباقلاني رحمه الله ، لكن يبقى في النفس من هذه التسمية .
2ـ أن لا يكتب فيه كاتب إلا باسمه الصريح مذيلا توقيعه بمستواه التعليمي ـ ولهذا الأمر غالبا ميزة في معرفة التعامل مع مكتوب صاحبها ، حيث يستشف من ذلك غالبا توجهه الفكري أو مستواه العلمي ـ الذي على ضوئه يمكن التعامل معه ، ومعرفة مقوله من منقوله .
وأن تبقى الكتابة فيه لثلة محصورة من أهل العلم والكفاية ، أما أن يفتح الباب لكل من هب ودب ، فهذا أمر علمت بدايته واستكرهت نهايته ، لكن يبقى هناك من لهم أسماء مستعارة ، وعندهم دراية بهذا الفن أو لديهم قدرة في التعامل مع بعض الأقلام ، عندها يمكن للمشرف ومن له الأمر في السماح لمن وثق بعلمه ودرايته بالكتابة في تلكم الصفحات .
3ـ أن لايكون ملتقى حواري ومكبا لشبه القوم ، بل صفحات يمسك بزمامها أصحاب كفاية وقدرة ، يطرحون مالديهم ويبادلهم إخوانهم بمثل ذلك ، وفي كل صفحة يطرح موضوع متجدد ، إما لفكرة مطروحة في الحياة العلمية المحيطة ، أو مناقشة كتاب من كتب القوم ...(1/1536)
وصدقوني أن هذا عمل جليل لايستطيع القيام به إلا ثلة قليلة ، تحسن القراءة في كتبهم وتصطلي بنارهم ، وتديم جوارهم ، حتى تعرف لسانهم ، وتنطلق في الرد عليهم بلسانهم ومن خلال كتبهم وعلمهم وفهمهم ، كماهي طريقة فحول العلماء في كل فن ، فلا يكفي أن يرمى المخالف بالضلال والكفر والزندقة لمخالفته نصوص الوحيين ، بل لابد من رميهم بنبالهم ، وتوثيقهم بحبالهم .
4ـ أن يستشار في هذا الشأن بعض علماء العقيدة والفكر المعاصر ، ومن لهم دربة ودراية تامة متخصصة بهذا الفن ويستكتبون ويكون لهم حضور وتواجد ملموس .
5ـ ولو كان لبعضهم الإشراف على هذه الصفحات مع الشيخ د/ أحمد البريدي لكان حسنا .
6ـ يجب أن يعلم بأن هذا الفن من العلم أصبح نوع منه له أهله ممن تخصص وخصص وقته له ، لاتساع الشقة وتكاثر الطغام وتفننهم ، لهذا فهو أمر لايحسن بالمفسر جهله وعدم التصدي له ، لكن لايلزمه التصدر له ، وإنما يطلب منه المشاركة في مايحسنه ، كأي علم من علوم كتاب الله ، يهديك لهذا النظر للواقع ، وسبر بعض الأقلام والكتب منذ زمن بعيد حتى يومنا هذا ، تجد الكل يشارك بمالديه في هذا الميدان ، من نحوي أو بلاغي أو فقيه أو محدث ... ، لكن تجده يكتب من الباب الذي أتقنه وأحسن تصدره ، فهل ستدعون فيه كذلك إلى التخصص في التفسير ، وتحجرون فيه الأمر على أهله ، لا أظن سد هذا الباب يكتمل بأهل التفسير وحدهم ، إللهم إلا في سد بعض الثغرات ، التي هي من قبيل تخصص كل واحد منهم فيما يتقنه من علوم كتاب الله ، أما أن تكون الدعوة لمثل ماذكر ، فهذا أمر لابد أن تتظافر فيه كل الجهود والتخصصات .(1/1537)
7ـ أن يكون مشروعا موجها موحدا لاتشعب فيه ولا تشغيب ، فلم تعد شرور تلك الشلة الفاشلة مجرد شبه يمكن نقاشها في بضع كلمات ، بل أصبحت مشششششششششششاريع علمية تبنوها وأقاموا عليها كثيرا من أبحاثهم ودراساتهم ، وهناك من يقوم الآن بتبني تلكم المشاريع والتنظير لها ومن ثم تطبيق فحواها على كلام الله ، كقيام بعضهم بتفسير كتاب الله تفسيرا موضوعيا انطلاقا من أفكار فاسدة ، ومعتقدات باطلة ، فيحتاج الأمر للوقوف مع تلكم الأفكار التي قامت عليها هذه المشاريع ، بعد حصر أصحابها وحصر كتبهم ، ومناقشتها نقاشا عميقا .
8ـ إن كان ولابد فلتراجع كل المواضيع المطروحة في الملتقى ، ولينظر في أيجابياتها وسلبياتها ، ويحاول أن يستقى منها مايفيد في رسم خطة مثمرة ، ولو اجتهد الإخوة الكرام في تأمل لتلكم المشاركات ، ثم تلمسوا الثمرة التي جنيت لتبين لهم الكثير .
وختاما/ فلست مع هذه الفكرة كما أني لست ضدها ، وأشعر أنها لم تنضج ولم تختمر حق التخمير ، فلو تروي قليلا حتى تكتمل صورتها في الذهن وتؤخذ العدة اللازمة ، وترسم لها خطى مدروسة ، وتستدعى لها الكفاءات والأقلام الماهرة ، اللهم إلا أن تكون هذه الصفحات ستقوم على غير ماتصورته في ذهني ولا أظن . وأنا أعلم أن قولي هذا ليس منصفا لعدم طرحي للبدائل ، لكن للأسف ففاقد الشئ لايعطيه ، ربما لظني السيئ بالمجادلة والمناظرة في صفحات الشبكة العنكبوتية ، المتمخض عن مطالعة بعض مثل هذه الطروحات هنا وهناك .
وهذا لايعني أن تترك هذه الثغرة دون من يقوم عليها كلا ، بل لقد دعوت في مقال لي سابق في هذا الملتقى أن يقوم أهل التفسير على سدها ، وأن يكون هناك منهم من يتبناها ـ ليعش المفسر زمانه ـ لكن لم يخطر في ذهني وقتها أن تكون صفحات الانترنت ميدانها ، إلا في بيان لبعض المواطن التي لابد منها .(1/1538)
وأجمل مافي خاطري : بأن التخصص أصعب طريقا ، وأوحش مسلكا ، لكنه أكثر إبداعا ، وأحمد عاقبة . والتفنن أسهل دربا ، وأجمل محضرا ، لكنه أقل إبداعا ، وأبخس عاقبة.
لا أضمن صواب كل ماكتبت ، لكني أضمن سلامة ما أبطنت .
والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل .
---
د.أبو بكر خليل
01-23-2006, 12:40 AM
و نعم الرأي ما أبديت أخي الفاضل ، و كنت قد رأيت مثله أو قريبا منه من مدة - بعدما تلقيت رسالة من الإخوة المشرفين يطلبون مني المشاركة بإبداء الرأي في ذلك الموضوع المطروح للمناقشة و المشاورة - و لكني آثرت التروي و التريث في إبداء ما استقر عليه النظر ، لأمور سبقت - أنت - إلى ذكرها ، و لما لمسه - كاتب هذا - من ميل عام في الملتقى إلى الاشتغال به - مع ما ألمح إليه بعض الإخوة من الانشغال عما هو أولى و ألصق بمقصود الملتقى و موضوعه - فينظر إلى القول المخالف كأنه الصوت النشاز ، فانتظرت حتى ينتهي الطرح و يهدأ الحماس ، و يأتي وقت الفكر و التدبر .
- و أشد ما أخشاه أن يكون الملتقى المقترح مقرا لجمع و طرح كل الشبهات المثارة حول القرآن الكريم - قديمها و حاضرها و جديدها - ليصبح مكانا جامعا لكل الشبهات المبهمات ، و التشكيكات الموهمات ، و التناقضات الواهيات ، فنجمع - بأيدينا - قاذورات الكافرين و الكارهين و المنافقين في مكان واحد ، ثم ننفق من الجهد و الفكر و الوقت ما ننفق لتنظيفه و تطهيره ، و مهما فعلنا فلن تنمحي آثار تلك القاذورات عند الغالب الأعم من مرتادي تلك المواقع ، بل تترك شبها و ظنونا أكثر مما تكشف و تزيل ، إلا من عصم ربي و كان متمكنا من علمه و دينه .(1/1539)
- و يمكن تشبيه مثل ذلك الملتقى المقترح ببئر يلقي فيه القوم جيفهم و قاذوراتهم حتى تمتلئ و تفيض و تلقي ببعض ما فيها حولها ، ليصيب من يصيب من المارة و الحائمين ، و لينزح منها الكفرة و من في قلبه مرض ، ثم يلقونه أمام بعض منا من العوام و الجهال و صغار السن و ضعاف العقل ، و يقولون لهم : انظروا كم في القرآن من تناقضات و اختلافات - بزعمهم - و يأتون لهم بعشرات الأمثلة ، و يدلونهم على مافي مثل ذلك الموقع ؟
- نعم : إذا عرضت شبهة نكشفها و ندفعها ، و إذا عنَ إشكال نزيله و نحله ، كلّ في حينه و محله ، و لكن لا نجمع ذلك في محل واحد
- هذا ما أراه صوابا ،
و أحسب ان رأيي هذا صواب يحتمل الخطأ ، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله
---
عبدالرحيم
01-23-2006, 06:01 PM
بارك الله في الأخوين الكريمين ونفعَ بهما، واسمحا لي أن أوافقكما على أكثر ما قلتماه، ولكن: الدين النصيحة، والمستشار مؤتمَن:
وإماتة الشبهة أو تركها ميتة ، أولى من إحيائها ومن ثم محاولة إمراضها أو إماتتها
هل أمات ابن حنبل وابن تيمية الشبهات أم ... تركوها ميتة ؟!
بل لولا ردودهما لماتت السُنَّة..
عندما تصدى الأئمة للرد على الشبهات، سكتَ من هم دونهم.
أما حين يسكت الأئمة وأهل العلم، سيضطر العوام ـ وأشباههم ـ للرد، فيفسدون أكثر مما يصلحون.
وسبق بيان أمثلة على ذلك في بعض مشاركات ابنكم وتلميذكم الفقير الضعيف. ومنها قيام أحد مترجمي القرآن الكريم بترجيح ضياع بعض نصوص القرآن الكريم، وأحد المدافعين عن القرآن بالإكثار من الأدلة على أن تارح والد إبراهيم وليس آزر، وتوجيه أن مريم أخت هارون بتكلف يغني عنه حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
قارن علو همة الإمامين (ابن حنبل وابن تيمية) مقابل دعوى إماتة الباطل بالسكوت عنه، التي كانت حجة خبيثة من رجل خبيث (سعد زغلول) تجاه طروحات الخبيث الآخر (طه حسين)..(1/1540)
انظر: علو الهمة فكانت همة محمد رشيد رضا في الرد على شبهات المنصرين رغم تهديد الحكومة المعينة من الاحتلال البريطاني له، قائلاً: إن الرد على الشبهات فرض كفاية.. ورغم شعوره بتهافت الشبهات، لكنه نظرَ إلى أنه في الناس عوام.
فإن كان المقصود استحداث ميدان للمعركة ـ وهي معركة بلاشك ـ فيجب اتخاذ العدة اللازمة التي أمر الله بها
المعركة موجودة، وننزهكم عن الفرار يوم الزحف!! بدعوى أن العدو أضعف من أن يواجَه.
ومِن العدة التدريب والمِران على مناظرة مثيري الشبهات حول القرآن الكريم، وهذا فن لا يُتقَن بالدراسة النظرية فقط.. بل يُتقن بالممارسة العملية كعلوم التجويد والفرائض والخطابة..
" كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع، مناظرة تقطع دابرهم .. لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفَّى بموجب العلم والإيمان، ولا حَصَلَ بكلامه شفاء الصدور، وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامُه العلم واليقين ".
ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل: 1/ 357
وختاما/ فلست مع هذه الفكرة كما أني لست ضدها ، وأشعر أنها لم تنضج ولم تختمر حق التخمير
ولن تتخمر طالما أننا ننتظر.. وننتظر.. والشبهات تتضخم، والمتأثرين سلبياً بها يتزايدون.. بل تختمر بـ ((المُفاعَلة)).
و أشد ما أخشاه أن يكون الملتقى المقترح مقرا لجمع و طرح كل الشبهات المثارة حول القرآن الكريم - قديمها و حاضرها و جديدها - ليصبح مكانا جامعا لكل الشبهات المبهمات ، و التشكيكات الموهمات ، و التناقضات الواهيات ، فنجمع - بأيدينا - قاذورات الكافرين و الكارهين و المنافقين في مكان واحد ، ثم ننفق من الجهد و الفكر و الوقت ما ننفق لتنظيفه و تطهيره ، و مهما فعلنا فلن تنمحي آثار تلك القاذورات عند الغالب الأعم من مرتادي تلك المواقع ، بل تترك شبها و ظنونا أكثر مما تكشف و تزيل ، إلا من عصم ربي و كان متمكنا من علمه و دينه .(1/1541)
الحمد لله بأن بيَّنتم أن الشبهات موجودة معلومة، فلا داعي لاختراعها. وليست (((( كل )))) الشبهات تظهَرُ تهافَتها لـ ((كل)) الناس. بل لعلي لا أغالي إن قلت: كل الدعاة.
ومَن قال إن الشبهات ستزيد ؟!
هي موجودة، ونحن (المتخصصين بالقرآن الكريم والأشد غيرة عليه) أجهلُ الناس بها.
الجميل في تخصيص ملتقى كهذا، أنَّ الرد على الشبهات سيكون تحت أنظار إخوة كرام من علمائنا، كأخوينا ابن الشجري والدكتور (أبو بكر خليل) ، يُسدِّدون رميَنا، ويُصلِحونَ عِوَجَنا، ويدعون لنا في ظاهر الغيب.
وين لنا بأمثل أفضالِهم سوى في هذا الملتقى ؟
أوافق الإخوة بشدة على منع دخولِ (المخالِف) إلى منتدى كهذا، وإلا فسيتحول إلى منتدى مهاترات، ننزه هذا الملتقى المبارك عنه..
والطرح الأسلم والأحسن أن يُفتَح في الملتقى بابٌ لفتاوى وأسئلة العامة (من مسلمين وغيرهم)، يوَجَّه السؤال للأخ المشرف (على البريد الخاص) فيعرض الأخ المشرف السؤال على متخصصين من أهل العلم في منتدى لا يراه غيرهم، ثم يخرج بالجواب علمياً محكماً جميلاً بديعاً يليق بعلو وسمو القرآن الكريم. ومن ثم يُخرَج للعموم بأبهى حُلَّة...
ويكون الجواب موضوعاً في (خزانة) كلما احتاجه الدعاة سيجدونه؛ فالشبهة ذاتها ستتكرر مرات ومرات..
نعم : إذا عرضت شبهة نكشفها و ندفعها ، و إذا عنَ إشكال نزيله و نحله ، كلّ في حينه و محله ، و لكن لا نجمع ذلك في محل واحد
لا فُضَّ فوك أخي المكرم، فالرد البطيء الهادئ أوقع أثراً في المخالف من الرد السريع المنفعل.. وهذا مُجرَّب.
وبه سيعلم المخالِف مقدار علمك ويُقدِّر لك الرجوع إلى مختلف المراجع والمصادر المُعِينة للرد عليها، لأجله.
وأرى ـ والله أعلم ـ ألا يُفتح مجال لمناقشة قضية ما، في حين أن قضية أخرى ما زال الرد عليها ليس محكماً من جميع الجهات.
ختاماً :(1/1542)
لقد فتحَ الله سبحانه وتعالى لنا بهذا الملتقى المبارك باباً لأجرٍ ينفعنا بعد الموت: ففيه العلم الذي يُنتَفعُ به، والصالحون الذين يدعون لكم..
انظر إلى شبهة دعوى " أن القصص القرآني أساطير "، بزعامة طه حسين ومحمد خلف الله. فرغم أنها كانت شبهة متهافتة في زمانها، إلا أن ذلك لم يمنع الردود العلمية عليها.. وقد نفعَنا الله بعلمِ إخوة لنا طواهم التراب في ردها، فكانت ردودهم علماً يُنتفَع به.
زرعوا فأكلنا، ونزرع فيأكلون.
بهذا المقياس يجب أن تكون ردودنا علمية هادئة على شبهات لا تقل عنها طرافة: كدعوى الجذور الوثنية للديانة الإسلامية، وصرع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ووجود المُعرَّب في القرآن الكريم... الخ.
فكلها شبهات تبدو لنا متهافتة، ولكن التركيز والتكرار والتكرار لها في وسائل إعلام لا نملك 1% من قوتها يجعل لها قبولاً ـ أو على الأقل وجهة نظر ـ لدى كثير من أصحاب بعض (مراكز القوى) والتأثير في الوطن العربي.. فضلاً عن حيرة كثير من الدعاة ـ وخاصة في دول غربية ـ، كيف يردون على شبهات كهذه ؟!
ولنا في إثارة شبهة دعوى (رضاعة الكبير) على إحدى الفضائيات العربية وتأثيرها على عوام المسلمين، قبل أسابيع.. خير مثال قريب على ذلك.
اللهم اجعلنا ممن يسلك سبيل أئمة أهل السنة (ابن تيمية وابن حنبل) فالتمثل بالكرام فلاح..
أسأل العلي القدير أن يوفقنا لما فيه رضاه، وأن يستعملنا لخدمة دينه..
---
أحمد البريدي
01-23-2006, 08:37 PM
أخي الكريم ابن الشجري , و د. أبو بكر خليل :
شكر الله لكما ما سطرتما , واسأل الله أن لا يحرمكما الأجر والمثوبة , وأنا أتفق معكما فيما طرحتما , وتخوفكما في محله , بل إني أشترك معكما فيه , إذ المشروع يحتاج إلى طاقات كبيرة بل لست مبالغاً إن قلت : إنه مشروع دول ومؤسسات عالمية لا أفراد .(1/1543)
وعملنا لا يعدو فتح ملتقى يجمع فيه ما تفرق في غيره , وأن يكون له عناية خاصة, فهو حقيقة ليس المشروع بذاته , وإنما اللبنة الأولى فيه .
لكن ألا تريان أن رسم صورة مثالية في الذهن لهذا المشروع من معوقات العمل , كما أن الإرتجالية من علامات الفشل.
إن ترك هذا الميدان بحجة عدم الجاهزية , أو خوض غماره بلا تخطيط , كلاهما طرفان مرفوضان كما تفضلتما .
فدعونا نبدأ بدايات بسيطة نحاول أن نسدد فيها , ونقارب , ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة , نعم سيحصل أخطاء , وتجاوزات , وهكذا العمل البشري , لنصحح الخطأ , ولنسعى للأفضل , والعبرة بتمام النهايات لا بنقص البدايات كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
كم مشروعٍ بدأ بدايات يسيرة ما تصور أصحابه أن يبلغ ما بلغ , والله بارك وسدّد , والواقع يشهد بذلك .
وإني بعد حديثكما يحدوني الأمل أن تكونا من أوائل من سيضع هذه اللبنة , سدد الله على الخير طريقنا جميعاً .
---
ابو حازم
01-24-2006, 07:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرة جميلة اتمنى ان ترا النور قريبا جعل الله ذلك في ميزان حسناتك
ذكرت بارك الله فيك انه تجمع الشبه الرئيسية وهذا جميل ولكن ما رايك لو جمعت كل الشبه بلا استنثناء ويوضع لها مجلد خاص بحيث يتم الرد جميعا
ولكم جزيل الشكر على هذا الموقع
---
عبدالرحيم
01-27-2006, 07:09 PM
استكمالاً لطرح المكرم د. أبو بكر خليل
أقترح تخصيص موضوع ثابت تحت عنوان: " قضية الشهر "
نتناول فيها بالبحث المفصَّل القضية المطروحة من جميع جوانبها..
مثلاً:
قضية: الألفاظ الأعجمية في القرآن الكريم، والتوفيق بينها وبين أن القرآن الكريم كتاب عربي مبين.
قضية: معاني حروف فواتح السور، وضوابط البحث فيها.
قضية: المنهج الصحيح في التوفيق بين الآيات الكريمة، التي ظاهرها يوهم التعارض للعامي.(1/1544)
قضية: تكرار القصص القرآني، وإنطاق الشخص في بعض أحداثها كلاماً لا يتفق حرفياً، مع كلامه في سورة أخرى، تحدثت عن الحدث ذاته..
وبهذا نجمع بين عدة فوائد: إشباع المواضيع بحثاً، تأصيل المنهج، تسديد الردود المقترحة وتنقيتها من الشوائب، التدريب على منهج حوار عملي، وجود أصول للردود تصلح أن تُقاسَ عليها نظائرها من الشبهات.
وفي كل شهر يتم تنسيق الردود على صفحة (وورد) ، تصلح لأن تكون بداية مطبوعة تصدر باسم الملتقى المبارك.
وحسب الدعاة أن يكون الرد صادراً عن أمثال أفضال العلماء الكرام في هذا الملتقى
والله الموفق
---
د.أبو بكر خليل
01-27-2006, 11:01 PM
الأخ العزيز عبد الرحيم
أنا معك في جدوى هذا المقترح ، و أرى أنه أولى بالدراسة و المناقشة من مقترح ( فتح ملتقى للرد على الشبهات و التشكيكات في القرآن ) - لما فيه من محاذير و مضار ، تقدم ذكر بعض منها - و لم يكن اعتراضي على مسألة كشف الشبهات و نحوها ، و إنما كان على جمعها في محل واحد ، قد يورث كبر مساحته و كثرة مسائله شكوكا و ظنونا يصعب اقتلاع آثارها من عقول و نفوس البعض ، و لنا في بعض التساؤلات المطروحة في الملتقى أمثلة بيّنة .
* و تخصيص قضية للبحث في كل شهر تتم مذاكرتها بصورة متقنة فكرة جيدة و طيبة ، و من الممكن جعل مسألة النسخ ، المطروحة الآن للنقاش ، قضية البحث الخاصة بالشهر القادم - شهر المحرم - فتكون بدءا و افتتاحا متوافقا مع بدء السنة الهجرية الجديدة ، جعلها الله خيرا و رخاء للمسلمين المجاهدين و المستضعفين و المرابطين في كل مكان من بلاد الإسلام - بفضله و عونه و رحمته عزَ و جلَ . اللهم آمين
- و إن شاء الله و يسَر و أعان سأقدم بحثا في تأصيل وقوع النسخ في القرآن الكريم ، و الله وليّ التوفيق
و صلى الله و سلم على رسوله الكريم صاحب الهجرة المباركة ، و رضي الله عن صاحبه و خليفته أبي بكر الصدّيق ، و عن الآل و الصحب الكرام أجمعين
---
كمال(1/1545)
01-29-2006, 11:34 PM
توكلوا على الله يا إخوان.. هذه فكرة طيبة سيكون لها أثر طيب على المسلمين قبل غيرهم، إذا بذل فيها الجهد المطلوب و اتبع فيها المنهج العلمي الرصين البعيد عن الانفعال والسطحية..ووفق الله الجميع لنصرة كتابه وهداية الناس به.
---
عبدالرحيم
02-01-2006, 04:17 PM
أقترح ( إن تمت الموافقة على موضوع: قضية الشهر)، أن تُعلن إدارة المنتدى عن ترشيح أربعة مواضيع للمناقشة، والتصويت عليها، منذ الآن كسباً للوقت..
وحين يتم إطلاق قسم الانتصار للقرآن، تكون نتيجة التوصيت قد أعطت المشرفين فكرة عن أكثر المواضيع إثارة لاهتمام أعضاء المنتدى.
وأقترح أن تتم مخاطبة الكاتب الرئيس المقترح لكل موضوع من المواضيع الأربعة، وذلك بهدف تحكيمها من قبل المشرفين:
مثلاً:
الموضوع المقترح الأول: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، د. أبو بكر خليل.
الموضوع المقترح الثاني: علم الانتصار للقرآن الكريم / تعريفه ومحدداته، عبد الرحيم.
الموضوع الثالث......،
الموضوع الرابع.....،
وهكذا في كل أربعة أشهر.
1. يتم ترشيح أربعة مواضيع قبل شهر من طرحه، ويتم التصويت عليها.
2. يُكلف أربعة أعضاء المناسب ليكتب المقال الرئيس لكل موضوع.
3. يُحكِّم السادة المشرفون الموضوع.
4. وبعد ذلك يطرح على الأعضاء في الملتقى للتعليق.
ومن الممكن أن تكون أولوية العرض بحسب التصويت،
في الشهر الأول أكثر المواضيع أصواتاً.
وبعد ثلاثة شهور الموضوع الأقل تصويتاً.
---
د.أبو بكر خليل
02-01-2006, 08:36 PM
المهم قبول الاقتراح أولا و إقراره ، ثم يأتي بعد ذلك اختيار الموضوع ، و من الأفضل تركه للإخوة الأفاضل المشرفين ، ليكون وفق خطة مدروسة و متكاملة تخدم مواضيع تتكامل و تترابط ، و حتى لا نشغل الوقت و الفكر باختلاف الرؤى و الآراء في " التصويت " ،(1/1546)
- و أما التكليف بكتابة المقال الرئيس في الموضوع المطروح : فيحسن تركه ، فلا فضل لمشارك على آخر بأسبقية الاقتراحات ، و إنما الأفضلية لجودة العرض و البحث و إحكامه .
- و أما ما نسب إايّ اقتراحه : فقد تكلم في موضوعه كثير من الإخوة ، و ليس لي إلا لفت الانتباه إليه ، و قد سبق إلى الكتابة فيما اقترحته - في تأصيل النسخ في القرآن - الأخ د . لطفي الزغير ، و كذا يكمل بعضنا بعضا و يعينه
* و المهم هو البدء ، و الله هو الموفق و الهادي إلى سواء السبيل
---
أحمد البريدي
02-01-2006, 11:16 PM
اقتراح موفق , وسيتم العمل به إن شاء الله , وكل من كان عنده موضوع له صلة بالمنتدى الجديد , فما عليه سوى مراسلتي ليتم التنسيق بشأنه , فنحن بحاجة إلى كل المواضيع , والطاقات , وقد تم بحمد الله حتى الآن عمل ما يأتي :
- إنشاء الملتقى , وهو الآن مخفي يطلع عليه المشرفون فقط , لحين افتتاحه .
- نقل جميع المشاركات المتعلقة بالمنتدى الجديد إليه من الملتقى العلمي .
- مخاطبة الأستاذ عبدالرحيم الشريف ليكتب حول الجانب التأصيلي للموضوع .
- مخاطبة الدكتور عبد الله الجيوسي للبدء في عمل ببلوغرافي لكل ما يتعلق بالموضوع .
وأبديا استعدادهما .
وأقول للأخوين الكريمين عبد الرحيم ود. أبي بكر : استعينا بالله تعالى فيما اقترحتما , وسنحدد موعد طرحهما مستقبلاً إن شاء الله .
اسأل الله للجميع التوفيق والتسديد .
---
ابو عبد الله
02-18-2006, 10:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فكره رائعه ،وسنراها إن شاء الله قريباً.
---
ضياء الإسلام
02-25-2006, 09:14 AM
وفقكم الله إلى مافيه الخير لأمة محمد وجعله في ميزان حسناتكم
---
حسن عبدالله الخطيب
03-02-2006, 07:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا وجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين
وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
سدد الله خطاكم وعلى طريق الحق مساركم
وعلى بركة الله وعين الله ترعاكم(1/1547)
حسن عبدالله الخطيب
---
الطبيب
03-02-2006, 10:50 AM
سيروا على بركة الله سدد الله خطاكم ،،،
---
محمدسليمان حامد أحمد
03-05-2006, 06:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علّم الإنسان ما لم يعلم، وبعد
أشكر الأخوة القائمين على هذا الموقع ، وأسأل الله تعالى أن يكون في ميزان حسناتهم
وأنا على استعداد للمشاركة في أي جهد مستطاع من أجل العلم الذي فيه ينتفع ابن آدم .
محمد سليمان أحمد
ماجستير دراسات اسلامية معاصرة
أحضّر الآن لرسالة الدكتوراة في السودان الحبيب
---
امل
03-11-2006, 01:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على بركة الله ومعكم ان شاء الله
وندعو الله أن يرزقنا اخلاص النية قبل العمل وبعده
وهذا ما كنت أتمناه منذ أن وجدت الوسيلة للخطاب والتحاور مع غير المسلمين
وما نستطيع ان نفعله للدعوة لديننا الاسلامي
والآن لابد من التسلح للدفاع عن ديننا
شكرا لكم على هذه الفكرة
وربنا يوفقكم
---
ابو العزايم عبد الحميد
03-11-2006, 02:09 AM
[[size=4]فكرة اكثر من رائعة وانا الان اراها حلقة من حلقات النور نحو النور المبين التي بدأت مسيرتها بحهود الصديق بجمع القران مرورا بالمصحف الامام الذي جمع ذو النورين عليه المسلمين وانتهاء بالمصحف المرتل الذي حافظ على الاداء الصوتي للكلمة القرانية ثم اني المح في القائمين عليه والمشاركين قوله تعالى (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فسيروا على بركة الله. اخوكم ابو العزايم عبد الحميد المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة
---
(1/1548)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الملتقيات العلمية الجامعية ....
---
سؤال عن الملتقيات العلمية الجامعية ....
---
زكرياء توناني
02-15-2007, 07:11 PM
أرجو من الأساتذة الكرام ....... أن يدلوني على مواعيد الملتقيات العلمية الجامعية في تخصص الدراسات القرآنية ، والمواقع التي من خلالها يُتصل بلجنة الملتقى لإرسال المشروع العلمي ................
يحتاج إليها أحد الأساتذة ..........
---
زكرياء توناني
02-20-2007, 09:52 AM
للرفع
---
أحمد البريدي
02-20-2007, 02:30 PM
لم أفهم مرادك فليتك تفصح أكثر .
---
زكرياء توناني
02-20-2007, 07:09 PM
الملتقيات العلمية التي تنشطها الجامعات الإسلامية ............ أليس يتقدم الدكاترة المتخصصين في موضوع الملتقى بمشاريع علمية ليشاركوا فيه ؟
فأحد الدكاترة عندنا في جامعة الجزائر ، يرغب في المشاركة في ملتقى متعلق بـ التفسير وعلوم القرآن ، لكن لما كان لا يحسن التعامل مع هذه الأجهزة الحديثة كلف بعض الطلبة ليبحثوا له عن مواعيد الملتقيات العلمية ، وكيفية الاتصال بلجنة الإشراف عن هذا الملتقى ليبعث لهم بمشروعه الذي سيتكلم حوله في الملتقى .........
وهو دكتور يدرس مادة : علوم القرآن ، والرسم القرآني ، وتوجيه القراءات ..... وربما يوجد غيرها .
وعفوا على التطويل والتكرار
---
فهد الرومي
02-21-2007, 11:24 AM
لعل الأخ زكريا يقصد المؤتمرات والندوات العلمية المتعلقة بالدراسات القرانية وهذه يمكن معرفتها بالدخول إلى مواقع
الجامعات والمراكز العلمية ولعلي أجدها مناسبة لأقترح وضع قسم أو موضوع خاص بأخبار المؤتمرات والندوات العلمية
ومواعيدها ومحاورها وبحوثها والمشاركين فيها وروابطها وغير ذلك مما لاتخفى فائدته ويمكن توسعة الموضوع(1/1549)
ليشمل المؤتمرات والندوات التي تشتمل على محور للدراسات القرانية من محاورها
وأعرف الان ثلاثة مؤتمرات
الأول : مؤتمر الحوا رفي الفكر الإسلامي تنظمه جامعة الشارقة في 28 / 3 /1428 الموافق16 /4 /2007م
الثاني مؤتمر في المنيا بمصر في 4/3 /2007
الثالث : مؤتمر في الفيوم بمصر في 11/4/ 2007
وليست الأوراق معي الان فالمواعيد تقريبية
---
زكرياء توناني
02-21-2007, 07:15 PM
جزاكم الله خيرا فضيلة الدكتور فهد الرومي ، وما ذكرتَه هو ما أقصده فجزاكم الله خيرا ..........
---
أحمد البريدي
02-21-2007, 09:57 PM
أخي الكريم :
انظر هذا الرابط : ندوة عن (القراءات الجديدة للقرآن الكريم) دعوة للمشاركة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7102)
---
زكرياء توناني
02-23-2007, 10:09 AM
جزاكم الله خير الجزاء
---
النحوي الصغير
02-23-2007, 03:20 PM
هناك ندوة دولية في فاس في المغرب بعنوان: القرآن الكريم ومناهج دراسته. وهاكم الرابط"http://www.voiceofarabic.com/showpost.php?postid=471
---
فهد الرومي
02-23-2007, 10:36 PM
موقع مفيد جزاك الله خيرا وحبذا لو فعل الأخوة مثل هذه الجهود بالمشاركة فيها فجامعاتنا والحمدلله تدعم مثل هذه
المشاركات وينبغي التواصل بين أهل العلم وتوثيق أواصر الاتصال
---
د. دخيل العوّاد
02-26-2007, 07:31 AM
وأنا أؤيد مثل هذا القسم أو على الأقل تثبيت موضوع حول هذه المؤتمرات والندوات لأهميتها والدكتور فهد هو خير من سيثري هذا الموضوع لسعة اطلاعه عليها ...
---
محمد الربيعة
02-27-2007, 10:56 AM
اقتراح وجيه من الدكتور فهد وفقه الله ، وهو من الخبراء في الميدان ، وله مشاركات فعّاله ، فأعط القوس باريها يافضيلة المشرف العام بتحقيق طلب الدكتور فهد ، وسلمه الراية ، فنحن دائماَ في تساؤل عن هذه المؤتمرات ومواعيدها ، وكم يفوتنا منها مانحن في أعظم الحاجة إليه . بارك الله في الجهود وحقق الآمال
---
د.خضر(1/1550)
02-27-2007, 01:34 PM
بل أزيد على ما قدمه الأفاضل فأقول ليضم المقترح الجديد كل ما يتعلق بالبحوث العلمية العامة التي يطلب المشاركة
فيها على غرار موضوع العسكرية الإسلامية السابق الذي نوه عنه هذا الملتقى الكريم ، و مظاهر الرحمة بالبشر في
شخصية الرسول الكريم المسابقة العالمية لرابطة العالم الإسلامي، والذي لم ينوه عنه الملتقى ووصلنا في جامعة الملك
خالد قبل موعد نهاية قبوله بحوالي شهر أو يزيد قليلا مما حرم البعض من المشاركة أو حرم من أعده من المراجعة
لضيق الوقت فليتأمل.
---
(1/1551)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسمع صوتك
---
أسمع صوتك
---
القناص الإسلامي
07-13-2005, 08:17 AM
لفت انتباهي وانا اتجول بين اروقة الشبكة العنكبوتية... موقعا فريدا من نوعه ...غريبا بين أقرانه...
يكاد يكون وحيد زمانة ...
وشامة يمنه وشامه....
لفت انتباهي دعوته للإلفة والتسابق لفعل الخير...
فحييت فيه دعوته ..وأجمل من ذلك أنه قد خص بذلك نخبة الأمة في أن يضعوا أيديهم في يد بعض ليسمعوا العالم صوتهم وليشارك الجميع في ايصال كلمة الى السواد الأعظم من ابناء الأمة المحمدية
لا أحب أن أقول الا
أدخل واذا أعجبك رأيي فساهم في نشر هذه الدعوة عسى أن يكون لك مثل اجر من علم وتعلم
http://islamicaudiovideo.com/bans/sawtak2.gif (http://alimam.ws/index.php?pg=adv)
---
(1/1552)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مفاهيم اتصالية ( دعوة الأقارب )
---
مفاهيم اتصالية ( دعوة الأقارب )
---
د. محمد مشرح
03-07-2006, 07:54 AM
مفاهيم اتصالية ( دعوة الأقارب )
1- أهمية الموضوع .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين أمابعد : فإن تشويشا قد حدث في مفهوم الدعوة إلى الله تعالى في الأذهان مما أثر على التطبيقات العملية الميدانية ، و أضعف في الأمة الرؤية السليمة نحو الحفاظ على استمرارية التوسع الدعوية السليمة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا أدى إلى ضعف في أداء النصيحة على الوجه المطلوب .وإذا كان هذا الضعف قد بدأ يخبو شيئا فشيئا لكنه يحتاج إلى تعاون واستمرار للتضييق عليه حتى يخيم الفهم السليم بوضوح رؤية نحو المبادئ والأهداف والوسائل النافعة مواكبة للمرحلة بما فيها من وسائل وأساليب متطورة حسب القدرة ؛ فمنهج الإسلام يستوعب كل جديد دعوة وسواها ، لكن من أهم ما يتميز به المجتمع الإسلامي في توسيع الفهم السليم أن النصيحة عنده قد تصل إلى حد الفرضية ؛ فهي مقدسة ، وهي دين عنده؛ لكن الغفلة والتشويش في الفهم أديا إلى خلل كبير في النظام الانسياحي للتوعية السليمة ، التي تعتبر حصنا حصينا من الهجمة الشرسة المدروسة ضد الأمة وبخاصة في ظل وسائل فاعلة وسريعة فأحببت أن أذكّر بشيء نسيناه وهو دعوة الأقارب والجيران ومن يسهل الاتصال به ، تعاونا مع الجهات ذات الصلة كا التعليم والإعلام وسواها والذي أردته هنا هو شيء يمكن تطبيقه عمليا بسهولة ويسر لمن هم خارج إطار العملية التعليمية ممن منعه انشغاله عن المساهمة في هذا الجانب المهم حيث يؤدي ما يقدر عليه وحسب استطاعته وهو جهد تستفيد الأمة منه كثيرا إذا ما التفتت إليه ، واستوعبته ...
2- فهم تلزم مراجعته(1/1553)
دعوة الأقارب بما يستوعبه هذا اللفظ من معنى أولوية وإجبارية ومؤثرة ومثمرة؛
لكنها منسية أو مهملة من الداعي ؛ لاعتبارات منها أ- خفاءٌ في ترتيب الأولويات إذ يبدأ الداعي إلى الله أولويته بغير الأقارب ؛ فيبدأ بغيرهم عن طريق الخطب والدروس والمواعظ ... وقد لا يحضرها أحد من أقربائه وكأنهم معفون منها أو مستغنون عنها .
ب- ظنه عدم جدواها ، واستبعاد تأثّرهم بدعوته ؛ لاعتيادهم عليه . ج- وجود خلافات عائلية بسبب من الأسباب، والتي تعتبر معتادة بين الأسر وينبغي أن يكون مهندسا في ردمها ومسحها كلما حدث شيء منها ... أو نحو ذلك من الأسباب التي تُقعد الداعي عن دعوة أهله وجيرانه ومعارفه .
ولا أعني – قطعا- التوقف عن دعوة غير الأقارب بحسب القدرة والمكنة ؛ لكني أعني ترتيب الأولويات الموجبة في العطاء الدعوي ولفت الانتباه إلى أمر كدنا إغفاله وطمره ؛ وكأنه غير موجب ... وليس يغيب عن المتدبر كونه من أسباب الإقفار الذي لحق الخط الدعوي السليم؛ إنه يسهم في عرقلة توسيع دائرة الفهم ونسيان الأدلة الموجبة لذلك .
3- أدلة موجبة
تذهب عن ذهن الداعي أدلة موجبة في أسبقية دعوة الأقارب وتقديمهم على غيرهم منها :
قوله تعالى {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) }[1] وقوله تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (36). [2](1/1554)
قال أبو هريرة رضي الله عنه قام رسول الله e حين أنزل الله عز وجل ] وأنذر عشيرتك الأقربين [ قال يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا ...} [3]
وقوله صلى الله عليه وسلم { خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول }[4]
وغيرها من الآيات والأحاديث التي توضح عظم حق الأقارب في الدعوة وسواها من المنافع ، وتقديمهم على غيرهم .
4- ميزات كامنة
من ميزات دعوة الأقارب :
أ- اليسر والسهولة فلا يستدعي ذلك بذل جهد كبير ؛ كالانتقال من مكان لآخر لكونهم موجودين بصورة طبيعية حول الداعي ؛ ومتعايشين معه ، ولا بذل مشقة في التعرف عليهم أو التمهيد للحديث أو التعامل معهم، ...فكل الأجواء مهيأة، ... والقدوة وسيلته الأشد تأثيرا عليهم إيجابا أو سلبا لكثرة التماس معهم .
بالإضافة إلى كونها تدريبا للداعي على دعوة الآخرين خارج نطاق الأقارب ... فإذا نجح مع الأقارب كسب خبرة وثقة، ونجح مع غيرهم؛ وفشله مع أقربائه معوق..في دعوة الآخرين ...
ب- التأثير العميق
فبينه وبينهم روابط ووشائج قربى ؛ رابطة الدم ، جوار زمالة عمل أو دراسة أو سفر ... ما يكفل –بفضل الله - تأثر وتأثير للثقة والحب والحنين من جانب ، والاستمرارية من جانب آخر ... [5]
ج- العون الأكيد
اهتمام الداعي القائم بالاتصال بأقربائه ، وإصلاح شأنهم في هذا عون له على مهمته الاتصالية ؛ وأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها مضرب المثل الأول في هذا . لقد كانت نعم العون لرسول الله صلى الله عليه وسلم في إعانته على مواصلة الدعوة ما يستدعي وقفة متأنية عند هذا المثل العظيم للإفادة منه ...(1/1555)
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة الشعراء
[2] - سورة النساء
[3] - البخاري 3/1012 . رقم 2602
[4] - المرجع السابق 2/ 518 . رقم 1360 .
[5] - يولي موقع إسلام أون لاين والاصلاح نت وسواها من المواقع المهتمة به اهتماما مشكورا ؛ حبذا متابعة ذلك فيها .
---
ام حفصة
03-29-2006, 07:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
اريد ان اعرف الحكمة من تحريم الوصل من حديث ( لعن الله الواصلة والمستوصلة.....
---
(1/1556)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > رأيكم يا أهل القراءات وأصحاب الأزرق
---
رأيكم يا أهل القراءات وأصحاب الأزرق
---
أيمن صالح شعبان
04-06-2007, 07:35 PM
قولوا رأيكم وأنا لكم من الشاكرين
---
علال بوربيق
04-06-2007, 08:52 PM
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه .
لي ملاحظة واحدة ، وقد يكون غيرها بعد التأمل والتدقيق .
فالاولى أن تكون هاء الضمير الواحد في لفظة :" نفسه." في السطر نفسه مع قوله " والله "، والله أعلم
---
أيمن صالح شعبان
04-06-2007, 10:32 PM
السلام عليكم أستاذنا الغالي علال بوربيق حفظه الله
أما وإن كان النقد من علماء الصرف والنحو فهو محل عناية فائقة جزاك الله خيرا، وقد يقال أن علامة الوقف لدى المغاربة استقامة للمعنى فقد يفيد انتهاء السطر والله أعلم
وأشكر لفضلتكم هذه الملاحظة الجيدة وفي انتظر ما يَرد.
---
د.أحمد شكري
04-07-2007, 11:05 AM
أحسن الأخ الفاضل الكريم والباحث الجاد أيمن شعبان بنشر هذه القطعة من المصحف لأخذ الآراء حولها، وهو جهد مبارك مبرور جميل، ولكن لي عليه بعض الملحوظات وهي
1- ضبط لفظ (عملت) في الموضعين في الآية 30 بفتح الميم والصواب بكسرها.
2- كأن الأخ الفاضل اعتمد في عد الآي على المذهب الكوفي، والأولى الالتزام بالعدد المدني الأخير فهو المعتمد في رواية ورش.
3- جمع الكاتب الكريم في الضبط بين طريقتي المشارقة والمغاربة، فاستعمل - على سبيل المثال - في التنوين والسكون والضمة الطريقة المشرقية، وفي ضبط الإدغام الناقص والإخفاء، وعلامات الوقف وهمزة الوصل الطريقة المغربية، وهي طريقة جيدة سار عليها بعض كتبة المصاحف، وإن كان بعض العلماء ينهى عنها لما يخشى فيها من التباس.(1/1557)
4- أنبه الكاتب الفاضل إلى محاولة عدم تركيب الحروف فوق بعضها أثناء الكتابة لئلا تتداخل الحركات بينها، فمثلا كلمة (المحراب) في الآية 37 كتبت مركبة الميم فوق الحاء، فأصبحت كسرة الميم تحت الحاء، كما يلاحظ بعد بعض الحركات عن حروفها.
5- استخدام الألوان للتفريق بين الرسم والضبط عود إلى الأصل القديم، ولكنه يحتاج إلى تعديلات، فالنقط كذلك ينبغي أن تلون، فهي مما ألحق وزيد على الرسم، وتنص كتب الضبط أن الألف الملحقة - مثلا - تكتب بالحجم المعتاد إذا لونت فلم يعد هناك داع لتصغيرها كما تفعل المطابع حاليا.
وأرجو لمثل هذا المشروع ان يتم على الصورة المثلى، واله الموفق.
---
أيمن صالح شعبان
04-08-2007, 08:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الدكتور أحمد شكري حفظه الله تعالى أشكر لفضيلتكم مروركم الكريم والملحوظات التي هي والله الرصف وآثمد العينين وقد دبجت عليها النموذج مرة أخرى .
وأسئل فضلتكم :
عن مسألة تلوين النقط فالبعض يعتبرها مما استقر به العمل وعمت بها البلوى والشاهد قول أبي الأسود (خذ المصحف وصبغا يخالف لون المداد فإذا فتحت شفتي فانقط واحدة فوق الحرف وإذا ضممتهما فاجعل النقطة إلى جانب الحرف وإذا كسرتهما فاجعل النقطة في أسفله فإن اتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره ثم وضع) انتهى المصدر المحكم في نقط المصاحف .
ويستأنس بصنيع خطاط المجمع في كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل. فهل يقر سيادتكم الأمر بما سبق أم يرى سيادتكم غيره أطمع من فضيلتكم الجواب المفصل .
وتفضل بقبول وافر الاحترام والتقدير
---
(1/1558)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب غريب الحديث لابن قتيبة " ملف ورد "
---
كتاب غريب الحديث لابن قتيبة " ملف ورد "
---
مسك
11-26-2004, 03:43 PM
غريب الحديث
لابن قتيبة
كتاب أنتهج فيه ابن قتيبة نهج أبو عبيد في كتابه فتتبع ما أغفله أبو عبيد من ذلك
وألف فيه كتاباً لم يأل أن يبلغ به شأو المبرز السابق .
ولم يودع ابن قتيبة في كتابه هذا شيئاً من الأحاديث المودعة في كتاب أبي عبيد إلا ما دعت اليه الحاجة من زيادة شرح أو بيان فجاء مثل كتاب أبي عبيد أو أكبر .
أضغط هنا لتحميل الملف (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31503)
---
(1/1559)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال: ترتيب الآيات وترتيب السور أهو توقيفي
---
سؤال: ترتيب الآيات وترتيب السور أهو توقيفي
---
barsoom
05-31-2003, 11:37 AM
السلام عليكم
حسب معلوماتي الضحلة أن ترتيب الآيات بالسورة الواحدة توقيفي , وترتيب السور بالمصحف ليس توقيفي . ( وأرجو التصحيح)
وفي حديث زيد بن ثابت الطويل عن جمع القرآن بعد ذكره لآية ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم) يقول : حتى وجدتها مع رجل يدعى خزيمة أيضاً فأثبتها في آخر براءة ولو تمت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة.
وفي حديث ابن عباس في سؤاله عثمان بن عفان عن سورتي الأنفال وبراءة يقول : فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها .
فهل يستدل من هذين الحديثين أن ترتيب الآيات ليس بتوقيفي وأنه يجوز الفصل بين آيات السورة الواحدة وجعلها سورا متعددة ؟؟
---
أحمد البريدي
05-31-2003, 01:31 PM
حياك الله يا أخي : واعلم ان ترتيب الآيات توقيفي بالإجماع ,وأما ترتيب السور ففيه ثلاثة أقوال : أصحها والله أعلم أن منه ماهو توقيفي حيث علم ترتيبه من جهة النبي صلى الله عليه وسلم وهو الأكثر , ومن السور مالم نعلم ترتيبه من جهته , فرتب حسب اجتهاد الصحابة , وحصل إجماعهم عليه وهذا القول هو الذي تجتمع عليه الأدلة والله أعلم .
---
محمد رشيد
05-31-2003, 04:35 PM
مع العلم بأن القول بأن الترتيب كان اجتهادا من الصحابة هو قول الجمهور
ولي سؤال للشيخ البريدي / هل الإجماع المذكور دل على أن الترتيب الموجود الآن كله توقيفي ، وأن مسألة الاجتهاد في الترتيب كان ما قبل مرحلة الإجماع ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
05-31-2003, 05:33 PM
بسم الله
مسألة ترتيب الآيات ليس فيها إشكال ولله الحمد ، والخلاف كما ذكر أخي الشيخ أحمد إنما هو في ترتيب السور.(1/1560)
وأحب أن أحيل من حرص على التوسع في هذه المسألة على ما أورده الإستاذ الدكتور : أحمد حسن فرحات في كتابه القيم :في علوم القرآن عرض ونقد وتحقيق .
وأنبه هنا أيضاً على أن الترتيب وإن كان باجتهاد الصحابة فإنه قد حصل بتوجيه من الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وبحضور الصحابة وموافقتهم عليه ؛ وتلقت الأمة هذا الترتيب بالقبول فكان إجماعاً على سنة من سنن أحد الخلفاء الراشدين المهديين الذين أُمرنا باتباع سنتهم .
وعلى هذا فالترتيب كان باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم ؛ وله حكم الرفع والتوقيف باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتباع سنتهم والتمسك بها .
وأختم بهذا الأثر الجميل :
قال سليمان بن بلال : سمعت ربيعة [ هو ابن أبي عبدالرحمن المعروف بربيعة الرأي ] يُسأل : لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة ؛ وإنما نزلتا بالمدينة ؟
فقال : قٌدمتا ، وأُلف القرآن علىعلمٍ ممن ألفه به ، ومن كان معه فيه ، واجتماعهم على علمهم بذلك ؛ فهذا مما ينتهى إليه ولا يسأل عنه .
[أثر صحيح أخرجه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة 3/1016 قال : حدثنا أحمد بن عيسى ، قال: حدثنا عبدالله بن وهب ، قال : أخبرني سليمان بن بلال ، به . ]
ينظر كتاب : المقدمات الأساسية في علوم القرآن للشيخ عبدالله الجديع . 135-136 حيث ذكر المؤلف أن ما روي عن عمر وعثمان وزيد في الآيتين في آخر سورة براءة لم يثبت منه شيء من قبل الإسناد [ثم توسع في تخريج الروايات في ذلك ، وأكد على أن الجملة التي سأل عنها السائل [برسوم!!] وهي قول زيد :ولو تمت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة = منكرة ] .
والله تعالى أعلم والرد إليه أسلم .
وقد سبق مناقشة هذه المسألة هنا (http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4796)
---
أحمد البريدي
05-31-2003, 06:24 PM(1/1561)
الأخ محمد وفقه الله : معذرة لم أفهم سؤالك فأرجو ان تعيده بصورة أوضح وفقك الله إن لم يكن الإشكال قد زال بمشاركة الشيخ ابي مجاهد.
---
محمد رشيد
05-31-2003, 10:56 PM
جزاك الله خيرا شيخنا البريدي ، قلتم ( ومن السور مالم نعلم ترتيبه من جهته , فرتب حسب اجتهاد الصحابة , وحصل إجماعهم عليه )
وسؤالي / هل الإجماع الذي ذكرتموه أنه انعقد على الجزء الذي اجتهد الصحابة في ترتيبه يجعل الترتيب في جميع السور توقيفي ؟
---
أحمد البريدي
05-31-2003, 11:21 PM
الأخ محمد وفقه الله :
إجماع الصحابة على هذا الترتيب لايجعل الترتيب توقيفي في كل سور القرآن إذ إن معنى توقيفي أي طريقه الوحي بحيث يرتب من جهة النبي صلى الله عليه وسلم وقلت لك : إنه ليس كل السور علم ترتيبها من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لكن نستفيد من هذا الإجماع عدم جواز مخالفته , والله أعلم .
---
الحارث
06-01-2003, 02:24 PM
بل يستفاد من الإجماع على هذا الترتيب أنه توقيفي , لأنه منعقد على نص من الوحي , قد نعلمه وقد لا نعلمه .
وأما عدم مخالفة هذا الإجماع فهي نتيجة حكمية لازمة للإجماع تأتي بعد معرفة مُنعقد الإجماع وأنه على نص .
---
محمد رشيد
06-01-2003, 07:02 PM
بارك الله فيك شيخنا البريدي ، وما ذكره الشيخ الحارث هو تماما ما أقصده ، فقد تبنيتم القول بأن بعض السور توقيفي وبعضه اجتهادي ، ثم حصل الاجماع على هذا الترتيب ـ التوقيفي منه والاجتهادي ـ فالتوقيفي لا إشكال فيه من الأصل ، أما الاجتهادي فقد دل الاجماع على كونه توقيفي لأن الاجماع لابد من كونه يستند إلى نص ، سواء علمنا هذا النص أو لم نعلمه
---
أحمد البريدي
06-02-2003, 06:34 AM
الأخوان الحارث ومحمد يوسف وفقهما الله :(1/1562)
لا يلزم ان يكون الإجماع مبني على توقيف وإنما يجوز ان يكون عن رأي واجتهاد قال الرازي في كتابه الفصول 3/275 :َ يَكُونُ الْإِجْمَاعُ عَنْ تَوْقِيفٍ , وَيَكُونُ عَنْ اسْتِخْرَاجِ فَهْمِ مَعْنَى التَّوْقِيفِ , فَمِنْهُ مَا عُلِمَ وَجْهُ التَّوْقِيفِ فِيهِ . وَمِنْهُ مَا لَا يُعْلَمُ , لِعَدَمِ النَّقْلِ فِيهِ , وَيَكُونُ أَيْضًا عَنْ رَأْيٍ وَاجْتِهَادٍ .
وقال الغزالي : يجوز انعقاد الإجماع عن اجتهاد وقياس ويكون حجة وقال قوم : الخلق الكثير لا يتصور اتفاقهم في مظنة الظن ولو تصور لكان حجة , وإليه ذهب ابن جرير الطبري وقال قوم : هو متصور وليس بحجة ; لأن القول بالاجتهاد يفتح باب الاجتهاد ولا يحرمه , والمختار أنه متصور وأنه حجة .
وجاء في الموسوعة الفقهية :لابد للإجماع من مستند , نص أو قياس , وقد يكون النص أو القياس خفيا . فإذا أجمع على مقتضاه سقط البحث عنه , وحرمت مخالفته مع عدم العلم به , ويقطع بحكمه وإن كان ظنيا .
وإجماع الصحابة على ترتيب عثمان لا يشترط له أن يستند إلى توقيف عن الرسول صلى الله عليه وسلم , فموافقتهم على هذا الترتيب توحيداً لكلمة الأمة , وتعلمان أن مصاحف الصحابة قبل هذا الجمع مختلفة في ترتيبها .
وعلى كلٍ فالقول بالتوقيف قيل به أصلا كما تعلمان والله أعلم .
---
الحارث
06-04-2003, 06:41 AM
* نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على أنه :
لا يوجد مسألة يتفق الإجماع عليها إلا وفيها نص .
وقد بنى رحمه الله هذا الحكم على مقدمات وقواعد كلية يحسن الرجوع إليها في : الفتاوى 19/194-202 , وملخص كلامه :
- ثبت باستقراء موارد الإجماع أن جميع الإجماعات منصوصة .
- من أسند الإجماع إلى قياس فإنما قال بعلمه , ومن رده إلى نص كذلك , والخلاف لفظي , إذ كل مستدل يتكلم بحسب ما عنده من اعلم .
- من أسند الإجماع إلى اجتهاد أو قياس فقد خفي عليه النص .
---(1/1563)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات مع سورة الحديد 2
---
وقفات مع سورة الحديد 2
---
ماجد العريفي
11-22-2005, 02:30 PM
فبعد أن ذكر الله سبحانه وتعالى في الآية الأولى من سورة الحديد أن السموات والأرض وما فيها تسبح بحمده وتقدسه ، منقادة لعزته ، قد بدت آثار حكمته ،
يقول تعالى ممجدا نفسه حتى تلين القلوب لعظمته :
(( له ملك السموات و الأرض يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير ))
أي : أن تلك السماوات و الأرض التي تسبح له و تقدسه ، وما فيها هي ملك له .
يتصرف بها كيفما شاء ، يحي من يشاء إذا شاء، و يميت من يشاء متى شاء .
بماذا ؟!!! ........بقدرته .
و لهذا قال (( و هو على كل شيء قدير )) .
تنبئ الكذاب الأسود العنسي في اليمن فأمر بأبي مسلم الخولاني فأحضر إليه ، فقال له أتشهد أني رسول الله قال لا ، قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم ،_ فأراد أن يقتله حتى لا يفسد الناس عليه ، ولكنه يريد أن يقتله بطريقة شنيعة حتى يخافه الناس فيطيعونه _ فأمر بنار عظيمة فأججت وخوفه أن يقذفه فيها إن لم يواته على مراده فأبى عليه فقذفه فيها ،_ و لكن الذي يحي و يميت القادر على كل شيء لم يشئ ذلك ، فجعل هذه النار التي تحرق كل شيئ بردا وسلاما على أبي مسلم الخولاني _ . صحيح ابن حبان ج2/339 بتصرف(1/1564)
قبض على الوضاح بن خيثمة و أتيا به إلى والي إفريقيا يزيد بن أبي مسلم فقال له الوالي وقد امتلا قلبه حقدا عليه لسبب ما ، و الله لأقتلنك و الله لأقتلنك و لو سابقني فيك ملك الموت ، _ مسكين هذا الوالي الم يعلم أن الموت والحياة تفرد بها ملك الملوك فلا يشاركه فيها أحد _ ثم دعا بالسيف و النطع فأتي بهما _ وهو يقول والله لأقتلنك وإن سابقني فيك ملك الموت _ و أمر بالوضاح فأقيم على النطع و كتف و قام وراءه رجل بالسيف وأقيمت الصلاة فخرج يزيد إليها فلما سجد أخذته السيوف . (( ذكرالقصة ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان ج6 ص311 )) بتصرف .
سبق الموت والي افريقيا فعاش بن خيثمة .
سبحانه له ملك السموات والأرض يحيي و يميت وهو على كل شيء قدير.
و (( القدير )) هو : كامل القدرة ، بقدرته أوجد الموجودات ، و بقدرته دبرها ، و بقدرته سوّاها و أحكمها ، و بقدرته يحي و يميت ، و يبعث العباد للجزاء ، و يجازي المحسن بإحسانه ، و المسيء بإساءته ، الذي إذا أراد شيئا قال له (( كن فيكون )) ، و بقدرته يقلب القلوب ، و يصرفها على ما يشاء و يريد . ((قاله السعدي رحمه الله في تيسير الكريم ص 902 ))
فيا سبحان الله القدير على كل شيء ، ولا يقدر عليه شيء .
(((فكيف بمن زعم أن الطبيعة قديرة على إنزال المطر واخراج الثمر ، أو أن الدهر يهلك و يحي ويدبر ويقضي _تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا _))).تعليق الشيخ عبدالعزيز السدحان حفظه الله
******
سبحانه …. مدح نفسه قبل أن يمدحه المادحون ، وأثنى على جلاله قبل أن يثني عليه المثنون ، ووصف عظمته قبل أن يصفه الواصفون ،
فتمتلئ القلوب بمحبته ، والنفوس بعظمته ، والأرواح بهيبته ،
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
---
(1/1565)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الخلاف في تفسير : (قالوا بلى).
---
الخلاف في تفسير : (قالوا بلى).
---
أبو المنذر المنياوي
03-31-2007, 08:55 AM
الإخوة الأفاضل :
اختلف العلماء في تفسير قوله تعالى : {قَالُوا بَلَى} في آية الميثاق على أقوال ، فمنهم من قال أن جميع الذرية قالت بلى طواعية - وهذا ظاهر قول ابن حجر - ، ومنهم من قال أن أهل الإيمان فقط هم الذين قالوا ذلك دون أهل الشرك ، ومنهم من قال أن أهل الشرك قالوها كرها لا طواعية .
هذا الملخص والتفصيل كتبته على هذا الرابط :
http://forum.turath.com/showthread.php?t=864
فهل من مشارك حول أصح الوجوه في هذا التفسير ؟ .
---
مروان الظفيري
03-31-2007, 09:47 AM
أثار أبو حيان النحوي الأندلسي ، هذه المسألة في كتابه البحر ، وأقصد :
تفسير البحر المحيط ، الجزء الثالث / وللأسف لا أملك الآن إلا النسخة الإلكترونية :
بلى :
وهي جواب للنفي سواء كان النفي عاريا من حروف الاستفهام نحو بلى لمن قال : ما قام زيد , ومنه قوله تعالى : { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } فجاء الرد عليهم بإيجاب النار لمن مات كافرا فقال : { بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته } الآية أو مقرونة به كقوله تعالى : { ألست بربكم ؟ قالوا بلى } ; لأنهم أرادوا أنه ربهم فردوا النفي الذي بعد ألف الاستفهام , وإذا ردوا نفي الشيء ثبت إيجابه .
وقال ابن عطية : حق " بلى " أن تجيء بعد نفي غلبة تقرير , وهذا القيد الذي ذكره من كون النفي غلبة تقرير لم يذكره غيره بل الكل أطلقوا بأنها جواب النفي . وقال الشيخ أبو حيان : إنها حقها أن تدخل على النفي ثم حمل التقرير على النفي ولذلك لم يحمله عليه بعض العرب , وأجابه ب نعم , ووقع ذلك [ ص: 208 ] في كلام سيبويه نفسه أجاب التقرير ب نعم اتباعا لبعض العرب , وأنكره عليه ابن الطراوة .(1/1566)
وقال الجوهري : ربما ناقضتها " نعم " واستشكل بأنه يقتضي أنها تناقضها قليلا بل هي مناقضة لها دائما ; لأن " نعم " تصديق لما قبلها وبلى رد له , ولهذا قيل عن ابن عباس : إنهم لو قالوا : نعم كفروا .
وحكاه إمام الحرمين عن سيبويه فأنكره عليه ابن خروف , وإنما قال :
دخول " نعم " هنا لا وجه له , ويمكن أن يريد الجوهري بذلك أنه قد يقول القائل في جواب من قال : أقام زيد أم لم يقم زيد ؟ نعم , ويكون معناه أنه قام زيد ويريد أنه في هذا الوجه تكون " نعم " مناقضة " ل بلى " وكلام ابن عطية يقتضي جواز وقوع نعم في الآية الكريمة , فإنه قال في سورة الأنعام : و " بلى " هي التي تقتضي الإقرار بما استفهم عنه منفيا , ولا تقتضي نفيه وجحده , ونعم تصلح للإقرار به كما ورد ذلك في قول الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم حيث عاتبهم في غزوة حنين , وتصلح أيضا لجحده فلذلك لا تستعمل .
وأما قول الزجاج وغيره : إنها إنما تقتضي جحده وأنهم لو قالوا به عند قوله تعالى : { ألست بربكم } لكفروا فقوله خطأ , والله المستعان . انتهى . وقال الشلوبين : لا يمتنع في الآية أن يقولون : نعم لا على جواب الاستفهام ولكن ; لأن الاستفهام في قوله : { ألست بربكم } تقرير , والتقرير [ ص: 209 ] خبر منجز فجاز أن يأتي بعده " نعم " كما يأتي بعد الخبر الموجب وتكون " نعم " ليست جوابا على جواب التصديق , وعلى هذا فيمكن الجمع بين هذا وبين ما قاله المفسرون ; لأنهما لم يتواردا على محل واحد , فإن الذي منعوه إنما هو على أنه جواب , وإذا كانت جوابا فإنما يكون تصديقا لما بعد ألف الاستفهام .
والذي جوزه إنما هو على التصديق لا الجواب كما في قولك : نعم لمن قال : قام زيد .
قال بعضهم :
وصارت الأجوبة ثلاثة " نعم " تصديق للكلم السابق من الإثبات , و " لا " لرد الإثبات و " بلى " لرد النفي ,
ولا يجاب بعد النفي , بنعم ; لأنه تقرير على ضده فإن وردت بعد نفي فليست جوابا(1/1567)
ولكنها تصديق للفظه الذي جاء على النفي .
---
الجكني
03-31-2007, 11:42 AM
"سمع في كلام العرب جواب الاستفهام المقترب بنفي ب "نعم " بدل "بلى" ،وذلك وذلك في قول جحدر في قصيدته التي قالها في الحبس لما حبسه الحجاج :
تأوبني فبتّ لها كنيعاً00000هموم ما تفارقني حواني
إلى أن يقول :
أليس الليل يجمع أم عمرو 0000وإيانا فذاك لنا تداني
نعم وترى (الهلال )كما أراه0000ويعلوها النهار كما علاني
ف "نعم " هنا جاءت مكان "بلى " ،ولكن هذا "مسموع " فلا يقاس عليه ،والله أعلم 0
---
أبو المنذر المنياوي
03-31-2007, 12:41 PM
المشايخ الأفاضل
جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم ، ولكن الموضوع عقدي ، وليس لغوي .
وغرضي مناقشة استجابة أهل الشرك للعهد والميثاق في صورة الذر ، هل قالوا بلى كرها ، أم ما قالها إلا أهل الإيمان .
---
(1/1568)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أسرار الإعجاز البياني في القرآن
---
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن
---
محمد إسماعيل
03-24-2004, 02:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في حق أهل النار:{ حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى }[ الزمر:71 ]0
وقال جل ثناؤه في حق أهل الجنة:{ حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين }[ الزمر:73 ]0
والسؤال الذي يتردد كثيرًا هنا: ما نوع الواو: في قوله تعالى:{ وفتحت أبوابها } من الآية الثانية؟
ولمَ أدخلت هنا، ونزعت منه في الآية الأولى؟
أولاً- قبل الإجابة عن ذلك نذكر بعض ما قاله علماء العربية في هذه الواو ، ونبدأ بالفرَّاء- شيخ الكوفيين- وكان قد علل لدخولها في الآية الثانية، فقال:” العرب تدخل الواو في جواب( لمَّا ) و ( حتى إذا ) وتلقيها00 فمن ذلك قول الله:{ حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها } وفي موضع آخر: { وفتحت } وكلٌّ صواب “0 وتابعه في ذلك الطبري، في أحد قوليه.
أما سيبويه- شيخ البصريين- فقد حكى لنا رأيَ أستاذه الخليل في الآية الثانية، فقال: ” سألت الخليل عن قوله جل ذكره:{ حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها }: أين جوابها؟ وعن قوله جل وعلا:{ ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب }[ البقرة:75 ]،{ ولو ترى إذ وقفوا على النار }[ الأنعام:7 ]، فقال: إن العرب قد تترك في مثل هذا الخبر الجواب في كلامهم، لعلم المخبَر لأي شيء وضِع هذا الكلام".(1/1569)
وحكى الأخفش- تلميذ سيبويه- عن الحسن- رضي الله عنه- أنه فسر الآية الثانية على إلقاء الواو من قوله تعالى:{ وقال لهم خزنتها }0 أي: قال لهم خزنتها0ثم قال:” فالواو في مثل هذا زائدة “0 ولكنه قال في موضع آخر:” وإضمار الخبر أحسن في الآية".
فعلى قول الفراء يكون جواب{ حتى إذا } في الآيتين هو قوله تعالى:{ فتحت أبوابها }0 وعلى قول الخليل وسيبويه يكون الجواب في الآية الثانية محذوفًا لعلم المخاطب0 وعلى تفسير الحسن- رضي الله عنه- يكون الجواب في الآية الثانية هو قوله تعالى:{ قال لهم خزنتها }.
وفسروا قول الفراء على زيادة الواو0 ونسبوا ذلك إلى الكوفيين، وفسروا قول الخليل وسيبويه على أن الواو عاطفة، والجواب محذوف0 ونسبوا ذلك إلى البصريين00 وإلى هذا أشار النحاس بقوله:” فالكوفيون يقولون: زائدة0 وهذا خطأ عند البصريين؛ لأنها تفيد معنى؛ وهي للعطف ههنا، والجواب محذوف “.
ثم اختلفوا في موضع الجواب المحذوف على قولين:
- أحدهما قبل الواو.
- والثاني بعد الواو.
وكذلك اختلفوا في تقدير الجواب المحذوف على أقوال؛ أشهرها قول الزجاج، ونصه الآتي:” والذي قلنه أنا- وهو القول إن شاء الله- أن المعنى: حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين، دخلوها0 وحذف؛ لأن في الكلام دليلاً عليه0 والدليل هو قوله تعالى:{ دخلوها }".
واختار الطبري قول الزجاج على أنه أولى الأقوال بالصواب، مع تجويزه لقول الفراء الذي ابتدأنا به، كما ذكرنا00 أما الزركشي فقال:” ويحتمل أن يكون التقدير: حتى إذا جاؤوها- أذن لهم في دخولها- وفتحت أبوابها “00 واختلفوا في معنى الواو على هذا القول على قولين:
- أحدهما: أنها عاطفة على الجواب المحذوف.(1/1570)
- والثاني: أنها حالية ، وإليه ذهب الزجاج ، والزمخشري ، وأبو حيان. وأجاز الزركشي القولين معًا. وحكى القرطبي عن أبي بكر بن عياش أنها واو الثمانية ، وذكر أن من عادة قريش إذا عدوا، قالوا: خمسة، ستة، سبعة، ثمانية ولهذا دخلت الواو هنا ، ولم تدخل في الآية الأولى ؛ لأن أبواب النار سبعة. ورد كثير من النحاة والمفسرين هذا القول لضعفه.
و أخيرًا استقرَّ رأي جمهور المتأخرين على أنها واو الحال، وأن المعنى: حتى إذا جاؤوها وقد فتحت أبوابها، دخلوها0 أو ما شابه ذلك0 وقليل منهم من ذهب إلى أنها زائدة0
وقد لقيَ القول الأول من هذين القولين- مع تكلفه- صدًى واسعًا في نفوس الكثير من الدارسين، والباحثين المعاصرين، من علماء اللغة والنحو والتفسير، أذكر منهم الدكتور فضل حسن عباس، صاحب كتاب( لطائف المنان وروائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن).
لقد تحدث الدكتور فضل عن هذه الواو فصال وجال، وأتى بالعجب العجاب0 بدأ حديثه بهجومه العنيف على الفراء، واتهمه بسوء النظر والفكر معًا... ثم زعم أن هذه الواو صاحبة رسالة مستشهدًا على ذلك بقوله تعالى:{ والله أعلم حيث يجعل رسالته }... ثم ذكر مدعيًا أن حذف الجواب في الآية من دقائق الإعجاز، وأن حذف جواب( إذا ) مستفيض في القرآن، وكلام العرب0 ولهذا قال في معنى الآية: ” حتى إذا جاؤوها وقد فتحت أبوابها- كان لهم من إكرام الله ما لا يمكن حصره- أو: ما يشابهه".
ولم يكتف الدكتور فضل بذلك، بل زعم أن الجواب في الآية الأولى محذوف أيضًا، وأن جملة( فتحت ) استئنافية، ثم قال:” والمعنى: حتى إذا جاؤوها، فتحت أبوابها- وجدوا من الهول، والحسرة، والندامة، والأسى ما يعجز عنه الوصف- وقال لهم خزنتها كذا وكذا“0 فتأمل!!
ثانيًا- وفي الإجابة عن ذلك كله نقول وبالله المستعان:(1/1571)
آ- هذه الواو التي أدخلت في قوله تعالى:{وفتحت أبوابها} هي أداة ربط ، ووظيفتها اللغوية هي ربط جواب( حتى إذا ) بشرطها. وقد دل الاستقراء على أن لجواب (حتى إذا) حالتين:
الأولى: أن لا يكون مقترنًا بشيء؛ نحو قوله تعالى:{ حتى إذا ركبا في السفينة خرقها } [ الكهف:71 ].
والثانية: أن يكون مقترنًا:
- إما بالواو؛ كهذه الآية.
- أو بالفاء ؛ كقوله تعالى :{حتى إذا لقيا غلامًا فقتله }[ الكهف:74 ].
- أو بثمَّ؛ كقوله تعالى:{ حتى إذا ضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا }[ التوبة:118 ].
ب- إذا ثبت حذف جواب( إذا ) و( لو) في بعض المواضع، فإن حذف جواب( حتى إذا ) لم يثبت أبدًا في أيٍّ من تلك المواضع0 وليس من الصواب أن نقيس( حتى إذا ) على( إذا ) أو على( لو )؛ لأن من شروط القياس المعتبرة في اللغة أن تقاس الظاهرة اللغوية على أمثالها0 ثم إن القياس النحوي لم يصلح لأن يكون منهجًا للبحث العلمي؛ إنما الذي يصلح لذلك هو الاستقراء اللغوي.
وهذا ما فعله الفراء0 والدليل على ذلك أنه أنكر، وبأسلوب رقيق مهذب، قول من جعل قول الله تعالى:{ وأذنت } جوابًا لـ{ إذا } في قوله تعالى:{ إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت}، فقال :” ونرى أنه رأيٌ ارتآه المفسِّرُ، وشبَّهه بقوله تبارك وتعالى:{ حتى إذا جاؤوها }؛ لأنا لم نسمع جوابًا بالواو في( إذ ) مبتدأة، ولا قبلها كلام، ولا في( إذا )، إذا ابتُدِئت، وإنما تجيب العرب بالواو في قوله:( حتى إذا كان ) و( فلمَّا أن كانت )، لم يجاوزا ذلك".
والفراء راوية ثقة، لا يشك أحد في ما يرويه عن العرب0 وقد شهد له بذلك أبو حيان صاحب تفسير( البحر المحيط )، والشواهد القرآنية، وغيرها تؤيد ذلك وتؤكد.
فمن الشواهد القرآنية نذكر قول الله تعالى:{ حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من حدب ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا }[ الأنبياء:96 ].(1/1572)
فقوله تعالى:{ اقترب الوعد الحق } جواب قوله:{ حتى إذا }، وقد جاء مقترنًا بالواو، خلافًا لمن زعم غير ذلك؛ لأن المعنى: حتى إذا فنحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، اقترب الوعد الحق00 وإنما كان( اقترب الوعد الحق ) هو الجواب؛ لأن فتح يأجوج ومأجوج، ونسلهم من كل حدب هو علامة من علامات اقتراب هذا الوعد، الذي هو يوم القيامة0 وهو المراد بقوله تعالى:{ فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقًا }[ الكهف:98 ]0
ومن الشواهد الشعرية التي أنشدها الفرَّاء نذكر قول الشاعر:
حتى إذا قمِلت بطونكُمُ** ورأيتمُ أبناء كم شبُّوا
وقلبتمُ ظهر المجَنِّ لنا**إن اللئيم العاجز الخبُّ
جاء بجواب( حتى إذا ) مقترنًا بالواو وهو قوله:( قلبتم لنا ظهر المجن )00 والمعنى على هذا واضح{ لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد }0
ج- الفرَّاء لم يفل بزيادة هذه الواو، ولم يذكر نوعها؛ وإنما اكتفى بأن فسر هذه الظاهرة اللغوية بقوله:” العرب تدخل الواو في جواب( لمَّا ) و( حتى إذا ) وتلقيها “0 ولم يقل ذلك في جواب( إذا )، بل أنكر قول من قال به، كما ذكرنا0 وكان ينبغي على الدكتور فضل حسن عباس أن يفهم كلام الفراء قبل أن يهاجمه، ويتهمه بسوء النظر والفكر.
د- وفي حذف هذه الواو في آية، وإثباتها في آية أخرى قال النحاس:” أما الحكمة في إثبات الواو في الثاني، وحذفها من الأول فقد تكلم فيه بعض أهل العلم0 قال: لمّا قال الله عز وجل في أهل النار:{ حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها }، دل على أنها كانت مغلقة00 ولمّا قال في أهل الجنة:{ حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها }، دل على أنها كانت مفتحة قبل أن يجيئوها“0 وإلى هذا ذهب الزمخشري، وأبو حيان0.(1/1573)
ونحن نقول: إن إثبات الواو في الآية الثانية، دلَّ على أن الجنة فتحت أبوابها مع مجيء أهلها إليها، وليس قبل مجيئهم؛ وذلك لمَا في الواو من معنى الجمع الذي لا يفارقها أينما وقعت. ولهذا لا يجوز القول بأنها عاطفة، أو حالية؛ لأنها مسلوبة الدلالة على العطف؛ ولأن واو الحال لا يجوز أن تدخل على الفعل إلا ومعها( قد ) ظاهرة، لا مقدرة0 ثم إن جعلها حالية يقتضي تقدير جواب محذوف مع( قد )- كما فعلوا - وهذا تكلف ظاهر، لا داعي له، لما فيه إخلال بنظم الكلام، وإفساد لمعناه0 فجعلها حالية يدل على أن فتح أبواب الجنة حالة مؤقتة، تتغيَّر بتغيُّر الظروف والأحوال0 وفرق كبير بين أن نفهم هذا المعنى من الآية الكريمة، وبين أن نفهم أن فتح أبواب الجنة حالة ثابتة، ومستمرة0 وهذا المعنى هو الذي تدل عليه هذه الواو.
أما حذفها من الآية الأولى فدل على أن النار لا تفتح أبوابها لأهلها إلا بعد مجيئهم إليها0 وقد يطول وقوفهم، وانتظارهم- وهذا أنكى لهم- ثم تفتح لهم الأبواب بعد طول انتظار، ويدخلون غير مأسوف عليهم، خلافًا لأهل الجنة الذين يدخلون الجنة دون انتظار لأنهم يجدون أبوابها مفتحة لهم مع مجيئهم إليها00 ومما يدل على ذلك قول الله تعال:{ جنات عدن مفتحة لهم الأبواب }[ ص:50 ]0 وأحسن ما قيل في تفسيره: إن الملائكة الموكلين بالجنان، إذا رأوا صاحب الجنة، فتحوا له أبوابها، وحيوه بالسلام، فيدخل محفوفًا بالملائكة على أعز حال، وأجمل هيئة0
هذا المعنى هو الذي ينبغي أن يفهم من قوله تعالى:{ حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها }0 ومن يعرف جوهر الكلام، ويدرك أسرار البيان يتبين له أن ما قلناه هو الحق00 والله تعالى أعلم بأسرار بيانه0 وله الحمد والمنَّة0
السبت ، 06 آذار ، 2004 محمد إسماعيل عتوك
m-attouk44@mail.sy
---
عبدالرحمن الشهري
03-25-2004, 02:59 PM
أخي الكريم الأستاذ محمد إسماعيل عتوك وفقه الله لكل خير.(1/1574)
أرحب بك معنا في ملتقى أهل التفسير ، الذي يسعد بأمثالكم من الباحثين الجادين. ونرجو أن تجد ما يسرك ، وأن نرى منك ما يسرنا كذلك. وقد انتفعتُ كثيراً بما تكرمتم به من بحث هذه المسألة العلمية التي دارت حول الآية رقم (73) من سورة الزمر.
ويمكنني تلخيص الرأي الذي خلصتم إليه في أن الواو في قوله :(وفتحت أبوابها) أداةُ ربطٍ ، ووظيفتها اللغوية هي ربط جواب (حتى إذا) بشرطها ، وأنها تدل على أن أبواب الجنة تفتح مع مجيء المؤمنين إلى الجنة لا قبل ذلك.
* ولديَّ استفسارات :
الأول : يبدو لي أن القول بأن الواو أداة ربط فحسب ، قول عام يصلح أن يقال في حق الواو العاطفة فهي أداة ربط كذلك ، ويقال في حق الواو الحالية ، ويصلح في حق (ثم) فهي أداة ربط كذلك ، وغيرها من الأدوات ، فهي إضافة لكونها أدوات ربط للكلام فهي ذات معانٍ خاصة كالدلالة على الحال أو المعية أو التراخي مثلاً. وقد ذكر ابن أم قاسم المرادي في (الجنى الداني) أن الواو تأتي للربط بين الجمل ، ولا محل لها من الإعراب ص 163 ، فهل القول بأنها أداة ربط في هذه الآية على وجه الخصوص سبق أن ذكره أحد المفسرين أم هو من تأملكم الكريم وفقكم الله ؟
الثاني : أن المعنى الذي حملتم الآية عليه مع هذا الرأي هو (أن أبواب الجنة تفتح مع مجيئ المؤمنين لا قبله) .
بينما ذهب بعضهم إلى معنى يحتمل ما ذهبتم إليه وهو (أن أهل الجنة يجيئونها فيجدون أبوابها مفتحة ، وهذا أشارت إليه آية كريمة (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب) وهو ما تؤديه هذه الواو ، فهي واو الحال). كما ذكر الدكتور فضل حسن عباس في كتابه الذي أشرتم إليه ص 197 . فكم هي المدة الفارقة بين كونه يفتح مع لا قبل أو عند ؟ وما الفرق المؤثر بينهما ؟(1/1575)
الثالث : أن القول بأن (القياس النحوي لم يصلح لأن يكون منهجًا للبحث العلمي؛ إنما الذي يصلح لذلك هو الاستقراء اللغوي). يخالف ما تقرر عند النحاة من صحة القول بالقياس بشروطه المعتبرة ، وأن الاستقراء اللغوي لا يخالف القياس الصحيح. ولا شك أن الاستقراء لكلام العرب هو الحجة ، والاستقراء يكون داعماً للقياس ، ولا يعود عليه بالنقض ، وقد قرر هذه المسألة من كتبَ في النحو منذ قيل :
إنما النحو قياس يتبع= وبه في كل أمر ينتفع
الرابعة : أنا أتساءل ما الحكمة من ذهاب المفسرين إلى القول بأن معنى حذف الواو في الحديث عن أهل النار يدل على أنه لا يفتح لهم إلا بعد الانتظار ، وأن في ذلك زيادة في العذاب لهم ، أليس العذاب هو أن يجدوا الأبواب مشرعة تكاد تميز من الغيظ كما ذكر الله ، لا موصدة دون جهنم ؟! هل من توضيح ؟
وأخيراً فإن الباحثين كثيراً ما يذيلون تأملاتهم بمثل عبارة :(ومن تأمل هذا الموضع بان له صحة ما ذكرت). وعندما يتأمل الآخرون ويخالفونه يتهمهم بأنهم لم يعملوا أذهانهم ، ولم تظهر لهم الأسرار التي ظهرت له. وقد سلك أهل الإلحاد مسلكاً شبيهاً بهذا ، فهم يهجمون على الآيات هجوماً لم يسبقوا إليه ، ويقولون : وقد أخطأ المفسرون جميعاً في تفسير هذه الآية ، والذي ينبغي أن يقال في تفسيرها هو كذا وكذا ..) وهذا تجده عند نصر أبو زيد كثيراً. فكيف الحل إذا مع أمثال هؤلاء أخي الكريم محمد ؟
أرجو أن يتسع وقتك الثمين للإجابة عن تساؤلي وفقك الله. كما أرجو أن لا تبخل علينا بمثل هذه النفائس العلمية المحررة.
---
محمد إسماعيل
03-26-2004, 12:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الجليل، وأستاذنا الفاضل عبد الرحمن الشهري!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته00 وبعد0(1/1576)
إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم في ملتقى أهل التفسير، أسعد بلقائكم، وأرجو أن تسعدوا أنتم بلقائي حقًا، وشكرًا لكم على ترحيبكم بي في الملتقى، وعلى اهتمامكم بمقالنا( من أسرار الإعجاز البياني في القرآن ) الذي يكشف عن سر وجود( الواو ) في قوله تعالى:{ حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها } من آية الزمر/73 0
أما عن استفساراتكم فأحاول أن أجيب عنها بعون الله وتعليمه، وأرجو منه سبحانه أن يوفقني في الإجابة عن ذلك، إنه نعم المولى، ونعم النصير0
أولاً- أما عن الاستفسار الأول فالجواب عنه: أن لكل أداة في اللغة وظيفة تشغلها في التركيب اللغوي، ومعنى تؤديه في السياق0 ووظيفة الأدوات جميعًا هي الربط؛ فكما تكون الفاء في جواب( إذا ) رابطة له يشرطها، كذلك تكون( الواو ) رابطة لجواب( حتى إذا )0 والشواهد اللغوية هي التي تحكم بصحة ذلك، لا القواعد النحوية0
فوظيفة( الواو ) – كوظيفة أي أداة- هي الربط0 أما معناها الذي تؤديه في التركيب فلا يمكن معرفته إلا من السياق0 ومعنى( الواو ) في آية الزمر هو معنى الجمع0 وأعني به الجمع بين الشرط والجواب في الحدوث0 فمجيء أهل الجنة إلى الجنة، وفتح أبوابها لهم تمَّ حدوثهما في وقت واحد0 وهذا ما ذكرته في مقالي السابق0 وإلى نحو من هذا ذهب ابن جني، فقال في( باب خلع الأدلة) من كتابه: الخصائص:” ومن ذلك واو العطف؛ فيها معنيان: العطف، ومعنى الجمع0 فإذا وضعت موضع( مع ) خلصت للاجتماع، وخلعت عنها دلالة العطف؛ نحو قولهم: استوى الماء، والخشبة “0
أما عن كون( الواو ) أداة ربط فهذا ما يفهم من قول الفراء:” العرب تدخل ( الواو ) في جواب( لما ) و( حتى إذا ) وتلقيها“00 فالفراء في قوله هذا اكتفى برصد هذه الظاهرة اللغوية في لغة العرب، فذكر بذلك وظيفة( الواو ) ولم يذكر شيئًا عن معناها0 لم يذكر متى تدخل هذه الواو، ولمَ تدخل؟ ومتى تلقى، ولمَ تلقى؟ وهذا ما ذكرناه نحن في هذا المقال0(1/1577)
ونظير هذه الواو في جواب( حتى إذا ) الواو في جواب( لمَّا )0 وأذكر عليها مثالاً واحدًا من القرآن الكريم؛ لن المجال لا يتسع لأكثر من ذلك؛ وهو قوله تعالى: { فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين }[الصافات:103- 104]0
جواب{ فلما }- هنا- هو قوله تعالى:{ ناديناه }0 هذا ما ذهب إليه الفراء، وتابعه فيه الإمام الطبري، فقال في قوله تعالى{ ناديناه }:” وهذا جواب قوله:{ فلما أسلما }0 ومعنى الكلام: فلما أسلما، وتلَّه للجبين، ناديناه أن يا إبراهيم0 وأدخلت الواو في ذلك، كما أدخلت في قوله تعالى:{ حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها }0 وقد تفعل العرب ذلك، فتدخل الواو في جواب( فلما ) و( حتى إذا ) وتلقيها “0
هذا قول الإمام الطبري، وهو مأخوذ بنصِّه عن الفراء0 وعليه تكون الواو رابطة لجواب( فلما ) بشرطها0 ويكون معنى الآية الكريمة: فلما رضي إبراهيم- عليه السلام- بذبح ابنه، ورضي ابنه بأن يذبح، تصديقًا للرؤيا، وطاعة لأمر الله تعالى، وصرعه على جبينه للذبح، نودي من الجبل: أن يا إبراهيم! قد صدقت الرؤيا0 فتوقف إبراهيم- عليه السلام- عن ذبح ابنه00 فالسر في إدخال الواو على الجواب أنها جمعت بين حدثين: الأول منهما هو قوله تعالى:{ فلما أسلما وتله للجبين }0 والثاني هو قوله تعالى:{ ناديناه أن يا إبراهيم }0 ولولا هذه الواو لتم الذبح، ولم يجدِ النداء شيئًا0
وهكذا يتبين لنا أن الله تعالى، لما أراد أن يوقف هذا الذبح، ويمنع وقوعه، قرن نداءه لإبراهيم - عليه السلام- بهذه الواو، التي قال البعض عنها: إنها زائدة، وقال البغض الآخر: إنها عاطفة، والجواب محذوف0(1/1578)
ثانيًا- إذا كان بعض المفسرين قد ذكروا أن الجنة تفتح أبوابها قيل مجيء أهلها إليها، فلأنهم فسروا الواو بأنها حالية0 وتفسيرهم لها بالحالية محكوم بالقاعدة النحوية التي تنص على أن جواب الشرط لا يقترن بغير الفاء، أو إذا الفجائية، إن كان جملة( اسمية طلبية وبجامد وبما ولن وبقد وبالتسويف )0 فلما اعترضتهم نصوص من القرآن الكريم، ومن لغة العرب، تخالف ما اصطلحوا عليه من قواعد، أخذوا بأعناق تلك النصوص، واخضعوها لقواعدهم0 وبذلك ارتضوا القواعد النحوية مركبًا، فقتلوا أنفسهم بذلك، وقتلوا معها النصوص، متجاهلين أن النصوص القرآنية لا تخضع لقواعدهم00 اسمع إلى أبي حيان، ماذا يقول0 يقول:” التأويل إنما يسوغ إذا كانت الجادة على شيء، ثم جاء شيء يخالف الجادة، فيتأول“0
ويقصد أبو حيان بالجادة- هنا- قواعد النحو، فما خرج عنها يجب أن يتأول حتى يعود إليها0 فأي قياس معتبر هذا الذي يقوم على ذلك التأويل، الذي لم يكن إلا نتيجة للجهد الذهني العميق؟! ألا ترى أنه يجعل من النصوص القرآنية تبعًا للقواعد النحوية، والعكس هو الذي ينبغي أن يكون! ولهذا قلنا إجماع النحاة ليس بحجة ملزمة؛ وإنما الحجة الملزمة هي اللغة نفسها0 وهذا ليس قولي؛ وإنما هو قول ابن جني00 وبهذا أكون قد أجبت عن الاستفسار الثاني، والثالث0
وأما قوله تعالى:{ جنات عدن مفتحةٌ لهم الأبواب } ففيه إشارة إلى ما ذكرنا من أن الجنة لا تفتح أبوابها لأهلها إلا عند مجيئهم إليها؛ لأن قوله تعالى( مفتحة ) صيغة مستقبلية0 ولهذا جاءت منونة00 ولو كان المراد منها المضيَّ أو الدوامَ، جيء بها مفتوحة، أو مضمومة - على القراءتين- هكذا: جنات عدن مفتحة الأبواب لهم00 فتأمل!(1/1579)
ويدل على ذلك أيضًا ما جاء في تفسير القرطبي من قوله:” وإنما قال: { مفتَّحة }، ولم يقل: مفتوحة؛ لأنها تفتح لهم بالأمر، لا بالمسِّ- أي: بالأيدي- قال الحسن: تُكلَّم: انفتحي فتنفتح، انغلقي فتنغلق0 وقيل: تفتح الملائكة لهم الأبواب“0
وجاء في الدر المنثور للسيوطي قوله:” اخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله:{ جنات عدن مفتحةٌ لهم الأبواب }، قال: يُرَى ظاهرُها من باطنها، وباطنُها من ظاهرها، ويقال لها: انفتحي، وانغلقي، تكلمي، فتفهم، وتتكلم“0
ومن الأوجه التي ذكرها الفخر الرازي في المراد من الآية: ” أن الملائكة الموكلين بالجنان، إذا رأوا صاحب الجنة، فتحوا له أبوابها، وحيوه بالسلام، فيدخل كذلك محفوفًا بالملائكة على أعز حال، وأجمل هيئة“0 فإذا كانت الجنة، وأبوابها هكذا، فما بالك بالنار، وأبوابها؟
وأما عن استفسارك الأخير فلا أملك إلا أن أقول: اللهم اجعلنا من الذين يفقهون كلامك، ويدركون أسرار بيانك، ولا يقولون فيه إلا صوابًا0 والحمد لله رب العالمين، والسلام على من اتبع الهدى إلى يوم الدين0
الخميس ، 25 آذار ، 2004 – حلب- سورية تلميذكم
محمد إسماعيل عتوك
م- ع
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2004, 02:32 PM
جزاك الله خيراً على جوابك المفصل ، ونفعنا وإياك بالعلم.
---
عبد القادر يثرب
05-27-2004, 04:58 PM
كلام الله جل وعلا بريء مما ينسب إليه من الزيادة، وبريء من التأويلات المتكلفة0 وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا0وشكر الله لأستاذنا محمد إسماعيل على ما كتب، ولأستاذنا عبد الرحمن على ما أضاف من تساؤلات وتعقيبات0 وسلامي للجميع0
___________________________________
( وقفوهم إنهم مسؤولون )
---
سليمان داود
05-31-2004, 10:23 AM
نعم أستاذنا(1/1580)
سيقف المجرمون أمام أبواب جهنم وليس كما قال البعض هو العكس ، والذي يؤيد هذا الكلام الآيه 53 من سورة الكهف :(وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا).
جزاك الله خيرا على هذه اللمسة الرائعه .
وأضيف من تأملاتي هذه العبارة.
لو سئل أهل النار ماهي الجنة ؟؟ لأجابوا : الجنة ... هي الخروج من جهنم.
ولو سئل أهل الجنة ؟؟؟ ماهي جهنم ؟؟؟ ، لأجابوا ... جهنم أن نبتعد عن هذا النعيم ؟؟؟
اللهم اجعلنا من أهل الجنة ونعيمها.
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2005, 12:52 AM
بارك الله فيكم جميعاً . ولا زلنا نرغب في فوائد الأستاذ الكريم محمد إسماعيل عتوك وفرائده ، وفقه الله لكل خير.
---
(1/1581)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأيكم بهذا الأسلوب في التفسير
---
ما رأيكم بهذا الأسلوب في التفسير
---
أبو المنذر
01-10-2007, 10:28 PM
كنت أصفح بعض المواقع فوجدت عنوان تأملات أعجبتني في هذه سورة المائدة فاطلعت عليه فإذا به ما سأعرضه
اليكم وذكرني بانتقاد الشيخ وجدي غنيم على الاستاذ عمرو خالد لما قال " ربنا عاوز يمرمط موسى " ـ عليه وعاى
نبينا الصلاة والسلام ـ فهل هذه العبارات والالفاظ يجوز استخدامها بحجة حسن النية وغلبة اللهجة الدارجة في الواقع انا
اشمأز من امثال هذه العبارات وتلك الالفاظ اتمنى على مشايخنا الكرام التفضل ببيان رأي الشرع كما يعتقدونه وجزى
الجميع خيرا وهاكم خاطرة اخينا
قف ... قف .... نعم أنت انت .... قف وارجع لتقرا وتقول لى رايك
وانا بقرا فى سوره المائده وقفت شويه عند بعض الايات وحبيت الا امر عليها مر الكرام
لقيت فيها تساؤلات وكاننى اقراها لاول مره وحبيت ان تعم الفائده لى ولكم فايه رايكم نبدا بسم الله ؟
" قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ "
كيف عرف بنو اسرائيل ان فى اريحا قوم عمالقه وجبارين؟
وكيف يعلنون التمرد على امر الحق سبحانه وتعالى ؟
لنا ان ننتبه الى قول الحق من قبل
وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا فى الايه 12
فقد ذهب النقباء اولا وتجسسوا ونقبوا وعرفوا قصه الارض المقدسه وعرفوا ان فيها جماعه من الكنعانيين العمالقه وعندما راوا هؤلاء القوم قالوا لانفسهم كيف نقاتل هؤلاء القوم؟
وارتدوا على ادبارهم ورجعوا الى موسى وقالو ا ما قالوا نرجع ونكمل
قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هنا قاعدون(1/1582)
وخلاصه القول انهم قالوا يا موسى ماتتعبش نفسك معنا احنا لن ندخل هذه الارض ابدا
وبكده يكونوا حكموا على انفسهم بالحرمان من الارض دى طول العمر
ربنا لم يرفض لهم طلبهم ابدا ونفذ لهم ما حكموا بيه على انفسهم فقال سبحانه وتعالى
قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
وطبعا هنا دعا موسى عليهم فقال " قَالَ رَبّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْننَا وَبَيْن الْقَوْم الْفَاسِقِينَ "
وصدر الحكم اللهى الاتى
انه لم يعش منهم احدا ليدخل هذه الارض
امكثوا داخل السجن ( سيناء) 40 سنه
وبالعكس بعت لهم الله الاكل والشرب اللى هو المن والسلوى
وواحد هنا يسالنى يعنى ربنا بيدلعهم ويعطيهم كل ما يطلبوه على الجاهز ؟
يعنى ليه مايزرعوش الارض وياكللوا من حرث ايدهم؟
هل ربنا عايزهم كسالى ومتكبرين ومغرورين اقول له لا ؟
فالاجراء اللهى هنا من ضمن حكمه ان يطيل عليهم الوقت فلو انه سبحانه وتعالى جعلهم يزرعوا الارض لانشغلوا بامور الحياه اليوميه
ولكن اراد ان يطيل عليهم الاحساس بالزمن فالمساله ليست طعاما وشرابا
واحد يقول قرب اكتر مش فاهم ماشى ياعم
المسجونين داخل السجن مش بنعطيهم الاكل والشرب برضه
بس ايه احساسهم بالوقت طويل جدا وبعدين لما راح موسى لميقات ربه وعبدوا العجل
كان اليوم من عباده العجل كانه سنه من العقاب فى التيه
يعنى موسى غاب اربعين يوم كل يوم بسنه عباده عجل كانهم اربعين سنه فى مخالفه اوامر الله
اعتقد فهمتوا
ويامر الحق موسى الا يحزن على دعوته عليهم فى الفراق بينه وبينهم وذلك بدلا من ان يدعوا لهم بالهدايه
فقال الله لموسى لا تاس على القوم الفاسقين
اى لا تحزن عليهم ولا يكون عندك ضيق من ذلك؟ لانهم اولى بالعذاب من ذلك
---
د.خضر
01-14-2007, 01:05 PM(1/1583)
[أخي العزيز هذا الأسلوب نرفضه شكلا وموضوعا ويجب النصح لهؤلاء وإلا وجب التحذير منهم جميعا ، رحم الله من عرف
قدر نفسه، ويجب على من يتحدث عن كلام الله تعالى أن يستوفي الشروط اللازمة للمفسر أو المتحدث وإلا رحم الله رجلا
قال فغنم أو سكت فسلم .
---
(1/1584)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > السّيُوطي إمام التفسير بالمَأثور في القَرن العاشر- د.وهبة الزحيلي
---
السّيُوطي إمام التفسير بالمَأثور في القَرن العاشر- د.وهبة الزحيلي
---
الطيب وشنان
09-09-2006, 03:16 PM
السّيُوطي إمام التفسير بالمَأثور في القَرن العاشر - د.وهبة الزحيلي
إن من أبسط وأولى الواجبات في مجال التثقيف والمعرفة أن نتعرف جهود علمائنا العظام، وفاءً لهم، وتقديراً لعطائهم وإنتاجهم الثر وبخاصة في عصرنا، بما خلفوه من آثارهم ومصنفاتهم الكثيرة، ومن هؤلاء الشخصيات العلمية المتميزة الغزيرة الإنتاج والتصنيف، الحافظ المجدد المجتهد عبد الرحمن ابن الكمال أبو بكر بن محمد بن سابق الأسيوطي المصري الشافعي الملقب بجلال الدين، والمكنى بأبي الفضل، المولود عام 849هـ، والمتوفى عام 911هـ، وذلك بمناسبة مرور خمسمائة عام على وفاته.
كان العلامة السيوطي بحراً في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعنى، والبيان، والبديع، جمع آفاق هذه العلوم وأتقنها، فصنف فيها وجدد، وأفاد الكثير من علمه وفضله.
ويتجلى جهده العظيم في تفسير القرآن الكريم في كتابه الشهير "الدر المنثور في التفسير المأثور"، في ستة مجلدات ـ طبع دار الكتب العلمية في بيروت، وله طبعة أخرى في ثمانية مجلدات، قال الإمام السيوطي في كتابه "الإتقان في علوم القرآن"، عن أصل هذا الكتاب: "وقد جمعت كتاباً مسنداً فيه تفاسير النبي ( والصحابة، فيه بضعة عشر ألف حديث مابين مرفوع وموقوف. وقد تم والحمد لله في أربع مجلدات ـ أي مخطوطة، وسميته ترجمان القرآن. ورأيت وأنا في أثناء تصنيفه النبي ( في المنام في قصة طويلة تحتوي على بشارة حسنة".(1/1585)
وقال في مقدمة تفسيره "الدر المنثور": فلما ألَّفت كتاب ترجمان القرآن، وهو التفسير المسند عن رسول الله ( وأصحابه رضي الله عنهم، وتم بحمد الله في مجلدات، فكان ما أوردته فيه من الآثار بأسانيد الكتب المخرَّج منها واردات، رأيت قصور أكثر الهمم عن تحصيله، ورغبتهم في الاقتصار على متون الأحاديث دون الإسناد وتطويله، فلخَّصت منه هذا المختصر، مقتصراً فيه على متن الأثر، مصدَّراً بالعزو والتخريج إلى كل كتاب معتبر، وسميته "الدر المنثور في التفسير بالمأثور".
*منهجه في التفسير:(1/1586)
يذكر الإمام السيوطي الآية أو الآيتين في السور المدنية الطوال، أو مجموعة من الآيات في السور المكية القصار، ثم يفسر الكلمة أو الجملة بما هو مأثور عن النبي ( ـ وهو قليل ـ من بيان المعنى، أو بما هو منقول في كتب السنة النبوية عن الصحابة والتابعين، وهو في ذلك يفيض إفاضة شاملة لكل الروايات المحكية، بتخريج ذلك في الصحاح والمسانيد والمصنّفات والسنن والآثار. ففي تفسيره (1/ 33 ـ 36) لجملة: "الحمد لله" في الفاتحة يذكر سبعاً وثلاثين رواية متقاربة المعنى، فالحمد: الشكر لله، أو الثناء على الله، وفيها بيان فضيلة الحمد الخ... وفي 1/257 يفسر كلمة "حنيفاً" بثمان روايات، منها: حنيفاً: حاجاً أو متبعاً أو مستقيماً أو مخلصاً، وفيها إيراد حديث: "بعثت بالحنيفية السمحة" أو "أحب الدين إلى الله: الحنيفية السمحة"، دون بيان درجة صحة الحديث أو ضعفه. وفي 4/ 622 ـ 623 يفسر جملة "ثاني عطفه" بثمان روايات، منها أنه المعرض من العظمة، أو لاوي رأسه، أو لاوي عنقه، أو المعرض عن الحق، أو عن ذكر الله، مع بيان من نزلت في شأنه (وهو النضر بن الحارث). وفي 6/561 يفسر جملة: "والسماء ذات الرَّجَعْ والأرض ذات الصدع" بثمان روايات، الرجع: المطر بعد المطر، والصدع: صدعها عن النبات، أو صدع الأودية، أو بإذن الله عن الأموال والنبات.. الخ. ولا يرجح رواية على أخرى، ولا معنى على معنى آخر.(1/1587)
ويذكر في أوائل كل سورة، أو في أثناء بيان بعض آياتها، فضلها أو منزلتها وثواب تاليها وقارئها، كفضائل سورة البقرة وآل عمران، وسورة الإخلاص والفلق والناس وغير ذلك، ويبين صفة السورة ومكان نزولها، فهي مكية أو مدنية أو تشتمل على كلتا الصفتين، لوجود آيات منها مدنية وأخرى مكية مثل سورة البقرة مدنية إلا آية (281). وهي (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله.... (، فنزلت في حجة الوداع، وأورد في 1 /653 أنها آخر آية نزلت في القرآن على النبي (، وكان بين نزولها وبين موت النبي ( أحد وثمانون يوماً، أو تسع ليالي.
وأسلوبه: تاريخي محض، يذكر كل رواية بأسانيدها عن الصحابة أو التابعين، ويسرد أسماء المخرِّجين لها في الكتب الستة (للبخاري ومسلم وأبي داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه) أو مسند أحمد أو مسانيد الطبراني أو سنن البيهقي، أو صحيح الحاكم وابن خزيمة وابن حبان، أو مصنف ابن أبي شيبة، أو الكتب المشتملة، على الضعفاء أحياناً كتاريخ الخطيب ومسند الديلمي (الفردوس) وابن عساكر في تاريخه، والحلية لأبي نعيم، ويعتمد كثيراً على ما أخرجه الطبري في تفسيره، وسعيد بن منصور في سننه، وابن المنذر.
ومنهجه: إيراد مختلف الروايات في التفسير بالمأثور للكلمات أو الجمل، ويقتصر على المأثور دون المعقول أو الرأي، ولا يبين مدى صحة الرواية أو ضعفها في غالب الأحيان، ملقياً عبء التبعة في الرواية على صاحبها، فهو مجرد سرد، أو حكاية روايات أو وصف المنقولات، وترك الأمر للقارئ ليأخذ بما شاء، ويستحسن ما يريد، ويرجح ما يختار، فهو بحق أوسع وأشمل تفسير للآيات بالمأثور، كما أن رواية الحديث أو الأثر تعد أشمل وأكثر إحاطة بأسماء المخرِّجين، لكن بالرغم من كثرة الروايات لا يجد القارئ ضالته المنشودة بنحو حاسم:(1/1588)
مثلاً يصعب على القارئ إصدار الحكم على السيوطي بأنه سلفي الاعتقاد، أو أشعري المذهب، فتراه في بيان المراد من الأحرف الهجائية المقطعة في أوائل السور، مثل (الَم(، (1/53)، وما بعدها في أوائل تفسير سورة البقرة لا يذكر ما يقنع أو ما هو راجح عند المفسرين، وإنما ينقل عن ابن جرير وغيره عن ابن عباس: أن هذه الأحرف قسم أقسمه الله، وهو من أسماء الله.
وفي (2/ 7 ـ 13)، يقول عن الآيات المتشابهات: أخرج ابن المنذر عن سعيد ابن جبير، قال: "المتشابهات": آيات في القرآن يتشابهن على الناس إذا قرؤوهن. ومن أجل ذلك يضل من ضل، فكل فرقة يقرؤون آية من القرآن يزعمون أنها لهم، فمنها يتّبع الحرورية (أي الخوارج) من المتشابه قول الله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون(، (المائدة: 44). ثم يقرؤون معها: (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون((الأنعام: 1). فإذا رأوا الإمام يحكم بغير الحق قالوا: قد كفر، فمن كفر عدل بربه، ومن عدل بربه فقد أشرك بربه، فهؤلاء الأئمة مشركون.
ويقول في تفسير الكرسي في قوله تعالى: (وسع كرسيه السموات والأرض( (البقرة: 255). في (1/575): يريد هو أعظم من السموات السبع والأرضين السبع، وتلك رواية الطبراني عن ابن عباس. وفي تفسير آية: (والسموات مطويات بيمينه(. (الزمر: 67)، يقول في: (5/628)، ذاكراً حديث أبي هريرة عند البخاري ومسلم وغيرهما: يقبض السموات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟".. وفي (2/ 44 و440). لم يفسر المراد بوصف المسيح بأنه كلمة الله في آية آل عمران (45). والنساء (171). واكتفى بإيراد حديث مطابق ظاهر القرآن بأن عيسى كلمة الله ألقاها إلى مريم.(1/1589)
ولا يذكر شيئاً في معنى آية: (الرحمن على العرش استوى( (طه: 5) (4/ 518)، كما لا يذكر شيئاً في تفسير آية: (يد الله فوق أيديهم(. (الفتح: 10)، (6 /64)، وإنما يقول: أخرج عبد بن حميد عن الحكم بن الأعرج رضي الله عنه: (يد الله فوق أيديهم(، قال: أن لا يفروا وكذلك في تفسير آية: (وجاء ربك والملك صفاً صفا(. (الفجر: 22). قال في 6/587 أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: (والملَك صفاً صفا(
قال: جاء أهل السموات، كل سماء صفاً، وفي 6/ 196 قال في آية: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام(، (الرحمن: 27). أخرج بن المنذر والبيهقي عن حميد بن هلال، قال: قال: رجل: يرحم الله رجلاً أتى على هذه الآية: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام(، فسأل الله تعالى بذلك الوجه الكافي الكريم، ولفظ البيهقي: بذلك الوجه الباقي الجميل.
واكتفى بتعداد روايات أحاديث الكشف عن الساق، منها ما أورده في (6/ 397)، وما بعدها: أخرج ابن منده في الرد على الجهمية (فرقة من المشبهة) عن أبي هريرة، قال: رسول الله (: (يوم يُكشف عن ساق(. (القلم: 42). قال: يكشف الله عز وجل عن ساقه.
وهكذا لا نجد السيوطي يأتي بما يشفي الغليل في تفسير آيات الصفات، ولعله يكتفي بما ذكره في كتابه "الإتقان في علوم القرآن" حيث يعقد في (1/649)، وما بعدها فصلاً عن المتشابه من آيات الصفات، نحو (الرحمن على العرش استوى(. (طه: 5). (كل شيء هالك إلا وجهه(. (القصص: 888). (ويبقى وجه ربك(, (الرحمن: 27). (ولتُصنع على عيني(. (طه: 39): (يد الله فوق أيديهم(. (الفتح: 10). (والسموات مطويات بيمينه(. (الزمر: 77). ثم يقول:
وجمهور أهل السنة ـ منهم السلف وأهل الحديث ـ على الإيمان بها، وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى، ولا نُفسِّرها، مع تنزيهنا له على حقيقتها.(1/1590)
وذهبت طائفة من أهل السنة: على أننا نؤولها على ما يليق بجلاله تعالى، وهذا مذهب الخلف، وكان إمام الحرمين يذهب إليه، ثم رجع عنه، فقال في الرسالة النظامية: الذي نرتضيه ديناً، وندين الله به عقداً، اتباع سلف الأمة، فإنهم درَجوا على ترك التعرُّض لمعانيها.
وقال ابن صلاح: على هذه الطريقة مضى صَدْر الأمة وساداتها، وإياها اختار أئمة الفقهاء وقاداتها، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه، ولا أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدف عنها ويأباها.
واختار ابن بَرْهان مذهب التأويل، قال: "ومنشأ الخلاف بين الفريقين: هل يجوز أن يكون في القرآن شيء لم نعلم معناه، أولا، بل يعلمه الراسخون في العلم؟..
وتوسط ابن دقيق العيد فقال: إذا كان التأويل قريباً من لسان العرب لم ينكر، أو بعيداً عنه توقفنا عنه، وآمنا بمعناه على الوجه الذي أريد به مع التنزيه، قال: وما كان معناه من هذه الألفاظ ظاهراً مفهوماً من تخاطب العرب، قلنا به من غير توقيف، كما في قوله تعالى: (يا حسرتي على ما فرَّطت في جَنْب الله( (الزمر: 56). فنحمله على حق الله وما يجب له:
موقع تفسير السيوطي في عالم البيان
القرآن الكريم كتاب هداية وإرشاد، يهدي إلى الحق، ويبين للناس طريق الهداية والضلالة، لإنقاذ الناس من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة والعلم، فتصلح دنياهم وآخرتهم، وتتحقق لهم السعادة الأبدية، لذا وصف الله تعالى القرآن بالبيان، كما أبان أبو القاسم الراغب الأصفهاني في "مقدمة جامع التفاسير"، فقال تعالى: (هذا بيان للناس( (آل عمران: 138). وقال: (يبين الله لكم أن تضلوا(. (النساء: 176). وقال: (بلسان عربي مبين(. (الشعراء: 195). وقال: (ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات(، (النور: 134).(1/1591)
وبالرغم من وجود بعض الاشكال والمتشابه فيه ونحوه من الرموز، بالنسبة للناس العاديين غير المتخصصين، فإنه يظل بيانه ناصعاً، لأن البيان بحسب أحوال المبيّن لهم، ومنهم أهل العربية وغير العرب، ومنهم المتضلع الراسخ في العلم، ومنهم العامة وأوساط المعرفة والثقافة، فيكون بيان القرآن كافياً لجماعة وهم الراسخون في العلم، ولا يعد بياناً كافياً لغيرهم، والناس أيضاً يتفاوتون في المعرفة بحسب درجاتهم العلمية وتخصصاتهم واختلاف أحوالهم، فالبلغاء يدركون فصاحته، والفقهاء أحكامه، وعلماء الكلام (أو التوحيد) يدركون براهينه العقلية وأهل الآثار والتاريخ يغترفون الكثير من قصصه، التي يجهلها غير المختصين، والعالم نفسه بقدر ما يتعمق في العلم تتزايد معرفته بغوامض معانيه، لذا قال النبي ( في مسند أحمد وسنن أبي داوود وابن ماجه: "نضَّر الله امرأً سمع مقالتي، فوعاها كما سمعها، حتى يؤديها إلى من لم يسمعها، فَرُبَّ مُبلَّغ أوعى من سامع".
والبيان أعم من التفسير، فالأول شامل كل أنواع الكلام البيِّن الفصيح، والتفسير يختص بغوامض الكلمات والتراكيب والجمل، والبيان فيه القطعي الذي لا يحتمل معنى آخر سواه، والظني الذي يحتمل معنى آخر سوى المعنى المتبادر إلى الذهن. فمجاله الظنيات وأنواع المجمل والمتشابه ونحوهما.(1/1592)
وتفسر السيوطي أحد أنواع التفاسير المختصة بالمأثور المنقول عن النبي ( والصحابة والتابعين، وقد ذكر الإمام ابن تيمية رحمه الله في "مقدمة في أصول التفسير"، أن النبي ( بيَّن لأصحابه معاني القرآن، كما بيَّن لهم ألفاظه، فقوله تعالى: (لتبيِّن للناس ما نُزِّل إليهم(. (النحل: 44). يتناول هذا وهذا. وكان الصحابة الكرام كعثمان وابن عباس وغيرهما إذا تعلموا من النبي ( عشر آيات، لم يجاوزوها حتى يتعلموا مافيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً. ولابن عباس تفسير للقرآن، وكان يلقب بحبر الأمة وترجمان القرآن، ببركة دعاء النبي ( بقوله: "اللهم فقِّهه في الدين، وعلمه التأويل"، ونقل الصحابة علوم القرآن لمن بعدهم من التابعين، ونقل هؤلاء تلك العلوم بدورهم إلى من بعدهم. فتكوَّن من حصيلة تلك النقول أصل التفسير، أو ما سمي بعدئذٍ التفسير بالمأثور، الذي كان إمام المفسرين ابن جرير الطبري أول من صنف فيه تفسير الشهير بـ"جامع البيان في تفسير القرآن".
كتاب السيوطي في مجال التفسير والتأويل:
إن علم التفسير: علم يبحث عن معنى نظم القرآن المؤدي إلى معرفة الأحكام الشرعية بحسب الطائفة البشرية، وعلى وفق ما تقتضيه الأصول الشرعية والقواعد العربية، وهو قسمان: تفسير وتأويل، وأكثر ما يستعمل التفسير في الألفاظ، والتأويل في المعاني، كتأويل الرؤيا، كما ذكر الراغب الأصفهاني في مقدمة جامع التفاسير(1).(1/1593)
1 ـ التفسير: هو ما لا يدرك إلا بالنقل والرواية، كأسباب النزول، وهو مقصود على السماع؛ فما بُيّن في الكتاب والسنة يسمى تفسيراً، وليس لأحد أن يتعرض له باجتهاد ولا غيره؛ لأنه من باب الرواية، فهو قطع وشهادة على أن الله تعالى عنى بهذا اللفظ هذا المعنى، وأحسن طرق التفسير كما ذكر العلماء كابن تيمية في أصول التفسير، وغيره: أن يفسر القرآن بالقرآن، فإن لم يوجد فبالسنة النبوية، فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قال الإمام الشافعي رحمه الله: كل ما حكم به رسول الله (، فهو مما فهمه من القرآن، قال الله تعالى: (إنا أنزلنا الكتاب بالحق، لتحكم بين الناس بما أراك الله، ولا تكن للخائنين خصيما(. (النساء: 105). وقال تعالى: (وأنزلنا إليك الذِّكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم، ولعلهم يتفكرون((النحل: 44). وقال النبي (، فيما أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه: (إلا إني أوتيت القرآن ومثله معه(.
وإذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح، لاسيما علماؤهم وكبراؤهم، كالخلفاء الراشدين وعبد الله بن مسعود، والحبر البحر عبد الله بن عباس، ابن عم النبي (، وترجمان القرآن، كما تقدم، وأعلم الناس بالتفسير أهل مكة؛ لأنهم أصحاب ابن عباس، كمجاهد وعطاء وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم.(1/1594)
وإذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا عند الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين كمجاهد بن جبير، فإنه آية في التفسير، وكسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، و الحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم. وقد أبان السيوطي في كتابه:"الإتقان في علوم القرآن"( 2/ 1197 وما بعدها)، طريق التفسير المأثور على النحو السابق.
2 ـ التأويل:
بيان المعاني بطريق الاجتهاد والاستنباط بالرأي المقبول شرعاً، المتفق مع أصول الشريعة ومقاصدها العامة وروح التشريع، ويكون بترجيح أحد المحتملات بالدليل بلا قطع ولا شهادة على أنه مراد الله تعالى، ويعرَّف بأنه ما استنبطه العلماء العاملون بمعاني الخطاب الإلهي، فهو من باب الدراية لا الرواية، ولذا اشترط في التأويل أن يكون المفسر : عالماً في اللغة والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع وعلم القراءات وأسباب النزول، والقصص القرآنية، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، وأصول الدين، وأصول الفقه، والسنة النبوية، ومسائل الإجماع والقياس وأركانه وشرائطه.(1/1595)
والتفسير بالرواية: هو التفسير المأثور وهو ما جاء في القرآن أو السنة أو كلام الصحابة، بياناً لمراد الله تعالى من كتابه، والتفسير بالدراية: هو التفسير بالرأي، وتفسير السيوطي هذا تفسير بالمأثور كما تبين لدينا، وقد أُلِّفت فيه تفاسير كثيرة جمعت من أقوال الصحابة والتابعين ومن أشهرها وأولها تفسير ابن جرير الطبري، ومن أحسنها تفسير بقيّ بن مخلّد، قال ابن حزم: أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره لا تفسير ا بن جرير، ولا غيره، وقال السيوطي في الإتقان (2/ 1203): وتفسير ابن عطية، وأمثاله أتبع للسنة، وأسلم من البلاغة، ولو ذكر كلام السلف المأثور عنهم على وجهه: لكان أحسن، فإنه كثيراً ما ينقل من تفسير ابن جرير الطبري.
والتأويل أو التفسير بالرأي نوعان، محمود ومذموم، والمذموم: هو تفسير القرآن بمجرد الرأي المحض من غير دليل شرعي، وهو حرام، لما أخرجه الطبري عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار" لكنه ضعيف. وفي حديث ضعيف آخر أخرجه الترمذي: "من قال في القرآن برأيه، فأصاب، فقدأخطأ".(1/1596)
ومن التأويل المستكره: تخصيص لفظ عام ببعض مشتملاته من غير حجة ولا برهان مثل قوله تعالى: (وإن تظاهرا عليه، فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين(.(التحريم: 4). حمله بعض الناس على علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقط. ومثل قول من زعم أن الحيوانات كلها مكلَّفة، محتجاً بقوله تعالى: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير(. (فاطر: 34). وقوله تعالى: (ومامن دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم(. (الأنعام: 38). فدلَّ بقوله: (إلا أممٌ أمثالكم(. أنهم مُكلفون كما نحن مكلفون. ونحو تأويل قوله تعالى: (يوم يُكشَفُ عن ساق( (القلم: 42). بالاعتماد على حديث مزوّر أو موضوع، قائلاً: عنى به الجارحة، وكالاستعانة باستعارات واشتقاقات بعيدة، كما قال بعض الناس في البقر: إنه إنسان يبقر عن أسرار الهرم". وفي الهدهد: "إنه إنسان موصوف بجودة البحث والتنقير".
أما التأويل العلمي أو التفسير بالرأي المحمود: فهو توضيح معاني القرآن الكريم بالاعتماد على قوانين اللغة العربية وقواعد الشريعة الإسلامية، كما بينا سابقاً في شروطه، فيصبح مقبولاً لاعتماده على أسس صحيحة وقواعد وأصول ثابتة شرعاً. وقد نقل السيوطي عن الزركشي في البرهان خلاصة هذه الضوابط، وهي أربعة ذكرها في كتابه "الإتقان في علوم القرآن 2/ 124":
1 ـ النقل عن الرسول ( نقلاً صحيحاً.
2 ـ الأخذ بقول الصحابي.
3 ـ الأخذ بمطلق اللغة ومراعاتها الاصطلاحات الشرعية.
4 ـ الأخذ بمقتضى الكلام المتبادر الذي يدل عليه قانون الشرع، وهذا النوع هو الذي دعا به النبي ( لابن عباس، رضي الله عنه، في قوله: "اللهم فقِّهه في الدين، وعلمه التأويل".(1/1597)
والخلاصة: إن التفسير بالرأي المقبول شرعاً إعمال للعقل والفكر الذي أمر به الله تعالى في آيات كثيرة منها: (ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم(. (النساء: 83). ومنها: (أفلا يتدبرون القرآن، أم على قلوب أقفالها(. (محمد: 24). ومنها: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب(. (سورة ص: 29). وهو داخل فيما يجوز للنبي ( من الاجتهاد فيما لم يوح إليه فيه، وهو رأي ابن تيمية والشوكاني وغيرهما.
وبالرغم من أن الإمام السيوطي أقر بالتفسير بالرأي المحمود، فإنه التزم في تفسيره منهج التفسير بالمأثور، فكان بحق مرجعاً غنياً بما جاء فيه من روايات كثيرة في مجال تفسير مفردات الألفاظ، أما التأويل الذي يستعمل أكثره في الجمل كما أبان الراغب الأصفهاني فيحتاج إلى التفسير بالدراية أو بالرأي العلمي الموضوعي المقبول شرعاً، وهو ما لا يعرض فيه شيء من التأويلات البشعة السابق ذكرها، نحو قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار(، (الأنعام: 103). هل هو من بصر العين أو من بصر القلب؟..
والحق أن الاحتياط والورع والالتزام يقتضي الأخذ بالتفسير المأثور الثابت نقله، وهو قليل. قال ابن تيمية في "مقدمة أصول التفسير" ص58. ومابعدها: ومعلوم أن المنقول في التفسير أكثره كالمنقول في المغازي الملاحم، ولهذا قال الإمام أحمد: ثلاثة أمور ليس لها إسناد: التفسير، والملاحم، والمغازي". ويروي: "ليس لها أصل: أي إسناد؛ لأن الغالب عليها المراسيل (الأخبار التي رواها التابعون من غير سند متصل" مثل ما يذكره عروة بن الزبير، والشعبي، والزهري، وموسى بن مسلن، والواقدي، ونحوهم من كتاب المغازي.
والأكثر في التفاسير المتداولة: هو التفسير بالرأي المقبول شرعاً القائم على الاجتهاد بضوابطه وشروطه المعتبرة.
*موازنة بين إمامين في التفسير بالمأثور: الطبري والسيوطي.(1/1598)
جاء بعد التابعين شيخ المفسرين وإمامهم المجتهد المطلق (224 ـ 310هـ). صاحب التاريخ المعروف وصنف تفسيره المشهور "جامع البيان في تفسير القرآن" جامعاً بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي المقبول، جمع وجوه البيان، وأقوال العلماء، وآراء المجتهدين، واجتهاد الصحابة، والتابعين، في المأثور والمعقول، والرأي المتزن، والمعقول السليم، ووازن بين الآراء المختلفة، ورجح أقربها إلى الحق أو إلى مفهوم اللغة التي نزل بها القرآن وكلام العرب. ورأى الطبري أن التفسير مقدمة للتأويل، وهذا كلام سديد ومنطق صحيح، وقال في مقدمة كتابه المذكور: (ص3): "اللهم فوفقنا لإصابة صواب القول في محكم القرآن ومتشابهه، وحلاله وحرامه، وعامه وخاصه، ومجمله ومفسره، وناسخه ومنسوخه، وظاهره وباطنه، وتأويل آيه، وتفسير مشكله". وبعد أن أورد الطبري في (1 /27)بعض الأخبار التي وردت بالنهي عن القول في تأويل القرآن بالرأي، قال: وهذه الأخبار شاهدة لنا على صحة ما قلنا من أن ماكان من تأويل آي القرآن الذي لايدرك علمه إلا بنص بيان رسول الله(، أو بنصب الدال عليه، فغير جائز لأحد القيْل فيه برأيه، بل القائل في ذلك برأيه، وإن أصاب الحق فيه، فمخطئ فيما كان من فعله بقَيْله فيه برأيه؛ لأن إصابته ليست إصابة موقن أو محق، وإنما هو إصابة خارص وظان، والقائل في دين الله بالظن قائل على الله مالم يعلم.(1/1599)
ثم أورد الطبري الأخبار التي تحض على العلم بتفسير القرآن، ثم قال في المواعظ والتبيان بقوله جل ذكره: "(ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مَثَل لعلهم يتذكرون.قرآناً عربياً غير ذي عِوَج، لعلهم يتقون(. (الزمر: 27-28). وما أشبه ذلك من آي القرآن التي أمر الله عباده، وحثهم فيها على الاعتبار بأمثال آي القرآن، والاتعاظ بمواعظه، مايدل على أن عليهم معرفة تأويل مالم يحجب عنهم تأويله من آيه؛ لأنه محال أن يقال لمن لا يفهم ما يقال ولا يعقل تأويله: اعتبر بما لا فهم لك به، ولا معرفة من القَيْل والبيان، إلا معنى الأمر بأن يفهمه ويفقهه، ثم يتدبره ويعتبر به، فأما قبل ذلك، فمستحيل أمره بتدبره، وهو بمعناه جاهل.
وسار المفسرون من بعد الطبري على الجمع بين التفسير بالمأثور والتفسير بالمعقول، واستقر ذلك منهجاً عاماً في التفاسير القديمة والمعاصرة، وامتلأت كلها بتأويلات سائغة شرعاً، غير مذمومة عقلاً وفهماً، وأيد النيسابوري في كتابه "تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان" منهج الطبري، وهو مطبوع بهامش تفسير الطبري ويتضح ذلك فيما ذكره في 1/49، في مبحث "بيان النهي عن تفسير القرآن إلا بما سمعه، فإن الصحابة رضي الله عنهم قد فسروا القرآن، واختلفوا في تفسيره على وجوه، وليس كل ما قالوه سمعوه. كيف وقد دعا النبي ( لابن عباس: "اللهم فقِّهه في الدين وعلمه التأويل"، فإن كان التأويل مسموعاً كالتنزيل، فما فائدة تخصصه بذلك؟.. وإنما النهي يحمل على وجهين:
أحدهما ـ أن يكون له في الشيء رأي، وإليه ميل من طبعه وهواه، فيتأول القرآن على وفق هواه، ليحتج على تصحيح غرضه.. الخ.(1/1600)
الثاني: أن يتسارع إلى تفسير القرآن بظاهر العربية، من غير استظهار بالسماع والنقل فيما يتعلق بغريب القرآن، ومافيه من الألفاظ المبهمة والاختصار والحذف والإضمار، والتقديم والتأخير، فالنقل والسماع لابد منهما في ظاهر التفسير أولاً ليتقي بهما مواضع الغلط، ثم بعد ذلك يتسع للتفهم والاستنباط.
وطبّق الطبري منهجه في الجمع بين المأثور والمعقول، في تصديه لتفسير معاني الآيات القرآنية، فمثلاً جاء في 1/ 48: القول في تأويل قوله تعالى: (العالمين( في سورة الفاتحة، قال أبو جعفر: "والعالمون جمع عالم، والعالم جمع لا واحد له من لفظه، كالأنام والرهط والجيش.. والعالم: اسم لأصناف الأمم، وكل صنف منهم عالم... فالإنس عالم، وكل أهل زمان منهم عالم ذلك الزمان، والجن عالم، وكذلك سائر أجناس الخلق، كل جنس منهم عالم زمانه"... وهذا القول الذي قلناه قول ابن عباس وسعيد بن جبير، وهو معنى قول عامة المفسرين. ثم ذكر أقوالهم.
أما السيوطي فاقتصر على إيراد الآثار المختلفة، دون تعرض لشيء من التأويل، فكان تفسيره في ذلك أقل مستوى من تفسير الطبري، ومنهجه الذي سار عليه جميع المفسرين، ففي تفسيره (العالمين( في المثال السابق أورد عشر روايات عن ابن عباس وسعيد بن جبير وجابر بن عبد الله ومجاهد وغيرهم، مفسرين العالمين، بقولهم: "الجن والإنس".
ويظهر من ذلك أن هناك اتفاقاً بين الطبري والسيوطي في التفسير بالمأثور ويزيد الطبري عن السيوطي أنه ضم إلى ذلك التفسير بالمعقول. ويتضح الفرق بينهما في مثال آخر في تفسير قوله تعالى: (من يَهْدِ الله فهو المهتدِ، ومن يُضلل فلن تجد له ولياً مرشداً(. (الكهف: 17). وهو مما قد يوهم أن الإنسان مسير لا مخير، فلا نجد السيوطي في موقع تفسير هذه الآية (4/ 391). يأتي بشيء فيها، لعدم وجود الآثار في ذلك، بينما الطبري (في 15/ 141) يقول في تفسيرها:(1/1601)
يقول الله عز وجل: من يوفقه الله للاهتداء بآياتهِ وحججهِ إلى الحق التي جعلها أدلة عليه، فهو المهتدي، يقول: فهو الذي قد أصاب سبيل الحق، ومن يضلل يقول: ومن أضله الله عن آياته وأدلته، فلم يوفقه للاستدلال بها على سبيل الرشاد، فلن تجد له ولياً مرشداً، يقول: فلن تجد له يا محمد خليلاً، وحليفاً يرشده، لإصابتها؛ لأن التوفيق والخذلان بيد الله، يوفق من يشاء من عباده، ويخذل من يريد، يقول:فلا يحزنك إدبار من أدبر عنك، من قومك وتكذيبهم إياك، فإني لو شئت هديتُهم، وبيدي الهداية والضلال.
مما سبق يتبين أن الله قادر على خلق الهداية والضلال في كل إنسان، لكنه سبحانه ترك الخيار للناس في اختيار الإيمان أو الكفر، بمقتضى عقولهم، واسترشادهم بهدي الله في كتبه السماوية، وعلى أيدي أنبيائه، فمن قصَّرَ وأهمل البحث لمعرفة طريق الحق والإيمان، فهو المؤاخذ على ضلاله، ويتركه الله في غيه وانحرافه، ومن بحث وتوصل إلى طريق الإيمان والحق، زاده الله هدى بتوفيقه في الكشف عن منارات أخرى للهداية أتم وأشمل، وأدق وأحكم، للاستمرار أو للثبات على منهج الحق، فاستحق هذا التأييد والعون، بعد اختياره أصل الهداية، وأما الأول فلم يستحق التوفيق (أي الهداية) في الآية المذكورة، فكان عاصياً كافراً؛ لأنه لم يختر بنفسه أصل الهداية أو الدلالة على وجود الله ووحدانيته والإيمان بما أنزل الله في كتبه. ومن المعلوم أن الهداية في القرآن نوعان: هداية عامة وهداية خاصة، والأولىهي الدلالة، وتشمل هداية الحواس والعقل، والدين، والثانية هي الإعانة والتوفيق للسير في طريق الخير والنجاة مع الدلالة.(1/1602)
والخلاصة: أن السيوطي يعد بحق إمام المائة العاشرة، بل والتاسعة وما بعد ذلك في التفسير بالمأثور، فقد وفَّى الموضوع حقه، وكان تفسيره شاملاً محيطاً بجميع الروايات الواردة، كما أن تفسيره يعد مجالاً رحباً لتخريج شامل وافٍ للأحاديث النبوية والآثار المنقولة عن الصحابة والتابعين في قضايا دينية كثيرة.
ولكن ينقص كل ذلك التصحيح والتضعيف فيما لم نجد فيه رواية في الكتب الصحيحة، كما أن العزو إلى كتب السنة وتخريج ماجاء فيها يحتاج أيضاً لتوثيق وتدقيق. ولا يطمئن الباحث أحياناً إلى هذا الحشد من تعداد أسماء المخرِّجين إلا بعد الرجوع للمصادر الأصلية التي ورد فيها الحديث والأثر، وهذا يساعدنا على تنقية مصادرنا من الروايات الموضوعة أو الضعيفة أو الإسرائيليات، والأخبار غير الموثوقة أو غير المعتمدة على نقل ثابت صحيح.
(*)ـ أستاذ في كلية الشريعة بجامعة دمشق... وضع مجموعات من الموسوعات في علوم الفقه والأصول والتفسير...
المصدر :
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 51 - السنة 13 - نيسان "أبريل" 1993 - شوال 1413
---
(1/1603)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد من شرح الشيخ عبدالكريم الخضير رسالة اصول التفسير للسوطي
---
فوائد من شرح الشيخ عبدالكريم الخضير رسالة اصول التفسير للسوطي
---
الراية
06-20-2004, 02:00 PM
فوائد من شرح الشيخ د.عبد الكريم بن عبد الله الخضير – رسالة في أصول التفسير للسيوطي
كان هذا الشرح ضمن دورة المتون المختصرة والمحاضرات العلمية بجامع نورة بنت عبد الله بمدينة الرياض لعام 1424هـ ، ويقع الشرح في أربعة أشرطة.
وهذه الفوائد سأذكرها على نقاط، وهي بالتأكيد لا تغني عن الأصل . والله الموفق
الشريط الأول – الوجه الأول
1) تأخر التصنيف المستقل الجامع في علوم القرآن، حتى ذكر السيوطي أن أول من صنف فيه البلقيني(ت:824هـ) لكن هذا غير صحيح !
فابن الجوزي ألّف وهو متوفى سنة 597هـ، والطوفي والزركشي كلهم قبل البلقيني!
لكن يبدو أن السيوطي أول ما وقف على كتاب البلقيني.
2) تقدم التصنيف في علوم الحديث على التصنيف في علوم القرآن مع أن علوم الحديث يخدم السنة وعلوم القران يخدم القران ، وذلك لان علوم الحديث يعرف به الصحيح من غيره، أما القرآن فقد تولاه الله بحفظه.
3) رسالة السيوطي هذه منتزعة من كتاب للسيوطي اسمه (( النقايه )) يضم 14 علماً ، صدَّره بعلم العقيدة ثم التفسير...حتى ذكر الطب والتشريح!
أما العقدية فجرى فيها على مذهبه الأشعري.
ورسالة السيوطي هذه طبعها جمال الدين القاسمي سنة 1330هـ وعلق عليها.
ونُظِمَ كتاب (( النقايه )) ، نظمه : القنائي وغيره.
ونظم ما يتعلق بعلوم القرآن على وجه الخصوص بمنظومة التفسير للشيخ الزمزمي.
4) يستحق إطلاق لفظ ( الحافظ ) على السيوطي ، وإن لوحظ عليه في العقيدة والسلوك كأعمال القلوب والاقتداء ببعض الصوفية فله نزعات وأثنى عليهم، ورسالته شاهدة على ذلك في آخر كتاب (( النقايه))(1/1604)
5) جاء التحدي في الإتيان بالقرآن : بمثله وَ بعشر سور وَ وبسورة
ولم يأت التحدي بآية ؟ لماذا ؟
لأن من الآيات كلمة مثل ( مدهمتان )فهل يعجز البشر عن مثلها.
ومع ذلك فالآية معجزة في موضعها ، فلا أحد يستطيع – مثلا – أن يحذف كلمة ( مدهمتان ) ويأتي بمرادف لها.
يتبع البقية إن شاء الله تعالى
---
احمد بن حنبل
06-20-2004, 05:58 PM
جزاك الله خيرا أخي الراية وأبشر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعله .
---
المنهوم
06-20-2004, 06:35 PM
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد الجميلة
وخصوصا من مثل الشيخ الزاهد /الخضير
فلا تخرج الفائدة منه إلا بعد تأني ومراجعة
فزدنا من مكنون كلامه
---
الراية
06-21-2004, 11:31 AM
الشريط الأول – الوجه الثاني
1) الذي يطلب العلم ويريد فضل العلماء ، وهو لا يحفظ القرآن = يخفق.
2) الفرق بين كتابي السيوطي " التحبير " وَ " الإتقان "
أن " التحبير " : هو الذي ألفه السيوطي أولاً وبه أكثر من (100)نوع، وهو كتاب متقن ومضبوط.
أما " الإتقان " : فهو أوسع من التحبير وضم بعض الأنواع إلى بعض ، واستفاد من كتب لم يطلع عليها حين ألف كتابه " التحبير" ، والإتقان فيه زوائد لا توجد في " التحبير".
3) أفضل طبعات كتاب " الإتقان " – إن وجدت – هي طبعة الكلستيه سنة 1278هـ فيها تعليقات وتصويبات للشيخ نصر الهوريني.
ويناسب طلاب العلم طبعة محمد أبو الفضل إبراهيم فهي جيدة واطلع على طبعة الكلستيه وغيرها فهي مناسبة ، وان كانت لا تسلم من الأخطاء
4) هل تفسير " أضواء البيان " و تفسير " السعدي " ، من التفسير بالرأي ؟(1/1605)
تفسير أضواء البيان في أحكام القرآن غالباً، وفيه مباحث لغوية وبيانيه وغيرها لكن هو معدود في كتب أحكام القرآن على طريقة الفقهاء المجتهدين، فليس من كتب التفسير بالرأي بل هو استنباط من القران وهو معتمد على كتب المتقدمين يرجح ويختار بينها ويرد ويفند ، وإذا قلنا أن 70% أخذه في جملته من تفسير القرطبي ، والبقية من الكتب الأخرى.
وهو مجتهد من أهل النظر ، والآلة مكتملة عنده.
أما تفسير " السعدي " فقد اعتمد على كتب التفسير الموثوقة اعتماداً كلياً وصاغها بأسلوبه المناسب لأهل العصر ، وله استنباطات وتوجيهات يستقل بها كغيره من أهل العلم.
5) ترتيب آيات القرآن الكريم توقيفي ، أما ترتيب السور فقد اختلف العلماء والخلاف يرتفع بإجماع الصحابة على كتابتهم المصحف على هذه الكيفية وهذا الترتيب.
ويبقى من الآثار المترتبة على أن هل ترتيب السور توقيفي أو اجتهادي ، هل يجوز قراءة السورة قبل السورة التي قبلها ، بمعنى: هل تجوز قراءة سورة الناس في الركعة الأولى وقراءة سورة الفلق في الركعة الثانية ؟
نقول : الترتيب في اصله اجتهادي ، والرسول قرأ في صلاة الليل البقرة والنساء وآل عمران.
والذين يقولون : لا يجوز أو يكرهونه كراهية شديدة ، يقولون : إطباق الصحابة على هذا الترتيب يجعله مثل ترتيب الآيات .
وعلى كل حال فالقران محفوظ بحفظ الله جل وعلا.
6) معرفة المكي والمدني من متين العلم لا من ملحه ، فإذا وجدت آية مدنية في سورة مكية لابد من معرفتها .
معرفة المتقدم من المتأخر ، معرفة الناسخ من المنسوخ.
يتبع البقية إن شاء الله تعالى
---
الراية
06-21-2004, 10:02 PM
الشريط الثاني – الوجه الأول
1) ما نزل من القران بالنهار أكثر مما نزل بالليل ، ومما نزل بالليل سورة الفتح لقول الرسول : (( لقد أنزل الليلة سورة هي أحب علي مما طلعت عليه الشمس وقرأ [إنا فتحنا لك فتحاً مبينا..])
2) ذكر المصنف أن من القرآن ما نزل بالصيف والشتاء.(1/1606)
فمثال الصيفي/ آية الكلالة لقول النبي لعمر بن الخطاب ألا تكفيك آية الصيف.
ومثال الشتائي/ الآيات العشر في براءة عائشة لأنها ذكرت أن النبي يتحدر منه العرق في يوم شاتي .
واقتصروا على الصيف والشتاء مع أن الفصول أربعة الصيف والربيع والشتاء والخريف ؛ إما لان كل واحد منها تابع لما قبله أو انه لم يرد أن هذه نزلت في الربيع أو الخريف.
ومن الأنواع الفراشي أي الذي نزل على فراش النبي كالآيات في الذين خلفوا.
3) من قال إن معرفة أسباب النزول قيمتها لا تعادل التعب من ورائها وهي مجرد سرد تاريخي.
ليس بصحيح ، وان قيل هذا.
لان معرفة السبب تورث العلم بالمسبب.
فكم من كلام يستغلق من كلام الله وسنة رسوله بل حتى كلام الناس العادي وكم بيت شعر لا يفهم إلا بسببه ، فكما قيل: إذا عرف السبب بطل العجب.
ومن فوائد معرفة السبب / يدل على أن الراوي ضبط ، وهذا في غير القران.
ومن فوائد معرفة السبب / قصر عموم اللفظ عليه عند الحاجة ، مثل : التعارض فعند قول الله ( فأينما تولوا فثم وجه الله) عمومه يدل= على أن أي جهة اتجهت إليها تصلي لها ! فهل يعمل بهذا العموم؟
لا
لان السبب احتجنا إليه وهو انهم اجتهدوا فصلوا فتبين انهم صلوا إلى غير القبلة، فنزلت الآية.
فبعد التحري والاجتهاد إذا تبين انك أخطأت فصلاتك صحيحه.
نعم ، القاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب والخلاف فيها لا يكاد يذكر وبعضهم ينقل الإجماع فيها ، والخلاف معروف في مذهب مالك وان لم يكن هو المعتمد.
ومن فوائد معرفة السبب / إدخال السبب في النص ، فلا يتطرق إليه إخراج بحال لان دخوله قطعي.
4) ما روي في سبب النزول عن صحابي فحكمه الرفع، لان النزول النبي طرف فيه فهو ينسب شيئا إلى النبي وان لم يصرح برفعه، وقال بهذا جمع من أهل العلم.
ورأى بعضهم: انه من قبيل الموقوف حتى يصرح بأن هذا هو السبب وانه ليس بناتج عن استنباط.
* الحاكم يرى أن تفسير الصحابي له حكم الرفع !(1/1607)
وحمل أهل العلم كلامه على سبب النزول.
5) صح من أسباب النزول كثير ، فكتب التفسير سيما التي تعنى بالآثار مملوءة بأسباب النزول وفيها الصحيح والضعيف، وتعدد السبب لنازل واحد.
وللحافظ ابن حجر كتاب في أسباب النزول وصفوه بأنه نفيس لكني لم أقف عليه، والحافظ من أهل التحري والتثبت ، وان كان آخره لم يبيض كما قال السيوطي وغيره ، لكن الحافظ من أهل التحري وليس بجمّاع كالسيوطي.
ويضاف إليه ما ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره فهو جهبذ نقّاد.
للواحدي كتاب في أسباب النزول وهو قبلهم ، لكن فيه الضعيف كثير، ويستفاد منه.
6)جاء في الصحيح أن عمر بن الخطاب قال: وافقت ربي في ثلاث الحجاب و الصلاة خلف المقام ولما رفع نساء النبي أصواتهن قال عمر عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خير منكن.
قال الشيخ عبد الكريم: موافقات عمر أكثر من ثلاث تبلغ نحو عشرين، جمعت في مصنف جمعها السيوطي و غيره.
7) أول ما نزل سورة اقرأ ، و أول ما نزل بعد انقطاع فترة الوحي المدثر، و أول ما نزل بالمدينة (ويل للمطففين) ، وقيل: البقرة.
يتبع البقية إن شاء الله تعالى
---
الراية
06-22-2004, 01:32 PM
الشريط الثاني – الوجه الثاني
سئل الشيخ هذا السؤال
س/كتب التفسير تزخر بمرويات التابعين فهل يعني ذلك أنها تبقى في حيز الضعف والإرسال رغم أن هؤلاء التابعين جالسوا الصحابة وأخذوا عنهم ، خاصة الثقات منهم كسعيد بن جبير ومجاهد وابن المسيب وغيرهم ؟
فأجاب الشيخ – حفظه الله –
ما يقوله التابعي من تلقاء نفسه تفسيراً وتوضيحاً لكتاب الله عز وجل فهو خير ما يعتمد عليه في التفسير، بعد تفسير القران بالقران وبالسنة وبأقوال الصحابة.
فهم اعرف الناس بالتفسير بعد الصحابة ، وأما ما ينقلونه عن الصحابة فهو افضل منه إذا كانت الأسانيد نظيفة ومتصلة.
وما ينقله التابعون عن النبي فيرفعونه إليه فهو من المراسيل
قال الحافظ العراقي
واحتج (مالكٌ) كذا (النعمان)***وتابِعُوهما به ودانوا(1/1608)
احتجوا بالمراسيل لهذا الأمر الذي ذكر.
التابعون أهل علم و دين و ورع وتقدم وملازمة الصحابة ، ولا يظن بهم أن يسقطوا واسطة ضعيفة ، ولذا ينقل الطبري أن التابعين بأسرهم قبلوا المراسيل ، ولم يُعرف إنكاره إلا في حدود المائتين ،
ولذا يقول الحافظ العراقي:
واحتج (مالكٌ) كذا (النعمان)***وتابِعُوهما به ودانوا
ورده جماهر النقاد*** للجهل بالساقط في الإسناد
وصاحب التمهيد عنهم نقله*** و(مسلم) صدر الكتاب اصّله
فالمرسل ضعيف عند الجمهور.
وسئل الشيخ – أيضاً –
س/أيها يقدم في التفسير ، قول الصحابي أم قول أهل اللغة ؟
ج/لاشك أن الصحابة من أهل اللغة ، وهم عربٌ اقحاح فيقدم قولهم على كل حال.
* الفائدة من معرفة الليلي والنهاري والصيفي والشتائي والفراشي هي:
العناية بهذا الكتاب العظيم بحيث يعرف جميع ما يتعلق به.
فأنت إذا أعجبت بشيء تريد أن تتعرف بجميع ما يتعلق به.
فعنايتنا بكتاب الله يجب أن تكون فوق هذا لأنه شرف لنا ( وانه لذكر لك ولقومك) شرف لك ولقومك.
هو الكتاب الذي من قام يقرؤه*** كأنما خاطب الرحمن بالكلم
وسئل الشيخ – أيضاً –
س/ما نزل في طريق الهجرة كقوله تعالى ( ثاني اثنين إذ هما في الغار...الآية) مكيٌ أم مدني ؟
ج/الأظهر أنه مدني.
وسئل الشيخ – أيضاً –
س/ ما افضل طبعات تفسير ابن كثير ؟
ج/ طبعات تفسير ابن كثير كثيرة جداً ، لكن من أصحها إن لم نجزم بأنها الأصح طبعة خرجت حديثا في 15 جزء طُبعت في مصر مطبعة أولاد الشيخ وهي محققة ومخرجة.
طبعة البنا والتي أصلها طبعة الشعب ، والحق بها الإضافات التي أضافها ابن كثير ، طبعة جيدة.
لان طبعة الشعب ما يوجد فيها من كلام هو الأصح على الإطلاق ، لأنه اعتُمِدَ فيها على اقدم النسخ وهي النسخة الأزهرية ، فما تفرع عن طبعة الشعب كطبعة البنا يكون صحيحاً.(1/1609)
لان الحافظ ابن كثير ألّف الكتاب في العرضة الأولى خالية من النقول لم ينقل فيها عن الرازي ولا عن الزمخشري ولا عن القرطبي ولا عن البيضاوي ، فالنقل عن هؤلاء غير موجود في طبعة الشعب ، لأنها العرضة الأولى.
ولذا فالبعض يتهم طبعة الشعب بأن فيها خروم وإسقاط !!
وبعد ذلك أضاف الحافظ هذه النقول و أفاد منها ، ووجدت في النسخ المتأخرة.
بالنسبة للطبعة التي حققها/سامي السلامة وطبعتها دار طيبة ، من الطبعات الجيدة ولا أقول احسن الطبعات ، إنما هي طبعة جيدة لا سيما الإصدار الثاني فهي افضل من الأولى بكثير، لأنه استدرك فيها كثير من الأخطاء.
طبعة الشيخ مقبل الوادعي وهو الشيخ المعروف بتجرده وتحقيقه، لا تناسب مستواه وليس فيها شيء يذكر.
وسئل الشيخ – أيضاً –
س/ ما هي افضل روايات الموطأ ، رواية الليثي أم القعنبي أم الشيباني أم ما ذا ترون ؟
وما افضل شروح الموطأ ؟
ج/اعتنى أهل العلم برواية يحيى بن يحيى ، واكثر الشروح على هذه الرواية ، لاشك أن هذا يدل على أن لها منزلة عندهم سيما الأئمة الكبار كابن عبد البر و الباجي وغيرهم اعتنوا برواية يحيى بن يحيى وان وجد في بعض الروايات زيادات مثل : رواية أبي مصعب ورواية محمد بن الحسن وغيرها روايات يكمل بعضها بعضاً.
والمعتمد عند المالكية رواية يحيى بن يحيى.
أما الشروح للموطأ ، فأفضل شرح على الإطلاق "التمهيد" لابن عبد البر وقد عني فيه ببيان المعاني والأسانيد وكمله بـ " الاستذكار" الذي جمع فيه و أفاض في ذكر مذاهب علماء الأمصار، فهما عبارة عن كتاب واحد متكامل .
فـ"التمهيد" ترتيبه يصعب على المتعلمين لان الإمام ابن عبد البر رتبه على شيوخ مالك ورتب الشيوخ على طريقة المغاربة في ترتيب الحروف.
لكن ذيلت هذه المشكلة فرتب على أحاديث الموطأ، مثل: الشيخ عطيه سالم رتب الشرح على أحاديث الموطأ فأفاد و أجاد – رحمه الله –.
والصبغة في كتاب "الاستذكار" الفقه وذكر أقوال الفقهاء وأدلتهم.(1/1610)
والإمام ابن عبد البر يشرف طالب العلم بالقراءة له فهو إمام من أئمة المسلمين.
وإذا قال طالب العلم هذه شروح مطولة ، فشرح الزرقاني متوسط وافضل منه شرح الباجي لكن شرح الزرقاني أسهل من شرح الباجي.
فائدة /
طبعة تفسير ابن أبي حاتم الأخيرة التي هي في عشرة مجلدات طبعة ملفقة !
وان كانت تحل بعض الإشكال ، لان الكتاب ضروري لطالب العلم ، والكتاب الموجود منه محقق في جامعة أم القرى رسائل دكتوراه.
فائدة /
تتعد القراريط بتعدد الجنائز في الصلاة ، وفضل الله واسع.
فائدة /
كتاب " التذكار" للقرطبي كتاب جيد ومهم لطالب العلم وهو في فضائل القرآن وآداب حملته، وهو نظير كتاب النووي"التبيان" وكتاب ابن كثير " فضائل القرآن".
يتبع البقية إن شاء الله تعالى
---
الراية
06-25-2004, 04:45 PM
الشريط الثاني – الوجه الثاني (تكملة)
هل تثبت القراءة بخبر الواحد إذا صح ؟
محل خلاف بين أهل العلم طويل.
حجة من اثبت/
أننا لو بحثنا في أسانيد هذه القراءات ما وجدنا جميعها روي بالتواتر ، ولذا يكتفون بصحة السند ، ويتزعم هذا القول ابن الجزري وطائفة وبالغ ابن الجزري في الرد على مخالفيه.
أما جمهور أهل العلم/
فلا تثبت القراءة عندهم إلا بما يثبت به العلم القطعي، وهو التواتر.
والمتواتر: ما رواه جمع تحيل العادة تواطئهم على الكذب عن مثلهم إلى أن ينتهي الإسناد إلى شيء محسوس.
وهذا التواتر ينكره بعض أهل العلم، بل ينكرون تقسيم الأخبار عموما إلى متواتر وآحاد ، ويقولون:هذا التواتر لا يعرفه المتقدمون و إنما دخل على علوم النقل(علوم القرآن وعلوم السنة) من جهة أصحاب الأصول ، وأرباب الأصول تأثروا بعلم الكلام ، وإلا فالأصل أن التواتر لا وجود له.
مع أن التواتر موجود في كلام أشد الناس عداوة لأهل البدع وهو شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فهو يثبت المتواتر، ويُعرِّفه بالتعريف الذي ذكرناه واعتمده أهل العلم.(1/1611)
ويقسم الأخبار إلى الأقسام المعروفة عند أهل العلم ، ويمثل بأمثلتهم.
ويثبت بعض القضايا بالتواتر سواء كان التواتر لفظي أو معنوي، فيثبت في كل مؤلف من مؤلفاته ما يناسبه من الأمثلة.
-فمثلا-
في كتابه " منهاج السنة"
يثبت فضائل أبو بكر وعمر بن الخطاب – رضي الله عنهما- بالتواتر المعنوي وأن ذلك حصل في وقائع كثيرة مجموعها يفيد العلم القطعي الضروري، وان لم تكن مفرداتها كذلك.
فالمقصود أن الأخبار متفاوتة عند جميع العقلاء ، فخبر الواحد ليس كخبر الاثنين وخبر الثقة الثبت ليس كمن هو دونه، وهكذا تختلف الأخبار قوة وضعفا تبعا لاختلاف الرواة كمّاً وكيفاً، عدداً و وصفاً.
الحاصل/
أن الأكثر على أن القراءة لابد أن تثبت بطريق قطعي ملزم.
لان القران شانه عظيم.
قد يقول قائل: لو بحثنا في أسانيد هذه القراءات بما في ذلك القراءات السبع أو العشر لا نجد من الطرق العدد الذي يطلب للتواتر ؟
قلنا/ الصحابة اجمعوا على ما بين الدفتين ، وإجماعهم حجة قطعية ملزمة لم يخالف منهم أحد.
ثم التواتر لا يلزم فيه نقل هذا التعدد ، بل من التواتر ما يسمى تواتر الطبقة .
بمعنى: أن هذا القران المحفوظ بين الدفتين تلقته الأمة كافةً عن كافة، تلقاه جبريل عن الله – تعالى- وتلقاه الرسول – صلى الله عليه وسلم- عن جبريل ، وتلقاه الصحابة عن الرسول وهكذا.
فما بين الدفتين لا يجري فيه الخلاف.
الشريط الثالث – الوجه الأول
1) اشتهر من الصحابة بحفظ القرآن/
عثمان وعلي و أُبي بن كعب و زيد بن ثابت وابن مسعود وأبو الدرداء ومعاذ بن جبل وأبو زيد الأنصاري – أحد عمومة انس- .
ثم أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب.
هؤلاء اشتهروا بحفظ القران ، منهم من أكلمه في عهد الرسول ، ومنهم من أكلمه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
2) يُنسب إلى علي بن أبي طالب مصحف ، ويقال له : مصحف علي !
في نهايته : ( وكتب علي بن أبو طالب )!!(1/1612)
واستدل الحافظ ابن كثير على أن هذا المصحف لا تثبت نسبته لعلي بن أبي طالب بهذا اللحن الشنيع.
ونحن نعلم أن علي بن أبي طالب هو واضع علم اللغة العربية وهو عربي قح، لا يمكن أن يقع في هذا اللحن.
ومع الأسف الشديد فالذين طبعوا تفسير ابن كثير يكتبونها ((علي بن أبي طالب))!
ويذكرون استدراك ابن كثير!
ومثلها الوثيقة المزورة التي كُتبت بين النبي ويهود خيبر.
في نهايتها (( وكتب علي بن أبو طالب)) ، واستنكرها الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية بسبب اللحن.
ومع ذلك فالذين طبعوا الكتاب ، طبعوها على الصواب ((علي بن أبي طالب))!
يتبع البقية إن شاء الله تعالى
---
المنهوم
06-26-2004, 06:32 PM
نفع الله بك اخونا // الراية على هذه المتابعة والتفريغ
فلك منا الدعاء
---
الراية
06-28-2004, 01:43 PM
أحمد بن حنبل و المنهوم/ جزاكم الله خيرا...
الشريط الثالث – الوجه الثاني
1) الذي يجب هو أن نخضع القواعد النحوية للقران ، لا أن نخضع القران للقواعد النحوية.
2)كتب غريب القران كثيرة ، من اجمعها: " المفردات" للراغب الأصفهاني.
ومن أنفسها على اختصار كتاب "غريب القران" لابن عزيز السجستاني، فهو مختصر وصغير و متعوب عليه.
3) هل في القران الكريم ألفاظ أعجمية ؟
لا خلاف في كون القران نزل بلغة العرب [ بلسان عربي مبين] ووجود مثل هذه الكلمات مع ألوف مؤلفة من كلمات القران هل يخرج عن كونه عربي ؟
فهذه الكلمات التي هي نحو [60]كلمة ، لا تخرج القران عن كونه عربي ، بمعدل كل [10] صفحات يوجد كلمة واحدة فقط !
فهذه لا تخرجه عن كونه عربي.
منهم/ من ينفي ، ويقول : لا توجد لفظة بغير العربية في القران ، وحمل الخلاف في الألفاظ، أما التراكيب فلا توجد إجماعا، فالجمل الأعجمية لا توجد إجماعا.
ومنهم/ من قال بالتوافق، فهذه الكلمات تكلمت بها العرب وتكلم بها غيرهم على لفظ واحد.
4) الترادف في الألفاظ من كل جهة أنكره جمع من أهل العلم .(1/1613)
إذ لابد من الفروق في بعض الكلمات التي ادعي ترادفها.
فكتاب " الفروق اللغوية " لأبي هلال العسكري ، لو اطلع عليه طالب العلم – وهو مهم – يجعل الإنسان يتحسس في كل كلمة .
5) سئل الشيخ
ما قولكم في كتاب (( أحكام القران )) للجصاص ، وما احسن طبعاته ؟
الجصاص من كبار الحنفية ، و أطال النفس في أوله كثيراً ، ويشم منه شوب الاعتزال ، فيقرأ منه طالب العلم ويفيد على حذر.
وافضل طبعاته الطبعة التركية في ثلاثة أسفار.
6) العام الذي بقي على عمومه ، قال السيوطي : انه عزيز، ولا يوجد له إلا قوله تعالى: (( والله بكل شيء عليم )) ، وَ (( خلقكم من نفس واحدة )) .
لكن هذا الحصر فيه نظر ظاهر.
أين قوله تعالى (( و الله على كل شيء قدير ))، وفي النصوص من العموم ما هو باقي على عمومه شيء كثير ، واستعرض ابن تيمية العمومات التي في سورة الفاتحة والورقة الأولى من سورة البقرة ولم يدخلها أي تخصيص فذكر أمثلة كثيرة جداً في مجموع الفتاوى.
الحاصل أن هذا الحصر ليس بصحيح.
يتبع البقية إن شاء الله تعالى
---
الراية
09-09-2004, 01:03 PM
الفوائد من الشريط الرابع والأخير – الوجه الأول
1) مسألة : نسخ الكتاب بالسنة .
الجمهور لا يجيزونه ، لان الأضعف عندهم لا ينسخ الأقوى .
لكن أجازه أهل التحقيق من أهل العلم ، لأن الكل وحي .
2) مسألة : تخصيص القران الكريم للسنة .
قال المؤلف السيوطي : هو عزيز – يعني : نادر–
ثم قال ولم يوجد له إلا قوله تعالى : (( حتى يعطوا الجزية )) فهذه تخص عموم قوله صلى الله عليه وسلم (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله ))
قال الشيخ عبد الكريم الخضير [ وهذا الحصر لا يسلم له ]
3) قد يقول قائل :ما الفائدة من النسخ ، والله تعالى يعلم المصالح ويعلم ما سيؤل إليه الأمر ، فلماذا لا يقرر الحكم الأخير من البداية ؟
نقول :
الحكم المناسب في وقت نزول المنسوخ هو ما يقرره النص المنسوخ .(1/1614)
بمعنى : آيات إقرار شرب الخمر في بداية الأمر والتساهل فيه ثم التدرج في نسخه ناسب التدريج في الخمر لأنهم ألفوه.
الرافضة تبعا لليهود يقولون النسخ لا يجوز لأنه يدل على انه ظهر لله وبدى له ما كان خفي عليه – تعالى الله عما يقولون - .
يتبع فوائد الوجه الثاني من الشريط الرابع والأخير – بمشيئة الله تعالى -
---
الراية
09-12-2004, 03:20 PM
الفوائد من الشريط الرابع والأخير – الوجه الثاني
1) أسماء الأنبياء في القرآن ( 25 ) ، كلها ممنوعة من الصرف إلا ستة :
صالح – محمد – شعيب – نوح – لوط – هود .
2) ذكر السيوطي الملائكة المذكورين في القران ، ولم يذكر مالك .
3) لم يُذكر في القرآن من الكنى إلا أبو لهب ! مع أن الكنية أفضل من الاسم ؟
يقال : 1- أن اسمه محرم ، وهو : عبد العزى .
2- في كنيته ما يدل على مآله .
4) ذكر السيوطي مجموعة من المبهمات في القرآن وهي أكثر مما ذكر ، و من اجمع ما أولف في المبهمات كتاب للسهيلي في مبهمات القران .
5) كتب إعراب القران
أما كتب المتقدمين فتصلح لطالب العلم المتمكن لأنه يحسن التعامل معها ، وبعضهم ربما أعرب بألفاظ قد لا تكون متداولة بين المتأخرين ، وهذا شان المتقدمين .
-فمثلا –
لو قرأت في تفسير الطبري وجدته يعرب بعض الكلمات باصطلاحات لا نعرفها ولا يعرفها آحاد المتعلمين .
أما تفسير أبو حيان فهو اقرب من الطبري ، لأنه بعد أن استقرت الاصطلاحات التي نعرفها .
وأقول لابد أن يعرف الطالب اللغة العربية ثم يُعْرِب القران ثم ينظر إلى كتب إعراب القران ليختبر نفسه .
ويستفيد مما كتبه المتأخرون لأنهم يعربون كل حرف في القرآن .
أما المتقدمون فلا يعربون كل شيء ، فقد يكون ظاهرا عندهم وخفي كل الخفاء على المتأخرين !
ومن الكتب المتأخرة المفضلة عندي كتاب محيي الدين درويش .(1/1615)
6) كتاب " في ظلال القران " تفسير معاصر ، والمفسر ليس من أهل العلم فلا يطمع من يقرا هذا التفسير أن يعرف مراد الله من كلامه .
إنما هو تفسير توضيحي إجمالي مقرون بالواقع ، إن قراه الطالب استفاد فائدة مناسبة كما يقرأ في غيره من التفاسير .
7) أشد التفاسير ضرر على طلاب العلم تفسير " الرازي ".
8 ) سؤال / نريد بعض التفاسير التي تعنى بالقران الكريم من جهة البلاغة ؟
الجواب / تفسير أبي السعود فيه من هذا ، حتى كانت الصيغة على الكتاب ، وان كان تفسير الزمخشري فيه من هذا الجانب ، وتفسير البيضاوي على اختصاره فيه ، وتفسير الطبري إلا أن كون شهرته بأنه تفسير أثري غطت على الجوانب الأخرى ، وإلا فيه شيء من البيان .
9 ) التفسير الميسر الذي طبعته الوزارة جيد وميسر ، ذكروا أن عليه ملاحظات لكني لم اقف على شيء منها .
وهو كتاب في الجملة نافع ، لكن لا يربى طالب العلم على مثل هذه التفاسير .
النهاية
هذه نهاية الفوائد من هذا الشرح المفيد .
والى حديقة يانعة أخرى من دروس الشيخ د.عبد الكريم الخضير ...وفقه الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
الرايه
---
(1/1616)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسة ما ذهب إليه ابن القيم وابن كثير في معنى قول الله :(فتمنوا الموت إن كنتم صادقين)
---
دراسة ما ذهب إليه ابن القيم وابن كثير في معنى قول الله :(فتمنوا الموت إن كنتم صادقين)
---
أبومجاهدالعبيدي
11-20-2006, 08:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اختار ابن القيم رحمه الله أن قوله تعالى :{ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } من جنس آية المباهلة ، وأن معناها : ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب .
والقول الآخر في معنى الآية : إن كنتم صادقين في دعواكم فتمنوا الموت لأنفسكم.
قال ابن القيم رحمه الله : ( قال الله تعالى : { فتمنوا الموت إن كنتم صادقين }:
قلت: هذه الآية فيها للناس كلام معروف.
قالوا: إنها معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم أعجز بها اليهود، ودعاهم إلى تمني الموت ، وأخبر أنهم لا يتمنونه أبدا ً. وهذا علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، إذ لا يمكن الاطلاع على بواطنهم إلا بأخبار الغيب. ولم ينطق الله ألسنتهم بتمنيه أبداً.
وقالت طائفة: لما ادعت اليهود أن لهم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس، وأنهم أبناؤه وأحباؤه وأهل كرامته ؛ كذبهم الله في دعواهم وقال: إن كنتم صادقين فتمنوا الموت لتصلوا إلى الجنة دار النعيم ؛ فإن الحبيب يتمنى لقاء حبيبه. ثم أخبر سبحانه أنهم لا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم من الأوزار والذنوب الحائلة بينهم وبين ما قالوه ، فقال )ولن يتمنوه أبداً بما قدمت أيديهم(.(1/1617)
وقالت طائفة -منهم محمد بن إسحاق وغيره- هذه من جنس آية المباهلة، وأنهم لما عاندوا، ودفعوا الهدى عياناً، وكتموا الحق دعاهم إلى أمر يحكم بينهم وبينه ؛ وهو أن يدعوا بالموت على الكاذب المفتري - والتمني سؤال ودعاء - فتمنوا الموت، وادعوا به على المبطل الكاذب المفتري.
وعلى هذا فليس المراد: تمنوه لأنفسكم خاصة كما قاله أصحاب القولين الأولين ؛ بل معناه: ادعوا بالموت وتمنوه للمبطل. وهذا أبلغ في إقامة الحجة وبرهان الصدق، وأسلم من أن يعارضوا رسول الله بقولهم: فتمنوه أنتم أيضاً إن كنتم محقين أنكم أهل الجنة لتقدموا على ثواب الله وكرامته. وكانوا أحرص شيء على معارضته، فلو فهموا منه ما ذكره أولئك لعارضوه بمثله.
وأيضاً فإنا نشاهد كثيراً منهم يتمنى الموت لضره وبلائه، وشدة حاله. ويدعو به. وهذا بخلاف تمنيه والدعاء به على الفرقة الكاذبة. فإن هذا لا يكون أبداً. ولا وقع من أحد منهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ألبتة ؛ وذلك لعلمهم بصحة نبوته وصدقه، وكفرهم به حسداً وبغياً ؛ فلا يتمنوه أبداً لعلمهم أنهم هم الكاذبون.
وهذا القول: هو الذي نختاره. والله أعلم بما أراد من كتابه.) ([1])
الدراسة :
القول المشهور في معنى قول الله تعالى :{ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } هو قول الطائفة الثانية التي ذكرها ابن القيم في كلامه السابق ، وهو : أنه لما ادعت اليهود أن لهم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس، وأنهم أبناؤه وأحباؤه وأهل كرامته ؛ كذبهم الله في دعواهم وقال: إن كنتم صادقين فتمنوا الموت لتصلوا إلى الجنة دار النعيم ؛ فإن الحبيب يتمنى لقاء حبيبه. ثم أخبر سبحانه أنهم لا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم من الأوزار والذنوب الحائلة بينهم وبين ما قالوه ، فقال : { ولن يتمنوه أبداً بما قدمت أيديهم }.(1/1618)
وهذا القول قاله قتادة ([2])، وأبو العالية ([3])، ومقاتل ([4]) ، وعليه أكثر المفسرين ؛ وهذا بيان مسالكهم في ترجيحه :
من المفسرين من اقتصر عليه ، ولم يذكر في معنى الآية غيره ؛ ومن هؤلاء :الزجاج ([5]) والماوردي ([6])،والواحدي في الوجيز والوسيط ([7])،والسمعاني ([8])، والبيضاوي ([9])،والنسفي ([10]) وابن جزي ([11]) ، والشوكاني ([12])، والطاهر ابن عاشور ([13]) ، وغيرهم .
ومنهم من ذكر القولين ، ودل كلامه على ميله للقول المشهور كابن جرير ([14]).
ومنهم من ذكرهما وقدم هذا القول وذكر القول الآخر بصيغة التمريض كالبغوي ([15]) والقرطبي ([16]).
ومن المفسرين من أشار إلى أن القول المشهور هو الأقرب إلى موافقة اللفظ كالقاسمي ([17]).
ومنهم من ذكر أن هذا القول هو ما يدل عليه ظاهر الآية ، وأن القول الآخر مخالف لظاهر السياق فلا يعول عليه كابن عثيمين ([18]).
وأما القول الثاني ؛ وهو أن المراد بقوله تعالى : { فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }: ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب ؛ فروي من طريق سعيد بن جبير أوعكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ([19])، وهو قول ابن اسحاق ([20])، ورجحه ابن كثير وانتصر له وذكر أنه هو المتعين في تفسير الآية ([21]).
وذكر أن سبب تعين هذا القول هو أن الحجة لا تظهر على اليهود على التأويل الأول ؛ إذ يقال : إنه لا يلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقون في دعواهم أن يتمنوا الموت ، فإنه لا ملازمة بين وجود الصلاح وتمني الموت ، وكم من صالح لا يتمنى الموت .
ولهم مع ذلك أن يقولوا على هذا : فها أنتم تعتقدون أيها المسلمون أنكم أصحاب الجنة ، وأنتم لا تتمنون الموت في حال الصحة ، فكيف تلزموننا بما لا يلزمكم ؟! . ([22])(1/1619)
ومن أسباب ترجيح هذا القول أيضاً : ما ذكره ابن القيم في آخر كلامه السابق من أن القول الأول مخالف للواقع المشاهد ؛ حيث إن كثيراً من اليهود يتمنى الموت لفقره وبلائه ، وشدة حاله .
النتيجة :
المعنى الظاهر لقوله تعالى : { فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } هو القول الأول المشهور في تفسيرها ، وهو الذي يتبادر إلى الذهن لعدم حاجته إلى تقدير . فلفظ الآية يدل عليه ، وسياقها يؤيده ، وقول جمهور المفسرين يؤكده .
وقد تقرر عند المفسرين أن كل وجه من الوجوه السابقة – أعني : ظهور القول ، وتبادره إلى الذهن ، وموافقته لسياق الآية ، وكونه قول جمهور المفسرين – يعتبر مرجحاً للمعنى الذي توفر فيه هذا الوجه ؛ فكيف إذا اجتمعت هذا الوجوه !! .
وأما ما احتج به أصحاب القول الثاني من حجج لترجيح قولهم ؛ فيمكن الجواب عنها بما يلي:
أولاً – قولكم : إن هذا القول هو قول ابن عباس رضي الله عنهما مردود من وجهين :
الوجه الأول : أن قول ابن عباس الصريح الذي يدل على قولكم إسناده ضعيف
كما سبق .
الوجه الثاني : أن الذي صح وثبت عن ابن عباس في تفسير الآية هو قوله : لو تمنى
اليهود الموت لماتوا ([23]). وهذا لا يدل على ما نسبتموه إليه صراحة ؛ بل قوله هذا
محتمل ، ودلالته على المعنى المشهور أقرب .(1/1620)
ثانياً – ما ذكرتموه من كون القول المشهور لا تقوم به الحجة على اليهود ؛ إذ لا يلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقون في دعواهم أن يتمنوا الموت ، فإنه لا ملازمة بين وجود الصلاح وتمني الموت ، وكم من صالح لا يتمنى الموت ، ولهم مع ذلك أن يقولوا على هذا : فها أنتم تعتقدون أيها المسلمون أنكم أصحاب الجنة ، وأنتم لا تتمنون الموت في حال الصحة ، فكيف تلزموننا بما لا يلزمكم ؟! = يجاب عنه بأن المسلمين الذين هم على الحق لم يدّعوا أن الجنة خالصة لهم من دون الناس كما زعم اليهود ؛ بل يؤمنون أن الجنة لكل من آمن وعمل صالحاً ، سواء كان من هذه الأمة أم من غيرها . ([24])
ويقال كذلك بأن المعروف المنقول عن كثير من صالحي هذه الأمة أنهم يتمنون الموت ، ويرجون لقاء الله ، ويطلبون الموت مظانه . وقد نقل بعض المفسرين في ذلك آثاراً كثيرة عن سلف هذه الأمة تدل على طلبهم الموت ، وتمنيهم له ؛ لما يرجون من ثوابه وما أعد لهم من النعيم . ([25])
ثالثاً – وأما ما ذكره ابن القيم رحمه الله من أن القول الأول مخالف للواقع المشاهد ؛ حيث إن كثيراً من اليهود يتمنى الموت لفقره وبلائه ، وشدة حاله = فيمكن الجواب عنه من وجهين :
أحدهما : أن ما دلت عليه الآية من كون اليهود لن يتمنوا الموت أبداً خاص بمن تحقق فيهم الشرط المذكور في قوله: { قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ } (البقرة:94) فالآية خبر عمن تحقق فيهم هذا الشرط . وقد يوجد من اليهود من لا يدعي هذا الادعاء .فما دلت عليه الآية حكم أغلبي ؛ فليس كل فرد من أفراد اليهود داخل فيه ، كما أن من المسلمين من لايتمنى الموت .(1/1621)
والوجه الثاني : أن هناك من العلماء من ذكر ما يدل على خلاف ما ذكره ابن القيم ؛ فقد قال القاضي عياض : ( ومن الوجوه البينة في إعجاز القرآن آيٌ وردت بتعجيز قوم في قضايا، وإعلامهم أنهم لا يفعلونها، فما فعلوا ولا قدروا على ذلك؛ كقوله تعالى لليهود: )قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة( قال أبو إسحاق الزجاج في هذه الآية: أعظم حجة، وأظهر دلالة على صحة الرسالة؛ لأنه قال لهم: )فتمنوا الموت( وأعلمهم أنهم لن يتمنوه أبدا، فلم يتمنه واحد منهم .... قال أبو محمد الأصيلي: من أعجب أمرهم؛ أنه لا توجد منهم جماعة ولا واحد من يوم أمر الله تعالى بذلك نبيه يقدم عليه، ولا يجيب إليه، وهذا موجود مشاهد لمن أراد أن يمتحنه منهم.) ([26])
فإذا كان ابن القيم يرى أن الواقع المشاهد مخالف لما دلت عليه الآية إذا فسرت بالمعنى الظاهر ؛ فإن أبا محمد الأصيلي يعكس الأمر ويذكر أن الموجود المشاهد هو عدم إقدام أحد من اليهود على تمني الموت . وليس قول أحدهما بأولى من قول الآخر ؛ فيرد هذا الأمر إلى الدليل الصريح ، لا إلى الواقع المشاهد المتنازع فيه .ولا شك أن الدليل مع من قال بأنهم لا يتمنون الموت أبداً بما قدمت أيديهم([27]).
ومن المفسرين من قال : إن أبداً في قوله :{ ولن يتمنوه أبداً } يراد به : ما يستقبل من زمان أعمار المخاطبين بالآية ،والمعنى : لن يتمنوه في طول عمرهم إلى موتهم ؛ فالتأبيد هنا ليس مطلقاً ، فلا عبرة بما يقع ممن جاء بعدهم من اليهود . ([28])
فالصواب في معنى الآية هو قول الجمهور ، وليس هناك موجب لحملها على المعنى الذي رجحه كلٌ من ابن القيم وابن كثير رحمهما الله .
وإذا تقرر هذا ؛ فإن الجمع بين القولين يتأتى بجعل هذه الآية من جنس آية المباهلة ، لا أن يكون معناها هو معنى آية المباهلة . وذلك أن هذه الآية ،وآية المباهلة في سورة آل عمران يقصد منهما التحدي ،وإقامة الحجة على المخالف ،وبيان بطلان ما هو عليه .(1/1622)
فآية البقرة تتحدى اليهود - المدّعين أن الدار الآخرة خالصة لهم من دون الناس - بدعوتهم إلى تمني الموت إن كانوا صادقين ، وآية آل عمران تتحدى النصارى – الذين يدّعون أن عقيدتهم في عيسى عليه السلام هي الحق – بدعوتهم إلى أن يبتهل الفريقان فيجعلا لعنة الله على الكاذب منهما .( فامتنعت اليهود من إجابة النبي r إلى ذلك لعلمها أنها إن تمنت الموت هلكت فذهبت دنياها وصارت إلى خزي الأبد في آخرتها. كما امتنع فريق النصارى الذين جادلوا النبي r في عيسى إذ دعوا إلى المباهلة من المباهلة ) .([29])
وهذا ما قرره كل من ابن جرير وابن عطية رحمهما الله ([30])،ووافقهم السعدي رحمه الله ([31]). وهو الموافق لما ثبت في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ولرأوا مقاعدهم من النار، ولو خرج الذين يباهلون رسول الله r لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا ) ([32]).
الحواشي السفلية والتعليقات : --------------------------------------------------------------------------------
([1] ) مدارج السالكين لابن القيم 3/18-19 .
([2] ) أخرج قوله ابن جرير في تفسيره 2/364
([3] ) أخرج قوله ابن جرير في تفسيره 2/365
([4] ) تفسير مقاتل بن سليمان 1/125
([5] ) معاني القرآن واعرلبه للزجاج 1/176
([6] ) النكت والعيون للماوردي 1/161
([7] ) انظر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 1/119 ، والوسيط في تفسير القرآن المجيد 1/176 كلاهما للواحدي .
([8] ) تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني 1/110
([9] ) أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 1/95
([10] ) مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي 1/110
([11] ) التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي 1/95
([12] ) فتح القدير للشوكاني 1/169
([13] ) التحرير والتنوير لابن عاشور 1/615
([14] ) جامع البيان لابن جرير 2/362
([15] ) معالم التنزيل للبغوي 1/123(1/1623)
([16] ) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 2/33
([17] ) محاسن التأويل للقاسمي 2/195
([18] ) تفسير القرآن الكريم لمحمد بن صالح العثيمين 1/308
([19] ) أخرج رواية سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس بإسناد واحد ابن اسحاق قال : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن سعيد ، أو عكرمة عن ابن عباس كما في سيرة ابن هشام 2/ ، ومن طريق ابن اسحاق أخرجه كل من ابن جرير 2/ 364 ، وابن أبي حاتم 1/284 ، وذكره ابن كثير في تفسيره 1/493 ، وإسناده ضعيف كما قال محققو تفسير ابن كثير [طبعة مكتبة أولاد الشيخ للثراث ] .
([20] ) انظر السيرة لابن هشام 2/ ، وتفسير محمد بن اسحاق جمع محمد عبدالله أبو صعيليك ص 33 .
([21] ) انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 493-494 ، وقد وقع ابن كثير رحمه الله – وهو يذكر حجج هذا القول - في عدد من الأوهام ، منها : التصريح بنسبة هذا القول لابن عباس رضي الله عنهما ، مع أن صريح قوله في ذلك ضعيف ، وما صح عنه في معنى الآية غير صريح . ومن أوهامه في ذلك أيضاً: نسبته هذا القول لكل من قتادة وأبي العالية والربيع بن أنس ، وذكر أن ابن جرير نقله عنهم ،وليس الأمر كما قال ؛ بل جعل ابن جرير قولهم قولاً آخر غير القول الذي رواه ابن اسحاق عن ابن عباس ، والأمر واضح لمن تأمله ، ولكن يبدو أن ابن كثير رحمه الله لم يتنبه لعبارة : وقال آخرون ؛ التي ذكرها ابن جرير بعد القول الذي نسب لابن عباس .
([22] ) انظر تفسير ابن كثير 1/ 496-497
([23] ) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/73 بإسناد صحيح ، وأخرجه ابن جرير عن ابن عباس موقوفاً ومرفوعاً من عدة طرق بألفاظ متقاربه في تفسيره 2/362-363 ، وصحح أحمد شاكر إسناد المرفوع ، وبعض أسانيد الموقوف . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 1/285 . وانظر كتاب العجاب في بيان الأسباب لابن حجر العسقلاني 1/286-287 .
([24] ) انظر تفسير القرآن الكريم للشيخ محمد بن صالح العثيمين 1/308(1/1624)
([25] ) انظر البحر المحيط لأبي حيان 1/498-499 ، والتحرير والتنوير لابن عاشور 1/615 ، وتهذيب التفسير وتجريد التأويل لعبد القادر شيبة الحمد 1/221
([26] ) باختصار من الشفا للقاضي عياض ص382-383 ، ونقله عنه الثعالبي في تفسيره الجواهر الحسان 1/282-283
([27] ) انظر التحرير والتنوير البن عاشور 1/616 فقد ذكر أن ظاهر الآية يدل أنها تشمل اليهود الذين يأتون بعد عصر النزول ؛ إذ لا يعرف أن يهودياً تمنى الموت إلى اليوم .
([28] ) انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/177 ،و البحر المحيط لأبي حيان 1/499-500 ،والدر المصون للحلبي 2/9 وقد ذكر أن مجيء (أبداً) بعد (لن) يدل على أن نفيها لا يقتضي التأبيد .
([29] ) ما بين المعكوفين من كلام ابن جرير في تفسيره جامع البيان 2/362 .
([30] ) انظر المرجع السابق 2/361-362 ، والمحرر الوجيز لابن عطية 1/296 .
([31] ) تيسير الكريم الرحمن للسعدي 1/72-73
([32] ) أخرجه الطبري في تفسيره 2/362 وسنده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب 1/ 287 ، ووافقه أحمد شاكر .
---
أبومجاهدالعبيدي
11-22-2006, 05:29 PM
وممن نص على ضعف القول الذي اختاره ابن القيم وابن كثير : الشنقيطي في أضواء البيان ؛ فقد قال في سياق تفسيره لقول الله تعالى : ? قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً ? (مريم:75)
( ...وكذلك قوله تعالى في اليهود : { فَتَمَنَّوُاْ الموت إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [ البقرة : 94 ] في « البقرة والجمعة » عند من يقول : إن المراد بالتمني الدعاء بالموت على الكاذبين من الطائفتين ، وهو اختيار ابن كثير . وظاهر الآية لا يساعد عليه .)
---
عبدالرحمن الشهري
11-24-2006, 06:15 AM(1/1625)
جزاك الله خيراً يا أبا مجاهد على هذا البيان والتفصيل فقد انتفعتُ به .
---
(1/1626)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آراء علماء السلف في كتب التفسير
---
آراء علماء السلف في كتب التفسير
---
سعيد بن متعب
04-23-2005, 06:14 AM
قد يرى الإخوة الفضلاء فتح هذا الملف لإبراز آراء علماء أهل السنة في كتب التفسير وجمع ذلك في موطن واحد ليعرف المبتدئ الكتب التي ينصح بها المنتهي ، وإن كان في بعض هذا الجهد تكراراً إلا أن المكرر قد يكون أحياناً احلى ،
ويشترط لذكر رأي أي عالم أن يكون موثقاً من كتابه بالجزء والصفحة مع ذكر الطبعة إذا كان قد طبع أكثر من مرة ، ولعل هذا يكون نواة لمشروع يتضمن توثيق بعض الآراء التي تعود طلبة العلم على ذكرها ونسبتها لعالم معين من غير عزوها لمصدر محدد وخاصة من أمثال ما يعزى للأئمة الأربعة المتبوعين في المذاهب الفقهية وشيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمة التفسير المشهورين وعلماء الجرح والتعديل كالذهبي وابن حجر وابن حبان وغيرهم 0
ولعل مثل هذا الصنيع يسهم في مساعدة الباحثين على توثيق ما سمعوه من مقولات لم يظفروا بها في كتب قائليها ، وفي هذا حصار للثقافة السمعية التي استغنى بها بعض المتعلمين عن ثقافة القراءة والاطلاع والبحث في المظان0
وسابدأ بإذن الله بهذا النقل من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن كتب التفاسير التالية:
الزمخشري ،
البغوي
القرطبي
الطبري
ابن عطية
وهذا كلامه :
"وأما (التفاسير) التي في أيدي الناس فأصحها (تفسير محمد بن جرير الطبري) فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين: كمقاتل بن بكير والكلبي، والتفاسير غير المأثورة بالأسانيد كثيرة، كتفسير عبدالرزاق، ووكيع وابن أبي قتيبة، وأحمد بن حنبل، واسحاق بن راهويه.(1/1627)
وأما (التفاسير الثلاثة) المسؤول عنها فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة (البغوي) لكنه مختصر من (تفسير الثعلبي) وحذف من الأحاديث الموضوعة والبدع التي فيه، وحذف أشياء غير ذلك.
وأما (الواحدي) فإنه تلميذ الثعلبي، وهو أخبر منه بالعربية، لكن الثعلبي فيه سلامة من البدع وإن ذكرها تقليداً لغيره. وتفسيره (تفسير الواحدي البسيط والوجيز) فيها فوائد جليلة وفيها غث كثير من المنقولات الباطلة وغيرها.
وأما (الزمخشري) فتفسيره محشو بالبدعة، وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن، وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد، وغير ذلك من أصول المعتزلة.
و(أصولهم خمسة) يسمونها التوحيد، والعدل، والمنزلة بين المنزلتين، وانفاذ الوعيد، و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لكن معنى (التوحيد) عندهم يتضمن نفي الصفات، ولهذا سمي ابن التومرت أصحابه الموحدين، وهذا إنما هو إلحاد في أسماء الله وآياته.
ومعنى (العدل) عندهم يتضمن التكذيب بالقدر، وهو خلق أفعال العباد وإرادة الكائنات والقدرة على كل شيء، ومنهم من ينكر تقدم العلم والكتاب، لكن هذا قول أئمتهم، وهؤلاء منصب (هكذا بالأصل ولعل المعنى: وهذا ليس مذهب الزمخشري) الزمخشري، فإن مذهبه مذهب المغيرة بن علي، وأبي هاشم وأتباعهم. ومذهب أبي الحسن والمعتزلة الذين على طريقته نوعان: مشايخية وخشبية.
وأما (المنزلة بين المنزلتين) فهي عندهم أن الفاسق لا يسمى مؤمناً بوجه من الوجوه، كما لا يسمى كافراً، فنزلوه بين منزلتين.
و(انفاذ الوعيد) عندهم معناه أن فساق الملة مخلدون في النار، لا يخرجون منها بشفاعة ولا غير ذلك كما تقوله الخوارج.(1/1628)
و(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) يتضمن عندهم جواز الخروج على الأئمة، وقتالهم بالسيف. وهذه الأصول حشا (بها) كتابه بعبارة لا يهتدي أكثر الناس إليها، ولا لمقاصده فيها، مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة، ومن قلة النقل عن الصحابة والتابعين.
و(تفسير القرطبي) خير منه بكثير، وأقرب إلى طريقة أهل الكتاب والسنة، وأبعد عن البدع، وإن كان كل من هذه الكتب لا بد أن يشتمل على ما ينقد، لكن يجب العدل بينها، وإعطاء كل ذي حق حقه.
و(تفسير ابن عطية) خير من تفسير الزمخشري وأصح نقلاً وبحثاً، وأبعد عن البدع، وإن اشتمل على بعضها، بل هو خير منه بكثير، بل لعله أرجح هذه التفاسير، لكن تفسير ابن جرير أصح من هذه كلها.
وثم تفاسير أخر كثيرة جداً كتفسير ابن الجوزي والماوردي. أ.هـ (الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية 13/385،388).
---
(1/1629)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > أجمع ما رأيت في باب" الوقف والابتداء" وملحقاته للإمام العلامة الضباع رحمه الله تعالى.
---
أجمع ما رأيت في باب" الوقف والابتداء" وملحقاته للإمام العلامة الضباع رحمه الله تعالى.
---
د. أنمار
04-29-2004, 01:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تنبيه:
العنواوين التي بين [ ] من زياداتي وكذا ما بين ( وفيه قلت، أو ما يشير إلى كونه من كلامي ) وجميع الترقيمات من صنعي إلا ما جاء في أول عنوان.
وأترككم مع درس اليوم عن الوقف عند علماء هذا الشأن
من كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
للعلامة الضباع،
شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
=====================
(28 – 30 الوقف والسكت والقطع)
كان كثير من المتقدمين يطلقون هذه الثلاثة ويريدون بها الوقف غالبا، وفرق بينهما (لعل الصواب بينها) عامة المتأخرين وجماعة من المتقدمين، وجعلوا كلا منها لغرض خاص، وهو التحقيق.
[تعريفات]
[28 – الوقف]
أما الوقف فمعناه لغة: الكف عن القول والفعل أي تركهما،
وعرفا: قطع الصوت على آخر الكلمة الوضعية زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة إما بما يلي الحرف الموقوف عليه أو بما قبله، فلابد من التنفس معه.
وقال ملا علي القاري: الوقف قطع الصوت آخر الكلمة الوضعية زمانا
فقوله "قطع الصوت" جنس، وقوله "آخر الكلمة"، فصل أخرج به القطع على بعض الكلمة فإنه لغوي لا صناعي
و"الوضعية"، أدرج نحو كل ما المفصولة فإن آخرها اللام وضعا
وقيدنا بالمفصولة لأن الوقف على لام كلما الموصولة لا يجوز عند القراء لمخالفة الرسم
وقيد "زمانا" أخرج السكت فإنه قطع الصوت آنا، كما سيأتي.(1/1630)
قال وهذا القيد قائم مقام التنفس الذي صرح به بعضهم، ويأتي الوقف في رؤوس الآي وأوساطها ولا يأتي في وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسما وينبغي معه البسملة في فواتح السور.
قال وهذا القيد قائم مقام التنفس الذي صرح به بعضهم، ويأتي الوقف في رؤوس الآي وأوساطها ولا يأتي في وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسما وينبغي معه البسملة في فواتح السور.
[29- السكت]
وأما السكت فهو على قسمين:
سكت للهمزة وسكت لغيره
وقد عرفوا الأول بأنه: قطع الصوت على الساكن زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس.
وعرفه بعضهم بأنه: قطع الصوت على الساكن آنا.
والـ"آن" قيد، قائم مقام عدم التنفس المذكور في عبارة غيره، ويقع في وسط الكلمة وفيما اتصل رسما
وعرفوا الثاني بأنه: قطع الصوت آخر الكلمة زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس.
وقد اختلفت ألفاظ الأئمة في التعبير عنه بما يدل على طول السكت وقصره
فقال أصحاب سليم عنه عن حمزة: سكتة يسيرة
وقال ابن سليم : ولم يكن السكت على الساكن كثيرا
وقال الأشناني: قصيرة
وقال ابن قتيبة: مختلسة بلا إشباع
وعن الأعشى: تسكت حتى يظن أنك قد نسيت ما بعد الحرف
وقال ابن غلبون : يسيرة
وقال مكي: خفيفة
وقال ابن شريح: وقيفة
وقال أبو العلا من غير نفس
وقال الشاطبي: سكتا مقللا
والداني: لطيفة من غير قطع نفس
وقال في المبهج: وقفة تؤذن بإسرار البسملة
وهذا يدل على المهملة (لعلها المهلة) فقد اجتمعت ألفاظهم على أن السكت زمنه دون زمن الوقف عادة، وهم في مقداره بحسب مذاهبهم في التحقيق والتوسط والحدر.
واختلفت آراء المتأخرين في المراد بكونه دون تنفس
فقال أبو شامة: المراد عدم الإطالة المؤذنة بالإعراض عن القراءة
وقال الجعبري: المراد قطع الصوت زمنا قليلا أقصر من زمن إخراج النفس لأنه إن طال صار وقفا يوجب البسملة(1/1631)
وقال ابن بضحان: أي دون مهلة وليس بالتنفس هنا أخراج النفس بدليل أن القارئ إذا أخرج نفسه مع السكت بدون مهلة لم يمنع من ذلك. فدل على أن التنفس هنا بمعنى المهلة.
وقال ابن جبارة: يحتمل معنيين
أحدهما: سكوت يقصد به الفصل بين السورتين، لا السكوت الذي يقصد به القارئ التنفس
والثاني: سكوت دون السكوت لأجل التنفس أي أقصر منه أي دونه في المنزلة والقصر. لكن يحتاج إذا حمل الكلام على هذا المعنى أن يعلم مقدار السكت لأجل التنفس حتى يجعل هذه دونه في القصر.
قال: يعلم ذلك بالعادة وعرف القراء اهـ
قال المحقق ابن الجزري بعد سرده ما ذكرنا
والصواب حمل دون على معنى غير كما دلت عليه نصوص المتقدمين من أن السكت لا يكون إلا مع عدم التنفس سواء قل زمنه أو كثر وإن حمله على معنى أقل خطأ
قال : وإنما كان هذا صواباً لوجوه:
(أحدها) ما تقدم عن الأعشى حتى يظن أنك قد نسيت
وهذا صريح في أن زمنه أكثر من زمن إخراج النفس وغيره
(ثانيها) قول صاحب المبهج: سكتة تؤذن بإسرار البسملة.
وهذا أكثر من زمن إخراج النفس
(ثالثها) أن التنفس على الساكن في نحو: الأرض، والآخرة، وقرآن. ممنوع اتفاقاً كما لا يجوز في نحو: الخالق والبارئ،
لامتناع التنفس في وسط الكلمة إجماعا(1/1632)
وأما استدلال الجعبري وابن بضحان بأن القارئ إذا أخرج نفسه مع السكت بدون مهلة، لا يمنع من ذلك، فليس مطلقا لأنه إن أراد السكت منع إجماعاً، إذ لا يجوز وسط الكلمة إجماعا كما تقدم، أو بين السورتين، لأن كلامه فيه جاريا باعتبار أن أواخر السور في نفسها تمام يجوز القطع عليها والوقف. فلا محذور من التنفس عليها. نعم، لا يخرّج وجه السكت مع التنفس، فلو تنفس القارئ آخر سورة لصاحب السكت أو على (عوجاً، ومرقدنا) لحفص بلا مهلة لم يكن ساكتاً ولا واقفاً إذ السكت لا يكون معه تنفس والوقف فيه التنفس مع المهلة ثم إن السكت مقيدا سواء كان الساكن المسكوت عليه متصلا بما بعده أي في كلمة أو منفصل في كلمتين، ومنه أواخر السور فلا يجوز إلا فيما صحت به الرواية لمعنى مقصود لذاته، وهذا هو الصحيح. وحكى أبو عمرو الداني والخزاعي عن ابن مجاهد أنه جائز في رؤوس الآي مطلقاً حالة الوصل لقصد البيان وحمل بعضهم قول أم سلمة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقف.. الحديث، على ذلك وإذا صح ذلك جاز. لكنه غير معمول به . اهـ
[30- القطع]
وأما القطع فهو عبارة عن قطع القراءة رأساً والانتقال منها إلى غيرها، كالذي يقطع القراءة على حزب أو ورد أو عشر أو في ركعة ثم يركع،.. ونحو ذلك، مما يؤذن بانقضاء القراءة والانتقال منها إلى حالة أخرى، وينبغي أن لا يكون إلا على رأس آية، لأن رؤوس الآي في نفسها مقاطع.
[تنبيه]
وإذا نظرت إلى الثلاثة تجدها تشترك في قطع الصوت زمنا،
وينفرد السكت بكونه من غير تنفس،
والقطع بكونه لا يكون إلى على رأس آية بنية قطع القراءة والانتقال منها لأمر آخر
بخلاف الوقف فإنه أعم منه، فبينهما عموم وخصوص
[مقدمة في علم الوقف والابتداء]
[فوائد معرفة علم الوقف](1/1633)
ثم إن الوقف من الأمور المهمة التي يجب على القارئ معرفتها ويتأكد عليه الاعتناء بها أتم اعتناء لما يترتب على معرفته من الفوائد التي تؤدي إلى عدم الخطأ في لفظ القرآن وفهم معانيه،
وله حالتان:
(الأولى) معرفة ما يوقف عليه وما يبتدأ به
(والثانية) معرفة ما يوقف به من الأوجه
والأولى تتعلق بفن التجويد وأكثر مؤلفيه ذكروها هنالك وأفردها بالتأليف جماعة من الأئمة قديماً وحديثاً كأبي جعفر النحاس وأبي بكر ابن الأنباري والزجاجي والداني وأبي محمد العماني وأبي جعفر السجاوندي وشيخ القراء ابن الجزري وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري والنكزاوي والأشموني وغيرهم
والثانية تتعلق بفن القراءات
وجملة الأوجه التي يقف بها القراء غالبا خمسة أوجه:
1 - الإسكان
2 - والروم
3 - والإشمام
4 - والحذف
5 - والإبدال
وسيأتي الكلام على كل منها قريبا إن شاء الله تعالى
والسبب الداعي إلى معرفة الحالة الأولى
أنه لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أو القصة في نفس واحد ولم يجر التنفس بين كلمتين حالة الوصل بل ذلك كالتنفس في أثناء الكلمة وجب حينئذٍ اختيار وقف للتنفس والاستراحة وتعين ارتضاء ابتداء بعده، وتحتم أن لا يكون ذلك مما يحيل المعنى ولا يخل بالفهم، إذ بذلك يظهر الإعجاز ويحصل القصد، ولذلك حض الأئمة على تعلمه ومعرفته كما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن الترتيل من قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا فقال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف،
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: لقد عشنا برهة وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على النبي صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها.
ففي كلام علي رضي الله عنه دليل على وجوب تعلمه ومعرفته
وفي كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة رضي الله عنهم.(1/1634)
وصح بل تواتر تعلمه والاعتناء به من السلف الصالح كأبي جعفر القارئ أحد أعيان التابعين وشيخ إقراء المدينة في وقته وأبي عمرو ويعقوب وعاصم وغيرهم.
ومن ثم اشترط كثير من أئمة الخلف على المجيز أن لا يجيز أحداً إلا بعد معرفته الوقف والابتداء.
وصح عن الشعبي وهو من أئمة التابعين أنه قال: إذا قرأت (كل من عليها فان) فلا تسكت حتى تقرأ (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
وقال الإمام أبو الخير:
الوقف في الصدر الأول : الصحابة والتابعين وسائر العلماء، مرغوب فيه من مشايخ القراء والأئمة الفضلاء، مطلوب فيما سلف من الأعصار، واردة به الأخبار الثابتة والآثار الصحيحة. ففي الصحيحين أن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقطع قراءته يقول: الحمد لله رب العالمين، ثم يقف.. الحديث
وقال بعضهم:
إن معرفة الوقف تظهر مذهب أهل السنة من مذهب المعتزلة كما لو وقف على قوله وربك يخلق ما يشاء ويختار فالوقف على يختار هو مذهب أهل السنة لنفي اختيار الخلق لاختيار الحق فليس لأحد أن يختار بل الخيرة لله تعالى. أخرج هذا الأثر البيهقي في سننه.
وروي أن رجلين أتيا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتشهد أحدهما فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما، ووقف. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قم، بئس خطيب القوم أنت. قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى.
ففي الخبر دليل واضح على كراهة القطع على المستبشع من اللفظ المتعلق بما يبين حقيقته ويدل على المراد منه، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم إنما أقام الخطيب لما قطع على ما يقبح لأنه جمع بقطعه بين حال من أطاع ومن عصى ولم يفصل بين ذلك أو يصل الكلام إلى آخره، فيقول: ومن يعصهما فقد غوى. فإذا كان مثل هذا مكروهاً مستبشعاً في الكلام الجاري بين المخلوقين فهو في كلام الله أشد كراهة وقبحاً وتجنبه أولى وأحق.(1/1635)
وقال الهذلي في كامله: الوقف حلية التلاوة، وزينة القارئ، وبلوغ التالي، وفهم المستمع، وفخر العالم، وبه يعرف الفرق بين المعنيين المختلفين، والنقيضين المتنافيين، والحكمين المتغايرين.
وقال أبو حاتم: من لم يعرف الوقف لم يعرف القرآن.
وقال ابن الأنباري : من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء إذ لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن إلا بمعرفة الفواصل. اهـ
وينقسم الوقف إلى خمسة أقسام
1 - اختياري، بالياء التحتية. وهو الذي يقصده القارئ لذاته من غير عروض سبب من الأسباب.
2 - اضطراري. وهو ما يعرض بسبب ضيق النفس ونحوه كعجز ونسيان. ومنه وقف القارئ ليسأل شيخه كيف يقف على الكلمة فحينئذ يجوز الوقف على أي كلمة كانت، وإن لم يتم المعنى. كأن وقف على شرط دون جوابه، أو على موصول دون صلته. لكن يجب الابتداء من الكلمة التي وقف عليها إن صلح الابتداء.
3 - اختباري، بالموحدة. وهو الذي يطلب من القارئ لقصد امتحانه.
4 - تعريفي. وهو ما تركب من الاضطراري والاختباري. كأن يقف لتعليم قارئ، أو لإجابة ممتحن، أو لإعلام غيره بكيفية الوقف.
5 - انتظاري. وهو الوقف على كلمات الخلاف لقصد استيفاء ما فيها من الأوجه حين القراءة بجمع الروايات.
[أقسام الوقف الاختياري ومصطلحات العلماء واختلافهم]
ثم إن العلماء رحمهم الله تعالى قسموا الوقف الاختياري إلى أنواع، ولكنهم اختلفوا في عددها وتسميتها
فقال جماعة منهم الداني وابن الجزري إنها أربعة أقسام:
التام وكاف وحسن وقبيح
1-فالتام
هو الوقف على كل كلمة ليس لها تعلق بما بعدها ألبتة، أي لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى.
كقوله : وأولئك هم المفلحون
فيوقف عليه ويبتدأ بما بعده
2-والكافي
هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها، ولا بما قبلها لفظا، بل معنى فقط
كقوله: أم لم تنذرهم لا يؤمنون،
لأنها مع ما بعدها ، وهو ختم الله متعلق بالكافرين.
وهو كالتام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده.(1/1636)
3- والحسن
هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا فقط
كالوقف على الحمد لله.
فيوقف عليه بشرط تمام الكلام عند تلك الكلمة، ولا يحسن الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، إلا أن يكون رأس آية، فإنه يجوز في اختيار أكثر أهل الأداء لما سيأتي.
4- والقبيح
هو الوقف على لفظ غير مفيد، لعدم تمام الكلام. وقد يتعلق ما بعده بما قبله لفظا ومعنى.
كالوقف على بسم من بسم الله.
إذ لا يعلم إلى أي شيء أضيف،
أو على كلام يوهم وصفا لا يليق به تعالى.
وقالت طائفة منهم ابن الأنباري إنها ثلاثة : تام وحسن وقبيح
1- فالتام
هو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به
كالوقف على وأولئك هم المفلحون
2- والحسن
هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده
كقوله : الحمد لله، لأن الابتداء برب العالمين لا يحسن لكونه صفة لما قبله
3- والقبيح
هو الذي ليس بتام ولا حسن
كالوقف على بسم من بسم الله
وقال آخرون: تام مختار، وكاف جائز ، وقبيح، وهو قريب مما قبله.
وقال السجاوندي وجماعة من المشارقة: الوقف (يعني الاختياري) على خمس مراتب:
لازم، ومطلق، وجائز، ومجوز لوجه، ومرخص ضرورة.
1- فاللازم
ما لو وصل طرفاه غيّر المراد
نحو قوله: وما هم بمؤمنين
يلزم الوقف هنا إذ لو وصل بقوله "يخادعون الله" ، توهم أن الجملة صفة لقوله "بمؤمنين"، فالنتفى الخداع كما تقول ما هو بمؤمن مخادع
2- والمطلق
هو ما يحسن الابتداء بما بعده
كالاسم المبتدأ به، والفعل المستأنف ، ومفعول المحذوف، والشرط، والاستفهام، والنفي.
3-والجائز
ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين.
نحو: "ما أنزل من قبلك"، فإن واو العطف تقتضي الوصل، وتقديم المفعول يقطع النظم. فإن التقدير: ويوقنون بالآخرة.
4-والمجوز لوجه(1/1637)
نحو: "أولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالآخرة"، لأن الفاء في قوله "فلا يخفف عنهم" تقتضي التسبب والجزاء، وذلك يوجب الوصل، وكون لفظ الفعل على الاستئناف يجعل للفصل وجها.
5-والمرخص ضرورة
ما لا يستغني ما بعده عما قبله، لكنه يرخص لانقطاع النفس وطول الكلام، ولا يلزم الوصل بالعود لأن ما بعده جملة مفهومة
كقوله : "والسماء بناء"
لأن قوله "وأنزل" لا يستغني عن سياق الكلام، فإن فاعله ضمير يعود إلى ما قبله غير أن الجملة مفهومة.
وقال جماعة من المتقدمين:
الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب
1 - تام
2 - وشبيه به
3 - وناقص
4 - وشبيه به
5 - وحسن
6 - وشبيه به
7 - وقبيح
8 - وشبيه به اهـ
وقال جماعة منهم الإمام العماني، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري: الوقف على مراتب:
أعلاها:
1- التام،
وهو الموضع الذي يستغني عما بعده
2- ثم الحسن،
وهو تام أيضا لكن له تعلق ما بما بعده، وقيل: هو ما يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده ، لتعلقه به لفظا ومعنى
كقوله "الحمد لله"، لأن المراد مفهوم ، والابتداء بـ"رب العالمين"، قبيح، لأنها مجرورة تابعة لما قبلها
3- ثم الكافي:
وهو ما يحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده، إلا أن له به تعلقا معنويا
كالوقف على : "حرمت عليكم أمهاتكم"
4- ثم الصالح
5- ثم المفهوم
وهما دونهما في الرتبة
كالوقف على قوله تعالى:"ضربت عليهم الذلة والمسكنة"، فهو صالح،
فإن قال: "وباؤوا بغضب من الله"، كان كافيا،
فإن بلغ "يعتدون"، كان تاما،
فإن بلغ "عند ربهم" كان مفهوما،
6- ثم الجائز، ما خرج عن ذلك، ولم يقبح
7- ثم البيان
8- ثم القبيح
وهو ما لا يعرف المراد منه أو يوهم الوقوع في محذور،
كالوقف على "بسم" من "بسم الله"، وعلى قوله : "لقد سمع الله قول الذين قالوا"، ونحو ذلك.
وقال جماعة: الوقف قسمين: تام وقبيح
وفي عبارة تام وناقص
وقال الفخر الرازي: الوقف ثلاثة أنواع، وذلك لأن:(1/1638)
1 . الوقف على كل كلام لا يفهم بنفسه: ناقص،
2 . والوقف على كل كلام مفهوم المعاني إلا أن ما بعده يكون متعلقا بما قبله يكون: كافيا،
3 . والوقف على كل كلام تام ويكون ما بعده منقطعا عنه يكون: وقفا تاما.
وقال الأشموني: يتنوع الوقف نظرا للتعلق إلى خمسة أقسام لأنه لا يخلو
1 . إما أن لا يتصل ما بعد الوقف بما قبله، لا لفظا ولا معنى فهو التام،
2 . أو يتصل ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، وهو القبيح
3 . أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظا وهو الكافي
4 . أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظا وهو الحسن
5 . والخامس متردد بين هذه الأقسام فتارة يتصل بالأول وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعرابا وتفسيرا
ثم قال: وأشرت إلى مراتبه بـ: تام وأتم وكاف وأكفى وحسن وأحسن وصالح وأصلح وقبيح وأقبح
فالكافي والحسن يتقاربان، والتام فوقهما، والصالح دونهما
فأعلاها: الأتم، ثم الأكفى، ثم الأحسن، ثم الأصلح ويعبر عنه بالجائز
وأما وقف البيان:
هو أن يبين معنى لا يفهم بدونه. كالوقف على قوله تعالى: "ويوقروه"، فرق بين الضميرين ، فالضمير في "ويوقروه" للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي "ويسبحوه" لله تعالى، والوقف أظهر هذا المعنى المراد اهـ
ثم قال:
1- فالتام
هو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله، لا لفظا ولا معنى، وأكثر ما يوجد في رءوس الآي غالبا، وقد يوجد في أثنائها.
2- والكافي
ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلا أن له به تعلقا ما من جهة المعنى، فهو منقطع لفظا متصل معنى
3- والحسن(1/1639)
ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، إذ كثيرا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بما بعدها ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها أو من حيث كونه نعتا لما قبله أو بدلا أو حالا أو توكيدا لأنه في نفسه مفيد يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، ولا يقبح الابتداء بما بعده إن كان رأس آية ، لأن الوقف على رءوس الآي سنة، وإن تعلق ما بعده بما قبله
4- والجائز
هو ما يجوز الوقف عليه وتركه
5- والقبيح
هو ما اشتد تعلقه بما بعده لفظا ومعنى اهـ
وقال جماعة من المتأخرين الوقف على قسمين: تام وغير تام
1-فالتام
هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، وأكثر ما يوجد عن رؤوس الآي غالبا. وقد يوجد في أثنائها، ويوجد عند آخر كل سورة، وعند آخر كل قصة، وقبل النداء،
2-وغير التام
هو الذي يتعلق بما بعده سواء كان التعلق من جهة اللفظ أو من جهة المعنى.
وهو ثلاثة أقسام: كاف وحسن وقبيح:
أ-فالوقف الكافي
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولا من حسن الابتداء بما بعده، والفرق بينه وبين التام أن التام لا يتعلق بما بعده أصلا، وهذا يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط ويكون في رؤوس الآي وغيرها
ب-والوقف الحسن
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء به ويسميه بعضهم بالصالح
ج-والوقف القبيح
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه ومن حسن الابتداء بما بعده وهو الوقف على ما لا يفهم منه المراد أو يفهم منه خلاف المراد اهـ
وقال الأستاذ الجليل شيخ المقارئ المصرية الحالي الشيخ محمد بن علي من خلف الحسيني حفظه الله ونفع بعلومه المسلمين: الوقف على خمس مراتب:
1-لازم
وهو ما قد يوهم خلاف المراد إذا وصل بما بعده
2-وجائز مع كون الوقف أولى(1/1640)
هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى
3-وجائز مستوي الطرفين
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولا من الابتداء بما بعده
4-وجائز مع كون الوصل أولى
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء بما بعده
والفرق بين الثلاثة أن الأول لا يتعلق بما بعده أصلا، والثاني يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط، والثالث يتعلق ما بعده به تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه والابتداء بما بعده
5-وممنوع
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده بأن لا يفهم منه المراد أو يوهم خلاف المراد . اهـ
وقال بسنية والوقف على رءوس الآي والابتداء بما بعدها مطلقا تبعا لما كان عليه جمهور أهل الأداء من السلف والخلف كأبي عمرو ابن العلاء وأبي محمد اليزيدي والإمام البيهقي والحافظ ابن الجزري وغيرهم.
فقد ورد عن أبي عمرو أنه كان يتعمد الوقف عليها ويقول: هو أحب إلي.
وقال البيهقي في شعب الإيمان: وإياه اختار.
وقال الداني في بيانه: الوقف على رؤوس الآي سنة.
وقال جماعة من العلماء الأفاضل: الوقف على رؤوس الآي وإن تعلقت بما بعدها اتباعا لهدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنته.
وقال النور الشبراملسي: وإياه أختار وبه آخذ لأن الاهتداء بهديه صلى الله عليه وآله وسلم أحرى، الاقتداء بسنته أفضل وأولى.
واستدلوا لذلك بما ورد عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقف، ثم يقول الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف.
قال الحافظ ابن الجزري وهو حديث حسن صحيح متصل الإسناد ورواه أبو داود ساكتا عليه والترمذي وأحمد وأبو عبيد وغيرهم.(1/1641)
وقال الملا علي الأشموني وزيني دحلان وغيرهم بعد أن أوردوه: وهذا أصل معتمد في الوقف على رءوس الآي، وإن كان ما بعد كل مرتبطا بما قبله ارتبطا معنويا، فيسن الوقف عليها ويجوز الابتداء بما بعدها لمجيئه عنه صلى الله عليه وآله وسلم. اهـ
وعلى ذلك عملنا.
وزعم جماعة من العلماء كالسجاوندي وصاحب الخلاصة والجعبري والقمي أن رءوس الآي وغيرها في حكم واحد من جهة تعلق ما بعد كل بما قبله وعدم تعلقه ولذا كتبوا: "قف"، و"لا"، فوق الفواصل، كما كتبوا فوق غيرها. وحملوا ما في الحديث على ما فعله صلى الله عليه وآله وسلم إنما قصد بيان الفواصل لا التعبد، أي فلا يكون الوقف عليها على رأيهم سنة، إذ لا يسن إلا ما فعله تعبدا.
ورده العلامة المتولي بقوله في تحقيق البيان: إن من المنصوص المقرر أن (كان إذا ) تفيد التكرر، وظاهر أن الإعلام يحصل بمرة ويبلغ الشاهد منهم الغائب، فليكن الباقي تعبدا ، وليس كله للإعلام حتى يعترض على هؤلاء الأعلام.اهـ
وقال بعضهم: يوقف عليها للبيان ثم يوصل لتمام المعنى.
وقال آخرون: لا يوقف عليها إلا إذا كان ما بعدها مفيدا لمعنى.
ويردهما قول شيخ الإسلام الباجوري في حاشيته على الشمائل: يسن الوقف على رؤوس الآي، وإن تعلقت بما بعدها كما صرح به البيهقي وغيره. ومحل قول بعض القراء (الأولى الوقف على موضع ينتهي فيه الكلام) فيما لم يعلم فيه وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأن الفضل والكمال في متابعته في كل حال. اهـ
واعلم أن من علامات كون الوقف أولى
( الابتداء بالاستفهام ملفوظا به أو مقدرا،
( وأن يكون آخر قصة وابتداء أخرى،
( والابتداء بيا النداء غالبا،
( أو الابتداء بفعل الأمر،
( أو الابتداء بلام القسم،
( أو الابتداء بالشرط ، لأن الابتداء به كلام مؤتنف، أو العدول عن الإخبار إلى الحكاية،
( أو الفصل بين الصفتين المتضادتين،
( أو تناهي الاستثناء،
( أو تناهي القول،
( أو الابتداء بالنهي أو النفي.(1/1642)
ومن علامات كون الوصل أولى كون ما بعده
( استثناء منه،
( أو نعتا،
( أو بدلا،
( أو توكيدا،
( أو حالا ،
( أو نعم،
( أو بئس،
( أو كيلا.
مالم يتقدمهن قول أو قسم.
ومن علامات كون الأمرين متساويين أن يكون ما بعد الوقف
( مبتدأ،
( أو فعلا مستأنفا،
( أو جملة مشتملة على ضمير يعود على ما قبله،
( أو مفعولا لفعل محذوف كوعد الله وسنة الله،
( أو نفيا،
( أو إن المكسورة،
( أو استفهاما،
( أو بل،
( أو إلا بمعنى لكن،
( أو ألا المخففة،
( أو السين،
( أو سوف، لأنها للوعيد.
ومن علامات الوقف الممنوع
تعلق ما بعده به أو تعلقه بما بعده، وكون ما بعده من تمامه، إذ لا يوقف على:
( المضاف دون المضاف إليه،
( ولا على المنعوت دون نعته، ما لم يكن رأس آية،
( ولا على الشرط دون جوابه،
( ولا على الرافع دون مرفوعه،
( ولا على الناصب دون منصوبه،
( ولا على المؤكد دون توكيده،
( ولا على المعطوف دون المعطوف عليه،
( ولا على المبدل دون المبدل منه،
( ولا على إن أو كان أو ظن أو لا وأخواتهن دون أسمائهن
( ولا على أسمائهن دون أخبارهن،
( ولا على المستثنى منه دون المستثنى إلا أن يكون منقطعا ففيه خلاف:
( المنع مطلقا لاحتياجه إلى ما قبله لفظا،
( والجواز مطلقا لأنه في معنى مبتدأ حذف خبره للدلالة عليه،
( والتفصيل فإن صرح بالخبر جاز وإن لم يصرح به فلا،
( ولا يوقف على الموصول دون متعلقه،
( ولا على الحال دون ذيها.
( ولا على المبتدأ دون خبره،
( ولا على المميز دون مميزه،
( ولا على القسم دون جوابه،
( ولا على القول دون مقوله، لأنهما متلازمان، كل واحد يطلب الآخر،
( ولا على المفسر دون مفسره، لأن تفسير الشيء لاحق به، ومتمم له وجار مجرى بعض أجزائه،
( وكذا لا يوقف بين عطف البيان ومعطوفه،
( ولا بين أم المتصلة وما بعدها إذ ما بعدها وما قبلها بمنزلة حرف واحد،
( ولا بين إذا وجوابها.
وهذا كله ما لم يكن الموقوف عليه رأس آية لما مر.(1/1643)
وأما الحالة الثانية فقد تقدم أن الأوجه التي يقف بها القراء خسمة :
الإسكان والروم والإشمام والحذف والإبدال ووفاء بما وعدتك به من الكلام عليها أقول:
=================
تابعه في الدرس القادم للعلامة الضباع.
---
د. أنمار
01-08-2006, 12:58 PM
قوله
ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن الترتيل من قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا فقال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف،
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: لقد عشنا برهة وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على النبي صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها.
ففي كلام علي رضي الله عنه دليل على وجوب تعلمه ومعرفته
وفي كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة رضي الله عنهم.
قلت هو أثر صحيح له حكم الرفع قال عنه الحاكم على شرط الشيخين ولا أعرف له علة ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (المستدرك 1/38)
وقل من رأيته يعزوه للحاكم بتصحيحه بل تعاقب النقلة على ذكره بدون عزو ويغلب على ظني أنهم إنما نقلونه عن ابن الجزري من نشره (1/225)
فكثير من علماء القراءات السابقين وقفوا عليه من طريق الداني مسندا في كتابه في الوقف ونقله المتأخرون عن ابن الجزري بدون عزو
أما أثر علي كرم الله تعالى وجهه فلم أقف عليه مسندا مع شدة التتبع في مظانه لا في كتب الآثار عند السنة ولا عند الشيعة بل رأيت متأخريهم ينقلونه عن أهل السنة
وأقدم من رأيته ذكر الأثر الإمام الأستاذ يوسف بن علي بن جبار الهذلي المغربي المتوفى سنة 465 هـ في كامله (مخطوط) وأظن ابن الجزري إنما نقله عنه في نشره (1/225) فهو أحد أصول كتاب النشر كما في الجزء الأول صفحة 91 ثم عنه انتشر في معظم كتب من ألف بعده والله أعلم
---
مساعد الطيار
04-01-2006, 01:47 PM(1/1644)
في هذا النقل كلام نفيس ، واخص منه ما يتعلق بضوابط وقوف المصاحف ( علامات كون الوقف أولى ... الخ من علامات الوقوف الأخرى .
ولعل من له عناية بالوقف ان يقوم باستقراء هذه الضوابط على وقوفات المصاحف ، ويدرسها دراسة تطبيقية لتجلية ما قاله الشيخ بالأمثلة .
---
محمد الزغول
12-06-2006, 11:02 AM
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمة وأرجو أن تدلني على أمثلة وتوضيح أكثر كيف نفرق بين الوقف التام والكافي مع ذكر بعض المراجع الخاصة والمفيدة في هذا الشأن والله يرعاك .... أخوكم محمد
---
نورة
03-14-2007, 04:57 AM
أما الوقف فمعناه لغة: الكف عن القول والفعل أي تركهما
الشيخ الفاضل الدكتور أنمار
نفع الله بك, وجعلك مباركا أينما كنت
هل من مصدر من كتب اللغة على هذا التعريف
---
(1/1645)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن أخطاء الكُتَّاب في القران ؟
---
سؤال عن أخطاء الكُتَّاب في القران ؟
---
زينب
05-04-2004, 09:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم
أشكر الاساتذه المحترمين د.مساعد الطيار وأحمد البريدي لكن اكرر سوالي اذا لا يوجد خطا’ في كتابه القران ما جوابكم عتن هذا الحديث : ان عندما راي عثمان الخطا في القران عندما عرضوا له قال لا يحتاج التغيير لان العرب يعلمون ما يقروون وايضا في الكتابه القران يوجد اخطا الذي لا ينطبق علي القواعد النحويه
ما جوابكم لهذا
---
مساعد الطيار
05-04-2004, 04:37 PM
أولاً : هناك قضية مهمة يجب التنبه لها ، وهي أن الصحابة أجمعوا على هذا الرسم ، ولم يُذكر أنَّ أحدًّ منهم غيَّر شيئًا منه ، فعثمان عمل ذلك على ملأ من الصحابة ، وفيهم بقية العشرة المبشرين بالجنة : علي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، وغيرهم من العشر ومن بقية الصحابة .
ومن ثَمَّ ، فهذا الرسم قد تمَّ الإجماع عليه من قِبَلِ هؤلاء الصحابة الكرام ، ولا يجوز أن يُغيَّر بأي دعوى من الدعاوى ؛ كدعوى عدم موافقته لما يُعرف اليوم من الرسم الإملائي ، أو غيرها .
ثانيًا : إنه لا يُتصوًّر أن يترك عثمان خطأ بيِّنًا في كتاب الله ، ولا يراجع فيه الصحابة ، وكذا يمرُّ هذا الخطأ على قراء الصحابة ولا ينبهون عثمان عليه ، فمن عرف اعتناء الصحابة بالقرآن ظهر له أنه لا يوجد خطأ في الكتابة التي كُتبت في عهد عثمان .(1/1646)
ثالثًا : في الحديث عن الرواية التي وردت عن عثمان ، وفيها : (( لما كُتبت المصاحف عُرِضت على عثمان ، فوجد فيها حروفًا من اللحن ، فقال : لا تغيروها ، فإن العرب ستغيرها ـ أو قال : ستعربها ـ بألسنتها . لو كان الكاتب من ثقيف ، والمملي من هذيل لم توجد هذه الحروف )) ، وفيها مسائل :
الأولى : روىهذا الأثرعكرمة وابن يعمر عن عثمان ، وعكرمة ويعمر لم يلقا عثمان ، ولم يسمعا منه ، ففي روايتهما انقطاع كما هو ظاهر ، وهذا مما لا يقبل في رواية الأخبار .
قالأبو عمرو الداني في كتاب المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار (ص:115 ـ 116) : (( ... هذا الخبر عندنا لا يقوم بمثله حجة ، ولا يصلح بخ دليل من جهتين :
إحداهما : أنه مع تخليطٍ في إسناده ، واضطراب في ألفاظه = مرسلٌ ؛ لأن ابن يعمر وعكرمة لم يسمعا من عثمان شيئًا ولا رأياه .
وأيضًا فإن ظاهر ألفاظه ينفي وروده عن عثمان رضي اله عنه لما فيه من الطعن عليه مع محله في الدين ومكانته في الإسلام ، وشدة اجتهاده في بذل النصيحة ، واهتباله بما فيه الصلاح للأمة ، فغير متمكن أن يتولى لهم جمع المصحف مع سائر الصحابة الأخيار الأتقياء الأبرار نظرًا لهم ليرتفع الاختلاف في القرآن بينهم ، ثم يترك لهم فيه ـ مع ذلك ـ لحنًا وخطأً يتولى تغييره من يأتي بعده ممن لا شك أنه لا يدرك مداه ولا يبلغ غايته ، ولا غاية من شاهد هذا ما لا يجوز لقائل أن يقوله ، ولا يحل لأحد أن يعتقده )) .
الثانية : المراد باللحن الذي ستقيمه العرب ، لو صح الأثر .
وقد أجاب عن ذلك أبو عمرو الداني كذلك ، وفحوى كلامه : أن المراد باللحن خروج الرسم عن مطابقة المنطوق ؛ في مثل (لا أذبحنه ) والألف في (لا) لا تقرأ ، وهذا من إصلاح النطق بالمرسوم ، أي ترك ما لا تصلح قراءته من المرسوم ، لعدم ورود القراءة به .
فالعرب الذين نزل القرآن بلغتهم يعرفون كيف يتلونه ، وعنهم سيأخذ من جاء بعدهم ، وبهذا يكون إصلاح اللحن .(1/1647)
الثالثة : تنوع الرسم عند العرب
أشار عثمان في قوله ـ إن صحَّ ـ إلى تنوع الرسم عند العرب ، وذلك بقوله : (( لو كان الكاتب من ثقيف ، والمملي من هذيل لم توجد هذه الحروف )) ، وهذا يدل على أن رسم هؤلاء يختلف عن رسم من كتب المصاحف ، وهذا راجع إلى تنوع الرسم كما ذكرت لك .
ثانيًا : وجود أخطاء في الكتابه تخالف القواعد النحوية
يرد هنا سؤالٌ ، وهو : أيهما أسبق القرآن والكتابة أو القواعد النحوية ؟
لا شك أن القرآن والكتابه أسبق من القواعد النحوية ، ومن ثمَّ ، فإنَّ القواعد النحوية تابعة لهما ، وليست هي تابعة للقواعد النحوية .
وهذه مسألة مشهورة في دراسات المعاصرين ، وقد كتبوا فيها مثل : دراسات في الأسلوب القرآني لمحمد عبد الخالق عظيمة ، وغيره .
وعلى هذا فلا يحتكم إلى قواعد النحو المتأخرة على ما كان سابقًا لها ، بل هو مصدر من أعظم مصادرها .
هذا والله الموفق .
---
د. أنمار
05-04-2004, 05:20 PM
أجدت يا شيخ مساعد،
فقد كفيت ووفيت ولم تترك مجالا للنقد أو التعقيب.
بارك الله فيك.
---
(1/1648)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لماذا اختار الله تعالى اللغة العربية للقرآن الكريم ؟
---
لماذا اختار الله تعالى اللغة العربية للقرآن الكريم ؟
---
محمد كالو
04-29-2004, 02:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن القرآن الكريم هو الذي وحَّد اللهجات العربية في بوتقة واحدة , فتحصنت اللغة العربية , ثم جاء المغول ليخنقوها , وقذفوها في مياه دجلة , إلا أنها لم تختنق ولم تغرقها مياه دجلة العارمة , فهبت اللغة العربية منتصبة على قدميْها .
وجاء ( نابليون ) يريد محوها ودفنها , فلم يستطع وأعلنت العربية عن وجودها .
وجاءت حركة ( الاتحاد والترقي ) في العهود الأخيرة من عمر الخلافة العثمانية , يريدون الكيد منها , فباءوا بالفشل الذريع .
وعقدت مؤتمرات ( باريس ) لمحو اللغة العربية من أرض الجزائر , فما استطاعوا أن يطفئوا نار حقدهم , هذه اللغة العظيمة , أي شيء أكسبها هذا الخلود والبقاء , لا شك
ولا ريب إنه كتاب الله ( القرآن الكريم ) .
ولهذا نفهم كلام العرب الذي قالوه قبل عشرات القرون , بينما الفرنسيون والإنكليز وغيرهم لا يستطيعون أن يفهموا ما كُتب قبل أربعمائة عام , إلا بجهد جهيد , وبالاستعانة بالمعجمات لحل غموض اللغة التي يسمونها ( الكلاسيكية ) أو ( القديمة ) بعد أن تغيرت قواعدها , على عكس العربية .
لقد أكد القرآن الكريم حقيقة عروبته في آيات كثيرة , منها قوله تبارك وتعالى :
(إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)[1] , وقوله :(ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون، قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون)[2], وقوله أيضاً :(كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون)[3].
ومع تأكيد القرآن هذه الحقيقة فقد نفى أن يكون فيه لسان غير عربي .
قال الإمام الشافعي :(1/1649)
( فأقام [ الله سبحانه وتعالى ] حجته بأن كتابه عربي في كل آية ذكرناها , ثم أكد ذلك بأن نفى عنه ـ جل ثناؤه ـ كل لسان غير لسان العرب في آيتين من كتابه )[4]:
فقال الله تعالى :(ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين)[5], وقال الله تعالى :(ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي)[6].
فالقرآن الكريم لم يخرج من مألوف العرب في لغتهم العربية , من حيث المفردات والجمل, فمن حروفهم تألفت كلماته , ومن كلماته ركبت جمله , ومن قواعدهم صيغت مفرداته, وتكونت جمله , وجاء تأليفه , وأحكم نظمه , فكان عربياً جارياً على أساليب العرب وبلاغتهم , ولكنه أعجزهم بأسلوبه وبيانه ونظمه الفذ , إلى جانب نفوذه الروحي , وأخباره بالغيوب , ومعانيه الصادقة , وأحكامه الدقيقة العادلة , والصالحة للتطبيق في كل زمان ومكان , وهو الكتاب الوحيد الذي تحدى منزله ـ جل جلاله ـ البشر كافة أن يأتوا بمثله .
كما يجب علينا أن نلاحظ أن القرآن الكريم , لم يعبر بكلمة (لغة) , وإنما عبر بـ(اللسان) بمعنى اللغة .
قبل نزول القرآن الكريم كان العرب يتكلمون اللغة العربية بالسليقة والسجية , فصيحة معربة , سليمة من اللحن والاختلال , ولم تكن لها قواعد مدونة , والنحو المدون لم يظهر حتى ظهر نور الإسلام , ونزل به القرآن , فخرج جيل الفتح الأول داعين إلى توحيد الله, مبشرين بدينه , حاملين كتابه بلسان عربي مبين , فانتشرت العربية بانتشار الإسلام , وكتب العلماء المسلمون من غير العرب أكثر من علماء العرب , وبذلك أصبحت العربية عالمية مقدسة , ومنتشرة في كثير من أقطار الأرض .
لقد كان للغة العربية ـ بفضل الإسلام ـ أنصار ومحبون من غير العرب, وكان لها منهم علماء وأعلام عرَّبهم الإسلام , حتى كان منهم أصحاب المؤلفات الرائعة , في قواعد اللغة العربية وفي بلاغة القرآن الكريم.(1/1650)
بل إن أعظم كتاب في النحو العربي هو كتاب سيبويه الفارسي .
ومن أعظم كتب العربية وفقهها (الخصائص) لأبي الفتح عثمان بن جني الرومي اليوناني.
وأشهر وأوثق مرجع لغوي في العربية (القاموس المحيط) لأبي طاهر محمد بن يعقوب الشيرازي الفيروزابادي وهو هندي .
وأشهر كتب إعجاز القرآن الكريم وأفضلها , مؤلفوها من غير العرب , نذكر منهم :
أحمد بن محمد الخطابي البستي الأفغاني.
وأبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني.
وعبد القاهر ابن عبد الرحمن الجرجاني.
وغيرهم كثير , ألفوا الكتب في مختلف الدراسات القرآنية, وفروع العربية وآدابها[7].
وهكذا صاروا مضرب الأمثال ,حتى أصبحنا إذا أردنا مدح أحد من علماء العرب , ألحقناه بأحدهم وشبهناه به فقلنا : فلان سيبويه عصره , أو زمخشري زمانه .
لقد أصبحت اللغة العربية , لغة الدين الحق الذي يؤمن به مئات الملايين من الناس خارج الوطن العربي , ويغارون عليها , ويفضلونها على لغاتهم الأولى , ويرون أنها أفضل اللغات وأحقها بالحياة , وهي أقوى وسيلة من وسائل الترابط والوحدة بين العرب أنفسهم , وبينهم وبين المسلمين الذين يتكلمون بها في البلاد الإسلامية , وهي أقوى من رابطة النسب والدم , لأن الدم لا يمكن استصفاؤه بسبب التصاهر والتزاوج , والعربية بما تحمله من رسالة هذا الدين وكتابه , هي أساس العلاقات الحضارية والثقافية والاجتماعية بين العرب والمسلمين , بها تتوحد أساليب التفكير والتعبير , ويمكن التفاهم والتعاون على البر والتقوى , ونصرة الإسلام , وهي الحصن الحصين الذي يحول دون احتلال عقول أبنائها بآراء وأفكار وافدة .
ولقد بلغ من حب السلف الصالح للغة العربية , وإعجابهم بعبقريتها , أن قال أبو الريحان البيروني :
(والله لأن أُهجَى بالعربية أحب إلي من أن أمدح بالفارسية)[8].(1/1651)
تلك من بعض حكمة الباري ـ جل جلاله ـ الذي أرسل كل رسول بلسان قومه , ولغة أمته التي بعث إليها , لدعوتها إلى الله باللسان الذي تفهم به وليكون لبيان الرسول أثر وتأثير , قال الله تبارك وتعالى :(وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) [9] .
ولما كانت رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم خاتمة وعامة , فقد وجب على جميع الناس والأمم الإيمان به واتباعه , ولا يكمل دين المرء إلا بتلاوة شيء من الكتاب العربي الذي أنزله الله تعالى , مما يجعل لغته لغة أتباعه وأمته , وأمة العروبة ليست أمة بالنسب والدم فقط , وإنما من تكلم العربية فهو عربي اللسان والثقافة والانتماء , وقد كان العرب يقولون : كل من سكن بلاد العرب وجزيرتها ونطق بلسان أهلها ، فهم عرب[10].
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : جاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها صهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي , فقال : هذا الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة هذا الرجل , فما بال هؤلاء ؟
فقام معاذ بن جبل , فأخذ بتلابيبه ثم أتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بمقالته , فقام النبي صلى الله عليه وسلم مغضباً يجر رداءه , حتى دخل المسجد ثم نودي : إن الصلاة جامعة , فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد :
أيها الناس إن الرب رب واحد , والأب أب واحد , والدين دين واحد , وإن العربية ليست لأحدكم بأب ولا أم , إنما هي لسان , فمن تكلم بالعربية فهو عربي , فقام معاذ بن جبل فقال : بم تأمرنا في هذا المنافق ؟
فقال : دعه إلى النار , فكان قيس ممن ارتدَّ فقتل في الردة[11].
إذن العربية ليست بالولادة ولا بالنسب والسلالة , وإنما بالكلام , فمن تكلم العربية فهو عربي !
ولذلك استطاعت العربية أن تجمع تحت رايتها أمماً وأنساباً وأعراقاً ودماء شتى ممن يدينون بالإسلام .(1/1652)
ثم إن علوم العربية الرئيسية , وهي علم اللغة والنحو والصرف والبلاغة بأقسامها الثلاثة , الفضل الأول في نشأتها ونموها واستمرارها يرجع إلى القرآن الكريم , وحرص المسلمين الشديد على المحافظة عليه , والدفاع عنه , وبيان إعجازه , ولما فزع العرب من انتشار اللحن في العربية , هبّوا لتقنين العربية بابتكار النحو لدرء الخطر عنه , وتعليم الداخلين في الإسلام العربية مقعّدة ومبوَّبة , ثم كان ابتكار نقط الإعراب الذي تطور إلى الشكل المعروف(الفتحة والكسرة والضمة والسكون ) .
ولقد اشترط علماء الإسلام على من يريد تفسير القرآن الكريم , أن يكون واسع العلم بالعربية وأساليبها وعلومها وعلوم الإسلام التي منها علوم القرآن , لاستنباطها منه , ونشأتها في رحابه , واستمرار الحياة لها بحفظه , قال مجاهد : (لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر , أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب)[12].
وقال الإمام مالك :(لا أوتى برجل غير عالم بلغات العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالاً )[13].
وقال الإمام الشافعي : ( فإن قال قائل : ما الحجة في أن كتاب الله محض بلسان العرب لا يخلطه فيه غيره ؟
فالحجة فيه كتاب الله , قال الله تعالى :(وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه)[14].
فإن قال قائل : فإن الرسل قبل محمد كانوا يرسلون إلى قومهم خاصة , وإن محمد بعث إلى الناس كافة , فقد يحتمل أن يكون بُعث بلسان قومه خاصة , ويكون على الناس كافة أن يتعلموا لسانه وما أطاقوا منه , ويحتمل أن يكون بُعِث بألسنتهم , فهل من دليل على أنه بُعث بلسان قومه خاصة دون ألسنة العجم ؟؟(1/1653)
فإن كانت الألسنة مختلفة بما لا يفهمه بعضهم عن بعض , فلا بد أن يكون بعضهم تبعاً لبعض , وأن يكون الفضل في اللسان المتبَّع على التابع , وأولى الناس بالفضل باللسان , مَن لسانُه لسان النبي , ولا يجوز _ والله أعلم _ أن يكون أهل لسانه أتباعاً لأهل لسان في حرف واحد , بل كل لسان تبع للسانه , وكل أهل دين قبله عليهم اتباع دينه , وقد بيَّن الله ذلك في أكثر آية من كتابه , قال الله تعالى :(وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) [15] وقال:( وكذلك أنزلناه حكماً عربياً)[16] ، وقال :(وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها)[17].
وقال الشافعي أيضاً : ( وإنما بدأت بما وصفت من أن القرآن نزل بلسان العرب دون غيره , لأنه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب , وكثرة وجوهه , وجماع معانيه وتفرقها , ومن عَلِمَه انتفت عنه الشبه التي دخلت على من جهل لسانها)[18].
واللغة العربية أيضاً , لغة الغنى والثراء والسعة , قال الإمام الشافعي : (لسان العرب أوسع الألسنة مذهباً , وأكثرها ألفاظاً , ولا نعلمه يحيط بجميع علمه نبي , ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجوداً فيها )[19].
فلا يمكن لأحد إحصاء جميع الألفاظ العربية , مهما بلغ في اللغة شأواً بعيداً , وفي اللغة العربية كثير من الأسماء لمسمى واحد , كأسماء الأسد والحية والعسل , وممن ألف في المترادف , العلامة مجد الدين الفيروز أبادي صاحب ( القاموس ) , ألف فيه كتابا سماه : ( الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف ) , وأفرد خلقٌ من الأئمة كتباً في أسماء أشياء مخصوصة , فألف ابن خالويه كتاباً في ( أسماء الأسد ) , وكتاباً في ( أسماء الحية ), ذكر أمثلة من ذلك ( العسل ) له ثمانون اسماً , أوردها صاحب ( القاموس ) في كتابه الذي سماه : ( ترقيق الأسل لتصفيق العسل)[20].(1/1654)
والعجب كل العجب من أولئك الذين يشكون من فقر اللغة العربية , وعجزها عن مواكبة العصر , والتطوُّر العلمي الهائل , ولله در الشاعر العربي حافظ إبراهيم , الذي قال على لسان العربية :
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي= وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رَمَوْني بعقم في الشباب وليتني= عقمت فلم أجزع لقول عُداتي
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية= وما ضُقْت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة= وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن= فهل ساءلوا الغوَّاص عن صَدَفاتي ؟
كما أن اللغة العربية لغة اشتقاقية , تقوم على أبواب الفعل الثلاثي , لذلك فإن خزائنها من المفردات يمكن أن تزداد دائماً , وكل الكلمات المشتقة من أصل ثلاثي معها المعنى الأصلي , بخلاف غيرها من اللغات , فالاشتقاق من أبرز هذه اللغة وخصائصها , وهو ثابت عن الباري سبحانه وتعالى .
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَنَا الرَّحْمَنُ , خَلَقْتُ الرَّحِمَ , وَشَقَقْتُ لَهَا مِنْ اسْمِي اسْمًا , فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ , وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ)[21].
وعدد الألفاظ المستعملة من اللغة العربية , خمسة ملايين وتسعة وتسعون ألفاً و أربعمائة لفظ , من جملة ستة ملايين وستمائة وتسعين ألفاً وأربعمائة لفظ , بينما نجد غيرها من اللغات الأوربية لا يبلغ عدد مفرداتها معشار ما بلغته مفردات العربية[22].
واللغة العربية لغة الفصاحة والبيان ، قال الفارابي في (ديوان الأدب):(1/1655)
(هذا اللسان كلام أهل الجنة ,وهو المنزه من بين الألسنة من كل نقيصة , والمعلى من كل خسيسة , والمهذب ما يستهجن أو يستشنع , فبنى مباني باين بها جميع اللغات من إعراب أوجده الله له , وتأليف بين حركة وسكون حلاَّه به , فلم يجمع بين ساكنَيْن , أو متحركَيْن متضادَّيْن , ولم يلاق بين حرفَيْن لا يأتلفان ولا يعذب النطق بهما أو يشنع ذلك منهما في جرس النغمة وحس السمع , كالغين مع الحاء , والقاف مع الكاف , والحرف المطبق مع غير المطبق , مثل تاء الافتعال ,و الصاد مع الضاد في أخوات لهما , والواو الساكنة مع الكسرة قبلها , والياء الساكنة مع الضمة قبلها , في خلال كثيرة من هذا الشكل لا تحصى )[23].
واللغة العربية ناضجة , ومرنة , وينطبق هذا على نحوها ومفرداتها وتراكيبها وسماتها الدلالية , فلا يكون المتكلم بالعربية ملزماً بترتيب عقيم للكلمات , كالمتكلم بالإنكليزية , فإنه يتبع ترتيباً معيَّناً : ( فاعل _ فعل _ مفعول به ) , فإذا أردت أن تقول : ( أكل زيد لحماً ) يجب أن يكون الترتيب : ( زيد أكل لحماً ) , ولا يجوز أن تقول : ( أكل زيد لحماً ) ولا ( لحماً أكل زيد ) ولا ( أكل لحماً زيد ) , بينما يجوز في اللغة العربية أن تقول كل هذه الصيغ , وذلك لوجود علامات الإعراب التي تلحق أواخر الكلمات , وتميز الفعل من الفاعل والمفعول به , ونظام الإعراب هذا يدل على المرونة التي تتميز بها اللغة العربية .
وللغة العربية تأثيرها الفعَّال في اللغات الأوربية , كالإسبانية مثلاً , فإنه يوجد في اللغة الإسبانية ما يزيد على / 2500 / كلمة من أصل عربي , ومعظم الكلمات الإسبانية المبدوءة بأل هي من أصل عربي , وكثير من المصطلحات العلمية الأوربية هي من أصول عربية وضعها العرب , وبقيت في تلك اللغات دون أن يكون لها مرادفات لاتينية أو إسبانية .(1/1656)
وإذا قابلنا اللغة العربية بلغات العالم الأخرى , لوجدناها أنها اللغة السادسة من حيث عدد المتكلمين بها , كما أنها اللغة الأكثر انتشاراً في أفريقيا وغرب آسيا , لكونها اللغة الدينية لأكثر من مليار مسلم .
لقد خاضت اللغة العربية صراعات عنيفة في القرون الأولى للإسلام , وانتصرت عليها , وحلت محلها في ميادين الدين والأدب والعلم , وكادت أن تتعرب الشعوب الإسلامية كلها , إلا أنها لاقت صعوبات جمة من الشعوبية التي تعادي العرب , وتحتقر آدابهم , من أولئك الذين لم يتمكن الإسلام من نفوسهم , حتى تركت اللغة مكانها في مواطن كثيرة من أرض الإسلام , وها هو الشاعر العربي المتنبي , حينما مرَّ بشِعب بَوَّان[24] من أرض فارس ( إيران ) , أحسَّ بغربة اللسان والانتماء والوجود فقال :
مغاني الشعب طيباً في المغاني = بمنزلة الربيع من الزمان
ولكن الفتى العربي فيها= غريب الوجه واليد واللسان
ملاعب جنة لو سار فيها= سليمان لسار بترجمان[25]
ولكن العربية بقيت لغة الدين الإسلامي , وعلماء العربية يحرصون عليها ويدافعون عنها , ويتضح ذلك في قول أبي القاسم محمود الزمخشري الخوارزمي , في مقدمة كتابه (المفصل):
( اللهَ أحمد على أن جعلني من علماء العربية , وجبلني على الغضب للعرب والعصبية , وأبى لي أن أنفرد عن صميم أنصارهم وأمتاز , وأنضوي إلى لفيف الشعوبية وأنحاز , وعصمني من مذهبهم الذي لم يجد عليهم إلا الرشق بألسنة اللاعنين , والمشق بأسنة الطاعنين )[26].(1/1657)
ولا شك أيضاً أن القرآن الكريم بانتقاله مشافهة متواترة , حفظ للعربية أصوات حروفها , وضبط لها مخارجها وأحكام نطقها , وقامت بين اللغة العربية والإسلام صلات وصلات يكثر تعدادها , ويصعب حصرها , فلا إسلام بلا قرآن , كما أنه لا قرآن بغير اللغة العربية , وليس صادقاً في ادّعائه القومية العربية , من لم يدْعه إخلاصه للغة العربية , وصدقه في حبها , إلى العناية بالقرآن الكريم وهو كتابها الأكبر , ونموذج أدبها المعجز , إنه منها صوته وصورته .
ولقد دوَّت أبواق الباطل في كل مكان , رافعة عقيرتها , وناعقة بالتمرد على اللغة العربية و تفتيتها وتمزيقها ـ والهدف هو القضاء على القرآن ـ لأن القرآن عربي , والعربية لغة القرآن, وارتباط كتاب سماوي منزَّل بلغة بعينها , أمر لا يعرف إلا لهذا الدين وهذه اللغة العربية وقد قال الله تبارك وتعالى :( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[27].
لقد شدَّ الإسلام أقواماً غير عرب إلى لغة العرب , ونشر اللغة العربية في بلاد لم يكن لها فيها نصير, ولا للعرب فيها سلطان , ولقد خرجت اللغة العربية من جزيرة العرب مع الفتح الإسلامي فإذا هي لغة أهل الشام والعراق ومصر وغيرها , وإذا بها تتعدَّى كونها لغة دين إلى لغة شعب ودولة .
ولا زال للإسلام أثره في نشر اللغة العربية , والحفاظ عليها في بلاد غير عربية , وأثره يفوق كثيراً آثار المراكز الثقافية التي نراها اليوم منتشرة في بلدان العالم , ثم إن أصحاب هذه المراكز, ينفقون الأموال الطائلة في سبيل الدعاية لمراكزهم وثقافتهم ونشر لغتهم , على حين أن الإسلام يجعل من البلاد التي ينتشر فيها , شعوباً راغبة في تعلم لغته , وما أكثر ما نسمع أصواتاً ترتفع في تلك البلاد , مطالبة بإرسال المدرسين العرب لتعليم اللغة العربية , أو مطالبة بقبول أبنائها في مدارس البلاد العربية , ليتعلموا اللغة العربية .(1/1658)
لقد استهوى الإسلام أقواماً فحبب إليهم لغته , بل كان الفضل عظيماً للإسلام في ظهور عدد لا يحصى من العلماء غير العرب , الذين بلغوا القمة في لغة العرب وعلومها من نحو وصرف وبلاغة, وهذا سيبويه , يقسم ليطلبنَّ علماً يزيل عنه اللحن , فانصرف إلى طلب النحو , ولم يكن من غرضه وقصده تعلم اللغة العربية , وإنما كان يريد علماً يفقهه في الدين .
فقد رووا أن سبب تعويله على الخليل في طلب النحو مع ماكان عليه من الميل إلى التفسير والحديث , فإنه سأل يوماً حماد بن سلمة فقال له :
أحدثك هشام بن عروة عن أبيه في رجل رعُف في الصلاة ( بضم العين ) ؟
فقال له حماد : أخطأتَ إنما هو رعَف ( بفتح العين ) , فانصرف إلى الخليل فشكا إليه ما لقيه من حماد
فقال له الخليل : صدق حماد ، ومثل حماد يقول هذا , ورعُف بضم العين لغة ضعيفة .
وقيل : إنه قدم البصرة من البيداء من قرى شيراز من عمل فارس , وكان مولده ومنشؤه بها, ليكتب الحديث ويرويه فلزم حلقة حماد بن سلمة, فبينما هو يستملي على حماد قول النبي صلى الله عليه وسلم :
ليس من أصحابي إلا من لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء .
فقال سيبويه : ليس أبوالدرداء ( بالرفع ) وخمنه اسم ( ليس )
فقال له حماد : لحنت يا سيبويه , ليس هذا حيث ذهبت , إنما ( ليس ) ههنا استثناء
فقال سيبويه : سأطلب علماً لا تلحنني فيه, فلزم الخليل وبرع في العلم[28].
لقد خرجت لغة الدين الحق الذي يؤمن به الملايين من الناس , خارج وطنها الأصلي, ويغارون عليها, ويفضلونها على لغتهم الأولى, ويرونها أفضل اللغات , وأحقها بالحياة, خرجت إلى الدنيا, وأصبحت عالمية مقدسة, لأنها لغة القرآن الكريم, وهي من أقوى وسائل الترابط بين العرب والمسلمين , لذلك استطاعت اللغة العربية أن تجمع تحت رايتها أمماً وأنساباً وأعراقاً ودماء شتى ممن يدينون بالإسلام .(1/1659)
خرجت لغة العرب من لغة قوم إلى لغة أقوام , ومن لغة محدودة بحدود أصحابها , إلى لغة دعوة جاءت إلى البشر كافة , فكانت لسان تلك الدعوة , ولغة تلك الرسالة , ومستودع ما نتج من تلك الرسالة من فكر وحضارة .
لقد عرف العرب كمال لغتهم في القرآن الكريم فاجتمعوا عليه , وأجمعوا على إعجازه , ولو لم يجتمعوا عليه لزاد ما بين لهجاتهم من تباين واختلاف , ولازدادوا بُعداً عن فصاحة لسانهم ووحدة لغتهم , تلك الوحدة اللغوية هي التي نزل القرآن فرسخها وأرسى قواعدها , ولو لم يوطد القرآن لهذه اللغة الموحدة أسبابها , ويرسخ لها بنيانها, لكان لها من لهجاتها القديمة والحديثة وما تتأثر به من عوامل مختلفة , لغات ولغات .
ومما لا شك فيه أيضاً أن القرآن الكريم بانتقاله مشافهة ومتواترة , حفظ للغة العربية أصوات حروفها, وضبط مخارجها وأحكام نطقها , فحرف الجيم مثلاً في الشام غيرها في مصر , ولكن إذا رتَّل الشامي والمصري القرآن الكريم عاد الحرف إلى مخرجه الأصلي الصحيح , وأداه بصفاته وأحكامه .
لقد قامت بين اللغة العربية والإسلام صلات وثيقة يكثر تعدادها , ويصعب حصرها , فلا إسلام بلا قرآن , ولا قرآن بغير اللغة العربية , والعربية أقرب الطرق الموصلة إلى فهم الإسلام, وإدراك معانيه ومقاصده من منابعه العربية الأصيلة .
لذا لما أدرك الأذكياء من أعدائنا , أعداء العرب والمسلمين , أن الإسلام اتخذ العربية لساناً له, راحوا يصبون جام غضبهم وحقدهم على الإسلام وذلك بالطعن في اللغة العربية , يريدون أن يهدموا الجسر المؤدي بأهلها إليه , فكم من سهم وُجِّه إلى العربية ولا يراد به إلا الإسلام .
يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها :(يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم .... ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم, حتى ننتصر عليهم)[29].
إنهم لا يرون الخطر الحقيقي إلا في الإسلام , لأنه لا يوجد مكان على وجه الأرض(1/1660)
إلا وقد اجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه , فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه , ومنذ أن ظهر في مكة لم يضعف عددياً , بل إن أتباعه يزدادون باستمرار .
إن الاستعمار بعد أن يئس أن تكون له ركائز في أرضنا , فكَّر وقدَّر , فقتل كيف قدَّر, ثم نظر, ثم تقدَّم وتطوَّر , واقتنع أن تكون له ركائز في أفكارنا , ووجد ذلك أسهل عليه وأخفى علينا, وأخذ يبثُّ سمومه وأفكاره , كلام في ظاهره الحرص على الإصلاح , ومن باطنه الحقد المتسعِّر والبغض الدفين .
وواجب العقلاء والمفكرين وحملة الأقلام المؤمنة , أن يؤدوا لهذه الأمة حقها من حصيلة عقولهم وأفكارهم وأقلامهم , إن لكل شيء زكاة , وزكاة العقل والفكر والقلم أن يقول كلمة الحق ويظل مرابطاً يتصدَّى للباطل , وإذا جاهد من يستطيع الجهاد بالنار والحديد , أو بالمال والعتاد, أفلا يجاهد صاحب الفكر والقلم بكلمة حق يقولها ؟ !
إن ضياء كلمة الحق ليس بأضأل من وهج الدماء المتدفقة من جروح الشهداء .
ثم إن الإقلال من ساعات تدريس القرآن الكريم في مدارسنا , سهم مسموم, موجَّه إلى اللغة العربية, قبل أن يكون سهماً إلى العقيدة الإسلامية , لذلك نرى طفل اليوم يتجاوز المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية , ثم يأخذ مكانه في مدرجات الجامعة وهو لا يزال يتعثر العثرات المتوالية في تلاوة القرآن الكريم , ولأجل هذا كله أخذ مستوى إتقان اللغة العربية, وتذوق آدابها ينحط تدريجياً في مختلف مراحل الدراسة[30].
إن الذين لا يولون القرآن كبير عناية , في عروبتهم نقص كبير , فبين العربية والقرآن أواصر لا تقطع, وصلات لا تدفع, ولا يطعن في العربية باسم الإسلام إلا شعوبي , ولا يطعن في الإسلام باسم العربية إلا جاهل أو غبي .
هذه اللغة العربية الخالدة والمشرقة , أي شيء أكسبها هذا الخلود وهذا الإشراق ؟(1/1661)
لا ريب أن كل عربي سواء كان مسلماً أو غير مسلم , وكل مسلم عربياً كان أو أعجمياً, يعلم الجاذبية التي سرت في هذه اللغة , فأكسبها الديمومة والبقاء , هذه الجاذبية والروح الجبارة هي القرآن الكريم, إنه قطب الرحى للأمة الإسلامية .
إن القرآن الكريم قد مدَّ سلطان اللغة العربية على منطقة من أوسع مناطق الدنيا , واخترق بها قارات ثلاثاً هي : آسيا وأفريقيا وأوربا ( الأندلس ), وجعل العربية هي اللغة العالمية المشتركة المنشودة , فكل مسلم يشعر أن العربية لغته لأن القرآن قد نزل بها .
---
محمد كالو
04-29-2004, 02:44 AM
1 ـ يوسف : 2 .
2 ـ الزمر : 27 .
3 ـ فصلت : 3 .
4 ـ الرسالة للإمام الشافعي : 1 / 47 .
5 ـ النحل : 103 .
6 ـ فصلت : 44 .
7ـ انظر دراسات إسلامية : 91 منشورات الدعوة الإسلامية العالمية ـ بحث ( القرآن واللغة العربية ) د . إبر8اهيم عبد الله رفيدة
8ـ نحو وعي لغوي , د . مازن المبارك , الصفحة : / 19 / .
9ـ إبراهيم : 4 .
10ـ لسان العرب لابن منظور مادة ( عرب ) .
11ـ اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ، لأحمد بن تيمية الحراني : 1 / 169 .
12ـ الإتقان في علوم القرآن للسيوطي : 2 / 477 .
13ـ شعب الإيمان للإمام البيهقي : 2 / 425 برقم / 2287 / .
14ـ إبراهيم : 4 .
ـ 15الشعراء : 192 ـ 193 ـ 194 ـ 195 .
ـ 16الرعد : 37 .
ـ 17الشورى : 7 .
ـ 18الرسالة للإمام الشافعي : 1 / 45 ـ 46 / .
ـ 19المصدر نفسه : 1 / 50 .
20 ـ المصدر نفسه : 1 / 42 .
21 ـ المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي : 1 / 320 .
22 ـ رواه الإمام أحمد في مسنده برقم : / 1589 / .
23ـ مجلة الفيصل العدد / 255 / رمضان 1418 هـ , اللغة العربية بعض خصائصها , شهادات أجنبية بأهميتها , محمد نعمان الدين الندوي , الصفحة : / 70 / .
24 ـ المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي : 1 / 272 .(1/1662)
25 ـ شعب بوان : من أرض فارس وهو أحد المواضع المتنزهة المشتهرة بالحسن وكثرة الأشجار وتدفق المياه وكثرة أنواع الأطيار .اهـ معجم البلدان .
26 ـ معجم البلدان لياقوت الحموي : 1 / 504 .
27 ـ المفصل للزمخشري بشرح ابن يعيش : 1 / 5 .
28 ـ الحجر : 9 .
29ـ نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ، لأحمد بن محمد المقري التلمساني : 4/ 84 ـ 85 والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي : 2 / 67 برقم :
/ 1202 /.
30 ـ قادة الغرب يقولون : دمروا الإسلام أبيدوا أهله , جلال العالم : 50 .
31 ـ انظر نحو وعي لغوي ، د . مازن المبارك : 125 بتصرف .
---
ابو بشرى
04-29-2004, 03:03 AM
بسم الله
وفقك الله ياأخي
ألا تلاحظ تلك القطيعة أو شبهها
التي ألاحظها
بين اللغة وطلاب العلم
فكم سمعنا من خطيب يلحن في خطبته
أو واعظ يدعونا إلى تأمل لطائف القرآن
وهو لايتقن النحو الوظيفي
وهكذا........
---
مساعد الطيار
04-29-2004, 03:14 PM
أخي الكريم
لا أملك إلا أن أقول : مقالٌ رائع .
وكم أتمنى أن يوفق الله في بيان هذا الموضوع وإعطائه حقه ، فاليوم لا تجد منكرًا لفضل هذه اللغة مثل زمرة من أبنائها الذين لحنوا بألفاظ العجم ، وصار الواحد منهم يُدخِل في كلامه المعتاد ألفاظهم وفي نفسه من الفخر والاعتزلز بمعرفة هذه اللُّغى ما الله به عليم ، وهذا يظهر في لحنه ونغمه وحركات وجهه عند أداء الكلام ، فالله المستعان .
أليس عجيبًا أن تكون لغتنا بهذا الاتساع في أداء المعني ويذهب قوم من العرب إلى طنطنات الأعاجم ؟!
إن الأعداء قد حكموا بعلو هذه اللغة الشريفة ، وعرفوا امتيازها عن لغات العالمين ، لكن الحسد عند بعضهم جعلهم يزدرون هذه اللغة الشريفة .(1/1663)
الست تعجب من أن دراسة تاريخ المنطقة العربية بأسره قد تمَّ على يد الغربيين ، وقد صبغوه بلحنهم ولكنتهم الأعجمية ، واستخدموا لقراءة نصوصه ونقوشة لغاتهم ، وتركوا اللغة الأصل التي يتكلم بها أصحاب هذه النقوش ، عجبي !
لكن ماذا أقول ، وقد تكدس في الجامعتا أبواق لهؤلاء ، وإن كان بعضهم حسن النية سليم الفكر ، لكنه يدرس علم الآثار والتاريخ واللغة بالأسلوب الذي تلقاه في هذه المدارس الغربية ، والأمثلة واضحة شاهدة.
كم يحتفي القوم بدارس الآثار الغربي ويزدرون العربي ؟!
أين الكتب التي قومت مناهج الغربيين في دراسة التاريخ واللغة والآثار ؟1
أقف هنا ، وأعتذر ، فقد نكأت بمقالك لواعج كنت أخفيها ، وما قلته ليس ببعيد عما طرحت ، وإن كان كلامك مرتكزًا على سبب الاختيار ، ولعل الله يبعث لنا من يقوم بملء هذه الأفكار ، ويعيد لنا عزتنا في كل المجالات ، فنحن الآن مغلوبون في أشياء كثيرة ، والله المستعان .
---
(1/1664)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يساعدني في الوصول إلى ترجمة هذا العالم
---
من يساعدني في الوصول إلى ترجمة هذا العالم
---
محبة الكتاب والسنة
07-31-2006, 01:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أبحث عن ترجمة لتلميذ الإمام السخاوي ((أبو عبدالله محمد القفال)) شارح الرائية للشاطبي فهل من معين؟ دمتم بود وعافية ولكم مني خالص الدعوات
---
الجكني
07-31-2006, 09:49 PM
الأخت محبة الكتاب والسنة أسعدك الله :
رجعت إلى ما لدي من مصادر لأعرف هذا العالم لكني لم أجد له ذكرأ إلا في "كشف الظنون"عند ذكره لشروح الرائية فوجدته قال : أبو عبد الله محمد بن القفال الشاطبي تلميذ السخاوي 0(2/1159)وهذا فيه فائدة جديدة وهي أنه "شاطبي " وسأواصل البحث حسب ما يسمح به الوقت 0
ملاحظة مهمة :
رجعت إلى مقدمة تحقيق "مختصر التبيين لهجاء التنزيل لابن نجاح" للشيخ الدكتور :أحمد شرشال،وهومن علماء الرسم في هذا العصر فوجدته أثناء تعداده لشروح الرائية قال : وشرحها الحصاري تلميذ السخاوي"ولم يذكر القفال 0(1/181)
ورجعت أيضاً لمقدمة تحقيق "الوسيلة للسخاوي "للدكتور مولاي الطاهري فوجدته قال :من الذين شرحوا العقيلة (هي الرائية) :أبو عمرو محمد بن سليمان بن محمد المعافري (ت672)قال في مقدمته:"قرأتها على الفقيه محمد بن وضاح 00وقرأتها على الشيخ الإمام المقرىء علم الدين السخاوي بدمشق سنة (628)كلاهما حدثني عن المصنف0(63-64)0هذا ما وجدته الآن 0
تمنياتى بالتوفيق0
---
محبة الكتاب والسنة
08-01-2006, 12:21 AM
جزاك الله خيرا ياشيخي الفاضل وأسال الله لك التوفيق لما يحب ويرضى وبعد:(1/1665)
فأنا ياشيخي أبحث في هذا الوقت عن ترجمة له لإني عازمة بإذن الله على تحقيق شرحه للعقيلة في رسالة علمية وقد وجدت لهذه المخطوطة عدة نسخ فلا تبخلوا علي حفظكم الله ورعاكم بعلمكم وهل هو موضوعا مناسبا أم أواصل البحث لمخطوطات أكثر فائدة بارك الله فيكم .
---
الجكني
08-01-2006, 01:44 AM
وجزاك الله خيراً ويسر لك أمرك 0
أما من حيث هل هو مناسب أم لا ؟
فإذا تأكد لديك أنه للإمام المذكور فلا شك في مناسبته ،إذ يعتبر "جوهرة " في كتب الرسم نظراً لقدمه ،وأنه من أوائل الشروح 0لكن تبقى مسألة هل الجامعة عندكم توافق على مخطوط "مجهول " المؤلف أم لا ؟ هذه نقطة مهمة يجب التأكد منها حتى لا يضيع عليك الوقت 0
---
محبة الكتاب والسنة
08-01-2006, 02:31 PM
ويسرالله أمرك ياشيخ ولدي استفسارعن شرح الفقيه((محمد بن محمد بن وضاح اللخمي الأندلسي ))هل هو موجود وأين مكانه وهل صحيح أن الشيخ عبدالعزيز قارئ توجد عنده نسخة منه ؟ويوجد ايضا للعقيلة شرح لأبي بكر بن أبي محمد عبدالغني اللبيب واسمه ((الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقيلة ))هل سمعت به ولك مني خالص الدعاء.
---
الجنيدالله
08-01-2006, 02:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله أعلم أظنه لمحمد بن محمد بن عبدالعزيز الفصال الشاطبي وهو من طبقة من يروي عن السخاوي ويروي عن ابن وضاح اللخمي ، وحسب النسخ التي في برنستون ومكتبة الحرم المكي فإن المؤلف لم يتوفى في سنة 628 هـ ، وإنما هذا تاريخ رواية الكتاب والله أعلم .
والنسخ التي عند قريبي الدكتور عبدالعزيز فهي نفسها التي تنسب لمحمد بن القفال ، أما شرح ابن اللبيب فحقق كرسالة جامعية في المغرب .
---
الجكني
08-01-2006, 06:22 PM
أختي محبة الكتاب والسنة :
"إذا حضر الماء بطل التيمم " فعليك بما ذكره الشيخ عاصم حفظه الله ،فهو عندي عمدة في هذا الفن 0(1/1666)
وإذا كنت مضطرة لموضوع مستعجل فهناك مخطوط وهو " التبيان "لابن آجطا ،وهو أول من شرح "مورد الظمآن"للخراز ،سجل نصفه للماجستير ,وبقي نصفه لم يسجل إلى الآن ،فلماذا لاتدرسين هذا الموضوع 0؟وتجعلينه أحد الموضوعات المقترحة0
---
محبة الكتاب والسنة
08-02-2006, 08:50 PM
بارك الله فيكم والذي أعلمه ياشيخ بعد البحث والسؤال أن التبيان حقق نصفه الآخرفي رسالة علمية بجامعة أم القرى.
---
صادق الرافعي
08-02-2006, 11:31 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه
كنت أريد أن أحيل الأخت محبة الكتاب والسنة على المخطوط الذي أحالك عليه الشيخ الفاضل الجكني فوجدته قد سبقني إليه ،خصوصا وأني قد عاينت هذا المخطوط بالجامعة الإسلامية -قسنطينة-
ويوجد منه هناك نسختين برقم
- 211.3-/2 ابن أجطا على مورد الظمآن في رسم القرآن
211.3-/3 شرح ابن أ جطا على مورد الظمآن
كتاب " المورد" أشمل واوسع من العقيلة بكثيرفقد قال صاحبه:
وَوَضَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ كُتُبَا *** كُلًّ يُبِينُ عَنْهُ كَيْفَ كُتِبَا
أَجَلُّهَا فَاعْلَمْ كِتَابَ المُقْنِعِ *** فَقَدْ أَتَى فِيهِ بِنَصٍّ مُقْنِعِ
وَالشَّاطِبِيُّ جَاءَ فِي العَقِيلَهْ *** بِهِ وَزَادَ أَحْرُفاً قَلِيلَهْ
وَذَكَرَ الشَّيْخُ أَبُودَاوودَا *** رَسْمًا بِتَنْزِيلٍ لَهُ مَزِيدَا
فَجِئْتُ فِي ذَاكَ بِهَذَا الرَّجَزِ*** لَخَّصْتُ مِنْهُنَّ بِلَفْظٍ مُوجَزِ
إلى أن قال:
وَأَذْكُرُ الَّتِي بِهِنَّ انْفَرَدَا *** لَدَى العَقِيلَةِ عَلَى مَا وَرَدَا
وهي ست كلمات انفرد بها عن " المقنع " لأبي عمرو الداني وهي:
1- كلمة " لإِلَى " من الآية (158) من سورة آل عمران:" وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ "
فقد ذكر الشاطبي في عقيلته الخلاف في زيادة الألف ، ولم يذكرها صاحب المقنع(1/1667)
2- كلمة " يُضَعِفْهَا " من الآية (40) من سورة النساء : " إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً "
فعلماء الرسم على حذف ألفها وبه العمل، وجاء في العقيلة أن فيها الخلاف.
3- كلمة " الْقُوَى " من الآية (5) من سورة النجم : " عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى " وهي لفظة لم يذكرها الداني في المقنع فيما يكتب بالياء ، وذكرها الشاطبي في عقيلته
4- كلمة " يُنَبَّؤا " من الآية (13) من سورة القيامة : " يُنَبَّؤاُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ "
فقد ذكر صاحب المقنع أنها تكتب بالهمزة على واو والألف بعدها قولا واحدا ، وذكر الشاطبي فيها قولا ثانيا،وهو كتابة الهمزة على الألف.
5-كلمة "وَجِي?ءَ "من الآية(23) من سورة الفجر:" وَجِي?ءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذكْرَى"
فقد ذكر الشاطبي في عقيلته الخلاف في زيادة الألف ، ولم يذكرها صاحب المقنع
6- كلمة " َسُقْيَاهَا " من الآية (13) من سورة الشمس: " فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا "
فقد جاء في العقيلة كتابتها بيائين
أطلب من الدكتور الفاضل الجكني أن ينظم هذه الكلمات الست بعد التحقق منها حتى يسهل لنا حفظها فإني أعلم أن الشناقطة قد ألين لهم النظم كما ألين لداوود الحديد.
أما الأخت فأقول لها عليكِ بـ " مختصرالتبيان " لابن غازي المغربي ففيه خير كثير
---
الجكني
08-03-2006, 08:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي صادق الرافعي رفع الله مقداره في الدنيا والآخرة :
أشكر لك عباراتك اللطيفة ،وإن كنت لا أستحقها ،فأرجو أن أكون عند حسن الظن 0(1/1668)
أخي طلبت مني أن أنظم الكلمات الستة التي زادها الشاطبي في العقيلة على المقنع ،وأقول لك بكل صراحة :لست من أهل النظم ،وأهون علي أن أزيل جبلاً من مكانه من أن أقول شعراً ،وهذا ليس تواضعاً وإنما هو حقيقة ، وعهدي بقول الشعر- إن كان ما قد قلته يسمى شعراً – أيام الصبا ،ويرحم الله أيام الصبا ،ويرحم من قال :
مضى زمن الصبا فدع التصابي 000قبيح منك شبت وأنت صابى
وأيام الصبا كنت من أصحاب البيتين والثلاثة لا غير ،ويكفي دلالة على صدق ما أقول أني قلت قبل أكثر من (10) سنوات بيتين كل منهما مطلع قصيدة ،وحتى لحظتي هذه لم أستطع أن أجد أخاً لكل منهما 0وهذان البيتان هما :
1- لما رأتني في الهوى أتنقلُ 000قالت حبيبي في الهوى لا يعقل
2- عرِّج بنا صوب الحبيب المبهجِ 000وابعث إليه فقد يطيب له المجي
وأعاذني الله وإياك من أن نكون (رابع ) الشعراء الذي حقه أن (0000)
وأخيراً :
هذه الزيادات يأ أخي تجدها منظومة عند الخراز في نظمه "مورد الظمآن"0
آسف للإطالة ولكنها فرصة ليخرج بها المرء قليلاً عن الجد إلى الهزل المباح إن شاء الله تعالى 0
---
صادق الرافعي
08-03-2006, 01:26 PM
بارك الله لك في علمك وعمرك شيخنا الجكني ، واعذرني إن طلبت ما ليس في المقدور، واعذرني مرة أخرى لأني عدت بك إلى أيام خلت.حفظك الله ورعاك ، وجعل الجنة مأواك .
دمتم في رعاية الله وحفظه.
---
الجكني
08-04-2006, 02:01 AM
الأخت :محبة الكتاب والسنة حفظك الله :
رجعت إلى نسخة خطية في مكتبة الحرم النبوي الشريف من كتاب "شرح الرائية" وهي مفهرسة عندهم بتأليف :"أبو عبد الله محمد بن سليمان القفال (ت672) وذكر أن مصدر هذه المعلومة هو فهرس جامعة الملك سعود ونص العبارة "لعله للشاطبي المتوفي سنة672 انتهى 0
وهذه النسخة أصل منسوخ سنة(1063)والناسخ هو :محب الدين بن الشيخ شكر 0
لكن بعد معاينة المخطوط أقول لك :في النفس شيء من هذه النسبةللآتي:(1/1669)
1- لا يوجد اسم المؤلف لا على الغلاف ولا في ديباجة الكتاب 0
2- أن هذا الشخص المذكور على أنه القفال له ترجمة في غاية النهاية (2/149) وفي نفح الطيب (2/140) ولم يذكر فيهما أنه تتلمذ على السخاوي أو على ابن وضاح ،وهذا ليس معهوداً في منهج ابن الجزري رحمه الله 0
بقيت نقطة مهمة وهي أن ابن الجزري سقط عنده سنة(72) وأيضاً وقع في وهم لا بد من التنبيه عليه وهو أنه ذكر أن هذا الشخص "سمع من السلفي " وهذا سبق قلم منه رحمه الله ،حيث إن هذا الرجل ولد بعد وفاة السلفي ب(10)سنوات حيث إن مولده سنة(585) ووفاة السلفي (575) ،والذي سمع السلفي هو ابن أبي الربيع ؛قدم مصر سنة (515) وكان حياً سنة (556)0
فالخلاصة : لا زال البحث عن (القفال ) جارياً 0
والله الموفق 0
---
محبة الكتاب والسنة
08-05-2006, 03:05 AM
جزاكم الله خيرا أيها الشيخين الكريمين ومتعكم بالصحة والعافية واشكرك ياشيخي الفاضل على عناء البحث وتفاعلكم معي واساله في هذه الساعة أن يعظم لكم المثوبة وأن لايحرمكم الأجر على ماقدمته وتقدمه لي وللمسلمبن أسأل الله بمنه وكرمه أن يرين الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه حفظكم الله ورعاكم
---
(1/1670)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قراءة سورة الإخلاص ثلاثاً هل تعدل ختم القرآن؟
---
قراءة سورة الإخلاص ثلاثاً هل تعدل ختم القرآن؟
---
ابن الجزيرة
10-02-2005, 07:37 AM
د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ –رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأ:ُ"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ". فهل يكفي أن نقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات في اليوم بدلاً من قراءة أجزاء كثيرة من القرآن؟ وهل يجب التسمية عند كل قراءة للسورة إذا قرأتها ثلاث مرات متتابعةً؟.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:
في هذا الحديث دليل على فضل: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، وبيان أنها تعدل ثلث القرآن الكريم، قال بعض أهل العلم: "هي ثلث القرآن باعتبار معاني القرآن الكلية، لأنه أحكام، وأخبار، وتوحيد، وقد اشتملت هي على القسم الثالث، وهو أشرف المعارف وأفضلها، فكانت ثلثاً بهذا الاعتبار، ويستأنس لهذا بقوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ جَزَّأَ القُرْآنَ ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ فجعل (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) جُزْءاً مِنْ أَجْزَاءِ القُرْآنِ" [فتح الباري ( 9/61)].(1/1671)
وقال أبو العباس بن سريج لما سئل عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن"، فقال: "معناه أنزل القرآن على ثلاثة أقسام: ثلث منها الأحكام، وثلث منها وعد ووعيد، وثلث منها الأسماء والصفات، وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات " [ ينظر: مجموع الفتاوى ( 17/103 ) ].
وقال القرطبي: " اشتملت هذه السورة على اسمين من أسمائه تعالى يتضمنان جميع أوصاف كماله تعالى, لم يوجدا في غيرها من السور وهما "الأحد"، "الصمد"؛ لأنهما يدلان على أحادية الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف الكمال، وبيان ذلك أن "الأحد" يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، وأما "الصمد": فهو المتضمن لجميع أوصاف الكمال، فإن "الصمد" هو الذي انتهى سؤدده بحيث يصمد إليه في الحوائج كلها، أي يقصد، ولا يصح ذلك تحقيقاً إلا ممن حاز جميع خصال الكمال حقيقة، وذلك لا يكمل إلا لله –تعالى- فهو الأحد الصمد الذي: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)، فقد ظهر أن لهذين الاسمين من شمول الدلالة على الله تعالى وصفاته ما ليس لغيرهما من الأسماء، وأنهما ليسا موجودين في شيء من سور القرآن، فظهرت خصوصية هذه السورة بأنها ثلث القرآن" [المفهم ( 2/441- 442)].(1/1672)
وقد ورد في فضل هذه السورة أحاديث أخرى، منها: حديث عائشة - رضي الله عنها - في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فَلَمَّا رَجَعُوا ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟" فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ" أخرجه البخاري ( 7375) ، ومسلم ( 813).(1/1673)
وهذه السورة المباركة إذا قرأها المسلم حصل له ثواب بقدر ثواب ثلث القرآن، ولكن لا يكتفى بتلاوتها ثلاث مرات عن تلاوة بقية القرآن، وذلك لتنوع الثواب والأجر، وحاجة المسلم إلى قراءة بقية القرآن لما فيه من الأحكام والقصص التي يحتاج المسلم إلى تدبرها والانتفاع بما تضمنته من أوامر ونواهٍ وتوجيهات حتى يعبد الله على بصيرة وهدى ، ويوفق للاستقامة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: فإذا قرأ الإنسان "قل هو الله أحد" حصل له ثواب بقدر ثواب ثلث القرآن، لكن لا يجب أن يكون الثواب من جنس الثواب الحاصل ببقية القرآن، بل قد يحتاج إلى جنس الثواب الحاصل بالأمر والنهي والقصص، فلا تسد (قل هو الله أحد) مسد ذلك ولا تقوم مقامه، .... بل يبقى فقيراً محتاجاً إلى ما يتم به إيمانه من معرفة الأمر والنهي والوعد والوعيد، ولو قام بالواجب عليه فالمعارف التي تحصل بقراءة سائر القرآن لا تحصل بمجرد قراءة هذه السورة، فيكون من قرأ القرآن كله أفضل ممن قرأها ثلاث مرات من هذه الجهة لتنوع الثواب، وإن كان قارىء (قل هو الله أحد) ثلاثاً يحصل له ثواب بقدر ذلك الثواب، لكنه جنس واحد ليس فيه الأنواع التي يحتاج إليها العبد، كمن معه ثلاثة آلاف دينار وآخر معه طعام ولباس ومساكن ونقد يعدل ثلاثة آلاف دينار، فإن هذا معه ما ينتفع به في جميع أموره، وذاك محتاج إلى ما مع هذا وإن كان ما معه يعدل ما مع هذا، وكذلك لو كان معه طعام من أشرف الطعام يساوي ثلاثة آلاف دينار فإنه محتاج إلى لباس ومساكن وما يدفع به الضرر من السلاح والأدوية وغير ذلك مما لا يحصل بمجرد الطعام . " [ مجموع الفتاوى (17/138)].
والبسملة عند افتتاح كل سورة مستحبة إلا عند قراءة سورة التوبة، هذا والله أعلم.
الرابط http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=88412
---
(1/1674)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب (قتلى القرآن) للثعلبي
---
سؤال عن كتاب (قتلى القرآن) للثعلبي
---
د.خضر
09-02-2006, 11:26 AM
مسترشد يبحث عن كتاب " قتلى القرآن" لأبي إسحاق الثعلبي صاحب التفسير ، وقد عُلم أنه صدر عن سلسلة إصدارات مركز البحوث بكلية التربية جامعة الملك سعود بالرياض ، تحقيق د/ ناصر المنيع فهل لمتفضل أن يدلني على كيفية تحصيل نسخة من هذا الكتاب لألبي طلب الزميل المسترشد وجزاكم الله خيرا.
---
الكشاف
09-02-2006, 01:45 PM
كتاب قتلى القرآن
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4356
---
د.خضر
11-29-2006, 12:29 PM
جزاكم الله خير الجزاء على ما أفتموني به ودمتم أهلا للعلم وأبوابه النافعة
---
(1/1675)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > وثاقة نقل النص القرآني من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمته
---
وثاقة نقل النص القرآني من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمته
---
الطيب وشنان
09-07-2006, 12:47 PM
اسم الكتاب : وثاقة نقل النص القرآني من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمته
المؤلف : محمد حسن حسن جبل
الناشر : دارالصحابة للتراث
عدد المجلدات : 1
عدد الصفحات : 256
الحجم الإجمالي تقريباً : 2 ميجا
الرابط :
http://s171537227.onlinehome.us/open.php?cat=31&book=580
المصدر : المكتبة الوقفية
جزى الله أهلها خيرا ...
---
(1/1676)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أرحب بنفسي بينكم000وكل عام وأنتم الى الله أقرب
---
أرحب بنفسي بينكم000وكل عام وأنتم الى الله أقرب
---
أبوعبدالرحمن الأحمدي
01-17-2006, 03:25 PM
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعد نبي الهدى وإمام التقى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أرحب بنفسي بكم لما وجدته وقرأته وأطلعت عليه من كلام نفيس وأطروحات رائعه
تحتم علي الحرص على الإستفادة منكم ومما أكرمكم الله به من العلم والمعرفة وإن هذه نعمة من الله تستوجب شكرها .
وإني لفخور أن أكون أحد المستفيدين من هذا المنتدى وهي خطوة من ضمن الخطوات التي أرسمها لنفسي في بداية حياتي العلمية أسأل الله لي ولكم التوفيق والإخلاص في القول والعمل.
وأسأله سبحانه وتعالى أن يجمعني وإياكم مع رسولنا محمد في جنات النعيم
فلا تحرمومني مما عندكم وأنا أعتبر نفسي أخوكم الصغير لاحرمكم الله رضاه ومغفرته
وكل عام وأنتم الى الله أقرب
وصلى الله على نبينا محمد
أخوكم ومحبكم :أبو عبدالرحمن الأحمدي متخرج من قسم الدراسات القرآنيه وأحضر الماجستير في قسم التفسيروعلوم القرآن.
---
عبدالرحمن الشهري
01-17-2006, 06:11 PM
حياكم الله بين إخوانكم . ونسأل الله لك التوفيق والسداد .
---
أبوعبدالرحمن الأحمدي
01-18-2006, 12:42 AM
شكر الله لك شيخنا الفاضل الدكتور عبدالرحمن
لاحرمني الله منك
وأسأل الله العلي العظيم أن ينفعك وأن ينفع بك الإسلام وأهله
---
مساعد الطيار
01-18-2006, 09:43 AM
حياك الله أبا عبد الرحمن ، وأسأل الله لي ولكم ولجميع أعضاء الملتقى التوفيق والسداد ، وأتمنى أن نرى مشاركاتك النافعة بإذن الله .
---
أبوعبدالرحمن الأحمدي
01-19-2006, 01:17 AM
رحبت بك الحور في جنات الخلود كما أسعدتني بترحيبك ودعائك لي(1/1677)
غفر الله لك ولوالديك وجزاك الله خيرا شيخنا الحبيب
---
(1/1678)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المصحف الجامع
---
المصحف الجامع
---
مصطفى علي
10-16-2006, 04:11 PM
المصحف الجامع
http://quran.elshabab.com/web/index.html
---
محمود الشنقيطي
10-16-2006, 08:37 PM
جزيت خيرا ولكن ما بال القراءات لا تظهر إلا في سورة الفاتحة؟؟
---
مصطفى علي
10-17-2006, 02:07 AM
شيخنا الكريم
الحمد لله الرابط يعمل
وهذا بعض مما ذكر بسورة النساء
1- ( تَسَاءلُونَ) قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف السين،والباقون بتشديدها،ولا يخفى وقف حمزة ( وَالأَرْحَامَ) قرأ حمزة بخفض الميم،والباقون بنصبها.
3- ( وَإِنْ خِفْتُمْ) فيه الإخفاء لأبى جعفر و كذلك ( فَإِنْ خِفْتُمْ).
3- ( فَوَاحِدَةً أَومَا) قرأ أبوجعفر برفع التاء،والباقون بنصبها.
4- ( صَدُقَاتِهِنَّ) وقف عليه يعقوب بهاء السكت بلا خلف عنه.
4- ( فَكُلُوهُ) وصل الهاء ابن كثير.
4- ( هَنِيئًا مَّرِيئًا) وقف حمزة عليهما بإبدال الهمزة ياء مع إدغام الياء فيها فيصير النطق بياء واحدة مشددة، وليس له غير هذا الوجه،لأن الياء زائدة.
5- ( السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ) قرأ قالون والبزى وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية مع القصر والمد،والقصر أرجح نظرا لذهاب أثر الهمز بالكلية،بخلاف ما إذا بقى أثره فإن المد حينئذ يكون أرجح،وقرأ ورش وقنبل ورويس وأبوجعفر بتسهيل الهمزة الثانية بين بين مع تحقيق الأولى،ولورش وقنبل أيضا إبدالهما ألفاً مع الإشباع للساكنين والباقون بتحقيقهما معاً.
5- ( قِيَاماً) قرأ نافع وابن عامر بغير ألف بعد الياء،والباقون بإثبات الألف بعدها.
1- ( تَسَاءلُونَ) قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف السين،والباقون بتشديدها،ولا يخفى وقف حمزة ( وَالأَرْحَامَ) قرأ حمزة بخفض الميم،والباقون بنصبها.(1/1679)
3- ( وَإِنْ خِفْتُمْ) فيه الإخفاء لأبى جعفر و كذلك ( فَإِنْ خِفْتُمْ).
3- ( فَوَاحِدَةً أَومَا) قرأ أبوجعفر برفع التاء،والباقون بنصبها.
4- ( صَدُقَاتِهِنَّ) وقف عليه يعقوب بهاء السكت بلا خلف عنه.
4- ( فَكُلُوهُ) وصل الهاء ابن كثير.
4- ( هَنِيئًا مَّرِيئًا) وقف حمزة عليهما بإبدال الهمزة ياء مع إدغام الياء فيها فيصير النطق بياء واحدة مشددة، وليس له غير هذا الوجه،لأن الياء زائدة.
5- ( السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ) قرأ قالون والبزى وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية مع القصر والمد،والقصر أرجح نظرا لذهاب أثر الهمز بالكلية،بخلاف ما إذا بقى أثره فإن المد حينئذ يكون أرجح،وقرأ ورش وقنبل ورويس وأبوجعفر بتسهيل الهمزة الثانية بين بين مع تحقيق الأولى،ولورش وقنبل أيضا إبدالهما ألفاً مع الإشباع للساكنين والباقون بتحقيقهما معاً.
5- ( قِيَاماً) قرأ نافع وابن عامر بغير ألف بعد الياء،والباقون بإثبات الألف بعدها.
ورابطها
http://quran.elshabab.com/web/keraat.php?a=2&PartNo=1&ShowBySuraNo=1&SuraNo=4
ولكن شيخنا الكريم في النت فيه أشياء بقدر الله يحدث فيها قفلة ولكن عندما نجربها مرة أخرى تفتح بفضل الله تعالى
ولا تنسنا من صالح دعائكم
---
محمود الشنقيطي
10-17-2006, 07:01 PM
جزيت الخير على دلالتك وإرشادك... آمين
---
(1/1680)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال
---
إشكال
---
أبو معاذ الشمراني
02-07-2007, 01:54 PM
إشكال
أساتذتي الكرام ... يقول تعالى:" .... وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت ..."
أشكل عليَ أن الإنسان يعلم أنه سيذهب غدا لعمله أو لزيارة قريب.... وأن المريض شديد المريض قد يموت غالبا في أرضه التي هو بها .
وقد حاولت رفع هذا التساؤل فلم أجد جوابا يشفي عليلا ، ولايروي غليلا؛ ولذا عرضته عليكم فمن وجد جوابا فليوف لنا الكيل وليتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين. محبكم،،،
---
محمد المطيري
02-07-2007, 03:22 PM
(((#{ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ } من النُّفوسِ { مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً } من خيرٍ أو شرَ وربما تعزمُ على شيءٍ منهما فتفعلُ خلافَه
وهذا ظاهر ومشاهد ومتكرر فقد تكون على موعد مع احدهم ثم يأتيك عارض يلغي موعدك هذا ولو كنت امام بابك مضيفك والواقع يشهد
#رُوي : « أنَّ ملكَ الموتِ مرَّ على سُليمانَ عليه السَّلامُ فجعلَ ينظرُ إلى رجلٍ من جلسائِه . يُديمُ النَّظرَ إليهِ فقال الرَّجُل مَن هذا قالَ مَلَكُ الموتِ فقال كأنه يُريدني فمرِ الرَّيحَ أن تحملَني وتلقيني ببلادِ الهندِ ففعلَ ثم قال المَلَكُ لسليمانَ عليهما السَّلامُ كان دوامُ نظري إليه تعجُّباً منه حيثُ كنت أُمرتُ بأنْ أقبضَ روحَهُ بالهندِ وهو عندَك » .
#في أي أرض يكون موته ودفنه وهو أظهر . وقد روى أبو مليح عن أبي عزة الهذلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى قَبْضَ رُوحٍ عَبْدٍ بَأَرْضٍ جَعَلَ إِلَيْهَا حَاجَةً فَلَمْ يَنْتهِ حَتَّى يُقَدِمَهَا » ثم قرأ صلى الله عليه وسلم { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } إلى قوله : { بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } .)))(1/1681)
هذه نقول من بعض التفاسير بتصرف يسير لعلها تساهم في جلاء الاشكال واما عن رأيي فاقول:
1)في قوله تعالى (تكسب)دلالةعلى انه لا تدري اي نفس,ماذا ستكسب وتحصل لا ماذا تعمل وتفعل فالذهاب للوظيفة مثلا او زيارة قريب ليس فيها كسب مادي محسوس وان كان كسب قلوب وشعور واجر ونحوذلك
2)ان النفس اصلا وان كانت عزمت على زيارة اوعمل غدا فانها لا تدري يقينا هل سيتم اولا لأنك ان علمت يقينا انك ستذهب لزيارة قريب مثلا غدا فانه قد يعرض ما يمنع فعلك هذا كموت قريب المزار والله اعلم!
3)انك لن تدري بهذا الذي ستفعله غدا الا اذا جاء الغد واذا دريت به فانه اصبح ماضيا عشته فلا مانع ان تكون قد علمته
4)ام عن الموت فما تقدم من النقولات جوابا
5)واضيف انه لا يوجد ما يدل على ان الارض المقصودة في الآية معناها:البلد اي ان المرء لو كان في الهند مثلا وبه مرض سيميته لا محالة وايضا مرضه هذا اقعده وقد منعه الطب ان يركب الطائرة والسيارة ,,وحتى الحركة في حقه ممنوعة وافرض انه محجور حجرا صحيا حتى الموت فالآيةتنبطق في حق هذا ايضا فسيقول قائل:هذا مستحيل فانه سيموت على سريره قطعا ,,فقد يبتليه الله بنوبة من جراءه يخرج من غرفته ليوت خارجها تحقيقا لقول الله ولو فرضنا انه مات على السرير وفي نفس المكان الذي فرضه القائل فليس في هذا ما يناقض الآية فانه لم يكن يعلم بذلك علما اكيدا محتم الوقوع والله العالم بالصواب وحده
وارجو من اخي الشمراني المشاركة في الاجابة على موضوعي الذي عنونته ب(اسئلة)
وفقنا الله واياك للخير...
---
(1/1682)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال هل هناك شرح علي منظومة المفيد في علم التجويد لامام الطيبي
---
سؤال هل هناك شرح علي منظومة المفيد في علم التجويد لامام الطيبي
---
ابوحمزة
10-18-2004, 08:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك اي شرح علي هذه منظومة؟
---
خادمة القرآن
04-14-2007, 03:00 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
الذي أذكره أن تلميذ الناظم قد شرحها وهو الشيخ أحمد بن المرزنات ، لكن لا علم عندي باسم كتابه .
---
(1/1683)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الجزء الثاني من كتاب "القرآن والحديث مقارنة أسلوبية" للدكتور إبراهيم عوض
---
الجزء الثاني من كتاب "القرآن والحديث مقارنة أسلوبية" للدكتور إبراهيم عوض
---
كرم
03-11-2007, 01:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو الجزء الثاني والأخير من كتاب "القرآن والحديث مقارنة أسلوبية" للدكتور إبراهيم عوض حفظه الله
وهذا هو رابطه
http://www.4shared.com/file/11937855/c551cb8c/quran_vs_7adith_2.html
وهذا رابط الجزء الأول لمن يريده
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7260
---
(1/1684)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل المعلقات العشر مع التعريف بها
---
حمل المعلقات العشر مع التعريف بها
---
مسك
10-31-2004, 07:53 AM
قصائد جاهليّة بلغ عددها السبع أو العشر ـ على قول ـ برزت فيها خصائص الشعر الجاهلي بوضوح ، حتّى عدّت أفضل ما بلغنا عن الجاهليّين من آثار أدبية , سميت بالقصائد المذهبات والمعلقات والقصائد الطوال وكتبت بماء الذهب وعلقت على جدران الكعبة
المعلقات العشر إضافة إلى بحث كامل للمعلقات والتعريف بها.zip (http://http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=195788#post195788)
---
مسك
10-31-2004, 02:49 PM
المعذرة :
الرابط الصحيح هو :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31716
---
(1/1685)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان
---
اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان
---
ابو يزيد
06-09-2004, 12:33 AM
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، فأوضح به السبيل ، وأنار به الطريق ، وأحيا به قلوب غلفا ، وأنار به أعينا عميا ، وفتح به آذانا صما ، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
والصلاة والسلام على رسول الهدى والرحمة الذي بين مجملاته وأوضح آياته ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . أما بعد :
فإن كتاب ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) مرجع ضخم يعدّ مدرسة كاملة تتحدث عن نفسها ، وهو أدل آثار العلامة القرآني الفذ : محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي - رحمه الله – على استيعابه الموسوعي الذي لا يكاد يعرف له مثيل في غير القمم الشامخة من أساطير العلم الذين نقرأ عنهم ونطالع آثارهم.
ولم يقتصر هذا الكتاب على التفسير فحسب ، بل ضم بحوثا عديدة وتحقيقات سديدة في شتى أنواع العلوم الشرعية ، واللغوية والبلاغية .
فترى الشيخ – رحمه الله – قد تطرق إلى العقيدة ، والحديث وعلومه ، والفقه وأصوله ، واللغة العربية والآداب الشرعية ، والأخلاق ، والبحوث الجامعة ، فكان بحق (( أضواء البيان )) .
وقد أجدا وأفاد – رحمه الله – في بيان أحكام القرآن ، ففتح كنوز الكتاب العزيز ، وأطلع نفائسه ونشر درره ، فخرج كتابه مرجعا نفيسا في تفسير آيات الأحكام .
وعند قراءتك لأضواء البيان تلاحظ الشيخ – رحمه الله – يستنبط الأحكام الفقهية من الآيات القرآنية ثم يبين اختلاف العلماء – رحمهم الله – ويوضح أدلتهم ويناقشها نقاشا دقيقا مسهبا ثم يرجح الأقوى دليلا دون تعصب لمذهب معين .(1/1686)
وقد بين ذلك - رحمه الله - عند بيانه للمقصود من تأليف الأضواء ، حيث قال في المقدمة : " ... والثاني : بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة بالفتح في هذا الكتاب ، فإننا نبين ما فيها من الأحكام وأدلتها من السنة وأقوال العلماء في ذلك ، ونرجح ما ظهر لنا أنه الراجح بالدليل من غير تعصب لمذهب معين ولا قول قائل معين لأننا ننظر إلى ذات القول لا إلى قائله ، لأن كل كلام فيه مقبول ومردود إلا كلامه صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم أن الحق حق ولو كان قائله حقيرا .... " انظر مقدمة الأضواء ج1/3-4
ولا يكاد الشيخ – رحمه الله – يمر بسورة من سور القرآن الكريم إلا ويذكر من آياتها جملة من الأحكام الفقهية المتفرقة ، فعند قوله تعالى : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) يذكر الإمامة وأحكامها ، وهند قوله تعالى : ( الطلاق مرتان ) يذكر جملة من أحكام الطلاق ، وعند قوله تعالى : ( وأذن في الناس بالحج ) يذكر الحج وأحكامه في تفصيل منقطع النظير ، وهكذا في بقية آيات الأحكام .
وعند مناقشة الشيخ – رحمه الله – للمسائل الفقهية تجده يضمنها رأيه أو يوضح اختياره لما ترجح عنده من أقوال الفقهاء بقوله : " والأظهر عندنا ، أو : وهذا هو الظاهر الذي لا ينبغي العدول عنه ، أو التحقيق في هذه المسألة ، أو الذي يظهر عندنا ، أو أظهر أقوال أهل العلم عندي ، أو الذي يظهر لنا أنه الصواب ، أو أظهر القولين عندي ، أو الظاهر ، أو الذي يقتضي الدليل رجحانه ، أو الحق .... إلى غير ذلك من المصطلحات التي تبين اختيار الشيخ – رحمه الله .
وقد رأيت أن أجمع اختيارات الشيخ رحمه الله وأفرد لها كتابا مستقلا فيسر الله ذلك ، فله الحمد والمنة ، حيث قمت بقراءة الأحكام الفقهية التي تطرق لها الشيخ في أضواء البيان واستخلصت آراءه وما ترجح لديه من أقوال العلماء ثم نظمتها ورتبتها على أبواب الفقه ، ووسمتها بـ ( اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان ) .(1/1687)
وقد أشار علي كثير من طلبة العلم الفضلاء بطباعتها وإخراجها في كتاب إلا أنني أحجمت عن ذلك لحاجة في نفسي .
وإنه لمن دواعي سروري وغبطتي أن يسر الله تعالى لنا موقعا على الشبكة العنكبوتية يقوم عليها إخوة فضلاء يهتمون بكتاب الله تعالى وتفسيره ويستخرجون أسراره ومكنوناته ، فإن أذن لنا الأخوة الفضلاء في نشر هذه الإختيارات في هذا الموقع المبارك على حلقات وتخصيصها لموقع ملتقى أهل التفسير فلهم ذلك .
والله أسأل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا وحسنات الشيخ العالم الحبر الإمام : محمد الأمين المختار الشنقيطي .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الثلاثاء 20/ربيع الثاني 1425هـ [/size][/font]
---
مساعد الطيار
06-09-2004, 01:29 AM
أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد:
فيتشرف الملتقى بدراسة جادة مثل هذه الدراسة التي تخص كتاب الإمام العلامة ذي الفنون محمد الأمين الجكني الشنقيطي طيب الله ثراه ، وجعل الجنة مأواه ، ولا بأس بنشرها هنا ما دامت مستخرجة من كتاب يتعلق بتفسير كلام الله ، والله الموفق .
فبادر أخي بطرح ما لديك ، والملتقى منك وإليك .
---
المحرر
06-15-2004, 06:30 AM
هذه بعض المواضيع في ملتقى أهل الحديث ، لعلها تفيد في الموضوع :
هذا هو الأهم : المصادر الفقهية للشيخ محمد المختار الشنقيطي (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8982&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%ED)
آيات أشكلت على بعض المفسرين(2) للشنقيطي في أضواء البيان حول معنى( لاينكح) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3614&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%ED)
الحكم بغير ما أنزل الله من تفسير الشنقيطي (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12646&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%ED)(1/1688)
تنبيه حول كلام الشنقيطي في الجر بالمجاورة (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16329&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%ED)
ما هي المسائل التي أشبعها العلامة (الشنقيطي) -رحمه الله- بحثًا في «أضواء البيان»؟ (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20292&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%ED)
---
المستشار الفني
06-20-2004, 08:02 PM
جزاك الله خيراً
---
محب احمد بن حنبل
06-23-2004, 02:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خير على هذا الجهد المبارك انشاء الله.
واظن احد الاخوه قام بهذا العمل او قريبا منه وجمعها في مذكره موجوده في احدي مكاتب التصوير في مكه.
فلو استفدت منها لكي تتظافر الجهود.
وعجل علينا بها كتب الله لك الاجر.
---
(1/1689)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عين على الإعلام الصهيوني
---
عين على الإعلام الصهيوني
---
hedaya
05-30-2005, 07:04 AM
عين على الإعلام الصهيوني
تمهيد وتوطئة:
الإعلام الطبيعي هو السلطة الرابعة في أي دولة، ولكن الإعلام الصهيوني شيء مختلف تماماً عن باقي المؤسسات الإعلامية في العالم! لا غرابة بهذا الكلام لأن حقيقة الإعلام الصهيوني تبين أنه أداة عسكرية لا يختلف عن أي سلاح يستخدمه الكيان الغاصب عقب تنفيذ أي عملية إرهابية أو مخطط استيطاني أو عدواني جديد.
أطماع اليهود:
كما أن الصهاينة واليهود بشكل عام يهتمون كثيراً بالإعلام المقروء والمسموع والمرئي وحتى الفضائي، وذلك ليس حباً بالإعلام ولا هواية فيه وإنما ذلك لأنهم قوم أدركوا فعالية سلاح الإعلام منذ قديم الزمان وقبل إنشاء كيانهم الغاصب على تراب فلسطين، حيث أسس أحبار اليهود قبل ألفي عام حكومة يهودية عالمية، هدفها السيطرة على العالم وشعوبه وجعلهم أداة تحريك لها حسب الرغبات والمصالح.
ثم أسسوا بديلاً عنها عرف بالحكومة اليهودية العالمية السرية، والتي كانت تدرس أمور الدول التي ينتمي أعضاء الحكومة لها وسبل إدخال دول العالم الكبرى بالحروب وإشعال الفتن فيها، فمصالحهم لا تتحقق إلا بوجود تلك الأجواء المضطربة.
الصهيونية الحديثة:(1/1690)
وهكذا تلاحقت الاحداث إلى أن تأسست الحركة الصهيونية العالمية التي هي من مواليد عام 1882م وكان من أهم رجالها بنيامين زئيف هرتزل صاحب فكرة الدولة اليهودية والمعروف بأبو الصهيونية والذي عاش بين عام 1860 إلى عام 1904م حيث ترك مهنته الحقوقية وتفرغ للنشاط الصحافي والأدبي فاستغل خبرته الكتابية بالدعوة لإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي وفي عام 1896م أصدر كتابه دولة اليهود والذي كان له صدى كبير لدى اليهود حيث حاول فيه تجنيد الرأي العام لضمان دعم خطته وذلك قبل عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897م.
وفي عام 1902 ظهرت أول نشرة حول بروتوكولات حكماء صهيون وفي أواخر 1919 تم نشر أسرار هذه البروتوكولات في برلين ولندن، وكانت هذه البروتوكولات بمثابة دستور للشعب اليهودي وبمنزلة كتابهم التلمود، فكانت منشورات هذه البروتوكولات مقسمة على 24 فقرة كانت الفقرة 12 تحديداً مهتمة بالجانب الإعلامي والصحفي وتأثيرهما على سياسة الدول وفكر الشعوب، وبالتالي كان للإعلام في عيون الصهاينة أهمية كبيرة وضخمة وهذا شئ من حقيقة اهتمامهم بالإعلام.
إسرائيل والإعلام:
وبعد تأسيس دولة الكيان الغاصب كان للإعلام دور هام جداً في الترويج لقبول السرطان الصهيوني الذي ظهر بالمنطقة العربية، وأيضاً كان للإعلام دور هام وكبير في التضليل على فكر ورؤية الشعوب الغربية والتي ما لبثت الى ان اعترفت عبر حكامها بإنشاء ما يسمى بـ "دولة إسرائيل".
وبالعودة إلى يومنا هذا نرى أن الصهيونية العالمية قد استطاعت احتكار الصحافة في بلاد الغرب، وأصبحت قادرة على قلب الحقائق وتصوير الضحية الأعزل على أنه الجاني! وتصوير الجلاد المدجج بالسلاح على أنه ضحية بريئة تحمل السلاح للدفاع أطفالها!(1/1691)
وعبر ذلك تم إسقاط حق الشعوب في المقاومة والتحرر، وأصبح من يحمل السلاح دفاعاً عن نفسه ووطنه إرهابياً، وتم التغطية بذلك على الاحتلال الأمريكي في أفغانستان والعراق، والتحضير لضرب دول أخرى على أجندة الإدارة الأمريكية، التي هي الشريك القديم والمتجدد لتسويق حق الصهاينة في العيش بسلام، عبر قتل وتدمير أي حضارة تقول: لا للصهيونية الحاقدة ولا حق لليهود في أرضنا المغتصبة.
علمنا فماذا نعمل؟
علينا أن ندعم بما استطعنا من مال أو جهد أو دعاية كل المنابر الإعلامية الإسلامية أو المحايدة، وعلينا مقاطعة كل الإعلام المفضوح أو المستتر الداعم للصهيونية، فهو منكر كبير وشر مستطير على الإنسانية كلها، ورسولنا صلى الله عليه وسلم قال: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وليس وراء ذلك من الإيمان مثقال ذرة) حديث صحيح.
---
(1/1692)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قواعد في التفسير (آية تحتمل معنيين )
---
قواعد في التفسير (آية تحتمل معنيين )
---
همس
06-05-2003, 06:18 PM
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته لنشر العلم وعموم النفع لنحاول حميعاً من خلال هذه الزاوية تلخيص كل قاعدة في التفسير تمر بنا أو مرت سابقاً علينا مع محاولة توثيق المصدر المستنبط منه القاعدة وذكر مثال لتسهيل الفهم وأول قاعدة أذكرها أن الآية القرآنية التي تحتمل معنيين لها حالتين إما أن يكون المعنيين لا يتنافيان فنحاول الجمع بينهما أو يتنافيان عند ذلك وجب الترحيح فإن لم يوجد مرجح وجب التوقف مثال قال تعالى في سورة البقرة (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:66) فما المراد ب(ها ) وما خلفها ورد عدة معاني ولانستطيع الجمع بينها ولا يوجد مرجح ، (ها)إذا قلنا عائدة على القرية فالمعنى ما كان بجانب القرية من القرى مكاناً أو بجانب القرية زماناً أي من آتى معهم وبعدهم من القرى فتكون هذه العقوبة نكال لهم أما إذا قلنا (ها) عائدة على العقوبة فالمراد مابين يديها من الأعمال -لا الزمان ولا المكان - فالمعاصي التي سبق ان فعلوها لا يعودوا لها والمعاصي التي لم يفعلوما يحذرون منها ... وهنا عندما لم نجد مرجح وجب التوقف وذكر كلا القولين والله اعلم (المصدر مستنبط من تفسير الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله -لسورة البقرة )
---
مساعد الطيار
06-13-2003, 06:26 PM
الأخ همس
قد رجعت إلىمكتوبك هذا بناءً على طلبك ، ورجعت إلى تفسير الشيخ الذي أصدرته دار ابن الجوزي ، ولم يظهر لي كلام الشيخ من كلامك ، وأنت تذكر أنه مستنبط ، ولا أدري ما هو المستنبط ، لأن في كلامك ما لا يوجد في المصدر الذي رجعتُ إليه .(1/1693)
أما القاعدة التي ذكرت ففيها ما يحتاج إلى إعادة صياغة ، فأقول :
إذا ورد في الآية معنيان متغايران صحيحان ، فالأولى حمل الآية عليهما على سبيل التنوع .
ويحسن التنبه هنا إلى أنَّ الآية التي وقع تفسيرها على التغاير صارت بمثابة الآيتين ، فتفسَّر مرة على هذا الوجه الصحيح ، وتفسَّر مرة أخرى على الوجه الآخر الصحيح .
وإذا رُجِّحَ أحدهما بمرجِّح ؛ كدلالة سياق ، أو قول جمهور ، أو غير ذلك ، فإنه على سبيل تقديم القول الأَولى ، دون اطراح الرأي الآخر .
هذا فيما يبدو لي صيغة ما ذكرتَ ، والله الموفق .
---
همس
06-13-2003, 08:33 PM
فضيلة الشيخ شكر الله تجاوبك ولكن أنا لم أرجع للكتاب المطبوع مع وجوده لدي ولكن سبق لي قبل سنوات أن نسخت عدد من أشرطة الشيخ رحمه الله وكانت هذه الإستنباطات مما كتبته أنا وليس مما طبع فيما بعد وإن إردت رجعت لرقم الشريط وشكر الله لك مرة آخرى
---
(1/1694)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول تفسير الدكتور: عبد الله الطيب!
---
سؤال حول تفسير الدكتور: عبد الله الطيب!
---
عبد العزيز الضامر
06-27-2005, 06:03 PM
إلى الأخوة في الملتقى:
كتب الدكتور عبد الله الطيب تفسيراً لأجزاءٍ من القرآن وهي:
(1) "تفسير جزء عَمَّ" وقد طبع سنة (1970م).
(2) "تفسير جزء تبارك" وقد طبع سنة (1989م).
(3) "تفسير جزء قد سمع", وقد كتبه في مرضه الأخير.
وقد تولت طباعته الدار السودانية للكتب بالخرطوم.
والسؤال: هل طُبع تفسير جزء قد سمع أم لا؟وإن كان كذلك ففي أي سنة كان؟
---
مساعد الطيار
06-30-2005, 02:31 AM
أخي عبد العزيز
شكر الله له هذه الفائدة ، وياليتك ـ إن أمكنك ـ أن تُعِّرف بعبد الله الطيب ، فهو مغمور في هذا المجال ـ فيما يبدو لي ـ وكثيرون لا يعرفونه ، فلو عرَّجت على ذلك ، وأشرت إلى طريقته في التفسير إشارة سريعة .
ولعل في الملتقى بعض الإخوة من السودان ليفيدونا بهذا الأمر .
---
أبو حازم الكناني
07-02-2005, 06:46 PM
الأخ عبد العزيز الضامر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذه نبذة مختصرة عن البروفيسور عبد الله الطيب، وقد كان الرجل عميداً للأدب العربي بحقّ غير أنّ الإعلام لم يبرزه كما ينبغي، وكان ثروة علمية في اللغة العربية لم يعرف قدرها إلا أولئك الذين كرموه في المملكة العربية السعودية.
والرّجل عليه رحمة الله صاحب استشهادات وحجج قويّة في تفسير القرءان من ناحية المباحث اللغويّة، وهو مُجيدٌ قوي الحافظة من ناحية سرد الشواهد شعراً ونثراً.
للرجل له برنامج مشوّق يفسر فيه القرءان الكريم ويكثر فيه من الاستشهاد بالعاميّة السودانية لكنه برنامج يستهدف المستمع البسيط.
وهذه ترجمة مختصرة انتزعنها مما كتبه مروان الجبوري وهو كاتب عراقي مقيم في السودان. وهي على الرابط:(1/1695)
http://www.islamonline.net/arabic/famous/2005/01/article03.SHTML
أخي الحبيب: سأحاول – قدر طاقتي – أن أحصل لك على معلومات متكاملة حول الأمر الذي سألت عنه.
ولمعلومات أكثر يمكن للراغب البحث على محرك قوقل مع وضع الاسم هكذا بين علامتي تنصيص "عبد الله الطيب"
ولد عبد الله الطيب في الثاني من يونيو عام 1921م في قرية التميراب الواقعة بالقرب من مدينة الدامر في شمال السودان، وهو ينتسب إلى أسرة "المجاذيب" العربية التي اشتهرت بالعلم والأدب حتى سميت مدينة الدامر بـ"دامر المجذوب"، وقد اشتهرت هذه المدينة بأنها كانت مركزا لخلاوي القرآن التي اشتهر بها السودان منذ دخل الإسلام أراضيه.
وقد نشأ الطيب نشأة علمية كعادة أهالي تلك المنطقة فدخل الخلوة وتعلم القرآن وقرأ الشعر العربي القديم. وقد توفي والده وهو صغير ثم فجع بأخيه ثم بوالدته وأختيه وعدد من أقاربه، ولكنه أبى أن تصرفه هذه الظروف القاسية عن التحصيل العلمي، فواصل تعليمه حتى تخرج في كلية الآداب جامعة الخرطوم "كان اسمها حينذاك كلية غوردون" عام 1942م، ثم زار بريطانيا لأول مرة عام 1945م مبتعثا من قبل الحكومة الاستعمارية لإعداد المعلمين.
وفي تلك الرحلة التقى بشريكة حياته "جريزيلدا تريدول" التي كانت زميلة له في معهد التربية بلندن، ثم نال شهادته العلمية من جامعة لندن عام 1948م، وتقدم لنيل الدكتوراة في الأدب العربي من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية عام 1950م، ثم عين محاضرا في تلك الكلية.
واستمرت مسيرته العلمية بعد ذلك؛ إذ أصبح بروفيسورا للغة العربية في جامعة الخرطوم ثم عميدا لكلية الآداب ثم مديرا لجامعة الخرطوم. وقد أصبح أستاذا فخريا مدى الحياة في جامعة الخرطوم التي منحته الدكتوراة الفخرية عام 1981م.(1/1696)
هذا بالإضافة إلى جهوده في تطوير المعاهد السودانية ومساهماته الفاعلة في تأسيس العديد من الجامعات في السودان ونيجيريا، وتدريسه في عدد من جامعات بريطانيا والسودان والمغرب ونيجيريا والكويت، وعضويته في العديد من المجامع اللغوية العربية، إضافة إلى رئاسته لمجمع اللغة العربية في السودان ومساهماته الأكاديمية في مختلف أنحاء العالم العربي وإفريقيا.
آثاره الباقية
كتب الدكتور عبد الله الطيب العديد من الكتب والبحوث والدراسات في اللغة العربية كان أشهرها على الإطلاق كتابه "المرشد في فهم أشعار العرب وصناعتها" الذي نال عنه جائزة الملك فيصل للأدب عام 2000 م، والذي كتبه في أربعة مجلدات وهو بحث في موسيقى الشعر العربي والأغراض التي يقال فيها.
كما نشر العديد من الأعمال الشعرية في كتب عدة منها: "أغاني الأصيل"، "أضواء النيل"، "بانات رامة" و"زواج السمر"، بالإضافة إلى كتبه "الحماسة الصغرى" وهي مختارات من الشعر العربي، و"الاتجاهات الحديثة في النثر العربي بالسودان"، و"الأحاجي السودانية"، و"مع أبي الطيب"، مع العديد من الكتب الأدبية والمسرحيات الشعرية، والعشرات من البحوث المجمعية.
وقد كانت له دروس في تفسير القرآن الكريم بإذاعة أم درمان ما بين عامي 1958 و1969م، طبع بعضها كتبا.
خاتمة المطاف
أصيب الدكتور عبد الله الطيب بسكتة دماغية عام 2000م، لم يستطع بعدها الكلام أبدا، حتى آن أوان رحيله في 19 يونيو (نفس شهر مولده) عام 2003م عن عمر ناهز اثنين وثمانين عاما.
وبرحيله فقد العالم العربي قامة سامقة من قامات اللغة العربية قلما تتكرر، فلم يكن العلامة الطيب مجرد شاعر أو أديب، وإنما كان موسوعة ناطقة في اللغة العربية استفاد من مؤلفاته وبحوثه جمع غفير من الأدباء والباحثين اللغويين في شتى أنحاء العالم العربي وخارجه.(1/1697)
وقد بكى عليه السودانيون جميعا ورثاه الرئيس السوداني وزعماء الأحزاب السياسية والطوائف الدينية، وكان موكب تشييع جنازته مهيبا حافلا بالجموع الغفيرة التي توافدت من أنحاء السودان المختلفة تخنقها الدموع والعبرات.
لم يكن عبد الله الطيب مجرد شخصية عابرة مرت وانقضى أثرها، وإنما كان أثرا خالدا وسفرا جليلا من أسفار لغتنا الجميلة التي تعاني عقوق أبنائها.
إن ضعف اللغة العربية وتدهور حالها عند الأجيال الجديدة يستدعي منا صحوة لغوية تبحث في فصاحة وبلاغة القدماء وتواكب روح العصر ولا تعيش في غربة عنه، وتستفيد مما في الآداب الأخرى من روعة وجمال دون الذوبان والانبهار الذي يفقدنا ذاتيتنا ويسلخنا من هويتنا العربية الأصيلة، ولعل هذه كانت رسالة العلامة عبد الله الطيب.
---
عبد العزيز الضامر
07-03-2005, 04:27 PM
الأخ أبو حازم...مع التحية:
أشكرك على هذه الإفادات الكريمة, وأُحب أن أضيف شيئاً مما أعلمه عن تفسيره الذي طَرحه في الإذاعة السودانية, وذلك استجابةً لطلب الدكتور: مساعد الطيار, فأقول وبالله التوفيق.
فَسَّر الدكتور عبد الله الطيب القرآن كاملاً للإذاعة السودانية في أُم درمان, وكان ذلك ما بين عامي (1958م-1969م) تقريباً مع تلاوة الشيخ صدّيق أحمد حمدون (وهو أحد قرَّاء السودان المشهورين), وقد كانت طريقته في التفسير تقوم على ثلاثة عناصر:
الأولى: توضيح مفردات المقطع ويسميه (المفردات).
الثانية: بيان المعنى الإجمالي للمقطع ويسميه (الخلاصة).(1/1698)
الثالثة: شرح المقطع باللهجة السودانية الدارجة على ألسنة السودانين ويسميه (خلاصة بالدارجة), وقد ذكر السبب في ذلك في مقدمته لتفسير جزء عَمَّ فقال: "هذا وما دعاني إلى إثبات التلخيص بالدارجة إلاَّ أرب التيسير, فقد وجَدت أنَّ درس القرآن قد دَرَسَ دروساً, ولقد شهدت التلعثم يقع في قصار المفصل القصار جداً بين خريجي الجامعات, فهذا أمر يجب تلافيه"[1] (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3571#_ftn1), ولعل هذا السبب الرئيس الذي جعل لتفسيره قبولاً فائقاً في أواسط السودان.
وقد طبع من هذا التفسير "تفسير جزء عَمَّ" سنة (1970م), و"تفسير جزء تبارك" سنة (1989م) عن الدار السودانية للكتب في الخرطوم, و قد أعَدَّ "تفسير جزء قد سمع" قبل مرضه الأخير ولا أدري هل طُبع أم لا.
ومن أراد الاطلاع على بعض تفسيراته فلينظر موقعه الخاص به عبر الإنترنت.
[1] (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3571#_ftnref1) / تفسير جزء عَمَّ (ص:8).
---
عبدالله حسن
07-04-2005, 10:25 AM
هذه محاضرة للدكتور عبدالله الطيب بعنوان : اللغة العربية و المعاصرة و هي محاضرة "خفيفة" ممتعة :
http://web.cultural.org.ae/new/audiobooks/p58.htm
---
جمال أبو حسان
07-05-2005, 12:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله
قد كتبت مقالة اظنها حسنة في مجلة افاق التي تصدرها جامعة الزرقاء الاهلية بالاردن عن الدكتور عبد الله الطيب اسميتها البروفيسور عبد الله الطيب فقيد العلم واللغة
وقد كنت لقيت الدكتور الطيب وكان احد مناقشي رسالتي للدكتوراة التي كانت بعنوان الدلالات المعنوية لفواصل الايات القرانية
ارجو ان يطلع على تلك الترجمة فلعل فيها ما يفيد او يناقش
---
أبو حازم الكناني
07-05-2005, 03:20 PM
فضيلة الدكتور د.جمال أبو حسان
جزاك الله خيرا. لكن أظن أنك الأقدر على الاتيان بهذه الترجمة. وإن كان هناك رابط للموضوع على الشبكة فحبذا.
---(1/1699)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا ( أهلاك عذاب أم هلاك موت ؟)
---
وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا ( أهلاك عذاب أم هلاك موت ؟)
---
أخوكم
02-20-2005, 07:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال سبحانه :
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً * وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً
(مريم:74)
هل الهلاك في الآية هلاك عذاب أم هلاك موت ؟
---
عمار
02-21-2005, 09:50 PM
الأخ الكريم......نجيبك بما نعرف :
1- "الهلاك" لا يكون إلا في ميتة سوء - كما ورد في لسان العرب - .
2- " أي فلم يغن ذلك عنهم شيئا من عذاب الله تعالى؛ فليعش هؤلاء ما شاؤوا فمصيرهم إلى الموت
والعذاب وإن عمروا؛ أو العذاب العاجل يأخذهم الله تعالى به"
راجع تفسير "القرطبي"
3-" وجملة "وكم أهلكنا قبلهم من قرن" خطاب من الله لرسوله. وقد أهلك الله أهل قرون كثيرة كانوا أرفه من مشركي العرب متاعا وأجمل منهم منظرا. فهذه الجملة معترضة بين حكاية قولهم وبين تلقين النبي صلى الله عليه وسلم ما يجيبهم به عن قولهم. وموقعها التهديد وما بعدها هو الجواب".
راجع تفسير " ابن عاشور"
4- "إذا كان هؤلاء المهلكون أحسن منهم أثاثا ورئيا، ولم يمنعهم ذلك من حلول العقاب بهم، فكيف يكون هؤلاء، وهم أقل منهم وأذل، معتصمين من العذاب".
راحع تفسير "السعدي"
---
أخوكم
02-24-2005, 05:21 PM
جزاك رب العرش خير الجزاء على هذه المشاركة
وليتك تأذن لي ببعض الوقفات :(1/1700)
أما ما نقلته عن لسان العرب بأن الهلاك لا يكون إلا في ميتة السوء فأظنك ستكون أول الرادين له وذلك لأجل الآيات التالية الصريحة في موضع النزاع :
( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ) (غافر:34)
فهل يوسف عليه السلام مات ميتة سوء ؟!
وقوله سبحانه :
( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النساء:176)
فالآية هنا عامة في الهلاك ولا أعلم عالما واحدا قال بحصر توزيع الإرث لمن يموت ميتة سوء ومن مات ميتة حسنة فلا إرث لوارثيه !!!
أما تفسير القرطبي فكما ترى فإنه عمم في تعريف الهلاك في الآية فجعله شاملا لهلاك العذاب وهلاك الموت الطبيعي
وأما تفسير ابن عاشور فقد حكى مثل الآية فقال : ( ... أهلك ...) ، بينما مسألتنا هل الهلاك هلاك عذاب أم موت طبيعي
وأما تفسير السعدي فقد فسرها بأنه هلاك عذاب لكنه لم يورد دليلا ، بينما أنا أريد أي دليل حتى ولو كان عقليا يبين المراد من الهلاك في تلك الآية ونظائرها لأن معرفة ذلك ضروريا للرد على كل من يقول بمثل شبهة الكافرين السابقين
( ... أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً * وَكَمْ أَهْلَكْنَا .. )
وبهذا نكون عدنا لسؤال الموضوع :(1/1701)
وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا ( أهلاك عذاب أم هلاك موت ؟)
ختاما
أشكرك مرة بعد مرة أخي الموفق للخيرعمار على مشاركتك القيمة
---
عمار
02-24-2005, 06:34 PM
اللهم آمين ولك المثل. بورك فيكم أخي الكريم.
===============================================
ورد في لسان العرب :
وهلك يهلَك (من باب علِم)هَلاكًا وهُلْكًا وتُهْلُوكًا وهُلُوكًا ومَهْلِكًا ومَهْلِكَةً وتَهْلِكَةً مثلثات اللام مات.ولا يكون إلا في ميتة سوءٍ. ولهذا لا يُستعمَل للأنبياءِ العظام. (ولكن الآية التي ذكرتها تبطل ما ذكره! إلا إذا كان هناك توجيه لها.) وعلى حد علمي لم يذكر هذا الأمر غيره (أي قوله لا يستعمل للأنبياء العظام) .
لقد استسغتُ قوله في البداية معتمدا على سليقتي فأنتَ لا تقول "هلكَ صاحبي!!" أو "هلك الشيخ فلان بن فلان!!!"
=====================================
بالنسبة لمعنى "الهلاك"...بحسب ما فهمته من التفاسير :
إما أن يهلكهم الله "بالموت"....أو بعذاب يعجّل بموتهم"
ذكر القرطبي في تفسيره لقوله تعالى :
{ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين}
قوله تعالى: "ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا" يعني الأمم الماضية من قبل أهل مكة أهلكناهم. "لما ظلموا" أي كفروا وأشركوا. "وجاءتهم رسلهم بالبينات" أي بالمعجزات الواضحات والبراهين النيرات. "وما كانوا ليؤمنوا" أي أهلكناهم لعلمنا أنهم لا يؤمنون. يخوف كفار مكة عذاب الأمم الماضية؛ أي نحن قادرون على إهلاك هؤلاء بتكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم، ولكن نمهلهم لعلمنا بأن فيهم من يؤمن، أو يخرج من أصلابهم من يؤمن....."
وشكرا لك على تعقيبك الجميل.
---
أحمد القصير
02-24-2005, 08:24 PM(1/1702)
الآية شاملة لكلا الأمرين: هلاك الموت وهلاك العذاب يدل على ذلك قوله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} (58) سورة الإسراء
---
أخوكم
02-28-2005, 06:58 AM
جزاكما الله خير الجزاء وبارك في علمكما ونفع بكما
لو قلنا المقصود هو شمول الهلاك للعقاب والموت الطبيعي بناء على أنه الأعم فاللفظ يحتمله فيكون تطبيق الآية كمثال على النحو التالي :
لو صادفَ مسلمٌ فقيرٌ كافرا غنيا فأورد الكافر شبهته قائلا : أنا أحبُّ إلى الله منك لأني خير مقاما وأحسن نديا وكما رفعني ربي في الدنيا سيرفعني في الآخرة ..
_ فبناء على التفسير الأعم _ سيقول له المسلم الفقير :
انظر كيف أمات الله النبي سليمان عليه السلام وهو أحسن منك أثاثا ورئيا
فرغم صلاحه ولكن الله أهلكه _هلاك موت طبيعي _
وانظر كيف عاقب الله قارون الذي كان أحسن منك أثاثا ورئيا
فرغم فساده ولكن الله أهلكه _هلاك عذاب _
فليست رفعة الإنسان في الدنيا تدل على لزوم رفعته في الآخرة وأنه أحب إلى الله
ربما كان هذا هو الأرجح في تفسير تلك الآية خاصة على القاعدة التفسيرية من حمل الآية على المعهود من معاني القرآن واستعمالاته
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2279
---
أبومجاهدالعبيدي
02-28-2005, 08:22 AM
أخي عمار وفقك الله
لم أجد ما نقلت عن لسان العرب في كتاب لسان العرب لابن منظور ؛ فهلا تكرمت بذكر مصدر النص المنقول الذي قلت في صدره : "ورد في لسان العرب "
---
عمار
03-01-2005, 09:10 AM
حياك الله شيخنا الكريم....
في الحقيقة رجعتُ إلى نسختي (الإلكترونية) ولم أجد أيضا ما أشرتُ إليه في تعقيبي السابق! لكني قد نقلت ذلك عن النسخة الموجودة في موقع "صخر"....لو تذهب إلى هذا الرابط :
http://qamoos.sakhr.com/(1/1703)
وتقوم بكتابة "هلك" في المستطيل الذي أمام كلمة "بحث" سيظهر لك معنى الكلمة في لسان العرب وغيره من المعاجم المتوفرة... اضغط -لو تكرمت- على "هلك" المقابلة للسان العرب وسترى بنفسك.
لا أدري هل تم الإعتماد على نسخة أخرى أم أنه خطأ مطبعي!
ملاحظة : "أعرف أن بعض الإخوة لا يحبذون استخدام النسخ الإلكترونية...لكن ما باليد حيلة! وليس في مقدور كل واحد منا اقتناء الكتب المطبوعة لسبب أو لآخر"
---
(1/1704)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قراءة (ملكي يوم الدين )..!!
---
قراءة (ملكي يوم الدين )..!!
---
محمود الشنقيطي
01-02-2007, 03:55 PM
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير سورة الفاتحة:
{..وأشبع نافع كسرة الكاف فقرأ ( مَلكِي يوم الدين )..}
فمن هو نافع هذا هل هو الليثي المعروف؟؟
وهل رويت هذه القراءة الشاذة عنه عند غير ابن كثير؟؟
أرجو الإفادة من مشايخنا الأماجد وفقهم الله ؟؟
وبالنسبة للمطلعين على تفسير ابن كثير خاصةً:
هل يمكن أن يفتح هذا النقل من ابن كثير رحمه الله باباً لجمع القراءات الشاذة في تفسيره أم أنها ليست بكثيرة إلى حد يمكن معه جمعها في بحث علمي..؟؟
---
منصور مهران
01-02-2007, 11:33 PM
ورد في كتاب ( الكشف عن وجوه القراآت السبع وعللها وحججها ) لمكي بن أبي طالب القيسي 1 / 33 قوله :
( .... لأن بعض أهل مصر والمغرب روى عن ورش أنه يشبع الكسرة إذا أتت بعدها ياء ، حتى يتولد من الكسرة ياء ، فيقول : مَلِكِي يوم الدين . وكذلك ما أشبهه ، وروى أنه يشبع الضمة إذا أتت بعدها واو حتى يتولد من الضمة واو ؛ فيقول : نعبدو وإياك . وكذلك ما شابهه في القرآن ، فأردت بذكري لذلك إنكار هذه الرواية ومنعها لشذوذها وقلة رواتها وترك الناس لاستعمالها في صَلاتهم ومساجدهم ومكاتبهم .
فإن قيل : فما العلة في منعها وقد رويت ؟
فالجواب : أن الإجماع من القراء عن ورش على خلافها لشذوذها ، ولأنها إنما هي لغة تجوز في الشعر للضرورة ، وحَمْلُ كتاب الله على ذلك لا يحسن ولا يجوز . مع ما في ذلك من الإشكال إذا قرئ به لأنه إذا قرئ : ملكي يوم : أمكن أن يكون جمع مَلِك المُسَلّم - يعني جمع المذكر السالم - وحُذِفت النون للإضافة ...... )
قلت : وليس ورش يروي عن غير شيخه نافع الليثي .(1/1705)
وانظر تفسير القرطبي - دار الكتب - 1 / 122 ، وقال : وهي لغة للعرب ذكرها المهدوي وغيره .
وانظر النشر 1 / 49 - طبعة مصطفى محمد -
وانظر البحر المحيط 1 / 20 - السعادة - وفيه سمى الرجل الذي روى عن ورش عن نافع : وهو أحمد بن صالح .
وانظر المحرر الوجيز - طبعة المغرب - 1 / 67
وانظر بصائر ذوي التمييز 4 / 521 ولم يسم الراوي عن نافع .
وابن كثير سماها صحيحة حسنة 1 / 133 - طبعة دار طيبة بالرياض -
---
الجكني
01-03-2007, 05:24 AM
وقال السمين رحمه الله في الدر المصون (1/50):"و"ملكي" وتروى عن نافع0انتهى
ولو ترجع ياأخي محمود إلى كتب :المحتسب والشواذ للعكبري وغيرها لربما وجدت ضالتك 0
---
محمود الشنقيطي
01-03-2007, 06:06 AM
الأستاذين الكريمين والشيخين الفاضلين:
منصور مهران و الجكني
بوركتما وبورك لكما وفيكما,وزادكما الله من آلاائه ومِنَحه,وبقي شطر سؤالي الثاني بانتظار إجابة الخبراء بهذا التفسير العظيم:
هل يمكن أن يفتح هذا النقل من ابن كثير رحمه الله باباً لجمع القراءات الشاذة في تفسيره أم أنها ليست بكثيرة إلى حد يمكن معه جمعها في بحث علمي..؟؟
---
مصطفى علي
01-03-2007, 08:08 AM
القراءات في كتب التفسير وبيان ما هو شاذ منها
الأساتذة الكرام
لو أعدت دراسة لأهل القراءات بعنوان
القراءات في كتب التفسير وبيان ما هو شاذ منها
يكون ذلك أفضل جدًا في نظري إذ ستكون معضدة لما في كتب القراءات وطريق آخر .
ثم هو بدراسته يبين ما هو متوافق وما هو شاذ
---
الجنيدالله
01-03-2007, 06:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم تصحيح ابن كثير إنما هو لقراءتي مالك وملك وليس لإشباع الكسرة فالتبس عليك الأمر ولو أكملت قراءة بحثه لتبين لك هذا.
أما رواية الإشباع فوردت عن أحمد بن صالح المصري عن قالون وورش وردها الداني رحمه الله
راجع فضلا لا أمرا جامع البيان سددك الله لكل خير
---
محمود الشنقيطي
01-03-2007, 06:40 PM(1/1706)
شيخنا الكريم الجنيد لله
لقد أعدتُّ وأكملتُ قراءة بحثه رحمه الله فألفيته ذكر القرائتين السبعيتين المتواترتين أولاً:
( مَالكِ) وَ (مَلِكِ ), ثمَّ زاد عليهما تلك القراءة الشاذة (مَلِكي ) بما لا مجال للخلط بينها وبين المتواتر (ملِكِ) حيث قال:
وأشبع نافعٌ كسرةَ الكاف فقرأ: ملكي يوم الدين..انتهى
ولا يُتصوَّر إشباع الكسرة في الكاف بغير هذا النطق..!!
إضافة لما أحال عليه الشيخان النبيلان الجكني ومنصورمهران.. والله أعلم
---
منصور مهران
01-03-2007, 06:49 PM
أخي الأستاذ الجنيد الله
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، وبعد ،
فما تفضلت به معلوم لقارئ تفسير ابن كثير في أيٍّ من طبعاته ، ولم أرد ذلك .
إنما أردت الطبعة التي أصدرتها دار طيبة بالرياض ، وهي من زيادات بعض النسخ ، وإليك نصه :
( ويقال : مليك أيضا ، وأشبع نافع كسرة الكاف فقرأ : ملكي يوم الدين ، وقد رجح كلا من القراءتين مرجحون من حيث المعنى ، وكلاهما صحيحة حسنة )
وهذه الزيادة وردت بعد قوله : ( وكلاهما صحيح متواتر في السبع ) يعني ما تفضلت بإيراده لقراءتي مالك وملك .
فالمأمول منكم مراجعة التفسير في الطبعة التي أحلت إليها في تعليقي ، قبل التسرع بالتخطئة ،
وقول ابن كثير عن قراءتي ( مليك ) و ( ملكي ) : وكلاهما صحيحة حسنة . لا يثبتها من المتواتر كما قال في قراءتي ( مالك ) و( ملك ) ، فليتنبه ، ولكم الشكر سلفا .
---
الجنيدالله
01-03-2007, 06:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبارة ابن كثير رعاك الله
( قرأ بعض القراء مالك وقرأ أخرون ملك وكلاهما صحيح متواتر في السبع ، ويقال ملك بكسر اللام وبإسكانها ، ويقال مليك أيضا ، وأشبع نافع كسرة الكاف فقرأ ملكي يوم الدين ، وقد رجح كلا من القراءاتين مرجحون من حيث المعنى وكلاهما صحيحة حسنة ، ورجح الزمخشري ملك ، لانها قراءة أهل الحرمين )(1/1707)
فابن كثير رعاك الله بين أن القراءتين مالك وملك سبعيتان وصححهما ردا على من أنكر ملك بدون ألف
وبين أن ملك بدون ألف تقرأ بكسر اللام وبإسكانها وزيادة ياء بعد اللام وبإشباع كسرة الكاف
ومما يبين لك أن مراده القراءتين السبعيتين هو ذكره ترجيح الزمخشري لقراءة ملك بدون ألف بعد قوله وكلاهما صحيحة حسنة .
ويبينها لك أكثر قوله ( وقد رجح كلا من القراءتين مرجحون من حيث المعنى وكلاهما صحيحة ) ، وأنت رعاك الله تعرف أن إشباع الكسرة في الكاف مما لادخل له بالمعنى
ويبينها لك قوله ( كلاهما ) فما هما إن رددت الضمير إلى إشباع الكسرة ؟ فما القراءة الثانية ؟ هل هي زيادة الياء بعد اللام وهو أقرب مذكور قبل قراءة إشباع الكسرة ؟ أو إسكان اللام ؟ وما دخل ذلك بالمعنى ؟ وابن كثير اعلم من أن يصحح مثل هذه الشواذ .
أخي الشيخ منصور عبارة ابن كثير موجودة في طبعة طيبة وطبعة دار المعرفة وغيرهما ولم تنفرد به طبعة دار طيبة
وأنا لم أخطئ أحدا في نقله للعبارة ولم أتعرض لذلك وتعقيبي إنما هو في تفسيرها لاغير
أنار الله لكم طريقك للجنة
---
منصور مهران
01-03-2007, 08:18 PM
شكرا على الإيضاح الذي أبديتموه وليس متجها إلى المفهوم من كلام ابن كثير ، فإنه - رحمه الله - قال : ( ويقال مليك أيضا وأشبع نافع كسرة الكاف ...... وقد رجح كلا من القراءتين مرجحون من حيث المعنى )
فهاتان قراءتان غير الأوليين ؛ فقد قرأ عمرو بن العاص ( مليك ) بزنة فعيل ، بالرفع أي هو مليكُ يوم الدين ، وهذه القراءة وردت أيضا عن أبي بن كعب وأبي رجاء العطاردي و كلاهما قرأها بكسر الكاف على الإتباع . انظر زاد المسير 1 / 13 .
وروى أحمد بن صالح عن ورش ما قرأه نافع من إشباع الكسرة إلى أن صارت ياء ، و وجهها ابن مالك في ( شواهد التصحيح والتوضيح ص 23
ولهما طبعا توجيه من حيث المعنى ، انظر تاج العروس ( ملك )(1/1708)
فابن كثير يعني ما يقول إذ يقول : ( وقد رجح كلا من القراءتين مرجحون من حيث المعنى ) .
ومَن قال : إنهما من شواذ القراءات ؟ حتى تقول : ( وابن كثير أعلم من أن يصحح مثل هذه الشواذ )
فلم تردا في كتب شواذ القراءات ، فلم حكمت بشذوذهما ؟
والمسألة تحتاج مني ومنك إلى زيادة تأمل وتثبت ، وبالله التوفيق .
---
الجنيدالله
01-03-2007, 10:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما أنهما من الشواذ فهذا واضح ولكن لقولكم من سبقني لقول ذلك فراجع فضلا لا أمرا جامع البيان للداني والتقريب والبيان للصفراوي لقراءة الإشباع
وراجع كتاب ابن خالويه لقراءة مليك.
وأما أن لهما معنى يزيد على المعنى الذي ذكره العلماء على قراءة ملك بدون ألف فراجع مرة اخرى وفقك الله للخير مرجعك الذي ذكرته وهو تاج العروس فلم يخرج بهما عن معنى ملك بدون ألف.
ثم حفظك الله لم تتعرض لقول ابن كثير أن الزمخشري رجح ملك وذلك مباشرة بعد قوله وكلاهما صحيحة حسنة؟
وابن كثير عنى الخلاف في ترجيح ملك أو مالك ولو راجعت تفسير القرطبي لظهر لك أن ابن كثير لخص كلامه .
وراج فضلا لا أمرا شرح الشاطبية لابن شامة .
ومما يبين ذلك لك أيضا قول ابن كثير ( ورجح كلا من القراءتين مرجحون من حيث المعنى ) ، والقراءتين التين تعنيهما أنت بالكاد أن تذكر في كتب القراءات والشواذ فضلا عن أن ترجحا ؟ ثم رجحتا على ماذا ؟ على السبعيتين ؟ ومن هم الرجحون؟ كيف وقد أنكر الإشباع الداني رحمه الله
سددك الله واشكرك لتكرمك بقراءة ما كتبت
---
منصور مهران
01-04-2007, 12:38 AM
لا تزال المسألة في دائرة البحث وعنئذ يكون الجواب وبالله التوفيق .
---
محمود الشنقيطي
01-06-2007, 08:33 AM
وهذا مثال آخر لإيراده رحمه الله للشاذَّ من القراءات في نفس السورة عند قوله تعالى (غير المغضوب عليهم) فحكى قرائتها منسوبةً للإمام ابن كثير رحمه الله تعالى, دون تنبيه على شذوذها..
حيث قال:(1/1709)
(وقرئ بالنصب على الحال وهي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب ورويت عن ابن كثير)
---
(1/1710)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > القول المسدد في حكم لبث الحائض والجنب في المسجد
---
القول المسدد في حكم لبث الحائض والجنب في المسجد
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-13-2006, 08:11 AM
القول المسدد في حكم لبث الحائض والجنب في المسجد
---
سلطان الفقيه
06-13-2006, 06:03 PM
بارك الله فيك لقد استفدت من ذلك كثيراً.
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-14-2006, 09:14 AM
جزاك الله خيراً
---
(1/1711)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لماذا يُمزق القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
---
لماذا يُمزق القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
10-25-2006, 10:49 AM
لماذا يُمزق القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
لماذا يُمَزق القرْآن الكَريم ؟؟
تأليف
علي بن نايف الشحود
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج948 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/dcbf7be1e1.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/b8289e6fb6.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/66a308b9b4.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Lemaza.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=291695
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1712)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عرض كتاب : كتابة القرآن الكريم في العهد المكي تأليف : عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري
---
عرض كتاب : كتابة القرآن الكريم في العهد المكي تأليف : عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري
---
أبومجاهدالعبيدي
06-19-2005, 02:51 PM
http://www.tafsir.net/images/alahdalmaky.jpgأولاً فهرس الكتاب :
• تقديم
• ملخص البحث
• الفصل الأول : مقدمة البحث
• الفصل الثاني : الخط العربي وانتقال الكتابة إلى الحجاز
• الفصل الثالث : حالة الكتابة في الجزيرة العربية
• الفصل الرابع : الأدلة على كتابة القرآن الكريم في العهد المكي
• الفصل الخامس : أدوات الكتابة ومصير القرآن المكي المكتوب
• خاتمة
• المراجع
.......................................
ثانياً : مقدمة البحث
الفصل الأول : مقدمة البحث
...............................................
• توطئة
• أهمية البحث
• الدراسات السابقة
• أسئلة البحث
• منهجية البحث
............................................
توطئة
الحمد اللّه رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد :
فقد أنزل اللَّه سبحانه وتعالى القرآن الكريم على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، ليكون الرسالة الأخيرة، والدستور الدائم للناس جميعاً، بحيث لاتحده حدود الزمان والمكان، فلقد كفل اللَّه سبحانه وتعالى حفظ لفظه ومعناه بحيث لايتطرق إليه احتمال نقص أوزيادة أو تحريف أو تغيير بقوله تعالى : { إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُون }(1).(1/1713)
وتحقق وعد اللَّه سبحانه بحيث حفظ لهذه الأمة معجزتها الخالدة على ما كانت عليه يوم أنزلت على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وهيأ لحفظ هذا النص طرقاً ووسائل عدة لا يجدها الباحث قد توفرت لكتاب من الكتب أو لنص من النصوص سواء أكان سماوياً أم وضعياً في تاريخ البشرية جمعاء، وإلى جانب ذلك فقد بذل العلماء المسلمون في العصور المختلفة جهوداً جبارة في كتابة البحوث وإجراء الدراسات الكثيرة حول القرآن الكريم، حيث فَصَّلوا القول في كل مايتعلق بالقرآن الكريم من علوم وموضوعات، من نزول وتاريخ، وتدوين، وجمع، وترتيب، وإعجاز، ومكي ومدني، وناسخ ومنسوخ .. الخ.
ولم يكن القرآن الكريم محل اهتمام العلماء والباحثين المسلمين فقط، وإنما أخذ القرآن الكريم مكانة بارزة في دراسات المستشرقين، الذين اهتموا بدراسة الأديان والكتب المقدسة والإسلاميات على مختلف مشاربهم وجنسياتهم، وعلى رأسهم جولد زيهر، ونولدكه، وبلاشير، وغيرهم كثير، حيث أثار بعضهم من الشبهات الشيء الكثير حوله، وكان ذلك عن سوء نية في حين أثار بعض آخر منهم الشبهات لأسباب منهجية أو لغوية فكانت النتيجة أن وقع الفريقان في أخطاء كثيرة.
ومما يؤسف له هو انخداع الكثير من الكتاب المسلمين بدراساتهم القرآنية بما يشاع من أن العلماء أو الباحثين الغربيين أو بالأحرى المستشرقين متَّصفون بصفة البحث العلمي وبالموضوعية وتحري الصِّدق والدقة في الاستنتاج وعدم التعصب للآراء والأفكار.(1/1714)
إلا أنه عند دراسة ما كتبه المستشرقون بإمعان حول القرآن الكريم بصفة خاصة، وحول الإسلام بصفة عامة، يجد الباحث أنهم ابتعدوا كثيراً عن هذه الحقيقة، حيث يحاولون بكل الوسائل طمس الحقائق الثابتة والواضحة وضوح الشمس في كبد السماء فيما يتعلق بالقرآن والإسلام. فهم مغرضون تدفعهم إلى الكتابة حول الإسلام دوافع وأغراض تجعلهم خارجين عن دائرة العلماء طلاب الحقيقة العلمية فيها، وتتحكم فيهم الأهواء والتعصب ضد الإسلام.
قد يكون من بين المستشرقين من هو متصف بالموضوعية وتحري الصدق والأمانة العلمية، أو هناك من يتصف بالإنصاف إذا كان البحث دائراً حول موضوع لاعلاقة له بالإسلام والمسلمين، ولكنهم عندما يأتون إلى الإسلام والمسلمين نجد أن أغلبهم يحاولون تشويه صورة الإسلام الصافية والنقية، والتشكيك في مصدريه الأصليين : القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. إلى جانب التقليل من القيمة الذاتية للفقه وأصوله القائِمَيْنِ عليها.
ولايعني هذا أنه لا يوجد على الإطلاق مستشرقون منصفون، وإنما المقصود أن الصفة العامة والمشتركة بين المستشرقين هي عدم الإنصاف وعدم الموضوعية في الإسلاميات. ولكن لابد أن يشار في هذا المجال إلى حقيقة تاريخية وهي أن كثيراً من المؤرخين تغلب عليهم صفة إطلاق الأحكام العامة والشاملة وعدم الدقة في بعض من الأحيان في إصدار الأحكام، أو في نقل الروايات المتناقضة في الحادثة الواحدة من غير تمييز الصحيح منها من السقيم، فربما يأخذ بواقعة معينة ويبني عليها حكماً عاماً تخالفه وقائع أخرى، وهو ما سيظهر في الدراسة هذه بشكل جلي وواضح، وقد مهّد هذا التوجه لأن يبني المستشرقون على ماصدر من المؤرخين المسلمين من هذا القبيل شبهات خطيرة وافتراءات تمس صلب الإسلام والقرآن الكريم وشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، فنجد أن جل الشبهات والافتراءات التي تمسك بها المستشرقون قد كان لها أصل في بعض كتب المسلمين.(1/1715)
ومن الأخطاء التي صدرت عن بعض المستشرقين من أمثال بلاشير(2) ادعاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعط أهمية لكتابة النص القرآني في حياته، ولاسيما في العهد المكي الذي امتد حوالي ثلاثة عشر عاماً، وبقي مفهوم القرآن المكي النازل بمكة والمحفوظ في ذاكرة المسلمين المكيين. وإنما بدأ بكتابة المقاطع الهامة من القرآن المنزل عليه في السنوات الأولى من العهد المدني.
وبما أن هذا الموضوع لم تتم دراسته من قبل بشكل مستقل ومفصل فقد صدر من عدد من الباحثين المسلمين ما يفهم منه بأن القرآن المكي لم يكتب، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بدأ بكتابة القرآن بشكل فعلي في أوائل العهد المدني.
ومن جانب آخر حاول بعض الباحثين المسلمين إثبات كتابة القرآن الكريم في العهد المكي والرد على مثل هذه الادعاءات، إلا أنه لم تتضح الصورة عند بعضهم، وصرح بعضهم بأن المسألة لا تزال غير واضحة عندنا(3)، وقال آخرون إن النصوص التي بين أيدينا لا تثبت الكتابة في العهد المكي على وجه قاطع(4).
أهمية البحث
تكمن أهمية هذا البحث في نقاط عديدة منها :
1. توضيح مسألة كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، وفي الوقت نفسه الرد على من ذهب إلى أن القرآن الكريم لم يكتب إلا في السنوات الأولى من العهد المدني، بقصد إثارة الشبهات حول سلامة النص القرآني وحفظه من الضياع، بناء على أن القرآن المكي يمثل ثلثي القرآن الكريم تقريباً.
2. محاولة إزالة اللبس والغموض حول مسألة كتابة القرآن الكريم في مكة، وذلك لأن أغلب الذين كتبوا في علوم القرآن وتاريخه، ولاسيما من القدماء لم يشيروا إلى مسألة كتابة القرآن في العهد المكي.
وفي العصر الحديث أشار قلة من الباحثين إلى هذه المسألة، على أنها لم تكن واضحة عند بعضهم حتى ذهب بعضهم ـ سبق الإشارة إليه ـ إلى القول : >إننا لانستطيع أن نجزم أن القرآن لم يدون في الفترة المكية..<، وقال آخر ـ قد سبق ذكره ـ إن المسألة غير واضحة.(1/1716)
3. بيان الأسباب التي أدت إلى غموض حركة الكتابة في العهد المكي مقارنة بما كان عليه الحال في العهد المدني.
4. تسليط الضوء على نوعية الأساليب والأدوات التي بها وعليها تمت الكتابة في العهد النبوي بصورة عامة، لما لذلك من أهمية كبيرة في تحديد مصير القرآن المكي المكتوب. وتوضيح مدى صحة المقولة الشائعة بأن القرآن الكريم كان يكتب على العُسُب وقطع الأحجار والعظام وبيان نسبة الحقيقة في ذلك.
5. السعي لبيان الطريقة التي تم بها نقل القرآن المكتوب من مكة إلى المدنية.
الدراسات السابقة
لم يجد الباحث عند بحثه وتصفحه لكتب علوم القرآن وما يتعلق بها مَنْ أَخَذَ من الباحثين بالدراسة موضوع "كتابة القرآن الكريم في العهد المكي" دراسة شاملة تحيط بجميع جوانب الموضوع. بل إنه لم يجد من تناوله ولو في فصل واحد أو مبحث مستقل، حيث إن أكثر الذين كتبوا في علوم القرآن وتاريخه من القدامى لم يشيروا إلى موضوع كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، إنما تناولوا موضوع جمع القرآن الكريم وكتابته على إطلاقه في العهد النبوي، ولا يشيرون أو لا يذكرون شيئاً عن المرحلة المكية.
وفي العصر الحديث وجد الباحث أن بعض المؤلفين في كتبهم ـ ولا سيما الكتب ذات العلاقة نوعاً ما بالرد على المستشرقين ـ يشيرون إلى موضوع كتابة القرآن الكريم في مكة، من خلال إشارات تكاد تكون غير واضحة، حيث إنهم في معرض كلامهم عن سلامة النص القرآني من الضياع، وتحت باب الجمع الكتابي للقرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يشيرون إلى الموضوع بإشارات طفيفة.
فمن هؤلاء الباحثين محمد حسين هيكل في كتابيه : "حياة محمد"(5)، و"الصديق أبو بكر"(6)، ومن خلال أسطر قلائل يشير إلى أن القرآن الكريم كان يكتب في العهد المكي، ويستشهد بقصة إسلام عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه والصحيفة المشهورة التي كانت سبباً في إسلامه، ولايتجاوز ما كتبه في الكتابين عشرة أسطر.(1/1717)
ومنهم الأستاذ محمد صبيح في كتابه : "بحث جديد عن القرآن الكريم"، حيث يشير إلى الموضوع وتحت عنوان "النبي والقرآن"، ولا يتجاوز ما كتبه صفحة واحدة، إلا أن المسألة تبدو غير واضحة عنده تمام الوضوح حيث يقول : >لا نستطيع أن نجزم بأن القرآن الكريم لم يدون في الفترة المكية، ونلجأ إلى بعض الفروض ونستند إلى إشارات خفيفة مفرقة في بعض المراجع كقصة إسلام عمر بن الخطاب، للاستدلال على كتابة القرآن الكريم في مكة...<(7).
ثم يعود في فصل آخر وتحت عنوان : "التدوين بين النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة" فيقول : >إن النصوص التي بين أيدينا لا تقطع بأن القرآن كان يدون في العهد المكي<، ثم يقول بعد عدة أسطر : >وكل مانرجحه أن صحفاً معينة كانت تكتب من القرآن ويتداولها المسلمون سراً ليتدارسوها في بيوتهم بعيداً عن أعين قريش...<(8).
ويشير بدوره إلى نوعية الأدوات التي تمت الكتابة عليها، وهل الصحيح أنها كانت بدائية كما أشارت إليه كثير من المصادر. ولكن مثله مثل غيره لم يعط الموضوع حقه من البحث، إضافة إلى أنه يترك القارىء في حيرة من أمره، حيث لا يأتي بأدلة كافية وشافية.
وأشار الأستاذ محمد علي الأشيقر في كتابه : "لمحات عن تاريخ القرآن"(9)، إلى الأدوات التي تمت الكتابة عليها، وحاول تحقيق مدى صحة المقولة المشهورة أن القرآن الكريم كان يكتب على العُسُب واللخاف والأكتاف(10). وقلما تجد من يتطرق إلى هذا الموضوع ممن كتب في علوم القرآن، وهو ما سيأتي عليه الباحث في هذه الدراسة ويجمع الأدلة عليه بتفصيل أكثر، وسيبيِّن مدى الصحة في إطلاق هذا القول.(1/1718)
ومنهم الأستاذ محمد خليفة في كتابه : "الاستشراق والقرآن العظيم"(11). تحت عنوان : "كتابة القرآن وحفظه المبكر"، حيث استشهد ببعض الآيات القرآنية المكية، وكذلك ببعض الألفاظ التي وردت فيها كالقلم والكتاب، وكذا بقصة إسلام عمر بن الخطاب ولبيد الشاعر على إثبات كتابة القرآن في العهد المكي، ولكنه لم يفصل في الموضوع ولم يعطه حقه من البحث ولم تكن أدلته كافية.
وقد تطرق الدكتور محمد عزة دروزة في كتابه : "القرآن المجيد"(12) إلى موضوع كتابة القرآن في العهد المكي في عدة صفحات أثناء حديثه عن كتابة القرآن ومسألة ترتيب الآيات والسور في العهد النبوي. ومن خلال الإشارة إلى آيات قرآنية مكية احتوت على كلمات مثبتة للكتابة، أو تلهم حسب تعبيره ـ دروزة ـ بأن القرآن كان يكتب بموازاة نزوله في العهد النبوي سواء في العهد المكي أو العهد المدني.
وتطرق أيضاً إلى مسألة الأدوات التي كانت تتم كتابة القرآن عليها بصورة عامة. وأن ما اشتهر من أن القرآن الكريم كان يكتب على أدوات بدائية مختلفة لا تمثل كل الحقيقة. وأشار إلى أن العرب قد عرفوا أدوات الكتابة اللينة القابلة للطي والسهلة الحمل من خلال إشارات وردت في نفس تلك الآيات القرآنية المكية، ومن خلال الواقع التاريخي الذي يثبت معرفة العرب لأدوات الكتابة اللينة مثل الجلود والورق البردي المصري. وقد جاء حديث الدكتور عرضاً ولم يكن شاملاً أو كافياً للإجابة على ما يطرح من أسئلة حول كتابة ومصير القرآن المكي المكتوب بعد الهجرة النبوية، حيث اقتصر على بعض الآيات القرآنية المكية فقط.
ويشير الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه : "رسم المصحف"(13)، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مهتماً بتسجيل النص القرآني في العهد المكي، ولكنه يقتصر فقط على الإشارة إلى قصة إسلام عمر بن الخطاب وإلى خبر عبد اللَّه بن أبي سرح أول كاتب للوحي في مكة.(1/1719)
ومن الذين أشاروا إلى الموضوع من غير سرد للأدلة وتفصيل : محمد حميد اللَّه في كتابه باللغة التركية : "تاريخ القرآن"(14)، ومحمود راميار في كتابه باللغة الفارسية : "تاريخ القرآن"(15). حيث ذكر أول آيات قرآنية مكية تضمنت ألفاظا مثبتة للكتابة، في حين تطرق الثاني إلى ذكر عدد من كُتَّاب القرآن في العهد المكي.
وفي الدراسة التي نشرتها الإيسيسكو تحت عنوان "القرآن الكريم دراسة لتصحيح ما ينشر عن الإسلام والمسلمين من معلومات خاطئة رقم 2"(16)، محاولة لإثبات كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، من خلال سرد بعض الآيات القرآنية المكية، وقصة عبد اللَّه بن أبي سرح، محاولة منها الرد على دائرة المعارف الإسلامية الصادرة في ليدن.
وفي كتاب "المستشرقون والقرآن" يحاول الأستاذ إسماعيل سالم عبد العال في صفحة واحدة الرد على بلاشير بعد أن يعرض لكلامه في نفي كتابة القرآن المكي، ولكنه بدلا من أن يأتي بأدلة مقنعة على الكتابة في مكة يسأل الكاتب بلاشير بأنه لا دليل له في نفي الكتابة، ويصف ما صدر منه على أنه تخرصات وافتراءات صدرت من مراكز الاستشراق ليس إلا. ثم يحاول إثبات الكتابة في مكة من خلال الاستشهاد بأنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم عدد من الكتاب المكيين. والغريب أن الكاتب ذكر أسماء لعدد من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم المكيين والذين تأخر إسلامهم إلى ما بعد الهجرة وبعضهم إلى قريب من فتح مكة حيث يقول : >إنه ـ بلاشير ـ يعلم أن هناك كتبة للوحي، بل يعلم أن منهم مكيين كالخلفاء الأربعة ومعاوية وخالد بن الوليد وعبد الله بن الزبير<(17). ومعلوم أن إسلام خالد ومعاوية رضي اللَّه عنهما كان بعد الهجرة بسنوات.(1/1720)
ويبدو أن المسألة كانت غامضة عند الدكتور فاروق حمادة في كتابه : "مدخل إلى علوم القرآن والتفسير"، حيث يقول ما نصه : >ولا يفوتني أن أشير إلى أن القرآن الكريم قد لقي نفس المنهج من الحفظ والتدوين في مكة، وإن كانت عملية التدوين لما تتضح لي بعد كثيراً، إلا أنه ورد في بعض الآثار ما يدل على ذلك منها قصة إسلام سيدنا عمر.. <(18). هذا كل ما كتبه عن الموضوع.
ولإزالة هذا اللبس والغموض عن موضوع ذي أهمية بالغة، حيث يتعلق بثلثي القرآن الكريم وهو مانزل في العهد المكي، ولجمع المادة بعد التقاطها واستخراجها واستنباطها من بطون أمهات الكتب في مكان واحد يسهل الرجوع إليه، ولإعطاء القارىء صورة كاملة وشاملة وواضحة حول عملية كتابة القرآن الكريم في العهد المكي ومصير القرآن المكي المكتوب، يجتهد الباحث في دراسة هذا الموضوع بعد التوكل على البارىء عز وجل، ومن خلال دراسة بعض الألفاظ التي وردت في القرآن المكي، وتحليل الآيات المكية والأحاديث النبوية وسرد أحداث السيرة النبوية وتتبعها.
أسئلة البحث(1/1721)
يتتبع الباحث في هذه الدراسة مسألة كتابة القرآن الكريم في العهد المكي ويدرسها دراسة تحليلية نقدية، من خلال الرجوع إلى أمهات كتب التاريخ الإسلامي، والسيرة النبوية، وعلوم القرآن، والتفاسير، وكتب الحديث، والتراجم، واللغة، والكتب المتعلقة بتدوين وحفظ الشعر الجاهلي، محاولاً إزالة اللبس والغموض عن هذا الموضوع المهم، وأن يجمع كل ما يتعلق بموضوع كتابة القرآن الكريم في العهد المكي في مكان واحد، مما هو متناثر في بطون الكتب، محاولاً الإجابة على سؤال مركزي شغل الباحث وهو : هل كتب القرآن الكريم في العهد المكي أم بدىء بكتابته بعد الهجرة النبوية ؟ ويتبع هذا السؤال المركزي أسئلة فرعية وهي : هل تمت كتابة كل ما نزل من القرآن الكريم في العهد المكي، وهو ما يمثل ثلثي القرآن الكريم، أو أنه كتب بعضه ولم يكتب بعضه الآخر؟ وما هي الوسائل والأدوات التي تمت الكتابة عليها في العهد النبوي ؟.(1/1722)
أسئلة تضع مقولة المستشرق الفرنسي بلاشيرBlachere عند حديثه عن مراحل تكوين المصحف : "خلال المرحلة الأولى المشتملة على الأعوام العشرين من الدعوة الإسلامية التي قام بها محمد نفسه، لم تزل المنزلات بكاملها تودع الذاكرة، وتنقلها الألسن إلى الآذان، ولا شك أن مفهوم النصّ المكتوب كان حاضراً في أذهان المهتدين المكيين الذين لم يتجاوز عددهم المئة إبان الهجرة سنة 622م. ويبدو أن فكرة تدوين مقاطع الوحي الهامة التي نزلت في السنوات السالفة على مواد خشنة من الجلود واللخاف، لم تنشأ إلا بعد إقامة محمد في المدينة(19). أقول تضع تلك الأسئلة مقولة بلاشير هذه تحت محك الدراسة والتحليل، كما تضع ترديدات دائرة المعارف الإسلامية الصادرة في ليدن لمقولة المستشرق بلاشير عند تناولها لمادة القرآن(20). وكذا ما ردده بعض الكتاب المسلمين من أقوال تدور في هذا الفلك، مثل محمود عباس حمودة حيث يقول : >ويمكن القول إن التدوين الفعلي للقرآن قد بدأ في المدينة بعد الهجرة ـ وحتى بالنسبة للمدينة نجد أن الروايات تختلف ـ فمنها من(21) ينكر أن القرآن دوِّن في عهد النبي، ومنها من(22) يقول إن القرآن كان في صحائف وراء فراش النبي...<(23).
منهجية البحث
المنهج الذي يتبعه الباحث في معالجة هذا الموضوع هو المنهج التاريخي القائم على التحليل والنقد. وفي سبيل ذلك تهتم الدراسة بتتبع الآيات القرآنية المكية المثبتة لألفاظ التدوين : (الكتاب ـ الصحف ـ القرطاس ـ الرق ـ السجل)، ودراستها دراسة تحليلية ثم الرجوع إلى أمهات المصادر في التاريخ والسير والتفاسير والحديث النبوي وعلوم والقرآن والكتب المتعلقة بالاستشراق. ومن ثم مناقشة الآراء الواردة حول كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، ولاسيما من قبل بعض المستشرقين وبعض الباحثين المسلمين المعاصرين.
الحواشي :
(1) سورة الحجر، الآىة 9.(1/1723)
(2) بلاشير، ريجيس : القرآن نزوله وتدوينه وترجمته وتأثيره، ترجمة: رضا سعادة، (بيروت: دار الكتاب، ط 1، 1974م) ص 29-27. وهو ما سيذكر لاحقا.
(3) حمادة، فاروق : مدخل إلى علوم القرآن والتفسير، (د.م: مكتبة المعارف، ط 1، 1979م) ص 72.
(4) صبيح، محمد : بحث جديد عن القرآن الكريم، ( القاهرة: دار الشروق، ط 8، 1983م) ص 68.
(5) هيكل، محمد حسين : حياة محمد، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، ط 13، 1968م، ص 33-32.
(6) هيكل، محمد حسين : الصديق أبو بكر، د.م، مطبعة مصر، د.ط، 1942م، ص 308 ـ 309.
(7) صبيح : بحث جديد عن القرآن الكريم، ص 68.
(8) المرجع السابق، ص 167.
(9) الأشيقر، محمد علي : لمحات عن تاريخ القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط 2، 1988م، ص 28-25.
(10) العُسُب : وهو جريد النخل يكتب في الطرف العريض منه، واللخفة : صفائح الحجارة الرقيقة. والكتف : عظم الحيوان.
(11) خليفة، محمد : الاستشراق والقرآن العظيم، ترجمة : مروان عبد الصبور شاهين، القاهرة، دار الاعتصام، ط 1، 1944 م، ص 79.
(12) دروزة، محمد عزة : القرآن المجيد، بيروت، المكتبة العصرية، د. ط. ت، ص 98-91.
(13) الحمد، غانم قدوري : رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية، العراق، اللجنة الوطنية، ط 1، 1982م، ص 97-96.
(14) Muhammad Hamidullah : Kurصani kerim Tarihi, Ceviri : Salih Tug. (Istanbul. 1993). pp. 41-42.
(15) راميار، محمود : تاريخ قران، تهران، مؤسسة انتشارات أمير كبير، د. ط، 1369، ص 65.
(16) القرآن الكريم دراسة لتصحيح الأخطاء الواردة في الموسوعة الإسلامية الصادرة عن دار ليدن، رقم 2، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ـ مطبة المعارف الجديدة، الرباط، 1997م، ص 63.
(17) عبد العال، إسماعيل سالم : المستشرقون والقرآن، د.م، رابطة العالم الإسلامي، العدد120، 1991م، ص 24.
(18) حمادة، د. فاروق : مدخل إلى علوم القرآن والتفسير، ص 72.(1/1724)
(19) بلاشير : القرآن نزوله وتدوينه وترجمته وتأثيره، ص 29-27.
(20) Bosworth C.E, van Donzel, lewis, B,& pellat, CH, (eds). 1986, the Encyclopaedia of Islam, Leiden, E.J. Brill. V 5, p. 403.
(21) والصحيح ما، وليس من.
(22) والصحيح ما، وليس من.
(23) حمودة، محمود عباس: تاريخ الكتاب الإسلامي المخطوط، الرياض: دار ثقيف، ط 2، 1991م، ص 100.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-19-2005, 02:53 PM
يختم الباحث دراسته بتسجيل النتائج الآتية التي توصل إليها وبتقديم توصياته ومقترحاته المتعلقة بالموضوع :
النتائج
1. ما ذهب إليه الإخباريون العرب من أن الخط العربي توقيفي محاولة منهم إضفاء نوع من القدسية على الخط العربي أو حروفه لم يستند إلى أسس علمية أو أخبار صحيحة، و ما ورد في ذلك من أخبار جلها إن لم نقل كلها موضوع أو ضعيف. والكتابة العربية المعروفة اليوم إنما اشتقت من الكتابة النبطية والتي انحدرت بدورها من الكتابة الآرامية المتطورة عن الكتابة الفينيقية، ومع ذلك فهذا لا ينفي احتمال استخدام العرب قبله لأقلام أخرى كالقلم الحميري أو المسند.
2. استناد كثير من المؤرخين والباحثين ولا سيما المعاصرين في إلصاق صفة الجهل بالقراءة والكتابة بالعرب في ردودهم على المستشرقين القائلين بمعرفة العرب لهما على لفظ (الأمي) و(الأميين) في القرآن الكريم ولفظة (أمية) في الحديث النبوي المشهور، استناد يرده السياق الواضح لتلك الآيات القرآنية. والحديث محمول على نفي نوع خاص من الكتابة والحساب وهو نفي افتقار العرب في معرفة عباداتهم إلى كتابة وحساب، وليس النفي العام للكتابة. وحمل الحديث على النفي العام يعارض أحاديث أخرى صحيحة وصريحة.(1/1725)
3. ماذكره المؤرخون كالبلاذري والقلقشندي وغيرهم من أن الإسلام دخل مكة وفيها بضعة عشر رجلا يكتبون لم يكن وصفاً دقيقاً ولا علمياً لما كانت عليه حالة الكتابة في مكة، ولم يكن مبنياً على الجرد والاستقصاء، ولا سيما أنها كانت ذات مركز تجاري مزدهر وديني مرموق.
4. ما ادَّعاه بعض المؤرخين أمثال ابن قتيبة الدينوري وبعض المعاصرين من أن الصحابة عليهم الرضوان لم يكن يعرف منهم الكتابة والقراءة إلا الواحد أو الاثنان ولا سيما في المدينة، كلام غير صحيح ومناقض تماماً لما كان عليه حال الصحابة من معرفة العديد منهم للكتابة ولا سيما بعد غزوة بدر، ولما ثبت من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له من الكتبة قرابة الأربعين.
5. أن العرب قد استخدموا الكتابة لأغراض عدة وإن كانت النسبة في ذلك متفاوتة بحيث يقف في القمة المراسلات بأنواعها المختلفة، ومن ثم كتابة العهود والمواثيق والحقوق ويقف في الأخير كتابة الشعر.
6. أن القرآن قد جمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كتابة كما جمع حفظاً، وأن الاعتماد في حفظ القرآن الكريم كان على الوسيلتين معاً على السواء من قِبَلِ النبي صلى الله عليه وسلم . وما تواتر في الكتب من أن الكتابة كانت شيئاً ثانوياً، أمر يفتقر إلى برهان، فقد ثبت أن زيد بن ثابت ومن كُلِّفَ معه للقيام بجمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق لم يقبلوا من أحد شيئاً إلا جاء به مكتوباً، حتى الآية التي فقدها زيد ثم وجدها مع أبي خزيمة لم يكن المقصود بفقدها حفظاً بل فقدها كتابةً.(1/1726)
7. أن ما اشتهر من أن القرآن الكريم كان يكتب على أدوات خشنة مثل الأحجار والأكتاف وجريد النخل لا يمثل كل الحقيقة. وإنما يمثل جزءاً من حقيقة الأدوات التي كتب عليها القرآن الكريم. وما جاء في البخاري على لسان زيد بن ثابت (فتتبعت القرآن أجمعه من الأعساب...الخ) إنما جاء في مجال تتبع القرآن وجمعه في عهد الصديق. وذلك لإشهاد وإشراك كل من عنده شيء ولو كان مكتوباً على قطعة عظم أو حجر أو نحوه، ويحمل على صعوبة ودقة المنهج المتبع من قبل اللجنة بريادة زيد وحرصهم على ألا يتركوا شيئاً كتب عليه القرآن ولو قطعة حجر أو عظم كتب عليه القرآن لطارئ طرأ أو كتبه صحابي لنفسه بحالة فردية بعيداً عن مؤسسة كُتَّاب الوحي التي كان يشرف عليها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، ولم يصدر ذلك منه في مجال التأليف والجمع في العهد النبوي، حيث ثبت عنه في مجال التأليف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قوله : >كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع< والرقاع كما فسرها العلماء جمع رقعة وهي إما من جلد أو ورق أو كاغد.
8. إن المسلمين قد استخدموا نوعاً من الورق ولاسيما الورق البردي المصري وقد جاء ذكره في الشعر الجاهلي، وأن ما يذكر من عدم معرفة المسلمين للورق إلا في القرن الثاني الهجري محمول على الورق الذي أدخله الصينيون إلى العالم الإسلامي.(1/1727)
9. لم يكن المسلمون ليفرطوا في أمر القرآن المكي بحيث يأتي في عصر من العصور من يدعي أن مفهوم القرآن كان حاضراً في أذهان المسلمين المكيين ليس إلا، وعليه فقد توصلت الدراسة إلى أن القرآن المكي مثله مثل القرآن الذي نزل في المدينة قد كتب كله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له في مكة عدد من الكتبة إلى درجة أن الباحثين اختلفوا في تحديد أسبقهم كتابة للنبي صلى الله عليه وسلم . والأدلة متضافرة على أن المكي كله قد كتب من خلال الآيات المكية التي تلمح أحياناً وتصرح أحيانا أخرى بذلك، إضافة إلى أدلة أخرى كثيرة حوتها بطون كتب التراث تدل بوضوح على أن كتابة القرآن الكريم كانت تسير متوازية مع الحفظ بعد نزول الآية أو الآيات غير متخلفة، تنضاف إليها أدلة عقلية عدة. فما ذهب إليه بعض الباحثين من أن الظروف الأمنية الحرجة بسبب الملاحقة المستمرة حالت دون إمكان كتابة القرآن الكريم في مكة، لم يكن مستندا إلى أدلة بل هو مجرد تكهنات غير مؤسسة على قواعد علمية. والأدلة قائمة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصطحب معه أدوات الكتابة ولم يهمل الكتابة في فترة من الفترات، بل وفي ظروف أشد حرجاً، كما كان الحال في هجرته حيث جلب معه ما يحتاج إليه من أدوات الكتابة إضافة إلى أن مُرافِقَيْه كانا من الكتبة.
01. القرآن المكي المكتوب كان يتم ابتعاثه من القيادة المتمثلة في النبي صلى الله عليه وسلم في مكة عن طريق الصحابة الذين كانوا ينتقلون بين مكة والمدينة من الأنصار، أمثال : رافع بن مالك ومصعب معلم القرآن وغيرهما، إلى المسلمين في المدينة الذين كانوا يسيرون على خطى النبي صلى الله عليه وسلم و ما كان يرسمه القرآن النازل. وعليه فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبلغهم الآيات النازلة التي تحمل أموراً جديدة متعلقة بالدين باستمرار.(1/1728)
11. إن بعض المؤرخين المسلمين كثيراً ما يطلقون الأحكام العامة بناء على وقائع جزئية، وكثيراً ما أدى عدم دقتهم في ذلك وفي نقل الروايات إلى خلق فجوات وترك ثغرات استغلها المستشرقون ومن لف لفهم بإثارة الشبهات، بحيث تمس صلب عقيدة الإسلام والقرآن الكريم وشخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم . ويظهر التناقض واضحاً في أقوال كثير منهم حيث يدعي أحدهم في موضع قولاً ثم يناقض نفسه في مواضع أخرى بما يخالفه تمام المخالفة. يضاف إلى ذلك عدم موضوعية المستشرقين ودقتهم وفرضيتهم فيما يتعلق بالإسلاميات.
التوصيات والمقترحات
لقد ظهر للباحث في أثناء الدراسة والبحث أن هناك جزئيات ذات صلة قوية بموضوع إثبات سلامة النص القرآني من التحريف والتبديل تحتاج إلى دراسة جادة، وبما أن البحث قد التزم بحدود البحث المرسومة له، وهي مسألة كتابة القرآن في العهد المكي، فإن الباحث يرى ضرورة دراسة هذه الجزئيات منها :
موضوع تحت عنوان : "عبد الله بن أبي السرح ودعوى تحريف النص القرآني" حيث يحاول بعض المستشرقين أمثال بلاشير وكولد زيهر استغلال ما نقله بعض المفسرين من تلاعبه بالنص القرآني، وتغييره الكلمات القرآنية حينما كان يكتب الوحي في مكة حسب مزاجه ويعلم من النبي صلى الله عليه وسلم دون التبيين لمدى صحة ذلك. تأتي أهمية هذه الدراسة من كون المُوْمَأ إليه من أوائل الذين كتبوا القرآن في مكة.
ومنها : أن تتم كتابة بحث تحت عنوان "دواعي اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن" في عهد أبي بكر وعثمان، وذلك لوجود من هو أقدم منه كتابة وصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما. والتطرق إلى أهم الشبهات المثارة في هذا الجانب من قبل المستشرقين في الأسباب التي أدت إلى اختياره، حيث إن الدراسات التي أجريت في هذا المجال لم تكن شاملة.
المصدر (http://www.isesco.org.ma/pub/ARABIC/Quran/Menu.htm)
---(1/1729)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مواضيع مقترحة
---
مواضيع مقترحة
---
أبو حذيفة
09-26-2006, 01:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الموضوعات المناسبة للبحث فيها وتسجيلها لبحوث الترقية أو الدراسات العليا .
1 - الفتح والاغلاق في القرآن الكريم .
2 - الأم في القرآن الكريم
3 - الرياح والسحاب كما ذكرها القرآن .
4 - جوالب الرزق في القرآن الكريم
5 - آثار الذنوب كما عرضها القرآن .
هذا الجزء الأول من الموضوعات والأجزاء الأخرى سأذكرها قريباً بحول الله .
لتسجيلها
---
أحمد البريدي
09-26-2006, 05:45 PM
شكر الله للشيخ الفاضل أبي حذيفة , ولعله من المناسب أن تضاف هذه الموضوعات في القسم المخصص وهو : موضوعات مقترحة للرسائل العلمية .
---
سالم خميس اليعقوبي
10-04-2006, 06:13 PM
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل على هذه الموضوعات المقترحة
ولعلنا في أمس الحاجة وخاصة في هذه الفترة للموضوعات القرآنية لإختيار الأنسب منها
بارك الله فيكم وجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك
---
العنزي
10-05-2006, 01:30 PM
بارك الله فيك ياشيخ أبو حذيفة على هذه الموضوعات
وجعل ذلك في ميزان حسناتك وننتظر منك المزيد
---
(1/1730)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مالمراد بالعدل والإحسان في سورة النحل ؟؟؟؟؟؟؟؟
---
مالمراد بالعدل والإحسان في سورة النحل ؟؟؟؟؟؟؟؟
---
ام جواد المغربي
11-24-2006, 02:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى :: " إن الله يأمر بالعدل والإحسان...." الآية. من سورة النحل
مالمراد من العدل والإحسان في هذه الآية الكريمة ؟ وما هو القول الصحيح فيها ؟ حيث وردت فيها عدة أقوال .
نرجو منكم التكرم بالرد
ولكم منا جزيل الشكر
وجزاكم الله خير
وأثابكم الجنة
---
عبدالرحمن الشهري
11-25-2006, 06:41 AM
العدل الذي أمر الله به في هذه الآية هو الإنصاف والقسط بكل صوره في الأقوال والأفعال ، وإعطاء الحقوق لأصحابها ، والصواب حمله على العموم في هذه الآية ، وقد جاء هذا الأمر في آيات أخرى في القرآن ، مثل (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى } [ سورة الأنعام : 152 ] ، وقال تعالى : { وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل } وغير هذه الآيات. وما ذكره المفسرون من أقوال هو داخل تحت المعنى العام للعدل . ومثله لفظ الإحسان فهو عام في كل صور الإحسان .
قال الإمام المفسر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية : يقول تعالى ذكره: إن الله يأمر في هذا الكتاب الذي أنزله إليك يا محمد بالعدل ، وهو الإنصاف ، ومن الإنصاف: الإقرار بمن أنعم علينا بنعمته، والشكر له على إفضاله، وتولي الحمد أهله. وإذا كان ذلك هو العدل ، ولم يكن للأوثان والأصنام عندنا يد تستحقّ الحمد عليها، كان جهلا بنا حمدها وعبادتها، وهي لا تنعِم فتشكر ، ولا تنفع فتعبد، فلزمنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولذلك قال من قال: العدل في هذا الموضع شهادة أن لا إله إلا الله ....(1/1731)
وقوله والإحسان ، فإن الإحسان الذي أمر به تعالى ذكره مع العدل الذي وصفنا صفته: الصبر لله على طاعته فيما أمر ونهى، في الشدّة والرخاء ، والمَكْرَه والمَنْشَط، وذلك هو أداء فرائضه ).
وقال ابن عاشور في تعريفه للإحسان والمقصود به في الآية :
وأما الإحسان فهو معاملة بالحسنى ممن لا يلزمه إلى من هو أهلها . والحسَن : ما كان محبوباً عند المعامَل به ولم يكن لازماً لفاعله ، وأعلاه ما كان في جانب الله تعالى مما فسّره النبي بقوله : الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك . ودون ذلك التقرّب إلى الله بالنوافل . ثم الإحسان في المعاملة فيما زاد على العدل الواجب ، وهو يدخل في جميع الأقوال والأفعال ومع سائر الأصناف إلا ما حُرم الإحسانَ بحكم الشرع .
ومن أدْنى مراتب الإحسان ما في حديث الموطأ : «أن امرأة بَغِيّا رأت كلباً يلهث من العطش يأكل الثّرى فنزعت خُفَّها وأدْلَتْه في بئر ونزعت فسقته فغفر الله لها» .
وفي الحديث " إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبْحة " . ومن الإحسان أن يجازي المحسَنُ إليه المحسِن على إحسانه إذ ليس الجزاء بواجب .
والله أعلم .
---
(1/1732)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > نسخة جديدة من RealPlayer 10.5 Build 6.0.12.1483
---
نسخة جديدة من RealPlayer 10.5 Build 6.0.12.1483
---
سامي عبدالعزيز
04-29-2006, 04:51 AM
http://download.real.com/product_download/6YH4507042006/RealPlayer10-5GOLD.exe (http://fixdown.com/enfull/down/RealPlayerGOLD.exe)
الباتش : http://rapidshare.de/files/14766400/RealPlayer.10.5.6.0.12.1483.zip.html
---
د.عبدالرحمن الصالح
05-29-2006, 07:10 AM
أخي ماذا أفعل بنسختي القديمة من البرنامج؟هل أحذفها ثم أقوم بتحميل هذه النسخة؟ أم أن البرنامج نفسه سيحدث نفسه؟ بماذا تنصحون في هذه الحال وفي مثلها؟ جزاكم الله خيرا ونفع بكم
---
سامي عبدالعزيز
05-29-2006, 09:42 AM
غالباً في مثل هذة الحالات لا تحذف الإصدار القديم بل ثبت عليه النسخة الجديدة
---
(1/1733)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "ورسوله النبي الأمّي"
---
"ورسوله النبي الأمّي"
---
جمال حسني الشرباتي
05-10-2005, 05:44 AM
السلام عليكم
قال تعالى
في سورة الأعراف 158،{قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هو، يحيي ويميت، فآمنوا بالله "ورسوله النبي الأمّي" الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}.
ولقد قرأت بحثا لأحد المعاصرين صدّره بقوله (إن ما وصلنا من "آراء" الأولين من المفسرين والمأولين في هذا الباب, لا يطمئن إليها قلب المؤمن السائل المتدبر، ))
مع أن ما قاله في تفسير الأمي(فهو بهذا "أم" الرسالة والنبوة، لم يرسل رسول ولا نبي، إلا وأُمر باتباع "الرسول النبي الأمّي", وأن يأمر قومه باتباعه! وهذا ما يشهد له "إمامة" النبي للنبيين في المسجد الأقصى!.))
وجدته عند سابقيه من عظامنا (والأميّ الذي هو على صفة أمة العرب إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب فأكثر العرب لا يكتب ولا يقرأ قاله الزجاج، وكونه أمّياً من جملة المعجز، وقيل: نسبة إلى أم القرى وهي مكة، وروي عن يعقوب وغيره أنه قرأ { الأميّ } بفتح الهمزة وخرج على أنه من تغيير النسب والأصل الضّم كما قيل في النسب إلى أميّة أموي بالفتح أو على أنه نسب إلى المصدر من أم ومعناه المقصود أي لأنّ هذا النبي مقصد للناس وموضع أم،))
ونكمل إن حصل نقاش معه هو بالذات
---
..فارس..
05-10-2005, 06:35 PM
أي نوع من الرجال أنتم نراكم تكتبون وتسطرون كلاماً من خلف الشاشات ولا تجرؤون على مواجهة هذا الشيخ(1/1734)
وكما ألاحظ من مشاركاتك السابقة أنك متابع لكل بحوث هذا الشيخ الفاضل فلماذا لا تظهر لنا وتخالف ما يقوله الشيخ علانية أمام الحضور في المسجد الأقصى فأنت تعلم أنه ومنذ حوالي ثلاثة سنين وللشيخ درس في كل يوم جمعة من بعد صلاة الظهر وحتى صلاة العصر فأين أنتم لم نرى أحداً منكم
وهنا أشير أيضاً أنه وللأسف لم يظهر لنا من يخالفه بالحجة والبرهان ولكن كل مخالفاتهم مبنية على أن ما أتيت به لم يقله أحد من قبل ...ألم يسمعوا حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام :
(نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع)
فالخطاب هنا للصحابة رضي الله عنهم جميعاً.
إذا أردت النقاش فاقصد المسجد الأقصى يوم الجمعة فالشيخ لا يمانع أي كان من النقاش والشيخ يحب حديث الرجل للرجل وجها لوجه وها هو في وسط بيت الله الثاني .
واعلم أن الشيخ سحب عضويته من هذا الموقع
---
جمال حسني الشرباتي
05-10-2005, 07:06 PM
فارس
كتبنا لكم بطريقة حضارية---فردوا بطريقة حضارية--وإن كان شيخك لا يكتب هنا فانقل لنا ما يكتب --والاقصى ليس بيت الله الثاني ولا الثالث--ولا ينقص ذلك من قيمته يا فارس
وعلى فكرة الأحاديث النبوية الشريفة لا تؤيد شيخك باستدلاله المسبوق به قطعا
---
جمال حسني الشرباتي
05-10-2005, 09:21 PM
أيها الأخوة
الأمّي:"بضم الهمزة " هو الذي لا يقرأ ولا يكتب نسبة إلى الأم فيوم ولدته أمه كان لا يقرأ ولا يكتب--فقيل أمّي تلازما مع وضع المولود حديثا
أما " الأمّي" بفتح الهمزة "_ ولقد ذكر بعض المفسرين أنها قراءة من القراءات _ فهو الذي يقصده الناس ليقودهم ويرشدهم
قال إبن عطية في المحرر الوجيز ((و " الأُّمي " بضم الهمزة قيل نسب إلى أم القرى وهي مكة.(1/1735)
قال القاضي أبو محمد: واللفظة على هذا مختصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وغير مضمنة معنى عدم الكتابة، وقيل هو منسوب لعدمه الكتابة والحساب إلى الأم، أي هو على حال الصدر عن الأم في عدم الكتابة، وقالت فرقة هو منسوب إلى الأمة، وهذا أيضاً مضمن عدم الكتابة لأن الأمة بجملتها غير كاتبة حتى تحدث فيها الكتابة كسائر الصنائع، وقرأ بعض القراء فيما ذكر أبوحاتم " الأَمي " بفتح الهمزة وهو منسوب إلى الأم وهو القصد، أي لأن هذا النبي مقصد للناس وموضع أم يؤمونه بأفعالهم وتشرعهم، قال ابن جني: وتحتمل هذه القراءة أن يريد الأمي فغير تغيير النسب.))
ولقد ظن الأخ الباحث أن وصف الرسول عليه الصلاة والسلام بالأمي منقصة له--فحاول أن يبعد عنه هذا الوصف ميمما صوب المعنى الثاني بأن يكون النبي مقصد الناس وموضع ثقتهم يؤمونه بأفعالهم واستفساراتهم--وهو معنى لطيف لولا أن الأحاديث جاءت لتثبت المعنى الأول وهو أنه عليه الصلاة والسلام كان لا يقرأ ولا يكتب(1/1736)
(ففي صحيح مسلم:حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ الْمِصِّيصِيُّ جَمِيعًا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ وَاللَّفْظُ لِإِسْحَقَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ لَمَّا أُحْصِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْبَيْتِ صَالَحَهُ أَهْلُ مَكَّةَ عَلَى أَنْ يَدْخُلَهَا فَيُقِيمَ بِهَا ثَلَاثًا وَلَا يَدْخُلَهَا إِلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلَاحِ السَّيْفِ وَقِرَابِهِ وَلَا يَخْرُجَ بِأَحَدٍ مَعَهُ مِنْ أَهْلِهَا وَلَا يَمْنَعَ أَحَدًا يَمْكُثُ بِهَا مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ قَالَ لِعَلِيٍّ اكْتُبْ الشَّرْطَ بَيْنَنَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ الْمُشْرِكُونَ لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ تَابَعْنَاكَ وَلَكِنْ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَمْحَاهَا فَقَالَ عَلِيٌّ لَا وَاللَّهِ لَا أَمْحَاهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرِنِي مَكَانَهَا فَأَرَاهُ مَكَانَهَا فَمَحَاهَا وَكَتَبَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا أَنْ كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ قَالُوا لِعَلِيٍّ هَذَا آخِرُ يَوْمٍ مِنْ شَرْطِ صَاحِبِكَ فَأْمُرْهُ فَلْيَخْرُجْ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ نَعَمْ فَخَرَجَ و قَالَ ابْنُ جَنَابٍ فِي رِوَايَتِهِ مَكَانَ تَابَعْنَاكَ بَايَعْنَاكَ
[line](1/1737)
وورد في صحيح البخاريحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ(1/1738)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ فَقَالَ(1/1739)
فِي حَدِيثِهِ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَرُعِبْتُ مِنْهُ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إِلَى قَوْلِهِ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ فَحَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُو صَالِحٍ وَتَابَعَهُ هِلَالُ بْنُ رَدَّادٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ بَوَادِرُهُ)
وأرغب أن أشير إلى أن كون الرسول لا يقرأ ولا يكتب ويأتي بهذا العلم وهذه الأخبار والحكم والتشريعات أدعى لقبولها على أنها من عند الله
---
..فارس..
05-11-2005, 01:29 PM
هنا لي إخوتي أن أضع بين أيديكم هذه الدراسة التي تخص الشيخ صلاح الدين أبو عرفة لتوضيح ما أورده الأخ جمال بخصوصها الذي أتمناه أن يكون بيننا الجمعة القادم .
"الأمي".. ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب..
بل هي أعظم صفات الرسول النبي محمد
التي لا تنبغي لغيره!.
إن ما وصلنا من "آراء" الأولين من المفسرين والمأولين في هذا الباب, لا يطمئن إليها قلب المؤمن السائل المتدبر، فهم -جزاهم الله خيراً-، اجتهدوا ما استطاعوا, ولنا نحن المؤمنون أن نضع رحالنا حيث تطمئن قلوبنا, فهي آراؤهم أولاً وأخيراً, ولو كان فيما نقلوه إلينا نص محكم من آية أو حديث, لسلمنا وآمنا, ولكننا نسمع كما يسمعون, ونؤمر كما يؤمرون, ونخاطب بالقرآن كما يخاطبون, فاللهم ليس "الأمي" كما تقول التفاسير, والله أعلم بالحق والمراد.(1/1740)
والحق أن هذه التفاسير تصلح مثلاً لنا لتقعيد مفهوم حديث النبي عليه الصلاة والسلام عمن قال بالقرآن "برأيه" –وإن كان أهل الحديث لا يحتجون به ولا يستندون إليه-، فهذه الاجتهادات، هي قول "برأي" أولاً وأخيراً، بقي قائلوها من صالحينا وأكابرنا على عهدنا فيهم من الهدى والسداد، دون أن يتبوؤا مقاعدهم من النار، كما يفهم من يطلق الحديث لهواه!.
فالحديث مطلق عام عن "من قال برأيه", لا يحابي أحداً ولا يستثني أحداً, بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وأظهر ما وصلنا منهم، أن يحملوا "الأمّي" على الذي لا يقرأ ولا يكتب فهو على حاله التي ولدته فيها "أمه".
أو أن يحملوها على المبعوث من الأمة "الأمّية"، على قاعدة "القرآن" الراسخة في تقسيم الناس الى أمتين، أمة أمّية لم يؤتها الله كتاباً، ولم يرسل إليها رسولاً، وأمّة "كتابية" أتاها الرسول وجاءها الكتاب، كاليهود والنصارى, بدليل الآية, {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم}، والناس كانوا "أمّة" اختلفت فيما بعد، فأنزل الله إليهم الكتاب {كان الناس أمّة واحدة، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق}، فأصل الناس كما هو ظاهر "أمّيّون" ثم أنزل الله الكتاب.
فقد تكون "كتابياً" وأنت لا تقرأ ولا تكتب..
وقد تكون "أمياً" وأنت تقرأ وتكتب!.
فالأمي عند علمائنا، الذي بعث من "الأميين"، ولكن ظاهر الكتاب للمتدبر على خلاف هذا، ولا يحق لأحد أن يلزم الناس بشيء لم يلزمهم به رسول الله أو صحابته فيما فهموه عنه مجمعين عليه كاتبين له, تقرأه العامة والخاصة.
السؤال الأصل(1/1741)
لم ترد "الأمي" وصفاً لرسول لله في القرآن إلا مرتين، ولم يوصف بها -فيما نعلم- نبياً غير محمد عليه الصلاة والسلام، فوردت مرة في دعوة اليهود والنصارى لوجوب إتباعه على أنه "الرسول النبي الأمّي"، ثم في الآية التي تليها مباشرة من سورة الأعراف 158،{قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هو، يحيي ويميت، فآمنوا بالله "ورسوله النبي الأمّي" الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}.
فبهذه الصفات الثلاث متتالية يوجب الله على الناس جميعاً -بما فيهم أهل الكتاب– أن يتبعوا هذا "الرسول النبي الأمّي"..
وها هنا أصل السؤال!.
فأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه رسول من الله، أمر معقول واجب, وأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه نبي الله، أمر واجب أيضاً، يستسيغه كل مدعو بهذه الآية, وأما أن يؤمر الناس جميعاً باتباعه، لأنه "لا يقرأ ولا يكتب"، فهمٌ فيه نظر، فلا خلاف أن اتباع "الكتاب" ومن يحمل الكتاب أولى من اتباع ما سواه.
ثم من يضمن لنا ببينة، أنه لم يكن نبي لا يقرأ ولا يكتب غير رسول الله محمد، وأكثر النبيين "أمّيين" على المعنى الثاني في التفسير, حتى الساعة التي يؤتوا فيها صحيفة، أو يؤمروا باتباع كتاب، فلم يعد رسول الله بهذا "أمّيا" بالمعنى الثاني للتفسير, عند أول أية تلقاها.
فوجب أن تكون "الأمّي" كصفة حصريَّة متفردة لهذا الرسول، وجب أن تكون ركناً وشرطاً أساساً في وجوب اتباعه من الناس كافة, كرُكني الرسالة والنبوة، يجد المدعو بهذه الآية نفسه طائعاً مقتنعاً بوجوب اتباعه لأنه "الأمّي" والرسول والنبي!.
إذا ماذا؟.
القرآن أَولى بالتصديق، وظاهرُه أولى بالإتباع، فهو من أوَّلِه كتابٌ عربيٌ مفصَّل مبيَّن.(1/1742)
فـ "الأمّي" أصلها "أُمْ" أضيفت إليها ياءُ النسبة، ك"مكِّي" نسبة لمكة، والأم بلسان القرآن العربي: الأصل والأول، فأم الرجل أصله وأوله ومنشأه، كما في سورة القَصَصْ {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في "أُمِّها" رسولاً}، أي في أصولها وجمعها, وليس هناك مسلم لا يعرف "أم الكتاب" التي في أول القرآن وأصله, وهي السبع المثاني والقرآن العظيم بوصف النبي المعصوم لها، بكونها "أم الكتاب".
وأية آل عمران دليل آخر "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب" بما تحمله الآية من معاني الأصول والجوهر.
فهو بذلك الرسول النبي "الأصل" و"الأول" بكل ما تعنيه الكلمة من معاني"الأصل" في الرسالة والمنشأ, وحتى "أصل" اللغة واللسان!.
فهو كما في صحيح الحديث: "إني عند الله مكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمجندل في طينته", فلم يُبعث نبي ولم يرسل رسول إلا على "لا أله إلا الله محمد رسول الله"، كما تقرره آية آل عمران {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين}.
"وفي الحديث: "لو كان موسى حياً ما حل له إلا أن يتبعني".
تبدو واضحة
فهو بهذا "أم" الرسالة والنبوة، لم يرسل رسول ولا نبي، إلا وأُمر باتباع "الرسول النبي الأمّي", وأن يأمر قومه باتباعه! وهذا ما يشهد له "إمامة" النبي للنبيين في المسجد الأقصى!.
فكان بذلك كل نبي ورسول يرسل الى قومه خاصة وهو يعلم أن محمدا رسول الله، ويأمر بها قومه، حتى إذا أدى كل نبي ما عليه في كل الأمم، بُعث الرسول النبي "الأمّي" عامة لكل الأمم، فكل الرسل والنبيين مقدِّمون "خاصون" للرسالة العامة "الأم" بالرسول النبي "الأمّي".(1/1743)
ثم هي في القراءات القرآنية من غير المتواتر, ولكن لها سند يرفعها, فقد قُرأت "الأَمي", بالألف المفتوحة, كما أوردها ابن جني, وعلق عليها بقوله: هو الذي يأتم به من قبله!. فيما الأصل أن يأتم به من يأتي بعده, ولكن هذه القراءة تؤكد ما ذهبنا إليه, فهو النبي "الإمام" للنبيين الأولين وللناس كافة.
وهذا كله لا ينفي أنه لم يكن يقرأ ويكتب، فهو هكذا بعث وهكذا قُبض ، ولكن "القرآن" يذْكرها على أنها حالة من حالات نبوته كيُتْمِه وفقره، ولم تكن بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها، إنما هي حالة كما قلنا تُعين على التبليغ, {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون}، ولو كانت شرفاً وشرطاً للنبوة, لما علم الله عيسى بن مريم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل قبل مبعثه.
أمية أخرى عظيمة
فهو رسول الله الى الناس جميعاً كونه "الأمّي", نسبة الى منشأ الناس الأول، وقريتهم الأم "أم القرى"، كما في الأثر: "كانت الكعبة خشعة على الماء ثم دحى الله الأرض من حولها"، فكانت مكة أول ما تشكل على ظهر البحر، ثم انبسطت الأرض من حولها، {لتنذر أم القرى ومن حولها} و{إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة}، فمكة "أم القرى" وأصل نشأة الناس وانتشارهم، ليكون بذلك النبي "الأمّي" للناس جميعاً, كونه من "أم قراهم"، ومن "بيت" أبيهم الأول، وإن تباعدت بهم السبل وتفرقت بهم الأرضون، فهذه أرضهم "وبيت" أبيهم آدم من قبل, فهو لهم كافة.
أمية ثالثة كبيرة
ثم هو النبي "الأمّي" الوحيد الذي تكلم بلغة الناس "الأم"، ولعل هذا الفهم الذي نطرحه، ما قد يحل سؤالاً عظيماً, ألا وهو..(1/1744)
ما ورد في سورة أية إبراهيم {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}، فأرسل نوح بلسان قومه ليبين لهم، وكذا موسى وعيسى، وسائر النبيين، فإذا كان رسول الله محمد رسول الى الناس جميعاً، وكتابه الوحي رسالة الناس جميعاً, وجب أن يكون لسانه لسان الناس جميعاً, وهذا ما لم يكن فيما يظهر لنا ونراه, فكيف يستقيم هذا؟!, وكيف يعقل أن موسى النبي الخاص لبني اسرائيل يبعث بآية يعقلها كل أهل الأرض, ومثله عيسى ابن مريم, ويرسل محمد رسول الله إلى الناس جميعاً بآية لا يعقلها إلا خاصته وقومه؟!, هذا إلا أن يكون أمراً آخر وأعظم مما كان يبدو لنا.
فآية إبراهيم تحل مسألة وتفرض فرضاً، نقرأه بالمفهوم اللازم للنص، أنه إن كان كل رسول يرسل بلسان قومه، فيكون لسان القوم لسان نبيهم, وأرسل محمد عليه الصلاة والسلام الى الناس جميعاً, لزم أن يكون لسان الناس جميعاً, لسان نبي الناس جميعاً, محمد عليه الصلاة والسلام بلسانه العربي "الاُم", الذي أرسل به وأنزل به كلام الرب الذي خلق الناس جميعا!.
فهو بهذا أرسل بلسانهم "الأم" الذي كان عليه الناس أول ما كانوا, ثم تبدلت ألسنتهم واختلفت, فعليهم هم أن يرجعوا إلى لسانهم الأم, لسان نبيهم "الأم" محمد.
وليس بين كل إنسان مهما كانت لغته وعمرها وأمته وحضارتها, ليس بينه وبين لسان النبي "الأم" إلا أم هذا الانسان وأبوه, فإن نشأ الغلام الصيني مثلاً بين العرب تكلم بلسانهم كواحد منهم بلا خلاف, دون أن يكون لخمسة آلاف سنة من حضارة قومه شأن ولا مانع.
وفي القرآن شاهد على ما نقول، فالقرآن لا يُقر إلا "لسانين" إما عربي أو أعجمي، فكل الألسن على اختلافها ما لم تكن عربية فهي أعجمية، والأعجمي هو الذي لا يُبين ولا يُفصّل. "والعربي" لغة: ما أبان وفصّل, وهذا ظاهر نصوص القرآن.(1/1745)
وآية سورة "فصلت" تفصل هذا بوضوح، {ولو جعلناه قرآناً أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي}، فالأعجمي بنص الآية غير مفصَّل ولا مفصِّل، إنما هاتان الصفتان للسان" العربي, {ولقد نعلم انهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين}، فالأعجمي لا يبين، إنما العربي هو المفصل المبين, {حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون}.
ولعل هذا الفهم أيضاً بخصوص الفرق بين العربي والأعجمي, قد يحل مشكل آية فصلت، {ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي}. فكل من ينظر في التفسير يجد خلافاً في التأويل لا يكاد يشفي سائلاً ولا مستفسراً, أما بهذا الفهم فيمكن حل مشكِلها، فالعربي هو المفصل فقط، فلا يكون أعجميا ومفصلاً، لتفهم الآية بعدها هكذا: "ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته, أأعجمي "ومفصل"؟!, فلا يطلب التفصيل في ما أعجم؛ إنما العربي هو المفصل!.
ولسان العرب حجة لما نقول، فيقال: رجل مُعرِب إذا كان فصيحاً مبيناً, وإن كان عجمي النسب, والإعراب هو الإبانة، ولمن أراد الاستزادة أن يرجع للأصول!.
بهذا يصبح "الرسول النبي الأمّي" واجب الأتباع بهذه الأركان الثلاثة, أمّية الرسالة والنبيين وإمامتهم، و"أمّية" الأرض والمنشأ في أم القرى، وأمّية اللسان واللغة، فهو للناس جميعا بلسانهم "الأم" وإن تبدلوا بها أي لغة كانت فهذا لسانهم "الأم" أولى بهم أن يتعلموه وأن يرجعوا له، وهذه أرضهم "الأم" وبيت أبيهم الأول.
بهذه الثلاث يصبح الرسول النبي "الأمّي" ملزم الإتباع واجب القبول.
ولنا اليوم -بهذا الفهم لا بالفهم السابق- أن ندعو أهل الكتاب والناس جميعاً لاتباعه, فهو نبيهم "الأم" بكل ما في الكلمة من معاني.(1/1746)
وقد يسأل سائل، إذا كانت من "أمّية" محمد عليه الصلاة والسلام إمامته للناس وللنبيين، فكيف نفهم أية "النحل", {إن إبراهيم كان أمّة.. ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}؟.
وأحسن قول المفسرين، أن إبراهيم كان إماماً، بدليل ما ينبني عليها من بعد، بالأمر بالاتباع، فإن كان كذلك، فكيف يكون رسول الله هو الإمام "الأم", ثم يؤمر باتباع إبراهيم الإمام؟.
ويجاب عليها: بأنه يستقيم أن يكون رسول الله متبعاً في حال مخصوص في وقت مخصوص, متبوعاً إماماً في عامة الأحوال على أنه خاتم النبيين، مثله في هذا كمن يتبع إماماً ما، في باب ما، ثم يغدوا بعدها إماماً لإمامه وسائر أقرانه. وهذا ما جرى فعلا, وأكد ما ذهبنا إليه, يوم أم النبي محمد عليه الصلاة والسلام النبيين جميعا وفيهم أبراهيم, فهو بهذا إمام النبيين, وهو بهذا النبي "الأمي"!.
سؤال في محله
ولنا أن نطرح سؤالاً على من أحب أن يشاركنا, فإذا كنا نقرأ {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}. فهل من الممكن أن تكون "خاتم النبيين" بمعنييّها الضد، أي آخر النبيين وأول النبيين، إذ المختوم هو المغلق من أوله وآخره؟.
ولمن نظر في لسان العرب وجد مُسَوغا لما نقول، فالعرب تقول: "ختم الزرع" إذا سقاه أول سقيه، ومحمد عليه الصلاة والسلام صاحب مثل الزرع في القرآن, {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه}, فأول سقي الزرع هو الختم، ولم نعلم أن أحدا من النبيين من أولهم الى آخرهم كان خاتماً مختوماً بالنبوة إلا رسول الله محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
وبهذا يمكن لنا أن نفهم ما معنى "محمد"!
فالاسم وإن كان من ظاهر الحمد، إلا انه وجب علينا أن نقرأ الاسم مصاحباً للصفات الثلاث "الرسول النبي الأمّي".(1/1747)
فهو محمد الرسول النبي الأمّي، أول الرسالة وآخرها وخاتمها، فكان في كتاب الأولين "أحمد" الممتلئ حمداً، فلما بعث، فصار أحمد حقيقة في الآخرين، جمع له حمد الأولين والآخرين فصار محمداً!.
ألا ترون الله يبدأ الأولى بالحمد ويختم الآخرة بالحمد {وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين},فالله يجمع بين الأولى والآخرة بالحمد، {وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون}. كأن الحمد عند الله هي تعرفة التمام والاكتمال.
فالحمد في التمام, والتمام في الحمد، فهو محمد الذي أتم الله به الدين وأكمله, ثم بعثه الله ليتمم به محاسن الأخلاق، وآتاه جوامع الكلم, فهذا الذي يجمع له الله الرسالة الأولى والاخرة, ويؤتيه الجوامع, فيتم له ويتم به, إنما هو "محمد".
ولا عجب أن يفتتح الله خمس سور بالحمد, ويذكر محمداً وأحمد في القرآن خمس مرات مثلها, ويتم الاسلام ويكمله بخمس أركان. ثم يعقد له لواء الحمد يوم القيامة.
محمد: المتمِّم المتمَّم، المكمِّل المكمَّل.
{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
اللهم إن أصبنا فبرحمتك, وإن أخطأنا فبجهلنا ونقصنا وضعفنا.
{ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل}.
---
جمال حسني الشرباتي
05-11-2005, 02:37 PM
هل نشر البحث يقدم أو يؤخر في النقاش يا فارس؟؟
لا أظن ذلك
فقد قرأناه---وقلنا لك إئتنا بشيخك نناقشه فلم تفعل إلا استنساخ بحثه
وقلنا لك دعه يكتبك ردا على ما قلنا فلم تفعل غير نسخ بحثه!
لا مشكلة عندي
فليحكم القراء إن كانوا سيرضون بتفسيركم للأمّي بأنه مقصد وإمام الناس والذي لا تعضده الأحاديث ولا القراءة المشهورة
وبين تفسير غالبية العلماء بأنه الذي لا يقرأ ولا يكتب والذي تعضده الأحاديث ودلالات العقيدة
---
الإسلام ديني
05-12-2005, 12:33 PM
===================
أقول:(1/1748)
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب " جمال "
لقد قرأت بحثه بعجالة - و إن شاء الله - سأقراه على مهل قريبا
و بعجالة
لا ارى مانعا من كلامه
فلو جمع هذه الصفات الثلاث مع صفة رابعة و هي الأمية التي يقصدها أكثر المفسرون
بعدم علم الكتابة أو القراءة
لكان عندي الأمر أفضل من ان يثبت الثلاث نقاط أو الأربعة التي توصل إليها
و نفى - تفسير العلماء و الأحاديث النبوية !!
فكون النبي عليه الصلاة و السلام
1- أمي - أي الأصل في النبوة
2- أمي اللسان
3- أمي المكان
فهذا لا يتعارض مع أيضا هو أمي بالمعني المتعارف عليه عند معظم المسلمين . و الله أعلم
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/1749)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفيدوني بكتب أخرى عن ابن جرير بارك الله فيكم
---
أفيدوني بكتب أخرى عن ابن جرير بارك الله فيكم
---
أبوخطاب العوضي
04-20-2004, 08:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأفاضل أريد كتب متخصصة في الإمام ابن جرير الطبري , فقد حصلت على عناوين لعدة كتب وأريد المزيد إذا توفر .
حصلت على هذه العناوين :1- الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من سورة الفاتحة إلى أخر سورة الإسراء" - جمعا ودراسة , للدكتور أحمد نجيب بن عبدالله صالح , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1419هـ .
2- الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس" - جمعا ودراسة مع موازنتها بتفسير البغوي , للدكتور مأمون عبدالرحمن محمد أحمد , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير .
3- استدراكات ابن عطية في كتاب المحرر الوجيز على الطبري في تفسيره , للدكتور شايع بن عبده شايع الأسمري , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1417هـ .
4- منهج الإمام الطبري في القراءات وضوابط اختيارها في تفسيره , للباحث زيد علي مهدي مهارش , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1419هـ .
5- ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره . (2) من أول الآية (203) من سورة البقره إلى آخر الآية (57) من سورة النساء - جمعا ودراسة , للدكتور عبد الحميد عبد الرحمن السحيباني , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ(1/1750)
6- ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره . (1) من أول سورة الفاتحة إلى آخر الآية ( 202) من سورة البقرة . جمعا ودراسة , للدكتور حسين علي الحربي , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ .
7- الآثار الواردة عن أئمة السلف في توحيد الأسماء والصفات في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث أبوبكر محمد ثاني ’ مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1421 هـ
8- الآثار الواردة عن أئمة السلف في معاني الآيات المتعلقة بتوحيد الألوهية في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث رضا إسماعيل المجراب , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1422 هـ
9- القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري والرد عليه، من الفاتحة إلى آخر التوبة , للباحث محمد عارف عثمان موسى , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية القرآن الكريم قسم القراءات عام 1405 هـ .
10- مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري " عصر الخلافة الراشدة " - دراسة نقدية. للباحث يحي بن إبراهيم علي اليحيى , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كلية الدعوة قسم التاريخ عام 1408 .
11- مرويات عوانة بن الحكم في تاريخ الطبري - مقارنة ونقد, للباحث عبدالعزيز بن سليمان ناصر السلومي , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدنية المنورة , كلية الدعوة قسم التاريخ 1410 هـ .
12- استدراكات ابن كثير على ابن جرير في تفسيره , للدكتور أحمد عمر عبدالله مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة 1405 هـ .
13- دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيره: جامع البيان عن تاويل اى القران , محمد المالك 1417هـ
14- الإمام ابوجعفر ابن جرير الطبري 224ـ310هـ , للشيخ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل .(1/1751)
15- إمام المفسرين والمحدثين والمؤرخين أبو جعفرمحمد بن جرير الطبري : سيرتة ـ عقيدته ـْ ومؤلفاتة , للشيخ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل
1417 هـ .
16- رجال تفسير الطبري جرحا و تعديلا من تحقيق جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأحمد شاكر ومحمود شاكر , للدكتور محمد صبحي حسن حلاق
ـ بيروت : دار ابن حزم، 1420هـ .
17- الامام الطبري في ذكري مرور احد عشرقرنا على وفاته (310هـ ـ1410هـ) , المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو
1992م .
18- الإمام الطبري , للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المصلح آل شاكر
19- الإمام الطبري للدكتور محمد الزحيلي
لا تبخلوا علي بارك الله فيكم
---
مساعد الطيار
04-20-2004, 11:22 AM
أخي الكريم ، هل تريد كل ما كُتِبَ عن ترجمة الطبري ، وعن علومه وكتبه ، أم ماذا ؟
وعمومًا ، فأفيدك بأن أفضل ترجمة له موجودة في معجم الأدباء لياقوت الحموي .
ومن الكتب المعاصرة في الطبري :
1 ـ الطبري بقلم الدكتور أحمد محمد الحوفي ،رقم الكتاب (13) من موسوعة أعلام العرب .
2 ـ ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير ، للدكتور محمد بكر إسماعيل ، ط: دار المنار .
3 ـ الطبري ومباحثه اللغوية من خلال تفسيره لسورة النساء ، لنور الدين صمُّود ، ط: الشركة التونسيية للتوزيع .
4 ـ دقائق لغة القرآن في تفسير ابن جرير الطبري ، للدكتور عبد الرحمن عميره ، ط: دار الكتب .
وهناك كتب في منتهج المفسرين ورجال التفسير تذكر منهج الطبري باختصار ؛ كالتفسير والمفسرون للذهبي ، والتفسير ورجاله ، للفاضل بن عاشور ، وغيرها .
---
أبوخطاب العوضي
04-20-2004, 06:33 PM
بارك الله فيك شيخنا الكريم ورزقك الله الجنة على ما زودتني به
نعم شيخنا الكريم أريد هناوين كتب تتكلم عن ابن جرير خاصة , وليست مثل التفسير والمفسرون
فأرجوا بعناوين أخرى بارك الله فيك
أخوك في الله : أبوخطاب العوضي
---
عبد الله الخضيري
04-22-2004, 09:11 PM(1/1752)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بالتوفيق أبا خطاب تخط أناملك
آمل التنبه في قراءتك لتراجم ابن جرير التمييز بينه و بين الرافضي محمد بن جرير بن رستم ،
و هو شيخ شيعي له كتاب اسمه - على ما أذكر - : دلائل الإمامة .
كما ترجمت له بعض مصادر الشيعة - في الأعلام - !!
و قد قال عنه السليماني : كان يضع الحديث للروافض .
و قد علَّق ابن حجر على على جملة السليماني - إذ وردت في ترجمة ابن جرير المفسِّر - :
( و لو حلفت أنه ما أراد إلا الشيعي لبررت ، لأن السليماني حافظ يعرف ما يخرج من رأسه .)
وفق الله الجميع
أخوك
عبد الله
---
لاجئ فلسطيني
04-23-2004, 04:42 AM
اخي الفاضل ابو الخطاب
ليتك اخي العزيز ذكرت اين نشرت الرسائل والابحاث التي ذكرت اقصد اي دار طبعتها واين تباع او كيف السبيل للحصول عليها فأنا اعيش في اخر قطعة يابسة قبل القطب الجنوبي والكتب التي ذكرتها اول مرة اسمع بها فأنا استفيد من ذكركم لاسماء الكتب
جزاكم الله خيرا اخي الكريم وبارك الله بكم وأسأله سبحانه وتعالى ان يوفقكم فيما تبحثون وتكتبون
والسلام عليكم ورحمة الله
---
أبوخطاب العوضي
04-23-2004, 04:50 PM
بارك الله فيك أخي عبدالله على ما ذكرت , وقد حصلت على كتاب واسمه روضات الجنات ويقول بان ابن جرير الطبري - السني - هو رافضي أصلا وأن هناك صلة قرابة بينه وبين محمد بن جرير الرافضي
وحصلت على رد لأحد الدكاترة واسمه محمد أمخزون على هذه الشبهة
أخي الكريم لاجئ فلسطيني إن شاء الله سأكتب ما تريد ولكن بعد الانتهاء من البحث
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
مساعد الطيار
04-23-2004, 09:49 PM
أضف أيها الأخ الحبيب :
1 ـ الإسرائيليات في تفسير الطبري دراسة في اللغة والمصادر العبرية ، د. آمال محمد عبد الرحمن ربيع ، من منشورات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وهو بحث نفيس في بابه .(1/1753)
2 ـ جهود الطبري في الدراسة الأدبية للشواهد الشعرية من خلال تفسيره ، للدكتور محمد المالكي ، طبعته مطبعة المعارف الجديدة بالرباط ، وهو بحث نفيس ، وصاحبه هو صاحب الرسالة التي ذكرتَها تحت رقم( 13 ) .
ولعلك رجعت إلى قسم الرسائل الجامعية في شبكة التفسير ،فأفدت منه ، وفقني الله وإياك لكل خير .
أخوك / مساعد الطيار
---
(1/1754)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كم ستختم القرآن من مرة في شهر رمضان
---
كم ستختم القرآن من مرة في شهر رمضان
---
عبدالرحمن السديس
10-10-2003, 11:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وآله أما بعد :
فهذه خاطرة لعلها تكون تذكرة لي ولأحبتي في الله ، كتبتها على عجلة من أمري .....وهي:
كم ستجعل في هذا الشهر المبارك المقبل للقرآن من وقتك إن بلغك الله إياه ، كثير من الناس يقبل في أوائل الشهر على القراءة ، ولكن سرعان ما يفتر ، وينصرم الشهر وهو لم يختم إلا مرة أو بعض مرة ، وأظني لست بحاجة لأذكر نماذج من عمل السلف فأنتم أعلم ، ولا يخفى عليكم ولكن نرجو من الله التوفيق للعلم ، والإخلاص والقبول.
ولعل من المعين على ذلك مقاطعة الشبكة العنكبوتية في شهر رمضان إلا للضرورة أو الحاجة القصوى ، وتعجيل قضاء الأشغال الخاصة بك وبأهلك في هذه الأيام حتى تتفرغ للعبادة ، وإن يسر الله لك إجازة إن كنت موظفا فنور على نور .
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2003, 06:39 PM
أخي الكريم عبدالرحمن السديس وفقه الله لكل خير
أشكرك على مبادرتك لكل خير ، وما أشرت إليه أمر في غاية الأهمية ، فالقرآن مرتبط برمضان منذ نزوله ، والحرص على ختمه ، والعود والبدء بذلك أمر مطلوب ، فعلماء السلف كانوا ينقطعون عن غيره من العلوم الشريفة كالحديث وغيره ، ويتفرغون للقرآن وحسبك بالإمام مالك بن أنس في الخبر الثابت عنه. وكثيراً ما يتساءل المسلمون أيهما أفضل : الإكثار من التلاوة والختم ، أم الإقلال مع التدبر والفهم ؟
وكلاهما مطلوب ، فقراءة القرآن عبادة في ذاتها ، بكل حرف تقرأه حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ! فهل بعد هذا الفضل فضل ؟(1/1755)
والتدبر أمر مطلوب ، وهو لا شك أولى بالقارئ لكتاب الله ، وقد تعجب ابن جرير ممن يقرأ القرآن ولا يفهم معناه ، كيف يتلذذ به ! مشيراً إلى أهمية فهمه وتدبره ، وقد قال الله تعالى :(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليذكر أولو الألباب). فنص على التدبر.
والذي يظهر لي - والله أعلم - أن الجمع بينهما لمن استطاع هو الأولى ، والأكمل إن شاء الله. ومن لم يكن لديه قدرة على التدبر والفهم كالأعجمي ومن في حكمه فالإكثار من التولاة في حقه أولى. ولا تنس أن النفس لها إقبال وإدبار ، والناس في أعمالهم لا يكادون يجدون وقتاً للتدبر والتفكر ، فكل أدرى بحاله وقلبه ونفسه ، والله الموفق للعبد سبحانه وتعالى. وأنبه هنا نفسي وإخواني وفقهم الله إلى عدم العُجْبِ بكثرة الختمات للقرآن ، بل على المسلم أن يجعل له من عبادة السر نصيباً ، وأن يحرص على تزكية نفسه بكتاب ربه ، وكبح جماحها وعرامها ، فإن لها جماحاً وعراماً وقانا الله شرهما ، فمهما كثرت عبادة العبد ، فما أقلها في جانب شكر الله وطاعته.
---
(1/1756)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال نرجو توضيحه
---
إشكال نرجو توضيحه
---
محب
02-21-2004, 08:25 AM
وقع عندى إشكال ، أرجو أن يوضحه لى من عنده علم فيه ..
من تفسير الطبرى ..
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى } .
اخْتَلَفَ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ ، فَقَرَأَهُ بَعْضهمْ : { وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى } بِكَسْرِ الْخَاء ، عَلَى وَجْه الْأَمْر بِاِتِّخَاذِهِ مُصَلَّى ، وَهِيَ قِرَاءَة عَامَّة الْمِصْرَيْنِ الْكُوفَة وَالْبَصْرَة ، وَقِرَاءَة عَامَّة قُرَّاء أَهْل مَكَّة وَبَعْض قُرَّاء أَهْل الْمَدِينَة .
وَذَهَبَ إلَيْهِ الَّذِينَ قَرَءُوهُ كَذَلِكَ مِنْ الْخَبَر الَّذِي : 1629 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَيَعْقُوب بْن إبْرَاهِيم ، قَالَا : حَدَّثَنَا هُشَيْم ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حُمَيْد ، عَنْ أَنَس بْن مَالِك ، قَالَ : قَالَ عُمَر بْن الْخَطَّاب : قُلْت : يَا رَسُول اللَّه ، لَوْ اتَّخَذْت الْمَقَام مُصَلَّى ؟ فَأَنْزَلَ اللَّه : { وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى } ..
قَالُوا : فَإِنَّمَا أَنْزَلَ اللَّه ـ تَعَالَى ذِكْره ـ هَذِهِ الْآيَة أَمْرًا مِنْهُ نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاِتِّخَاذِ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى ، فَغَيْر جَائِز قِرَاءَتهَا ، وَهِيَ أَمْر ، عَلَى وَجْه الْخَبَر ..(1/1757)
وَقَدْ زَعَمَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة أَنَّ قَوْله : { وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى } مَعْطُوف عَلَى قَوْله : { يَا بَنِي إسْرَائِيل اُذْكُرُوا نِعْمَتِي } 2 122 { وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى } فَكَانَ الْأَمْر بِهَذِهِ الْآيَة وَبِاِتِّخَاذِ الْمُصَلَّى مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم ـ عَلَى قَوْل هَذَا الْقَائِل ـ لِلْيَهُودِ مِنْ بَنِي إسْرَائِيل الَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
كَمَا : 1630 - حَدَّثَنَا الرَّبِيع بْن أَنَس بِمَا حُدِّثْت عَنْ عَمَّار بْن الْحَسَن ، قَالَ : ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مِنْ الْكَلِمَات الَّتِي اُبْتُلِيَ بِهِنَّ إبْرَاهِيم قَوْله : { وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى } فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى ، فَهُمْ يُصَلُّونَ خَلْف الْمَقَام .
فَتَأْوِيل قَائِل هَذَا الْقَوْل : { وَإِذْ ابْتَلَى إبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمّهنَّ قَالَ إنِّي جَاعِلُك لِلنَّاسِ إمَامًا } وَقَالَ : { وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } . وَالْخَبَر الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب ، عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْل ، يَدُلّ عَلَى خِلَاف الَّذِي قَالَهُ هَؤُلَاءِ ، وَأَنَّهُ أَمْر مِنْ اللَّه تَعَالَى ذِكْره بِذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَجَمِيع الْخَلْق الْمُكَلَّفِينَ .
وَقَرَأَهُ بَعْض قُرَّاء أَهْل الْمَدِينَة وَالشَّام : { وَاِتَّخَذُوا } بِفَتْحِ الْخَاء عَلَى وَجْه الْخَبَر .(1/1758)
ثُمَّ اُخْتُلِفَ فِي الَّذِي عُطِفَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ : { وَاِتَّخَذُوا } إذَا قُرِئَ كَذَلِكَ عَلَى وَجْه الْخَبَر ، فَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة : تَأْوِيله إذَا قُرِئَ كَذَلِكَ : وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَإِذْ اتَّخَذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى . وَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْكُوفَة : بَلْ ذَلِكَ مَعْطُوف عَلَى قَوْله : { جَعَلْنَا } فَكَانَ مَعْنَى الْكَلَام عَلَى قَوْله : وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَاِتَّخَذُوهُ مُصَلًّى .
وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل وَالْقِرَاءَة فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : { وَاِتَّخِذُوا } بِكَسْرِ الْخَاء ، عَلَى تَأْوِيل الْأَمْر بِاِتِّخَاذِ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى ، لِلْخَبَرِ الثَّابِت عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ آنِفًا ، وَأَنَّ عَمْرو بْن عَلِيّ : 1631 - حَدَّثَنَا قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن سَعِيد ، قَالَ : ثنا جَعْفَر بْن مُحَمَّد ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه : أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ : { وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم مُصَلَّى } .
انتهى كلام الإمام الطبرى رحمه الله .
ما معنى قول الطبرى رحمه الله : " والصواب من القول والقراءة .. " ؟
هل معنى ذلك أنه يعتبر " واتخَذوا " بفتح الخاء قراءة ليست صحيحة ؟
وهل لأحد أن يرفض قراءة ثابتة السند ؟
وإذا كانت قراءة " واتخَذوا " بفتح الخاء ثابتة السند عن النبى عليه الصلاة والسلام ، فكيف نجمع بينها وبين حديث عمر رضى الله عنه ، والحديث لا يحتمل إلا " واتخِذوا " بكسر الخاء فقط ؟
وسؤال آخر أرجو معرفة إجابته ..
عندما قام الدؤلى بتشكيل المصحف ، على أى قراءة شكله ؟(1/1759)
أرجو ممن عنده الإجابة عن أى جزئية ألا يحجبها عنا ، وأن يشفى جهلنا بما علمه الله .
وفقكم الله وثبتكم وسدد ألسنتكم .
---
محب
02-23-2004, 12:55 AM
جزى الله خيراً من علمنا الحق أو أرشدنا إليه !
---
عبد الله الخضيري
02-23-2004, 09:55 PM
السلام عليكم و رحمة الله
أخي / محب
سلمه الله
ستجد إن شاء الله من يجيبك فلا تعجل
أرجو أن يتسع صدرك كما يتسع وقتك
شكر الله لك
أخوك عبد الله
---
محب
02-25-2004, 07:04 AM
جزاك الله أخى الكريم كل خير وفضل ..
وما عهدنا أفاضل المنتدى إلا كراماً أهل جود ..
بارك الله فى أوقات الجميع ، وجمعنا بهم فى جنته .
---
خالدعبدالرحمن
02-26-2004, 07:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لأخينا المحب سؤاله المهم ..
وبداية ففي سؤال اخينا نقطتان مهمتان :
1- ان اختلاف الفروش ، هو مفتاح علم عظيم ، يفتح الله به من علوم القرآن ما يشاء ... وهو دعوة لمن وجد في نفسه القدرة للبحث الجاد ، والتدبر العميق .
2- ان انكار رواية(ثابتة متواترة) من قراءات القرآن ، هو كانكار آية! فطالما علمنا أن(تعدد القراءات كتعدد الآيات ) ، فان جهلت بواحدة لم تسمعها (وانكرتها تعجلا) فهذا شئ ، وأن تنكر أخرى (ثابتة) بحجة التباس المعنى أو مخالفة العربية فشيء آخر !
وأما الجواب عن سؤالك يا أخي ، فقد سمعت من الشيخ (صلاح الدين أبو عرفة )في أحد دروسه في المسجد الأقصى حديثا قريبا له في قوله تعالى :(قال )و( قل) في سورة الأنبياء ..
والبدء في اللبس كان من ظننا أن الله انتظر عمر رضي الله عنه ليقترح ثم أجاب ، فأنزل قرآنا (حاشا لله ) ... فمقام ابراهيم مصلى منذ أراد الله ، ومنذ خلقه ، ومنذ قال القرآن ! فكانت جملة خبرية على ما أراده الله لهذا المكان منذ البدء ، ثم أمر رسوله بالتطبيق فكانت اتخذوا (بالأمر ) .... والله أعلم
---
محب
03-01-2004, 03:05 AM(1/1760)
جزاك الله خيراً يا أخى الكريم .. لكنك تعلم أن ما أوردته لا يجيب على كل الأسئلة .
---
محب
03-01-2004, 03:06 AM
لا تنسونا من فضل علمكم بارك الله فيكم !
---
محب
03-03-2004, 09:05 PM
جزى الله خيراً من أعارنا بعضاً مما علمه الله .
---
المشارك7
03-05-2004, 05:59 PM
لعل هذا الرابط يفيدكم :
موقف ابن جرير والزمخشري من القراءات المتواترة (http://www.islamweb.net/web/misc.Article?vArticle=11666&WORD=الطبري&thelang=A)
---
(1/1761)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفرق بين النبي والرسول
---
الفرق بين النبي والرسول
---
عياض
11-27-2004, 12:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفرق بين الرسول والنبي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد
فهذا بحث بسيط أبين فيه الفرق بين الرسول والنبي , طالبا رأي فضيلتكم فيه .
أولاً : ما كتبه الشيخ الدكتور/ عمر سليمان الأشقر في كتابه الرسل والرسالات صفحة 15,14:
« والشائع عند العلماء أن الرسول أعم من النبي ، فالرسول هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ، والنبي من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ ، وعلى هذا فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسول .
وهذا الذي ذكروه هنا بعيد لأمور :
الأول : أن الله نص على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل في قوله : (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي .. )، فإذا كان الفارق بينهما هو الأمر بالبلاغ فالإرسال يقتضي من النبي البلاغ .
الثاني : أن ترك البلاغ كتمان لوحي الله تعالى , والله لا ينزل وحيه ليكتم ويدفن في صدر واحد من الناس , ثم يموت هذا العلم بموته.
الثالث : قول الرسول صلى الله عليه وسلم« عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط , والنبي ومعه الرجل والرجلان , والنبي وليس معه أحد .. » .
فدل هذا أن الأنبياء مأمورون بالبلاغ وأنهم يتفاوتون في مدى الاستجابة لهم .
والتعريف المختار أن « الرسول من أوحي إليه بشرع جديد ، والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله » .أنتهى
ثانياً : الرأي الشخصي في التعريف الذي أختاره الشيخ :(1/1762)
أن هذا التعريف أيضا بعيد لأن نوح عليه السلام أول رسول أرسل إلى الأرض كما في الحديث الذي ذكره البخاري في صحيحه وفيه أن الناس يذهبون لنوح عليه السلام « ... فيقولون : يا نوح ،أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ... » .
فكيف يكون آدم عليه السلام نبي وما من رسول قبله أم إنه رسول ، وهذا معاكس لما ذكر في الحديث السابق .
ثالثاًُ : التعريف المختار على ضوء ما ذكر :
( أن الرسول من أرسل إلى قوم كفروا و استحقوا العذاب لينذرهم ويدعوهم – كنوح وهود وإبراهيم وموسى – عليهم السلام , أما النبي فهو من أرسل بين قوم مؤمنين يعلمهم ما كتب عليهم – كآدم و داود وسليمان ويوشع وزكريا – عليهم السلام ) .
هذا وأن الرسول يعمل كعمل الأنبياء لمن آمن من قومه .
وعلى هذا يكون كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسول ، ويدل على ذلك حديث أبي ذر « قال : قلت : يا رسول الله ، كم وفاء عدة الأنبياء ؟ قال: مائه ألف وأربعة وعشرون ألفا , الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً » رواه أحمد في مسنده( 1) والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم ( من ذلك ) .
والله أعلم
وهو الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
أرجوا منكم ذكر ملاحظاتكم وآرائكم قبل أن أعرضه على أحد أصحاب الفضيله المشائخ
---
جمال حسني الشرباتي
11-27-2004, 05:25 AM
السلام عليكم
##حتى يكون تعريفك مانعا جامعا----وحتى يتناسق موضوعك مع كون هذا الموقع خاص بالتفسير
فما رايك أن تنقل لنا تفسيرات عظام المفسرين للآية
((وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي .. ))(1/1763)
##( أن الرسول من أرسل إلى قوم كفروا و استحقوا العذاب لينذرهم ويدعوهم – كنوح وهود وإبراهيم وموسى – عليهم السلام , أما النبي فهو من أرسل بين قوم مؤمنين يعلمهم ما كتب عليهم – كآدم و داود وسليمان ويوشع وزكريا – عليهم السلام ) .
أما بانسبة لتعريفك اعلاه فماذا سيكون توجيهك لعيسى عليه السلام الذي أرسل لبني إسرائيل ولم يكونوا قد كفروا بعد
أظن أن مثال سيدنا عيسى سيدفعك إلى إعادة التفكير
---
أحمد البريدي
11-27-2004, 08:28 PM
تعدَّدتِ الآراءُ في تعريف النبيِّ والرسول على أقوالٍ كثيرة( 1).
وأقْرَبَ الأقوالِ في الفرْقِ بينَ النبيّ والرسول هو ما قرَّرهُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيثُ قال :" فالنبيُّ هو الذي يُنبِّئُه الله ، وهو يُنَبِّئُ بما نَبَّأَهُ الله فإنْ أُرسل مع ذلك إلى مَن خالف أمْرَ الله ليبلِّغه رسالةً مِن الله إليه فهو رسول وأمّا إذا كان إنّما يعمل بالشريعة قبله ، ولَمْ يُرْسل هو إلى أحدٍ يبلِّغه عن الله رسالة ، فهو نبيٌّ وليس بِرَسُول "... إلى أنْ قالَ :" فقوله : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ}دليلٌ على أنّ النبيَّ مُرْسَل ، ولا يُسمّى رسولاً عند الإطْلاق لأنّه لَمْ يُرْسَل إلى قَوْمٍ بما لا يعرفونه بلْ كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنّه حقٌّ كَالْعَالِم ".( 2)(1/1764)
وقال الشنقيطيُّ رحمه الله :" وآيةُ الحجّ هذه ( 3) تُبيِّنُ أنّ ما اشْتهر على ألْسِنة أهل العلم مِن أنّ النبيَّ هو مَن أُوحِيَ إليه وَحْيٌ ، ولَمْ يُؤمر بتبليغه ، وأنّ الرسولَ هو النبيُّ الذي أُوحِيَ إليه ، وأُمِرَ بتبليغِ ما أُوحِيَ إليه غيرُ صحيحٍ لأنّ قوله تعالى{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ }يدلُّ على أنّ كلاً منهما مُرْسَل ، وأنّهما مع ذلك بينهما تغايُر ، واستظهر بعضهم أنّ النبيَّ الذي هو رسول أُنزل إليه كتاب وشرْعٌ مستقلّ مع المعجزة التي ثبتت بها نبوّته ، وأنّ النبيَّ المرْسَل الذي هو غير الرسول ، هو مَن لَمْ يُنزَّل عليه كتاب وإنّما أُوحِيَ إليه أنْ يدعو الناسَ إلى شريعة رسولٍ قبله كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يُرْسَلون ويُؤمَرون بالعمل بما في التوراة ".( 4)
وخُلاصة ما تقدّم أنّ شيخَ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والشنقيطيّ يَرَيَانِ الفرْقَ بينهما ليْسَ في البلاغِ وعَدَمِه ؛ لأنّه ما مِن إنسان إلاّ وهو مأمورٌ بإبلاغ الناس أمرَ دينهم كلٌّ بِحَسَبِه وإنّما الفرْقُ هو بالرسالة فمنْ كان تابعًا لِمَنْ قبله فهو نبيٌّ ومن أتى بشريعة مستقلّة فهو رسول ، وهذا هو رأيُ البيضاويِّ أيضًا في تفسيره حيث قال :" الرسول مَن بعثه الله بشريعة مجدّدة يدعو الناس إليها والنبيُّ يَعُمُّه ، ومَن بعثه لتقرير شرْعٍ سابق ، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهم السلام ".( 5)
[line]
( 1 ) انظر : تفسير القرطبيّ ( 12/ 54 ) ، مجموع فتاوى ابن تيمية (10/290 ) ، تفسير البيضاوي ( 2/92 ) .
( 2) النبوّات صـ ( 184 ، 185 ) .
( 3 ) يعني قوله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ }(الحج: من الآية52) .
( 4 ) تفسير الشنقيطي ( 5 / 735 ) .
( 5 ) تفسير البيضاوي ( 2 / 92 ) .(1/1765)
وللاستزادة راجع السلسلة الصحيحة للألباني المجلد السادس القسم الأول صـ ( 364 ) .
---
أبو عبد الرحمن الشهري
11-27-2004, 10:59 PM
كاتب الرسالة الأصلية : أحمد البريدي
وخُلاصة ما تقدّم أنّ شيخَ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والشنقيطيّ يَرَيَانِ الفرْقَ بينهما ليْسَ في البلاغِ وعَدَمِه ؛ لأنّه ما مِن إنسان إلاّ وهو مأمورٌ بإبلاغ الناس أمرَ دينهم كلٌّ بِحَسَبِه وإنّما الفرْقُ هو بالرسالة فمنْ كان تابعًا لِمَنْ قبله فهو نبيٌّ ومن أتى بشريعة مستقلّة فهو رسول ، وهذا هو رأيُ البيضاويِّ أيضًا في تفسيره حيث قال :" الرسول مَن بعثه الله بشريعة مجدّدة يدعو الناس إليها والنبيُّ يَعُمُّه ، ومَن بعثه لتقرير شرْعٍ سابق ، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهم السلام ".( 5) .
يرد على ذلك اشكال فآدم نبي وليس قبله رسول .
---
عياض
11-29-2004, 11:26 PM
جزاكم الله خيرا على أثراء البحث
* قال ابن تيمية فى النبوات ج1 ص184...وما بعدها:(1/1766)
فالانبياء ينبئهم الله فيخبرهم بأمره وبنهيه وخبره وهم ينبئون المؤمنين بما أنبأهم الله به من الخبر والامر والنهي فإن أرسلوا الى كفار يدعونهم الى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ولا بد أن يكذب الرسل قوم قال تعالى:" كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُون ٌ"(52) الذاريات...وقال تعالى:" مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ(43) فصلت...فان الرسل ترسل الى مخالفين فيكذبهم بعضهم وقال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ(109)حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ(110) يوسف وقال تعالى:" إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ(51) غافر...فقوله "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي" دليل على أن النبي مرسل ولا يسمى رسولا عند الاطلاق لانه لم يرسل الى قوم بما لا يعرفونه بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق كالعلم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:" العلماء ورثة الانبياء" .أ.هـ
قال الشيخ سفر الحوالي حفظه الله : http://www.alhawali.com/(1/1767)
فمن هنا نعلم الفرق، وهو أن الرَّسُول والنبي يُبلغان لكن الرَّسُول يأتي بشرع جديد إِلَى قوم كافرين به ويكون بينهم وبينه التكذيب والرد، حتى ينصره الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عليهم، وأما النبي فإنه مجدد لشريعة الرَّسُول الذي قبله، ويصحح ما علق بها. أ.هـ
وهذا كله يساند قولي في بعض الوجوه إلا في قضية أن النبي يكون على شريعة من قبله وقد بينت في بداية البحث من خلال ظرب مثال نبي الله آدم أنه لا يشترط أن يكون النبي على شريعة من قبله .
أما في قضية نبي الله عيسى فإن القضيه تحتاج إلى تدقيق نظر وليس إعادة نظر .
وجزاكم الله خيرا
---
(1/1768)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما المقصود بالكمال قي قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم"؟
---
ما المقصود بالكمال قي قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم"؟
---
البتول
04-17-2006, 06:55 PM
السلام عليكم
ما المقصود بالكمال قي قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم"؟
وما علاقته بعموم و مرونة الشريعة؟
---
ريحانة
04-18-2006, 05:12 PM
أرجوا أن تعودي إلى كتاب الإعتصام في نهاية الجزء الثاني عرض الإمام الشاطبي بعض الدعاوى لمن ينسب التعارض لكتاب الله من ضمنها هذه الأية مع قوله تعالى:"و أنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" أدعوا لك الله بالتوفيق
---
أبو فاطمة الأزهري
04-21-2006, 03:24 PM
قال السعدي رحمه الله :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } بتمام النصر، وتكميل الشرائع الظاهرة والباطنة، الأصول والفروع، ولهذا كان الكتاب والسنة كافيين كل الكفاية، في أحكام الدين أصوله وفروعه.
فكل متكلف يزعم أنه لا بد للناس في معرفة عقائدهم وأحكامهم إلى علوم غير علم الكتاب والسنة، من علم الكلام وغيره، فهو جاهل، مبطل في دعواه، قد زعم أن الدين لا يكمل إلا بما قاله ودعا إليه، وهذا من أعظم الظلم والتجهيل لله ولرسوله.
---
علال بوربيق
04-22-2006, 07:47 PM
المقصود بـ" أكملت "
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله :
لقد أحالت الأخت ريحانة على الإعتصام ، وهي مشكورة على ذلك ، لكن طلب الأخت البتول هو:" ما المقصود بالكمال ؟ "
لا أريد هنا أن أذكر كلام المفسرين في هذه الآية فإنها شائعة , ذائعة ، وأكتفي بالجديد الذي ذكره الإمام الشاطبي(1/1769)
قال الشاطبي : " ولأن الحفظ المضمون في قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ". الحجر :9 إنما المراد به حفظ أصوله الكلية المنصوصة, وهو المراد بقوله:" اليوم أكملت لكم دينكم ".المائدة :3، لا المراد المسائل الجزئية " الموافقات ص: 20شرح: عبد الله دراز, وترجم لأعلامه ابنه:محمد عبد الله دراز، وفهرس موضوعاته: عبد السلام عبد الشافي محمد, دار الكتاب الحديث ط الأولى (1425هـ- 2004م)
وقال في كتابه الإعتصام(2/: " ولكن المراد- أي بالكمال- كلياتها فلم يبق للدين قاعدة يحتاج إليها في الضروريات والحاجيات أو التكميليات إلا وقد بينت غاية البيان نعم يبقى تنزيل الجزئيات على تلك الكليات موكولا إلى نظر المجتهد فإن قاعدة الاجتهاد أيضا ثابتة في الكتاب والسنة فلا بد من إعمالها ولا يسع تركها وإذا ثبت في الشريعة أشعرت بأن ثمَّ مجالا للاجتهاد ولا يوجد ذلك إلا فيما لا نص فيه ولو كان المراد بالآية الكمال بحسب تحصيل الجزئيات بالفعل فالجزئيات لا نهاية لها فلا تنحصر بمرسوم وقد نص العلماء على هذا المعنى فإنما المراد الكمال بحسب ما يحتاج إليه من القواعد الكلية التي يجرى عليها ما لا نهاية له من النوازل "
ومن العلماء الذين سبقوا الشاطبي إلى هذا المعنى إمام الحرمين أبو المعالي الجويني في كتابه الفريد الذي لم ينسج على منواله في الفكر السياسي إلى يومنا ، والموسوم بـ" غياث الأمم في إلتياث الظلم"
وللطاهر بن عاشور في تفسير هذه الآية-أيضا- كلام يعد كالشرح لما ذكره الشاطبي في كتابيه
أما عموم الشريعة فهو ميزة من مزاياها التي لا تتخلف عنها بأي حال من الأحوال، فقد استطاعت أن تعالج كافة المشكلات في كل البيئات التي حلت بها, ولها ميزات غيرهذه الميزة منها :
- الربانية.
- الإنسانية العالمية.
- العدل المطلق.
- الجمع بين الثبات والمرونة ؛ فالثبات في الأصول والأهداف , والمرونة في الفروع والوسائل(1/1770)
وأحيلك على كتاب للشيخ يوسف القرضاوي عنوانه:" شريعة الإسلام خلودها وصلاحها للتطبيق في كل زمان ومكان " فهو كتاب مليء من شيخ مليء
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أُحيل أحدكم على مليء فليتبع " .
رواه الترمذي بهذا اللفظ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
* يتجلى مبدأ المرونة في اليوم الذي يلي عرفة , فقد سئل يومها عن ما قدم وأخر في مناسك الحج " فما سئل يومها عن شيء قدم أو أخر إلا قال :" افعل ولا حرج "
---
علال بوربيق
04-23-2006, 08:39 PM
نذكر أن الشيخ الراشد قد قام بتلخيص كتاب الإ مام الجويني، وسماه " الفقه اللاهب "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اجعل لسانك رطبا دائما بذكر الله تعالى
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَلِمَتَانِ:
- خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ
-ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ
-حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ " . متفق عليه
---
عرفات محمد
04-26-2006, 05:23 PM
الذي يستفاد من كلام الراغب في المفردات أن التمام بمعنى الكم والكمال للكيف؛ وعلى هذا فمعنى التمام في الآية ان الإسلام قد استوعب كل جزئية من جزئيات الحياة، اما الكمال فيفيد أن كل جزئية من هذه الجزئيات قد بلغت الغاية في الحكمة والعظمة.والله أعلم
---
(1/1771)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استغفار العاملين .
---
استغفار العاملين .
---
خالد الشبل
11-19-2004, 09:12 PM
السلام عليكم
أحد مقالات أخينا الحبيب الشيخ عمر المقبل ، وفقه الله .
استغفار العاملين (http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=40&artid=4493)
---
عمر المقبل
11-21-2004, 11:09 PM
أشكر لك أبا عبد الله تلطفك وتكرمك بنقل هذه المقالة ( ملتقى أهل التفسير ) الذين أحبهم وأحب فنهم كثيراً .
ووالله إن فرحي بهذا التواصل بين طلاب العلم ،ومحبة الخير لبعضهم البعض لهو أكبر بكثييييييير من فرحي بما أرجوه من أجر وثواب على نشر هذه المقالة .. اللهم فاغفر لأخي خالد ،واجمعني به في دار كرامتك .
---
خالد الشبل
11-22-2004, 02:09 PM
آمين ، جزا الله خيرًا .
لكني قد أخالفك ، يا أبا عبد الله ، فالفرح بالأجر والثواب - في ظني - أولى من الفرح بغيره ، إليس الأجرُ والثوابُ من فضل الله ورحمته ؟ وقد قال الله ، جَلّ وعزّ :
http://www.elazhar.com/quran/image/10_058.gif
لك وُدّي القلبي .
---
عمر المقبل
11-22-2004, 10:41 PM
أشكرك على تعقيبك اللطيف أبا عبد الله .. ومرادي أن هذا التواصل والترابط بين طلاب العلم ـ لما له من الثمرات العظيمة ـ فإني أفرح به أكثر من فرحي بجهد ذاتي ،وإن كان نفعه متعدياً ـ من حيث الأصل ـ لأننا إذا نظرنا في النفع المتعدي للأمرين فهو ظاهر ،فبقيت ميزة الترابط والتواصل والتقارب ،وحسن الظن ،وحب نشر الخير للآخرين تتميز من هذا الجانب ...
ولعل هذا يتضح أكثر فيما إذا تصورت جمعاً من طلاب العلم في بلد واحدة ،لا تواصل بينهم ولا تقارب ،بل وعلامات التنافر فيهم ظاهرة ، وكلٌ منهم مشغول بالتعليم ،والبحث ،و... و .... الخ ، فقارن بين الأمرين .(1/1772)
نعم .. كلٌ منا يحب أن يكتب الله له الأجور العظيمة على ما وفقه الله له من صالح الأعمال ،ومن أعظمها نفع الناس بنشر شيء من العلم الذي علمه الله إياه ،ولا يزهد في هذا إلا محروم ـ لا حرمنا الله وإياك فضله ورحمته ـ لكنني أردت من كلمتي ـ التي تحتاج إلى تحرير أكثر ـ هذا المعنى ، وأرجو أن يكون صواباً .
مرة أخرى ، أشكرك لك أبا عبدالله تفاعلك وتواصلك .
---
عبدالرحمن الشهري
11-29-2004, 04:42 PM
بارك الله فيكما.
مقال ماتع يا أبا عبدالله غفر الله لك ، ونفعنا وإياك بالعلم . ومقصدك ظاهر وإن ندت العبارة . وشكر الله لك يا شيخ خالد ما تتحفنا به من نوادرك ، وأعجب من عدم إتحافنا بقصيدة صالح العمري الرائعة عن الفلوجة بعدُ ، وقد وقعت عليها الآن في أحد المواقع ، مع علمي بأنك من أول قرائها ! فلا تدعنا من تفقدك فنحن في حاجة ماسة إلى ما يبلل ذوقنا الجاف !
---
(1/1773)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الأستاذ سامي و pdf
---
الأستاذ سامي و pdf
---
د.خضر
02-27-2007, 03:32 PM
سعادة المهندس : سامي حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
برجاء إفادتي عن برنامج لتحويل الكتب ذات اللوحات pdf إلى وورد .
حيث إنني حاولت بأحد البرامج دون جدوى لأنه حوَّل المجلد المطلوب إلى وورد ولكن بدون أية كلمة في الصفحات .
ولسيادتكم التفضل بمثال على موقع " الوقفية" فكل كتب هذا الموقع أكروبات لوحات لا نستطيع الاستفادة منها في
البحث العلمي بالنقل أو القص بتاتا مثل كتاب " نضرة النعيم " لو تكرمت جرَِب وأفدني جزاك الله خيراً.
---
(1/1774)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الفرق بين لفظ (بلغن) في الآيتين
---
ما الفرق بين لفظ (بلغن) في الآيتين
---
barsoom
04-22-2004, 06:26 PM
السلام عليكم
أشكل عليّ الفرق بين لفظ بلغن في الآيتين الآتيتين :
الأولى ( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن .... الآية)
الثانية ( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف)
فإن كان لفظ بلغن بمعنى قاربن إذن فعقدة النكاح لم تنقض بعد حسب الآية الأولى ولكن الآية الثانية تخالف هذا المعنى فكيف تنكح زوجاً آخر وهي قاربت الأجل ولم تنقضي عدتها بعد .
وإن كان معنى بلغن إنقضت عدتها كما في الآية الثانية فكيف للزوج أن يمسك بمعروف من انقضت عدتها ولم تعد تحته .
أيضا اطلاق لفظ (أزواجهن) بالآية الثانية على من لم يعقد بعد على المطلقة فما المقصود بلفظ أزواجهن .
جزاكم الله خيراً ارجو إزالة الإشكال .
---
عبدالرحمن الشهري
04-22-2004, 11:08 PM
هاتان الآيتان هما رقم 231 و رقم 232 من سورة البقرة .
ومعنى (بَلَغْنَ) في الآية الأولى قَارَبْنَ , بِإِجْمَاعٍ مِنْ الْعُلَمَاء , كما يقول القرطبي . والسبب أن المعنى يقتضي ذلك ، ولا يصح القول أن (بلغن) في الآية الأولى بمعنى التناهي. لأنه لا يجوز بعد التناهي الإمساك ، ولا خيار له فيه حينئذٍ. فالسياق واضح.
بينما معنى (بلغن) فِي الْآيَة الثانية بِمَعْنَى التَّنَاهِي ; لأنَّ الْمَعْنَى يَقْتَضِي ذَلِكَ , لأن ابتداء النكاح إنما يتصور بعد انقضاء العدة لا مقاربة انتهائها. فالسياق يقضي بتفسير بلغن هنا بمعنى التناهي.
وقد ذهب القرطبي إلى أن الفعل (بلغن) حَقِيقَة فِي التناهي مَجَاز فِي المقاربة. والله أعلم.
---
barsoom
04-23-2004, 06:34 PM
السلام عليكم(1/1775)
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل عبد الرحمن , ولكن هل هناك سبب لصرف المعنى في كل آية غير السياق , لاننا لو فتحنا الباب لصرف المعاني بدليل السياق فقط فقد فتحنا بابا لكثير من التأويل .
وأرجو أن أجد لديكم إجابة عن لفظ أزواجهن جزاكم الله خيرا وبارك فيكم .
---
عبد العزيز ابن داخل
04-28-2004, 02:07 PM
الأخ برسوم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فأود أن أشير إلى أن لغة العرب واسعة وقد تطلق اللفظ وتريد به معنى يحدده السياق مع احتمال اللفظ المفرد لأكثر من معنى.
فلفظ (بلغ) كنظائه من المفردات اللغوية المحتملة لأكثر من معنى
كلفظ (دخل) أحياناً يراد به مقاربة الدخول وأحيانا يراد به الدخول الفعلي فمن الأول حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)
ومن الثاني: قوله تعالى (ودخل معه السجن فتيان)
وأحيانا يحتمل للمعنيين مع إرادتهما كما في قوله تعالى : ( فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون)
وهذا من أسرار هذه اللغة العظيمة وما تحتمله من معان جليلة بألفاظ يسيرة
ولتحديد المعنى المراد أصول معتبرة عند أهل العلم منها ما هو متفق عليه ومنها ما يجري فيه الاختلاف كسائر المسائل المختلف فيها ويرجح بينها بالطرق المعروفة للترجيح.
ملاحظة: حبذا لو كتبت اسمك بلغة القرآن
---
barsoom
04-29-2004, 05:09 PM
السلام عليكم
الأخ الفاضل عبد العزيز ابن داخل
جزاك الله خيراً , وحفظك الله , ما ذكرته هو ما أسعى لمعرفته في قولك ( ولتحديد المعنى المراد أصول معتبرة عند أهل العلم منها ما هو متفق عليه ومنها ما يجري فيه الاختلاف ) فليتك تتوسع في الشرح فأستفيد ويستفيد من الإخوان من لا يعلم .(1/1776)
أما بخصوص الإسم فلأنني - حفظك الله - لا أقيم ببلد عربي وأستعمل مقاهي الإنترنت حيث لا يتوفر فيها لغة عربية لذا أكتب هذا الإسم المستعار بحروف لاتينية حتى أتمكن من دخول الملتقى من أي مكان وعند طرحي لسؤال فأكتبه من منزل صديق حيث يتوفر العربي لديه .
---
عبد العزيز ابن داخل
05-01-2004, 07:58 PM
الأخ الفاضل برسوم حفظه الله
قرأت ردك وأخبرك أني بصدد كتابة بحث يتطرق لهذه المسألة وسأوافيك بالخلاصة حالما أنهي البحث
وعذراً.
---
(1/1777)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > رمضانيات(5)
---
رمضانيات(5)
---
د. محمد مشرح
10-20-2004, 08:27 AM
19/10/2004
كيف تتعلم التأهيل النفسي للطفل لصيام رمضان
الصحوة نت - متابعات
يحتاج الآباء إلى زاد ثقافي وإيماني لمساعدة من سيصوم لأول مرة من أبنائهم، وقد تختلف سبل الأسر في هذه المساعدة تبعا لاختلاف مستوى الوعي واختلاف العادات والتقاليد في كل بلد. وتبقى للتأهيل النفسي أهمية بالغة لابد للمربين أن يعلموا أهميته وكيفية القيام به من أجل صيام ناجح لأطفالهم.
ويؤكد الدكتور لطفي الحضري اختصاصي مغربي في علم النفس التواصلي هذه الأهمية بقوله: "تتجلى أهمية التأهيل النفسي "الرمضاني" للطفل في وضع أسس سليمة من الحوار يحس فيه الطفل أنه عنصر فعال ومحترم، وأن له دورا وحق الاختيار.
ويتم ذلك بترغيبه في الصيام باستعمال لفظ المحبة والحب، لأنها ألفاظ تشد الطفل إلى كل شيء يرغب فيه الآباء عن طريق التقمص إذ يعلل الآباء حبهم للصيام بحب الله ليقتدي بهم الابن على هذا المنوال".
ويوضح لطفي الحضري للوالدين أن تبيان أهمية التكليف بالصيام للطفل يتطلب نوعين من الحوار، أولهما يبين أن الصيام تكليف، وعليه فإن الذي يصوم يحس بنوع من الإعياء، فالصيام فيه مشقة.
وثانيهما أن الصيام بمشقته يروض النفس على الصبر، وربط الصبر بالعمل وخاصة الدراسي منه.
ويقدم " لطفي الحضري" تحليلا لكل نقطة على حدة، لتتجلى بصورة أوضح أهمية التأهيل النفسي:
النقطة الأولى: إن ترغيب الطفل في الصيام أساسي لكي يحس بالتقرب العاطفي والإحساس بالرضى من قبل الله ومن قبل الأبوين، إذ العنصر العاطفي مهم جدا في تنمية الطفل بشكل سوي من الناحية النفسية، فالعلاقة العاطفية أدوم وأبقى.(1/1778)
وبما أن الطفل قبل سن 14 لا يستطيع فهم وجود الله من الناحية العقلية (والدليل على ذلك نوع الأسئلة التي يطرحها حول ذات وصفات الله)، لأن التكوين العقلي للطفل لم يصل بعد إلى درجة كبيرة من "عملية التجريد المعرفي" ليفهم وجود الله دون أن يراه ويلمسه.
فالعلاقة العاطفية والإحساس الوجداني هما السمتان الأساسيتان اللتان تمكنان الطفل من أن يرتبط "ذهنه" بفكرة الله وطاعته.
كما أن الطفل في واقع الأمر يصوم لأن والديه يصومان،(عملية التقمص) فمحبة الله تمر عن طريق محبة الوالدين، فالعملية الفكرية عند الطفل تقوم على الأساس التالي: "إني أحب أبوي وأبواي يحبان الله، فأبواي يصومان إذن فأنا أصوم لأني أحب أبوي فأنا أحب الله".
وينصح الدكتور لطفي الحضري الآباء بالحرص على سلامة العلاقة العاطفية ونضجها لأنها بنظره تكًون "الشخصية القاعدية" التي تجعل منا ونحن كبارا نهفو لطاعة الله. رغم ما قد يتخلل تطورنا من ارتكاب عديد من المعاصي. فالشخصية القاعدية تجر العبد للرجوع إلى الله والعودة إلى محبته وطاعته.
أما النقطة الثانية: فهي تساعد على تطبيق مفهوم الترغيب بطريقة إيجابية دون تفريط أو إفراط، وحتى لا تنتج سلوكا سلبيا، إذ بدل من دفع الطفل لمحبة الصيام نخلق فيه نوعا من الخوف والتوجس.
ويركز الاختصاصي النفسي على أن محبة الطفل للآباء تدفعه للقيام بأي عمل يطلبه هؤلاء، إلا أنه ينصح الوالدين بتوضيح معنى الصيام للطفل على أساس التكليف والمشقة، وأن لله عز وجل يقبل من الطفل أن يحس بالإعياء وأن يتكلم عنه. وأن محبة الآباء ومحبة الله للطفل تبقى كما هي، صام الطفل أم لم يصم قبل البلوغ، وعند البلوغ فالله يقبل الصيام حتى وإن أحس وقر الإعياء والمشقة.
وأكد الحضري أن هذا التوضيح يكون وقاية للطفل من الإحساس بالنقص وأنه ليس في المستوى المطلوب حينما لا يستطيع القيام بما يرغب فيه والداه.(1/1779)
ويخلص لطفي الحضري إلى أن التأهيل النفسي يفتح المجال أمام الطفل ليحس باطمئنان داخلي، ويوفر عنه سوء استعمال "عملية المحبة" و"عملية الصيام" و"عملية التكليف". وهذا يرفع عن الطفل كبت أحاسيسه وأفكاره، فيخرجها للآباء وتصبح شيئا عاديا وبسيطا، بدل أن يكون هذا الكبت عقدا نفسية تضر بالنمو العاطفي للطفل. وتضر بتكوين "الشخصية القاعدية" التي تشكل أساس التمثل الاجتماعي.
وينبغي ربط التأهيل النفسي لرمضان بمكونات الحياة الاجتماعية، وهي فكرة شمولية الإسلام حتى لا يبقى رمضان منفصلا عن الحياة الاجتماعية. فتبيان أهمية التكليف للأبناء، وكيف أن التكليف عملية تربوية تساعدنا على الترويض النفسي، وتربينا على التحمل والصبر، وأن الحياة تتطلب منا شيئا من الصبر، فالصبر على الصيام يعلمنا كيف نصبر على تحمل التمارين المدرسية، وسهر الليالي للحفظ. فكل هذا مرتبط بشخصية واحدة، فالطفل الذي يستطيع الصبر على الصيام يستطيع الصبر على الدراسة وعلى تحمل مشاكل الحياة.
ويوجه الاختصاصي النفسي الآباء إلى التركيز على لفظ الصبر والقدرة والإرادة لأنها تدفع عقل الطفل، وخاصة المراكز المهيمنة على الذاكرة، إلى حفظ هذه الألفاظ في علاقتها مع الصيام والحياة العملية. وهذا يساعده وهو ينمو ويكبر، على استخراج تلك الألفاظ لتؤثر على سلوكه الرمضاني وسلوكه اليومي بطريقة إيجابية ودون عناء يذكر. فذهنه المملوء بألفاظ دينية إيجابية تسيطر على شخصيته كلها. وهكذا كلما كانت "الشخصية القاعدية" مبنية على تصور صحيح للإسلام كلما نما الطفل وتطور الراشد بعيدا عن الصراعات النفسية حول فلسفة الإسلام وتطبيق شرائعه.
---
(1/1780)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بين اللباس واللسان
---
بين اللباس واللسان
---
فريق الاعلام الدعوي
05-01-2004, 06:19 PM
http://workforislam.com/media_team/020task/between.jpg
كما أن اللباس هو عنوان الإنسان وحقيقة نفسيته وشخصيته، كذلك كان اللسان عنواناً لما يبطنه المرء ويحويه من أخلاق وقيم وأفكار ومبادئ.
ويعرف صلاح المرء من فساده بعثرات لسانه، فالصالحون وإن تعثرت ألسنتهم فهي لا تتعثر إلا بالصلاح والتقوى وطيب الكلام، وأهل الفساد عثرات ألسنتهم تماثل عثرات بل وخطايا قلوبهم الميتة.
ولذا فقد أحببنا أن نعرج على شيء من المنكرات المنتشرة بين الناس وفي الأسواق مما ينبغي على العاقل اجتناب لبسه مما يخل بالمروءة والشخصية والمعتقد، كذلك الأمر بالنسبة لبعض منكرات اللسان وشيء من العبارات المنهي عنها شرعاً والتي لا تنبغي في ذات الله وجلاله سبحانه، وكلنا مؤاخذ بما يقول!!
http://workforislam.com/media_team/020task/between.htm
---
(1/1781)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > البَيَان في حكم التغنِّي بالقرآن - للدكتور بشار عواد معروف
---
البَيَان في حكم التغنِّي بالقرآن - للدكتور بشار عواد معروف
---
عبدالرحمن الشهري
08-20-2004, 03:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
البَيَان في حكم التغنِّي بالقرآن
«دراسة في ضرورة تحسين الصوت والتطريب بالقراءة »
للدكتور بشار عواد معروف
الأستاذ بكلية الآداب بجامعة بغداد
ورئيس جامعة صدام للعلوم الإسلامية
** ** **
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وإمامنا وقدوتنا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله، ورضي عن صحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالقرآن العظيم هو كتاب الله الدال عليه لمن أراد معرفته وطريقه الموصلة لسالكها إليه، ونوره المبين الذي أشرقت له الظلمات، ورحمته المهداة التي بها صلاح جميع المخلوقات، والسبب الواصل بينه وبين عباده إذا انقطعت الأسباب، وبابه الأعظم الذي منه الدخول فلا يُغلق إذا غُلِّقت الأبواب، وهو نور البصائر من عماها وشفاء الصدور من أدوائها وجواها، وحياة القلوب، ولذة النفوس، وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، والمنادي بالمساء والصباح، يا أهل الفلاح حي على الفلاح.(1/1782)
وظل العلماء مع امتداد رقعة الإسلام وتوالي الأيام يسعون إلى استخراج كنوزه وإثارة دفائنه، وصرف العناية إليه والعكوف بالهمة عليه، يتلونه فيزيدهم إيمانًا وطمأنينة، لقد كانوا كما وصفهم الله تعالى في قوله:(إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )، وقوله تعالى:(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ).
ومعلوم أن تزيين قراءة القرآن الكريم وتحسين الصوت بها، والتطريب عند القراءة وقع في النفوس، وأدعى إلا استمتاع والإصغاء إليه، ففيها تنفيذ للفظ القرآن إلى الأسماع، ومعانيه إلى القلوب، وذلك عون على المقصود، وهو بمنزلة الحلاوة التي تُجعل في الدواء لتنفيذه إلى موضع الداء، وبمنزلة الأفاوية والطيب الذي يجعل في الطعام، تكون الطبيعة أدعى له قبولاً.
وقد اختلف العلماء في قراءة القرآن بالألحان منذ القديم إلى يوم الناس هذا، فنص على كراهتها الإمامان أحمد بن حنبل ومالك بن أنس، ورويت هذه الكراهة عن أنس بن مالك -بسند ضعيف كما سيأتي- وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، والقاسم بن محمد، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وإبراهيم النخعي، وتابعهم القرطبي وغيره.(1/1783)
وأجاز آخرون رفع الصوت في قراءة القرآن والجهر والتطريب والتغني به، لأنه أوقع في النفوس وأسمع في القلوب، وهم: أبوحنيفة وأصحابه، والشافعي، وعبدالله بن المبارك، والنضر بن شُمَيْل، وأبوجعفر الطبري، وأبوالحسن بن بَطّال، وأبوبكر بن العربي، وابن قيم الجوزية. وروي ذلك عن عمر بن الخطاب، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عباس، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم.
وامتد هذا الخُلف حتى وصل إلى عصرنا هذا، فكتب فيه من كتب كارهًا مانعًا أو مجوزًا، فممن منعوه وتشددوا في المنع العلامة الشيخ محمد أبوزهرة وغيره، وممن جوزوه الشيخ رشيد رضا، والسيد لبيب السعيد، والدكتور أحمد عبدالمنعم البهي وغيرهم.
وإذا كان بعض الأقدمين قد كرهه استنادًا إلى فهمهم لبعض كلمات أو عبارات وردت في بعض الأحاديث، وخوفهم من أن بعض القراءات بالألحان قد تؤدي إلى همز ما ليس بمهموز، ومد ما ليس بممدود وترجيع الألف الواحد ألفات، والواو واوات، والياء ياءآت، فيؤدي ذلك إلى زيادة في القرآن، فإن بعض المُحْدَثين -مما يؤسف عليه- ذهبوا إلى محاولة نفي الأحاديث الصحيحة الثابتة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، واستدلوا بأحاديث ضعيفة وبنوا أحكامهم عليها، وهذه -كما هو معلوم- بَلية كبيرة نسأل الله سبحانه أن يجنبنا إياها، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.(1/1784)
ومعلوم أن مثل هذه الأمور إنما تثبت أو تُنْفَى بالرجوع إلى سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومعرفة صحيحها من سقيمها، ودراسة الأحاديث والأدلة التي استند إليها الفريقان، فقد أمر الله في محكم كتابه العزيز بطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، وسفيره بينه وبين عباده، وقرن طاعة رسوله بطاعته في العديد من الآيات الكريمة ، كما ذكر هذه الطاعة مفردة في العديد من الآيات الكريمات أيضًا. فليس لمؤمن أن يختار شيئًا بعد أمره صلى الله عليه وسلم، بل إذا أمَرَ فأمره خَتْمٌ، وإنما الخِيَرَة في قول غيره إذا خَفِيَ أمرُه، وكان ذلك الغيرُ من أهل العلم به وبسنته، فبهذه الشروط -عندئذٍ- يكون قول غيره سائغ الاتباع لا واجب الاتباع، فلا يجب على أحد اتباع قول أحد سواه بل غايته أنّه يسوغُ له اتباعُه، ولو ترك الأخذ بقول غيره، لم يكن عاصيًا لله ورسوله.
ومما يؤسف عليه أن الأحاديث الضعيفة والموضوعة أصبحت تدور على ألسنة الكثرة الكاثرة من المدرسين الخطباء والوعاظ والمؤلفين، بل أن كثيرًا من كبار الفقهاء يبني أحكامه على أحاديث ضعيفة لا تثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يتحرج برد أحاديث أخرجها البخاري ومسلم، وتزداد البلية حينما يتلقاها عنهم الناس -ثقة بهم وركونًا إليهم- فيعتدون بها أو بما يستفاد منها، فيؤدي كل ذلك إلى أضرار كبيرة في جوانب من الأمور الاعتقادية والعبادية والسلوكية والفكرية والاجتماعية، ويترك آثارًا سيئة وانحرافات خطيرة وتشويه لحقائق الإسلام ومقاصده النبيلة.(1/1785)
وهذه الفائدة الجليلة والحقيقة الناصعة نبه إليها الإمام مسلم بن الحجاج القشيري -رحمه الله- قبل مِئين من السنين، حينما قال في مقدمة صحيحه: « فلولا الذي رأينا من سوء صنيع كثير ممن نصب نفسه محدثًا فيما يلزمهم من طرح الأحاديث الضعيفة والروايات المنكرة، وتركهم الاقتصار على الأحاديث الصحيحة المشهورة مما نقله الثقات المعروفون بالصدق والأمانة بعد معرفتهم وإقرارهم بألسنتهم أن كثيرًا مما يقذفون به الأغبياء من الناس هو مستنكر ومنقول عن قوم مرضيين ممن ذم الرواية عنهم أئمة الحديث » ثم قال -رحمه الله-: « واعلم وفقك الله تعالى أن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الروايات وسقيمها وثقات الناقلين لها من المتهمين أن لا يروي منها إلا ما عرف صحة مخارجه والستارة في ناقليه، وأن يتقي منها ما كان منها عن أهل التهم والمعاندين من أهل البدع ».
وقد وفقني الله إلى دراسة الأحاديث الواردة في هذا الموضوع، فثبت عندي من حديثه صلى الله عليه وسلم -بحمد الله ومَنّه- ضرورة تحسين الصوت والتطريب والتغني بالقراءة للقرآن الكريم، ولم يثبت عندنا حديث واحد في منع ذلك أو كراهته مما يمكن أن ترد به تلك الأحاديث الصحيحة الثابتة.
فأحببت أن ينتفع بذلك إخواني من محبي كتاب الله والإنصات إليه والحنين إلى سماعه، فضلاً عما سأسوقه من أقوال الصحابة والتابعين وأدلة العلماء المتشبعين بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وما أبينه من العلل في الأحاديث المنسوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم التي استدل بها بعض العلماء في النكير على من جَوّز ذلك، وإليك دلالات ذلك....
لقراءة البحث كاملاً بحواشيه ، وتعليقاته ...
مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية - البيان في حكم التغني بالقرآن (http://tafsir.org/books/open.php?cat=86&book=911).
وفقكم الله جميعاً لما يحب ويرضى.
---
عبدالرحمن الشهري
10-13-2005, 12:45 PM(1/1786)
هذا البحث جدير بإعادة القراءة في شهر رمضان لكثرة السؤال عنه وفق الله مؤلفه لكل خير.
10 رمضان 1426هـ .
---
(1/1787)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتب أحكام القرآن
---
كتب أحكام القرآن
---
القحطاني
04-28-2006, 12:03 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لدي اسفسار بسيط
هل هناك كتب في أحكام القرآن مخطوطة وبحاجة إلى إخراج في رسائل علمية
خصوصاً في مذهب الحنابلة ؟
---
(1/1788)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إعلان عن لقاء في اللغة مع الشيخ حسن الحفظي في ملتقى أهل الحديث
---
إعلان عن لقاء في اللغة مع الشيخ حسن الحفظي في ملتقى أهل الحديث
---
عصام البشير
06-19-2005, 12:38 PM
إخوتي في ملتقى التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أخبركم أننا في ملتقى أهل الحديث نعقد لقاء مع الشيخ الدكتور حسن الحفظي
وتجدون ترجمته على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=174030#post174030
فمن كان مسجلا هناك فليبادر إلى وضع سؤاله، وإلا فيمكنه وضع سؤاله هنا لأقوم بنقله إلى الشيخ.
اللقاء خاص بعلوم اللغة العربية.
وجزاكم الله خيرا.
---
أبو بيان
06-19-2005, 11:02 PM
أخي الكريم عصام البشير
حياك الله بيننا, وما أجمل هذا التواصل, ولدي تساؤلات أرجوا أن تحملها مع أعطر التحايا إلى الشيخ الحفظي سلمه الله:
1/ هل تأثر علم النحو بعلم الكلام أو الفلسفة؟
وما مظاهر هذا التأثر: في أي زمن ظهر - أبرز المصنفات على هذا النحو .. ؟
وهل تناول هذه القضية مؤلف؟
***
2/ ما رأي الشيخ في ما يذهب إليه بعض المتأخرين من أنه لا مدارس في النحو, وأن الخلاف بين البصريين والكوفيين ليس في أصول هذا العلم وإنما في مسائل فرعية لا تتصل بالأصول, ولا تستحق هذا القدر من التفريق بين المناهج؟
***
3/ عند العزو إلى لسان العرب هل الأولى أن يُقال: قال ابن منظور, أو: جاء في لسان العرب؟ وما حدود إضافة ابن منظور في كتابه هذا في جانب اللغة؟
---
(1/1789)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > داء السرقات العلمية متى ينتهي ؟ تنبيه لبحث مسروق عن التفسير العلمي .
---
داء السرقات العلمية متى ينتهي ؟ تنبيه لبحث مسروق عن التفسير العلمي .
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2006, 11:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدق أبو القاسم الحريري عندما قال في المقامة الشعرية : (واستِراقُ الشّعرِ عندَ الشّعراء ، أفظَعُ منْ سرِقَةِ البَيْضاء والصّفْراء ، وغَيرَتُهُمْ على بَناتِ الأفكارِ ، كغيرَتِهِمْ على البَناتِ الأبكارِ). فقد كثر داء السرقات العلمية للكتب والبحوث والأفكار والمشروعات العلمية ، مما زهَّد الباحثين الجادِّين في نشر البحوث خوفاً عليها من السرقات ، بل إننا في هذا الملتقى لم نسلم من هذه السرقات ، فقد اطلعت على كثير من الأفكار والبحوث المنشورة في مجلات هنا وهناك تنقل من الملتقى البحوث والمقالات ، ولا تكلف نفسها عناء الإشارة إلى هذا الملتقى على أنه مصدر نشر هذه الدراسات والمقالات .
وقد أشار أخي أبو مجاهد العبيدي قبل مدة إلى سرقة علمية وقعت من بعض المنتسبين للعلم ممن كثرت مصنفاته(1) ، وغالبها مأخوذة برمتها من مؤلفات سابقة ، لمؤلفين معروفين ، قدماء ومعاصرين ، واطلعت على ما عقب به بعض الإخوة على تلك المشاركة من مؤيدين ومعارضين ، ولم أجد مجالاً للاعتذار لأصحاب هذه النزعة الغريبة في السطو على أعمال علمية تعب عليها أصحابها ، وطبعت ونشرت على الملأ ، ثم يأتي أحدهم فيأخذها برمتها وينسبها لنفسه ، ويدافع المدافعون عن مثل هؤلاء بحجج ضعيفة غير مقبولة .
وهذه حادثة أخرى :
حصلتُ على العدد الثاني والعشرين من مجلة كلية أصول الدين بجامعة الأزهر ، وهو العدد الثاني والعشرون لعام 1426هـ وفي الصفحة 838 منه بحث عن التفسير العلمي بعنوان:
تفسير القرآن الكريم بمكتشفات العلم التجريبي في الميزان(1/1790)
لأحد الباحثين في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة في قسم التفسير وعلوم القرآن.
ومنذ قرأت العنوان رجعت بي الذاكرة إلى بحثٍ بعنوانٍ قريبٍ جداً لشيخي وأستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع كان نشره في شهر رجب من عام 1411هـ في العدد الرابع من مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، بعنوان :
التفسير بمكتشفات العلم التجريبي بين المؤيدين والمعارضين .
وقد قرأت البحثين كاملين ، فلم يخالجني شك بأن الباحث قد نقل بحث الدكتور محمد الشايع برمته ، دون تعديل يذكر إلا استهلاله البحث بخطبة الحاجة في خمسة أسطر ثم بدأ في النقل بعد ذلك. وقد ترددت في نشر هذا على الملأ ، ستراً على هذا الباحث ، ولكنني استشرت من هو أعلم مني من أساتذتي الفضلاء ، ولهم خبرة بهذه الأمور ، فنصحوني ببيان هذا للباحثين ، وأن السكوت عن مثل هذه السرقات يغري بالاستمرار فيها ، وأن هذه البحوث المسروقة سوف تكون سُلَّماً للترقية إلى درجات علمية .
وقد قابلت البحثين بنفسي ، ومرة أخرى مع أخي الكريم أبي مجاهد العبيدي ، ثم أخيراً قابلت بعضه مع الدكتور محمد الشايع بنفسه .
ولا أريد أن أطيل ، وإنما قمت بتصوير عدد من الصفحات من البحثين ، وسأرفعهما على الموقع لاحقاً ، لتروا بأنفسكم مدى التطابق بين البحثين . وقد وعد الدكتور محمد الشايع أن يكتب بهذا لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر في القاهرة ، حتى لا يُعتَدَّ بهذا البحث في ترقية ونحوها.
__الحواشي ______
(1) انظر : سرقة علمية من العيار الثقيل ! (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3926)
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2006, 11:11 AM
صورة لغلاف عدد المجلة التي نشر فيها البحث الأصلي بجامعة الإمام .
http://www.tafsir.net/images/sh1.jpg
صورة لغلاف عدد المجلة التي نشر فيها البحث المنحول بمجلة كلية أصول الدين بجامعة الأزهر .
http://www.tafsir.net/images/srg1.jpg(1/1791)
صورة لصفحة عنوان البحث الأصلي
http://www.tafsir.net/images/sh2.jpg
صورة لصفحة عنوان البحث المنحول .
http://www.tafsir.net/images/srg2.jpg
صورة للصفحة الأولى والثانية من البحث الأصلي
http://www.tafsir.net/images/sh3.jpg
http://www.tafsir.net/images/sh4.jpg
صورة للصفحة الأول والثانية من البحث المنحول
http://www.tafsir.net/images/srg3.jpg
http://www.tafsir.net/images/srg4.jpg
---
الراية
05-22-2006, 01:26 PM
جزاك الله خيراً
وقد ذكر الشيخ بكر ابوزيد
ان احد المصريين سرق كتاب الشيخ صالح الفوزان في الفرائض.
وهذه حصلت من زمن .
---
أحمد البريدي
05-22-2006, 01:43 PM
سبحان الله : إني لأعجب من صنيعه مرتين :
الأول :من جرأته على مثل هذا , واستحلاله له .
الثاني : من قوّة وجهه في تقديمه بحثاًَ مسروقاً بكامله لدرجة علمية , وعدم خوفه من الفضيحة ؛لكن من أمن العقوبة أساء الأدب , فأنت في دنيا لا ينقضي فيها العجب .
---
مجدي ابو عيشة
05-22-2006, 08:32 PM
لا حول ولا قوة الا بالله كما قال الشاعر :
يا قاريء القران ان لم تتبع***ما جاء فيه فاين فضل القاري.
ولا يفعل انسان مثل ذلك الا اذا ابتغى غير الله في نشر كلام الأخرين باسمه رياء وسمعة . والا فلم يفعل ذلك .
ولكن عندي سؤال للمشايخ الكرام . هل يسقط هذا الفعل العدالة ؟ وكيف يؤخذ العلم عن مثل هؤلاء وكيف ؟ وكيف يترك أمثال هؤلاء يدرسوا الناس العلم ؟ الا يجب انشاء هيئة علمية أكاديمة لمكافحة "لصوصية الفكر "
---
ناصر
05-22-2006, 09:37 PM
وهناك سرقة علمية قد لا ينتبه إليها الكثير, أنا هنا أتحدث عن بعض من يصدق فيهم وصف المتطفلين, تجد الكتاب قد حقق و رتب و طبع أكثر من مرة, ثم يجيئ هذا السيد فيلصق إسمه بإسم الكاتب الأصلي بحجة تخريج أو جمع أو ترتيب أو غيره, ثم يدعي أنها مؤلفاته.(1/1792)
و الأدهى والأمر أن هذا المحقق - بزعمه - ليست له أي شهادات علمية في مجال العلوم الشرعية, وإذا ووجه بذلك قال أنا تلقيت العلم عن أسماء لامعة - مثلا الشيخ ابن العثيمين عليه رحمة الله - , فإذا سألته كم سنة إلتزمت بالشيخ كانت إجابته صفر فكل ما هنالك أنه إستمع لأشرطة الشيخ و الله أعلم ماذا فهم منها.
و المتتبع لما يجري عبر الشبكة العنكبوتية يرى العجب فكل من هب ودب بعد إعفاء لحيته و سماع بضع أشرطة يدعي المشيخة و طبعا شيخه الذي تأثر به أكثر هو ابن العثيمين عليه رحمة الله و صدق من قال: وكل يدعى وصل بليلى ** وليلى لم تقر لهم وصالا.
و يعتقدون أن ديننا آية و حديث - على عظم ذلك -, و ينسون أنه أخلاق قبل ذلك, و هذه لا تتأتى عن طريق سماع الأشرطة بل بمجالسة الرجال السنين الطوال... و هذا ظاهر في أحوال الكثير منهم.
بل الأمر وصل ببعضهم إلى التطاول في بعض الأحيان على الأفاضل حملة الشهادات العليا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هؤلاء خطر يحوم قد يحيد - إن لم يواجه - بالدعوة السلفية إلى طريق غير سليم.
---
سلطان الفقيه
05-22-2006, 09:39 PM
سبحان الله!! كيف يتجرأ أن ينشر مثل هذا وهو من بحث غيره ، ثم ألا يستحي أولاً أمام ربه ان ينسب ذلك لنفسه وأن الله مراقب له ، والطآمة الكبرى أنه نقل ذلك بالنص كما آرانا إياه الدكتور عبد الرحمن ـ حفظه الله ـ وكذلك كما هو موجود على الورقة الأولى أنه مدرس مادة القرآن فكيف سيقتدون به طلابه . فنعوذ بالله من ذلك .وليس هذا غريباً على كل أحد فقد سبقه من فعل مثل فعلته لكن الله فضحهم وسيفضح من تجرأ أن يفعل مثل فعلته النكراء .وبارك الله فيمن بين ذلك للملأ.وجزاكم الله خيراً.
---
جمال أبو حسان
05-23-2006, 11:26 AM
لم اعجب كما لم افجا بما قال شيخنا الشيخ عبد الرحمن ولكن خذوا هذا الانموذج الذي كنت فيه احد شهود العيان(1/1793)
حضرت في سنة من السنوات مؤتمرا علميا قدم فيه احد اساتذة كليات الشريعة بحثا يخص الموضوع المتعلق بالمؤتمر فماذا كان ؟ الذي كان يا سادة يا كرام ان الباحث استاذ الفقه واصوله في كلية .... قد التهم فصلا من رسالة زميل له في نفس الكلية وقدمه للمؤتمر. ومن اعجب الامور ان يقدم الباحث السارق بحثه في موعد المؤتمر ويقوم بعرض بحثه وزميله صاحب الرسالة المسروق منها البحث حاضر بجواره يسمع !!!!! فماذا نسمي هذا يا اهل الارض ؟
اما انا فاعلن عجزي عن ايجاد تسمية له في لغة العرب فهل من مجيب ؟ واما عن بقية القصة فاتركها لشناعتها
والسلام عليكم
---
ابن الجزيرة
05-23-2006, 02:04 PM
أحسنت يا دكتور عبد الرحمن والحقيقة إن السرقة هذه مميزة جداً حيث لا يدع لك مجالاً للشك في سرقته . نسأل الله السلامة والعافية .
---
سلطان الفقيه
05-23-2006, 09:16 PM
نعم صدقت يا ابن الجزيرة ،فإن سرقته مميزة فلا يوجد أدنى شك في سرقته . ومما يناسب ذلك أن أذكر لكم قصة ذكرها الذهبي في السير بأن رجلاً من الهند في عام (600هـ)ادعى أنه صحابي قال الذهبي معلقاً على ذلك :(هكذا فليكن الكذب وإلا فلا) لأنه كذب واضح ليس فيه أدنى شك ،إنما يجعل الإنسان حائراًالشيء الذي يحتمل الصدق والكذب فلا يستطيع أن يحكم عليه.وكذلك يقول الذهبي في السير في ترجمته لموسى الطويل:(يزعم أنه رأى عائشة في عام مائتين ...ثم قال انظروا إلى هذا الحيوان البهيم يدعى أنه رأى عائشه في هذا العام فمن الذي يصدقه) أو كما قال .لأنه كذب واضح ليس فيه أدنى شك .والحاصل أن السرقة هذه كما قال أخونا ابن الجزيرة مميزة ،أما غير المميزة فهي التي يجعلها مختلطه مع كلامه لا تستطيع أن تفرق بين الكلام المسروق وغيره . وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
05-23-2006, 10:14 PM(1/1794)
موضوع السرقات العلمية موضوع طويل الذيول ، والحديث فيه ذو شجون ، وإنما طرحت هذا الموضوع لكونه في الدراسات القرآنية ، وإلا فالموضوع متشعب في الفنون الأخرى . وهذه المشكلة ليست مختصة بالباحثين العرب ، بل هي مشكلة عامة في فنون كثيرة كالطب والهندسة وغيرها ، والأفكار فيها أشد عرضة للسرقة ، وما تسجيل المخترعين للاختراعات إلا فراراً من السرقات ولكن هيهات .
وما ذكره أخي الكريم الدكتور جمال أمرٌ مؤسف ، ونحزن لسماعه ، وقد شهدنا قصصاً مقاربة ، ولولا معرفتنا بها لما صدقناها ، ولكن إذا نبه الباحثون للموضوع ، وعرف أمثال هؤلاء أن الباحثين سيكشفون سطوهم على بحوث الآخرين سيتوقفون أو على الأقل يخففون هذا .
وما ذكره الأخ ناصر أمرٌ مشاهد ومؤسف كذلك ، ولكن لا بد من التعاون في التخفيف من هذه الأمور حتى تتلاشى إن شاء الله ، ولا يصح في نهاية المطاف إلا الصحيح ، ومن أخذ شيئاً بغير حقه لم يبارك له فيه ، وكان وبالاً عليه إن كان ممن يعقلون . وما كنت أرغب في نشر هذا الموضوع ،طلباً للستر ، ولكن أرجو أن يكون في نشره فائدة علمية منهجية إن شاء الله ، ونعوذ بالله من الوقوع في أعراض المسلمين ، وقد حرصت على طمس الاسم لهذا .
---
ابن الجزيرة
05-24-2006, 10:25 AM
جزاك الله يا شيخ عبد الرحمن على حرصك على الستر, ولعل هذا ليس من باب التشهير بل لبيان ما قد يصل إليه بعض الباحثين من الجرأة الشديدة على حقوق الآخرين, وسرقة أفكارهم, وجهودهم .
---
مساعد الطيار
05-24-2006, 01:54 PM
السادة الكرام أعضاء الملتقى
لقد أتحفتمونا ـ كعادتكم ـ بموضوعاتكم القيمة المهمة ، ومنها هذا الموضوع ، وهو السرقات العلمية ، وأذكر أن مشروعًا كان يقوم عليه الأخ الدكتور عادل الماجد يذكر فيه ما وقع من السرقات في الرسائل العلمية ، لكن لا أدري أين وصل هذا المشروع ؟(1/1795)
وأحب أن أذكر بأمر مهم جدًّا ، وهو أن بعض من يقوم بمثل هذا الصنيع قد يحتجُّ بعمل بعض المتقدمين ، فقد كان بعضهم قد يضمن كتابه فصولاً من كلام غيره دون أن ينصَّ عليه ، ولا يسنده إليه بأي وجه من وجوه الإسناد ، والأمر هنا يحتاج إلى نأمُّل ، فأقول :
أولاً : إذا وقع الاعتذار لبعض المتقدمين من نقلهم بعض الأفكار التي ساقوها من كتب غيرهم على انها لهم ؛ وقع لهم الاعتذار بأنهم يتبنون هذه الفكرة ، أو أنهم وصلوا إليها لكنهم ارتضوا كتابة ذلك العالم فنقلوها على أنها من كلامهم ، فإن ذلك لا يعفِي أحدًا من المعاصرين بأن يفعل مثل هذا الفعل ، لاختلاف مصطلح أهل هذا العصر ،وذلك الأمر الثاني ، وهو :
ثانيًا : إن لكل عصر منهجه العلمي الذي يحتكم إليه أهل العصر ، فما كان من منهج المتقدمين في الكتابة وطريقة العزو وذكر المصادر وغيرها تراه اليوم قد تغيَّر ، والعبرة في هذا باصطلاح أهل العصر ، وأهل البحث العلمي المعاصرون يكادون يجمعون على وجوب نسب الأقوال إلى أصحابها فضلا عن نقل الفصول الطويلة عنهم ، بله نقل الكتاب كله ، وإلا كان سرقة بلا ريب .
ثالثًا : يحسن بِمن منَّ الله عليه بالوقوف على فائدة علمية دون أن يقرأها من كتاب سبقه إليها ، ثمَّ وقف عليها بعد ذلك في كتاب ، أن يقول حقيقة الأمر في تاريخ هذه الفائدة بالنسبة له ، فيقول : توصلت إلى كذا ، ثم وجدت فلانًا ذكر هذه الفائدة ، ففي هذه الطريقة حفظ لحقِّه ولحقِّ غيره ، ولئلا يُتهم بسرقة الأفكار .
رابعًا : إن من يتتبع منهج المتقدمين في نقل الأقوال يجدها على طرائق متعددة :
الأولى : نسب القول إلى صاحبه ، وهذه أولى الطرق وأجداها وأحسنها وأعلاها ، ولا يختلف في حسنها اثنان .
الثانية : أن يحكى قولاً لقائل مبهم ؛ كقولهم : قيل ، وقال بعضهم ، ويروى ، ويحكى ، وغيرها من الصيغ التي تحكى فيها الأقوال بلا نسبة .(1/1796)
الثالثة : أن يذكر كلام غيره على أنه قول له ، وهذه طريقة قد شاعت ، وعمل يها بعض العلماء المتقدمين ، وحقُّ من عُلِم منهم بالأمانة والديانة أن يُحمل على ما ذكرت لك من كون بعضهم قد يكون متبنيًا للفكرة ، فينقل قول العالم على أنه قوله هو ، ولم يكن في ذلك عضاضة بينهم ، ولا أدعى هو أنها من بنات أفكاره ، وهذا عليه كثير من العلماء الذين فسروا القرآن أو شرحوا الحديث أو كتبوا في العلوم وغيرها ، حتى لقد كان بعضهم يُعرف بهذه الطريقة ، ولا أحب أن أذكر اسمًا بعينه .
ويمكن أن نقول : إن ضابط قبول هذا المنهج على طريقة المتقدمين أننا لا نحكم عليهم بالسرقة ، بل نراه قولاً قد تبنَّوه ، وكأنهم هم قائلوه ، لكن هذا المنهج لا ينطبق علينا اليوم لاختلاف المصطلح في البحث العلمي المعاصر .
خامسًا : إن من دقائق السرقات سرقة الأفكار والإبداعات في التقسيم والترتيب والمصطلحات ، ولقد رأيت هذا في بعض الكتب والبحوث ، فترى الباحث يلتقط من كتابٍ ما تقسيماته ومصطلحاته التي لم يُسبق إليها ، فيظن القارئ الذي لا خبرة له بالكتاب المنقول منه أنها من إبداعات ذلك الملتقِط .
وقد سبق أن ذكرت لك المنهج في ما إذا كنت قد وصلت إلى هذه الأفكار ، بأن تذكر حقيقة الأمر في وصولك إلى هذه الفائدة ، ثم أنك رأيت من يوافقك عليها .
واخيرًا ، فإن موضوع السرقات العلمية ، والنظر في طريقة العلماء المتقدمين في هذا الأمر مما يحتاج إلى بحث مستقلٍ ، ولعل الله ييسر له من له خبرة وعناية بالتراث ، أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد .
---
أحمد الطعان
05-25-2006, 03:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله أخي الدكتور عبد الرحمن على طرحكم لهذا الموضوع الخطير .
وجزى الله الإخوة جميعاً خيراً على ما تفضلوا به .(1/1797)
وألاحظ أن الأخ الدكتور عبد الرحمن يكرر اعتذاره لطرح هذا الموضوع خوفاً من الإساءة إلى الآخرين وهذا ينم عن حسن خلقه وخوفه من الله عز وجل أسأل الله أن يزيده من ذلك ...
ولكن الأمر جد خطير ولا بد من التنبيه وكشف المستور عن هؤلاء المتجولين الذين يسطون على جهود وأتعاب الآخرين دون أي غضاضة أو خجل وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على غياب أو انعدام الضمير
كيف يجد الإنسان نفسه وقد سرق جهد أخيه وأخذ يتفاخر به أمام الناس ويتقبل المدائح والثناءات ؟! كيف هو شعوره ؟ أين ضميره ؟ أين إيمانه ؟
ونلاحظ أن هذا السارق كان مغفلاً ولم يكن من الشطار الذين يحسنون لبس الحق بالباطل / أتلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون / ...
هناك من هو أكثر خبثاً حيث يقوم بالسرقة والقص واللصق والحذف والتحوير والتقديم والتأخير بحيث يحتاج اكتشاف السرقة إلى تأمل ونظر ولا يوجد لدى الناس اليوم الوقت الكافي للقراءة فضلاً عن التتبع والمقارنة والتحقق .... وفي مصر هناك مكاتب لهذا الغرض لكتابة الرسائل العلمية للباحثين وقد عاصرنا وشاهدنا نماذج لذلك يندى لها الجبين وهناك رسائل علمية متميزة منسوبة لباحثين ليسوا هم الذين كتبوها وإنما كُتبت لهم ...
وقد فجر فهمي هويدي منذ القريب هذه القضية في الصحافة في هذا الرابط :
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/04/04/22563.htm
وهناك من يسرق المراجع من الحواشي ويغفل ذكر المصدر المباشر الذي يعتمد عليه أو يذكره عرضاً ويوهم قارئه أنه قد رجع إلى كل هذه المصادر التي قد نزلت في الحواشي ...
الدكتور جمال أبو حسان تساءل ماذا نسمي هذا ؟
وأنا أتساءل ما هو الحل لهذا ؟(1/1798)
أظن أنه لا حل إلا بتعميق الخوف من لله عز وجل لأن الزواجر الدنيوية يمكن للبشر أن يتلاعبوا بها ويتملصوا منها بوسائل مختلفة ، لكن بالتأكيد فضح هذه الظاهرة لكل من يطلع على شيء من هذا وتعميم هذا في مختلف وسائل الإعلام لعله يحد من هذا السرطان .
ولقد شكى الدكتور حسين الذهبي من سرقة كتابه الانحرافات في التفسير من قبل شخص أردني .../ نعناعه / كان تلميذا له في الأزهر
وكذلك شكى أستاذنا الدكتور البوطي من سرقة قصته / مموزين / من قبل شخص ما قام بانتحالها وإعدادها حلقات مسلسلة في إذاعة سلطنة عمان ...
والأمثلة في الحقيقة كثيرة ... نسأل الله عز وجل أن يصلح حال الأمة .
---
منصور مهران
05-25-2006, 12:13 PM
منذ زمن ونحن نقرأ عن قوانين تحفظ حقوق المؤلفين ، ولكنها كانت تتعلق بهذه الحقوق في ذمة الناشرين ، أما اليوم فالقضية أكثر تعقيدا ؛ لأنها تتعلق بالحقوق وتأمينها ضد السرقة ، وكم من ناشر وضع على ظهر الغلاف عبارة : ( يمنع طبع هذا الكتاب أو جزء منه بكل طرق الطبع والتصوير والنقل والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها من الحقوق إلا بإذن خطي من المؤلف - أو من الناشر - ) و ما إن يظهر الكتاب في الأسواق حتى يفاجأ المؤلف بكتابه أو بعض فصوله في أيدي الناس تحت اسم مدعٍ أنه مؤلفه ، فهذه القضية يجب إدراجها في جرائم السرقة المالية وتتعاون الجهات المختلفة بأنظمة متكاملة لمحاربة هذا الفساد ، وتجتمع كلمة القراء على مقاطعة أي كتاب مسروق كله أو بعضه ، كما يجب أن تخصص المجلات الثقافية صفحات في كل عدد لكشف هذا العبث بفكر الأمة وتتولى الجامعات التنسيق بينها لتبادل المعلومات حول كل ما ينشر سواء لأعضاء هيئة التدريس أو لغيرهم ، وإنزال العقوبة المناسبة على كل منحرف ينتسب إلى أي مركز علمي حتى يمكن القضاء على داء السرقة العلمية وتطهير المجتمع من شروره ، وبالله التوفيق .
---
إبراهيم الحميضي
05-25-2006, 02:12 PM(1/1799)
قال صلى الله عليه وسلم : { المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور } متفق عليه .
هناك كتابن تحسن مراجعتهما في هذا الباب :
1/ الرقابة على التراث دعوة لحمايته من الجناية عليه ، للشيخ بكر أبو زيد عافاه الله
2/ أوقفوا هذا العبث بالتراث للشيخ محمد آل شاكر حفظه الله .
---
أبو ياسر
05-25-2006, 06:24 PM
جزاكم الله خير على هذا الموضوع
أيها الإخوة ...
أن هذا الموضوع في منتى الجدية .. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، إن الله سبحانه وتعالى يمتحن هذه الأمة ، فهل ستنجح في الاختبار ؟
ولا أريد التكرار فالإخوة بادروا وكتبوا وأفادوا فجزاهم الله خير .
---
سلطان الفقيه
05-25-2006, 10:25 PM
الدكتور أحمد الطعان ـ حفظه الله ـ الكتاب الذي انتحله رمزي نعناعه على شيخه :محمد حسين الذهبي
أظن أنه (الاسرائيليات في التفسير والحديث)وليس(الاتجاهات في التفسير) أنتحله وجعله ظمن رسالته للماجستير قبل أن يطبع كتاب شيخه ونوقش في الرساله وشيخه الذهبي موجود ،فعوتب عليه أنه لم يذكر أنه أخذ ذلك من كتاب الذهبي مماأثر على درجته .
والحق يقال أن بحث نعناعه كان أفضل من بحث شيخه إلا أنه أُخذ عليه انتحال الكتاب المذكور.
---
الميموني
05-26-2006, 01:13 AM
من بركة العلم الصدق فيه بكلّ وجهٍ ممكن ، و من ذلك إسناد الإبداعات العلمية لأهلها
و قد قيل:
إذا أفادك إنسانٌ بفائدة فقل فلانٌ جزاه الله صالحة عني أفادنيها و خلّ الكبرَ و الحسدا
و أمّا السرقات العلمية فدرجاتٌ بعضها تزويرٌ و إدعاءٌ محض ... و بعضها دون ذلكم(1/1800)
و منها ما يكون كالتقليد الضعيف و منها أمورٌ يسيرة قد تدعو إليه عجلة بعض الباحثين لا قلة علمهم فيختلس من كتاب ما معلومة الجزء و الصفحة فقط مع كونه قد قرأ تلك المعلومة و قد تكون معلومة مشهورة أو تخريجا لقول أو حديث أو بيت شعرٍ ومثل هذا أمره أسهل و ما أكثر من وقع فيه و مع هذا فينبغي تجنبه قدر المستطاع ... و المقصود أن السرقة التي هي سرقة هي ادعاء بحث أو كتاب أو بعض كتابٍ بمجرد النقل و تغيير بعض الألفاظ كمثل ما ذكره الشيخ عبد الرحمن الشهري .
و الأمة تعاني من شيخوخة علمية فالركب كثير و الحاج قليل
---
عبدالرحمن السديس
05-27-2006, 09:49 PM
جزى الله الشيخ عبد الرحمن خيرا على نشر الموضوع ، وقد أحسن من أيده من المشايخ على نشره .
من أهم ما يفعل مع هؤلاء:
بيان السرقة ، وفضح السارق على رؤوس الأشهاد ، وإيصال الخبر له ، ولمن حوله ، ليذوق وبال أمره .
لعله يردعه وأمثاله ، ويعاد الخبر في كل مناسبة = ليكون أبلغ في الزجر.
---
أبو بيان
05-28-2006, 10:17 PM
* (في عالم الأفكار): ليس هناك طريقة آمنة لوصف فكرة ما بأنها مسروقة؛ لأن الأفكار المنشورة معروضة للتبني والاقتناع, وإلا ما الغرض من نشرها؟!
فإذا قرأها القارئ واقتنع بها وتبناها وأعاد نشرها وعرضها والاستدلال لها = صارت ملكاً له, ومن أفكاره أيضاً.
نعم قد يوصف الأول بأنه أول من توصل لها ونشرها - ويجمل بالناقل الإشارة إلى هذا في مناسبته -, وحيث لم يدَّعٍ الناقل تلك الأولوية فلا سبيل إلى وصفه بالسارق لمجرد العرض والتبني, كما لا يلزمه ذكر ترتيبه العددي بين نَقَلَةِ هذه الفكرة والمقتنعين بها.(1/1801)
- الأفكار مباحة, والأصل فيها التناقل والاشتراك, وكثير منها متسلسل متتابع آخذ بعضه برقاب بعض, وكثيرٌ من علومنا ومشاريعنا أفكارٌ من غيرنا صرحوا بها أو أشاروا إليها, وهو ما نفعله مع من بعدنا, وهكذا فعله من قبلنا, ولم نعهد في كلام علمائنا التوقف عند كل فكرة لعزوها إلى صاحبها لا في كلامهم ولا مصنفاتهم.
- لا خصوصية في الأفكار المنشورة, وإنما الخصوصية فيما يكتنف هذه الأفكار من تميز في السبق أو التعبير أو الاصطلاح أو التقسيم أو الترتيب أو العرض والبيان.
- هل هناك فرق - في وجوب العزو - بين: نقل الفكرة, ونقل النص, ونقل العبارة المميزة التي لا يتوصل إليها إلا بجهد خاص, ونقل أساليب خاصة في التعبير والاصطلاح والتقسيم والترتيب؟
- تميز الناقل في حسن تصوير الفكرة, وقوة عرضها, وجودة الاستدلال لها, هل يعفيه من لزوم عزوها إلى أبي عذرتها؟
* قد تختلف مناهج البحث - في صور دقيقة وجليلة - بين مناهج المتقدمين والمناهج المعاصرة, ولكن هل يصل ذلك إلى أن يكون منهجاً ما مباحاً في زمن, وسرقة في زمن آخر؟! تحول صعب يحتاج إلى تفسير واضح؛ فإن أعراف البحث لا تصل إلى درجة قلب الكذب أو المغالطة أو التحيز وعدم الموضوعية إلى مباحات.
---
القاضي الأثري
05-30-2006, 03:13 PM
جزاكم الله خيرا
وقد تعرضت انا والحمد لله لسرقات علمية كثيرة منها لكي أشارككم في هذا التندر الذي له مردوده العلمي الطيب :
سرق تحقيق لكتاب بر الوالدين للغمام الطرطوشي من رجل يقال عنه غنه طالب علم
وقد بر سرقته للتحقيق تبريرا مضحكا في مقدمته للكتاب ن ثم كذب في وعده بأنه لن ينقل حرفا واحدا او خبره بانه لم ينقل حرفا واحدا من تحقيقي . وهو شيء والله مضحك مبك .
لعلي اطلعكم لو احببتم على تفاصيل له ولكن اقول:
إذا كان مثلي - على قزميتي العلمية - يسرق تحقيقه ، فكيف بالأفذاذ الكبار .(1/1802)
لقد كتبت في أحد الملتقيات ما فعله احد اساطين التحقيق - بله مغموريهم - اليوم ببعض تحقيقات الشيخ الجليل شيخ المحققين الشيخ احمد محمد شاكر رحمه الله .
وإنني أتمنى ان يتراجع د عبد الرحمن حفظه الله عن اعتذاره في طرح هذا الموضوع ولا بد ان يفضح السارق وينصف المسروق منه ، ولكن بطريقة علمكية بضوابط السرقة العلمية والفرق بينها وبين الإفاددة التي لا مناص عنها ولا تشكل عيبا بل تشير إلى فضيلة .
وما أحوج طلاب العم سواء كانوا طلابا غير رسمكيين إن صح التعبير- أو طلاب دراست جامعية عليا إلى معرفة أسس السرقات العلمية وصورها والفرق بينها وبين الاصطلاحات ذا الصلة بها .
---
ابو حنين
06-02-2006, 05:28 AM
((( لا حول و لا قوة إلا بالله )))
-------------------------
فكيف يلام أهل الصحف و المجلات و شعراء الغفلة على سرقاتهم !!
اذا كانت هذه أفعال بعض من ينتسب الى العلم و أهله ...؟؟؟
حاشا العلم ان ينتسب اليه زور المزورين !!!!!
---
فهد الرومي
06-02-2006, 06:09 AM
أود أن أوضح ماذكره الأخ سلطان الفقيه بأن وزارة الأوقاف الأردنية قامت بغير علمها بطبع كتيب ل رمزي نعناعة بعنوان بدع التفسيرفي الماضي والحاضر وهو نقل حرفي لمذكرة عنوانها الإتجاهات المنحرفة في التفسيراستعارها رمزي من د.الذهبي المشرف على رسالته للدكتوراة الإسرائيليات اثناء إشراف الشيخ الذهبي على رسالته وكانت هذه المذكرة قصاصات من كتاب الذهبي التفسير والمفسرون كان ينوي إعادة صياغتها واضافة جديد إليها ففوجىء بسرقة تلميذه لها فاضطر لنشرها كما هي لكشف السرقة وما كان بحاجة لذلك فهي أجمع من كتابه المشار إليه
---
جمال أبو حسان
06-04-2006, 10:30 AM
وكانت هذه القصة التي اشار اليها الفاضل الدكتور الرومي سببا في امتناع الدكتور الذهبي عن الاشراف على رسالة الدكتور فضل عباس وكذا كل طالب اردني بعده
---
د.يسري خضر
01-21-2007, 02:16 PM(1/1803)
يضاف الي ما سبق (حفاظا علي تراث الشيخ الميداني) قرات كتاب الطريق الي معرفة الله نشر دار المعرفة بيروت لاستاذ جامعي فوجدته مطابقا لكتاب العقيدة الاسلامية واسسها للشيخ الميداني دون اشارة من الاول الي الشيخ الميداني لا في المقدمةاو الموضوعات بل خلا الكتاب من المراجع
---
أحمد بن فارس السلوم
01-22-2007, 11:22 PM
ليس من شكر العلم سرقته، وليس من بركته انتحاله، بل ذلك من علامات الخذلان فيه.
ولأبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى كلمة في هذا الباب اتخذها العلماء شعارا لهم، جعلوها بحيث لا تفارقهم في كل ما يكتبون ويصنفون . .
فروى الإمام أبو عبدالله الحاكم بإسناده إلى أبي عبيد القاسم بن سلام قال:
إنَّ من شكر العلم أنْ تقصد مع كل قوم يتذاكرون شيئا لا تحسنه فتتعلم منهم ، ثم تقعد بعد ذلك في موضع آخر ، فيذكرون ذلك الشيء الذي تعلمته ، فتقول : والله ما كان عندي شيء حتى سمعت فلانا يقول كذا وكذا ، فتعلمته ، فإذا فعلت ذلك فقد شكرت العلم .
[انظر : المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي ص396 ، والجامع لابن عبد البر 2/154 ، وتاريخ دمشق لابن عساكر 49/78 ، أو كتابي الذي أفردته في ترجمة أبي عبيد ]
وكان الحاكم لما ألف المدخل إلى الصحيح وقعت له فيه بعض الأوهام، فلما وصل الكتاب إلى حافظ مصر عبدالغني بن سعيد الأزدي كتب عليه تعليقة، صحح فيها كبوة اليراع، وأيقظ فيها غفوة الذهن، فتلقى أبو عبدالله الحاكم انتقاده وقبله، مع أن المنتقد أقل علما، وأصغر سنا، واستفاد الحاكم من تعليقته فوائد عزاها إلى عبدالغني ونسبها إليه، ثم كتب إليه يشكره ويخبره بقصة أبي عبيد القاسم بن سلام تلك ، فلما وصلت الورقة إلى عبدالغني الأزدي علقها بحيث يراها كل حين، وأتخذها كالشعار له.
وقال ( أعني عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ ) :
علّقتُ هذه الحكاية مستفيدا لها ومستحسنا ، وجعلتها حيث أراها في كل وقت ، لأقتدي بأبي عبيد وأتأدب بآدابه(1/1804)
[انظر: التعريف بالقاضي عياض لابنه ص82 ].
فهكذا - وإلا فلا - فلتكن أمانة العلماء.
---
دمعة الأقصى
02-24-2007, 08:01 AM
لو قطعت يد هؤلاء اللصوص لما كان هذا كثيرا عليهم، ونشر مثل هذه السرقات والتشهير بأصحابها له فوائد:
1. اقتناء الكتاب الأصل وترك السرقة.وهذا بلا شك له ثمرته على المؤلف، وعاقبته على السارق.
2. الردع والزجر للسارق ولمن تسول له نفسه السرقة.
3. تجريح مثل هؤلاء أحسبه والله أعلم من الدين الذي يؤجر عليه المجرح كـ(الجرح والتعديل في الرواة) فالدين النصيحة.
ونحن نشد على يد شيخنا وأستاذنا الدكتور عبدالرحمن الشهري في مواصلة مسيرة التشهير بهؤلاء اللصوص للحذر منهم وفق الله الشيخ وإن كنت أعتب عليه في إغلاق موضوع الدكتورة منيرة الدوسري، فالمرأة مظلومة وذنبها أنها وافقت على موضوع اقترحه عليها مشرفها، وجميع ما ذكره مشرفها لا يسلم له وليس بمقنع، ولا أقول هذا تعصبا لجنس النساء أو لمعرفتي بالدكتورة ولكن الحق أحق أن يتبع وما أردت إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله.
أسأل الله التوفيق للجميع وأن يبارك في الجهود وحسبنا الله ونعم الوكيل.
---
فهد الرومي
02-24-2007, 04:53 PM
نخشى أن يبلغ أحدهم السارق بما كتب عنه فلا يمنعه مانع أن يملي عليه أن الدكتور الشايع هو الذي سرق منه وأن
يستدل لعدم السرقة بأن في بحثه خطبة الحاجة وليست في بحث الشايع
---
نواف الحارثي
02-24-2007, 08:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإن من طرق ردع مثل هذه السرقات :
1- التشهير بمن يفعل ذلك في الموقع أو غيره من المواقع ؛ ليخاف من سيفعل ذلك مستقبلا .
2- إقامة الدعوى من صاحب الحق على المنتحل إن رأى أنه سيأخذ حقه !
ولا تثريب عليك أخي عبد الرحمن في التشهير بمن يفعل ذلك إذا تثبت من ذلك كحالك في هذا الموضوع وسابقه .
والسؤال : لماذا تخفي الاسم ؟ ألا يستحق أن يشهر به ؟
---
د.خضر
02-25-2007, 01:48 PM(1/1805)
لعلنا جميعا ندرك أن الباعث الحثيث على هذه المقترفات هو الدنيا التي أذلت الرقاب وأسقطت الحجب ووضعت أنوفاً
في الطين والوحل ، والسؤال هو :
أن الله تعالى يكتب ما قدمنا وآثارنا .
فما الذي نتخيله عندما نواجه في الاخرة بآثار مسروقة ؟؟؟ !!!
اللهم عفوك وغفرانك.
---
صالح صواب
02-25-2007, 02:43 PM
center]بسم الله الرحمن الرحيم
لعل من أخطر ما في السرقات العلمية في الجو الذي نعيشه : الآثار السلبية المترتبة على مثل هذه السرقات في المجال العلمي.
ومنها: أن أصحاب السرقات العلمية يترقون بسبب هذه الأبحاث إلى درجة علمية أعلى ... يستفيدون منها ماديا وأكاديميا..
والسؤال: وبعد فضح الكاتب ونشر المقال - الذي قد يطلع عليه زوار هذا الملتقى فقط - هل يبقى الأمر على حاله؟
أرى أن بقاء الأمر على حاله جريمة في حق الأمة وفي حق طلبة العلم، ذلك أن هذا الذي يلقب بالأستاذ الدكتور/ فلان ... حتما سيكون ضعيفا علميا، بل وتربويا ودينيا ، وسيتبوأ مكانة علمية وإدارية وعملية يتصدر بها، استنادا إلى هذه الأبحاث المسروقة...
ولذلك أرى أنه لا بد أن يسلب جميع الحقوق التي اكتسبها معتمدا على هذه السرقة العلمية، ولا بد له من عقاب دنيوي، بحيث يمنع - مثلا - من الترقية أو من نشر الأبحاث ... ولا يسمح له بالترقية مرة أخرى.
وقد يكون من الصعب القيام بذلك بصورة فردية، ولذلك فإنني أقترح من إخواننا النشيطين قيام مؤسسة أو موقع أو هيئة تقوم بمثل هذا العمل، وتتواصل مع الجهات العلمية لإبلاغها بالأمر، واقتراح ما ينبغي اتخاذه في هذا المجال، لكي نحمي العلم والعلماء، وتبقى المسألة القانونية حقا للمؤلف الأصلي.(1/1806)
ومن المناسب أن أذكر أنني أحد ضحايا السرقة العلمية ، فقد كتبت - أثناء دراستي - كتيبا بعنوان: (الدعوة الفردية، أهميتها، حالاتها، عوامل نجاحها) وبينما كنت أتصفح إحدى المكتبات في الرياض، فوجئت بكتاب مشابه (أترك ذكر اسمه وذكر مؤلفه)، ثم اكتشفت أنه منقول من كتابي، وتقدمت لوزارة الإعلام السعودية، وأثبتت حدوث السرقة[/size]
---
جمال أبو حسان
02-25-2007, 02:56 PM
اقتراح حري بالتامل
---
صالح صواب
02-25-2007, 03:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيملعل من أخطر ما في السرقات العلمية في الجو الذي نعيشه : الآثار السلبية المترتبة على مثل هذه السرقات في المجال العلمي.
ومنها: أن أصحاب السرقات العلمية يترقون بسبب هذه الأبحاث إلى درجة علمية أعلى ... يستفيدون منها ماديا وأكاديميا..
والسؤال: وبعد فضح الكاتب ونشر المقال - الذي قد يطلع عليه زوار هذا الملتقى فقط - هل يبقى الأمر على حاله؟
أرى أن بقاء الأمر على حاله جريمة في حق الأمة وفي حق طلبة العلم، ذلك أن هذا الذي يلقب بالأستاذ الدكتور/ فلان ... حتما سيكون ضعيفا علميا، بل وتربويا ودينيا ، وسيتبوأ مكانة علمية وإدارية وعملية يتصدر بها، استنادا إلى هذه الأبحاث المسروقة...
ولذلك أرى أنه لا بد أن يسلب جميع الحقوق التي اكتسبها معتمدا على هذه السرقة العلمية، ولا بد له من عقاب دنيوي، بحيث يمنع - مثلا - من الترقية أو من نشر الأبحاث ... ولا يسمح له بالترقية مرة أخرى.
وقد يكون من الصعب القيام بذلك بصورة فردية، ولذلك فإنني أقترح من إخواننا النشطين قيام مؤسسة أو موقع أو هيئة تقوم بمثل هذا العمل، وتتواصل مع الجهات العلمية لإبلاغها بالأمر، واقتراح ما ينبغي اتخاذه في هذا المجال، لكي نحمي العلم والعلماء، وتبقى المسألة القانونية حقا للمؤلف الأصلي.(1/1807)
ومن المناسب أن أذكر أنني أحد ضحايا السرقة العلمية ، فقد كتبت - أثناء دراستي - كتيبا بعنوان: (الدعوة الفردية، أهميتها، حالاتها، عوامل نجاحها) وبينما كنت أتصفح إحدى المكتبات في الرياض، فوجئت بكتاب مشابه (أترك ذكر اسمه وذكر مؤلفه)، ثم اكتشفت أنه منقول من كتابي، وتقدمت لوزارة الإعلام السعودية، وأثبتت حدوث السرقة
---
د.خضر
02-26-2007, 11:34 AM
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، وأرى بل أرجو من فضيلة الدكتور عبدالرحمن
أن يجعل موضوع السرقات وما يماثلة من قضايا بمقدار ما تكتحل العين به، فإن زاد عن حده أصاب العين
بالرمد ، وبمجرد أن ينبلج الأمر بالدليل القاطع ـ وكما يقال ليس مع العين أين ـ ويتم مقارعة الصورة بالصورة والحجة
بالحجة والماسح الضوئي بمثله ويتم التعليق الخفيف عليه تغلق المسألة وينتهي الأمر.
---
(1/1808)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > البرهان في تفسير القرآن
---
البرهان في تفسير القرآن
---
د. هشام عزمي
04-30-2004, 09:33 AM
السلام عليكم ،،،
ما هذا الكتاب المسمى " البرهان في تفسير القرآن " ؟ و من صاحبه ؟ أنا لم أجد له ذكراً على الأسطوانات الموجودة لدي و أخشى أن أتكلم بدون علم .
أرجو المساعدة من إخواني و لا تبخلوا علينا بالمساعدة .
---
مساعد الطيار
04-30-2004, 10:55 AM
أخي الكريم :
لم تذكر أين وجدته .
وعلى العموم ، فلعلي بن سعيد الحوفي المتوفى سنة 430 كتاب بهذا الاسم ، وهو مخطوط بدار الكتب المصرية .
---
د. هشام عزمي
04-30-2004, 11:12 AM
معذرة فقد قام أحد الأخوة بالرد على هذا الكلام ....
.... وكذلك كتاب البرهان في تفسير القرآن والصحيح أن تقول البهتان في تحريف معنى القرآن لصاحبه الأفاق الكبير هاشم البحراني الشيعي الزنديق المجرم الرافضي
فهل كلامه صحيح ؟ و قد حادثته فقال أنة الآن متشكك في هذا الرد !!
---
أبوعبدالله المسلم
04-30-2004, 05:32 PM
بسم الله
البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني
كتاب من كتب التفسير المعتمدة عند الشيعة .
وإذا أردت أخي بعض الملومات عنه فاذهب إلى محرك البحث جوجل أو غيره واكتب هذه العبارة بالنص بعد نسخها من هنا :
"البرهان في تفسير القرآن
لا تنس القوسين الصغيرين في بداية النص فهي تحدد البحث .
وتحت هذا الرابط بعض الكتب المعتمدة عند الشيعة ، ومنها هذا التفسير :
http://www.al-kawthar.com/masjed/tafser1.htm
---
(1/1809)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الاكليل للسيوطي
---
الاكليل للسيوطي
---
عبد الحكيم
09-30-2003, 08:49 PM
السلام عليكم
هل من احد يحدثني عن كتاب الاكليل للسيوطي
كم مجلد هو ؟هل طبع في مصر و اين
و ايضا عن كتاب تفهيم القرآن للمودودي اين اجده في مصر و جزاكم الله خيرا
---
العبادي
09-30-2003, 10:46 PM
كتاب الإكليل يقع في مجلد واحد من القطع المتوسط أو الصغير
---
عبدالرحمن الشهري
10-01-2003, 07:51 AM
أخي الحبيب عبدالحكيم وفقه الله .
سبق الحديث حول سؤالك هذا على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=822&highlight=%C7%E1%C5%DF%E1%ED%E1) . ويمكن رؤية صورة غلاف الطبعة المحققة على هذا الرابط (http://www.thamarat.com/images/BooksBig/ACFFED.jpg) .
وأما عن وجوده بمصر فلا أعلم ، ولكن لعلك تسأل عنه في مكتبة مدبولي في القاهرة ، أو أي مكتبة من المكتبات التي تعتني بكتب التراث. وربما يكون لدار الأندلس الخضراء فرع في القاهرة. وفقك الله
---
(1/1810)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > حين يكون لمثيري الشبهات حول القرآن الكريم مؤسسات تحتضنهم ؟
---
حين يكون لمثيري الشبهات حول القرآن الكريم مؤسسات تحتضنهم ؟
---
عبدالرحيم
06-24-2006, 01:39 PM
الحمد لله وحده..
سبق في موضوع " ذهب الذين يعاش في أكنافهم "
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4331
الحديث عن طالب ماجستير فلسفة يفخر في مقدمة رسالته بأنه : " يحتقر التراث ـ الدين ـ " ، كيف لا ومشرفه فخر بذلك قبله؟!
كما سمع كثير منا عن فضيحة دار نشر ما أخذت مبلغاً ما من وزارة خارجية دولة ما ... الخ
انظر مثلا فضيحة: " دار الساقي "
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2443
والآن تطور الأمر إلى تعاون بين مشرفين أفذاذ (دكاترة كبار) متخصصين بإثارة الشبهات حول القرآن الكريم، تعوَّد طلبتهم أن لا مقدَّس سوى العقل.... مع دور نشر تعبد ذاك الإله (العقل) وتدافع عنه وتهاجم كل من يقترب منه.
في شهر 5 / 2006م قامت دار الأوائل بدمشق بطباعة كتاب بعنوان: " العجيب والغريب في كتب تفسير القرآن " لـ " وحيد السعفي " ، قدَّم له ( زكَّاه ) الدكتور عبد المجيد الشرفي .
في 740 صفحة يجمع المؤلف قليلاً من الروايات الصحيحة مع بعض الروايات الضعيفة مع كثير من الموضوعات والإسرائيليات وخرافات وأساطير الشعوب الوثنية المختلفة ... فيخرج منها بخليط عجيب من القصص الأسطورية والعقائد الغيبية، يُلزم المسلمين بالإيمان بما فيه كله، فيخرج قارئ الكتاب بإن الإلحاد خير من الاقتناع بدين يؤمن أهله بكتاب مقدس يحوي خرافات كهذه!!
ولتكتمل صورة الموضوع، يقسم إلى أربعة محاور:
1. التعريف بدار الأوائل .
2. بيان المقصود بمصطلح " العجيب والغريب في القرآن " عند العلمانيين.
3. طروحات عبد المجيد الشرفي.
4. التعريف بكتاب " العجيب والغريب في كتب تفسير القرآن ".(1/1811)
أرجو من الإخوة عامة (وفضيلة الأخ الحبيب د. أحمد الطعان خاصة) المشاركة وخاصة في محوري 2 و3 .
أما أنا فسأتحدث عن المحورين الرئيسين: 1 و 4 .
* التعريف بدار الأوائل:
http://daralawael.com/
هاتف: 009631144676270/1/2
فاكس: 009631144676273/4/5
ص ب 3397 دمشق
شعارها: قرؤوا فوصلوا .. لنقرأ حتى نصل.
نشرت الدار سلسلة من الكتب تعنى بـ (فهم النص القرآني).. ومنها:
- كتاب: " القرآن بين اللغة والواقع " لسامر الإسلامبولي، ط1 ، 2005م
يدعو فيه الأمة إلى دراسة النص القرآني بحواسها لا حواس غيرها، لكي تنشر وعيا جديدا وثقافة إيمانية جديدة..
- كتاب: هندسة القرآن / دراسة فكرية جديدة في تحليل النص، للدكتور جمال البدري، ط1، 2003م
يعني هذا الكتاب بـ ( الدائرة) في هندسة القرآن، وربطها بسور الشمس والليل والضحى. ثم يربط الرقم بالكلمة. ويطبق النظرية على سورتي الفاتحة والبقرة معاً. ثم الإخلاص والعلق يخرج فيه بأن الإعجاز في القرآن ليس للرقم ولا للكلمة بل للهندسة الكلامية (أو ما سمّاه: الكلام المهندَس ).
أما السنة النبوية فنالت نصيبها أيضاً، ومن ذلك:
- كتاب: نحو تفعيل نقد متن الحديث دراسة تطبيقية على بعض أحاديث الصحيحين، لإسماعيل الكردي، ط1، 2002م.
يقول: بمرور الزمن وكما يحدث في كل تراث ديني مقدس، تكونت هالة مهيبة مبالغ فيها حول صحيح مسلم وصحيح البخاري.. ثم ذكر بعض الأحاديث غير المقبولة (بنظره) سنداً ومتناً.
- كتاب: تحرير العقل من النقل قراءة نقدية لمجموعة من أحاديث البخاري ومسلم، لسامر الإسلامبولي، ط1، 2000م.
هل سحر اليهود الرسول؟ هل نسي الرسول آيات ثم تذكرها؟ هل حقا الشؤم في ثلاث: الفرس والمرأة والدار؟ هل صحيحا البخاري ومسلم مقدسان لا يجوز المساس بهما أو نقدهما؟
لمحة عامة عن الكتاب:(1/1812)
قال عنه عبد المجيد الشرفي: " لنبادر إلى طمأنة القارئ فهو مقبل على قراءة كتاب شيق يتعلق ـ لا محالة ـ بعلم التفسير... هو كتاب يستعصي على التصنيف بحسب المعايير المدرسية ".
رتب فيه ما قال إنه العجيب والغريب (أي الأساطير والخرافات) الواردة في القصص القرآني بحسب الموضوع، دون أن يستثني منها قصص السيرة النبوية ـ وخاصة علاقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أزواجه ـ مما يجعلك تصل إلى نتيجة أن كثيراً من أخبار السيرة النبوية خيالية كألف ليلة وليلة..
بعض ما جاء في الكتاب:
في الباب الأول: (خلق السماوات والأرض)
- ص29: " صنيع المفسر ـ المتمثل عنده في تبليغ الرسالة الإلهية المقدسة إلى الناس وبيان تعاليمها وفق مشيئة الله ـ ليس في الحقيقة شيئاً آخر غير ممارسة بشرية موضوعة، فيها من الإسقاطات الذاتية نصيب، ومن الإسقاطات المذهبية نصيب، ومن الغايات الاجتماعية والسياسية نصيب، تتستر كلها وراء التعاليم الإلهية، التي يبقى إدراك التقبِّل لها إدراكاً لتصور لها، فحسب ".
- بعد أن ذكر أن المفسرين يعتقدون (جازمين) أن الأرض على قرني ثور وعلى ظهر حوت، وأن الزلازل تحدث حين يحرك الثور قرنيه متبعاً ذلك ببيان الشعوب الوثنية التي آمنت بذلك... قال ص60: " هذه القصة ترمي إلى إثبات قدرة الخالق الذي لا يحيط بعلمه عقل.. إن كمال القدرة أن تكون الأرض على ظهر حوت معلق الطرفين بالعرش، والحوت في الماء.. إنها تدل ـ في عالم القصة العجيب ـ على قدرة الله على التسيير ".
ثم يبني على ذلك تحت عنوان : " الدخيل الذي أصبح أصلاً "، ص67: " إن التفسير الذي اعتمد الثور والحوت أساساً لأرض قديمة.. يُرسخ ما ثبت جهوياً وشاع عالمياً في زمان قديم قدم الكون ".
يتبع..
---
عبدالرحيم
06-25-2006, 01:03 PM
1) الماء والأساطير:
أطال (السعفي) الحديث عن مكانة الماء (المقدسة) عند مختلف الشعوب، ولكنه جعل (التراث الإسلامي) منفرداً في بعض الأمور..(1/1813)
- ص 78: " في حين كان الإله في الثقافات القديمة يقيم في قصره في أعماق البحار، أو عند ملتقى فرعَي النهر.. أصبح في المخيال العربي الإسلامي على العرش، والعرش على الماء، والماء هو البحر المسجور في السماء .. هذا الوصف يضفي على الله صفة التعالي ".
2) آدم والأساطير:
- ص 86 : " وإذ فارق آدم السماء وهبط إلى الأرض، فقد أصبح ـ بعد الماء ـ رمزاً آخر من رموز العلاقة القائمة بين السماء التي لفظته والأرض التي ارتبط بها مصيره منذ قرر الله خلقه، فجاء تلبية لحاجة الله [!!] إلى من يخلفه عليها.. وعاد إلى أمه الأرض التي منها تكوَّن، ولأن سكان السماء رفضوه واتهموه بالفساد وهو لمّا يُخلق بعد، ولأنه ظن نفسه إلهاً..
فإذا كان الهبوط إلى الأرض قدراً محتوماً فلماذا الإغواء والشجرة والخطيئة والعقاب ؟
تلك عناصر (العجيب) في القصة، فآدم في القرآن بني بناء (عجيباً) وفق مبدأ الحظر.. لا تقرب الشجرة، لا تأكل التفاحة، لا تخرج من العش، لا تفتح الباب.. ".
3) حواء والأساطير:
ينظر كثير من المسلمين أن القرآن الكريم كرَّم (حواء) بعدم تحميلها وحدها سبب الأكل من الشجرة كما حال الكتب المحرفة لأهل الكتاب، ويفخر المسلمون أن القرآن الكريم جعل الخطأ من كل من آدم وزوجه. لا زوجه فقط..
بينما يزعم (السعفي) أن سبب ذلك محاولة ((ذكورية)) من كاتب القصص القرآني لتجعل من آدم الفاعل الرئيس في القصة، وأن زوجه لا تستحق حتى ذكر اسمها، أو بيان أي تفصيل من حياتها..
لكن، ما لبث أن أتبع ذلك بما في تفسير الطبري من إسرائيليات تنسب الإغواء إلى حواء، على أنها عقيدة إسلامية قطعية الثبوت، يؤمن بها كل المسلمون..
جاعلاً من تلك الإسرائيليات (ويسميها أحاديث صحيحة الإسناد كما سيتم بيانه قريباً) أول أدلته المزعومة على مكانة المراة = الشيطان = الإغواء = الإفساد في مختلف القصص القرآني (حتى مريم كما سيتبين لاحقاً !!!).(1/1814)
- ص 92: " .. فدعاها آدم لحاجته قالت لا إلا أن تأتي ها هنا فلما أتى قالت لا إلا أن تأكل من هذه الشجرة .. وسقته خمراً حتى سكر قادته إلى الشجرة وأكل...
أسرَّ الله إلى عبده المسالم آدم قائلاً: إن لها عليَّ أن أدمِّيها كل شهر مرة، كما أدميت هذه الشجرة، وأجعلها سفيهة.. وتحمل كرها.. ".
ثم ينطلق (السعفي) ليقارن بين مرويات ابن كثير والطبري بعبارات تسيء الأدب مع الخالق اللطيف جل جلاله.. أنزه هذا الملتقى عن ذكرها..
أتبعه ببيان منهج ابن كثير في تصحيح الروايات ،، مفيداً سبقاً علمياً لم ينتبه إليه أحد وهو بإجمال: " أي سند يعرف ابن كثير رجاله فهو صحيح " !! وذاك ينطبق على الأسانيد عن كعب الأحبار ووهب وغيرهم ممن يروي الإسرائيليات.
تأمل النص التالي، واعجب من عبقرية (السعفي):
- ص 95: " وقد كان ابن كثير واعياً بما تنطوي عليه هذه القصص .. ومع ذلك لم يرفضها رفضاً قاطعاً بل اكتفى بالتعليق عليها بعبارات مثل: " هذا غريب، في هذا التنظير نظر، لا يكاد يصح، مثله لا يُحتج به، فيه رجل مبهم .. ". الدالة على حرجه في رفض أحاديث منقولة عن ابن عباس وابن مسعود وابن منبه ولولا ظفره برجل مبهم في السند لما كان شكك فيها أو طعن أو ردها إلى الإسرائيليات ".
وللمزيد من تأكيد هذا المنهج، قال في الصفحة التالية معلقاً على الرواية التي تحدثت عن اتهام آدم حواء بأنها أغوته...
" هذه القصة نقلاً عن ابن عباس، وخلت من كل مبهم، وكانت السلسة الإسنادية ثابتة ".
لاحظ إبداع (السعفي) بالتأكيد أن عدم وجود (راو مبهم) يمنع القول بأن تلك الرواية من الإسرائيليات !!!
وبعد ذلك انتقل للحديث عن " مكانة الحية عند الإله في القصص القرآني ".
يتبع..
---
عبدالرحيم
06-26-2006, 02:32 PM
4) الحية والأساطير:(1/1815)
- ص 97: " كانت قصة خلق القرآن خالية من ذكر الحية، فأقحمها التفسير فيها .. واكسبها مكانة شرعية مرموقة عند كل المفسرين، وحظيت عندهم بالاهتمام والعناية والتبجيل، حتى إن ابن كثير .. لم يشكك في أمرها ولا طعن في عناصرها بل دوَّنها كاملة وأشاد بما ذكره المفسرون قبله.
وقد شكل اختيار الحية عنصراً مكملاً لقصة آدم وحواء ومخرجاً مناسباً لإشكال وجد المفسرون أنفسهم فيه، ولم يقدم لهم القرآن بشأنه حلاً، وهو كيف استطاع إبليس أن يوسوس لآدم وحواء وق طُرِد من الجنة قبل أن يستقرا فيها؟!..
فالحية وسيلة فنية المزيد من " العجيب " وهي حيلة إبليس لولوج الجنة وقد منعه الخزنة من دخولها.. لقد استطاع أن يموه على الخزنة القائمين على الجنة بأمر ربهم وأن يغلبهم...
فجاء الجمع بين إبليس والحية مستجيباً لما ورد في القرآن، وسمح بالتوغل في " العجيب " بفضل ما أضفاه من عناصر وفرتها الإسرائيليات.. لا تضر بما جاء في القرآن ولا تحرفه.. ".
وبعد أن تحدث عن الحية في قصة موسى وفرعون قال:
" حازت الحية مكانة علية.. عند رب العرش ".
5) الشجرة والأساطير:
جعل ( السعفي ) القرآن الكريم متفوقاً على ما ورد في كتب التفسير من أساطير حول الشجرة..
- ص 104: " كان القرآن في مجال الشجرة أكثر إغراقاً في " العجيب والغريب " من التفسير، فربطها بالخلود.. فرفع شأنها وجعلها في الجنة.. لكن المفسرين.. صغروا من شأنها ".
ثم تحدث عن أنواع أخرى من الأشجار " شجرة الزيتون، أو شجرة الزقوم، أو الشجرة التي تخرج من طور سيناء وتنبت بالدهن، أو شجرة من يقطين.. فكانت أهمية الشجرة عندهم تكمن في وظيفتها إذ قامت مساعداً لله الذي كان يكلم آدم وهو فار، ليسمع كلام ربه ".
يتبع .. انكشاف العورة والأساطير.
---
أحمد الطعان
06-26-2006, 06:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1816)
في الحقيقة يحاول الخطاب العلماني أن يضع الإسلام في سلة واحدة مع الأديان المحرفة والوضعية والأسطورية لكي يقضي على تميزه كرسالة أخيرة ناسخة ومهيمنة ...
ومن أكثر الذين اشتغلوا في هذا الحقل حسب علمي هم : فراس السواح ، سيد القمني ، وتركي علي الربيعو واليمنية : ثريا منقوش وكتابها : التوحيد يمان ... وفاضل عبد الواحد علي وطبعاً أقصد من العرب وهم يجترون مقالات الغربيين وينتحلونها بخصوص تفسيراتهم للمسيحية ويسقطون ذلك على الإسلام ... ومن هؤؤلاء الغربيين الذين تتردد مصادرهم الدى هؤلاء المتسولين العرب : مرسيا إلياد ، فرويد ، جيمس فريزر صاحب كتاب الغصن الذهبي ، صموئيل كريمر صاحب كتاب : السومريون تاريخهم وحضارتهم وخصائصهم وكتابه طقوس الجنس المقدس ، قصة الحضارة ديورانت ، نجيب ميخائيل صاحب كتاب مصر والشرق الأدنى .. وسبيتنو موسكاتي صاحب كتاب الحضارات السامية القديمة وجان بوتيرو صاحب كتاب : الديانة عند البابليين وجيمس هنري برستد صاحب كتاب : انتصار الحضارة
ديتلف نيلسن وآخرون وكتابهم : الديانة العربية القديمة وكلود ليفي شتراوس وهذا مهم جداً لديهم وله مؤلفات كثيرة في البنيوية والآثار والمجتمعات ....ورينيه جيرار صاحب كتاب العنف والمقدس ... وإيفنز برتشارد صاحب كتاب : الإناسية المجتمعية وديانات البدائييين في نظريات الإناسيين ...(1/1817)
هذه بعض المصادر التي استقى منها الأسطوريين العرب أحاديثهم عن الأساطير والأعاجيب وقد كان الغربيون يتحدثون عن المسيحية واليهودية وكلما وجدوا – المتسولين العرب - شيئاً يتشابه مع الإسلام ظنوا أنهم عثروا على صيد ثمين ينصرون به نظريات أسيادهم فقاموا يعقدون المقارنات ليثبتوا أن الإسلام مستمد من الأساطير .... وهم يجهلون أو يتجاهلون أن الإسلام يطرح نفسه على أنه دين مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه وأنه يصحح الرسالات السابقة وأن عوامل التشابه بين الإسلام وغيره يعتبر بالنسبة للإسلام عامل قوة ولله الحمد .. وقد اعتبر أركون أن اكتشاف التشابه بين الديانات في مختلف أنحاء العالم يعتبر كشفاً يضاهي نظرية داروين .... وقد جهل أو تجاهل أن الإسلام يؤكد ذلك منذ ألف سنة وأن عوامل التشابه في المعتقدات بين الشعوب يعني أن المصدر واحد وأما ما يوجد من اختلاف فهو من إضافات البشر وتحريفاتهم ... وهذا ما يلح عليه دائماً كتاب الله عز وجل
...
ولقد كتب أركون عن العجيب والمدهش والخلاب في القرآن الكريم محاولاً أن يجر القرآن الكريم إلى حقل الأساطير والخرافات وهذا الكتاب للسعفي هو توسيع لفكرة أركون وغيره من الأسطوريين الذين يريدون جر المشرق إلى المغرب ....(1/1818)
وأما عبد المجيد الشرفي : فهو أستاذ تونسي علماني وإذا كان بورقيبة قد حاول عبر سلطته أن يمنع المسلمين من الصيام بحجة أنه يقلل من الإنتاج فإن الشرفي قد حاول عبر ألاعيبه وحرتقاته – وهذا التعبير لتركي الربيعو – أن يحرف النص القرآني فادعى في مقالة مطولة منشورة في كتابه لبنات وفي أحد أعداد المجلة الثقافية في تونس أن المسلمين طوال عهودهم لم يفهموا أن الأمر بالصيام ليس على سبيل الوجوب وإنما على سبيل الندب وأن الصوم ليس فرضاً أصلاً ... وطبعاً كان قد سبقه الكاذب النيهوم فقال بأن الصلاة المقصود منها الرياضة وتحريك الجسم ولذلك تغني عنها رياضة اليوغا ... – لست مازحاً والله –
كذلك للشرفي رسالته للدكتوراه عنوانها الرد على النصارى في الفكر الإسلامي وقد حاول فيها أن يصل إلى نتيجة مؤداها أن الحوار متكافئ وأن حجج النصارى لا تقل عن حجج المسلمين قوة وأن هذه المسائل العويصة التي خاضوا فيها تعني أن الأمور متقاربة فالكل ناج إن شاء الله ... والمسلمين ليش معقدين الأمور وماسكينها حنبلية ....
كذلك يعتبر أن الإسلام مثله مثل بقية الأديان أصبح اعتناقه – في زمن الحداثة – يعتبر اختياراً قلقاً ...
والحقيقة تقديم الشرفي للكتاب يذكرني بمثل عامي نقوله : طكوع يكفل فصوع والرزق على الله ...
الحقيقة أنا حزين لأنه لا توجد انتقادات ودراسات تبين إفلاس هذه المشاريع بشدة وكما يجب وتفضح مراميها ومصادرها وأبعادها .... مع أن الأمر سهل ....
والوقت ضيق والزمان يمر هادراً كالقطار لا يرحم الكسلى ....
والسلام عليكم ورحمة الله
---
الجندى
06-27-2006, 01:23 AM
الحقيقة أنا حزين لأنه لا توجد انتقادات ودراسات تبين إفلاس هذه المشاريع بشدة وكما يجب وتفضح مراميها ومصادرها وأبعادها .... مع أن الأمر سهل ....
والوقت ضيق والزمان يمر هادراً كالقطار لا يرحم الكسلى ....(1/1819)
ليت المشايخ والعلماء ينتبهون إلى هذه المشاريع الإلحادية والأفكار الكفرية واهمية نقضها ، فانها والله خطر عظيم ، ولسوف نندم فى المستقبل إن تركناها الآن ولم نرد .
استاذنا الطعان بارك الله فيك وجعل كتاباتك فى ميزان حسناتك .
---
(1/1820)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > من ضوابط الإعجاز العلمي...للعلامة عبدالله بن بيه
---
من ضوابط الإعجاز العلمي...للعلامة عبدالله بن بيه
---
المجدد الوسطي
07-22-2005, 11:56 AM
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من لا برهان له على رب سواه: (ومن يدع مع الله إلهاً ءاخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه)، وشهادة من قامت أمامه وفي نفسه البراهين على ألوهيته خلقاً بديعاً متضامناً مجاله الكون وشواهده السمع والبصر والإدراك وعلامات وآيات مع رسله يدركها الشهود والعقل والوجدان. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم الأنبياء صاحب معراج السماء الدال على البارئ. جل وعلا، بحاله ومقاله.
وأشهد أنك يا رب إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة وخطيئة وضلال مبين. إياك نعبد بمنِّك وإياك نستعين بفضلك؛ لتحقق هذه الشهادة المباركة في عالم العقل والوجدان والحس. فحققنا بها وثبتنا عليها حتى نلقاك بها، وندعوك بلسان الضراعة الذي لا يعبر عنه إلا ضعفنا وعجزنا وقدرتك وإحاطتك بكل شيء أن تحققنا بمقتضيات لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيماناً وإحساناً واستسلاماً لأمرك ونهيك ومقاماً على سنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
أما بعد،
فإن الإعجاز العلمي اصطلاح حديث قصد به ما تكشفه العلوم الحديثة من حقائق في هذا العصر بالذات لم يكن في مقدور البشرية من قبل أن تصل إليها، وتأتي هذه الحقائق مطابقة لخبر وارد في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة.
أيها الأخوة:
سنتذاكر اليوم حول آيات ربنا المكتوبة وآياته المبثوثة في هذا الكون المدركة للإنسان بالحواس أو العقل أو عن طريق الاثنين معاً. عن طريق العلم.(1/1821)
لا يخفى على كريم علمكم أن هذا الدين المبارك الذي ختم البارئ. جل وعلى. به الديانات واجه كثيراً من التحديات فتغلب على صعابها وبين باطلها من صوابها. واجه هذا الدين تحدي إبادة أهله واستئصال شأفتهم وهو ناشئ عن تحدي الاستفزاز من الأرض قال تعالى: (وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلاً ) الإسراء 76
نعم كان ذلك في مكة، لم يلبث خلافه الذين استفزوه من أرض مكة إلا خمسة عشر شهراً خرجوا بعدها في أثره فهلكوا ببدر، يقول في التحرير والتنوير: (وفي الآية إيماء إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم. سيخرج من مكة وأن مخرجيه أي المتسببين في خروجه لا يلبثون بعده بمكة إلا قليلاُ)
لكن محاولة محو هذا الدين من الأرض كانت تراود نفوس أعدائه إلا أن الله سبحانه وتعالى قيّض لهذا الدين أتباعاً أمدّهم بعونه وقوته حتى هيأوا في أقل من قرن حيزاً جغرافياً من جدار الصين إلى جبال البرني يكفل وإلى الأبد بقاء هذا الدين .
التحدي الثاني: كان تحدي الديانات السماوية وغير السماوية فجادلها هذا الدين بالحسنى وبالحجة البالغة والبرهان الساطع توحيداً لا شرك فيه، وتشريعاً لا حيف فيه ومساواة كاملة بين أبنائه فانحسر التثليث أمام دليل الوحدانية، وكذب الأحبار أمام نور النبوة وعدالة الوحي. بعد أن أسلم منهم من هداه الله تعالى في عصر النبوة وما بعده ظلت أجيال منهم تصارع بالسلاح تارة وباللسان أخرى فانتدب للرد عليهم علماء وأعلام من أمثال ابن حزم وابن تيمية والشهرستاني.(1/1822)
التحدي الثالث: الفلسفات وبخاصة اليونانية التي سبق أن أفسدت النصرانية بثنائيتها وإلحادها فواجهها علماء هذا الدين بالعقل المؤيد بالوحي فكشفوا زيفها ونقضوا كيفها فبرز علماء أيضاً كأبي حامد الغزالي وابن تيمية وابن رشد على اختلاف فيما بينهم إلا أنهم جميعاً استضاءوا بنور الوحي فوقفوا سداً منيعاً دون الأخطاء القاتلة للفلسفة وأدمجوا عناصرها الإيجابية وأخذوا وأعطوا، ولذا فإن الفلاسفة المتنورين في الغرب قد أفادوا من فلاسفة الإسلام وظهر دين الحق على كل من ناوأه بالحجة والبرهان لا بالسيف والسنان على حد عبارة أبي بكر بن العربي الأندلسي.
وفي هذا القرن المنصرم واجهت الديانات وبخاصة الإسلام. وما زالت تحدي العلم الذي أصبح معبود الأجيال الصاعدة التي شكت في العقل مرة أخرى واطّرحت الأخلاق وانتبذت منها مكاناً قصياً فكيف تعود إلى عقلها وتعاود الأخلاق الفاضلة التي هي صمام أمان إنسانية الإنسان الذي لا نشك في أنه إذا تجرد من إنسانيته مع ما لديه من سلاح علم وتكنولوجيا سيصبح حيواناً خطراً يقضي على نفسه.
لقد كانت آيات الله تعالى بالمرصاد لكل تحدٍ بمختلف أوجهها ومجالاتها في التشريع والتوجيه والأخلاق لكن الآيات خرجت من عباءة العلم شواهد نطق بها العلم أنطقه الله تعالى الذي أنطق كل شيء بتصديق الوحي والشهادة له فانقلب السحر على الساحر.
وهكذا تضاعف غم الذين كانوا يعولون على العلم كأداة هدم لا تقهر لقلعة الدين عندما شاهدوه يتحول إلى قلعة من قلاع الدين لا تغلب حينما اكتشف العلم نفسه في نصوص الكتاب والسنة.(1/1823)
وتتابعت اعترافات بعض قمم العلم في هذا العصر بأن النصوص الدينية الإسلامية ليست كغيرها من النصوص الدينية التي تدخل فيها يد الإنسان بالتحريف والتبديل فعارضت العلم واعترض عليها لكنه لم يستطع أن يفند أي حرف من القرآن الكريم كما يجزم به الطبيب الفرنسي موريس بوكاي بعبارة قريبة من هذا، بينما أظهر في كتابه تعارض العلم والكتب السماوية الأخرى. ونعتقد أن ذلك نتيجة التحريف والتبديل لأن القرآن وحده وحي الله المحفوظ الشاهد لنفسه والبرهان على صدق رسوله الخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. العلم يقوم اليوم شاهداً بالمعجزة وعلامة على صدق الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وسنحاول أن نقول كلمة عن تأصيل الإعجاز العلمي وقبل ذلك ينبغي أن نتحدث عن الألفاظ والمصطلحات ذات العلاقة بالإعجاز: المعجزة، والدليل، والعلامة، والآية.
فالمعجزة مشتقة من العجز وهو عجز الخصم أمام البرهان ليقر بالقضية الدعوى ( وسميت معجزة لعجز من يقع عندهم ذلك على معارضتها ) تلك عبارة ابن حجر.
وقد عرّفها بعضهم بأنها: ( أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم من المعارضة )
أما الدليل: فقد استعمل جمعه دلائل وهو جمع على غير قياس كرهين ورصيد، وقد استعمله البعض كأبي نعيم والبيهقي في دلائل النبوة.
أما الآية: فهو اللفظ القرآني وهو يرادف العلامة لغة واستعمالاً لأنه علامة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعواه قال تعالى عن سيدنا موسى. صلى الله عليه وسلم. ( في تسع ءاياتٍ إلى فرعون وقومه ). ( فلما جاءتهم ءاياتنا مبصرة ) وقال تعالى عن البيت الحرام: ( فيه ءايات بينات مقام إبراهيم ) وهي علامات تدل على اصطفاء هذا المكان للعبادة مقام إبراهيم وبئر زمزم الذي لا يزال ماؤه جارياً. ووصف القرآن الكريم بأنه آيات: ( الر* تلك ءايات الكتاب وقرءان مبين )(1/1824)
أما العلامة فقد أطلقها بعضهم كالإمام البخاري في صحيحه: ( باب علامات النبوة في الإسلام ) ( الفتح، ج6، ص 580 ) وعلق عليه الحافظ ابن حجر بأن العلامة أعم من المعجزة والكرامة ص 581. وقد بين فيما بعد العلامات: منها ( ما وقع التحدي به ومنها ما وقع دالا على صدقه من غير سبق تحدٍ ) ص 582 فيفهم من هذا أن العلامة أعم إذ كل معجزة علامة وليس كل علامة معجزة.
وقال الحافظ: عن المعجزة أخص ( أي من العلامة ) لأنه يشترط فيها أن يتحدى النبي _صلى الله عليه وسلم _ من يكذبه، إلى أن يقول: ويشترط أن يكون المتحدي به مما يعجز عنه البشر في العادة المستمرة. ( فتح الباري ج2، ص 581 ).
جعل ابن خلدون المعجزة مركبة من الخارق والتحدي إذ يقول في مقدمة تاريخ العبر: ( ومن علاماتهم ( الأنبياء ) أيضاً وقوع الخوارق لهم شاهدة بصدقهم وهي أفعال يعجز البشر عن مثله فسميت بذلك معجزة وليست من جنس مقدور العباد وإنما تقع في غير محل قدرتهم .. إلى أن يقول: فالمعجزة دالة بمجموع الخارق والتحدي وبذلك كان التحدي جزءاً منها ).
.................................................. ...............
www.binbayyah.net
---
مساعد الطيار
07-22-2005, 04:43 PM
شكر الله لك أخي المجدد هذا النقل ، ويظهر أنه لا زال في الحديث بقية ، لكن أحب أن ألفت النظر إلى موضوع متعلق بالمعجزة ، فأقول :
أولاً : المعجزة نوعان :
الأول : معجزة نسبية ، وهذه التي تكون بمقدور البشر ، ويتفاوتون فيها ، فما يكون معجزًا بالنسبة لعامة الناس لا يكون معجزًا بالنسبة لخاصتهم ، ومن هذا فنون السحرة وغيره مما لا يدخل في مقدور كل الناس ، لذا لا يقال : إن الأكل معجزة ، ولا الشرب معجزة ، لكن لو شرب ما لا يُعتاد عليه كأن شرب السُّمَّ ولم يؤثر فيه ، قيل : هذا أمر فيه إعجاز ؛ لأنه ليس كل واحد من البشر يستطيع ذلك .(1/1825)
الثاني : معجزة كلية ، وهي التي لا يقدر عليها جميع الخلق ولو اجتمعوا ، وهذه معجزات الأنبياء الكبرى الدالة على صدقهم ، وصدق ما جاءوا به من عند الله .
ثانيًا : إن الخروج عن مصطلح القرآن والسنة لآية النبي بمسمى المعجزة قد جعل المصطلحِين يذهبون إلى تحديدات وتقييدات كثيرة قد لا تتناسب مع آيات الأنبياء ، وهذا ظاهر جدًّا عند من يقرأ في تاريخ المعجزة عند المتكلمين ومن تبعهم .
ثالثًا : إن اشتراط التحدي في المعجزة غير متلائم مع طبيعة معجزات الأنبياء ، وفي ذلك نظر من واقع معجزاتهم ، منه :
1 ـ أنه لم يرد وقوع التحدي في معجزات الأنبياء سوى التحدي بالقرآن ، فمَن مِن الأنبياء تحدى قومه بأن يأتوا بمثل معجزته ؟!
2 ـ أن للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات كثيرة ، منها ما كان بين المشركين ؛ كانشقاق القمر ، ومنها ما كان بين المؤمنين ، ومناه ما ظهر له منفردًا ، وأخبر عنه ، ولم يرد في أي شيء منها أنه قُرِنَ بالتحدي البتة .
ومن هنا فإن شرط التحدي في المعجزة قد قصرها على آية واحدة من آيات الأنبياء عليهم السلام ، وهي التحدي بالقرآن دون غيره من معجزاتهم ، أو معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم .
رابعًا : إن المصطلحات لا تغير الحقائق ، لذا فتقسيم الخارق للعادة إلى إرهاصات ومعجزات وكرامات لا يغيِّر من كونها كلها معجزة ، فالمصطلحات لا تؤثر في الحقائق وتغيرها .
ويظهر أن مما دعا إلى ذلك اشتراط التحدي ، بحيث جُعلت بعض المعجزات التي تظهر على يد النبي أو الولي كرامات ؛ لأنها لا يقع بها التحدي .
وهذا التقسيم أثر عن اشتراطٍ فيه نظر ، فيبطل التقسيم من هذه الجهة ، والله أعلم .
فإن قلت : ألا تلتبس الخوارق التي تظهر على يد غير النبي عليه السلام بالخوارق التي تظهر على يده ؟
فالجواب :(1/1826)
لا ، لأن صدق النبي لا يُعلم من جهة المعجزات فحسب ، بل يعلم من أحواله وأقواله وأفعاله ، فكلها تدل على صدقه ، ودليل ذلك حادث أبي سفيان مع هرقل لما سأله عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه صدَّق بنبوته دون أن يكون ظهر له معجزة من معجزاته ، وإنما كان إيمانه به بسبب ما يعرفه من أحوال الأنبياء وصدقهم .
وكل من اتبع النبي عليه السلام فأجرى الله على يده خارق عادةٍ فإنه لا يمكن أن يدعي به النبوة ، ولم يقع هذا البتة ؛ لأنه لو ادَّعى ذلك لكشف الله كذبه .
ثم إن خوارق العادات التي تظهر على أيدي أتباع الأنبياء لا يمكن أن تكون أعظم من آيات الأنبياء ، وإن شابهت بعضها ببعض الأحوال ، وهذا يُعلم باستقراء خوارق العادات التي ظهرت على أيدي أتباع الأنبياء عليهم السلام .
وأخيرًا ، فإن مفهوم المعجزة قد التبس به الحق بالباطل ، وظهرت فيه أقاويل مخالفة للحق ، ولعل الله ييسر أن يُكتب فيها من خلال آيات الأنبياء وآيات نبينا صلوات الله وسلامه عليهم دون التأثر بتقعيدات المتكلمين الذين نحو بالمعجزات إلى مناحي مختلفة ، والأمر في قضية المعجزة يطول ، والله الموفق .
---
المجدد الوسطي
07-22-2005, 05:35 PM
هذا الكلام الذي ذكرته حسن فضيلة الدكتور ولعل الله ييسر ان يوضع بين يدي العلامة حفظه الله ليطلع عليه وياتيك خبره وفقك الله لكل خير
اخوك المجدد
---
عبدالله حسن
07-23-2005, 12:52 PM
هذه تتمة المقالة من موقع الشيخ:
ووصف الله تعالى إتيان النبي الأمي – عليه صلوات الله وسلامه – بالقرآن بأنه آية ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون * بل هو ءايات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ).
ووصف اعتراف أهل الكتاب بالقرآن الكريم بناء على م وجدوه في كتبهم من وصفه بكونه آية ( أولم يكن لهم ءايةً أن تعلمه علماؤا بني إسراءيل * ولو نزلناه على بعض الأعجمين * فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنون ) الشعراء 197-199.(1/1827)
وهكذا فإن القرآن آيات بينات والقرآن الكريم هو معجزة النبي –عليه الصلاة والسلام – الكبرى الباقية ما بقي الزمان شاهداً لأهل كل زمان يشهدون منها ما يدفعهم إلى الإيمان حسب ما سبق في علمه –جل وعلى- من هدايتهم على حد قوله –صلى الله عليه وسلم -: ( ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم .
وكان الحديث يشير إلى الديمومة الزمنية للوحي التي تستقطب الأتباع وهي التي تميز القرآن الكريم عن سائر معجزات الأنبياء، وكذلك عن معجزاته –صلى الله عليه وسلم – الكثيرة الأخرى، إذ إن تلك المعجزات ثابتة بالمشاهدة لمن شهد وقوع الحدث في عصر النبوة وبالسماع فقط لمن سواهم، فطريق معرفتنا لشق الصدر لسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وشق القمر له هو الخبر الوارد في الكتاب أو السنة فهي معجزات انقضت مشاهدتها بلحظة وقوعها، قال البوصيري: ( فشق من صدره وشق له البدر ومن شرط كل شرط جزء).
أما القرآن الكريم فإنه يحمل شهادة الله – جل وعلى – التي لا تغيب، وبيانه الذي لا يستعجم لكل الأقوام، فهو بلاغ للناس ( هذا بلاغ للناس) أي كل الناس في كل زمان يبلغ إليه هذا الكتاب ( وأوحي إلى هذا القرءان لأنذركم به ومن بلغ ) فكان القرآن رسالة وشهيداً، مقدمة ونتيجة، ودعوى وبرهاناً تكفل البارئ بحفظه برهاناً على صدقه، فالدلائل والعلامات والآيات والمعجزات ألفاظ متقاربة توصف بها الخصائص المميزة لشجرة النبوة التي لا تشبهها شجرات البشرية .(1/1828)
لقد شبه الناظرون وهم يشاهدون تلك الدوحة الناضرة السامقة الأثيثة الفروع، الجنية الثمار، الدانية القطوف، فطفقوا يصفون سناها وسناءها ونورها ونورها كل على قدر علمه وجده وحظه رأى من جوانب هذه الشجرة ؛ فآمن بعضهم بمجرد مشهد شخص صاحب النبوة فكفاه المظهر عن المخبر، ففي حديث عبد الله بن سلام: (لما رأيت وجه النبي – صلى الله عليه وسلم – قلت: ما هذا بوجه كذاب، فأسلمت) وفي حديث الربيع بنت معوذ-رضي الله عنهما: (إذا رأيته قلت الشمس طالعة) ومنهم من جاوز المنظر إلى التأمل كحديث سلمان -رضي الله عنه - وبعضهم طالب صاحب النبوة –عليه الصلاة والسلام- بالمعجزات المادية كطلب قريش بانشقاق القمر فانشق نصفين ظهر بينهما جبل حراء كما ورد في الصحيح، ومنهم من طالب بإحياء حيوان ميت ليشهد له كصاحب سليم في حديث صاحب الضب فأحياه الله على يديه فشهد شهادة الحق .
ومن هذا القبيل شهادة الأشجار والأحجار وحنين الجذع بمحضر الملأ من الصحابة، وتكثير القليل من الطعام والماء كما ورد في أحاديث بلغت حد التواتر، ومنهم من رأى المعجزة في الإخبار عن الغيوب في زمانه وبعده، وهي أنباء تترى لا تبليها الأيام ولا يكذبها الزمان ولا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها .
ومن أهل الكتاب من آمن بسبب البشارات السابقة في الرسالات القديمة إذ لم يخل كتاب من وصفه بالإشارة أو بصريح حتى إن كتب الهندوس والبوذيين تنص على اسمه الكريم .(1/1829)
ومنهم من رأى المعجزة فيما أخبر عنه من تزكية النفوس التي يصل إليها المرء بالذوق عندما يستجيب لله والرسول – صلى الله عليه وسلم – ومن هؤلاء أبو حامد الغزالي بعد أن تحدث عن معرفة النبي – صلى الله عليه وسلم -. بالمشاهدة والتواتر والتسامع، قائلاً: (فإنك إذا عرفت الطلب والفقه يمكنك أن تعرف الفقهاء والأطباء بمشاهدة أحوالهم وسماع أقوالهم وإن لم تشاهدهم .. ) فكذلك إذا فهمت معنى النبوة فأكثرت النظر في القرآن والأخبار يحصل لك العلم الضروري بكونه – صلى الله عليه وسلم – على أعلى درجات النبوة، وأعضد ذلك بتجربة ما قاله في العبادات وتأثيرها في تصفية القلوب وكيف صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، في قوله: ( من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم) إلى غير ذلك من الآيات البينات والمعجزات. إلا أنه لا يختلف في أن معجزته الباقية وآيته الخالدة هي هذا الكتاب العزيز والذكر الحكيم والقرآن المجيد فهو المعجزة التي تخاطب أجيال البشرية المتعاقبة لتهديها إلى البارئ – جل وعلى – وإلى سبيل النجاة والخلود في دار المقامة والكرامة ولتعريف الإنسان على حكمة خلقه .
وانطلاقاً من ذلك فإن كل جيل سيجد في كتاب الله من البينات ما يقيم عليه الحجة (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة) ومعنى ذلك أن باب التفسير سيظل مفتوحاً أمام الأجيال في نطاق احترام ثوابت التفسير وهي :
1- المأثور عن النبي –صلى الله عليه وسلم.
2- المأثور عن أصحابه – عليهم رضوان الله.
3- مقتضيات اللغة العربية. التي سنشير إليها فيما بعد.
فإذا احترمت هذه الثوابت فلا حرج – إن شاء الله – على المفسر ولعله لا يدخل تحت طائلة الوعيد في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي والنسائي عنه – عليه الصلاة والسلام: ( من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ) .
وقول الصديق - رضي الله عنه - وقد سئل عن الأب فقال: (أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في القرآن برأي ؟)(1/1830)
فكل الأدلة تشير إلى أن شخصاً قد يفتح له بفهم في كتاب الله لم يكن معروفاً لغيره وهذا ما يشير إليه دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – لابن عباس: ( اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل )، واتفق العلماء على أنه تأويل القرآن، وقول أمير المؤمنين علي – رضي الله عنه وأرضاه – لما قال له أبو حنيفة: هل عندكم شيء من الوحي ليس في كتاب الله ؟ فقال: ( لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا أعلمه إلا فهماً يعطيه الله رجلاً في القرآن ).
فهذا الفهم هو الذي نعتمد عليه في تعاملنا مع القرآن بالعلوم، وقد قال الفخر الرازي: ( إن المتقدمين إذا ذكروا وجهاً في تفسير الآية فذلك لا يمنع المتأخرين من استنباط وجه آخر في تفسيرها ) هذا في التفسير بما لم يؤثر عن السلف بصفة خاصة، أما فيما يتعلق بالتفسير العلمي فقد اختلفت أنظار العلماء، ولعل أقرب ذلك إلى الصواب وأولاه بالإتباع ما قاله في التحرير والتنوير حيث يقول ابن عاشور: ( .. وإن بعض مسائل العلوم قد تكون أشد تعلقاً بتفسير أي قرآن ….. وكذا قوله تعالى: ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ) فإن القصد منه الاعتبار بالحالة المشاهدة فلو زاد المفسر ففصل تلك الحالة وبين أسرارها وعللها بما هو مبين علم الهيئة كان قد زاد للمقصد خدمة.
وأما على وجه التوفيق بين المعنى القرآني وبين المسائل الصحيحة من العلم حيث يمكن الجمع، وأما على وجه الاسترواح من الآية كما يؤخذ من قوله تعالى: ( ويوم نسير الجبال ) أن فناء الأرض بالزلازل، ومن قوله تعالى: ( إذا الشمس كورت ) .. الآية أن نظام الجاذبية يختل عند فناء العالم ) واستطرد ابن عاشور حيث نقل عن ابن رشد الحفيد في فصل المقال قوله: ( أجمع المسلمون على أن ليس يجب أن تحمل ألفاظ الشارع كلها على ظاهرها ولا أن تخرج كلها عن ظاهرها بالتأويل، والسبب في ورود الشرع بظاهر وباطن هو اختلاف نظر الناس وتباين قرائحهم في التصديق.(1/1831)
هذا عن التفسير العلمي، وإنما مرادنا هو نوع خاص منه هو التقاء الحقيقة القرآنية وهو ما أشار إليه ابن عاشور في الفقرة الثانية من الكلام المذكور آنفاً من التوفيق بين المعنى القرآني وبين المسائل الصحيحة من العلم أما الإعجاز العلمي: فهو إعجاز خبري بدون شك ولكن وسيلة كشفه هي العلوم المعاصرة ومعنى ذلك أن مستقر النبأ يجئ عن طريق العلوم العصرية ( لكل نبأٍ مستقر ) مستقره يوم اكتشافه وهو أمر لا ينافي نصوص الشريعة ولا مقاصدها.
والإعجاز العلمي مركب من لفظين أولهما: الإعجاز وهو السبق والفوت، وهو أيضاً جعل الآخر عاجزاً، وثانيهما: العلم وهو كما يقول الأصفهاني: ( إدراك الشيء على حقيقته وذلك ضربان، أحدهما: إدراك ذات الشيء والثاني: الحكم على الشيء بوجود شيء هو موجود به، أو نفي شيء هو منفي عنه ). والعلم هنا المراد به ما كشفته العلوم التجريبية من حقائق كونية بحقائق مقررة في القرآن الكريم أو السنة النبوية، ووجه الإعجاز يتركب من ثلاثة عناصر:
عنصر الزمان، والرسول الأمي – صلى الله عليه وسلم – والكشف العلمي المتأخر، وذلك أنه يستحيل عادة في ذلك الزمان أي زمان الوحي إدراك هذه الحقيقة بالوسائل البشرية المتاحة، ويستحيل في كل زمان أن يدركها رجل أمي – صلى الله عليه وسلم – لم يتعاط وسائل العلوم ومقدماتها الضرورية في كل زمان للوصول إلى نتائج معينة. أما العنصر الثالث فهو الاكتشاف المتأخر لهذه الحقيقة.
---
عبدالله حسن
07-23-2005, 12:54 PM
ولكن يجب أن يضبط ذلك بضوابط من شأنها أن تحدد الإطار الشرعي للتعامل مع هذا الموضوع حتى لا تتفرق السبل ويتنكب عن الجادة ويصبح موضوع الإعجاز فوضى لا توصف بالخطأ الاجتهادي، بل يجب أن توصم بالخطر الذي يصل إلى الافتراء والقول في كتاب الله بلا علم والوقوع تحت طائلة الوعيد: ( من قال في كتاب الله بغير علم فهو مخطئ ولو كان مصيباً )(1/1832)
-الضابط الأول: أن يكون معنى اللفظ الوارد في الكتاب والسنة والذي يقصد مطابقته للحقيقة العلمية مفسراً بتفسير نبوي عنه – عليه الصلاة والسلام – أو مفسراً من قبل صحابي كتفسير ابن عباس – رضي الله عنه – ( للرتق ) في قوله تعالى: ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ) بكونها ملتصقتين فقد قال ابن عباس والحسن وعطاء والضحاك وقتادة: يعني أنها كانت شيئاً واحداً ملتزقتين ) القرطبي.
-والكيفية التي كان عليها الجسم المرتوق قبل الفتق غير معروفة على سبيل التأكيد، إلا أن بعض قصص التراث تروي شيئاً قد لا يكون بعيداُ عما تصوره القائلون بنظرية الانفجار الكبير التي ترى أن جسيما متناهيا في الصغر من الطاقة الخالصة ذا كثافة وحرارة هائلة انفجرت فتناثرت أجزاؤه في شتى الاتجاهات في شكل سحب ) وقد عاد العلماء إلى هذه النظرية استناداً إلى معلومات القمر الصناعي أمريكي في أبريل 1992 م، أما القصة التي ذكرها العلامة الشيخ سيدي المختار الكنتي الشنقيطي من علماء القرن 12 الهجري في شرحه لمقصود وممدود ابن مالك، فنقول: إن أول شيء خلقه الله تعالى الذرة فجعلت تسيح ألف ألف عام حيث لا أرض ولا سماء .. فلما أراد ظهور الأكوان نظر إليها بعين الجلال فتصدعت فانبجست منها العناصر الخمسة وهي الماء والريح والنور والظلمة والنار ).
الضابط الثاني: في غياب تفسير نبوي أو تفسير صحابي ؛ فالضابط أن يكون التفسير بمقتضيات اللغة العربية بأن يكون إطلاق اللفظ على المعنى من قبيل الحقيقة ( وهي استعمال اللفظ فيما وضعت له العرب وضعاً ) ويتصور ذلك في مرتبتين:
مرتبة ( المفسر ) عند الأحناف وهو النص عند الجمهور لأنه لفظ لا يدل على معنى واحد لا يقبل التأويل.
مرتبة الظاهر: لفظ احتمل أكثر من معنى إلا أنه أظهر في أحد معانيه أن يكون اللفظ حقيقة عرفية أو شرعية.(1/1833)
إذا لم يكن اللفظ نصاً ولا ظاهراً حقيقة بأي معنى من المعاني فإن عدل عن الحقيقة إلى المجاز وعن الظاهر إلى المعنى المرجوح فإن الأمر سيكون من قبيل التأويل الذي يجب أن ينضبط بضوابط التأويل التي تقتضي وجود قرينة من نص آخر أو قياس مع احتمال اللفظ للمعنى المرجوح احتمالاً لغوياً لا غبار عليه، وقد تكون الحقيقة العلمية إذا كانت أكيدة فـ (خضراً ) في قوله تعالى: ( فأخرجنا منه خضراً ) هو الشيء الأخضر هذا ظاهره إلا أنه حمله على اليخضور بالمصطلح العلمي أمر سهل لاحتمال اللفظ احتمالاً لا غبار عليه وتأكيد الحقيقة العلمية.
إلا أن الشيء الذي يجب الانتباه إليه أن التفسير العلمي قد يكون موافقاً للحقيقة الوضعية لكنه يقابل مجازاً درج المفسرون عليه مما يقتضي من الباحث التقصي عن عدم وجود تفسير نبوي ولا صحابي، فإن اطمأن إلى ذلك أمكن حمل اللفظ على حقيقته والوضعية وبالتالي الالتقاء بين الحقيقة العلمية والحقيقة القرآنية كما في آية: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) إذا صحت الحقيقة التي وصل العالمان الأمريكيان فولر وزميله في الحديد. فيكون الإنزال على حقيقته يوضح ذلك حديث: (إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض: الحديد والنار والماء والملح) عن القرطبي في تفسيره .
وقد فسر أكثر المفسرين (الإنزال) بأنه استعارة لخلق معدن الحديد كما هي عبارة صاحب التحرير والتنوير.
هذه هي الضوابط التي يجب على كل باحث أن يضعها في حسابه وهو يحاول أن يتعامل مع الإعجاز العلمي في القرآن.
ومع هذا فلا حجر في التعامل مع الإشارات القرآنية والحديثية بشرط عدم الإخلال بالنص وعدم الخروج عليه فمن القواعد المقررة عند الأصوليين أن الإشارة لا يعتد بها إذا خالفت النص، والحقيقة أن مخالفتها للنص دليل على عدم وجود إشارة.(1/1834)
كما يمكن للباحثين أن يجعلوا بحوثهم تدور حول بعض القضايا العامة في خلق الكون كقانون الزوجية الذي تكرر التصريح به في أكثر من آية في الإنسان والأنعام: (جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ومن الأنعام أزواجاً يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) سورة الشورى –11- كذلك فإن الزوجية وردت في النبات: ( وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ) سورة ق – 7 .
إلا أن الزوجية جاءت في صيغة العموم والشمول في خلق الكون: (والسماء بنيناها بأييدٍ وإنا لموسعون*والأرض فرشناها فنعم الماهدون* ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون*ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين*ولا تجعلوا مع الله إلهاً ءاخر إني لكم منه نذير مبين) الذاريات 47 –50
إن الزوجية من خصائص المخلوقات ودليل الاحتياج والافتقار، والوحدانية والفردانية من خصوصيات الخالق وذلك ما يشير إليه التقابل في سورة الشورى والذاريات
---
المجدد الوسطي
07-23-2005, 02:11 PM
الله يكتب لك الاجر اخي عبدالله الا تحرق علي الموضوع
طبعا انت تعرف اني امزح معاك اسال الله ان يبارك فيك وانما كنت افضل نشره منجما ومرتبا بشكل افضل حتى يتمكن السادة الاعضاء من قراءته والخير فيما اختاره الله
محبكم
المجدد
.................................................. ..
http://www.binbayyah.net
---
(1/1835)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات عند كلمة
---
وقفات عند كلمة
---
سليمان داود
05-20-2004, 09:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أخوتي الكرام في هذا المنتدى الكريم
تحيه طيبه وبعد
لقد كان لي وقفات مع هذه الآيات الكريمات
وأحببت أن تنظروا
بل تبصروا مدى مكانة الكلمة عندما يكون قائلها من يقول كن فيكون
فكل مخلوقات الله ان قالت قولا يبقى مجرد قول
كلام ندرجه بين الخبيث والطيب
ولله المثل الأعلى
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (أبراهيم 24)
وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (أبراهيم 26)
أما اذا كانت الكلمه من الله العزيز القدير فلا بدأن تكون
أولا" طيبه كشجرة طيبه
ثانيا" يكون فيها حكمه أو علم أو خبر مؤكد
ثالثا" يكون القول متبوعا" بفعل فهو الذي يقول فيفعل
ويقول كن فيكون
واليوم مشاركتي بكلمة كلما جاءت كان بعدها فعل معجز رباني
هذه الكلمه ( قلنا )
فتأملوا معي :
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (البقره 34 )
فقد تبع السجود كلمة قلنا لكل المأمورين وهم الملائكه
أما ابليس فأنه ليس من الملائكه والأمر الذي تلقاه مستقل وأختياري
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ ( البقره 35(1/1836)
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (البقره 36
فقد تبع قلنا دخول الجنه في الآية الأولى
وتبعها الهبوط للأرض في الآية الثانيه
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( البقرة 60)
فليست عصا موسى هي التي فجرت العيون بل كلمة قلنا من الحكيم الخبير وما عصى موسى الا وسيله ليعلم البشر أن يستعينوا بالآله خشبية كانت أم معدنيه
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ
(البقرة65)
وكما قال صار فقد تحولوا الى قردة خاسئين
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ( البقرة 73)
وفي قصة البقره يستطيع أي واحد منا أن يصنع كما صنعوا؟؟؟
ويحضر بقره بنفس المواصفات فهل نستفيد شيئا"
طبعا" لا لأن كلمة قلنا غير موجوده ؟؟
حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ
( هود 40)
ان نوح عليه السلام لاطاقة له بتجميع زوجين اثنين من كل المخلوقات على الأرض
لكن كلمة قلنا جعلت الهوام والدواب تحظر للسفينة طوعا"
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى(68) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (طه69)(1/1837)
في البدايه خاف موسى فهو بشر؟؟؟ لكن كلمة قلنا نزعت الخوف من قلب موسى فألقى عصاه ولقفت ما كانوا يأفكون وكان الأعلى لأن الله قال ففعل وليست العصا كما يظن البعض
ولو كان الأمر بيد موسى وعصاه لما تاهوا 40 سنه ولكان من الأجدى أن تكون دليلا" لهم في سفرهم ؟؟
لكنها كلمة هو قائلها لا اله الا هوالخبير العليم
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ( الأنبياء69)
فالنار تبقى نار ولها كل مواصفاتها المعروفه لكن كلمة قلنا من الحكيم الخبير جعلت النار تتحول الى برد وسلام على ابراهيم
ولو قال بردا"لتجمد لكنه عطف عليها وسلاما
وحين سؤل أبراهيم عليه السلام عن أجمل أيام عمرك قال عندما كنت في النار؟؟
انتهى
هذا والله أعلم
أخوكم سليمان داود الضاحي
طالب علم
---
عبدالرحمن الشهري
05-20-2004, 05:04 PM
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه المشاركة .
ويا حبذا لو حررت الصياغة لتدل العبارات على المعنى دون زيادة أو نقص ، فربما دخل الخلل في المعنى المقصود لعدم التعبير عنها بعبارة محررة مختارة .
وفقك الله لكل خير.
---
سليمان داود
05-23-2004, 12:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أشكرك دكتور عبد الرحمن على التوجيهات الصائبه
وان شاء الله ستكون بعين الاعتبار في المشاركات القادمة باذن الله
وأشكر جميع من قرأ هذه المشاركة وجعلها في ميزان حسناتنا واياكم
انه السميع المجيب
---
(1/1838)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الكبائر والصغائر
---
الكبائر والصغائر
---
محمد بن إبراهيم الحمد
03-12-2007, 05:18 PM
مصطلح الكبائر والصغائر يرد في كتب العقائد، وذلك إذا تحدثوا عن الذنوب، وتقسيمها، وحكم مرتكب الكبيرة في الدنيا والآخرة، وهكذا...
وفيما يلي نبذة عن تقسيم الذنوب إلى صغائر وكبائر، والأدلة على ذلك، مع بيان ماهية الصغائر والكبائر سواء عند من حصروا الكبائر بعدد أو حدوها بحد، ثم ينتقل الحديث إلى مسألة تكفير الكبائر بالأعمال الصالحة، وهل هذا ممكن أو أنه لا بد من التوبة؛ فإلى التفصيل في ذلك الشأن:
أولاً: تقسيم الذنوب: الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، قال الغزالي -رحمه الله-: (اعلم أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، وقد كثر اختلاف الناس فيها؛ فقال قائلون: لا صغيرة ولا كبيرة، بل كل مخالفة لله فهي كبيرة.
وهذا ضعيف؛ إذ قال - تعالى -: [إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً] (النساء:31) وقال - تعالى -: [الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ] (النجم:32).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة يكفرن ما بينهن إن اجتنبت الكبائر) وفي لفظ آخر: (كفارات لما بينهن إلا الكبائر)[1].
وقد قال -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: (الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس)[2] [3].
وقال ابن القيم -رحمه الله-: (وقد دل القرآن والسنة وإجماع الصحابة والتابعين بعدهم والأئمة على أن من الذنوب كبائرَ وصغائر)[4].(1/1839)
وقال -رحمه الله-: (والذين لم يقسموها إلى كبائر وصغائر قالوا: الذنوب كلها -بالنسبة إلى الجراءة على الله سبحانه ومعصيته ومخالفة أمره- كبائر؛ فالنظر إلى من عُصي أمرُه، وانتُهك محارمه يوجب أن تكون الذنوب كلها كبائر، وهي مستوية في هذه المفسدة)[5].
وقال -بعد أن ساق بعض ما أورده مَنْ قال: إن الذنوب كلها كبائر-: (فالشرك أظلم الظلم، والتوحيد أعدل العدل؛ فما كان أشدَّ منافاة لهذا المقصود فهو أكبر الكبائر، وتفاوتها في درجاتها بحسب منافاتها له، وما كان أشدَّ موافقة لهذا المقصود فهو أوجب الواجبات، وأفرض الطاعات؛ فتأمل هذا الأصل حق التأمل، واعتبر تفاصيله تعرف به حكمة أحكم الحاكمين، وأعلم العالمين فيما فرضه على عباده، وحرمه عليهم، وتفاوتَ مراتب الطاعات والمعاصي)[6].
ثانياً: ما هية الصغائر والكبائر عند من حصروها بعدد: اخْتُلِفَ في تحديد الكبائر وحصرها؛ فقيل في ذلك أقوال منها[7]:
1- قال عبدالله بن مسعود-رضي الله عنه-: هي أربع.
2- وقال عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما -: هي سبع.
3- وقال عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: هي تسع.
4- وكان ابن عباس - رضي الله عنهما - إذا بلغه قول ابن عمر: الكبائر سبع يقول: هن إلى سبعين أقرب منها إلى سبع.
5- وقال آخر: هي إحدى عشرة.
6- وقال أبو طالب المكي: جمعتها من أقوال الصحابة فوجدتها أربعة في القلب وهي: الإشراك بالله، والإصرار على المعصية، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله.
وأربعة في اللسان، وهي: شهادة الزور، وقذف المحصنات، واليمين الغموس، والسحر[8].
وثلاثة في البطن: شرب الخمر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا.
واثنين في الفرج: الزنا، واللواط.
واثنين في اليدين وهما القتل والسرقة.
وواحداً في الرجلين وهو الفرار من الزحف.
وواحداً يتعلق بجميع الجسد وهو عقوق الوالدين.
هذه أقوال الذين حصروها بعدد.(1/1840)
ثالثاً: ماهية الكبائر والصغائر عند من حدوها بحد، ولم يحصروها بعدد: وأما الذين لم يحصروا الكبائر بعدد، وإنما حدوها بحد فقد اختلفوا في ذلك على أقوال منها:
1- ما اقترن بالنهي عنه وعيد من لعن، أو غضب، أو عقوبة - فهو كبيرة، وما لم يقترن به شيء فهو صغيرة.
2- وقيل: كل ما ترتب عليه حد في الدنيا، أو وعيد في الآخرة - فهو كبيرة، وما لم يرتب عليه لا هذا ولا هذا فهو صغيرة [9].
3- وقيل: كل ما اتفقت الشرائع على تحريمه فهو من الكبائر، وما كان تحريمه في شريعة دون شريعة فهو صغيرة.
4- وقيل: كل ما لعن الله ورسوله فاعله فهو كبيرة.
5- وقيل: هي كل ما ذكر من أول سورة النساء إلى قوله: [إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ] النساء: 31.
رابعاً: هل الحسنات والأعمال الصالحة تكفر الصغائر والكبائر على حد سواء أم لا بد في الكبائر من التوبة؟
والجواب على ذلك أن هذه المسألة قد اختلف فيها على قولين:
قال ابن رجب -رحمه الله-: في جامع العلوم 1/ 425-426: (وقد اختلف في مسألتين: إحداهما: هل تكفر الأعمال الصالحة الكبائر والصغائر؟ أو لا تكفر سوى الصغائر؟
فمنهم قال: لا تكفِّر سوى الصغائر, وقد روي هذا عن عطاء, وغيره من السلف في الوضوء أنه يكفر الصغائر, وقال سلمان الفارسي في الوضوء: إنه يكفر الجراحات الصِّغار, والمشي إلى المساجد يكفر أكبر من ذلك, والصلاة تكفر أكبر من ذلك, خرجه محمد بن نصر المروزي.
وأما الكبائر فلا بد لها من التوبة؛ لأن الله أمر العباد بالتوبة, وجعل من لم يتب ظالماً, واتفقت الأمة على أن التوبة فرض, والفرائض لا تؤدى إلا بنية وقصد, ولو كانت الكبائر تقع مكفرة بالوضوء, والصلاة, وأداء بقية أركان الإسلام - لم يحتج إلى التوبة, وهذا باطل بالإجماع).
ثم ساق -رحمه الله- جملة من الأقوال والآثار في تأييد هذا القول.(1/1841)
وانتقل بعد ذلك على القول الثاني في هذه المسألة, فقال 1/428: (وذهب قوم من أهل الحديث, وغيرهم إلى أن هذه الأعمال تكفر الكبائر ومنهم ابن حزم الظاهري, وإياه عنى ابن عبد البر في كتاب (التمهيد) بالرد عليه, وقال: (قد كنت أرغب بنفسي عن الكلام في مثل هذا الباب لولا قول ذلك القائل, وخشيت أن يغتر به جاهل, فينهمك في الموبقات؛ اتكالاً على أنها تكفرها الصلوات دون الندم, والاستغفار والتوبة)ا. هـ
ثم قال ابن رجب 2/429 -رحمه الله-: (والصحيح قول الجمهور: إن الكبائر لا تكفَّر بدون التوبة؛ لأن التوبة فرض على العباد).
ثم ساق جملة من الآثار التي تؤيد هذا القول.
ثم قال 2/438: (والأظهر -والله أعلم في هذه المسألة- أعني مسألة تكفير الكبائر بالأعمال- أنه أريد أن الكبائر تمحى بمجرد الإتيان بالفرائض, وتقع الكبائر مُكفَّرة بذلك كما تكفر الصغائر باجتناب الكبائر - فهذا باطل.
وإن أريد أنه يوازَن يوم القيامة بين الكبائر وبين بعض الأعمال, فتمحى الكبيرة بما يقابلها من العمل, ويسقط العمل؛ فلا يبقى له ثواب فهذا يقع).
إلى أن قال 2/440: (وظاهر هذا أنه تقع المقاصَّةُ بين الحسنات والسيئات, ثم تسقط الحسنات المقابلة للسيئات, وينظر إلى ما يَفْضُل بعد المقاصة.
وهذا يوافق قول من قال بأن من رجحت حسناته على سيئاته بحسنة واحدة أثيب بتلك الحسنة خاصة, وسقط باقي حسناته في مقابل سيئاته, كأنها لم تكن.
وهذا في الكبائر, أما الصغائر فإنها تمحى بالأعمال الصالحة مع بقاء ثوابها)ا.هـ.
هذا وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن الحسنات الماحية تكفر الكبائر بدون التوبة.
قال -رحمه الله- في مجموع الفتاوى 7/489 بعد أن ذكر السبب الثالث من الأسباب التي تزول بها عن العبد عقوبة الذنوب, وهو الحسنات الماحية قال: (وسؤالهم على هذا الوجه أن يقولوا: الحسنات إنما تكفر الصغائر فقط.(1/1842)
أما الكبائر فلا تغتفر إلا بالتوبة كما جاء في بعض الأحاديث: (ما اجتنبت الكبائر) فيجاب عن هذا بوجوه) ا. هـ .
ثم ذكر -رحمه الله- خمسة وجوه بيَّن من خلالها أن الحسنات تكفِّر الكبائر.
ومما قال -رحمه الله- من الوجوه التي أيَّد بها كلامه ما يلي:
(أحدهما: أن هذا الشرط -يعني ما اجتنبت الكبائر- جاء في الفرائض, كالصلوات الخمس, والجمعة, وصيام رمضان, وذلك أن الله - تعالى - يقول: [إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ] (النساء: 31) . فالفرائض مع ترك الكبائر مقتضية لتكفير السيئات, وأما الأعمال الزائدة من التطوعات فلا بد أن يكون لها ثواب آخر؛ فإن الله - سبحانه - يقول: [فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ] (الزلزلة: 7-8) .
الثاني: أنه قد جاء التصريح في كثير من الأحاديث بأن المغفرة قد تكون مع الكبائر, كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (غفر له وإن كان فر من الزحف).
وفي السنن: (أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صاحب لنا قد أوجب, فقال: (أعتقوا عنه يعتقِ الله عنه بكل عضو عضواً من النار).
وفي الصحيحين من حديث أبي ذر: (وإن زنا وإن سرق).
الثالث: أن قوله لأهل بدر ونحوهم: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) إن حُمِل على الصغائر, أو على المغفرة مع التوبة لم يكن فرق بينهم وبين غيرهم؛ فكما لا يجوز حمل الحديث على الكفر؛ لما قد عُلِمَ أن الكفر لا يغفر إلا بالتوبة - لا يجوز حمله على الصغائر المُكَفَّرةِ باجتناب الكبائر).
ثم ذكر -رحمه الله- الوجهين الرابع, والخامس, وأطال فيهما.
والمقام لا يتسع لإيرادهما, وإنما المقصود هو الوقوف على رأي شيخ الإسلام في هذه المسألة.(1/1843)
خامساً: مسألة مهمة في تكفير الأعمال الصالحة للسيئات، ومنها الكبائر: وبعد أن تبين - من خلال ما مضى - بعض أقوال أهل العلم في هذه المسألة, وأن بعضهم -ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية- يرى أن الحسنات الماحية, والأعمال الصالحة تكفر الكبائر بدون التوبة- فإنه يحسن الوقوف على مسالة مهمة في هذا الباب تتبين من خلال التساؤل الآتي:
هل الأعمال الصالحة تقوى على التكفير الكبائر بإطلاق؟
والجواب: أن الأعمال الصالحة قد لا تقوى على الكبائر؛ ذلك أن الأعمال إنما تتفاضل بحسب إحسان العمل, وبحسب ما يقوم بالقلب من حقائق الإيمان؛ فتكفير العمل للسيئات بحسب كماله, ونقصانه.
ولا ريب أن الكبائر والذنوب عموماً تضعف القلب, وتعطل سيره إلى الله والدار الآخرة, وعلى هذا فقد تكون الأعمال الصالحة ناقصة, ضعيفة لا تقاوم الكبائر؛ ولا تقوى على تكفيرها.
ولا يرد على هذا أن بعض النصوص صرحت بأن هناك أعمالاً غفر الله لأصحابها بسبب عمل صالح, كما في حديث البغي, وحديث صاحب البطاقة؛ ذلك أن الحالات الخاصة لا تعمم ولا تكون قاعدة مطردة بكل حال؛ فليس كل امرأة بغي تسقي كلباً يغفر لها, وليس كل من قال: (لا إله إلا الله) تنفعه كما نفعت صاحب البطاقة.
[1] رواه مسلم (233).
[2] رواه البخاري (6656) .
[3] إحياء علوم الدين 4/17.
[4] الجواب الكافي ص306.
[5] الجواب الكافي ص 309.
[6] الجواب الكافي 312.
[7] انظر إحياء علوم الدين 4/17-18، والجواب الكافي 308-309.
[8] السحر لا يقتصر على اللسان، بل تشترك الجوارح في عمله.
[9] وهذا ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى 11/650، وقال في 11/650: (إنه أمثل الأقوال في هذه المسألة) ، وقال في 11/654: (وإنما قلنا: إن هذا الضابط أولى من سائر تلك الضوابط المذكورة لوجوه . . .) ثم ذكر خمسة وجوه.
---
(1/1844)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > طريقة أصلاح الوندوز أكس بي
---
طريقة أصلاح الوندوز أكس بي
---
سامي عبدالعزيز
06-21-2006, 08:14 PM
1) الاقلاع من قرص الويندوز اكس بي
لابد من تعديل خاصية الاقلاع في البيوس
ليكون او خيار للاقلاع من السيدي روم اطلع على الطريقة
2) عند الاقلاع من القرص
ستظهر في اول نافذة خيارين
أ) تنصيب ويتضمن الاصلاح المطلوب ( نضغط Enter )
او
ب) اصلاح من الريكفري كونسل ( نضغط R )
لذا نضغط Enter
http://www.aaasos.net/repair_xp/pic21.gif
3) الموافقة على الاتفاقية بالضغط على مفتاح F8
http://www.aaasos.net/repair_xp/agree.jpg
4) سيتم الكشف عن وجود الويندز
مع توفر خيارين
اصلاح الويندوز الذي تم الكشف عنه Repair ( نضغط R )
او
الاستمرار في تنصيب جديد fresh
هنا نضغط R لاصلاح الويندوز الموجود
http://www.aaasos.net/repair_xp/pic25.gif
5) سيتم نسخ الملفات الضرورية للقرص الصلب
ثم سيتم اعادة التشغيل تلقائيا
http://www.aaasos.net/repair_xp/reboot.gif
6) بعد اعادة التشغيل ستظهر لك عبارة
Press any key to boot the CD
لا تضغط اي مفتاح
وانما انتظر قليلا ( لاننا لانرغب في الاقلاع من السيدي روم الان )
http://www.aaasos.net/repair_xp/cd_boot.jpg
7) ستظهر لك شاشة اقلاع الويندوز التالية
http://www.aaasos.net/repair_xp/xp_boot.jpg
8) ثم ستبدأ بعد ذلك عملية الاصلاح ان شاء الله
http://www.aaasos.net/repair_xp/installation.jpg
إصلاح الوندوز 98
يكون بتنصيب الويندوز من داخل الويندوز نفسه
اي على النسخة الموجودة
افتح القرص
واضغط على ايقونة setup
ليتم التنصيب على نفس الويندوز
كما يمكن استعادة نسخة سابقة على حدوث مشكلة
وفقا لطبيعة المشكلة
اعادة التشغيل باختيار بيئة الدوس
ثم كتابة الامر scanreg /restore(1/1845)
والاختيار لتاريخ سابق لحدوث المشكلة
---
ابن رشد
07-26-2006, 11:13 PM
بعد إتمام إصلاح الوندوز - حسب الطريقة المذكورة أعلاه - وجدت بعض الرموز في بعض صفحات المواقع هكذا :
حروف إنجليزية فوقها شرطات و علامات ؟!
مع ظهور بقية صفحة الموقع بالحروف العربية المعتادة .
- و كذلك الحال عند تستيب إسطوانات مركز " التراث " تظهر الرموز السابقة ،
فأرجو إرشادي لحل تلك المشكلة
و شكرا
---
سامي عبدالعزيز
07-30-2006, 03:32 PM
تستطيع أخي ابن رشد أن تضع مشكلتك هنا بهذا المنتدى الضخم : http://www.absba.org/vb/forumdisplay.php?f=2
---
ابن رشد
08-07-2006, 07:48 PM
لم أعرف كيفية التسجيل في الموقع المذكور ،
و في أثناء بحثي وجدت هذا الحل للمشكلة ، فأحببت ذكره هنا لعل غيري قد يواجه نفس المشكلة ، و هو كالتالي :
(( حل المشكلة :
1. اضغط على Start
2. بعد ذلك اختر Control Panel
3. قم باختيار Regional and Language Options
4. اختر Advanced
5. اختر اللفة العربية من القائمة واضغط OK كما موضح في الصورة
6. سوف يطلب منك اعادة التشغيل واذا لم يطلب منك ذلك قم انت بذلك ))
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=48667
---
مصطفى علي
10-19-2006, 05:31 PM
يا شيخ سامي نرجو أن تحيل على موقع مؤدب والله الغني
لو تكرمت يا شيخ سامي نرجو عند إحالتك لموقع أن يكون هذا الموقع موقعًا مؤدبًا والله الغني
فإن منتدى مشاغب يبدو أنه محمل بالنوافذ الدعائية أو الاعلانات من غير ما يدخل الانسان أو يضغط وتظهر مواقع بها صور لو تصورنا عرضها على الرسول صلى الله عليها وهو حي وقلنا نريد تعليم الأخوة لأبي
فالله اللله في تعظيم شعائره
---
(1/1846)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حكم التأويل :
---
حكم التأويل :
---
أحمد بزوي الضاوي
08-03-2006, 03:26 AM
لما كان أهل السنة قد فرقوا بين نوعين من التأويل ـ فسموا الأول بالتأويل المقبول مرة وبالتأويل المنقاد مرة أخرى، وسموا الثاني بالتأويل المردود في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى سموه بالتأويل المستكره أو المذموم ـ فإن حكمهم يختلف باختلاف مجال التأويل، فإذا كان التأويل تتوفر فيه الأسباب الداعية إلى رده وعدم الأخذ به ـ وهي التي فصلنا القول فيها عند كثير من علماء ومفسري أهل السنة، ثم أجملناها في ثمان نقط هي جماع ما نصوا عليه من أسباب نصية ومنهجية تقتضي رد هذا التأويل وعدم الأخذ به - فإننا نجدهم يحرمون هذا النوع من التأويل . يقول ابن تيمية في "مقدمة في أصول القرآن " : " أما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام، حدثنا مؤمل، حدثنا سفيان، حدثنا عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ) ".
وأما إذا سلم التأويل من العيوب الثمانية القادحة فيه، فإن أهل السنة حكموا بجوازه بل اعتبروه واجبا يتعين على علماء الأمة القيام به، وذلك لما فيه من إضافة علمية، وتوسيع لمجال البحث عن الحقيقة، فضلا عما فيه من إقرار ضمني بعظمة القرآن الكريم وإعجازه الذي يتفجر جواهره ودرره لطلابه بوما بعد آخر، وجيلا بعد جيل، بحيث يجد فيه كل طالب حقيقة بغيته وكل جيل مراده .
يقول محيي الدين الكافيجي : " أما التفسير بالرآي فيما يحتاج الناس إلى معرفة ما يتضمنه اللفظ من وجوب الاعتقاد والعمل فأمر ورد الشرع بإيجابه ، فضلا عن الجواز ".(1/1847)
ويبين الزركشي مجال التأويل المقبول والذي حكم العلماء بجوازه ـ بل منهم من اعتبره واجبا كما هو الشأن بالنسبة للكافيجي ـ فيقول : " قالوا وهذا غير محظور على العلماء بالتفسير، وقد رخص فيه أهل العلم، وذلك مثل قوله تعالى : { ولا تلقوا بايديكم إلى التهلكة }، قيل : الذي يمسك عن النفقة، وقيل : الذي ينفق الخبيث من ماله، وقيل: الذي يتصدق بماله كله ثم يتكفف الناس. ولكل منه مخرج ومعنى ... فهذا وأمثاله ليس محظورا على العلماء استخراجه بل معرفته واجبة، ولهذا، ولهذا قال تعالى : { وابتغاء تأويله }" .
والأمثلة التي ضربها الزركشي لأنواع التأويل الجائزة بل الواجب على العلماء استنباطها، إن هي إلا جزء من اختلاف السلف في التفسير، حيث نجد لهم أقوالا عدة في تفسير آية واحدة، قد يظنها البعض أقوالا مختلفة ومتعارضة ولكن المدقق يكتشف أنه لا تعارض بينها، وكلها مما يتحمله النص، وينتصب له الدليل نقلا أوعقلا .
---
أحمد بزوي الضاوي
03-09-2007, 12:10 PM
منقول للجواب عن سؤال
---
(1/1848)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح لكم أعضاء ملتقى أهل التفسير الكرام ، فما رأيكم؟
---
اقتراح لكم أعضاء ملتقى أهل التفسير الكرام ، فما رأيكم؟
---
أبو أحمد الجنوبي
06-04-2003, 04:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المستحق للحمد ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، وبعد :
فبدون مقدمات طويلة ، خطر في بالي مقترح ، وهو ما رأيكم لو أنشأنا غرفة في البالتوك ، ويكون لنا مثلا لقاء أسبوعي أو حسب ما ترونه ، نجتمع فيه مع أعضاء هذا المنتدى المبارك من أصحاب الفضيلة المشايخ وطلاب العلم، ويتم فيه طرح المواضيع المتنوعة ومناقشتها ، ويكون لذلك جدول معين يوضع في المنتدى ، وهكذا .
لأنه كما تعلمون بعض المواضيع ، يصعب مناقشتها عن طريق الكتابة إما لطولها أو لغير ذلك من الأسباب، فيكون نقاشها عن طريق برنامج البالتوك ، حيث إن الكلام أسهل من الكتابة بكثير .
بالنسبة للغرفة فقد قمت بإنشائها ، وهي جاهزة ، فإن رأيتم أنه اقتراح مناسب فالحمد لله ، وإن رأيتم خلاف ذلك فالحمد لله أيضا ، والأمر لله ، والرأي رأيكم .
فأرجو من الجميع التكرم بإعطائنا رأيه .
والله من وراء القصد
أخوكم أبو أحمد الجنوبي
---
عبدالرحمن الشهري
06-04-2003, 06:40 PM
أخي الحبيب أبا أحمد الجنوبي وفقه الله
أشكرك على اقتراحك ، وقد كان هذا الاقتراح في ذهني من أول يوم ، حيث أشار عليَّ أحد الإخوة عن طريق المسنجر لا أعرفه - وفقه الله - بإقامة دورات عن طريق الموقع ، وإعطاء شهادات كما يصنع الدكتور محمد الطرهوني في المدينة المنورة.
فقلت له ذلك الوقت : لا زلنا في بداية الطريق ، والعدد قليل ، فلعلنا إذا قطعنا بعض الطريق نفكر في مثل هذا.(1/1849)
وها أنت - حفظك الله - قد بادرت من تلقاء نفسك ، وقمت بمثل هذا العمل الرائد ، وهذا من حسن خلقك ، ونقاء سريرتك ، ودليل على رغبتك في خدمة العلم ، أسأل الله لك العون والتوفيق ، وأن يزيدك علماً وحسن خلق.
وأنا أتفق معك تماماً في هذه الفكرة الجميلة كطريقة من طرق الحوار ، وليست بديلة على كل حال عن الحوار بالكتابة ، فإن للكتابة - كما تعلم - من المزايا ما لا ينافسها فيه وسيلة أخرى ، وليس أقل محاسنها أنك تكتب بتؤدة وتبصر ، ومراجعة لما تكتب ، وربما استعنت بمرجع فنقلت منه ووثقت. غير أن للحوار المباشر من المزايا ما ليس أقله سماع صوتكم الكريم وأمثالكم والنقاش معهم كفاحاً بلا ترجمان!
أشكرك يا أخي الحبيب ، ولعل الإخوة المشرفين يدلون برأيهم وفقهم الله ، ولو شئتم نقلنا هذا الموضوع لملتقى الاقتراحات لكان خيراً. وفقكم الله
---
أحمد البريدي
06-04-2003, 07:25 PM
فكرة جيدة لكن أقترح قبل البدء بتنفيذها إعداد خطة عمل متكاملة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر كما اقترح فتح حوار حول الموضوع ليدلي الأخوة باقتراحاتهم حول المواضيع المزمع مناقشتها وطريقة الحوار والوقت المناسب ومدة اللقاء وغير ذلك ولا أرى العجلة في هذا الأمر حتى تكتمل الصورة وفق الله الجميع .
---
القميحي
06-04-2003, 08:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاقتراح جيد ، وأحسب أن فيه من الفوائد ما لا يحصى منها تداعي الأفكار ونضوج الأطروحات ، وتوالدها .
وفقكم الله
---
أبو خالد السلمي
06-04-2003, 09:21 PM
فكرة جيدة ، وفقكم الله تعالى
وأقترح أن تكون البداية بمحاضرة أسبوعية لمدة ساعة مثلا ، ويفتح بعدها المجال للسؤال والنقاش في موضوع المحاضرة لمدة ساعة أخرى ، ثم إذا نجحت الفكرة فيمكن زيادة عدد المحاضرات تدريجيا .(1/1850)
وينبغي أن يستفاد من أهل العلم والفضل بالملتقى مثل الشيخ الدكتور محمد الشايع ، والشيخ الدكتور مساعد الطيار ، والشيخ الدكتور إبراهيم الدوسري ، وجميع المشايخ الفضلاء .
وحبذا لو أعلن عن موضوع المحاضرة وأبرز عناصرها قبل موعدها بفترة كافية ، حتى يستعد الحضور لها .
وجزاكم الله خيرا
---
فهد الوهبي
06-04-2003, 10:26 PM
اقتراح جميل ونؤيد ..
---
الحارث
06-05-2003, 10:06 AM
للرفع , والموافقة .
---
أبو أحمد الجنوبي
06-05-2003, 01:04 PM
أشكر المشايخ الكرام الذين تفضلوا بالمشاركة في هذا الموضوع.
وبالنسبة لكلام الشيخ الفاضل عبدالرحمن الشهري ، فمما لا شك فيه أن المنتديات الحوارية الكتابية هي الأصل ، وأن أمثال هذه الغرف ليست إلا فرعا ، وأخوكم اقترح هذا الاقتراح ليكون فرعا لهذا المنتدى المبارك الذي هو الأصل .
وبالنسبة للغرفة فستفتح أبواب خير عظيمة ، منها :
- قد تكون سببا في إنشاء قسم للصوتيات في هذا المنتدى المبارك ، وذلك بتسجيل محاضرات المشايخ الفضلاء التي تلقى في الغرفة ، ومن ثم تقسم على حسب نوعها ( عامة - درس أسبوعي ..) أو على حسب العلم ( تفسير - تجويد ...) أو غير ذلك.
- قد تكون بابا لنقل الدورات الصيفية ، في أي مكان يوجد فيه عضو واحد من أعضاء المنتدى .
- أضف إلى ذلك أنها ستقوي العلاقة بين أعضاء هذا المنتدى المبارك .
وغيرها من الأمور الأخرى التي تنعكس بالفائدة العظيمة على الجميع.
أرجو من بقية الإخوة المشاركين أن يدلو بآرائهم .
وجزيتم خيرا
---
خالد الشبل
06-05-2003, 01:37 PM
الفكرة جيدة ، ولكن - على ما أذكر - البالتوك يحتاج إلى مادة صوتية ، وعلماء وطلبة علم يتعاملون بالإنترنت وينفعون ، ويكونون مستعدين للحوار والمناقشة ، ولا سيما من أهل الأهواء والطوائف الأخرى ، لأنه ، كما تعلمون ، اتُّخذ القرآن الكريم منطلقاً للمبتدعة وأهل الكلام . وكذلك غيرالمسلمين.ولا أقول هذا تثبيطاً .
خالد
---
مستفيد(1/1851)
06-05-2003, 08:06 PM
السلام عليكم
الفكرة من حيث التصور العام جيدة إلا أنها يصحبها سلبيات كثيرة ، أذكر منها :
1- إشغال المشايخ الأفاضل أكثر من اللازم و إستهلاك لأوقاتهم في أشياء ثبت أنها محدودة النفع.
2- فتح لباب التطفل على هذا العلم من متدخلين لا تعرف هويتهم الصحيحة فتخدش مكانة المشايخ بسبب تصرفات سلبية قد تقع.
3- حصر الاستفادة العلمية في فئة تساعدها إمكانتها و وسائلها على التواجد عبر البالتلك و حرمان آخرين من ذلك
4- لا قدر الله ينتشر بين المتناقشين الشحناء و التنافس بسبب طغيان الحظوظ النفسية عند بعض من لا تزكية لهم فيتأثر المشايخ لتدني المستوى فينسحبون من الانترنت كما حصل لكثير من المشايخ .
و لهذا و لأسباب أخرى أعبر عن رفضي لهذا الشكل من التلقي العلمي مع أنني لا أنفي وجود إيجابيات لكنها ضئيلة أمام السلبيات ، و درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة( مع أنها مصلحة ضيقة و محدودة).
و الله أعلم
تلميذكم الوفي ( مستفيد).
---
المشارك7
06-05-2003, 08:17 PM
فكرة جيدة رائعة .
وبالاضافة الى الفوائد التي ذكرها الاخوة :
الاستفادة الكبرى من المشايخ الافاضل في هذا المنتدى وذلك انه في الموضوعات الكتابية قد تقل كتابة بعض المشايخ لكن اذا كان له مثلا درس اسبوعي فسوف تكون الاستفادة منه اكبر والامر الذي له وقت معين يلتزم فيه بخلاف ما يكون على حسب النشاط والفراغ.
ماسبق بالتسبة للمشايخ الملقين للدروس اما بالنسبة للمستمعين فانه ادعى لنشاطهم ومراجعة بطون الكتب فانه اذا الموضوع كتابيا فانه قد لا ينشط. اما اذا كان له وقت معين فحرصه على تمام الاستفادة من الشيخ سيدفعه الى مراجعة الموضوع بل واتقانه حتى لا يعرض على الشيخ الا المشكل فعلا.هذا مع تطبيق اقتراح الشيخ ابي خالد بان يعلن عن موعد المحاضرة بوقت كاف حتى يستعد الحضور لها .
---
أبو أحمد الجنوبي
06-06-2003, 03:32 AM(1/1852)
أولا : أجدد شكري لمن شارك في هذا الموضوع.
ثانيا : عجبت بعض الشيء لرد الأخ الفاضل الكريم ( خالد الشبل ) ، وعجبت أكثر من رد الأخ ( مستفيد ) ، أعذروني إخوتي إن قسوت عليكم قليلا في الرد .
أما أخي الكريم خالد الشبل فالغرفة كما تعلم سيكون لها مشرفون ، وهم المشرفون على هذا الموقع ، وهم بلا شك لن يتركوا المسألة عبثا ، فإن من مميزات البالتوك أنه يستطيع حجب أي عضو من الدخول إلى الغرفة نهائيا ، وقولك أنه يحتاج إلى من هو مستعد للحوار والمناقشة لأهل البدع ، فكذلك هذا المنتديات الكتابية تحتاج إلى ذلك.
أما بالنسبة للأخ مستفيد فكلامه كله عجيب :
يقول أخونا الكريم : (إشغال المشايخ الأفاضل أكثر من اللازم و إستهلاك لأوقاتهم في أشياء ثبت أنها محدودة النفع) ، نحن لم نقل بأننا نريد المشايخ متواجدين في الغرفة 24 ساعة قلنا ساعة في الأسبوع ، ومن أحد المشايخ ليس كلهم ، يا أخي الكريم.
ويقول : (فتح لباب التطفل على هذا العلم من متدخلين لا تعرف هويتهم الصحيحة فتخدش مكانة المشايخ بسبب تصرفات سلبية قد تقع) ، أما هذه فأمرها سهل فإننا لو استضفنا أحد المشايخ الفضلاء ، نجعل الأسئلة ترسل كرسائل سريعة شخصية أو ما يعرف في البالتوك بـ( private ) للمشرفين ، ومن ثم يطرحها المشرف على الغرفة على الشيخ ، وكأنك في محاضرة عادية .
وهنا أود الإشارة إلى قضية ، وهي أنه المفروض أن لا يكون المشايخ الكرام حساسين جدا ، بل الواجب عليهم الصبر على مثل هذه المواقف ، وأذكر في هذا الباب قصة حصلت للشيخ عدنان العرعور في أحد الغرف بالتالتوك ، حيث كان في استضافة إحدى الغرف ، وبدأ مرتادو الغرفة يسألونه ، المهم أن أحد السائلين كان رافضيا ، فسأل سؤالا في منتهى الوقاحة وقلة الأدب ، فما كان من الشيخ إلا أن رد على هذا الموقف بكل رصانة ورزانة ، واستمر اللقاء وكأن شيئا لم يحصل ، ومثل هذه الأمور تفاديها سهل بالطريقة التي ذكرتها سابقا.(1/1853)
ويقول أيضا أخي وعزيزي ( مستفيد ) : (حصر الاستفادة العلمية في فئة تساعدها إمكانتها و وسائلها على التواجد عبر البالتوك و حرمان آخرين من ذلك ) ، أما هذه النقطة فلا أدري ماذا أقول عنها ، فالذي يقرأ هذا الكلام يقول بأن البالتوك ، أمر صعب المنال أو أنه لأصحاب الملايين ، البالتوك كله برنامج تخزينه لا يأخذ أكثر من خمس دقائق على أسوأ شبكة اتصال ، وما على المستخدم إلا اتباع خطوات يسيرات فقط ، وأما قولك حرمان آخرين ، فأظن أنه لو سجل اللقاء ووضع في هذا المنتدى ، لاستفاد هؤلاء المحرومون .
ويقول أخي الكريم ( مستفيد ) : ( لا قدر الله ينتشر بين المتناقشين الشحناء و التنافس بسبب طغيان الحظوظ النفسية عند بعض من لا تزكية لهم فيتأثر المشايخ لتدني المستوى فينسحبون من الانترنت كما حصل لكثير من المشايخ ) ، فأقول فهذا الكلام ينسحب أيضا على المنتدى ، فكما أنه قذ يحصل في البالتوك ، فقد يحصل في المنتدى .
أرجو من الأخوة الأفاضل ألا يكتبوا ردا إلا بعد أن يعقلوا ويفهموا المكتوب ، فنحن قلنا لقاء أسبوعي أو محدد بفترات معينة ، ولا أدري كيف فهمه الأخوان الكريمان الفاضلان ( خالد الشبل ومستفيد ).
مرة أخرى أعتذر عن قسوتي في الرد ، ولكن فيني طبع أنني لا أحب الفلسفة الزائدة والكلام بدون ترو ٍ
أخوكم ومحبكم أبو أحمد
---
barsoom
06-06-2003, 04:53 AM
السلام عليكم
الفكرة ممتازة وهي مكملة للملتقى ولا تغني عنه , وبخصوص الفائدة من غرفة البال توك , من باب تعاملي مع البال توك منذ ثلاث سنوات تحول ما يقرب من ثلاثمائة شخص الى الاسلام بغرفتنا , وكل ما قاله الفاضل أبو أحمد الجنوبي عن التحكم بالغرفة والسيطرة عليها صحيح .
جزاكم الله خيرا وبانتظار سماع أصوات جميع مشايخنا بغرفة البال توك
---
أحمد البريدي
06-06-2003, 01:08 PM
الأخ ابو أحمد وفقه الله :(1/1854)
نحن نحب أن نسمع كل الأراء في هذا الموضوع المؤيدة والمعارضة , فأرجو أن يتسع صدرك لإخوانك , والأكثر على تأييد الفكرة كما لاحظت , وسوف ننظر إلى جميع ما يكتب بعين الأعتبار , خاصة ممن لهم تجارب في هذا الأمر , حتى نبدأ مما انتهى إليه الآخرون , فكل عمل له إيجابيات وسلبيات , لكن الشأن في تفعيل واستغلال أكبر قدر من الإيجابيات , وتلافي أكبر قدر من السلبيات .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى...,
---
أبو أحمد الجنوبي
06-06-2003, 09:29 PM
فضيلة الشيخ أحمد البريدي حفظه الله.
أنا لا أختلف معك في أنه لا بد من سماع جميع الآراء ، ووالله إني لأهتم بالرأي المعارض أكثر من المؤيد ، حتى أرى سبب المعارضة وأستفيد منه .
ولكن المشكلة إذا كانت المعارضة لأمور خارجة عن إطار المقترح ، ( كقضية إشغال المشايخ الكرام ... إلخ ) ، ونحن لم نطلب سوى وقت محدد وقليل جدا في الأسبوع .
أنا أحب الطرح المتزن المنضبط الفاهم والعارف لما يقرأ ويكتب ، أما أن نطرح جزئية معينة ، ثم يأتي من ينتقد ما لم نقم بطرحه أصلا فهذا مرفوض جملة وتفصيلا.
ومرة أخرى أجدد إعتذاري لأخوي الكريمين ، إن كنت قسوت عليهما .
وأعيد توضيح الفكرة حتى تفهم :
إنشاء غرفة للبالتوك تكون مكملة لهذا الملتقى المبارك ، وفي فترات زمنية قليلة ومحددة ، يتم فيها الاستفادة من المشايخ الفضلاء وطلاب العلم المتواجدين في هذا المنتدى أو من غيرهم ، وستكون تحت إشراف المشرفين على هذا الموقع .
نرجو المشاركة بمزيد من الآراء ، في حدود المقترح .
أخوكم أبو أحمد
---
مستفيد
06-07-2003, 12:46 PM
السلام عليكم
من مستحسنات الأراء أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك . و معارضتي للفكرة نابع من معاينتي لبعض التجارب السابقة . فكثيرا ما ينطلق بعض رواد المنتديات و مشرفيها بحماس منقطع النظير ثم تقع حوادث مؤسفة فينسحب أهل الفضل و العلم من تلك المنتديات إلى غير رجعة .(1/1855)
أما المشاركات المكتوبة فهي كالرسائل إن شئت دخلت في نقاش و إن شئت أحجمت و اخترت لنفسك ما ينفعها .
و أعيد و أكرر ، المحافظة على مشاركات المشايخ و الأساتذة دون إشسغالهم بأشياء لا تدوم و تندثر مع الأيام أولى و إن كانت الفكرة مغرية للبعض .و الله أعلم
تلميذكم ( مستفيد).
---
أبو أحمد الجنوبي
06-07-2003, 05:49 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، حياك الله أخي مستفيد.
جزاك الله كل خير على مشاركتك برأيك في هذا الموضوع ، وأشكر لك حرصك على تبيين ما لك من خبرة سابقة في هذا المجال
ومرة ثالثة أجدد لك أسفي إن كنت أخطأت عليك بشيء، فأرجو منك العفو والمسامحة .
ولكن يا أخي الكريم أرجو إعادة النظر في المقترح!!!
أقصد على فرض أن لدينا في المنتدى أربعة من المشايخ وأهل العلم والفضل ـ وهم أكثر من ذلك ـ وطلبنا أن يعطينا كل واحد منهم من وقته ساعة في الشهر ، يلقي في هذه الساعة مما فتح الله عليه ، ثم بعد ذلك يفتح المجال بقدر ربع ساعة مثلا للأسئلة ، يلقيها عليه المشرفون على الغرفة بعد تلقيهم إياها من مرتادي الغرفة .
فهل في هذا إشغال للمشايخ؟؟؟
أما قضية الحوادث المؤسفة التي تقول ، فحتى المنتديات الكتابية غير سالمة منها .
يظهر لي أخي الكريم أنك إلى الآن لم تستوعب المقترح جيدا ، فأرجو منك إعادة النظر فيه.
أخوك ومجلك أبو أحمد
---
مستفيد
06-08-2003, 02:13 PM
السلام عليكم
وفقك الله لأحسن الأعمال و الأقوال و النيات .
و الباب مفتوح لمن أراد النفع .
تلميذكم الوفي (مستفيد).
---
خالد الشبل
06-09-2003, 05:20 PM
أخي الفاضل أبا أحمد الجنوبي(1/1856)
سلام من الله عليك . ثم إنك - يا بارك الله فيك - طلبت من الأعضاء رأيَهم ، وعلى هذا فأرى أن يتسع صدرك ، أخي الكريم ، لطرح الأعضاء أفكارهم ومقترحاتهم ، ويبدو أنك توافقني على هذا ، وهذه الخصلة لازمة للإخوان فيما بينهم . فلا أرى داعياً للقسوة في الرد ، لأن الأمر سهل وواسع ونحن لم نلزمك برأيننا ، ولن يضيرك اعتراضنا .
ثم - يا أخي الموفق - أنا قرأت الاقتراح وفهمته ، فلا تحكم على الآخرين بقلة الفهم وعدم الإدراك والعقل . والبالتوك أعرف جيداً أنه برنامج متاح للجميع ، وكنت فيه هناك ، وكانت لي غرفة أشرف عليها ، مهتمة باللغة العربية ، لكنني لم أجد الوقت حتى أظل الساعات مقابلاً للجهاز ولاقط الصوت ، وطردت كثيراً من غرفة الباطل التي أسموها باطلاً ( الحق ) ، وأما الحوارات فليست كالمنتديات ، لأن من طرح شبهة وليس هناك من الشيوخ الفضلاء من هو متصل ذاك الوقت فسينتظر الجميع رد ( الآدمن ) أو غيره من أهل ( الفزعات ) على هذه الشبهة أو سيسنتصر بالمشايخ عبر الهاتف ليرد على هذا أو ذاك ، لكن هنا في المنتديات لا يلزمك الرد مباشرة ، فلو ذهبت إلى المكتبة وجهزت الرد فلن يلومك أحد ، بل ستُحمد.
وأما دخول العابثين فهو متاح لهم بأسماء مستعارة ولو فتحت الغرفة لمدة ساعة في الأسبوع . وعلى العموم فكلامي هذا لا أقوله تثبيطاً للفكرة ، ولكن إذا كان هناك من طلبة العلم من سيبقى كلما فتحت الغرفة فذاك ، لأن الشيء الذي يبقى خير من الشيء المتقضّي.
واعذرني أخي المبارك على إيضاح فكرتي ، فأنا أعدّ نفسي عضواً يحق له الكتابة والرد ، وإن أخرجتني من هذا فامسح رأيي ، لأنك صاحب الموضوع . وتقبل فائق تحياتي .
خالد
---
وائل
06-09-2003, 06:14 PM
أؤيد الفكرة جدا
وأود أن يضاف رابط الغرفة على الصفحة الرئيسية للمنتدى
وأن تسجل اللقاءات على ملفات ريل بلاير وتؤرخ وتوضع لمن أراد أن يقوم بحفظها على الكمبيوتر الخاص به وذلك لتعم الفائدة(1/1857)
وفقكم الله جميعا
---
بدر
06-10-2003, 01:23 AM
السلام عليكم
أشكر الأخ الجنوبي هذا الاقتراح و أشكر جميع من شارك
سبق أن طرح هذا الموضوع مع المشرف العام حول هذا الموضوع
من وجهة نظري و بما أن الأسئلة الملقاة على المحاضر
سوف تكون عن طريق أحدالمشرفين على الغرفة إن شاء الله
أرى أن نستفيد بشكل أفضل و أقل سلبية من الخدمة الصوتية
بحيث تكون المحاضرات و اللقاءات عبر (البث المباشر) كما هو متاح على
موقع البث الإسلامي المباشر ، بحيث يكون المحاضرة يلقي الدرس مباشرة
و تصله الأسئلة و المداخلات عبر البريد أو الماسنجر و إن تيسر بالإمكان
استقبال المداخلات الصوتية إن شاء الله عبر هذه الخدمة و الابتعاد عن البالتوك
أيضا سوف يسهل تسجيل اللقاء و سماعه في وقت لاحق في هذه الحالة إن شاء الله .
، ، ،
هذه وجهة نظر خاصة
و السلام عليكم
---
أبو أحمد الجنوبي
06-10-2003, 05:06 PM
---------------------------------
---------------------------------
---------------------------------
---
أبو أحمد الجنوبي
06-10-2003, 05:07 PM
شكرا أخي الكريم خالد
مزيدا من الآراء أحبتي الكرام
أخوكم القاسي أبو أحمد :)
---
خالد الشبل
06-10-2003, 05:53 PM
العفو أخي أبا أحمد
لا تثريب عليك اليوم.
خالد
---
طالب العلم
06-17-2003, 12:21 PM
أشارككم الرأي في إنشاء هذه الغرفة ، ونسأل الله تعالى أن يجعل فيها النفع والفائدة ، وتذكروا إخواني أن إختلاف وجهات النظر لايفسد للود قضية .
---
أبو حاتم
06-19-2003, 05:50 AM
فكرة جيدة مع بعض التحفظات ....
---
طلال العولقي
06-19-2003, 01:03 PM
وفقكم الله وجزاكم الله خير
في بعض البلدان نتيجة سوء الكابلات الهاتفية يصعب تشغيل البث المباشر مثل ما هو في بلادنا فقد حاولت جاهداً أنا والأخ الدعم الفني للبث المباشر علىالماسنجر لكن دون نتيجة ، والأمر لكم في الاختيار؟
---(1/1858)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال للشيخ ابراهيم الدوسري -نفع الله به-
---
سؤال للشيخ ابراهيم الدوسري -نفع الله به-
---
شعبة بن عياش
08-04-2003, 08:36 AM
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ
سؤالي هو :
1. ما حكم الجمع بين قرائتين أو أكثر في الصلاة ؟ للعالم بها أو الجاهل.
2. ماحكم الجمع بين القراءات في خارج الصلاة لغير غرض التعلم والتعليم؟
3. وهل لفضيلتكم من تعليق على ما يفعله بعض القراء من استثارة العوام (بالقراءة بالجمع) فيحدث في مجلس القراءة ما لا يتناسب مع جلال القرآن العظيم.
وجزاكم الله خيراً
---
إبراهيم الدوسري
08-04-2003, 08:01 PM
الجمع في القراءات لا يلجأ إليه إلا في مقام التعليم وبشروط محددة ، والجمع في الصلاة بالقراءات بدعة كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ، والتشويش على الناس بالقراءات فتنة .
القراءات لها مقاصدها السامية المعروفة لدى الراسخين في العلم فيها .
---
شعبة بن عياش
08-05-2003, 08:31 AM
جزاك الله خيرا ورفع قدرك
---
(1/1859)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني
---
الملتقى التقني
---
موقع سعودي يطور شريط أدوات مجانا يساعد على حفظ القرآن والأحاديث أثناء تصفح الإنترنت (1 ردود)
تحديث المكتبة الشاملة 2.11 (1 ردود)
برنامج قالب البحوث والرسائل / الإصدار الثامن ( نسخة مزيدة ومنقحة) (7 ردود)
مصحف النشر الحاسوبي في الأسواق الآن.. (2 ردود)
الكاسبر لايعمل معي الآن،هل انتهت صلاحيته؟! (1 ردود)
إلى الأخ المهندس سامي عبدالعزيز : أرجو النظر في مشكلة جهازي هل لها من حل؟! (4 ردود)
كيف أضيف صورة في المنتدى ؟! (8 ردود)
عمل نسخة احتياطية لقاعدة بيانات و ملفات الملتقى. (0 ردود)
موقع مخزن لرفع الملفات (4 ردود)
mp3 pro للحصول على اقل حجم وأكبر نقاء للملف الصوتى !! (1 ردود)
تعلم مفردات الإنجليزية. (1 ردود)
سؤال (1 ردود)
ملاحظة حول توزيع برامج الحاسوب. (0 ردود)
برنامج لتعديل على حجم الصور High Quality Photo Resizer 1.6 (1 ردود)
أين أجد رابطا لتحميل kaspersky internet security6.0 ؟ (2 ردود)
حل مشكلة فتح نافذة البحث عند الضغط على البارتشن أو الفولدر (0 ردود)
عند نسيان كلمة مرور ويندوز Xp او 2000 (1 ردود)
طريقة أصلاح الوندوز أكس بي (4 ردود)
عندما تريد كتابة ( السلام عليكم ) في الإنترنت إكسبلورر تكون النتيجة ( 'd3d'e 9djce ) (1 ردود)
أبحث عن برنامج لتنظيم المكتبات الخاصة (2 ردود)
حل مشكلة عدم حفظ الصورة من النت إلا بهيئة bmp (0 ردود)
تثبيت ويندوز Xp بالصور (3 ردود)
إطالة عمر بطارية الحاسوب المحمول (اللاب توب) وصيانتها (6 ردود)
حل مشكلة عدم ظهور الصور في الرسايل بالهوت ميل وظهور مربع رصاصي بدلا عنها (0 ردود)
عندما لا تجد ايقونة السي دي روم (0 ردود)
كيف تستعيد كلمة السر للملتقى إذا نسيتها بالصور (0 ردود)(1/1860)
تحذير من برنامج Speeder xp يتلف الهارد و البروسيور على المدى البعيد (0 ردود)
ماسنجر الياهو 7.5.0.814 (معرب) (3 ردود)
الأقوى لتحميل المواقع بالكامل (عربي) Offline Explorer Enterprise 4.2.2390 (3 ردود)
إلى الأستاذ سامي عبد العزيز - مع الشكر مقدما (8 ردود)
PhotoZoom Pro تكبير حجم الصور بدون أن يفقدها جودتها (0 ردود)
البالتوك 8 (مع التعريب) يمكنك الدردشه مع AOL , Yahoo! , MSN and ICQ (0 ردود)
برنامج يحول الخطب إلى اسطوانات تعمل بالسيارة (2 ردود)
ضاعف سرعة جهازك (معرب) TuneUp Utilities 2006 (0 ردود)
WE-Blocker للحماية من المواقع الاباحية مع الشرح (1 ردود)
برامج أضافية لمسنجر msn (2 ردود)
متصفح سريع وآمن Firefox 1.5.0.4 (0 ردود)
مسح الرسائل في إيميل هوتميل hotmail (0 ردود)
Unlocker 1.8.3 لحذف الملفات التي لا تقبل الحذف (0 ردود)
برنامج تحويل التاريخ بين التقويمين الهجري والميلادي بالاتجاهين (0 ردود)
حل مشكلة بطء الطباعة (0 ردود)
نصائح مهمة للطابعة (2 ردود)
حل مشكلة ظهور المواقع العربية بغير اللغة العربية (0 ردود)
نصائح للمحافظة على الحاسوب من التلف (8 ردود)
كيفية ازالة برنامج من الكمبيوتر بالصور (0 ردود)
شرح اعدادات Microsoft Outlock على ال Hotmai (0 ردود)
محرك بحث عربي (1 ردود)
منشيء الكتب الالكترونية الرائع مع الشرح eBook Edit Pro 3.31 (0 ردود)
لعمل كتابك الالكتروني مع الشرح E-ditor eBook Compiler v.3 (3 ردود)
إنشاء الكتب الالكترونية المتميزة مع الشرح eBook.Workshop.v1.5 (0 ردود)
خطوة موفقة (2 ردود)
صانع الكتب الالكترونية مع الشرح NATATA eBook Compiler GOLD 3.0.3 (2 ردود)
حماية مجلد الادمن للمنتديات Vb (0 ردود)
برنامج 1.55 webexe لعمل كتب إلكترونية رائعة مع الشرح (0 ردود)
طريقة حذف أي شئ دون ذهابه إلى سلة المحذوفات (0 ردود)
طريقة إغلاق البرامج المتجمدة أثناء عملها (0 ردود)(1/1861)
لتسريع تصفح المواقع (0 ردود)
كيف تصنع توقيعا ثابتا يظهر في ذيل مشاركاتك (0 ردود)
طريقة إرفاق الصورة داخل مشاركتك في الملتقى (1 ردود)
كيف تبحث في الملتقى (1 ردود)
من أسباب تعليق وتهنيق الحاسوب (0 ردود)
تصميم الكتب الالكترونية ب multimedia builder (0 ردود)
لجعل لغة الكيبورد الإفتراضية هي اللغة العربية (0 ردود)
حل مشكلة الجنك ميل في الهوتميل junk mail (3 ردود)
فيروس الماكرو الذي يصيب المستندات و خصوصاً الورد Macro (0 ردود)
منظم الأبيات الشعرية على الورد 1.4 (0 ردود)
مستعرض الصور الشهير ACDSee Pro 8.0.67 (0 ردود)
مجموعه برامج عربيه للورد (4 ردود)
نصائح أمنية لمستخدمي ال dsl (0 ردود)
خطر ملفات ad-aware التجسسية عليك (0 ردود)
نصائح أمنية لمستخدم الحاسوب والأنترنت (8 ردود)
محول الصوتيات العربي 5.9 (0 ردود)
مايكروسوفت تتخلى عن دعم أنظمة ويندوز 98 وميلينيوم (0 ردود)
ماذا سيفعل الهكرز بالكمبيوتر ! ، وبك شخصياً ، وبالأخرين الذين تتعامل معهم ! (6 ردود)
للتخلص من إشهارات البالتوك الفاضحة (0 ردود)
لاستقبال أسئلتكم في الحاسوب (12 ردود)
كيف يصاب جهازك بملفات أختراق الكمبيوتر ؟ (0 ردود)
كيف تجد ما تبحث عنه (الجزء الثاني) ؟ (1 ردود)
كيف تجد ما تبحث عنه ( أضافات جديدة) ؟ (13 ردود)
طريقة عرض رسائل بريد ال Yahoo إلى 200 رسالة بدلاً من 25 (0 ردود)
التخلص من الرسائل الدعائية التي تصلك على البريد (0 ردود)
لارسال و استقبال بريد الياهو عبر Outlook Express (0 ردود)
فيروس الماكرو الذي يصيب المستندات و خصوصاً الورد Macro (0 ردود)
صانع الكتب الالكترونية بصيغة exe (عربي) مع الشرح (2 ردود)
شرح مبسط بالصور لبرنامج File Splitter Deluxe الخاص بتقسيم الملفات (0 ردود)
زيادة قوة الضغط ب winrar (0 ردود)
تصفح خزانة الكتب واستعرض 200 موضوع فى الصفحة الواحدة (0 ردود)(1/1862)
اكتب الآيات القرآنية بالرسم العثماني في الوورد (2 ردود)
برنامج حلقات لإدارة حلقات تحفيظ القرآن الكريم الإصدار الثالث 3.0 المجاني (0 ردود)
برنامج تحويل التاريخ بين التقويمين الهجري والميلادي بالاتجاهين (0 ردود)
الأصدار الجديد للمصحف الرّقمي التّفسير الميسّر والجلالين (0 ردود)
اكتب بخط الرقعي بالوورد (1 ردود)
اسرع متصفح لملفات الـ PDF .. برنامج Foxit Reader Pro 1.3 (0 ردود)
استيراد الرسائل الالكترونية من بريد ال hotmail إلى برنامج Outlook Express . (0 ردود)
أسباب تجعل الجهاز بطيء (2 ردود)
كيف تنقل إيميلات جهات الإتصال من مسنجر إلى أخر (شرح بالصور ) (0 ردود)
اجعل جهازك فائق السرعة بدون برامج مع الشرح بالصور (1 ردود)
تصفح المنتديات الأخرى بدون تسجيل رغم أنها تطلب التسجيل (0 ردود)
حل مشكلة البطء عند تشغيل البرامج (شرح بالصور ) (0 ردود)
شرح اسطورة استرجاع كل انواع الملفات المحذوفة Recover My Files (0 ردود)
addarabic.exe برنامج لاضافة اللغة العربية لجهازك (0 ردود)
Nokia PC Suite 6.7.22 (عربي) للتحكم في جوالات نوكيا (0 ردود)
FastFolders يكشف ما بالملف بدون أن تفتحه ويوفر وقتك رائع (2 ردود)
من الفروق بين ملفات rm و mp3 (1 ردود)
نصائح لحماية المنتدى من الأختراق (3 ردود)
Sothink SWF Decompiler 3.0.b60330 تفكيك ملفات الفلاش مع الشرح (0 ردود)
PC LockUp 2.186 يقوم بعمل رقم سري للحاسوب (0 ردود)
يكشف كلمة السر للملف المضغوط بالوين رار RAR Password Recovery v1.1 RC16 (0 ردود)
برنامج لإزالة النورتن من جذوره (0 ردود)
XoftSpy 4.21 مكافح ملفات التجسس مع الشرح (0 ردود)
PhotoRescue Pro (معرب) لإستعادة الملفات و الصور المحذوفة والتالفة (0 ردود)
Flash File Recovery 1.8 لإستعادة ملفات الفلاش والصور المحذوفة (0 ردود)
ImageDupe لحذف الصور المكرره مع الشرح (0 ردود)(1/1863)
افحص جهازك من الفيروسات عبر مواقع في الأنترنت (0 ردود)
Mp3 Filter v4.2.5 يقوم بالبحث عن الملفات الصوتية المكررة في جهازك (0 ردود)
شرح مبسط بالصور لبرنامج File Splitter Deluxe الخاص بتقسيم الملفات (0 ردود)
الريجيسيترى (3 ردود)
موقع لبرامج إسلامية رائعة (0 ردود)
تستطيع البحث في أفضل المصادر الإسلامية في الإنترنت (0 ردود)
مواقع طلب العلم عن بعد . (0 ردود)
كلمة السر الهامة يجب أن تكون بهذا الشكل (0 ردود)
من اسباب تعليق الجهاز (0 ردود)
العلامات الشائعة لوجود فيروس في الجهاز (0 ردود)
العوامل التي تعرض سلامة قطع الحاسوب للخطر (0 ردود)
نصيحة أمنية هامة لأصحاب المواقع (0 ردود)
كتاب رياض الصالحين للجوال (0 ردود)
لماذا يجب عليك استخدام جدار ناري للكمبيوتر (0 ردود)
نصائح أمنية لمستخدمي ال dsl (0 ردود)
شرح أنواع الكراكات وطرق تركيبها (0 ردود)
دليل الهاتف (عربي) مع الشرح (1 ردود)
قاموس عبري (1 ردود)
نشيد (وصف الجنة) من نونية ابن القيم ، لمنشد الصحوة أبو عبد الملك (0 ردود)
قراءة صوتية لأجزاء من صحيح البخاري (0 ردود)
v2.9 Mighty Fax (معرب) لإرسال واستقبال الفاكسات (4 ردود)
يجب ايقاف الجدار الناري المدمج ببرنامج Kaspersky . (1 ردود)
لأطفالنا الأعزاء ، موسوعة علماء العرب (0 ردود)
لا تسمح لأحد بأن يشغل البرامج المفضلة لديك إلا بكلمة المرور منك ، Password Door v8.2 (0 ردود)
Fraps لأخذ جزء معين من ملف مرئي (0 ردود)
Supernova قارئ الشاشة للمكفوفين (0 ردود)
كيف تكتب الأيات القرآنية بالرسم العثماني في الوورد (0 ردود)
ماذا سيفعل الهكرز بالكمبيوتر ! ، وبك شخصياً ، وبالأخرين الذين تتعامل معهم ! (3 ردود)
أزل كل الشوائب عن صورك وأعد لها حداثتها مع Retouch Pilot 1.10 (0 ردود)
الى كل من يجلس أمام الكمبيوتر كثيرا (0 ردود)
برنامج عربي لقفل الجهاز في الوقت اللي تريد خفيف وسهل (0 ردود)(1/1864)
الأصدار الجديد للمصحف الرّقمي التّفسير الميسّر والجلالين (0 ردود)
الموسوعة الاسلامية الثانية (0 ردود)
فجأة ينطفأ الحاسوب ، وتضيع صفحات الأنترنت المفتوحة ! ، اليك الحل ؟ (1 ردود)
المحافظة على سريتك عند فتح رسائل المسنجر والهوتميل وبالاخص في النت كافيه (0 ردود)
برنامج حلقات لإدارة حلقات تحفيظ القرآن الكريم الإصدار الثالث 3.0 المجاني (0 ردود)
مجموعه برامج عربيه للورد (4 ردود)
برنامج خشوع للجوال أثناء الصلاة (1 ردود)
لتعليم اولادك الصلاة ( فلاش ) (0 ردود)
نسخة جديدة من RealPlayer 10.5 Build 6.0.12.1483 (2 ردود)
الموسوعة القرآنية (0 ردود)
برنامج متميز يحتوي على مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية بشكل إحترافي. (3 ردود)
أروع برامج تصيفة الصوت في ريل بلاير او ويندوز ميديا (1 ردود)
كيفية حذف المعرفات واسم التسجيل والباسورد من المتصفح (0 ردود)
برنامج الكترونى لتفسير القران الكريم //((ابن كثير)) (0 ردود)
شاهد شوارع بلدك والبحار وجميع دول العالم NASA World Wind 1.311 Full (12 ردود)
للجوال القران الكريم كاملا بصوت الشيخ عبد الباسط (1 ردود)
استعادة الملفات بعد الحذف Recover My Files 4,42 مع الشرح (1 ردود)
لالغاء المحادثة الجانبية في البالتوك .. (0 ردود)
اكتب بخط الرقعي بالوورد (0 ردود)
كيفية ارفاق ملف في الهوتميل hotmail (1 ردود)
انسخ اى شى الى اوفيس بضغطة واحدة copy to office v 1.99 (2 ردود)
JetAudio Basic 6.2.6 مشغل الصوتيات الرائع (0 ردود)
WinRAR 3.51 Corporate الشهير لضغط الملفات ، نسخة مسجلة (0 ردود)
Spyware Doctor v3.5.1.498 مكافح ملفات التجسس المتميز (0 ردود)
الموسوعة الشاملة الإصدار ( 2 ) للتحميل (2 ردود)
(1/1865)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القرآن و العلم
---
القرآن و العلم
---
Flowerpower
09-15-2003, 01:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
ظهر في الاونة الأخيرة الكثير من الكتب و مواقع الانترنت التي تختص بأظهار الجانب العلمي في القرآن الكريم ، بل و راح البعض يبالغ في هذه المسألة حتى بتنا نرى أنه كلما التقطت وكالة ناسا صورة لكوكب أو جرم فضائي يسارع البعض الي تذييلها بأحدي آيات القرآن ومن ثم عرضها علي العامة. اخضاع العلم للقرآن يشبه الي حد كبيرمحاولات الأوائل في اخضاعهم الفلسفة للقرآن.
سؤالي هو ؛ ما هو موقف أهل العلم من هذه المسألة خاصة لما قد تحمله من مخاطر حين نأخذ بعين الاعتبار أن العلم في تطور مستمر وما قد يكون حقيقة علمية اليوم قد يثبت بطلانه غدا وبالتالي سيلحق ذلك شكوكا في مصداقية القران؟
والسلام عليكم
---
عبدالرحمن الشهري
09-15-2003, 04:05 AM
سبق الحديث عن هذا النوع من التفسير في مشاركات سابقة ناقشت كثيراً من مسائله ، تجدها على هذه الروابط :
- نقد ما يسمى بالتفسير العلمي للدكتور مساعد الطيار وفقه الله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=384) .
نظرة في مصطلح التفسير العلمي - للشيخ مرهف سقا وفقه الله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=129) .
وقد تمت مناقشة هذا الموضوع بتفاصيل في لقاء ملتقى أهل التفسير بالأستاذ الدكتور زغلول النجار وفقه الله وسيتم نشره قريباً إن شاء الله.
---
(1/1866)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مخطوط للبيع الصرخة الإلهامية للملة الإسلامية
---
مخطوط للبيع الصرخة الإلهامية للملة الإسلامية
---
نوارة للكتب النادرة
04-25-2006, 07:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مخطوط للبيع الصرخة الإلهامية للملة الإسلامية جمعها أحمد الحفظى بن عبد الخالق الزمزمي اليمنى وهو مذهب في أوله وجميل الخط وكامل الأوراق .
موضوع الحديث عن اربعين حديث في الجهاد مع الشرح
تاريخ النسخ : 1294 هـ
ابو صالح : 0505134948
تميم : 0555134948
الرياض مخرج 9 تليفون 2071256
---
(1/1867)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقدمة معالم التفسير عند السعدي
---
مقدمة معالم التفسير عند السعدي
---
أبو مهند النجدي
09-13-2005, 03:03 PM
مقدمة معالم التفسير عند السعدي (1)
د. محمد عمر دولة
الحمد لله الذي (علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان)، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، إنّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
وبعد، فإنّ تفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله -الموسوم بـ(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان) مدعاةٌ للفخر، ورائعةٌ من روائع هذا العصر؛ وذلك مما يزيد من ثقة هذه الأمّة بعلمائها، ويقينها بأنّ الخير فيها دائمٌ إلى يوم القيامة.
ولا ريب أنّ القارئ المتأمّل لهذا التفسير يجد فيه من الفائدة والانتفاع ما لم يكن يخطر له على بال؛ مما نبيِّن بعض معالمه فيما يلي:
الأول: أنّ هذا التفسير قد جاء موافقاً لروح العصر: في صِغَر حجمه، وخفّة حمله، وقلّة صفحاته؛ بحيث لم تبلغ ألفاً.
الثاني: أنّ (التيسير) قد أبدى من روعة التفسير والبيان ما أوحى بهذا العنوان: (روائحُ الوردِ المنبعثةُ من روائعِ السَّعْدي).
الثالث: أنّ هذا التفسير قد رُزِق حظّاً من اسمه؛ فكان ميسَّراً في عبارته سهلاً في معانيه. وقد شهد بذلك تلميذه العلامة العثيمين - رحمه الله - تعالى -[1].(1/1868)
الرابع: أنّ الشيخ عبد الرحمن السعدي قد اعتنى في كتابه بقضايا العقيدة الإسلامية على منهج السلف الصالح؛ فاهتم بإثبات الصفات[ص 49، 64، 94، 109، 132]، والأسماء الحسنى [ص 110]، وقضايا الإيمان مثل: دخول العمل في مسمى الإيمان [ص 71]، وعدم تخليد الموحّدين في النار [ص 46، 117]، وأنّ العبد قد يكون فيه خصلةُ كفرٍ وخصلةُ إيمان [ص 156]، وأدلّة التوحيد النقلية والعقلية [ص 125]، وخلق الجنة والنار [ص 46]، والرد على القدرية [ص 44]، وذكر صفات الأنبياء [ص 109، 110، 112]، والأدلّة على صحة النبوّات [ص 138].
الخامس: أنّ هذا التفسير قد عمل على ترسيخ الإيمان بالقدر، وبيان ثمراته كالتوكُّل على الله، والتسليم بحكمة الله - تعالى - في ذلك:
ـ فمن ذلك قوله في تفسير: (إنْ ينصرْكم الله فلا غالب لكم وإنْ يخذلْكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فلْيتوكّل المؤمنون) [آل عمران: 160]:"أي إنْ يُمددْكم الله بنصره ومعونته؛ (فلا غالب لكم)؛ فلو اجتمع عليكم مَن في أقطارها، وما عندهم من العَدَد والعُدَد؛ لأنّ الله لا مُغالبَ له، وقد قهر العبادَ وأخذ بنواصيهم؛ فلا تتحرّك دابّةٌ إلا بإذنه، ولا تسكن إلا بإذنه (وإنْ يخذلْكم) ويَكِلْكم إلى أنفسكم (فمن ذا الذي ينصركم من بعده)؛ فلا بُدّ أن تنخذلوا ولو أعانكم جميعُ الخلق؛ وفي ضمن ذلك الأمرُ بالاستنصار بالله، والاعتمادِ عليه، والبراءةِ من الحول والقوة؛ ولهذا قال: (وعلى الله فلْيتوكّل المؤمنون)...ففي هذه الآية الأمرُ بالتوكّل على الله وحده، وأنه بِحَسَب إيمانِ العبد يكون توكّلُه"[ص 154-155].(1/1869)
ـ وكذلك قوله في تفسير: (أَوَ لما أصابتكم مصيبةٌ قد أصبتم مثليها قلتم أنَّى هذا قلْ هو من عند أنفسكم إنّ الله على كل شيء قدير) [آل عمران: 165]:"هذا تسليةٌ من الله - تعالى - لعباده المؤمنين، حين أصابهم ما أصابهم يوم أُحُد، وقُتِل منهم نحو سبعين...(قلتم أنَّى هذا) أي من أين أصابنا ما أصابنا وهُزِمْنا؟ (قلْ هو من عند أنفسكم) حين تنازعتم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تُحِبّون؛ فعودوا على أنفسكم باللّوم، واحذروا من الأسباب المُرْدية (إنّ الله على كل شيء قدير)؛ فإيّاكم وسوءَ الظنّ بالله؛ فإنّه قادرٌ على نصركم، ولكنْ له أتمّ الحكمة في ابتلائكم ومصيبتكم؛ (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منكم ولكن ليبلو بعضكم بعض)"[ص 156].
السادس: أنّ الشيخ قد وُفِّق في إحكام التعريفات والتقاسيم؛ مما يؤكّد مَلَكَته المنطقية، ومعرفته التربوية:
ـ فقد عرّف (الحكمة) بأنها:"وضع الشيء في موضعه اللائق به"[ص 49]، و"هي العلم النافع والعمل الصالح ومعرفة أسرار الشرائع...فكمال العبد متوقِّفٌ على الحكمة؛ إذ كماله بتكميل قوّتيه العِلْميّة والعَمَليّة...وبذلك يتمكن من الإصابة بالقول والعمل وتنزيل الأمور منازلها في نفسه وفي غيره؛ وبدون ذلك لا يُمكنه ذلك"[ص 115].(1/1870)
ـ وأما التقسيم المنطقي الذي يستفيد منه طالب العلم في الحفظ والفهم فحَدِّثْ ولا حرج؛ فقد ذكر (التربية العامة والخاصة) [ص 39]، و(هداية البيان والتوفيق) [ص 40]، و(مرض الشهوات والشبهات) [ص 42], وبيّن أنّ (الفسق نوعان) [ص 47]، و(توبة الله على العبد نوعان) [ص 50]، و(إذن الله نوعان: قدريّ وشرعيّ) [ص 61]، و(الإحسان نوعان) [ص 148-149]، و(له ضدّان) [ص 57-178]، و(القنوت نوعان) [ص 64]، و(الحفظ نوعان) [ص 71]، و(المعيّة عامةٌ وخاصّةٌ)، و(الناس عند المصائب قسمان) [ص 76]، و(البدعة نوعان) [ص 77-88]، و(الدعاء نوعان والقرب نوعان) [ص 87]، و(الرزق دنيويٌّ وأُخرويٌّ) [ص 95]، و(الظلم ثلاثة أقسام) [ص 102]، و(معاملة الناس فيما بينهم على درجتين) [ص 105]، و(النفقة يعرض لها آفتان) [ص 114]، و(الخسران منه ما هو كفرٌ ومنه ما هو دون ذلك) [ص 48].
السابع: أنّ الشيخ قد اهتمّ بتربية النفوس وتزكية الأرواح؛ لعلمه بأنّ وظيفة الدعاة هداية الناس إلى الخير، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. وقد سجّل الشيخ - رحمه الله -مواعظَ بليغةً توجل منها قلوب الصالحين، وتذرف منها العيون؛ مما يدلّ على صلاحه، ورسوخ علمه:
ـ كما في قوله في تفسير (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكّيكم) [البقرة: 151]:"أي: يطهّر أخلاقكم ونفوسكم, بتربيتها على الأخلاق الجميلة, وتنزيهها عن الأخلاق الرذيلة, وذلك كتزكيتهم من الشرك إلى التوحيد, ومن الرياء إلى الإخلاص, ومن الكذب إلى الصدق, ومن الخيانة إلى الأمانة, ومن الكِبْر إلى التواضع, ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق, ومن التباغض والتهاجر والتقاطع إلى التحابّ والتواصل والتوادد, وغير ذلك من أنواع التزكية"[ص 74].(1/1871)
ـ وكما في قوله في تفسير (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة) [البقرة: 153]:"فالصبرُ هو: حبسُ النفسِ وكفُّها على ما تكره، فهو ثلاثة أقسام: صبرُها على طاعةِ الله حتى تؤدِّيَها، وعن معصيةِ الله حتى تتركَها، وعلى أقدارِ الله المؤلمة فلا تتسخّطها"[ص 75].
ـ ومثل قوله في تفسير (ولا يكلّمهم الله يوم القيامة) [البقرة 174]:"بل قد سخط عليهم، وأعرض عنهم؛ فهذا أعظم عليهم من عذاب النار!"[ص 82].
ـ وكذلك تعبيره عند قول الله - تعالى -: (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابلٌ فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابلٌ فطل) [البقرة: 265] بقوله:"فيالله لو قُدِّر وجودُ بستانٍ في هذه الدار بهذه الصفة؛ لأسرعتْ إليه الهِمَم، وتزاحم عليه كلّ أحدٍ، ولحصل الاقتتال عنده، مع انقضاء هذه الدار وفنائها، وكثرة آفاتها وشدّة نَصَبها وعنائها؛ وهذا الثواب الذي ذكره الله كأنّ المؤمن ينظر إليه بعين بصيرة الإيمان، دائمٌ مستمرٌّ فيه أنواع المسرّات والفرحات؛ ومع ذلك تجد النفوسَ عنه راقدة، والعزائم عن طلبه خامدة! أتُرى ذلك زهداً في الآخرة ونعيمها؟ أم ضعف إيمان بوعد الله ورجاء ثوابه؟! وإلا فلو تيقّن العبد ذلك حقَّ اليقين، وباشر الإيمان به بشاشة قلبه؛ لانبعثتْ من قلبه مُزعِجات الشوق إليه، وتوجّهتْ هِمَم عزائمه إليه، وطوّعتْ نفسه له بكثرة النفقات؛ رجاء المثوبات!"[ص 114].
الثامن: أنّ الشيخ قد اهتم بشأن الموعظة البليغة، والذكرى النافعة؛ حتى يستفيد منها المسلمون في هذا العصر الذي طغتْ فيه المادّة، وقستْ فيه القلوب، وكثرت فيه المعاصي والخَبائث:
ـ فقد قال رحمه الله:"قوله - تعالى - (صُمٌّ) أي: عن سماع الخير, (بُكْمٌ) أي: عن النطق به, (عُمْيٌ) عن رؤية الحق, (فهم لا يرجعون)؛ لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه, فلا يرجعون إليه"[ص 44].(1/1872)
ـ وقال عند قول الله - تعالى -: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) [البقرة: 42]:"من لَبَس الحق بالباطل؛ فلم يميِّز هذا من هذا، مع علمه بذلك، وكتم الحق الذي يعلمه وأُمِر بإظهاره؛ فهو من دُعاة جهنّم لأنّ الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم؛ فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين!"[ص 51].
ـ وقال عند قول الله - تعالى -: (ألم تعلم أنّ الله له ملك السموات والأرض):"فالعبدُ مُدَبَّرٌ مسخَّرٌ تحت أوامر ربّه الدينيّة والقدريّة؛ فما له والاعتراض؟!"[ص 62].
ـ وقال في تفسير (إني جاعلك للناس إماماً):"أي: يقتدون بك في الهدى, ويمشون خلفك إلى سعادتهم الأبدية, ويحصل لك الثناء الدائم والأجر الجزيل, والتعظيم من كل أحد. وهذه ـ لَعَمْر الله ـ أعظم درجة تنافس فيها المتنافسون, وأعلى مقام شمَّر إليه العاملون, وأكمل حالة حصّلها أولو العزم من المرسلين"[ص 65].
التاسع: أنّ الشيخ قد أُوتي من جمال الأسلوب وحلاوة اللغة ما يُوجب الحُبَّ، ويأخذ اللُّبَّ، ويسحر القلب؛ فجمع ـ لله درُّه ـ بين كمال المبنى وجلال المعنى: متمثِّلاً ما شرح به قول الله - تعالى -: (وإنّ فريقاً منهم ليكتمون الحقَّ وهم يعلمون) [البقرة: 146]:"فالعالم عليه إظهارُ الحقِّ وتبيينُه وتزيينُه، بكلِّ ما يقدِر عليه من عبارةٍ وبُرهانٍ ومثالٍ, وغير ذلك"[ص 72].
ـ فمن أمثلة ذلك قولُه - رحمه الله -في الذي استوقد ناراً:"فبينما هو كذلك إذ ذهب الله بنوره, فذهب عنه النور وذهب معه السرور, وبقي في الظلمة العظيمة والنار المحرقة, فذهب ما فيها من الإشراق, وبقي ما فيها من الإحراق, فبقي في ظلمات متعددة: ظلمة الليل, وظلمة السحاب, وظلمة المطر, والظلمة الحاصلة بعد النور, فكيف يكون حال هذا الموصوف؟ فكذلك هؤلاء المنافقون"[ص 44].
ـ ومنه قوله:"فيكون بذلك من الصالحين الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته"[ص 46].(1/1873)
ـ وكذلك قوله في تفسير: (فأينما تُوَلُّوا فثَمَّ وجه الله) [البقرة: 115]:"فيه إثباتُ الوجهِ لله - تعالى - على الوجه اللائق به - تعالى -، وأنّ لله وجهاً لا تُشبهه الوجوه"[ص 63-64].
ـ وقوله في تفسير (والسّحاب المسخَّر) [البقرة: 164]:"فيُنزله رحمةً ولُطفاً, ويصرفه عِنايةً وعطفاً, فما أعظمَ سلطانَه! وأغزرَ إحسانه! وألطفَ امتنانَه!"[ص 79].
ـ وقوله في تفسير (وإذا قيل لهم اتّبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا) [البقرة: 170]:"فاكتفَوْا بتقليد الآباء, وزَهِدوا في الإيمان بالأنبياء!"[ص 81].
ـ وكذلك الحال فيما ينقله عن غيره بنقدٍ وذوقٍ؛ كقوله عليه رحمة الله في تفسير آل عمران (إنّ أوّل بيتٍ وُضع للناس لَلذي ببكّة مبارَكاً وهدىً للعالمين):"وقد رأيتُ لابن القيّم هاهنا كلاماً حسناً أحببتُ إيراده؛ لشدّة الحاجة إليه..."فذكر مقالةً طويلةً في نحو صفحتين، جاء في آخرها"ولو لم يكن له شرفٌ إلا إضافته إياه إلى نفسه بقوله: (وطهِّرْ بيتي)؛ لكفى بهذه الإضافة فضلا وشرفاً، وهذه الإضافة هي التي أقبلت بقلوب العالمين إليه، وسلبت نفوسهم حباًّ له وشوقاً إلى رؤيته؛ فهذه المثابة للمحبِّين يثوبون إليه ولا يقضون منه وطراً أبداً! كلما ازدادوا له زيارةً ازدادوا له حبّاً وإليه اشتياقاً! فلا الوصال يشفيهم، ولا البعاد يسليهم. كما قيل:
أطوف به والنفس بعدُ مشوقةٌ ***إليهِ وهل بعد الطوافِ تدانِ؟!
وألثم منه الركن أطلب برد ما *** بقلبيَ من شوقٍ ومن هَيَمانِ!
فواللهِِ ما أزدادُ إلا صَبابةً *** ولا القلبُ إلا كثرة الخَفَقانِ!"
حتى ذكر اثني عشر بيتاً من عُيون الشعر! [ص 140-141].
العاشر: أنّ التيسير قد تضمّن روح الشفقة على الخلق، والعطف على الفقراء، ومحبّة المساكين؛ وهذا يبيّن لنا مقدار الوعي بضرورة الإصلاح الاجتماعي عند السعدي - رحمه الله - تعالى -:(1/1874)
ـ واسمعه حين يقول عند قول الله - تعالى -: (وآتى المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين) [البقرة: 177]:"ومن اليتامى الذين لا كاسب لهم، وليس لهم قوةٌ يستغنون بها؛ وهذا من رحمته - تعالى - بالعباد؛ الدالة على أنه - تعالى - أرحم بعباده من الوالد بولده، فالله قد أوصى العباد، وفرض عليهم في أموالهم الإحسان إلى من فُقِد آباؤهم؛ ليصيروا كمن لم يفقد والديه، (والمساكين) وهم الذين أسكنتهم الحاجة، وأذلّهم الفقر؛ فلهم حقٌّ على الأغنياء بما يدفع مَسْكَنَتهم، أو يخفّفها؛ بما يقدرون عليه وبما يتيسّر، (وابن السبيل) وهو الغريب المنقطع به في غير بلده؛ فحثّ الله عباده على إعطائه من المال ما يُعينه على سفره؛ لكونه مَظِنّة الحاجة، وكثرة المصارف؛ فعلى من أنعم الله عليه بوطنه وراحته وخوّله من نعمته، أن يرحم أخاه الغريب الذي بهذه الصفة على حَسَب استطاعته، ولو بتزويده أو إعطائه آلةً لسفره، أو دفع ما ينوبه من المظالم أو غيرها"[ص 83].
ـ وقال في تفسير (والصابرين في البأساء) [البقرة: 177]:"أي الفقر؛ لأنّ الفقير يحتاج إلى الصبر من وُجوهٍ كثيرةٍ: لكونه يحصل له من الآلام القلبيّة والبدنيّة المستمرّة ما لا يحصل لغيره؛ فإنْ تَنَعّم الأغنياء بما لا يقدر عليه تألّم، وإنْ جاع أو جاعتْ عيالُه تألّم، وإنْ أكل طعاماً غيرَ مُوافقٍ لهواه تألّم، وإنْ عري أو كاد تألّم، وإنْ نظر إلى ما بين يديه وما يتوهّمه من المستقبل الذي يستعدّ له تألّم، وإنْ أصابه البردُ الذي لا يقدر على دفْعه تألّم. فكل هذه ونحوها مصائبُ يُؤمَر بالصبر عليها، والاحتساب ورجاء الثواب عليها من الله"[ص 83].(1/1875)
ـ وقال - رحمه الله - في تفسير (وأحسنوا إنّ الله يُحبّ المُحْسنين) [البقرة 195]:"يدخل فيه الإحسان بالجاه بالشفاعات ونحو ذلك، ويدخل في ذلك الإحسان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم العلم النافع، ويدخل في ذلك قضاء حوائج الناس: من تفريج كرباتهم، وإزالة شدّاتهم، وعيادة مرضاهم، وتشييع جنائزهم، وإرشاد ضالّهم، وإعانة من يعمل عملاً، والعمل لمن لا يُحْسن العمل، ونحو ذلك مما هو من الإحسان الذي أمر الله به، ويدخل في الإحسان أيضاً الإحسان في عبادة الله"[ص 90].
ـ وقال في تفسير (زُيِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوَّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حُسْن المآب) [آل عمران: 14]:"في هذا تسليةٌ للفقراء الذين لا قدرة لهم على هذه الشهوات التي يقدر عليها الأغنياء، وتحذيرٌ للمُغْترّين بها، وتزهيدٌ لأهل العقول النيِّرة بها"[ص 124].
الحادي عشر: أنّ الشيخ السعديَّ قد اعتنى بتفسير القرآن بالقرآن؛ حتى إنه ليذكّر طالب العلم بطريقة ابن كثير - رحمه الله -؛ وذلك ما يجعل التفسير أقرب ما يكون إلى تفسير السلف الصالح رضوان الله عليهم:
ـ فمن أمثلة ذلك قول السعدي في تفسير الفاتحة:"هذا (الصراط المستقيم) هو: (صراط الذين أنعمت عليهم) من النبيِّين والصّدّيقين والشهداء والصّالحين"[ص 39].(1/1876)
ـ وفي البقرة:"وفي قوله عن المنافقين: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً) بيانٌ لحكمته - تعالى - في تقدير المعاصي على العاصين؛ وأنه بسبب ذنوبهم السابقة, يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها، كما قال: (ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة)، وقال - تعالى -: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)، وقال - تعالى -: (وأما الذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجساً إلى رجسهم)؛ فعقوبة المعصية المعصيةُ بعدها, كما أنّ من ثواب الحسنة الحسنة بعدها, قال - تعالى -: (ويزيد الذين اهتدوا هدى)"[ص 42].
ـ وكذلك قول السعدي في آية التحدّي (وإن كنتم في ريبٍ مما نزّلنا على عبدنا) [البقرة: 23]:"في وصف الرسول بالعبودية في هذا المقام العظيم, دلالةٌ على أنّ أعظم أوصافه - صلى الله عليه وسلم -, قيامه بالعبودية التي لا يلحقه فيها أحدٌ من الأولين والآخرين. كما وصفه بالعبودية في مقام الإسراء, فقال: (سبحان الذي أسرى بعبده)، وفي مقام الإنزال, فقال: (تبارك الذي نزَّل الفرقان على عبده)"[ص 46].
ـ وكذلك قوله:"وإذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكَر فيها اسمه؛ فلا أعظم إيماناً ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية، كما قال - تعالى -: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر). بل قد أمر الله برفع بيوته وتعظيمها وتكريمها، فقال - تعالى -: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه)"[ص 63].(1/1877)
ـ وكذلك قوله:"(وقال الذين لا يعلمون لولا يكلّمنا الله أو تأتينا آية) يعنون آيات الاقتراح التي يقترحونها بعقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة، التي تجرؤوا بها على الخالق، واستكبرا على رسله كقولهم: (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرةً)، (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك) الآية، وقالوا: (لولا أنزل معه ملك فيكون معه نذيراً أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة) الآيات، وقوله: (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً) الآيات، فهذا دأبهم مع رسلهم, يطلبون آيات التعنت, لا آيات الاسترشاد"[ص 64].
الثاني عشر: أنّ هذا التفسير المبارك قد اهتم بذكر أساليب القرآن وطرائقه؛ مما يدلّ على مَلَكةٍ عاليةٍ من التدبُّر؛ فهو يذكر الأشباه والنظائر:
ـ كما في قوله:"كثيراً ما يجمع الله - تعالى - بين الصلاة والزكاة في القرآن؛ لأنّ الصلاة متضمِّنةٌ للإخلاص للمعبود, والزكاة والنفقة متضمِّنةٌ للإحسان على عبيده, فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود, وسعيه في نفع الخلق, كما أنّ عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه فلا إخلاص ولا إحسان"[ص 41].
ـ وقوله - رحمه الله -:"وكثيراً ما يقرن بين خلقه للخلق وإثبات علمه كما في هذه الآية، وكما في قوله - تعالى -: (ألا يعلم مَنْ خلق وهو اللطيف الخبير)؛ لأنّ خلقه للمخلوقات أدلّ دليل على علمه وحكمته وقدرته"[ص 48].
ـ وقوله - رحمه الله - في تفسير (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) [البقرة 38-39]:"في هذه الآيات وما أشبهها انقسام الخلق من الجنّ والإنس إلى أهل السعادة وأهل الشقاوة وفيها صفات الفريقين والأعمال الموجبة لذلك، وأنّ الجنّ كالإنس في الثواب والعقاب"[ص 50].(1/1878)
ـ وبيانه في تفسير (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) [البقرة: 43] أنّ في ذلك جمعاً"بين الأعمال الظاهرة والباطنة، وبين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى عبيده، وبين العبادات القلبية والبدنية والمالية"[ص 51].
ـ كما أشار إلى"طريقة القرآن في ذكر العلم والقدرة عَقِبَ الآيات المتضمّنة للأعمال التي يُجازى عليها"[ص 69].
ـوأما عِنايته بطريقة القرآن في إزالة الأوهام من الأذهان؛ فحدِّثْ ولا حرج: فإنّ السعديَّ لا يكاد يغادر موضعاً من هذا القبيل إلا نصّ عليه [كما تراه في ص 54، 71، 73، 86، 89، 138، 155، 165].
الثالث عشر: أنّ السعديَّ - رحمه الله -قد سجّل في تفسيره تجاربَ نافعةً من آداب السلوك، وزهراتٍ يانعةً من فقه الدعوة:
ـ كما في قوله:"فإنّ النفوس مجبولةٌ على عدم الانقياد لمن يخالف قولُه فعلَه؛ فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجرَّدة"[ص 51].
ـ وكذلك قوله:"هكذا كلُّ مُبْطلٍ يحتج بآيةٍ أو حديثٍ صحيحٍ على قوله الباطلٍ؛ فلا بدّ أن يكون فيما احتَجّ به حجة عليه"[ص 57].
ـ ومنه قوله في تفسير (ولئن أتيتَ الذين أُوتوا الكتابَ بكلّ آيةٍ ما تبعوا قِبلتَك) [البقرة: 145]:"فالآياتُ إنما تنفع وتفيد مَن يتطلّب الحقَّ وهو مُشْتَبِهٌ عليه, فتوضح له الآيات البيّنات, وأما من جزم بعدم اتباع الحق فلا حيلة فيه"[ص 72].
الرابع عشر: أنّ المصنّف - رحمه الله -قد اعتنى بالمسائل الاجتماعيّة ومعرفة العوائد والسنن:
ـ كما في قوله:"من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أنّ مَن ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفعْ؛ ابتُلي بالاشتغال بما يضرّه!"[ص 60].(1/1879)
ـ وكما قال في تفسير (إذْ قالوا لنبيٍّ لهم ابعثْ لنا ملِكاً نُقاتلْ في سبيل الله) [البقرة: 246]:"لعلّهم في ذلك الوقت ليس لهم رئيسٌ يجمعهم؛ كما جرتْ عادة القبائل أصحاب البيوت، كل بيتٍ لا يرضى أن يكون من البيت الآخر رئيسٌ؛ فالتمسوا من نبيّهم تعيين ملكٍ يُرضي الطرفين، ويكون تعيينه خاصّاً لعوائدهم، وكانت أنبياء بني إسرائيل تسوسهم كلما مات نبيٌّ خلفه نبيٌّ آخر"[ص 107].
ـ وكما قال في تفسير (ليقطع طرفاً من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين) [آل عمران: 127]:"يُخْبر - تعالى - أنّ نصره عبادَه المؤمنين لأحد أمرين: إمّا أن يقطع طرفاً من الذين كفروا: أي جانباً منهم وركناً من أركانهم: إما بقتلٍ، أو أسْرٍ، أو استيلاءٍ على بلدٍ، أو غنيمة مالٍ؛ فيقوى بذلك المؤمنون ويذلّ الكافرون...الأمر الثاني: أن يريد الكفار بقوّتهم وكثرتهم طمعاً في المسلمين ويُمنّوا أنفسهم ذلك...فينصر الله المؤمنين عليهم ويردّهم خائبين لم ينالوا مقصودهم، بل يرجعون بخسارةٍ وغمٍّ وحسرةٍ؛ وإذا تأمّلتَ الواقع رأيتَ نصرَ الله لعباده المؤمنين دائراً بين هذين الأمرين، غيرَ خارجٍ عنهما: إما نصرٌ عليهم، أو خذلٌ لهم"[ص 146].
ـ وكما قال في تفسير (هم للكفر يومئذٍ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم) [آل عمران: 167]:"هذه خاصّة المنافقين؛ يُظهرون بكلامهم وفِعالهم ما يُبطنون ضدّه في قلوبهم وسرائرهم"[ص 156].
الخامسَ عشر: أنّ الشيخ السعدي كان عارفاً بواقعه، وما يكيده أعداء الإسلام لهذا الدّين:(1/1880)
ـ كما تراه في تفسير قول الله - تعالى -: (ولا يزالون يُقاتلونكم حتى يردُّوكم عن دينكم إن استطاعوا):"هذا الوصفُ عامٌّ لكلّ الكفار: لا يزالون يُقاتلون غيرهم؛ حتى يردّوهم عن دينهم، وخصوصاً أهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين بذلوا الجمعيّات، ونشروا الدعاة، وبثُّوا الأطبّاء، وبنوا المدارس؛ لجذب الأمم إلى دينهم، وتدخيلهم عليهم كل ما يُمْكنهم من الشُّبَه التي تُشكِّكهم في دينهم"[ص 97].
ــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر مقدمة (تيسير الكريم الرحمن) [ص 11]، تحقيق عبد الرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة، ط1، 1421هـ.
-----------------------------
-----------------------------
مقدمة معالم التفسير عند السعدي (2)
د. محمد عمر دولة
السادسَ عشر: أنّ هذا الشيخ الصالح قد بثّ في تفسيره روح الجهاد، ونصر فيه عقيدة الولاء للمسلمين والبراء من المشركين:
ـ فما أحسنَ قولَه في تفسير (ولا تقولوا لمن يُقتَل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون) [البقرة: 154]:"في هذه الآية أعظمُ حَثٍّ على الجهاد في سبيل الله وملازمةِ الصّبرِ عليه؛ فلو شعر العبادُ بما للمقاتلين في سبيل الله من الثواب لم يتخلّفْ عنه أحدٌ! ولكنّ عدمَ العلمِ اليقيني التامِّ هو الذي فتٍٍّّر العزائم، وزاد نومَ النائم، وأفاتَ الأجورَ العظيمة والغنائم؛ لِمَ لا يكون كذلك والله - تعالى - قد (اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون)؟! فواللهِ لو كان للإنسانِ ألفُ نفسٍ تذهب نفساً نفساً في سبيل الله, لم يكن عظيماً في جانب هذا الأجر العظيم؛ ولهذا لا يتمنى الشهداء بعد ما عاينوا من ثوابَ الله وحُسْنَ جزائه إلا أن يُرَدّوا إلى الدنيا حتى يقتلوا في سبيله مرةً بعد مرةً!"[ص 75].(1/1881)
ـ وكما في قوله في تفسير (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم) [البقرة: 216]:"وذلك مثل القعود عن الجهاد لطلب الراحة؛ فإنه شرٌّ؛ لأنه يعقب الخذلان وتسلّط الأعداء على الإسلام وأهله، وحصول الذلّ والهوان، وفوات الأجر العظيم، وحصول العقاب"[ص 97].
ـ وكما في قوله في تفسير (قد كان لكم آيةٌ في فئتين التقتا فئةٌ تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة) [آل عمران 13]:"فنصر الله المؤمنين وأيّدهم بنصره؛ فهزموهم...وما ذاك إلا لأنّ الله ناصرٌ من نصره، وخاذلٌ من كفر به؛ ففي هذا عِبْرةٌ لأولي الأبصار: أي أصحاب البصائر النافذة والعقول الكاملة على أنّ الطائفة المنصورة معها الحقُّ والأخرى مُبْطِلةٌ، وإلا فلو نظر الناظر إلى مجرّد الأسباب الظاهرة والعَدد والعُدد؛ لجزم بأنّ غَلَبَة هذه الفئة القليلة لتلك الفئة الكثيرة من أنواع المحالات، ولكنْ وراء هذا السببِ المشاهدِ بالأبصار سببٌ أعظمُ منه لا يُدركه إلا أهلُ البصائر والإيمان بالله والتوكّلِ على الله والثقةِ بكفايته: وهو نصرُه وإعزازُه لعباده المؤمنين على أعدائه الكافرين"[ص 123].
ـ وما أحسنَ إشارتَه البديعة في تفسير (لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعنّ من الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور) [آل عمران: 186]:"أي إن تصبروا على ما نالكم في أموالكم وأنفسكم من الابتلاء والامتحان وعلى أذيّة الظالمين، وتتقوا الله في ذلك الصبر؛ بأن تنووا به وجه الله والتقرّب إليه، ولم تتعدّوا في صبركم الحدَّ الشرعيَّ من الصّبر في موضعٍ لا يحلّ لكم فيه الاحتمالُ، بل وظيفتُكم فيه الانتقامُ من أعداء الله!"[ص 160].
السابعَ عشر: أنّ هذا التفسير قد تضمّن لفتاتٍ بارعةً وإشاراتٍ مُسْتَلهَمَةً من وحي السياق القرآني:(1/1882)
ـ مثل قول السعدي - رحمه الله -عند قول الله - تعالى -: (بل أكثرهم لا يؤمنون):"ولو صدق إيمانهم؛ لكانوا مثل من قال الله فيهم: (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه)"[ص 60].
ـ وكذلك قوله في تفسير (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها):"الحسّي والمعنوي؛ فالخراب الحسّي: هدمُها وتخريبُها وتقذيرُها، والخراب المعنوي: منعُ الذاكرين لاسم الله فيها!"[ص 63].
ـ وكذلك قوله في تفسير: (قولوا آمنّا بالله):"وفي قوله: (قولوا) إشارةٌ للإعلان بالعقيدة, والصدع بها، والدعوة لها؛ إذ هي أصل الدين وأساسه. وفي قوله: (آمنَّا) ونحوه مما فيه صدور الفعل منسوباً إلى جميع الأمة إشارةٌ إلى أنه يجب على الأمة الاعتصام بحبل الله جميعاً والحث على الائتلاف؛ حتى يكون داعيهم واحداً, وعملهم متحداً"[ص 67].
الثامنَ عشر: أنّ الشيخ السعدي قد أبان ملَكةً عظيمةً من دقة الاستنباط وروعة الاحتجاج؛ بما يذكِّر طالبَ العلم بتفنُّن البخاري في تراجم جامعه الصحيح:
ـ فقد قال - رحمه الله -في قول الله - تعالى -: (فإن طلّقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنّا أن يُقيما حدود الله):"في هذا دلالةٌ على أنّه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يدخل في أمرٍ من الأمور خصوصاً الولايات الصغار والكبار؛ أن ينظر في نفسه؛ فإن رأى من نفسه قوّةً على ذلك، ووثق بها؛ أقدم، وإلا أحجم"[ص 103].
ـ واستنبط - رحمه الله -من قول الله - تعالى -: (قولوا آمنَّا) أنّ في ذلك"إشارة للإعلان بالعقيدة, والصدع بها، والدعوة لها؛ إذ هي أصل الدين وأساسه"، و"إشارة إلى أنه يجب على الأمة الاعتصام بحبل الله جميعاً والحث على الائتلاف؛ حتى يكون داعيهم واحداً, وعملهم متحداً, وفي ضمنه النهي عن الافتراق, وفيه أنّ المؤمنين كالجسد الواحد"[ص 67].(1/1883)
ـ ولك أنْ تتأمّل شفوف نظره؛ حيث قال في تفسير (فاستبقوا الخيرات) [البقرة: 148]:"يُستدَل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل: كالصلاة في أول وقتها, والمبادرة إلى إبراء الذمة من الصيام والحج, والعمرة, وإخراج الزكاة, والإتيان بسنن العبادات وآدابها, فلله ما أجمعها وأنفعها من آية!"[ص 73].
التاسعَ عشر: أنّ الشيخ قد استفرغ الوُسْعَ في عُمْق التدبُّر للآيات، وشدّة العناية بالفوائد والعِظات:
ـ كيف وقد استنبط من آية الدَّيْن [البقرة: 282] خمسين فائدةً ثم قال مُعْتذراً:"فهذه الأحكام مما يُسْتنبَط من هذه الآية الكريمة على حَسَب الحال الحاضرة والفهم القاصر؛ ولله في كلامه حِكَمٌ وأسرارٌ يخصّ بها من يشاء من عباده"[ص 119].
ـ ولَكَ أن تتأمّل هذه العِبَر التربوية والسياسية والاجتماعية النفيسة التي استنبطها من قصة داود وجالوت في سورة البقرة:"
أولاً: أنّ اجتماع أهل الكلمة والحلّ والعقد، وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمه، ثم العمل به؛ أكبر سببٍ لارتقائهم وحصول مقصودهم.
ثانياً: أنّ الحقَّ كلما عُورِض وأُورِدَتْ عليه الشُّبَه ازداد وُضوحاً؛ وتميّز، وحصل به اليقين التام.
ثالثاً: أنّ العلم والرّأي مع القوّة المنفِّذة بهما كمال الولايات؛ وبفقدهما ـ أو بفقد أحدهما ـ نُقْصانها وضررها.
رابعاً: أنّ الاتّكال على النفس سببٌ للفشل والخذلان، والاستعانة بالله والصّبر والالتجاء إليه سبب النصر.
خامساً: أنّ من حكمة الله - تعالى - تمييز الخبيث من الطّيِّب، والصادق من الكاذب، والصابر من الجبان.
سادساً: أنه - تعالى - لم يكن ليذر العباد على ما هم عليه من الاختلاط وعدم التمييز.
سابعاً: أنّ من رحمته - تعالى - وسننه الجارية أن يدفع ضرر الكفار والمنافقين بالمؤمنين المقاتلين.
ثامناً: أنه لولا ذلك لفسدت الأرض؛ باستيلاء الكفر وشعائره عليها"[ص 109].(1/1884)
العشرين: أنّ الشيخ السعديَّ - رحمه الله - قد اعتنى بأصول الفقه:
ـ فقد ذكر الشيخ أنّ (المحرَّم نوعان) [ص 80]، وأنّ (النهي للتحريم) [ص 49].
ـ وأنّه (إذا ارتفع الجناح؛ رجع الأمر إلى ما كان عليه) [ص 82]، وقد نصّ على (الإباحة) [ص 80]، وأنّ (الضرورات تبيح المحظورات) [ص 82]، وأنّ (الأصل في الأشياء الإباحة والطهارة) [ص 48]، وأنه (إذا أُبيح كلا الأمرين؛ فالتأخّر أفضل لأنه أكثر عبادةً) [ص 93].
ـ وأنّ (حكم الحاكم لا يبيح محرَّماً ولا يحرّم حلالاً) [ص 88]، و(النهي عن الجائز إذا كان وسيلةً إلى محرَّم) [ص 61، 104،108]، وأن ّ(إخبار التقرير يدلّ على الجواز) [ص 118].
ـ وأنّ (الأمر بالشيء نهيٌ عن ضدّه) [ص 57، 71].
ـ كما ذكر السعدي (العام) و(الخاص) [ص 84، 90، 92، 102]، والعام المخصوص [ص 104]، وأنّ (العبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السبب) [ص 51، 65]، وأنّ (النكرة في سياق النفي تعمّ) [ص 57].
ـ كما ذكر (المطلق والمقيَّد) [ص 66، 70]، وأن ّ(حمل المطلق على المقيَّد مقدَّمٌ على إجراء العموم) [ص 106].
ـ كما نصّ على (الإجماع) [ص 70، 71]، و(النسخ) و(الحكمة) من تشريعه، و(إنكار اليهود له) [ص 62]، و(ما لا يدخله النسخ) [ص 57]، وأنه (لا يُصار إلى النسخ مع إمكان الجمع) [ص 85].
ـ وأنّ (الحكم يدور مع علّته وُجوداً وعَدَماً) [ص 77].
ـ كما ذكر (الرخصة) [ص 86، 87]، وأنه (إذا حصل بعض الأعذار التي هي مَظِنّة المشقّة؛ حصل التخفيف) [ص 120].
الحادي والعشرين: أنّ هذا التفسير قد اهتمّ بعلم المقاصد، والقواعد الشرعيّة:
ـ كما في قوله:"فالمنهيّات كلّها إمَا مضرّةٌ محضةٌ، أو شرّها أكبر من خيرها. كما أنّ المأمورات إما مصلحةٌ محضةٌ، أو خيرها أكبر من شرّها"[ص 61].(1/1885)
ـ وكذلك قوله عند قول الله - تعالى -: (لا تقولوا راعِنا):"وكان اليهود يريدون بها معنىً فاسداً؛ فانتهزوا الفرصة، فصاروا يخاطبون الرسول بذلك، ويقصدون المعنى الفاسد؛ فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة سدّاً لهذا الباب؛ ففيه النهيُ عن الجائز إذا كان وسيلةً إلى محرَّم"[ص 61]. ومنه قوله:"قد يُنهى عن كثرة الصداق؛ إذا تضمّن مفسدةً دينيّةً، وعدم مصلحةٍ تُقاوِم"[ص 173].
ـ وأشار إلى (مراعاة المصلحة) [ص 118]، وأنّ (ترتيب الصّدقات يرجع في ذلك إلى المصلحة) [ص 116]، وأنه (يُرْتكَب أخفَّ المفسدتين لدفع أعلاهما) [ص 89]، و(فعل أدنى المصلحتين؛ للعجز عن أعلاهما) [ص 156]، وأنّ (الوسائل لها حُكْم المقاصد) [ص 99، 103]، و(اعتبار المقاصد في الأقوال كما هي مُعْتَبَرَةٌ في الأفعال) [ص 101]، وأنه (إذا تزاحمت المصالح قُدِّم أهمّها) [ص 100].
ـ وقد ذكر بعض القواعد الشرعيّة، مثل: (من استعجل شيئاً قبل أوانه؛ عُوقِب بحرمانه) [ص 169].
الثاني العشرين: أنّ الشيخ السعديَّ قد وُفِّق في إدراك أسرار التراكيب؛ وما ذاك إلا لشدّة إلمامه بفنون البلاغة وقواعد اللغة وأسرار العربيّة:
ـ فالتفسير زاخرٌ بالصناعة اللغويّة المُعينة على فهم القرآن، فقد قال في تفسير (أولئك على هدى من ربّهم):"أي: على هدًى عظيم؛ لأنّ التنكير للتعظيم, وأيُّ هداية أعظم من تلك الصفات المذكورة المتضمِّنة للعقيدة الصحيحة والأعمال المستقيمة...وأتى بـ (على) ـ في هذا الموضع ـ الدَّالة على الاستعلاء, وفي الضلالة يأتي بـ (في) كما في قوله: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)؛ لأنّ صاحب الهدى مستعلٍ بالهدى, مرتفعٌ به, وصاحب الضلال منغمسٌ فيه محتَقَرٌ!"[ص 41].(1/1886)
ـ وقال في تفسير (ولئن اتبعتَ أهواءهم) [البقرة: 145]:"إنما قال: (أهواءهم)؛ ولم يقل (دينهم) لأنّ ما هم عليه مُجَرَّدُ أهويةِ نفسٍ، حتى هم في قلوبهم يعلمون أنه ليس بدينٍ، ومن ترك الدِّينَ اتبع الهوى ولا محالة؛ قال - تعالى -: (أفرأيتَ من اتخذ إلهه هواه)"[ص 72].
ـ وقال في تفسير (صبغةَ الله ومَن أحسنُ مِن الله صبغةً ونحن له عابدون):"في قوله: (ونحن له عابدون) بيانٌ لهذه الصبغة, وهي القيام بهذين الأصلين: الإخلاص والمتابعة...والإخلاص: أن يقصد العبد وجه الله وحده في تلك الأعمال؛ فتقديم المعمول يُؤْذِن بالحصر"[ص 69]، كما ذكر أنّ التقديم للاهتمام [ص 167].
ـ كما ذكر الفروق اللغوية: بين (الجور) و(الجنف) و(الإثم) [ص 86]، وبين (كسب) و(اكتسب) [ص 120]، وبين (الخطأ) و(النسيان) [ص 120].
ـ ونصّ على أنّ من معاني (الاستفهام) التعجُّب والإنكار والتوبيخ [ص 48]، وأنّ (حتى) للغاية [ص 87]، و(كلما) تقتضي التكرار [ص 60]، و(الباء) للسببيّة [ص 136].
ـ واسم الفاعل يدلّ على الثبوت والاستقرار [ص 69، 72].
ـ كما ذكر الدلالة البلاغيّة لورود التخصيص بعد التعميم [ص 48، 50].
ـ ودلالة الإبهام وعدم التعيين؛ على إرادة العموم [ص 161، 176].
الثالث والعشرين: أنّ هذا التفسير قد زخر بالنظر الثاقب إلى أهميّة السياسة الشرعيّة، والمسائل الإدارية وضرورة أن يُعِدّ المسلمون الكفاءات اللازمة لأداء وظيفتهم الرساليّة:
ـ فقد ذكر - رحمه الله -أنّه بقوة الرأي والجسم"تتمّ أمور الملك؛ لأنه إذا تمّ رأيه وقوي على تنفيذ ما يقتضيه الرأي المصيب؛ حصل بذلك الكمال، ومتى فاته واحدٌ من الأمرين؛ اختلّ عليه الأمر، فلو كان قويَّ البدن مع ضعف الرأي حصل في الملك خرقٌ وقهرٌ ومخالفةٌ للمشروع: قوة على غير حكمة، ولو كان عالماً بالأمور وليس له قوةٌ على تنفيذها؛ لم يُفِدْه الرأي الذي لا يُنفّذه شيئاً"[ص 108].(1/1887)
ـ"اجتماع أهل الكلمة والحلّ والعقد، وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمه، ثم العمل به؛ أكبرُ سببٍ لارتقائهم وحصول مقصودهم"، وأنّ"العلم والرّأي مع القوّة المنفِّذة: بهما كمال الولايات؛ وبفقدهما ـ أو بفقد أحدهما ـ نُقْصانها وضررها"[ص 109].
ـ وكذلك قوله - رحمه الله -ـ الذي سبق ذكره ـ في قول الله - تعالى -: (فإن طلّقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنّا أن يُقيما حدود الله):"في هذا دلالةٌ على أنّه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يدخل في أمرٍ من الأمور خصوصاً الولايات الصغار والكبار؛ أن ينظر في نفسه؛ فإن رأى من نفسه قوّةً على ذلك، ووثق بها أقدم، وإلا أحجم"[ص 103].
ـ ومن ذلك قوله - رحمه الله -في تفسير قول الله - تعالى -: (وما محمّدٌ إلا رسولٌ قد خلتْ من قبله الرسلُ أَفَإنْ مات أو قُتِل انقلبتم على أعقابكم) [آل عمران 144]:"في هذه الآية الكريمة إرشادٌ من الله - تعالى - لعباده أن يكونوا بحالةٍ لا يُزعزعهم عن إيمانهم ـ أو عن بعض لوازمه ـ فقدُ رئيسٍ؛ ولو عظُم، وما ذاك إلا بالاستعداد في كل أمرٍ من أمور الدّين بعدّة أُناسٍ من أهل الكفاءة فيه؛ إذا فُقِد أحدُهم قام به غيُره، وأن يكون عموم المؤمنين قصدهم إقامة دين الله، والجهاد عنه، بحسب الإمكان، لا يكون لهم قصدٌ في رئيسٍ دون رئيسٍ؛ فبهذه الحال يسْتتبّ لهم أمرهم، وتستقيم أمورهم"[ص 151].
ـ ومثل قوله عليه رحمة الله عند تفسير (فبما رحمة من الله لنت لهم):"الأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين؛ تجذب الناس إلى دين الله، وترغّبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب. والأخلاق السيّئة من الرئيس في الدين؛ تنفّر الناس عن الدين، وتبغّضهم إليه؛ مع ما لصاحبها من الذمّ والعقاب الخاصّ؛ فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول؛ فكيف بغيره؟!"[ص 154].(1/1888)
ـ ومن ذلك ذِكْرُهُ"ما في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية"؛ حيث قرّر"أنّ فيها تسميحاً لخواطرهم، وإزالةً لما يصير في القلوب عند الحوادث؛ فإنّ من له الأمر على الناس إذا جمع أهل الرأي والفضل وشاورهم في حادثةٍ من الحوادث، اطمأنت نفوسهم وأحبّوه، وعلموا أنه ليس بمستبدٍّ عليهم، وإنما ينظر إلى المصلحة الكلّيّة العامّة للجميع؛ فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته؛ لعلمهم بسعيه في مصالح العموم؛ بخلاف من ليس كذلك فإنهم لا يكادون يحبّونه محبةً صادقةً، ولا يطيعونه، وإن أطاعوه فطاعةٌ غير تامّة..."[ص 154].
ـ كما نصّ على منهج القرآن في الجمع"بين تعليم الأحكام، وما به تُنفَّذ الأحكام، وما به تُدرك فوائدها وثمراتها!"[ص 155].
ـ ومن ذلك قوله في تفسير (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكنّ البرّ من اتقى وأْتُوا البيوت من أبوابها) [البقرة: 189]:"يُستفاد من إشارة الآية أنه ينبغي في كلّ أمرٍ من الأمور أن يأتيه الإنسان من الطريق السّهل القريب الذي قد جعل له موصلاً: فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ينبغي أن ينظر في حالة المأمور، ويستعمل معه الرفق والسياسة التي بها يحصل المقصود أو بعضه، والمتعلّم والمعلّم ينبغي أن يسلك أقربَ طريقٍ وأسهلَه يحصل به مقصوده؛ وهكذا كلُّ من حاول أمراً من الأمور وأتاه من أبوابه وثابر عليه؛ فلا بد أن يحصل له المقصود بعون الملك المعبود"[ص 88-89].
الرابع والعشرين: أنّ السّعديَّ قد تميّز بطول النفَس، وسعة الباع في ذكر المعاني الكثيرة المحتَمَلة [كما تراه في ص 48، 65، 66،89، 113، 117، 131]:(1/1889)
ـ فقد قال في تفسير (واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة) [البقرة 231]:"أي السُّنّة اللَّذَيْن بيّن لكم بهما طرق الخير، ورغّبكم فيها وطرق الشرّ وحذّركم إياها، وعرّفكم نفسه ووقائعه في أوليائه وأعدائه، وعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون، وقيل: المراد بالحكمة أسرار الشريعة؛ فالكتاب فيه الحِكَم، والحكمة فيها بيان حكمة الله في أوامره ونواهيه. وكلا المعنيين صحيحٌ"[ص 103].
ـ وقال في تفسير (هذا بيانٌ للناس وهدى وموعظةٌ للمتقين) [آل عمران: 138]:"لأنهم هم المُنْتفعون بالآيات؛ فتهديهم إلى سبيل الرشاد، وتعظهم وتزجرهم عن طريق الغيّ، وأما باقي الناس فهي بيانٌ لهم، تقوم به عليهم الحجّة من الله؛ ليهلك من هلك عن بيِّنةٍ، ويحتمل أنّ الإشارة في قوله: (هذا بيانٌ للناس) للقرآن العظيم، والذكر الحكيم، وأنه بيانٌ للناس عموماً، وهدى وموعظةٌ للمتّقين خصوصاً، وكلا المعنيَيْن حقٌّ"[ص 149].
ـ وكذلك قوله في تفسير (وليُمحِّص الله الذين آمنوا) [آل عمران 119]:"يمحِّص بذلك المؤمنين من ذنوبهم وعيوبهم... وليمحّص الله أيضا المؤمنين من غيرهم من المنافقين"[ص 50].
الخامس والعشرين: أنّ هذا التفسير الماتع قد حثّ على كل علمٍ نافعٍ: كقوله في شأن التاريخ عند قول الله - تعالى -: (يا أهل الكتاب لم تحاجّون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ها أنتم هؤلاء حاججتم في ما لكم به علم فلِمَ تحاجّون فيما ليس لكم به علمٌ والله يعلم وأنتم لا تعلمون) [آل عمران 65-66]:"فيها...حثٌّ على علم التاريخ، وأنه طريقٌ لردّ كثيرٍ من الأقوال الباطلة والدعاوى التي تُخالف ما عُلِم من التاريخ"[ص 134].
السادس والعشرين: أنّ السّعدي قد وُفِّق في عدم التعويل على الإسرائيليات، والانسياق وراء أوهام أهل الكتاب وأباطيلهم:(1/1890)
ـ فقد صرّح بمنهجه في ذلك بقوله:"اعلم أنّ كثيراً من المفسّرين ـ رحمهم الله ـ قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزّلوا عليها الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيراً لكتاب الله، مُحْتجّين بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)). والذي أراه أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجهٍ تكون مُفردةً غير مقرونةٍ، ولا منزّلةٍ على كتاب الله؛ فإنه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً إذا لم تصحّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وذلك أنّ مرتبتها كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تُكذِّبوهم))؛ فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكاً فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أنّ القرآن يجب الإيمان به، والقطع بألفاظه ومعانيه؛ فلا يجوز أن تُجْعَل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة ـ التي يغلب على الظنّ كذبها أو كذب أكثرها ـ معانيَ لكتاب الله، مقطوعاً بها، ولا يستريب بها أحد؛ ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل!"[ص 55-56]. وانظرْ كذلك [ص 112، 138].
السابع والعشرين: أنّ هذا التفسير قد استلهم رُوحَ السنةِ النبوية؛ حتى إنّ القاريء ليستحضر أحاديثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بمجرَّد أن يسمع بعض المعاني التي يربط بها السعدي بين القرآن والسنة:(1/1891)
ـ كما مرّ في الكلام على الإسرائيليات، وكما في قوله - رحمه الله -في تفسير (لتكونوا شهداء على الناس) [البقرة: 143]:"ومن شهادة هذه الأمة على غيرهم أنه إذا كان يوم القيامة وسأل الله المرسلين عن تبليغهم, والأمم المكذِّبة عن ذلك, وأنكروا أنّ الأنبياء بلّغتهم, استشهدت الأنبياء بهذه الأمة, وزكّاها نبيّها"[ص 71]. فهذا يذكِّر طالب العلم بما رواه البخاري في كتاب (أحاديث الأنبياء) باب قول الله - عز وجل - (ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه) [هود: 25]، وفي كتاب (التفسير) باب (وكذلك جعلناكم أُمّة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) [البقرة: 143]، وفي كتاب (الاعتصام بالكتاب والسنة) باب (وكذلك جعلناكم أُمّة وسطاً) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى - عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يُدعى نوحٌ يومَ القيامة فيقول: لبّيك وسعديْك يا ربّ! فيقول: هل بلّغتَ؟ فيقول: نعم. فيُقال لأمته: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذيرٍ! فيقول: من يشهد لك؟ ـ وفي رواية الاعتصام: من شُهودُك؟ ـ فيقول: محمّدٌ وأُمّته؛ فيشهدون أنه قد بلّغ، ويكون الرسول عليكم شهيداً؛ فذلك قوله جل ذكره (وكذلك جعلناكم أُمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً).
ـ وكذلك قوله في تفسير (فلنُولّينّك قبلةً ترضاها) [البقرة: 144]:"أي: تحبّها وهي الكعبة, وفي هذا بيانٌ لفضله وشرفه - صلى الله عليه وسلم -, حيث إنّ الله - تعالى - يسارع في رضاه"[ص 71]؛ فإنّ هذه العبارة مُسْتوحاةٌ من قول أمّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنه -لما نزل (تُرْجي من تشاء منهن وتُؤوي إليك من تشاء) [الأحزاب: 51]:"ما أرى ربَّك إلا يُسارع في هواك"كما في الصحيحين.(1/1892)
الثامن والعشرين: أنّ الشيخ السعديَّ يلهج ـ كثيراً ـ في تفسيره بحمد الله وشكره على عظيم نعمائه؛ وهذا ـ لعمري ـ مما يزيد الأعمال بركةً وصلاحاً وفلاحاً؛ وما هذا التفسيرُ البديعُ إلا ثمرةً من ثمرات قول الله - تعالى -: (لئنْ شكرتم لأزيدنّكم):
ـ فمن أمثلة ذلك ما قاله السعديّ في تفسير (ومما رزقناهم يُنفقون) [البقرة: 3]:"في قوله: (رزقناهم) إشارةٌ إلى أنّ هذه الأموال التي بين أيديكم, ليست حاصلة بقوتكم ومِلْككم, وإنما هي رزق الله الذي خوَّلكم, وأنعم به عليكم, فكما أنعم عليكم وفضّلكم على كثير من عباده؛ فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم, وواسُوا إخوانكم المُعدَمِين"[ص 41].
ـ وما قاله في تفسير (ولأتمّ نعمتي عليكم) [البقرة: 150]:"قد أعطاه الله من الأحوال والنعم, وأعطى أمته, ما أتم به نعمته عليه وعليهم, وأنزل الله عليه: (اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي, ورضيتُ لكم الإسلام ديناً)؛ فللّه الحمدُ على فضله, الذي لا نبلغ له عَداً, فضلاً عن القيام بشكره"[ص 74].
ـ وكذلك في تفسير (ولعلكم تهدون) [البقرة: 150]:"أي: تعلمون الحق, وتعملون به؛ فالله تبارك و- تعالى - ـ من رحمته بالعباد ـ قد يسّر لهم أسبابَ الهداية غايةَ التيسير, ونبّههم على سلوك طُرُقها, وبيّنها لهم أتمَّ تبيين؛ حتى إنّ من جملة ذلك أنه يقيّض الحق للمعاندين له فيجادلون فيه, فيتضح بذلك الحق, وتظهر آياته وأعلامه...ولولا الباطل ما اتضح الحق اتضاحاً ظاهراً؛ فلله الحمد على ذلك"[ص 74].(1/1893)
ـ وقوله في تفسير (فاذكروني أذكركم واشكروا لي) [البقرة: 152]:"أي: على ما أنعمتُ عليكم بهذه النعم, وصرفتُ عنكم صنوف النقم. والشكر يكون بالقلب: إقراراً بالنعم واعترافاً, وباللّسان: ذكراً وثناءً, وبالجوارح: طاعةً لله وانقياداً لأمره واجتناباً لنهيه؛ فالشكر فيه بقاءُ النعمة الموجودة، وزيادةٌ في النِّعَم المفقودة، قال - تعالى -: (لئن شكرتم لأزيدنّكم). وفي الإتيان بالأمر بالشكر، بعد النعم الدينية: من العلم، وتزكية الأخلاق، والتوفيق للأعمال، بيان أنها أكبر النعم، بل هي النِّعَم الحقيقيةُ التي تدوم إذا زال غيرها؛ وأنه ينبغي لمن وُفِّقوا لعلمٍ أو عملٍ أن يشكروا الله على ذلك؛ ليزيدهم من فضله، وليندفع عنهم الإعجاب؛ فيشتغلوا بالشكر!"[ص 74].
ـ وكذلك قوله في تفسير (إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار) [البقرة 164]:"أليس من القبيح بالعباد أن يتمتّعوا برزقه, ويعيشوا ببرّه, وهم يستعينون بذلك على مساخطه ومعاصيه؟! أليس ذلك دليلاً على حِلْمِهِ وصَبرِه وعفوِه وصَفحِه وعَميمِ لُطفِه؟! فله الحمد أولاً وآخراً, وظاهراً وباطناً."[ص 79].
التاسع والعشرين: أنّ الشيخ السعديَّ - رحمه الله -قد اعتنى بمفهوم الآيات، دون اقتصار على منطوقها؛ وفي هذا إثراءٌ لفقه دلالات القرآن:(1/1894)
ـ فمن ذلك قوله في تفسير (ويُحبّون أن يُحْمَدوا بما لم يفعلوا) [آل عمران 188]:"دلّت الآية بمفهومها على أنّ من أحبّ أن يُحمد ويُثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق؛ إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة: أنه غير مذمومٍ؛ بل هو من الأمور المطلوبة التي أخبر الله أنه يجزي بها المحسنين له الأعمال والأقوال، وأنه جازى بها خواصّ خلقه، وسألوها منه: كما قال إبراهيم - عليه السلام -: (واجعلْ لي لسانَ صدقٍ في الآخرين)، وقال: (سلامٌ على نوحٍ في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين)، وقد قال عباد الرحمن: (واجعلنا للمتقين إماماً)؛ وهي من نعم الباري على عبده، ومِنَنِهِ التي تحتاج إلى الشكر"[ص 161].
ـ ولـ (تيسير الكريم الرحمن) بحمد الله عنايةٌ فائقةٌ بالمفاهيم: مثل (مفهوم الموافقة) [ص 53، 72، 92]، و(مفهوم المخالفة): سواء كان وصفاً [ص 77، 113، 119]، أو شرطاً [ص 65، 102، 103]، أو ظرفاً [ص 91]...
ـ وقد نبّه الشيخ - رحمه الله -على بعض المفاهيم المُلْغاة: مثل تقريره أنّ"القيد الذي خرج مخرج الغالب لا مفهوم له"[ص 173، 174].
الثلاثين: أنّ هذا التفسير الجليل قد شوّق الصالحين إلى بلوغ جنّات النعيم:
ـ فمن ذلك قوله في تفسير (الذين يظنّون أنهم ملاقو ربّهم وأنهم إليه راجعون) [البقرة: 46]:"فهذا الذي خفّف عليهم العبادات، وأوجب لهم التسلّي في المصيبات، ونفّس عنهم الكربات، وزجرهم عن فعل السيّئات؛ فهؤلاء لهم النعيمُ المقيمُ في الغرفات العاليات!"[ص 52].(1/1895)
ـ وكما جاء في قوله عند تفسير (أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون) [آل عمران: 169]:"لفظ (عند ربّهم) يقتضي علوَّ درجتهم، وقربهم من ربّهم (يُرزقون) من أنواع النعيم الذي لا يعلم وصفه، إلا من أنعم به عليهم؛ ومع هذا (فرحين بما آتاهم الله من فضله) أي مغتبطين بذلك قد قرّتْ عيونهم، وفرحتْ به نفوسهم؛ وذلك لحُسنه، وكثرته، وعظمته، وكمال اللّذّة في الوصول إليه، وعدم المُنغِّص؛ فجمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق، ونعيم القلب والروح بالفرح بما آتاهم من فضله؛ فتمّ لهم النعيم والسرور!"[ص 157].
ـ وكذلك قوله في تفسير (فاستبقوا الخيرات) [البقرة: 148]:"ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات فهو السابق في الآخرة إلى الجنات!"[ص 73].
نسألك اللهم يا ذا الجلال والإكرام: (تيسير) العلم النافع، والعمل الصالح، وأن توفقنا إلى معرفة (تفسيرِ كلام المنّان)، وأن تنفعنا، وتنفع بنا، وتجعلَنا سبباً لمن اهتدى، وأن تجمعَنا و(الشيخَ السعديَّ) في جنةِ الفردوس؛ إنك أنتَ (الكريم الرحمن):
"في جنّةٍ طابتْ وطاب نعيمها *** من كلّ فاكهةٍ بها زوجان
أنهارها تجري لهم من تحتهم ***محفوفةً بالنخل والرّمّان
غرفاتُها من لؤلؤٍ وزبرجدٍ *** وقصورُها من خالصِ العقيان
قُصرتْ بها للمتقين كواعبٌ *** شُبِّهنَ بالياقوتِ والمرجان
بيضُ الوُجوهِ شُعورُهنّ حَوالكٌ *** حُمْرُ الخدودِ عواتقُ الأجفان
فُلْجُ الثغورِ إذا ابتسمن ضواحكا *** هيفُ الخصورِ نواعمُ الأبدان
خُضرُ الثياب ثديهنّ نواهد *** صُفر الحليّ عواطرُ الأردانِ"
[نونيّة القحطاني ص 87-88]
والحمد لله والصلاة على رسول الله.
---
(1/1896)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ساعدوني يا أهل العراق خصوصا و العرب عموما
---
ساعدوني يا أهل العراق خصوصا و العرب عموما
---
مروان الحسني
02-13-2006, 06:11 PM
إخواني العراقيين الأفاضل خصوصا و العرب عموما
هناك مخطوطتان نرجو أن تمدونا بمعلومات عنهما و إن أمكن تساعدونا في الحصول عليهما
1 - الكشف على الكشاف - الشهاب الخفاجي ( 3 نسخ في العباسية - البصرة )
2 - تحفة الإخوان و هدية الصبيان ( حاشية على حاشية الخفاجي على البيضاوي ) - الأسكداري ( توفي بعد 1107 هجرية )
( بخط المؤلف في أوقاف بغداد )
فهل من مجيب ؟ و هل لهاتين المخطوطتين أي مصورات في العالم ؟
أرجو أن لا تكون قد دمرت أو ضاعت في إحتلال العراق !
---
مروان الحسني
02-21-2006, 06:10 PM
ساعدوني
---
أبو ذر الفاضلي
02-28-2006, 09:15 PM
الكشف على الكشاف يحقق الان من طلبة كلية الامام الاعظم في بغداد
---
أبو ذر الفاضلي
02-28-2006, 09:17 PM
الكشف على الكشاف يحقق الان في كلية الامام الاعظم في بغداد
---
مروان الحسني
03-01-2006, 05:17 PM
هل تقصد الكشف على الكشاف للقزويني أم للشهاب الخفاجي وفقك الله تعالى ؟
---
أبو ذر الفاضلي
08-14-2006, 02:38 AM
آسف للتأخير ، بسبب ظروفنا بل للقزويني .
---
(1/1897)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المفصل في شرح آية إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم
---
المفصل في شرح آية إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم
---
abohamzahashhame
06-12-2005, 04:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فإن الله سبحانه وتعالى يقول حاثا على القتال في سبيل الله :
{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (111)
{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (112) سورة التوبة
وهذه الآية هي الوحيدة التي قدم فيها الجهاد بالنفس على الجهاد بالمال بعكس بقية الآيات
وذلك لعظم البيع والشراء
وهي أهم آية في كتاب الله تعالى تحث على القتال
*************
إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين . .(1/1898)
اللّه - سبحانه - فيها هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع . فهي بيعة مع اللّه لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ولا في ماله يحتجزه دون اللّه - سبحانه - ودون الجهادفي سبيله لتكون كلمة اللّه هي العليا , وليكون الدين كله للّه . فقد باع المؤمن للّه في تلك الصفقة نفسه وماله مقابل ثمن محدد معلوم , هو الجنة:وهو ثمن لا تعدله السلعة , ولكنه فضل اللّه ومَنَّه:
(إن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة , يقاتلون في سبيل اللّه فيقتلون ويقتلون , وعدا عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن . ومن أوفى بعهده من اللّه ? فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به , وذلك هو الفوز العظيم) .
والذين باعوا هذه البيعة , وعقدوا هذه الصفقة هم صفوة مختارة , ذات صفات مميزة . .
منها ما يختص بذوات أنفسهم في تعاملها المباشر مع اللّه في الشعور والشعائر ; ومنها ما يختص بتكاليف هذه البيعة في أعناقهم من العمل خارج ذواتهم لتحقيق دين اللّه في الأرض من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام على حدود اللّه في أنفسهم وفي سواهم:
(التائبون , العابدون , الحامدون , السائحون , الراكعون الساجدون , الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر , والحافظون لحدود اللّه . وبشر المؤمنين) .
*************
وهذه الآية تكشف عن حقيقة العلاقة التي تربط المؤمنين باللّه , وعن حقيقة البيعة التي أعطوها - بإسلامهم - طوال الحياة . فمن بايع هذه البيعة ووفى بها فهو المؤمن الحق الذي ينطبق عليه وصف [ المؤمن ] وتتمثل فيه حقيقة الإيمان . وإلا فهي دعوى تحتاج إلى التصديق والتحقيق !
حقيقة هذه البيعة - أو هذه المبايعة كما سماها اللّه كرماً منه وفضلاً وسماحة - أن اللّه - سبحانه - قد استخلص لنفسه أنفس المؤمنين وأموالهم ; فلم يعد لهم منها شيء . .
لم يعد لهم أن يستبقوا منها بقية لا ينفقونها في سبيله . لم يعد لهم خيار في أن يبذلوا أو يمسكوا . . كلا . . إ(1/1899)
نها صفقة مشتراة , لشاريها أن يتصرف بها كما يشاء , وفق ما يفرض ووفق ما يحدد , وليس للبائع فيها من شيء سوى أن يمضي في الطريق المرسوم , لا يتلفت ولا يتخير , ولا يناقش ولا يجادل , ولا يقول إلا الطاعة والعمل والاستسلام . .
والثمن:
هو الجنة . .
والطريق:هو الجهاد والقتل والقتال . .
والنهاية:هي النصر أو الاستشهاد:
(إن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة , يقاتلون في سبيل اللّه فيقتلون ويقتلون) . .
من بايع على هذا . من أمضى عقد الصفقة . من ارتضى الثمن ووفى . فهو المؤمن . . فالمؤمنون هم الذين اشترى اللّه منهم فباعوا . .
ومن رحمة اللّه أن جعل للصفقة ثمنا , وإلا فهو واهب الأنفس والأموال , وهو مالك الأنفس والأموال . ولكنه كرم هذا الإنسان فجعله مريداً ; وكرمه فجعل له أن يعقد العقود ويمضيها - حتى مع اللّه - وكرمه فقيده بعقوده وعهوده ; وجعل وفاءه بها مقياس إنسانيته الكريمة ; ونقضه لها هو مقياس ارتكاسه إلى عالم البهيمة:. .
شر البهيمة . .(إن شر الدواب عند اللّه الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون) . .
كما جعل مناط الحساب والجزاء هو النقض أو الوفاء .
****************
ولقد كانت هذه الكلمات تطرق قلوب مستمعيها الأولين - على عهد رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فتتحول من فورها في القلوب المؤمنة إلى واقع من واقع حياتهم ; ولم تكن مجرد معان يتملونها بأذهانهم , أو يحسونها مجردة في مشاعرهم . كانوا يتلقونها للعمل المباشر بها . لتحويلها إلى حركة منظورة , لا إلى صورة متأملة . .
هكذا أدركها عبد اللّه بن رواحة - رضي اللّه عنه - في بيعة العقبة الثانية . قال محمد بن كعب القرظي وغيره:قال عبد الله بن رواحة رضي اللّه عنه , لرسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - [ يعني ليلة العقبة ] -:(1/1900)
اشترط لربك ولنفسك ما شئت . فقال:" أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ; وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم " . قال:فما لنا إذا نحن فعلنا ذلك ? قال:
"الجنة " " . قالوا:
ربح البيع , ولا نقيل ولا نستقيل . .
هكذا . .
" ربح البيع ولا نقيل ولا نستقيل " . .
لقد أخذوها صفقة ماضية نافذة بين متبايعين ; انتهى أمرها , وأمضي عقدها , ولم يعد إلى مرد من سبيل:" لا نقيل ولا نستقيل " فالصفقة ماضية لا رجعة فيها ولا خيار ; والجنة:ثمن مقبوض لا موعود !
أليس الوعد من اللّه ? أليس اللّه هو المشتري ? أليس هو الذي وعد الثمن . وعداً قديماً في كل كتبه:
(وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن) . .
(ومن أوفى بعهده من اللّه ?) .
أجل ! ومن أوفى بعهده من اللّه ?
*****************
إن الجهاد في سبيل اللّه بيعة معقودة بعنق كل مؤمن . .
كل مؤمن على الإطلاق منذ كانت الرسل ومنذ كان دين اللّه . .
إنها السنة الجارية التي لا تستقيم هذه الحياة بدونها ولا تصلح الحياة بتركها: (ولولا دفع اللّه الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) . .
(ولولا دفع اللّه الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم اللّه كثيراً) . .
إن الحق لا بد أن ينطلق في طريقه . ولا بد أن يقف له الباطل في الطريق ! . .
بل لا بد أن يأخذ عليه الطريق . .
إن دين اللّه لا بد أن ينطلق لتحرير البشر من العبودية للعباد وردهم إلى العبودية للّه وحده . ولا بد أن يقف له الطاغوت في الطريق . .
بل لا بد أن يقطع عليه الطريق . .
ولا بد لدين الله أن ينطلق في "الأرض" كلها لتحرير "الإنسان" كله . ولا بد للحق أن يمضي في طريقه ولا ينثني عنه ليدع للباطل طريقاً ! . .(1/1901)
وما دام في "الأرض" كفر . وما دام في "الأرض" باطل . وما دامت في "الأرض" عبودية لغير اللّه تذل كرامة "الإنسان" فالجهاد في سبيل اللّه ماض , والبيعة في عنق كل مؤمن تطالبه بالوفاء . وإلا فليس بالإيمان:و " من مات ولم يغز , ولم يحدث نفسه بغزو , مات على شعبة من النفاق " . . . [ رواه الإمام أحمد , وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي ] .
*****************
إن الجهاد في سبيل اللّه بيعة معقودة بعنق كل مؤمن . كل مؤمن على الإطلاق . منذ كانت الرسل , ومنذ كان دين اللّه . .
ولكن الجهاد في سبيل اللّه ليس مجرد اندفاعة إلى القتال ; إنما هو قمة تقوم على قاعدة من الإيمان المتمثل في مشاعر وشعائر وأخلاق وأعمال . والمؤمنون الذين عقد اللّه معهم البيعة , والذين تتمثل فيهم حقيقة الإيمان هم قوم تتمثل فيهم صفات إيمانية أصيلة:
(التائبون . العابدون . الحامدون . السائحون . الراكعون الساجدون . الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر . والحافظون لحدود الله) . .
(التائبون) . .
مما أسلفوا , العائدون إلى اللّه مستغفرين . والتوبة شعور بالندم على ما مضى , وتوجه إلى اللّه فيما بقي , وكف عن الذنب , وعمل صالح يحقق التوبة بالفعل كما يحققها بالترك . فهي طهارة وزكاة وتوجه وصلاح .
(العابدون) . .
المتوجهون إلى اللّه وحده بالعبادة وبالعبودية , إقراراً بالربوبية . . صفة هذه ثابتة في نفوسهم تترجمها الشعائر , كما يترجمها التوجه إلى الله وحده بكل عمل وبكل قول وبكل طاعة وبكل اتباع . فهي إقرار بالألوهية والربوبية للّه في صورة عملية واقعية .
(الحامدون) . .(1/1902)
الذين تنطوي قلوبهم على الاعتراف للمنعم بالنعمة ; وتلهج ألسنتهم بحمد اللّه في السراء والضراء . في السراء للشكر على ظاهر النعمة , وفي الضراء للشعور بما في الابتلاء من الرحمة . وليس الحمد هو الحمد في السراء وحدها , ولكنه الحمد في الضراء حين يدرك القلب المؤمن أن اللّه الرحيم العادل ما كان ليبتلي المؤمن إلا لخير يعلمه , مهما خفي على العباد إدراكه .
(السائحون) . .
وتختلف الروايات فيهم . فمنها ما يقول:إنهم المهاجرون . ومنها ما يقول:إنهم المجاهدون . ومنها ما يقول:
إنهم المتنقلون في طلب العلم . ومنهم من يقول:
إنهم الصائمون . .
ونحن نميل إلى اعتبارهم المتفكرين في خلق اللّه وسننه , ممن قيل في أمثالهم في موضع آخر:
(إن في خلق السماوات والأرض . واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب , الذين يذكرون اللّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم , ويتفكرون في خلق السماوات والأرض:ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك ! . . .) . .
فهذه الصفة أليق هنا بالجو بعد التوبة والعبادة والحمد . فمع التوبة والعبادة والحمد يكون التدبر في ملكوت اللّه على هذا النحو الذي ينتهي بالإنابة إلى اللّه , وإدراك حكمته في خلقه , وإدراك الحق الذي يقوم عليه الخلق . لا للاكتفاء بهذا الإدراك وإنفاق العمر في مجرد التأمل والاعتبار . ولكن لبناء الحياة وعمرانها بعد ذلك على أساس هذا الإدراك . .
(الراكعون الساجدون) . .
الذين يقيمون الصلاة ويقومون بالصلاة كأنها صفة ثابتة من صفاتهم ; وكأن الركوع والسجود طابع مميز بين الناس لهم .
(الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر) . .
وحين يقوم المجتمع المسلم الذي تحكمه شريعة اللّه , فيدين للّه وحده ولا يدين لسواه , يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في داخل هذا المجتمع ; ويتناول ما يقع فيه من أخطاء وانحرافات عن منهج اللّه وشرعه . .
(والحافظون لحدود اللّه) . .(1/1903)
وهو القيام على حدود اللّه لتنفيذها في النفس وفي الناس . ومقاومة من يضيعها أو يعتدي عليها . . ولكن هذه كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , لا يقام عليها إلا في مجتمع مسلم . ولا مجتمع مسلم إلا المجتمع الذي تحكمه شريعة اللّه وحدها في أمره كله ; وإلا الذي يفرد اللّه سبحانه بالألوهية والربوبية والحاكمية والتشريع ; ويرفض حكم الطاغوت المتمثل في كل شرع لم يأذن به اللّه . .
****************
وقد قمت بشرحها مفصلا من كتب التفسير المشهورة قديما وحديثا
ومن كتب الفقه والأصول المشهورة
ومن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم رحمه الله
ومن كتب أخرى تعرضت لتفسير هذه الآية والاحتجاج بها
***********
سائلا المولى سبحانه وتعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره
قال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ( 10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ( 11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ( 13) سورة الصف
6 جمادى الأولى 1426 هـ
---
(1/1904)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة للمتخصصين في الدراسات القرآنية للانضمام لرابطة المتخصصين
---
دعوة للمتخصصين في الدراسات القرآنية للانضمام لرابطة المتخصصين
---
عبدالرحمن الشهري
12-09-2006, 07:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.tafsir.net/images/motakhses.bmp
هذا مشروع علمي من المشروعات التي تبناها شبكة التفسير والدراسات القرآنية خدمة للباحثين في هذا الحقل العلمي . وهو إنشاء رابطة علمية للمتخصصين في الدراسات القرآنية حول العالم ، لتحقيق عدد من الأهداف من أهمها :
أهداف رابطة المتخصصين :
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif تحقيق التواصل العلمي بين المتخصصين .
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif تبادل المعلومات والتجارب والخبرات .
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif إفادة مراكز البحث العلمي والمجلات العلمية المحكمة بطرق الوصول للباحثين .
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif التعاون على النهوض بالدراسات القرآنية في كافة الجوانب .
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif توحيد الجهود العلمية في جانب الدراسات القرآنية وتنسيقها ، حتى لا يتكرر الجهد في جانب واحد ، على حساب جوانب أخرى .
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif إفادة المتخصصين بالجديد في عالم الإصدارات المتخصصة عبر البريد الالكتروني ورسائل الجوال وغيرها مما قد يستجد رغبة في جعله على تواصل مستمر بتخصصه العلمي .
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif لا يشترط للانضمام للرابطة الانضمام لملتقى أهل التفسير التابع لشبكة التفسير والدراسات القرآنية ، وإنما الانضمام للرابطة العلمية من حق كل المتخصصين في الدراسات القرآنية حول العالم .
مزايا الانضمام لهذه الرابطة العلمية :(1/1905)
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif استقبال الجديد من الموضوعات العلمية المهمة التي تطرح على الانترنت في شبكة التفسير والدراسات القرآنية أو في غيرها من المواقع .
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif استقبال الأخبار العلمية الجديدة من إصدارات مطبوعة أو مسموعة أو مرئية ، وأخبار مناقشات الرسائل العلمية المتخصصة ، والندوات والمؤتمرات ، وغير ذلك مِمَّا له علاقة بالدراسات القرآنية على هاتفك الجوال .
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif دلالة الهيئات العلمية ، ومراكز البحوث ، والمنظمين للمؤتمرات ، وهيئات تحرير المجلات المتخصصة والباحثين على عنوانك البريدي للتواصل العلمي معك حول تخصصك وبحوثك .
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif الحصول على إصدارات شبكة التفسير والدراسات القرآنية الالكترونية بشكل مستمر إن شاء الله .
من هو المتخصص المقصود في هذه الرابطة ؟
بِما أّن من أهداف هذه الرابطة خدمة مراكز البحث العلمي ، والجمعيات المتخصصة في الجامعات وغيرها ، وإفادة القائمين على تحرير المَجلات العلمية المُحكَّمة ، فإِن هذه الرابطة تعنى بالدرجة الأولى بالمتخصص تخصصاً أكاديمياً في الدراسات القرآنية ، وهو من له بحوث علمية أكاديمية (ماجستير – دكتوراه – بحوث ترقيات محكمة) منشورة أو مخطوطة ، أو كان حاصلاً على شهادة علمية في تَخصص الدراسات القرآنية بفروعه ، ثم تعنى هذه الرابطة بالباحثين في الدرسات القرآنية مِمَّن لم يحصلوا على شهادات علمية متخصصة فيها ، وإِنَّما شاركوا بِمصنفات أو أبحاث جادة في هذا الحقل العلمي .
للانضمام لهذه الرابطة العلمية ما عليك سوى تعبئة
هذا النموذج (http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=mtksis&action=join)
وسوف تقوم الإدارة بتفعيل عضويتك بعد التأكد من صحة المعلومات الورادة فيها ومراجعتها .(1/1906)
رابطة المتخصصين (http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=mtksis)
---
د . يحيى الغوثاني
12-11-2006, 02:15 AM
مشروع الرابطة غاية في الأهمية
ولقد كنت أفكر فيه منذ سنين وطرحته مرارا على المهتمين وكل من يسمع الاقتراح يعجبه ولكنه لم يفعل ولم نجد الخطوات العملية .....
فالحمد لله أنه فعل على يد الأستاذ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري الذي عرف بحبه للدراسات القرآنية
فبارك الله في هذه الجهود الرائعة وسدد الله على طريق الحق هذه الخطى
وإن الإنسان ليعجب أن جميع التخصصات لها روابط حتى التجمعات التافهة ـ واعذروني عن ذكر اسمها ـ نجد لها رابطة ولقاءات واجتماعات
فلا شك أن أهل القرآن هم أجدر وأولى
فأبارك هذه الخطوة وأهيب بكل أهل الاختصاص أن يمدوا يد العون لهذا الاقتراح ويسهموا في إنجاحه
والله الموفق
---
عبدالرحمن الشهري
12-11-2006, 04:34 PM
جزاك الله خيراً يا دكتور يحيى على تشجيعك وحرصك وليتك تسجل بياناتك في النموذج مشكوراً .
وأحب أن أنبه الفضلاء جميعاً إلى أننا لن نقبل إلا بيانات كاملة ولا سيما الاسم والعنوان والإنتاج العلمي بالتفاصيل دون الاكتفاء بعبارة (رسالة الدكتوراه) دون بيان للعنوان . فالهدف من الرابطة لا يتحقق بمعلومات ناقصة عن العضو الكريم ، ولن يستطيع القائمون على الرابطة الاجتهاد في إكمال بيانات أحد .
فليتكم تتكرمون بإتمام كتابة جميع البيانات المطلوبة وفقكم الله ونفع بكم ..
---
أبو المعتز القرشي
12-12-2006, 12:26 AM
عمل رآئع وموفق ، بارك الله فيكم
سؤال :
هل يمكن تحديث البيانات من قِبل المتخصص بين الفترة والأخرى ؟ أم يراسل الإدارة وهم يحدثون ؟
مع خالص الدعوات بمزيد من التوفيق والسداد
---
عبدالرحمن الشهري
12-12-2006, 06:53 AM
لا بد من مراسلة الإدارة وهم يقومون بتحديث البيانات .
---
د.خضر
12-19-2006, 09:56 AM(1/1907)
أشجع وأؤيد هذه الرابطة الكريمة ، ولكن رجوت يا فضيلة الدكتور عبد الرحمن أن تضم إلى مزايا هذه الجمعية المباركة ـ إن شاء الله تعالى ـ مزية ترشيح بعض النتاج للطباعة وذلك بالتنسيق مع بعض دور النشر ممن يتغيون النفع للإسلام والمسلمين والربح اليسيير، فلازالت الكتب والبحوث التي فنيت فيها الأعمار يتيمة لا أب لها يرعاها ، وسرعان ما تموت بموت صاحبها رغم اكتناز الكثير منها لمعلومات قد تندر نفاسة، وماذا عن اقتراحى السابق بإيداع أسماء علماء الجمعية العلمية السعودية لدى الإدارات المعنية بطباعة وتحقيق كتب التراث ليكون ذلك عونا على تيسير الكتاب المحقق من مصادره المباركة ، والتى طبعة من أجل النفع بعامة ونفع العلماء بخاصة حيث إن انتفاعهم سيعود على غيرهم بالتبعية.
---
عبدالرحمن الشهري
12-19-2006, 01:49 PM
كلُّ ما تفضلتم به يا أبا عمر من أهداف هذه الرابطة ، وسيظهر لك من فوائدها في المستقبل إن شاء الله أكثر من ذلك ، والعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات . جزاك الله خيراً على تنويرك وتبصيرك ونحن سعداء باقتراحاتك وتوجيهاتك دوماً ، ونأخذها مأخذ الجد .
رجاء :
أرجو ممن يكتب بياناته أن يحررها ويراجعها ويكملها قبل إرسالها ، فنحن لا نفعل البيانات الناقصة ، كمن يكتب في الإنتاج العلمي (عدد من الأبحاث) . فهذا غير مقبول ، ولا بد من النص على عناوين البحوث لكي تحصل الفائدة من الرابطة .
---
صالح صواب
12-19-2006, 01:53 PM
هذا الجهد طيب، ويشكر الإخوة القائمون عليه ... ولكن أغفل شيئا مهما، وهو الدرجة العلمية للمتخصص... وليس ذلك من باب التباهي أو غيره ... ولكن كثيرا ما يحتاج الباحث إلى محكم، أو مشرف على رسالة علمية أو مناقش ... ويشترط لذلك درجة علمية معينة ..
فأرى أن تتكرموا بإضافة اللقب العلمي (معيد - محاضر - أستاذ مساعد - أستاذ مشارك - أستاذ)
والله يحفظكم
---
محمود الشنقيطي
12-29-2006, 01:53 PM(1/1908)
فضيلة المشرف العام
سلمك الله ورعاك
من لم يتحصَّل بعدُ على شهادتي الماجستير والدكتوراه, ألا يمكن له الانضمامُ , أو حتى الاستفادة من المزايا بدون أن يكون عضواً..!!؟؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
01-02-2007, 12:33 AM
ما دام في طريق التخصص والدراسة فله الانضمام وفقكم الله جميعاً لكل خير فالهدف أن يستفيد استفادة خاصة من المعلومات والخدمات التي تقدمها هذه الرابطة لأعضائها .
---
عبدالرحمن الشهري
01-20-2007, 08:23 PM
هذا الجهد طيب، ويشكر الإخوة القائمون عليه ... ولكن أغفل شيئا مهما، وهو الدرجة العلمية للمتخصص... وليس ذلك من باب التباهي أو غيره ... ولكن كثيرا ما يحتاج الباحث إلى محكم، أو مشرف على رسالة علمية أو مناقش ... ويشترط لذلك درجة علمية معينة ..
فأرى أن تتكرموا بإضافة اللقب العلمي (معيد - محاضر - أستاذ مساعد - أستاذ مشارك - أستاذ)
والله يحفظكم
وفقكم الله يا دكتور صالح : قمنا بإضافة وظيفة الدرجة العلمية وفقك الله ، وخدمة أخرى وهي (آخر عشرة متخصصين انضموا للرابطة) على يسار الشاشة .
---
عمر المقبل
01-21-2007, 01:53 PM
يعني ـ يا دكتور عبدالرحمن ـ رحنا فيها (ابتسامة ) ! وعقبال المتخصصين في السنة وعلومها.
إني لأحسب أن هذه الفكرة من توفيق الله تعالى للقائمين عليها ،وأنا متأكد ـ بإذن الله ـ أن اول من سيستفيد منها الأعضاء أنفسهم ، فضلاً عن الجامعات التي تشكو ـ في الغالب ـ من فقر (يستحقون بسببه الزكاة) في قواعد البيانات .
اللهم وفّق إخواننا ،وأعنهم على تفعيل دور القرآن في كل المجالات ،وبارك في أعمالهم وأعمارهم وذرياتهم وأزواجهم ،واجزهم عن الإسلام خيراً .
---
محب القراءات
01-31-2007, 11:55 PM
الأخوة الفضلاء :
أسأل الله أن يبارك في جهودكم وينفع بها الإسلام والمسلمين
وسؤالي :
بعد أن يسجل من يريد الإنضمام لهذه الرابطة النموذج .
كم يستغرق من الوقت حتى يسجل ضمن قائمة المتخصصين .(1/1909)
أفيدونا وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2007, 02:26 PM
أخي محب القراءات : نقوم بتفعليها مباشرة بعد التحقق من اكتمال البيانات وصحتها بقدر ما نستطيع . وفقكم الله لكل خير.
---
محب القراءات
02-01-2007, 02:50 PM
شكر الله لك يادكتور عبد الرحمن وبارك فيكم وفي جهودكم
وجعلكم موفقين ومباركين أينما كنتم .
---
د.أحمد شكري
02-26-2007, 07:16 AM
هذا مشروع مبارك فيه الخير الكثير بإذن الله
ونأمل له النجاح من خلال تواصل الإخوة والأخوات واشتراكهم في الرابطة مع رجاء محاولة تعدد أنشطة الرابطة في المجالات العلمية إن أمكن لتؤدي دورا فعالا خدمة لهذا الكتاب العزيز
وفقكم الله لكل خير
---
جمال أبو حسان
02-26-2007, 10:12 AM
كيف يمكن للمشترك تحديث البيانات المتعلقة به
---
(1/1910)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > مواقع دعوية هامة لغير الناطقين بالعربية
---
مواقع دعوية هامة لغير الناطقين بالعربية
---
أبو محمد الظاهرى
11-11-2006, 12:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مواقع دعوية هامة لغير الناطقين بالعربية
د.خديجة واتسون.... أمرأة ولكنها بألف رجل
الكل يعرفها أو سمع عنها
إنها الداعية الأمريكية
تقوم الآن وهذه الأيام بجولات في شمال المملكة العربية السعودية للدعوه إلى الله
تصورا هذه المرأة دشنت موقعها على شبكة الأنترنت باللغة الأنجليزية
قبل أسبوع فقط يعني الموقع لم يكتمل وبإذن الله راح يكتمل الأيام القادمة
http://www.islamuncovered.com
أعطي لنفسك بعض الوقت للوقوف على همة هذه المرأة العجيبة
هذه نبذه مختصرة عنها
تقول معلمة اللاهوت "ميري واتسون": سابقاً
"درست اللاهوت في ثماني سنوات، واهتديت إلى الإسلام في أسبوع، يوم إسلامي يوم ميلادي، والمسلمون بحاجة إلى قوة الإيمان". بين الشك واليقين مسافات، وبين الشر والخير خطوات، اجتازتها "ميري واتسون" معلمة اللاهوت سابقاً بإحدى جامعات الفلبين، والمنصِّرة والقسيسة التي تحولت بفضل الله إلى داعية إسلامية تنطلق بدعوتها من بريدة بالمملكة العربية السعودية بمركز توعية الجاليات بالقصيم، لتروي لنا كيف وصلت إلى شاطئ الإسلام وتسمت باسم خديجة.
بياناتك الشخصية قبل وبعد الإسلام؟(1/1911)
أحمد الله على نعمة الإسلام، كان اسمي قبل الإسلام "ميري"، ولديَّ سبعة أبناء بين البنين والبنات من زوج فلبيني، فأنا أمريكية المولد في ولاية أوهايو، وعشت معظم شبابي بين لوس أنجلوس والفلبين، والآن بعد الإسلام - ولله الحمد - اسمي خديجة، وقد اخترته لأن السيدة خديجة - رضي الله عنها - كانت أرملة؛ وكذلك أنا كنت أرملة، وكان لديها أولاد، وأنا كذلك، وكانت تبلغ من العمر 40 عاماً عندما تزوجت من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وآمنت بما أنزل عليه، وكذلك أنا كنت في الأربعينيات عندما اعتنقت الإسلام، كما أنني معجبة جداً بشخصيتها لأنها عندما نزل الوحي على محمد - صلى الله عليه وسلم - آزرته وشجعته دون تردد، لذلك فأنا أحب شخصيتها.
حدثينا عن رحلتك مع النصرانية!
كان لديَّ ثلاث درجات علمية: درجة من كلية ثلاث سنوات في أمريكا، وبكالوريوس في علم اللاهوت بالفلبين، ومعلمة اللاهوت في كليتين؛ فقد كنت لاهوتية وأستاذاً محاضراً وقسيسة ومنصِّرة، كذلك عملت في الإذاعة بمحطة الدين النصراني لإذاعة الوعظ المسيحي، وكذلك ضيفة على برامج أخرى في التلفاز، وكتبت مقالات ضد الإسلام قبل توبتي، فأسأل الله أن يغفر لي فقد كنت متعصبة جداً للنصرانية.
ما نقطة تحولك إذن من منصِّرة إلى داعية إسلامية؟
كنت في إحدى الحملات التنصيرية إلى الفلبين لإلقاء بعض المحاضرات؛ فإذا بأستاذ محاضر فلبيني جاء من إحدى الدول العربية، لاحظت عليه أموراً غريبة، فأخذت أسأله وألحّ عليه حتى عرفت أنه أسلم هناك، ولا أحد يعرف بإسلامه وقتئذ.
وكيف تخطيت هذه الحواجز وصولاً إلى الإسلام؟(1/1912)
بعدما سمعت عن الإسلام من هذا الدكتور الفلبيني راودتني أسئلة كثيرة: لماذا أسلم؟ ولماذا بدل دينه؟ لابد من أن هناك شيئاً في هذا الدين وفيما تقوله النصرانية عنه!؟ ففكرت في صديقة قديمة فلبينية أسلمت وكانت تعمل بالمملكة العربية السعودية؛ فذهبت إليها، وبدأت أسألها عن الإسلام، وأول شيء سألتها عنه معاملة النساء، لأن النصرانية تعتقد أن النساء المسلمات وحقوقهن في المستوى الأدنى في دينهن - وهذا غير صحيح طبعاً -، كما كنت أعتقد أن الإسلام يسمح للأزواج بضرب زوجاتهم لذلك هن مختبئات وكائنات في منازلهن دائماً!.
ارتحت كثيراً لكلامها فاستطردت أسألها عن الله - عز وجل -، وعن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وعندما عرضت عليَّ أن أذهب إلى المركز الإسلامي ترددت فشجعتني، فدعوت "الرب" وابتهلت إليه حتى يهديني، وذهبت فاندهشوا جداً من معلوماتي الغزيرة عن النصرانية ومعتقداتي الخاطئة عن الإسلام، وصححوا ذلك لي، وأعطوني كتيبات أخذت أقرأ فيها كل يوم، وأتحدث إليهم ثلاث ساعات يومياً لمدة أسبوع، كنت قد قرأت بنهايته 12 كتاباً، وكانت تلك المرة الأولى التي أقرأ فيها كتباً لمؤلفين مسلمين، والنتيجة أنني اكتشفت أن الكتب التي قد كنت قرأتها من قبل لمؤلفين نصارى ممتلئة بسوء الفهم والمغالطات عن الإسلام والمسلمين، لذلك عاودت السؤال مرة أخرى عن حقيقة القرآن الكريم، وهذه الكلمات التي تُقال في الصلاة.(1/1913)
وفي نهاية الأسبوع عرفت أنه دين الحق، وأن الله وحده لا شريك له، وأنه هو الذي يغفر الذنوب والخطايا، وينقذنا من عذاب الآخرة، لكن لم يكن الإسلام قد استقر في قلبي بعد، لأن الشيطان دائماً يشعل فتيل الخوف والقلق في النفس، فكثف لي مركز التوعية الإسلامي المحاضرات، وابتهلت إلى الله أن يهديني، وفي خلال الشهر الثاني شعرت في ليلة - وأنا مستلقية على فراشي وكاد النوم يقارب جفوني - بشيء غريب استقر في قلبي، فاعتدلت من فوري وقلت: يا رب أنا مؤمنة لك وحدك، ونطقت بالشهادة، وشعرت بعدها باطمئنان وراحة تعم كل بدني، والحمد لله على الإسلام، ولم أندم أبداً على هذا اليوم الذي يعتبر يوم ميلادي.
وكيف تسير رحلتك مع الإسلام الآن؟
بعد إسلامي تركت عملي كأستاذة في كليتي، وبعد شهور عدة طلب مني أن أنظم جلسات أو ندوات نسوية للدراسات الإسلامية في مركز إسلامي بالفلبين حيث موطن إقامتي، وظللت أعمل به تقريباً لمدة سنة ونصف، ثم عملت بمركز توعية الجاليات بالقصيم - القسم النسائي - كداعية إسلامية خاصة متحدثة باللغة الفلبينية بجانب لغتي الأصلية.
وماذا عن أولادك؟
عندما كنت أعمل بالمركز الإسلامي بالفلبين كنت أحضر للبيت بعض الكتيبات والمجلات وأتركها بالمنزل على الطاولة "متعمدة" عسى أن يهدي الله ابني "كريستوفر" إلى الإسلام، إذ إنه الوحيد الذي يعيش معي، وبالفعل بدأ هو وصديقه يقرآنها ويتركانها كما هي تماماً، كذلك كان لديَّ "منبه أذان" فأخذ يستمع إليه مراراً وتكراراً وأنا بالخارج؛ ثم أخبرني بعد ذلك برغبته في الإسلام، ففرحت جداً وشجعته، ثم جاء إخوة عدة من المركز الإسلامي لمناقشته في الإسلام وعلى أثرها أعلن الشهادة وهو ابني الوحيد الذي اعتنق الإسلام في الوقت الحالي، وسمى نفسه عمر، وأدعو الله أن يمنَّ على باقي أولادي بنعمة الإسلام.
ما الذي أعجبك في دين الإسلام؟(1/1914)
الإسلام هو الطريق الأكمل والأمثل للحياة، بمعنى آخر: هو البوصلة التي توجه كل مظاهر الحياة في الاقتصاد والاجتماع وغيرها حتى الأسرة وكيفية التعامل بين أفرادها.
ما أكثر الآيات التي أثارت قلبك؟
قوله تعالى: (( هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون )) فهي تعني لي الكثير، وقد ساعدتني وقت الشدة.
ما نوعية الكتب التي قرأتها؟
أحب القراءة جداً، فقد قرأت في البخاري ومسلم والسيرة النبوية، وعن بعض الصحابة والصحابيات بجانب تفسير القرآن طبعاً وكتب غيرها كثيرة.
الخوض في أجواء جديدة له متاعب، فما الصعوبات التي واجهتها؟
كنت أعيش بين أمريكا والفلبين؛ كما أن بناتي جميعهن متزوجات هناك، وعندما أسلمت كان رد ثلاث من بناتي عنيفاً إزاء اعتناقي الإسلام، والباقيات اعتبرنه حرية شخصية، كما أن بيتي وتليفوني روقبا، فقررت الاستقرار في الفلبين، لكن تنكر لي أهل زوجي لأني من قبل كنت مرتبطة بهم لكون أبي وأمي ميتين، لذلك بكيت ثلاثة أيام، وعندما كنت أظهر في الشارع بهذا الزي كان الأطفال ينادون عليَّ بالشيخة أو الخيمة، فكنت أعتبر هذا بمثابة دعوة إلى الإسلام، كما تجنبني كل من يعرفني تماماً.
هل حضرت ندوات أو مؤتمرات بعد اعتناق الإسلام؟
لم أحضر؛ ولكن ألقيت العديد من المحاضرات عنه في الجامعات والكليات بالفلبين، وقد دعيت من قبل رؤساء بعض الدول لإجراء محاورات بين مسلمة ونصرانية لكن لا أحب هذه المحاورات لأن أسلوبها عنيف في النقاش، وأنا لا أحب هذه الطريقة في الدعوة بل أفضل الأسلوب الهادئ لاسيما اهتمامنا بالشخص نفسه أولاً ثم دعوته ثانياً.
ما رأيك فيما يُقال عن خطة عمرها ربع القرن المقبل لتنصير المسلمين؟(1/1915)
بعد قراءتي عن الإسلام وفي الإسلام علمت لماذا الإسلام مضطهد من جميع الديانات؛ لأنه أكثر الديانات انتشاراً على مستوى العالم، وأن المسلمين أقوى الناس لأنهم لا يبدلون دينهم ولا يرضون غيره بديلاً، ذلك أن دين الإسلام هو دين الحق وأي دين آخر لن يعطيهم ما يعطيه لهم الإسلام.
ماذا تأملين لنفسك وللإسلام؟
لنفسي - إن شاء الله - سأذهب إلى إفريقيا، لأدرس بها وأعمل بالدعوة، كما آمل أن أزور مصر لأرى فرعونها الذي ذُكر في القرآن؛ وجعله الله آية للناس، أما بالنسبة للإسلام فنحن نحتاج إلى إظهار صحته وقوته وحسنه وسط البيئات التي يحدث فيها تعتيم أو تشويش إعلامي، كما نحتاج إلى مسلمين أقوياء الإيمان، إيمانهم لا يفتر؛ يقومون بالدعوة إلى الله.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
انشروا هذا الموقع وهو لقسيس أمريكي اعتنق الإسلام وهو الان من كبار الدعاة الى الله وقد أسلم على يديه خلق كثير وقد تسبب هذا الموقع بدخول كثير من الناس الى دين الله ...... انشره ولا تتردد :
http://islamtomorrow.com
القسيس سابقا ...... الداعية الاسلامي الان .... الشيخ يوسف استس وفقه الله تعالى .....
http://islamtomorrow.com/muhammad/images/muhammad_az2.jpg
فقط قم بنشر هذه المواقع ربما تأتي يوم القيامة وقد اسلم على يديك الآف الناس!!!
...........منقول...........
---
الماوردي
11-14-2006, 01:34 PM
أحسنت بارك الله فيك
---
خالد البكري
12-25-2006, 02:57 PM
جزاك الله خير أخي أبو محمد على هذا الموضوع .. وفعلاً قصة جميلة ورائعة
وسوف يتم نشرها بإذن الله ..
---
(1/1916)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > موقع إسلامي ينفرد بجمع حلقات برنامج لمسات بيانية
---
موقع إسلامي ينفرد بجمع حلقات برنامج لمسات بيانية
---
سمر الأرناؤوط
05-07-2004, 10:12 AM
الإخوة الأفاضل
يُسرني أن أعلمكم بأنني ولله الحمد قد جمعت حلقات برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي بالإضافة إلى العديد من الصفحات والبرامج الأخرى كالكلمة وأخواتها للدكتور أحمد الكبيسي فأرجو منكم زيارة للإطلاع وإبداء الرأي بارك الله بكم ونفعنا جميعا بما علّمنا وعلّمنا ما ينفعنا اللهم آمين.
الموقع:
http://www.islamiyyat.com
رابط صفحة لمسات بيانية
http://www.islamiyyat.com/lamsat.htm
---
عبدالرحمن الشهري
05-07-2004, 11:09 AM
مرحباً بكم معنا في ملتقى أهل التفسير
وقد اطلعت على الموقع فألفيته مليئاً بروائع الفوائد والنوادر العلمية. ولو لم يكن فيه إلا محاضرات الأستاذ الدكتور فاضل السامرائي وفقه الله لكفى ، فكيف وهو بعض ما فيه . وقد سبق الإشارة إلى طرف من طرائف التوجيهات البيانية للدكتور فاضل في مشاركة لمسات بيانية في نصوص من التنزيل (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=374) . وكنت ولا زلت أرجو أن نوفق لإضافة المزيد من هذه الفوائد ، غير أن ضيق الوقت يحول دون ذلك.
فلما رأيت ما قمت به أختي الكريمة سعدت بذلك أيما سعادة ، أسأل الله أن يكتب لك الأجر والثواب ، وأن يجعله من العلم النافع الذي تؤجرين عليه. وأرجو أن تتمكني من جمع هذه اللسات أو ما توفر منها على هيئة ملف وورد ليتم وضعه في المكتبة لدينا ولدى موقع صيد الفوائد وغيرها ، ويستفاد منه بشكل أكبر وأوسع وفقك الله لكل خير.
---
سمر الأرناؤوط
05-07-2004, 03:51 PM
أخي الفاضل بارك الله فيك(1/1917)
سررت جداً بردك الطيّب وأحمد الله أن جعلني وسيلة لطباعة هذه اللمسات من الدكتور فاضل الذي يشهد له القاصي والداني بسعة علمه وفهمه وإخلاصه الواضح في تقصي هذه اللمسات الرائعة في كتاب الله الكريم.
وأود أن أبشرك بأن بصدد جمع كل الملفات موجودة في ملفات وورد وسأنتهي منها قريباً بإذن الله فأرجو أن تخبرني بالطريقة التي تفضلها لإرسال الملفات عندما تجهز.
وإن أردت بإمكاني إضافة بعض هذه اللمسات بشكل دوري في هذا الملتقى المبارك. لأن هدفي من جمع هذه اللمسات هو نشرها على أكبر قدر من المسلمين المتعطشين لهذه اللمسات الرائعة في كتاب الله الكريم. وأسفت عندما رفضت قناة الشارقة الإعلان عن إسم الموقع خلال البرنامج مع العلم أن الناس يتصلون للسؤال عنه (بحجة الدعاية) مع العلم أن المقدم أخبر المشاهدين بوجود موقع يضم الحلقات لكن لم يعلن عن إسمه ولقد وصلني من مدير عام الإذاعة والتلفزيون عدد من فاكسات التهنئة بهذا العمل الذي قمت به لكن ماذا نقول؟ الله المستعان . وقد باءت كل محاولاتي بأن يعلنوا عنه بالفشل فاحتسبت الأمر عند الله وسألته أن يلهمني الطريقة الأفضل لنشر هذا الموقع .ولهذا السبب تراني أحاول أن أيحث عن أفضل المواقع الإسلامية المباركة لعرض الموقع حتى يتعرف عليه القارئ وينهل من هذا المعين.
أثقلت عليك بالتفاصيل فعذراً ولي رجاء هو أني أتمنى أن تشرّفني بتوقيع سجل الزوار في موقعي في زيارتك القادمة التي أتمنى أن تكون قريبة لأن رأيكم به يهمني خاصة وأنه من أخ فاضل متمرّس في هذا المجال بارك الله فيكم وفي جهودكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أختكم في الله
---
عبدالرحمن الشهري
05-07-2004, 05:37 PM(1/1918)
جزاك الله خيراً ، وإن رأيتِ كلما سنحت لك فرصة أن تتحفينا بهذه اللمسات على حلقات بعنوان (لمسات بيانية في نصوص من التنزيل (1) (2) (3) وهكذا . بحيث تقرأ كل لمسة بمفردها في ملتقى أهل التفسير لكان هذا عملاً رائعاً نسعد جميعاً بمتابعته والانتفاع به.
وأما بعث الملف بعد اكتماله فيمكن إرساله على بريد الشبكة info@tafsir.net وسيقوم القائمون على الشبكة بإضافته للمكتبة بإذن الله ولك كل الشكر والتقدير.
---
(1/1919)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > برامج الحاسب الآلي هل تغني عن اقتناء الكتب؟
---
برامج الحاسب الآلي هل تغني عن اقتناء الكتب؟
---
أحمد القصير
06-10-2003, 01:10 AM
هذا الموضوع مطروح للنقاش .
وصورته :
أن كثيراً من الباحثين يكتفي بأخذ المعلومة من برامج الحاسب دون الرجوع للمصادر الأصلية .
وذلك لأسباب ، منها :
1- أنه يصعب عليه اقتناء جميع الكتب التي يحتاج إليها في بحثة وذلك لكثرتها وارتفاع تكلفتها .
2- سرعة وسهولة الوصول للمعلومة .
3- الوقوف على عدد أكبر من المصادر للمادة التي يبحث عنها ، خاصة في تخريج الأحاديث ، والتراجم .
4- وغير ذلك من الأسباب .
فهل هذه الطريقة صحيحة ؟ وهل تغني هذه البرامج عن الرجوع للمصادر الأصلية ؟
وهل ينتقد الباحث على هذه الطريقة ؟
اطرح هذا الموضوع للأخوة أعضاء الملتقى لنتعرف على وجهات نظرهم حيال هذه القضية ، وبيان سلبيات وإيجابيات الاعتماد على برامج الحاسب دون الرجوع للمصادر الأصلية .
---
عبدالرحمن الشهري
06-13-2003, 01:25 AM
أخي العزيز أحمد القصير وفقه الله ونفع به
أنت تسأل عن رأي كل منا في هذا الأمر ، والذي أراه في هذا الأمر هو أن .. كل الشموع مهما كانت مضيئة لا تغني عن ضوء الشمس ! ولا يستغني طالب العلم عن الرجوع للكتاب الأصلي وتقليبه والتحقق من المعلومة فيه.(1/1920)
وأما برامج الحاسب الآلي فينتفع بها في البحث السريع كما تفضلتم في مقال لكم – وفقكم الله - شرحتم فيه أهم ما يحتاجه طالب العلم من برامج الحاسب الآلي ، وينتفع بها في معرفة المصادر ، والتحقق من شمولية البحث الذي بحثه الباحث ، ثم هو بعد ذلك يعود للكتب الأصلية. وإن كانت هذه الطريقة قد أفقدت كثيراً من طلاب العلم لذة الوصول إلى المعلومة ، وما يلقى الطالب في طريقه من الفوائد والمسائل. وكم مرة بحثت عن مسألة ، فلقيت في طريقي مسألة ذهبت بي بعيداً عن الطريق فقعدت تحت ظلها ونسيت المسألة الأصلية. وهذا لا تجده في أقراص الليزر (المفترة!!).
والسبب في ذلك أمور :
الأول : أن البرامج ليست على درجة واحدة في الدقة والتثبت في الإحالة ، وأدقها برنامج (جامع الفقه الإسلامي) لا تستطيع أن تعتمد عليه في الإحالة بالجزء والصفحة مع ما بذلوا وفقهم الله. ولا زالت صناعة البرامج العربية تشكو من إعواز شديد ، وإن كان هناك بوادر صحوة برمجية للشركات الإسلامية يسر الله اكتمالها.
الثاني : أن برامج الحاسب الآلي كما تعلم كثيرة الأعطال ، سريعة التلف ، فهي تخذلك أحوج ما تكون إليها ، أما الكتاب فأمره كما تعلم.
الثالث : أن الاكتفاء بالبرامج لا يصنع طالب علم ، مع كثرة ما ينتج من البرامج المعينة على تحفيظ القرآن وترتيله ، إلا أن لأخذ العلم طرقاً أصلية لا يستغنى عنها ، وأما الحاسب الآلي فهو من المكملات والمتممات لذلك.
الرابع : أما طالب العلم إذا كان لا يملك من المال ما يمكنه من شراء المراجع ، ففي رأي يمكنه الاستعانة بالبرامج والموسوعات الحاسوبية في الإحالة على المصادر الأصلية ، ثم يعود هو بعد ذلك إلى الكتب - ولا بد - في المكتبات العامة وهي متيسرة في أغلب البلاد.(1/1921)
والخلاصة أن إعطاء كل شيء ما يستحقه هو السبيل القويم ، فلا إفراط ولا تفريط. فهذه البرامج قد سهلت الطريق إلى العلم ، ولكنها لا تصنع طالب علم متمكن. لأن ما يأتي بسهولة يذهب كذلك ، والعكس صحيح.
---
مساعد الطيار
06-13-2003, 05:21 PM
الأخ الفاضل أحمد القصير
أشعر بأن جواب سؤالك مبطَّنٌ فيه ، وهو أنه لا يمكن الاستغناء عن الكتب ببرامج الحاسب الآلي مطلقًا .
لكن لو كان طرح المسألة بصورة أخرى ، وهي : كيف يستفيد طالب العلم من الأقراص المدمجة ؟
أرى أن ذلك أسلم .
ومن المعلوم أن من أهم فوائد هذه الأقراص :
1 ـ جمع المعلومة من مصادر شتى ، ومظانٍ لا تخطر على ذهن الباحث .
2 ـ سرعة الوصول إلى المعلومة .
ولا يخفى ما طرحه الأخ عبد الرحمن من وجود مشكلات كثيرة في هذه الأقراص إلا ما ندر .
ولكم تحياتي، والسلام .
---
(1/1922)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > شارك في نقد كتاب(جمع القرآن) للمستشرق جون جلكرايست. الفصل الثاني
---
شارك في نقد كتاب(جمع القرآن) للمستشرق جون جلكرايست. الفصل الثاني
---
د. هشام عزمي
04-16-2004, 04:29 PM
2-أول جمع للقرآن في عهد أبي بكر
إذا كان محمد قد ترك بالفعل نصا كاملا و مجموعا كما يزعم العلماء المسلمون (عبد القادر عبد الصمد مثلا‚ انظر الفصل 6) فلماذا كانت هناك حاجة إلى جمعه بعد وفاته؟ لقد كان فعلا من المنطقي أن لا تبدأ عملية الجمع إلا بعد أن تنتهي الرسالة بموت الرسول. الرواية الشائعة حول جمع القرآن في أول الأمر تنسب هذا العمل إلى زيد بن ثابت الذي كان من بين الصحابة الذين كانت لهم دراية عميقة بالقرآن.
سنرى فيما بعد أن هناك أدلة كثيرة على أن صحابة آخرون قاموا هم كذلك بجمع القرآن في المصاحف بشكل مستقل عن زيد و ذلك بعد وفاة محمد بفترة وجيزة لكن المشروع الأكثر أهمية هو ذلك الذي قام به زيد لأنه تم بأمر رسمي من أبي بكر أول خليفة في الإسلام. كتب الحديث النبوي أعطت أهمية بالغة لهذا الجمع الذي قام به زيد بن ثابت و النص الذي نتج عنه هو الذي أصبح ذا طابع رسمي في خلافة عثمان.
بعد وفاة محمد مباشرة ارتدت بعض القبائل العربية عن الإسلام بعدما كانت قد اعتنقته منذ مدة قصيرة. على إثر هذا اضطر أبو بكر إلى إرسال جيش مكون من أوائل المسلمين لإخضاعها. فقامت معركة اليمامة التي سقط فيها عدد من صحابة محمد الأقربون الذين أخذوا القرآن مباشرة من عنده. الحديث التالي يصف لنا ما حدث بُعيد هذه الأحداث:(1/1923)
"حدثنا موسى بن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت رضي اللهم عنهم قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي اللهم عنهم إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى اللهم عليه وسلم قال عمر هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى اللهم عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى اللهم عليه وسلم قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي اللهم عنهمما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ) حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي اللهم عنهم"
(صحيح البخاري-كتاب فضائل القرآن-4603 باب جمع القرآن-) {نفس الحديث نجده مكررا في كتاب الأحكام رقم 6654 و في كتاب تفسير القرآن رقم 4311}
انتهى الأمر بزيد بن ثابت إلى قبول الفكرة مبدئيا بعد إقناع أبي بكر و عمر إياه بضرورة الأمر و قبل أن يجمع القرآن في كتاب واحد. يتضح جليا من خلال هذه الرواية أن جمع القرآن كان أمرا لم يقم به "رسول الله".(1/1924)
إن تردد زيد إزاء المهمة التي أسندت إليه كان سببه من جهة كون محمد نفسه لم يهتم بجمع القرآن و من جهة أخرى ضخامة المشروع. هذا ما يظهر أن المهمة لم تكن بالسهلة بتاتا. فإذا كان زيد يحفظ القرآن جيدا و يعرفه بأكمله عن ظهر قلب و لا يجهل أي جزء منه و إذا كان عدد من الصحابة يتوفرون كذلك على مقدرة هائلة في مجال الحفظ والإستظهار فإن عملية جمع القرآن لن تكون إلا سهلة {خلافا لما جاء في حديث البخاري المذكور أعلاه}. فلم يكن على زيد إلا أن يكتب ما كان يحفظ من القرآن في ذاكرته و يطلب من الصحابة أن يضبطوا ما كتب. يزعم ديزاي و بعض الكتاب الأخرون أن كل الحفاظ من أصحاب محمد كانوا يعرفون القرآن بأكمله عن ظهلر قلب‚ كلمة كلمة و حرفا حرفا و ذهب ديزاي بعيدا في مزاعمه حيث قال أن هذه القدرة الهائلة على حفظ القرآن هي موهبة إلاهية : "إن قوة الذاكرة ملكة وهبها الله للعرب لدرجة أنهم كانوا يحفظون الألاف من أبيات الشعر ببالغ السهولة. الإستعمال الكامل لهذه الموهبة هو ما مكن من حفظ القرآن و صيانته من الضياع"(1)(Desai, The Quraan Unimpeachable, p.25)(1/1925)
يذهب بعد هذا إلى وصف استظهار القرآن بأنه "قوة حفظ ذات طبيعة إلهية". النتيجة المنطقية لهذا الزعم هي أن جمع القرآن كان من أسهل الأمور. فإذا كان زيد و القراء الأخرون يعرفون القرآن بكامله حتى أخر كلمة منه بدون أي غلط أو نقصان و برعاية ربانية <هذا مزعم العلماء المسلمين> فمن غير المعقول أن نجده <أي زيد> يقوم بجمع القرآن بالشكل الذي فعله. فعوض أن يعتمد فقط على ذاكرته مباشرة نجده يبحث عن النصوص في مختلف المصادر : "فتتبعت القرآن أجمعه من العسب و اللخاف و صدور الرجال حتى وجدت أخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ) حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي اللهم عنهم" ( صحيح البخاري-كتاب فضائل القرآن-4603 )
لقد رأينا سابقا أن القرآن كان وقت وفاة محمد مفرقا بين ما كان في ذاكرة الصحابة و ما كان مكتوبا على مختلف المواد التي كانت تستعمل أنذاك في الكتابة. إلى هذه المصادر لجأ الصحابي الشاب حين كان يُعِد لجمع القرآن في مصحف واحد. المصدران الرئيسيان من بين المصادر التي ذكرت هما "الرقاع" و "صدور الرجال" (السيوطي - الإتقان في علوم القرآن). لم يعتمد زيد على ذاكرة الناس فقط بل اعتمد كذلك على ما كان مكتوبا أيً كانت طريقة كتابته (اللخاف أي الحجارة الرقاق الخ.. ) و التجأ إلى كثير من الصحابة و إلى جميع المواد التي كانت أجزاء من القرآن مكتوبة عليها. لم يكن هذا تصرف شخص يعتقد أن الله وهبه ذاكرة خارقة للعادة يمكنه الإعتماد عليها كليا في مهمته بل تصرف كاتب نبيه كان يريد جمع القرآن من جميع المصادر الممكنة. كان هذا تصرف رجل يعي كل الوعي أن النص القرآني كان متناثرا في أماكن عدة لدرجة أنه وجب جمع كل ما أمكن جمعه من أجل الحصول قدر المستطاع على نص كامل نسبيا.(1/1926)
أقدم الروايات في الإسلام تبين لنا بوضوح أن زيدا قام ببحث على نطاق واسع بينما نجد أن علماء متأخرين زعموا أنه اعتمد على ما دُون كتابيا على مختلف المواد -عظام الحيوانات‚الرقاع‚جلود الحيوانات الخ..- التي كانت محفوظة في بيت محمد. زعموا أن زيدا لم يفعل شيئا أكثر من جمعه لهذه النصوص من أجل الإحتفاظ بها في موضع واحد.
يقول الحارث المحاسبي في كتاب "فهم السنن" إن محمدا كان يأمر بكتابة القرآن و لذلك حين أمر أبو بكر بجمع القرآن في مصحف واحد وُجِدت المواد التي كان مكتوبا عليها "في دار رسول الله التي نزل فيها" (السيوطي‚ الإتقان) فجُمِعت و حُدِّدت لكي لا يضيع منها شيء. لكن يتضح من خلال ما دُوِّن في إطار الحديث النبوي أن زيدا قام ببحث واسع النطاق عن هذه المواد التي كتبت عليها أجزاء من القرآن. ديزاي يجاحد قائلا إن البحث الذي قام به زيد كان مقتصرا على المواد التي كُتب عليها القرآن "بين يدي رسول الله" لأن زيدا كان هو الصحابي الوحيد الذي أتيحت له الفرصة لكي يكون جنب محمد حين جاءه جبريل و رتل معه القرآن آخر مرة (Desai, The Quraan Unimpeachable, p.18) يضيف ديزاي أنه رغم وجود نصوص قرآنية أخرى في تلك الفترة فهي كانت لم تكن تتوفر على مصداقية كاملة لأنها لم تكتب تحت الإشراف المباشر لمحمد لكن كتبت من طرف أصحابه الذين اعتمدوا في ذلك على ما استطاعوا حفظه في ذاكراتهم. يمتنع ديزاي عن إعطاء أية دلائل أو نصوص من أي نوع كانت و لا يُرينا المصادر التي اعتمد عليها في البرهنة على مزاعمه و التي من المفروض أن تكون من أقدم ما دُوِّن من التراث الإسلامي. في الواقع كون القرآن عُرض مرتين في آخر المطاف كان سرا لم يبح به محمد سوى لابنته فاطمة الزهراء ( صحيح البخاري-كتاب فضائل القرآن) {قال مسروق عن عائشة عن فاطمة عليها السلام أسر إلي النبي صلى اللهم عليه وسلم أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وإنه عارضني العام مرتين(1/1927)
ولا أراه إلا حضر أجلي}
فكيف أمكن أن يكون هذا سرا إذا كان زيد بن ثابت حاضرا في هذه المناسبة؟
في نفس السياق نعرف من خلال أقدم ما دُوِّن حول جمع القرآن في خلافة أبي بكر أنه لم يكن هناك أي تمييز بين ما كتب من القرآن تحت إمرة محمد أو غيره من المصادر و لا شيء يوحي بأن زيدا اعتمد على الأول دون الثاني. كما سنرى لاحقا هذه تفاسير حديثة العهد نسبيا الغرض منها التأكيد على أن القرآن جمع في ظروف مثالية لكنها لا ترتكز على أية نصوص قديمة و أصيلة للبرهنة على مزاعمها.
هناك حكايات مفادها أنه كلما نزل شيء من القرآن كان محمد يطلب من كتابه و من بينهم زيد أن يكتبوه ( صحيح البخاري-كتاب فضائل القرآن 4606 على سبيل المثال)
{حدثنا عبيدالله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ) ( والمجاهدون في سبيل الله ) قال النبي صلى اللهم عليه وسلم ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة ثم قال اكتب ( لا يستوي القاعدون ) وخلف ظهر النبي صلى اللهم عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى قال يا رسول الله فما تأمرني فإني رجل ضرير البصر فنزلت مكانها (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) ( والمجاهدون في سبيل الله ) ( غير أولي الضرر )}
لكن لا شيء يؤكد أن القرآن كان مجموعا بأكمله في بيته. هناك أيضا روايات عديدة في كتاب المصاحف لابن أبي داود تشير إلى أن أبا بكر كان أول من قام بتدوين القرآن نذكر من بينها : "حدثنا عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص قال حدثنا خلاد قال حدثنا سفيان عن السدى عن عبد خير عن علي قال : رحمة الله على ابي بكر كان أعظم الناس أجرا في جمع المصاحف‚ و هو أول من جمع بين اللوحين. " (كتاب المصاحف‚ ص 5). هنا أيضا نجد أدلة قوية على أن أشخاصا آخرين سبقوا أبا بكر لجمع القرآن في مصحف واحد :(1/1928)
"عن بن بريدة قال : أول من جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حديفة" (السيوطي - الإتقان في علوم القرآن). سالم هذا كان من بين أربعة رجال أمر محمد أصحابه أن يأخذوا القرآن عنهم (صحيح البخاري-كتاب فضائل القرآن 4615 و كتاب المناقب 3524) و{ حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو عن إبراهيم عن مسروق ذكر عبدالله بن عمرو عبدالله بن مسعود فقال لا أزال أحبه سمعت النبي صلى اللهم عليه وسلم يقول خذوا القرآن من أربعة من عبدالله بن مسعود وسالم ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب} كان من القرأء الذين قتلوا في معركة اليمامة. بما أن أبا بكر لم يأمر بجمع القرآن إلا بعد هذه المعركة فمن البديهي إذا أن سالما سبق زيد بن ثابت لجمع القرآن.
ها هو الفصل الثاني من الكتاب و بانتظار تعليقاتكم . و أرجو ألا أكون قد تسرعت .
---
مساعد الطيار
04-17-2004, 11:13 AM
أخي الكريم /د.هشام
أود أن أقترح لهذا الموضوع اقتراحا لعله أن يكون أنفع لمتابعة الموضوعات التي ستطرحونها ، وهو كالآتي :
ـ تقسم موضوعات الكتاب على مشاركات مستقلة
ـ ويكون لكل مشاركة عنوان مستقل تذكر فيه صفحات الكتاب المنقود ، وعنوان الكلام المنقود ، مثلاً :
يكون عنوان المشاركة الأولى : (1) مقدمة كتاب جمع القرآن ( ص1 ـ ص7 )
ويكون عنوان المشاركة الثاني : (2) جمع القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ( ص 8 ـ 13 )
وهكذا تكون المشاركة في كل موضوع مستقلة ، ولا تتداخل المشاركات فيما لو أراد مشارك أن يشارك في التعليق على المقدمة ، وجزاكم الله خيرًا .
---
مساعد الطيار
04-23-2004, 01:41 PM
أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فأرجو الصبر على أفراد هذا الملتقى ، وليكن مشروعك طويل الأجل ، وإني لأشكرك على حرصك ، وأدعو نفسي والإخوة إلى المشاركة في هذا الموضوع ، ولو تكرَّر الردُّ .(1/1929)
كما أدعو بأن لا يحقر الإنسان نفسه في التعبير عن فهمه لما يُطرح وردِّه عليه ، فلربما ألهمه الله ووفقه لما لم يوفِّق إليه غيره .
وأتمنى الاستفادة من كتاب جمع القرآن لمحمد شرعي أبو زيد على هذا الرابط
http://www.khayma.com/sharii/
فإنه سيفيد جدُّا في نقد كلام المستشرق .
وأتمنى من الإخوة الذين عندهم قدرة نقدية أن يشاركوا في النقد ، والله يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى .
وليعلم الإخوة المشاركون أنه سيكون هناك تنقيح لهذه الردود وجمعها بعد تحريرها في زاوية في هذا الملتقى تكون أنموذجًا للأعمال الجماعية التي يقوم بها أعضاء هذا الملتقى .
والله أسأل أن يتمَّ هذا المشروع ، وأن يبارك فيه ، إنه سميع مجيب .
---
الخطيب
04-24-2004, 10:51 PM
رد الشبهات عن الفصل الثاني
يقول جون جلكرايست:
إذا كان محمد قد ترك بالفعل نصا كاملا و مجموعا كما يزعم العلماء المسلمون (عبد القادر عبد الصمد مثلا‚ انظر الفصل 6) فلماذا كانت هناك حاجة إلى جمعه بعد وفاته؟
التحليل والنقد
ينبغي هنا التفريق بين مسألتين:
هل ترك النبي صلى الله عليه وسلم نصا كاملا ؟
والجواب عن بالإيجاب بلا مراء ، ولسنا بحاجة إلى تقديم أدلة لأن الشأن في هذا قاطع واضح وعلى النافي تقديم أدلته ، فالمثبت هنا مقدم على النافي ، خصوصا أن المثبت مؤيد بالماضي والحاضر حيث نقل إلينا هذا القرآن كاملا متواترا دون زيادة أو نقصان ولا زال الحاضر يدعم ذلك بقوة ، وليختبرنا المختبرون بزيادة حرف في القرآن أو نقصه ليعرف بعدها كيف سينكشف حاله ويفتضح أمره.
وأما الشق الثاني(1/1930)
هل ترك النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مجموعا في مكان واحد وليكن هذا المكان بيوته صلى الله عليه وسلم كما ذكر بعض العلماء ( ينظر: مناهل العرفان 1/ 240 ) ويشير إليه كلام الحارث المحاسبي في فهم السنن الذي قال فيه: كتابة القرآن ليست بِمحدثةٍ؛ فإنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مُفَرَّقًا في الرِّقاع والأكتاف والعُسُب، فإنَّما أمر الصِّدِّيق بنسْخِها من مكانٍ إلى مكانٍ مجتمعًا، وكان ذلك بِمنْزلة أوراقٍ وُجِدت في بيت رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فيها القرآن منتشرٌ، فجمَعَها جامعٌ وربطها بخيطٍ، حتى لا يضيع منها شيءٌ.أ.هـ
والجواب – من وجهة نظري - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات والقرآن الكريم غير مجموع في مكان واحد لا في بيته ولا خارجه وأدلتي على ذلك متعددة سأسردها بعد نقل خبر جمع القرآن في عهد أبي بكر كما هو في صحيح البخاري:(1/1931)
بالسند المتصل أخرج البخاري في صحيحه: " أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ t ، وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ، قال: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ، فَقال: أَبُو بَكْرٍ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقال: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرْآنِ، إِلاَّ أَنْ تَجْمَعُوهُ، وَإِنِّي لأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ. قال: أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ r ؟ فَقال: عُمَرُ هُوَ وَاللهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللهُ لِذَلِكَ صَدْرِي، وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ. قال زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لاَ يَتَكَلَّمُ. فَقال أَبُو بَكْر:ٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ وَلاَ نَتَّهِمُكَ، كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ r ، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ. فَوَاللهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ. قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلاَنِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ r ؟ فَقال أَبُو بَكْر:ٍ هُوَ وَاللهِ خَيْرٌ. فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ، حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِه: } لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا(1/1932)
عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ{ إِلَى آخِرِهِمَا. وَكَانَتِ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَر " ( البخاري ، كتاب تفسير القرآن باب { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } )
ومن خلال هذا الخبر وغيره نستنتج صحة دعوى عدم جمع القرآن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وهاكم الأدلة:
أولا- لو كان هذا الكلام صحيحا لكان القرآن مجموعا بالفعل ولما استنكر كل من أبى بكر وزيد فكرة الجمع حين عرضت عليهما للوهلة الأولى قبل المراجعة والإقناع حيث قال أبو بكر لعمر:" كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ r ؟ " وقال زيد لأبي بكر وعمر : " كَيْفَ تَفْعَلاَنِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ r ؟ "
وفي توجيه ذلك يقول القاضي أبو بكر في نكت الانتصار: وجهُ ذلك – أي وجه هذا الاعتراض- أنَّهما لم يَجدا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بلغ في جمعه إلى هذا المقدار، بل كان في الأكتاف والعُسُب، ...، إلى أن تُوُفِّي صلى الله عليه وسلم والحال على ذلك، فكَرِهَا أن يَجمعاه على وجهٍ يُخالف ذلك؛ كراهةَ أن يُحِلاَّ أنفسهما مَحلَّ مَنْ تَجَاوَزَ احتياطُه للقرآن احتياطَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، فلمَّا نبهَّه عمرُ وخوَّفه من تغيُّر القرآن، وأنَّ فِعْلَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم ليس على وجه الوجوب،ولا تركُهُ لِما تَرَكَ منه على وجه الوجوب، رَأَيَا صوابَ ذلك الرأي فَسَارَعَا إليه.أ.هـ
قلت – أنا العبد الفقير - :(1/1933)
هذا الكلام يبدو عليه التكلف ويتجاهل إلى حد كبير ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من حصافة وقدرة على الاجتهاد وبعد النظر فلا يليق أن يعترض كل من أبي بكر وزيد على فكرة الجمع لا لسبب إلا لأن المكتوب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في العسب واللخاف والمطلوب منهما أن يجمعاه في صحف متساوية فماذا في ذلك من مخالفة والذي يراجع تاريخ الصحابة يجد أنهم قد اجتهدوا في مسائل عديدة حتى في حياة النبي صلى الله علي وسلم في جرأة ووعي يحسب لهم فعندما قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة الأحزاب : " لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة " ( أخرجه البخاري ) فهم كثير من الصحابة أنه صلى الله عليه وسلم قد قصد بذلك حثهم على الإسراع إلى النيل من بني قريظة وليس معناه أنه لو أدركتهم صلاة العصر وهم في طريقهم إلى بني قريظة فعليهم أن يؤخروا الصلاة عن وقتها حتى يصلوا إلى بني قريظة فيصلوها هنالك وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم بصنيعهم هذا فلم يعنفهم .
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم اجتهد الصحابة في مسائل عديدة وليس أجرأ من أن يلغي عمر رضي الله عنه سهم المؤلفة قلوبهم من مستحقي الزكاة مع ورود ذلك في القرآن، وأن يعطل حد السرقة في عام الرمادة وأن يقوم أبو بكر بمقاتلة مانعي الزكاة مع تذكير عمر إياه بقول النبي صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله " لكن أبا بكر يصر على مقاتلتهم ويقول: " والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه." ( أخرجه مسلم )
· وفي رأيي أن مرجع اعتراض كل من أبي بكر وزيد على فكرة الجمع نفسه هو لأن الفكرة في الأصل لم تكن مسبوقة وليس بسبب اختلاف شكل الجمع وهيئته(1/1934)
ثانيا – قول زيد: " فَوَاللهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ. " ولما أعلن زيد عن ثقل هذه المهمة التي أوكلت إليه لكن كل ذلك قد حدث فهو إذن قرينة على أن المكتوب ما كان يوضع في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو على الأقل لم يوضع كله بل كان مفرقا عند الصحابة الكتبة سواء منهم من كانوا يكتبون لخاصة أنفسهم أو من كانوا يكتبون بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثالثا – يدل لذلك أيضا قول زيد " فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ" ( البخاري ، كتاب تفسير القرآن باب { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } ) إذ لو كان القرآن مجموعا في مكان واحد لما كانت هناك حاجة للتتبع بل لما كانت هناك حاجة إلى هذا الجمع البكري من أصله فكان يكفي النسخ من هذه الأشياء الموجودة في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون حاجة إلى إشهاد للوثوق بما في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بالإشهاد وهو متوفر عن طريق الكتبة والمتعلمين.
رابعا- قال السيوطي في الإتقان: قال الدير عاقولي في فوائده : حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد عن زيد بن ثابت قال : قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء .
فهذه الرواية نص في صحة الدعوى
خامسا- أخرج ابن أبي داود بسند حسنٍ عن عبْدِ خَيْرٍ عن علِيٍّ t قال: " رحمةُ اللهِ على أبي بكرٍ؛ كانَ أعظمَ الناسِ أجرًا في جمع المصاحفِ، وهو أوَّل من جمع بين اللَّوْحَيْن ِ"
وهي رواية قاطعة بأن أبا بكر أول من جمع القرآن(1/1935)
والحاصل أن جمع القرآن بمعنى جمع متفرقه مكتوبا فى مكان واحد كان أول ما كان فى عهد الصديق رضى الله عنه مع يقيننا بأن القرآن كله قد كتب بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه لم يجمع ما كتب كله لا في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في بيت غيره من الصحابة لعدم الحاجة إلى ذلك من جهة ولطبيعة النزول المنجم للآيات داخل سورها من جهة أخرى ، وقد تنبه إلى ذلك كثير من العلماء منهم القسطلاني الذي قال ( في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (7/446) : " وقد كان القرآن كله مكتوبًا في عهده صلى الله عليه وسلم ، لكن غير مجموع في موضع واحد، ولا مرتب السور " وأكد عليه الدكتور محمد عبد الله دراز حين قال في كتابه مدخل إلى القرآن الكريم ص 35: وكما أن الرسول لم يكن عنده شيء مكتوب فلم يكن عند الأفراد في هذه الحقبة نسخة واحدة كاملة من القرآن وإنما كانت المخطوطات متفرقة ومبعثرة بين المؤمنين أ.هـ
أعتقد أن هذا الرأي مدعوم بأدلة كافية ، إضافة إلى أنه يجنبنا مغبة القول بتعدد مرات الجمع التي تسدي إلى المشتبه المغرض معروفا كبيرا لأنها توحي بأن الجمع لم يكتمل في أي مرة من المرات ولذا احتيج إلى إعادته أكثر من مرة
ففي رأيي – والله أعلم – أن القول بأن القرآن الكريم قد جمع ثلاث مرات أغلوطة يجب أن ننزه عنها أقلامنا وألستنا صيانة وحفظا لكتاب ربنا من عبث العابثين وطعن الطاعنين ، فما تم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو تدوين للقرآن في مواد خام أولية منها العسب واللخاف وجريد النخل ....إلخ بدون جمع في مكان واحد ، وأما عثمان رضي الله عنه فقد نسخ مصاحفه من مصحف أبي بكر ولم يقم بجمع القرآن فلماذا يجمع ما هو مجموع ؟(1/1936)
فكم يروقني القول بأن عثمان رضي الله عنه جمع الناس على مصحفه الذي نسخه بهيئة استوعبت ما احتمله الرسم من الأحرف السبعة ، لا أنه جمع القرآن في مصحفه حيث هو مجموع من عهد أبي بكر رضي الله عنه ، ومن ثم لا يبقى خالصا إلا جمع واحد للقرآن هو الجمع البكري فالقرآن جمع مرة واحدة لا مرات ثلاث والله أعلم
ومن ثم أقترح حال حديثنا عن تاريخ تدوين القرآن وكتابته أن نعتمد هذا النسق:
· تدوين القرآن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
· جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه
· نسخ المصاحف في عهد عثمان رضي الله عنه
عوضا عن هذا النسق:
· جمع القرآن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
· جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه
· جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه
لي عودة بمشيئة الله لتتمة المناقشة
---
د. هشام عزمي
04-25-2004, 04:13 AM
قال المنصر جلكرايست ..
في نفس السياق نعرف من خلال أقدم ما دُوِّن حول جمع القرآن في خلافة أبي بكر أنه لم يكن هناك أي تمييز بين ما كتب من القرآن تحت إمرة محمد أو غيره من المصادر و لا شيء يوحي بأن زيدا اعتمد على الأول دون الثاني.
فهل هناك ما يناقض قوله هذا ؟؟ و بفرض صحته فما هو الرد عليه ؟
---
د. هشام عزمي
05-01-2004, 01:53 AM
للرفع رفع الله أقداركم !!!!!!!!!!!!!!!
---
د. هشام عزمي
06-06-2004, 12:07 AM
كاتب الرسالة الأصلية : د. هشام عزمي
للرفع رفع الله أقداركم !!!!!!!!!!!!!!!
---
سليمان داود
06-07-2004, 02:05 PM
للرفع رفع الله أقداركم !!!!!!!!!!!!!!!
---
معاذ الرفاعي
06-07-2004, 04:03 PM
اسمحوا لي باقتراح تنظيمي لتتم الفائدة إن شاء الله
ماذا لورشحتم محررا من البداية يقرأ الفصل ويحرر الشبهات الواردة فيه شبهة شبهة وحبذا لوتكون مرقمة ليسهل الرجوع إليها أثناء المناقشات ، وتكون مهمة المحرر أيضا تحرير الردود وتنسيقها ، ولا شك إن مهمة المحرر مهمة شاقة لكنها أساسية ومحورية فيما أرى(1/1937)
فما رأيكم
---
حسام مجدي
06-24-2005, 09:36 PM
فعلا ما رأيكم ؟؟
---
(1/1938)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير ابن مردويه
---
سؤال عن تفسير ابن مردويه
---
مهاجر
09-29-2006, 08:23 AM
بسم الله
السلام عليكم
كل عام وأنتم بخير
أين أجد تفسير ابن مردويه ، رحمه الله ، وهل هو مظنة للروايات الضعيفة .
وجزاكم الله خيرا
---
أحمد البريدي
09-29-2006, 01:51 PM
أخي الكريم : تفسير ابن مردويه , في عداد المفقودات فيما أعلم , لكن ذكر ابن كثير في تفسيره جملة من مرويات هذا التفسير بالإسناد فلعل هذا يفيدك .
أما هل هو مظنة للروايات الضعيفة , فنعم .
---
الراية
09-29-2006, 01:54 PM
والحافظ السيوطي في الدر المنثور ينقل عنه كثيراً.
---
أحمد البريدي
09-29-2006, 02:01 PM
أخي الكريم الراية : صدقت السيوطي نقل عنه لكن بدون إسناد كما تعلم , فلا يفيد الباحث في الحكم على مروياته .
---
د. أنمار
09-30-2006, 02:10 AM
بل لعل السيوطي ضمن معظم تفسيره في الدر
ولو وجد ترجمان القرآن الذي هو أصل الدر المنثور كما يزعم بعضهم وجوده لسد مسدا عظيما
---
مهاجر
10-03-2006, 02:15 AM
جزاكم الله خيرا أيها الكرام .
---
(1/1939)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > سبب اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن !
---
سبب اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن !
---
عبدالرحمن الشهري
03-01-2004, 07:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من المعروف أن للمستشرقين عناية كبيرة بنشر كتب التراث الإسلامي بعامة ، غير أن جانب تاريخ القرآن الكريم على وجه الخصوص وكتابته وجمعه ، قد لقي عناية خاصة . فأكثر من كتب في تاريخ القرآن للأسف من المستشرقين مثل :
- ريتشارد بل في مقدمة القرآن.
- ودبليو منتجمري واط.
- وريجي بلاشير.
- وجون بيرتون.
- وآرثر جفري في المفردات الأجنبية في القرآن ، ونشر كتاب مقدمتان في علوم القرآن.
- وثيودور نولدكه الألماني في كتابه تاريخ القرآن .ويعتبر كتابه من أشهر وأهم ما كتب في تاريخ القرآن.
- وجولد زيهر.
أو من غير أهل السنة كالزنجاني صاحب تاريخ القرآن ، والعجيب أن الذي طبع كتابه هذا أول مرة هو المجمع العلمي في ميونخ بألمانيا عام 1935م. حتى إنه يقول في مقدمة كتابه :(وفي هذا العصر قامت ألمانيا بعمل عظيم محمود ، ذلك أن المجمع العلمي في ميونخ بألمانيا ، يعنى اليوم عناية خاصة بالقرآن الكريم ، فقد عزم على جمع كل ما يمكن الحصول عليه من المصادر الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه ، وأدلى هذا الأمر إلى الأستاذ برجشتراسر الذي كان قد بدأ بالعمل في حياته ، فلما توفي سنة 1933م عهد المجمع بالسير في هذا المشروع إلى العالم أوتو برتيزل أستاذ اللغة العربية في ميونخ )أهـ.(1/1940)
وقد اعتنى هؤلاء المستشرقون بنشر كتاب التيسير لأبي عمرو الداني ، والمقنع في رسم مصاحف الأمصار مع كتاب النقط للداني ، ومختصر الشواذ لابن خالويه ، والمحتسب لابن جني ، وغاية النهاية لابن الجزري في طبقات القراء ولا تزال طبعته هذه هي المعتمدة ! وكتاب معاني القرآن للفراء ، وغير ذلك من الكتب التي تبحث في هذا الجانب من الدراسات القرآنية.
كل هذه الجهود رغم أهميتها ، تثير الشك في سبب عناية هؤلاء المستشرقين بتاريخ القرآن ، وقد كتبت دراسات كثيرة ولله الحمد حول أعمالهم وتحقيقاتهم ونشرهم لكتب التراث بعامة ، وكتب الدراسات القرآنية بصفة خاصة. من أهمها فيما اطعلت عليه ما كتبه الدكتور عمر رضوان بعنوان آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره في مجلدين وهي رسالة دكتوراه حصل عليها من قسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض.
وقد وجدت لفتة لهذا الأمر للشيخ الجليل ، عبدالله بن يوسف الجديع في كتابه الممتع المقدمات الأساسية في علوم القرآن يقول فيها :(ومنذ سنين طويلة وأنا أتساءل عن سبب حرص المستشرقين على الكتب التي صنفها بعض علماء الإسلام فيما يتصل بنقل القرآن ، ولا أجد الجواب يرجع إليَّ إلا أن هؤلاء حاقدون على دين الإسلام ، لهم مقاصد سوءٍ ، يبحثون عن طريق للطعن على القرآن ، فتراهم أول من اعتنى مثلاً بنشر كتاب المصاحف لأبي بكر بن أبي داود السجستاني ، وهو كتاب مفيد للمشتغلين بالعلم ، مصنفه إمام ابن إمام ، فقصد هؤلاء إلى نشره وترجموه إلى بعض لغاتهم ، ظناً منهم أنهم وجدوا فيه بعض مرادهم ، لما تضمنه من حكاية قصة جمع القرآن والمصاحف التي كانت عند بعض الصحابة مما فيه اختلاف حرف أو ترتيب عن مصاحف المسلمين ، وقد شرحتُ أنه ليس من ذلك شيء فيه مطعن على القرآن العظيم.(1/1941)
وهؤلاء المستشرقون مساكين كإخوانهم من أهل البدع ، لا يدرون ما الأسانيد ، ولا يميزون صحيح نقل من سقيمه ، فجميع الأخبار المحكية عندهم مسلمات ، وإني لأعذرهم في ذلك ، فإن اليهود والنصارى قد حرموا الإسناد ، واختصت به هذه الأمة الوسط ، فأنى لهم أن يفهموه ؟! .
قلت : صدق الشيخ الجديع وفقه الله ، فكثير من الشبهات التي أوردت على القراءات وجمع القرآن ورسم المصحف منشؤها هؤلاء المستشرقين في كتبهم تلك ، وفي تحقيقاتهم . وكتاب مذاهب التفسير الإسلامي لزيهر من اشهر الكتب التي انشغل المعاصرون بالرد على شبهاتها ، وفي تحقيقاتهم - على حرصهم وتحريهم حتى لا أظلمهم - كثير من الدس والشبهات والله المستعان.
هذه مجرد إشارة عابرة للفائدة ، وطلب إثارة الفكرة ، وليس منهج المستشرقين في التحقيق وعنايتهم بداخل في الموضوع ، فهو معروف لا ينكر.
---
ابن العربي
03-03-2004, 06:13 AM
بسم الله
كتاب أعمال المستشرقين /// تأليف علي النملة
ذكر بعض الأسباب في المقدمة
وهذا الكتاب منشور في مجلة جامعة الإمام
العدد السابع
ربيع الثاني 1413 هـ
---
راجي رحمة ربه
03-04-2004, 05:02 AM
سؤال:
هل كل من نطلق عليه مستشرق فهو بالضرورة غير مسلم؟
أم أن بعضهم دخل في الإسلام. وظل لقب الاستشراق لصيقا به !
وأنا أسأل نفسي هذا السؤال حين أقرأ كتاب التيسير لأبي عمرو، وأقول هل يعقل أن يكون صاحب هذا الجهد كافرا، ونفس السؤال يراودني وأنا أقرأ في غاية النهاية لابن الجزري.
==============
وتعقيب عن ابن أبي داود
مقولة أنه إمام ابن إمام
فكونه ابن إمام فهذا لا شك فيه، أما أنه إمام فكأن في ذلك مبالغة، خاصة أن أباه كان أول من طعن فيه.
ولعل أكثر ما يطلق عليه صدوق لا ثقة أو حجة ناهيك بلقب إمام.
---
ابن العربي
03-05-2004, 07:56 PM
بسم الله
الأخ راجي رحمة ربه
ستجد الجواب على سؤالك في كتاب / مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب(1/1942)
تأليف / محمد البشير مغلي
ص 37
وهو من منشورات مركز الملك فيصل
وفقك الله
---
راجي رحمة ربه
03-06-2004, 12:44 AM
لا أمل لي في الاطلاع على الكتاب في القريب العاجل، ولو لخصت رأيه في سطر أو سطرين لكنت لك من الشاكرين.
---
عبدالرحمن الشهري
06-12-2004, 05:38 PM
أرجو أن يبدي الأستاذ موراني رأيه في عناية المستشرقين هذه ، وهل ما كتب أعلاه على صواب أم أن فيه تحاملاً على المستشرقين . وذلك لكون الأستاذ موراني أحد المستشرقين المهتمين بالدراسات الإسلامية .
---
موراني
06-12-2004, 07:11 PM
لكي أجيب على السؤال الذي طرحه الاستاذ عبد الرحمن الشهري مشكورا , وهو :
(وهل ما كتب أعلاه على صواب أم أن فيه تحاملاً على المستشرقين .)
أقول صراحة لكن بتحفظات :
ليس صوابا ! بل هو تحامل شديد لأسباب لا يذكرها الا القليل النادر , وسأذكرها أنا
فيما بعد .
نعم , كل من يهتم باللغات والحضارات الشرقية بدءا باللغة التركية ( العثمانية القديمة) عبر الحضارات الى الحضارة اليابانية اهتماما علميا وعلى مستوى الكليات والجامعات
يسمى بمستشرق . أما نحن فالمقصود في هذا المجال المستشرق القائم بدراسات لجوانب الحضارة الاسلامية . ولهذه العبارة جوانب سلبية بلا شك غير أنني لا أتحدث ههنا بلسان رسمي الذي لا وجود له ولا أدافع عن أحد في الفئات الاستشراقية المعاصرة أو الماضية , بل أحب أن أشير الى أن هناك اختلافا ملموسا وأساسيا عند معالجة ظواهر هذه الحضارة وهذا الدين وعند البحث فيه, وهو يرجع الى الآتي :
المستشرق لا ينطلق في أبحاثه من الأسس الثابتة في الايمان أو العقيدة , بل هو بذاتي علماني بالمعنى أنه لا يقوم بابحاث قرآنية على الأساس أن هذا الكتاب وحي
أو بأخرى أن هذا الكتاب منزل , بل يقول :
ان هذا الكتاب الذي يعتبره كل مسلم وحيا وكتابا منزلا على البشر , هذا الكتاب نص !(1/1943)
ومن يتساءل ويشك فيما يؤمن المسلم به أو يرفض علانية ان هذا الكتاب غير منزل ويخوض حوارا ومجادلة من زاوية دينه وايمانه ضد (أهل القرآن) فهو ليس من المستشرقين . قد يكون (مبشرا) أو داعيا الى فرقة من الفرق الدينية الكثيرة .
ومن هنا يأتي الاختلاف ( في نظري) بين المسلمين والمستشرقين وما أدى الى وصف المستشرقين (بطعن) و(تشويه) و (عداوة ) و(حقد) ما الى ذلك في القاموس من المفردات والصفات السلبية ضد المستشرقين .
ولذلك ( بمنتهى الايجاز ) أرى أن الرأي المذكور أعلاه ليس صوابا بل ينطلق من نقطة أخرى غير انطلاق المستشرق .
يبقى السؤال المطروح : ما هو السبب لاهتمام المستشرقين بالقرآن وجمعه وعلومه ؟
ولهذه المشاركة تتمة .
تقديرا
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
06-12-2004, 07:23 PM
شكراً للأستاذ موراني ، وفي انتظار المزيد من الإيضاح.
---
موراني
06-12-2004, 10:20 PM
لقد جاء ذكر بعض المستشرقين الذين قاموا بدراسات حول القرآن وعلومه , وهم من قدماء المستشرقين ما عدا John Burton
الذي أخرج كتاب الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام ( اعتمادا على المخطوط أحمد الثالث , الرقم 143 أ ) عام 1987 . هذا , فيرى بيرتون أن القرآن كان بين يدي المسلمين عند وفاة نبي الاسلام كما هو بين يدينا اليوم . هذا من جانب .
ومن جانب آخر لا أذكر طعنا ما أو حقدا ( الحقد.... لماذا ؟ ) او حتي تشويها مقصودا لدى Nöldeke الذي أجرى دراسات دقيقة حول (عربية القرآن) حسب منهجية اللغويين , أي بحث وحلل بعض الآيات من ناحية اللغة وأشار الى بعض الظواهر اللغوية والنحوية في نص القرآن ولم يتدخل في شؤؤن العقيدة ولم يطعن أو (يحارب) شيئا من هذا الدين .
بل اعتبر المواد التي درسها , كما فعل جولدزيهر , نصا وموضوعا للبحث فقط بدون أي اشعار الى عقيدته هو أو الى عقيدة غيره .
نعم , ما هو السبب لهذا الاهتمام بالقرآن وعلومه لدى المستشرقين ؟(1/1944)
ان السبب ليس كما يقال : كلمة الحق يراد بها الباطل ! بل , القرآن يحتل المرتبة الأولى والعليا باعتباره كتابا مقدسا للدين , ومن هنا يعتبر منطلقا أساسيا لفهم الدين ولدراسته . وكذلك أيضا عند المسلمين : أليس القرآن هو البداية والنهاية لجميع أمور الناس في حياتهم اليومية ومعاملاتهم بعضهم البعض وما بعدها في ايمانهم بالآخرة ؟
الفرق بين هؤلاء وأولائك أن الأول لا يبحث حسب معايير القواعد العقائدية الثابتة ( كما قلت سابقا ) بل يبحث في القرآن باعتباره الوثيقة العليا نصا لهذه الحضارة التي لا يشك في عظمتها الا الضال والمضل في الفئات والفرق الدينية السابق ذكرها !
الاهتمام بالقرآن وبعلومه اذا مفروض وفهمه واجب (حسب القدرة !) والبحث فيه
من الضروريات العلمية الملحة على كل من يود التقارب الى هذا الدين علميا ( ولا أقول روحيا .... وأرجو التمييز في هذا الموضع بالذات ) .
لقد ازداد اهتمام بعض المستشرقين المعاصرين بالقرآن في الأعوام العشرة أو أكثر الماضية وقام بعضهم في دراسات لغوية وتحليلية حول نص القرآن وعرضوا أبحاثا لا بأس بها حول النحو والتفسير في القرون الأولى للاسلام ( المدارس النحوية في البصرة والكوفة ) ,
وقام البعض الآخر بدراسات تأريخية حول روايات كتب التفسير وتحديد نشأتها تاريخيا
( وقد هاجموني أنا شخصيا فيها لرأئي المغاير لهم ....لكن هذا سيكون موضوعا آخر) ,
كما درس الآخرون النص وميزات السور المكية والمدنية من ناحية اللغة فيها .
لا أذكر في هذه الدراسات شيئا من الطعن .
هكذا الأمر في حضارة النصارى : الاهتمام في (انجيل) مستمر كما الاهتمام بالتوراة لدى اليهود مستمر أيضا . هنا عند النصارى وهناك عند اليهود فرقتان : احداهما يدرس الكتاب من الناحية الدينية فقط
والأخرى يدرسه من الناحية العلمية التأريخية اللغوية فيترك الايمان ايمانا ويفضل
في ذلك العلم علما .(1/1945)
الدراسات حول الانجيل تملي مكتبات , وهي دراسات موضوعية ومتناقضة بعضها البعض حول فهم النص وتأريخه كما هو بين يدينا اليوم . وليس في ذلك شيء من الحرج , بل هذه دراسات تعتبر من المواد العلمية في الدراسة في كليات الجامعات
منذ أكثر من 100 عام . أما الفريق الآخر فيتمسك بمفاهيم الايمان لما جاء في هذه الكتب .
وهكذا الأمر في دراسات المستشرقين حول القرآن وعلومه .
لتجنب سوء التفاهم بين أعضاء الكرام في هذا الملتقى وبين ما ذكرت هنا في سطور سريعة أود أن أبرز انني لا أدافع عن أحد له نصيب في صنعة الاستشراق قديما كان أو حديثا , الا أنني أرجو وأتمنى أن يحترم المرء الرأي الآخر ويضع في عين الاعتبار أن هذا الآخر لا يتركز على القواعد العقائدية بالضرورة عندما يدرس الكتب المقدسة للأديان عامة .
ولهذه المشاركة أيضا ربما (!) تتمة .
موراني
---
موراني
06-17-2004, 06:17 PM
كما جاء ذكره من قبل نشر المستشرق نولدكه Nöldeke كتابه ( تأريخ القرآن ) عام 1860 الذي عالج فيه بمنهجه العلمي وباعتبراه لغويا تأريخ السور والآيات . ولا شك أن كتابه هذا جاء اساسا هاما للأبحاث الأخرى في هذا المجال .
وقد أعيد طبع الكتاب عام 1938 على يد برجشترسير Bergsträsser وغيره بعد تنقيهه واستكماله . وقد أدى اهتمام برجشترسير بنص القرآن الى اهتمامه بالقراءات فنشر بعض المصادر في هذا العلم مثل :
المختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع لابن خالويه ( وأعيد طبع هذا الكتاب عدة مرات في العالم العربي ) ,
كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري
الا أن وفاة المبكر والمفاجيء (سقط في الجبال في ثلج الشتاء ) حال دون اتمام مشروعه فقام تلميذه بريتسل Pretzel بمتابعة ما ترك أستاذه من الأعمال ونشر كتاب التيسير في القراءات والمقنع في معرفة رسم مصاحف الأمصار للداني .(1/1946)
والجدير بالذكر أن الكتب المذكورة أعلاه قد نشرت لأول مرة على الاطلاق وهي عبارة عن اهتمام المستشرقين بنص القرآن ولغته اكثر منه بالمسائل العقائدية الدينية فيه .
لقد لاحظ المستشرقون في القرن الماضي أن الترجمات التي جاءت بها القرون الماضية ( تقريبا من القرن 16 وما بعده) كانت مليئة بالأخطاء التي نجمت عن عدم فهم النص فهما سليما . ورفضت دوائر المستشرقين الأخذ بهذه الترجمات للقرآن ونصحت بعدم الرجوع اليها قائلة انّ أخطاْ الترجمة قد أدت الى اساءة فهم النص والى اساءة الدين ( مثل الاستاذ فيشر Fischer الذي قدم بحثا في هذا الموضوع وناقش ترجمة سورة المسد ورفضها رفضا تاما) .
ربما من أهم الكتب التي الفت في مجال دراسات اللغة في القرآن , واللغة الفصحى بصورة عامة , هو كتاب ( العربية) للمستشرق فوك Fück عام 1950 . وبعد عام واحد من صدوره ترجم الكتاب الى العربية , وقام بترجمته الدكتور عبد الحليم النجار . وظهرت أيضا ترجمة فرنسية له ضمن نشرات معهد الأبحاث العليا بالرباط ( المغرب) .
ربما يجد أعضاء هذا الملتقى سبيلا الى شراء النص العربي لهذا الكتاب وهو حسب علمي غير موجود في ألمانيا .
موراني
---
(1/1947)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير آية الحرابة وأقوال العلماء في حكم المحاربين
---
تفسير آية الحرابة وأقوال العلماء في حكم المحاربين
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 12:15 PM
تفسير آية الحرابة وأقوال العلماء في حكم المحاربين
---
(1/1948)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل تفسير في ظلال القرآن
---
حمل تفسير في ظلال القرآن
---
وائل
06-15-2003, 05:15 PM
عدد الأجزاء الموجودة 7 أجزاء مضغوطة في ملفين
من موقع: http://www.khayma.com/islamissolution/iis/index.htm
الملف الأول:
---
وائل
06-15-2003, 05:16 PM
اللف الثاني:
وسوف أقوم بإكماله عندما يضعوا المزيد من الأجزاء على الموقع عاليه
تحيت
---
وائل
06-15-2003, 05:17 PM
اللف الثاني:
وسوف أقوم بإكماله عندما يضعوا المزيد من الأجزاء على الموقع عاليه
تحياتي
---
وائل
06-15-2003, 05:19 PM
الملف الثاني:
وسوف أقوم بإكماله عندما يضعوا المزيد من الأجزاء على الموقع عاليه
تحياتي
---
(1/1949)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال إلى المشرفين .
---
سؤال إلى المشرفين .
---
لطفي الزغير
06-28-2005, 03:10 PM
الأخوة المشرفون على هذا الملتقى المبارك .
أريد أن أشارك بموضوع ولكني كتبت آياته بالخط العثماني فهل يمكن تنزيلها كما هي أم لا بد من تغيير الخط ؟ وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
06-28-2005, 04:14 PM
جرب هذا البرنامج وفقك الله
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3544
---
أحمد القصير
06-29-2005, 05:54 AM
مرحباً بك أخي الكريم الأستاذ لطفي بن محمد الزغير في هذا الملتقى المبارك ملتقى أهل التفسير
وبعد فقد قرأت بحثك لرسالة الدكتوراه والمعنون بـ( ظاهرة التعارض في الحديث) والذي قمت بطرحه في ملتقى أهل الحديث وقد استفدت منه كثيراً، نظراً لقربه من موضوعي لرسالة الدكتوراه والمعنون بـ ( الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم ) جمعاً ودراسة.
ورأيت في بحثك جهداً كبيراً ورائعاً فجزاك الله خيراً إلا أني رأيت الجزء الأول منه فيه بتر وتنسيقه ليس بذاك فحبذا لو تفضلتم بإنزاله كاملاً بتنسيق مرتب على صفحات الوورد.
وأما عن خطوط الرسم العثماني فيمكن تدراك هذه المشكلة بإرفاق الخطوط إن أمكن ذلك.
---
لطفي الزغير
06-29-2005, 07:04 PM
جزاكم الله خيراً على كل ما تقومون به ، ولقد حاولت إنزال الخطوط لكن لم أستطع المضي إلا إلى المنتصف ، ولعل المسألة تحل إن شاء الله تعالى ، أما ما ذكرته أيها الأخ الكريم أحمد عن عدم التنسيق والاختلال في الرسالة فهو واردٌ ، لأن الملفات التي أنزلت منها عمرها 10 سنوات ، وحدد لي أخي الكريم الصفحات التي تريد وسأرسلها لكم على البريد ، إو من خلال الأخ الدكتور حسين راضي زميلكم في الكلية بقسم المناهج ، والله الموفق .
---
(1/1950)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحوث ندوة العناية بالسنة والسيرة النبوية ( 1 ) ملفات ورد
---
بحوث ندوة العناية بالسنة والسيرة النبوية ( 1 ) ملفات ورد
---
مسك
04-11-2006, 06:01 AM
عنوان الملف : بحوث ندوة العناية بالسنة والسيرة النبوية ( 1 )
اسم المؤلف : مجموعة من المؤلفين والباحثين
نبذة عن الملف :
ندوة العناية بالسنة والسيرة النبوية التي نظمها مجمع طباعة المصحفة الشريف بالمدينة المنورة
وهي عبارة مجموعة من البحوث العلمية في السيرة النبوية مقدمة لمجمع الملك فهد " مركز خدمة السنة والسيرة النبوية "
ويُعنى المركز بجمع الكتب المخطوطة والمطبوعة والوثائق والمعلومات المتعلقة بالسنة والسيرة النبوية وحفظها ، وإعداد الموسوعات الخاصة بها، وتحقيق ما يمكن من كتبها، وإعداد البحوث العلمية التي تخدمها، ورَدِّ الأباطيل ودفع الشبهات عنها، وترجمة ما تدعو الحاجة إليه منها.
اسماء البحوث :
إتخاذ السنة النبوية الى جانب القرآن الكريم اساسا لشؤون الحيا
1- إختلاف أقوال النقاد في الرواة المختلف فيهم
2- أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة مصنفاتهم ومناهجهم
3- الاستشراق وموقفه من السنة النبوية
4- الأهتمام بالسنة النبوية بلغة الهوسا عرض وتحليل
5- الأهتمام بالسيرة النبوية باللغة الإنجليزيه عرض وتحليل
6- الاهتمتام بالسيرة النبوية باللغه الفرنسيه عرض وتحليل
7- الأهتمام بالسيرة النبوية باللغه الروسيه عرض وتحليل
8- الأهتمام بالسيرة النبوية باللغة البنغاليه عرض وتحليل
9- التصنيف في السنة النبويه من بداية المنتصف الثاني عرض تاريخي
10- التصنيف في السنة النبويه وعلومها في القرن الخامس الهجري
11- التقنيه الحديثه في خدمة السنه النبويه دراسه تطبيقيه
12- التقنيه الحديثه في خدمة السنه والسيره النبويه بين الواقع والمأمول(1/1951)
13- الحبه السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث للدكتور عبدالله
14- الحجامه في ضوء الحديث النبوي والممارسه الطبيه
15- الرد على مزاعم المستشرقَين إجناتس جولدتسيهر ويوسف شاخت
16- السنه النبويه المصدر الثاني للتشريع الأسلامي ومكانتها
17- السنه النبويه المصدر الثاني للدكتور محمد عبدالله أبوبكر باج
18- السنه النبويه المصدر الثاني للدكتوره نور ينت حسن قاروت
19- السنه النبويه للدكتور أبولبابه الطاهر حسين
ويليه المجوعة الثانية من البحوث بإذن الله
:::: أضغط هنا لتحميل البحوث الخاصة بالسيرة النبوية :::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=37&book=2384)
---
(1/1952)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ** مشروع جمع الروايات التفسيرية من كتب اللغة والأدب والوعظ **
---
** مشروع جمع الروايات التفسيرية من كتب اللغة والأدب والوعظ **
---
أبو بيان
10-17-2005, 07:44 PM
حين تقرأ "تهذيب اللغة" للأزهري, أو "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري, أو "التبصرة" في الوعظ لابن الجوزي, أو غيرها من كتب اللغة والأدب والوعظ المسندة, تُفَاجَأُ بعشرات الروايات التفسيرية في ثنايا هذه الكتب, وبأسانيدها إلى أصحابها, بل احتوى كثيرٌ منها على نُسَخٍ تفسيرية, وتفاسير مفقودة, وروايات ليست في كتب التفسير المطبوعة والمتداولة بين المتخصصين.
وطالب علم التفسير, والباحثون فيه, في أمسِّ الحاجة إلى جمع هذه الروايات من هذه المصادر المعتبرة, وسَدِّ بعض الثغرات في بناء علم التفسير على مدى قرون.
لا أظن هذه المصادر الثانوية في علم التفسير بغائبة عن أنظار علمائنا وأساتذتنا, ولكن هل تم التفكير في مشروع كهذا؟
وهل تداوله أهل الفن في اجتماعاتهم, ولقاءاتهم, ومناقشاتهم؟
وهل دار يوماً في أروقة الجمعيات العلمية المتخصصة في التفسير وعلوم القرآن؟
** إن فوائد هذا المشروع جليلة عظيمة, لا تخفى على من له أدنى ممارسة لهذا العلم, وكم جنيت شيئاً كثيراً من ذلك في تجربة خاصة, وكنت كلما أطعت نفسي وجمعت شيئاً من ذلك أثناء مطالعات محدودة, اتسعَ الأفق, وتشعبت السبل, (وطالَ الطريقُ على واحدِ).
أرجو أن نسعد بخبر في هذا الشأن, أو أن نعقد في هذا الملتقى مشروعاً جديراً بأعضاءه ومرتاديه, ممن يشدو العلم ويقصد إليه.
---
جمال حسني الشرباتي
10-17-2005, 07:52 PM
إقتراح ذو قيمة عالية أخي---
---
مساعد الطيار
10-17-2005, 09:10 PM(1/1953)
أبشركم أبا بيان والإخوة الكرام أنه قد بُدئ العمل بجمع الرويات التفسيرية المسندة في هذه الكتب وغيرها ، وستكون ـ بحول الله ـ كمية من الروايات التي تعين الباحثين في الروايات التفسيرية .
---
أبو صلاح الدين
10-17-2005, 09:27 PM
اقتراح رائع قيم.
ما تفاصيل ه>ا العمل د. مساعد ؟
---
لطفي الزغير
10-19-2005, 07:24 AM
جزاكم الله خيراً على هذه الأفكار النيرة ، ولكن أرى في البداية أن يتم تحديد المظان التي نجد فيها الروايات التفسسيرية مسندة ، ونجعلها عملاً جماعياً تراكمياً فلعل البعض يدل على كتب لم يتنبه إليها غيره .
---
مساعد الطيار
10-19-2005, 03:15 PM
أبشركم أيها الإخوة بان مؤسسة علمية قد انتهت من جمع كل الكتب المسندة ، وهذه المرحلة الاولى من العمل على جمع الروايات المسندة ، وسيبدأون بالمرحلة الثانية ، وهي إخراج الروايات التفسيرية التي فيها ، وعندهم في ذلك أفكار ، لكن الأمر لا زال في بدايته ، ولا يحبون نشر ما لم يتمَّ ، فادعو الله لهم أن يبارك الله لهم في عملهم ، ليخرج هذا العمل العظيم ، أسأل الله لي ولكم ولهم التوفيق والسداد .
---
أبو بيان
10-19-2005, 11:15 PM
وفقهم الله ونفع بهم.
---
(1/1954)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رايكم بهذا القول ؟؟
---
ما رايكم بهذا القول ؟؟
---
رصد
04-30-2006, 01:36 AM
السلام عليكم
رايت هذا القول للشيخ الالوسي في كتابه التفسير روح المعاني
يقول رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ/ براءة (5)
(ثم انهم قالوا : يستتاب تارك الصلاة فوراً ندبا ، وفارق الوجوب في المرتد بأن ترك استتابته توجب تخليده في النار إجماعا بخلاف هذا ، ولا يضمن عندهم من قتله قبل التوبة مطلقاً لكنه يأثم من جهة الافتيات على الإمام وتمام الكلام في ذلك يطلب من محله .
واستدل بالآية أيضاً كما قال الجلال السيوطي من ذهب إلى كفر تارك الصلاة ومانع الزكاة ، وليس ذلك بشيء والصحيح أنهما مؤمنان عصيان وما يشعر بالكفر خارج مخرج التغليظ { إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } يغفر لهم ما قد سلف منهم ويثيبهم بإيمانهم وطاعتهم وهو تعليل للأمر بتخلية السبيل .)
والسلام عليكم
---
منصور مهران
04-30-2006, 11:17 AM
إنما يُسْتتاب تارك الصلاة كسلا ، أما تاركها إنكارًا وجحدًا لوجوبها - إذا قام الدليل القاطع على الإنكار، ولم يكن في قوله ما يحتمل الإنكار وغيره ، وشهد الشهود أو أعلن المقالة السيئة بلسانه اعترافا - فهو المرتد الذي لا يُعطى فرصة الاستتابة . قلت : هذا التحديد ورد في شروح أحكام الردة بالقانون المصري أخذا من فتاوى لجنة الفتوى بالأزهر سنة 1935 م . والله أعلم
---
سيف الدين
04-30-2006, 10:02 PM
الاخ منصور مهران
السلام عليكم ورحمة الله
ماذا تقصد بالقول:(1/1955)
فهو المرتد الذي لا يعطى فرصة الاستتابة؟
هل يقام عليه الحد فورا؟
---
ابو حنين
05-01-2006, 12:43 AM
ولي مع الموقف سؤال :
=============
كم عدد الذين يصلون الفجر في المساجد ؟؟؟ إذن نسأل الله العافية !!!
=============================
---
(1/1956)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل تحتمل هذه الآية ... هذا المعنى ؟
---
هل تحتمل هذه الآية ... هذا المعنى ؟
---
عماد الدين
03-21-2006, 11:25 AM
يقول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة :
(وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ...)
كتب التفاسير أوردت معنى (تولى) أي ذهب أو أدبر عنك أو فارقك .. (على الأقل كتب التفاسير التي لدي) .. ولكن تبادر لذهني معنى آخر بعدما رأيت من أحداث (في العراق مثلا) أن هناك أناسا تنطبق عليهم الآية التي تسبق الآية التي ذكرت (ويشهد الله على ما في قلبه) .. ولكنه إذا أعطي الولاية (تولى) وحكم أخذ يفتك بالآخرين قتلا وتعذيبا وهدما حتى لبيوت الله عز وجل.
السؤال : هل يكون هذا المعنى صحيحا ؟
---
أبو عبد المعز
03-21-2006, 04:32 PM
أخي الكريم:
المعنى الذي خطر ببالك لا حرج فيه فقد قال السلف به....
قال أبو السعود:
وإذا تولى أي من مجلسك وقيل إذا صار والياسعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل .
قال النسفي:
أو إذا كان واليا فعل ما يفعله ولاة السوء من الفساد فى الأرض باهلاك الحرث والنسل وقيل يظهر الظلم حتى يمنع الله بشؤم ظلمه القطر فيهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.
ولخص الشوكاني:
{ وإذا تولى } أي أدبر وذهب عنك يا محمد وقيل : إنه بمعنى ضل وغضب وقيل : إنه بمعنى الولاية : أي إذا كان واليا فعل ما يفعله ولاة السوء من الفساد في الأرض والسعي المذكور يحتمل أن يكون المراد به العمل في الفساد وإن لم يكن فيه سعي بالقدمين كالتدبير على المسلمين بما يضرهم وأعمال الحيل عليهم وكل عمل يعمله الإنسان بجوارحه أو حواسه يقال له سعي وهذا هو الظاهر من هذه الآية.
بل إن تفسير تولى بمعنى الولاية قديم جدا فقد ذكره الضحاك ومجاهد كما نقرأ في تفسير البغوي:(1/1957)
قال الضحاك : { وإذا تولى } أي ملك الأمر وصار واليا { سعى في الأرض } قال مجاهد : في قوله عز وجل { وإذا تولى سعى في الأرض } قال إذا ولي فعمل بالعدوان والظلم أمسك الله المطر وأهلك الحرث والنسل { والله لا يحب الفساد } أي لا يرضى بالفساد قال سعيد بن المسيب : قطع الدرهم من الفساد في الأرض.
---
جمال حسني الشرباتي
03-21-2006, 07:14 PM
السلام عليكم
قد يكون سبب نزول الآية مرجحا لمعنى الإدبار والذهاب
قال الواحدي في " أسباب نزول القرآن"(قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي، وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فأظهر له الإسلام وأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه، وقال: إنما جئت أريد الإسلام، والله يعلم إني لصادق، وذلك قوله ويشهد الله على في قلبه ثم خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر، فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله تعالى فيه (وَإِذا تَوَلَّى سَعى في الأَرضِ لِيُفسِدَ فيها وَيُهلِكَ الحَرثَ وَالنَسلَ).
فسبب النزول هذا من مرجحات المعنى الذي يفيد بأنّ تولّى هي أدبر وذهب
---
منصور مهران
03-21-2006, 07:41 PM
علماء الأصول اتفقوا على : أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، اتساعا للمعنى وشمولا للحوادث المتعاقبة على مدى الزمن حتى لا يجمد المعنى عند حد واحد فيصطدم بما يطرأ على أحوال الناس ، وبالله التوفيق .
---
د.أبو بكر خليل
03-21-2006, 08:11 PM
و قالوا أيضا إن أسباب النزول قد تفيد في تفسير الآيات ، و لا تفيد تخصيصها بما نزلت فيه ،
و لما كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ،
لأن العموم مناسب لخلود الشريعة و صلاحها لكل زمان ،
كان معنى " تولى " - في قوله تعالى : { (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل } - : الولاية للأمر و الإفساد فيه أرجح .
و العلم عند الله
---
جمال حسني الشرباتي
03-21-2006, 09:58 PM(1/1958)
السلام عليكم
أعرف تماما أنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب--ولم أقل بغير هذا---فكلا التفسيرين آخذان بالقاعدة
فإذا قلنا تولّى بمعنى أدبر وذهب فنحن لا نتحدث عن الحادثة المعينة ولا عن الشخص المعيّن الذي تناولته أحداث القصة
وكذلك إذا قلنا تولّى بمعنى تولّى السلطة فنحن لا نتكلم عن الحادثة ولا عن الشخص المعين
أمّا بالنسبة لتفسير هذه الآيات بالذات فإنّه من الأرجح أنّ المعنى ليس تولي السلطة
لسببين
# السياق لا يحتمل المعنى--قال تعالى( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ)
فلا يستقيم أن يكون المعنى --"من النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا فإذا تولّى السلطة أفسد"
إنما يستقيم القول بأن يعجبك قوله الذي يقوله أمامك ثم إذا ذهب وأدبر تصرف تصرفات مفسدة تعاكس ما قال أمامك من أقوال
تناسب واضح بين أن يكون قوله أمامك فيه خير وبين أن تكون تصرفاته عندما يتركك فيها فساد
ولا تناسب بين أن يقول أمامك أقوالا فيها خير ثم إذا تولى السلطة أفسد--
-ونسبة من يتولّون السلطة قليلة جدا ليفرد لها السياق هذا المعنى---ربما يكون معنى مقصودا بعد استفراغ كافة المعاني--أي هو من ضمن المعاني لا أرجحها
# ثمّ وأرجو أن تسعفني اللغة فلم أر استخداما لتولّى بمعنى تولّى السلطة بدون تعدية إلى مفعول به وهو الأمر أو السلطة
---
عماد الدين
03-22-2006, 07:44 AM
أشكر الإخوة جميعا على جهودهم ومشاركاتهم..
ولي سؤال للأخ (جمال) عن قوله : (فلا يستقيم أن يكون المعنى --"من النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا فإذا تولّى السلطة أفسد")(1/1959)
السؤال : لماذ ترى ذلك ؟ فقد يحدث كثيرا أن أناسا يقولون قولا يعجب الناس ويمنوهم بفعل الخير (كما في الحملات الانتخابية مثلا) وعندما يمسكون السلطة والحكم يهلكون الحرث والنسل .. ؟
---
موسى أحمد زغاري
03-22-2006, 10:22 AM
السلام عليكم
حيث أن الخلاف حول المعنى اللغوي لكلمة ( تولى ) . فنرجع إلى القاموس ، أي إلى لسان العرب ، جاء في لسان العرب :
والتولي يكون بمعنى الإعراض ويكون بمعنى الاتباع، قال الله تعالى: { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، أي إن تعرضوا عن الإسلام. وقوله تعالى: ومن يتولاهم منكم فإنه منهم} ، معناه من يتبعهم وينصرهم. وتوليت الأمر توليا إذا وليته، قال الله تعالى: { والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} ، أي ولي وزر الإفك وإشاعته.
وعليه نرى أن لفظة ( تولى ) حمّالة لأوجه من المعاني ، وهي : الإتباع ، والإعراض ، والوزر . وغيرها .وهذا ما أثبته قدماءالمفسرين .
جاء في زاد المسير في علم التفسير . لأبن الجوزي :
قوله تعالى: { وإِذا تولى }. فيه أربعة أقوال. أحدها: أنه بمعنى: غضب، روي عن ابن عباس، وابن جريج. والثاني: أنه الانصراف عن القول الذي قاله، قاله الحسن. والثالث: أنه من الولاية، فتقديره: إذا صار والياً، قاله مجاهد والضحاك. والرابع: أنه الانصراف بالبدن، قاله مقاتل وابن قتيبة.
. انتهى .
فكيف نستطيع حمل معنى دون آخر ، وهذا ليس جوابا للأخ السائل ، لآن سؤاله كان حول إحتمال تضمن كلمة ( تولى ) لمعنى الولاية ، وهو إن جردنا الآية عن سياقها ، فمقبول ، ولكنه ضعيف ، وإن قال به القدماء ، والكثير ممن تبعهم .
والسبب كما قلت آنفا هو أن كلمة ( تولى ) من المشترك .
وعليه فقد وردت بالعديد من الآيات القرآنية . وأورد بعضها للمثال لا الحصر :
قال تعالى :
{ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذالِكَ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } ( آل عمران -82 ) .(1/1960)
{ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }(النساء -115 ) .
{فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي ..... }( الأعراف - 79 ) .
{ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ } ( يوسف - 84 ) .
{ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ } ( القصص - 24 ) .
{ فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } ( النجم - 29 ) .
والذي يكاد يطرد في القرآن لمعنى كلمى ( تولى ) هو الإعراض ، أو التولي من الموالاة .
وإن كان هذا ليس شرطا في إلزامها معنى دون غيره . ولا تحميلها معنى الإعراض في الآية موضع الخلاف .
إلا أن ما أوردته كان لتبيين أنه من الخطأ ، حين البحث في هذه الآية الركون إلى المعنى اللغوي وحسب ، لأن في ذلك تحيير لمُتَلَقِي التفسير ، حيث لا يستطيع حمل رأي دون آخر ، هذا فضلا عن المفسرين . وهذا ما حصل .
فكان لا بد من اللجوء إما إلى أسباب النزول ، وقد كفيتمونا إياها ، أو القول بالعموم وقد ذكرتموه ، وبالنسبة للعموم ،فهو وجه مقبول وذلك لأن القرآن لكل زمان ومكان ، فينطبق على كل من تولى واعرض عن الحق .
وهنا كما ترى لا نستطيع حتى الآن أن نميل مع أحد الآراء .
أما وعن تحميل ( تولى ) معنى الولاية فهو هنا ما أُضعِّفهُ ، وإن كان من عموم لفظها ، أن الحاكم المتولي لزمام الأمور قد يتولى عن الحق ، وقد لا يتولى عن الحق ،ولكنه يبقى متوليا أمور المسلمين .
وهنا لم يبق إلا سبيل واحد نفهم به مراد الله عز وجل من هذه الآية ، وهو السياق ، السياق القرآني .
قال تعالى :(1/1961)
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) } البقرة .
إذن ، السياق القرآني يبين لنا بوضوح التمايز بين فريقين من الناس ، فريق منافق يخاصم الله ، ويقطع الطريق ، ويفسد ، ويهلك .... الخ .
وفريق مؤمن يبيع نفسه لله ابتغاء مرضاته .
وهنا يظهر المعنى المقصود ، بكل وضوح ويسر .
بإنه الإعراض عن الرسول بالبدن والقلب . أي على الحقيقة ، والمجاز .
أما عن الولاية ، واحتمال كونها تدخل تحت هذه الآية ، وإن كان المفسرين القدماء قد قالوا بهذا ، فهو مما يُعد من آرائهم ، وليس هو مما تنزل الوحي به على محمد صلى الله عليه وسلم . وهو كما أسلفت وجه ضعيف .
ونحن إذ ننظر في آرائهم ، نقوم بمحاكمتها تبعاً لللغة والسياق وأسباب النزول ، ثم نتخير الوجه الأقرب ، وهذا ليس قدحا فيهم ، بل هم مأجورون ، وإنما ترجيح تفسير على تفسير وذاك من معين علمهم ، وسابق فضلهم ، ليس إلا .
وما لنا نحن سوى أن نقتبس من هذا القِمَطْرِ الثمين ، درر العلم المكنون .
---
د.أبو بكر خليل
03-22-2006, 08:53 PM
* الفعل " تولى " يحتمل المعنيين ، كما قال كثير من المفسرين ، قال الإمام البيضاوي (ت 685 هـ) في تفسيره " أنوار التنزيل وأسرار التأويل " :
- قوله تعالى :
{ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ }
قال :(1/1962)
( { وَإِذَا تَوَلَّى }: أدبر وانصرف عنك. وقيل: إذا غلب وصار والياً. { سَعَى فِى الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ } كما فعله الأخنس بثقيف إذ بيتهم وأحرق زروعهم وأهلك مواشيهم، أو كما يفعله ولاة السوء بالقتل والإِتلاف، أو بالظلم حتى يمنع الله بشؤمه القطر فيهلك الحرث والنسل. { وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ } لا يرتضيه فاحذروا غضبه عليه ) . انتهى النقل .
- و ما دام الاحتمالان واردين ، فيؤخذ بأحدهما في الحال و المحل المناسبين لمعناه .
---
ابو العزايم عبد الحميد
03-24-2006, 01:30 AM
خاطرة ولا اقول في القران برأي اقول والله اعلم كما هو واضح من اطراد هذا اللفظ(تولى) في القران انه اذا تعدى لمفعول يكون بمعنى الولاية مثل تولى كبره واذا لم يتعدى لمفعول يكون بمعنى أدبر وذهب عنك وذهابه بعيدا عن جماعة المؤمنين لابد ان يفسد ويهلك الحرث والنسل سواء كان حاكما ام محكوما فهو في حالاته مفسد ولايتوقف الفساد على كونه واليا وهذا اعم واشمل واقرب الى الواقع فكثيرون هم المفسدون اذا تركوا وشأنهم وربما يكون في الاية اشارة الى التخويف من ترك هؤلاء وتعقبهم في اي موقع وحالة يكونون عليها والله اعلم
---
(1/1963)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل واستمتع بكتاب نظرية المعرفة ومناهج البحث عند ابن حزم
---
حمل واستمتع بكتاب نظرية المعرفة ومناهج البحث عند ابن حزم
---
أبو محمد الظاهرى
12-02-2006, 04:31 PM
عليكم ورحمة الله وبركاته
حمل واستمتع بقراءة الكتاب الفذ الماتع الذي قل نظيره ((ظاهرية ابن حزم-نظرية المعرفة ومناهج البحث عند ابن حزم ))
وهو من منشورات المعهد العالي للفكر الإسلامي في الأردن ...
ومهما قلت لن أستطيع وصف قيمتها العلمية وفهم وإنصاف كاتبها ....
أتركك مع الرسالةحمل واستمتع بقراءة الكتاب الفذ الماتع الذي قل نظيره ((ظاهرية ابن حزم-نظرية المعرفة ومناهج البحث عند ابن حزم ))
http://www.aldahereyah.net/forums/sh...=8242#post8242
---
(1/1964)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مفحمات الاقران في مبهمات القرآن لسيوطي
---
مفحمات الاقران في مبهمات القرآن لسيوطي
---
ابن عبد الوهاب السالمى
05-06-2003, 09:10 PM
ألف الإمام السيوطي كتاب ممتع عن المبهمات في القران
يمكن تحميلة من هنا
---
(1/1965)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثا في المحرم 1428هـ العدد الرابع والثلاثين من مجلة الحكمة
---
صدر حديثا في المحرم 1428هـ العدد الرابع والثلاثين من مجلة الحكمة
---
د.يسري خضر
02-04-2007, 09:34 AM
وفي هذا العدد بحث وجيز للدكتور / صالح ناصر الناصر وهو بعنوان :
من أسباب إختلاف المفسرين المتعلقة بمرجع الضمير
http://www.tafsir.net/images/ffffffffff.jpg
وقد أورد سبعة أحوال لذلك واستشهد عليها بآيات قرآنية مع ذكر بعض أقوال المفسرين ، وهذه الأحوال هي :
1 ــ إعادة بعض المفسرين الضمير إلى أكثر من مذكور ، وبعضهم يعيده إلى مذكور واحد .
2 ــ التزام بعض المفسرين بعود الضمير إلى أقرب مدكور ، مع أن هذه القاعدة ليست مطردة ، فالضمير يعود إلى أقرب مذكور مالم يرد دليل بخلاف ذلك .
3 ــ اعتبار بعض المفسرين أن رجوع الضمير إلى المحدث عنه " مذكور " فى الآية أولى من غيره " المقدر " .
4 ــ حمل بعض المفسرين الضمير على أنه ضمير الشأن ، والبعض يحمله على غيره .
5 ــ إعادة بعض المفسرين الضمير إلى غير مذكور دل عليه المقام .
6 ــ مراعاة بعض المفسرين للسياق في تحديد مرحع الضمير وعدم مراعاة بعضهم لذلك .
7 ــ مراعاة بعض المفسرين لوجود مرجحات لتعين مرجع الضمير ، والمرجحات إما آية ، أو قراءة ، أو سنة نبوية ، أوقاعدة أصولية .
ثم انتهى الباحث إلى أن بعض الاختلاف في مرجع الضمير هو من قبيل اختلاف التنوع ولا يترتب عليه أثر .
فجزى الله الباحث خير الجزاء .
---
عبدالرحمن الشهري
02-04-2007, 09:53 AM(1/1966)
شكر الله لكم يا أبا محمد على هذه المبادرة والحرص على نفع إخوانك وزملائك في الملتقى . وقد سبقتني كعادتك إلى عرض هذا البحث للزميل الدكتور صالح الناصر - الأستاذ المساعد بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود ، والذي يهم الباحث المتخصص في الدراسات القرآنية وهو بحث قيم مختصر قابل للمزيد من التأصيل والأمثلة أيضاً .
وكنت أريد مناقشة ما طرحه أخي الكريم الدكتور مساعد الطيار بعنوان : موطن مشكل في ترجيح أبي حيان في قوله : ( فزع عن قلوبهم ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7248) في ضوء هذا البحث الذي طرحه الدكتور الناصر ، فإن الخلاف في هذه الآية سببه الاختلاف في مرجع الضمائر في الآيات ، ولعله يكون قريباً .
وفقك الله أبا محمد وأحسن إليك ، فقد كفيتنا المؤنة ، وأسعدتنا بمتابعتك وحرصك زادك الله توفيقاً وعلماً .
---
أبو بيان
02-04-2007, 05:35 PM
شكر الله لك د/ يسري.
---
أبو صفوت
02-22-2007, 07:02 AM
كيف يمكنني الحصول على نسخة من هذا البحث ؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-22-2007, 12:23 PM
بشراء هذا العدد من مجلة الحكمة ، وأظنها تصلكم في القاهرة يا أبا صفوت .
---
(1/1967)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من القائل : لايكن ظنك إلا سيئا
---
من القائل : لايكن ظنك إلا سيئا
---
نورة
08-31-2006, 12:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الأفاضل
من قائل هذه الأبيات
ومالمناسبة؟ مع ذكر المصدر؟
مساءة الظن
لا يكن ظنك إلا سيئاً **إن سوء الظن من أقوى الفطن
ما رمى الإنسان في مخمصةٍ****غير حسن الظن والقول الحسن
وجزاكم الله خيراً
---
محمود الشنقيطي
08-31-2006, 01:02 PM
في كتاب (مجمع الحكم والأمثال لأحمد قبش) نُسب هذان البيتان للإمام الشافعي رحمنا الله وإياه...
والله أعلم بصحة ذلك.
---
نورة
08-31-2006, 01:05 PM
جزاك الله خيراً
لكن هل هذه النسبة صحيحة
وأين أجد من تكلم عن ذلك؟
بارك الله فيك
---
محمود الشنقيطي
08-31-2006, 01:07 PM
لا أدري ...
---
د. أنمار
08-31-2006, 02:39 PM
وحاشاه
---
منصور مهران
08-31-2006, 04:01 PM
البيت الأول مما أورده الأستاذ محمود الشنقيطي منسوبا إلى الشافعي وجدته بلا نسبة في كتاب (كشف الخفا) للعجلوني ، عند كلامه على الحديث ؟؟؟ : ( الحزم سوء الظن ) .
والبيتان ثابتان في أكثر طبعات الشافعي ، ويجب التحقق من هذه النسبة وسأفعل إن شاء الله عندما يستقر بي المقام في الرياض ، وبالله التوفيق .
---
يوسف العليوي
09-02-2006, 09:25 AM
حاشا الشافعي -كما ذكر د. أنمار- أن يخالف النص القرآني (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
والأمر يحتاج إلى ثبوت، ومعرفة السياق الذي ورد فيه إن كان قاله الشافعي أو أحد من أهل العلم، وكل يؤخذ من قوله ويرد.
وأرجو أن لا يتحول ملتقى التفسير وعلوم القرآن إلى ملتقى: من القائل ؟ ما لم يكن له علاقة به.
---
الغني بالله
09-02-2006, 02:49 PM
لعل قائل هذا البيت استأنس بقول مطرف الذي رواه البيهقي في سننه الكبرى [ جزء 10 - صفحة 129 ](1/1968)
20203 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ثنا مهدي بن ميمون ثنا غيلان بن جرير قال قال مطرف بن عبد الله : احترسوا من الناس بسوء الظن قال الشيخ رحمه الله وروي ذلك عن أنس بن مالك مرفوعا والحذر من أمثاله سنة متبعة.أهـ
قلت :وهو صحيح عن مطرف والمرفوع ضعيف جدا رواه الطبراني في الأوسط قاله الألباني رحمه الله.
ومن المناسب نقل ماذكره الألباني رحمه الله تعليقا على هذا الحديث.
قال في السلسلة الضعيفة - (ج 1 / ص 233)
و روى أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 202 ) من طريق آخر عن عمر قال : " إن الحزم أن تسيء الظن
بالناس " ، و سنده ضعيف أيضا .
و رواه ابن سعد ( 2 / 177 ) من قول الحسن البصري و سنده صحيح .
ثم إن الحديث منكر عندي لمخالفته للأحاديث الكثيرة التي يأمر النبي صلى الله
عليه وسلم فيها المسلمين بأن لا يسيئوا الظن بإخوانهم ، منها قوله صلى الله
عليه وسلم : " إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث ... ".أهـ
قلت : ومن إحسان الظن بالشافعي رحمه الله عدم نسبة هذه الأبيات إليه ولا سيما مع عدم وجود الاسناد الثابت ولو صح عنه لقلت لعله أراد أهل التهمة.
---
محمود الشنقيطي
09-02-2006, 04:05 PM
حاشا الشافعي -كما ذكر د. أنمار- أن يخالف النص القرآني (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
والأمر يحتاج إلى ثبوت، ومعرفة السياق الذي ورد فيه إن كان قاله الشافعي أو أحد من أهل العلم، وكل يؤخذ من قوله ويرد.
وأرجو أن لا يتحول ملتقى التفسير وعلوم القرآن إلى ملتقى: من القائل ؟ ما لم يكن له علاقة به.
هوِّن عليك يا شيخ يوسف أحسن الله إليك ,والنص القرآني لم يقل إن كلَّ الظن إثمٌ ,ولعل مورد الأبيات على البعض الذي ليس إثماً -هذا في حال صحة ثبوت نسبتها للإمام رحمه الله- ودمتم بخير وعافية..
---
يوسف العليوي
09-02-2006, 05:00 PM(1/1969)
هوِّن عليك يا ... يوسف أحسن الله إليك ,والنص القرآني لم يقل إن كلَّ الظن إثمٌ ,ولعل مورد الأبيات على البعض الذي ليس إثماً -هذا في حال صحة ثبوت نسبتها للإمام رحمه الله- ودمتم بخير وعافية..
يا أخي العزيز محمود، وهل جعلت الأبيات بعض الظن إثم ؟! بل جعلت سوء الظن هو الأصل في الخلق، وحسن الظن مع حسن القول سبب البلاء !!!
هذا يصادم النصوص الشرعية، والأخلاق المرعية.
والله ولي التوفيق.
ولك مني أطيب تحية يا أخي العزيز.
---
(1/1970)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب كتاب اسرار تنزيل القران للإمام السيوطي
---
طلب كتاب اسرار تنزيل القران للإمام السيوطي
---
مصعب الدوري
03-25-2005, 01:43 PM
كتاب اسرار تنزيل القران للإمام السيوطي
هل يوجد رابط لتنزيل الكتاب او ربما ارساله الى بريدي الالكتروني
جزاكم الله خيرا
---
مسك
03-26-2005, 01:42 PM
هل تقصد هذا الكتاب اخي :
http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=7&book=751
---
مصعب الدوري
03-26-2005, 04:11 PM
أسرار التنزيل للسيوطي،
سمعت ان هذا الكتاب طبع في قطر و هو غير كتاب اسرار ترتيب القران على ما اعتقد
---
أبومجاهدالعبيدي
03-26-2005, 04:36 PM
الكتاب الذي طبع في قطر هو كتاب : قطف الأزهار في كشف الأسرار للسيوطي . طبع في مجلدين بتحقيق الدكتور : أحمد الحمادي
---
مصعب الدوري
03-29-2005, 11:16 AM
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله خير
---
(1/1971)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أشكل عليّ قول ابن القيّم في بيان المشبّه والمشبه به في هذا المثل القرآني
---
أشكل عليّ قول ابن القيّم في بيان المشبّه والمشبه به في هذا المثل القرآني
---
أبومجاهدالعبيدي
03-17-2005, 10:38 PM
قال ابن القيم في سياق بيانه لمعنى المثل في قول الله عز وجل :{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ }(ابراهيم:24) :
( فإن المقصود بالمثل المؤمن، والنخلة مشبهةُ به وهو مشبه بها ، وإذا كانت النخلة شجرةً طيبةً فالمؤمن المشبه بها أولى أن يكون كذلك .) هكذا في إعلام الموقعين 2/301 بتحقيق مشهور حسن سلمان
ولم يظهر لي وجه هذا الكلام ، فمن يشرحه لي مشكوراً ؟
---
عبدالرحمن الشهري
03-17-2005, 10:53 PM
قال ابن قيم الجوزية تعقيبًا على هذا المثل المذكور:(شبه سبحانه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة؛ لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح، والشجرة الطيبة تثمر الثمر النافع.. وهذا ظاهر على قول جمهور المفسرين، الذين يقولون: الكلمة الطيبة هي شهادة أن لا إله إلا الله؛ فإنها تثمر جميع الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة، فكل عمل صالح مرضي لله عز وجل ثمرة هذه الكلمة.
وفي تفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال:{ أصلها ثابت } قول لا إله إلا الله في قلب المؤمن. { وفرعها في السماء} يقول: يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء.
وقال الربيع بن أنس:{ كلمة طيبة } هذا مثل الإيمان. والإيمان: الشجرة الطيبة، وأصلها الثابت، الذي لا يزول: الإخلاص فيه، وفرعه في السماء: خشية الله.
والتشبيه على هذا القول أصح وأظهر وأحسن؛ فإنه سبحانه شبه شجرة التوحيد في القلب بالشجرة الطيبة الثابتة الأصل، الباسقة الفرع في السماء علوًا).(1/1972)
فعلى هذا القول يكون المراد بالكلمة الطيبة: كلمة التوحيد، ويكون المراد بالشجرة الطيبة: المؤمن، أوقلبه.. وهذا واضح.
ثم أضاف ابن قيم الجوزية قائلاً:(ومن السلف من قال: إن الشجرة الطيبة هي النخلة، ويدل عليه حديث ابن عمر الصحيح.
ومنهم من قال: هي المؤمن نفسه؛ كما قال محمد بن سعد: حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله:{ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ } يعني بالشجرة الطيبة: المؤمن، ويعني بالأصل الثابت في الأرض والفرع في السماء يكون المؤمن يعمل في الأرض، ويتكلم، فيبلغ قوله وعمله السماء، وهو في الأرض.
وقال عطية العوفي في{ ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة } قال: ذلك مثل المؤمن، لا يزال يخرج منه كلام طيب، وعمل صالح يصعد إلى الله .
وقال الربيع بن أنس:{ أصلها ثابت وفرعها في السماء } قال: ذلك المؤمن ضرب مثله في الإخلاص لله وحده وعبادته وحده لا شريك له. قال:{أصلها ثابت} قال: أصل عمله ثابت في الأرض. {وفرعها في السماء} قال: ذكره في السماء).
فعلى القول الأول تكون الشجرة الطيبة هي النخلة، شبِّه بها المؤمن.. وعلى الأقوال الأخرى تكون الشجرة الطيبة هي المؤمن نفسه شبِّهت به النخلة.. وهذا ما قد يكون خفي عليكم وفقكم الله .
ولهذا قال ابن قيم الجوزية:(ولا اختلاف بين القولين؛ فالمقصود بالمثل المؤمن، والنخلة مشبهة به، وهو مشبه بها. وإذا كانت النخلة شجرة طيبة، فالمؤمن المشبه بها أولى أن يكون كذلك).
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2005, 10:56 PM
وهذه مقالة بعث بها الأستاذ المبدع أبوالهيثم محمد إسماعيل عتوك حفظه الله ، حول الآية التي سألتم عنها . أجاد الأستاذ محمدعتوك في تحبيرها كعادته .(1/1973)
مثل الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثةقال الله تعالى:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ* يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) إبراهيم: 25- 27
هذان مثلان ضربهما الله تعالى للكلمة الطيبة، والكلمة الخبيثة، مثل الأولى بشجرة طيبة، ومثل الثانية بشجرة خبيثة. ومناسبتهما لما قبلهما أن الله تعالى لما ذكر مثل أعمال الكفار، وأخبر أنها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، وشرح أحوال الأمة الطيبة، وأحوال الفرقة الخبيثة، ذكر مثلاً يبين الحال في حكم هذين القسمين، ويصور سنته الجارية في الطيب والخبيث في هذه الحياة، فقال سبحانه :{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}.
وقوله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً }. أي: ألم تعلم كيف قدَّر الله تعالى مثلاً، ووضعه في موضعه اللائق به، فكان خاتمةً لِما تَقدَّمه ؛ كتعليق الراوية على الرواية بعد إسدال الستار. وهو تعجيبٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكلِّ أحدٍ، من كيفية ضرب هذا المثل.(1/1974)
أما قوله تعالى:{ كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ.. وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } فهو بيان للمثل وتفسير له، يقوم على تشبيه معقول بمحسوس. فالكلمة الطيبة تشبه الشجرة الطيبة، والكلمة الخبيثة تشبه الشجرة الخبيثة. وما بين المشبه والمشبه به وجه شبَه، دلَّت عليه كاف التشبيه. وعندما تكون الكاف هي أداة التشبيه، فإنها تدل على أن وجه الشبه، الذي يجمع بين المشبه، والمشبه به في تشبيه واحد، يتناول جهةً أو أكثر من جهات الذات، وصفةً أو أكثر من الصفات الخارجة عن الذات.
وبيان ذلك: أنك إذا قلت: زيد مِثل الأسد، بكسر الميم وسكون الثاء، فإنك تريد أنه يُماثله- أي: يساويه- في تَمام ذاته. وإذا قلت: زيد مَثَل الأسد، بفتحتين، فإنك تريد أنه يشبهه في تمام صفاته. فإذا قلت: زيد كالأسد، فإنك تريد أنه يشبهه في جهةٍ أو أكثر من جهات الذات، وفي صفةٍ أو أكثر من صفات الذات.
ومن هنا يُخطىء من يفسر الكاف بمعنى المثل، أو المثل بمعنى الكاف.. فليس قول مريم عليها السلام:{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى}(آل عمران:36) معناه: ليس الذكر مثل الأنثى. وليس قوله تعالى:{إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} (البقرة:275) معناه: إنما البيع كالربا ؛ كما يذهب إلى ذلك جُمهورُ المفسرين . فتأمل!
وعلى هذا الذي ذكرناه يحمل قوله تعالى:{كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ}؛ لأن المراد أن هذه الكلمة طيبة في حقيقتها، وفي صفاتها، وهي في ذلك تشبه الشجرة الطيبة.. وليس كذلك قوله تعالى:{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ}؛ لأن المراد- هنا- تشبيه الكلمة الخبيثة في صفاتها، دون التعرض لحقيقتها، بالشجرة الخبيثة في حقيقتها وصفاتها. هذا ما يدل عليه لفظ المثل المذكور- هنا - بجانب المشبه.(1/1975)
فإذا كان هذا هو شأن الكلمة الخبيثة، فما بالك بحقيقتها؟ إنها لقبحها في ذاتها وبشاعتها، لا يُمكنُ أَنْ تشبَّه بحقيقة أخرى؛ إذ لا شيء يشبهها في ذلك.. وكذلك إذا كان الشيء لعظمه وجلاله؛ بحيث لا يُمكن تصويره في مثل محسوس؛ لأنه فوق كل تصور، فإنه يُكتفَى بتشبيه ما يتصف به من صفات بشيء محسوس في حقيقته وصفاته؛ كقوله تعالى:{ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ }.. فتأمل ذلك، فإن هذه الأسرار الدقيقة في البيان المعجز، لا تجدها في كتب المفسرين على كثرتها !
ونعود بعد ذلك إلى المفسرين، فجمهورهم على القول بأن الكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد، وأن الشجرة الطيبة هي المؤمن. وقيل:الكلمة الطيبة هي المؤمن، والشجرة الطيبة هي النخلة.. وأن الكلمة الخبيثة هي كلمة الكفر والشرك، وأن الشجرة الخبيثة هي الكافر أو هي شجرة الحنظل .. وقيل غير ذلك.
والظاهر من تنكير كُلٍّ مِنْ {كَلِمَةٍ} و{شَجَرَةٍ} في الموضعين أَنَّ المراد بالكلمة الطيبة كل كلمةٍ يُرادُ بِها حَقٌّ، وبالكلمة الخبيثة كل كلمة يراد بها باطل، وبالشجرة الطيبة كل شجرة مثمرة طيبة الثمار ؛ كالنخلة، وشجرة التين والعنب والرمان وغير ذلك. وبالشجرة الخبيثة كل شجرة لا يطيب ثمرها؛ كشجرة الحنظل، ونحوها.. فكما تثمر الكلمة الطيبة العمل الصالح، كذلك تثمر الشجرة الطيبة الثمر النافع. وكما تثمر الكلمة الخبيثة العمل الفاسد، كذلك تثمر الشجرة الخبيثة الثمر الفاسد.
ووصف سبحانه الشجرة الطيبة بأربع صفات:
الصفة الأولى: كونها {طَيِّبَةً}. وذلك يحتمل كونها طيبة المنظر والصورة والشكل. أو كونها طيبة الرائحة. أو كونها طيبة الثمرة. أي: لذيذة مستطابة. أو كونها طيبة بحسب المنفعة. يعني: أنها كما يستلذ بأكلها، فكذلك يعظم الانتفاع بها. قال الرازي: ويجب حمل قوله:{ َشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} على مجموع هذه الوجوه؛ لأن باجتماعها يحصل كمال الطيب.(1/1976)
الصفة الثانية: كونها{ أَصْلُهَا ثَابِتٌ }. أي: ضارب بعروقه في الأرض. وهو صفة كمال لها؛ لأن الشيء الطيب، لا يعظم السرور به إلا إذا كان ثابتًا، بخلاف ما لو كان معرَّضًا للزوال .. والمراد أن هذه الشجرة لا تزعزعها الأعاصير، ولا تعصف بها رياح الباطل؛ ولا تقوى عليها معاول الطغيان ـ وإن خيل للبعض أنها معرضة للخطر الماحق في بعض الأحيان.
وقرأ أنس بن مالك:{كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ ثَابِتٌ أَصْلُهَا}. وقراءة الجمهور أقوى في اللفظ، وفي المعنى. أما في اللفظ فلأن فيها حسن التقسيم:{أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}.وأما في المعنى فلأن الصفة فيها أجريت على الشجرة لفظًا ومعنى. وأما في قراءة أنس فقد أجريت الصفة على الشجرة لفظًا فقط. وأنت إذا قلت: مررت برجل أبوه قائم، كان أقوى من قولك: مررت برجل قائمٌ أبوه ؛ لأن المخبر عنه إنما هو الأب، لا رجل.
والصفة الثالثة: كونها {فَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}. أي : سامق شامخ متعال ذاهب في الفضاء على مد البصر، قائم أمام العين يوحي بالقوة والثبات. وهو أيضا صفة كمال لها؛ لأنها متى كانت مرتفعةً كانت بعيدةً عن عفونة الأرض وقاذورات الأبنية، فكانت ثمرتها نقيةً خالصةً عن جَميع الشوائب.. والمراد بـ{فرعها} أعلاها ورأسها، وإن كان المشبه به ذا فروع؛ فيكون من باب الاكتفاء بلفظ الجنس. وكأنَّ هذه الشجرة تطل بفروعها على الشر والظلم والطغيان من علُ ، وإن خُيّل إلى البعض أحيانًا أن الشر يزحمها في الفضاء.. وكذلك كلمة الحق تعلو، ولا يُعلَى عليها؛ لأنها هي العليا دائمًا وأبدًا.(1/1977)
والصفة الرابعة: كونها {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}. أي: لا ينقطع ثمرها أبدًا؛ فهي تؤتيه كاملاً حسنًا كثيرًا طيبًا مباركًا، في كل وقت وقته الله تعالى لإثمارها. وهو صفة كمال أيضًا؛ إذ الانتفاع بها غير منقطع حينئذ. وقال:{تُؤْتِي أُكُلَهَا}، ولم يقل:{تُعْطي ثمَرَهَا}؛ لما في الإيتاء من سرعة الإعطاء، وسهولته؛ ولأن الأكُل- بضم الهمزة والكاف- يطلق على كل ما يؤكل من الثمر، فهو أخصُّ من الثمر؛ لأن الثمر منه ما لا يؤكل.
و(الحين) في قوله تعالى:{كُلَّ حِينٍ} القطعة من الزمان. واختلف في تقديره: فقيل: سنة؛ لأن الشجرة تحمل الثمرة من العام إلى العام. ولذلك قال ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، والحكم، وحماد، وجماعة من الفقهاء:(من حلف أن لا يفعل شيئًا حينًا، فإنه لا يفعله سنة). واستشهدوا على ذلك بهذه الآية. وقال عكرمة وغيره:(الحين ستة أشهر) وهي مدة بقاء الثمر، وإليه ذهب أبو حنيفة. وقال ابن المسيب:(الحين شهران) لأَنَّ النخلة تدوم مثمرة شهرين. وقال ابن عباس أيضًا، والضحاك، والربيع:(كل حين. أي: كل غدوة وعشية).
وقد ورد(الحين) في موضع آخر يراد به أكثر من ذلك؛ كقوله تعالى:{ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً }(الإنسان:1). قيل في التفسير: أربعون عامًا. وحكى عكرمة أن رجلاً قال:(إن فعل كذا وكذا إلى حين، فغلامه حر. فأتى عمر بن عبد العزيز، فسأله، فسألني عنها، فقلت: إن من الحين حينًا لا يدرك؛ كقوله تعالى:{ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }(البقرة:36)، فأرى أن تمسك ما بين صرام النخلة إلى حملها. فكأنه أعجبه؛ وهو قول أبي حنيفة في الحين أنه ستة أشهر اتباعًا لعكرمة، وغيره).(1/1978)
وقال الزجاج:(جَميع مَنْ شاهدنا من أهل اللغة يذهبون إلى أن(الحين) اسم كالوقت، يصلح لجميع الأزمان كلها طالت، أم قصرت). وهذا قول الأزهري. وقال النحاس:(وهذه الأقوال متقاربة غير متناقضة؛ لأن (الحين)- عند جميع أهل اللغة إلا من شذ منهم- بمعنى الوقت يقع لقليل الزمان وكثيره).
والظاهر من السياق أن الكلمة الطيبة مثلها كشجرة طيبة، لا يزال يوجد منها ثمر في كل وقت، من صيف أو شتاء، أو ليل أو نهار. كذلك الكلم الطيب، لا يزال يصعد إلى الله تعالى، ويرفعه العمل الصالح في السماء، آناء الليل وأطراف النهار، في كل وقت وكل حين. قال تعالى:{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ}( فاطر:10).
و قوله سبحانه:{ بِإِذْنِ رَبِّهَا }. أي: بتسييره وتكوينه. ويدل على أن كل شيء لا يكون إلا بتوفيق الله تعالى. وفيه دقيقة عجيبة؛ وذلك لأن ما أذن الله في إيتائه لا يكون إلا على أحسن حال، وأكمل وجه. وخصَّ إيتاء الأكل بالشجرة الطيبة بإذن ربها على سبيل المدح والتشريف.
قال الرازي:(ولا حاجة بنا إلى أن تلك الشجرة هي النخلة، أم غيرها؛ فإنا نعلم بالضرورة أن الشجرة الموصوفة بالصفات الأربع المذكورة شجرة شريفة، ينبغي لكل عاقل أن يسعى في تحصيلها وتملكها لنفسه؛ سواء كان لها وجود في الدنيا، أو لم يكن؛ لأن هذه الصفة أمر مطلوب التحصيل. واختلافهم في تفسير الحين أيضًا من هذا الباب، والله أعلم).(1/1979)
وعقَّب سبحانه على ذلك بقوله:{ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}؛ وذلك لأنها أمثال مصداقها واقع في الأرض، ولكن الناس كثيرًا ما ينسونه في زحمة الحياة؛ ففي ضربها لهم زيادة إفهام، وتذكير، وتصوير للمعاني. وذلك؛ لأن المعاني العقلية المحضة لا يقبلها الحس والخيال والوهم، فإذا ذكر ما يماثلها، أو يشابهها من المحسوسات، ترك الحس والخيال والوهم تلك المنازعة، وانطبق المعقول على المحسوس، وحصل به الفهم التام، والوصول إلى المطلوب.
وفي مقابل تلك الصفات، التي وصف الله تعالى بها الشجرة الطيبة، التي شبه بها الكلمة الطيبة، وصف الشجرة الخبيثة، التي شبه بها الكلمة الخبيثة في صفتها بثلاث صفات:
الصفة الأولى: كونها {خبيثة}. وذلك يحتمل أيضًا أن يكون بحسب الرائحة، وأن يكون بحسب الطعم، وأن يكون بحسب الصورة والمنظر، وأن يكون بحسب اشتمالها على المضار الكثيرة. والشجرة الجامعة لكل هذه الصفات، وإن لم تكن موجودة، إلا أنها إذا كانت معلومة الصفة، كان التشبيه بها نافعًا في المطلوب.
وأصل(الخبث) في كلام العرب: المكروه. فإن كان في الكلام فهو الشتم، وإن كان من الملل فهو الكفر، وإن كان من الطعام فهو الحرام، وإن كان من الشراب فهو الضار، ومنه قيل لما يرمى من منفي الحديد: الخبث.
ومنه الحديث:(إن الحمى تنفي الذنوب؛ كما ينفي الكير الخبث). وخبث الحديد والفضة ما نفاه الكير ، إذا أذيبا؛ وهو ما لا خير فيه.
والصفة الثانية: كونها {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ}. أي: استؤصلت. وهذه الصفة في مقابلة{أَصْلُهَا ثَابِتٌ} في صفة الشجرة الطيبة. وحقيقة(الاجتثاث) أخذ الجثة كلها- وهي شخص الشيء- من فوق الأرض، لكون عروقها قريبة من الفوق؛ فكأنها فوق. وهذا يعني: أنه ليس لها أصل، ولا فرع، وليس لها ثمرة ، ولا فيها منفعة.(1/1980)
والصفة الثالثة: كونها {مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}. وهذه كالمتممة للصفة الثانية؛ فنفى أن يكون لها
مكان تستقر فيه، وأن يكون لها استقرار في المكان. فان القرار يراد به مكان الاستقرار؛ كما قال تعالى في صفة جهنم:{ َجهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ}(إبراهيم:29)، وقال:{جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء}(غافر:64). ويقال: فلان ما له قرار. أي: ثبات. وقد فسر القرار في الآية بهذا وهذا. ويقال: قرَّ الشيء قرارًا؛ كقولك: ثبت ثباتًا. قال الزمخشري:(شبِّه بها القول، الذي لم يعضَّد بحجة فهو داحض غير ثابت. والذي لا يبقى؛ إنما يضمحل عن قريب لبطلانه؛ من قولهم: الباطل لجلج .. وعن قتادة أنه قيل لبعض العلماء: ما تقول في كلمة خبيثة؟ فقال: ما أعلم لها في الأرض مستقرًّا، ولا في السماء مصعدًا، إلا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها القيامة).
وقرىء:{ومثلَ} بالنصب عطفًا على{كَلِمَةً طَيِّبَةً}. وقرأ أُبَيُّ:{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً خَبيثةً كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ }. ولعل تغيير الأسلوب على قراءة الجماعة، للإيذان بأن ذلك غير مقصود بالضرب والبيان؛ وإنما ذلك أمر ظاهر، يعرفه كل أحد.
هذا هو مثل الكلمة الطيبة، ومثل الكلمة الخبيثة. وليس هذا وذاك مجرد مثل يضرب، ولا مجرد عزاء للطيبين وتشجيع؛ وإنما هو الواقع في الحياة، ولو أبطأ تحققه في بعض الأحيان.. والخير الأصيل لا يموت ولا يذوي، مهما زحمه الشر وأخذ عليه الطريق. والشر كذلك لا يعيش إلا ريثما يستهلك بعض الخير المتلبس به، فقلما يوجد الشر خالصًا، وعندما يستهلك ما يلابسه من الخير، فلا تبقى فيه منه بقية، فإنه يتهالك، ويتهشم مهما تضخم واستطال.(1/1981)
ثم أخبر سبحانه عن فضله وعدله في الفريقين: أصحاب الكلمة الطيبة، وأصحاب الكلمة الخبيثة، فبين سبحانه أنه يثبت الذين آمنوا بإيمانهم بالقول الثابت أحوج ما يكونون إليه في الدنيا والآخرة، وأنه يضل الظالمين عن القول الثابت. فيضل هؤلاء بعدله لظلمهم، ويثبت الذين آمنوا بفضله لإيمانهم؛ وذلك قوله تعالى:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ ويُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}.
أي: يُدِيْمُهم على القول الثابت في الدنيا والآخرة، ويمنعهم من الزلل.. وذلك أن العبد لا يستغني عن تثبيت الله طرفة عين؛ فإن لم يثبته، وإلا زلت سماء إيمانه وأرضه عن مكانهما. وقد قال تعالى لأكرم خلقه عليه عبده ورسوله:{ وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً}(الإسراء :74).
ففي ظل الشجرة الثابتة مثلاً للكلمة الطيبة{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ }.. وفي ظل الشجرة الخبيثة المجتثة من فوق الأرض ما لها من قرار، ولا ثبات{ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ }.. فتتناسق ظلال التعبير وظلال المعاني كلها في السياق !(1/1982)
و {الْقَوْلِ الثَّابِتِ} هو القول الحق والصدق، الذي ثبت بالحجة والبرهان في قلب صاحبه، وتمكن فيه، فاعتقده واطمأنت إليه نفسه. وهو ضد القول الباطل الكذب، الذي لا يثبت بحجة، ولا برهان. وعليه فالقول نوعان: ثابت له حقيقة، وباطل لا حقيقة له. وأثبت القول كلمة الحق ولوازمها؛ فهي أعظم ما يثبت الله بها عباده في الدنيا والآخرة؛ ولهذا ترى الصادق من أثبت الناس وأشجعهم قلبًا، والكاذب من أمهن الناس وأخبثهم وأكثرهم تلويًا وأقلهم ثباتًا. وأهل الفراسة يعرفون صدق الصادق، من ثبات قلبه وقت الاختبار، وشجاعته ومهابته، ويعرفون كذب الكاذب بضد ذلك، ولا يخفى ذلك إلا على ضعيف البصيرة.. وسئل بعضهم عن كلام سمعه من متكلم به، فقال:(والله ما فهمت منه شيئًا، إلا أني سمعت لكلامه صولة، ليست بصولة مبطل. فما منح العبد منحة أفضل من منحة القول الثابت. ويجد أهل القول الثابت ثمرته أحوج ما يكونون إليه في قبورهم ويوم معادهم؛ كما في صحيح مسلم من حديث البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن هذه
الآية نزلت في عذاب القبر. وقد جاء هذا مبينًا في أحاديث صحاح؛ فمنها ما روي عن أبي هريرة من أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :({ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ }. قال: إذا قيل له في القبر: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، جاء بالبينات من عند الله، فآمنت وصدقت. فيقال له: صدقت على هذا عشت، وعليه مت، وعليه تبعث).(1/1983)
وقوله تعالى:{وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}، الذين لم يتمسكوا بحجة ولا برهان في دينهم؛ وإنما اقتصروا على تقليد كبارهم وشيوخهم؛ كما قلد المشركون آباءهم، فقالوا:{ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }(الزخرف:22). فهؤلاء يضلهم الله تعالى بظلمهم، وبعدهم عن النور الهادي، واضطرابهم في تيه الظلمات والأوهام والخرافات، واتباعهم مناهج وشرائع من الهوى، لا من اختيار الله .. يضلهم وفق سنته، التي تنتهي بمن يظلم ويعمى عن النور، ويخضع للهوى إلى الضلال والتيه والشرود.
والمراد بـ{الظالمين} الكفرة المشركين، بدليل مقابلتهم بـ{الذين آمنوا}، ووصفهم بالظلم إما باعتبار ظلمهم لأنفسهم؛ حيث بدلوا فطرة الله تعالى، التي فطر الناس عليها، فلم يهتدوا إلى القول الثابت، أو باعتبار أنهم قلدوا أهل الضلال وأعرضوا عن البينات الواضحة. وإضلالهم في الدنيا- على ما قال الزمخشري- أنهم لا يثبتون في مواقف الفتن، وتزل أقدامهم أول شيء ، وهم في الآخرة أضل وأزل.. واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم البيهقي من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن الكافر إذا حضره الموت، تنزل عليه الملائكة عليهم السلام، يضربون وجهه ودبره، فإذا دخل قبره أُقعِد، فقيل له: من ربك؟ فلم يرجع إليهم شيئًا، وأنساه الله تعالى ذكر ذلك، وإذا قيل له: من الرسول الذي بعث إليكم؟ لم يهتد له، ولم يرجع إليهم شيئًا؛ فذلك قوله تعالى:{ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}.
{وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء}. أي: يفعل ما توجبه الحكمة؛ لأن مشيئة الله تعالى تابعة للحكمة من تثبيت الذين آمنوا، وتأييدهم، وعصمتهم عند ثباتهم وعزمهم، ومن إضلال الظالمين وخذلانهم، والتخلية بينهم، وبين شأنهم عند زللهم.(1/1984)
وفي إظهار الاسم الجليل {اللَّهُ} في الموضعين من الفخامة، وتربية المهابة ما لا يخفى، مع ما فيه - كما قيل- من الإيذان بالتفاوت في مباديء التثبيت، والإضلال؛ فان مبدأ صدور كل منهما عنه سبحانه وتعالى من صفاته العلا غير ما هو مبدأ صدور الآخر. وفي ظاهر الآية من الرد على المعتزلة ما فيها.
وبهذه الخاتمة يتم التعقيب على القصة الكبرى للرسالات والدعوات. وقد استغرقت الشطر الأول والأكبر من السورة المسماة باسم إبراهيم أبي الأنبياء، والشجرة الظليلة الوارفة المثمرة خير الثمرات، والكلمة الطيبة المتجددة في الأجيال المتعاقبة، تحتوي دائماً على الحقيقة الكبرى.. حقيقة الرسالة الواحدة ، التي لا تتبدل، وحقيقة الدعوة الواحدة، التي لا تتغير، وحقيقة التوحيد لله الواحد القهار.
الجمعة ، 18 آذار ، 2005 محمد إسماعيل عتوك
---
أبومجاهدالعبيدي
03-18-2005, 11:18 PM
جزاك الله خيراً أخي عبدالرحمن
وجزى الله الأستاذ أبا الهيثم محمد إسماعيل عتوك خيراً كذلك
ولي عودة إن شاء الله بعد دراسة ما ذكرتماه .
---
(1/1985)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أخي ... لأني أحبك " عليك بخاصة نفسك "
---
أخي ... لأني أحبك " عليك بخاصة نفسك "
---
الجندى
10-27-2005, 02:20 PM
استميحكم عذراً إخوتي... فلم أستطع النوم قبل أن أبث همي وحزني...
" طه جابر العلواني ليس من أهل السنة "
هذا ما قرأته لأحد مشرفي إحدى المنتديات العلمية (الرصينة!!!).
لا إله إلا الله ... من هذا المتألي على الله وعباده ؟!
من الذي يجرؤ على تصنيف المسلمين وكأننا في عصر ( صكوك الغفران) .
بل وزاد على ذلك بأن حذف رابط مجلته (إسلامية المعرفة) كأنه يحذف رابط موقع......
لن أخوض في تاريخ العلواني الذي أعلم مسيرته الدعوية والجهادية قبل وبعد خروجه من العراق مضطراً منذ عشرات السنين، حين كان ـ وما زال ـ غيره آمنون مطمئنون ... ولن أتحدث عن جهود معهده في نشر الإسلام بأمريكا، وكونه يحمل قصب السبق الأول في ذلك... فما عند الله خير وأبقى.. وأسأله جل جلاله أن يكثر ممن يزيدون من رصيد حسناته، ويأخذون من سيئاته.. كما يردد باستمرار...
لن أزيد على قوله: إن له ربه سينتصف له.
يوم لا ينفع مال ولا بنون... يوم لا ينفع " الظالمين " معذرتهم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن ...
متى سنتعلم مناقشة الآخر ؟ متى سنحترم الآخر ؟ متى سنكون دعاة لا قضاة ؟ متى سنتزل عن حظ النفس وحب الانتصار لها ...
إن الله سبحانه وتعالى أخفى أولياءه في عباده ... فلعل منهم طه ويوسف والغزالي وسيداً والبوطي والكاندهلوي.... كما لعل منهم شقرة والحلبي والسديس والعثيمين ومشهور والمدخلي والقرني والحوالي ....
فاحذر:
إن من عادى ولياً لله فقد آذنه الله بالمحاربة .... ويا خسران من حاربه الله !
احذروا... أتدرون من المفلس ....(1/1986)
أقول لك: لن تستفيد من غيبتهم ووصمهم بما ترفض أن يصِموك (ومشايخك) به، لا في الدنيا ولا في الآخرة. ولكنها شهوة الانتصار للنفس.. شهوة الغيبة والنميمة ...
شهوة الهروب من النقص ... النقص والضعف من مواجهة العدو الرئيس العدو الحقيقي.. الذي أمرت شرعاً أن تكون شديداً عليه رحيماً بأخيك... فقلبت الأمر فكنت شديداً على أخيك.. متهاوناً متماوتاً أمام عدوك.
لعلك تقول: ولكن عقيدتهم فاسدة !!
أقول لك: عقيدة الملحد أفسد، عقيدة النصراني أفسد، عقيدة المجاهر بالنقص بالدين أفسد.
أعدك أخي الكريم، إن ناقشت كل أولئك بالهمة ذاتها التي تناقش بها أخاك المسلم أن تجد نتائج عجيبة.
وأهمس في أذنك: هل حاورت أخيك في عقيدته لتعلم أدلته قبل أن ((( تحكم ))) عليه !
أتعرف حكم تكفير.... تفسيق... تجهيل... ( المُعَيَّن )
هل أنت المفتي والقاضي الذي يستعرض الأدلة والتهم والدفاع ثم يصدر الأحكام في أخيه، لو كنت قاضياً حقاً لسمعت أدلته ... فلعل ما بينكما سوء فهم في المصطلحات أو خلافاً من الممكن الاتفاق عليه.. بل لعله يرجع إن خاطبته باللين الذي أمر الله عبده موسى أن يخاطب به فرعون زاعم الألوهية.
تقول: لا مهادنة في العقيدة.
أقول لك، فما قولك في بائع السلاطين العز بن عبد السلام ( إمام الأشاعرة في وقته ).. مع أخيه شيخ الإسلام ابن تيمية اللذين عاشا معاً وحاربا التتار معاً فعدوهما واحد.
هل ترك كل واحد منهما التتار وجلس يحكم على انتساب الآخر وتلاميذه إلى أهل السنة أم إلى السبعين فرقة.
أنتمثل بهما ؟ ألم يكونا من الكرام ؟ أو على الأقل أحدهما من الكرام ( الأقرب إلى فكرك وعقيدتك...) فتشبه بالكرام فإن التشبه بالكرام فلاح.
نزعم الانتساب إلى السلف ... فإليك أدب السلف وعلمهم وورعهم
جاء في سير أعلام النبلاء ج4/ص165عن الزبرقان قال كنت عند أبي وائل فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه فقال: " لا تسبه وما يدريك لعله قال اللهم اغفر لي فغفر له ".(1/1987)
وأبو وائل ليس صوفيا ولا جاويا ولا نقشبنديا ..... بل هو أحد كبار التابعين واسمه شقيق بن سلمة، كان إمام الكوفة [ لا تجزع ليس " رافضياً " ] ، وكان رأساً في (العلم والعمل) كما قال الذهبي.
انتبه أخي الحبيب: العلم والعمل.
علِم أن الله تعالى لن يسأله إلا عن عمله " فسيرى الله عملكم .. " ولم يقل سيرى تصنيفكم لإخوانكم ، تنظيركم.. لن يسألك الله عن عقيدة الطنطاوي ولا سعيد بن مسفر... ولكن سيسألك عن " عملك " و نصرتك للدين، فليس للإنسان إلا ما سعى.
لم يجلس ( أبو وائل ) على أريكته ويصنف الناس هذا من أهل السنة ، وهذا عقلاني ، وهذا يخرج في سبيل الله أربعين يوماً للدعوة فهو مبتدع (!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!) وهذا من تلاميذ الشيخ فلان فهو مرجئ (!!!!) فيرد عليه الآخر يا سروري يا قطبي يا حركي ...
كما لم يطعن الصحابة الكرام فيمن أوّل قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق " ولم ينقسموا فسطاطين: فسطاط من قال: رأى سيدنا محمد ربه يوم الإسراء، وفسطاط من قال: من زعم أنه رآه فقد أعظم على الله الفرية.
أم ذلك ليس من العقيدة ؟!
احذر أخي الحبيب ... إنه عِرض أخيك
إنه أخوك ، من أهل قبلتك ، من أهل قرآنك ، ....
أخوك الذي أمرت بأن تكون رحيماً به " رحماء بينهم "
فتركتَ الواجب وفعلتَ المحرَّم بزعم نصرة الدين !!!
قليلاً من الورع أخي الحبيب ... ما يدريك: لعل العلواني أو القرضاوي أو الحوالي.... قال في ليلة: اللهم اغفر لي. فغفر له... فماذا استفدت حينها !!
قليلاً من الحياء يا (( دعاة )) قليلاً من الحياء يا ورثة الأنبياء ، ونِعمَ الورثة.
لماذا أقول: قليلاً من الحياء ؟
أتعرف لماذا؟
لقد نقل لي الثقة عن أحد صغار الزاعمين الانتساب إلى مذهب السلف، أنه تناقش مع الشخص الذي نقل لي العبارة عنه ( وهو من نفس المذهب العقدي ) في مسألة ما في العقيدة فقيل له: ابن حجر العسقلاني قال في فتح الباري كذا.
فرد ذلك الصغير ( سناً ) بكل صلافة(1/1988)
ابن حجر يُعذَر بجهله
والله دمعت عيني حين سمعت بهذا، وتمنيت أن لو سمعت ذلك منه لأجيبه بما يستحق... وكما قال أحد إخواني ( في توقيعه ) ليتني مت قبل أن أسمع هذا.
سألت زميله: لو لم تتعلموا من مشايخكم قلة الأدب مع العلماء، أكان تجرأ على ذلك ؟! فسكت طبعاً.
غيبة ، نميمة ، سخرية ، ضياع للوقت فيما لا يفيد ... هذا على الأقل ما جناه من يجلس ويصنف الناس، المصلين، الدعاة، المجاهدين..
هنا المشكلة، فلماذا لا نقول رأينا الذي نرى أنه حق، من غير مصادرة لآراء إخواننا التي لديهم أدلتهم على كونها حق.
لماذا لا يخلو أي نقاش علمي ( يهدف الوصول إلى الحق ) بين سلفي وأشعري من الصوت العالي والسباب و و و لماذا لا نرى حواراً علمياً واحداً ... فقط حوار واحد بهدوء وعقل ... كلٌّ يأتي بدليله.. من غير تسفيه وشخصنة.
لكن مرة أخرى ... إنه حظ النفس ... حب الانتصار للنفس .. مبني على عمودَي: قلة العلم، وقلة الورع.. الورع.. الورع.
انزع ما في قلبك من غل لكل إخوانك... كلهم... وكِلْ أمرهم إلى أعدل العادلين، وأحكم الحاكمين.. سترى الراحة في صدرك، والنور في وجهك.. وفُسحةً في وقتك للدعوة ... وفوق كل ذاك: تيسير ومرضاة ربك، ومن ثم يضع لك القبول على الأرض.
إخوتي... اعذروني بجهلي
ومرة أخيرة: عليك بخاصة نفسك.
اخوكم رحيم
منقول
---
(1/1989)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مئة فائدة حديثية من كتاب التنكيل للمعلمي اليماني
---
مئة فائدة حديثية من كتاب التنكيل للمعلمي اليماني
---
أبو مهند النجدي
10-07-2006, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (13)
مئة فائدة حديثية من كتاب التنكيل للمعلمي اليماني
جمع : هشام البغدادي
---
(1/1990)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كثرة كتب التفسير هذه الأيام!! ..
---
كثرة كتب التفسير هذه الأيام!! ..
---
كادح
11-30-2004, 09:10 PM
بسم الله ..
ترددت في طرح هذا الموضوع ..
وقد طرحته .. وأرجو أن يكون نفعه أكبر من إثمه ..
في وقتنا المعاصر .. كثرت كتب التفسير .. خصوصا المختصرات ..
هناك "أيسر التفاسير" للجزائري و "تيسير الكريم المنان" للسعدي و "زبدة التفسير" للأشقر و"التسهيل لتأويل التنزيل" للعدوي و"التفسير الوجيز" لوهبة الزحيلي .. وتجد في أرفف المكتبات في كل حين دكتور أو أستاذ ألف تفسيرا مختصرا جديدا ووضع له اسما جميلا .. ولعل القارئ اطلع على أزيد من ذلك ..
في العصور المتقدمة هناك تفاسير: كالجلالين والتسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي ومختصر الطبري لابن صمادح ..
تبدو في نفس الحجم وكتبت لنفس المقصد ..
لم لا يقرر أحدها ليكون منهجا في المدارس والمعاهد؟! ..
أليس هناك تضخيم للمكتبة الإسلامية بكتب غيرها كان أجدى وأنفع وأبرك؟! ..
أما قيل أن كلام السلف قليل كثير البركة ..
الكتب التي ذكرتها في البداية متفاوتة ولا شك ..
وهي مأخوذة من أعمدة كتب التفسير التي هي في متناول الجميع ..
فيها زيادات وتصرفات حسنة .. وفيها أيضا نقلا من تفاسير سابقة دون أي تصرف .. ما يجعلها عادية في وضعها ..
هنا رسالة لمن تحدثه نفسه بوضع تفسير جديد ليست مني وإنما من الحافظ ابن العربي المالكي ..
قال ابن العربي في مقدمة "العارضة": "ولا ينبغي لحصيف أن يتصدى إلى تصنيف أن يعدل عن عرضين: إما أن يخترع معنى أو يبتدع وصفا ومتنا، حسب ما قررناه في قانون التأويل، وربطناه في التحصيل من الجمل والتفصيل، وما سوى هذين الوجهين فهو تسويد الورق والتحلي بحلية السرق"(1/1991)
ثم قال: "فأما إبداع المعنى فهو أمر معون في هذا الزمان فإن العلماء قد استوفوا الكلم ونصبوا على كل مشكل العلم ولم يبق إلا خفايا في زوايا لا يتولجها إلا من تبصر معاطفها واستظهر لواطفها".
لا أدعو لقفل باب الاجتهاد .. والاستباط .. فلعل أحدا يأتي ويفتح الله عليه ويكرمه بمعاني وأسرار لم تظهر لمن قبله .. وكم ترك الأول للآخر ..
ولكن تأليفا بطريقة "القص واللصق" .....؟!! ..
كذلك فإنني لا أوافق العقلانيين كالعقلاني جمال البنا - وهو ابن حسن البنا رحمه الله - الذي طالب بإلغاء كل كتب التفسير!! أو كالأهبل محمد أركون الذي يزعم أن حكايات القرآن لا يمكن أن تفهم إلا بعد التحليل التاريخي السيولوجي والبسيكولوجي اللغوي!!! ..
ولكن أليس أولى من تسويد الورق وتكديس الأرفف طباعة وتحقيق الجيد والأجود ..؟! ..
خاتمة:
جاء في "الرسالة المستطرفة": ذكر العلماء أن الإمام ابن أبي ذئب - معاصر الإمام مالك وبلديه - قد صنف موطأ أكبر من موطأ مالك، حتى قيل لمالك: ما الفائدة في تصنيفك؟ فقال: ما كان لله بقي.
والله تعالى أعلم ..
---
فهد الوهبي
12-01-2004, 02:26 PM
الأخ الكريم كادح وفقه الله لكل خير ..
ما ذكرته بارك الله فيك دالٌّ على حمية لكتاب الله تعالى وللمكتبة الإسلامية أسأل الله لك السداد ..
لكنني أحب أن أضيف ما يلي :
1- من حق كل عالم أن يؤلف ما يرى فيه مصلحة لنفسه في آخرته أو للناس في دينهم ، ولا يمكن لأحد أن يحجر على أحد في التأليف ممن يصلح لذلك .
2- ليس الجمع والاختصار معيباً في التأليف بل هو أحد طرق التأليف منذ العهود الأولى للكتب الإسلامية . وقد حفظت كتب المختصرات علوماً كثيرة ومعارف عن أصول مفقودة .
3- لا يصح في جانب الاستدراك والاعتراض استخدام عبارات ليس فيها نقد علمي بل المنبغي الترفع عن ذلك .(1/1992)
4- أعتقد أن المؤلفين يكمل بعضهم بعضاً فمن مختصر إلى جامع إلى مستدرك إلى مبتدع علمٍ وفن جديد وهكذا كل بما فتح الله عليه ، وموقفنا أن نأخذ المفيد ونطرح غير المفيد .
---
كادح
12-01-2004, 05:26 PM
ذكر الدكتور عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي أنه بعد وفاة والده طُلب منه أن يتم كتاب أبيه ..
وكان أبوه قد وصل في التفسير إلى سورة "الحشر" ..
يقول الدكتور عبد الله: فجمعت عددا من كتب التفسير لأبدأ في إكمال "أضواء البيان".. فلم أستطع أن أكمله بنفس طريقة الوالد .. عند ذلك علمت أنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. وتوقفت ..
نعم لا يحجر على التأليف ..
كذلك .. لا يؤلف في التفسير أي أحد ..
خصوصا إن كان تفسيره نقولات ليس فيها تميز في العرض والطرح ..
والله أعلى وأعلم ..
---
كادح
12-08-2004, 06:30 PM
الفاضل فهد الوهبي ..
نعم اتفق أن المسارعة إلى التأليف تدل على وجود حمية للإسلام والمكتبة الإسلامية ..
وهذا من عناصر الموضوع التي لم تكتمل ..
لكني ..
كنت أريد حاجة واحدة فقط من الموضوع .. وأرجو من الإخوة جميعا أن لا يحملوه ما لا يحتمل ..
وقد ذكرتها وأعدت فيها وأبدأت ..
مثلا كتاب أبي المظفر السمعاني .. وهو تفسير أثنى عليه غير واحد من أهل العلم .. وحجمه ليس بالمطول .. مما يجعله قريبا من القارئ العادي .. وقد طبع طباعة حسنة جميلة ..
فمن استطاع أن يؤلف أحسن منه وإلا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها كما قال الدكتور عبد الله ..
وباب التأليف مفتوح ..
ولكن روي في الحديث: إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ..
وكان غير واحد من السلف يحجم عن وضع كتاب في التفسير ..
وهناك اليوم من إذا عنّت له الفكرة بادر بتطبيقها فورا ..
وأستغفر الله ..
---
(1/1993)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما المراد بالوجوه والنظائر ؟ شارك في الإجابة ، وناقش شيخ الإسلام ..
---
ما المراد بالوجوه والنظائر ؟ شارك في الإجابة ، وناقش شيخ الإسلام ..
---
أبومجاهدالعبيدي
02-12-2005, 10:12 PM
بسم الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في سياق كلام له :
( والأسماء المشتركة فى اللفظ هى من المتشابه ، وبعض المتواطئة أيضا من المتشابه . ويسميها أهل التفسير : الوجوه والنظائر ، وصنفوا كتب الوجوه والنظائر ؛ فالوجوه فى الأسماء المشتركة والنظائر فى الأسماء المتواطئة .
وقد ظن بعض اصحابنا المصنفين فى ذلك أن الوجوه والنظائر جميعا فى الأسماء المشتركة ، فهى نظائر باعتبار اللفظ ووجوه باعتبار المعنى .وليس الأمر على ما قاله بل كلامهم صريح فيما قلناه لمن تأمله .) مجموع الفتاوي ج:13 ص:276
وفي البرهان للزركشي : ( فالوجوه اللفظ المشترك الذى يستعمل فى عدة معان كلفظ الأمة ، والنظائر كالألفاظ المتواطئة .
وقيل النظائر فى اللفظ والوجوه فى المعانى . وضعف لأنه لو أريد هذا لكان الجمع فى الألفاظ المشتركة وهم يذكرون فى تلك الكتب اللفظ الذى معناه واحد فى مواضع كثيرة فيجعلون الوجوه نوعا لأقسام والنظائر نوعا آخر كالأمثال .)
فما تعليق المشايخ الكرام ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
02-12-2005, 10:13 PM
فأجاب عبدالرحمن الشهري وفقه الله بقوله :(1/1994)
أورد الدكتور مساعد الطيار المعنى الذي فهمه لمصطلح الوجوه والنظائر في كتابه (التفسير اللغوي) 91-94 فقال ما نصه :(غلبَ هذا المصطلحُ على المؤلَّفات التي كُتِبَتْ في هذا العلمِ ، وقد اختلفَ العلماءُ في بيانِه، ولما لم يكنْ تحريرُ هذا الخلافِ من صلبِ البحثِ ، فإنِّي قد حَرَصْتُ على استقراءِ أوَّلِ كتابٍ فيه : كتابِ مقاتلِ بنِ سليمانَ البلخيِّ ( ت150) ، حتى أتبينَ منه المرادَ بهذا المصطلحِ ؛ لأنَّ من كتبَ بعده في هذا العلمِ عَالَةٌ عليه ، وإذا ظهرَ مرادُه بهذا المصطلحِ ، فإنه يُحتكمُ إليه ، ويُصحَّحُ ما خالفَه من التَّعريفاتِ التي ذكرها العلماءُ . وبعدَ استقراءِ كتاب مقاتلٍ ، ظهرَ لي مرادُه بعلمِ الوُجُوهِ والنَّظائرِ ، وإليك هذا المثال الذي يتبيَّنُ منه مرادُه بالوجوه والنَّظائرِ :
قال مقاتل: تفسيرُ الحسنى على ثلاثةِ أوجهٍ :
فوجهٌ منها : الحسنى ؛ يعني : الجنَّةَ ، فذلك قولُه في يونسَ :(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى)يونس : 26 ؛ يعني : الذين وَحَّدُوا لهم الحسنى ؛ يعني : الجنَّةَ ، (وَزِيَادَةٌ) ؛ يعني : النَّظرَ إلى وجهِ اللهِ .
ونَظِيرُها في النَّجمِ ، حيثُ يقولُ :(وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى)النجم : 31 ؛ يعني : بالجنَّةِ ، وكقولِه في الرحمنِ :(هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ)الرحمن : 60 يقول : هلْ جزاءُ أهلِ التَّوحيدِ إلا الجنَّةُ .
الوجه الثاني : الحسنى ؛ أي : البنون ، فذلك قول الله تعالى في النَّحْلِ :(لَهُمُ الحُسْنَى)النحل : 62؛ أي : البنون .
والوجه الثالث : الحسنى ؛ يعني : الخيرَ ، فذلك قولُه في براءة :(إنْ أرَدْنَا إلاَّ الحُسْنَى)التوبة : 107 يقولُ : ما أردنا ببناءَ المسجدِ إلاَّ الخيرَ.
ونظيرها في النساءِ :(إنْ أرَدْنَا إلاَّ إحْسَاناً وَتَوفِيقًا)النساء : 62؛ يعني : الخير ) .
**تحليلُ هذا المثالِ **(1/1995)
1 ـ إنَّ مقاتلَ بنَ سليمان جعلَ لفظَ الحسنى في القرآن على ثلاثةِ وجوهٍ : ( الجنَّة ، والبنون ، والخير ) ، وهذه الوجوهُ معانٍ مختلفةٌ لهذه اللَّفظةِ .
2 ـ وإنه يكفي في الوجوه اتفاقها في المادَّةِ ، وإن لم تتفقْ في صورةِ اللَّفظِ ؛ كالحسنى والإحسانِ .
3 ـ وإنه في الوجه الأولِ فَسَّرَ الحسنى في آيةِ يونسَ بأنها الجنَّة ، ثمَّ جعل الحسنى في آيةَ سورةِ النَّجمِ نظيرةً لآيةِ سورةِ يونس .
وفسَّرَ الحسنى في آية سورة براءة بأنها الخير ، ثُمَّ جعلَ الحسنى في آية سورة النَّساء نظيرةً لها ، فهما موضعان مختلفان من القرآنِ ، لكنهما اتفقا في مدلولِ اللَّفظةِ ، وهذا يعني أنَّ تماثلَ المدلولِ في الآيتينِ هو النظائرُ.
4 ـ وإنه لم يذكر في الوجه الثاني نظيرًا للآيةِ ، وهذا يعني أنَّه لا يلزمُ أن يكونَ في كلِّ وجهٍ من الوجوهِ نظائرُ من الآياتِ .
ومن هذا الموضع المنقولِ عن مقاتلٍ ( ت : 150 ) يتحرَّرُ مصطلحُ الوجوهِ والنَّظائرِ ، ويكونُ كالآتي :
الوجوهُ : المعاني المختلفةُ لِلَّفظةِ القرآنيةِ في مواضعِها من القرآنِ .
والنَّظَائِرُ : المواضعُ القرآنيةُ المتعدِّدَةُ للوجهِ الواحدِ التي اتفقَ فيها معنى اللَّفظِ ، فيكون معنى اللَّفظ في هذه الآية نظيرَ (أي : شبيه ومثيل) معنى اللَّفظِ في الآيةِ الأخرى ، واللهُ أعلمُ ). أ.هـ.
فعلى هذا تكون (الوجوه) من باب المشترك اللفظي غالباً ، وأما النظائر فليست إلا مجرد أمثلة أخرى للوجه الواحد ، ولكن في مواضع أخرى ، ولا تعد حينئذٍ من المشترك ولا من المترادف.
------
وما نقله أخي أبومجاهد عن شيخ الإسلام ابن تيمية يتضح بعد شرح معنى مصطلحي: (الاشتراك) و (التواطؤ) في الألفاظ.(1/1996)
المشترك اللفظي : هواللفظ الواحد يكون له معانٍ متعددة ، تختلف بحسب السياق. مثل لفظة العين : فهي تدل على العين المبصرة ، والذهب ، وعين الماء ، والجاسوس ، والسحاب . وغيرها وقد جمعها ابن فارس في قصيدة له.
المتواطئ : هي الألفاظ المختلفة للمعنى الواحد ، كلفظة الأسد ، والليث ، والهزبر فهي تدل على معنى واحد. وهو ما يسميه بعضهم المترادف. وموضوع الترادف مختلف فيه لكن ليس هذا موضوعنا. ولعل الإخوة يزيدون شرح معنى الاشتراك اللغوي ، والفرق بين نظرة المتقدمين له ونظرة المتأخرين . فالوقت لا يسمح لي بأكثر من الإشارة هنا.
وقد أشار السيوطي إلى ما أشار إليه ابن تيمية في كلامه المنقول أعلاه. وقال عند حديثه عن المشترك :(وقد صنف في هذا النوع وفي عكسه – وهو ما اختلف لفظه واتحد معناه – كثير من المتقدمين والمتأخرين ، منهم ابن الجوزي ، وابن أبي المعافى ، وأبو الحسين محمد بن عبدالصمد المصري وابن فارس وآخرون). انظر: معترك الأقران 1/514 بتحقيق البجاوي.
ويفهم من كلام السيوطي أن العلماء في كتب الوجوه والنظائر صنفوا في المشترك وفي عكسه وهو المترادف أو المتواطئ هذه المصنفات المعروفة بالوجوه والنظائر. لكن الإشكال هو في عدم الإشارة للمترادفات في كتب الوجوه والنظائر ! مما يؤيد اعتراض ابن تيمية في كلامه على المصنفين في الوجوه والنظائر. وأظن شيخ الإسلام يشير إلى كتاب ابن الجوزي في الوجوه والنظائر المسمى (نزهة الأعين النواظر) .
والظاهر أن وجوه اللفظة القرآنية لم تكن دائماً من باب المشترك اللفظي ، وإنما تكون كذلك أحياناً. والذي جعل العلماء يدخلونها باب الوجوه هو استعمال القرآن لها في سياقات مختلفة مما جعلها تدل بناء على السياق على معاني متباينة.
ويبدو لي أن الوجوه المتعددة للفظة الواحدة تكون مرادفة لمعناها الخاص في كل سياق فهي تحمل في طيها ترادفاً مع ألفاظ أخرى هي التي تفسر بها.(1/1997)
فمثلاً لفظة اللسان : قالوا : إنها وردت لأربعة معانٍ : اللغة – الدعاء – الثناء الحسن – العضو المعروف في الفم.
فكون اللسان بمعنى اللغة ، يعني أن لفظة اللغة مرادفة للفظة اللسان في بعض سياقاتها الخاصة ، ولها مرادف آخر هو الثناء الحسن ، ومرادف آخر هو الدعاء. بمعنى أن هذه الألفاظ مختلفة المبنى ، متفقة المعنى مع اللفظة الأم.
فمعنى كلام ابن تيمية : أن لفظة اللسان لها وجوه باعتبار اللفظ الواحد وتعدد معانيه بحسب السياق . ولكنه في الوقت نفسه نظير لكل معنى من هذه المعاني المختلفة ، فهو مترادف ونظير للوجه الأول(اللغة) ، ونظير للثاني (الثناء الحسن) وهكذا.
وأن لفظ الولي مثلاً الذي جعل له العلماء عشرة وجوه هي (الولد – الصاحب – القريب- الرب – المولى الذي يعتق ...الخ) فإن هذه الألفاظ المختلفة نظائر للفظة (الولي) فلها ترادف مع الولد ، وترادف آخر مع الصاحب ، وترادف ثالث مع القريب وهكذا .
فيكون معنى الوجوه إذاً : المعاني المتعددة للفظ الواحد ، ويكون هذا من الاشتراك أحياناً.
ويكون معنى النظائر : تعدد الألفاظ واتحاد المعاني ، وهنا يكون الترادف أو التواطؤ.
ويكون معنى قول ابن تيمية :(فالوجوه فى الأسماء المشتركة) أي : اتحاد اللفظ واختلاف المعنى بحسب السياق ، وهو يعني بالأسماء الألفاظ لا قسيم الفعل والحرف.
ومعنى قوله :(والنظائر فى الأسماء المتواطئة) أي : تعدد الألفاظ واتحاد المعاني وهذا هو التواطؤ أو الترادف ، ويكون هذا بحسب دلالة السياق الخاصة.
وهذا هو الذي قدمه الزركشي في تعريفه في قوله :( فالوجوه اللفظ المشترك الذى يستعمل فى عدة معان كلفظ الأمة ، والنظائر كالألفاظ المتواطئة).(1/1998)
و حينئذٍ لايلزم من تعبير مقاتل بقوله :ونظير هذا قوله تعالى كذا... بعد ذكره لكل وجه ، أنه يعني بذلك معنى النظائر الاصطلاحي الذي عناه في كتابه ، بدليل عدم استخدامها بكثرة عنده وعند الدامغاني . وإنما يقول : كقوله ، أو ومثله كذا .. وإن كان قد يستخدمها كما فعل مقاتل كما في شرحه (الأعناق). وانظرتفسير مقاتل لكلمة (الحق) ص175 فقد ذكر لها أحد عشروجهاً ، وكل وجه له أمثلة كثيرة ، لم يعبر بلفظ النظير فيها إلا مرتين في الوجه الثامن ، والحاد عشر. وبقية المواضع يقول : كقوله ، ونحوه كثير.
ويبدو لي أن المؤلفين في الوجوه والنظائر قد توسعوا في دلالات الألفاظ وتشقيقها ، مع اتحاد الأصل اللغوي للمواد التي يذكرونها ، حتى بالغوا في ذلك ، وجعلوا لكل سياق معنى يخصه.
وخذ مثالاً قول الدامغاني :( تفسير التراب على خمسة أوجه : الرميم ، الأتراب : الأشكال ، الترائب : الضلوع ، التراب : البهائم ، الصعيد). 1/190 في حين قال ابن فارس :(ترب : أصلان صحيحان : أحدهما التراب وما يشتق منه ، والآخر تساوي الشيئين).
فدخل في الأصل الأول الرميم ، والصعيد. ودخل في الأصل الثاني : الأتراب ، والترائب. وأما البهائم فما أدري كيف أصنع بها ، والأفضل تركها ترد الماء وتأكل الكلأ ! فلا أدري لماذا أدخلها الدامغاني واستنبطها من قوله تعالى:(ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً). قال : أي يا ليتني كنت بهيمة، لأن البهائم ستكون تراباً يوم القيامة.(1/1999)
وقد كنت في بحثي عن ابن فارس أشرت إلى أن مما دعاه إلى تصنيف مقاييس اللغة فيما ظهر لي ما رآه من توسع العلماء في تفريع الأصول اللغوية للمفردات ذات الأصول الواحدة ، ولعله كان يعني كتب الوجوه والنظائر ، وأشرت إلى قيمة كتاب المقاييس في ضبط هذه المسألة لطالب العلم ، بحيث يجمع له المعاني الكثيرة في الأصول القليلة. وهذا موضوع جدير بإفراده بمقالة شافية ، ولا سيما أنه من مباحث اللغة والتفسير ، فقد بحثه اللغويون في دلالات الألفاظ ، والأضداد ، ومعاجم المعاني . وبحثه المفسرون في كتب الوجوه والنظائر ، والتفسير.
ودلالة السياق دلالة نافعة في فهم القرآن ، ولكن هذا لا يعني مفارقة اللفظة لأصل معناها اللغوي ، حتى لا يبقى بينه وبينها صلة كما يصنع بعض المصنفين في الوجوه والنظائر. ثم إن دلالة السياق عند علمائنا القدامى تختلف عن منهج اللغويين المعاصرين في دراسة السياق ، ومنهج علمائنا أولى وأدق ، ولا سيما أنهم راعوا في ذلك خصوصية القرآن الكريم.
وقد كتبت الأستاذة سلوى محمد العوا كتاباً جيداً بعنوان (الوجوه والنظائر في القرآن الكريم) وطبعته دار الشروق ، حاولت فيه تشخيص هذه المسألة ، ومحاولة دراسة دلالة السياق وتأثيرها في باب الوجوه والنظائر. غير أنها سلكت منهج المعاصرين في دراسة السياق ، وتأثرت كغيرها بالدراسات المترجمة عن اللغات الأخرى.
وإلى هنا يجب أن أقف ، وأترك لمن هو أولى مني التدقيق في المسألة ، والتعقيب على ما كتبته عفو الخاطر ، والله يغفر الزلل والخطأ ، ولعل الدكتور مساعد الطيار حفظه الله ينشط لنقاش المسألة هنا ، فله فيها وفي غيرها نظرات وعبرات ! وتصويب ما ذكرته فإني منه في شك. أسأل الله أن يفتح عليه وعلينا جميعاً من فضله العميم ، في فهم كتابه الكريم.
---
أبومجاهدالعبيدي
02-12-2005, 10:15 PM
وعقب عادل الكلباني بهذا التعقيب :
الحمد لله وبعد ،،،(1/2000)
فالذي يظهر والله تعالى أعلم أن القول قول شيخ الإسلام ، قلت هذا استقراء ، وما ذكره الدكتور مساعد في كتابه التفسير اللغوي عن مقاتل بن سليمان يثبت هذا ولا يعكر عليه ، فقوله تعالى في الآية من سورة يونس عليه السلام : للذين أحسنوا الحسنى . بمعنى الجنة ، وكذلك في قوله في سورة النجم : ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى . وأما قوله في النحل : أن لهم الحسنى . فتفسيرها بالبنين ، وحده فيه نظر ، ولهذا اختيرت اللفظة لتجمع بين المعنيين ، وليختار أعلاهما ، بدليل قوله بعدها : لا جرم أن لهم النار . فلما زعموا أن لهم الجنة مع جعلهم لله ما يكرهون ، رد عليهم بأن هذا الزعم باطل . ويقال مثل ذلك في قوله تعالى في التوبة : إن أردنا إلا الحسنى . فتفسيرها بالجنة ، حيث هي الثواب أقرب من مجرد الخير ، وإن جعل الخير داخلا في أصل المعنى لا نصا عليه . بمعنى أردنا الخير الموصل للجنة .أو الثواب الموصل للجنة ، فيبقى المعنى على أصله . وهذا مضطرد .(1/2001)
وإليك مثالا آخر ، فمما يذكر في الوجوه والنظائر لفظ ( أمة ) على معان ، والقول صحيح في مجمله ، لا في تفصيله ، فمعنى قوله : وادكر بعد أمة . قالوا مدة من الزمن . وقال بعضهم : نسيان .وقوله : إن هذه أمتكم أمة : أي : ملة . وقوله : إن إبراهيم كان أمة . أي : إماما . وقوله : وجد عليه أمة . أي جماعة . وهو أصل معنى الأمة ، الجماعة . ولو تأملت معنى أمة في الآيات جميعا لوجدت اشتراكها في الجماعة . من الزمن ، أو الخصال ، أو التشريع ، أو الجنس . فإبراهيم عليه السلام لو قال الله تعالى إن إبراهيم كان إماما . لاحتمل أن يكون إماما في جزء ما أو خصلة ما أو شيء ما . فلما وصفة بأنه أمة ، صار إماما في كل خصلة من خصال الخير ، من الصبر والحلم والعلم والتضحية والتوحيد وغير ذلك ، فالتعبير بأمة أبلغ في إمامته ، فتفسيرها بإمام اقتطاع جزء كبير جدا من المعنى ، ينقص قدر الممدوح به . ومثل ذلك يقال في قوله بعد أمة ، أي بعد مدة طويلة من السنين التي لبثها يوسف ، فلبث في السجن بضع سنين ، لا يكفي في وصفها قولنا : مدة من الزمن ، فقد تقصر هذه المدة وقدج تطول ، ولفظ أمة ينبيء عن طول المدة وتتابع السنين عليها . وكذلك في قوله : أمة واحدة . لا يكفي تفسيرها بالملة . فالمراد اجتماع الكثير من الناس على هذه الملة ، وتتابع الزمن وكثرة الرسل على نفس هذه الملة . فإنه وإن كانت الملة واحدة فقد اجتمع أهل الحق عليها عبر الزمان والمكان وتعاقب القرون . فتبارك الله وصدق حين قال : قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
---
أبومجاهدالعبيدي
02-12-2005, 10:16 PM
ثم كتب عبدالرحمن الشهري هذا التعقيب :(1/2002)
أشكر الشيخ عادل الكلباني على تعقيبه الموفق ، ولازلت أطح من فضيلته في توضيح قوله :(الذي يظهر والله تعالى أعلم أن القول قول شيخ الإسلام ، قلت هذا استقراء ، وما ذكره الدكتور مساعد في كتابه التفسير اللغوي عن مقاتل بن سليمان يثبت هذا ولا يعكر عليه ). فلا زال الأمر مشكلاً عليَّ.
كما أرجومن الشيخ مساعد الطيار أن يتفضل بإبداء رأيه مشكوراً إن أمكن .
حفظكم الله جميعاً وجزاكم خيراً .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-04-2005, 01:56 PM
قال ابن القيّم : ( فإن اللفظ في القرآن يكون له نظائر يعرف معناه باطراد ذلك المعنى في تلك الألفاظ النظائر ، وفيها صنفت كتب الوجوه والنظائر .
فالوجوه : الألفاظ المشتركة
والنظائر : الألفاظ المتواطئة .
الأول فيما اتفق لفظه واختلف معناه ، والثاني فيما اتفق لفظه ومعناه .) انتهى بلفظه من مختصر الصواعق المرسلة 4/1410 الطبعة الجديدة التي أصدرتها أضواء السلف .
---
لؤي الطيبي
04-04-2005, 05:24 PM
المؤلفات في المشترك اللفظي في الميدان القرآني كثيرة ، والمشترك اللفظي بالنسبة للقرآن لم يرد بهذا المصطلح في كثير من المؤلفات التي تناولت هذه الظاهرة ، ولعل السبب في ذلك أن كلمة (اللفظ) لا تُقال في رحاب القرآن الكريم والبديل عنها هو (الكلمة) . لأنه لا يُطلق على كلمات القرآن ألفاظاً ، لأن الألفاظ يُرمى بها اللسان ، ويقذفها متى أراد ، والقرآن الكريم لجلاله وهيبته لا يُرمى ولا يُقذف ، ولكن يُقرأ ويُتلى .(1/2003)
ففي الإبانة لأبي حسن الأشعري : "فإن قال قائل : حدّثونا عن اللفظ بالقرآن كيف تقولون فيه ؟ قيل له : القرآن يُقرأ في الحقيقة ويُتلى ، ولا يجوز أن يُقال : يُلفظ به ، لأن القائل لا يجوز له أن يقول : إن كلام الله ملفوظ به ، لأن العرب إذا قال قائلهم : لفظت باللقمة من فمي فمعناه : رَمَيْتُ بها ، وكلام الله تعالى لا يقال : يُلففظ به ، وإنما يقال : يُقرأ ، ويُالى ، ويُكتب ، ويُحفظ " (كتاب الإبانة عن أصول الديانة، ص101) . ولعل هذا هو السبب الذي لأجله وُضعت عناوين أخرى تحمل معنى المشترك اللفظي ولكنها لا تحمل إسمه ، مثل الأشباه والنظائر ، أو الوجوه والنظائر ، أو التصاريف ...
... وقد أشار السيوطي إلى ما أشار إليه ابن تيمية في كلامه المنقول أعلاه. وقال عند حديثه عن المشترك : "وقد صنف في هذا النوع وفي عكسه – وهو ما اختلف لفظه واتحد معناه – كثير من المتقدمين والمتأخرين ، منهم ابن الجوزي ، وابن أبي المعافى ، وأبو الحسين محمد بن عبدالصمد المصري وابن فارس وآخرون" . انظر: معترك الأقران 1/514 بتحقيق البجاوي.
ويفهم من كلام السيوطي أن العلماء في كتب الوجوه والنظائر صنفوا في المشترك وفي عكسه وهو المترادف أو المتواطئ هذه المصنفات المعروفة بالوجوه والنظائر . لكن الإشكال هو في عدم الإشارة للمترادفات في كتب الوجوه والنظائر ! مما يؤيد اعتراض ابن تيمية في كلامه على المصنفين في الوجوه والنظائر. وأظن شيخ الإسلام يشير إلى كتاب ابن الجوزي في الوجوه والنظائر المسمى (نزهة الأعين النواظر) .(1/2004)
إن كان في اعتراض شيخ الإسلام إشارة إلى كتاب ابن الجوزي ، والإنتصار لهذا الإعتراض بدليل عدم الإشارة للمترادفات في المؤلفات ، فأظن أن هذا ينبع عن إسقاط ابن الجوزي كتاباً للغوي متقدّم له شهرته ومكانته في عالم اللغة والأدب ، وإغفاله له كليا ، وهو المبرّد المتوفي سنة 285 هـ ، فله كتاب في هذا الفن ، وهو كتاب : (ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد) ، وقد أثبته له السيوطي في (البغية) .
وهذا الكتاب حقّقه الدكتور أحمد محمد سليمان أبو رعد . وعند النظر في هذا الكتاب نجد أن المبرّد ابتدأه بظاهرة الترادف التي عبّر عنها بقوله : "اختلاف اللفظين والمعنى واحد" . والدليل على أن المقصود هنا هو المترادفات ، قوله : "فأما اختلاف اللفظين والمعنى واحد فقولك : ظننت وحسبت ، وقعدت وجلست ، وذراع وساعد ، وأنف ومرسن " .
أما بالنسبة لمصطلح (الوجوه والنظائر) عند ابن الجوزي ، فهو يقول : "واعلم أن الوجوه والنظائر : أن تكون الكلمة واحدة ، ذُكرت في مواضع من القرآن على لفظ واحد ، وحركة واحدة ، وأريد بكل مكان معنىً غير الآخر . فلفظ كل كلمة ذُكرت في موضع نظير للفظ الكلمة المذكورة في الموضع الآخر . وتفسير كل كلمة بمعنى غير معنى الآخر هو الوجوه . فإذاً النظائر : إسم للألفاظ ، والوجوه : إسم للمعاني . فهذا الأصل في وضع كتب الوجوه والنظائر " (مقدمة نزهة الأعين النواظر ، ص83) .
---
لؤي الطيبي
04-04-2005, 09:11 PM(1/2005)
يقول سليمان بن بنين الدقيقي النحوي (614 هـ) : "فمن ذلك ما أخبرني به الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد بن مفرج بن غياث الأرتاحي ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أنبأني الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي ، وقال : أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال ، قال : أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن إسماعيل بن خرذاد النجيرمي ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن شاذلي القمي ، قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الوهاب الزاهد ، قال : حدثنا أبو العباس بن يزيد المبرّد بجميع ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن ، قال أبو العباس : هذه حروف ألفناها من كتاب الله عزّ وجلّ ، متّفقة الألفاظ ، مختلفة المعاني ، متقاربة في القول ، مختلفة في الخبر على ما يوجد في كلام العرب لأن من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين ، واختلاف اللفظ والمعنى واحد ، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين .
قال المبرد :
فأما اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين ، نحو : ذهب وجاء ، وقام وقعد ، ويد ورجل ، وفرس وحمار .
وأما اختلاف اللفظين والمعنى واحد ، فكقولك : ظننت وحسبت ، وقعدت وجلست ، وذراع وساعد ، وأنف ومرسن (جاء ذكرهما في المشاركة أعلاه) .
وأما اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين ، فنحو قولك : وجدت شيئاً إذا أردت وجدان الضالة ، ووجدت على الرجل من الموجدة ، ووجدت زيداً كريماً أي علمت .
ثم قال بعد ذلك : فمما اتفق لفظه واختلف معناه قول الله عزّ وجلّ ((إلا أمانيّ وإن هم إلا يظنّون)) (البقرة : 178) هذا لمن يشكّ . ثم قال : ((الذين يظنّون أنهم ملاقو ربهم)) (البقرة : 46) فهذا يقين "
المصدر :
اتفاق المباني وافتراق المعاني
لسليمان بن بنين الدقيقي النحوي
المتوفي سنة 614 هـ
تحقيق الدكتور يحيى عبد الرؤوف جبر(1/2006)
وقد وجدت تعريفاً آخر للأشباه والنظائر في كتاب (التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن) من تأليف الدكتور عودة خليل أبو عودة ، من شأنه أن يزيل للإشكال : يقول : " علم الأشباه والنظائر فرع من علوم التفسير . ويُقصد بالأشباه الألفاظ المشتركة التي تُستعمل في معان متعدّدة ، وهو ما سُمّي في الدراسات الحديثة بالمشترك اللفظي . كلفظ العين يُطلق على العين المبصرة والعين الجارية .. ويُقصد بالنظائر الألفاظ المتواطئة التي تُستعمل بمعنى واحد مثل جواد كريم . وهذا قريب من معنى الترادف في الدراسات اللغوية الحديثة " . ص38 .
إلا أن ما قد يشكل على المرء في ما نحن بصدد الحديث عنه ، هو ما نجده في المصنّفات التي عالجت قضية المتشابه من الآيات ، ولم تقتصر على (الكلمة) القرآنية وحدها .
انظر إلى قول الكرماني في مقدمة كتابه (البرهان في توجيه متشابه القرآن) ، فبعد حمد الله والثناء عليه ، يقول : " فإن هذا كتاب أذكر فيه الآيات المتشابهات التي تكرّرت في القرآن وألفاظها متّفقة ، ولكن وقع في بعضها زيادة أو نقصان ، او تقديم أو تأخير ، أو إبدال حرف مكان حرف ، أو غير ذلك مما يوجب اختلافاً بين الآيتين أو الآيات ... ولكني أفردت هذا الكتاب لبيان المتشابه ، فإن الأئمة رحمهم الله تعالى قد شرعوا في تصنيفه واقتصروا على ذكر الآية ونظيرتها ، ولم يشتغلوا بذكر وجوهها وعللها والفرق بين الآية ومثلها . وهو المشكل الذي لا يقوم بأعبائه إلا من وفّقه الله لأدائه " ص20 .
وفي (متشابهات القرآن) يقول الكسائي في مقدمته : " فإني إن شاء الله أذكر في هذا الكتاب ما تشابه من ألفاظ القرآن ، وتناظر من كلمات الفرقان .. " ص40 .
---
(1/2007)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ::: دلائل الآيات :::
---
::: دلائل الآيات :::
---
سلسبيل
02-17-2007, 01:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقوم ديننا على الكتاب والسنه فلا بد لكل قول أو عمل أو اعتقاد من دليل من أحد هاذين الأصلين حيث مصادر الدين إنما توقف عليهما
لذا سأضع بإذن الله تعالى الحكم أو الإعتقاد أو القول ( في جميع الأبواب ) سواء العقديه أو الفقهيه أو غيرها
ثم أذكر أدلته من كتاب الله عز وجل أو الآيات التي يمكن الإستشهاد بها في هذا المقام من غير تفصيل
::::::::::::::::::::::::
الإيمان يزيد وينقص
الآدله من القرآن الكريم :
-( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) الكهف
-( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا ) المدثر
-( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) . يونس
-( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) البقرة/260.
- ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ) التوبة
يتبع بإذن الله تعالى ::::::::::
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2007, 11:46 PM(1/2008)
موضوع قيم ، وأرجو الاستمرار فيه مع ترتيبه بطريقة منهجية على أبواب كتب الاعتقاد مثلاً ، أو أبواب كتب الفقه .بارك الله فيكم ونفع بكم .
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2007, 11:47 PM
موضوع قيم ، وأرجو الاستمرار فيه مع ترتيبه بطريقة منهجية على أبواب كتب الاعتقاد مثلاً ، أو أبواب كتب الفقه ، وإتماماً للفائدة يذكر بعد إيراد الدليل (وجه الاستدلال) فقد يكون الوجه غير ظاهر في بعض الأدلة .
بارك الله فيكم ونفع بكم .
---
(1/2009)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - ( أخذها بركة )
---
ما معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - ( أخذها بركة )
---
إسلام بن منصور
09-21-2004, 11:47 AM
روى الإمام مسلم في صحيحه غن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ .. اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ ]
ما القصد بان اخذ سورة البقرة بركة؟ وهل يفضل قرائتها بوقت محدد؟
---
أحمد بن سالم المصري
09-22-2004, 11:08 PM
قال المناوي في "فيض القدير" (2/64) :
[ فإن أخذها يعني المواظبة على تلاوتها والعمل بها .
بركة : أي زيادة ونماء (1) .
وتركها حسرة : أي تأسف على ما فات من الثواب ] . انتهى .
======
(1) قلت : أي زيادة في الأجر والثواب .
---
(1/2010)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مرض يصيب المرأة المتبرجة
---
مرض يصيب المرأة المتبرجة
---
الازهري المصري
08-29-2004, 01:08 AM
صلى الله عليه وسلم : ( نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها) رواه أبو داود . وقال أيضا - ( لا تقبل صلاة حائض إلا بخمار ) رواه الإمام أحمد وأبوداود والترمذي وابن ماجه(1/2011)
لقد أثبتت البحوث العلمية الحديثة أن تبرج المرأة وعريها يعد وبالا عليها حيث أشارت الإحصائيات الحالية إلى انتشار مرض السرطان الخبيث في الأجزاء العارية من أجساد النساء ولا سيما الفتيات اللآتى يلبسن الملابس القصيرة فلقد نشر في المجلة الطبية البريطانية : أن السرطان الخبيث الميلانوما الخبيثة والذي كان من أندر أنواع السرطان أصبح الآن في تزايد وأن عدد الإصابات في الفتيات في مقتبل العمر يتضاعف حاليا حيث يصبن به في أرجلهن وأن السبب الرئيسى لشيوع هذا السرطان الخبيث هو انتشار الأزياء القصيرة التي تعرض جسد النساء لأشعة الشمس فترات طويلة على مر السنة ولا تفيد الجوارب الشفافة أو النايلون في الوقاية منه .. وقد ناشدت المجلة أطباء الأوبئة أن يشاركوا في جمع المعلومات عن هذا المرض وكأنه يقترب من كونه وباء إن ذلك يذكرنا بقوله تعالى : (وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) سورة الأنفال : 32 ولقد حل العذاب الأليم أو جزء منه في صورة السرطان الخبيث الذي هو أخبث أنواع السرطان وهذا المرض ينتج عن تعرض الجسم لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية فترات طويلة وهوما توفره الملابس القصيرة او ملابس البحر على الشوطئ ويلاحظ أنه يصيب كافة الأجساد وبنسب متفاوتة ويظهر أولا كبقعة صغيرة سوداء وقد تكون متناهية الصغر وغالبا في القدم او الساق وأحيانا بالعين ثم يبدأ بالانتشار في كل مكان واتجاه مع أنه يزيد وينمو في مكان ظهوره الأول فيهاجم العقد الليمفاوية بأعلى الفخذ ويغزو الدم ويستقر في الكبد ويدمرها .. وقد يستقر في كافة الأعضاء ومنها العظام والأحشاء بما فيها الكليتان ولربما يعقب غزو الكليتين البول الأسود نتيجة لتهتك الكلى بالسرطان الخبيث الغازى .. وقد ينتقل للجنين في بطن أمة ولا يمهل هذا المرض صاحبة طويلا كما(1/2012)
لا يمثل العلاج بالجراحة فرصة للنجاة كباقى أنواع السرطان حيث لايستجيب هذا النوع من السرطان للعلاج بجلسات الأشعة من هنا تظهر حكمة التشريع الإسلامى في ارتداء المرأة للزى المحتشم الذي يستر جسدها جميعة بملابس واسعة غير ضيقة ولا شفافة مع السماح لها بكشف الوجه واليدين فلقد صار واضحا أن ثياب العفة والاحتشام هي خير وقاية من عذاب الدنيا المتمثل في هذا المرض فضلا عن عذاب الآخرة ثم هل بعد تأييد نظريات العلم الحديث لما سبق أن قرره الشرع الحكيم من حجج يحتج بها لسفور المرأة وتبرجها ؟؟
المصدر " الإعجاز العلمى في الإسلام والسنة النبوية " محمد كامل عبد الصمد
---
(1/2013)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير قوله تعالى (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون )
---
تفسير قوله تعالى (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون )
---
محمد أبو معاذ
07-01-2003, 10:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى -{ وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } الآية من سورة الزمر آية 47 .
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى{ وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } الآية .
وبدا لهم من الله} يقول: وظهر لهم يومئذ من أمر الله وعذابه , الذي كان أعده لهم , ما لم يكونوا قبل ذلك يحتسبون أنه أعده لهم .
وقال الإمام : القرطبي في تفسيره رحمه الله تعالى :-
فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" من دخول النار.
وقال سفيان الثوري في هذه الآية: ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء هذه آيتهم وقصتهم.
وقال عكرمة بن عمار: جزع محمد بن المنكدر عند موته جزعاً شديداً, فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: أخاف آية من كتاب الله "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب.
وقال الإمام ابن كثير في تفسيره رحمه الله تعالى : -
"وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" أي وظهر لهم من الله من العذاب والنكال بهم ما لم يكن في بالهم ولا في حسابهم .
وقال الإمام البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره : -
(وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) أي: ظهر لهم من عقوبات الله وسخطه وشدة عذابه ما لم يكن في حسابهم، وقال مجاهد: عملوا أعمالاً توهموا أنها حسنات فإذا هي سيئات . أهـ .(1/2014)
فعلى المرء أن ينظر في أعماله وأقواله فهل هي موافقة للقرآن الكريم ولما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، وهل هو ممن حاسب نفسه قبل أن تحاسب فينجو بأذن الله تعالى من كل ما يغضب الرب سبحانه وتعالى ، فحري بالمسلم أن يجتهد فيما يكتبه ويتحرى الصواب وهل هو موافق لأقوال السلف رحمهم الله تعالى أم ْ لا ؟ فالعاقل خصيم نفسه .
والله الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين .
---
أبو المثنى الحكمي
07-02-2003, 11:52 PM
بارك الله فيك أخي محمد بتذكيرنا بهذا الحدث العظيم يوم القيامة ، وأضيف إلى ما ذكرت :
قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في الآية: " وفي هذا وعيد عظيم وتهديد بالغ ".
وقال الشنقيطي ـ رحمه الله ـ : " وما تضمنته هذه الآية الكريمة ، من أنهم يبدوا لهم يوم القيامة حقيقة ما كانوا يعملونه في الدنيا جاء موضحاً في آيات أخر، كقوله تعالى :{ هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت} وقوله تعالى:{ينبأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر} وقوله تعالى { علمت نفس ما قدّمت وأخّرت } وقوله تعالى { ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداَ } وقوله تعالى : { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} إلى غير ذلك من الآيات ".
ولقد أحسن الشاعر حين قال:
ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حييّ
ولكنا إذا متنا بعثنا فيسأل ربنا عن كل شيءِ
فاللهم عاملنا بفضلك وإحسانك .
---
(1/2015)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > خمسة كتب مميزة للدكتور إبراهيم عوض
---
خمسة كتب مميزة للدكتور إبراهيم عوض
---
كرم
08-31-2006, 11:17 PM
http://www.alsrdaab.com/vb/images/bismillah1.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام
يسرني أن أقدم لحضراتكم هذه المجموعة من الكتب و هي مجموعة رائعة أنصحكم بتحميلها وقراءتها
وسأقوم خلال السطور التالية باعطاء نبذة عن كاتبها و عن كل كتاب علي حدي
أولا المؤلف
هو الدكتور إبراهيم عوض أستاذ الأدب والنقد في جامعتي عين شمس وجامعة قطر
حصل علي الدكتوراه من جامعة أكسفورد في العام 1982
له كثير من المؤلفات النافعة معظمها في الرد علي أطروحات أعداء الإسلام من مستشرقين وملاحدة و مبشرين وشيعة
والدكتور يتميز بأسلوبه الأدبي وقدرته علي نقد النصوص من ناحية الأسلوب
وله في هذا المضمار كتاب "سورة النورين التي يزعم فريق من الشيعة أنها من القرآن الكريم -دراسة أسلوبية تحليلية" وتجدوه علي هذا الرابط
http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=35190
وله أيضا في ذات الباب مقال في تحليل آيات الغرانيق أسلوبيا لإثبات أنها لا يمكن أن تكون من القرآن لمخالفتها لأسلوبه اللغوي
وهذا ثبت ببعض مؤلفات الدكتور إبراهيم عوض
http://img243.imageshack.us/img243/4254/00005001jb8.jpg
وهذا رابط لموقع الدكتور إبراهيم عوض
http://ibrawa.coconia.net/
ثانيا : الكتب
أولا كتاب "مصدر القرآن -دراسة لشبهات المستشرقين والمبشرين حول الوحي المحمدي "
هذا الكتاب جمع فيه المؤلف أغلبية الشبهات التي أثارها المستشرقون حول النبي صلي الله عليه وسلم و حول الوحي المحمدي و تفسيرهم لظاهرة الوحي و الكتاب تحفة علمية وأنصحكم بقراءته فهو من أفضل كتب الدكتور إبراهيم (إن لم يكن أفضلها علي الإطلاق)
رابط الكتاب(1/2016)
http://al-maktabeh.com/karam/ibrawa/...complete_1.rar
ثانيا : كتاب ("لكن محمدا لا بواكي له - العار -رسول الله يهان في مصر ونحن نائمون -كشف الأستار عن كتاب "فترة التكوين في حياة الصادق الأمين")
في هذا الكتاب يرد الدكتور إبراهيم علي أطروحات أحد الملحدين المشاهير في مصر ألا وهو خليل عبد الكريم في كتابه
فترة التكوين في حياة الصادق الأمين" حيث اتهم النبي صلي الله عليه وسلم أنه نبي مدعي و أن ورقة بن نوفل وخديجة هم من تولوا كبر صنعه كنبي و في الكتاب يتناول أيضا ولكن بشكل محدود كتاب "قس ونبي" للمدعو أبو لعز الحريري و هو قسيس نصراني من الشوام علي ما أعتقد و هو يطرح نفس الطرح عن علاقة النبي صلي الله عليه وسلم بورقة بن نوفل
رابط الكتاب
http://www.almaktabeh.com/karam/ibrawa/al3ar.rar
ثالثا : مع الجاحظ في الرد علي النصاري
كلنا نعلم أن الجاحظ له رسالة يرد فيها علي بعض أطروحات النصاري التي وصلت في رسالة من بعض القساوسة في عصره و لأن نفس الأسئلة ما زالت تطرح إلي يومنا هذا فقد تناول الدكتور الأسئلة بالرد ردا يتناسب مع العصر و ما جد فيه من أفكار ومعلومات
رابط الكتاب
http://www.karam.al-maktabeh.com/ibrawa/alja7ed.pdf
رابعا : "عصمة القرآن وجهالات المبشرين "
هذا الكتاب في نظري أحد أهم و أمتع كتب الدكتور إبراهيم عوض وهو يتناول في بالرد كتاب صدر منذ فترة كبيرة يتهم فيه أحد الجهلاء من النصاري و هو من يسمي نفسه عبد الفادي والكتاب المردود عليه اسمه "هل القرآن معصوم؟"
حيث أدرج فيه كاتبه بعض الآيات التي ادعي أن بها أخطاءا نحوية في القرآن و قد رد عليها جميعها المؤلف الدكتور إبراهيم عوض وهو علي سفر في وقت لم يكن معه أي مرجع سوي الكتاب المقدس و سترون كم هو رد قوي وممتع
هذا إلي جانب رد الدكتور عن بعض الشبهات التي أوردها صاحبها والتي تتناول مضمون القرآن
رابط الكتاب(1/2017)
http://www.karam.al-maktabeh.com/ibrawa/3esma_quran.rar
وبإذن الله قريبا كلما وجدت كتبا أخري للدكتور سأوافيكم بها
---
دمعة الأقصى
09-02-2006, 02:36 PM
معلومات رائعة ومفيدة جداً وفقكم الله أخوي كرم وبإنتظار المزيد والمفيد جزاكم الله خيراً
---
أبو صفوت
09-03-2006, 07:53 AM
أين تباع كتب الدكتور في مصر ؟
---
كرم
09-03-2006, 03:22 PM
جزاكما الله خيرا أخوي الكريمين دمعة الأقصي و أبو صفوت
وبالنسبة لكتب الدكتور إبراهيم فهي تطبع الآن في مكتبة اسمها زهراء الشرق وهناك يمكنك الحصول عليها وعنوانها
116 ش محمد فريد بالقاهرة و هو شارع قريب من ميدان طلعت حرب في وسط البلد
---
كرم
09-13-2006, 02:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتاب آخر للدكتور إبراهيم عوض وهو باسم "إبطال القنبلة النووية الملقاة علي السيرة النبوية "
http://img226.imageshack.us/img226/4894/gholafcp1.jpg
---
نورة
09-13-2006, 06:00 AM
اللهم زده علما وافتح عليه فتوح العارفين
وانفع به الإسلام والمسلمين
---
كرم
09-13-2006, 02:17 PM
عذرا يبدو أنني نسيت وضع رابط الكتاب
www.karam.al-maktabeh.com/ibrawa/ebtal.rar
---
(1/2018)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > برنامج يحول الخطب إلى اسطوانات تعمل بالسيارة
---
برنامج يحول الخطب إلى اسطوانات تعمل بالسيارة
---
سامي عبدالعزيز
05-31-2006, 03:36 PM
http://members.lycos.co.uk/helm2006/up/images/Mp3CdC.gif
1- New: هذا الخيار لإنشاء ملف جديد
2- open: هذا الخيار لفتح ملف سابق
3- save: هذا الخيار لحفظ الملفات
4- add: لإضافة الملفات الصوتية المطلوب نسخها على CD
5- Import: لاستيراد ملف صوتي جديد
6- Delete: لحذف ملف صوتي من القائمة الرئيسية للبرنامج
7- Move Up: تحريك الملف الصوتي إلى الأعلى لسهولة الترتيب واختيار ما يناسبك
8- Move Down: تحريك الملف الصوتي إلى أسفل
9- Play: للاستماع ولتشغيل الملف الصوتي الذي تم اختياره من القائمة
10- Propwrty: لمعرفة بعض المعلومات الخاصة بالملف الصوتي الذي تم إضافته للبرنامج
11- Burn Now: للبدء بنسخ الملفات الصوتية ذات الامتداد WAV. MP3 لنسخها على CD
12- Search for: البحث عن الملفات الصوتية من خلال البرنامج
13- تظهر في هذا الخيار قائمة المحركات الصلبة لديك ويمكنك البحث من خلالها واختيار الملفات الصوتية
14- من خلال هذا الخيار يظهر لديك قائمة بأسماء الملفات الصوتية وحالة السيدي الملفات الصوتية من
الطول والحجم ومسار الملف وبعض المعلومات عن CD
طريقة استخدام البرنامج سهلة جداً فقط اضغط add واختر الاغاني التي تريد نسخهم
ثم اضغط Burn Now لكي يتم نسخهم على الـ CD واستمع لهم في السيارة
http://www.mp3cdconverter.com/mp3cdconverter_setup.exe
Application Download: -
http://www.jummfa.com/download/dcmsetup.zip
Patch Download: -
http://rapidshare.de/files/16645558/patch_B3.rar
---
ابو عمر المصري
06-14-2006, 03:07 PM(1/2019)
طريقة استخدام البرنامج سهلة جداً فقط اضغط add واختر الاغاني التي تريد نسخهم ....
لعلك تقصد الخطب والقرآن أخي الكريم سامي .
---
سامي عبدالعزيز
06-14-2006, 05:49 PM
معذرة فالموضوع منقول من منتدى كمبويتر
---
(1/2020)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > أين المقرئون عن مدينة "الدمام" ؟
---
أين المقرئون عن مدينة "الدمام" ؟
---
العبادي
08-22-2006, 07:05 PM
سبق قبل مدة عرض مشاركة في هذا المنتدى بعنوان: من هم المشائخ الموجودون في الرياض الذين نستطيع أن نقرأ عليهم القرآن؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5545)
ووَجَدَت هذا المشاركة تجاوبا طيبا استفاد منه ثلة من الشباب الراغب بالقراءة والإجازة وضبط القرآن.
وأنا الآن أطرح التساؤل ذاته عن المشائخ المقرئين في مدينة (الدمام)..
من يعرفهم؟
أين نجدهم؟
والدال على الخير كفاعله..جزاكم ربي خيرا.
---
عمار
08-23-2006, 03:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
من المشايخ المقرئين في الدمام :
- الشيخ محمد بن شحادة الغول ( يجيز برواية حفص عن عاصم)
- الشيخ أكرم حريري ( يجيز بعدة قراءات...وقد قرأ على فضيلة الشيخ سعيد العبد الله - رحمه الله - . )
- الشيخ أبو هيثم ( ولا يحضرني اسمه الآن...يجيز برواية حفص عن عاصم)
---
العبادي
08-23-2006, 06:39 AM
أشكرك أخي الكريم عمار على إفادتك..
---
(1/2021)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > " لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم "
---
" لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم "
---
عبد الله عبد الفتاح
08-27-2003, 12:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله
اللهم صلى وسلم وبارك عليه ، وعلى آله ، وعلى صحبه ، وعلى التابعين ، وتابعى التابعين بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ، ، ،
قال الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
"* لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم . وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم . إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار .وما للظالمين من أنصار * لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة. وما من إله إلا إله واحد . وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم * " ( المائدة 72و73).
، ، ،(1/2022)
ولكن بعض الرهبان والقسس من النصارى وخاصة من طائفة "الأقباط الأرثوذكس الشرقيين وعلى الأخص زعيمهم البابا شنودة "، لا يوافقون على ذلك ، ويقولون : إننا نعبد إلها واحدا ، وليس ثلاثة آله كما تقولون في كتابكم ، نحن نقول عبارة : الناسوت في اللاهوت ، أي : الأب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، وخلال حفل في التسعينيات من القرن الماضي أقيم على شرف الرئيس مبارك بمناسبة نجاته من محاولة الاغتيال فى أديس أبابا،قال شنودة هذا عبارة : " الإله الواحد الذي نعبده جميعا " ، وهم يقولون أن الإله واحد ، ولكنه يتجسد في ثلاثة صور ، الصورة الأولى هي صورة الله ، أما الصورة الثانية للإله الواحد التي تجسد فيها هذا الإله الواحد فهي صورة روح القدس الذي ولج فرج السيدة مريم " عليها السلام" لتنجب منه المسيح ، وهي الصورة الثالثة التي تجسد فيها إلههم الواحد، والذي سيكبر ويشب ثم يصلب ويموت مضحيا بنفسه ليتحمل أوزار البشر جميعا .
والحقيقة أن ما جاء في القرآن الكريم كان صوابا ، فالنصارى بالفعل يعبدون ثلاث صور، وبالتالي فهم يعبدون ثلاث آله وليس إلها واحدا كما يقولون ويدعون ، بل ويذهبون في كفرهم إلى القول بأنه يوم الدنونة " القيامة " سيكون الابن " المسيح " بجوار الأب ، ليحكم بين الناس ، ومن يفعل الخيرات سيكون مع الابن ، والبقاء مع الابن هو الجنة الموعودة في إنجيلهم ،إنهم بالفعل كفرة كما جاء في القرآن الكريم.
والله عز وجل أعلم منا جميعا سبحانه وتعالى . . .
مع الشكر والاحترام
أطمع في تعليق من ير أن يصحح شيئا أو يضيف شيئا .
وأنهى حديثي بالصلاة على سيد الخلائق كافة سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام .
---
أبو عمران
08-30-2003, 09:04 AM
..(1/2023)
)لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة:17)
إن الذي جاء به عيسى - عليه السلام - من عند ربه هو التوحيد الذي جاء به كل رسول .
والإقرار بالعبودية الخالصة لله شأن كل رسول . . ولكن هذه العقيدة الناصعة أدخلت عليها التحريفات ; بسبب دخول الوثنيين في النصرانية ; وحرصهم على رواسب الوثنية التي جاءوا بها ومزجها بعقيدة التوحيد , حتى لم يعد هناك إمكان لفصلها وفرزها وتنقية جوهر العقيدة منها .
ولم تجيء هذه الانحرافات كلها دفعة واحدة ; ولكنها دخلت على فترات ; وأضافتها المجامع واحدة بعد الأخرى ; حتى انتهت إلى هذا الخليط العجيب من التصورات والأساطير , الذي تحار فيه العقول . حتى عقول الشارحين للعقيدة المحرفة من أهلها المؤمنين بها !
وقد عاشت عقيدة التوحيد بعد المسيح - عليه السلام - في تلامذته وفي أتباعهم . وأحد الأناجيل الكثيرة التي كتبت - وهو إنجيل برنابا - يتحدث عن عيسى - عليه السلام - بوصفه رسولا من عند الله . ثم وقعت بينهم الاختلافات . فمن قائل:إن المسيح رسول من عند الله كسائر الرسل . ومن قائل:إنه رسول نعم ولكن له بالله صلة خاصة . ومن قائل:إنه ابن الله لأنه خلق من غير أب , ولكنه على هذا مخلوق لله . ومن قائل:إنه ابن الله وليس مخلوقا بل له صفة القدم كالأب . .
ولتصفية هذه الخلافات اجتمع في عام 325 ميلادية "مجمع نيقية " الذي اجتمع فيه ثمانية وأربعون ألفا من البطارقة والأساقفة . قال عنهم ابن البطريق أحد مؤرخي النصرانية:(1/2024)
"وكانوا مختلفين في الآراء والأديان . فمنهم من كان يقول:إن المسيح وأمه إلهان من دون الله . وهم "البربرانية " . . ويسمون:"الريمتيين" . ومنهم من كان يقول:إن المسيح من الأب بمنزلة شعلة نار انفصلت من شعلة نار , فلم تنقص الأولى بانفصال الثانية منها . وهي مقالة "سابليوس" وشيعته . ومنهم من كان يقول:لم تحبل به مريم تسعة أشهر , وإنما مر في بطنها كما يمر الماء في الميزاب , لأن الكلمة دخلت في أذنها , وخرجت من حيث يخرج الولد من ساعتها . وهي مقالة "إليان" وأشياعه . ومنهم من كان يقول:إن المسيح إنسان خلق من اللاهوت كواحد منا في جوهره , وإن ابتداء الابن من مريم , وإنه اصطفي ليكون مخلصا للجوهر الإنسي , صحبته النعمة الإلهية , وحلت فيه بالمحبة والمشيئة , ولذلك سمي "ابن الله" ويقولون:إن الله جوهر قديم واحد , وأقنوم واحد , ويسمونه بثلاثة أسماء , ولا يؤمنون بالكلمة , ولا بروح القدس . وهي مقالة "بولس الشمشاطي" بطريرك أنطاكية وأشياعه وهم "البوليقانيون" . ومنهم من كان يقول:إنهم ثلاثة آلهة لم تزل:صالح , وطالح , وعدل بينهما . وهي مقالة "مرقيون" اللعين وأصحابه ! وزعموا أن "مرقيون" هو رئيس الحواريين وأنكروا "بطرس" . ومنهم من كانوا يقولون بألوهية المسيح . وهي مقالة "بولس الرسول" ومقالة الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا . .
وقد اختار الإمبراطور الروماني "قسطنطين" الذي كان قد دخل في النصرانية من الوثنية ولم يكن يدري شيئا من النصرانية ! هذا الرأي الأخير وسلط أصحابه على مخالفيهم , وشرد أصحاب سائر المذاهب ; وبخاصة القائلين بألوهية الأب وحده , وناسوتية المسيح .
وقد ذكر صاحب كتاب تاريخ الأمة القبطية عن هذا القرار ما نصه:(1/2025)
"إن الجامعة المقدسة والكنيسة الرسولية تحرم كل قائل بوجود زمن لم يكن ابن الله موجودا فيه . وأنه لم يوجد قبل أن يولد . وأنه وجد من لا شيء . أو من يقول:إن الابن وجد من مادة أو جوهر غير جوهر الله الآب . وكل من يؤمن أنه خلق , أو من يقول:إنه قابل للتغيير , ويعتريه ظل دوران" .
ولكن هذا المجمع بقرارته لم يقض على نحلة الموحدين أتباع "آريوس" وقد غلبت على القسطنطينية , وأنطاكية , وبابل , والإسكندرية , ومصر .
ثم سار خلاف جديد حول "روح القدس" فقال بعضهم:هو إله , وقال آخرون:ليس بإله ! فاجتمع "مجمع القسطنطينية الأول" سنة 381 ليحسم الخلاف في هذا الأمر .
وقد نقل ابن البطريق ما تقرر في هذا المجمع , بناء على مقالة أسقف الإسكندرية:
"قال ثيموثاوس بطريك الإسكندرية:ليس روح القدس عندنا بمعنى غير روح الله . وليس روح الله شيئا غير حياته . فإذا قلنا إن روح القدس مخلوق , فقد قلنا:إن روح الله مخلوق . وإذا قلنا:إن روح الله مخلوق , فقد قلنا:إن حياته مخلوقة . وإذا قلنا:إن حياته مخلوقة , فقد زعمنا أنه غير حي . وإذا زعمنا أنه غير حي فقد كفرنا به . ومن كفر به وجب عليه اللعن" !!!
وكذلك تقررت ألوهية روح القدس في هذا المجمع , كما تقررت ألوهية المسيح في مجمع نيقية . وتم "الثالوث" من الآب . والابن . وروح القدس . .
ثم ثار خلاف آخر حول اجتماع طبيعة المسيح الإلهية وطبيعته الإنسانية . . أو اللاهوت والناسوت كما يقولون . . فقد رأى "نسطور" بطريرك القسطنطينية أن هناك أقنوما وطبيعة . فأقنوم الألوهية من الآب وتنسب إليه ; وطبيعة الإنسان وقد ولدت من مريم , فمريم أم الإنسان - في المسيح - وليست أم الإله ! ويقول في المسيح الذي ظهر بين الناس وخاطبهم - كما نقله عنه ابن البطريق:
"إن هذا الإنسان الذي يقول:إنه المسيح . . بالمحبة متحد مع الابن . . ويقال:إنه الله وابن الله , ليس بالحقيقة ولكن بالموهبة " . .(1/2026)
ثم يقول:"إن نسطور ذهب إلى أن ربنا يسوع المسيح لم يكن إلها في حد ذاته بل هو إنسان مملوء من البركة والنعمة , أو هو ملهم من الله , فلم يرتكب خطيئة , وما أتى أمرا إدًا
وخالفه في هذا الرآي أسقف رومه , وبطريرك الإسكندرية , وأساقفة أنطاكية , فاتفقوا على عقد مجمع رابع . وانعقد "مجمع أفسس" سنة 431 ميلادية . وقرر هذا المجمع - كما يقول ابن البطريق -:
"أن مريم العذراء والدة الله . وأن المسيح إله حق وإنسان , معروف بطبيعتين , متوحد في الأقنوم" . . ولعنوا نسطور !
ثم خرجت كنيسة الإسكندرية برأي جديد , انعقد له "مجمع أفسس الثاني" وقرر:
"أن المسيح طبيعة واحدة , اجتمع فيها اللاهوت بالناسوت" .
ولكن هذا الرأي لم يسلم ; واستمرت الخلافات الحادة ; فاجتمع مجمع "خلقيدونية " سنة 451 وقرر:
"أن المسيح له طبيعتان لا طبيعة واحدة . وأن اللاهوت طبيعة وحدها , والناسوت طبيعه وحدها , التقتا في المسيح" . . ولعنوا مجمع أفسس الثاني !
ولم يعترف المصريون بقرار هذا المجمع . ووقعت بين المذهب المصري "المنوفيسية " والمذهب "الملوكاني الذي تبنته الدولة الإمبراطورية ما وقع من الخلافات الدامية ...
---
(1/2027)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قرآنية البسملة في أوائل السور
---
قرآنية البسملة في أوائل السور
---
عبد الإله الحوري
04-19-2006, 01:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم الدكتور عبد الإله الحوري
قرآنية البسملة في أوائل السور
أجمع المسلمون على أن البسملة جزء آية من سورة النمل في قوله تعالى :] إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[ [النمل 30]، وأجمعوا أيضا على أنها ليست آية من أول سورة التوبة ، واختلفوا فيما وراء ذلك على أقوال :
أولا : مذهب الشافعية ([1]): البسملة آية كاملة في أول الفاتحة بلا خلاف في المذهب الشافعي ، أما في باقي السور عدا براءة ففي المذهب ثلاثة أقوال :
الأول : أنها آية كاملة في أول كل سورة .
الثاني :أنها بعض آية في أول كل سورة .
الثالث : أنها ليست بقرآن في أوائل السور عدا الفاتحة .
وقد ذكر النووي أن الراجح في المذهب هو الأول ([2]).
ثانيا : مذهب الحنفية : لم ينقل عن أبي حنيفة شيء في كون البسملة آية من القرآن أم لا ، وإنما نقل عنه أنه يسر بها في الصلاة ، وسئل محمد بن الحسن عنها فقال : ما بين الدفتين كلام الله تعالى ([3]). والمختار عند علماء الحنفية أنها آية تامة مستقلة أنزلت للفصل بين السور ، فهي من القرآن وليست من الفاتحة ولا من غيرها([4]).(1/2028)
ثالثا : مذهب الحنابلة : قال ابن قدامة: واختلفت الرواية عن أحمد هل هي آية من الفاتحة يجب قراءتها في الصلاة أو لا ؟ فعنه أنها من الفاتحة وذهب إليه أبو عبد الله ابن بطة وأبو حفص ، وروي عن أحمد أنها ليست من الفاتحة ولا آية من غيرها ، ولا يجب قراءتها في الصلاة ، وهي المنصورة عند أصحابه . قال ابن قدامة :واختلف عن أحمد فيها – أي في هذه الرواية – فقيل عنه هي آية مفردة كانت تنزل بين سورتين فصلا بين السور، وعنه هي آية من سورة النمل ([5]). أي وليست من غيرها.
وقال ابن تيمية معلقا على هذه الرواية عن أحمد :" ويحكى هذا رواية عن أحمد ولا يصح عنه وإن كان قولا في مذهبه" ([6]). وقد نصر ابن تيمية القول بأنها من القرآن حيث كتبت من أول كل سورة وليست من السورة ، وقال : وهذا أعدل الأقوال ([7]).
رابعا: مذهب المالكية : البسملة ليست من القرآن في غير سورة النمل ([8]).
وهذه المذاهب تدور بين النفي والإثبات ، فهناك من نفاها مطلقا كالمالكية ورواية عن أحمد ، وهناك من أثبتها في كل المواضع ، أو أثبتها في موضع دون آخر .
وقد استدل من أثبتها بأدلة منها :
1 - أن الصحابة قد أثبتوها في المصاحف مع حرصهم الشديد على تجريد القرآن وعدم كتابة شيء معه([9]).
2 - روى مسلم عن أنس رضي الله عنه أنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال :" أنزلت علي آنفا سورة " فقرأ : ] بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ[ "([10]).
3 - سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم([11])
4 - عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم([12])(1/2029)
5 - عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم([13])
6 - عن أم سلمة أنها ذكرت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين ، يقطع قراءته آية آية([14]).
7 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قرأتم الحمد لله فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم أحد آياتها ([15]).
أما من نفاها فقد استدل بما يلي ([16]):
1 - حصول الاختلاف فيها ولو كانت قرآنا لما اختلف فيها .
2 - قوله تعالى في الحديث القدسي :" قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي ،وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى أثنى علي عبدي ، وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي ، وقال مرة فوض إلي عبدي ، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" ([17]).
قال القرطبي بعد أن ذكر الحديث : "قسمت الصلاة" يريد الفاتحة وسماها صلاة لأن الصلاة لا تصح إلا بها ، فجعل الثلاث الآيات الأول لنفسه واختص بها تبارك اسمه ، ولم يختلف المسلمون فيها ، ثم الآية الرابعة جعلها بينه وبين عبده ، لأنها تضمنت تذلل العبد وطلب الاستعانة منه وذلك يتضمن تعظيم الله تعالى، ثم ثلاث آيات تتمة سبع آيات، ومما يدل على أنها ثلاث قوله "هؤلاء لعبدي" ، أخرجه مالك([18])، ولم يقل هاتان فهذا يدل على أن أنعمت عليهم آية ، قال ابن بكير قال مالك : أنعمت عليهم آية ثم الآية السابعة إلى آخرها "([19]).(1/2030)
3 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبيّ :" كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة ؟ قال فقرأت الحمد لله رب العالمين حتى أتيت على آخرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :هي هذه السورة وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت"([20]).
4 - عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب "الحمد لله رب العالمين" ([21])
5 - عن أنس قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ([22])
6 - عن ابن عبد الله بن مغفل قال : سمعني أبي وأنا في الصلاة أقول بسم الله الرحمن الرحيم فقال لي : أي بني محدث إياك والحدث ، قال : ولم أر أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبغض إليه الحدث في الإسلام يعني منه، قال وقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقولها فلا تقلها، إذا أنت صليت فقل الحمد لله رب العالمين"([23])
7 - الاستدلال بعمل أهل المدينة ، قال القرطبي : " ثم إن مذهبنا يترجح في ذلك بوجه عظيم وهو المعقول ، وذلك أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة انقضت عليه العصور ومرت عليه الأزمنة والدهور من لدن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى زمان مالك ولم يقرأ أحد فيه قط بسم الله الرحمن الرحيم اتباعا للسنة وهذا يرد أحاديثكم"([24]) .(1/2031)
هذه هي أدلة الطرفين فيما ذهبوا إليه من الإثبات والنفي ، وأقوى هذه الأدلة فيما أرى هو ما استدل به أصحاب القول الأول من كتابة الصحابة لها في المصاحف مع حرصهم الشديد على تجريد المصاحف ، والأدلة الأخرى معظمها في مسألة قراءة البسملة في الصلاة ،والذي أراه أن هناك انفصالا تاما بين ثبوت قرآنية البسملة وقراءتها في الصلاة، وذلك لأن القرآنية لا تثبت إلا بالتواتر أما قراءة شيء في الصلاة سواء أكان قرآنا أو غيره فلا يحتاج لأكثر من صحة النقل فيه ، أي إن الظن يكفي فيه . نجد - مثلا -أن المسلمين اتفقوا على مشروعية قراءة التشهد في الصلاة – على خلاف بينهم في وجوبه – مع إجماعهم على أن التشهد ليس من القرآن ، وكذلك الحال في الاستعاذة ، حيث ذهب الجمهور إلى سنيتها مع اتفاقهم على أنها ليست من القرآن .
وإذا غضضنا النظر عن كون معظم هذه الأدلة في قراءة البسملة في الصلاة ، وأن هناك انفصالا بين قراءة شيء في الصلاة وثبوت قرآنيته ، فإن هذه الأدلة أخبار آحاد لا ترقى إلى مستوى إثبات قرآنية شيء أو نفيها لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر .
ومن جهة أخرى فإننا نجد أن القراء اختلفوا في قرآنية البسملة في أوائل السور ، فقراء مكة والكوفة على أنها قرآن ، وقراء المدينة والشام والبصرة على أنها ليست من القرآن([25]). ومن المعلوم أن هذه القراءات متواترة، لذلك يمكن القول بأن البسملة من القرآن يقينا في قراءة متواترة وليست منه يقينا في قراءة أخرى متواترة أيضا .
ومن المعلوم أن التواتر قد يثبت عند قوم ، ولا يثبت عند آخرين وخاصة المتقدمين منهم، فيحمل عليه اختلافهم في البسملة الذي سيزول عند اطلاعهم على تواترها في قراءة، وعدم تواترها في أخرى .(1/2032)
فإذا كان ذلك كذلك فلا يبعد أن يكون الإمام مالك لم تصله البسملة بطريق متواتر والذي ثبت عنده متواترا عدم قرآنيتها ، وكذلك الحال بالنسبة للأئمة المتقدمين، من أثبتها منهم وصلته متواترة ، ومن نفاها لم تصله كذلك.
وهذا الذي أشرت إليه هو ما فهمه ابن الجزري من صنيع الشافعي حيث يقول : "ومما يحقق لك أن قراءة أهل كل بلد متواترة بالنسبة إليهم أن الشافعي رضي الله عنه جعل البسملة من القرآن مع أن روايته عن شيخه مالك تقتضي عدم كونها من القرآن، لأنه من أهل مكة وهم يثبتون البسملة بين السورتين ويعدونها من أول الفاتحة آية ، وهو قرأ قراءة ابن كثير على إسماعيل القسط عن ابن كثير فلم يعتمد في روايته عن مالك في عدم البسملة لأنها آحاد واعتمد قراءة ابن كثير لأنها متواترة "([26]).
وقد بين ابن حزم رحمه الله تعالى مسألة قراءة البسملة في الصلاة أحسن بيان ، وهو في جملته يؤيد ما ذهبت إليه حيث يقول :"مسألة : ومن كان يقرأ برواية من عد من القراء بسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن لم تجزه الصلاة إلا بالبسملة وهم :عاصم بن أبي النجود وحمزة والكسائي وعبد الله بن كثير وغيرهم من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم . ومن كان يقرأ برواية من لا يعدها آية من أم القرآن فهو مخير بين أن يبسمل وبين أن لا يبسمل ، وهم : ابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وفي بعض الروايات عن نافع. وقال مالك لا يبسمل المصلي إلا في صلاة التراويح في أول ليلة من الشهر، وقال الشافعي لا تجزيء صلاة إلا ببسم الله الرحمن الرحيم.
قال علي – يعني ابن حزم نفسه - وأكثروا من الاحتجاج بما لا يصح من الآثار مما لا حجة لأي الطائفتين فيه . مثل الرواية عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم لا قبلها ولا بعدها . وعن أبي هريرة مثل هذا .(1/2033)
قال علي : وهذا كله لا حجة فيه لأنه ليس في شيء من هذه الأخبار نهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم وإنما فيها أنه عليه السلام كان لا يقرؤها، وقد عارضت هذه الأخبار أخبار أخر، منها : ما روينا من طريق أحمد بن حنبل حدثنا وكيع ثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال : صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم . وروينا أيضا : " فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم" فهذا يوجب أنهم كانوا يقرءونها ويسرون بها وهذا أيضا لا إيجاب فيه لقراءتها وكذلك سائر الأخبار.
قال علي : والحق من هذا أن النص قد صح بوجوب قراءة أم القرآن فرضا ، ولا يختلف اثنان من أهل الإسلام في أن هذه القراءات حق كلها مقطوع به ، مبلغة كلها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل …فقد وجب - إذ كلها حق - أن يفعل الإنسان في قراءته أي ذلك شاء وصارت بسم الله الرحمن الرحيم في قراءة صحيحة آية من أم القرآن ، وفي قراءة صحيحة ليست آية من أم القرآن ، مثل لفظة "هو" في قوله تعالى في سورة الحديد " هو الغني الحميد " وكلفظة " من" في قوله تعالى " من تحتها الأنهار " في سورة براءة على رأس المائة آية هما من السورتين في قراءة من قرأ بهما ، وليستا من السورتين في قراءة من لم يقرأ بهما ، ومثل هذا في القرآن وارد في ثمانية مواضع ذكرناها في كتاب القراءات ، وآيات كثيرة وسائر ذلك من الحروف يطول ذكرها " . ثم قال : والقرآن أنزل على سبعة أحرف كلها حق وهذا كله حق وهذا كله من تلك الأحرف بصحة الإجماع المتيقن على ذلك وبالله تعالى التوفيق"([27]).(1/2034)
هذا وقد أشار بعض المفسرين لهذا الرأي ولكني لم أجد من تبناه ودافع عنه غير ابن حزم في النقل السابق عنه ، فهذا ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول بخطأ الباقلاني في قطعه بنفي كون البسملة من أوائل السور وذكر أن المعتمد عنده هو أن البسملة أية من كتاب الله حيث أثبتت ثم يقول : بل قد يقال ما قاله طائفة من العلماء : إن كل واحد من القولين حق وإنها آية من القرآن في بعض القراءات ، وهي قراءة الذين يفصلون بها بين السورتين ، وليست آية في بعض القراءات ، وهي قراءة الذين يصلون ولا يفصلون بها بين السورتين "([28]).
وذكر ذلك أيضا الشهاب الخفاجي حيث عد هذا القول قولا من الأقوال في مسألة : هل البسملة من الفاتحة ؟ فقال : السادس : أنه يجوز جعلها آية منها ، وجعلها ليست منها بناء على أنها نزلت بعضا منها مرة ولم تنزل أخرى لتكرر النزول استقلالا أو لمدارسة جبريل عليه الصلاة والسلام في كل عام ، وهكذا سائر القراءات ، وهو المشار إليه في حديث :" أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف " وهذا أغربها – أي أغرب الأقوال التي ذكرها في المسألة –وكان ابن حجر يرتضيه ويقرره في دروسه ويدفع به الاعتراض بأن القرآن قطعي التواتر فكيف يصح إثباته أو نفيه بدونه ؟ فيقول: إثباتها ونفيها متواتران كسائر القراءات . وقد نقله القراء كأبي شامة وغيره وأطنب في تحسينه السيوطي في حواشيه "([29]) .
وقال السيوطي في مسألة اشتراط تواتر القرآن في أصله وأجزائه :" وقد بنى المالكية وغيرهم ممن قال بإنكار البسملة قولهم على هذا الأصل وقرروه بأنها لم تتواتر في أوائل السور وما لم يتواتر فليس بقرآن . وأجيب من قبلنا بمنع كونها لم تتواتر فرب متواتر عند قوم دون آخرين وفي وقت دون آخر "([30]) .
وقال في موضع آخر :" البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة ، من قرأ بحرف نزلت فيه عدها آية ، ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها "([31]).(1/2035)
------------------------------------
([1]) المجموع (3/289)
([2]) المجموع (3/289)
([3])حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (1/ 29)
([4]) أحكام القرآن للجصاص (1/17) ، حاشية الشهاب (1/29)
([5]) المغني (1/285)
([6]) الفتاوى الكبرى (2/182)
([7]) السابق
([8]) مواهب الجليل (1/544) ، أحكام القرآن لابن العربي (1/6) ، الجامع لأحكام القرآن (1/ 93) ،
([9]) أنوار التنزيل (1/31) ، معالم التنزيل (1/19) ، لباب التأويل (1/19)
([10]) انظر : لباب التأويل (1/19) ، والحديث رواه مسلم : كتاب الصلاة ، باب حجة من قال البسملة آية من كل سورة سوى براءة . وانظر : أبو داود : كتاب الصلاة ، باب من لم ير الجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم . النسائي : كتاب الافتتاح باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم
([11]) البخاري : كتاب فضائل القرآن باب مد القراءة
([12]) الترمذي :كتاب الصلاة باب من رأى الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم ،
قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بذاك وقد قال بهذا عدة من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة وابن عمر وابن عباس وابن الزبير ومن بعدهم من التابعين رأوا الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم وبه يقول الشافعي وإسماعيل بن حماد هو ابن أبي سليمان وأبو خالد يقال هو أبو خالد الوالبي واسمه هرمز وهو كوفي . وقال ابن حجر : الحديث غير محفوظ ، وقال أبو زرعة : لا أعرف أبا خالد . الدراية : (1/130) . وانظر نصب الراية للزيلعي (1/ 324) .
([13]) أبو داود : كتاب الصلاة باب من جهر بها . وقال الزيلعي : رواه أبو داود والحاكم وقال : إنه صحيح على شرط الشيخين . نصب الراية : (1/ 327) .
([14]) أبو داود : كتاب الحروف والقراءات . أحمد : (6/ 302 )
([15]) الدارقطني : (1/312) . وقال : قال أبو بكر الحنفي : ثم لقيت نوحاً فحدثني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بمثله ولم يرفعه .(1/2036)
([16]) الجامع لأحكام القرآن (1/93) وما بعدها ، أحكام القرآن لابن العربي (1/6)
([17]) مسلم : كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة . الموطأ : النداء للصلاة باب القراءة خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة. الترمذي : كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة فاتحة الكتاب
النسائي : كتاب الافتتاح باب ترك قراءة فاتحة الكتاب . ابن ماجه : كتاب الأدب باب ثواب القرآن
([18]) الموطأ: الموضع السابق
([19]) الجامع لأحكام القرآن (1/94)
([20]) جزء حديث رواه مالك في الموطأ: كتاب النداء للصلاة : باب ما جاء في أم القرآن .الترمذي : كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب
([21]) مسلم : كتاب الصلاة باب ما يجمع صفة الصلاة .أبو داود : كتاب الصلاة باب من لم ير الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم
([22]) مسلم : كتاب الصلاة باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة . النسائي : كتاب الافتتاح باب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
([23]) الترمذي : كتاب الصلاة باب ما جاء في ترك الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم ، قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ومن بعدهم من التابعين وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحق لا يرون أن يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا ويقولها في نفسه . النسائي كتاب الافتتاح باب ترك الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم . ابن ماجه : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب افتتاح القراءة
([24]) الجامع لأحكام القرآن (1/95)
([25]) أنوار التنزيل (1/28)
([26]) منجد المقرئين (68)
([27]) المحلى (2/284)
([28]) دقائق التفسير (1/88)
([29]) حاشية الشهاب على البيضاوي (1/28)
([30]) الإتقان (1/268)
([31]) الإتقان (1/240)
---
د.حسن خطاف
04-19-2006, 11:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2037)
بارك الله بك أخي الدكتور عبد الإله على هذا الاستقصاء والتوسع لحكم البسملة
---
عبد الإله الحوري
04-20-2006, 10:13 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وأرجو من الأخوة القراء إبداء ملاحظاتهم مشكورين
---
محمد الجمل
04-23-2006, 03:01 PM
جزاك الله كل خير يا دكتور عبد الإله
---
أبومجاهدالعبيدي
03-30-2007, 11:55 PM
وقد ذكر الإمام ابن الجزري خمسة أقوال في هذه المسألة، وهي :-
القول الأول : أنها آية من الفاتحة فقط. وهذا مذهب أهل مكة والكوفة ومن وافقهم. وروى قولاً للشافعي.
القول الثاني : أنها آية من أول الفاتحة ومن أول كل سورة. وهو الأصح من مذهب الشافعي ومن وافقه وهو رواية عن أحمد، ونسب إلى أبي حنيفة.
القول الثالث : أنها آية من أول الفاتحة وبعض آية من غيرها. وهو القول الثاني للشافعي.
القول الرابع: أنها آية مستقلة في أول كل سورة لا منها. وهو المشهور عن أحمد وقول داود وأصحابه، وحكاه أبو بكر الرازي عن أبي الحسن الكرخي وهو من كبار أصحاب أبي حنيفة.( )
القول الخامس : أنها ليست آية من الفاتحة ولا غيرها وإنما كتبت للفصل بين السور وللتبرك والتيمن. وممن قال بهذا القول : مالك وأبو حنيفة.
فهذا مجمل أقوال العلماء في هذه المسألة , والخلاصة فيها هي ما قرره الإمام ابن الجزري في النشر (1/271) بقوله :
( وهذه الأقوال ترجح إلى النفي والإثبات. والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأن كل ذلك حق؛ فيكون الاختلاف فيها كاختلاف القراءات.)
---
(1/2038)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسارعن موضوع ( أثر علوم الحديث في التفسير)
---
استفسارعن موضوع ( أثر علوم الحديث في التفسير)
---
محمد الحوري
03-09-2006, 02:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو التكرم بإفادتي حول وجود معلومات أو دراسات حول موضوع( أثر علوم الحديث في التفسير)
وجزاكم الله خيرا
---
(1/2039)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > XoftSpy 4.21 مكافح ملفات التجسس مع الشرح
---
XoftSpy 4.21 مكافح ملفات التجسس مع الشرح
---
سامي عبدالعزيز
05-02-2006, 01:35 AM
http://absba5.absba.org/teamwork4/d1/a2.png
http://absba5.absba.org/teamwork4/d1/a3.png
http://absba5.absba.org/teamwork4/d1/a4.png
http://absba5.absba.org/teamwork4/d1/a5.png
http://absba5.absba.org/teamwork4/d1/a6.png
http://absba5.absba.org/teamwork4/d1/a7.png
http://paretologic.com/XoftSpy421_173.exe
بيانات التسجيل
Name: piaodown
Code:0000000000-5224420330
---
(1/2040)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يصح هذا دليلا قاطعا على كون البسملة ليست من القرآن ؟
---
هل يصح هذا دليلا قاطعا على كون البسملة ليست من القرآن ؟
---
محمد رشيد
01-16-2004, 02:47 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ،،
فلعل جميع من على الملتقى و غيرهم يعلمون الخلاف المشهور في ( البسملة ) ... هل هي آية من القرآن أم لا .. و إن كانت آية فهل هي من أول كل سورة أم لا ...
و في الحقيقة أنا مقتنع تماما بالجمع الذي جمعه الحنفية بين الأدلة في هذه المسألة ، حيث جعلوا أدلة الشافعية مثبتة لكون البسملة آية في أول السورة ، و جعلوا أدلة المالكية مثبتة لكون البسملة ليست من السورة ، و لكنهم نفوا عن أدلة الشافعية إثباتها لأن البسملة آية من السورة ، و نفوا عن أدلة المالكية إثباتها لعدم كون البسملة قرآنا ...... و الأمر واضح ولله الحمد
و لكن هناك دليل أورده ابن العربي المالكي ـ رحمه الله تعالى ـ في كونها ليست من القرآن ... هذا الدليل أدار رأسي بالفعل ....
مؤداه / أنها لو كانت من القرآن لما اختلف فيها ، لأن القرآن مجمع عليه ، و مجمع على أن منكر حرفا واحدا من كافر ، و نحن اختلفنا في البسملة فلم يكفر أحد منا صاحبه فدل ذلك على نفي قرآنيتها ....
أخذت أفكر في هذا الدليل ... فوجدت أنه يرجع إلى هذه القاعدة .. :
( القرآن مجمع عليه و متواتر و معلوم من الدين بالضرورة ، و من أنكر منه حرفا واحد كفر )
فتأملت هذه القاعدة ، و تساءلت / هل المقصود بالإجماع هنا الإجماع على وجه الإجمال أم الإجماع تفصيلا ؟ و هل ينطبق على ذلك تماما الخلاف في شذوذ بعض القراءات و تواترها ؟
لو كان الأول لم يسلم لابن العربي استدلاله(1/2041)
و لو كان الثاني لما ساغ لنا هذا الخلاف فنقول بأنها مسألة اجتهادية ـ كما أذكر أن القرطبي قالها في تفسيره حين الكلام على هذه المسألة ....
ولو كان المراد من الإجماع هو الإجماع على وجه الإجمال بالفعل ، فهل إذا أردنا التفصيل نقول بتقسيم القرآن إلى متفق على قرآنيته و مختلف في قرآنيته و شذوذه ، فنكفّر منكر الأول دون الثاني ؟
لو كان عند أحد من مشايخنا الكرام علم في هذه المسألة ـ أو هاتين المسألتين ـ فليفدنا مشكورا ....
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
---
راجي رحمة ربه
01-16-2004, 06:07 AM
قول المالكية هذا مبني على قولهم:
من أنكر حرفا من القرآن كفر، فهل الشافعية يكفرون غيرهم لإنكارهم البسملة، طبعا لا.
فرد الشافعية على ذلك بقولهم.
ونحن نثبت أنها آية، وحكم من زاد حرفا في القرآن يكفر، فهل غيرنا يكفرنا، طبعا لا
فسقط هذا الاستدلال
والصواب في المسألة هو أن الخلاف فيها هو من الخلاف الجائز، ووقع عند القراء مثله، فمنهم من يثبتها بين السور وهم الجمهور ومنهم من لم يثبتها
وهكذا حصل في المصاحف العثمانية فمنهم من عدها ومنهم من لم يعدها
ففي مصحف الكوفة عدت الآية 1 من سورة الفاتحة بخلاف مصحف المدينة
وراجع الجزء الأول من النشر في القراءات العشر ينشرح صدرك بإذن الله تعالى.
فظهر للمتأمل أن الاحتمال الأقوى أنها نزلت كآية في بعض الأحرف السبعة ولم تنزل كآية في غيرها. ولا مانع من هذا لا شرعا ولا عقلا.
وبهذا الأخير يجمع بين الأقوال التي ظاهرها التعارض بقول لا يعكر على أهل الفهوم فهومهم ولا تكفير لأحد فيه، ولله الحمد والمنة.
---
محمد الأمين
01-16-2004, 11:28 AM
المسألة فيها خلاف قديم والراجح أن البسملة آية من القرآن لكنها ليست جزءاً من السورة. وبذلك قال بعض العلماء، وبه تجتمع الأدلة
---
محمد رشيد
01-16-2004, 08:15 PM
نعم .. جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي الراجي(1/2042)
و ما ذكرته أورده البيجوري في حاشيته على شرح ابن قاسم الغزي على متن أبي شجاع
و لكن هل خفي على ابن العربي ذلك !
بمعنى أن دليله ذلك إما أن يكون قاطعا و إما أن يكون ساقطا لا وجه له
ــــــــــــــــ
جزاك الله تعالى خير الجزاء شيخنا الأمين
و بالفعل فإن أجمل الأقوال في هذه المسألة هو قول الحنفية الذي اعتمد الجمع بين الأدلة
و لم يثبت فيها اضطرابا ـ أي في روايات حديث مالك ـ بل نفى التعارض بينها بصورة حسنة
و أظن هذا الرأي هو مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رضي الله عنه ـ
---
راجي رحمة ربه
01-17-2004, 03:57 PM
يبدو أنها غابت عن ابن العربي، ولا يضره ذلك رحمه الله تعالى، والرد مشهور في كتب الشافعية، وما زال العلماء يرد بعضهم على بعض منذ خلق الله الدنيا وإلى أن يرثها، رحم الله الجميع،
---
(1/2043)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أنواع الخطاب في القرآن العظيم
---
أنواع الخطاب في القرآن العظيم
---
أبو عبيدة الهاني
03-31-2007, 12:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطاب في القرآن على أوجه؛ وهي:
ـ خطاب عام: كقوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَكُمْ). [وردت في 9 آيات].
ـ وخطاب خاص: كقوله تعالى: (أَكْفَرْتُم) [آل عمران:106]
ـ وخطاب الجنس: كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) [ ورد في 20 آية]
ـ وخطاب النوع: كقوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ) [ورد في 4 آيات]
ـ وخطاب العين: كقوله تعالى: (يَا آدَمُ) [البقرة:33]، (يَا نُوحُ) [هود:32] ، (يَا زَكَرِيَّا) [مريم:7] ، (يَا يَحْيَى) [مريم:12] ، (يَا إِبْرَاهِيمُ) [هود:76].
ـ وخطاب المدح: كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) [وردت 98 مرة]
ـ وخطاب الذم: كقوله تعالى: (يا أيها الذين كفروا).
ـ وخطاب الكرامة: كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ) [وردت 13 مرة]
ـ وخطاب الإهانة: كقوله تعالى: (فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) [الحجر:34]،[ص:77]
ـ وخطاب الجمع بلفظ الواحد: كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ) [الانفطار:6]،[الانشقاق:6]
ـ وخطاب الواحد بلفظ الاثنين: كقوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ) [ق:24].
ـ وخطاب الاثنين بلفظ الواحد: كقوله تعالى: (فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى) [طه:49].
ـ وخطاب الغير: كقوله تعالى: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ) [يونس:49]
ـ وخطاب التكوين: وهو على وجوه؛ منها:
* أن يخاطب الحاضر ثم يخبر عن غائب: كقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم) [يونس:22]. وقوله تعالى: (وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) [الروم:39].(1/2044)
* ومنها أن يخبر عن غائب ثم يخاطب الحاضر: كقوله تعالى: (أَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم) [آل عمران:106]، (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء) [الإنسان:21،22].
* ومنها أن يخاطب عينًا ثم يصرف الخطاب إلى الغير، كقوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لتُؤْمِنُوا) [الفتح:8 ، 9].
والله تعالى أعلم.
---
معروفي
03-31-2007, 05:59 AM
أشكر الأخ أبا عبيدة على هذه الفوائد ، و أرجو أن تذكر لنا مرجعك فيما أتحفتنا به من معلومات قيمة .
---
أبو عبيدة الهاني
03-31-2007, 02:10 PM
وهو كذلك أخي المعروفي...
وربما أتحفك بكل الكتيب بعد إتمام تحقيقه والتعليق عليه...
وهو كتيب: "البحر الملئان في اقتناص درر معاني القرآن"، واسمه الثاني: "توجيهات الحفاظ في اختلاف المعاني والألفاظ" للشيخ أبي عمران موسى بن عمر المصمودي الحسني العلامي... كتبه بخط يده سنة 1160 هجرية.
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2007, 02:59 PM
نفع الله بكم يا أبا عبيدة على هذه الفوائد ، ويبدو لي أنك حريص على نفائس مخطوطات الدراسات القرآنية وفقك الله وبارك فيك .
---
(1/2045)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما حكم هذه الهمزات ؟
---
ما حكم هذه الهمزات ؟
---
مرشود الراشد
08-01-2004, 11:56 PM
السلام عليكم :
بعض الناس يسهل الهمزة في التكبير وبعضهم يقلبها واوا هل لذلك وجه ؟
بعضهم يسهل همزة " أنعمت عليهم " ماحكم ذلك هل هو لحن جلي
وما أثر جميع ما سبق في الصلاة ؟
وما الحكم لو خرج هواء من الأنف عند النطق ببعض الحروف مثل الياء والهاء ؟
---
المعتز بالإسلام
08-02-2004, 07:03 AM
هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21061)
---
مرشود الراشد
08-02-2004, 01:47 PM
لم يكن الجواب كاملا ...!
---
(1/2046)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن اللف والنشر
---
سؤال عن اللف والنشر
---
مهاجر
03-15-2006, 01:19 AM
بسم الله
السلام عليكم
من المعلوم لدى إخواني أعضاء الملتقى أن أسلوب اللف والنشر قد جاء في محكم التنزيل في أكثر من موضع :
فمن المرتب ، وهو الأصل ، قوله تعالى : (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع) ، فقابل كل صنف بنظيره مع التزام الترتيب ، فأتى بالأعمى ثم الأصم ، ثم ذكر نقيض الأعمى وهو البصير ثم نقيض الأصم وهو السميع .
ومن غير المرتب ، وهو الفرع ، قوله تعالى : (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ، وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون) ، فأتى أولا بأصحاب الوجوه البيض ثم أتبعهم بأصحاب الوجوه السود ، ولما فرع بـ "أما" ، ذكر الآخرين أولا والأولين آخرا ، فما العلة التي سوغت الخروج عن الأصل في هذه الآية الكريمة ، وتحت أي صنف من أصناف علوم اللغة يندرج هذا الأسلوب ، هل هو من أساليب البلاغة أم البيان ؟ وجزاكم الله خيرا
---
روضة
03-16-2006, 12:51 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
اللف والنشر:
وهو أن نذكر عدة أشياء، ثم نذكر لكل واحد ما يناسبه وما يتصل به، وهو قسمان:
1. اللف والنشر المرتب: وهو أن نذكر الأشياء المتعددة، ثم نذكر ما يتصل بها على سبيل الترتيب، الأول للأول، والثاني للثاني، وهكذا..
2. اللف والنشر المشوش (المعكوس): وهو أن نذكر الأشياء ثم نذكر ما يتصل بها، ولكن لا على سبيل الترتيب، فربما نذكر المتقدم للمتأخر، والمتأخر للمتقدم، وهكذا. (البلاغة فنونها وأفنانها، علم البيان والبديع، د.فضل عباس، ص294).
فمبحث اللف والنشر من مباحث علم البديع الذي هو قسم من أقسام علم البلاغة الثلاثة (المعاني، والبيان، والبديع).(1/2047)
هذه الآية الكريمة من النوع الثاني، وعدم الترتيب فيها لنكتة بيانية، ذكرها المفسرون، كأبي السعود، حيث قال:
{ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ } تفصيلٌ لأحوال الفريقين بعد الإشارةِ إليها إجمالاً، وتقديمُ بيانِ هؤلاءِ لما أن المَقام مقامُ التحذيرِ عن التشبه بهم مع ما فيه من الجمع بين الإجمال والتفصيلِ والإفضاءِ إلى ختم الكلامِ بحسن حالِ المؤمنين كما بُدىء بذلك عند الإجمالِ.
وقال العلامة الألوسي:
{ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ } تفصيل لأحوال الفريقين وابتدأ بحال الذين اسودت وجوههم لمجاورته { وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } وليكون الابتداء والاختتام بما يسر الطبع ويشرح الصدر.
وجاء في التحرير والتنوير:
وقوله تعالى: { فأما الذين اسودّت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم } تفصيل للإجمال السابق، سُلك فيه طريق النشَّر المعكوس، وفيه إيجاز لأنّ أصل الكلام، فأمّا الَّذين اسودّت وجوههم فهم الكافرون يقال لهم أكفرتم إلى آخر: وأمّا الَّذين ابيضّت وجوههم فهم المؤمنون وفي رحمة الله هم فيها خالدون.
قدّم عند وصف اليوم ذكر البياض، الَّذي هو شعار أهل النَّعيم، تشريفاً لذلك اليوم بأنَّه يوم ظهور رحمة الله ونعمته، ولأنّ رحمة الله سبقت غضبه، ولأنّ في ذكر سمة أهل النَّعيم، عقب وعيد بالعذاب، حسرةً عليهم، إذ يعلم السَّامع أنّ لهم عذاباً عظيماً في يوم فيه نعيم عظيم، ثُمّ قُدّم في التفصيل ذكر سمة أهل العذاب تعجيلاً بمساءتهم.
---
مهاجر
03-17-2006, 02:08 AM
جزاك الله خيرا أيتها الكريمة
---
(1/2048)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجوكم أفيدوني عن هذه المخطوطة ؟؟
---
أرجوكم أفيدوني عن هذه المخطوطة ؟؟
---
نورة التميمي
09-09-2004, 07:00 AM
أريد التسجيل لرسالة دكتوراة .. فمن يدلني على مخطوط في التفسير يستحق أن يكون رسالة ؟؟
وشكرًا
---
موراني
09-09-2004, 12:45 PM
نورة التميمي
ما هو رأيك في البحث عن مخطوط مناسب في فهارس المخطوطات الكثيرة ؟
موراني
---
(1/2049)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تبرئة أبي العلاء من معارضة القرآن
---
تبرئة أبي العلاء من معارضة القرآن
---
أبو بيان
05-26-2005, 11:46 AM
ليسَ يُعرَفُ عن أحد من أهل البيان معارضة القرآن, والمذكور من ذلك في التاريخ مُحاولتي: عبد الله ابن المقفع, وأبي العلاء المعري.
فأما ابن المُقفع فلا يوجد له كتاب يدعي مدعٍ أنه عارض فيه القرآن, وإنما يُزعَم أنه قصد إلى تأليف كتاب في ذلك, واشتغل به مُدةً ثم مزق ما جمع واستحيا لنفسه من إظهاره, قال ابن الباقلاني بعد أن أبطل هذا الزعم: (فإن كان كذلك فقد أصاب وأبصر القصد, ولا يمتنع أن يشتبه عليه الحال في الابتداء ثم يلوح له رشده, ويبين له أمله, وينكشف له عجزه, ولو كان بقي على اشتباه الحال عليه لم يَخفَ علينا موضع غفلته, ولم يشتبه لدينا وجه شبهته, ومتى أمكن أن تدعي الفرس في شيء من كتبهم أنه مُعجِز في حسن تأليفه وعجيب نظمه؟!). إعجاز القرآن (ص:61).
وأما شيخُ المعرَّة فلمَّا أَلَّفَ كتابه "الفصول والغايات" قيلَ فيه: (كأنه مُعارَضة منه للسور والآيات). ينظر: معجم الأدباء 1/305. وفي تحقيق عنوان الكتاب ينظر مقدمة محققه محمود زناتي, حيثُ سماه:
"الفصول والغايات في تمجيد الله والمواعظ" ط: دار الآفاق الجديدة.
وعن منهجه في الكتاب ينظر ما نقله ياقوت من فهرست مؤلفات أبي العلاء لأحد مستمليه, وفيه:
أن مُراده بالغايات: القوافي؛ لأن القافية غاية البيت أي: منتهاه, وهو كتابٌ موضوعٌ على حروف المعجم ..., وألف عليه كتاب: "السادن" في ذكر غريب هذا الكتاب وما فيه من اللغز, وكتاب: "إقليد الغايات" لطيفٌ مقصورٌ على تفسير اللغز. معجم الأدباء 1/327- 328. ط: إحسان عباس.(1/2050)
وحقيقة الأمر أن المعري قد عانى من فرط ذكاءه, وكثرة حُسَّاده ما عانى مثله عصريه وصاحبه المتنبي, وقد تعرض العلامة محمود شاكر لبعض ما نسب لأبي العلاء وأبطله في كتابه "أباطيل وأسمار" (ص:32- 80).
وقد عاش العلامة عبد العزيز الميمني الراجكوتي زمناً في بطون كتب المعري, وعاين ولم يسمع, وما راءٍ كمن سمعا, وأبطل تهمة معارضته للقرآن, وكشف كثيراً من مخفي حياة المعري, مما لا يُعلَم إلا من مسطور كتبه, كما فعل عصريه وصديقه محمود شاكر في كتابه الفذ "المتنبي".
وفي هذا النقل المختصر تبيينٌ موجز لهذا الموضوع, قال العلامة عبد العزيز الميمني:
(يقول مرغليوث: قَبِلَ أبو العلاء تحدي القرآن. ويقول نكلسن في "الآداب": كان أبو العلاء يراوده الشك فيما أن القرآن كلام الله؛ ولذا قَبِل تحدي النبي صلى الله عليه وسلم وأَعَدَّ كتاباً في معارضة القرآن الكريم. وقد أعاد هذه الفكرة الأستاذ براؤن في كتابه "التاريخ الأدبي لإيران". والحقيقة أن هذه الفكرة الخاطئة المرفوضة إنما بَثَّها في أوروبا كُلّها: جولد زيهر, بمقالة "z.d.m.g" - مجلة نمساوية -, وقد سبق أن تناولناها بالرد والتفنيد في نقالة نشرتها مجلة "معارف" في عدد فبراير سنة 25م, ولكننا ننقل هنا شهادَةً لأبي العلاء نفسه بإعجاز القرآن, ظهرت بعد فراغه من تأليف "الفصول" بنحو عشر سنين في 414هـ:
(لقد أجمعَ كُلُّ ملحدٍ ومُهتَد, وناكِبٍ عن المحجة ومُقتَد, على أن الكتاب الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الله كتابٌ بَهَرَ بالإعجاز, ولَقِيَ عَدُوَّه بالإرجاز.).
بحوث وتحقيقات 1/127.
---
عبدالرحمن الشهري
05-26-2005, 04:37 PM
الفصول والغايات ليس في محاذاة السور والآيات (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3279)
---
حسام مجدي
05-26-2005, 06:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..(1/2051)
استكمالا للفائدة فقد قام الشيخ على حسن العمارى .. بتحقيق عن مسأله المعارضة المزعومة لأبي العلاء المعرى ...
يقول الشيخ في مجلة " رساله الإسلام " ...
" من الذين نسبت إليهم المعارضة فيلسوف الشعر أحمد بن سليمان المشهور بأبي العلاء المعرى، وقد قالوا إنه عارض القرآن بكتابه (الفصول والغايات) وقد اختار صاحب معجم الأدباء الكلمتين الآتيتين: ـ
1 ـ ((أقسم بخالق الخيل))، والريح الهابة بلَيْل، ما بين الأشراط ومطالع)) ((سهيل، إن الكافر لطويل الويل، وان العمر لمكفوف الذيل، اتق مدارج)) ((السّيْل، وطالع التوبة من قبَيْل، تنج، وما أخالك بناج)).
2 ـ ((أذلت العائذة أباها، وأصاب الوحدة وربّاها، والله بكرمه اجتباها، أولاها الشرف بما حباها، أرسل الشمال صباها، ((ولا يخاف عقباها))، وقد ذكرو أنه قيل له: ما هذا ألا جيد غير أنه ليس عليه طلاوة القرآن.
قال: حتى تصقله الألسن في المحاريب أربعمائة سنة، وعند ذلك انظروا كيف يكون.
وقبل أن نعرض لهذه المعارضات نلمع بشيء من أقوال النّاس في عقيدة أبي العلاء.
قال ياقوت في معجم الأدباء: ((وكان متهما في دينه، يرى رأي البراهمة، لا يؤمن بالرسل، والبعث والنشور، وقد أوردنا من شعره ما يستدل به على سوء معتقده )).
ويقول في موضع آخر: ((والناس في أبي العلاء مختلفون، فمنهم من يقول: إنه كان زنديقاً، وينسبون إليه أشياء مما ذكرناها، ومنهم من يقول: كان زاهداً عابداً متقللا يأخذ نفسه بالرياضه والخشونة والقناعة باليسير، والاعراض عن أعراض
وقال عبد الرحيم العباسي في معاهد التنصيص: ((والنّاس مختلفون في أمره، والأكثرون على إلحاده وإكفاره)).
ومما أورده ياقوت من الشعر قول أبي العلاء:
دين وكفر وأنباء تقال وفر(م) * * * قان يُنصّ وتوراة وانجيل
في كل جيل أباطيل ملفقة * * * فهل تفرد يوما بالهدى جيل
وقوله:
ولا تحسب مقال الرسل حقا * * * ولكن قول زور سطروه(1/2052)
وكان النّاس في عيس رغيد * * * فجاءوا بالمحال(2) فكدروه
وقوله:
وهيهات، البرية في ضلال * * * وقد نظر اللبيب لما اعتراها
تقدم صاحب التوراة موسى * * * وأوقع في الخسار من افتراها
فقال رجاله وحى أتاه * * * وقال الناظرون بل افتراها
وما حجّى إلى أحجار بيت * * * كؤوس الخمر تشرب في ذراها
إذا رجع الحليم إلى حجاه * * * تهاون بالشرائع وإزدراها
إلى غيرذلك مما يدل على استهانته بالنبوات، وإنكاره للحشر، واعتراضه على صنيع الله ـ تعالى علوا كبيرا ـ في الأكوان.
وذكر ياقوت أن القاضي أبايوسف عبدالسلام القزويني حدّث فقال: قال لي المعرى: لم أهج أحدا قط ، فقلت له: صدقت، إلا الأنبياء(عليهم السلام)، فتغير وجهه. "
لاحظ معى زميلى أن من نسب إلى أبى علاء تلك الفرية هو فى الأصل ياقوت فى كتابة " معجم الأدباء " ...
نستكمل تحقيق الشيخ ...
" هذا لا يقوله الناقمون على أبي العلاء، في حين يحدث بعض القضاة المعاصرين لأبي العلاء بقصص تدل ـ كما قالوا ـ على صحة دينه، وقوة يقينه ...
وللعلامة كمال الدين بن العديم رسالة نسمى (رفع التّجرى عن المعرى) ذكر فيها محاسنه، وفضائله، وحفظه الخارق للعادة، وقال فيها: إن سائر ما في ديوانه من الأشعار الموهمة فهي إما مكذوبة عليه أو هي مؤولة، وجعل المعرى من أصحاب الكرامات، وخوارق العادات.
ويؤيد قول ابن العديم ما ذكره ياقوت نفسه من أن المعرى كان يرمى من أهل الحسد له بالتعطيل وتعمل تلامذته وغيرهم على لسانه الأشعار يضمنونها أقاويل الملحدة قصد الهلاكة وإيثارا لاتلاف نفسه))
وبعبر أبوالعلاء عن هذا المعنى:
حاول أهوانىَ قوم فما * * * واجهتهم إلا بأهوان
وقوّلونى بمقالاتهم * * * فغيروا نية إخوانى
لو استطاعوا لو شَوْابى الى الْـ * * * مرّيخ في الشُّهْب وكيوان(1/2053)
لكل هذه الأمور تفرقت آراء النّاس في أبي العلاء فرماه قوم بكفر أصلع وجعله قوم في عداد الأبرار، وقال آخرون إنه شاعر قلق لا يكاد يثبت على رأى.
والذي عندي أن بعض الشعر الذي يدل على سوء الاعتقاد واضح بالنسبة لأبي العلاء وفيه ـ على قدر ما أدرك من طريقة الرجل ـ ملامح علانية، كهذه الأبيات التي قدمتها، والتي مطلعها (وهيهات، البرية في ضلال). فلاشك عندي أن أبا العلاء قال شيئا مما يؤخذ، ولعل ذلك كان أولا، ثم استقر أمره على الاستقامة وعمق الايمان بالله، ويبدو أن الرجل كان غير مكترث، فكان يقول كل ما يخطر له، وكثير من المعاني التي دونها، وعيتْ عليه تعرض لكثير من المفكرين فمنهم من يردها عن نفسه، ومنهم من يستجيب لها فيظهرها، وكان أبوالعلاء من هذا النوع الأخير، لاتكاد تخطر له البادرة حتى تجرى على لسانه، ويتلقفها تلامذته، ويذيعونها، ولم تُسمح من دواوينه ـ وإن كان هو الذي أملاها ـ لأنها ذهبت في أفواه النّاس فيستطيع كل من كانت عنده نسخة من اللزوميات أن يضيف إليها مما في حفظه، وبذلك وصلتنا هذه الأشعار وبهذا الفهم في حال أبي اعلاء يمكن بسهولة تعليل التناقض الذي نراه في آثار أبي العلاء.
أما تأكيدى أن أمر هذا الشاعر انتهى إلى الايمان العميق فالدليل عليه النظر في ثبت كتبه، حيث نجد أن أكثرها في تمجيد الله وتعظيمه، وفي الحكم والمواعظ، وتلك الروع التي يحسها من يقرأ آثاره تلك الروح المؤمنة العميقة الايمان، ولا أشك أيضا في أنه أضيف إليه من حساده بعض ما يؤاخذ عليه ((ولعله كان في زمان مثل زماننا)) أعنى كل من أنكر المنكر فيه يرمونه بسوء الاعتقاد ليغروا به الملوك)) ـ كما يقول بعض من نشروا اللزوميات، وعلق عليه ـ وهذا يؤيد مما نقله ياقوت.(1/2054)
هذا عن اعتقاده، ولكن الذي يعنينا هنا هو ما أضيف إليه من أنه عارض القرآن، وإنما قدمنا هذا لنقول أن لا يبعد أن يكون عارض، ولا يبعد أن يكون اتهم بذلك حسدا، والمرجح في ذلك في النظر في الرواية، ورواية معارضته القرآن تتضمن أمرين، الأول أنه عارض، والثاني أنه عارض بكتاب الفصول والغايات، وأخْذُ هذه الرواية جملة يدلنا على أنها مكذوبة فإذا نفينا أن يكون كتابه المشار إليه قد قصد منه المعارضة انتفى أن يكون عارض.
وأول ذلك أن المعرى ذكر في مقدمة هذا الكتاب أنه ألفه ((في الزهد والعظات)) ، وتمجيدالله سبحانه وتعالى ((وبعيد جدُّ بعيد أن يكون الغرض من الكتاب كله شاهد صدق على هذه النَية عندَ أبي العلاء، ومن هذه الفقرات ((عَلِم ربنا ما علم، أنى ألفت الكلم، آمل رضاه المسِّلم، وأتّقى سخطه المؤلم فهب لي ما أبلغ رضاك من الكلم والمعاني الغِراب )). كما أن ياقوت متحامل على أبي العلاء، ويكفى أنه صاحب هذه العبارة: (قال المؤلف: كان المعرى، حمارا، لا يفقه شيئا). وهذه عبارة لا يقولها إلا أشد المتحاملين، والمتعصبين على الرجل."
أي أن مسأله معارضة المعرى للقرآن هى فرية لا أساس لها من الصحة .... و عن اعتقادة فهو كان كما حقق سليما .. إلا أنة على أقل تقدير ضلّ ثم أنتهى به الأمر إلى الإيمان العميق ... !
و الحقيقة فإن هذا ليس قول الشيخ فقط .. و إنما يقول مصطفى صادق الرافعى أيضا .. ما يرفع ذلك الأمر عن المعرى تماما ..
يقول ...
" ردّ القول بأن أبا العلاء عارض القرآن بدليلين:
الأوّل: أن الرجل ـ يعنى المعرى ـ أبصر بنفسه، وبطبقة الكلام الذي يعارضه، وما نراه إلا أعرف النّاس باضطراب أسلوبه، وإلتواء مذهبه، وأن البلاغة لا تكون مراغمة للغة، وإغتصابا لألفاظها، وتوطينا لغرائبها كما يصنع)).(1/2055)
الثاني: ((على أن المصرى (رحمه الله) ، قد أثبت إعجاز القرآن فيما أنكر من رسالته علي ابن الراوندي فقال: وأجمع ملحد ومهتدى، وناكب عن المحجة ومقتدى، أن هذا الكتاب الذي جاء به محمّد صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وسلم)، كتاب بهر بالأعجاز، ولقى عدوه بالأرجاز، ماحذى على مثال، ولا أشبه غريب الأمثال، ما هو من القصيد الموزون، ولا في الرجز من سهل وحزون، ولا شاكل خطابة العرب، ولا سجع الكهنة ذوى الأرباب.. وأن الآية منه أو بعض الآية لتعترض في أفصح كلم يقدر عليه المخلوقون فتكون فيه كالشهاب المتلألئ في جنح غسق والزهرة البادية في جدوب ذات نسق)).
ولا يعقل أن يكون الرجل قد أسرّ في نفسه غير ما أبدى من هذا القول، ولم يضطره شيء إليه ولا أعجله أمر عن نفسه، ولا كان خلوّ رسالته منه تضيعا ولاضعفا.
قلت: وهذا كلام واضح ومقنع، لو كانت هذه الرسالة إنما جاءت أولا أعنى قبل الزمن الذي روى الرواة أن أبا العلاء عارض فيه القرآن.
وأيا ما كان فلا حجة يمكن أن يعتمد عليها في نسبة هذا الضيع إلى أبي العلاء. "
هذا و الحمد لله رب العالمين ...
---
أبو بيان
05-26-2005, 09:33 PM
جزاك الله خيراً أخي العزيز أبا المها, وقد سعدت بفضيلة التوافق بين ما كتبتُهُ وبين موضوع الأخ الكريم ابن الشجري الذي لم أقرأه قبل الآن, فالحمد لله.
وفي إضافة أخي حسام جزاه الله خيراً خيرٌ كثير.
---
(1/2056)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يأتينا بألفية التوحيد
---
من يأتينا بألفية التوحيد
---
أبوطالب
08-15-2006, 12:45 AM
ذكر محقق كشف الشبهات عبد الله القحطاني نقلاً عن الشيخ الأنصاري
وجود مخطوط للحفظي نظم فيه خمسة كتب في التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب فمن يأتينا به أو بخبره
خاصة أن فيه نظم لكتاب التوحيد و لعله أول نظم له
---
(1/2057)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نشأة علوم القرآن...تلخيص وبيان.
---
نشأة علوم القرآن...تلخيص وبيان.
---
أبو معاذ البلقاوي
12-09-2004, 12:23 AM
الحمد لله وكفى ،وسلاما على عباده الذين اصطفى، وبعد فهذه كلمات موجزة ضمّنتها خلاصة أبحاث حول نشأة علوم القرآن وأوائل المصنفات فيها، سائلا المولى التوفيق والسداد.
أولاً / عهد النبوة:
لقد أنزل الله القرآن على نبيه محمدr بلسان عربي مبين، فكان يقرؤه أصحابه وكانوا يفهمون القرآن بسليقتهم،وإذا استشكل عليهم شيء سألوا رسول اللهr فيبيّنه لهم،وكان يقرئ كلا منهم على الحرف الذي يتيسر له،وكان الصحابة يعرفون ناسخ القرآن ومنسوخه،وشهدوا أسباب النزول ومواضعه، وكانو يكتبون القرآن على مايتيسر من عسب ولخاف وقطع الأكتاف،وكان r يرشد إلى مواضع الآي والسور فجاء مرتب الآي والسور.
ثانيا / عهد الخلافة الراشدة:
ثم جمع أبو بكر القرآن مرتبا في صحف بعد تفرقه في العسب واللخاف.
وفي عهد ذي النورين عثمانt جمع الناس على مصحف واحد مرسوم بدقة متناهية، وحّرق ماسواه درءا للفتنة، فكان هذا باكورة لعلم رسم القرآن وضبطه.
ويروى أن عليّا t كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ، كما أنه أمر أبا الأسود الدؤلي بوضع قواعد النحو صيانة للنطق وضبطا للقرآن، فكانت هذه باكورة علم إعراب القرآن.
ثالثا/ تتمة القرن الأول :
ذكر أن زيادا أمر أبا الأسود الدؤلي فوضع قواعد الشكل ، وهو الذي ابتدأ نقط الحروف،وقيل هو نصر بن عاصم الليثي، وأنه هو الذي خمّسها وعشّرها، وقيل هو يحيى بن معمر، وأكثر العلماء على الأول.
وفي هذا القرن كتب يحيى بن معمر كتابا في القراءة، جمع فيه اختلاف المصاحف المشهورة؛ وقيل إن سعيد بن جبير كتب صحيفة في تفسير القرآن.
رابعا / القرن الثاني الهجري :(1/2058)
بدأ فيه تدوين الحديث والتفسير، وظهرت مؤلفات كالتفسير لمجاهد،والتفسير للضحاك، والتفسير لعكرمة، والتفسير لمحمد بن كعب القرظي،و(عد الآي)و(نزول القرآن)للحسن البصري،و (عواشر القرآن)و(الناسخ والمنسوخ)لقتادة، وتفسير يحيى بن سلاّم...وغيرها، وكان التأليف معتمدا على الرواية والنقل،وربما أدمج التفسير بغيره من الحديث في كتاب واحد كما فعل المحدّثون حين أفردوا أبوابا في علوم القرآن في مصنفاتهم، فهم أول الناس عناية بعلوم القرآن من ناحية التدوين الجمعي.
كما أن كتب المغازي و السّير تضمنت تضاعيفها طائفة صالحة من مباحث علوم القرآن
خامسا / القرن الثالث الهجري :
وفيه اتسعت دائرة التأليف بشكل ملموس ومما ألّف فيه: (الناسخ والمنسوخ)للخفاف،وللأعور؛و(إعراب القرآن) لعبد الملك القرطبي،ولأبي حاتم السجستاني،ولثعلب،و(فهم القرآن) للحارث المحاسبي؛ وغيرهم كثير كعبد الرزاق، وأبي عبيد، وابن المديني، وابن قتيبة.
سادسا / القرن الرابع الهجري :
ويعد قرن ازدهار التأليف والتفنن في جميع العلوم؛ ومما ألّف فيه:
(الحاوي في علوم القرآن) لابن المرزبان،(الاستغناء في علوم القرآن)للأدفوي، (المختزن في علوم القرآن)لأبي الحسن الأشعري،كما ظهر نجم كتب التفسير ودرّته(جامع البيان)لابن جرير الطبري.
وبهذا أوجزنا المراحل التي مرّ بها هذا العلم حتى دوّن بمفهومه الاصطلاحي؛
ثم تتابع التأيف في شتى علوم القرآن جمعا لها أو إفرادا.
فمن المؤلفات التي جمعت جملة من علومه:(فنون الأفنان في عيون علوم القرآن)،و(المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن)كلاهما لابن الجوزي، و(التنبيه على فضل علوم القرآن)لابن حبيب النيسابوري،وصنّف علم الدين السخاوي(جمال القرّاء وكمال الإقراء)، وغيرها كثير كالبرهان للزركشي، والتحبير والإتقان كلاهما للسيوطي.(1/2059)
وفي العصر الحاضر ظهرت كتب نهلت من معين من سبقها ونقّحت وحقّقت وأضافت كـ(مناهل العرفان)للزرقاني،و(مباحث في علوم القرآن)لصبحي الصالح،ومن بعده منّاع القطان.
س / ما أول الكتب المصنفة في علوم القرآن {بالمعنى الاصطلاحي} :
مما سبق يتبين أن مباحث هذا العلم مجتمعة لم تأخذ وضعا مستقلا في أوائل عهود التأليف،وإمنا كانت مفرقة.
وإنه ليس بسهل للناظر أن يجزم بكتاب يعدّ أول مصنف في هذا الباب، وإنما نعرض إلى أهم الأقوال في ذلك:
ذهب الكافيجي ت 879هـ إلى أن كتابه ( التيسير في قواعد علم التفسير) هو أول مادوّن في هذا الباب،واختار السيوطي كتاب( مواقع العلوم من مواقع النجوم) للبلقيني ت824هـ.
وذهب بعض المعاصرين إلى أنه (البرهان) للحوفي، ولكنه كتاب تفسير! وذهب آخرون إلى أنه(الحاوي في علوم القرآن) لابن المرزبان.ويرى الدكتور فاروق حمادة بأن أحرى الكتب أن تكون سابقة هذا الميدان حتى الآن: كتاب (فهم القرآن)للحارث المحاسبي ت 243هـ وهو الذي نصره الدكتور حازم حيدر.
والحاصل أنه من المتعذر الجزم بأسبقية كتاب بعينه في هذا الفن .والله أعلم وله الحمد أولا وآخرا.
---
جمال حسني الشرباتي
01-31-2005, 10:02 PM
أيها البلقاوي
ما تقييمك رحمك الله لكتاب القطان لو سمحت؟
---
(1/2060)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يعد أبابكر وعمر وعثمان وعلي ممن يحفظون
---
هل يعد أبابكر وعمر وعثمان وعلي ممن يحفظون
---
مواكب
01-22-2004, 01:17 PM
لدي سؤال وأود الإجابة عليه
يحفظ القرآن الكريم من الصحابة كثر . وسؤالي هو
هل يعد أبابكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وأرضاهم ممن يحفظون القرآن كاملا أيفدوني مأجورين مع ذكر أهم المراجع في ذلك وجزاكم الله خيرا.
سكرتير التحرير
---
أبو خالد السلمي
01-22-2004, 03:57 PM
الصحيح أن الخلفاء الراشدين كانوا يحفظون القرآن على زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال بهذا أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب القراءات وابن كثير في البداية وابن حجر في الفتح والسيوطي في الإتقان _ رحمهم الله _ وغيرهم ، وأما حديث ( لم يجمع القرآن إلا أربعة ) فالمراد التمثيل وليس الحصر لأن الحديث له روايات مختلفة في كل رواية عد أربعة غير المذكورين في الرواية الأخرى ، وفي بعض الروايات إلا خمسة ، وفي بعضها إلا ستة ، مما يدل على أنهم أكثر من أربعة ، أو يكون المراد لم يجمع القرآن أي يحفظه بجميع قراءاته وأحرفه المنزلة إلا هؤلاء المذكورون ، وهذا لا يمنع من وجود صحابة آخرين كانوا يحفظونه بقراءة واحدة أو أكثر لكن لم يجمعوا قراءاته ، أو يكون المقصود أنه لم يجمعه من الخزرج إلا هؤلاء الأربعة وهذا لا ينفي وجود من جمع القرآن من المهاجرين وهذا الاحتمال الأخير هو الذي رجحه الحافظ ابن حجر رحمه الله .(1/2061)
قال السيوطي في الإتقان : " قال ابن حجر : وقد ظهر لي احتمال آخر وهوأن المراد بإثبات ذلك للخزرج دون الأوس فقط فلا ينفي ذلك عن غير القبيلتين من المهاجرين لأنه قال ذلك في معرض المفاخرة بين الأوس والخزرج كما أخرجه ابن جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال : افتخر الحيان الأوس والخزرج فقال الأوس : منا أربعة : من اهتز له العرش سعد بن معاذ ، ومن عَدَلَت شهادته شهادة رجلين خزيمة بن أبي ثابت ،ومن غسلته الملائكة حنظلة بن أبي عامر ، ومن حمته الدبر عاصم بن أبي ثابت : أي ابن أبي الأفلح ، فقال الخزرج : منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه غيرهم فذكرهم .
قال : والذي يظهر من كثير من الأحاديث أن أبا بكر كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الصحيح أنه بنى مسجداً بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن وهومحمول على ما كان نزل منه إذ ذاك .
قال : وهذا مما لا يرتاب فيه مع شدة حرص أبي بكر على تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وفراغ باله له وهما بمكة وكثرة ملازمة كل منهما للآخر حتى قالت عائشة : إنه صلى الله عليه وسلم كان يأتيهم بكرة وعشياً .
وقد صح حديث يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وقد قدمه صلى الله عليه وسلم في مرضه إماماً للمهاجرين والأنصار فدل على أنه كان أقرأهم اه ـ.
وسبقه إلى نحوذلك ابن كثير ...
وأخرج النسائي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو قال جمعت القرآن فقرأت به كل ليلة فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأه في شهر ..الحديث .
وأخرج ابن أبي داود بسند حسن بن محمد بن كعب القرظي قال : جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار : معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبيّ بن كعب وأبوالدرداء وأبوأيوب الأنصاري .(1/2062)
وأخرج البيهقي في المدخل عن ابن سيرين قال : جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة لا يختلف فيهم : معاذ بن جبل وأبيّ بن كعب وأبوزيد واختلفوا في رجلين من ثلاثة : أبي الدرداء وعثمان وقيل عثمان وتميم الداري .
وأخرج هووابن أبي داود عن الشعبي قال : جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ستة : أبيّ ومعاذ وأبوالدرداء وسعيد بن عبيد وأبوزيد ومجمع بن جارية وقد أخذه إلا سورتين أوثلاثة .
وقد ذكر أبو عبيد في كتاب القراءات : القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة ....... " اهـ(1/2063)
هذا بخصوص إثبات حفظهم للقرآن قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، أما الذين قالوا لم يكملوا حفظه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم يقولون أكملوا حفظه بعد وفاته ، لأنه ثبت أن عمر رضي الله عنه كان يقرأ في صلاة الفجر بحوالي ستة أرباع بسورة يونس وهود ويوسف والنحل وأمثالها ، وأنه كان يقرئ القرآن أيام خلافته ورحل أبو العالية ميمون بن مهران إلى عمر فقرأ عليه ثلاث ختمات ، ذكر ذلك الحافظ الذهبي في السير ، وكذلك كان عثمان وعليّ رضي الله عنهما يقرئان القرآن ، كان عثمان بعد أن يصلي بالناس في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يجلس في مؤخرة المسجد فيجتمع عليه الناس يقرؤون عليه القرآن ، وكيف لا يُقرئ القرآن وهو راوي حديث ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ؟ فقد رواه البخاري عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقرئ الناس في الكوفة ، ولم تمنع أعباء الخلافة الخلفاء الراشدين عن إقراء القرآن ، وقرأ على كل من عثمان وعليّ جمعٌ كبيرٌ ، وممن قرأ عليهما أبو عبد الرحمن السلمي ، ورواية حفص عن عاصم يرجع سندها إليهما حيث إن عاصما قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي عنهما كما سبق ، وثبت أن عثمان قرأ القرآن كله من حفظه في ركعة واحدة أوتر بها في المسجد الحرام حيث إنه بعد أن صلى العشاء قام فأوتر بركعة افتتح فيها بعد الفاتحة بالبقرة ثم بآل عمران واستمر في قراءته فلم يطلع عليه الفجر إلا وقد ختم القرآن ، وقصة ختم عثمان القرآن في ركعة رواها الطبري والطحاوي وغيرهما بأسانيد صحيحة صححها النووي والألباني وغيرهما ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستن بسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، وأن يلحقنا بهم في الصالحين .
---
مواكب
01-24-2004, 08:51 AM
أبو خالد السلمي
شكر الله لك ونفع الله بك وأتم الله عليك وعلينا نعمه ظاهرة وباطنة(1/2064)
وحقيقة نود منكم مأجورين المشاركة معنا في مجلة مواكب الخيرية التي تصدر عن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة
مع إرسال عنوانكم البريدي حتى نستطيع إرسال المجلة بصفة دورية إليكم
العنوان البريدي الالكتروني للمجلة mawakib1@hotmail.com
mawakib1@yahoo.com
وجزاكم الله خير
---
ابن الشجري
01-28-2004, 10:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا اشكر للاخ الكريم الشيخ وليد السلمي جديته في البحث وجرأته في ابداء رأيه المنبعث عن قناعة أوصلها اليه بحثه ودرسه للمسأله ، بصرف النظر عن ماوصل اليه من نتيجة يوافق عليها أو يخالف
وأعترف أنها لم تكن لي جرأة اخي الكريم في ابداء رأيي في هذه المسأله ، لالصعوبتها إنما لحاجتها لبحث شديد وسبر لكلام العلماء رحمهم الله ، وجمع للنصوص المتعلقة بالمسأله ، ثم النظر والترجيح ، وليس هذا بالامر الهين ، خاصة إن كان قد استشكلها أو استشكل بعض وجوهها اعلام وقراء كبار أمثال الذهبي رحمه الله(1/2065)
واذكر ان أول ما وقعت على هذه المساله هو في كتاب مشكل القرآن لابن قتيبه رحمه الله وقد أيد مقولةالشعبي رحمه الله الشهيرة في هذه المسأله ثم راجعت الفتح والنبلاء ومعرفة القراء فلم تطمئن نفسي لشئ مما وقعت اليه خاصة أن اثر ( لم يجمع القرآن الا أربعة... ) لايمكن أن يكون منطلقا لبحث هذه المسأله لا نفيا ولا اثباتا ، إذ لامفهموم له ، وحديث ( يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله... ) كذلك ، إذ مصطلح القراء كان في الصدر الاول ليس خاصا بمن جمع القرآن إنما كان المقصود به عند إطلاقه، العلماء الذين يقرؤون القرآن ويفقهون معانيه، كماذهب الى هذا ابن خلدون في مقدمته رحمه الله وأيد مذهبه بعض المعاصرين من كبار أهل العلم , ولا يكدر عليه اثر ابن مسعود رضي الله عنه ( … وسياتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير قراؤه ) بل يزيده وضوحا فمقصوده رضي الله عنه ، وسياتي على الناس زمان يكثر فيه القراء الذين لافقه لهم ـ وما أكثرهم , والواقع يشهد ولا حول ولا قوة الا بالله ـ .
ثانيا:
كذلك إختلاف كبار العلماء حول هذه المسأله بين مثبت وناف فالشعبي وابن قتيبه وابن حزم وغيرهم يذهبون الى أنه لم يجمعه منهم سوى على رضي الله عنه , والعبض الاخر كالذين ذكرهم اخي وليد ذهبوا الى أن الخلفاء الاربعة رضي الله عنهم كلهم قد جمع القرآن وفريق ثالث مال الى انه لم يجمعه سوى عثمان وعلي رضي الله عنهما وكأن الذهبي يميل اليه من صنيعه في كتابه معرفة القراء الكبار
ثالثا:
قلة النصوص المساعده لكشف هذه المسأله خاصة إذا علمنا أنها ليست من مسائل الدين أو ماتنعقد به إمامه أو تعرف به فضيلة فكلهم صحابة كرام نحبهم ونتولاهم ونترضى عنهم ونعتقد بأن خيرهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر فعمر فعثمان فعلي رضي الله عنهم جميعا، فهي أقرب الى أن تكون من ملح العلم العزيزة وهذا لايعني الانكفاء عن بحثها وتحقيق القول فيها .(1/2066)
سبحان من جعل الخلافة رتبة *** وبنى الامامة أيمابنيان
واستخلف الاصحاب كي لايدعي***من بعد أحمد في النبوة ثان
فمازلت ارى أن المسالة تحتاج الى بحث أوسع وتتبع لكلام العلماء رحمهم الله فمازال في نفسي شئ مما ذكره اخي وليد وفقه الله ـ ولايقال ان المثبت مقدم علىالناف لان معه زيادة علم ، إذ هذه المسألة ليست من مواطن هذه القاعده فهذه مسألة تعتمتد على البحث والنظر، وقد يكون النافي لها معه زيادة علم بها لم تكن مع المثبت ،وجزا الله أبا خالد خيرا أن فتح الباب ومهد الطريق فالعلم رحم بين أهله.
فأرى إن كان لدى أخي الكريم وليد متسع من الوقت لتتبع كلام العلماء رحمهم الله وإعادة النظر في هذه المسالة بشئ من التفصيل والاستدلال البين ، اذ ليس هناك دليل صريح اعتمد عليه من ذكر أنه قال بقوله، إنما هي اجتهادات لمفهومات بعض النصوص التي ربما أفادت نقيض ماذهبوا اليه، خاصة فيما يتعلق بالشيخين رضي الله عنهما .ولولا أنهم أختلفوا رحمهم الله بين مثبت وناف لما تجرأناوتطاولنا على ماسطروا.
وهذه بعض الكتب التي رجعت اليها وقد تفيد اخي الكريم أمين سر ـ سكرتيرـ مجلة مواكب تلبية لطلبه
1ـ مشكل القرآن لابن قتيبه
2ـ الانتصار للباقلاني
3ـ الفصل لابن حزم رحمه الله ، ج4
4ـ المرشد الوجيزلابن ابي شامة
5ـ جمال القراء للسخاوي رحمه الله ج1
6ـ الاتقان للسيوطي رحمه الله ج1
7ـالنبلاء للذهبي في تراجمهم رضي الله عنهم
8ـ معرفة القراء له رحمه الله ، كذلك في ترجمة عثمان وعلي رضي الله عنهما
9ـ فتح الباري لابن حجر رحمه الله
والاهم من هذا كله إن كان للشيخين شيخ الاسلام وابن القيم رحمهما الله كلام حول هذه المسأله ، حبذا لويتحفنا به احد الاخوة .
---
(1/2067)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > النية وما أدراك ما النية
---
النية وما أدراك ما النية
---
البلاغية
11-08-2006, 03:47 PM
~*OôôO*~*OôôO*~بسم الله الرحمن الرحيم ~*OôôO*~*OôôO*~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي
موضوع في غاية الأهمية قد نكون غفلنا عنه وضيعنا على أنفسنا اجور كثييييييييييييييييييرة كثيرة كثيرة
وهو في غاية السهولة
لا يحتاج إلى عمل ولا جهد ولا حتى تحريك اصبع او لسان
أتدرون ما هو
إنها
النية
قد تقولون كلنا ننوي بأعمالنا
صحيح نعم وانا معكم
ولكننا نستطيع أن نجمع في العمل الواحد عدد من النوايا فيحتسب لنا اجر كل نية
وإنما الأعمال بالنيات كما قال رسول الله : (إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكلّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله
ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)
فالإسلام يربط بين العمل والنيّة، فلا يمكن التفكيك بينهما
فيعتبر العمل بلا نيّة لا قيمة له
كما أنّ النيّة الخالية عن أي عمل لا ثمرة لها
مثلا
زيارة الأرحام
عند الزيارة تحتسب أجر صلة الرحم بالإضافة إنك قد تستطيع ان تنوي إدخال السرور في قلب المسلم بالإضافة إلى نشر هذه الشعيرة بين الأهل
وقد يضاف إليها زيارة المريض إذا كان احدهم مريضا وبالإضافة التخفيف عنهم إذا كانوا في إبتلاء وأن الملائكة ستستغفر له
وبانه بكل خطوة سيكت له بها اجر والكثير الكثير من النوايا التي ننسى أن نحتسبها فيفوت علينا الأجر الكثير
و مثلا
الصدقة
بلإضافة إلى نية الصدقة سأدخل السرور في قلب الفقير وأني سأفرج عنه همه
واني سأواسية بهذه الصدقة وبان ربي سيدفع عني البلاء
ومثلا
المدرس(1/2068)
ينوي في كل يومه انه سيذهب لنشر العلم حتى يستغفر له كل من في السماوات والأرض حتى الحيتان وانه بخروجه هذا يكون في سبيل الله فيخلص العمل لله
وأنه سيحاول ان يقرب الطلبة ويعرفهم بخالقهم بأي كلمة أو وسيلة وبأنه سيكون قدوة للطلاب حتى يصلح المجتمع
وبأنه يذهب ليكسب من مال الحلال واليد العليا خير من السفلى وبأنه سيعول أبناءة ويعفهم و و و و كلٌ حسب نيته
في كل عمل نستطيع أن نحتسب اكثر من نية ونجمعها في عمل واحد
فنيّة المؤمن أفضل من عمله وذلك لأنّه ينوي من الخير ما لا يدركه
وهناك الكثير من الناس ينسون إحتساب النية في اعمالهم اليومية كالنوم والطعام والطبخ و و و
مثلا
أحتسب أجر النوم باني سأريح جسمي من اجل ان أقوم بعبادة ربي على أكمل وجه فيكون نومي عبادة
وحتى في الطعام والشراب أأكل حتى يقوني ربي لطاعته
وحتى المرأة التي تطبخ تنسى أن تحتسب أجر وقوفها وتعبها بأنه من أجل أبنائها وزوجها حتى يرضى عنها ربها وتكون هذه اللقمات صدقة منها
حتى الإبتسامة بين الأخوان والضحك والمسامرة كلها نسنتطيع ان نجمع فيها اجر النية
وربي يطلع على نية كل إنسان ويعطية على حسب نيته
بل إننا في النية نستطيع أن نحصل من الأجور ما لانتخيله دون أن نفعل شيئا
مثلا
أن تكون نيتي خالصة أن أجاهد في سبيل الله للدفاع عن إخواني وإن لم أستطع ذلك فقد أحصل على منازل الشهداء ولو مت في فراشي
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تمنى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن كان على فراشه)
وحتى في الإنفاق كما قال الرسول الله في حديثه : عن أربعة نفر ( وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيته فأجرهما سواء)
ولكن لا بد من التقوى والإخلاص في النية(1/2069)
حيث ان كلّما كانت النيّة خالصة لله تعالى خالية عن الأغراض الدنيوية ازدادت قيمة العمل وقرب إلى القبول وصلح للجزاء الأوفى واعطت للإنسا ن الهمة في المزيد من العمل والسعي
و للمعلومية
النية محلها القلب وليست نطقا باللسان ( نويت كذا ) فلم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
بل هي إنبعاث من القلب يفتح به الله قلوب المؤمنين و قد ينسى المرء أحيانا وقد يتذكر أحيانا اخرى
ومن كان الغالب على قلبه أمر الدين تيسر عليه في أكثر الأحوال إحضار النية للخيرات
فلا تنسوا أن تحضروا النيه في جميع أعمالكم
ولاتنسوني من صالح دعواتكم
جزى الله خيرا من أعان على نشرها لتعم الفائدة
---
ام جواد المغربي
11-09-2006, 03:05 AM
جزاك الله خير
وأثابك الجنة
---
البلاغية
11-12-2006, 06:20 PM
وجزاكِ ربي بالمثل
شكرا لمروركِ العطر
---
علال بوربيق
11-12-2006, 07:03 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
أولا : جزاك الله خيرا على هذا التذكير ، قد ذكرني تذكيرك هذا بمقولة كتبها الشيخ الدكتور سليمان الأشقر على الصفحة الأولى من رسالته القيمة " مقاصد المكلفين " ، وهي لأحد سلفنا الصالح ، الكلمة لا تحضرني الآن ولكن معناها
" لو بقيت كذا سنة في المسجد أعلم الناس النية لكفتهم " أرجو ممن يحفظ العبارة أن يكتبها في هذا الموضع .
ثانيا : الأخت الفاضلة ، النية تجمع على " نيات " كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " إنما الأعمال بالنيات ..." أما كلمة النوايا فهو جمع نواي ، وهي الناقة السمينة ، وتطلق على الخيل أيضا
قال الشاعر : ... لا تؤ ب جياده **** إلا غوانم وهي غير نواي
---
البلاغية
11-13-2006, 10:40 PM
شكرا لك أخي على هذا التنبيه والتذكير
وجزاك ربي بالمثل
وفقك ربي لمرضاته
---
(1/2070)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تفسير جميل للشيخ أبي عبد الله مصطفي العدوي
---
تفسير جميل للشيخ أبي عبد الله مصطفي العدوي
---
محمد الحنبلي
07-05-2006, 04:51 PM
هذا شريط للشيخ في جزء قد سمع سورة المنافقون
http://www.c5c6.com/File/1151953645.rar
وارجو التعليق علي الشريط وجزاكم الله كل خير
---
(1/2071)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب: حصر حرف الظاء
---
كتاب: حصر حرف الظاء
---
د.محمد إبراهيم
05-31-2006, 08:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت أن أبين لكم: أنّ كتاب حصر حرف الظاء للخولانيّ ( المنشور في مجلة الحكمة/18) هو من تحقيق: أبي حذيفة الحسينيّ، وليس هو من تحقيقي كما ظنّ بعض الإخوة الفضلاء.
علما أنّ الكتاب كان قد سبق إلى تحقيقه ونشره أستاذنا الفاضل الدكتور حاتم الضامن حفظه الله وأبقاه ذخرا للإسلام والمسلمين.
وكتبه
د. محمّد إبراهيم المشهدانيّ
مدرّس التفسير وعلوم القرآن في كلية الدراسات الإسلامية بدبي
---
خادمة القرآن
06-26-2006, 10:17 PM
هل من الممكن تنزيل هذا الكتاب على النت لتعم الفائدة ، نفع الله بكم ؟
---
(1/2072)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب مصحف
---
طلب مصحف
---
محمد معزوز
11-28-2003, 11:32 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
الرجاء إفادتي بالموقع (الرابط) الذي يوجد فيه القرءان برواية ورش..ورش..ورش على ملف وورد
أو كصور وجزاكم الله خيرا
---
خادمة القرآن
04-14-2007, 03:22 AM
الأخ محمد : المصحف الذي تريده موجود في موقع الشبكة الإسلامية ولكنه ليس على ملف وورد .
فهاك الرابط :
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=rewayat&rewaya=2
---
(1/2073)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لمن يتكرم بالترجمة مشكوراً ....
---
لمن يتكرم بالترجمة مشكوراً ....
---
أحمد الطعان
03-16-2007, 02:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو من الإخوة الأفاضل ممن يحسن الترجمة أن يتكرم متفضلاً بترجمة هذا النص إلى اللغة الإنكليزية وأجره وثوابه عند الله .
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص البحث
العلاقة بين العلمانية والغنوصية
يتناول هذا البحث الأسس المعرفية لإشكالية رائجة اليوم في الخطاب العلماني المعاصر وهي اللعب بالنصوص والعبث بالمغزى من الخطاب عبر محاولة تعتيم الضياء وتغييم الصفاء ، إنها إشكالية يسمونها زوراً التأويل، وما هي منه بشيء .
وقد تمثلت هذه الأسس في محاولة محمومة لاسترجاع التراث الغنوصي والباطني الذي يُلغي نصوص الوحي ويُحل محلها أهواءَه وأغراضَه مُدعياً أنها الجوهر المراد ، والهدف المنشود،وما ألفاظ النص بالنسبة لما يزعمه إلا بمثابة الجسد بإزاء الروح . فأراد البحث أن يكشف عن هذه الصلة الوثيقة بين الخطاب العلماني وأجداده الغنوصيين ، وقد تجلت هذه الصلة في ثلاثة أنواع :
1 - التواصل التنظيري الفلسفي .
2 – والتواصل العملي التطبيقي .
3 – والتواصل الشعوري التضامني .
وقد لفت البحثُ النظرَ في كل جانب من هذه الجوانب إلى أوجه التعانق بين الخطابين العلماني والغنوصي بأمثلة متناظرة مقتبسة من كلا الجانبين .
ثم عقد الباحث مبحثاً ثانياً تحدث فيه عن الإشكاليات الناجمة عن هذا المنهج الغرضي الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون تفسيراً للنصوص،أو طريقة في قراءتها، هو يجر إلى كوارث على مستوى النظر والعمل . ولو أتيح لكل قارئ أن يقرأ النصوص بهذه الطريقة إذن لما بقي نص له معنى،ولأمكن لكل مجرم أن يُحوِّل النصوص القانونية التي تدينه وتجرمه إلى نصوص براءة بل تقريظ .(1/2074)
وإذا كان ذلك كذلك في النصوص البشرية فكيف بالنصوص الإلهية التي أنزلها الخالق عز وجل لمقاصد سامية فيها الاعتقاد الجليل والموعظة البليغة والتشريع النبيل ؟
إن القرآن الكريم من مزاياه أن الله عز وجل أرفقه بالبيان العملي الشافي ، الذي يحفظه دائماً من عبث العابثين وتخريص المغرضين { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } سورة النحل آية 44 .
---
أحمد الطعان
03-17-2007, 07:39 PM
ألا هل من مجيب ؟
---
مروان الظفيري
03-17-2007, 07:55 PM
أخي الكريم الفاضل الدكتور أحمد الطعان
عليك بهذا الرابط ؛ لعلك تجد فيه بغيتك :
http://www.arabswata.org/forums/index.php
---
د. هشام عزمي
03-24-2007, 03:18 PM
هذا النص من الصعب جدًا ترجمته للهواة أمثالي !
أرجو أن يتقدم أحد المتخصصين لترجمة المقال .
---
أحمد الطعان
03-25-2007, 11:34 PM
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
لقد تم الأمر ولله الحمد على يد الأخ الكريم سيف الكلمة في منتدى التوحيد
أكرمكم الله
---
(1/2075)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل تذكر أسماء السور كما هي على سبيل الحكاية أم تتغير بحسب الموقع الإعرابي
---
هل تذكر أسماء السور كما هي على سبيل الحكاية أم تتغير بحسب الموقع الإعرابي
---
أبو صفوت
08-25-2003, 04:37 PM
هل تذكر أسماء السور كما هي على سبيل الحكاية أم تتغير بحسب الموقع الإعرابي
يعني مثلا هل نقول كان رسول الله يقرأ بسورة الجمعة والمنافقين أم والمنافقون ؟ وهكذا فيما شابهها
---
محمد رشيد
08-25-2003, 06:12 PM
أرى ـ و الله تعالى أعلم ـ أن الأمر غير مقيد بأحد الطرفين ، بل إما أن يكون حسب محله من الإعراب ، أو يكون حسب النطق بها في الخارج ، و هنا نقدر الإعراب الأصلي للكلمة ، و نقول قد منع من ظهوره الحكاية ... أي أنك تحكي السورة التي تريد ، و لا تقصد سردها في الجملة ، فتقع في موقعها من الإعراب ـ و الله أعلم ـ
---
عبدالرحمن السديس
08-25-2003, 11:35 PM
إليك أخي الكريم هذه النقول المتنوعة ففيها إجابة:
قال البخاري في صحيحه :باب تفسير سورة المؤمنين .صحيح البخاري ج:4 ص:1769
وفي صحيح مسلم : عن عبد الله بن السائب قال صلى لنا النبي الصبح بمكة فاستفتح سورة المؤمنين حتى جاء ذكر موسى وهارون ...صحيح مسلم ج:1 ص:336
عن بن عباس قال ما ابتلي أحد بهذا الدين فقام به كله غير إبراهيم ... وعشرا في سورة المؤمنين ..تفسير الطبري ج:1 ص:524
وقال الحاكم : عن يزيد بن بابنوس قال قلنا لعائشة رضي الله عنها يا أم المؤمنين كيف كان خلق رسول الله قالت كان خلق رسول الله القرآن ثم قالت تقرأ سورة المؤمنين ..المستدرك على الصحيحين ج:2 ص:426(1/2076)
وقال أيضا: عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال كنت عند النبي فجاء أعرابي فقال يا نبي الله إن لي أخا وبه وجع قال وما وجعه قال به لمم قال فأتني به فأتاه به فوضعه بين يديه فعوذه النبي بفاتحة الكتاب وأربع آيات من آخر سورة البقرة وهاتين الآيتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم البقرة وآية الكرسي وآية من آل عمران شهد الله أنه لا إله إلا هو وآية من الأعراف إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض وآخر سورة المؤمنين فتعالى الله الملك الحق..
وفي مستخرج أبي عوانة ...قال أبو عوانة :...وقد وصف الله صفة المؤمنين في اول سورة الانفال وفي سورة المؤمنين ..مسند أبي عوانة ج:1 ص:48
وقال الترمذي:وقد روي عن النبي أنه قرأ في العشاء الآخرة بالتين والزيتون وروي عن عثمان بن عفان أنه كان يقرأ في العشاء بسور من أوساط المفصل نحو سورة المنافقين وأشباهها ..سنن الترمذي ج:2 ص:114
وقال ابن خزيمة :باب إباحة قراءة غير سورة المنافقين في الركعة الثانية من صلاة الجمعة ..صحيح ابن خزيمة ج:3 ص:171
وقال الشافعي : وإن بدأ الإمام يوم الجمعة فقرأ بسورة المنافقين في الركعة الأولى قبل أم القرآن عاد فقرأ أم القرآن قبل أن يركع أجزأه أن يركع بها ولا يعيد سورة المنافقين ..الأم ج:1 ص:205
وهناك نقول كثيرة غيرها ولعل في هذا كفاية..
والله أعلم.
---
أحمد البريدي
09-02-2003, 04:00 AM
جواب سؤالك تجده في مبحث إعراب أسماء السور ص 167 من كتاب التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن لمؤلفه طاهر الجزائري حيث استوعب إعراب كل أسماء السور وفصل فيها في 15 صفحة .
---
(1/2077)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدّم غيرهم
---
لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدّم غيرهم
---
الجندى
01-17-2006, 08:46 AM
لماذا تأخر المسلمون ؟ ولماذا تقدّم غيرهم ؟.
تأليف : الأمير / شكيب أرسلان
مراجعة الشيخ : حسن تميم
منشورات دار مكتبة الحياة ، بيروت _ لبنان .
حجم الملف : 7.33 ميجا
للتحميل :
http://www.b66h.com/pashakeeb.zip
شكر خاص للأخ اويس الشمري على نشره هذا الكتاب لأول مرة على شبكة الأنترنت
---
سعودالعكوز
01-25-2006, 07:09 PM
.. جزيت خيراً ..
الظاهر حجمه كبير
---
(1/2078)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب الإكليل لاستنباط التنزيل مخطوط أم مطبوع وأين أجده على أي الحالين ؟
---
كتاب الإكليل لاستنباط التنزيل مخطوط أم مطبوع وأين أجده على أي الحالين ؟
---
أبو صفوت
09-05-2003, 10:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الكرام : أرجو الإفادة حول كتاب الإكليل لاستنباط التنزيل مخطوط أم مطبوع وأين أجده على أي الحالين ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-05-2003, 04:15 PM
كتا ب : الإكليل في استنباط التنزيل
للإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله.
طبع هذا الكتاب طبعات منها :
- طبعة في مجلد واحد بتحقيق سيف الدين الكاتب ، وطبعته دار الكتب العلمية في بيروت.
- طبعة محققة بتحقيق الدكتور عامر بن علي العرابي وتقع هذه الطبعة في ثلاثة مجلدات. وقد طبعته دار الأندلس الخضراء بجدة عام 1422هـ .
وموضوع كتاب الإكليل هو بيان الأحكام والمعاني المستنبطة من النص القرآني الكريم. والسيوطي رحمه الله وضعه ليجمع فيه كل ما استنبط منه ، أو استدل به عليه من الأحكام الفقهية ، أو العقدية ، أو الأصولية أو غيرها.
---
أبو صفوت
09-06-2003, 02:19 AM
جزاك الله خيرا لكن بقي لي سؤال وهوهل تمت مناقشة الكتاب كرسالة جامعية أم أن تحقيق د/ عامر يغني عن ذلك ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-06-2003, 08:51 AM
هذا التحقيق كان رسالة دكتوراه في جامعة أم القرى. وقد طبع ضمن سلسلة الرسائل الجامعية التي تصدرها دار الأندلس الخضراء تحت الرقم (22).
---
أبومجاهدالعبيدي
06-18-2004, 12:00 AM
وهذا تعريف بالكتاب المحقق من موقع تمرات المطابع
الإكليل في استنباط التنزيل
تأليف :
جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي ( ت 911 هـ )
تحقيق :
عامر بن علي العرابي
النسخ المعتمدة في التحقيق :(1/2079)
النسخة الأولى : مصورة عن النسخة المحفوظة بالاسكريال تحت رقم (1364) والمحفوظة بمكتبة مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى تحت رقم (162/علوم قرآن) نسخت سنة (959هـ) . النسخة الثانية : مصورة عن النسخة الموجودة بالمكتبة الأزهرية والمحفوظة بمكتبة مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى تحت رقم (28/التفسير وعلوم القرآن) . النسخة الثالثة : مصورة عن النسخة الموجودة بمكتبة دار العلوم لندوة العلماء بلكناو والمحفوظة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تحت رقم (7/تفسير وعلوم القرآن) . النسخة الرابعة : المطبوعة سنة (1373هـ) بمطابع دار الكتاب العربي بمصر بمراجعة وتصحيح أبي الفضل عبدالله محمد الصديق الغماري .
الناشر : دار الأندلس الخضراء : جدة - السعودية
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 2002
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء : 3
اسم السلسلة : سلسلة الرسائل الجامعية
الرقم في السلسلة :22
عدد الصفحات : 1407
مقاس الكتاب : 17 × 24 سم
التصنيف : / علوم القرآن / تفسير / تفاسير
أصل الكتاب: رسالة دكتوراه
نبذة عن الكتاب :
هذا كتاب بديع في تأليفه، خطه يراع الإمام السيوطي –رحمه الله-، أراد بوضعه جمع كل ما استنبط من القرآن . أو استدل به من الأحكام: الفقهية ، أو العقدية ، أو الأصولية ، وغيرها من أنواع العلوم .
دعاه إلى تأليفه ما رآه في كتب أحكام القرآن من ملئها بالحشو ، والتطويل ، والاستطراد إلى أقوال المخالفين ، مع ما فاتها من الاستنباطات العلية ، فأراد أن يجعل هذا الكتاب مهذباً محرراً ، مورداً فيه كل ما استنبط ، أو استدل به عليه ، وبخاصة أصول تلك العلوم ، وأيضاً مما دعاه إلى تأليفه وجمعه أنه أراد أن يبين نوعاً من أنواع إعجاز القرآن, وهو كونه شاملاً على كل شيء من أنواع العلوم مصداقاً لقوله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء) .(1/2080)
وكان مجمل طريقته في عرض استنباطاته هي أنه يأتي بالآية المراد الاستدلال بها على مسألة أو المراد الاستنباط منها فيذكرها ثم يذكر ما يستنبط منها من أنواع العلوم ، وإن احتاج الأمر لتفسير الآية أو ذكر بعض أقوال الصحابة فيها, أو سبب نزولها يذكره وربما ذكر وجه الاستنباط إن كان خفياً ، (على تباين في منهجه بحسب الحاجة على ما سنذكره في دراسة الكتاب آخر المقال ).وقد جاءت الآيات والسور بحسب ترتيب ورودها في المصحف .
وكانت استنباطاته متنوعة ، وغالبها في الفقه، لكن لم يخل الكتاب من استنباطات في علوم أخرى كالعقيدة، وأصول الفقه، والقواعد الفقهية، والطب ، والهئية ، والجدل والمناظرة ، وغيرها من أنواع العلوم ، فهو كتاب ماتع حقاً .
وقد قام المحقق بجهد مشكور في تحقيق نص الكتاب والتعليق عليه وعمل دراسة إضافية في مقدمة الكتاب عن المؤلف والكتاب ومنهجه فيه ، وغير ذلك من مستلزمات التحقيق العلمي .
قراءة علمية:
هذه دراسة موجزة عن الكتاب في ذكر منهجه في التأليف مع ذكر بعض الملاحظات ، واستفدنا في عمل الدراسة من مقدمة المحقق وفقه الله إضافة إلى فوائد زوائد تجدها في موضعها
الباعث على تأليف الكتاب :
أراد المؤلف أن يبين أن القرآن قد اشتمل على كل شئ مصداقاً لقوله تعالى "ما فرطنا في الكتاب من شيء" ، ولاشك أن هذا المقصد وإن كان شريفاً إلا انه محل خلاف بين أهل العلم ، فالمانع يرى أن القرآن أنزل بقصد الهداية ومن ثم ، فلا يلزم أن يكون فيه البيان لكل شئ إلا مما يُحتاج إليه في الهداية وبيان الحق ، أما ما سوى ذلك من أمور وعلوم دنيوية فليس القرآن محلا لها ، وما ورد فيها من ذلك فإنما أورده القرآن لغرض ديني فقط ، والمتوسع في الموضوع أدخل – كما ترى في الإكليل بشكل عام ومقدمة السيوطي بشكل خاص– علوم الدنيا على اختلافها ، كالطب والهندسة والهيئة الخياطة ونحوها ، فلا نستغرب عندها أن نرى مثل هذه العلوم في الإكليل .(1/2081)
طريقته في التأليف : ونجملها في النقاط التالية :
1- تعرض المؤلف لجميع سور القرآن عدا خمس سور .
2- كان يختار من كل سورة آيات معينة فيذكر ما قيل فيها ، أو بعض ما قيل فيها من : استنباط أو تفسير أو استدلال أو نكتة طريفة أو فائدة لطيفة .
3- تنوعت طريقته في الآيات المدروسة :
فتارة يذكرها كاملة ، وتارة يذكر محل الشاهد ، وتارة يذكر أول الآية فقط معقبا بقوله: الآية ، وغير ذلك .
4- وأيضاً تنوعت طريقته في عرض المسائل :
فمرة يقدم تفسير الآية على الاستدلال بها فيقول فسرها ابن عباس بكذا ففيه كذا ، ومرة يقدم الاستدلال على التفسير .
أسلوب المؤلف :
1- الإحالة على الكتب وإن لم يكن ضرورة للنقل منها.
2- عدم إيراده لبعض الأحاديث لافي النص ولافي المعنى والاكتفاء بالإشارة إلى موضوعه .
3- عدم الاستطراد في قول المخالف إلا قليلاً .
4- حذف أسانيد الأحاديث والآثار إلا نادراً .
5- الرد في بعض الأحيان على القول المخالف أو تبيين أن هذا الاستدلال والاستنباط يرد به على قول في المسألة غير صحيح .
6- إذا وردت الآية أو بعضها في أكثر من سورة فنجده تارة يحيل وتارة يشير إلى تقدم الكلام وأحياناً يعيد الكلام ولا يشير إلى تقدمه .
مصادره :
تنوعت مصادر السيوطي رحمه الله وذلك تبعاً لما يتطلبه هذا البحث من تنوع ,و ما هو معروف من موسوعة السيوطي ,فكانت المصادر أنواعا (ولن نشير هنا إلا لغير المطبوع أو المفقود) .
أ - كتب التفسير : ومن أبرز التفاسير التي رجع إليها التفاسير المفقودة وهي تفسير الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر، وأبي الشيخ ، وابن مردويه ، وابن برّ جان ، والمرسي ، والطيبي .
ب - كتب أحكام القرآن :(1/2082)
وهي من أهم مصادره وقد أفادنا السيوطي إلى أهمية بعضها كأحكام القرآن لابن الفرس المالكي (599هـ) فقد نقل عنه السيوطي نقولا مفيدة كثيرة ,(ذكر المحقق أنه قد حقق منه بعض الأجزاء في ليبيا ومصر وشرع الدكتور حسن الوراكالي في تحقيقه كاملاً) وأيضاً أحكام القرآن لإسماعيل القاضي، ولبكر بن العلاء .
ج – كتب علوم القرآن
كالناسخ والمنسوخ لأبي داود والناسخ والمنسوخ للمؤلف.
د- كتب الحديث والآثار
وقد رجع إلى أمات المصادر في ذلك .
هـ- كتب العقيدة .
و- كتب الفقه
وما رجع إليه من كتب الفقه الشافعي بحكم مذهبه .
ز- كتب أصول الفقه .
ح- السيرة والتاريخ والتراجم
ط- كتب الزهد والرقائق .
وقد عرف المحقق – جزاه الله خيرا – بمصادر المؤلف هذه في مقدمته الدراسية .
طريقته في النقل من المصادر
1- النقل بالنص .
2- النقل بتصرف لا أثر له في المعنى .
النقل بتصرف يؤدي معنى الأصل مع بعض الغموض أحياناً (انظر مقدمه التحقيق ص194)
طريقته في عزو الأقوال إلى قائليها :
1- تارة يسمي القائلين ، وتارة يقتصر على أهم القائلين ,.
وتارة يبهم القائل
,وقد يقربه كأن يقول استدل به بعض المالكية وقد يبهمه إبهاماً كاملاًمثل قيل كذا .
3- وربما وهم في عزو النسبة إلى القائل وهذا قليل .
طريقته في إيراد الآثار :
1- منه مابين مخرجه دون إبراز سنده ولا الحكم عليه وهذا الأغلب .
2- ومنه ما أرسله ، فلم يبين مخرجه ولا سنده ولا حكمه وهذا قليل .
3- ومنه مابين مخرجه وأبرز سنده دون الحكم عليه وهذا أقل من السابق .
4- ومنه مابين حكمه من الصحة ، والحسن ، والضعف ، ونحو ذلك .
طريقته في عرض الأقوال :
1- ذكره معظم الأقوال المعتبرة .
2- ذكره لبعض الأقوال فقط .
3- وقد يقتصر على قول واحد .
4- قد يجمع بين الأقوال المعتبرة وغيرها .
5- قد يقتصر على القول الضعيف والمنكر .
طريقته في ذكر وجه الاستدلال لاستنباطه :
1- قسم لم يذكر فيه وجه الاستدلال لظهوره .(1/2083)
2- قسم بين فيه وجه الاستدلال لخفائه .
3- ماخفي فيه وجه الاستدلال ولم يبينه وقد بين المحقق جزءا منه .
طريقته في بيان التفسير المبني على الاستنباط :
من عادة السيوطي رحمه الله في بعض الأحيان أنه يبني استنباطه على قول في تفسير الآية ، وقد تتبع المحقق مواضع الاستنباط التي يتوقف فهمه على التفسير, فوجد السيوطي يسلك في ذلك طريقتين :
1- ذكر التفسير الذي يبنى عليه الاستنباط .
2- عدم ذكره للتفسير مع أنه أحد الوجوه في تفسير الآية المستنبط منها .
موقف المؤلف من قول المخالف :
1- عدم الإشارة إليه أصلاً .
2- الإشارة إلى قول المخالف دون تسميته أو ذكر توجيهه للآية أو دليله .
3- تسمية المخالف دون ذكر لدليله أو توجيهه للآية .
4- ذكر قول المخالف ودليله أو توجيهه للآية .
5- وأحياناً يستطرد في بيان الدليل، أو رد أحد الفقيهين أو كليهما على الآخر .
طريقته في التنبيه على الأقوال الضعيفة :
1- أحياناً ينبه على القول الضعيف بصريح العبارة ,
و أحياناً ينبه على القول الضعيف بطريق الإشارة المتضمنة للتضعيف .
3- إرسال القول دون تنبيه .
طريقته في بيان الراجح من المرجوح :
1- التصريح بالترجيح .
2- الترجيح بالإشارة .
3- وهناك أقوال كثيرة يرسلها دون بيان الراجح فيها .
استنباطاته :
1- ما يورده بصيغة الجزم
وهي إما استنباطات من عند نفسه , أو نقلاً عن غيره مصرحاً بها ,أو غير مصرح .
2- ما يورده بصيغة الاحتمال
كقوله :وقد يستدل بكذا
شروط المؤلف ومدى التزامه بها :(1/2084)
ذكر المؤلف رحمه الله في مقدمة كتابه:" أنه عزم على وضع كتاب مهذب المقاصد ، محرر المسالك ، يورد فيه كل ما استنبط من القرآن أو استدل به عليه في مسألة فقهية ، أو أصلية أو اعتقادية .... مقروناً بتفسير الآية حيث توقف فهم الاستنباط عليه ، معزواً إلى قائله من الصحابة والتابعين ، مخرجاً من كتاب ناقله من الأئمة المعتبرين......." ونجد أن المؤلف قد وفى ببعض الشروط ولم يوف ببعضها الآخر وهي كالتالي :-
أولاً : شروط وفى بها ، وهي :
1- بيان تفسير الآية .
2- عزو هذا التفسير الى قائله .
3- تخريج هذا التفسير من كتاب ناقله .
ثانياً : شروط لم يوف بها ، وهي :
1- تجنب الأقوال الواهية أو التنبيه عليها .
2- الترجيح بين الأقوال المتعارضة
3- الاستيعاب
ذكر المؤلف أنه سيورد كل ما استنبط من القرآن أو استدل به عليه من مسألة فقهية أو أصلية أو اعتقادية ...
فإن كان مقصوده أصول الأدلة ,وأن هذه الآية أصل في باب كذا أو في علم كذا فقد وفّى بهذا الشرط ، وإن كان يقصد الاستيعاب لكل ما يستدل به من آيات سواء بظاهر الآية أو عن طريق الاستنباط فهذا متعذر جداً في الكتب المطولة ,فكيف بمثل هذا الكتاب الصغير ,ولعل مقصد الإمام السيوطي الأمر الأول .
4- الحكم على الأحاديث والآثار :
هو من أهم مستلزمات تحرير المسالك
مشروعات علمية تستخرج من الكتاب :
قد عمل المحقق وفقه الله بعض الخدمات العلمية التي كان الكتاب بحاجة إليها ، كمقابلته على نسخ خطية ، وتخريج أحاديثه ، وتوثيق غالب نقوله ، ولكن الكتاب يمكن أن يكون منطلقاً لبعض المشروعات العلمية التطبيقية ، ولعل الله ييسر من يقوم بها قريباً مثل : -
1- بيان وجه استنباط السيوطي للفوائد على وجه الاستيعاب ، مما يعين على تنمية ملكة الاستنباط ومعرفة طريقة العلماء في استخراج الأحكام من النصوص ، وذلك في الفوائد التي أطلقها الإمام السيوطي ولم يذكر وجهها ، وإن كان المحقق ذكر شيئاً قليلاً منها .(1/2085)
2- استخراج قواعد التفسير والاستنباط التي مشى عليها الإمام السيوطي في كتابه ، فالكتاب مليء بمثل هذه القواعد من خلال الأمثلة التي يسوقها .
3- فهرسة الفوائد المستنبطة على حسب العلوم في آخر الكتاب ؛ لأن السيوطي نثرها حسب سياق الآيات .
4- جمع المسائل التي رد فيها الإمام السيوطي على بعض الفرق الضالة ,أو ذكر أن هذه الآية رد على أصحاب المذهب الفقهي الفلاني .
5- جمع المسائل والآيات التي هي أصول في أبواب معينة ، فقد أولى هذه المسائل عناية خاصة ، فتجده يقول في قوله "وإذا ناديتم إلى الصلاة" هذه أصل في الأذان والإقامة وفي قوله "وإن يكاد الذين كفروا" هي أصل في أن العين حق .....وهكذا .
6- التذييل على السيوطي بذكر الأحكام التي فاتته ، وقد أشار المحقق إلى ذلك ,وضرب أمثلة مهمة على مثل هذه الأحكام الفائتة ، ولعله ينطلق من هذه الأمثلة إلى مشروع كامل في التذييل على المؤلف .
التقويم :
يتميز الكتاب بعدة ميزات :
1- اشتماله على علوم شتى وقواعد عدة وفوائد جمة .
2- اهتمامه بالاستنباط والاستدلال أكثر من التفسير .
3- الإيجار والاختصار والتهذيب وترك بعض الحشو الموجود في كتب التفسير .
4- تناوله لأحد وجوه إعجاز القرآن بالتفصيل وهو : أن القرآن يحتوي على كل شيء من أصول العلوم والمعارف .
5- أنه الكتاب الوحيد المفرد في هذا الباب .
6- تضمنه لنصوص مهمة من كتب مفقودة .
الملاحظات :
لا شك أن هذه الطبعة للكتاب تبقى لها الصدارة بين طبعات الكتاب من ناحية ضبط النسخ والتعليق عليها ، وهذه جملة من الملاحظات نذكرها لكي تكمل محاسن هذا الكتاب بمراعاتها :(1/2086)
1- عدم خدمة الكتاب بالفهارس العلمية التي تقرب فوائده للقارئ ، كفهرس المسائل والقواعد ونحوها ، وقد ذكر المحقق في مقدمة الكتاب أنه الحق بالرسالة جملة من الفهارس ، واقتصر عند الطباعة على فهرس المراجع والموضوعات ، فلو أنه حذف الفهارس التقليدية التي هي أقل أهمية من غيرها لكان حسناً أما مثل الفهارس العلمية التي تقرب فوائد الكتاب فلا ، بل الكتاب بأمس الحاجة لها
2- التطويل في التعليق على الكتاب ، حتى كاد أن يكون التحقيق شرحا أو حاشية ، خاصة أن بعض هذه التعليقات كان الكتاب في غنى عنها مثل :
أ - شرح بعض المفردات اللغوية والتي ربما ذكرها المؤلف عرضاً ، وقد يصل شرح الغريب إلى نصف أو ربع صفحة .
ب - في التعليق على مواقع وجمل ذكرها المؤلف عرضاً
- مثل تعليقاته على ما ذكره السيوطي من أن القرآن فيه كل شيئ كالكلام على بدء الخلق ص253 فيأتي المحقق ليتحدث عن بدء الخلق في نصف صفحة ، وعند ذكر المؤلف لإدريس عليه السلام يعلق المحقق في نصف صفحة وعندما ذكر المؤلف قوم عاد تكلم المحقق عليهم في صفحتين !
ج- إثقال هوامش الكتاب بإثبات الفروق بين النسخ (وهي من الفروق غير المهمة)على أن مدارس التحقيق تختلف هنا ، وللمحقق عذره إذا التزم بالمدرسة التي ترى إثبات جميع فروق النسخ .
ومن أمثلة هذه الفروق :
- أن تكون الزيادة في حرف لا يخل بالمعنى .
انظر : ص449 هامش (2) ، ص1183 هامش(1) ، ص684هامش (3)
- أو إثبات فروق غير مهمة
انظر : ص350 هامش (9) ، ص356 هامش (7) فيها ذكر لتقديم كلمة على كلمة مما لا يخل بالمعنى ، ص319 هامش (7)
- أو إثبات خطأ واضح من النساخ .
د- في تخريج أحاديث الكتاب وآثاره .
3- فاته التوثيق لبعض النقول من كتب قد وثق منها :
انظر مثال / ص444 في نقل عن ابن الفرس ، ص422 نقل عن النووي وغير ذلك ، ولم يذكر أنه لم يجد النقل في هذا المصدر كما هي عادته إن لم يجده.(1/2087)
4- اعتمد المحقق في طريقة التحقيق وإثبات النسخ كما يظهر من كلامه عند وصف النسخ الخطية ص229 ، طريقة اختيار أصل ومن ثم ذكر الخلاف بينه وبين النسخ التي عداه في الهامش .
ولكن من ينظر في صنيع المحقق يرى كأنه سلك طريقة النص المختار ؛ فإنه كثيراً ما يثبت الأصل في الهامش ويثبت من النسخ الأخرى في المتن ويقول في الهامش :" في الأصل كذا والمثبت من النسخة كذا" ، مع أن ما بالأصل ليس بخطأ ظاهر ، بل لمجرد زيادة حرف أو نحوه ، انظر مثلاً : ص350 هامش (16) ، ص356 هامش (8) ، ص752 هامش (2) ومن ذلك ورود عبارة في الأصل هكذا "قوله (عن يد)" فجعلها في الهامش ، ووضع نسخة بها العبارة هكذا "قوله تعالى (عن يد)"
فلو أن المحقق وفقه الله أثبت الأصل وأضاف إليه ما في النسخ الأخرى بين قوسين خاصة الفروق المهمة منها لكان أولى لكي يلتزم بمنهجه .
---
(1/2088)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الغسل والوضوء
---
سؤال عن الغسل والوضوء
---
عبد الله عبد الفتاح
07-25-2003, 08:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول الله ، اللهم صلى وسلم وبارك عليه ، وعلى آله ، وعلى صحبه ، وعلى التابعين ، وعلى تابعى التابعين بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ، ، ،
ولن أطيل. . .
- هل يتعين الوضوء بعد الاغتسال ؟
- أثناء تجفيف المرء لنفسه من الماء - إثر الوضوء أو الغسل - إذا لمس عن طريق الخطأ وليس عن طريق العمد جزءا من فرجه هل يتوجب عليه إعادة الوضوء ؟
وشكرا ، ، ،
وأثاب الله الجميع .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-25-2003, 02:29 PM
بسم الله
الملتقى متخصص في الدراسات القرآنية ، فنرجو مراعاة ذلك
والملتقيات المتخصصة في الفقه موجودة ولله الحمد ومنها :
http://members.lycos.co.uk/asassos/vb/index.php
---
عبدالله بن بلقاسم
07-25-2003, 10:20 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد:
فأعتذر لفضيلة الشيخ محمد ، ووجه نظره له وجهها القوي ( وفيها مناقشة )
غير أني أرجو أن يسمح لي بإجابة الأخ الكريم ربما لحاجته إلى ذلك،
فأقول:
إ1- اذا نوى الطهارة الكبرى أجزأه عن نية الطهارة الصغرى وهومذهب الشافعية والمالكية ورواية في مذهب أحمد
واختاره شيخ الإسلام ا بن تيمية رحمه الله والشيخ العثيمين
2 القول الثاني : يجزئ ولو لم ينو أحدهما واختاره الحنفية
3-القول الثالث: لا تتداخل الطهارتان إلا بنية فعليه إما أن يتوضأ قبل الغسل أو ينوي بغسله الطهارة من الحدثين
وهو المذهب المشهور عند الحنابلة ووجه عند الشافعية(1/2089)
4-يجب الوضوء إما قبل الغسل أو بعده ولا تتداخل النيتان وهو رواية عند الحنابلة، ووجه عند الشافعية
والأظهر والله أعلم القول الأول لدلالة الكتاب
حيث قال تعالى:
( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلا الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا ) فأمر بمطلق الطهارة
--------
لما روى أبو داود وصححه الألباني : حدثنا زهير بن حرب وابن السرح ، قالا: ثنا سفيان بن عيينة ، عن أيوب بن موسى ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، عن أم سلمة قالت:
إن امرأة من المسلمين وقال زهير إنها قالت: يا رسول الله؛ إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأنقضه للجنابة ؟ قال: "" إنما يكفيك أن تحفني عليه ثلاثا "" وقال زهير: "" تحثي عليه ثلاث حثيات من ماء ثم تفيضي على سائر جسدك فإذا أنت قد طهرت "
--------
---
خالد الباتلي
07-26-2003, 04:54 PM
الحمد لله وبعد
إجابة السؤال الأول /
لايتعين الوضوء بعد الغسل المشروع – كغسل الجنابة مثلا – بل ولايسن ، والسنة أن يتوضأ قبل الغسل كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم .
أما تعين الوضوء ففي ثلاثة أحوال : 1- عند الصلاة ، وهذا بالإجماع .
2- عند الطواف .
3- عند مس المصحف .
إجابة السؤال الثاني /
هذا السؤال يتعلق بمسألة ( مس الفرج ) هل ينقض الوضوء ؟
وهذه المسألة فيها بحث طويل من جهتي الرواية والدراية .
ولعل الأقرب في هذه الصورة التي سألت عنها – مس عن غير تعمد أي بدون شهوة - : أنه يستحب لك الوضوء ، وهو خير وفضيلة ، وفيه جمع بين النصوص في المسألة .
والله أعلم
مع شكري للشيخ الفاضل / عبدالله بن بلقاسم ، على هذه الفوائد الجليلة .
الشيخ الكريم / أبا مجاهد
مادام أن المسألة لم تصل إلى حد الظاهرة فلا أرى التشديد ، وفيه نفع للجميع ، وقد يكون السائل من بلاد بعيدة ولم تقع عينه إلا على هذا المنتدى .
معذرة ، وجزاك الله خيرا .
---(1/2090)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقررات الدراسات العليا
---
مقررات الدراسات العليا
---
أضواء البيان
02-05-2007, 02:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاشك أن الدراسة المنهجية في مرحلة الدراسات العليا أمر جيد ومفيد للدارس ، وإيمانا بأهميتها وفائدتها ، أجد أنه من الضروري إعادة النظر في المقررات - أو حتى بعض المفردات - التي تدرس فيها، والتي لاتخرج في الغالب عما تمت دراسته في مرحلة البكالوريوس، بينما الحاجة ملحة لدراسة بعض العلوم التي لاغنى للمتخصص في القرآن وعلومه عنها
خاصة لخريجي الأقسام العامة ، مثل: الدراسات الإسلامية في كلية التربية - أصول الدين في جامعة الإمام .
وأظن أن من أهم هذه العلوم:
1/علم أصول القراءات، مع ضرورة تخصيص جزء من المقرر للتطبيق العملي ، فكثيرا ما تمر قراءة من القراءات في درس التفسير ، ويفترض في مدرس المادة عزوها وتطبيقها وبيان الفرق بين طريقة قراءتها وقراءة حفص لها ، وتوجيهها وبيان اختلاف المعنى باختلاف القراءة ، الأمر الذي يدعو كثيرا من الأساتذة والأستاذات - إلا من رحم ربي - إلى المرور على القراءات الواردة في الآية مرور الكرام أو حذفها بالكلية ، إغفالا أو تغافلا لأهميتها!!
2/علم البلاغة القرآنية، وهو علم مهم لابد للمشتغل بهذا الفن من دراسته ومعرفة المصطلحات الخاصة بهذا الفن، وكيفية استخراج واستشعار النكتة البلاغية في اللفظة القرآنية .
3/ التفسير المقارن، وأذكر أننا في المرحلة المنهجية في الدكتوراه شممنا نفحات من عبير هذا العلم في ثنايا مقرر التفسير التحليلي بين : ابن جرير ، والرازي، وابن عاشور، والشنقيطي.
عموما الأمر يحتاج فعلا إلى إعادة نظر مع فائق احترامي وتقديري وعرفاني بالفضل والجميل لمشائخي الأفاضل القائمين على لجان اختيار المقررات .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---(1/2091)
عبدالرحمن الشهري
02-05-2007, 05:46 PM
بارك الله فيك أختي الكريمة على هذه اللفتة ، وقد طرح موضوع فيه بعض الأفكار والمقترحات بخصوص المقررات وطرق التدريس في الدراسات العليا في موضوع ..
رؤى وأفكار حول الدراسات العليا والبحث العلمي في تخصص الدراسات القرآنية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=349)
---
(1/2092)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير الرازي والمعتزلة
---
تفسير الرازي والمعتزلة
---
أبو بيان
02-06-2005, 12:20 PM
قال أبو عبد الله المُسَفِّر:
(إن تفسير ابن الخطيب احتوى على أربعة علوم, نقلها من أربعة كتب, مُؤَلِّفوها كُلُّهم معتزلة:
- فأصول الدين نقلها من كتاب "الدلائل" لأبي الحسين,
- وأصول الفقه نقلها من كتاب "المعتمد" لأبي الحسين أيضاً, وهو أحد نُظَّار المعتزلة, وهو الذي كان يقول فيه بعض الشيوخ: إذا خالف أبو الحسين البصري في مسألةٍ صَعُبَ الرد عليه فيها.
- والتفسير من كتاب القاضي عبد الجبار,
- والعربية والبيان من الكشاف للزمخشري).
الإفادات والإنشادات, للشاطبي (ص:100- 101).
---
مساعد الطيار
02-06-2005, 02:04 PM
فائدة حسنة يا أبا بيان
وقد كنت استقرأت أعلام المعتزلة الذين نقل الرازي أقوالهم التفسيرية في تفسيره ،وذلك من خلال فهرس الأعلام في طبعة دار الكتب العلمية ، فظهر لي منهم :
الأصم ، وأبو مسلم الأصفهاني ، وأبو علي الجبائي ، والقاضي عبد الجبار ، وأبو القاسم البلخي ، والزمخشري ، وأبو هشام الجبائي ، وهناك غيرهم ، لكن هؤلاء ممن أكثر النقل عنهم .
---
جمال حسني الشرباتي
02-06-2005, 09:38 PM
أنا معكم أن الرازي متأثر كثيرا بالزمخشري من حيث العربية والبيان----ومن لم يتأثر به وهو العلم الفذ!
أما أصول الدين فالرازي مدرسة مستقلة حتى بين الأشاعرة--وإن كان قد نقل آراء المعتزلة فقد نقلها ناقدا لها
---
(1/2093)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة من 25- 27 رجب 1426
---
الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة من 25- 27 رجب 1426
---
عبدالرحمن الشهري
08-30-2005, 03:52 PM
تبدأ اليوم الثلاثاء فعاليات الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة جدة . ويستمر حتى يوم الخميس 27 رجب 1426هـ .
للاطلاع على جدول أعمال هذا الملتقى
الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
برنامج الملتقى (http://www.quranjeddah.org/conf/modules/wfsection/article.php?articleid=10)
للاطلاع على أوراق الملتقى الأول للجميعات الخيرية يمكن تنزيله من هذا الرابط (http://tafsir.org/books/open.php?cat=97&book=942)
---
عبدالرحمن الشهري
09-05-2005, 07:59 PM
اختتم الملتقى أعماله يوم الخميس الماضي 27 رجب 1426هـ . وقد حدثني بعض من حضر فعاليات هذا الملتقى عن المستوى المتميز لتنظيمه ، فأسأل الله للقائمين عليه التوفيق والنجاح ، وأن ينفع بما قدم فيه من بحوث ولقاءات . ولعلنا نوفق لنشر بعض الأوراق العلمية المهمة المناسبة على صفحات الشبكة قريباً إن شاء الله.
---
(1/2094)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > القراءات القرآنية ومنهج المحدثين في التوثيق
---
القراءات القرآنية ومنهج المحدثين في التوثيق
---
أحمد بزوي الضاوي
12-28-2006, 01:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة: من 32 ـ
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني أشكر للسادة الأساتذة المشاركين في هذا الموقع كافة ، وللأخوين الفاضلين جكني و أنمار ـ حفظهما الله ـ تثويركم لعلم القراءات، بما يشحذ الهمم، ويوقظ الوسنان، ويحرك الراكض، ويدفع إلى إعادة النظر في كثير من القضايا التي يعتبرها البعض مسلمات، وهي في حاجة إلى دراسة تستجلي غوامضها، وتكشف أسرارها. ومن ثم فإنني أشاطركم فكرة إعادة النظر في موروثنا القرائي بما يحقق فهمه، ويمكن مكن استيعابه، فاستبطانه، فالوصول إلى عتبات الإبداع والإضافة العلمية .
إن جامعاتنا ـ كما هو الشأن بالنسبة للساحة الثقافية عموما ـ ابتليت اليوم بإعادة إنتاج ما هو موجود دون فهمه. ومن ثم تجدنا غير قادرين على الإبداع ، بل إننا نعيش المنحدر. فما منا أحد إلا ويشكو إلى الله تدني المستوى العلمي لطلابنا وباحثينا، دون أن ندرك أن هذه الآفة يساهم فيها كثير من الأساتذة الباحثين ، بشكل كبير للأسف الشديد .
إن للقراءات القرآنية صلة وثيقة بعلوم الحديث عامة، وما يتعلق بالتوثيق خاصة، أما التفريق بين الحقول العلمية فيرجع إلى أسباب تعليمية ، أكثر من أن يكون حقيقة واقعية، لأن العلوم الإسلامية تشكل منظومة متكاملة . ومن ثم تجدنا في حقل التفسير ـ مثلا ـ نكون في حاجة إلى إعمال كل الحقول المعرفية لتحديد مراد الله تعالى من الخطاب القرآني .(1/2095)
أما بالنسبة للقراءات القرآنية، بل كثير من الحقول المعرفية الأخرى فهي في حاجة ماسة إلى إعمال منهج المحدثين في التوثيق، لأن جامعي الثقافة العربية الإسلامية اعتمدوا ـ في الغالب ـ الإسناد ، المؤسس على قاعدة : " من أسند إليك فقد أبرأ ذمته " ، ومن ثم فإنه يبقى على عاتق من أتى بعدهم من الدارسين نخل هذه المرويات والروايات باستخدام منهج المحدثين في التوثيق لتمييز صحيحها من سقيمها .
أما بالنسبة للوعي بالتمايز الحاصل بين الحقول المعرفية فهو أمر أساس في كل دراسة تتوخى العلمية والموضوعية ، والوصول إلى النتائج المرضية المؤسسة على البرهان العلمي . فكل حقل معرفي له خصوصياته، ومن ثم فإن الباحث المقتدر هو الذي يدرك تلك الخصوصيات التي تجنبه الوقوع في إسقاط مناهج وأدوات علمية مجافية لمجال الدراسة .
وإذا تقرر ذلك نقول ـ وبالله التوفيق ـ إن القراءات القرآنية لها صلة وثيقة بعلم الحديث، خاصة ما يتعلق بدراسة السند، ومعرفة الرجال، وما يتعلق بكل ذلك مما هو مقرر في علم الجرح و التعديل ، ولكن مع احترام خصوصيات مجال القراءات القرآنية .
إن القراءة لا يمكن أن تكون قراءة ما لم يتحقق فيها شرط صحة السند، أي صحة نسبتها إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فالقراءة سنة متبعة ، أي : ما قرأ به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو ما قرئ بحضرته فأقره ، فالقراءة إذن هي ما فعل الرسول وإقراره . ومن ثم جاءت مشروعية إعمال منهج المحدثين في توثيق القراءات القرآنية ، وجاء حديثهم عن سند القراءات ، ورجال القراءات .(1/2096)
أما ما يتعلق بدراسة المصطلحات التي يستعملها علماء القراءات القرآنية فإن ملاحظات الأستاذ الدكتور الجكني ـ حفظه الله ـ القيمة والوجيهة تظل ـ في اعتقادي ـ ملاحظات تؤسس للدراسة العلمية التي تعتمد الاستقراء، وذلك بتتبع المصطلح في كتاب معين وتحديد صيغه وسياقاته، وضبط معناه من خلال السياقات التي استعمل فيها، معتمدين نظرية " الحقول الدلالية " ونظرية " السياق". وبعد الانتهاء من هذه الدراسات التفصيلية التي تعتمد الاستقراء ، يمكننا أن ننتهي إلى دراسة شاملة تمكننا من تحديد المعنى الاصطلاحي كما هو متداول عند أهل الجهة ـ الاختصاص ـ .
إننا في حاجة ماسة لمثل هذه الدراسات العلمية الرصينة التي تحدد المعنى الاصطلاحي للألفاظ المستعملة في كل حقل معرفي، مما يرفع اللبس، ويحقق التواصل العلمي بين أهل الاختصاص، ويؤسس لنهضة علمية راشدة .
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
الجكني
12-28-2006, 10:02 PM
جزاك الله خيراً أخي د/أحمد الضاوي 0
وإثراءً للموضوع أطرح هذا الإشكال وهو قديم عند كاتب هذه الحروف له علاقة بما ذكره فضيلتكم ،ولعل أهل القراءات يدلون بآرائهم فيه ، وهو:
أني لاحظت الإمام ابن الجزري رحمه الله شرح قوله :"وصح سندها " بقوله :" نعني به :أن يروي القراءة العدل الضابط عن مثله كذا حتى تنتهي وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمة هذا الشأن الضابطين له غير معدودة عندهم من الغلط أو مما شذ بها بعضهم "انته :النشر :1/13
ولاشك أن هذا التعريف هو نفسه تعريف جل "المحدّثين" للحديث الصحيح ،وفي ذاكرتي أنه من شروط البخاري رحمه الله للصحيح ،فليحرر،وعليه أستفسر:
1- لماذا لم يعامل ابن الجزري بالذات بعض القراء المتكلم فيهم من حيث الصنعة الحديثية –وهم ثقاة في القراءة- معاملة المحدثين من حيث الجرح والتعديل ،طالما أنه رحمه الله قيّد "صحة السند " بتقييد المحدثين ؟(1/2097)
خاصة وأن الإمام العراقي رحمه الله قال :" من يصنف في علم الحديث إنما يذكر "الحدّ" عند أهله لا عند "غيرهم " من أهل علم آخر 0(تدريب الراوي:1/65)
2-لماذا "عدل" القراء عن تعريف "الأصوليين " وهو أقرب نسبة إليهم وأسلم من الاعتراضات إلى تعريف المحدّثين الذي سبب لهم اعتراضاً وإشكالاً لا شك أنه قوي وهو ذاك البحث في كون أي الأمرين هو الأصح : صحة السند أم التواتر 0
أقول –والله أعلم – إن هذا كله إنما هو من بقايا تأثير "الصنعة " الحديثية على الإمام ابن الجزري رحمه الله 0
وأقول : "رأي ما لنا إلا التسليم له "
والله من وراء القصد 0
---
د. أنمار
12-28-2006, 10:55 PM
سعادة الدكتور الجكني
في ظني أنه لو ألزم نفسه بالتعريف الذي اقترحتموه لما استطاع تأليف النشر.
وجمهور علماء الأمة أن القراءات في حقيقة أمرها متواترة في معظمها مستفيضة فيما تبقى منها
لكن هذا لا يناسب منهج الجمع وهو الذي اقتضى الحافظ ابن الجزري التزام شروط أكثر تطبيقا مما اطمئنت له النفس فمشى على تحقيق اتصال السند بالرجال العدول كما ألزم نفسه بثبوت كل حرف يعزى لكل راو في مرجعين مقبولين عند القراء على الأقل كما لا يخفى عليكم. وهذا الذي حداه إخراج بعض ما العشر الصغرى من أحرف معدودة لم يجدها في مرجع آخر بالرغم من أنها من زياداته أقصد تحبيره على التيسير ودرته على الشاطبية. فرفض ما أقر سابقا لالتزامه بشرطه الذي شرطه على نفسه رحمه الله تعالى
وأعود فأقول وهذا لا يمنع القول بالتواتر إلا أن إثبات ذلك عمليا في كل حرف على طريقة المحدثين أمر عسير حال تأليفه مثل كتاب النشر.
وقطعا العدالة لا خلاف عليها أما الضبط فهو خاص في تلقي القراء لضبط القارئ بالقبول حيث لا يخالف جمهور أهل ناحيته وبلده ولا عبرة في ذلك بقول المحدثين في ذلك الرجل.(1/2098)
وأنت عليم بأننا نرى مئات القراء الضابطين لحروف العشر الصغرى بل والكبرى وفيهم من لا يحسن يسوق لك عشرة أحاديث بأسانيدها بل بمتونها وعزوها لمصادره كأربعين النووي
فالضبط باتفاقهم إنما هو لحروف القراء لا للحديث الشريف.
ولا أرى غضاضة في تطبيق التعريف على القراءة إن علمت ماهية أفراده
ونحن في انتظار بقية ملاحظاتكم على تعاريف ابن الجزري في غاية النهاية فهو بحث موفق
وجزاك ربي خيرا على ما تقدم وأقر به عين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين تلقاه في الفردوس الأعلى آمين
---
الجكني
12-29-2006, 12:05 AM
وجزاك ربي ألف خير أخي د/ أنمار 0
وأتفق معكم في ما ذكرتم ،لكن عبارة :
"أما الضبط فهو خاص في تلقي القراء لضبط القارئ بالقبول حيث لا يخالف جمهور أهل ناحيته وبلده ولا عبرة في ذلك بقول المحدثين في ذلك الرجل."
أقول : رأيت ما قد يكون مؤكداً لها وهو ما ذكره ابن الجزري رحمه الله في (النشر:1/99) حيث قال :
"الثانية عن ابن بويان : من طريقي الهداية والكافي :قال كل من ابن شريح والمهدوي :قرأت بها على أبي الحسن أحمد بن محمد المقرئ القنطري 0انتهى 0
فوجدت الإمامين :الذهبي في معرفة القراء الكبار (2/754) وابن الجزري في الغاية (1/1369 )رحمهما الله تعالى ينقلان عن الإمام الداني رحمه الله تعالى في حق هذا الشيخ القنطري رحمه الله أنه :" لم يكن بالضابط ولا الحافظ " انتهى
فهذا الحكم من الداني يستوجب رد هذه الطريق ،ومع هذا فهي غير مردودة ،بل هي "مقبولة " مقروء " بها وذلك لاختلاف المقياس بين المحدثين والقراء وبيان ذلك والعلم عند الله تعالى :(1/2099)
أنه لايعقل أن يكون رجل يقرئ الناس بمكة دهراً طويلاً ويقرأ عليه من الأئمة الكبار في القراءات أمثال ابن شريح والمهدوي مع وجود غيره من أهل الإقراء في مكة معه - ويرضيان "طرقه" ويسجلانها في كتبهما ويقرئان بها الناس ما لم يكن هذا الرجل "ضابطا" و"حافظاً " للقراءة وتقبلها أهل "مصره" و"عصره"
وهذا دليل على أن "مقياس المحدثين ليس من اللازم أن يطبق على أفراد و"جزئيات "علم "القراءة " والله تعالى أعلم 0
أما موضوع "غاية النهاية " فكان القصد في البداية هو تنبيه أهل القراءات إلى ما في هذا الكتاب من كنوز علمية دفينة بين خبايا وثنايا هذا الكتاب ،فيولوه شيئا من الاهتمام والدراسة ولا أقصد الأبحاث العلمية للماجستير أو الدكتوراة بل أقصد خدمته حقيقة لا لغرض آخر يتحكم الوقت فيه مما قد يؤدي إلى نتيجة غير دقيقة ،والنية إن شاء الله معقودة على مواصلة هذا العمل 0
أسأل الله لي ولكم ولجميع المسلمين القبول والتوفيق 0
---
د. أنمار
12-30-2006, 01:58 AM
السيد الدكتور الجكني،
أبو الحسن أحمد بن محمد القنطري صاحب كتاب فأمره هين وكما تعلم أن ابن شريح إنما قرأ عليه وسمع منه كتابه "الاختصار في القراءات" عام 433 هـ كما ذكر ابن خير في فهرسته ص 26 فهي قراءة موثقة بالكتاب فلا تضر قلة الضبط في الحفظ إن كان هناك أصل مكتوب يعتمد عليه والله أعلم
والأهم هو عدم مخالفته للثقات -كما افترضتم في ثنايا كلامكم السابق-
والإثبات العملي على ذلك هو ما ذكر ابن شريح في الكافي فقد قال:
وقرأت برواية قالون على أبي علي الحسن بن محمد بن إبراهيم المقرئ البغدادي
وقرأ أبو علي على أبي أحمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مهران المقرئ
وقرأ أبو أحمد على أبي الحسن أحمد بن عثمان بن محمد بن بويان الحربي
وقرأت بها أيضا على أبي الحسن أحمد بن محمد المقرئ القنطري بمكة حرسها الله في المسجد الحرام(1/2100)
وقرأ أبو الحسن على الحسن بن محمد بن الحباب البزاز المقرئ
وقرأ الحسن بن الحباب على أبي الحسن بن بويان
اهـ من الكافي باب اتصال قراءتي بهؤلاء الأئمة السبعة
فأنت ترى أن ابن شريح إنما ذكره متابعة ولم يبدأ به، والمتابعات كما لا يخفى عليكم يتساهل فيها ما لا يتساهل في الأصل وهذا عند كبار المحدثين كما عند أئمة القراء. وابن الجزري اختصر ما هو أعلاه بإحالتكم على المصدر الذي نقل منه ولا أشك أن المهدوي عنده ما عند ابن شريح لكن كتابه مفقود حتى الآن
وما رواه ابن شريح في الكافي من الطريقين لا خلاف بينهما البتة في ثنايا الكتاب في رواية قالون التي أحال فيها على الطريقين اللذين سبقا. فقد تطابقا حرفا حرفا، وهذا فيه رد على الداني من جهة، ومن جهة أخرى لو افترضنا جدلا أنه غير ضابط فإنما ذكر متابعا وليس أصلا.
والطريق الأصل أعلاه عن الحسن بن علي المالكي البغدادي وهو صاحب الروضة في القراءات الإحدى عشر وهو الإمام شيخ القراء بمصر كما ذكر الذهبي (1/369) والأستاذ كما عند ابن الجزري (1/230) والعالم بالقراءات كما عند ابن تغري (النجوم الزاهرة 5/42)
عن عبيد الله بن مهران وهو كما في الغاية (1/491 ) إمام كبير ثقة ورع وهو آخر من بقي من أصحاب ابن بويان
فهذا الأصل وكما ترى لا مطعن فيه، ولم يخالف القنطري في أي حرف ما رواه الأئمة أصحاب السند الأصل.
---
د. أنمار
12-30-2006, 02:31 AM
وهذه صورة ق 3 من مخطوط الكافى فى القراءات السبع
للإمام محمد بن شريح بن أحمد الرعينى وفيها السند المذكور
---
أمين الشنقيطي
01-09-2007, 09:38 PM
(نصوص لبعض القراء في أحكام القراءات الشواذ )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإنّ طبيعة القراءات الشاذة المنشرة في كتب القراءات المتقدمة، معروفة فقد حكم عليهاالعلماء في العصور المتقدمة بدْءً من القرن الأول، ثم تتابع على ذلك العلماء في العصور المتأخرة حتى القرن التاسع.(1/2101)
فمن نصوص العصور المتقدمة: 1- قال خلاّد بين يزيد الباهلي: ومايسرّني أن يَقرأ بها هكذا، ولي كذا؛ وكذا، قلت: ولِمَ ؟ وأنت تزعم أنّها قالت ؟ قال :لأنّه غير (قراءة النّاس ) ، ونحن لووجدنا رجلاً يقرأ ( بما ليس بين اللّوحين) ماكان بيننا وبينه إلاّ التّوبة ، أوتُضرب عنقه.(جمال القراء للسخاوي1/234ـ235).
2-قال هارون بن موسى: ذكرت ذلك لأبى عمرو ـ يعنى القراءة المعزوّة إلى عائشة رضي الله عنها ـ فقال: قد سمعت هذا قبل أن تُولد، ولكنّا لانأخذ به.(السابق).
3-قال نافع:قرأت على سبعين من التابعين أو اثنين وسبعين، فنظرت مااجتمع عليه اثنان أخذته، وماشذّ فيه واحد تركته،حتى ألفت هذه القراءات.(الكامل للهذلي/3)، (فضل المقرئين السبعة ومن تبعهم).
3- قال ابن مجاهد: عن محمد بن صالح، قال: سمعت رجلا يقول لأبي عمرو كيف تقرأ( فيومئذ لايعذب..) الفجر/26، فقال: (لا يعذَّب) بالفتح ، فقال له أبو عمرو لوسمعت الرّجل الذي قال سمعت النّبي صلى الله عليه وسلم ما أخذته عنه، وتدري ما ذاك ؛ لأني أتّهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة،قلت: علّل أبوعمرو ردّ قراءة (يعذب) بالفتح،وهي متواترة عن الكسائي ويعقوب ،بأنّه يتّهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة .وقد أجاب عن هذا الإنكار (السخاوي فى جمال القراء ) بقوله: وإنّما أنكرها أبوعمرو ،لأنهالم تبلغه على وجه التواتر. (1/234/235) .(1/2102)
وقال ابن مجاهد أيضاً: وأمّا الآثار التى رويت في الحروف فكالآثار الفقهية منها المجتمع عليه السّائر المعروف ،ومنها المتروك عند الناس المعيب من أخذ به ، وإن كان قد رُوي، وحُفِظ، ومنها ما توهَّم فيه من رواه فضيّع روايته ونَسِي سماعه لطول عهده ….إلى أن يقول :وإنّما ينتقد ذلك أهل العلم بالأخبار والحرام والحلال والأحكام - أى الفقهاء المحدّثون الثقات العارفون بالأخبار الصحيحة - وليس انتقاد ذلك إلى من لايعرف الحديث، ولايبصر الرواية والاختلاف .(السبعة لابن مجاهد /49). .
5- قال الدّاني: وسألت شيخنا عن هذه الأشياء التي توجد مسطورة في النصوص ... والتلاوة بالنقل عن مسطّريها بخلاف ذلك، فقال لي:ذلك بمنزلة الآثار الواردة في الكتب في الأحكام وغيرها بنقل الثقات والعمل بخلافها فكذلك ذلك، ثم قال الداني :وهذا من لطيف التأويل وحسن الاستخراج. (الدر النثير للمالقي 1/113).
6- قال أبو شامة : لاينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزى إلى واحد من هؤلاء السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة وأنها هكذا أنزلت إلا إذا دخلت في الضابط المذكور..الى أن قال فإن القراءة المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ ( المرشد الوجيز/ 173)..
- قول ابن الجزري في النشر: انفرد … فخالف جميع النصوص الواردة عنه، وعن أصحابه وعن نافع (النشر 1/410 ، 424، 2/62، 2/6، 2/16).، وقوله كذلك : ولا يتابع الشيخ ولا الرّاوي عنه على ذلك أي -الهمز والإدغام لأبى عمرو-، إذا كان على خلافه أئمة الأمصار في سائر الأعصار.)( النشر 1/ 278).
تنبيه: صاحب (كتاب النشر لابن الجزري) أحد أعلام القرن التاسع،
وقد تصدّى لعزل ما انفردوشذّ، مبيّنا ذلك في منهجه الذي ذكره في مقدمة كتابه السابق، فقد نهج في كتابه:أن ينقل الرواية مع الاقتصار على صحيح القراءات والمتلقى بالقبول من منقول مشهور الروايات.(1/2103)
ونهج في اختيار شيوخه في هذا الكتاب على شرطين هما:الأخذ عمن ثبت عدالته عنده أو عمّن تقدّمه،وتحقّق لقيه لمن أخذ عنه، إذا صحّت معاصرته.
وأن تكون الكتب التي قرأ بها على شيوخه فيه، مشتملة على شرطين هما:ثبوت الرواية فيها نصّاً، وثبوته فيها آداءَ. (النشر 1/192-193 )..
-أخيراً :
كان اختيار (نهج القراء المتأخرين) اعتماد كتب معتمدة في القراءات السبع والعشرككتاب التسير في القراءات السبع للداني، ونظمه المعروف بالشاطبيّة للشاطبي، وكتاب النشر في القراءات العشر، ونظمه المعروف بالطّيبة كلاهما لابن الجزري، وكتابه أيضاً تحبير التّيسير،ونظمه المعروف بالدّرة كلاهما له،لأجل منع القراءة بالشواذ.
ختاماً:
فهذه النصوص،وغيرها مفيدة جدا في اضطلاع طائفة من الباحثين بجمع أحكام شاملة للشواذ من كتب القراءات، لدراستها، كي تكون مانعاً من تحميل بعض القراءات(كالقراءات التفسيرية) أكثر ممّا تتحمله من أحكام،ومانعاً من تعديل وجرح بعض الرواة، بأكثر ممّا هو معهود عند المحدثين ومن ثمّ عند الأصوليين،والقراء. والله أعلم.
---
أحمد بزوي الضاوي
01-12-2007, 03:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فحبذا لو اقتصرنا على ما له صلة وثيقة بمنهج المحدثين وصلته بالقراءات القرآنية ، مع بيان خصوصيات مجال القراءات عن مجال الحديث ، لنبين التعالق الحاصل بين علوم الشريعة الإسلامية مما يجعلها تشكل منظومة متكاملة لا يمكن فهم إحدى جزئياتها إلا في إطارها الشمولي ، دون أن نغفل خصوصيات كل مجال . ونعتبر ذلك تأصيلا لعلوم الشريعة من جهة ، ومحاولة جادة للفهم و الإفهام.(1/2104)
أما عن موضوعنا الخاص بأنواع التحمل و الأخذ عن المشايخ ، فقد ذهب القسطلاني ـ رحمه الله ـ في كتابه لطائف الإشارات في فنون القراءات إلى أن أنواع اتحمل والأخذ عن المشايخ يمكن حصرها في طرق ثلاث وهي :
1- السماع من لفظ الشيخ ، ويحتمل أن يقال به هنا ، لأن الصحابة إنما أخذوا القرآن الكريم من في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولكن لم يأخذ به أحد من القراء ، والمنع ظاهر، فالعبرة بكيفية الأداء . فليس كل من سمع من لفظ الشيخ بقادر على الأداء كهيئته ، بخلاف الحديث النبوي الشريف فإن المقصود فيه المعنى أو اللفظ ، لا الهيئات المعتبرة في أداء القراءة .
وأما الصحابة فكانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تمكنهم من الأداء كما سمعوا من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالقرآن نزل بلغتهم .(اللطائف 181) .
2-قراءة الطالب على الشيخ : وهو أثبت من الأول وأوكد . قال مالك ـ رحمه الله ـ : قراءتك علي أصح من قراءتي عليك . وقال ابن فارس : السامع أربط جأشا ، وأوعى قلبا " ( اللطائف 181 )
3- الإجازة المجردة عنهما ، واختلف فيها ، والذي استقر عليه عمل أهل الحديث قاطبة العمل بها حتى صار إجماعا ، وأحيا الله بها كثيرا من دواوين الحديث وغيرها ، وقال الإمام أحمد : لو بطلت لضاع كثير من العلم .
وهل يلتحق بذلك الإجازة بالقراءات ؟
الظاهر : نعم ، ولكن منعه الحافظ أبو العلاء الهمذاني ، وبالغ في ذلك حيث قال : إنه كبيرة من الكبائر ، لأن في القراءات أمورا لا تحكمها إلا المشافهة .(اللطائف 181/182 ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أمين الشنقيطي
01-12-2007, 10:05 PM
(القراءات القرآنية وضرورة المنهج)
أخي الكريم الدكتورأحمد البزي الضاوي:(1/2105)
قلتم حفظكم الله أعلاه : فحبذا لو اقتصرنا على ما له صلة وثيقة بمنهج المحدثين وصلته بالقراءات القرآنية ، مع بيان خصوصيات مجال القراءات عن مجال الحديث ، لنبين التعالق الحاصل بين علوم الشريعة الإسلامية مما يجعلها تشكل منظومة متكاملة لا يمكن فهم إحدى جزئياتها إلا في إطارها الشمولي ، دون أن نغفل خصوصيات كل مجال . ونعتبر ذلك تأصيلا لعلوم الشريعة من جهة ، ومحاولة جادة للفهم و الإفهام.
من منطلق كلامكم هذا اسمح لي أن أقول: إنّ ماطرحتموه (في عنوان المشاركة الأصلي ) يعدّ موضوعا بحثيا ممتازا من الدرجة الأولي للمتخصصين في علمي القراءة والحديث،فأنتم بارك الله فيكم،تطمحون للوصول إلى منهج ضروي للقارئ،وقد أشرتم إلى تأسيس (الدكتورالسالم) للنهج مناسب لذلك،ولجهود (الدكتورأنمار) وفقهما الله الاستطلاعية للمصادر الأصيلة، ،وهذا في نظركم قد يؤدي لنتيجة مهمة،مهد لها علماء القراءات قديما،كابن الجزري في كتابه طبقات القراء عند ترجمة: هارون بن حاتم بن أبي بشر الكوفي البزاز حيث قال: "مقرئ مشهور ضعفوه. (غاية النهاية لابن الجزري 2/7) .(1/2106)
وبالنسبة لمدخلتي معكم أعلاه،فقدكان عامل التشخيص عندي،ينظر من جهة التوجيه بسرعة البدء في إيجاد هذه العلاقة الوثيقة بين العلمين، على أن تكون منبثقة من خصوصية مجال القراءات ومعارف أهله، وبماأن أمر التوافق بين العلمين حاصل ونصّ عليه صراحة علماء كثيرون كابن الجزري المقرئ المحدث،والعلامة سلطان المزاحي أحد علماء القراءات المشهورين في رسالته في المسائل المشكلات في القراءات،وغيرهما،فهذا فطنني لمقصدكم الطيب حفظكم الله ،الذي يهدف لإيجاد مادة علمية مجمعة،موثّقة من كتب القراءات،وتراجم القراء كي تكون نواة،لتجديد مصطلحات القراءات وبث الروح فيها، وتصير بحوثا متخصصة لمن أرادها، فوجدت الأمر يحتاج إلى توضيح التالي: ياسيدي الكريم: بحكم تخصصي في هذا الفن، ولي رسالتان علميتان، وإجازة معتبرة من أحد مشايخ القراءات البارزين،لم تتبين لي صورة هذا المنهج خلال فترة الدراسة، فأرجوا أن أتبين منكم كمتخصص في علوم الحديث،(ومن بقيةالأعضاء في الملتقى) كيف يكون هذا التوثيق؟
وكيف يكون مرتبا موضوعيا لكي تتم الفائدة؟، فهل يراعي فيه المنهج التاريخي التحليلي بعد تتبع (كمية محددة كـ(خمسة كتب)مثلا،أو إحاطة استقصائية، بجميع ذلك في (الكتب المسندة، وفي كتب تراجم القراء كمعرفة القراء للذهبي،وغاية النهاية لابن الجزري).
وأن تبيّنوا كيفية وضع اعتبارات للعرف القرائي التاريخي، لماهو في الكتب المسنِدة للقراءات، في ظل وجود مصطلحها الخاص بها، وهو التحريرات فهي بمنزلة (مصطلح الحديث عند القراء)،
ثم تبينوا العرف الخاص بالجرح والتعديل في المصطلح الحديثي المتوافق مع القراءات (بالنسبة لتراجم القراء والرواة والطرق على شاكلة كتاب تقريب التهذيب لابن حجر )؟(1/2107)
وفي نظري أننا لوتوصلنا إلى ذلك وطبقناه علىكثير من قضايا القراءات المهمة فسنجد إن شاء الله المنهج الذي نبحث عنه كيفية وضع المصطلحات، وحلّ القضايا المهمة في القراءات ذات وجهات نظر المختلفة: كقضية (أركان القراءة)، واختلاف القراء في ركن الإسناد،بين مؤيد للتواتر،ومقتصر على الآحاد)، وكذلك قضية (توثيق القراء والرواة والطرق عند غير القراء، ففي كتب الحديث مثلا شيء كثير من جرحهم)،وكذلك ( قضية وصل الطريق بالرواية، والرواية بالكتاب الذي رواها)،(وكذلك قضية جرح وتعديل القراء الكبار، والرواة والطرق، ووضع ميزان لذلك من كل كتاب على حدة، دون اختيار بعض وترك بعض،وخاصة أولئك الذين يروون المتواتر لأن السؤال كيف يروى المتواتر ضعيف مثلا،وكيف يقبل بعد ذلك )،وقضية (جرح وتعديل رواة الشاذ ،وطرقهم، وبيان ذلك لفائدته في تحديد مصطلح معين).وقضية كيفية الاتفاق على مايقال في ذلك مقارنة مع ماتصدقه مناهج المحدثين.(بغض النظر عن المعمول به عند القراء).(1/2108)
ياسيدي الكريم: أبرز ماأفدته من أطروحتكم هذه، هو أنكم تريدون نقاشا تجديديا دون ضمان اتفاق، سار عليه الكثيرون ضمن ردودهم على مناهج المستشرقين، لكنّ من المهم أن أوضح لكم وفقكم الله أن هناك منهجا قد تناول المسألة من وجهة نظرة توافقية مع القراء من حيث التأريخ أولا،ثم من حيث المقارنة ومراعاة التوافق والمقارنة العلمية المنهجية، وهذا المنهج لايخرج عن الوفاق وخير مثال عليه كتاب (المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل دراسة منهجية في علوم الحديث د:فاروق حمادة،الأستاذ بجامعة محمد الخامس)،وهناك من عرضه منهجيا -كدراسة من هذا النوع- من خلال التوثيق بين المحدثين والدعاة،للدكتور علي عبد الحليم محمود من علماء الأزهر، وقد ركز على النقاط التالية تحديد مصطلحات محددة،ثم ببيان مكانة التوثيق والتضعيف في حياة المسلمين،ثم ببيان التوثيق والتضعيف عند المحدثين،ثم مفهوم الدعاة قديما وحديثا،وأشهر الدعاة المصلحين، مفهوم الدعاة حديثا،وأشهر الجماعات الإسلامية، شروط في الداعي لكي يمارس توثيق غيره، أوتضعيفه،وفيه عمل الداعي إلى الله وأنواعه،الشروط التي يجب أن تتوفر في الداعي لكي يمارس التوثيق،أو التضعيف، الآداب التي تراعى عند التوثيق لأحد أو تضعيفه، وفصل لشروط في المدعو الذي يوثق، وفيها شروط أخلاقية سلوكية،وشروط عملية علمية، وشروط في السابقة والخبرة .
ختاما: هناك بحوث في الموضوع الذي ذكرته منها: الأخذ والتحمل عند القراء لمحمد سيدي الأمين أستاذ القراءات في الجامعة الإسلامية بالمدينة. جاء في مجلة البحوث الإسلامية عدد (70)،وإجازات القراء للدكتور محمد بن فوزان، أستاذ الدراسات بكلية المعلمين.ففي الثاني طرق الإجازة،والخلاف الذي ذكرته في المجردة من طرقها.
أخير : أخي أحمد بزي أرجوا( واسمك يشبه الراوي أحمد البزي المشهور في الشاطبية) أن يستمر التواصل وفق الله الجميع.
---
أحمد بزوي الضاوي
01-12-2007, 11:09 PM(1/2109)
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أمين الشنقيطي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني أشكر لكم اهتمامكم وتواصلكم ، وأقدر فيكم حرصكم الشديد على المنهجية العلمية و التوثيق ، وأعتبر ما ذكرتموه إضافة علمية متميزة ، فضلا عن أنها فتحت آفاقا جديدة للبحث ، حيث أرشدتم إلى أمور تأصيلية غاية في الأهمية . وإن ما نفعله بدعوى التأصيل إن هو إلا محاولة جادة لفهم تراثنا القرائي خاصة و الشرعي عامة ، لأنني أعتقد أن ذلك هو المدخل الأساس لفهم عمل علمائنا الأجلاء ، ومن ثم القدرة على تمثله وصولا إن شاء الله تعالى إلى الإضافة العلمية للمجال .
وإني أشكر لفضيلتكم توجيهاتكم السديدة ، وملاحظاتكم القيمة ، آملا أن نعمل جميعا على فهم تراثنا فهما جيدا ، وتبليغه بكل صدق وأمانة ، فذلك السبيل لإقامة الحجة على العباد بالدليل و البرهان .
وتفضلوا أخي الفاضل خالص تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
د. أنمار
01-12-2007, 11:20 PM
بسم الله والحمد لله
أولا أعتقد أن اسم الفقير قد ذكر سهوا بينكم، فما أنا إلا طويلب علم بخلاف السادة أمثال الدكتور السالم والدكتور أحمد والدكتور أمين
فمجهوداتكم ظاهرة في مجال التحقيق العلمي والقراءات أما أنا فمتطفل على موائد أهل العلم، والمعذرة على التدخل بين أهل الاختصاص.
ثانيا: أرجو من السادة العلماء إفادتنا فيما يلي:
طالما أن الأمة متفقة على صحة التعبد إلى الله بالقراءة بما في الشاطبية والدرة والطيبة
ولم يزل العلماء من لدن الشاطبي ثم من لدن ابن الجزري يصححون التعبد إلى الله بالقراءة بما سبق
ثم أننا لن نستطيع إضافة أي حرف على العشر الصغرى أو العشر الكبرى
فهل لكم أن تحددوا لنا المطلوب من البحث السابق.(1/2110)
أقصد لنفترض جدلا أننا وصلنا لكتاب في تراجم أصحاب رجال السند في القراءات يقتصر على رجال كتب القراءات السابقة كما اقتصر التقريب على رجال الستة ثم الحكم عليهم بما يناسب مصطلح القراء أو مصطلح المحدثين.
هل سينتج عن ذلك رد بعض الطرق المقروء بها.
الواضح أن التعامل مع رجال الحديث مختلف تماما فأحاديث الكتب الستة فيها الصحيح الضعيف باتفاق العلماء
ولما اتفقت الأمة على صحة الصحيحين وصرح كثير من العلماء بأن من أخرج له في الصحيح فقد تجاوز القنطرة.
لكن بقيت فائدة في معرفة درجة الرواة حتى من أخرج له في الصحيح لما قد يروى له خارج الصحيح.
ثم لما فتح باب تضعيف أحاديث الصحيحين والجرأة عليها ماذا حصل؟
فتح باب فتنة جر على الأمة ويلات كانت في غنى عنها.
وهنا زيادة على ما سبق فرق كبير فلدينا كتب اتفقت الأمة على صحة التعبد إلى الله بما فيها باستثناء أحرف يسيرة نبه عليها العلماء فهل حين نصل لكتاب يشابه التقريب وأصله هل سيوصلنا إلى حكم على بعض الطرق مما يؤدي إلى التوقف عن قبول بعض ما اتفقت الأمة على صحته فنكون قد خرقنا إجماعا سبق. أليس في ذلك محذور من أمر خطير.
ثم أنه ليس لنا اليوم أن نضيف صحة القراءة بأي كتاب آخر فأسانيد القراءة بها لم تتصل إن لم تكن من الشاطبية والدرة أو أصول النشر بل من الطرق التي اختارها الإمام ابن الجزري، فهل البحث المطروح أكاديمي بحت أم غير ذلك.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصبح وسلم
---
أحمد بزوي الضاوي
01-13-2007, 03:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(1/2111)
أما بعد ، فلا يخفى على فضيلتكم أننا نريد أن نبين بالأدلة العملية تعالق العلوم الشرعية وتكاملها ، وأن من لم يدرك هذه الحقيقة يصعب عليه أن يفهم الشريعة ، لأنه يكون فاقدا لعنصر أساس ، وهو عنصر منهجي يكمن في أن الشريعة كل متكامل ، وكذلك العلوم التي نتوسل بها إلى التوثيق والفهم ، وهي أدوات منهجية ابتكرها علماء المسلمين وأصلوا بها لمناهج البحث العلمي . وأعتقد أننا إذا بينا ذلك للعالمين ، فإننا سنقطع الطريق بالعلم و المعرفة على كل طاعن أو مشكك ، وانتصرنا لديننا توثيقا وفهما . وعليه فإننا نعول على مجهوداتكم لبناء معرفة تمكن طلبة العلم وعموم الأمة من اكتساب المناعة العلمية ، وتجعل منهم حماة للدين ، تحقيقا لمصلحة الإنسانية في الحال والمآل ، فالله تعالى غني عن العباد (ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله . والله هو الغني الحميد ) ( فاطر /15) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
01-14-2007, 03:00 AM
يقول الشوشاوي (ت899هـ) في كتابه الفوائد الجميلةعلى الآيات الجليلة : " وأما بماذا ثبتت القراءة هل بالتواتر أم بالآحاد ؟ فاعلم أنها إنما ثبتت بالتواتر في الحروف والحركات دون أحكام التلاوة من المد والقصر ، والتفخيم والترقيق والتحقيق والتسهيل ، والإظهار والادغام ، والفتح والإمالة ، وغير ذلك من أحكام القراءة . وإلى هذا أشار ابن الحاجب في الأصول بقوله : " مسألة القراءات السبع متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد والإمالة ، وتخفيف الهمز ونحوها ، لأنها لو لم تكن لكان بعض القرآن غير متواتر كملك ومالك ونحوهما ، وتخصيص أحدهما تحكم باطل لاستوائهما " مختصر أصول الفقه لابن الحاجب 2/21. " الفوائد للشوشاوي ص 244/245 .
---
أمين الشنقيطي
01-14-2007, 10:29 PM
(تعقيب على موانع التجديد في علم القراءات،والدعوة لمنهج توثيقي جديد)(1/2112)
أخي العزيز الدكتور الضاوي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد قراءة متأنية في أطروحتك الجيدة، جاء إلى خاطري عبارات ردّدها أمامي بعض إخواني الكرام، وكانت حول ماهو الجديد في القراءات بعد ماسطره العلماء،ومالذي سنجنيه من المنهجيات ومايقترح منها، وكيف نأتي بالجديد المفيد منها مع المحافظة على أصالة القديم على فرض التسليم بأهميتها؟ فأحببت أن أحيطك بها علما وفقني الله وإياك؟
وأقول بعد التأمل فيها أنّي وجدتها أسئلة معقولة بعض الشيء، لكن لم تكن لتمنعني إطلاقا من التصديق بوجود علاقة واضحة بين مصطلح أهل الحديث بـ(القراءات) أو القراء، فالمنهج الذي سلكه العلماءالسابقون يدل عليه صراحة.
ثمّ كذلك حسبت هذه التساؤلات وقتية سريعا ماتنسى،ولايكون الأمر فيها بتلك الأهمية التي لها الآن، فينعكس ذلك سلبا،على واقع القراءات والقراء في عصرنا ومن بعدنا، ولانلبث أن تعود الأسئلة ذاتها،وتلقى باللائمة على الباحثين المتخصصين لتفريطهم في الإجابة عليها.
بناء على هذا كان من الضروري طرح أفكار جديدة مبنية على البحث والدراسة المنهجية،وفق أسس العلوم الشرعية، لتسهم كلها في رفع مستوى الدراسة في هذا العلم،وشحذ همم طلابه ،وتحفيز باحثيه للوصول إلى سلم الدراسات العليا ثم الوصول إلى العالمية والآفاقية،وقبل ذلك كله رضا الله عزوجل .
ولكن تبقى الملاحظة التي قيدها الدكتور أنمار – وهو المقرئ المعروف بمشاركاته البحثية وجولاته الاستطلاعية في مصادر القراءات بأنواعها- فهي تساهم بشكل أو بآخر مع جولاته الطيبة في تشكيل دراسات تجديدية منهجية وفق منهج متعدد الجوانب له متعلقاته بالعلوم المساندة،لكن دون توسع في نقد القراءات نافية وجود قراءات غير معروفة للقدماء يحتمل أن يأتي بها المعاصرون، أو نقد رجال القراءات بقصد التشويه لتراثهم، فعباراته أعلاه توحي بهذا وبالحاجة إلى التقييد والاحتراز،وهو الذي ينبغي جزاه الله خيراً.(1/2113)
وأحسب أخيراً بعد التقييد والاحتراز أن في الأمر سعة من جهة حتمية للأخذ بمنهجية علمية واضحة حافظة لعلم القراءات،والقراءات القرآنية من شبهات المستشرقين، مبينة لما يحتاجه علم القراءات والقراء، ومصادرهما،من خلال منهج يظهر في التأليف فيه عامل الجدة،والموضوعية، أوتجليتها،وغير ذلك مما هو من أغراض البحث العلمي المعروفة، التي تبقى مقرونة بالتعالق والتواصل مع العلوم الشرعية الأخرى كمصطلح الحديث والأصول والتفسير واللغة والبلاغة وغيرها.
كما أحسب أنّ الجمع بين الرؤى المتعددة حال إمكانها،عند علماء الشريعة، بغرض حمل الأمور على محمل حسن،من الأمور المعروفة، والتذكير بجرح من جرحه العلماءمع ذكره مفسراً،دون قصد التشويه،هو كذلك معروف عندهم، ولاشك أنّ كلّ هذه التوسعات ستؤدي إلى الحصول على خطة بحث عملية علمية منهجية يقدمها الباحث وقت ماشاء،سواء كان عمله تحقيقا أوتأليفا.
(محاولة أخرى لإبراز معالم المنهج الجديد) :(1/2114)
إنّ المنهج الجديد هذا ينبني على ماطرحه الإخوة من قبل في الملتقى حفظهم الله من واجب الحرص والمحافظة على قدسية القراءات القرآنية،ووثاقة قرائها ومُسْنِدِيهَا ليس إلاّ، ليتفق ضمنا والمنهج العلمي للقراءات الذي وضعه العلماء رحمهم الله،فلقد قرّر كثير من العلماء رحمهم الله ذلك،المبدأ وهوأنّ القراءات علم أصيل له مبادئ، ضمنها غايات، من الواجب معرفتها قبل الدّخول فيها أوالتّعمق في مباحثها، هذه الغايات النبيلة كانت هي الدافع الكبير للتأليف فيه يقول الصفاقسي : ((قد ابتلي كثير من الناس للتصدر للإقراء قبل إتقان العلوم المحتاج إليها فيه دراية ورواية،وتمييز الصحيح من السقيم والمتواتر من الشاذ ومالاتحل القراءة به بل وماتحل،بعضهم يعتقد أن جميع مايجد في كتب القراءات صحيح يقرأ به وليس كذلك بل فيها مالاتحل القراءة به،وصدر منهم رحمهم الله على وجه السهو والغلط أو القصور وعدم الضبط،ويعرف معناه ذلك الأئمة المحققون والحفاظ الضابطون تحقيقا لوعده الصادق إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون،الحجر/9،
وقال أيضاً : ((وقد وقع بعض ذلك في الكتب التي انكب أهل العصر عليها كشراح الشاطبية ...وقد اخذ الله العهد على العلماء أن لايكتموا ماعلمهم ويبينوه غاية جهدهم.. فاستخرت الله تعالى في تأليف كتاب أبين فيه القراءات السبع ...وإن كان المتواتر والصحيح أكثر من ذلك... ماشيا على طريقة المحققين كالشيخ العلامة أبي الخيرمحمد ...الجزري ..رحمه الله .. من تحرير الطرق وعدم القراءة بما شذ، وبما لايوجد))، (غيث النفع/4)
وماأريد أن أضيفه أخي الكريم هو تقسيّم العلماء المعروف لعلم القراءات وتوزيعه إلى عدة قضايا منها:(1/2115)
1-(قضيتا القراءات(المتواترة والشاذة): وهما بشكل عام كلمات تبدأ من أول باب في أصول القراءات حتى آخر سورة الناس في الفرش)،ويمكن منهجيا دراستهما بجمعهما، جمعا إحصائياً،ثمّ يحاول باحث أو أكثر أن يتبيّن حكم مافيهما من الزيادات و النقص ؟ ثمّ يستخرج نتائج بحثه ويعرضها ماتوصل إليه بطريقة ثابتة واضحة، وقد قُدِّمت في هاتين القضيتين دراستان جيدتان واحدة للدكتور محمد الحبش،والثانية للدكتور محمود الصغير،وهما بعنوان: القراءات المتواترة،والثانية بعنوان الشاذة.
2-(قضية الإسناد، وتوثيق الرجال) بمعزل عن الرواية : فقد قرر العلماء شروط المقرئ،بمعزل عن الرواية (الكلمات)، وهي الإسلام العقل البلوغ الأمن الضبط الخلو من الفسق ومسقطات المروءة، وعدم الإقراء إلا بماسمعه، أو قرأه عليه وهو مصغ له،أوسمعه بقراءة غيره عليه فإن قرأ نفس الحروف المختلف فيها خاصة أو سمعها وترك ماتفق عليه جاز إقراؤه واختلف في إقرائه بما أجيز فيه،... فهذا كله يتفق ومصطلح الحديث.
وقرروا كذلك في مقدمات كتبهم أسانيدهم الموصلة لطرقهم ،ثم لرواتهم ثم لقرائهم إلى التابعين إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فصارالمقرئ يحتاج إلى الإسناد وهو الطرق الموصلة إلى القرآن لأنه من أعظم مايحتاج إليه، لأن القراءاة سنة متبعة ونقل محض فلابد من إثباتها وتواترها ولاطريق إلى ذلك إلا بهذا.
وقد ثبت بالاستقراء أنهم فرقوا في التأليف بين مؤلفات القراءات والتراجم فالكلمات القرآنية (في الأصول والفرش) بأسانيدها الواردة في مقدمة الكتاب، التي أوصلتها إلينا كانت في جهة، و(تراجم القراء وضبط القراء وجرحهم وتعديلهم) التي ألّف فيها الداني،والذهبي،وابن السلار،وابن الجزري، في جهة، وهي لازالت كذلك إلى اليوم، وفي هذا دلالة على قصدهم وهو حفظ القراءات ككلمات محفوظة بحفظ الله لها، ومن جهة أخرى حفظ نقد الطرق الموصلة لها بذكر الثقة والضعيف،ونحوه.(1/2116)
3-(قضية تعليم القراءات) والإجازة: فقد كانت طريقة المقرئين في الإقراء : هي أنه لابد لكل من أراد أن يقرأ بمضمن كتاب أن يحفظه على ظهر قلب ليستحضر به اختلاف القراء أصلا وفرشا ويميز قراءة كل قارئ بانفراده وإلا فيقع له من التخليط والفساد الكثير فإن أراد القراءة بمضمن كتاب آخر فلابد من حفظه أيضا....) .وغير ذلك من التقسيمات المعروفة لهذا العلم، وأحسب أنّ الباحث المنصف يعترف بضمان هذه الضوابط التي لاتختلف عن مصطلح الحديث كثيراً فهي اصول ثابتة فيهما.
هذا بعض ما أردت أن أسجله في هذه المداخلة التي تسعى للتوصل إلى (المنهج التوثيقي للقراءات وفق أسس شرعية مقبولة). وفق الله الجميع.
وسأحاول إن شاء الله في دراسة قريبة تناول الموضوع التالي: (اختلاف القراء في ركن الإسناد،بين مؤيد للتواتر،ومقتصر على الآحاد مقارنة بمصطلح المحدثين). والله أعلم.
---
أحمد بزوي الضاوي
01-21-2007, 10:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل أمين الشنقيطي ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم على ما فتح الله عليكم من علم وبصيرة ، وآمل أن نتعاون لجمع ما يبين لمن يحتاج إلى بيان ، ولطمأنة قلوب المؤمنين ، أن القراءات القرآنية موثقة توثيقا لا يرقى إليه ، الشك ، وأن نقد بعض المحدثين لبعض القراء ، هو من باب الصناعة الحديثية ، وهو دليل على تحري الصدق و الأمانة العلمية ، و القيام بواجب صيانة النص الشرعي من كل تحريف ، فذلكم الإعجاز : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (الحجر:9) مع التنبيه على ضرورة احترام خصوصية كل حقل معرفي ، فلا ينبغي إسقاط المقررات العلمية والمنهجية الحديثية جملة و تفصيلا على القراءات القرآنية ، التي تحتكم إلى المقياس القرائي الثلاثي الأبعاد :
1- صحة السند .(1/2117)
2- موافقة الرسم العثماني ولو احتمالا .
3- موافقة العربية و لو بوجه .
إنها محاولة فهم و إفهام ، وبيان تهافت دعاوى المبطلين ، الذين يهرفون بما لا يعرفون ، أكثر منها محاولة تجديد .
وهذا نصا لأحد العلماء المغاربة الفضلاء ، إنه للشيخ سعيد أعراب ـ رحمه الله ـ حيث يقول : " إن من أركان القراءة الصحيحة صحة الإسناد، فعلى القارئ أن يعرف أحوال الرواة وطبقاتهم، و القراءة سنة متبعة ، ونقل محض ، وقد تقرر أن من شروط المقرئ أن يكون عاقلا ، عدلا ، ثقة، كامل الضبط ، ولا يجوز له أن يقرأ إلا بما سمع ممن تتوفر فيه هذه الشروط ، أو قرأ عليه وهو مصغ له ، أو سمعه بقراءة غيره عليه . وتشدد المتأخرون فلم يجيزوا إلا القراءة على الشيخ ، لأن المقصود كيفية الأداء ، ولا تتحقق إلا بذلك ، وليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على الأداء كهيئته.
أما الصحابة ، فربما ساعدتهم فصاحتهم و سليقتهم على الأداء كما سمعوه من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولأن القرآن نزل بلغتهم .
والإسناد من خصائص هذه الأمة ... وقد تنافس الناس في الأسانيد العالية ، وشدوا الرحال من أجلها ، وحلوا فهارسهم وأثباتهم بها " . ( القراء و القراءات بالمغرب : سعيد أعراب ، ص 72 ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، 1410 هـ / 1990 م .
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
---
أمين الشنقيطي
01-21-2007, 11:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،أخي العزيز الدكتورالضاوي،
لقد كنت أتجول بفكري في المصادر المتنوعة، لأجد ما يعين على تحري مسألة التواتر عند القراء فوجدت غرائب منها أن علماء الأصول رحمهم الله كانوا أكثر اعترافا بالتواتر في القراءات السبع من القراء أنفسهم،(شرح الكوكب الساطع على جمع الجوامع للسيوطي1/72 ، ونقل عن السبكي قوله: والسبع قطعا للتواتر انتهى وقيل إلا هيئة الأداء قيل وخلف اللفظ للقراء ...(1/2118)
فالقراء كانوا يعتمدون في نقل التواتر عليهم،(منجد المقرئين /81)، وكان المحدثون من المؤيدين لهذا الاعتراف المبني على أصول قوية متينة(كابن الصلاح في كتابه علوم الحديث/81)،
كيف لا وهم قد جددوا (علم الجرح والتعديل في القراءات) وأثبتوا أن هذين جائزان في الشريعة الإسلامية صونا لها عن الكذب، وحكى الإجماع علي جواز الجرح والتعديل في الشريعة الإسلامية في رياض الصالحين ،باب مايباح من الغيبة/279.
وفي الحق لقد كان القراء من القدرة على تأييد التواتر أنّهم لازالوا ينقلون هذه المسألة من كتاب منجد المقرئين الذي لم يفقد قيمته في العمل،بسبب رجوع ابن الجزري عن قوله بالتواتر فيه ،إلى القول بصحة السند، بل لايزال المنجد يحمل قيمة علمية عالية في التعريف بالقراءات، بدليل استشهاد العلماء به في غير مسألة التواتر، وفي تقريرهاكما هو الحال في لطائف الإشارات أحمد القسطلاني/(923هـ)،وغير ذلك من الأدلة التي سأسعى لإيرادها إن شاء الله.
وكان أيضا من منهجيتهم المؤصلة التوثيق للأسانيد والرجال، من كتب محررة على شاكلة (تقريب التهذيب في الحديث) فكتب الأئمة كالذهبي معرفة القراء على الطبقات والأعصار لمحمد الذهبي (748هـ)، ،وعبد الوهاب بن وهبان المزي(768هـ) بتحقيق د:أحمد بن فارس السلوم، وابن السلار (عبد الوهاب بن السلار 782هـ)، في طبقات القراء السبعة بتحقيق أحمد محمد عزوز،والجزري محمد (833هـ)، وكتابه غاية النهاية في طبقات القراء،والبقاعي أبو الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي(885هـ)، وكتابه عنوان العنوان بتحقيق د:حسن حبشي شاهدة على ذلك.
إن هذا كله بكل تأكيد منهجية تسعى للحفاظ على أسانيد القراءات العشر : لئلا تخرج عن الطريق الموثوق إلى المشكوك فيه.. القراءات القرآنية الفضلي/39.(1/2119)
وهي تتحرى إضافة القراءات للقراء العشرة لأنه لايصح القول فيها بأنها ليست مضافة لأحد،وعلل السخاوي سبب ذلك، لأنهم تصدوا لضبطها،ولأنها طريق اصطلاحي للنقل،ولأن القراءاة حاصلة قبلهم،جمال القراء 2/457.
---
أمين الشنقيطي
02-04-2007, 04:41 PM
(ختم المشاركة،واقتراح ندوة في موضوع المشاركة)
أخي الدكتور: أحمد بزوي الضاوي،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : في ختام مشاركتكم القيمة،التي عنوانها( القراءات القرآنية ومنهج المحدثين في التوثيق)، بما اشتملت عليه من محاورة هادئة بين المختصين في أواصر العلاقة بين العلمين، بناء عليه أطرح عليك أخي الكريم، وعلى مشرفي الملقى -حفظهم الله- مقترحا ليكون -إن شاء الله- نواة لندوة علمية عبر ملتقى التفسير،يشارك فيها عضوان من كلا التخصصين، يتحدث كل منهما في ما يتيسر له من معلومات وتأصيلات وفوائد لاغنى عنها للمتخصصين في كلا العلمين، وبالطبع بعد موافقتكم وموافقة مشرفي الملتقى المكرمين، وتكرمهم بوضع إعلان بارز لهذه الندوة في بوابة الملتقى.وإليك أخي الكريم عدداً من الموضوحات المقترحة:
من جانب الحديث
1- عرض لمصطلحات مشتركة بين العلمين.
2- حجية القراءات عند المحدثين ودفاعهم عنها.
3- بعض كتب تراجم الحديث التي ترجمت للقراء.
4-دور المدارس الحديثية في نشر القراءات.
من جانب القراءات
1- عرض لأسماء المحدثين المقرئين وجهودهم في نشر القراءات.
2- جملة من أسانيد القراءات مقارنة بأخرى حديثية.
3-بعض مناهج المحدثين التي استخدمها علماء القراءات.
4- دور مدارس القراءات في نشر دروس الحديث ومصطلحه.
وفق الله الجميع،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
أمين الشنقيطي
02-11-2007, 09:30 PM
صديقنا العزيز:الدكتور أحمد الضاوي ،بعد السلام،
فلازالت في انتظار إفادتكم حول الندوة المقترحة عبر الملتقى،ولعلكم بخير دائما إن شاء الله.
---
أحمد بزوي الضاوي
02-12-2007, 02:56 AM(1/2120)
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاض الأستاذ الدكتور أمين الشنقيطي ـ حفظه الله ـ : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد .
فإني أشكر لكم اهتمامكم بالموضوع ، كما أقدر فيكم نباهتكم العلمية ، وتميزكم في المناقشة العالمة المتزنة ، المتوشحة بالوقار ، و المتسربلة بالأدب الجم .
وإني أرى ما اقترحتموه يصلح أن يكون ندوة علمية ، بل إنني لا أكون مبالغا إن قلت أنكم رسمتم المحاور الأساسية لخطة علمية لبحث أكاديمي على مستوى الماجستير و يمكن تطويره ليصلح كأطروحة دولة .
وإنني أخي العزيز لم أتأخر في الرد على اقتراحكم إلا طمعا في أن يمن الله علي بجمع أطراف ماتدولناه حول هذه القضية العلمية المهمة ، ليكون فاتحة للندوة العلمية أو البحث الأكاديمي ، تضاف إلى المحاور المقترحة كتوطئة للموضوع . ولكن نزولا عند طلبكم ، وحبا في التواصل معكم ، و تقديرا لشخصكم الكريم آليت على نفسي المبادرة بالاتصال .
وتفضلوا أخي العزيز بقبول خالص تقديري و مودتي .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أمين الشنقيطي
02-12-2007, 08:00 AM
أخي العزيز الدكتور أحمد بزوي الضاوي: بارك الله فينا وفيك،ومتعنا ومتعك بالصحة والعافية،وبالتوفيق لكل خير.
وبالدعوات الصادقة من بلد الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم.
وبالنسبة للمحاورالسابقة سأقوم إن شاء الله بجمع ماتوفر لدي من معلومات فيها،
وسأتقدم بها عبر الملتقى محوراً محورا، بحسب الترتيب أعلاه،معتمدا منهجاتاريخيا،مبرزا الغرض الذي وضعته -وفقك الله- في عنوان هذه المشاركة.(1/2121)
ليتسنى من خلال ذلك كله دعوة رواد هذا الملتقى المبارك ،(ملتقى أهل التفسيرالكرام ) إلى الاستمتاع إلى فوائد علم القراءات وشيء من فوائد توثيق المحدثين لأسانيدها، وكذلك إلى ذكر جوانب هامة في الأمة الإسلامية شهدتها عبر مسيرتها فيها خير وثواب وعزة وكرامة ، كان الفضل في ترسيخها بعض الله عزوجل يرجع لأعلام الأمة من محدثين وفقهاء ومفسرين ولغويين وقراء ..وغيرهم.
وختاما: وفق الله الجميع، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
---
محمد يحيى شريف
02-18-2007, 10:18 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد(1/2122)
إنّ باب تصحيح وتضعيف الأحاديث والاجتهاد فيه لا زال مفتوحاً حيث هناك الكثير من الأحاديث التي تحتاج إلى نظر في أسانيدها ومتنها ، ولأجل ذلك فإنّ مجال الاجتهاد فيها لا يزال قائماً ، بخلاف القراءات القرءانية التي يُقرأ بها اليوم فهي محصورة ومصادرها كذلك وهي الشاطبية والدرة والطيبة وطرق هذه المصادر هي كذلك محصورة ومذكورة في كتاب النشر وهي في الجملة متواترة وإن كان ذلك التواتر لا يعمّ جميع الأوجه إلاّ أنها على ضربين متواتر وصحيح مستفاض متلقىً بالقبول والقطع حاصل بهما كما ذكر ابن الجزري في منجد المقرئين ، ويعني هذا الكلام أنّ كل ما ورد في النشر مقطوع بصحته وهذا راجع إلى شرطه الذي ألزم به نفسه عند تأليف كتابه النشر. ومن شكك في قطعية هذه المصادر فهو تشكيك في القرءان الذي نقرؤه ، فأكثر المصاحف اليوم كتبت على وفق ما رواه حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وهو من طرق النشر والشاطبية مصدرها الأصلي كتاب التيسير لأبي عمرو الداني ومصدر رواية حفص من التيسير هو كتاب التذكرة لابن غلبون بسنده إلى حفص عليه رحمة الله تعالى. فانظر أخي الكريم إلى أهمية هذه المصادر في نقل القرءان الكريم وأقصد من ذلك ما تضمنه كتاب النشر من الطرق والمصادر وما كان على شرط مؤلفه ، ومن اعتقد أنها هذه المصادر والطرق تفيد الظنّ فهو تشكيك في القرءان الذي نقرؤه نعوذ بالله من ذلك.(1/2123)
وعلى ما تقدم يظهر الفرق جلياً بين القراءات المتواترة التي يُقرأ بها اليوم والتي تفيد القطع من حيث الصحة وبين السنة النبوية المدوّنة والتي تحتوي على الصحيح والضعيف والموضوع والتي تخضع إلى قواعد مصطلح الحديث وقواعد الجرح والتعديل وغيرها من العلوم لتنقيحها من المعلل المقدوح واستخراج الصحيح منها وقد يقع الخلاف في بعض الأحاديث من حيث التصحيح والتضعيف وهذا منعدم في القراءات التي يقرأ بها اليوم. أمّا ما يتعلّق بالتحريرات فإنّ الأمر هيّن لأنّ الخلاف في ذلك لا يُخرِجُ القراءة عن حدّ التواتر إلى الشاذ.
وعلى ما سبق فالتجديد الذي يدندن حوله مشايخنا الكرام وهو التقارب بين قواعد الحديث والقراءات القرءانية لا يؤدي إلى نتيجة إيجابية لما سبق من البيان لأنّ الأهداف تتغاير فعلوم الحديث هدفها صيانة السنة النبوية من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ومساحة هذا الهدف لا تزال لكثرة الأحاديث النبوية التي تحتاج إلى نظر بخلاف القراءات التي يُقرأ بها الآن فإنها متواترة لا تحتاج إلى إعادة النظر في صحتها لأنّ المساحة محدودة ومحصورة بالصحيح المتواتر الذي لا يترك مجالا للاجتهاد والتصحيح إلاّ إذا كان من باب التأكيد والبيان. فالحاصل أنّ المشكل في علم القراءات والتجويد لا ينحصر في الأسانيد من حيث الصحة والضعف والتواتر بل الأمر أصعب من ذلك وهو الذي سأقترحه على مشايخنا الكرام فأقول وبالله التوفيق :
المشكل الذي يعاني منه المتخصصون في القراءات هو الخلاف في بعض المسائل الأدائية وهذا الخلاف نشأ من عدّة عوامل :
أوّلاً : التمسك بالمشافهة وعدم العدول عنها بأيّ حال ولو كان مخالفاً للحقّ
ثانياً : التمسّك بالنصّ على حساب المشافهة وهذا مذهب المحققين عموماً لا سيما في المسائل التحريرية
ثالثاً : الأخذ بالقياس والاجتهاد على حساب المشافهة والنص.(1/2124)
ولا أريد أن أضرب أمثلة لكلّ قسم حتّى لا يشوب هذا البحث نوع من الحساسية المترتبة على بعض المسائل التي كثر النقاش فيها وليس هذا محلّ البحث.
فمن الضروري أن يجتمع المتخصصون في علم التجويد والقراءات على ضبط بعض القواعد التي تكون مرجعاً معتمداً يُرجع إليها عند وقوع الخلاف وهذه الضوابط تتمثل في حلّ بعض المسائل التي يتخبط فيها مشايخ القراءات وسأذكر بعضاً منها على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر :
- هل المشافهة لوحدها تكفي في صحة القراءة ؟
- عند تعارض المشافهة بالنص فأيّهما يقدّم ؟
- ما هي ضوابط المشافهة ؟
- ما هي النصوص المعتبرة من النصوص الغير المعتبرة ؟
- كيف التعامل مع النصوص المتعارضة ؟ متى يكون الترجيح وكيف ؟ ومتى نُثبتُ الوجهين جميعاً من غير ترجيح ؟
- ما هي منزلة نصوص المتأخرين مقارنة مع نصوص القدامى ؟
- على أيّ أساسٍ يُقدّمُ وجه على وجه آخرٍ ؟ ومتى يكون الوجه أقوى قياساً ؟ ومتى يكون الأقوى شهرة وانتشاراً ؟
- متى يُتعامل بالقياس في القراءة وما هي حدوده وضوابطه ؟ وهل يقدّم على النص والمشافهة
- ما هي قواعد وأصول علم التحريرات ؟ على أيّ أساس أثبت المحررون بعض الطرق التي لم تذكر في النشر ؟ ما هي طرق الشاطبية ومصادرها على سبيل الحصر ؟ وكيف يُحكم على طريق من الطرق أو مصدر من المصادر أنّه من أصول الشاطبية ؟ .............وغيرها من الأمور التي لا بدّ أن تضبط جيّداً ، وعدم الاعتناء بهذه الأمور ترتّب عنه الخلاف الذي نشاهده اليوم مع اتفاق الأسانيد والمصادر وسيكون الخلاف أكثر في المستقبل إن لم يتدارك العلماء ذلك.(1/2125)
وإذا كثر الخلاف في أيّ علم فلا بدّ له من ضوابط ، فعلم أصول الفقه وُضِع نتيجة الخلاف الذي كان بين الفقهاء قديماً وهذا يقال في العلوم الأخرى كعلم مصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل وعلم أصول التفسير وغيرها لتكون الأمور محصورة قدر الإمكان لتضييق مجال الخلاف الذي قد يؤدّي إلى الفرقة. فكذلك علم التجويد والقراءات فلا بدّ من ضوابط تجمع مشايخ الإقراء على الأمور التي يختلفون فيها وخاصّة ما نراه الآن من بعض المسائل التي أخذ فيها بالقياس والاجتهاد على حساب النصّ والمشافهة وبعد أمدٍ قريب يصبح ذلك القياس من المشافهة فتتغيّر المشافهة من زمن إلى زمن.
هذا ما أردتّ قوله باختصار وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري.
---
أمين الشنقيطي
02-19-2007, 07:17 PM
أخي الشيخ يحي شريف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: قلت: ومن اعتقد أن هذه المصادر والطرق تفيد الظنّ فهو تشكيك في القرءان الذي نقرؤه نعوذ بالله من ذلك.
وقلت: وعلى ما سبق فالتجديد الذي يدندن حوله مشايخنا الكرام وهو التقارب بين قواعد الحديث والقراءات القرءانية لا يؤدي إلى نتيجة إيجابية لما سبق من البيان لأنّ الأهداف تتغاير فعلوم الحديث هدفها صيانة السنة النبوية من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ومساحة هذا الهدف لا تزال لكثرة الأحاديث النبوية التي تحتاج إلى نظر بخلاف القراءات التي يُقرأ بها الآن.
قلت: يبدوا أنك ياشيخ يحي لم تقرأ ماعلّق به المشايخ الكرام جيدا،
وأريد أن أسألك أسئلة تجيبني عليها بنعم أولا، وعلى القول بتواتر القراءات العشر.
1- هل هناك علاقة بين علم القراءات وعلم الحديث ولو من وجه؟
2- هل هناك حاجة لمعرفة رجال السند في القراءات؟وما هي أهميته لمن يحاول تحقيق كتاب في القراءات فيه رجال فيهم جرح مفسر مثلا؟(1/2126)
3- هل من الترف الفكري قيام علماء كالذهبي وابن الجزري بعمل تراجم للقراء؟
4-هل علم القراءات قاصر على القراءات القرآنية المتواترة؟
5- هل نص أحد العلماء على أن القراءات تتاثر بجرح الرواة والطرق والرجال؟
هذه الأسئلة إن تمت الإجابة عليها بنعم فخذ في دراسة موضوعها مع الإخوة،وإن كانت الأخرى فعلل بإجابات وافية سلمك الله وافادنا من علمك.والله أعلم.
ولي إن شاء الله تعقيب، وقد قيل في الأصول: المثبت مقدم على النافي.
---
محمد يحيى شريف
02-21-2007, 05:01 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فضيلة الشيخ الدكتور ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمّا عن سؤالكم الأوّل : فأقول نعم هناك علاقة بين علم القراءات وعلم الحديث لأنّ كلا العلمين مبنيّ على الإسناد ، وصحة السند مبني على أسسٍ وقواعد يتفق عليها عموما كلا العلمين.(1/2127)
أما عن سؤالكم الثاني : نعم هناك حاجة عظيمة لمعرفة رجال السند في القراءات وله أهمّية كبيرة لمن يحاول تحقيق كتابٍ من الكتب لمعرفة أحوال رجاله وهذا من الزيادة في العلم والمعرفة وهذا لا أظنّ أنّ واحداً ينكره ولكن هل هذا العلم يزيد في قوّة سند القراءات التي يقرأ بها اليوم مع تواترها جملة كما سبق بيانه ؟ هل هذا العمل سَيُسقِط بعض الطرق أو الروايات التي يُقرأ بها اليوم ، مع العلم أنّ دراسة علم الحديث فائدته عموماً هو صيانة السنة النبوية من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ومجال ذلك لا يزال مفتوحاً. أقول : هل هو كذلك بالنسبة للقراءات التي يُقرأ بها اليوم ؟ لا شك أنّه ليس كذلك لتواترها جملة وصحتها تفصيلاً. أقول : إن كان الغرض من معرفة إسناد رجال القراءات من باب التصحيح والتضعيف فلا حاجة في ذلك في نظري وهو مجرّد رأي فقط يحتمل الخطأ وإن كان لأغراض أخرى فلا شكّ أنّه أمرٌ مفيد بل عظيم الفائدة. إذن فالمسألة متعلّقة بالغرض والهدف من معرفة رجال أسانيد القراءات والدليل على ذلك أنّ علم التحريرات قائم على معرفة الرجال والأسانيد والطرق بعزوها إلى أصولها فكانت الثمرة ولله الحمد واضحة مع العلم أنّ المحررين أنفسهم لم يقدحوا في تواتر طرق النشر جملة ولم يعترضوا على شرط ابن الجزري واختياره للطرق ، إلاّ أنهم قاموا بعزو كلّ طريق على حدة منعاً للتركيب والخلط بين الطرق.(1/2128)
أمّا عن سؤالكم الثالث : أعوذ بالله أن أقول ما ليس لي بحق. تراجم القراء والتأليف في ذلك أمرٌ ضروري ، ولا أدري هل هناك وسيلة أخرى لبيان أحوال الرجال الذين نقلوا لنا العلم. وتعلم جيّداً أنّ صحة القراءة متوقفة على صحة السند. وصحة السند متوقفة على أحوال الرجال وأحوال الرجال لا تُعرف إلاّ بالترجمة لهم. وفي وقت الإمام الذهبي عليه رحمة الله تعالى لم تكن طرق القراءات المتواترة محصورة بالشاطبية والدرة والطيبة فكانت هناك طرق أخرى صحيحة ممن توفرت فيها الشروط الثلاثة ولكنها ليست على شرط ابن الجزري ويُحتمل أن يكون بعضاً منها على شرطه ولم تُنقل في كتاب النشر. أمّا كتاب غاية النهاية فلا بدّ منه ليبيّن مؤلّفُه أحوال الرجال الذين نقل عنهم القراءات ممن كانوا من رجال النشر أو غيرهم وليبيّن السبب الذي من أجله لم يدخل بعض الرجال ضمن رواة كتاب النشر وكذلك السبب الذي ردّ به بعض الأوجه الأدائية بسبب علة قادحة في بعض الرواة الذين نقلوا الوجه المردود.
أمّا عن سؤالكم الرابع : أجيبك بسؤال : هل هناك قراءات غير القراءات القرءانية وهل هناك قراءات غير متعلقة بالقرءان الكريم ؟ أظن أنّه لم يتضح لي السؤال ؟
أمّا عن سؤالكم الخامس يكفي الجواب عنه أنّ أسانيد القراءات متوقفة على أحوال الرواة.
والخلاصة أنّي لم أقل أنّ المقارنية بين العلمين لا يؤدّي إلى فائدة وإنّما يكون ذلك عندما يكون الغرض التصحيح والتضعيف ما هو موجودٌ في النشر كالذي يريد تصحيح صحيح البخاري وصحيح مسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
أمين الشنقيطي
02-22-2007, 03:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
سلمك الله ياشيخ شريف، وردك موفق إن شاء الله،
ومرحبا بك معقباً في ندوات أو مداخلات في هذا الموضوع وغيره،في هذا الملتقى الطيب.
---
محمد يحيى شريف
02-22-2007, 04:51 PM(1/2129)
جزاك الله خيراً شيخنا على الترحيب بي في هذه المشاركات الطيبة ولي في ذلك الشرف العظيم
محمد يحيى شريف الجزائري
---
أمين الشنقيطي
02-22-2007, 10:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
حبذا ياشيخ يحي شريف لو الفت وريقات في الموضوعين أعلاه، وتحاول أن تنجزهما كلا على حدة، سالكا منهجا علميا محددا، وفق رؤية تتناسب والشريحة التي تريد خطابها،ثم تعرض ذلك على المختصين،واحسب أن قيامك بذلك سيلاقي نجاحا كبيرا لدى المختصين وفقني الله وإياك. والسلام.
---
أمين الشنقيطي
02-24-2007, 08:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أخي الدكتور الضاوي سلمك الله عودا على بدء، مارأيكم في إيجاد وسيلة لتعديل عنوان موضوع المشاركة ليكون (جهود القراء المحدثين في حفظ القراءات وتعليمها من خلال تراجمهم)،
أرجوا الإفادة وفي انتظار عودتك للتعليق في الموضوع بعباراتك المشرقة الفياضة المتلئلئة دائما.والله يحفظكم ويرعاكم.
---
محمد يحيى شريف
02-25-2007, 11:02 AM
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
إنّ ما نشاهده اليوم من الخلاف في مسائل التجويد والقراءات مع اتفاق المصادر والتقاء الأسانيد في طبقة من الطبقات يجعلنا نتساءل عن سبب ذلك ، والأدهى مع ذلك أننا نجد الخلاف يعتري المسائل الأدائية التي لا اجتهاد فيها والتي لم يختلف فيها القدامى ولم يُنصّ على التخيير فيها ، ولقد حاولت أن أتتبع هذه المسائل الخلافية ووجدتّ أنّ السبب الرئيسي لهذا الاختلاف يرجع إلى الاختلاف والاضطراب في المنهجية المتمثلة في التعامل مع مصادر علم التجويد والقراءات والتي يمكن حصرها في ثلاثة أمور :
أوّلاً : المشافهة ، ثانياً : النصوص ، ثالثاً : القياس.
يختلف العلماء ومشايخ الإقراء في التعامل مع هذه المصادر الثلاثة ويمكن تقسيم هذا الخلاف إلى ثلاثة أقسام :
1 - فمن المشايخ من يعتمد على المشافهة مطلقاً ولو على حساب النصّ.(1/2130)
2 - ومن المشايخ من يقدّم النصّ على المشافهة.
3 - ومن المشايخ من يقدّم القياس في بعض المسائل على حساب النصّ والمشافهة ويصير ذلك القياس مع مرّ الزمان من المشافهة إذا تلقاه المشايخ بالقبول.
4 - ومن المشايخ من يخلط بين المناهج الثلاثة فتارة يتمسّكون بالمشافهة على حساب النصّ كما هو الحال في مسألة الضاد ، وتارة يتمسكون بالنصّ على حساب المشافهة كما هو الحال في التحريرات ، وتارة أخرى يقدّمون القياس على النصّ والمشافهة كمسألة الفرجة في الميم المخفاة وغيرها. وهذه الأمثلة ذكرتها من باب توضيح اختلاف المناهج واضطرابها وليس من باب إثارتها من جديد والله على ما أقول شهيد.
فمن الضروري أن يتفق المشايخ على منهجية معيّنة يتعاملون بها مع هذه المصادر في كلّ المسائل التي يختلفون فيها حتّى يضيق مجال الخلاف وتكون الأمور أكثر انضباطاً وتقعيداً ويزول الاضطراب الذي سبب الفرقة والتعصّب الذي نشاهده اليوم في بعض المسائل.
وللوصول إلى هذه المنهجية لا بدّ من مراحل وخطوات والتي تتمثّل فيما يلي :
أوّلا: بيان معنى المشافهة ومنزلتها اليوم في الحكم على صحة الوجه. وهل كلّ ما أُخذَ من المشايخ يستلزم الصحة ؟
ثانياً : بيان منزلة النصوص في الحكم على صحة الوجه وبيان المعتبر منها من غيره وما الذي يفيد القطع من غيره ومتّى يُحكم عليه أنّه يحتمل أكثر من وجه وغير ذلك.
ثالثاً : القياس وبيان معناه وحدوده وضوابطه في علم القراءة وهل يجوز العمل به الآن أم لا بدّ من غلق بابه مطلقاً أم يجوز في حالات معيّنة وما هي هذه الحالات ؟
رابعاً : بيان كيفية التعامل بين هذه المصادر الثلاثة عند التعارض فإذا تعارض النص مع المشافهة فأيّهما يقدّم ، وإذا تعارض النصّ مع القياس فأيهما يقدّم وإذا تعارضت المشافهة مع القياس فأيّهما يقدّم.
خامساً : معالجة كلّ المسائل الخلافية وفق المنهجية التي يتفق عليها المشايخ.(1/2131)
هذا ما أردتّ عرضه باختصار على مشايخنا الكرام قبل الخوض في هذه المراحل بشيء من التفصيل راجياً أن يلقى موضوعي هذا دعماً وتوجيهاً منكم ليكون شاملاً وملماً بجميع الجوانب خدمة لهذا العلم وأكثر نفعاً للمتخصصين فيه.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
أحمد بزوي الضاوي
02-26-2007, 04:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أمين الشنقيطي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإني أشكر لكم تواصلكم وتقديركم ، وكم أنا حريص أن أقرأ لكم ، مستمتعا بردودكم العلمية الرصينة ، و أدبكم الجم . ونزولا عند رغبتكم ، وحرصا على إيفاء الموضوع حقه ، وبيانا لأهميته فإني قد عملت على تدوين ما عن لي عن الموضوع ، أرجو أن يكون سبيلا لمزيد من النقاش العلمي .
و لا أخفي على فضيلتكم أن ما أثرتموه حثني على المزيد من البحث والتنقيب في كتب تنتمي لمجالات علمية قد يظنها البعض بعيدة عن القراءات القرآنية ، فإذا بي أجد بها قضايا مثارة منذ زمن بعيد من قبل الفقهاء المالكية ، و نص عليها الونشريسي ( ت 914 هـ ) في كتابه الرائع : " المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب " تحقيق مجموعة من الفقهاء تحت إشراف أستاذنا الدكتور محمد حجي ـ رحمه الله ـ ، نشر وزارة الأوقاف ، المغرب . مما يؤكد ما أشرت إليه في أول عرض للموضوع من أن العلوم الإسلامية تشكل منظومة متكاملة لا يمكن فهم إحدى جزئياتها إلا في إطارها الشمولي ، مما يحتم علينا كباحثين تجاوز النظرة التجزيئية ، وأن تكون مقارباتنا العلمية ذات بعد شمولي تتمثل الإسلام باعتباره منظومة متكاملة .(1/2132)
و قبل أن أشرع في عرض ما نوهت به ، أحب أن أبين أنكم ـ يا أخي الشنقيطي ـ بالعنوان الذي اقترحتموه، تفتحون بابا آخر لمعالجة المسألة . و ليت الذين يبحثون عن مواضيع تصلح لإنجاز أبحاث الماجستير والدكتوراه ، يتابعون مثل هذه المحاورات العلمية ، فإنهم سيقعون على نفائس ودرر، تحتاج عينا بصيرة ترمقها ، و عقلا كبيرا يستوعبها ، و قلبا فياضا يحتضنها ، ويدا قديرة تتعهدها.
كما أنوه بمشاركة الأخ الفاضل محمد يحيى شريف ـ حفظه الله ـ متمنيا على الله تعالى أن يوفقه لما يحبه و يرضاه ، و أن تكون هذه المناسبة فرصة لمزيد من التواصل و التعاون .
** تسير العلوم الإسلامية في خطين متوازيين :
1- التوثيق .
2- الفهم .
وما يهمنا هنا هو التوثيق مناهجه ، قواعده و أصوله العامة ، وطرقه الإجرائية التي اعتمدها العلماء في كل حقل معرفي من حقول المنظومة المعرفية الإسلامية. تجنبا لما يمكن الاصطلاح عليه بالإسقاط المنهجي ، حيث اعتماد مناهج لا تراعي خصوصيات المجال أو الموضوع ، مما يجعل الدراسة غير علمية ، و تفتقد للمصداقية ، فضلا عن أنها تنتهي إلى نتائج غير مرضية ، و غير علمية ، لأن ما أسس على باطل فهو باطل . وهذه المسألة لا ينتبه إليها كثير من الباحثين ، حيث تجدهم حذرين من الوقوع في الإسقاط المعرفي ، و لكنهم لا يرون بأسا في الإسقاط المنهجي ، علما أن البحث العلمي يعتمد الرؤية و المنهج ، فهما رجلاه اللتان يستوي عليهما قائما، و دعامتاه اللتان يبنى صرحه عليها . و من ثم وجب التنبيه إلى أن الإسقاط إسقاطان : معرفي و منهجي .
أ ـ البديهيات المعرفية و المنهجية : لا بد لنا من بيان البديهيات المعرفية و المنهجية بالنسبة للقراءات القرآنية في صلتها بعلوم الحديث من حيث التوثيق ، و التي يمكن حصرها في ما يلي :
1- للقراءات القرآنية صلة بعلوم الحديث .
2- القراءة سنة متبعة .
أهمية السند بالنسبة للقراءات القرآنية .(1/2133)
3- لا يمكن أن تكون القراءة قراءة ما لم تكن صحيحة السند .
4- التواتر عند القراء ليس هو التواتر عينه عند المحدثين ، باعتباره يعتمد المقياس القرائي :
أ ـ صحة السند .
ب ـ موافقة الرسم العثماني و لو احتمالا .
ج - موافقة اللغة العربية و لو بوجه .
إن القراءة متى توفرت فيها شروط المقياس القرائي فهي قراءة صحيحة ، لا يجوز ردها سواء كانت من السبعة أم غيرها . ومن ثم يمكننا أن نفهم كيف أن بعض العلماء قد تكلموا في بعض القراء ، و مع ذلك فإن ذلك لم يؤثر في صحة قراءتهم ، و صحة الأخذ عنهم .
إن القراءة متى اتصل سندها برسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ، ووافقت الرسم العثماني ، ووافقت سنن العرب في الكلام ، فإنها أصبحت قراءة متواترة . أليس رسم المصحف متواترا ، أخذه الجمع الغفير الذين لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن نظائرهم وصولا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ . أليست موافقة العربية محققة للتواتر ؟، باعتبارها القوانين التي تحكم اللغة العربية ، و التي يستبطنها الوجدان العربي ، و يستطيع بفضلها قبول أو رد جملة أو جملا دون الاحتكام إلى قواعد مقررة ، و دون حاجة إلى التعلم . إنها السليقة اللغوية التي يمتلكها صاحب اللسان العربي ، باعتبارها لغته الأم ، كما هو متعارف عليه في العلوم اللغوية : " اللسانيات " .
تأسيسا على ما سبق نجد القراء يشترطون في قبول القراءة أن تكون غير مخالفة لما استقر عند ائمة الإقراء قراءة صحيحة سليمة من الغلط و الشذوذ .
وهنا نتساءل : الشذوذ عن ماذا ؟ إنه الشذوذ عن العرف القرائي ، حيث استقرت القراءة بأن أخذها جيل عن جيل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ .(1/2134)
إن المسألة عندي شبيهة بموقف المحدثين و الفقهاء من الحديث المرسل ، فبينما يعتبره المحدثون حديثا ضعيفا باعتبارها لا تتحقق فيه شروط الصحة بفقدانه شرط اتصال السند . نجد قطاعا عريضا من الفقهاء يعتبرونه حديثا صحيحا قد يرقى إلى مرتبة المتواتر ، باعتبار المُرسل لا يُرسله إلا بعد أن يكون قد رواه عن أئمة عدول ثقاة ضابطين كثر ، يطول الأمر بذكرهم ، فلما اطمأن لصحته أرسله .
إن الحرص على التوثيق حرص على سلامة النصوص الشرعية من التحريف بالزيادة أو النقصان ، أو التغيير و التبديل ، أو غيرها من صنوف التحريف التي تلحق ضررا بالغا بالمتلقين ، ونخص بالذكر منهم المؤمنين ، لأنهم يتعبدون الله تعالى بما تقرره النصوص الشرعية . فضلا على أن الحكم التوقيفي و الاجتهادي مرتبط من جهة بوثوقية النص ، ومن جهة أخرى بدلالته . إن الأمر باختصار شديد يتعلق بالتوثيق و الفهم .
إن خصوصية القراءات القرآنية تحتم علينا عدم إسقاط أحكام المحدثين و مقاييسهم على القراء و القراءات جملة و تفصيلا . مما يلزمنا برد الأمور إلى نصابها بالاحتكام إلى قواعد علم القراءات ومقرراته التي لا يمكن أن ينضبط إلا بها . يقول الونشريسي ( ت 914 هـ ) ـ رحمه الله ـ : " لا يعرف القراءة ووجوهها إلا أهلها ، وغيرهم لا يعرفون أصلها ، فضلا عن توافرها . وسبيل ذلك سبيل أصحاب الصنائع و الآلات يعرفونها ، فتواترها عندهم خاص بهم ، وهكذا أرباب العلوم في اصطلاحات لهم تتواتر عندهم " ( المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية و الأندلس و المغرب ، ج 12 ، ص 118 ) .
فلا تناقض ـ في اعتقادي ـ بين تعامل القراء مع المجروحين من قبل علماء الحديث ، لأن المحدثين يتكلمون بمقاييسهم ، و يحتكمون إلى قواعدهم ، و كل ذلك يخص مجال الحديث ، و نخل المرويات ، ليصطفوا منها أحاديث نبوية شريفة ، ترقى من حيث الوثوق لأن تكون المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي .(1/2135)
ومن ثم فإنه يمكن أن نجد من القراء من هو في عداد المجروحين عند المحدثين ، ورغم ذلك تؤخذ عنه القراءة ، لأن مجال القراءة يعتمد مقياسا ثلاثي الأبعاد :
أ . السند .
ب . الرسم .
ت . العربية .
فضلا عن العرف القرائي المتمثل في ما اجتمعت عليه العامة ، كما بين مكي بن أبي طالب ( ت 437 هـ ) في كتابه الإبانة عن معاني القراءات : " إن الصفات المعتبرة في المختار من القراءات أن تكون القراءة قد اجتمعت عليها العامة " فمكي ـ رحمه الله ـ يرد الأمر إلى الاتباع من غير نظر في شروط و لا في أركان ، و السبع عنده و عند غيره من القراءات المختارة . و الصواب في القراءة اتباع الجماعة و تقليد الأمة الماضية ، و لاأجد حجة عن الحق ، و الحق هو الحجة على الخلق " ( المعيار 12 / 121 ).
ويؤكد ذلك علم الدين السخاوي ( ت 643 هـ ) في كتابه جمال القراء وكمال الإقراء في رده على انتقاد محمد بن جرير الطبري لقراءة ابن عامر : " وأما ما رواه عن ابن عامر أنه قال : هذه حروف أهل الشام التي يقرؤونها فليس في ذلك ما يناقض رواية هشام عن عراك ، بل في ذلك تأييد لروايته وتقوية لها ، إذ كان أهل الشام قد أجمعوا عليها ، و لا يلزمه أن يذكر الإسناد في كل وقت ، و من أين للطبري أنه كان يقول ذلك في كل وقت و لا يذكر إسنادا " ( جمال القراء ج 2 ، ص 435 ) .(1/2136)
بل إن ما ينبغي الإشارة إليه أنه داخل مجال الحديث نجد العلماء يجرحون بعض العلماء الأفذاذ في مراحل متقدمة من حياتهم ، باعتبار المسألة نسبية و ليست على إطلاقها كما يعتقد الغر الذي لم يتمرس بصناعة القوم . وهنا نتساءل من من الناس ـ إلا من رحم الله ـ من يظل ضابطا متقنا دون أن تنوء به نوائب الدهر ، وتعود عليه عوادي الزمان ؟ . وكل ذلك يقوم شهادا على حراسة العلماء للدين ، ونزاهتهم العلمية ، ودقتهم في التوثيق ، وصدقهم و أمانتهم وإخلاصهم . وما دفعهم إلى ذلك إلا إيمانهم بأن الله تكفل بحفظ الدين عامة و كتابه خاصة ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) .فلم يكن لديهم ما يخشونه أو يتسترون عليه ، بل كان رائدهم الحق ، ومقصدهم الحقيقة ، و سبيلهم بذل الجهد ، و صدق التوجه ، و إخلاص النية ، وعزيمة و عمل ، و توكل ، وتعليق النتائج على رب الأسباب .فلم يجعلوا من أنفسهم أوصياء على الدين ، و لم يدعوا احتكار الحقيقة ، فالله تعالى حافظ كتابه ، و ناصر دينه ، و مظهره و لو بعد حين ، فالعاقبة للمتقين : ( إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(لأعراف: من الآية128).(1/2137)
إننا كما سبق أن بينا مقصدنا الفهم و الإفهام ، و الاطمئنان و الطمأنة ، ليصبح إيماننا مؤسسا على العلم و المعرفة ، فيرقى إلى اليقين ، هذا من جهة ، و من جهة أخرى نطمح إلى أن نوفق إلى بيان لمن يحتاجه ، أن نصوص الشريعة الإسلامية موثقة محفوظة ، وأن الذين يحاولون اللعب على وتر التشكيك في النصوص الشرعية من حيث التوثيق لن يفلحوا لأنهم بذلك إنما يحادون الله تعالى ، و الله بالغ أمره . كما أنني طرحت الموضوع عندما وجدت من ينسبون إلى الثقافة ظلما و عدوانا ، ويتبوؤون مقاعد قيادية ، يهرفون بما لا يعرفون ، حتى إنك لتجد أحدهم ينسب التحريف لقراءة حفص ، ويزعم أنها مخالفة لمعهود قراءة المغاربة ، ويعلن ذلك على الناس في إحدى الفضائيات الإخبارية : (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)(الكهف: من الآية5).
ونخلص مما سبق إلى تقرير ما يلي :
1- القراءة سنة ، و من ثم لا يردها كما قال ابن الجزري في النشر : " قياس عربية، و لا فشو لغة " النشر 1/10 .
2- وجوب الاقتداء بمن سلف .
3- تلقى الصحابة القرآن الكريم عن الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ بالسماع و العرض ، وكذلك نقلوها إلى التابعين ، فأتباع التابعين إلى أن وصلنتا ، و لا زال الأمر كذلك .
4- تواتر نقل الوجوه الصحيحة للقراءات .
5- القراءة موثقة بالمشافهة و الكتابة .
6- لا يخالف القارئ جمهور أهل بلده الثقات ، باعتبار القراءة عرفا مستقرا .
7- لا يخالف القارئ ما رواه الأئمة أصحاب السند الأصل ، فالقراءة توقيفية ، لا مجال للاجتهاد فيها .
8- شروط المقرئ :
أ . الإسلام .
ب . العقل .
ت . البلوغ .
ث . العدالة .
ج . الأمانة .
ح . الخلو من الفسق .
خ . المروءة .
د . الضبط .
ذ . التمكن المعرفي .
ر . الشهرة العلمية .
ز . الخبرة الناتجة عن طول الممارسة للقراءة و الإقراء .(1/2138)
س . الإقراء بما سمعه من شيوخه أو عرضه عليهم ، أو سمعه بقراءة غيره عليه .
ش . الاقتصار على القراءات الصحيحة .
ص . اختيار الشيوخ بأن يأخذ عمن ثبتت عدالته عنده أو عمن تقدمه ، وتحقق لقيه لمن أخذ عنه إذا صحت معاصرته .
ض . أن تكون الكتب التي قرأ بها على شيوخه مشتملة على شرطين : أحدهما ثبوت الرواية فيه أصلا .و الثاني ثبوته فيه أداء . ( النشر 1/192 – 193 .
ط . بركة العمر .
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
شريف بن أحمد مجدي
02-27-2007, 01:43 AM
السلام عليكم
معذرة لهذه المداخلة ، ولكني أود طرح سؤال وهذا السؤال ناتج عن طريقة تعامل القراء مع السند .
وسؤالي : هل هناك قراءة رُدت بسبب ضعف في السند ـ أي في أحد القراء ـ ؟؟ وهل هناك من رد قراءة بسبب فسق قارئ ؟؟
أم أنهم يردون القراءة بسبب انفراد الراوي ومخالفته لسائر من في عصره ؟؟
أم أن مسألة السند مسألة زائدة علي الموضوع ، والأصل الشهرة والاستفاضة . ؟؟
وجزاكم الله خيرا
---
أمين الشنقيطي
02-27-2007, 06:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أخي الكريم :
قلت في مداخلتك : هذا السؤال ناتج عن طريقة تعامل القراء مع السند . وسؤالي : هل هناك قراءة رُدت بسبب ضعف في السند ـ أي في أحد القراء ـ ؟؟ وهل هناك من رد قراءة بسبب فسق قارئ ؟؟ أم أنهم يردون القراءة بسبب انفراد الراوي ومخالفته لسائر من في عصره ؟؟ أم أن مسألة السند مسألة زائدة علي الموضوع ، والأصل الشهرة والاستفاضة . ؟؟
أخي الكريم مداخلتك هذه هل جاءت من واقع قراءة سابقة للمداخلات أعلاه أم هي وجهة نظر فقط ظهرت من خلال العنوان.
أخي نحن نتحدث في واقع معروف ولانريد أن نعطي أحكاما في المسلمات المتيقنة عند القراء ،
أخي نحن أبناء مدرسة القراءات،(1/2139)
ولن نقول إن شاء الله إلا حقا، وتذكيرا أقول: لاعلاقة لما نبحثه بإدخال قراءة متواترة جديدة،ولارد قراءة لضعف سندها،أو لضعف راويها،ولا لانفراده ومخالفته .
نحن كما قلت: نتحدث عن علاقة قضية السند بعلوم القراءات وهي أحد علومه كما هو معروف، بمصطلح علوم الحديث، أخي الكريم: نحن نتحدث عن فهم موضوعي لتاريخ توثيق القراءات برؤية توافقية على عدة مسائل نريد إيجادها بين العلمين، تكون حلا لكثير من الإشكالات العلمية المطروحة.
و نريد كذلك أن نقول أنّ القراء المتأخرين استندوا على القول بالتواتر عند المحدثين وعند الأصوليين فهل في ذلك ضير علينا،
نحن نريد أن نقول إن مدرسة ابن الجزري اشتملت على قولين يرجعان إلى اشتراطه التواتر أولا ثم إلى اشتراطه صحة السند كيف نفهم هذا التحول..الخ
هذا بعض ماكنا ندندن حول وتحياتي القلبية ودعواتي لصديقي العزيزين الدكتور الضاوي والشيخ محمد شريف. والله الموفق، ولي مداخلة قريبة إن شاء الله في الموضوع الأول الذي هو عنوان المشاركة.
---
أمين الشنقيطي
02-27-2007, 10:59 PM
أخي العزيز الدكتور أحمد الضاوي: العنوان مرة أخرى هو ( القراءات القرآنية ومنهج المحدثين في التوثيق)، ومضمونه يحتوي على مسألتين:
1- قضية التوثيق وهي مما ابتكره قلمك السيال، فلم يثر أي جدل عند أحد من المتخصصين المتابعين.
2- قضية التلقي بين القراء وقد أسهم صديقنا الشيخ شريف في تحديد معالمها بشكل واضح،وسيأتي إن شاء الله تناولها في مداخلة تالية.(1/2140)
ودعنا ياصديقي الكريم: نتحدث عن الأولى منهما،وهي مداخلتك حيث أرى أننا إن جئنا بأمثلة واضحة، كان ذلك معقولاً ويدل على نجاح كبير في هذه المشاركة الطيبة، وإليك هذه الأمثلة ، المثال الأول يتمثل في قول بعض المحدثين بالتواتر. والثاني أنّ السند في الاصطلاح طريق المتن،وأنّ الإسناد رفع الحديث على قائله أي بيان طريق المتن برواية الحديث مسنداً، وأنّ السند عند علماء القراءات : هوسلسلة الرواة الذين نقلوا القراءة والرواية والطريق والوجه عن المصدر الأول، أو هو الطريق الموصلة إلى القرآن. والثالث ماقرره د:محمد سيدي في كتابه الإسناد عند علماء القراءات حيث قال : قال ابن مجاهد(السبعة /48، 49) مشبها للآثار الواردة في حروف القرآن بالاثار الواردة في الحديث من حيث القبول والرد والصحة والضعف ،مما يستلزم النظر في الأسانيد وفحص الروايات من العلماء المختصين العارفين/159.
بعد هذه الأمثلة دعنا نواصل الحديث عن ( توثيق السند بين القراء و المحدثين وأوجه العلاقة واثر ذلك على علم القراءات)،(1/2141)
يا صديقي العزيز الدكتور الضاوي : كنتَ ذكرت لي في أقرب مداخلاتك في هذه المشاركة أعلاه ،أمورا هامة أشرت فيها إلى التوثيق والفهم ،والإسقاط المنهجي، وإمكانيته في علم القراءات ،وأنّه منه كانت للقراءات صلة بالحديث، وأنه لسندها أهميته الخاصة فهو يدل على الحرص على التوثيق، ثم بنيت على هذا أنه لا تناقض بين أن يعامل المحدثون القراء (أي من كان فيه جرح) معاملة مجروحي الحديث لأن مقياس الجرح بحثي صرف. وأنّه عند البحث بطريقة القراء عن هؤلاء المجروحين،قد يستنبط من كلام مكي مثلا أنه يرى الأخذ بشرط (العامة) في الحكم على المروي دون نظر في الأركان الثلاثة، وهذا يستفاد منه جواز عدم الأخذ بالجرح إن تقدم وقته، وتمّ نسخه بتعديل متأخر،ثم قدمت النتائج مقرراً: أنّ نصوص الشريعة موثقة، وأنه لم يفلح المشككون في التشكيك في القراءات، وأن الدليل على ذلك عدم نجاحهم في التشكيك في حفص وروايته لمجرد ورود نقد فيها، ثم ذكرت (خلاصة): ذكرت فيها مسلك القراء في معرفة القراءة، وفي معرفة المقرئ.وقد سبق كلامك هذا مقدمة منهجية رائعة تحوي عبير العبارات الرائقة،والمقدرة الأصيلة فلله دركم.
ثمّ كان تعليقي عليها اليوم : هوأنّ عنونة المشاركة بـ( القراءات القرآنية ومنهج المحدثين في التوثيق)،كان صائبا، وصادقا فيما وضع له،
وقد عجلت إليك ياصديقي بالجديد في المسألة أذكره لك من خلال قصص واقعية علّك ترضى:(1/2142)
1- سألت مرة شيخنا الدكتور أحمد عبد الوهاب الشنقيطي حفظه الله أستاذ الأصول في الجمعة الإسلامية عن آحاد القراءات، وقدكان ألف كتابا في (خبرالآحاد وحجيته)، وسألته بعد أن قرأت كتابه فرأيته لم يتعرض لأخبار الآحاد الواردة بالقراءات، فقال لي: تتبعت الآحاد عند المحدثين والفقهاء والأصوليين واللغويين وتوقفت عند القراء إذلم أجد سبيلا لمعرفة حجيتها ، وأخبرني أنه سأل مشرفه الشيخ (أبوشهبة) فأجابه: بعدم قدرته على الدخول في هذه المسألة لغموضها وتشعبها، فقال الشيخ أحمد محمود : فاستجبت لطلبه،وخلت الرسالة من آحاد القراء.
2- سألت كذلك الشيخ الدكتور حازم حيدر حفظه الله المقرئ المعروف عن السبب في عدم إدراج (أسانيد القراء) في ندوة أقامها مجمع المصحف الشريف في المدينة وكانت حول (خدمة السنة النبوية) وقد أثار سؤالي استغرابه حينها ، وكأني فهمت ألا علاقة تذكر بين العلمين وأن أسانيد القراء قديما وحديثا لامجال لتناولها في هذه المناسبات الحديثية.
3- جاءتني تساؤلات من بعض الإخوة الباحثين، عن حقيقة الهدف من التوثيق للقراءات من خلال منهج المحدثين؟ وهل سيجرنا هذا التوثيق يوما ما، إلى الإتيان بقراءة متواترة جديدة ،أو تشذيذ قراءة متواترة؟ وهل يعني أنّ المحدثين قد نأوا بأنفسهم قديما وحديثا بمصطلحهم عن أسانيد القراء؟ وأننا اليوم إذا قلنا بالتوافق فنكون نسبنا لهم ماليس لهم؟ ومالم يريدوه في مصطلحهم؟وهل سيضر هذا بوثاقة بعض القراء أو الرواة المعروفين إذا ماجُرحوا؟
ولمّا كنت المسؤول سعيت لإرشاد السائل وإجابته، بتحقيق مناط التوثيق، عند القراء ، وصولا إلى تبيين توافقه في (قدر مشترك) مع منهج التوثيق عند المحدثين.هذا القدر المشترك سأوضحه إن شاء الله بأمثلة أذكرها باختصار:
1- تراجم القراء وكثرة مصطلحات الجرح والتعديل فيها، إثبات بعض المحدثين لشرط التواتر للقراءات السبع، شرط ابن الجزري لصحة السند.(1/2143)
2- كون علم الإسناد أحد علوم القراءات، وكون القراءة سنة متبعة، وكون كثير من محدثي الأمة من تلاميذ القراء، فهم بهذا ضمن أسانيد القراءات ..إلى غير ذلك من الأمثلة.
أخي الكريم: لقدكان أعظم دليل على وجود هذا القدر المشترك غير الأمثلة السابقة هو طبيعة (السند أو الإسناد) وتعريفه، ومفهومه عند كلا الطرفين القراء والمحدثين،فمن خلال بحث شيخنا الأستاذ الدكتور محمد سيد الأمين الذي عنوانه: (الإسناد عند علماء القراءات)، والذي رسم خطته على النحو التالي : السند عند المسلمين، تعريفه لغة واصطلاحا، عناية علماء المسلمين بالإسناد، عناية علماء القراءات بالأسانيد، مكانة السند عند علماء القراءات،تواتر السند وصحته شرط في قبول القراءة، رحلة علماء القراءات في طلب الأسانيد،بيان علماء القراءات لبعض الأسانيد الضعيفة الواهية.فكان من أقواله فيه:
1-لقد عني علماء القراءات بالأسانيد أيما عناية ورحلوا في طلبها وبينوا العالي منها والنازل والمتصل والمنقطع.... وهو فن قد يخفى على كثير من طلاب العلم لاعتقاد البعض أن تتبع الأسانيد والكشف عنها وتتبع طبقات النقلة والرواة، هومن اختصاص علماء الحديث وفاتهم أن لعلماء القراءات باع طويل في معرفة رجالهم وطبقاتهم ورواتهم بل ولازالوا يحافظون على أسانيدهم إلى يومنا هذا في الوقت الذي تقطعت فيه كل الطرق والأسانيد في العلوم الأخرى وهذا من حفظ الله لكتابه الذي وعد به.../158.
2-إن المطالع لمقدمات كتب القراءات المعتبرة الجامعة للروايات والطرق التي تلقى بها أولئك الأئمة يقف مشدودا أمام ذلك الكم الهائل من الأسانيد التي أحيطت بالعناية والرعاية حتى تصل إلى منتهاها.../158
3-هذه الآثار الواردة عن السلف ونحوها دالة على مدى تمسكهم بالرواية الصحيحة المتواترة المسندة فلايعدلون عنها إلى غيرها ولوكان أقيس في العربية./172.(1/2144)
4- وعن رجوع ابن الجزري عن التواتر قال: على أن ابن الجزري رجع عن القول بالتواتر إلى الاكتفاء بصحة السند وهو مخالف لماعليه جمهور القراء،وقد بين النويري ذلك خير بيان ورد على شيخه ابن الجزري قوله فأجاد وأفاد، ولست هنا معرض مناقشة هذين الرأيين إذ أن كلامنهما شاهد على اهتمام علماء القراءات بالإسناد.../172. فشيخنا في أول اقواله يعلن اتفاق العلمين في قدر مشترك في التوثيق هو الإسناد والحرص عليه.
إلاإنه وبالنظر لما تقدم عند شيخنا الدكتور محمد سيدي،فإنه كان من المهم الإشارة في هذا الموضوع الهام إلى مسائل، وهي : 1-كيف قال المحدثون بتواتر القراءات وهي من اختصاص القراء؟
2- كيف ظهرت مصطلحات عند القراء بنفس مسميات المحدثين؟
3- لماذا رجع ابن الجزري إلى قول أشبه بمصطلح الآحاد المعروف بنصه عند المحدثين؟
4-لماذا لم يوافق القراء على رأي ابن الجزري هذا، وهو القريب من صحيح السند عند المحدثين، وهل كان في الرجوع إليه خطورة من نوع ما بحيث تؤثر على علاقة القراء بالمحدثين؟
5- هل أثر كتاب ابن الجزري الذي ألفه في مصطلح الحديث على منهجه في القراءات؟كل هذه الأسئلة كنا نود أن يتناولها شيخنا في بحثه الرائع والممتع.
أخيرا: بهذه المناسبة فإن معنى كلمة (التوثيق) كما جاء في موسوعة المفاهيم الإسلامية:التوثيق لغة: هو الإحكام، تقول: وثق الشىء قوى وثبت وكان محكما، وتوثق تقوى وتثبته.واصطلاحا: هو إثبات صحة الشىء أو التثبت من صحة النص ، وهو مشتق من الثقة ومنه وثيقة الزواج، وتوثيق العقود أى إثبات صحتها ومصلحة التوثيق هى الجهة المنوط بها إثبات صحة العقود والمعاملات
المكتوبة بين الناس.والتوثيق فى البحوث العلمية يقصد به:ربط كل الأفكار والقضايا والمسائل الواردة بها بالمصادر والمراجع(1/2145)
التى أخذت منها ، وتدعيمها بالاقتباسات والشواهد المأخوذة من تلك المصادر والمراجع .وأول مظهر لاهتمام العرب بتوثيق النصوص هو عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن الكريم، وحرصه على ضبط ما يكتبه كتبة الوحى فقد روى عن زيد بن ثابت قوله "كنت أكتب الوحى عند رسولالله صلى الله عليه وسلم وهو يملى على، فإذا فرغت قال:اقرأه ، فأقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلى الناس".وبما أن الحديث النبوى هو المصدر الثانى من مصادر التشريع ونظرا لأنه لم يدون إلا على رأس المائة الثانية للهجرة فقد كان طبيعيا أن يهتم المسلمون بتوثيقه اهتماما بالغا لما له من أهمية فى شئون أمور الدين والدنيا. ولهذا وضعت القواعد لقبول الحديث وظهر الاهتمام بصحة الإسناد منذ عهد مبكر، فقد روىعن عبد الله بن المبارك قوله:"مثل الذى يطلب أمردينه بلا إسناد كمثل الذى يرتقى السطح بلا سلم "،ونتج عن ذلك الاهتمام بصدق الرواة والتأكد من حسن سماعهم لما يروونه ،وحقيقة لقائهم بشيوخهم وعدم الزيادة أو النقصان أو التحريف أو التصحيف أو المخالفة فيما يروون من أجل التثبت من أهليتهم لرواية الحديث ، وكما نتج عنه الاهتمام بمعرفة اتصال السند أو انقطاعه ،وعلوه ونزوله ، وغير ذلك مما فصلته علوم الحديث ، وقد تمخض هذا كله عن ظهور علم مصطلح الحديث من ناحية وكتب الجرح
والتعديل من ناحية أخرى.وكان لتوثيق النصوص مظاهر متعددة تمثلت فى تدوين السماعات والقراءات والإجازات والمقابلات والمعارضات
والتصحيحات والاستدراكات على النسخ المخطوطة إحكاما واستيثاقا.أ.د/عبد الستار عبدالحق الحلوجى.(1/2146)
ختاما: أضيف لعنوان هذه المشاركة عنوان بحث هو ((توثيق أسانيد القراء من عصر بن مجاهد الى عصر النبوة دراسة وتوثيق)). وهذا العنوان انظره في قائمة بأسماء الأبحاث المسجلة في الماجستير والدكتوراة بكلية القرآن الكريم بطنطا في جمهورية مصر العربية ,مستقاة من ملتقى اهل التفسير. والله الموفق.
---
محمد يحيى شريف
02-28-2007, 10:43 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
سأتعرض في هذه الأسطر اليسيرة إلى موضوع مهمّ في غاية الأهمّية وهو :
هل المشافهة لوحدها تكفي في إثبات صحة وجه من أوجه الأداء ؟
فأقول وبالله التوفيق :
قد تلقّى النبيّ عليه الصلاة والسلام القرءان الكريم عن جبريل عليه السلام كما قال جلّ في علاه " وإنّك لتلقّى القرءان من لدن حكيم عليم ". وتلقّى الصحابة ذلك عن النبيّ عليه الصلاة والسلام وكذا التابعون عن الصحابة عليهم رضوان الله حتّى وصل إلى القراء العشرة المعروفين وعنهم وصل إلينا مسلسلاً. وقد اشتهر عن السلف أنهم قالوا" القراءة سنّة متبعة يأخذها الآخر عن الأوّل ".
فعلى هذا الأساس فإنّ أحكام التلاوة من إظهار وإدغام ومدّ وقصرٍواختلاف القراءات القرءانية وغير ذلك لم ترد في القرءان ولا في السنّة بل هي ثابتة بالتلقّي من أفواه المشايخ الموثوق بهم. إذن فالتلقّي من المشايخ هو المصدر الأساسي والأصلى في علم التلاوة.
ولما طال الزمن ضعفت الهمم وقلّ الضبط والإتقان ، تفطّن العلماء أنّ المشافهة لا تكفي للحفاظ على النطق السليم للقرءان الكريم وقراءاته فدوّنوا كتباً في كيفية النطق بالحروف وما يترتّب عن ذلك من مخارج الحروف والصفات وما يعرض للحروف حال التركيب وجمعوا القراءات الثابتة عن أئمّة الأمصار فكانت هذه الكتب عمدة لهم ولمن جاء بعدهم حيث أنّها تحتوي على مضمون ما تلقوه عن مشايخهم بالسند.(1/2147)
إذن فالدافع إلى التدوين هو ضعف الهمم وقلة العلم وتدهوره أي تدهور المشافهة لأنّ علم القراءة قبل عصر التدوين لم يعرف إلاّ بالتلقي فقط.
ولأجل ذلك قد اشتكى أبو عمرو الداني قلة المهرة من أهل الأداء في وقته فقال في مقدمة كتابه التحديد " أمّا بعد فقد حداني ما رأيته من إهمال قرّاء عصرنا ومقرئي دهرنا تجويد التلاوة وتحقيق القراءة ......" التحديد ص66. وقال القرطبي(ت461) في كتابه الموضح " ولمّا رئيت من قرأة هذا الزمان وكثيراً من منتهيهم قد أغفلوا اصطلاح ألفاظهم من شوائب اللحن الخفي وأهملوا تصفيتها من كدره وتخليصها من درنه....." الموضح ص54.
وعلى ما سبق من قول أبي عمرو الداني والقرطبي يمكن أن نقول ما يلي :
أوّلاً : إنّ المشافهة قد اعترتها شيء من النقص بالإهمال والغفلة في وقتهما.
ثانياً : تدارك العلماء هذا النقص بالتدوين والتأليف.
ثالثاً : صيانة المشافهة بالتدوين والتأليف فكانت هذه التآليف سببا لصيانة القرءان من اللحن والخطأ.
رابعاً : التأليف والتدوين قد عوّض النقص الذي اعترى القراءة في ذلك الزمان.
وعلى ما سبق أقول : إن كانت المشافهة قد اعترتها شيء من النقص والإهمال في وقت الداني ومكي القيسي والقرطبي ألاّ يكون ذلك في زماننا من باب أولي ؟ إن كانت هذه النصوص سبباً في صيانة القرءان من اللحن في ذلك الوقت ألا يكون ذلك في وقتنا من باب أولي ؟ إن كان في ذلك الزمان أئمّة مثل الداني والقيسي والقرطبي ومع ذلك دوّن هذا العلم ليكون عمدة للمتأخرين ألا يكون الاعتماد على هذه النصوص في وقتنا هذا من باب أولي مع انعدام إمثال هؤلاء ؟(1/2148)
ولأجل ذلك لا يمكن الاعتماد على المشافهة لوحدها للحكم على صحة وجه من الأوجه إلاّ إذا كان موافقاً للنصّ لما سبق من البيان قال المرعشي رحمه الله تعالى " وتجويد القرءان قد يحصّله الطالب بمشافهة الشيخ الموجود بدون معرفة مسائل هذا العلم ، بل المشافهة هي العمدة في تحصيله ، لكنّ بذلك العلم يسهل الأخذ بالمشافهة ، ويزيد به المهارة ويُصانُ به المأخوذ عن طريان الشكّ والتحريف كما صرّح به في الرعاية." جهد المقل ص110.
وللأسف فإنّ أكثر مشايخ الإقراء في هذا الزمان يعتمدون على المشافهة ولو كان على حساب النصّ والدليل فتراهم يجيبون بالتلقي في كلّ سؤال يُطرح عليهم ليُغطّوا جهلهم أو عدم استطاعتهم على الجواب ، فصارت المشافهة سقفاً يختبأ وراءه الجميع. قال مكيّ القيسي في الرعاية " القرآء يتفاضلون في العلم بالتجويد : فمنهم من يعلمُه رواية وقياساً وتمييزاً فذلك الحاذق الفطن. ومنهم من يعرفه سماعاً وتقليداً ، فذلك الوهن الضعيف. لا يلبثُ أن يشكّ ويدخله التحريف والتصحيف إذ لم يبن على أصل ولا نقل عن فهم. فنقل القرءان فطنة ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً. فالرواية لها نقلها ، والدراية لها ضبطها وعلمها. فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحّت عليه القراءة. ( الرعاية ص90).
قال أبو عمرو الداني :" وقرّاء القرءان متفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق ، فمنهم من يعلم ذلك قياساً وتمييزاً ، وهو الحاذق النبيه ، ومنهم من يعلمُهُ سماعاً وتقليداً ، وهو الغبيّ الفهيه ، والعلم فطنةً ودرايةً آكذ منه سماعاً وروايةً. وللدراية ضبطها وعلمها ، وللرواية نقلها وتعلّمها ، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم." التحديد ص67.(1/2149)
أقول : وهذا يدلّ على أفضلية علم الدراية وهو العلم بنصوص أهل الأداء على علم الرواية وهو المشافهة من المشايخ وذلك عند قولهم رحمهم الله " فنقل القرءان فطنةً ودراية أحسن منه سماعاً ورواية ".
قال المرعشي رحمه الله تعالى "....لكن لما طالت سلسلة الأداء تخلل أشياء من التحريفات في أداء أكثر شيوخ الأداء ، والشيخ الماهرالجامع بين الرواية والدراية المتفطن لدقائق الخلل في المخارج والصفات أعزّ من الكبريت الأحمر ، فوجب علينا أن لا نعتمد على أداء شيوخنا كلّ الاعتماد ، بل نتأمّل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان مسائل هذا الفنّ ، ونفيس ما سمعناه من الشيوخ على ما أودع في الكتب ، فما وافق فهو الحقّ ، وما خالفه فالحقّ ما في الكتب " انظر بيان جهد المقلّ.
أقول : لا أعني مما سبق من البيان أنّ المشافهة لا منزلة لها حاش لله بل تبقى هي الأصل إلاّ أنها معرّضة للنقص بالإهمال والغفلة كما ذكر القدامى بخلاف النصّ فإنّه لا يتغيّر مهما طال الأمد. فالمشافهة لا بدّ أن تكون موافقة للنصّ لأنّ النصّ يعوّض ما قد يعتري التلقي من النقص مع طول سلسلة أهل الأداء.
وسأقصّ حادثة وقعت لي مع أحد مشايخي في دمشق ، فقد ألفت رسالة سميتها مذكرة فيما خالف فيه شعبة حفصاً من طريق الحرز وذكرت في تلك الرسالة أنّه لم يرد لشعبة قصر المنفصل مطلقاً بخلاف حفص فقد ورد عنه من الطيّبة ، فأخبرني الشيخ أنّه قرأ بقصر المنفصل لشعبة من طريق الطيّبة وأخذ أوراقه التي نقل فيها أوجه الطيّبة فرأيت وجه القصر لشعبة فتعجّبت وسألت الشيخ هل ورد هذا الوجه في النشر والطيّبة فأجاب ب"لا" فقلت له ولِمَ تقرءون بذلك فأجاب حفظه الله تعالى هكذا تلقيته عن شيخي. وقد بحثت في كتب التحريرات فلم أجد هذا الوجه مذكور لا من قريب ولا من بعيد وقد سألت كبار المشايخ في المدينة النبوية عن هذا الوجه فأنكروه.(1/2150)
وقد أخبرني الشيخ أبو الحسن الكردي حفظه الله تعالى أنّه تلقّى القرءان برواية حفص عن عاصم بقصر المنفصل من طريق الشاطبية مع أنّه لا يختلف اثنان على عدم ثبوته لحفص من الشاطبية. والأمثلة في هذا كثيرة ، فأقول هل يجوز اليوم أن نقرأ بقصر المنفصل لشعبة من الطيبة أو لحفص من الشاطبية اعتماداً على المشافهة ؟ وأنبّه على أنّ أسانيد الشيخين المذكورين يُعتبران من الأسانيد العالية المعروفة. الجواب : لا يجوز أن نقرأ بالوجهين المذكورين لعدم ورودهما نصاً. فانظر يا أخي العزيز كيف أنّ المشافهة لوحدها لا تكفي لإثبات صحة الوجه وهذا يقال في جميع مسائل الأدائية المختلف فيها لأنّ المشافهة قد يعتريها شيء من التغير مع مرّ الزمان بخلاف النصّ فإنّه لا يتغيّر والواقع يثبت ذلك وما سبب الخلاف الذي نعاني منه اليوم إلاّ بسبب تغيّر المشافهة.
فالحاصل مما سبق من البيان أنّ المشافهة لا تكفي في إثبات صحة الوجه بل لا بدّ أن تكون موافقةً لنصوص الأئمّة الذين نقلوا لنا القرءان لأنّ النصّ هو المعبّر عن الكيفية الصحيحة التي تلقاها هؤلاء الأعلام بخلاف المشافهة فإنّها لا تعبّر عن تلك الكيفية الصحيحة على سبيل القطع بل يصير ذلك القطع ظنياً لاحتمال تغيّر المشافهة مع مرّ الزمان كما أخبر بذلك العلماء وكما يُثبته الواقع اليوم.
هذا ما أردتّ قوله في هذه المسألة وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
شريف بن أحمد مجدي
02-28-2007, 01:02 PM
السلام عليكم
المثال الذي ذكره الأخ محمد لشيوخ الشام فيه تفصيل :
هناك فرق بين الأداء الصوتي مثل كيفية نطق الغنن والروم والإشمام .......ألخ
وبين المشافهة في جواز القصر أو التوسط لقارئ أو هل هنا غنة للقارئ أم لا ؟؟ وهذا الأخير الذي بني عليه المحررون تحريراتهم ، وهو عزو الوجه لقارئه .(1/2151)
أما طرق الأداء الصوتي فالخلاف قديم في تقدير المدود وكيفية أداء الغنة وهذه مرجعها للمشافهة.كل بحسب ما هو متداول في بلده . والأمر فيه سعة ـ إن شاء الله ـ
والسلام عليكم
---
محمد يحيى شريف
02-28-2007, 02:42 PM
االحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
المشافهة لا بدّ أن توافق النصّ في جميع الحالات فإن كان الوجه المختلف فيه لا يصادم نصاً ولا يخالفه فيمكن أن يقال في هذه الحالة أنّ الأمر فيه سعة وهذا النوع يحتاج إلى إحصاء وضبط ولكن إذا كان الوجه مخالفاً للنصوص المعتبرة فهو مردود للعلّة الذي ذكرناها آنفاً ولأنّ القدامى دوّنوا في كيفية أداء جميع الأحكام من أصول وفرش وهيئة ، فلا يجوز أن نخرج عن دائرة المنصوص ما دام المنصوص نفسه موجود ومدوّن. فإن جاز الخلاف في مراتب المدود والغنّة في اللام والراء والترقيق والتفخيم وما كان على سبيل الهيئة فلا شكّ أنّ هذا النوع من ضمن المنصوص والخلاف فيه مذكور في الكتب فهو داخل في دائرة المنصوص وبالتالي فلا يجوز مخالفتة ، فيبقى الخلاف دائماً في دائرة المنصوص لا يتعدّاه.
وأمّا مسألة قصر المنفصل لشعبة ولحفص من الشاطبية فلا علاقة لها بالتحريرات لأنّ التحريرات عبارة عن مقارنة ظاهر النشر أو الشاطبية أو الدرة بالأصول أي أصول النشر ، وقصر المنفصل لشعبة و لحفص من طريق الشاطبية لم يرد لا في المصادر ولا في الأصول فهو خارج عن مجال التحريرات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
---
الجكني
02-28-2007, 03:37 PM
أولاً :أرحب بأخي الشيخ المحقق -مع اختلافي معه -محمد يحي شريف وعودته للملتقى من جديد 0(1/2152)
ثانياً :أعتذر من الأخوة المشاركين في هذا البحث لتأخر دخولي معهم في النقاش من بدايته ،حتى إذا جئت الآن شعرت وكأنني أما م بحر من المعلومات والمداخلات لا أستطيع إيفاءها حقها في مداخلة واحدة مما يجعلني أستأذنكم بالتعليق جزئية جزئية 0
المداخلة الأولى :
أطلب من الشيخ محمد يحي شريف - تكرماً وفضلاً منه حفظه الله - التوضيح أكثر لعبارته :
"ومن اعتقد أنها هذه المصادر والطرق تفيد الظنّ فهو تشكيك في القرءان الذي نقرؤه "
فحقيقة لم أستوعبها 0
ولكم كامل التحية 0
---
أمين الشنقيطي
02-28-2007, 09:42 PM
صديقي العزيز الشيخ محمد يحي شريف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
قرأت مداخلاتك في موضوع ( طريقة التلقي أو المشافهة المعمول بها عند القراء قديما وحديثا، وما لاحظتَه من مسائل تحتاج إلى إعادة دراسة وبحث من المتخصصين)
أحسب ياشيخ محمد يحي أنك مقرئ وتطلب مقرئين على درجة عالية من الدراية والرواية، بدليل حديثك عن مجالسك الطويلة مع المقرئين ، وأن الحال على غير ماتود وترغب والله المستعان،وأنك كذلك كنت تود أن تعرف الإجابة المتخصصة في (قضايا كثيرة كررت بعضا منها مع أدلته كبيان معنى المشافهة ....بيان منزلة النص... بيان معنى القياس..... بيان كيفية التعامل مع المصادر.....)، وقد طالبت المختصين بمنهجية معتمدة في ذلك كله، وبإيجاد أصول ينبغي الرجوع إليها، النص أولها،ثم ذكرت مفارقات ومغالطات وقعت معك خلال بعض لقاءتك العلمية، أرجعت سببها إلى النقل غير المستوثق من بعض المقرئين، ...الخ كلامك.
لاأريد ياصديقي أن استرسل في حصر ماأتيت به - فهو بين يدي القارئ –(1/2153)
إنما أريد منك ياصديقي العزيز أن تتكرم: بتقسيم هذه القضايا إلى مسائل ثم تعرض لكل مسألة تحت (عنوان مستقل خاص بالمقرئين) تطلب من خلاله مرئياتهم العلمية الموثقة ، وتبرز فيه كذلك رؤيتك وأدلتك ونتائج جلساتك العلمية باختصار،فإن تم الوفاق على تلك المسألة انتقلت إلى غيرها،
ياصديقي العزيز اريدك أن تستبين من إخوانك في الملتقى دون هذه الإجابات المسبقة فهي تستغرق وقتا لقراءتها(والوقت كما تعلم مفقود في ظل كثرة الأعمال ) وأن تكون في حدود فهم المختصين ،ودون استقصاء في التوجيه فاللبيب بالإشارة يفهم،وقبل هذا وهذا، كان رأيي هو أن تعرض هذه المسألة وغيرها على متخصصين قبل طرحها للنقاش في الملتقى،ثم تعرضها حفظك الله ومعها ماتوصلت إليه دون أن تكون هناك ضرورة لأحكام ثابتة.
ياصديقي العزيز: لوتأملنا في علم القراءات لوجدناه يستغرق وقتا طويلا في إسناد القراءات وهذا يدل على قرب موارده من مصطلح الحديث وهي فيه أكثر من بقية العلوم الأخرى كالتفسير والفقه.. وهو كذلك يستغرق وقتا طويلا في مباحث اللغة والتجويد وكل هذا فيه دلائل يمكن أن يرجع إليها حين التوثيق لبعضهامن العلوم الإسلامية الأخرى .
ياصديقي العزيز :لازلت أكرر بأن هناك قدرا مشتركا متفقا عليه وهناك مسائل خلافية الواجب اولا أن تذكر بأدلتها، علما بأنه لاسبيل إلى الاجتهاد في هذه القراءات وعلومها ، وإنما الاجتهاد قد يكون بالشرح لتلك المسائل وتقريبها وتبسيطها...
ياصديقي العزيز:حال المقرئين اليوم طيبة لاباس بها وهي مبنية على أسس ثابتة وقد سمعت شيخي المقرئ العلامة محمد الأمين الأيدة الشنقيطي يردد هذا البيت في مسألة المشافهة ،يقول رحمه الله:
ولا يجوز أخذها من الكتب كما به قد صرحوا بل قديجب عليك أن تعرفها ممن يريك كيفية النطق بها فاه لفيك.
أرجوا أن تكون مداخلتي واضحة في مشاركتك، وفي انتظار تقسيمك لهذه البحوث القيمة ياصديقي العزيز.وفق الله الجميع.
---(1/2154)
شريف بن أحمد مجدي
03-01-2007, 12:24 AM
السلام عليكم
الشيخ / محمد
لا أريد الخروج عن موضوع البحث في قضية التوثيق ، ولكني سأشير إليك ببعض النقاط :
1.تفخيم الغنة مع حروف التفخيم غير موثقة في كتب القدامي ، والمقروء اليوم تفخيم الغنة عند قراء الشام ومصر والمغاربة وغيرهم إلا القلة من القراء وهم لا يقارب عددهم اصبع اليد الواحدة . حتي فضيلتكم في مناقشة سابقة فرقتم بين غنة ( من كان ـ ومن قبل ) . فلماذا تفرق بين الغنتين وهي ليست موثقة في كتب القدامي ؟؟؟ وهذه كافية في هذه المرة لبطلان القول بأن المشافهة توافق المنصوص أو الموثق في الكتب .
2. صوت الضاد الموثق في الكتب يخالف ما عليه أكثر القراء اليوم ـ علي حد قولكم ـ هل جميع القراء الذين يقولون بالضاد الشديدة جانبهم الصواب في التلقي ؟؟ لست بصدد النقاش لا في الضاد ولا في الغنة المفخمة
أما التحريرات ، فقد أجبت دون أن تدري لأن ثبوت القصر لشعبة غير ثابت أصلا ..وكيف عرفنا ذلك ؟ بالرجوع إلي أصول النشر والشاطبية وليس إلي الاستحسان أو التخمين فقد حرروا الوجه بناء علي الأصول . ولعل مرادي ظهر
والسلام عليكم
---
محمد يحيى شريف
03-01-2007, 01:59 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أشكر فضيلة الشيخ أمين على تدخله المبارك فقد كان تدخلاً في محلّه ، وليس هدفي فيما ذكرت التشويش على الآخرين.
، والذي حملني إن أخوض في هذه الأمور :
أوّلاً : لم أجد من المشايخ من أجاب على هذه الأمور أجابة علمية تشفي العليل وتروي الغليل وهذا لا يعني عدم وجودهم.
ثانياً : لا يتيسر لي السفر عدة مرّات إلى المشايخ لأجد ظآلّتي فيما أريد
ثالثاُ : لم يبق لي إلا المنتديات لأعرض هذه المسائل فيها على العلماء. وما وجدتّ إلاّ هذا المنتدى الطيّب الذي قد أجد فيه ما أبغي لكفاءة المشايخ الذين ينتمون إليه.(1/2155)
واعلم شيخي العزيز أنّي لم أنف وجود العلماء الربانيين في هذا العلم المبارك الذين لهم القدرة على التوجيه والتحقيق في هذه المسائل حيث لا يخلو زمان منهم لقوله عليه الصلاة والسلام " لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرهم من خذلهم " وهذا الحديث عام لجميع العلوم الشرعية .
زيادة على ذلك أنّ المنهجية التي اقترحتها لا تمسّ جميع المسائل بل هي نتحصر في المسائل المختلف فيها وهذه المسائل تعدّ على الأصابع ويُخشي في المستقبل أن تكثر هذه المسائل إذ الوقاية خير من العلاج. ونحمد الله تعالى أنّ المسائل المتفق عليها بين المشايخ كثيرة وكثيرة بخلاف المختلف فيه فإنّه يُعدّ على الأصابع كما ذكرت.
وسأحاول في المستقبل أن أطرح على المشايخ هذه المسائل عن طريق الرسائل الخاصة وما هدفي إلاّ الاستفادة. وقبل ذلك أريد أن أجيب على شيخي الجكني فيما يريد استفساره فأقول وبالله التوفيق :
شيخنا العزيز نتشرّف برجوعكم إلى هذا المنتدى المبارك أسأل الله تعالى أن يجعل في ذلك النفع للجميع.
قال ابن الجزري في منجد المقرئين ص86 " قلت : الكتب المؤلّفة في هذا الفنّ في العشر والثمان وغير ذلك مؤلّفوها على قسمين :
منهم من اشترط الأشهر واختار ما قطع به عنده ، فتلقّى الناس كتابه بالقبول ، وأجمعوا عليه من غير معارض كغايتي ابن مهران وأبي العلاء الهمذاني وسبعة ابن مجاهد وإرشادي أبي العز القلانسي ، وتيسير أبي عمرو الداني وموجز أبي علي الأهوازي وتبصرة ابن أبي طالب ، وكافي ابن شريح ، وتلخيص أبي مشعر الطبري ، وإعلان الصفراوي وتجريد ابن الفحّام ، وحرز أبي القاسم الشاطبي. فلا إشكال في أنّ ما تضمنته من القراءات مقطوع به ، إلاّ أحرفاً يسيرة يعرفها الحفّاظ الثقات ، والأئمّة النقّاد......." انتهى كلامه رحمه الله.(1/2156)
ثمّ قال رحمه الله " فإن قلت : قد وجدنا في الكتب المشهورة المتلقّاة بالقبول تبايناً في بعض الأصول والفرش ، كما في الشاطبية نحو قراءة ابن ذكوان } تتبعانّ } بتخفيف النون وقراءة هشام { أفئدة } بياء بعد الهمزة ، وكقراءة قنبل على سوقه } بواوٍ بعد الهمزة ، وغير ذلك من التسهيلات والإمالات التي لا توجد في غيرها في الكتب إلاّ في كتابٍ أو اثنين وهذا لا يثبت به التواتر. قلت : هذا وشِبهه وإن وإن لم يبلغ مبلغ التواتر صحيح مقطوع به ، نعتقد أنّه من القرءان ، وأنّه من الأحرف السبعة التي نزل بها." نفس المصدر ص90.
وقال رحمة الله عليه " ونحن ما ندّعي التواتر في كلّ فردٍ فردٍ مما انفرد به بعض الرواة ، أو اختصّ ببعض الطرق ، لا يدّعي ذلك إلاّ جاهل لا يعرف ما التواتر ، وإنّما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين :
1- متواترٌ.
2- وصحيح مستفاض ، متلقّى بالقبول ، والقطع حاصلٌ بهما ." نفس المصدر ص91.
أقول : على ما تقدّم من كلام ابن الجزري رحمه الله يتبيّن أنّ نصوص الأئمّة المتضمنة لما تلقوه بالقبول تفيد القطع واليقين.
فالقرءان الكريم قد ثبت بالتواتر الذي يفيد القطع وهذا يستلزم ضرورة قطعية مصادره وهو المشافهة الموافقة للنص المعتبر لأنّ النصوص المعتبرة هي التي مضمونها متواترٌ متلقىً بالقبول ، ومن أعتبر أنّ هذه النصوص لا تفيد القطع في بيان الكيفية الصحيحة للنطق بحروف القرءان وكلماته وقراءاته فهو تشكيك في القرءان نفسه معاذ الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أظنّ أني قد أجبت على السؤال ولا أدعّي الكمال فيما أقول وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
---
أمين الشنقيطي
03-02-2007, 07:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:(1/2157)
عودة إلى موضوع هذه المشاركة وصاحبها الدكتور أحمد الضاوي حفظه الله،ياصديقي العزيز إن قضية التوثيق للقراءات عند المحدثين تشوبها بعض الاختلافات في وجهات النظر،لانعدام البحث فيها بسبب توقف قرائنا اليوم عند أربعة كتب معتمدة،
على هذا إذا قلنا:
بعدم وجود هذه العلاقة فمن يضمن للقراء منهجا خاصا لقراءة النص في كتب القراءات ، أي بما أنها في حكم المفروغ من الحكم عليها سلفا وبطريقة خاصة (أي عند ابن الجزري ولاسبيل لمعرفتها كمصطلح خاص بل يجب القول فقط بأن هذا الذي كان عند القراء)؟
وإذا قلنا بوجودها فأين أمثلة هذا التوثيق؟ كيف يمكن تطبيقها؟
أخيراً: جزاك الله خيرا ياصديقي محمد يحي شريف على مدارستك وعودتك لتجميع مسائلك وفي انتظارك، وأقول لعزيزنا الدكتور السالم الجكني: من وثق ابن الجزري لابد أنه نصب شباك البحث في هذه المسألة فهل وجدتم حفظكم الله علاقات بين العلمين من وجه ما؟ ثمّ أخير تحياتي لضيفنا الجديد المقرئ صاحب مشاركة التواتر بين القراء والمحدثين واقول له:
بين القراء والمحدثين فرق في الاسم؟ أو هو المنهج بكامله من الألف إلى الياء وفي انتظار ردك ياضيفنا العزيز.والله الموفق.
---
شريف بن أحمد مجدي
03-03-2007, 10:58 PM
السلام عليكم
فضيلة د/ أمين : قولكم :" وإذا قلنا بوجودها فأين أمثلة هذا التوثيق؟ كيف يمكن تطبيقها؟ "
هذا الكلام هو عين المقصود ، وهذا ما قلتُه في أول المداخلة ، أين الأمثلة ؟؟
وإلا ستصبح المسألة نظرية فقط ، دون أن تحل قضية من القضايا ، لأن المسألة عند القراء أصبحت مقطوعة ، ولا يخرق هذا إلا بمثال ، وفي حدود بحثي لم أجد ، ولعل أحد الإخوة يجد نصا
والسلام عليكم
---
شريف بن أحمد مجدي
03-07-2007, 12:55 PM
السلام عليكم(1/2158)
سيدي الفاضل : كما قلت من قبل أن قضية السند وغيره كل ذلك من الكماليات تأثرا بأهل الحديث ولأن القرآن أحق بهذا ، ولكن في الحقيقة لا يشترطون في الإقراء هل القارئ صاحب دين أم لا ؟ وللأسف غالب المقرئين البارعين أصحاب طرق صوفية وأصحاب بدع ، ولو قلت لكم : إن بعضهم كانوا يتعاطون المحرمات ، ولقد رأيت بعضهم من مشاهير القراء ، ورغم ذلك كانوا من البراعة ـ في قراءة القرآن ـ بمكان ، وأصحاب في فضل في انتشار القرآن ـ نسأل الله أن يعفو عنا وعنهم ـ
فالشروط التي نقلها الدكتور الضاوي عن أحد شيوخ المغرب من اشتراط العدالة وغيرها الواقع يقول بخلافه.
وقد أورد الإمام السيوطي هذه الفتوي في كتابه " الإتقان في علوم القرآن " : فائدة ثالثة ما اعتاده كثير من مشايخ القراء من امتناعهم من الإجازة إلا بأخذ مال في مقابلها لا يجوز إجماعاً، بل إن علم أهلينه وجب عليه الإجازة أوعدمها حرم عليه، وليست الإجازة مما يقابل بالمال فلا يجوز أخذه عنها ولا الأجرة عليها. وفي فتاوى الصدر موهوب الجزري من أصحابنا أنه سئل عن شيخ طلب من الطالب شيئاً على إجازته فهل للطالب رفعه إلى الحاكم وإجباره على الإجازة. فأجاب: لا تجب الإجازة إلى الشيخ، ولا يجوز أخذ الأجرة عليها. وسئل أيضاً عن رجل أجازه الشيخ بالإقراء ثم بان أنه لا دين له وخاف الشيخ ممن تفريطه، فهل له النزول عن الإجازة، فأجاب: لا تبطل الإجازة بكونه غير دين. وأما أخذ الأجرة على التعليم فجائز، ففي البخاري إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله وقيل إن تعين عليه لم يجز، واختاره الحليمي.(1/2159)
وقيل لا يجوز مطلقاً، وعليه أبوحنيفة لحديث أبي داود عن عبادة بن الصامت أنه علم رجلاً من هل الصفة القرآن، فأهدى له قوساً، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن سرك أن تطوق بها طوقاً من نار فاقبلها. وأجاب من جوزه بأن في إسناده مقالاً، وأنه تبرع بتعليمه فلم يستحق شيئاً، ثم أهدى إليه على سبيل العوض فلم يجز له الأخذ بخلاف من يعقد معه إجازة قبل التعليم. وفي البستان لأبي الليث: التعليم على ثلاثة أوجه. أحدها للحسبة، ولا يأخذ به عوضاً. والثاني: أن يعلم بالأجرة. والثالث: أن يعلم بغير شرط، فإذا أهدى إليه قبل، فالأول مأجور وعليه عمل الأنبياء، والثاني مختلف فيه، والأرجح الجواز، والثالث يجوز إجماعاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان معلماً للخلق وكان يقبل الهدية.
فائدة رابعة كان ابن بطحان إذا ردّ على القارئ شيئاً فاته فلم يعرفه كتبه عليه عنده، فإذا أكمل الحتمة وطلب الإجازة سأله عن تلك المواضع، فإن عرفها أجازه وإلا تركه يجمع ختمة أخرى." 1/ 123
وهذا بالنسبة لقضية العدالة وغيرها مما خالف فيه القراء المحدثين .
والسلام عليكم
---
أمين الشنقيطي
03-11-2007, 09:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شيخنا الفاضل: طرحت رأيك في الموضوع بناء على أدلة،
لكن لماذا التفريق بقياس المسألة على الواقع اليوم بذكر مسألة أومسألتين.
في رأي ياشيخي الكريم:
أن القراء هم في الزمن الأول والمحدثين كانوا جميعا على أصول واحدة في كثير من الأحيان،
وأما قراؤنا اليوم فهم في حاجة إلى العودة إلى قراءة أصول أولئك السلف سواء كانوا محدثين أم قراءً،دون العمل على الاجتهاد وإلقاء التبعة على السابقين بعدم تبيينهم.
أنا معك ياشيخي الكريم:
هناك مسائل في التوثيق تفرد بها القراء كالرسم والعربية،لكن هناك مسائل كالبسملة مثلا هي من القدر المشترك في التوثيق بين العلمين،هناك التكبير هو أيضا من القدر المشترك في التوثيق،(1/2160)
هناك جرح بعض الرواة كحفص مثلا هوايضا من القدر المشترك، لكن الدراسة والحكم في ذلك كله تناط قديما وحديثا بمتخصصي ذلك العلم،فلو جرّح المحدثون حفصا وهو لم يرو حديثا،فليس لذلك في ظني فائدة،ولما جرحوه وهو يروي قراءة أنيط ذلك الجرح بالمتخصصين في القراءة، فكان لهم دراسته على أساس معرفة ما جُرِح به حفص،
ولم يتركوا مع ذلك قراءته لعلمهم بتواترها.
أرجوا أن تكون المسألة واضحة،وأرجوا ياشيخي الكريم أن نعلم جميعا أن دراسة العلم تحتاج أن تبنى على أسس واضحة،وإذا بحثنا يوما ماعن التعليل لهذه الأسس وجدناه حال طلبه من مظانه أو من اي علم كان،فالحكمة ضالة المؤمن.والله أعلم.
---
عمار
03-12-2007, 01:09 AM
الشخ الكريم الدكتور / أمين الشنقيطي – حفظه الله تعالى –
كان مما قلتم حفظكم الله في تعقيباتكم الكريمة : " ثمّ أخير تحياتي لضيفنا الجديد المقرئ صاحب مشاركة التواتر بين القراء والمحدثين واقول له: بين القراء والمحدثين فرق في الاسم؟ أو هو المنهج بكامله من الألف إلى الياء وفي انتظار ردك ياضيفنا العزيز "
أحببتُ أن أنبهكم والإخوة القراء إلى أنّ صاحب موضوع " التواتر بين القراء المحدّثين " ليس الأخ الكريم sherif_sam
بل هو الشيخ المقرئ أبو عمر عبد الحكيم...ولذا فقد صرح الأخ الكريم شريف في موضوع " التواتر بين القراء والمحدّثين " بأنه ناقلٌ فحسب.
قلتُ ما قلتُ حتى لا يحصل اللبس لدى القارئ والمتابع العزيز.
وشكرا ،،،
---
شريف بن أحمد مجدي
03-16-2007, 05:55 PM
السلام عليكم
سيدي الفاضل : د/ أمين
معذرة علي التأخير(1/2161)
يبدوا أن فضيلتكم وافقتم علي السند وأنه ليس له وجود في إثبات القراءة ، بل وما نقلتموه عن تجريح حفص وعدم قبول هؤلاء القراء لجرح المحدثين لأكبر دليل علي عدم التفاتهم لهذا الأمر ، ومع ما ذكرتُه للسيوطي . (( بل وانتشار قراءة حفص في الآفاق ـ وهو ضعيف عند المحدثين ـ لأبلغ رد علي المحدثين بأن أصولكم لا تسير علينا معشر القراء ـ ابتسامة ـ ))
وأما ما ذكرتموه من قضية الاشتراك بين القراء والمحدثين في قضيتي " البسملة والتكبير "
فالأمر أن المحدثين تناولوا القضية من الجهة الحديثية حيث اعتمدوا علي تتبع الأحاديث الخاصة بالمسألتين .
والتكبير ليس من القرآن باتفاق ، والبسملة علي الراجح عند القراء فكلٌ أخذ المسألة من جانبه . ولو وردت من جهة القراءة فقط ما تدخل المحدثون .
فوضع أسس في القراءة شئ يكاد يكون مستحيلا إلا أن يكون كليات ، وانظر إلي الإمام نافع فقد اختار في " يحزن " ضم الياء وكسر الزاي في جميع القرآن ما عدا موضع الأنبياء ، وعكس ذلك أبو جعفر ، فقرأ في " يحزن " ضم الياء وكسر الزاي في الأنبياء ، وبالفتح والضم في بقية القرآن ، فلو قلنا لم فعل ذلك ؟؟ الجواب هكذا قرأ .
بل هو من اختياراته ولكن أسس القراء في الاختيار تختلف من قارئ إلي آخر ، فكل قارئ خالف أصله في موضع مع جواز القراءة في نفس الموضع لقارئ آخر . فكيف يكون وضع الأسس ؟؟ والكل منقول عن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ فإجماع الأمة علي قراءة هؤلاء مع تلقي الناس لها بالقبول كفيلة في هذا الشأن ، ، وأورد لك أمثلة .
1. الإمام الداني قبل قراءة حفص بضم " ضعف " رغم عدم قراءة حفص بالضم علي عاصم . مع تمسكهم بمراعاة قبول طريق القارئ ، لكن الاختيار والقبول .
2. ابن الجزري رفض انفرادات الشطوي عن ابن وردان في الطيبة ، وقبل هذه الانفرادات في الدرة والتحبير . فكيف ذلك ؟(1/2162)
3. د/ الجكني كتب في قضية التحريرات ، فقد أجاب في أحد المنتديات علي سؤال مفاده : هل تقرأ بمطلق الشاطبية ؟؟ فأجاب بكل صراحة : نعم
فقيل له : هل تقرأ بالإدغام لأبي عمرو؟؟ أم للسوسي بخلاف مطلق الشاطبية ؟ هل تقرأ يواري أواري بالإمالة من طريق الشاطبية ؟؟ لو قال نعم ، ما أخذ أحد بقوله لأن المقبول بين القراء بخلاف ذلك .
الشيخ محمد يحيي شريف كتب في بحث عن المنهجية ، ولابد من موافقة النصوص للمقروء وإلا طرح المقروء المخالف للنص ، ثم تناقض وقبل قراءة تفخيم الغنة رغم أن المنصوص بخلاف ذلك . وقبل في إخفاء الميم بدون كز مع عدم وروده عن القدامي .
4. الشيخ أيمن سويد يقول في إخفاء الميم مع الباء إن نصوص الأئمة تقول بالإطباق ـ وتمسك بالنصوص ـ ثم قيل له : إن أطبقنا الشفتين أين الإخفاء ؟؟ وأترك لك جوابه ورد الشيخ المقرئ عليه ومدي التناقض في التأويل : (( وقد علق الشيخ أيمن على هذه المقولة " بأنهما ذهبا لرأى الشيخ عامر بناء على قوة شبهة هذه المسألة ، وهو أن يقال " إذا أطبق الشفتين فأين الإخفاء؟.
ورد الشيخ أيمن على هذه الشبهة فقال "... إن الأصل أن يقرع اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول " ترميهم بحجارة " نطبق الشفتين على الميم ونفتحهما على الباء – فهذا العمل يشبه الإدغام – فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا ، لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة ، فلو نطقنا باء مشددة لكان إدغامان ولو قلنا " ترميهم بحجارة " بإظهار الميم – فهذا يسمى إظهارا – فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي : نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء ، وتعريف الإخفاء منطبق عليه .... " أ.هـ
هذا ما نقل عنه ، ويا ليته أحال المسألة إلى المشافهة لكان أوجه. وما قاله الشيخ في طريقة الإخفاء حيث قال " نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء " فهذا كلام ينقض أوله آخره وآخره أوله.(1/2163)
كيف يا شيخ تطبق الشفتين على الميم وتفتحها على باء ؟ ! ، فإنك إن فتحت على باء فقد انتهت غنة الميم وذهبت إلى الحرف الذي بعده أى – الباء – فقد ذهب محل النزاع لأن محل النزاع إنما هو على غنة الميم وإن فتحت الشفتين على باء فإن الباء لا تنطق بفتح الشفتين بل بإطباقهما والفتحة – أي فتح الشفتين – التى تعقب الباء إنما هى حركة الباء – فتحة– فعند قولنا (ب) نجد أن الصوت اعتمد على مخرج الباء وهو مخرج محقق حيث التقى طرفي المخرج – باطن الشفة العليا بباطن الشفة السفلي – ثم تباعد الطرفان لأجل الحركة التى تكون على الباء – فكيف لك النطق بميم أو باء ساكنتين مع فتح الشفتين ؟! ثم تقول إن هذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء !!! فالشيخ حفظه الله أراد أن يأتي بمعنى الإخفاء فقال كلاما عجيبا !!
إن هذا ليس إخفاء ، إنما هي ميم مظهرة مصاحبة للغنة ثم انتقلت إلى مخرج الباء بانطباق الشفتين ثم فتحها لأجل حركة الباء ، لأن الحركات جزء من حروف المد ، فقولك انطباق الشفتين في الميم ثم فتحها على باء كلام لا يستقيم ، نحن لا نقول بزوال الميم ولكن بتبعيض مخرجها وما أقوله لك ليس من تلقاء نفسى , لقد فسر المرعشى هذا النص فقال " والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها فى الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهذا كإخفاء الحركة فى قوله "لا تأمنا" إذ ذلك ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها." أ.هـ.(1/2164)
ا.د / غانم قدوري أجاب بأن نصوص القدامي تقول : بالإطباق ، ثم جاء عند قول المرعشي وعلق عليه قائلا : السابق :" ولا يبدوا الفرق جليا بين إخفاء الميم وإظهارها في كلام المرعشي السابق ، مع تقديرنا لدقة تحليله ولا نكاد نجد تفسيرا لقوله في أول كلامه : إن إخفاء الميم هو إضعافها بتقليل الاعتماد علي مخرجها ، فالناطق لا يحتاج إلي تكلف هذا النوع من الإخفاء حين ينطق الميم ساكنة قبل الباء ، ويكفيه أن يضم شفتيه ويجري النفس من الخيشوم ....." الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ393
فلماذا ترك نص المرعشي وهو مفسر لنصوص القدامي ؟
ولست بصدد مناقشة هذه المواضيع المطروحة إنما ذلك للتمثيل وفقط
سيدي الفاضل : لاتكاد أحدا منضبطا في وضع قواعد يسير عليها ولا يناقضها طول الطريق . يصعب أن تجد هذا ، وهو من إعجاز القرآن . لأن القرآن مهما بحث فيه يأتي يوم القيامة بكرا ولا تنقضي عجائبه .
فلربما يكون هذا الأمر غريبا أو حتي بعيدا عن منهج العلم لكن بما تسمي هذا التناقض ؟
أري ـ والله أعلم ـ أن الأسلم أن نأخذ بما هو مقروء اليوم واشتهر بين القراء سواء كانت موافقة للنصوص أم لا ، ولا نخلط بين علم القرآن والقراءات وبين المحدثين أو النحاة أو غيرهم .
والخلاصة :أن القراء والمحدثين يكادون يشتركون فقط في أسماء المصطلحات ، ويختلفون في طريقة تطبيقها عمليا . والله أعلم
والسلام عليكم
http://www.alquraat.201mb.com/vb/index.php
---
محمد يحيى شريف
03-17-2007, 11:55 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
قولكم " أري ـ والله أعلم ـ أن الأسلم أن نأخذ بما هو مقروء اليوم واشتهر بين القراء سواء كانت موافقة للنصوص أم لا ، ولا نخلط بين علم القرآن والقراءات وبين المحدثين أو النحاة أو غيرهم . "(1/2165)
أقول : " هذا كلام خطير جداً ولم يقل به أحد من أهل الأداء قديماً وحديثاً وهو مخالف لمناهج المحققين وأوّلهم الحافظ ابن الجزري الذي ألّف كتابه النشر واعتمد على الكتب التي روى منها القراءات وذكر أسانيده إلى أصحاب تلك المصادر وما ذكر وجهاً من الأوجه إلاّ ونسبه إلى من سبقه من أهل الأداء. فذكره للمصادر ولأقوال من سبقه من أهل العلم في كلّ جزئية كأنّه يريد أن يوثّق ما تلقاه عن مشايخه بتلك النصوص وكان باستطاعته أن يذكر السند دون ذكلر المصادر كما كان يفعل القدامى. وما فعله المحررون والمحققون من بعده في التحقيق وتحرير أوجه القراءات باعتمادهم على النشر ومصادره وهو منهج يوسف أفندي زاده والأزميري والمتولي والضباع وغيرهم أكبر دليل على ذلك لأنّ المشافهة قد يعتريها شيء من النقص كما ذكر الداني وابن الجزري في النشر والقرطبي في الموضح والمرعشي بخلاف النصوص فإنّها لا تتغيّر مهما طال الزمن. أكرّر أنّ هذا الكلام خطير لأننا لو سلكنا هذا المسلك الخطير سنبتعد عن النطق الصحيح الذي قرأ به أسلافنا والذي دوّنوه في كتبهم.
قولكم . "الخلاصة :أن القراء والمحدثين يكادون يشتركون فقط في أسماء المصطلحات ، ويختلفون في طريقة تطبيقها عمليا . والله أعلم "
أقول : هذا كلام صحيح وهو ما أدندن حوله من اختلاف المناهج فلذلك أدعوا المشايخ المتخصصين في هذا الفنّ على الاجتماع في وضع منهجية علمية في التعامل مع مصادر علم التجويد والقراءات وحصر المسائل المختلف فيها ودراستها دراسة علمية بعيدة عن العصبية والتقليد ، هذا أفضل من الخوض في بعض المسائل النظرية التي لا تحلّ أيّ مشكلة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
---
شريف بن أحمد مجدي
03-18-2007, 01:57 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم(1/2166)
قولكم (( أقول : " هذا كلام خطير جداً ولم يقل به أحد من أهل الأداء قديماً وحديثاً وهو مخالف لمناهج المحققين .......))
سيدي الفاضل الشيخ / محمد يحيى شريف الجزائري
لست أدري إلي الآن ما الخطير في ذلك الأمر ؟؟
وكلامك يشعر بأن المقروء اليوم يخالف ما عليه القدامي ، والأمر ليس صحيحا بالطبع ، ولو فرقت يا سيدي بين النصوص القرآنية ـ أي من جهة الطرق ونسبة كل وجه لقائله ـ
وبين النصوص الأدائية من الجهة الصوتية . وأظنك تقصد ذلك . لاستطعت أن تصل لشئ واضح .
فلو سألت فضيلتكم : هل نقل ابن الجزري كل ما قرأ به ؟؟ وبمعني آخر : هل نقل ابن الجزري كل ما صح عنده من الأوجه ؟؟ أم أخذ بما اشتهر في عصره ؟؟
قولكم : ((. أكرّر أنّ هذا الكلام خطير لأننا لو سلكنا هذا المسلك الخطير سنبتعد عن النطق الصحيح الذي قرأ به أسلافنا والذي دوّنوه في كتبهم.))
وأكرر لك كلامي وأقول : هل المقروء به اليوم مما أخذ عن القدامي أم هو اجتهاد ؟؟
قولكم . "الخلاصة :أن القراء والمحدثين يكادون يشتركون فقط في أسماء المصطلحات ، ويختلفون في طريقة تطبيقها عمليا . والله أعلم "
أقول : هذا كلام صحيح وهو ما أدندن حوله من اختلاف المناهج فلذلك أدعوا المشايخ المتخصصين في هذا الفنّ على الاجتماع في وضع منهجية علمية في التعامل مع مصادر علم التجويد والقراءات وحصر المسائل المختلف فيها ودراستها دراسة علمية بعيدة عن العصبية والتقليد ، هذا أفضل من الخوض في بعض المسائل النظرية التي لا تحلّ أيّ مشكلة. ((
قولك صحيح يا شيخ محمد ونحن في انتظار هذه المنهجية رغم أني متأكد من أن فضيلتكم لن تأخذوا بهذه المنهجية إن قالوا : ببطلان الضاد الظائية .
كما أننا لن نأخذ بهذه المنهجية إن قالوا : ببطلان الضاد الحالية .
وهذه مسألة واحدة من عشرات المسائل الذي يختلفون فيها ، فعلي مذهب من تكون المنهجية ؟؟ وهذا سؤال مهم .(1/2167)
بل هناك بعض المسائل تكاد تساوي الخلاف بين السنة والشيعة ، مثل : الفرجة ، والتحريرات وغيرهما ولا أظن فيها بتا .
وليست في ذلك نظرة شؤم ، بل نظرة واقعية لما عليه أهل الإقراء
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
والسلام عليكم
---
محمد يحيى شريف
03-18-2007, 12:17 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أخي الشيخ المقرئ السلام عليكم ورحمة الله تعالى كان الأفضل لك أن تكتب اسمك تحت هذا الردّ لأنّي أعلم أنّ الأخ شريف سام هو ناقل فقط منذ البداية
أقول :
قد روى ابن الجزري ما تلقاه عن مشايخه على ما يوافق المصادر التي روى منها القراءات ، فإن كان ابن الجزري قد اعتمد اعتماداً كبيراً إن لم أقل كليّاً على المصادر التي نقل منها القراءات وأقوال من سبقوه من أهل العلم وهو من هو رحمه الله عليه ، فكيف بمن دونه لا سيما في هذا الوقت و تقول بكلّ بساطة أنّ العبرة بما تلقيناه عن مشايخنا سواء واقفنا النصوص أم لا ؟ أهذا كلام يعقل ؟ أهذه منهجية ؟ لا تريد أن تتعب نفسك فقد أخذت بأسهل الحلول مع كلام ربّ العباد.
أن أخذ ابن الجزري برأيه فهو في القليل القليل فيما يتعلّق بتقديم بعض الأوجه الأدائية وحتّى في القياس فقد اعتمد على من سبقوه في أغلب الحالات ولم يتهساهل في ذلك عليه رحمة الله بخلاف ما نشاهده اليوم.
أمّا بالنسبة للمنهجية فهو مجرّد اقتراح فقط وهذا أفضل عندي من الأخذ بأسهل المسالك ، وأعلم جيّداً أنّ الكثير ما رضوا بهذه المنهجية لأجل مسألة الضاد ولأنّ هذه المنهجية ستجبرهم على أعادة النظر في الكثير من المسائل. إلاّ أنّني أقول أنّ هذه المنهجية لا تكون من محمد يحيى شريف فقط بل يساهم فيها الجميع بأسلوب علميّ بعيد عن العصبية وحتّى إن لم نتفق فإننا سنستفيد ويستفيد باقي الأعضاء والزوار.
وأخر دهوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
---
شريف بن أحمد مجدي
03-19-2007, 12:14 AM(1/2168)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
وأقوال من سبقوه من أهل العلم وهو من هو رحمه الله عليه ، فكيف بمن دونه لا سيما في هذا الوقت و تقول بكلّ بساطة أنّ العبرة بما تلقيناه عن مشايخنا سواء واقفنا النصوص أم لا ؟ أهذا كلام يعقل ؟ أهذه منهجية ؟ لا تريد أن تتعب نفسك فقد أخذت بأسهل الحلول مع كلام ربّ العباد.
وأخر دهوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
سيدي الفاضل : لي سؤال علي هذا التعقيب : أولا : إن فعلت ذلك هل أنا أقرأ بوجه ليس من القرآن ؟؟
ثانيا : لم هذا العتاب ؟ بينما فضيلتكم ما زلتم تبحثون عن المنهجية ، أليس من الأولي إيجاد البديل ثم نقض الموجود ؟؟
ثالثا : الجمع الذي سوف يضع المنهجية هل سيأخذ بالمنصوص أم بالمقروء ؟؟ فإن أخذ من المقروء ما يوافق المنصوص فماذا سيفعل في الضاد الظائية ، والفرجة ، والتحريرات . ضع لنا حلولا عملية بعيدا عن التخيل والاقتراح ؟؟
سيدي الفاضل : ستجد في نهاية الأمر ما قلتُه لك لأنه هو الموجود الآن . وتحياتي لفضيلتكم
والسلام عليكم
---
محمد يحيى شريف
03-19-2007, 12:03 PM
الحمد لله والثلاة والسلام على رسول الله وبعد(1/2169)
أخي لا تذهب يميناً ولا شمالاً لقد ذكرت أنّ العبرة بالمشافهة سواء كانت المشافهة مخالفة للنصوص أم لا ، هذا الذي قلت ، طيّب هل هناك من قال هذا الكلام من أهل العلم ؟ وتعلم جيّداً أنّ ما ذكرت هو مخالف لمنهج جميع المحققين والعلماء بل هو مخالف لما ذكره ابن الجزري والداني والقرطبي والمرعشي وغيرهم فقد نصوا على نقصان مستوى المشافهة فاضطروا إلى التدوين ، والآن تريد أن تنزع الجذور التي كانت سبباً في نقل القرءان و صيانة النطق الصحيح للقرءان ، وتعلم جيّداً أنّ نزع الجذور معناه قطع الشجرة عن أصولها ولله الحمد فقد حفظ الله تعالى كتابه بتلك النصوص. أيمكنك أن تقطع بأنّ ما يُسمع اليوم من التلاوات هي قراءة النبي عليه الصلاة والسلام وخاصّة فيما خالف المنصوص ؟ فإن لم تستطع القطع بذلك فلماذا السند إذن. ؟ آلسند لأجل السند ؟ أم السند دلالة على تطابق الكيفية المتلقاة بالكيفية التي قرأ بها النبيّ عليه الصلاة والسلام. من أعلم الناس بقراءة النبيّ أنحن أم الداني ومكي القيسي وابن مجاهد وابن الجوري ووووووووو.؟ من هم أقرب الناس سنداً إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام أنحن أم أولائك ؟
فأرجو أن تجيب على هذه الأسئلة من غير حيدة وأن لا تخرج من الموضوع إن أردتّ مواصلة النقاش.
وخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
شريف بن أحمد مجدي
03-20-2007, 12:56 AM
السلام عليكم
سيدي الفاضل : أنا لا أناقشك ولكن أضع لفضيلتكم مفاهيم معينة تستطيع أن تضع لنا منهجيتك في التعامل مع النصوص والمشافهة مع مراعاة ما سبق .
ثانيا : الذي قلتُه : ((أري ـ والله أعلم ـ أن الأسلم أن نأخذ بما هو مقروء اليوم واشتهر بين القراء سواء كانت موافقة للنصوص أم لا ،)) أتيتك بدليلين اثنين أخذ القراء بهما وهما :
الضاد الظائية حيث نصوا علي التشابه بين الضاد والظاء ، وأخذ القراء بالضاد الشديدة التي هي مفخم الدال ـ كما أطلقتم عليها ـ(1/2170)
والمثال الثاني : النون مرققة في كل حال ـ هذا ما نصوا عليه في الكتب ، ولعل فضيلتكم تذكرون قول الشيخ الرحيمي ، وخالف القراء هذه النصوص صراحة وقالوا بتفخيم الغنة إذا جاء بعدها حرف استعلاء .
الفرجة في الإخفاء علي قولكم إنها مخالفة للنصوص وهو اجتهاد من الشيخ عامر ـ رحمه الله ـ كما ذكرتم .
أما المقروء وعليه أكثر القراء العمل بالفرجة أمثال الحصري والمنشاوي وعبد الباسط والبنا وغيرهم وهم المقياس الحقيقي للقراءة .
سيدي الفاضل : بما تسمي ما فعلوه في هذه الأمثلة ؟؟ هل نقول إنهم أخذوا بالنصوص ؟ أم أخذوا بما يخالف النصوص ؟
فإن قلتَ خالفوا النصوص ، إذا لست بمفردي من يقول بذلك ، بل يا سيدي : هذه الأمثلة أوضح من أن أذكر لك أسماء ، لأن الذين يقولون بما في الأمثلة أكثر من الحصر .
سيدي الفاضل : لم سوء الظن بي ؟ هل تظن أن أقول مثل هذا القول من فراغ ؟؟ هذه الأدلة وهذه الأمثلة .. هلا أجبتنا بتفسير لمثل هذا الفعل . هل أنا يا سيدي ذهبت يمينا أو يسارا .. أم معي مستند موثق ؟؟
أما بالنسبة لقضية المحققين ـ وتتمسكون بهذا القول ـ سأورد لك مسألة واحدة وسأطلب من فضيلتكم حلها مع إظهار منهج المحققين :
قال في التيسير :" قرأ الكوفيون وابن عامر ( أئمة ( بهمزتين حيث وقع وادخل هشام من قراءتي على ابي الفتح بينهما الفا والباقون بهمزة وياء مختلسة الكسرة من غير مد ابن عامر ) ا.هـ
وقال الشاطبي : 199 - وَآئِمَّةً بِالخُلْفِ قَدْ مَدَّ وَحْدَهُ وَسَهِّلْ سَمَاوَصْفاً وَفي النَّحْوِ أُبْدِلاَ .
فأنت يا سيدي تري أن الإمام الشاطبي أخذ بتسهيل الهمزة كما في أصله في التيسير وكما في اختياره هو رحمه الله ، ولم يأخذ بإبدالها ياء محضة ، ولكن المحققين طالبوا الشاطبي بأن يخرج من طريقه وكان يجب عليه أن يأخذ بإبدالها ياء رغم أنه ليس من طريق التيسير .(1/2171)
قال في النشر : وذهب آخرون منهم إلى أنها تجعل ياء خالصة نص على ذلك أبو عبد الله بن شريح في كافيه وأبو العز القلانسي في إرشاده وسائر الواسطيين وبه قرأت من طريقهم قال أبو محمد بن مؤمن في كنزه : إن جماعة من المحققين يجعلونها ياء خالصة وأشار إليه أبو محمد مكي والداني في جامع البيان والحافظ أبو العلاء والشاطبي وغيرهم أنه مذهب النحاة (قلت) وقد اختلف النحاة أيضاً في تحقيق هذه الياء أيضاً وكيفية تسهيلها. فقال ابن حبي في باب شواذ الهمز من كتاب الخصائص له : ومن شاذ الهمز عندنا قراءة الكسائي (أئمة) بالتحقيق فيها..............." ا.هـ 1/ 432
ثم قال المحققون وعليه سائر القراء ـ إلا من رحم ـ :" وَآئِمَّةً سَهِّلْ أو أُبْدِل لنافع *** ومك وبصري ففي النشر عولا .
أظن يا سيدي يصعب حلّ هذه المسألة ، وقل لي ـ بالله عليك ـ نأخذ بكلام الشاطبي وأصله ؟
أم نأخذ برأي المحققين ؟؟
أم تستطيع أن تجمع بين النقيضين ؟؟
سيدي الفاضل : فضيلتكم إلي الآن لم تبرهنوا علي منهجكم ، بل ومازلت تسأل الشيوخ الأفاضل أن يضعوا لك منهجا تسير عليه ـ رغم أني أشك في هذا ـ ولم تجب يا سيدي علي الأسئلة التي في المداخلة السابقة .
سيدي الفاضل : إن ما تقول أنت به إنما هو فضل عقلك تريد أن تلزمنا به رغم أني أثبت لفضيلتكم بطلان ما تقولون .
وأذكر لفضيلتكم قصة في مسألة "فضل العقل "
قال ابن الأزرق في " بدائع السلك في طبائع الملك " في باب " الدهاء والتغافل " :(1/2172)
(( قال ابن خلدون: الكيس والذكاء عيب في صاحب السياسة، لأنه إفراط في الفكر كإفراط البلادة في الجمود، والطرفان مذمومان، والمحمود هو التوسط، كما في سائر الصفات الإنسانية. قال: ولهذا يوصف الشديد الكيس بصفات الشيطان. فيقال شيطان ومتشيطن. ثم استظهر على ذلك بقضية عزل عمر رضي الله عنه زياداً عن العراق، وفيها أن زياداً قال: لم عزلتني يا أمير المؤمنين؟ ألعجز أم لخيانة؟. فقال عمر: لم أعزلك لواحدة منهما، ولكن كرهت أن أحمل الناس فضل عقلك.
المسألة الثالثة من الكلمات الحكيمة في القدر المحمود من هذا الوصف: العاقل يغفل غفلة الآمن، ويتحفظ تحفظ الخائف.
الدهاء تجرع الغصة، وتوقع الفرصة.)) ا.هـ 1/ 128
لا نشك في ذكائكم ، ولكن لا تحملنا فضل عقلك
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
والسلام عليكم
---
الجكني
03-20-2007, 06:38 AM
جزاكما الله خيراً على هذا النقاش المفيد ،وأملي البعد عن صرفه من خلاف علمي في المسائل ووجهات النظر إلى 00
---
محمد يحيى شريف
03-20-2007, 11:48 AM
السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم(1/2173)
أمّا بالنسبة الضاد فعلى أيّ أساس أخذ القراء بالضاد الشديدة ؟ فإن أجبت بالمشافهة أقول لك أنّ هذه المشافهة مخالفة لمشافهة القدامى، ونصوصهم تدلّ على ذلك فّهم أعلم وأدرى وأقرب سنداً من رسول الله عليه الصلاة والسلام والعيب في المتأخرين وليس في القدامى. أمّا مسألة تفخيم الغنة ليس هناك من قال بذلك من أهل العلم المتقدمين، والغنة صفة ، والصفة لا توصف بصفة أخرى إذ الحروف هي التي توصف لقول ابن الجزري ( وهو إعطاء الحروف حقّها من صفة لها ومستحقّها ) والغنة مخرجها من الخيشوم والتفخيم يكون من الفم لأنّ التفخيم معناه امتلاء الفم بصدى الحرف ، فكيف يمتلأ الفم بصدى الغنة وهي تخرج من الخيشوم ، حتّى وإن سلمنا أنّ القليل من الغنة يخرج من الفم. فالأسلم أن يقال تأثّر الغنّة بما بعدها ولا يقال تفخيم لأنّ التفخيم يصادم النصوص و لأنّه يفضي إلى التفخيم الحقيقي الذي نسمعه اليوم هو خروج الغنة من الفم مع المبالغة في أعلاء الصوت به. وما ذكرت هذه المسألة إلاّ ليفهم الأعضاء محلّ الخلاف ، فالخلاف هو لفظي أكثر مما هو عملي فلا داعي للخوض فيه مرّة أخرى.
أمّا العمل بالفرجة اليوم فليس معتبراً لأنّ الشيخ عامر رحمه الله تعالى خالف مشايخه في السند ولم يقل بذلك واحد ممن سبقوه وهو مخالف لصريح نصوص الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى ، فإن كان عمل المعاصرين عندك حجة فإنّي لا أعتقد حجية ذلك لا من قريب ولا من بعيد. فلا يمكن الاستدلال بما خولف فيه الأئمّة القدامى لتقعيد القواعد لأنّ القواعد تبنى على أشياء ثابتة متينة لا يشوبها شيء وهذا لا نجده إلاّ فيما تلقاه القدامى بالقبول وعملوا به. لا نستطيع يا أخي أن نستدل بالضاد الدالية في جواز مخالفة النصوص ، لا يمكن أن نستدلّ بالفرجة لتقعيد أصل من الأصول ، لا يمكن أن نستدلّ بشيء يفيد الظنّ في تقعيد الأصول والمناهج.(1/2174)
لماذا تلقى قراء مصر الفرجة بالقبول من الشيخ عامر رحمه الله تعالى ولم يقبلوا منه الضاد الظائية مع أنّ الأولى لم يسبق إليه أحد في ذلك وخالف الإسناد من جهة أخرى وخالف صريح النصّ، والثانية توافق إجماع الأئمّة قاطبة ؟ ما هو الضابط ؟ أيّ منهجية هذه ؟ هذا اضطراب لم يبنى على أيّ أساس. لا يمكن أن تبني أشياء على أساس فيه غموض ويفيد الظنّ يا أخي ، لا يليق ، لا يليق ، هذا قرءان.
والأدهي أنك تقول "سيدي الفاضل : بما تسمي ما فعلوه في هذه الأمثلة ؟؟ هل نقول إنهم أخذوا بالنصوص ؟ أم أخذوا بما يخالف النصوص ؟ "
وكأنك تعترف بأنهم يخالفون النصوص وأنت راض عن ذلك ، على الأقل اتسرها لا تعلنها فهو تعريض من مقامهم رحمهم الله تعالى وهم مأجورون لاجتهادهم ؟ لأنهم ما قصدوا مخالفة النصوص لا شكّ في ذلك. ولكنّك بهذا الكلام تريد أن تقول أنّهم قصدوا مخالفة النصوص لا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
زيادة على كلّ هذا أنّ معظم هذه المسائل المختلف فيها أثيرت من طرف مشايخ مصر وهل كلّ ما يقوله مشايخ مصر هو الحقّ علماً أنّ مسألة الفرجة والقلقة ومراتب التفخيم وترقيق راء ونذر لم يأخذ بها باقي المشايخ كمشايخ الشام والعراق والمغرب واستنبول وباكستان إلاّ بعد مانتشر مشايخ مصر في أرض الحجاز والمدارس والجامعات في شتى البلدان الإسلامية ثمّ صارت هذه المسائل مجبورة على طالب العلم ومن لم يأخذ بها فهو مخالف للإسناد.أهذا يعقل ؟ وليس هذا تعريضاً من مقام مشايخ مصر فقد عرفوا بالاتباع النصوص كالمتولي والضباع والحسيني وغيرهم بل خالفوا المشافهة واتبعوا النصوص في التحريرات.(1/2175)
أمّا مسألة التسهيل والإبدال (لسما) فهو خلاف معتبر لأنّه لا يخرج من نصوص النشر وأصوله فأرجوا أن تفهم جيداً هذه المرة ،وليس هذا محلّ الخلاف بيننا وإنّما محلّ الخلاف هو الخلاف في المسائل التي لم يختلف فيها القدامى ولم ينقل الخلاف فيها ، فالفرجة لم يختلف فيها القدامى ولا نصّ يؤيّدها وكذلك في تفخيم الغنة ومراتب التفخيم وصوت القلقلة وترقيق راء {ونذر} وووو. أمّا الخلاف في { أئمّة } فهو خلاف معتبر لأنّه يدور بين نصوص النشر وأصوله وهي مسألة متعلقة بالتحريرات يا أخي.
وختاماً أقول هل يستوى من يعتمد على نصوص الداني ومكي القيسي وغيرهما من الأئمّة في تقعيد الأصول بالذي يعتمد على أقوال المتأخرين فيما يخالف القدامى ؟ أتسائل أهذه المسألة تحتاج إلى نقاش ؟
أرجوا يا أخي ألا نخرج من موضوع المنهجية لأننا لو خضنا في كلّ مسألة لا نخرج من الموضوع.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
---
شريف بن أحمد مجدي
03-20-2007, 09:39 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
سيدي الفاضل : لم أخرج من الموضوع ، وأقول : التوثيق بما هو مقروء به خالف النصوص أم لا ، وقد برهنت لك بالواقع الموجود ، ولو كان هناك خروج عن الموضوع لقام أحد الفضلاء بإرشادي .
سيدي الفاضل : لم أر أي جواب علي أسئلتي !!!
قلتم :" أمّا بالنسبة الضاد فعلى أيّ أساس أخذ القراء بالضاد الشديدة ؟ فإن أجبت بالمشافهة أقول لك أنّ هذه المشافهة مخالفة لمشافهة القدامى،..... ))
سيدي الفاضل : كان سؤالي الضاد الحالية مخالفة للنصوص أم لا ؟؟
فكان جواب فضيلتكم هكذا :" والعيب في المتأخرين وليس في القدامى. "(1/2176)
سيدي الفاضل : هؤلاء جميعا جانبهم الصواب ؟؟ والقلة القليلة هم علي الحق ؟؟ أين التواتر ؟ ومن مَن نأخذ إذا أخطأ الجميع ؟؟ !!!!! هل هذا جواب سيدي الفاضل ؟ تخطئ أكثر قراء العصر وأنت تجلس أمام الحاسوب ؟؟ إذن علي قولكم نحن نقول : إن الشيوخ الذين يقولون بالإطباق العيب فيهم لأنهم لم يفهموا كلام القدامي ...
قلتم : أمّا مسألة تفخيم الغنة ليس هناك من قال بذلك ....فالأسلم أن يقال تأثّر الغنّة بما بعدها .............. "
سيدي الفاضل : الاعتراض ليس علي التسمية بل علي حقيقة الأداء ـ كما تعلم ـ حتي هذه التسمية التي اخترتها لا دليل عليها !!! كيف تجيز لنفسك تسمية لا دليل عليها ؟ وتعترض علي التسمية ؟؟!!!
قلتم : أمّا العمل بالفرجة اليوم فليس معتبراً ......"
سيدي الفاضل : أنا لم أطلب رأي فضيلتكم ، ولكني أسأل : هل هو مقروء أم لا ؟؟ وما دام مقروءا به فقد خالفوا النصوص ، والفرجة موجودة في الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وبقية البلدان ، وعلي قولكم : جميعا خالفوا النصوص .. أين التواتر ؟؟
قلتم : لماذا تلقى قراء مصر الفرجة بالقبول من الشيخ عامر رحمه الله تعالى ولم يقبلوا منه الضاد ....لا يمكن أن تبني أشياء على أساس فيه غموض ويفيد الظنّ يا أخي ، لا يليق ، لا يليق ، هذا قرءان.((
سيدي الفاضل : بالنسبة للمصرين لائق وبه أخذوا وهم رؤوس هذا الفن ـ بدون تعصب ـ
قلتم :" وكأنك تعترف بأنهم يخالفون النصوص وأنت راض عن ذلك...."
سيدي الفاضل : لماذا أسرها ؟ ألم تقل أنت إن القراء المصريين خالفوا النصوص في الضاد والفرجة ؟؟
قلتم :" أمّا مسألة التسهيل والإبدال ( لسما) فهو خلاف معتبر لأنّه لا يخرج من نصوص النشر ..."
سيدي الفاضل : كلام عجيب لا دخل له بهذا العلم
ومما سبق يدل علي أني لم أنفرد بشئ وكلامي واضح ، ويبدوا أن الجميع اقتنعوا بما قلت وهو المهم .(1/2177)
مسألتان سيدي الفاضل لو فهمتهما لاسترحت مثلي ، نشأة القراءات ، ومسألة الاختيار ، هذا مهم جدا في تأصيل هذا الفن لأن القراءة مبناها علي الاختيار من المسموع .. ولعلها قد وضحت الرؤيا الآن .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
---
محمد يحيى شريف
03-21-2007, 10:54 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أخي الشيخ إنك لم تجب عن الأسئلة ولا أريد أن ندور في داشرة لا نخرج منها
إنك اعترفت أنّ المعاصرين قد خالفوا النصوص في بعض المسائل ، وهذه أعتبرها خطوة عظيمة بالنسبة لي أن يُعترف بذلك ، طيّب . هل خالفوا النصوص تعمّداً أم وقع لهم ذلك حال اجتهادهم من غير قصد ؟ فإن أجبت بأنهم فعلوا ذلك تعمّداً فقد أسأت الظنّ بهم. وإن أجبت بأنّهم فعلوا ذلك من غير قصد حيث وقع لهم ذلك حال الاجتهاد ، فأقول لك فلِمَ تستدل بما خالفوا به النصوص على اساس اجتهاد يحتمل الخطأ والصواب وبما يفيد الظنّ ولا يفيد القطع لتقعيد القواعد والمنهجية ؟
هل هناك من صرّح بجواز مخالفة النصوص من أهل العلم المعتبرين ؟
فأرجو أن تجيب على السؤالين بوضوح تام من غير حيدة عن الجواب ، فسؤالي واضح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
---
شريف بن أحمد مجدي
03-21-2007, 11:31 PM
السلام عليكم
أخي الشيخ محمد يحيي
نعم أنا المقرئ أبو عمر عبد الحكيم ، وكنت آمل أن تكون قد تغيرت في طريقة تناولك للمواضيع ، وأن تنظر للأقوال فقط ، وتترك طريقة التهويل وتحويل الكلام عن أصله واستعطاف الناس أو إثارتهم بطرق مختلفة ، وهذا الموضوع بالذات أستطيع أن أناقشك حتي أستطيع أن أجعلك تقتنع بالأدلة وليس برأيي ، لأن هذا الموضوع قد كنا تناولناها مع شيوخنا . ولذا تجد الموضوعية في سرد الأدلة . ولقد أجبت علي الأسئلة جميعها ، ولكنك لا تقنع بالأدلة .........
هل كنت تتوقع أن مسألة السند مسألة كماليات مهما تحدثوا عنها ؟(1/2178)
وفضيلة د/ أمين بعد أول مداخلة لي قال :" أخي الكريم مداخلتك هذه هل جاءت من واقع قراءة سابقة للمداخلات أعلاه أم هي وجهة نظر فقط ظهرت من خلال العنوان... "
ولم أقم بالرد الفوري لأني علي يقين أنهم سيصلون في نهاية المطاف لهذه الأسئلة وقد كان .
وكلمة يا شيخ محمد في طريقة إخفاء الميم لكي يعلم الجميع أن المسألة ليست اجتهادية من الشيخ عامر كما يروج لها القائلون بالإطباق
أحد تلامذة الشيخ عامر قال : إن الشيخ عامر والسمنودي كانوا يريدون أن يدونوا ما هو مقروء به في يومنا المعاصر ويتركوا سائر الأوجه الصحيحة الغير مقروءة بها في يومنا مثل : التوسط في همزة الاستفهام في " آلآن" وترك القراءة بفويق القصر وفويق التوسط لعدم أخذ القراء اليوم بهما وووو
بل نقطة قالها الشيخ السمنودي في مسألة الفرجة لما سُئل في الفرجة كان الوجود قديما عدم الكز وهو المعبر عنه في قول ابن الباذش عن أبيه " ألا أن يريد القائلون بالإخفاء إطباقا خفيفا " ثم انتشر الإطباق من قراء الكتاتيب الذين كانوا يطلقون الإخفاء ميما صريحة ، والقدامي كانوا يقولون إطباقا نظرا لظهور من يقول بإخفاء الميم مثل إخفاء النون عند الخمسة عشرحرفا ، والشيخ عامر ونحن أحيينا هذا الوجه الذي كانوا يعبرون عنه بالإخفاء الخفيف " ا.هـ
والسمنودي حي يرزق والحمد لله .
ولو تتذكر قول المالقي الذي يقول فيه : مثل ميم الخمر والشمس ولم يصرح بعدم الكز أو بالإخفاء الخفيف لأنها كانت معروفة لديهم ولكنهم أطلقوا بلا تقييد لشهرتها أو في مقابلة النص الآخر الذي يقول بإخفاء الميم مثل إخفاء النون الساكنة ،وجاء المرعشي ـ رحمه الله ـ وفسر الأقوال القديمة فقال : والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها فى الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهذا كإخفاء الحركة فى قوله "لا تأمنا" إذ ذلك ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها." أ.هـ.(1/2179)
هذا توضيح بسيط يا شيخ محمد للأمر ولست بصدد النقاش في المسألة وكان ردي علي إدعائك أن الفرجة محض اجتهاد ، ولعل اضطراب الشيخ أيمن السويد في الجواب عن معني الإخفاء لأكبر دليل علي القول بالفرجة الصغيرة .
ولكني علي يقين أنك سوف تترك الأدلة وتناقش في موضوع آخر كما أنك تركت الأدلة هنا وذهبت لموضوع آخر .
وبمتابعة كتاباتك في هذا المنتدي وجدت أن الكل يتفقون علي عدم وضوح منهج علمي صريح لفضيلتكم في الردود وأنقل لك بعض عبارات من ناقشوك حتي تراجع أمرك وطريقتك :
قال صاحب بحث " خاص لأهل التحريرات " في أحد ردوده "
- كنت أتوقع من الشيخ محمد يحيي أن ينقض ما ذكرته مسنداً إلى العلماء المحققين بالدليل العلمي – وهو الحكم النزيه عند الاختلاف- وإذا به يسطر كلاماً فرغنا من بحثه في مسألة الضاد التي تركت الحديث معه فيها ليقيني أننا لن نتفق فكأننا كل منا في وادي والآخر في وادي آخر 0
الشيخ الفاضل يتكلم عن نشأة التحريرات وأسبابها والعلماء الذين رأوا القول بها ، وهذا ليس هو ما تحدثت عنه وليس غرضي في البحث ،وإنما غرضي في البحث هو.......
_____________________________________
ومع أنك لم تذكر مسائل أخرى أكثر أهمية مما ذكرت وهي التي فيها الاضطراب مثل الالتزام بالطرق وعدم القراءة بما خرج عنها ...............
____________________________________
ولما رددت بدون تهويل لم يصدق صاحب البحث أنك كتبت هذا الرد فقال متعجبا :"
قرأت ما سطرته يدكم الكريمة ،وخطه يراعكم الدقيق البليغ، وصدقني يا أخي لم أصدق بادئ الأمر أن هذا الأسلوب العلمي في الطرح هو أسلوبكم ؛لما عهدته في مقالاتكم السابقة من الأسلوب القاسي والهجوم العنيف اتجاه مخالفكم ،حتى إني هممت بالانسحاب من النقاش 0
والآن وقد رفعتم الأسلوب إلى هذا الأسلوب الراقي والرائع فقد أثلجتم الصدر وجددتم حب النقاش والطرح العلمي 0...................(1/2180)
_____________________________________
وفي بحث فضيلتكم المعنون بـ(الردّ على علماء الأصوات في مسألة همس الطاء المنطوق بها اليوم )
ثانيا :ما زلتم تردّدون مسألة همس الطاء!وقد صرّحت في تعقيبي السابق بأنني لا أتفق مع علماء الأصوات في أن الطاء الحالية (والتي ينطق بها المجيدون )مهموسة ، لكني لا أحب
التسرّع بإصدار رأي قاطع قبل طول بحث ونظر. ..................
_
__________________________________________
رابعا :أراكم -بارك الله فيكم- تخلطونَ بين أقوال الأئمة خاصة ما يتعلق بباب الإبدال..الإبدال هو : "جعل مطلق حرف مكان حرف آخر"(1) ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا؟! .....................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
أخي الكريم..لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟!هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!
وكيف يكونُ جوابك لو قلتُ لك :إنّ الضاد التي تدافع عنها لا يقرأ بها اليوم إلا القلة القليلة! فكيف تجتمع الأمة على خطأ الضادِ المقروء بها اليوم؟!!
سادسا:أتمنى أن نجتهدَ في التدقيق في كلام العلماء قبل النقل عنهم وتحميل نصوصهم ما لا تحتمل..............
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي محمد..لم تنصف هنا بارك الله فيك. لقد قلتُ ووضحتُ مرار أنني لا أتفق مع هذه النّظرية في جميع جزئياتها ، لكنّ النصوص الصريحة التي بين أيدينا تجعل الواحد منا يعيدُ النظر
مرة تلو المرة.......................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولن أجيبَ عليه فليس هذا ما أناقشكم فيه. وأرجو أن تراجع ما قلتُه في النقطة الخامسة.
ـــــــــــــ(1/2181)
أرجو أن ينحصر النقاش في الأدلة التي تتمسّكون بها ، وفي قول سيبويه ومن حذا حذوه ، ثم بعد ذلك ننتقل لنقاط أخرى إن شاء الله........................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي هذا البحث دعوة صريحة لفضيلتكم بالسير علي ضرب أهل العلم فقال :"
حبذا ياشيخ يحيي شريف لو الفت وريقات في الموضوعين أعلاه، وتحاول أن تنجزهما كلا على حدة، سالكا منهجا علميا محددا، وفق رؤية تتناسب والشريحة التي تريد خطابها،ثم تعرض ذلك على المختصين،واحسب أن قيامك بذلك سيلاقي نجاحا كبيرا لدى المختصين وفقني الله وإياك. والسلام. .....................
وهذا يا سيدي ليس تشهيرا ، بل كلام موجود في المنتدي ولكني أود أتتطرح سؤالا لنفسك : هل كل هؤلاء أخطأوا ؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
ولو كنت أ‘لم أن هناك فائدة من النقاش لأكملت ولكن ......
ولذا أعتذر عن مواصلة الحوار حيث أصبحت القضية قضية " حظ النفس " وخرج عن الدليل العلمي ، وأشكر فضيلتكم علي تحملي في هذه الفترة .
كما أشكر فضيلة د/ أمين الشنقيطي وفضيلة د/ أحمد بزوي الضاوي ود/ الجكني وأعضاء المنتدي المبارك حفظ الله الجميع
والسلام عليكم
---
أحمد بزوي الضاوي
03-26-2007, 12:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
يقول سبحانه : ( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(البقرة:32) الإخوة الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .(1/2182)
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن هيأ لنا هذا الموقع المبارك لتدارس القرآن الكريم و قضاياه ، مؤمنين أن الله تعالى تكفل بحفظه ، وأنه كلام الله الذي لا مجال للشك فيه بالنسبة للمسلم الموحد. وما إثارتنا للموضوع إلا لبيان أن الله تعالى تكفل بحفظ القرآن الكريم و صيانته من الزيادة و النقصان، والتبديل و التغيير على مر الأزمنة و اختلاف الأمكنة، و أنه في كل زمن يهيء ـ سبحانه ـ له سببا يزيده حفظا ، مما يعتبر قمة من قمم الإعجاز القرآني الشامخة ، فلو تتبع الباحثون الطرق التي ابتكرها المسلمون لحفظ القرآن الكريم ، واستفادتهم من التقنيات المتاحة، وما هيأه الله تعالى له من أسباب العناية و الرعاية لوقفنا على مظهر عظيم من مظاهر الإعجاز .
أما أن يصبح الموضوع منحرفا عن قصده ليصبح أقرب إلى الشبهات ، و التشكيكات التي يمكن أن تنال من كل من في إيمانه دخل ، أو معرفته بالمجال يسيرة ، أو مبطل يتحين الفرصة السانحة ليقيم الحجة بنا على جهالاته ، فإنه أمر عظيم يتعين التنبيه إليه ، لنعلم أنه ليس كل ما يعلم يقال ، بل الأولى مخاطبة الناس بقدر معرفتهم .
إن ما نلاحظه من تتبعنا لتاريخ القراءات القرآنية أن القرآن الكريم تمت العناية به لفظا وكتابة ، كما تم تلقيه عن الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ بالسماع منه و القراءة عليه ، وظل منهج السماع و العرض أساس تلقي القرآن الكريم ، يؤازرهما النص المكتوب ، مرسوم الكتاب . ومن ثم يتعين علينا مراعاة هذه الخاصية في تلقي القرآن الكريم ، فلا تعارض بينها ، بل بعضها يعزز البعض الآخر ، مما يدل على شدة حرص المسلمين على توثيق القرآن الكريم ملفوظا ومكتوبا ، و كل ذلك تحقيقا لحكم الله الأبدي : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9).(1/2183)
كما أن الاختيار ـ الذي آمل أن تتاح الفرصة قريبا للوقوف عند أسراره و خباياه ـ لا يتعارض مع تلقي القرآن الكريم ملفوظا و مكتوبا ، و سماعا و عرضا ، فهو اجتهاد في الاختيار مما هو موجود ، مما هو ثابت النسبة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ . و لعلنا نستحضر أن الاختيار في القراءات شبيه إلى حد كبير للاختيار في الفقه ، و إن كنا نؤمن بأنه قياس مع الفارق لاختلاف المجالين ، و اختلاف طريقة إعمال أداة الاختيار ، و لكن الأمر عندي محصور في التشابه الحاصل في اختيار الأمة مما هو موجود و متاح. والأمر نفسه موجود في اللغة و لذلك نتحدث عن المستعمل و المهمل ، فهناك إمكانيات كثيرة متاحة ، و لكن المستعمل المختار منها قليل ، وذلك لحسم الخلاف ، و جمع الأمة على أمر جامع ، حسما للفرقة ، و تيسير أسباب التواصل .
إن اختيار الأمة و استقرارها على ما قرأ به رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ لا يمكن أن يطعن في بقية ما قرأ به رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ مما لا نقرأ به اليوم .
الإخوة الأفاضل مشاعل العلم ، و مناراة الهدى ، علينا أن نعالج أمر توثيق القراءات بشيء من الروية و الحكمة ، وذلك بالوقوف عند الكليات ، و نبذ التعصب ، و اتباع الهوى ، والتماس الحق و الحقيقة ، و قطع الطريق على كل من يريد التشكيك في وثوقية النص القرآني ، والتشكيك في قدسيته .(1/2184)
إننا بإثارة أمور جزئية هي اختيارات لأعلام القراء في عصرنا الحالي ، و طرحها وكأنها أمور مبتدعة لا أصل لها ، والمناقشة الحادة بين أهل الاختصاص حول أمور تفصيلية لا يدركها إلا قلة من أهل الاختصاص الدقيق ، و من له باع طويل في مجال القراءات القرآنية ، بل إنني لاحظت الخلط بين القراءات و التجويد والحديث عنهما و كأنهما شيء واحد، مع تضخيم للخلاف حول هذه القضايا الجزيثة و الأمور التفصيلية مما يعطي فرصة ذهبية للمبطلين ، حيث يستدلون باختلافاتنا على أن النص القرآني غير موثق ، و أنه إلى الآن الناس مختلفون فيه ، و نحن نقول إنه أمر لا يمكن أن نتصور أن مسلما يخالجه أدنى شك في أن القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على سيدنا محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ و أن نعبد الله تعالى بمقتضاه . إن هذه الأمور يتعين مناقشتها في دائرة ضيقة بين أهل الاختصاص عبر بريدهم الخاص ، أو في لقاءات علمية خاصة ، ندير فيها النقاش حول مثل هذه القضايا ، ونناقشها بكل صدق و إخلاص ، ثم نخرج على الناس بما استقر عليه إجماعنا المؤسسي على البرهان العلمي ، فليس لدينا ما نخفيه ، و إن للقرآن ربا تكفل بحفظه ، و إنما نحن عشاق العلم ، ورواد الحقيقة .(1/2185)
إن هذه الأمور المثارة من قبل بعض الإخوة بعيدة جدا عن الهدف من إثارة الموضوع حيث كنا نأمل أن يعنى الإخوة الكرام باكتشاف عناصر التقاء القراءات و منهج المحدثين في التوثيق ، لنبين بالبرهان العلمي أن القراءات القرآنية موثقة توثيقا علميا ينذر أن تجد نصا يمتاز بذلك. كما كان الهدف أن نبين أن المنظومة الإسلامية شاملة ومتكاملة ، وهو عنصر قوة المنظومة الإسلامية في مختلف تجلياتها ، إننا إذ نقوم بذلك نقدم الدليل العلمي على وثوقية النص القرآني لمن يحتاج لدليل ، وتزكية لإيمان المؤمنين حيث يصبح إيمانهم مؤسسا على العلم و المعرفة، فذلك التحصين العقدي، وعمل العلماء في هذا الاتجاه صيانة للمبتدئين ، ودعم للمؤمنين ، ودفع للمبطلين ، و قربة لله رب العالمين .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
محمد يحيى شريف
03-26-2007, 12:07 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فضيلة الشيخ أحمد جزاك الله خيراً على هذا التدخل المبارك أسأل الله تعالى أن يحفظكم من كلّ مكروه وأن يوفقكم لما فيه الخير والصلاح
أبشّركم يا شيخنا أنّ الخلاف الذي وقع بيني وبين أخواني حفظهم الله تعالى هو خلاف في كيفية النطق ببعض حروف القرءان الكريم أو بصفة من صفات بعض الحروف ولا يمسّ ذلك قداسة القرءان لا من قريب ولا من بعيد بل هذا الخلاف يدلّ على عظمة القرءان العظيم أن نختلف في جزئياته وهذا النوع من الخلاف وقع فيه القدامى مع إجماعهم على تواتر القرءان وهذا يدلّ على حرص العلماء في حفظ القرءان والاعتناء به حتّى في جزئياته التي قد لا تمسّ قداسته وهذا شرف للأمّة الاسلامية.(1/2186)
وليس هناك من قال أنّ الخلاف في هذا النوع من المسائل الجزئية يشكك في القرءان نفسه ولو كان كذلك لأمسك القدامى عن الخوض في ذلك ، فإذا اختلفنا في مسألة الضاد أو في مسألة الفرجة مثلاً هل تتغيّر بنية القرءان العظيم في كونه متواتر ومقطوع بصحته وخاصّة أنّ من العرب من كان يخلط بين الضاد والظاء وحتّى لوأبدلنا الضاد ظاءًً خالصة لا ينقص من قداسة القرءان شيء وإن كان ذلك خطاً لا يستهان به.
وهذا يقال في التحريرات أيضاً لأنّ المحررين مجمعون على تواتر ما في كتاب النشر جملة إلاّ أنّ حرصهم على عدم الخلط بين الروايات والطرق جعلهم يختلفون في بعض المسائل وهذا يدلّ على بلوغهم أعلى مراتب الحرص والاعتناك بالقرءان الكريم ولا يزيد ذلك إلاّ شرفاً للأمّة المحمدية. ولا شكّ أنّ المبالغة في الاعتناك أولى من التساهل.
والعلم عند الله تعالى
محمد يحيى شريف الجزائري
---
أمين الشنقيطي
03-27-2007, 08:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فتحية طيبة عاطرة للأخوين الكريمين الدكتور الضاوي،والشيخ محمد يحي جزائري،حفظهما الله،
كما أشكرهما على هذا الإمتاع العلمي لزائري هذا الملتقى المبارك، بالمعاني السامية والإفادات المقنعة، وأحسب أننا نحن المدخلون اصبحنا في طور كتابة ملخص لكل منا عن جملة مابحثناه وتوصلنا إليه في القضيتين الهامتين،
1- قضية القراءات القرآنية ومنهج المحدثين في التوثيق.
2- قضية المشافهة والتلقي وطريقة تعامل القراء بها اليوم من خلال عدد من الأمثلة.
وأخيرا أخوي الكريمين أشكر لكما هذه المداخلات المباركة،وفي انتظار الخلاصة منكما، وأدعو إخواني مشرفي الملتقى إلى حفظ هذه الملخصات كدراسات علمية موثقة محفوظة لأصحابها في مكتبة الملتقى.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
(1/2187)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ترجمة ابن عاشور المفسر
---
ترجمة ابن عاشور المفسر
---
إبراهيم الجوريشي
08-26-2005, 06:03 PM
الاخوة في ملتقى اهل التفسير
ارجو افادتي في ترجمة العلامة ابن عاشور التونسي المفسر
واشهر المصادر التي ترجمة له
وجزاكم الله خيرا
---
أبو زينب
08-27-2005, 11:36 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ الفاضل ابراهيم
قام محمد الطاهر الميساوي بتحقيق و دراسة كتاب الشيخ اين عاشور " مقاصد الشريعة الإسلامية " و قدم له بنبذة عن حياة الشيخ رحمه الله .
وذكر في المراجع - فيما يخص ترجمة الشيخ -:
1- مقالة " الشيخ محمد الطاهر بن عاشور 1296-1393/1479-1973 " حوليات الجامعة الزيتونية . العدد العاشر .1973
2- كتاب " شيخ الجامع الأعظم محمد الطاهر بن عاشور " بلقاسم الغالي - بيروت : دار ابن حزم .1996 .
أما "مقاصد الشريعة الإسلامية " بتحقيق محمد الطاهر الميساوي فهو من نشر دار النفائس - 1999 - عمان الأردن بالاشتراك مع دار الفجر -كوالا لمبور .
FAJAR ULUNG SDN. BHD.
INTERNATIONAL BOOK CENTER
I.B.C. PUBLISHERS
Akadimi Islam .U.M.Kuala Lampur
Tel Fax (603) 7566015
e-mail : fajaru@tm.net.my
---
أبو عبدالرحمن الدارعمي
08-29-2005, 10:50 AM
مقدمة أطروحة دكتوراة الشيخ الدكتور عبد الرحمن فوده : (( الجهود البلاغية لمحمد الطاهر بن عاشور )) ، الأستاذ المساعد بقسم البلاغة والنقد والأدب المقارن بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة ، وهي لم تطبع بعد !
وهذا تعريف بالشيخ الفاضل ، وصفحته الإلكترونية :
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=556
وقد أصدرت دار القلم بدمشق - بيروت كتابا يترجم فيه إياد الطباع للشيخ ابن عاشور رحمه الله ، ضمن سلسلتها المفيدة :
http://www.alkalam-sy.com/pubs/index.php
---(1/2188)
إبراهيم الجوريشي
08-29-2005, 12:09 PM
جزاكم الله خيرا شيخي الكريم
على قدمت وبارك الله فيكم
---
(1/2189)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً في التفسير..
---
صدر حديثاً في التفسير..
---
الراية
01-14-2004, 11:50 AM
تفسير آيات الأحكام في سورة النساء – في مجلدين ..الناشر دار العاصمة
تفسير آيات الأحكام في سورة المائدة – في مجلد..الناشر دار العاصمة
جميعها للشيخ د.إبراهيم اللاحم.أستاذ التفسير بجامعة الإمام في القصيم
---
عبدالرحمن الشهري
01-15-2004, 07:11 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم (الراية) على ما تتحفنا به دائماً وفقك الله.
وقد صدر أيضاً عن مكتبة العبيكان :
- تفسير الإمام الذهبي للدكتور سعود الفنيسان في مجلدين.
---
المحرر
01-15-2004, 06:50 PM
وتفسير سورة الصافات ،، لشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - .
---
محمد الربيعة
01-15-2004, 10:05 PM
وصدر حديثاً تفسير الشنقيطي (المسجل) لخالد السبت
---
محمد الربيعة
01-15-2004, 10:07 PM
نرجو من المشرف تثبيت هذا الموضوع لأهميته
---
(1/2190)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة
---
فائدة
---
المزمل
08-27-2004, 01:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر للجميع مشاركاتهم القيمة التي ترفع من مستوى هذا الملتقى العلمي النافع .
وأود أن أقول : إن دروس التفسير للشيخ : محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله تعالى - متوفرة في المكتبة الصوتية بالمسجد النبوي الشريف قرابة (76) شريطاً.
وأتوقع أن يكونوا قد انتهوا من نسخها على أقراص الليزر ضمن مشروع المكتبة في إدخال جميع دروس الحرم النبوي على أقراص الليزر .
كما يوجد في التسجيلات التي في داخل الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أشرطة الشيخ وغيرها مثل : الرحلة إلى أفريقيا ، ومحاضرة : حكمة التشريع الإسلامي .
وللفائدة : فإن الشيخ : عبد الله قادري الأهدل كتب عن الشيخ تفسير سورة هود أيام دراسته على الشيخ في الجامعة.
والله أعلم،،،،،،،،،،،،،
---
(1/2191)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب ابن الكيال الدمشقي (الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الكبائر)
---
سؤال عن كتاب ابن الكيال الدمشقي (الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الكبائر)
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2005, 11:09 AM
ورد على بريدي السؤال الآتي :
ذكر الشيخ بكر أبو زيد-حفظه الله- في كتاب تصحيح الدعاء أن لابن الكيال الدمشقي رسالة باسم "الأنجم الزواهر ، في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق والكبائر
فأين يمكن أن أجدها ؟؟
---
مساعد الطيار
02-26-2005, 01:50 PM
هو موجود في مكتبة جامعة الإمام .
وهو موجود عند أحد الإخوة مخطوطًا ، وقد أعده للتحقيق ، فكتبه ، ولكنه توقف عن ذلك .
---
عبدالرحمن الشهري
02-27-2005, 08:01 AM
جزاكم الله خيراً
---
أثرية
03-05-2005, 03:11 PM
السلام عليكم
بارك الله فيكم ذكرتم أن كتاب " الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق والكبائر " لابن الكيال مخطوط في جامعة الامام
وقد سألت عنه وهو عندهم ولكن ليس عندهم إلا نسخه واحدة !
وبحثت عن نسخ اخرى بالفهارس فلم أجد ؟
وقد قلتم –بوركتم- : وهو موجود عند أحد الإخوة مخطوطًا ، وقد أعده للتحقيق ، فكتبه ، ولكنه توقف عن ذلك
فهل عند هذا الشخص نسخة واحدة ؟
وإني أرغب حقيقة في تحقيق هذا الكتاب ، ولكني حتى الآن لم أحصل على المخطوط لأني من بلد آخر خارج المملكة .
فهل توقف هذا الأخ الذي تعرفونه عن المخطوط لعيب في المخطوط مثلا لكونه صعب القراءة ؟ أو أنه توقف لانشغاله
---
مساعد الطيار
03-05-2005, 04:38 PM
أخبرني الأخ بأنه توقف عنه لانشغاله .
ولا أدري هل يريد إكماله أم لا ؟
---
عبدالرحمن الشهري
10-14-2005, 04:17 PM(1/2192)
وردتني رسالة من الأخ الكريم د.أحمد نجيب وفقه الله يذكر فيها أنه حصل على صورة من النسخة الأصلية للكتاب بخط المؤلف . ويرغب في تحقيقها. فإن كانت الأخت أثرية ما زالت راغبة في التحقيق فيمكنها التفاهم مع الدكتور أحمد نجيب وهو عضو معنا في الملتقى وفقه الله ومقيم في إيرلندا حالياً. أو تزود الدكتور أحمد بالنسخة الأخرى التي معها ليقوم هو بتحقيق الكتاب ، حتى لا تتكرر الجهود حول كتاب واحد لتحقيقه.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.
---
(1/2193)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ((طلب)) مساعدة لإكمال مشروع جامع في الرياض
---
((طلب)) مساعدة لإكمال مشروع جامع في الرياض
---
أبو مهند النجدي
05-12-2005, 04:45 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أيها الإخوة أرجو منكم مساعدتي ولكم منا جزيل الشكر والدعاء وطلبي هو أن تدلوني على أحد يكمل مشورع جامع في الرياض في حي الحمراء بين مخرج 9 ومخرج 10 وفي المرفق كروكي المسجد ورقم الإمام
---
أبو مهند النجدي
05-12-2005, 05:01 PM
روى مسلم في صحيحه حدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو أن بكيرا حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أنه سمع عبيد الله الخولاني
يذكر أنه سمع عثمان بن عفان عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم إنكم قد أكثرتم وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا لله تعالى قال بكير حسبت أنه قال يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة
ابن عيسى في روايته مثله في الجنة
وقال حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا الضحاك بن مخلد أخبرنا عبد الحميد بن جعفر حدثني أبي عن محمود بن لبيد
أن عثمان بن عفان أراد بناء المسجد فكره الناس ذلك فأحبوا أن يدعه على هيئته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا لله بنى الله له في الجنة مثله
(( والدال على الخير كفاعله ))
---
أبو مهند النجدي
05-26-2005, 11:16 PM
رقم الإمام 0503286801 عمر المضحي
رقم المؤذن 0553193720
عمر الزومان
---
(1/2194)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول اهتمام المحدثين بالتفسير النبوي
---
حول اهتمام المحدثين بالتفسير النبوي
---
العرباض
11-25-2004, 05:36 PM
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مَن من الإخوة الكرام يدلني على دراسة كلية أو جزئية حول اهتمام المحدثين بالتفسير النبوي
و جزاكم الله خيرا
---
أحمد البريدي
11-26-2004, 06:35 PM
هناك رسالتان علميتان في جامعة أم القرى بعنوان : التفسير النبوي , جمع فيهما المؤلف ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من التفسير مسنداً , وعهدي بهذه الرسالة قديم جداً .
كما جمع السيوطي في آخر كتابه الإتقان جملة من هذه الأحاديث .
---
العرباض
11-27-2004, 02:40 PM
ليس هذا قصدي، و إنما قصدت دراسة منهجية حول اهتمام المحدثين في كتبهم بالتفسير النبوي كالبخاري و الترمذي و الحاكم و النسائي أو من أفردوا التفسير المأثور بالتأليف كابن أبي حاتم
---
(1/2195)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التحقيق في مسألة اجتماع البدل مع { فصالا } وأخواتها في رواية ورش عن نافع
---
التحقيق في مسألة اجتماع البدل مع { فصالا } وأخواتها في رواية ورش عن نافع
---
محمد يحيى شريف
05-15-2005, 06:27 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
من المعلوم أنّ لورش عن نافع ثلاثة أوجه في مدّ البدل وهي القصر والتوسّط والطول. وله الترقيق والتغليظ في لام { فصالا} و{طال} و{أفطال} و { يصّالحا }.
فذهب بعض أهل الأداء إلى أنّه يمتنع تغليظ اللام في { فصالا } وأخواتها على قصر البدل وممن ذهب إلى هذا القول المنصوري والطباخ نقلاً عن شيوخهما. فعلى هذا القول يكون عدد الأوجه خمسة وهي قصر البدل مع الترقيق في { فصالا} والتوسّط والطول في البدل مع الترقيق والتغليظ جميعاً في { فصالا }. ولذلك قال العلامة الميهي :
رقق فصالاً ثلثن للبدل..........فخّم بلا قصر وعن علمٍ سلْ
وممن أخذ بهذا القول العلامة الخليجي في حلّ المشكلات والشيخ عبد الفتاح القاضي في البدور الزاهرة. وذهب الجمهور إلى عدم المنع أخذاً بظاهر كلام الشاطبي ومن بينهم العلامة الإسقاطي مستدلاً أنّ الشاطبيّ قدّم القصر في البدل والتغليظ في {فصالا} وأخواتها فحينئذ لا وجه لمنع قصر البدل مع تغليظ لام {فصالا} ولذلك قال الإسقاطي ( انظر حل المشكلات للخليجي وهداية المريد للعلامة الضباع) :
على القصر اجتلى.........ففخّماً أو رقّقاً لا تسأل(1/2196)
فعلى هذا القول تكون الأوجه ستة وهي ثلاثة البدل في وجهي اللام في { فصالا} وهما التفخيم والترقيق ولا يمنع منها شيء. وهذا المذهب هو المشهور والمقروء به اليوم أخذاً بظاهر الشاطبية حيث هو الذي جرى عليه شرّاح الشاطبية وإلى ذلك جنح العلامة المتولّي والعلامة مصطفى الأزميري في بدائع البرهان حيث قال " ومنع الشيخ -أي المنصوري- في قوله تعالى { فإن أرادا فصالا } تفخيم اللام مع قصر البدل وكذا قرأت على بعض الشيوخ لكنه يظهر من الشاطبية ستة أوجه وكذلك قرأت على أكثر الشيوخ " ص39.
فالمسألة تحتاج إلى تحقيق وتدقيق ولذلك سنحاول إن شاء الله تعالى أن نرجع إلى الكتب التي روت القصر في البدل وننظر هل أُخِذَ في تلك المصادر وجه التغليظ في نحو { فصالا}.
فكلّما ذكرنا القصر أردنا به قصر البدل وكلّما ذكرنا التغليظ أردنا بذلك التغليظ في { فصالا } وأخواتها وهي { يصالحا} و{ طال } و{أفطال }.
أ - طرق قصر البدل :
قال صاحب النشر " وذهب إلى القصر فيه أبو الحسن طاهر بن غلبون.....وبذلك قرأ الداني عليه وذكره أيضاً بن بليمة في تلخيصه وهو اختيار الشاطبي حسب ما نقله أبو شامة عن أبي الحسن السخاوي عنه.... وهو اختيار مكّي فيما حكاه عنه أبو عبد الله الفارسي وفيه نظر وقد اختاره أبو إسحاق الجعبري وأثبت الثلاثة جميعاً أبو القاسم الصفراوي في إعلانه والشاطبي في قصيدته ..."(النشر 1/340).
إذاً فطرق قصر البدل على ظاهر النشر هي : التذكرة لابن غلبون وقراءة الداني عليه والتلخيص لابن بليمة والشاطبية والإعلان للصفراوي والتبصرة لمكّي القيسي.(1/2197)
فأمّا القصر من كتاب التبصرة لمكي القيسي ففيه نظر كما ذكر بن الجزري ولقد رجعنا إلى كتاب التبصرة حيث قال مكي " فقرأ ورش بتمكين المدّ فيما روى المصريون عنه وقرأ الباقون بمدٍ متوسط كما يخرج من اللفظ ، وكذلك روى البغداديون عن ورش وبالمدّ قرأت " (التبصرة ص66) ، فاختلف العلماء في عبار مكي فقرأ صاحب النشر بالإشباع وبه يقول وذهب أبو شامة إلى أنّ عبارته تحتمل الإشباع والتوسط وعن السخاوي الإشباع فقط وعن الفارسي المدّ والقصر وتعقبه بن الجزري والأستاذ يوسف زادة شيخ القرّاء والإقراء باستنبول في وقته. وسبب الخلاف هو حمل المدّ المتوسّط في عبارة التبصرة على التوسّط مع أنّ المراد القصر ( انظر المطلوب للعلامة الضباع ص4). وأمّا الإعلان للصفراوي فليس من طرق الطيّبة في رواية ورش كما حققه مصطفى الأزميري في بدائع البرهان حيث قال "أمّا طريق الوجيز والمنتهى والهادي والإعلان فليست من طريق الطيّبة "ص13 وتبعه المتولي في عزو الطرق والضباع في كتابه المطلوب. وأثبت الأزميري طريقاً آخر لقصر البدل وهو طريق الإرشاد لأبي الطيّب عبد المنعم وهو شيخ طاهر بن غلبون صاحب التذكرة.
إذاً فالعلاّمة الأزميري أسقط طريق الإعلان للصفراوي وأثبت طريق الإرشاد لأبي الطيّب عبد المنعم. فلذلك قال في بدائع البرهان في تحرير قوله تعالى { ومن الناس من يقول آمنا } قال " قصر آمنا والآخر من الشاطبية والتذكرة وتلخيص بن بليمة وبه قرأ الداني على بن غلبون وكذا من الإرشاد أبي الطيّب كما ذكره الشيخ سلطان وكذا قرأت على بعض شيوخي." والشيخ سلطان أظنّه الشيخ سلطان المزّاحي والله أعلم.
فالحاصل أنّ طرق قصر البدل لورش على ماحققه الأزميري هي : الشاطبية والتذكرة والتلخيص لابن بليمة وقراءة الداني على بن غلبون صاحب التذكرة والإرشاد لأبي الطيّب عبد المنعم شيخ صاحب التذكرة، وتبعه في ذلك المتولّي والعلامة الضباع . قال المتولي في عزو الطرق :(1/2198)
ولابن بليمة وجه ثانِ......قصرٌ كطاهرٍ وعنه الداني
وبهما قيل لعبد المنعم ........ونقلاً عن نصِّ مكِّيِّهم
والجزري قال بالإشباع من....طريقه فرأت فادرِ يا فطِنْ
والمدّ لا التوسيط نقل الداني.......فيما أفدناه قسطلاني
وقال ذا من جامع البيان.........يُظهِرُ الأزميري دون العرفان
وكلّها الشاطبيّ مكمّلة........
شرح الأبيات :
البيت الأوّل والثاني : قصر البدل وهو الوجه الثاني من تلخيص بن بليمة ، وهو المأخوذ به من التذكرة لابن غلبون وكذا قراءة الداني عليه ، وهو مذهب عبد المنعم صاحب الإرشاد ، واختلف عن مكّي في التبصرة على إثبات قصر البدل له كما ذكر العلامة الضباع في كتابه المطلوب ص3و4.
البيث الثالث والرابع والخامس :أمّا الداني فقد قرأ بطول البدل لكن من جامع البيان كما أفاد ذلك القسطلاني في كتابه لطائف الإشارات ، فإذاً الداني له القصر من التذكرة والتوسّط من كتابه التيسير والمدّ من كتابه جامع البيان. وأثبت الأوجه الثلاثة الإمام الشاطبي.
ب - البحث هل التغليظ في نحو {فصالا} ثابت من طرق قصر البدل ؟
1- كتاب التذكرة لابن غلبون : لما رجعنا إلى كتاب التذكرة لم نجد وجه النغليظ في نحو {فصالا} فلذلك قال صاحب النشر " فروى كثير منهم ترقيقها من أجل الفاصل بينهما وهو في التيسير والعنوان والتذكرة وتلخيص بن بليمة والنبصرة " النشر (2/114).
2 - كتاب التلخيص بابن بليمة : ذكر صاحب النشر كما نقلناه آنفاً أنّه لم يذكر وجه التغليظ من التلخيص كما قال رحمه الله " فروى كثيرٌ منهم الترقيقها من أجل الفاصل بينهما وهو الذي في التيسير والعنوان والتذكرة وتلخيص بن بليمة والتبصرة " النشر (2/114).(1/2199)
3 - قراءة الداني على طاهر بن غلبون صاحب التذكرة : فبما أنّ صاحب التذكرة لم ينقل التغليظ فلا شكّ أنّ الداني لم يقرأ عليه بالتغليظ. وما ذكره بن الجزري من اختيار الداني التغليظ فهو من طريق جامع البيان وليس من التيسير ولا بما قرأ على صاحب التذكرة لذا قال بن الجزري في تغليظ اللام " وهو اختيار الداني في غير التيسير.وقال في الجامع إنّه الأوجه "(النشر 2/114).
4 - الإرشاد لأبي الطيّب : لم يذكر صاحب النشر وجه التغليظ من الإرشاد ، لكن من المعلوم أنّ مكي اعتمد في كتابه التبصرة على ما تلقاه عن أبي الطيب عبد المنعم صاحب الإرشاد كما ذكر أول الكتاب (التبصرة ص5). قال صاحب التبصرة في باب ترقيق اللام وتغليظها " والذي قرأت به لورش عن شيخنا أبي الطيّب رحمه الله هو تغليظ اللام المفتوحة...." (التبصرة ص151) ، ثم ذكر أحكام اللام ولم يذكر التغليظ. فالشاهد أنّ صاحب التبصرة لم يذكر التغليظ وهو اعتمد في باب اللامات اعتماداً كلّيا على كتاب الإرشاد لأبي الطيّب وهذا يدل أنّ صاحب الإرشاد لم يذكر التغليظ. وهو الذي أيّده العلامة الضباع في كتابه المطلوب ص12.
5 - التبصرة لمكّي القيسي : سبق أن ذكرنا أنّ صاحب التذكرة لم يذكر وجه التغليظ ولذلك قال صاحب النشر " فروى كثير منهم الترقيق من أجل الفاصل بينهما وهو الذي في التيسير والعنوان والتذكرة وتلخيص بن بليمة والتبصرة "(النشر ص2/114).
6 - الشاطبية : ذهب الإمام الشاطبي إلى الأخذ بالأوجه الثلاثة في البدل مع تقديم القصر والتغليظ والترقيق في { فصالا} وأخواتها مع تقديم التغليظ. فعلى هذا لا يمتنع التغليظ مع قصر البدل وهو مذهب الجمهور.فلذلك قال العلامة الضباع في المطلوب ص 12 : " فروى بعضهم ترقيقها من أجل الفاصل وهو في التيسير والكامل وتلخيص العبارات والعنوان والمجتبى والتذكرة والإرشاد والتبصرة . قال والوجهان في الشاطبية "
ت - مناقشة المسألة :(1/2200)
كلّ الكتب التي ذكرناها والتي روت القصر في البدل وُجِدت قبل الشاطبية والإمام الشاطبي روى من بعضها لأنّها هي مصادر قصر البدل لورش.وبما أنّ مصادر قصر البدل لم يثبت فيها وجه التغليظ في { فصالا} وبالأخص كتاب التذكرة الذي هو طريق الشاطبية في قصر البدل لأنّ سند الإمام الشاطبي ينتهي إلى أبي عمرو الداني وهو لم يقرأ بقصر البدل إلاّ من التذكرة وصاحب التذكرة وغيره ممن روى قصر البدل لم يذكروا وجه التغليظ في { فصالا}. إذاً فمذهب الإمام الشاطبي مخالف لمصادر قصر البدل في تغليظ لام { فصالا} ، حتى كتاب التبصرة الذي اختلف فيه في قصر البدل لم يذكر التغليظ .فلذلك يظهر جلياً سبب منع المنصوري قصر البدل مع التغليظ وهو الذي نجنح إليه من خلال بحثنا هذا ولا حرج إن أُخذَ بوجه الإطلاق على مذهب الجمهور ولا ندّعي الكمال فيما ذكرنا والإنسان لا يخلو من الزلل والتقصير كما هو معلوم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحي شريف الجزائري
المراجع :
- النشر في القراءات العشر.
- المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب للشيخ الضباع رحمه الله.
- تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة للشيخ عبد الرازق علي إبراهيم موسى حفظه الله.
- بدائع البرهان على عمدة العرفان للعلامة مصطفى الأزميري (مخطوط كُتب بيد الشيخ أبو الحسن الكردي حفظه الله ).
- التبصرة في القراءات السبع لمكي لبقيسي تحقيق جمال الدين محمد شرف حفظه الله.
- التذكرة في القراءات الثمان لابن غلبون تحقيق أيمن سويد حفظه الله.
- عزو الطرق للمتولي عليه رحمة الله.
- البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة للشيخ القاضي رحمه الله.
- حلّ المشكلات وتوضيح التحريرات للخليجي رحمه الله.
- هداية المريد إلى رواية أبي سعيد للشيخ الضباع رحمه الله.
- أتحاف فضلاء البشر للبنا رحمه الله.(1/2201)
- شرح الطيّبة للنويري رحمه الله.
---
(1/2202)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك كتاب جمع أدلة القرآن العقلية لإثبات الغيبيات ؟
---
هل هناك كتاب جمع أدلة القرآن العقلية لإثبات الغيبيات ؟
---
أخوكم
10-14-2004, 01:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني :
من المعلوم أن الكافر لن يؤمن بأمور الغيب كأركان الإيمان الستة ونحوها إلا إذا خاطبته بالأدلة العقلية
ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى تلك الأدلة العقلية أثناء النقاشات مع غير المؤمنين ، ولكني لاحظت أن كثيرا من الأدلة العقلية التي يوردها كثير من المسلمين إنما هي اجتهادات عقول بشرية ، فمهما كانت قوية فهي ليست بشيء إذا قارناها بأدلة من خلق العقول ، فهو سبحانه له الحجة البالغة وهو سبحانه يقذف بالحق علام الغيوب ولن يبديء الباطل بعدها ولن يعيد بل سيدمغ فيزهق .
فإن لم يقتنعوا فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون
لذا هل هناك كتاب جمع الأدلة العقلية الموجودة في القرآن وذلك لإقرار الأمور الإيمانية الغيبية كأركان الإيمان الستة ونحوها
؟
---
الجندى
10-22-2004, 11:18 PM
هل هناك كتاب جمع الأدلة العقلية الموجودة في القرآن وذلك لإقرار الأمور الإيمانية الغيبية كأركان الإيمان الستة ونحوها ؟
---
الراية
10-23-2004, 03:05 PM
هناك رسالة ماجستير من جامعة ام القرى ، مطبوعة وهي بعنوان الادلة العقلية النقلية على اصول الاعتقاد
تاليف سعود بن عبد العزيز العريفي
نشرتها دار عالم الفوائد ، الطبعة الاولى 1419هـ
في مجلد واحد
لعلها تفيدك اخي الكريم
---
جمال حسني الشرباتي
10-30-2004, 07:43 PM
السلام عليكم
قد أكون مخطئا فصوبوني
أنا أقول أن الدليل إما عقلي أو نقلي(1/2203)
الدليل العقلي يستخدم لإثبات وجود خالق للكون والإنسان---ويستخدم لإثبات أن القرآن الكريم من عند الله----ثم تؤخذ المغيبات الأخرى من الدليل النقلي كالقران الكريم من مثل --الآيمان بالملائكة
لقد أرشد القرآن لأساليب إستدلال عقلية من مثل قوله((لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا))
ولكن لا يحتج على الكافر بالآية لأنه ليس مؤمنا بهاا
---
الجندى
11-03-2004, 04:49 PM
وهذه بعض الكتب دلنى عليها أحد الأخوة :
1-الدلالة العقلية في القرآن ومكانتها في تقرير مسائل العقيدة الإسلامية تأليف د. عبدالكريم نوفان عبيدات نشر دار النفائس 1420هـ وهو رسالة دكتوراة بجامعة أم درمان أشرف عليها أ.د. أحمد جلي
2-آيات الله في الآفاق أو طريقة القرآن الكريم في العقائد تأليف محمد أحمد العدوي نشر مكتبة ابن تيمية-القاهرة
3-مهج القرآن في عرض عقيدة الإسلام تأليف جمعة أمين عبدالعزيزنشر دار الدعوة بالإسكندرية
4-عقيدة التوحيد في القرآن
---
أخوكم
11-05-2004, 05:03 PM
السلام عليكم
الأخ الكريم ( الراية ) جزاك الله كل خير على الدلالة على ذلك الكتاب وقد اقتنيته وأراجعه بين فترة وأخرى وفيه خير كثير إن شاء الله
الأخ الكريم الجندي
جزاك الله كل خير على تلك الكتب التي دللتنا عليها
وإن يسر الله سأحاول أن أراجعها
أما بالنسبة لاستشكالك فتفضل الإجابة عليه :
إن كلمة " دليل عقلي " كما أنها تأتي أحيانا موازية لكلمة ( دليل سمعي _ نقلي )
فكذلك كلمة "عقلي" تنقسم إلى قسمين في نفسها :
إذ من الممكن أن تأتي في نص شرعي ( سمعي _نقلي _ ...الخ ) فيصح تسميتها دليلا عقليا
ومن الممكن أن تنقدح في أذهان البشر فيصح أيضا تسميتها دليلا عقليا
ولأجل أن يفرقوا بينهما قالوا (( دليل عقلي ودليل عقلي نقلي ))
وبناء على هذا فالأدلة العقلية من الممكن أن يذكرها المخلوق ومن الممكن أن يذكرها الخالق
وسواء بهذا أو ذاك فالخصم يجب أن يسلم للدليل العقلي(1/2204)
ليس لأنه صادر من خالق أو مخلوق ولكن لأنه عقلي قد حرك عقله .
فمثلا قوله سبحانه (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )
تجد الكافر يجب أن يسلم له ، ليس لأن الله قال به ، ولكن لأنه حرك عقله
فصحت تسميته دليلا عقليا بناء على هذا الأساس ...ثم أضيفت إليه كلمة نقليا فصار دليلا عقليا نقليا للتفريق بينه وبين الأدلة العقلية التي تكون من عقول البشر ...
والله أعلم وأحكم وأخبر
---
(1/2205)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد وتنبيهات ولطائف في التفسير [ 2 ]
---
فوائد وتنبيهات ولطائف في التفسير [ 2 ]
---
أبومجاهدالعبيدي
01-16-2004, 08:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه تتمة لما سبق طرحه تحت هذا العنوان هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=54)
فائدة في بيان أن الوعد يستعمل في العذاب ، وأن وعد الله للكافرين لا يتخلف :
قال الشنقيطي في أضواء البيان في بيانه لقوله تعالى في سورة الحج : ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (الحج:47) :
(وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} الظاهر أن المراد بالوعد هنا: هو ما أوعدهم به من العذاب الذي يستعجلون نزوله.
والمعنى: هو منجز ما وعدهم به من العذاب، إذا جاء الوقت المحدد لذلك كما قال تعالى: {وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} وقوله تعالى: {أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} وقوله تعالى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءَامَنْتُمْ بِهِ ءَآأنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} وبه تعلم أن الوعد يطلق في القرآن على الوعد بالشر.(1/2206)
ومن الآيات الموضحة لذلك قوله تعالى: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذالِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} فإنه قال في هذه الآية في النار: وعدها الله بصيغة الثلاثي الذي مصدره الوعد، ولم يقل أوعدها وما ذكر في هذه الآية، من أن ما وعد به الكفار من العذاب واقع لا محالة، وأنه لا يخلف وعده بذلك، جاء مبيناً في غير هذا الموضع كقوله تعالى في سورة ق? {قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ} والصحيح أن المراد بقوله: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ} أن ما أوعد الكفار به من العذاب، لا يبدل لديه، بل هو واقع لا محالة، وقوله تعالى: {كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} أي وجب وثبت فلا يمكن عدم وقوعه بحال وقوله تعالى: {إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرٌّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ} كما أوضحناه في كتابنا: دفع إيهام الاضطراب، عن آيات الكتاب في سورة الأنعام، في الكلام على قوله تعالى: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ}. وأوضحنا أنما أوعد به الكفار لا يخلف بحال، كما دلت عليه الآيات المذكورة. أما ما أوعد به عصاة المسلمين، فهو الذي يجوز ألا ينفذه وأن يعفو كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ}.(1/2207)
وبالتحقيق الذي ذكرنا: تعلم أن الوعد يطلق في الخير والشر كما بينا، وإنما شاع على ألسنة كثير من أهل التفسير، من أن الوعد لا يستعمل إلا في الوعد بخير وأنه هو الذي لا يخلفه الله، وأما إن كان المتوعد به شراً، فإنه وعيد وإيعاد. قالوا: إن العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤماً، وعن الإيعاد كرماً، وذكروا عن الأصمعي أنه قال: كنت عند أبي عمرو بن العلاء، فجاءه عمرو بن عبيد فقال: يا أبا عمرو، هل يخلف الله الميعاد؟ فقال: لا، فذكر آية وعيد، فقال له: أمن العجم أنت؟ إن العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤماً وعن الإيعاد كرماً، أما سمعت قول الشاعر: ولا يرهب ابن العم والجار سطوتي ولا انثنى عن سطوة المتهدد
فإنّي وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
فيه نظر من وجهين.
الأول: هو ما بيناه آنفاً من إطلاق الوعد في القرآن على التوعد بالنار، والعذاب كقوله تعالى: {النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ} وقوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} لأن ظاهر الآية الذي لا يجوز العدول عنه، ولن يخلف الله وعده في حلول العذاب الذي يستعجلونك به بهم، لأنه مقترن بقوله: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ} فتعلقه به هو الظاهر.
الثاني: هو ما بينا أن ما أوعد الله به الكفار لا يصح أن يخلفه بحال، لأن ادعاء جواز إخلافه، لأنه إيعاد وأن العرب تعد الرجوع عن الإيعاد كرماً يبطله أمران:
الأول: أنه يلزمه جواز ألا يدخل النار كافر أصلاً، لأن إيعادهم بإدخالهم النار مما زعموا أن الرجوع عنه كرم، وهذا لا شك في بطلانه.(1/2208)
الثاني: ما ذكرنا من الآيات الدالة: على أن الله لا يخلف ما أوعد به الكفار من العذاب كقوله: {قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ} وقوله تعالى فيهم: {فَحَقَّ وَعِيدِ} وقوله فيهم: {فَحَقَّ عِقَابِ} ومعنى حق: وجب وثبت، فلا وجه لانتفائه بحال، كما أوضحناه هنا وفي غير هذا الموضع. )
---
أبومجاهدالعبيدي
02-04-2004, 08:51 PM
قال الشنقيطي في أضواء البيان تعليقاً على قوله تعالى: ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) [ آل عمران ]:
( أنكر اللَّه في هذه الآية ، على من ظن أنه يدخل الجنة دون أن يبتلى بشدائد التكاليف التي يحصل بها الفرق بين الصابر المخلص في دينه ، وبين غيره وأوضح هذا المعنى في آيات متعددة كقوله : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} ، وقوله : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ} ، وقوله : {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} .(1/2209)
وفي هذه الآيات سر لطيف وعبرة وحكمة ، وذلك أن أبانا ءَادم كان في الجنة يأكل منها رغدًا حيث شاء في أتم نعمة وأكمل سرور ، وأرغد عيش . كما قال له ربه : {إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى * وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَؤُا فِيهَا وَلاَ تَضْحَى} ، ولو تناسلنا فيها لكنا في أرغد عيش وأتم نعمة ، ولكن إبليس عليه لعائن اللَّه احتال بمكره وخداعه على أبوينا حتى أخرجهما من الجنة ، إلى دار الشقاء والتعب .
وحينئذ حكم اللَّه تعالى أن جنته لا يدخلها أحد إلا بعد الابتلاء بالشدائد وصعوبة التكاليف . فعلى العاقل منا معاشر بني ءادم أن يتصور الواقع ويعلم أننا في الحقيقة سبي سباه إبليس بمكره وخداعه من وطنه الكريم إلى دار الشقاء والبلاء ، فيجاهد عدوه إبليس ونفسه الأمّارة بالسوء حتى يرجع إلى الوطن الأول الكريم ، كما قال ابن القيم : ولكننا سبي العدو فهل ترى نرد إلى أوطاننا ونسلم
ولهذه الحكمة أكثر اللَّه تعالى في كتابه من ذكر قصة إبليس مع ءَادم لتكون نصب أعيننا دائمًا .) انتهى
---
أبومجاهدالعبيدي
02-04-2004, 08:53 PM
من لطائف الربط بين ما أقسم الله به في السورة وبين جواب القسم ما ذكره الشيخ أبو الحسن الندوي حول سورة العاديات :(1/2210)
( وفي سورة ( العاديات) يشير الشيخ إلى وجه لم يسبق إليه في الحكمة من القسم بالخيل وربطها بمحور السورة( الإنسان الكنود) فيقول:… . إن الله سبحانه وتعالى يصف الخيل في هذه السورة بأوصاف، ويذكر لها أعمالاً، كلها ترجع إلى نقطة وهي ( الوفاء والفداء والإيثار لسيدها) فهي التي تفديه بنفسها وتشقى لنعيمه، وتموت لحياته، ولا تعرف لنفسها ولا لحياتها حقاً، ترمي بنفسها في الخطر، وفي النار والبحر، وتصبر على الجوع والعطش، وتتحمل المشاق، تعدو ضبحاً، وتوري قدحاً، وتغير صبحاً، فتثير به نقعاً، وتوسط به جمعاً. تفعل كل هذا مع ربها، وهو ليس لها رب. والذي هو من غير جنسها، والذي يستخدمها أكثر مما يخدمها، وهو الحيوان غير الناطق، غير العاقل، فكيف الإنسان العاقل الشريف مع ربه الحقيقي وولي نعمه، إن الإنسان لربه لكنود!! فللإنسان عبرة في دواجنه وفي عبيده المسخرة.
فهذه السورة قد اشتملت على بيان المرض وهو قوله تعالى( إن الإنسان لربه لكنود) وعلى علته وهو قوله تعالى( وإنه لحب الخير لشديد) وعلى علاجه وهو قوله تعالى( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور….). فإن الإيمان بالآخرة وتذاكر الموت يكشف الغطاء عن العين، ويفيق من سكرة الدنيا، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أكثروا من ذكر هادم اللذات).)
نقلاً من بحث بعنوان : منهج الشيخ أبي الحسن الندوي في التفسير
الأستاذ الدكتور/مصطفى مسلم محمد
---
أبومجاهدالعبيدي
04-14-2004, 10:13 PM
وقال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله وقد سئل عن إخوة يوسف هل كانوا أنبياء؟:(1/2211)
(الذي يدل عليه القرآن واللغة والاعتبار أن إخوة يوسف ليسوا بأنبياء، وليس في القرآن، وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل ولا عن أصحابه خبر بأن الله تعالى نبأهم، وإنما احتج من قال أنهم نبئوا بقوله في آيتي البقرة والنساء "والأسباط"، وفسر الأسباط بأنهم أولاد يعقوب، والصواب أنه ليس المراد بهم أولاده لصلبه بل ذُرِّيَّتُه، كما يقال فيهم أيضاً "بنو إسرائيل"، وكان في ذريته الأنبياء، فالأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من بني إسماعيل.
قال أبو سعيد الضرير: أصل السِّبْط، شجرة ملتفة كثيرة الأغصان.
فسموا الأسباط لكثرتهم، فكما أن الأغصان من شجرة واحدة كذلك الأسباط كانوا من يعقوب، ومثل السِّبط الحافد، وكان الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأسباط حفدة يعقوب ذراري أبنائه الاثني عشر، وقال تعالى: "ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون. وقطعناهم اثني عشر أسباطاً أمماً"،
فهذا صريح في أن الأسباط هم الأمم من بني إسرائيل، كل سبط أمة، لا أنهم بنوه الاثنا عشر، بل لا معنى لتسميتهم قبل أن تنتشر عنهم الأولاد أسباطاً، فالحال أن السبط هم الجماعة من الناس.
ومن قال: الأسباط أولاد يعقوب، لم يرد أنهم أولاده لصلبه، بل أراد ذريته، كما يقال: بنو إسرائيل، وبنوآدم، فتخصيص الآية ببنيه لصلبه غلط، لا يدل عليه اللفظ ولا المعنى، ومن ادعاه فقد أخطأ خطأ بيناً.
والصواب أيضاً أن كونهم أسباطاً إنما سموا به من عهد موسى للآية المتقدمة، ومن حينئذ كانت فيهم النبوة، فإنه لا يعرف أنه كان فيهم نبي قبل موسى إلا يوسف، ومما يؤيد هذا أن الله تعالى لما ذكر الأنبياء من ذرية إبراهيم قال: "ومن ذريته داود وسليمان" الآيات، فذكر يوسف ومن معه، ولم يذكر الأسباط، فلو أن إخوة يوسف نبئوا كما نبئ يوسف لذُكروا معه.(1/2212)
وأيضاً فإن الله يذكر عن الأنبياء من المحامد والثناء، وما يناسب النبوة، وإن كان قبل النبوة، كما قال عن موسى: "ولما بلغ أشده" الآية، وقال في يوسف كذلك.
وفي الحديث: "أكرم الناس يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، نبي من نبي من نبي"، فلو كانت إخوته أنبياء كانوا قد شاركوه في هذا الكرم، وهو تعالى لما قص قصة يوسف وما فعلوه معه ذكر اعترافهم بالخطيئة وطلبهم الاستغفار من أبيهم، ولم يذكر من فضلهم ما يناسب النبوة، ولا شيئاً من خصائص الأنبياء، بل ولا ذكر عنهم توبة باهرة كما ذكر عن ذنبه دون ذنبهم، بل إنما حكى عنهم الاعتراف وطلب الاستغفار، ولا ذكر سبحانه عن أحد من الأنبياء – لا قبل النبوة ولا بعدها – أنه فعل مثل هذه الأمور العظيمة، من عقوق الوالد، وقطيعة الرحم، وإرقاق المسلم، وبيعه إلى بلاد الكفر، والكذب البين، وغير ذلك مما حكاه عنهم، ولم يَحْكِ شيئاً يناسب الاصطفاء والاختصاص الموجب لنبوتهم، بل الذي حكاه يخالف ذلك، بخلاف ما حكاه عن يوسف.
ثم إن القرآن يدل على أنه لم يأت أهل مصر نبي قبل موسى سوى يوسف، لآية غافر، ولو كان من إخوة يوسف نبي لكان قد دعا أهل مصر، وظهرت أخبار نبوته، فلما لم يكن ذلك عُلم أنه لم يكن منهم نبي، فهذه وجوه متعددة يقوي بعضها بعضاً.
وقد ذكر أهل السير أن إخوة يوسف كلهم ماتوا بمصر، وهو أيضاً، وأوصى بنقله إلى الشام فنقله موسى.
والحاصل أن الغلط في دعوى نبوتهم حَصَل من ظن أنهم هم الأسباط، وليس كذلك). انتهى من مجموع الرسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية - المجموعة الثالثة ص297-299 بتحقيق محمد عزيز .
وقال الإمام السيوطي رحمه الله: (مسألة في رجلين قال أحدهما إن إخوة يوسف عليه السلام أنبياء، وقال الآخر: ليسوا بأنبياء فمن أصاب؟(1/2213)
الجواب: في إخوة يوسف عليه السلام قولان للعلماء، والذي عليه الأكثرون سلفاً وخلفاً أنهم ليسوا بأنبياء، أما السلف فلم ينقل عن أحد من الصحابة أنهم قالوا بنبوتهم – كذا قال ابن تيمية - ولا أحفظه عن أحد من التابعين، وأما أتباع التابعين فنُقِل عن ابن زيد17 أنه قال بنبوتهم، وتابعه على هذا فئة قليلة، وأنكر ذلك أكثر الأتباع فمن بعدهم، وأما الخلف فالمفسرون فِرَقٌ، منهم من قال بقول ابن زيد كالبغوي، ومنهم من بالغ في رده كالقرطبي، والإمام فخر الدين، وابن كثير، ومنهم من حكى القولين بلا ترجيح كابن الجوزي، ومنهم من لم يتعرض للمسألة ولكن ذكر ما يدل على عدم كونهم أنبياء كتفسيره الأسباط بمن نبئ من بني إسرائيل، والمنزل إليهم بالمنزل على أنبيائهم، كأبي الليث السمرقندي والواحدي، ومنهم من لم يذكر شيئاً من ذلك، ولكن فسر الأسباط بأولاد يعقوب، فحسبه ناس قولاً بنبوتهم، وإنما أريد بهم ذريتهم لا بنوه لصلبه). انتهى من الحاوي للفتاوي للإمام السيوطي 1/310 .
وانظر هذا الإرتباط هل إخوة يوسف أنبياء (http://www.islamadvice.com/akida/akida16.htm#_ftn18)
---
أبومجاهدالعبيدي
05-20-2004, 02:27 PM
الجمع بين الأدلة الصحيحة الثابتة التي تدل على سماع الأموات لكلام الأحياء ، وبين قول الله تعالى : {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى}، وقوله: {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ} :
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء بيان عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة النمل : (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) (النمل:80) بعد أن ذكر عدداً من الأحاديث الصحيحة التي تدل على سماع الأموات لكلام الأحياء :(1/2214)
( وإذا رأيت هذه الأدلّة الصحيحة الدالَّة على سماع الموتى، فاعلم أن الآيات القرءانية؛ كقوله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى}، وقوله: {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ} لا تخالفها، وقد أوضحنا الصحيح من أوجه تفسيرها، وذكرنا دلالة القرائن القرءانية عليه، وأن استقراء القرءان يدلّ عليه.
وممّن جزم بأن الآيات المذكورة لا تنافي الأحاديث الصحيحة التي ذكرنا أبو العباس ابن تيمية، فقد قال في الجزء الرابع من «مجموع الفتاوي» من صحيفة خمس وتسعين ومائتين، إلى صحيفة تسع وتسعين ومائتين، ما نصّه: وقد تعاد الروح إلى البدن في غير وقت المسألة، كما في الحديث الذي صححه ابن عبد البرّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنّه قال: «ما من رجل يمرّ بقبر الرجل الذي كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه، إلاّ ردّ اللَّه عليه روحه حتى يردّ عليه السّلام». وفي سنن أبي داود وغيره عن أوس بن أبي أوس الثقفي، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إن خير أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليّ»، قالوا: يا رسول اللَّها كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ فقال: «إن اللَّه حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء»، وهذا الباب فيه من الأحاديث والآثار، ما يضيق هذا الوقت عن استقصائه، مما يبيّن أن الأبدان التي في القبور تنعم وتعذّب إذا شاء اللَّه ذلك كما يشاء، وأن الأرواح باقية بعد مفارقة البدن ومنعمة أو معذّبة، ولذا أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بالسّلام على الموتى، كما ثبت في الصحيح والسنن أنه كان يعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السّلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون، يرحم اللَّه المستقدمين منّا ومنكم والمستأخرين، نسأل اللَّه لنا ولكم العافية، اللَّهمّ لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم». وقد انكشف لكثير من الناس(1/2215)
ذلك حتى سمعوا صوت المعذّبين في قبورهم، ورأوهم بعيونهم يعذّبون في قبورهم في آثار كثيرة معروفة، ولكن لا يجب أن يكون دائمًا على البدن في كل وقت، بل يجوز أن يكون في حال.
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثًا ثمّ أتاهم فقام عليهم، فقال: «يا أبا جهل بن هشام، يا أُميّة بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعةا أليس قد وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًّا»، فسمع عمر رضي اللَّه عنه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّها كيف يسمعون وقد جيفوا؟ فقال: «والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا»، ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر، وقد أخرجاه في الصحيحين عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر، فقال: «هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا»؟ وقال: «إنهم ليسمعون الآن ما أقول»، فذكر ذلك لعائشة فقالت: وَهِم ابن عمر، إنما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إنهم ليعلمون الآن أن الذي قلت لهم هو الحق»،ثم قرأت قوله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى}، حتى قرأت الآية.(1/2216)
وأهل العلم بالحديث اتّفقوا على صحة ما رواه أنس وابن عمر، وإن كانا لم يشهدا بدرًا، فإن أنسًا روى ذلك عن أبي طلحة، وأبو طلحة شهد بدرًا كما روى أبو حاتم في صحيحه، عن أنس، عن أبي طلحة رضي اللَّه عنه: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش، فقذفوا في طوى من أطواء بدر، وكان إذا ظهر على قوم أحبّ أن يقيم في عرصتهم ثلاث ليال، فلمّا كان اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها فحركها، ثم مشى وتبعه أصحابه، وقالوا: ما نراه ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفاء الركي، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: «يا فلان بن فلان، أيسرّكم أنكم أطعتم اللَّه ورسوله، فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًّا، فهل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا»، قال عمر بن الخطاب: يا رسول اللَّه ــ صلى الله عليه وسلم ــ ما تكلم من أجساد ولا أرواح فيها، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم»، قال قتادة: أحياهم اللَّه حتى أسمعهم توبيخًا، وتصغيرًا، ونقمة، وحسرة، وتنديمًا، وعائشة قالت فيما ذكرته كما تأوّلت.(1/2217)
والنص الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مقدّم على تأويل من تأوّل من أصحابه وغيره، وليس في القرءان ما ينفى ذلك، فإن قوله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى}، إنما أراد به السماع المعتاد الذي ينفع صاحبه، فإن هذا مثل ضربه اللَّه للكفار، والكفار تسمع الصوت، لكن لا تسمع سماع قبول بفقه واتّباع؛ كما قال تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء}، فهكذا الموتى الذين ضرب بهم المثل لا يجب أن ينفى عنهم جميع أنواع السماع، بل السماع المعتاد كما لم ينف ذلك عن الكفّار، بل انتفى عنهم السماع المعتاد الذي ينتفعون به. وأمّا سماع آخر فلا ينفى عنهم، وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن الميّت يسمع خفق نعالهم، إذا ولّوا مدبرين، فهذا موافق لهذا فكيف يرفع ذلك، انتهى محل الغرض من كلام أبي العباس ابن تيمية. وقد تراه صرّح فيه بأن تأوّل عائشة لا يردّ به النصّ الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس في القرءان ما ينفي السماع الثابت للموتى في الأحاديث الصحيحة.
وإذا علمت به أن القرءان ليس فيه ما ينفي السماع المذكور، علمت أنه ثابت بالنصّ الصحيح، من غير معارض.
والحاصل أن تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها بعض آيات القرءان، لا تردّ به روايات الصحابة العدول الصحيحة الصريحة عنه صلى الله عليه وسلم، ويتأكّد، ذلك بثلاثة أمور:
الأول: هو ما ذكرناه الآن من أن رواية العدل لا تردّ بالتأويل.
الثاني: أن عائشة رضي اللَّه عنها لما أنكرت رواية ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنهم ليسمعون الآن ما أقول»، قالت: إن الذي قاله صلى الله عليه وسلم: «إمهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم هو الحق»، فأنكرت السماع ونفته عنهم، وأثبتت لهم العلم، ومعلوم أن من ثبت له العلم صحّ منه السماع، كما نبّه عليه بعضهم.(1/2218)
الثالث: هو ما جاء عنها مما يقتضي رجوعها عن تأويلها، إلى الروايات الصحيحة.
قال ابن حجر في «فتح الباري»: ومن الغريب أن في المغازي لابن إسحاق رواية يونس بن بكير بإسناد جيّد، عن عائشة مثل حديث أبي طلحة، وفيه: «ما أنتمع بأسمع لما أقول منهم»، وأخرجه أحمد بإسناد حسن، فإن كان محفوظًا فكأنها رجعت عن الإنكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة؛ لكونها لم تشهد القصّة، انتهى منه. واحتمال رجوعها لما ذكر قوي، لأن ما يقتضي رجوعها ثبت بإسنادين.
قال ابن حجر: إن أحدهما جيّد، والآخر حسن. ثم قال ابن حجر: قال الإسماعيلي: كان عند عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص على غوامض العلم، ما لا مزيد عليه، لكن لا سبيل إلى ردّ رواية الثقة إلا بنصّ مثله يدلّ على نسخه أو تخصيصه، أو استحالته، انتهى محل الغرض من كلام ابن حجر. )
---
أبومجاهدالعبيدي
05-25-2004, 12:42 AM
ما أكثر ما يرد لفظ الخضرة في آيات القرآن الكريم و التي تصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم من النعيم في جو رفيع من البهجة و المتعة و الاطمئنان النفسي ،فنجد في سورة الرحمن : (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) (الرحمن:76)
و قال تعالى :(عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً) (الانسان:21) .
. (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ) (الرحمن:54)
يقول أحد علماء النفس و هو أردتشام : " إن تأثير اللون في الإنسان بعيد الغور و قد أجريت تجارب متعددة بينت أن اللون يؤثر في إقدامنا و إحجامنا و يشعر بالحرارة أو البرودة ،و بالسرور أو الكآبة ، بل يؤثر في شخصية الرجل و في نظرته إلى الحياة .(1/2219)
و يسبب تأثير اللون في أعماق النفس الإنسانية فقد أصبحت المستشفيات تستدعي الاخصاصيين لاقتراح لون الجدران الذي يساعد أكثر في شفاء المرضى و كذلك الملابس ذات الألوان المناسبة و قد بينت التجارب أن اللون الأصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي ، أما اللون الأرجواني فيدعو إلى الاستقرار و اللون الأزرق يشعر الإنسان بالبرودة عكس الحمر الذي يشعره بالدفء ووصل العلماء إلى أن اللون الذي يبعث السرور و البهجة و حب الحياة هو اللون الأخضر .
لذلك أصبح اللون المفضل في غرف العمليات الجراحية لثياب الجراحين و الممرضات . ومن الطريف أن نذكر هنا تلك التجربة التي تمت في لندن على جسر ( بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر الانتحار لأن اغلب حوادث الانتحار تتم من فوقه حيث تم تغيير لونه الأغبر القاتم إلى اللون الأخضر الجميل مما سبب انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ و اللون الأخضر يريح البصر ذلك لأن الساحة البصرية له أصغر من الساحات البصرية لباقي الألوان كما أن طول موجته وسطي فليست بالطويلة كاللون الأحمر و ليست بالقصيرة كالأزرق .
المرجع :
مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق.
http://www.55a.net/16.htm
---
أبومجاهدالعبيدي
01-30-2005, 09:47 AM
قال ابن فارس في فقه اللغة - نقلاً عن السيوطي في المزهر في علوم اللغة - : ( ومما كانت العرب تستعمله ثم تُرِك قولهم : " حِجْراً مَحْجُوراً " وكان هذا عندهم لمعنيين : أحدهما - عند الحِرْمان إذا سئل الإنسانُ قال : حجْراً مَحْجوراً ، فيعلمُ السامعُ أنه يريد أن يحرمه ...(1/2220)
والوجه الآخر : الاستعاذة ؛ كان الإنسانُ إذا سافر فرأى من يخافُه قال : حِجْراً محجوراً أي حرام عليك التعرّض لي ، وعلى هذا فسّر قوله تعالى : { يَوْمَ يَرَونَ الملائكةَ لا بُشْرَى يَومَئِذٍ لِلْمُجْرِمين ويقولون حِجْراً مَحْجُوراً } يقول المجرمون ذلك كما كانوا يقولونه في الدنيا . ) انتهى باختصار قليل .
---
أبومجاهدالعبيدي
02-28-2005, 07:25 AM
قال الشيخ عطية سالم رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}
(كون إنزال القرآن هنا في الليل دون النهار، مشعر بفضل اختصاص الليل.
وقد أشار القرآن والسنة إلى نظائره، فمن القرآن قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً}، ومنه قوله: {وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ}، {وَمِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ}، {إِنَّ نَاشِئَةَ الَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً}. وقوله: {كَانُواْ قَلِيلاً مِّن الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}.
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان ثلث الليل الآخر، ينزل ربنا إلى سماء الدنيا» الحديث.
وهذا يدل على أن الليل أخص بالنفحات الإلهية، وبتجليات الرب سبحانه لعباده، وذلك لخلو القلب وانقطاع الشواغل وسكون الليل، ورهبته أقوى على استحضار القلب وصفائه.) من تتمة أضواء البيان – آخر تفسير سورة القدر
---
أبومجاهدالعبيدي
06-10-2005, 02:00 PM
قال الطوفي في كتابه الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية 2/19 تعليقاً على قول الله تعالى: ? أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ ? (لأعراف: من الآية37) :
( والنكتة المقصودة قوله تعالى : ? يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ ? ولم يقل : ينالون نصيبهم ؛ إشارة إلى أن ما سبق في الكتاب من شقاوة وسعادة ورزق هو أشد طلباً للإنسان حتى يناله من الإنسان له حتى يدركه .)
---
أبومجاهدالعبيدي
06-10-2005, 02:03 PM(1/2221)
قال الرازي : ( اختلفوا في {الإِنسَانَ} في قوله: {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ} فقال بعضهم: إنه الكافر، ومنهم من بالغ وقال: كل موضع في القرآن ورد فيه ذكر الإنسان، فالمراد هو الكافر، وهذا باطل، لأن قوله : { يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ..} (الانشقاق:6-7) لا شبهة في أن المؤمن داخل فيه ، وكذلك قوله: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ} (الدهر: 1) وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ} (المؤمنون: 12) وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} (ق: 16) فالذي قالوه بعيد، بل الحق أن نقول: اللفظ المفرد المحلى بالألف واللام حكمه أنه إذا حصل هناك معهود سابق انصرف إليه، وإن لم يحصل هناك معهود سابق وجب حمله على الاستغراق صوناً له عن الإجمال والتعطيل. )
---
أبومجاهدالعبيدي
02-17-2007, 07:50 AM
جاء في حاشية البجيرمي على الخطيب – وهو من كتب الفقه الشافعية - :
( قَوْلُهُ : { فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ } إلَخْ مِنْ قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا قُمْتُمْ } إلَخْ . قَالَ بَعْضُهُمْ : دَلَّتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى سَبْعَةِ أُصُولٍ كُلِّهَا مَثْنًى:
طَهَارَتَانِ : الْوُضُوءُ وَالْغُسْلُ،
وَمُطَهِّرَانِ : الْمَاءُ وَالتُّرَابُ,
وَحُكْمَانِ : الْمَسْحُ وَالْغُسْلُ,
وَمُوجِبَانِ : الْحَدَثُ وَالْجَنَابَةُ ,
وَمُبِيحَانِ : الْمَرَضُ وَالسَّفَرُ ,
وَكِنَايَتَانِ : الْغَائِطُ وَالْمُلَامَسَةُ,
وَكَرَامَتَانِ : تَطْهِيرُ الذُّنُوبِ وَإِتْمَامُ النِّعْمَةِ ا هـ . )
---
(1/2222)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار عن تفسير العثيمين
---
استفسار عن تفسير العثيمين
---
عبدالقادر
09-30-2006, 02:35 AM
سلام عليكم
أريد من الأخوة تفصيل عن منهاج العثيمين في تفسيره
1 أسلوبه
2 اختياراته
3 هل ينصح به لطلاب العلم
أرجو من الأخوة التفصيل
---
أحمد البريدي
09-30-2006, 02:03 PM
أخي الكريم :
لقد تناولت منهج الشيخ ابن عثيمين في التفسير واختياراته في علوم القرآن برسالة علمية هي مطبوعة بحمد الله بعنوان : جهود الشيخ ابن عثيمين وآراؤه في التفسير وعلوم القرآن , فلعلها تفيدك .
---
عبدالقادر
10-01-2006, 04:13 AM
سلام عليكم
وكيف أحصل عليها
فأنا طالب في أوربا و الأبحاث كهذه صعبة المنال
ممكن أخي تلخيص الموضوع
---
عبدالله الميمان
10-01-2006, 04:47 PM
أنا أتذكر أن كل بحث علمي أكاديمي توضع في آخره خلاصتان للبحث باللغتين العربية والأعجمية ، فليتك يا دكتور أحمد ترفق الخلاصة هنا حتى يستفيد الجميع منها ، علماً بأن شيخنا ابن عثيمين غفر الله له سجل له رسائل ماجستير في غير المملكة في تفاسير بعض السور وليس في منهجه العام ، وسجل له في المملكة دراسات علمية أخرى كمنهجه في العقيدة وغيرها .
---
أحمد البريدي
10-01-2006, 09:20 PM
استجابة لرغبة الأخوين الكريمين , هذا ملخص الرسالة المشار إليها :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
ملخص رسالة دكتوراه بعنوان :
جهود الشيخ ابن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن ( عرضاً ودراسة )
اشتملت الرسالةُ على مقدمة ، وتمهيد ، وأربعة أبواب ، وخاتمة :
بيَّنتُ في المقدمةِ الأسبابَ التي دعتني إلى اختيارِ الموضوع ، وأهمها إبرازُ اهتمامِ الشيخ بالتفسير؛ هذا الجانبُ الذي خَفِي على كثيرٍ مِن محبي الشيخ ومتابعي تراثه ، فضلاً عن غيرهم .(1/2223)
وأما التمهيدُ فكانَ للتعريفِ بالشيخِ ابن عثيمين مِن جانبين هما : حياته الشخصية , وحياته العلمية , ولم أتوسّع فيهما استغناءً بمن كتب قبلي في هذا الجانب حيث عرَّفت بأشهر الكتب المؤلَّفة في ذلك .
وأما البابُ الأول فكانَ لبيانِ جهوده ومصادره في التفسير وعلوم القرآن , حيث ذكرتُ مَدَى عنايتهِ بتفسير القرآن ، ومجالات تلكَ العناية إذْ بلغت سبعَ مجالات , ثم ذكرتُ آثارهُ في التفسير وعلوم القرآن وهي كثيرةٌ ومتنوعة مثل كتابهِ أحكامٌ مِن القرآن الكريم وكتابه أصولٌ في التفسير , ثم بيَّنت أنَّ تفسيرهُ وأرائه في علومِ القرآن ليستْ محصورةً بالكتبِ الخاصة بهما , بل يوجد له الكثير منهما مبثوث بين ثنايا كتبه الكثيرة مثل كتابه شرحُ العقيدة الواسطية , وكتابه القولُ المفيد بشرح كتاب التوحيد , ثم بيَّنتُ مصادرهُ في التفسير وعلوم القرآن ومنهجه في الاستفادةِ منها , وبيَّنتُ أنَّه اعتمدَ اعتماداً كبيراً على كتبِ وأراء شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله , كما اعتمد أيضاً على تفسير ابن جرير الطبري, وتفسير ابن كثير .
وأما البابُ الثاني فكان لبيانِ منهجه في التفسير , إذ دلَّلتُ على أنَّه قد جمعَ في تفسيرهِ بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي المحمود , ففسَّر القرآنَ بالقرآنِ , وفسَّر القرآنَ بالسنّةِ , وفسَّر القرآنَ بأقوالِ السلف , وفسَّر القرآنَ باللغةِ فَأَوْرَدَ الشَّواهدَ الشِّعريَّة وبَيَّنَ مُفرداتِ ألفاظِ القرآن , والفروق بينها ، وغير ذلك , وذكرتُ ايضاً عنايتهُ بالقراءاتِ وطريقتهُ في إيرادها وتوجيهها , ولقد اعتنى أيضاً بمشْكِل القرآن ودفع توهّم ما ظاهره التعارض , وكذا اعتنى بالمناسبةِ بين الآيات , أو بين الآية وخاتمتها, أو مناسبة الكلمةِ للسياقِ القرآني , كما اعتنى بوجوهِ مخاطباتِ القرآن , وكذا كُليِّات القرآن ؛ حيث ذكرت سبعَ قواعد كُلِّية نَصَّ الشيخ ابن عثيمين عليها .(1/2224)
أمَّا البابُ الثالث فكانَ لبيانِ اهتماماتهِ في تفسيرهِ إذ تَعَدَّدَتْ اهتماماتُ الشيخِ ابن عثيمين في تفسيرهِ ، وأهَمُّهَا :
أ – الجانبُ العَقَدِيُّ : إذْ يُعْتَبَرُ تفسيرهُ مِن أوْسَعِ التفاسيرِ التي عُنِيَتْ بتقريرِ العقيدةِ, فهو تفسيرٌ سَلَفِيٌّ قَرَّرَ فيهِ مَذْهَبَ أهلِ السنّةِ والجماعةِ , وَرَدَّ على مخالفيهم .
ب – الجانبُ الفِقْهِيُّ والأصولي : فتفسيرهُ مَلِيءٌ بالمسائلِ الفقْهيَّة وخِلافِ الفُقَهَاءِ , وتَقرِيرَاتِهم معتمدًا على الدليل والتعليل , مشيراً إلى القواعد الفقهية والمسائل الأصولية .
ج – الجانبُ الإسْتِنْبَاطِيُّ : وأبْرَزُ ذلكَ تلكَ الفوائدُ المستنبطةُ مِن الآياتِ , والتي تَمَيَّزَ بها تفسيرهُ عن بقيّةِ التفاسير .
د - الجانبُ النحويُّ والبلاغِيُّ حيث اهتمَّ بإعرابِ ما يحتاجُ إلى إعرابهِ مِن الجمَلِ والمفرداتِ وبيان اشتقاقها , كما اهتمَّ ببيانِ بلاغةِ القرآن , والأساليب العربية الواردةِ فيه .
ثم بيَّنتُ القيمةَ العلمية لتفسيرهِ وذلكَ بِذِكْرِ أهمِّ مميزاته وما قد يُؤخذ عليهِ , وبيَّنتُ أنَّ هذهِ الرسالة مِن أولها إلى آخرها بيانٌ لقيمةِ تفسيره , ثم عقدتُ فصلاً للموازنةِ بين تفسيرهِ وتفسير شيخه عبد الرحمن السعدي مِن خلالِ طريقتهما في العرْض , وطريقتهما في الاستنباطِ , ثم ذكرتُ جملةً مِن المسائلِ التي خَالَفَ شَيْخَهُ فِيهَا وبيَّنتُ سببَ اختلافهما , وقُمْت بدراسةٍ مُفصَّلةٍ لإحدى هذه المسائل.(1/2225)
أمَّا البابُ الرابع فَعَقَدْتُه لبيانِ مَنهجِه في علومِ القرآن وأصول التفسير حيث ذكرتُ اختياراته وآرائه في أهمِّ مَواضِيع علومِ القرآن ؛ وهي نزولُ القرآن وفيه مراحلُ نزولهِ وحكمةُ ذلكَ وعنايتهُ بأسبابِ النزول , والآية بينَ تَعَدُّدِ السببِ وتَعَدُّدِ النزول , وجمعُ القرآنِ في عهدِ أبي بكر - رضي الله عنه - وجمعهُ في عهدِ عثمانَ - رضي الله عنه - , ورأيهُ في حكْم ترتيبِ السُّور والآيات , وعنايتهُ بفضائلِ القرآنِ عموماً , ورأيهُ في حكْم تفضيلِ بعض القرآنِ على بعض , وعنايتهُ بفضائلِ سُوَرٍ وآياتٍ مخصوصةٍ, ورأيهُ في ضَابِط المكيِّ والمدنيِّ , وخصائصُ المكيِّ والمدنيِّ , ومَوقِفه مِن استثناءِ بعضِ المفسِّرين لآياتٍ مَدنِيَّة في سُوَرٍ مَكِّية أو آياتٍ مَكِّية في سُوَر مدنيَّة , وتعريفهُ للنسْخ , والحكْمة مِنه , والردّ على مُنكِرِيه, وبيانه لما يدخلهُ النسْخ مِن الأحكامِ ومالا يدخله , وأقسام النسْخ في القرآن وأمثلته, ورأيهُ في نسْخ القرآن بالسنَّة , والمحكم والمتشابه المراد بهما في كتابِ الله , وأنواع التشابه والفرْق بينهما , وآيات الصفات ليستْ مِن المتشابهِ على الإطْلاق , وتعريفه للقَسَم وإطلاقاتهِ في القرآن , وجوابهُ عن إقْسَام الله بالمخلوقات , ورأيهُ في معنى " لا " الواردة في بعض أقْسَام القرآن , وسبب القَسَم في القرآنِ مع صِدْق الله سبحانهُ بلا قَسَم , وموقفهُ مِن مُبهَمَات القرآن . ثم بيَّنتُ عنايتهُ بأصولِ التفسير , وتعريفهُ للتفسيرِ وذكرهُ لأنواعه , والفرْق بينَ القرآنِ والحديثِ القُدْسيِّ , ورأيهُ في إطْلاق لفظ الزائدِ في القرآن , ثم بيَّنتُ اهتمامهُ بقواعدِ التفسير وذكرتُ عشرينَ قاعدة نَصَّ عليها واستعملها في تفسيره . وقد خَلُصْت إلى جملةٍ مِن النتائجِ والتوصياتِ أجْمِلُهَا بالآتي :(1/2226)
- لَمْ يُفَسِّر الشيخُ ابنُ عثيمين القرآنَ كَامِلاً , وإنَّمَا فَسَّر أجْزاءً مِنه , مجموعها تَزيدُ على نِصْف القرآن .
- يُعتبر تَفسيرهُ مِن التفاسيرِ المطوَّلة ,خاصَّةً تَفسيره لأوَّلِ القرآنِ , والتعليقُ على سُوَرٍ مِن تفسير الجلالين .
- لَمْ يُؤَلِّف تَفسيرهُ ابْتداءً – سوى كتابه الإلمام ببعض آيات الأحكام - والباقي أصْلُه دروسٌ ألقاها على طُلاَّبِه , كَسَائِرِ مُؤَلَّفَاتِه المطوَّلة .
_ لَمْ يَكُنْ تَفسيرهُ على طريقةٍ واحدةٍ , وسببُ ذلكَ اختلافُ طبيعةِ الدروسِ , والتي هي أصْلُ التفسير , والفِئَة المتلقِّية للتفسير , فَفَسَّرِ مِن المصْحَفِ مُباشَرةً , وعلَّقَ على تفسيرِ الجلالين , كَمَا فَسَّرَ في اللقاءتِ العامّة , ولقد طُبِعَ تَفسيرهُ كُلُّهُ تَحْتَ مُسَمَّى واحدٍ بعنوان : تفسير القرآن الكريم , مما قدْ يُظَنُّ أنّه على طريقةٍ واحدة , والأمرُ ليسَ كذلكَ ؛ ولذا أُوصِي بإعادةِ تسميةِ تفسيرهِ بما يُناسِبُ طريقتهُ في التفسير ، وذلكَ على النحوِ التالي :
أ- تفسيرُ القرآنِ الكريم ، وذلكَ لما فسَّرَهُ الشيخُ مِن المصحفِ مباشرةً ، والذي ابتدأهُ مِن أوّلِ القرآنِ وبلغَ فيه الآية ( 52 ) مِن سورة الأنعام .
ب - التعليقُ على تفسير الجلالين ، أو : حاشية الشيخ ابن عثيمين على تفسير الجلالين ، وذلكَ في السُّوَرِ التي ارتبطتْ بهذا الكتابِ على ما سبقَ بيانه .
ج - تفسير سورة الكهف .
د - تفسير المفَصَّلِ للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، مع العلمِ بأنّ الشيخَ رحمه الله لَمْ يُتَمَّهُ إذْ تُوُفِّيَ عند الآية (17) مِن سورة المجادلة ؛ مع تفسير جزء عمّ كاملاً .
- للشيخِ ابنِ عثيمين كثيرٌ مِن التفسير مَبْثُوثٌ في كُتُبِهِ الأخرى كما قدمت, حَبَّذَا لو جُمِعَ في مُؤَلَّفٍ مُسْتَقِلٍّ خاصّة الآياتُ الواردةُ في سُوَرٍ لَمْ يَقُمْ بتفسيرها أصْلاً .(1/2227)
- أَوْرَدَ القراءاتِ السَّبْع في تفسيرهِ مُكْتَفِيًا بها , وقامَ بتوجيهها , ولَمْ يَتَعَرَّضْ للقراءاتِ الثلاثِ المتَمِّمَةِ للعَشْرِ , أو القراءاتِ الشَّاذَّة .
- يَنقَسِمُ تفسيرُ الشيخِ ابن عثيمين إلى قسمين أساسيين هما :
أ – التفسير ب – الفوائد .
- الجانبُ التَّقْعِيدِيُّ لأصُولِ المسائلِ العلميةِ سِمَةٌ بارزةٌ في تفسيرهِ, ففيهِ القواعدُ العَقَدِيَّةُ, والفقهيّة , والإعرابيّة , والتفسيريّه , ومَا إلى ذلكَ , إذْ قرّرها ، واستعملها في تفسيرهِ , مِمَّا يدلُّ على عنايةَ الشيخِ ابن عثيمين بتأصيلِ المسائلِ العلميّةِ وتَقْعِيدِهَا.
- للشيخِ ابن عثيمين رحمه الله شخصيةٌ مُتَمَيِّزَةٌ في تَنَاوُلِ المسائلِ العِلْمِيَّةِ , ومُنَاقَشَتِهَا , كما لهُ اختياراتٌ في أغْلَبِ المسائلِ التي يَذْكُرُهَا , بَنَى كُلَّ ذلكَ على الدليلِ , وحُسْنِ التعليلِ ؛ وبناءً عليهِ ؛ فهناكَ جوانبُ في تفسيرهِ أَرَاهَا جَدِيرَةً بالبَحْثِ , إتْمَامًا لهذهِ الرِّسَالَةِ وهي
أ – جَمْعُ اختياراتهِ في التفسير ودِرَاسَتِهَا .
ب – جَمْعُ اسْتِدْرَاكَاتِه على تفسير الجلالين ، ودِرَاسَتِهَا.
تم بحمد الله واسأله التوفيق والتسديد ،،
---
عبدالقادر
10-02-2006, 04:15 AM
جزاك الله خير أخي الكريم
---
(1/2228)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإعجاز العلميّ في قول الله تعالى:(وعلّم آدم الأسماء كلَّها) لـ أ.د.ظافر القرني
---
الإعجاز العلميّ في قول الله تعالى:(وعلّم آدم الأسماء كلَّها) لـ أ.د.ظافر القرني
---
عبدالرحمن الشهري
12-24-2006, 08:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإعجاز العلميّ في قول الله تعالى: وعلّم آدم الأسماء كلَّها(*)
أ.د. ظافر بن علي القرني
أستاذ علوم هندسة المساحة
جامعة الملك سعود – كليّة الهندسة –القسم المدني
الرّياض
www.dr-algarni.net
algarni2003@yahoo.com
المقدمة
العقل البشري مهيأ للعلم من خالقه عزّ وجلّ؛ لذا فتعلّم العلم هو من أيسر الأمور على الإنسان؛ ولمَّا وهمنا أن غيرنا أجدر به منَّا، تصورناه أمرًا صعبًا، فحاولنا ابتكار تعاريف تليق بهذه الصعوبة المتوهمة. وكانت أسهل طريقة لجلب هذه التَّعاريف أن تؤخذ ممَّن بُهرنا بثقافتها من الأمم المتقدِّمة تقنيًّا، فقادتنا تلك التّعاريف إلى تقسيمات عشوائية أكثرها غير رشيد؛ حتّى بلغ بنا الأمر أن قسّمنا العلم، في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، إلى علم وأدب (Science and Art)، أو علم وغير علم (1)؛ ولأنَّ هذا لا يتّسق مع واقع العلم، ولا مع ثقافة أمتنا، لما بين يديها من علوم ومعارف لا تخضع لهذا التقسيم الفاسد، لم يقم لها قائمة منذ أمدٍ بعيد.(1/2229)
وقد يحجر المرء العلم على ما يعرفه منه، وينفي صفته عن علوم أخرى لجهله بها. وهذا أمر أفدح من سابقه؛ لأنَّ العلم لا يحيط به أحد، ليبعد عنه ما شاء، ويدني منه ما شاء؛ وإن كان علمٌ دون علمٍ في الأهمّية؛ فمن العلم ما لا يسع المرء جهله، أو ما هو فرض عين على النَّاس. ولو حكمنا معارفنا بما دلّ عليه كلام الرّسول الكريم في العلم، لكفانا مؤونة التقسيم التي لا تنتهي متاهتها؛ ألم يقل صلى الله عليه وسلّم في دعائه: "اللّهم إنّي أعوذ بك ... من علمٍ لا ينفع" (2، سنن التّرمذي، حـ 3404). إذن العلم إمَّا أن يكون نافعًا أو ضارًا. وهذا هو ما نراه في واقع الحياة. ونحن لا نعجب ممّن لم يعرف عن الوحي شيئًا إذا أخطأ في فهم كنه العلوم وتصنيفها؛ ولكن العجب يتملّكنا ممّن وفقه الله لمعرفة كتابه، ثمَّ يسلك في تعريف العلم ما سلكه غيره، دون معرفةٍ حقّة به. ولنكتف بدليل واحد من القرآن الكريم لنرى السّياق الذي جاءت فيه كلمة علماء في قول الله جلَّ في علاه:) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءٌ) (3، فاطر، 27-28). فالآية تخبرنا عن أنواع من العلوم لها اليوم تخصصاتها التي تُعرف بها، فإذا ما اتَّقى أصحابها الله في علمهم، وكان خالصًا لوجهه، كانوا من العلماء الّذين ذكرتهم الآية. فأيّما معرفة تقود إلى عبادة الخالق عزَّ في علاه، على ما شرعه، فهي علم وأهلها علماء بها، وقد لا يتجاوزنها لغيرها.(1/2230)
ورغم ما يشوب كثيرًا من علوم اليوم من خلل في الفهم والتَّصنيف، فقد بلغت مبلغًا عظيمًا يعكسه لنا التّطور التَّقني المشهود في كلّ بقاع الأرض. وإذا ما نظر المرء إلى المعطيات أو المعلومات التي تقوم عليها هذه العلوم والتّقنيات المتنوِّعة، وجدها تنقسم إلى نوعين مهمّين هما: المعلومات الكمّيّة (Quantitative)، والمعلومات النّوعيّة (Qualitative). والكمّيّة منها تقوم على العدد، والنّوعيّة تقوم على الحرف (الكلمة). وجلّ العلوم والتقنيات المسيطرة اليوم، تتّّخذ من الأعداد المعالجة بالحاسوب، وسيلة للوصول إلى نتائج علميّة قد يكون غيرها أصح منها؛ ولكنَّها هي أفضل ما يمكن الوصول إليه، بحسب النَّماذج الرّياضية المبتدعة فيها. ورغم الأهميّة البالغة للإعداد، فإنَّها لا تأتينا بكلِّ المعلومات، ولا تفي بالغرض الذي نريده، ولا تمكّنّا من جعل الآلة تتعرّف على كلا النّوعين من المعلومات المتعلّقة بالشيء المعالج بذاتها. ولذا أصبح من الضروري النّظر فيما يعوز هذه التقنيات من مكونات كي تفي بما يراد منها، بحسب المجالات المختلفة. وبما أنّ البحث قد بلغ مبالغ عظيمة في الصنف الكمّي، وقصر في الصّنف النّوعي من المعلومات؛ فلا بدّ للمرء من البحث في كلا الصّنفين بطرق علميّة، ليرى مكمن العجز، فيحدّده ويبيّنه، كي تصبح معالجته ممكنة ميسّرة.(1/2231)
سيبدأ البحث بمناقشة علوم وتقنيات حديثة مختارة، تشمل تقنيّة التّصوير المتري: المساحة التَّصويريّة، والاستشعار عن بعد (Photogrammetry & Remote Sensing)، ونظم المعلومات الجغرافيّة (Geographic Information System, GIS)، وتقنية النّانو (Nanotechnology)، والإنترنت (Internet)؛ ليبرهن أنّ العقبة الكؤود في سبيل هذه العلوم والتّقنيات، وما ماثلها، تكمن في المعلومات النّوعيّة، وتتمحور في اسم الشيء المعالج أو المراد معرفته. فيركّز البحث، بعد ذلك، على الاسم، ليُرى ما جاء فيه، وليرصد أهم التّحولات الحادثة عليه عبر عصور تأريخيّة محدّدة، هي: العصر الجاهلي، والعصر النّبوي، والعصر الأموي، والعصر العبّاسي. ولا يغيب عن القارئ الفطن أن الأرض بأممها كانت هامدة قبل بعثة الرَّسول، وكانت في ظلام دامس، وفقر مدقع في العلم والمعرفة؛ فلاختيار هذه العصور ما يبرره بشهادة أمم الأرض عامة، كونها تمثَّل الحضارة الإنسانيّة على الأرض آنذاك. ولا ريب أنَّ لها تأثيرها البيّن فيما بعدها من عصور إلى يومنا هذا. وستقود هذه الدّراسة، بطبيعة الحال، إلى أمر الإعجاز العلمي في القرآن، والسّنة النّبويّة ليتوّج به البحث، وليجيب على مقالة من قال إنّ القرآن جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم من عنده، أو إنَّه من عند غير الله تعالى؛ فكيف لهذا النّبي الأمّي، في هذه الأمّة الأمّيّة أن يعلم أهمّيّة الأسماء وأنّ معضلة العلم والتّطوّر العلمي ستكون فيها لينصّ عليها بعينها في القرآن الكريم في آية (وعلّم آدم الأسماء كلّها) (3، البقرة، 31). وكيف علم هذا النّبيّ الكريم أنّ معضلة ما سيُسمّى "العلوم البحتة"، في آخر الزّمان، ستكون في "جوامع الكلم" ليخبرنا أنَّها معجزته الباقية أبد الدّهر؟. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ كثيرًا من معلومات هذا البحث، مستقاة من كتاب أسماء الأشياء والعلم والتّقنية: الإعجاز العلمي العظيم" (4)، الّذي وفّق الله الباحث،(1/2232)
بفضله وكرمه، إلى إنجازه.
للاطلاع على البحث كاملاً ، يمكن تنزيله بجداوله من المرفقات
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ألقي هذا البحث في المؤتمر الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالكويت ، ونشر ضمن أعمال المؤتمر .
---
(1/2233)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > اسرار ترتيب القران - السيوطي - ملف وورد
---
اسرار ترتيب القران - السيوطي - ملف وورد
---
barsoom
06-20-2003, 10:38 PM
السلام عليكم
كتاب اسرار تنزيل القران للإمام السيوطي - ملف وورد مضغوط
هنا (http://www.barsoomyat.com/files/asrar.rar)
---
مصعب الدوري
03-25-2005, 05:43 AM
السلام عليكم
يا اخي هل تستطيع وضع رابط اخر لتنزيل الكتاب او ربما ارساله الى بريدي الالكتروني
جزاك الله خيرا
---
مسك
03-26-2005, 01:43 PM
http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=7&book=751
---
مصعب الدوري
03-26-2005, 03:23 PM
جزاك الله خيرا
thank you very much brother misk .
i am sorry for writing in english but my arabic keyboards is not working .
---
(1/2234)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ود (الحب) صنم يعبد من دون الله
---
ود (الحب) صنم يعبد من دون الله
---
داود عيسى
02-14-2004, 02:46 AM
ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..........ود..........
ولعله من أكثر الأصنام حضوراً وشيوعاً وسلاسة بين الناس، إنه "الوُد" بضم الواو -وهي قراءة اُخرى متواترة-, "الوُد" فيما يعتري الناس من عواطف وعلاقات قد تنتصب صنماً وأنصاباً فيما بين الناس وبين ربهم، فكل "مودة" تعترض أوامر الله، وتخالف نواهيه إنما هي صنم صغر أم كبر، مقره القلب ودواعيه مودة ما يسخط الله، واقرأوا عن إبراهيم عليه السلام {وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثاناً مودة بينكم في الحياة الدنيا}, فهي واضحة "أوثانا مودة"، واقرأوا من سورة المجادلة {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}, فمودة على محادّة لله، معصية لله، وهي كما نقرأ أكثر ما تكون بين الناس بعضهم لبعض.
ثم آية الممتحنة {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة}.
فهذا صنم "ود" المنصوب علاقات في معصية بين الناس، يقدم "الوادّ" مودته لما يسخط الله على أوامر الله، فيعصى بها الله، فيصير بها "مشركاً"، واقرأوا على لسان ابراهيم عليه السلام {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصياً} فالطاعة في المعصية عبادة والعبادة لغير الله إنما هي شرك.
وقد "يود" الرجل زوجته فيعق بمودتها ورغباتها والديه أو أحدهما فتجب له النار بهذه الطاعة لهذا "الود" الصنم!.
وقد يحب ماله فيعبده من دون الله, لقول المعصوم: "تعس عبد الدينار والدرهم".(1/2235)
والود علاقة لازمة مزروعة في قلب الإنسان لا يملك لها رداً, فيريد الله ألا تقوم لغيره، فإن أطاعه العبد ووحّده أبدله الله بها خيراً، {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُداً} ، فود الرحمن دعوة توحيد ورضى, وود غير الرحمن شرك وسخط.
ألموضوع منقول من موقع أسرار ألقران للشيخ صلاح أبو عرفة
---
(1/2236)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فاضل السامرائي
---
فاضل السامرائي
---
سلطان الدين
08-20-2004, 12:07 AM
ما رأي الأخوة في كتب ومقالات الأستاذ فاضل السامرائي؟
---
ابو شفاء
09-03-2004, 08:18 PM
اعجاز القرآن هو اعجاز بلاغة وبيان , وكل التقدير والاحترام للاستاذ الدكتور فاضل السامرائي , وله برنامج ممتع لمسات بيانية على قناة الشارقة الفضائية انصح الاخوة بمشاهدته , كما اوجه كل التقدير والاحترام للدكتور الفاضل ابو عائشة , فابحاثه على هذه الشبكة المحترمة , في غاية الدقة والعمق , وكل التقدير والاحترام للقائمين على هذه الشبكة المحترمة
---
(1/2237)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > هل يصح هذا التفسير ؟
---
هل يصح هذا التفسير ؟
---
د. هشام عزمي
05-24-2004, 01:08 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،
ذكر المفسرون في تفسيرهم قوله تعالى : "واضرب لهم مثلاً اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون . اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا انا اليكم مرسلون" ( سورة يس :13-14) أن المرسلون هنا هم حواريي المسيح عليه السلام و أن المرسل هو المسيح . . .
قال البغوي :
" إذ أرسلنا إليهم اثنين " قال وهب : اسمهما يوحنا وبولس، " فكذبوهما فعززنا "، يعني: فقوينا، " بثالث "، برسول ثالث وهو شمعون، وقرأ أبو بكر عن عاصم: (( فعززنا )) بالتخفيف وهو بمعنى الأول كقولك: شددنا وشددنا، بالتخفيف والتثقيل، وقيل: فغلبنا، من قولهم: من عز بز. وقال كعب : الرسولان: صادق وصدوق، والثالث شلوم، وإنما أضاف الله الإرسال إليه لأن عيسى عليه السلام إنما بعثهم بأمره تعالى، " فقالوا " جميعاً لأهل أنطاكية، " إنا إليكم مرسلون ".
قال القرطبي :(1/2238)
قوله تعالى: "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون " خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، أمر أن يضرب لقومه مثلا بأصحاب القرية هذه القرية هي أنطاكية في قول جميع المفسرين فيما ذكر الماوردي. نسبت إلى أهل أنطبيس وهو اسم الذي بناها ثم غير لما عرب؛ ذكره السهيلي. ويقال فيها: أنتاكية بالتاء بدل الطاء. وكان بها فرعون يقال له أنطيخس بن أنطيخس يعبد الأصنام؛ ذكره المهدوي، وحكاه أبو جعفر النحاس عن كعب ووهب. فأرسل الله إليه ثلاثة: وهم صادق، وصدوق، وشلوم هو الثالث. هذا قول الطبري. وقال غيره: شمعون ويوحنا. وحكى النقاش: سمعان ويحيى، ولم يذكرا صادقا ولا صدوقا. ويجوز أن يكون "مثلا " و "أصحاب القرية " مفعولين لأضرب، أو "أصحاب القرية " بدلا من "مثلا " أي اضرب لهم مثل أصحاب القرية فحذف المضاف. أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار هؤلاء المشركين أن ما يحل بهم ما حل بكفار أهل القرية المبعوث إليهم ثلاثة رسل. قيل: رسل من الله على الابتداء. وقيل: إن عيسى بعثهم إلى أنطاكية للدعاء إلى الله. وهو قوله تعالى: "إذ أرسلنا إليهم اثنين " أضاف الرب ذلك إلى نفسه؛ لأن عيسى أرسلهما بأمر الرب، وكان ذلك حين رفع عيسى إلى السماء.
و قال الشوكاني في قتح القدير :
والمرسلون: هم أصحاب عيسى بعثهم إلى أهل أنطاكية للدّعاءإلى الله، فأضاف الله سبحانه الإرسال إلى نفسه في قوله: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ }، لأن عيسى أرسلهم بأمر الله سبحانه، ويجوز: أن يكون الله أرسلهم بعد رفع عيسى إلى السماء، فكذبوهما في الرسالة، وقيل: ضربوهما، وسجنوهما. قيل: واسم الاثنين يوحنا، وشمعون. وقيل: أسماء الثلاثة: صادق، ومصدوق، وشلوم قاله ابن جرير، وغيره. وقيل: سمعان، ويحيى، وبولس .
فهل يصح هذا الفهم للآيات؟؟؟
---
أبو بكر الأمريكي
05-25-2004, 08:19 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(1/2239)
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تيسير الكريم الرحمن في تفسير هذه الآيات:
وتعيين تلك القرية لو كان فيه فائدة لعينها الله ، فالتعرض لذلك وما أشبهه من باب التكلف والتكلم بلا علم، ولهذا إذا تكلم أحد في مثل هذا تجد عنده من الخبط والخلط والاختلاف الذي لا يستقر له قرار، ما تعرف به أن طريق العلم الصحيح، الوقوف مع الحقائق وترك التعرض لما لا فائدة فيه وبذلك تزكو النفس ويزيد العلم من حيث يظن الجاهل أن زيادته بذكر الأقوال التي لا دليل عليها ولا حجة عليها ولا يحصل منها إلا تشويش الذهن واعتياد الأمور المشكوك فيها. انتهى من كلامه
وقال الإمام الطبري رحمه الله:
القول في تأويل قوله تعالى : { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون } يقول تعالى ذكره : ومثل يا محمد لمشركي قومك مثلا أصحاب القرية - ذكر أنها أنطاكية , { إذ جاءها المرسلون } اختلف أهل العلم في هؤلاء الرسل , وفيمن كان أرسلهم إلى أصحاب القرية , فقال بعضهم : كانوا رسل عيسى ابن مريم , وعيسى الذي أرسلهم إليهم . ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث } قال : ذكر لنا أن عيسى ابن مريم بعث رجلين من الحواريين إلى أنطاكية مدينة بالروم فكذبوهما , فأعزهما بثالث , { فقالوا إنا إليكم مرسلون }
حدثنا ابن بشار , قال : ثنا يحيى وعبد الرحمن , قالا : ثنا سفيان , قال : ثني السدي , عن عكرمة { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية } قال : أنطاكية
وقال آخرون : بل كانوا رسلا أرسلهم الله إليهم . ذكر من قال ذلك :(1/2240)
حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال : ثنا ابن إسحاق , فيما بلغه , عن ابن عباس , وعن كعب الأحبار , وعن وهب بن منبه , قال : كان بمدينة أنطاكية , فرعون من الفراعنة يقال له أبطيحس بن أبطيحس يعبد الأصنام , صاحب شرك , فبعث الله المرسلين , وهم ثلاثة : صادق , ومصدوق , وسلوم , فقدم إليه وإلى أهل مدينته , منهم اثنان فكذبوهما , ثم عزز الله بثالث ; فلما دعته الرسل ونادته بأمر الله , وصدعت بالذي أمرت به , وعابت دينه , وما هم عليه , قال لهم : { إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم }
انتهى من كلام الإمام الطبري
قلت: الأثر الأول حسن الإسناد وأما الثاني فصحيح الإسناد والثالث ضعيف لعدم ذكر الرواة بين ابن إسحاق وبين من روى عنهم.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيرالآيات (26-29) من سورة (يس):(1/2241)
وقد تقدم عن كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية وأن هؤلاء الثلاثة كانوا رسلا من عند المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام كما نص عليه قتادة وغيره وهو الذي لم يذكر عن واحد من متأخري المفسرين غيره وفي ذلك نظر من وجوه " أحدها " أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله عز وجل لا من جهة المسيح عليه السلام كما قال تعالى : " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون - إلى أن قالوا - ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين " ولو كان هؤلاء من الحواريين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عند المسيح عليه السلام والله تعالى أعلم ثم لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم " إن أنتم إلا بشر مثلنا " الثاني " أن أهل أنطاكية آمنوا برسل المسيح إليهم وكانوا أول مدينة آمنت بالمسيح ولهذا كانت عند النصارى إحدى المدائن الأربعة اللاتي فيهن بتاركة وهن القدس لأنها بلد المسيح وأنطاكية لأنها أول بلدة آمنت بالمسيح عن آخر أهلها والإسكندرية لأن فيها اصطلحوا على اتخاذ البتاركة والمطارنة والأساقفة والقساوسة والشمامسة والرهابين . ثم رومية لأنها مدينة الملك قسطنطين الذي نصر دينهم وأوطده ولما ابتنى القسطنطينية نقلوا البترك من رومية إليها كما ذكره غير واحد ممن ذكر تواريخهم كسعيد بن بطريق وغيره من أهل الكتاب والمسلمين فإذا تقرر أن أنطاكية أول مدينة آمنت فأهل هذه القرية ذكر الله تعالى أنهم كذبوا رسله وأنه أهلكهم بصيحة واحدة أخمدتهم والله أعلم . " الثالث " أن قصة أنطاكية مع الحواريين أصحاب المسيح بعد نزول التوراة وقد ذكر أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وغير واحد من السلف أن الله تبارك وتعالى بعد إنزاله التوراة لم يهلك أمة من الأمم عن آخرهم بعذاب يبعثه عليهم بل أمر المؤمنين بعد ذلك بقتال المشركين ذكروه عند قوله تبارك وتعالى :" ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون(1/2242)
الأولى " فعلى هذا يتعين أن هذه القرية المذكورة في القرآن قرية أخرى غير أنطاكية كما أطلق ذلك غير واحد من السلف أيضا أو تكون أنطاكية إن كان لفظها محفوظا في هذه القصة مدينة أخرى غير هذه المشهورة المعروفة فإن هذه لم يعرف أنها أهلكت لا في الملة النصرانية ولا قبل ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني حدثنا حسين الأشقر حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " السبق ثلاثة : فالسابق إلى موسى عليه الصلاة والسلام يوشع بن نون والسابق إلى عيسى عليه الصلاة والسلام صاحب يس والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه " فإنه حديث منكر لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر وهو شيعي متروك والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب . انتهى من كلام الحافظ ابن كثير
---
مساعد الطيار
05-25-2004, 08:58 AM
الأخ الكريم الدكتور هشام عزمي
ما ذكره الأخ أبو بكر عن الشيخ السعدي هو القاعدة المثلى في المبهمات في القرآن ، لكن ما الذي يشكل على تحديد الأسماء عندك ، فالآيات واضحة بدون تحديد أسماء المرسلين ولا القرية التي أرسلوا لها .
ولو قيل : إنهم من ذكرهم المفسرون فما الذي يشكل ؟
أرجو التكرم بوضع الإشكال الذي خطر لكم .
---
أبو بكر الأمريكي
05-25-2004, 09:12 AM
السلام عليكم
أظن أن الدكتورعزمي استبعد كون المرسلين المذكورين من حواريي عيسى عليه الصلاة والسلام لأن ظاهر الآية يدل على أنهم من رسل الله .
ولعل قول الإمام البغوي "هذه القرية هي أنطاكية في قول جميع المفسرين فيما ذكر الماوردي" فهم منه الأخ الدكتورأن جميع المفسرين قبلوا القول بأن المرسلين المذكورين هم من أصحاب عيسى
---
د. هشام عزمي
05-25-2004, 02:50 PM(1/2243)
صدقت أخي أبو بكر ؛ فالتفسير لا يتفق و ظاهر الآيات و شعرت أثناء قراءته أن المفسرين اعتمدوا هذه الخرافات من أهل الكتاب ثم لووا أعناق الآيات لتناسب هذ الأساطير!!
و للعلم فهذه الروايات لا يعتمدها حتى النصارى فالمشهور عندهم أن المسيح لم ينشر دعوته خارج فلسطين و لم يذهب الحواريون لنشر دين المسيح - أو التكريز ببشارة الملكوت! - لدى غير اليهود إلا بعد رحيله .. فتأمل كم الخرافات التي دسها فسقة أهل الكتاب علينا ليسخروا منا و من علماءنا !!!
و هل يجوز عندنا ان يرسل المسيح الرسل إلى أهل أنطاكية و هو الذي أرسل إلى قومه من اليهود فقط؟؟؟
---
مساعد الطيار
05-25-2004, 07:56 PM
أخي الكريم الدكتور هشام
أحب أن لا تعجل عليَّ في مقالي هذا ، فإني أريد أن نؤسس منهجًا لنقد الأخبار ـ خصوصًا الإسرائيليات ـ ، ولقد أعجبني نظرك النقدي في كون عيسى عليه السلام كان مرسلاً لليهود ، فكيف يبعث برسله إلى أنظاكية ، وهم أهل وثن ؟
هذا جميل جدًّا .
لكن يا أخي الكريم ألا ترى أن المنقول عنه في هذا مثل كعب الأحبار ، وهو من هو في معرفة كتب أهل الكتاب ، وكذا وهب بن منبه .
وهذان الرجلان ثقتان في نقلهما ، وإنما يأتي الخطأ فيما ينقلونه عن أهل الكتاب لا أنهما يتعمدان الكذب أو الخطأ .
وما دام حُكي عنهما فلابدَّ من وجود هذا الخبر عندهم ، وإن لم يقرَّ به المعاصرون منهم ـ إن كان أحدهم قد أنكره ـ فليس كل تاريخهم يعلمون ، ولعلك على خُبْرٍ من أمر المائدة التي لا يعرفون عنها شيئًا ، فما المانع أن يكون من أخبارهم مثل هذا الخبر ؟ مع أني أقرُّ لك بصحة نقدك ، لكن أقول : قد تكون القرية التي أرسل إليها المرسلون غير انطاكية ، وهذا افتراض لا غير .
ثمَّ هل يتغير معنى الآية بحملها على هذا الخبر الذي نقدته أم لا ؟
فإن كان يتغير المعنى ، فإننا بحاجة إلى تحرير قصة الآية ، والعناية بها لكونها تؤثر في فهم المعنى .(1/2244)
وقد قلت لك : إن معنى الآية بيِّن واضح بدون هذه القصة ، ووجودها كعدمها من هذه الجهة .
لكن يبقى بحث تاريخيٌّ ، وهو صحة وقوع هذا الحدث ، والبحث التاريخي له مجال آخر ، وله طريقة أخرى في نقده ، ومنه الجزء الذي أشرتم إليه في نقدكم.
وأحب يا أخي الكريم أن نبتعد عن بعض العبارات ، وأقصد بذلك ( خرافات ) ، فإن المروي عنهم مثل هذا التفسير أعلام فضلاء ، لا يمكن أن نتصور أن تنطلي عليهم الخرافات ، فإن انطلت على واحد ، فكيف تنطلي على جماعات متتالية جيلاً بعد جيل ؟
فالتفسير الذي نقدتموه مروي عن جمع من أعلام الصحابة والتابعين وتابعيهم ؛ كابن عباس وبريدة بن الحصيب وكعب ووهب بن منبه وعكرمة وقتادة والزهري وغيرهم ممن عاصرهم أو جاء بعدهم .
والبحث في هذا الموضوع ذو شجون ، ولا يخفاكم ما ذكره ابن كثير من الخلاف بين العلماء في المراد بالرسل ، وفي القرية التي بُعثوا إليها .
ومقصودي أن هذا الموضوع يحتاج إلى تحرير كما ذكرتم ، وفيه إشكال من الجهة التي إليها أشرتم ، لكن يا حبذا لو تخففنا من بعض العبارات ، ولعل الله يوفق أحدنا لتحرير ذلك ، إنه خير معين .
محبكم / مساعد الطيار .
---
د. هشام عزمي
05-25-2004, 09:02 PM
بسم الله . . .
حاشا الله أن أطعن في مسلم موحد ، فما بالك بأئمة أجلاء في مقام وهب بن منبه و كعب الأحبار اللذين شهد لهما الصحابة بالثقة و الأمانة . اعتراضي هو على الروايات التي لا سبيل لتحقيقها أو معرفة صحتها في هذا الزمان أو حتى في زمن رواتها و التي اعتمدها مفسرونا بلا تحقيق و حشوا بها كتبهم !
أنا اتفق معك كل الاتفاق شيخي الجليل و لا اعترض على حرف واحد من كلامك و هذه الروايات لا بد أن يجري عليها قانون روايات أهل الكتاب : فما وافق كتابنا و سنة رسولنا قبلناه و ما خالفهما رفضناه و ما لم يوافق أو يخالف توقفنا فيه و لكن . . .
هل ثبت هذا الكلام سنداً عن ابن عباس؟(1/2245)
هل ثبت عن وهب بن منبه و هو الذي روي عنه روايتان متناقضتان؟؟
هذه روايات عن المسيح و النصارى فهل ينقل كعب الأحبار و وهب بن منبه - و هما إسرائيليان - من كتب النصارى أيضاً ؟؟؟
عموماً هناك كلام نفيس بخصوص هذه الروايات وجدته لدى شيخ الإسلام في الجواب الصحيح ج1 ص251-255 . . .
# الوجه الخامس أنه ليس في القرآن آية تنطق بأن الحواريين رسل الله بل ولا صرح في القرآن بأنه أرسلهم لكن قال في سورة يس { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتحذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون إني إذا لفي ضلال مبين إني آمنت بربكم فاسمعون قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون } (يس : 13-30) .
فهذا كلام الله ليس فيه ذكر أن هؤلاء المرسلين كانوا من الحواريين ولا أن الذين أرسلوا إليهم آمنوا بهم وفيه أن هؤلاء القوم الذين أرسل إليهم هؤلاء الثلاثة أنزل الله عليهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون .(1/2246)
وقد ذكر طائفة من المفسرين أن هؤلاء كانوا من الحواريين وأن القرية أنطاكية وأن هذا الرجل اسمه حبيب النجار ثم إن بعضهم يقول إن المسيح أرسلهم في حياته لكن المعروف عند النصارى أن أهل إنطاكية آمنوا بالحواريين واتبعوهم لم يهلك الله أهل إنطاكية .
والقرآن يدل على أن الله أهلك قوم هذا الرجل الذي آمن بالرسل . وأيضا فالنصارى يقولون إنما جاءوا إلى أهل إنطاكية بعد رفع المسيح وأن الذين جاءوا كانوا اثنين لم يكن لهما ثالث قيل أحدهما شمعون الصفا والآخر بولص ويقولون إن أهل إنطاكية آمنوا بهم ولا يذكرون حبيب النجار ولا مجيء رجل من أقصى المدينة بل يقولون إن شمعون وبولص دعوا الله حتى أحيا ابن الملك فالأمر المنقول عند النصارى أن هؤلاء المذكورين في القرآن ليسوا من الحواريين وهذا أصح القولين عند علماء المسلمين وأئمة المفسرين وذكروا أن المذكورين في القرآن في سورة يس ليسوا من الحواريين بل كانوا قبل المسيح وسموهم بأسماء غير الحواريين كما ذكر محمد بن إسحاق قال سلمة بن الفضل كان من حديث صاحب يس فيما حدثني محمد بن إسحاق عن ابن عباس وعن كعب وعن وهب بن منبه أنه كان رجلا من أهل إنطاكية وكان اسمه حبيبا وكان يعمل الحرير وكان رجلا سقيما قد أسرع فيه الجذام وكان منزله عند باب من أبواب المدينة يتاجر وكان مؤمنا ذا صدقة يجمع كسبه إذا أمسى فيما يذكرون فيقسمه نصفين فيطعم نصفه عياله ويتصدق بنصفه وكان بالمدينة التي هو بها مدينة إنطاكية فرعون من الفراعنة يقال له إنطخس بن إنطنخس يعبد الأصنام صاحب شرك فبعث الله إليه المرسلين وهم ثلاثة صادق وصدوق وشلوم فقدم الله إليه وإلى أهل المدينة منهم اثنين فكذبوهما ثم عزز الله بالثالث .(1/2247)
وروى الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث } لكي تكون الحجة عليهم أشد فأتوا أهل القرية فدعوهم إلى الله وحده وعبادته لا شريك له فكذبوهم فأتوا على رجل في ناحية القرية في زرع له فسألهم الرجل ما أنتم قالوا نحن رسل رب العالمين ارسلنا إلى أهل هذه القرية ندعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له قال لهم أتسألون على ذلك أجرا قالوا لا قال فألقى ما في يده ثم أتى أهل المدينة فقال : { يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون }
وهذا القول هو الصواب وأن هؤلاء المرسلين كانوا رسلا لله قبل المسيح وأنهم كانوا قد أرسلوا إلى إنطاكية وآمن بهم حبيب النجار فهم كانوا قبل المسيح ولم تؤمن أهل المدينة بالرسل بل أهلكهم الله تعالى كما أخبر في القرآن ثم بعد هذا عمرت إنطاكية وكان أهلها مشركين حتى جاءهم من جاءهم من الحواريين فآمنوا بالمسيح على أيديهم ودخلوا دين المسيح .
ويقال إن إنطاكية أول المدائن الكبار الذين آمنوا بالمسيح عليه السلام وذلك بعد رفعه إلى السماء ولكن ظن من ظن من المفسرين أن المذكورين في القرآن هم رسل المسيح وهم من الحواريين وهذا غلط لوجوه :
منها أن الله قد ذكر في كتابه أنه أهلك الذين جاءتهم الرسل وأهل إنطاكية لما جاءهم من دعاهم إلى دين المسيح آمنوا ولم يهلكوا .
ومنها أن الرسل في القرآن ثلاثة وجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى والذين جاءوا من أتباع المسيح كانوا اثنين ولم يأتهم رجل يسعى لا حبيب ولا غيره .(1/2248)
ومنها أن هؤلاء جاءوا بعد المسيح فلم يكن الله أرسلهم وهذا كما أن الله ذكر في القرآن أنه أهلك أهل مدين بالظلة لما جاءهم شعيب وذكر في القرآن أن موسى أتاها وتزوج ببنت واحد منها فظن بعض الناس أنه شعيب النبي وهذا غلط عند علماء المسلمين مثل ابن عباس والحسن البصري وابن جريج وغيرهم كلهم ذكروا أن الذي صاهره موسى ليس هو شعيبا النبي وحكى أنه شعيب عمن لا يعرف من العلماء ولم يثبت عن أحد من الصحابة والتابعين كما بسطناه في موضعه
وأهل الكتاب يقرون بأن الذي صاهره موسى ليس هو شعيبا بل رجل من أهل مدين ومنهم من يقول إنها غير مدين التي أهلك الله أهلها والله أعلم .
وكذلك ذكر المفسرون في المرسلين هل أرسلهم الله أو أرسلهم المسيح قولين :
أحدهما أن الله هو الذي أرسلهم .
قال أبو الفرج ابن الجوزي وهذا ظاهر القرآن وهو مروي عن ابن عباس وكعب ووهب بن منبه قال وقال المفسرون في قوله { إن كانت إلا صيحة واحدة } أخذ جبريل بعضادتي باب المدينة وصاح بهم صيحة واحدة فإذا هم ميتون لا يسمع لهم حس كالنار إذا أطفئت وذلك قوله { فإذا هم خامدون } أي ساكنون كهيئة الرماد الخامد .(1/2249)
ومعلوم عند الناس أن أهل إنطاكية لم يصبهم ذلك بعد مبعث المسيح بل آمنوا قبل أن يبدل دينه وكانوا مسلمين مؤمنين به على دينه إلى أن تبدل دينه بعد ذلك ومما يبين ذلك أن المعروف عند أهل العلم أنه بعد نزول التوراة لم يهلك الله مكذبي الأمم بعذاب من السماء يعمهم كما أهلك قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وفرعون وغيرهم بل أمر المؤمنين بجهاد الكفار كما أمر بني إسرائيل على لسان موسى بقتال الجبابرة وهذه القرية أهلك الله أهلها بعذاب من السماء فدل ذلك على أن هؤلاء الرسل المذكورين في يس كانوا قبل موسى عليه السلام وأيضا فإن الله لم يذكر في القرآن رسولا أرسله غيره وإنما ذكر الرسل الذين أرسلهم هو وأيضا فإنه قال { إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث } فأخبر أنه أرسلهم كما أخبر أنه أرسل نوحا وموسى وغيرهما وفي الآية { قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء } ومثل هذا هو خطاب المشركين لمن قال إن الله أرسله وأنزل عليه الوحي لا لمن جاء رسولا من عند رسول وقد قال بعد هذا { يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون } وهذا إنما هو في الرسل الذين جاءوهم من عند الله لا من عند رسله وأيضا فإن الله ضرب هذا مثلا لمن أرسل إليه محمدا يحذرهم أن ينتقم الله منهم كما انتقم من هؤلاء ومحمد إنما يضرب له المثل برسول نظيره لا بمن أصحابه أفضل منهم فإن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا أفضل من الحواريين باتفاق علماء المسلمين ولم يبعث الله بعد المسيح رسولا بل جعل ذلك الزمان زمان فترة كقوله { يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل } وأيضا فإنه قال تعالى { إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا } ولو كانوا رسل رسول لكان التكذيب لمن أرسلهم ولم يكن في قولهم إن أنتم إلا بشر مثلنا شبهة فإن أحدا لا ينكر أن يكون رسل رسل الله بشرا(1/2250)
وإنما أنكروا أن يكون رسول الله بشرا وأيضا فلو كان التكذيب لهما وهما رسل الرسول لأمكنهما أن يقولا فأرسلوا إلى من أرسلنا أو إلى اصحابه فإنهم يعلمون صدقنا في البلاغ عنه بخلاف ما إذا كانا رسل الله وأيضا فقوله { إذ أرسلنا إليهم اثنين } صريح في أن الله هو المرسل ومن أرسلهم غيره إنما أرسلهم ذلك لم يرسلهم الله كما لا يقال لمن أرسله محمد بن عبدالله أنهم رسل الله فلا يقال لدحية بن خليفة الكلبي أن الله أرسله ولا يقال ذلك للمغيرة بن شعبة وعبدالله بن حذافة وأمثالهما ممن أرسلهم الرسول وذلك أن النبي أرسل رسله إلى ملوك الأرض كما أرسل دحية بن خليفة إلى قيصر وأرسل عبدالله بن حذافة إلى كسرى وأرسل حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس كما تقدم ذكر ذلك .
ومعلوم أنه لا يقال في هؤلاء إن الله أرسلهم ولا يسمون عند المسلمين رسل الله ولا يجوز باتفاق المسلمين أن يقال هؤلاء داخلون في قوله { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات } .
فإذا كانت رسل محمد لم يتناولهم اسم رسل الله في الكتاب الذي جاء به فكيف يجوز أن يقال إن هذا الاسم يتناول رسل رسول غيره والمقصود هنا بيان معاني القرآن وما أراده الله تبارك وتعالى بقوله { إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين } . هل مراد الله ورسوله محمد من أرسلهم الله أو من أرسلهم رسوله وقد علم يقينا أن محمد لم يدخل في مثل هذا فمن قال إن محمدا أراد بذلك من أرسله رسول فقد كذب على محمد عمدا أو خطأ . انتهى
---
أبو بكر الأمريكي
05-25-2004, 09:06 PM
السلام عليكم(1/2251)
المهم في مثل هذا المقام أن ننظر في الأسانيد وفي ألفاظ الروايات. فمثلا إذا نظرت إلى رواية كعب الأحبار ووهب بن منبه وابن عباس وجدت أنهم لم يقولو أنهم كانوا رسل المسيح بل كانوا رسل الله وإنما ذكروا أن القرية كانت أنطاكية. ومع هذا فهذا أسناد لا يعتمد عليه البتة. فبين ابن اسحاق وبين أصحاب الرواية انقطاع كبير. و ابن إسحاق مدلس كان يأخذ عن كل أحد ومن أجل ذلك تكلم فيه جماعة من النقاد إلا أن القول الوسط أنه صدوق في نفسه .
أما الروايتان عن عكرمة وقتادة فهي صحيحة لكن انظر ماذا قال قتادة. قال: ذكر لنا أن عيسى ابن مريم بعث رجلين من الحواريين إلى أنطاكية مدينة بالروم فكذبوهما , فأعزهما بثالث , { فقالوا إنا إليكم مرسلون }
فلم يجزم بصحة هذا القول. إنما قال "ذكر لنا"
وهذا نص ما قاله ابن جرير في الآية
القول في تأويل قوله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}.
يقول تعالى ذكره: ومثل يا محمد لمشركي قومك مثلا أصحاب القرية- ذكر أنها أنطاكية، {إذ جاءها المرسلون} اختلف أهل العلم في هؤلاء الرسل، وفيمن كان أرسلهم إلى أصحاب القرية، انتهى من كلامه
فهل أيد القول بأنها أنطاكية. ولم أر في تفسيره شيئا من كلامه يؤيد القول بأنم كانوا رسل المسيح عليه الصلاة والسلام.
أما كلام القرطبي فيظهر منه أنه ذهب الى أنهم كانوا رسل الله ثم ذكر أنه قيل أنهم كانوا رسل المسيح.
وأما الآخرين ممن ذكر أنهم قالوا شيئا من ذلك فلينظر في أسانيد الروايات فكما قال الإمام أحمد "ثلاثة ليس لها اسناد" ذكر منها التفسير. معنى كلامه أن أكثر الآثار التفسيرية من طرق لا يعتمد عليها .
وأيضاً مجرد ذكر أسمائهم لا يكفى لأنا قد نفهم من كلامهم - إن صح عنهم - غير الذي فهمه بعض المفسرين.
وعلى كل حال، هذا كله من الإسرائيليات التي ليس فيها حجة في الدين وإنما ذكر ليعرف.
وفي تفسير الآية (79) من سورة البقرة ذكر الإمام ابن كثير هذا الحديث:(1/2252)
وقال الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أنه قال : يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتاب الله الذي أنزله على نبيه أحدث أخبار الله تقرءونه غضا لم يشب وقد حدثكم الله تعالى أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم ولا والله ما رأينا منهم أحدا قط سألكم عن الذي أنزل عليكم رواه البخاري من طرق عن الزهري
وعزاه الشيخ أحمد شاكر إلى ثلاثة أماكن من البخاري مع الفتح (13/414,282 ؛ 5/515).
وقد أجاز لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الرواية عنهم لكن بقيد، وهو "لا تصدقوهم ولا تكذبوهم" فما عرفنا كذبه لمخالفته كتاب الله ينبغي الانكار عليه كما فعل ابن عباس، ويدخل في هذا القسم شيء كثير من الإسرائيليات المذكورة في التفاسير. أما ما لا نعلم صدقه أو كذبه فلا بأس في نقله لكن ينبغي أن لا يصدق.
وللشيخ أحمد شاكر كلام جيد في شأن الإسرائيليات في مقدمة عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير وهم اختصاره لتفسير ابن كثير إلا أنني أرى أنه تشدد في الإنكار على ذكرها في التفاسير.
---
د. هشام عزمي
05-25-2004, 09:21 PM
الفارق بين المشاركتين 4 دقائق فقط :)
بارك الله في علمك أخي أبا بكر الأمريكي .
---
مساعد الطيار
05-26-2004, 12:36 AM
إخوتي الكرام:
لا يسعني إلا أن أُزجي لكم شكري على ما قدَّمتموه من فوائد نفيسة ، بارك الله لكم في علمكم ووقتكم ومالكم وولدكم .
---
أبو بكر الأمريكي
05-26-2004, 01:24 AM
وأنا إيضا استفدت من هذا الموضوع وخاصة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فإنه أمعن النظر في هذه المسألة وبينه أكمل بيان لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله كما هو العادة عنده فرحمه الله وجزاه خيرا
وبارك الله فيكم جميعا
---
طالب معرفة
05-26-2004, 10:55 AM(1/2253)
أشكر الإخوة الكرام على اجتهاداتهم الطيبة في مناقشة صحة تفسير الآية، إلا أنني أريد أن أنبه إلى أن تفسير المفسرين ما هو إلا اجنهادات قابلة للصواب والخطإ ، وليست كلاما صحيحا مائة بالمائة، وهي مرتبطة بالسقف المعرفي الذي يوجد تحته المفسر، ولهذا فإن مناقشة هذا التفسير من طرف الإخوة كانت جيدة، تبينت من خلالها مجموعة من المحاذير في التفسير، ومنها محاولات الربط بين الآيات والشخصيات والأحداث التاريخية ، التي لا قرينة في الآية عليها، وإنما هي مما يحفظه الرواة من ثقافة أهل الكتاب وكتبهم، وإن كلام ابن تيمية الذي أورده الدكتور الكريم واضح في المسألة.
إن الذي يحتاج إلى الوقوف والنظر والتدبر هو رسالة القرية في هذه الآيات، فهذا مثل يضرب للناس في شأن التعامل مع المرسلين ورسالتهم، فالله أرسل رسولين إلى قوم ما لم يحددهم القرآن ، فكذبوهما فأضاف ثالثا لكن هؤلاء القوم لم يستجيبوا له هو الآخر، بدعوى أن الله سبحانه وتعالى لم ينزل شيئا من السماء وأن هؤلاء الرسل كاذبين، وجاء رجل ليس من الرسل وعزز الرسل في دعوتهم لقومه، قائلا لهم : اتبعوا المرسلين، اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون، ولم يذكر لنا القرآن الكريم كيف تعامل معه قومه، ولاشك أن تعامل قومه معه لم يكن حضاريا، إذ أنهم لم يتعاملوا مع رسلهم بهذا المستوى ، ولكن الله سبحانه وتعالى جزاه على تدخله هذا خير الجزاء، قيل ادخل الجنة قال ياليث قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين.
فهذا المثل المضروب هو الذي نحتاج أن نقف عليه، فالله أرسل الرسل معززا بعضهم ببعض، وما علينا نحن إلا أن نأتي من أقصى المدينة للتأكيد على رسالتهم بالنسبة لأقوامنا للننال الجنة وحسن الختام. وفائدة أسماء الأماكن والأشخاص والتواريخ لا فائدة منها في أفكار وتصورات يراد منها أن تكون إنسانية وعالمية تتجاوز الزمان والمكان.
والسلام
---
أبو بكر الأمريكي
05-26-2004, 11:28 AM(1/2254)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المقدمة في أصول التفسير:
هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد فإنها على ثلاثة أقسام : " أحدها " ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح . و " الثاني " ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه . و " الثالث " ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته لما تقدم وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيرا ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف ولون كلبهم وعدتهم وعصا موسى من أي الشجر كانت ؟ وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى إلى غير ذلك مما أبهمه الله في القرآن مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز كما قال تعالى : { سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا } . فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على الأدب في هذا المقام وتعليم ما ينبغي في مثل هذا . فإنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث فدل على صحته ؛ إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما ثم أرشد إلى أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته فيقال في مثل هذا : { قل ربي أعلم بعدتهم } فإنه ما يعلم بذلك إلا قليل من الناس ممن أطلعه الله عليه ؛ فلهذا قال : { فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا } أي لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته ولا تسألهم عن ذلك فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب . فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف : أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام وأن ينبه على الصحيح منها ويبطل(1/2255)
الباطل وتذكر فائدة الخلاف وثمرته ؛ لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته فيشتغل به عن الأهم فأما من حكى خلافا في مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها فهو ناقص ؛ إذ قد يكون الصواب في الذي تركه أو يحكي الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال فهو ناقص أيضا فإن صحح غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب أو جاهلا فقد أخطأ كذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته أو حكى أقوالا متعددة لفظا ويرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى فقد ضيع الزمان وتكثر بما ليس بصحيح فهو كلابس ثوبي زور والله الموفق للصواب . انتهى من كلامه
والأمر كما سمعت الشيخ ابن عثيمين يكرر غير مرة في أشرطته : "كلام السلف قليل، كثير الفائدة. وكلام الخلف كثير، قليل الفائدة" وهذا لا يشمل كتب التفسير فقط بل وكل العلوم الشرعية فمثلا تجد أحد أرباب الفقه يخوض في مسألة معتمدا على حديث لا أصل له في كتب السنة مع أنه قد يوجد حديث صريح الدلالة في المسألة في الصحيحين.
وبعضهم أفنوا أعمارهم في دراسة العلوم اللغوية ثم إذا سألته عى معنى "لا إله إلا الله" كلمة التوحيد التي كان المشركون حتى الأميين منهم يفهمونها جعل يتخبط. والله المستعان
---
طالب معرفة
05-26-2004, 08:09 PM(1/2256)
أعتقد أن الحكم على قول ما أنه من الإسرائيليات أم لا ، يحتاج إلى غير قليل من التأمل والبحث، إذ ليس كل أمر ذكر فيه أخبار أهل الكتاب هو من الإسرائيليات، فقد حدثنا القرآن الكريم عن كثير من أخباربني إسرائيل مع موسى أو بعده أو قبله، وحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض أخبارهم، ولا أعتقد أن ما قاله الله ورسوله عنهم وعن أخبارهم يمكن إدخاله في هذه الخانة، وإنما ندخل في الإسرائيليات الأخبار المتحدثة عن الأمم السالفة أو الملاحم والفتن التي مصدرها بنوإسرائيل خصوصا وأهل الكتاب عموما، وهذه الأخبار الإسرائيلية التي مصدرها أهل الكتاب ، فهي وإن وافقت بعض الحق الذي عندنا فلابد من الحذر منها، لأن فيها جوانب من الباطل التي قد لا نطلع عليها في حينه، فيحتاج الأمر إلى وقت وتأمل، وعرض لها - وهذا هو الأهم - على ما عندنا من الحق الجلي في كتاب ربنا،فإن وافقته موافقة تامة قبلناها، وإن خالفت ما في القرآن الكريم ولو جزئيا ، وقفنا على هذه المخالفة حتى نرى بماذا تتميز التلاوة القرآنية لنفس الموضوع عن التلاوة الكتابية له، وهو ما يبين معنى التصديق والهيمنة الذي يتميز به كتاب ربنا. ولا يغرنكم ما يقال من أن أخبار الأمم السالفة والملاحم والمواعظ والفتن يجوز روايتها مع احتمال ضعفها لأنه لا يترتب عليها عمل، بل إن العمل المترتب عليها عظيم، إذ أن الأخبار والقصص تحدثنا عن السنن الثابتة في الكون والمجتمع والتاريخ والنفس البشرية، وكل تلاوة لها بغير الحق، أو بغير علم يقيني، تجعلنا ننقل إلى الناس تجربة إنسانية غير صحيحة، فيترتب على ذلك ضرر بمقدار الخطإ المنقول، وذلك لأن هذه القصص لا تنقل الأفكار والتصورات المجردة ، وإنما تنقلها مجسدة في واقع الناس وحياتهم، ويكون الأمر أدهى وأمر إدا ربطت التجربة الخاطئة بحياة الأنبياء ونحن نقتدي بهم ونتأسى، فننسب إلى الأنبياء والمرسلين سلوكات ومفاهيم لا تصح عنهم من جهة ، ولا(1/2257)
يمكن أن تكون صالحة للتأسي من جهة ثانية
إن كتب التفسير والحديث فيها من هذه الأخبار الشيء الكثير، وإن المتخصصين في العلوم الشرعية وعلم التفسير خصوصا ليعلمون حقيقة هذا الأمر، وإن دعوة كثير منهم إلى تنقية الثرات الإسلامي مما علق به لتعبر عن هذه المشكلة خير تعبير، ولهذا أتمنى من أهل التفسير والدارسين له أن يأخذوا حذرهم وأسلحتهم لمواجهة هذا الأمر الكبير.
والسلام
---
محب
05-27-2004, 05:31 PM
بسم الله ربى عليه توكلت وإليه أنيب .. والصلاة والسلام على سيدنا المصطفى وآله ..
أسمح لنفسى بعرض شبهة النصارى على هذه الآيات ، حتى تأتى إجابات شيوخنا على التمام ، فتصيب سهام الحق صلب الباطل لا أطرافه .. وأعتذر مقدماً لأنى سأعرض شبهتهم بأحسن مما فعلوا ، وعذرى أن علمائنا الكرام كانوا يفعلون ذلك غالباً بشبه المخالفين ، حتى تأتى ردودهم فوق ما يتمنى الخصم .
المشهور عند المتقدمين من علمائنا اتهام " بولس " بإفساد المسيحية ، كما صرح بذلك ابن حزم وابن تيمية وغيرهما .. والإجماع من المتأخرين بلا شذوذ على أن " بولس " هو من بدل دين المسيح بلا خلاف .
فى ثنايا دفاعهم عن " بولس " استدل النصارى بقصة أصحاب يس على عدم الطعن فى بولس .. قالوا :
أولاً :
على الأخذ بالروايات التى تصرح باسم بولس أو بولص فلا إشكال .. بل يكون مؤداها أن بولس هو رسول الله فى القرآن .. لقوله : " إذ أرسلنا .. " .
ثانياً :(1/2258)
الروايات التى صرحت بخلاف اسمه ، لكنها تجعل الرسل هم رسل المسيح ، تحمل على الاضطراب ، لأن من الثابت أن المسيح لم يبعث إلى أنطاكية هذه الأسماء التى اضطربت بها الروايات .. ومع تسليم الروايات بأنهم رسل المسيح ، ومع الثابت تاريخياً من بعث المسيح حوارييه إلى أنطاكية ، فالواجب ترك الأسماء المضطربة فى الروايات والرجوع إلى المحفوظ عند أهل الكتاب .. أولاً : لأن أهل الكتاب لم يضطربوا فى ذلك والروايات فعلت .. وثانياً : لأن الروايات سلمت بصحة أصل حكاية أهل الكتاب .. وثالثاً : لأن الثابت عند المسلمين أن هذه الروايات تأخذ عن أهل الكتاب ، فعند اضطرابها يرجع للمصدر الذى أخذت عنه ، والمصدر يقول ويصرح بأن بولس كان من المرسلين .
فعلى كلا الصنفين من الروايات يكون بولس مقصوداً بقوله : " إذ أرسلنا " ، فيكون رسولاً لله ، ولو عن طريق غير مباشر عن طريق المسيح .
ولا يغبش على ذلك : أن المسيح عندهم لم يبعث بولس فى حياته لأنه لم يقابله أصلاً .. لا يضير ذلك لأنه ليس من المهم فى هذا المقام إثبات صحة هذا الجزء من القصة عندهم .. إذ المقام مقام الكلام على ما يقوله القرآن ، وخلاف ذلك له مقام آخر .
ولا يغبش على ذلك أيضاً : الحكم بضعف سند هذه الروايات .. أولاً : لأن الروايات الأخرى ليست بأقوى سنداً .. وثانياً : لو ألزمتمونا بعدم الأخذ بالروايات الضعيفة فى هذا المقام ، جاز لنا إلزامكم بعدم الأخذ بالروايات الضعيفة فى مجال التفسير كافة ، وهذا معناه ترك معظم أقوال الصحابة والتابعين فى التفسير ، لأن أكثر ذلك ضعيف السند ، وجاز لنا أيضاً إلزامكم بعدم الأخذ بالروايات الضعيفة فى مجال السيرة بعامة ، وهذا معناه عدم ثبوت كثير من أحداثها ، وحال أهل الإسلام بخلاف ذلك ، فأنتم تقبلون كثيراً من الروايات الضعيفة فى التفسير والسيرة .(1/2259)
فإن قيل لهم : لأهل الإسلام قول آخر فى هؤلاء الرسل ، وهو أنهم ليسوا رسل المسيح أصلاً ، وهناك روايات تعضد هذا القول .. فعلى الأخذ بهذا القول فليس لبولس تزكية فى القرآن ..
قالوا :
أولاً :
لا يهمنا الخوض فى مسألة أى القولين أرجح .. يكفينا أن صنفاً من علمائكم ـ وإن قل ـ أخذ بهذا القول .. فلا يحق لكم إنكاركم علينا بسبب حملنا الآيات على بولس ، لأننا لم نبتدع قولاً لم يقل به أحد من أهل الإسلام ، بل هو قول بعض علمائكم فى المسألة .. وهذا لو كان علماؤكم القائلين بقولنا قليلين .. فكيف وأكثر علمائكم على هذا الرأى ؟!
ثانياً :
أكثر مفسريكم القدامى يروون الروايات التى بها تصريح بذكر بولس ضمن رسل يس ، ويسكتون .. وهذا السكوت منهم إقرار .. ولو لم تعتبروا سكوتهم إقراراً فبينوا لنا صريح رأيهم .. فإن قلتم لم يصرحوا وسكوتهم ليس إقراراً ، انسحب هذا على جميع تفاسيركم ، حيث الشائع فيها إيراد الآراء والسكوت عنها ، فيكون الحال أن أكثر مفسريكم لم يصرحوا برأيهم فى معظم آيات القرآن ، فلماذا تصدوا لتصنيف كتاب فى التفسير أصلاً ما داموا لن يفعلوا أكثر من ترديد بعض الآراء والروايات والسكوت عليها ؟! .. فلا يمكنكم اعتبار سكوت علمائكم ليس إقراراً إلا مع الطعن فى علمهم وجلالة شأن تفاسيرهم .
ثالثاً :
لو كان مفسروكم يعتقدون فعلاً بفساد بولس .. لما جاز أن يسكتوا عن الروايات التى تناقلوها فى تفاسيرهم والتى صرحت باسمه .. بل لكانوا نبهوا على خطأ هذه الروايات لتضمنها اسم بولس .. فلما لم يفعل واحد منهم ذلك أبداً علمنا أن بولس لم يكن مطعوناً فيه عندهم ، وإلا صرحوا بذلك عند إيراد هذه الروايات على الأقل ، إذ لا يجوز منهم السكوت عن عدم تبيين هذا الباطل ، خاصة وأن بولس ليس مجرد شخص سىء ، بل هو عندكم مبدل دين المسيح .. وإلا لو كانوا فى تفاسيرهم يسكتون عن عدم تبيين الباطل فأى خير ترجون من هذه التفاسير ؟! ..(1/2260)
ونفس سكوتهم عن الطعن فى بولس عند تفسير هذه الآيات يخدمنا فى تزكية بولس .. إذ إن سكوتهم معناه احتمال أن يكون بولس فعلاً من هؤلاء الرسل .. ومجرد هذا الاحتمال ـ اللازم من سكوتهم عن الطعن فيه ـ يستلزم أن بولس لم يكن من المطعون فيهم عندهم .
قالوا : والحاصل من جميع ما سبق ، أن موقف المفسرين فى كتبهم مؤيد لنا ، وأما الروايات فأكثرها مؤيد لنا ، وما خالفنا بينا ما فيه .. فيكون بولس رسول لله ـ ولو عن طريق المسيح ـ فى القرآن .. وغير مطعون فيه من قبل مفسريكم .. فلماذا تخالفون كتاب ربكم وعلماء ملتكم بالتهجم على بولس ؟!
انتهى عرض شبهة النصارى ، وأكرر اعتذارى لأنى نظمت أقوالهم ورتبتها بأحسن مما فعلوا .
---
د. هشام عزمي
05-27-2004, 06:48 PM
و الله لقد حاورت أحد النصارى من شهر أو يزيد بخصوص هذه الشبهة و اعترضت عليه بضعف السند و اضطراب المتن فلم يكن رده سوى السباب و السخرية و لم يجب بربع جوابك هذا !!!
أولاً . . بالنسبة لموضوع الأخذ بالروايات الضعيفة ، فنحن لا يضيرنا تركها فالقرآن قطعي الثبوت و الروايات الضعيفة ظنية الثبوت - إن لم يكن كذبها محتملاً - و نحن لا نفسر ما هو قطعي و يقيني بما هو ظني و يحتمل الكذب ، و هذا من بداهات العقل .
ثانياً . . يريد النصراني أن يثبت وجود اسم بولس في الروايات بأي ثمن ؛ فهو لا يهمه تضارب الروايات و تناقضها ، و لا يعنيه ضعف سندها و مصدرها ، و لا يضيره مخالفتها لما هو ثابت عنده . . المهم هو وجود اسم بولس و ليحترق العالم من بعده !! و سبحان خالق العقول و الأفهام !
ثالثاً . . ذكر المفسرون هذه الروايات بصيغة التمريض (قيل) مما يوحي بعدم صحتها لديهم .(1/2261)
رابعاً . . قولهم ان سكوت المفسرين يعني توثيقهم لبولس ليس سوى (استنتاج من السكوت . . Argument from the silence) ، و هي طريقة جدلية يستعملها النصارى بكثرة مثل قولهم : ((طالما لم يصرح الغزالي بتحريف الإنجيل في كتابه (الرد الجميل) فهذا يعني أنه يؤمن بعدم تحريفه)) ، و هذا أسلوب لا يصلح في موقف الحجة و المناظرة ؛ فالحجة لا تقوم على الخصم إلا بنص صريح و ليس بما فهمه خصمه من نص ذو أوجه .
و أخيراً . . هذه الروايات ليست حجة إلا على من آمن بثبوتها و صحتها و نحن لا نفعل فلست حجة علينا .
فما رأيكم بهذا الجواب؟؟ من لديه إضافة؟
---
طالب معرفة
06-03-2004, 07:14 PM
تحية إلى الإخوة جميعا وخصوصا محب والدكتور عزمي،(1/2262)
وأود - انطلاقا مما أثرتموه في مسألة التفسير، وكيف أن النصارى وغيرهم يستغلون تفسيرات بعض المفسرين لتأييد كثير من أفكارهم وعقائدهم وتصوراتهم، مدعين أن ما قدمه المفسرون، هو ما أراده القرآن فعلا - أن أنبه الإخوة المهتمين بعلم التفسير والدراسات القرآنية عموما، إلى أن هذا الباب هو أحد المقاتل العظيمة التي استطاع المخالفون من غير المسلمين عموما، ومن أهل الكتاب خصوصا، أن يطعنوا في دين الله وكتابه، وهو ما يدعونا إلى الوقوف وقفة نقدية صارمة أمام تراثنا التفسيري والحديثي من أجل إعادة غربلته وتصفيته وتنقيحه، وبيان عيوبه وأخطائه من أجل تجاوزها وإصلاحها، وهو ما يقتضي إسقاط تلك الهالة العظيمة من التقديس والتبجيل التي رافقت التفسير والمفسرين حينا من الدهر، بل وجل العلوم الإسلامية، وأعتقد أن هذه الخطوة ضرورية من أجل إعادة النظر في موروثنا الثقافي وما يحمله من نقائص آن الأوان للإجهاز عليها وإزالتها حتى لا تبقى ذريعة للذين يصطادون في الماء العكر. وهذا النقد الذاتي ليس كشفا لعيوبنا أمام الأعداء - كما يدعي البعض - وإنما هو اكتشاف لهذه العيوب من أجل ألا تبقى وصمة عار في جبين دين الله تمنعه من تحقيق هدايته في الأرض دون تشويش ولا شبهات.
وإذا رغب الإخوة في إثارة هذا الموضوع ، فلدينا من الأمثلة ما يصلح أن يكون أرضية لهذا النقاش.
والسلام
---
أبومجاهدالعبيدي
09-14-2006, 07:20 AM
يرفع للمدارسة
---
(1/2263)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال : مالحكمة من عدم ذكرآمنوا قبل كلمة معه في قوله : ( محمد رسول الله والذين معه)؟
---
سؤال : مالحكمة من عدم ذكرآمنوا قبل كلمة معه في قوله : ( محمد رسول الله والذين معه)؟
---
سامي العتيبي
04-03-2006, 07:11 PM
قال تعالى : { محمد رسول الله والذين معه ,,,,} سورة الفتح آية 29 .
مالحكمة بعدم ذكر لفظة ءامنوا قبل كلمة معه .
أرجو الإجابة مع ذكر المراجع
---
جمال حسني الشرباتي
04-03-2006, 07:31 PM
السلام عليكم
وجدت كلاما نفيسا في تفسير ابن عاشور أظنّك رأيته
قال(وقوله: { والذين معه } يجوز أن يكون مبتدأ و { أشداء } خبراً عنه وما بعده إخبار. والمقصود الثناء على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعنى { معه }: المصاحَبة الكاملة بالطاعة والتأييد كقوله تعالى: { وقال الله إني معكم }. والمراد: أصحابه كلهم لا خصوص أهل الحديبية.)
ويظهر لي من كلامه أنّ قوله "ومعنى { معه }: المصاحَبة الكاملة بالطاعة والتأييد " يغني عن ذكر الآيمان --أي يغني عن ذكر "والذين آمنوا معه"---لأنّ المعية بحسب رأيه تعني التأييد والطاعة الكاملة وهذا بحد ذاته يشمل كونهم آمنوا
---
عدنان البحيصي
04-04-2006, 01:24 AM
كلام جميل اخي
لعلي اعود وفي جعبتي ما يفيد
---
أبو حذيفة
04-04-2006, 01:34 AM
ما ذكره الأخ عدنان كاف شاف جزاه الله خيراً ، وإذا قرأت قوله بعد ذلك { أشداء على الكفار ... تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا ...} أفادك أنهم قد اتصفوا بالإيمان والإخلاص وكثرة التعبد لله .فرضي الله عنهم أجمعين وحشرني وإياك معهم يوم الدين فحبهم إيمان وبغضهم نفاق .
---
أبو عبد المعز
04-04-2006, 03:32 AM
قال تعالى : { محمد رسول الله والذين معه ,,,,} سورة الفتح آية 29 .
مالحكمة بعدم ذكر لفظة ءامنوا قبل كلمة معه .(1/2264)
أرجو الإجابة مع ذكر المراجع
لو جاءت صلة الموصول مشتملة على وصف الايمان قبل وصف المعية لتبادر إلى الذهن بمقتضى دلالة مفهوم الوصف وجود غير المؤمنين مع النبي صلى الله عليه وسلم...
فالآية بتركيبها القرآني تقطع الطريق على الأطروحة الرافضية...الذين نصروا فكرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان محاطا بجمهور من المنافقين......
فإن قلت ولكن ثبت وجود بعض المنافقين معه قلنا نعم لكن الاصل هو التزكية العامة
التي أفادتها عبارة الذين معه وظاهر اللام أنها للاستغراق وقد تكفلت بعد ذلك القيود الوصفية من إقصاء المنافقين وتطهير المعية النبوية من الشوائب على النحو التالي:
أشداء على الكفار:تصف المؤمنين بالجهاد وليس كذلك عبد الله بن أبي الذي تأخر بثلث الجيش في يوم أحد.وليس كذلك من وصفهم القرآن : {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} (57) سورة التوبة.
رحماء بينهم:يقصي أهل النفاق الذين يتربصون بالمؤمنين ويتصيدون كل مناسبة للسخرية منهم كما وصفهم الله تعالى:
إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها
تراهم ركعا سجدا: هذا وصف يقصي المنافقين الذين من أخلاقهم ترك الصلوات خاصة صلاتي الفجر والعشاء .كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم:
في صحيح البخاري:
حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا الأعمش قال حدثني أبو صالح عن أبي هريرة قال
: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ثم آمر رجلا يؤم الناس ثم آخذ شعلا من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد )
فالآيات قاطعة في تزكية الصحابة.....
{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح(1/2265)
وحمل الشيعة "من"على التبعيض لا يقبله الحس البلاغي بعد استقرار العموم والإطناب في تعداد الشمائل والفضائل......وأهل السنة أسعد بالبلاغة والأخلاق والمعتقد عندما حملوها على البيان....
---
خالد- طالب علم
04-04-2006, 10:47 PM
بارك الله فيكم تعليل موفق وشرح واف كاف.
---
(1/2266)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل كتاب النقط لأبي عمرو الداني " ورد "
---
حمّل كتاب النقط لأبي عمرو الداني " ورد "
---
مسك
09-23-2004, 11:34 AM
أتى المؤلف في كتابه هذا على جميع ما تضمن ذكره في أوله من مرسوم المصاحف ورأى أن اصل ذلك بذكر أصول كافية و نكت مقنع في معرفة نقط المصاحف و كيفية ضبطها على ألفاظ التلاوة و مذاهب القراءة لكي يحصل للناظر في هذا الكتاب جميع ما يحتاج إليه من علم مرسوم الخط و أحكام النقط فتكمل بذلك درايته و لتحقق به معرفته أن شاء الله و بالله التوفيق .
والنقط هو الدال على ذوات الحروف للتمييز بينها
أضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31136)
---
(1/2267)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من غريب ألفاظ المفسرين
---
من غريب ألفاظ المفسرين
---
أبو بيان
02-07-2004, 08:57 PM
أخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال : والله إني لأجد صفة المنافقين في التوراة :
شرابين للقهوات , تباعين للشهوات , لعانين للكعبات , رقادين عن العتمات , مفرطين في الغدوات , تراكين للصلوات , تراكين للجمعات , ثم تلا هذه الآية {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} (59) سورة مريم .
الدر المنثور 5/463 .
أعجبني في هذا الأثر كلمة : << شرابين للقهوات >>
ولا أدري هل كل أنواع القهوة داخلة في هذا – أعني السادة والتركية وبالحليب .. الخ -؟! ,
ومن الذي بقي في هذا الزمان ولم يتصف بهذه الصفة ؟! ,
ولا شك أن هذا النص النفيس يفيد كثيراً في حسم النزاع المأثور في العصور المتأخرة حول حكم شرب القهوة , على التفصيل المذكور في الكتب التي اعتنت به في مضانه !! .
مسالة /
أيهما أولى ملء فنجان القهوة أو الشاهي , أو جعله إلى النصف وترك أعلاه فارغاً ؟
الجواب /
اختار بعضهم أن يكون إلى نصف الكأس , وأن يبقي أعلاه فارغاً , قال الناظم :
وامتلاء الكؤوس قالوا معيب * * * ورأوا أنه على النصف زاهي
ونقضه بعض العلماء على الحال , مرجحاً القول الأول , فقال :
قال رب الأنام كأساً دهاقاً * * * وهو ردٌّ لقول أهل الملاهي
والخلاف فيها قديم , وفيما سمح به سانح الوقت مقنع لمن طلب الرشاد . وبالله التوفيق .
-----------------------
وبعد :(1/2268)
فهذه مطارحة عاجلة أردت بها التوسعة على إخوتي وأحبتي بما لا نعدم منه فائدة نستفيدها , أو شرود من الكلم نصيدها , مما يصغي إليه النَّفور , وينتفض له العصفور , من مليح ما نطق به تراجمة القرآن -كما يسميهم ابن جرير 1/110 -, ومنبع الفهم والبيان , وما احتوت عليه كتب المفسرين , من جليل آثارهم وأخبارهم .
وفي هذا الموضوع يضيف كل قارئ ما وقف عليه من غريب عبارات المفسرين مما قدم وحدث , وطاب وما خبث , وأعني بها كلمات قديمة حديثة تتكرر في عصرنا بلفظها أو معناها أو بهما معاً .
وفي هذا النوع من مُلَح العلم تجديد مفيد , وباعث إلى الجد من جديد , فقد كان العلماء يستروحون من العلم إلى العلم , ومن القراءة إلى القراءة , فطابوا وأحسنوا , ونحن على الأثر إن شاء الله .
---
فهد الناصر
02-07-2004, 09:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أول مشاركة لي في ملتقى أهل التفسير ، وأحب أن أشكر القائمين عليه ، وأقول لهم جزاكم الله ألف ألف خير على هذا الموقع الرائع جداً. ولي عليكم عتب أرجو قبوله بصدر رحب ! وهو لماذا لا تعلنون عنه في كل مكان في الانترنت ؟ أزعجتنا المواقع التافهة بإعلاناتها وضجيجها ، وهذا الموقع الذي يعتبر من كنوز الانترنت لا يعلم به أحد ! شيء غريب. فلا تؤاخذوني يا إخواني .
الأمر الثاني أحب أسجل شكري للكتاب في الموقع الذين يظهر في كتابتهم العلم والأدب الرفيع إلى أبعد الحدود ، فلم أجد في هذا المنتدى ما في غيره من العبارات النابية والملاسنات بين الأعضاء ، فارتحت كثيراً لهذا المستوى الأخلاقي الذي يليق بأهل التفسير فعلاً. وهذا إن شاء الله من صدق القائمين عليه وإخلاصهم ولا أزكيهم على الله !
بالنسبة لمشاركة الأخ أبو بيان فأشكره عليها ، وعلى حسن دعابته ، وأتفق معه في أهمية التنويع في الطرح العلمي بين الجد وشيء من المزاح كما هنا.(1/2269)
والذي أظنه مقصوداً بالقهوات في العبارة السابقة هي الخمر ، لأن العرب كانت تسمي القهوة خمراً ، وبيت الأعشى المشهور في معلقته :
نازعتهم قضب الريحان متكئاً ** وقهوةً مزةً راووقها خضلُ
لا يستفيقون منها وهي راهنةٌ** إلا بهات وإن علوا وإن نهلوا
والذي أذكره من سبب تسمية العرب للخمر قهوةً أنها ترد شاربها عن الطعام وتقهيه. أي لا يصبح له رغبة في الطعام إذا شربها .
ولا أظن هذا المعنى يغيب عن أخي أبي بيان ، وإنما أحب المسامرة فله مني كل تحية ولكل الأعضاء الكرام . وسيبقى هذا الموقع مقصدي دائماً في هذه الشبكة الواسعة إن شاء الله. فإنك تشعر بالمتعة والفائدة معاً.
---
راجي رحمة ربه
02-08-2004, 01:34 AM
أرحتنا يا أخ ناصر، تراني مغرم بالقهوة ومدمن عليها بمعظم أشكالها. ولا أقصد قهوة العرب الأوائل
ثم تذكرت أني قرأت مقالا عن حكم القهوة أنقل لكم رابطه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=7035&highlight=%C7%E1%DE%E5%E6%C9
---
أبومجاهدالعبيدي
02-08-2004, 11:10 PM
ومن طريف ما قرأته عن المفسرين عن القهوة ، ما قرأت في سيرة المفسر التركي : أبي السعود صاحب التفسير البديع : إرشاد العقل السليم ؛ فقد سأل عن القهوة أول ما انتشرت ، وكان أول من تعاطاها أهل الفجور ، فقال : ( ما اجتمع أهل الفجور على تعاطيه ، فينبغي اجتنابه لمن يخاف الله ويتقيه ) .
---
أبو بيان
02-09-2004, 07:26 PM
مرحباً بك أخي الفاضل "فهد الناصر" في هذا الملتقى المبارك , وإنا لنسعد بمثل هذه المشاركات المفيدة , فحيّاك الله .
والحقيقة أنني افتتحت هذا الموضوع بالقهوة , على ماجرت عليه عادة أهل الجزيرة في هذا الزمان , من تقديمها في الضيافة على كل مأكول ومشروب ,
ولكن يظهر أن لها من التأثير على العقول ما مال بأعناق الرجال إليها , وأوقف الأبصار عليها ,
فخشيت أن تكثر على الشارب , فتشغله عن الواجب ,(1/2270)
- < ستقول أي القهوتين أقصد !! > -
فآثرت أن أُكمل أصل الموضوع الذي سيقت القهوة لأجله , فقلتُ :
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبخاري معلقاً عن مجاهد قال في قوله تعالى {سَامِدُونَ} (61) سورة النجم : غضاب مبرطمون . (الدر المنثور 7/588) .
وقال ابن عيينة – تلميذ مجاهد - في تفسيره : البَرْطَمَة هكذا , ووضع ذقنه في صدره .
قال ابن حجر (الفتح 8/605) : البرطمة بفتح الموحدة وسكون الراء وفتح الطاء المهملة : الإعراض .
وقال ابن الأثير (النهاية 1/119) : البرطمة هي الانتفاخ من الغضب , ورجل مبرطم : متكّبر , وقيل : مقطّب متغضّب .
-والطريف في كل هذا أن هذه اللفظة << مبرطم >> ما زالت مستعملة بلفظها ومعناها إلى الآن في الجهات الغربية الجنوبية من جزيرة العرب .
---
(1/2271)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اليهود في القرآن ، التوراة في القرآن ، تفضل بالدخول
---
اليهود في القرآن ، التوراة في القرآن ، تفضل بالدخول
---
عبدالله العلي
09-27-2004, 05:05 PM
أود أن أسأل الإخوة الكرام ، وخصوصا المشرف الشيخ الكريم عبدالرحمن الشهري
ما أبرز الكتب التي تحدثت عن ، كيف تناول القرآن الحديث عن اليهود ( صفاتهم ، عقائدهم ، اساليبهم ،...) ، وكذلك كيف تحدث القرآن عن التوراة .
أفيدوني ولكم الدعاء ،،،،،
---
موراني
09-27-2004, 07:34 PM
محب الثقافلة ,
لا أظنك الا وأنت طالب العلم وقرأت القرآن .
أليس من المستحسن أن تعيد النظر في الآيات المعنية التى تحتوي على ما تريد شرحه وتفهمه وتراجع ما جاء حول هذه الآيات في كتب التفسير ؟
من هذه الطريقة تكوّن نظريتك الخاصة في هذا الموضوع الهام . هذا قد يكون الخطوة الأولى تجاه البحث المستقل .
موراني
---
عبدالله العلي
09-27-2004, 09:43 PM
جزيت خيرا أخي ( أهل القيروان )
كلامك صحيح عن طريقة بحث الموضوع ، ولكني أريد الدلالة على بعض المراجع
لضيق الوقت عندي جدا ، مع أن مطالعة التفاسير حول ماأريد لم تغب عن بالي ،
ولذلك طلبت هذا الطلب ، ولعلك أنت أول من يدلني تلك المراجع .
---
موراني
09-27-2004, 09:56 PM
عفوا , انني لا أدلك على المراجع بل على الأصول وهي بحر ! فلا تستطيع مراجعتها في ضيق الوقت كما تقول .
لقد لاحظت ولم ازل في هذا الملتقى وغيره أن طلبة العلم يفضلون قراءة ما هو (جاهز) ويكررون الكلام ما جاء فيه ويحفظون كلام الغير . لا بأس في ذلك في طبيعة الحال اذا يتمشى ذلك بتكوين الرأي المستقل والبناء .
فلذلك قلت لك فقط : عليك بالأصول .
---
عبدالرحمن الشهري
10-13-2004, 12:04 AM
من الكتب الجيدة في ذلك :(1/2272)
- معركة الوجود بين القرآن والتلمود ، للدكتور عبدالستار فتح الله سعيد . مكتبة الزرقاء - الأردن .
- اليهود في القرآن لعفيف طبارة .
- الشخصية اليهودية من خلال القرآن (تاريخ - وسمات - ومصير) للدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي. دار القلم بدمشق.
---
محمد السيلاوي
12-06-2005, 01:39 PM
من الكتب القيمة النافعة والمفيدة في ذلك :
- حديث القرآن عن التوراه (1) .
- جذور الإرهاب اليهودي في أسفار العهد القديم (2) .
- سفر التكوين في ميزان القرآن الكريم _ من آدم إلى إبراهيم _ (3) .
- سفر التكوين في ميزان القرآن الكريم _ أولاد إبراهيم عليه السلام _ (4) .
من سلسلة "أضواء قرآنية على الفكر الديني اليهودي" لأستاذنا العلّامة الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي _حفظه الله_ وهي دراسات نقدية للفكر الديني اليهودي الذي يقوم على أساس أسفار العهد القديم .
وسيصدر قريباً _بعون الله _ الكتاب الخامس من هذه السلسلة القيمة "سفر الخروج في ميزان القرآن الكريم . . " .
تطلب هذه الكتب من دار العلوم للنشر والتوزيع _ الأردن_عمان_العبدلي .
أسال الله أن يجزي شيخنا العلّامة خير الجزاء ، وأن ينفع ويرفع به الإسلام والمسلمين . . اللهم آمين .
---
(1/2273)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الآلوسي وتفسيره ( روح المعاني )
---
الآلوسي وتفسيره ( روح المعاني )
---
أبوخطاب العوضي
10-03-2005, 12:17 PM
من التفاسير التي كان لها حضور في الثقافة الإسلامية تفسير "روح المعاني" لمؤلِّفه محمود الآلوسي البغدادي، أبو الثناء شهاب الدين، من علماء القرن الثالث عشر الهجري، ويلقب بـ "الآلوسي الكبير" تمييزًا له عن باقي العلماء الآلوسيين الذين انحدروا من هذه الأسرة التي اشتهر أهلها بالعلم .
كان الآلوسي - رحمه الله - شيخ العلماء في العراق في عصره، ونادرة من النوادر التي جادت بها الأيام؛ جمع كثيراً من علوم المنقول والمعقول، وأحكم فهم علمي الفروع والأصول...وكان مع هذا وذاك مفسراً لكتاب الله لا يبارى، ومحدثًا للسنة لا يُجارى...
ومع أنه - رحمه الله - كان شافعي المذهب إلا أنه في كثير من المسائل كان يقلد الإمام أبا حنيفة ، وكان عالماً باختلاف المذاهب، ومطلعاً على الملل والنحل، وكان في آخر حياته يميل إلى الاجتهاد، وقد خلَّف ثروة علمية كبيرة ونافعة، يأتي في مقدمتها تفسيره المسمى ( روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ) وهو محور حديثنا في هذا المقال .
وهذا التفسير - كما يتبين للناظر فيه - قد أفرغ فيه مؤلِّفه وسعه، وبذل جهده، حتى أخرجه للناس تفسيراً جامعاً، لآراء السلف رواية ودراية، ومشتملاً على أقوال الخلف بكل أمانة وعناية، فهو تفسير - و الحق يقال - جامع لخلاصة ما سبقه من التفاسير .
ثم إن المؤلف - رحمه الله - إذ ينقل من تفاسير من سبقه من المفسرين، لم يكن مجرد ناقل فحسب، بل كان يُنَصِّب من نفسه حكماً عدلاً، على كل ما ينقل، ويجعل من نفسه ناقداً مدققاً وممحصاًَ لكل رأي وقول، ثم هو بعدُ يُبدي رأيه حراً فيما ينقل .(1/2274)
ويلاحظ على مؤلِّفنا أنه كان كثيراًَ ما يتعقب الرازي في العديد من المسائل الفقهية، ويخالفه الرأي فيها...لكن إن استصوب رأياً لبعض من ينقل عنهم انتصر له، ونافح عنه بكل ما أوتى من قوة .
لكن مما يؤخذ على الآلوسي أنه كان مترددًا في مسائل الأسماء والصفات بين مذهبي السلف والخلف؛ فهو أحيانًا يميل إلى مذهب السلف ويقرره وينسب نفسه إليه، كما فعل عند تفسيره لصفة الحياء، في قوله تعالى: { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا } (البقرة:26). وأحيانًا أخرى نجده يميل لمذهب الأشاعرة وينتصر لهم، كما فعل عند تفسيره لصفة الكلام، في قوله تعالى: { منهم من كلم الله } (البقرة:253) ونحن في حين ثالث نجده يُظهر نوعًا من التحفظ وعدم الصراحة الكاملة، كما فعل عند حديثه على صفة الفوقية، في قوله تعالى { يد الله فوق أيديهم } (الفتح:10) وفي حين آخر نجده يقرر مذهب السلف والخلف ويرجح مذهب الخلف، كما فعل في صفة الاستواء في قوله تعالى: { الرحمن على العرش استوى } (طه:5) وهكذا نجده مترددًا - رحمه الله - بين مذهب السلف والخلف؛ ولأجل هذا عدّه بعضهم من أصحاب التفسير بالمعقول .
ثم إننا نلحظ من منهجه في تفسيره - فوق ما تقدم - الأمور التالية:
- استطراده كثيرًا في المسائل الكونية، التي ليس لها علاقة وثيقة بعلم التفسير .
- وكان له استطراد أيضًا في ذكر المسائل النحوية، إذ كان يتوسع بها أحيانًا إلى درجة يكاد يخرج بها عن وصف كونه مفسرًا .
- أما المسائل الفقهية فمنهجه فيها أن يستوفيَ أقوال أهل العلم في المسألة موضوع البحث، ومن ثَمَّ يختار منها ما يؤيده الدليل، من غير تعصب لمذهب معين، بل رائده في ذلك: أن الحق أحق أن يُتَّبع .(1/2275)
- وكانت للمؤلف - رحمه الله - عناية ملحوظة بنقد الروايات الإسرائيلية، وتفنيد الأخبار المكذوبة، التي ساقها بعض المفسرين السابقين له؛ فنحن - مثلاً - نجده يُعَقِّب بعد أن ساق قصة من القصص الإسرائيلي، فيقول: " وليس العجب من جرأة من وضع هذا الحديث، وكذب على الله تعالى، إنما العجب ممن يُدخل هذا الحديث في كتب العلم من التفسير وغيره، ولا يُبيِّن أمره.." وعلى هذا المجرى يجرى في تفنيده لتلك المرويات والأخبار .
- وكغيره من المفسرين السابقين، نجد الآلوسي يعرض للقراءات القرآنية الواردة في الآية الكريمة، بيد أنه لا يتقيد بالمتواتر منها، بل ينقل غير المتواتر لفائدة يراها، ولكن يُنبِّه عليه .
- ويُلاحظ أن لـ الآلوسي عناية ملحوظة بذكر أوجه المناسبات بين الآيات والسور، مع تعرضه لذكر أسباب النزول، لفهم الآيات وفق أسباب نزولها .
وأخيراً، فإن الآلوسي في تفسيره كان ميَّالاً إلى التفسير الإشاري، وهذا ما أُخذ عليه؛ فهو بعد أن يفرغ من الكلام عن كل ما يتعلق بظاهر الآيات، تُراه يذكر لها تفسيراًَ إشارياً، أي يفسرها تفسيراً يخرج بها عن ظاهرها، وهذا منه فيه ما هو مقبول، وفيه ما هو مردود، لا يوافق عليه .
ومهما يكن، فإن تفسير ( روح المعاني ) يبقى موسوعة تفسيرية قيِّمة، جمعت جُلَّ ما قاله علماء التفسير المتقدمين، وامتازت بالنقد الحر، والترجيح المعتمد على الدليل، والرأي البنَّاء، والاتزان في تناول المسائل التفسيرية وغيرها، مما له ارتباط بموضوع التفسير. فجزى الله مؤلِّفه خير الجزاء، ونفع المسلمين بعلمه .
رابط الموضوع في موقع الشبكة الإسلامية (http://www.islamweb.net/ver2/Archive/readArt.php?lang=A&id=40355)
---
(1/2276)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > القراءات التفسيريه
---
القراءات التفسيريه
---
عبدالعزيز محمود المشد
04-15-2005, 07:13 PM
إخواني في ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يعرف أحد الأخوة الأفاضل شيئاً عن القراءات التفسيرية ، وحكمها ؟ أرشدوني وفقكم الله
أخوكم / عبد العزيز المشد
---
عبدالرحمن الشهري
04-16-2005, 05:11 PM
ما سميته أخي الكريم بالقراءات التفسيرية ، هي - فيما أفهمه - تلك العبارات التي كان يكتبها بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة توضيحاً لبعض الألفاظ أو المبهمات في القرآن ، وعبدالله بن مسعود رضي الله عنه أكثر من حفظ عنه مثل هذه التفسيرات التي يسميها بعضهم (قراءات تفسيرية) والذي يظهر لي أنها لا تُسمَّى قراءة من حيث الرواية ، وإنما هي تفسير ينسب لمن كتبه ، لاختلاف الاصطلاح بين القراءة والتفسير .
مثل قوله تعالى ?إِنَّ الذين يُنادونكَ مِنْ وراءِ الحُجُراتِ أكثرُهُمْ لا يعقلونَ? الحجرات 4 ، الضمير في قوله ?أكثرهم? يعود لوفد بني تميم الذين جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلَّم في القصة المعروفة في سبب نزول الآيات. فكتب عبدالله بن مسعود بخطٍ مغاير فوق أو بعد هذه الكلمة (بنو تميم) . فجاء العلماء من بعده فقالوا :(وفي قراءة عبدالله بن مسعود (وأكثرهم بنو تميم لا يعقلون) .[انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة 2/219]
وهي بهذا النظم لا تصح قراءة ، وإنما هي تفسير للمقصودِ بِهؤلاء ، وقل مثل ذلك في بقية الأمثلة المنثورة في كتب التفسير والقراءات الشاذة والاحتجاج للقراءات والفقه أيضاً.(1/2277)
ولذلك فالذي يظهر لي أن الأولى عدم تسميتها بـ(القراءات التفسيرية) ، وإنما هي تفسيرات لمن كتبها ورويت عنه للفرق بين القراءة والتفسير للقرآن ، وإن كان بعض المفسرين كأبي حيان وابن العربي وغيرهما سمَّوها بالقراءات التفسيرية تجوزاً منهم .
وقد أشار المستشرق جولد زيهر إليها في كتابه الذي ترجم بعنوان (مذاهب التفسير الإسلامي) وسَمَّاها بالزياداتِ التفسيرية.
وأما البحوث التي ربما تكون تناولت هذا الموضوع فمنها :
- قراءة عبدالله بن مسعود للدكتور محمد أحمد خاطر.
- تفسير ابن مسعود جمع وتحقيق ودراسة لمحمد أحمد عيسوي. ط.مركز الملك فيصل.
- كتاب المصاحف لابن أبي داود. ولعلك تراجع مقدمته وما قاله المحقق .
ولعل الإخوة الفضلاء يضيفون ما لديهم وفقهم الله.
---
إياد السامرائي
04-19-2005, 12:11 AM
نال البحث في القراءات التي خالفت المصحف الذي كتب في زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) اهتمام علماء المسلمين ، وكان هارون بن موسى العتكي ( ت قبل 200هـ ) هو أول من أهتم بالقراءات الشاذة ، قال أبو حاتم السجستاني : (( كان أول من سمع بالبصرة وجوه القراءات وألفها وتتبع الشاذ منها ، فبحث عن إسناده هارون بن موسى الأعور ، وكان من القراء ، فكره الناس ذلك ، وقالوا قد أساء حين الفها )) ينظر: المرشد الوجيز (181) .
وقال الأصمعي عن هارون : (( كنت اشتهي أن يضرب مكان تأليفه الحروف )) ينظر : المرشد الوجيز (181) .(1/2278)
وكراهية علماء المسلمين الكتابة أو البحث في القراءات التي خالفت خط المصحف إنما هو لوردها عن طريق الآحاد ومخالفتها المصحف الذي أجمع عليه جمهور الصحابة ، ولا يعني هذا أن هذه القراءات في جملتها غير صحيحة السند ، أو أنه ليس لها أصل ، بل هناك كثير من هذه القراءات لها أصل وسندها صحيح ، ووصفت بالشذوذ لمخالفتها الإجماع ، يقول أبو عمرو بن العلاء : (( اني اتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة )) ينظر : المرشد الوجيز ( 181).
ولهذا يذهب بعض العلماء إلى أن ما جاء مخالفاً لخط المصحف بزيادة أو إبدال كلمة إنما هو من قبيل التفسير ، قال القاضي أبو بكر بن الطيب : (( وكان منهم من يقرأ التأويل مع التنزيل ، نحو قوله تعالى : ( والصلاة الوسطى ) ، وهي صلاة العصر )) ينظر : المرشد الوجيز ص ( 241) ، وقال أبو حيان الأندلسي : إن ما جاء مخالفاً للخط هو في الحقيقة تفسير لا قراءة . ينظر : البحر المحيط (7/65)
ويؤيد هذا المذهب ما روي عن مجاهد بن جبر المكي ـ تلميذ ابن عباس ـ أنه قال : (( لو كنت قرأت على قراءة ابن مسعود لم احتج أن اسأل ابن عباس عن كثير من القرآن )) ينظر : طبقات المفسرين (2/306)
ولهذا فان هذه الوجوه المخالفة للخط ظل كثير من علماء السلف ينقلونها للاستشهاد ، لا للقراءة ، فالفقيه والمفسر واللغوي يذكرونها في كتبهم يستشهدون بها لإثبات حكم ، أو استنباط مسألة ، وما إلى ذلك أما القراءة بها فمتروك لخروجها عن الإجماع . ينظر : محاضرات في علوم القرآن للدكتور غانم قدوري الحمد
هذا والله أعلم 0
إياد سالم السامرائي _ مدرس في كلية التربية / سامراء - قسم علوم القرآن.
---
أحمد بن فارس السلوم
04-19-2005, 12:52 AM
نعم أخي عبدالعزيز هناك قراءات تفسيرية ، وهذا المصطلح صحيح ، قرره كثير من أهل العلم ، وسأذكر لك صاحب هذه النظرية ، لكن بعد هذه المقدمة اليسيرة إن أذنت لي.(1/2279)
قراءات الصحابة واختلاف مصاحفهم هو موضوع القراءات التفسيرية ، وهو موضوع من الخطورة بمكان .
فإنه الباب الذي ولج منه بعض المستشرقين وأذنابهم ليتوصلوا من خلاله للطعن في القرآن الكريم .
وقد كان من فعلهم وحرصهم على التمسك بأدنى شبهة تقدح في الكتاب العزيز أن قام بعضهم بتحقيق الباب الخاص باختلاف المصاحف من كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام (فضائل القرآن) ، وهو المعنون : باب الرواية من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن ، ونشروا هذا الجزء في مجلة اسلاميكا في العدد 243 ، وللغرض نفسه قام المستشرق الحاقد آرثر بتحقيق كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني ، وملأه بالشبه والأباطيل ، التي ربما تجد طريقها إلى قلوب المستغربين من هذه الأمة .
وهذا كاف لبيان خطر هذا الموضوع وأهميته .
أما الذي سمى هذه المرويات عن الصحابة والتابعين بالقراءات التفسيرية فهو الإمام الكبير أبو عبيد القاسم بن سلام .
وإليك نص كلامه :
هذه الحروف التي ذكرناها في هذين البابين من الزوائد لم يروها العلماء ( واحتملوها على أنها مثل الذي بين اللوحين من القرآن ، ولأنهم كانوا يقرؤون بها في الصلاة ) ، ولم يجعلوا من جحدها كافرا ، إنما تقرأ في الصلاة ، ويحكم بالكفر على الجاحد لهذا الذي بين اللوحين خاصة ، وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماعٍ من المهاجرين والأنصار ، وإسقاط لما سواه ، ثم أطبقت عليه الأمة ، فلم يُختلف في شيء منه ، يعرفه جاهلهم كما يعرفه عالمهم ، وتتوارثه القرون بعضها عن بعض ، وتتعلمه الولدان في المكتب ، وكانت هذه إحدى مناقب عثمان العظام .
....
والذي ألفه عثمان هو الذي بين ظهري المسلمين اليوم ، وهو الذي يحكم على من أنكر منه شيئا مثلما يحكم على المرتد من الاستتابة ، فإن أبى فالقتل .(1/2280)
فأما ما جاء من هذه الحروف التي لم يؤخذ علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفها الخاصة من العلماء دون عوام الناس ، فإنما أراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين ، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه .
وذلك كقراءة حفصة وعائشة ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر ) ، وكقراءة ابن مسعود ( والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم ) ومثل قراءة أبي بن كعب ( للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة اشهر ، فإن فاؤوا فيهن ) وكقراءة سعد ( فإن كان له أخ أو أخت من أمه ) وكما قرأ ابن عباس ( لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج ) وكذلك قراءة جابر ( فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم )
(فهذه الحروف وأشباه لها كثيرة قد صارت مفسرة للقرآن )
وقد كان يُروى مثل هذا عن بعض التابعين فيُستحسن ذلك ، فكيف إذا رُوي عن لباب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم صار في نفس القراءة ؟ فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى ، وأدنى ما يستنبط من علم هذه الحروف معرفة صحة التأويل على أنها من العلم الذي لا تعرف العامة فضله ، إنما يعرف ذلك العلماء .
وكذلك يعتبر بها وجه القراءة ، كقراءة من قرأ ( يقص الحق ) فلما وجدتها في قراءة عبد الله ( يقضي بالحق ) علمت أنت انما هي ( يقض الحق ) فقرأتها أنت على ما في المصحف ، واعتبرت صحتها بتلك القراءة ، وكذلك قراءة من قرأ ( أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) لما وجدتها في قراءة أبي ( تنبئهم ) علمت أن وجه القراءة تُكلِّمهم ، في أشياء من هذه كثيرة ، لو تدبرت وجد فيها علم واسع لمن فهمه أهـ
انتهى كلامه باختصار ، وهذا الفصل منقول باختصار شديد من كتاب جهود الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام في علوم القرآن وتحقيق اختياره في الحروف ، وأرجو أن يكون قد أفاد الأخ السائل.
---
عبدالرحمن الشهري
04-19-2005, 05:50 PM(1/2281)
الأخوين الكريمين الدكتور إياد السامرائي والدكتور أحمد بن فارس السلوم وفقكما الله ونفع بكما وجزاكما خيراً على هذه الإضافة القيمة ، والإجابة الوافية. وقد انتفعت بها كثيراً ، ولا أشك أن أخي عبدالعزيز قد انتفع كذلك.
---
نشر الخزامى
12-10-2006, 10:02 AM
اسمحو لي سادتي بإضافة بسيطة على ما تفضلتم به لتبيان أن ليس كل زيادة وردت في القرآن الكريم تعتبر قراءة تفسيرية فهناك زيادات وردت في بعض النسخ التي كتبت بين يدي أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه لم ترد في نسخ أخرى مما كتب بين يديه:
فمن ضمن الأوجه السبعة التي اختارها الإمام أبو الفضل الرازي وغيره وهو القول الراجح الفصل في بيان معنى الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن الكريم :
الاختلاف بالزيادة والنقصان :
كقوله تعالى في سورة البقرة : (وقالوا اتخذ الله ولدا)وفي آل عمران ( وسارعوا إلى مغفرة) وفي التوبة ( والذي اتخذوا مسجدا ) بالواو وبغير واو , وفي آل عمران ( بالزبر وبالكتاب) بالباء وبغير الباء , وفي يس ( وما عملته أيديهم ) بالهاد وبغير هاء . وفي الشورى : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبتم أيديكم ) بالفاء وبغير فاء, وفي الزخرف (ما تشتهيه الأنفس) بهاء وبغير هاء, وفي التوبة ( وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) بغير (من) وهي قراءة الجمهور ما عدا ابن كثير , وهما قراءتان متواترتان وافق كل منهما رسم المصحف الإمام , فإن زيادتها وافقت رسم المصحف المكي وحذفها وافق غيره. وفي سورة يوسف ( قال يا بشراي هذا غلام ) قرئ بزيادة الياء المفتوحة بعد الألف وقرئ بحذفها , وفي سورة الحديد ( فإن الله هو الغني) بـ(هو) وبغيرها , وكذا ( الداع إذا دعان) في البقرة و( الكبير المتعال) في الرعد و(يوم يأت) في هود و( ما كنا نبغ) في الكهف و( إذا يسر) في الفجر وما شابه ذلك في مواضع كثيرة من القرآن الكريم .(1/2282)
أما قراءة ابن مسعود ( والذكر والأنثى) بدلا من (وما خلق الذكر والأنثى) وقراءة ابن عباس ( وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) بزيادة صالحة وإبدال كلمة (أمام) من كلمة( رواء) فقراءتان آحاديتان لا يثبت بمثلها قرآن .
ويشبهها في الآحادية زيادة لفظ(أنثى) في قوله تعالى في سورة (ص) " وله تسع وتسعون نعجة أنثى ) .
وزيادة لفظ ( وكان كافرا) في قوله تعالى :" وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين وكان كافرا.
وزيادة لفظ : ( صلاة العصر) في قوله تعالى في البقرة " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر" فهذه الزيادات جميعا أدرجت على سبيل التفسير والإيضاح ولا سبيل إلى عدها حرفا من الأحرف السبعة ولو أثبتها ابن مسعود رضي الله عنه في مصحفه الخاص , وما إلى ذلك من الأمثلة التي ذكرها الإخوة سابقا وغيرها مما هو من قبيل القراءات التفسيرية .
بقي بيان حكم القراءات التفسيرية
لا يجوز القراءة بها في الصلاة إطلاقا أما خارج الصلاة فيجوز للتعليم فقط ما بيان أن الزيادات ليس ألفاظا من القرآن
---
د. أنمار
12-11-2006, 10:52 AM
مثل قوله تعالى ?إِنَّ الذين يُنادونكَ مِنْ وراءِ الحُجُراتِ أكثرُهُمْ لا يعقلونَ? الحجرات 4 ، الضمير في قوله ?أكثرهم? يعود لوفد بني تميم الذين جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلَّم في القصة المعروفة في سبب نزول الآيات. فكتب عبدالله بن مسعود بخطٍ مغاير فوق أو بعد هذه الكلمة (بنو تميم) . فجاء العلماء من بعده فقالوا :(وفي قراءة عبدالله بن مسعود (وأكثرهم بنو تميم لا يعقلون) .[انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة 2/219]
وهي بهذا النظم لا تصح قراءة ، وإنما هي تفسير للمقصودِ بِهؤلاء
من القائل "فكتب عبدالله بن مسعود بخطٍ مغاير فوق أو بعد هذه الكلمة (بنو تميم) ."؟
نعم هو استنباط وجيه، لكن هل نبه عليه أحد من السابقين؟
---
(1/2283)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > ماذا تعرف عن هذه المخطوطات...!!؟
---
ماذا تعرف عن هذه المخطوطات...!!؟
---
نورة
02-02-2007, 07:37 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..
مشايخي وإخوتي الأماجد:
أرجو ممن كان منكم على علم بأي خبر عن هذه المخطوطات الآتية -رحم الله مؤلفيها- من حيث وجودها, وهل تم تحقيقها أم لا, ألا يضنَّ بذلك ولا يبخل, ولكم من الله الأجر والثواب, ومني جزيل الشكر والامتنان ..
1-الجامع في القراءات العشر وقراءة الأعمش : عليّ بن محمد بن عليّ بن فارس، أبو الحسن الخياط، البغدادي
2- المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر :المبارك بن الحسن بن أحمد بن عليّ بن فَتحان بن منصّور، أبو الكرم، الشهرزوري، البغدادي // وهل طبع الدكتور إبراهيم الدوسري هذا الكتاب؟
3-التذكار في القراءت العشر : عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن شِيْطا، أبو الفتح، البغدادي
4-المفتاح في القراءات العشر: محمد بن عبد الملك بن الحسن، ابن خيرون، أبو منصور، البغدادي
5-الموضح في القراءات العشر: محمد بن عبد الملك بن الحسن، ابن خيرون، أبو منصور، البغدادي
6-الجامع في العشر: نصر بن عبد العزيز بن أحمد، أبو الحسين، الفارسي، الشيرازي
7-مفردة يعقوب: ابن الفحام
8- مفردة يعقوب: أبوعمرو الداني
9-الإرشاد في القراءات السبع : لابن غلبون
10- تلخيص النشر , والجواهر المكملة لمن رام الطرق المكملة في القراءات العشر : لمحمد بن أحمد العوفي (ت 1050 هـ)
---
د. أنمار
02-03-2007, 02:09 AM
لم أسمع بأي منها حقق وطبع. وسمعت عن البعض الموجود منها والآخر المفقود.
فهل تود الأخت تحقيق أي منها؟
فمثلا الجامع والمصباح والإرشاد من المخطوطات التي وجدت. ولله الحمد.
وقد ناقشنا بعض تلك المخطوطات من قبل، ومازال المجال مفتوحا للإضافة(1/2284)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1607
---
أبو الجود
02-03-2007, 06:32 PM
أما عن مفردة يعقوب لابن الفحام فقد حققتها بالاشتراك مع الدكتور إيهاب فكري المقرئ بالمسجد النبوي ، والذي أعلمه الآن قام بجهد مشكور في تخريج الكتاب على النشر ، وقد طبعت ولله الحمد بدار أضواء السلف وهي بسبيل الوصول إلى الرياض بعد معرض القاهرة الدولي للكتاب ، وقد أخرجناها على نسختي تركيا والحمد لله رب العالمين.
أما الإرشاد فهو في هذه اللحظه في المراجعة الأخيرة وسيخرج أيضا عن دار أضواء السلف خلال الأشهر القليلة القادمة
وقد كان من الصعوبه بمكان حيث أن المخطوط الوحيد ليس منقوطا ولا مشكولا ومكتوب بالخط الكوفي ولكن المخطوط مراجع وليس به سقط والحمد لله .
أما تلخيص النشر للعوفي فقد وجدت له مخطوطة وحيدة بالأزهر ولكن بها سقط وإن كنت قد نسختها ، وخرجت الآيات والتراجم ، وإني أهيب بمن يعلم لها نسخة ثانية أن يخبرني عنها بارك الله فيه .
أما الجواهر المكللة للعوفي أيضا فالآن أقوم مع بعض الإخوة بمقارنة النسخ حيث وجدت ثمان نسخ مخطوطة بدار الكتب يسر الله إخراجها .
جامع ابن فارس يعمل عليه أخ من القاهرة يسر الله له إخراجه قريبا حيث وجد له نسخة كاملة رأيتها بعيني .
مفردة الداني يعمل عليها أخ من السعودية وفقه الله تعالى
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2007, 10:52 PM
بارك الله فيكم أبا الجود ونفع بكم على هذه الجهود العلمية المشكورة في خدمة علم القراءات وطلبته ، وجعل ما تبذلونه في موازين حسناتكم .
---
نورة
02-04-2007, 02:55 AM
الشيخ الدكتور أنمار
والشيخ الدكتور أبو الجود
شكر الله سعيكم على ما تفضلتم به من إجابة
وأسأل الله أن ييسر أموركم وينفع بكم
ونحن في انتظار طباعة المخطوطات التي أخبرتنا عنها -شيخنا الكريم- أبا الجود
ووفقكم الله لما فيه الخير والصلاح
---
أبو فاطمة الأزهري
02-04-2007, 09:05 AM(1/2285)
أما تلخيص النشر للعوفي فقد وجدت له مخطوطة وحيدة بالأزهر ولكن بها سقط وإن كنت قد نسختها ، وخرجت الآيات والتراجم ، وإني أهيب بمن يعلم لها نسخة ثانية أن يخبرني عنها بارك الله فيه .
كتاب تلخيص النشر للعوفي قد نوقشت رسالة علمية في تحقيق جزء منه بكلية القرآن الكريم بطنطا منذ فترة يسيرة .
---
د. أنمار
02-04-2007, 10:05 AM
أخي أبو الجود شكرا على إضافتكم
وأرجو منكم أن تنصحوا كل من لكم به صلة أن نرى تلك الكتب في المستوى اللائق بها من حيث الخط والصف والورق.
وأقل ما نرجوه هو النص الخالي من الأخطاء الطباعية. ولا يهمنا إثقال الحواشي بالنقولات من الكتب المطبوعة.
ونرجو من الله أن يوفقكم لكل ما يحب ويرضى، ويديم عليكم النعمة والفضل.
---
أبو الجود
02-04-2007, 03:20 PM
الدكتور الشهري الأخت نورة الدكتور أنمار الأخ أبو فاطمة جزاكم الله خيرا ووصيتكم أخي الدكتور أنمار واجبة النفاذ
بارك الله في الجميع
---
محب القراءات
04-11-2007, 01:04 AM
كتاب ( مفردة يعقوب ) لابن الفحام .
حققه الأخ / معاذ بن إبراهيم بن محمد نور بن سيف .
( بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في القراءات )
ونوقش البحث في عام 1427 بقسم القراءات بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالمدينة النبوية .
---
(1/2286)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب منازل الحروف للرماني للتحميل
---
كتاب منازل الحروف للرماني للتحميل
---
مسك
07-20-2005, 01:01 PM
اسم الكتاب : منازل الحروف
اسم المؤلف : أبو الحسن الرماني
نبذة عن الكتاب :
هذه الرسالة ذخيرة قيمة، تختصر معاني الحروف بشكل لا يخل بفهم المعنى- على صغر حجمها- وهي من التراث العربي العظيم؛ والرماني نحوي معروف بدقة ملاحظاته، وجزالة أسلوبه، وبسيط عباراته.
أضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=16&book=1918)
---
(1/2287)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > القرآن الكريم كاملا بالرسم العثماني على ملفات وورد
---
القرآن الكريم كاملا بالرسم العثماني على ملفات وورد
---
أحمد القصير
01-17-2004, 05:57 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فهذا ملف للقرآن الكريم بالرسم العثماني ، ومرفق معه خطوط يجب تحميلها وإضافتها إلى قائمة الخطوط بجهازك حتى تظهر الخطوط في الملف المحمل .
وقد رأيت من قام بتنزيل هذا الملف ، لكن فيه مشاكل ، ونزولا عند رغبة بعض الأخوان قمت بتنزيله كاملا بدون أي مشاكل أسأل الله الكريم أن ينفع به .
---
أحمد القصير
01-17-2004, 06:07 PM
الملف
---
مداد
01-17-2004, 09:56 PM
قمت بالتحميل ، ولكنه يبدو معطوبا ؛ إذ لا يفتح الملف كما يجب .
قبل سويعات من دخولي الموقع ، حملته من مكان آخر ، فتح الملف معي ولكن ..لم يكن رسما عثمانيا !!
هل من إسعاف !؟
---
أحمد القصير
01-17-2004, 10:41 PM
هذا هو الملف كاملا ، آمل أن لا يكون فيه أي مشاكل
---
أحمد القصير
01-18-2004, 12:22 AM
لقد حاولت تنزيل الملف كاملا لكن لم أستطع ، وقد قمت بتجزئته وكلي أمل أن يكون تحقق المراد
الجزء الأول
---
أحمد القصير
01-18-2004, 12:29 AM
الجزء الثاني
---
أحمد القصير
01-18-2004, 12:32 AM
الجزء الثالث
---
أحمد القصير
01-18-2004, 12:36 AM
الجزء الرابع
---
أحمد القصير
01-18-2004, 12:40 AM
الجزء الخامس
---
أحمد القصير
01-18-2004, 12:44 AM
الجزء السادس
---
أحمد القصير
01-18-2004, 12:47 AM
الجزء السابع
---
أحمد القصير
01-18-2004, 12:51 AM
وهذا ملف الخطوط التي يجب تحميلها ليتم قراءة الملفات
---
مداد
01-18-2004, 01:46 PM
جزيت خيرا ، وبارك الله في علمك وجهدك .
يبدو أن الخلل في مجلد الخطوط لدي ! فقد تم التحميل بنجاح ، لكن الخط ليس هو ما أريد ..
---(1/2288)
محب الديار المقدسة
02-09-2006, 04:28 PM
أين الملف
---
کوثر
03-11-2006, 05:19 PM
جزاك الله خيرا
ولكني ما حصلت علي الملف
فهل يمكن أن تساعدني؟
---
محمد88
03-20-2006, 09:01 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
هذا رابط لملف المصحف
http://www.ghazali.org/quran/quran.doc
وهذا رابط للخطوط التي يجب تحميلها وإضافتها إلى قائمة الخطوط بجهازك حتى تظهر الخطوط في الملف
http://www.ghazali.org/quran/mshq.ttf
http://www.ghazali.org/quran/PageD1.TTf
http://www.ghazali.org/quran/PageD2.TTf
http://www.ghazali.org/quran/PageQ1.TTf
http://www.ghazali.org/quran/PageQ2.TTf
http://www.ghazali.org/quran/PageQ3.TTf
مع العلم ان النص القرآني عبارة عن رموز لا يصلح للبحث ولكن يصلح للنسخ واللصق بخطوط مشابه للخط العثماني
وهو من عمل طلبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فجزاهم الله كل الخير
والسلام عليكم
---
أحمد القصير
03-20-2006, 03:24 PM
لقد قمت بإنزال الملفات قديما ويبدو أن خللا ما تسبب في حذفها
وهاكم الملفات مع خطوطها وآمل أن تكون سليمة
الملف الأول
---
أحمد القصير
03-20-2006, 03:26 PM
الملف الثاني
---
أحمد القصير
03-20-2006, 03:28 PM
الملف الثالث
---
أحمد القصير
03-20-2006, 03:32 PM
وهذا هو ملف الخطوط لابد من إضافتها لخطوط جهازك حتى تظهر الحروف صحيحة لبرنامج المصحف العثماني
---
کوثر
03-26-2006, 08:17 PM
أشكر الأخ محمد88
و الأخ أحمد القصير
و أسئل هل هذان الإثنان واحد؟
---
محمد88
03-27-2006, 08:36 AM
هل رائيتم فرق بينهم؟
---
کوثر
03-27-2006, 09:04 PM
مشكور الأخ محمد88
ولكني ما فتحت الفايلات
و عملت تحميل كلا البرنامجين
لكي لا يفوت عني البرنامج
ونعم لا فرق بينهما
شكرا لكم أيها الإخوان
---
(1/2289)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > رسالة أبي داوود لأهل مكة
---
رسالة أبي داوود لأهل مكة
---
ابو حنيفة
06-02-2006, 04:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيمستبدأ باذن الله تعالى في فجر يوم السبت الموافق 21/5/1427 وتنتهي عشاء يوم الخميس 3/6/1427
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
المغرب :شرح رسالة أبي داوود لأهل مكة .
---
(1/2290)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يا أهل التفسير قولوا كلمتكم في هذه المشاركة . . . لعل صاحبها أن يقتنع
---
يا أهل التفسير قولوا كلمتكم في هذه المشاركة . . . لعل صاحبها أن يقتنع
---
أبو أسامة الغالبي
07-24-2004, 04:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشاركة التاليه قرأتها في أحد المنتديات . . . ووجه اللوم إلى صاحبها على توظيف الآية الكريمة .. وبعض الشعائر الدينية في نصه الغير لائق .. وأن ما قام به يعتبر جرأة كبيرة منه .
أعترض على هذا الكلام وبرر موقفه بأنه يحق له ذلك بما يسمى بالإستعارة وأن غيره قد فعلها وساق لذلك عدة شواهد . . . أستمر الجدال وأستهلك وقتاً كبيراً دون أن يقتنع الطرفين
لذلك قررت أن أعطي القوس باريها . . . والخبز لخبازة . وأن أنقل النص كاملاً لكم يا أهل التفسير لتقولوا كلمتكم في هذه المشاركة . . وبيان حكم جواز الإستعارة في مثل هذه المشاركات
وتقبلوا مني كل الحب والتقدير
والسلام عليكم ورحمة الله
كاتب الرسالة الأصلية السمائل بن ماء السماء
( وألقيتُ عليكَ محبةً مني )
بسم الله :)
إلى فاتنةٍ ثكلى
أحببتُ أن ألقي بين أناملها
أربعون مني
وأحببتُ أن أسقي ربي خمراً .. !!
يالها من رائعة
لولا ما رابني منها ذات يومٍ ماطرٍ لا ريح فيه
ويالي من ( رجلٍ ) لا يتنبأُ بما يفعل .. !!
كنتُ قد وضعتُ يدي في راحتها
فأنتزعت مني ما لا طاقةَ لي بما سواه
وإيمُ الله أنني مافعلتها قبل ذالك اليوم .. ولم ( أكن بدعائك ربي شقيا ) ...!!!
يالها من ذكريات لايسعُ المرء أمامها إلا أن ينحني حتى الأرض ..
سواءً بسواء .. فلا فرق عندي بين .. الأرض والسماء .. إذا .. أستوت الأحزان .. وأطرقت بنا الهمم .. !!
سأغني لها لحناً وليأمرني .. ( ربي ) بما يشاء..
فاتنةُ المساء
أيتها الوردة
أسعد الله ــ أغصاناً .. حملتك .. دهراً طويلاً(1/2291)
أسعدَ الله ـ أرضاً .. أتخذت منك مكاناً خفيا
ياشجرة المساء .. ويالون القمر
من يقف أمام صلواتك.. سيدتي ؟!
.. بل من يستطيع الوقوف في زمنٍ أصبح الوقوف فيه
.. على القدمين ..
من المستحيلات ..
إنت لم .
. يكن من الأمنيات ؟!
إني أتساءل ؟! :)
ولم أفعلها قبل اليوم ..
( هل أحببتك بهذا القدر من القوة قبل الآن صدقيني لا أدري ؟! ) :)
لذا كان ينبغي علي أن أفعل .
( لادريتَ ولا تليت ) :)
. حتى .. ولو لم أستطع ان أبوح لمقلتيك إلا من وراء حجاب فهاأنا أتنازلُ عن كل شيء لتبقين كل شيء .. رغم .. أنفي .. ( أي والله ) .ياحبيبة ..!! :)
كنت أقول ... في مكان ما .. ذات يوم ...
( لايذهب الإنسان .. إلى الجحيم ليوقد سيجارة ) .. !!
وها أنا أقولها مرةً آخرى .. على عجل ٍ أيضاً ..
( بل يذهب الإنسان إلى الجحيم .. ليوقد سيجارة )
إذا كانت النارُ قلباً .. ولحماً طريا .. ///
يا إبنة ( قلبي ) :)
مايفعلُ الحزنُ بي إذا كنتي الفرحة ؟!
وما تفعل الفرحة بمثلي ..
في غيابِ البسمة ؟!
وما تفعل البسمة عندي ـ
إن غابت بها المعالم واندثرت .. !!
يالها من حكايةٍ :) وشبابٍ :) منعم ٍ إملودِ :)
ـــ سأستديرُ إلى الأعلى من جديد .
. لأقبل وجنتيها .. بحروفي .. :)
فيا أيتها البسمة البريئة ..
أحببت أن أجعل من الأشياء ــ
مليون شيء ــ لثنايا من أحببت ..
فلتشهدي أني على العهد ِ قائمُ :)
ولو ذهبت بنا السنون ...
فمن أنا حتى أعادي الله في سننه ..
. ( ها أنا أنام من جديد ) ولكن
قبل أن الوذ بفراشي أحببتُ
أن أقول .. :)
( حبيبتي ... كم أحببتك إي والله ) ...
وكم أحببتُ نفسي ..
. كل يوم تمرين فيه بها ..
فيا من أحببت
إني .. ( إليكِ راجع ُ )
فأرفقي بنا ــ في زمنٍ كنتي فيه الزمن ...
( وأجعلي مني ما تشائين ) وأرسمي بقلبك روحينا
.. على وجه المساء .. ( طيوراً .. و عصافيرَ صغيرة ) .. !!(1/2292)
وأجمعي النور :) حتى يأتي المساء /// وتذكري ( أني أصلي لله شكراً ) كل يوم ٍ تشرقين فيه من جديد ..
فأشرقي أيتها الشمعة ... فربما يتلاشى الظلام في أعماقي ... ذات إشراقةٍ كريمة .....!!!
خارج النص ... إلى شيطاني القديم .. ( لن تخدع الله ولو ذهبتَ مبكراً للصلاة ) ... فأفهم عليك سلامُ الله ياعمرُ :)
أنتهى :)
وقفل النص ................. :):)
---
أبومجاهدالعبيدي
07-24-2004, 05:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم : أبا أسامة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما سألت عنه يسمى عند العلماء : الاقتباس من القرآن الكريم
وقد بحث قديماً وحديثاً ، وكتبت فيه رسالة مستقلة بعنوان : الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر والنثر وما جرى مجراه للدكتور : نايف بن قبلان العتيبي .
وهي مطبوعة وتحوي قريباً من 120 صفحة .
وهذه الرسالة لا بأس بها في الجملة ، إلا أن عليها بعض الملحوظات .
وبإمكانك الرجوع إلى هذه الروابط :
الاقتباس من القرآن في الشعر: رؤى فقهية (http://www.islam-online.net/fatwaapplication/arabic/display.asp?hFatwaID=98550)
ضوابط الاقتباس من القرآن الكريم فى الأعمال الأدبية (http://www.almanhaj.net/article.php?ID=117)
الاقتباس من القرآن في الكلام (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=10078)
http://saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/125.htm
وهناك كلام فيه تفصيل جيد للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشريط رقم 20 هنا
الاقتباس من القرآن الكريم (http://www.binothaimeen.com/modules.php?cid=141&l_op=viewlink&min=10&name=Web_Links)
وأخيراً أقول : الذي يظهر لكاتب هذه السطور أن الاقتباس الموجود في النص المسؤول عنه من الاقتباس المذموم الذي يحرم إن لم يصل إلى حد الكفر والعياذ بالله ؛ لأن فيه استهانة واضحة بنصوص القرآن الكريم بذكرها في مثل هذه القصائد الغزلية السخيفة .
---(1/2293)
أبو أسامة الغالبي
07-24-2004, 09:39 PM
أخي أبا مجاهد
السلام عليكم ورحمة الله . .
لي طللب أرجوا أن تحققه لي وهو موجود لديك سبق أن ارسلته لك بقسم الرسائل الخاصة . .
كما أشكرك على إجابتك . . . إلا أني ألتمس التوضيح أكثر من خلال هذه المشاركة . . وإظهار مكامن الخلل فيها
---
عبدالرحمن الشهري
07-26-2004, 09:01 PM
أخي الكريم أبا أسامة الغالبي وفقه الله لكل خير . أشكرك على حسن ظنك بإخوانك في هذا الملتقى . كما اشكرك على مشاركتك معنا .
وقد أصاب أخي الكريم أبو مجاهد وفقه الله المفصل ، وأتى على المراد . وأحب أن أشير إلى قضية رأيتها تروج في زماننا النكد هذا ، وهي جرأة كثير ممن يكتبون ما يسمى بالأدب - وما هو به - على كل ما هو مقدس عند المؤمنين بالإسلام ، وخوضهم في القرآن وغيره من المقدسات ، وتعاملهم معها بطريقة لا تدل على الاحترام والتوقير ، وقد وجدوا ذلك طريقاً سهلاً للشهرة والإثارة ، فما عليك إلا أن تكتب أي كلام وتسخر فيه من بعض الآيات أو المقدسات عند المسلمين ، وتصبح من أشهر الناس ، وربما توفر لك الحكومات الإسلامية ! من يقوم على حراستك من المتطرفين الذين لا يقدرون حرية الكفر ، ولا يتحملون الآخر . ولك أن تنظر في كل الأعمال الأدبية التي اشتهرت لتطاولها على الإسلام بالذات ، وتنظر في قيمتها الأدبية ، وسترى .
ويحدث ذلك في ظل تغييب حقيقي لكل رادع لهؤلاء ، وإذا قيل لهم في ذلك ، قالوا : إنما نحن أدباء وشعراء ، نمارس الأدب ، والإسلام قد كفل حرية الرأي ، وأخذوك بهاتين الحجتين التي انطلت على كثير من الناس. والله المستعان !
وفي ظني أن ما نقلته وفقك الله أعلاه من هذا النوع ، الذي ليس فيه أثارة من الأدب ، فليس فيه خيال مجنح ، ولا عاطفة صادقة ، ولا عبارة منتقاة ، وإنما أثار اهتمامك وأمثالك لجرأته في استعمال كلام الله في غير مكانه.(1/2294)
والأمر في الاقتباس من القرآن كما ذكر أخي أبو مجاهد وكما في المشاركات المحال عليها. وأما هذا الذي كتب الكلام السالف ، فقد اساء مرتين ، مرة عندما ظن أنه كتب شعراً أو ما يشبه الشعر ، ومرة أخرى عندما أساء الأدب مع كلام الله ، وبحسبك قول الله تعالى :(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). وجزاك الله خيراً على غيرتك على كلام الله.
---
حرف
07-27-2004, 01:26 AM
هذا مالخصته لنفسي من هذا الموضوع أحببت المشاركة به لتعم الفائدة ...
الاقتباس في الشعر والنثر
ما هو الاقتباس ؟
الاقتباس : هو تضمين الشعر أو النثر بعض القرآن ، لا على أنه منه ويخرج بهذا القيد الأخير ما إذا قيل قبل الكلام المقتبس: قال الله تعالى ونحوه لأنه ليس باقتباس بل هو استشهاد و إحالة , و قد يقع في الاقتباس شئ من تغييرٍ في النص المقتَبَس منه .
وهو في اللغة : طلب القبس , وهو الشعلة من النار , ويستعار لطلب العلم , قال الجوهري في الصحاح : اقتبست منه علما : أي استفدته .(1/2295)
ويخلط كثيرون بينه وبين التضمين – الذي هو نوع من البديع – والواقع أن هناك فرقا بينه وبين التضمين ، فالاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها، أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ويشتركان في عدم الإحالة إلى المصدر. وممن جعلوا الاقتباس والتضمين شيئا واحدا ابن القيم في كتابه " الفوائد المشوق " حيث قال: الاقتباس ويسمى " التضمين " هو أن يأخذ المتكلم كلاما من كلام غيره يدرجه في لفظه لتأكيد المعنى الذي أتى به فإن كان كلاما كثيرا أو بيتا من الشعر فهو تضمين وإن كان كلاما قليلا أو نصف بيت فهو " إيداع " وعلى هذا الحد ليس في القرآن منه شيء إلا ما أودع فيه من حكايات أقوال المخلوقين مثل ما حكاه القرآن الكريم عن قول الملائكة: { قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } ( البقرة:30 ) ومثل حكاية أقوال المنافقين واليهود والنصارى ونحو ذلك.
جاء في كتاب التعريفات للجرجاني : " الاقتباس : أن يُضمّن الكلام نثرا أو نظما شيئا من القرآن أو الحديث ...كقول شمعون في وعظه : يا قوم اصبروا على المحرمات ، وصابروا على المفترضات ، وراقبوا بالمراقبات ، واتقوا الله في الخلوات ، ترفع لكم الدرجات . وكقوله: وإن تبدلت بنا غيرنا فحسبنا الله ونعم الوكيل."انتهى .
* أنواع الاقتباس :
1- ما لم يُنقل فيه المقتبَس ( بفتح الباء ) عن معناه الأصلي .
ومنه قول الشاعر :
قد كان ما خفت أن يكونا إنا إلى الله راجعونا
وهذا من الاقتباس الذي فيه تغيير يسير، لأن الآية " إنا إليه راجعون " ( البقرة: 156)
ومنه قول الحريري:
"فلم يكن إلا كلمح البصر أو أقرب حتى أنشد فأغرب" فإن الحريري كنى به عن شدة القرب وكذلك هو في الآية الشريفة.
2- ما نُقِل فيه المقتبس عن معناه الأصلي .
كقول ابن الرومي :
لئن أخطأت في مدحك ما أخطأت في منعي(1/2296)
لقد أنزلت حاجاتي ( بوادٍ غيرِ ذي زرع )
فقوله { بواد غير ذي زرع } اقتباس من القرآن الكريم ( من سورة إبراهيم:37) وهي في القرآن الكريم بمعنى " مكة المكرمة، إذ لا ماء فيها ولا نبات، فنقله الشاعر عن هذا المعنى الحقيقي إلى معنى مجازي هو : " لا نفع فيه ولا خير " .
وقد روي في ترجمة أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي- صاحب الخزانة- أنه قال شعراً في الوعظ :
يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف
أبشر بقول الله في آياته "إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف"
ومثله في الحسن والحذْقِ قول بعضهم :
يا نظرة ما جَلَتْ ليَ حسن طلعته حتى انقضت وأدامتني على وجل
عاتبت إنسان عيني في تسرعه فقال لي : " خُلق الإنسان من عجل
قال الشيخ صفي الدين الحلي :
هذي عصاي التي فيها مآرب لي وقد أهش بها طورا على غنمي
ومن التلميح قوله أيضا :
إنْ أُلقِها تتلقَّفْ كل ما صنعوا إذا أتيت بسحر من كلامهم
ولصفي الدين الحلي قصيدته الذائعةُ الصيت في علم العروض والتي تفنن فيها بصنعة هي الغاية في الموهبة الفنِّية , وفيها يقول :
في الوافر :
غرامي في الأحبة وفَّرته وشاة في الأزقة راكزونا
مفاعلة مفاعلة فعولن إذا مرُّوا بهم يتغامزونا
في الكامل :
كملت صفاتك يارشا وألو النهى قد بايعوك وحظهم بك قد سما
متفاعلن متفاعلن متفاعلن إنّ الذين يبايعونك إنما
إن قصدتم نحو ظبي نافر فاستميلوه بداعي أنسه
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن ولقد راودته عن نفسه
في المتقارب :
تقاربْ وهاتِ اسقني كأسَ راحٍٍ وباعِد وُشَاتَكَ بُعدَ السَما
فعولن فعولن فعولن فعولن وإن يستغيثوا يغاثوا بما
* الخلاف الفقهي في المسألة :(1/2297)
نقل السيوطي –رحمه الله- أنه اشتهر عن المالكية تحريمه وتشديد النكير على فاعله، أما الشافعية فلم يتعرض له المتقدمون ولا أكثر المتأخرين منهم، مع شيوع الاقتباس في أعصارهم، واستعمال الشعراء له قديماً وحديثاً وتعرض له جماعة من المتأخرين، فسئل عنه الشيخ: عز الدين بن عبد السلام فأجازه، واستدل بما ورد عنه –صلى الله عليه وسلم- من قوله في الصلاة وغيرها:"وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين..."الخ، رواه مسلم (771) والترمذي (3421) وأبو داود (760) والنسائي (897)، وقوله:"اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً اقض عني الدين وأغنني من الفقر...الخ" خرجه الإمام مالك في الموطأ بلاغاً (1/201) .
و في رسالته – صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى التي أرسلها مع عبد الله بن حذافة جاء فيها : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وأدعوك بدعاية الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة " لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين " وهو اقتباس من قوله تعالى: " لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ " (يس:70).(1/2298)
وفي رسالته – صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل الروم جاء : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإنما عليك إثم الأريسين أي الفلاحين ويأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون وهو اقتباس من قوله تعالى: " قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران: 64)
وقال السيوطي في قوله عليه الصلاة والسلام يوم " خيبر " : إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين .
قال : هو من أدلة جواز الاقتباس من القرآن وهي كثيرة لا تحصى .
ورد في سياق وصية أبي بكر –رضي الله عنه- قوله:
"أني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب فإن يعدل فذاك ظني به ورجائي فيه وإن يجر ويبدِّل فلا أعلم الغيب، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" نقلها ابن كثير في تفسيره عند تفسير هذه الآية .
وما سبق كله في النثر كما ترى أما في الشعر :فإن بعض الفقهاء رأى أن الاقتباس في الشعر – خصوصاً - غير جائز أصلا لأنه يجب أن ينزه القرآن عن الشعر مطلقا وإنْ حَسُنَ الغرض وشَرُفَ المقصد إذ كيف يجوز ذلك في ضوء نفي وصف الشعر عن القرآن الكريم بمقتضى آيات القرآن الكريم والتي منها قوله تعالى: " وما هو بقول شاعر " .
* نماذج الاقتباس المحرّم اتفاقاً :
الأنموذج القذر الذي يقول:
" أنت الآن قاب شفتين، أو أدنى ، من الحب، فهزي إليك بجذع اللحظة وصلي لنا ...صلي وتناسلي وتساقطي عشقًا شهيًا".(1/2299)
وقد سمعت بعض المعاصرين يقول واصفاً بعض طواغيت الكفر – على سبيل الهزْءِ به- ( والسخريةُ باديةٌ في قولهِ ) :
ويزجي الصواعقَ في كلِّ أرضٍ
ويحشو المنايا بحبِّ الحصيدْ
ويفعلُ في خلقهِ مايريدْ ...!
قال صالح عبد القدوس وهو من مات بتهمة الزندقة :
فلو أن المفرِّط كانَ حيًا توفى الباقيات الصالحات
وقال خبيث مارق آخر :
أوحى إلى عشاقه طرفُهُ هيهات هيهات لما توعدون
وردفه ينطق من خلفه لمثل ذا فليعمل العاملون
وساقط هالكٌ (وهو يأتي بأواخر سورة الشمس كما ترى) قال :
قسما بشمس جبينه وضحاها ونهار مبسمه إذا جلاها
وبنار خديه المشعشع نورها وبليل صدغيه إذا يغشاها
لقد ادعيت دعاويا في حبه صدقت وأفلح من بذا زكاها
فنفوس عذالي عليه وعذري قد ألهمت بفجورها تقواها
فالعذر أسعدها مقيم دليله والعذل منبعث له أشقاها
* شروط الاقتباس لمن اشترط :
1- الفواصل : ولو كانت باستخدام علامات الترقيم كالتنصيص وغيره , مما يدلل على فصل مابين قول الشاعر وما ضمَّنه إياه من نص القرآن الكريم .
2- مراعاة الاحترام والتقدير والتبجيل لكلام الله : وعدم إقحام النص في موضعٍ ينزّه عنه (الذكر الحكيم ) أما إذا كان السياق لا يحتمله كالسياق الهزلي فإن هذا مما لا يجوز نظماً ولا نثرا .
3- عدم التكلف و الإسراف : وذلك بليِّ أعناق النصوص القرآنية ليعبر بها عن معنى من المعاني كالذي ينقل عن المرأة التي كانت لا تتحدث –في زعمهم- إلا بالقرآن فإن هذا من التكلف، وهو أشبه بالعبث –عياذاً بالله-.
4- عدم الزيادة في التضمين عن كلمتين : وهذا ماذكره بعضهم وأنه لم يأتي في شعر الشعراء على مدَّ التاريخ المتطاول أكثرُ من ذلك في البيت إلا من فعل بعض المرَدة من حداثييِّ زماننا البائس , وإلى الله المشتكى .
5- استدعاء الضرورة الفنية للاقتباس : فلا يتجاوزها بأن يصبح ديدنا , وطريقاً مسلوكاً للشاعر فيما يكتبه في كل حين .(1/2300)
6- أن يقصى الاقتباس إطلاقا فيما اطلقه الله على نفسه سبحانه :فلا يستخدم على غير ما نزل فيه , كما نُقل عن أحد ولاة بني مروان أنه رُفعت إليه شكاية من بعض عماله فوقَّع عليها "إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم" (سورة الغاشية).
* مراجع الموضوع :
1- «الاقتباس من القرآن الكريم» لأبي منصور الثعالبي .
2- الإتقان في علوم القرآن . السيوطي
3- ضوابط الاقتباس من القرآن الكريم فى الأعمال الأدبية للدكتور أحمد سعد الخطيب
4- الاقتباس من القرآن في الكلام . د. رشيد بن حسن الألمعي (إجابة سؤال)
5- الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر والنثر وما جرى مجراه للدكتور : نايف بن قبلان العتيبي .
---
حرف
07-27-2004, 02:35 AM
* نقل نص كلام السيوطي من الإتقان :
قال رحمه الله : "فصل : في الاقتباس وما جرى مجراه :
الاقتباس تضمين الشعر أوالنثر بعض القرآن لا على أنه منه بأن لا يقال فيه قال الله تعالى ونحوه فإن ذلك حينئذ لا يكون اقتباساً وقد اشتهر عن المالكية تحريمه وتشديد النكير على فاعله .
وأما أهل مذهبنا فلم يتعرض له المتقدمون ولا أكثر المتأخرين مع شيوع الاقتباس في أعصارهم واستعمال الشعراء له قديماً وحديثاً وقد تعرض له جماعة من المتأخرين فسئل عنه الشيخ عز الدين بن عبد السلام فأجازه واستدل له بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من قوله في الصلاة وغيرها وجهت وجهي إلخ وقوله اللهم فالق إلا صباح وجاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً أقض عني الدين وأغنني من الفقر .
وفي سياق كلام لأبي بكر : وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
وفي آخر حديث لابن عمر قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة انتهى .
وهذا كله إنما يدل على جوازه في مقام المواعظ والثناء والدعاء وفي النثر ولا دلالة فيه على جوازه في الشعر وبينهما فرق .
فإن القاضي أبا بكر من المالكية صرح بأن تضمينه في الشعر مكروه وفي النثر جائز .(1/2301)
واستعمله أيضاً في النثر القاضي عياض في مواضع من خطبة الشفاء .
وقال اشرف إسماعيل بن المقري اليمني صاحب مختصر الروضة في شرح بديعته : ما كان منه في الخطب والمواعظ ومدحه صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه ولوفي النظم فهومقبول وغيره مردود .
وفي شرح بديعته من حجة الاقتباس : ثلاثة أقسام : مقبول ومباح ومردود .
فالأول ما كان في الخطب والمواعظ والعهود والثاني ما كان في الغزل والرسائل والقصص والثالث على ضربين : أحدهما ما نسبه الله إلى نفسه ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه كما قيل عن أحد بني مروان أنه وقع على مطالعة فيها شكاية عماله إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم والآخر تضمين آية في معنى هزل ونعوذ بالله من ذلك كقوله : أرخى إلى عشاقه طرفه هيهات هيهات لما توعدون وردفه ينطق من خلفه لمثل هذا فليعمل العاملون انتهى .
قلت : وهذا التقسيم حسن جداً وبه أقول .
وذكر الشيخ تاج الدين ابن السبكي في طبقاته في ترجمة الإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي من كبار الشافعية وأجلائهم أن من شعره قوله : يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترف ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف أبشر بقول الله في آياته إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وقال استعمال مثل الأستاذ أبي منصور مثل هذا الاقتباس في شعره له فائدة فإنه جليل القدر والناس ينهون عن هذا وربما أدى بحث بعضهم إلى أنه لا يجوز .
وقيل إن ذلك إنما يفعله من الشعراء الذين هم في كل واد يهيمون ويثبون على الألفاظ وثبة من لا يبالي .
وهذا الأستاذ أبومنصور من أئمة الدين وقد فعل هذا وأسند عنه هذين البيتين الأستاذ أبو القاسم بن عساكر .
قلت : ليس هذان البيتان من الاقتباس لتصريحه بقول الله وقد قدمنا أن ذلك خارج عنه .
وأما أخوه الشيخ بهاء الدين فقال في عروس الأفراح : الورع اجتناب ذلك كله وأن ينزه عن مثله كلام الله ورسوله .(1/2302)
قلت : رأيت استعمال الاقتباس لأئمة أجلاء منهم الإمام أبو القاسم الرافعي وأنشده في أماليه ورواه عنه أئمة كبار : الملك لله الذي عنت الوجو ه له وذلت عنده الأرباب متفرد بالملك والسلطان قد خسر الذين تجاذبوه وخابوا دعهم وزعم الملك يوم غرورهم فسيعلمون غداً من الكذاب وروى البيهقي في شعب الإيمان عن شيخه أبي عبد الرحمن السلمى قال : أنشدنا أحمد بن محمد بن يزيد لنفسه : سل الله من فضله واتقه فإن التقي خير ما تكتسب ويقرب من الاقتباس شيئان أحدهما : قراءة القرآن يراد بها الكلام .
قال النووي في التبيان : ذكر ابن أبي داود في هذا اختلافاً فروى عن النخعي أنه كان يكره أن يتأول القرآن بشيء يعرض من أمر الدنيا .
وأخرج عن عمر بن الخطاب أنه قرأ في صلاة المغرب بمكة والتين والزيتون وطور سنين ثم رفع صوته فقال : وهذا البلد الأمين .
وأخرج عن حكيم بن سعد : أن رجلاً من المحكمة أتى علياً وهوفي صلاة الصبح فقال : لئن أشركت ليحبطن عملك فأجابه في الصلاة فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون انتهى .
وقال غيره : يكره ضرب الأمثال من القرآن صرح به من أصحابنا العماد البيهقي تلميذ البغوي كما نقله ابن الصلاح في فوائد رحلته .
الثاني : التوجيه بالألفاظ القرآنية في الشعر وغيره وهوجائز بلا شك .(1/2303)
وروينا عن الشريف تقي الدين الحسيني أنه لما نظم قوله : مجاز حقيقتها فاعبروا ولا تعمروا هونوهاتهن وما حسن بيت له زخرف تراه إذا زلزلت لم يكن خشي أن يكون ارتكب حراماً لاستعماله هذه الألفاظ القرآنية في الشعر فجاء إلى شيخ الإسلام تقي الدين ابن دقيق العيد يسأله عن ذلك فأنشده إياهما فقال له : قل وما حسن كهف فقال : يا سيدي أفدتني وأفتيتني خاتمة قال الزركشي في البرهان : لا يجوز تعدي أمثلة القرآن ولذلك أنكر على الحريري قوله فأدخلني بيناً أخرج من التابوت وأوهي من بيت العنكبوت وأي معنى أبلغ من معنى أكده الله من ستة أوجه حيث قال وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت فأدخل إن وبنى أفعل التفضيل وبناه من الوهن وأضافه إلى الجمع وعرف الجمع باللام وأتى في خبر إن باللام لكن استشكل هذا بقوله تعالى إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بما دون البعوضة فقال لوكانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة .
قلت : قد قال قوم في الآية إن معنى فما فوقها في الخسة وعبر بعضهم عن هذا بقوله : فما دونها فزال الإشكال .
وأيضا من المراجع للبحث في الموضوع :
1- رسالة للدكتور عبدالمحسن العسكر .
2- الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر العربي .عبد الهادي الفكيكي (تقديم : ناجي علوش)
---
أبو أسامة الغالبي
08-03-2004, 08:01 PM
أخي عبدالرحمن الشهري / بارك الله فيك
أعتذر أخي عن التأخير في الرد . . رغم أني قرأت ردك في حينه ولكني إنشغلت قليلاً .
كما أشكرك كثيراً على تفضلك على بالرد على موضوعي أعلاه . . .وأسأل الله أن ينفع بعلمك وأن يجعلها في موازين حسناتك . . .آمين
---
(1/2304)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > استدراك وتعقيب على تحقيق كتاب السبعة في القراءات بتحقيق الدكتور شوقي ضيف
---
استدراك وتعقيب على تحقيق كتاب السبعة في القراءات بتحقيق الدكتور شوقي ضيف
---
خلف الجبوري
03-24-2006, 10:15 AM
استدراك وتعقيب على تحقيق كتاب السبعة في القراءات بتحقيق الدكتور شوقي ضيف
وعلى ما كتب عن مؤلفه أبي بكر بن مجاهد( ت 324 هـ ).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد ــ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
يعد كتاب ( السبعة في القراءات ) من أشهر كتب القراءات عامة ، لا سيما أنه لشيخ القراءأبي بكر بن مجاهد البغدادي ، الذي على يديه تم تحديد التأليف في عدد محدد من القراءات ، واختار سبعة قراء ممن اشتهرت قراءاتهم ، واجتمع الناس عليهم في بلدانهم ، أودعه كتابه هذا(1) .
وطبع عدة طبعات بتحقيق الدكتور شوقي ضيف ، ونود أن نقف مستدركين على الأستاذالفاضل بعض ما فاته في طبعة الكتاب الثالثة 1988 م ، ومدافعين عن ابن مجاهد العالم الكبير ، الذي اتهمه بعض العلماء المتقدمين بالتدليس ، وقد قال في حقه شيخه أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب النحوي (ت 291 هـ)(2) : في سنة ست وثمانين و مئتين (( ما بقي في عصرنا هذا أحد أعلم بكتاب الله من أبي بكر بن مجاهد ))(3) .
وقال فيه تلميذه أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن خالويه (ت 370 هـ)(4) : (( الإمام في القراءة وسائر الناس له تبع ))(5) .
وفيما يأتي الاستدراكات على تحقيق كتاب السبعة في القراءات :
1ـ جاء في كتاب السبعة: (( روى عياش عن أبي عمرو (6) : { كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ } [الروم 28 ] ))(7) .(1/2305)
ولم يكن من تلامذة أبي عمرو مَن اسمه ( عياش ) ، والصواب هو ( عباس ) ، الذي هوعباس بن الفضل(8) ، فحصل تصحيف في اسمه ، وورد كثيراً في كتاب السبعة ، وكان (عباس) كثير السؤال لشيخه أبي عمرو ، ومن ذلك : (( وروى عباس بن الفضل وعبد الوارث(9) ، عن أبي عمرو: إمالة ذلك كله ))(10) .
وقوله أيضاً: (( فقال عباس بن الفضل : سألت أبا عمرو كيف تقرأ : { إِلَى بَارِئِكُمْ } [ البقرة 54 ] مهموزة مثقّلة ... ؟ ))(11) ، وكذلك قوله : (( اختلف عن أبي عمرو في ذلك ، فقال عباس بن الفضل : سألت أبا عمرو : فقرأ: { وَأَرِنَا } [ البقرة 128 ] مدغمة ))(12) .
2ـ وجاء أيضاً في كتاب السبعة: (( وحدّث عبيد الله بن علي(13) ، عن علي بن نصر ، عن أبيه ، قال: سمعت أبا عمرو يقرأ: { أَحَدٌ } [ الإخلاص 1] ، فإذا وصل ينوّنها ))( 14) .
فقد حدث في رجال السند تحريف ، وهو ( علي بن نصر ، عن أبيه ) ، والصواب ( نصر بن علي(15) عن أبيه ) ، وأبوه هو علي بن نصر الجهضمي(16) ، أحد تلامذة أبي عمرو(17) ، وورد كثيراً في كتاب السبعة ، ومن ذلك: (( فروى نصر بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عمرو : { أَنْ اقْتُلُوا } [ النساء 66 ] بكسر النون ))(18) .
وكذلك: (( روى نصر بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عمرو { فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ } [ يوسف 110 ] يدّغم ))(19) .
3ـ أضاف المحقق الجملة الآتية ، وأشار في الحاشية إلى أنها من النسخة ( ش ) : (( وقد روى عنه حماد بن سلمة(20) حروفاً ليست بالكثيرة ))(21) .
وهذه الجملة وردت قبل سطرين ، فلا ضرورة لتكرارها .
4ـ ذكر المحقق في الحاشية رقم (3) من الصفحة (83) : (( لم أجد ( فضلان المقرئ ) في طبقات القراء ، لا في شيوخ ابن مجاهد ولا في تلامذة أبي حمدون الذهلي(22) ))(23) .(1/2306)
وعندما رجعت إلى ( غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ) وجدت : (( الفضل بن مخلد بن عبدالله بن زريق ، أبو العباس البغدادي ، يعرف بفضلان الدقاق الأعرج المكتب ، قرأ على أبي حمدون الطيب ))(24) .
5ـ قال ابن الجزري في ( غاية النهاية في طبقات القراء ) عند ترجمته لأبي بكر محمد بن أحمدابن عمر الداجواني : (( وقد دلس ابن مجاهد اسمه في كتابه ، فقال: حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله الرملي المقرئ ، قال: حدثنا عبدالرزاق(25) ، فمحمد بن عبدالله هذا هو الداجواني .
وقال في مكان آخر : حدثنا محمد بن أحمد المقرئ ، قال: حدثنا عبدالرزاق بن الحسن(26) ، والمقرئ هذا هو الداجواني ))(27) .
وقال محقق كتاب السبعة في مقدمته: (( وذكر ابن الجزري فيما نقل عن بعض الرواة أن ابن مجاهد أخطأ في اسم محمد بن أحمد بن عمر الرملي ، إذ ذكره في رقم (28) من سورة آل عمران باسم محمد بن عبدالله الرملي ، على أن ابن مجاهد نفسه يذكر الاسم مصححاً في رقم (45) من سورة الأنعام ))(28) .
فلم ينتبه المحقق إلى الخطأ الذي حصل في كلمة(الرملي) نتيجة التحريف في قول ابن مجاهد:(( أخبرني بذلك أبوعبد الله محمد بن عبد الله الرملي،عن عبد الرزاق بن الحسن ))(29) .
فالذي ذكره ابن مجاهد صحيح ، ولكن حصل تحريف لكلمة ( الرملي ) ، والصواب هو: ( أبو عبد الله محمد بن عبد الله الديبلي ) ، وليس الرملي .
وقد ترجم له ابن الجزري في كتابه ( غاية النهاية في طبقات القراء ) بقوله: (( محمد بن عبدالله ، أبو عبدالله الديبلي ، أخذ القراءة عرضاً عن جعفر بن محمد بن سفيط ، روى الحروف عن عبدالرزاق بن الحسن ))(30) .
ويلاحظ أن ابن الجزري ذكر أن محمد بن عبدالله قرأ على عبدالرزاق بن الحسن ، وهو ما ذكره ابن مجاهد(31) .(1/2307)
أما ما ذكره ابن الجزري عن رواية ابن مجاهد : (( أخبرني بذلك محمد بن أحمد المقرئ ، قال: حدثنا عبدالرزاق بن الحسن ))(32) ، فليس فيها إشكال ، فمحمد بن أحمد المقرئ هو الداجواني ، وبذلك تزال تهمة التدليس عن ابن مجاهد ، وهذه بعيدة عنه لِما عُرف عنه من دقّته وتدقيقه الأسانيد والروايات ، التي وردت عن أئمة متباينين في الإتقان في الرواية والدراية ، وقد أحصاها واستخرج منها القراءات السبع المشهورة ، فكيف نقول: إنه أخطأ في اسم شيخه ، الذي قرأ عليه ؟
6ـ أضاف محقق كتاب السبعة في القراءات كلمة ( وكان ) زيادة على النص ، وأشار في الحاشية رقم (1) إلى أن هذه الزيادة للسياق (33) ، وهذه الزيادة غير ضرورية ، لأن ( كان ) وردت في بداية الجملة في الصفحة السابقة ، وأن جملة ( لا يقرأ بما لم يتقدم فيه أحد ) خبر كان .
تعقيب:
ـــــــــــ
نشرت مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة في عددها الخامس للسنة الخامسة 1400 ــ 1401 م بحثاً بعنوان : ( أبو بكر بن مجاهد ومكانته في الدراسات القرآنية واللغوية ) للدكتور عبدالفتاح شلبي(34) ، ونود أن نقف على بعض ما جاء في هذا البحث وكما يأتي:
بعد أن بيّن الباحث نبذة مختصرة عن حياة أبي بكر بن مجاهد وطلبه العلم ، وتلقيه القراءةعن شيوخه ، وأثره في تحديد التأليف في القراءات ، واختياره سبعة قراء من الذين اشتهرت قراءاتهم ، أشار الباحث في بحثه إلى أن ذِكر ابن مجاهد تردّد في كثير من المؤلفات ، من ذلك قوله: (( وقد أخذ اسم ابن مجاهد يبرز في الدراسات القرآنية ، كما أخذت أسماء سبعة القراء تذكر هنا وهناك في كتب التفسير والقراءات والإعراب ، انظر مثلاً: إعراب القرآن للنحاس ، والقطع و الائتناف له أيضاً ، والكشاف للزمخشري ... وهذه المؤلفات لمجرد التمثيل لا للحصر .. وحسبي وحسبكم أن تنظروا فهارس كتب القراءات ، فسوف نجد رصيداً ضخماً منها هو فيما(1/2308)
أرى من عمل ابن مجاهد أو حوله يدور . وإن كان ابن مجاهد يلحّ في صدر كتابه السبعة( ص 45 وما بعدها ) وكتابه في الوقف والابتداء ( القطع والائتناف ص 94 ) بضرورة علم النحو ، ووجوه الإعراب ، ومعرفة اللغات لعالم القراءات ، إذ كان ذلك ــ فإن رسوخه في الرواية كان أعمق من تمكنه في العربية ، وقد كانت هذه الظاهرة وسيلة لتعقبه من أبي جعفر النحاس وابن جني .. الأول في كتابه القطع والائتناف ، و الآخر في كتابه المحتسب في تبيين وجوه القراءات الشواذ والاحتجاج لها ))(35) .
وقال في موضع آخر: (( أشار أبو جعفر النحاس في مقدمة كتاب ( القطع والائتناف ) إلى الكتب التي سينقل عنها في هذا الباب .
ومن اليسير أن نتعرف آراء ابن مجاهد في ( الوقف والابتداء ) بمطالعتنا كتاب أبي جعفرالنحاس في هذا الموضوع ، فقد تردّد ذِكر ابن مجاهد في كتاب ( القطع والائتناف ) أكثر من مئة وخمسين موضعاً ))(36) .
إنّ الباحث توهم في جعل أبي جعفر النحاس قد تأثر بابن مجاهد في مجال ( الوقف والابتداء ) ، بل وجعل كتاب ( القطع والائتناف ) هو من عمل ابن مجاهد أو حوله يدور ، بسبب كثرة تردّد ذِكر ابن مجاهد في هذا الكتاب كما يرى ، مما جعله يؤكد أن لابن مجاهد كتاباً في الوقف والابتداء وذلك في قوله : (( وحسبي وحسبكم أن تنظروا فهارس كتب القراءات ، فسوف نجد رصيداً ضخماً منها هو فيما أرى من عمل ابن مجاهد أو حوله يدور . وإن كان ابن مجاهد يلحّ في صدر كتابه السبعة ( ص 45 وما بعدها ) وكتابه في الوقف والابتداء ( القطع والائتناف ص 94 ) بضرورة علم النحو، ووجوه الإعراب ، ومعرفة اللغات لعالِم القراءات ، إذ كان ذلك ))(37) .(1/2309)
إنّ المتصفح لكتاب القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس يجد موضعين اثنين لا غير ورد فيهما ذِكر أبي بكر بن مجاهد ، أما المواضع الأخرى فهي لأحمد بن موسى ، الذي هو أحمد بن موسى اللؤلؤي(38) ، وليس أحمد بن موسى بن مجاهد كما ذكر الباحث ، والموضعان اللذان ذُكر فيهما أبو بكر بن مجاهد هما:
1ــ قال النحاس: (( حكى لي بعض أصحابنا عن أبي بكر بن مجاهد ــ رضي الله عنه: أنه كان يقول: لا يقوم بالتمام إلاّ نحوي عالم بالقراءة ، عالم بالتفسير ، عالم بالقصص ، وتلخيص بعضها من بعض ، عالم باللغة التي نزل بها القرآن ))(39) .
2ــ قال النحاس: (( وقد كان أبو بكر بن مجاهد يستحب أن يقف عند قوله: { إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ } [ النمل10] ، ثم يبتدئ { إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ } [ النمل 10 ] ))(40) .
ويؤيد قولنا: إن ( أحمد بن موسى ) هو اللؤلؤي ما جاء في كتاب القطع والائتناف نفسه وهو قول النحاس: (( ... حدثنا أحمد بن موسى ، عن عيسى بن عمر(41) : { وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِي } [ البقرة 40 ] ، { وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِي } [ البقرة 41 ] ، { وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي } [الشعراء 39 ] ، { إِلاَّ لِيَعْبُدُونِي } [ الذاريات 56 ] إذا وقفت فيها كلّها بغير ياء ، وإذا وصلت كانت بالياء ))(42) .
يضاف إلى ذلك أن هذه الآراء لو كانت لابن مجاهد لكان له كتاب في الوقف والابتداء ، وهو ما ذهب إليه الباحث ، وهذا ما لم يذكره أحد من المتقدمين أو المتأخرين ، فضلاً عن عدم وجود آراء له في الوقف والابتداء مشهورة في المصادر .
ويؤيد ذلك ما صرّح به ابن مجاهد نفسه ، كما أورده ابن الجزري بقوله: (( قال الداني:سمعت بعض أصحابنا يقول عن شيخ له : إنّ ابن الأنباري(43) لمّا صنف كتابه في الوقف والابتداء جيء به إلى ابن مجاهد ، فنظر فيه ، وقال: لقد كان في نفسي أن أعمل في هذا المعنى كتاباً ، وما ترك هذا الشاب لمصنف ما يصنف ))(44) .(1/2310)
إنّ الذي أوقع الباحث في الوهم هو فهرس الأعلام في كتاب القطع والائتناف الذي صنعه محققه الدكتور أحمد خطاب العمر ، الذي عدّ كلّ موضع فيه ذكر لأحمد بن موسى هو لابن مجاهد ، مما جعل الباحث ــ قبل أن يدقق في الأمر ــ يذهب ما ذهب إليه .
وختاماً أسأل الله تعالى أن يسدّد خطانا جميعاً لخدمة كتابه العزيز ، كما خدمه أسلافنا من قبل ، إنه سميع مجيب الدعوات .
الدكتور خلف حسين صالح الجبوري
كلية التربية / جامعة تكريت / العراق
KHALAF1952@YAHOO.COM
الهوامش
ــــــــــــــــ
(1) لمزيد من المعلومات عن أخبار المؤلف يراجع بحثنا ( ابن مجاهد البغدادي وجهوده في اللغة والقراءات ) رسالة ماجستير ــ كلية التربية للبنات/ جامعة تكريت 1997 م .
(2) أحمد بن يحيى بن يزيد بن سيار الشيباني ، أبو العباس ثعلب ، إمام الكوفيين في النحو واللغة ، له كتاب في القراءات وكتاب الفصيح ، ينظر: نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات الأنباري 173 ، غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 1/148 .
(3) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 5/145 ، وينظر: معجم الأدباء لياقوت الحموي 5/68 .
(4) الحسين بن أحمد بن خالويه بن حمدون ، أبو عبدالله النحوي اللغوي ، أخذ القراءات عرضاً عن ابن مجاهد ، له كتاب البديع ، ينظر: نزهة الألباء 230 ، غاية النهاية 1/237 .
(5) اتجاهات التأليف في القراءات القرآنية مع تحقيق كتاب البديع لابن خالويه ، تحقيق جايد زيدان مخلف ـ رسالة دكتوراه ، كلية الآداب / جامعة بغداد 1986 م ص 413 .
(6) زبان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبدالله بن الحسين ، أبو عمرو التميمي البصري ، أحد القراء السبعة ( ت154 هـ ) ، ينظر: غاية النهاية 1/288 .
(7) السبعة في القراءات لابن مجاهد 507 .(1/2311)
(8) العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد ، أبو الفضل الواقفي قاضي الموصل ، من أكابر أصحاب أبي عمرو بن العلاء في القراءة (ت 186 هـ ) ، ينظر: غاية النهاية 1/353 .
(9) عبدالوارث بن سعيد بن ذكوان ، أبو عبيدة البصري ، عرض القراءة على أبي عمرو ( ت 180 هـ ) ، ينظر: غاية النهاية 1/478 .
(10) السبعة 146 .
(11) المصدر السابق 155 .
(12) المصدر السابق 171 ، وينظر: الصفحات : 212 ، 346 ، 376 ، 481 ، 543 ، 552 ، 561 ، 566 ، 638 ، 652 ، 662 وغيرها .
(13) عبيدالله بن علي بن الحسن ، أبو القاسم الهاشمي البغدادي ، روى الحروف عن نصر بن علي بن نصر ، عن أبيه ، عن أبي عمرو بن العلاء ،ينظر: غاية النهاية 1/489 .
(14) السبعة 701 .
(15) نصر بن علي بن نصر بن علي ، أبو عمرو الجهضمي البصري ، روى القراءة عن أبيه علي بن نصر (ت 250 هـ ) ، ينظر: غاية النهاية 2/ 337 .
(16) علي بن نصر بن علي بن صبهان ، أبو الحسن الجهضمي البصري ، روى القراءة عن أبي عمرو (ت189 هـ ) ، ينظر: عاية النهاية 1/582 .
(17) ينظر: السبعة 84 .
(18) المصدر السابق 234 .
(19) المصدر السابق 352 ، وينظر: الصفحات : 325 ، 359 ، 379 وغيرها .
(20) حماد بن سلمة بن دينار ، أبو سلمة البصري ، روى القراءة عن عاصم وابن كثير ( ت 167 هـ ) ، ينظر: غاية النهاية 1/258 .
(21) السبعة 66 .
(22) الطيب بن إسماعيل بن أبي تراب ، أبو حمدون الذهلي البغدادي النقاش للخواتم ، مقرئ ، قرأ عليه الفضل بن مخلد ( ت في حدود 240 هـ ) ، ينظر: غاية النهاية 1/343 .
(23) السبعة 83 .
(24) غاية النهاية 2/11 .
(25) ينظر: السبعة 215 ، و عبدالرزاق هو: عبدالرزاق بن الحسن بن عبدالرزاق العجلي ، أبو القاسم الوراق ، مقرئ ، روى عنه القراءة محمد بن أحمد الداجواني ( ت بعد 290 هـ ) ينظر: غاية النهاية 1/384 .
(26) ينظر: السبعة 268 .
(27) غاية النهاية 2/77 .
(28) مقدمة محقق كتاب السبعة 26 .(1/2312)
(29) السبعة 215 .
(30) غاية النهاية 2/190 .
(31) ينظر: السبعة 215 .
(32) المصدر السابق 268 ، وينظر: غاية النهاية 2/77 .
(33) ينظر: السبعة 48 .
(34) ينظر: مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية العدد الخامس السنة الخامسة 1400ــ 1401هـ ص 63.
(35) أبو بكر بن مجاهد ومكانته في الدراسات القرآنية واللغوية : د . عبد الفتاح شلبي ، بحث منشور في مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية العدد الخامس السنة الخامسة 1400ــ 1401هـ ص 84 ــ 85 .
(36) المصدر السابق 85 .
(37) المصدر السابق 85 .
(38) أحمد بن موسى بن أبي مريم ، اللؤلؤي الخزاعي البصري ، روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء وعاصم وعيسى بن عمر ، ينظر: غاية النهاية 1/143 .
(39) القطع والائتناف 94 .
(40) المصدر السابق 167 .
(41) عيسى بن عمر ، أبو عمر الثقفي النحوي البصري ، معام النحو ومؤلف الجامع والإكمال ، له اختيار في القراءات على قياس العربية ، روى القراءة عنه أحمد بن موسى اللؤلؤي (ت 149 هـ ) ، ينظر: نزهة الألباء 28، غاية النهاية 1/613 .
(42) القطع والائتناف 137 .
(43) محمد بن القاسم بم محمد بن بشار أبو بكر بن الأنباري ، مؤلف كتاب الوقف والابتداء (ت 328 هـ ) ، ينظر: غاية النهاية 2/230 .
(44) المصدر السابق 2/231 .
مصادر البحث ومراجعه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* القرآن الكريم .
* اتجاهات التأليف في القراءات القرآنية مع تحقيق كتاب البديع لابن خالويه ، تحقيق جايد زيدان مخلف ـ رسالة دكتوراه ، كلية الآداب ـ جامعة بغداد 1986 م .
* أبو بكر بن مجاهد ومكانته في الدراسات القرآنية واللغوية : د ـ عبد الفتاح شلبي ، بحث منشور في مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية العدد الخامس السنة الخامسة 1400ــ 1401هـ .
* السبعة في القراءات : أبو بكر بن مجاهد ( ت324 هـ ) : تحقيق ـ د ـ شوقي ضيف ، ط 3 دار المعارف ـ القاهرة ، 1988 م .(1/2313)
* غاية النهاية في طبقات القراء : أبو الخير محمد بن محمد بن الجزري ( ت 833 هـ ) : عنى بنشره ج ـ برجستراسر ، مكتبة الخانجي بمصر ، 1351 هـ ـــ 1932 م .
* القطع والائتناف : أبو جعفر النحاس ( 338 هـ ) ، تحقيق: د ــ أحمد خطاب العمر ، ط1 مطبعة العاني ، بغداد 1398 هـ ــ 1978 م .
* ابن مجاهد البغدادي وجهوده في اللغة والقراءات : خلف حسين صالح الجبوري ، رسالة ماجستير ـ كلية التربية للبنات ـ جامعة تكريت 1997 م .
* معجم الأدباء : ياقوت بن عبدالله الحموي ( ت 626 هـ ) : دار إحياء التراث العربي ــ بيروت .
* نزهة الألباء في طبقات الأدباء : أبو البركات الأنباري ( ت 577 هـ ) تحقيق ـ د ـ إبراهيم السامرائي ، ط3 ، مكتب المنار ، الأردن ــ الزرقاء ، 1405 هـ ــ 1985 م .
---
الراية
03-24-2006, 03:08 PM
جزاك الله خيرا
هناك رسالة
كتاب السبعة لابن مجاهد
للباحث/أحمد سعد المطيري
المشرف: فضيلة الشيخ د. إبراهيم سعيد الدوسري
الجامعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الكلية: اللغة العربية
القسم: النحو والصرف وفقه اللغة
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ المناقشة: 1424/1423هـ 2002م
الأبعاد: 467ص
المستخلص:
تحدث في التمهيد عن نشأة علم القراءات ثم ذكر نبذة موجزة عن القراءات السبع
ثم نشأة التأليف في القراءات حتى القرن الرابع ،
الفصل الأول عن حياة ابن مجاهد وفيه مباحث منها الحالة السياسية والاجتماعية والعلمية وأثرها في حياته،ثم ذكر ترجمة لابن مجاهد،
الفصل الثاني عن اختيارات ابن مجاهد للقراء السبعة،
الفصل الثالث عن الروايات والطرق في كتاب السبعة،
الفصل الرابع عن منهج ابن مجاهد في كتاب السبعة،
الفصل الخامس عن كتاب السبعة وأثره في كتب القراءات والتفسير وعلوم القرآن واللغة ةالنحو وغيرها، ثم خاتمة
ولا اعلم هل طبعت ام لا
---
خلف الجبوري
03-25-2006, 09:51 AM
وفقك الله(1/2314)
كانت رسالتي في مرحلة الماجستير( ابن مجاهد البغدادي وجهوده في اللغة والقراءات )
بإشراف الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد .
وجرت المناقشة في كلية التربية للبنات / جامعة تكريت 1997 م .
وتألفت الرسالة من مقدمة وأربعة فصول وثلاثة ألحاق وخاتمة .
ويشمل الفصل الأول حياته وثقافته .
والفصل الثاني جهوده في القراءات القرآنية ، ويشمل دراسة تحليلية لمؤلفاته في القراءات
وموقفه من أصول القراءة وأثر مؤلفاته في من جاء بعده .
والفصل الثالث جهوده اللغوية ويشمل الأصوات والصرف والنحو ودلالة الألفاظ .
والفصل الرابع موقف العلماء منه .
ثم خاتمة .
---
عبدالرحمن الشهري
03-25-2006, 10:30 AM
جزاك الله خيراً يا دكتور خلف على هذه الاستدراكات والتصويبات الموفقة ، وقد صححت نسختي من كتاب السبعة بناء عليها وفقكم الله.
ولدي سؤال عن رسالة : اتجاهات التأليف في القراءات القرآنية مع تحقيق كتاب البديع لابن خالويه ، بتحقيق الدكتور جايد زيدان مخلف . هل طبعت ؟
---
خلف الجبوري
03-27-2006, 07:11 PM
وفقك الله وجزاك خيراً يا دكتور عبد الرحمن ، أما بشأن كتاب البديع لابن خالويه بتحقيق الدكتور جايد زيدان فإنه حبيس الرفوف شأنه شأن بقية الكتب التي تحققت منذ عشرات السنين ولم تر النور بعد ، وسبب ذلك يعود إلى عدم وجود جهة تتحمل تكاليف الطباعة والنشر، وتوجد نسخة من الرسالة في مكتبة كلية التربية للبنات /جامعة تكريت ونسخة في المكتبة المركزية في جامعة بغداد ، وربما نسخة أو أكثر في مكتبات أخرى .
---
عبدالعزيز الجهني
09-03-2006, 02:07 PM(1/2315)
تعقيبا على موضوع تحقيق كتاب السبعة لابن مجاهد ,أقول على الرغم من الجهد الكبير الذي بذله المحقق رحمه الله الا اني وقفت ـ دون تتبع ـ على موضعين يحتاجان الى تنبيه :الأول في ص144 من الطبعة الثالثة جاء في المتن :قال أبو عمرو . والصواب:أبوعمر. الثاني في ص 417 ورد في المتن :وروى أبوزيد عن أبي عمرو(طوى)ضبطها المحقق بضم الطاء. والصواب الكسر.
---
الجكني
09-03-2006, 05:53 PM
"السي بالسي يذكر"-بالسين المهملة المكسورة-وبمناسبة الحديث عن "السبعة " فقد أكرمني الله تعالى بكتاب بحث بعنوان "القراءات التي حكم عليها ابن مجاهد بالخطأ في كتابه السبعة "ودراستها ،وسوف يطبع بإذن الله تعالى في أحد الأعداد القريبة من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة 0المنورة
---
منصور مهران
09-04-2006, 12:11 PM
كنت قرأت نقدا رائعا في مادته وفي نسَقِهِ لكتاب السبعة هذا : كتبه عالم جليل من علماء الشام وقدمه لعالم جليل من أفذاذ مصر - رحمهما الله جميعا - ، وقد سمح لي الثاني بالنظر فيه دون نقلٍ أو تصويرٍ ، وشرَط ألا أذيع اسميهما ، وكان النقد يقوم على عمل المؤلف وعلى عمل المحقق على السواء ؛ بتقسيم دقيق وقد كتبه الناقد بخطه وقلمه ، وحفظه لنفسه فقط ثم نسخه لصاحبه لمودةٍ عظيمةٍ كانت بينهما . فلما تأملت ساعة في القول المكتوب أخذه الشيخ بيدٍ حانية وقال : أرأيت كيف يكتب الرجال ؟ فقلت : لِمَ لا ينشره ؟ من أجل المنفعة العامة ؟ فبادرني قائلا : ليس ذلك من خُلُق كاتبه ؛ إن الآصرة بين الناقد والمحقق حبست الرجل أن ينشره باسمه وآثر أن يستدرك به المحقق على عمل نفسه في طبعة لاحقة لئلا تصيبه معرة إذا رأى الذين لا يحسنون الظن هذا النقد وعدُّوه من باب القسوة وإنكار الجميل .(1/2316)
انصرفت إلى بيتي وتناولت نسختي من كتاب السبعة - في طبعته الأولى وهي المتوافرة آنذاك - وحاولت مرارا أن أتذكر حرفا مما قرأت فلم أفلح ؛ لقد أنساني الذهول كل شيء إلا روعة الموقف وسمو الخلق ، وبذلك حدث الوفاء للشيخ بأن لا آخذ من النقد حرفا واحدا إلى كتابي حتى يكون صاحبه هو الذي يمنحه ، فكان الوفاء قهرا عن نفسي وليس بمَلْك يميني ، وهذا من أعجب المحاسن .
واليوم قد من الله علينا بشيء من النقد العلمي قدمه الدكتور خلف الجبوري مشكورا ، وكذلك ملاحظة الأستاذ عبد العزيز الجهني فضممت ذلك كله إلى ما جرى به قلم القارئ اللاقط للفوائد ، وبالله التوفيق .
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2006, 09:12 PM
أولاً : أرحب بأخي الكريم الدكتور عبدالعزيز الجهني في ملتقى أهل التفسير ، وأسأل الله أن ينفع به أينما حلَّ .
ثانياً : الأستاذ منصور مهران رعاه الله . مرحباً بعودتكم بعد السفر ، وحمداً لله على السلامة . وهل في ذكر اسمي صاحبيك اليوم من حرجٍ ؟ فما إخالهما إلا العلامة أحمد راتب النفاخ ، والعلامة محمود شاكر رحمهما الله تعالى . فهل ظني في محله ؟
---
د.عبدالرحمن اليوسف
09-04-2006, 11:42 PM
نبه الدكتورالشريف حاتم العوني في كتابه الأصيل:العنوان الصحيح للكتاب87،أن إضافة كلمة( في القراءات) على عنوان الكتاب خطأ-فهي من محقق الكتاب د.شوقي ضيف -رحمه الله -, فيما لو ثبت أن ابن مجاهد سماه بكتاب( السبعة) !
فقد قال أبوعلي الفارسي في خدمته لكتاب شيخه ابن مجاهد,المسمى ب(الحجة للقراء السبعة):"فإن هذا كتاب نذكر فيه وجوه قراءات القراء الذين ثبتت قراءاتهم في كتاب أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المترجم ب(معرفة قراءات أهل الأمصار بالحجاز والعراق والشام).."
قال الدكتور الشريف حاتم العوني:"فهذا العنوان أرجح عنوان للكتاب حتى الآن"
---
(1/2317)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأبحاث الصوتية.. (في أصْوَاتِ المَاءِ ومَا يُنَاسِبُهُ)
---
الأبحاث الصوتية.. (في أصْوَاتِ المَاءِ ومَا يُنَاسِبُهُ)
---
فرغلي عرباوي
06-06-2004, 12:21 PM
الأبحاث الصوتية.. (في أصْوَاتِ المَاءِ ومَا يُنَاسِبُهُ)
الخَرِيرُ صَوْتُ المَاءِ الجَارِي
القَسِيبُ صَوْتُهُ تَحْتَ وَرَقٍ أوْ قُماش
الفَقِيقُ صَوْتُهُ إذا دَخَلَ في مَضِيقٍ
ا لبَقْبَقَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ الجرَّةِ والكُوزِ في المَاءِ
القَرْقَرَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ الأنِيَةِ إذا اسْتُخْرِجَ مِنها الشَّرَابُ
الشَّخْبُ صَوْتً اللَّبَنِ عِنْدَ الحَلْبِ ، عَنْ أبي عَمْروٍ
ا لشَخِيخُ صَوْتُ البَوْلِ ، عَنِ اللَّيثِ
النَشيشُ صَوْتُ غَلَيَانِ الشَّرَابِ.
المرجع فقه اللغة للثعالبي
---
(1/2318)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التحذير من قراءة القرآن بهذه الأحرف الإنجليزية
---
التحذير من قراءة القرآن بهذه الأحرف الإنجليزية
---
فرغلي عرباوي
04-10-2004, 02:09 AM
التحذير من قراءة القرآن بهذه الأحرف الإنجليزية
بسم الله منزل القرآن , والصلاة والسلام على من نزل على قلبه القرآن , أما بعد : فللكلام على هذا البحث يتلخص في الأبحاث الآتية :
1. التحذير من التلاوة بصوت الـ ( o ) بالإنجليزية
2. التحذير من التلاوة بصوت الـ ( a ) بالإنجليزية
3. التحذير من التلاوة بصوت الـ ( k ) بالإنجليزية
4. التحذير من التلاوة بصوت الـ ( j ) بالإنجليزية
5. التحذير من التلاوة بصوت الـ ( v ) بالإنجليزية
6. التحذير من التلاوة بصوت الـ ( p ) بالإنجليزية
نزل بلسان عربي مبين قال تعالى )بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)(الشعراء:195) والعبرة عند علماء القراءات في كيفية نطق العرب بالحروف العربية في وقت نزول القرآن لأن هذه الفترة نزل القرآن فيها حسب لهجات القبائل العربية تيسيرا على الأمة ولكن بعد فاة النبي صلى الله عليه وسلم اختلط العرب بغيرهم ومن هنا بدأ اللسان العربي في العجمة والتغيير ففزع أبو الأسود الدؤلي وبدأ يدون كل ما يصون به كتاب الله من دخول الأصوات الأعجمية عليه عند التلفظ به ومن هذه الفترة ظهر التدوين لعلوم العربية من نحو وصرف وغيرها وأهم ذلك مخارج الحروف والصفات العربية لأن بها يعرف كيف كانت العرب تنطق بالأحرف وقت نزول القرآن .(1/2319)
و يوجد حاليا في كثير من الأقطار الإسلامية بعض المسلمين درسوا وتعلموا اللغات في البلاد الأعجمية الأجنبية وعند عودتهم لديارهم تحدثوا في بعض ألفاظهم الدارجة ببعض الألفاظ الإنجليزية وليتهم اكتفوا بذلك بل تجد البعض منهم يلفظ بعض ألفاظ القرآن متأثرا باللهجة الإنجليزية والأمر نفسه يقع من بعض المدرسين للغات الأجنبية من الفرنسية والإنجليزية ويوجد في بعض العاميات المعاصر في بلاد العرب من تأثر باللهجة الإنجليزية بسب طول فترة الاستعمار كما حدث في مصر وبلاد المغرب العربي وغيرهم فاجتهدت لكي أبين للناس الحذر من تلاوة القرآن بلهجة أعجمية دارجة عند البلاد ولا تنفك عنهم وعدد هذه الأحرف التي ينطق بها العوام هي ( o – a – k – j – v – p ) ستة أحرف والتصويت بهذه الأحرف يوجد لها مماثل قريب من صوتها في العربية وإليك بيانها بالتفصيل :
التحذير من التلاوة بصوت الـ ( o ) بالإنجليزية(1/2320)
صوت الهمزة الحلقية يتولد عندما يصطدم أقصى الحلق بما يحاذيه من الحلق , فندما يخرج هواء الصوت متدفقا من بين الحنجرة ليقرع أقصى الحلق فيغلق المخرج تماما فيما لو تلفظنا بالهمزة ساكنة ولا يجرى معها صوت البتة بسبب أنها من الأحرف الشديدة التي ينحبس معها الصوت حال سكونها ولذا تخلصت العرب من هذا ثقل الهمزة بجميع أنواع التغيير , كالتسهيل والإبدال والحذف والإسقاط , والهمز فيما لو تلفظ بها القارئ مضمومة الواجب في ذلك عدة أمور منها أن يضم القارئ الشفتين للأمام ليتحقق كمال التصويت بلفظها والأمر الآخر ألا يوسع فتحة الشفتين عند التلفظ بالهمزة المضمومة وإلا تحول الصوت لصوت الـ ( O ) في الإنجليزية وللخلاص من هذا المحذور على القارئ آلا يوسع فتحة الشفتين عند التلفظ بالهمزة المضمومة ويكون ميزانه في ذلك أن يطيل الصوت بالهمزة المضمومة فإن تولد من هذا التطويل صوت واو عربية فصيحة فضمته للهمز صحيحة وإن أطال الصوت فتولد صوت الـ ( O ) في الإنجليزية فضمة غير صحيحة بل مشوبة بصوت الفتحة الأمثلة ) أُنْزِلَ)(البقرة: من الآية4) ) أُولَئِكَ )(البقرة: من الآية82) )أَأُنْزِلَ)(صّ: من الآية8)
وهنا خطأ شاع وانتشر بقوة بين عوام الناس بخلط صوت الواو الجوفية بصوت الألف فيتولد من ذلك الخلط صوت حرف الـ ( O ) في الإنجليزية وصوت الـ ( O ) هذا ليس من لغة العرب في شئ بل هو خليط من واو عربية وألف , وقراءة القرآن بهذا الحرف الأعجمي لحن ولا يجوز إدخال الألفاظ والأحرف الإنجليزية في الصوت القرآني , والسبب الذي أدى إلى هذا الصوت الأعجمي أن القارئ وسع فتحة شفتيه بالواو أكثر من اللازم , الأمثلة الْخَاطِئُونَ)(الحاقة: من الآية37) ) أُوذِينَا)(لأعراف: من الآية129) .
التحذير من التلاوة بصوت الـ ( a ) بالإنجليزية(1/2321)
على القارئ أن يحذر من إمالة الهمزة المكسورة وخاصة لو وقع بعدها هاء ساكنة فينقلب صوت الهمزة الممالة والهاء الساكنة التي بعدها إلى صوت الـ ( A ) في الإنجليزية وهذا الحرف الإنجليزي مركب من صوت همزة مكسورة ممالة وبعدها هاء ساكنة , ولكي تعرف أخي القارئ هل أنت تنطق بهمزة مكسورة صحيحة أم لا عليك بتطويل كسرة الهمزة فإن تولد منها ياء عربية فصيحة فكسرتك صحيحة وإن طولت الصوت بالكسرة فتولد صوت ياء مخلوطة الصوت فكسرتك غير صحيحة ويقع هذا الأمر بكثرة عند قراءة الفاتحة عند قوله تعالى ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)(الفاتحة:6) والأفضل في هذا وذاك التلقي من أهل الأسانيد المتصلة بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لتسلم من التلفظ بصوت أعجمي في كتاب الله رزقني الله وإياك دقائق الإخلاص .
التحذير من التلاوة بصوت الـ ( k ) بالإنجليزية(1/2322)
صوت ال ( k ) الإنجليزية قريب جدا من صوت الكاف العربية والبعض من المتساهلين الغافلين يتلون القرآن بهذا الصوت وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ولكي يزال عندك أخي القارئ الحبيب اللبس فسوف أوضح ما الفرق بين الكاف العربية والـ ( k ) في الإنجليزية فصوت الكاف العربية اللسانية يتولد عندما يقرع أقصى اللسان ما يحاذيه من مكان التقاء الحنك الأعلى اللحمي والعظمي معا , فعندما يصطدم أقصى اللسان بمكان التقاء الحنك الأعلى اللحمي والعظمي معا يتولد صوت الكاف اللسانية وهي تقع أسفل مخرج صوت القاف قليلا , وتسمى الكاف عند علماء اللغة والتجويد بالحرف اللهوي نسبة لقربه من اللهاة التي تقع بين اللوزتين ويسميها علماء الأصوات صوت لساني حنكي نسبة لمكان أقصى اللسان ومحاذيه من الحنك الأعلى أما صوت الـ ( k ) في الإنجليزية فمركب من كاف عربية مكسورة مخلوط بإمالة صغرى ولكي تعرف أخي القارئ هل أنت تنطق بكاف عربية مكسورة كسرة صحيحة أم لا عليك بتطويل كسرة الكاف فإن تولد منها ياء عربية فصيحة فكسرتك صحيحة وإن طولت الصوت بكسرة الكاف فتولد صوت الـ ( k ) في الإنجليزية فكسرتك غير صحيحة فاحذر من ذلك وحذر منه غيرك مع حث نفسك على فعل ما يحبه الله ويرضاه الأمثلة ) كِتَابٌ)(البقرة: من الآية89) ) كِتَابَ اللَّهِ )(النساء: من الآية24) ) كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ)(لأنفال: من الآية68) ) فِي كِتَابٍ )(طه: من الآية52) ) الْكِتَابِ)(الجاثية: من الآية2) ) أُورِثُوا الْكِتَابَ)(الشورى: من الآية14) وشبهه .
التحذير من التلاوة بصوت الـ ( j ) بالإنجليزية(1/2323)
صوت ال ( j ) في الإنجليزية قريب من صوت الجيم العربية اللسانية الفصيحة وكم سمعت وحذر البعض من تلاوة القرآن بهذا الصوت ولكن قليل ما هم من يستجيب وللتفرقة بين صوت ال ( j ) في الإنجليزية لابد من تعريف مخرج صوت الجيم العربية اللسانية لكي يزال اللبس بين لاثنين فالجيم العربية اللسانية تخرج من المخرج الثالث من مخارج اللسان وهو وسط اللسان مع ما يحاذيه من غار الحنك الأعلى العظمي ولكن بإلصاق تام محكم يمنع الصوت من الجريان عند التلفظ بها فيما لو كانت ساكنة ولابد فيها من غلق المخرج معها لئلا يجري معها جزء الصوت ولو جرى معها الصوت لتحولت إلى ال( j ) في الإنجليزية وقراءة القرآن بهذا الصوت لا تجوز البتة نحو )إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً)(الواقعة:4) ) وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً)(الكهف: من الآية33) ) وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ)(يّس: من الآية34) )وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً)(القمر: من الآية12) وشبهه .
التحذير من التلاوة بصوت الـ ( v ) بالإنجليزية(1/2324)
صوت ال (V ) في الإنجليزية قريب من صوت الفاء العربية وصوت الفاء العربية الشفوية يتولد باصطدام أمرين : باصطدام أطراف الثنايا العليا ببطن الشفة السفلى , والمراد ببطن الشفة السفلى , هو الجزء الذي لا يرى عندما يطبق الإنسان فمه بشكل طبيعي , فالجزء الذي يرى من الشفتين وهما منطبقتان يسمى ظاهر الشفة , والجزء الذي لا يرى يسمى باطن الشفة , واللسان قابع في مكانه لا عمل له عند النطق بالفاء , وهذا الحرف يجار عليه في وقتنا المعاصر بتغيير صوتيه بصوت الـ (V ) في الإنجليزية ,وذلك الحرف الإنجليزي مركب صوته من فاء عربية مخلوطة بصوت الألف فيما لو كان مفتوحا , ومخلوط بصوت الواو فيما لو كان مضموما , ومشم بصوت الياء فيما لو كان مكسورا, وقراءة القرآن بصوت هذا الحرف الأعجمي لا تجوز لما في ذلك من تبدل حرف من مخرج أصلى بآخر مخرجه فرعي أعجمي , وعلي من أراد الإتقان في كتاب الله , التلقي من أفواه المشايخ المسندين في كيفية التلفظ بالفاء العربية الفصيحة وغيرها من الأحرف نحو ) فِي الْأَرْضِ )(البقرة: من الآية168) ) فِي الْأَرْض)(النساء: من الآية101) ) فَلَكُمْ رُؤُوسُ )(البقرة: من الآية279) ) فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)(آل عمران: من الآية179) ) فَلَكُمُ الرُّبُعُ )(النساء: من الآية12) ) يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّه)(الرعد: من الآية20) )يُوفُونَ بِالنَّذْرِ )(الإنسان: من الآية7) وشبهه .
التحذير من التلاوة بصوت الـ ( p ) بالإنجليزية(1/2325)
صوت ال (p ) في الإنجليزية قريب من صوت الباء الشفوية وصوت الباء الشفوية يخرج من بين الشفتين , فعندما تقرع الشفة العليا الشفة السفلى يتولد صوت الباء , والباء حرف مجهور بحبس النفس معه , والعرب كانت لا تهمسه في لهجتها الدارجة أبدا , ولو جرى النفس معها لتحولت الباء العربية الفصيحة إلى صوت الـ (p ) في الإنجليزية وقراءة القرآن بهذا الصوت الأعجمي لا تحل أبدا , ولا عمل للسان مع مخرج صوت الباء الشفوية نحو ) بِهِ زَرْعاً)(السجدة: من الآية27) ) يُؤْمِنُونَ بِه)(العنكبوت: من الآية47) )صُمٌّ بُكْمٌ)(البقرة: من الآية18) )قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً )(الاحقاف: من الآية9) ) بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ )(الممتحنة: من الآية4) ) بُورِكَ مَنْ )(النمل: من الآية8) وشبهه .
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
---
(1/2326)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفتونا بسرعة يا أهل القراءات مأجورين !!
---
أفتونا بسرعة يا أهل القراءات مأجورين !!
---
سابر الأغوار
06-22-2003, 08:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عندنا إمام راتب يصلي بالجماعة منذ زمن وهو يعمل مدرساً للغة للعربية للمرحلة الابتدائية ؛ وهو يلحن في القرآن لحنا خفيا وأحيانا لحناً جليا ؛ وهو لا يتقن رواية حفص عن عاصم .
وفي الآونة الأخيرة سمعته يقرأ : في الفاتحة عند قوله تعالى : ( مالك يوم الدين ) فيقول : ( ملك يوم الدين ) بالقصر ؛ وكذلك في سورة الزلزلة عند قوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره ) فيقول : ( فمن يعمل مثقال ذرة شراًُ يراه ) بزيادة ألف ؛ وأيضا في سورة الغاشية عند قوله تعالى : ( لست عليهم بمصيطر ) فيقول : ( لست عليهم بمسيطر ) بالسين بدل الصاد .
وأنا أعلم أن آية الفاتحة تنطق هكذا وهكذا ولكن السؤال :
س1/ هل يجوز له ذلك مع أنه لا يجيد غيرها ؛ من القراءات المختلفة ؟ وهل هي بهذا اللفظ من رواية حفص عن عاصم ؟
س2/ هل لقراءته في سورة الزلزلة نصيب من الصواب ؟ فإذا كان كذلك فهل هي من رواية حفص عن عاصم أم من رواية غيره ؟ ومثل ذلك في سورة الغاشية ؟
والسؤال الذي نرغب الإجابة عليه : هل يجوز له ذلك مع انه لا يعرف ــ إن صحت ــ غيرها من القراءات الأخرى ؟ لأن ذلك قد أشكل على كثير من المصلين لأن أغلبهم من العامة ؛ ويستغربون هذا التبديل المفاجئ ؟
فهل من بيان شافٍ حول هذا الأمر لعنا نطلعه عليه فيقتنع ويعود إلى صوابه .
آمل ممن عنده علم في هذه المسألة ألا يبخل علينا فنحن في أمس الحاجة لذلك ؛ وجزاكم الله خير الجزاء .
---
حسين
06-22-2003, 10:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
لم يرد في قراءة صحيحة (خيرا يراه) وهي لحن 0
أما ماعدا ذلك فصحيح 0(1/2327)
والعجب ممن ينكر على من قرأ بغير حفص مع عنايته بإحياء السنن المهجورة ؛ أفليست القراءات الأخرى من هذا؟
ولكن يحسن لمن يتصدر لهذا أن يكون ذا إلمام بأصول القراءات وتأريخها ليجيب عما يشكل 0
---
سابر الأغوار
06-24-2003, 08:05 PM
بسم الله
أشكر الأخ / حسن على مشاركته ؛ ولكنني أطمع في المزيد .
ولكم تحياتي ؛؛؛؛؛؛
---
عبدالرحمن الشهري
06-25-2003, 06:05 AM
أخي الكريم الأستاذ عبدالله وفقه الله
ما ذكرت أخي الكريم مسألة علمية لها جانب اجتماعي دعوي . ذلك أن هناك عدداً من آبائنا وأساتذتنا كبار السن الذين يؤمون الناس منذ زمن ، ويقعون في أخطاء كثيرة ليس ما ذكرتَه إلا مثال عليها ، ولو أخبرتك بما كنت أسمعه من إمام مسجدنا رحمه الله - وقد أدركته شيخاً كبيراً - لعجبت من قراءته ، فقد كان يقرأ بقراءة لم ترد في الشواذ ولا غيرها ، ويمكن تسميتها (القراءات الموضوعة) على وزن الأحاديث الموضوعة !!
وعندما تأتي لكي تبين لبعضهم الصواب ، نظر إليك شزراً ! وقال : ما شاء الله ! تعلمت لك كلمتين ، وأنا قد درستك في السنة الأولى ؟! ما شاء الله !
وربما يقول لك متهكماً :(الله يرحم مزنة!) ولا أدري من هي مزنة هذه التي يترحم عليها الناس رحمها الله.
فلا تملك - وأنت محق في نصحك له - إلا أن تلوذ بالصمت ، وتمسك لسانك في كثير من المواقف.
الأمر أخي الكريم إن نظرت إليه من الناحية الفقهية ، فالأمر كما ذكر الأخ الكريم . القراءات الصحيحة يجوز القراءة بها كما بين ذلك العلماء بالتفصيل. ولكن العلماء نبهوا على عدم التشويش على العامة من المصلين.
فقالوا : وتكره قراءة ما خالف عرف البلد ، حتى لا يشوش ذلك على الناس.
وأما إذا كان المأمومون من طلاب العلم ، ويعرفون القراءات ، فمن المستحب القراءة بالقراءات الصحيحة دون خلط بينها ، وإنما يقرأ بقراءة حفص - مثلاً - مرة ، وبقراءة شعبة مرة ، وهكذا حتى يتعلم الناس ، ويسمعوا كلام الله.(1/2328)
وأما من ذكرته -وفقك الله - يخلط بين القراءات ، بطريقة تدل على الجهل ، مع عدم اشتهاره بالعلم بالقراءات ، ويشوش على المصلين ، فلا يجوز له ذلك ، ولكنه لا يخلط بينها - في ظني- تعمداً للتنويع بين القراءات ، وإنما أُتي من عدم العلم ، وسبق اللسان على كلمات خاطئة هي أشبه ما تكون بلهجته العامية الدارجة. وينبغي لكم أن تأخذوه بالحسنى ، وطيبة النفس ، حتى لا ينفر ويصر على رأيه ، وربما يحلف أن هذه من القراءات السبع.
والأمر مع أمثال هؤلاء يدخل في جانب الدعوة والتعليم أكثر منه في جانب الاستفتاء عن الحكم فحسب ، مع مراعاة سنهم ومكانتهم في الناس. والرفق - يا أستاذي الكريم - ما كان في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه.
وفقكم الله لما يحب ويرضى ، ووفق هذا الإمام الفاضل لكل خير ، وفقهنا وإياه في الدين فما أحوجنا إلى الفقه في الدين.
---
سابر الأغوار
06-25-2003, 01:22 PM
بسم الله
شكرا لك أخي المشرف العام .
لقد أثلجت صدري بكلماتك النيرة والجميلة ؛ وكأني بك أحد المصلين معنا منذ فترة من الزمن ؛ وهو ــ والله ــ الواقع ليس فقط عندنا بل كثير من الإخوان يعانون من نفس المشكلة .
ويا ليت وزارة الشئوون الإسلامية والأوقاف تتنبه لهذا الأمر ؛ وتعد مراقبي المساجد إعداد جيدا وتخبرهم بذلك ؛ وكذلك بإرسال التعاميم الى أئمة المساجد بهذه الأمور وغيرها ؛ وتجاول أن تمنع المحسوبيات والمجاملات من أجل هذه الدنيا الفانية .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ؛
والسلام عليكم ؛؛؛؛؛؛
---
عبدالله الحسني
06-26-2003, 01:11 AM
رحم الله إمامكم صليت خلف شخص يلبس المشلح ويفتي للناس ويخطب الجمعة في الرياض وله دروس في الفقه والحديث والتفسير وكتب ابن القيم وغيرها
ويقرأ (فقال لهم رسول الله ناقةُ الله) برفع ناقة فأفسد بهذا اللحن معنى الآية(1/2329)
هذا في جزء عم فقط وفي جزء تبارك (ثياب سندسٍ خضرٌ) يقرأها بالجر( خضرٍ) وإن كان فيها قراءة صحيحة لكنه لم يعلم بذلك ، وليس لديه أية عناية بعلوم القرآن.
أما التجويد فلا يعرف له طريقا اللهم إلا المد العارض للسكون فيمده ثمان حركات! وكأن اللسان أعتاد عليه!
فما الحل مع أمثال هولاء ؟
---
سابر الأغوار
06-26-2003, 04:31 PM
بسم الله
الحل الجذري والذي سوف يمنع هؤلاء من الخوض هكذا في كتاب الله عز وجل هو :
1 / الإجراءات الصارمة والمتابعة الجادة والمستمرة ؛ لهؤلاء من قبل وزارة الشؤون الإسلامية من خلال المراقبين الميدانيين المنتشرين في كل منطقة .
2 / إقامة دورات مكثفة تماما للأئمة في كتاب الله عز وجل على أيدي قراء مهرة ولا يجيزون الا من كان أهلاً لقراءة كتاب الله على الوجه المطلوب .
3 / عزل أولئك الأئمة ؛ إذا لم تجد معهم تلك الإختبارات فإن البعض قد تجمد لسانه ولو درسته مائة سنة ؛ وتعيين خريجي الجامعات الذين لا يجدون أعمالا بل هم عاطلون في البيوت .وبذلك نكون قد وضفنا العاطلين وحصلنا على قراءة جيدة لكتاب الله دون أخطاء .
والله تعالى المستعان وعليه التكلان .
---
(1/2330)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > جنون القراءة المعاصرة من أين الى أين ؟
---
جنون القراءة المعاصرة من أين الى أين ؟
---
عبدالله حسن
12-12-2005, 03:14 AM
قرأت هذا الموضوع قبل فترة في موقع الدكتور البوطي و أحببت نقله الى المنتدى بمناسبة الحديث عن القراءات المعاصرة:
عقد المركز الثقافي والاجتماعي في باريس ، في سلسلة نشاطاته الثقافية والعلمية ، لعام 2001 ندوة بعنوان :
( القرآن بين التفسيرات العلمية والشطحات الذاتية )
يوم 19 أيار من العام الحالي ، اشترك فيها الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ، ببحث عنوانه :
( جنون القراءة المعاصرة : من أين ؟ وإلى أين ؟ ) .
وكان من جملة المدعويين إلى هذه الندوة الدكتور محمد أركون أستاذ كرسي الدراسات الإسلامية في جامعة السربون وكان قد هيأ بحثاً بعنوان ( ( تفكيك المصحف ) ) ! ! . . ولكنه اعتذر في الساعات الأخيرة عن الاشتراك ، وعن الإنابة أيضاً . . وها نحن نقدم لزوار الموقع البحث الذي ألقاه الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ، في هذه الندوة .
بسم الله الرحمن الرحيم
يتحدث القرآن عن ذاته معرِّفاً ، فيقول : { قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ } [ الزمر : 39 / 28 ] أي إنه كتاب يخاطب الناس بلغة عربية واضحة الدلالة ، ذات أسلوب قويم .
فما هي اللغة ؟
هي الألفاظ المحددة التي يتحرك بها اللسان تعبيراً عن المعنى الذي في الذهن ، بعد الاتفاق عليها بين المتكلم والسامع .
إذن ، فالكلام لا يسمى لغة إلا إنْ تم العقد على مصطلحاته الدلالية بين المتكلم والسامع ، كما يقول ابن جني في كتابه ( الخصائص : 1 / 44 ) . فهي في الحقيقة عقد من العقود الدلالية يتم بين طرفين .(1/2331)
فلو اصطلحت ثلة من الناس مع نفسها على التعبير بألفاظ معينة عن معان محددة ، لا يكون ذلك لغة خارج نطاق تلك الثلّة ، لأنها تشكّل بالنسبة للآخرين طرفاً واحداً منفرداً بنفسه ، وهو لا يسمى عقداً .
وهذا هو السرّ في تعدد اللغات بين فئات العالم . . إن الفرنسية ليست معتبرة في مصطلح الدلالة اللغوية عندما أخاطب بها العرب .
كما أن العربية لا تعتبر ذات دلالة لغوية عندما أخاطب بها الفرنسيين ، لعدم وجود تعاقد بين طرفي هاتين الجماعتين عليها .
ما هي النتيجة العملية لهذا القرار العلمي الذي اتفق عليه علماء فقه اللغة ؟ . .
النتيجة أن اللغة لما كان من الواجب أن لا يعتدّ بها إلا بعد الاتفاق من الأطراف التي اعتمدت عليها ، فقد كان من الواجب أيضاً أن لا يدخل شيء من التطوير على دلالاتها ، إلا بعد الاتفاق على ذلك من الأطراف ذاتها . . وإذا جرى هذا الاتفاق بين أفراد جيل ما فإن ذلك لا يسري إلا عليهم ، ولا يكون له أي مفعول رجعي في تغيير دلالات سابقة من الألفاظ على معانٍ ، جرى الاتفاق عليها في عهد جيل مضى .
إن القوانين الوضعية كلها تخضع لهذه القاعدة اللغوية . . فهي تنصّ على أن العثور على أيّ وثيقة قديمة تتضمّن عقداً من عقود المعاملات المالية أو غيرها ، يستوجب الرجوع في تفسيرها إلى المصطلحات الدلالية السارية في العصر الذي كتبت فيه تلك الوثيقة . . أي فلا يجوز إخضاعها لما جدّ بعد ذلك من مصطلحات مخالفة أو من مقترحات لغوية مطروحة ؛ ذلك لأن قصد المتكلم يجب أن يؤخذ بالاعتبار .
ومن النتائج التطبيقية لذلك ما يقرره علماء تفسير النصوص ، من أن الكلمة التي نقرؤها في كتاب أو نسمعها من محاضر مثلاً ، يجب أن تفسر بالمعنى المتبادر منها ، ولا يجوز صرفها إلى أي من الاحتمالات البعيدة ، إلاّ بعد الرجوع إلى قصد المتكلم . وهذا ما تجري عليه الأحكام القضائية في المحاكم دائماً .(1/2332)
ومن النتائج التطبيقية أيضاً أن الكلمة إذا تجاذبتها احتمالات متساوية في المعنى المراد منها ، وجب التوقف في تفسيرها ، والرجوع في ذلك إلى معرفة مراد المتكلم ( الخصائص : 1 / 254 وما بعدها ) .
فهذه النتائج التطبيقية لما يسمى اليوم بعلم ( وضع اللغة ) محل اتفاق في العمل بها من القوانين السارية في العالم كله . وهي محل اتفاق أيضاً من علماء فقه اللغة وعلماء تفسير النصوص .
* * *
ونعود الآن إلى ما بدأنا حديثنا به ، من أن القرآن كتاب يخاطب الناس بإحدى لغاتهم ، وهي اللغة العربية ، ويتقيّد منها بأعلى درجات الانضباط بقواعدها وأدبياتها .
وغنيّ عن البيان أن هذا الخطاب الموجه إلى الناس ، لابدّ فيه من مخاطِب ، بقطع النظر عن تحديد هويته . . إذن ، لابدّ أن يكون مصطلح الدلالة فيه محلّ اتفاق بين طرفي المخاطِب والمخاطَبين . وإنما الوسيط إلى هذا الاتفاق مصطلح اللغة العربية الذي كان سائداً بين العرب ، كمتكلمين وسامعين ، أيام صدور هذا الخطاب .
وعلى هذا ، فإن النتائج التطبيقية التي أشرنا إليها الآن ، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في فهم معاني القرآن . بل يجب أن تؤخذ هذه النتائج بعين الاعتبار لدى محاولة فهم المراد من أي من النصوص المتداولة التي يتم العثور عليها .
* * *
وحصيلة هذا الذي قلناه ، مما ينبغي أن يكون معروفاً لنا جميعاً ، أن ما يسمى بالقراءة المعاصرة للنص ، إنما يسري حكمه على النص الذي تم النطق به وتدوينه في هذا العصر ، وذلك كي نضمن مطابقة مفهوم النص للمعنى الذي يجول في خاطر قائله .(1/2333)
ومن بدهيات الأمور أن علوم اللغة بكل ما يتبعها من علم الدلالات والألسنية إنما يبتغى منها الحصول على الضمانة التي لابدّ منها لربط الكلام بمراد المتكلم . وكلما كان النص أوغل في القدم ، كانت المحافظة على العلاقة بينه وبين مراد القائل منه أكثر قدسية . . تماماً كالبناء القائم ، كلما كان أكثر قدماً ، كانت ضرورة المحافظة على نظامه وشكله أكثر أهمية . . إن عملية تركيب النص وتفكيكه يجب أن يكون كعملية تفكيك مثل هذا البناء ، ثم تركيبه . أي يجب أن تكون العملية كلها خادماً للأصل ضامناً للإبقاء عليه .
وعلى الرغم من وضوح هذا الذي نقوله ، فإنا لنشهد هجمة شرسة على القرآن تحت ستار ما يسمى بالقراءة المعاصرة ! . .
قراءة معاصرة ، لنصّ تنزَّل وحياً من الله قبل خمسة عشر قرناً ، بمقتضى أصول التخاطب آنذاك . . كيف يستوعب المنطق وقانون فقه اللغة هذا الكلام ؟ ! . .
لو جاز إخضاع النصوص التاريخية لما يسمى بالقراءة المعاصرة ، إذن لاختفى التاريخ واندثر ، ولانقطعت صلة الحاضر بالماضي . . ونظراً إلى أنه ليس في الباحثين وعلماء اللغة من يعاني من الجنون ، بحمد الله ، فإن أحداً منهم لم يُقدم بعدُ على هذه التجربة .
ولكن ظاهرة هذا الجنون تظهر فقط ، في إخضاع القرآن دون غيره لهذه القراءة العصرية التي تفصله عن تاريخه وتقطع صلة ما بينه وبين ما يعنيه به صاحبه المتكلم به .
فمن هو صاحب الفكرة الأولى لهذه القراءة ؟ . . وما الغاية المقصودة منها ؟(1/2334)
أما صاحب الفكرة فجمعية صهيونية في فينّا ، فرغت منذ عام 1991 من تجربة على هذا الطريق ، وأخرجت أول كتاب يحمّل القرآن معاني جديدة منفصلة عن المعاني التي تربطها به اللغة طبق قانون الدلالات ، ثم هي معانٍ لا تمت بنسب إلى الإسلام قط . ثم إن هذه الجمعية أخذت تبحث في العالم العربي عمن يتبناه ويدّعيه كمؤلف له ، ولعلها عثرت أخيراً على الشخص المناسب الذي وافقها على ذلك ، كما عثرت على نظيره في بعض البلاد الإسلامية الأخرى .
وأما الغاية المقصودة منها ، فهي تفريغ القرآن من مضمونه الاعتقادي والتشريعي والأخلاقي ، وتحويله إلى وعاء فارغ مهيأ لكل ما يمكن أن يلصق به من المعاني والأفكار .
وهي في الجملة آخر تجربة على طريق السعي إلى تفكيك البنيان الإسلامي ابتغاء صرف المسلمين عن ضوابطه وإحكامه ، ثم إخضاعهم لتيار الحضارة الغربية ، ومن ثم القضاء على ما يسمى بالخطر الإسلامي القادم من الشرق والذي يغزو كلاً من الغرب الأوربي والأمريكي ، بمعتقداته العلمية وأحكامه السلوكية .
ترى ، هل سيواصل هذا التخبط الجنوني الذي يتجاهل معنى اللغة وقواعدها سعيه اللاهث إلى هدفه المرسوم هذا ؟ وهل سيكون في عقلاء العالم من يساير هذا الجنون ، عندما لا يفرض تخبطه إلا على القرآن ؟
أعتقد أن العالم الإنساني ، أوعى من ذلك . . وأن أقلّ ما سيقوله عقل العقلاء لهؤلاء الناس : فأين هو حظ الكتب الفلسفية القديمة والتاريخية والفكرية والأدبية القديمة ، عموماً ، من إخضاعها لغسيل القراءة المعاصرة .
http://www.bouti.com/bouti_lecture8.htm
---
(1/2335)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > السر المصون في رواية قالون
---
السر المصون في رواية قالون
---
شريف بن أحمد مجدي
08-17-2004, 01:57 AM
حمل المتن من الصفحة الجامعة للمتون :-
http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2274
---
(1/2336)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > شيخ المقرئين ابن الجزري رحمه الله مفسِّراً...
---
شيخ المقرئين ابن الجزري رحمه الله مفسِّراً...
---
محمود الشنقيطي
12-02-2006, 02:50 PM
اللهم ارحم عبدك ابا الخير محمد بن محمد الجزري وأسكنه فسيح جنانك ... آمين
مشايخي الكرام وإخوتي الأفاضل/
بلغني أن لابن الجزري رحمه الله تعالى كتابا في تفسير القرآن بالقرآن اسمه على حسب ما أظنّ:
الفرقان في تأويل الفرقان بالفرقان
فهل لدى أحد علمٌ به من حيث صحةُ الخبر ووجود المخطوط حال صدق النسبة إلى ابن الجزري رحمه الله
---
الجكني
12-02-2006, 07:42 PM
ما سمعنا به لا عند آبائنا ولا مشايخنا الأولين ولا قرأنا عنه في أساطير الآخرين0
---
محمود الشنقيطي
12-03-2006, 06:06 AM
أحسن الله إليكم يا شيخ وبارك لكم وفيكم
وأظن أن من كان عنده كتاب عبد الله الحبشي (معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي) سيجد ما يساعد على ذلك لأن من ذكروا نسبة الكتاب لابن الجزري وثقوا نقلهم من هذا المعجم..
فهل من معين؟؟
---
محمود الشنقيطي
12-03-2006, 06:27 AM
الكتاب ذكره عبد الله الحبشي في معجمه في الجزء الأول صفحة320 باسم (نظام الفرقان في تأويل الفرقان بالفرقان )لابن الجزري رحمه الله , وهو مخطوط في التيمورية ,وله طبعة غير محققة ..
---
أبو إياد
12-03-2006, 06:39 AM
مهلا شيخنا الفاضل، أنا أشك في صحة نسبة الكتاب لابن الجزري، ولكن ينبغي التثبت أولاً، والكتاب كما ذكر كاتب الموضوع ذكره عبدالله بن محمد الحِبشي في معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي 1/320، في كتب تفسير القرآن بالقرآن، واتصلت به هاتفياً قبل أكثر من سنة فأكد لي ذلك وأنه لابن الجزري المعروف (إمام القراءات). والله أعلم.
---
محمود الشنقيطي
12-03-2006, 10:35 AM(1/2337)
مهلا شيخنا الفاضل، أنا أشك في صحة نسبة الكتاب لابن الجزري، ولكن ينبغي التثبت أولاً، والكتاب كما ذكر كاتب الموضوع ذكره عبدالله بن محمد الحِبشي في معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي 1/320، في كتب تفسير القرآن بالقرآن، واتصلت به هاتفياً قبل أكثر من سنة فأكد لي ذلك وأنه لابن الجزري المعروف (إمام القراءات). والله أعلم.
أخي الفاضل أبا إياد وهل طرح الموضوع إلا للتثبت فذلك ما كنّا ولا زلنا نبغِيه
---
أمين الشنقيطي
12-06-2006, 08:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:وبعد:
أخي الشيخ محمود-فيما أعلم- لايعرف القراء تفسيرا لابن الجزري مع شهرة ابن الجزري وموسوعيته،ولكن بعد مطالعة في فهرس مؤلفات ابن الجزري للشيخ محمد مطيع الحافظ، وجدته ذكر مخطوطا بعنوان (كفاية الألمعي في آية ياأرض ابلعي)
وذكر بأنه طبع في دمشق سنة 1411هـ./32.
وفق الله الجميع.
---
محمود الشنقيطي
12-07-2006, 02:28 PM
هل من أحبابنا في الملتقى من يسهل عليه البحث في المكتبة التيمورية عن هذا المخطوط والتثبت من نسبته لابن الجزري رحمه الله تعالى ؟؟
نرجو ذلك, وله من الله الأجر ومنا الدعاء والشكر
---
(1/2338)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > بلاد نجد وعلم القراءات
---
بلاد نجد وعلم القراءات
---
السلامي
10-19-2006, 11:41 PM
في قراآتي الكثيرة لكتب التراجم النجديه للعلماء تجد أن علوم القراءات والتجويد علوم ليس لها محل كبير من إهتماماتهم بل ولاكبير نظر فيها ومازالت قراءة كبار علماء نجد قراءة عوام فما السبب ياترى في ذلك أحب أن أسمع من الإخوة رأيهم في ذلك...........
---
عبدالرحمن الشهري
10-19-2006, 11:54 PM
انظر :
هل لعلماء الدعوة النجدية كتب في التجويد أو القراءات ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4395)
---
محمود الشنقيطي
10-20-2006, 12:32 AM
عدم العناية بالتجويد عند علماء نجد المعاصرين حفظهم الله -حسب علمي- أمرٌ مستفيض كما هو الحال في غير نجد من أقطار الدنيا الإسلامية...
ويظهر لي أن السبب بالنسبة لمن شاب على ذلك هو عدم استقرار المشتغلين بالقراءات والتجويد قديما في نجد ,أما الآن وقد انتشر هذا العلم المبارك وانتشر حملته وطلابه وأينعت ثمار جهودهم فقد أخرجت نجد من أبنائها رجالاً أضحوا يحسبون في عداد كبار القراء والمجودين المهتمين بعلم القراءات خاصة,واذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر,فضيلة الشيخ إبراهيم الدوسري..
---
(1/2339)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ( نصيحة إمام السنة لإصلاح واقع الأمة ) ..رسالة مهمة جدا تنشر لأول مرّة .. لا تفوتكم
---
( نصيحة إمام السنة لإصلاح واقع الأمة ) ..رسالة مهمة جدا تنشر لأول مرّة .. لا تفوتكم
---
المبتسم
08-09-2005, 07:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
إخواني الأكارم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أزفّ إليكم هذه الرسالة القيّمة للإمام محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ بعنوان :
( نصيحة إمام السنّة لإصلاح واقع الأمة ) .. علما بأنّها تنشر لأول مرّة ....
وقد تضمّنت هذه الرسالة بحوث قيّمة في عدّة قضايّا منهجيّة منها :
( واقع الأمة الإسلامية .. أسباب وهنها .. سبيل النهوض بها ... أهميّة التزام المنهج السلفي .. التصفية والتربية .. الجهاد ... الانتخابات ... الخروج على الحكام ... ضوابط إزالة المنكر ... ) ... وغيرها كثير
وحسبكم أنّها من تراث هذا الإمام الجليل ـ رحمه الله ـ ...
وأوصي إخواني جميعا أن يستفيدوا منها ... ويجتهدوا في نشرها ...
فالناس اليوم أحوج ما يكون لهذه الدرّة الغالية في زمن انتشرت فيه الفتن والمحن ...
وأذكّركم بحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( الدالّ على الخير كفاعله ) ...
والله الهادي إلى سواء السبيل ...
لتحميل الرسالة ( اضغط هنا ) (http://www.eqla3.com/vb/attachment.php?attachmentid=51055)
أو هنا (http://www.sahab.net/sahab/attachment.php?s=&postid=484972)
---
asd_sameh
08-15-2005, 10:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً أخي المبتسم على هذه الرسالة الرائعة كم كنت ابحث عن مثلها زادك الله حرصاً على فعل الخير ونشره ارجوا توضيح اسم المحاضرة المفرغ منها الرسالة ان كان في متناولكم ....
وجزا الله خيراً اسرة ملتقى أهل التفسير على جهدهم المشكور ....
---(1/2340)
أبو المعتز القرشي
09-01-2005, 03:50 AM
رحم الله المحدث الألباني
وجزاك الله خيرا أخي على هذه الرسالة
---
(1/2341)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل (الدر المنثور - للسيوطي ) بتحقيق الدكتور التركي
---
حمل (الدر المنثور - للسيوطي ) بتحقيق الدكتور التركي
---
الراية
08-20-2006, 03:40 AM
من المكتبة الوقفية
الحجم الاجمالي
169 ميجا
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=453
وهنا مجموعة من كتب التفسير وعلوم القران
http://www.waqfeya.com/list.php?cat=11
---
(1/2342)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل لابن النقيب تفسير وما رأي مشايخنا فيه وهل هو مطبوع أم مخطوط وأين نجد مخطوطته؟
---
هل لابن النقيب تفسير وما رأي مشايخنا فيه وهل هو مطبوع أم مخطوط وأين نجد مخطوطته؟
---
أبو صفوت
08-30-2003, 10:22 PM
السلام عليكم
هل لابن النقيب تفسير وما رأي مشايخنا فيه وهل هو مطبوع أم مخطوط وأين نجد مخطوطته؟
هل هناك مخطوطة يتمنى مشايخنا أن تخرج إلى النور ويعتنى بها في رسالة علمية ؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
---
المنصور
09-02-2003, 12:37 AM
لابن النقيب كتاب تفسير ضخم لازال مخطوطاً الى الآن ، ولم يطبع منه الا المقدمة التي نسبت في بداية الا مر لابن القيم ، ثم اشتهر أنها ليست له ، وطبعت قبل سنوات منسوبه لمؤلفها الحقيقي : ابن النقيب ، وقد اطلعت على مخطوطة لهذا الكتاب في مكتبة الملك عبد العزيز في المدينة النبوية قديما ، كما اطلعت على حاشية للسندي على تفسير البيضاوي فيها فوائد جيدة تستحق ابرازها وتحقيقها في نفس المكتبة .
---
(1/2343)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل الظاهرة القرانية لمالك بن نبي وبتقديم أبي فهر رحمها الله
---
حمل الظاهرة القرانية لمالك بن نبي وبتقديم أبي فهر رحمها الله
---
أبو العالية
01-25-2007, 01:52 PM
الحمد لله ، وبعد ..
تفضل :
---
زكرياء توناني
01-25-2007, 05:01 PM
جزاكم الله خيرا ، أين الرابط ؟؟؟
---
نورة
01-28-2007, 03:42 AM
في الانتظار
بارك الله فيكم
---
أبو المعتز القرشي
01-28-2007, 04:44 PM
...
---
(1/2344)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > مرصد عالمي رؤية هلال رمضان
---
مرصد عالمي رؤية هلال رمضان
---
مصطفى علي
09-02-2006, 12:31 AM
رؤية هلال رمضان ضيعها كثير من المتدينين بعدم خروج كم منهم للرؤية ، فإن كثرة عدد الخارجين قي حالة الوجود سيكون فيها إثبات .
فلذا أتصور أن هذا الأمر يعتبر إحياء ( لسنة قديمة ) فيما أتصور.
واقترح أن يقوم مرصد بتسجيل ما يراه على الفضائيات مباشرة ، أو لو كان ذلك جائزًا على النت واقعيا فيكون خيرًا .
وليكن المرصد بالسعودية ويصحب هذه الرؤية أحد المشايخ الأعلام الثقات في تلك الرؤية
فما رأيكم
---
مصطفى علي
09-06-2006, 05:03 PM
نرجو النقاش في ذلك فرمضان على الأبواب
كل عام وأنتم بخير
---
(1/2345)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب « الرد على القرضاوي والجديع » في مسألة الغناء
---
كتاب « الرد على القرضاوي والجديع » في مسألة الغناء
---
عبدالرحمن السديس
02-13-2007, 07:28 PM
الرد على القرضاوي والجديع
رد علمي متضمن قواعد في أصول الفقه والحديث واللغة
على
الدكتور يوسف القرضاوي وكتابه ((فقه الغناء والموسيقى))
والأستاذ عبد الله الجديع وكتابه ((الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام))
والدكتور سالم الثقفي وكتابه ((أحكام الغناء والمعازف))
والدكتور محمد المرعشلي وكتابه ((الغناء والمعازف في الإعلام المعاصر))
لمؤلفه الشيخ عبد الله رمضان موسى
يمكن الاطلاع على غلاف الكتاب وفهارسه وتحميله :
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=794
---
محمد البخاري
02-13-2007, 10:38 PM
فضيلة الشيخ : بارك الله فيكم على هذا التوجيه والإرشاد والإحالة..وأسأل الله أن ينتفع بهذه الردود العلمية..
وأرجو من فضيلتكم التنبيه على وجوب احترام العلماء وعدم التقليل من شأنهم، مهما خطأهم أقرانهم من أهل العلم والإجتهاد، وكل مجتهد مأجور، وكل من ينتقصه موزور..نفع الله بعلمهم وتوجيهكم..
محمد البخاري
---
نياف
02-16-2007, 02:17 PM
بارك الله فيك وجزاك االله خيرا
---
أبو فاطمة الأزهري
02-18-2007, 12:21 AM
أحسن الله إليكم
عند الضغط على الرابط خرجت لي هذه الرسالة :
لقد حددت الموضوع خاطئ. إذا أتبعت رابط صحيح, الرجاء قم بالتواصل مع المدير العام
فلعلك تراجعه غير مأمور . وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن السديس
02-18-2007, 01:46 PM
بارك الله فيكم
الرابط صحيح لكن الكتاب حذف لطلب مؤلفه وتظلمه .
---
أبو محمد الظاهرى
02-28-2007, 11:01 PM
جزاكم الله خيراً
ولكن هل كان الكتاب مصوراً أم مكتوباً؟(1/2346)
وهل يتوفر مقتطفات منه في مواقع أخرى؟ ويرجى ذكر الطبعة واسم الناشر لنبحث عنه فى المكتبات..
---
عبدالرحمن السديس
03-01-2007, 02:16 PM
تفضل هذه بعض المعلومات عن الكتاب
الرد على القرضاي والجديع
رد علمي متضمن قواعد في أصول الفقه والحديث واللغة
على
الدكتور يوسف القرضاوي وكتابه/ فقه الغناء والموسيقى
الأستاذ عبد الله الجديع وكتابه/ الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام
الدكتور سالم الثقفي وكتابه/ أحكام الغناء والمعازف
الدكتور محمد المرعشلي وكتابه/ الغناء والمعازف في الإعلام المعاصر(كتاب المرعشلي قدَّم له الدكتور وهبة الزحيلي)
تأليف
الشيخ/ عبد الله رمضان موسى
كلية الشريعة
راجعه وقدم له
الدكتور محمد حجازي
دكتوراة في أصول الفقه المقارن
الناشر
الأثرية للتراث - دهوك العراق
ذكر الناشر أن الكتاب كان اسمه: (هدم أصول المجازف وأصحابه المبيحين للمعازف) وأنه تم تغيير اسم الكتاب أثناء الطبع بعد مشورة بعض أهل العلم.
=============================
الكتاب أكثر من 600 صفحة , منهم 200 صفحة قواعد متميزة في أصول الفقه وأصول الحديث واللغة, فيها هدم لأصول القرضاوي والجديع والثقفي والمرعشلي ومن تبعهما
(وبلغني أن سعره رخيص)
=====================================
حقوق الطبع محفوظة ولا يجوز النسخ أو التصوير الآن؛ لأن مقدمة المؤلف للطبعة الأولى بتاريخ 12/1/2007, وذكر في مقدمة الكتاب أن العمل في الكتاب استغرق ما يقرب من عام كامل ، قال في المقدمة:
(( خرج لنا بعد مدة طويلة وصلت إلى قرابة عام كامل لم يستلذ فيها بطعم النوم أو الراحة)).
===========================
فهرس الكتاب
فهرس الموضوعات
مقدمة الكتاب ............
منهج الدكتور القرضاوي في كتابه
الدكتور الثقفي وكتابه (أحكام الغناء والمعازف وأنواع الترفيه الهادف)
الدكتور المرعشلي وكتابه (الغناء والمعازف)
سمة مشتركة بين الأربعة
تنبيهات هامة حول منهج الكتاب(1/2347)
بيان جهل الأستاذ الجديع بعلم أصول الفقه وقواعده, وتحريفه لأقوال أهل العلم
الكلام في هذا المبحث في أربعة مطالب:
الأول: الشروط الواجب توفرها فيمن يستنبط الأحكام من النصوص الشرعية.
الثاني: بيان ضعف القدرات العقلية الاستنباطية للأستاذ الجديع .
الثالث: بيان جهل الأستاذ الجديع بعلم أصول الفقه وقواعده.
الرابع: بيان تحريفات الأستاذ الجديع لأقوال أهل العلم .
الباب الأول:
قواعد أصولية وحديثية ولغوية
الفصل الأول: القواعد الأصولية
القاعدة الأولى: دلالة الاقتران حُجَّة عند عطف المفردات, بإجماع العلماء
الكلام هنا في ثلاثة مطالب:
الأول: بيان المقصود بدلالة الاقتران , وأنواعها عند علماء أصولالفقه .
الثاني: بيان إجماع العلماء على حجيةدلالة الاقتران في حالة عطف المفردات.
الثالث: بيان إجماع العلماء على حجيةدلالة الاقتران في حديث المعازف .
القاعدة الثانية: ما أباحه الله لنا في عموم الأحوال لا يسمى رُخْصَة , باتفاق العلماء
يتضمن هذا المبحث أربعة مطالب :
الأول: مقدمة تمهيدية.
الثاني: ذِكْر عبارات علماء أصول الفقه في تعريف الرُّخْصَة .
الثالث: بيان موافقة علماء اللغة لعلماء أصول الفقه في معنى الرخصة.
الرابع: بيان اتفاق العلماء على أن ما أباحه الله لنا في عموم الأحوال لا يُسَمَّى " رُخْصَة ".
القاعدة الثالثة: بيان أن الأئمة المتقدمين كمالك والشافعي والإمام أحمد يقولون: (نَكْرَه كَذَا), ويقصدون التحريم
القاعدة الرابعة: إتفاق العلماء على أن حكاية الفعل لا عموم لها , ولا يجوز الاحتجاج بها
الكلام في هذا المبحث في ثلاثة مطالب :
المطلب الأول: بيان محل اتفاق العلماء
المطلب الثاني: بيان محل اختلاف العلماء
المطلب الثالث: تنبيه جمع من كبار العلماء على عدم الخلط بين القسمين الأول والثاني
القاعدة الخامسة: صيغة (كان يفعل كذا) تُستعمل فيما وقع مرة واحدة(1/2348)
القاعدة السادسة: أركان القياس وشروط صحته (فيها أربعة مطالب):
الأول: بيان أركان القياس
الثاني: بيان إجماع العلماء على بطلان القياس إذا كان الفرع منصوصا على حكمه
الثالث: بيان إجماع علماء أهل السنة على بطلان القياس إذا كانت العلة غير منضبطة
الرابع: بيان إجماع العلماء على بطلان القياس إذا كانت العلة قاصرة
القاعدة السابعة: الجمع بين أشياء في الوعيد يدل على تحريم كل منها بمفردها. (أو: لا يُجْمَع بين مُحَرَّم ومباح في الوعيد)
القاعدة الثامنة: بيان اتفاق العلماء على أن الإجماع حجة قطعية, تَحْرُم مخالفته.
فيها ستة مطالب:
المطلب الأول: بيان اتفاق العلماء على حجية الإجماع, وبيان أن أول من أنكره: النَّظَّام المتهم بالزندقة (الجديع يُقلِّدُ النَّظَّام الزنديق وفرقة الرافضة الضالة في إنكارهم حجية الإجماع)
المطلب الثاني: تحذير المسلمين من خطر منكري حجية إجماع علماء الدين
المطلب الثالث: بيان الأدلة القطعية على حجية الإجماع, ويتقرر بقاعدتين :
القاعدة الأولى: أنه يستحيل أن يخلو عصر من ناطق بالحق .
القاعدة الثانية: ضمان الله تعالى حفظ أقوال أهل العلم التي بها يُحفظ الدين
المطلب الرابع: بيان أن الإمام أحمد يقول بحجية الإجماع...........
إبطالَ شبهة الجديع حول قول الإمام أحمد: " من ادعى الإجماع فهو كاذب "......
المطلب الخامس: اتفاق العلماء على حُجِّيَّة الإجماع السكوتي قطعا - إذا تكررت الواقعة مع تطاول الزمان. .........
إبطالَ شبهة زَعْم الجديع أن السكوتي مُخْتَلَفٌ في حجيته ........
المطلب السادس: إثبات أن الإمام الشافعي يَحْتَجُّ بالإجماع.............
إبطالَ شبهة احتجاجهم بقول الإمام الشافعي: " لَا يُنْسَبُ إلَى سَاكِتٍ قَوْلُ" .....
الفصل الثاني: القواعد الحديثية
القاعدة الأولى: اتفاق عامَّة علماء الفقه و الحديث على رفض رواية المبتدع الداعية
الكلام في هذه القاعدة في أربعة مطالب :(1/2349)
الأول : بيان المقصود بالدعوة إلى البدعة .
الثاني : بيان اتفاق عامَّة علماء الفقه و الحديث على رفض رواية المبتدع الداعية .
الثالث: بيان اتفاق جمهور العلماء على قبول رواية المبتدع غير الداعية إلا إذا روى ما يُقوي بدعته.
الرابع : بيان من تُرد روايته مطلقا , سواء كان داعية أو لم يكن .
القاعدة الثانية: الاعتبار و المتابعات والشواهد
الكلام في هذه القاعدة في أربعة مطالب :
الأول: ذكر مثال واقعي لبيان الهدف من المتابعات والشواهد .
الثاني: بيان الفرق بين المتابعة والشاهد .
الثالث : ذكر مثال تطبيقي يوضح الفرق بينهما .
الرابع : ذِكْر بعض شروط صلاحية الشواهد للتقوية .
القاعدة الثالثة: حديث الراوي السيء الحفظ: متى يوصف بأنه منكر؟
الكلام في هذه القاعدة في أربعة مطالب :
الأول: متى يُقال: إن الراوي قد تَفَرَّدَ بروايته ؟
الثاني: بيان المتابعات والشواهد التي تَصْلُح للتقوية .
الثالث: حديث الراوي السيء الحفظ: متى يوصف بأنه منكر ؟
الرابع: بيان أنه لا يَصْلُح للتقوية ما ثَبَتَ – أو ظَهَرَ – كَوْنه خَطَأً .
القاعدة الرابعة: وصف الذهبي للرجل بأنه (إمام حافظ محدث) ليس معناه أنه ثقة عنده
الكلام في هذه القاعدة في ثلاثة مطالب :
الأول : بيان أن هذه الأوصاف عند الإمام الذهبي لا يقصد بها توثيق الرجل.
الثاني : بيان ما يقصده الإمام الذهبي بتلك الأوصاف .
الثالث : ذكر أمثلة توضح ذلك .
القاعدة الخامسة: بيان عدم الاعتماد التام على الإمام ابن حزم في تصحيح وتضعيفالأحاديثوجرح وتعديل الرواة , خاصَّةً إذا خالفه غيره من المحدثين
القاعدة السادسة: رواية الراوي عمن عاصره بصيغة " عن "
القاعدة السابعة: بيان عدم صحة الاعتماد على مجرد ذِكْر اسم الراوي في كتاب (الثقات) لابن حبان , إلا إذا صرح ابن حبان بما يدل على معرفته بضبط الراوي(1/2350)
القاعدة الثامنة: إذا روى صحابيان حديثا واحدا , وفي رواية أحدهما زيادة: فإنها تُقْبَل باتفاق العلماء
الكلام هنا في مطلبين:
المطلب الأول: بيان موضع الاتفاق .
المطلب الثاني: بيان موضع النزاع
الفصل الثالث: القواعد اللغوية
قاعدة : تمييز أهل اللغة بين ألفاظ : (مَعَازِف) , و (عَازِف) , و (عَزْف)
تعريفات :
المد
الجرس
النغم
التحزين
الغناء
السماع
التطريب والطرب
ترجيع الصوت
الإيقاع
اللحن و التلحين و الألحان
حكم قراءة القرآن بالألحان
معنى كلمة " موسيقى "
الباب الثاني:
أدلة تحريم آلات الموسيقى
الدليل الأول : حديث (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)
ذِكْرُ بعض كبار الأئمة الذين صححوا الحديث
القسم الأول من الشبهات : شبهات حول دلالة حديث (المعازف) على التحريم ..
الشبهة الأولى ....
الشبهة الثانية حول دلالة الحديث على تحريم المعازف .......
الشبهة الثالثة حول دلالة الحديث على تحريم المعازف
الشبهة الرابعة حول دلالة الحديث على تحريم المعازف
الشبهة الخامسة حول دلالة الحديث على تحريم المعازف
الشبهة السادسة حول دلالة الحديث على تحريم المعازف
الشبهة السابعة حول دلالة الحديث على تحريم المعازف
القسم الثاني من الشبهات : شبهات حول صحة متن حديث (المعازف)
الشبهة الأولى
الشبهة الثانية حول صحة متن حديث المعازف
القسم الثالث من الشبهات : شبهات حول صحة إسناد حديث (المعازف)
الشبهة الأولى
الشبهة الثانية حول صحة إسناد حديث المعازف
الشبهة الثالثة حول صحة إسناد حديث المعازف , والجواب عنها
الجواب الأول: بيان أن في هذا الكلام تعمدًا للتدليس بغية إخفاء الحقائق وتزييفها.
الجواب الثاني: بيان أن هشام بن عمار ثقة .
الجواب الثالث : بيان علو قدر هشام بن عمار , وأنه رأسٌ في الكتاب والسنة.
الجواب الرابع: إبطال شبهة الاستدلال بقول الإمام أحمد في هشام بن عمار .(1/2351)
الجواب الخامس: إبطال شبهة قول أبي حاتم بتغير حفظ هشام في كبره .
الجواب السادس: بيان أن حديث المعازف له إسناد آخر صحيح من غير طريق هشام.
الشبهة الرابعة حول صحة إسناد حديث المعازف
الدليل الثاني من أدلة تحريم آلات الموسيقى : حديث (إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُم الْخَمْرَ ، وَالْمَيْسِرَ ، وَالْكُوبَةَ ") ............
شبهات حول الدليل الثاني من أدلة تحريم آلات الموسيقى
الشبهة الأولى :
الشبهة الثانية حول حول تحريم الكوبة (الطبل)
الشبهة الثالثة حول تحريم الكوبة (الطبل)
الشبهة الرابعة حول تحريم الكوبة (الطبل)
الدليل الثالث من أدلة تحريم آلات الموسيقى: حديث (إن ربى حرم عليَّ الخمر والميسر والكوبة والقنين) ......
متابعة بكر بن سوادة لراوي النهي عن القنين :
شبهات حول الدليل الثالث من أدلة تحريم آلات الموسيقى
الشبهة الأولى :
الشبهة الثانية
الدليل الرابع من أدلة تحريم آلات الموسيقى: (إِنَّهُ قَدْ رَخَّصَ لَنَا فِي الْعُرْسِ) ...
شبهة للدكتور القرضاوي وإبطالها
الدليل الخامس من أدلة تحريم آلات الموسيقى: حديث (" بُعِثْتُ بِهَدْمِ الْمِزْمَارِ وَالطَّبْلِ)
شبهات حول هذا الدليل الخامس من أدلة التحريم
الشبهة الأولى:
الدليل السادس من أدلة تحريم آلات الموسيقى: حديث (صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة .)...............
ذِكْر شاهد جيد لرواية لعن صوت المزمار: حديث (إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ فَاجِرَيْنِ : صَوْتِ مِزْمَارٍ عِنْدَ نغمَة..) ........
الجواب عن شبهات الجديع حول هذا الدليل
الشبهة الأولى :
الشبهة الثانية حول حديث (صوتان ملعونان)
الشبهة الثالثة حول حديث (صوتان ملعونان)
الشبهة الرابعة حول حديث (صوتان ملعونان)
الشبهة الخامسة حول حديث (صوتان ملعونان)
إجماع علماء الأُمَّة على تحريم آلات الموسيقى .
الباب الثالث : مذاهب الأئمة الأربعة
الفصل الأول:(1/2352)
قول الإمام أبي حنيفة وأئمة الحنفية
المطلب الأول : بيان قول الإمام أبي حنيفة بتحريم الموسيقى .
المطلب الثاني : بيان اتفاق أئمة الحنفية على تحريم الموسيقى .
المطلب الثالث : شبهات وردود , وبيان أباطيل وسقطات الأستاذ الجديع والدكتور الثقفي في تحرير مذهب الإمام أبي حنيفة.
ذِكْر نص كلام الدكتور الثقفي حَرْفِيًّا , وبيان وقوعه في التحريف والكذب على أبي حنيفة
الشبهة الأولى :
الشبهة الثانية
الشبهة الثالثة :
الشبهة الرابعة
الشبهة الخامسة
الشبهة السادسة
الفصل الثاني :
مذهب الإمام مالك و أئمة المالكية
المطلب الأول : بيان قول الإمام مالك بتحريم الموسيقى .
المطلب الثاني : بيان تصريح أئمة المالكية بالتحريم .
المطلب الثالث : شبهات و ردود .
الشبهة الأولى :
الشبهة الثانية :
الشبهة الثالثة :
الشبهة الرابعة :
الوجه الثاني من الجواب عن الشبهة الرابعة:
بيان ما ارتكبه الدكتور الثقفي من تحريف وكذب:
الشبهة الخامسة :
الشبهة السادسة :
نماذج صريحة لتحريف الدكتور الثقفي المُتعمد المفضوح .
الشبهة السابعة :
الفصل الثالث:
مذهب الإمام الشافعي و أئمة الشافعية
المطلب الأول : بيان أن قول الإمام الشافعي في المعازف صريحٌ في التحريم .
المطلب الثاني : بيان تصريح أئمة الشافعية بالتحريم واتفاقهم على ذلك .
المطلب الثالث : شبهات وردود وبيان أباطيل وسقطات الأستاذ الجديع والدكتور القرضاوي والدكتور الثقفي.
الشبهة الأولى :
الشبهة الثانية :
الشبهة الثالثة :
الشبهة الرابعة
القسم الأول من الشبهة الرابعة : زعمهم أن الشافعي وأصحابه أباحوا المعازف
القسم الثاني من الشبهة الرابعة : زعمهم أن البيهقي أباح المعازف
القسم الثالث من الشبهة الرايعة : زعمهم أن العز بن عبد السلام أباح المعازف
القسم الرابع من الشبهة الرابعة : زعمهم أن الشيرازي أباح العود
القسم الخامس من الشبهة الرابعة : زعمهم أن الماوردي أباح العود
الشبهة الخامسة(1/2353)
الشبهة السادسة
الشبهة السابعة: زعمهم أن الغزالي قال : لا يدل على التحريم نص
الشبهة الثامنة
الشبهة التاسعة
الفصل الرابع:
قول الإمام أحمد وأئمة الحنابلة بتحريم آلات الموسيقى
المطلب الأول : بيان تصريح الإمام أحمد بتحريم آلات الموسيقى .
المطلب الثاني : بيان تصريح أئمة الحنابلة بتحريم آلات الموسيقى .
المطلب الثالث : شبهات وردود .
الشبهة الأولى :
الشبهة الثانية :
الشبهة الثالثة :
الشبهة الرابعة :
الشبهة الخامسة :
الباب الرابع
شبهات المبيحين من الأحاديث
الدليل الأول: رواية (وإذا سمعت صوت المزهر ...)
الدليل الثاني: رواية (ألقت المغنية ما كان في يدها)
الدليل الثالث: رواية (كان الجواري إذا نكحوا كانوا يمرّون بالكبر والمزامير)
الدليل الرابع: رواية (فصل ما بين الحلال والحرام: الدف)
الدليل الخامس : رواية (دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ ؛ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ)
الدليل السادس: رواية (كُنَّا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَالْجَوَارِي يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ)
الدليل السابع: رواية (نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللَّهُ تَعَالَى سَالِمًا أَنْ أَضْرِب عَلَى رَأْسِكَ بالدُّفِّ)
الدليل الثامن: رواية (سَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ)
الدليل التاسع: رواية (فَأَعْطَاهَا طَبَقًا, فَغَنَّتْهَا) .
الباب الخامس
شبهات حول الصحابة والتابعين ومن بعدهم (حكايات مكذوبة)
الشبهة الأولى: زَعْمهم أن ابن عمر يشجع ابن جعفر على شراء جارية تغني بالعود!!
الشبهة الثانية: زَعْمهم أن ابن عمر دخل على ابن جعفر فوجد عنده عُودًا!!
الشبهة الثالثة: زَعْمهم أن ابن عمر وجد عند ابن جعفر جارية في حجرها عود!
الشبهة الرابعة: زَعْمهم أن جارية غَنَّتْ بِالْعُود لمعاوية وابن جعفر!!
الشبهة الخامسة: زَعْمهم أن جارية غَنَّتْ بِالْعُود للصحابة في زمن عثمان!!
(اختلق الكذابون ثلاث روايات في ذلك) .(1/2354)
الشبهة السادسة: زَعْمهم أن عبد الله بن الزبير كان له جوَارٍ عَوَّادَاتٍ!!
الشبهة السابعة: زَعْمهم أن سعيد بن المسيب رَخَّصَ لابنته في الطبل.
الشبهة الثامنة : زَعْمهم سماع سعيد بن جبير لغناء جارية بِدُفٍّ .
الشبهة التاسعة : زَعْمهم أن عبد العزيز الماجشون يُرَخِّص في العود!! .
الشبهة العاشرة : زعْمهم أن يعقوب الماجشون استعمل المعازف.
الشبهة الحادية عشر: زعْمهم أن يوسف الماجشون وابن معين أَقَرَّا استعمال المعازف.
الشبهة الثانية عشر : زعمهم أن إبراهيم بن سعد كان يُغَنِّي بالعود, وهي أربعة أقسام:
القسم الأول: الحكاية المكذوبة على إبراهيم بن سعد
القسم الثاني: زعمهم أن النقلة نسبوا الضرب بالعود إلى إبراهيم بن سعد
القسم الثالث: زعمهم أن الذهبي وصف إبراهيم بن سعد بـ (الحافظ) على الرغم من أنه غنى بالعود
القسم الرابع: بيان فساد كلام الجديع على إسناد قصة إبراهيم بن سعد.
الشبهة الثالثة عشر : الإجماع المزعوم لأهل المدينة في إباحة العود .
الشبهة الرابعة عشر : زعمهم أن المنهال بن عمرو كان يضرب بالطنبور .
الشبهة الخامسة عشر : زَعْمهم أن إسحاق الموصلي أجاز آلات الموسيقى.
خاتمة
---
أبو محمد الظاهرى
03-02-2007, 11:02 AM
جزاكم الله خيراً على استجابتكم والتعريف بالكتاب ومحتوياته .
---
الجكني
03-02-2007, 11:10 PM
لي سؤالان :
1-أين يباع هذا الكتاب 0
2- هذه "الفهرسة "بالأسلوب الذي عرضت به ،إضافة إلى "تقديم الناشر للكتاب : لا تشجع على قراءته ،بل فيها دليل واضح جلي على " التجهيل " المسبق للخصم وعدم الاهتمام به وهذا ما لا نرضاه في عرض المسائل العلمية ،فكلمة الناشر فيها "الاشارة الخفية إلى "اتهام " المخالف بما لا يليق ،-آمل الرجوع إليها حيث لم أتمكن من ذلك الآن -ففيها "تعريض للمسلم باليهود والنصارى ؟؟؟(1/2355)
وأيضاً :آمل التمعن في هذه "الفهرسة" وكم مرة ذكر فيها "بيان جهل " و"تحريف " 000،وهذه أوصاف لا تسلم حتى نرى كلام الجميع وطرق استدلالهم 0
رزقنا الله الإنصاف والعدل 0
---
عبدالرحمن السديس
03-03-2007, 06:43 PM
لي سؤالان :
1-أين يباع هذا الكتاب 0
بيع في معرض الكتاب الماضي في القاهرة وبلغني أنه نفد في وقت سريع ولم يصل لمعرض الكتاب بالرياض ولا للمكتبات .
وهذا الفهرس منقول من مشاركة احد الإخوة في ملتقى أهل الحديث .
2- هذه "الفهرسة "بالأسلوب الذي عرضت به ،إضافة إلى "تقديم الناشر للكتاب : لا تشجع على قراءته ،بل فيها دليل واضح جلي على " التجهيل " المسبق للخصم وعدم الاهتمام به وهذا ما لا نرضاه في عرض المسائل العلمية ،فكلمة الناشر فيها "الاشارة الخفية إلى "اتهام " المخالف بما لا يليق ،-آمل الرجوع إليها حيث لم أتمكن من ذلك الآن -ففيها "تعريض للمسلم باليهود والنصارى ؟؟؟
وأيضاً :آمل التمعن في هذه "الفهرسة" وكم مرة ذكر فيها "بيان جهل " و"تحريف " 000،وهذه أوصاف لا تسلم حتى نرى كلام الجميع وطرق استدلالهم 0
رزقنا الله الإنصاف والعدل 0
بارك الله فيكم
قولكم "التجهيل المسبق " كيف يكون مسبقا والرد بين يديه ؟
من يريد الحق فلا ينبغي أن يرده عنه ما قد يطغى به قلم الكاتب، أليس هذا كتاب محلى ابن حزم قد تناقله الأكابر ونسخوه وسمعوه وأفادوا منه... على ما فيه من وقوع في من هو خير من الشيخ الجديع بكثير ؟
مع أني رأيت جملة ممن رد على الشيخ الجديع في هذه المسألة وغيرها ـ على اختلاف بلادهم ومذاهبهم ـ قد وصفوا الجديع بأمور تتعلق بأمانة النقل وتحرير الأقوال ونسبتها و... لم يكن فيها على جادة أهل العلم.
---
الجكني
03-03-2007, 09:15 PM
من رد على الإمام ابن حزم رحمه الله لم (يكيلوا ) له أنواعاً وأصنافاً من "التهم والوصف ب(الجهل ) وأن ما ذهب إليه يجعله ك موافقاً اليهود والنصارى )(1/2356)
آمل ثانية الرجوع إلى عبارة "الناشر" ،لنقف على نص عبارته 0
---
عبدالرحمن السديس
03-04-2007, 08:22 PM
المقصود أن قولكم أن وجود هذا غير مشجع على القراءة = فيه نظر،
مع أن في من رد على ابن حزم من قال قولا شديدا كابن العربي وغيره، وراجع ذا ـ إن شئت ـ في كتاب ابن حزم خلال ألف عام،
مع أن هذا الفرع لا يعني كثيرا،
والمقصود الوقوف على ما في الكتاب من حق في تقرير حكم هذه المسألة على ما هو مقرر عند جموع العلماء ورد ما يتثار عليها من شبهات من بعض المعاصرين.
---
الجكني
03-04-2007, 08:47 PM
النزاع ليس في "الرد "بحد ذاته ،بل هذا حق مشروع لكل من هو أهل له من أهل العلم ،النزاع هو في "الأسلوب " الذي يكون به الرد ،هل "مؤدب" أم لا ؟ هل هو مبني على "مناقشة " الأفكار والأقوال ؟أم أنه "فرصة "عند البعض لتسويق "آرائهم "وأفكارهم لاتهام "الأشخاص والتشكيك في "دينهم " وديانتهم " لمجرد أنه رأوا رأياً ليس عليه "جمهور " العلماء؟؟؟
---
محمود الشنقيطي
03-04-2007, 09:13 PM
أوافق شيخي الكريم الدكتور: الجكني في رأيه فما هكذا حسن الأدب والرد على المخالفين مهما بلغ شططهم وابتعادهم , فقوة الحجة وثبوت الدليل, وصدق الاستنباط في أي رد علمي تكفي في دمغ الباطل وزهقه , ولا حاجة لصاحبها بعبارات كهذه:
الثاني: بيان ضعف القدرات العقلية الاستنباطية للأستاذ الجديع .
الثالث: بيان جهل الأستاذ الجديع بعلم أصول الفقه وقواعده.
الرابع: بيان تحريفات الأستاذ الجديع لأقوال أهل العلم .
---
عمار
03-04-2007, 09:22 PM
قرأت الكتاب ولم يعجبني أسلوب الباحث – عفر الله لنا وله - في رده على المخالفين...لكن من الإنصاف أيضا أن نشهد للكتاب بكثرة فوائده وتحريراته.
ولذا خذ ما يفيد وألق ما لا يفيد في اليمّ!(1/2357)
وكل الشكر والتقدير للشيخ عبد الرحمن السديس – حفظه الله تعالى - على حبه للعلم وحرصه على نشر ما يفيد إخوانه....ونشكر الدكتور الكريم الجكني – حفظه الله تعالى – على غيرته على العلم والعلماء.
والله يوفق الجميع ويرحمنا جميعا....
---
الجكني
03-04-2007, 09:38 PM
ولك الشكر والتقدير أخي الشيخ عمار 0
---
عبدالرحمن السديس
03-04-2007, 10:05 PM
أوافق شيخي الكريم الدكتور: الجكني في رأيه فما هكذا حسن الأدب والرد على المخالفين مهما بلغ شططهم وابتعادهم , فقوة الحجة وثبوت الدليل, وصدق الاستنباط في أي رد علمي تكفي في دمغ الباطل وزهقه
.
بارك الله فيكم جميعا
و لم أخالف في هذا ،ولا ينبغي أن يكون خلاف فيه ، والكلام كان في أن التجاوز وطغيان القلم في الردود = غير مانع من الإفادة مما فيها من حق .
وللفائدة ينظر هذا
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=14174&postcount=107
---
محمود الشنقيطي
03-05-2007, 04:06 PM
وفيك بارك الله يا شيخ عبد الرحمن ولا حرمكم أجر السعي لإيصال الفائدة لطلابها..
---
(1/2358)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حمل تسجيلات نادرة للشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله
---
حمل تسجيلات نادرة للشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله
---
فرغلي عرباوي
06-25-2004, 05:13 PM
حمل تسجيلات نادرة للشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله
http://www.members.lycos.co.uk/alminsh/al-minsh.htm
---
(1/2359)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مع أعظم إنسان (رمضانيات24)
---
مع أعظم إنسان (رمضانيات24)
---
د. محمد مشرح
11-07-2004, 01:55 PM
الحلقة 24
23 محاولة قريش الرجوع عن القتال
قال ابن اسحاق وحدثني أبي إسحاق بن يسار وغيره من أهل العلم عن أشياخ من الأنصار قالوا لما اطمأن القوم بعثوا عمير بن وهب الجمحي فقالوا احرزوا لنا اصحاب محمد قال فاستجال بفرسه حول العسكر ثم رجع إليهم فقال ثلاث مئة رجل يزيدون قليلا أو ينقصون ولكن أمهلوني حتى أنظر اللقوم كمين أو مدد قال فضرب في الوادي حتى أبعد فلم ير شيئا فرجع إليهم فقال ما وجدت شيئا ولكن قد رايت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا نواضح يثرب تحمل الموت الناقع قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلا منكم فإذا أصابوا منكم اعدادهم فما خير العيش بعد ذلك فرو رأيكم فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس فأتى عتبة بن ربيعة فقال يا الوليد إنك كبير قريش وسيدها والمطاع فيها هل لك إلى أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى آخر الدهر قال وما ذاك يا حكيم قال ترجع بالناس وتحمل أمر حليفك عمرو ابن الحضرمي قال قد فعلت أنت علي بذلك إنما هو حليفي فعلي عقله وما أصيب من ماله فأت ابن الحنطلية والحنظلية نسبها ؛ قال ابن هشام والحنظلية أم أبي جهل وهي أسماء بنت مخرمة أحد بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم فإني لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره يعني أبا جهل بن هشام ثم قام عبتة بن ربيعة خطيبا فقال يا معشر قريش إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه قتل ابن عمه وابن خاله أو رجالا من عشيرته فارجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب فإن أصابوا فذاك الذي أردتم وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم(1/2360)
تعرضوا منه ما تريدون قال حكيم فانطلقت حتى جئت أبا جهل فوجدته قد نثل درعا له من جرابها فهو يهنئها قال ابن هشام يهيئها فقلت له يا أبا الحكم إن عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا للذي قال فقال انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه كلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد وما بعتبة ما قال ولكنه قد رأى أن محمد وأصحابه أكله جزور وفيهم ابنه فقد تخوفكم عليه ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي فقال هذا يريد أن يرجع بالناس وقد رأيت ثأرك بعينك فقم فأنشد خفرتك ومقتل أخيك . فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف ثم صرخ واعمراه واعمراه فحميت الحرب وحقب الناس واستوسقوا على ما هم عليه من الشر وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة فلما بلغ عبتة قول ابي جهل انتفخ والله سحره قال سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره أنا أم هو قال ابن هشام السحر الرئة وما حولها مما يعلق بالحلقوم من فوق السرة وما كان تحت السرة فهو القصب ومن قوله رأيت عمرو بن لحي يجر قصبة في النار قال ابن هشام حدثني بذلك أبو عبيدة ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها في رأسه فما وجد في الجيش بيضة تسعه من عظم هامته فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ببرد له .
[دروس من المقطع السابق ]
[إنه أمر أراده الله لتحصد رءوس ، طالما وقفت أمام منهج الحق أن يصل إلى النفوس ، ولله فيما يقدر حكم قد لا تظهر للإنسان إلا بعد حين ]
---
(1/2361)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لو أجرينا مفاضلة بين "عمدة التفسير" و "المصباح المنير"...
---
لو أجرينا مفاضلة بين "عمدة التفسير" و "المصباح المنير"...
---
عبدالله الشهري
01-20-2006, 08:29 PM
"عمدة التفسير" اختصار تفسير ابن كثير لأحمد شاكر ، و "المصباح المنير" تهذيب تفسير ابن كثير ، أيهما أفضل من ناحية الابقاء على القيمة العلمية للأصل ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
01-20-2006, 08:38 PM
الأول بلا شك ، بل الفرق بينهما كبير . والمصباح المنير لم يحافظ على القيمة العلمية لأصله ، وعليه مآخذ تحتاج إلى بسط - لعل الله أن ييسر ذلك في وقت لاحق - .
---
عبدالله الشهري
01-20-2006, 10:04 PM
جزاك الله خيرا ، وبانتظار بسطك النافع - إن شاء الله تعالى. ولكن لفت انتباهي مقدمة المصباح المنير والتي ذُكر فيها الإقبال الواسع من طلبة العلم والعلماء واستحسانهم للمصباح ، ولا أدري ما إذا كان السبب مجرد تسهيله ، ام حسن تبويبه ، أم خروجه في حلة قشيبة ! (كما ذكر في مقدمته) ، إلا أني قد علمت عن دروس تعقب فيها الشيخ د.خالد السبت ما ذكرت من النواقص فيه ، ولكني لم أتمكن من حضور دروسه النافعة.
وبانتظار مشاركات الفضلاء في المنتدى كذلك.
---
(1/2362)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب المفردات للفراهي ؟
---
سؤال عن كتاب المفردات للفراهي ؟
---
أبو عاتكة
06-25-2004, 09:45 AM
سألني أحدالإخوة عن كتاب مفردات القرآن للفراهي والحقيقة أنا لم أر الكتاب فمن اطلع عليه فليخبرنا من خبره
---
أبومجاهدالعبيدي
06-25-2004, 01:42 PM
يمكنك فتح هذا الملف ، ففيه بحث عن الكتاب الذي سألت عنه وفقك الله ، مع العلم بأن للفراهي كتاب آخر سبق طرحه للمناقشة في حلقة نقاش على هذا : الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=125&highlight=%C7%E1%DD%D1%C7%E5%ED).
بحث عن كتاب المفردات للفراهي - للدكتور محمد أجمل الإصلاحي (http://tafsir.org/books/open.php?cat=93&book=802).
---
أبو عاتكة
06-25-2004, 05:49 PM
أشكرك أخي محمد وجزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
06-27-2004, 01:53 PM
هذا الكتاب حققه الدكتور محمد أجمل الإصلاحي في مرحلة الدكتوراه . وقد نشرته دار الغرب الإسلامي عام 1423هـ في مجلد .
---
(1/2363)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة
---
مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة
---
إمداد
10-21-2005, 05:05 PM
مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة
--------------------------------------------------------------------------------
سؤال رقم 14035: مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة
السؤال:
ما هي المنافع التي يحصل عليه حافظ (القرآن) في هذه الحياة وفي الآخرة ؟
وما الذي سيحصل عليه أقرباؤه وذريته ؟
وماذا عن الأجيال قبله وبعده ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
إن حفظ القرآن عبادة يبتغي به صاحبه وجه الله والثواب في الآخرة ، وبغير هذه النية لن يكون له أجر بل وسيعذَّب على صرفه هذه العبادة لغير الله عز وجل .
يجب على حافظ القرآن أن لا يقصد بحفظه تحصيل منافع دنيوية لأن حفظه ليس سلعة يتاجر بها في الدنيا ، بل هي عبادة يقدمها بين يدي ربِّه تبارك وتعالى .
وقد اختصَّ الله تعالى حافظ القرآن بخصائص في الدنيا وفي الآخرة ، ومنها :
1. أنه يُقدَّم على غيره في الصلاة إماماً .
عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه " . رواه مسلم ( 673 ) .
وعن عبد الله بن عمر قال : لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا . رواه البخاري ( 660 ) .
2. أنه يقدَّم على غيره في القبر في جهة القبلة إذا اضطررنا لدفنه مع غيره .(1/2364)
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى " أحد " في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم . رواه البخاري ( 1278 ) .
3. يقدّم في الإمارة والرئاسة إذا أطاق حملها .
عن عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر يستعمله على مكة فقال : من استعملتَ على أهل الوادي ؟ فقال : ابن أبزى ! قال : ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى من موالينا ! قال : فاستخلفتَ عليهم مولى ؟ قال : إنه قارئ لكتاب الله عز وجل ، وإنه عالم بالفرائض ، قال عمر : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال : إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين . رواه مسلم ( 817 ) .
وأما في الآخرة :
4. فإن منزلة الحافظ للقرآن عند آخر آية كان يحفظها .
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها ". رواه الترمذي ( 2914 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم ( 2329 ) : حسن صحيح ، وأبو داود ( 1464 ) .
ومعنى القراءة هنا : الحفظ .
5. أنه يكون مع الملائكة رفيقاً لهم في منازلهم .
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران " . رواه البخاري ( 4653 ) ومسلم ( 798 ) .
6. أنه يُلبس تاج الكرامة وحلة الكرامة .(1/2365)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حلِّه ، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زِدْه ، فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه ، فيقال له : اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة " . رواه الترمذي ( 2915 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم ( 2328 ) : حسن .
7. أنه يَشفع فيه القرآن عند ربِّه .
عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة . رواه مسلم ( 804 ) ، والبخاري معلَّقاً .
ثانياً :
وأما أقرباؤه وذريته فقد ورد الدليل في والديه أنهما يكسيان حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها ، وما ذلك إلا لرعايتهما وتعليمهما ولدهما ، وحتى لو كانا جاهليْن فإن الله يكرمهما بولدهما ، وأما من كان يصدُّ ولده عن القرآن ويمنعه منه فهذا من المحرومين .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : " يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه : هل تعرفني ؟ أنا الذي كنتُ أُسهر ليلك وأظمئ هواجرك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها ، فيقولان : يا رب أنى لنا هذا ؟ فيقال لهما : بتعليم ولدكما القرآن " . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 6 / 51 ) .(1/2366)
وعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن وتعلَّم وعمل به أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان : بم كسينا هذا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن " . رواه الحاكم ( 1 / 756 ) .
والحديثان يحسن أحدهما الآخر ، انظر " السلسلة الصحيحة " ( 2829 ) .
والله أعلم.
الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)
---
(1/2367)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جمع نقول السلف على جميع القرآن ...
---
جمع نقول السلف على جميع القرآن ...
---
أبو حمدي
09-19-2004, 02:35 PM
نقل الدكتور عدنان زرزور في تحقيقه لمقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في أصول التفسير تحت عنوان ( آثاره في التفسير ) قولا لابن عبدالهادي المقدسي وهو يتحدث عن تصانيف الشيخ : " فمن ذلك ما جمعه من تفسير القرآن العظيم ، وما جمعه من أقوال مفسري السلف الذين يذكرون الأسانيد في كتبهم ، وذلك أكثر من ثلاثين مجلدا " ثم أضاف إلى هذا النص قول ابن رشيق : " كتب الشيخ – رحمه الله – نقول السلف مجردة عن الاستدلال على جميع القرآن ، وكتب في أوله قطعة كبيرة بالاستدلال ... " الخ ، ثم ذكر الدكتور عدنان أنه من هذين النصين يتبين ما هو المراد بالثلاثين مجلدا المشار إليها ، وأنها ليست من تفسير شيخ الإسلام ، ولكن من نقول السلف التي كان يعول عليها في تفسير ما فسر من كتاب الله تعالى . ((انظر : مقدمة في أصول التفسير ، تح : د.عدنان زرزور ، راجعه وعلق عليه الشيخ / زكي الحسيني ، الناشر دار الرسالة للنشر والتوزيع ، ط 1415هـ - 1995م : ص 10 – ص 11)) .
بناء على هذا النص ، أريد أن أطرح مسائل تدور في فلكه ، أتمنى بشدة أن يدلي أهل الاختصاص بعلمهم ، وجزى الله الجميع خيرا :
المسألة الأولى : هل هناك كتاب جمع فيه مؤلفه أقوال السلف في التفسير على غرار ما ذكر هنا عن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - ؟
وإن لم يكن هناك ، فكيف يمكن جمع مثل هذا ؟ أعني : ما هي الكتب التي يمكن أن يرجع إليها الشخص ، والتي تعتبر مصادر مهمة لأقوال السلف ؟
المسألة الثانية : الذي أعرفه أن تفسير السلف يقصد بهم : الصحابة والتابعين ، فهل يدخل كذلك تابعي التابعين ؟(1/2368)
ثم ما ذكر في نص ابن عبدالهادي " وما جمعه من أقوال مفسري السلف الذين يذكرون الأسانيد في كتبهم " ، من هم مفسرو السلف الذين يذكرون الأسانيد في كتبهم ؟
هل يقصد بالسلف في هذا السياق أمثال الطبري وابن أبي حاتم ؟
المسألة الثالثة : إذا أراد الشخص أن يجمع أقوال السلف ، فهل يجمع كل قول ينقل في المصادر التي اعتنت بنقل أقوالهم ؟ أم يجمع الصحيح فقط ؟
المسألة الرابعة : هل يمكن في هذا الجمع الاستقراء التام ، وكيف ؟
أم يكفي فيه الاستقراء الناقص و بحسب غلبة الظن وبذل الغاية في الجهد ؟
أرجوا ممن لديه الجواب الكافي ألا يبخل علينا بعلمه ...
وجزاكم الله خيرا ...
---
أبو حمدي
09-21-2004, 04:40 PM
المعذرة !!!
رفعت الموضوع ... لعل و عسى !!!
( لعل ) أحدا يهمه الموضوع ، لم يتنبه له من قبل ، أو لم يقرأه !
و ( عسى ) أن يُنظر إليه بعين الشفقة و الرحمة لكاتبه ( المتحمس ) للموضوع !!
والله المستعان ...
---
(1/2369)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تحقيق جديد لـ" جامع العلوم والحكم " وهو مجاناً لمن يرغب بطبعه طبعة خيرية .
---
تحقيق جديد لـ" جامع العلوم والحكم " وهو مجاناً لمن يرغب بطبعه طبعة خيرية .
---
ماهر الفحل
12-14-2005, 09:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ شهور فرغت من تحقيق كتاب " جامع العلوم والحكم " للحافظ ابن رجب ، وكنت أرغب في طبع الكتاب طبعة خيرية في بلدنا الجريح ، لكن لم أتمكن ، والحمد لله على كل حال .
وسأرسل الكتاب إن شاء الله تعالى مع "رياض الصالحين " إلى مكتبة الرشد فرع مكة ، وهو مجاناً لكل من يرغب طبع الكتابين أو أحدهما طبعة خيرية ، وسيكون الكتابان موجودين إن شاء الله هناك في 28 من ذي القعدة .
وهذه مقدمة الكتاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
(( وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، وأمينه على وحيه ، وخيرته من خلقه ، وسفيره بينه وبين عباده ، المبعوث بالدين القويم ، والمنهج المستقيم ، أرسله الله رحمة للعالمين ، وإماماً للمتقين ، وحجةً على الخلائق أجمعين ))( 1 ) .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))(1/2370)
( آل عمران : 102) . (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) ( النساء : 1) . (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(( ) الأحزاب : 70-71 ( .
أما بعد : فإني أحمد الله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً على إنهاء العمل بهذا الكتاب العظيم "جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم " ، ذلك الكتاب المهم الذي يشرح أهم الأحاديث التي يحتاجها المسلم ؛ فهي أحاديث كلية في أصول الدين .
والكتاب قد طبع طبعاتٍ عديدة (2 ) واعتنى به عدد من الأفاضل من المختصين
بهذا الشأن فأردت أنْ أُشرك نفسي معهم في طبعةٍ متميزةٍ راجياً من الله أنْ ينفعني بها يوم الدين يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .(1/2371)
وقد حققت الكتاب على نسخة خطية للكتاب تعود إلى عصر متأخر وقد تملكها الشيخ محمد أمين الشنقيطي . وقد اجتهدت في ضبط النص على النسخة الخطية مع الاستفادة من النسخ المطبوعة مع الرجوع إلى موارد المصنف من كتب السنة المشرفة. أما التخريج فقد أوليت عناية بالحكم على الأحاديث . وفيما يتعلق بالصحيحين فقد أحلت إلى صحيح البخاري بالجزء والصفحة على الطبعة الأميرية ثم أردفته برقم الحديث من فتح الباري ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي ، وأحلت إلى صحيح مسلم بالجزء والصفحة للطبعة الإستانبولية ثم أردفته برقم الحديث من طبعة محمد فؤاد عبد الباقي ؛ وذلك لانتشار هذه الطبعات وتداولها . وأما التعليق على الأحاديث فقد شرحت بعض الغريب الذي لم يذكره المصنف وعلّقت على بعض الأشياء مما يحتاجه المسلم في حياته وعبادته وكان جُلُّ ذلك بالاعتماد على كتب أهل العلم ، وحكمت على الأحاديث بما يليق بها من صحة أو ضعف ، وقدمت للكتاب بمقدمة يسيرة كمدخل للكتاب سميتها : (( الحافظ ابن رجب وشيءٌ من سيرته العطرة )) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
( ) من مقدمة زاد المعاد للعلامة ابن القيم 1/34 .
(2) مما وقفت عليه من طبعات هذا الكتاب : طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط وإبراهيم باجس ، وهي أفضل الطبعات السابقة . وقد قابلت الكتاب عليها ورمزت لها بالرقم
( ج ) وقد اعتمدت على الطبعة السابعة 1422 ه ومما وقفت عليه طبعة دار ابن رجب
في مصر عام 1423 ه بإشراف مصطفى بن العدوي وطبعة المكتبة العصرية عام 1418 ه بتحقيق الدكتور يوسف البقاعي ، وطبعة دار الحديث في القاهرة بتحقيق عصام الدين الصبابطي ، وطبعة دار الفرقان عام 1411 ه بتحقيق الدكتور محمد عبد الرزاق الرعود .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتب
الدكتور ماهر ياسين الفحل(1/2372)
رئيس قسم الحديث في كلية العلوم الإسلامية
جامعة الأنبار
للاطلاع على نماذج من تحقيق الكتاب على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67804
---
مرهف
12-18-2005, 12:08 AM
فرج الله عنكم الحزن ونصركم على أعداء الأمة وجزاك الله خيراً وبشرك الله بالخير لما كتبته عن مخطوطات العراق الإسلامية وغيرها فقد أثلجت صدورنا وأرحت نفوسنا وقد كنت سمعت قريباً مما كتبته عن مخطوطات العراق وفقكم الله للمزيد
---
ماهر الفحل
12-18-2005, 07:33 PM
وأنت جزاك الله خير الجزاء ونفع بك وبعلمك ، وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
---
ماهر الفحل
01-17-2006, 09:44 PM
سبب إعادة تحقيق كتاب " جامع العلوم والحكم "
قد اعتدت بفضل الله ومنه وكرمه أن لا أعمل على تحقيق كتاب إلا إذا كان في التحقيق فائدة ، وكل كتاب أعمل في تحقيقه أبذل فيه طاقتي ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، وكان من الكتب التي أعدت تحقيقها كتاب " جامع العلوم والحكم " ، وتنماز طبعتي عن غيرها بما يلي :
أولاً : المنهج في التخريج والتحقيق وترتيب المصادر ، ثم يكون هذا المنهج سائداً على جميع الكتاب .
ثانياً : عملي في كتبي الأخيرة على شكل الوقف فصرت لا أبيع الحقوق ، بل أجعلها وقفاً وحقاً لكل مسلم ، ومن هذا " جامع العلوم والحكم " و " رياض الصالحين " و " حرمة المسلم على المسلم " و " وقفات للمسلمين والمسلمات " وهذه جميعها طبعت ووزعت توزيعاً خيرياً ، ووضعتها على الشبكة ، وجعلت حق الطبع والاقتباس لكل مسلم .
ثالثاً : أشرت ونقلت في تحقيقي من كتابي الكبير " الجامع في العلل " يسر الله طبعه ونشره وإتمامه كما في الجزء الأول الصفحات : 91 و 210 و 453 و 515 و 590 .
والجزء الثاني الصفحات : 51 و 59 و 88 و 146 و 172 و 178 و 406 و 538 و 583 ، وغيرها .(1/2373)
رابعاً : اعتمد من عمل على تحقيق الكتاب ممن قبلي ، على بعض أحكام بعض الأئمة ، دون متابعة لما يليق الحكم الصحيح على تلك الأحاديث ، ومن ذلك الاعتماد على بعض أحكام الترمذي ، مع أن الاجتهاد الصحيح يخالف تلك الأحكام ، انظر على سبيل المثال الاعتماد على أحكام الترمذي ، مع أن الحكم الصحيح يخالف ذلك ، أنظر الجزء الأول الصفحات : 106 و 120 و 206 و 313 و 433 .
والجزء الثاني الصفحات : 91 و 168 و 247 و 287 و 378 و 381 و 390 .
خامساً : حكمت على الأحاديث بما يليق بها صحة أو ضعفاً بألخص عبارة وأوجز إشارة مع التعليل ، مثال ذلك :
قال ابن رجب 1/ 430
: ((وخرَّج الإمامُ أحمد من حديث الزهري ، عن حُميد بنِ عبد الرحمان ، عن رجلٍ من أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال : قلتُ : يا رسولَ الله أوصني ، قال : (( لا
تَغْضَبْ )) قال الرجل : ففكرتُ حين قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ما قال ، فإذا الغَضَبُ يجمع الشرَّ كُلَّه ، ورواه مالك في " الموطأ " عن الزهري ، عن حُميد ، مرسلاً )) .
وقد علقت بالتالي " : (( في " مسنده " 5/373 .
وأخرجه : معمر في "جامعه" ( 20286 ) - ومن طريقه البيهقي 10/105 عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمان ، عن رجل ، به . وإسناده صحيح وهو صحيح موصولاً ، وقد توبع معمر تابعه سفيان بن عيينة عند ابن أبي شيبة 8/535 ، وأحمد 5/408 ، وأبي نعيم
في " معرفة الصحابة " 5/92 فلا يضره إرسال مالك ؛ إذ اتفق معمر وسفيان على
وصله ، وقد قال ابن المبارك : (( الحفاظ عن ابن شهاب ثلاثة : مالك ومعمر وابن عيينة فإذا اجتمع اثنان على قول أخذنا به وتركنا قول الآخر )) السنن الكبرى للنسائي عقيب
( 2072 ) . )) .(1/2374)
سادساً : اعتمد بعض من سبقني في العناية على تصحيح الحديث لمجرد وجوده في صحيح ابن خزيمة ، وهذا خطأ محض ، فكتاب مختصر المختصر للإمام ابن خزيمة أحد دواوين الإسلام المهمة ، وهو أحد كتب السنة المشرقة وهو أحد الصحاح السبَعة ( وهي صحيح البخاري وصحيح مسلم ومختصر المختصر لابن خزيمة وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم وصحيح ابن السكن والمختارة للضياء ) ومكانة هذا الكتاب رفيعة بين كتب الحديث . وأهمية هذا الكتاب تظهر من خلال صحة أحاديثه ومكانة مؤلفة العلمية وجلالته في العلوم الإسلامية وكتاب ابن خزيمة أصح الصحاح السبعة بعد الصحيحين قال الحافظ ابن عدي
: (( وصحيح ابن خزيمة الذي قرضة العلماء بقولهم : صحيح ابن خزيمة يكتب بماء الذهب ، فإنه أصح ما صنف في الصحيح المجرد بعد الشيخين البخاري ومسلم )) ( الكامل 1/33 ) وقال المناوي نقلاً عن الحازمي : (( صحيح ابن خزيمة أعلى رتبة من صحيح ابن حبان لشدة تحريه ؛ فأصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين ابن خزيمة فابن حبان فالحاكم )) (فيض القدير 1/35 ) وقد اهتم المسلمون في هذا الكتاب ؛ إذ ألف ابن الملقن " مختصر تهذيب الكمال " مع التذييل عليه من رجال ستة كتب ( وهي مسند أحمد وصحيح ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم والسنن للدارقطني والبيهقي ) . وقد جعله الحافظ ابن حجر أحد موارد كتابه إتحاف المهرة .
وإن أي حديث يوجد في صحيح ابن خزيمة فهو صحيح عنده شريطة أن يكون ابن خزيمة لم يتوقف فيه ولم يعله ولم يقدم المتن على السند ، وقد وجدتُ إطلاق أهل العلم على أحاديث ابن خزيمة بقولهم : صححه ابن خزيمة بمجرد روايته في الكتاب مع الاحتراز عما ذكرته سابقاً -كما في .
1 - بلوغ المرام الأحاديث :
( 1 ) و( 5 ) و( 9 ) و( 11 ) و( 32 ) و( 36 ) و( 39 ) و( 40 ) و( 41 )
و( 45 ) و( 61 ) و( 65 ) و( 107 ) و( 112 ) و( 122 ) و( 134 ) و( 168 )(1/2375)
و( 169 ) و( 178 ) و( 203 ) و( 207 ) و( 218 ) و( 263 ) و( 265 ) و( 301 ) و( 306 ) و( 312 ) و( 336 ) و( 360 ) و( 424 ) و( 432 ) و( 459 ) و( 635 ) و( 651 ) و( 655 ) و( 656 ) و( 661 ) و( 666 ) و( 694 ) و( 758 ) و( 800 ) و( 811 ) و( 818 ) و( 868 ) و( 942 ) و( 950 ) و( 972 ) و( 1093 ) و(1185) و( 1186 ) و( 1189 ) و( 1355 ) و( 1384 ) .
2- وحاشية ابن القيم على سنن أبي داود 1/75 و3/48 .
3- وشرح الزرقاني على موطأ مالك 1/138 .
4- وعون المعبود 1/229 و2/307 و3/287 .
5- وتحفة الأحوذي 1/114 و117 و118 و181 و206 و214 و2/79 و120 و123 و230 و3/378 .
6- وفيض القدير 6/333 .
7- وكشف الخفاء 2/151 و319 .
8- وتحفة المحتاج 1/138 و260 و344 .
9- وتغليق التعليق 2/116 .
10- وسبل السلام 1/63 و86 و186 و2/44 و52 و3/24 .
11- ونيل الأوطار 1/111 و198 و215 و2/158 و260 و237 و5/90 و113 و326 .
أما الأحاديث الضعيفة التي في " مختصر المختصر " فقد بلغت ( 429 ) حديثاً مع بيان ما توقف فيه أو ما ضعفه أو ما صدر المتن قبل السند ( 143 ) ، وما لم يتوقف فيه من الأحاديث الضعيفة أو يضعفه أو يصدر المتن على السند فهذا مما ينتقد به ابن خزيمة والأحاديث الضعيفة في " مختصر
المختصر " على النحو التالي :
27 ، 29 ، 36 ، 37 ، 38 ، 43 ، 60 ، 63 ، 71 ، 77 ، 83 ، 89 ،
102 ، 10 ، 118 ، 119 ، 122 ، 137 ، 144 ، 151 ، 167 ، 198 ، 208 ، 217 ، 237 ، 249 ، 256 ، 272 ، 273 ، 278 ، 290 ، 294 ، 295 ، 305 ، 315 ، 340 ، 356 ، 359 ، 362 ، 384 ، 412 ، 413 ، 441 ، 442 ، 443 ، 444 ، 445 ( وضعفها هذه الخمسة عقبها ) ، 452 ، 453، 458 ، 467 ، 468 ، 469 ، 470 ، 472 ،(1/2376)
479 ، 481، 482 ، 485 ، 493 ، 498 ، 513 ، 544 ، 556 ، 560 ، 562، 563 ، 564 ، 565 ، 572 ، 573 ، 594 ، 600 ، 601 ، 604 ، 626 ، 627 ، 628 ، 629 ، 639 ، 642 ، 650 ، 662 ، 665 ، 676 ، 680 ، 714 ، 715 ، 716 ، 729 ، 734 ، 735 ، 745 ، 772 ، 773 ، 779 ، 780 ، 781 ، 791 ، 792 ، 797 ، 808 ، 811 ، 814 ، 815 ، 828 ، 849 ، 865 ، 897 ، 902 ، 903 ، 904 ، 909 ، 913 ، 940 ،
946 ، 947 ، 982 ، 994 ، 998 ، 1005 ، 1006 ، 1008 ، 1027 ، 1033، 1047 ، 1048 ، 1049 ، 1050 ، 1051 ، 1063 ، 1070 ، 1075 ، 1079 ، 1084 ، 1086 ، 1093 ، 1094 ، 1104 ، 1105 ، 1119 ، 1120 ، 1124 ، 1126 ، 1135 ، 1136 ، 1138 ، 1158 ، 1159 ،
1161 ، 1163 ، 1165 ، 1172 ، 1173 ، 1174 ،
1175 ، 1181 ، 1195 ، 1201 ، 1207 ، 1210 ،(1/2377)
1212 ، 1213 ، 1214 ، 1215 ، 1216 ، 1218 ، 1220 ، 1224 ، 1228 ، 1229 ، 1234 ، 1253 ، 1254 ، 1260 ، 1294 ، 1297، 1298 ، 1300 ، 1310 ، 1313 ، 1320 ، 1321 ، 1325 ، 1326 ، 1327 ، 1328 ، 1331 ، 1338 ، 1351 ، 1365 ، 1372 ، 1388 ، 1394 ، 1397 ، 1400 ، 1402 ، 1403 ، 1404 ، 1409 ، 1416 ، 1422 ، 1431 ، 1438 ، 1439 ، 1450 ، 1462 ، 1464 ، 1469 ، 1478 ، 1491 ، 1502 ، 1503 ، 1509 ، 1518 ، 1520 ، 1532 ، 1559 ، 1565 ، 1577 ، 1586 ، 1592 ، 1622 ، 1643 ، 1648 ، 1660 ، 1669 ، 1676 ، 1682 ، 1683 ، 1691 ، 1692 ، 1696 ، 1697 ، 1710 ، 1711 ، 1722 ، 1728 ، 1732 ، 1741 ، 1752 ، 1765 ، 1766 ، 1771 ، 1778 ، 1780 ، 1807 ، 1809 ، 1815 ، 1817 ، 1819 ، 1840 ، 1859 ، 1860 ، 1861 ، 1862 ، 1866 ، 1872 ، 1878 ، 1883 ، 1884 ، 1885 ، 1886 ، 1887 ، 1892 ، 1922 ، 1923 ، 1933 ، 1938 ، 1939 ، 1950 ، 1951 ، 1954 ، 1960 ، 1961 ، 1972 ، 1973 ، 1974 ، 1977 ، 1984 ، 1987 ، 1988 ، 1996 ، 2003 ، 2007 ، 2008 ، 2012 ، 2031 ، 2040 ، 2041 ، 2042 ، 2043 ، 2056 ، 2057 ، 2062 ، 2066 ، 2067 ، 2090 ، 2095 ، 2101 ، 2127 ، 2136 ، 2137 ، 2138 ، 2139 ، 2140 ، 2154 ، 2155 ، 2163 ، 2169 ، 2170 ، 2187 ، 2189 ، 2192 ، 2194 ، 2195 ، 2201 ، 2208 ،(1/2378)
2216 ، 2235 ، 2236 ، 2247 ، 2249 ، 2250 ، 2258 ، 2266 ، 2272 ، 2282 ، 2292 ، 2306 ، 2310 ، 2315 ، 2316 ، 2317 ، 2318 ، 2319 ، 2320 ، 2323 ، 2331 ، 2333 ، 2335 ، 2336، 2362 ، 2378 ، 2379 ، 2385 ، 2390 ، 2412 ، 2420 ، 2433 ، 2434 ، 2441، 2450 ، 2457 ، 2466 ، 2468 ، 2471 ، 2478 ، 2496 ، 2497 ، 2503 ، 2516 ، 2532 ، 2535 ، 2538 ، 2548 ، 2549 ، 2572 ، 2579 ، 2580 ، 2631 ، 2641 ، 2642 ، 2652 ، 2676 ، 2679 ، 2691 ، 2697 ، 2703 ، 2704 ، 2712 ، 2713 ، 2727 ، 2728 ، 2731 ، 2732 ، 2733 ، 2737 ، 2338 ، 2745 ، 2747 ، 2748 ، 2773 ، 2791 ، 2792 ، 2793 ، 2830 ، 2831 ، 2834 ، 2835 ، 2838 ، 2840 ، 2841 ، 2874 ، 2882 ، 2891 ، 2911 ، 2913 ، 2937 ، 2958 ، 2967 ، 2969 ، 2973 ، 2974 ، 3012 ،
3013 ، 3014، 3017 ، 3037 ، 3038 ، 3046 ، 3047 ، 3050 ، 3056 ، 3059 ، 3062 ، 3064 ، 3067 ، 3068.
ولما تطرح 143 من 429 يبقى 286 وهو القدر الذي حصل فيه التساهل لابن خزيمة
أما الأحاديث التي ليست على شرط ابن خزيمة
فهي ( 143 ) حديثاً ، وهي تشمل الأحاديث التي ضعفها ، وكذا الأحاديث التي صدر المتن على السند والتي توقف فيها.
( 37 ) و( 38 ) و( 122) و( 137 ) و( 467 ) و( 468 ) و( 469 )
و( 470 ) و( 560 ) و( 564 ) و( 565 ) و( 773 ) و( 808 )
و( 1005 ) و( 1138 ) و( 1172 ) و( 1173 ) و( 1174 ) و( 1212 )
و( 1213 ) و( 1214 ) و( 1215 ) و( 1216 ) و( 1224 ) و( 1254 )
و( 1298 ) و( 1402 ) و( 1403 ) و( 1404 ) و( 1409 ) و( 1422 )
و( 1431 ) و( 1464 ) و( 1478 ) و( 1577 ) و( 1592 ) و( 1622 )
و( 1643 ) و( 1683 ) و( 1692 ) و( 1722 ) و( 1728 ) و( 1766 )
و( 1780 ) و( 1840 ) و( 1860 ) و( 1861 ) و( 1866 ) و( 1872 )
و( 1885 ) و( 1866 ) و( 1939 ) و( 1954 ) و( 1972 ) و( 1973 )
و( 1974 ) و( 1977 ) و( 1984 ) و( 1987 ) و( 1988 ) و( 2003 )(1/2379)
و( 2007 ) و( 2008 ) و( 2040 ) و( 2041 ) و( 2056 ) و( 2057 )
و( 2136 ) و( 2137 ) و( 2192 ) و( 2235 ) و( 2282 ) و( 2306 )
و( 2310 ) و( 2315 ) و( 2317 ) و( 2323 ) و( 2362 ) و( 2379 )
و( 2433 ) و( 2434 ) و( 2450 ) و( 2457 ) و( 2496 ) و( 2497 )
و( 2503 ) و( 2548 ) و( 2549 ) و( 2579 ) و( 2580 ) و( 2642 )
و( 2652 ) و( 2691 ) و( 2697 ) و( 2703 ) و( 2712 ) و( 2732 )
و( 2748 ) و( 2753 ) و( 2791 ) و( 2792 ) و( 2834 ) و( 2838 )
و( 2840 ) و( 2841 ) و( 2891 ) .
وما دمت سردت ذلك فهاكم أرقام الأحاديث الحسان التي في مختصر المختصر وقد ذكر الحافظ ابن حجر في كتابه " النكت " (1/290 ) أن ابن خزيمة لا يفرد الحسن عن الصحيح وتبع ابن حجر بعضهم على ذلك . والذي يبدو لي أنه لا ينبغي للحافظ ابن حجر أن يذكر مثل هذا لا سيما وأنَّ قضية الحكم على الأحاديث بالحسن أو الصحة قضية اجتهادية تختلف أنظار المحدّثين فيها ، ومع ذلك فقد قمتُ باستقراء الأحاديث الحسان التي في كتاب ابن خزيمة وهي على النحو التالي :(1/2380)
15 ، 58 ، 62 ، 90 ، 101 ، 138 ، 146 ، 153 ، 188 ، 192 ، 339 ، 353 ، 373 ، 429 ، 520 ، 571 ، 597 ، 645 ، 708 ، 711 ، 754 ، 777 ، 778 ، 789 ، 810 ، 850 ، 880 ، 887 ، 892 ، 911 ، 921 ، 922 ، 983 ، 1002 ، 1023 ، 1067 ، 1068 ، 1080 ، 1101 ، 1144 ، 1184 ، 1188 ، 1193 ، 1196 ، 1200 ، 1211 ، 1274 ، 1276 ، 1304 ، 1306 ، 1311 ، 1340 ، 1345 ، 1362 ، 1363 ، 1405 ، 1408 ، 1419 ، 1426 ، 1448 ، 1452 ، 1456 ، 1476 ، 1477 ، 1486 ، 1495 ، 1498 ، 1499 ، 1513 ، 1519 ، 1525 ، 1550 ، 1567 ، 1570 ، 1606 ، 1679 ، 1681 ، 1689 ، 1724 ، 1730 ، 1756 ، 1760 ، 1762 ، 1799 ، 1810 ، 1813 ، 1828 ، 1851 ، 1857 ، 1858 ، 1888 ، 1891 ، 1898 ، 1899 ، 1901 ، 1930 ، 1955 ، 1990 ، 1994 ، 2060 ، 2065 ، 2128 ، 2129 ، 2161 ، 2167 ، 2172 ، 2193 ، 2200 ، 2262 ، 2270 ، 2277 ، 2280 ، 2284 ، 2324 ، 2325 ، 2327 ، 2328 ، 2334 ، 2377 ، 2410 ، 2419 ، 2443 ، 2448 ، 2465 ، 2469 ، 2479 ، 2487 ، 2490 ، 2492 ، 2544 ، 2546 ، 2559 ، 2561 ، 2565 ، 2570 ، 2595 ، 2686 ، 2721 ، 2723 ، 2823 ، 2825 ، 2863 ، 2878 ، 2897 ، 2899 ، 2908 ، 2914 ، 2953 ، 2956 ، 3007 ، 3018 ، 3079 .
وخلاصة هذا البحث :
ينماز هذا الكتاب عن كثير من كتب الحديث أنه واحد من كتب الصحاح ، وقد حكم فيه مؤلفه على أحاديثه بالصحة بمجرد ذكر هذه الأحاديث في هذا الكتاب ، خلا الأحاديث التي توقف في صحتها ابن خزيمة نفسه ، أو التي ضعفها ، أو التي قدم المتن على السند ، ومجموع تلك الأحاديث التي تخرج عن شرط الكتاب ( 143 ) حديثاً ، وما دونها فهو محكوم بصحته عند مؤلفه ، وقد التزم المؤلف بشرطه إلا في مواضع ، وعلى ذلك فإن الأحاديث الصحيحة في هذا الكتاب بلغت ( 2650 ) حديثاً ، أما الأحاديث الضعيفة فقد بلغت ( 429 ) حديثاً .(1/2381)
وعلى هذا يكون ما ينتقد على المصنف ( 286 ) فتكون نسبة ما تساهل فيه قرابة 9 %
مثال ذلك ما قاله ابن رجب 2/41 : ((وفيه أيضاً صبرٌ على الأقدار المؤلمة بما قد يحصُلُ للصَّائم من الجوع والعطشِ ، وكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يسمِّي شهرَ الصِّيامِ شهرَ الصَّبر . )) .
وقد علقت هناك بقولي : (( أخرجه: الحارث في "مسنده" كما في " بغية الباحث " ( 321 ) ، وابن خزيمة ( 1887 ) ، والمحاملي في " الأمالي " ( 293 ) ، وهو حديث ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان ، ولم يصححه ابن خزيمة بل توقف فيه . )) .
سابعاً : علقت على الآثار المهمة كما في الجزء الثاني صفحة 572 قال ابن رجب : (( وصف عليٌّ يوماً الصحابة ، فقال : كانوا إذا ذكروا الله مادُوا كما يميد الشجرُ في اليوم الشديد الريح ، وجرت دموعهم على ثيابهم )) .
وقد قلت هناك : ((هذا باطل موضوع مكذوب على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وعلى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، والخبر فيه عدة علل وعلته الرئيسة عمرو بن شمر الجعفي الكوفي الشيعي قال عنه الجوزجاني : (( زائغ كذاب )) ، وقال ابن حبان : (( رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات )) ، وقال البخاري : (( منكر الحديث )) ، وقال النسائي والدارقطني وغيرهما
: (( متروك الحديث )) ، وقال السليماني : (( كان عمرو يضع على الروافض )) .
أخرجه : ابن أبي الدنيا في "التهجد" ( ق 170/أ ) ، والدينوري في " المجالسة " ( 1466 ) ، وابن عدي في " الكامل " 1/447 ، وأبو نعيم في " الحلية " 1/76 ، والخطيب في " الموضح " 2/330 ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " 42/491-492 ، وابن الجوزي في " التبصرة " 1/500 ، ولم يصنع صواباً المصنف حينما ذكره )) .
ثامناً : نبهت على بعض أوهام ابن رجب ، مثال ذلك قال ابن رجب 2 / 223 : (( وفي " صحيح مسلم " عن عبد الله بن عمرو ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال(1/2382)
: (( الدُّنيا سجنُ المؤمن ، وجنَّة الكافر )) .
علقت هناك بقولي : ((الصحيح 8/210 ( 2956 ) ( 1 ) .
وأخرجه : أحمد 2/323 و485 ، وابن ماجه ( 4113 ) ، وابن حبان ( 687 ) و( 688 ) من حديث أبي هريرة ، به .
وهنا قد وهم ابن رجب فنسب الحديث في " صحيح مسلم " إلى : (( عبد الله بن عمرو )) ، بينما هو من رواية أبي هريرة .
أما رواية عبد الله بن عمرو فقد أخرجها : أحمد 2/197 ، والحاكم 4/315 ، وأبو نعيم في " الحلية " 8/177 و185 . )) .
ومثال ذلك أيضاً قوله 2/ 410 : (( وقال مالك : عليه الإعادة ؛ لأنَّه بمنزلة من ترك الصلاة ناسياً )) .
وقلت هناك : (( انظر : المدونة الكبرى 1/334 وما ذهب إليه المصنف من هذا التعليل غير صحيح ، بل حجتهم في ذلك أنَّ هذا الحديث خبر آحاد وقد عارض القاعدة العامة التي تقول : النسيان لا يؤثر في باب المأمورات ، أي لا يؤثر من ناحية براءة ذمة المكلف قال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" 3/197 : (( أصل مالك في أنَّ خبر الواحد إذا جاء بخلاف القواعد لم يعمل به )) فما يفسد الصوم بعدمه على وجه العمد ، فإنَّه يفسده على وجه النسيان ، كما في النية ، والصيام ركنه الإمساك ، فإذا فات الركن في العبادة وجب الإتيان به ، وقد تعذر هنا ، فاقتضى الحكم بفساد صومه ، وانظر : أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء : 219-220 . )) .
تاسعاً : اعتمد التوثيق في كل الفنون على المصادر المهمة ، لكثير من القضايا الفقهية والأصولية والعقائدية ، وغيرها .
عاشراً : التعليق على بعض الكتب لأهمية الموضوع ، مثال ذلك : قال ابن رجب 2 80 : ((وقال معاذ : تعليمُ العلم لمن لا يعلمه صدقةٌ ، وروي مرفوعاً )) .
علقت بقولي : ((هو في " مسند الربيع بن حبيب " ( 22 ) عن جابر بن زيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :(1/2383)
(( تعلموا العلم فإنَّ تعلمه قربة إلى الله عز وجل ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وإنَّ العلم لينزل بصاحبه في موضع الشرف والرفعة ، والعلم زين لأهله في الدنيا والآخرة …)) على أنَّ هذا الكتاب غير ثابت عن مؤلفه فهو ملصق عليه ، بل جزم بعض الأفاضل من عصرنا أنَّ هذه الشخصية غير موجودة ، ولم تلد الأرحام هذا الرجل . )) .
ومثال ذلك أيضاً : 2/ 116 : (( قال الشيخ - رحمه الله - : حديثٌ حسنٌ رويناه في " مسنَدَي " الإمامين أحمد والدَّارميِّ بإسنادٍ حسنٍ )) .
علقت هناك بقولي : ((كتاب الدارمي طبع طبعات عديدة ، وأغلب تلك الطبعات باسم " سنن الدارمي " وطبع طبعة أخرى باسم " المسند الجامع " ، وذكر المحقق أنَّه هكذا وجد اسم الكتاب على النسخ الخطية التي اعتمد عليها وذكر أنَّ التسمية التي أطلقها الدارمي على كتابه هي المسند من باب أنَّ أحاديثه مروية بالإسناد كما يقال "مسند أبي عوانة"، وهو مرتب على
أبواب الفقه ، وكذا "مسند السراج" ، والبخاري ومسلم وابن خزيمة وضعوا المسند من ضمن عناوين كتبهم للمعنى الآنف الذكر ، والله أعلم )) .
ومثال ذلك أيضاً 2/ 406 : (( وخرّج الدارقطني من رواية ابن جُريج ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، عن
النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( إنَّ الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ، وما أكرهوا عليه ،
إلاَّ أنْ يتكلَّموا به أو يعملوا )) ، وهو لفظ غريب )) .
علقت بقولي : ((في " السنن " 4/171 .(1/2384)
وأخرجه : البخاري 8/168 ( 6664 ) عن زرارة بن أبي أوفى ، عن أبي هريرة ، مرفوعاً ، بلفظ : (( إنَّ الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم )) فلفظ الصحيح يعل لفظ رواية الدارقطني ، وكتاب الدارقطني وإن سمي بالسنن إلا أنَّ مؤلفه قصد بيان غرائب وعلل أحاديث الأحكام ، وقد نصّ على ذلك جمع من أهل العلم ، منهم : أبو علي الصدفي وابن تيمية وابن عبد الهادي والزيلعي ، وبيان ذلك في " الجامع في العلل " يسر الله إتمامه وطبعه )) .
حادي عشر : ذكر الروايات وبيان اختلافاتها في النسخ ، مثال ذلك ، قال ابن رجب 2/72 : ((وفي " المسند " و" سنن أبي داود " عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال : (( إنَّ المؤمنَ إذا أصابه سَقَمٌ ، ثمَّ عافاه الله منه ، كان كفَّارةً لما مضى مِنْ ذُنوبه ، وموعظةً له فيما يستقبلُ من عمره، وإنَّ المنافق إذا مرض وعوفي، كان كالبعيرِ عَقَلَه أهلُه ، وأطلقوه ، لا يدري لِمَ عقلوه ولا لِمَ أطلقوه )) .
علقت هناك : ((ليس في المطبوع من " مسند الإمام أحمد " في طبعاته المتعددة ، ولا في " المسند الجامع " 8/42-43 ، ولا في " أطراف المسند " ، ولا في " إتحاف المهرة " ، ولا في "جامع المسانيد"
7/52-53 ، وقد عزاه لمسند الإمام الحافظ ابن حجر في " الإصابة " 3/131 ( 4436 ) على أنَّ الحديث ضعيف لجهالة أحد رواته )) .
ومثال ذلك أيضاً : 2/102((وفي روايةٍ للنَّسائي عن
عبد الله بن عباس .
وعلقت هناك : ((هذه الرواية ذكرها المزي في " تحفة الأشراف " 6/161 ( 8976 ) ، وقال : (( وهو خطأ )) وهذه الرواية أخرجها : ابن حبان ( 861 ) ، والطبراني في " الدعاء " ( 306 ) ، وقال الدكتور بشار في تعليقه على " التحفة " : (( وكذلك جزم ابن عساكر في " الأطراف " بأنه خطأ ثم قال : (( وقد وافق ابن وهب في رواية له الأكثر )) ، وقال أبو نعيم في " المعرفة "(1/2385)
: (( من قال فيه عن ابن عباس فقد صحَّف )) ، بل إنَّ الحافظ ابن حجر قال في " الإصابة " 2/349 في ترجمة عبد الله بن غنام : (( وله حديث في سنن أبي داود والنسائي في القول عند الصباح ، وقد صحَّفه بعضهم ، فقال : ابن عباس ، وأخرج النسائي الاختلاف فيه )) ، لكن في " النكت الظراف " يشير إلى أنَّ القول بخطأ من قال : (( ابن عباس )) فيه نظر ، وقوله في
" الإصابة " أجود ، وهو الموافق لما ذهب إليه المزي )) .
ومثال ذلك أيضاً 2/513 : ((وفي
" المسند " عن طلق الحنفيِّ أنَّه كان جالساً عند النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فقال له رجل : يا رسولَ الله ، ما ترى في شراب نصنعُه بأرضنا من ثمارنا ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : (( من سائلٌ عَنِ المسكر ؟ فلا تشربه ، ولا تسقه أخاك المسلم ، فوالذي نفسي بيده - أو بالذي يُحلف به - لا يشربه رجلٌ ابتغاءَ لذَّة سُكره ، فيسقيه الله الخمر يومَ القيامة )) .
وعلقت هناك : ((لم أجده في المسند ، ولعل الاختلاف في نسخ المسند لهذا الحديث كان قديماً ؛ فهذا الحديث من رواية الإمام أحمد ذكره ابن كثير في " جامع المسانيد " 6/547 وكذا عزاه له الهيثمي في
" مجمع الزوائد " 5/70 أما ابن حجر فلم يذكره في أطراف المسند 2/622 ( 2939 ) - 626 ( 2950 ) ، واختصر في " الإصابة " 9/39 ( 4041 ) بعزوه لكتاب
" الأشربة " .
أخرجه : أحمد في " الأشربة " ( 32 ) ، والطبراني في " الكبير " ( 8259 ) ، وإسناده قويٌّ . ))
---
ماهر الفحل
01-17-2006, 09:49 PM
والكتاب جاهز وتام على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70007
والسلام عليكم
د . ماهر ياسين الفحل
رئيس قسم الحديث في كلية العلوم الإسلامية
جامعة الأنبار
---
ماهر الفحل
03-17-2006, 02:50 PM
http://www.eyelash.ps/up/uploads/b0d44d1e14.jpg (http://www.eyelash.ps/up)
---
(1/2386)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعريف القراءات
---
تعريف القراءات
---
أبو خالد السلمي
05-27-2003, 04:53 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فإن تعريف ( القراءات ) تعريفا يسلم من الانتقادات أمر عسير ، للتداخل بين القراءات ذاتها وبين (علم القراءات) كعلم له اصطلاحاته وحدوده ، ولأن علم القراءات مشتمل على بعض العلوم كالتجويد ، وعلى أبواب ومباحث كثيرة من شتى علوم القرآن وعلوم اللغة العربية ، وغيرها
القراءات لغة : جمع قراءة ، وهي مصدر الفعل قرأ ، وقرأت الشيء أي جمعته وضممت بعضه إلى بعض ، قال ابن الأثير : كل شيء جمعته فقد قرأته ، وسمي القرآن قرآنا لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض . (1) وقال الرازي : قرأ الكتاب قراءة وقرآنا بالضم ، وقرأ الشيء قرآنا بالضم أيضا جمعه وضمه ، وقوله تعالى : ( إن علينا جمعه وقرآنه ) (2) أي قراءته ، وفلان قرأ عليك السلام وأقرأك السلام بمعنى . (3)
وأما تعريف القراءات اصطلاحا فقد عرفها جماعة من الأئمة ، ومن أبرز التعريفات ما يلي :
1- تعريف أبي حيان الأندلسي فقد عرفها بأنها : "علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن " (4)
2 - تعريف بدر الدين الزركشي ، قال : " القرآن هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز ، والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفياتها من تخفيف وتثقيل وغيرها " (5)
3 - تعريف ابن الجزري ، قال : " علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة " (6)
4 - تعريف عبد الفتاح القاضي ، قال : " علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية ، وطريق أدائها اتفاقا واختلافا ، مع عزو كل وجه إلى ناقله . " (7)
وخلاصة هذه التعريفات وما قاربها أن علم القراءات علم يشتمل على ما يلي :(1/2387)
1 - كيفية النطق بألفاظ القرآن .
2 - كيفية كتابة ألفاظ القرآن .
3 - مواضع اتفاق نقلة القرآن ، ومواضع اختلافهم .
4 - عزو كل كيفية من كيفيات أداء القرآن إلى ناقلها .
5 - تمييز ما صح متواترا أو آحادا مما لم يصح مما روي على أنه قرآن .
ويلاحظ على هذه التعريفات أن بعضها عرف القراءات بنفس تعريف علمي التجويد والرسم ، مع أن الصواب هو أن علم القراءات يشتمل على أكثر مباحث علمي التجويد والرسم فهو أعم منهما ، وكذلك يلاحظ عليها الخلط بين القرآن بقراءاته وبين القراءات كعلم ، ولأجل هذا قصرت بعض التعريفات القراءات على مواضع الاختلاف كتعريف الزركشي ، بينما شملت التعريفات الأخرى مواضع الاتفاق ومواضع الاختلاف ، ولعل هذا هو الصواب ، لأنك عندما تقول قراءة نافع أو قراءة عاصم لا تعني بها المواضع التي خالف فيها غيره فقط ، وإنما تعني بها قراءته للقرآن كله ما وافق فيه وما خالف ، وكذلك يلاحظ على هذه التعريفات أنها لم تميز بين التقسيمات الاصطلاحية لنقلة القرآن المتعارف عليها بين القراء ، فمنهم من يسمى نقله قراءة ، ومنهم من يسمى نقله رواية ، ومنهم من يسمى نقله طريقا ، ومنهم من يسمى نقله وجها .(8)
هذا، وقد أورد فضيلة الدكتور محمد بن عمر بازمول عددامن تعاريف القراءات ، وبعض الملاحظات التي مر ذكرها ، ثم حاول هو أن يعرف القراءات تعريفا يسلم مما لوحظ على تعريفات السابقين فعرّف علم القراءات بثلاثة تعريفات فقال : " تعريف القراءات كعلم مدون هو :
1- مجموع المسائل المتعلقة باختلاف الناقلين لكتاب الله تعالى ، في الحذف والإثبات ، والتحريك والإسكان ، والفصل والوصل ، وغير ذلك من هيئة النطق والإبدال من حيث السماع
2- أو : مجموع المسائل المتعلقة باختلاف الناقلين لكتاب الله تبارك وتعالى من جهة اللغة والإعراب ، والحذف والإثبات ، والفصل والوصل ، من حيث النقل(1/2388)
3- أو : مجموع المسائل المتعلقة بالنطق بالكلمات القرآنية، وطريق أدائها اتفاقا واختلافا مع عزو كل وجه لناقله ".(9)
قلت _ وبالله التوفيق _ : يلاحظ على التعريفين الأولين اقتصارهما على مواضع الاختلاف ، وأن التعريف الأول لم يصن عن الإسهاب فقد فصل بعض أوجه الاختلاف ثم قال : وغير ذلك ، فلم يكن لما فصّله داع ٍ، وفي التعريف الثاني حصر أوجه الاختلاف في اللغة والإعراب والحذف والإثبات والفصل والوصل ، وفي رأيي أن هذا التعريف غير جامع ، لأن أوجه الاختلاف لا تنحصر فيما ذكره ، فمنها المد والقصر ، فإن قيل المد والقصر داخل في اللغة والإعراب ، فكذلك الحذف والإثبات والفصل والوصل داخل في اللغة والإعراب ، وأما التعريف الثالث فغير مانع من دخول علوم اللغة العربية كالنحو والصرف في تعريف علم القراءات ، والتعريف المختار للقراءات من وجهة نظري _ وأطرحه أمامكم للمناقشة طمعا في الفوز بتوجيهكم وتعقباتكم عليه حتى نحاول الوصول إلى أسلم التعريفات _ هو :" علم يبحث في كيفية النطق بألفاظ القرآن وكتابتها ومواضع اتفاق نقلتها ومواضع اختلافهم مع عزو ذلك إلى ناقله وتمييز متواتره من آحاده وصحيحه مما لم يصح مما روي على أنه قرآن" . والله أعلم
___________________________________
(1) النهاية في غريب الحديث 4/30
(2) القيامة : 17
(3) مختار الصحاح 220
(4) البحر المحيط 1/14
(5) البرهان 1/318
(6) منجد المقرئين 3
(7) البدور الزاهرة 7
(8) انظر البدور الزاهرة 10
(9) القراءات وأثرها 1/112
---
أبومجاهدالعبيدي
05-27-2003, 07:55 PM
بسم الله
شكر الله لك هذه المشاركة شيخنا الكريم .
وبهذه المناسبة أقول : إن تحرير المصطلحات من أهم ما ينبغي لطالب العلم العناية به .(1/2389)
وقد كنت أفكر في طرح مصطلحات التفسير وعلوم القرآن والقراءات للمدارسة في هذا الملتقى ، وفتح الباب للمشايخ الكرام ، والأعضاء الأعزاء لإبداء آرائهم وتعليقاتهم حتى نستطيع الوصول إلى أسلم تعريف أو أقرب تعريف لكل مصطلح من هذه المصطلحات .
وقد اهتم علماء كل فن بتحرير مصطلحات فنهم ، وألفوا معاجم في ذلك .
وقد صدر كتاب قبل سنوات من تأليف إبراهيم الجرمي ، بعنوان : معجم علوم القرآن - علوم القرآن ،التفسير ، التجويد ، القراءات .
وهو كتاب جيد ، فيه طرح جاد ، ونقد جريء ، وهوبداية لا بأس بها في دراسة مصطلحات علوم القرآن .
وأذكر أن لشيخنا إبراهيم الدوسري اهتمام بتحرير ودراسة مصطلحات علم القراءات ، فلعله يذكر ما يهمنا في هذا الملتقى ، ولعلك أخي خالد تتواصل معه فهو من أعضاء هذا الملتقى .
وأعتذر عن التعليق على ما ذكرته سابقاً ؛ لأن الأمر يحتاج إلى تأمل أكثر ، ولعل المتخصصين في القراءات من الأعضاء يكفوننا في هذا الجانب .
وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير .
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2003, 11:35 PM
أخي الكريم الشيخ أبا خالد السلمي سلمه الله من النار !
تأملت في التعريف الذي خلصت إليه ، وظهر لي وجه ربما يكون له حظ من نظركم الكريم.
إن كان المقصود تحرير المصطلح الصحيح فليخرج علم التجويد وعلم الرسم من تعريف القراءات ، وليبق للقراءات تعريف مانع من دخول هذين العلمين فيه على وجه الأصالة. فقد قتلا بحثاً ، على جهة الاستقلال ، وبهما يبدأ الطالب في تعلم القرآن ، قبل القراءات.
وإن كان المقصود صياغة مصطلح يصف ما في كتب القراءات فهذا أمر آخر.
ولأنني أرى أن دخول علم التجويد وعلم الرسم في القراءات ليس أصلاً وإنما هو تتميم لعلم القراءات ، فأرى تعريف القراءات بالتعريف التالي :
علم يبحث في مذاهب القراء من حيث الاتفاق والاختلاف ، وتمييز أسانيدها مما روي على أنه قرآن ، مع معرفة كيفية النطق والكتابة تتميماً.(1/2390)
ولم أذكر لفظ (المتواتر والآحاد ولا الصحيح من غيره) لدخولها تحت (الأسانيد) ، ولكون مصطلح التواتر مصطلح خاص بأهل القراءات هنا ، فيمكن الإشارة إليه في شرح المقصود بالأسانيد عند شرح التعريف ، والتفريق بينه وبين المتواتر عند المحدثين.
وأنتظر تقويمكم وفقكم الله.
---
أبومجاهدالعبيدي
05-30-2003, 12:30 AM
بسم الله
كنت قد تأملت ستة تعريفات لعلم القراءات لكل من : الزركشي ، وابن الجزري ، والقسطلاني ، وطاش كبرى زاده ، والدمياطي ، والزرقاني رحم الله الجميع ، ورأيت - حسب علمي القليل - أن من أجمع التعاريف لعلم القراءات ما ذكره عبد الفتاح قاضي رحمه الله بقوله :علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وطريق أدائها اتفاقاً واختلافاً مع عزو كل وجه لناقله . من البدور الزاهرة .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-20-2004, 08:13 AM
يرفع طلباً للمزيد من آراء الإخوة الأعضاء حول هذه المسألة
---
(1/2391)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > خطوة جديدة على طريق التفسير البياني - الدكتور فاضل السامرائي
---
خطوة جديدة على طريق التفسير البياني - الدكتور فاضل السامرائي
---
أبو حسن الشامي
11-26-2005, 10:56 AM
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=217577
من المكتبة الاسلامية
خطوة جديدة على طريق التفسير البياني
يبدأ الدكتور فاضل السامرائي الجزء الأول من كتابه وهو الذي نستعرضه هنا بتعريف التفسير البياني، ويتبعه بمقدمة مهمة عن التفسير البياني تحت عنوان: “ما يحتاج إليه المتصدي للتفسير البياني”، ويفصل في هذه المقدمة الجليلة أهم ما يحتاج إليه المفسر، ويؤكد على ما لا بد منه لكل من يتصدى لهذا العمل المهم لئلا يقع في زلل يحسب على كتاب الله وهو منه بريء.
فالتفسير هو “علم يُعرَف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكَمه”. والتفسير البياني هو التفسير الذي يبين أسرار التركيب في التعبير القرآني، فهو جزء من التفسير العام تنصبّ فيه العنايةُ على بيان أسرار التعبير من الناحية البيانية كالتقديم والتأخير، والذكر والحذف، واختيار لفظة على أخرى وما إلى ذلك مما يتعلق بأحوال التعبير.
شروط التفسير البياني
يحدثنا الأستاذ الدكتور فاضل السامرائي عما يحتاج إليه المتصدي للتفسير البياني، فنعرف أدواتِه المهمة والعلومَ التي ينبغي أن يملك نواصيها قبل أن يتصدى لهذا العمل الجليل.
إن الذي يتصدى للتفسير البياني يحتاج ما يحتاج إليه المتصدي للتفسير العام إلا أن به حاجة أكثر إلى أمور أخرى، منها:
1- التبحرُ في علوم اللغة العربية من نحو وصرف ولغة وبلاغة. فلا تغني المعرفة اليسيرة بل ينبغي للمفسر البياني أن يكون على اطلاع واسع على علوم اللغة، وحاجةُ المفسر إلى هذه العلوم واضحةٌ لا تخفى.(1/2392)
2- معرفةُ القراءات القرآنية، وأسباب النزول.
3- النظرُ في السياق: فإن ذلك من ألزم الأمور للمفسر عموما، وللمفسر البياني على الخصوص. فبالسياق يتضح كثير من الأمور ويتضح سبب اختيار لفظةٍ على أخرى، وتعبير على آخر، ويتضح سببُ التقديمِ والتأخير والذكرِ والحذف ومعاني الألفاظِ المشتركة. فالسياق من أهم القرائن التي تدل على المعنى. وعدم النظر في السياق قد يوقع في الغلط أو عدم الدقة في الحكم.
4- مراجعةُ المواطن القرآنية التي وردت فيها أمثال التعبير الذي يراد تبيينه لاستخلاص المعنى المقصود.
5- مراجعةُ المواطن القرآنية التي وردت فيها المفردة التي يراد تفسيرها لمعرفة استعمالاتها ومعانيها ودلالاتها.
6- أن يعلم المفسرُ أن هناك خصوصياتٍ في الاستعمال القرآني كاستعمال الريح للشر، والرياح للخير، والغيث للخير، والمطر للشر، والعيون لعيون الماء، والصوم للصمت، والصيام للعبادة المعروفة وغير ذلك.
7- أن ينظرَ في الوقف والابتداء وأثر ذلك في الدلالة والتوسع في المعنى أو التقييد فيه وما إلى ذلك.
8- أن يسترعي نظرَه أي تغيير في المفردة والعبارة ولو كان فيما يبدو له غيرَ ذي بال فإنه ذو بال، فإن وجد له تعليلا فذاك وإلا فسيأتي من ييسر الله له تعليلَه وتفسيرَه.
9- إدامةُ التأمل والتدبر وهما من أهم ما يفتح على الإنسان من أسرار، ويهديه إلى معان جديدة.
كلمة الفلق(1/2393)
ثم يفسر الدكتور فاضل السامرائي بعض سور القرآن الكريم تفسيرا بيانيا دقيقا، وقد اختار أن يبدأ بتفسير المعوذتين الفلق والناس، ثم سور الإخلاص والكوثر وقريش والضحى والليل والإنسان والصف والحديد حيث يفسرها تفسيرا كاملا، متتبعا دقائقها باحثا عن أسرار تعبيرها، مجتهدا ما وسعه الجهد في التوصل إلى خفاياها واستخلاص معانيها الكامنة والظاهرة، وقد اخترنا لكم موجزا لتفسيره البياني لكلمة (الفلق) في سورة الفلق لكثرة تلاوة هذه الآية مما يجعل الحاجة أمس إلى معرفة بعض دقائق التعبير فيها:
قال تعالى: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)”.
بحث المؤلف في سر اختيار هذه الكلمة، والسبب في استعمالها دون أي كلمة أخرى تحمل معناها كالصبح مثلا، وذلك يعود إلى أن أصل كلمة الفلْق هو الشق، ومعاني الفلَق في اللغة هي:
1- الصبح وهو أشهر معنى له، وخُص به عرفا.
2- جميع المخلوقات.
3- بيان الحق بعدَ إشكال.
4- كل ما فُلِق، أي كل ما شُقّ.
ونلحظ من تلك المعاني أنها ناشئة عن الشق والانفلاق، فالصبح ينشق عن الظلام، والخلْقُ كله نتيجةُ انفلاق، وانفلقَ المكان أي انشق، وتخصيص الفلَق بالذكر له أسباب ودواعٍ، منها: إن الفلَق وهو الصبح مُشعِرٌ بتبددِ ظلمةِ الليل، وزوال همومِه ومخاوفه، ومُشعر بمجيء الفرج، ولذا نسمع الشكوى من الليل وترقبَ المهموم للصبح، فإن المريض والمهموم والخائف يستطيل الليل ويتمنى ذهابه ومجيء الصبح، قال الشاعر:
وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدولَه * عليّ بأنواعِ الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطّى بصُلبِه * وأردفَ أعجازا وناءَ بكلكلِ
ألا أيها الليلُ الطويلُ ألا انجلِ * بصبحٍ، وما الإصباحُ منك بأمثلِ(1/2394)
فذِكرُ الفلق هنا أنسب شيء خصوصا وأنه ذكر الغاسق إذا وقب بعده. وقيل إنه خص الصبح بالذكر لأنه أنموذج من يوم القيامة، لأن الخلقَ كالأموات، والدور كالقبور، والموت أخو النوم، والصبح كالبعث والنشور. كما أن الانفلاق والفلق مشعر بالتغير والحركة لأن معناه انشقاق ضوء الصبح عن ظلمة الليل، حيث يشرق النور ويطرد جيش الظلام ومَن يتستر فيه لخطيئة يريدها. وهذا يوحي أن القادر على إزالة هذه الظلمات الشديدة عن كل هذا العالم يقدر أيضا أن يدفع عن العائذ كلَّ ما يخافه ويخشاه.
كما أن لفظة الفلَق أعم من لفظ الصبح، وللفلَق أكثر من معنى، ويمكن أن تكون معانيه كلُّها مرادة، فلفظ الفلَق يفيد توسعا في المعنى بخلاف كلمة الصبح، فاختيار لفظ الفلق أولى.
من سورة الحديد
وهذا مثال ثان من التفسير البياني لآية في سورة الحديد، قال الله عز وجل:
“يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)”.
في هذه الآيات يتجلى إكرام المؤمنين وإبعاد النَصَب عنهم فإن مما يستفاد من هذه الكلمات القليلة عددا الكبيرة معنى.
1- أنه تعالى قال “يسعى نورهم” ولم يقل “يمشي نورهم” للدلالة على الإسراع بهم إلى الجنة، وهذا إكرام فإن الإبطاء إلى السعادة ليس كالإسراع إليها.
2- أنه تعالى أسند السعي إلى النور ولم يسنده إليهم فلم يقل “يسعون” لأن السعي قد يجهدهم، فأسنده إلى النور فدل على أنه يسعى بهم.
3- قال “يسعى نورهم”، فذكر الفاعل ولم يقل “يُسعى بهم” بالبناء للمجهول وحذف الفاعل فلا يُدرى أيسعون في ظلمة أم في نور، فذكر أن لهم نورا يسعى.(1/2395)
4- أضاف النور إليهم، وهذا فيه أمران: الأول الدلالة على أن هذا النور إنما هو نور المؤمن، وهو يدل على قدر عمله. كما إنه لم يقل “يسعى النور” فيجعله عاما يستضيء به المنافقون، فجعل لكل مؤمن نوره الذي يستضيء به فلا يشاركه فيه غيره، وهذا إكرام للمؤمنين وحسرة على غيرهم.
5- قال “بين أيديهم” ومعناها أمامه، غير أنه لم يقل “أمامهم” لأن الأمام قد يكون بعيدا عن الشخص، فيكون النور أمامه ولكن لا يستضيء به.
6- قال “بأيمانهم” ولم يقل “عن أيمانهم” لأن معنى بأيمانهم أنه ملتصق بالأيمان وليس مبتعدا عنها لأن الباء تفيد الإلصاق.
7- قال “بشراكم”، ولم يقل “يقال لهم بشراكم” لأنه أراد أن يجعل المشهد حاضرا ليس غائبا، يُسمع فيه التبشير ولا يُنقل.
8- وأضاف البشرى إلى ضمير المخاطبين لتنال البشرى كل واحد، ولم يقل “البشرى جنات” وهو إكرام آخر.
9- وقال “بشراكم اليوم” للدلالة على قرب البشرى، وأنها ليست من الوعد البعيد الوقوع، والبشرى كلما كانت أقرب كانت أحب وأدعى إلى المسرة.
هذا غيض من فيض مما توحي به الآيات من إكرام المؤمنين وتمييزهم عن المنافقين الذين ليس لهم إلا الإهانة والعذاب، وما قدمناه لكم هو أيضا غيض من فيض مما حواه هذا الكتاب النافع من دقائق التفسير البياني، بأسلوب أستاذنا الدكتور فاضل السامرائي في خطواته على طريق التفسير البياني في هذا الكتاب الصادر عن قسم البحث العلمي في جامعة الشارقة.
نسأل الله أن يؤتينا نورا، ويجعلنا من أهل النور في الدنيا والآخرة، وأن يفتح مغاليق القلوب لأنوار القرآن تنير نفوسنا العطشى وتسقي جفاف حياتنا بهدي الله.
---
ش.م
12-12-2005, 11:15 PM
أشكرك أخي الفاضل على نقل هذا الموضوع عن كتاب التفسير البياني وهو نشر ـ كما أشرت ـ في صحيفة الخليج في ملحق الدين للحياة في الإمارات
جزاكم الله خرا على نشر موضوعات عن الكتب القرآنية
---(1/2396)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير حسب ترتيب النزول
---
التفسير حسب ترتيب النزول
---
ابو بشرى
04-12-2004, 11:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في بعض المصاحف بيان ترتيب نزول السور 0
قرأت مرة القرآن حسب هذا الترتيب لملاحظة كيف تلقى الصحابة القرآن قبل اكتمال نزوله ؛
ولربطه بتاريخ السيرة0
سؤالي :
هل هناك تفسير حسب ترتيب النزول ؟
ماحكمه؟
مافوائده؟
ما المآخذ عليه؟
قال ابن مسعود رضي الله عنه " والله مامن آية إلا وأعلم متى نزلت وأين نزلت وفيم نزلت "
أو كما قال
فهل وصلنا هذا العلم؟
أم ضاع ؟
وما الحكمة من ضياعه ؟
أوترك السلف له؟
وجزى الله أهل الملتقى خيرا!
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2004, 12:09 AM
أخي الكريم أبا بشرى وفقه الله لكل خير .
مرحباً بكم مع إخوانك في ملتقى أهل التفسير وأشكرك على مشاركاتك معنا ، وعلى قصيدتكم التي هممت بالمداخلة حولها ، فرأيت الأخ أبا بيان قد وعد بالتعليق فتوقفتُ.
وأما سؤالك أخي الكريم عن تفسير القرآن بحسب نزوله .
فهناك عدة تفاسير على ترتيب النزول ، والذي أعرفه منها حديث التصنيف ، كتفسير الملا حويش العاني ، وتفسير الشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ولم يكمله رحمه الله .
وهناك تفسير (التفسير الحديث) لمحمد عزة دروزة ، وهو تفسير بحسب ترتيب النزول بحسب اجتهاده.
وقد طبع قديماً في مصر ثم طبعته دار الغرب مؤخراً في عشرة مجلدات.
وقد بحث منهج المفسر دروزة رحمه الله في رسالة علمية بعنوان :(محمد عزة دروزة وتفسير القرآن الكريم) للدكتور فريد مصطفى سلمان.
وقد ناقش فيها :(1/2397)
- الحكم الشرعي لهذا العمل ، وهو التفسير بحسب النزول في كتاب واحد. وأورد فتوى أبي اليسر عابدين والشيخ عبدالفتاح أبي غدة رحمهم الله بجواز هذه الطريقة والتفريق بين الترتيب في المصحف من أجل التلاوة . والترتيب في التفسير. وناقش الباحث فريد سلمان ذلك بتفصيل يضيق الوقت عن نقله أو تلخيصه الآن.
- منهج المفسر ومصادره وغير ذلك مما درج الباحثون على تناوله في مثل هذه الدراسات.
وأختم بنقل جواب دروزة على جدوى هذه الطريقة في التفسير :
(إن هذه الطريقة تفيد القارئ في تتبع سور التنزيل القرآني مرحلة فمرحلة ، والاستشعار بجو هذه السور ، حيث يكون هذا الترتيب أدعى تفهم القرآن وحكمة التنزيل ، كما إنه يتسق مع المنهج الذي أعتقده الأفضل لفهم القرآن وخدمته).
والحديث في هذا يحتاج إلى بسط نرجو أن يقوم به أحد الأعضاء الفضلاء وفقهم الله.
وأختم بالإشارة إلى أن المستشرق الفرنسي ريجي بلاشير (1900-1973) قد قام بترجمة القرآن الكريم للفرنسية عام 1950 ، ورتب الترجمة بحسب ترتيب النزول . ثم أعادها بعد سبع سنوات ورتبها بحسب ترتيب المصحف المعروف لأنه ثبت له عدم صواب طريقته الأولى .
---
أخوكم
08-31-2004, 06:34 AM
كدتُ أن أطرح موضوعا منفصلا أسأل فيه عن ( أصح ترتيب لسور القرآن بدءا من أولها نزولا وانتهاء بآخرها )
ثم بدا لي أن أبحث في المنتدى أولا ، فوجدت هذا الموضوع فلعله المكان الأنسب لسؤالي ...
فهل أجد لديكم إجابة
بارك الله فيكم
---
(1/2398)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤالٌ عن تفسير:(( و لا يأتونكَ بمَثَلٍ إلا جئناكَ بالحقِّ وأحسنَ تفسيرا))
---
سؤالٌ عن تفسير:(( و لا يأتونكَ بمَثَلٍ إلا جئناكَ بالحقِّ وأحسنَ تفسيرا))
---
ابو حنين
06-06-2006, 08:00 AM
يقول المولى تبارك و تعالى :ــ
(( و لا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق و احسن تفسيرا ))هل من بيان حول هذه الآية و وجه البلاغة فيها ؟؟
و ما هو المقصود بـ (( الحق )) و ما المقصود بـ (( التفسير )) في الآية
وفقكم الله و نفع بكم ...
---
ابو حنين
06-06-2006, 08:02 AM
تتمة السؤوال : و هل لهذه الآية علاقة بما بعدها ...
======================
---
ابو حنين
06-07-2006, 05:47 AM
????? يوم و 15 قراءة ؟؟؟؟؟
-------------------------------
---
عمرو الشاعر
06-09-2006, 03:58 PM
أنا أعتقد يا أخي أن معنى الآية واضح وظاهر وأسألك هل قرأت تفسيرها في كتب التفسير ؟
و إذا كنت قد قرأت فما الذي لم يعجبك في تفسير المفسرين لها ؟
---
ابو حنين
06-10-2006, 11:27 AM
بارك الله فيك يا أخي عمرو .... اذا المعنى الظاهر هو ما تعنيه الآية ... اذاً فهمت .
جزاك الله خيرا .
----------------------------------------------------
بقي لدي تساؤل لم اجده .
* ما علاقة الآية بالآية التالية ( الذين يحشرون على وجههم الى جهنم ... الآية ) هل هذا هو توضيح
لقوله ( الا جئناك بالحق و أحسن تفسيرا ) ؟؟؟؟ كما (( يظهر )) من السياق ؟؟
-----------
و انا احب ان اسأل ... حتى لو قرأت الكتب فلا يكفيني .. لوجود العلماء و لله الحمد ..
أو يغلق الموقع و كلٌ يكتفي بقراءة كتبه و ينصح الناس بقراءة الكتب . ( مجرد استغراب )
---
أبومجاهدالعبيدي
06-10-2006, 01:58 PM(1/2399)
لعل فيما أورده البقاعي ما يجيب عن سؤال الأخ أبي حنين ، فقد قال في نظم الدرر : ( ...ولما كان التقدير : قد بطل ما أتوا به هذا الاعتراض ، عطف عليه قوله : { ولا يأتونك } أي المشركون { بمثل } أي باعتراض في إبطال أمرك يخيلون به لعقول الضعفاء بما يجتهدون في تنميقه وتحسينه وتدقيقه حتى يصير عندهم في غاية الحسن والرشاقة لفظاً ومعنى { إلا جئناك } أي في جوابه { بالحق } ومن الألف واللام الدالة على الكمال يُعرَف أن المراد به الثابت الذي لا شيء أثبت منه ، فيرهق ما أتوا به لبطلانه ، ويفتضح بعد ذلك الستر فضيحة تخجّل القائل والسامع القابل .
ولما كان التقدير في الأصل : بأحق منه ، وإنما عبر بالحق ، لئلا يفهم أن لما يأتون به وجهاً في الحقيقة ، عطف عليه قوله : { وأحسن } أي من مثلهم { تفسيراً } أي كشفاً لما غطى الفهم من ذلك الذي خيلوا به وادعوا أنهم أوضحوا به وجهاً من وجوه المطاعن ، فجزم أكثر من السامعين بحسنه .(1/2400)
ولما أنتجت هذه الآيات كلها أنهم معاندون لربهم ، وأنهم يريدن بهذه السؤالات أن يضللوا سبيله ، ويحتقروا مكانته ، ويهدروا منزلته ، علم قطعاً أنه يعمر بهم دار الشقاء ، وكان ذلك أدل على أنهم أعمى الناس عن الطرق المحسوسة ، فضلاً عن الأمثال المعلومة ، والتمثيل للمدارك الغامضة ، وأنهم أحقر الناس لأنه لا ينتقص الأفاضل إلا ناقص ، ولا يتكلم الإنسان إلا فيمن هو خير منه ، قال معادلاً لقوله : { أصحاب الجنة يومئذ خير } [ الفرقان : 24 ] واصفاً لما تقدم أنه أظهره موضع الإضمار من قوله { الذين كفروا } [ الفرقان : 32 ] { الذين يحشرون } أي يجمعون قهراً ماشين مقلوبين { على وجوههم } أو مسحوبين { إلى جهنم } كما أنهم في الدنيا كانوا يعملون ما كأنهم معه لا يبصرون ولا تصرف لهم في أنفسهم ، تؤزهم الشياطين أزاً ، فإن الآخرة مرآة الدنيا ، مهما عمل هنا رئي هناك ، كما أن الدنيا مزرعة الآخرة ، مهما عمل فيها جنيت ثمرته هناك .)
---
ابو حنين
06-11-2006, 07:00 AM
جزاك الله خيرا يا أبا مجاهد . فقد اوردت ما ارتويت منه في معنى الآية !!
أروى الله عطشك و اظلك في ظله يوم لا ظل الا ظله ....
------------------------------------------------
و أرجو من مثلكم و مثل الأخ عمرو وفقكم الله , الحلم علينا و عدم مطالبتنا بقراءة الكتب كما يقرأ طلبة العلم ... فكل ما نجده كتابين أو ثلاثة من كتب التفسير الميسر .
شكر الله للجميع حسن الإجابة .
---
(1/2401)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب ( سنن القراء ومناهج المجودين )
---
سؤال عن كتاب ( سنن القراء ومناهج المجودين )
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
05-26-2006, 06:22 PM
هل يوجد كتاب ( سنن القراء ومناهج المجودين ) للدكتور القارئ ، على ملف وورد ؟
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2006, 11:53 PM
وددتُ لو ساعدتكم أخي العزيز بالكتاب على وورد ، ولكن حسب علمي أنه لا يوجد على هذه الصيغة على الانترنت . حفظكم الله ورعاكم .
---
(1/2402)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مفاتح تدبر السنة كتاب الكتروني رائع
---
مفاتح تدبر السنة كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
09-30-2006, 10:01 PM
مفاتح تدبر السنة كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
مَفاتحُ تدَبّر السّنة
والقوّة في الحَياة
خالد بن عبد الكريم اللاحم
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج395 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/2f828ba39e.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/5046351c73.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/941db3ee5e.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Tadapporossonnah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=289449
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
معروفي
10-24-2006, 06:49 AM
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على ما بذلت من جهد طيب في هذا الكتاب .
---
نورة
10-26-2006, 01:38 AM
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على ما بذلت من جهد طيب في هذا الكتاب .
---
(1/2403)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أمّهات كتب التفسير
---
أمّهات كتب التفسير
---
جمال حسني الشرباتي
07-22-2005, 08:53 AM
السلام عليكم
ما هي أمّهات كتب التفسير التي اعتمد عليها المفسرون
أعني أود من حضراتكم تحديد المتأثر من المؤثر بين كتب التفسير المتعددة لأني أريد أن أقيّم صواب أو عدم صواب ملاحظاتي حول هذا الموضوع
أنا أعرف أن كتاب الطبري من أمّهات الكتب وأعرف أنّ البغوي وابن كثير قد تأثرا به كثيرا---ولا أعرف ما حدود هذا التأثر
وأعرف أن كشّاف الزمخشري أمّ أيضا وأرى البيضاوي يلخص تقريبا نفس عبارته
وأعرف أن كتاب الفخر الرازي أمّ أيضا وأرى إبن عادل ينقل عبارته تماما في غالب تفسيره
فهلّا أفدتمونا في هذا الموضوع أساتذتي؟
---
(1/2404)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هذه الألفية في غريب القرآن, هل تم العمل على تحقيقها أو شرع في ذلك أحد..؟؟
---
هذه الألفية في غريب القرآن, هل تم العمل على تحقيقها أو شرع في ذلك أحد..؟؟
---
محمود الشنقيطي
02-16-2007, 09:48 PM
العنوان: ألفية غريب القرآن للشيخ زين الدين العراقي..
ابتدأها رحمة الله تعالى عليه بقوله:
الحمد لله أتمَّ الحمدِ *** على أيادٍ عظمت عن عدِّ
وبعد فالعبدُ نوى أن ينظما ***غريب الفاظ القران عظُما
جمع أبي حيان وهْو رتبهْ*** ترتيب أحرف الهجا وهذَّبهْ
وهذه الألفية كما يقول الناظم نظمها في طريقه إلى مكة المكرمة حرسها الله, وقد كان الإمام الثعالبي رحمه الله ينقل عنها في تفسيره ومن ذلك مثلاً:قوله في تفسير (يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) إذ يقول:قال الشيخ زين الدين العراقي في اختصاره لغريب القرآن لأبي حيان معنى رابطوا دوموا واثبتوا ومتى ذكرت العراقي فمرادى هذا الشيخ..
وفي تتفسير سكرة الموت يقول الثعالبي رحمه الله
قال شيخنا زين الدين العراقي في ارجوزته ... وسكرة الموت اختلاط العقل ...
البيت
والسؤال للمشايخ الفضلاء في الملتقى:
هل تمَّ تحقيقها تحقيقا علميا أم لا , وهل في القيام بذلك فائدة عظيمة ...؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-16-2007, 10:51 PM
هذه الألفية طبعت قديماً على حاشية تفسير الجلالين في مطبعة البابي الحلبي . ولم أرها مطبوعة مفردة ، وهي جديرة بالطباعة المفردة والتحقيق والضبط الصحيح ، فبعض القراء يحب المنظوم ، ويسهل عليه حفظه فينفعه هذا المتن ، ونظم العراقي - رحمه الله - سهل للحفظ . ولا أعلم لها تحقيقاً ولم تطبع مفردة بحسب علمي . وقد رأيتها مطبوعة في ملتقى أهل الحديث على ملف وورد .
---
طه محمد عبدالرحمن
02-17-2007, 01:58 AM(1/2405)
أسأل الله أن يوفقكم لتحقيقها و طباعتها و لكم على أن أسجلها إن شاء الله (ابتسامة) .....
---
محمود الشنقيطي
02-17-2007, 05:55 AM
فضيلة المشرف سددكم الله:
هل تذكرون على أي طبعة من طبعات الجلالين كانت هذه الألفية؟؟
ـــــــــ
ذلك ما كنا نبغ يا شيخ طه (ابتسامة)
---
محمد سعيد الأبرش
02-18-2007, 12:09 AM
بحثت في ذلك قديماً بنية تحقيقها فقيل لي إنها حققت كرسالة دكتوراه في جامعة أم درمان في السودان بالإضافة إلى طبعتها القديمة التي ذكرها شيخنا الشهري، وقد رأيت لها نسخة مخطوطة في دار الكتب المصرية والذي أذكره أنها كانت نسخة خزائنية بخط رائع مع تعليقات كثيرة، وقد وضع الإخوة في ملتقى أهل الحديث أكثر من نسخة مخطوطة لها، والله أعلم.
---
محمد سعيد الأبرش
02-18-2007, 12:38 AM
وهذه معلومات عنها وروابط تحميلها من الملتقى بالإضافة إلى بعض الفوائد:
هذا رابطها في الملتقى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35075&highlight=%DB%D1%ED%C8+%C7%E1%DE%D1%C2%E4
وهذا رابط آخر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35068&highlight=%DB%D1%ED%C8+%C7%E1%DE%D1%C2%E4
وهذا ثالث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31417&highlight=%DB%D1%ED%C8+%C7%E1%DE%D1%C2%E4
وهذا رابط مهم فيه بدأ أحد الإخوة بتحقيقها على شكل مشاركات، وفيه معلومات مفيدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3080&highlight=%C3%E1%DD%ED%C9+%DB%D1%ED%C8+%C7%E1%DE%D 1%C2%E4
والله أعلم.
---
محمود الشنقيطي
02-18-2007, 02:35 PM
أحسن الله إليكم اجمعين ,وحبذا لو وافانا أهل أرض الكنانة الأماجد برقم حفظ نسخة هذه الألفية في الأزهرية
---
محمود الشنقيطي
02-19-2007, 12:23 PM
إخواني الكرام:
بلغني عن طريق بعض الفضلاء أن هذه الألفية توجد محفوظة بنسخ أصلية في مخطوطات : برلين 700، و القاهرة أول 1/ 127، و ثان 1/33، 1/57/1(1/2406)
فهل من متحقق من صدق ذلك..؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2007, 11:52 PM
طبعت هذه الألفية على حاشية تفسير الجلالين في طبعته الثالثة التي طبعتها مكتبة البابي الحلبي عام 1374هـ وتبدأ الألفية من حاشية ص 153
وتمتاز هذه الطبعة من ألفية العراقي في نظم غريب القرآن بأنها قوبلت على نسخة مخطوطة بخزانة الأزهر (رقمها الخاص 163 علوم القرآن ، والعام 4479) وهي في ست وعشرين ورقة من القطع الصغير ، مكتوبة بخط نسخي واضح ، وتحتوي كل صفحة على واحد وعشرين سطراً ، كتبت فيها الألفاظ القرآنية بالمداد الأحمر ، وكتب الشرح بالمداد الأسود .
وقد أودع فيها العلامة عبدالرحيم بن الحسين العراقي الألفاظ القرآنية التي جمعها وشرحها أثير الدين محمد بن يوسف الغرناطي في كتابه (إتحاف الأريب بما في القرآن من الغريب) ، وقد اشار العراقي إلى ذلك في بيته الثاني والثالث من الألفية .
---
(1/2407)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إثبات إفادة خبر الواحد العلم والعمل بالكتاب والسنة والإجماع والمعقول وأقوال العلماء
---
إثبات إفادة خبر الواحد العلم والعمل بالكتاب والسنة والإجماع والمعقول وأقوال العلماء
---
أبو صلاح الدين
07-17-2005, 10:18 AM
إثبات إفادة خبر الواحد العلم والعمل
تأليف
أبو صلاح الدين
كافة حقوق التأليف والطبع والنشر والتوزيع محفوظة
وجوب العلم قبل العمل:
في وجوب العلم قبل العمل يقول بعض الناس-جزاه الله خيرا- :
1- قال تعالى (قل إنما حرّم ربي الفواحش ماظهر منها ومابطن، والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) الأعراف 33.
وهذا نص صريح في تحريم القول على الله بغير علم (قل إنما حرَّم ربي... وأن تقولوا على الله مالا تعلمون). وهو وعيد خاص في حق العالم والقاضي والمفتي وكل مبلغ لأحكام الله تعالى أن يقول على الله مالا يعلم. ويدل النص –بمفهومه- على وجوب العلم قبل القول والعمل ومنه التعليم والحكم والفتوى.
وقد بيَّن الله تعالى في آيةٍ أخرى أن الإقدام على مخالفة هذا النهي إنما هو من تزيين الشيطان، وذلك في قوله تعالى (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) البقرة 168: 169. ومثل هذه الآية قوله تعالى (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ٍ ويتبع كل شيطان مريد، كُتب عليه أنه من تولاه فأنه يُضله ويهديه إلى عذاب السعير) الحج 3: 4 . فدل على أن الجدال- وهو أقوال- بغير علم من تزيين الشيطان، وبيَّن سوء عاقبة ذلك.
2- قوله تعالى (إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم) النور 15.(1/2408)
فَذَمّ الله تعالى القول بغير علم (وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم) وبيّن سبحانه أن هذا أمر عظيم عند الله وإن استهان الناس به. والآية وإن كانت في حق من تكلم في حادثة الإفك إلا أن العبرة بعموم اللفظ. اهـ ما قاله بعض الناس.
3- قوله تعالى (ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم، فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم) آل عمران 66.
قال القرطبي في تفسيره(4: 108): " في الآية دليل على المنع من الجدال لمن لا علم له، والحظر على من لا تحقيق عنده..- إلى قوله- وقد ورد الأمر بالجدال لمن عَلِم وأيقن فقال تعالى « وجادلهم بالتي هي أحسن » ".
4- قال البخاري رحمه الله في كتاب العلم من صحيحه، باب (العلم قبل القول والعمل، لقول الله تعالى " فاعلم أنه لا إله إلا الله" فبدأ بالعلم) أهـ.
قال ابن حجر" فتح الباري، 1/159: 160" : (قال ابن المنيّر: أراد به أن العلم شرط في صحة القول والعمل، فلا يُعتبران إلا به، فهو متقدم عليهما لأنه مصحِّح للنية المصحِّحة للعمل).
5- عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (القضاة ثلاثة: واحد في الجنة واثنان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار) رواه الأربعة، وصححه الحاكم والألباني.
فأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على من عمل بعلم (وهو من عرف الحق فقضى به)، كما ذم من عمل بغير علم (وهو من قضى على جهل) وذكر الوعيد الوارد في حقه بما يدل على أنه لم يعذره بالجهل لتقصيره في طلب العلم الواجب عليه قبل اشتغاله بالقضاء. فدل الحديث على تحريم القول والعمل بغير علم، وعلى وجوب العلم قبل القول والعمل.
حفظ الله للسنة:(1/2409)
إن المخالف بنى مذهبه الباطل في رد أخبار الآحاد الصحيحة على قياس باطل فاسد الاعتبار, فقد قاس المخبر-بتشريع عام للأمة أو بصفة من الصفات الإلهية- عن رسول الله أو عمن سمع رسول الله, قاسه على خبر الشاهد على قضية معينة, ويا بعد ما بينهما !! فإن الشهادة المعينة على شيء معين لم يتكفل الله بحفظها, بخلاف الدين والشريعة والقران والسنة.., لأن المخبر عن رسول الله (ص) لو قدر أنه كذب أو سها ولم يظهر ما يدل على ذلك, لزم منه ضياع الدين وإضلال الخلق وتضليلهم, وهذا محال على الله تعالى.
يقول-جل في علاه-: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر 9. ولفظة(ذكر) بعمومها وشمولها تشمل القران والسنة - متواترة وآحادية, فأنت تقول مثلا: أذكار الصباح والمساء, أذكار اليوم والليلة, أذكار الصلاة.. إلخ. والسنة منزلة بوحي من الله.., وما ينطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى -. فجميع ما يصدق عليه ذكر فهو في ضمان الله وحفظه إلى يوم القيامة.
إن أخبار الآحاد المضافة إلى الشارع ليست كسائر الأخبار المضافة إلى غيره ؛ لأن أخبار الشارع محفوظة عن الضياع أو الاشتباه بالأخبار المكذوبة عليه ، بخلاف أخبار الآحاد عن غيره فإنها قد تضيع وقد تشتبه بالمكذوبة ولا تعلم إلى قيام الساعة .
قال الإمام ابن حزم في الإحكام في أصول الأحكام(1/117-118): قال تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (الحجر 9). وقال تعالى: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (النحل 44).(1/2410)
فصح أن كلام رسول الله(ص) كله في الدين وحي من عند الله عز وجل لا شك في ذلك ولا خلاف بين أحد من أهل اللغة والشريعة في أن كل وحي نزل من عند الله تعالى فهو ذكر منزل. فالوحي كله محفوظ بحفظ الله تعالى له بيقين. وكل ما تكفل الله بحفظه فمضمون ألا يضيع منه وألا يُحَرَّف منه شيء أبداً تحريفاً لا يأتي البيان ببطلانه, إذ لو جاز غير ذلك لكان كلام الله تعالى كذباً وضمانه خائساً.., وهذا لا يخطر ببال ذي مسكة عقل، فوجب أن الذي أتانا به محمد(ص) محفوظ بتولي الله تعالى حفظه، مبلغ كما هو إلى كل ما طلبه مما يأتي أبداً إلى انقضاء الدنيا.
قال تعالى: قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ (الأنعام 19).
فإذ ذلك كذلك, فبالضرورة نعلم أنه لا سبيل البتة إلى ضياع شيء مما قاله رسول الله (ص)في الدين, ولا سبيل البتة إلى أن يختلط به باطل موضوع اختلاطاً لا يتميز لأحد من الناس بيقين, إذ لو جاز ذلك لكان الذكر غير محفوظ ولكان قول الله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (الحجر 9) كذباً ووعداً مخلفاً وهذا لا يقوله مسلم. اهـ
أدلة منطقية عقلية:
وقد بدأت بها قبل أدلة القران والسنة؛ حتى لا يتم تأويل تلك الأدلة أو الاعتراض والتشغيب عليها بما لا ينفع ولا يشفي- كعادة المتكلمين دائما- , وذلك أفضل في حسم الخلاف والنزاع من جدوره, واجتثاثه من أصله, وحتى يكون بحثنا هذا على أرضية صلبة لا يفلها الحديد. فنحن هنا نناقش فكرة المخالف من أصلها, وهل هي صالحة أم لا. ثم ينبني على هذا الكلام ما يأتي بعد ذلك من أدلة. والحمد لله أولا وآخرا.
1- القول بأن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة، هو قول–كما يقول العلامة الألباني- في حد ذاته عقيدة، فما هو الدليل على صحته ؟! فإما أن يأتوا بالدليل القاطع المتواتر على صحة هذا القول، وإلا فهم متناقضون.(1/2411)
2- إن دعوى احتمال الشبهة(كل أخبار الآحاد تفيد الظن ، لوجود احتمال انقطاعها بأي نوع من أنواع الانقطاع ككذب الراوي أو نسيانه أو خطئه في روايته ...الخ) في صحة اتصال أخبار الآحاد إلى رسول الله هي كدعوى من يدعي أن هذا العام مخصوص ولا مخصص ، أو أن هذا الدليل المطلق مقيد ولا مقيد ، أو أن هذا الحكم منسوخ ولا وجود لناسخه ونحو ذلك ، فما أسهل الدعاوى !!!
3- الذين يجعلونه مظنوناً -ولو مع القرائن- يجوزون أن يكون في نفس الأمر كذباً أو خطأ ثم هم مع ذلك يوجبون العمل به مع ما يخالج نفوسهم من احتمال كونه باطلاً، والعمل به عندهم مكابرة وعناد لا يجوز..!!! ثم أضيف فأقول: إن القائلين بأنها ظنية ويجب العمل بها، يلزمهم القول بأن الله أمر بما نهى عنه، وما ذمه في هذه الآيات، حيث أوجب أن نحكم في دينه وشرعه بأدلة متوهمة، وقد نهانا عن التخرص في الدين، وأخبر أنه خلاف الهدى الذي جاءهم من ربهم، وإذاً فلا فرق بين أهل الظن وبين أولئك المشركين الذين قال الله فيهم: (إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون)(الأنعام:148). وقد نهى الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يقفوا ما ليس له به علم، بل جعل القول عليه بلا علم في منزلة فوق الشرك، كما في آية المحرمات في سورة الأعراف، حيث ترقى من الأسهل إلى الأشد، فبدأ بالفواحش، ثم بالإثم وهو أشد، ثم بالبغي وهو أعظم من الإثم، وبعده الشرك أشد منه، ثم القول على الله بلا علم، فأي ذم أبلغ من هذا.
وتكلف بعض المتكلمين الجواب عن هذا الدليل بحمل هذه الآيات على ذم الظن والتخرص في أمور الاعتقاد، وما لا بد فيه من اليقين. والجواب: أنا نمنع التفريق بين الأصول والفروع, فالنهي عن الظن على عمومه في الجميع، ويراد به ما لم يكن مبنياً على دلائل وبراهين وأمارات قاطعة حاسمة، بل هو مجرد وهم وتخمين.(1/2412)
4- إن أخبار الآحاد المضافة إلى الشارع ليست كسائر الأخبار المضافة إلى غيره؛ لأن أخبار الشارع محفوظة عن الضياع أو الاشتباه بالأخبار المكذوبة عليه ، بخلاف أخبار الآحاد عن غيره فإنها قد تضيع وقد تشتبه بالمكذوبة ولا تعلم إلى قيام الساعة. انظر ما قاله ابن حزم فيما نقلناه عنه سابقا, فكلامه متين.
ومما يؤكد ما أقول ويزيده بيانا قوله تعالى: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ... أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ. ووجه الاستدلال أن كل ما حكم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فهو مما أنزل الله وهو ذكر من الله أنزله على رسوله وقد تكفل سبحانه بحفظه فلو جاز على حكمه الكذب والغلط والسهو من الرواة ولم يقم دليل على غلطه وسهو ناقله لسقط حكم ضمان الله وكفالته لحفظه وهذا من أعظم الباطل ونحن لا ندعي عصمة الرواة بل نقول إن الراوي إذا كذب أو غلط أو سها فلا بد أن يقوم دليل على ذلك ولا بد أن يكون في الأمة من يعرف كذبه وغلطه ليتم حفظه لحججه وأدلته ولا تلتبس بما ليس منها فإنه من حكم الجاهلية بخلاف من زعم أنه يجوز أن تكون كل هذه الأخبار والأحكام المنقولة إلينا آحاداً كذباً على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وغايتها أن تكون كما قاله من لا علم عنده إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين .فتأمل منصفا.(1/2413)
ومما يزيد الأمر وضوحاً في أن الله سبحانه وتعالى حافظ لوحيه إلى قيام الساعة أنه جل وعلا نصب أئمةً أعلاماً جهابذةً حفاظاً أثباتاً نقاداً للحديث يَمِيزُون الطيب من الخبيث ، والصحيح من السقيم ، والحق من الباطل . قيل لابن المبارك : هذه الأحاديث المصنوعة . قال : يعيش لها الجهابذة. [انظر هذا الكلام والذي بعده في: كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم(1/3 ، 10) ]. فمن هؤلاء الجهابذة: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (ت157هـ) ، وشعبه بن الحجاج (ت 160هـ)، وسفيان الثوري(ت161هـ)، ومالك بن أنس (ت179 هـ)، وحماد بن زيد (ت179هـ )، وعبد الله بن المبارك (ت181هـ), و وكيع بن الجراح ( ت196هـ) ، وسفيان بن عيينة (ت 198هـ ) ، ويحيى بن سعيد القطان (ت198هـ) ، وعبد الرحمن بن مهدي (ت198هـ) ، ويحيى بن معين (ت233هـ) ، وعلي بن المديني (ت234هـ) ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه (ت238هـ) ، وأحمد بن حنبل (ت241هـ) ، وأبو محمد عبد الله الدارمي (ت255هـ) ، ومحمد بن إسماعيل البخاري (ت256هـ) ، ومسلم بن الحجاج القشيري (ت261هـ) ، وعبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي ( ت264هـ) ، وأبو داود السجستاني (ت275هـ) ، وأبو حاتم الرازي محمد بن إدريس الحنظلي (ت277هـ ).(1/2414)
فهؤلاء الذين لا يختلف فيهم, ويعتمد على جرحهم وتعديلهم ويحتج بحديثهم وكلامهم في الرجال والحديث قبولاً أو رداً؛ لاتفاق أهل العلم على الشهادة لهم بذلك. كما أن الله لم ينزلهم هذه المنزلة إذ أنطق ألسنة أهل العلم لهم بذلك إلا وقد جعلهم أعلاماً لدينه، ومناراً لاستقامة طريقه وألبسهم لباس أعمالهم. فما أجمع عليه هؤلاء فهو المقبول, وما ردوه فهو المردود؛ سيما وقد قال رسول الله(ص) في حديث عبادة بن الصامت في مبايعتهم الرسول(ص): بايعنا رسول الله صلى عليه وسلم على السمع والطاعة، في العسر واليسر… وعلى أن لا ننازع الأمر أهله. رواه مسلم في صحيحه (3/1470). وقد أجمعوا على إثبات إفادة العلم والعمل بخبر الواحد الصحيح كما سنبين أن شاء الله.
5- القول بأن أخبار الآحاد لا تفيد العلم قول أتفه من أن يعبأ بردّه. الذي لا يفيد علماً لا شك أن الاشتغال به يعدّ إضاعة للوقت. وهل يعقل أن يمضي الآلاف من علماء هذه الأمة أوقاتهم في جمع وتبويب ودراسة وشرح ما لا يفيد؟!
6- يعتبر المخالفون أن خبر الواحد مسألة من المسائل الشرعية التي يبحث فيها.., أقول لهم: منذ متى وهي "مسألة" يشتغل بها أصلاً؟ هل اعتبرها أهل الحديث المتقدمون "مسألة"؟ أم أنها كذلك عند المتكلمين ومن حذا حذوهم. ونحن لم نعتبرها مسألة إلا للرد على زيغهم وضلالهم فحسب.., فتأمل.(1/2415)
7- أن هؤلاء المنكرين لإفادة أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم- العلم يشهدون شهادة جازمة قاطعة على أئمتهم بمذاهبهم وأقوالهم أنهم قالوا ولو قيل لهم أنها لم تصح عنهم لأنكروا ذلك غاية الإنكار وتعجبوا من جهل قائله ومعلوم أن تلك المذاهب لم يروها عنهم إلا الواحد والاثنان والثلاثة ونحوهم لم يروها عنهم عدد التواتر وهذا معلوم يقيناً فكيف حصل لهم العلم الضروري والمقارب للضروري بأن أئمتهم ومن قلدوهم دينهم أفتوا بكذا وذهبوا إلى كذا ولم يحصل لهم العلم بما أخبر به أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وسائر الصحابة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولا بما رواه عنهم التابعون وشاع في الأمة وذاع وتعددت طرقه وتنوعت وكان حرصه عليه أعظم بكثير من حرص أولئك على أقوال متبوعيهم إن هذا لهو العجب العجاب وهذا وإن لم يكن نفسه دليلاً يلزمهم أحد أمرين : إما أن يقولوا أخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وفتاواه وأقضيته تفيد العلم . وإما أن يقولوا أنهم لا علم لهم بصحة شيء مما نقل عن أئمتهم وأن النقول عنهم لا تفيد علماً . وإما أن يكون ذلك مفيد للعلم بصحته عن أئمتهم دون المنقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فهو من أبين الباطل .
8- قولهم إن خبر الواحد لا يوجب العلم, يلزم منه الآتي: إن النبي صلى الله عليه وسلم أدَّى هذا الدين إلى الواحد فالواحد من أصحابه –وهذا لا يجادل فيه كافر- ليؤدوه إلى الأمة ، ونقلوا عنه ، فإذا لم يقبل قول الراوي لأنه واحد رجع هذا العيب إلى المؤدي –أي النبي(ص)- نعوذ بالله من هذا القول الشنيع والاعتقاد القبيح.
9- إذا قلنا : أن خبر الواحد لا يجوز أن يوجب العلم, حملنا أمر الأمة في نقل الأخبار على الخطأ ، وجعلناهم لاغين مشتغلين بما لا يفيد أحداً شيئاً، ولا ينفع ، ويصير كأنهم قد دونوا في أمور مالا يجوز الرجوع إليه والاعتماد عليه. وهذا هو رأس الباطل بعينه.(1/2416)
10- قولكم المذكور يستلزم تفاوت المسلمين فيما يجب عليهم اعتقاده, مع بلوغ الخبر إليهم جميعا. وهذا باطل. وبيان ذلك-كما يقول العلامة الألباني- أن الصحابي الذي سمع من النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ما في العقيدة, هذا الصحابي يجب عليه اعتقاد ذلك؛ لأن الخبر بالنسبة إليه يقين, وأما الذي تلقى الحديث عنه من صحابي آخر أو تابعي لا يجب عليه اعتقاد ذلك؛ لأنها إنما جاءته من طريق الآحاد, وهو الصحابي الذي سمع الحديث منه(ص), فإنه يحتمل عليه الخطأ.. !!
وهذا الذي يدعونه هو من أبطل الباطل كما أوضحناه في الأدلة العقلية السابقة, فإن المخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم لو قدر أنه كذب عمدا أو أخطأ, ولم يظهر هذا الخطأ, لزم من ذلك إضلال الخلق, وضياع الدين, وهذا هو عين الباطل.
11- قول المخالف الذي يدعيه يستلزم –كما يقول العلامة الأاباني- تعطيل العمل بحديث الآحاد في الأحكام العملية أيضا. وهذا باطل لا يقولون به أصلا.
وبيانه أن كثيرا من الأحاديث العملية تتضمن أمورا اعتقادية, فهذا صلى الله عليه وسلم يقول فيما يرويه الشيخان, وهو مما تلقته الأمة بالقبول: (إذا جلس أحدكم في التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال).
هذا الحديث آحاد, يؤخذ به عندهم في الأحكام، لا يؤخذ به في العقيدة.
لكن هذا الحديث يتضمن أمرين:
أ- يتضمن حكما: فليستعذ بالله من أربع
ب- ويتضمن عقيدة: عذاب القبر, وفتنة الممات(وهذا غيب) والمسيح الدجال في آخر الزمان وفتنته.
فكيف يستطيع المخالف أن يستعيذ بشيء لا يؤمن به ؟؟!! لا يستطيع. إذاً هو في حيص بيص. إن أخذ بالحديث؛ لأنه فيه حكم شرعي, فهذا واجب باتفاقهم. لكنه لم يأخذ ما به من عقيدة, وهو الإيمان بعذاب القبر، وبالمسيح الدجال في آخر الزمان وبشر فتنته.(1/2417)
إذاً, في أثناء تطبيقه لهذا الحكم هو مخالف لعقيدته, وهذا هو الباطل بعينه مجسدا مجسما. اهـ
فإن قالوا: نعمل بهذا الحديث, ولكنا لا نعتقد ما فيه من إثبات عذاب القبر والمسيح الدجال. قلنا-كما يقول الألباني بتصرف وإضافات-: إن العمل به يستلزم الاعتقاد به, لوجوب العلم قبل العمل-كما بينت أنا في أول هذا البحث-, وإلا فليس عملا مشروعا ولا عبادة. فإن العقيدة يقترن معها عمل, والعمل يقترن معه عقيدة.. إليك هذا ليتضح المراد, ويسفر الحق عن وجهه:
يقول الإمام ابن القيم في الصواعق(2: 420و 421) بتصرف وإضافات يسيرة : " ليس العمل مقصورا على أعمال الجوارح فحسب, بل أعمال القلوب أصل لأعمال الجوارح, وأعمال الجوارح تبع, فكل مسألة من العلميات يتبعها إيمان القلب وتصديقه وحبه, وذلك عمل, بل هو أصل العمل. فإن كثيرا من الكفار جازمون بصدق النبي(ص) غير شاكين في ذلك, غير أنه لم يقترن بذلك الجزم عمل القلب من حب ما جاء به النبي(ص), والرضا به, والموالاة والمعاداة عليه. هذه هي حقيقة الإيمان, فالمسائل العلمية عملية, والمسائل العملية علمية ". اهـ.
يقول الألباني-بتصرف وإضافات يسيرة-: مما يوضح أن لابد من اقتران العقيدة بالعمليات والأحكام هذا المثال: لو افترض أن رجلا يغتسل أو يتوضأ للنظافة, أو يصلي تريضا, أو يصوم تطببا, أو يحج سياحة, لا يفعل ذلك معتقدا أن الله أوجبه عليه وتعبده به, لما أفاده ذلك شيئا, كما لا يفيده معرفة القلب إذا لم يقترن بعمل القلب..ألا وهو التصديق. وكل مسألة علمية إنما يتبعها عمل.. ألا وهو إيمان القلب وتصديقه لتلك المسألة. اهـ. فتأمل منصفا أخي القارئ, يتضح لك الحق جليا كالشمس في كبد السماء.
أدلة القران:(1/2418)
1- قول الله جل في علاه: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)(البقرة:143). فوصفهم بأنهم وسط أي عدول خيار، وبأنهم يشهدون على الناس، أي بأن الله أمرهم بكذا، وفرض كذا، ويشهدون بكونها من دينه، وقد قرأوا قوله تعالى: (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)(الزخرف:86). فشهادتهم بهذه الأخبار عن نبيهم توجب ليقين بما قالوه؛ بسبب حفظ الله لهذا الدين, ولعدالة الرواة وقوة حفظهم.
فالمخبر بخبر عن رسول الله(ص) شاهد على الناس بأنه(ص) قد قال كذا وكذا, ولا يجوز أن يجعله الله شاهدا على الناس إلا ويتعبد بالرجوع إلى خبره, وإلا كانت الشهادة على الناس كعدمها, وهذا باطل.. فتأمل.
2- وقوله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) الأحزاب 36. إن لفظة(أمرا) تشمل -بعمومها وإطلاقها- العقائد والأحكام, والمتواتر والآحاد..., فمن أين جاء المخالف بتفريقه المبتدَع.
3- وقوله (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون) التوبة 122 . والطائفة في اللغة تقع على الواحد فما فوقه...[ البخاري في صحيحه 9: 155 فقد استدل بهذه الآية بما يدل عنده على ما ذكرت أنا, الإمام ابن العربي المالكي في المحصول من علم الأصول2: 173 وأحكام القران 2: 1031, والقرطبي في تفسيره 8: 294, والشعراوي في تفسيره 5576, وأبو الحسين البصري في " المعتمد في الأصول" 2: 588, ود. وهبة الزحيلي في أصول الفقه الإسلامي 1: 469 ... إلخ, وانظر معاجم وقواميس اللغة ]. والإنذار: الإعلام والإخبار بما يفيد العلم, فـ(أنذر): أعلم بالشيء وخوّف منه...[ انظر المعجم الوسيط:2: 949, ومعجم ألفاظ القران الكريم 2: 1085 ](1/2419)
لقد حض الله المؤمنين على أن ينفر منهم إلى النبي(ص) طائفة ليتعلموا ويفهموا الدين (وكلمة الدين عامة, فهي تشمل العقائد والأحكام, والمعاملات والحدود. ولا شك أن أهم وأول ما يتعلمه طالب العلم هو العقائد؛ لأنها أساس الأمر كله في جميع الرسالات والديانات). ثم حضهم الله على إنذار إعلام وإخبار قومهم بكل ما تعلموه إذا رجعوا إليهم.
فلولا أن الحجة تقوم بحديث الآحاد الصحيح عقيدة وأحكاما لما حض الله الطائفة على التبليغ والإنذار حضا عاما, فكيف يحض-جل وعلا- على شيء لا قيمة له, ولا فائدة ترجى منه.., تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ولقد علل الله الحض على التبليغ بقوله
" لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون", وهذا صريح في أن العلم يحصل بإنذار الطائفة(التي هي الواحد فما فوقه).., أي لينذروا قومهم حتى يحذروا من ما يجب اجتنابه من كفر وشرك وعصيان لأوامر الله, وفعل لما حرمه ونهى عنه, وحتى يحذروا عذاب الله وعقابه.
4- قوله تعالى: (وَلا تَقْف مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم إن السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسئولا) الإسراء 36. أي لا تتبعه ولا تعمل به. ومن المعلوم والمقطوع به أنه لم يزل المسلمون من عهد الصحابة والتابعين يقفون أخبار الآحاد ويعملون بها ويثبتون بها بها العقائد والغيبيات والصفات الإلهية. فلو كانت أخبار الآحاد الصحيحة لا تفيد علما, ولا تثبت عقيدة لكان الصحابة والتابعون وتابعوهم وأئمة الإسلام كلهم قد قفوا ما ليس لهم به علم, وهذا لا يقوله مسلم. [ انظر الصواعق المرسلة 2: 396 ](1/2420)
5- قوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون) الأنبياء 7. فأمر الله بسؤال أهل الذكر, والأمر للوجوب مطلقا, ويؤكد ذلك كون السائل لا يعلم, ويحرم عليه العمل بالجهل أو بغير تثبت, ولو لم يكن القبول واجبا لما كان السؤال واجبا, فوجب العمل (ووجوب العمل يقتضي وجوب العلم كما أوضحنا سابقا) بخبر المخبر الثقة, وإلا كان وجوب السؤال كعدمه, وذلك باطل. فلولا أن أخبارهم تفيد العلم لم يأمر بسؤال من لا يفيد خبره علماً، وهو سبحانه لم يقل سلوا عدد التواتر بل أمر بسؤال أهل الذكر مطلقاً فلو كان واحداً لكان سؤاله وجوابه كافيا.
6- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه) المائدة 67. وقوله تعالى: (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِين) ومعلوم أن البلاغ هو الذي تقوم به الحجة على المبلغ، ويحصل به العلم فلو كان خبر الواحد لا يحصل به العلم لم يقع به التبليغ الذي تقوم به حجة الله على العبد فإن الحجة إنما تقوم بما يحصل به العلم، وقد كان الرسول(ص) يرسل الواحد من أصحابه يبلغ عنه، فتقوم الحجة على من بلغه وكذلك قامت حجته علينا بما بلغنا العدول الثقات من أقواله وأفعاله وسنته, ولو لم يفد ذلك العلم لم تقم علينا بذلك حجة ولا على من بلغه واحد أو اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو دون عدد التواتر، وهذا من أبطل الباطل فيلزم من قال أن أخبار رسول الله(ص) لا تفيد العلم أحد أمرين :
أ- إما أن يقول أن الرسول لم يبلغ غير القرآن وما رواه عنه عدد التواتر وما سوى ذلك لم تقم به حجة ولا تبليغ .
ب- وإما أن يقول أن الحجة والبلاغ حاصلان بما لا يوجب ولا يقتضي علما.
وهذان الأمران هما عين الباطل, فلزم المراد.(1/2421)
وزيادة في البيان والتوضيح أقول: إن الله أمر رسوله بتبليغ ما أنزل إليه للناس كافة(من عاصره ومن يأتي بعده إلى يوم القيامة), فوجب التبليغ عنه(ص) على من سمع من فمه الشريف, ووجب كذلك على من بعدهم ممن سمعهم.., وهكذا. وإلا كان وجوب التبليغ على النبي(ص) كعدمه, وهذا باطل. والتبليغ عنه(ص) قد تقوم به جماعة أو واحد أو اثنان, ولا يؤمر أحد بالتبليغ غلا وقد وجب قبول خبره, ووجب العمل به على كل من سمعه, وغلا كان وجوب التبليغ على الفرد أو الجماعة كعدمه, وهذا باطل ممتنع. ومعلوم أن البلاغ هو الذي تقوم به الحجة على المبلغ, ويحصل به العلم(كما أوضحنا سابقا).
7- قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا) البقرة 143. وقوله تعالى: (وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ). فالمخبر بخبر عن النبي(ص) شاهد على الناس بأن الرسول(ص) قد قال كذا وكذا, ولا يجوز أن يجعله الله شاهدا على الناس, إلا ويتعبد بالرجوع إلى خبره عنه(ص), وإلا كانت الشهادة على الناس كعدمها. وهذا كله باطل, فلزم المراد.(1/2422)
وزيادة في البيان أقول: أنه تعالى أخبر أن جعل هذه الأمة عدولاً خياراً ليشهدوا على الناس بأن رسلهم قد بلغوهم عن الله رسالته وأدوا عليهم ذلك، وهذا يتناول شهادتهم على الأمم الماضية وشهادتهم على أهل عصرهم ومن بعدهم أن رسول الله(ص) أمرهم بكذا ونهاهم عن كذا, فهم حجة الله على من خالف رسول الله وزعم أنه لم يأتهم من الله ما تقوم به عليه الحجة, وتشهد هذه الأمة الوسط عليه بأن حجة الله بالرسل قامت عليه, ويشهد كل واحد بانفراده بما وصل إليه من العلم الذي كان به من أهل الشهادة, فلو كانت أحاديث رسول الله(ص) التي يرويها الآحاد لا تفيد العلم, لم يشهد به الشاهد ولم تقم به الحجة على المشهود عليه. وانظر الآتي :
8- قوله تعالى: (وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُون). وهذه الأخبار التي رواها الثقات الحفاظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إما أن تكون حقاً أو باطلاً أو مشكوكاً فيها لا يدري هل هي حق أو باطل .
فإن كانت باطلاً أو مشكوكاً فيها وجب طرحها وعدم الالتفات إليها, وهذا انسلاخ من الإسلام بالكلية. وإن كانت حقاً فيجب الشهادة على القطع بأنها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكان الشاهد بذلك شاهداً بالحق وهو يعلم صحة المشهود به. [ ذكره ابن القيم في الصواعق المرسلة ]
9- قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله..) النساء 135. فأوجب –جل في علاه- الشهادة لله, والقيام بالقسط.., والأمر للوجوب, ولا يوجب ذلك إلا وقد ألزم قبول شهادة الشاهد. ومن أخبر عن النبي(ص) بما سمعه منه فقد قام بالقسم المأمور به, وشهد لله, فليزم على السامع قبول الخبر, وإلا كان وجوب الشهادة كعدمها, وهذا باطل ممتنع. [ ذكره القاضي برهون في خبر الواحد في التشريع الإسلامي وحجيته 2: 66 ](1/2423)
10- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُم) ووجه الاستدلال أن هذا أمر لكل مؤمن بلغته دعوة الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى يوم القيامة. ودعوته نوعان.. نوع: مواجهة, ونوع: بواسطة مبلغ. وهو مأمور بإجابة الدعوتين في الحالتين, وقد علم أن حياته في تلك الدعوة والاستجابة لها، ومن الممتنع أن يأمره الله تعالى بالإجابة لما لا يفيد علماً أو يحييه بما لا يفيد علماً أو يتوعده على ترك الاستجابة لما لا يفيد علماً بأنه إن لم يفعل عاقبه وحال بينه وبين قلبه.
11- قوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم). وهذا يعم كل مخالف بلغه أمره(ص) إلى يوم القيامة. ولو كان ما بلغه لم يفده علماً لما كان متعرضاً بمخالفة ما لا يفيد علماً للفتنة والعذاب الأليم, فإن هذا إنما يكون بعد قيام الحجة القاطعة التي لا يبقى معها لمخالف أمره عذرا. وكلمة(أمره) تشمل -بعمومها وإطلاقها- العقائد والأحكام, والمتواتر والآحاد, والعبادات والحدود والمعاملات..., فتأمل منصفا.
12- قول الله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) النساء59.
فإذا رجعوا إلى سنة الرسول(ص) بعد وفاته - والآية مطلقة وعامة, تشمل حياته ووفاته(ص), وتشمل العقيدة والأحكام, وتشمل المتواتر والآحاد الذي وصل إلينا عنه(ص) – فماذا تفيدهم؟ فإن قالوا: ظنا, فهل يأمر الله المتنازعين أن يردوا المتنازع فيه إلى ما يفيدهم ظنا, فيستمر النزاع ؟!! لولا أن المردود إليه يفيد العلم والعمل, وينهي النزاع, لم يكن في الرد إليه أي فائدة, وهذا هو عين الباطل.. فثبت المراد والحمد لله, فتأمل منصفا.(1/2424)
13- قوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه..) الحشر7. إن لفظة(ما) من ألفاظ العموم والشمول, وأنت أخي القارئ لو سألت المخالفين لنا عن دليلهم في وجوب الأخذ بخبر الواحد في الأحكام, لاحتجوا بهذه الآية. فلا أدري, ما الذي حملهم على استثناء العقيدة من وجوب الأخذ بها, وهي داخلة في عموم الآية دخولا يقينيا, يعرف ذلك كل من شم رائحة الفقه واللغة.., فكلامهم تخصيص بلا مخصص, وذلك كله باطل عاطل.
14- قوله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتان, أؤلئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) البقرة 159.
فلقد توعد الله على كتمان البينات والهدى, فدل ذلك على وجوب إظهار الهدى - ولا شك أن أقوال النبي(ص) وأفعاله من البينات والهدى " وما ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى" – وما يسمعه الواحد من النبي(ص) يجب عليه إذا إظهاره. فلو لم يجب على من بلغه قبوله, لكان الإظهار كعدمه, فلا يجب. وهذا باطل بنص الآية, فلزم المراد والحمد لله.
وقد يعترض معترض فيقول: لا يسلم لك هذا الدليل؛ لأن الآية خاصة باليهود والنصارى بدليل سبب نزولها الصحيح الثابت.
أقول:
أ- إن العبرة بعموم اللفظ, لا بخصوص السبب كما هو معلوم للمبتدئ.
ب- اللعن لا يشمل اليهود والنصارى لمجرد أنهم يهود ونصارى, بل لأنهم كتموا البينات والهدى, فاستحقوا لعن الله ولعن اللاعنين. فعلة اللعن هي الكتمان, وهذا يشمل كل من كتم آية أو حديثا أو علما.(1/2425)
وهذا هو ما فهمه علماء المسلمين. روى البخاري(188) عن أبي هريرة(رض) أنه قال: "إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة -يعني في رواية الأحاديث عن النبي(ص)-, ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا, ثم تلا البقرة 159: 163 ...". وروى البخاري(128) عن أنس(رض): "أن معاذ بن جبل أخبر بحديث عند موته تأثما".(أي حتى لا يحمل إثم كتمان حديث النبي"ص"). وهذا أيضا هو قول كبار المفسرين: ابن كثير 1: 618, والشوكاني في تفسيره 1: 115, ود. محمد محمود حجازي في التفسير الواضح 1-2-14, والشعراوي ص687, وغيرهم من كبار المفسرين.
15- قوله تعالى: (واذكرن ما يتلوا في بيوتكن من آيات الله والحكمة..) الأحزاب 34.
أمر الله أزواج رسوله(ص) بأن يخبرن بما أنزل الله من القران في بيوتهن, وما يرين من أفعال النبي(ص) وما يسمعن من أقواله؛ حتى يصل ذلك إلى الناس, فيعملوا بما فيه ويقتدوا به. وما أمرن بذلك إلا والحجة قائمة بالأخبار التي يبلغنها, ولو كانت الحجة لا تقوم بما تبلغ الواحدة منهن عنه(ص) لكان وجوب التبليغ عليهن كعدمه, لا فائدة له ولا قيمة. وهذا باطل.., فلزم المراد, فإن وجوب العمل مترتب على وجوب العلم كما أوضحنا سابقا.
16- قوله تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب, هذا حلال وهذا حرام, لتفتروا على الله الكذب, إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) النحل 116.
أفادت الآية أن التحليل والتحريم بدون إذن من الله كذب على الله وبهتان عظيم. فإذا كنا والخالفين متفقين على إيجاب التحليل والتحريم بخبر الواحد الصحيح, وأننا به ننجو من التقول على الله, لأن هذا الخبر إذن من الله لنا بالتحليل والتحريم. فيلزمهم من هذا المنطلق إيجاب الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة ولا فرق, لأنها إذن من الله لنا بالتحدث في أمور العقيدة المذكورة في هذه الأحاديث. فمن ادعى التفريق فعليه الدليل والبرهان, ودون ذلك خرط القتاد وخيوط القمر.(1/2426)
17- قوله تعالى: (يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا..) الحجرات 6. وقرأ حمزة والكسائي وخلف: (فتثبتوا) [ البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة 2: 315, لشيخ القراء سراج الدين النشار(ت: 938هـ) ].
وقبل أن أبين دلالة هذه الآية على المطلوب, أحب أن أبين أننا احتججنا بهذه الآية فيما نحن فيه بسبب أن الله قد تكفل بحفظ الله للشريعة والقران والسنة. فلا يصح الاحتجاج بها على إفادة شهادة الشاهد العدل العلم؛ لأن الشهادة المعينة على شيء معين لم يتكفل الله بحفظها… فافهم هذا جيدا وتأمله منصفا.
وجه الاستدلال بهذه الآية: الآية تدل على أنه إذا جاء من ليس بثقة ولا عدل بخبر, وجب علينا أن نتثبت ونتبين من صحة هذا الخبر. والآية تدل جزما وقطعا –في ضوء ما نبهنا عليه قبل هذا الشرح- على قبول خبر كل من انتفت عنه الصفات الموجبة لرد روايته وعدم الاعتداد بها كالفسق وضعف الحفظ وقبول التلقين, فالوصف بالفسق جاء في هيئة الشرط في الآية. فلزم –بمفهوم الآية والشرط المذكور فيها- أن خبر الواحد الصحيح مفيد للعلم, ولو كان لا يفيد علما لأمر الله تعالى بالتثبت حتى يحصل العلم. ومما يؤكد ما ذكرت عمل الصحابة, فمما هو معلوم بيقين عند كل علماء الحديث أن بعض الصحابة يقول: قال رسول الله(ص) كذا وكذا. في حين أن هذا الصحابي يكون قد سمعه من صحابي آخر سمعه من النبي(ص). وهذا القول "قال رسول الله" شهادة من القائل وجزم بأن النبي(ص) قد قال هذا. ولو كان خبر الواحد لا يفيد العلم لكان الصحابي شاهدا على رسول الله(ص) بغير علم. وهذا لا يقوله مسلم. [ وانظر بعضا من هذا الكلام في إعلام الموقعين 2: 394 ]
أدلة السنة:
1- عن أنس قال: قال(ص): (من رغب عن سنتي فليس مني). رواه البخاري (6/116) وهو حديث صحيح أجمع على صحته أهل القبلة كلهم لاحتجاجهم به في كل كتبهم. وكلمة(سنتي) شاملة لأخبار النبي(ص) في العقائد والأحكام, والمتواتر والآحاد.(1/2427)
وانظر إلى الوعيد الذي ذكره(ص) فهو شديد شديد. ومن هذا نستفيد أن خبر الواحد الصحيح يفيد العلم اليقيني والعمل, وإلا كان ذكر هذا الوعيد من اللغو والعبث.. حاشا لله.
2- قال البخاري(4486): ( حدثنا أبو نعيم سمع زهيراً عن أبي إسحاق عن البراء - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً . وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَلَ البيت وأنه صلَّى – أو صلاّها – صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمرَّ على أهل المسجد وهم راكعون ، قال : أشهد بالله لقد صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ مكة فداروا كما هم قِبَلَ البيت وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قِبَلَ البيت رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله : { وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم } [ البقرة : 143 ] ) اهـ.
وجه الاستدلال: أن المسلمين لما أخبرهم الواحد وهم بقباء في صلاة الصبح-كما روى البخاري, وأجمعت الأمة على صحة ذلك الحديث فقد تلقته الأمة بالقبول وروته قرنا بعد قرن من غير نكير- أن القبلة قد حولت إلى الكعبة, قبلوا خبره وتركوا الحجة التي كانوا عليها واستداروا إلى القبلة, ولم ينكر عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. ولقد كانوا على أمر مقطوع به من القبلة الأولى, فما توقف أحد منهم ولا قال : أتم صلاتي حتى استوثق بعد ذلك أَحُوِّلَتِ القبلة أم لا لاحتمال أن يكون كاذباً . ما خطر هذا في بال أحدهم . فلولا حصول العلم لهم بخبر الواحد لم يتركوا المقطوع به المعلوم لخبر لا يفيد العلم.(1/2428)
3- ما رواه مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال (كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح وأبا طلحة الأنصاري وأبي بن كعب شراباً من فضيخ, فجاءهم آت فقال إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحة: قم يا أنس إلى هذه الجرار فاكسرها, فقمت إلى مهراس لنا فضربتها بأسفله حتى كسرتها).
ووجه الاستدلال بهذا الحديث الصحيح: أن أبا طلحة أقدم على قبول خبر التحريم حيث ثبت به التحريم لما كان حلالا, وهو يمكنه أن يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة. وأكد ذلك القبول بإتلاف الإناء وما فيه, وهو مال, وما كان ليقدم على إتلاف المال بخبر من لا يفيده خبره العلم عن رسول الله(ص) ورسول الله إلى جنبه. فقام خبر ذلك الآتي عنده وعند من معه مقام السماع من النبي(ص) بحيث لم يشكوا ولم يرتابوا في صدقه.
4- قال(ص) في الحديث الذي تلقته الأمة بالقبول, ولم يقدح في صحته أحد: " بلغوا عني", وقال لأصحابه في الجمع الأعظم يوم عرفة " أنتم مسئولون عني فماذا أنتم قائلون". قالوا: نشهد أنك بلغت وأديت ونصحت.
ومعلوم أن البلاغ هو الذي تقوم به الحجة على المبلغ، ويحصل به العلم. فلو كان خبر الواحد لا يحصل به العلم لم يقع به التبليغ الذي تقوم به حجة الله على العبد. فإن الحجة إنما تقوم بما يحصل به العلم، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يرسل الواحد من أصحابه يبلغ عنه، فتقوم الحجة على من بلغه وكذلك قامت حجته علينا بما بلغنا العدول الثقات من أقواله وأفعاله وسنته, ولو لم يفد العلم لم تقم علينا بذلك حجة ولا على من بلغه واحد أو اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو دون عدد التواتر، وهذا من أبطل الباطل. فيلزم من قال أن أخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لا تفيد العلم أحد أمرين :
أ- إما أن يقول أن الرسول لم يبلغ غير القرآن وما رواه عنه عدد التواتر وما سوى ذلك لم تقم به حجة ولا تبليغ .(1/2429)
ب- وإما أن يقول أن الحجة والبلاغ حاصلان بما لا يوجب علماً ولا يقتضي علماً.
وإذا بطل هذان الأمران بطل القول بأن أخباره - صلى الله عليه وسلم- التي رواها الثقات العدول الحفاظ لا تفيد علما. وهذا ظاهر لا خفاء فيه بحمد الله.
5- روى الشافعي في الرسالة فقال: أخبرنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن أبيه عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: " نضر الله عبداً سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها فرب حامل فقه إلى غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم . إخلاص العمل لله والنصيحة للمسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم". رواه أحمد وابن ماجة عن أنس وصححه الألباني في صحيح الجامع(6640), ورواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وهو حديث متواتر بلغ رواته من الصحابة نحو ثلاثين صحابياً، كما ذكر الإمام السيوطي في تدريب الراوي(ج 2 ص179، وانظر كشف الخفاء ومزيل الالتباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس للعجلوني ج2 ص 441), وهو مما أجمعت على صحته الأمة, ولم يطعن فيه حتى أعداء السنة.
قال الشافعي في الرسالة(ص402 – 403): فلما ندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى استماع مقالته وحفظها وأدائها أمرا أن يؤديها ولو واحد دل على أنه لا يأمر من يؤدي عنه إلا ما تقوم به الحجة على من أدي إليه؛ لأنه إنما يؤدي عنه حلالاً يؤتى, وحرام يجتنب, وحد يقام, ومال يؤخذ ويعطى, ونصيحة في دين ودنيا. ودل على أنه قد يحمل الفقه غير الفقيه يكون له حافظاً ولا يكون فيه فقيهاً وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بلزوم جماعة المسلمين مما يحتج به في أن إجماع المسلمين لازم ". اهـ(1/2430)
والمقصود أن خبر الواحد العدل لو لم يفد علماً لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن لا يقبل من أدى إليه إلا من عدد التواتر الذي لا يحصل العلم إلا بخبرهم ولم يدع للحامل المؤدي وإن كان واحداً، لأن ما حمله لا يفيد العلم فلم يفعل ما يستحق الدعاء وحده إلا بانضمامه إلى أهل التواتر وهذا خلاف ما اقتضاه الحديث ومعلوم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إنما ندب إلى ذلك وحث عليه وأمر به لتقوم به الحجة على من أدي إليه فلو لم يفد العلم لم يكن فيه حجة .
6- حديث أبي رافع الصحيح(وهو مما تلقته الأمة بالقبول, فلم يطعن فيه أحد, ولا حتى مجنون) عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: " لا ألفين أحداً منكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري, يقول: لا ندري ما هذا.., بيننا وبينكم القرآن. ألا وإني أوتيت القران ومثله معه ". رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه, وأحمد بإسناد صحيح.(1/2431)
ووجه الاستدلال أن هذا نهي عام لكل من بلغه حديث صحيح ((لقوله"ص": يأتيه الأمر من أمري. .. يأتيه الأمر عن طريق الآحاد من الصحابة الذين هم أول من ينقل الخبر)) عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يخالفه أو يقول لا أقبل إلا القرآن بل هو أمر لازم وفرض حتم بقبول أخباره وسننه وإعلام منه - صلى الله عليه وسلم- أنها من الله أوحاها إليه فلو لم تفد علماً لقال من بلغته إنها أخبار آحاد لا تفيد علماً فلا يلزمني قبول مالا علم لي بصحته والله تعالى لم يكلفني العلم بما لم أعلم صحته ولا اعتقاده بل هذا بعينه هو الذي حذر منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمته ونهاهم عنه ولما علم أن في هذه الأمة من يقوله حذرهم منه فإن القائل إن أخباره لا تفيد العلم هكذا يقول سواء لا ندري ما هذه الأحاديث وكان سلف هؤلاء يقولون بيننا وبينكم القرآن وخلفهم يقولون بيننا وبينكم أدلة العقول وقد صرحوا بذلك وقالوا نقدم العقول على هذه الأحاديث آحادها ومتواترها ونقدم الأقيسة عليها.
7- عن أنس قال: "أن أهل اليمن قدموا على رسول الله(ص) فقالوا: ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والإسلام. فأخذ صلى الله عليه وسلم بيد أبي عبيدة فقال: هذا أمين هذه الأمة". أخرجه مسلم, ورواه البخاري مختصرا.
ولو لم يفد خبر الواحد العلم والعمل, لم يبعث إليهم(ص) أبا عبيدة بن الجراح وحده.
وقولهم( يعلمنا السنة والإسلام) صريح في أن ذلك يشمل العقيدة.(1/2432)
8- عن أبي جمرة، قال: كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس، فقال: إن وفد عبد القيس أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " من الوفد أو من القوم" قالوا: ربيعة, فقال : " مرحبا بالقوم أو بالوفد، غير خزايا ولا ندامى" قالوا: إنا نأتيك من شقة بعيدة، وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، ولا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر حرام، فمرنا بأمر نخبر به من وراءنا، ندخل به الجنة. فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع: أمرهم بالإيمان بالله عز وجل وحده، قال: " هل تدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان، وتعطوا الخمس من المغنم" ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت" قال شعبة: ربما قال: " النقير" وربما قال: " المقير" قال: " احفظوهن وأبلغوهن من وراءكم". رواه البخاري.
إن الأمر النبوي الشريف " احفظوهن وأبلغوهن من وراءكم" يتناول كل فرد كما هو واضح, فلولا أن خبر الواحد يفيد العلم والعمل ما حضهم صلى الله عليه وسلم ولا أمرهم, وإلا كان أمره(ص) لهم عبثا.., وهذا لا يقوله مسلم.
9- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل معاذاً وحده إلى اليمن كما في الصحيحين من حديث ابن عباس . وقال له : « إنك تَقْدَمُ على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله ، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة ... » الحديث. رواه البخاري ( 1496 ) ومسلم في باب ( الدعاء إلى الشهادتين ) من ( كتاب الإيمان ) .
وفي رواية أخرى عن ابن عباس أيضاً : « إنك ستأتي قوماً أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ... » الحديث ، وفي رواية : « إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ».(1/2433)
فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ - رضي الله عنه - : « فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله » هذه عقيدة أم لا ؟! أو ليست هذه هي كلمة التوحيد التي يُبْنَى عليها الإسلام كله ؟
لو أن أهل اليمن بعد دخول معاذٍ ودعوته للتوحيد فيهم أبوا أن يقبلوا خبره لكانوا كفرة مرتدين.
فهل يُعْقَلَ أن يقول أهل اليمن لمعاذٍ: خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على العين والرأس لكنَّ كلامك لا يفيد علماً لاحتمال أن تكون مخطئاً أو كاذباً لذلك فنحن لا نقبل منك إلا إذا أرسل معك ما يبلغ عدد التواتر ؟! ما قاله أهل اليمن، ولا يُقْبَلَ أن يقوله أحد. وهذه عقيدة .. فتأمل.
10- عن مالك بن الحويرث قال: أتينا النبي(ص) ونحن شببة متقاربون, فأقمنا عنده نحوا من عشرين ليلة, وكان رسول الله(ص) رحيما رفيقا, فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا, أو قد اشتهينا أهلنا, أو قد اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا, فأخبرناه, قال: ارجعوا إلى أهليكم, فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم, وصلوا كما رأيتموني أصلي. رواه البخاري.
فقد أمر(ص) كل واحد من هؤلاء الشببة-كما قال العلامة الألباني- أن يعلم كل واحد منهم أهله, والتعليم يعم العقيدة, بل هي أول ما يدخل في العموم.., فتأمل منصفا.
11- عن أنس قال: "دخل رجل.. فسأل رسول الله(ص): أسألك بربك ورب من قبلك, الله أرسلك إلى الناس كلهم. فقال(ص): اللهم نعم. فقال الرجل: ...إلخ, فقال الرجل: آمنت بما جئت به, وأنا رسول من ورائي من قومي, وأنا ضمام بن ثعلبة...". رواه البخاري(63), ولم يطعن في صحته أحد من علماء الحديث.
فهذا رجل واحد, أرسله قومه ليسأل النبي(ص) في أمور من صميم العقيدة, فلم يخرج أحد من قومه ليتفلسف ويقول: هذا واحد لا نستطيع إرساله إلى النبي(ص) ليسأله في أمور العقيدة, لأنها أمور تحتاج للتواتر.. !! فتأمل أخي القارئ, هدى الله المخالف إلى ما فيه الخير والصواب.(1/2434)
12- حديث الجساسة المشهور, وهو مما تلقته الأمة كلها بالقبول إلا من شذ من العقلانيين العصريين:
عن عامر بن شرحبيل الشعبي أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس- وكانت من المهاجرات الأول- فقال: حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسنديه إلى أحد غيره. فقالت: لئن شئت لأفعلن. فقال لها: أجل. حدثيني فذكرت قصة تأيمها من زوجها واعتدادها عند ابن أم مكتوم. ثم قالت: فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي؟ منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي: الصلاة جامعة. فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: "ليلزم كل إنسان مصلاه، ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر، ثم أرفؤا إلى جزيرة... فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر. فقالوا: ويلك ما أنت؟ فقالت : أنا الجساسة. فقالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة، قال. فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد. قلنا: ويلك ما أنت؟ قال. قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم (أي هاج) فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، يدخلنا الجزيرة فلقيتنا(1/2435)
دابة أهلب كثير الشعر، لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا. ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قلنا. وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة. قال أخبروني عن نخل بيسان (مدينة بالأردن بالغورالشامي).. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم، قال: أما إنه يوشك ألا تثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية؟ قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قلنا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زغر؟ (في طرف البحيرة المنتهية في واد هناك بينها وبين بيت المقدس ثلاثة أيام وهي من ناحية الحجاز). قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها. قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم. قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم. قال: أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني: إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج، فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منها استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر: "هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة- يعني المدينة- ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟ فقال الناس: نعم. فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو: من قبل المشرق ما هو، وأومأ بيده إلى(1/2436)
المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم وأبو داود.
وجه الاستدلال بهذا الحديث الخطير: في هذا الحديث صراحة قبول خبر الواحد؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يرد قول تميم الداري, ولم يقل له: " إن ما تحكيه لي هو من أمور العقيدة, وأنا لا أقبل منك أو من مثلك شيئا في أمور العقيدة والغيب إلا أن ينقل لي بالتواتر". بل لقد أقر النبي(ص) تميما بقوله(ص) بأن ما حدث به تميم موافق لما كان يحدث به أصحابه رضي الله عنهم. وقد صرح بذلك النبي(ص) على المنبر- كما هو واضح في أول الحديث-, فهذا من النبي(ص) إقرار واضح تمام الوضوح لما قاله الداري. وإن ما قاله تميم للنبي(ص) هو أمر غيبي, وهو من أشراط الساعة. وهذا-كما يقول القاضي برهون في: خبر الواحد في التشريع الإسلامي وحجيته(2: 425)- من صميم الدين, وجب الإيمان به واعتقاده, والتكذيب به تكذيب بالدين. وقد أطلت هنا بعض الشيء ردا لقول بعض الناس: في ادعائه بأن النبي(ص) لم يقر تميما الداري, وادعائه أيضا بأن تصديق الكاذب فيما لا يخل بأصل الدين شيء جائز.. !! ولا يخفاك أيها القارئ اللبيب أن هذا فيه غمز ولمز وتعريض صريح بالصحابي الجليل تميم الداري.
13- روى أحمد والشافعي في الرسالة(ص411) عن عمرو بن سليم الزرقي عن أمه, قال: "بينما نحن بمنى إذا علي بن أبي طالب على جمل يقول: إن رسول الله(ص) يقول: إن هذه أيام طعام وشرب فلا يصومن أحد, فتبع الناس وهو على جمله يصرخ فيهم بذلك". وهو حديث صحيح.(1/2437)
فهذا صلى الله عليه وسلم كان بمقدوره- كما يقول القاضي برهون في كتابه الرائع الماتع الذي لم تقع عيناي على مثله [خبر الواحد في التشريع الإسلامي وحجيته](2: 18)- أن يبعث عددا يفيد التواتر, فلم يبعث إلا واحدا يعرفونه بالصدق. وهو(ص) لا يبعث بأمره إلا والحجة للمبعوث إليهم قائمة بقبول خبره عنه(ص). فمدار الأمر هنا على أن النبي(ص) لا يبعث أحدا إلا إذا كانت الحجة(وهي إفادة العلم والعمل) تقوم به.
14- عن مرثد بن ظبيان, قال: جاءنا كتاب من رسول الله(ص) فما وجدنا له قارئا يقرأه علينا غير رجل من بني ضبيعة: "من رسول الله(ص) إلى بكر بن وائل: أسلموا تسلموا ". رواه أحمد بسند صحيح.
فهذه قبيلة كاملة, اعتمدت على رجل واحد في قراءة كتاب رسول الله(ص), فأخبرهم الرجل أن فيه: أسلموا تسلموا, وهذا هو أس العقيدة ولبها, فلم يقولوا: " انتظروا حتى نأتي بعدد التواتر؛ لأن ما يخبرنا به هذا الرجل هو عقيدة تحتاج إلى التواتر". فتأمل ما تفعل العصبية والهوى بأهلهما.. !!
15- قال(ص): "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي, لن يفترقا حتى يردا على الحوض". رواه مالك بلاغا, والحاكم مسندا وصححه, وقال العلامة الألباني بإسناد حسن.
فقد أطلق صلى الله عليه وسلم بقوله: "سنتي", ولم يقل " المتواتر من سنتي". وهذا الشمول والعموم يشمل المتواتر والآحاد من سنته الشريفة.., فتأمل منصفا.
16- قال(ص): "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". رواه الشيخان.
وما يدعيه المخالف هو البدعة بعينها, لم يدعيها أحد من سلفنا الصالح, إنما قال به جماعة من علماء الكلام المتأخرين. فلم يقل أحد لمن حدثه حديثا عقديا عن رسول الله(ص): خبرك خبر واحد لا يفيد العلم حتى يتواتر.. !!
وتقسيم الحديث إلى متواتر يفيد القطع, وآحاد يفيد الظن هو-كما يقول القاضي برهون(1/2438)
(2: 396)- من صنيع الجهمية والمعطلة والرافضة والمعتزلة, وليس من صنيع أهل الحديث. وهذا هو الثابت في كلام أهل العلم:
1- قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه(1: 130 بشرح النووي) فيمن طعن في بعض كيفيات رواية الحديث وطرق تحمله: " وهذا القول– يرحمك الله- في الطعن في الأسانيد قول مخترع مستحدث, غير مسبوق صاحبه إليه, ولا مساعد له من أهل العلم عليه. وذلك هو القول الشائع المتفق عليه بين أهل العلم بالأخبار والروايات قديما وحديثا, أن كل رجل ثقة روى عن مثله حديثا, وجائز ممكن لقاؤه والسماع منه, لكونهما جميعا في عصر واحد, وإن لم يأت في خبر قط أنهما اجتمعا, ولا تشافها بكلام, فالرواية ثابتة, والحجة بها لازمة ".
2- قال الإمام وكيع: "من رد حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير عن النبي(ص) في الرؤية-أي رؤية المؤمنين لله يوم القيامة- فاحسبوه من الجهمية". رواه عبد الله بن أحمد في السنة بسند حسن.
3- قال أبو إسحاق الفقيه إبراهيم بن محمد بن شاقلا(انظر طبقات الحنابلة لأبي يعلى 2: 135): من خالف الأخبار التي نقلها العدل عن العدل موصولة بلا قطع في إسناد, ولا جرح في ناقليها, وتجرأ على ردها, فقد تهجم على رد الإسلام؛ لأن الإسلام إنما نقل إلينا بمثل ما ذكرت".
4- أنكر أبو الحسن الخياط المعتزلي القدري(ت 300هـ) حجية أخبار الاحاد مطلقا, وألف كتابه(الرد على من أثبت خبر الواحد). انظر الفرق بين الفرق(ص136) والانتصار للخياط(ص27).
5- قال الإمام ابن تيمية في المسودة(238): قال قوم من أهل البدع من الروافض ومن المعتزلة: لا يجوز العمل بخبر الواحد, وقال القاساني وأبو بكر بن داود من الرافضة: لا يجوز العمل به شرعا, وإن جوز التعبد به.. !! وحكى ابن برهان كقول القاساني عن النهرواني وإبراهيم بن إسماعيل بن علية.(1/2439)
6- قال ابن حزم في الإحكام(1: 113, 114): صح إجماع الأمة كلها على قبول خبر الواحد الثقة عن النبي(ص), وأن جميع أهل الإسلام كانوا على قبول خبر الواحد الثقة عن النبي(ص), يجري على ذلك كل فرقة في علمها, كأهل السنة والخوارج والشيعة والقدرية, حتى حدث متكلموا المعتزلة بعد المائة من التاريخ, فخالفوا الإجماع في ذلك.
7- قال القاضي عبد الجبار المعتزلي عن خبر الواحد(شرح الأصول الخمسة ص768, 770): إن كان-أي خبر الواحد- مما طريقه الاعتقادات ينظر, فإن كان موافقا لحجج العقول قبل, واعتقد موجوبه, لا لمكانه بل للحجة العقلية. وإن لم يكن موافقا لها فإن الواجب أن يرد, ويحكم بأن النبي(ص) لم يقله... !!!
8- قال القاضي برهون(1: 117): نقل أبو منصور البغدادي عن أبي هذيل العلاف في الأخبار قوله: إن الحجة من طريق الأخبار فيما غاب عن الحواس من ايات الأنبياء عليهم السلام, وفيما سواها, لا تثبت بأقل من عشرين نفسا, فيهم واحد من أهل الجنة أو أكثر.
9- قال ابن أبى العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية(ص127): ".. يشير الشيخ-أي الطحاوي- بذلك إلى الرد على الجهمية والمعطلة والمعتزلة والرافضة القائلين بأن الأخبار قسمان: متوتر وآحاد.. فالمتواتر-أي عندهم- قطعي السند. قالوا: والآحاد لا تفيد العلم".
10- قال ابن القيم في الصواعق المرسلة(2: 458): لا سلف للقائل به-أي القائل بإفادة حديث الآحاد الظن- إلا الجهمية والمعطلة والرافضة والقدرية والمعتزلة, وتلقفه منهم من تلقفه من أهل الفقه والأصول, ولم يقفوا على ما قصدوا بهذا القول-أي مقصودهم رد السنة النبوية- كما قال أبو المظفر-أي الإمام السمعاني-.
ومن هذا يتضح أن "هذا التفريق الذي صار عقيدة في أذهان كثير من الناس إنما هو من صنيع متكلمي الفرق قديما, وتلقفه منهم أهل الأصول, فصار مقبولا لدى كثير من المثقفين الإسلاميين في غفلة من أهل الحديث في العصور المتأخرة". اهـ من برهون(1: 351).
---(1/2440)
أبو صلاح الدين
07-17-2005, 10:19 AM
الإجماع:
الإجماع على تحريم القول والعمل بغير علم، وعلى وجوب العلم قبل القول والعمل:
1- قال الإمام المالكي الكبير شهاب الدين القرافي في كتابه " الفروق 2: 148و 149" : " إن الغزالي حكى الإجماع في إحياء علوم الدين، والشافعي في رسالته حكاه أيضا في: أن المكلَّف لا يجوز له أن يُقدم على فعلٍ حتى يعلم حكم الله فيه. فمن باع وجب عليه أن يتعلم ماعيّنه الله وشرعه في البيع، ومن آجر وجب عليه أن يتعلم ما شرعه الله تعالى في الإجارة، ومن قارض وجب عليه أن يتعلم حكم الله تعالى في القراض، ومن صلى وجب عليه أن يتعلم حكم الله تعالى في تلك الصلاة، وكذلك الطهارة وجميع الأقوال والأعمال. فمن تعلّم وعمل بمقتضى ما عَلِم فقد أطاع الله طاعتين، ومن لم يعلم ولم يعمل فقد عصى الله معصيتين، ومن عَلِم ولم يعمل بمقتضى علمه فقد أطاع الله طاعة وعصاه معصية.
ويدل على هذه القاعدة أيضا من جهة القرآن، قوله تعالى- حكاية عن نوح عليه السلام- (إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم) هود 47. ومعناه: ما ليس لي بجواز سؤاله علم، فدلّ ذلك على أنه لا يجوز له أن يقدم على الدعاء والسؤال إلا بعد علمه بحكم الله تعالى في ذلك السؤال وأنه جائز، وذلك سبب كونه عليه السلام عوتب على سؤال الله عز وجل لابنه أن يكون معه في السفينة لكونه سأل قبل العلم بحال الولد، وأنه مما ينبغي طلبه أم لا ؟ فالعتب والجواب كلاهما يدل على أنه لابد من تقديم العلم بما يريد الإنسان أن يشرع فيه.
إذا تقرر هذا فمثله أيضا قوله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) الإسراء:36. نهى الله تعالى نبيّه عليه السلام عن اتباع غير المعلوم فلا يجوز الشروع في شئ حتى يعلم، فيكون طلب العلم واجبا في كل حالة. ومنه قوله(ص): " طلب العلم فريضة على كل مسلم ".(1/2441)
قال الشافعي رحمه الله: طلب العلم قسمان: فرض عين وفرض كفاية، ففرض علمك بحالتك التي أنت فيها، وفرض الكفاية ماعدا ذلك. اهـ كلام القرافي.
2- أهل العلم بالحديث لم يزالوا يقولون صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وذلك جزم منهم بأنه قاله، ولم يكن مرادهم ما قاله بعض المتأخرين أن المراد بالصحة صحة السند لا صحة المتن بل هذا مراد من زعم أن أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لا تفيد العلم، وإنما كان مرادهم صحة الإضافة إليه وأنه قال كما كانوا يجزمون بقولهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأمر ونهى وفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وحيث كان يقع لهم الوهم في ذلك يقولون يذكر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ويروى عنه ونحو ذلك.
3- خبر الواحد العدل لو لم يفد العلم لم تجز الشهادة على الله ورسوله بمضمونه ومن المعلوم المتيقن أن الأمة من عهد الصحابة إلى الآن لم تزل تشهد على الله وعلى رسوله بمضمون هذه الأخبار جازمين بالشهادة في تصانيفهم وخطابهم، فيقولون شرع الله كذا وكذا على لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم- فلو لم يكونوا عالمين بصدق تلك الأخبار جازمين بها لكانوا قد شهدوا بغير علم وكانت شهادتهم زوراً وقولاً على الله ورسوله بغير علم ولعمر الله هذا حقيقة قولهم وهم أولى بشهادة الزور من سادات الأمة وعلمائها.(1/2442)
4- قال الإمام أبو المظفر السمعاني في كتاب الحجة في بيان المحجة(217): "أجمع أهل الإسلام متقدموهم ومتأخروهم على رواية الأحاديث في صفات الله وفي مسائل القدر ، والرؤية ، وأصل الإيمان ، والشفاعة والحوض ، وإخراج الموحدين المذنبين من النار ، وفي صفة الجنة والنار ، وفي الترغيب والترهيب ، والوعد والوعيد ، وفي فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومناقب أصحابه وأخبار الأنبياء المتقدمين عليهم السلام ، وكذلك أخبار الرقائق والعظات ، وما أشبه ذلك مما يكثر عدَّه وذكره ، وهذه الأشياء كلها علمية لا عملية ، وإنما تروى لوقوع علم السامع بها" اهـ.
ومما يؤكد لك ذلك, هذه الأمثلة:
أ- لما قال معبد الجهني وجماعة معه في البصرة بالقدر، وبلغ ذلك ابن عمر من طريق يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميري قال ابن عمر: "فإذا لقيت أولئك فأخبرهم إني برئ منهم وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر"، ثم روى عن أبيه الحديث المشهور الذي فيه سؤال جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان فأجابه رسول لله صلى الله عليه وسلم على أسئلته إجابة شافية، ومن إجابته عن السؤال عن الإيمان قوله: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره". روى كل ذلك مسلم في صحيحه.
والشاهد أن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر اكتفى في هذه المسألة العقدية الكبيرة بالاحتجاج بالسنة النبوية مع أن هناك آيات في الإيمان بالقدر.(1/2443)
ب- عن سالم بن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنَّكم إليها " قال: فقال بلال أن عبد الله: والله لنمنعهن. قال: فأقبل عليه عبد الله فسبّه سباً سيئاً ما سبه مثله قط، وقال: أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: "والله لنمنعهن". رواه مسلم.
ج- أثبت عمر بن الخطاب شريعة عامة في حق المجوس بخبر عبد الرحمن بن عوف وحده كما رواه الشافعي وأحمد بأسانيد صحيحة.
د- أثبت عثمان بن عفان شريعة عامة في سكنى المتوفى عنها بخبر فريعة بنت مالك وحدها. رواه أحمد أصحاب السنن الأربعة.
هـ- عن سعيد بن جبير . قال : قلت لابن عباس :(1/2444)
إن نوفا البكالي يزعم أن موسى، عليه السلام، صاحب بني إسرائيل ليس هو موسى صاحب الخضر، عليه السلام . فقال : كذب عدو الله . سمعت أبي بن كعب يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " قام موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل . فسئل : أي الناس أعلم ؟ فقال : أنا أعلم . قال فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه . فأوحى الله إليه : أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك . قال موسى : أي رب ! كيف لي به فقيل له : احمل حوتا في مكتل . فحيث تفقد الحوت فهو ثم . فانطلق وانطلق معه فتاه . وهو يوشع بن نون . فحمل موسى، عليه السلام، حوتا في مكتل . وانطلق هو وفتاه يمشيان حتى أتيا الصخرة . فرقد موسى، عليه السلام، وفتاه . فاضطرب الحوت في المكتل، حتى خرج من المكتل، فسقط في البحر . قال وأمسك الله عنه جرية الماء حتى كان مثل الطاق . فكان للحوت سربا . وكان لموسى وفتاه عجبا . فانطلقا بقية يومهما وليلتهما . ونسي صاحب موسى أن يخبره . فلما أصبح موسى، عليه السلام، قال لفتاه : آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا . قال ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أمر به . قال : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا . قال موسى : ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا . قال يقصان آثارهما . حتى أتيا الصخرة فرأى رجلا مسجى عليه بثوب . فسلم عليه موسى . فقال له الخضر : أنى بأرضك السلام ؟ قال : أنا موسى . قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم . قال : إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه . وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه . قال له موسى، عليه السلام : هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ؟ قال : إنك لن تستطيع معي صبرا . وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا . قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا . قال له الخضر : فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء(1/2445)
حتى أحدث لك منه ذكرا . قال : نعم . فانطلق الخضر وموسى يمشيان على ساحل البحر . فمرت بهما سفينة . فكلماهم أن يحملوهما . فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول . فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه . فقال له موسى : قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها . لقد جئت شيئا إمرا . قال : ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا . قال : لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا . ثم خرجا من السفينة . فبينما هما يمشيان على الساحل إذا غلام يلعب مع الغلمان . فأخذ الخضر برأسه، فاقتلعه بيده، فقتله . فقال موسى : أقتلت نفسا زاكية بغير نفس ؟ لقد جئت شيئا نكرا . قال : ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا ؟ قال : وهذه أشد من الأولى . قال : إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني . قد بلغت من لدني عذرا . فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما . فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه . يقول مائل . قال الخضر بيده هكذا فأقامه . قال له موسى : قوم أتيناهم فلم يضيفونا ولم يطعمونا، لو شئت لتخذت عليه أجرا . قال هذا فراق بيني وبينك . سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يرحم الله موسى . لوددت أنه كان صبر حتى يقص علينا من أخبارهما " . قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كانت الأولى من موسى نسيانا " . قال " وجاء عصفور حتى وقع على حرف السفينة . ثم نقر في البحر . فقال له الخضر : ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر " . قال سعيد بن جبير : وكان يقرأ : وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا . وكان يقرأ : وأما الغلام فكان كافرا . رواه مسلم(2380).(1/2446)
فهذا ابن عباس مع فقهه وورعه يثبت خبر أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكذب به امرأ من المسلمين؛ إذ حدثه أبي عن النبي(ص) بما فيه دلالة على أن موسى عليه السلام صاحب الخضر, وهذا أمر غيبي عقدي كما هو واضح للعيان.
و- عن ابن عباس، أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري، في صاحب موسى، قال ابن عباس: هو خضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى، الذي سأل السبيل إلى لقيه، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه ؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بينما موسى في ملإ من بني إسرائيل، جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك ؟ قال: لا، فأوحى الله إلى موسى: بلى، عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إليه، فجعل له الحوت آية، وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه، فكان يتبع أثر الحوت في البحر، فقال لموسى فتاه: ( أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره)، فقال موسى: ذلك ما كنا نبغ، فارتدا على آثارهما قصصا، فوجدا خضرا، فكان من شأنهما الذي قص الله في كتابه". رواه البخاري(3245)
ز- حديث عائشة رضي الله عنها, أن ابن عمر كان يأمر النساء أن ينفضن رؤوسهن, فسمعت عائشة ذلك فقالت: " يا عجبا لابن عمر هذا, يأمر النساء أن ينفضن رؤوسهن, أفلا يأمرهن أن يحلقن رؤوسهن. لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله(ص) من إناء واحد, وما أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات ". رواه مسلم. وهذا واضح كل الوضوح في إفادة خبر الواحد العلم والعمل؛ لإنكار عائشة الشديد على ابن عمر.(1/2447)
ح- جاء رجل من أهل الشام لابن عمر يسأله عن التمتع بالعمرة إلى الحج. فقال: ابن عمر: حسن جميل. فقال الرجل: إن أباك كان ينهى عن ذلك. فقال ابن عمر: ويلك!! فإن كان أبي قد نهى عن ذلك, وقد فعله رسول الله(ص) وأمر به, فبقول أبي تأخذ, أم بقول رسول الله(ص) ؟! فقال: بأمر رسول الله(ص). فقال ابن عمر: فقم عني. رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار, وأبو يعلى في مسنده, قال الألباني في صفة الصلاة (ص54): بإسناد جيد.
ط- روى البخاري(1: 50) عن ابن عمر, عن سعد بن أبى وقاص عن النبي(ص) أنه مسح على الخفين, وأن ابن عمر سأل عمر بن الخطاب عن ذلك, فقال: نعم. إذا حدثك شيئا سعد عن النبي(ص) فلا تسأل عنه غيره.
5- قال ابن القيم في الصواعق(2/362) ط مكتبة الرياض الحديثة : " ومن له أدنى إلمام بالسنة والتفات إليها يعلم ذلك ولولا وضوح الأمر في ذلك لذكرنا أكثر من مائة موضع .فهذا الذي اعتمده نفاة العلم عن أخبار رسول الله(ص) خرقوا به :
1- إجماع الصحابة المعلوم بالضرورة .
2- وإجماع التابعين .
3- وإجماع أئمة الإسلام .
ووافقوا به المعتزلة والجهمية والرافضة والخوارج الذين انتهكوا هذه الحرمة وتبعهم بعض الأصوليين والفقهاء. وإلا فلا يعرف لهم سلف من الأئمة بذلك بل صرح الأئمة بخلاف قولهم". ثم نقل أقوال أئمة الإسلام في ذلك .اهـ.
6- قال الإمام الحجة ابن حزم في الإحكام(1: 113, 114): صح إجماع الأمة كلها على قبول خبر الواحد الثقة عن النبي(ص), وأن جميع أهل الإسلام كانوا على قبول خبر الواحد الثقة عن النبي(ص), يجري على ذلك كل فرقة في علمها, كأهل السنة والخوارج والشيعة والقدرية, حتى حدث متكلموا المعتزلة بعد المائة من التاريخ, فخالفوا الإجماع في ذلك. ثم قال: وقد صح الإجماع من الصدر الأول كلهم.(1/2448)
7- قال ابن عبد البر في التمهيد(1: 8): "وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات, ويعادي ويوالي عليها, ويجعلها دينا وشرعا في معتقده. على ذلك جماعة أهل السنة". ثم علق شيخ الإسلام ابن تيمية على كلام ابن عبد البر هذا بقوله في المسودة(ص245): هذا الإجماع يؤيد قول من يقول إنه يوجب العلم, وإلا فما لا يفيد علما ولا عملا, كيف يجعل شرعا ودينا يوالىَ عليه ويعادىَ.
وقال أيضا(1: 28): "الذي اجتمع عليه أئمة الحديث والفقه في حال المحدث الذي يقبل نقله ويحتج بحديثه, ويجعله سنة وحكما في دين الله هو أن يكون حافظا إن حدث من حفظه.., متيقظا غير مغفل..".
8- قال الإمام الشافعي(الرسالة 453): "ولم يزل سبيل سلفنا والقرون بعدهم إلى من شاهدنا هذه السبيل-أي تثبت بخبر الواحد- ".
وقال(457): "ولو جاز لأحد أن يقول في علم الخاصة: أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه ، بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي. ولكن أقول: لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد،
بما وصفت من أن ذلك موجوداً على كلهم".
أقوال العلماء:
1- قول الحسن بن علي البربهاري (ت 329هـ): "إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ولا يقبلها، أو ينكر شيئاً من أخبار رسول الله(ص) فاتهمه على الإسلام، فإنه رديء المذهب والقول…. القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن ". انظر : شرح السنة له (41) و طبقات الحنابلة لأبي يعلى (2/25).
وقد قال كثير من أهل العلم بنحو ما قاله البربهاري رحمه الله مثل الحكم بن عتيبة والأوزاعي والثوري ومحمد بن الحسن الشيباني ووكيع وسحنون وابن خزيمة وغيرهم. انظر : جامع بيان العلم وفضله (2/111) وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللآلكائي (1/64) ومفتاح الجنة (75) والمدخل إلى السنن الكبرى (200) وحجية السنة (361) وكتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي(84).(1/2449)
2- قول أبي حنيفة: ( وخبر المعراج حق ، فمن رده فهو ضال مبتدع ). انظر : كتاب الفقه الأكبر بشرح القاري ( 165). وقوله: ( وخروج الدجال، و يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى عليه السلام من السماء، وسائر علامات يوم القيامة، على ما وردت به الأخبار الصحيحة حق كائن ). انظر: كتاب الفقه الأكبر بشرح القاري(166، 168).
3- ثبت عن كثير من الصحابة رضي الله عنهم ما يدل على توقيرهم للسنة وعدم تقديم شيء عليها(وهذا عام يشمل المتواتر والاحاد.. فتنبه زلا تكن من الغافلين) والرجوع إليها والتعويل عليها في جميع أمورهم، ومن أولئك عبدالرحمن بن عوف وابن عباس وابن عمر وعمران بن حصين وعبدالله بن مغفل وخراش بن جبير وغيرهم . انظر ما ورد عنهم في: صحيح البخاري (6/219)و(8/123) ومسند الإمام أحمد (1/337) وصحيح مسلم (1/64 ، 327) ، (3/1176) وشرح السنة للبغوي (8/257) وسنن الدارمي (1/79-80) وجامع بيان العلم وفضله (2/239) .
4- ورد عن شريح وابن مهران الرياحي وعمر بن عبد العزيز ومجاهد والحسن البصري وابن سيرين وغيرهم ما يدل على أن الفلاح في التمسك بالسنة(وهذا عام يشمل المتواتر والاحاد.. فتنبه, ولا تكن من الغافلين) والهلاك والضلال في تركها وأن الراغب عنها مطعون ومتهم في دينه. انظر أقوالهم رحمهم الله تعالى في: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/56-57 ، 94) وسنن الدارمي (1/40) والمدخل إلى السنن الكبرى(22) وجامع بيان العلم وفضله (2/167-168) ومفتاح السنة (92، 152-153) .
5- ذكر ابن عقيل في الفنون 2/637 أدلة من الكتاب بأن خبر الواحد يوجب العلم.(1/2450)
6- عَنْ يَحْيَى قَال: قُلْتُ لِلْقَاسِم: مَا أَشَدَّ عَلَيَّ أَنْ تُسْأَلَ عَنْ الشَّيْءِ لاَ يَكُونُ عِنْدَكَ وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ إِمَامًا. قَالَ: إِنَّ أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ مَنْ عَقَلَ عَنْ اللَّهِ أَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، أَوْ أَرْوِيَ عَنْ غَيْرِ ثِقَة.
أخرجه: الدارمي فيسننه( 1/ 238 ), ومسلم في مقدمة صحيحه(1/16)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار(1/141).
7- قال السفاريني في لوامع الأنوار البهية(1: 19): "يعمل بخبر الآحاد في أصول الدين، وحكى الإمام ابن عبد البر الإجماع على ذلك".
8- وقال الإمام الشافعي(الرسالة 453): "ولم يزل سبيل سلفنا والقرون بعدهم إلى من شاهدنا هذه السبيل-أي تثبت بخبر الواحد- ".
وقال(457): "ولو جاز لأحد أن يقول في علم الخاصة: أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه ، بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي. ولكني أقول: لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد ، بما وصفت من أن ذلك موجوداً على كلهم".
وقد صرح الشافعي في كتبه بأن خبر الواحد يفيد العلم، نص على ذلك صريحاً في كتاب اختلاف مالك.
وقال السيوطي(مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة 6): "روى الإمام الشافعي رضي الله عنه يوماً حديثاً وقال إنه صحيح فقال له قائل: أتقول به يا أبا عبدالله ؟ فاضطرب وقال: يا هذا أرأيتني نصرانياً ؟ أرأيتني خارجاً من كنيسة ؟ أرأيت في وسطي زنارا ؟ أروي حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقول به ؟ ".
9- قال ابن تيمية في المسودة(242): قال أبو بكر المروزي: قلتُ لأبي عبدالله (الإمام أحمد: ههنا إنسان يقول: إن الخبر يوجب عملاً ولا يوجب علماً. فعابه وقال: ما أدري ما هذا ؟! فقال ابن تيمية: وظاهر هذا أنه سوى فيه بين العمل والعلم.(1/2451)
وقال السفاريني(لوامع الأنوار البهية 1/18): نقل أحمد بن جعفر الفارسي في كتاب الرسالة عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال: لا نشهد على أحد من أهل القبلة أنه في النار لذنب عمله ولا لكبيرة أتاها إلا أن يكون ذلك في حديث كما جاء نصدقه أنه كما جاء فقوله: ونعلم أنه كما جاء نص صريح في أن هذه الأحاديث تفيد العلم عنده.
10- قال ابن القيم(الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (2/362) طبعة مكتبة الرياض الحديثة):
" نص على أن خبر الواحد يفيد العلم مالك والشافعي وأصحاب أبي حنيفة وداود بن علي وأصحابه".
11- قال ابن حزم(الإحكام 1/124): وقد ثبت يقيناً أن خبر الواحد العدل عن مثله مبلغاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حق مقطوع به موجب للعمل والعلم معاً.
وقال أيضا(الأحكام 1/112 – 113):(1/2452)
"وقد أوجب الله تعالى على كل طائفة إنذار قومها وأوجب على قومها قبول نذارتهم بقوله تعالى: {ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} فقد حذر تعالى من مخالفة نذارة الطائفة –والطائفة في اللغة تقع على بعض الشيء كما قدمنا- ولا يختلف اثنان من المسلمين في أن مسلماً ثقة لو دخل أرض الكفر فدعا قوماً إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن وعلمهم الشرائع لكان لزاماً عليهم قبوله ولكانت الحجة عليهم بذلك قائمة وكذلك لو بعث الخليفة أو الأمير رسولاً إلى ملك من ملوك الكفر أو أمة من أمم الكفر يدعوهم إلى الإسلام ويعلمهم القرآن وشرائع الدين ولا فرق وما قال قط مسلم أنه كان حكام أهل اليمن أن يقولوا لمعاذ ولمن بعثه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقد الإيمان حق عندنا ؛ ولكن ما أفتيتنا به وعلمتناه من أحكام الصلاة ونوازل الزكاة وسائر الديانة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وما أقرأتنا من القرآن عنه عليه السلام فلا نقبله منك ولا نأخذه عنك لأن الكذب جائز عليك ومتوهم منك حتي يأتينا لكل ذلك كواف وتواتر ؛ بل لو قالوا ذلك لكانوا غير مسلمين ، وكذلك لا يختلف اثنان في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعث من بعث من رسله إلى الآفاق لينقلبوا إليهم عنه القرآن والسنن وشرائع الدين ، وأنه عليه السلام لم يبعثهم إليهم ليشرعوا لهم ديناً لم يأت هو به عن الله تعالى. فصح بهذا كله أن كل ما نقله الثقة عن الثقة مبلغاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرآن أو سنن ففرض قبوله والإقرار به والتصديق به واعتقاده والتدين به".
12- قال ابن حزم(الأحكام 1/119): قال أبو سليمان والحسين بن علي الكرابيسي والحارث بن أسد المحاسبي: إن خبر الواحد العدل عن مثله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجب العلم والعمل جميعاً.
13- قال الإمام أبو المظفر السمعاني في كتاب الحجة في بيان المحجة(214: 217):(1/2453)
" قولهم إن أخبار الآحاد لا تقبل فيما طريقه العلم.., هذا رأس شغب المبتدعة في ردّ الأخبار ، وطلب الدليل من النظر ، والاعتبار" و" هذا القول الذي يذكر أن خبر الواحد لا يفيد العلم بحال ، ولا بد من نقله بطريق التواتر لوقوع العلم به شيء اخترعته القدريَّة والمعتزلة ، وكان قصدهم منه ردَّ الأخبار وتلقفه منهم بعض الفقهاء الذين لم يكن لهم في العلم قدم ثابت ، ولم يقفوا على مقصودهم من هذا القول ، ولو أنصف الفرق من الأمة لأقروا بأن خبر الواحد يوجب العلم ، فإنهم تراهم مع اختلافهم في طرائقهم وعقائدهم يستدل كل فريق منهم على صحة ما يذهب إليه بخبر الواحد".
14- قال الإمام الكبير ابن قتيبة في الرد على الجهمية(ص41): وعدل القول في هذه الأخبار أن نؤمن بما صح منها بنقل الثقات لها, فنؤمن بالرؤية والتجلي, وأنه ينزل إلى السماء, وأنه على العرش استوى, وبالنفس واليدين, من غير أن نقول في ذلك بكيفية أو بحد.
15- قال الإمام أبو سعيد عثمان الدارمي في الرد على الجهمية(ص46): فهذه الأحاديث-أحاديث في الصفات الإلهية- قد جاءت بها كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن, وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا, لا ينكرها منهم أحد, ولا يمتنع عن روايتها, حتى ظهرت هذه العصابة, فعارضت آثار الرسول(ص) برد, وتشمروا لدفعها بجد.
وقال(ص63): ولم يزل المسلمون يروونها, ويؤمنون بها, لا يستنكرونها, ولا ينكرونها. ومن أنكرها من أهل الزيغ نسبوه إلى الضلال.
16- قال الإمام الأشعري في الإبانة عن أصول الديانة(ص28): ونسلم للروايات الصحيحة عن رسول الله(ص) التي رواها الثقات, عدل عن عدل حتى ينتهي إلى رسول الله(ص).
وقال أيضا(ص29): ونصدق بجميع الروايت التي يثبتها أهل النقل..., وبسائر ما نقلوه وأثبتوه خلافا لأهل الزيغ والتضليل.(1/2454)
17- قال الإمام الطحاوي في العقيدة الطحاوية(227): وجميع ما صح عن رسول الله(ص) من الشرع كله حق.
18- قال الإمام الحجة الكبير ابن أبي ذئب لأبي حنيفة سماك بن الفضل –فيما رواه الشافعي في الرسالة فقرة 1234 بسند صحيح- بعد أن روى حديثا لسماك بن الفضل, فقال له سماك: أتأخذ بهذا يا أبا الحارث ؟ قال سماك: فضرب صدري وصاح صياحا كثيرا ونال مني, وقال: أحدثك عن رسول الله(ص) وتقول تأخذ به ؟!! نعم اخذ به. وذلك فرض علي وعلى من سمعه.
19- قال ابن عبد البر في التمهيد(1: 8): "ليس في الاعتفاد كله في أسماء الله وصفاته إلا ما جاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول الله(ص) أو أجمعت عليه الأمة. وما جاء في أخبار الآحاد في ذلك كله يسلم له ولا ينظر فيه".
20- قال د. عبد الله عبد المحسن التركي في تعليقه على كتاب المدخل غلى مذهب الإمام أحمد(ص212): "التحقيق في أخبار الآحاد قبولها في الأصول كما تقبل في الفروع. فما ثبت بسند صحيح وجب قبوله وإثباته واعتقاده في الأصول.. فينبغي التنبه لذلك, وعدم الانسياق وراء كلام البعض في عدم إثبات الأصول بها".
هذه أقوال أساطين العلم وجهابذة الفتوى.. يرون أن حديث الآحاد يفيد العلم والعمل, وأنها حجة في العقائد.
شبهات وردها:
1- يقول البعض " ذهب بعض الفقهاء إلى أن خبر الآحاد يفيد العلم والعمل وهم يستندون في ذلك إلى أدلة هي في حاصلها أخبار آحاد".
الرد: هذا الكلام لا يرد علينا؛ لأننا قد أبطلنا - بحمد الله وتوفيقه- دعواكم من أصلها وأساسها, وبينا فسادها وعوارها.., فيلزمكم قبول أدلتنا كما هي.
ثم إن أشهر الأدلة التي يستدل بها من قال أن الآحاد تفيد العلم هو إرسال النبي صلى الله عليه وسلم معاذ إلى أهل اليمن وغيره من الصحابة إلى العديد من البقاع. وهذا ليس آحاد !!! بل أمر مجمع عليه لا خلاف فيه من أحد من الناس مسلمهم وكافرهم وحتى وثنيهم, لا يجادل في ذلك إلا ما لا يعي ما يخرج من فيه.(1/2455)
وأقول أيضا: إن بعض هذه الأخبار قد روي من طرق كثيرة، بلغ حد الاستفاضة، ولو استقصينا طرقها وشواهدها لطال الكلام.
وأيضا: إن أدلتنا المذكورة وإن كانت آحاداً فهي لكثرتها وتعدد جهاتها تفيد المتواتر المعنوي بلا أدنى شك أو ريب-عند كل من كان له قلب أو به مسحة من عقل أو شم رائحة علم الحديث- الذي يفيد القطع بأن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأئمة الإسلام كانوا يكتفون بالآحاد، ويبنون على خبرهم كل شيء.
2- يقول المخالفون: (صدق الكاذب محتمل ، وكذب الصادق محتمل)
الرد: أ- قال الإمام ابن المبارك: (من عقوبة الكذاب أن يرد عليه صدقه).
ب- قال الإمام سفيان الثوري: ما ستر الله أحداً يكذب في الحديث. ونسيت ذكر مصدر هذه الأقوال.
وهذا أمر مجمع عليه بين علماء الحديث, وهم أهل الشأن والصنعة, وأهل مكة أدرى بشعابها.
3- وقد تعلق هؤلاء المشكِّكون بعدد من الشبه الواهية التي زعموا أنها تؤيد ما ذهبوا إليه في ردِّهم لخبر الواحد وعدم قبوله.
أ- من ذلك قصة ذي اليدين الثابتة في صحيحي البخاري ومسلم حين توقف النبي - صلى الله عليه وسلم - في قبول خبر ذي اليدين لما سلَّم على رأس الركعتين في إحدى صلاة العشاء فقال له ذو اليدين : " أقصرت الصلاة أم نسيت ؟ " ، قالوا فلم يقبل خبره حتى أخبره أبو بكر و عمر ومن كان في الصف بصدقه ، فأتمَّ عليه الصلاة والسلام صلاته وسجد للسهو ، ولو كان خبر الواحد حجة لأتمَّ - صلى الله عليه وسلم - صلاته من غير توقف ولا سؤال.
ب- ثم قالوا : وقد روي عن عدد من الصحابة عدم العمل بخبر الآحاد ، فقد ثبت أن أبا بكر ردَّ خبر المغيرة بن شعبة في ميراث الجدَّة حتى انضم إليه خبر محمد بن مسلمة ، ج- وثبت أن عمر ردَّ خبر أبي موسى في الاستئذان حتى انضم إليه أبو سعيد ، وكان علي لا يقبل خبر أحد حتى يحُلِّفه سوى أبي بكر.
د- وردَّت عائشة خبر ابن عمر في تعذيب الميت ببكاء أهله عليه.(1/2456)
وكلُّ ما ذكروه من شبه في الحقيقة ليس فيها دليل على ما ذهبوا إليه من عدم الاحتجاج بخبر الواحد ، والإجابة عنها في غاية الوضوح لمن كان يعقل:
أ- فأما توقف النبي- صلى الله عليه وسلم- في خبر ذي اليدين، فلأن ذي اليدين ذهب إلى يقين النبي(ص) يزيله, فلم يقبل منه(ص) ذلك إلا بحجة(وهي سؤال بقية الصحابة عن صحة ما يقوله ذي اليدين). فالنبي(ص) توهم غلط ذي اليدين.. حيث استبعد أن ينفرد بمعرفة هذا الأمر دون من حضره من الجمع الكثير، ولذا قال له صلى الله عليه وسلم (لم أنس, ولم تقصر الصلاة)، وكان هذا اعتقاده صلى الله عليه وسلم، ولا يُكَلَّف الإنسان بقبول خبرٍ مع اعتقاده خطأ راويه، فلما وافقه غيره ارتفع احتمال الوهم عنه، فَقَبِلَه- صلى الله عليه وسلم- وعمل بموجب الخبر عندما تبين له عدم الوهم، وبعبارة أخرى كان يقين ذي اليدين معارضاً ليقين النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا يمكن تقديم يقين ذي اليدين على يقين النبي(ص) إلا بمرجح خارجي وهو شهادة الصحابة الباقين .(1/2457)
وأمَّا ما أوردوه من أن عدداً من الصحابة لم يعمل بخبر الآحاد، فإن الثابت الذي لا شك فيه أن الصحابة رضي الله عنهم مجمعون على العمل بحديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم آحادًا كان أو غير آحاد- ، فإذا روي عنهم التوقف في بعض الأخبار فإن ذلك لا يدل على عدم الاحتجاج والعمل به، بل قد يكون لغرض آخر كطروء ريبة في حال الراوي، أو احتمال وهمه، أو سدِّ ذريعة أو مزيد رغبة في التثبت والاحتياط.. إلى غير ذلك من الأغراض. فإن توقفهم هو من قبيل قوله تعالى(فعززنا بثالث) يس 14. فليست الزيادة في التأكيد مانعة من أن تقوم الحجة بواحد. فإن كانت الحجة تثبت بخبر الواحد, فخبر الاثنين لا يزيدها إلا ثبوتا. وهم رضي الله عنهم يفعلون ذلك أحيانا؛ زجرا للناس وتحذيرا لهم من ألا يتقولوا عليه(ص), وألا يحدثوا إلا بما حفظوا وتيقنوا من حديثه. وكأن لسان حال الصحابة يقول: " هذا فلان بن فلان-وهو من هو أمانة وصدقا وثقة وحفظا- أطالبه بشاهد يشهد على ما يخبر به عن النبي(ص), فلتزدجروا, ولا تحدثوا عنه إلا بما حفظتم وتيقنتم ". وكأن الصحابة يطبقون المثل الشعبي المصري العامي القائل:(اضرب في المربوط, يخاف السايب). هذا كلام مهم انقدح في القلب, فخذه بقوة وعض عليه بالنواجذ. وقال الآمدي في الإحكام: " وما ردوه من الأخبار أو توقفوا فيه إنما كان لأمور اقتضت ذلك من وجود معارض أو فوات شرط، لا لعدم الاحتجاج بها في جنسها ".
ب- ما ادعاه المخالف على أبي بكر هو الكذب بعينه, فإن أبا بكر لم (يرد) خبر المغيرة, وإنما قال له: هلْ مَعَك غَيْرُك. وليس في هذا أي رد لخبر المغيرة. إليك ما حدث بحروفه وحركاته؛ لتعلم تحريف المخالف للوقائع:(1/2458)
عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ قَالَ: جَاءَتْ الْجَدَّةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا ؟ قَالَ فَقَالَ لَهَا: مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ وَمَا لَكِ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ فَارْجِعِي حَتَّى أَسْأَلَ النَّاس. فَسَأَلَ النَّاسَ. فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَة: حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهَا السُّدُسَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَلْ مَعَك غَيْرُكَ, فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الأنصَارِيُّ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَة. فَأَنْفَذَهُ لَهَا أَبُو بَكْر.
رواه أبو داود والترمذي. قال الحافظ ابن حجر في التلخيص(3 / 82): " وإسناده صحيح لثقة رجاله إلا أن صورته أن مرسل فإن قبيصة لا يصح له سماع من الصديق، ولا يمكن له شهوده للقصة قال ابن عبد البر بمعناه " اهـ. وقال المزي في في ترجمة قبيصة من تهذيب الكمال: روى عن أبى بكر, مرسل. وقال الألباني في الحديث: ضعيف. وهو كما قالا؛ لإرساله, هذا هو الظاهر. أما قول المخالفين: لعله أخذه من المغيرة بن شعبة. أقول: اجعل (لعل) عند ذاك الكوكب, فهذه احتمالات وتخرصات وظنون, وإن الظن لا يغني من الحق شيئا.., فأنصفوا مرة أيها القوم تفلحوا.
فأولا: هو حديث ضعيف غير ثابت كما علمت, فلا يصح الاحتجاج به مطلقا.
وثانيا: ومع أن شهادة محمد بن مسلمة لم ترفع الخبر عن كونه آحاداً، إلا أن أبا بكر لم يتردد في قبوله والعمل به. والمخالف لا يقول أصلا بحجية الآحاد المنقول عن اثنين, بل لا يقبل إلا بالمتواتر.
وثالثا: هذا الحديث الذي تحتجون به علينا هو في الأحكام, فهلا قلتم قولتكم الفاسدة في عدم قبول الأخبار إلا المتواتر في الأحكام أيضا. وهذا أشنع ما يلزمهم. فتأمل ما يفعل الهوى بأهله.(1/2459)
ج- أسوق لك ما حدث من عمر رضي الله عنه بحروفه: عن أبي سعيد الخدري قال: كنت جالساً في مجلس من مجالس الأنصار، فجاء أبو موسى فزعاً له، فقالوا: ما أفزعك ؟ قال: أمرني عمر أن آتيه فأتيته، فاستأذنت ثلاثاً فلم يُؤذن لي، فرجعت، فقال: ما منعك أن تأتينا ؟ فقلت: إني أتيت فسلمت على بابك ثلاثاً فلم تردوا علي، فرجعت، وقد قال رسول الله: "إذا استأذن أحدهم ثلاثاً فلم يُؤذن له فليرجع". قال: لتأتيني على هذا بالبينة. فقالوا: لا يقوم إلا أصغر القوم. فقام أبو سعيد معه فشهد له. فقال عمر لأبي موسى: إني لم أتهمك، ولكنه الحديث عن رسول الله(ص). أخرجه البخاري ومسلم.
وبهذا يتبين أن عمرا لم يرد خبر أبي موسى كما يدعي المدعون. إنما أراد عمر التثبت والاحتياط في الرواية سدا للذريعة، لئلا يفضي ذلك إلى التوسع في الحديث عن رسول الله ممن دخل حديثاً في الإسلام أو لغير ذلك من الأغراض. وهو رضي الله عنه فعل ذلك؛ زجرا للناس وتحذيرا لهم من ألا يتقولوا عليه(ص), وألا يحدثوا إلا بما حفظوا وتيقنوا من حديثه. وكأن لسان حاله يقول: " هذا أبو موسى الأشعري-وهو من هو أمانة وصدقا وثقة وحفظا- أطالبه بشاهد يشهد على ما يخبر به عن النبي(ص), فلتزدجروا, ولا تحدثوا عنه إلا بما حفظتم وتيقنتم ". وكأنه رضي الله عنه يطبق المثل الشعبي المصري العامي القائل:(اضرب في المربوط, يخاف السايب). ولذلك قال عمر لأبي موسى: " أما إني لم أتهمك, ولكنه الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
ولم تخرج رواية أبي موسى عن كونها آحاداً حتى بعد أن انضم إليه أبو سعيد إلا أن عمر رضي الله عنه أراد أن يعطي درساً في المحافظة والحرص على سنة النبي(ص).
وأقول أيضا: هذا الحديث الذي تحتجون به علينا هو في الأحكام, فهلا قلتم قولتكم الفاسدة في عدم قبول الأخبار إلا المتواتر في الأحكام أيضا. وهذا أشنع ما يلزمهم. فتأمل ما يفعل الهوى بأهله.(1/2460)
وقد قبل عمر رضي الله عنه أخباراً أخرى هي من قبيل الآحاد، فقد روى رواه أحمد وأبو داود(2927) والترمذي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: " الدية للعاقلة ولا ترث المرأة من دية زوجها شيئا ". حتى قال له الضحاك بن سفيان: كتب إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أوَرِّث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها. فرجع إليه عمر ".
وقد قبل رضي الله عنه أخبارا آحادية فيما تعم به البلوى: خبر عبد الرحمن بن عوف في أمر الطاعون كما روى الشيخان.
وروى الشافعي في الرسالة(فقرة 1183) وأحمد- وهو حديث صحيح ثابت بأسانيد صحيحة- : " لم يكن عمر أخذ الجزية, حتى أخبره عبد الرحمن بن عوف أن النبي(ص) أخذها من مجوس هجر".
د- ما زعمته السيدة عائشة رضي الله عنها هو الخطأ بعينه- وكل يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم-. وإليك البيان من أحكام الجنائز للألباني-بتصرف- :
قال(ص): "إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه", وفي رواية: "الميت يعذب في قبره بما نيح عليه". أخرجه الشيخان وأحمد من حديث ابن عمر. والرواية الاخرى لمسلم وأحمد. ورواه ابن حبان في صحيحه(742) من حديث عمران بن حصين نحو الرواية الاولى.
وقال(ص): "من ينح عليه يعذب بما نيح عليه ( يوم القيامة )" أخرجه البخاري ( 3 / 126 ) ومسلم(3 / 45) والبيهقي(4 / 72) وأحمد(4/ 245 ، 252 ، 255).
ثم إن ابن عمر لم يتفرد بهذه اللفظة, فقد تابعه عليها عمر بن الخطاب والمغيرة بن شعبة, كما ثبت في الصحيحين. وهذا مما يثبت قطعا خطأ السيدة عائشة, والحق أحق أن يتبع.., فعائشة رضي الله عنها حبيبة إلينا, ولكن الحق أحب إلينا منها.
ومثل ذلك يقال في كل ما ورد –إن صح أصلا- من هذا القبيل، فالصحابة إذاً لم يتوقفوا في الاحتجاج بخبر الآحاد والعمل به، بل أجمعوا على قبوله كما سبق، وتوقُّفِ بعضهم أحياناً لبعض الأسباب ليس توقفاً عن العمل به.. فتأمل.(1/2461)
4- قولهم: لو حصل العلم بخبر الواحد لما احتيج في الأحكام إلى تعدد الشهود، ولا إلى يمين المدعي مع الشاهد، فعدم جواز الحكم بشهادة الواحد دليل عدم حصول العلم بخبره، فكذلك كل خبر واحد.
الرد: لما كانت حقوق العباد بينهم كثيراً ما يقع فيها النزاع والتشاجر، جعل الله الحكم بينهم بأمر ظاهر منضبط، هو البينة التي إذا وجدت تحتم الحكم بها. وليس ذلك لحصول العلم بما شهدت به، ولا لعدم حصوله بما دونها. فإن الحاكم لو حصل له العلم بخلاف ما شهدت به لم يجز له القضاء بعلمه، والعدول عن البينة. فالقاضي قد يحصل له العلم بالقضية بدون بينة، وقد يحصل له بشهادة واحد. ولكنه ليس مكلفا بالحكم إلا إذا أتى بالبينة أو استوفى نصاب الشهود.
ثم إن هناك فرقا واضحا وضوح الشمس بين الشهادة والرواية, لا ينكره إلا معاند أو مكابر, ألا وهو: أن الأحكام والشرع قد تكفل الله بحفظه, وضمن لنا بقاءه سليما من الأذى والتحريف والتبديل. لذلك كان ما تضمنته الأخبار الدينية الصحيحة والثابتة عن الرسول(ص) حقاً متيقناً، مقطوعاً بصحته، بخلاف ما شهدت به البينة, فإن الله لم يتكفل بحفظها من دخول الكذب والتدليس والتزوير والتحريف عليها, فإن حقوق العباد مما قدر الله فيها التظالم والتعدي من بعضهم على البعض الآخر..., فتأمل. ثم إن الأمر بالبينة هو أمر بشيء منضبط لا خَفَاء فيه، ثم فيه نوع من التعبد فيأثم من تركه, وهذا -كما هو واضح لكل من كان له قلب- بخلاف الأخبار الدينية.
والحمد لله أولا وآخرا على توفيقه ومنه وكرمه.
---
أبو صلاح الدين
07-21-2005, 08:08 PM
أرجوا من الإخوة التعليق والتفاعل...!!!!
أين أنتم أحبتي في الله...؛ إنما طرحت هذا البحث هنا قبل أن أنشره رغبة في الاستفادة من تعليقاتكم واستدراكاتكم ومناقشاتكم.
---
ناصر الغامدي
01-07-2006, 07:50 PM
بيض الله وجهك يا أبا صلاح ، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه .(1/2462)
طالعته سريعاً ، فيه جهد مميز ، وما دام أنك تنصر السنة ، فإنت في جهاد بارك الله فيك .
وحكى الإجماع على قبولها أيضاً بن قدامة في " تحريم النظر في كتب الكلام "
ص 56 طبع دار عالم الكتب بالرياض تحقيق عبدالرحمن دمشقية
---
عبدالرحمن السديس
01-08-2006, 11:20 PM
جزاك الله خيرا
وليتك طرحت الموضوع على مراحل ..ولطوله لم أقرأه !
لكن هنا فائدة :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22028
---
أبو الهيثم
01-09-2006, 02:59 AM
بعد الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم
جزاكم الله خيرا أخي على هذا المجهود المبذول لاسيما في نصرة السنة ،، و لكن كان ينبغي أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ولا تكتب (ص) ،، فإن العلماء أعدوا ذلك من الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ،، (راجع مقدمة النووي على صحيح مسلم )
---
سيف الدين
01-13-2006, 11:01 PM
الاخ الكريم...
بارك الله في جهودك الطيبة ... وارجو من الله ان تكون اسئلتي اثراء لبحثك الطيب:
1- عن الاية في سورة النجم {وما ينطق عن الهوى} {ان هو الا وحي يوحى} ... هل يستقيم الاستدلال بهذه الايات عن انها ترجع الى السنة؟ يذهب البعض الى انها ترجع الى القرآن وليس الى السنة ... جاء في تفسير الرازي ج28 ص244 في قوله تعالى:{ان هو الا وحي يوحى}:"... وان قلنا ان المراد من قوله: {ان هو} قوله وكلامه فالوحي حينئذ هو الالهام ملهم من الله, او مرسل وفيه مباحث:(1/2463)
البحث الاول: الظاهر خلاف ما هو المشهور عند بعض المفسرين وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم ما كان ينطق الا عن وحي, ولا حجة لمن توهم هذا في الاية, لأن قوله تعالى:{ان هو الا وحي يوحى} ان كان ضمير القرآن فظاهر وان كان ضميرا عائدا الى قوله فالمراد من قوله هو القول الذي كانوا يقولون فيه انه قول شاعر, ورد الله عليهم فقال {وما هو بقول شاعر} <الحاقة:41> وذلك القول هو القرآن, وان قلنا بما قالوا به فينبغي ان يفسر الوحي بالالهام.
البحث الثاني: هذا يدل على انه صلى الله عليه وسلم لم يجتهد وهو خلاف الظاهر, فانه في الحروب اجتهد وحرم ما قال الله لم يحرم وأذن لمن قال تعالى:{عفا الله عنك لم أذنت لهم} <التوبة:43> نقول على ما ثبت لا تدل الاية عليه. (انتهى كلام الرازي)
---
سيف الدين
01-16-2006, 04:29 PM
2- ان كان الانبياء لا يتكلمون الا بما يوحى اليهم فكيف نفهم موقفين مختلفين لنبيين في موقف واحد وهو موقف هارون وموسى مما فعله قوم موسى في غياب موسى عنهم : {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} (94) سورة طه
---
سيف الدين
01-16-2006, 04:32 PM
3- ان كان الانبياء لا يتكلمون الا بما يوحى اليهم فكيف نفهم موقف موسى مع العبد الصالح والذي اعترض 3 مرات على العبد الصالح؟ وقد قال الله عز وجل عن العبد الصالح: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا} (65) سورة الكهف
---
خادم الكتاب والسنة
01-16-2006, 08:21 PM
بارك الله فيك ، ممكن تستفيد من العديد من الرسائل التي كتبت في هذا الباب مثل :
الحديث حجة بنفسه في الاحكام والعقائد لشيخنا الالباني
حجية خبر الواحد كذا لشيخنا رحمه الله
ولتلميذ الالباني الشيخ الهلالي رسالة موسع اكثر(1/2464)
وهناك رسائل عديدة اخرى
بالاضافة لاقوال اهل العلم كابن القيم فله كلام محقق مدقق في هذا
وفقك الله
---
سيف الدين
01-18-2006, 08:06 PM
4- ثم ان القول بأن الانبياء لا يوحى اليهم الا ما جاء في الكتب السماوية كلام لا يستقيم مع النص القرآني, حي ان القرآن قد اثبت وحيا خارج نصوص الكتب السماوية مثل ما حدث مع موسى في جبل الطور وغير ذلك كثير ... والقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يتكلم الا بوحي هو كلام لا يستقيم ايضا مع السياق القرآني حيث عاتب القرآن الرسول في سورة عبس وسورة التحريم ... من هنا كانت دراستنا للحديث يجب ان تكون متأنية غير متعسفة لا تنفي الوحي كما انها لا تنسب الى الوحي ما ليس منه ... اذا كانت هذه المقدمة مقبولة وجب علينا الانتقال الى وجود ضابط في دراستنا للاحاديث النبوية .... كما وجب علينا الاشتغال بتعريف اخر للسنة وضرورة فصل تعريف السنة عن الحديث ...
---
سيف الدين
01-21-2006, 11:24 PM(1/2465)
5- لا ريب ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد اوحي اليه من التشريع ما هو خارج النص القرآني , والصلاة - كركن عبادي وما جاء فيها من احكام تفصيلية - من آكد الادلة على ذلك ... غير ان البعض انطلق من هذه الحالات الخاصة من التشريع خارج النص القرآني ليعمّم ذلك على كل ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير ... وهو بذلك وقع في تعارض صريح مع القرآن الكريم حيث ان القرآن الكريم عاتب الرسول صلى الله عليه وسلم على بعض المواقف التي وقفها ... ومن ناحية اخرى استقرأ البعض في السيرة الحوادث التي كان الرسول فيها صلى الله عليه وسلم يصوب من السماء فقام بالتعميم ايضا وقال بان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يوح اليه شيء غير النص القرآني .. وهو بذلك ايضا تعسف وتكفيه الصلاة واحكامها ليعلم ان ما ذهب اليه فيه من التعسف ما فيه ... ان التعميم في فهم السنة هو شيء عقيم لا يعين على الوقوف على حقيقة السنة ..
---
(1/2466)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماذا قال القرآن عن "كاترينا" و" ريتا" وأخواتها...
---
ماذا قال القرآن عن "كاترينا" و" ريتا" وأخواتها...
---
أبو عبد المعز
11-21-2005, 08:36 AM
1-
كاترينا...
ريتا.....
إعصاران سموهما بتسمية الأنثى...ولعل التسمية انبثقت من عمق اللاوعي المشترك حيث تتحد صورة الأنثى بمعنى الفاجعة....فعندنا –نحن العرب أيضا-تفضيل لتذييل أسماء وصفات الكوارث ب"تاء" الأنثى فنقول : كارثة وداهية ومصيبة ...كما نحب أن نبرز الحرب –في أشعارنا- في شخص عجوز شمطاء قد تسمى "حيزبون"أو "عيضموز" ولربما"خيتروع" ونادرا "جيثلوط"...ونحب-نحن العرب أيضا-أن نذخر صورة الشيخ العجوز لتظهر في سياقات الوقار والرصانة والتأمل-جبل ابن خفاجة- بعيدا جدا عن صورة شواهي ذات الدواهي-حيزبون الليالي-
إعصاران......لكن بقدرين مختلفين.
فأما "كاترينا"فقد عاثت في القوم فسادا....فقطعت قلوبا هناك...وأشفت غيظ أخرى هنا.
وأما "ريتا" فمرت مرور الكرام...فما سارت فيهم بسيرة أختها الكبرى...
وهذا أوان السؤال:
لماذا تلك قد...؟
ولماذا هذه لم...؟
لم يدم مرض الحيرة طويلا ...فقد أسعفني دواء القرآن.فكان الجواب ناصعا :
-ولأنهم غفلوا عن كاترينا ....أخذوا عن غرة....
ولأنهم أخذوا أهبتهم واستعدوا ل"ريتا" وتوقعوا شرها....مرت بدون ضرر يذكر لا رأفة بالقوم الظالمين ولكن لتحق عليهم كلمات الله:" { أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} (44) سورة الأنعام{ فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} (95) سورة الأعراف{ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} (107) سورة يوسف{بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} (40) سورة الأنبياء.(1/2467)
ذلكم هو القانون القرآني الساري في العباد:لا يأتي العذاب إلا من حيث لا يشعر الظالمون.
-2-
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (8) سورة الجمعة
تبين الآية حالة عجيبة جدا مبنية على تعاقب ثلاث حركات:
-تفرون.
-ملاقيكم.
-تردون.
ولتنظر نفس إلى هذا الوضع المفاجيء للموت...فبينا هو متصور من جهة الوراء إذ يصعق الفارين منه بمواجهتهم من جهة الأمام...
كم سيفقد التعبير من قوته التأثيرية لو قيل مثلا:إن الموت الذي تفرون منه فإنه مدرككم.
لأن الفارين من الموت لا يتصورون الموت إلا خلفهم ويتوقعون في أي لحظة أن يدركهم..وفي تصورهم أيضا أنهم كلما أمعنوا في التقدم إلى الأمام –وهي ضد جهة وجود الموت-كلما اقتربوا من جهة النجاة....وللنفس الآن أن تتصور حجم الضربة البيانية-لا أقول اللمسة البيانية- في قوله "ملاقيكم"....أي :جاءكم من أبعد جهة يتوقع أن يكون الموت فيها...أي: من أمامكم.
حقت كلمة ربكم مرة أخرى: { وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} (26) سورة النحل
3-
كان لوط –عليه السلام- في موقف عصيب جدا: {قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ} (68) سورة الحجر
{وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ } (78) سورة هود
فالأمر-ظاهريا- يستدعي تدخلا عاجلا.....ومع ذلك فقد قدر رب العالمين أن يكون هلاكهم بعد حين{ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} (81) سورة هود.
وللسائل أن يسال: لماذا قدر الجبار أن يكون الصبح هو زمن العذاب لا قبله.(1/2468)
وقد يزداد السؤال إلحاحا عندما نلحظ - بصورة شبيهة بالاطراد-أن مهلك الظالمين يتم صباحا:
{وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ} (66) سورة الحجر
{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ} (83) سورة الحجر
{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ} (73) سورة الحجر
{فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ} (60) سورة الشعراء
{فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} (78) سورة الأعراف
{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } (67) سورة هود
{فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ} (157) سورة الشعراء.
{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} (25) سورة الأحقاف
القرآن في هذه السياقات يختار من أفعال الصيرورة فعل "أصبح"الدال على ظرف الصباح .
قال ابن السراج في أصول النحو: فإذا قالوا ( كان زيد قائماً ) فإنما معناه : زيد قام فيما مضى من الزمان فإذا قالوا : أصبح عبد الله منطلقاً فإنما المعنى : أتى الصباح وعبد الله منطلق.
وقال أيضا: أَسْحَرْنَا وأَصْبَحْنا وأَهْجَرْنا وأَمْسَيْنا أَي : صِرنَا في هذِه الأوقات.
وقال في المفصل: أصبح وأمسى وأضحى على ثلاثة معان أحدها أن يقرن مضمون الجملة بالأوقات الخاصة التي هي الصباح والمساء والضحى على طريقة كان والثاني أن تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات كأظهر وأعتم وهي في هذا الوجه تامة يسكت على مرفوعها....
ومما يلحظ أيضا استعمال"أصبح" في معنى الهلاك - في غير سياق هلاك الأمم.... –كما في المثل القرآني عندما يبين نشأة الحياة ونهايتها وكثيرا ما تكون النهاية مدشنة بأصبح:(1/2469)
{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا} (45) سورة الكهف.
{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا} (42) سورة الكهف
ولا تفوتنا الإشارة إلى العاديات المغيرات صبحا...
فجاء السؤال مرة أخرى .....لماذا الصبح؟
إذا تمثلنا السنة الإلهية في هلاك الأمم واعتبرنا عنصر المباغتة الذي أقره البيان القرآني أدركنا مناسبة الصبح – من الناحية النفسية- لهذا القصد...
فالليل عادة-بسبب ظلامه- هو زمن الاحتراس وترقب الخطر فيصيخ سمع الإنسان لأدنى حركة لكن المراقبة تنتهي عند الصبح ومع شروق الشمس وانتشار الضوء يشعر الانسان وكأنه قد نجا من أخطار الليل ومن السوء المتخفي في الظلمة ....أما الآن فالصبح قد تنفس يعلن استئناف الحياة التي تعطلت بالليل....ومع تنفس الصعداء يأتي أمر الله من حيث لا نحتسب:
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (8) سورة الجمعة
---
(1/2470)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقتبسات من تفسير القرآن ليحيى بن سلام
---
مقتبسات من تفسير القرآن ليحيى بن سلام
---
موراني
05-20-2004, 12:54 PM
اليكم في هذه الموضع تفسير سورة التوبة , الآيات 52 الى 58 من تفسير القرآن ليحيى بن سلام البصري
وقد قابلت هذه الأوراق على الرق المحفوظة في المكتبة العتيقة بالقيروان بالنص لدى كل من ابن أبي زمنين ( مخطوط القرويين , الرقم 34 ) من ناحية وبالنص لدى هود بن محكم , ج 2 و ص 138 الى 141 .
.................................................. .......................
قوله : { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا} (1) , يعني المنافقون , {بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ } , قال الحسن : أن نظهر على المشركين فتقتلهم ونغنمهم أو نقتل فندخل الجنة ,
{وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ } , فيهلككم له , { أَوْ بِأَيْدِينَا } أي (2) يستخرج ما في قلوبكم من النفاق حتى تظهروا الشرك فنقتلهم , فيتربصون (3) ,
{إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ } .
قال قتادة : {هَلْ تَرَبَّصُونَ } : الا الفتح أو القتل في سبيل الله وهو مثل قول الحسن وهو قول مجاهد أيضا , وذكره عبد الوهاب بن مجاهد : {إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ } : القتل في سبيل الله والظهور على أعداء الله (3) .
قوله : { قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا } مما يفرض عليكم من النفقة في الجهاد (4) {لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ } , فسق الشرك لأنهم ليست لكم حسنة ولا نية (4) . (5)(1/2471)
قال : {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ } وأظهروا الايمان , {وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى } , يراءون الناس بها ولا يذكرون الله الا قليلا (6) .
عاصم بن حكيم عن مجمع بن يحيي عن خالد بن زيد عن ابن عمر قال : لا يقبل الله نفقة في رياء .
حدثني أبو الأشهب عن الحسن قال :
أيما قلّ لأنه لغير الله .
قال : {وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } للانفاق في سبيل الله وما فرض الله عليهم .
قوله : {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } , (9) حدثني الحسن بن دينار عن الحسن قال :
{لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } قال : الزكاة أن تؤخذ منكم كرها (9) .
وفي تفسير عمرو عن الحسن : يعني انهم ينفقون أموالهم ويشخصون أبدانهم ويقاتلون أولياءهم لانهم أولياء المشركين مع أعدائهم , يعني المؤمنين لأنهم يسرون لهم العداوة .
(11) وقال الكلبي : يقول :{ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم } ,
انما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة , فيها تقديم وتأخير .
قوله : { وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ } تموت (12) أنفسهم {وَهُمْ كَافِرُونَ } (13) .
قوله: { وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } فيما أظهروا من الايمان , { وَمَا هُم مِّنكُمْ } فيما يسرون من الكفر , {وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } على دمائهم ان أظهروا الشرك (14) .
{ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً } يلجأون اليه حصونا (15) {مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ } غيرانا {أَوْ مُدَّخَلاً }
بيوتا (16) .
وقال الكلبي : الملجأ الحرز والمغارات الغيران في الجبل والمدخل السرب في الأرض .(1/2472)
قال :{لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ } مفارقة للنبي ولدينه , {وَهُمْ يَجْمَحُونَ } , يسرعون , يعني المنافقون (17) .
قال ابن مجاهد عن أبيه : لو يجدون محرزا لهم لولّوا اليه افرّوا اليه منكم .
قاله : {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ } (18) , أخبرني عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال : يزورك ويسألك (19) .
{فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ } , سعيد عن قتادة (20) أن رجلا حديث العهد بأعرابية أتى النبي وهو يقسم ذهبا وفضة , قال الحسن : من المنافقين , قال بعضهم : ناتيْ الجبين , مشرف الحاجبين , غائر العينين ,
فقال قتادة :
يا محمد ان كان الله أمرك أن تعدل فما عدلت , فقال رسول الله : ويلك فمن يعدل عليك بعدي , ثم قال : احذروا هذا وأشباهه , فانّ في أمتي أشباه هذا , قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم (20) , فاذا (21) خرجوا فأيتموهم , اذا خرجوا فأيتموهم , ثم
اذا خرجوا فأيتموهم ,
قال يحيى : يعني فاقتلوهم .
وقال بعضهم : فانه سيخرج من ضئضي هذا قوم يقرؤون القرآن (21) , لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية .
.................................................. ........
ملحوظات :
(1 هود بن محكم , ج 2 ص 138 والمختصر : اضافة : أي هل تنتظرون بنا .
(2 أضاف هود تفسيره الخاص في هذا الموضع باحالته على سورة الأحزاب , الآية 60 الي 62 .
(3) - (3) سقط في المختصر وذكره هود بغير ذكر عبد الوهاب بن مجاهد .
(4) - (4) سقط في المختصر , وفي موضعه اضافة لمحمد بن يحيي] بن سلام كما يلي :
قال محمد . قوله { قل أنفقوا } , قال بعض النحويين فيه : هذا لفظ أمر ومعناه معنى الشرط , والحهاد : يقول : ان أنفقطم طائعين أو مكرهين لن يتقبل منكم . قال مثل هذا المعنى الشعر , قول كثيّر ( طويل ) :
أسيئي أو أحسني لا ملومة لدينا ولا مقلية ان تقلّت(1/2473)
فلم يأمرها بالاساءة لكن أعلمها أنها ان أساءت أو أحسنت فهو على عهدها .
( انظر أيضا تفسير الطبري , ج 10 ص 152) .
(5) ذكره هود وأضاف : أي فسق النفاق لأنه فسق دون فسق الشرك .
(6) اضافة عند هود باحالته على سورة النساء و الاية 155 وسورة البقرة , الآية 88 .
(7) سقط حديث ابن عمر عند هود وفي المختصر معا .
(8) سقط تفسير الحسن عند هود وفي المختصر معا .
(9) سقط تفسير الحسن عند هود وفي المختصر معا .
(10) ذكره هود بهذا الاسناد وقال : لأنهم أحباء . وفي المختصر اضافة : فهو تعذيب في الحياة الدنيا .
(11) سقط في المختصر . وأضاف هود : وهذا من خفي القرآن .
(12) المختصر : أي تذهب .
(13) عند هود أضافة : أي كفر النفاق .
(14) وجاء عند هود : أي يخافون على دمائهم ان هم أظهروا نفاقهم وباينوا به .
(15) المختصر : يعني حصنا يلجأون اليه .
(16) هكذا عند هود أيضا عن الكلبي .
(17) اضافة عند هود : وهم مسرعون الانطلاق اليه يعني المنافقون .
(18) في المختصر زيادة : أي يعيبك ويطعن عليك .
(19) كذا عند هود أيضا بعدم ذكر الاسناد (كالعادة) .
(20) لم يذكر هود اسناد يحيي بن سلام .
(21)-(21) سقطت الفقرة عند هود وفي المختصر الا انهما ذكرا الحديث فقط .
ووفقكم الله
موراني
---
مساعد الطيار
05-21-2004, 10:59 PM
أشكرك يا أستاذ موراني على استجابتك لوضع هذه القراءة لنصٍ من تفسير يحيى بن سلام البصري ، وأسأل الله أن يوفق إلى تحقيق هذا التفسير تحقيقًا كاملاً .
وهذا النص على وجازته يعطي صورة لا بأس بها عن تفسير يحيى .(1/2474)
وقد ذكر الفاضل بن عاشور في التفسير ورجاله بأنه من أصحاب النقد والاختيار في التفسير ، قال : (( ... مبني على إيراد الأخبار مسندة ، ثم تعقيها بالنقد والاختيار ، فبعد أن يورد الأخبار المروية مفتتحًا إسنادها بقوله : (حدثنا ) يأتي بحكمه الاختياري مفتتحا بقوله : ( قال يحيى ) ، ويجعل مبنى اختياره على المعنى اللغوي ، والتخريج الإعرابي ، ويندرج من اختيار المعنى إلى اختيار القراءة التي تتماشى وإياه .... )) . ( ص : 28 )
ولا زال في نفسي شيء من وجود هذه الطريقة عند ابن سلام ، ويبدو أنها لم تكن صفة غالبة على تفسيره ، وإنما هي في بعض المواطن ، ولا يظهر صحة احتمالي من خطئه إلا بوجود تحقيق لمجموع لا بأس به من الكتاب .
---
موراني
05-22-2004, 11:05 AM
الدكتور مساعد الطيار
نعم , كل ما كتبت هو اقتباس وجيز وبسيط بمقارنة بما في تلك المكتبة بالقيروان .
أنا شخصيا عثرت على عدة أوراق متفرقة من الكتاب رأيت مئات أخرى منه لم
يعتمد عليها أحد الى يومنا هذا : لا طلاب الاستاذ محمد الطالبي ولا الدكتورة هند الشلبي . وذلك حقا شي مؤسف جدا .
من يشد الرحال الى القيروان لكي يجمع هذه الاوراق المتفرقة كلها ويرتبها على ترتيبه ولا يتركز على امور أخرى ؟
كل ذلك يحتاج الى اقامة طويلة وربما متكررة هناك وبذل الجهود يوميا لتنفيذ هذه الأعمال الاعدادية وتصوير الأجزا ء تصويرا رقميا قبل تحقيق النصوص المتوفرة تحقيقا علميا .
لم تتح الفرصة لي لقيام بهذه الأعمال بسبب أشغالي الأخرى في المكتبة حيث تركزت على أمهات كتب الفقه المالكي عبر السنوات الماضية .
اذا :
أين الطاقة البشرية والمعونة المالية للوصول الى هذا الهدف المنشود ؟
تقديرا
موراني
---
(1/2475)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مسألة في الفاصلة ... أرجو المساعدة
---
مسألة في الفاصلة ... أرجو المساعدة
---
زكرياء توناني
12-31-2006, 11:19 PM
من ينقل لنا كلام ابن القيم في الكلام عن الفاصلة الطويلة والفاصلة القصيرة من كتابه ( الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان ) أو الذي يُقال عنه إنه ( مقدمة تفسير ابن النقيب ) ؟؟
عاجل ....... مع توثيق النص برقم الصفحة وذكر الطبعة ..
---
زكرياء توناني
01-01-2007, 11:30 PM
بقي لي هذا المبحث ، وكتاب ابن القيم ( أو مقدمة تفسير ابن النقيب ) ليست عندي ، فأرجو نقل كلامه في المسألة بارك الله فيكم .......
---
الجكني
01-04-2007, 01:59 AM
الأخ زكرياء حفظه الله :رجعت إلى الكتاب المذكور ولم أهتد إلى الموضع المعيّن ،آمل التوضيح اكثر لو تكرمتم 0
---
زكرياء توناني
01-04-2007, 02:52 PM
جزاكم الله خيرا ، أنا قمت ببحث صغير جدا حول الفاصلة القرآنية ... وذكرت تقسيمات الفاصلة ، وذكر لي أحد الإخوة الدارسين في مجال الدراسات القرآنية أن ابن القيم ذكر تقسيما آخر للفاصلة من حيث طولها وقصرها في كتابه ( الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان ) والكتاب ليس عندي ....... فلذلك لا أستطيع تحديد الموضع ...
إذا وُجد في الكتاب مبحث للفاصلة ، ربما يكون قد تعرض لتقسيمات الفاصلة بمختلف الاعتبارات ....... فثم يوجد ...
---
زكرياء توناني
01-05-2007, 12:51 PM
الرجاء نقل تقسيم أهل العلم للفاصلة باعتبار الطول والقصر ............ من أي كتاب مع التوثيق ............ عاجل جدا ...
---
روضة
01-05-2007, 02:34 PM
فيما يلي فصل من كتاب (الإتقان) في فواصل الآي، أرجو أن تجد فيه مرادك:
النوع التاسع والخمسون في فواصل الآي (http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=156&CID=23)
---
زكرياء توناني(1/2476)
01-06-2007, 10:29 AM
بحثت في الإتقان وفي البرهان ولم أجد هذا التقسيم ، نعم وجدت تقسيمات أخرى للفاصلة .......... لكن هذا التقسيم لم أجده أي : باعتبار الطول ولاقصر ...
---
عبدالرحمن الشهري
01-07-2007, 06:56 AM
التقسيم المطلوب ذكره ابن النقيب(1) في صفحة 471 من مقدمته لتفسيره الكبير ، تحت عنوان (القسم الحادي عشر : التسجيع) .
وقد ذكر تقسيمات العلماء للتسجيع فقال :
(قد اختلفت عبارات أرباب هذه الصناعة في التسجيع فقال قومٌ : هو على ثلاثة أقسام : المتوازي والمتطرف والمتوازن.
أما المتوازي فهو رعاية الكلمتين الأخيرتين في الوزن والروي . وذكر الروي في النثر توسعة في الكلام وإلا فالروي مخصوص بالشعر ، مثاله من كتاب الله تعالى قوله عز وجل :(فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة)...
وأما المتطرف فهو أن تتفق الكلمتان الأخيرتان في الحرف الأخير من الوزن . مثاله في الكتاب العزيز قوله تعالى:(ما لكم لا ترجون لله وقاراً وقد خلقكم أطوارا)...
وأما المتوازن فمثاله من الكتاب العزيز قوله تعالى :(وآتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم).
وقال قومٌ : هو على ثلاثة أقسام : قصير موجز ، ومتوسط معجز ، وطويل مفصح مبين للمعنى مبرز) [471-472 من مقدمة تفسير ابن النقيب بتحقيق د.زكريا سعيد علي ، ط.دار الخانجي بالقاهرة عام 1415هـ].
وقد شرح معنى كل قسم منها ومثل له ، وهذا التقسيم الأخير الذي ذكره ابن النقيب هو تقسيم ابن الأثير الجزري في المثل السائر فراجعه فيه 1/255-258
ــــــــــــــــــــــ
(1) هذا الكتاب طبع خطأ باسم الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان ونسب للإمام ابن القيم وليس له . وقد سبق الحديث عن هذا في مشاركة سابقة في الملتقى هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=816) .
---
(1/2477)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال وتأمل
---
سؤال وتأمل
---
جمال أبو حسان
10-19-2006, 09:25 AM
هل يمكن ان يعود الضمير في قوله تعالى 0 (فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون) هل يعود الضمير في (بطنه) الى البحر وهل قال بهذا احد من المفسرين
---
منصور مهران
10-19-2006, 01:37 PM
( وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم )
المتأمل لسياق الآيات ونسقها بالفاء التي تفيد ترتيبا وتعقيبا يدرك هذه الأحوال التي مرَّ بها يونس عليه السلام : حالة الإباق ، حالة المساهمة ، حالة التقام الحوتِ يونسَ ، حالة التسبيح في بطن الحوت ، حالة النبذ بالعراء ؛ أي : من بطن الحوت إلى الأرض مباشرة .
وهذه الأحوال موصولة الزمن - كما أفادت الفاء - فليس بها مرحلة مرصودة في المعنى غائبة عن السياق بالتقدير المعروف لدى النحاة : وبذلك تنتفي حالة وجود يونس في البحر بين الالتقام والنبذ إلا إذا تكلفنا القول بأن يونس في بطن الحوت والحوت في البحر فيونس إذن في البحر ، وكيفما جاء التقدير سيكون يونس في الظرف الأقرب إلى بدنه وهو تجويف بطن الحوت ، وهذا الظرف يعود إليه الضمير مادام يونس لا يزال متلبسا بالحالة ولم ينتقل منها إلى غيرها ، وهكذا نجد المفسرين القدامى والمحدثين يروون أنه : لولا التسبيح لجعل الله بطن الحوت قبرًا له إلى يوم يبعثون أي إلى يوم القيامة . والله أعلم .
---
(1/2478)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التسجيل الكامل لنونية القحطانى
---
التسجيل الكامل لنونية القحطانى
---
طه محمد عبدالرحمن
12-14-2006, 03:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الانبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ....
فهذا تسجيل كامل لنونية القحطانى رحمه الله طلبه منى العديد من الإخوة و على رأسهم أخى الشيخ (أبو إسحاق الرازى ) أحد أعضاء ملتقانا الكريم فلبيت طلبهم و طلبه و سجلته . أسأل الله أن يتقبله منى و يجعله خالصا لوجهه الكريم .
و ها هو رابط التحميل :
www.khayma.com/tajweed/taha/kahtanny.mp3
و اعتمدت فى التسجيل على النسخة التى أرسلها لى أخى أبو إسحاق (pdf) و هى من مطبوعات مكتبة السنة و هى نسخة جيدة مشكولة وواضحة .
و أذكركم قول ناظم النونية رحمه الله :بالله قولوا كلما أنشدتمو**رحم الإله صداك يا قحطانى
و أنا أطلب منكم كلما استمعتم لهذا للنظم أو لغيره مما سبق تسجيله أن تدعوا بالرحمة و المغفرة لى و لوالدى و إخوانى و من علمنى و جميع المسلمين .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم /طه الفهد
---
(1/2479)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رجاء ( ضع تعريفًا بكتب التفسير المختصرة التي تعرفها )
---
رجاء ( ضع تعريفًا بكتب التفسير المختصرة التي تعرفها )
---
مساعد الطيار
09-23-2006, 02:01 PM
بمناسبة شهر القرآن شهر رمضان المبارك ؛ أقدم لكم التبريكات بهذا الشهر العظيم ، وأسأل الله أن لا يحرمني وإياكم في هذا الشهر الكريم .
إخواني الكرام :
كم أتمنى لو وضع الواحد منا ما يعرف من الكتب المختصرة في التفسير ، التي قصد مؤلفوها أن تكون على سبيل الإيجاز ؛ كتفسير ( الوجيز ) للواحدي ( ت : 468 ) رحمه الله تعالى ، فأقطارنا العربية والإسلامية لا تخلو من هذه المختصرات ، فحبذا لو تَمَّ التعريف بها تعريفًا موجزًا يبين عن منهجها .
ولست أريد الكتب التي اختصرت تفسيرًا سابقًا ؛ كالمختصرات التي عُمِلت على تفسير ابن كثير الدمشقي ( ت : 774 ) رحمه الله تعالى .
وتظهر فائدة هذه التفاسير المختصرة السهلة في تعريف الدارسين وطلاب العلم المبتدئين بهذه الكتب التي يكثر السؤال عنها في حال بداية طلب علم التفسير .
---
منصور مهران
09-24-2006, 12:48 AM
تلبية لهذه الدعوة الكريمة ، أستفتح المشاركات ببيانٍ عن تفسير موجز سماه مؤلفاه : ( الكافي في تفسير الآيات وإيضاح القراءات ) والمؤلفان هما : عبد العزيز رباح ، و بشير جويجاني . وقدم لعملهما الشيخ الراحل عبد القادر الأرناؤوط ، و الشيخ محمد كريِّم راجح - والتفسير صادر عن دار المأمون للتراث - بدمشق - الطبعة الأولى 1426 هج = 2005 م - ويقع في 688 صفحة .(1/2480)
والمصحف مطبوع في إطار خاص داخل إطار التفسير ، وإطار المصحف يبدأ بآية وينتهي بآية - كالذي نعهده في مصحف مجمع الملك فهد - وتميز لفظ الجلالة وكذلك لفظ رب بلون الحمرة ، والتفسير يحيط بإطار المصحف من جهتين ، والجهتان الأخريان جعلتا حدا للصفحة من أعلى وعلى اليسار في الصفحة اليمنى ، ومن أعلى وعلى اليمين في الصفحة اليسرى ، وإذا كان التفسير يحتاج إلى أكثر من صفحة جُعل إطار المصحف خاليا حتى يستوفي الرجلان القول والبيان .
ومع عناية المفسرَيْنِ بالعبارة السهلة القريبة التناول ، اتخذا من أسباب النزول وسيلة لإيضاح المعاني كما خصصا أسفل الصفحات لبيان القراءات المشهورة .
ولو كنت قرأت الكتاب كاملا لأمكن الإشارة إلى مواضع الملاحظات إن وجدت ، أمَا وقد قرأت مقدار جزئين ولم ألحظ شيئا مما يؤخذ على التفسير أو المعتقد ، فهو في الجملة جيد ومفيد .
---
روضة
09-26-2006, 10:05 PM
كتب الأستاذ محمد فريد وجدي تفسيرين للقرآن الكريم، الأول: (صفوة العرفان في تفسير القرآن)، 1321 هـ ، وبعد عامين أتبعه بتفسير آخر سماه: (المصحف المفسر)، وبينهما تشابه كبير، وكلاهما موجز، ووضع لكل تفسير مقدمة، كانت موجزة في (المصحف المفسر)، أما (صفوة العرفان في تفسير القرآن)، فجعل له مقدمة فلسفية كبيرة، امتازت بقوة التعبير ومتانته، وحسن السَّبْك والصياغة، وقد تضمّنت فوائد عظيمة، ومعاني عميقة.
برز اهتمامه باللغة في التفسير بشكل واضح، وكان يشرح اللفظ حيث صادفه، ولا يحيل، يقسم تفسير الآيات قسمين، تفسير الألفاظ، وتفسير المعاني، يبين فيه المعنى الإجمالي للآية، وأفرد قسماً ثالثاً في (صفوة العرفان) لبيان القراءات، ويبدأ مباشرة ببيان معنى السورة دون أن يقدم للسورة بمقدمة، ولا يعطي فكرة عن مكيتها ومدنيتها، أو موضوعها.(1/2481)
يمتاز أسلوبه بالسهولة واليسر، عباراته واضحة، يفسر الآية حسب ما يبدو ظاهراً منها، ولا يحاول الغوص وراء الألفاظ، واستخراج ما ترشد إليه.
والغرض من وضعه هذا التفسير تقريب معاني القرآن الكريم للناس وخاصة الذين لا يملكون الوقت الكافي للقراءة في التفاسير المطولة، كما قال في المقدمة.
---
مروان الظفيري
09-28-2006, 02:46 PM
- مختصر جزء ( عَمَّ ) من (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) ؛
لابن جرير الطبري ، رحمه الله
(اختصار عبد الرحمن كيلاني)
عليك بهذا الرابط :
http://www.fustat.com
وهذا الرابط :
http://www.fustat.com/sub/quran.shtml
---
مروان الظفيري
09-28-2006, 03:13 PM
من المختصرات الرائعة التي ترافقني في حلي وترحالي
المصحف الميسر
للشيخ عبد الجليل عيسى / شيخ كليتي أصول الدين واللغة العربية، بالأزهر الشريف
الناشر : دار الشروق / القاهرة ـ بيروت = الطبعة الرابعة 1969 م
وهو ميسر في قراءته ، ميسر في فهمه ، يشرح اللفظ الغريب ، ويوضح المجمل .
كما أنه بعيد عن الخلافات المذهبية ، والخرافات الإسرائيلية ؛ التي شوهت جمال
كثير من التفاسير ..
ثم هو بعد كل ذلك خفيف حمله ، جزيل معناه ،
فأضحى جديراأن يقال عنه :
(زاد المسافر ، وأنيس المقيم ، من كتاب الله الكريم)
ثم هو تلافى مشكلة الأملاء ، التي تختلف باختلاف أقطار المسلمين ، وانظره يقول في المقدمة :
(رأينا أن نجمع بين الأمرين :
التسهيل على القارئ ، والمحافظة على أصل رسم المصحف الإمام ؛ فوضعنا على كل كلمة تخالف الرسم المعتاد رقماً ،
ووضعنا أمام هذا الرقم ، في هامش الصفحة ، الكلمة بالرسم المعتاد) .
ووضح له مقدمة هامة ، تبين منهجه ، وطريقة العمل ، في هذا التفسير الميسر
ثم وضع فهرساً لبعض المبادئ المهمة ، التي تعرض لها القرآن
وهي هامة ومفيدة ؛ لأنه لم ينوع القرآن الأدلة ، على وجوه مختلفة ، مثل ما نوع في أدلة الأصول الثلاثة :
أ- وجود الله ، ووحدانيته .(1/2482)
ب- بعث الخلائق يوم القيامة ، للحساب والجزاء .
ج- صدق الرسول ، حتى إنه لا تكاد تخلو منها سورة من السور المكية
التي نزلت في غضون ثلاث عشرة سنة ، من سنوات الرسالة المحمدية
البالغ عددها ثلاثا وعشرين سنة .....
---
منصور مهران
09-28-2006, 03:48 PM
وقرأت تفسيرا آخر أعده الأستاذ الدكتور حكمت بن بشير بن ياسين ، وأصدرته دار المآثر للنشر والتوزيع ، المدينة المنورة ، 1425 هج . وعنوانه : ( التفسير المختصر الواضح ) من موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور ، ومن العنوان يتبين لنا أن صاحب المختصر صرف جهده إلى اختصار الموسوعة التي وردت في تتمة العنوان وكذلك في المقدمة دون أدنى إشارة إلى بيانات الموسوعة من جهة المؤلف أو المؤلفين ، ومن جهة الناشر ومكان النشر وسنة الإصدار .
جاء هذا المختصر في 640 صفحة
اتخذ صاحب المختصر طريقة الموسوعة في التفسير بالبدء بتفسير القرآن بالقرآن ، ثم ما صح من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ما كان مأثورا عن الصحابة ، ثم التابعين ، ثم بعض أقوال أئمة التفسير . كل ذلك بعبارات أصحاب الأقوال أحيانا وبأسلوبه أحيانا مسندا كل قول إلى قائله وإلى مصدره ، وغالبا فإنه ينقل ما قاله علماء الحديث الأثبات في درجة الرواية من حيث الصحة ، وعلى سبيل الاختصار فقد اتخذ رموزا دالة على المصادر وعلى درجة المرويات ، مثل : ( حا ) رمزا يغني عن عبارة ( أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره ) .
ومثل : ( عط ) رمزا يغني عن عبارة ( قال الشيخ عطية سالم - رحمه الله تعالى - في إكماله لأضواء البيان .
ولاحظت أن صاحب الاختصار لم يتعرض لبيان معنى ( استوى على العرش ) في الآية 54 من سورة الأعراف ، ولا في الآية 3 من سورة يونس ، وغيرها . كما لاحظت ذلك عند تفسير ( ولتصنع على عيني ) فقد اكتفى ببيان الاصطناع فنقل قول قتادة : بأنه هو غذاؤه ، ولتغذى على عيني .(1/2483)
ولعل صاحب المختصر أراد أن يبين التوقف فيما لا دليل على المراد منه ، أو لعل الأصل لم يرد فيه شيء من معاني الأسماء والصفات ، وهذه محمدة ولكنها تحمد أكثر إذا جاءت مقرونة بالقول الصريح أن هذه مسألة عقدية تضاربت فيها أقوال المفسرين ، وأن جيل القرن الأول وتابعيهم يرون الإيمان بأسماء الله وصفاته من غير تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل .
وفي الجملة فإن هذا المختصر مفيد للناشئة وغير المتخصصين لسلاسة أسلوبه ودقة عبارته وصحة معانيه ، وبالله التوفيق .
---
أحمد البريدي
09-28-2006, 05:03 PM
من الكتب النافعة : كتاب التفسير الميسر , وقد أعده نخبة من العلماء صادر عن مجمع الملك فهد , وهو سهل العبارة , لكنه للأسف نفد من الأسواق , ولم يعد طبعه فيما أعلم .
---
مساعد الطيار
09-29-2006, 02:37 PM
الأخ مروان بارك الله فيك
المختصرات من التفاسير ليست من شرط هذه المشاركة .
أخي أحمد
كنت سأكت نبذة عن التفسير الميسر ، لكن لم استطع لضيق الوقت ، فإن تكرمت ببيان ما ذكرهالمشرف على التفسير الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، فذكر منهج الكتاب مهم جدًا .
---
منصور مهران
09-29-2006, 05:42 PM
تفسير ( أبدع البيان لجميع آي القرآن ) لأبي البركات الأستاذ المحقق الشيخ محمد بدر الدين ابن الملا درويش التلّوي - دار النيل - 1413 هج = 1992 م - إزمير - تركيا . هكذا جاءت بياناته على غلافه(1/2484)
هذا التفسير جمع بين علم كثير وتحقيقات دقيقة ثم الإيجاز الوافي المحمود ؛ بحيث يرغب فيه القارئ ويتشوق إلى السباحة في معانيه ، بدأه المؤلف بمقدمة أبان فيها أنه لم يكن بمعزل عن تراث الأمة في التفسير : فقد نظر فيها وأعمل فكره حتى خرج بقول سهل يدرك به القارئ معاني القرآن الكريم بغير عناء ، وبعد المقدمة أتى بتنبيهات تتعلق بمنهجه إذ إنه كتب التفسير بعبارة مختصرة وجعل فيه شيئا من الإعراب التوضيحي ويذكر كثيرا سبب النزول والمناسبة بين الآيات ، ويضم إل أحكام القرآن ما يكون معها من أحكام جاءت بها السنة الصحيحة ، مع عناية بمسائل بلاغية دقيقة .
ومن الإيجاز الذي التزمه المؤلف أنه لا يكثر من القول إذا اقتضاه تكرار المعاني بل يحيل إلى ما قاله أول مرة ، ويدع القارئ يلتمس الموضع السابق ليتدبر الموضع اللاحق .
ثم أتى المؤلف ببعض الآداب التي تتعلق بقارئ القرآن .
فإذا شرع في التفسير فإنه يمزج التفسير بسياق الآية أو بعض الآية جاعلا ألفاظ القرآن بين قوسَي الحلية لتمييزها عن كلامه ، ويجعل تعليقاته التي سماها : ( عقود الجمان ) في الحاشية السفلى للصفحات ، وفيها طرائف جليلة .
والمؤلف مستقيم المعتقد ورائع التعبير فيه . وبالله التوفيق .
---
أحمد البريدي
09-29-2006, 09:12 PM
أخي الدكتور مساعد بناءً على طلبك هذه مقدمة الدكتور عبد الله التركي , وهي لا تعفيك عما عزمت عليه من الكتابة حول هذا التفسير لأهميته , ولقيمة كتابتك وفقك الله , والمقدمة طويلة المهم منها الضوابط التي ساروا عليها وهي :
1- تقديم ما صح من التفسير بالمأثور على غيره .
2- الاقتصار في النقل على القول الصحيح أو الأرجح .
3- إبراز الهداية القرآنية ومقاصد الشريعة الإسلامية من خلال التفسير .
4- كون العبارة مختصرة سهلة , مع بيان الألفاظ الغريبة أثناء التفسير .
5- كون التفسير بالقدر الذي تتسع له حاشية مصحف المدينة(1/2485)
6- وقوف المفسر على المعنى المساوي , وتجنب الزيادة الواردة في آيات أخرى حتى تفسر في موضعها .
7- إيراد معنى الآية مباشرة دون حاجة إلى الأخبار , إلا ما دعت إليه الضرورة .
8- كون التفسير وفق رواية حفص عن عاصم .
9- تجنب ذكر القراءات ومسائل النحو والإعراب .
10- مراعاة المفسر أن هذا التفسير سيترجم إلى لغات مختلفة .
11- تجنب ذكر المصطلحات التي تتعذر ترجمتها .
12- تفسير كل آية على حدة , ولا تعاد ألفاظ النص القرآني في التفسير إلا لضرورة , ويذكر في بداية تفسير كل آية رقمها .
---
(1/2486)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الكتب المعينة على إدراك إعجاز القرآن في نظمه العربي ، وبلاغته الأسلوبية
---
الكتب المعينة على إدراك إعجاز القرآن في نظمه العربي ، وبلاغته الأسلوبية
---
مساعد الطيار
01-09-2007, 04:20 PM
لا يخفى على من يريد معرفة سر الإعجاز ؛ لا يخفى عليه أن يطلب الكتب المعينة على ذلك . ولقد كتب العلماء في ذلك كتبًا مستقلةً ، فضلاً عن ما أودعه آخرون في تفاسيرهم ، بل قد بنى بعضهم تفسيره على النظر في بلاغة القرآن ، وكان فارس هذا الميدان ـ بلا نزاع ـ محمود بن عمر الزمخشري المعتزلي ( ت: 538 ) ، الذي صار كتابه موئلاً للناهلين من بلاغة القرآن ، ومرجعًا للمضيفين والمتعقبين في هذا المجال ، وكان من أنفس التعليقات عليه في هذا المجال كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب ؛ للطِيبي ، شرف الدين، الحسن بن محمد بن عبد الله ( ت : 743 ) .
ولئن كان كشاف الزمخشري سببًا في خروج مثل هذه الحاشية النفيسة ، فلقد كان سببًا في خروج كتاب نفيس عُنِي ببلاغة القرآن ، وهو كتاب ( الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وحقائق الإعجاز ) ليحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم العلوي اليمني المعتزلي ، وهو من أئمة الزيدية ( ت : 749 ) .
قال في مقدمة كتابه ( ص : 5 ) : ( ثم إن الباعث على تأليف هذا الكتاب هو أن جماعة من الإخوان شرعوا في قراءة كتاب الكشاف ؛ تفسير العالم المحقق أستاذ المفسرين محمود بن عمر الزمخشري ، فإنه أسسه على قواعد هذا العلم ، فاتضح عند ذلك وجه الإعجاز من التنْزيل ، وعُرِف من أجله وجه التفرقة بين المستقيم والمعوج من التأويل .(1/2487)
وتحققوا أنه لا سبيل إلى الاطلاع على حقائق إعجاز القرآن إلا بإدراكه ، والوقوف على أسراره واغواره ، ومن اجل هذا الوجه كان متميزًا عن سائر التفاسير ؛ لأني لا أعلم تفسيرًا مؤسسًا على علمَي المعاني والبيان سواه ، فسألني بعضهم أن أُملي فيه كتابًا يشتمل على التهذيب والتحقيق ، فالتهذيب يرجع إلى الألفاظ ، والتحقيق يرجع إلى المعاني ؛ إذ كان لا مندوحةلأحدهما عن الثاني ).
وكثيرًا مايقع السؤال عن كيفية معرفة إعجاز القرآن الموصل إلى ذلك التذوق العربي الأول ، الذي به أدرك المعاصرون لنُزوله ما تميَّز به هذا القرآن عن أفضل كلامهم ، فأذعنوا له من هذه الجهة ، ولم يرد عن احد منهم إنكارٌ عليه من جهة بلاغته وعربيته ، فكان انقضاء ذلك الجيل من المعاندين للدعوة بدون أن يعترضوا عليه من هذه الجهة = دلالة على صحتها ، ودلالة على سلامة القرآن من أن يمكن لأحد أن يأتي بمثله ، ولو كان الجن للإنس ظهيرًا في هذا .
ولا شك أن إدراك سر الإعجاز أوسع من ما أريد أن أطرحه في هذه المقالة التي أتمنى أن يشارك فيها الأعضاء بطرح الكتب وبيان مميزاتها التي تعين على تفهُّم بلاغة القرآن ، وإدراك إعجازه المرتبط بعربيته نظمًا وأسلوبًا وبيانًا .
كما أنه لا شكَّ أن معرفة أعلى كلام تكلمت به العرب ، وهو شعرها الذي تميزت به ، ووصلت فيه إلى درجات عليا في الفصاحة والبيان = لا شك أنه الطريق الموصل إلى معرفة سر الإعجاز ، وإلى إدراك بلاغة القرآن على الوجه اللائق به ، غير أنَّا انقطعنا عن هذا الشعر، وقلَّ من يقرؤه منا قراءة فكٍّ وتفهُّمٍ وتعلُّمٍ ، فكم في شعرهم من الوفائد العلمية ، واللذائذ النفسية .
غير أن المراد الآن الرجوع إلى الكتب النقدية التي درست شعر الشعراء ، واعترضت عليهم في اختيار الألفاظ والمعاني ؛ لكي نستفيد من تجارب بعضنا قي هذا المجال .(1/2488)
وإليك هذا المثال من كتاب ( العمدة في محاسن الشعر وآدابه : 85 ) : ، قال ابن رشيق القيرواني : ( ... ومنهم من يقابل لفظتين بلفظتين، ويقع في الكلام حينئذ تفرقة وقلة تكلف: فمن المتناسب قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بعض كلامه " أين من سعى واجتهد، وجمع وعدد، وزخرف ونجد، وبنى وشيد " فأتبع كل لفظة ما يشاكلها، وقرنها بما يشبهها. ومن الفرق المنفصل قول امرئ القيس:
كأني لم أركب جواداً للذة ... ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال
ولم أسبإ الزق الروي، ولم أقل ... لخيلي كري كرة بعد إجفال
وكان قد ورد على سيف الدولة رجل بغدادي يعرف بالمنتخب، ولا يكاد يسلم منه أحد من القدماء والمحدثين، ولا يذكر شعر بحضرته إلا عابه، وظهر على صاحبه بالحجة الواضحة، فأنشد يوماً هذين البيتين، فقال: قد خالف فيهما وأفسد، لو قال:
كأني لم أركب جواداً، ولم أقل ... لخيلي كري كرة بعد إجفال
ولم أسبإ الزق الروي للذة ... ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال
لكان قد جمع بين الشيء وشكله؛ فذكر الجواد والكر في بيت، وذكر النساء والخمر في بيت، فالتبس الأمر بين يدي سيف الدولة، وسلموا له ما قال، فقال رجل ممن حضر: ولا كرامة لهذا الرأي، والله أصدق منك حيث يقول:
" إن لا ألا تجوع فيها ولا تعرى، وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى " فأتى بالجوع مع العري ولم يأت به مع الظمأ، فسر سيف الدولة، وأجازه بصلة حسنة.(1/2489)
قال صاحب الكتاب: قول امرئ القيس أصوب، ومعناه أعر وأغرب؛ لأن اللذة التي ذكرها إنما هي الصيد، هكذا قال العلماء، ثم حكى عن شبابه وغشيانه النساء: فجمع في البيت معنيين، ولو نظمه على ما قال المعترض لنقص فائدة عظيمة، وفضيلة شريفة تدل على السلطان، وكذلك البيت الثاني: لو نظمه على ما قال لكان ذكر اللذة حشواً لا فائدة فيه؛ لأن الزق لا يسبأ إلا للذة، فإن جعل الفتوة كما جعلناها فيما تقدم الصيد قلنا: في ذكر الزق الروي كفاية ولكن امرأ القيس وصف نفسه بالفتوة والشجاعة بعد أن وصفها بالتملك والرفاهة.
وأما احتجاج الآخر بقول الله عز وجل فليس من هذا في شيء؛ لأنه أجرى الخطاب على مستعمل العادة، وفيه مع ذلك تناسب؛ لأن العادة أن يقال: جائع عريان، ولم يستعمل في هذا الموضع عطشان ولا ظمآن، وقوله تعالى: " تظمأ " و " تضحى " متناسب؛ لأن الضاحي هو الذي لا يستره شيء عن الشمس، والظمأ من شأن من كانت هذه حاله ).
فحيَّهلا بإضافاتكم النفيسة .
---
أبو العالية
01-09-2007, 06:03 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
فهذه نفيسة من نفائس الشيخ المبارك رفع الله قدره .
ووقع في نفسي أن الشيخ وفقه الله سيذكر الكتب النافع في الموضوع والتي تُعَدُّ مراجعاً في بابها ؛ فتشوقت لمعرفة ذلك .
وقد قال حفظه الله : ( ولا شك أن إدراك سر الإعجاز أوسع من ما أريد أن أطرحه في هذه المقالة التي أتمنى أن يشارك فيها الأعضاء بطرح الكتب وبيان مميزاتها التي تعين على تفهُّم بلاغة القرآن ، وإدراك إعجازه المرتبط بعربيته نظمًا وأسلوبًا وبيانًا )
وإذا كانت المعجزة خَرْقٌ للعادة ، فلَمْ يخرق القرآنُ عادةً عربية غير نظمِهِ وبيانِهِ كما يقول السيوطي رحمه الله .
وحقيقة لا أجد أروع من كتاب الزمخشري رحمه الله الذي طبَّق نظرية الجرجاني رحمه الله أيمَّا تطبيق .(1/2490)
وكم يروق لي لمساته الرائعة الفائقة في طليعة سورة البقرة ؛ فانظر إلى حسنها وجمالها ، ورونق سبكها ، وجزالة ألفاظها . وهكذا دواليك في سائر وقفاته البلاغية الفائقة .
بخلاف كتب كثير من المعاصرين من ركاكة الأسلوب ، والجمع والصف الذي فيه ما فيه . ( وسأذكر تعداد ما وقفت عليه لاحقاً )
وحلِّق معه الان في بيان بلاغة القرآن وبيان روعته إذ يقول في قوله
{الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } البقرة
قال : " والذي هو أرسخ عِرْقاً في البلاغة ، أن يضرب عن هذه المحال صفحاً .
وأن يقال إن قوله : {الم } جملة برأسها ، أو طائفة من حروف المعجم مستقلة بنفسها .
و { ذَلِكَ الْكِتَابُ } جملة ثانية
و { لاَ رَيْبَ فِيهِ } ثالثة
و { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } رابعة .
وقد أصيب بترتيبها مِفْصَل البلاغة وموجب حسن النظم ، حيث جيء بها متناسقة هكذا من غير حرف نسق ؛ وذلك لمجيئها متآخية آخذاً بعضها بعنق بعض .
فالثانيةُ متحدة بالأولى معتنقة لها ، وهَلُمَّ جراً إلى الثالثة ، والرابعة .
بيان ذلك : أنَّه نبه أولاً على أنه الكلام المتحدّى به ، ثم أُشير إليه بأنه الكتاب المنعوت بغاية الكمال ؛ فكان تقريراً لجهة التحدي ، وشدّاً من أعضاده . ثم نفى عنه أن يتشبث به طرف من الريب ؛ فكان شهادة وتسجيلاً بكماله ؛ لأنه لا كمال أكمل مما للحق واليقين ، ولا نقص أنقص مما للباطل والشبهة .
وقيل لبعض العلماء : فيم لذتك ؟ فقال : في حجةٍ تتبختر اتضاحاً ، وفي شبهة تتضاءل افتضاحاً .
ثم أخبر عنه بأنَّه هدى للمتقين ؛ فقرّر بذلك كونه يقيناً لا يحوم الشك حوله ، وحقاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . ثُمَّ لَمْ تخل كل واحدة من الأربع ، بعد أن رُتِّبت هذا الترتيب الأنيق ، ونُظِّمت هذا النظم السري ، من نكتة ذات جزالة .
ففي الأولى ؛ الحذف ،والرمز إلى الغرض بألطف وجه وأرشقه .
وفي الثانية ؛ ما في التعريف من الفخامة .(1/2491)
وفي الثالثة ؛ ما في تقديم الريب على الظرف .
وفي الرابعة ؛ الحذف .
ووضع المصدر الذي هو { هُدًى } موضع الوصف الذي هو « هاد » وإيراده مُنكَّراً ، والإيجاز في ذكر المتقين .
زادنا الله إطلاعاً على أسرار كلامه ، وتبييناً لنكت تنزيله ، وتوفيقاً للعمل بما فيه ." أهـ الكشاف (1 / 20 )
فقُلِّي بربك ، أين نظفر بمثل هاته الكلمات الرائقات ، والتفصيل للمعاني الزاهيات ، في مثل هذه الآيات ؛ فرحم الله علامة البيان رحمة واسعة ، ونفعنا ورزقنا فهماً في بيانه وبلاغته .
وقد كتبتُ بحثاً بعنوان ( الإكليل في بيان إعجاز التنزيل } أرجو الله أن أنتهي منه قريباً لأزفه لأخوتي الفضلاء ؛ فأستفيد مما فتح الله عليهم .
والله أعلم
---
مساعد الطيار
01-09-2007, 07:48 PM
أخي أبا العالية أعلى الله قدرك ، قد أشرت إلى ثلاثة من الكتب في مقدمتي هذه ، وعندي غيرها ، لكني أحب أن يشارك الأعضاء ، خصوصًا أن من بيننا في هذا الملتقى من هو متخصص في هذا الجانب ، وأتمنى أن يمدونا بما عندهم على وجه التفصيل للكتب ، وكيفية الاستفادة منها ، وأخيرًا أشكر لك حسن ظنك بي ، وتقديرك لما طرحته في هذه المشاركة وغيرها .
---
يراع العربية
01-10-2007, 09:09 AM
بورك في الموضوع وقائله , ومن أضاف ,,
المؤلفات التي عنيت بالقرآن الكريم من ناحية بلاغته وإعجازه خاصة صنتفتها - مع تواضع قراءاتي - إلى نوعين :
الأول : ما يختص بتفسير القرآن جملة , وذلك عن طريق تناول القرآن سورة سورة وتحليله بلاغياً , مع تفسير
معانيه , وتحليل أنماط النحو فيه .
ومن ذلك , بعض الكتب التي سبق وأن ذكرها الدكتور الطيار , وأخي أبا العالية , وأضيف منها :
في ظلال القرآن , لسيد قطب .
تفسير البيضاوي الشهير , وحواشيه القيمة :
كحاشية الشهاب المسماة : بعناية القاضي وكفاية الراضي
وحاشية محيي الدين الشيخ زاده الحنفي(1/2492)
وكذلك حاشية القونوي عصام الدين الحنفي , وغالباً ما نجد معها كذلك حاشية ابن التمجيد لتزداد قيمة وعلماً .
وكل هذه الحواشي أبلت مع البلاغة واللغة بلاء حسناً , مع غفران الزلل , مقارنة بفوائدها الجلل .
كما لا يفوتني أن أدرج كتاباً قيماً به دررٌ بلاغية فذّة , من شأنها أن تكشف الستار عن المعنى البلاغي المعجز , ألا
وهو كتاب الشيخ ابن عاشور المسمى بـ ( التحرير والتنوير ) , ولعلي أورد آخر ماقرأت فيه من شدة عناية الشيخ بإبراز
المعنى المقصود من خلال النظم البلاغي , والنحوي , ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى - في سورة الأنبياء - : " وكفى بنا
حاسبين " (47)
بأن المعنى : " كفاهم نحن حاسبين أنهم لايتطلعون إلى حساب آخر يعدل مثلنا . وهذا تأمين للناس من أن يجازى أحد
منهم بما لا يستحقه . وفي ذلك تحذير من العذاب وترغيب في الثواب " (1 )
أما إشارته الفطنة التي تنبئ عن فصاحة القرآن وتميز اختياره للنظم الموافق للمعنى قوله : " وضمير الجمع في قوله
تعالى : ( حاسبين ) مراعيٍّ فيه ضمير العظمة من قوله تعالى " بنا " والباء مزيدة للتوكيد . وأصل التركيب : كفينا
الناس ..." (2)
انظر بعد هذا إلى شدة التأكيد على عدل الله سبحانه وتعالى في وقت يحتاج للتأكيد ؛ حيث جاءت في سورة الأنبياء
التي تحمل موضوع نشر رسالة التوحيد عن طريق أنبياء الله تعالى عند قوم جهلوا هذا الدين , يحتاجون لمزيد تأكيد ,
ليحصل ما يراد من التأييد , فلم يقل عز من قائل : ( وكفى بنا حسبيا )وإنما أدرج ضمير الجمع ليزيد المهابة في شأنه
جل وعلا , والتي من شأنها كذلك أن تزرع الخوف ومن بعده الرجاء لشدة عدله وحكمه المرضي .
ولو مضيتُ شرحاً لدرر هذه القطعة الصغيرة من الآية لما وسعني المقام , ولكن حسبي الإشارة , ولعل فيها ماينفع .
الثاني : - من أنواع التفسير البلاغي - هو مايُقتطف من القرآن قطْفاً عشوائياً على غير ترتيب , فيأخذ الآية الفلانية(1/2493)
ليكشف وقعها البلاغي , وهذا النوع يكثر فيه الاستخراج البلاغي دون الاهتمام بالإشارات المعنوية للآية , ومن تلك
المؤلفات التي عنت بذلك :
كتاب الشيخ الجرجاني في الدلائل , وكتب الرافعي , وابن الأثير في المثل السائر , ومفتاح العلوم للسكاكي ,
والإيضاح للخطيب , وغيرهم ,,,
ومن أمثلة هذا النوع ماقاله الشيخ عبد القاهر الجرجاني في تفسير قوله تعالى : " وقيل يا أرض ابلعي ماءك وياسماء
أقلعي وغيظ الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين " سورة هود ( 44 )
بعد أن مهد لكلامه تميز النظم هنا دون الألفاظ , بحيث لو اقتطفت لفظة بعينها لما أدت الإعجاز المبهر , يقول : " وكيف
بالشك في ذلك , ومعلوم أن مبدأ العظمة في أن نوديت الأرض , ثم أُمرت , ثم في أن كان النداء " بيا " دون " أي " ,
نحو " ياأيتها الأرض " , ثم إضافة " الماء " إلى الكاف , دون أن يُقال ابلعي الماء , ثم أن أُتبع نداء الأرض وأمرها بما
هو من شأنها , نداء السماء وأمرها كذلك بما يخصها , ثم أن قيل " وغيض الماء" فجاء الفعل على صيغة " فُعِل " الدالة
على أنه لم يعض إلا بأمر آمر وقدرة قادر , ثم تأكيد ذلك وتقريره بقوله تعالى : " وقُضي الأمر " ثم ذكر ما هو فائدة
هذه الأمور , وهو " استوت على الجودي " , ثم إضمار السفينة قبل الذكر , كما هو شرط الفخامة والدلالة على عظم
الشأن , ثم مقابلة " قيل " في الخاتمة " بقيل " في الفاتحة ؟ أفترى لشي من هذه الخصائص التي تملؤك بالإعجاز
روعة ... " (3)
فقد رأينا من هذه السلسلة التتبعية الدقيقة لدلالة الألفاظ ووقوعها في سبك أُعلن به الإعجاز والدقة في توضيح
المعنى , ولايلزم علينا - نحن الدارسين - سوى أن نأخذ من هذه المؤلفات عبراً ودروساً , كي نعتبر بما فيها من ترغيب
وترهيب , ولكي تكون لنا دربة لكيفية التعامل مع كتاب الله عز وجل , تلك المعجزة العظيمة , والتي مازلت دررها تخفي
لنا المزيد .(1/2494)
أسأل الله تعالى أن ينفع بما قلت , إنه ولي ذلك والقادر عليه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(1)التحرير والتنوير , ج17 / 87.
(2)السابق , 87 .
(3)دلائل الإعجاز , 46-47 .
---
بدر الجبر
01-10-2007, 04:36 PM
أشكركم يا شيوخ الملتقى, وكم موضوعٍ أردت المشاركة فيه ولكني أرغب عن ذلك؛ لأن النقاش يكون غالباً بين المختصين والمشايخ ولست منهم, واسمحوا لي أن أشارك في موضوع الشيخ مساعد –أحسن الله إليه-، فأقول :
اختص الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم-بمعجزة خالدة خلافاً للرسالات السابقة كما فهم ذلك بعض العلماء –ينظر شرح النووي على الصحيح- من قوله عليه الصلاة والسلام:
"مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ" أخرجه البخاري ومسلم.
وقد منَّ الله على هذه الأمة بعلماء أولوا إعجاز القرآن اهتماماً بالغاً, وأجمعوا على أن القرآن معجز بذاته لا بالصرفة.
ومن مفاتيح كشف وجوه إعجاز القرآن معرفة بلاغته، قال ابن عاشور: (من شاء أن يدرك الإعجاز كما أدركه العرب فما عليه إلا أن يشتغل بتعلم اللغة وأدبها وخصائصها حتى يساوي أو يقارب العرب في ذوق لغتهم ثم ينظر بعد ذلك في نسبة القرآن من كلام بلغائهم ولم يخل عصر من فئة اضطلعت بفهم البلاغة العربية وأدركت إعجاز القرآن وهم علماء البلاغة وأدب العربية الصحيح).
ومن السابقين في التأليف في وجوه إعجاز القرآن, وذكروا فيها ضمناً إعجاز بيانه وبلاغته: علي بن عيسى الرماني (386هـ), والخطابي (388هـ)- طبعا ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن-, ثم جاء أبو بكر الباقلاني (403هـ) وألف كتابه (إعجاز القرآن).(1/2495)
ثم جاء بعدهم أول من أرسى قواعد البلاغة وهو عبد القاهر (ت 471هـ) ثم خلفه الزمخشري الذي التمسها في القرآن الكريم, ثم جاء بعد ذلك فخر الدين الرازي (ت 606هـ) الذي يعد حلقة وصل بين بلاغة عبد القاهر وبلاغة السكاكي (626هـ) والخطيب (739هـ) وقد نشر بلاغته في تفسيره (مفاتيح الغيب) وكتابه ( نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز) الذي قصد فيه مؤلفه إلى الإجمال والاختصار, وتنظيم (دلائل) و(أسرار) الجرجاني, وقد بنى كتابه على مقدمة وجملتين, وقسم المقدمة إلى فصلين تحدث في أولهما: عن السر في إعجاز القرآن, وتحدث في الفصل الثاني: عن شرف علم الفصاحة, ثم شرع في الجملتين: الأولى تحدث فيها عن بلاغة المفردات وذكر فيها طائفة من المحسنات اللفظية والصور البيانية, وفي الثانية تحدث عن النظم, والكتاب تنظيري, والتطبيق في التفسير.
---
أبو عدنان
01-10-2007, 11:38 PM
أخي في الله الشيخ مساعد الطيار بارك الله فيك و نفع بك ..
دعني أختصر عليك الطريق إذ أقول :
إن أبرز من عني بدراسة علوم الإعجاز في القرآن - من المعاصرين المحدثين - هي الدكتورة عائشة بنت الشاطئ .
و عنايتها حسبما سمعتها تحدث عن نفسها في مقابلة مسجّلة ، عليها رحمة الله .
و اسمح لي أن أنقل لك شيئاً من كلماتها المؤثرة :
قالت : " ما أنجزتُ شيئاً في حياتي العلمية إلا عن طريق عنايتي بالمصحف! " .
و قالت : " لا يصح لأحدٍ فقه الإسلام دون فقه لغته ، لأن الأسلوب و النسق القرآني سببُ التحدي الأول في عصر الإسلام ؛ أي : الإعجاز .
و أنا تؤرقني كيفية تقديم هذه المسألة الخطيرة لطلبةٍ (تقصد الدارسين لديها في الجامعة) يعيشون في جو نقائض الفرزدق و جرير " .
و قالت : " و قد اعتنيت في دراسة الإعجاز بالمنهج الاستقرائي، بأخذ كل موطن كلمة أو حرفٍ و استقراء وروده في القرآن و معرفة آثاره البيانية و البلاغية .(1/2496)
حتى إنك لو حاولتَ استبدال هذا الحرف أو الكلمة بآخر مثله لم يتم لك معنى القرآن ، و هذا هو الإعجاز .
مثل : ((إنه لقول رسول كريم)) لو استبدلنا كلمة "رسول" بـ"محمد" لأقررنا بأن القرآن ليس كلاماً لله تعالى !! كما يزعم المشركون ، فهنا بلاغة القرآن " .
من مقابلة مع الدكتورة بنت الشاطئ في برنامج(شريط الذكريات) بقناة( الثقافية المصرية) .
و الدكتورة قد خلّفت لنا رسائل و كتب عدة في هذا المضمار ، أظن أغلبها يباع في دار المعارف المصرية .
---
أبو المنذر
01-11-2007, 10:43 AM
جزاكم الله خيرا وممن أبدع في هذا الفن العلامة ابن القيم الجوزية في كتابه بدئع الفوائد ومنها الكلام عن " أم "
حيث قال " ملخصا " انها ترد بمعنى الإستفهام نحو قوله تعلى " أم له البنات ولكم البنون " وقوله سبحانه " أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين " وكذا قوله " أم لهم سلم يستمعون فيه " وقوله " أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون " فهذا ونحوه استفهام انكاري
والمعنى الثاني/ ورودها مبتدة مجردة من استفهام لفظي سابق عليها ، نحو قوله تعالى " أم حسبت أن أصحاب الكهف " ، أي أبلغك خبرهم ، أم حسبت أنهم من آياتنا عجبا ، وتأمل كيف تجد هذا المعنى باديا على صفحات قوله تعالى " ما لي لا ارى الهدهد أم كان من الغائبين " كيف تجد المعنى : أحضر ،أم كان من الغائبين
وهذا يظهر كل الظهور فيما إذا كان الذي دخلت عليه " أم" له ضد وقد حصل التردد بينهما ، فإذا ذكر أحدهما استغنى عن ذكر الآخر ، لأن الضد يخطر بالقلب وهو عند شعوره بضده . فإذا قلت : مالي لا أرى زيدا أم هو في الأموات ؟ كان المعنى الذي لا معنى للكلام سواه : أحي هو أم في الأموات وكذلك قوله تعلى " أم أنا خير من هذا الذي هو مهين " معناه : أهو خير مني أم أنا خير منه ؟(1/2497)
وكذلك قوله تعالى " أم حسبتم أن تدخلو الجنة ولما يأتكم مثل الذين من قبلكم " هواستفهام إنكار معادل لا ستفهام مقدر في قوة الكلام فإذا قلت : لم فعلت هذا أم حسبت أن لا أعاقبك ، كان معناه : أحسبت أن أعاقبك فأقدمت على العقوبة أم حسبت أني لا أعاقبك فجهلتها ـ ومعنى فأقدمت أي يتجرأت واستهنت بالعقوبه ـ
هذا ما أصلني فهمي المتواضع إليه من معنى الكلام من هذا السفر الذي اشرت إليه آنفا فإن ثم سوء فهم فأرجو الإصلاح والمقصود الإشارة الى الكتب التي تناولت هذا الفن والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
---
جمال حسني الشرباتي
01-13-2007, 06:15 AM
السلام عليكم
وقد نسيتم تفسير ابن عطيّة ---المحرر الوجيز---والمفسّرابن عطيّة يعتبر بحق عقلية راقيّة من حيث مناقشة النقاط البلاغيّة واللغويّة في كتاب الله
---
مروان الظفيري
01-13-2007, 11:36 AM
يقول الدكتور عمر فروخ في تاريخ الأدب العربي 1 / 728 :
يشارك القرآن الكريم في تربية الذوق البياني لدى الفرد، ويُنَمِّي لديه حاسَّة النقد والملكة الأدبية في الكشف عن مواطن الجمال .
و وضع البطليوسي في كتابه :
الاقتضاب للبطليوسي ص 14 ، وهو شرح لخطبة "أدب الكاتب"
غرضَين لطلب الأدب والاهتمام بمدارسته،
أحدهما:
يقال له الغرض الأدبي، والثاني الغرض الأعلى، فالغرض الأدبي يَحْصُل للمتأدِّب
بالنظر في الأدب والشعر، والغرض الأعلى يَحْصُل للمتأدِّب به قوة على فهم كتاب الله وكلام رسوله».
ولا يوجد شك يكتنف المتفحص للمتن القرآني، في أن نظم القرآن يقوم جمال نسجه على الإيقاع،
الأمر الذي جعل الجاحظ ينتبه إلى أهمية دراسة القرآن من حيث أسلوبه وعجيب نظمه.
وفي هذا الشأن نلفي الدكتور محمد زغلول سلام في كتابه:
(أثر القرآن في تطور النقد العربي إلى آخر القرن الرابع الهجري)
يقول: "قامت في آخر القرن الثالث وطوال القرن الرابع دراسة جامعة شاملة مستقلة لإعجاز القرآن،(1/2498)
من ناحية نظمه، وعلى أساس الدرس البياني لأسلوب القرآن، وطرق تعبيره المختلفة،
وكانت أصول هذه الدراسات قد نجمت من قبل في دراسات القرآن وسبقت الإشارة إليها
من مثل كتاب "نظم القرآن" "للجاحظ" ..
أما أبو هلال العسكري في كتاابه البلاغي : "الصناعتين"
ويقول في مقدمة كتابه ص 7 :
<<قد علمنا أن الإنسان إذا أغفل علمَ البلاغة، وأَخَلَّ بمعرفة الفصاحة، لم يقع علمه
بإعجاز القرآن من جهة ما خَصَّه الله به مِنْ حسن التأليف وبراعة التركيب>> ،
بل إن العسكري في كتابه يرى أن أحقَّ العلوم بالتعلُّم وأَوْلاها بالتحفظ بعد المعرفة بالله،
علم البلاغة، ومعرفة الفصاحة، الذي يُعرف إعجاز كتاب الله تعالى الناطق بالحكمة .
ويذكر القزويني في مقدمة كتابه "التلخيص"
أن موضوع إعجاز القرآن كان السبب في وَضْع الكتاب، ويشير في مقدمته ص 23 :
إلى أن علم البلاغة وما يتبعه مِنْ أجَلِّ العلوم قَدْراً، وأدقِّها سراً؛ إذ به تعرف دقائق العربية
وأسرارها، وتُكشف عن وجوه الإعجاز في نظم القرآن أستارها.
والرمَّاني يحصر البلاغة في أقسام عشرة هي: الإيجاز والتشببيه والاستعارة والتلاؤم والفواصل والتجانس والتصريف والتضمين والمبالغة وحسن البيان.
ثم يمضي لتفسير كل قسم في ضوء الآيات القرآنية وبيان أسرار الجمال فيها،
وذلك في كتابه (( النُّكَت )) ص 76 ، والذي يُعَدُّ حلقة مهمة من حلقات التأليف في البلاغة العربية.
وإن القرآن العظيم في تجليه، نلفيه يتجه اتجاهاً إعجازياً. وعليه، فخطابه ليس بالعمل الفني
المقصود لذاته؛ بل هو وسيلة لا غير، سخرها القرآن العظيم بغية تأدية الغرض الديني.
ومن بين تلك الوسائل التي سخرها، نجد الإيقاع الذي تجسَّد فيه بشكل جلي وواضح،
فكان أن جعل منه أداة للتمكين والتأثير قصد الاستجابة والإذعان. وهو بهذا،
آل إيقاعاً قرآنياً مميزاً في رصف حروفه، وترتيب كلماته وبديع نظامه،(1/2499)
دون كل ترتيب وكل نظام تعاطاه الناس في كلامهم المنظوم أو المنثور.
إنها الميزة التي جعلت منه خطاباً يتعالى على التبديل والتغيير.
ومن أهم الكتب المعاصرة ، والتي اهتمت اهتماما كبيرا في مسألة
إعجاز القرآن ، في نظمه العربي ، وبلاغته الأسلوبية :
1 ـ أثر القرآن على اللغة العربية ؛ للدكتور علي جميل .
2 ـ ـ التفكير البلاغي عند العرب ؛ لحمادي صمّود .
3 ـ التجربة الجمالية عند العرب ؛ لحسين الواد .
4 ـ الموجز في تاريخ البلاغة ؛ للدكتور مازن المبارك .
5 ـ البيان العربي ؛ للدكتور بدوي طبانة
6 ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ؛ للدكتور محمد زغلول سلام .
7 ـ إعجاز القرآن ، للدكتور مصطفى مسلم .
8 ـ نظام الخطاب القرآني ـ تحليل سيمائي مركب لسورة الرحمن ؛ للدكتور عبد الملك مرتاض.
وشكرا ...
---
الإسلام ديني
01-30-2007, 11:10 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا يا شيوخي الأفاضل على هذه المعلومات الرائعة القيمة
لا شك أن السياق معجز
فهو سياق رباني معجز
/////////////////////////////////////////////////
---
المؤمن
01-31-2007, 10:09 PM
]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشار الأستاذ مساعد الطيار إلى الكشاف وبعض شروحه وحواشيه كأبرز كتاب اهتم بالجانب البلاغي للقرآن والذي يعين على إبراز إعجازه ،وهو ما لا يخالفه فيه أحد ، ولكن قد نجد عند اللاحق ما لا يوجد عند السابق ، فها هو ابن عاشور قد التزم إضاءة الدجنة أمام ما خفي من وجوه الإعجاز مما لم يدركه الزمخشري ولا غيره ،واستطاع أن يطبق نظرية النظم للجرجاني في تفسيره؛اكتشفت هذه الحقيقة بعد بحث طويل حول تفسير ابن عاشور .(1/2500)
وأضم صوتي إلى من سبقني إلى ذكر بنت الشاطيء التي استطاعت أن تستأثر بكثير من النظرات البيانية التي يلوح من خلالها شرر الإعجاز بأحسن بيان كما عودتنا في شتى كتبها ، وأنا أنصح كل باحث في مجال الدراسات القرآنية أن يدرس كتابها (الإعجاز البياني) الذي حاولَت من خلاله أن تعقد مقارنات دقيقة بين كل من درس الجانب الإعجازي من الأقدمين والمحدثين ، ثم استقلت في كل ذلك بمذهب خاص سنعود في المستقبل ـ إن شاء الله ـ إلى تحديده بشكل أوضح .
أخوكم محمد نذير الجزائري
---
أبو فهر السلفي
02-02-2007, 05:17 PM
مع تحفظي على مصطلح الإعجاز ....فإني سأذكر -بحول الله وقوته - شيئاً من نفائس التصانيف في هذا الباب...
1- رسالة الشيخ العلامة محمود شاكر عن الإعجاز والتي نشرتها الخانجي بعد وفاة الشيخ.
2- قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام لأبي فهر أيضاً.
3- الإعجاز البلاغي للدكتور محمد أبي موسى.
4- إعجاز القرآن عند شيخ الإسلام ابن تيمية مقارنة بالباقلاني نشر دار المنهاج -الرياض.
---
أبو فهر السلفي
02-02-2007, 06:28 PM
مع تحفظي على مصطلح الإعجاز ....فإني سأذكر -بحول الله وقوته - شيئاً من نفائس التصانيف في هذا الباب...
1- رسالة الشيخ العلامة محمود شاكر عن الإعجاز والتي نشرتها الخانجي بعد وفاة الشيخ.
2- قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام لأبي فهر أيضاً.
3- الإعجاز البلاغي للدكتور محمد أبي موسى.
4- إعجاز القرآن عند شيخ الإسلام ابن تيمية مقارنة بالباقلاني نشر دار المنهاج -الرياض.
---
رضا التومي
02-02-2007, 11:34 PM
و من الكتب المعاصرة ؛ كتاب : نظرات لغويّة في القرآن الكريم
جمعها الأستاذ الدكتور / صالح بن حسين العايد ( إن لم تخنّي ذاكرتي فأنا بعيد عن الكتاب الآن )
و هو مجموع من كلام المفسرين و غيرهم حول هذا الموضوع و أحيانا يعلّق هو - حفظه الله - .
الكتاب طبعته دار أشبيليا .(1/2501)
و كم انتفعت بما قرأت منه ؛ و لا زلت أقرأ فيه .
---
الإسلام ديني
02-04-2007, 08:07 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على ما أذكر بأن الشيخ طارق السويدان كان له برنامج في رمضان على إحدى القنوات الفضائية
بإسم " سحر القرآن "
لم أشاهد من هذا البرنامج إلا حلقة أو حلقتين فقط :(
فلقد كان الشيخ يتطرق إلي اسلوب القرآن البلاغي الساحر
أتمنى الحصول على هذا البرنامج على الإنترنت - إذا كان بالإمكان
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/2502)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو تفسير هذا الحديث
---
أرجو تفسير هذا الحديث
---
stealth
08-17-2005, 01:21 AM
[siz السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/font][/size]
قرأت هذا الحديث في إحدى المواقع وأرجو الحصول على تفسير هذا الحديث ومعرفة مدى صحته
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن سنان القزاز ، ثنا إسحاق بن إدريس ، ثنا محمد بن حازم ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه قال : : (أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم في غداة باردة فأتيته و هو مع بعض نسائه في لحافه فأدخلني في اللحاف فصرنا ثلاثة .
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه .).
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه .
ولكم جزيل الشكر ,,,,,,,,,,
---
جمال حسني الشرباتي
08-17-2005, 04:09 AM
السلام عليكم
لقد وجدته في كتاب السنة لإبن أبي عاصم--باب"ما ذكر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في فضل"
-------------------------------
من الممكن أن تلاحظ النقاط التالية
# مصنّف الكتاب وضعه في باب فضل الرسول عليه الصلاة والسلام--فهذا عمل لا شك في كونه
فاضلا
# الجو بارد مما يدّل على أنّ الجميع في كامل ألبستهم
# ليس عند المصنّف عبارة "صرنا ثلاثة" فيحتمل أنّ الوضع كان جلسة مشتركة باردة مع مجموعة من نسائه يتحدثون وعليهم لحاف يقيهم البرد---وهذه تحصل في القرى حيث يكون ربّ العائلة في الليالي الباردة محتاطا بأغطية يتلفع بها الجميع في السهرات
# لم يكن الوضع وضع فراش نوم وإلّا لا يسمح له الرسول صلّى الله عليه وسلم في الدخول أصلا
---
أحمد القصير
08-18-2005, 01:25 AM(1/2503)
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (3/410)، وابن أبي عاصم في السنة (2/611)، كلاهما من طريق إسحاق بن إدريس الأسواري، قال: ثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير، به.
وهو حديث موضوع، آفته: إسحاق بن إدريس الأسواري. قال يحيى بن معين وابن القيسراني: كذاب يضع الحديث.
انظر: الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي (1/333)، وذخيرة الحفاظ، لابن القيسراني (2/1106).
---
جمال حسني الشرباتي
08-18-2005, 07:10 AM
بارك الله بك ياشيخ أحمد---على هذا فلا لزوم لتحليلي للمتن--وكفيتنا شرّ القتال
---
حامل المسك
08-18-2005, 05:20 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على زيتأتى سول الله
بالنظر الى سند الحديث ستجد اعلاه عن عبدالله بن الزبير عن ابيه يعنى ان عبد الله سمع القصه من ابيه فرواها فكيف ذلك والقصه حدثت اصلا مع عبد الله رضوان الله عليهما هذا اجتهادى والله اعلم
فضلا عن ان الالبانى رحمه الله ذكره فى السلسلة الضعيفه برقم 2662 وقال موضوع وانصح بقرائة كتاب المنار المنيف لللامام ابن القيم
---
(1/2504)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رد على تفسير آية الفرقان 68--69
---
رد على تفسير آية الفرقان 68--69
---
جمال حسني الشرباتي
11-18-2004, 06:56 PM
السلام عليكم
الحقيقة أنني بحاجة إلى رد محكم على مفتي الأباضية الشيخ الخليلي في تفسير الآيات 68 من سورة الفرقان والتي يدعم فيها مذهبه بخلود اصحاب الكبائر غير التائبين في النار
فهل من قادر على ذلك
---
أبو علي
11-19-2004, 01:30 AM
ومن يفعل (ذلك)....
(ذلك) إسم إشارة ، تشير إلى ماذا؟
تشير إلى تلك النواهي الثلاث :
1) (لا) يدعون مع الله إلها آخر.
2) (لا) يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق.
3) (لا) يزنون.
إذن فالذي لا ينتهي عن هذه الأشياء الثلاث يخلد في النار.
لو لم ترد في الآية ( لا يدعون مع الله إلها آخر) لكان كلام الشيخ الخليلي صوابا.
ولا شك أن الآية تدرجت في النهي نزولا من الأعظم إلى ما دون ذلك.
فالنهي جاء أولا للشرك وهو أعظم ظلما، ثم جا النهي الثاني عن القتل وهو ذنب عظيم إلا أنه دون الشرك ، ثم جاء النهي عن الزنى فهو ذنب عظيم إلا أن القتل أعظم منه.
فكيف نسي الشيخ الخليلي أن الشرك (يدعون مع الله إلها آخر) هو أيضا مشار إليه بقوله تعالى : ومن يفعل ذلك يلق آثاما ، يضاعف له العذاب ويخلد فيه مهانا).
إلا من تاب (من الشرك) وآمن وعمل صالحا ......
---
جمال حسني الشرباتي
11-19-2004, 02:09 AM
المزيد بارك الله فيكم
إنه دفاع عن أهل السنة
---
أبو علي
11-19-2004, 08:24 AM
معذرة
فقد حسبت الشيخ الخليلي يساوي في عقوبة الخلود الجهنمي بين المشرك وبين مرتكب الكبيرة من أمة الإسلام الذي تاب منها وأدخل في جهنم لكثرة سيئاته على حسناته.
لعل الشيخ الخليلي يقصد الذي لم يتب من الكبائر ، فالذي مات وهو نادم على ما فعل من الكبائر وتاب إلى الله فإنه إن عذبه الله فإنه لن يخلد في النار.(1/2505)
أما قاتل النفس أو الزاني الذي مات وهو مستحسن ما فعل ولم يندم على ذلك يعتبر مات كافرا ولا يثبت له وصف الإيمان ، فلا يزني الزاني وهو مؤمن ، ولا يقتل القاتل متعمدا بدون الحق وهو مؤمن ، واقرأ إن شئت قوله تعالى : وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا...
وقال تعالى : ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم (خالدا ) فيها
وغضب عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما.
و (من) تفيد الإطلاق .
والخلود في النار للذي أشرك وللذي كفر .
إذا كان الشيخ الخليلي يقصد القاتل بغير الحق الذي مات وهو راض عما فعل والزاني الذي مات وهو راض عما فعل فإن كلامه صحيح.
---
جمال حسني الشرباتي
11-19-2004, 12:35 PM
السيد الأخ أبو علي
موقف الشيخ الخليلي والأباضية بشكل عام أن من مات مصرا على الكبيرة كالزاني بدون توبة فسيخلد في النار لا لانه كفر بذلك
فالتكفير الذي تفضلت به ليس هو محور نقاش هنا
ولا يكفر المسلم بالمعصية وان تكررت منه ومات عليها فتنبه
وكأني ظننتك عونا وإذا بك من حيث لا تدري تعين الخليلي فتنبه
فهل من شخص ثاقب النظر يفكر في آية الفرقان تفكيرا إبداعيا
وأحب أن أنوه أن الفقير كاتب هذه السطور قرأ كتاب الخليلي (الحق الدامغ)
وقرأ كتابا في الرد عليه
---
أبو علي
11-21-2004, 10:47 AM
أخي جمال : كلنا نسعى لمعرفة الحق ونتعاون على ذلك.
القول بعدم خلود مرتكبي الكبار سبقنا إليه من كان قبلنا فقالوا :
لن تمسنا النار إلا أياما معدودة، ففند الله كلامهم وأنزل قوله تعالى : قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون, بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولائك أصحاب النار هم فيها (خالدون ) ).
قول الله هذا هو القول الفصل ليس لليهود فقط وإنما هو لكل ملة تقول بذلك.
الله تعالى يسأل اليهود سؤالا إنكاريا : أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون.(1/2506)
إذن فالله لم يعهد إلى اليهود في التوراة بأنه سيعذب عصاتهم أياما معدودة، لو كان عهد بذلك فلن يخلف عهده.
هذا السؤال نوجهه إلى أنفسنا ، هل عهد الله إلينا في القرآن أن عذابه لمرتكبي الكبائر سيكون لمدة محدودة؟
كلا ، لم نتخذ عند الله عهدا وإنما نجد خلودا لمن يقتل مؤمنا متعمدا،
وينفي الله صفة الإيمان عن القاتل المتعمد بغير الحق بقوله : وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا..
ولا أدري أي إصرار على الكبيرة الذي يقصده الخليلي .
فالإصرار قد يكون على معصية واستحسانها فيراها عملا حسنا صوابا ويعتبرها مكسبا، فهذا اتخذ إلهه هواه إذ رجح الهوى على حكم الله فكأنه لم يتخذ الله إلها في هذه القضية، فمثله كمثل إبليس لم يتخذ الله إلها في مسألة الأمر بالسجود لآدم وإنما اتخذ إلهه هواه إذ اعتبر نفسه على حق في رفض السجود لآدم.
وهناك إصرار آخر على الكبيرة يراها الإنسان ذنبا يقر صاحبها أنها عملا سيئا إلا أنه يضعف أمام هوى النفس ، فهو يعترف أن حكم الله هو الصواب إلا أن نفسه تضعف أمام الإغراءات. مثل هذا هم الذين قد لا يخلدون في النار لأنه قال : لا إله إلا الله ، (كما في حديث الشفاعة).
أما صاحب الإصرار الأول فإنه قد يقول لا إله إلا الله بلسانه إلا أنه لم يقلها بفعله ، فالشيطان يعلنها بلسانه أن الله رب العالمين =
(إني أخاف الله رب العالمين) ولكن فعله غير ذلك.
---
جمال حسني الشرباتي
11-21-2004, 07:24 PM
يا ابا علي
أخشى انك لا تقول براي أهل السنة وذلك حسب فهمهم للآية
((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء))
وموقف أهل السنة واضح
(((لا خلود في النار لأهل الكبائر ويخرجهم آيمانهم من الغذاب بعد حين))
وموقف الأباضية واضح
((فاعل الكبيرة الذي مات ولم يتب يخلد في النار))وأنت مع أي راي ؟؟؟
---
أبو علي
11-23-2004, 10:38 AM
كاتب الرسالة الأصلية : جمال حسني الشرباتي
يا ابا علي
وموقف أهل السنة واضح(1/2507)
(((لا خلود في النار لأهل الكبائر ويخرجهم آيمانهم من الغذاب بعد حين))
وموقف الأباضية واضح
((فاعل الكبيرة الذي مات ولم يتب يخلد في النار))وأنت مع أي راي ؟؟؟
=====================
لعلك لم تتمعن جيدا في ما كتبت.
أنا قلت : الإصرار نوعان .
1) إصرار (إدمان على المعصية عن ضعف في الشخصية أمام الشهوات مع الإيمان أن ما يفعله يعتبر ذنبا ).
2) إصرار المكابرة واعتبار أن ما يفعله هو عين الصواب ، وهذا يعتبر كفرا مشرك ( أشرك مع الله = إتخذ إلهه هواه).، مثلا :
رجل لا يصلي ، هو يعترف أن الصلاة واجبة إلا أنه يتكاسل عنها.
ورجل آخر لا يصلي ، فيقول : الإيمان في القلب لا حاجة إلى صلاة فأنا لا أظلم أحدا ولا أغش أحدا ...
فمن من هؤلاء الكافر حقا؟
كذلك الأمر بالنسبة للمصر الأول (الذي ضعف أمام الهوى) والمصر الثاني (الذي كابر واستحسن عمله فرآه مكسبا).
والآية التي أجاب الله بها بني إسرائيل تسري على المنتسبين إلى الإسلام أيضا (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولائك أصحاب النار هم فيها (خالدون ) ).
فالخطيئة حينما تحيط بالإنسان وتحاصره من كل جهة فمعنى ذلك أنه أصر عليها وأدمنها واعتبرها هي الصواب) .
والله تعالى حكم عدل يعاقب المسيء على قدر إسائته ، فهناك من سيخرجهم من النار برحمته وهناك من يحق عليهم الخلود ، ولا يظلم الله أحدا.
وفي النهاية هذه من الأمور المتعلقة بعدالة الله العزيز الحكيم التي لا ينبغي لنا أن نتسائل فيها (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) ، فالمسيح عليه السلام لم يجادل عن قومه أمام الله وإنما قال : إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم .
---
جمال حسني الشرباتي
11-23-2004, 11:08 AM
اخي الكريم
بل كلامك واضح جدا
نحن لا نتحدث عمن كفر باستحسانه المعصية أو بإنكاره القطعي من الأحكام فلا خلاف هنا
إنما الخلاف في فاعل الكبيرة أو الممتنع عن الفروض وهو موقن أنه عاص(1/2508)
فنحن أهل السنة نقول قد ينال الشفاعة فلا يدخل
أو لا ينالها فيدخل لفترة إذا كانت حسناته أقل من سيئاته
وهم اي الأباضية يقولون أن صاحب الكبيرة الذي لم يتب يدخل النار ولا يخرج
ويحتجون بالآية((وأحاطت به خطيئته))
ولقد لفت نظري قولك((والآية التي أجاب الله بها بني إسرائيل تسري على المنتسبين إلى الإسلام أيضا (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولائك أصحاب النار هم فيها (خالدون ) ).
فالخطيئة حينما تحيط بالإنسان وتحاصره من كل جهة فمعنى ذلك أنه أصر عليها وأدمنها واعتبرها هي الصواب) .
فانت تؤيد فيها تفسير الاباضية على ان الخطيئة هي الذنب الذي احاط بالمرء فلم ينفك عنه
وتريد ان تلقي هذا الخاطىء في النار فلا يخرج---مدعيا أن إدمانه يعني أنه لا يعتبرها خطيئة---مع أن مئات الحالات لخاطئين يمارسون الخطا ويدعون الله ليل نهار أن يهبهم قوة التخلص من هذا الخطا---فهم إذن لا يصوبون الخطأ
والآية لا تنطبق إلا على الكافرين لا على المسلمين---ومن استحسن الرذيلة قولا فهو كافر لا شك في ذلك
---
(1/2509)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو مشاركة الجميع للفائدة.. هل صفة التكرار ذكرها العلماء للإتيان بها أو للنهي عنه
---
أرجو مشاركة الجميع للفائدة.. هل صفة التكرار ذكرها العلماء للإتيان بها أو للنهي عنه
---
فرغلي عرباوي
06-06-2004, 12:19 PM
أرجو مشاركة الجميع للفائدة.. هل صفة التكرار ذكرها العلماء للإتيان بها أو للنهي عنه
---
مساعد الطيار
06-06-2004, 02:16 PM
أخي الكريم فرغلي
يبدو لي أن موضوع صفات الحروف يحتاجُ بحثًا تأصيليًّا في المراد بوصف الحرف بصفة ما.
فحينما تُطلقُ عليه صفة ( الهمس ) مثلاً ، فهذا يعني أن الحرف يخرج معه الهواء ، مع انني لاحظت أن بعض القراء الباكستانيين لا يأتون بهذه الصفة ، وقد تأثر بهم من قرأ عليهم ، وسبب ذلك عُجمة النطق عندهم .
وضد الهمس الجهر ، وهو انحباس النفس عند النطق بالحرف ، وهذا ظاهر في حروفهما .
لكن حينما تقول : الشدة : إنحباس الصوت ، والرخاوة : جريان الصوت ، فهل المراد لأه أن يجري ، أم المراد أنه قابل للجريان ؟
فيما يظهر ـ والله اعلم ـ أنهم يبحثون عن قابلية الحرف لمثل هذا الوصف ، ولا يلزم منه الاتيان بهذا الوصف على تمامه ، وإلا لكان الصفير الذي هو من صفات ( الصاد ، والسين ، والزاي ) مطلوبًا بقد أكبر حتى يُسمع الصَّفرُ الذي يُعدُّ عيبًا في القرآة ، والله أعلم .
وإني أقصد من ذلك النظر في المراد بوصف الحرف بصفة ما؟ وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى .
---
ابو حنيفة
06-07-2004, 12:21 AM
التكرير:
وهو لغة: إعادة الشيء مرة بعد مرة.
واصطلاحا: ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف.
في الجزرية:
في اللام والراء وبتكرير جعل وللتفشي الشين ضادا استطل(1/2510)
وهو صفة لازمة للراء، ومعنى وصف هذا الحرف بالتكرير كونه قابلا له، فيجب التحرز عنه؛ لأن الغرض من هذه الصفة تركها، فيجب إخفاء التكرير وخاصة إذا كانت الراء مشددة وليس معنى إخفاء التكرير إعدامه؛
لأن ذلك يسبب حصرا في الصوت؛ فتخرج الراء كالطاء، وهو خطأ بل معناه أن يلصق اللافظ بهذا الحرف ظهر لسانه بأعلى حنكه لصقا محكما مرة واحدة بحيث لا يرتعد؛ لأنه متى ارتعد حدث من كل مرة راء.
فهذه الصفة تعرف لتجتنب لا ليؤتى بها.
---
(1/2511)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإعجاز العلمي والتفسير ؟
---
الإعجاز العلمي والتفسير ؟
---
محمد العبدالهادي
05-30-2003, 05:57 PM
يحصل في الآونة الأخيرة جدل كبير حول موضوع دخول الإعجاز العلمي في كثير من تفسير القرأن فمن العماء من يطعن فيه ، ومنهم من بتوسع فيه وسؤ الي هو : ما الضابط الدقيق لمثل هذه الأشياء خصوصا إن مثل هذا التفسير - إن صح التعبير - يصلح لتقريب الناس إلى الإسلام ؟
---
عبدالرحمن الشهري
05-30-2003, 06:27 PM
أخي الكريم محمد العبدالهادي وفقه الله
حياك الله يا أخي الكريم معنا ، وقد دار حوار حول هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=129) . فلعلك تقرأه ، ويكون لنا حوار حول مسألة الضوابط الدقيقة في هذا الأمر. علماً أن الشيخ الكريم عبدالمجيد الزنداني قد كتب في هذا الموضوع كتاباً سماه (تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة). تحدث فيه حديثاً رائعاً عن هذا الأمر.
كما أحب أن أشير إلى ما كتبه الشيخ الجليل عبدالكريم بن صالح الحميد وفقه الله في كتابه (الفرقان في بيان إعجاز القرآن) ، الذي طبع في 467 صفحة ، من الرد على القائلين بهذا وخص الشيخ الزنداني بنقد شديد في هذا. والكتاب في حاجة إلى مناقشة إن شاء الله في ملتقى أهل التفسير.
---
ابو حيان
06-11-2003, 06:11 AM
الى الاخ الكريم محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اعرف في هذا الباب اربعة امور:
الاول: ان الشيخ خالد السبت وعد بأن يتحدث عن هذا الموضوع (أظنه في هذا الصيف ان شاء الله) وهو يجمع لهذا الموضوع من مدة ، فقد طلب في احدى الدروس(قبل اكثر من سنة تقريبا) من الطلاب ان يأتي كل واحد بما يستطيع في هذا الباب وتحصل الشيخ على مجموعة لا بأس بها .(1/2512)
الثاني: هناك رسالة ماجستير بعنوان : الدعوة إلى الله عن طريق الأعجاز العلمي للقرآن(أو نحوا من هذا العنوان) قدمها أحد الباحثين (نسيت اسمه الاول اما العائلة فهي الزهراني) وقد سمعت مناقشتها في اذاعة القرآن في الخميس الماضي في برنامج اطروحة على الهواء.
الثالث : في مجلة المنارالجديد العدد الأخير بحث عن هذا الموضوع.
الرابع : طرح موقع الاسلام اليوم ورقة بعنوان
التفسير العلمي للقرآن الكريم
حقيقته - تاريخه- الفئات التي حملت لواءه - أخطاره ومحاسنه
د. محمد بن إبراهيم أبا الخيل
أستاذ مساعد في كلية العلوم العربية والاجتماعية/جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلا مية
تجد الورقة على الرابط التالي:
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=73&artid=1141
و الموضوع كما ذكرت يحتاج الى تحرير ولعل الموقع الكريم يخصص له حلقة نقاش خاصة يستضيف فيها المتخصصين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عبدالرحمن الشهري
06-11-2003, 06:32 PM
ناقش الدكتور مساعد الطيار هذا الموضوع بتفصيل في إجابته التالية .
نقد لما يسمى بالتفسير العلمي - للدكتور مساعد الطيار وفقه الله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=384)
أرجو أن تنتفعوا به وفقكم الله.
---
(1/2513)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جميع كتب التفسير المطبوعة فيها تأويلٌ للصفات إلا ... !
---
جميع كتب التفسير المطبوعة فيها تأويلٌ للصفات إلا ... !
---
المحرر
11-07-2003, 08:12 AM
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحميدي - حفظه الله - في كتابه ( الرسائل الشمولية ) ( ص 100 ) :
( ... ثم إني بحكم تخصصي في التفسير والحديث قد اطلعت في أثناء تحضير رسالَتي الماجستير والدكتوراة على كتب التفسير المطبوعة ، ومما لفت نظريأن جمويع المفسرين - حسب اطلاعي - أوَّلو بعض آيات الصفات ، لإنْ قليلاً وإنْ كثيراً؛ حتى الذين اشتهر عنهم أنهم من أئمة علماء السنة مثل : ابن جرير الطبري ، وابن كثير ، والشوكاني ، ما عدا مفسرَين معاصرين هما فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي في كتابه : ( تيسير الكريم الرحمن ) ، وفضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي في كتابه ( أضواء البيان ) ، وقد أكد لي هذا الحكم ما توصَّل إليه الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي في استقصائه الذي قام به في كتابه : ( المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات ) حيث أثبت أن جميع المفسرين أتوا بشيءٍ من التأويل في آيات الصفات وتعقَّبهم في ذلك ما عدا الشيخين المذكورين ... )
فما رأيكم بهذا الكلام ، وهذا الاستقراء ؟!
---
المحرر
11-09-2003, 06:18 PM
؟!
---
أبومجاهدالعبيدي
11-11-2003, 12:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما سألت عنه يا أخي الكريم حول هذا الموضوع يصعب أن يجاب عنه إجابة نهائية تكون حكماً ثابتاً على المفسرين .
والحكم ينبغي أن يكون على الكتب التي قرأها مع بيانها بالتحديد ؛ لأن كون قرأ جميع التفاسير المطبوعة أو اطلع عليها يحتاج إلى تثبت لأنه أمر صعب .
وقد اطلعت بعد قراءتي لموضوعك هذا على كتاب :(1/2514)
القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لأبي عبدالله محمد الحمود النجدي
فوجدت أنه قد ذكر في كتابه أربعة وعشرين كتاباً من كتب التفسير ، وذكر في حكمه على عقائد مفسريها التأويل عن اثنين وعشرين منهم .
أما ابن جرير فذكر أنه يورد أقوال المفسرين في تأويل بعض الصفات ولا يعلق عليها أحياناً .
وذكر أن ابن كثير أثبت معظم الصفات على جهة الإجمال ، والبعض فسرها بلازم الصفة تبعاً لابن جرير كصفة الحياء والعين .
ومما يجدر التنبيه عليه أن من عرف عنه سلامة العقيدة في باب الأسماء والصفات وعرف منهجه فيها ، واتباعه للسلف الصالح = لا يضره ما يذكره أحياناً من تأويل محتمل لصفة من الصفات ، لأن ذكره لمعنى من معاني الصفة لا يعني أنه لا يثبة حقيقتها ، ولذلك تجد في كتب أئمة السلف ما قد يفهم منه البعض أنه تأويل ، وليس الأمر كذلك ، بل هو تفسير بلازم الصفة مع كونه يثبتها على طريقة السلف الصالح .
ويمكن الرجوع إلى رسالة قيمة نافعة بعنوان : عقيدة الحافظ ابن كثير بين التفويض والتأويل تأليف : عبدالآخر الغنيمي .
---
المحرر
11-11-2003, 04:11 AM
جزاك الله خيراً يا شيخ ،، وغفر لك .
---
بحيرة البجع
11-11-2003, 08:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة على عباده الذين اصطفى ، أما بعد :(1/2515)
فهذه قالة لهج بها بعض المحدثين ، ومرجعها إلى عدم استيعاب أقوال أهل العلم في دلالات الألفاظ ، إذ إن القدماء يميلون في تفسير الألفاظ إلى ذكر المعنى البعيد ( بحسب مصطلح الجرجاني ) لا إلى القريب ؛ لاشتهاره وانصراف الذهن إليه أولا ، وهذا من تفسير اللفظ بلازمه مما لا يعني نفي الملزوم عندهم ، ومن سبر مباحث القوم في الأصول والنحو والبلاغة عرف هذا المعنى ، فالأصوليون على عكس البلاغيين يجوزون الجمع بين الحقيقة والمجاز ، بل من منهم من نسب هذا القول إلى مالك والشافعي ( وإن كان ابن القيم يرى عدم صحة نسبة القول للشافعي ) ، ومن النحاة من يرى مثل ذلك كما في مبحث التضمين ، والبلاغيون قالوا بجواز الجمع بين المعنى البعيد ( الثاني ) والمعنى القريب ( الأول ) في مبحث الكناية ، وأن القول بالمعنى الثاني لا يعني عدم إرادة المعنى الأول ، ولا أعلم من البلاغيين من خالف ذلك ، ومعروف أن ما يذكر استدلالا على هذه القالة كله راجع إلى ما ذكر ، ومن كان عنده ما لا يندرج تحت هذه المباحث من كلام المفسرين فليذكرة ، والله تعالى أعلم
---
الشيخ أبو أحمد
11-12-2003, 12:22 AM
هلا أتيتنا بهدي النبي في "شرح الصفات والاسماء"؟؟
أم أنه ترك هذه "الاصول" للتابعين لشرحها وتقعيدها!.
فإن لم يكن للنبي فيها نص صريح, فكل المتناولين لها أهل بدعة في اصل عظيم.
---
أبومجاهدالعبيدي
11-12-2003, 12:31 AM
بسم الله
لشيخ أبو أحمد هدانا الله وإياك للحق
يعتري مشاركاتك شيء من الغموض ، وما أدري ماذا تقصد بأسألتك التي أوردتها ؟!.
فأرجو أن تكون مشاركاتك علمية هادفة ، وتقبل تحيتي .
---
بحيرة البجع
11-12-2003, 02:41 AM
الشيخ أبو أحمد الفاضل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..(1/2516)
لم يترك التابعون - رحمهم الله - أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في تبيين معاني الأسماء والصفات ، إلا أن من أوَّل في آيات الأسماء أوَّلَ كذلك في أحاديثها ، فصار مدار البحث في دلالات الآيات والأحاديث لا في حجيتها إذ لا خلاف في الحجية ، وهو ما اصطلح عليه الأصوليون بـ (( المجمل )) وإن كان الصحيح أن آيات الأسماء والصفات وأحاديثها ليست مجملة ، لنصية الدلالة فيها ، فليس بدعا من القول أن يبحث فيها بدلالات الألفاظ فقد نزل بلسان عربي مبين ، والتسليم بظواهر الأحاديث لا شك أسلم وأحكم لدلالة (( أمروها كما جاءت ))
و (( ... والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة )) ولكن جاء قبلها (( الاستواء معلوم ..)) ومعنى ( معلوم ) : وضوح دلالته في اللغة ، وهذا موضع البحث ، لذا استلزم بحثه بمباحث اللغة والأصول .. وهذا ما فعله كبار علماء أهل السنة في مباحث هذا العلم ، دون أن يستشعروا ما رأيته - رعاك الله - بدعة . والله تعالى أعلم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أبو حسن الشامي
11-12-2003, 10:54 AM
"الشيخ" أبو أحمد
تقول "أم أنه ترك هذه "الاصول" للتابعين لشرحها وتقعيدها!"
أقول : وأين كلامه صلى الله عليه وسلم في شرح مسائل الفقه وتقعيدها وتأصيلها؟ أين كلامه في أن الماء ينقسم ثلاثة أقسام ؟ وأين كلامه في الكثير والكثير من المسائل التي تناولها الفقهاء ؟؟؟
لا بد أن الفقهاء، بزعمك، أهل بدعة في تناولهم لهذه المسائل !!
أقول لك : إن لم يكن في سلف هذه الأمة خير، فلا خير في خلفها، وإن لم يكن لنا في ساف هذه الأمة قدوة في منهجهم وعقيدتهم وأخلاقهم، فلا قدوة لنا بعدهم
فالسلف كانوا حديثي عهد بالنبي وصحبه، والتابعون خاصة، صحبوا صحب النبي صلوات ربي عليه ورضوانه عليهم، وفهموا أحاديثه وأقواله، وتلقوا القرآن عليهم، فإن لم يكن لنا في عقيدتهم ومنهجهم قدوة، فبمن نقتدي ؟؟؟(1/2517)
ولو كان الوقت يسعفني، لاستفصلت معك في بيان أن منهج التابعين والسلف في الصفات هو المنهج الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، والذي أرشد إليه الجارية بإقراره لها بأن الله في السماء، والذي أرشد إليه البدوي البسيط بقوله له : بأن الله يضحك وغيرها وغيرها من الأحاديث الثابتة الصحيحة، التي فهمها السلف من دون أن يتكلفوا لها تأويلا
نسأل الله الهداية والسداد دائما أبدا ..
---
عبد اللطيف سالم
11-12-2003, 02:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وبعد :
إن مجرد فتح هذا الموضوع هو خطوة جميلة للسير نحو الطريق الصحيح
خطوة صحيحة لمراجعة مفاهيمنا في تعريف البدع والمبتدعين .
خطوة صحيحة في طريق معرفة ما يسمح الكلام فيه وما يمنع الكلام فيه .
خطوة صحيحة لمراجعة مقاييسنا في تقييم الرجال ، ليس بعلو صوته ولكن بقرب تراثه من الحق .
كم وكم رأيت طلابا لم يقرؤوا في حياتهم إلا رياض الصالحين وكتب المناهج واستمع الى بعض الخطب أخذ ينتقد أبي حنيفة و الشافعي والنووي و المقدسي بل ضلل بعضهم مع أن حياته العلمية كلها لا تساوي جزء من ألف من الحياة العلمية لمن ينتقده .
أتمنى لكم التوفيق والسداد
---
الشيخ أبو أحمد
11-12-2003, 11:26 PM
الشيخ الشامي
إن كان شرح المسائل الفقهية وتاصيلها كان من أصل الدين الذي لا يكتم, فلم سكت عنه النبي, وأين كان الناس في عهد الخيرية الاول, قبل " الشرح والتقعيد" افي هدى ام في ضلال؟؟
ثم من قال لك أن تقسيم الماء الى ثلاثة اقسام علم يشكر عليه قائله, فالماء يا شيخ والطهور من الملعلوم بالدين بالضرورة, ولو كان فيما قالوا أصلا واجب التبليغ لما سكت عنه النبي عليه الصلاة والسلام, ولا نحب ان نقول إن القائل به متكلف ليس إلا.
أين منهاج النبوة الميسر, من هذه الشروح "العقيدية" أكثر من التقعيدية؟؟(1/2518)
سبحان الله, أيكون أمام عمر رضي الله عنه باب علم واحد من الكتاب والحديث, ويفتح علينا الف باب متفرقة؟؟؟؟
ردونا بالله عليكم الى الدين الخالص!
وأذكر قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:"مللت قول العلم والعلماء, ايتوني بكتاب الله وحديث نبيه"!!!!!
ولنعم القول والفهم....
---
(1/2519)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نصّ في انطباق الشفتين في الميم المخفاة والإقلاب
---
نصّ في انطباق الشفتين في الميم المخفاة والإقلاب
---
محمد يحيى شريف
06-14-2005, 12:36 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
قال القرطبي (ت461) في كتابه الموضح : " وأمّا حروف الغنّة فالنون ساكنةً ومتحرّكة والميمُ إلاّ أنّ الميم أقوى من النون لأنّ لفظها لا يزول ولفظ النون قد يزول فلا يبقى منها إلاّ الغنّة ..." الموضح ص97.
فقوله رحمه الله أنّ الميم لا تزول يعني أنّ الشفتين تنطبقان في الميم في جميع الأحوال حتّى في الإخفاء لذلك لم تزُلْ بخلاف النون المخفاة فإنّها تزول عند الإخفاء لانفصال طرف اللسان عن الحنك فلا بيقى من صوتها إلاّ الغنّة.
ولو تركنا الفرجة في إخفاء الميم لزالت كما في النون ، فإخبار صاحب الموضح أنّ الميم لا تزول دلّ على أنّ الشفتين تنطبقان في الميم في جميع الحالات. والله أعلم
محمد يحي شريف الجزائري
---
أبو عمار المليباري
06-22-2005, 03:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
أقول : إن الأخ / محمد قد استنبط من عبارة الإمام القرطبي صاحب (الموضح) بأن الشفتين لا تكون بينهما فرجة في حالة الإخفاء ، وذلك من قوله : "لأنّ لفظها لا يزول ولفظ النون قد يزول فلا يبقى منها إلاّ الغنّة" .
وهذا الاستنباط خطأ وعليل من وجهين :(1/2520)
أولاً : إن المراد هو : أن النون قد تزول في حالة الإدغام فلا يبقى لها أثر إلا الغنة(1) التي هي إحدى صفات النون ، أما الميم في حالة الإدغام فإننا نجد الشفتين منطبقتين ولن يحدث أي انفراج بينهما وذلك لأن الحرف الذي يليها هو نفس الميم . أما النون فيأتي بعدها في حالة الإدغام ستة أحرف منها النون . فإذا أتى بعدها النون فإن لفظ النون لا يزال موجوداً ولذلك عبر الإمام بـ "قد" وأما إذا أتى بعدها ما عداها من الأحرف فإن لفظ النون يزول .
ثانياً : إن العلماء حينما عرفوا الإخفاء لم يقولو : إن المخفى يزول فلا يبقى إلا الغنة بل هو حكم بين الإظهار والإدغام ، فلا يظهر الحرف تاماً ولا يزول بل بينهما . وعلى هذا فإن الميم لا تزول في جميع الأحوال ، أما النون فإنها تزول في حالة الإدغام سواء كان الزوال تاماً أم ناقصاً .
وفي الختام أقول : لا بد من وجود انفراج بين الشفتين في الإخفاء الشفوي ، لأننا إذا أطبقناهما فإننا أظهرنا الميم وأخرجناها من مخرجها فلا يسمى حينئذ بالإخفاء ، أما إذا كانت هناك فرجة فإن الإخفاء يتم على الوجه الصحيح فتأمل .
----------------------------------------------------
1- وهذا إذا كان الإدغام ناقصاً أما إذا كان كاملاً وذلك في حروف "نرمل" فإن النون تزول بالكلية ذاتاً وصفةً .
---
محمد يحيى شريف
06-25-2005, 11:02 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد ذكر الأخ أبو عمّار أنّ مراد الإمام القرطبي عند قوله " لأنّ لفظها لا يزول - أي الميم - ولفظ النون قد يزول فلا يبقى منها إلاّ الغنّة " أي زوال النون يكون في حالة الإدغام فقط. وهذا خطأ من عدّة أوجه :
أوّلاً : أنّ غنّة النون تبقى في الإدغام الناقص فقط دون الإدغام الكامل وذلك عند إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء وقد قرأ خلف عن حمزة بالإدغام الكامل.(1/2521)
ثانياً : أنّ إدغام النون الساكنة في اللام والراء والنون يكون كاملاً فلا يبقى أثر للغنّة ، ولو كان القرطبي رحمة يريد من كلامة زوال النون بالإدغام لقيّده بالإدغام الناقص وقد رأينا أنّ في الإدغام الكامل يزول ذات النون والغنّة جميعاً والقرطبي رحمه الله ذكر أنّ الغنّة لا تزول وذلك عند قوله " فلا يبقى منها إلاّ الغنّة ".
ثالثاً : ما ذكره القرطبي رحمه الله من أنّ النون لا يبقى منها إلاّ الغنّة ينطبق اطباقاً تامّاً على الإخفاء حيث إنّ الإخفاء يذهب ذات النون فلا يبقى منها إلاّ الغنّة فلم أفهم لماذا قيّد الأخ أبو عمّار المليباري كلام القرطبي بالإدغام دون الإخفاء حيث في الإخفاء تبقى غنّة النون في جميع الحالات أمّا في الإدغام فلا تبقى الغنّة إلاّ في الإدغام الناقص على غير رواية خلف عن حمزة وقد عدّ بعض القدامى الإدغام الناقص ضمن الإخفاء كما سيأتي. وسأوضّح ما ذكرت بشيء من التفصيل فأقول وبالله التوفيق.
فالحرف إمّا أن يكون في حالة إظهار أو إدغام أو إخفاء. والإقلاب داخل في الإخفاء.
ففي المدغم يزول الحرف بالكلّية ذاتاً وصفةً بحيث لا يبقى له أثر إلاّ في الإدغام الناقص فإنّ صفة الحرف المدغم تبقى لذا لم يكتمل التشديد وقد جعله بعض القدامى في باب الإخفاء وأنكروا أن يكون إدغاماً إذ لو كان إدغاماً لذهبت الغنّة ولااستكمل التشديد في المدغم فيه وهو قول ابن باذش في الإقناع (1/252) وابن مجاهد (كتاب السبعة ص646).
وفي الإظهار لا يزول الحرف مطلقاً بل يبقى ذاته وصفته وهذا لا يحتاج إلى تفصيل.(1/2522)
وأمّا الإخفاء فإنّ ذات الحرف يزول مع بقاء صفته. فلذلك كان في منزلةٍ بين الإظهار والإدغام لأنّ في الإدغام يزول بالكلّية وفي الإظهار بيقى بالكليّة وفي الإخفاء ذهب الذات وبقي الوصف لذا كان بينهما. ومن المعلوم أيضاً أنّ للنون مخرج عضويٌّ وهو طرف اللسان مع الحنك الأعلى ومخرج خيشومي وهو مخرج الغنّة وللميم كذلك مخرج عضويٌّ وهو ما بين الشفتين ومخرج خيشومي وهو مخرج الغنّة. ففي حالة إخفاء النون ينفصل طرف اللسان عن الحنك الأعلى فتزول ذات النون بزوال مخرجها العضوي ويبقى صوت الغنّة الذي هو المخرج الخيشومي وهذا يتحقق أيضاً في الإدغام الناقص وذلك عند إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء حيث ينفصل طرف اللسان من الحنك ويدغم في الواو أوالياء مع بقاء الغنّة ففي كلا الحالتين -أي الإخفاء والإدغام الناقص - ينفصل طرف اللسان من الحنك مع بقاء صفة الغنّة فلذلك لم أفهم لماذا قام الأخ أبو عمار بتقييد زوال النون ذات بالإدغام دون الإخفاء. ومما يؤكّد ذلك قول مكيّ القيسي (ت437) "فتذهب النون عند الإخفاء وتبقى الغنّة من الخياشيم ظاهرة اهـ" (الرعاية ص267). وهذا دليل على زوال ذات النون المخفاة وبقاء غنّتها كما ذكر الإمام القرطبي رحمه الله. وقال أبو عمرو الداني : " فأخفيا - أي النون الساكنة والتنوين - فصارا عندهنّ لا مظهرتين ولا مدغمتين ، وغنّتهما مع ذلك باقية ومخرجهما من الخيشوم خاصّة ، ولا عمل للسان فيهما...'" التحديد ص115
لذلك قال المرعشي " أقول : فليس بين العين والكاف في { عنك } إلاّ غنّة مجرّدة. والإظهار إبقاء ذات الحرف وصفته معاً ، والإدغام التام إذهابهما معاً ، فالإخفاء حالة بينهما..." ( جهد المقلّ ص203).(1/2523)
فمن خلال هذه النصوص يتبيّن جلياً أنّ النون تزول عند الإخفاء فلا يبقى منها إلاّ الغنّة المجرّدة وسبب ذلك هو انفصال طرف اللسان عن الحنك الأعلى إذ لا عمل للسان في الإخفاء. وأمّا الإدغام فيزول الحرف بالكلّية إلاّ في الإدغام الناقص الذي أدخله بعض القدامى مع الإخفاء.
وعلى ما تقدّم فمراد الإمام القرطبي من أنّ النون قد تزول فلا يبقى منها إلاّ الغنّة هي النون المخفاة ويمكن إدراج الإدغام الناقص لما بينهما من التشابه حيث هناك من لم يفرّق بينهما كما سبق.
وفي جميع الكتب القديمة والمعتمدة التي اطلعت عليها ككتاب الرعاية لمكي القيسي والموضح للقرطبي والتمهيد للهمذاني والتحديد للداني والتمهيد وشروح المقدّمة لابن الجزري وغيرها لم أجد من وصف بأنّ الميم المخفاة تزول كما وصفت النون المخفاة بالزوال لذا صرّح القرطبي بعدم زوالها مطلقاً. وسبب زوال النون كما سبق هو انفراج طرف اللسان عن الحنك. فلو كان انفراج الشفتين في إخفاء الميم صحيحاً لوصفت الميم المخفاة بالزوال كما وصفت النون المخفاة.
والذي يظهر جلياً أنّ الميم المخفاة لا تزول وعليه فلا انفراج للشفتين عند إخفاء الميم بل لا بدّ من أطباقهما بلطف مع إظهار الغنّة وهذا لا يعارض كون الإخفاء بين الإظهار والإدغام وذلك لأنّ في الإدغام لا بدّ من تشديد المدغم فيه وفي الإظهار كزّ الشفتين بغير غنّة وفي الإخفاء أطباق الشفتين بلطف مع خروج الغنّة فهي بين الإدغام والإظهار وهو الموافق للنصوص والمتلقّى بالسند إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم حيث لا يُعلم قبل وقت الشيخ عامر السيّد عثمان رحمه الله أنّ واحداً على وجه الأرض قرأ باانفراج الشفتين.(1/2524)
أمّا قول أبي عمّار حفظه الله " فلا يظهر الحرف تامّاً ولا يزول بل بينهما ". أقول : يبدو أنه لم يفهم مراد القرطبي بزوال النون. فالمراد من ذلك هو زوال ذات الحرف وبقاء الغنّة وليس زوال النون بالكلّية كما في الإدغام ولا إبقاء الذات والصفة معاً كما في الإظهار فهي منزل بينهما وهو زوال الذات وبقاء الصفة.
وأريد أن أطرح سؤال على من يقرأ بالفرجة في الإخفاء الشفوي والإقلاب والسؤال هو :
لو أخْفَيْنَا مثلاً النون عند الباء من غير إقلاب نحو { من بعد } فنقرأ بالإخفاء النون مباشرة من غير إقلابها ميماً ، فلا شكّ أنّ في هذه الحالة تكون الشفتين في حالة انفراج كما هو الحال في إخفاء النون عند الحروف الأخرى. فلو كان انفراج الشفتين صحيحاً عند الإقلاب كما هو الحال عند إخفاء النون بدون القلب فما الفائدة من الإقلاب إذ الشفتين تنفرجان في كلتا الحالتين. فأقول أنّ للتفريق بين الحالتين لا بدّ من إطباق الشفتين عند القلب وإلاّ فلا فائدة من الإقلاب فنكتفي فالإخفاء من غير قلب.
هذا ما أردتّ قوله جواباً على أخي أبي عمّار أسأل الله تعالى أن يوفّقنا لمعرفة الحقّ واتّباعه ونعوذ بالله من التعصّب والعناد والفُرقة بين أهل القرءان خاصّة وبين المسلمين عامّة وأسأله أن يجمعنا جميعاً في مستقرّ رحمته يوم نلقاه وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحي شريف الجزائري.
---
أبو عمار المليباري
07-02-2005, 05:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين : قرأت رد الأخ الفاضل / محمد يحيى شريف الجزائري حول موضوع إطباق الشفتين حال الإخفاء الشفوي أو الإقلاب مع عبارة الإمام القرطبي .(1/2525)
أقول : إن سبب تقييدي لعبارة القرطبي بالإدغام هو قوله : (لأنّ لفظها لا يزول ولفظ النون قد يزول ...) . وذلك لأن ذات النون لا تزول في حالة الإخفاء زوالاً كلياً مثل ما يحصل في الإدغام . وأقصد بالإدغام هنا كما بينت في الهامش الإدغام الناقص فلا داعي لاستشكال الأخ محمد لعبارتي . أما النون في حالة الإدغام الناقص فإن لفظها يزول بالكلية وتبقى صفتها وفي الإدغام الكامل تزول ذاتها وصفتها معاً .
وبهذا تبين مراد الإمام القرطبي ، وأنه يقصد الإدغام الناقص بدليل قوله : (لأنّ لفظها لا يزول ولفظ النون قد يزول) أي أن الميم لا يزول لفظها بالكلية في جميع الحالات أي في الإظهار والإدغام والإخفاء . أما النون فيزول لفظها بالكلية في حالة الإدغام الناقص . وإنما قيدت بالناقص لأن عبارته أفادت الحصر (فلا يبقى منها إلاّ الغنّة) أي لم يبق من لفظ النون شيء إلا الصفة فإنها بقيت ، وإذا نظرنا إلى أحكام النون الساكنة فإننا نعلم أنه لا ينطبق هذا الحصر إلا على الإدغام الناقص . أما في الإدغام الكامل فلا تبقى معه الغنة ، وأما في حالة الإخفاء فإن النون لا تزول ذاتها بالكلية كما زعم الأخ محمد بل تزول حتى كادت أن تكون زائلة ولكن لم تزل .
إذاً الدليل على تقييدي بالإدغام الناقص هو قوله : (لأنّ لفظها لا يزول) . أي لا يزول بالكلية . أما الزوال الناقص فإن العلماء قرروا أن الإخفاء الشفوي فيه زوال نسبي وإن لم يزل بالكلية . قال الشيخ العلامة محمد مكي نصر في (نهاية القول المفيد ص122 ) : "ومعنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان ، لأن قوة الحروف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه".(1/2526)
ولكن اتضح لي فيما بعد أن مراد الإمام القرطبي هو النون المخفاة ، وذلك من عبارة الشيخ العلامة عبدالفتاح المرصفي في (هداية القاري إلى تجويد كلام الباري 1/169) حيث قال مثل ما قال الإمام القرطبي : "فالإخفاء في الميم لا يتحقق كتحققه في النون والتنوين لأن في الميم الساكنة مطلقاً تبعيض للحرف وستر لذاته في الجملة بخلافه في النون والتنوين فإن ذاتهما تكاد تكون معدومة ولم يبق منهما إلا الغنة فقط كما يشهد بذلك النطق بنحو "منشوراً" و "ينبت" فنجد أن الميم من "ينبت" وإن كانت مخفاة مع الغنة إلا أنها ليست معدومة بالكلية كانعدام النون في "منشوراً" بل هي مستورة بعض الشيء " . وأشكر الأخ محمد يحيى على أن لفت انتباهي إلى التشابه الحاصل بين الإدغام الناقص والإخفاء في كونهما يتفقان في ذهاب الذات وبقاء الصفة ، كذلك إيراده لعبارات العلماء كانت سبباً في اقتناعي لما قرر أن الإخفاء الحقيقي فيه ذهاب لذات الحرف .
ولكن يبقى النظر في استنباطه . وذلك إن الأخ محمد حصل منه شيئان بعد إيراده لعبارة القرطبي : 1) الفهم : وقد أصاب فيه وأخطأت أنا وجزاه الله خيراً 2) الاستنباط : حيث استنبط منها أن الشفتين تكونان منطبقتين تماماً بدون فرجة في حالة الإخفاء الشفوي .
وهذا الاستنباط خطأ لما يلي :
1) صحيح أن الميم لا تزول ذاتها بالكلية في حالة الإخفاء الشفوي ولكن هناك زوال نسبي وإضعاف لذاتها وذلك حاصل بضعف الاعتماد على المخرج ، أرجو للاتضاح قراءة عبارة الشيخ محمد مكي نصر في النهاية السابقة . أقول : لا يتأتى هذا الإضعاف ولا الستر لذات الميم إلا بالفرجة اليسيرة بين الشفتين . لأن الشفتين إذا أطبقتا فإن الميم تخرج وتظهر ظهوراً تاماً مع الغنة بسبب قوة الاعتماد على المخرج كما قال الشيخ محمد مكي : " لأن قوة الحروف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه" فكيف يحصل الإخفاء إذاً بالإطباق؟!! .(1/2527)
2) إن وصفهم لهذا الحكم بـ "الإخفاء" فيه سر ، وهو الإشارة إلى الفرجة بين الشفتين . ولكن كانت الفرجة يسيرة حتى كادت أن تكونا منطبقتين نظراً لأن ذات الميم لم تزل كما زالت النون في الإخفاء الحقيقي . ومن هنا نعرف لماذا وصفوا الثاني بالحقيقي ، لأن الإخفاء في النون متحقق أكثر من الإخفاء في الميم وذلك واضح من عبارة المرصفي .
3) إن قول الأخ محمد (لا يُعلم قبل وقت الشيخ عامر السيّد عثمان رحمه الله أنّ واحداً على وجه الأرض قرأ باانفراج الشفتين) غريب وعجيب !! . ما أدراه ذالك ؟ بل أقول كانوا يقرؤون بالفرجة لما قررناه من أن الإخفاء يقتضي الانفراج بين الشفتين وإلا لما حصل إخفاء بل يكون حينئذ إظهار بغنة وهذا الحكم لا وجود له في القرآن الكريم . فإذا كانت الميم ظاهرة لَما كان العلماء وصفوا الحكم بالإخفاء . وإن كان هناك وجه صحيح في الميم الساكنة التي بعدها الباء وهو : الإظهار ولكن بدون غنة .(1/2528)
4) ولقد عجبت أشد العجب من سؤاله الأخير الذي طرحه ليستدل على إطباق الشفتين في حالة الإخفاء الشفوي : حيث ذكر أن فائدة الإقلاب هي إطباق الشفتين . قلت : وهذا الاستنباط غريب جداً ولا أعلم أحداً من الأئمة قال بذلك . بل قد قرر العلماء فائدة الإقلاب في كتبهم وهي التهيئة للنطق بالباء وذلك لأجل المؤاخاة الحاصلة بين الميم والباء . قال الإمام ابن الجزري رحمه الله في (التمهيد 155) : "وهي أخت الباء – أي الميم- لأن مخرجهما واحد ، فلولا الغنة في الميم وجريان النفس معها لكانت لكانت باءً ، والميم أيضاً مؤاخية النون للغنة التي في كل منهما تخرج من الخيشوم ولأنهما مجهورتان ، ولذلك أبدلت العرب إحداهما من الأخرى" . وقال العلامة محمد مكي نصر في (نهاية القول المفيد 123) : "ووجه قلبهما ميماً عند الباء أنه لم يحسن الإظهار لما فيه من الكلفة ... ولم يحسن الإدغام للتباعد في المخرج والمخالفة في الجنسية .. ولما لم يحسن وجه من هذه الأوجه أبدل من النون والتنوين حرف يؤاخيها في الغنة والجهر ، ويؤاخي الباء في المخرج والجهر وهو الميم فأمنت الكلفة الحاصلة من إظهار النون قبل الباء" .
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
محمد يحيى شريف
07-03-2005, 12:48 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
استدلالكم بكلام الشيخ العلامة محمد مكي نصر في (نهاية القول المفيد ص122 ) : "ومعنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان ، لأن قوة الحروف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه". هو استدلال عليكم لا لكم لسببين :(1/2529)
أوّلاً هل كلامه رحمه الله يدلّ على ترك الفرجة ؟ هذا وَهْمٌ لأنّه قال " بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان " ولا شكّ أنّ القراءة بالفرجة ليس فيها اعتماد أصلاً على المخرج لوجود فراغٍ بين الشفتين الناتج عند الفرجة. فالاعتماد القليل الذي يكون بين الشفة العليا والسفلى حال الإخفاء ينفي الفرجة تماماً فقوله رحمه الله بتقليل الاعتماد على مخرجها هو أطباق الشفتين بلُطف من غير كزٍ شديد بخلاف النون فإنّه لااعتماد علي مخرجها مطلقاً لانفصال طرف اللسان عن الحنك الأعلى وهذا هو السرّ في كون أنّ الميم لا يزول ذاتها لبقاء الاعتماد على الشفتين في الإخفاء وإن كان قليلاً وكون النون يزول ذاتها مطلقاً لعدم الاعتماد المطلق على مخرجها حال الإخفاء. ولأجل ذلك قال رحمه الله " لأن قوة الحروف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه" أقول فالمسألة دائرة بين قوّة الاعتماد وضعف الاعتماد والفرجة تنفي الاعتماد بالكلّية.
ثانياً : عبارة الشيخ مكي نصر رحمه الله "الستر" لا تدلّ على ترك الفرجة أبداً. فالمراد بالستر هو قلّة الاعتماد على مخرج في الميم المخفاة مع تمكين الغنّة مقارنة مع الإظهار الذي لا يكون إلاّ بالاعتماد الكلي على المخرج من غير الغنّة ويؤيّد ذلك قوله رحمه الله "بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان " فهذا هو المراد بالستر.
أمّا القول بأنّ الفرجة لم تعرف قبل الشيخ عامر عثمان هو كلام متواترٌ لا يحتاج إلى بيان فقد سأل الشيخ أيمن سويد السيّد عامر والشيخ إبراهيم شحاته السمنودي والشيخ الزيات هل قرءوا بالفرجة فأجابوا " بلا" والقراءة بانطباق الشفتين هي قراءة أهل الشام بالإجماع وقد يستثنى منهم الشيخ عبد العزيز عيون السود الذي قرأ على المصريين. وهي قراءة قراء الاستنبول والأفغان وباكستان وغيرهم.(1/2530)
وأمّا بالنسبة للسؤال الذي طرحته عليكم فلا غرابة فيه لمن فهم جيّداً مخرج الميم والباء حيث يخرجان بانطباق الشفتين أقول بانطباق الشفتين لأنّ المؤاخاة بين الحرفين حاصلة في التجانس الذي أدي إلى انطباق الشفتين عند النطق بهما فلو تركنا الفرجة زالت المؤاخات التي كانت بينهما ولزال سبب الإقلاب.
ياأخي الكريم علينا أن نتّبع النصوص وأقوال القدامى وأنّ التلقّي لا بدّ أن يوافق النصوص وأنّ مسألة الفرجة ناتجة عن اجتهادٍ محض يحتمل الخطأ والصواب وذلك بقياس الميم المخفاة بالنون المخفاة فكما أنّ في النون ينفصل طرف اللسان بالحنك وكذلك الميم لا بدّ من فصل الشفتين. والقياس مذموم في القراءة ، كما قال الشاطبيّ رحمه الله :
وما لقياسٍ في القراءة مذخل......فدونك ما فيه الرضا متكفّلا
والقياس لا يكون إلاّ في المسائل التي فيها غموض ولم يرد فيها نص كما حقق ذلك ابن الجزري في النشر نحو السكت على { ماليه هلك }حيث لا يُتمكّن من الإظهار إلاّ بالسكت لبعد مخرج الهاء خاصّة إذا تكررت فالسكت أخذ به ضرورة لعدم وجود حلّ آخر سوى ذلك. وكذلك السكت على { شيء } في أحد طرق حفص من الطيّبة حيث يستحيل السكت عند الوقف. فاجتهد العلماء وأجازوا السكت بالروم ضرورة لعدّم وجود حلّ آخر. أمّا مسألة الفرجة فهل نحتاج إلى قياس فيها ؟ هل هناك ضرورة ؟ وزيادة على ذلك أنّه مخالف للنصوص وللمتلقّى بالسند قبل عهد الشيخ عامر رحمه الله.
هما ما أردتّ قوله وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
أخوكم محمد يحي شريف.
---
محمد يحيى شريف
07-04-2005, 12:05 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
عندي توضيح آخر في السؤال الذي قمت بطرحه والذي وصفه أخي الكريم أبو عمار بكونه عجيب جداً فأقول وبالله التوفيق :(1/2531)
كما هو معلموم أنّ الميم والنون يتفقان في الصفات ويختلفان في المخرج فالفرق بينهما في الصوت ناتج عن اختلافهما في المخرج. ففي حالة إخفاء النون ينفصل طرف اللسان من الحنك الأعلى فتنعدم ذات النون ويبقى صوت الغنّة الذي يخرج من الخيشوم. ولو تركنا الفرجة في الميم المخفاة ينعدم ذات الميم لانفصال الشفتين من بعضهما ويبقى صوت الغنّة من الخيشوم.فلو تأملنا جيّداً هذا الحالة نجد أنّه لا يوجد فرق بين النون والميم المخفاتين في الصوت لعدّة أسباب :
أوّلاً : انعدام ذاتهما إذ المخرج الذي كان سبباً في اختلافهما قد زال بانفصال طرف اللسان من الحنك بالنسبة للنون وانفصال الشفتين بالنسبة للميم.
ثانياً : أتفاقهما في الصفات
ثالثاً : بقاء الغنّة كاملة عند أخفائهما
رابعاً : ليس هناك فؤق في الصوت عند إخفاء النون عند الباء بالإقلاب وبدون الإقلاب وهذا ملموس تطبيقياً لمن تأمّل. ولو وُجِد فرق قليل كان بسبب تحريك الشفة فقط.
خامساً : سبب إخفاء الميم عند الباء هو انطباق الشفتين فيهما ولولا ذلك لامتنع الإخفاء كما امتنع إخفاء الميم عند الواو حيث أنّ الواو تخرج من بين الشفتين لكن بانفتاحهما وهذا الانفتاج سبب في تباعد الحرفين وهذا الذي أدّى إلى الإظهار. وعلى هذا يتبيّن جلياً من أنّ سبب الإخفاء هو انطباق الشفتين في الميم والباء وليس مجرّد خروج الحرفين من بين الشفتين إذ لو كان كذلك لأخفيت الميم عند الواو خاصّة أنّ الواو أقرب إلى الميم من حيث الصفات مقارنة مع الباء.
فتبيّن إذاً أنّ سبب إخفاء الميم عند الباء هو انطباق الشفتين. فبالله عليك كيف نزيل هذا الانطباق بالترك الفرجة وهو كان سبباً في الإخفاء ؟
وعلى ما تقدّم فلا غرابة في السؤال الذي قمت بطرحه وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحي شريف الجزائري
خامساً :
---(1/2532)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موقع إسلامية لا وهابية
---
موقع إسلامية لا وهابية
---
كساب
08-24-2004, 06:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موقع إسلامية لا وهابية
تفضلوا بالدخول
أضغط هنا (http://www.alwahabih.com/)
---
(1/2533)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (وكان تحته كنز لهما )[سورة الكهف]. ما المقصود بالكنز في الآية ؟
---
(وكان تحته كنز لهما )[سورة الكهف]. ما المقصود بالكنز في الآية ؟
---
جمال حسني الشرباتي
03-10-2005, 07:42 PM
قال الزركشي في البرهان
(وكل كنز في القرآن فهو المال إلا الذي في سورة الكهف (وكان تحته كنز لهما) فانه أراد صحفا وعلما )
أليس قولا غريبا؟؟
ولنر ما بقول غيره فقد نقل الطبري أقوالا مشابهة بما يلي((
#عن مجاهد، قال: صحف علم.
#عن سعيد بن جبير { وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما } قال: علم.
#عن ابن عباس { وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما } قال: كان تحته كنْزُ علم.
# جعفر بن محمد يقول في قول الله عزّ وجلّ: { وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما } قال: سطران ونصف، لم يتمّ الثالث: «عجبت للموقن بالرزق كيف يتعب، وعجبت للموقن بالحساب كيف يغفل، وعجبت للموقن بالموت كيف يفرح»
ونقل الطبري أقوالا مفادها أن الكنز كنز مال بما يلي
#عن عكرمة { وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما } قال: كنز مال
# عن قتادة { وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما } قال: مال لهما،
ثم أردف الطبري رافضا تأويل الكنز بصحف علم فقال
((وأولى التأويلين في ذلك بالصواب: القول الذي قاله عِكْرمة، لأن المعروف من كلام العرب أن الكنز اسم لما يكنز من من مال، وأن كلّ ما كنز فقد وقع عليه اسم كنز، فإن التأويل مصروف إلى الأغلب من استعمال المخاطبين بالتنزيل، ما لم يأت دليل يجب من أجله صرفه إلى غير ذلك، لعلل قد بيَّناها في غير موضع.))
وأنا مع ظاهر الكلام بأن الكنز هنا كنز مال-فهل أجد عندكم توجيها آخر؟؟
أعني هل من المحتمل أن يجمع لفظ الكنز الأمرين بأن يكون صحيفة علم من ذهب؟؟
---
أبو زينب
03-11-2005, 08:37 AM
أخي الكريم جمال حفظه الله و رعاه
جاء في كتاب التبصرة لابن الجوزي رحمه الله ما يلي :(1/2534)
... وفي الكنز الذي كان تحته ثلاثة أقوال :
أحدها أنه كان ذهبا و فضة , رواه أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم .
و الثاني أنه كان لوحا من ذهب فيه مكتوب : عجبا لمن أيقن بالموت كيف يفرح , عجبا لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب , عجبا لمن أيقن بالنار ثم يضحك , عجبا لمن أيقن بالرزق كيف يتعب , عجبا لمن أيقن بالحساب كيف يغفل , عجبا لمن رأى الدنيا و تقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها .أنا الله لا إله إلا أنا , محمد عبدي و رسولي . و في الشق الثاني : أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي , خلقت الخير و الشر فطوبى لمن خلقته للخير و أجريته على يديه , و الويل لمن خلقته للشر و أجريته على يديه .
رواه عطاء عن ابن عباس .
و الثالث أنه كنز علم .رواه العَوْفي عن ابن عباس , و قال مجاهد : صحف فيها علم .
اهـ .
و الله أعلم .
---
(1/2535)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > " وما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم " ..و تأويل المتشابه !
---
" وما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم " ..و تأويل المتشابه !
---
أبو زينب
02-05-2005, 10:20 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أواصل نقل بعض ما اختص به الشيخ ابن عاشور في تفسيره .
و لا شك أنكم تدركون سعة اطلاع هذا " العلامة " ثم أدبه مع السلف الصالح و من خالفوه أو خالفهم هو في الرأي . فلله درُُه - و لن أعلق أكثر من ذلك .
(وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب[7])
جملة حال أي وهم لا قبل لهم بتأويله؛ إذ ليس تأويله لأمثالهم، كما قيل في المثل " ليس بعُشِِك فادرجي " .
ومن هنا أمسك السلف عن تأويل المتشابهات، غير الراجعة إلى التشريع، فقال أبو بكر رضي الله عنه " أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله بما لا أعلم " وجاء في زمن عمر رضي الله عنه رجل إلى المدينة من البصرة، يقال له صبيغ بن شريك أو ابن عسل التميمي فجعل يسأل الناس عن متشابه القرآن، وعن أشياء فأحضره عمر، وضربه ضربا موجعا، وكرر ذلك أياما، فقال حسبك يا أمير المؤمنين فقد ذهب ما كنت أجد في رأسي . ثم أرجعه إلى البصرة وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن يمنع الناس من مخالطته. ومن السلف من تأول عند عروض الشبهة لبعض الناس، كما فعل ابن عباس فيما ذكرناه آنفا.(1/2536)
قال ابن العربي في " العواصم من القواصم " من الكائدين للإسلام الباطنية والظاهرية " . قلت: أما الباطنية فقد جعلوا معظم القرآن متشابها، وتأولوه بحسب أهوائهم، وأما الظاهريون فقد أكثروا في متشابهه، واعتقدوا سبب التشابه واقعا، فالأولون دخلوا في قوله (وابتغاء تأويله) ، والأخيرون خرجوا من قوله (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) أو وما يعلم تأويله إلا الله، فخالفوا الخلف والسلف. قال ابن العربي في العواصم وأصل الظاهريين الخوارج الذين قالوا:" لا حكم إلا لله " يعني أنهم اخذوا بظاهر قوله تعالى (إن الحكم إلا لله) ولم يتأولوه بما هو المراد من الحكم.
والمراد بالراسخين في العلم: الذين تمكنوا في علم الكتاب، ومعرفة محامله، وقام عندهم من الأدلة ما أرشدهم إلى مراد الله تعالى، بحيث لا تروج عليهم الشبه. والرسوخ في كلام العرب: الثبات والتمكن في المكان، يقال: رسخت القدم ترسخ رسوخا إذا ثبتت عند المشي ولم تتزلزل، واستعير الرسوخ لكمال العقل والعلم بحيث لا تضلله الشبه، ولا تتطرقه الأخطاء غالبا، وشاعت هذه الاستعارة حتى صارت كالحقيقة. فالراسخون في العلم: الثابتون فيه العارفون بدقائقه، فهم يحسنون مواقع التأويل، ويعلَمونه.
ولذا فقوله (والراسخون) معطوف على اسم الجلالة، وفي هذا العطف تشريف عظيم: كقوله (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم) وإلى هذا التفسير مال ابن عباس، ومجاهد، والربيع بن سليمان، والقاسم بن محمد، والشافعية، وابن فورك، والشيخ أحمد القرطبي، وابن عطية، وعلى هذا فليس في القرآن آية استأثر الله بعلمها، ويؤيد هذا أن الله أثبت للراسخين في العلم فضيلة، ووصفهم بالرسوخ، فآذن بأن لهم مزية في فهم المتشابه؛ لأن المحكم يستوي في علمه جميع من يفهم الكلام، ففي أي شيء رسوخهم. وحكى إمام الحرمين، عن ابن عباس: أنه قال في هاته الآية أنا ممن يعلم تأويله .(1/2537)
وقيل: الوقف على قوله (إلا الله) وإن جملة (والراسخون في العلم) مستأنفة، وهذا مروي عن جمهور السلف، وهو قول ابن عمر، وعائشة، وابن مسعود، وأبي، ورواه أشهب عن مالك في جامع العتبية، وقاله عروة بن الزبير، والكسائي، والأخفش والفراء، والحنفية، وإليه مال فخر الدين.
ويؤيد الأول وصفهم بالرسوخ في العلم؛ فإنه دليل بين على أن الحكم الذي أثبت لهذا الفريق، هو حكم من معنى العلم والفهم في المعضلات، وهو تأويل المتشابه، على أن أصل العطف هو عطف المفردات دون عطف الجمل، فيكون الراسخون معطوفا على اسم الجلالة فيدخلون في أنهم يعلمون تأويله. ولو كان الراسخون مبتدأ وجملة (يقولون آمنا به ) خبرا، لكان حاصل هذا الخبر مما يستوي فيه سائر المسلمين الذين لا زيغ في قلوبهم، فلا يكون لتخصيص الراسخين فائدة. قال ابن عطية تسميتهم راسخين تقتضي أنهم يعلمون أكثر من المحكم الذي يستوي في علمه الجميع وما الرسوخ إلا المعرفة بتصاريف الكلام بقريحة معدة وما ذكرناه وذكره ابن عطية لا يعدو إن يكون ترجيحا لأحد التفسيرين، وليس إبطالا لمقابله إذ قد يوصف بالرسوخ من يفرق بين ما يستقيم تأويله، وما لا مطمع في تأويله.
وفي قوله (وما يذكر إلا أولوا الألباب) إشعار بأن الراسخين يعلمون تأويل المتشابه.
واحتج أصحاب الرأي الثاني، وهو رأي الوقف على اسم الجلالة: بأن الظاهر أن يكون جملة (والراسخون) مستأنفة لتكون معادلا لجملة (فأما الذين في قلوبهم زيغ)، والتقدير: وأما الراسخون في العلم. وأجاب التفتازاني بأن المعادل لا يلزم أن يكون مذكورا، بل قد يحذف لدلالة الكلام عليه. واحتجوا أيضا بقوله تعالى (يقولون آمنا به كل من عند ربنا) قال الفخر: لو كانوا عالمين بتأويله لم يكن لهذا الكلام فائدة؛ إذ الإيمان بما ظهر معناه أمر غير غريب وسنجيب عن هذا عند الكلام على هذه الجملة، وذكر الفخر حججا غير مستقيمة.(1/2538)
ولا يخفى أن أهل القول الأول لا يثبتون متشابها غير ما خفي المراد منه، وأن خفاء المراد متفاوت، وأن أهل القول الثاني يثبتون متشابها استأثر الله بعلمه، وهو أيضا متفاوت؛ لأن منه ما يقبل تأويلات قريبة، وهو مما ينبغي ألا يعد من المتشابه في اصطلاحهم، لكن صنيعهم في الإمساك عن تأويل آيات كثيرة سهل تأويلها مثل (فإنك بأعيننا) دل على أنهم يسدون باب التأويل في المتشابه، قال الشيخ ابن عطية "إن تأويل ما يمكن تأويله لا يعلم تأويله- على الاستيفاء - إلا الله تعالى فمن قال، من العلماء الحذاق: بأن الراسخين لا يعلمون تأويل المتشابه، فإنما أراد هذا النوع، وخافوا أن يظن أحد أن الله وصف الراسخين بعلم التأويل على الكمال ".
وعلى الاختلاف في محمل العطف في قوله تعالى (والراسخون في العلم) انبنى اختلاف بين علماء الأمة في تأويل ما كان متشابها: من آيات القرآن، ومن صحاح الأخبار، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فكان رأي فريق منهم الإيمان بها، على إبهامها وإجمالها، وتفويض العلم بكنه المراد منها إلى الله تعالى، وهذه طريقة سلف علمائنا، قبل ظهور شكوك الملحدين أو المتعلمين، وذلك في عصر الصحابة والتابعين وبعض عصر تابعيهم، ويعبر عنها بطريقة السلف، ويقولون: طريقة السلف أسلم، أي أشد سلامة لهم من أن يتأولوا تأويلات لا يدرى مدى ما تفضي إليه من أمور لا تليق بجلال الله تعالى ولا تتسق مع ما شرعه للناس من الشرائع، مع ما رأوا من اقتناع أهل عصرهم بطريقتهم، وانصرافهم عن التعمق في طلب التأويل.(1/2539)
وكان رأي جمهور من جاء بعد عصر السلف تأويلها بمعان من طرائق استعمال الكلام العربي البليغ من مجاز، واستعارة، وتمثيل، مع وجود الداعي إلى التأويل، وهو تعطش العلماء الذين اعتادوا التفكر والنظر وفهم الجمع بين أدلة القرآن والسنة، ويعبر عن هذه الطريقة بطريقة الخلف، ويقولون: طريقة الخلف أعلم، أي أنسب بقواعد العلم وأقوى في تحصيل العلم لجدال الملحدين، والمقنع لمن يتطلبون الحقائق من المتعلمين، قد يصفونها بأنها أحكم أي أشد إحكاما؛ لأنها تقنع أصحاب الأغراض كلهم. وقد وقع هذان الوصفان في كلام المفسرين وعلماء الأصول، ولم اقف على تعيين أول من صدر عنه، وقد تعرض الشيخ ابن تيمية في العقيدة الحموية إلى رد هذين الوصفين ولم ينسبهما إلى قائل. والموصوف بأسلم وبأعلم الطريقة لا أهلها؛ فإن أهل الطريقتين من أئمة العلم، وممن سلموا في دينهم من الفتن.
وليس في وصف هذه الطريقة، بأنها أعلم أو أحكم، غضاضة من الطريقة الأولى؛ لأن العصور الذين درجوا على الطريقة الأولى، فيهم من لا تخفى عليهم محاملها بسبب ذوقهم العربي، وهديهم النبوي، وفيهم من لا يعير البحث عنها جانبا من همته، مثل سائر العامة. فلا جرم كان طي البحث عن تفصيلها أسلم للعموم، وكان تفصيلها بعد ذلك أعلم لمن جاء بعدهم، بحيث لو لم يؤولوها به لأوسعوا، للمتطلعين إلى بيانها، مجالا للشك أو الإلحاد. أو ضيق الصدر في الاعتقاد.(1/2540)
واعلم أن التأويل منه ما هو واضح بين، فصرف اللفظ المتشابه عن ظاهره إلى ذلك التأويل يعادل حمل اللفظ على أحد معنييه المشهورين لأجل كثرة استعمال اللفظ في المعنى غير الظاهر منه. فهذا القسم من التأويل حقيق بألا يسمى تأويلا، وليس أحد محمليه بأقوى من الآخر إلا أن أحدهما أسبق في الوضع من الاخر، والمحملان متساويان في الاستعمال وليس سبق إطلاق اللفظ على أحد المعنيين بمقتض ترجيح ذلك المعنى، فكم من إطلاق مجازي للفظ هو أسبق إلى الإفهام من إطلاقه الحقيقي. وليس قولهم في علم الأصول بأن الحقيقة أرجح من المجاز بمقبول على عمومه.
وتسمية هذا النوع بالمتشابه ليست مرادة في الآية. وعده من المتشابه جمود.
ومن التأويل ما ظاهرُ معنى اللفظ فيه أشهر من معنى تأويله ولكن القرائن أو الأدلة أوجبت صرف اللفظ عن ظاهر معناه فهذا حقيق بأن يعد من المتشابه.
ثم إن تأويل اللفظ في مثله يتيسر بمعنى مستقيم يغلب على الظن أنه المراد إذا جرى حمل اللفظ على ما هو من مستعملاته في الكلام البليغ مثل الأيدي والأعين في قوله (بنيناها بأيد) وقوله (فإنك بأعيننا) فمن أخذوا من مثله أن لله أعينا لا يعرف كنهها، أو له يدا ليست كأيدينا، فقد زادوا في قوة الاشتباه.
ومنه ما يعبر تأويله احتمالا وتجويزا بأن يكون الصرف عن الظاهر متعينا وأما حمله على ما أولوه به فعلى وجه الاحتمال والمثال، وهذا مثل قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى ) وقوله (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ) فمثل ذلك مقطوع بوجوب تأويله ولا يدعي أحد أن ما أوله به المراد منه ولكنه وجه تابع لإمكان التأويل، وهذا النوع أشد مواقع التشابه والتأويل.
وقد استبان لك من هذه التأويلات: أن نظم الآية جاء على أبلغ ما يعبر به في مقام يسع طائفتين من علماء الإسلام في مختلف العصور.(1/2541)
وقوله (يقولون آمنا) حال من (الراسخون) أي يعلمون تأويله في هذه الحالة والمعنى عليه: يحتمل أن يكون المراد من القول الكناية عن الاعتقاد؛ لأن شأن المعتقد أن يقول معتقده، أي يعلمون تأويله ولا يهجس في نفوسهم شك من جهة وقوع المتشابه حتى يقولوا: لماذا لم يجيء الكلام كله واضحا، ويتطرقهم من ذلك إلى الريبة في كونه من عند الله، فلذلك يقولون (كل من عند ربنا). ويحتمل أن المراد يقولون لغيرهم: أي من لم يبلغ مرتبة الرسوخ من عامة المسلمين، الذين لا قبل لهم بإدراك تأويله، ليعلموهم الوقوف عند حدود الإيمان، وعدم التطلع إلى ما ليس بالإمكان، وهذا يقرب مما قاله أهل الأصول: إن المجتهد لا يلزمه بيان مدركه للعامي، إذا سأله عن مأخذ الحكم، إذا كان المدرك خفيا. وبهذا يحصل الجواب عن احتجاج الفخر بهذه الجملة لترجيح الوقف على اسم الجلالة.
وعلى قول المتقدمين يكون قوله (يقولون) خبرا، ومعنى قوله (آمنا به) آمنا بكونه من عند الله، وإن لم نفهم معناه.
وقوله (كل من عند ربنا) أي كل من المحكم والمتشابه. وهو على الوجهين بيان لمعنى قولهم (آمنا به) فلذلك قطعت الجملة. أي كل من المحكم والمتشابه، مُنزل من الله.
وزيدت كلمة (عند) للدلالة على أن من هنا للابتداء الحقيقي دون المجازي، أي هو منزل من وحي الله تعالى وكلامه، وليس كقوله (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك).
وجملة (وما يذكر إلا أولوا الألباب) تذييل، ليس من كلام الراسخين، مسوق مساق الثناء عليهم في اهتدائهم إلى صحيح الفهم.
والألباب: العقول، وتقدم عند قوله تعالى (واتقون يا أولي الألباب) في سورة البقرة.
اهـ .
[line]
#2 01-05-2005, 07:03 PM
جمال حسني الشرباتي
[line]
أبا زينب
# لأن الشيء بالشيء يذكر أحببت أن أعرض لك تفسير أحد مفسري الزيدية "الأعقم" للآية قيد البحث
قال(({ ألر كتاب أحكمت آياته }(1/2542)
أي أحكمت بالنظم العجيب، وقيل: أحكمت عباراتها بأن حفظت، قوله تعالى: { هن أم الكتاب } أي هن أصل الكتاب بحمل المتشابهات عليها ولردها إليها { وأخر متشابهات } يعني أن بعضه يشبه بعضاً، كقوله تعالى:
{ الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً }
أي يشبه بعضه بعضاً في جزالة الألفاظ وجودة المعاني لا تناقص فيه ولا فساد، ))
لاحظ الضعف الشديد في هذا الإستدلال عندما فسر المتشابه بأنه التشابه بين الآيات من حيث جزالة الالفاظ--وغاب عن فكره أن البارى ينعى على من يتبع المتشابه---بالتالى فكأنه ينعى على من يتبع القرآن لأنه يشبه بعضه بعضا
# أعجبني كثيرا كلام إبن عاشور وخصوصا
((فكان رأي فريق منهم الإيمان بها، على إبهامها وإجمالها، وتفويض العلم بكنه المراد منها إلى الله تعالى، وهذه طريقة سلف علمائنا، قبل ظهور شكوك الملحدين أو المتعلمين، وذلك في عصر الصحابة والتابعين وبعض عصر تابعيهم، ويعبر عنها بطريقة السلف، ويقولون: طريقة السلف أسلم، أي أشد سلامة لهم من أن يتأولوا تأويلات لا يدرى مدى ما تفضي إليه من أمور لا تليق بجلال الله تعالى ولا تتسق مع ما شرعه للناس من الشرائع، مع ما رأوا من اقتناع أهل عصرهم بطريقتهم، وانصرافهم عن التعمق في طلب التأويل. ))
# أرجو أن تبين لنا أوجه نقده للرازي بقوله((قال الفخر: لو كانوا عالمين بتأويله لم يكن لهذا الكلام فائدة؛ إذ الإيمان بما ظهر معناه أمر غير غريب وسنجيب عن هذا عند الكلام على هذه الجملة، وذكر الفخر حججا غير مستقيمة. ))
# ما رأيك بقول البعض ومنهم الجويني ---أن "وما يعلم تأويله إلا الله" تعني علم الساعة بالتالي يمكن الوقف عند لفظ الجلالة على هذا الفهم
__________________
الله أكبر
[line]
#3 01-06-2005, 07:20 PM
أبو زينب
[line]
أخي الفاضل جمال
مع الأسف لا أملك تفسير الرازي و لم أجده على الشبكة حتى في موقع مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي ( غير جاهز ؟)(1/2543)
و لكن ما فهمته من الكلام المنقول عنه أنه يرى الوقف على لفظ الجلالة . إذ لو كان الراسخون في العلم يعلمون تأويل المتشابه فلا داعي لقولهم " آمنا به كل من عند ربنا " . فهم يؤمنون به نظرا( أو رغم ) لعدم ظهور المعنى و يقولون " آمنا به كل من عند ربنا "
بينما يذهب ابن عاشور إلى أنه لولا رسوخهم في العلم لما علموا تأويله و لما وصفهم القرآن بالرسوخ و إلا فما فائدة رسوخهم و ما فائدة قولهم " آمنا به كل من عند ربنا " ما دام المؤمن الغير عالم سيعترف كذلك بأنه من عند الله . ثم يقول ابن عاشور إن ميزة الراسخين أنهم لا يتطرق إليهم الشك في أن هذا الكلام من عندالله كما قد يتطرق إلى غيرهم من البسطاء .
و أعيد نقل ما قاله في الأخير : "وقوله (يقولون آمنا) حال من (الراسخون) أي يعلمون تأويله في هذه الحالة والمعنى عليه: يحتمل أن يكون المراد من القول الكناية عن الاعتقاد؛ لأن شأن المعتقد أن يقول معتقده، أي يعلمون تأويله ولا يهجس في نفوسهم شك من جهة وقوع المتشابه حتى يقولوا: لماذا لم يجيء الكلام كله واضحا، ويتطرقهم من ذلك إلى الريبة في كونه من عند الله، فلذلك يقولون (كل من عند ربنا). ويحتمل أن المراد يقولون لغيرهم: أي من لم يبلغ مرتبة الرسوخ من عامة المسلمين، الذين لا قبل لهم بإدراك تأويله، ليعلموهم الوقوف عند حدود الإيمان، وعدم التطلع إلى ما ليس بالإمكان، وهذا يقرب مما قاله أهل الأصول: إن المجتهد لا يلزمه بيان مدركه للعامي، إذا سأله عن مأخذ الحكم، إذا كان المدرك خفيا. وبهذا يحصل الجواب عن احتجاج الفخر بهذه الجملة لترجيح الوقف على اسم الجلالة.
أما القول بأن المراد بـ تأويله هو علم الساعة فلا أرى أي مسوغ لما ذهبوا إليه . إذ من بداية السورة حتى تلك الآية ( السابعة) لم يقع الحديث و لا الإشارة إلى الساعة بل جل الحديث عن الكتاب و الفرقان و إلى هذا( أو محتواه من الآيات المتشابهات ) يعود الضمير بدون شك .(1/2544)
والله أعلم .
[line]
01-07-2005, 03:17 AM
جمال حسني الشرباتي
[line]
أبا زينب
أشكل علي قولكم أنكم لم تجدوا تفسير الرازي على الشبكة في الموقع الأردني
أنا أجده---وعندي كلامه وقد قرأته قبل أن أسألك عنه---ولقد سألتك ليأخذ الحديث مجراه--فأنا راغب جدا بالتواصل معك
وأحب منك أن تعقب على موضوع القاديانية فلقد اقتبست جزءا من تفسير إبن عاشور هناك لآية ((إني متوفيك))
وربما كان لديك وقت لتناول آية ((خاتم النبيين)) لأنهم يفسرونها تفسيرا أعوجا ليلائم غرضهم
فمن المناسب أن نتعرض لعقائد القاديانية الكفرية بالنقض
__________________
الله أكبر
---
جمال أبو حسان
04-04-2005, 01:00 PM
قد عرضت انا للقاديانية في التفسير من خلال كتاب اسمه في ظلال دلالات سورة الكهف وكتبت عنه بحثا سينشر قريبا في جامعة مؤتة الاردنية وبعد نشره ساعرضه على الاخوة في هذا المنتدى الحواري لنتطارح الاراء حوله وحول القضية المعنية
واقبلوا التحيات
---
أخوكم
04-10-2005, 11:08 PM
جزاكم الله خيرا ...
أولا : من عرف المحكم والمتشابه فقد أوتي نورا به سيفرق بين الحق والباطل في "أي" مسألة مهما كانت معضلة
ثانيا : بالنسبة للمقال فحقيقة يحتاج إلى عدة وقفات
ولكن على عجالة سأقف مع هذا النص الذي ورد في المقال :
(( ... يكون الصرف عن الظاهر متعينا وأما حمله على ما أولوه به فعلى وجه الاحتمال والمثال، وهذا مثل قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى ) وقوله (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ) فمثل ذلك مقطوع بوجوب تأويله ... ))
إخواني :
حتى نتأكد من نصٍ ما بأنه متشابه يحتاج إلى تأويل فلا بد من وجود محكم يقابله
فبضدها تتبين الأشياء ...
ولذا فإن قوله سبحانه :
( .. الرحمن على العرش استوى ... )
وقوله سبحانه :
( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام )
ليست تلك الآيات من المتشابه أصلا
ومن قال بأنها من المتشابه(1/2545)
فليأت بالمحكم الذي يقابلها _ أي يعارضها بصراحة _
الله استوى على العرش
فأين النص الذي يقول بصراحة
الله لم يستوى على العرش ؟!
إذن فالمسألة مقلوبة في المقال فالنص المحكم هو استواء الله
لأنه صريح
بينما المتشابه هو "أي" نص يتبادر إلى أذهان البعض أنه يعارضه
ولكن بطريقة غير صريحة ولذا اشتبه على الأذهان حتى تساءلت :
أهذا يعارض المحكم أم لا يعارضه ؟
فمجرد هذا التساؤل يوجب نقل النص من دائرة الصراحة _الإحكام_إلى دائرة الاشتباه
وهذه النصوص المتشابهة هي التي يجب أن يجزم بوجوب تأويلها لا النصوص المحكمة
لأن تأويل النصوص المحكمة هي طريقة أهل الزيغ كما قال سبحانه :
( .. فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ...)
..
---
أخوكم
04-27-2005, 12:06 AM
ليعذرني إخواني على هذه المداخلة أيضا فإنما نحن هنا نتعاون على الحق سويا
1- ورد في الموضوع الكلام التالي :
( ... ومن هنا أمسك السلف عن تأويل المتشابهات، غير الراجعة إلى التشريع، فقال أبو بكر رضي الله عنه " أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله بما لا أعلم ... )
إن المتشابهات سواء الشرعية أو غير الشرعية
لا يمكن أن نصنفها ضمن المتشابهات إلا إذا خالفت أمرا محكما _ سواء الشرعي أو غير الشرعي _
أما مقولة الصديق رضي الله عنه _ سواء قيلت عند تفسير الأب أو في قصة الإفك أو غير ذلك _ فليس ثمة محكم يقابلها
لذا لا يستقيم أن نجعل مقولته ضمن المتشابهات
لأن المتشابه لا بد له من محكم يقابله
2- ورد في الموضوع الكلام التالي :
( ... ويؤيد هذا أن الله أثبت للراسخين في العلم فضيلة، ووصفهم بالرسوخ، فآذن بأن لهم مزية في فهم المتشابه؛ لأن المحكم يستوي في علمه جميع من يفهم الكلام، ففي أي شيء رسوخهم...)
صحيح أن المحكم يستوي في علمه جميع من يفهم الكلام(1/2546)
ولكن رسوخهم ليس في العلم بالمحكم أو علمهم بالمتشابه
وإنما رسوخهم لأجل ثباتهم على المحكم
سواء عرفوا تأويل المتشابه أم لم يعرفوا
أما غيرهم فرغم علمهم بالمحكم ولكن سرعان ما تهزهم المتشابهات
فليس كل من علم رسخ
ولكن من علم وثبت فقد رسخ
فالراسخون متميزون بالثبات
ولذا تم وصفهم بالرسوخ أي على المحكم
3- قراءة الوقف والوصل كل منهما قراءة لها معنى صحيح
فالمسلم لا بد أن يصادف آيات متشابهة لا يعرف معناها ابتداء _وربما لن يعرف معناها للأبد_
ولكنه متمسك بالمحكم فقط
فمن صادفته هذه الحالة ناسبته قراءة الوقف
(فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله _ أهل الزيغ يؤولون المحكم بدلا من المتشابه _
وما يعلم تأويله _ المتشابه _
إلا الله
فالله يعلم كل شيء ويعلم تأويل كل متشابه فله العلم المطلق الذي ليس لأحد سوى الله ...
والراسخون في العلم يقولون آمنا به
أي آمنا بالمتشابه رغم عدم معرفتنا لتأويله
ولا تعني عدم معرفنا أن ننكر أنه من عند ربنا
كل من عند ربنا
أي المحكم والمتشابه من عند ربنا ، وبما أنهما من عند ربنا فلا يمكن أن يتعارضا
هذا التفسير الوجيز لتبين الوجه الصحيح لقراءة الوقف
أما تبيين الوجه الصحيح عند قراءة الوصل فكالتالي :
إن نفس ذلك الإنسان الذي لم يعلم تأويل المتشابه ابتداء
"ربما" يحصل له بعد فترة من الزمن علم بالتأويل الصحيح للمتشابه
فهنا ستناسبه قراءة الوصل
وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم
فبعد أن لم يعلم علم
وفي هذا إشارة بأن كل تواضع لله واعترف بعدم علمه لمعنى المتشابه
فإن الله سيعلمه بتأويله ولو بعد حين
فكل قراءة لها معنى صحيح
ورغم اختلاف المفسرين قديما وحديثا فيها
إلا أني أعد تلك الآية من الإعجاز البياني للقرآن لأنه جمع المعنيين ولم يطرح أحدهما كما فعل بعض المفسرون
ولا أملك إزاء ذلك إلا أن أقول :(1/2547)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا
وكما قلت فالقراءتان لهما معنيان صحيحان
ومع ذلك _ فمن وجهة نظري القاصرة _ أقدم قراءة الوقف لأسباب منها :
1- أن غالبية الناس لا يعرفون تأويل المتشابه فهم أحوج لقراءة الوقف منهم للوصل
2- أن معرفة كيفية التعامل مع المتشابهات عند قدوم جحافلها أهم بكثير من معرفة تأويلها
3- أن ظاهر الآية وخاصة ( ... آمنا به ... )
يستقيم تماما مع قراءة الوقف بينما تحتاج الآية إلى شرح يطول مع قراءة الوصل
وأختم كلامي بدعاء الراسخين في العلم :
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
---
(1/2548)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل كتاب الروض الآنف للسهيلي على ملفات ورد
---
حمّل كتاب الروض الآنف للسهيلي على ملفات ورد
---
مسك
08-20-2004, 07:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة والأخوات يسرني أن اقدم لكم كتاب الروض الآنف للسهيلي رحمه الله على ملفات وقد يسر الله نسخها من أحد المواقع .
والكتاب يبحث في السيرة النبوية شرح فيه مصنفه كتاب السيرة النبوية لابن هشام . وكان منهجه في الكتاب بأن يعرض سيرة ابن هشام، شارحا ما أبهم من كلمات ومعاني، ويزيد أكثرها إيضاحا وبيانا، وإذا وجد نسب غامض أزال غموضه ، وقد يتعرض في بعض الأحيان لبعض الكلمات بالإعراب، فقد زاد شرحه للسيرة حسنا فوق حسن وجمالا فوق جمال، فجاءت السيرة النبوية سهلة يسيرة متدفقة في نعومة بين يدي القارىء وقد أضيف للكتاب كتاب السيرة لابن هشام ووضع في أعلى الصفحات والشرح في أسفلها وهذه الطبعة عليها حواش مهمة وتعليقات لطيفة
وقد تم تقسيم الكتاب إلى اربع ملفات كل ملف يحتتوى على جزء .
ونسأل الله أن ينفع الجميع بهذا الكتاب .
لتحميل الكتاب أضغط هنا ... ولا تنسانا من الدعاء (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=30278)
---
(1/2549)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > الموسوعة القرآنية
---
الموسوعة القرآنية
---
سامي عبدالعزيز
04-29-2006, 04:47 AM
ماذا بداخل الموسوعة القرآنية
4 تلاوات للقرآن الكريم
عرض القرآن الكريم بالرسم العثماني برواية حفص ، مع عرض أحكام التلاوة بالألوان
8 من أشهر تفاسير القرآن
ترجمتين لمعاني كلمات القرآن للإنجليزية
5 من أشهر المعاجم العربية
إمكانيات كثيرة للبحث والانتقال
إمكانية التحفيظ
معلومات ثرية عن القرآن الكريم وعلومه
مكتبة لأشهر كتب القرآن الكريم وعلومه.
وجود دعاء ختم القرآن لأشهر القراء.
تلاوة سورة قرآنية بالروايات الأربعة عشر المتواترة.
الكثير من المناظر الطبيعية.
إمكانية النسخ والطباعة لأي شيئ في البرنامج.
وهذه هى بعض الصور
http://elharouna.jeeran.com/الاولة.jpg
http://elharouna.jeeran.com/الثانية.jpg
http://elharouna.jeeran.com/الثالثة.jpg
http://elharouna.jeeran.com/الرابعة.jpg
حجم الاسطوانة بعد الضغط
576 MB
وبعد فك الضغط ستكون ان شاء الرحمن
644 MB
عدد روابط التحميل 6
تم رفع 1
والباقى ان شاء الله فى الطريق
حمل من هنا
لا اله الا الله (http://www.badongo.com/file/348819 )
---
(1/2550)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التوبة والاستغفار 1/2
---
التوبة والاستغفار 1/2
---
محمد بن إبراهيم الحمد
01-08-2007, 06:11 PM
التوبة والاستغفار داخلان ضمن موانع إنفاذ الوعيد.
وإنما أفردا هنا لما للتوبة من المزية، ولحصول الخلط بينها وبين الاستغفار عند بعض الناس.
وفيما يلي بيان لمفهوم التوبة، ثم ينتقل الحديث إلى الفروق بينهما وبين الاستغفار.
أولاً- تعريف التوبة في اللغة: التوبة مصدر الفعل تاب، وأصل هذه المادة: التاء، والواو، والباء (توب).
وهي تدور حول معاني الرجوع، والعودة، والإنابة، والندم.
قال ابن فارس-رحمه الله- في مادة (توب): (التاء، والواو، والباء كلمة واحدة تدل على الرجوع).
يقال: تاب من ذنبه: أي رجع عنه، يتوب إلى الله توبةً، ومتاباً فهو تائب.
والتوب: التوبة، قال الله -تعالى-: [قَابِلِ التَّوْبِ] غافر: 3 [1].
وقال ابن منظور -رحمه الله-: (وتاب إلى الله يتوب توباً، وتوبة، ومتاباً: أناب، ورجع عن المعصية إلى الطاعة)[2].
والتوبة تكون من الله على العبد، ومن العبد إلى الله؛ فإذا كانت من الله عُدِّيت بعلى، وإذا كانت من العبد إلى الله عديت بإلى.
قال الله -تعالى-: [إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً] النساء:17.
وقال -عز وجل-: [وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] النور:31.
وقال: [وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً] الفرقان: 71.
قال ابن منظور -رحمه الله-: (وتاب الله عليه: وفقه لها، ورجل تواب: تائب إلى الله، والله تواب: يتوب على عبده)[3].(1/2551)
وقال: (وقال أبو منصور: أصل تاب: عاد إلى الله، ورجع، وأناب، وتاب الله عليه: أي عاد عليه بالمغفرة)[4].
ثانياً- تعريف التوبة في الشرع: عرفت التوبة إلى الله في الشرع بعدة تعريفات، والمدلول الشرعي للتوبة قريب من المدلول اللغوي، فمما عرفت به التوبة في الشرع ما يلي:
1- قال أبو حامد الغزالي -رحمه الله-: (قيل في حد التوبة أنه ذوبان الحشا لما سبق من الخطأ)[5].
ثم علق على هذا الحد فقال: (فإن هذا يعرض لمجرد الألم ولذلك قيل:
2- (هو نار في القلب تلتهب، وصدع في الكبد لا ينشعب)[6].
3- وقال: (وباعتبار معنى الترك قيل في حد التوبة: إنه خلع لباس الجفاء، ونشر بساط الوفاء)[7].
4- وقال: ومن معانيها[8]: (ترك المعاصي في الحال، والعزم على تركها في الاستقبال، وتدارك ما سبق من التقصير في سابق الأحوال)[9].
5- وقال ابن القيم -رحمه الله- في تعريف التوبة: (فحقيقة التوبة هي الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على ألا يعاوده في المستقبل)[10].
6- وقال -أيضاً-: (حقيقة التوبة الرجوع إلى الله بالتزام فعل ما يحب، وترك ما يكره؛ فهي رجوع من مكروه إلى محبوب؛ فالرجوع إلى المحبوب جزء مسماها، والرجوع عن المكروه الجزء الآخر)[11].
7- وقال: (التوبة هي الرجوع مما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه ظاهراً وباطناً)[12].
8- وقال ابن حجر-رحمه الله-: (والتوبة ترك الذنب على أحد الأوجه.
وفي الشرع: ترك الذنب؛ لقبحه، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، وردُّ المظلمة إن كانت، أو طلب البراءة من صاحبها، وهي أبلغ وجوه الاعتذار)[13].
9- ويمكن أن تعرف التوبة بأنها: ترك الذنب علماً بقبحه، وندماً على فعله، وعزماً على ألا يعود إليه إذا قدر، وتداركاً لما يمكن تداركه من الأعمال، وأداءً لما ضيع من الفرائض؛ إخلاصاً لله، ورجاءً لثوابه، وخوفاً من عقابه، وأن يكون ذلك قبل الغرغرة، وقبل طلوع الشمس من مغربها.(1/2552)
ومن خلال ما سبق يتبين لنا أن التوبة لا بد أن يجتمع فيها الأمور التالية:
1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على ما فات، والحد الأدنى من ذلك وجود أصل الندم، وأما قوة الندم وضعفه فبحسب قوة التوبة، وضعفها.
3- العلم بقبح الذنب.
4- العزم على ألا يعود.
5- تدارك ما يمكن تداركه من رد المظالم ونحو ذلك
6- أن تكون خالصة لله -عز وجل- قال -تعالى-: [وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ] البينة: 5.
7- أن تكون قبل الغرغرة، لما جاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله -تعالى- يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)[14].
وتقبل التوبة قبل الغرغرة = كما أتى في الشرعة المطهرة[15]والغرغرة هي حشرجة الروح في الصدر، والمرادُ بذلك الاحتضارُ عندما يرى الملائكة، ويبدأ به السياق في الموت.
8- أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها لما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)[16].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] معجم مقاييس اللغة لابن فارس 1/357.
[2] لسان العرب لابن منظور 1/233.
[3] لسان العرب 1/233.
[4] المرجع السابق.
[5] إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي 4/4.
[6] إحياء علوم الدين 4/4.
[7] إحياء علوم الدين 4/4.
[8] يعني التوبة.
[9] إحياء علوم الدين 4/5.
[10] مدارج السالكين لابن القيم 1/199.
[11] مدارج السالكين 1/313.
[12] مرجع سابق.
[13] فتح الباري لابن حجر العسقلاني 11/106.(1/2553)
[14] رواه أحمد 2/ 132 ،2/153،والترمذي (3537) ، وابن ماجه (4253) ، وأبو يعلى في مسنده 9/462، 10/81، ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (628) ، والحاكم 4/ 286، وصححه، ووافقه الذهبي، وعبد بن حميد في مسنده - كما في المنتخب من مسند عبد بن حميد (847)-، وابن الجعد في مسنده (3404)، والطبراني في مسند الشاميين (194) ، والبغوي في شرح السنة (1306) ، وأبو نعيم في الحلية 5/190، كلهم من طريق عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر به.
وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه، إلا أن له شاهداً عن عبادة بن الصامت بسند منقطع عند القضاعي في مسند الشهاب (1085) . وله شاهداً آخر عند أحمد 3/425، 5/362، والحاكم 4/286.
[15] البيت للشيخ حافظ الحكمي -رحمه الله-، انظر كتابه معارج القبول 2/301.
[16] مسلم (2703) .
---
(1/2554)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > WE-Blocker للحماية من المواقع الاباحية مع الشرح
---
WE-Blocker للحماية من المواقع الاباحية مع الشرح
---
سامي عبدالعزيز
05-31-2006, 02:08 PM
http://absba8.absba.org/teamwork10/WE-Blockers/01.bmp
http://absba8.absba.org/teamwork10/WE-Blockers/02.bmp
http://absba8.absba.org/teamwork10/WE-Blockers/03.bmp
http://absba8.absba.org/teamwork10/WE-Blockers/04.bmp
http://absba8.absba.org/teamwork10/WE-Blockers/05.bmp
http://absba8.absba.org/teamwork10/WE-Blockers/06.jpg
http://absba8.absba.org/teamwork10/WE-Blockers/07.jpg
وصله البرنامج
لاتنسى ذكر الله (http://weblocker.fameleads.com/get_weblocker.asp)
اكتب اى بيانات فى الصفحه واضغط على download we-blocker
يتم تحميل البرنامج
---
الطيب وشنان
09-14-2006, 05:13 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/2555)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > العدول في حروف المعاني مظهر من مظاهر الإعجاز البياني في القرآن "1"
---
العدول في حروف المعاني مظهر من مظاهر الإعجاز البياني في القرآن "1"
---
د عبدالله الهتاري
04-13-2007, 05:33 PM
000000]
اللافت للنظر في التعبير القرآني دقته في تناول حروف المعاني والمغايرة بينها، إذ نجده يستعمل الحرف لدلالة مقصودة في السياق ثم يعدل عنه إلى حرف آخر في السياق نفسه، مما يدعو ذلك إلى التدبر وإعمال الفهم لإدراك ما وراء هذا العدول من مقاصد ودلالات.
ويصعب في هذا المبحث تناول كل مواطن هذا العدول لكثرته وسعته، وتكفي الإشارة إلى بعض صوره ونماذجه وفق التقسيم الآتي:
أولاً: العدول في حروف الجر:
يبرز هذا العدول من خلال المغايرة في حروف الجر في السياق القرآني وذلك بمجيء بعض الأفعال متعدياً بحرف ثم العدول عنه إلى حرف آخر في السياق نفسه، وكذلك المغايرة لهذه الحروف في تعالقها بالأسماء في السياق نفسه.
وهذه المخالفة في تعالق الأسماء والأفعال بالحروف في السياق توحى بدلالات تهمس بها هذه الحروف حيناً وتفصح عنها حيناً آخر، وهي من الدقائق الداعية لإعمال الفكر والفهم العميق في تتبعها ومعرفة سر العدول فيها.
فمن تلك المواطن لهذا النوع من العدول:
1. العدول عن (على) إلى (في):
من ذلك قوله تعالى: { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [سبأ: 24].
فقد ذكر مع الهدى حرف الجر (على)، فقال: (لعلى هدى). ثم عدل عنه إلى (في) مع الضلال فقال: (أو في ضلال)، ولو جرى السياق على نسق واحد لكان (لعلى هدى أو على ضلال مبين).(1/2556)
وقد وقف الزمخشري على سر هذا العدول، فقال( ): "لأن صاحب الحق كأنه مستعل على فرس جواد يركضه حيث يشاء، والضال كأنه منغمس في ظلام مرتبك فيه لا يدري أين يتوجه".
يقول ابن القيم( ) في سياق تفسيره قوله تعالى: { أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ } [البقرة: 5]: "في أداة "على" سر لطيف وهو الإشعار بكون السالك على هذا الصراط على هدى، وهو حق، كما قال في حق المؤمنين: "أولئك على هدى من ربهم"، وقال لرسول الله (صلى الله عليه وسلم): { فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ } [النمل: 79]، والله عزوجل هو الحق، وصراطه حق، ودينه حق، فمن استقام على صراطه فهو الحق والهدى، فكان في أداة (على) على هذا المعنى ما ليس في أداة (إلى) فتأمله فإنه سر بديع، فإن قلت: فما الفائدة في ذكر "على" في ذلك أيضاً، وكيف يكون المؤمن مستعلياً على الحق وعلى الهدى؟ قلت: لما فيه من استعلائه وعلوه بالحق والهدى، مع ثباته عليه، واستقامته إليه، فكان في الإتيان بأداة "على" ما يدل على علوه وثبوته واستقامته، وهذا بخلاف الضلال والريب، فإنه يؤتى فيه بأداة "في" الدالة على انغماس صاحبه وانقماعه وتدسسه فيه، كقوله تعالى: { فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } [التوبة: 45]، وقوله: { وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ } [الأنعام: 39]، وقوله: { فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ } [المؤمنون: 54]، وقوله:
{ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } [هود: 110]، وتأمل قوله: { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [سبأ: 24]، فإن طريق الحق تأخذ علواً صاعدة بصاحبها إلى العلي الكبير، وطريق الضلال تأخذ سفلاً هاوية بسالكها في أسفل سافلين".(1/2557)
ويضاف إلى هذا دلالة السياق وما يفيده من العلو في (لعلى هدى)، فعلو المكانة والمقام يستوجب علو الإرادة، ونفاذها واستعلائها على نوازع التسفل والسقوط، بإقبالهم على الهدى بمحض اختيارهم، ويفيد انفساح الرؤية أمام أبصارهم فيدركون ما حولهم بوضوح دون حجب أو حواجز، وذلك على النقيض من دلالة التسفل والظرفية في قوله: "أو في ضلال مبين"، إذ يستتبع ذلك دلالات سلب الإرادة، وتقييد الحركة، وانعدام وضوح الرؤية، وفقدان حرية الفكر، وذلك يؤدي إلى تمزق النفس وتخبطها.
2. العدول عن (في) إلى (على):
من ذلك قوله تعالى: { أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [النحل: 45-47].
ونجد في هذا السياق القرآني تعدِّي الفعل "أخذ" أولاً بحرف الجر (في)، في قوله: "أو يأخذهم في تقلبهم"، ثم العدول عنه إلى حرف الجر (على) في قوله: "أو يأخذهم على تخوف".
"لأن إيثار حرف الظرفية مع التقلب قصد به الإدلال على كمال القدرة الإلهية في الوصول بالانتقام إلى من يريد، مهما بدا للمأخوذ أنه في كمال القدرة والقوة، ذلك أن التقلب يعني حركة الحياة التي أقبل عليها مقترفوا السيئات مما يدل على أنهم في كامل صحتّهم وقوتهم، وكمال سلطانهم وجبروتهم، وهم في هذه الحال لا يستطيعون أن يفوتوا الله ويعجزوه هرباً لذلك تناسب مجيء الفاصلة القرآنية بعدها قوله: "فما هم بمعجزين"( ).(1/2558)
وأما العدول إلى (على) في قوله: "أو يأخذهم على تخوف" "فإن الاستعلاء فيها يدل على أن الله زادهم عذاباً فوق عذاب الخوف وآلامه، وهو بلاء كان قد وقع بهم من قبل وأصابهم بأمراض الذعر والقلق وافتقاد الأمن والطمأنينة، ثم جاء عقابه وأخذهم بما اقترفوه بلاء فوق البلاء، وعذاباً على عذاب"( ).
فيكون معنى الظرفية في حرف الجر (في) قد دّل على كمال قدرة الله في الأخذ والبطش، وأفاد معنى الاستعلاء في (على) الزيادة في التنكيل والعذاب، فكل حرف قد جاء في موضعه المناسب له، ولا يمكن أن يحل محله غيره.
وبهذا ندرك أن دلالة حروف الجر ليس في نفسها كما هو الحال في الأسماء والأفعال، وإنما تكتسب دلالتها من خلال تعالقها بنظم الكلام في السياق، ويظهر أثر السياق في تخصيص دلالة الحرف وتحديده.
فمعنى الاستعلاء في حرف الجر (على) قد يفيد في سياق الخير العلو والتفضيل والتشريف كما هو الحال في قوله تعالى: "وإنَّا أو إيّاكم لعلى هدى"، وفي سياق الأخذ والعذاب كما هو الحال في قوله: "أو يأخذهم على تخوف" أفاد شدَّة العذاب وزيادته، وكذلك حرف الظرفية (في) في قوله: "أو في ضلال مبين". أفاد معنى التسفل والسقوط؛ لأن السياق سياق ذم وتوبيخ لحالهم، وقد دلَّ على العكس من ذلك في قوله "أو يأخذهم في تقلبهم" إذ دلَّ على كمال القدرة في الأخذ والتعذيب؛ لأن السياق سياق إبراز قدرة وقوة.[/font]
---
(1/2559)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نفحات من خصائص الكتاب العزيز
---
نفحات من خصائص الكتاب العزيز
---
خالد الباتلي
04-17-2003, 01:42 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فإن الكتب كثيرة جدا لاتقع تحت الحصر ، لكنما كتاب ربنا اختص من بينها بخصائص لعلي أطرحها بين أيديكم لعلها تزيد هذا الكتاب في القلوب محبة وبهاء وإجلالا وإقبالا
فمن خصائص الكتاب العزيز:
1. المنزلة العالية، والفضل الكبير على ما سواه من الكتب، وقد سبقت الإشارة إلى طرف من ذلك.
2. لفظه ومعناه من الله تعالى، فهو كلامه منه بدأ وإليه يعود.
3. تواتر نقله كله، فثبوته وطريق وروده إلينا قطعي.
4. الحفظ من الزيادة والنقصان.
كما تكفل الله تعالى بذلك في قوله سبحانه: ]إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[ (الحجر:9).
5. الإعجاز.
قال تعالى: ]قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا[ (الإسراء:88).
ثم تحداهم بعشر سور بل بسورة من مثله فثبت عجز البشر عن الإتيان بمثله أو بمثل بعضه، في ألفاظه ومعانيه.
6. الشفاعة.
كما ثبت في حديث أبي أمامة الباهلي t قال: سمعت رسول الله r يقول: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه"( ).
7. أنه شفاء.
قال تعالى: ]وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ[ (الإسراء:82).
8. التعبد بتلاوته والفضل في ذلك.
عن ابن مسعود t قال: قال رسول الله r: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"( ).
9. حفظه في الصدور.
10. اشتراط الطهارة للمسه.
وهذا مذهب جمهور العلماء.(1/2560)
لما روى عبدالله بن أبي بكر بن حزم أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله r لعمرو بن حزم: أن لا يمس القرآن إلا طاهر( ).
11. قوة أسلوبه وجزالة ألفاظه وتصوير معانيه بحث إنه يأخذ بمجامع العقول ويسلب الألباب، كما قال جبير بن مطعم t: سمعت النبي r يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: ]أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ(35)أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ(36)أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ[ (الطور:35-37) قال: كاد قلبي أن يطير( ).
وله نظم عجيب يتفرد به لا يشبهه غيره.
وفي قصة إسلام أبي ذر t أن أخاه أنيس لما رجع من مكة قال له: "لقيت رجلاً بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله، قلت (أبو ذر): فما يقول الناس؟ قال: يقولون: شاعر، كاهن، ساحر، وكان أنيس أحد الشعراء، قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر، والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون"( ).
وفي وصف الوليد بن المغيرة لما سمع القرآن: إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو وما يعلى( ).
12. تقسيمه إلى سور وآيات.
وهذا من خصائصه التي لا يشاركه فيها غيره من الكتب( ).
انظر :: دراسات في علوم القرآن للرومي ص63، وذكر أن له كتاباً مستقلاً في هذا، تيسير علم أصول الفقه للجديع ص111.
---
أبومجاهدالعبيدي
04-18-2003, 05:39 PM
بسم الله
جزاك الله خيراً أخي خالد على موضوعك هذا
ولنا رغبة في الاستفادة منكم في مجال تخصصكم
ولذلك فإني أرجو منك أن تبين لنا درجة حديث عبد الله بن مسعود الذي ذكرته في فضل قراءة القرآن
وأجو منك الاطلاع على ما كتب تحت هذا الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6397
---(1/2561)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الكتب المعاصرة للرافضة في التفسير
---
سؤال عن الكتب المعاصرة للرافضة في التفسير
---
عمر الدهيشي
10-14-2005, 07:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أعرض على الإخوة طلباً ، وهو : كيف أحصل على الكتب المعاصرة للرافضة في التفسير ؟؟
وكذلك ، هل هناك كتاباتٌ خاصة عن الاتجاه الرافضي المعاصر في التفسير ؟؟
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ....
---
جمال حسني الشرباتي
10-14-2005, 08:47 PM
السلام عليكم
من أهم كتبهم المعاصرة هو كتاب الميزان للطابطبائي
وأحب أن أنقل لك منه مدي تحامله في تفسيره لآية
((إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً)...32 الأحزاب---فهو يدّعي أنّها مقحمة إقحاما في سياق آيات نساء النبي
قال (فالآية لم تكن بحسب النزول جزءا من آيات نساء النبي و لا متصلة بها و إنما وضعت بينها إما بأمر من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو عند التأليف بعد الرحلة، و يؤيده أن آية «و قرن في بيوتكن» على انسجامها و اتصالها لو قدر ارتفاع آية التطهير من بين جملها،)(1/2562)
والآيات بتمامها هي (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) الأحزاب
ويمكن أن أضع لك رابطه في رسالة خاصة منعا لنشر أقوال أهل الرفض
---
عبدالرحمن الشهري
10-14-2005, 10:14 PM
يمكنك الحصول على عدد من كتب هذا المذهب في التفسير عن طريق مكتبات البحرين. فقد رأيت كل أو معظم كتبهم في التفسير وعلوم القرآن هناك ، ولهم مواقع على الانترنت بها أشهر كتبهم في التفسير أيضاً.
---
عمر الدهيشي
10-15-2005, 12:11 AM
أشكر أ/جمال ، ود/ عبد الرحمن .. ولكن إن أمكن ذكر بعض الروابط ، أو أسماء المواقع ، ولو كان عن طريق البريد الخاص ..
---
أبو بيان
10-15-2005, 12:26 PM
تفضل:
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp
---
جمال حسني الشرباتي
10-15-2005, 05:42 PM
هل لدى أحدكم معرفة لم لا أاستطيع النسخ من موقع التفسير الأردني
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp
---
أبو زينب
10-16-2005, 01:45 AM
أخي المفضال جمال
فعلا منذ مدة لاحظت عدم إمكانية نسخ النصوص من موقع مؤسسة آل البيت . يبدو أن السبب هو حماية الأعمال من السرقات .
على كل يمكنك أن تنسخ - رغم منعهم - و ذلك بحفظ الصفحة المعنية في جهازك أولا . ثم فتح تلك الصفحة المحفوظة من جديد و ستجد أن الإشكال قد زال .(1/2563)
هذا ما يمكنني أن أقدمه لك كَََحَلِِ لتلكم العقبة . ربما هناك حل أيسر من أهل الإختصاص ..؟
---
جمال حسني الشرباتي
10-17-2005, 07:46 PM
الأخ الصديق العزيز " أبو زينب"
لقد سعدت باقتراحك إلّا أنني قمت بأمر بديل
# هذا الموقع فيه تفسير الطبري وابن كثير والبغوي والسعدي
http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=7&t=saady&l=arb&nAya=201#7_201
# هذا الموقع فيه القرطبي
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KORTOBY&nType=1&nSora=1&nAya=1
# هذا الموقع فيه الكشّاف
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=244
وأتمنى أن يرشدنا الزملاء إلى مواقع بديلة غير تلك الخاصة بالرافضة
---
د.أبو بكر خليل
10-29-2005, 03:05 AM
أخي الكريم
بارك الله فيك ،
من أفضل المواقع في هذا الشأن و أكثرها ثراء : موقع " مشكاة الإسلامية " ،
حيث تنشر " مكتبة مشكاة الإسلامية " كتبا كثيرة في كل العلوم الشرعية قد لا تتوفر في موقع آخر ، فجزاهم الله خير الجزاء ، و يوجد بهذا الموقع أربعون كتابا ( 40 كتاب ) لتفسير القرآن الكريم ، و كذا الحال في بقية تلك العلوم
* و إليك الرابط لذلك الموقع ، بخصوص قسم التفسير ، فاضغط لتتصفحه :
http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=6&PHPSESSID=cf064139b4ddb304517dc6de88fc8f28
و نسألكم خالص الدعوات لإخيكم بظهر الغيب
---
جمال حسني الشرباتي
10-29-2005, 03:18 PM
أخي الدكتور الفاضل
بارك الله بك
لم يكن الهدف من استفساري البحث عن مواقع لتنزيل الكتب ---فأنا أعرف موقع المشكاة--إنّما كان الهدف مواقع تمكن المرء من التصفح و البحث
---
د.أبو بكر خليل
10-30-2005, 12:40 AM(1/2564)
جعلكم الله مفتاحا للخير ، فقد يستفيد مما ذكرت أناس آخرون قد لا تكون عندهم معرفة به ، و من ناحيتي - بخصوص موقع " مكتبة مشكاة الإسلامية " استفيد منه في التصفح و البحث بطريقة أوضحها هنا ربما تفيد البعض :
فأنا انقر على مربع " للقراءة " - و ذلك بعد اختيار اسم الكتاب - فيتحول الكتاب إلى ملف " وورد word " أتصفح فيه ما أريد - من غير " تحميل " - و كذلك أبحث عما أريد في ذلك الملف " الوورد " عن طريق لوحة مفاتيح جهاز الكمبيوتر بالضغط على حرف ( F ) : فتظهر بطاقة حوارية أكتب فيها نص البحث ، ثم أنقر على ( find أوfind now ثم find next إن كانت هناك مواضع أخرى ) ، و هو أمر لا يأخذ وقتا و لا يشغل مساحة في الجهاز .
و لعل ذلك التفصيل يفيد بعض المبتدئين و أنا منهم في ذلك المجال
أخوكم
د . أبو بكر خليل
---
عبد الله
10-30-2005, 01:41 PM
تفسير من وحي القرآن للسيد محمد حسين فضل الله
انظره على موقع بينات
http://arabic.bayynat.org.lb/books/quran/
عبد الله إبراهيم
---
(1/2565)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حلم أسأل الله أن ييسر له من يحققه
---
حلم أسأل الله أن ييسر له من يحققه
---
إبراهيم الجوريشي
03-14-2007, 05:35 AM
حلم أسأل الله أن ييسر له من يحققه
المتأمل في واقع البحث العلمي يجد أنه مازلنا بحاجة أكثر إلى استغلال الشبكة العنكبوتية في البحث وحفظ المعلومات ، فبالرغم من كثر ة المجلات العلمية المتخصصة في العلوم الشرعية كعلوم القران والحديث...الخ ، يجد الباحث وطالب الدراسات العليا الصعوبة في تحصيل هذه الأبحاث ، ومما لفت نظري عند الغرب وجود مواقع علمية متخصصة في المجال الطبي مثلا يمكن للباحث أن يرجع لها ويصور منها أي بحث يريد ويحمله كملف pdf ومن هذه الأبحاث ما يتم دفع نقود مقابل الحصول عليه.
الفكرة التي أسأل الله أن ييسرها للباحثين في العلوم الشرعية أن يهيئ لهم موقعا فيه كل الأبحاث والدوريات العلمية في مجالهم فهل هذا ممكن أم أنه موجود؟!
و جزاكم الله خيرا
---
مصطفى علي
03-14-2007, 11:09 AM
منتدانا الحبيب نرجو له العالمية ونرجو أن يقوم بهذا بل وأقل من ذلك
ولكن التكاليف أكثر من القدرة
ولكن لك صرح نواة وحجر أساس وأحجار يعلو بها الصرح فاقترح أن ينشط أمر الرسائل العلمية
زووجد تصنيفًا يقول أن منتدى الرسائل الجامعية يقسم إلى الآتي
1- فكرة ومدارسة
فيها يعرض كل صاحب رسالة حالي فكرة رسالته ويعطي عنها نبذة
2- ترشيح فكرة
فالإنسان والأخص أصحاب الماجستير والدكتوراة تبدو لهم أفكار أو كانوا يتمنون فكرة ما ولم يقوموا بها لأي سبب فلو رشح الفكرة لعل من يقوم بها فيكون بذلك فتح فتحة خير على أخيه ، بل وأعطى فكرة جميلة للباحث الهاوي .
3- فكرة وأرجو المساعدة(1/2566)
ألذين يريدون أن يعدو رسالة ما عنده في جامعته من يشير عليه عمل تلك الدراسة من زاوية معينة فلو عرض فكرته وأشار عليه من سبقوه فذلك نعمة كبيرة وسيكون عنده يومئذ رسالة مشبعة بعلم كم ممن الدكاترة وأصحاب الفن .
4- مكتبة الرسائل
يسجل فيها أعضاء المنتدى رسالته ويرفعها للموقع . فيكون فيه ثراء في مكتبة الرسائل وخاصة أن بهذا المنتدى عدد من الأفاضل أصحاب الدراسات العليا من ماجستير أو دكتوراة
5- تسجيل المحاضرات الأسبوعية
لو سجل كل دكتور ما يلقيه على تلامذته كل أسبوع سيكون عندنا دراسات عالمية بهذا الموقع هذا من المغرب وذلك من السعودية وهذا من مصر ...
فهيا يا أصحاب الرسائل اعلوا العلم ولا تكونوا من المقصرين
---
د.خضر
03-14-2007, 11:52 AM
لعل ذلك يكون قريبا
---
مصطفى علي
03-15-2007, 09:34 AM
عفواً انظروا
http://www.ahlaltahkek.com/vb/forumdisplay.php?f=62
---
(1/2567)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > السمر في طلب العلم والتعليم
---
السمر في طلب العلم والتعليم
---
ناصر الغامدي
10-12-2006, 09:34 PM
في كتاب العلم لأبي خيثمة رحمه الله تعالى :
قال حدثنا أبو خيثمة ثنا عبدالسلام بن حرب عن ليث عن مجاهد قال :
" لا بأس بالسمر في الفقه "
---
(1/2568)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > (خطبه تفضح معتقد النصارى) من تحميل أخ ، قد لا تجدها في مكان آخر
---
(خطبه تفضح معتقد النصارى) من تحميل أخ ، قد لا تجدها في مكان آخر
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 12:45 AM
http://www.megaupload.com/?d=16WPYZRQ
---
مصطفى علي
09-29-2006, 11:51 AM
الأستاذ الكبير /سامي عبد العزيز
عفوًا هذا الرابط به صورة لم أمهل الجهاز حتى أستطيع تنزيل الخطبة
فهل لنا أن نرفع موادنا العلمية الشرعية على مواقع محترمة
مثل طقطق أو غيره
وأنت أستاذنا في هذا الأمر
فإن رسول الله لو كان حيًا سيرفض التعليم للمسلم الذي يعرضه للصور التي تغضب الحمن ونحن للرسول صلى الله عليه وسلم متبعون .
فنرجو عدم التنزيل في مواقع ذات صور
وجزاكم الله خيرًا على الاستجابة مقدمًا
---
سامي عبدالعزيز
09-29-2006, 12:45 PM
نعم عندما يبدأ العداد في العد تظهر نافذة منفصلة بها صور نساء ، ولكن يمكنك أغلاقها ولن تضر بالتحميل
---
أبو المعتز القرشي
09-29-2006, 02:02 PM
أخي سامي بارك الله فيك
هل يمكن أن توضح طريقة التحميل من هذا الموقع ؟
---
سامي عبدالعزيز
09-29-2006, 06:24 PM
تفضل هذة الوصلة المفيدة : http://www.psnewsonline.com/showthread.php?t=4418
---
مصطفى علي
09-29-2006, 06:28 PM
هل لنا بمقاطعة مواقع التحميل المتسيبة والاعتماد على المحترمة
فما دام هناك مواقع محترمة فلماذا الاعتماد على المشبوهة
ألسنا نبرأ إلى الله منهم
ويوجد البديل فلما الضرورة إليهم
---
سامي عبدالعزيز
09-29-2006, 11:06 PM
معك حق ، ومعذرة فالموضوع منقول
---
أبو المعتز القرشي
09-30-2006, 06:02 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/2569)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يعتبر هذا الاقتراح حلما؟؟
---
هل يعتبر هذا الاقتراح حلما؟؟
---
الفقير الى ربه
05-09-2004, 02:45 PM
الاقتراح باختصار..
أن يجتمع أهل التفسير فى هذه الأمة لاخراج تفسير شامل يجمع بين:
(1) الأثر, كتفسير الطبرى و "ترجمان القرآن" للسيوطى..
(2)الفقه, كالقرطبى و ابن العربى و الجصاص..
(3)اللغة و الاعجاز البيانى..كالزمخشرى..
(4)ربط القرآن بالواقع , كالظلال..
(5)الاهتمام بتقرير عقيدة السلف,كتفسير الدوسرى رحمه ألله..
(6)تناول أوجه الاعجاز الحديثة,كالاعجاز العلمى مثلا على أصول التفسير عند السلف..و ليس على أصول الأطباء و الفلكيين و الجيولوجيين..
أعرف أنه أمر صعب المنال..لكن هل هو مستحيل؟؟
ألا يستحق كتاب الله هذا الجهد..
ألا يعتبر هذا من أهم المواضع التى يجب فيها التعاون على البر..فكروا فى النتيجة يا اخوان..نهاية مبهرة بلا أدنى شك ان شاء الله تعالى..
ألا تغارون يا أهل التفسير على كتاب ألله, و نحن نرى كثير من كتب الفنون الأخرى تتفوق بكثير على أقوى تفسير موجود..؟؟
ألا يتفق معى كل منصف أن "فتح البارى" يتفوق على أى تفسير ألف حتى الآن؟؟
أرجو أخذ الموضوع فى الاعتبار و الرد من كل من يقرأ هذا الموضوع..
---
ناصر الماجد
05-09-2004, 10:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الفقير إلى ربه السلام عليكم، وتحية طيبة، وأرجو أن تأذن لي بهذا التعليق:
أخي الكريم : هل نحن بحاجة إلى وجود تفسير بهذه الصفة، أعني أن يكون حاويا لهذه العلوم التي أشرت لها أو تلك التي لم تشر إليها، هل نحن بحاجة إلى هذا فعلا ؟(1/2570)
في ظني أننا لسنا بحاجة لذلك، فأنت مثلا لا تجد في أي فن من فنون علوم الشريعة وما تعلق بها من فنون الآلة، كتابا يحوي كل متعلقات ومسائل هذا العلم، ومن نافلة القول التأكيد على أنه ليس من لازم هذا أن تتوقف عجلة البحث والدراسات، بل القصد أننا لسنا بحاجة إلى مثل هذا الجهد الذي يستفرغ على هذا النحو
وأمر آخر: فصرف الجهد في مثل هذا الاتجاه يستغرق وقتا وجهدا كبيرا يمنع من البحث والنظر المتخصص في فنون ومسائل محددة، بمعنى أنه لو صرف مثل هذا الجهد الذي سيبذل في هذا المشروع إلى العناية بسائل وبحوث بعينها لكان أجدى
فما رأيك أخي؟
وأخيرا أخي أود أن أخالفك مرة أخرى ـ ولست مغرما بخلافك ـ في المقارنة التي عقدتها مع كتاب الإمام ابن حجر "فتح الباري " فهي مقارنة فيها تسامح ونظر؛ لأن المقارنة لن تكون منطقية ودقيقة لاختلاف العِلْمين، أما إن كنت تقصد الأصالة والجودة، فأنت ترى في كتب التفسير مؤلفات جليلة لها قدر كبير من هذا، يكفي فيها كتاب الإمام البحر المجتهد ابن جرير فهو كتاب لا ينقضي منه العجب مع ملاحظة تقدمه في التدوين.
ولك مني التحية والتقدير والسلام عليكم
---
إكرام
05-11-2004, 05:24 PM
الأستاذ ناصر الماجد بارك الله فيه ..
اسمح لي بمخالفتكِ ، وموافقة رأي أخينا الفاضل ..
فالقرآن الكريم رغم طول العقود التي مرّت به، لم تفرد له موسوعة تكتشفه كما ينبغي .. رغم جهود العلماء الواضحة، إلاّ أنّ القرآن الكريم كتاب أعظم من أن يطيقه رجل واحد .. حتى لو كان متبحرأً في العلم !
القرآن الكريم .. يحتاج موسوعة شاملة .. تبدأه جزءاً جزءاً .. بحيث يكون لكل جزء فصوله التي تفسر الآية جملة، وتجمع الأقوال الراجحة، ووتقرر الموعظة، وتجيد العرض، وتبرز البلاغة، وتذكر القراءات الفرشية والمناسبات وأسباب النزول، والكثير الكثير !
.
بعيداً تخصص المتخصصين من طلبة العلم..
لننظر في الأمر أنّه كتاب للعامة .. وللأمة كلّها .. !!(1/2571)
لكنّ الذي نراه في التفاسير غير هذا ..
الذي نراه وجود خلل في عقيدة بعضهم، أو عدم لغة قوية جذابة، أو صعوبة في السرد، فأيّ ضياع في الجهد لو قامت لجنة علمية متخصصة جامعة لمتخصصي فروع علم القرآن حتى يخرجوا هذا الحلم .. كما فعلوا في " نضرة النعيم " ؟
بل الأحرى أن يرسخ علمهم .. وتتوسع مدراكهم .. ويعظم شأن القرآن في قلوبهم ..
وربّ فئة قليلة أرشدت فئة كثيرة بإذن الله ..
هذا رأيي .. والله أعلم !
وشكراً للرحابة ..
---
الفقير الى ربه
05-14-2004, 12:39 PM
السلام عليكم و رحمة ألله..
,ألله انى لفى أشد السعادة لمشاركتى فى هذا الملتقى, فكم كنت أتمنى أن تتاح لى الفرصة أن أتناقش مع طلبة العلم فى الكثير الكثير من المسائل و الاقتراحات, و كنت دائما أواجه مشكلة صعوبة الاجتماع و صعوبة الترتيب,الى أن بصّرنى ألله بهذا الملتقى و الملتقيلت الأخرى,فوجدت فيها بغيتى..فالحمد لله..
و أشكر الأستاذ الفاضل ناصر الماجد على مشاركته القيمة و أدبه الجم فى الخلاف..
و أشكر الأخت اكرام على اهتمامها بالموضوع..
أقول لأستاذى الفاضل ناصر:
من حيث حاجة الأمة اهذا المشروع,نعم أنا أرى أننا بحاجة لهذا المشروع و أنت أخى الفاضل أشرت الى عدم وجود أى كتاب فى فن من الفنون الأخرى حوى جميع علوم ذلك الفن, و أرد شيخى الفاضل من وجهين:
أولا:أن التفسير هو أشرف العلوم,و كتاب ألله هو أهم ما تصرف اليه الهمم, فلا مانع من بذل هذا المجهود الضخم لاخراج هذا السفر العظيم و ان لم يسبق الى ذلك كتاب فى فن آخر من الفنون.(1/2572)
ُثانيا:أن هناك من الكتب ما حوى جميع أو جل علوم الفن المؤلف فيه..فأعود للفتح مرة أخرى, أو المنهاج شرح صحيح مسلم للامام النووى, تجد الامامين الحافظ ابن حجرو النووى يتناولان الحديث رواية و دراية على أتم الوجوه بحيث يتعذر على من جاء بعدهما أن يضيف الجديد..فتجد الامام النووى يتناول رجال الحديث مع شيء من تراجمهم مع أقوال أئمة الجرح و التعديل, مع ذكر استدراكات الدارقطنى على صحيح مسلم فى المواضع التى يمر عليها مع ذكر الروايات الأخرى للحديث خارج الصحيح, و هذا ليس دائما لكن فى الغالب..
و تجده يناقش لغة الحديث و غريب أفاظه..
و تجده يناقش فقه الحديث بصورة عجيبة مبسطة, مع ذكر أقوال الأئمة فى المسألة..
مع تقرير قواعد أهل السنة فى العقيدة فى المواضع المتطلبة لذلك و ان جانبه الصواب رحمه ألله فى مسألة الصفات..
بالاضافة للفوائد المسنبطة من الحديث..
و هذا مجرد مثال أستاذى الفاضل..
و بالنسبة لقولك شيخنا أن الأفضل صرف الجهد و الوقت لمسائل أخرى,فلما لا تكون هذه المسائل ضمن هذا المشروع,و تضاف نتائجها الى هذا السفر..(1/2573)
و بالنسبة لمقارنة الفتح مع كتب التفسير الأخرى, فأنا أخى الفاضل لم أرد عقد مقارنة لاظهار محاسن هذا و مساوىء ذاك..و لكن أردت أن أقول أنه لا يخفى على منصف أن الفتح من حيث جمعه للفوائد و العلوم يتفوق على كتب التفسير المعروفة منفصلة..فلا تكاد تجد كتاب تفسير الا و فيه تقصير فى جانب معين..و هذا ليس لعيب أو قلة علم أئمة التفسير,و ليس لطالب علم مبتدء حقير مثلى أن يتفوه بهذا,فنعالهم فوق رؤوسنا, و لكن لأن كل منهم برع فى جانب من الجوانب..و هذا أمر طبيعى جدا..فلما لا نجمع هذه الجوانب فى سفر كبير يكون مرجع الى يوم الدين لكل من أراد مسألة فى أى فن من الفنون المتعلقة بالآية (..)..و أود أن أشير يا اخوة أن هناك كتاب لابن عقيل الحنبلى يسمى ب(الفنون) يتجاوز الثمانمائة مجلد!! و من المتأخرين هناك كتاب للشيخ الفاضل أبي اسحق الحوينى يسمى (السحب الهوامع) على ما أذكر سيخرج فى مائة مجلد باذن الله..
أرجو التعليق من الأخوة على هذا الموضوع الهام جدا..
---
الفقير الى ربه
05-18-2004, 09:55 AM
السلام عليكم و رحمة ألله..
يا اخوة...ألا يستحق هذا الموضوع أن يساهم كل منكم بصوته...فقط أريد معرفة آرائكم ثم بعد ذلك نتناقش فى التنفيذ..
أرجو الرد يا أهل القرآن..
---
عبدالرحمن الشهري
05-18-2004, 06:21 PM
مُنىً إن تكنْ حَقاً تكن أطيبَ المُنى ** وإِلا فقد عشنا بها زمناً رغداً
***
أشكر أخي الكريم (الفقير إلى ربه) - وكلنا ذلك الرجل الفقير - على حرصه وغيرته على كتاب الله.
وأشكر جميع الإخوة الذين سبقوني بالمشاركة.(1/2574)
وأتفق مع من قال بأهمية مثل هذه المعلمة القرآنية الشاملة ، والتي يراد منها الاكتفاء بها عن غيرها في التفسير ، والأمر من الناحية النظرية في غاية الوضوح. والذي يبدو لي أن مثل هذا العمل قد ورد على أذهان المتقدمين ، والطبري ممن ورد على ذهنه هذا ، وعرض على تلاميذه أن يملي عليهم تفسيراً شاملاً للقرآن يتناول فيه كل ما يتعلق بالتفسير ، غير أن همم الطلاب قد قصرت عندما ذكر لهم أنه يتوقع أن يمليه في ثلاثين ألف ورقة ، واختصره لهم كما هو مطبوع في عدد كبير من المجلدات تزيد على خمسة وعشرين مجلداً.
فالذي يعوق مثل هذا العمل على الوجه الأكمل حاجته إلى جهود مخلصة طموحة ، ودعم مادي سخي ، وهذان أمران لم يتوافرا لكثير من العلماء ، فالأمر لا يزال متوقفاً.
وأما المثل الذي ضربته بفتح الباري ، فكما تفضل الإخوة من أن فتح الباري يتناول نص الحديث وإسناده ، ويطيل في جوانب كثيرة ليس القرآن في حاجة إليها كالكلام عن الأسانيد والرجال ونحو ذلك. مما يعد من فضائل القرآن لقطعية ثبوته كما تعلم ، كما أن فتح الباري لم يقل كل شيء ، والمتخصصون لا يكتفون به في شرح البخاري وإنما يجمعون إليه غيره من الشروح لمحاولة الكمال واستغراق كل ما يتعلق بالأحاديث المشروحة.
أشكركم مرة أخرى ، وأسأل الله أن يفتح عليك وعلى جميع الإخوة الكرام للقيام بمثل هذه المشروعات العلمية الرائدة التي تضاف للبناء العلمي. ولا شك أن كثيراً من المشروعات الكبار قد بدأت بفكرة عابرة ، تحولت بعد ذلك إلى واقع ينتفع به الناس نفعاً عظيماً.
---
الفقير الى ربه
05-22-2004, 03:11 PM
أستاذنا و شيخنا عبد الرحمن..
أشهد ألله جل و علا أنى أحبك فى ألله..وةد قرأت ردك الأخير و كانت زوجتى بجانبى, و كنا فى غاية الفرحة من تاييدك لهذه الفكرة..
و قلت شيخنا أن هذا الأمر يتطلب أمرين :
1-همم عالية.
2-دعم مادى.(1/2575)
أنا يا شيخى أعلنها أنى على استعداد لدعم هذا المشروع بكل ما ييسره ألله لى من جهد و مال..و أعتقد أن جل وان لم يكن كل من قرأ هذا الموضوع ينتابه هذا الشعور..
فنرجو منكم أستاذنا التكرم بطرح تصور علمى لتوزيع الجهود لاخراج هذا المشروع,و قد ييسر ألله و يتم هذا الانجاز العظيم و ننتفع به جميعا يوم يقوم الأشهاد..
و الكل مدعو للمشاركة برأيه..
و أكرر أنى على أتم الاستعداد لدعم المشروع بكل ما ييسره ألله تعالى لى من جهد و مال..
,ووألله انى أحبكم جميعا فى الله, و أسأله سبحانه أن يجمعنا فى دار كرامته مع خير المرسلين و صحابته و التابعين لهم باحسان الى يوم الدين..
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2004, 08:24 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم وبارك فيك وفي أهلك ورزقنا وإياكم وجميع المسلمين الإخلاص في القول والعمل .
أشكرك على صدقك ، ونشهد الله على حبك في الله ونحن لم نرك ، فكيف لو رأيناك ؟! وجميع الإخوة في هذا الملتقى العلمي الذي جمعنا بأشراف الناس وساداتهم ونبلائهم.
أرجو أن يشارك الإخوة الأعضاء بما يرونه ، وسنطرح هذا الموضوع لدراسته دراسة متأنية في اجتماع هيئة الإشراف على الشبكة القادم بإذن الله ، وأسأل الله أن لا يحرمك أجر هذا العمل إن تم وإن لم يتم ، فبحسب المؤمن أن تحسن نيته ، وتصفو سريرته.
---
عبدالرحمن الشهري
10-13-2005, 08:37 PM
منذ طرح هذا الموضوع قبل مدة طويلة لم نلمس أي مشاركة تؤيد أو تعارض. ولا شك أن ضخامة العمل تقف حائلاً دون النهوض به لدى الكثير. لكن لا مانع من النقاش حوله فربما يفتح لنا باباً إلى خير كثير .
---
إكرام
10-13-2005, 08:43 PM
سبق لي طرح رأيي بهذا الموضوع .. وها أنا أرجع القول، ولو أنّ أحداً خاطب مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، فأعتقد أنّهم بهذا العمل أحرى، وستكون من حسنات المجمّع إضافة لحسنة طباعة المصحف.
---
عدنان البحيصي
03-30-2006, 03:48 PM
أخي الحبيب الفقير إلى عفو ربه(1/2576)
وأنا معك موافق، لنجعله تفسيراً حجةً تجتمع عليه الأمة ، ما المانع ؟
أقترح لنجاح العمل ما يلي :
1. أن تتألف لجنة من علماء التفسير من شتى بقاع العالم الإسلامي للإشراف على هذا العمل.
2. أن يتفرغ هؤلاء ولو تطلب الأمر أعواماً لإنجاز هذا العمل.
3. أن يأخذ من كل تفسير سابق حسناته، وأن لا يغفل أي كتاب تفسير على الإطلاق.
4. أن تضم هذه الموسوعة إجتهادات المعاصرين و أعضاء اللجنة
و نسأل الله أن يجعلنا جنوداً لخدمة دينه
شكراً لكم
---
کوثر
04-09-2006, 07:55 PM
بسم الله و بعونه
وفقكم الله في هذا العمل
أنا أود المساعدة و لكن هنا أسئلة عديدة لي:
1-ماذا ستفعلون بمكاتب التفسيرية المتعددة ؟
2-هل ستجمعون بين تفاسير الفرق و المذاهب؟
3-كيف نقدر علي أن لا نحكم عقائدنا علي الغير و نحن عصبة متشكلة من عقول كثيرة؟
و أشكرك الأخ العزيز علي طرح هذا الإقتراح و إذ تعتبروني أخ في دينكم فإني معكم مع كل جهدي
و وسعي فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها
---
مصطفى علي
04-12-2006, 08:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أنا أعمل في مجال التحقيق منذ فترة طويلة وفي خاطري عدة مشروعات ، منها مصحف أحكام التجويد الذي نجز إلا بعض المراجعات ، كما أعمل كتاب النهاية في علم التجويد
وهو كتاب أدخلت جميع الكتب المطبوعة فيه وما زلت ، كما أدخل في جميع ما أقف عليه من بحوث دقيقة حديثة من على النت بعد بحث ما يزال بدرجة جيدة .
وإن من ضمن ما منَّ به الله علي من مشاريع ، كتاب (( جامع التفاسير )) .
فقد بدأت منذ فترة فيه وقد تحدثت مع إحدى دور النشر على طباعته ، وهو كتاب كبير .(1/2577)
والخطة المبدئية التي اقترحتُها وأسير عليها هي تقريباً نفس الخطة التي هدى الله إليها العضو الفاضل (( الفقير إلى ربه )) والتي لم أقرأها إلا بالأمس على السريع ثم بتفكر اليوم صباحاً ، وقد فرحت بها كثيراً لتوافق الرغبة وطريقة التفكير والإحساس بالحاجة إلى ذلك التفسير الجامع الشامل .
والخطة المبدئية هي :
جمع كل تلك التفاسير المطبوعة حتى الآن في تفسير واحد ، آية آية ، كما يحاول إدخال ما يوقف عليه من مخطوطات لم تطبع .
مع تحقيق الأحاديث والآثار تحقيقاً علمياً مع الحكم عليها ، وذكر آراء العلماء السابقين في الحكم على الحديث وكذا المعاصرين مع النهاية في تحقيقها ، والبحث في العلل ، مع التعرض لموضوع الإسرائيليات .
كما يحقق التفاسير التي تتعارض مع بعضها البعض بحيث يضيق الخناق على الرأي البعيد ، ويظهر جلياً الرأي الصواب .
مع بحثنا ذلك من كتب الشروح والفقه والفتاوى .
وكذا الخوض في الناسخ والمنسوخ وتحقيق ذلك بحيث يظهر جلياً ما المنسوخ في ذلك من الناسخ .
مع ربط مواضيع التفسير بعضها ببعض [ هذه آية في سورة كذا تتكلم عن الكبائر ، وتلك أخرى تتكلم عن الكبائر في سورة كذا ، فنربط المواضيع ببعضها . كما سنربط بين الأمور الفقهية التي وردت في التفاسير مع قضايا الفقه في كتبها ، كما سنربط في أمر البلاغة بين ما كتب في شأن الآيات في كتب البلاغة ، مع الإشارة إلى الإعجاز العلمي وغيره من الكتب المتكلمة عن ذلك ، ثم الحديث عن الآيات التي يتعلق بها النصارى بأنها متناقضة أو ما يدعون فيها من أشياء . ثم يلي هذا المشروع ، مشروع تبعه وهو (( مختصر جامع التفاسير )) .
وطبعاً صفحات التفسير نجدها في صفحات النت والسديهات ، غير أنه مطلوب منَّا مراجعتها مراجعة دقيقة مع عدة نسخ مطبوعة ، كما سنقابل عدة أجزاء من تلك الكتب مع نظيرها من المخطوطات حتى يكون فيه توثيق ضمني لتلك التفاسير .
وعندي لجنة تُعد ذلك .(1/2578)
وفي نهاية جامع التفاسير ، وأيضاً المختصر سيعرض على هيئات علمية من ناحية التفسير ، النحو ، البلاغة ، الفقه ، الحديث ...
وهذه هي الخطة السريعة المبدئية لذلك الكتاب الذي نسأل الله أن يجعل رقابنا به خاضعة ذليلة فعسى أن يرضى به عنا . آمين
مع دعائكم لنا بالتوفيق والسداد
كما نرجو من الأخوة الكرام مزيداً من الاقتراحات
فهو كتابكم وهو بكم بإذن الله تعالى
وقد أجلت تحقيقي لشرح السنة للإمام البغوي لذلك الكتاب الكبير .
وأسأل الله العلي القدير أن يرشدني إلى الحق وأن يزقنا حسن الإنابة على ذلك .
كما أسألكم الدعاء .
منتدى أهل التحقيق والتصنيف (http://www.ahlaltahkek.com/vb/showthread.php?t=74)
---
مصطفى علي
04-12-2006, 09:30 AM
عفوا سأزيد فهارسي للجامع التفاسير بـ (( الفهرس الموضوعي للقرآن الكريم ))
أي أن المواضيع كالعقيدة ، الصلاة الزكاة ..........
كل ذلك يفهرس له على حسب المواضيع .
---
(1/2579)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأيكم لو قرأنا عشر آيات يوميا بالمنتدى وعرفنا ما فيها من العلم والعمل كهدي السلف؟
---
ما رأيكم لو قرأنا عشر آيات يوميا بالمنتدى وعرفنا ما فيها من العلم والعمل كهدي السلف؟
---
أخوكم
10-13-2003, 07:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليت لنا مجلسا كل يوم توضع فيه عشر آيات يتم تفسيرها والتعليق عليها من قبل الأعضاء نختم القرآن خلالها .
وإن استدعى الأمر المكث لأعوام إن شاء الله .
لن أتطرق للتفاصيل فربما تكون الصورة ناقصة عندي ، فما أنا هنا إلا طالبا رأيكم لتقليب جوانب الموضوع من جميع جهاته .
---
om salman
10-14-2003, 04:20 AM
asslamoalikum wa rahmatullahi wa barakatuh.
i agree very much about the idea especially when we are close to n ramadan and inshallah to continue after ramada
'ela ma shaa allah"
let's start with the first 10 verses" of surat albaquarah.
i will try soon to use an arabic windows but i hope to be patient with me inshallah
."
---
أخوكم
10-18-2003, 08:53 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت أم سلمان
جزاك الله كل خير على حفاوتك وترحيبك بالفكرة .
أما مسألة البدء في رمضان فلا أدري عن مدى مناسبتها لكثير من الإخوة هنا ، خاصة والكثير منهم قد يترك النت خلال هذا الشهر المبارك للتفرغ للعبادة
ولذا فلا بأس إن شاء الله أن نبدأ بعد رمضان
وبالنسبة للبدء من سورة البقرة فلا أدري أهو أنسب أم البدء بقصار السور من المفصل والتي كثيرا ما يسمعها الناس في الصلوات فيكون مناسبا أن نفسرها حتى يعلم الجميع معانيها فيعينهم ذلك على تدبرها إذا سمعوها من أئمتهم في الصلاة
ونسأل الله أن يعينك على تغيير الكتابة إلى اللغة العربية وبارك الله فيك .
---(1/2580)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمِّل : ( تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن ) 33 مجلد
---
حمِّل : ( تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن ) 33 مجلد
---
أبو العالية
03-04-2007, 09:56 AM
الحمد لله ، وبعد ..
تفضل وحمِّل : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن -
لمؤلِّفه محمد الأمين بن عبد الله الأرمي العلوي الهرري الشافعي - 33 مجلد
من هنا لو تكرمت (http://www.archive.org/details/hdaik_rawh_rehan)
ولا تحرمونا صالح دعواتكم
---
(1/2581)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كتاب " حرمة المسلم على المسلم " مجاناً لكل مسلم
---
كتاب " حرمة المسلم على المسلم " مجاناً لكل مسلم
---
ماهر الفحل
01-15-2006, 09:13 PM
في المرفق كتاب " حرمة المسلم على المسلم " قد ألفته لما رأيت حاجته الماسة في هذه السنين الصعبة ، وقد سلمته للمطبعة في بغداد ؛ ليطبع منه 10000 نسخة وسيوزع مجاناً إن شاء الله تعالى في بلدنا الجريح ، وأنا إذ أضع الكتاب في هذا الملتقى المبارك ، فإنا أجعله وقفاً لله تعالى ، وقد أذنت لكل مسلم في الاستفادة من الكتاب أو طبعه أو الاقتباس منه ، ولا أريد بذلك إلا الأجر والنية الصالحة .
وكنت قد صنعت لكتاب " رياض الصالحين " مثل ذلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38264
وهو مضغوط ومرتب على هذا الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=3&book=2281
ولجامع العلوم والحكم أيضاً
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67804
وأطلب من الأخوة نشر هذه الكتب ولو على الشبكة حتى يعم النفع ، والله من وراء القصد
د . ماهر ياسين الفحل
الرمادي الصابرة
maher_fahl@hotmail.com
---
أحمد البريدي
01-15-2006, 09:22 PM
الدكتور ماهر :
شكر الله لكم , وكثر في الأمة من أمثالكم , وأعاد الله لبلادكم الأمن والإيمان .
---
ابن الجزيرة
01-16-2006, 02:51 PM
بارك الله فيك يادكتور ماهر على هذا الاختيار الموفق, ونسأل الله أن ينفس عن إخواننا في العراق, ويجمع كلمتهم على الحق؛ إنه سميع مجيب .
---
ماهر الفحل
01-16-2006, 02:58 PM
وبارك الله فيكما وشكر سعيكما ، وأسأله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
---
مرهف
01-17-2006, 06:51 PM(1/2582)
كلما قرأت من كتبكم أيقنت أن الأمة يكثر خيرها في الأزمات على يد المخلصين من أبنائها وبلادكم وأنتم في قلوبنا والدعء لكم لا يفتر نسأل الله الفرج لكم وللمسلمين
---
ماهر الفحل
01-25-2006, 02:54 PM
أخي مرهف
السلام عليكم
أشكرك على هذه الكلمات الرائعة ، والمشاعر الطيبة ، وأسأل الله أن ينفع بكم وبعلمكم
---
ماهر الفحل
02-11-2006, 03:14 PM
تنسيق جديد للكتاب من مطبعة الخنساء في بغداد
---
طارق
02-13-2006, 12:19 AM
الأخ الفاضل الدكتور ماهر
تقبل الله منك عملك هذا وجعله في موازين حسناتك
ورفع عنا وعنكم الظلم والبغي والعدوان
إنه سميع قريب مجيب[i]
---
ماهر الفحل
02-17-2006, 05:38 PM
بارك الله فيك أخي طارق
أسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
---
أبو محمد الظاهرى
03-02-2006, 08:09 PM
بارك الله فيك يادكتور ماهر , ونسأل الله أن ينفس عن إخواننا في العراق كربهم , ويجمع كلمتهم على الحق؛ إنه سميع مجيب .
---
أبو محمد الظاهرى
03-02-2006, 08:22 PM
هناك سؤال سيدى الدكتور ماهر....هل تعرف الدكتور وميض العمرى وهو عراقى من الموصل صاحب كتاب (تنبيه الباحث إلى الحكم بالنص بالحوادث) ...حيث لم أجد له أى موقع أو مقالات على الشبكة...أو حنى لو تعرف عنوانه العادى اذكره من فضلك
وجزاكم الله خيرا
---
ماهر الفحل
03-03-2006, 05:34 PM
بارك الله فيك أيضاً أخي أبا محمد وجزاك الله خير الجزاء ونفع بك .
الحقيقة أني لا أعرف الفاضل المذكور
وجزاك الله خيراً
---
ماهر الفحل
12-06-2006, 07:13 AM
وتحول الكتاب إلى كتاب أليكتروني بارك الله في جهود الأخ عادل محمد (http://http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6859&highlight=%E3%C7%E5%D1)
---
(1/2583)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب ثاني، لعنوان الدكتور شرشال
---
طلب ثاني، لعنوان الدكتور شرشال
---
الحميري
04-23-2005, 10:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قديما قد طلبت عنوان الدكتور/ شرشال، لأني من المهتمين برسم المصحف، وبعد الآي، وأقوم بالإقراء وتدريس هاتين المادتين في مركز الإمام الشاطبي.
أنا الآن أقوم بوضع: معجم للرسم العثماني.
وقد أنهيت فهرسة كتاب: مختصر التبيين كاملا.
وأنا الآن أقوم بإضافة كتاب: المقنع لأبي عمرو الداني،
وقد أنهيت تحقيق كتاب: حسن المدد في معرفة فن العدد للجعبري، وأخذت به رسالة الماجستير.
وأنهيت أيضا تحقيق كتاب: الفضل بن شاذان في عد الآي، الذي ذكره الشاطبي في: ناظمة الزهر.
لا زلت أكرر رغبتي في الحصول على عنوان صندوق البريدي للدكتور، للأهمية.
وجزاكم الله خيرا.
---
مساعد الطيار
04-23-2005, 12:33 PM
يمكن مراسلة الأخ أبو تيمية من أعضاء الملتقى ، فله به صلة وثيقة جدًّا ، وأسأل الله أن يوفقك فيما بدأت ، وأن نرى عملك هذا ونستفيد منه ، ولي إليك طلب ، وهو إن كان بمقدورك أن تتحفنا فيما ذكر في مختصر التبيين مما رُسِم بوجه واحدٍ ، والقراءة فيه متعددة ، فأنا بحاجة إلى أمثلة ، ولعلك وقفت عليها من خلال استقرائك ، فإني قد وجدت الألفاظ الآتية ( الصراط ، لأهب ، بضنين ) .
---
الحميري
04-26-2005, 10:18 AM
فضيلة الدكتور/ مساعد الطيار، حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/2584)
حينما استعرضت كتاب مختصر التنزيل لجمع كلماته التي تحدث عنها في المعجم، لم أنتبه لمثل هذه القضية، ولكن هناك كلمت أخرى، ويدخل فيها ما حذف من الألف مثل (يخادعون) الموضع الثاني من سورة البقرة، فإنه قرئ بألف وبغيرها، ومثله (ينشركم) قرئت (يسيركم)،ومثل (فتثبتوا) قرئت (فتبينوا) ولا يقال قد اختلفت في النقط، فإنهم -بإجماع- حين كتبوا المصاحف لم ينقطوها لا شكل ولا إعجام.
وأما على الشرط الذي مثلت له، فمن مثل قوله (يتسنه) البقرة: 259، و(اقتده) الانعام: 90، (ماليه) الحاقة: 28 و(سلطانيه) الحاقة: 29، و(ما هيه) القارعة: 10، و(كتابيه) الحاقة: 25، و(حسابيه) الحاقة: 26، فقد قرأها بعضهم بحذف الهاء في الوصل، ولا خلاف بينهم إذا وقفوا.
وأيضا قوله سبحانه (ننجي) في الأنبياء: 88 وفي سورة يوسف (فنجي) يوسف: 110، فإنه مرسوم بنون واحدة إجماعا، وقرأه بعضهم بنونين.
ومنه قوله تعالى (أقتت) المرسلات: 11 رسم بالألف في جميع المصاحف، وقرئ: (وقتت)
وأيضا قوله: (الرسولا) الأحزاب: 66 و(الظنونا) :10 و(السبيلا) :67 رسمت بالألف في آخرها، وقرأها بعضهم، بحذف الألف وقفا ووصلا.
وقد قرأ بعض القراء بما يخالف مصحف بلده، من مثل قراءة حفص: (عملته) يس: 35، فقد قرأه بالهاء، وهو في مصاحف الكوفة (عملت) بغير هاء.
وأيضا فقد قرأ (وفيها ما تشتهيه) الزخرف: 71 ، وهي في مصحف الكوفة: (تشتهي).
هذا ما استطعت تلخيصه في هذه العجالة،
وأرجوا المعذرة لعدم الردود سريعا لأني لا آتي الموقع ولا الإنترنت كثيرا.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وهو حسبي ونعم الوكيل.
(ملاحظة للموقع، لماذا تظهر الأرقام بهذه الصورة، مع أن أرقامنا المعروفة أحسن)
---
الحميري
04-26-2005, 10:21 AM
نبهت على الأرقام سابقا، والعراك القائم طويل عريض، والصحيح أن أرقامنا المعروفة هي التاريخية العربية، وتلك عربية ولكن متأخرة.(1/2585)
الملاحظة الثانية: في (أيقونة): (اعتمد الرد) كتبت بهمزة قطع، وهي همزة وصل.
وجزاكم الله خيرا،
وأثابكم وسدد على طريق الحق خطاكم
---
عبدالرحمن الشهري
04-26-2005, 10:34 AM
جزاكم الله خيراً أخي الحميري على مشاركاتكم القيمة ، وملاحظاتكم كذلك.
بالنسبة لهمزة الوصل فقد أُصلحت وفقك الله. وأما الأرقام فهي تظهر بحسب جهازك أنت ، إن اخترت الترقيم العربي ظهرت كالأرقام التي يستخدمها الانجليز الآن ويكتب بها أهل الغرب الإسلامي إلى الآن ، وإن اخترت الهندية ظهرت كأرقامنا التي نكتب بها في المشرق.
---
أثرية
04-27-2005, 07:30 PM
السلام عليكم
إذا تمكنتم من الحصول على عنوانه ورقم هاتفه أرجو أن ترسلوه لي مشكورين
---
مساعد الطيار
04-29-2005, 11:16 PM
أخي الحميري
أشكر لكم تجاوبكم ، وسأفيد مما ذكرتم إن شاء الله ، وإنَّ في الرسم مسائل ممتعة ، وطرائف نادرة ، لكننا ـ والله المستعان ـ نجهل هذه العلوم ، ولا نعرف منها إلا رسمها ، فانظر في شرق العالم الإسلامي وغربه من له خِبرةٌ تحقيقية في مثل هذا العلم ، أظنُّ ـ وأرجو أن يخيب ظني ـ أنهم قليل .
---
أحمد بن فارس السلوم
04-30-2005, 02:49 PM
أخي الشيخ مساعد - حفظك الله ورعاك - هلا نظرت في كتاب أستاذنا الشيخ محمد محمد محمد سالم محيسن المسمى ( الفتح الرباني في العلاقة بين القراءات والرسم العثماني ) وهو مطبوع، أظن أنك ستجد بغيتك بإذن الله .
---
أحمد بن فارس السلوم
04-30-2005, 02:54 PM
الأخ الحميري ،،
أرسلت لك رسالة فيها ما يوصلك إلى الشيخ شرشال، وإذا اتصلت به فأبلغه سلامنا والله يحفظك .
---
(1/2586)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار لمن لديه معرفة بتفسير التحرير والتنوير لابن عاشور ؟
---
استفسار لمن لديه معرفة بتفسير التحرير والتنوير لابن عاشور ؟
---
أبو حاتم
02-17-2004, 12:36 AM
هل توجد مادة علمية في أصول الفقه تستحق الجمع والدراسة في تفسير الطاهر
ابن عاشور أم لا ؟
دمتم في رعاية الله ..
---
عبد الله الخضيري
02-20-2004, 09:09 PM
السلام عليكم
بالإمكان توجيه الاستفسار للدكتور عبد الله الريس
الأستاذ في جامعة الملك سعود بالرياض فرسالته العلمية كانت عن هذا الكتاب
أو توصية أحد الزملاء بالرياض لتوجيهه
دمت موفقاً
عبد الله
---
(1/2587)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مع ثلاث آيات من سورة الكهف
---
مع ثلاث آيات من سورة الكهف
---
بكر أبو الروس
03-14-2004, 06:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد.....
فمن المعلوم أن القرآن الكريم دقيق في اختيار مفرداته واستعمال مصطلحاته،
ولقد أوجب الله على المسلمين تدبر كتابه وتكرار النظر فيه قال الله تعالى: ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ).
وإن المؤمن عندما يحسن تدبر القرآن والتعامل معه يقف على زاد عظيم من معانيه ودلالاته وإيحاءاته.
والآن مع آيات ثلاث من سورة الكهف. الآيات رقم: ( 79- 81- 82 ) حملت كل آية صيغة خاصة لكلمة ( الإرادة )
·ففي الآية رقم 79 وردت الصيغة { أردت }، وفي الآية رقم 81( أردنا ) وفي الآية 82( أراد ربك )
فهيا بنا نمعن الفكر وندقق النظر في أسرار هذه الألفاظ الثلاث حتى نقف على لطائف عجيبة ومعاني كريمة
ففي الآية 79والتي ورد فيها ( أردت ) والخاصة بخرق السفينة أوحى الله إلى العبد الصالح أن يخرق السفينة...
وخرق السفينة عمل باشره بنفسه عمل أنجى الله به السفينة وحفظها لأهلها، فكلمة ( أردت ) أن أعيبها
تعني هنا:المشيئة البشرية التي تنفذ مشيئة الله وإرادته فهي تعبر عن انصياع إرادة العبد الصالح لإرادة الله،
فمعنى أردت هنا: قصدت بعد أن عهد الله سبحانه وتعالى للعبد الصالح بأن يقوم بالعمل كله بنفسه تنفيذا
لقضاء الله وقدره.
·وأما الآية 81 والتي ورد فيها ( أرنا ) والخاصة بحادثة الغلام فالأمر هنا مختلف فالله أوحى للعبد الصالح بحقيقة
الغلام وحقيقة أبويه وأنهما مؤمنان وأن الغلام حين يشب إلى مسؤولية التكليف سيكون كافرا
فقال الله تعالى: ( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ) ، وما كان للعبد الصالح أن يعلم ذلك لولا أن أعلمه الله(1/2588)
فتحركت عاطفة الإيمان الصادقة عند العبد الصالح فخشي أن يرهق هذا الغلام أبويه طغيانا وكفرا إذا شب
وبلغ سن التكليف الشرعي فجاء التعبير بصيغة الجمع – فخشينا – وكأن العبد الصالح يتحدث بلسان
المؤمنين الصادقين عامة ليعبروا عن هذه الحقيقة أي: قصدنا ودعونا الله – فخشينا –وأردنا.
·وأما الآية 82 والتي ورد فيها ( فأراد ربك ) فلأن القضية تتعلق التي تتعلق بها الإرادة هنا
هي:( أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما )
وهذه القضية تتعلق بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله ولا يستطيع أحد من البشر أن يتخل في هذه الإرادة،
فـ (( أراد ربك )) هنا تعني إرادة الله وحده وقضاؤه وقدره ومشيئته النافذة وحكمته البالغة............
والله تعالى أعلم.
بكر أبو الروس
---
أخوكم
03-15-2004, 07:45 AM
جزاك الله خيرا
وقد ذكر أحد المتخصصين في علم التفسير كلاما كهذا منذ كذا شهر في درسه الأسبوعي
وبما أنكما متفقان عليه فيبدو أن هناك من أشار إليه من قبل
---
داود عيسى
03-16-2004, 04:24 PM
بارك الله فيك يا أخي بكر ابو الروس على هذا التدبر
وأسأل الله أن يجزيك عنا كل خير.
---
(1/2589)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فائدة في: الاستشهاد بكلام المُتقدِّمين والمُوَلَّدين
---
فائدة في: الاستشهاد بكلام المُتقدِّمين والمُوَلَّدين
---
أبو بيان
06-04-2005, 12:09 PM
قال ابن رُشيق في العمدة (ص:236):
(قال أبو الفتح عثمان بن جِنّي:
" الموَلَّدُون يُستَشهَدُ بهم في المعاني,
كما يُستَشهَدُ بالقُدماء في الألفاظ ",
والذي ذكره أبو الفتح صحيحٌ بَيِّن).
---
(1/2590)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مبارك للدكتور الحبيب عبد الرحيم الشريف
---
مبارك للدكتور الحبيب عبد الرحيم الشريف
---
أحمد الطعان
08-27-2006, 07:11 PM
ألف ألف ألف مبارك
لقد تمت المناقشة يوم السبت الساعة العاشرة 26 / 8 / 2006 وحصل أخونا الكريم عبد الرحيم على الدكتوراه بعد مناقشة حامية الوطيس .. في موضوعه // القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية // ونرجو له مستقبلاً حافلاً بالعطاء والثراء في خدمة دينه أمته ...
---
أبومجاهدالعبيدي
08-27-2006, 10:26 PM
مبارك للأخ عبدالرحيم ، ونسأل الله له التوفيق والسداد .
---
أحمد البريدي
08-28-2006, 12:02 AM
أبارك لأخي الكريم الدكتور عبد الرحيم , واسأل الله له الإعانة والتوفيق في مشواره العلمي , ولعله يتحفنا بخلاصة رسالته هنا .
---
مساعد الطيار
08-28-2006, 06:26 AM
مبارك للدكتور عبد الرحيم ، وأسأل الله أن يجعلها عونًا له على طاعته ، وان يوفقه لإفادة أمته ، وأن تكون بداية المشوار لمستقبل مشرق .
---
عبدالرحمن الشهري
08-28-2006, 02:32 PM
بارك الله لكم أخي الكريم عبدالرحيم وجعلها الله عوناً لكم على طاعة الله .
---
ابن الجزيرة
08-28-2006, 05:02 PM
مبارك للأخ عبد الرحيم ونسأل الله أن تكون عوناً له على طاعته , ونسأل الله له دوام الخير في الدين والدنيا .
---
الديبو
08-28-2006, 11:04 PM
أجمل التهاني للأخ عبد الرحيم بمناقشة رسالته للدكتوراه ، وأعانه الله تعالى في جهوده المستقبلية في خدمة القرآن والدفاع عنه، وجعله جنديا من جنود الإيمان .
د.ابراهيم الديبو
---
جمال أبو حسان
09-04-2006, 12:19 PM
مبارك يا اخ عبد الرحيم واسال الله تعالى ان ينفعك وينفع بك
---
مرهف
09-04-2006, 06:24 PM(1/2591)
أضم صوتي للمباركة وأسأل الله أن يجعل هذه الرسالة حجة لأخينا عبد الرحيم يوم القيامة ونسأل الله له دوام طلب العلم.
---
نورة
09-05-2006, 12:32 AM
أَسْعَدَنَا نَبَأُ الْمَوْهِبَةِ الْمُتَجَدِّدَةِ لَدَيْكُمْ ، وَالنِّعْمَةِ الُْمُسْبَغَةِ عَلَيْكُمْ
فَهَنِيئَاً لَكُمْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الْمَنِيفَةِ ، وَالرُّتْبَةِ الشَّرِيفَةِ
وَلْتَكُنْ مَدْرَجَةً تَرْتَقِي مِنْهَا إِلَى مَدَارِجَ ، وَمَعْرَجَةً تَرْتَفِعُ فِيهَا إِلَى مَعَارِجَ
وَاللهُ تَعَالَى يَزِيدُكُمْ عُلُوَّاً ، وَيُضَاعِفُ مَحَلَّكُمْ سُمُوَّاً ، ويَنْفَعُ بِكُمْ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ .
إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .
---
د.عبد الله الجيوسي
09-06-2006, 01:55 PM
نبارك للاخ الدكتور عبد الرحيم، ونسأل الله تعالى ان يعلي مكانه عنده، وآمل من الاخ الدكتور ان يدلنا على طريقة الحصول على نسخة منها
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:19 PM
أسأل الله العظيم أن يتم نعمه عليكم ويزيدكم حرصاً وعملاً لهذا الدين ....
---
(1/2592)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > قائمة بهواتف بعض المكتبات التجارية
---
قائمة بهواتف بعض المكتبات التجارية
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2003, 01:01 PM
كنت قد جمعت أرقام بعض المكتبات التجارية والعامة في الرياض وخارجها وبعض المكتبات خارج السعودية.
فأحببت أن يستفيد منها الأعضاء الكرام وفقهم الله عند البحث عن كتاب لدى أيٍ من تلك المكتبات.
---
مداد
05-24-2003, 10:53 PM
جزاك الله خيرًا.
---
خالد الشبل
04-25-2004, 02:25 PM
الحاجة لمعرفة أرقام المكتبات ماسة ، ولا سيما لمتابعي ثمرات الكتب ، وأشكر أخانا الكريم أبا عبد الله على جهده ، ومما لا شك فيه أن هذا المنتدى يضم أعضاءً كثيرين من مدن مختلفة بل من دول شتى ، فما رأيكم لو اجتهد بعض الأعضاء في تمثيل جهتهم ، وأمدنا بأرقام المكتبات القاطنة فيها ، مع التنوية - إن أمكن - بوصف لنشاط المكتبة والفن الذي تهتم به .
أيضا دليل الهاتف يرشد كثيرًا ، وثَم بعض أدلة الهواتف :
الدليل التجاري السعودي (http://212.118.128.95/edas/arabic/ar_official.html)
الدليل المصري (http://www.140online.com/Telephone_Dir/residential_ar.aspx)
---
(1/2593)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الوقف والابتداء وأهميته في المعنى
---
الوقف والابتداء وأهميته في المعنى
---
أبوأحمدعبدالمقصود
01-30-2007, 06:15 PM
سمعت أحد المشايخ يجيز هذه القراءة ويشجع عليها يقول أنا أحب القراءة التفسيرية مثل قول الله : وما أدرك ماهى ؟ هى نار حامية لاحظ أن الشيخ أعاد لفظة هى مرة أخرى ومثله قوله تعالى : وما أدراك ماالحطمة ؟ الحطمة نار الله الموقدة بإعادة لفظة الحطمة
وجهة نظري
أن هذه القراءة تخالف لغة العرب لأن العربي يحب الإيجاز( والايجاز لغة كتاب الله( فإذا قلت من بالباب؟ قال المسئول:( محمد( ولم يقل أنا محمد بالباب فيكون قاريء الآية بالقراءة السابقة قد أضاف للقران ما ليس فيه حتى وان كان مقدرا فعلى سبيل المثال إعراب كلمة نار خبر لمبتدأ محذوف وفي هذه القراءة جاء بالمبتدأ المحذوف فجعله معلوما وهذا أيضا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم لأن من سنته الوقوف على رؤوس الآيات وعلى هذا الشكل سار مجموعة من القراء فلقد سمعت أحدهم يقراء قوله تعالى ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء (بهذه الطريقة ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء (يقف) ثم يكمل(على استحياء قالت ) فالحياء صفة للمشية وهي صفة عظيمة لنساء ذلك العصر وليست صفة لكلام المرآة وبين المعنيين بون شاسع والله تعالى اعلم0000000أرجو التعليق
---
أبوأحمدعبدالمقصود
02-14-2007, 01:17 AM
أرجو منكم التعليق على ماسبق من باب النصيحة لكتاب الله
---
(1/2594)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مرويات السلف في التفسير: هل من متعاونين لطبع ونشر المشروع ؟
---
مرويات السلف في التفسير: هل من متعاونين لطبع ونشر المشروع ؟
---
أحمد بزوي الضاوي
08-12-2006, 04:54 PM
منذ حوالي خمسة عشر سنة ونحن نشتغل على موضوع مرويات السلف في التفسير، وقد عملنا على إعداد فهارس خاص بالصحابة و التابعين وأتباع التابعين ، واستخراج مروياتهم من أمهات كتب التفسير المعتمدة، وكتب الحديث، وقد تمكنا بحمد الله من الانتهاء من هذا المشروع، وهو جاهز للطبع و النشر، فهل من متعاون لإخراج موسوعة مرويات السلف في التفسير إلى حيز الوجود، وإغناء المكتبة التفسيرية بتفاسير السلف .
---
(1/2595)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > متن الدرة المضية
---
متن الدرة المضية
---
شريف بن أحمد مجدي
07-01-2004, 07:04 PM
هذه نسخة رائعة من متن الدرة المضية في القراءات الثلاث المتممة للعشر المرضية للإمام شمس الدين محمد بن الجزري ونسأل الله العلي القدير أن يعلمنا ماينفعنا وينفعنا بما علمنا إنه تعالي ولي ذلك والقادر عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل.
- حمل القراءة الصوتية للمتن بصوت الشيخ مشاري العفاسي من علي الرابطة الآتية:-
http://www.alafasy.com/audio/durra/
---
(1/2596)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > استفسار عن مخطوطة الكامل في القراءات الخمسين للهذلي
---
استفسار عن مخطوطة الكامل في القراءات الخمسين للهذلي
---
خلف الجبوري
02-21-2006, 10:45 PM
أين توجد مخطوطة ( الكامل في القراءات للهذلي ) مع رقمها في المكتبة
خلف الجبوري
---
عبدالرحمن الشهري
03-01-2006, 01:58 PM
الاسم : الكامل في القراءات الخمسين .
المؤلف : يوسف بن علي بن جباره, الهذلي (ت465هـ)
نسخه المخطوطة :
1- مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية - السعودية . رقم الحفظ (0405-ف) .
2- نسخة أخرى برقم (1197-1-ف) .
3- مركز البحث العلمي واحياء التراث الاسلامي - جامعة أم القرى بمكة المكرمة - رقم الحفظ (640 (عن الازهريه 200)) .
4- مكتبه المصغرات الفيلميه بقسم المخطوطات بالجامعه الاسلاميه - المدينة النبوية - رقم الحفظ (656) .
هذا ما لقيته في قاعدة (خزانة التراث) التي أصدرها مركز الملك فيصل عام 1427هـ . وأتوقع أن يكون له نسخ أخرى في المكتبات غير هذه النسخ.
---
السائح
03-01-2006, 07:19 PM
جزاك الله خيرا أبا عبد الله ، لقد أجدتَ وأفدتَ ، وأودُّ أن أنبّه إلى أن القاري محمد بن موسى بن نصر قد اعتنى بهذا الكتاب ، والذي أذكره أنه تقدّم به أطروحة إلى إحدى الجامعات ، والله أعلم .
---
خلف الجبوري
03-02-2006, 10:45 AM
جزاك الله خيراً أخي أبا عبد الله .
لقد بحثت عنه كثيراً ، ووجدت في وقت سابق في قائمة المصادر والمراجع لأحد المؤلفات اسم هذا الكتاب ، وذكر أنه في مكتبة الجامع الأزهر دون ذكر رقمه . ومرة كلفت أحد أصحابي عند سفره إلى مصر ، فلم يعثر له على اسم في سجلات المكتبة .
وشكراً أيضاً للأخ السائح على هذه المعلومات القيمة .
---
الجنيدالله
03-07-2006, 01:13 AM
السلام عليكم
يعمل الاخ الشيخ أيمن سويد على تحقيقه(1/2597)
والكتاب له نسختان فقط معروفة
اولاهما كتبت سنة 514 هـ وتقع في 250 لوحة مكبرة
والثانية نسخت عنها نسخها الشيخ عامر عثمان رحمه الله
وكلا النسختين لهما ميكروفيلم في مركز الملك فيصل وارقامهما 405ف و 1197/1 ف
---
عبدالرحمن الشهري
03-07-2006, 12:20 PM
بارك الله فيكم أخي الجنيدالله على هذه المعلومات . ونرجو أن نرى الكتاب مطبوعاً في وقت قريب .
---
الجكني
04-07-2006, 10:28 PM
مع احترامي لجميع أصحاب عذه المعلومات فإنه لايوجد للكامل إلانسخة واحدة فريدةوجميع النسخ الأخرى إنما هي (مصورة) منها ،وأما أن الشيخ أيمن يشتغل على تحقيقها فهذا يحتاج إلى مزيد من التثبت ،والذى أضيفه هناهو أن الباحث عبد الحفيظ محمد نور يشتغل عاى بحث بعنوان منهج الهذلى فىكاتبه الكامل فى جامعة أم القرى
---
أبو الجود
04-07-2006, 11:53 PM
الكامل سيخرج إن شاء الله في خلال أشهر من الآن في ثلاث مجلدات ، والكتاب ليس له إلا نسخة واحدة مأخوذه من المكتبة الأزهرية ، وقد عمل عليه أحد علماء الأزهر ، وقد كانت صعوبته بالنسبة لي في تراجم الكتاب ، والكتاب ناقص الأول ، وناسخه الواضح أنه لا يعرف ما يكتب فأخطائه لا تعد و لاتحصى في الأسماء والتراجم ، والتحقيق فيه صعب جدا جدا ولكن في النهاية أسأل الله أن أكون قد استطعت قراءة النص كما أراده مؤلفه وقريبا جدا سأضع الكامل وورد في مكتبة الملتقى و الله الموفق
---
الجنيدالله
04-08-2006, 02:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الاخ السالم لم يقل احد هنا ان للكتاب نسخا؟؟ (( مع احترامي لجميع أصحاب عذه المعلومات فإنه لايوجد للكامل إلانسخة واحدة فريدةوجميع النسخ الأخرى إنما هي (مصورة) منها ))
لو انك قرات بتمعن لوجدت اني ذكرت في تعقيبي حفظك الله ان الشيخ عامر رحمه الله نسخ نسخته من النسخة الازهرية
(( والكتاب له نسختان فقط معروفة
اولاهما كتبت سنة 514 هـ وتقع في 250 لوحة مكبرة(1/2598)
والثانية نسخت عنها نسخها الشيخ عامر عثمان رحمه الله ))
اما عن عمل الشيخ ايمن فانا اخبرك بما سمعت منه شخصيا ولا اظن اني احتاج الى ان اكتب شيئا اجهله او اتخرصه
---
الجكني
04-08-2006, 06:18 PM
أخى العزيز عاصم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد عبارتك ياشيخ (والكتاب له نسختان فقط معروفة )ثم قلت :أولاهما والثانية ) وهذا عند المهتمين بالمخطوطات معناه وجود نسختين مختلفتين ، أما إذا كانت إحدى النسختين منسوخة من الأخرى فيعبرونعن ذلك بعبارة (مصورة)هذا ما أعرفه ونبهت عليه أما عن عمل الشيخ أيمن فأرجو سؤاله مرة أخرى والله يحفظكم
---
الجنيدالله
04-09-2006, 06:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم اعرف كيف توصف المخطوطات
ونسخة الشيخ عامر منسوخة وليست مصورة نسخها الشيخ بخطه رحمه الله
ويعبر عن ذلك بنسخ الا ان كنت ترى ان عمل اليد يسمى تصويرا؟
---
الجكني
04-09-2006, 08:16 PM
وعليكم السلام أخى العزيز الموضوع ليس معرفتى أو معرفتكم لوصف المخطوطات ،الموضوع هو استخدام مصطلح متعارف عليه فى غير محله ، أما الكتابة باليد تسمى تصويرافأقول نعم وهل الكتابة إلا تصويرا للمعانى الذهنية
---
الجنيدالله
04-09-2006, 10:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخرجت الامر اخي الكريم عن حد وصف المخطوطات
قولك (( أما الكتابة باليد تسمى تصويرا فأقول نعم وهل الكتابة إلا تصويرا للمعانى الذهنية ))
هذا في التاليف اما النسخ فواضح اخي الكريم وهل يصور الناسخ معنى ذهنيا ؟
عموما وفقت للخير استفدت منك ان النسخ هو تصوير للمعاني الذهنية زادك الله علما وفهما ونفعنا بك
---
الجكني
04-10-2006, 06:16 AM
عبارتى الكتابة تصوير ولم أقل النسخ تصوير وشتان ماهما أما دعاؤك يا أخى فلك مثله والله يحفظنا وإياك
---
الجنيدالله
04-10-2006, 12:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه عبارتك اخي الكريم وليست عبارتي فراجع(1/2599)
(( أما إذا كانت إحدى النسختين منسوخة من الأخرى فيعبرون عن ذلك بعبارة (مصورة)هذا ما أعرفه ))
واذكرك مرارا اني قلت ان الشيخ عامر رحمه الله نسخ المخطوط بيده
عموما زادك الله رفعة ومكانة ووفقك للخير
والامر لا يستحق مني ومنك الاخذ والرد اثابك الله
نسال الله ان يدلنا للحق ويرشدنا
اخي وقتنا ومالنا وجهدنا نوفره لامور اهم ان شاء الله ونفعني الله بك والمسلمين
اخوك الاصغر عاصم
---
الجكني
04-11-2006, 01:08 AM
ما أمرت إلا بخير جزاك الله خيراً ،ولكن ماذا عن روضة المعدل حفظك الله
---
أبو فاطمة الأزهري
04-21-2006, 02:51 PM
كتاب الكامل في القراءات الخمسين للهذلي بدأ تحقيقه جماعة من الباحثين بكلية القرآن للقراءات وعلومها بكلية القرآن الكريم بطنطا جامعة الأزهر
---
د.عبدالرحمن الصالح
04-28-2006, 10:38 PM
الإخوة الكرام:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إنّ نِعَم اللهِ تعالى علينا لا تُعدُّ ولا تحصى ، ومِن نِعمه علينا في علْم القِراءات أنْ وصل إلينا كِتاب الكامل للهُذلي كامِلا إلا صفحتين من مقدمته.
وكُنت قد سمعتُ أنّ مركز جمعة الماجد بدُبي فيه نُسخةٌ مصوَّرة فذهبت للاطلاع عليها فأخبرني موظَّف المكتبةِ أنها غير موجودة. ثم علِمت أنَّ باحِثاً اسمه عمار الددو يعمل على تحقيقها، وأنه على وشْك الانتهاء ِ من ذلك.
---
الجكني
04-28-2006, 11:34 PM
الباحث المذكور هو د/عمار أمين الددو نزل له كتاب (المستنير )لابن سواردراسة وتحقيقاً وهو إلى هذا اليوم الجمعة 30/3/1427موجود يباع فى مكتبة أبى دجانة فى معرض الكتاب فى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والكتاب من منشورات دار البحوث للدراسات الإسلامية -دبى ،
---
د.عبدالرحمن الصالح
04-29-2006, 09:11 AM
الأخ أبا الجود متى تتوقعون صدور الكتاب بإذن الله؟
نحن بانتظاره بفارغ الصبر. ومتى ستضعونه في المُلتقى ؟(1/2600)
فبصدوره وصدور كتاب أبي الفضل الخُزاعي سيكون بعون الله تعالى كتابان مهمان جدا في علم القراءة وتاريخ القرآن في أيدي الدارسين. وفق الله خادمي كتابه ومن سخّرهم لِحفظه. وجزاهم كلّ خير
---
د. أحمد محمد القضاة
04-30-2006, 12:35 AM
السلام عليكم
إضافة إلى ماذكره الإخوة الفضلاء:
قام د. مصطفى عدنان الدليمي ود. عمار أمين الددو بتحقيق كتاب العدد, وهو أحد الكتب التي اشتمل عليها كتاب: الكامل في القراءات الخمسين, وقد رأيت نسخة الكتاب (كتاب العدد) مصفوفة ومراجعة بصورة نهائية لتقدم إلى المطبعة, رأيتها بيد الدكتور مصطفى عدنان الدليمي, وأخبرني بأنه سيدفعه إلى المطبعة في أقرب وقت.
بارك الله الجهود الرائعة في خدمة هذا العلم الشريف.
---
د. عمر حمدان
05-23-2006, 06:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !
لقد علمتُ في الآونة الأخيرة أنّ كتاب الكامل في القراءات الخمسين للإمام الهذليّ (ت465هـ) أو جزءًا منه قد حُقّق أو على وشك التمام منه وأنّ العديد من الباحثين ما زال قائمًا على تحقيقه ونشره .
من جملة هؤلاء العاملين الدكتور عمر يوسف عبد الغنيّ حمدان الذي أتمّ بفضل الله وعونه تحقيق هذا الكتاب الموسوعيّ في أربعة مجلّدات ، كلّ منها أربع مئة صفحة ، مع مجلّد للفهارس .
إنّ الكتاب بمجلّداته الخمسة (حجم 17×24) تحت الطبع وسيصدر قريبًا ، إن شاء الله .
للمحقّق الدكتور حمدان أعمال علميّة في التحقيق ، منها :
1. مفردة الحسن البصريّ للأهوازيّ (ت446هـ) ، 617 ص .
2. مفردة ابن محيصن المكيّ للأهوازيّ أيضًا ، 447 ص .
3. رسالة في حكم القراءة بالقراءات الشواذ ليوسف أفندي زاده ، 152 ص .
---
الجكني
05-23-2006, 08:15 PM
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات ،لكن أين نجد المؤلفات المذكورة إن كانت مطبوعة وشكراً
---
روضة ميدو
07-07-2006, 03:32 PM
الأخ الفاضل :أبو الجود
انتظرنا كتاب الكامل وورد في الملتقى كما وعدتنا(1/2601)
ولغاية الآن لم يتم رفعه
لعل المانع يكون خيرا ونراه قريبا إن شاء الله تعالى
جعلكم الله عونا على خدمة كتابه العزيز
وجزاكم الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
---
د. عمر حمدان
08-03-2006, 06:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !
يسعدني أن أحيطكم بالمزيد من المعلومات عن طبعة رسالة في حكم القراءة بالقراءات الشواذ للإمام يوسف أفندي زاده ومفردة الحسن البصريّ للإمام الأهوازيّ :
بالإمكان الحصول عليهما من الموزّع المسؤول
المكتب الإسلاميّ
عمّان - وسط البلد - ساحة المسجد الحسينيّ - سوق البتراء
ص. ب.: 182065
تلفاكس : 4656605 6 00962
---
نورة
08-04-2006, 04:29 AM
بارك الله بك د. عمر حمدان
وماذا عن كتاب الكامل للهذلي؟؟
---
أبو الجود
08-04-2006, 10:50 PM
أول مرة أرى مشاركات إخواني ، والله يعلم أني ما بخلت على أحد يوما بشئ ولكن ما حدث لي جعلني أحجم
لقد أنزلت الروض النضير ورد وبي دي إف في الملتقى وملتقى أهل التفسير وقام من ادعى أنه الشيخ المسند بأخذ الكتاب بتعليقاته الضعيفه وغير اسم المخطوطات إلى الحروف وأصدر الكتاب بإسمه مذيلا بتعريف وصورة للشيخ فلان الذي أخذ من الشيخ فلان ولم يشر إلى سرقته
وكنت قد عزمت على وضع الروض والإرشاد والهادي ومفردة الفحام وغيرها من الكتب التي لم تطبع بعد ولكن أخاف الآن على هذه الكتب أن تسرق كما سرق الروض بعد أن انعدمت الأمانة ولكن أخي الكامل في مطبعة في لبنان بعد أن انتهيت منه وأزمة لبنان الآن توقفه والناشر الآن في مأذق والله المستعان
وأبشرك بأني سأضع كل ما أملك من كتب بعد طباعتها
أما الآن فبعد اعتداءات المسمين بالمشايخ فالله المستعان
والله لقد سعدت باهتمام الدكتورين الكريمين بالكامل وغيرها من كتب القراءات ولو كنت أعلم عملهما عليه ما أقدمت فهم أولى وأكثر علما بارك الله لهم في علمهم وبارك فيهم(1/2602)
وللدكتور عمر كيف أحصل وأنا في مصر على كتاب مفردة الحسن فهي من الأهمية بمكان بارك الله لك في جهدك ويسر لك
---
د. أنمار
03-09-2007, 12:10 AM
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7418
للمزيد
---
د. أنمار
03-29-2007, 01:22 AM
فبصدوره وصدور كتاب أبي الفضل الخُزاعي سيكون بعون الله تعالى كتابان مهمان جدا في علم القراءة وتاريخ القرآن في أيدي الدارسين. وفق الله خادمي كتابه ومن سخّرهم لِحفظه. وجزاهم كلّ خير
أي كتاب للخزاعي تقصد؟
---
(1/2603)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الفرق بين الشرح والتفصيل
---
الفرق بين الشرح والتفصيل
---
ابن الشجري
01-26-2004, 09:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إعلموا علمكم الله المشكلات ، أنه ليس حتما أن يكون كل مايكتب في هذا الملتقى مثيرا للنقاش , بقدر مايكون اثراء للساحة بفائدة علمية أو دراسة جادة أو سؤلا يجلب علما للسائل والمجيب . ولا أعني بقولي هذا أن لاينبه على خطأ أو يحذر من زلل أو يستدرك مستدرك ، وعندي أن مثل هذا الملتقى هو للمذاكرة ونشر العلم أكثر منه للدرس والتحصيل ، وهذه منقبة لامنقصه ، ذلك أن المذاكرة تلقيح للفهوم (وأين لك بمذاكرة الانفاس) ولمذاكرة ساعة أحب الي من قراءة ساعات وساعات . وتأمل لوكانت هذه الوسائل بين يدي المتقدمين من العلماء امثال شيخ الاسلام وابن القيم وابن كثير وابن العربي وابن حزم وابن الجوزي ـ هل سيكون محتاجا الى براية اقلامه ـ وغيرهم رحمهم الله جميعا . لقد كان الواحد منهم يخاطب الدنيا . وتسمع له من اقصاها الى ادناها، وهو في زاوية من بغداد أو الكوفة او حران أو دمشق او بلنسية او( إغرناطة) أوغيرها . وقد كانوا احق بقول ابي الطيب في مدحه نفسه وأبياته التي كانت تسير مسير الشمس :
أنا الذي نظر الاعمى الى أدبي *** وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملء جفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصم
وإني على يقين من أن المشارك هو المستفيد والمتعلم قبل أن يعلم، ولولا طول إيضاح المقصود بهذه العبارة لبينت ماوراء الاكمه ، لكن يراجع جـ/1 من مفتاح دار السعاده لابن القيم رحمه الله ففيه ماليس في غيره .(1/2604)
المقصود أن لايبخل أحد على نفسه في إغتنام الاجر بمشاركة نافعة ولو بسيطة، فالعبره في مثل هذا بالكيف لا بالكم ، مع حاجة للابحاث الجادة والمتخصصه والتي هي المقصود من الملتقى ، وأظن أن الأخوه اسسواهذا الملتقى على هذا الاساس، فالفقيه يدلي بماعنده من علم متعلق بأحكام آية من كتاب الله ، وكذلك المحدث ، والاديب ... ، المقصود أن يكون الإطار العام للمشاركه له تعلق بعلم التفسير , وقد يكون العائق امام الكثير منا هو الوقت ، فالمشاركة تحتاج الى كتابة وأحياناالى بحث قد يصل الى ساعات . لكن مالايدرك كله لايترك جله . فلربما مشاركة بسيطه، اوكلمة مقتضبه، تفتح أبوابا من العلم جليلة وإني ضارب لذلك مثالا :
لماكان يوردابن القيم رحمه الله على شيخه شيخ الاسلام رحمه الله، الشبهه تلو الاخرى , فقال له بعد أن اكثر : بأن يجعل قلبه كالزجاجة صفاءا يدخل اليها النور ولاينفذ اليها غبار وحذره من أن لا يجعله كالاسفنجة اشربت الماء . فكانت هذه النصيحة لابن القيم كالدليل في المفازة .لم تغادره طول حياته .
وهذا عبد الحميد بن باديس رحمه الله * لما اشكل عليه كثرة النقولات عن الائمة المتقدمين في تفسير الاية الواحدة عرض هذا الامر على احد مشائخه فأجابه : اجعل قلبك كالمنخل يسقط منه كل قول باطل فيصفى لك القول الصواب ( أو نحو هذه العبارة) قال : فنفعني الله بها.
المقصود أنه كم من مشاركة ولو كانت بسيطة حلت اشكالا أو هدت ضالا أو بصرت جاهلا . أوفتحت بابا من العلم النافع .
وما احق هذه المنتديات بقول القائل :
اليوم شئ وغدا مثله*** من درر العلم التي تلتقط
يحصل المرء بهافائده*** وإنما السيل اجتماع النقط
((الفرق بين الشرح والتفسير))
أقول وحتى أكون ممتثلا لمابه نصحت، هذه مشاركة بسيطة( تفعليالهذا القسم) ـ لاتخلو من فائدة أن شاء الله ، ولن تخرج عن تعلق بعلم التفسير .(1/2605)
لاتخفى نفاسة كتاب الفروق لأبي هلال العسكري ـ رحمه الله ـ فقد أحتوى على علم غزير ، ونكت تفسيرية لو تصدى لها جامع لأثرى بها هذا المنتدى ، كالفرق بين الاية والعلامة وبين دلالة الاية وتضمين الاية وبين التفسير والتأويل وبين الواحد والاحد وبين الخوف والخشيه وبين العهد والعقد وبين القسم والحلف وبين الشرح والتفصيل ... مما له تعلق بمفردة قرآنية أو مصطلح تفسيري
وسأذكر ماقال في هذه الآخيره لاهميتها : (الفرق بين الشرح والتفصيل) : أن الشرح بيان المشروح وإخراجه من وجه الاشكال الى التجلي والظهور ،ولهذا لايستعمل الشرح في القرآن ، والتفصيل هو ذكر ماتضمنه الجملة على سبيل الافراد ولهذا قال تعالى ( ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) ولم يقل شرحت
وفرق آخر أن التفصيل هو وصف آحاد الجنس وذكرها معا ، وربما احتاج التفصيل الى الشرح والبيان والشئ لا يحتاج الى نفسه . أهـ
لهذا لايقال شرح القرآن ، أو شرح الاية , او شارح القرآن، فهذه الكلمات داخلة في ماينهى عنه لفظا ، وقد فعل الشيخ بكر فأدخلها في معجمه ونقل كلام العسكري رحمه الله
وبالمناسبة : فلكتب هذا العالم حظ من القبول ـ وقد رزق سعادة في ذلك ـ فهل يوجد كتابه المحاسن في تفسير القرآن مطبوعا ، وهل هناك توجه من أحد الدارسين لتحقيق هذا الكتاب وإخراجه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* يحتاج أن يفرد الحديث عنه رحمه الله كمفسر بصفحة خاصة . كذلك تلميذه النجيب العلامة محمد البشير الابراهيمي رحمهم الله جميعا .
---
أبومجاهدالعبيدي
02-11-2004, 08:40 AM
بسم الله
أخي ابن الشجري وفقك الله
سؤال وتعليق
أما السؤال : فما رأيك في المادة التفسيرية المبثوثة في أمالي ابن الشجري رحمه الله ؟ فقد اطلعت على هذا الكتاب على عجل فرأيت أنه يستحق البحث والدراسة .
وهل لابن الشجري كتب متداولة أخرى ؟(1/2606)
أما التعليق على مشاركتك : فهي أنك جعلت العنوان : الفرق بين الشرح والتفسير ، ثم نقلت كلام العسكري في الفرق بين الشرح والتفصيل !! فهل ترى أن التفسير والتفصيل بمعنى واحد أم ماذا ؟
---
ابن الشجري
02-21-2004, 04:52 PM
أخي الكريم , شكر الله لك ماستدركت على ماكتبت ، فقد كل البصر وتعب الخاطر وتشتت الذهن , حتى كادت الاحرف تختلج علي فلا افرق بينها , فلا أدري هل اعذر أم اعذل , وإرادة الله فوق كل اراده ، فماشاء كان وإن لم أشأ وماشئت إن لم يشأ لم يكن , ولولا هذه الفلتات لطاح العجب بأحدنا حتى تقع به عجيزته ، لكن هناك رب كريم رؤف رحيم فمن إحسانه ومقتضى ربوبيته أن يربي عبده المؤمن تربية خاصة تقيم أوده وتأخذ بيده الى الصراط المستقيم ، حتى وإن نال صاحبها ماتكره النفس ، فلا أعلم دواء يستسيغه مخلوق , ومن تدبروتامل وجد هذه العناية الخاصه في كل لحظة وحين, فماذا علينا لو سلمنا واستسلمنا لهذا الرب الكريم, فاعتذر عن هذا اللبس ولو استطعت تعديل بعض هذه الاحرف من المقال لفعلت , ولكن إن كان في مقدورك إصلاح ما عنونت به أكن لك من الشاكرين ، وإلا فليحذف من أصله فعنه غناء .(1/2607)
أمافيما يتعلق بإمام زمانه في علم العربية هبة الله بن علي المعروف بابن الشجري (ت542) رحمه الله، فقد كفانا مؤنة الكتابة عنه الطناحي رحمه الله في مقدمته للأمالي , وهذا الكتاب والمرجع عند كثير من النحاة والنقاد يعد من كتب الدراسات القرآنية , ولعلك اطلعت أخي الحبيب على الدراسة التي قام بها الطناحي ـ المحقق المبدع أحد كبار تلاميذ محمود شاكر، غفرالله لهما ـ عن ابن الشجري وأماليه ,فقد تطرق الى هذا الموضوع , وماأشرت اليه ـ وفقك الله ـ من نواح تفسيرية تضمنها الكتاب , فكماذكرت , وأنت تجد أن كتب ألامالي والمجالس والسؤالات حوت علما غزيرا له تعلق بتفسير آية أو إعرابها, كأمالي إبن الشجري و ثعلب والمرزوقي والزجاجي ، والدينوري والفارسي ، وغيرهم رحمهم الله ، غير أنه يغلب عليها الطابع النحوي فهي بكتب الإعراب اشبه ، وقد كان في مخزون ذاكرتي ان اكتب عن هذا الامرمقالا مستقلا ، ولكن أصبح الخاطر كاالقارب الصغير في غمرات الموج العظيم ، تتقاذفه اطرافه فلايدري أي ساحل سينزل به , فإن يسر الله وهو الميسر كتبت ماكنت عازم على كتابته ، فنضن بماعندنا حتى تلك الساعة خشية من نفاد البضاعه , ومعاذ الله أن يكون ضنا بماعندنا عنكم إنماهو ضن بكم عما عندنا، فإنماهي بضاعة مزجاه.
ولابن الشجري رحمه الله كتب أخرى لاتقل أهمية عن الامالي وإن كانت لاتسامي مكانته أخبرك بماحوته خزانة كتبي منها :
1ـ مااتفق لفظه واختلف معناه . طبع عام 1413 ببيروت بإشراف المعهد الالماني للأبحاث الشرقيه ، بتحقيق عطيه رزق ، في مجلد ضخم.
2ـ مختارات اشعار العرب ويعرف بمختارات ابن الشجري طبع عدة طبعات أولها كان عام 1306 بمصر وآخرها حسب علمي عام1394بمصر ، وهي طبعه معادة لطبعة سبقتها .
3ـ شرح لامية العرب ، للشنفرى . إن كان هو ماظم للمختارات.!(1/2608)
4ـ الحماسة مجموعة من القصائد و المقطوعات الشعريه , والكتاب مطبوع لكن لم اظفر به بعد , وغيرها من الكتب ، وحسب علمي لم يطبع له غير ماذكرت لفقدانه او نسيانه.
ورجائي أن يحذف الموضوع كاملا حتى نسلم من تبعاته .
---
(1/2609)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فتاوى الشيخ: محمد بن إبراهيم - رحمه الله - * للتحميل كاملة *
---
فتاوى الشيخ: محمد بن إبراهيم - رحمه الله - * للتحميل كاملة *
---
أبو بيان
04-20-2004, 07:48 PM
مجموعة متكاملة من الفتاوى المحررة, والمواقف الجليلة,
للإمام البصير, العلامة/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -
مجموعة على صيغة وورد
بادر إليها فإنها نادرة المعاني و الوجود.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18519
---
(1/2610)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يثاب غير القاصد على فعله ؟ و هل يؤجر النائم أثناء نومه ؟ الجواب في هذه الآية :
---
هل يثاب غير القاصد على فعله ؟ و هل يؤجر النائم أثناء نومه ؟ الجواب في هذه الآية :
---
أبو زينب
03-06-2005, 07:18 AM
إذا كان المسلم مشتغلا بأي عمل ثم و دون قصد مد يده إلى جيبه و تصدق على مسكين مر أمامه . فهل يثاب على فعله ؟
و إذا كان المسلم نائما و رأى في منامه أنه يصلي أو يقرأ القرآن , فهل يحصل له ثواب على ذلك ؟
الجواب : نعم في الحالتين .
يقول الله سبحانه و تعالى في الأية 120 من سورة التوبة :
{ مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذالِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }
الأية لا تحتاج إلى تفسير فهي واضحة المعاني و لكن وجدت أن الرازي و ابن عاشور - رحمهما الله و رحمنا – استنبطا أمورا قد تبدو غريبة .
فالرازي يقول : "ونقول دلت هذه الآية على أن من قصد طاعة الله كان قيامه وقعوده ومشيته وحركته وسكونه كلها حسنات مكتوبة عند الله. وكذا القول في طرف المعصية , فما أعظم بركة الطاعة وما أعظم شؤم المعصية " ( انظروا إلى عظيم كرم الله ) .(1/2611)
أما ابن عاشور فقد ذهب إلى أبعد من ذلك إذ أكد على الجزاء قصد الفاعل أم لم يقصد . فهو يقول أن " معنى: { كتب لهم به عمل صالح } أن يكتب لهم بكل شيء من أنواع تلك الأعمال عمل صالح، أي جعَل الله كل عمل من تلك الأعمال عملاً صالحاً وإن لم يقصِد به عاملوه تقرباً إلى الله فإن تلك الأعمال تصدر عن أصحابها وهم ذاهلون في غالب الأزمان أو جميعها عن الغاية منها فليست لهم نيات بالتقرب بها إلى الله ولكن الله تعالى بفضله جعلها لهم قربات باعتبار شرف الغاية منها. وذلك بأن جعل لهم عليها ثواباً كما جعل للأعمال المقصود بها القربة، كما ورد أن نوم الصائم عبادة.
وقد دل على هذا المعنى التذييل الذي أفاد التعليل بقوله: { إن الله لا يضيع أجر المحسنين }. و دل هذا التذييل على أنهم كانوا بتلك الأعمال محسنين فدخلوا في عموم قضية { إن الله لا يضيع أجر المحسنين } بوجه الإيجاز."
و في نفس المعنى يقول أحد العلماء:
" ما يحرك العبد رجله يمدها أو يردها إلا بني له قصر في جهنم أو في الجنة و لا يختلج في باطنه عرق حالة نومه إلا بني له قصر في جهنم أو في الجنة .و إذا كان هذا في هذه الأفعال التي لا يقصدها العبد فما ظنك بالأفعال التي يقصدها , و قد نهى عنها الشرع أو أمر بها .
ولما سئل العالم : و كيف تبنى القصور على الأفعال التي لا تقصد لا سيما أفعال النائم ؟
أجاب :المعتبر في بناء القصور الحالة التي يرجع الشخص إليها عند القصد فهي السبب في بناء قصوره سواء كان له قصد أو لم يكن له .فالحالة التي يرجع إليها الكافر حالة قصده هي حالة كفره و طغيانه فهي المعتبرة في بناء قصوره في جهنم على أي حالة صدرت منه أفعاله سواء صدرت على سبيل القصد أو الغفلة أو حالة النوم . و الحالة التي يرجع إليها المؤمن حالة قصده هي حالة إيمانه و محبته للنبي صلى الله عليه و سلم فهو السبب في بناء قصوره في الجنة سواء صدرت منه أفعاله قصدا أو غفلة أو مناما ."(1/2612)
هذا و الله أعلم .
---
فهد الوهبي
03-07-2005, 09:27 PM
أخانا الكريم أبا زينب وفقه الله
أشكرك على هذا الموضوع المتعلق بهذا المعنى الدقيق ..
لكن اسمح لي أن أقول أنه ليس في الآية ولا في كلام الرازي وابن عاشور ما يدل على ما ذكرت في السؤال ، فالكل متفق على وجود النية للعمل الصالح ، والكلام هو فيما يقع من أعمال مباحة داخلة في العمل المتقرب به كأن تكون وسيلة للوصول له أو بسببه وقعت ، وهذا ما نصت عليه الآية في قوله تعالى : ( لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) .. فتأمل قوله تعالى: ( في سبيل الله ).
ولذا قال الرازي : " من قصد طاعة الله ".
وقال ابن عاشور : " جعلها لهم قربات باعتبار شرف الغاية منها ".
فالغاية من هذه الأعمال هو الوصول للعمل الصالح ، وهكذا تجد أنه لا يوجد في الآية ما يدل على عموم كتابة الأجر للمسلم ولو لم ينو ، وإنما الكلام فيمن أراد العمل الصالح كالجهاد وطلب العلم وبذل في سبيل ذلك المال والجهد وغيره فإنه يكتب له الأجر لشرف الغاية ولحسن المقصد ..
وكذلك فإن المسلم يثاب على المباحات إذا نوى به الطاعة كاحتساب الأكل للتقوي على العدو والنوم للتقوي على الصلاة والقيام ..
والأصل في هذا الموضوع قوله صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات ".
أما كتابة الأجر للنائم الذي يرى نفسه يصلي فأرجو أن تعيد النظر فيه ..
كما أن الكلام الذي نقلت عن بعض العلماء يفتقد الدليل فالثواب لا يثبت إلا بتوقيف .
بارك الله في جهودك في الملتقى ونفع بك ..
---
أبو زينب
03-08-2005, 08:37 AM
أخي الفاضل فهد
بارك الله فيك على مداخلتك التوضيحية .
و لكني بدوري سوف أذكر بعض النقاط التبيينية :(1/2613)
1- ما نقلته –في الحقيقة – هو من حوار دار بيني و بين أحد العلماء و لما حاججته بحديث عمر " إنما الأعمال بالنيات .." أكد لي أن المتفق عليه أن الفرائض تستلزم فعلا النية .و احتج بدوره بالحديثين :
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا دَرَجَةً أَوْ حَطَّ بِهَا عَنْهُ خَطِيئَةً ( أحمد 24258 )
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ قَالَ أُخْبِرْتُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الصَّلَاحُ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ فَكُلَّ سُوءٍ عَمِلْنَا جُزِينَا بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْتَ تَمْرَضُ أَلَسْتَ تَنْصَبُ أَلَسْتَ تَحْزَنُ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ قَالَ بَلَى قَالَ فَهُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ .( أحمد 65 )
فهل يصاب الإنسان بالشوكة أو المرض عن قصد و عمد ؟
2- لكني أرى أن ما جاء في الحديثين هو ذكر لأحوال المسلم لا لأفعاله . فهي أحوال غير متعمدة و غير مقصودة فهي خارجة عن إرادة الإنسان .
3- لكن يبقى الإشكال في كلام ابن عاشور فهو يقول " فإن تلك الأعمال تصدر عن أصحابها وهم ذاهلون في غالب الأزمان أو جميعها عن الغاية منها فليست لهم نيات بالتقرب بها إلى الله " و ما احتساب نوم الصائم عبادة إلا من هذا النوع من الأعمال . فهل ينام الصائم للتقوي على الجوع ؟
و الله أعلم
وففنا الله جميعا لما يحب ويرضى و نفعنا بكتابه و رزقنا الوقوف مع آدابه و حشرنا في زمرة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و أصحابه .
---
(1/2614)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يساعدني في البحث عن مصحف ؟
---
من يساعدني في البحث عن مصحف ؟
---
عيسى القرشي
03-19-2005, 09:11 AM
من يساعدني في البحث عن مصحف ؟
عندنا في اليمن اخ طالب علم أعمى ( ويريد مصحف ليحفظ القرآن ) وهو الآن في منتصف المصحف وطريقة حفظة عن طريقة المسجل
ويحث عن مصحف باللمس فهل من مرشد ولو بثمنه ارجو التعاون في هذا الأمر ولك عظيم الأجر والمثوبة ...
---
جمال أبو حسان
03-24-2005, 09:36 AM
يمكن للاخ الكريم مراسلة جمعية المحافظه على القران الكريم بالاردن فستكون له خير عون باذن الله تعالى
---
(1/2615)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معاني "الخير" في القرآن العظيم
---
معاني "الخير" في القرآن العظيم
---
أبو عبيدة الهاني
03-31-2007, 06:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الخير في القرآن على إحدى وعشرين وجها:
ـ أحدها: القرآن. ومنه: (أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ) [البقرة:105]
ـ والثاني: الأنفع. ومنه: (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا) [البقرة:106]
ـ والثالث: المال. ومنه: (إِن تَرَكَ خَيْراً) [البقرة:180]
ـ والرابع: ضد الشرّ. ومنه: (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) [آل عمران:26]
ـ والخامس: الصلاح. ومنه: (يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) [آل عمران:104]
ـ والسادس: الولد الصالح. ومنه (وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً) [النساء:19]
ـ والسابع: العافية. ومنه: (إِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ) [الأنعام:17]
ـ والثامن: الشافع. ومنه: (لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) [الأعراف:188]
ـ التاسع: الإيمان. ومنه: (لَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً) [الأنفال:23]
ـ والعاشر: رخص الأسعار. ومنه: (إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ) [هود:84]
ـ والحادي عشر: النوافل. ومنه: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ) [الأنبياء:73]
ـ والثاني عشر: الأجر. ومنه: (لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ) الحج:36]
ـ والثالث عشر: الأفضل. ومنه: (وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) [المؤمنون:109. والآية:118]
ـ والرابع عشر: العفة. ومنه: (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً) [النور:12]
ـ والخامس عشر: الصلاح. ومنه: (إن عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) [النور:33]
ـ والسادس عشر: الطعام. ومنه: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) القصص:24]
ـ والسابع عشر: الظفر. ومنه: (لَمْ يَنَالُوا خَيْراً) الأحزاب:25](1/2616)
ـ والثامن عشر: الخيل. ومنه: (أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ) [ص:32]
ـ والتاسع عشر: القوة. ومنه: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) [الدخان:37]
ـ والعشرون: حسن الأدب. ومنه: (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ) [الحجرات:5]
ـ والحادي والعشرون: الدنيا. ومنه: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات:8]
المصدر:
"البحر الملئان في اقتناص درر معاني القرآن"، واسمه الثاني: "توجيهات الحفاظ في اختلاف المعاني والألفاظ" للشيخ أبي عمران موسى بن عمر المصمودي الحسني العلامي... كتبه بخط يده سنة 1160 هجرية.
---
(1/2617)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الأمثال في القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
---
الأمثال في القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
09-28-2006, 05:35 PM
الأمثال في القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الأمْثالُ في القرْآن الكَريم
ابْن قيّم الجوزيّة
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج396 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Alamthal.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=289204
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/2618)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بين ابن جرير وابن كثير 10
---
بين ابن جرير وابن كثير 10
---
محمد العبدالهادي
07-05-2004, 02:22 PM
في قوله تعالى :{ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا }البقرة (128)يرى ابن جرير رحمه الله تعالى أن المقصود بالذرية العموم يشمل العرب واليهود ،- وفهم من كلام السدي :(ومن ذريتنا ) يعنيان العرب- ، أن السدي يخص العرب بذلك ، فخالفه ابن كثير رحمه الله تعالى حيث قال :[ وَقَالَ السُّدِّيّ " وَمِنْ ذُرِّيَّتنَا أُمَّة مُسْلِمَة لَك " يَعْنِيَانِ الْعَرَب قَالَ اِبْن جَرِير : وَالصَّوَاب أَنَّهُ يَعُمّ الْعَرَب وَغَيْرهمْ لِأَنَّ مِنْ ذُرِّيَّة إِبْرَاهِيم بَنِي إِسْرَائِيل وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَمِنْ قَوْم مُوسَى أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ " . " قُلْت " وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ جَرِير لَا يَنْفِيه السُّدِّيّ فَإِنَّ تَخْصِيصهمْ بِذَلِكَ لَا يَنْفِي مَنْ عَدَاهُمْ وَالسِّيَاق إِنَّمَا هُوَ فِي الْعَرَب وَلِهَذَا قَالَ بَعْده " رَبّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتك وَيُعَلِّمهُمْ الْكِتَاب وَالْحِكْمَة وَيُزَكِّيهِمْ" الْآيَة . وَالْمُرَاد بِذَلِكَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ بُعِثَ فِيهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ " وَمَعَ هَذَا لَا يَنْفِي رِسَالَته إِلَى الْأَحْمَر وَالْأَسْوَد لِقَوْلِهِ تَعَالَى " قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاس إِنِّي رَسُولُ اللَّه إِلَيْكُمْ جَمِيعًا " وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْأَدِلَّة الْقَاطِعَة وَهَذَا الدُّعَاء مِنْ إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام كَمَا أَخْبَرَنَا اللَّه تَعَالَى عَنْ عِبَاده(1/2619)
الْمُتَّقِينَ الْمُؤْمِنِينَ فِي قَوْله " وَاَلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجنَا وَذُرِّيَّاتنَا قُرَّة أَعْيُن وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا " وَهَذَا الْقَدْر مَرْغُوب فِيهِ شَرْعًا فَإِنَّ مِنْ تَمَام مَحَبَّة عِبَادَة اللَّه تَعَالَى أَنْ يُحِبّ أَنْ يَكُون مِنْ صُلْبه مَنْ يَعْبُد اللَّه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَلِهَذَا لَمَّا قَالَ اللَّه تَعَالَى لِإِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام " إِنِّي جَاعِلُك لِلنَّاسِ إِمَامًا " قَالَ " وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَال عَهْدِي الظَّالِمِينَ " وَهُوَ قَوْله " وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُد الْأَصْنَام " وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " إِذَا مَاتَ اِبْن آدَم اِنْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاث صَدَقَةٍ جَارِيَة أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَع بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِح يَدْعُو لَهُ ] انظر في ذلك (1/414).
---
(1/2620)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ولائم النبي صلى الله عليه وسلم
---
ولائم النبي صلى الله عليه وسلم
---
أبو عمار المليباري
08-06-2005, 08:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . الوليمة سنة في حق كل من تزوَّج ، ولا خلاف في ذلك بين أهل العلمِ . قال الإمام ابن قدامة رضي الله عنه في (المغني 7/212) : (ويستحب لمن تزوَّج أن يولم ولو بشاةٍ ، لا خلاف بين أهل العلم في أن الوليمة سنة في العرس مشروعة لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها وفعلها فقال لعبد الرحمن بن عوف حين قال تزوجْتُ : "أولِمْ ولو بشاةٍ"(1) . ولم يُقَدِّر الشرع مقدار الوليمة ، فيجوز إكثار طعام الوليمة وتقليله حسب حال الزوج ، قال القاضي عياضٌ : وأجمعوا على أنه لا حدَّ لأكثر ما يولمُ به وأما أقلُّه فكذلك ، ومهما تيسَّر أجزأَ ، والمستحب أنها على قدر حالِ الزَّوج)(2) .
فأردتُّ أن أبحث عن الولائم التي صنعها النبيُّ صلى الله عليه وسلم حينما تزوَّج أمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ . وفيما يلي تفصيل لكل وليمة أعدَّها النبي صلى الله عليه وسلم لكل زوج من أزواجه رضي الله عنهنَّ :
1- خديجة بنت خويلد رضي الله عنها : تزوَّجها النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/57) : (خديجة بنت خويلدٍ وهي أولُ من تزوج ، زوَّجه إياها أبوها خويلدُ بن أسدٍ ، ويقال أخوها عمرو بن خويلد . وأصدقها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عشرين بكرةً(3)) .(1/2621)
2- عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما : تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت سبع سنين بمكة ، وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين . قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/57) : ولم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً غيرَها . زوَّجه إياها أبوها أبو بكر . وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعَمائةِ درهمٍ) . وقال الزبير بن بكار في (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم 1/35) : (تزوج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعد سودةَ عائشةَ بنتَ أبي بكر في شوال سنةِ عشرٍ من النبوة قبل الهجرةِ بثلاث سنين . وأولم عليها بهدايا الأنصار ، وطلبوا في ذلك إذنه فأذنَ لهم فاتعدوا(4) المسجد وغدَوا عليه متلاحمة فيها التمر والجفنة فيها الودك لحم أو غيره ، وكان يومَها كثيرُ الأطباق والجِفان) .
3- سودة بنت زمعة رضي الله عنها : أول امرأة تزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة ، ودخل بها بمكة في رمضان سنة عشر من البعثة، وهاجر بها إلى المدينة . قال ابن هشامٍ في (السيرة النبوية 6/58) : (وأصدقَهَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهمٍ) .(1/2622)
4- زينب بنت جحش رضي الله عنها : قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/58) (وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهمٍ) . قال ابن جرير في (تفسيره 22/37) : حدثني أبو معاوية بشر بن دِحْية قال ثَنَا سفيانُ عن الزُّهريِّ عن أنس بن مالك قال : سألنِي أبيُّ بنُ كعبٍ عن الحجابِ فقلتُ : أنا أعلمُ الناسِ بهِ . نزلتْ في شأن زينبَ : أوْلَمَ النَّبِيُّ عليها بتَمْرٍ وسويقٍ(5) فَنزلتْ (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ النبيِّ إلا أن يؤذنَ لكم ..) إلى قوله (ذَلِكُم أطهر لقلوبكم وقلوبهنَّ) وفي صحيح البخاري من حديث أنسٍ أنس : قال "ما أولم النبيُّ صلى الله عليه وسلم على شيء من نسائه ما أولَمَ على زينبَ ، أولَمَ بشاةٍ"(6) . وروى ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك قال : "أولم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بزينبَ فأشبعَ المسلمين خبزاً"(7) .
5- أم سلمة هند بنت أبي أميَّة رضي الله عنها : قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/58) : (وأصدقها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فراشاً حشوُه ليفٌ ، وقدَحاً وصحيفة ومجشة) وعنْ صفية بنت شيبة - كما في البخاري – قالت : "أولم النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه بِمُدَّينِ(8) من شعيرٍ"(9) ، قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري9/239) : وأقربُ ما يفسَّر به أمُّ سلمةَ .(1/2623)
6- حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/59) : (وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهمٍ) . ولكن روى الزبير بن بكار عن عثمان بن عبدالرحمن في (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم 1/39) تزوَّج حفصةَ بنت عمر وكانت قبله عند خنيسِ بن حذافة وقد شهد بدراً ، وأمهرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بِساطاً ووسادتين وكساءً رحباً ؛ يفترشانه في القيظ والشتاء نِصفَه ويلتحفان نصفَه ، وإناءين أخضرين . وأولمَ عليها المهاجرون دون الأنصار وَطْبَةً(10) مأقوطة بسمْنٍ وتمْرِ عجوة ، وسويقاً ملْتُوتاً . وكانت تفْخَر على عائشةَ تقول : قومي وحزبي خيرٌ من قومِكِ وحزبِكِ) . وروى أيضاً من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيدٍ عن أبيهِ عن جده قال : تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حفصةَ بنت عمر في شعبانَ على رأسِ ثلاثين شهراً من الهجرةِ قبلَ أُحدٍ بشهرين) .
7- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما : قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/59) : (وأصدقها النجاشيُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينارٍ) . وعمل لهم النجاشي طعاماً فأكلوا ، ولما بلغ أبا سفيان زواجُها من النبي صلى الله عليه وسلم قال : ذاك الفحلُ لا يُقرع أنفُه (11).(1/2624)
8- جويرية بنت الحارث رضي الله عنها : قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/60) : (وخطبها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أبيها ، فزوَّجه إياها وأصدقها أربعمائة درهمٍ) . ولم أرَ أحداً من العلماء رووا قدرَ الوليمة التي كانت في زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها لكن جاء في كتب السِّير :أنها كانت من سبايا غزوة بني المصطلق ، وأتت الرسول فقالت : يا رسول الله ، أنا جويرية بنتُ الحارث بن أبي ضرار سيدُ قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخفَ عليك ، فوقعتُ في السهم لثابت بن قيسٍ بن الشمَّاس ، فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي . قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " فهل لكِ في خيرٍ من ذلك ؟" قالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال :" أقضي عنكِ كِتابتَك وأتزوجكِ" . قالت : نعم يا رسول الله . قال : "لقد فعلت" . قالت عائشة رضي الله عنها : فأعتق مائة أهل بيت بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ، فلا أعلم امرأةً أعظمَ بركةً على قومها منها(12) .
9- صفية بنت حيي رضي الله عنها : قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/60) : (وتزوج رسول الله صفيةَ بنت حيي بن أخطب سباها من خيبر فاصطفاها لنفسه ، وأولم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وليمةً ما فيها شحمٌ ولا لحم كان سويقاً وتمراً) وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم صنعَ حَيساً(13) في نِطَعٍ صغير(14) ، وروى البخاري أيضاً من حديث أنسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفيةَ وتزوَّجَها وجعلَ عِتْقهَا صدَاقَها وأولَمَ عليها بحَيْسٍ (15) .(1/2625)
10- ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها : قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/60) : (وأصدقها العباسُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أربعَمائةِ درهمٍ) . تزوَّجها صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء عام 7هـ، وأراد أن يبني بها في مكة بعد انتهاء الأيام الثلاثة التي نصّ َ عليها عهدُ الحديبيةِ وقال لكفار مكة : (ما عليكم لو تركتموني فأعْرَسْتُ بين أظهركم وصنعنا لكم طعاماً فحضرتموهُ ؟ فقالوا: لا حاجةَ لنا في طعامك فاخرج عنَّا) فأمر صلى الله عليه وسلم المسلمينَ بالرحيلِ وفاءً بعهده(16) .
11- زينب بنت خزيمة رضي الله عنها : قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/61) : (وأصدقها العباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم) . وقال الزبير بن بكار في (المنتخب 1/41) : (وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أواقٍ وأولمَ عليها جُزُوراً)(17) .
* قال ابنُ هشام في (السيرة النبوية 6/61) : (هؤلاء اللاَّتي بنَى بِهنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : إحدى عشرة ، فمات قبلَه منهُنَّ ثِنْتان : خديجةُ بنت خويلدٍ وزينبُ بنت خزيمةَ ، وتوفي عن تسعٍ) .
وعُلم مما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت وليمته وسطاً ، لا فيها إسراف ولا تبذير ولا فيها بُخلٌ ولا تقصير . وفُهمَ من حديث أنسٍ أن أكبر وليمة أعدَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ما أولم على زينب بنت جحش وهي : شاة . وهذا آخر ما توصلت إليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
--------------------------------------------------
1- رواه البخاري برقم (5167) .
2- (نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للإمام الشوكاني 6/323) .
3- قال في (مختار الصحاح 25) : البَكْرُ بالفتح الفتى من الإبل والأنثى : بكرة .
4- اتعد : على افتعل من العِدة ، أي جعلوا المسجد ميعاداً للاجتماع .
5- السويق هو : القمح أو الشعير المقلو ثم يطحن (هدي الساري 206) .
6- رقم الحديث (5168) .(1/2626)
7- (مصنف ابن أبي شيبة 3/561) .
8- المُدُّ هو : مكيال وهو رطل وثُلث عند أهل الحجاز ورطلان عند أهل العِراق (مختار الصحاح 104) قيل سُمِّي بذلك : لأنه يسع ملء كفَّي الإنسان .
9- رقم الحديث (5172) .
10- قال في (النهاية في غريب الحديث 5/202) : الوَطْبَة : الحَيْس يَجمع بَين التَّمْر والأقِط والسَّمْن .
11- انظر (الطبقات الكبرى لابن سعدٍ 8/98-99) وقال في (النهاية في غريب الحديث 1/133) : يريد هذا الكُفء الذي لا يُرَدّ نكاحُه .
12- انظر (الاستيعاب لابن عبدالبر 4/1804-1805) .
13- الحيس هو : تمرٌ يُخلط بسمنٍ وأقِطٍ (مختار الصحاح 69) والأقط هو : لبنٌ مجفَّف يطبخ به (المختار 8) .
14- رقم الحديث (2235) ، والنِّطع هو : ما يفترش من الجلود (هدي الساري 311) .
15- رقم الحديث (5169) .
16- انظر تاريخ الطبري (2/143) .
17- الجزور هي الإبل يقعُ على الذكر والأنثى (مختار الصحاح 43) .
تحريراً في 1/7/1426هـ
أبو عمار المليباري
---
(1/2627)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قبل أن تغرق في أمواج الانترنت ...
---
قبل أن تغرق في أمواج الانترنت ...
---
سلسبيل
09-02-2004, 01:12 PM
قبل أن تغرق في أمواج الانترنت ...!!!
أخي ... أختي ... وقفة صادقة مع النفس من قبل أن تغرقك الأمواج المتلاطمة ... وقفة أنت أحوج ما تكون إليها ، فالأمواج عاتية ... والوقت قصير ... والعمر يمضي !
وقفة إما تعود بعدها بحارا ماهرا .... يغلب الأمواج ويعرف كيف يسيرها لصالحة ويتقي ثورتها العارمة ... وإما تنجو بنفسك ... فتبتعد غير آسف ولا ملتفت .
وإياك أن تنظر إلى الغرقى وتعجب أن لا يزال بك رمق ...! فتجنح إلى الركون والاطمئنان فالأمواج متقلبة ... وكم زلت قدم كانت على صواب .
أخي .... فكن بحارا ماهرا ... يعرف كيف يجعل تسير بسلام إلى الشاطئ بعد أن خاضت غمار هذا البحر المتلاطم الأمواج .
وحتى تنجو فهذه أطواق نجاة لم قرر ألا يغرق في بحر الانترنت
· ليكن دخولك بالله ونيتك خالصة لوجهة .... فإما أن تكون متعلما يطلب العلم والمعرفة وإما عالما وناشرا لها وإياك أن تكون الثالث فتغرق
· احرص على تجديد النية دائما ... والوقوف مع النفس كلما علت الأمواج وتمايلت السفينة ... أو كلما أوغلت في عرض البحر
· لا تستغني بصيد سمك البحر وترمي ما معك من طعام ... فلا تحاول أن تزدد علما أو فقها من الانترنت على حساب ما معك من علم وفقه أو ما يمكن أن تحصله في أوقاتك المقبلة ، فالأصل ما معك وهو رأس المال والأصل الدراسة والبحث في بطون الكتب لا بين صفحات الويب
· إن شاركت في المنتديات فإياك أن تشارك لمجرد الجدال أو لإظهار مهاراتك في الحوار أو لتلفت الأنظار إليك واقبل الحق وإن ظهر ممن هو أدنى منك
· ابدع وارتقي بمستواك ولا تنتظر فتات أفكار الآخرين(1/2628)
· علاقتك مع الله هي صمام الأمان لك .. فتعاهدها ولاتلهيك عنها زرقة السماء واتساع البحر ... حتى إذا غرقت ناديت ... يا الله .... يا الله ! الآن !! الآن تذكرته وقد كنت عنه في غفلة !!
· إياك أن تلج البحر إلا ومعك عدتك وإياك أن تتصفح الانترنت إلا وقد انهيت وردك وارضيت ربك وأديت حقوق أهلك ونفسك وأعطيت كل ذي حق حقه
فعندها .... ابحرعلى بركة الله فقد تحصنت بحصن حصين ... وغدت الأمواج العاتية بيديك كالزيت اللين .... فسر بثبات واطمئنان إلى شاطئ الأمان .
---
(1/2629)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأدوات التي يحتاج إليها المفسر
---
الأدوات التي يحتاج إليها المفسر
---
مرهف
04-29-2003, 02:51 AM
الأدوات التي يحتاج إليها المفسر :
اشترط العلماء في المفسر الذي يريد تفسير القرآن بالرأي ؛دون أن يلتزم الوقوف عند حدود المأثور منه فقط ،أن يكون ملماً بجملة من العلوم التي يستطيع بواسطتها أن يفسر القرآن تفسيراً عقلياً مقبولاً ،وجعلوا هذه العلوم بمثابة أدوات تعصم المفسر من الوقوع في الخطأ وتحميه من القول على الله بدون علم ؛فلا بد للمفسر أن يتمكن منها ،وهي :( بشكل مختصر )
1 ـ علم اللغة .
2 ـ علم النحو .
3 ـ علم الصرف .
4 ـ علم الاشتقاق .
5 ـ علوم البلاغة الثلاثة : المعاني ، البيان ، البديع .
6 ـ علم القراءات .
7 ـ علم أصول الدين ( علم الكلام أو علم العقيدة ) .
8 ـ علم أصول الفقه .
9 ـ علم أسباب النزول .
10 ـ علم القصص .
11 ـ علم الناسخ والمنسوخ .
12 ـ الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم ،ليستطيع توضيح ما يشكل عليه .
13 ـ أقول : لابد من إضافة علم مصطلح الحديث ليدرس الروايات التي يعتمد عليها في تفسيره ، سواء كانت أحاديث مرفوعة أو موقوفة أو مقطوعة والله أعلم .
14 ـ علم الموهبة : وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بعلمه ، وإليه الإشارة بقوله تعالى: ] واتقوا الله ويعلمكم الله [ [ البقرة / 282 ] .
15 ـ علم أحوال البشر ، ( علم التاريخ ) ،ليعرف أطوار البشر وأدوارهم ،ومناشىء اختلاف أحوالهم من قوة وضعف ،وعزة وذل ،وعلم وجهل … وغير ذلك ،ومن جملته أيام الجاهلية ، و السيرة النبوية .
16 ـ الإلمام بمسلمات العلوم الحديثة ،والاستعانة منها بما يخدم التفسير وخاصة ضمن الآيات الكونية ، كنشوء الرياح والسحاب والأمطار وطبقات الأرض … وغير ذلك .(1/2630)
17 ـ أقول : وينبغي أيضاً إضافة شرط معرفة المفسر للاتجاهات والتيارات الفكرية المعاصرة ، والتحديات التي تحرف فكر وعقيدة وسلوك المسلم ،و الرد عليها استدلالاً من القرآن الكريم ، خاصة في مثل عصرنا هذا الذي يجابه فيه المسلم انفتاحات مختلفة ، تشوه المصطلحات العلمية الإسلامية ،وتسقط عليها المصطلحات التي تخدم مصالح جهات معينة ،والله الناصر ،والله أعلم.
انظر هذا البحث في الإتقان 1/ 180 ـ182، التفسير والمفسرون 1/265 ـ 272،للذهبي
علوم القرآن صـ 87 ، 88 د نور الدين عتر.
---
أبو حاتم
04-29-2003, 12:35 PM
لعلنا لو قمنا بإنزال هذه الشروط على واقع المفسرين لم يبق لنا مفسر , إذ إن الإحاطة بالعلوم على هذا الوجه من المتعذر غالبا ، ومن رام من العلماء الجمع بين العلوم بان تخليطه ولا بد في بعضها .
هذه الشروط تشبه تماما الشروط التي يذكرها علماء الأصول في مباحث الإجتهاد ، ولم يجد العلماء على مر العصور عالما واحدا توفرت فيه هذه الشروط .
عموما هذه الشروط تحتاج إلى ضوابط ...
يمكن الرجوع إلى كتاب : "مفهوم التفسير والتأويل ..................... " للشيخ الفاضل/ مساعد الطيار سلمه الله.
فقد كتب في مفهوم المفسٍّر .....
مع العلم أن الشيخ لم يتعرض لهذه الشروط في تحديد مفهوم المفسٍّر ، فلا أدري هل أعرض عن ذكرها رداً لها ، ـ وهو الأقرب عندي ـ أم لم تكن لها علاقة ببحثه.........
دمتم بخير......
---
فهد الوهبي
04-29-2003, 08:21 PM
الأخ مرهف .. أشكركم على هذه المشاركة الجميلة ..
وحقيقة أنا مع أخي الشافعي في هذه الملحوظة :
لا يمكن اشتراط كل هذه الشروط لأمور :
1- تعذر وجودها مكتملة في مفسر لا سيما في الوقت المعاصر . ولا بد من الإلماح إلى قضية تعدد الاجتهاد وتجزئه .
2- هناك عدد كبير من الآيات لا يشترط في معرفتها إلا اللسان العربي كقوله تعال : " والله على كل شيء قدير " فالقارئ العربي يفهم هذه الآية بلا تكلف .(1/2631)
3- ما ذكر من الشروط يوصل المفسر لمرتبة الاجتهاد ولا يقول أحد بوجوب الاجتهاد قبل التفسير ..
هذه إلماحة عابرة أردت تقييدها هنا ..
والله أعلم
---
مرهف
04-30-2003, 03:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخوة الشافعي و فهد على هذه الملاحظة ولكن قبل المبادرة بالجواب أقول :
نحن نجد كثيرين من المتسلطين على كتاب الله تعالى يفسرونه حسب أهوائهم دون ضوابط تحكمهم ، فعلى سبيل المثال ظهر على أحد القنوات الفضائية رجل لايعرف التكلم بالعربية الفصحى وأراد بيان أنه اكتشف الاستنساخ من سورة الحج الآية الخامسة ، وعندما جوبه قال : أنا أتكلم العربية مثلكم ؟
وعلى سبيل آخر نشر كتاب بعنوان ( اقتربت الساعة ) لمؤلف لا علاقة له بالعلوم الشرعية عداك عن التفسير وأقحم نفسه بما لا يعلم وأخذ يغرف مما لا يعرف وعقد فصلاً من كتابه بعنوان ( الإعجاز العلمي في القرآن ) وذكر فيه أحداث 11 أيلول وأنها من الإعجاز العددي في القرآن انظر صـ 115 ، وهذا المثال من هذا الكتاب غيض من فيض سواء عند تفسيره للآيات أو عند شرحه للأحاديث .
وإنني أرى أنه ينبغي التأكيد على هذه الأدوات وبشكل مستمر لأسباب عديدة منها :
ـ استعمال أعداء الإسلام مصطلح ( حرية الرأي ) وحرية الفكر ، وحرية التعبير ، دون وضع ضوابط لهذه الشعارات الزائفة ، وإلا بماذا تفسر ظهور كتب القراءات المعاصرة في القرآن والسنة للمدعو ( محمد شحرور ، وهو مهندس عاش زمناً في روسيا وتعلم العربية من الشيوعية ، ونصر حامد أبو زيد ، ومحمد حبش وأمثالهم كثير من بني جلدتنا .
ـ لكل علم ضوابط وأدوات تمنع تسلط المتطفلين من التسرب إلى هذه العلوم ، وعلوم الشريعة الإسلامية هي الأولى بهذا الشأن .
ثم إنه لا يشترط في المفسر أن يكون حافظاً لهذه الأدوات عن ظهر قلب بل يكفي أن يكون متمرساً على التعامل معها تعاملاً سليماً منهجياً يوظف المدلول توظيفاً لا يخرج فيه عن الجادة .(1/2632)
ثم إن هذه الأدوات اتفق عليها الأئمة من أهل السنة والجماعة ، وهي أدوات مستنبطة أيضاً من معرفة الأطوار التي مرّ بها التفسير من لدن النبي صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة ثم التابعين وهكذا ، وسأبين هذه الأطوار بشكل مختصر في أعداد من المشاركات أسأل الله تعالى تيسيرها .
ثم إن هذه الأدوات تدخل في أصول التفسير التي ذكرها ابن تيمية في رسالته في أصول التفسير والله أعلم
وهذه الشروط لا يستحيل توافرها فيمن اعتنى بنفسه وجاهد واجتهد في طلب العلم وتمرس على يد أهل الذكر ، وإلا فما فائدة من يخوض في كتاب الله تعالى وهو لا يميز بين الغث والثمين ؟
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : إياكم والتفسير فإنه الكلام عن الله تعالى .
وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي وحسنه : ( من قال في القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده في النار ) .
ولولا أن للرأي ضوابط ما تجرأ أحد أن يتكلم بحرف من كتاب الله تعالى .
وللأمانة العلمية : إن شرط معرفة المفسر لعلم مصطلح الحديث ولمسلمات العلوم الحديثة والتيارات الفكرية والمذاهب العقائدية الوضعية وما شابهها هي من إضافتي عندما قدمت رسالة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن في تحقيق جزء من تفسير ابن عادل الدمشقي .
وأخيراً أكرر شكري وجزاكم الله خيراً وحبذا لو تعلموني بهاتف فضيلة الشيخ مساعد الطيار أو إميله أو فاكسه ، وكذلك الشيخ عبد المجيد الزنداني لأنني أقدم رسالة دكتوراه في منهج التفسير العلمي وتطبيقاته وكان الله في عونكم
Eml : mor2001@al-islam.com
---
عبدالرحمن الشهري
05-01-2003, 09:06 AM
أخي الكريم مرهف وفقه الله
أشكركم على هذا التحرير ، وأرجو لك التوفيق فيما أنت بسبيله من البحث. وأما الشيخ الدكتور مساعد الطيار فيمكنك مراسلته عن طريق بريده في الملتقى هنا فهو أحد أعضاء ملتقى أهل التفسير كما تعلم.وسيجيبك بإذن الله ، ولعله يقرأ هذا الموضوع. وأرجو منك الاستمرار.(1/2633)
وبالنسبة لمحمد شحرور فإنني أرجو منك الكتابة حوله بشيء من التفصيل إن تيسر الأمر مستقبلاً ، حيث قد اغتر بكتبه بعض الناس. وفقكم الله
---
علي حنانة
11-30-2004, 01:41 AM
أنا أتعجب كيف يكتب الكاتب هذا عن أستاذ فاضل يتعلم منه الآلاف من أبناء سوريا وربما أكثر من ذلك عبر المحطات الفضائية ومن موقعه في البرلمان ينبري للدفاع عن كتاب الله وسنة رسوله
الدكتور محمد حبش من أشهر من خدموا القرآن الكريم على مستوى سوريا فقد حفظ القرآن الكريم ناشئاً صغيراً وأتقن القراءات وحصل على الدكتوراة في القراءات بإشراف الدكتور وهبة الزحيلي وأشرف علمياً على مصحف التجويد وكتب تفسيراً عظيماً للقرآن الكريم هو تفسير النور وهو إمام أشهر المساجد في دمشق
نعم وقع خلاف بينه وبين جماعة كفتارو ولكن خلافه لا ينبغي أن يدفعنا إلى كيل الاتهامات له خاصة أن الخلاف له أسباب عائلية،
يا أخي إن هذا الكلام يشكل إهانة للملايين التي تحب شيخنا الدكتور حبش وقراءته في المحطات الفضائية حيث هو اليوم أبرز من يقدم غذاء الروح القرآني للأمة الإسلامية عبر القنوات الفضائية
أنا أتعجب كيف يكتب الكاتب هذا عن أستاذ فاضل يتعلم منه الآلاف من أبناء سوريا وربما أكثر من ذلك عبر المحطات الفضائية ومن موقعه في البرلمان ينبري للدفاع عن كتاب الله وسنة رسوله
الدكتور محمد حبش من أشهر من خدموا القرآن الكريم على مستوى سوريا فقد حفظ القرآن الكريم ناشئاً صغيراً وأتقن القراءات وحصل على الدكتوراة في القراءات بإشراف الدكتور وهبة الزحيلي وأشرف علمياً على مصحف التجويد وكتب تفسيراً عظيماً للقرآن الكريم هو تفسير النور وهو إمام أشهر المساجد في دمشق
نعم وقع خلاف بينه وبين جماعة كفتارو ولكن خلافه لا ينبغي أن يدفعنا إلى كيل الاتهامات له خاصة أن الخلاف له أسباب عائلية،(1/2634)
يا أخي إن هذا الكلام يشكل إهانة للملايين التي تحب شيخنا الدكتور حبش وقراءته في المحطات الفضائية حيث هو اليوم أبرز من يقدم غذاء الروح القرآني للأمة الإسلامية عبر القنوات الفضائية
---
جمال حسني الشرباتي
11-30-2004, 06:25 AM
علي حنانة
هل لديك شيئا مكتوبا عن الدكتور محمد حبش أو له شخصيا
وشكرا
---
طاهر
01-30-2005, 05:30 PM
تذكروا جميعا
اننا نعبد الله وحده وليس شيخ معين او مفسر
ولو كثر اتباعه ومؤيديه
---
جمال حسني الشرباتي
01-30-2005, 06:48 PM
طاهر
ما هي رسالتك بالضبط؟؟
---
مرهف
09-25-2005, 02:04 AM(1/2635)
بسم الله : أخي الغيور علي حنانة يؤسفني أني لم أقرأ توضيحك إلا الآن مع أنه لا يهمني الرد عليه كثيراً ،فأنا لا يهمني الأشخاص بقدر ما يهمني شرع الله تعالى والناس تقاس بأفعالها إن كانت توافق الشرع ، لعلك لا تدري أن محمد حبش أبرز من ينبري للدفاع عن المصارف الربوية ويشجع على التعامل معها ويشكك بالمصارف الإسلامية وينفر من التعامل معها وبالمناسبة فإني كتبت رداً مطولاً على مقالته التي نشرها في جريدة الثورة السورية التي ادعى فيها إجماع العلماء في مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر على جواز التعامل مع المصارف الربوية وبينت كذب هذه الدعوى مع الرد على كلامه وإن لم تقرأها فهي موجودة على موقع : kantakji.org مركز أبحاث فقه المعاملات بعنوان نظرات في قرار مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر حول المصارف والربا،وقد وعد بالرد عليها ولكنه لم يرد منذ نشرت من أكثر من سنتين، ولعلك لم تقرأ تفسيره لسورة البقرة واختياراته في التفسير التي لا يقدر ضررها إلا المختصون ولعلك لا تعرف عمله وكذبه على العلماء في كتابه عن تحرير المرأة ولعلك ... ولعلك .. ولعلك ... فأنا أعرفه في كتبه أكثر من معرفتك له في القنوات وهذه الخدمة التي ذكرتها لا ينقص الإسلام بدونها شيء وكنت أحبه كما تحبه أنت الآن ولكن حبي له كان في الله وبغضي له الآن في الله لا لذاته، ومجرد خدمة عمل رجل فيما يظنه الناس خير لا يمنع من إظهار شروره وخداعه إن كثرت وصارت خطيرة فقد قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل أبلى بلاء حسناً ومع ذلك قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم إنه في النار ثم انتحر الرجل فقال صلى الله عليه وسلم إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ثم ما له في الآخرة من خلاق .والحديث في البخاري اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
---
(1/2636)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مقاهي الإنترنت تختطف الشباب
---
مقاهي الإنترنت تختطف الشباب
---
إمداد
07-04-2005, 08:35 AM
مقاهي الإنترنت تختطف الشباب
--------------------------------------------------------------------------------
لم يكن الحديث عن الإنترنت لسنوات مضت بالكثافة التي هو عليها الآن. الكثيرون اعتقدوا أن الأمر لا يعدو كونه ثورة سريعة لن تلبث أن تخمد لتعود الحياة إلى مسارها الطبيعي العادي المعتمد على الورقة والقلم.
وكما يقول عبد القادر استيتو: "تمر السنوات و تخيب توقعات هؤلاء، في حين تصيب توقعات الخبراء والمهتمين الذين كانوا يؤمنون بأن المستقبل سيكون معلوماتيا محضا.
أشياء كثيرة قيلت و كتبت عن الإنترنت، و شيئا فشيئا تحول التوجس إلى فضول، ثم إلى اكتشاف فإقبال كبير من مختلف الشرائح المجتمعية".
ومع انتشار الإنترنت المريع ظهرت مكملات ومتممات جانبية تلتصق بهذا الانتشار ومنها ما يسمى بمقاهي الإنترنت التي استمالت إليها طائفة كبيرة من الناس غالبيتهم العظمى من الشباب الذين انجذبوا إلى ذلك الفضاء الفسيح وذلك الوافد الجديد بكل قوة حتى أصبح ارتياد الشباب لها ظاهرة جديدة تستحق البحث والتحليل والعلاج؛ إن كان ثم ما يحتاج إلى علاج.
من هنا كانت البداية
انطلقت أول سلسلة في العالم من هذه المقاهي في عام 1995م في المملكة المتحدة، ثم انتشرت في كثير من الدول العربية منذ سنوات قليلة، وكان دافع أرباب المقاهي من وراء افتتاحها تحقيق هامش ربحي من خلال المزاوجة بين خدمتين، خدمة المقاهي التقليدية وخدمة الإيجار في شبكة الإنترنت، في المقابل وجد فيها الشباب تسلية جديدة تختلف عن المقاهي التقليدية!!(1/2637)
ومقاهي الإنترنت بحد ذاتها ليست ظاهرة سيئة لو استغلت الاستغلال الأمثل، لكن الخطير في الأمر أن تصبح هذه المقاهي أوكاراً للاستخدام السيئ من قبل بعض الزبائن، وذلك من خلال الدردشة لأجل الدردشة فقط، والنفاذ إلى المواقع الجنسية بعيدا عن الرقابة الأسرية.
إحصائيات مرعبةوقد دلت الإحصائيات أن معظم مرتادي هذه المقاهي هم من الشباب، فقد أثبتت إحصائية وزعتها مجلة خليجية على عدد من مقاهي الإنترنت أن 80% من مرتادي هذه المقاهي أعمارهم أقل من 30 سنة، فيما قالت إحصائية أخرى أن 90% من رواد مقاهي الإنترنت في سن خطرة وحرجة جداً.
وهذه نتيجة خطيرة، فكون معظم مرتادي المقاهي من الشباب ومن فئة عمرية خطرة تحديدا، وأن معظمهم يرتاد هذه المقاهي للدردشة، فإن الظاهرة هنا تصبح خطرة تستدعي إيجاد بدائل يمكن للشباب أن يقضوا أوقات فراغهم فيها، بدلا من إضاعة المال والوقت والأخلاق بما لا ينفع !!.
المقاهي لماذ؟
كان اندفاع الشباب نحو تلك المقاهي لأسباب مختلفة يأتي على رأسها الفراغ الممتد في يوم الشباب والفرار من الأعمال الجادة، خصوصا مع ارتفاع معدل البطالة في كثير من دولنا العربية والإسلامية، فيبحث الشاب عن مكان يقطع فيه فراغه. ثم بعد ذلك أسباب أخرى منها:
أولا: عدم إمكانية شراء جهاز كمبيوتر لغلائه ونظرا للحالة الاقتصادية عند بعض الشباب فاستعاضوا عن ذلك بساعات يقضونها في المقاهي.(1/2638)
ثانيا: صعوبة الوصول إلى النت عند البعض، خصوصا أن هذه الوسائل لم تعمم في جميع البلدان ووجودها يقتصر في بعض الدول على المدن دون القرى، لكن عموما هذه الخدمة بدأت تنتشر وتتوفر وإن كان بنسب متفاوته خاصة في المجتمع العربي وتشير إحصائية تم رصدها عام 2004 إلى أن نسب المستخدمين للنت بين عام 1990 وعام 2002 بلغت في البحرين 245 من كل ألف شخص، و105.8 من كل ألف شخص في الكويت، و113.2 في قطر، و313.2 في الإمارات العربية المتحدة، و70.9 في عُمان، و64.6 في السعودية، و117.1 في لبنان، و57.7 في الأردن، و51.7 في تونس، و30.4 في فلسطين، و12.9 في سورية، و16 في الجزائر، و28.2 في مصر، و23.6 في المغرب، و2.6 من أصل ألف شخص في السودان. ولا شك أن هذه الأعداد زادت عامي 2003، 2004.
ثالثا: البحث عن الخصوصية: فبعض الشباب ربما لديهم أجهزة في بيوتهم لكنهم يفتقدون خصوصية البحث عما يريدون، لاسيما إذا كانت البيوت محافظة وهم يبحثون عن المحادثات أو المواقع الإباحية وهي نسبة كبيرة من الشباب. وأكثر المقاهي تجدها مهيئة لذلك من جو شاعري وأضواء خافتة وتجهيز المكان بحيث لا يطلع أحد على الجالس ولا يدري أحد ماذا يفعل.. ويكفي أن نعلم أن المقهى الذي لا يوفر مثل تلك الخصوصية يتدنى دخله بصورة كبيرة جدا مقارنة بالمقاهي التي توفرها.
رابعا: وجود الفني القادر على كسر كثير من برامج حجب المواقع الممنوعة(البروكسي)، وكثير من الشباب لا يرى غضاضة في أن يستدعي عامل المقهى ويطلب منه الدخول على مواقع معينة وهو يدفع للمقهى وهذا ما يريده كثير من هؤلاء المستثمرين على حساب الأمة ودينها وشبابها. فالمبدأ عند هؤلاء التجار " ادفع واطّلع على ما تريد".
خامسا: الاستئناس بالأصدقاء والبعد عن جو المنزل وذلك من خلال الخدمات الجانبية التي يقدمها المقهى وإمكانية مواعدة الأصدقاء فيها ليكون لقاء بالأصدقاء وإبحارا في النت في نفس الوقت.(1/2639)
سادسا: يعلم كثير من المستخدمين لشبكة الإنترنت أن بوسع غيرهم أن يتعرف عليهم فيما لو استخدموا أجهزتهم الشخصية، ولذا فراراً من انكشاف أفعالهم المخزية يلجئون إلى هذه المقاهي لتقيد جرائمهم ضد مجهول، ويظهر هذا جليا مع البنات ذوات العلاقات أو الباحثات عن اللذة ومواقع الجنس.
ومن الأسباب أيضا: إهمال الأباء وضعف مراقبة الأسر لأبنائها وهذه عليها معول كبير.
هذه كانت أشهر الأسباب في نظري، ولا شك أن هناك أسبابا أخرى تختلف باختلاف الأشخاص ومقاصدهم .
ماذا يفعلون؟
كان السؤال الذي يطرح نفسه لبيان وضع تلك المقاهي ومدى منفعنها أو ضررها هو معرفة ماهية المواقع التي يتصفحها مرتادوا المقاهي؟.
في استبانة أجرتها إحدى المجلات السعودية عن نوعية المواقع التي يدخلها الشباب في المقاهي كانت النتيجة أن 60 % يقضون أوقاتهم في مواقع المحادثة، و20% من المستخدمين للمواقع الثقافية، و12% للمواقع الطبية والحاسوبية والتجارية، و8 % للمواقع السياسية.
وقد أجمع أصحاب تلك المقاهي أن أكثر ما يبحث عنه الشباب خصوصا والرواد عموما هو التشات (المحادثة) والجنس..
يقول محمد خضير صاحب مقهى في القاهرة: "إن الشباب المصري يُقبل بشكل أساسي على مواقع المحادثة المختلفة (تشات)، يليها مواقع البريد الإلكتروني، ثم مواقع محركات البحث، خاصة غوغل وياهو!! أما الأجانب فغالبا ما يركّزون استخدامهم على مواقع البريد الإلكتروني".
أما محمد الشاوني، 21 سنة، طالب فيقول: "بصراحة أحضر هنا للدردشة، إنها أمر مسلٍ، و باعتباري أجيد اللغة الإسبانية فأنا أحب أن أحاور الإسبان".
ويقول عبد الفتاح، 23 سنة، أحضر هنا للدردشة بالدرجة الأولى، أحاول أن أفعل أشياء أخرى لكن مشكلة اللغة تقف حاجزًا أمامي لأن المواقع التي أريدها هي بلغة أجنبية".(1/2640)
وتبدي هبة حداد وهي طالبة تجارة اشمئزازها مما تراه خلال ترددها إلى مقاهي الإنترنت وتقول: "لا أعرف لماذا يحب بعض الشباب الاطلاع هذه الصور الإباحية الصارخة".
وتقول سامية محمد (22 سنة): "شبكة الإنترنت فتحت لي آفاق المعرفة وأبواب الحرية على مصراعيها، وأكملت جوانب أفتقدها في الواقع، لكنها في المقابل وضعتني في اختبار مستمر أمام نفسي.. في بعض الأحيان أدخل إلى الإنترنت بعد منتصف الليل ويكون جميع أفراد أسرتي نائمين، أذهب إلى غرف المحادثة للتعرّف على أصدقاء جدد لهم نفس اهتماماتي.
أما صلاح (20 سنة) فيقول: "لقد فعلت كل شيء عبر الإنترنت، وكنت أعتقد أنني بذلك نلت كل حريتي، لكنني سرعان ما اكتشفت أنني مخطئ".
لا رقابة:
في حديث مع بعض أصحاب المقاهي حول جدية الرقابة وحجب المواقع المثيرة كانت الإجابة بما معناه القانون هنا " ادفع واطّلع على ما تريد". وقال صاحب إحدى المقاهي: "لم أتدخل يوماً في ماهية ما يقرأه المتصفح، ولا عوازل أو رقابة أفرضها على أي موقع". ويقول مؤيدا مبدأه عمليا: "رأيت شباناً يطلعون على مواقع إباحية وغيرها، لكن لا يمكن منع الزبون من رؤية ما يجذبه، ليست مهمتي هنا تربيته!"
أما المستشار القانوني لجمعية محترفي الإنترنت وليد ناصر فيقول: "لا أعلم ما إذا كانت الأجهزة الأمنية تفرض رقابة دائمة على الإنترنت، وأنا أشك في ذلك؛ لأن أمراً مماثلاً يحتاج إلى جهاز رقابة دائمة يرصد ما يضاف وما يحذف، وهو أمر معقّد".(1/2641)
ويقول سفيان وهو مستثمر لمقهى إنترنت إن حجم الرقابة التي يمكن أن تفرض على مرتادي الإنترنت تتفاوت حسب قدرات المستخدم التقنية، فالمبتدئ يُسيطَر عليه بنسبة 100%، أما المحترف فحجم السيطرة عليه لا تتجاوز30% كونه يمتلك طرقا لاختراق الرقابة، تتمثل بما يسمى بـ"البروكسي"، والذي يمكن أن يتطوّر بتطور أجهزة الرقابة وبحسب الحاجة، ويمكن كسر الحظر بالدخول عن طريق مواقع أخرى، أو بتغيير شيفرة الموقع، فتكتب الشيفرة بدلا من الأحرف التي تكون اسم الموقع، وتمر عملية الاتصال".
نتائج ومخاطر
والخلاصة أنه يكاد يكون من المستحيل وجود رقابة صارمة لحفظ أبنائنا مع وجود محاولات جدية من بعض الدول، وانفتاح صارخ من بعضها الآخر مما ينتج عنه مخاطر جمة ..أهمها :
1) انهيار المجتمع بانهيار فئة الشباب فيه.
2) تضييع أوقات الشباب في غير منفعة عند الغالبية.
3) الإصابة بالأمراض النفسية.
4) الغرق في أوحال الدعارة والفساد .
5) التعرف على أساليب الإرهاب والتخريب .
6) التعرض لدعوات التنصير والتهويد والمذاهب الهدامة .
7) التجسس على الأسرار الشخصية.
8) إنهيار الحياة الزوجية.
9) التغرير ببعض الفتيات ووقوعهن فريسة للاهين اللاعبين.
خاتمة لابد منها :
لا يستطيع أحد أن يجحد الفوائد التي يمكن أن يجتنيها البعض من خلال تلك المقاهي، كالبحث العلمي ، وإرسال رسائل بريد إلكتروني سريعة، والاطلاع على الكتب الحديثة والمكتبات العالمية الضخمة، والبحوث العلمية الحديثة.. و.. ولكن لما كان جل الاستخدام في غير ذلك كان إثمها أكبر من نفعها ..(1/2642)
والإنترنت ومقاهيه ـ كما الأدوات الإعلامية الأخرى – سلاح ذو حدين، يمكن أن يكون مفيدا جدا إذا عرفنا كيف نستغله أحسن استغلال، و هو في نفس الوقت أداة تخريب للنفوس والأرواح عن طريق المواقع التافهة و الجنسية التي لا تجدي فتيلا ، وبشيء من المراقبة، وبشيء من التوجيه والإرشاد و التوضيح، يمكن أن نستفيد من هذه الآلة ونحفظ أبناءنا من شرورها والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
منقول من (الشبكة الإسلامية)
__________________
---
(1/2643)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دور القراءات في تفسير الآيات
---
دور القراءات في تفسير الآيات
---
محمد البكري
03-02-2004, 09:43 PM
الحمد لله القائل ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)) والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:ــ
فإن علم القراءات من أشرف العلوم وأجل الفنون كيف لا وهو متعلق بأشرف كتاب وخير كلام وقد سخرالله لهذا العلم من يخدمه على مر الدهور وكر العصور منذ نزوله وحتى وصوله إلينا عن طريق التواتر المصون عن التحريف والتغيير والتبديل .
ومما يجهله الكثير من المسلمين أن هذا العلم مجرد تغيير لألفاظ فحسب ولو تأمل وتمهل لوجد الأمر أبعد من ذلك فالمفسر مثلاً إن اعتمد في بيانه على قراءة واحدة وأعرض عن غيرها فكأنما ترك بعض ماأنزل ولهذا فمن ضمن الفوارق المعتبرة التي تحسب لتفسير عن آخر اهتمام بعضها بأوجه القراءا ت ، وسأعرض فيما يلي بعض النماذج التي تفيد أهل العلم في التفسير :ــ
1ــ بيان حكم من الأحكام :
بأن تقيد قراءة إطلاق قراءة أخرى ، مثاله قول الله تعالى ((وإن كان رجل يورث كلالة أو امراة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس))
قرأ سعد بن أبي وقاص ((وله أخ أو أخت من أمه ))بزيادة عبارة (من أمه) وهي مقيدة ، وهذا حكم مجمع عليه .
2ــ الجمع بين حكمين مختلفين :ـ
قال تعالى ((فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يَطهُرن ))قرأ حمزة والكسائي وشعبة ((حتى يَطَّهَّرن) وهذه الكلمة المشددة تفيد وجوب الغسل بعد انقطاع دم الحيض لتحل المعاشرة وبه قال الأئمة الثلاثة وهو حكم استفيد من مجموع القراءتين لا من إحداهما .
3ــ الدلالة على حكمين شرعيين :ــ(1/2644)
مثاله قوله تعالى ((فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين ))قرأ نافع وابن عامروحفص والكسائي ويعقوب بالنصب في (وأرجلكم) والباقون بالجر والفائدة من ذلك تفيد وجوب الغسل وهو الأصل وقراءة الجر تفيد طلب المسح وهو رخصة للابس الخف ثبتت بالسنة الفعلية والقولية.
وإسهامات القراءات في تفسيرالآيات كثيرة منها دفع توهم ما ليس مراداَ أو بيان لفظ مبهم أوشرح كلمة غامضة إلى آخره ،، وفق الله الجميع لخدمة كتابه والله أعلم
---
(1/2645)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > mp3 pro للحصول على اقل حجم وأكبر نقاء للملف الصوتى !!
---
mp3 pro للحصول على اقل حجم وأكبر نقاء للملف الصوتى !!
---
أبو محمد الظاهرى
08-04-2006, 05:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أفضل الصيغ فى الحصول على اعلى نقاء صوتي وكذلك كثرة الاجهزة التى تعتمد عليها هى صيغة ال mp3 ولكن نواجه مشكلة كبيرة اذ انها تؤدى الى مساحة كبيرة للملف يؤدى الى صعوبة تداولها على شبكة الانترنت.. أو تخزينها ..
ومع تقنية ال mp3pro الجديدة فتؤدى نفس الغرض بالحصول على ملف بصيغة ال mp3 الشهيرة بحجم صغير جدا يقارب حجم ملف الريال بلاير بنفس الكفاءة الصوتية المعهودة لل mp3
يمكن تحويل الملفات من صيغة ال wav الى mp3 ببرنامج Thomson Demo mp3PRO Player/Encoder
صورة البرنامج http://www.mp3prozone.com/assets/demoplayer.gif
التحميل انقر
http://www.mp3prozone.com/assets/mp3PROAudioPlayer.exe
البرنامج مجانى ولايحتاج لتسجيل
مزيد من التفاصيل من الموقع الرسمى انقر http://www.mp3prozone.com/download.htm
---
الطيب وشنان
09-14-2006, 05:12 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/2646)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > باحث سعودي : أول نسخة مطبوعة من القرآن في إيطاليا
---
باحث سعودي : أول نسخة مطبوعة من القرآن في إيطاليا
---
ابن الجزيرة
03-16-2006, 05:00 PM
كشف باحث سعودي أن أول نسخة مطبوعة من القرآن الكريم، صدرت في القرن السادس عشر ميلادي، لا تزال موجودة في إيطاليا، وأكد الدكتور يحيى محمود جنيد خلال محاضرة ألقاها في سياق ندوة العلاقات العربية الإيطالية والتي نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالتعاون مع السفارة الإيطالية في الرياض مساء أمس، أن هذه النسخة التي كان يعتقد أنها فقدت تبين أنها موجودة في مكتبة الدير الفرنسيسكاني بالبندقية، حيث نشرت الباحثة الإيطالية انجيلا نيوفر بحثاً عنها أرفقته بنماذج مصورة من تلك الطبعة التي صدرت مطبوعة بالحجم الكبير في 232 ورقة وبأحرف عربية مائلة مطبوعة وتشتمل على حواشي كبيرة وقد تضمنت ترجمة لاتينية بين بعض السطور.
وأوضح جنيد أنه شاهد هذه النسخة في إيطاليا وكانت في حالة جيدة جداً ومطبوعة على ورق مصقول قوي بحروف جيدة، ويمنع القائمون على المكتبة تصويرها نظراً لأهميتها، لكن جنيد أكد أن مكتبة مركز الملك فيصل بالرياض تملك نسخة مصورة منها وتعد هذه النسخة الوحيدة الباقية من النسخ التي طبعت لأول مرة في إيطاليا عام 1537 وتولى طباعتها (الإيطالي السندرو باغانيني).
وأقيم على هامش الندوة معرض ضم نسخاً مصورة من بعض المخطوطات العربية الموجودة في المكتبات الإيطالية إلى جانب نماذج من الكتابات التي تبين إثر الثقافة العربية في إيطاليا ومساهمات وإنجازات الأطباء الإيطاليين الخمسة الذين حازوا جوائز الملك فيصل العالمية في سنوات سابقة.
الرابط / http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=53197
---
* جنان *
03-16-2006, 05:33 PM(1/2647)
جزاك الله خيرا أخوي
---
د. أنمار
03-17-2006, 10:09 AM
مع التنبيه أنه ليست لها قيمة شرعية لأن كتابتها تخالف قواعد الرسم العثماني
وما بدأ التقيد التام بطباعته بالرسم العثماني إلا عام 1917 م عند مصادرة كل ما كتب بخلاف الرسم العثماني على إثر فتوى الأزهر الشريف فطبع بإشراف نخبة على رأسهم شيخ المقارئ محمد علي خلف الحسيني
علما بأنه ظل يطبع مخالفا للرسم العثماني على مدى 57 سنة جنبا إلى جنب مع ما يكتب بالرسم العثماني
وكان ممن اهتم بجانب الرسم العثماني في المرحلة السابقة المشار إليها بعض العلماء الأفاضل كالشيخ المخللاتي
---
مساعد الطيار
03-17-2006, 01:10 PM
حياك الله د.أنمار
هذه المعلومات القيمة التي أشرتم إليها فيما يتعلق بتاريخ الطباعة المعاصرة ، وما قبلها من كتابة المصاحف في العالم الإسلامي ، ومخالفة بعض المصاحف المكتوبة للرسم العثماني مما يحتاج إلى عرض ودراسة ، وياليت الذين لهم نَفَسٌ في علم الرسم والضبط يتوجهون إلى دراسة المصاحف ويوازنونها بالرسم العثماني .
---
عبدالرحمن الشهري
03-17-2006, 11:46 PM
شكراً للجميع وفقهم الله.
يقول عبدالرحمن بدوي في موسوعة المستشرقين ص 302 عند حديثه عن طبعات القرآن الكريم في أوروبا :(أول طبعة للقرآن في نصه العربي هي تلك التي تمت في البندقية في وقت غير محدد بالدقة ، ولكن المرجح هو أن تاريخها هو سنة 1530 م تقريباً . لكن جميع النسخ التي طبعت أحرقت (راجع اشنور تحت رقم 367) وكانت طبعة كاملة لكل القرآن ، ولم يعثر لها على أثر حتى الآن ، وأقدم من ذكرها هو إربنيوس في كتابه (مبادئ اللغة العربية) ليدن 1620 .
مع التنبيه على ما تفضل به الدكتور أنمار والدكتور مساعد وفقهما الله لكل خير.
---
(1/2648)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سلسلة التفاسير لأول مرة على النت على ملفات ورد للتحميل
---
سلسلة التفاسير لأول مرة على النت على ملفات ورد للتحميل
---
مسك
01-29-2005, 06:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرنا في مكتبة شبكة مشكاة الإسلامية أن نقدم لكم ( سلسة من التفاسير التي تقدم لأول مرة على شبكة الأنترنت على ملفات ورد ) وقد قام بنسخها الأخ الفاضل ( عبدالرحمن المنشاوي ) خدمة للعلم وطلابة .
ونسأل الله أن يبارك في جهده ووقته وعمره , كما نسأله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذه التفاسير أهل العلم وطلابهم ..
والله أعلم .
أضغط هنا للإطلاع على التفاسير (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=32797)
وأدعو ملتقى التفسير الاستفادة من التفاسير في مكتبة الملتقى المباركة ..
وحبذا تثبيت الموضوع ليستفد منه أكبر شريحة ممكنة ..
---
القعقاع محمد
08-03-2006, 12:00 PM
بارك الله فيكم
---
(1/2649)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشرى ( المتحف في أحكام المصحف ) للشيخ صالح الرشيد .
---
بشرى ( المتحف في أحكام المصحف ) للشيخ صالح الرشيد .
---
المحرر
09-15-2003, 11:09 PM
صدر بحث للشيخ صالح الرشيد ( عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالرس ) بعنوان ( المتحف في أحكام المصحف ) .
توزيع : دار الريان .
وهو كتاب حافل بالأبحاث والفوائد .
---
ناصر الصائغ
09-15-2003, 11:59 PM
لقد شرفني فضيلة شيخي الدكتورصالح الرشيد حفظه الله بإهدائي نسخة من كتابه المتحف قبل أن يطبع وقمت بقراءة جزء كبير منه قبل مدة من الزمن والذي تميز بأمور:
1ـ اشتماله على مواضيع متنوعة وأحكام متفرقة عن المصحف يحتاجها المسلم وخاصة المتخصصين والمهتمين بالقرآن وعلومه .
2ـ سهولة الوقوف على المباحث حيث رتبه على الأحروف الأبجدية فمثلا حرق المصحف في حرف الحاء وتقبيل المصحف في حرف التاء وهكذا.
3ـ العمق في دراسة كل مسألة وإعطائها الحكم الشرعي .
4ـ توثيق النقول
5ـ تنوع المصادر والمراجع فلا غرابة أن تقف في مسألة على أكثر من 20 مرجعا .
6ـ لم يقتصر الشيخ على المذهب الحنبلي بل اشتمل على جميع المذاهب مع توثيقها .
7ـ جدية الموضوع مع شدة الحاجة إلى كثير من مسائله .
لذا فالكتاب حري بالإقتناء .علما أن الشيخ حفظه الله بذل فيه جهدا كبيرا أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء وأن يتقبله منه .
( أكتب هذه الأسطر ولم أقف على المطبوع للإحاطة )
---
(1/2650)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية - الصيام فى شعبان
---
برنامج إحياء السنة النبوية - الصيام فى شعبان
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
08-24-2006, 10:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع ( 21) بتاريخ 1/8/1427- سنة الصيام فى شهر شعبان
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بسنة "الصيام فى شهر شعبان" ثم قم بالتصويت
أخرج أبو داود والنسائي وغيرهما بسند حسنه الشيخ الألباني-رحم الله الجميع- من حديث أسامة بن زيد-رضي الله عنه- ، قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان،قال:" ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان،وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين،فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
قال السِّنْدِي-رحمه الله-:قيل وما معنى هذا مع أنه ثبت في الصحيحين أن الله تعالى يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل؟!، قلت(أي السندي):يحتمل أمران:أحدهما:أن أعمال العباد تعرض على الله تعالى كل يوم،ثم تعرض عليه أعمال الجمعة كل اثنين وخميس،ثم تعرض عليه أعمال السنة في شعبان فتعرض عرضا بعد عرض،ولكل عرض حكمة يُطْلِعُ عليها من شاء من خلقه أو يستأثر بها عنده مع أنه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية.
ثانيهما: أن المراد أنها تعرض في اليوم تفصيلا ثم في الجمعة جملة أو بالعكس.
وأخرج البخاري ومسلم-رحمهما الله- في صحيحيهما من حديث عمران بن حصين-رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال له أو لآخر: "أصمت من سرر شعبان". قال:لا . قال:"فإذا أفطرت فصم يومين".
والسرر هنا كما قال جمهور أهل اللغة-رحمهم الله تعالى-هو آخر الشهر، وهو الصحيح.(وستأتي إن شاء الله مسألة حكم تقدم رمضان بصيام يوم أو يومين).(1/2651)
وهذا الحديث فيه إشارة إلى فضيلة الصوم في شعبان،وأن صوم يوم يعدل صوم يومين في غيره،أخذا من قوله في الحديث:"فصم يومين مكانه" يعني مكان اليوم الذي فوته من صيام شعبان، كما قال الحافظ ابن حجر نقلا عن القرطبي-رحم الله الجميع-.
لذا يستحب أن يكون من عادة الإنسان أن يصوم أواخر كل شهر، فلا يعارضه النهي عن تقدم رمضان بيوم أو يومين كما قال الحافظ-رحمه الله- في الفتح،(وستأتي هذه المسألة -بإذن الله تعالى-).
ومن فضائل الصيام في هذا الشهر ما جاء عن أبي داود وغيره
-رحمهم الله- بسند صحيح عن أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-،قالت: "كان أحب الشهور إليه أن يصوم شعبان ثم يصله برمضان".
وأخرج البخاري ومسلم-رحمهما الله- في صحيحيهما من حديث أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-قالت:كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وما رأيت
رسول الله- صلى الله عليه وسلم-استكمل صيام شهر إلا رمضان ،وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان.
وفي رواية عنها-رضي الله عنها-(في الصحيحين أيضا):لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم-يصوم شهرا أكثر من شعبان،وكان يصوم شعبان كله ، وكان يقول: "خذوا من العمل ما تطيقون ........".
وفي رواية عند مسلم-رحمه الله-:كان يصوم شعبان إلا قليلا .
قال ابن رجب-رحمه الله-:"قيل في صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان ؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة ، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده ، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته ، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط".
وهذا الإكثار من الصيام في شهر شعبان يدل على فضيلة هذه العبادة في هذا الشهر ، والمقصود صيام أكثر الشهر،لا كله ،كما هو ظاهر الروايات ، فقد نقل الترمذي عن ابن المبارك أنه جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول صام الشهر كله ، ويقال:قام فلان ليلته أجمع ولعله قد تعشى واشتغل ببعض أمره.(1/2652)
والدليل على ذلك ما رواه مسلم-رحمه الله- في صحيحه أن عبد الله بن شقيق-رحمه الله-سأل أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-:هل كان النبي
-صلى الله عليه وسلم-يصوم شهرا معلوما سوى رمضان؟. قالت: لا والله ،إن صام شهرا معلوما سوى رمضان حتى مضى لوجهه (وفي رواية: حتى مضى لسبيله)ولا أفطره حتى يصيب منه(وفي رواية: ولا أفطره كله حتى يصوم منه)، (وفي رواية: وما رأيته صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان).
وأخرج البخاري ومسلم-رحمهما الله-في صحيحيهما من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-قال: ما صام رسول الله-صلى الله عليه وسلم-شهرا كاملا قط غير رمضان............الحديث.
أخرج البخاري-رحمه الله-في صحيحه من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-مرفوعا:"لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم".
قال ابن حجر-رحمه الله-: أي لا يتقدم رمضان بصوم يوم يعد منه بقصد الاحتياط له،فإن صومه مرتبط بالرؤية فلا حاجة إلى التكلف.....قال العلماء: معنى الحديث لا تستقبلوا رمضان بصيام على نية الاحتياط لرمضان،قال الترمذي لما أخرجه: العمل على هذا عند أهل العلم ، كرهوا أن يتعجل الرجل بصيام قبل دخول رمضان لمعنى رمضان......ومعنى الاستثناء:أن من كان له ورد فقد أذن له فيه ؛لأنه اعتاده وألفه،وتركُ المألوفِ شديدٌ، وليس ذلك من استقبال رمضان في شئ، ويلتحق بذلك القضاء والنذر لوجوبهما، قال بعض العلماء يستثنى القضاء والنذر بالأدلة القطعية على وجوب الوفاء بهما فلا يبطل القطعي بالظن.أ.هـ كلامه-رحمه الله-.
المصدر:
http://saaid.net/mktarat/12/8-7.htm
---
(1/2653)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > موقع لبرامج إسلامية رائعة
---
موقع لبرامج إسلامية رائعة
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 04:38 AM
http://lemarrakechi.googlepages.com/
---
(1/2654)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آياتُ الأحكامِ
---
آياتُ الأحكامِ
---
أحمد البريدي
06-05-2004, 08:04 PM
آياتُ الأحكامِ تُطلق ويُراد بها الآيات التي تُبيِّن الأحكام الفقهية وتدلُّ عليها نصًّا ؛ أو استنباطًا ، ولهذا ظهرت تفاسير عُرفت فيما بعد بكُتُبِ : أحكام القرآن ، وكانَ المؤلِّفون فيها على قسمين : فمنهم مَن أفردها فلم يتعرّض لغيرها كابن العربي في كتابه : أحكام القرآن، ومنهم مَن أَوْلاَها عناية خاصّة كالقرطبيّ في كتابه : الجامع لأحكام القرآن , هذا هو المشهور والمعروف عند الإطْلاق ، بَيْدَ أنّ هناك مِن العلماء مَنْ عمَّمَ فجعل أحكام القرآن ليست خاصّة في الجانب الفقهي بل أراد بها مع الأحكام الفقهية الأحكامَ الاعتقادية والسلوكيّة والأخلاقيّة كما هو صنيع الشيخِ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه : أحكامٌ مِن القرآن الكريم ؛ حيث قال :" وأحكامُ القرآنِ العظيم هي ما تتضمّنه الآياتُ الكريمة مِن الفوائد الدينية والدنيوية والفردية والاجتماعية ".( 1)
ولو قلنا بالرأي الأول فينبغي التنبيه على أن ما يذكره بعض المصنّفين مِن حصْرٍ لآياتِ الأحكام في خمسمائة آيةٍ كما هو رأي ابن قدامة(2 ) لا يُسلَّم ، قال الطوفيُّ رحمه الله :" والصحيح أنّ هذا التقدير- أي الحصْر السابق - غير معتبر ، وأنّ مقدار أدلّة الأحكام في ذلك غير مُنحصِر ، فإنّ أحكام الشرع كما تُستنبط مِن الأوامر والنواهي ،كذلك تستنبط مِن الأقاصيص والمواعظ ونحوها ، فقلَّ أنْ يوجدَ في القرآن الكريم آيةٌ إلاّ ويُستنبط مِنها شيءٌ مِن الأحكام ".(3 )
قُلت : ويدلُّ على ما ذكره الطوفيُّ صنيعُ أهلِ العلم فمثلاً استنبطوا مِن قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (المسد:1) جَواز تَكْنِيَةِ الكافر ، رغم أنّها ليست معدودة في آيات الأحكام .(1/2655)
وإنني بعد هذه المقدمة آمل من الأخوة الأعضاء العناية بهذا الجانب , وإتحافنا بما يفتح الله عليهم ؛ ليحصل التكامل والتنوع في موضوعات هذا الملتقى المبارك .
[line] حواشي سفلية
( 1 ) أحكام من القرآن الكريم صـ ( 5 ) .
( 2 ) انظر : روضة الناظر صـ ( 319 ) .
( 3 ) شرح مختصر الروضة ( 3 / 577 ) .
---
موراني
06-05-2004, 09:10 PM
الى أحمد بن محمد البريدي حفظه الله
شكرا لكم على هذا الاقتراح في الملتقى
فبعد قراءة ما جاء من الأفكار الطيبة في هذا الموضوع تذكرت أنني قد نشرت قبل أعوام بعض الفقرات ( في دراسة شاملة على مدرسة المالكية ) من أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق القاضي , شيخ المالكية في بغداد في عصره ,
وهو كتاب لم يزل الى الآن غير مطبوع الاّ أنّ الدكتور عامر حسن صبري ( جامعة العين) قام بتحقيق ما تبقى من هذا الكتاب النفيس بعد ما زودته بالقطع الموجودة في رصيد مكتبة القيروان , كما ذكرت ذلك بمناسبة أخرى في هذا الملتقى .
انني لا أود أن أكون سابقا على نشر الكتاب بتحقيق د. عامر حسن صبري من طريق نشر فقرات من تفسير سورة النساء , الآية 34 ( الرجال قوامون على النساء ) في هذا الملتقى , علما بأن هناك الآن جهودا لاصدار الكتاب قريبا .
فلذلك ألتمس منكم الاجابة على سؤالي اذ كان نشر هذه الفقرات مناسبا أم يكون من الخير أن ننتظر نشر الكتاب .
أما منهج اسماعيل بن اسحاق القاضي فهو تفسير الأحكام القرآنية بالمأثور حسب المذهب المالكي وذلك يأتي منه بمنتهى الدقة والتوضيح المفصّل للأحاديث والآثار .
تقديرا
موراني
---
أحمد البريدي
06-06-2004, 05:41 AM
الأستاذ الكريم : موراني
ارجو أن تتحفنا بذلك فلا تعارض بين نشر مقاطع منه هنا , وخروجه محققاً فيما بعد , كما أتمنى طلباً آخر وهو نشر دراستكم الشاملة على ( عن ) مدرسة المالكية , أو على الأقل مختصراً لها , متمنياً لك التوفيق .
---
سليمان العجلان
06-06-2004, 07:56 AM(1/2656)
وأنا أضم صوتي لصوت الشيخ أحمد البريدي وفقه الله في أن نشر بعض المقتطفات لايتعارض مع نشر الكتاب فيما بعد ، ولا يقلل من أهمية نشره ، واختصار بعض الفقرات أو المقاطع ونشرها في الملتقى له فوائد جمة سيلمسها القاريء عندما يطلع عليها ، لاسيما ما قد يأخذة الكتاب من الوقت ليرى النور،فاستعن بالله .
---
موراني
06-06-2004, 10:47 AM
الاستاذ أحمد البريدي ,
شكرا لكم على استجابتكم لنشر الفقرات المذكورة من احكام القرآن .
أنا في خدمتكم في ذلك لعل البعض سيستفيد من هذه المقتطفات .
كل ما نشرت من مجموعة هذه المخطوطات لا يزيد على صفحتين في المطبوع غير أنه كتب على الحاسوب Apple الذي لا أستخدمه في الشبكة اطلاقا . فلهذا السبب لا بد من كتابة النص مرة أخرى على Windows .
أما نشر دراساتي حول المذهب المالكي بالقيروان فهي كتاب يزيد على 400 ص بدون الفهارس . وبهذا الصدد أنا أبحث عن مترجم يتقن اللغة الالمانية الى جانب علمه بموضوع الكتاب , غير أنني لم أجد أحدا للأسف الى الآن حتى مع التنازل عن جميع حقوقي لنشر الكتاب باللغة العربية .
والى لقاء قريب
لكم الخير والعافية
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
06-06-2004, 12:10 PM
شكراً لكم جميعاً .
الأستاذ موراني : يمكننا المساعدة في دلالتكم على من يقوم بترجمة الكتاب من المتقنين للغة الألمانية إن شئتم وهم لديكم في ألمانيا .
---
(1/2657)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً كتاب(الزيادة والإحسان في علوم القرآن) لمحمد بن أحمد بن عقيلة المكي(1150هـ)
---
صدر حديثاً كتاب(الزيادة والإحسان في علوم القرآن) لمحمد بن أحمد بن عقيلة المكي(1150هـ)
---
عبدالرحمن الشهري
06-11-2006, 05:31 PM
صدرت عن جامعة الشارقة الطبعةُ الأولى (1427هـ) من كتاب :
الزيادة والإحسان في علوم القرآن
للإمام محمد بن أحمد بن عقيلة المكي المتوفى سنة 1150هـ
http://www.tafsir.net/images/zeadh.jpg
بتحقيق خمسة من الباحثين لدرجة الماجستير هم :
1- محمد صفاء بن شيخ إبراهيم حقي (1) من أول الكتاب إلى آخر النوع (45).
2- فهد بن علي العندس (2) من أول النوع (46 ) إلى آخر النوع (90) .
3- إبراهيم محمد المحمود (3) من أول النوع (91 ) إلى آخر النوع (119).
4- مصلح بن عبد الكريم السامدي (4) من أول النوع (120) إلى آخر النوع ( 143).
5- خالد بن عبد الكريم بن محمد اللاحم (5) من أول النوع (144) .
وتدقيق مجموعة بحوث الكتاب والسنة بمركز البحوث والدراسات بجامعة الشارقة . وقد صدر تحت رقم (38) ضمن قائمة النشر العلمي بالجامعة في عشرة مجلدات بطباعة أنيقة ، وتجليد فاخر .
http://www.tafsir.net/images/zeadhall.jpg(1/2658)
وقدَّم للكتاب منسق اللجنة الأستاذ الدكتور مصطفى محمد مسلم وفقه الله ، ومما جاء في مقدمته :(فإن التراث الإسلامي لا زال يشكو قلة المهتمين به ، والمتوجهين إلى نفض غبار النسيان والإهمال عنه ، وعلى الرغم من توجيه الجامعات الإسلامية وكليات الشريعة وأصول الدين في العالم الإسلامي طلبة الدراسات العليا إلى بعض التخصصات ، وقد بذل الطلبة والمشرفون عليهم جهوداً مضنية في تحقيق المئات من العناوين والمجلدات ، إلا أن الحال لم يختلف كثيراً فيما يتعلق بأمهات الكتب والمطولات منها ، فقد انتقلت من قبو دور الكتب أو من الأفلام على نسخ ورقية ، واحتفظ بها على رفوف مكتبات الجامعات ، ودور البحث ؛ لأن الجامعات قلما تهتم بنشر رسائل طلابها ، كما أن دور النشر تحرص في الغالب على الكتاب الذي يدر ربحاً عاجلاً . وهذا ما جرى على كتاب (الزيادة والإحسان في علوم القرآن) الذي نحن بصدد الحديث عنه ، فهو أوسع موسوعة في علوم القرآن على الإطلاق ، وقد اشتمل على الأنواع التي ذكرها الزركشي في برهانه ، والسيوطي في إتقانه ، وزاد عليها ما يقارب الضعف ، فالأنواع التي ذكرها الزركشي بلغت ثمانية وأربعين نوعاً ، والتي ذكرها السيوطي بلغت ثمانين نوعاً ، أما ما ذكره ابن عقيلة المكي في (الزيادة والإحسان) فقد بلغت مائة وأربعة وخمسين نوعاً ، وبذلك يكون قد جمع ابن عقيلة في كتابه جميع موضوعات علوم القرآن التي ذكرها السابقون في كتبهم وزاد عليها ، ولذا يعتبر كتابه أكبر موسوعة في علوم القرآن الكريم حتى الآن).
وأما منهج التنسيق للطباعة الذي اتبعته اللجنة المشرفة على تهيئته للطباعة ، فقد ذكر الدكتور مصطفى مسلم أنه (توحيداً لمنهج التحقيق ، وتقريباً للمستوى العلمي ، فقد أسند الإشراف على الرسائل الخمس للدكتور محمود محمد شبكة) ، وهو أستاذ بجامعة الشارقة .(1/2659)
وقد تبرع بعض أهل الفضل والسعة بتكلفة طباعة الكتاب ، فشكلت مجموعة بحوث الكتاب والسنة لجنة علمية ، عقدت عدة اجتماعات بعد أخذ التفويض من المحققين للتصرف في الجهد الذي بذلوه في تحقيق الكتاب ، وذلك لوضع الخطة التفصيلية لنشر الكتاب وطباعته. وقد وضعت هذه اللجنة مبادئ تسير عليها ، منها :
1- بما أن الاهتمام ينصب في الرسائل العلمية على تدريب الطالب على توثيق النصوص والتعليق عليها ، وتخريج الأحاديث ، والترجمة للأعلام ، بشكل موسع في الغالب ، وتنويع المصادر والمراجع . فقد جاءت بعض التعليقات مطولة ، أورد الباحث أقوال العلماء فيها وناقشها وأورد أدلة الفرقاء واختلافاتهم ، ولا علاقة لكل ذلك بكلام المؤلف ، إلا أنه كان مفتاحاً للولوج إلى مثل هذه المسائل الخلافية ، لذا قرر أعضاء المجموعة أن تختصر مثل هذه التعليقات ، ويشار إجمالاً إلى الأقوال وأين وردت بالإشارة إلى مراجعها.
2- أما تخريج الأحاديث فإن ذكر المؤلف الحديث ولم يشر إلى من خرجه ، وربما خرجه المحقق من الكتب الستة والمسانيد والمعاجم ، وربما استغرق تخريجه أكثر من صفحة – والقصد هو تدريب الطالب على تخريج الأحاديث – فكان الرأي أن يكتفى بالتخريج من الصحيحين ، إلا إذا ذكر المؤلف من خرجه ، فربما يقول أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والإمام أحمد في مسنده ... فعندئذٍ لا بد من الإشارة إلى مواضع ورود الحديث في كل ما ذكره المؤلف ولا يقتصر على الصحيحين.
3- ربما أغفل المحقق بعض التعليقات ، أو تجاوز عن بعض المبهمات أو الغريب أو المجمل في كلام المؤلف ، فكان التوجيه للمدققين لتلافي كل ذلك.(1/2660)
4- في ترجمة الأعلام ، ونظراً لتعدد الرسائل فقد يترجم المحقق ما ورد في رسالته من أسماء الأعلام ، فيؤدي إلى تكرار التراجم في أكثر من موضع ، فكان المطلوب أن يترجم للعلم عند ورود ذكره في أول رسالة وفي أول موضع منها ، ثم يحال إلى موضع الترجمة إذا تكرر ذكره في الرسائل اللاحقة ، كما أن تراجم الملائكة والأنبياء والمرسلين والمشهورين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحذف.
5- بما أن الآيات القرآنية ستكتب بالرسم العثماني من مصحف المدينة المنورة وفيها رقم الآية واسم السورة ، فقد ارتأى أعضاء المجموعة أن يحذف عزو الآيات من الهوامش.
6- في قسم الدراسة كلف المحققون بأن يعقدوا مقارنة بين الأنواع التي يحققونها وبين ما ورد في الإتقان أو البرهان ، أو غيرها من كتب علوم القرآن ، وقد حذفت هذه المقارنات ؛ لأن المقصود بها توسيع مدارك الطالب العلمية في المقارنات وأساليب المؤلفين.
وقد تشكلت اللجنة المشرفة من :
1- أ.د.مصطفى مسلم ، كلف بكتابة المقدمة وتلخيص قسم الدراسة .
2- أ.د.عيادة الكبيسي .
3- د.عواد الخلف .
4- د.عبدالله الخطيب.
5- أ.د.مكي إقلاينة .
6- د.صالح رضا .
7- د.البشير الترابي .
8- د.أحمد عباس البدوي .
9- د.محمد عصام القضاة .
10- د.قاسم سعد .
11- د.عبدالسميع الأنيس.
12- د.سعيد القزقي.
وقد سبق أن دار الحديث حول هذا الكتاب في الملتقى ، في مشاركة سابقة بعنوان :
سؤال عن كتاب الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4391)
وأشكر أخي الكريم الدكتور محمد صفا حقي وزملائه المحققين الفضلاء على إهدائهم لي نسخة من هذا السفر النفيس جزاهم الله خيراً وبارك في جهودهم.
---
عبدالرحمن الشهري
06-11-2006, 05:39 PM
للحصول على نسخة من الكتاب من جامعة الشارقة ، وردتني رسالة من أخي الكريم الدكتور ناصر بن محمد الدوسري ، حفظه الله هذا نصها :
الأخ الدكتور عبد الرحمن وفقه الله(1/2661)
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
فقد حصلتُ على نسخة من كتاب (الزيادة والإحسان) من الشارقة ، ومن باب الفائدة لمن أراد الحصول عليه سألتهم عن إمكانية الحصول عليه من السعودية فأخبروني أنه يمكن إرسال طلب عن طريق الفاكس ، ومن ثم يخبرونك بسعر التكلفة مع شحنه للمملكة ، علماً أن سعره في الإمارات 300 درهم ، ما يعادل 306 ريال سعودي . وهذا عنوان المكتبة :
اسم المكتبة : مكتبة الجامعة .
عنوانها : الشارقة - شارع الملك فيصل .
هاتف : 0097165726001
فاكس : 0097165726003
شكر الله لأخي الكريم الدكتور ناصر ، ووفق الجميع للعلم النافع ، والعمل الصالح.
---
محمد صفاء حقي
06-12-2006, 03:37 PM
أشكرك أخي القدير فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري باسمي وباسم كافة الزملاء الذين عملوا في تحقيق الزيادة والإحسان على هذا التعريف بالكتاب ، آملين أن نكون قد قدمنا عملا جيدا يفيد طلبة العلم وينفعنا يوم اللقاء ، واعتذر للأخوة الأحبة من أهل القرآن أهل الفضل من المشايخ الاجلاء والأصدقاء الفضلاء والباحثين النجباء فلهم حق علينا في إهدائهم نسخ من الكتاب ولكن العذر أن الجهة التي تولت الطباعة لم تخصص للمحققين إلا خمس نسخ لكل محقق والأحبة كثر فماذا عسانا نفعل ، الذي نأمله أن لا تنسونا من الدعاء في ظهر الغيب ، وكذا لمن تولى الطباعة وأنفق عليها وأشرف .. وتقبلوا تحياتنا جميعا ..
---
مساعد الطيار
06-12-2006, 06:43 PM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أسال لله أن يبارك للمشايخ الفضلاء الذين شاركوا في هذا العمل المبارك ، وأساله أن يجعل هذا في ميزان حسناتهم .
وأسال الله أن يبارك لشيخنا مصطفى مسلم على ما قدمه في هذا العمل ، وأن يبارك لكل من كان له أثر في إخراج هذه الموسوعة العلمية .
وليت أحد المكتبات تتولى إحضار هذه الموسوعة لتوفير الجهد على المشترين ، والله أسال أن يوفقنا لما يحب ويرضى .
---
وائل حجلاوي(1/2662)
06-13-2006, 05:30 AM
جزى الله الشيخ عبد الرحمن الشهري خيراً على هذه البشرى الطيبة
وجزى كل من ساهم في إخراج هذا السفر العظيم كل خير
وجعله في موازين حسناتهم أجمعين إنه جواد كريم
وقد كنتُ درستُ في السنة المنهجية منهج ابن عقيلة في التفسير من خلال تفسيره الموسوم بـ (الجوهر المنظوم في تفسير القرآن العظيم بالمرفوع من كلام سيد المرسلين والمحكوم) الذي حقق أوله الباحث الأخ "محمد مصطفى علي حسن" في رسالة ماجستير , أسأل الله تعالى أن ييسر إكماله وطبعه إنه جواد كريم
---
فهد الرومي
06-14-2006, 02:10 AM
وماذا تم في بقية التفسير أخي وائل هل تم تحقيقه ؟
---
وائل حجلاوي
06-14-2006, 05:27 AM
الباحث "محمد مصطفى" حقق الكتاب من أوله إلى (الآية 182) من سورة البقرة, في مصر.
ولا أدري هل تابع غيره تحقيق الكتاب أم لا
وبالمناسبة المؤلف في تفسيره هذا ينقل من الدر المنثور ومن البحر المحيط ولا يكاد يخرج عنهما
قال ابن عقيلة في مقدمة تفسيره (الجوهر المنظوم):
" هذا تفسير لكتاب الله العزيز الجليل العظيم سلكت فيه مسلكاً لم أسبق إليه, ولم يفعله أحد من المتقدمين رحمة الله عليهم أجمعين, وهو أن أفسر القرآن بالمرفوع من الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم أخلطه بشئ من الرأي ولا بتفسير الصحابة أو التابعين, بل جعلتها محضاً خالصاً تفسير كلام رب العالمين جل شأنه بكلام عبده ونبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام"
ومن منهجه كذلك أنه يفسر القرآن بالقرآن في مواضع كثيرة من كتابه.
هذا ما انتهى إليه علمي..
---
محمد صفاء حقي
06-14-2006, 12:04 PM(1/2663)
بالنسبة لتفسير ابن عقيلة فقد أحضرت وريقات منه للنظر فيه وإمكانية تحقيقه وخدمته ، وبعد البحث فيه ومقارنته وجدت أن الرجل ناقل فقط وليس له اي رأي أو روايو زيادة على الدر المنثور ، ولهذا أعرضت عنه .. اما قولك أخي الكريم بأنك درست منهجه في التفسير ، فأعتقد أنك قد تعبت في هذا العمل وبذلت جهدا كبيرا حتى تدون شيئا يعتبر لك فجزاك الله خيرا ، لكون ابن عقيلة ليس له منهج في تفسيره فهو يورد الروايات حسب ترتيب الآيات ضمن السورة .. وللعلم فإن للتفسير عدة نسخ وبعضها كتب بخط رائع يصلح أن يطبع كما هو ..وأعتقد ولا أجزم بأن الكتاب قدم لقسم القرآن في كلية أصول الدين فلم يوافق عليه أو أن أحد الباحثين اراد تقديمه . مرة أخرى لا أجزم بهذه المعلومة فالذاكرة قد تخونني . مع حالص التيحة للجميع .
ولابن عقيلة المسلسلات المشهورة التي يرويها بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حصلت على إجازة روايتها بالسند عن طريق شيخنا الفاضل الدكتور أحمد معبد الكليباتي متعه الله بالصحة والعافية . وعن غيره ولله الحمد..
---
محمود الشنقيطي
11-12-2006, 11:08 AM
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد وآله ومن اقتفى
وبعد:
فقد قامت جامعة الشارقة مشكورة - حسبما بلغني - بطباعة هذا الكتاب القيم,والذي يعتبر من التراث القيم في علوم القرآن,وقد خدم في قسم علوم القرآن بجامعة الإمام وحقق في عشر رسائل علمية, إلا أن نسخ الكتاب ليست متوفرة بقدر يتيح اقتنائها بيسر وسهولة,فهل سنرى نسخة منه في مكتبة الملتقى إن امكن ذلك,أو نجد من يدل من أهل الشارقة على طريق يتحصل به طالبه عليه..
نرجو ذلك...
---
جمال أبو حسان
11-13-2006, 12:06 PM
طباعة انيقة وجهد مشكور لكن لم يحسبوا حساب الطلاب الفقراء في اقتنائه فلهم الله تعالى فهو المغني
نسال الله تعالى السلامة وحسن الخاتمة
---
محمد بن جماعة
03-22-2007, 07:51 PM(1/2664)
اشتريت الكتاب مؤخرا، ولله الحمد. وقد استمتعت بقراءة المجلدين الأولين منه لحد الآن.
وهاكم أنواع علوم القرآن كما وضعها ابن عقيلة في كتابه (الزيادة والإحسان في علوم القرآن):
1- علم حقيقة القرآن ما هو
2- علم وحي القرآن وحقيقة الوحي
3- علم أنواع الوحي
4- علم بدء الوحي، وما ابتدئ به رسول الله (ص) من الوحي
5- علم صفة حال النبي (ص) حين ينزل عليه الوحي
6- علم كيفية استعجال النبي (ص) بحفظ الوحي قبل أن يتممه جبريل، ونهي الله تعالى له عن ذلك
7- علم نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا
8- علم معنى نزوله وإنزاله وتنزيله
9- علم أول ما نزل
10- علم علم آخر ما نزل من القرآن
11- علم أول من نزل بالقرآن
12- علم اليوم الذي أنزل فيه القرآن، وسنّ النبي (ص) في ذلك الوقت
13- علم مقدار فترة الوحي وحكمة الفترة
14- علم المكي والمدني
15- علم الآيات المكية في السور المدنية، والآيات المدنية في سور المكية
16- علم ما نزل بمكة وحكمه مدني، والعكس
17- علم الأماكن التي أنزل فيها القرآن
18- علم الأرضي والسمائي
19- علم ما نزل نهارا وما نزل ليلا من القرآن
20- علم علم الصيفي منه والشتائي
21- علم الحضري والسفري
22- علم الفراشي والنومي
23- علم أسباب النزول
24- علم ما نزل موافقا لقول قائل
25- علم ما تكرر نزوله
26- علم ما تأخر حكمه عن نزوله، وما تأخر نزوله عن حكمه
27- علم ما نزل مفرقا، وما نزل مجتمعا
28- علم ما نزل مشيعا، وما نزل مفردا
29- علم ما نزل على بعض الأنبياء، وما لم ينزل
30- علم أسماء القرآن
31- علم أسماء سور القرآن
32- علم إعراب أسماء سور القرآن
33- علم معرفة إعراب القرآن
34- علم معرفة الأحرف المقطعات التي في أوئل السور
35- علم الأحرف التي أنزل عليها، ما هي
36- علم الظاهر والباطن، والجد والمطلع لكل آية من القرآن
37- علم جمع القرآن وترتيبه
38- علم عدد السور والآيات والكلمات والحروف القرآنية(1/2665)
39- علم فضائل القرآن مجملا
40- علم فضائل السور مفصلا
41- علم أفضل القرآن وفاضله
42- علم آداب القرآن وآداب تاليه
43- علم إهداء ثواب القرآن للأنبياء وغيرهم
44- علم الاقتباس من القرآن الكريم
45- علم خواص القرآن
46- علم رسم الخط
47- علم ما اختلف فيه مصاحف أهل الأمصار بالإثبات والحذف
48- علم ما اتفقت على رسمه مصاحف أهل العراق
49- علم ا اختلف فيه اهل الحجاز والعراق والشام بالزيادة والنقصان
50- علم نقط المصحف وشكله، ومن نقطه أولا من التابعين، ومن كره ذلك، ومن ترخص فيه من العلماء
51- علم أدب كتابة المصحف
52- علم حفاظه ورواته
53- علم القراء المشهورين بقراءة القرآن وأسمائهم
54- علم رواة أئمة القراءة
55- علم رجال هؤلاء الأئمة الذين أدوا إليهم القراءة عن رسول الله (ص)
56- علم إسناد القراءة، ومعرفة العالي والنازل من إسنادها
57- علم المتواتر
58- علم المشهور وعلم الآحاد
59- علم الشاذ
60- علم المدرج والموضوع
61- علم المسلسل من القرآن
62- علم المقبول من القراءة والمردود وسبب الحصر في قراء معدودين
63- علم حكمة الاختلاف في القراءة
64- علم تعريف علم القراءات، وموضوعه، وفائدته
65- علم علم حقيقة الحروف القرآنية وأعدادها
66- علم مخارج الحروف
67- علم صفات الحروف
68- علم تراكيب الحروف، ومعرفة النطق بها مع التركيب
69- علم تجويد القرآن
70- علم تحسين الصوت بالقراءة والتغني بالقرآن
71- علم كيفية تحمله
72- علم كيفية الأخذ بالجمع في القراءات
73- علم كيفية الاستعاذة
74- علم البسملة
75- علم التكبير
76- علم الوقف
77- علم ما يوقف به
78- علم الوقف على مرسوم خط المصحف العثماني
79- علم الموصول لفظاً، المفصول معنًى
80- علم فواصل الآي
81- علم الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب
82- علم الإمالة والفتح وما بينهما
83- علم المد والقصر
84- علم تخفيف الهمز
85- علم أحكام النون الساكنة والتنوين
86- علم حكم هاء الكناية(1/2666)
87- علم أحكام الراءات في التفخيم والترقيق
88- علم أحكام اللام تفخيما وترقيقا
89- علم أحكام ياءات الإضافة
90- علم ياءات الزوائد
91- علم اختلاف القراء في أوجه القراءات
92- علم توجيه القراءات
93- علم قراءة النبي (ص) مما صح إسناده أو قارب الصحيح
94- علم أحكام المصلي إذا أخطأ في القراءة
95- علم آيات الأحكام
96- علم المحكم والمتشابه
97- علم خاصه وعامه
98- علم مشتركه ومؤوَّله
99- علم ظاهره وخفيه
100- علم نصه ومشكله
101- علم مفسره ومجمله
102- علم منطوقه ومفهومه
103- علم مطلقه ومقيده
104- علم مقدمه ومؤخره
105- علم ما أوهم التناقض والتعارض وليس بمتناقض ولا بمتعارض
106- علم وجوهه ونظائره
107- علم وجوه مخاطَبَاته
108- علم ناسخه ومنسوخه
109- علم حقيقته ومجازه
110- علم صريحه وكنايته
111- علم تشبيه القرآن الكريم
112- علم استعارته
113- علم أحوال المسند والمسند إليه
114- علم أحوال المسند وأحوال متعلقات الفعل
115- علم حصره واختصاصه
116- علم خبره وإنشائه
117- علم فصله ووصله
118- علم إيجازه وإطنابه ومساواته
119- علم بديعه
120- علم فواتح السور
121- علم خواتم السور
122- علم منسابات الآيات والسور
123- علم الآيات المتشاكلات المتقاربات
124- علم لطائف القرآن وأسراره ونكته وفوائده
125- علم أسرار تكرار قصص القرآن وبيان الحكمة والسر في ذلك
126- علم إعجاز القرآن
127- علم مفردات القرآن العزيز
128- علم معرفة العلوم المستنبطة من القرآن
129- علم أقسام القرآن
130- علم جدل القرآن
131- علم من ذكر من الأنبياء (ع) في القرآن العظيم صريحا وبالإشارة
132- علم تاريخ الأنبياء المذكورين في القرآن وبيان المتقدم منهم والمتأخر
133- علم ما وقع في القرآن العظيم من الأسماء والكنى والألقاب
134- علم مبهمات القرآن
135- علم أسماء من نزل فيهم القرآن
136- علم قصص الأنبياء (ع) المذكورين في القرآن الكريم(1/2667)
137- علم من ذكر في القرآن الكريم من الملوك والأمم غير الأنبياء (ع)
138- علم أمثال القرآن
139- علم مواعظ القرآن العظيم
140- علم حِكم القرآن
141- علم حقائق القرآن
142- علم معرفة تفسيره وتأويله وبيان شرفه والحاجة إليه
143- علم معرفة شروط المفسر وآدابه
144- علم معاني الأدوات التي يحتاج إليها المفسر
145- علم في قواعد مهمة يحتاج المفسر إلى معرفتها
146- علم تفسير القرآن بالأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي (ص)
147- علم ما ورد عن النبي (ص) من التفاسير المصرح برفعها إليه
148- علم معرفة غريبه
149- علم في الاستشهاد على القرآن العزيز بأشعار العرب
150- علم وقع فيه بغير لغة الحجاز
151- علم ما وقع في القرآن العزيز بغير لغة العرب
152- علم غرائب التفسير التي هي مردودة عند العلماء غير مقبولة
153- علم في طبقات المفسرين
154- علم آداب ختم القرآن
---
عبدالرحمن الشهري
03-22-2007, 07:57 PM
الأخ العزيز محمد بن جماعة :وفقه الله تعجبني همتك العالية في تحصيل مثل هذا الكتاب الكبير مع بعد الدار ، وكبر الكتاب . نفعك الله به ، وزادك توفيقاً وهدى .
---
محمد بن جماعة
03-22-2007, 11:29 PM
ما حصلت الهمة إلا بمخالطتكم في هذا الملتقى. وهو من توفيق الله عز وجل. حيث لم أعلم بالكتاب سوى من خلال حديثك عنه، فأوصيت بعض الإخوة بالبحث عنه، حتى تيسر شراؤه من الأردن.
وقد أخبرني من اشتراه لي أن المكتبة كان لديها نسخة وحيدة منه، وقد فزت بها ولله الحمد ;)
---
غانم الغانم
03-23-2007, 06:52 AM
الكتاب موجود في مكتبة التدمرية في الرياض والقصيم قبل شهر تقريباً/
وقيمته بـ350 ريال فقط مع أنه في بعض المكتبات بـ500 ريال
---
مروان الظفيري
03-23-2007, 07:26 AM
جزى الله الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري خيراً على هذه
التقدمة الطيبة تعريفا ونشرا وتوصيفا
وجزى كل من ساهم في إخراج هذا السفر العظيم كل خير(1/2668)
وجعله في موازين حسناتهم أجمعين إنه جواد كريم
وللعلم فإن الكتاب في البداية كان يوزع مجانا
في جامعة الشارقة ، ثم عدلوا عن ذلك
لأسباب ؛ لعلها مالية
وفي كل الأحوال جزاهم الله خيرا
---
فهد الوهبي
03-24-2007, 02:03 AM
اتصلت بمكتبة الجامعة بالشارقة فأخبروني أن الكتاب سيصل إلى المكتبة العلمية بالخبر خلال أيام قليلة ( 038592200 )..
الجمعة 4 / 3 / 1428هـ .
---
أحمد البريدي
04-07-2007, 11:29 PM
من اللطائف والحمد لله أن الله يسر لي هذا الكتاب ووصل إلى باب بيتي فشكر الله لمن قام بإرساله لي خير الجزاء .
---
أبو عدنان
04-07-2007, 11:53 PM
بشرى جميلة ..جزاكم الله خيرا
---
(1/2669)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الصابئون .. الصابئين ؟!
---
الصابئون .. الصابئين ؟!
---
زهرة الاسلام
12-26-2003, 01:19 PM
يسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى فى سورة المائدة " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصبئون والنصرى من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون " ( آية : 69)
وقال سبحانه فى سورة الحج " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصبئين والنصرى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهميوم القيامة إن الله على كل شىء شهيد " ( آية : 17)
ما السر فى مجىء الصابئون فى الأولى بالرفع , وفى الثانية بالنصب على الرغم من اتحاد العامل ( إن ) فى كلً وأن كل منهما أتى معطوفاً على اسم إن المنصوب ؟
أرجو الإفادة
وجزاكم الله خيراً
زهرة الإسلام
---
أضواء البيان
12-26-2003, 07:25 PM
الصابئون في سورة المائدة مبتدأ مرفوع على نية التأخير خبره محذوف دل عليه خبر إن، وهو أوضح وأقوى ماقيل في إعرابه
الصابئين في سورة الحج معطوف على ( الذين آمنوا ) منصوب وعلامة النصب الياء
الجدول في إعراب القرآن، محمود الصافي
---
زهرة الاسلام
12-27-2003, 01:01 PM
جزاك الله خيراً " أضواء البيان "
ولكن إذا كانت( الصابؤن ) مبتدأ فعلام تعطفه الواو ؟ هل على اسم إن أم غيره ؟
شكراً جزيلاً
والسلام على من اتبع الهدى
زهرة
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العز فى غيره أذلنا الله
---
أضواء البيان
12-27-2003, 01:39 PM
جملة ( الصابئون ) وخبره المقدر معطوفة على الجملة الاستئنافية ( إن الذين آمنوا..)
---
(1/2670)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > لماذا لايوجد قسم لجوانب الإعجاز في القرآن الكريم؟
---
لماذا لايوجد قسم لجوانب الإعجاز في القرآن الكريم؟
---
عبدالله
10-21-2003, 09:16 PM
الأخ الفاضل عبد الرحمن الشهري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد أقترح بأن يكون في منتدانا قسم يهتم بجوانب إعجاز القرآن الكريم في اللغة والتشريع والطب والعلم والكون
لأن في ذلك فائدة عظيمة لفهم القرآن وتقوية الإيمان واحتوائه لكل شيء حيث يقول سبحانه وتعالى(مافرطنا في الكتاب من شيء) ويقول سبحانه:(تبياناً لكل شيء). لكي ندعوا إلى الله على بصيرة .
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2003, 11:31 PM
مرحباً بكم أخي الكريم عبدالله الشمري وفقه الله
وأرجو أن نتمكن مستقبلاً بإذن الله تحقيق هذه الفكرة بصورة مرضية إن شاء الله.
---
(1/2671)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لماذا لانكون أهل القران والسنه بدلا من اهل السنه والجماعه
---
لماذا لانكون أهل القران والسنه بدلا من اهل السنه والجماعه
---
أمل محمد
05-10-2004, 11:43 PM
السلام عليكم
هذا سؤل لأ حد المعترضين على مسمى اهل السنه والجماعه في قناة المستقله وانقله اليكم اذا يوجد تفسير لهذا السؤل
---
فيصل القلاف
05-11-2004, 03:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فأكتب الإجابة في هذا المنتدى على استحياء لما ضم من مشايخ فضلاء، لكن جرأني أني إن أخطأت وجدت منهم تصويباً، أو أصبت لقيت من إقرارهم تشجيعاً، فالله المستعان.
لعل الجواب على السؤال أن هذه التسمية الشريفة ( أهل السنة والجماعة ) جاءت لمناسبة الواقع الذي سميت فيه. ذلك أن أهل البدع طرحوا السنة بحجة أنها ظنية الثبوت، ثم هم - نتيجة لطرحهم السنة - قد تفرقوا واختلفوا. فحسن أن يتسمى أهل الحق بالميزتين اللتين تفرق بينهما وبين غيرهما من أهل الأهواء، وهما التمسك بالسنة النبوية والاجتماع، فكان هذا الاسم.
وللبيان فإن أهل السنة تسموا بـ( أهل السنة ) لأنهم أعرف بها إذ فيهم المحدثون والفقهاء، ولأنهم متمسكون بها عاملون.
وهم أهل الجماعة، باعتبار أن الجماعة مصدر، أي هم أهل الاجتماع. وباعتبار أن الجماعة هي القوم المجتمعين أنفسهم، تكون الـ( ال ) هنا للعهد الذهني، أي الصحابة ( إذ هم مجتمعون على عقيدة ومنهج واحد )، فهم أتباع الصحابة رضوان الله عليهم.(1/2672)
أما سبب عدم ذكرهم القرآن في هذا الاسم الشريف هو شرف القرآن وعلو مكانته بين المسلمين، إذ لم يتجرأ أهل البدع على القول بطرحه ونبذه - كما فعلوا مع السنة -. بل زعموا أنهم يكتفون بما في كتاب الله تعالى، كما حذر منهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ( لا ألفين الرجل منكم شبعان متكئاً على أريكته يقول حسبنا كتاب الله، ما وجدنا في كتاب الله من حلال أحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ) أو كما قال. لذا لم يكن يتميز أهل السنة عن غيرهم بالأخذ بالقرآن، فلم يكن في التسمي بالقرآن فضل لهم على غيرهم.
ولذلك كانوا يتسمون أيضاً بـ( أهل الحديث ) و ( أهل الأثر ) ونحوها.
وإن كان الحق الذي لا مرية فيه أن أهل البدع لم يأخذوا بالقرآن استسلاماً وقبولاً، وإنما أخذوا به تابعاً وشاهداً، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا. والله أعلى وأعلم.
---
مساعد الطيار
05-11-2004, 04:26 PM
وفقك الله يا أخ فيصل ، ولا مزيد سوى التنبيه على إعراض أهل البدع عن السنة ، فدعى أهلها نفسهم بها وانتسبوا إليها مخالفة لأهل البدع الذين انتسبوا إلى بِدعِهم أو إلى شيوخهم ، فهم مقطوعون عن الاتصال بذلك الشرف العظيم ، وهو الاتصال بمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ إما بالسند ـ وإن ادعاه بعضهم ـ وإما بالعمل، وهو المقصود الأعظم ، والله أعلم .
---
إكرام
05-11-2004, 04:43 PM
هذه الأسئلة والشبه التي تبثّ على هذه القنوات ويشاهدها الملايين .. من يردّ عليها ؟!
أقترح أخي فيصل أن ترسل لصحيفة واسعة الانتشار ردّك المقنع جداً ..
وليس إلا معذرة إلى ربّكم !
---
د. أنمار
05-11-2004, 05:02 PM
عن أَبي إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ يَقُولُ : كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ، فَقُلْتُ(1/2673)
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا
الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " قُلْتُ : وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ،
وَفِيهِ دَخَنٌ " قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ ؟ قَالَ : " قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي ، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ "
قُلْتُ : فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ
إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صِفْهُمْ لَنَا ؟ فَقَالَ : " هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا ،
وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا " قُلْتُ : فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : تَلْزَمُ جَمَاعَةَ
المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ، قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ ؟ قَالَ " فَاعْتَزِلْ تِلْكَ
الفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ ، حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ "
هذا حديث البخاري وفيه أصل تسمية جماعة المسلمين، وقد تجلت لأهل السنة والجماعة في عام الجماعة حين ظهر موقفهم من الفتن التي حدثت بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتجلى مذهبهم بخلاف أهل البدع والضلال.
وأصل تسميتهم بأهل السنة لأنهم من أخذ بحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ.
ولذا لا تجد أحدا من أهل البدع روافضا كانوا أو خوارجا أو غيرهم يأخذون بهذا.
---
خالد الشبل
05-12-2004, 12:45 AM
في الدر المنثور:
"أخرج ابن أبي حاتم وأبو نصر في الإبانة والخطيب في تاريخه واللالكائي في السنة عن ابن عباس في هذه الآية قال {تبيض وجوه وتسود وجوه} قال "تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدع والضلالة.(1/2674)
وأخرج الخطيب في رواة مالك والديلمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} قال: "تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدع".".
---
(1/2675)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مصدر القرآن..دراسة لشبهات المستشرقين والمنصرين حول الوحي المحمدي " د/إبراهيم عوض
---
مصدر القرآن..دراسة لشبهات المستشرقين والمنصرين حول الوحي المحمدي " د/إبراهيم عوض
---
كرم
06-19-2006, 02:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أضع بين أيديكم الجزء الأول من كتاب "مصدر القرآن- دراسة لشبهات المستشرقين والمنصرين حول الوحي المحمدي" للدكتور إبراهيم عوض أستاذ الأدب العربي بجامعة عين شمس المصرية
و الكتاب يتناول كثير من الشبهات التي أثارها المستشرقون حول ظاهرة الوحي و حول النبي صلي الله عليه وسلم
و هذه مقدمة الكتاب و يليها فهرست المواضيع
----------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
هذا البحث يبين بالأسلوب العلمي أن الدراسة المدققة لشخصية الرسول وشخصية القرآن لا بد أن تؤدي إلي الإيمان الجازم بأن ذلك الكتاب يستحيل أن يكون من نتاج عقل محمد ومشاعره أو أي إنسان آخر ، وإنما هو وحي إلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأن الرجل الذي جاء به لا يمكن أن يكون إلا نبيا رسولا .(1/2676)
وقد قسمته إلي بابين : الباب الأول لدراسة شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام ، والثاني لدراسة المحتوي القرآني وروحه . وقد قسمت الباب الأول بدوره إلي ثلاثة فصول درست فيها الشبهات التي يفسر بها المستشرقون والمبشّرون المصدر الذي جاء منه القرآن . وقد رتبت هذه الشبهات ترتيبا منطقيا بحيث إنه عندما يفرغ الدارس من مناقشة أولاها ويتبين أنها غير قائمة علي أساس تاريخي أو علمي يجد أنها تسلمه تلقائيا إلي الشبهة التالية ... وهكذا . وهذه الشبهات تتلخص في أن محمدا عليه السلام كان كذابا مخادعا ، أو أنه كان واهما مخدوعا ، أو أنه كان مريضا بمرض عصبي . وقد درست هذه الشبهات واحدة واحدة دراسة متأنية طرحت فيها كل لون من ألوان التحرج بغية الوصول إلي ما أعتقد أنه الحق الذي من شأنه أن يريح النفوس المتطلعة إليه والتي لا تألو في البحث عنه أي جهد ، واعتمدت في ذلك كله علي الروايات التاريخية الموثقة بعد أن أمررتها في مصفاة المنطق الإنساني العام ، وكذلك علي الدراسات النفسية والطبية ، وبخاصة تلك التي تتعلق بمكنونات اللاوعي والأمراض النفسية والعصبية . ولسوف يري القارئ كيف نظرتُ إلي الروايات التاريخية المتعلقة بعصر النبي عليه الصلاة والسلام وشخصه وأحاديثه من زاوية جديدة ، فإذا بها تفتح مغاليقها وتطلعني علي أسرار عجيبة ، مع أن هذه النصوص قلما يجهلها دارس للسيرة النبوية. أما الباب الثاني ، وقد قسمته هو أيضا إلي ثلاثة فصول ، فقد درست فيه شخصية القرآن ومحتواه ، ووجدت أنه لا يمكن أن يكون قد اسْتُقِيَ من أي مصدر بشري أو اقْتُبِسَ من أية ديانة أخري ، وذلك بعد مقارنته بغيره من أديان عصره التي اتُّهِم الرسول بأنه قد أخذ عنها أفكاره عن وعي أو عن غير وعي ، وبعد تحليل ما يتلألأ علي وجهه من لألاء العلم الشامل المحيط والنَّفَس الإلهي الذي لا يمكن أن تخطئه النفوس المحبة للحقيقة . ولعل القارئ يذكر أني أعلنت في مقدمة كتابي »(1/2677)
المستشرقون والقرآن « عن نيتي في دراسة هذا الموضوع الذي يدور عليه كتابي الحالي . وفي الحقيقة لم أكن أتخيل أن ذلك سيتم بهذه السرعة ، ولكن الألطاف الإلهية تقرب كل بعيد ، وتيسر كل صعب ، فالحمد لله حمدا كثيرا يليق بعظيم فضله وواسع رحمته .
وفي نهاية هذه الكلمة أود أن أشير إلي أن هذه الدراسة هي بمثابة تفكير من جانبي بصوت عال ، فقد قمت بها لأُرضي عقلي وروحي في المقام الأول ، ولعلها أن تشفع لي عند ربي يوم القيامة . وهو سبحانه رحيم يُقيل عثرات الضعفاء ويتجاوز عن زلاتهم .
-----------------------------
الفهرست
المقدمة
الباب الأول
( الرسول)
ـ الشبهة الأولي : أنه عليه السلام كان مخادعا كذابا
ـ الشبهة الثانية : أنه عليه السلام كان واهما مخدوعا
ـ الشبهة الثالثة : أنه عليه السلام كان مريضا بمرض عصبي
الباب الثاني
( القرآن)
ـ مقارنة بين القرآن والأديان الأخري
ـ الثقة المطلقة والعلم المحيط
ـ الروح الإلهي
-----------------------
و أخيرا الكتاب بصيغة PDF و هذا هو الرابط علي موقع رابيدشير
http://rapidshare.de/files/23432009/Masder_Quran_P.11.pdf.html
و هذا الموقع له طريقة خاصة في التحميل
فبمجرد الضغط علي الرابط أعلاه تنفتح صفحة بها تخيير ما بين خيارين ،أحدهما free و هو ما ستختاره فتنفتح لك صفحة جديدة بها أرقام تعد تنازليا و بعد انتهاءالعد تظهر خانة فارغة وإلي جانبها صورة بها رموز (حروف وأرقام ) أكتب ما بداخل الصورة في الخانة مع الالتزام بحالة الأحرف من ناحية كونها حروف كبيرة أو صغيرة (Capital or small )
و جزاكم الله خيرا
---
(1/2678)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- سنة صلاة الجنازة
---
برنامج إحياء السنة النبوية- سنة صلاة الجنازة
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
07-28-2006, 05:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (17) بتاريخ 3/7/1427- سنة الصلاة على الجنازة والوقوف عليها حتى تدفن
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بالسنة التالية ، ثم قم بالتصويت :
"مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ فَلَهُ قِيرَاطٌ وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ قِيلَ وَمَا الْقِيرَاطَانِ قَالَ مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ"
الحديث
صحيح البخارى – كتاب الجنائز / ترقيم العالمية 1240- ترقيم فتح البارى 1325- ترقيم د.البغا 1261:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ فَلَهُ قِيرَاطٌ وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ قِيلَ وَمَا الْقِيرَاطَانِ قَالَ مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ
كيفية صلاة الجنازة؟(1/2679)
يكبر الإمام أربع تكبيرات , يقرأ بعد التكبيرة الأولى الفاتحة بعد أن يتعوذ ، وبعد التكبيرة الثانية يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما يفعل في التشهد , أي يقول : (( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد )) وإن اقتصر على قوله : (اللهم صلِّ على محمد ) فإنه يجوز .
ثم بعد التكبيرة الثالثة يدعو للميت بما ورد من أدعية , ومن ذلك قول : (( اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعفُ عنه ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدَنَس , وأبدله داراً خيراً من داره , وأهلاً خيراً من أهله , وزوجاً خيراً من زوجه ، وأدخله الجنة , وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار )) 17.
أما السَّقط وهو من كان عمره 4 أشهر فأكثر ، فإنه يدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( والسَّقط يُصلى عليه ويُدْعى لوالديه بالمغفرة والرحمة ))18 .
ثم بعد التكبيرة الرابعة يسكت قليلاً ، ثم يُسَلم عم يمينه تسليمة واحدة ، لفعله صلى الله عليه وسلم19 ، ويجوز أن يسلم تسليمة ثانية عن يساره 20.
* يسن أن يرفع المصلى يديه مع كل تكبيرة ، لفعله صلى الله عليه وسلم21 .
* من فاته بعض التكبير مع الإمام فانه يُتابع الإمام ، مثلاً : إذا دخل مع الإمام في التكبيرة الثالثة ، فانه يدعو للميت ثم بعد التكبيرة الرابعة يكبر فيقرأ الفاتحة ثم يكبر فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يُسَلم ، إذا أمكنه ذلك قبل رفع الجنازة ، وإلاّ سلم مع الإمام ولا شيء عليه .
* من فاتته الصلاة على الميت جاز له أن يصلي على القبر ، أي يجعل القبر بينه وبين القبلة ويصلي عليه كما يصلي على الجنازة [ كما في صورة 18 ] ، لفعله صلى الله عليه وسلم . 22(1/2680)
* تستحب الصلاة على الغائب ، أي الذي يموت في بلاد أخرى ، إذا لم يُصَل عليه هناك .
المصدر الشرح الفقهي المصور بموقع صيد الفوائد
http://www.saaid.net/rasael/janasah/index.htm
---
(1/2681)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شرح حائية ابن أبي داود للشيخ عبد الكريم الخضير (( ملف للتحميل ))
---
شرح حائية ابن أبي داود للشيخ عبد الكريم الخضير (( ملف للتحميل ))
---
أبو مهند القصيمي
03-05-2006, 03:09 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ثم أما بعد :
فقد قمت بوضع تعليقي مع الشيخ عبد الكريم على شرح الحائية في ملتقى أهل الحديث على دفعات ثم لما انتهيت وضعته على ملف ون زيب لمن أراد تحميله وشكراً ..
وهذا رابط الموضوع في الملتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71696
---
عبدالله الحضرمي
03-07-2006, 10:12 PM
جزاك الله خير واحسن الله اليك
---
أبو مهند القصيمي
03-11-2006, 11:39 AM
وإياكم،،
---
(1/2682)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة في قوله تعالى ( وماأكرهتنا عليه من السحر )
---
فائدة في قوله تعالى ( وماأكرهتنا عليه من السحر )
---
الغني بالله
04-04-2006, 12:18 PM
وقولهم { وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ } الذي عارضنا به الحق هذا دليل على أنهم غير مختارين في عملهم المتقدم وإنما أكرههم فرعون إكراها
والظاهر -والله أعلم- أن موسى لما وعظهم كما تقدم في قوله { وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ } أثر معهم ووقع منهم موقعا كبيرا ولهذا تنازعوا بعد هذا الكلام والموعظة ثم إن فرعون ألزمهم ذلك وأكرههم على المكر الذي أجروه ولهذا تكلموا بكلامه السابق قبل إتيانهم حيث قالوا { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا } فجروا على ما سنه لهم وأكرههم عليه ولعل هذه النكتة التي قامت بقلوبهم من كراهتهم لمعارضة الحق بالباطل وفعلهم ما فعلوا على وجه الإغماض هي التي أثرت معهم ورحمهم الله بسببها ووفقهم للإيمان والتوبة. تفسير السعدي
أضواء البيان - (ج 4 / ص 137)(1/2683)
. وفي آية « طه » هذه سؤال معروف ، وهو أن يقال : قولهم { وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السحر } يدل على أنه أكرههم عليه ، مع أنه دلت آيات أخر على أنهم فعلوه طائعين غير مكرهين ، كقوله في « طه » : { فتنازعوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّواْ النجوى قالوا إِنْ هذان لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المثلى فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائتوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ اليوم مَنِ استعلى } [ طه : 62-64 ] . فقولهم : { فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائتوا صَفّاً } صريح في أنهم غير مكرهين . وكذلك قوله عنهم في « الشعراء » : { قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الغالبين قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ المقربين } [ الشعراء : 41-42 ] ، وقوله في « الأعراف » : { قالوا إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الغالبين قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ المقربين } [ الأعراف : 113-114 ] فتلك الآيات تدل على أنهم غير مكرهين .
وللعلماء عن هذا السؤال أجوبة معروفة :
( منها ) أنه أكرههم على الشخوص من أماكنهم ليعارضوا موسى بسحرهم ، فلما أكرهوا على القدوم وأمروا بالسحر أتوه طائعين ، فإكراههم بالنسبة إلى أول الأمر ، وطوعهم بالنسبة إلى آخر الأمر ، فانفكت الجهة وبذلك ينتفي التعارض ، ويدل لهذا قوله : { وابعث فِي المدآئن حَاشِرِينَ } [ الشعراء : 36 ] ، وقوله : { وَأَرْسِلْ فِي المدآئن حَاشِرِينَ } [ الأعراف : 111 ] .
( ومنها ) أنه كان يكرههم على تعليم أولادهم السحر في حال صغرهم ، وأن ذلك هو مرادهم بإكراههم على السحر . ولا ينافي ذلك أنهم فعلوا ما فعلوا من السحر بعد تعلمهم وكبرهم طائعين .(1/2684)
( ومنها ) أنهم قالوا لفرعون : أرنا موسى نائماً : ففعل فوجدوه تحرسه عصاه ، فقالوا : ما هذا بسحر الساحر! لأن الساحر إذا نام بطل سحره . فأبى إلا أن يعارض ، وألزمهم بذلك . فلما لم يجدوا بداً من ذلك فعلوه طائعين . وأظهرها عندي الأول ، والعلم عند الله تعالى .
---
(1/2685)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قراءة : لا اله الا هو اليه المصير
---
قراءة : لا اله الا هو اليه المصير
---
موراني
07-12-2005, 10:36 PM
عثرت بين أوراقي المتعددة على جريدة بالعنوان : (مجلة الأبحاث) لجامعة ولاية سارلند الألمانية من عام 1999 فيها تقارير ودراسة قصيرة حول المصاحف التي قام بترتيبها والبحث فيها فرقة من المستشرقين والباحثين المحلّيين بصنعاء بين عامي 1987 و1992 وعام 1996 و1997 . كذلك تمّ ترميم عدد كبير من القطع القرآنية وتصويرها على أفلام . وجدير بالذكر أنّ جميع المصاحف قد كتب على الرق وبمختلف الخطوط , منه بالخط الحجازي المائل ومنه بالخطوط الكوفية على يد نساخ وخطاطين عدة . كثير من هذه المصاحف قد نسخ في النصف الثاني من القرن الأول الهجري .
لقد عثر أحد الباحثين المقيمين في صنعاء في تلك الفترة على قطعة من مصحف فيها , على اللوحة (الرق) التي تهمنا هنا , آخر سورة الزمر وتليه مباشرة بداية سورة غافر بعدم ذكر اسم السورة وبدون غير فاصل ما بين الآيات. وأشار الباحث في تعليقاته على هذه القطعة الى العبارات التالية في آخر الآية 3 :
لا اله الاّ هو اليه المصير
وجاءت هذه العبارات بالخط الحجازي بالرسم التالي :
لا اليه الاّ هو اليه المصير
مشيرا في ذلك الى أن في ( لا اله) زيادة الياء وشكله كما جاء في (اليه المصير) , بالمعني أن كلتا العبارتين ( اله ) و(اليه) قد كتبتا على نفس الشكل , بنفس الرسم ,كما يتبين ذلك واضحا على الصورة الضوئية التي أضافه الباحث في هذا الموضع .
هذا , ولا يستبعد هذا الباحث , الذي قضى أربع سنوات في صنعاء , أنّ الرسم في كلتا الحالتين (اليه ــ بالياء) قد يجعل القراءة التالية من باب الاحتمال :
لا اله الا هو اله المصير,
بدلا من:
(اليه المصير)(1/2686)
غير أنه يشير الى آيات أخرى التي تثبت صحة القراءة : (اليه المصير) . فمن هنا يقترح أنّ البحث يجب أن يرجع الى هذه الرسوم القديمة , أي الى المصاحف في صنعاء والى دراسة طبيعتها والقراءات فيها .
هذا ما ذكر الباحث حول القراءة المحتملة للآية 3 في سورة غافر .
فأقول : لا شكّ في أنّ الرسم قد جاء كما ذكرنا ( لا اليه الا هو اليه المصير) , غير أنّ العبارة ( لا اليه الا هو) لا معنى له من قريب أو بعيد , فمن هنا تم التسوية عند هذا الباحث بين (اله ) و(اليه) وقرأهما (اله) في كلتا الحالتين , أي قرأ ( اله المصير) .
غير أنه قد غفل أمرا بالغ الأهمية ولم يطرحه للمناقشة كما لم يضعه في عين الاعتبار.
اذ انه من الملاحظ أنّ بين العبارتين (لا اليه) و(اليه المصير) ليس هناك الا كلمتان قصيرتان فحسب وهما : (الاّّ هو) . أما الناسخ فانه , كما يبدو لي , لم يكتب الآية من حفظه, بل نسخها من نسخة أخرى ....فما حدث في هذا الموضع فهو يحدث عند غيره :
وهو ظاهرة انتقال النظر في القراءة من كلمة الى كلمة أخرى ( أو حتى الى سطر آخر) بقزف عين الناسخ من كلمة , وفي هذه الآية : القزف عند الكتابة من ( اله) الى الكلمة (اليه) المصير فكتب في كلا الموضعين سهوا : (اليه) .
وهذه الظاهرة التي عرفها العلماء القدماء , منهم ابن خلكان , وكانوا يسمونها بالعبور من سطر الى سطر ـ ( أنظر وفيات الأعيان , ج 4 , ص 183 بتحقيق احسان عباس) , هذه هي الظاهرة التي نواجهها في هذا الموضع أيضا في بداية سورة غافر , فلا داع اذا لاحتمالات أخرى لقراءة (اله المصير) .(1/2687)
للأسف , لم يقدم هذا الباحث رسما للآيات الأخرى فيها (اليه المصير) الواردة ربما في مصاحف أخرى في صنعاء بنفس الخط المائل ومن نفس العصر : مثل المائدة , 18 و الشورى , 15 , التغابن , 3 . ومن هنا بقي احتمال قراءته بغير دليل قاطع . وذلك حتى ولو نبّهنا الى أنّ كتابة الفتحة الطويلة في هذه المصاحف القديمة تتم بالياء , مثل : التورية ( نعم , هكذا) بدلا من التوراة . أما كتابة (اليه ) مرة بالمعنى (اله) ومرة بالمعنى ( اليه) , أي بغير تمييز بينهما في الرسم , فذلك موضوع الشك فيه , فمن هنا لا أراه الا سهوا من الناسخ كما بيّنته .
لقد تم جمع القراءات القرآنية في 8 مجلدات ( الكويت , ذات السلاسل . 1402 الى 1405 هـ) غير أنّ المصاحف في صنعاء تسجل قراءات أخرى غير واردة في هذا المعجم القيم , مثل :
قيل جا الحق ( بدلا من : قل جاء الحق) , وهنا أيضا يتساءل القاريء بغير الطعن في القرآن , بل باحثا في تطور كتابة النص , : ما هو (الدور) للياء في هذا المقام : وهو : قيل , هل هو (قال) , الفتحة الطويلة , أم قيل كما هو ( ما لا يسمى اسمه) , وذلك الى جانب أمثلة أخرى في مصاحف صنعاء .
هذا , وانقطعت الأعمال قي صنعاء منذ مدة حسب علمي ولا أعلم شخصيا ما هو السبب لذلك . ربما يفيدنا الأعضاء المشاركون في هذا الملتقى بما لديهم من الأخبار حول الأنشطة العلمية المتركزة على هذه المصاحف القديمة في دار المخطوطات بصنعاء .
---
د. أنمار
07-13-2005, 05:10 AM
في حالة ثبوت مخالفة هذه المصاحف في الرسم للمصاحف العثمانية فهو مما لا قيمة له البتة في علم القراءات
أما من حيث علاقة هذا بتطور الكتابة فهو أمر آخر ويستفاد من مخطوطات أخرى غير القرآن لأنه لا يدخل تحت هذا الباب إلا إن أصر الباحث أن كاتب هذا المصحف ممن لم يلتزموا بالرسم العثماني مخطئا في فعله ذلك، وهنا ضاقت قيمة البحث العلمي المنشود.
والأظهر كون ذلك من باب السهو بدون أدنى شك للمتأمل،(1/2688)
فمثلا أعرف مجموعة من البسطاء من أهل اليمن ما زالوا يكتبون المصاحف بأيديهم بمجهودات شخصية ويبيعونها للناس على أنها نوادر لأنها بخط اليد(حتى لو كانت في هذ العصر) وعلى أوراق جلدية ونحو هذا، وبمجرد إلقاء نظرة فاحصة على أعمالهم هذه يتضح للحفظة وأهل العلم كثرة الأخطاء الإملائية، حيث أنه عمل فردي لا رقيب عليه.
فأنا أخالف د. موراني الذي يقول:
أما الناسخ فانه , كما يبدو لي , لم يكتب الآية من حفظه, بل نسخها من نسخة أخرى ...
اهـ كلامه
فأقول إثبات ذلك دونه خرط القتاد.
بل في حالة مخالفة الرسم فهي دليل على أن هناك بعض الناس قاموا بالكتابة إما من حفظهم أو أنهم قليلي الخبرة فصدر منهم تلك الأخطاء سهوا أو عن عدم إلمام بضرورة التقيد بتفاصيل الرسم العثماني، خاصة أنها كتبت بعد استقرار الإجماع على المصاحف العثمانية فلا معنى للاحتمالات والاعتبارات البعيدة.
---
أحمد القصير
07-13-2005, 03:43 PM
كثير من هذه المصاحف قد نسخ في النصف الثاني من القرن الأول الهجري .
هل من دليل على هذا التاريخ؟
---
موراني
07-13-2005, 06:57 PM
نتائج عملية كاربون 14 تؤكد ذلك التأريخ , وهناك مقارنات بقطع أخرى على البردي بنفس الرسم من نفس العصر في مكتبات أخرى .
طبعا هناك مصاحف أحدث من ذلك . عادة لم يسجل النساخ تأريخ كتابة المصاحف الا على مصحف واحد في صنعاء وهو متأخر نسبيا : رمضان 357 .
---
أحمد القصير
07-13-2005, 10:19 PM
على التسليم بالتاريخ فلا بد من الوقوف على صورة من المصحف المذكور للتعرف على مصطلح الرسم الذي كُتب به.
ولعل الياء المتوهم وجودها في قوله (إله) هي كسرة الألف، ويمكن التأكد من ذلك بمراجعة بقية الآيات التي ورد فيها لفظة (إله) لننظر هل تتفق معها في الرسم أو تختلف.
وتأمل الصورة المرفقة لمصحف يُعتقد أنه كتب في القرن الرابع الهجري لتجد أن مصطلح الكتابة آنذاك يختلف جذرياً عن المصطلح المتعارف عليه اليوم.
---
موراني(1/2689)
07-14-2005, 07:38 PM
أحمد القصير المحترم كتب :
ولعل الياء المتوهم وجودها في قوله (إله) هي كسرة الألف، ويمكن التأكد من ذلك بمراجعة بقية الآيات التي ورد فيها لفظة (إله) لننظر هل تتفق معها في الرسم أو تختلف.
نعم , هذا هو ما حاولت أن أعبر عنه . من المؤكد أنّ هذا الباحث كان بامكانه أن يبحث عن مواضيع أخرى مثل هذا (اليه ... بمعنى اله) فلم يفعل كما يبدو لي . فمن هنا أرى هذه الكتابة بعدم تمييز في الرسم بين (اله) و(اليه) خطأ من الناسخ .
أما اللوحة المرفقة فمنه كثير بالقيروان , وأصل هذه اللوحة أيضا ربما القيروان الا أن الرسم لا يناسب للمقارنة بالخط الحجازي المائل الذي كنت بصدده أعلاه .
من الملاحظ أن النساخ لهذه الألواح ( 3 أو 4 سطور على لوحة واحدة فحسب ) لم يروا بأسا بفصل الكلمة في آخر السطر . لدي صورة من هذه الخط غير اننه لا استطيع تنزيله كمرفق لأنها على صيغة tif عندي .
---
أحمد القصير
07-15-2005, 03:55 AM
فمن هنا أرى هذه الكتابة بعدم تمييز في الرسم بين (اله) و(اليه) خطأ من الناسخ
عفواً دكتور موراني، لم هذا البت في الحكم، ودعوى الخطأ من الناسخ لم تثبت حتى الآن.
لا زلت آمل الوقوف على صورة من المصحف المذكور؛ لنتحقق أولاً من دعوى وجود الخطأ، ثم لننظر ثانياً هل تكرر هذا الرسم - المزعوم وقوع الخطأ فيه - في جميع المواضع التي وردت فيها لفظة (إله).
---
موراني
07-16-2005, 12:19 AM
أحمد القصير حفظك الله ,
أرسلت اليكم اليوم بالصورة لهذه الآية , أتمنى أن تتمكن من فتحها وربما أضعها هنا .
شكرا لاهتمامك
---
أحمد القصير
07-16-2005, 03:25 PM
لقد اطلعت على الصورة وهي كما ذكرتم، لكن لا يمكن الجزم حتى الآن بأنَّ هذا خطأ من الناسخ، لاحتمال أن يكون هناك اتفاق في الرسم بين الكلمتين، وحتى نقطع الشك باليقين فلا بد من الاطلاع على بعض المواضع التي وردت فيها لفظة (إله) لننظر هل تتفق معها في الرسم أو تختلف.(1/2690)
ملاحظة للأخوة القراء:
الصورة المرفقة في الأسفل هي صورة المصحف الذي يدور النقاش حوله، وقد قام الدكتور موراني بإرسالها لي عبر البريد، وقمت بإنزالها هنا، بعد أن عملتُ على تغيير امتدادها وتصغيرها.
---
موراني
07-16-2005, 03:57 PM
أشكر لكم على تحميل الصورة الى الملتقى .
كما أشكر لكم على توضيح الأمر المتعلق بتفسير هذه الظاهرة في الخط .
للأسف : ليس لديّ شاهد آخر بالخط المائل للاتفاق بين (اله) و(اليه)
أما (اله) , وفي حالة الاضافة , لا يرد الا في ( اله موسى) * , كما أرى .
واله المصير ؟ هل هناك احتمال أن يكون صحيحا حسب الرسم ؟
الأمر يحتاج الى بحث أوسع والى نظر في المصاحف القديمة الأخرى .
* كما في الكتابات في صحراء النقب
---
أحمد القصير
07-16-2005, 05:07 PM
تأمل في الصورة قوله تعالى: { وقابل التوب } تجد أن قوله: { قابل } رسمت هكذا [ قبل ] من دون نقاط، ولاحظ أنها تحتمل: قبل، وقيل، وقتل، وقاتل، وقابل ....
وهذا كله يؤكد ما قلته سابقاً أن الرسم قد يتفق في بعض الكلمات ولكن المراد يتضح ويعرف إما من السياق أو من المشافهة والسماع، وكما هو معلوم ومتفق عليه لدى عامة المسلمين أن القرآن لا يؤخذ إلا بالمشافهة، وقد نُقل بالتواتر، سماعاً لا كتابتة، والمعمول به عند جميع القراء هو التلقي من الشيوخ مشافهة مع حفظ الصدور.
---
أحمد القصير
07-16-2005, 05:17 PM
أما (اله) , وفي حالة الاضافة , لا يرد الا في ( اله موسى) * , كما أرى .
واله المصير ؟ هل هناك احتمال أن يكون صحيحا حسب الرسم ؟
لم يتضح لي المراد من هذا الكلام، آمل التوضيح أكثر.
---
موراني
07-16-2005, 06:19 PM
أحمد القصير وفقه الله يقول :
ومتفق عليه لدى عامة المسلمين أن القرآن لا يؤخذ إلا بالمشافهة، وقد نُقل بالتواتر، سماعاً لا كتابتة،(1/2691)
هذا , ونحن هنا بصدد المصاحف المختلفة كتبت على أيدي النساخ والوراقين عبر القرون . وهذه المصاحف تحتاج الى عناية علمية كبيرة في نظري كما تحتاج اليها الكتب التراثية الأخرى أيضا .
قد كتب (المصحف العثماني) حسب ما ورد في مصحف فلان وفلان من الصحابة حسب الروايات , أو من جاء بآية لم تقبل منه الا بشاهدين قبل كتابتها .
ومن هنا فالكتابة ثابتة في نظري من البداية ان نتفق على صحة الروايات في هذا الأمر وهو جمع القرآن .
(انظر مثلا كتاب المصاحف للسجستاني , ص 17 و ص 38 الى 39 وكذلك عند ابن وهب في تفسيره , ج 3 , ص 28 ....وهلم جرا ) .
أما بنسبة الى (اله المصير) : أقصد أن بين الكلمتين حالة الاضافة غير أنني أستبعد ذلك , وهو صحيح في (اله موسى )
أم هل يجوز أن نصف (الله ) بأنه (اله المصير) ؟ هل هذا من الاحتمالات ؟ لدي تحفظات لهذه القراءة .
---
الباجي
07-16-2005, 10:25 PM
الرواية الشفوية يا دكتور موراني هي الأصل، ثم يأتي التوثيق الكتابي، بذلك حفظ المسلمون كتابهم من التحريف والتغيير.
واعلم - غير معلم - أن في كثير من الجامعات الأمريكية اليوم قد أصبحت دراسة الرواية الشفوية مادة اساسية، وتأكد هذا لديهم بعد الحادثة الشهيرة التي صرح فيها ريئسهم علنا: أن حرب العراق حرب صليبة، ثم لما طلب الناس كلامه هذا في الصحف وغيرها وجدوه قد اختفى، مما أكد لذي طائفة كبيرة من علمائهم أهمية الرواية الشفوية، وأنها غير قابلة للتحريف أو الإخفاء إذا انتشرت وظهرت بين الناس، بخلاف الكتابة المحدودة فيمكن تحريفها وتغييرها.
ولدي بعض إخواننا مادة علمية كبيرة حول الرواية الشفوية وأهميتها...واهتمام علماء الغرب بها اليوم... وقائمة بأسماء الجامعات التي اعتمدت الرواية الشفوية مادة أساسية في بعض أقسامها. ولكن أخونا في لندن الآن ولا يمكنني الوصول إليه.
---
موراني
07-16-2005, 11:51 PM
الباجي المحترم , حفظه الله , قد كتب :(1/2692)
الرواية الشفوية يا دكتور موراني هي الأصل، ثم يأتي التوثيق الكتابي، بذلك حفظ المسلمون كتابهم من التحريف والتغيير.
أنا شخصيا , كما سبقت الاشارة الى ذلك , لا أجد دليلا قاطعا على هذا الرأي الذي أحترمه , بل أجد غيره ما لا يفوتك عند قراءتك في الروايات حول (جمع القرآن) , وهي كثيرة . فمن هنا لسنا في حاجة الى اعادتها .
كما لسنا في حاجة , كما أرى , أن ندخل في هذا الحوار العلمي حول المصاحف القديمة ( وهذا هو الموضوع ) أمورا من ميادين السياسة وما يتعلق بها من قريب أو بعيد .
---
أحمد القصير
07-17-2005, 01:00 AM
أين المصاحف التي كُتبت في عهد أبي بكر الصديق؟ وأين تلك التي كُتبت في عهد عثمان بن عفان، رضي الله عنهما؟ هل لا تزال الأمة تحتفظ بهما؟ وهل لما فُقِدت فُقِدَ القرآن الكريم؟ أو اهتزت الثقة في نقله؟
لم تكن الأمة تُعنى بالمصاحف المكتوبة هنا وهناك كعنايتها بالرواية والسند، والمشافهة والسماع.
وفي رواية الحديث النبوي شاهد على ذلك، فهناك ما يسمى بالوجادة، ويعني بها المحدثون: ما أُخذ من العلم من صحيفة، من غير سماع، ولا إجازة، ولا مناولة، ولهم في قبول مثل هذه الرواية كلام طويل، والذي عليه الجمهور من المحدثين والفقهاء هو عدم قبول مثل هذه الرواية.
هذا في قبول الحديث، انظر كيف كان حرصهم، فما بالك بكتاب الله تعالى، فإنهم لم يكونوا يعتمدون أبداً على المكتوب، وإنما عمدتهم هو الرواية والمشافهة وحفظ الصدور.
---
الباجي
07-17-2005, 11:52 PM
أنا شخصيا , كما سبقت الاشارة الى ذلك , لا أجد دليلا قاطعا على هذا الرأي الذي أحترمه , بل أجد غيره ما لا يفوتك عند قراءتك في الروايات حول (جمع القرآن) , وهي كثيرة . فمن هنا لسنا في حاجة الى اعادتها .
كما لسنا في حاجة , كما أرى , أن ندخل في هذا الحوار العلمي حول المصاحف القديمة ( وهذا هو الموضوع ) أمورا من ميادين السياسة وما يتعلق بها من قريب أو بعيد .(1/2693)
دكتور موراني: اعلم يقينا أني كلما أصبح أو أمسي ألعن السياسة والسياسيين وبتُ أكره - كما قال الشيخ محمد عبده - فعل ساس يسوس سوسا وسياسة، وكل ما يشتق منه، و ليس عن هذا نتحدث دكتور، وما ذكرته لك إنما هو مثل، فاطمئن ولا تجزع، وإن كان اليوم لو تحدثتَ عن رغيف الخبز لكنت خائضا في لب السياسة.
================
وإنما حديثنا عن ( نسخ القرآن ) وتوثيق ذلك، وما يجر إليه من الكلام حول تحقيق القرآن وروايته وألفاظه، واختلاف النسخ المدونة، والحديث عن الخط العربي، وعن بحوث المؤمنين بسلامة القرآن، وعن بحوث غير المصدقين بسلامته المعتقدين لوجود تحريف أو نقص فيه ... وهلم جرا.
فهل إذا فتح هذا الباب د: تستمر مع الإخوة الدكاترة هنا في المناقشة، بناءا على المنهج الشامل لدراسة النصوص، أو غير ذلك مما تراه من منهجية في البحث، أم ستقول كلماتك مثل ما هنا وتترك النقاش إذا حمي الوطيس، ودعيت نزال؟
وأبدأك بهذا النص عن نولدكه العظيم!! أو عن فريدرش شفالي - فلا أدري لمن أنسب الكلام بعد ما رأيته في واجهة الجزء الثاني من [ تاريخ القرآن ] < عدله تعديلا تاما فريدريش شفالي > -.
قال 2/241: ( ... هكذا يبقى أن نعرف بطبية الحال، ما إذا كان كل من <الجامعين> قد حفظ نصوص الوحي أو أجزاء كبيرة منه في ذهنه، كما سوف نرى لاحقا، فإن حفظ النصوص المقدسة غيبا كان في كل الأزمنة؛ الأمر الأساسي، في حين أن التناقل المكتوب لنصوص الوحي كان ينظر إليه دائما بكونه واسطة لبلوغ الغاية).
فما رأيك في هذا الإقرار من عالمكم العظيم نولدكه أو شفالي حول اعتماد الرواية الشفوية مصدرا أوليا لحفظ القرآن؟
دكتور موراني قبل أن أنهي مشاركتي: من أيام وفي نفسي سؤال لك : أريدك أن تدلني - لو سمحت - على كتاب في هذه الدنيا حُقق أو درس من قِبل المؤمنين به، أو غير المؤمنين بأنه من عند الله، مثلما درس القرآن على مر ثلاثة عشر قرنا من الزمان.(1/2694)
أرني دكتور - لو تفضلت - كتابا مخطوطا أو مطبوعا، من عند الله أو كتبه بشر ... حقق الناس حروفه حرفا حرفا، وآياته - جمله - آية آية، كتبوا في معارضته .. وكتبوا في نقده، وكتبوا في تحريفه ونقصه... كتبوا في ناسخه ومنسوخه... كتبوا في بيان ما نزل منه بليل أو نزل بنهار، في مدنيه وفي مكيه، في حضرييه وفي سفرييه، كتبوا في خطه، وشكله ونقطه، في قراءاته ... في تفسيره وتفاسيره ... في شواذه ومتواتره ... في قصصه ، موافقين ومنكرين، ومدعين أخذها من التورية - على خط المصحف - أو الإنجيل ... وغير ذلك كثير مما لا أطيل عليك بذكره، هل تجد في ما قرأت دكتور كتابا حقق ودرس مثلما درس هذا القرآن، الذي يقول عنه المسلمون : إنه ( كلام الله )؟ ثم بقي إلى لحظتنا هذا يقرأه الصغير والكبير، الذكر والأنثى ، المسلم والكافر، الأسيوي والأوربي، العربي والأعجمي ... من في الشرق ومن في الغرب، مثل من في الشمال ومن في الجنوب = يقراؤنه سواء، و يحفظونه عن ظهر قلب بنفس اللفظ والمعنى لا اختلاف بينهم ... عند كل عاقل عرف المعاني والألفاظ الدالة عليها ... هل تجد كتابا بمثل هذه المواصفات، وكتابا حقق ودرس مثل هذه الدراسة، ولا زالت دراساتهم تتوالى، وما يزيد هذا الكتاب إلا رسوخا في الصدور، وصحة في دعوى كونه من عند الله، وأنه ليس كلام بشر، وأنه لم يطله - ولن يطاله - تحريف ولا تغيير...
أنتظر ردك دكتور، ولا أزعل مما تقوله مهما كان، فلن تخبرني بأكثر مما قرأتُ وسمعتُ من نولدكه العظيم!! وجولدزيهر الباحث القوي!! وجيفري ... وحتى الطيب تزيني، و خلف الله، ومن قبلهم الراوندي والبلخي .. وبينهم أئمة .. الشيعة...
---
أيمن صالح شعبان
12-08-2005, 05:32 PM
قال فضيلة الدكتور أحمد القصير : حفظه الله(1/2695)
ولعل الياء المتوهم وجودها في قوله (إله) هي كسرة الألف، ويمكن التأكد من ذلك بمراجعة بقية الآيات التي ورد فيها لفظة (إله) لننظر هل تتفق معها في الرسم أو تختلف.
رأي وجيه جدا .. حيث التتبع كان سيحسم المسألة أما دعو الدكتور موراني بأن الكلمة المشار إليها رسمت بالياء فهو قول حق يراد به الباطل :
ومناقشة هذا الأمر من عدة مسائل:
1 - كل ما رسم بسنة في الرسم القرءاني فاصطلح عليه علماء الضبط بأنه الياء وأخواتها . وهي الباء والنون والتاء والثاء كما في قراءة فاتبينوا أو فاتثبتوا فهي كلها بسنة الياء والفاصل في ضبطها (فاتبينوا أو فاتثبتوا) التقي من أفواه المشائخ بالإسناد المتصل والتواتر الذي يحال أن ينقطع هذه واحدة .
وهي موافقة لدعوة الدكتور موارني في قوله بأن كلمة إله رسمت بالياء إليه لوجود السنة لكن لماذا لا تكون .. إلنه إلته إلثه وتكون (إليه) كما يدعي فهذه سِنة الياء وأخواتها كما سبق .
2 - تخالف القاعدة السابقة رسم الألف على سنة في الأفعال الممالة كما في قضاهن أو سواهن أو مولالكم كلها رسمت بسنة الياء لكن أصلها ألف وسمت بالسنة لبيان ووضوح ذوات الياء فرسمت سنة للألف أيضا .
3 - اتفقت المصاحف على حذف ألف اللام عند إلتحاقها كما في أولائك والملائكة وسلام وغلام وضلال وكلمة إلاه وهي قاعدة متطردة . وقد اختلف الضبط المشرقي عن المغربي في ضبط حذف هذا الألف فبعضهم عول على الحروف الصغرى كما في المشرقي أما الضبط المغربي فيضرب ألف مائلة على اللام .
وأخيرا المسألة التي نحن بصددها هي تطوير الخط ومصطلح الضبط فقد يحمل المثل المذكور على قاعدة الخطاط نفسه وهذا يعلم بالاستقراء لهذا المصحف المفرد، لكن للأسف مجرد سفسطة وتشكيك لا طائل من ورائه .
ولا ضير في رسم إله بسنة الألف لتمييزها .
---
موراني
12-08-2005, 08:17 PM
اشارة الى ما جاء في الملاحظة الثالثة أعلاه
يطرح السؤال نفسه :(1/2696)
هل هذا القول يتفق وكتابة بالخط الحجازي المائل الذي نحن بصدده ؟ أنا لا أعلم , بل اقترحت نظرة أخرى حول هذه الظاهرة وهي العبور من كلمة الى كلمة أخرى عند النسخ , وهذا عندي من باب الافتراض فحسب .
وهاهنا نرى أنه لا بد من سد الفجوة الواسعة الموجودة في هذا العلم وهي الدراسة المتواصلة لهذه المصاحف القديمة من القرن الأول الهجري وما بعده , على رقّ كانت أم على البردية العتيقة
---
(1/2697)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل للمعتزلة أثرٌ في التفسير الموضوعي
---
هل للمعتزلة أثرٌ في التفسير الموضوعي
---
عبد الله الخضيري
04-18-2003, 04:38 PM
تحيةً طيبةً
فقد رأيت بعض المتخصصين في دراسة وتقويم التفسير الموضوعي الثناء منهم على المعتزلة وكونهم قد خطوا الخطوات الأولى فيه ، وقد حظي هذا الموضوع باهتمام بالغٍ من شخصياً لأهميته العلمية ؛ فهل لدى الإخوة الكرام جديدٌ أو إضافة أوتعليقٌ حول الموضع ؟؟
آمل ذلك
مع أمنياتي للجميع بالتوفيق
---
عبدالرحمن الشهري
04-19-2003, 02:28 AM
أخي الكريم عبدالله الخضيري وفقك الله
ما دام هذا الأمر قد حظي بعنايتك ، واهتمامك البالغ ، فلماذا لا تتحفنا بما عندك إذاً ، وبعدها يعلق الأعضاء؟!
وإن كان وقتك ضيقاً فضع أهم النقاط التي تبينت لك ، ولا سيما يا أخي الكريم أنك تعلم أن التصنيف في التفسير الموضوعي من الناحية التأصيلية لا زال في بداياته إلى حد ما ، وغالب المؤلفات التي كتبت فيه عبارة عن محاضرات تم تأليفها للطلاب ، ثم جمعت بعد ذلك في كتب ، وهذا يؤثر على طبيعة المادة العلمية.
ويحضرني من تلك المؤلفات على سبيل المثال : كتاب الشيخ أحمد الكومي ، وكتاب الشيخ عبدالستار فتح الله سعيد وكتاب الشيخ زاهر الألمعي ، وكتاب الشيخ مصطفى مسلم ، وكتاب الخالدي وغيرها.
أرجو منك أن تجيب لنا لو تكرمت على سؤالك الذي طرحته علينا لنستفيد منك ، وفقك الله لما يحب ويرضى
---
عبد الله الخضيري
04-19-2003, 08:01 AM
زعم بعض الباحثين
أن الفضل في التفسير الموضوعي يعود للمعتزلة ، وكونهم بدأوا الخطوات فيه
وهذا الرأي يعتمد على تأصيل البدايات لهذا الفن .
وقد كانت للعبد الضعيف وقفات حول هذا الرأي - أرجو أن ترى النور قريباً -
ولكن المهم هنا : تسجيل كما تذكر - أخي عبد الرحمن - أهم النقاط ؛ والتي هي كالتالي :(1/2698)
1- جمع الآيات ذات الموضوع الواحد ، في المكان الواحد يُعدُّ تفسيراً موضوعياً !!
2- تفسير الآيات المتشابهة المعاني المختلفة الألفاظ يعدُّ ضمن التفسير الموضوعي !!
3- التقسيم الموضوعي حسب الآيات ؛ يعدُّ تفسيراً موضوعياً !!
4- تقسيم الآيات حسب الموضوع ؛ يعدُّ تفسيراً موضوعياً !!
ولا أزعم في هذا المجال أن سآتي بجديد حول تحديد المفهوم للتفسير الموضوعي ؛ فالموضوع أكبر من ومني قدراتي المتواضعة بكثير ، وقد وقع في شراك تحديد مفهومه أساطين الفن ، واختلف آخرون ، وتوقّف مثلهم الباقون ؛ فأنى لمثلي أن يأتي بقولٍ فصلٍ .
ولكن حدود اهتمامي إنما هي في اللبنة الأولى للتفسير الموضوعي :
هل تصدُقُ أن تكون من المعتزلة أو من غيرهم ؟
هل كان لهم - بحق - أثرٌ في التفسير الموضوعي - أياً كان اتجاهه -
هذا ما طرحته وما سأحاول مع - نصيحة الباحثين والمحبين أمثال روّاد هذا الملتقى - الوصول إليه
متمنياً - من كلّ قلبي - التوفيق لخدّام كتاب الله الكريم
عبد الله
---
عبدالله القرني
04-19-2003, 02:46 PM
الأخوين عبد الله وعبد الرحمن
المتأمل في نشأت التفسير الموضوعي يرى أن بدايته في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم :
مثل تفسير آية بأخرى وقد أشار إلى ذلك الشيخ عبدالستار فتح الله سعيد وغيره .
وكما هو معروف أنه علم لم يعرف بهذا المصطلح إلا في العصر الحديث .
وليس للمعتزلة أثر فيه . ولم أطلع على من نسب هذا العلم إليهم، والله أعلم .
---
طالبة دراسات عليا
04-19-2003, 04:48 PM
طالما أن الأخ الكريم قد تطرق مشكورا لموضوع التفسير الموضوعي فالرجاء من الإخوة الكرام إفادتنا بما قد تم تصنيفه من مؤلفات في هدا المجال سواء حديثة أم قديمة ,أو إحالتنا على مواقع مهتمة بالموضوع وشكرا مسبقا والسلام
---
أبو بيان
04-21-2003, 12:01 AM
حدثني أحد أبرز تلاميذ الشيخ : أحمد الكومي , وهو الدكتور أمين باشا - وأظنه لازال في جامعة أم القرى - , قال :(1/2699)
إن أول من كتب في التفسير الموضوعي بهذه الصورة العلمية الحديثة التي أصبحت عَلَماً على التفسير الموضوعي هو الشيخ الكومي , وكل من جاء بعده نقل منه , ومنهم الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد - حفظه الله - .
وقد أخذت مذكرته منه بعد أن درسها لنا في الأزهر, وهو رجل كفيف , باقعة في الحفظ والذكاء , ويناقش رسائل علمية كثيرة , ويحظر لمناقشاته من العامة , أكثر ممن يحظرلها من طلبة العلم والأساتذة .أ.هـ .
وقد وجدت في رسالة : " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان " لشيخ الإسلام ابن تيمية , الموجودة في أول المجلد الـ 13 , من الفتاوى , تفسيراً موضوعيّاً لكلمة الفرقان , وورودها في القرآن , على المنهج الذي يذكره من كتب في التفسير الموضوعي إجمالاً .
فلماذا لايكون شيخ الإسلام ابن تيمية أول من كتب في التفسير الموضوعي ؟ وهذا على سبيل المثال .
وأقصد من هذا أنه من السهل أن يدعي مدعٍ أن أول من كتب في التفسير الموضوعي هم المعتزلة , بمعنى إفراد موضوع قرآنيٍّ مثلاً بمصنف مفرد , ولكن هذا بعيد على الأقل من الحدود المشتركة التي يتفق عليها كل من كتب عن التفسير الموضوعي .
(( وهذا رأي فطير = بادرته قبل نضوجه = ليشارك الأحبة القراء في تأمله ))
---
عبد الله الخضيري
04-21-2003, 01:05 AM
السلام عليكم
تحيةً طيبةً
وبعد
أشكر لكم تفاعلكم العلمي مع هذه القضيّة ،
وشكر خاص للشيوخ :
أولاً / عبد الله القرني ، جزاه الله كل خير ، ولكن ألا تتفق معي ، أخي عبد الله - أنك أجبت على نفسك بقولك : مثل (( تفسير آية بأخرى )) فهذا المسألة لها بابها ، ونحن هنا لا نستطيع أن نجزم بذلك ، ولا أن ندّعي أنها غير داخلةٍ في بدايات التفسير الموضوعي بدعوى أنها : لم تشمل جميع مفردات وكلمات ومرادفات ما يحتاجه الموضوع من كلماتٍ وآلياتٍ مساعدة .
أو أنها : غير داخلة في مجال تفسير الموضوع بمثله .(1/2700)
وحينئذٍ لانستطيع الجزم - حتى الآن - بشيئٍ مما توقّف فيه العلماء الكبار ، أو ما اختلفوا في تحديد مفهومه .
شاكراً لمداخلتك الطيبة .
الأخ المحايد / سلسبيل ،
أشكر لك فضلك وإنصافك ؛ متمنياً لك مزيداً من التجرُّد للحق
ودمت موفّقاً
الأخ الفاضل / أبو بيان (( لا أستطيع جرَّ الأبوّة فيك - رزقك الله الذرية الصالحة - ))
شكر الله لك ما كتبت وما تفضّلت به - وزادنا الله وإياك من العلم والتوفيق -
لا زلتُ آمل من جميع من يدخل - هنا - للحوار في تلك القضية ؛ التفريق بين بدايات التأصيل لهذا الفن والتقعيد له
والكتابة عنه ، وبين من كتب في الآيات على طريقة الموضوعات القرآنية .(( وهذا في الحقيقة ما أسعى من خلال
تلك المسألة إلى الخروج منها بنتجةٍ إيجابية لمستوى الكتابة عند المتقدّمين في تفسير الآيات القرآنية أو حتى - على
الأقل - في عرضهم لها .
وأما بخصوص ما تذكره من كلام ابن ابن تيميةَ - رحمه الله - في كتابه " الفرقان " وطريقة عرضه في ذلك
الكتاب ، فلا أخفيك :
أنني أتفق معك تماماً في أن شيخ الإسلام مشى في تلك الرسالة على المنهج الاستقرائي للكلمات القرآنية ، وهو ما
يؤكد عليه غالب من كتبوا في التفسير الموضوعي من المعاصرين ،
ولتأكيد ما ذكرته ؛ فلننظر إلى هذه الكلمات والمواضيع التي استقرأها شيخ الإسلام في تلك الرسالة :
الولاية لله ، أصول الإيمان ، طبقات الأولياء ، الإيمان المجمل والإيمان المفصّل ، الفقر ومفهومه ، حقيقة
الإتباع ، الشرعة والشريعة ، الملائكة ، بين التخييل والوسوسة وبين الوحي ، المعية ، الأمر الديني ،
الأمر القدري ، القضاء القدري والشرعي ، والإرسال الكوني والشرعي ، الشياطين ، السماع ، الجن .
فأنا أتفق معك من هذه الناحية ، لكن الحقيقة أن شيخ الإسلام قد سُبِقَ إلى ذلك ، كما إنه يعدّ متأخراً في القرن الثامن
إذا أدركنا أنه قد سُبِقَ بقرون في تأصيل هذه الطريقة ،(1/2701)
وتبقى مسألة من بدأ التفسير الموضوعي طريقةً واختطّه منهجاً (( من أهل القرون الأولى ))
فليس من المقبول - علمياً وأدبياً - أن نرى من ينسب الفضل لأحد من الناس ، وبلمسة قلم طائشةٍ يبعثر فردٌ - ما -
الحقيقة ويعميها عن الآخرين ، فكان من النصف في القول المأمور به شرعاً في قول الله تعالى } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {8} { ، ولا يُفهم من هذا أني أجزم بحكمٍ من الآن - كلا - ولكن هذا :
ما سنحاول - جميعاً - الإجابة عليه من خلال المناقشات والأطروحات العلمية في هذا المجال
---
(1/2702)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما المقصود بلفظ (القلب) فى نصوص الكتاب و السنة؟
---
ما المقصود بلفظ (القلب) فى نصوص الكتاب و السنة؟
---
الفقير الى ربه
04-26-2004, 02:20 AM
أفيدونى جزاكم الله خيرا..
ما المقصود بلفظة القلب عند اطلاقها فى النصوص الشرعية, مثل قوله تعالى:(فتكون لهم قلوب يعقلون بها.....)
و قوله صلى الله عليه و سلم (ألا و ان فى الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله و اذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هى القلب )...
هل هو القلب العضوى الذى نعرفه الان أم المقصود شىء اخر..
أم تأخذ المعنى حسب السياق؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.ا
---
ابو بشرى
04-26-2004, 01:05 PM
وأنا أسأل معك السؤال نفسه
لعل أحدا من أهل الذكر يبين هذه المسألة
وهل هناك احتمال أن أن يكون القلب الوارد في القرآن أمرا غيبيا كالروح؟
فنقول: إن للجسد قلبا يصلح أو يفسد به
وللروح قلبا تعقل به
وجزاكم الله خيرا
---
المنهوم
04-26-2004, 01:40 PM
هناك بارك الله فيكما كتاب مؤلف خاص بمعاني القلب في القران والسنة
---
أبومجاهدالعبيدي
04-26-2004, 05:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سجلت رسالة علمية في الجامعة الإسلامية عن القلب في القرآن تجدها هنا : http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/quran/tafsir/munakash/Master/36.Htm
ولعلك تقرأ ما ذكره الباحث في الخاتمة ففيه جواب لسؤالك .
ويمكنك الرجوع إلى هذا الارتباط : أعمال القلوب للشيخ خالد السبت (http://links.islammemo.cc/dros/one_news13.asp?IDnews=187) فقد ذكر في بيان المراد بالقلب كلاماً فيه إجابة لسؤالك وفقك الله .
---
عبدالرحمن الشهري
04-28-2004, 07:27 PM
هناك كتاب جيد في هذا الباب هو كتاب :
مفهوم العقل والقلب في القرآن والسنة .
للدكتور الشيخ محمد علي الجوزو(1/2703)
من مطبوعات دار العلم للملايين - الطبعة الثانية - عام 1980 م
ولعل أخي المنهوم يعنيه .
---
(1/2704)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وضع مقالات حول موضوع النطق بحرف الضاد على أحد المواقع المجانية
---
وضع مقالات حول موضوع النطق بحرف الضاد على أحد المواقع المجانية
---
إسلام معروف
09-15-2005, 04:15 AM
أحبتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نظرا لأن ما كتب حول موضوع النطق بحرف الضاد كان له ردود أفعال متباينة بين مؤيد ومعارض ، فقد تم وضع هذه الممقالات وغيرها على الموقع التالي لمن أراد الاطلاع عليها والاستفادة منها :
www.makingsites.com/dhad
للمراسلة على البريد الإلكتروني dhad_islam@yahoo.com
وجزاكم الله خيرا
---
(1/2705)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > سؤال للدكتور إبراهيم عوض وعلماء الملتقى عن التفكيك
---
سؤال للدكتور إبراهيم عوض وعلماء الملتقى عن التفكيك
---
عابر سبيل
03-27-2005, 03:26 PM
الأستاذ الجليل المتخصص بالننقد الأدبي الحديث د/ إبراهيم عوض
قرأنا عن التفكيكية ومن قبل ذلك عن البنيوية بما يحتاج من أمثالكم إلى زيادة إيضاح فهل يمكننا أن نفهم منكم هاتين النظريتين اللتين يتغنى بهما كثيرون ، وما أثر ذلك على القرآن الكريم لو حاولوا إخضاعه للنظريتين ؟ مع مراعاة تدعيم ذلك بأمثلة فبالمثال يتضح الحال كما يقولون.
شكراً لكم.
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2005, 01:45 PM
أخي الكريم عابر سبيل وفقه الله
الدكتور إبراهيم عوض قد تعرض لهذه النظرية وغيرها من النظريات النقدية الحديثة في كتابه (المرايا المشوهة- دراسة حول الشعر العربي في ضوء الاتجاهات النقدية الجديدة). وقد تعرض للاتجاه التشريحي أو التفكيكي من ص117 إلى 176 وطبَّقَهُ على كتابٍ لأحدِ المتبنينَ لهذا الاتجاه في ذلك الكتاب. وقد أَخْبَرني الدكتور إبراهيم عوض بعد قراءته لسؤالك هذا بأَنَّ هذا الكتاب مِنْ كتبهِ لا يوجد لديهِ الآن على هيئةٍ الكترونيةٍ ليضعه في الملتقى جواباً لسؤالك ، فلعلَّه يتيسر لأحد الأعضاء الفضلاء من الإخوة والأخوات أن يقوم بكتابة هذا الجزء من الكتاب ليعرف رأي الدكتور إبراهيم عوض الذي طلبته في سؤالك إن لم تكن تملك الكتاب. وإن كان سؤالك محدداً وهو (عن أثر ذلك على التفسير) وهو ما أرجو أن يتكرم الدكتور إبراهيم عوض ببسط الجواب فيه مشكوراً.
---
عابر سبيل
03-31-2005, 05:19 PM
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ الجليل عبد الرحمن الشهري(1/2706)
لكنك لم تخبرنا عن طبعة هذا الكتاب ومع ذلك فلن نعفي - تفضلا لا أمرا - فضيلة الدكتور إبراهيم عوض من الجواب عن السؤال لينتفع به سائر الرواد خصوصا وأنني لا أمتلك هذا الكتاب ولست أدري أين أجده وأعتقد أن الكثيرين من رواد الملتقى يشاركونني في هذا
عموما اتمنى من الدكتور الفاضل ألا يحرمنا عن هذا السؤال جوابا وجزاه الله عنا كل خير
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2005, 05:31 PM
أخي العزيز وفقكم الله
الكتاب الذي ذكرته لكم طبع عام 1419هـ ونشرته مكتبة زهراء الشرق - 116 محمد فريد - القاهرة . ويقع في 205 صفحات من القطع العادي .
وأضم صوتي لصوتك في مطالبة الدكتور إبراهيم عوض ببسط القول في أثر هذا المنهج النقدي (العقدي في الواقع) في تفسير القرآن والتعامل معه من قبل كثير من الكتاب المعاصرين . وإن كنت أنصحك أخي الفاضل بالاطلاع إن أمكنكم على ما كتبه الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي في كتابه (الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها). فقد تعرض لخطر مثل هذه المناهج المستوردة على القرآن والعقيدة حديثاً متفرقاً جديراً بالجمع والتدبر. هذا طبعاً إن لم تكن خبيراً بهذا الكتاب كما أحسبك وفقك الله.
موضوع له صلة :
- خطورة ما يسمى بالنص المفتوح وعلاقته بتفسير القرآن الكريم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1706&highlight=%CE%D8%E6%D1%C9).
---
د. هشام عزمي
03-31-2005, 11:32 PM
كتب الدكتور إبراهيم عوض غير متوافرة في المكتبات .. في الواقع ، نحن نعاني كثيرًا للحصول على أي كتاب من كتبه لأنه قد توقف عن طبعها من زمن بعيد .
---
عابر سبيل
04-01-2005, 11:36 PM
الفاضل الدكتور إبراهيم عوض .
منك الصدود ومني بالصدود رضا
نحن في الانتظار لأهمية الموضوع
---
عابر سبيل
04-17-2005, 04:18 PM
يرفع للمتابعة
---
عابر سبيل
05-18-2005, 03:32 PM
للرفع والنظر من العلماء
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2006, 03:51 PM
أخي عابر سبيل .(1/2707)
لعل فيما كتبه الدكتور أحمد الطعان عن التفكيكية في مقاله :
القرآن الكريم والتأويلية العلمانية أو النص واللعب الحر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4708).
ما يفي بالغرض حتى يتسنى للدكتور إبراهيم عوض المشاركة إن شاء الله ، أو للدكتور أحمد الطعان الإفاضة في بيان هذا المنهج وأثره.
---
كرم
09-10-2006, 11:57 PM
بإذن الله قريبا سأصور لكم هذا الكتاب بالإسكانر مع ملاحظة أن هناك بعض كتب للدكتور إبراهيم عوض تجدونها علي هذا الرابط
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=26478#post26478
---
أحمد البريدي
09-12-2006, 09:02 PM
لك من اسمك نصيبك , نحن بالانتظار , شكر الله لك .
---
كرم
09-14-2006, 06:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذان هما الفصلان اللذان يدور الكلام فيهما عن البنيوية و التفكيكية كما هو طلب الأخ عابر سبيل من الدكتور إبراهيم عوض وقد قمت بتصوير هذين الفصلين فقط مؤقتا لانشغالي بأمر آخر وبعد الانتهاء منه بإذن الله سأقوم بتكملة تصوير هذا الكتاب
مع ملاحظة أن الدكتور إبراهيم هو من طلب إلي تصوير هذين الفصلين تلبية لطلب الأخ الكريم ما يعني أن الدكتور لم يكن منه صدود كما ظن الأخ ولكنه عامل الوقت فقط
رابط الملف
http://www.karam.al-maktabeh.com/ibrawa/maraya.rar
---
(1/2708)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > في قوله تعالى "ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " قوة .. تحدي .. إعجاز
---
في قوله تعالى "ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " قوة .. تحدي .. إعجاز
---
سلسبيل
02-24-2005, 06:42 PM
لم يثر كتاب على وجه الأرض اهتمام المحبين والدارسين والباحثين والمخالفين على مر العصور وتعاقب الدهور كما أثارهم القرآن الكريم كلٌ بحسب موقعه من القرآن وموقع القرآن الكريم منه .
وهذا ما أثار دهشة الكثير واستغرابه إذ كيف يتصور ممن يتناول هذا الكتاب الخالد ألا يخرج من ذلك بإعلان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله !
أو زيادة الإيمان والتثبت في الدين لمن شرفه الله بشهادة التوحيد !!
ولن نتيه في الإجابة إذ نجد القرآن الكريم يقرر ذلك ويجيب عليه بقوله تعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا "
وهنا يكمن الإعجاز ..... والتحدي ..... والقوة ..... كما البشارة والإنذار
وقبل أن نتطرق لهذه الجوانب في هذه الآية الكريمة نستعرض أولا بإختصار ما ورد من تفسير لهذه الآية في كتابين من كتب التفسير وهما تفسير ابن كثير وتفسير السعدي رحمها الله تعالى .
أولا : تفسير ابن كثير
" .... إنه شفاء ورحمة للمؤمنين أي يذهب ما في القلب من أمراض من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه وأما الكافر الظالم نفسه فلا يزيد سماعه القرآن إلا بعدا وكفرا والآفه من الكافر لا من القرآن كقوله تعالى " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذنهم وقر هو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد "
ثانيا : تفسير السعدي(1/2709)
وقوله " وننزل من القرآن " إلى " إلا خسارا " أي القرآن مشتمل على الشفاء والرحمة وليس ذلك لكل أحد وإنما ذلك للمؤمنين به العالمين بها وأما الظالمون بعدم التصديق به أو عدم العمل به فلا تزيدهم آياته إلا خسارا إذ به تقوم الحجة عليهم فالشفاء الذي تضمنه القرآن عام لشفاء القلوب من الشبه باليقين ولشفائه من الشهوات بالوعد والتذكير وكذلك لشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها وأما الرحمة فإن فيه من الأسباب والوسائل التي متى فعلها العبد فاز بالرحمة الأبدية والثواب العاجل والآجل .
أوجه الإعجاز والتحدي والقوة في الآية بالإضافة إلى الوعيد والبشارة
1-في قوله سبحانه وتعالى " يزيد " بدل نزيد ( بالإضافة إلى تنزيه الله تعالى)
ما يوحي بإعجاز هذه الآيات وخاصيتها وأنها تتفاعل مع النفس البشرية وتؤثر بها ( ايجابا أو سلبا ) فإنها ليست كلمات جامدة لها نفس التأثير ونفس الوقع كلما قُرأت بل هي شفاء ورحمة للمؤمنين وهي نفسها خسارا للظالمين ( كل الظالمين على اختلافهم ) فهي سلاح ذو حدين وهذا يدل على على إعجازها في ذاتها كما قال تعالى في الآية الأخرى " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذنهم وقر هو عليهم عمى "
color] 2- أن ذلك من قوة الأيات وعزتها .... فكأن هذه الآية تنذر كل قارئ للقرآن ومهتم به أن يشمر في إصلاح المحل ( القلب ) والإخلاص والإستعانه به سبحانه للإستفادة من الذكر الحكيم وجني الشفاء والرحمة قال تعالى [color=#497418]" إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " ............ فكما قال الإمام ابن كثير رحمه الله " وأن الآفه من الكافر لا من القرآن إذن لا بد من التطهر من الرجس والإقبال عليه بصدق للعمل به ليفتح الله قلوبنا للنور ويشرح صدورنا للانتفاع بالآيات ..... إنها كنز لا يعرف استخراجه إلا حاذق لبيب بعد التوكل على العزيزالحكيم .(1/2710)
3- لو شاء الله لهدى الناس جميعا ولو شاء لهدى سبحانه كل من قرأ الآيات أو نظر فيها ، وقد كُبّ أقوام على وجوهم في النار بعد أن سمعوا الآيات البينات تتلي من فم الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام لذا ولخلود هذا الكتاب العظيم وهذه المعجزة لا بد أن تستمر هذه الحلقة من لتظل الآية تزيدهم خسارا ويظل التحدي قائم على اختلاف المكذبين والظالمين على مر العصور إنها تتحداهم صراحة كما تحدتهم في نفس السورة من قوله تعالى " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا "
4- التعبير بالفعل المضارع " ننزل " " يزيد " يدل على استمرار الرحمات وتفاوتها وبذا تكون الآية دافعا لمزيد من العمل مزيد من الإخلاص والتدبر لنيل المزيد من الدرجات وكذا بالجانب الآخر فإن الخسران متفاوت وكلما ظل الكافر والظالم على حاله كلما هوى في الدركات كل بحسب عمله ولا يظلم ربك أحدا
5- كما أن التعبير بـ " ننزل " يدل على التتابع والتمهل بين كل مرة وأخرى حيث من أراد الشفاء والرحمة فعليه بتدبر القرآن مرة بعد مرة ........ أما مع الظالمين فقال سبحانه وتعالى " ولا يزيد " ولم يقل ولا يزداد مثلا وذلك يدل على قوة في الإندفاع وأن الخسران يأتي دفعة واحدة .
6- هذا بالإضافة ما تحتويه الآية من بشارة للمؤمن ( شفاء ورحمة ) و الوعيد للكافر والظالم ( خسارا )
هذا وما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان .
والله أعلم
---
(1/2711)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أفضل الكتب التي تحدثت عن قصص الأنبياء؟
---
ما أفضل الكتب التي تحدثت عن قصص الأنبياء؟
---
أبو بيان
10-13-2005, 06:38 AM
ما أفضل الكتب التي تحدثت عن قصص الأنبياء من القرآن والسنة؟
أعلم أنه كُتِبَ في هذا الموضوع كثيراً قديماً وحديثاً, ولكني أسأل أساتذتنا وإخواننا عن تجربتهم, وأفضل كتاب في هذا الباب تحقيقاً وتوضيحاً. والله يحفظكم.
---
محمد السيلاوي
10-13-2005, 12:07 PM
من اجود الكتب في القصص القرآني :
- القصص القرآني ، عرض وقائع ، وتحليل أحداث.
- مع قصص السابقين في القرآن.
- مواقف الأنبياء في القرآن تحليل وتوجيه.
ثلاثتهم للدكتور العلامة صلاح الخالدي حفظه الله ونفع بعلمه.
---
أبو حسن
10-14-2005, 12:49 PM
كتاب قصص الأنبياء لابن كثير
قصص الأنبياء للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
---
عبدالرحمن الشهري
10-14-2005, 10:18 PM
ما أفضل كتاب عن قصص القران؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3157)
---
(1/2712)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مخطوط ( الأحرف السبعة ( مسند ) لأحمد الرازي. هل من أحد يعرفني بمعلوماته عنه ؟
---
مخطوط ( الأحرف السبعة ( مسند ) لأحمد الرازي. هل من أحد يعرفني بمعلوماته عنه ؟
---
أبو صفوت
02-11-2004, 11:10 PM
السلام عليكم
مشايخنا الكرام
هناك مخطوط وجدته باسم
الأحرف السبعة ( مسند ) لأحمد الرازي. فهل من أحد يدلنا ويفيدنا بما يعلم عن هذا المخطوط ومنهج مؤلفه
وهو موجود على هذا الرابط
http://maktotat.8m.com/almaktotat.htm#m1
---
مساعد الطيار
02-20-2004, 05:42 PM
الذي أعرفه أن لأبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي ( شرح حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف ) ، ومنه نسخة مخطوطة بالمدرسة الأحمدية بحلب .
وقد سمعت أنه سُجِّل في جامعة الإمام .
---
(1/2713)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قوله تعالى " وإذا قرئ القران فاستمعوا له.." مالمراد ؟
---
قوله تعالى " وإذا قرئ القران فاستمعوا له.." مالمراد ؟
---
ناصر الغامدي
01-02-2006, 03:37 PM
الأعراف 204
هل هي في الصلاة خاصة ؟
قال لي بعض طلبة العلم أنّها خاصة ف الصلاة .
قال روي هذا عن بن عباس ، أفيدونا يا أهل القران .
ثم قال أم في غير الصلاة فيحمل على الندب ، لا الوجوب
---
عمار
01-02-2006, 06:55 PM
الأخ الكريم / ناصر الغامدي...:
ذكر الطبري - رحمه الله - في تفسيره أن أهل التأويل اختلفوا في تفسير هذه الآية:
الفريق الأول يرى أنها في الصلاة (وإليك بعض ما ساق من الروايات) :
قال : "حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : حدّثنا معاوية عن عليّ عن ابن عباس
قوله : "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له" يعني : في الصلاة المفروضة.
قال: "أخبرنا الثوري عن ليث عن مجاهد : قال : لا بأس إذا قرأ الرجل في غير الصلاة أن
يتكلم.
"وقال آخرون : بل عُنِيَ بهذه الآية الأمر بالإنصات للإمام في الخطبة إذا قرئ القرآن في
خطبة." وقد روى هذا عن مجاهد وعطاء وغيرهم.
ثم قال :(1/2714)
"قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: أمروا باستماع القرآن في الصلاة إذا قرأ الإمام وكان من خلفه ممن يأتمّ به يسمعه, وفي الخطبة. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب, لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, أنه قال: «إذَا قَرأ الإمامُ فأنْصِتوا», وإجماع الجميع على أن من سمع خطبة الإمام ممن عليه الجمعة, الاستماع والإنصات لها, مع تتابع الأخبار بالأمر بذلك, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأنه لا وقت يجب على أحد استماع القرآن والإنصات لسامعه من قارئه إلاّ في هاتين الحالتين على اختلاف في إحداهما, وهي حالة أن يكون خلف إمام مؤتمّ به. وقد صحّ الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ذكرنا من قوله: «إذَا قَرأ الإمامُ فأنْصِتُوا» فالإنصات خلفه لقراءته واجب على من كان به مؤتما سامعا قراءته بعموم ظاهر القرآن والخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
والخلاصة : أن الاستماع للقرآن واجب في في الصلاة عند قراءة القرآن وفي خطبة الجمعة أما ما عدا ذلك فهو مندوب ، وأذكر نقلا عن مشايخنا أن ابن المنذر قال بإجماع العلماء على أنه لا يجب الاستماع لقراءة القرآن في غير الصلاة والخطبة.
والله أعلم
---
ناصر الغامدي
01-02-2006, 09:22 PM
جزاك الله خيراً أخي عمار
---
سيف الدين
01-13-2006, 09:22 PM
اخي الكريم,
ان الاية عامة في الصلاة وفي غير الصلاة, والاستدلال بالحديث على انها مقصورة على الصلاة لا يستقيم من عدة وجوه:
اولا .. الحديث وان كان يؤكد على الانصات في الصلاة, الا انه لا يبيح عدم الانصات في غير الصلاة
ثانيا .. لا اعتقد ان بنية الحديث تتماشى مع ما ذهب اليه الفقهاء من تعاريف لمصطلح الواجب حيث ان الحديث لم يتوعد بالعقاب على من ترك ذلك
وأعتقد ان الوجوب محمول على مواضع احقاق الحق ... فحيثما كان هناك احقاق لحق او رفع لظلم وجب الاستماع والانصات ...
---(1/2715)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ملامح منهج الشيخ ابن عثيمين في استنباط فوائد الآيات
---
ملامح منهج الشيخ ابن عثيمين في استنباط فوائد الآيات
---
أحمد البريدي
11-16-2006, 12:46 PM
النَّاظِرُ في تفسير الشيخِ رحمه الله يَرَى أنّه ينقسمُ إلى قِسمين أساسيَّينِ :
القسم الأول : تفسير الآيةِ وبيان معناها وما يتعلّقُ بها .
القسم الثاني : الفوائدُ المستنبطةُ مِن الآيةِ ، وهذه الفوائدُ مُتنوِّعةٌ ، وهي المرادةُ بالاستنباطِ ؛ ولذا نَجِدُ الشيخَ يُشِيرُ إلى هَذينِ القسمينِ بقولهِ :" الحديثُ عن هذه الآيةِ تفسيرًا واستنباطًا " ، ويعني بالتفسيرِ القسمَ الأوّل ، وبالاستنباطِ القسمَ الثاني .(1/2716)
وقد أَوْلاهَا عنايةً فائقةً ؛ يدلُّ على ذلكَ قولهُ في مقدّمَةِ كتابه : أحكام من القرآن الكريم :" وأحكامُ القرآنِ العظيمِ هي ما تتضمّنهُ الآياتُ الكريمةُ مِن الفوائدِ الدينيةِ ، والدنيويةِ ، والفرديةِ ، والاجتماعيةِ ، ولا ريبَ أنّ كُلَّ آيةٍ في كتابِ الله تتضمّنُ فوائدَ عظيمةٍ يعرفها الإنسانُ بحسبِ علمه ِوفهمهِ ، ولا ريبَ أنّ الإنسانَ يُؤتى العلمَ بحسبِ ما معهُ مِن الإيمانِ والهُدَى ؛ كما قال تعالى:{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً} (مريم:من الآية76)" ... إلى أن قالَ :" وكُلَّمَا كانَ الإنسانُ أشَدَّ إقبالاً على القرآنِ الكريمِ ، وإيمانًا بهِ وحُبًّا لهُ ، وتدَبُّرًا لآياتهِ ؛ كانَ بهِ أَفْهَمَ ، وبما يدلُّ عليه مِن الفوائدِ العظيمةِ والأحكامِ أوسع ؛ولذا فإنّي أَحُثُّ إخواني المسلمينَ على تَدَبُّرِ كتابِ الله - عز وجل - وتفهُّمِ معانيه" ... إلى أنْ قالَ :" وكثيرٌ مِن الناسِ اليومَ لا يهتمُّ بهذا الجانبِ – أعني جانبَ المعنى وجانب التدبُّر وما تتضمنهُ الآياتُ مِن الفوائدِ والأحكامِ – ولا يعتنونَ بهِ ، وهذا قُصُورٌ بل شَكٍّ مِن الإنسانِ وتقصيرٌ مِنه " ... إلى أنْ قالَ :" ولكن يُهمُّنِي أنْ أُبَيِّنَ الفوائدَ التي تُستنبط مِن هذه الآياتِ وأُبَيِّنَ وجهَ ذلكَ غالبًا فيما يحتاجُ إلى بيانٍ ، وفيما خَفِيَتْ دلالتهُ ؛ لأنّ الاستفادةَ مِن القرآنِ الكريمِ بهذه الطريقةِ يحصلُ بها علمٌ كثير ".
وذِكْرُ فوائدِ الآياتِ مَنهجٌ علميٌّ سَلَكَهُ أهل التحقيقِ مِن العلماءِ ، ومِنهم على سبيلِ المثالِ لا الحصْرِ : شيخه الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله ،فإنّ لهُ عنايةً بهذا الجانبِ
فمثلاً : استنبطَ رحمه الله مِن آيةِ التيمُّمِ في سورة المائدة إحدى وخمسونَ فائدة .( )(1/2717)
ولقد تأثَّرَ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله بشيخهِ – السعديّ – في هذه الطريقةِ ، واستفادَ مِنه ( )، إلاَّ أنّه تَمَيَّزَ عن شيخهِ بالتزامِ ذكرِ فوائدِ الآياتِ التي يُفسِّرُها ( ) بِخِلاَفِ شيخهِ .
والقارئ لكتابي : جهود الشيخ ابن عثيمين في التفسير يتَبَيَّنَ له مِن خلالِ التمثيل لمواضيع الكتاب أنّ أغلبها مأْخُوذٌ مِن هذه الفوائدِ التي يذكرها الشيخُ رحمه الله أثناءَ تفسيرهِ لهذه الآيات ، فتجدني أكْثَرْتُ مِن عبارة " عند تفسيره لهذه الآيةِ ذكرَ مِن فوائدها " إبرازًا مِنِّي لقيمةِ هذه الفوائدِ التي يذكرها الشيخُ رحمه الله ؛ وعَلَيْهِ فلنْ أُطِيلَ بذكرِ الأمثلةِ على ذلكَ مُستغنيًا بما في الكتاب ، وإنّما سأذكرُ بعض الملامحِ التي تُبيِّنُ مَنهجهُ في إيرادها :
1 – الالتزامُ بذلكَ في كُلِّ آيةٍ يقومُ بتفسيرها ، عدا ما اسْتُثْنِيَ كما قدّمتُ .
2 – الفوائدُ ليسَ لها مَوضوعٌ مُعيّن ، وإنّما هي شاملةٌ لكلِّ ما يُمكن أنْ يُستنبطَ مِن الآيةِ ، فهي مَجالٌ رَحْبٌ لتقريرِ العقيدةِ السليمةِ ، وتصحيحِ الأخطاءِ ، والردِّ على المخالفينَ ، أو لذكرِ الأحكامِ الفقهيّةِ المتعلّقةِ بالآيةِ وذكرِ أدلّتها والردِّ على بقيّةِ الأقوالِ ، أو لبيانِ الأوجهِ البلاغيّةِ وأسرارِ التعبيرِ القرآنيِّ ، أو لدلالاتِ الآيةِ التربويّةِ وما فيها مِن المواعظِ والآدابِ ، أو غير ذلكَ مِمّا يُمكن أنْ يُؤخذَ مِن الآيةِ سواء كانَ بطريقةٍ مُباشرةٍ أو خفيّةٍ .
3 – هذه الفوائدُ ليستْ ذاتَ نَمَطٍ واحدٍ مِن جهةِ الطُّولِ والقِصَرِ ، فهناكَ فوائدُ طويلة يذكرها في صفحاتٍ ، وهناكَ فوائدُ مُختصرة لا تتجاوزُ السَّطْرَ والسَّطْرَيْنِ ، وذلكَ بحسبِ عدد الفوائدِ المستنبطةِ من كُلِّ آيةٍ ، وما يفتحُ الله عليهِ حالَ تفسيرهِ للآيةِ ، فهناكَ آياتٌ لا يتجاوزُ ما ذكرهُ مِن فوائدها أصابعَ اليدِ ، وهناكَ آياتٌ ذكرَ فيها عشراتِ الفوائد .( )(1/2718)
4 – هذه الفوائدُ ليستْ مُقتصرةً على المعاني الدقيقةِ ؛ بل يذكرُ الشيخُ رحمه الله كُلَّ ما يَحْضُرُهُ حالَ تفسيرِ الآيةِ مِن فوائدها ولو كانت ظاهرةً جِدًّا .
5 – رُبَّما يُرتِّبُ على الفائدةِ المستنبطةِ مِن الآيةِ فائدةً أخرى .
يُعبِّرُ عن ذلكَ غالبًا بقولهِ :"ويتفرَّعُ على هذه الفائدةِ ..." ورُبَّمَا ذكرَ أكثر مِن فَرْعٍ .
ومِن أمثلةِ ذلكَ :
عند تفسيره لقوله تعالى : {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ - بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}(البقرة:89 - 90)
ذكرَ مِن فوائدها :" أنّ هذا الفَضْلَ الذي أنزلهُ الله لا يجعلُ المفَضَّلَ بهِ رَبًّا يُعْبد ؛ بلْ هو مِن العِبَاد . حتّى ولو تميَّز بالفضلِ ؛ لقولهِ تعالى:{عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} .
وهذهِ الفائدةُ لها فروعٌ نُوَضِّحُهَا ، فنقولُ : إنّ مَن آتاهُ الله فَضْلاً مِن العلمِ والنبوةِ لم يَخْرُجُ بهِ عن أنْ يكونَ عَبْدًا ؛ إذاً لا يَرْتَقِي إلى مَنْزلةِ الربوبيّةِ ؛ فالرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدٌ مِن عبادِ الله ؛ فلا نقولُ لمن نَزَلَ عليه الوَحْيُ : إنّه يَرتفعُ حتّى يكونَ رَبًّا يملكُ النفعَ ، والضررَ، ويعلمُ الغيبَ .(1/2719)
ويَتفرَّعُ عنها أنّ مَن آتاهُ الله مِن فضلهِ مِن العلمِ ، وغيرهِ يَنبغِي أنْ يكونَ أَعْبَدَ لله مِن غيرهِ ؛ لأنّ الله تعالى أعطاهُ من فضلهِ ؛ فكانَ حَقُّهُ عليهِ أعظمَ مِن حَقِّهِ على غيرهِ ؛ فكُلَّمَا عَظُمَ الإحسانُ مِن الله - عز وجل - استوجبَ الشُّكرَ أكثر ؛ ولهذا كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقومُ في الليلِ حتّى تَتَوَرَّمَ قَدَمَاهُ ؛ فَقِيلَ لهُ في ذلكَ ؛ فقالَ : [ أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورا ] ( ).
ويَتفرَّعُ عنها فَرعٌ ثالث : أنّ بعضَ الناسِ اغْتَرَّ بما آتاهُ الله مِن العلمِ ،فَيَتَعَالَى في نفسهِ ويتعاظمَ حتّى إنّه رُبَّمَا لا يقبلُ الحقَّ ؛ فَحُرِمَ فضلَ العلمِ في الحقيقة ".( )
وعند تفسيره لقوله تعالى :{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} (البقرة: من الآية164)
ذكرَ مِن فوائدها :" أنّ السموات مَخلوقةٌ ؛فهي إذاً كانت مَعدومةً مِن قبل ؛فليستْ أَزَلِيَّةً .
ويَتفرَّعُ على هذهِ الفائدةِ الرَّدُّ على الفلاسفةِ الذينَ يقولونَ بِقِدَمِ الأفلاكِ - يعنونَ أنّها غير مَخلوقةٍ ، وأنّها أَزَلِيَّةٌ أبديةٌ - ولهذا أنكروا انشقاقَ القمرِ في عهدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ( )، وقالوا : إنّ الأفلاكَ العُلْوِيَّةَ لا تقبلُ التغييرَ ، ولا العَدَمَ ؛ وفَسَّرُوا قولهُ تعالى :{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}(القمر:1) بأنّ المرادَ ظُهورُ العلمِ ، والنُّورِ برسالةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ؛ ولا شكَّ أنّ هذا تحريفٌ باطلٌ مُخالِفٌ للأحاديثِ المتواترةِ الصحيحةِ في انشقاقِ القمرِ انشقاقًا حسيًا ".( )
6 – ومِن مَلامحِ مَنهجهِ في الاستنباط : أنْ يذكرَ الفائدةَ ثم يذكرُ ما قد يُشكِلُ عليها ، ويجيبَ عنه .(1/2720)
عند تفسيره لآيةِ الدَّيْنِ في سورة البقرة ؛ذكرَ مِن فوائدها :" أنّ المضَارَّةَ سواء وقعتْ مِن الكَاتِبِ ، أو الشَّاهِدِ ، أو عليهما ، فُسُوقٌ ؛ والفِسْقُ يترتبُ عليهِ زوالُ الولاياتِ العامّةِ والخاصّةِ إلا ما اسْتُثْنِيَ ؛ والفاسقُ يُهجَر إمّا جَوَازًا ؛أو استحبابًا ، أو وُجُوبًا - على حسب الحال - إنْ كانَ في الهجْرِ إصلاحٌ لهُ .
فإنْ قالَ قائلٌ : أفلا يُشْكِلُ هذا على القاعدةِ المعروفةِ أنّ الفِسْقَ لا يتصفُ بهِ الفاعلُ إلا إذا تَكرَّرَ منهُ ، أو كانَ كبيرةً ؟
فالجوابُ : أنّ الله - سبحانه وتعالى - حَكَمَ على المضَارَّةِ بأنّها فُسُوقٌ ؛ والقرآنُ يَحكمُ ،ولا يُحْكَمُ عليه ".( )
7 – ومِن مَلامحِ مَنهجهِ في الاستنباط : أنْ يبني الفائدةَ على أحدِ الأقوالِ التفسيريّةِ المرادةِ في الآيةِ ، أو على أحدِ الاحتمالاتِ الواردةِ فيها .
ومِن أمثلتهِ :
عند تفسيره لقوله تعالى : { وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}(البقرة: 80)
ذكرَ الخلافَ في { أَمْ } هل هي مُتَّصِلَةٌ أم مُنقطِعَةٌ ، ثم ذكرَ في فوائدِ الآيةِ ( ):"
حُسْنُ مُجادلةِ القرآنِ ؛ لأنّه حَصَرَ هذهِ الدَّعوَى في واحدٍ مِن أمرينِ ، وكِلاهُمَا مُنْتَفٍ : {أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}وهذا على القولِ بأنّ { أَمْ } هُنَا مُتَّصِلَةٌ ؛ أمّا على القولِ بأنّها مُنقطِعَةٌ فإنهُ ليسَ فيها إلاَّ إلزامٌ واحد ".( )
وعند تفسيره لقوله تعالى :{فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}(البقرة: من الآية175)(1/2721)
ذكرَ خلافَ المفسِّرينَ فيها ،وذكرَ أنّ مِنهم مَن يرى أنّه تَعَجُّبٌ مِن الله - عز وجل - ؛ ومِنهم مّن يرى أنّ المرادَ بالعجبِ التَّعْجِيبَ ؛كأنّهُ قالَ : اعْجَبْ أيُّهَا المخاطبُ مِن صبرهمْ على النار ( )، ثم ذكرَ مِن فوائدها :" إثباتُ العَجَبِ لله - سبحانه وتعالى - لقولهِ تعالى : {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} – على أحدِ الاحتمالينِ - ، وهو مِن الصِّفاتِ الفعليّةِ ".( )
وعند تفسيره لقوله تعالى : {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} (البقرة: من الآية188)
قالَ في تفسيرها :" {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} أيْ تَتَوَصَّلُوا بها إلى الحكَّامِ لتجعلوا الحكَّامَ وسيلةً لأكْلِهَا بأنْ تَجْحَدَ الحقَّ الذي عليكَ وليسَ بهِ بينةٌ ؛ ثم تُخاصِمُهُ عندَ القاضي فيقولُ القاضِي للمُدَّعِي عليكَ : " هَاتِ بَيِّنَةً " ؛ وإذا لم يكنْ للمُدَّعِي بينةٌ تَوجَّهت عليكَ اليمينُ ؛ فإذا حلفتَ بَرِئْتَ ؛ فهنا تَوصَّلتَ إلى جَحْدِ مَالِ غيركَ بالمحاكمةِ ؛ هذا أحدُ القولينِ في الآيةِ ؛ والقولُ الثاني : أنّ مَعنى : {تُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ}أي تُوصِلُوهَا إليهم بالرِّشْوَةِ ليَحْكُمُوا لكم ؛ وكِلا القولينِ صحيحٌ ".( )
ثمّ ذكرَ مِن فوائدها :" تحريمُ الرِّشْوَةِ لقوله تعالى {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} على أحدِ التفسيرينِ كما سبقَ ".( )
قُلْتُ : وهذه الطريقةُ في الاستنباطِ تدلُّ على ما يلي :
الأول : أهمّيةِ معرفةِ تفسير الآيةِ قبلَ البدءِ باستنباطِ فوائدها .
الثاني : أهمّيةِ القاعدةِ التفسيريّةِ المشهورة وهي : وجوبُ حَمْلِ الآيةِ على كُلِّ المعاني التي تحتملها ما لم يَكُنْ بينها تَضَادٌّ .( )(1/2722)
الثالث : أنّ بعضَ الفوائدِ المستنبطةِ مِن الآياتِ لا تدلُّ عليه الآيةُ بإطلاق ، وإنّما هو أحدُ الاحتمالاتِ الواردةِ في الآيةِ، ولذا فلا بُدَّ مِن النظرِ إلى صِحَّةِ هذا الاحتمالِ مِن عَدَمِه.
8 – ومِن مَلامحِ مَنهجهِ في الاستنباط : دِقَّةُ الاستنباطِ ، والإشارةُ إلى معاني الآيةِ الخفيَّةِ .
عند تفسيره لقوله تعالى:{ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ }(النساء:من الآية131)
ذكرَ مِن فوائدها :"
1 – عمومُ مُلْكِ الله لقولهِ:{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ}لأنّ جميعَ الأسماءِ الموصولةِ تُفيد العمومَ.
2 – اختصاصُ مُلْكِ السمواتِ والأرضِ لله - عز وجل - ؛ لتقديمِ الخبرِ ؛ لأنّ تقديمَ ما حَقُّهُ التأخيرُ يُفيد الحصْرَ ".( )
وعند تفسيره لقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ }(المائدة: من الآية6)
ذكرَ مِن فوائدها :"
- وجوبُ استيعابِ الرأسِ بالمسحِ ؛ لأنّ الباءَ للاستيعابِ .( )
- وجوبُ الموالاةِ ، وَجْهُهُ أنّ غسلَ هذه الأعضاء جاءَ مُرَتَّبًا على الشرطِ فلا بُدَّ أنْ يكونَ أجزاءُ هذا الفعلِ –المرَتَّبِ على الشرطِ– مُتواليةً ؛ لأنّ الشَّرْطَ يَعُقُبُهُ المشْرُوطُ، هذا وجهُ الدلالةِ مِن الآيةِ ".( )
وعند تفسيره لقوله تعالى:{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}(سبأ:من الآية4)
ذكرَ مِن فوائدها :" أنّ أفعالَ الله - سبحانه وتعالى - مُعَلَّلةٌ ، بمعنى أنّ لها عِلَّةً ، يُؤخذ مِن ( اللامِ ) {لِيَجْزِيَ} ؛ لأنّ ( اللام ) للتعليلِ ".( )
وعند تفسيره لقوله تعالى :{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ}(البقرة: من الآية54)(1/2723)
ذكرَ مِن فوائدها :" إثباتُ الأسبابِ ، وتأثيرها في مُسبّباتها لقولهِ { بِاتِّخَاذِكُمُ } فإنّ ( الباء ) هُنَا للسَبَبِيَّةِ ".( )
فيلاحظُ أنّ الشيخَ رحمه الله نظرَ إلى معاني الحروفِ والأسماءِ فاستنبطَ مِنها فوائدَ مُرتبطة بالآيةِ ، كما نظرَ إلى مَوقعِ الكلمةِ الإعرابيِّ ليستنبطَ مِنه فوائدَ تُؤخذ مِن الآيةِ .
9 – ومِن مَلامحِ مَنهجهِ في الاستنباط : ومِن طريقتهِ أيضًا أنْ يذكرَ ما يُستفاد مِن الآيةِ على وجهِ الاستقلالِ ، فإنْ كانَ هُناكَ ما يُخَصِّصُهَا ، أو يُقيِّدُهَا ، أو ناسخٍ لها ، أو يُوجد بينها وبينَ نَصٍّ آخرَ ما ظاهرهُ التعارضُ ، سواء كانَ مِن آيةٍ أو من حديثٍ نبويٍّ ؛ فإنّهُ يَذْكُرُهُ
ويبينُ وجهَ الجمعِ بينهما كما بيّنتُ هذا ومَثَّلْتُ له في مباحثَ سابقة .( )
10 – ومِن مَلامحِ مَنهجهِ في الاستنباط : الاستطرادُ بذكرِ ما يتعلّقُ بالفائدةِ مِن أحكام .
عند تفسيره لآيةِ الوضوءِ في سورة المائدة ذكرَ مِن فوائدها : أنّ الوضوءَ لا ينقضُ إلاّ بالغائطِ ؛ سواءٌ ببولٍ أو بعذرةٍ ؛ لقوله تعالى:{ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ }(المائدة: من الآية6) ولَمْ يذكرْ سِوَى ذلكَ ، وذكرَ إجماعَ أهلِ العلمِ على هذا الناقضِ ، أمّا البقيةُ فوقعَ فيها الخلافُ ، ثُمَّ عَدَّدَ بقيةَ النواقضِ ، وذكرَ أدلّتها وناقشها وذكرَ الراجحَ مِنها .( )
هذه أهمُّ مَلامحِ مَنهجِ الشيخِ ابن عثيمين رحمه الله في استنباطِ فوائدِ الآيات .
---
المنهوم
11-16-2006, 01:53 PM
بارك الله فيكم يا شيخ احمد
---
الطبيب
11-18-2006, 12:12 PM
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل.
---
أحمد البريدي
11-19-2006, 09:07 PM
الأخوان الفاضلان : المنهوم والطبيب , وأنتما جزاكما الله خيراً .
---
فهد الوهبي
11-23-2006, 08:23 AM
جزاك الله خيراً .. فضيلة الشيخ أحمد البريدي..(1/2724)
ومن منهج الشيخ رحمه الله في الاستنباط أن يذكر وجه الاستنباط وهو دلالة الآية على المعنى المستنبط ويذكر أيضاً الطريق الأصولي الذي يوصل إلى المعنى وهو القاعدة الاستنباطية ومن أمثلة ذلك :
ما ذكره من استنباط وجود النار الآن من قوله تعالى : ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) [ البقرة : 24 ] .
قال في طريق الاستنباط : ( ومعلوم أن الفعل هنا فعلٌ ماضٍ؛ والماضي يدل على وجود الشيء ) [ تفسير سورة البقرة : 1 / 85 ] .
والأمثلة له كثيرة رحمه الله..
---
أحمد البريدي
12-01-2006, 11:54 PM
جزاك الله خيراً .. فضيلة الشيخ فهد :
والأمر ما ذكرت وفقك الله , ومن أمثلته ما ذكرته في العنصر الثامن , ولعلك تتحفنا بالمزيد , فما ذكر لا يعدو ملامح لتقريب ذلك وليس حصراً .
---
المسيطير
12-02-2006, 06:27 AM
الشيخ الكريم الدكتور/ أحمد البريدي
جزاكم الله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفاه .
وأسأله تعالى ن يبارك لكم في علمكم ، وعملكم ، وعمركم ، وأهلكم ، وذريتكم ، ومالكم ، وأن يرزقكم من خيري الدنيا ، والآخرة من حيث لا تحتسبون .
شيخنا /
- هل تأذن بنقل الموضوع إلى منتديات أخرى ؟.
حفظكم الله ، وزادكم من فضله .
---
أحمد البريدي
12-02-2006, 11:56 AM
أخي المسيطير وفقه الله :
لك الحق بنقله ونقل غيره مما أكتبه , جعلني الله وأياك ممن يتعاون على البر والتقوى .
---
أبو عبدالوهاب
12-05-2006, 10:02 AM
جزاك الله خيراً يا شيخ أحمد وبارك في جهودك
---
(1/2725)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء 23
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء 23
---
د. محمد مشرح
07-07-2005, 07:12 AM
من فضلك شارك في إرسال هذه الحلقات لتنال أجر الذب عن الصحابة والعلماء الربانيين ؛بأسلوب علمي بعيد عن التجريح ومجاراة الآخرين . ولن يضيع عند الله شيء ما دامت النية خالصة له سبحانه ...
الحلقة الثالثة والعشرون
بيتٌ خيرُه متعدٍ
[الصحابة والعلماء الربانيون هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا وقد أفضى من مات إلى ما قدم والله يتولى أمره ](1/2726)
حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس أبا بكر فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت فعاتبني وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر فقالت عائشة فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته ) [1](1/2727)
هنا في هذا الحديث يظهر من فضائل الصديق أمور : الأمر الأول تأثيره على بيته بتربيته أهله وأولاده ؛ وهو في الغالب أن أهل المصلحين والصالحين وأولادهم يغلب عليهم الصلاح وما سوى ذلك شاذ وقليل . والأمر الثاني جريان فوائد للأمة من الله تعالى كان سببه بيت الصديق ، وهي مسألة ذات بال في اتصال الخير والحسنات لمن تسبب في الخير ، كما هو واضح من الأدلة في هذا والتي تدل على أن من دل على خير فله مثل أجر فاعله من غير أن ينقص من أجر الفاعل شيئا ، وهو يدل على كرم الله تعالى . فعلى هذا فإن كل عمل يقوم به أحد من المسلمين فإن للنبي صلى الله عليه وسلم مثل آجره ، ويأتي في المرتبة الثانية الصديق فإنه رضي الله عنه حمل مع النبي صلى الله عليه وسلم عبئ التبليغ وتوسيع دائرة الخير منذ أسلم ، وكان أول من أسلم – كما هو معروف من الرجال- حيث دخل على يده عدد من كبار الصحابة الذين كان لهم دور كبير في الإسلام ، ولقد كانت مواقف الصديق في حياته مع النبي صلى الله عليه وسلم وبعد أن لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى مواقف خير متعدية فهو يجني ثمرة هذا الخير إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة رضي الله عنه وأرضاه وحشرنا معه تحت لواء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم . والأمر الثالث أن أسلوب الداعية والمصلح إذا كان فيه حكمة بالإضافة إخلاص النية ينفع كثيرا ، ويؤدي دورا تربويا عظيما ... والأمر الرابع التنويه بفضل أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها وسيأتي الحديث عنها إن شاء الله تعالى .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - البخاري 3/ 1342رقم 3469.
---
(1/2728)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > واجب الأمة نحو حملة دينها ؛مع أفضل أناس بعد الأنبياء ( الصحابة والعلماء )
---
واجب الأمة نحو حملة دينها ؛مع أفضل أناس بعد الأنبياء ( الصحابة والعلماء )
---
د. محمد مشرح
04-17-2005, 01:30 AM
الحلقة الخامسة
الخليفة الأول (الصديق رضي الله عنه 3)
في الحلقة السابقة تم العرض لبعض الجوانب من حياة الصديق مع النبي صلى اله عليه وسلم من حديث طويل حوى كثيرا منها وفي هذه الحلقة يُتبع العرض لبعض تلك الجوانب : فمنها خوفه على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ومن الأمثلة على ذلك ؛ وضع قدمه على منفذ في الغار لعله جحر دب تخوف أن يخرج منه ما يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ففداه بنفسه ... ومنها استدامة التفاته أثناء الطريق وهما يغذان السير من مكة إلى المدينة عند هجرتهما ؛ فقد كان يتلفت إلى كل جانب وأحيانا يسبق خوفا من الرصد وأحيانا يتأخر قليلا خوفا من أن يأتي على النبي صلى الله عليه وسلم ما يكره ؛ لقد كان الوضع الأمني حرجا جدا كيف لا يكون حرجا وقد رصدت قريش جائزة كبرى لمن يأتي بالنبي صلى الله عليه وسلم حيا أو ميتا ... وعليك أن تتخيل ذلك الموقف . ومنها خوفه عليه من الشمس حيث كان يظلله منها عند اشتدادها ...(1/2729)
وفي الحديث الآتي يظهر لنا بعض الجوانب من مكانة أبي بكر رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وسلم فإنه شهد له بتصديقه حين كذبه الناس وواساه بماله ونفسه عند ما خذله الناس ، ومنها صفاء قلبه على المسلمين وسرعة إعادة الصفا إلى ما كان إذا حدث ما يؤثر عليه ، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له ثلاثا بالمغفرة وقد جاء الحديث على النحو الآتي وقد حرصت على مجيء الأحاديث مسندة لبيان ميزة السند في وصول الحديث سليما من الجهالة في السند ما يؤثر في النص فالسند من الدين وهو نطام علمي عالمي لا يستطيع أحد ممن يحترم العلم والعقل أن يرده :
حدثني هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن عائذ الله أبي إدريس عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال كنت جالسا عند النبي e إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي e أما صاحبكم فقد غامر فسلم وقال إني كان بيني وبين بن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك فقال يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر فقالوا لا فأتى إلى النبي e فسلم فجعل وجه النبي e يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال يا رسول الله والله أنا كنت أظلم مرتين فقال النبي e إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها (
[1](1/2730)
وفي الحديث الآتي يظهر مكانته في الحب بين الأصحاب في سؤال عمرو بن العاص رضي الله عنه أي الناس أحب إلأيك فقال :عائشة قال من الرجال قال أبوها وقد جاء في سبب سؤال عمرو أنه قال لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبش في وجهي حتى ظننت أني أحب الناس إليه فسألته طمعا وتأكدا مما أجده في الناس فما يزال يذكر غيري حتى سكت خوفا لئلا أجد نفسي في مؤخرة الركب في هذا . وهو يدل على ترتيب الصديق في نفس النبي صلى الله عليه :
حدثنا إسحاق أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي عثمان أن رسول الله e بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل قال فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها قلت ثم من قال عمر فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم [2]
وهنا لفتة وهي حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وحسن استقباله للناس وبشاشته وابتسامه مما يجعل المستقبل له يحبه ويقبل على ما جاء به عليه الصلاة والسلام .
والحديث الآتي يدل على شهادة النبي صلى الله عليه وسلم على تقواه وورعه وإخلاصه لله تعالى وبعده عن الصفات التي لا تليق مثل الخيلاء وكفى بها شهادات من المعصوم صلى الله عليه وسلم .
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه عن النبي e قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة قال أبو بكر يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي e لست ممن يصنعه خيلاء[3]
هذه الجوانب حرصت أن تكون من أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى لتكون أوقع في النفس في التذكير بمكانة أعظم رجل بعد النبي صلى عليه وسلم .
يتبع
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - صحيح البخاري 3/ 1239رقم [3461] . وانظر : التجريد 2/ 56.
[2] - المرجع السابق 4/ 1584. رقم 4100 . وكذلك التجريد نفس الجزء والصفحة .(1/2731)
[3] - المرجع السابق 5/ 1812رقم 5447 . وكذلك التجريد نفس الجزء والصفحة .
---
(1/2732)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من تأويل : { وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً }
---
من تأويل : { وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً }
---
د.أبو بكر خليل
02-10-2006, 05:40 PM
قرأت الكلام الآتي بعد في أحد الملتقيات ، فأحببت طرحه هنا و عرضه للمدارسة و المراجعة ، تمحيصا للقول و إثراء للبحث ، قال كاتبه أو نقل ما يلي :
[[.... فالنسخ بمعناه الاصطلاحي مأخوذ من المعنى الثاني الذي ذكره لنا أئمة اللغة كما تقدم، يقول الامام ابن قدامة المقدسي رحمه الله:
"فأما النسخ في الشرع فهو بمعنى الرفع والإزالة لا غير"
ثم يعرفه لنا فيقول:
"وحده رفع الحكم الثابت بخطاب متقدم بخطاب متراخ عنه ، ومعنى الرفع إزالة الشيء على وجه لولاه لبقي ثابتا"(روضة الناظر)
ودعني أوضح لك هذا التعريف:
• قوله "الحكم الثابت": اي ثبت من قبل بخطاب شرعي من كلام الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلا يدخل فيه ما كان على أصله(البراءة الأصلية) ونزل فيه من بعد حكم شرعي، مثلا تحريم الربا لا يسمى نسخا لان حلها لم يثبت بخطاب شرعي قبلها وانما جاء الاسلام و الناس يأكلون الربا.أما تحريم الخمر فيسمى نسخا لانه قد ثبت اباحتها بنص كلام الله ثم حرم بعد ذلك. ]] . انتهى قوله
* * *
- و قد سألت أحد الإخوة عن القول المذكور أعلاه : (( أما تحريم الخمر فيسمى نسخا لانه قد ثبت اباحتها بنص كلام الله ثم حرم بعد ذلك )) - فأجاب بما مفاده صحة هذا القول ، مستشهدا بقول الله تعالى : { تتخذون منه سكرا و رزقا حسنا } أن السكر هنا : الخمر ، و أن الله لا يمتن على عباده إلا بمباح .
- و هذا الجزء الأخير صحيح ، و لكن القول إن الخمر قد ثبت إباحتها بنص كلام الله غير صحيح ، و لا دلالة من الآية على ذلك ،(1/2733)
و هناك فرق بين المباح بالنص عليه و بين المباح بالعفو عنه قبل نزول التحريم ، على ما هو مقرر في علم الأصول .
فالخمر لم تثبت إباحتها بالنص أبدا ، و لكن جاء الإسلام و وجد القوم يشربونها ، فتدرج في التحريم . شأنها في ذلك شأن الربا ،
و أما المغايرة بينهما في ذلك ، فلا يبين لها وجه معتبرا ، والقول في الخمر من هذه الناحية عين ما قيل في الربا : ( تحريم الربا لا يسمى نسخا لان حلها لم يثبت بخطاب شرعي قبلها وانما جاء الاسلام و الناس يأكلون الربا )
- هذا و قد قال بعض المفسرين إن الآية منسوخة ، و قال البعض الآخر إنها محكمة ، و الثانى أولى ، لأن الخمر وردت الأحاديث بالإخبار أنها : أم الكبائر ، و أم الفواحش ، و أم الخبائث ،
و الأخبار الشرعية لا يدخلها النسخ ، إذ هي إخبار عن حقيقة شرعية ، فلا يدخلها النسخ ، و لا ليست إخبارا عن حكم شرعي ،
هذا من ناحية
و من ناحية أخرى : لا يصار إلى القول بالنسخ إلا إذا توارد الحكمين الشرعيين المتعارضين على محل واحد و موضوع واحد ، أما إذا أمكن التوفيق بينهما و لو بتأويل يحتمله أحدهما فلا يقال بالنسخ ، فإعمال النصين أولى من إهمال أحدهما ، وفق القاعدة الأصولية المعروفة ،
قال الإمام القرطبي في تفسيره :
""(1/2734)
الثانية ـ قوله تعالى: { سَكَراً } السَّكَر ما يُسْكِر؛ هذا هو المشهور في اللغة. قال ابن عباس: نزلت هذه الآية قبل تحريم الخمر. وأراد بالسَّكَر الخمر، وبالرزق الحسن جميعَ ما يؤكل ويشرب حلالاً من هاتين الشجرتين. وقال بهذا القول ابن جُبير والنَّخعِيّ والشَّعبِيّ وأبو ثور. وقد قيل: إن السَّكَر الخَلُّ بلغة الحبشة، والرزق الحسن الطعام. وقيل: السكر العصير الحلو الحلال، وسُمِّيَ سَكَراً لأنه قد يصير مسكراً إذا بقي، فإذا بلغ الإسكار حرم. قال ابن العربي: «أسَدّ هذه الأقوال قولُ ابن عباس، ويخرج ذلك على أحد معنيين، إما أن يكون ذلك قبل تحريم الخمر، وإما أن يكون المعنى: أنعم الله عليكم بثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه ما حرّم الله عليكم اعتداء منكم، وما أحل لكم اتفاقاً أو قصداً إلى منفعة أنفسكم. والصحيح أن ذلك كان قبل تحريم الخمر فتكون منسوخة؛ فإن هذه الآية مكية باتفاق من العلماء، وتحريم الخمر مدني».
قلت: فعلى أن السَّكَر الخَلُّ أو العصير الحلو لا نسخ، وتكون الآية محكمة وهو حسن. قال ابن عباس: الحبشة يسمّون الخلّ السَّكَر، إلا أن الجمهور على أن السكر الخمر، منهم ابن مسعود وابن عمر وأبو رزين والحسن ومجاهد وابن أبي لَيْلى والكَلْبِيّ وغيرهم ممن تقدّم ذكرهم، كلهم قالوا: السَّكر ما حرمه الله من ثمرتيهما. وكذا قال أهل اللغة: السكَر اسم للخمر وما يُسكر، وأنشدوا:
بئس الصُّحاة وبئس الشَّربُ شَربهُم إذا جرى فيهم المُزّاء والسّكَر
والرزق الحسن: ما أحله الله من ثمرتيهما. وقيل: إن قوله «تتخذُون مِنه سَكَراً» خبرٌ معناه الاستفهام بمعنى الإنكار؛ أي أتتخذون منه سكراً وتَدعون رزقاً حسناً الخلَّ والزبيبَ والتمر؛ كقوله: { فَهُمُ الْخَالِدُونَ } أي أفهم الخالدون. والله أعلم. وقال أبو عبيدة: السكَر الطُّعم، يقال: هذا سَكَر لك أي طُعم. وأنشد:
جعلتَ عَيْبَ الأكْرَمِين سَكَراً(1/2735)
أي جعلتَ ذمهم طُعماً. وهذا اختيار الطبري أن السّكَر ما يُطعم من الطعام وحَلّ شربه من ثمار النخيل والأعناب، وهو الرزق الحسن، فاللفظ مختلف والمعنى واحد؛ مثل
{ إِنَّمَآ أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ }
[يوسف:86] وهذا حسن ولا نسخ .." . انتهى
و بيان اختيار الإمام الطبري المذكور ما يلي :
" وقال آخرون: السَّكَرَ: هو كلّ ما كان حلالاً شربه، كالنبيذ الحلال والخلّ والرطَب. والرزق الحسن: التمر والزبيب. ذكر من قال ذلك:
حدثني داود الواسطيّ، قال: ثنا أبو أسامة، قال: أبو رَوْق: ثني قال: قلت للشعبيّ: أرأيت قوله تعالى: { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً } أهو هذا السَّكَر الذي تصنعه النَّبَط؟ قال: لا، هذا خمر، إنما السكر الذي قال الله تعالى ذكره: النبيذ والخلّ والرزق الحسن: التمر والزبيب.
حدثني يحيى بن داود، قال: ثنا أبو أسامة، قال: وذكر مجالد، عن عامر، نحوه.
حدثني أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا مندل، عن ليث، عن مجاهد: { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً } قال: ما كانوا يتخذون من النخل النَّبيذ، والرزق الحسن: ما كانوا يصنعون من الزبيب والتمر.
حدثنا أحمد، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا مندل، عن أبي رَوْق، عن الشعبيّ، قال: قلت له: ما تتخذون منه سَكَراً؟ قال: كانوا يصنعون من النبيذ والخلّ قلت: والرزق الحسن؟ قال: كانوا يصنعون من التمر والزبيب.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة وأحمد بن بشير، عن مجالد، عن الشعبيّ، قال: السَّكَر: النبيذ والرزق الحسن: التمر الذي كان يؤكل.
وعلى هذا التأويل، الآية غير منسوخة، بل حكمها ثابت.
وهذا التأويل عندي هو أولى الأقوال بتأويل هذه الآية، وذلك أن السكر في كلام العرب على أحد أوجه أربعة: أحدها: ما أسكر من الشراب. والثاني: ما طُعِم من الطعام، كما قال الشاعر:
جَعَلْتُ عَيْبَ الأكْرَمِينَ سَكَرَا
أي طعماً. والثالث: السُّكُون، من قول الشاعر:(1/2736)
جَعَلَتْ عينْ الحَرُورِ تَسْكُرُ
وقد بيَّنا ذلك فيما مضى. والرابع: المصدر من قولهم: سَكِرَ فلان يَسْكَرُ سُكْراً وسَكْراً وسَكَراً. فإذا كان ذلك كذلك، وكان ما يُسْكِر من الشراب حراماً بما قد دللنا عليه في كتابنا المسمى: «لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام» وكان غير جائز لنا أن نقول: هو منسوخ، إذ كان المنسوخ هو ما نَفَى حكمه الناسخ وما لا يجوز اجتماع الحكم به وناسخه، ولم يكن في حكم الله تعالى ذكره بتحريم الخمر دليل على أن السَّكَر الذي هو غير الخمر، وغير ما يسكر من الشراب، حرام إذ كان السكر أحد معانيه عند العرب، ومن نزل بلسانه القرآن هو كلّ ما طعم، ولم يكن مع ذلك، إذ لم يكن في نفس التنزيل دليل على أنه منسوخ، أو ورد بأنه منسوخ خبر من الرسول، ولا أجمعت عليه الأمة، فوجب القول بما قلنا من أن معنى السَّكَرَ في هذا الموضع: هو كلّ ما حلّ شربه مما يتخذ من ثمر النخل والكرم، وفسد أن يكون معناه الخمر أو ما يسكر من الشراب، وخرج من أن يكون معناه السَّكَر نفسه، إذ كان السَّكَر ليس مما يتخذ من النَّخْل والكَرْم، ومن أن يكون بمعنى السكون.
وقوله: { إنَّ فِي ذلكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يقول: فيما إن وصفنا لكم من نعمنا التي آتيناكم أيها الناس من الأنعام والنخل والكرم، لدلالة واضحة وآية بينة لقوم يعقلون عن الله حججه ويفهمون عنه مواعظه فيتعظون بها " . انتهى
* و كلمة " السكر " الواردة في الآية تحتمل ذلك المعنى ، و تكون ألصق بالسياق ، و أنسب لمعنى الامتنان المسوقة الآيات لبيان بعض وجوهه ، و خروجا مما لا ضرورة القول به من النسخ ،
* جاء في الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ لِلْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيِّ ، كِتَابُ الْمَنَاقِبِ ، فَضْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ :
" رَجُلًا جَلَبَ سَكَرًا إِلَى الْمَدِينَةَ فَكَسَدَ عَلَيْهِ ، فَقَالُوا لَهُ(1/2737)
ح 4146 وقال مسدد : ثنا حماد بن زيد ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين : قال : إن " رجلا جلب سكرا إلى المدينة فكسد عليه ، فقالوا له : ائت عبد الله بن جعفر ، فأتاه فاشتراه منه بده دوازده وقال : من شاء أخذ فقال الرجل : آخذ معهم ؟ قال : خذ " *
هذا و الله تعالى أعلم
و الموضوع الأصل : هل إباحة الخمر - قبل التحريم - ثبتت بنص كتاب الله عزَو جلَ ؟
---
د.أبو بكر خليل
02-10-2006, 08:40 PM
تصويب و استدراك
وقعت بعض الأخطاء سهوا ، و وجب تصحيحها :
فلا يبين لها وجه معتبرا : الصواب : معتبر
و لا ليست إخبارا عن حكم شرعي : الصواب : و ليست
إلا إذا توارد الحكمين الشرعيين المتعارضين : الصواب : الحكمان الشرعيان المتعارضان
و خروجا مما لا ضرورة القول به من النسخ : الصواب : للقول به
فمعذرة ثم معذرة
---
عبدالرحيم
02-11-2006, 10:40 AM
يؤيد ما قال الدكتور (أبو بكر)، فهم عمر بن عبد العزيز رحمهما الله تعالى وغفر لهما.
قال عبدُ الملك بن عمرَ بن عبد العزيز لأبيه: يا أبتِ، مالك لا تنفذ الأمور؟ فوالله لا أبالي في الحق لو غلت بي وبك القُدور.فقال له: لا تَعجل يا بنيّ، فإن الله تعالى ذَم الخمر في القرآن مرتين وحَرَّمها في الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الحقّ على الناس جملةً، فيدعوه، وتكونَ فتنة. انظر: العقد الفريد، ابن عبد ربه 1/40.
فعمر هنا اعتبر أن النص في الآية الكريمة ( في سورة النحل) ذم ، وهو صحيح.
فالآية الكريمة تتحدث عن واقع حال الناس الذين كانوا يتخذون من النخيل والأعناب:
1. سكراً (الخمر بحسب من فسره بذلك).
2. رزقا ًحسناً (العنب والتمر ـ بحالات درجة نضجه ـ ونواه والدبس والخل والانتفاع بورق الشجر وساقه.. )
وفي الآية الكريمة تعريض بالخمر بحسب مفهوم المخالفة، والعطف الذي يفيد المغايرة...
فهي ليست " رزقاً حسناً ".
والإشارة بأنها ليست رزقاً حسناً، ذمٌّ لها لا مدح (كما قال عمر).(1/2738)
وتستطيع بعد تقرير ذلك الاستشهاد بآيات وأحاديث تحث على التماس الرزق الطيب والابتعاد عما فيه حرمة أو حتى شبهة، وأنت أستاذنا في ذلك.
---
(1/2739)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الوقف على "أولم يتفكروا" في آية الأعراف.....واجب أم جائز مع كون الوقف أولى
---
الوقف على "أولم يتفكروا" في آية الأعراف.....واجب أم جائز مع كون الوقف أولى
---
عمار
02-24-2005, 12:18 AM
قال تعالى : "أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة" الاعراف 184
عندما أقرأ هذه الآية أجد نفسي قد وقفتُ على "أولم يتفكروا" تلقائيا! وهنا أقول - والله أعلم -
أنه يجب على القارئ أن يقف على "أولم يتفكروا" ويبدأ بـ"ما بصاحبهم من جِنّة" كي لا يوهم السامع في حال الوصل أن "ما " والتي أريد بها أن تكون نافية أصبحت "ما" الموصولة بمعنى "الذي"....وبالتالي ينقلب معنى الآية رأسا على عقب!!
وإني لأستغرب وجود "علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى" على "أولم يتفكروا" في مصحف المدينة النبوية "النسخة الخضراء المعروفة"...ولا أدري عن بقية المصاحف المطبوعة في دول أخرى.
أليس الأولى أن يكون الوقف لازما هنا؟؟
---
لؤي أبو محمد
02-24-2005, 06:53 AM
أخي الكريم
الوقف على - أولم يتفكروا - من قوله تعالى ((أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة )) من سورة الاعراف
وقف تام ((وهو أعلى مراتب الوقف)).
انظر كتاب (منار الهدى في بيان الوقف والابتداء) للإمام الأشموني
و كتاب ( المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء) لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري
---
عمار
02-24-2005, 07:36 AM
الأخ الكريم "لؤي"....شكرا لك على المشاركة.
================================================== =(1/2740)
وقف تام نعم ، لكن ما أردتُ قوله هو : كيف يعرف عامة الناس أن هذا يدخل في الوقف التام؟ فإن قرأ أحدهم من المصحف ورأى تلك العلامة فهمَ أن الوقف أولى لكن لا يجب عليه الوقف. سؤالي كان لماذا لم توضع علامة "الوقف اللازم" بدلا من علامة " جواز الوقف مع كون الوقف أولى" كقوله تعالى - على سبيل المثال - "إنما يستجيب الذين يسمعون* والموتى يبعثهم الله" .....لأني أرى العلة واحدة في هذين الموطنين وهي " اختلال المعنى إن تم الوصل"
أم أنّ المشايخ لا يرونه "لازما"؟
---
لؤي أبو محمد
02-25-2005, 02:47 AM
أخي الكريم
مع أن الوقف تام ولكن المعنى لا يختل لدى الوصل
فحين الوصل يكون المعنى (( أولم يتأملوا ويتدبروا في انتفاء هذا الوصف
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لا يمكن لمن يمعن النظر والفكر أن ينسبه إليه ))
والمعنى قريب منه لدى الوقف - ولكن الوقف يعطي عمقاً للمعنى -
أما في مثالك فإن الوصل يوهم المستمع أن الذين يسمعون يستجيبون وكذلك الموتى يستجيبون.
كما أن إشارة ((قلى)) تعبر عن الوقف الكافي والتام 0 فكلمة الوقف أولى يفهم منها الوقف
مع أنه لا يمكن جمع الوقوفات كلها في المصحف الشريف - لأن الوقف يختلف حسب المعنى فالوقف نفسه يكون تاما تارة وقبيحا تارة أخرى وإليك هذا المثال-
ففي سورة البقرة الآيتان -6و7-
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ*خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ}
فالوقف على (لايؤمنون) تام إن جعلت جملة (لايؤمنون) خبر إن ,وجملة (سواء عليهم) اعتراضية
والمعنى هنا إخبار من الله سبحانه وتعالى أن الكافرين لا يؤمنون على وجه العموم وقيل أن الآية نزلت في قوم بأعيانهم وهم سادات الكفر في قريش فعلى هذا المعنى يكون الوقف تاما(1/2741)
فإن جُعل (سواء) خبر إن كان الوقف على (لم تنذرهم) تاما والمعنى هم كفار مع وجود الإنذار وعدمه
وفي هذه الحالة لا يوقف على ( لا يؤمنون ) إن جعلت جملة (ختم الله على قلوبهم) حال فيكون المعنى
لا يؤمنون خاتما الله على قلوبهم وإن جعلتها استئنافية وجملة (لايؤمنون) خبر ثان كان الوقف عليها تاما.
وما تراه من إشارات الوقف في المصحف الشريف ما هي إلا ما رجحته اللجنة المؤلفة من خيرة العلماء.
أرجو ان لا أكون قد عقدت الأمور
---
عمار
02-25-2005, 09:20 AM
جزاكم الله خيرا على الإفادة والإيضاح ولا تعقيد في كلامك.
=================================================
أتمنى أن يتسع صدرك لما سأقوله وأظن أنني لن أعقب بعد هذا - حتى لا يُظن
أنني أجادل لغرض الجدال لا للفائدة-:
قلتَ : "مع أن الوقف تام ولكن المعنى لا يختل لدى الوصل
فحين الوصل يكون المعنى (( أولم يتأملوا ويتدبروا في انتفاء هذا الوصف
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لا يمكن لمن يمعن النظر والفكر أن ينسبه إليه ))"
لكن هذا المعنى لا يتبادر إلى الذهن أولا....فإن قلتَ : لا يُفهمُ من الآية إلا هذا المعنى
أقول لك : لو قرأها عاميّ مثلي لربما ظن أنّ "ما" النافية هي "ما" الموصولة! أقول ربما! وخاصة إذا افتتح بها القراءة.
لو قلتُ لك : "أَوَلم ترى ما بزيد من جِنّة" ماذا تفهم من كلامي ؟ تفهم هذا المعنى "أولمْ ترى الذي بزيد من جنون" لكن قف على "ترى" وابدأ بـ"ما بزيد من جنة"......عندها
لن يتبادر إلى ذهنك إلا هذا المعنى "نفي الجنون عن زيد"
لو قرأها العامي وصلا ولم يقف على "يتفكروا"...ربما تذكر الآية التي تليها :
"أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء" وقاس هذه على
تلك وظن أن "ما" هنا هي نفسها التي أتت في "أولم يتفكروا".
وإن كان هذا العامي قد قرأ بعض الأشعار وعرفَ شيئا من لغة العرب... ربما يتذكر قول
المتنبي :(1/2742)
أتنكرُ ما نطقْتُ به بديها ** وليسَ بمنكر سبق الجَوادِ
فالمعنى : أتنكر الذي نطقت به بديها ...يقصد "ارتجاله الأشعار". هنا لو تقف على "تنكر"
وتبدأ بـ"ما نطقتُ به بديها" لاختل المعنى وأصبح " لم أنطقْ به بديها" وهنا يكون
المتنبي قد هجا نفسه.
والآية بعكس هذا....فلو وقفتَ لدفعتَ الوهم عن السامع. ولو وصلتَ ربما يفهمُ يفسّر "ما"
بـ"الذي".
لا أدري هل اتضحتْ فكرتي؟
وشكرا لكم.
---
(1/2743)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صفوة القول في تفسيرالدوسري (صفوة الآثار والمفاهيم ) (1)
---
صفوة القول في تفسيرالدوسري (صفوة الآثار والمفاهيم ) (1)
---
محمد الربيعة
01-26-2004, 10:49 PM
نظراً لأن تفسير الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله من التفاسير المعاصرة التي عالجت مشاكل الأمة وقضاياها ، وهو تفسير يجهله كثير من طلبة العلم لنفاد طبعته ، وأحب أن أشارك من خلال هذا الموقع بالحديث عن هذا السفر العظيم مبتدأ بالكلام عن التفسير ومكانته ومميزاته بعدما وفقني الله لقراءته وسبر منهجه في رسالة الماجستير وسأتبع ذلك بمشيئة الله بأبرز النماذج المهمة التي ظهر تميز الدوسري فيها فيما يتعلق بمعالجة الواقع من خلال القرآن .
أولاً : مكانة تفسيرالدوسري وقيمته العلمية:
لقد كان الدوسري رحمه الله على علم غزير بالشريعة وعلومها ، وفهم صحيح وإدراك ثاقب للواقع ، وبعد نظر ومعرفة لما يدبره أعداء الإسلام للأمة ، الأمر الذي جعله يفهم الإسلام فهماً حقيقياً ، وقد جاء تفسيره ثمرة ذلك كله ، إذ جعل كتاب الله تعالى منطلقاً وأساساً لرسم المنهج الحق وربطه بحياة الأمة من جديد ، وليعالج به واقعها المؤلم ، ويقرب به سبيل نجاتها ، فأعاد بذلك للمسلمين كثيراً من التصورات الإسلامية التي فقدوها ، وأزال الغبش الذي أصاب بعض المفاهيم والمبادئ الإسلامية عند كثير من المسلمين بسبب غياب الإسلام عن حياتهم العملية ، فكان لتفسيره تميّزاً عن غيره إذ سلك فيه مسلكاً جديداً جامعاً فيه بين الأصالة والتجديد والعلم والتطبيق ، ولا شك أن سلوك المؤلف لمنهج لم يسبقه فيه أحد أو كان له فيه تجديد يكشف تميّزه ومكانته ، ومن هنا نعلم تميز الدوسري رحمه الله وقيمة تفسيره الأمر الذي يجعله في مصاف التفاسير المهمة التي لايستغنى عنها في المكتبة القرآنية خاصة في هذا العصر .(1/2744)
وتتأكد لنا قيمة تفسير الدوسري رحمه الله ومكانته العلمية بسلامة المنهج الذي سار عليه وسلكه في جلّ الجوانب المهمة في التفسير والتي لها علاقة وارتباط مباشر بالمنهج الأساس في تقويم التفسير ومعرفة قيمته العلمية .
ففي جانب التفسير بالأثر: نجد اعتماده على الأصلين العظيمين الكتاب والسنة فأما اعتماده على كتاب الله تعالى فقد ظهر من خلال كثرة استشهاده بالآيات وجمع الآيات المتشابهة في موضع واحد للربط بينها وبيان مافيها من الهدايات والدلالات ، وأما اعتماده على السنة فقد ظهر أيضاً بإيراد الأدلة والأحاديت المؤيدة لما دلت عليه الآيات أو المفصلة لها، ويؤكد اعتماده على الأصلين الكريمين أيضاً تمسكه بالدليل وعدم القول بما يخالف ظاهر النص أو يؤوله من غير دليل أو قرينة ، وقد جاء ذلك في تفسيره ظاهراً ، يدل على ذلك تشنيعه على بعض المفسرين الخروج عن ظاهر النص أو تأويله من غير دليل أو قرينة ظاهرة ، كما يدل عليه أيضاً عنايته بالصحيح من الآحاديث ورده للضعيف منها وتعقبه على بعض المفسرين في ذلك ، ولا شك أن ذلك كله منهج عدل يبين مكامة تفسيره وقيمته العلمية .
وفي جانب علوم القرآن : نجده قد عرض لأهم ماله علاقة في التفسير كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والقراءات ، وكان منهجه فيها منهجاً عدلاً ، فأما أسباب النزول فقد بيّنه في مواضعه مؤكداً أن العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب ، وأما الناسخ والمنسوخ فقد كان منهجه فيه أنه لايلجأ إلى القول بالنسخ إلا بعد تعذر تأويل للآية يخرجها عن النسخ، وقد انتهج في ذلك منهج شيخ الإسلام رحمه الله بقوله :( إن النسخ في القرآن يندر لكنه تخصيص ) ، وأما القراءات فلم يعرض لها إلا ماتدعو الحاجة إليه غالباً .(1/2745)
وفي جانب العقيدة : الذي هو أهم الجوانب وأعظمها أثراً في التفسير ، جاء تفسير الدوسري رحمه الله متميزاّ عن كثير التفاسير المتقدمة والمتأخرة إذ سلك فيه منهج السلف الصالح خالصاً ، ولم أجد -بحمد لله- عليه في ذلك مأخذاً ، ولذا فإنه يعد بلا شك ولا تردد من التفاسير الملتزمة منهج السلف الصالح الذي جانبه أو تعثر عنه كثير من المفسرين.
وفي جانب الأحكام وآياتها: سلك فيه مسلكاً عدلاً وسطاً ، إذ عرض لآيات الأحكام عرضاً موجزاً بالقدر الذي فيه البيان الكافي للأحكام وآياتها ، كما قد ظهر في هذا الجانب جهده واجتهاده في الاستنباط والترجيح والاختيار بين الأقوال والجمع بينها ، ويؤكد تميزه في ذلك اعتماده على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وفقهه واختياراته .
وفي جانب القصص والأخبار: كان له فيها منهج بارز حيث أعرض وتحاشى ماولع وتعلق به كثير من المفسرين من الرويات الضعيفة والموضوعة والأخبار الإسرائيلية المتكلفة والخروج عن فحوى الآيات ومرادها ، وجاء تفسيره خال من ذلك كله أو جله.
وفي جانب اللغة والنحو: تجنب الاستطراد الزائد والتفصيلات الدقيقة التي حشا بها بعض المفسرين تفاسيرهم ، وكان مسلكه في ذلك مسلكاً وسطاً إذ كان يورد ماله حاجة في بيان الآية يؤكد ذلك قوله ( وأنا لاأعتني بالنحو إلا للحاجة ) ، إلا ماكان في جانب البلاغة وإعجاز القرآن فإنه قد فصّل فيه بالقدر الذي يظهر مكانة القرآن وإعجازه وشمول منهجه وصلاحه للأمة في كل عصورها ، وقد ركّز في ذلك على جانب الإعجاز التشريعي الذي يظهر به تميّز الشريعة وشموليتها.
فيظهر من هذا كله مكانة تفسير الدوسري وقيمته العلمية .
وسيتبع الكلام عن مميزات التفسير بمشية الله تعالى في حلقة قادمة .
---
عبدالرحمن الشهري
01-30-2004, 02:26 AM(1/2746)
شكر الله لك يا أبا عبدالله على عرضك لما أنت به خبير من الحديث حول تفسير الشيخ الجليل عبدالرحمن الدوسري رحمه الله. وننتظر إكمالك لما بدأت به.
ولدي ملاحظة على تفسير الدوسري ، حيث كنت قرأته قديماً مع أخي أبي مجاهد العبيدي ، وكنا نلاحظ كثرة ذكر الشيخ للماسونية في كل صفحة من تفسيره ، حتى في تفسير البسملة ! فما تعليقكم على ذلك وفقكم الله. مع يقيني بصدقه وحرقته وإخلاصه لدينه وأمته الإسلامية ، ولكن أريد معرفة رأيك الذي خلصت إليه بعد دراستك لتفسيره وفقك الله.
---
محمد الربيعة
02-09-2004, 01:38 PM
عذراً على التأخر في الرد حيث انقطعت عن الموقع فترة الحج .
وأما بالنسبة لملاحظتك أبا عبد الله فسيأتي جوابها في عرض الحديث عن تفسير الشيخ بإذن الله ، وباختصار فإن تفسير الدوسري رحمه الله غالب عليه الجانب العقدي ، فما يمر بآية إلا ويتعرض في تفسيرها للعقيدة ، حتى آيات الأحكام تجده يتعرض في بيان الأحكام للحِكَم التي مرجعها العقيدة من الاستسلام والتعظيم والمراقبة والتقوى ، وهذا لاشك أنه تميز في تفسيره ، أما تعرضه للماسونية كثيراً ـ وإن كنت أبا عبد الله مبالغ فيما قلت أنه يذكرها في كل صفحه ، وإنما صحيح أنه عرض لها بتركيز في سورة الفاتحة والتي هي في تركيز مبادئ العقيدة ، ولا يخفاك أن تركيزه على الماسونية في كتبه ومحاضراته لأنه عايشها ورأى آثارها وعلم مخططاتها ، فحق له أن يصدع بالحق محذراً أمته منها .
---
(1/2747)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > التخلص من الرسائل الدعائية التي تصلك على البريد
---
التخلص من الرسائل الدعائية التي تصلك على البريد
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 07:26 AM
يمكننا أن نستخدم خاصية في برنامج Outlook Express تسمي Message Rules لكي نحدد من خلالها القواعد التي يستخدمها البرنامج عندما تصله رسائل جديدة فيتم من خلالها إلغاء الرسائل المزعجة بمجرد وصولها. لتحقيق ذلك سنتبع الخطوات التالية:
*** قم بتشغيل برنامج الأوت لوك ومن قائمة الأدوات Tools سنختار التعامل مع قواعد الرسائل Message Ruler ومنها نختار التعامل مع الرسائل Mail
*** ستفتح لنا نافذة باسم New Mail Rule لكي نحدد بها القاعدة التي نريد استخدامها في التحكم في الرسائل التي تصل إلينا.
*** يتم تحدد قاعدة التعامل مع الرسائل من خلال ثلاثة خطوات الأولي هي الحالة التي سنختبر بها الرسالة Select the Condition فيمكن أن نختبر عنوان مرسل الرسالة أو نختبر كلمة أو مجموعة من الكلمات في عنوان الرسالة Subject أو في جسم الرسالة Body فقم بوضع علامة أمام الاختيار الذي تريده.
*** الخطوة الثانية Select the Action وهي ما الذي تريد أن تفعله إذا تحققت الحالة التي نختبرها. هل تريد أن تلغي الرسالة Delete أو نقل الرسالة إلي أحد المجلدات Folders أو تعيد إرسالها Forward إلي شخص آخر.
*** الخطوة الثالثة Rule Description وفيها نكتب عنوان البريد الإلكتروني الذي تصلنا منه الرسائل المزعجة إذا اخترنا في الخطوة الأولي اختبار عنوان المرسل أو نكتب الكلمة التي نريد اختبارها (مثال: فرصة نادرة أو عرض مغري أو أشتري منزل) إذا كنا اخترنا اختبار عنوان الرسالة أو جسمها في الخطوة الأولي.(1/2748)
*** بعد ذلك أكتب عنوان لهذه القاعدة وذلك تحت عنوان Name of the rule كأن نكتب Rule to delete spam أو أي اسم تريده.
*** أضغط علي مفتاح Ok
---
(1/2749)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > ااقتراح وضع موضوع مستقل لما يتكرر الكلام والسؤال عنه.
---
ااقتراح وضع موضوع مستقل لما يتكرر الكلام والسؤال عنه.
---
أخوكم
06-19-2003, 01:18 AM
سأتكلم عن مثال فقط وإلا فالاولى أن ينطبق الكلام عن كل ما هو مثل ذلك المثال حتى نتحاشى " الجدل المذموم " وإلا ضللنا بعد هدى
والان فإلى المثال وهو " كثرة الكلام المتكرر عن الداعية سيد قطب وكتابه في ظلال القرآن "
فالموضوع قد يتكرر كثيرا فنأمل وضع كلاما وافيا كافيا شافيا عن سيد قطب وكتاب " في ظلال القرآن " وذلك في موضوع واحد يكثر أو يقل فيه النقاش
والهدف من ذلك : أن من فتح بابا جديدا جدليا أو كرر الكلام بحسن نية فنحيله الى ذلك الموضوع الوافي والذي يضع حدا له .
حتى لا يكن جل انشغالنا بذلك الموضوع بسبب كثرة المواضيع المطروحة فيه بين فترة وأخرى ، فمن أنشغل بشئ فلا بد أن يكون على حساب شئ آخر .
قبل الختام تذكروا ان كلامي كمثال عن كل ما يتكرر وتقل فائدة تكراره وتزداد مساوئه كلما تكرر ، فلا ينبغي حصر كلامي في المثال فقط .
فما رأيكم ؟
---
عبدالرحمن الشهري
06-19-2003, 01:45 AM
أشكرك أخي الكريم على اقتراحك ، وأتفق معك فيه ، وقد بدأت بالفعل في عمل ذلك هذا اليوم ولعلي أنتهي منه هذا الأسبوع بإذن الله. وأقترح عليك التلطف بكتابة الاسم الصريح إن لم يكن لديكم مانع وفقكم الله.
---
أخوكم
06-20-2003, 09:51 PM
الأخ الكريم المشرف العام عبدالرحمن الشهري حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك حرصك على الخير وسبقك إليه ، ولعله لا يخفاك أهمية الشورى بين المؤمنين قبل البت في أي أمر ، فربما وجدت رأيا من الأعضاء لم تجده عند المشرفين وربما وجدت رأيا عند المشرفين لم تجده عند الإدارة .... فما أجمل أن نتشاور جميعا.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^(1/2750)
أما بخصوص طلبك ففي الحقيقة أني رجعت إلى شروط المنتدى فلم أجد ذلك من ضمن الشروط ، فإن كان ذلك فآمل منك اخي الكريم بارك الله فيك ، اعفائي من هذا الطلب ، فكما للاسم الصريح مزايا فاللاسم المستعار مزايا ، والمسألة موازنة فاجتهاد .
وتقبل مني فائق تحياتي
أخوكم
---
عبدالرحمن الشهري
06-21-2003, 12:24 AM
حياك الله أخي العزيز
نحن لا نلزم ولكن نأمل ذلك فحسب ، والأمر فيه سعة إن شاء الله ، والله المستعان.
---
(1/2751)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن طبعة البنا وطبعة سلامة
---
سؤال عن طبعة البنا وطبعة سلامة
---
متعلم
08-14-2003, 08:07 PM
أيهما افضل في طبعات تفسير ابن كثير طبعة البنا ام طبعة سلامة الطبعة الثانية ؟
---
عبدالرحمن الشهري
08-14-2003, 09:51 PM
سبق الحديث حول هذا على هذا الرابط. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=103)
وفقك الله.
---
متعلم
08-15-2003, 01:47 AM
أشكرك يا أخ عبد الرحمن ، وزادك الله حرصا وخيرا .
---
(1/2752)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) الأثر المعنوي أم الحسي؟
---
(سيماهم في وجوههم من أثر السجود) الأثر المعنوي أم الحسي؟
---
ابو حنيفة
05-05-2005, 01:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعد :
يعلم الجميع أن الله قد أكرم عباده المؤمنين ومنّ عليهم بطاعته وجعلها لهم سبيلا للوصول الى غايتهم التي يبتغون الوصول اليها وهي دار الكرامة في جنات النعيم ، ومن ذلك أنه ميّز العابدين القائمين الصائمين عن غيرهم في حسن طليعتهم ، وجمال خلقتهم ، ونضارتهم ...
والمتأمل في الايات يلحظ هذه الدلالة على الأقل في الحياة الآخرة قال سبحانه (وجوه يومئذ ناضرة) ، ( وجوه يومئذ ناعمة) ( تعرف في وجوههم نضرة النعيم).
وفي الدنيا مشاهد وملاحظ مابين الصالحين من عباد الله وغيرهم من أهل الفسق والفجور من اختلاف في البهاء النضارة ..ولايتنازع فيه اثنان.
وحينما قرأت قوله تعالى ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود) تذكرت مارأيت من اثر في وجوه الصالحين والعبّاد فوجدت أن هناك أثرا مثل ركبة العنز ، غير أني لم أجده في آخرين فبحثت في كتب التفسير فوجدت عدة أقوال لم أوفق في تمييزها والتوصل الى تفسير واضح فأحببت أن أرود هذا الجمع لبعض أقوال أهل التفسير بين يدي الباحثين في هذا الملتقى المبارك لعلي أجد توضيحا منهم.
من جامع البيان عن تأويل آي القران للإمام الطبري ت 310هـ
وقوله : { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } يقول : علامتهم في وجوههم من أثر السجود في صلاتهم . ثم اختلف أهل التأويل في السيما الذي عناه الله في هذا الموضع .(1/2753)
1/فقال بعضهم : ذلك علامة يجعلها الله في وجوه المؤمنين يوم القيامة , يعرفون بها لما كان من سجودهم له في الدنيا . ذكر من قال ذلك عن ابن عباس { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : صلاتهم تبدو في وجوههم يوم القيامة. و عن خالد الحنفي , قوله : { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : يعرف ذلك يوم القيامة في وجوههم من أثر سجودهم في الدنيا , وهو كقوله : { تعرف في وجوههم نضرة النعيم } وعن عطية , في قوله : { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : مواضع السجود من وجوههم يوم القيامة أشد وجوههم بياضا . وعن مقاتل بن حيان , قال : { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : النور يوم القيامة . قال علي بن المبارك : سمعت غير واحد عن الحسن , في قوله : { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : بياضا في وجوههم يوم القيامة .
2/ وقال آخرون : بل ذلك سيما الإسلام وسمته وخشوعه , وعنى بذلك أنه يرى من ذلك عليهم في الدنيا .ذكر من قال ذلك عن ابن عباس , في قوله : { سيماهم في وجوههم } قال : السمت الحسن ., عن ابن عباس , في قوله : { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : أما إنه ليس بالذي ترون , ولكنه سيما الإسلام وسحنته وسمته وخشوعه . عن مجاهد { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : الخشوع والتواضع . * عن مجاهد { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : الخشوع . عن مجاهد , في هذه الآية { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } عن مجاهد , في قوله : { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : هو الخشوع , فقلت : هو أثر السجود , فقال : إنه يكون بين عينيه مثل ركبة العنز , وهو كما شاء الله .(1/2754)
3/ وقال آخرون : ذلك أثر يكون في وجوه المصلين , مثل أثر السهر , الذي يظهر في الوجه مثل الكلف والتهيج والصفرة , وأشبه ذلك مما يظهره السهر والتعب في الوجه , ووجهوا التأويل في ذلك إلى أنه سيما في الدنيا . ذكر من قال ذلك : عن الحسن { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : الصفرة . حدثنا ابن عبد الأعلى , قال : ثنا المعتمر , عن أبيه , قال : زعم الشيخ الذي كان يقص في عسر , وقرأ { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } فزعم أنه السهر يرى في وجوههم. عن شمر بن عطية , في قوله : { سيماهم في وجوههم } قال : تهيج في الوجه من سهر الليل .
4/وقال آخرون : ذلك آثار ترى في الوجه من ثرى الأرض , أو ندى الطهور . ذكر من قال ذلك : عن سعيد بن جبير , في قوله : { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : ثرى الأرض , وندى الطهور . وعن عكرمة يقول : { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } قال : هو أثر التراب .
الراجح عن الطبري
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره أخبرنا أن سيما هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم في وجوههم من أثر السجود , ولم يخص ذلك على وقت دون وقت . وإذ كان ذلك كذلك , فذلك على كل الأوقات , فكان سيماهم الذي كانوا يعرفون به في الدنيا أثر الإسلام , وذلك خشوعه وهديه وزهده وسمته , وآثار أداء فرائضه وتطوعه , وفي الآخرة ما أخبر أنهم يعرفون به , وذلك الغرة في الوجه والتحجيل في الأيدي والأرجل من أثر الوضوء , وبياض الوجوه من أثر السجود . وبنحو الذي قلنا في معنى السيما قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : عن قتادة { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } يقول : علامتهم أو أعلمتهم الصلاة .
جامع أحكام القران للقرطبي ت671هـ(1/2755)
السيما العلامة , وفيها لغتان : المد والقصر , أي لاحت علامات التهجد بالليل وأمارات السهر . وفي سنن ابن ماجه عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ] . وقال ابن العربي : ودسه قوم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الغلط , وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه ذكر بحرف . وقد روى ابن وهب عن مالك " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " ذلك مما يتعلق بجباههم من الأرض عند السجود , وبه قال سعيد بن جبير . وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : صلى صبيحة إحدى وعشرين من رمضان وقد وكف المسجد وكان على عريش , فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته وعلى جبهته وأرنبته أثر الماء والطين . وقال الحسن : هو بياض يكون في الوجه يوم القيامة . وقاله سعيد بن جبير أيضا , ورواه العوفي عن ابن عباس ; قاله الزهري . وفي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة , وفيه : [ حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود ] . وقال شهر بن حوشب : يكون موضع السجود من وجوههم كالقمر ليلة البدر . وقال ابن عباس ومجاهد : السيما في الدنيا وهو السمت الحسن . وعن مجاهد أيضا : هو الخشوع والتواضع . قال منصور : سألت مجاهدا عن قوله تعالى : " سيماهم في وجوههم " أهو أثر يكون بين عيني الرجل ؟ قال لا , ربما يكون بين عيني الرجل مثل ركبة العنز وهو أقسى قلبا من الحجارة ولكنه نور في وجوههم من الخشوع . وقال ابن جريج : هو الوقار والبهاء . وقال شمر بن عطية : هو صفرة الوجه من قيام الليل . قال الحسن : إذا رأيتهم حسبتهم مرضى(1/2756)
وما هم بمرضى . وقال الضحاك : أما إنه ليس بالندب في وجوههم ولكنه الصفرة . وقال سفيان الثوري : يصلون بالليل فإذا أصبحوا رئي ذلك في وجوههم , بيانه قوله صلى الله عليه وسلم : [ من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ] . وقد مضى القول فيه آنفا . وقال عطاء الخراساني : دخل في هذه الآية كل من حافظ على الصلوات الخمس .
تفسير القران العظيم للحافظ ابن كثير ت 701هـ" وقوله جل جلاله " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما سيماهم في وجوههم يعني السمت الحسن وقال مجاهد وغير واحد يعني الخشوع والتواضع وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا حسين الجعفي عن زائدة عن منصور عن مجاهد " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " قال الخشوع قلت ما كنت أراه إلا هذا الأثر في الوجه فقال ربما كان بين عيني من هو أقسى قلبا من فرعون وقال السدي الصلاة تحسن وجوههم وقال بعض السلف من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار وقد أسنده ابن ماجه في سننه عن إسماعيل بن محمد الصالحي عن ثابت بن موسى عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار " والصحيح أنه موقوف وقال بعضهم إن للحسنة نورا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس وقال أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه والغرض أن الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه فالمؤمن إذا كانت سريرته صحيحة مع الله تعالى أصلح الله عز وجل ظاهره للناس كما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : من أصلح سريرته أصلح الله تعالى علانيته وقال أبو القاسم الطبراني حدثنا محمود بن محمد المروزي حدثنا حامد بن آدم المروزي حدثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن(1/2757)
سلمة بن كهيل عن جندب بن سفيان البجلي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم" ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله تعالى رداءها إن خيرا فخير وإن شرا فشر " العرزمي متروك وقال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائنا ما كان" وقال الإمام أحمد حدثنا حسن حدثنا زهير حدثنا قابوس بن أبي ظبيان أن أباه حدثه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة " ورواه أبو داود عن عبد الله بن محمد النفيلي عن زهير به فالصحابة رضي الله عنهم خلصت نياتهم وحسنت أعمالهم فكل من نظر إليهم أعجبوه في سمتهم وهديهم وقال مالك رضي الله عنه بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة رضي الله عنهم الذين فتحوا الشام يقولون والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا وصدقوا في ذلك فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة وأعظمها وأفضلها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نوه الله تبارك وتعالى بذكرهم في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة.
من التحريروالتنوير للطاهر بن عاشور ت1393هـ
والسيما: العلامة، وتقدم عند قوله تعالى )تعرفهم بسيماهم( في البقرة وهذه سيما خاصة هي من أثر السجود.
واختلف في المراد من السيما التي وصفت بأنها من أثر السجود على ثلاثة أنحاء :
الأول: أنها أثر محسوس للسجود.
الثاني أنها من الأثر النفسي للسجود.
الثالث أنها أثر يظهر في وجوههم يوم القيامة.(1/2758)
فبالأول فسر مالك بن أنس وعكرمة وأبو العالية قال مالك: السيما هي ما يتعلق بجباههم من الأرض عند السجود مثل ما تعلق بجبهة النبي صلى الله عليه وسلم من أثر الطين والماء لما وكف المسجد صبيحة إحدى وعشرين من رمضان. وقال السعيد وعكرمة: الأثر كالغدة يكون في جبهة الرجل.
وليس المراد أنهم يتكلفون حدوث ذلك في وجوههم ولكنه يحصل من غير قصد بسبب تكرر مباشرة الجبهة للأرض وبشرات الناس مختلفة في التأثر بذلك فلا حرج على من حصل له ذلك إذا لم يتكلفه ولم يقصد به رياء.
وقال أبو العالية: يسجدون على التراب لا على الأثواب.
والى النحو الثاني فسر الأعمش والحسن وعطاء والربيع ومجاهد عن ابن عباس وابن جزء والضحاك. فقال الأعمش: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار. وقريب منه عن عطاء والربيع بن سليمان. وقال ابن عباس: هو حسن السمت.
وقال مجاهد: هو نور من الخشوع والتواضع. وقال الحسن والضحاك: بياض وصفرة وتهيج يعتري الوجوه من السهر.
والى النحو الثالث فسر سعيد بن جبير أيضا والزهري وابن عباس في رواية العوفي والحسن أيضا وخالد الحنفي وعطية وشهر بن حوشب: أنها سيما تكون لهم يوم القيامة، وقالوا: هي بياض يكون في الوجه يوم القيامة كالقمر ليلة البدر يجعله الله كرامة لهم.
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله في قوله تعالى )سيماهم في وجوههم من أثر السجود(: النور يوم القيامة، قيل وسنده حسن. وهو لا يقتضي تعطيل بقية الاحتمالات إذ كل ذلك من السيما المحمودة ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أعلاها.
والله ولي التوفيق واهو أرحم الراحمين
---
أبو بيان
05-05-2005, 09:56 PM
الصحيح حمل السيما في الآية على العموم, فجميع آثار السجود الحسية والمعنوية, في الدنيا والآخرة, داخلة في معنى الآية, واختاره قتادة(ت:117), وعطاء الخراساني(ت:135), وابن جرير(ت:310).
---
(1/2759)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال عن ترجمة الشيخ الحكيم زادة البغداديّ
---
سؤال عن ترجمة الشيخ الحكيم زادة البغداديّ
---
د.محمد إبراهيم
06-15-2006, 06:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو ممن يعرف مصادر فيها ذكر ترجمة : الشيخ محمّد بن عبد الحميد بن عبد القادر البغداديّ المعروف بـ ( الحكيم زادة ) أن يتحفنا بها مشكورا.
وذلك لأن لهذا الشيخ منظومة لطيفة جدا في وقوفات القرآن الكريم, أولها:
أحمد ربي منزل القران على النّبي المختار من عدنان
وجزاكم الله خيرا.
وكتبه
د. محمّد إبراهيم المشهدانيّ
مدرّس التفسير وعلوم القرآن بكلية الدراسات الإسلامية بدبي
---
(1/2760)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > برجاء عدم قطع تتابع مشاركات الموضوع الواحد إلا لضرورة
---
برجاء عدم قطع تتابع مشاركات الموضوع الواحد إلا لضرورة
---
د.أبو بكر خليل
11-09-2005, 12:15 AM
نلحظ في بعض المشاركات أن بعض الردود - التي لا اعتراض عليها - لا تدرج في سياق بقية الردود ، و إنما توضع و ترحل إلى مواضع أخرى مستقلة بها ، و هذا يقطع تتابع الموضوع الواحد ،
و مثال ذلك : الردود على " ولد الديرة " الباطني ،
* فحبذا لو وضعت جميع المشاركات في مكانها و بسياقها ، إلا ما استثنى لأسباب خاصة يقدرها الإخوة المشرفون الأجلة
---
د.أبو بكر خليل
11-18-2005, 02:15 PM
كنت أود أن يكون هناك رد - أي رد ، موافقة أو اعتراضا - من الإخوة المشرفين ، و خاصة مع مرور عدة أيام على عرضه ؟
فبعض الاهتمام يكفي ، فقد تم الرد على غيره مما أتى بعده ؟
و هذا من باب العشم في إخوتنا الأفاضل أكرمهم الله ،
و لكي يشعر مقدمو الاقتراحات بأن لها صدى ، و لها محلها من الاعتناء و الاعتبار
---
أحمد البريدي
11-19-2005, 10:15 PM
تأكد د.أبو بكر خليل : أن أقتراحك محل عناية لكن ارجو أن تزيده إيضاحاً ونحن على أتم الاستعداد لكل ما يخدم الملتقى ورواده بارك الله فيك .
---
د.أبو بكر خليل
11-21-2005, 11:36 AM
الأخ الفاضل د . أحمد البريدي حفظكم الله و رعاكم
أكرمكم الله ، و هذا الذي ذكرتموه هو ظني بكم دائما ، و هو ما دفعني للكتابة ، فلكم كثير الشكر،
- و ما قصدته من رسالتي هو جعل المقالة مع كل التعقبات عليها و كذا ردود صاحبها و غيره المتعلقة بها متتابعة و في موضع واحد ،
فمثلا : مقالة ك ( هذه لنا و ليست لكم : " و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك ... " ) :
نجد عدد المشاركات فيها و التعقبات (28 ) - و ذلك حتى صباح اليوم 21/11/2005-(1/2761)
بينما العدد الموجود متتابعا عقب المشاركة الأصلية هو ( 15 ) منتهيا بمشاركة العضو " القلم " ،
و ما أدري : أهذا الأمر لخلل في حاسوبي أم هو كذلك في ذاته ؟
- هذا ما أردت التنبيه عليه ، أو الاستيثاق منه .
و لكم جزيل الشكر و التقدير
---
أحمد البريدي
11-21-2005, 08:43 PM
أخي الكريم : رجعت إلى الموضوع الذي ذكرت فوجدته كما هو عدد مشاركاته الآن 29 مشاركة لم ينقص منها شيئ , وشكراً لك .
---
د.أبو بكر خليل
11-21-2005, 08:58 PM
شكر الله لكم اهتمامكم ، و الذي أعنيه أنه عند الضغط على عنوان المشاركة الموجود في قسم " الملتقى المفتوح " - و الذي مكتوب أمامه في الخانة المجاورة له : عدد الردود( 28 ) مثلا ، و باسم مشارك ما - تفتح الصفحة المستقلة الخاصة بتلك المشاركة ، و أجدها - أنا - متوقفة عند المشاركة رقم ( 15 ) باسم العضو " القلم " ، بينما باقي المشاركات الأخري فيها تفتح بالضغط على اسم كاتبها المشارك بها في الخانة : آخر مشاركة ؟
هذا ما أجده عندي ، و معذرة على الإطالة و الإثقال ،
و على أي حال فلا شكوى من أي حذف للمشاركات ، و لكن قصدت تمام التتابع أكرمكم الله و جزاكم خيرا
أخوكم
د. أبو بكر خليل
---
د.أبو بكر خليل
11-24-2005, 10:34 PM
الأخ الفاضل د أحمد البريدي
نسأل الله العفو و العافية لنا و لكم في الدنيا و الآخرة ، و قد أثقلت عليكم و لم أعلم بتوعككم إلا قريبا ،
شفاكم الله و عافاكم .
- و يبدو أن ما أجبتم عنه عائد إلى خيارات لوحة تحكم العضو عندي
فشكرا كثيرا
---
(1/2762)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > من كتب القراءات في معرض الكتاب
---
من كتب القراءات في معرض الكتاب
---
أبو الجود
01-27-2007, 12:20 PM
كتب القراءات في معرض الكتاب قليلة جدا هذا العام وما رأيته إلى الآن
ـ تحرير الشاطبية سرح اتحاف البرية للشيخ الضباع بتحقيق أحد القراء من النيجر وهو الأخ المجيد والقارئ الحاذق عمر مالم أبه
و قد خرج بتحقيقي هذا العام وموجود بدار أضواء السلف تحرير النشر للأزميري ، والروض النضير للمتولي ، أحكام حفص لمحمد السيد على بدار الصحابة بمصر .
كل هذه الكتب موجودة بالمعرض بالدور المختلفة والله من رواء القصد ، وعلى الأخوة الأفاضل بالملتقى خاصة دكتور أنمار ، والأخ الدكتور الجكني أن يكتبوا تعليقهم على هذه الكتب لتعديل ما فيها من أخطاء في الطبعات القادمة والله من وراء القصد
أخوكم أبو الجود
---
د. أنمار
01-27-2007, 06:34 PM
تحرير الشاطبية شرح اتحاف البرية للشيخ الضباع
هل تقصد بلوغ الأمنية
وهو مطبوع قديما بهامش شرح ابن القاصح على الشاطبية
وهل هذا المعرض في القاهرة؟
---
أبو الجود
01-27-2007, 07:16 PM
نعم هو بلوغ الأمنية بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا ، وهو طبع أضواء السلف كما ذكرت ومعرض القاهرة الدولي للكتاب بالقاهرة
---
(1/2763)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن أحكام الكذب؟ هل لها بحثٌ أو كتاب مفرد؟
---
سؤال عن أحكام الكذب؟ هل لها بحثٌ أو كتاب مفرد؟
---
النعيمي
07-05-2004, 11:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الطيب،،، وجميل ما فيه،، وجميل جداً من هم عليه...
ولدي سؤال حول أحكام الكذب؟ هل أفردت في بحث خاص أو كتاب ما؟
لعلكم تسعفوني بمعلومة،،، فأنا في ضمن بحث يدور حول أحكام الكذب في الكتاب والسنة...
ولقد عثرت على اسم كتاب خطه المؤلف بنفسه في كتاب له آخر،،،
وهو كتاب: أحكام الكذب| لعبد الرحمن بن يحيي المعلمي العتمي اليماني...
وعثرت عليه عند تصفحي لأحد كتبه والتي حققها ناصر الدين الألباني...
ولكن لا أدري كيف الطريق للوصول إليه،،، وأظنه مخطوط،،، الشيخ رحمه الله توفاه الله في القرن الماضي المنصرم.
ولكم مني كل الخير والحب
السلام عليكم
---
أبومجاهدالعبيدي
07-06-2004, 12:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حياك الله أخي الكريم بين إخوانك
للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد كتاب بعنوان : الكذب - مظاهره - أخطاره تجده : هنا (http://www.toislam.net/files.asp?order=2&num=671)
وتجد روابط عن موضوع الكذب هنا (http://www.heartsactions.com/ref/bl.htm)
---
النعيمي
07-06-2004, 02:19 PM
جزاك الله خيراً أخي محمد...
ولله الحمد وجدت كثيراً من ضالتي..
وشكراً جزيلاً مرة أخرى.
السلام عليكم.
---
زيد العنزي
07-07-2004, 12:43 AM
تجد اخي الكريم كلام للشيخ بن عثيمين في الفائدة الرابعة عشرة من الحديث الخامس والثلاثون على الرابط وقد تكلم عن التورية بتقسيم وتوضيح كعادته رحمه الله
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=article&sid=4558
---
عبدالله الميمان
07-08-2004, 05:21 AM
تتمة للفائدة ، هذا ما وجدته :(1/2764)
( ملاحظة الرقم هو ترقيم مركز الملك فيصل ، وهذه الكتب كلها موجودة عندهم )
كيف تحمون ابناءكم من الكذب /عائشه الجيار - رقم الوثيقة : 185434
408429 -كيف نعود ابنائنا على الصدق ونجنبهم الكذب /احمد زكي محمد - رقم الوثيقة : 176688
406745 -المعاقون اقدر من سواهم على اكتشاف الكذب - رقم الوثيقة : 175410
394855 -الكذب وقول الزور /حسن اللبان - رقم الوثيقة : 160483
391465 -الكذب ملح الرجال /فاتن حموي - رقم الوثيقة : 156549
389077 -كيف نحمي امل المستقبل من آفه الكذب /عبدالمحسن غزي بن حسن - رقم الوثيقة : 151782
384697 -عاده الكذب عند الاطفال /فتحي عبدالهادي الترعاوي - رقم الوثيقة : 146572
383782 -الكذب عند الاطفال /اشرف سعد - رقم الوثيقة : 144821
370334 -فلسفه الكذب /خالد عبدالكريم البكر - رقم الوثيقة : 136169
366969 -الكذب عند الاطفال /خوله القزويني - رقم الوثيقة : 133608
361630 -تجريم الكذب على المساهمين في شركات المساهمه /فيصل عبدالله الكندري - رقم الوثيقة : 130863
355439 -الاخلاق : الكذب - رقم الوثيقة : 109979
350668 -الكذب عند الاطفال /وفيق صفوت مختار - رقم الوثيقة : 126262
348486 -التعريض والتوريه هل هما من الكذب الآثم /حسن خالد - رقم الوثيقة : 115692
343056 -ازمه جهاز كشف الكذب /محمد حسين محمود - رقم الوثيقة : 109536
343042 -الكذب وحق المتهم في الدفاع عن نفسه في الدعوى الجنائيه /حسن محمد ربيع - رقم الوثيقة : 109536
341539 -الاعراض السلوكيه للمختبرين بجهاز كشف الكذب /احمد جنيد - رقم الوثيقة : 109523
336304 -اصول استعمال جهاز كشف الكذب /مصطفى رفعت - رقم الوثيقة : 109509
322758 -كيف تجنبين طفلك الكذب /آمال عبدالرحمن محمد - رقم الوثيقة : 110778
321171 -الكذب /عبدالوهاب الطويل - رقم الوثيقة : 111631(1/2765)
296939 -الكذب على رسول الله , او , الحديث الموضوع /محمد عبدالظاهر خليفه - رقم الوثيقة : 110747
296396 -هل يصبح الكذب حقيقه /عبدالمنعم النمر - رقم الوثيقة : 110745
280561 -الاساس النظري لاجهزه كشف الكذب : قياس التغيرات الفسيولوجيه المصاحبه للانفعال /سمير نعيم احمد - رقم الوثيقة : 110869 أو110870
278133 -احاديث الرسول حذرت من الكذب والعلم يثبت ان الكذب يؤدي الى المرض - رقم الوثيقة : 097800
275475 -احاديث الرسول جذرت من الكذب يثبت ان الكذب يؤدي الى المرض - رقم الوثيقة : 097798
273314 -عبقريه الكذب /احمد عبداللطيف بدر - رقم الوثيقة : 023783
268380 -الكذب عند الاطفال /اميمه عزالدين - رقم الوثيقة : 096658
258863 -الكذب والنسيان كما يراهما ابوالعلاء المعري /كامل كيلاني - رقم الوثيقة : 023772 أو116215
وآسف للإطالة ، ولدى مركز الملك فيصل قدراً زائداً عما ذكرته ..
وفق الله الجميع .
---
النعيمي
07-09-2004, 03:21 AM
جزاكم الله كل خير....
وحقيقة،،، أني طلبت القليل فأتيتموني بالكثير،،، ولعل هذا من بركات منتداكم الجميل...
فجزاكم الله الجنة بما صنعتم...
وأنت كذلك أخي: عبدالله الميمان...
السلام عليكم ورحمة الله
---
عبدالله الميمان
07-09-2004, 04:40 AM
وأنت كذلك ، ومن كتب ومن قرأ .
---
أبو سالم
07-17-2004, 03:55 PM
جزاكم الله خيرا
الأمر الذي مازال قائما منذ أثاره الأخ النعيمي بسؤاله هو الحصول على كتاب يتحدث عن أحكام الكذب في الكتاب والسنة : متى يباح ؟ وهل يجب أو يندب في بعض الأحوال ؟ وما حكم اليمين كاذبا ؟ وفي الحالات التي يباح فيها الكذب أو يطلب - إن قلنا بذلك - ما حكم الحلف في هذه الحالات ؟ وغير ذلك من الأحكام التي من المفيد أن تجمع بين دفتي كتاب واحد.
---
النعيمي
07-18-2004, 11:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....(1/2766)
في حقيقة الأمر،،، إن بحثي عن موضوع الكذب،، وعن كتاب يضم حول دفتيه مسائل هذا الموضوع أملٌ لا يزال يراودني منذ زمن....
ومع كثرة البحث حول هذا الموضوع لم أجد من كتب فيه إلا اثنان:
الأول: رساله في الكذب /محمد بن قاسم بن محمد, ابن الانباري (65008)، وأضنها مخطوط وهي مدونة ضمن مخطوطات مركز الملك فيصل.
الثاني: رسالة في أحكام الكذب،،، للمعلمي العتمي اليماني،،، أوردها في كتابه التنكيل... وحقيقة الأمر،، أن هذه الرسالة هي الأهم،،، وللأسف لا أجد أنها نشرت او حققة..
وكنت أرسلت رسالة الى دار أطلس للنشر والتوزيع،،، وهي عادة ما تهتم بنشر كتب الشيخ رحمه الله،،، فتفاجئوا بالرسالة وبأنها ذكرت في كتاب التنكيل،،، وأخيراً،، وجدوا أنها ذكرت،،، والى الآن لم يصلني منهم شيئاً حول وجودها شيئاً؟ وكنت قد حرصت عليهم ذلك؟
هذه هي بالنسبة للكتب التي ذكرت في أحكام الكتب....
أما ما أثار لدي مسألة الكذب والتأليف المفرد فيها: هو سؤال دار خلاف بين المسلمين حوله؟ وهو متى يباح الكذب؟
وهذا هي أهم مسألة في ذلك؟
ثم: مسألة ما حد الكذب... وهي المسألة الثانية.
أما متى يباح الكذب:
فالخلاف في المسألة لديكم معروف،،، فالعلماء قسمان:
منهم: من لا يبيح الكذب إلا في ثلاث حالات،،، وكلها معروفة إليكم.
والقسم الثاني: من يتوسع في المسألة فيبيح الكذب إذا لم يتعين إلا غيره طريقاً للمصلحة... وهذا هو مذهب الشافعية وغيرهم...
وحقيقة الأمر أن المسألة تحتاج الى بحث وتمحيص،،، فوجدت أن أقرء فيها قدر الإمكان للإستزادة... وأظن أن المعلمي اليماني أجاد في مؤلفه لم تم العثور عليه او طبعه...
أما حد الكذب: ففيه أيضاً مذاهب،،، الراغب الأصفهاني له في ذلك كلام،،،و غيره أيضاً...
ومسألة مثل الكذب حريٌ أن يفهرس لها ويكتب فيها ما يضم مسائله جيداً،،،(1/2767)
واذا كان لدى الأخوة -جزاهم الله خيراً- علمٌ في هذه المسائل وغيرها،،، فندعوهم أن لا يكتموه وان يبينوا للناس ذلك.
هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
---
(1/2768)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب ( علوم القرآن من خلال مقدمات التفسير )
---
سؤال عن كتاب ( علوم القرآن من خلال مقدمات التفسير )
---
أبو مهند النجدي
12-16-2005, 07:48 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إخواني
ما رأيكم بكتاب ( علوم القرآن من خلال مقدمات التفسير ) وهو رسالة علمية
---
الراية
12-16-2005, 09:47 PM
معلومات مختصرة عن الكتاب من موقع ثمرات المطابع
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/moh-1477-k.jpg
علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير
تأليف : محمد صفاء شيخ إبراهيم حقي
الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان
رقم الطبعة : الأولى ، تاريخ الطبعة: 2004
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء : 2
عدد الصفحات : 529
مقاس الكتاب : 17 × 24 سم
السعر : 60.0 ريال سعودي ($16.00)
نبذة عن الكتاب :
يدرس هذا الكتاب مضامين مقدمات التفاسير من نشأتها إلى نهاية القرن الثامن الهجري , خاصة المطبوعة , ويبين ما تضمنته من خلاصة أفكار المفسرين وزبدة آرائهم حول كثير من مسائل علوم القرآن ومباحثه , وهي آراء لم تطرق بعضها للبحث والنقاش . ولهذه الدراسة أهمية أخرى تكمن في معرفة تطور علوم القرآن ومباحثه عند المفسرين , كما تبين تأثر المفسرين بعضهم ببعض . وغير ذلك مما يتبين منه للقارئ تطور هذه المسائل عند المفسرين , ثم إن المقدمات هي أول المصنفات التي جمعت أكثر من موضوع من موضوعات علوم القرآن في موضع واحد , فهي النواة الأولى للتصنيف الموسوعي في علوم القرآن , وهذا جانب هام .
ويتكون هذا البحث من مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة وفهارس.
· المقدمة :بيان أهمية الموضوع , وأسباب اختياره وخطة البحث .
· التمهيد : أهمية مقدمات التفاسير , والتعريف بها ونشأتها .
· الباب الأول :علوم القرآن دراسة تاريخية :(1/2769)
**الفصل الأول : تعريف عام بعلوم القرآن ونشأته .
1- علوم القرآن بالمعنى اللغوي .
2- علوم القرآن بالمعنى الاصطلاحي .
3- نشأة علوم القرآن .
**الفصل الثاني : التأليف في علوم القرآن :
1- المرحلة الأولى : من القرن الأول إلى نهاية القرن الرابع الهجري .
2- المرحلة الثانية : من نهاية القرن الرابع إلى بداية القرن العاشر الهجري .
3- المرحلة الثالثة : من بداية القرن العاشر إلى العصر الحالي .
الباب الثاني : مقدمات التفاسير :
تناول المؤلف في هذا الباب جميع التفاسير المطبوعة التي لها مقدمات من بداية التفسير إلى نهاية القرن الثامن الهجري , وهي :
1- تفسير القرآن العزيز لعبد الرزاق الصنعاني .
2- جامع البيان عن تأويل القرآن لابن جرير الطبري .
3- تفسير القرآن العظيم لأبي الليث السمر قندي .
4- النكت والعيون في تأويل القرآن الكريم لابن حبيب الماوردي .
5- الوسيط في تفسير القرآن المجيد لأبي الحسن الواحدي .
6- معالم التنزيل لأبي محمد البغوي .
7- المحرر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز لابن عطية الأندلسي .
8- زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي .
9- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .
10- تسهيل السبيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي .
11- لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن .
12- البحر المحيط في التفسير لأبي حيان .
13- تفسير القرآن العظيم لابن كثير .
* وجعل المؤلف كل كتاب في مبحث مستقل , وتناول فيه النقاط التالية :
1- التعريف بالتفسير والمقدمة والمؤلف .
2- عرض موضوعات المقدمة .
3- منهج المؤلف في مقدمته .
4- مصادر المؤلف في مقدمته .
5- مدى التزام المؤلف في تفسيره بما ذكره في مقدمته .
6- أهم مزايا المقدمة .
7- أظهر المآخذ عليها .
· الباب الثالث : الموضوعات التي تناولتها مقدمات التفاسير :
- الموضوع الأول : نزول القرآن .
- الموضوع الثاني : جمع القرآن وترتيبه .(1/2770)
- الموضوع الثالث : رسم المصحف ونقطه وشكله ووضع الأخماس والأعشار .
- الموضوع الرابع : سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه .
- الموضوع الخامس : أسماء القرآن وأسماء سوره .
- الموضوع السادس : فضائل القرآن وخواصه وآداب تلاوته .
- الموضوع السابع : المكي والمدني .
- الموضوع الثامن : التفسير والتأويل.
- الموضوع التاسع : بيان شرف التفسير والحاجة إليه .
- الموضوع العاشر : أوجه التفسير وطرقه وأنواعه .
- الموضوع الحادي عشر : العلوم التي يحتاجها المفسر.
- الموضوع الثاني عشر :مراتب المفسرين .
- الموضوع الثالث عشر : الاختلاف بين المفسرين وقواعد الترجيح .
- الموضوع الرابع عشر : الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن .
- الموضوع الخامس عشر : الظهر والبطن والحد والمطلع .
- الموضوع السادس عشر : ما وقع في القرآن بغير لغة العرب .
- الموضوع السابع عشر : الوقف والابتداء .
- الموضوع الثامن عشر : إعجاز القرآن .
وتناول المؤلف هذه الموضوعات من خلال المقدمات , وذلك بدراستها دراسة موضوعية مقارنة .
· الخاتمة : وفيها أهم النتائج .
· الفهارس :
فهارس شاملة للآيات القرآنية , والأحاديث النبوية , وآثار الصحابة , والأعلام , والأشعار , والأماكن والبلدان , والفرق والقبائل , والمراجع , والموضوعات .
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=8353
---
عبدالرحمن الشهري
12-16-2005, 09:56 PM
جزاكم الله خيراً. وقد سبق أن طُلِبَ مني تلخيص للكتاب ، فنقلت منه بعض المقتطفات ، أورد منها غير ما تفضل بنقله الأخ العزيز الراية من خطة البحث ما يأتي .
* أهمية مقدمات التفاسير :(1/2771)
اهتم العلماء منذ القديم بمضامين مقدمات التفاسير ، فقد ضمنوها خلاصة أفكارهم ، وزبدة آرائهم حول كثير من مسائل علوم القرآن ومباحثه ، وهي أراء لم تطرق بعضها للبحث والنقاش ، وعلوم القرآن إنما يعتنى بها ، وتعطى هذه المكانة والأهمية لأنها توصل إلى معرفة مراد الله تعالى من كلامه للعمل بمقتضاه ، ولكون المفسر قد طرق هذه الأبواب ، وأدلى بدلوه في بيان معاني الآيات ، كان من الضروري دراسة هذه المقدمات دراسة جادة ، ومحاولة الغوص فيها لإبراز الدقائق العلمية في ثناياها ، ومن ثم معرفة مواقف المفسرين من مسائل علوم القرآن ليتبين مدى معرفة المفسر بالعلوم المعينة على فهم كتاب الله الفهم الصحيح ، وليتبين بالتالي مدى إصابة المفسر القول في بيان مراد الله.
ولهذه الدراسة أهمية أخرى تكمن في معرفة تطور علوم القرآن ومباحثه عند المفسرين ، وذلك لأن المفسر قد ضمن مقدمته رأيه في بعض المسائل ، فجاء اللاحق ليتابع السابق فيما قاله وأثبته ، وليستدرك عليه ما لم يقله مما هو مطلوب قوله ، كما يبين تأثر المفسرين بعضهم ببعض ، وغير ذلك مما يتبين منه للقارئ تطور هذه المسائل عند المفسرين.
ثم إن المقدمات هي أول المصنفات التي جمعت أكثر من موضوع من موضوعات علوم القرآن في موضع واحد ، فهي النواة الأولى للتصنيف الموسوعي في علوم القرآن ، وهذا جانب هام.
ولاشك أن بحثاً يضم مثل هذه المعلومات ، ويبين ما كتبه علماؤنا الأجلاء يسهل على طلبة العلم الراغبين في فهم القرآن كثيراً من الوقت والجهد ، ويضع بين أيديهم بإذن الله جهداً جاداً في بيان بعض الموضوعات التي كثر الجدل حولها ، وتباينت الآراء بشأنها.
وبإيجاز يمكن القول : إن أهمية مقدمات التفاسير تنبع من الآتي:
1- أنها النواة الأولى للتصنيف الموسوعي في علوم القرآن.
2- أنها تضمنت كثيراً من الأحاديث والآثار المتعلقة بعلوم القرآن ، والتي رواها المفسرون بأسانيدهم.(1/2772)
3- أنها حوت أقوال وآراء المفسرين في كثير من علوم القرآن ومسائله.
4- أنها تضمنت ردود ومناقشات المفسرين المتأخرين لآراء وأقوال أسلافهم المتقدمين ، فكان في ذلك تحرير لكثير من المسائل المختلف فيها ، وسيمر بالقارئ في الباب الثالث ، كثير من تلك المناقشات.
5- التسهيل والتيسير على القارئ في التفسير ، حيث يجد القارئ مبتغاه وما أشكل عليه من مراد المؤلف بين يديه ، فلا يلجأ إلى غيره لتوضيح ذلك.
6- أنها تقوي المعارف لدى القارئ لحسن الدفاع عن حمى الكتاب العزيز ، دون الحاجة إلى الخوض في غمار المطولات من المصنفات.
7- أنها علامة هامة في بيان تطور علوم القرآن.
* الخاتمة ونتائج الدراسة :
ما سبق جولة في بطون العديد من المصنفات ، استغرقت مني ما يقرب من نيف وثلاث سنين ، بذلت خلالها من الجهد ما الله به عليم ، ولا شك أن هذه الجولة الطويلة في بطون المصنفات والمراجع ، والعيش مع العلماء بمعايشة سيرتهم وتتبع أخبارهم ، ثم تكرار النظر وإدامته في مقدمات تفاسير من شملتهم الفترة المقررة لهذا البحث من المفسرين ، كل تلك الأمور جعلتني أخرج بنتائج عديدة ولله الحمد ، وأذكر من تلك النتائج:
1- إن نشأة العلوم الإسلامية كانت مواكبة للدعوة ، على خلاف ما يذكره جل المصنفين من تأخره إلى القرنين الثاني والثالث ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن صدع بوحي الله تبارك وتعالى ، وتحدث عن نزول الآيات ، نشأ علم نزول الوحي ، وعلم أسباب النزول ، نشأ علم صفة حال النبي صلى الله عليه وسلم حين نزول الوحي عليه ، وغير ذلك من العلوم التي نشأت فيما بعد مواكبة للدعوة.(1/2773)
2- تَمَّت الكتابة في جملة من علوم القرآن في عهد النبي ، وسجل الصحابة كثيراً من الذي تلقفوه من في رسول الله فيما يتعلق بالآية ونزولها وترتيب الآيات وغير ذلك ، ونقصد بالكتابة التسجيل من إملاء رسول الله أو إملاء أحد الصحابة. أما تدوين تلك العلوم ، أعني نقل تلك المعلومات المكتوبة من قبل الصحابة وترتيبها فقد تأخر إلى القرن الثاني الهجري ، وكذا التصنيف وهو التدوين بعد إدخال عناصر جديدة.
3- إن النصوص المنقولة إلينا تؤكد أن أول من استعمل مصطلح علوم القرآن هو الإمام الشافعي رحمه الله.
4- إن الاهتمام بالتصنيف الموضوعي في علوم القرآن والتأليف فيه كان متقدماً على التصنيف الموسوعي ، والذي نقصد به جمع الحديث عن أكثر من علم في تصنيف واحد ، وكان أول من صنف فيه هو الحارث المحاسبي.
5- إن التصنيف الموسوعي في علوم القرآن وصل إلى الذروة في العقد الثاني من القرن الثامن الهجري ، وذلك حين صنف السيوطي كتابه التحبير والإتقان.
6- إن ثلة من أهل العلم المتخصصين في عصرنا الحالي استطاعوا أن يقدموا بحوثاً جادة في جملة من الموضوعات الهامة في علوم القرآن ، وأن لأقسام الدراسات العليا في الجامعات المتخصصة دور كبير في تطوير هذا العلم ونمائه.
7- إن مقدمات التفاسير احتوت مادة علمية قيمة ، لم يعتمد منها المصنفون في علوم القرآن إلا القليل ، كما أن تلك المقدمات قد احتوت آراء المفسرين في كثير من المسائل والموضوعات وهي آراء من الأهمية بمكان ، ورغم ذلك لم توضع للبحث والنقاش كما ينبغي.
8- إن توزيع مادة المقدمات ونثرها حسب الموضوعات في هذا البحث وضح لنا نشأتها ، وأظهر لنا تطور علوم القرآن ومباحثه عند المفسرين ، وذلك لأن المفسر قد ضمن مقدمته رأيه في بعض المسائل ، فجاء اللاحق ليتابع السابق فيما قاله وأثبته ، وليستدرك عليه ما لم يقله مما هو مطلوب قوله ، وهو أمر يسد حاجة القارئ ويغنيه من الرجوع إلى المقدمات نفسها.(1/2774)
9- إن المفسرين تأثر بعضهم ببعض في ذكر الموضوعات التي تذكر في المقدمة ، كما تأثروا في ذكر أدلة تلك الموضوعات المطروقة ، ولهذا لم يتطور هذا الفن كثيراً بالمقارنة بالعلوم الأخرى.
10- إن أكثر الموضوعات التي أولاها المفسرون اهتمامهم هي تلك الموضوعات المتعلقة بأصول التفسير ، وأنواعه ومراتب المفسرين ، وجمع القرآن وتدوينه ، مع الاهتمام الخاص بموضوع الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها ، وكذا فضائل القرآن.
11- إن تفسير الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها ، بسبع قراءات قرآنية هو الأقرب والأصح في اعتقادي ، إذ هو الموافق للأحاديث والآثار الواردة، كما أنه هو التفسير الذي يسلم من الاعتراضات التي ترد على غيره من التفسيرات.
12- وغير ذلك من النتائج التي لا يعدم الناظر في هذا البحث من الوقوف عليها.
---
طالب المعالي
12-18-2005, 10:22 PM
يوجد تكملة لهذه الدراسة ، ولا أعلم هل تمت ام لا ؟؟؟
---
أم عاصم
12-21-2005, 09:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب "علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير (من نشأتها إلى نهاية القرن الثامن الهجري)" لمحمد صفاء شيخ إبراهيم حقي كتاب مفيد.. وقد فاجأني عنوانه حينما اطلعت عليه بعد مدة من مناقشتي للدكتوراه، فهو يشبه عنوان رسالتي: علوم القرآن من خلال مقدمات كتب التفسير (دون تحديد المدة الزمنية).
ونظرا لعدم تحديد المدة الزمنية وما في استقصاء جميع التفاسير من صعوبة.. فقد تم اختيار نماذج فقط من مقدمات كتب التفسير وحرصت أن تكون من أشهر وأهم كتب التفسير مع التنويع قدر المستطاع وذلك لغرض التعرف على الأنواع المختلفة من المقدمات بناء على اختلاف مذاهب أصحابها أو اختلاف اتجاهاتهم في التفسير...
والنماذج المختارة من المقدمات هي لكتب التفسير التالية:
1 - المجاز في تفسير القرآن لأبي عبيدة
2 - جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري
3 - النكت والعيون للماوردي(1/2775)
4 - التبيان في تفسير القرآن للطوسي
5 - الكشّاف للزمخشري
6 - المحرر الوجيز لابن عطية
7 - مجمع البيان لعلوم القرآن للطبرسي
8 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
9 - غرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري
10- لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن
11 - البحر المحيط لأبي حيان
12 - كتاب التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي
13 - تفسير القرآن العظيم لابن كثير
14 - روح المعاني للآلوسي
15 - التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور
وقد أشرت إلى مقدمات أخرى في البحث مثل مقدمة الجواهر الحسان للثعالبي(فقد نقلها الثعالبي من مقدمة ابن عطية)، ومقدمة معالم التنزيل للبغوي(فهي الأصل الذي نقل منه الخازن مقدمة تفسيره مع إضافات تتعلق بعلوم القرآن).
ولا أدعي بأني قد وفقت في اختياري لهذه النماذج بل إن كنت قد قصرت فالتقصير من سمات البشر.
وقد ذكرت هذا لمناسبة تشابه عنوان الرسالتين.
---
محمد صفاء حقي
01-06-2006, 05:56 PM(1/2776)
أشكر الأخوة الافاضل على عرضهم لموضوعات الكتاب . وإن ما قدمته في هذا الكتاب هو جهد مقل معترف بالتقصير ، وما ظهر فيه من القبول في بعض الجوانب فإنما هو نتيجة حتمية لتوجيهات شيخي الفاضل الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع يحفظه الله، الذي كان له الأثر الواضح في كل كلمة سطرتها طيلة أربع سنوات قضيتها مع فضيلته ، وإن كنت في الوقت ذاته أقر بأن شيخي الجليل وكما عرف عنه لا يقر لطلابه الإطناب ولا يشجعهم على ذلك، بل يميل إلى الكتابة العلمية الدقيقة الموجزة ،وهو امر افتقده بحق، ولهذا كثيرا ماكان يلجم قلمي ، ويضع جهد أيام من البحث والتفكير والصياغة بين المعقوفتين ثم بإشارة إكس بجانبها ، وكان علي في هذه الحالة أن ألغي مقطوعات طويلة من النصوص التي صغتها بتأن وتلوتها بإعجاب على بعض رفقاء الدرب،فكان إلغاء المشار إليه خضوعا لأمره ، واستجابة لتوجيهه، وقد أتعبني ذلك حقيقة ،وأضعف من همتي عزيمتي في أحايين كثيرة ولولافضل الله تعالى ثم التشجيع الذي كنت القاه من فضيلته ،من الإعجاب ببعض الجوانب والأفكار ، وبالعبارة وإسلوب الصياغة، لربما فترت الهمة وقصر العمل ولم أنجز ما أنجزته..لقد ألغى الشيخ الجليل كثيرا من المكتوب والمسطور ، وكم مرة سلمته كراسات مسودة فأعادها إلي صفحات محمرة بالمعقوفات ، غفر الله للشيخ ولي أنا .. ثم إنني أعترف بأن غالب المحذوف هو في الجانب الوصفي .
عموما خرج المدون وهوالآن بين يدي العلماء وطلبة العلم ، ورجائي وأملي أن يرحموا الكاتب الفقير، وأن يغفروا له الزلات فهو يلتمس العذر ، لقد حاول جاهداً ان لا يخرج كثيرا عن العبارة المألوفة، وبعبارة أخرى كثيرا ما غير العبارة ليكون هادئاً في الطرح ورقيقا في الاختلاف ..(1/2777)
ولاأتواضع فأقول إنني لم أقدم شيئاً جديداً ، أوأنني لم أظهر رأياً معتبراً للقارئ ولو كان مسبوقا وتبينته أنا في هذا الكتاب...، أبدا فهناك جملة من الأفكار والآراء أعتقد أنني سلطت الضوء عليها بنور كاشف هادئ لا يؤذي الناظر ، وأحسبني توفقت إلى حد كبير في مسألة تدوين التفسير وتاريخه وأمية العرب وكتابتها ، وفي الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن ، وفي جمع القرآن ...الخ وأقولها بوضوح أكثر لولا الخشية من الجرأة على علمائنا الأفاضل ولولا الاعتبار لشريحة كبيرة من طلبة العلم لا ترى الاجتهاد ولا الرأي الجديد بل تلزم بالاتباع للمتقدم وتردد عبارة (ماترك الأول للآخر شيء)، ثم لولا القناعة بأننا نحن المبتدئون لا يحق لنا ما يحق للعلماء الأجلاء وطلبة العلم الفضلاء من الاجتهاد..، لولا كل ذلك لربما استطعت أن أطرح بعض الأفكار التي يمكن أن يدور بحث ونقاش حولها ، وهو ما عزمت على طرحه في هذا الملتقى المبارك قريباً، وذلك بطرح بعض ماكتبه أستاذ فاضل وشيخ جليل، عرفته باجتهاده وقوة رأيه وبعد نظره في كثير من القضايا ،درس التفسير وعلوم القرآن لعقود ، وعرفه طلبته بهدوئه في الطرح ، وقوة الدليل ،وجمال العبارة، وأمانة النقل ، والجرأة في الحق ، وقبول المخالف ، وحلو المعشر ، قبله الكثير ، واعترض عليه أكثر ، لم يمل من تكرار الطرح ولم ييأس وهو إلى اليوم مع كونه في وضع صحي يسأل الدعاء غير أنه لا زال متفائلا بأن ما توصل إليه سيلقى القبول لدى شرائح كثيرة ، وان مسألة تبني أفكاره العلمية إنما هي مسألة وقت ..لقد استأذنته في طرح جملة من بصائره في ملتقى أهل التفسير للبحث والنقاش فرحب بذلك وفرح فرحا شديدا، وزودني بما دون من تلك البصائر وهي في ازدياد ، وإن كنت اتحفظ على جملة من آرائه إما لعدم قناعتي بها أو ربما لغرابتها وعدم قبولها من مثلي ممن تربى في مدرسة سلفية أحسبها خير المدارس على الإطلاق غير أنني وسيرا على نهج السلف(1/2778)
رضوان الله عليهم لا أجد غضاضة في طرحها كما هي ، من غير أن أتبنى مضامينها ، فإن كانت صوابا فبالتأكيد سيجد التأييد ، وإن كانت الآراء غريبة سيكون الرد بيانا وهداية ، وإن كان فيه وفيه فالحق بيان ذلك ، أرجو الله ان يوفقنا جميعا للخير ويسدد خطانا ..والحمد لله رب العالمين ..
بقي أن أشير إلى ماكتبته الاستاذة الفاضلة ام عاصم فقد وصل إلي صورة من كتابتها واتصلت بالجامعة التي تخرجت منها وبالكلية ذاتها ، ولم اتمكن من الاتصال بها شخصيا لتناول بعض الأفكار حول الموضوع، وقد تبين أن الأخ الدكتور المشرف على رسالتها هو اخونا الدكتور محمد الطلحاوي المتخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والحاصل على درجة الماجستير فيها من كلية اللغة العربية ، ولي معرفة بفضيلته ، وكتابي الذي بين يديها تم تسجيله كموضوع عام 1412 هـ وأجيز من القسم عام 1416هـ وإلى هذا التاريخ لم تكن الأخت الكريمة قد بدأت الدراسة فهي قد حصلت على الدكتوراة عام 1425 هـ ، وكان من المفترض السؤال في الجامعات عن الرسائل المسجلة كي لا يتكرر العمل ، كما يفعله طلابنا في جامعة الإمام محمد بن سعود .. وعلى العموم فللحق إن نهج الاخت الفاضلة نهج مخالف ومغايير لما سرت عليه في كتابي .. هذا والله اعلم .
---
أم عاصم
01-07-2006, 02:08 AM
- أشكر الأخ الفاضل الدكتور محمد صفاء حقي على كل حال.. وإشارتك إلى ضرورة السؤال في الجامعات عن الرسائل المسجلة، إشارة مهمة كي لا يتكرر العمل كما ذكرت. ومن المعلوم أنه قبل سنوات لم يكن الاطلاع على موضوعات الرسائل المسجلة بمختلف الجامعات ميسرا كما هو الحال اليوم (على الأقل حسب معلوماتي المتواضعة)..(1/2779)
- حينما اقترح علي أحد الأساتذة الفضلاء وهو الدكتور إبراهيم بنصديق رحمه الله موضوع رسالتي وقال بأنه موضوع مهم وجديد، استشرت أساتذة آخرين فعبروا عن أهمية الموضوع ولم يكن لأحد علم بأنه قد سجل من قبل.. فسجلته في البداية تحت إشراف أحد أساتذتي ثم تحول الإشراف إلى الأستاذ الطلحاوي..
- وأحب أن أضيف معلومة حول تاريخ التسجيل. صحيح أني قد حصلت على الدكتوراه عام 1425 هـ ولكن تاريخ التسجيل كان في أبريل 1994م (الموافق لعام 1414هـ) كموضوع لنيل دبلوم الدراسات العليا، ثم تم التحويل إلى موضوع لنيل الدكتوراه (بعد صدور نظام جديد للدكتوراه) عام 1997م..
- وأختم بقولي: لا مانع لدي من تناول أو مناقشة أية فكرة حول الموضوع.
---
عبدالرحمن الشهري
01-26-2006, 02:22 PM
أشكر الأخوين الكريمين الدكتور محمد صفا والدكتورة أم عاصم - وفقهما الله ونفع بهما - على هذه التعقيبات الموفقة.
ومن وجهة نظري أن تناول الموضوع الواحد من أكثر من باحث يفتح آفاقاً علمية وفكرية ، ويثري البحث من جوانب كثيرة . وقديماً قيل :(تَرى عَيْنٌ ما لا تَرى عَيْنٌ) ، فالباحثون يتفاوتون في خلفياتهم العلمية والبحثية ، وفي قدراتهم الذهنية في التحليل والاستنباط ، مما يجعل لكل باحث جهده الذي يشكر عليه. وقد قرأت الرسالتين ولله الحمد ، وانتفعت بهما كثيراً ، ووجدت في كل منهما ما ليس في الأخرى ، وليت الدكتورة أم عاصم تنشر رسالتها حتى ينتفع بها الباحثون.(1/2780)
وأما مسألة التنسيق بين الباحثين والمعاهد والمراكز البحثية رغبة في استثمار جهود الباحثين وأوقاتهم فلا شك أنه مهم ، والغرض الرئيس منه هو الالتفات إلى تراث الإسلام الذي لم ير النور بعد لتحقيقه ونشره ، وإلى الموضوعات المهمة التي تحتاج إلى بحث ، ولم يسبق بحثها لتبحث وتعطى حقها. وليس - في نظري - من أغراض هذا التنسيق عدم بحث موضوعات متشابهة لذات هذا السبب ، فإن الأقسام العلمية تشترط على من يريد أن يبحث موضوعاً سبق بحثه أن يمر على ذلك مدة زمنية محددة ، أظنها عشر سنوات أو خمس ، مع تقديم تقرير بالزيادات التي يرى الباحث أنه سوف يضيفها على البحث السابق.
وأرجو أن يكون هذا الملتقى العلمي من وسائل التواصل العلمي بين الباحثين كما حدث في مثل هذا الموضوع ولله الحمد والشكر.
---
مساعد الطيار
01-26-2006, 04:57 PM
أحسنت التعقيب أبا عبد الله
وأنا معك في أنه لا ضير أن يبحث الموضوع أكثر من باحث ، إذا لم يُوجد موافقة ومواطاة بينهما ، والقارئ هو الحكم في هذه الحالة ، وليس البحث ولا عنوانه حكرًا على فلان أو علان ، وها نحن نرى في كتب اهل العلم من كتب غريب القرآن أو غيره الكثير ، توافقت أسماؤها واختلفت طرائقها وفوائدها ، وكذا نرى في بحوث المعاصرين كذلك .
وكونه قد يتفق الباحثان ـ من غير مواطاة ـ على مسائل في البحث ، فإن هذا مما يعزز القيمة العلمية للمعلومة المتفق عليها ، ويجعل المرء يفرح بهذاالاتفاق ويغتبط له ؛ لأنه لم يكن قوله واستنتاجه بدعًا من القول ، بل هناك من يوافقه فيه .
ولا أدري يا أخي عبد الرحمن ، هل مرور عشر سنوات يسمح للباحثين بإعادة الكتابة في الموضوعات بشروط ؟ أنا سمعت هذا لكن لا أدري أهو مما اتفق عليه ضمنًا ، أم هو مما نصَّت عليه لوائح الدراسات العليا ؟ فياليت أحدًا يفيدنا في هذا .
---
محمد صفاء حقي
01-27-2006, 08:47 PM(1/2781)
شكر جزيل لك أيها الشيخ الفاضل على ما تقدمه للعلم وطلبته في هذا الموقع العظيم ، والشكر موصول لفريق العمل المبارك الذي سخر كثيرا من وقته لإدارة الموقع وتقديم المفيد وتقويم المنشور ،فبارك الله فيكم جميعا .
أخي العزيز الدكتور عبد الرحمن واشكرك ثانيا على النسخة المصورة التي أرسلتها لي من بحث الأخت الفاضلة الدكتور أم عاصم ، بارك الله فيها ، وقد قرات الرسالة كلها وكما ذكرت من قبل فإن كتابتها تختلف من حيث المنهج والطريقة والمحتوى عن منهجي وطريقتي وما ضمنته تأليفي من معلومات ، وهذا ما صرحت به في تعليقي الأول على الموضوع ، وقد استفدت كثيرا من رسالة الدكتورة ،وما كان اتصالي بالجامعة إلا لقصد إتمام الفائدة ومحاولة التفاهم والتعاون لخدمة العلم .(1/2782)
أما بخصوص كتابة أكثر من باحث في الموضوع الواحد فأنا من أنصار هذه الفكرة ، وارى أن هذا النهج من شأنه أن يمنح الباحثين عدة رؤى مما يزيد الموضوع وضوحا وبيانا ، وأعتقد جازما بأننا لو أستطعنا أن نتخلص من حظوظ النفس وأن نؤمن بأن الناس يتفاوتون في العطاء وفي القدرات ، وأن المتأخر قد يأتي بما يأتي به المتقدم فإننا بهذا سنستطيع تقديم الجديد والمفيد وتطوير علومنا بشكل مشرف والقضاء على الجمود الحاصل من قرون .. وفي هذا الشأن يسرني أن أشيد بجهود أخي الدكتور مساعد الطيار وما يقدمه من أفكار وأطروحات هي جديرة بالنظر والتدقيق وأملي أن اشارك في هذا المنتدى العظيم قريبا وأكون عضدا لأخي الدكتور مساعد فهو قد طرق بابا وشرع في رحلة أعتقد أنه سيجد جمهورا من طلبة العلم يسيرون خلفه وعلى نهجه قريبا ، تماما كالإمام الذي صلى بالناس أول الوقت ولما سلم وجد صفوفا من المؤمنين خلفه يأتمون به .. بارك الله في أخي الدكتور مساعد وفيكم جميعا وتحياتي للدكتورة الفاضلة أم عاصم والتي أثبتت أن همَّ طلبة العلم واحد سواء في المشرق أو المغرب ، ولا أدري هل اطلعت على كتابي واقتنت نسخة منه فإن كان الجواب بالنفي فيسرني أن أهديها نسخة رجاء دعوة صادقة ونصيحة خالصة ..
ارجو الله التوفيق للجميع ....
---
أم عاصم
01-31-2006, 12:51 AM(1/2783)
أتقدم بجزيل الشكر للإخوة الذين أفادونا ومازالوا يفيدوننا بالعلم النافع والنصيحة الخالصة والتوجيه السديد، وأخص بالذكر الشيخين الفاضلين الدكتور عبد الرحمن الشهري والدكتور مساعد الطيار اللذين أفدت من كتاباتهما ومقالاتهما وتوجيهاتهما.. فجزاهما الله خيرا ونفع بهما. كما أشكر الأخ الفاضل الدكتور محمد صفاء حقي على تعقيبه الطيب وكرمه، أسأل الله أن يبارك في مجهوده ويوفقه لما يحب ويرضى. ورسالته قد قرأتها بعد أن تكرّم أخ فاضل كريم فأرسل لي قبل بضعة أشهر نسخة منها، بارك الله في الجميع. وأفدت منها كثيرا خصوصا في المباحث التي لم أتناولها بإسهاب وتوسع أو لم أتطرق إليها. أما طلب الأخ الدكتور الشهري بنشر رسالتي فأتمنى أن يتحقق ذلك قريبا إن شاء الله.
واسمحوا لي بطرح أسئلة كانت تجول في خاطري وأثارتها بعض العبارات التي أوردها الأخ محمد صفاء في قوله:
.. وكان علي في هذه الحالة أن ألغي مقطوعات طويلة من النصوص التي صغتها بتأن وتلوتها بإعجاب على بعض رفقاء الدرب،فكان إلغاء المشار إليه خضوعا لأمره ، واستجابة لتوجيهه، وقد أتعبني ذلك حقيقة ،وأضعف من همتي عزيمتي في أحايين كثيرة..
- هل للأستاذ المشرف على البحث أن يتدخل في البحث بالتغيير أو الحذف إن كان الباحث لا يرى ذلك؟
- وماذا لو كان الأستاذ المشرف غير ملمّ بجزئيات في البحث فخطّأ الباحث فيها ظنا أو جهلا أو نحو ذلك؟
- وماذا لو اختلفت منهجية البحث بين الباحث والمشرف على بحثه، فهل يخضع الباحث لاجتهاد المشرف مع عدم اقتناعه بذلك، أم يتبع ما يراه هو صوابا خصوصا إذا كان بعد استشارة أساتذة آخرين؟(1/2784)
ولا علاقة بهذه الأسئلة بما كتبه د.حقي، فمن يقرأ ما كتبه قبل العبارات التي اقتبستها أو بعدها يدرك فضل أستاذه عليه، كما أن إثارة هذه الأسئلة ليس الغرض منها الانتقاص أو توجيه النقد لأحد بل أنوه بمجهودات الأساتذة الذين يشرفون على البحوث لاسيما الأساتذة المعروفين بجدهم ورغبتهم في الارتقاء بالبحث العلمي إلى أعلى مستوى.. ولكن هناك حالات قد يقع فيها نوع من التقصير أو الخطأ.. فالكمال لله وحده. وأعتذر للدكتور حقي لأني استعملت عباراته في غير ما قصده منها.
---
محمد صفاء حقي
02-01-2006, 09:31 PM
بسم الله والحمد لله أما بعد : فقد دونت بيانا شافيا لأسئلة الاخت الكريمة ثم عدلت عن تحميله هنا رغبة بأن يأتي الجواب والبيان من الشيخ الجليل الذي أعمل قلمه مراراً في حبس زياداتي وبعض عباراتي وربما شيئاً من اجتهاداتي ليس بقصد مصادرة الراي وحرية التعبيركما قد يفهم البعض ، فهو من زرع في نفسي حب القراءة الفاحصة ، بل بقصد التوجيه والإرشاد وذلك ببيان العور والخلل ، فشيخي الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع هو فارس في ميدان منح حرية التعبير والاجتهاد لطلابه بل يتربع بارتياح على القمة في هذا الخصوص ولا يعني هذا انه لا يلجم قلما أراد الجنوح ، أو فكرا ربما تأثر في لحظة ضعف برأي كان مصدره خضراء الدمن وفات على بعض طلبته اكتشاف الخلل أو الوقوف على العلل ، وهذا أمر يعرفه كل من عرف الشيخ الحكيم ، وللحق مرة أخرى فلا أذكر أنه الزمني رأياً ، فقد كان نهجه في التوجيه اتباع الدليل والشاهد ، ولم أكن ولن أكون في يوم ما بإذن الله تعالى من اؤلئك النفر الذين يتمسكون بآراء لا يؤيدها الدليل وإلا كيف أدعي أنني متبع لسلف الأمة ، أليس الدليل هو الفيصل في الرأي ..(1/2785)
إنني هنا أطلب من فضيلة الدكتور الشايع أستاذ الدراسات العليا أن يتكرم ويتفضل فيبين لقراء الملتقى الكرام وللأخت الفاضلة أم عاصم مدارات المشرف والواجب عليه تجاه الباحثين .. توجيها وتدخلا ..بارك الله في جهود القائمين على الملتقى ..
---
(1/2786)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أسئلة لمن ينكر صيام يوم السبت فى مصر ومن وافقها
---
أسئلة لمن ينكر صيام يوم السبت فى مصر ومن وافقها
---
أبو محمد الظاهرى
09-23-2006, 09:26 AM
أسئلة لمن ينكر صيام يوم السبت فى مصر ومن وافقها :
** يتوجه كثير من المصريين للعمرة في رمضان...وربما بقي بعضهم إلى العيد
فلو كان رمضان غير تام في السعودية لصاموا ثمانية وعشرين يوما... فهل هذا يجوز ؟!!!
*** وسؤال آخر رجل خليجى وفد إلى مصر بعد بداية رمضان...ثم أتممنا عدة رمضان فى مصر أيضا إلى ثلاثين يوماً ....فسوف يصوم الخليجي -على قول من يقول بالتزام الصوم مع البلد التى يتواجد فيها - واحدا وثلاثين يوما!!! فهل هذا يجوز ؟؟
*** لو كنت أقيم فى السلوم بجوار الحدود بين مصر وليبيا هل أصوم مع بلدى بقرار القاهرة التى تبعد عنى آلاف الكيلومترات أم مع مسلمين بينى وبينهم أمتار فى ليبيا !... وهل سلك الحدود المصطنع له اعتبار شرعى ؟؟!!
ـــــــــــــــ
*** قال العلامة القاضي أحمد بن محمد بن علي الشوكاني في ((شرح الدرر)) عند قول والده الإمام رحمه الله تعالى:
(وإذا رآه أهل بلد لزم سائر البلاد الموافقة):
((.. لهم في الصوم لعدم التقيد بمحل ولا بلد، وقول ابن عباس الذي أخبره أنه رأى الهلال بالشام "لَكِنَّا لا نَزَالُ نَصُومُ حَتَّى نُكْمِلَ ثَلاثِينَ" لا حجة فيه لعدم التصريح منه بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن موافقة أهل البلد الآخر في رؤية الهلال. وأما قوله: "هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّه " فالمراد به إكمال العدة)).
*** وقال صديق حسن خان في ((الروضة الندية)) كذلك:(1/2787)
((وأما استدلال من استدل بحديث كريب عند مسلم وغيره فغير صحيح، لأن ابن عباس لم يصرح بأن النبي * أمرهم بألاَّ يعملوا برؤية غيرهم من أهل الأقطار، بل أراد ابن عباس أنه أمرهم بإكمال الثلاثين ولم يروه، ظنا منه أن المراد بالرؤية رؤية أهل المحل وهذا خطأ في الاستدلال أوقع الناس في الخبط والخلط حتى تفرقوا في ذلك على ثمانية مذاهب. وقد أوضح الماتن المقام في الرسالة التي سماها " إطلاع أرباب الكمال على ما في رسالة الجلال في الهلال من الاختلال)).
---
جمال أبو حسان
09-23-2006, 10:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله
اسئلة مشروعة لكن لو صح ان الهلال قد رؤي فعلا . وكيف يصدق الكلام وقد اجمع الفلكيون المسلمون ان الهلال لا يمكن رؤيته لأنه في ذلك اليوم يغيب قبل الشمس بدقيقتين بمعنى انه ليس هناك هلال في الافق على الاطلاق فكيف نوفق بين هذين المتناقضين واظن انه آن الاوان لاعتبار اقوال الفلكيين الثقات حسما للفوضى
والله اسال ان يجمع المسلمين على الخير وتقبل الله طاعتكم جميعا
---
أبو محمد الظاهرى
09-23-2006, 06:39 PM
((الاستشهاد بحديث ابن عباس ليس في محله، إلا لو كان هناك هاتف بين المدينة والشام في عصر الصحابة، وأخبر أحدهما الآخر بثبوت الرؤية في بلده فلم يعمل بها الطرف الآخر بحجة اختلاف المطالع.
الخلط واضح بين فعل ابن عباس ..فهو لم يعلم أصلا بثبوت الرؤية .. و بين من علمها فلم يصم .
و من تعلق باختلاف المطالع فعليه أن يقسم المملكة السعودية إلى مناطق لأن بعض مناطق غرب المملكة أقرب إلى مصر من قربها إلى مناطق شرق ا!!!))
وهناك أيضاً قرينة تدل على أن الأمر خلاف ما رأى ابن عباس أو أن هناك أصلا يعمل به واختلف الصحابة عليه وهو كلام كريب لابن عباس
انه قال له ألا تأخذ برؤية معاوية فدل هذا على أن هناك أصلا عند كريب وهو تلزم الأمة برؤية واحد منها وهذا ما يوافق ظاهر الحديث
---
أبو محمد الظاهرى
09-23-2006, 06:41 PM(1/2788)
أخى الكريم جمال
العبرة بقول الشهود .. لا بتيقن الهلال
---
جمال أبو حسان
09-24-2006, 11:11 AM
انا لا اوافق على ما تقول فالعبرة للحق لا لقول الشهود فاذا اثبت العلم ان القمر تستحيل رؤيته في وقت ما ثم جاء من يشهد برؤيته فانا ارد هذه الشهادة لانها اقرب الى ما يقال فيه انها شهادة بمخالفة الحس والله يتولا نا بفضله والحكم في القضية هو رؤية الهلال لهذا اليوم في المساء او في الايام البيض فلننتظر
---
عبدالله الميمان
10-15-2006, 06:03 AM
أخي جمال : قولك العبرة بمخالفة الحس لا ترد بحال من الأحوال على ولادة الهلال الفلكية ، الفلكيون أنفسهم يتناقضون في تحديد وقت الولادة ، وهذا حدث عندنا في السعودية العام المنصرم ، حيث أعلن جهتان استحالة الرؤية وإمكانيتها وكلاهما من المراصد المعروفة عندنا في السعودية .
ولتتبين أكثر تفضل هذا الرد من الأستاذ عبدالله الخضيري وهو ممن رآى الهلال هذه السنة بعد شغب كثير من الفلكيين الذين لا يسلمون لقوله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته :
((
4 – هناك مجموعة من البرامج الحسابية ولكل برنامج قراءة معينة تختلف نتائجها عن البرنامج الآخر وبرامج حساب الكسوف والخسوف تختلف عن برامج حساب الشروق والغروب وليست مجتمعة في برنامج واحد لهذا يكون عدم تطابق الشروق والغروب مع التقويم(1/2789)
وفي إحدى المرات التي كان معنا مجموعة من مدينة الملك عبد العزيز تم رصد غروب الشمس بعد أخذ إحداثية المكان الذي كنا فيه وغربت الشمس قبل الحساب بثلاث دقائق وخمس عشرة ثانية وما زال الجهاز ( التلكسوب المربوط بالحاسوب ) يرصد الشمس رغم أن الشمس غير موجودة في الأفق التي اتفق الجميع على غروبها وهذا يبين أن البرامج الحاسوبية في الحساب الفلكي متنوعة ومستقلة ومختلفة بمعنى أن برامج حساب مواقع الأجرام وحركتها تختلف عن برامج حساب شروقها وغروبها عن بعضها لذا كان حساب ولادة هلال شهر رمضان هذا العام 1427هـ الساعة 2 و 46 دقيقة قبل العصر وكان حساب غروب الشمس متأخرا عن غروبها الفعلي بثلاث دقائق والأمر ميسر ولله الحمد لذا يجب على من يكتب أن يتقي الله تعالى ولا يجزم بنتائج هو يستطيع أن يكشف فوارقها بنفسه مثل الشمس خصوصا أن هذا الأمر هو سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ولم نبتدع أو نأتي بجديد وهو محل عناية واهتمام ولاة الأمر حفظهم الله وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله حيث تخرج لجان رسمية من المحاكم والمحافظين ورؤساء المراكز وأعضاء الرؤية أسأل الله العظيم أن يجعل ما نقوم به خاصا لوجهه تعالى وأن يتقبل صيامنا وقيامنا ويحفظ هذه البلاد وولاتها من كل شر وفتنة وما أعظم من فتنة الانقسام والله المستعان ))
وفقنا الله جميعا للحق .
---
جمال أبو حسان
10-17-2006, 09:01 AM
لكن رؤية القمر بدرا هذا العام كانت في غير صالح حسابات المملكة وذلك برؤية العين في الايام البيض فما رايكم ادام الله فضلكم
---
عبدالله الميمان
10-17-2006, 09:12 PM
لكن رؤية القمر بدرا هذا العام كانت في غير صالح حسابات المملكة وذلك برؤية العين في الايام البيض فما رايكم ادام الله فضلكم(1/2790)
أخي الكريم وفقك الله ، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في الجزء الخامس عشر من فتاواه : ( متى ثبتت رؤية الهلال ثبوتا شرعيا وجب العمل بها ولم تجز أن تعارض ولم يجز أن تعارض بكسوف ولا غيره )
وذكر رحمه الله في نفس الجزء الخامس عشر ( من اعتبر الحساب الفلكي شرطا لصحة الرؤية فقد استدرك على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم )
فائدة : الشرع الحكيم علق الشهر بالرؤية التي يتساوى فيها الحاسب بغير الحاسب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ، ثم قال ، الشهر هكذا وهكذا وهكذا . إلى نهاية الحديث ، ولوتاملت سائر العبادات لوجدت موردها سهولة العلم بها وبأوقاتها وصفاتها من دون تعلق بعلم دقيق بل هي مما يعلمه كافة الناس كمواقيت الصلاة ، وحساب الزكاة ، وكذلك دخول الشهر ، الذي يعرفه الأعرابي في اصحراء كما يعرفه العالم في القرية .
---
(1/2791)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد قرآنية (3)
---
فوائد قرآنية (3)
---
أحمد القصير
06-22-2003, 06:18 PM
عند تأمل ما ذكره الله تعالى في كتابه من قصص الأمم الغابرة المكذبة للرسل عليهم السلام ، مثل : قوم نوح ، وهود ، وصالح .... ، نلاحظ تجلي عظمة الله تعالى وكبريائه في تلك القصص ، ليظهر في المقابل حقارة هؤلاء المكذبين وهوان أمرهم على الله تعالى لما كذبوا رسله ، وتلك التجليات تظهر في الآتي – وذلك في أغلب قصص تلك الأمم المكذبة :
1- الاستطراد في ذكر مجادلة الأنبياء لقومهم ، وشرح السبل التي اتبعوها في دعوتهم ، وذكر ما رد به قومهم عليهم ، وفي ختام القصة يذكر الله تعالى حلول عذابه بشكل مختصر وبتصوير رهيب يأخذ بالقلوب ، مبيناً حقارة هؤلاء المكذبين وهوان أمرهم على الله تعالى ، فهلاكهم ليس بشيء بجانب قدرة الله تعالى وعظمته وكبريائه ، آية واحدة تصور نزول العذاب ، ثم ينتقل السياق لقصة ومشهد آخر ، هذا العذاب الذي نزل هو لحظة واحدة { وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر } وهو تعالى لا يطيل في وصف مصرع القوم تهويناً لشأنهم وتصغيراً لقدرهم ، وتأمل هذه الآية التي تصور ذلك كله بأبلغ عبارة حيث قال سبحانه في قصة أصحاب القرية في سورة يس : { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ(28)إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } [ الآيات : 28-29 ] .(1/2792)
2- استخدام نون العظمة عند ذكره تعالى لمصرع القوم وحلول عذابه فيهم ، كقوله تعالى : { وأغرقنا ، وقطعنا ، فانتقمنا ، .... } ويمكن الرجوع إلى الآيات التالية لملاحظة ذلك : الأعراف : الآية : 64 ، 72 ، ،73 ، 136 ، يونس : 73 ، هود : 40 ، 58 ، 66 ، 82 ، 94 ، الحجر : 74 ، الأنبياء : 11 ، 15 ، الشعراء : 66 ، 120 ، 139 ، 172 ، وغيرها .
---
مداد
06-22-2003, 08:00 PM
كتب اللهُ لك بكلِّ حرفٍ حسنة ..
---
عبدالله الحسني
06-26-2003, 01:03 AM
والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ........ آمين
---
(1/2793)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اللقاء العلمي بالشيخ مساعد الطيار في المدينة النبوية (ح/2)
---
اللقاء العلمي بالشيخ مساعد الطيار في المدينة النبوية (ح/2)
---
أبو عبد الرحمن المدني
02-26-2007, 10:37 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد نقلت في موضوع سابق الحلقة الأولى من اللقاء بفضيلة الشيخ مساعد الطيار في المدينة
وهذا رابطها (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7467)
وإليكم الحلقة الثانية
اللقاء الثاني يوم الخميس ليلة الجمعة الموافق:4/2/1428هـ
وقد كان اللقاء به مع مجموعة من طلبة الدراسات العليا بقسم التفسير والقراءات, وقد حضر اللقاء فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد العزيز العواجي, والشبخ فهد الوهبي حفظ الله الجميع.
** دار نقاش حول المختصرات في التفسير عموما, ومختصرات الطبري خصوصا, وكان رأي الشيخ حفظه الله أن أفضل مختصرات الطبري مختصر :بشار عواد, حيث ذكر مجمل الأقوال ولم يتصرف في كلام الطبري رحمه الله.
** كما أشار حفظه الله إلى ان الاختصارات في التفسير على نوعين:
1. أن يعمد المختصِر إلى كتاب في التفسير فيقوم باختصاره, كمختصرات تفسير ابن كثير ونحوها. وهذه الطريقة على وجه العموم لا تخلو من إشكال إما فيما ينتقيه المختصِر, أو ما قد يحصل من عدم فهم نص صاحب التفسير, ونحو ذلك.
2. أن يقصد المؤلف إلى تأليف مختصر في التفسير كصنيع الواحدي في كتابه الوجيز.وهذا أفضل.
** وقد سأل أحد الإخوة الشيخ حفظه الله حول قول الله تعالى: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) وهل يمكن حمل الآية على ما يقوله علماء الأحياء من أنهم اكتشفوا أن هناك كائنا أصغر من البعوضة فوق ظهرها, فهل يكون هذا المعنى صالحا لتفسير قوله: ( فما فوقها).(1/2794)
فأجاب الشيخ حفظه الله أن تفسير الآية بهذا القول باطل, لأن السلف اختلفوا في معنى هذه الآية على قولين: أحدهما: فما دونها في الصغر والثاني فما هو أكبر منها ... وأما إذا حملنا هذه الآية على ما قيل فإنا نجعل ( ما فوقها) بمعنى (من فوقها) ولم يقل أحد من السلف هذا القول.
** كما أشار الشيخ أن هناك فرقا بين إنكار حقيقة علمية اكتشفها علماء الفلك أو الجيولوجيا وغيرهم, وبين نفي تفسير هذه الآية بهذه الحقيقة العلمية كما تسمى.
فلا يلزم من نفي تفسير الآية بهذه النظرية أو تلك أن نقول أننا نبطلها بالكلية, وإنما نبطل حملها على وجه من وجوه التفسير.
** وقد انتقل الحديث حول إعجاز رسم المصحف, فأشار الشيخ إلى أن هذه المسألة ترجع إلى مسألة هل الرسم توقيفي عن النبي صلى الله عليه وسلم أم اجتهاد من الصحابة؟ وقد رجح الشيخ أنه اجتهاد من الصحابة...
ولكنه أشار إلى مسألة مهمة قد يحصل فيها الخلط وهي:
أن قولنا أن رسم المصحف اجتهادي, لا ينفي أن يكون الرسم ملزما للأمة, فمسألة: هل الرسم توقيفي أم لا غير مسألة : لزوم رسم المصحف بعد اتفاق الأمة عليه.
** ومن المسائل التي طرحت في اللقاء مسألة التفسير الإشاري وما يتعلق به..
فكان مما ذكره الشيخ حفظه الله: أن التفسير الإشاري على أنواع:
الأول: أن يكون المعنى المستنبط من الآية باطلا فهذا تفسير مردود.
الثاني: أن يكون المعنى المقصود صحيحا ولكن الآية لاتدل عليه, فهذا لايقبل أن يكون تفسيرا للآية.
الثالث: أن يكون المعنى صحيحا والآية تدل عليه بوجه من وجوه الدلالات فهذا يقبل.
وأشار الشيخ إلى أن هناك نوعا من التفسير الإشاري عند بعض السلف يمكن أن يعبر عنه بالتفسير بالمقايسة ولا يلزم دلالة ظاهر الآية عليه, كمن يفسر قوله تعالى: (يخربون بيوتهم بأيديهم) وهي معلومة أنها في اليهود.(1/2795)
فيقول: (هؤلاء أهل البدع يخبون عقولهم ببدعهم) فكأنه انتزع هذا الجملة فقط من الآية وقاس فعل أهل البدع على فعل اليهود. ومثل هذا من يفسر قول الله (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) بأهل البدع والأهواء وهي نازلة في المنافقين, ولكنه قاس ما حصل للمنافقين بما حصل للمبتدعة وأهل الأهواء.
وقد كان اللقاء ماتعا ومليئا بالفوائد, حاولت أن ألملم بعضها, وسامحوني فيما سقط سهوا ونسيانا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
تنبيه: معظم محاضرات الشيخ مساعد الطيار ودروسه في تسجيلات الراية في الرياض.
---
(1/2796)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من نوادر مفردات القراءات
---
من نوادر مفردات القراءات
---
منصور مهران
10-18-2006, 02:59 PM
صدر كتاب ( مفردة الحسن البصري ) تأليف أبي علي الحسن بن إبراهيم الأهوازي المتوفى سنة 446 هج ، بتحقيق الدكتور عمر يوسف عبد الغني حمدان ، عن مخطوطة واحدة محفوظة ضمن مجموعة المخطوطات العربية بمكتبة المسجد الأقصى بالقدس - أصدرته دار ابن كثير للنشر بعمّان - 1427 هج = 2006 م .
و يعد هذا الكتاب من نوادر مفردات القراءات ، وقف الأهوازي فيه على ما خالف به الحسن البصري أبا عمرو بن العلاء البصري ، ووصف أوجه الاختلاف في فرش الحروف بين ابن محيصن والحسن البصري مع الالتفات إلى رواية أبي عمرو بن العلاء .
والكتاب متاح في مكتبات الرياض
---
عبدالرحمن الشهري
10-19-2006, 01:18 AM
صدر حديثاً في القراءات (مفردة الحسن البصري) لأبي علي الأهوازي (ت446هـ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6131)
---
منصور مهران
10-19-2006, 05:49 AM
أشكر لأخي الدكتور عبد الرحمن الشهري هذه الالتفاتة الرقيقة ذات المغزى الخفي ، فالنصيحة من مثله مرجوة ولقد تقبلتها بقبول حسن عسى الله أن ينفعنا بكريم النصح وجميل القول . فإن الإحالة التي وجهني إليها لم أنتبه لها في حينها ، واليوم قرأتها مع التعليقات التي عليها وأفدت من كلام أهل العلم فوائد أحسبها من بركات هذه الليلة المباركة ، فالحمد لله رب العالمين ، ثم هنيئا لنا بالعيون الساهرة للتقويم والتوجيه ونسأل الله لكم السداد والرشاد .
وأرجو من الإخوة المشرفين حذف هذه المداخلة التي أعلنت بها عن صدور الكتاب حيث لا غناء فيها ، مع الإبقاء على كلمة الاعتذار لتكون نبراسا لي في قابل الأيام ، وبالله التوفيق .
---
الجكني
10-19-2006, 11:50 PM(1/2797)
منكم يا شيخ منصور نتعلم الأدب والتواضع ،وصدق من قال :لا يعرف الفضل لأولي الفضل إلا أولوا الفضل0
---
نورة
10-24-2006, 01:33 AM
أكرمكم الله شيوخنا الأفاضل
ومنكم نستفيد
---
د.يسري خضر
02-23-2007, 02:04 AM
اكما حققها الدكتور عمار امين الددو ونشرها في العدد الثاني من مجلة البحوث والدراسات القرانية1927
---
(1/2798)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب العجاب قي بيان الأسباب لابن حجروغيره من كتب التفسير وعلوم القرآن
---
حمل كتاب العجاب قي بيان الأسباب لابن حجروغيره من كتب التفسير وعلوم القرآن
---
مرهف
02-22-2006, 08:16 PM
حمل كتاب العجاب في بيان الأسباب لابن حجر وغيره من الكتب العلمية في التفسير وعلوم القرآن على هذا الرابط:
العجاب في بيان الأسباب :
http://www.hqw7.com/q3-p7-a096.htm
رابط للكتب الالكترونية الأخرى من موقع عالم القرآن على هذا الرابط:
http://www.hqw7.com/q3-p7.htm
ورابط موقع عالم القرآن هو :
www.hqw7.com
أسأل الله النفع لكم والدعاء.
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 11:18 AM
بارك الله فيك
---
(1/2799)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور كتاب التفسير الميسر للدكتور عائض القرني
---
صدور كتاب التفسير الميسر للدكتور عائض القرني
---
أبومجاهدالعبيدي
04-29-2006, 10:38 PM
صدر هذا التفسير عن مكتبة العبيكان في مجلد كبير
http://up.c-ar.net/06/04/5040.gif
ومما قاله المؤلف في مقدمته : ( هذا التفسير يسير قريب قدمت فيه المعاني بأسلوب مفهوم، ولغة واضحة، فلا أذكر فيه الآيات المتشابهة بل أبقيها في مواضعها، وكذلك لا أورد أحاديث ولا آثاراً إلا فيما ندر وباختصار، وقد أعرضت عن ذكر الأقوال والخلافيات، وعمدت إلى الراجح والظاهر من الآية، ولم أورد فيه شواهد شعرية، ولم أبحث مسائل نحوية ولا قضايا لغوية ولا وجوه قراءات، ولا إسرائيليات ولا نقولات عن العلماء ولا استطرادات، وإنما اقتصرت على زبدة النقول، وخلاصة الكلام، وربما أذكر بعض الحكم واللطائف والفوائد والأسرار إذا وجدت بإيجاز، وقد التزمت منهج السلف أهل العلم والإيمان، وجانبت مذاهب المخالفين لهم.)
والكتاب يقع في مجلد كبير فيه 930 صفحة من القطع الكبير
ويباع بخمسة وسبعين ريالاً .
---
ابن الجزيرة
04-30-2006, 03:42 AM
جزا الله الشيخ خير الجزاء على ماقدم , وقد رأيت من يثني عليه من أهل التخصص حيث قال إن الشيخ وفق ببعض اللمسات الجميلة, لكن السعر مرتفع بشكل ملحوظ مع أننا سنشتريه لا محالة والأمر لله.
---
ابو حنين
05-02-2006, 02:23 PM
هل الكتاب متوفر الآن في المكتبات السعودية ؟؟...
---
العبادي
10-31-2006, 07:58 PM
تعّلق الكثير منا بكتاب "التفسير الميسر" الذي طبع في مجمع الملك فهد بإشراف الدكتور عبدالله التركي،حيث انه من أفضل المختصرات التي أثنى عليها الكثير من المتخصصين والعلماء، لكن عدم توفره يصيب بخيبة أمل، فهل يمكن أن نجد في :"التفسير الميسر" للشيخ عائض بدلا مناسبا عنه..؟(1/2800)
المرجو من المشايخ ان يوضحوا الفرق بين التفسيرين وما تميز به كل منهما...
---
عبدالرحمن الشهري
11-01-2006, 04:12 AM
طلب مني الدكتور عايض القرني والأستاذ محمد العبيكان مدير المكتبة وفقهما الله قبل خمسة أشهر تقريباً في شهر جمادى الأولى 1427هـ مراجعة التفسير مراجعةً علميةً ، لوجود بعض الملحوظات العلمية عليه كما ذكروا ، وذلك لنشره نشرة ثالثة بعد قرب نفاد الطبعة الثانية وكثرة الطلب على هذا التفسير في معارض الكتاب الدولية . فقمت بمراجعته مراجعة دقيقة على أمهات كتب التفسير المعتمدة قديماً وحديثاً ، ومنها التفسير الميسر الذي أصدره المجمع . وقد انتهيت من مراجعته في رمضان وسلمته للمؤلف وفقه الله .
وقد أعجبتُ بالتفسير كثيراً ، وكتبت عنه تقريراً علمياً بينت فيه محاسنه والملاحظات العلمية عليه وهي يسيرة ، واقترحتُ بعض الاقتراحات العلمية والفنية التي أرجو إن أخذَ بها أن يسد هذا التفسير الفراغ الذي حصل بسبب توقف نشر التفسير الميسر عن المجمع ، وقد لمستُ استفادة الدكتور عايض كثيراً من كتب التفسير المعتمدة كابن كثير والشوكاني والتفسير الميسر ، غير أن أسلوب الدكتور عايض أسهل ، وهو ميسرٌ يفهمه الجميع ، كما إن لقبول الناس لما يكتبه الشيخ عايض القرني دوراً كبيراً في انتشار هذا التفسير على نطاق واسع ، وقد أخبرني العبيكان بأنه بيع من هذا التفسير الآف النسخ في معرض الكتاب الأخير في المغرب ، وأنه قد طبع منه في المرتين الأولى والثانية خمسون ألف نسخة ، وسيطبع الثالثة مثلها . والخلاصة أنه تفسير ممتع نافع ، رزق قبولاً بين الناس ولله الحمد ، وهو كالتفسير الميسر يعد الدرجة الأولى في سلم التفسير .
---
أحمد الفالح
11-01-2006, 04:59 AM
شكر لك يادكتور عبدالرحمن هذا البيان ، لكن وددت لو اتحفتنا بالتقرير الذي كتب حول هذا الكتاب علنا أن نستفيد جميعاً إن أمكن ذلك ،،،،
---
عبدالرحمن الشهري
11-01-2006, 05:28 AM(1/2801)
أخي أحمد الفالح وفقه الله وجميع الزملاء : حتى تخرج الطبعةُ الثالثةُ إن شاء الله ، فلا بد من استئذانهم في ذلك وهم الآن بدأوا في إصدار الطبعة الثالثة ولعلها تكون قريباً في المكتبات .
---
عماد الدين
11-01-2006, 01:00 PM
حصلت على نسخة من التفسير
الحقيقة يشكر الشيخ عايض على جهوده
ملاحظات أود ذكرها للفائدة :
أولا : التفسير الميسر الذي نشره (مجمع الملك فهد) طبع في (بلاد الشام) ويوجد (بكثرة) في الأسواق (بنفس) طبعة المجمع وبسعر زهيد. جزى الله خيرا من طبعه ونشره بدلا من حرمان الناس منه.
ثانيا : وددت لو الشيخ عايض حفظه الله اختار اسما آخر لأن الاسم الذي اختاره سبقه إليه المجمع ... الحقيقة هذا امر ضايقني خاصة أن التفسيرين صدرا من نفس البلد وفي فترة متقاربة
ثالثا : تفسير الشيخ عايض (ينقصه) النص القرآني فلو وضع صفحات المصحف في تفسيره لكان في ذلك خيرا كثيرا (مثل تفسير المجمع) وبالتالي يستغني المرء عن حمل مصحف آخر ويمكن وضع التفسير في المساجد ... يعني مصحف وتفسير في كتاب واحد ... وبشرط أن لا تزيد الصفحات عن صفحات المصحف
رابعا : صدرت تفاسير كثيرة والحمد لله مؤخرا ومعظمها مختصرات ... أنوي بإذن الله نشر مواضيع عنها بالصور حتى يتبين لزوار المنتدى الفروقات العلمية بينها
واخيرا أشكر الشيخ عبدالرحمن على ما تفضل به من بيان بخصوص التفسير
---
(1/2802)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ
---
وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ
---
أبو إسحاق
04-07-2006, 11:40 PM
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة الصافات آية175:"وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ", ويقول عزوجل في نفس السورة آية 179:"وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ",فقد اورد الله عز وجل في كلا الآيتين (سوف) وهي تدل هنا على الوعد والوعيد كما تدل على التأخير والتنفيس ,ومن الملاحظ ان الآية الاولى افصحت عن الضمير في قوله"وَأَبْصِرْهُمْ "بينما في الآية الثانية حذف فما هو السر في هذا؟
يتضح من اقوال المفسرين ان الآية الاولى يدل على انزال العذاب المتمثل في نصر المسلمين على الكفار وكأن حال الآية يقول انظر الى حالهم وتأملْ أحوالهم ترَ كيف ننصرك عليهم، وهذا هو الوعد الذي ناله المسلمون (النصر) والوعيد الذي نزل بالكفار(الهزيمة) في الدنيا والدليل على هذا الآية التالية :"أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين "اي ان إستعجالهم وقولهم: متى هذا الوعد؟ متى هذا الفتح؟ دليلاً على ان المراد ب(ابصرهم)العذاب الدنيوي بالقهر والظفر عليهم.واما الآية الثانية "وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ "فيها الضمير محذوف فان المراد به التهديد بعذاب الآخرة ,فالحذف يشعر بالعموم وأن المراد إبصار ما عليه عامة الناس من الكفر والفسوق ويناسبه التهديد بعذاب يوم القيامة.
وهنا نكتة بلاغية آخرى وهي ذكر لفظة (حين ) نكرة في الآيتين,فالحين هو الوقت ونكرت للتحقير المعنوي ليدل على القلة والقرب وهذا ينطبق على الحين(الوقت) في الحصول على الغلبة والنصر للمسلمين ,وفي الآية الثانية ليدل على ان الحين(الوقت) في مجيئ يوم القيامة قريب جدًا, يقول الله تعالى:" اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ" (1)/القمر.(1/2803)
هذا والله اعلم
---
أبو إسحاق
04-08-2006, 01:19 AM
السلام عليكم
عذراً فقط ورد خطأ في تعيين موضع لفظة (حين) ,فالذي قصدته هو اقتران كل من الآيتين 175,179بالآيتين : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174), وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178)...فحين وردت في الآيتين اللتين تسبقا 175,و179.
---
(1/2804)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يونس ، هود ، و يوسف: الثلاثية القرآنية و اشياء اخرى..
---
يونس ، هود ، و يوسف: الثلاثية القرآنية و اشياء اخرى..
---
عزام عز الدين
03-08-2006, 03:06 AM
سورة يوسف هي سورة مميزة ومختلفة عن النسيج العام للخطاب القراني . ووجه الاختلاف في سورة يوسف عن بقية النسيج القراني ، انها وحدها ، تنفرد بالسرد المتتابع لقصة نبي من البداية إلى النهاية – دوناً عن بقية الانبياء والرسل الذين ترد قصصهم في سور مختلفة ودونما اعتماد على التتابع الزمني .
وتختلف ايضاً ان قصة يوسف لاترد الا في هذه السورة بالذات . وذكره لايأتي ابداً الا بصورة عابرة ، تذكيرية في سورتين اخرتين هما الانعام ( ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف ..) 84 الانعام – و( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات ) 34 غافر – والسورتان مكيتان ، مثل سورة يوسف التي هي مكية بمعظمها بأستثناء الثلاث ايات الاولى التي انزلت في المدينة والحقت ببداية السورة ..
ولأسباب عديدة ، قد يكون هذا الاختلاف من ضمنها ، اثارت سورة يوسف الانتباه واستقطبت العديد من الدراسات والمؤلفات التي ركزت خصوصاً على دراسة الجوانب الفنية والجمالية في البناء القصصي لسورة يوسف …
لكن سورة يوسف يجب ان لاتعزل عن السياق المحيط بها في الخطاب القرآني ، عند دراستها ، حتى لو كانت مختلفة عن هذا السياق ومتميزة عنه .
ان سورة يوسف ، تتميز ايضاً بان ترتيبها الحالي في القران مطابق لترتيب نزولها بعد سورتي يونس وهود . وفي هذا لابد ان يكون معنى خاص يجعل من السور الثلاثة يونس ، هود ، يوسف – اقرب إلى الثلاثية المتسلسلة التتابع ، منها إلى ان تكون منفصلة عن بعضها ، رغم كون البناء القصصي في( سورة يوسف) مختلفاً عن سابقيه في يونس وهود .(1/2805)
ان هذا الارتباط – الاختلاف لابد ان يكون ذا مغزى ودلالة . فالسور الثلاثة مرتبطة معاً بالتسلسل الزمني وقت النزول – وبالتسلسل الترتيبي الذي يقرأه ملايين المسلمين منذ اكثر من ألف عام ، لكن على جهة اخرى : هناك التميز الذي اختصت به سورة يوسف لاعن الثلاثية التي تنتمي اليها فحسب – ولكن عن بقية السور القرآنية ككل .. ولا بد ان يكون هذا الارتباط – الاختلاف قد حصل لحكمة لهدف . بدلالة ومغزى ومعنى ..
فهل وصل الينا شيء من الاثر الذي احدثه هذا الاختلاف – الارتباط في الفترة المكية ؟
نعم لقد وصل الينا اثر مهم يحمل دلالة مميزة .
* * *
من دون كل السور القرانية ، يصل الينا حديث عن الرسول (صلى الله عليه و سلم) ليصف تفاعله مع (هود واخواتها) .. على حد تعبيره الشريف : شيبتني هود واخواتها (ابي يعلى 880 ، المعجم الكبير ، 790، 318). شيبته ؟ لماذا ياترى؟ ما الذي فيها بالذات – هود واخواتها – الذي يجعل الرسول الكريم يصف هذا الوصف المفزع لتفاعله مع هذه السور بالذات ؟
* * *
نستطيع ان نستنتج ، من كون سورة يونس نزلت بعد سورة الاسراء ، ان هذه الثلاثية المترابطة : هود واخواتها ، نزلت في فترة مكية متأخرة نسبياً ، اعتماداً على كون حادثة الاسراء قد حصلت ..في اغلب الروايات – قبل الهجرة بسنة واحدة ، أي في الثانية عشر للبعثة . وحتى لو كانت حادثة الاسراء ، ابكر من هذا الموعد ، فان (هود واخواتها ) ستظل محتفظة بموقع النزول في وقت ما من الثلاث سنوات الاخيرة في مكة .
وكانت تلك الفترة صعبة في حياة الدعوة ، اذ اشتد فيها عداء قريش و محاربة الملأ المكي لمحمد (صلى الله عليه و سلم) ، خاصةً بعد وفاة ابي طالب عم النبي الذي مثل سنداً عشائرياً مهماً لمحمد تمكن من حمايته في عدة مرات سابقة . وكذلك بعد وفاة خديجة زوجته التي كانت سنداً معنوياً مهماً منذ بداية بعثته .(1/2806)
من جديد ، وجد محمد (صلى الله عليه و سلم) نفسه وحيداً ، رغم ان عدد اتباعه زاد – الا ان احساسه بالوحدة تضاعف بعد وفاة عمه وزوجته – وكان ذلك قبل حادثة الاسراء .
وكانت قريش قد تفننت – في هذه الفترة – بمحاربة الرسول عليه الصلاة والسلام ، حتى انها حاصرت بني هاشم في شعاب مكة ومنعتهم الاسواق ، وكتبت في ذلك العهود والمواثيق ورغم ان هذا الحصار كسر فيما بعد الا ان فترته الطويلة – سنتين إلى ثلاث سنوات – تركت اثرها حتماً على طبقة المؤمنين : لقد افهمتهم لاي مدى يمكن ان تمضي قريش في حربها ضدهم .
ثم كانت وفاة ابي طالب . ثم ام المؤمنين خديجة .
ويمكن فهم حادثتي الاسراء والمعراج بمجملها بربطها بالوضع النفسي للرسول عليه افضل الصلاة و السلام في تلك الفترة : لقد قدم للرسول دعماً معنوياً ونفسياً هائلاً عبر اسرائه ومعراجه، ثم انه عاد بالصلاة – واحدة من اهم اركان الدين الاسلامي ..
رغم ذلك – فأن الوضع الداخلي في مكة قد ازداد سوءاً : فسخرية مشركي مكة و سخريتهم منه عليه افضل الصلاة والسلام – زاد اضعافاً بعد الاسراء والمعراج . بل ان بعض المسلمين انفسهم قد افتتنوا بعد الاسراء والمعراج كما تروي بعض الروايات .
كانت مكة قد صمت اذنيها عن سماع دعوة محمد عليه الصلاة و السلام . بل منعت وروجت عند بقية القبائل ان لا تسمعه . وبعد عشر سنوات من الدعوة كانت لاتزال عند موقفها المتعنت الغبي، بعد عشر سنوات : كان الاذى والسخرية والاضطهاد – والظلمة .
في تلك الفترة بالذات المحملة بأقصى التحديات ، تنزل هود واخواتها اللواتي شيبنه عليه افضل الصلاة والسلام .
وكان وقتها – قد بلغ الخمسين – او تجاوزها بقليل .
* * *
تبدء سورة يونس بداية هادئة ، مثل اغلب السور المكية .
(ان ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه ..) يونس 31(1/2807)
وتبدء اللهجة بالتصاعد التدريجي وهي تمتد بعرض واستعراض الجدال مع الملأ القريشي : ( ولكل امة رسول فاذا جاء رسوله قضى بينهم بالقسط وهم لايظلمون . ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين . قل : لااملك لنفسي ضرأ ولا نفعاً الا ماشاء الله لكل امة اجل اذا جاء اجلها فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) 47-48-49 يونس
ثم تمر – مروراً سريعاً ، او يبدو ، على الاقل ، كذلك ، (واغرقنا الذين كذبوا بأياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ) يونس 73- بخصوص قوم نوح ثم ومرة اخرى الغرق بخصوص قوم فرعون (فاتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بني اسرائيل …) بعد فوات الاوان ! ،يونس 90
ثم : (ولو شاء ربك لامن من في الارض ، كلهم جميعاً ، أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) يونس 99 ، والحوار الالهي هنا يواجهه هو بالذات ، محمد عليه الصلاة و السلام ، الذي كان يواجه السخرية والاضطهاد التي واجهت الانبياء قبله ، مثلاً نوح ، ومثلاً موسى ، كل مامر بهم يمر به الان ، يعانيه ، يقاسي منه ، وحسب الامر الذي يدبره الله ، فانهم سيلاقون ذات المصير الذي لاقاه ، قبلهم ، القوم المكذبون قوم نوح وقوم فرعون .. وكان هذا ما لايريده محمد : نبي الرحمة – الرسول الذي هاجسه الدعوة – كان يريد لهم الايمان – والصلاح – والتغيير ، لا الدمار بسيل يقضي عليهم او بالزلزال او الصاعقة .
فجاء الخطاب (افانت تكره الناس ، حتى يكونوا مؤمنين ؟ ..)يونس 99
واكثر من ذلك : (فهل ينتظرون الا مثل ايام الذين خلوا من قبلهم – قل : فانتظروا اني معكم من المنتظرين ) يونس 102…
اذن عليه ان ينتظر . ينتظر اليوم الذي سيلاقون جزاءهم فيه : الغرق مثلاً . الاعصار – او الزلزال – وينتظر وقلبه يتفطر،قلب الداعية المحب لقومه والمتوسم فيهم و في من في اصلابهم خير …(1/2808)
وتنتهي السورة بما هو اقوى : (واصبر حتى يحكم الله . وهو خير الحاكمين ) 109 يونس
اذن سيحكم الله . وعليه ان يصبر إلى ان يأتي هذا الحكم . وهو حكم قطعي وغير قابل للاستئناف : تراه الطوفان ام الاعصار ام الزلزال ؟؟
هكذا كان عليه الصلاة و السلام يفكر ويتفاعل مع الخطاب القرآني في تلك المرحلة الصعبة التي تكالبت عليه وعلى دعوته الصعوبات والفتن .
وكانت سورة يونس مجرد مقدمة تمهيدية لسورة هود . مجرد احماء ذهني وفكري لما ستفعله سورة هود التي وصفها عليه افضل السلام تحديداً بانها شيبته.
* * *
سورة هود .
(فلعلك تارك بعض مايوحي اليك وضائق به صدرك ان يقولوا لولا انزل عليه كنز او جاء معه ملك انما انت نذير ..) هود 12
(فقال الملا الذين كفروا من قومه مانراك الا بشراً مثلنا و ما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا ..) هود 27
(قالوا يانوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا فاننا بما تعدنا ان كنت من الصادقين) 32 هود
(… كلما مر عليه ملا من قومه سخروا منه …) 38 هود
(.. وحال بينهما الموج . فكان من المغرقين) 43 هود
(وقيل ياأرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي الامر ..) 44 هود
انها صورة مفجعة :- تلك التي تقدمها بداية السورة – الاب وهو يرى ابنه – بأم عينيه يغرق . صورة مفجعة ، الاب يحاول مع ابنه ، ويتصور ان بامكانه انقاذه : فقط لو صعد إلى السفينة . لكن الابن يأبى . فيغرق : صورة مفجعة لأي اب يعرف طعم الابوة وقيمتها . ولعلها مفجعة اكثر لنوح الذي ربما تذكر انه دعا – ذات مرة . في لحظة صعبة : (رب لاتدع على الارض من الكافرين ديارا) نوح26 – وها هو دعاؤه يستجاب : وتعم الاستجابة فتشمل ابنه نفسه . وما ان تستوي السفينة حتى يقول نوح (رب ان ابني من اهلي وان وعدك الحق ..) هود 45 – مستذكراً امر الله له : (احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك..) هود40 .(1/2809)
صورة مفجعة . ولعل اكثر الناس كان استشعاراً لها هو الرسول عليه الصلاة و السلام الذي نزلت الصورة كلهاعلى قلبه : فقد كان اباً مفجوعاً هو الاخر ، لم يعش له ذكور وشاهدهم بأم عينيه يموتون امامه . وكان احساسه يتجاوز مصيبة الاب المفجوع ليذكره بتجربة مر بها قبل فترة وجيزة : عندما مات عمه ابو طالب – الذي كان يكن له عميق الحب والتقدير – مات دون ان ينطقها ، وظل محمد – بقلب ابن الاخ والربيب المحب – يستنطقه وهو على فراش الموت ، ويطلب منه كلمة واحدة يحاجج ربه بها : بينما وقف شخوص الملأ المكي على الجهة الأخرى من الفراش : اتترك دين عبد المطلب ؟
ومات . مات دون ان ينطقها . وترك في قلب محمد عليه الصلاة و السلام حسرة عميقة .
واذا كان ابو طالب قد مات – وقضي الامر – فقد كان محمد –عليه الصلاة و السلام يشعر بان الوقت قد بدء يدركه بالنسبة لاخرين : ابناء عمومه وقرابة واصدقاء صبا وشباب . الناس في مكة الذين لم ينطقوا بما يمكن له ان يحاجج ربه من اجلهم . الناس الذين احبهم بقلب الداعية الذي يسع الناس جميعاً : صغاراً وكباراً . اشرافاً وصعاليك .
وكان يشعر – بعد عشر سنوات مضنية من الدعوة والصدود ان الوقت بدء ينقضي وانه سيأتي اليوم الذي يكون فيه : لاعاصم اليوم من امر الله … وقضي الامر .. كذلك كان تفاعله مع تلك الصورة المفجعة لنوح – الاب – الذي شاهد ابنه يغرق امام عينيه ، ولنوح – الداعية والرسول : الذي شاهد قومه يغرقون.
وكانت تلك مجرد مقدمة .
* * *
(قالوا ياهود ماجئتنا ببينه وما نحن بتاركي الهتنا عن قولك ) 53 هود
(ولما جاء امرنا نجينا هوداً والذين امنوا معه برحمة منا …) 58 هود
(وتلك عاد جحدوا بأيات ربهم … الا بعداً لعاد قوم هود ) 59-60 هود
* * *
(والى ثمود اخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره) 61 هود
(… فقال تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب ) 65 هود(1/2810)
(فلما جاء امرنا نجينا صالحاً … واخذ الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين ) 66 هود
( … الا بعداً لثمود ) 68 هود
* * *
( ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يوم عصيب ) 77 هود
(وجاء قومه يهرعون اليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات) 78 هود
(… فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احد … ان موعدكم الصبح . اليس الصبح بقريب ) 81 هود
(فلما جاء امرنا جعلنا عليهم سافلها وامطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ) 82 هود
* * *
(والى مدين اخاهم شعيباً قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان …) 84 هود
(قالوا : يا شعيب اصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا …) 87 هود
( ولما جاء امرنا نجينا شعيباً والذين امنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين ) 94 هود
(… الا بعداً لمدين كما بعدت ثمود ) 95 هود
* * *
.. وتتابع الايات – المفجعة . المشيبة في سورة هود . تتلاحق الصور الواحدة تلو الأخرى ، مثل جمرات محرقة يمر عليها قلب محمد عليه الصلاة و السلام : لقد مر بذلك كله من قبل . لقد كان هنا من قبل. هذا الحوار بين الانبياء وبين اقوامهم ، لقد سمعه من قبل، كان جزءً منه من قبل. لقد قال لقومه – اهل مكة – كما قال عادٌ لقومه. وصالح لثمود. ولوط لقومه. شعيب لمدين. لعشر سنوات الآن وهو يعيد نفس الكلام.
ولقد سمع كلام الاقوام من قبل . ما قاله قوم عاد وثمود واهل مدين وقوم لوط : سمعه على لسان الملأ المكي كما لو ان التاريخ يعيد نفسه . لعشر سنوات وهو يسمع نفس الصدود والسخرية والاستهزاء .
لقد كان في قلب التجربة النبوية. في قلب المشهد المتكرر. وكان المشهد المكي مشابه للمشاهد السابقة لدرجة المطابقة الا في تفصيل واحد ونهائي : الختام الذي ينتهي به القصة كلها . وكان ذلك المشهد لم يتوج الفصل المكي بعد ، ولكن احتمالية ذلك كانت قائمة .(1/2811)
وكانت الايات اشواك يتقلب عليها محمد. جمرات محرقة شيبت رأسه. فالمقدمات المتشابهة في الايات ومكة – تحتم منطقياً ان تكون النتائج ايضاً متشابهة .
وكان يتسائل – بلوعة وحرقة وخوف : هل يحدث لمكة ماحدث لمدين ؟ هل يحدث لقومه ماحدث لقوم عاد ولوط وصالح وشعيب؟ هل يأتيه الامر الالهي فجأة : ان اسر بأهلك .. ويكون موعدهم الصبح – أليس الصبح بقريب . ثم يأتي الامر الالهي متعدد الصيغ : يجعل عاليها سافلها. حجارة من سجيل. الصيحة – الصاعقة – الزلزال … إلى اخره.
ويصير : الا بعداً لمكة – كما بعدت غيرها من القرى ..
وكان ذلك يعذبه . لقد كان لايزال يحبهم. بعد عشر سنوات من الدعوة الصعبة والصدود المر كان لايزال يحبهم . ويتمنى لهم الايمان والتغيير والقيامة من نومه القبر التي يعيشونها وكان على خضوعه وانقياده للامر الالهي ، يتمنى نهاية مغايرة لمكة وقومها .. وكان يشعر ايضاً ، ان له دوراً سيكون مختلفاً عن بقية الانبياء ، ربما اعتماداً على طبيعة معجزته ورسالته خصوصاً بعد الاسراء والمعراج- يعرف ان دوره مختلف …
ولكنها على أي حال ، عشر سنوات صعبة وحتى الان لم يكن هناك سوى المقدمات المتشابهة مع بقية القصص – وكل الاسباب التي يمكن ان تؤدي إلى النتائج المتشابهة :
المشهد الختامي الذي انهى كل القصص بالعقوبة الالهية .
* * *
وكان تتابع الايات – الجمرات يكاد يؤكد له – تلميحاً – ذلك كله (ذلك من انباء القرى نقصه منها قائم وحصيد) 100 هود
(وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم …) 101 هود
( كذلك اخذ ربك اذ اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد) 103 هود
( .. وما نؤخره الا لأجل معدود ) 104
( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون) 117 هود
( وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك ..) 120 هود(1/2812)
اذن هواجسه تكاد تتأكد. لقد اقترب المشهد الختامي حقاً . انه مؤخره لاجل معدود فقط. ومكة واهلها يكادون يستنفذون فرصتهم الاخيرة. وهو يتمنى لو كانت هناك فرصة أخرى، ويتمنى لو كان بأمكانه ان يفعل شيء من اجلهم … وكان ذلك يشيبه فعلاً ..
ثم تأتي الآيات الخاتمة للسورة المشيبة : (وقل للذين لايؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون . وانتظروا انا منتظرون) 122
انتظروا ! انا منتظرون ؟..
ينتظرون ماذا ؟ تساءل الرسول . الصاعقة ؟ الصيحة ؟ الزلزال ؟ حجارة السجيل ؟ الامر الالهي بالخروج ؟
ينتظرون ماذا ؟ تساءل الرسول وقلبه معلق بعرش الرحمن ، وعيناه معلقتان في السماء ومتخوفاً من أي سحابة قد تكون مقدمة للمشهد الختامي .
( انتظروا انا منتظرون )
وجلس محمد ينتظر في مكة بعد عشر سنوات من الدعوة والصدود . ينتظر امراً بالخروج لتواجه مكة مشهدها الخاص بها- نهايتها المشابهة لتلك النهايات في قصص القرى- وبينما هو ينتظر . ومعه المؤمنون ، نزلت سورة بنسق مختلف وسياق متميز .
سورة لم يكن فيها وعيد ولا صيحة ولا حجارة من سجيل .
سورة ابتدءت برؤيا.
* * *
بعد كل ذلك التوتر والاستفزاز عبر مشاهد العذاب التي اصابت الاقوام السابقة ، وبعد ان تهيأ محمد صلى الله عليه و سلم نفسياً – بأنتظار صعب وطويل ان يستقبل امر الخروج الذي سيسبق المشهد النهائي للفصل المكي الاخير : الصيحة أو العذاب أو الحجارة .
وبعد ان تيقن ان نهاية مكة ستكون كنهاية مدين أو ثمود … أو قرية لوط وصالح . نزلت عليه فجأة ، سورة تبدء برؤيا .. طفل يخبر اباه عن حلم رآه : (ان قال يوسف لابيه ياأبت اني رأيت احدى عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ) يوسف 4
بدلاً من الزلزال أو صيحة العذاب وامر الخروج ، ينزل حلم طفولي شفاف على قلب الرسول •..(1/2813)
تبتديء السورة بذلك الحلم الشفاف الطموح-وبذلك المشهد الحميم بين الاب وابنه ..، ومع تتابع الايات نتابع يوسف وهو يكبر ويلاقي مصاعب-وكوارث ، ولكن شيئاً لايفت من عضده ، يستمر والحلم – الرؤيا في الاطار العام لافكاره وخططه : يستمر ، وذلك الحلم الطموح - الايجابي يشكل التربة الخصبة لكافة ولتغلبه على المعوقات امامه .
… ونراه – اقرب الناس اليه يتأمرون عليه . وتراه وحيداً ملقى في البئر ثم وهو يباع رقيقاً رخيصاً بثمن بخس: دراهم معدودة . ثم وهو يعمل كخادم-ويكاد يتعرض للاغراء والغواية. ثم يدخل السجن مظلوماً بتهمة مزيفة ،كل ذلك ، ويوسف يكبر ولكن ذلك الحلم الطفولي البعيد- الذي يبدو تحقيقه مستحيلاً-يظل موجوداً في اعماقه.
لم يتمكن اليأس من قتل ايجابيته- وظل مع كل ذلك وحيداً : منذ القى في البئر ، غريباً : من التقطه السيارة وباعوه في مصر . لكن شيئاً من ذلك لم يقتل روح الحلم في اعماقه . شيئاً من كل تلك المصاعب لم يستطع ان يقتل الاصرار والعمل والدأب في دواخله ..
.. وتنتهي السورة واذا بالحلم الذي إبتدء مع بدايتها يتحقق إذا بيوسف الذي رأيناه يباع كرقيق رخيص ، وفي السجن- اذا به متقلداً اعلى المناصب في ارقى دول زمانه .
وقد ابتدء ذلك بحلم طفولي ، رآه يوسف ، واسر به والده..
* * *
ان تفاعل الرسول (صلى الله عليه و سلم) مع الخطاب القرآني في هذه السورة بالذات ، لابد وان كان مختلفاً ومميزاً – فنزولها بعد هود مباشرةً- وفي الظروف الصعبة التي كانت الدعوة تمربها ، لابد وان جعلت من التفاعل معها يحمل مذاقاً خاصاً ومميزاً . عملياً كان الوعيد الالهي في هود شديد اللهجة .
وكان الامر بالانتظار (انتظروا انا منتظرون) محملاً بأيحاءات ودلالات تتجه في معظمها إلى حدث عظيم مفاجيء سيغير السكون الذي بدء يلف الاوضاع في مكة ..(1/2814)
وكان من المفروض ان يحدث شيء ما. أي شيء يغير رتابة الامر الواقع الذي بدء الملأ المكي يفرضه على الدعوة الجديدة . ففي كل الحسابات ، لم يكن عدد اتباع محمد يتجاوزون المائة بعد عشر سنوات من الدعوة. هو رقم لانستطيع ان نقول انه مشجع جداً ، خاصة في ظل ظروف الاضطهاد والاستكبار التي كانت تمارس ضد اتباع محمد- وفيهم مستضعفون وعبيد.
وعموماً لم يكن هناك حدث قوي يسند الدعوة الجديدة منذ اسلام عمر والحمزة ، خاصة بعد وفاة ابي طالب وخديجة- ورغم إن حادثة الاسراء والمعراج اسهمت في تثبيت قلب محمد (صلى الله عليه و سلم)- الا ان الجبهة الداخلية لم تتحسن اوضاعها كثيراً : فالسخرية زادت ، وبعض المؤمنيين افتتنوا.
بأختصار : كان لابد بشيء ان يحدث ليكسر جدار الامر الواقع .
وبعد عشر سنوات ، كان المتوقع ان يحدث ماحدث لقرى سابقة – وامم سابقة: العقوبة الالهية التي تنهي القصة بأكملها ، ومن جذورها .
وفي ظل الانتظار المتعب- المتحدي (انتظروا انا منتظرون ) الذي اختمت به سورة هود التي شيبته عليه افضل الصلاة والسلام ، تنزل على قلبه سورة بنسق مختلف وسياق متميز تبدء بحلم طفولي شفاف وطموح كأنما لتغير معطيات التفكير واولويات النظر ، في تلك المرحلة الدقيقة التي كانت الدعوة تمر بها : ، ولو استعرضنا نتائج التفاعل المحمدي مع الخطاب القرآني في سورة يوسف لوجدنا عدة نقاط مهمة:
اولاً- لقد غيرت السورة من معطيات تفكيره التي سيطرت عليها مشاهد العذاب المفجعة في سورة هود . فهنا صار النجاح ممكناً . ولم يعد العذاب الالهي هو الفعل النهائي في قصص الانبياء. بل صارت هناك امكانية النجاح والتمكين في الارض والسيطرة على خزائن الارض .(1/2815)
ثانياً – لقد كان يوسف ، بعد كل شيء ، وحده – الا من ايمانه وطموحه ودأبه على الكفاح ، لقد كان وحيداً منذ القي في البئر: لا اخوه ولا عمومة ولا خؤولة – ولا سند عشائري من أي نوع ، كما انه كان خالياً من أي مكانه اجتماعية مؤثرة منذ بيع كرقيق رخيص – بثمن بخس دراهم معدودة- ثم عمل كخادم ، ثم صار نكرة منسية في السجن – لكن ذلك كله لم يعوق امكانية نجاحه ووصوله إلى هدفه..
وكانت تلك النقطة مهمة في تفاعل محمد (صلى الله عليه و سلم) مع الخطاب القرآني : فوحدة يوسف صارت فجأة تعني مواساة له عن فقدانه لعمه (السند العشائري) وزوجته خديجة (السند المعنوي والمادي) – فيوسف اصلاً لم يمتلك هذين السندين في قصة كفاحه الطويلة ومع ذلك نجح.
ثالثاً – لقد اعطته سورة يوسف تلك الفكرة المغايرة عن امكانية النجاح في قرى أخرى ، مدن أخرى غير قريته ومدينته. فيوسف لم يتحقق حلمه الا في مصر ، وربما لو ظل في مجتمعه البدوي – العبري – لما تحقق له حلم ولا نجاح لكنه عندما نجح في مصر : وفيها ارقى حضارة في ذلك الوقت – استطاع ان يستقطب ويجذب ابناء عشيرته من البدو الرحل ، الذين استوطنوا مصر وتقلبوا في ظروف مختلفة خلال بضع مئات من السنين إلى ان خرجوا من موسى.
ان تلك الفكرة المغايرة جعلت من بصيرته عليه افضل الصلاة والسلام تتفتح لتر ان مكة ليست الساحة الوحيدة للدعوة: وان امكانية النجاح في اماكن أخرى قد تكون اوفر .
رابعاً – لقد لمحت سورة يوسف إلى اهمية الانتقال من المجتمع البدائي – الرعوي، مجتمع الصيد والرعي- إلى مجتمع اكثر تقدماً من النواحي الإنتاجية :زراعي مستقر مثلا كما هو في وادي النيل .. ، ولقد اثبت سياق السورة تفوق ليوسف في هذا المجال عندما قدم نصيحته للملك بخزن القمح في مواجهة سنين جفاف متوقعة .(1/2816)
خامساً – تقدم السورة في سياق مختلف ، رغم كل الصعوبات التي تواجه يوسف ، لغة هادئة ، ومشاهد تكاد تعارض مشاهد سابقة في سورة هود: فبعد مشهد الاب – نوح المفجوع بأبنه مرتين مرة لكفره ومرة لغرقه ، هناك مشهد معارض في سورة يوسف: مشهد حميم بين يوسف ويعقوب في بداية السورة واخر في نهايتها .اذن ليس كل الابناء كفرة – وليس كلهم عاقون .
وحتى الاخوة الذين تآمروا على يوسف ورموه في البئر، حتى هؤلاء، اتى عليهم حين من الدهر ليعلنوا فيه توبتهم وندمهم .. وصلحهم .
.. وكان ذلك جديداً كله .
* * *
لقد أعطى التفاعل مع معطيات التفكير التي افرزها الخطاب القرآني ابعاداً جديدة ، ومساحات عذراء ، وآفاق اوسع..
وفي تلك الفترة تحديداً التي اعقبت هذا التفاعل المبدع الايجابي، حاول الرسول (صلى الله عليه و سلم) نقل الدعوة إلى الطائف ، ولكنها محاولة قوبلت بصدود مماثل لما حصل في مكة . ثم حاول مع اهل يثرب .
وهناك : كان ما كان .
* * *
عبر هذا الفهم المغاير لسورة يوسف وموقعها ضمن سلسلة يونس – هؤلاء بالذات، في المرحلة الصعبة من الدعوة التي تلت وفاة ابي طالب وخديجة وافتتان المؤمنين بالاسراء والمعراج-عبر هذا الفهم المغاير يمكن معرفة كيف استطاعت هذه السورة المختلفة تغيير معطيات التفكير وتوسيع الافاق والمديات النفسية للرسول الكريم عليه افضل صلاة و اتم تسليم – وكيف استطاعت على الاخص ان تتفاعل معه ايجابياً لتزرع في داخله الاحساس بجدوى العمل بعد عشر سنوات واكثر من الصدود. بل تؤشر له على خارطة العمل والامل ترسم في دواخله صيغاً متعددة الالوان والرؤى بدلاً من النظرة الاحادية واللون المتكرر ..، هذا بينما لاتقدم السورة – عندما تعزل عن سياقها هذا – اكثر من (حدوتة) حكاية بالمعنى التقليدي، مسلية ومثيرة نعم- لكنها لاتقدم لنا شيئاً عن التفاعل النبوي معها، عن اثارها الايجابية، عن اعماقها الكامنة، وطاقاتها التعبوية- القائمة لحد الان .(1/2817)
من كتاب البوصلة القرآنية - الدكتور احمد خيري العمري دار الفكر دمشق
---
(1/2818)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عن مدلول ترتيب سور القرآن العزيز
---
عن مدلول ترتيب سور القرآن العزيز
---
عائشة
10-16-2006, 12:38 AM
لدى سؤال بخصوص ترتيب سور القرآن العزيز فما هو مدلول ترتيب سور القرآن على هذا النحو الذى هى عليه ولم لم ترتب السور على حسب نزولها ؟
************************************************** ************************************************** *******************
ثم عن مدلول المكى والمدنى حسب ما علمت وان كان علمى صحيحاَ ان مدلول المكى هو ما نزل قبل الهجرة وان مدلول المكى ما نزل بعد الهجرة وان كان بالمدينة . ولم يحدث الاختلاف بين العلماء فى تصنيف السور امكيةٌ هى ام مدنية
ارجو التوضيح ممن عنده علماَ بذلك
---
الإسلام ديني
10-18-2006, 01:43 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال جميل
للتذكير
/////////////////////////////////////////////////
---
مروان الظفيري
10-18-2006, 02:46 PM
الأخت عائشة
كل عام وأنت بخير
وعليك بهذا الرابط ، ففيه بغيتك ::
http://www.quranway.net/index.aspx?function=Printable&id=269&lang=
---
(1/2819)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دروس في التفسير (صوتية) لفضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
---
دروس في التفسير (صوتية) لفضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
---
محب الوحي
11-09-2006, 10:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت هذه المجموعة من دروس التفسير للعلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى رحمة واسعة وهي كما ذكر ناشرها في الموقع الآتي من أنه http://www.islammessage.com/booksww/rm/index.php
جمع هذه المادة من عدة مصادر الدكتور خالد بن عثمان السبت ، الأستاذ بكلية المعلمين بالدمام وهي لا توجد مجتمعة بهذه الكيفية لدى أي مصدر آخر
ورغم عدم وضوح الصوت في بعض الأشرطة التي تم تسجيل هذه المادة منها إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية هذه الدروس التي تعتبر بحق تراث علمي ينبغي المحافظة عليه
ونوجه دعوة للعاملين في مجال الصوتيات وأصحاب التسجيلات الإسلامية للعمل على تصفية هذه الأشرطة وإخراجها بأحسن مما هي عليه الآن
ويمكن لمن يرغب في الحصول على أصل أشرطة الكاسيت لهذه المادة بغرض العمل على تصفيتها وإخراجها بحال أحسن مما هي عليه الآن الاتصال بنا ......
وأستسمح المشرف على وضع الرابط...
---
فهد الوهبي
11-10-2006, 03:00 AM
جزاك الله خيراً
---(1/2820)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عرض موجز لكتاب (أسباب النزول) لبسام الجمل
---
عرض موجز لكتاب (أسباب النزول) لبسام الجمل
---
عبد العزيز الضامر
12-25-2005, 12:29 AM
تلقيت مُكالمةً هاتفيةً من المشرف العام لهذا الملتقى المبارك مفادُها التأنيب والعتاب من قلب أخٍ مُحب عن هذا الانقطاع الطويل الذي حال عن المُشاركة في المُلتقى , فلم أملك إلاَّ أن أستجيب لإشارته في الحال وأشارك بهذا العرض السريع .
http://www.tafsir.net/images/asbabnzool.jpg
(أسباب النزول) رسالةٌ علميةٌ تقدم بها الباحث لنيل درجة الدكتوراة من كلية الآداب بمنّوبة في تونس , وقد أشرف عليها الأستاذ: عبد المجيد الشرفي. وصدرت عن المركز الثقافي العربي سنة (2005م).
وقد قسَّم الباحث هذه الدراسة إلى مُقدمة وأربعة أبواب وهي الآتي:
الباب الأول: علم أسباب النزول منزلةً ونشأةً ومدوَّنة .
الباب الثاني: أخبار أسباب النزول- بنيتها وصناعتها .
الباب الثالث: أثر أسباب النزول في علوم القرآن .
الباب الرابع: المتخيّل والتاريخي في أسباب النزول.
وقد انطلق الباحث في كتابة هذه الدراسة من خلال المنهج النقدي للتأريخ الذي يقوم على النقد التام للنص وتشريحه دون النظر في قدسيته من عدمه , أو صحته وضعفه , وكذلك النقد التام للأشخاص دون التفريق لمن لهم مكانة في الشرع كالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته من غيرهم .
(1) - تمَّ عرض المادة بطريقة متميزة وجذابة وهذا راجع إلى حُسن الطباعة وجمال الإخراج , وبهذه المُناسبة فإني أهيب بالأخوة المصنفين بأن يعتنوا غاية العناية بطريقة العرض والتصميم ؛ لأنَّ جمال الكتاب وحسن عرضه دليل على علو ذوق صاحبه .
(2) - كُتب البحث بلغةٍ مُعاصرةٍ وهذا جيد إلاَّ أنني أُخالفه في المُبالغة –أحياناً- في نحت بعض المصطلحات واختيار العبارات الفلسفية .(1/2821)
(3) - قراءته الناقدة والمستوعبة لكتابي أسباب النزول للواحدي ولباب النقول للسيوطي .
(4) - اعتماده على إحصائيات وجداول ونسب أثرت المادة البحثية .
قسَّم الدراسات الحديثة التي تكلمت عن أسباب النزول إلى ثلاثة أقسام وهي الآتي:
- الأول: الموقف التمجيدي : وهو ما يقوم به الدارسون المعاصرون من ترديد آراء القدامى في أسباب النزول كالزرقاني وصبحي الصالح والطاهر بن عاشور , وبيَّن أنَّ هذا الموقف هو السائد والمنتشر في العالم العربي .
- الثاني: الموقف النقدي: وهم الذين يتبعون المنهج النقدي للتراث مُلغين مسألة الثوابت وأنَّ كلَّ شيء قابل للنقد ومنهم حسن حنفي , ونصر أبو زيد , ومحمد أركون وغيرهم .
الثالث: الموقف الاستشراقي .
يرى الكاتب أن تسعة أعشار المصحف ليست لها أسباب النزول .
يرى الكاتب بأنَّ أسباب النزول شارك القُصاص في نسجها لاسيما في ما يتعلق بالسيرة والمغازي .
تجرأ على النبي صلى الله عليه وسلم واتهمه بأنه كاد أن يحكم بالهوى دون تحكيم كتاب الله . (ص:241-242).
تجرأ على ابن عباس رضي الله عنه واتهمه بوضع أسباب النزول لأنه أكثر من روى أسباب النزول رغم أنه لا يُعدُّ شاهداً حقيقياً على نزول الوحي , إذ لم تكن سِنُّه تسمح له بأن يكون صحابياً بالمعنى الدقيق للصحبة وشاهداً موثوقاً به على أحداث فترة الوحي و لا يُستبعد أن يكون قد اختلق عدداً منها , لكن لا أحد يجرؤ أن يقول هذا الكلام في جد الدولة العباسية !!(ص:134-136)
وختاماً:
فإنَّ الكتاب يُحتاج إلى قراءةٍ مُتأنية , ومراجعة ما احتواه من آراء جريئة , وأفكارٍ خطيرة.
حُرِّر في ليلة الأحد 21/11/1426هـ
---
عماد الدين
12-25-2005, 01:01 PM
أشكرك على جهودك .. والموقع يحتاج لأمثالك
لا أخفيك أنه ضاق صدري من هذا الرجل الذي تنقل لنا ملخص كتابه. بل اشمأز قلبي منه ومن أمثاله.
واسمح لي أخي العزيز على المصارحة.
---
أبو بيان
12-25-2005, 09:08 PM
سبحان الله !!(1/2822)
كأن المؤلف لن يصل إلى الحقيقة مع تعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو القرآن الكريم,
ما أقبحها من موضوعية مزعومة.
---
جمال أبو حسان
12-26-2005, 10:20 AM
هذا شان المتعلمين بعيدا عن حلقات العلم في المساجد ولا حول ولا قوة الا بالله
---
أبو عبد المعز
12-26-2005, 03:43 PM
شيخ المؤلف عبد المجيد الشرفي.....واحد من الطابور" التنويري "المعروف الذين يريدون "هدم" الاسلام من الداخل أو"الاستشراق من الداخل"- لو سمحتم لي بهذه التسمية- وقد استضافته قناة تلفزية عندنا مع "رفاق له " ولم استطع متابعة البرنامج بسبب الغثاء الذي يرغم على الغثيان..
فحسبنا الله ونعم الوكيل.
هؤلاء الناقدون لكل شيء ......لم يخطر ببالهم أبدا أن ينقدوا "نقدهم"......مع أن فطرة الإنسان تقتضي أن يفرك المرء عينيه قبل تصويبهما للإبصار......لكن هؤلاء الذين ابتلينا بهم تغمر أعينهم الأقذاء والعمش فيرون القاذورات في كل مكان ....فهل من مبلغ لهم عن الموطن الحقيقي للخلل؟
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2006, 02:41 PM
هذا موضوع له صلة بالكتاب وموضوعه ، للكاتب أيمن حاج أسد ، يعطينا أبعاداً أخرى لنظرة بعض الكتاب لكتاب الجمل ومنهجه فيه .
ثمانية أعشار آيات المصحف ليست لها أسباب نزول، ولا شك في أن هذا يطعن في رأي بعض المعاصرين حول اقتران آيات القرآن الكريم كلها بأسباب نزول تاريخية، والتي يعمدون إليها كمدخل لقراءة تاريخانية للنص، كما أن ثمانين في المئة من الأسباب تتعلق بآيات الأخبار، وهو مخالف للانطباع الشائع عند القدامى من اختصاص أسباب النزول ببيان ما في بعض الآيات من أحكام قرآنية.(1/2823)
وكانت أسباب النزول تعكس تارة متخيلاً إسلامياً لا يرى حرجاً في تحدي قانون السببية، سواء أكان متعلقاً بالعجيب والغريب كالكائنات اللامرئية من جن وملائكة أم بالعناصر الطبيعية، وتعكس تارة أخرى مظاهر محدودة من التاريخ الإسلامي الأول، وبخاصة المغازي وصلة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالصحابة وبزوجاته (رضي الله عنهم)، كما تهم عدداً من الصحابة في تعبدهم ومعاشهم. ومن الطبيعي والحال هذه أنها لا تكفي في تبين كل ما يطمح الباحث في النص القرآني إلى معرفته على وجه الدقة، ولذا كان الرأي الذي استقر عليه المؤلف هو قلب طريقة علماء القرآن والمفسرين في التعامل مع أسباب النزول رأساً على عقب، فبدلاً من أن نقرأ مثلهم آيات المصحف بعيون الأخبار فإنه ينبغي قراءة الأخبار بتحكيم الآيات فيها تحكيماً نقدياً، هذه النتيجة التي خلصت إليها دراسة الباحث التونسي بسام الجمل «المؤسسة العربية للتحديث الفكري والمركز الثقافي العربي 2005» عن «علم أسباب النزول» بوصفها العلوم التي ظهرت نتيجة لبحث المفسر عن الظروف الحافة بآيات المصحف الشريف وعن مناسباتها والأشخاص المعنيين بها زمن الوحي.(1/2824)
إن البواعث التي تدفع للخوض والبحث في أسباب النزول، تتمثل في الحضور البارز لاسباب النزول في كتب التفسير، وفي وجود قراءتين قاصرتين علمياً وان كتب لهما الرواج على نطاق واسع، أولاهما قراءة إيمانية متشفية في المؤلفات القديمة سلم اصحابها بكل مرويات أسباب النزول وقبلوها على علاتها دون ادنى سؤال عن حقيقتها التاريخية ودون الجرأة على الطعن فيها بسبب ضوابط سطروها في التعامل مع إخبار أسباب النزول، إما القراءة الثانية فهي الاستشراقية الوضعية، وقد حكم فيها ممثلوها قواعد المنهج الوضعي في مقاربتهم اهم المفاهيم المؤسسة للفكر الإسلامي، ولم يعترفوا عند نظرهم في نص المصحف بصفة «المفارق» فيه، وكذلك عدم وجود دراسات عربية حديثة تصدت لمبحث أسباب النزول تصدياً علمياً موسعاً وأثارت قضاياه المنهجية والمعرفية، أو أجابت عن ابرز اشكالياته على نحو يجعلنا ندرك كيفيات اشتغال الفكر الإسلامي وآلياته في شأن نص المصحف من خلال أسباب النزول.
غير أن أهم من ذلك كله أن أسباب النزول تمثل قراءة تاريخية للقرآن تحمس لها بعض الباحثين العرب «نصر حامد أبو زيد على وجه الخصوص» لإثبات وضعيته أو على الأقل عدم الجدوى من الاستفادة منه في الحاضر والراهن.
ثمة قراءتين تناولتا علم أسباب النزول، القراءة التاريخية والقراءة الآنية، حيث تمتد القراءة التاريخية من أوائل القرن الثاني الهجري إلى بداية القرن العاشر، لا يمكن لهذه القراءة أن تكون مستمدة من مصدر واحد، كما أن الباحث في علوم أسباب النزول يحتاج إلى رصد ما يمكن أن يطرأ عليها من ضروب التغير في الرواية وأشكال التبدل في الدلالة، أما القراءة الآنية فلا بد من الاستئناس بها في انجاز عرض نقدي للمؤلفات الحديثة الدائرة على مباحث أسباب النزول.(1/2825)
وكما يذهب الكاتب بسام الجمل في دراسته المذكورة آنفاً، فإن استعراض الدراسات الحديثة في أسباب النزول يفضي إلى رصد موقفين متقابلين موقف تمجيدي اكتفى أصحابه باجترار ما انتهى إليه القدامى من نتائج في هذا العلم، فانعدم الحس النقدي في تلك الأعماق انعداماً كلياً، ومن هؤلاء صاحب كتاب «مناهل العرفان» و«مباحث في علوم القرآن»، وموقف نقدي لم يأت أصحابه إلا ببعض الملاحظات الجدية، لم تصل إلى مرحلة البحث المتكامل من منظور نقدي، استرشد ممثلوه بالمكاسب المعرفة والمنهجية المستفادة من العلوم الإنسانية وعلوم اللسان والانثروبولوجيا، من هؤلاء حسن حنفي، ونصر حامد أبو زيد، وفي هذا السياق لم يغفل الكاتب الدراسات الاستشراقية وسبب اهتمامهم بعلوم القرآن، التي تقوم على منهجين: المنهج الوضعي الذي كان قاصراً في تدبر المفاهيم المحورية المؤسسة للرسالة المحمدية مثل الوحي والنبوة والقرآن، ثم المنهج الفيلولوجي الذي كلف أصحابه بتتبع تاريخ المصحف والمراحل الكبرى للوحي، ووضع ترجمات للقرآن الكريم والخوض في بعض مسائل علوم القرآن ومنها أسباب النزول.
عمل الجمل على دراسة تاريخ علم أسباب النزول والكشف عن أهم عوامل تكون هذا العلم وتشكله وهي عوامل ثقافية (دور القصاص في الاهتمام بأسباب نزول بعض الآيات المتصلة بالسيرة النبوية والمغازي) ومعرفية (معرفة تاريخ نزول أي القرآن والخوص في الأحكام الناسخة والمنسوخة) وايديولوجية (تنازع المذاهب في تأويل النص الديني تعويلاً على أسباب النزول).(1/2826)
بعد دراسة بنية أخبار أسباب النزول وتبين طرق صناعتها ينتهي الجمل أن القسم الأكبر من مادة أسباب النزول مختلفة، ومشكوك في صحتها، وعدم ملاءمتها لمنطوق نص المصحف ولمقاصد الرسالة المحمدية، وهذا الاختلاق كانت وراءه دواع سياسية، ومذهبية، وبيئية، حتى قد تكون لعقد صلة بين آيات المصحف وما شاع من أخبار سيرة الرسول ومغازيه انطلاقاً من مجالس القصاص والإخباريين. ابن عباس مثلاً الذي استأثر برواية أكثر من ثلثي المرويات لا يعتبر شاهداً حقيقياً على مرحلة الوحي إذ لم تكن سنه – وهو في سن الثانية عشرة عند وفاة الرسول – تسمح له بأن يكون صحابياً بالمعنى الدقيق للصحبة وشاهداً موثوقاً به على أحداث فترة الوحي، ولكن من يجرؤ في ظل الدولة العباسية على تكذيب «جد الخلفاء» وقتها أو التشكيك في سلامة رأيه، كما أن جل التابعين رواة الأخبار من الموالي، ومن المعروف أن مناهضة بني أمية للموالي سيدفع بالعديد منهم إلى الرغبة في التفوق على العرب في الميادين التي كانوا يترفعون عنها، ومنها مجال العلوم عموماً كعلوم الدين واللغة وما شاكلها.(1/2827)
ولعل المفسرين استغلوا أسباب النزول لاستعادة طور متميز من تاريخ الإسلام، هو طور النبوة، فأعادوا بناء علاقة الرسول بالوحي، بخاصة لحظة تقبله التنزيل، ولقد أسسوا تصوراً للوحي لا يعكس إخباراً بما حصل في الواقع التاريخي وقتئذ من علاقة الرسول بالمفارق بقدر ما يترجم عن تمثلهم الخاص للوحي، وقاموا بتبرير القراءات الموافقة للمصحف العثماني في غالب الأحيان، والمخالفة له في بعض الأوقات، ووظفت تلك الأخبار لإقامة الدليل على صحة مقالاتهم في النسخ، وحسبما يرى المؤلف فإن ذلك التوظيف لم يقم على معايير مقنعة في تصور العلاقة بين أسباب النزول والنسخ، وان جل العلماء قاموا بهذا التطويع المقصود على رغم الشبهات العالقة به، من جهة الرواية وطرقها ومرجعيتها التاريخية ومدى صلتها بمقاصد النص الديني ورهانات الرسالة المحمدية.
الواقع أنه كثيراً ما يجد الباحثون المعاصرون حرجاً في التصدي بروح نقدية لجوانب من منظومة العلوم الإسلامية الأساسية التقليدية، ذلك أن عناصرها متضافرة، يعضد بعضها بعضاً، خشية أن تنهار المنظومة برمتها فيما إذا تبين الخلل في فرع من فروعها، ولهذا فهم مترددون بين الإثبات والنفي، بين الجرأة والخوف، بين مقتضيات المعرفة الحديثة ومقتضيات الوفاء لجهود القدماء، وتحتل دراسة المحاور العلمية التي ما فتئت تشغل المفسرين منذ استقام التفسير القرآني فناً ذا ملامح محددة، ومكانة متميزة، وقد تبلورت هذه المحاور بصفة تدريجية وتنوعت بتنوع اهتمامات المفسرين، كما تدل على ذلك مقدمات كتبهم، إلى أن جمعت في فترة متأخرة في «برهان» الزركشي و «إتقان» السيوطي، وقد عمل كلاهما على تصنيفها ضمن ما أصبح معروفاً بـ «علوم القرآن». وكانت وظيفتها الرئيسة توفير المعطيات التي تعين المفسر على فهم النص فهماً صحيحاً بحسب معايير المدرسة الفكرية والمذهبية التي ينتمي إليها.(1/2828)
ما تخلص إليه هذه الدراسة فإن جل مادة أسباب النزول لا تصلح لأن تكون معرفة إسلامية موثوقاً بها ومؤهلة بحق للإجابة عما طرحه العلماء المسلمون من أسئلة في مباحث السيرة والمغازي والحديث والوحي والفقه والقراءات والتفسير... فهذه الأخبار ليست سوى تمثل القدامى لمرحلة الوحي، وهو تمثل متأثر بأحوالهم التاريخية وناطق بهمومهم الثقافية عموماً.
موضوعات كثيرة تشترك مع أسباب النزول في مراوحة بين قراءة تاريخية وأخرى تاريخانية (مثل: الناسخ والمنسوخ والتخصيص والقراءة الفيلولوجية) تثار كلما أعيد الحديث عن القرآن وتاريخه وعلومه، تماماً كما يمكن أن نراها في كتاب تيودور نولكه «تاريخ القرآن» الذي نشر أخيرا (2004) وأثار حماسة بعض الحداثويين العرب من جديد ليتخذه دليلاً على أن العالم العربي أصبح أمام الحقيقة التاريخانية للقرآن بعد الدراسة «العلمية» لنولكه! فيما استثار حفيظة البعض الآخر (هاشم صالح مثلاً) ان يمنع الكتاب من التداول في أهم عاصمة النشر العربية (بيروت) ويصبح ذلك دليلاً على ان العالم العربي غير قادر على مواجهة الحقيقة التاريخانية للقرآن الذي يؤمن في شكل مطلق غير مخلوق ولا علاقة له بالنص البشري لا من قريب ولا من بعيد. والواقع أن تاريخانية هاشم صلاح وزملائه لا يدركون في شكل جيد أنهم يؤمنون بالمثل وفي شكل حقيقة مطلقة وغير قابلة للنقاش أن القرآن مخلوق وهو جزء من التاريخ البشري!
إن كتاباً يبحث في تاريخ القرآن سيبقى مهماً حتى لو كان استشراقياً ولكن كتاب نولكه – على رغم انه يمثل تحولاً في دراسة الاستشراق للقرآن إلا أن علله الكثيرة لا تجعلنا نذهب إلى القول بحماسة (كما ذهب هاشم صالح): «انه يمثل الثورة الكوبرنيكية بالنسبة إلى الدراسات القرآنية»، بقدر ما تجعلنا على اطلاع بتاريخ الدراسات الاستشراقية ومسارها المضطرب مع القرآن الكريم.
منقول .(1/2829)
قلتُ : كتاب تاريخ القرآن لنولدكه يبين مدى الضعف الذي قامت وسارت عليه الدراسات الاستشراقية ، وهذا الكتاب عمدة من كتب بعد ذلك في تاريخ القرآن ، وقارئه يوقن بضعف الجانب العلمي والنقدي لدى المؤلف ، وقلة بصره بالقرآن ولغة القرآن وتاريخه ، ونشره باللغة العربية مؤخراً يفتح الباب للمتخصصين في الدراسات القرآنية لبيان ضعفه وتهافته ، حيث كانت الدراسات النقدية السابقة له تنقل آراء بعض من اطلع عليه في لغته الأصلية ، فلم تكن تلك الآراء موفقة فيما ذهبت إليه . فليت بعض الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية يتولى ذلك .
---
(1/2830)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ( من أحكام الصيام ) بحث مختصر .. إهداء لملتقى أهل التفسير
---
( من أحكام الصيام ) بحث مختصر .. إهداء لملتقى أهل التفسير
---
فهد الوهبي
11-05-2004, 11:57 PM
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/seam.zip
بحث مختصر أعددته عام 1418 وأهديه لملتقى أهل التفسير
وأتقبل الملحوظات ..
---
أحمد البريدي
11-06-2004, 12:44 AM
هدية مقبولة يا شيخ فهد فلقد اطلعت عليه واستفدت منه كثيراً, وإن كنت أتمنى لو أنها تقدمت في أول الشهر, كما ارجو ذكر أدلة المسائل التي ذكرت نفع الله بك .
---
فهد الوهبي
11-06-2004, 04:41 AM
شيخنا الكريم أحمد البريدي ..
ترددت في وضعه لمضي أكثر الشهر ..
لكن عسى أن يكون فيه نفع ...
وأشكرك على قبول الهدية ..
وما أشرتم إليه بارك الله فيكم سوف يكون بمشيئة الله والبحث مختصر ومرت عليه سنون أرجو أن أعيد كتابته ..
ولك مني جزيل الشكر
---
فهد الوهبي
09-26-2005, 11:18 PM
لمناسبة قرب الشهر أكرر إهداء البحث وفقكم الله لكل خير
---
مسك
09-28-2005, 05:40 AM
جزاك الله خير يا شيخ
ونستأذنك فقد تم نشر البحث في مكتبة مشكاة
---
فهد الوهبي
10-01-2005, 11:14 PM
الإذن مفتوح أخي مسك وأشكرك على المبادرة
---
فهد الوهبي
09-15-2006, 11:47 AM
للرفع بمناسبة قرب شهر رمضان
---
نورة
09-15-2006, 07:29 PM
جزاك الله خيراً
اللهم بلغنا رمضان
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:33 PM
اسأل الموالى القدير ان يتقبل منكم هذا العمل الطيب وان يجعله في ميزان اعمالكم.....
---
فهد الوهبي
09-26-2006, 01:02 PM
آمين..
---
(1/2831)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > جامع أحكام النساء للشيخ مصطفى بن العدوي (5 مجلدات) pdf
---
جامع أحكام النساء للشيخ مصطفى بن العدوي (5 مجلدات) pdf
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 04:15 PM
جامع أحكام النساء
للشيخ مصطفى بن العدوي
5 مجلدات
كتاب قيم في بابه
قام برفعه الأخ الحبيب الجليس الصالح
جزاه الله خيرا
الروابط :
حمل الواجهة
http://ia340906.us.archive.org/3/items/gamian/gamian0.pdf
حمل المجلد الأول
http://ia340906.us.archive.org/3/items/gamian/gamian1.pdf
حمل المجلد الثاني
http://ia340906.us.archive.org/3/items/gamian/gamian2.pdf
حمل المجلد الثالث
http://ia340906.us.archive.org/3/items/gamian/gamian3.pdf
حمل المجلد الرابع
http://ia340906.us.archive.org/3/items/gamian/gamian4.pdf
حمل المجلد الخامس
http://ia340906.us.archive.org/3/items/gamian/gamian5.pdf
---
(1/2832)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حتى نجد للقرآن حلاوة كما وجدها الجيل الأول-رضي الله عنهم-
---
حتى نجد للقرآن حلاوة كما وجدها الجيل الأول-رضي الله عنهم-
---
الاثر
06-18-2003, 03:05 PM
هذه كلمات للاستاذ سيد قطب رحمه الله- تتضمن جوابا لمن اراد ان يعرف الطريقة المثلى لتدبر القرآن والاستفادة من علومه وكيفية ايجاد حلاوته عند التلاوة,واعلم اخي الكريم ان من تمسك بهذه الطريقة فقد انفتح له الباب الاعظم في علم التفسير وقويت معرفته وازدادت بصيرته واستغنى بهذه الطريقة عن كثرة التكلفات,وعن البحوث الخارجية,وخصوصا اذا كان قد اخذ من علوم العربية جانبا قويا ,وكان له المام واهتمام بسيرة النبي صلى الله عيه وسلم وأحوله مع اولياءئه واعدائه,فإن ذلك أكبر عون على هذا المطلب.
ومتى علم العبد أن القرآن فيه تبيان كل شئ,انه كفيل بجميع المصالح ,مبين لها,حاث عليها ,زاجر عن المضار كلها,وجعل هذه القاعدة نصب عينيه ,ونزلها على كل واقع وحادث سابق أو لاحق ,ظهر له عظم موقعها وكثرة فوائدها وثمراتها والله اعلم .
قال سيد قطب -رحمه الله-:(إن النصوص القرآنية لاتدرك حق ادراكها بالتعامل مع مدلولاتها البيانية واللغوية فحسب إنما تدرك وقبل كل شئ بالحياة في جوها التاريخي الحركي وفي واقعيتها الايجابية وتعاملها مع الواقع الحي وهي ان كانت أبعد مدى وابقى أثرا من الواقع التاريخي الذي جاءت تواحهه لاتنكشف عن هذا المدى البعيد الا في ضؤ ذلك الواقع التاريخي ثم يبقى لها إيحاؤها الائم وفاعليتها المستمرة ولكن بالنسبة للذين يتحركون بهذا الدين وحدهم ويزاولون منه شبه ماكان يزاوله الذين نزلت هذه النصوص عليهم أول مرة ويواجهون ماكان هؤلاء يواجهون )3\1453 الظلال(1/2833)
وقال سيد:(ولكن الناس بعدوا عن القرآن، وعن أسلوبه الخاص، وعن الحياة في ظلاله، عن ملابسة الأحداث والمقوّمات التي يشابه جوُّها الجوُّ الذي تنزّل فيه القرآن .. وملابسةُ هذه الأحداث والمقوّمات، وتَنسُّمُ جوها الواقعي، هو وحده الذي يجعل هذا القرآن مُدرَكاً وموحياً كذلك. فالقرآن لا يدركه حق إدراكه من يعيش خالي البال من مكان الجهد والجهاد لاستئناف حياة إسلامية حقيقة، ومن معاناة هذا الأمر العسير وجرائره وتضحياته وآلامه، ومعاناة المشاعر المختلفة التي تصاحب تلك المكابدة في عالم الواقع، في مواجهة الجاهلية في أي زمان!
إن المسألة-في إدراك مدلولات هذا القرآن وإيحاءاته- ليست هي فهم ألفاظه وعباراته، ليست هي "تفسير" القرآن- كما اعتدنا أن نقول! المسألة ليست هذه. إنما هي استعداد النفس برصيد من المشاعر والمدركات والتجارب، تشابه المشاعر والمدركات والتجارب التي صاحبت نزوله، وصاحبت حياة الجماعة المسلمة وهي تتلقاه في خضم المعترك .. معترك الجهاد .. جهاد النفس وجهاد الناس. جهاد الشهوات وجهاد الأعداء. والبذل والتضحية. والخوف والرجاء. والضعف والقوة. والعثرة والنهوض.. جو مكة، والدعوة الناشئة، والقلة والضعف، والغربة بين الناس .. جو الشَّعب والحصار، والجوع والخوف، والاضطهاد والمطاردة، والانقطاع إلا عن الله.. ثم جو المدينة: جو النشأة الأولى للمجتمع المسلم، بين الكيد والنفاق، والتنظيم والكفاح .. جو "بدر" و "أحد" و "الخندق" و "الحديبية". وجو "الفتح"، و "حنين" و "تبوك". وجو نشأة الأمة المسلمة ونشأة نظامها الاجتماعي والاحتكاك الحي بين المشاعر والمصالح والمبادئ في ثنايا النشأة وفي خلال التنظيم.(1/2834)
في هذا الجو الذي تنزلت فيه آيات القرآن حية نابضة واقعية.. كان للكلمات وللعبارات دلالاتها وإيحاءاتها. وفي مثل هذا الجو الذي يصاحب محاولة استئناف الحياة الإسلامية من جديد يفتح القرآن كنوزه للقلوب، ويمنح أسراره، ويشيع عطره، ويكون فيه هدى ونور ..
لقد كانوا يومئذ يدركون حقيقة قول الله لهم:
"يَمنُّون عليك أن أسلموا. قل: لا تمنّوا عليّ إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين"..
(الحجرات: 17)
وحقيقة قول الله لهم:
"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا الله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم. واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، وأنه إليه تحشرون. واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذي ظلموا منكم خاصة، واعلموا أن الله شديد العقاب. واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض، تخافون أن يتخطفكم الناس. فآواكم وأيدكم بنصره، ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون".
(الأنفال: 24-26)
وحقيقة قول الله لهم:
"ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون"..
(آل عمران: 123)
وحقيقة قول الله لهم:
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَون إن كنتم مؤمنين. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله. وتلك الأيام نداولها بين الناس. وليعلم الله الذين آمنوا، ويتخذ منكم شهداء. والله لا يحب الظالمين. وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. ولقد كنتم تَمَنَّون الموت من قبل أن تلقوه، فقد رأيتموه وأنتم تنظرون" …
(آل عمران: 139-143)
وحقيقة قول الله لهم:
"لقد نصركم الله في مواطن كثيرة. ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت، ثم وَليتم مدبرين. ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين، وأنزل جنوداً لم تروها، وعذب الذين كفروا. وذلك جزاء الكافرين" ..
(التوبة: 25، 26).
وحقيقة قول الله لهم:(1/2835)
"لتبلَوُن في أموالكم وأنفسكم، ولتسمعُنّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً. وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور"..
(آل عمران: 186)
كانوا يدركون حقيقة قول الله لهم في هذا كله، لأنه كان يحدثهم عن واقعيات في حياتهم عاشوها، وعن ذكريات في نفوسهم لم تغب معالمها، وعن ملابسات لم يبعد بها الزمن، فهي تعيش في ذات الجيل..
والذين يعانون اليوم وغداً مثل هذه الملابسات، هم الذين يدركون معاني القرآن وإيحاءاته. وهم الذين يتذوقون حقائق التصور الإسلامي كما جاء بها القرآن. لأن لها رصيداً حاضراً في مشاعرهم وفي تجاربهم، يتلقونها به، ويدركونها على ضوئه.. وهم قليل..)
وقال سيد ايضا:(1/2836)
((إن الذي نعنيه بالحياة في جو القرآن هو أن يعيش الإنسان في جو وفي ظروف وفي حركة وفي معاناة وفي صراع وفي اهتمامات كالتي كان يتنزل فيها هذا القرآن أن يعيش الإنسان في مواجهة هذه الجاهلية التي تعم وجه الأرض اليوم وفي قلبه وفي همه وفي حركته أن ينشى ء الإسلام في نفسه وفي نفوس الناس وفي حياته وفي حياة الناس مرة أخرى في مواجهة هذه الجاهلية بكل تصوراتها وكل اهتماماتها وكل تقاليدها وكل واقعها العملي ; وكل ضغطها كذلك عليه وحربها له ومناهضتها لعقيدتها الربانية ومنهجه الرباني ; وكل استجاباتها كذلك لهذا المنهج ولهذه العقيدة ; بعد الكفاح والجهاد والإصرار هذا هو الجو القرآني الذي يمكن أن يعيش فيه الإنسان ; فيتذوق هذا القرآن فهو في مثل هذا الجو نزل وفي مثل هذا الخضم عمل والذين لا يعيشون في مثل هذا الجو معزولون عن القرآن مهما استغرقوا في مدارسته وقراءته والاطلاع على علومه والمحاولة التي نبذلها لإقامة القنطرة بين المخلصين من هؤلاء وبين القرآن ليست بالغة شيئا إلا بعد أن يجتاز هؤلاء القنطرة ; ويصلوا إلى المنطقة الأخرى ; ويحاولوا أن يعيشوا في جو القرآن حقا بالعمل والحركة وعندئذ فقط سيتذوقون هذا القرآن)) مقدمة سورة الانعام
وقال ايضا:((ولكي نحصل نحن من القرآن على قوته الفاعلة وندرك حقيقة ما فيه من الحيوية الكامنة ونتلقى منه التوجيه المدخر للجماعة المسلمة في كل جيل ينبغي أن نستحضر في تصورنا كينونة الجماعة المسلمة الأولى التي خوطبت بهذا القرآن أول مرة كينونتها وهي تتحرك في واقع الحياة وتواجه الأحداث في المدينة وفي الجزيرة العربية كلها ; وتتعامل مع أعدائها وأصدقائها ; وتتصارع مع شهواتها وأهوائها ; ويتنزل القرآن(1/2837)
حينئذ ليواجه هذا كله ويوجه خطاها في أرض المعركة الكبيرة مع نفسها التي بين جنبيها ومع أعدائها المتربصين بها في المدينة وفي مكة وفيما حولهما وفيما وراءهما كذلك أجل يجب أن نعيش مع تلك الجماعة الأولى ; ونتمثلها في بشريتها الحقيقية وفي حياتها الواقعية وفي مشكلاتها الإنسانية ; ونتأمل قيادة القرآن لها قيادة مباشرة في شؤونها اليومية وفي أهدافها الكلية على السواء ; ونرى كيف يأخذ القرآن بيدها خطوة خطوة وهي تعثر وتنهض وتحيد وتستقيم وتضعف وتقاوم وتتألم وتحتمل وترقى الدرج الصاعد في بطء ومشقة وفي صبر ومجاهدة تتجلى فيها كل خصائص الإنسان وكل ضعف الإنسان وكل طاقات الإنسان ومن ثم نشعر أننا نحن أيضا مخاطبون بالقرآن في مثل ما خوطبت به الجماعة الأولى وأن بشريتنا التي نراها ونعرفها ونحسها بكل خصائصها تملك الاستجابة للقرآن والانتفاع بقيادته في ذات الطريق إننا بهذه النظرة سنرى القرآن حيا يعمل في حياة الجماعة المسلمة الأولى ; ويملك أن يعمل في حياتنا نحن أيضا وسنحس أنه معنا اليوم وغدا ))مقد مة سورة آل عمران
---
روضة
01-01-2007, 12:39 AM
للرفع
---
(1/2838)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ترجيح الطبري أن الكرسي هو العلم ...
---
ترجيح الطبري أن الكرسي هو العلم ...
---
الميموني
11-29-2006, 12:06 AM
ترجيحات الأئمة الكبار في التفسير ينبغي أنْ يتأمّلها من أراد التمكّن من التفسير وينظر إلى ما فيها من دقائق الترجيح و الاستدلال، و لنضرب مثلا لذلك فإمام المفسرين الطبري له ترجيحات غاية في الأهمية و النفاسة تدلّ عظيم منزلته من العلوم الشرعية و تبرهن على إمامته أيضاً في اللغة والنحو وتشير إلى عبقريته الفذّة و من ترجيحات الإمام الطبري ترجيحات قد يضعفها بعض العلماء و قد لا يفهما على وجهها من لم يمعن النظر فيها و يقلب الفكر في اختلاف المفسرين . والمهمّ هو تفهّم وجه استدلاله رحمه الله ووجه ترجيحه قبل التعجّل في الحكم ثمّ من المعلوم أنّ الإمام الطبري قد يرجّح القول ولا يلزم من ترجيحه له في موطن أن يرجحه في موطن آخر لاختلاف السياق فمثلا يرجّح في معنى قوله تعالى ( وسع كرسيه السموات و الأرض ) أن معنى كرسيّه هنا كرسيه عِلمُهُ و قال : إنه الذي يدلّ على صحته ظاهر القرآن و استدلّ بقوله تعالى بعده : ( وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ) : 4/ 540 لكن ليس معنى هذا أنّ الطبري لا يثبتُ الكرسيّ إذا ثبت عنده من طريق آخر؛ وإنّما رجّح رحمه الله ما يراه أصحّ هنا بحسب سياق الكلام و استدلّ على ذلك ، و أمّا معنى الكرسي فقيل الكرسيُّ هو موضع القدمين أو هو العرش و هو وهو أصحّ عن ابن عباس رضي الله عنه قال: الكرسي موضع القدمين والعَرْش لا يقدِرُ قَدْرَهُ إلا الله. ( السنة لعبد الله بن أحمد 2/ 454 وتفسير ابن أبي حاتم2/ 491 ( 2601) و الدارمي في الرد على بشر لمريسي:ص67 والإبانة لابن بطة: 3/ 339 و الصفات للدارقطني: صـ 30 والحاكم 2/ 282 .(1/2839)
وممن قال إن المراد بالكرسيّ العرش الحسن البصري رواه عن الطبري: 4/ 539 من طريق جويبر وبه قال الضَّحاك و السدي وغيرهما.
و أمّا القول بأنّ المراد بالكرسي علمه تعالى فمروي عن ابن عباس في روايةٍ عنه: رواه الطبري :4/ 537 و ابن أبي حاتم2/ 490 ( 2599 ) و اللالكائي في اعتقاد أهل السنة: 3/ 405 والبيهقي في الأسماء والصفات: ص233 لكنّ في سند هذا القول ضعفا قال ابن منده: (وهذا حديث مشهور عن مطرِّف عن جعفر بن أبي المغيرة لم يتابعْ عليه)اهـ. وقال أيضا: (ورواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الكرسيُّ علمه ولم يتابَع عليه جعفرٌ وليس هو بالقويّ في سعيد بن جُبير)اهـ. الردّ على الجهمية:1/ 21 وينظر: ميزان الاعتدال: 1/ 417 ترجمة جعفر بن أبي المغيرة . وينظر: السنة لعبد الله بن أحمد:2/ 500 و به قال مجاهد و سعيد بن جبير : وهو في تفسير ابن أبي حاتم2/ 490 عن سعيد بن جبير وتفسير الثعلبي: 2/ 232 عن ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير ( 2599 ) وممن رجح أنّ المراد بالكرسي العرش الزجاج:1/ 288 و ابن الأنباري وقال : ( الذي نذهب إليه ونختاره : القول الأول ؛ لموافقته الآثار ، ومذاهب العرب ، والذي يحكى عن ابن عباس : أَنَّه عِلْمُه ، إنما يروى بإسناد مطعون وقيل إن كرسيه قًدْرَتَهُ التي بها يُمسك السماوات والأرض, من قولهم: اِجْعَلْ لهذا الحائطِ كرسياً أي اِجعَلْ له ما يعمِدُه ليمسكه حكاه الزجاج و غيره. وينظر: تهذيب اللغة و لسان العرب: ( كرس) و القرطبي:3/ 277 و مجموع الفتاوى: 6/ 584 والعلو للذهبي: ص117 و عمدة القاري:18/126 .
فالمقصود أنّ ترجيح الإمام الطبري أنّ المقصود بالكرسي هنا العلم لا يفهم منه نفيه صحة ما ورد من الأخبار في الكرسي الذي هو من أعظم المخلوقات.
---
جمال حسني الشرباتي
11-29-2006, 06:31 AM
السلام عليكم(1/2840)
قولك أخي الكريم (ثمّ من المعلوم أنّ الإمام الطبري قد يرجّح القول ولا يلزم من ترجيحه له في موطن أن يرجحه في موطن آخر لاختلاف السياق فمثلا يرجّح في معنى قوله تعالى ( وسع كرسيه السموات و الأرض ) أن معنى كرسيّه هنا كرسيه عِلمُهُ و قال : إنه الذي يدلّ على صحته ظاهر القرآن و استدلّ بقوله تعالى بعده : ( وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ) : 4/ 540 لكن ليس معنى هذا أنّ الطبري لا يثبتُ الكرسيّ إذا ثبت عنده من طريق آخر؛ وإنّما رجّح رحمه الله ما يراه أصحّ هنا بحسب سياق الكلام و استدلّ على ذلك )
ليس معلوما لنا على الأقل---لم استسغ - مع الإحترام الشديد لك- أن تقول أنّ ما يرجّحه الإمام الطبري في موقع لا يرجّحه في موقع آخر---هذا الأمر لو حصل من واحد منّا لانتقده النّاس عليه أشنع انتقاد فكيف بالإمام الطبري--
---
الميموني
11-29-2006, 07:18 AM
المقصود أنه لا يلزم من ترجيح الإمام الطبري هنا أنه ينكر وجود الكرسي الوارد في بعض الأخبار.
و أما اختلاف الترجيح إذا اختلف سياق الكلام فلا مانع منه. لأن المعنى قد يختلف - حفظك الله -.
---
جمال حسني الشرباتي
11-29-2006, 07:25 AM
السلام عليكم
نحن نتعامل مع كلام قاله الطبري---أنا متلهف لرؤية كلام له هو بالذات عن ترجيح في موطن خالفه في موطن آخر---أرجو أن تفيدنا اقتباسا
---
أبومجاهدالعبيدي
11-29-2006, 08:14 AM
ابن جرير رحمه الله نص بعد ذكره للأقوال الواردة في تفسير الكرسي على أن أولى الأقوال بتأويل الآية هو أن الكرسي : الكرسي الذي يقعد عليه الرب تبارك وتعالى / حيث قال رحمه الله :
( قال أبو جعفر: ولكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب، غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما:-(1/2841)
حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة! فعظم الرب تعالى ذكره، ثم قال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وأنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع- ثم قال بأصابعه فجمعها - وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد، إذا ركب، من ثقله" .)
ثم ذكر أن تفسير الكرسي بالعلم هو المناسب لسياق الآية.
وقد علّق الأستاذ محممود شاكر على ما ذكره ابن جرير بقوله :
( العجب لأبي جعفر ، كيف تناقض قوله في هذا الموضع ! فإنه بدأ فقال : إن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، من الحديث في صفة الكرسي ، ثم عاد في هذا الموضع يقول : وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن ، فقول ابن عباس أنه علم الله سبحانه . فإما هذا وإما هذا ، وغير ممكن أن يكون أولى التأويلات في معنى"الكرسي" هو الذي جاء في الحديث الأول ، ويكون معناه أيضًا "العلم" ، كما زعم أنه دل على صحته ظاهر القرآن . وكيف يجمع في تأويل واحد ، معنيان مختلفان في الصفة والجوهر ! ! وإذا كان خبر جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، صحيح الإسناد ، فإن الخبر الآخر الذي رواه مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، صحيح الإسناد علىشرط الشيخين ، كما قال الحاكم ، وكما في مجمع الزوائد 6 : 323" رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح" ، كما بينته في التعليق على الأثر : 5792 . ومهما قيل فيها ، فلن يكون أحدهما أرجح من الآخر إلا بمرجح يجب التسليم له .(1/2842)
وأما أبو منصور الأزهري فقد قال في ذكر الكرسي : "والصحيح عن ابن عباس ما رواه عمار الدهنى ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أنه قال : "الكرسي موضع القدمين ، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره . قال : وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها . قال : ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم ، فقد أبطل" ، وهذا هو قول أهل الحق إن شاء الله .
وقد أراد الطبري أن يستدل بعد بأن الكرسي هو"العلم" ، بقوله تعالى : "ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما" ، فلم لم يجعل"الكرسي" هو"الرحمة" ، وهما في آية واحدة؟ ولم يجعلها كذلك لقوله تعالى في سورة الأعراف : 156 : "قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء"؟ واستخراج معنى الكرسي من هذه الآية كما فعل الطبري ، ضعيف جدا ، يجل عنه من كان مثله حذرا ولطفا ودقة .
وأما ما ساقه بعد من الشواهد في معنى"الكرسي" ، فإن أكثره لا يقوم على شيء ، وبعضه منكر التأويل ، كما سأبينه بعد إن شاء الله . وكان يحسبه شاهدا ودليلا أنه لم يأت في القرآن في غير هذا الموضع ، بالمعنى الذي قالوه ، وأنه جاء في الآية الأخرى بما ثبت في صحيح اللغة من معنى"الكرسي" ، وذلك قوله تعالى في"سورة ص" : "ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب" . وكتبه محمود محمد شاكر .).
---
مصطفى علي
11-29-2006, 10:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي الكرام
ينفق على الصروح العلمية ما ينفق ، وعلى بناء المساجد بل وتزخرف ، وعلى ...
وإن الناظر إلى موضوع مثل هذا الموضوع
هو بين أن يكون :
1- له أصالة في العالم . فيعرف من أين نتج هذا
2- وبين باحث أو طالب علم وهو بين مصدق لهذا التأويل أو مكذب أو لا يستطيع الرد على إمام
3- وبين مقلد يقول إمام قال .(1/2843)
ولكن تبقى بقية عند من لم يسوغ هذا التأويل ويسنكره بعلم . فيقول في نفسه لو أن هذه التفاسير تحقق لو أنه يجمع بينها بين يتبن ما يرجح وما يثبت وما يبطل ، وإلى متى سيستمر بنا هذا المطلب وهل سيكون كذا هو مطلب أولادنا .
لذا كانت هناك مشاركة سابقة تقول
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5181&highlight=%CC%C7%E3%DA+%C7%E1%CA%DD%C7%D3%ED%D1
وهذا المنتدى به من الأفاضل الذين لو اجتمعوا بعد تمويل من جهات لخدمة العلم لوضعوا أيديهم في أيدي بعضهم ولأعدوا من هذا الصرح ما يسره الله لهم .
فلما لا ننادي بتجميع همتهم ، وكذا وقوف مؤسسات قوية لتمويل هذا المشروع بحيث تشرفوا عليه بجامعتكم بالسعودية بين دكاترة وطلبة ماجستير وطلبة صغار في الأقسام كل على ثغرة بحيث يعلو هذا الصرح . وليش شرطًا أن يكون منذ بدايته في أعلى درجة ، فبعد البناء ينمق ويزين .
ما رأي أهل التفسير
ألا ننادي
---
نشر الخزامى
11-29-2006, 12:51 PM
ما المقصود بأن الكرسي موضع القدمين ؟؟
---
مساعد الطيار
11-29-2006, 01:52 PM
أشكر الدكتور الميموني على طرحه لمثل هذا الإشكال الذي يحتاج إلى إلى نظر وإعمال ذهن ، وفي رأيي أن الطبري لم يذهب في تفسيره إلى أن المراد بالكرسي في هذا الموضع العلم ، وقد أوهمت عبارة الطبري على غيره من العلماء كابن عطية ، وعنه نقل القرطبي ، وعن القرطبي نقل الشوكاني ، وإليك نص عبارة الطبري : ( قال أبو جعفر: ولكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب، غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما:-(1/2844)
حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة! فعظم الرب تعالى ذكره، ثم قال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وأنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع- ثم قال بأصابعه فجمعها - وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد، إذا ركب، من ثقله"
حدثني عبد الله بن أبى زياد، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه.
- حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: جاءت امرأة، فذكر نحوه
وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال:"هو علمه" . وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره:"ولا يؤوده حفظهما" على أن ذلك كذلك، فأخبر أنه لا يؤوده حفظ ما علم، وأحاط به مما في السموات والأرض، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ) [غافر: 7]، فأخبر تعالى ذكره أن علمه وسع كل شيء، فكذلك قوله:"وسع كرسيه السموات والأرض". )(1/2845)
فقوله ـ رحمه الله : ( ولكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب، غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قاطع بأنه يذهب إلى أن الكرسي مخلوق ، وليس هو العلم ، ثم عقب بقوله : ( وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال:"هو علمه" ) ، وهذا ليس تراجعًا منه عن ترجيحه ، بل بيان لاحتمال قول ابن عباس فحسب ، والطبري يعمل هذا في بعض المواطن التي يقع فيها تنازع في الترجيح ، فيبن اختياره مع بيانه لاحتمال القول الآخر ، ولولا إطالة المقام لسردت أمثلة لذلك ، لكن اكتفي بإحالة القارئ إلى ترجيحه في قوله تعالى : ( وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ) فقد بين أن السياق مع مسروق والشعبي من أن الشاهد موسى عليه السلام حيث قال : ( والصواب من القول في ذلك عندنا : أن الذي قاله مسروق في تأويل ذلك أشبه بظاهر التنزيل ) ثم قال : ( غير أن الأخبار قد وردت عن جماعة من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بأن ذلك عنى به عبد الله بن سلام وعليه أكثر أهل التأويل، وهم كانوا أعلم بمعاني القرآن، والسبب الذي فيه نزل ، وما أريد به.
فتأويل الكلام إذ كان ذلك كذلك، وشهد عبد الله بن سلام، وهو الشاهد من بني إسرائيل ) ، وظاهر من هذا أنه لولا قول هؤلاء العالمين لذهب إلى قول مسروق .
---
جمال حسني الشرباتي
11-30-2006, 06:10 AM
السلام عليكم
إسمحوا لي أيها الأكابر---فالطبري رحمه الله على عظمته لا يمكن أن يتهم بالتناقض ---فالقول الأول له (غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ) اكتفى بعده بذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام(1/2846)
بينما القول الثاني له (( وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال:"هو علمه" ) فقد استرسل وأطنب وجاء بشواهد لغوية على صحته عنده وواضح أنّه داعم له بقوة
ونحن لا نبحث إلّا موقفه هو---ولا نتدخل فيه---وإنّي لأرى أنّه مع ذكره للحديث لم يعمل به ورجّح مرجحات القرآن عليه والتي وردت في نفس الآية--
---
مساعد الطيار
11-30-2006, 12:02 PM
الشيخ الكبير جمال حفظه الله
لم يتناقض الطبري رحمه الله ، ومن مارس القراءة في تفسيره يظهر له أنه في بعض الترجيحات بين الأقوال يريد أن ينبه على وجاهة بعض الأقوال بطريقته المعروفة عنه ، وأتمنى أن تتمعن في النظر في ترجيحه الثاني في قوله تعالى ( وشهد شاهد من بني إسرائيل ) لتنظر كيف ذكر الوجه المعتبر لقول مسروق ، ثم تركه لأجل قول الجمهور من مفسري الصحابة والتابعين .
وللطبري رحمه الله تعالى منهج في التعامل مع الأقوال قلَّ أن تجده عند غيره ، غير أن صعوبة عباراته في سبكها قد يجعل القارئ لا يفهم مراده من أول الأمر .
كما أن عنايته بسياق القرآن وظاهره لهما أثر بارز في تفسيره ، فهو يستخدمهما لأمور :
الأول : بيان صحة قول على قول ، فيقدم القول الصحيح على ضدِّه .
الثاني : بيان القول الأولى ، مع أن غيره يكون له وجه صحيح .
الثالث : التنبيه على أن السياق مازال يتحدث عن قضية معينة لم ينتقل عنها بعد ، وكثيرًا ما يستخدمها في القضايا ذات الموضوع الواحد ـكالقصص ـ لذا تراه أحينًا ينحو بعبارته في تفسير بعض العمومات إلى ما يظنه القارئ تخصيصًا ، وهو لا يريد ذلك ، يل يريد التنبيه على أن السياق مازال متصلاً في الحديث عن موضوع واحد .(1/2847)
وما ذُكر في هذا المثال يدخل في باب تنازع قواعد الترجيح للمثال الواحد ، وهذا التنازع موجود في أمثلة تفسيرية كثيره ، ومما يحسن التنبيه عليه أن الطبري رحمه الله تعالى لا يذكر الحديث النبوي ، ثم يعرض عن دلالته إلا أن يكون الحديث عنده غير صحيح ، وهذا ظاهر في تفسيره أيضًا ، ولولا طول النقول لذكرت أمثلة لذلك ، لكن يمكن الرجوع إلى عدم القول بالحديث لضعفه عنده تفسير قوله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ، ولعتماده الحدبث مع ورود الاختلاف في فهم الآية قوله تعالى ( يوم نقول لجهنم هل امتلأت ) ، و لايُتصور في عالم مثل الطبري متبع للآثار يذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم ثم يعرض عنه .
---
جمال حسني الشرباتي
11-30-2006, 02:55 PM
السلام عليكم
ممّا يشرّفني أن تخاطبني أيها الأستاذ الكبير مساعد الطيّار---وطلباتك أوامر--
---
جمال حسني الشرباتي
12-01-2006, 06:07 AM
السلام عليكم
قال تعالى
({قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الأحقاف10
قال فيها الطبري
(وقوله: { وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ } اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقالبعضهم: معناه: وشهد شاهد من بني إسرائيل، وهو موسى بن عمران عليه السلام على مثله، يعني على مثل القرآن، قالوا: ومثل القرآن الذي شهد عليه موسى بالتصديق التوراة)
ثم أورد أقوال القائلين بذلك من مثل
(عن مسروق في هذه الآية: { وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ } فخاصم به الذين كفروا من أهل مكة، التوراة مثل القرآن، وموسى مثل محمد صلى الله عليه وسلم.)(1/2848)
ونقل أيضا (عن الشعبيّ، قال: إن ناساً يزعمون أن الشاهد على مثله: عبد الله بن سلام، وأنا أعلم بذلك، وإنما أسلم عبد الله بالمدينة، وقد أخبرني مسروق أن آل حم إنما نزلت بمكة، وإنما كانت محاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقومه، فقال: { قُلْ أرأيْتُمْ إنْ كانَ مِنْ عنْدِ اللَّهِ } يعني الفرقان { وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ } فمثل التوراة الفرقان، التوراة شهد عليها موسى، ومحمد على الفرقان صلى الله عليهما وسلم.
ثم قال
(وقال آخرون: عنى بقوله: { وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ } عبد الله بن سلام، قالوا: ومعنى الكلام وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثل هذا القرآن بالتصديق. قالوا: ومثل القرآن التوراة.)
وذكر منهم
(حدثني يونس، قال: ثنا عبد الله بن يوسف التَّنِّيسي، قال: سمعت مالك بن أنس يحدّث عن أبي النضر، عن عامر بن سعد بن أبي وقَّاص، عن أبيه، قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام قال: وفيه نزلت { وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ }.
ثمّ خلص إلى النتيجة فقال(1/2849)
(والصواب من القول في ذلك عندنا أن الذي قاله مسروق في تأويل ذلك أشبه بظاهر التنزيل، لأن قوله: { قُلْ أرأيْتُمْ إنْ كانَ مِنْ عنْدِ اللَّهِ وكَفَرْتُمْ بِهِ وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ } في سياق توبيخ الله تعالى ذكره مشركي قريش، واحتجاجاً عليهم لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهذه الآية نظيرة سائر الآيات قبلها، ولم يجر لأهل الكتاب ولا لليهود قبل ذلك ذكر، فتوجه هذه الآية إلى أنها فيهم نزلت، ولا دلّ على انصراف الكلام عن قصص الذين تقدّم الخبر عنهم معنى، غير أن الأخبار قد وردت عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك عنى به عبد الله بن سلام وعليه أكثر أهل التأويل، وهم كانوا أعلم بمعاني القرآن، والسبب الذي فيه نزل، وما أريد به، فتأويل الكلام إذ كان ذلك كذلك، وشهد عبد الله بن سلام، وهو الشاهد من بني إسرائيل على مثله، يعني على مثل القرآن، وهو التوراة، وذلك شهادته أن محمداً مكتوب في التوراة أنه نبيّ تجده اليهود مكتوباً عندهم في التوراة، كما هو مكتوب في القرآن أنه نبيّ.)
وتوجيه الكلام هو أنّ الطبري مقتنع بكلام مسروق حول الآية وإنّ الشاهد هو موسى- عليه السلام--ولكن الآثار عن الصحابة والتي فيها أنّ الشاهد هو عبد الله بن سلام جعلته يعدل عن اقتناعه---وتصرفه فيه دلالة على خطأ منهج النظر المستقل في كتاب الله بدون أيّ اعتبار لأقوال الصحابة
---
الميموني
12-05-2006, 05:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كنتُ مسافراً ولم أطلع على ما دار من حوار مفيد. وأشكر مداخلتكم الكريمة. و هذا جواب موجز كتبته اليوم .(1/2850)
و أقول مقصود كلامي واضح في قولي : (ترجيحات الأئمة الكبار في التفسير ينبغي أنْ يتأمّلها من أراد التمكّن من التفسير وينظر إلى ما فيها من دقائق الترجيح و الاستدلال، ولنضرب مثلاً ..و إمام المفسرين الطبري له ترجيحات غاية في الأهمية و النفاسة تدلّ عظيم منزلته من العلوم الشرعية و تبرهن على إمامته ..) الخ .
و ما ذكرته هو مجرد مثال على قضية خاصة من قضايا أهم و أشمل تدخل تحت عبارتي و القضية الخاصة هي ما قد يقع من التعجل في الحكم على كلام الإمام الطبري و لم أقصد إلى التمثيل بما يتعلق بدقائق و نفائس ترجيحاته و تدليلاته و هو المقصود من كلامي.
و بخصوص كلام الشيخ محمود شاكر – رحمه الله - الذي تكرم بنقله أخي الكريم الشيخ أبي مجاهد العبيدي – حفظه الله – فقد كنت اطلعت قبل أن أضع المشاركة على كلام الشيخ محمود شاكر و لم ترق لي بعض عباراته هنا ..
وعندي أن في بعض كلام الشيخ محمود الشاكر ما لا يلزم الطبري و فيه نوع تحامل على إمام المفسرين فهو لم يأت ببدع من القول فقد سبق إلى هذا القول.
و أمّا ترجيح الطبري هنا لمعنى الكرسي أنه العلم فلا تناقض فيه فقد بين أنّ الأولى الأخذ بما دلّ عليه الحديث ثم بين أن السياق القرآني عنده دلّ على ترجيح القول الآخر، والترجيح بالسياق لا يتعارض مع الترجيح بالحديث هنا إذ ليس في صحيح الحديث هنا أنّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فسّر المراد بالكرسي في الآية فالمقصود أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم يثبت عنه أنه فسر الكرسي في الآية لا بعلم الله ولا بالكرسي أو العرش
ثمّ لا شك أنّ في تفسير الكرسي بالعلم خروجاً عن الظاهر لكنه خروج باجتهادٍ صحيح و إن كان في نظري اجتهادا مرجوحاً. و خبر عبد الله بن خليفة الذي رواه عنه السبيعي بين ابن كثير علته. وموضوع الترجيح بين الأقوال هنا لم يكن هو المقصود من كلامي أصالة.
---
الميموني
12-05-2006, 05:20 PM(1/2851)
و أما سؤال د/ جمال جزاه الله خيراً فأقول نعم يوجد في كلام الطبري و غيره أيضا اختلاف الترجيح في الكلمة باختلاف سياقها و هو كثير و مما يحضرني الآن :
اختلاف ترجيحه لمعنى ظن فردّ على من جعلها بمعنى أيقن في قوله تعالى : (إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ) في سورة البقرة هذا مع كونه يثبت مجييء ظن بمعنى اليقين و يقول بأن معنى ( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) أنه اليقين و يقول في معنى قوله: ( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ) إنه بمعنى علمتُ و كمثل ترجيحه لمعنى الظلم بحسب السياق و ولمعنى الفرقان بحسب السياق و لمعنى القنوت بحسب السياق.
و الكلام هنا في هذه المشاركات بنبغي في نظري أن يبنى على الإيجاز لأن القص و اللزق مما يسهل اليوم فلهذا آثرت الإيجاز ههنا
---
فهد الرومي
12-11-2006, 10:56 AM
ماذكره الدكتور مساعد حفظه الله هو ماقال به الاستاذ طه محد نجار رمضان في كتابه أصول الدين عند الإمام الطبري من ان الأمر يرجع إلى تنازع القواعد عند الطبري إلا أنه نبه إلى أمرين أن الطبري يثبت الكرسي على ماجاء به الأثر بغض النظر عما إذا كان هو المراد بهذه الاية والثاني أن ماروي عن ابن عباس رضي الله عنهما هو مع ضعفه مخالف لما صح عنه ثم ذكر الرواية الصحيحة عن ابن عباس وقول ابي منصور الأزهري وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم فقد أبطل )
ص 287 أصول الدين عند الطبري وهو رسالة ماجستير مقدمة إلى قسم الفلسفة الإلسلامية في كلية دار العلوم جامعة القاهرة بإشراف ا.د مصطفى محمد حلمي
---
الميموني
12-22-2006, 10:14 PM
القول بأن المراد بالكرسي العرش أرجح من غيره لأن إطلاق الكرسي بمعنى العلم لغة إما لغة قليلة أو شاذة و حمل ألفاظ الكتاب على المتبادر من معانيها لغة ما لم يدل الدليل على صرفه عن ظاهره أقوى. ...(1/2852)
و ما تفضل بذكره د/ مساعد حفظه الله و د / فهد الرومي مفيد . و أمّا كلام الأزهري (ت: 370هـ) فقد أحلت عليه وكلام الإمام ابن الأنباري : (ت: 328هـ) أحسن منه مع أن ابن الأنباري أجل و أقدم و أعلم بالحديث و بعلوم القرآن من الأزهري رحمهما الله.
و المقصود أن الطبري لم ينكر ورود الكرسي بمعنى العرش كما هو بين من كلامه و لكن التطرق بمثل هذا الترجيح للقدح في الأئمة الكبار كالطبري أو لمزهم مما يحذر منه و يخشى على أصحابه.
---
(1/2853)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطائف من ترجمة ابن عباس ( 3ق هـ ـ 40هـ )
---
لطائف من ترجمة ابن عباس ( 3ق هـ ـ 40هـ )
---
مساعد الطيار
03-31-2007, 06:51 PM
ولد أبو العباس في الشِّعب ، قبل الهجرة بثلاث سنين ، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وله ثلاث عشرة سنة تقريبًا .
كان مقرَّبًا من الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد روى البخاري بسنده عن عبد الرحمن بن عابس قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما سأله رجل : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم العيد أضحى أو فطرا ؟
قال : ( نعم ، ولولا مكاني منه ما شهدته ؛ يعني : من صغره ) .
وبات ليلة عند خالته ميمونة بنت الحارث ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم لصلاته فوضع للنبي غسلاً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من وضع هذا ؟ ) ، فقالوا : عبد الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل ) .
قال ابن عباس : ( رأيت جبريل ـ صلوات الله عليه ـ مرتين، ودعا لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرتين ) .
عهد أبي بكر ( 11 ـ 13 )
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول من العام ( 11 للهجرة ) وكان عمر ابن عباس ( 13 سنة تقريبًا ) = تَطَلَّع إلى طلب العلم ، واشرأبت نفسه إليه ، قال : ( لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير قال فقال: واعجبا لك أترى الناس يفتقرون إليك قال: فترك ذلك وأقبلت أسأل ، فإن كان ليبلغني الحديث عن رجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب ، فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟ هلا أرسلت إلي فآتيك .
فأقول: لا ، أنا أحق أن آتيك ، فأسأله عن الحديث .(1/2854)
فعاش الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي ليسألوني ، فقال: هذا الفتى كان أعقل مني ).
وفي هذا الخبر فوائد :
1 ـ بُعُدُ نظره رضي الله عنه ، واستشرافه للمستقبل ، وذلك في حرصه على تعلم العلم من كبار الصحابة قبل أن يقلَّ عددهم .
2 ـ حرصه على تعلم العلم .
3 ـ مكانته عند الصحابة .
4 ـ أدبه مع شيوخه .
عهد عمر ( 13 ـ 23 )
ولما مات أبو بكر الصديق عام ( 13 للهجرة ) كان عمره ( 15 سنة تقريبًا ) .
وتولى عمر بن الخطاب في تلك السنة إلى أن قُتِل عام ( 23 للهجرة ) ، وفي عهده ظهر نجم ابن عباس رضي الله عنهما ، وكان تمام التكوين العلمي لهذا الحبر البحر وسنه من ( 15 ـ 25 ) سنة ، وفي هذه الأعوام العشرة تخرج في مدرسة عمر بن الخطاب الذي اعتنى به عناية فائقة ، ولقد كان يُحبُّه حبًّا جمًّا ؛ لِمَا توسَّم فيه من النجابة والذكاء ، فقرَّبه منه ، وجعله في مجلس (شوراه وعلمِه) الذي يحضره أكابر الصحابة ، ولم يُدخِل معه غيره من الفتيان ، وما كان عمر ليحابي في مجلسه من أجل قرابه ، وإلا لأحضر ولده عبد الله ، وهو من العبادة والعلم بمكان .(1/2855)
ولقد وَجَدَ بعض الصحابة على عمر ، وعاتبه في إدخالِ ابن عباس وتركِ أولادهم ، فأبانَ لهم سببَ إدخالِه له بما روى ابن عباس ، قال : ( كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِى مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى مَعَنَا ، وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ . قَالَ فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ ، وَدَعَانِى مَعَهُمْ قَالَ وَمَا رُئِيتُهُ دَعَانِى يَوْمَئِذٍ إِلاَّ لِيُرِيَهُمْ مِنِّى فَقَالَ مَا تَقُولُونَ ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ ) حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ ، إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا . وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ نَدْرِى . أَوْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا . فَقَالَ لِى يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَكَذَاكَ تَقُولُ قُلْتُ لاَ . قَالَ فَمَا تَقُولُ قُلْتُ هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) فَتْحُ مَكَّةَ ، فَذَاكَ عَلاَمَةُ أَجَلِكَ ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) قَالَ عُمَرُ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ مَا تَعْلَمُ ) .
وفي هذا الأثر فوائد ، منها :
1 ـ تنبيه للأشياخ أن لا يحابوا طالبًا من أجل عرض من الدنيا ، بل يكون تقديمهم له من أجل فهمه وعلمه ، وكم من موقف حصل لبعضهم نظروا فيه إلى تقديم مصلحة دينية يظنونها ـ والحال فيها أنها مختلطة بمصلحة دنيوية ـ فيقدمون ذا المال والجاه من أجل مال ذاك أو جاهه ، لكنهم لا يحصلون على مرادهم ، فما كان لغير الله فهو منقطع .(1/2856)
2 ـ تعليل القضايا ، إذ لا يكفي أن يكون الأمر معتبرًا لأنه فِعْل فلان أو قوله ، مهما عظُم أمره ، وكان مقدمًا بين الناس ، وكم من فعل أُبهمت علته ، وأمر الطلاب ـ أو غيرهم ـ بالعمل به ، أو الاقتناع بع بقوة الآمر ، فما كان ذلك مجدٍ ولا مفيد ، إن لم ينقلب إلى ما لا تُحمدُ عقباه .
3 ـ دقة فهم ابن عباس ، وقوة استنباطه وغوصه على الدقائق ، وما سُمِّي حبر الأمة من فراغ ، بل لأجل ذلك الاستنباط وغيره .
4 ـ إن دخوله مع أشياخ بدر ليدلُّ على تلك المنْزلة العظيمة التي كانت له في قلب عمر ، وكان عمر يقول : ( لا يلومني أحد على حب ابن عباس ) .
ومرض ابن عباس بالحمَّى ، فعاده عمر ، وقال : ( أَخَلَّ بنا مرضك ، فالله المستعان ) .(1/2857)
وتأمل هذين القولين من عمر ، لتعلم مدى عناية عمر به ، فلقد بلغ ابن عباس مبلغًا يجعل عمر يفتقده بسبب مرضه ، ويعتذر لأصحابه في حبه لابن عباس ، ولعله لا يخفاك الفرق بين عُمُر ابن عباس الصغير ـ وعُمُرِ الخليفة عمر بن الخطاب الكبير وكذا من كان معه من أشياخ بدر رضي الله عن الجميع ، وهذا يدلك على عناية علماء الصحابة بالنابهين من الصغار وتعليمهم لأنهم هم أشياخ المستقبل ، ومما يدل على ذلك من سيرة عمر أنه كان يجلس لهم يعلمهم القرآن ، فقد روى الطبري بسنده عن ابن زيد في قوله تعالى :" وإذا قيلَ له اتق الله أخذته العزة بالإثم" إلى قوله:" والله رؤوف بالعباد"، قال: ( كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى السُّبْحة وفرغ، دخل مربدًا له، فأرسل إلى فتيان قد قرأوا القرآن، منهم ابن عباس وابن أخي عيينة، قال: فيأتون فيقرأون القرآن ويتدارسونه، فإذا كانت القائلة انصرف. قال فمرُّوا بهذه الآية:" وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم"،" ومن الناس من يشري نفسه ابتغاءَ مرضَات الله والله رؤوفٌ بالعباد"= قال ابن زيد: وهؤلاء المجاهدون في سبيل الله= فقال ابن عباس لبعض من كان إلى جنبه: اقتتل الرجلان؟ فسمع عمر ما قال، فقال: وأيّ شيء قلت ؟ قال: لا شيء يا أمير المؤمنين! قال: ماذا قلت ؟ اقتَتل الرجلان ؟ قال فلما رأى ذلك ابن عباس قال: أرى ههنا مَنْ إذا أُمِر بتقوى الله أخذته العزة بالإثم، وأرى من يَشري نفسه ابتغاءَ مرضاة الله، يقوم هذا فيأمر هذا بتقوى الله، فإذا لم يقبل وأخذته العزة بالإثم، قال هذا: وأنا أشتري نفسي ! فقاتله، فاقتتل الرجلان! فقال عمر: لله بلادك يا بن عباس ) .
ومن تتبع عناية عمر بابن عباس وجد أمثلة كثيرة ، أكتفي بما ذكرته منها ، وأختم بخبر طريف رُوِي عن الحطيئة الشاعر الهجَّاء.(1/2858)
ففي كتاب الجليس الصالح للمعافى من طريق ابن عائشة عن أبيه ، قال: : نظر الحطيئة إلى ابن عباس في مجلس عمر وقد فرع بكلامه ، فقال: من هذا الذي نزل عن القوم بِسِنِّه ، وعلاهم في قوله ؟
قالوا: هذا ابن عباس . فأنشأ يقول:
إني وجدت بيان المرء نافلة ... يهدى له ، ووجدت العِيِّ كالصمم
المرء يَبْلَى ، وتبقى الكلم سائرة، ... وقد يلام الفتى يومًا ولم يُلِم
عهد عثمان ( 23 ـ 35 )
ولما قُتل عمر في سنة (23 ) تولى بعده عثمان ، واستمرَّ في الخلافة حتى سنة ( 35 ) ، وكان عمر ابن عباس في تلك الفترة من ( 26 ـ 38 ) تقريبًا .
لقد استمر ابن عباس في عهد عثمان يتخطى سنيَّ الشباب ، ويدخل في سنيِّ الكهولة ، ولا زال في هذا العهد المبارك في مجلس شورى أهل بدر ، كما لازال يُعلِّم الناس ويفتيهم ، فقد أخبر عطاء بن يسار: (أن عمر وعثمان كانا يدعوان ابن عباس فيشير مع أهل بدر، وكان يفتي في عهد عمر وعثمان إلى يوم مات).
ومما يحكي منْزلته عند عثمان ما ذكر شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في موقف حصل لهم مع عثمان إبان إمرته ، قال حسان : كانت لنا عند عثمان أو غيره من الأمراء حاجة فطلبناها إليه: جماعة من الصحابة منهم ابن عباس وكانت حاجة صعبة شديدة فاعتل علينا فراجعوه إلى أن عذروه وقاموا إلا ابن عباس فلم يزل يراجعه بكلام جامع حتى سد عليه كل حاجة فلم يرى بُدًّا من أن يقضي حاجتنا فخرجنا من عنده وأنا آخذ بيد ابن عباس فمررنا على أولئك الذين كانوا عذروا وضعفوا فقلت: كان عبد الله أولاكم به قالوا: أجل .
فقلت أمدحه:
إذا قال لم يترك مقالا لقائل ... بملتقطات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفى ما في الصدور ولم يدع ... لذي اربة في القول جدا ولا هزلا
سموت إلى العليا بغير مشقة ... فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا
وقد جاءت هذه القصيدة بتمامها في ديوان حسان ، قال :
إِذا ما اِبنُ عَبّاسٍ بَدا لَكَ وَجهُهُ رَأَيتَ لَهُ في كُلِّ أَحوالِهِ فَضلا(1/2859)
إِذا قالَ لَم يَترُك مَقالاً لِقائِلٍ بِمُلتَقَطاتٍ لا تَرى بَينَها فَصلا
كَفى وَشَفى ما في النُفوسِ فَلَم يَدَع لِذي إِربَةٍ في القَولِ جَدّاً وَلا هَزلا
سَمَوتَ إِلى العَليا بِغَيرِ مَشَقَّةٍ فَنِلتَ ذُراها لا دَنِيّاً وَلا وَغلا
خُلِقتَ خَليقاً لِلمَوَدَّةِ وَالنَدى فَليجاً وَلَم تُخلَق كَهاماً وَلا جَهلا
وتأمل ما حظي به هذا الشاب الحبر البحر من منْزلة عند الأمير حيث قبل شفاعته في الأمر ، وما حظي به من مدح شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما نظرا فيه إلى صِغَر سنٍّ هو فيها دونهما بكثير ، بل نظرا فيه إلى عقله ، وكم هو حريٌّ بنا معشر طلاب العلم أن نُنمِّي هذا الجانب بيننا ، وأن نحترم من يحترم عقله ، ومن يكون له رأي حصيف ولو كان أصغر منا .
ابن عباس أمير الحجِّ
في السنة التي حُوصِر فيها عثمان ، وقُتِل رضي الله عنه ، أرسل ابنَ عباس أميرًا على الحج ، وفيها قال أبو وائل : ( خطب ابن عباس ـ وهو على الموسم ـ فجعل يقرأ ويفسر ، فجعلت أقول: لو سمعته فارس والروم لأسلمت ) .
وفي رواية أن السورة التي قرأها سورة النور ، قال أبو وائل : ( قرأ ابن عباس سورة النور ، فجعل يفسرها ، فقال رجل: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت ) .
وفاة شيخ من أبرز شيوخه في عهد عثمان :
في سنة ( 30 هـ ) من عهد عثمان توفي أحد شيوخ ابن عباس ، وهو أبيُّ بن كعب الأنصاري ، وقد أورد الحبْر رواية يظهر فيها من أدبه مع شيخه أُبيٍّ ، قال ابن عباس : (ما حدثني أحد قط حديثا فاستفهمته، فلقد كنت آتي باب أُبيِّ بن كعب وهو نائم ، فأقِيلُ على بابه، ولو علم بمكاني لأحب أن يُوقَظَ لِي لمكاني من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكنٍّي أكره أن أُمِلَّه ) .
( وفي ذلك من الأدب مع الأشياخ ما يحسن بطالب العلم أن يقتدي به ، ومن ذلك :
1 ـ انظر كيف يصبر ابن عباس على حرِّ الهاجرة ، وذلك من باب الحرص على طلب العلم.(1/2860)
2 ـ وكيف كره أن يغشى شيخه في وقت راحته ، مع يقينه بمحبة شيخه له .
3 ـ وكيف كان احتماله للتعب في سبيل تعلمه وتعليمه .
ومن سؤالاته القرآنية لأُبي بن كعب ، ما ذكره ، فقال : ( كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من المهاجرين والأنصار فأسألهم عن مغازي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وما نزل من القرآن في ذلك، وكنت لا آتي أحدا منهم إلا سر بإتياني لقربي من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فجعلت أسأل أبي بن كعب يومًا ـ وكان من الراسخين في العلم ـ عمَّا نزل من القرآن بالمدينة فقال: نزل بها سبع وعشرون سورة ، وسائرها بمكة ) .
وفي هذا الأثر فوائد ، منها :
1 ـ الثناء على الشيخ بما فيه من العلم ،وذلك قوله : ( وكان من الراسخين في العلم ) .
2 ـ الحرص على الأكابر من العلماء .
3 ـ الحرص على العلم المنقول ( المغازي والنُّزول ) ممن هم أعلم به ممن شاهدوا التنْزيل .
4 ـ معرفة الصحابة لحق قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحرصهم على وصل هذه القرابة ، وهذا يدلك على محبة الصحابة لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنهم قد حفظوا حقوق آل بيته بعد موته ، وليس كما يزعم من لا خلاق لهم أنهم ضيعوا حقوقهم وفرَّطوا فيهم .
وحريٌّ بنا ـ نحن أهل السنة ـ أن نعيد هذا الأمر لنصابة ، وننشر في دروسنا حقوق آل البيت ، ونعرف لهم فضلهم ، ونُشيع ذلك في منتدياتنا ، ولا نجعل ذلك حكرًا على الأفاكين الذين يزعمون المحبة ، وهم منها بعيدون .
ولقدكان أُبيٌّ يعرف علم ابن عباس ويقدِّره، ومن ذلك ما روى ابن سعد من طريق يسر بن سعيد عن محمد بن أبي بن كعب عن أبيه أنه سمعه يقول ـ وكان عنده ابن عباس فقام ـ قال : ( هذا يكون حبر هذه الأمة ، أوتِي عقلا وجسما ، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفقه في الدين ) .(1/2861)
وفي سنة ( 32 ) ـ مع اختلاف في سنة وفاته ـ توفي شيخ الكوفة ومعلمها عبد الله بن مسعود ، وقد كان من كبار علماء القرآن ؛ إقراءً وتفسيرًا .
وقد كان يرى في ابن عباس العالم المتقن ، فقد ورد عنه فيه أقوال :
1 ـ قال: ( لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشره منا أحد ). ، وفي رواية " ما عاشره ". أي : ما بلغ عشره ، أي عشر ماعنده من العلم .
2 ـ وقال : ( ولنعم ترجمان القرآن ابن عباس ).
وقال : ( لو أن هذا الغلام أدرك ما أدركنا، ما تعلقنا معه بشئ ) .
عهد علي ( 36 ـ 40 )
ولما قُتِل عثمان سنة ( 35 للهجرة ) تولى بعده علي بن أبي طالب إلى أن قُتِل سنة ( 40 للهجرة ) ، وكان عمر ابن عباس (39 ـ 42 ) ، وكان بين ابني العم ودٌّ ومحبة ، ولقد أظهر ابن عباس نصرة ابن عمِّه في قتاله ، وسار معه ، وولي له البصرة إلى أن قُتِل عليٌّ رضي الله عنه ، وكان إمامًا لوفد المحكمين من طرف علي بن أبي طالب رضي الله عن الجميع .(1/2862)
وكان بين ابن العمين ودٌّ متبادل ، حتى لقد قال ابن عباس : ( ما عندي من علم في القرآن فمن عليٍّ ) ، ولقد أورد الطبري ما يفيد احترام ابن عباس لشيخه علي، ووقوفه عند علمه ، وذلك في تفسير المراد بالعاديات ، قال ابن عباس : ( بينما أنا في الحجر جالس، أتاني رجل يسأل عن( الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله، ثم تأوي إلى الليل، فيصنعون طعامهم، ويورون نارهم. فانفتل عني، فذهب إلى علي بن أبي طالب رضى الله عنه وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن ( الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) فقال: سألتَ عنها أحدًا قبلي؟ قال: نعم، سألت عنها ابن عباس، فقال : الخيل حين تغير في سبيل الله ، قال: اذهب فادعه لي; فلما وقفت على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك به، والله لكانت أول غزوة في الإسلام لبدر، وما كان معنا إلا فرسان: فرس للزبير، وفرس للمقداد فكيف تكون العاديات ضبحا! إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى مزدلفة إلى منى ; قال ابن عباس: فنزعت عن قولي، ورجعت إلى الذي قال علي رضي الله عنه ).
ولا يخفى على من عرف سير علي بن أبي طالب ما أوتي من علم في القرآن ، فهو أحد من أسندت إليه القراءات القرآنية ، وقد وقف على المنبر يومًا ، وقال : ( لا يسألني أحد عن آية من كتاب الله إلا أخبرته )
وفي ولايته للبصرة نشر علمه هناك ، وأخذ عنه بعض البصريين كأبي الشعثاء جابر ابن زيد ، وكان ابن عباس يُجِلُّه ، ويعرف له قدره حين قال : ( لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علماً من كتاب الله ) .
وقال تميم بن حدير عن الرباب : سألت ابن عباس عن شيء فقال: تسألوني وفيكم جابر بن زيد وهو أحد العلماء؟.
هذا ، ولعل الله ييسر تعليقات على منهج ابن عباس العلمي .
---
أبو الجود
03-31-2007, 09:36 PM
بارك الله في الشيخ الدكتور مساعد على هذه اللفتات الرائعة الرائقه زادك الله علما وفهما وتوفيقا
---
ابن المبارك
04-01-2007, 08:37 AM(1/2863)
شيخنا الحبيب جزاك الله خير ونفع الله بعلمك....
نفعتنا بهذه اللطائف كما أستمتعنا بمحاضرتك عن آداب طالب العلم من سيرة ابن عباس وضي الله عنه ....
من أراد تحميل محاضرة الشيخ وفقه الله على هذا الرابط :
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34225
---
د.يسري خضر
04-01-2007, 12:27 PM
جزاك الله خيرا شيخناالكريم علي هذه الفوائدالطيبة
---
د. أنمار
04-01-2007, 04:29 PM
من أجمل ما قرأت، خاصة تقسيم مراحل حياته، وسمة كل منها.
قد بارك الله فيما يدكم سطرت***وما شذاه سرى من سيرة الحبر.
هو ابن عم رسول الله ضاء له***نور القران هدى لا ريب في الأمر
---
عمر المقبل
04-02-2007, 12:05 AM
بورك فيكم أبا عبدالملك ،وسؤالي : هل صحّ أنه رأى جبريل عليه السلام ؟
---
د. أنمار
04-02-2007, 03:51 PM
أخرج ابن سعد عن ابن عباس قال رأيت جبريل مرتين.
ورواه الطبراني قال ثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا زيد بن المبارك ثنا يحيى بن آدم عن أبي كدينة يحيى بن المهلب عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال : رأيت جبريل مرتين ودعا لي رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحكمة مرتين
قلت وعند أحمد في فضائل الصحابة من زيادة ابنه قال ثنا أبو هشام قثنا يحيى بن آدم قثنا أبو كدينة ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : « رأيت جبريل مرتين ، ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤتيني الله الحكمة مرتين » .
وفي أطراف الغرائب والأفراد للمقدسي
قال غريب من حديثه أي أبي إسحق السبيعي عن عكرمة ، تفرد به أبو مالك النخعي عبد الله بن حسين عنه .(1/2864)
أخرج أحمد والبيهقي عن ابن عباس قلت كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا فقال لي أبي يا بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني قلت يا أبت إنه كان عنده رجل يناجيه فرجع فقال يا رسول الله قلت لعبد الله كذا كذا فقال أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد قال وهل رأيته يا عبد الله قلت نعم قال ذاك جبريل هو الذي يشغلني عنك.
أخرج ابن عدي في الكامل وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة عن ابن عباس قال مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وإذا معه جبريل وأنا أظنه دحية الكلبي فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لوضح الثياب وأن ولده يلبسون السواد
اهـ من الحاوي
والله أعلم.
---
د. أنمار
04-02-2007, 06:00 PM
وفي مجمع الزوائد قال الهيثمي:
عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على كتفي أو على منكبي شك سعيد ثم قال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل- قلت هو في الصحيح غير قوله وعلمه التأويل- رواه أحمد والطبراني بأسانيد، وله عند البزار والطبراني اللهم علمه تأويل القرآن، ولأحمد طريقان رجالهما رجال الصحيح.
وعن ابن عباس قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم ترجمان القرآن أنت ودعا لي جبريل عليه السلام مرتين.
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف. (هكذا!)
وعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره فوجد عبد الله بردها في صدره ثم قال اللهم احش جوفه علماً وحلماً فسلم يستوحش في نفسه إلى مسئلة أحد من الناس ولم يزل خير هذه الأمة حتى قبضه الله. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.(1/2865)
وعن ابن عباس قال كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا من عنده فقال أبي أي بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني فقلت يا أبت انه كان عنده رجل يناجيه قال فرحنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبي يا رسول الله فقلت لعبد الله كذا وكذا فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل رأيته يا عبد الله قلت نعم قال فان ذلك جبريل عليه السلام هو الذي شغلني عنك.
رواه أحمد الطبراني بأسانيد ورجالهما رجال الصحيح.
وعن ابن عباس قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وليه ثياب بيض وهو يناجي دحية بن خليفة الكلبي وهو جبريل عليه السلام وأنا لا أعلم فلم يسلم فقال جبريل يا محمد من هذا قال هذا ابن عمي هذا ابن عباس قال ما أشد وضح ثيابه أما إن ذريته ستسود بعده أو سلم علينا رددنا عليه فلما رجعت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك ان تسلم قال بأبي وامي رأيتك تناجي دحية بن خليفة فكرهت ان تنقطع عليكما مناجاتكما قال وقد رأيته قلت نعم قال أما انه سيذهب بصرك ويرد عليك في موتك
قال عكرمة فلما قبض ابن عباس ووضع على سريره جاء طائر شديد الوهج فدخل في أكفانه فأرادوا شر فقال عكرمة ما تصنعون هذه بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال له فلما وضع في لحده تلقى بكلمة سمعها من على شفير قبره "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
---
عمر المقبل
04-02-2007, 11:10 PM
بوركت أخي د.أنمار ..
بيد أن جل ما ذكرت بيّن الضعف من أول وهلة ، فجل المصادر التي نقلت منها من مظان الضعاف والغرائب والمنكرات ، بقي النظر في رواية أحمد ،ولعلي أنشط لمراجعة إسنادها .
أولاً :(1/2866)
ولا يخفى على شريف علمك أن رواية ابن عدي للحديث في الكامل هي أمارة على ضعفة ، فلا يصلح الاستشهاد به .
ثانياً :
كلمة (رجاله رجال الصحيح ) لا تدل على التصحيح ، فهي فقط تدلنا على توفر شرطين في نظر الناقد ، لا أكثر ولا أقل ،ويبقى للباحث التفتيش عن الشروط الثلاثة الباقية : (الاتصال ، الشذوذ ، العلة).
---
د. أنمار
04-11-2007, 04:47 PM
وعن ابن عباس قال كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا من عنده فقال أبي أي بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني فقلت يا أبت انه كان عنده رجل يناجيه قال فرحنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبي يا رسول الله فقلت لعبد الله كذا وكذا فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل رأيته يا عبد الله قلت نعم قال فان ذلك جبريل عليه السلام هو الذي شغلني عنك.
رواه أحمد الطبراني بأسانيد ورجالهما رجال الصحيح.
.
بعد تأمل ما سيأتي يكون الحديث من قبيل الحسن الصحيح أو الصحيح لغيره
فقد أخرجه أحمد في موضعين 1/294 ، 312
وقال محققوا المسند: إسناده على شرط مسلم وعمار بن أبي عمار وإن خرج له مسلم قال البخاري كان شعبة يتكلم فيه، وقال ابن حبان في الثقات كان يخطئ
قلت خلاصة قول الحافظ فيه في التقريب: " صدوق ربما أخطأ"
ثم خرجوا الحديث من عدة كتب تنتهي لنفس الإسناد: حماد عن عمار عن ابن عباس
لكن للحديث شاهد قوي عند أحمد في الفضائل 1854 عن يحيى عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن ابن عباس قال قد رأيت عنده رجلا فقال العباس يزعم ابن عمك أنه رأى عندك رجلا قال كذا وكذا قال نعم ذاك جبريل.
وإسناده صحيح(1/2867)
وله شاهد آخر في زوائد عبد الله على الفضائل 1917 من طريق الدراوردي عن ثور بن زيد عن موسى بن ميسرة عن علي بن عبد الله عن أبيه قال بعث العباس عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حاجة فوجد معه رجلا ولم يعلمه فقال رأيته قال نعم قال ذاك جبريل قال أما إن ابنك لن يموت حتى يذهب بصره ويؤتى علما
قالوا فإن صح وصله فالإسناد حسن
قلت ولينظر إسناد الطبراني الآتي
وعن ابن عباس قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وليه ثياب بيض وهو يناجي دحية بن خليفة الكلبي وهو جبريل عليه السلام وأنا لا أعلم فلم يسلم فقال جبريل يا محمد من هذا قال هذا ابن عمي هذا ابن عباس قال ما أشد وضح ثيابه أما إن ذريته ستسود بعده أو سلم علينا رددنا عليه فلما رجعت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك ان تسلم قال بأبي وامي رأيتك تناجي دحية بن خليفة فكرهت ان تنقطع عليكما مناجاتكما قال وقد رأيته قلت نعم قال أما انه سيذهب بصرك ويرد عليك في موتك
قال عكرمة فلما قبض ابن عباس ووضع على سريره جاء طائر شديد الوهج فدخل في أكفانه فأرادوا شر فقال عكرمة ما تصنعون هذه بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال له فلما وضع في لحده تلقى بكلمة سمعها من على شفير قبره "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
---
(1/2868)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مجموعة رسائل علمية في التفسير
---
مجموعة رسائل علمية في التفسير
---
متعلم
11-03-2003, 05:13 AM
هذا رابط لرسائل عدة من ماجستير ودكتوراة في علم التفسير ، وجدتها مصادفة في بحث لي في محرك جوجل ، ولعلها لجامعة الإمام فيما اظن :
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/quran/tafsir/munakash/
---
مساعد الطيار
11-03-2003, 06:25 AM
أخي الكريم :
بارك الله فيك ، وكثر من أمثالك ، هذه الرسائل فيما يظهر من الجامعة الإسلامية ، وأسأل الله أن يجزيك خيرًا على هذه الفائدة .
---
متعلم
11-03-2003, 08:23 AM
نفع الله بك فضيلة الشيخ مساعد ، وأشكرك على هذا التجاوب ، وبارك الله في وقتك ، ونفع بك في خدمة كتابه العزيز .
---
(1/2869)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > :: زُيّن للنّاس ::
---
:: زُيّن للنّاس ::
---
tafza
02-27-2005, 03:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته;
بسم الله الرحمن الرحيم ;
جاء في الآية 14 سورة آل عمران: "زُيِّن للناس حُبّ الشهواتِ من النساءِ والبنينَ والقناطير المقنْطرة من الذهبِ والفضّةِ والخيلِ المسوّمة والأنعام والحرث، ذلك متاعُ الحياةِ الدنيا، والله عندهُ حسن المآب".
الزّينُ: هو شدة الحسن، والتزيين هو جعل الشيء زيناً. والكلام في الآية الكريمة يتعلق بما فُطر عليه الإنسان من حب الأمور المذكورة، ولذلك حكمة تتعلق بالحياة الدنيا، وبضرورات إعمار الكون، بل إنّ هذا التزيين هو من أهم أسس التحضر الإنساني. وعليه بعيدٌ ما يقوله بعض أهل التفسير من أنّ المُزيِّن هو الشيطان، بل هي الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها، وهذا ما نجده في كل النفوس، وإن تفاوتت في الإيمان والتقوى. ولا يُذم الإنسان في حبه وميله إلى هذه المذكورات، ولكن تأتي المذمة عندما يبالغ الإنسان في اندفاعه، فيخرج عن الطور، ويقوده ذلك إلى الاعتداء وتجاوز حدود الله تعالى.(1/2870)
عندما يتزيّن الإنسان بزينة ما فإنما يقصد أن يظهر بمظهر هو أحسن من واقعه. والزينة تُوجِد فرقا بين الحقيقة والواقع الجديد، وكلما اتسعت الفجوة كانت الزينة أشد. وعليه فإن الزينة في الأمور التي ذكرتها الآية الكريمة تتفاوت؛ فتزيين النساء هو أشد من تزيين البنين، وتزيين البنين أشدّ من تزيين الذهب والفضة… وهكذا. أي أنّ الآية الكريمة قد سردت المذكورات تنازلياً. وعندما نقول إنّ تزيين النساء هو الأشدّ بين المذكورات فإنما نقصد أن نقول إنّ الفارق بين واقع النساء وحقيقتهن، وبين صورتهن في عيون الرجال ونفوسهم هو فارق كبير. وعليه تكون الزينة أشدّ ما تكون في النساء إذا نظرنا إليهنّ بعيون الرجال. أما إذا نظرنا إلى المرأة بعين المرأة فإننا نكون عندها أقرب إلى الواقع، وبالتالي تكون الزينة أقل.
زينة المرأة في عين الرجل أشدّ من زينة الرجل في عين المرأة. وعليه فإنّ الفارق بين حقيقة الرجل في الواقع وصورتهِ في عين المرأة أقل من حقيقة المرأة في الواقع وصورتها في عين الرجل. هذا يعني أنّ خيبة أمل الزوجة بعد الزواج أقل من خيبة أمل الزوج، وذلك في حالة تحييد العوامل الأخرى؛ فالرجل حسّي في نظرته إلى المرأة، وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بالعين والإبصار. من هنا لا بد أن تعي المرأة أنها تصبح بحاجة أشدّ إلى الزينة عندما تصبح زوجة. وهذا لا يعني أنّ الرجل لا يحتاج إلى الزينة، ولكننا نقارن بين فطرتين. وقد نصت الآية الكريمة، كما نلاحظ، على تزيين النساء في نفوس الرجال، ولم تنص على تزيين الرجال في عيون النساء، لأنّ الكلام هنا عن التزيين الأشدّ.(1/2871)
لقد نصّت الآية الكريمة على البنين دون البنات، لأنّ التزيين الفطري في البنين أشدّ منه في البنات، أي أنّ الفارق بين واقع البنين الحقيقي وبين موقعهم في نفوس الآباء والأمهات، هو أكبر من واقع البنات الحقيقي وموقعهن في نفوس الآباء والأمهات. انظر إلى تفاني الآباء والأمهات، ثم انظر إلى موقف الأبناء من الآباء والأمهات، وعلى وجه الخصوص عند الكبر. من هنا كان لا بد من التشديد في الوصية: "...إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" (الإسراء:24،23).
على الآباء والأمهات إذن أن يدركوا أنّ ذلك حقيقة من حقائق الحياة، وفطرة فطر الله الناس عليها؛ فالدافع الذي يدفع الأب والأم إلى التفاني في رعاية الولد لا توجد قوته عند الولد. هذا لا يعني أنّ الولد لا يتفانى في رعاية الوالدين، ولكنّ دوافع وقوة ذلك تختلف. بل إنّ هذا التفاني المتبادل هو من الأمور التي تميز الإنسان عن باقي الكائنات الحية؛ فأنت تجد القطة، مثلاً، تدافع بشراسة عن صغارها، ولكنّ هذا الصغير عندما يكبر لا يأبه بالأم، بل قد يعتدي عليها.
أما فيما يتعلّق بالذهب والفضة والنقود، فإن الفارق أقل بين واقعها النفعي وموقعها من نفس الإنسان؛ أي أنّ الزينة فيها أقل من زينة النساء والبنين، بمعنى أنّ حبّ الإنسان لها هو قريب إلى واقعها من حيث منفعتها وخدمتها له. وتكون الزينة أقل ما تكون في عالم النبات والزراعة؛ فدرجة حبنا وانشدادنا إلى هذا العالم قريب جدّاً إلى واقعه المنفعي.
---
(1/2872)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفصول والغايات ليس في محاذاة السوروالآيات
---
الفصول والغايات ليس في محاذاة السوروالآيات
---
ابن الشجري
04-10-2005, 05:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إعلم هداني الله وإياك للحق من الجدل ، وجنبنا مزالق القول والعمل ، ووفقنا للقيام بالأمر الجلل ، وجنبنا موقف المعرة والندم ، ورزقنا حسن التأدب مع أزكى الكلم ، وعصمنا من هذر القول مع فشو القلم .
أني لست في هذه المقالة بصدد التعريف بأبي العلاء ،أو التصدي لترجمته أو الدفاع عنه فذاك من البلاء ، فالحديث معه وعنه حديث طويل الذيل كبيرالنيل ، ولاتلازم بين حبك لأدب أديب وما يعتقده أو ينتهجه في حياته ، فمن يكابرويزعم أن مثل رهين المحبسين ، ومصنف أخلاق الوزيرين ، وصاحب التبيين ذو العينين الجاحظتين ، ومن هو على شاكلتهم أو سار سيرتهم ، ممن امتار الناس في أمرهم ، وتباروا في حكمهم ، لم يكونوا من أفراد الدهر وأذكياء الزمان ، وكبار الكتاب وأساطين الأدب، حتى ملأو الدنيا وشغلوا الناس .
إن الحديث عن صاحب المعرة حديث ذو طعم خاص ، وحقا إنك لتصاب بالذهول من قوة حافظته ، وسعة علمه ، و حدة ذكائه ، وبليغ عبارته ، وكثرة مصنفاته ، حتى عد من أذكياء الدنيا ، وفرسان الشعر* والأدب .(1/2873)
لقد كتب عنه الكثير، وطبعت بعض كتبه ورسائله في فترة متأخرة ، وكان من بينها كتاب يتذرع به للطعن فيه وفي دينه ، واتهامه بالإلحاد والزندقة لأمور كان من أعظمها هذا الكتاب ، وما قيل حول سبب تصنيفه له ، وهو كتاب( الفصول والغايات) بزعمهم أنه صنعه في محاذاة السور والآيات ، وقد صدقت الأمر في أوله وقلت : والله لقد أتى عظيمة وبتك من القلائد نظيمة ، وذكروا في ترجمته أنه قيل له: أين هذا من القرآن ؟ فقال : لم تصقله المحاريب أربع مئة سنة ، فإن كان حقا ماقيل : فما يغني البكاء ولا العويل ، وإن قامت له هنا المعاذير فلن تغنيه يوم النذير، ومن الطريف مانقله ياقوت في ترجمة شيخه ابن الدهان ، أن خازن دار الكتب برباط المأمونية غسل كتاب الفصول وتبجح بصنيعه هذا بحضرته فخطأه ابن الدهان ، محتجا بأنه إن كان خيرا من القرآن ـ وحاش لله أن يكون ـ فلا يجب أن يفرط في مثله وإن كان دونه فتركه معجزة للقرآن .
مرت الأيام وأنا أفكر في هذا الكتاب الخطير ، الذي كان في عداد المفقود من كتبه ، وكان لا يمر بي شئ يتعلق بصاحب المعرة إلا تذكرت كتابه هذا ، ولكن لم أكلف نفسي عناء البحث أو السؤال عنه ، لما علق بذهني من فقدانه ، فقلت : حيل بين العير ونزوانه .(1/2874)
وشاء الله أن يقع بين يدي كتاب فيه تعريف بأبي العلاء (1)، للعلامة الكبير عبد العزيز الميمني الراجكوتي الهندي رحمه الله ، فأخذت الكتاب وتصفحته ، فإذا فيه تحقيق يليق بعلم الرجل رحمه الله ، وانتقلت سريعا للنظر في ما كتبه عن كتاب الفصول , فوجدت الإنصاف وحديث العقل وتجنب الفضول، فماكان رهين المحبسين بدرجة من الغباء تكفي أن يفكر في مثل هذا ألأمر، مع حفظه لكتاب الله وفهم معانيه، وتبحره في لغة العرب ومعرفة أساليبها، وعجز البلغاء الأقحاح أرباب الفصاحة واللسن من قبله وفي زمن التحدي ، عن أن يأتوا بسورة أو آية من مثله ، خاصة وأن النقول في ترجمته تتدامغ ، وأهل الفضل في زمنه على بابه تتدافع.
إزداد تشوفي للكتاب ، وخشيت من السؤال عنه وماسيعود به من العتاب ، وفي يوم من ألأيام وأثناء مطالعتي لأرفف بعض المكتبات ، وإذ بهذا العنوان يلوح أمام ناظري ( الفصول والغايات ) لأبي العلاء المعري صاحب اللزوميات ، فأخذت كل النسخ الموجودة ، وقلت : والله هذه ساعة محمودة ، لأنظر الكفر المزعوم ، وأغسل يدي من هذا الرجل المشؤم ، وأقبلت على الكتاب أنظر فيه وأتصفحه ،وأحضنه من كل أنحائه الأربعة ، وويح أمه من كان يحوي هذا العلم أجمعه، فما وجدت إلا وعظ وإرشاد ولغة وأدب وفقه وفلسفه ، كتاب أدب ولغة نعم ، لكن لا ككل الكتب المدونة، لاحتطاب ليل أو دردعة ، أوتشبع بالقول أو هذرمة ، فأين الثرى من الثريا ، وأين من يفرد ومن يأتي في الحمد ثنيا ، ثم أعدت الكرة ، وقلت لن تسلم الجرة ، لعلي أظفر بشئ من المحاذاة التي قد تكون أخف من المعارضة ، فرأيت فرقا بين الكلامين ، كما بين المخلوق وخالق القمرين ، تعالى الله العظيم وتعالت صفاته ، فتيقنت من أن هناك ثلة لم ينصفها الناس ، وعند الله تجتمع الخصوم. .(1/2875)
واستمع له بالله وهو يقول : ( علم ربنا ماعلم ، أني الفت الكلم ،آمل رضاه المسلم ، واتقي سخطه المؤلم ، فهب لي ما أبلغ به رضاك من الكلم والمعاني الغراب . غاية .
ما تصنع أيه الإنسان ، بالسنان ، إنك لمغتر بالغرار ، كفت المنية ثائرا ماأراد ، ليت قناتك بسيف عمان ، وحسامك ما ولج حديده النار ، وريش سهامك في أجنحة نسور الإيار، ليستيقظ جفنك في تقوى الله ويهجع نصلك في القراب . غاية .
مالك عن الصلاة وانيا ، قم إن كنت ممانيا ، فشم البارق يمانيا ، سار لتهامة مدانيا ، يجتذب عارضا سانيا ، سبح لربه عانيا ، وهطل بإذنه سبعا أو ثمانيا ، واقترب وهو لماع الأقراب . غاية .)أهـ (2)
إن العرانين تلقاها محسدة *** ولاترى للئام الناس حساد
لقد كان الرجل موضع الرمية من أهل عصره ومصره ، رموه عن قوس واحدة ، وقالوا من جرف إلى هاوية ، ذاعوا بكثير من البهتان والزور ، وإن كانوا قد أقذعوا القول فما جانبوا الحق في بعض المزبور ، لقد اختط لحياته مسلكا مباينا لبني جنسه ، في أكله ونومه وعبادته وزهده وتقشفه ولبسه وفرشه ... فكان كالخطيطة في كل أمره ، وكان لابد أن يجد من ينتجع لرأيه ، ويحيد عن خطيطته التي ألزمها نفسه ، ويبقى بين قيعانه مبتهلا أن يلزمها إلى يوم رمسه .
ومن دعا الناس إلى ذمه *** ذموه بالحق وبالباطل(1/2876)
فهذا كتاب الفصول ، وهذه غايته ، كتاب رتبه على حروف المعجم ، وقد طبع ماوجد منه من أثناء حرف الهمزة حتى منتهى حرف الخاء ، ملأه بالتالد والطريف من لغة وأدب ونحو وفلسفة وفقه وتاريخ ، فيه مواعظ وأذكار وآيات وأخبار...سلك فيه مسلكا غريبا بديعا لا أعلم له نظيرا ، ذلك أنه يملي الفقرة منه على طلابه ثم يختم ما أملاه بالغاية ، وهي عنده بمنزلة القافية من الشعر ، ثم يملي تفسيرا لما لعله خفي معناه عليهم مما أملاه من غاية ، فإذا انتهى من التفسير ، وأراد العودة إلى ما كان فيه من غاية ، قال : رجع ، فليس فيه معارضة للقرآن أو مناقضته أومجاراته من قبيل ولادبير.
ولعلي أجمل القول بتلخيص ماذكره الميمني رحمه الله في نقاط:
1ـ أن الموجود في ثبت مصنفاته إنما هو كتاب الفصول والغايات فقط.
2ـ هذه الزيادة إنما وردت عند بعض من ترجم له بصيغة التمريض والزعم .
3ـالذي يظهر أنها كانت من أعدائه وحساده الذين حاولوا تشويه صورته وإلصاق تهمة الزندقة به .
4ـ إن صحت هذ الزيادة فلا تفيد أكثر من المحاذاة لا المعارضة ، أي عمل شئ حذاء شي كماصنع الشريف كتابا في محاذاة الآثار النبوية !.
وأقول :هاهو الكتاب بين أيدينا ، أو الجز الموجود منه والذي يبلغ في المطبوع منه ما يناهز الخمس مئة صفحة ، ليس فيه مايوحي بما زعم عنه ، بل النقيض من ذلك ، من تسبيح الله وتمجيده , والثناء عليه ، بل ولاعتراف بإعجاز كتابه .(1/2877)
ولعل صاحب المعرة بنفسه يخبرنا عن موقفه من إعجاز القرآن قائلا : (وأجمع ملحد ومهتد ، وناكب عن المحجة ومقتد ، أن هذا الكتاب الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بهر بالإعجاز ، ولقي عدوه بالإرجاز ، ماحذي على مثال ، ولا أشبه غريب الأمثال ، ماهو من القصيد الموزون ، ولا الرجز من سهل وحزون ، ولاشاكل خطابة العرب ولا سجع الكهنة ذوي الأرب وجاء كالشمس اللائحة ، نور للمسرة والبائحة ، لوفهمه الضب الراكد لتصدع ، أو الوعول المعصمة لراق الفادرة والصدع ، ( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتذكرون ) وإن ألآية منه أو بعض الأية ، لتعترض في أفصح كلم يقدر عليه المخلوقون ، فتكون فيه كالشهاب المتلألئ في جنح غسق ، والزهرة البادية في جدوب ذات نسق ) أهـ(3)
هذه مقالتي ياساده ، وأعوذ بالله من جعلها وساده ، كتبتها على عجل ، ظنا بأن الأمر جلل ، وإن نقصها التحبير ، فالعذر من سيد التحرير، أسوقها مختومة ، كالناقة المخطومة ، إلى الكريم البار، مساعد الطيار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ كتاب أبو العلاء وماإليه ، كتاب قيم ، فيه إنصاف وتحقيق لكثير من المسائل المتعلقة بالمترجم له ، خاصة في مايتعلق بدينه ومعتقده ، وقد قرض من كبارعلماء عصره كالمحدث الكبير محمد شاكر رحمه الله ، والعلامة محمد الخضر حسين ، وكل كتب العلامة الميمني وتحقيقاته مضرب المثل رحم الله الجميع.
2ـ الفصول والغايات 62ـ63
3ـ رسالة الغفران تحقيق بنت الشاطئ 472ـ473
*وشعره في الذروة ، بل له منه مسكتات كقصيدته التي مطلعها:
ياساهر البرق أيقظ راقد السمر * لعل بالجزع أعوانا على السهر
قصيدة طويلة بديعة ،أفردها الشيخ المتفنن أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري برسالة مستقلة مع تعليقه عليها ، وإن كان في شعره كذلك مايصعب الاعتذار معه ، فإلى الله مرجعنا ومرجعه .
---
أخوكم
04-10-2005, 11:44 PM
جزاك الله كل خير(1/2878)
أخي الكريم إن كان فعلا ما كتبتَه عن أبي العلاء صحيح
فذب الله النارَ عن وجهك كما ذببتَ عن أخيك
ولستُ أدري هل من المناسب أن تذكر لنا مَنْ مِن العلماء منْ اتهمه بتلك التهمة ؟
عموما مقالك لوحده غاية في الإمتاع
وكدتُ أن أتجاوزَ خطأ وقع المعري فيه ، ولكن نظرا لأنه يتعلق بآية قرآنية فأحببت التنبيه إليها
وهي (وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتذكرون )
فقد اختلطت عليه آيتين _وبالتأكيد قد سبقه القلم_
الآية الأولى :
( وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (ابراهيم: من الآية25)
الآية الثانية :
(... وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(الحشر: من الآية21)
وأختمُ بما بدأتُ به
فجزاك الله كل خير
---
فهد الناصر
04-14-2005, 03:19 PM
شكراً لصاحب الموضوع. وقد أفاض الأستاذ محمد سليم الجندي - رحمه الله - في نفي هذه التهمة عن أبي العلاء المعري في كتابه القيم (الجامع في أخبار أبي العلاء المعري وآثاره) 2/779 فليراجع .
---
الكشاف
03-05-2006, 08:45 PM
أحسنت يا ابن الشجري ، فتح الله عليك .
---
عبدالرحمن الشهري
03-13-2006, 03:49 PM
أحمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي ، المعروف بأبي العلاء المعرِّي ، المولود سنة 363هـ ، والمتوفى سنة 449هـ . شاعرٌ عباسي كبيرٌ ، وعالمٌ لغويٌّ متبحرٌ ، وقد تعرض في حياته وبعدها إلى كثير من التُّهمِ والطعون والمضايقات ، ومبعث هذه التهم في الغالب ثلاثة أمور :
أولها : مسلك المعري في حياته ، ونسكه ، وزهده وترهبه ، فقد كان نحيف الجسم ، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره ، وكان يحرم إيلام الحيوان وأكل لحمه ، ولم يأكل اللحم خَمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب.(1/2879)
وثانيها : كتاب (الفصول والغايات) الذي أشار إليه أستاذنا ابن الشجري متعه الله بالعافية والعلم ، وهو كتاب أملاه المعري بأسلوبه المنمق المعروف في تمجيد الله وحمده ، فزعم خصومه أنه أراد به معارضة القرآن ، وقد نشرت بعض أقسام هذا الكتاب منذ سنين فقضى نشرها على هذه المزاعم الواهية.
وثالثها وهو الأهم ديوانه المشهور (لزوم ما لا يلزم) ، وما ورد فيه من أقوالٍ لا يخلو بعضها من جرأة وعنفٍ ونقدٍ قاسٍ لرجال الأديان وأصحاب المذاهب والطرق من كل ملة وطائفة ، كما لا يخلو بعضها الآخر من غموض يبعث على التساؤل والاستفسار ، وهذه الأقوال في كلتا الحالين في حاجة إلى توضيح يبين حقيقة المقصود منها.
وقد حاول أبو العلاء المعري راضياً حيناً ، وكارهاً أحياناً أن يدفع عن نفسه هذه التهم ، واضطر إلى أن يزج نفسه في مناظرات مع عدد من خصومه ، ومن أشهر هذه المناظرات تلك الرسائل التي تبادلها المعري في أواخر حياته مع داعي الدعاة الفاطمي ، وقد ذكر ياقوت الحموي جزء كبيراً من هذه الرسائل في معجم الأدباء (3/176-213) ، ونشرها كاملة بعد ذلك محب الدين الخطيب رحمه الله في المطبعة السلفية بالقاهرة عام 1349هـ، تحت عنوان (بين أبي العلاء وداعي الدعاة الفاطمي) ، وكل من قرأ هذه الرسائل المشهورة ، ووازن فيها بين لهجة داعي الدعاة الفاطمي حين يهاجم بعنفٍ ، ولهجة أبي العلاء المعري وهو يداري خصمه بلطفٍ ، أدرك مدى شقاء المعري بهذا الجدل العقيم ، وكان محور هذه الرسائل قصيدة المعري التي يذكر فيها مسلكه الانعزالي الذي ارتضاه لنفسه ، ومطلعها :
غدوتَ مريضَ العَقلِ والدينِ فالقَنِي * لتسمعَ أنباءَ الأمورِ الصَّحائحِ(1/2880)
وفي ديوانه (لزوم ما لا يلزم) أبياتٌ أخرى في هذه القصيدة وغيرها ، كانت مثار جدلٍ كثير ، أتهم بسببها في عقيدته ودينه ، ويبدو لي أن المعري آثر التزام الصمت تجاه من طعن عليه في هذه الأبيات ، لولا أن بعض أصدقائه ومحبيه ألحوا عليه أن يدفع عن نفسه التهم . فأملى في الرد على الطاعن عليه في دينه كتاباً سَمَّاه (زَجْرُ النّابح) يرد فيه على الطاعن عليه في أبيات متفرقة من ديوانه (لزوم ما لا يلزم) ، وقد وضح المعري في كتابه هذا بعبارة صريحةٍ براءته مما اتهم به في دينه ومعتقده ، وأرى أن هذا الكتاب أبلغ في تبرئة المعري مما اتُّهِم به ، ولا أظنُّ هذا الكتاب يخفى خبره عن الأستاذ الكريم ابن الشجري رعاه الله فلعله يبسط لنا خَبَرهُ ، وقد نشرَ مقتطفات مهمةٍ منه في مجمع اللغة العربية بدمشق الدكتورُ أمجد الطرابلسي عام 1385هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* انظر ما كتبه الأخ العزيز نايف الزهراني حول الموضوع أيضاً تحت عنوان تبرئة أبي العلاء من معارضة القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3434) ففيه فوائد أخرى .
---
مجدي ابو عيشة
03-13-2006, 06:04 PM
أفضل ما قيل في ابو العلاء ما وجدته في كتاب" بغية الطلب في تاريخ حلب (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=13&book=1635)" لكمال الدِّين بن العديم والذي ذكر فيه ""وقد أفردت كتاباً جامعاً في ذكره، وشرحت فيه أحواله وتبينت وجه الصواب في أمره، وسمته بدفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري فمن أراد معرفة حقيقة حاله فلينظر في ذلك الكتاب فإن فيه غنية في بيان أمره، وتحقيق صحة اعتقاده، وعلو قدره إن شاء الله تعالى.""
اما دفع الظلم والتحري فلم أجده.
ووضعت مرفقا لحال ابي العلاء من بغية الطلب
---
عبدالرحمن الشهري
03-13-2006, 11:25 PM(1/2881)
كتاب ( الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري) لكمال الدين عمر بن أحمد ابن العديم المتوفى سنة 660هـ طبع ، ونشر ضمن كتاب (تعريف القدماء بأبي العلاء 1/483-878) قال فيه في مقدمته وهو يذكر طعن الطاعنين على المعري وتصنيفه كتاب زجر النابح للرد عليهم :
(وقد وضع أبو العلاء كتاباً وسمه بزجر النابح ، أبطل فيه طعن المزري عليه والقادح ، وبين فيه عذره الصحيح ، وإيمانه الصريح ، ووجهَ كلامه الفصيح. ثم أتبع ذلك بكتاب وسمه بنجر الزجر ، بين مواضع طعنوا بها عليه بيانَ الفجر. فلم يمنعهم زجره ، ولا اتضح لهم عذره ، بل تحقق عندهم كفره ، وتجرأوا على ذلك وداموا ، وعنفوا من انتصروا له ولاموا ، وقعدوا في أمره وقاموا ، فلم يرعوا له حرمة ، ولا أكرموا علمه ، ولا راقبوا إلا ولا ذمة ، حتى حكوا كفره بالأسانيد ، وشددوا في ذلك غاية التشديد ، وكَفَّره من جاء بعدهم بالتقليد). [الإنصاف والتحري 485]
---
الجنيدالله
03-14-2006, 01:20 AM
السلام عليكم
وقول مثل الذهبي في الميزان ( له شعر يدل على الزندقة ) وقبل الذهبي قاله بمعناه السلفي وابن تيمية رحمهم الله وبعدهم ابن حجر .
لا اقول انهم معصومون من الغلط لكن اجتماع مثل هؤلاء على طعن احدهم فهل يندمل جرحه؟
وعن نفسي لا ارى غير الادب والعربية التي نحتاجها من شعره واما غير ذلك فالرجل اراحنا ولم يدخل في شئ من العلوم تصنيفا ولا تدريسا وان كان وصف بانه قد برع في عدد من العلوم
---
مجدي ابو عيشة
03-14-2006, 10:51 AM
أخي الحبيب : الحكم على الشخص وعلى كلامه شيء والحكم عليه شيء آخر فكيف الحكم بما ينسب اليه .(1/2882)
ما ذكرته عن السلفي في الملف الذي ارفقته تجد معظم الدفاع عنه من طريق ابوا طاهر السلفي . اما ما ذكره ابن تيمية وابن القيم وابن حجر فهو حكم على الكلام المنسوب له لا على شخصه لان القاعدة بالحكم على المعين انه لا يجوز الا اذا ورد نص صريح لمعين او اذا تيقنا من حاله على الكفر . هذا الذي عليه ابن تيمية وابن القيم وابن حجر رحمهم الله .
والكلام على المعري هنا من باب الانصاف . والا فان بعض ما نسب اليه فيه الكفر والزندقة .
فاذا تكلم علم من الاعلام عن انسان فانه يتكلم عما ظهر له من حاله . والحكم دائما ليس لذات ابو العلاء الا تبعا لأقواله .
فكتابه ليس بمحاذات الايات والسور كما زعم عليه . ولو سؤل اي عالم عن انسان الف فيمعارضة القران لنسب الى الكفر . فما بالك بما ينسب الى ابو العلاء؟ ولكن اذا نظرنا بما قيل عنه وقعت الحيرة في امره اهو الذي قال بالتناقض في الشرع ام انه ينسب اليه ؟
---
منصور مهران
03-14-2006, 12:05 PM
كنت قد قرأت كتابا من تأليف يوسف البديعي عنوانه ( أوج التحري عن حيثية أبي العلاء المعري ) حققه العالم الجليل إبراهيم الكيلاني ، وطبعه في مطبعة الترقي بدمشق سنة 1944 م ضمن منشورات المعهد الافرنسي بدمشق ، وتكمن قيمة هذا الكتاب في أن مؤلفه أتى من كل كتاب أو رسالة أو ديوان لأبي العلاء - فجمع المنثور والمنظوم - بمقدارٍ يتبين منه القارئ الغرض المقصود من الكتاب ، وأسلوب المعري فيه ، ومكانته في هذا الفن ، وجعل الأمثلة من كل كتاب منفردة لأجل التمييز بين الكتب . وللكتاب قيمة أخرى ذلك أن البديعي أورد فيه نصوصا من ( الفصول والعايات ) لم ترد في المطبوعة وقد تزيدنا طمأنينة إلى سلامة معتقد المعري وتنفي عنه تهمة معارضة القرآن بكتاب الفصول ، ثم إن كتاب البديعي وصل إلينا مخروما في عدة مواضع فحرمنا من بعض فوائده فوق فائدة حفظ بعض النصوص المفقودة وقد كانت غنما بنشر هذه ( الحيثية ) .
---
الجنيدالله(1/2883)
03-15-2006, 05:12 AM
السلام عليكم
اخي الكريم يقول الذهبي ( له شعر )
وجزاك الله خيرا
---
مجدي ابو عيشة
03-15-2006, 11:05 AM
أخي الكريم : اول شيء ثبوت الشعر او القول عليه فاليك ما نقله في لسان الميزان عن ابي العلاء من حال :قال السلفي ومما يدل على صحة عقيدته ما سمعت الخطيب حامد بن بختيار النميري سمعت القاضي أبا المهذب عبد المنعم بن أحمد السروجي سمعت أخي أبا الفتح دخلت على أبي العلاء بالمعرة في وقت خلوة بغير علم منه فسمعته ينشد شيئاً ثم تأوه مرات وتلا آيات ثم صاح وبكى وطرح وجهه على الأرض ثم رفع رأسه ومسح وجهه وقال سبحان من تكلم بهذا في القدم فصبرت ساعة ثم سلمت عليه فرد وقال متى أتيت فقلت الساعة فقلت أرى في وجهك أثر غيظ فقال يا أبا الفتح تلوت شيئاً من كلام الخالق وأنشدت شيئاً من كلام المخلوق فلحقني ما ترى فتحققت صحة دينه وقوة يقينه وقال السلفي وسمعت أبا المكارم بأبهر وكان من إفراد الزمان ثقة مالكي المذهب قال لما توفي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون شاعراً وختم في أسبوع واحد عند القبر مائتا ختمة قال السلفي سمعت أبا زكريا التبريزي يقول لما قرأت على أبي العلاء بالمعرة قوله:
يد بخمس ميء من عسجد فديت ... ما بالها قطعت في ربع دينار
تناقض ما لنا إلا السكوت له ... وأن نعوذ بمولانا من النار
سألته عن معناه فقال هذا مثل قول الفقهاء عبارة لا يعقل معناه وقال السلفي ان كان قال هذا الشعر معتقداً معناه فالنار مأواه وليس له في الإسلام نصيب هذا إلى ما يحكى عنه في كتاب الفصول والغايات وكأنه معارضة منه للسور والآيات فقيل له ليس هذا مثل القرآن فقال لم تصقله المحاريب أربعمائة سنة.
قال السلفي وفي الجملة كان من أهل الفضل الوافي والأدب الباهر والمعرفة بالنسب وأيام العرب قرأ القرآن بروايات وسمع الحديث بالشام على ثقات وله في التوحيد وإثبات النبوة وما يحض على الزهد شعر كثير والمشكل منه على زعمه له تفسير(1/2884)
روى عنه أبو القاسم التنوخي وهو من أقرانه والخطيب أبو زكريا التبريزي وغالب بن عيسى الأنصاري والخليل بن عبد الجبار القزويني وأبو ظاهر بن أبي الصقر وآخرون وقال ابن الجوزي حدث عن أبي زكريا التبريزي قال: قال لي المعري مرة ما الذي تعتقد قال فقلت اليوم يظهر ما يخفيه فقلت له ما أنا إلا شاك قال وهكذا شيخك وقال أبو يوسف عبد السلام القزويني اجتمعت به مرة فقال لي لم أهج أحداً قط قال فقلت له صدقت إلا الأنبياء فتغير وجهه
الثاني الحكم على كتاب هو انصاف لكتابة كاتب والكتاب المذكور يناقش ما فيه فان ثبت اي شيء مخالف نبه عليه والا فليس من العدل الكلام عليه بما ليس فيه , فقد طعن على ابي العلاء في هذا الكتاب انه وضعه ليعارض القران والواضح من الكتاب انه ليس كذلك , فالحكم على الكتاب هو غير الحكم على صاحبه . واغلب من قال عن هذا الكتاب قد علم كتابه كما قال ابن الجوزي عنه :
وقد رأيت لابي العلاء المعري كتابا سماه الفصول والغايات، في معارضة السور والآيات، على حروف المعجم في آخر كلماته وهو في غاية الركاكة والبرودة، فسبحان من أعمى بصره وبصيرته. اي انهم كانوا يعلموا بان هذا الكتاب ليس مما يقارن بالقران وانما قيل انه الف ذلك ليعارض القران .ولكن هل كان القسم الثاني من العنوان مع الكتاب ام قاله ابن الجوزي على انه المشهور بذلك ؟
الأمر الثالث : ليس عندنا شيء يبين نهايته وكيف مات . فابوا حامد الغزالي له كلام في الاحياء لايقال . وقد مات على ما مات عليه من صحة الايمان , فايهم اولى ذ كر محاسن الشخص مع ذم ما ينسب اليه ان كان مشتهرا ام ذمه مطلقا ونحن لا نعلم نهاية حاله ؟ قال الشاعر عن المال :
وان عندي الخطا بالجود احسن من****اصابة حصلة بالمنع والبخل.
الرابع اغرب ما في الامر هو حاله التي ذكرها ابن كثير كما في البداية والنهاية :(1/2885)
ومن الناس من يعتذر عنه ويقول: إنه إنما كان يقول ذلك مجونا ولعبا، ويقول بلسانه ما ليس في قلبه، وقد كان باطنه مسلما.قال ابن عقيل لما بلغه: وما الذي ألجأه أن يقول في دار الاسلام ما يكفره به الناس ؟ قال: والمنافقون مع قلة عقلهم وعلمهم أجود سياسة منه، لانهم حافظوا على قبائحهم في الدنيا وستروها، وهذا أظهر الكفر الذي تسلط عليه به الناس وزندقوه، والله يعلم أن ظاهره كباطنه.
ومدار كلام ابن عقيل هو الذي جعل أغلب العلماء يعتبروه من الزنادقة .
اما الامر الآخر فقد ذكره الشيخ عبد الرحمن الشهري انه كان نباتيا وكانت طريقة الفلاسفة البراهمة انهم لا يأكلون الحيوانات . وقد سأله احد الناس مرة عن ذلك فقال :رأفة بهم .
---
الجنيدالله
03-15-2006, 10:37 PM
اخي الكريم السلام عليكم
الموقع لم يوضع لمناقشة حال ابي العلاء والا لاخذت معك في النقاش حتى نفيم اوده
عموما مثل الذهبي لا يقول له شعر جزافا
راجع الميزان وليس لسان الميزان لتدقيق كلامه
واعتقد اني ان اخطات فمني ومن الشيطان والله يغفر للجميع وان اصبت فهو جهد الذهبي رحمه الله
وانت واخوانك جزاكم الله خيرا لحسن قصدكم
---
مجدي ابو عيشة
03-16-2006, 11:18 AM(1/2886)
اخي الحبيب لم اضع لك فقط ما يدافع عن اببي العلاء, وانما ما يقال عنه لاحظ أخي ان المقال يتكلم عن كتاب الفصول والغايات . وقد تكلم الأخوة وصاحب الموضوع ان هذا الكتاب ليس فيه معرضة للقران . وقد بينت لك في أخر الكلام ان الذين قالوا انه الف لمعارضة القران انما عرفوا الكتاب حقا كما قال ابن الجوزي :وقد رأيت لابي العلاء المعري كتابا سماه الفصول والغايات، في معارضة السور والآيات، على حروف المعجم في آخر كلماته وهو في غاية الركاكة والبرودة، فسبحان من أعمى بصره وبصيرته. وكلام ابن عقيل: وما الذي ألجأه أن يقول في دار الاسلام ما يكفره به الناس ؟ قال: والمنافقون مع قلة عقلهم وعلمهم أجود سياسة منه، لانهم حافظوا على قبائحهم في الدنيا وستروها، وهذا أظهر الكفر الذي تسلط عليه به الناس وزندقوه، والله يعلم أن ظاهره كباطنه. انما نقلته كي لا تظن بالطريقة التي وضعت فيها ردك الأخير .
---
فهد الناصر
03-24-2006, 05:46 AM
كلام الأخ الجنيدالله منصف ، وليس لنا من أبي العلاء إلا شعره ، بل بعض شعره ، حيث لا ينتقى له إلا بعض شعره ، وسقط الزند في رأيي يكفي من سائر شعره .
ومثله بقية الشعراء الذين طعن في عقائدهم كبشار وصالح بن عبدالقدوس وغيرهم ، لنا الشعر المنتقى الجيد ، وأما المعتقد فله مصادره المعروفة والله أعلم.
---
(1/2887)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماهو الثابت في تفسير هذه الايه (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)
---
ماهو الثابت في تفسير هذه الايه (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)
---
أمل محمد
02-14-2004, 05:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في تفسير هذه الايه الكريمه قال تعالى( ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذريه وماكان لرسول ان يأتي بئايه ال بأذن الله لكل اجل كتاب ، يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)
تفسير هذه الايه في ابن كثير اختلف فيه المفسرون فمنهم من قال ان( ، يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) يمحو الله كل شىء الا الشقاء والسعاده والحياه والموت وهو قول الثوري ووكيع وهشيم عن ابن ليلى عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
واما مجاهد فيقول ايضا يقضي في ليلة القدر ما يكون في السنه من رزق او مصيبه ثم يقدم مايشاء ويؤخر ما يشاء الا الشقاء والسعاده والحياة والموت فانهما قد فرغ منهم ،
وعن كعبا قال لعمر بن الخطاب : ياأمير المؤمنين لولا ايه في كتاب الله لأنبأتك بماهو كائن الى يوم القيامه قال وما هي (، يمحوا الله ما يشاء ويثبت)ومعنى هذا ان الاقدار ينسخ الله منها مايشاء ويثبت ما يشاء
وعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الرجل يحرم الرزق بالذنب يصيبه ، ولا يرد القدر الا الدعاء ، ولا يزيد في العمر الا البر ) رواه النسائي وابن ماجه
وثبت في الصحيحين ان صلة الرحم تزيد العمر .
وقال تعالى ( ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
وكما جاء في الحديث انهم قالوا يارسول الله ، ارأيت رقى نسترقي بها ، هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال ( هي من قدر الله)
قا تعالى {أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}،(1/2888)
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار، فإن مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله، فذلك قوله: {أولئك هم الوارثون} )""أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة"". وقال مجاهد: ما من عبد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار، فأما المؤمن فيبني بيته الذي في الجنة، ويهدم بيته الذي في النار، وأما الكافر فيهدم بيته الذي في الجنة، ويبني بيته الذي في النار، فالمؤمنون يرثون منازل الكفار لأنهم أطاعوا ربهم عزَّ وجلَّ بل أبلغ من هذا أيضاً، وهو ما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (إذا كان يوم القيامة دفع اللّه لكل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقال هذا فكاكك من النار)، فاستحلف عمر بن عبد العزيز أبا بردة باللّه الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بذلك، قال: فحلف له ""أخرجه مسلم عن أبي بردة
ولكي لااطيل عليكم من خلال هذه الايات والاحاديث تولد عندي تصور عن القدر وهو بالطبع اجتهاد مني وليس تاول كلام الله فهذا اتركه لكم ومن يقدر على تأويله فالمرأد الذي اعتقده من خلال قراءتي ان القدر في اللوح المحفوظ مكتوب هل الانسان شقي ام سعيد غني ام فقير في الجنه او في النار وكل انسان ميسر لما كتب له فيعني لو ان الانسان مكتوب له السعاده فتأتي اسباب الاقدار على مايتمنى من سعاده والعكس اذا كان مكتوب له الشقاء .
ولقد قرات فيما سبق مقوله ( ان اعلم الناس بالاقدار ابعدهم عن التحدث بها واجهلهم بهذا الامر من يتحدث فيه) فالقدر اذا من الغيبات التي لايعلمها بالطبع الا الله حتى لو رايت في ظاهر الامور ما يوحي بالقدر.
ارجو تعليقكم ودمتم
---
أمل محمد
02-15-2004, 10:22 PM
معقوله للللللللللللا يوجد من يفسر هذه الايه
---
أحمد القصير
02-15-2004, 10:46 PM
الأخت الكريمة : أمل(1/2889)
موضوع القدر من الموضوعات الطويلة والمتشعبة ، والمؤلفات فيه أيضا كثيرة وطويلة ، غير أنك لم تحددي المراد من طرح هذا الموضوع ، أهو تفسير الآية ؟ أم معنى القدر ؟ ارجو تحديد جزئية معينة تريدين الحديث عنها .
---
أمل محمد
02-17-2004, 12:24 AM
الحمد لله انك رددت الصوت يأخ/ احمد القصير
الذي اتحدث عنه هو اختلاف المفسرين في هذه الايه كما هو واضح في العنوان واريد تبيان اذا حصل فيه اتفاق حول هذه الايه حديثا وهي قال تعالى( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)
ومشكور على اهتمامك
---
أحمد القصير
02-17-2004, 11:39 PM
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية ( في مجموع الفتاوى «14/488 » ) عن قوله تعالى : { ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده } وقوله تعالى : { وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب } وقوله تعالى : { يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } هل المحو والإثبات في اللوح المحفوظ والكتاب الذي جاء في الصحيح { أن الله تعالى كتب كتابا فهو عنده على عرشه } الحديث . وقد جاء : { جف القلم } فما معنى ذلك في المحو والإثبات ؟ . وهل شرع في الدعاء أن يقول : " اللهم إن كنت كتبتني كذا فامحني واكتبني كذا فإنك قلت : { يمحوا الله ما يشاء ويثبت } وهل صح أن عمر كان يدعو بمثل هذا ؟ وهل الصحيح عندكم أن العمر يزيد بصلة الرحم كما جاء في الحديث ؟ أفتونا مأجورين .
=============================(1/2890)
فأجاب رضي الله عنه : الحمد لله رب العالمين . أما قوله سبحانه : { ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده } فالأجل الأول هو أجل كل عبد ; الذي ينقضي به عمره والأجل المسمى عنده هو : أجل القيامة العامة . ولهذا قال : { مسمى عنده } فإن وقت الساعة لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو } . بخلاف ما إذا قال : ( مسمى كقوله : { إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى } إذ لم يقيد بأنه مسمى عنده فقد يعرفه العباد . وأما أجل الموت فهذا تعرفه الملائكة الذين يكتبون رزق العبد وأجله وعمله وشقي أو سعيد . كما قال في الصحيحين عن ابن مسعود قال : { حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق - : إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات فيقال : اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح } فهذا الأجل الذي هو أجل الموت قد يعلمه الله لمن شاء من عباده . وأما أجل القيامة المسمى عنده فلا يعلمه إلا هو . وأما قوله : { وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره } فقد قيل إن المراد الجنس أي ما يعمر من عمر إنسان ولا ينقص من عمر إنسان ثم التعمير والتقصير يراد به شيئان : " أحدهما " أن هذا يطول عمره وهذا يقصر عمره فيكون تقصيره نقصا له بالنسبة إلى غيره كما أن المعمر يطول عمره وهذا يقصر عمره فيكون تقصيره نقصا له بالنسبة إلى غيره كما أن التعمير زيادة بالنسبة إلى آخر . وقد يراد بالنقص النقص من العمر المكتوب كما يراد بالزيادة الزيادة في العمر المكتوب . وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه } وقد قال بعض الناس : إن المراد به البركة في العمر بأن يعمل في الزمن القصير ما لا يعمله غيره إلا في الكثير(1/2891)
قالوا : لأن الرزق والأجل مقدران مكتوبان . فيقال لهؤلاء تلك البركة . وهي الزيادة في العمل والنفع . هي أيضا مقدرة مكتوبة وتتناول لجميع الأشياء . والجواب المحقق : أن الله يكتب للعبد أجلا في صحف الملائكة فإذا وصل رحمه زاد في ذلك المكتوب . وإن عمل ما يوجب النقص نقص من ذلك المكتوب . ونظير هذا ما في الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم : { أن آدم لما طلب من الله أن يريه صورة الأنبياء من ذريته فأراه إياهم فرأى فيهم رجلا له بصيص فقال من هذا يا رب ؟ فقال ابنك داود . قال : فكم عمره ؟ قال أربعون سنة . قال : وكم عمري ؟ قال : ألف سنة . قال فقد وهبت له من عمري ستين سنة . فكتب عليه كتاب وشهدت عليه الملائكة فلما حضرته الوفاة قال قد بقي من عمري ستون سنة . قالوا : وهبتها لابنك داود . فأنكر ذلك فأخرجوا الكتاب . قال النبي صلى الله عليه وسلم فنسي آدم فنسيت ذريته وجحد آدم فجحدت ذريته } وروي أنه كمل لآدم عمره ولداود عمره . فهذا داود كان عمره المكتوب أربعين سنة ثم جعله ستين وهذا معنى ما روي عن عمر أنه قال : اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحني واكتبني سعيدا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت . والله سبحانه عالم بما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ; فهو يعلم ما كتبه له وما يزيده إياه بعد ذلك والملائكة لا علم لهم إلا ما علمهم الله والله يعلم الأشياء قبل كونها وبعد كونها ; فلهذا قال العلماء : إن المحو والإثبات في صحف الملائكة وأما علم الله سبحانه فلا يختلف ولا يبدو له ما لم يكن عالما به فلا محو فيه ولا إثبات . وأما اللوح المحفوظ فهل فيه محو وإثبات على قولين . والله سبحانه وتعالى أعلم ؟ .
---
أمل محمد
02-20-2004, 12:24 AM
تسلم يأخي القصير
على هذا الرد القيم لابن تيميه لكن لو اكملت وماهو القولان في اللوح المحفوظ ونريد فقط ما نؤمن به نحن اهل السنه والجماعه والسلف الصالح ونعتقده ومشكور لتواصلك
---(1/2892)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > منهج شيخ الإسلام في العبادة والتزكية
---
منهج شيخ الإسلام في العبادة والتزكية
---
أبو مهند النجدي
10-07-2006, 02:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (11)
منهج شيخ الإسلام في العبادة والتزكية
بقلم : عبدالله بن محمد الحيالي
---
(1/2893)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسماء الآيات
---
أسماء الآيات
---
عبد الله
11-21-2003, 10:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الايات عرفت بتسمية خاصة ، سواء كانت هذه التسمية بأثر أو تعورف عليها من قبل الفقهاء ، وهذه التسمية غالباً تشير إلى الموضوع الرئيسي في الآية ، وذلك كآية الكرسي ( البقرة : 255 ) وآية الدين ( البقرة : 282 ) وآية الحرابة – المحاربة – ( المائدة : 33 ) وآية الوضوء ( المائدة : 6 ) وآية التيمم ( المائدة : 6 ) وغير ذلك من الآيات التي عرفت بأسمائها ، ويشير إليها العلماء اختصاراً فيقولون : كما في آية كذا ، أو دليله آية كذا . وقد يكون الكلام في موضوع ما ، وفيه أكثر من آية فيقولون كما في آية البقرة مثلاً فيشيرون إلى الآية باسم سورتها ، كما في تحريم الخمر ، فيقولون مثلاً أول ما نزل في تحريم الخمر آية البقرة [ 219 ]، ثم آية النساء [ 43 ] ، ثم آية المائدة [ 90 - 91] أي آية تحريم الخمر الواردة في سورة البقرة ، وهكذا ...
والباب مفتوح أمام الأخوة لذكر ما يمر معهم من هذه التسميات ، أو لتأصيل هذه الفكرة وتحريرها .
والله الموفق
عبد الله إبراهيم
---
(1/2894)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أقوال المفسرين الأدبية البديعة
---
من أقوال المفسرين الأدبية البديعة
---
أبومجاهدالعبيدي
01-11-2004, 11:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك أقوال أدبية بديعة مبثوثة في كتب التفاسير ، أردت أن أفتح الباب لمن أراد أن يتحفنا بشيء منها في هذا الملتقى .
وممن استوقفتني عباراته الأدبية في ثنايا تفسيره ابن العربي المالكي ، وسأنقل بعض ما سطره في تفسيره أحكام القرآن :
قال رحمه الله : ( قوله : { ولكم فيها جمال } : كما قال في الآية بعدها : { لتركبوها وزينة } والجمال قد بيناه في كتب الأصول وشرح الحديث ، وأوضحنا أنه يكون في الصورة وتركيب الخلقة ، ويكون في الأخلاق الباطنة ، ويكون في الأفعال . فأما جمال الخلقة فهو أمر يدركه البصر ، فيلقيه إلى القلب متلائما ، فتتعلق به النفس من غير معرفة بوجه ذلك ولا بسببه لأحد من البشر . وأما جمال الأخلاق فبكونها على الصفات المحمودة من العلم والحكمة ، والعدل والعفة ، وكظم الغيظ ، وإرادة الخير لكل واحد . وأما جمال الأفعال فهو وجودها ملائمة لصالح الخلق ، وقاضية بجلب المنافع إليهم ، وصرف الشر عنهم . ) ثم قال :(1/2895)
( وجمال الأنعام والدواب من جمال الخلقة محسوب ، وهو مرئي بالأبصار ، موافق للبصائر ، ومن جمالها كثرتها . فإذا وردت الإبل على الذرى سامية الذرى هجمات هجانا توافر حسنها ، وعظم شأنها ، وتعلقت القلوب بها . إذا رأيت البقر نعاجا ترد أفواجا أفواجا ، تقر بقريرها ، معها صلغها وأتابعها ، فقد انتظم جمالها وانتفاعها . وإذا رأيت الغنم فيها السالغ والسخلة ، والغريض والسديس صوفها أهدل ، وضرعها منجدل ، وظهرها منسجف ، إذا صعدت ثنية مرعت ، وإذا أسهلت عن ربوة طمرت ، تقوم بالكساء ، وتقر على الغداء والعشاء ، وتملأ الحواء سمنا وأقطا ، بله البيت ، حتى يسمع الحديث عنها كيت وكيت ، فقد قطعت عنك لعل وليت . وإذا رأيت الخيل نزائع يعابيب ، كأنها في البيداء أهاضيب ، وفي الهيجاء يعاسيب ، رءوسها عوال ، وأثمانها غوال ، لينة الشكير ، وشديدة الشخير ، تصوم وإن رعت ، وتفيض إذا سعت ، فقد متعت الأحوال وأمتعت . وإذا رأيت البغال كأنها الأفدان بأكفال كالصوى ، وأعناق كأعناق الظبا ، ومشي كمشي القطا أو الدبى فقد بلغت فيها المنى .)
وللموضوع صلة - يسر الله إضافتها
---
(1/2896)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > لقاء مشرفي ملتقى أهل التفسير بالأستاذ الدكتور زغلول النجار وفقه الله
---
لقاء مشرفي ملتقى أهل التفسير بالأستاذ الدكتور زغلول النجار وفقه الله
---
عبدالرحمن الشهري
06-30-2003, 05:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على تمام فضله وإكرامه ، وعلى سابغ إحسانه وإنعامه ، وهو الذي بنعمته تتم الصالحات ، وببركة عونه تتكامل الأعمال والحسنات ، وهو ذو الجلال والإكرام ، وذو الطول والإنعام ، فله الحمد واجبا ، وله الدين واصبا.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أشرف خلقه ، وخاتم رسله ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان ، أما بعد:
فقد يسر الله بفضله وكرمه لمشرفي ملتقى أهل التفسير وبعض أعضائه الكرام اللقاء بسعادة الأستاذ الكريم الدكتور زغلول النجار في الليلة التي يسفر صباحها عن يوم الجمعة السابع والعشرين من ربيع الثاني للعام الجاري 1424هـ ، بمنزل المشرف العام بالرياض.
وقد حضر هذا اللقاء الشيخ د.مساعد بن سليمان الطيار الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض والمشرف على الملتقى. والشيخ محمد بن عبدالله القحطاني المحاضر بكلية الشريعة بأبها والمشرف على الملتقى. والشيخ محمد بن مصطفى السيد أحد أعضاء ملتقى أهل التفسير والطالب بمرحلة الدكتوراه في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين والذي نسق لنا هذا اللقاء فجزاه الله خيراً.
كما حضره الشيخ خالد بن عبدالعزيز الباتلي المحاضر بقسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بالرياض وأحد أعضاء ملتقى أهل التفسير ، والشيخ حسين المطيري من كلية المعلمين بالرياض ، والشيخ سامي جاد الله من دار المحدث للنشر بالرياض.
وحضره من غير الأعضاء شقيقي المهندس عبدالله الشهري ، والأستاذ فواز بن عبدالله المحرج المدير العام لمؤسسة رواسن للإنتاج الإعلامي.(1/2897)
وقد كان لقاء مباركاً ناقش فيه الحضور مع الدكتور زغلول النجار عدداً من القضايا المتعلقة بالتفسير العلمي للقرآن الكريم ، والإعجاز العلمي ، والتعرف عن قرب على جهود الدكتور زغلول النجار في هذا السبيل ، حيث يعتبر الدكتور زغلول النجار من المهتمين بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، وهو أحد أشهر أساتذة علم طبقات الأرض " الجيولوجيا " في العالم اليوم. وقد سعد الجميع بحسن خلق الدكتور النجار ، وطيب معشره ، وتواضعه الكبير ، وأدبه الجم ، مع كبر سنه حيث قد بلغ السبعين من العمر ، ولكنه خفيف الروح ، حاضر البديهة ، أجاب عن الأسئلة وناقش المسائل ، بمستوى من العلم والأدب اللائقين بأمثاله من العلماء الكبار وفقه الله.
ونرجو أن يكون هذا اللقاء المبارك فاتحة خير للقاءات أخرى مماثلة مع كبار العلماء المتميزين في العالم الإسلامي الذين أبلوا بلاء حسناً في خدمة القرآن الكريم ، تأليفاً وتدريساً.
****
ترجمة الأستاذ الدكتور زغلول النجار:
ولد الدكتور زغلول راغب محمد النجار في قرية مشاري، مركز بسيون بمحافظة الغربية في 17 نوفمبر عام 1933م. حفظ القرآن الكريم منذ الصغر على يد والده الذي كان يعمل مدرسًا بإحدى مدارس المركز. وقد حرص الوالد دائمًا على غرس القيم الدينية والأخلاقية في حياة أبنائه.
تدرج في مراحل التعليم حتى التحق بكلية العلوم بجامعة القاهرة في عام 1951م، ثم تخرج في قسم الجيولوجيا بالكلية في عام 1955م حاصلاً على درجة بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف وكان أول دفعته.(1/2898)
في شبابه.. تأثر الشاب زغلول النجار باليقظة الإسلامية التي ظهرت في ذلك الوقت.. والتي قامت على يد "الشيخ حسن البنا" الذي أسس جماعة "الإخوان المسلمون" في عام 1928م.. إلا أن انتمائه لهذه المسار أثَّر على مسيرة حياته؛ فلم يُعَيَّن الدكتور زغلول – الحاصل على مرتبة الشرف وأول دفعته – معيدًا بجامعة القاهرة، ومن ثَمَّ التحق بعدة وظائف في الفترة ما بين 1955م إلى 1963م؛ حيث التحق بشركة صحارى للبترول لمدة 5 أشهر، ثم بالمركز القومي للبحوث 5 أشهر أخرى.. حتى انضم إلى مناجم الفوسفات في وادي النيل (من إسنا إلى إدفو) لمدة 5 أعوام؛ حيث أثبت الدكتور تفوقًا ملحوظًا، وتمَّ إنتاج الفوسفات في مناجم "أبو طرطور" في خلال 6 أشهر فقط، وخرجت شحنات تجارية تقدر بمليارات الجنيهات.. ولم تنتج هذه المناجم مثل هذه الكمية بعد ذلك حتى هذا الوقت. وفي احتفالية فريق العمل بمناجم الفوسفات بهذا الإنجاز، كانت الإشادة بتفوق الشاب زغلول النجار ودوره في هذا النجاح، وعرفه رئيس اتحاد العمال في كلمته قائلاً "عندنا شخصية جيدة تجمع العمال على قلب رجل واحد…"، ولكنه بدلاً من أن يلقى التكريم اللائق كشاب وطني نابغ في مهنته، "فصل" من وظيفته.. لنفس الأسباب السياسية الفكرية.. وهكذا..(1/2899)
لم يثبت الدكتور زغلول في وظيفة من أي من هذه الوظائف فترات طويلة.. وإنما الثبات كله كان في قلبه المتعلق بالإيمان المضحي في سبيل فكرته.. والتحق الدكتور زغلول بمناجم الذهب بالبرامية.. حتى لاحت له الفرصة للالتحاق بجامعة عين شمس معيدًا بقسم الجيولوجيا بشرط عدم تلاحمه مع الطلاب أو التقصير في أي من محاضراته.. وبالفعل التزم الدكتور زغلول بهذه الشروط.. حتى كان يوم زيارة رئيس الحكومة في ذلك الوقت للجامعة.. وحيث إن الدكتور زغلول لم يُبَلَّغ ولم يعلم من قبل بهذه الزيارة.. حافظ على محاضرته والتزم بتدريسها.. ففصل بعد سنة واحدة من تعيينه في الجامعة، فانتقل للعمل بمشروع للفحم بشبه جزيرة سيناء.
وفي عام 1959م لاحت أول انطلاقة حقيقية للدكتور زغلول النجار في إثبات ذاته، حيث دعي من جامعة الملك سعود بالرياض إلى المشاركة في تأسيس قسم الجيولوجيا هناك.
ومن السعودية استطاع السفر إلى إنجلترا.. وحصل هناك على درجة "الدكتوراه في الفلسفة" في الجيولوجيا من جامعة ويلز ببريطانيا عام 1963م ، ثم رشحته الجامعة.. لاستكمال أبحاث ما بعد الدكتوراه من خلال منحة علمية من جامعته.. Robertson, Post-Doctoral Research fellows. ويذكر الدكتور زغلول أنه حينما حاولت إدارة البعثات المصرية الرفض ، بعث أستاذه الإنجليزي الذي كان نسيبًا لملكة بريطانيا بخطاب شديد اللهجة إلى البعثات قال فيه: إنه لا يوجد من يختلف على أن الدكتور زغلول هو أحق الدارسين بهذه المنحة التي تمنح لفرد واحد فقط، وهدَّد أن بريطانيا لن تقبل أي طالب مصري بعد ذلك إذا لم يقبل الدكتور زغلول في هذه المنحة.. فبالطبع كانت الموافقة.
موقف لا يُنسى في رحلته !(1/2900)
في أكتوبر من عام 1961م، كانت الباخرة التي ستقل الدكتور زغلول إلى إنجلترا راسية على ميناء بور سعيد.. وفي أثناء إنهاء إجراءات السفر فوجئ الدكتور بأنه ممنوع من السفر، وأن الشخص الوحيد الذي يستطيع إلغاء هذا القرار هو مدير جوازات بور سعيد.. والذي لم يكن موجودًا في ذلك الوقت.. فكان الدكتور زغلول النجار وأخوه محمد النجار في سباق مع الزمن الذي لم يبق منه إلا القليل.. ذهبا إلى البيت فلم يجداه.. ثم توجها إلى مستشفى الولادة ببور سعيد حين علما بأنه هناك مع زوجته وهي في حالة وضع..
"كان ضابطًا شهمًا" كما يصفه الدكتور زغلول وقال لهما: "إن زوجتي اليوم كتبت لها حياة جديدة؛ ولذلك ستسافر، وليكن ما يكون".. أصدر الضابط أوامره إلى السفينة التي كانت تحركت بالفعل للوقوف في عرض البحر.. واستقل الثلاثة قاربًا صغيرًا في جنح الظلام.. وأنزلت السلالم من السفينة في مشهد من جميع ركابها.. يقول د. زغلول "لم أتخيل ارتفاعًا أكبر من ذلك في حياتي"، وهكذا كتب للدكتور زغلول السفر إلى إنجلترا.
أبحاثه العلمية في إنجلترا
قدم الدكتور زغلول في فترة بقاءه بإنجلترا أربعة عشر بحثًا في مجال تخصصه الجيولوجي، ثم منحته الجامعة درجة الزمالة لأبحاث ما بعد الدكتوراة (1963م - 1967م).
حيث أوصت لجنة الممتحنين بنشر أبحاثه كاملة.. وهناك عدد تذكاري مكون من 600 صفحة يجمع أبحاث الدكتور النجار بالمتحف البريطاني الملكي.. طبع حتى الآن سبع عشرة مرة..
عودته إلى البلاد العربية
انتقل الدكتور زغلول بعد ذلك إلى "الكويت"؛ حيث شارك في تأسيس قسم الجيولوجيا هناك عام 1967م ، وتدرج في وظائف سلك التدريس حتى حصل على الأستاذية عام 1972م ، وعُيِّن رئيسًا لقسم الجيولوجيا هناك في نفس العام.
ثم توجه إلى قطر عام 1978م إلى عام 1979م، وشغل فيها نفس المنصب السابق. وقد عمل قبلها أستاذًا زائرًا بجامعة كاليفورنيا لمدة عام واحد في سنة 1977م.(1/2901)
نشر للدكتور زغلول ما يقرب من خمسة وثمانين بحثًا علميًّا في مجال الجيولوجيا ، يدور الكثير منها حول جيولوجية الأراضي العربية كمصر والكويت والسعودية.
من هذه البحوث: تحليل طبقات الأرض المختلفة في مصر – فوسفات أبو طرطور بمصر - البترول في الطبيعة – احتياطي البترول – المياه الجوفية في السعودية – فوسفات شمال غرب السعودية – الطاقة المخزونة في الأراضي السعودية – الكويت منذ 600 مليون عام مضت. ومنها أيضًا:
مجهودات البشر في تقدير عمر الأرض، الإنسان والكون – علم التنجيم أسطورة الكون الممتد – منذ متى كانت الأرض؟ – زيادة على أبحاثه العديدة في أحقاب ما قبل التاريخ (العصور الأولى)
كما نشر للدكتور زغلول ما يقرب من أربعين بحثًا علميًّا إسلاميًّا، منها:
التطور من منظور إسلامي – ضرورة كتابة العلوم من منظور إسلامي – العلوم والتكنولوجيا في المجتمع الإسلامي – مفهوم علم الجيولوجيا في القرآن – قصة الحجر الأسود في الكعبة – حل الإسلام لكارثة التعليم – تدريس الجيولوجيا بالمستوى الجامعي اللائق..
وله عشرة كتب: منها الجبال في القرآن ، إسهام المسلمين الأوائل في علوم الأرض ، أزمة التعليم المعاصر ، قضية التخلف العلمي في العالم الإسلامي المعاصر ، صور من حياة ما قبل التاريخ.. وغيرها. كما كان له بحثان عن النشاط الإسلامي في أمريكا والمسلمون في جنوب إفريقيا.. هذا بالطبع بجانب أبحاثه المتميزة في الإعجاز العلمي في القرآن ، والذي يميز حياة د. زغلول النجار.
بلغت تقاريره الاستشارية والأبحاث غير المنشورة ما يقرب من أربعين بحثًا. وأشرف حتى الآن على أكثر من ثلاثين رسالة ماجستير ودكتوراة في جيولوجية كل من مصر والجزيرة العربية والخليج العربي.
* رسم د. زغلول النجار أول خريطة جيولوجية لقاع بحر الشمال. وحصل على عدة جوائز منها "جائزة أحسن بحوث مقدمة لمؤتمر البترول العربي عام 1975م، وجائزة مصطفى بركة للجيولوجيا".(1/2902)
* تزوج الدكتور زغلول في عام 1968م ورُزِقَ منها بولدين توفاهما الله سبحانه وتعالى.
* الآن، يشرف الدكتور زغلول على معهد للدراسات العليا بإنجلترا تحت اسم:
Markfield Institute of Higher Education وهو معهد تحت التأسيس يمنح درجة الماجستير أو الدكتوراة في مجالات إسلامية كثيرة مثل الاقتصاد ، والمال والبنوك، والتاريخ الإسلامي، والفكر الإسلامي المعاصر، والحركات المعاصرة، والمرأة وحركات تحررها.. إلخ.
* د. زغلول عضو في العديد من الجمعيات العلمية المحلية والعالمية منها: لجنة تحكيم جائزة اليابان الدولية للعلوم، وهي تفوق في قدرها جائزة نوبل للعلوم.. واختير عضوًا في تحرير بعض المجلات في نيويورك وباريس.. ومستشارًا علميًّا لمجلة العلوم الإسلامية Islamic science التي تصدر بالهند.. وغيرها..
وقد عُيِّن مستشارًا علميًّا لعدة مؤسسات وشركات مثل مؤسسة روبرستون للأبحاث البريطانية، شركة ندا الدولية بسويسرا وبنك دبي الإسلامي بالإمارات.. وقد شارك في تأسيس كل من بنك دبي وبنك فيصل المصري وبنك التقوى وهو عضو مؤسس بالهيئة الخيرية الإسلامية بالكويت..
الدكتور زغلول عالمًا داعيًا(1/2903)
للدكتور زغلول النجار اهتمامات واسعة متميزة ومعروفة في مجال "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم"، حيث يرى أنه وسيلة هامة وفعالة في الدعوة إلى الله عز وجل، ويقول عن تقصير علماء المسلمين تجاه هذه الرسالة: "لو اهتم علماء المسلمين بقضية الإعجاز العلمي وعرضوها بالأدلة العلمية الواضحة لأصبحت من أهم وسائل الدعوة إلى الله عز وجل"، ويرى أنهم هم القادرون وحدهم بما لهم من دراسة علمية ودينية على الدمج بين هاتين الرسالتين وتوضيحهما إلى العالم أجمع.. لذلك اهتم الدكتور زغلول بهذه الرسالة النابعة من مرجعيته العلمية والدينية في فكره، منذ شبابه. جاب د. زغلول البلاد طولاً وعرضًا داعيًا إلى الله عز وجل.. ولا يذكر أن هناك بلدًا لم يتحدث فيه عن الإسلام من خلال الندوات والمؤتمرات أو عبر شاشات التلفزة، أو حتى من خلال المناظرات التي اشتهرت عنه في مجال مقارنة الأديان.
انتهت ترجمته التي كتبتها الكاتبة نهى سلامة ، ونشرت في عدد من المواقع على الانترنت ، مع بعض التصرف.
وللدكتور زغلول النجار صفحة أسبوعية في صحيفة الأهرام المصرية ، يكتب فيها عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية ، وقد كان لها صدى واسع في العالم الإسلامي وغيره. وسيأتي الحديث عنها خلال اللقاء. وقد وعدنا بمأئة مقالة من هذه المقالات تشتمل على ألف صفحة ، مجموعة على قرص ليزر ، وسوف أفيدكم بها لاحقاً إن شاء الله. وسيتم بإذن الله طرح بعض مقالاته للنقاش في ملتقى أهل التفسير إن شاء الله.
والدكتور زغلول النجار له موقع رسمي خاص على شبكة الانترنت ، ينشر فيه أبحاثه بعدة لغات عالمية . وهو www.elnaggarzr.com
ويمكن مراسلته عن طريق بريد موقعه info@elnaggarzr.com
وللحديث بقية إن شاء الله.
---
عوض احمد الشهري
07-01-2003, 04:42 AM(1/2904)
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن على ما أمتعتنا به من سيرة هذا الرجل ونسأل من الله أن يكثر في الأمة من أمثاله فالأمر العجيب الذي ألفت إنتباهي هو بلوغه هذا السن-ماشاء الله -؛ ومع ذلك لم يثنه عن العمل لهذا الدين
نسأل من الله أن يبارك في عمره وأن يختم له بالحسنىونحن متشوقون لمعرفة ما دار من نقاش للمسائل العلمية
هذا ونسأل الله لكم التوفيق والسداد....آمين
---
أبو تيمية
07-01-2003, 06:50 AM
بارك الله في الشيخ زغلول النجار و في من التقى به ..
زغلول النجاز هذا الرجل الداعية النبيل من القلة الذين أتمنى أن يمن الله علي بلقائهم ، و العبد الفقير مهتم جدا بمحاضراته العلمية ، و الحق يقال: لم أر إلى الآن رجلا تكلم في الإعجاز العلمي القرآني بقوة هذا الرجل ..
و الكلام عن هذا الشيخ الفاضل يطول ، لأن له مكانة خاصة في النفس
أسأل الله تعالى أن يبارك فيه و ينفع به..
الحقيقة إخواني الكرام أغبطكم على ذلك اللقاء الذي لا أشك أنه كان عامرا بالعلم و الأدب ..
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2004, 05:49 PM
يمكنكم الآن قراءة اللقاء كاملاً على صفحات شبكة التفسير والدراسات القرآنية (http://www.tafsir.net/zaghlool.php) وفقكم الله.
---
عبدالرحمن الشهري
05-17-2005, 07:24 AM
أجرى الأخ الكريم فهد السنيدي لقاء بعنوان (شبهات حول الإعجاز العلمي) مع الأستاذ الدكتور زغلول النجار يوم الأحد 7/4/1426هـ بالقاهرة . ومعظم محاور اللقاء تم التطرق إليها في لقاء مشرفي شبكة التفسير مع الأستاذ الدكتور زغلول النجار الذي سبق نشره في هذه المشاركة في 26/4/1424هـ . وقد شارك الدكتور مساعد الطيار وفقه الله في لقاء قناة المجد مع الدكتور زغلول النجار من خلال الهاتف .
http://www.tafsirnet.com/TafsirNet.jpg(1/2905)
ويمكن الاستماع إلى اللقاء كاملاً من خلال موقع قناة المجد ، كما يمكن قراءة اللقاء والعناصر التي طرحها الدكتور مساعد الطيار في اتصاله الهاتفي .
أرشيف برنامج ساعة حوار بقناة المجد (http://www.almajdtv.com/prgs/archive/hewar/-hewar-pro.html)
وقد أثار هذا اللقاء العلمي الموفق عدداً من النقاشات العلمية الهادئة في الملتقى بعد نهاية البرنامج ، وأرجو أن يستمر هذا النقاش العلمي بمزيد من الطرح العلمي الهادئ ليستفيد الجميع إن شاء الله .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
د.يسري خضر
01-24-2007, 02:00 PM
جزى الله الاخوة خير الجزاء علي هذه المعلومات النادرة عن الدكتور زغلول حفظه الله والصواب ان اسم قريته (مشال) فلعلها سمعت خطا
---
خالد البكري
01-24-2007, 08:30 PM
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم المسملين
---
خالد البكري
01-24-2007, 08:33 PM
]أرشيف برنامج ساعة حوار بقناة المجد
لا يمكن عرض الصفحة ،، تأكد منه بارك الله فيك
---
(1/2906)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حرف الضاد
---
حرف الضاد
---
العبادي
05-08-2004, 12:16 AM
أيها الأحبة...
إن من الموضوعات التي يطول الجدل حولها عند كثير من أرباب التجويد والإقراء عند مجرد طرحه والحديث عنه هو موضوع (حرف الضاد) وما هو مخرجه؟ وما هي صفته؟ وكيفية النطق به.
ومع أن هذا لم يكن مجالاً للنقاش عند علماء الإقراء والتجويد الأوائل كمكّي بن أبي طالب وابن الجوزي وغيرهما، إلا إننا نجد فعلاً أن الجدل والنقاش قد يحتدّ فيه - والله المستعان-
ولا أدلّ على ذلك مما نراه من البحوث التي برزت مؤخراً حول هذا، كالبحث الذي كتبهه الشيخ عبيد الله الأفغاني وما ورد عليه بعد ذلك من ردود أو تعقيبات، مع أن المسألة لا أتوقع أنها تحتاج كل هذا.
ومرادي من هذا أن يتكرم الإخوة المختصون في هذا الملتقى المبارك بإعداد دراسة وافية كافية في هذا الموضوع، متحرية للحق والصواب والمنهجية، أو الإشارة إلى المصادر التي يستغني بها طالب العلم وقارئ القرآن عن كل ما كتب وقيل في هذه المسألة، حتى تجتمع الكلمة، ويظهر الصواب...
والله من وراء القصد، ، ، ،
---
أبومجاهدالعبيدي
05-08-2004, 12:28 AM
أخي الكريم : سبق مناقشة هذه المسألة هنا :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=173
---
العبادي
05-10-2004, 08:36 PM
جزاك الله خيرا أخي أبا مجاهد...
وبارك الله في عمرك وعلمك وعملك , , , ,
---
عبدالرحمن الشهري
05-11-2004, 07:14 AM(1/2907)
كنت أرغب في الاستمرار في مناقشة مسألة حرف الضاد في الوقت الراهن لدى القراء وعلماء الصوتيات ولكن لمست من تعقيب الشيخ الكريم الدكتور إبراهيم الدوسري الأخير على المشاركة السابقة ما يوحي بعدم تحبيذ الاستمرار في طرق هذا الموضوع فأعرضت عن ذلك. مع أن الرغبة كانت ولا تزال متجهة إلى جلاء الصورة من الناحية العلمية الصرفة ، بعيداً عما قد يخرج النقاش عن الجادة .
---
مبدع متخصص
05-11-2004, 12:41 PM
جزاك الله خير
---
(1/2908)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > حكم تعلم التجويد
---
حكم تعلم التجويد
---
أبو عمار المليباري
03-07-2005, 05:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين : أما بعد فهذا الموضوع يتعلق بأهمية تعلم التجويد حيث فرط فيه كثير من طلبة العلم ناهيك عن العوام . وسبب كتابة هذا المقال هو أنني قرأت لبعض العلماء فتوى في عدم وجوب تعلم التجويد . فأقول مستعيناً بالله عزوجل :
أولاً : إن التجويد هو تحسين التلاوة بكيفية معينة . وهذه الكيفية لا مجال فيها للاجتهاد بل بالتلقي من أفواه المشايخ المتقنين . والتجويد كما يعرفه العلماء هو : العلم بكيفية إخراج الحرف من مخرجه مع إعطائه حقه ومستحقه . وحق الحرف هو : الصفات اللازمة مثل صفة الاستعلاء ، ومستحقه هو : الصفات العارضة مثل الترقيق والتفخيم . فكون الإنسان يزعم أن تحسين التلاوة غير واجب فهذا خطأ لا يقبله العقلاء ، أيضاً إن التحسين له كيفية معينة وهي ما يعرف بالتجويد .
ثانياً : أمرنا الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ القرآن كما أنزل وبالترتيل . فقال سبحانه (ورتل القرآن ترتيلاً) . وروي عن علي رضي الله عنه في معنى الترتيل فقال : "هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف" ذكره ابن الجزري في كتابه (النشر في القراءات العشر) . فالأثر وإن كان لم يصح إلا أن معناه معتبر عند العلماء . وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد : "اقرؤوا القرآن كما علمتم" وحسنه الشيخ الألباني في الصحيحة . فهذا الأمر الواقع في الآية والحديث يدل على الوجوب وفق القاعدة المقررة عند الأصوليين (الأمر يقتضي الوجوب ما لم يصرفه دليل آخر إلى الندب أو الإباحة" ولا صارف هنا .(1/2909)
ثالثاً : هناك بعض أحكام التجويد الواجبة التي اتفق عليها العماء على وجوب تطبيقها مثل المد المتصل فيجب مده زيادة على حركتين بالإجماع حتى قال الإمام ابن الجزري في (النشر) : (تتبعت القراءات الشاذة فلم أر أحداً يقصر في المتصل) . كذلك المد اللازم يجب مده بقدر ست حركات بالإجماع . فمن لم يتعلم التجويد لا يعرف هذه الأمور .
رابعاً : إجماع العلماء على وجوب تعلم التجويد ، وقد حكى الإجماع جماعة منهم الشيخ العلامة محمد مكي نصر في (نهاية القول المفيد) والشيخ العلامة عبدالفتاح المرصفي في (هداية القارئ إلى تجويد كلام البارئ) والشيخ العلامة الضباع في (منحة ذي الجلال بشرح تحفة الاطفال) وغيرهم . قال الإمام ابن الجزري في المقدمة :
والأخذ بالتجويد حتم لازمُ من لم يجود القرآن آثمُ
لأنه به الإله أنزلاَ وهكذا منه إلينا وصلاَ .
وبهذا عرفنا أن تعلم التجويد واجب بالكتاب والسنة والإجماع . فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم .
---
شريف بن أحمد مجدي
03-06-2007, 10:30 PM
منقووووووووووول
1.حفظ الله للقرآن
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...
فإخواني في الله .. هذا البحث من سلسلة بحوث تشمل التأصيل الصحيح لهذا العلم العظيم .(1/2910)
وبداية أقول :إن أعظم ما وهبه الله للعباد أنه أوكل لنفسه حفظ كتابه بعيدا عن أيدي البشر ، حيث حرفت الأمم السالفة كتبها وغيروا أحكامها ولذلك خص الله هذه الأمة بهذه المزية قال تعالي : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون }وقال أيضا :{ لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ }وقال : { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً }إذن هو محفوظ من قبل رب العالمين ولكن ما هو المحفوظ من القرآن ؟ وكيفية حفظه؟ وما حكم الاختلاف في أحكام التجويد ؟ وهل الاختلاف في هذه الأحكام ـ أي أحكام التجويد ـ ينافي حفظ الله للقرآن ؟ فهذه الأسئلة سوف أحاول الإجابة عليها ـ بحول الله ـ مدعما قولي بأقوال علمائنا وسلفنا الصالح ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ .
والسبب الذي دعاني لهذه السلسلة في التأصيل اعتقاد بعض البسطاء ممن دخلوا في هذا العلم أن الاختلاف في مسائل التجويد قد يصل إلي حد تبديع المخالف ،وكل يجعل من نفسه إماما وعالما وهو فقير لا يعلم أنه يضع نفسه في مخالفة الأئمة أخذا منه بظاهر أقوال بعض علماء التجويد ،ولما وجدت أن الجميع يستدل بقوله تعالي:" { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون } قلت أبحث عن تفسير هذه الآية وما هي أقوال المفسرين وأيضا الأصوليين في الآية ،وأعلم أن النتيجة التي وصلت إليها ـ تبعا لكثير من العلماء ـ ستكون صدمة للبعض خاصة أدعياء العلم ،ومن قالوا بالتغير الصوتي في القرآن بمجرد أن نطقوا حكم الميم أو النون والتنوين مع الباء بفرجة ، ومجرد الخلاف في كلمة "نذر" هل الراء مرققة أو مفخمة وهكذا سائر أحكام الخلاف فيمن هو من قبيل الهيئة، ولنبدأ بسرد أقوال المفسرين في قوله تعالي { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون }.(1/2911)
قال الطبري :" قوله تعالى ذكره:( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه ، والهاء في قوله:(لَهُ) من ذكر الذكر."
قال الرازي:" القول الأول : أنه عائد إلى الذكر يعني : وإنا نحفظ ذلك الذكر من التحريف والزيادة والنقصان ، ونظيره قوله تعالى في صفة القرآن : { لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } [ فصلت : 42 ] وقال : { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً } [ النساء : 82 ] .
فإن قيل : فلم اشتغلت الصحابة بجمع القرآن في المصحف وقد وعد الله تعالى بحفظه وما حفظه الله فلا خوف عليه .
والجواب : أن جمعهم للقرآن كان من أسباب حفظ الله تعالى إياه فإنه تعالى لما أن حفظه قيضهم لذلك قال أصحابنا : وفي هذه الآية دلالة قوية على كون التسمية آية من أول كل سورة لأن الله تعالى قد وعد بحفظ القرآن ، والحفظ لا معنى له إلا أن يبقى مصوناً من الزيادة والنقصان ، فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كان القرآن مصوناً عن التغيير ، ولما كان محفوظاً عن الزيادة ولو جاز أن يظن بالصحابة أنهم زادوا لجاز أيضاً أن يظن بهم النقصان ، وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة .(1/2912)
والقول الثاني : أن الكناية في قوله : { لَهُ } راجعة إلى محمد صلى الله عليه وسلم والمعنى وإنا لمحمد لحافظون وهو قول الفراء ، وقوى ابن الأنباري هذا القول فقال : لما ذكر الله الإنزال والمنزل دل ذلك على المنزل عليه فحسنت الكناية عنه ، لكونه أمراً معلوماً كما في قوله تعالى : { إِنَّا أنزلناه فِى لَيْلَةِ القدر } [ القدر : 1 ] فإن هذه الكناية عائدة إلى القرآن مع أنه لم يتقدم ذكره وإنما حسنت الكناية للسبب المعلوم فكذا ههنا ، إلا أن القول الأول أرجح القولين وأحسنهما مشابهة لظاهر التنزيل ، والله أعلم .(1/2913)
المسألة الثالثة : إذا قلنا الكناية عائدة إلى القرآن فاختلفوا في أنه تعالى كيف يحفظ القرآن قال بعضهم : حفظه بأن جعله معجزاً مبايناً لكلام البشر فعجز الخلق عن الزيادة فيه والنقصان عنه لأنهم لو زادوا فيه أو نقصوا عنه لتغير نظم القرآن فيظهر لكل العقلاء أن هذا ليس من القرآن فصار كونه معجزاً كإحاطة السور بالمدينة لأنه يحصنها ويحفظها ، وقال آخرون : إنه تعالى صانه وحفظه من أن يقدر أحد من الخلق على معارضته ، وقال آخرون : أعجز الخلق عن إبطاله وإفساده بأن قيض جماعة يحفظونه ويدرسونه ويشهرونه فيما بين الخلق إلى آخر بقاء التكليف ، وقال آخرون : المراد بالحفظ هو أن أحداً لو حاول تغييره بحرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا : هذا كذب وتغيير لكلام الله تعالى حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له كل الصبيان : أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا ، فهذا هو المراد من قوله : { وَإِنَّا لَهُ لحافظون }واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ ، فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير ، إما في الكثير منه أو في القليل ، وبقاء هذا الكتاب مصوناً عن جميع جهات التحريف مع أن دواعي الملحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات وأيضاً أخبر الله تعالى عن بقائه محفوظاً عن التغيير والتحريف ، وانقضى الآن قريباً من ستمائة سنة فكان هذا إخباراً عن الغيب ، فكان ذلك أيضاً معجزاً قاهراً .(1/2914)
المسألة الرابعة : احتج القاضي بقوله : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون } على فساد قول بعض الإمامية في أن القرآن قد دخله التغيير والزيادة والنقصان قال : لأنه لو كان الأمر كذلك لما بقي القرآن محفوظاً ، وهذا الاستدلال ضعيف ، لأنه يجري مجرى إثبات الشيء بنفسه ، فالإمامية الذين يقولون : إن القرآن قد دخله التغيير والزيادة والنقصان ، لعلهم يقولون: إن هذه الآية من جملة الزوائد التي ألحقت بالقرآن ، فثبت أن إثبات هذا المطلوب بهذه الآية يجري مجرى إثبات الشيء نفسه وأنه باطل والله أعلم".
قال الشنقيطي في أضواء البيان :" بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي نزل القرآن العظيم وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أن ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل ، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله : { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [ فصلت : 41-42 ] وقوله : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } [ القيامة : 16-17 ] إلى قوله : { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } [ القيامة : 19 ] وهذا هو الصحيح في معنى هذه الآية أن الضمير في قوله : { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } راجع إلى الذكر الذي هو القرآن . وقيل الضمير راجع إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم كقوله : { والله يَعْصِمُكَ مِنَ الناس } [ المائدة : 67 ] والأول هو الحق كما يتبادر من ظاهر السياق .
قال ابن عاشور: وشمل حفظه الحفظ من التلاشي ، والحفظ من الزيادة والنقصان فيه ، بأن يسّر تواتره وأسباب ذلك ، وسلّمه من التبديل والتغيير حتى حفظته الأمّة عن ظهور قلوبها من حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرّ بين الأمّة بمسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وصار حفّاظه بالغين عدد التواتر في كل مصر ."(1/2915)
قال ابن عباس:" { لَحَافِظُونَ } من الشياطين حتى لا يزيدوا فيه ولا ينقصوا منه ولا يغيروا حكمه ويقال إنا له لمحمد صلى الله عليه وسلم لحافظون من الكفار والشياطين"
قال الخازن:" الضمير في له يرجع إلى الذكر يعني ، وإنا للذكر الذي أنزلناه على محمد لحافظون يعني من الزيادة فيه ، والنقص منه والتغيير والتبديل والتحريف ، فالقرآن العظيم محفوط من هذه الأشياء كلها لايقدر أحد من جميع الخلق من الجن والإنس أن يزيد فيه ، أو ينقص منه حرفاً واحداً أو كلمة واحدة ، وهذا مختص بالقرآن العظيم بخلاف سائر الكتب المنزلة فإنه قد دخل على بعضها التحريف ، والتبديل والزيادة والنقصان ولما تولى الله عز وجل حفظ هذا الكتاب بقي مصوناً على الأبد محروساً من الزيادة والنقصان "
قال الثعالبي: وقوله : { وَإِنَّا لَهُ لحافظون } : قال مجاهدٌ وغيره : الضميرُ في «له» عائدٌ على القرآن ، المعنى : وإِنا له لحافِظُونَ من أنْ يبدَّل أو يُغَيَّر ."
قال البيضاوي: وقرره بقوله : { وَإِنَّا لَهُ لحافظون } أي من التحريف والزيادة والنقص بأن جعلناه معجزاً مبايناً لكلام البشر ، بحيث لا يخفى تغيير نظمه على أهل اللسان ، أو نفي تطرق الخلل إليه في الدوام بضمان الحفظ له كما نفى أن يطعن فيه بأنه المنزل له ."(1/2916)
قال الآلوسي: { وَإِنَّا لَهُ لحافظون } أي من أكل ما يقدح فيه كالتحريف والزيادة والنقصان وغير ذلك حتى أن الشيخ المهيب لو غير نقطة يرد عليه الصبيان ويقول له من كان : الصواب كذا ويدخل في ذلك استهزاء أولئك المستهزئين وتكذيبهم إياه دخولاً أولياً ، ومعنى حفظه من ذلك عدم تأثيره فيه وذبه عنه ، وقال الحسن : حفظه بإبقاء شريعته إلى يوم القيامة ، وجوز غير واحد أن يراد حفظه بالإعجاز في كل وقت كما يدل عليه الجملة الإسمية من كل زيادة ونقصان وتحريف وتبديل ، ولم يحفظ سبحانه كتاباً من الكتب كذلك بل استحفظها جل وعلا الربانيين والأحبار فوقع فيها ما وقع وتولى حفظ القرآن بنفسه سبحانه فلم يزل محفوظاً أولاً وآخراً ، وإلى هذا أشار في «الكشاف» ثم سأل بما حاصله أن الكلام لما كان مسوقاً لردهم وقد تم الجواب بالأول فما فائدة التذييل بالثاني؟ وإنما يحسن إذا كان الكلام مسوقاً لإثبات محفوظية الذكر أولاً وآخراً ، وأجاب بأنه جيءَ به لغرض صحيح وأدمج فيه المعنى المذكور أما ما هو أن يكون دليلاً على أنه منزل من عند الله تعالى آية ، فالأول وإن كان رداً كان كمجرد دعوى فقيل ولولا أن الذكر من عندنا لما بقي محفوظاً عن الزيادة والنقصان كما سواه من الكلام ، وذلك لأنه نظمه لما كان معجزاً لم يمكن زيادة عليه ولا نقص للإخلال بالإعجاز كذا في «الكشف» : ، وفيه إشارة إلى وجه العطف وهو ظاهر .(1/2917)
وأنت تعلم أن الإعجاز لا يكون سبباً لحفظه عن إسقاط بعض السور لأن ذلك لا يخل بالإعجاز كما لا يخفى ، فالمختار أن حفظ القرآن وإبقاءه كما نزل حتى يأتي أمر الله تعالى بالإعجاز وغيره مما شاء الله عز وجل ، ومن ذلك توفيق الصحابة رضي الله تعالى عنهم لجمعه حسبما علمته أول الكتاب . واحتج القاضي بالآية على فساد قول بعض من الإمامية لا يعبأ بهم إن القرآن قد دخله الزيادة والنقصان ، وضعفه الإمام بأنه يجري مجرى إثبات الشيء بنفسه لأن للقائلين بذلك أن يقولوا : إن هذه الآية من جملة الزوائد ودعوى الإعجاز في هذا المقدار لا بد لها من دليل . واحتج بها القائلون بحدوث الكلام اللفظي وهي ظاهرة فيه ومن العجيب ما نقله عن أصحابه حيث قال : قال أصحابنا في هذه الآية دلالة على كون البسملة آية من كل سورة لأن الله تعالى قد وعد حفظ القرآن والحفظ لا معنى له إلا أن يبقى مصوناً من الزيادة والنقصان فلو لم تكن البسملة آية من القرآن لما كان مصوناً عن التغيير ولما كان محفوظاً عن الزيادة ، ولو جاز أن يظن بالصحابة أنهم زادوا لجاز أن يظن بهم أنهم نقصوا وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة اه ، ولعمري أن تسمية مثل هذا بالخبال أولى من تسميته بالاستدلال ، ولا يخفى ما في سبك الجملتين من الدلالة على كمال الكبرياء والجلالة وعلى فخامة شأن التنزيل ، وقد اشتملتا على عدة من وجوه التأكيد { وَنَحْنُ } ليس فصلاً لأنه لم يقع بين اسمين وإنما هو إما مبتدأ أو توكيد لاسم إن ، ويعلم مما قررنا أن ضمير { لَهُ } للذكر وإليه ذهب مجاهد ."(1/2918)
قال أبو حيان في البحر:" وحفظه إياه دليل على أنه من عنده تعالى ، إذ لو كان من قول البشر لتطرق إليه ما تطرق لكلام البشر . وقال الحسن : حفظه بإبقاء شريعته إلى يوم القيامة . وقيل : يحفظه في قلوب من أراد بهم خيراً حتى لو غير أحد نقطة لقال له الصبيان : كذبت ، وصوابه كذا ، ولم يتفق هذا لشيء من الكتب سواه . وعلى هذا فالظاهر أنّ الضمير في له عائد على الذكر ، لأنه المصرح به في الآية ، وهو قول الأكثر : مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما . وقالت فرقة : الضمير في له عائد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أي : يحفظه من أذاكم ، ويحوطه من مكركم كما قال تعالى : { والله يعصمك من الناس } وفي ضمن هذه الآية التبشير بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظهر الله به الدين ."
قال ابن كثير :" ثم قرر تعالى أنه هو الذي أنزل الذكر، وهو القرآن، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل."
قال صاحب اللباب: " فإذا قلنا : الكناية عائدة إلى القرآن ، فاختلفوا في أنه تعالى كيف يحفظ القرآن؟ .
فقيل : بأن جعله معجزاً مبايناً لكلام البشر يعجز الخلق عن الزيادة ، والنقصان فيه ، بحيث لو زادوا فيه أو نقصوا عنه ، بغير نظم القرآن .
وقيل : صانه ، وحفظه من أن يقدر أحدٌ من الخلق على معارضته .
وقيل : قيَّض جماعة يحفظونه ، ويدرسونه فيما بين الخلق إلى آخر بقاءِ التكليفِ .(1/2919)
وقيل : المراد بالحفظِ : هو أنَّه لو أنَّ أحداً حاول تغيير حرفٍ أو نقطةٍ ، لقال له أهل الدنيا : هذا كذب ، وتغيير لكلام الله تعالى حتى أن الشيخ المهيب لو اتَّفق له لحنٌ أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له كل الصبيان : أخطأت أيُّها الشيخ ، واعلم أنه لم يتفق لشيءٍ من الكتب مثل هذه الحفظ؛ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف ، والتحريف ، والتغيير ، إما في الكثير منه ، أو في القليل ، وبقاء هذا الكتاب مصوناً عن جميع جهات التَّحريف ، مع أنَّ دواعي الملاحدة ، واليهود ، والنصاري ، متوفرة على أبطاله وإفساده ، فذلك من أعظم المعجزات .
فإن قيل : لم اشتغلت الصحابة بجمع القرآن في المصحف ، وقد وعد الله عز وجل بحفظه وما حفظ الله عز وجل فلا خوف عليه؟ .
فالجواب : أنَّ جمعهم للقرآن كان من أسباب حفظ الله إياه ، فإنه تعالى لما أراد حفظه ، فيَّضهم لذلك ، وفي الآية دلالةٌ قويةٌ على كون البسملةِ آية من كل سورة؛ لأن الله تبارك وتعالى قد وعد بحفظ القرآن ، والحفظُ لا معنى له إلاَّ أن يبقى مصُوناً عن التغيير وعن الزيادة ، وعن النقصان فلو لو تكن التسمية آية من القرآن ، لما كان مصوناً من التغيير والزيادة ، ولو جاز أن يظنَّ بالصحابة رضي الله عنهم أنهم زادوا ، لجاز أيضاً أن يظنَّ بهم النقصان؛ وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجَّة ، وهذا لا دليل فيه؛ لأن أسماء السور أيضاً مكتوبةٌ معهم في المصحف ، وليست من القرآن بالأجماع ."
قال النيسابوري:" فقال { وإنا له لحافظون } لأنه لو كان من قول البشر أو لم يكن آية لم يبق محفوظاً من التغيير والاختلاف"(1/2920)
قال أبو السعود:" { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر } ردٌّ لإنكارهم التنزيلَ واستهزائِهم برسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وتسليةٌ له ، أي نحن بعِظَم شأنِنا وعلوِّ جنابنا نزلنا ذلك الذكرَ الذي أنكروه وأنكروا نزولَه عليك ونسبوك بذلك إلى الجنون وعَمَّوا مُنزِّله ، حيث بنوَا الفعلَ للمفعول إيماءً إلى أنه أمرٌ لا مصدرَ له وفعلٌ لا فاعلَ له { وَإِنَّا لَهُ لحافظون } من كل ما لا يليق به ، فيدخل فيه تكذيبُهم له واستهزاؤُهم به دخولاً أولياً فيكون وعيداً للمستهزئين ، وأما الحفظُ عن مجرد التحريفِ والزيادة والنقصِ وأمثالِها فليس بمقتضى المقام ، فالوجهُ الحملُ على الحفظ من جميع ما يقدح فيه من الطعن فيه والمجادلةِ في حقّيته ، ويجوزُ أن يراد حفظُه بالإعجاز دليلاً على التنزيل من عنده تعالى إذ لو كان من عند غير الله لتطرّق عليه الزيادةُ والنقصُ والاختلاف ، وفي سبك الجملتين من الدلالة على كمال الكبرياءِ والجلالة وعلى فخامة شأنِ التنزيل ما لا يخفى ، وفي إيراد الثانيةِ بالجملة الاسمية دلالةٌ على دوام الحفظِ والله سبحانه أعلم ، وقيل : الضمير المجرورُ للرسول صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى : { والله يَعْصِمُكَ مِنَ الناس } وتأخيرُ هذا الكلام وإن كان جواباً عن أول كلامِهم الباطلِ ، "ا.هـ
مما سبق تبين أن المقصود من حفظ القرآن حفظه من التحريف والتبديل والتغيير حتي لا يحدث ما فعله أهل الكتابين بكتبهم وتبديلهم لكتبهم حيث غيروا أحكام الله .ولم يتطرق أحد من المفسرين والأصوليين عن أن المراد بالحفظ ..الحفظ من التغيير والتبديل والتحريف اي كل ما يتعلق بتغير المعني وأقوال الأصوليين لا تخرج عما سبق لذلك أعرضنا صفحا عن نقلها.
أما هذه الأمة فالله تكفل بحفظ كتابه من التغيير بحيث يتغير معني الكلام وهذا هو المقصود.(1/2921)
أما تغير ما هو من قبيل الهيئة مثل الغنن والمدود والسكتات وغيرها فهذا لم ينبه من قبل المفسرين وليست مقصودة في الآية ، لأن هذا من باب التخفيف علي الأمة وهذه الخلافات لا تضر لأن هذا لا يترتب عليه تغير في المعني ولا يُحدث تحريفا بحيث يتغير الحكم وقد عدّوا المد والإمالة ونحوهامن الأحرف السبعة قال النووي في شرح مسلم : " ثُمَّ اِخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ فِي تَعْيِين السَّبْعَة . وَقَالَ آخَرُونَ : هِيَ فِي أَدَاء التِّلَاوَة وَكَيْفِيَّة النُّطْق بِكَلِمَاتِهَا مِنْ إِدْغَام وَإِظْهَار وَتَفْخِيم وَتَرْقِيق وَإِمَالَة وَمَدٍّ ؛ لِأَنَّ الْعَرَب كَانَتْ مُخْتَلِفَة اللُّغَات فِي هَذِهِ الْوُجُوه ، فَيَسَّرَ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِمْ لِيَقْرَأ كُلّ إِنْسَان بِمَا يُوَافِق لُغَته وَيَسْهُل عَلَى لِسَانه . وَقَالَ آخَرُونَ : هِيَ الْأَلْفَاظ وَالْحُرُوف ، وَإِلَيْهِ أَشَارَ اِبْن شِهَاب بِمَا رَوَاهُ مُسْلِم عَنْهُ فِي الْكِتَاب ..."3/172 .
وقال ابن حجر في الفتح :" وَقِيلَ لَيْسَ الْمُرَاد بِالسبع وَلَفْظ السَّبْعَة يُطْلَق عَلَى إِرَادَة الْكَثْرَة فِي الْآحَاد كَمَا يُطْلَق السَّبْعِينَ فِي الْعَشَرَات وَالسَّبْعمِائَةِ فِي الْمِئِين وَلَا يُرَاد الْعَدَد الْمُعَيَّن ، وَإِلَى هَذَا جَنَحَ عِيَاض وَمَنْ تَبِعَهُ .14.189(1/2922)
قال الأحوذي:" ْ عَلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ يَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِكُلِّ وَجْهٍ مِنْهَا ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ وَلَا جُمْلَةٍ مِنْهُ تُقْرَأُ عَلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ بَلْ الْمُرَادُ أَنَّ غَايَةَ مَا اِنْتَهَى إِلَيْهِ عَدَدُ الْقِرَاءَاتِ فِي الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ إِلَى سَبْعَةٍ فَإِنْ قِيلَ فَإِنَّا نَجِدُ بَعْضَ الْكَلِمَاتِ يُقْرَأُ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ سَبْعَةِ أَوْجُهٍ ، فَالْجَوَابُ أَنَّ غَالِبَ ذَلِكَ إِمَّا لَا يُثْبِتُ الزِّيَادَةَ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ قَبِيلِ الِاخْتِلَافِ فِي كَيْفِيَّةِ الْأَدَاءِ كَمَا فِي الْمَدِّ وَالْإِمَالَةِ وَنَحْوِهِمَا . وَقِيلَ لَيْسَ الْمُرَادُ بِالسَّبْعَةِ حَقِيقَةَ الْعَدَدِ بَلْ الْمُرَادُ التَّسْهِيلُ وَالتَّيْسِيرُ وَلَفْظُ السَّبْعَةِ يُطْلَقُ عَلَى إِرَادَةِ الْكَثْرَةِ فِي الْآحَادِ كَمَا يُطْلَقُ السَّبْعِينَ فِي الْعَشْرَاتِ وَالسَّبْعُ مِائَةٍ فِي الْمِئِينَ وَلَا يُرَادُ الْعَدَدُ الْمُعَيَّنُ ، وَإِلَى هَذَا جَنَحَ عِيَاضٌ وَمَنْ تَبِعَهُ . وَذَكَرَ الْقُرْطُبِيُّ عَنْ اِبْنِ حِبَّانَ أَنَّهُ بَلَغَ الِاخْتِلَافُ فِي مَعْنَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ إِلَى خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ قَوْلًا وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ أَكْثَرُهَا غَيْرُ مُخْتَارَةٍ كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي . قُلْتُ : وَقَدْ أَطَالَ الْحَافِظُ اِبْنُ جَرِيرٍ فِي أَوَّلِ تَفْسِيرِهِ الْكَلَامَ فِي بَيَانِ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " وَكَذَا الْحَافِظُ اِبْنُ حَجَرٍ فِي الْفَتْحِ فَعَلَيْك أَنْ تُطَالِعَهُمَا ."7/260(1/2923)
فانظر إلي قوله :" فَالْجَوَابُ أَنَّ غَالِبَ ذَلِكَ إِمَّا لَا يُثْبِتُ الزِّيَادَةَ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ قَبِيلِ الِاخْتِلَافِ فِي كَيْفِيَّةِ الْأَدَاءِ كَمَا فِي الْمَدِّ وَالْإِمَالَةِ وَنَحْوِهِمَا . " يدلك علي التوسعة في القراءة وأن هذا الاختلاف من قبيل السبعة أحرف المتجاوز في قراءتها من باب التوسعة.
قال د/ البركاوي :" ونزول القرآن علي سبعة أحرف أحاديثها مشهورة ويستدل بها علي نشأة القراءات بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام ، ونزلت تيسيرا علي الأمة لتشعب اللغة العربية ومالها من خصائص ، وهذا أمر تقتضيه اللغة فالمستوي الأدائي بين أبناء اللغة لا يكون واحدا بل يوجد بينهم مظاهر التباين في الأداء الصوتي ، وفي طريقة الأداء فكان منهم من يدغم ومن يظهر و.. و.. إلي آخر كيفيات النطق المختلفة التي نتجت غالبا عن اختلاف أعضاء النطق في بنيتها واستعدادها . وتأثير البيئة في ذلك أصبح لكل شعب أداءً يميزه وأصبح من كيانه ومن خصائصه ،ومن الصعب أن يستبدل أحدٌ لهجته التي نشأ عليها طفلا وشابا وكهلا بلهجة أخري وذلك لتعود لسانه علي النطق بها .. ولذلك كان التيسير علي الأمة ..قال أبو شامة :"وهذه السنة التي أشاروا إليها ما ثبت عن رسول الله نصا ، وأنه قرأه أو أذن فيه علي ما صح عنه أن القرآن أنزل علي سبعة أحرف فلأجل ذلك كثر الاختلاف في القراءة في زمانه وبعده إلي أن كتبت المصاحف باتفاق من الصحابة رضي الله عنهم بالمدينة ونفذت إلي الأمصار وأمروا باتباعها وترك ما عداها فأخذ الناس بها وتركوا من تلك القراءات كل ما خالفها وبقوا ما يوافقها نصا أو احتمالا وذلك لأن المصاحف كتبت علي اللفظ الذي أنزل ، وهو الذي استقر عليه في العرضة الأخيرة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم كما عرضها هو وجبريل عليهما السلام وكل ذلك ثابت في الأحاديث الصحيحة مفرقا في أبوابه وقد وقف علي ذلك من له بها عناية ."(1/2924)
ولذلك الاختلاف فيما هو من قبيل الهيئة لا يضر ولا يخالف حفظ القرآن من قبل رب العالمين .
وانظر إلي قول العلماء في قضية الاختلاف في المدود وغيرها : قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وَلَا يَجْعَلُ هِمَّتَهُ فِيمَا حُجِبَ بِهِ أَكْثَرُ النَّاسِ مِنْ الْعُلُومِ عَنْ حَقَائِقِ الْقُرْآنِ إمَّا بِالْوَسْوَسَةِ فِي خُرُوجِ حُرُوفِهِ وَتَرْقِيقِهَا وَتَفْخِيمِهَا وَإِمَالَتِهَا وَالنُّطْقِ بِالْمَدِّ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ وَالْمُتَوَسِّطِ وَغَيْرِ ذَلِكَ . فَإِنَّ هَذَا حَائِلٌ لِلْقُلُوبِ قَاطِعٌ لَهَا عَنْ فَهْمِ مُرَادِ الرَّبِّ مِنْ كَلَامِهِ وَكَذَلِكَ شَغْلُ النُّطْقِ بـ { أَأَنْذَرْتَهُمْ } وَضَمُّ الْمِيمِ مِنْ ( عَلَيْهِمْ وَوَصْلُهَا بِالْوَاوِ وَكَسْرُ الْهَاءِ أَوْ ضَمُّهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ . وَكَذَلِكَ مُرَاعَاةُ النَّغَمِ وَتَحْسِينُ الصَّوْتِ ." ( مجموع الفتاوى) (16/50)
وقال ابن القيم :
(( فصل ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم
قال أبو الفرج بن الجوزي :
قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده والمراد تحقيق الحرف حسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس
وقال محمد بن قتيبة(1/2925)
في مشكل القرآن وقد كان الناس يقرؤن القرآن بلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ولا علم التكلف فهفوا في كثير من الحروف وذلوا فأخلوا ومنهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين فلم أر فيمن تتبعت في وجوه قراءته أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره بغير علة ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المد والهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام وحمله المتعلمين على المذهب الصعب وتعسيره على الأمة ما يسره الله تعالى وتضييقه ما فسحه ومن العجب أنه يقرىء الناس بهذه المذاهب ويكره الصلاة بها ففي أي موضع يستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لا تجوز بها وكان ابن عيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه أو ائتم بإمام يقرأ بقراءته أن يعيد ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث والإمام أحمد بن حنبل وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقتهم وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها وطول اختلاف المتعلم إلى المقرىء فيها فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتاب عشرا وفي مائة آية شهرا وفي السبع الطوال حولا ورأوه عند قراءته مائل الشدقين دار الوريدين راشح الجبين توهموا أن ذلك لفضله في القراءة وحذقه بها وليس هكذا كانت قراءة رسول الله ولا خيار السلف ولا التابعين ولا القراء العالمين بل كانت سهلة رسلة وقال الخلال في الجامع عن أبي عبدالله إنه قال لا أحب قراءة فلان يعني هذا الذي أشار إليه ابن قتيبة وكرهها كراهية شديدة وجعل يعجب من قراءته وقال لا يعجبني فإن كان رجل يقبل منك فانهه وحكى عن ابن المبارك عن الربيع بن أنس أنه نهاه عنها وقال الفضل بن زياد إن رجلا قال لأبي عبدالله فما أترك من قراءته قال الإدغام والكسر(1/2926)
ليس يعرف في لغة من لغات العرب وسأله عبدالله ابنه عنها فقال أكره الكسر الشديد والإضجاع وقال في موضع آخر إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به وسأله الحسن بن محمد بن الحارث أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة قال أكرهه أشد كراهة إنما هي قراءة محدثة وكرهها شديدا حتى غضب وروى عنه ابن سنيد أنه سئل عنها فقال أكرهها أشد الكراهة قيل له ما تكره منها قال هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد وروى جعفر بن محمد عنه أنه سئل عنها فكرهها وقال كرهها ابن إدريس وأراه قال وعبدالرحمن بن مهدي وقال ما أدري إيش هذه القراءة ثم قال وقراءتهم ليست تشبه كلام العرب وقال عبدالرحمن بن مهدي لو صليت خلف من يقرأ بها لأعدت الصلاة )) إغاثة اللهفان (1\160 (
فتوى الشيخ ابن عثيميين رحمه الله
سئل الشيخ –رحمه الله تعالى – ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزام به وهل صحيح ما يذكر عن فضيلتكم حفظكم الله تعالى – من الوقوف بالتاء في نحو ( الصلاة – الزكاة ) ؟
فأجاب قائلاً : لا أرى وجوب الالتزام باحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد وإنما ارى أنها من تحسين القراءة وباب التحسين غير باب الإلزام وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنهما – أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كانت مداً قرا بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي .
ولو قيل بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تاثيم أكثر المسلمين اليوم ولقلنا لمن اراد التحدث باللغة الفصحى : طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك(1/2927)
وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل نبرأ به الذمة أمام الله – عز وجل في الزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو إجماع المسلمين وقد ذكر شيخنا عبدالرحمن بن سعدي – رحمه الله – في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب
وقد أطلعت على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول حكم التجويد قال فيه ص 50مجلد 16 من مجموع ابن قاسم للفتاوى : " ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة في خروج حروفه وترقيمها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه وكذلك شغل النطق ب ـ ( أأنذرتهم ) وضم الميم من ( عليهم ) ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت " ا . هـ بقلم : محمد مصطفى ( من تلاميذ مدرسة الربانية )
وقال الشيخ مصطفي سلامة صاحب كتاب "التأسيس في أصول الفقه علي ضوء الكتاب والسنة" في جوابه علي حكم التجويد:" أن علم التجويد غاية ما فيه أنه مستحب" وبهذا قال الشيخ أسامة القوصي ـ من طلبة الشيخ مقبل بن هادي ـ
وإن كان أكثر علماء التجويد يقولون بكلام ابن الجزري " من لم يجود القرآن آثم" لاشك أن الحل والحرمة ينظر فيه إلي أقوال الفقهاء ، ولا ننكر أن ابن الجزري وبعض القراء فقهاء كما أذن ابن كثير المفسر لابن الجزري بالفتيا ،إلا أنه خلاف ما عليه جمهور الفقهاء في هذه المسألة كما نقلت أقوال بعض الفقهاء سابقا ومعلوم أن أصحاب كل فن يتعصبون لفنهم كما هو معلوم . وحتي ابن الجزري لم يتطرق إلي الاختلاف في الهيئة من باب الانكار بل عد الخلاف في نحو المدود والإمالة ونحوها من المسموح به .(1/2928)
قال ابن الجزرى فى صفحة 57 فى التقريب ،: وأما نحو اختلاف الإظهار والإدغام والروم والإشمام والتفخيم والترقيق والنقل مما يعبر عنه فى اصطلاح علماء هذا الفن بالأصول فهذا ليس بالاختلاف الذى يتنوع فيه اللفظ والمعنى لأن هذه الصفات المتنوعة فى أداء اللفظ لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا ولئن فرض فيكون من الوجه الأول وهو الذى لا تتغير فيه الصورة والمعنى . أ. هـ
وقال ابن الجزري فى تقريب النشر أيضا : أما من قال بتواتر الفرش دون الأصول فابن الحاجب قال فى مختصر الأصول له : القراءات السبع متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد و الإمالة وتخفيف الهمزة ونحوه ، فزعم أن المد والإمالة وما أشبه ذلك من الأصول كالإدغام وغيره من قبيل الأداء وأنه غير متواتر وهذ قول غير صحيح كما سنبينه ثم أخذ يعلق على ابن الحاجب .
قال المحقق الشيخ إبراهيم عطوة :" وأن الأنصاف يقتضينا أن نحمل كلام ابن الحاجب على أن ما كان من قبيل الهيئة وليس من جوهر اللفظ بحيث يتحقق اللفظ بدونه هو الذى ليس متواترا كالزائد عن أصل المد وإلا فأصل المد متواتر ولا يصح أن يخالف فى ذلك أحد وقد صرح فى جمع الجوامع والعطار فى الأصول بذلك وكذلك ينبغى أن تحمل كلام ابن الحاجب فى الإمالة وغير ذلك من قبيل الهيئة على أن الزائد على الأصل هو الذى لم يكن متواترا . ج 2 ص271
أقول لإخواني قد علمتم المقصود من الحفظ في الآية ، وأن التغير الصوتي في القرآن من قبيل التيسير علي الناس (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)
والنصوص متوفرة في ذلك ، منها ما ذكره الصفا قسي في كتابه " تنبيه الغافلين: ": ... وقال النووي ولو قال الضالين بالظاء بطلت صلاته علي أرجح الوجهين إلا أن يعجز عن الضاد بعد التعلم " تنبيه الغافلين.
والشاهد قوله:" إلا أن يعجز عن الضاد بعد التعلم "(1/2929)
وقال السعيدي:" ورأيت العرب في البادية والحجاز واليمن يفخمون سائر اللامات فيقولون " ثلاثة " فيفخمونها وهي لغة أهل الشام والمغرب ، ولا يجوز ذلك في القرآن إلا لقوم تلك لغتهم فلا يقدرون علي تحويل لسانهم " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ412
والشاهد قوله :" ولا يجوز ذلك في القرآن إلا لقوم تلك لغتهم فلا يقدرون علي تحويل لسانهم"
أقول : وشرط الترخص في القراءة ألا يستطيع النطق بعد التعلم كما قال النووي:" .... إلا أن يعجز عن الضاد بعد التعلم" ويظهر من قول السعيدي:" فلا يقدرون علي تحويل لسانهم" أي لا يقدرون تحويلها إلا بعد التعلم وإلا فكيف يعرفون أنهم لا يقدرون علي تحويلها دون تعلم ؟
إذن الخلافات الموجودة طالما أن المعني لم يتغير فهو من التيسير فأهل الضاد الظائية يقولون :كيف تتغير الضاد وقد أوكل الله حفظ القرآن لنفسه ،وأهل الضاد الحالية يقولون كذلك ..فمثل هذه الخلافات لا تضر إذا لم تغير المعني وهذا ما أفتي به العلماء في الضاد الظائية عند عدم القدرة ، لأن المعني عند تاليها متحد مع الآخرين .
خاتمة:
ولا يظن بعض الإخوة أن في هذا دليل علي ترك تعلم التجويد أو يتكاسل عن القرآن لأن هذا كلام رب العالمين فمن أخذ به انتفع هو ومن تركه خسر هو , وأذكر لأخواني فضل القرآن وأهله مما قاله أهل التفسير وشراح الأحاديث في فضل أهل الله وخاصته دون تعليق مني ، وبعد ذلك يختار القارئ طريقه بنفسه..
قال الطبري: القول في تأويل قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) }(1/2930)
يقول تعالى ذكره: إن الذين يقرءون كتاب الله الذي أنزله على محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم(وَأَقَامُوا الصَّلاةَ) يقول: وأدوا الصلاة المفروضة لمواقيتها بحدودها، وقال: وأقاموا الصلاة بمعنى: ويقيموا الصلاة.
وقوله( وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) يقول: وتصدقوا بما أعطيناهم من الأموال سرًّا في خفاء وعلانية جهارًا، وإنما معنى ذلك أنهم يؤدون الزكاة المفروضة، ويتطوعون أيضًا بالصدقة منه بعد أداء الفرض الواجب عليهم فيه.
وقوله(يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) يقول تعالى ذكره: يرجون بفعلهم ذلك تجارة لن تبور: لن تكسد ولن تهلك، من قولهم: بارت السوق إذا كسدت وبار الطعام. وقوله(تِجَارَةً) جواب لأول الكلام.
وقوله(لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ) يقول: ويوفيهم الله على فعلهم ذلك ثواب أعمالهم التى عملوها في الدنيا(وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) يقول: وكي يزيدهم على الوفاء من فضله ما هو له أهل، وكان مطرف بن عبد الله يقول: هذه آية القراء." أقول : وبهذا قال جمع من المفسرين
قال الرازي :ثم قال تعالى : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتاب الذين اصطفينا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظالم لّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بالخيرات بِإِذْنِ الله }
اتفق أكثر المفسرين على أن المراد من الكتاب القرآن وعلى هذا فالذين اصطفيناهم الذين أخذوا بالكتاب وهم المؤمنون والظالم والمقتصد والسابق كلهم منهم ويدل عليه قوله تعالى : { جنات عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا } [ الرعد : 23 ] أخبر بدخولهم الجنة وكلمة { ثُمَّ أَوْرَثْنَا } أيضاً تدل عليه لأن الإيراث إذا كان بعد الإيحاء ولا كتاب بعد القرآن فهو الموروث والإيراث المراد منه الإعطاء بعد ذهاب من كان بيده المعطى .
قال ابن عاشور في قوله تعالي:" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)(1/2931)
ولم يختلف المفسرون في أن القرآن مراد من فضل الله ورحمته . وقد روي حديث عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فضل الله القرآن . ورحمته أن جعلكم من أهله ( يعني أن هداكم إلى اتباعه ) . ومثله عن أبي سعيد الخدْري والبراءِ موقوفاً ، وهو الذي يقتضيه اللفظ فإن الفضل هو هداية الله التي في القرآن ، والرحمة هي التوفيق إلى اتباع الشريعة التي هي الرحمة في الدنيا والآخرة .
وجملة : { هو خير مما يجمعون } مبيّنة للمقصود من القصر المستفاد من تقديم المجرورين ."
قال القشيري:" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)
القرآن شفاءٌ من داء الجهل للعلماء ، وشفاءٌ من داء الشِّرْكِ للمؤمنين ، وشفاءٌ من داء النكرة للعارفين ، وشفاء من لواعج الشوق للمحبين ، وشفاء من داء الشطط للمريدين والقاصدين ، وأنشدوا :
وكُتْبُكَ حَوْلِي لا تفارق مضجعي ... وفيها شفاءٌ للذي أنا كاتِمُ
قوله : { وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إلاَّ خَسَاراً } : الخطاب خطابٌ واحد ، الكتابُ كتابٌ واحد ، ولكنه لقوم رحمةٌ وشفاء ، ولقوم سخطٌ وشقاء ، قومٌ أنار بصائرهم بنور التوحيد فهو لهم شفاء ، وقوم أغشي على بصائرهم بستر الجحود فهو لهم شقاء ."
قال ابن عجيبة في قوله تعالي: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)
قلت : ( وقال الرسول ) : عطف على : ( وقال الذين لا يرجون . . ) ، وما بينهما : اعتراض؛ لبيان قبح ما قالوا ، وما يحيق بهم في الآخرة من الأهوال والخطوب .(1/2932)
يقول الحق جل جلاله : { وقال الرسولُ } ؛ محمد صلى الله عليه وسلم ، وإيراده بعنوان الرسالة؛ للرد في نحورهم ، حيث كان ما حكي عنهم قدحاً في رسالته صلى الله عليه وسلم ، أي : قال ، إثر ما شاهد منهم من غاية العتو ونهاية الطغيان ، شاكياً إلى ربه - عز وجل : - { يا ربِّ إِن قومي } ، يعني : قريشاً الذي حكى عنهم ما تقدم من الشنائع ، { اتخذوا هذا القرآنَ } ، الذي من جملته الآيات الناطقة بما يحيق بهم في الآخرة من فنون العقاب ، { مهجوراً } أي : متروكاً بالكلية ، فلم يؤمنوا به ويرفعوا إليه رأساً ، ولم يتأثروا بوعظه ووعيده ، وهو من الهجران ، وفيه تلويح بأن حق المؤمن أن يكون كثيرَ التعاهد للقرآن؛ لئلا يندرج تحت ظاهر النظم الكريم . قال أنس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « مَنْ تَعَلَّم القُرْآن؛ فعلَّقَ مُصحفاً لَمْ يتعَاهَدْهُ ، وَلَمْ يَنْظُرْ فيه ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتعَلِّقاً بِهِ ، يَقُولُ : يَا رَبَّ العَالمينَ عَبْدُكَ هذَا اتَّخَذَنِي مَهْجُوراً ، اقْضِ بَيْنِي وبَيْنَهُ » .
وقيل : هو من هجر؛ إذا هذى ، أي : قالوا فيه أقاويل باطلة ، كالسحر ، ونحوه ، أو : بأن هجروا فيه إذا سمعوه ، كقولهم : { لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ } [ فصلت : 26 ] ؛ أي : مهجوراً فيه .
وفيه من التحذير والتخويف ما لا يخفى ، فإن الأنبياء - عليهم السلام - إذا شكوا إلى الله تعالى قومهم عجَّل لهم العذاب ، ولم يُنظروا."
قال ابن بطال في شرح حديث:": عُثْمَان عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ » .
قَالَ أَبُو عَبْدِالرَّحْمَنِ وَذَاكَ الَّذِى أَقْعَدَنِى مَقْعَدِى هَذَا. وَقَالَ مرة: « إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ » .(1/2933)
(1)/45 - وفيه: سَهْل بْنِ سَعْد، أن امْرَأَةٌ قَالَ: « أَتَتِ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: إِنِّى قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث، فَقَالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيهَا... إلى قوله: « قَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ » .
قال المؤلف: حديث عثمان يدل أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان من تعلم القرآن أو علمه أفضل الناس وخيرهم دل ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيرية والفضل من أجل القرآن، وكان له فضل التعليم جاريًا ما دام كل من علمه تاليًا. وحديث سهل إنما ذكره فى هذا الباب؛ لأنه زوجه المرآة لحرمة القرآن.
ومما روى فى فضل تعلم القرآن وحمله ما ذكره أبو عبيد من حديث عقبة بن عامر قال: خرج علينا رسول الله ونحن فى الصفة، فقال: « أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين فى غير إثم ولا قطيعة رحم. قلنا: كلنا يا رسول الله نحب ذلك قال: فلأن بعد يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين ومن ثلاث ومن أعدادهن من الإبل.
وذكر عن كعب الأحبار أن فى التوراة أن الفتى إذا تعلم القرآن وهو حديث السن وعمل به وحرص عليه وتابعه؛ خلطه الله بلحمه ودمه وكتبه عنده من السفرة الكرام البررة، وإذا تعلم الرجل القرآن وقد دخل فى السن وحرص عليه، وهو فى ذلك يتابعه وينفلت منه كتب له أجره مرتين."
وقال ابن حجر:" وَفِي الْحَدِيث الْحَثّ عَلَى تَعْلِيم الْقُرْآن ، وَقَدْ سُئِلَ الثَّوْرِيّ عَنْ الْجِهَاد وَإِقْرَاء الْقُرْآن فَرَجَّحَ الثَّانِي وَاحْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيث أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي دَاوُدَ."(1/2934)
قال النووي في شرح مسلم لحديث :" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ".
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمَاهِر بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَة الْكِرَام الْبَرَرَة وَاَلَّذِي يَقْرَأ الْقُرْآن وَيَتَتَعْتَع فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقّ لَهُ أَجْرَانِ )(1/2935)
. وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( وَهُوَ يَشْتَدّ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ ) . السَّفَرَة جَمِيع سَافِر كَكَاتِبٍ وَكَتَبَة ، وَالسَّافِر : الرَّسُول ، وَالسَّفَرَة : الرُّسُل ، لِأَنَّهُمْ يُسْفِرُونَ إِلَى النَّاس بِرِسَالَاتِ اللَّه ، وَقِيلَ : السَّفَرَة : الْكَتَبَة ، وَالْبَرَرَة : الْمُطِيعُونَ ، مِنْ الْبِرّ وَهُوَ الطَّاعَة ، وَالْمَاهِر : الْحَاذِق الْكَامِل الْحِفْظ الَّذِي لَا يَتَوَقَّف وَلَا يَشُقّ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة بِجَوْدَةِ حِفْظه وَإِتْقَانه ، قَالَ الْقَاضِي : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْنَى كَوْنه مَعَ الْمَلَائِكَة أَنَّ لَهُ فِي الْآخِرَة مَنَازِل يَكُون فِيهَا رَفِيقًا لِلْمَلَائِكَةِ السَّفَرَة ، لِاتِّصَافِهِ بِصِفَتِهِمْ مِنْ حَمْل كِتَاب اللَّه تَعَالَى . قَالَ : وَيَحْتَمِل أَنْ يُرَاد أَنَّهُ عَامِل بِعَمَلِهِمْ وَسَالِك مَسْلَكهمْ . وَأَمَّا الَّذِي يَتَتَعْتَع فِيهِ فَهُوَ الَّذِي يَتَرَدَّد فِي تِلَاوَته لِضَعْفِ حِفْظه فَلَهُ أَجْرَانِ : أَجْر بِالْقِرَاءَةِ ، وَأَجْر بِتَتَعْتُعِهِ فِي تِلَاوَته وَمَشَقَّته . قَالَ الْقَاضِي وَغَيْره مِنْ الْعُلَمَاء : وَلَيْسَ مَعْنَاهُ الَّذِي يَتَتَعْتَع عَلَيْهِ لَهُ مِنْ الْأَجْر أَكْثَر مِنْ الْمَاهِر بِهِ ، بَلْ الْمَاهِر أَفْضَل وَأَكْثَر أَجْرًا ؛ لِأَنَّهُ مَعَ السَّفَرَة وَلَهُ أُجُور كَثِيرَة ، وَلَمْ يَذْكُر هَذِهِ الْمَنْزِلَة لِغَيْرِهِ ، وَكَيْف يَلْحَق بِهِ مَنْ لَمْ يَعْتَنِ بِكِتَابِ اللَّه تَعَالَى وَحِفْظه وَإِتْقَانه وَكَثْرَة تِلَاوَته وَرِوَايَته كَاعْتِنَائِهِ حَتَّى مَهَرَ فِيهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .(1/2936)
قال ابن حجر في شرح حديث: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ وَالَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا
قَوْله : ( مَثَل الَّذِي يَقْرَأ الْقُرْآن كَالْأُتْرُجَّةِ )
بِضَمِّ الْهَمْزَة وَالرَّاء بَيْنهمَا مُثَنَّاة سَاكِنَة وَآخِره جِيم ثَقِيلَة ، وَقَدْ تُخَفَّف . وَيُزَاد قَبْلهَا نُون سَاكِنَة ، وَيُقَال بِحَذْفِ الْأَلِف مَعَ الْوَجْهَيْنِ فَتِلْكَ أَرْبَع لُغَات وَتَبْلُغ مَعَ التَّخْفِيف إِلَى ثَمَانِيَة .
قَوْله : ( طَعْمهَا طَيِّب وَرِيحهَا طَيِّب )(1/2937)
قِيلَ خَصَّ صِفَة الْإِيمَان بِالطَّعْمِ وَصِفَة التِّلَاوَة بِالرِّيحِ لِأَنَّ الْإِيمَان أَلْزَم لِلْمُؤْمِنِ مِنْ الْقُرْآن إِذْ يُمْكِن حُصُول الْإِيمَان بِدُونِ الْقِرَاءَة ، وَكَذَلِكَ الطَّعْم أَلْزَم لِلْجَوْهَرِ مِنْ الرِّيح فَقَدْ يَذْهَب رِيح الْجَوْهَر وَيَبْقَى طَعْمه ، ثُمَّ قِيلَ : الْحِكْمَة فِي تَخْصِيص الْأُتْرُجَّة بِالتَّمْثِيلِ دُون غَيْرهَا مِنْ الْفَاكِهَة الَّتِي تَجْمَع طِيب الطَّعْم وَالرِّيح كَالتُّفَّاحَةِ لِأَنَّهُ يُتَدَاوَى بِقِشْرِهَا وَهُوَ مُفْرِح بِالْخَاصِّيَّةِ ، وَيُسْتَخْرَج مِنْ حَبِّهَا دُهْن لَهُ مَنَافِع وَقِيلَ إِنَّ الْجِنّ لَا تَقْرَب الْبَيْت الَّذِي فِيهِ الْأُتْرُجّ فَنَاسَبَ أَنْ يُمَثِّلَ بِهِ الْقُرْآن الَّذِي لَا تَقْرَبهُ الشَّيَاطِين ، وَغِلَاف حَبّه أَبْيَض فَيُنَاسِب قَلْب الْمُؤْمِن ، وَفِيهَا أَيْضًا مِنْ الْمَزَايَا كِبْر جُرْمهَا وَحُسْن مَنْظَرهَا وَتَفْرِيح لَوْنهَا وَلِين مَلْمَسهَا ، وَفِي أَكْلهَا مَعَ الِالْتِذَاذ طِيب نَكْهَة وَدِبَاغ مَعِدَة وَجَوْدَة هَضْمٍ ، وَلَهَا مَنَافِع أُخْرَى مَذْكُورَة فِي الْمُفْرَدَات . وَوَقَعَ فِي رِوَايَة شُعْبَة عَنْ قَتَادَةَ كَمَا سَيَأْتِي بَعْد أَبْوَاب " الْمُؤْمِن الَّذِي يَقْرَأ الْقُرْآن وَيَعْمَل بِهِ " وَهِيَ زِيَادَة مُفَسِّرَة لِلْمُرَادِ وَأَنَّ التَّمْثِيل وَقَعَ بِالَّذِي يَقْرَأ الْقُرْآن وَلَا يُخَالِف مَا اِشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْر وَنَهْي لَا مُطْلَق التِّلَاوَة ، فَإِنْ قِيلَ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَثُرَ التَّقْسِيم كَأَنْ يُقَال الَّذِي يَقْرَأ وَيَعْمَل وَعَكْسه وَالَّذِي يَعْمَل وَلَا يَقْرَأ وَعَكْسه ، وَالْأَقْسَام الْأَرْبَعَة مُمْكِنَة فِي غَيْر الْمُنَافِق وَأَمَّا الْمُنَافِق فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا قِسْمَانِ فَقَطْ لِأَنَّهُ لَا اِعْتِبَار(1/2938)
بِعَمَلِهِ إِذَا كَانَ نِفَاقه نِفَاق كُفْرٍ ، وَكَأَنَّ الْجَوَاب عَنْ ذَلِكَ أَنَّ الَّذِي حُذِفَ مِنْ التَّمْثِيل قِسْمَانِ . الَّذِي يَقْرَأ وَلَا يَعْمَل ، الَّذِي لَا يَعْمَل وَلَا يَقْرَأ ، وَهُمَا شَبِيهَانِ بِحَالِ الْمُنَافِق فَيُمْكِن تَشْبِيه الْأَوَّل بِالرَّيْحَانَةِ وَالثَّانِي بِالْحَنْظَلَةِ فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْمُنَافِق ، وَالْقِسْمَانِ الْآخَرَانِ قَدْ ذُكِرَا .
قَوْله : ( وَلَا رِيح فِيهَا )
فِي رِوَايَة شُعْبَة " لَهَا " .
قَوْله : ( وَمِثْل الْفَاجِر الَّذِي يَقْرَأ )
فِي رِوَايَة شُعْبَة " وَمِثْل الْمُنَافِق " فِي الْمَوْضِعَيْنِ .
قَوْله : ( وَلَا رِيح لَهَا )
فِي رِوَايَة شُعْبَة " وَرِيحهَا مُرٌّ " وَاسْتُشْكِلَتْ هَذِهِ الرِّوَايَة مِنْ جِهَة أَنَّ الْمَرَارَة مِنْ أَوْصَاف الطُّعُوم فَكَيْف يُوصَف بِهَا الرِّيح ؟ وَأُجِيب بِأَنَّ رِيحهَا لَمَّا كَانَ كَرِيهًا اُسْتُعِيرَ لَهُ وَصْف الْمَرَارَة ، وَأَطْلَقَ الزَّرْكَشِيّ هُنَا أَنَّ هَذِهِ الرِّوَايَة وَهْمٌ وَأَنَّ الصَّوَاب مَا فِي رِوَايَة هَذَا الْبَاب " وَلَا رِيح لَهَا " ثُمَّ قَالَ فِي كِتَاب الْأَطْعِمَة لَمَّا جَاءَ فِيهِ " وَلَا رِيح لَهَا " هَذَا أَصْوَب مِنْ رِوَايَة التِّرْمِذِيّ " طَعْمهَا مُرّ وَرِيحهَا مُرّ " ثُمَّ ذَكَرَ تَوْجِيههَا وَكَأَنَّهُ مَا اِسْتَحْضَرَ أَنَّهَا فِي هَذَا الْكِتَاب وَتَكَلَّمَ عَلَيْهَا فَلِذَلِكَ نَسَبَهَا لِلتِّرْمِذِيِّ . وَفِي الْحَدِيث فَضِيلَة حَامِلِي الْقُرْآن ، وَضَرْب الْمَثَل لِلتَّقْرِيبِ لِلْفَهْمِ ، وَأَنَّ الْمَقْصُود مِنْ تِلَاوَة الْقُرْآن الْعَمَل بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ .
قال ابن حجر: عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا(1/2939)
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ
قَوْله : ( إِنَّمَا مَثَل صَاحِب الْقُرْآن )
أَيْ مَعَ الْقُرْآن ، وَالْمُرَاد بِالصَّاحِبِ الَّذِي أَلِفَه ، قَالَ عِيَاض : الْمُؤَالَفَة الْمُصَاحَبَة ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ أَصْحَاب الْجَنَّة ، وَقَوْله أَلِفَه أَيْ أَلِف تِلَاوَته ، وَهُوَ أَعَمّ مِنْ أَنْ يَأْلَفهَا نَظَرًا مِنْ الْمُصْحَف أَوْ عَنْ ظَهْرِ قَلْب ، فَإِنَّ الَّذِي يُدَاوِم عَلَى ذَلِكَ يُذَلّ لَهُ لِسَانه وَيَسْهُل عَلَيْهِ قِرَاءَته ، فَإِذَا هَجَرَهُ ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة وَشَقَّتْ عَلَيْهِ ، وَقَوْله " إِنَّمَا " يَقْتَضِي الْحَصْر عَلَى الرَّاجِح ، لَكِنَّهُ حَصْرٌ مَخْصُوص بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحِفْظ وَالنِّسْيَان بِالتِّلَاوَةِ وَالتَّرْك ."
وهل بعد هذا الفضل لأحد أن يهمل تعلم القرآن لينال الأجر والثواب العظيم ؟؟
واختم بحثي بهذه الرؤيا التي ذكرها لي أخي الشيخ إيهاب عمر ـ من مقرئي معهد العزيز بالله بالقاهرة ـ عن صاحب كتاب (تهذيب الكمال) مع علمنا أن الرؤيا لا يبني عليها حكم ولكنها من باب الاستئناس والبشري لأهل القرآن مع ما قد مضي من الفضل العميم لهم ،جعلنا الله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته:"
" وقال أبو الطيب عبد المنعم بن عبدالله بن غلبون المقرئ: أخبرنا أبو بكر محمد بن نصر السامري، قال: حدثنا سليمان بن
جبلة، قال: حدثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد، قال: حدثنا
خلف بن هشام البزاز، قال: قال لي سليم بن عيسى: دخلت على حمزة بن حبيب الزيات فوجدته يمرغ خديه في الارض ويبكي، فقلت: أعيذك بالله.(1/2940)
فقال: يا هذا استعذت في ماذا ؟ فقال: رأيت البارحة في منامي كأن القيامة قد قامت، وقد دعي بقراء القرآن، فكنت فيمن حضر، فسمعت قائلا يقول بكلام عذب: لا يدخل علي إلا من عمل القرآن.
فرجعت القهقرى، فهتف باسمي: أين حمزة بن حبيب الزيات ؟ فقلت: لبيك داعي الله لبيك.
فبدرني ملك فقال: قل لبيك اللهم لبيك.
فقلت كما قال لي، فأدخلني دارا، فسمعت فيها ضجيج القرآن، فوقفت أرعد، فسمعت قائلا يقول: لا بأس عليك، ارق واقرأ.
فأدرت وجهي فإذا أنا بمنبر من در أبيض دفتاه من ياقوت أصفر (1) مراقته زبرجرد أخضر فقيل لي: ارق واقرأ.
فرقيت، فقيل لي: اقرأ سورة الانعام.
فقرأت وأنا لا أدري على من أقرأ حتى بلغت الستين آية فلما بلغت * (وهو القاهر فوق عباده) * (2) قال لي: يا حمزة ألست القاهر فوق عبادي ؟ قال: فقلت: بلى.
قال: صدقت، اقرأ.
فقرأت حتى تممتها، ثم قال لي: اقرأ.
فقرأت " الأعراف " حتى بلغت آخرها، فأومات بالسجود، فقال لي: حسبك ما مضى لا تسجد يا حمزة، من أقرأك هذه القراءة ؟ فقلت: سليمان، قال:
صدقت، من أقرأ سليمان ؟ قلت: يحيى.
قال: صدق يحيى، على من قرأ يحيى ؟ فقلت: على أبي عبد الرحمان السلمي.
فقال: صدق أبو عبد الرحمان السلمي، من أقرأ أبا عبد الرحمان
السلمي ؟ فقلت: ابن عم نبيك علي بن أبي طالب.
قال: صدق علي، من أقرأ عليا ؟ قال: قلت: نبيك صلى الله عليه وسلم.
قال: ومن أقرأ نبيي ؟ قال: قلت: جبريل.
قال: من أقرأ جبريل قال: فسكت، فقال لي: يا حمزة، قل أنت.
قال: فقلت: ما أجسر أن أقول أنت.
قال: قل أنت.
فقلت: أنت.
قال: صدقت يا حمزة، وحق القرآن لاكرمن أهل القرآن سيما إذا عملوا بالقرآن، يا حمزة القرآن كلامي، وما أحببت أحدا كحبي لاهل القرآن، ادن يا حمزة.(1/2941)
فدنوت فغمر يده في الغالية ثم ضمخني بها، وقال: " ليس أفعل بك وحدك، قد فعلت ذلك بنظرائك من وفوقك، ومن دونك ومن أقرأ القرآن كما أقرأته لم يرد به غيري، وما خبأت لك يا حمزة عندي أكثر، فأعلم أصحابك بمكاني من حبي لاهل القرآن، وفعلي بهم، فهم المصطفون الاخيار، يا حمزة وعزتي وجلالي لا أعذب لسانا تلا القرآن بالنار، ولا قلبا وعاه، ولا أذنا سمعته، ولا عينا نظرته.
فقلت: سبحانك سبحانك أبي رب ! فقال: يا حمزة أين نظار المصاحف ؟ فقلت: يا رب حفاظهم.
قال: لا، ولكني أحفظه لهم حتى يوم القيامة، فإذا أتوني رفعت لهم بكل آية
درجة ".
أفتلو مني أن أبكي، وأتمرغ في التراب ".ا.هـ تهذيب الكمال
وهذا هو البحث الأول من هذه السلسة والبحث القادم ـ إن شاء الله ـ هو "حجية التلقي"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبوعمر عبد الحكيم
---
(1/2942)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > خطبة عن العلم للشيخ بن عثمين رحمه الله
---
خطبة عن العلم للشيخ بن عثمين رحمه الله
---
إمداد
09-13-2006, 12:00 AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى وتفقهوا في دينكم في عقائده وأحكامه فإن من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
تعلموا شرائع الله لتعبدوه على بصيرة وتدعو إليه على بصيرة فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )
اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة
اطلبوا العلم فإنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة قال الله تعالى(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)
اطلبوا العلم فإنه ميراث الأنبياء إن الأنبياء لم يرثوا درهماً ولا دينارا قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنا معشر الأنبياء لا نورث) وإنما ورث الأنبياء العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر من ميراثهم
اطلبوا العلم فإنه ذخر لكم في الحياة وبعد الممات قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا مات الإنسان أنقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )(1/2943)
اطلبوا العلم يكن لكم لسان صدق في الآخرين فإن آثار العلم تبقى بعد فناء أهله فالعلماء الربانيون لم تزل آثارهم محمودة وطريقتهم مأثورة وسعيهم مشكور وذكرهم مرفوعا إن ذكروا في المجالس امتلأت المجالس بالثناء عليهم والدعاء لهم وإن ذكرت الأعمال الصالحة والآداب العالية كانوا قدوة الناس فيها: ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا )
أيها الناس اطلبوا العلم مبتغين به الأجر من الله عز وجل لا تطلبوا العلم لتنالوا عرض من الدنيا فإن من تعلم علماً من ما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب عرض من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة إي لم يجد ريحها
اطلبوا العلم لترفعوا به الجهل عن أنفسكم فإن الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ولا علم إلا بالتعلم اطلبوا العلم لترفعوا به الجهل عن عباد الله فتنشروا العلم بين الخلق فإن على أهل العلم حق تبليغه قال النبي صلى الله عليه وسلم(بلغوا عني ولو آية) وقال صلى الله عليه وسلم(ليبلغ الشاهد منكم الغائب )
اطلبوا العلم لتحفظوا به شريعة الله فإن الشريعة تحفظ بشيئين الكتابة والحفظ في الصدور وهو العلم اطلبوا العلم لتدافعوا به عن شريعة الله فإن الدفاع عن الشريعة إنما يكون برجالها
أرايتم لو أن رجلاً ضالاً مبتدعا أو ملحداً أو محرفاً أو مخرفاً قام يدعو إلى ضلالته بين قوم لا علم عندهم فهل يستطيع من حوله أن يبين ضلالته ويحمي الشريعة من عدوانه ولو قام هذا الضال يدعو إلى ضلالته وحوله من كتب الحق والهدى ما لا يحصى فإن هذه الكتب لن يقفز منها كتاب واحد يبين ضلالته ويكبح عدوانه ولو قام هذا الضال يدعو إلى ضلالته في قوم بينهم عالم لقام هذا العالم مبيناً ضلاله داحضاً حجته مبطلاً لدعوته(1/2944)
أيها المسلمون اطلبوا العلم لتدعو به إلى الله فإن الدعوة إلى الله لا تتم بدون العلم وكم من شخص نصب نفسه داعية إلى الله ولم يكن عنده علم فلم تكمل دعوته ولم تتم وربما تكلم عن جهل فأفسد أكثر من ما يصلح إن الدعوة إلى الله تعالى بالعلم هي طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه كما أمره الله بقوله: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
أيها الناس إن طلب العلم من أفضل الأعمال لما فيه من هذه المطالب العالية لا سيما في وقتنا هذا، هذا الوقت الذي كثر فيه طلب الدنيا والتكالب عليها وكثر فيه القراء العارفون دون الفقهاء العاملين
إن ثمرة العلم العمل والدعوة إلى الله فمن لم يعمل بعلمه كان علمه وبالاً عليه ومن لم يدعو الناس به كان علمه قاصراً عليه من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) ومن ترك العمل بما علم أوشك أن ينزع عنه العلم كما قال الله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) وقد قيل العلم يهتف بالعمل فإن أجاب وإلا أرتحل وقيل قيدوا العلم بالعمل كما تقيدونه بالكتابة(1/2945)
أيها الناس إن لنيل العلم طريقين أحدهما أن يتلقى ذلك من الكتب الموثوق بها والتي ألفها علماء مرضيون بعلمهم وأمانتهم والثاني أن يتلقى ذلك من معلم موثوق به علماً وديانة وهذه الطريق أسلم وأسرع وأثبت للعلم لأن الطريق الأول طريق التلقي من الكتب قد يضل فيه الطالب وهو لا يدري إما لسوء فهمه أو قصور علمه أو لغير ذلك من الأسباب ولأن الطريق الثاني تكون فيه المناقشة والأخذ والرد مع المعلم فينفتح للطالب بذلك أبواب كبيرة في الفهم والتحقيق وكيفية الدفاع عن الأقوال الصحيحة ورد الأقوال الضعيفة وإذا جمع الطالب بين الطريقين التلقي من الكتب ومن المعلمين كان ذلك أكمل وأتم وليبدأ الطالب بالأهم فالأهم وبمختصرات العلوم قبل مطولاتها حتى يكون مترقي من درجة فما فوقها فلا يصعد إلى درجة إلا وقد تمكن من ما تحتها ليكون صعوده سليما
أيها الناس إن طلب العلم فرض كفاية فالقائم به قائم بفرض وقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (ما تقرب إلي أحد بشيء أحب إلي من ما افترضت عليه ) وإذا احتاج الإنسان إلى نوع منه كان فرض عين عليه فعلى من أراد الوضوء أن يتعلم كيف يتوضأ وعلى من أراد الصلاة أن يتعلم كيف يصلي وعلى من عنده مال أن يتعلم كيف يزكيه وعلى من أراد الصوم أن يتعلم كيف يصوم وماذا يصوم وعلى من أراد الحج أن يتعلم كيف يحج حتى يعبد الله على بصيرة وبرهان أيها المسلمون بل أيها الطالبون للعلم ابشروا فإنكم قائمون بفرض من فروض الكفاية فلكم أجر القائمين بالفرض إنكم قائمون بالفرض في المساجد إذا كنتم تراجعون العلم وفي البيوت وفي المدارس فاحمدوا الله على هذه النعمة وأسالوا الله الثبات عليها والمزيد من فضله(1/2946)
اللهم وفقنا للهدى والرشاد وجنبنا الضلال والفساد اللهم علمنا ما ينفعنا اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علماً يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن ترينا الحق حقاً وترزقنا أتباعه وأن ترينا الباطل باطلاً وترزقنا اجتنابه اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
---
ماهر الفحل
09-15-2006, 10:09 AM
جزاك الله خيراً إنها خطبة قيمة وقد حفظتها عندي
---
بنت السنة الطاهرة
09-17-2006, 09:21 PM
جزاكم الله خير الجزاء
---
(1/2947)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > اكتب بخط الرقعي بالوورد
---
اكتب بخط الرقعي بالوورد
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 05:09 PM
اولا قبل كل شى قم بتحميل هذين الملفين من هنا - لا تهتم حجم الملفين صغير
للتحميل كيليك يمين ثم حفظ بهدف
http://www.geocities.com/friendlessf/new/DecoType.zip
بعد تحميل الملف فى جهازك قم بفك الظغط وسوف تشاهد هذه الايقونتين وهى
لملفين : اسم الاول DTNASKH
واسم الملف الثانى DTRUQAH
الان قم بفتح ( C )
افتح ملف Program Files
ابحث عن ملف اسمه Common Files قم بفتح هذا الملف سوف تجد ملف اسمه
Microsoft Shared
يعنى يصبح المسار هكذا
C:\Program Files\Common Files\Microsoft
بعد ان فتحنا ملف Common Files وصلنا الان الى اهم نقطة وهى انه علينا القيام
بعمل مجلد جديد ونعطيه اسم DTNASKH ثم نقوم ايضا بعمل مجلد جديد
ونعطيه اسم DTRUQAH
ويصبح عنوان المجلدين كالاتى
المجلد الاول
C:\Program Files\Common Files\Microsoft Shared\DTNaskh
المجلد الثانى
C:\Program Files\Common Files\Microsoft Shared\DTRuqah
بعد الانتهاء من عمل هذين المجلدان اعمل الاتى
افتح المجلد الذي أنشأته باسم DTNaskh و ضع فيه الملف الذي حملته قبل
قليل و اللي اسمه DTNaskh
وافتح المجلد الثانى الذي أنشأته باسم DTRuqah وضع فيه الملف الذي حملته
قبل قليل واللي اسمه DTRUQAH
الآن نعمل على تشغيلهما ...
اذهب إلى الملف DTRUQAH و انقر عليه نقراً مزدوجاً ( دبل كليك ستظهر هذه
الرسالة ....... اضغط موافق
الآن نعمل على تشغيلهما ...
اذهب إلى الملف DTRUQAH و انقر عليه نقراً مزدوجاً ( دبل كليك ستظهر هذه
الرسالة ....... اضغط موافق .
كرر نفس العملية مع الملف الثانى DTNASKH و انقر عليه نقراً مزدوجاً و ستظهر
رسالة .. اضغط موافق(1/2948)
الان قم بفتح الورد ( Microsoft Ward )
اختر من شريط الادوات خيار ( ادراج )
ثم اختر كائن
بعد اختيار كائن يظهر لك هذا المربع – اختر منه ..( Deco Type Rugah )
واضغط على زر موافق
بعد اختيار كائن يظهر لك هذا المربع – اختر منه ( Deco Type Rugah ) واضغط
على زر موفقعندها يظهر لك هذا المربع – وفى هذا المربع تكتب ما تريد ومنه
يمكنك تحدد الخلفية ونوع النص ولون النص وحجم الخط والمسافة بين الحروف
تنسيق كامل
وأترك لكم تنسيق وعمل خطاباتكم بطريقة جميلة كانها خطت بخط اليد لتحرير
أو تعديل النص فقط انقر عليه نقراً مزدوجاً و سيظهر لك المربع من جديد .
---
حامد بن يحيى
05-25-2006, 06:12 PM
جزاك الله خيرا ونفع بك. برنامج رائع وممتاز.
---
(1/2949)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أيها المسلم ماذا أعددت ليوم رحيلك؟
---
أيها المسلم ماذا أعددت ليوم رحيلك؟
---
المصطفى السلفي
03-11-2006, 06:38 PM
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول
جلس الحسن البصري رحمه الله في جنازة النُّوار امرأة الفرزدق، وقد اعتم بعمامة سوداء، وأسدلها بين كتفيه، والناس بين يديه ينظرون إليه، فوقف عليه الفرزدق وقال: يا أبا الحسن، يزعم الناس انه اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشرهم! قال: من ومن؟ قال: أنت وأنا؛ قال: ما أنا بخيرهم، ولا أنت بشرهم، لكن ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، منذ سبعين سنة؛ قال: نعم والله العدة.
فالموت آتٍ، وكل آتٍ قريب، بل الدنيا كلها قريب، هذا السؤال الذي وجهه الإمام الرضي الحسن البصري إلى الفرزدق ينبغي أن يوجهه كل إنسان إلى نفسه كلما شيع جنازة، ودفن ميتاً وواراه.
خير ما يعده المرء لهذا اليوم كلمة التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله، فهي نعم العدة، وخير الزاد إن كان محققاً لمعناها، مستوفياً لشروطها، محافظاً عليها من نواقضها ومبطلاتها.
ومما يدل على أن هذا هو المراد وليس مجرد التلفظ بها، ما صح عنه صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة"، وفي رواية: "يصدق قولَه عملُه"، ولهذا عندما قال الحطيئة للحسن البصري رحمه الله: أليست "لا إله إلا الله" مفتاح الجنة؟ قال له الحسن: من جاء بمفتاح له أسنان فتح له، وإلا لم يفتح له، لأنه ما من مفتاح إلا وله أسنان.(1/2950)
والأسنان المرادة هي أداء الواجبات، والانتهاء من المحرمات، والحذر من الموبقات، واجتناب النواقض والمبطلات: "إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء"2، "إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا".3
قال الطيبي رحمه الله: (قوله مخلصاً، وفي رواية بدله صدقاً، أقيم مقام الاستقامة لأن ذلك يعبر به قولاً عن مطابقة القول المخبر عنه، ويعبر به فعلاً عن تحري الأخلاق المرضية، كقوله تعالى: "وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"4، أي حقق ما أورده قولاً بما تحراه فعلاً، وبهذا التقرير يندفع ما أوهمه ظاهر الأخبار من منع دخول كل من نطق بالشهادتين النار وإن كان من الفجار).
ولهذا السبب قال الإمام الحسن البصري: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.
ومن أجل ذلك عرف أهل السنة الإيمان بأنه قول وعمل واعتقاد، وحذروا من نواقضه التي أخطرها:
1. الدعاء والاستغاثة بغير الله عز وجل.
2. اتخاذ الوسائط.
3. إنكار ما هو معلوم من الدين ضرورة.
4. التحاكم لغير شرع الله.
5. الإيمان بالسحر المتعلق بالشياطين والكواكب وممارسته.
6. تولي الكفار والمشركين.
7. الاستهزاء والسخرية بدين الله عز وجل.
فمن حقق كلمة التوحيد، وعمل بمقتضاها، وعافاه الله من مسلك أهل الضلالة والإباحيين من الهالكين والحيين، وختم له بخير حتى كان آخر كلامه من هذه الدنيا "لا إله إلا الله"، دخل الجنة مع أول الداخلين.
وإن خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فمصيره إلى الجنة بعد عفو الله أوتطهيره من ذنوبه بالنار.(1/2951)
جد أخي المسلم في إعداد العدة ليوم الرحيل، واحذر التسويف، فالرحيل أكيد، والسفر طويل، والعمر قصير، والأجل قريب، فقد يكون اليوم أوغدٍ، أوبعد سنين، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواه، وتمنى على الله الأماني.
فحاسب نفسك أخي المسلم قبل أن تحاسب، وزن أعمالك قبل أن توزن عليك، وتزين ليوم العرض الأكبر، وتذكر ليلة فجرها يوم القيامة، وقبراً لا مؤنس فيه إلا العمل الصالح، وأكثر من ذكر هادم اللذات، ومفرق الجماعات، وميتم البنين والبنات، ومرمل الأزواج والزوجات.
اللهم اختم لنا بخير واجعل عاقبة أمورنا كلها إلى خير، وطيبنا للموت وطيبه لنا، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله ومن تبعهم بإحسان
---
وحي القلم
03-14-2006, 09:37 PM
اللهم آمين وجزاكم الله خيراً
---
(1/2952)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المنهج اللغوي في تفسير ابن عطية الأندلسي
---
المنهج اللغوي في تفسير ابن عطية الأندلسي
---
الطيب وشنان
03-25-2007, 03:37 AM
المنهج اللغوي في تفسير ابن عطية الأندلسي
(المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز)
د. ياسين جاسم المحيمد
أستاذ النحو والصرف وعلوم القرآن المشارك
جامعة الإيمان - صنعاء
حمله من المرفقات
---
مروان الظفيري
03-25-2007, 11:45 AM
خففت علينا عناء البحث والمراسلة
خفف الله عليك أمورك دنيا وآخرة
وبوركت يداك
وبوركت البطن التي حملتك
وغفر الله لوالديك
وجزاك الله خيرا
وأحسن الله إليك
وجعله في صحائف أعمالكم
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:46 PM
أستاذي الكريم :
د. مروان الجاسمي الظفيري
حفظه الله من كل مكروه و نفع به الاسلام و المسلمين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
أما ثناؤكم فهو تزكية لي ، فوق ما أستحق...
و اما الدعاء فجزاكم الله خيرا و تقبل منا و منكم صالح الأعمال..
تلميذكم المحب
الطيب وشنان
---
(1/2953)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني
---
الملتقى المفتوح والتقني
---
الصفحات : 1 2 [3] 4 5
---
الفرص لا نخلقها لكن لا نضيعها (0 ردود)
أولى المشاركات أسأل الله أن ينفع بها (2 ردود)
تخريج حديث ( خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء ) (3 ردود)
قضايا مهمة في حياة الأمة (9 ردود)
أيها المسلم ماذا أعددت ليوم رحيلك؟ (1 ردود)
أريد ترجمة للشيخ صالح المغامسي المفسر المعروف (9 ردود)
100 سؤال لنصرة النبي صلى الله عليه و سلم (0 ردود)
سؤال فتى مجد لكنه حيران (5 ردود)
إختاروا معي ماذا نحفظ من المنظومات " يوجد جدول مقترح " (0 ردود)
فوائد من تاريخ أبي زرعة الدمشقي (8 ردود)
مفاهيم اتصالية ( دعوة الأقارب ) (1 ردود)
سؤال بالنسبة لمن يؤلف ويطبع لهم كتب ؟ (0 ردود)
طائفة" الأميش":سلفيون نصارى !! (10 ردود)
شرح حائية ابن أبي داود للشيخ عبد الكريم الخضير (( ملف للتحميل )) (2 ردود)
سلامة الثوابت (7 ردود)
المنظومة الميسرة في نظم نواقض الإسلام العشرة (( نريد النقد )) (2 ردود)
تفسير آية قرآنية يحل إشكالات فى أقوال المذاهب الأربعة في ربا العملة (1 ردود)
تشتيت :المتشددين يقولوا حرام؟؟وأنا سألت قالوا حلال (13 ردود)
ماحكم قول لعمري ؟ (0 ردود)
موقع قرآني أكثر من رائع لا تتردد في فتحه ونشره (0 ردود)
دور المنافقين في الأزمات من شواهد القران المعاصرة (0 ردود)
طلب الدلالة على موضوع لرسالة ماجستير . (6 ردود)
مرجع او معلومة عن حياة وترجمة للدكتور عبد المنعم أحمد تعيلب (1 ردود)
محاضرات متميزة قادمة للشيخ الطريفي (4 ردود)
سوأل عن حياة الأستاذ عبد المنعم أحمد تعيلب (0 ردود)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (1 ردود)
التصرف عن الغير بخلاف ما تقتضيه المصلحة (2 ردود)
أفضل الخلق (3 وحدت الأمة يارسول الله حيا و...) (1 ردود)(1/2954)
عاجل :هل من الممكن معرفة تردد قناة المجد العلمية على القمرين العرب سات والنايل سات " (6 ردود)
الأحاديث والآثار التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية (1 ردود)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عضو جديد (1 ردود)
أرجو منكم الإعانة للتسجيل في قسم الماجستير كتاب وسنة في دولة المملكة العربية (3 ردود)
السلام عليكم أهل المنتدى (4 ردود)
قالوا عن الأناشيد حرام ، فما رفع الملام ؟؟؟ (0 ردود)
قصيدة: ".... بَغْتَة ..." (3 ردود)
أول مشاركة لعضو جديد أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم (2 ردود)
مقالة أعجبتني فنقلتها بعنوان" فن الإستماع " (0 ردود)
سلسلة آيات ووقفات (6 ردود)
أفضل خمسةطرق لتوزيع الشريط الإسلامي+قائمه كبيره جدا بريال+شاركنا بفكره (0 ردود)
لو داومت على عمل صالح !! (0 ردود)
حكم المداومة على قرأة القرآن فى بداية الإجتماعات و الأفراح وما شابه (8 ردود)
مسابقة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم - لجميع الفئات العمرية (0 ردود)
عقيدة الأئمة الأربعة (0 ردود)
نصرة النبي صلى الله عليه وسلم (0 ردود)
لقاء مع الدكتور زغلول النجار فى منتدى التوحيد (0 ردود)
الدكتور محمد أمين المصري والتربية القرآنية في سورة الأنفال (0 ردود)
طارق بالباب (2 ردود)
إجابة الكسائي التي تدل على فهمه وحفظه وقوة ذاكرته (0 ردود)
نداء لمحبي رسول الله صلى الله عليه و سلم (0 ردود)
نبادل أسف بأسف أعظم منه (2 ردود)
مفهوم الحرية (0 ردود)
شبكة الشريعة التخصصية (5 ردود)
متفرقات إخبارية عن الحملة الصليبية الجديدة (0 ردود)
عقوبة من استهزأ بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتمكن المؤمنون من عقابه (3 ردود)
كتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ورضي عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا (30 ردود)
ما الذي يريده الغرب منا : صحيفة سويدية تعلن عن مسابقة لرسم الرسول صلى الله عليه وسلم (5 ردود)(1/2955)
رؤى متناثرة حول الدراسات الأصولية المعاصرة... (أفكار ومقترحات) (5 ردود)
منظومة نواقض الإسلام العشرة ... (6 ردود)
مقال جميل بعنون ( إنسانية محمد ) (1 ردود)
من اجل قبول اعتذار الدنمارك (3 ردود)
يريدون حرق المصحف في الدنمارك يوم السبت (0 ردود)
طالب علم جديد (4 ردود)
صحيفة فرنسية تنشر صوراً مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم (0 ردود)
عام 1426 ذهب ولن يرجع (0 ردود)
قصيدة: "<إمام المرسلين فداك روحي..>" (2 ردود)
حكم التهنئة بالعام الهجري (0 ردود)
علم اللغة النفسي (3 ردود)
خبر اعتذار الصحيفة الدنماركية هل يكفي؟ (5 ردود)
أرجوا الدخول والمشاركة؟ (3 ردود)
ذكرى ميلاد الدولة الإسلامية! (0 ردود)
صفوة الأمة 45 (0 ردود)
أي القرطبيين يقصد الحافظ ابن حجر بقوله : ( قال القرطبي : ....) ؟ (3 ردود)
وفاة عالم جليل من علماء التفسير (12 ردود)
من يا محمد في الورى ساواك (0 ردود)
تلخيص التأصيل فى قضية التكفير (0 ردود)
ممكن عناوين المكتبات التالية... (2 ردود)
حَمِّل : خط شبيه بخط عثمان طه وهو من أحسن الخطوط لكتابة الآيات (15 ردود)
المسلمون .. والحب المُدَّعَى للنبي الكريم ...هل أنت منهم؟.. اعرف السبب (1 ردود)
سعيد صيام : قضية القدس ليست مطروحة للمزايدات ! (0 ردود)
حمل كتب الشيخ العلامة عبدالعزيز السلمان ـ رحمه الله ـ (0 ردود)
من هو وكيل دار عمار بالرياض؟ (2 ردود)
مقام الزهراء (عليها السلام) ومنزلتها (2 ردود)
متى سيتم افتتاح معرض الكتاب في الرياض؟ (8 ردود)
مواقف وخبرات ووصايا من أهل الإختصاص للمبتدأين (2 ردود)
التوسُّل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - (1 ردود)
أرحب بنفسي بينكم000وكل عام وأنتم الى الله أقرب (4 ردود)
الندوة العلمية الأولى في علوم الحديث... دعوة (0 ردود)
كتاب " حرمة المسلم على المسلم " مجاناً لكل مسلم (12 ردود)
تهنئتي إليكم في عيد الأضحى (0 ردود)
مختارات 104( أنظمة وحقوق في خطبة عرفة ) (0 ردود)(1/2956)
ابكِ مثل النساء! (0 ردود)
ماذا يمثل لك 2 يناير 630 م ؟ (0 ردود)
مقرأة الشيخ : موسى الجاروشة بمحافظة جدة ومنهجها في حفظ القرآن الكريم (0 ردود)
مفتريات على الإمام مالك في موقع مريب للمسمى ب " الأمين " (2 ردود)
لامية ابن عمر الضمدي في الإستسقاء (1 ردود)
تهنئة الزميل العزيز الدكتور عبدالفتاح خضر بمناسبة ترقيته إلى رتبة أستاذ (8 ردود)
أجوبة الشيخ د/ عبدالكريم الخضير عن بعض تساؤلات الحج . (0 ردود)
و قد جائتك أيام الحج أيها العبد الربانى (0 ردود)
كتاب الرد على أصناف النصارى لعلي بن ربن الطبري(248هـ) (0 ردود)
دعوة للتفكر ... للاستشعار والتأمل . دعوة للاعتبار .! (0 ردود)
من هو القرطبي مؤلف: الإعلام بما في دين النصارى من الفساد..؟ (0 ردود)
نظم اختيارات شيخ الإسلام ابن تيميه للعلامة الشيخ سليمان بن سحمان ـ رحمه الله ـ (2 ردود)
يا دعاة الحق نبهوا قومكم و ذكروهم؟؟؟ (0 ردود)
كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟ (0 ردود)
من عجائب مكة المكرمة والكعبة (0 ردود)
خواطر كانت تنفعني أوقات الغفلة (2 ردود)
لم حجزنا قلوبنا عن الله ؟؟؟ (0 ردود)
من أحكام الحج ... بحث مهدى لملتقى أهل التفسير ... (1 ردود)
الفقيه القاضي عيسى بن سهل الأسدي الجياني(ت.486هـ/1093م) (0 ردود)
أجوبة ابن حزم على اعتراضات نفاة تحريف التوراة والأنجيل (2 ردود)
الكتب المفردة للرد على النصارى أكثر من الكتب في الرد على اليهود لماذا؟ (6 ردود)
أجوبة المسلمين على اعتراضات أهل الكتاب في مسألة التحريف[الحلقة 3] (0 ردود)
درس شهري للشيخ مساعد الطيار في مدينة المصطفى لمن لم يبلغه (0 ردود)
الكلام على مسألة تحريف التوراة والإنجيل في كتاب فتح الباري[الحلقةالثانية] (0 ردود)
موقع جيد فيه دفع شبهات عن كتاب الله تعالى (2 ردود)
وقفات مع حج بيت الله الحرام (0 ردود)
تفصيل فوائد كلام ابن حجر في باب التوحيد من فتح الباري [حلقة1] (1 ردود)(1/2957)
برامج مدفوعة للدراسات العليا بجامعة الإمام قريباً (5 ردود)
دورة ثلاثة أيام للشيخ الفنيسان (2 ردود)
ماذا حصل لموقع الجمعية السعودية للقرآن وعلومه ؟؟؟؟ (2 ردود)
تذكير ببعض مسائل المسح على الخفين (3 ردود)
عضو جديد ويريد الترحيب من الأعضاء (7 ردود)
تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري (مأخوذة من طبعة دار طيبة) (30 ردود)
رياض الصالحين ، مع فوائده وهو مجاناً لمن يرغب طبعه طبعة خيرية (5 ردود)
وفاة الشيخ علي جابر إمام المسجد الحرام رحمه الله (14 ردود)
تحقيق جديد لـ" جامع العلوم والحكم " وهو مجاناً لمن يرغب بطبعه طبعة خيرية . (5 ردود)
في كل بيت راق ( حول الرقية الشرعية ) (3 ردود)
جنون القراءة المعاصرة من أين الى أين ؟ (0 ردود)
التفكيك – التركيب (التخلية – التحلية) بين المستشرقين والحداثيين.. ونحن! (2 ردود)
بصائر . . بصائر . . بصائر (0 ردود)
إرضاء الناس غاية لاتدرك (0 ردود)
هل يعلم أحدكم شيئاً عن موسوعة الجامع الأكبر الإلكترونية نرجوا الإفادة (6 ردود)
(يرجون تجارةً لن تبور). رحمك الله يا عليّ. (2 ردود)
من أقوال الشيخ عبدالعزيز بن باز في علوم الحديث، مما لا تجده في كتبه كلها (1 ردود)
رسالة تيسير أحكام الحج (0 ردود)
قنوات غير عربية إسلامية فضائية جديدة (1 ردود)
سؤالان ولا الخليل بن أحمد لهما (1 ردود)
احذر ان تكون انت!! (0 ردود)
أشيروا عليَّ أيها السادة الأجلاء (4 ردود)
فضيحة علمية أكاديمية في أمريكا لم يتعظ بها المفكرون العرب. (5 ردود)
( المقولات التي أبطلها القرآن ومنهجه في إبطالها ) دعوة لحضور مناقشة الدكتوراه .. (3 ردود)
موقع الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير رعاه الله (6 ردود)
وقفات مع غزوة الحديبية (0 ردود)
برنامج لتفريغ الأشرطة (10 ردود)
" حرب الحديث " و وثيقة راند لحرب الإسلام : وثيقة خطيرة (1 ردود)
عبر وفوائد من قصة عجيبة وقعت لإمام مسجد (3 ردود)(1/2958)
آثار العالم (2 ردود)
شيوخ الإقراء بالإسكندرية (2 ردود)
الله أهل الثناء والمجد (1 ردود)
19 مَعرضًا دوليًّا للكتاب. (0 ردود)
مكة ومنزلتها في الإسلام (0 ردود)
إذا صحَ هذا القول : فإلام استند الأئمة في قولهم بمشروعية ختان الإناث ؟ (11 ردود)
المنتقى الثمين من أدب الدنيا والدين (20 ردود)
فنون (0 ردود)
تهنئة الزميل ناصر بن محمد الدوسري بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراه وفقه الله (9 ردود)
مخطوطات العراق و أحداث الاحتلال : دراسة استكشافية . (8 ردود)
الفهرس الشامل لأبحاثي في ملتقى أهل الحديث (9 ردود)
مسألة مهمة ومشكلة..نرجو المساعدة.. (5 ردود)
من ملحد عنيد إلى موحد سديد ! (0 ردود)
حوِّل خسائرك إلى أرباح ..! (1 ردود)
.. يا نجوم السماء لو مد ساقي وضحي لي .. (4 ردود)
( ماعز يوسف الا بترك ماذل به ماعز ) (7 ردود)
المنهج الخاص لشيخ الإسلام عرض لأبرز المعالم وعددها يربو على السبعين (1 ردود)
من معاني العيد (0 ردود)
فضل التكبير وصفته (0 ردود)
فتاوى زكاة الفطر لابن عثيمين رحمه الله (0 ردود)
سجل تهنئتك (22 ردود)
هل أسلم" فيكتور هيغو" شاعر فرنسا العظيم ؟ (4 ردود)
قادم قادم يا إسلام : { و الله متم نوره و لو كره الكافرون } (0 ردود)
حكم التوسل بالأولياء والصالحين (5 ردود)
أخي ... لأني أحبك " عليك بخاصة نفسك " (0 ردود)
مواعظ لابن الجوزي (0 ردود)
كيف اعرف موعد معرض الكتاب بداية السنة القادمة في معارض الرياض (1 ردود)
لطائف من سيرة العلامة الشيخ الطاهر بن عاشور – رحمه الله - (4 ردود)
مشروعية التوسل برسول الله في المذاهب ( عن الموسوعة الفقهية الكويتية ) (21 ردود)
اللذة مع الحكمة.. للعلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور (2 ردود)
مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة (0 ردود)
إقرأ هذا الخبر بسرعة (3 ردود)
دعاء الختمة في صلاة التراويح (0 ردود)
استمع لصوت هذه اليتيمة لعل قلبكَِ يرق لها (0 ردود)(1/2959)
يوم القدس العالمي .. على الانترنت .. (0 ردود)
نقل مباشر بالصوت والصورة لصلاة التراويح من الحرمين (1 ردود)
وفاة الشيخ عبد الله بن قعود، رحمه الله. (6 ردود)
جريدة اليولاندس بوستن الدانمركية تهاجم الرسول وبيان في الرد عليها ... (3 ردود)
لمن يحب رمضان (0 ردود)
دعوة للاستفادة من مشايخنا : حوار مع فضيلة الشيخ محمد بن رزق الطرهوني (0 ردود)
- سيدة فلسطين - (0 ردود)
بيان خطأ المجلس الأوربي للإفتاء في إباحته شرب المياه الغازية قليلة الكحول (23 ردود)
مختارات 99 علماء ومربون . (0 ردود)
"حقق امنياتك .. مع شهر التوبة " (0 ردود)
ذمّ الخطأ في الشعر (0 ردود)
رمضان في فلسطين (0 ردود)
"" رمضان العقيدة والصيام .."" (0 ردود)
"" رمضان القر آآآآآآآآن .. "" (0 ردود)
مقامات رمضانية 5 (0 ردود)
باحث فلكي يؤكد ولادة شهر رمضان المبارك غداً (7 ردود)
حتى لا نصاب بالفتور في رمضان للشيخ المنجد (0 ردود)
لاتنسوا فضيلة العلامة من دعائكم فقد أُصيب بالشلل..!! (2 ردود)
برامج عملية رمضانية (0 ردود)
أتاكم شهر المرابح (0 ردود)
سجَّل هنا شكراً وتقديراً وعرفاناً للشيخ الدكتور صلاح الخالدي في رده على (فرقان الحق) (10 ردود)
تحرير غزة بدأ من الأقصى وينتهي فيه: الذكرى الخامسة للانتفاضة! (0 ردود)
"" كيف تستعد لشهر رمضان ؟؟!! "" (0 ردود)
لو آمنت كاترينا (0 ردود)
55 سؤالا وجوابا من فتاوى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في الصيام (20 ردود)
"" اللهم بلغنا رمضان .. "" (0 ردود)
استقبال شهر رمضان (0 ردود)
ويعلم ما في الارحام (1 ردود)
دعوة لحضور محاضرة للشيخ المغامسي بعنوان : بلاغة القرآن (0 ردود)
دحض مفتريات على الإمام أبي حامد الغزالي ، مجدد المائة الخامسة (4 ردود)
"" وللحرية الحمراء بابٌ * بكل يدٍ مضرجة يُدقّ "" (0 ردود)
"" ليلة النصف من شعبان .."" (0 ردود)
" متأخر! خير من أن لا يأتي .. " (0 ردود)(1/2960)
صفحات من التاريخ الصهيوني الاسود ::: مذبحة صبرا و شاتيلا (0 ردود)
الشيخ العلامة الفقيه النادر, عبد الله بن بيه بقلم د.سلمان العودة (3 ردود)
تهنئة المشرف العام [مختارات صوتية من المناقشة] (62 ردود)
كيف تجد ما تبحث عنه في الأنترنت ( البحث فن) ؟ (6 ردود)
أوصيكم يامعشر الشبان (0 ردود)
كتب شيخ الإسلام . الطريقة المثلى للإفادة منها واستخراج الفوائد وتقييدها شارك برأيك (1 ردود)
برنامج المنسق العجيب (0 ردود)
الفارق بين الرسول والنبي (4 ردود)
هل يخالف جمهورُ العلماء جمهورَ السلف (2) (0 ردود)
هل يخالف جمهورُ العلماء جمهورَ الصحابة ؟ (0 ردود)
ماتوا بين يدي (0 ردود)
ملف عاجل : شعب مسلم يموت جوعا ويأكل أوراق الشجر ! شاهد بالصور مآسيهم!! (0 ردود)
الهوى وأثره في الخلاف (0 ردود)
"" صفحة من تاريخ العزة والانتصار "" (0 ردود)
إلى خبراء التحقيق ، والتدقيق ،والطباعة. (6 ردود)
لا أستطيع.. مستحيل! (0 ردود)
ما هو تخريج و تحقيق حديث : " من أسلم فليختتن " ، و ما درجته ؟ (1 ردود)
إجماع العلماء على تحريم المعازف والغناء (19 ردود)
دراسة لجامعة هارفارد الأمريكية تدعو الأمريكيات للإقتداء بالمرأة المسلمة: الاحتشام (1 ردود)
من سُمِّي بابن باز والألباني من العلماء المتقدمين (0 ردود)
موقع أتمنى أن يدخله الجميع (0 ردود)
خلاصة تفسير سورة الكهف للشيخ بن عثيمين رحمه الله (4 ردود)
"بهذا اخرجناهم من غزة هاشم .."" (0 ردود)
سؤال إلى موراني... (3 ردود)
عِبَر في رجب الخير ::: غزوة تبوك (0 ردود)
من بدع رجب للشيخ بن عثيمين رحمه الله (0 ردود)
رِفَقًا أهْلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة (2 ردود)
ماعلاقة البلاغة العربية بالنغم والموسيقى؟ (5 ردود)
سعيدة بالانضمام (1 ردود)
دفع الإيهام عن تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام (0 ردود)
"الأصولية" بين نظرة الإسلام والغرب (0 ردود)
توفي اليوم الداعية الكبير (10 ردود)(1/2961)
المهور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه (1 ردود)
مصادر دخل النبي صلى الله عليه وسلم (0 ردود)
ولائم النبي صلى الله عليه وسلم (0 ردود)
سؤال .. (6 ردود)
كيفية الصلاة على جنازتين : حاضرة وغائبة ؟ (0 ردود)
(1/2962)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف أخرج مثل هذا الأثر في تفسير الطبري ؟
---
كيف أخرج مثل هذا الأثر في تفسير الطبري ؟
---
أصيل
06-24-2005, 04:14 AM
من المعلوم أن الإمام الطبري - رحمه الله تعالى - يجمع الأسانيد بمتونها أو بذكر ألفاظ الروايات في تفسيره للآية ....
كقوله : " حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: ( مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ ) قال : بمكة بالبلد.
ثم قال : حدثني القاسم , قال : حدثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جُرَيج , عن مجاهد , نحوه "
كيف أخرج الأثر الثاني ؟
أأنسب متن الذي قبله له ؟
---
(1/2963)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > كيف نستطيع تصنيف موضوعات الملتقى في عدة ملتقيات مع الحفاظ عليه كما هو؟
---
كيف نستطيع تصنيف موضوعات الملتقى في عدة ملتقيات مع الحفاظ عليه كما هو؟
---
مساعد الطيار
12-26-2006, 11:55 AM
أشكر الإخوة الفضلاء على هذه الاقتراحات المتميزة ـ ولله الحمد ـ في أغلبها ، وأحب أن أنوه بأن تكثير النوافذ سيشتت المستفيدين من الملتقى ، ولعلكم تلاحظون أن بعض المنتديات العلمية التي تكثر فيها الصفحات تقل فيها الفائدة في المنتدى الأصل ، أو في المنتديات الفرعية بحيث تثبت المشاركات أكثر من أسبوع لا تكاد تتجدد .
ولقد كنا ـ نحن المشرفين ـ نعالج هذا الموضوع لإرساله لبعض المبرمجين لعله يسعفنا فيه بحيث يكون الملتقى العلمي أصلا كما هو في وضعه السابق ، ثم يكون أمام كل موضوع خانة بعد خانة ( قراءة ) يقوم المشرفون بتصنيف كل مشاركة حسب الموضوع العلمي لها : ( تفسير ، تفسير موضوعي ، مناهج مفسرين ، وقراءات ، تجويد .... الخ ) ، فإذا ضغط المستفيد على هذه الخانة مرتين تنسدل له المشاركات التي في التصنيف المذكور ، وتكون في صفحة كصفحة الملتقى العلمي ، وإذا أراد العودة إلى الملتقى العلمي مرة أخرى يكون هناك رابطًا لعودته إليه ، وبهذا نتجنب التشتيت وتكثير الصفحات .
ولعل الفكرة وضحت ، ويا حبذا لو ساعدنا الإخوة بعرض ذلك على المبرمجين المحترفين ، فإن هذا سيكون نافعًا لكل المنتديات العلمية بإذن الله .
---(1/2964)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ألا يدل هذا على سبب النزول صراحةً ؟
---
ألا يدل هذا على سبب النزول صراحةً ؟
---
أبو العالية
12-15-2003, 06:07 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله و بعد ..
كنت أبحث ولا زلت حول ، عن مسألة مصطلح سبب النزول هل له دليل في عصر الصحابة صراحةً ، فكان مما وجدته ما جاء في مسند احمد رحمه الله من حديث ابن عباس رضي الله عنه .(1/2965)
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُثَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ ذَكْوَانُ حَاجِبُ عَائِشَةَ أَنَّهُ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بِنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ فَأَكَبَّ عَلَيْهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ وَهِيَ تَمُوتُ فَقَالَتْ دَعْنِي مِنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ يَا أُمَّتَاهُ إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيكِ لِيُسَلِّمْ عَلَيْكِ وَيُوَدِّعْكِ فَقَالَتْ ائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ قَالَ فَأَدْخَلْتُهُ فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ أَبْشِرِي فَقَالَتْ أَيْضًا فَقَالَ مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَحِبَّةَ إِلَّا أَنْ تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنْ الْجَسَدِ كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ إِلَّا طَيِّبًا وَسَقَطَتْ قِلَادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يُصْبِحَ فِي الْمَنْزِلِ وَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ(1/2966)
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَكَانَ ذَلِكَ فِي سَبَبِكِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ الرُّخْصَةِ وَأَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ جَاءَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ فَأَصْبَحَ لَيْسَ لِلَّهِ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ إِلَّا يُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَقَالَتْ دَعْنِي مِنْكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا .
أخرجه أحمد في المسند حديث ( 2366 ) مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنه .
الآ يدل هذا على التصريح في السببية من أسباب النزول .
دعوة للمشاركة .
---
(1/2967)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > عند نسيان كلمة مرور ويندوز Xp او 2000
---
عند نسيان كلمة مرور ويندوز Xp او 2000
---
سامي عبدالعزيز
07-04-2006, 04:53 PM
حمل البرنامج ثم ضع قرص مرن ( فلوبي ديسك ) فارغ في المحرك A
شغل البرنامج ,, انقر ( موافق ) ليتم عمل فورمات ثم سيتم تحميل الملفات الى القرص المرن
الان اصبح لديك قرص بدء تشغيل ذاتي الاقلاع لتتمكن من تغيير كلمة المرور
للتحميل ...... اانقر هنا بالأيمن >> حفظ الهدف باسم (http://members.lycos.co.uk/mhm22/program/mhm_NT_Password.exe)
وهذا ملف ISO جاهز للحرق على الـ CD وبعدها سيكون عندك Bootable CD
للتحميل ...... اانقر بالأيمن >> حفظ الهدف باسم (http://members.lycos.co.uk/mhm22/program/xp_password.iso)
;)
==
الشرح / كما يلي
طبعا استخدمت الـ CD
شغل الجهاز واقلع من الـ CDROM
سيقرأ منها الجهاز ويبدأ في تحميل البرنامج
عندما يقف البرنامج
1 / انقر Enter .... اربع مرات متتالية
2 / اكتب اسم المستخدم المحمي بكلمة مرور مثلا Administrator او اي مستخدم اخر ( ويراعى مطابقة الاحرف )
3 / اكتب Y
4 / اكتب * ( النجمة : وهي لحذف كلمة المرور ,, او اكتب اي باسورد جديدة اذا احببت ) ثم Enter
5 / اكتب Y ثم Enter
6 / اكتب ! ثم Enter
7 / اكتب Q ثم Enter
8 / اكتب Y ثم Enter
9 / اكتب N ثم Enter
10 / انقر Ctrl + Alt + Del لأعادة تشغيل الجهاز ولا تنسى اخراج القرص من المحرك
انتهى
---
الطيب وشنان
09-14-2006, 05:14 PM
جزاك الله خيرا
---(1/2968)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وقفات مع حج بيت الله الحرام
---
وقفات مع حج بيت الله الحرام
---
الازهري المصري
12-22-2005, 07:44 AM
ولنا مع الحج وقفات
لببيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والشكر...لا شريك لك لبيك
هذه العبادة التي تغفر الذنب والتي يعود معها الإنسان كما ولدته أمه
هذه العبادة التي فيها من العبر ما فيها
فمن بدايتها إلى نهايتها تحتاج إلى وقفات
لببيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والشكر...لا شريك لك لبيك
فمنذ أن يترك الإنسان أهله ذاهبا ومقتصدا بيت الله الخرام ثم الإحرام ومعانيه
ثم ترك المخيط والطيب وما فيه من التواضع الذي لا يكون إلا لله
ثم ذاك المشهد الرائع الذي لا يشبههه إلا مشهد الحشر الجميع في ملبس واحد وقصد واحد وحول بيت واحد ولهم آله واحد وكتابهم واحد ورسولهم واحد وكتابهم واحد وهدفهم واحد
هدفهم الفوز برضا الملك
جاءوا يقولون لبيك ربنا لبيك
وكيف لا وقد منحنا من النعم والفضل ما لا نعده ولا نحصيه
لببيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والشكر...لا شريك لك لبيك
ونبدأ مع الوداع
يودع الإنسان أهله وماله وولده وبلده متوجها وقاصدا بيت الله الحرام
يترك كل هذا من أجل رب العالمين
وكأنه ينفذ يقوله تعالى : قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة : 24]
وكأنه يقول : أي رب تركت كل هذا من أجلك وأتيتك ملبيا
رب فمنّ عليّ بمغفرة لذنوبي يا رب العالمين(1/2969)
لببيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والشكر...لا شريك لك لبيك
ثم الإحرام وفيه ما فيه
يمتنع الحاج عن مس الطيب وعن لبس المخيط وعن حلق شعره
هاهو يمتنع عن ما أحل الله
فكيف به يأتى ما حرم الله بعد ذلك
لببيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والشكر...لا شريك لك لبيك
ثم الطواف والذكر
وهاهو يلبي نداء ربه
لبيك ربي لبيك
لبيك لا شريك لك
جئتك رب لأحمدك وأشكرك وأذكرك
وهاهنا امتثل لأمرك وأطوف كما أمرتني
لببيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والشكر...لا شريك لك لبيك
وهنا نرى مع الحجر الأمر العجاب
نطوف بحجر ونقبل حجر ونرجم الحجر بالحجر
فما فضل هذا الحجر على ذاك!!
إنه الأمر الرباني
أنه من قال عنه : لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء : 23]
ومادام الأمر من الله فعلينا الإنقياد والتسليم
لببيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والشكر...لا شريك لك لبيك
بل أن اسم العبادة ذاته لنا معه وقفة
اسمها حج
والحج في اللغة القصد
ما الذي تقصده بالطواف حول الحجر او تقبيل الحجر او رجم الحجر بالحجر
الذي نقصده جميعا هو رضا رب الحجر والناس رب الشجر والورق والمطر رب كل شيء ومليكه
لببيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والشكر...لا شريك لك لبيك
ولنا في النحر العجب العجاب
وفيه استعادة لمشهد إبراهيم وإسماعيل
جاءه إبراهيم ليقول له يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين
وهنا قمة الانقياد والاستسلام لرب العالمين
ولكن هذا الخليل قد حُرم الولد طيلة ثمانين عاما
ولما جاءه الولد أمره الله بذبحه
فهل له أن يتراجع مع أن الجميع يعلم غلاوة الابن وأضف إلى ذلك مجيئه بعد الثمانين
ولكن الأمر صدر من رب العالمين
لذا وجب التنفيذ(1/2970)
لببيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والشكر...لا شريك لك لبيك
ثم السعي بين الصفا والمروة
وهو موقف أمنا هاجر وهي تبحث عن الماء لإنقاذ ولدها من الجوع القاتل
فاستنفذت الأسباب وتوكلت على ربها وخالقها فكان الجزاء من رب العالمين
إنه ماء زمزم الذي ما زلنا نشرب منه حتى الآن
ثم الوقوف على جبل عرفة الوقوف والإفاضة من عليها والذنوب قد ذهبت مع غروب يوم عرفة
وما أجملها إفاضة وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نترك عرفات ويعتقد أحدنا أن عليه ذنب
ولو استعرضنا مشاهد الحج لربطنها بمشاهد القيامة
الجميع في ثياب واحدة وفي محشر واخد لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى
لببيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والشكر...لا شريك لك لبيك
ثم الوداع
وداع البيت
وداع مكة
يعود الحاج وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه
يعود كيوم ولدته أمه
فهل له أن يغتنم تلك المغفرة
فهل لأله أن ينهل من غفران ربه
هل يعود كما كان ويصبح حجه كما لو كان رحلة او فسحة
ام يعود وقد اعتبر وقد علم ان الامر عظيم وان العمر قصير
لببيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والشكر...لا شريك لك لبيك
اللهم وقفنا لحج بيتك الحرام اللهم آمين
---
(1/2971)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > قاعدة في الأموال السلطانية
---
قاعدة في الأموال السلطانية
---
أبو مهند النجدي
10-24-2006, 06:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (22)
قاعدة في الأموال السلطانية
لشيخ الإسلام ابن تيمية
تحقيق
إياد بن عبد اللطيف بن إبراهيم القيسي
---
(1/2972)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال لأهل التحقيق عن (قاعدة في فضائل القرآن لشيخ الإسلام ابن تيمية .بتحقيق القرعاوي)
---
سؤال لأهل التحقيق عن (قاعدة في فضائل القرآن لشيخ الإسلام ابن تيمية .بتحقيق القرعاوي)
---
عبدالعزيز الجهني
12-24-2006, 01:17 AM
أحبتي الكرام في هذا الملتقى المبارك ,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد وقفت منذ زمن على كتاب مطبوع بعنوان :قاعدة في فضائل القرآن لشيخ الإسلام ابن تيمية .بتحقيق : د.سليمان القرعاوي.
وقد قرأت الكتاب فلم أجد فيه نَفَس شيخ الإسلام, وأسانيد المؤلف تشكك في نسبة الكتاب إليه. ولكن المحقق_ سلمه الله_ لم يقف عند هذا الأمر .
وسؤالي : هل نسبة الكتاب إلى شيخ الإسلام صحيحة؟
وهل نقد هذه الطبعة أحد من أهل العلم؟
أرجو الإفادة لحاجتي لهذا الأمر.ولكم شكري وتقديري.
---
عبدالرحمن الشهري
12-28-2006, 06:48 PM
الأخ الكريم الدكتور عبدالعزيز الجهني وفقه الله
أشاركك الشك في نسبة هذه الرسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_155394593e4bae4945.jpg
وإن كان المحقق وفقه الله حاول أن يوثق هذه الرسالة لابن تيمية من خلال ما كتبه الناسخ في أولها وآخرها من نسبتها لابن تيمية ، إلا أنه لم يتوقف عند أسلوبها ، وعنوانها الذي ربطه هو بما ذكره ابن القيم في ترجمته واستنتج أن المقصود به هو هذه الرسالة لاشتمالها على الحديث عن فضائل القرآن ، ومر مروراً سريعاً على ما يرويه المؤلف بإسناده عن شيخيه بالإجازة وهما الشيخ أبو زكريا محي الدين يحيى بن يوسف بن يعقوب الرحبي ، والحاج محمد بن إبراهيم بن عمر المعروف بالدبس كلاهما عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولم يزد على أن قال : إن هذا إسناد راوي النسخة وليس إسناد المؤلف.(1/2973)
ولم تطبع هذه الرسالة ضمن رسائل ابن تيمية التي عني بها مؤخراً وجمعت وحققت ، والأمر في حاجة إلى تتبع ترجمة الشيخين اللذين ذكرهما المؤلف في الكتاب ، والبحث عن تلاميذهما ومعرفة مؤلفات تلاميذهما فربما نجد ما يدل على المؤلف الحقيقي للرسالة سواء كان ابن تيمية أو غيره .
---
(1/2974)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفاسير المسندة
---
التفاسير المسندة
---
ابو الاسعاد خالد المغربي
02-25-2004, 07:33 PM
من التفاسير المسندة التي يعتقد كثير من الباحثين انها مفقودة تفسير ابن ماجه وهو مخطوط عند شيخنا الفقيه الاصولي المحدث الخطيب الحسن بن الصديق الغماري شفاه الله في مكتبته العامرة بمدينة طنجة بالمغرب الاقصى
---
الميموني
02-25-2004, 11:01 PM
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة .
فهل اطلعت عليه بنفك أو أخبرك الشيخ و هل هو كامل أم لا فهو تفسير حافل كما يقول كما يقول ابن كثير ،
---
ابو الاسعاد خالد المغربي
02-25-2004, 11:34 PM
اخي الكريم انا لم اطلع عليه بنفسي وانما وصفه الشيخ لي وقال لي بانه جزء متوسط وهو باسانيده كما هو معلوم وانا احاول تصويره الان والعائق الوحيد هو وجود الشيخ في بلجيكا وسعة المكتبة مما يصعب على ابنه الاستاذ محمد علي وجوده فلذلك نحن في انتظار عودة الشيخ الى المغرب سالما
---
الميموني
02-26-2004, 02:36 PM
معنى هذا أنه جزء فقط من الكتاب ، وهو مع ذلك مهم
---
د. أنمار
04-12-2007, 12:52 AM
كتب الدكتور حكمت بشير ياسين
الأستاذ مساعد بكلية القرآن الكريم
استدراكات على كتاب تاريخ التراث العربي في كتب التفسير
ومما كتبه:
تفسير القرآن الكريم لابن ماجة محمد بن يزيد القزويني ت 273:
كذا ذكره ابن خلكان[48] وقد ذكر هذا التفسير المزي[49] وابن كثير[50] والذهبي[51] وابن حجر[52] والسيوطي[53] والداوودي[54] وحاجي خليفة[55] وطاش كبرى زاده[56] .
ووصفه ابن كثير بالحافل فقال: "ولابن ماجه تفسير حافل"[57].
والحافل: الكثير الممتلىء[58] ونستنتج أنه كبير الحجم ويؤكد ذلك ما يلي:(1/2975)
فقد وقف المزي على جزأين منتخبين من هذا التفسير قال المزي: "ولم يقع لي من مسند حديث مالك بن أنس لأبي داود سوى جزء واحد وهو الأول، ولا من تفسير ابن ماجه سوى جزأين منتخبين"[59].
وبما أن المزي قد وقف على جزأين وقد سرد رجال هذين الجزأين في تهذيب الكمال وبما أن عدد الرجال بلغ ستين وتسعمائة وذلك بالتتبع والإحصاء من خلال الرجال الذين رمز لهم بحرفي (فق) وهم صنفان ترجم له. وصنف ورد في شيوخ وتلاميذ المترجم لهم[60]. فنستنتج ضخامة هذا التفسير.
وقد أفاد المزي من هذا التفسير إحدى وعشرين مرة في تهذيب الكمال[61].
وأفاد الحافظ ابن حجر العسقلاني من هذا التفسير مرة واحدة[62].
وذلك حسب الإحصائية التي قدمها الدكتور شاكر عبد المنعم في موارد الإِصابة[63].
وأفاد منه السيوطي في الدر المنثور[64].
======================
الهوامش:
[48] وفيات الأعيان 4/279.
[49] انظر على سبيل المثال تهذيب الكمال 4/ 90 و 7/ 413 المطبوع.
[50] البداية والنهاية 11/52.
[51] سير أعلام النبلاء13/ 377 وتذكرة الحفاظ 1/ 636.
[52] الإصابة 1/ 81 وهذا الموضع أفدته من د/ شاكر الكبيسي في موارد ابن حجر في الإصابة .
[53] طبقات الحفاظ ص 278 و279 وانظر الدر المنثور 6/489.
[54] طبقات المفسرين 2/ 274.
[55] كشف الظنون 1/439.
[56] مفتاح السعادة ومصباح السيادة 2/ 69.
[57] انظر البداية والنهاية 11/ 52.
[58] انظر النهاية 1/409 و الصحاح 4/ 1670.
[59] انظر تهذيب الكمال 1/150 المطبوع.
[60] وقد أعددت لهؤلاء الرجال قائمة مرتبة أبجدياً لجميع الرجال من تهذيب الكمال وتقريب التقريب.
[61] انظر على سبيل المثال 4/ 90 و 7/ 477.
[62] الإصابة 1/81.
[63] 3/480.
[64] انظر 6/489 أفدته من موارد الدر المنثور.
المصدر:
http://www.iu.edu.sa/Magazine/67-68/3.htm
---
دمعة الأقصى
04-14-2007, 01:11 AM
يسر الله خروجه للنور.
---(1/2976)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حمل : المجموعة الأولى من كتب العقيدة (( 7 شروح لكتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب ))
---
حمل : المجموعة الأولى من كتب العقيدة (( 7 شروح لكتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب ))
---
أبوأسامة ريان
05-28-2006, 01:53 PM
شرح الشيخ / سليمان بت عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب
http://www.9q9q.net/index.php?f=SvRZywGc
شرح الشيخ / عبدالرحمن بن حسن آل شيخ
http://www.9q9q.net/index.php?f=HkGSRpMm
شرح الشيخ العلامة / عبدالرحمن السعدي
http://www.9q9q.net/index.php?f=y0x3zYOM
شرح الشيخ / عبدالرحمن بن قاسم
http://www.9q9q.net/index.php?f=z2yNMkDb
شرح الشيخ العلامة المحدث/ عبدالعزيز بن باز
http://www.9q9q.net/index.php?f=hJg50ZXw
شرح الشيخ العلامة / محمد بن عثيمين
http://www.9q9q.net/index.php?f=bDaVvswv
شرح الشيخ / صالح آل شيخ
http://www.9q9q.net/index.php?f=MpLwtSfA
---
أبوأسامة ريان
05-28-2006, 01:54 PM
لدي شروح كثيرة على هذه الطريقة اريد ان اعرف رأي الاخوة هل تريدون ان انزل المجموعات بشكل دوري علماً بأنها في كل الفنون
::: انتظر ردود الاخوة :::
---
أبو ياسر
05-28-2006, 04:39 PM
شكر الله سعيك أخي أبو أسامة .
هذا جهد طيب ودروس طيبة أرجو أن تضعها كلها في المنتدى حتى نستفيد وإذا كانت هناك دروس صوتية فحسن بارك الله فيك .
---
أبو عبد الرحمن العتيبي
06-03-2006, 05:34 PM
جزاك الله خيراَ و بارك فيك .
---
(1/2977)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > درس العلامة الضباع اليوم: مقدمة عن أحكام المدود وأنواعها في القراءات العشر الصغرى
---
درس العلامة الضباع اليوم: مقدمة عن أحكام المدود وأنواعها في القراءات العشر الصغرى
---
د. أنمار
04-24-2004, 09:06 AM
من الإضاءة في بيان أصول القراءة للعلامة الضباع شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1749
لمن أراد الاطلاع على ما سبق فعليه بهذا الرابط
والعنواوين التي بين [ ] من زياداتي وكذا ما بين ( وفيه قلت )
==================
5- الصلة.
الصلة لغة: الزيادة
وعرفا: عبارة عن النطق بهاء الضمير المكني بها عن المفرد الغائب موصولة بحرف مد لفظي يناسب حركتها فيوصل ضمها بواو ويوصل كسرها بياء أو بميم الجمع كذلك.
6-8 المد والتوسط والقصر
[6- المد]
المد لغة: الزيادة ، ومنه : ويمددكم ربكم، أي يزكم
واصطلاحا: إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللين، أو من حروف اللين فقط.
فالمراد هنا: طول زيادة حروف المد واللين أو اللين فقط عن مقدارها الطبيعي الذي لا تقوم ذواتها بدونه.
[7- القصر]
والقصر لغة الحبس ، ومنه حور مقصورات في الخيام، أي محبوسات فيها.
واصطلاحا: إثبات حروف المد واللين أو اللين فقط من غير زيادة عليها.
[8- التوسط]
والتوسط حالة بين المد والقصر.
[أشكال المد وصفته ومخرجه وحروف اللين]
والأصل هو القصر لعد احتياجه إلى سبب، والمد والتوسط فرعان عنه لاحتياجهما إلى سبب.
وقد يطلق المد على إثبات حرف المد والقصر على حذفه.
واللين في اللغة: ضد الخشونة،
وفي الاصطلاح: خروج الحرف من غير كلفة على اللسان.
والمد واللين وصفان لازمان للألف من غير شرط لأنها لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.(1/2978)
ويكونان في الواو والياء بشرط أن تكونا متولدتين عن حركة تجانسهما بأن يكون قبل الواو ضمة وقبل الياء كسرة.
وتسمى هذه الثلاثة عند القراء بحروف المد واللين، لأنها تخرج بامتداد ولين من غير كلفة على اللسان، لاتساع مخرجها، فإن المخرج إذا اتسع انتشر الصوت فيه وامتد ولان. وإذا ضاق انضغط فيه الصوت وصلب.
وكل حرف مساو لمخرجه إلا هي، فلذلك قبلت الزيادة وأمكن فيها التطويل والتوسط بخلاف غيرها من الحروف، وأما إذا لم تكونا متولدتين عن حركة تجانسها بأن وقعتا ساكنتين إثر فتح نحو: شيء وبيت وخوف وسوء، فيقال لهما: حرفا لين فقط.
ثم إن في حروف المد واللين مدا أصليا. وفي حروف اللين فقط مدا ما، يضبط كل منهما بالمشافهة، والإخلال بشيء منهما لحن، وهذا معنى قول مكي: في حروف اللين من المد بعض ما في حروف المد ، وقد نص عليه سيبويه،
ويصدق اللين على حروف المد بخلاف العكس، لأنه يلزم من وجود الأخص وجود الأعم، ولا ينعكس وإن اعتبر قبول اللين المد تساويا في صدق الاسم عليهما، وعلى هذا فكل من حروف المد وحرفي اللين يصدق عليها حروف لين على الأول، وحروف المد على الثاني، وحروف مد ولين عليهما، ولكن الاصطلاح أن حرف المد ما قبله حركة مجانسة، كما تقدم. وحرف اللين هو: ما قبله فتحة. فعلى هذا الاصطلاح بينهما مباينة كلية من كل وجه، وكل من وقع في عبارته حروف مد ولين إنما هو بالنظر للمعنى الأخير، والله أعلم.
وصيغ جميع حروف المد تمد لجميع القراء قدر مدها الطبيعي الذي لا تقوم ذواتها إلا به، وتنعدم بعدمه لابتنائها عليه، وذلك مقدار ألف وصلا ووقفا. وهو أن تمد صوتك بقدر النطق بحركتين، ويحرم شرعا نقصه عن الألف لأن النقصان عنه فيها، والزيادة عليها في غير منصوص عليه، وكذا ترعيد المدات ، لحن فظيع بإجماع العلماء.(1/2979)
وسبب اختصاص هذه الحروف بالمد اتساع مخارجها فجرت بسببها إذ هي أصوات تنتشر في الفم وتنتهي بانتهائها، فليس لهن حيز محقق بعد الحركة المجانسة، وإنما قبل حرفا الين فقط الزيادة وأمكن فيهما التطويل والتوسط لشبههما للواو والياء المديتين في السكون وفي شيء من المد واللين، وغيرها من الحروف مساو لمخرجه منحصر فيه، كما مر.
[دليل المد وتعليله]
والدليل على أن في حرفي اللين مدا ما، من العقل والنقل.
أما العقل: فإن علة المد موجودة فيهما ، والإجماع على دوران المعلول مع علته، وأيضا فقد قوي شبههما بحروف المد لأن فيهما شيئا من الخفاء، ويجوز إدغام الحرف بعدهما في نحوف: كيف فعل، وقوم موسى، بلا عسر. ويجوز مع إدغامهما الثلاثة الجائزة في حروف المد بلا خلاف، وأيضا جوز أكثر القراء التوسط والطول فيهما وقفا، وجوز ورش مدهما مع السبب.
وأما النقل فنص سيبويه وناهيك به على ذلك، وكذلك الداني ومكي إذ قالا: في حرفي اللين من المد بعض ما في حروف المد، وكذلك الجعبري، قال: واللين لا يخلو من أيسر مد فيمد بقد الطبع.
فإن قلت: أجمع القائلون به على أنه دون ألف، والمد لا يكون دون ألف.
قلت: الألف إنما هي نهاية الطبيعي، وهذا لا ينافي أن ما دونها يسمى مدا، لا سيما وقد تظافرت النصوص الدالة على ثبوت مدهما
فإن قلت: قال أبو شامة"
فمن مد عليهم وإليهم ولديهم ونحو ذلك وقفا أو وصلا أو مد نحو (الصيف) و(البيت) و(الموت) و(الخوف) ، في الوصل فهو مخطئ "
وهذا صريح في أن اللين لا مد فيه.
قلت ما أعظمه مساعدا لو كان في محل النزاع، لأن النزاع في الطبيعي وكلامه هنا في الفرعي بدليل قوله قبل: "فقد بان لك أن حرف اللين وهو الياء والواو المفتوح ما قبلهما لا مد فيه إلا إذا كان بعده همز أو ساكن عند من رأى ذلك".
وأيضا فهو يتكلم على قول الشاطبي: وَإِنْ تَسْكُنِ الْيَا بَيْنَ فَتْحٍ وَهَمْزَةٍ.(1/2980)
وليس كلام الشاطبي إلا في الفرعي، بل أقول في كلام أبي شامة تصريح بأن اللين ممدود، وأن مده قدر حرف المد، وذلك أنه قال في الانتصار لمذهب الجماعة على ورش في قصر اللين:
"وهنا لما لم يكن فيهما مد كان القصر عبارة عن مد يسير يصيران به على لفظهما إذا كانت حركة ما قبلهما من جنسهما"
فقوله على لفظهما دليل على المساواة، وعلى هذا فهو بريء مما فهم السائل من كلامه ، وهذا مما لا ينكره عاقل، والله أعلم.
(يقول أنمار: هنا الكلام عن مد الياء والواو في نحو : بينهما وقوله الحق، ولو ربطها بالرخاوة وكون الصوت يجري فيها لخرج من كل هذه الإشكالات بسهولة، لأنه كما قال المرعشي في شرح المواقف: الحروف الشديدة آنية لا توجد إلا في آن حبس النفس، وما عداها زمانية يجري فيها الصوت زمانا، وهي متفاوتة في الجريان إذ الحروف الرخوة أتم جريانا من الحروف البينية، وحروف المد أطول زمانا من سائر الحروف الرخوة اهـ ، وهو الموافق لتعاريفهم للرخاوة والشدة . وفي بعض مؤلفات مكي أن الواو والياء مع الحروف البينية . ص 47 من نهاية القول المفيد)
[أسباب المد وقاعدة أقوى السببين]
والمد الطبيعي هو: أحد قسمين لمطلق المد، إذ المد مطلقا عند القراء قسمان أصلي وفرعي.
فالأصلي هو: القدر الطبيعي الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به، ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون، ويسمى بالمد الذاتي، وبمد الصيغة ويعبرون عنه بالقصر، ويريدون به ترك الزيادة على المد الطبيعي لا ترك المد بالكلية، لأن ذلك يؤدي إلى حذف حرف مد من القرآن وهو لا يجوز.
والمد الفرعي هو: الزائد على المد الأصلي لسبب من الأسباب الآتية، ويسمى بالمد العرضي، أي الذي يعرض زيادة على الطبيعي لموجب، وبالمد المزيدي، وإذا أطلق ينصرف إليه.
وسببه ويسمى موجبه: إما لفظي وإما معنوي،
والمعنوي نوعان: التعظيم والتبرئة.
واللفظي: إما همز أو سكون،
والهمز إما متقدم أو متأخر، منفصل أو متصل.(1/2981)
والسكون لاحق لازم أو عارض، وكل منهما مظهر أو مدغم، ويكون ملفوظا به أو مقدرا.
وأقوى السببين اللفظيين الهمز، وقال بعضهم السكون أقوى لأن المد فيه قام مقام الحركة ، ولا يمكن النطق بالساكن كما هو حقه إلا بالمد ولذا ذهب الجمهور إلى المد له إذا كان لازما لا تفاوت فيه بخلاف الهمز فإنهم متفاوتون في قد المد له، وهو الذي عليه العمل.
(يقول أنمار: لو جمع بين القولين بتقسيم السكون إلى أصلي أقوى من الهمز وعارض أدنى منه لبلغ في الحسن غايته ومعلوم أنهما ليسا بقوة واحدة فقد قال العلامة السمنودي:
أقوى المدود لازم فما اتصل ........فعارض فذو انفصال فبدل
وبنفس الترتيب لكن بدأ بالأدنى الشيخ عبد الرحمن عيون السود في تغريده فقال:
إن جاء بمد أكثر من*** سبب فلنأخذ بالأقوى
ونفكر بالمعنى نسمو ** ونطبق نحيا في تقوى
فمن الأدنى نحو الأعلى ** لا يضبطها إلا الحازم
بدل منفصل فالعارض ** فالمتصل ثم اللازم
اهـ وانظر شرح القاعدة في النشر لابن الجزري والله أعلم )
[أنواع المدود الـ 22 ]
وأنواع المد كثيرة أنهاها بعضهم إلى عشرة وبعضهم إلى أربعة عشر وبعضهم إلى ستة عشر وبعضهم إلى عشرين وبعضهم إلى أربعة وثلاثين، وحاصل ما ذكروه يرجع إلى أنها اثنان وعشرون نوعا
(النوع الأول)
المد المتصل
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد والهمزة في كلمة وتقدم حرف المد نحو جاء، وغيض الماء، وعن سوء، وسمي بذلك لاتصال حرف المد وسببه وهو الهمز، ويسمى مد البنية، لأن الكلمة بنيت على المد، والمد الواجب لإجماع القراء على مده وإن تفاوتوا في قدره.
(النوع الثاني)
المد المنفصل
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد والهمزة في كلمتين نحو: بما أنزل، وقالوا آمنا، في أنفسكم،(1/2982)
سمي بذلك لانفصال حرف المد عن سببه، ويسمى مد البسط، لأنه يبسط بين الكلمتين بساطا فيفصل به بينهما، ويسمى أيضا مد الفصل، ومد حرف لحرف، ومدا جائزا، سواء كان الإنفصال حقيقيا بأن كان حرف المد ثابتا لفظا ورسما كما مثل أو حكميا بأن كان حرف المد ثابتا لفظا لا رسما، نحو: يأيها، أمره إلى، به إلا، ونحو: عليكم أنفسكم ، عند من وصل الميم.
(النوع الثالث)
مد الروم
وهو: ما جاء فيه حرف المد قبل همزة مسهلة، نحو: هاأنتم، على قراءة من سهل همزة أنتم ، وأدخل ألفا قبلها، سمي بذلك لأن القارئ، يروم بعده الهمزة فلا يأتي بها محققة.
(النوع الرابع)
مد التعظيم
وهو : في لا النافية، في كلمة التوحيد، نحو: لا إله إلا هو، لا إله إلا أنا، لا إله إلا أنت، لا إله إلا الله،
عند من يقصر المنصل، ويسمى مد المبالغة.
(النوع الخامس)
مد التبرئة
وهو: مد لا النافية للجنس نحو: لا ريب، ولا شية فيها، عند حمزة فقط.
(النوع السادس)
مد الحجز
وهو : عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها للفصل بين الهمزتين عند من قرأ بها في نحو: ءأنذرتهم، أءله، أءنزل، سواء حققت الهمزة الثانية أم سهلت،
سمي بذلك لأنه يحجز بين الهمزتين، ومقداره ألف على الصواب عند من أدخلها، ويسمى أيضا المد الفاصل، وسماه بعضهم مد العدل.
(النوع السابع)
مد الفرق
وهو هنا: عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها بدلا من همزة الوصل في : آلذكرين، وآلله، وآلسحر وآلآن، في قراءة من مد، سمي بذلك للفرق بين الاستفهام والخبر ومقداره ثلاث ألفات، لأنه من أنواع المد اللازم الكلمي.
(النوع الثامن)
المد الخفي
وهو : عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها بدلا من الهمزة التي بعد الراء في: أرأيت
أو الهاء في : هأنتم على رواية ورش
سمي بذلك لإخفاء الهمزة بإبدالها ألفا، ومقداره ثلاث ألفات، لأنه من أنواع المد اللازم الكلمي أيضا.
(النوع التاسع)
المد العارض للإدغام(1/2983)
وهو: مد حرف المد أو اللين إذا وليهما ساكن للإدغام وذلك في قراءة أبي عمرو نحو: الرحيم ملك، قال لهم، يقول ربنا.
وحكمه عنده: جواز المد، والتوسط، والقصر.
(النوع العاشر)
المد العارض للوقف
وهو: مد حرف المد أو اللين إذا وليهما ساكن للوقف، نحو: العالمين، الرحيم، نستعين، بيت، خوف
وحكمه: جواز المد، والتوسط، والقصر، عند كل القراء.
(النوع الحادي عشر)
مد التمكين
وهو مدة لطيفة يؤتى بها وجوبا للفصل بين الواوين في نحو آمنوا وعملوا،
أو الياءين في نحو: في يومين،
حذرا من الإدغام أو الإسقاط،
ومقدارها ألف اتفاقا.
(النوع الثاني عشر)
مد البدل
وهو ما اجتمع فيه الهمز وحرف المد في كلمة وتقدمت الهمزة نحو: آدم، وآزر، وأوتي، وإيمان،
وحكمه : القصر عند غير ورش، وجواز الأوجه الثلاث عنده.
(النوع الثالث عشر)
مد الهجاء اللازم
وهو : الموجود في فواتح السور التي هجاؤها على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد ثالثها ساكن.
وحروفه سبعة: النون، والقاف، والصاد، والسين ، واللام، والكاف، والميم، وزاد بعضهم العين.
ويسمى أيضا: الثابت، واللازم، لالتزام القراء مده مقدارا واحدا من غير تفاوت فيه
وهو ثلاث ألفات على الأصح المشهور.
وسماه بعضهم اللازم الحرفي لوجود حرف المد مع الساكن في حرف واحد، ولا فرق فيه بين ما سكن ثالثه للإدغام نحو: لام من الم، وهو المعروف بالمد اللازم الحرفي الثقل، أو لغيره نحو ميم منه، وهو المعروف بالمد اللازم الحرفي المخفف.
(النوع الرابع عشر)
مد الهجاء اللا لازم
وهو الموجود في فواتح السور التي هجاؤها على حرفين وذلك نحو: طا، وها، من طه، وحا من حم، وها ويا من كهيعص، ورا من الر،
وحكمه القصر، لأنه من أنواع الطبيعي، وسمي لا لازما، لاقتصارهم فيه على المد الطبيعي.
(النوع الخامس عشر)
مد اللين
وهو الموجود في الواو والياء الساكنتين بعد فتح،
وحكمه:
في نحو: ميتة ولومة، القصر في الحالين للجميع(1/2984)
وفي نحو: كهيئة، وسوءة، كذلك لغير ورش، أما هو فله: التوسط والإشباع في الحالين كما سيأتي.
وفي نحو: بيت وخوف، القصر وصلا، والثلاثة وقفا للجميع،
وفي نحو: شيء وسوء، كذلك لغير ورش، والتوسط والإشباع فقط لورش في الحالين كما سيأتي.
وفي عين من فاتحة مريم والشورى، الطول والتوسط ،وقيل القصر للجميع.
(النوع السادس عشر)
مد الصلة
وهو اللاحق لميم الجمع عند من قرأ بضمها وصلتها وصلا
وحكمه: المد بقدر المنفصل إذا ولي الميم همزة قطع نحو: عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم.
والقصر بقدر الطبيعي إذا لم يلها همزة قطع نحو: عليهمو غير، عليهمو ولا.
(النوع السابع عشر)
المد الطبيعي
وهو مد الألف في نحو: قال والواو في نحو يقول واليا في نحو قيل،
مدا لا ينقص الحرف عن حده ولا يزيده عن مقداره بحسب ما تقتضيه الطبيعة السليمة ، وهو حركتان.
(النوع الثامن عشر)
مد العوض
وهو اللاحق لهاء الكناية المسبوقة بفعل حذف آخره للجازم نحو: يؤده إليك، يرضه لكم،
وحكمه: المد بقدر المنفصل إذا وقع بعد الهاء همز، وبقدر الطبيعي إذا لم يأت بعدها همز.
(النوع التاسع عشر)
المد اللازم الكلمي
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد مع ساكن أصلي في كلمة
وهو قسمان:
مثقل، إن كان السكون للإدغام نحو : الضالين، الطامة، دابة،
ومخفف، إن كان السكون لغير الإدغام، نحو: آلآن، ءأنذرتهم عند من أبدل الهمز فيهما مدا، ومحياي عند من أسكن الياء،
وسمي لازما للزوم سببه في الحالين أو لالتزام القراء مده مقدارا واحد من غير تفاوت فيه
وهو ثلاث ألفات على الأصح المشهور،
وكلميا لوجود المد مع الساكن في كلمة واحدة.
(النوع العشرون)
مد الأصل
نحو: جاء وطاب
سمي بذلك لأن حرف المد فيه من أصل الكلمة، لأنه في مقابلة عينها، ثم هو من قبيل المتصل إذا ولي مده همزة ، ومن قبيل الطبيعي إذا وليه غيره.
(النوع الحادي والعشرون)
المد الممكن
نحو: أولئك(1/2985)
سمي بذلك لأن القارئ لا يتمكن من تحقيق الهمزة وإخراجها من مخرجها إلا به، وهو من أقسام المد المتصل.
(النوع الثاني والعشرون)
المد المتوسط
نحو: رئاء، وبرءاؤا
سمي بذلك لتوسط حرف المد بين همزتين،
وهو من قبيل المتصل أيضا
وما ذكره بعضهم من مده مدا متوسطا للجميع مشكل، إذ لا فرق بينه وبين غيره من إجراء المراتب الواردة في المتصل على التحقيق.
وقد يعبر عن المد من حيث هو بالمط، وهو لغة فيه، ويعبر عنه أيضا بالتمكين، وقيل التمكين هو زيادة المد المسماة بالمد الفرعي، وقد يعبر عنه بالاعتبار، والله أعلم.
9- الإشباع
الإشباع لغة: التوفية، وبلوغ حد الكمال،
وصناعة: عبارة عن إتمام الحكم المطلوب من تضعيف صيغة حرف المد أو اللين لمن له ذلك
وقد اصطلحوا على أنه بمقدار ألفين زيادة على المقدار الطبيعي بحيث يكون مقدار الحرف فيه ست حركات
أي بأن تمد صوتك بمقدار ثلاث ألفات، ولا يضبط إلا بالمشافهة والأخذ من أفواه المشايخ العارفين، ثم الإدمان عليه.
وقد يراد به الحركات كوامل غير منقوصات.
اهـ
ويتبعه باب تحقيق الهمز ونحوه ..
---
(1/2986)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)
---
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)
---
روضة
02-21-2006, 08:42 PM
قال تعالى:
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) [هود:67].
وقال:
(وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) [هود:94]
السؤال: لماذا في الآية الأولى: (أخذ)، وفي الثانية: (أخذت)؟
وجدت جواباً في ملاك التأويل، ولكنه لم يشفِ غليلي، قال:
"التأنيث على ضربين: حقيقي وغير حقيقي، فالحقيقي لا تحذف تاء التأنيث من فعله غالباً، إلا أن يقع فصل، نحو: قام اليوم هند، وكلما كثر الفصل حسن الحذف، ومن كلامهم: حضر القاضي اليوم امرأة، والإثبات مع الحقيقي أولى ما لم يكن جمعاً، وأما التأنيث غير الحقيقي، فالحذف فيه مع الفصل حسن، قال تعالى: (فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى)، وهو كثير، فإن كثر الفصل ازداد حسناً، ومنه: (وأخذ الذين ظلموا الصيحة)، فالحذف والإثبات هنا جائزان، والحذف أحسن، فجاء الفعل في الآية الأولى على الأَوْلى، ثم ورد في قصة شعيب، وهي الثانية بإثبات علامة التأنيث على الوجه الثاني، جمعاً بين الوجهين؛ إذ الآيتان في سورة واحدة، وتقدمها الأولى على ما ينبغي، والله أعلم". أ.هـ.
هلا أرشدتموني إلى سبب آخر لمجيء الفعل على صورتين .. أظن أن هناك ما هو أعمق مما ذكره الشيخ ابن الزبير رحمه الله تعالى.
وبارك الله فيكم
---
خالدعبدالرحمن
02-22-2006, 11:26 AM
بارك الله فيك.
سؤال رائع؟ له منطقه..(1/2987)
وقد لا أملك له جواباً، إلا أن التفكير في طبيعة ذنب كل من قوم صالح وقوم مدين، قد يشير إلى فارق ما، يرشدنا إلى الفرق بين أخذ و اخذت!!
---
لؤي الطيبي
03-09-2006, 03:37 AM
الأخت الكريمة روضة
السلام عليكم ورحمة الله
لعلّك تجدين في جواب الخطيب الإسكافي - رحمه الله - ما يشفي غليلك إن شاء الله ..
جاء في كتابه (غرّة التنزيل) :
للسائل أن يسأل عن اختلاف الفعلين في اتصال علامة التأنيث بأحدهما وسقوطها من الآخر مع أن الفاعل في الموضعين شيء واحد وهو "الصيحة" مع أن الحاجز بين الفعل والفاعل في المكانين حاجز واحد وهو "الذين ظلموا" .
الجواب عن هذا الموضع هو أن يُقال : إن الله تعالى أخبر عن العذاب الذي أهلك به قوم شعيب عليه السلام بثلاثة ألفاظ منها الرجفة في سورة الأعراف في قوله : { وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } [الآيتان: 90-92] ، وذكر ذلك قبله في مكان آخر . ومنها الصيحة في سورة هود في قوله تعالى : { وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ } [الآيتان: 94-95] . ومنها الظلّة في سورة الشعراء في قوله تعالى : { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [الآية: 189] .(1/2988)
وفي التفسير أن هذه الثلاث جُمعت لهم لإهلاكهم واحدة بعد أخرى . لأن الرجفة بدأت بهم فانزعجوا لها عن الكن إلى البراح ، فلما أصحروا نال منهم حرّ الشمس وظهرت لهم ظلّة تبادروا إليها ، وهي سحابة سكنوا إلى روح تحت ظلّها ، فجاءتهم الصيحة فهمدوا لها .
فلما اجتمعت ثلاث أشياء مؤنّثة الألفاظ في العبارة عن العذاب الذي أهلكوا به غلب التأنيث في هذا المكان على المكان الذي لم تتوال فيه هذه المؤنّثات ، فلذلك جاء في قصة شعيب { وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ } .
---
روضة
03-09-2006, 07:02 AM
الأخ الفاضل لؤي،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
شكراً على اهتمامك، ما نقلته عن الخطيب الإسكافي رحمه الله جميل جداً ...ومقنع ..
جزاك الله خيراً كثيراً...
---
عبد القادر يثرب
03-10-2006, 03:44 PM
وأبدى الشيخ السهيلي- رحمه الله- لحذف التاء في الآية الأولى، وإثباتها في الآية الثانية معنى حسنًا، فقال:( إنما حذفت منها؛ لأن الصيحة فيها بمعنى العذاب والخزي؛ إذ كانت منتظمة بقوله تعالى:( وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ )(هود/66)، فقوي التذكير، بخلاف قصة شعيب؛ فإنه لم يذكر فيها ذلك ).
---
(1/2989)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نداء ثان إلى المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن: ابتكار متن تأصيلي في الفن.
---
نداء ثان إلى المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن: ابتكار متن تأصيلي في الفن.
---
خالد الباتلي
06-12-2006, 04:49 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
فلا يخفى على الجميع أهمية دراسة أصول التفسير وعلوم القرآن لطالب العلم الذي يريد بناء نفسه وتكوين قاعدة راسخة في حياته العلمية، ومع أهمية ذلك وتعلقه بكتاب الله تعالى الذي هو أصل العلوم الشرعية، إلا أننا لا نجد – بحسب علمي - متنا متينا في دراسة هذا العلم دراسة تأصيلية، وقد سألت أخي فضيلة الدكتور: عبد الرحمن الشهري – وهو من أهل الاستقراء والاطلاع الواسع بكتب الفن – عما إذا كان يعرف كتابا على هذا الشرط، فأجابني بالنفي، فتملكني العجب جدا مع توالي القرون ونحن نجد المتون الكثيرة في بعض الفنون ولا نجد متنا واحدا في هذا الفن!!.
وكأني بالإخوة يعترضون ويقولون: أينك عن مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية؟
فأقول: إن مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية – على نفاستها ومكانة مؤلفها رحمه الله – لا تندرج تحت هذا الذي أنادي به، لأمور منها:
1. عدم الجمع، فالشيخ رحمه الله أفاض في بعض المسائل وترك مسائل كثيرة في هذا العلم.
2. طريقة الترتيب والعرض التي لا تتناسب مع المتون التأصيلية، وليس في هذا انتقاد لشيخ الإسلام رحمه الله لأنه لم يقصد ويشترط كتابة متن على هذا الشرط حتى نتعقبه بمثل هذا، وقد ذكر رحمه الله أنه كتبها مختصرة من إملاء الفؤاد إجابة لسؤال بعض السائلين.
3. صعوبة بعض التراكيب التي تشكل على بعض المتخصصين فضلا عن المبتدئين الذين يدرسون هذه المقدمة وهم جمهور الحضور في الدروس العامة والدورات العلمية، ومن أمثلة ذلك:(1/2990)
لما أشار إلى نوعي اختلاف التنوع قال:" أحدهما: أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة"
وقال ص51 – بشرح العلامة ابن عثيمين رحمه الله – " ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا للأمرين: إما لكونه مشتركا في اللفظ..وإما لكونه متواطئا في الأصل لكن المراد به أحد النوعين أو أحد الشيئين.." إلخ الكلام بطوله.
وهذا مما قد يناقش فيه البعض لأن الصعوبة والإشكال بين الناس أمر نسبي.
4. الاستطراد في مواضع من المقدمة كما أشار إلى بعض مسائل الصفات، وذكر أصول المعتزلة، وأشار إلى خلاف الصحابة في بعض مسائل الفرائض والموقف منه، ومن أعلم الناس بالمغازي؟ وسبب ذلك، وتكلم عن الحديث المرسل، وحكم خبر الواحد، وغيرها من مسائل الحديث والمصطلح.
لذا فإنني أدعو من هذا المنبر من يأنس من نفسه القدرة أن يستعين بالله في هذا المشروع، ويسد فراغا في المكتبة القرآنية بعمل متن تأصيلي في أصول التفسير وعلوم القرآن يكون على نسق المتون المعروفة من الجمع والاختصار وحسن الترتيب، بعبارات مقتضبة وسبك قوي، على نحو (المقدمة الآجرومية) في النحو، و(نخبة الفكر) في المصطلح وما شابه ذلك.
ولابد في هذا من التضلع والملكة القوية بمفردات هذا العلم، مع حظ وافر من علوم اللغة، فمن وجد من نفسه ذلك فليبادر وليسارع.(1/2991)
تنبيه: أرجو ألا يفهم مما سبق أنني أزهد في مقدمة شيخ الإسلام، حاشا وكلا بل هي رسالة نفيسة حوت دررا وتحقيقات في أصول التفسير من إمام لا نظير له من عصره إلى يومنا هذا، ولابد لكل طالب علم – لاسيما المتخصص في التفسير- من دراستها، ولكن كلامي مقصور على زاوية محددة وأظنها واضحة ولا حاجة لتكرار الكلام فيها، وهو رأي من أخيكم أقوله بعد دراسة المقدمة أنها لا تناسب المبتدئين الذين يسيرون على منهج التأصيل، وأن الحاجة ماسة إلى متن على الوصف المذكور، وهذا رأي أعرضه على من هو أعلم مني بالمقدمة خصوصا وبهذا العلم عموما بقصد تقويمه وتسديده.
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، والصدق الإخلاص في أمورنا كلها، وأن يرزقنا البركة والانتفاع بأوقاتنا بالعلم النافع والعمل الصالح.
والسلام عليكم ورحمة الله،،،،،
---
مساعد الطيار
06-12-2006, 06:56 PM
أحسنت الطرح أخي خالد ، فالدراسات القرآنية بحاجة إلى متون متعددة :
متن في علوم القرآن .
متن في أصول التفسير .
متن في التفسير .
وما ذكرته من التنبيه على ما في كتاب ( مقدمة في أصول التفسير ) صحيح بلا ريب ، فشيخ الإسلام لم يكتب المقدمة على انها متن في هذا العلم ، ولو حصل لها إعادة ترتيب وحذف لبعض ما لا يتعلق بالتفسير لتكون مفيدة لمن أراد ان يدرسها في الدورات العلمية لكان ذلك حسنًا ؛ لأن في المقدمة تكرارًا لبعض المسائل ، وفيها طرح لبعضها في موطنين فتحتاج إلى جمعها مع الموطن الآخر ، ولقد كنت أفكر فيما لو وُضِع فهرس لرؤوس المسائل العلمية لهذه المقدمة تلملم أطراف هذه المسائل في مكان واحد لمن أراد أن يشرحها ، كحديثه عن طريق الوصول إلى العلم : النقل والعقل ، وحديثه عن الإسرائيليات ، فقد كان في موطنين ، ولو جُمعا في مكان واحد لكان أفضل لم أراد أن يشرح أفكار شيخ الإسلام في مكان واحدٍ بدل التكرار .(1/2992)
والحق أنك أصبت هدفًا هو مطلب لطلاب علم التفسير ، ولمَّا يجدوه ، ولعل الله أن ييسر من ينهض بهذا من العلماء أو طلبة العلم ، بل لعله يصدر عن لجنة من المتخصصين كما صدر ( التفسير الميسر ) من وزراة الشؤون الإسلامية .
---
عبدالرحمن الشهري
06-12-2006, 09:14 PM
أحسن الله لأخي الكريم الشيخ خالد الباتلي على حرصه وعنايته بالمسائل الدقيقة التي تهم المتخصصين في الدراسات القرآنية ، وقد عنيتُ بهذا الموضوع منذ سبع سنوات تقريباً ، عندما كنت أتحفظ نخبة الفكر لابن حجر رحمه الله ، فأعجبني تنظيمه للمتن ، فشرعتُ حينها في تأليف متن جامع مختصر في علوم القرآن ، استفدت في كتابته من أسلوب ابن حجر في النخبة ، والسبكي في جمع الجوامع ، ومتون الفقه المختصرة . وأرجو أن يوفقني الله لإتمامه ، وقد شغلتُ عنه لأمور كثيرة ، ولعل هذه الدعوة الكريمة تعيدني إلى هذا المتن إن شاء الله .
---
خالد الباتلي
06-17-2006, 12:06 AM
أشكر أخي الكريم فضيلة الدكتور/ مساعد على مبادرته بالتعليق على هذا النداء، وهو ممن عانى شرح المقدمة عدة مرات جزاه الله خيرا، وأقترح أن تكون اللجنة التي أشار إليها الشيخ مساعد نابعة من هذا الملتقى، فما رأي المشرفين الأفاضل في ذلك؟
طرفة: نقل أحد الإخوة عن الشيخ كشك - رحمه الله رحمة واسعة – أنه قال: إذا أردت أن تميت عملا ما فأحله إلى لجنة.
---
خالد الباتلي
06-17-2006, 12:07 AM
أخي العزيز/ د.عبدالرحمن الشهري
هذه بشرى لطلاب العلم عموما بهذا العمل، فليتك تحث الخطا فيه في هذه الإجازة ليرى النور قريبا، وأود أن أسألك عن القدر الذي أنجزته من المتن، وهل في النية مواصلة العمل وإخراجه؟
وجزاك الله خيرا
---
د. أبو عائشة
06-17-2006, 03:58 PM(1/2993)
اتفق مع ما قيل حول مقدمة شيخ الإسلام ، وهو الأمر الذي جعلني مع طائفة من طلبة قسم اللغة العربية أحاول ولمدة أربع سنوات لجمع كتاب علمي يجمع شتات أصول التفسير، وقد تكامل عندي كتاب كبير في هذا العلم ، سيسعدني أن اقدمه على صفحات هذا الملتقى ما إن ييسر الله العودة للعراق ... أسألكم بالله الدعاء أن يعجل عودتي لمكتبتي وطلابي ، فلقد أكلت الغربة على صبري وقد شربت .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-17-2006, 05:29 PM
أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وباسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى أن يعجل بعودتكم إلى بلادكم وبيوتكم وأهليكم سالمين غانمين
كما أسأله جل وعلا أن ينصركم على عدوكم ، وأن يخرج أحزاب الكفر ذليلة صاغرة مهزومة إنه على كل شيء قدير.
---
أريام
06-20-2006, 06:48 PM
هذا موضوع مهم جدا وفيه تأصيل للمعلم والمتعلم
بارك الله في كاتبه وعجل لنا بظهور ماقام به الدكتور عبد الرحمن
---
خالد الباتلي
06-22-2006, 10:09 PM
الأخ د. أبو عائشة وفقه الله
هل تتكرمون بوضع نمودج لعملكم هنا ليتم الاطلاع عليه والاستفادة من آراء المختصين في الملتقى..
وجزاكم الله خيرا،،،
---
العبادي
06-23-2006, 05:34 PM
أيها الأحبة :
ألا يمكن اعتبار متن الإمام السيوطي المضمن كتابه: (النقاية) والذي وضعه في علوم القرآن، ونظمه الزمزمي متنا مناسبا للتأصيل في "علوم القرآن" خصوصا ؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا
---
أبو حسن
09-02-2006, 12:58 AM
وكذلك مقدمة ابن قاسم ألا تناسب
---
(1/2994)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب : الظاهرة القرآنية
---
كتاب : الظاهرة القرآنية
---
الطيب وشنان
09-11-2006, 05:18 PM
كتاب : الظاهرة القرآنية
المؤلف : مالك بن نبي
الناشر: دار الفكر - دمشق
تاريخ الطبعة: 1420 هـ - 2000 م
عدد الصفحات: 328
رابط تحميل الكتاب من المكتبة الوقفية - جزى الله أهلها خيرا - :
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=28&book=598
---(1/2995)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شروح لطيبة النشر
---
شروح لطيبة النشر
---
محب القراءات
09-15-2004, 10:47 AM
الأخوة الفضلاء في هذا المنتدى المبارك :
هل هناك شروح للطيبة مطبوعة , غير شرح ابن الناظم والنويري ومختصر النويري للقمحاوي ؟
أفيدونا وجزاكم الله خيرا
---
القحطاني
09-17-2004, 02:09 PM
هناك شرح للشيخ الدكتور محمد سالم محيسن اسمه ( الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيهها ) في ثلاث مجلدات نشرته دار الجيل ببيروت عام (1417)
---
(1/2996)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > (آيات مظلومة في كتاب الله) عنوان كتاب ، هل وفق صاحبه في عنوانه أم لا ؟
---
(آيات مظلومة في كتاب الله) عنوان كتاب ، هل وفق صاحبه في عنوانه أم لا ؟
---
عبدالله بن بلقاسم
04-29-2003, 10:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً يفيض به اللسان ، وتنطق به الجوارح والأركان ، أحمده على تواتر آلائه ، وتكاثر نعمائه ، كما أحمده على صفات كماله وجلاله.
البركة بيده ، والتوفيق بأمره ، عطاياه جسام ، وخيراته عظام.
أشهد أن لا إله إلا هو شهادة تنفعني في رمسي ، وتمحو ما اقترفت يدي في أمسي، وتبيض وجهي يوم دنو الشمس.
وأشهد أن الرسول إلينا محمد ، وأنه بالصدق أسعد ، وأنه بلغ وأشهد.
صلى عليه ربه في الأحزاب ، وأمر بذلك في الكتاب ، فصلاة ربي عليه ، عدد كل عدد ، وفوق كل مدد ، عدد ما قام كل أحد وقعد ، وركع وسجد ، وفقد ووجد ، صلوات متتاليات متتابعات غدقات طيبات ، مصحوبة بالسلام ، مقرونة بالحب والإكرام ، اللهم صل عليه ما هبت الرياح وانفلق الصباح ، وعلى آله المطهرين بنص الآية ، والبالغين من القرب أعلىغاية.
وعلى الصحابة الراكبين الصهوات ، القادحين بالموريات ، المغيرين على متون المغيرات.
عليهم رضوان الله ، ما اهتز غصن ، وما هطل جفن ، وما قيل :( من؟)
أما بعد:
فجزى الله من أقام هذا البناء ، وشكر له سعيه في السماء ، فقد كان أهل التفسير مضيعين في الشبكات ، مستحيين عند الأيقونات ، قد أقفرت منهم العرصات.(1/2997)
فأوقدت في غيبتهم نيران الجهالة ، واستب أهل الزيغ والضلالة ، فخفت صوت الأئمة ، وعظمت بفقد أرباب التأويل الغمة ، فعز على أبي عبدالله أن يرى القوم بضيعة ، ليست له راية ولا في أعناقهم بيعة ، فهب لحشد الأعلام ، وجمع الجحاجح العظام ، فانتظم عقد التفسير ، وقام سوق ابن جرير، وتوافد إلى الملتقى أولو الفهم والنهي، وتباشر الأخيار وتناقلوا الأخبار.
فلله دره ! ما أوقعه على المكرمات ، وما أسرعه إلى الأبكار المخدرات.
لو كان في الناس سباقون بعدهم** فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
فأحسن الله إليك ، ومتع بسعادة الدنيا والآخرة قلبك وناظريك.
وأستهل تطفلي على مجالس المفسرين، بسؤال واستفهام ؟
حيث انتشر في المكتبات كتاب اسمه ( آيات مظلومة في كتاب الله) ومع أن الكتاب طيب المضمون ، نافع المحتوى ، غير أني أخشى أن يكون المؤلف قد جانبه الصواب ، في عنوان الكتاب.
فإن القرآن كلام الله وهو صفة من صفاته ، والله تعالى يقول:( وما ظلمونا)
فكيف يقع الظلم على الآيات؟ بينوا لنا ذلك معاشر الملتقين في الروضات!
وصلى وسلم على نبينا محمد
---
عبدالرحمن الشهري
04-30-2003, 02:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إنا نحمدك على ما سهلت من العسير ، ويسرت من قيام ملتقى أهل التفسير ، وأصلي وأسلم على البشير النذير ، والسراج المنير ، الذي عارضه المشركون وجادلوه بالأمثال كثيرا ، فنصره الله بـ(ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا).
أخي الكريم أبا محمد وفقه الله ، وغفر له ذنوبه وخطاياه ، فقد سعدت كثيراً بمشاركتك لنا في هذا المنتدى ، وهذا من علامات نجاحه إن شاء الله.(1/2998)
وأما أنا يا أخي العزيز فما كنت من أصحاب المقامات ، وما اعتدت على صب السحر في العبارات ، حتى أستلب به الألباب ، أو أستميل به ذات الحجاب ، ولا سيما في هذا الزمن الذي ركدت فيه سوق الأدب ، ولم يعد يذكر إلا في بطون الكتب ، وقد استثرتني للتطفل عليه ، على حد قوله:(إلا ما اضطررتم إليه) ، وقد أثقلت كاهلي –حفظك الله -بثناءك ، وإن كنا دون ذلك ، وما كنت ممن يخدعه طولُ ظله ، ولا ثناء خله ، ونستكفي بالله من الافتتان بإطراء المادح ، وإغضاء المسامح ، كما نستكفي به الانتصاب لإزراء القادح ، وهتك الفاضح.
ويعلم الله أنني ما تكلفت إنشاء ملتقى أهل التفسير على الانترنت ، إلا لما ذكرت ، فقد رأيت طلاب العلم يحجمون عن المنتديات ، لما يرون فيها من السفاهات ، فيتحرجون من الكتابة ، ويتهربون من الإجابة ، حتى راج الباطل ، وطال لسان المُجادل ، وأصبحت ترى من يتصدى لتفسير الآيات المشكلات ، بالآراء والتخمينات ، وراء أسماء مستعارة ، وألقاب فيها غرابة ونكارة ، فذاك سمى نفسه بالبحر الهادر ، والآخر تسمى بالطائر المهاجر!! ولو تصدى أهل العلم للجواب لاستفاد الجاهل ، وزهق الباطل.
وأرجو أن لا أكون بهذا الملتقى الذي تكلفته ، كالباحث عن حتفه بظلفه ، أو الجادع مارن أنفه بكفه .
وإنني لأؤمل يا أبا محمد في عونك لنا في هذا الملتقى بعلمك الغزير ، فأنت من أهل البحث والتحرير ، قد صحبت ابن جرير في تفسيره ، وباحثت ابن عاشور في تحريره وتنويره ، فحق فيك ، قول محبيك :
حتَّامَ تسعى يا ابن بلقاسم *** وأنت في التفسير كالقاسمي
بالغت في التحرير حتى غدا*** في كفك التفسيرُ كالخاتمِ
وجُلتَ في الفقه وفي غيره *** بمنهجٍ مستوسقٍ صارمِ
وقد خدمت العلم فاهنأ به!***قد انجلى المخدومُ للخادمِ(1/2999)
وما كان لمثلي أن يتصدى للإجابة على سؤالك ، إلا انتظاراً للتقويم منك ومن أمثالك ، فرحم الله أخاً رأى خللاً فسده ، وبصر بعيبٍ فأوقفه عند حده ، وإنني لأومل في ملتقى أهل التفسير ، الخير الكثير ، والنفع الكبير ، ولا سيما أنه لا يزال في بدايته ، وقد شمله كل محب بعنايته ، حتى قال أحد الأحباب : إنني قد جعلته صفحة البدء في متصفحي ، ولا أمل من النظر فيه في ممساي ومصبحي ، فرفع من المعنويات ، ودفع بالعزائم إلى النهايات.
وأما سؤالك يا أخي الكريم عن كتاب (آيات مظلومة بين جهل المسلمين وحقد المستشرقين) لمؤلفه الدكتور عمر بن عبدالعزيز قريشي ، والذي قدم له الشيخ الكريم الدكتور عائض بن عبدالله القرني حفظه الله ووفقه ، والذي ذكرت أنه ربما جانبه الصواب ، في عنوان الكتاب ، حيث إن القرآن كلام الله وهو صفة من صفاته ، والله تعالى يقول :(وما ظلمونا) فكيف يقع الظلم على الآيات ؟
فسأذكر لك رأيي ، وليس جواباً للسؤال ، فما لمثلي أن يجيب على سؤال مثلك. والذي يبدو لي أن المؤلف وضح مقصده فقال أنه ( قد قصد بكونها مظلومة ، أنها ظلمت – من قبل المسلمين أو غير المسلمين ، من المستشرقين والمستغربين – فغير معناها ، ووضعت في غير موضعها ، أو فسرت على غير وجهها ... فهي آيات مظلومة ومقلوبة ، مع أن القرآن كله حق ، ولكن كم من حق أريد به باطل ، فهذا الذي نعنيه بالآيات المظلومة ، (الآيات حق) لكن أريد بها باطل) ممن فسرها على ذلك الوجه.
وقد مثل لذلك بقوله :( فهذا قوله تعالى :(ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) يفهم بمعنى تحريم الجهاد والاستشهاد . وهذا قوله سبحانه :(لا إكراه في الدين) يراد به الخروج عن الدين ، وترك طاعة رب العالمين).(1/3000)
وأما المعنى الذي استشكلته في التسمية ، فهذا يدل على بعد غورك ، ودقة منزعك ، في اقتناص المسائل ، والحرص على الحجج والدلائل ، غير أنني أظن أن الأمر فيه سعة ، وأنه عنى بالظلم معناه اللغوي ، وهو وضع الشيء في غير موضعه ، من حيث فهم المفسرين لها ، لا من حيث قائلها سبحانه وتعالى. فالظلم هنا في فهم معنى الآية ، ولا أظنه خطر على خاطر المؤلف هذا المعنى الذي وقعت عليه.
ولعل هذا على حد قول العلماء : الآيات المشكلة ، والآيات المبهمة ، ونحو ذلك ، وكل هذا من جهة فهم المفسِّر لها ، لا من جهتها هي ، فهي ليست مشكلة في ذاتها ، ولكنها مشكلة بحسب فهم الناظر فيها ، وأنت أدرى بباب التعارض والترجيح بين الأدلة ، وتفاصيل كلام العلماء فيه.
وأما قوله تعالى :(وما ظلمونا) فأنت تعلم أن العلماء قد قسموا الظلم إلى أنواع ثلاثة:
الأول : ظلم بين الإنسان وبين الله ، وأعظمه الشرك والكفر والنفاق ، ولذلك قال تعالى :(إن الشرك لظلم عظيم).
الثاني: ظلم بينه وبين غيره من الناس ، ومنه قوله تعالى :(إنما السبيل على الذين يظلمون الناس). وبقوله :(ومن قتل مظلوماً).
الثالث : ظلم بينه وبين نفسه ، وإياه قصد بقوله :(فمنهم ظالم لنفسه) ، وقوله :(ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه).
وعندما تتأمل في هذه الأنواع الثلاثة تجدها في حقيقتها ظلم للنفس ؛ فإن الإنسان أول ما يهم بالظلم فقد ظلم نفسه ، فالظالم أبداً مبتدئ في الظلم بنفسه ، ولذلك قال تعالى في غير موضع من القرآن :(وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) وقال :(وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون). أي ما ضرنا ظلمهم لأنفسهم شيئاً ، بل هم الخاسرون بظلمهم لأنفسهم.
وإلى هنا يجب أن أقف ، وأدع المجال لك للتعقيب ، أو للإخوان للإفادة بما عندهم من العلم حول هذا الأمر. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
عبدالله بن بلقاسم
04-30-2003, 09:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/3001)
اللهم لك الحمد على جسيم النعمة ، وكريم المنة، وصلى الله على رسول محمد نبي الملحمة والرحمة أما بعد
أما بعد
فضيلة الشيخ عبدالرحمن
هضم النفس صفة لكم قديمة ، وإخفاء القرب خلة للصالحين عظيمة،
وروح المسك لا يحبسها العفاص، ورغم التخفي وسم الصالحون بالخواص ،
فما أحراك بقول القائل،
لا ذنب لي كم رمت كتم فضائلي فكأنما برقعت وجه نهار
وسترتها بتواضعي فتطلعت أعناقها تعلو على الأستار
أبا عبدالله،
لقد اطلعت على الجواب، وفهمت الخطاب،وشكرت لك حسن الظن بالمؤلف ، فهي شنشنة الأخيار، وديدن الأبرار، مادام لحسن الظن محملا، وإني أعتقد ما قلت من أنه لم تخطر الإساءة بباله، ولا يعقل هذا في مثل حاله،
لكن الإشكال طرأ علي من العنوان فحسب، وقد تأملت ما تفضلتم به، وقرأته مرارا، فما زال إشكالي ولا هدأ بلبالي، وما أدري من أوتيت، أمن وهن ذراعي، أو قصر باعي ،
وربما عجز الطبيب عن الدواء ، لعي المريض عن إيضاح الداء، ولذا فإني أعيد الكرة، وأبسط هذه المرة،
وأحدد مرادي في نقاط
الأولى:
أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وهو صفة من صفاته ،وهو متقرر لديكم ولدى المؤلف بحمد الله تعالى، كما هو معتقد أهل السنة،
الثانية:
أن وقوع الظلم منفي بنص القرآن عن الله عز وجل والكلام عن الذات أصل الكلام عن الصفات، أو الكلام عن الصفات فرع الكلام عن الذات كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في غير ما موضع من كتبه،
ونفي الظلم هذا نفي مطلق عام بلا قيد ولا تخصيص، فكما إنه لا يجوز أن يقال للمشرك والكافر إنه ظلم اللهَ تعالى ، فكذلك القول في الصفات ومنها القرآن، سواء بسواء
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وما ظلمونا قال نحن أعز من أن نظلم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون قال يضرون 0(الدر المنثور)
الثالثة:
قولنا هذا رجل مظلوم،
يعني وقوع الظلم عليه ،(1/3002)
لأن أهل اللغة يقولون إن اسم المفعول صيغة تدل على ما وقع عليه الفعل
ولا مراء فيما ذكرتم من أصل معنى الظلم اللغوي وهو وضع الشيء في غير موضعه،غير أنه لا يستقيم عذرا للواصف الآيات بالمظلومات،لأن أصل الظلم كما قال ابن منظور : هو الجور ومجاوزة الحد،والقرآن معصوم من وقوع هذا عليه،
وقوع الظلم على المخلوق علامة ضعفه ، وعجزه عند الدفع
ولذا يقول الأول
ولا يقيم على ضيم يراد به إلا الأذلان عير الحي والوتد
فهو صفة نقص والله منزه عنها،
ومن قواعد التنزيه في الصفات:
تنزيه الرب عن النقص في صفات الكمال ومن صفات كماله كلامه وآيات كتابه،فكما لا يجوز القول عن رحمته إنها مظلومة أو قدرته أو لطفه أو علمه، أنه مظلوم فكذا هنا فلا فرق،
الرابعة:
أنه قد جاءت نصوص خاصة، بحفظ الكتاب، وعدم تطرق الباطل إليه،
قال عز وجل: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
وقال عز وجل: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد،
الخامسة:
أن ظهر لي فرق بين آيات مشكلة، مبهمة، ومظلومة من وجهين:
الوجه الأول:
ان الإشكال والإبهام معروف في كلام العلماء جار على ألسنتهم، دون الظلم فلا أعلم هل جاء في كلامهم أم لا
الوجه الثاني:
أن الإشكال والإبهام منسوب للقارئ، وهو مستقيم على سنن اللغة،
فكون القرآن يكون مشكلا ليس هذا محل نقص
كما قال قال تعالى:
وهو عليهم عمى
ولا يزيد الظالمين إلا خسارا
وكذلك الإبهام،
وقد قال الأول
وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم
أما الظلم ، فلا يتصور أن يقال مثلا، دولة مظلومة، أن ينصرف الذهن إلى أن من ظلمها هو المظلوم فتأمل ،
السادسة:
قوله تعالى: إن الشرك لظلم عظيم،
جاء التعبير هنا بالمصدر، وهذا واضح، فيصرف الظلم إلى ظلم العبد لنفسه للنصوص العامة الدالة على نفي وقوع الظلم على الرب تعالى وتقدس
لكن استعمال صيغة المفعول في قول المؤلف (مظلومة)، تمنع الاحتمال، وتجعل التأويل بعيدا،
السابعة :(1/3003)
أن عبارات السلف تفسر الظلم بإيقاع الضرر غالبا، ونفيه نفي وقوعه
قال ابن جرير رحمه الله تعالى:
ويعني بقوله وما ظلمونا وما وضعوا فعلهم ذلك وعصيانهم إيانا موضع مضرة علينا ومنقصة لنا ولكنهم وضعوه من أنفسهم موضع مضرة عليها ومنقصة لها كما حدثت عن المنجاب قال ثنا بشر عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون قال يضرون وقد دللنا فيما مضى على أن أصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه بما فيه الكفاية فأغنى ذلك عن إعادته وكذلك ربنا جل ذكره لا تضره معصية عاص ولا يتحيف خزائنه ظلم ظالم ولا تنفعه طاعة مطيع ولا يزيد في ملكه عدل عادل بل نفسه يظلم الظالم وحظها يبخس العاصي وإياها ينفع المطيع وحظها يصيب العادل
الثامنة:
أن كتابا هذا موضوعه يعنون بمشكل، مشكل،
التاسعة:
تأمل قول الله تعالى:
ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملائه فظلموا بها
كيف قال وظلموا بها ولم يقل وظلموها ولم يعد الفعل إلى الآيات بل بالباء ليضمن معنى الكفر والجحود ،
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
فظلموا بها أي جحدوا وكفروا بها ظلما منهم وعنادا كقوله تعالى وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم
وكذا روي عن ابن عباس ، ولم يذكر ابن الجوزي غيرهما في زاده، أي كفروا أو جحدوا، وبمثله قال البغوي والشوكاني والنسفي وغيرهم من أئمة التفسير
وبمثله قالوا عند قوله تعالى، فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون (الأعراف)
---
أبومجاهدالعبيدي
05-02-2003, 07:13 PM
بسم الله
هنيئاً لملتقانا هذا بك وبأمثالك من طلبة العلم أصحاب النظرات الدقيقة ، والوقفات البديعة أمام ما يقرأون ويسمعون . وأبدي إعجابي بك وبرأيك ....
وثانياً - أعتقد أننا جميعاً متفقون على أن هذه التسمية فيها إشكال وخروج عما ينبغي مراعاته عند تسمية كتاب أو مؤلف باسم ما ، وخاصة إذا كان متعلقاً بكتاب الله .(1/3004)
ثالثاً - لقد أفدت من مشاركتك وتنبيهاتك الدقيقة التي أشرت إليها في جوابك السابق .
رابعاً - يبدو لي أن الدافع الأول لحصول الإشكال عندك حول وصف الآيات بأنها مظلومة هو ما أشرت إليه بقولك : إن القول في الصفات كالقول في الذات ، وبنيت على هذه المقدمة ما أشرت إليه في سؤالك وجوابك .
وأود تذكير نفسي وإياك بأن قول شيخ الإسلام إن القول في الصفات كالقول في الذات ليس قاعدة مطردة ؛ بل تفهم هذه القاعدة بناء على السياق الذي وردت فيه .
والذي أظن أن شيخ الإسلام لا يفهم من هذا الكلام العموم ، فمن المعلوم أن الصفة وإن كانت فرعاً عن الذات إلا أنه قد يخبر عنها بما لا يخبر به عن الذات ، وقد توصف كذلك بما لا يوصف به الذات ، فلا تعطى جميع أحكام الذات .
فكلام الله تعالى صفة من صفاته ، وأنت تقول : كلام الله منزل غير مخلوق ، ولا تقول إن الله منزل ، وأنت كذلك تقول هذه آية قصيرة ، ولا يمكن أن تصف الله بهذا الوصف .وهكذا ...
وقد جاء في الحديث : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر قال وكأنما تفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب قال فقال لهم : (مالكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض بهذا هلك من كان قبلكم قال فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أشهده بما غبطت نفسي بذلك المجلس أني لم أشهده ) .
فأنت ترى الرسول صلى الله عليه وسلم قال : تضربون كتاب الله بعضه ببعض ، وهذا لا يقال في حق الله تعالى ومعلوم أن كتاب الله ، وآيات الله يراد بهما القرآن الذي هو كلام الله ، وصفة من صفاته .
....
والمقصود : أن وصف الآيات بأنها مظلومة وصف كان الأولى تجنبه ، ولكن أرى أن في الأمر سعة كما قال الأخ عبد الرحمن .
هذا رأيي ، فإن كان صواباً فالحمد لله ، وإن كان غير ذلك فأستغفر الله ، وأعلن أني راجع عنه إن ثبت بطلانه أو مخالفته للصواب .
---
عبدالله بن بلقاسم
05-03-2003, 02:27 PM(1/3005)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مستحق المحامد، مستوجب الشكر من كل راكع وساجد وجاحد،
والصلاة والسلام على على المبعوث بالتنزيل، المأمور بالترتيل،
وعلى آله وأصحابه مابهم عن حياض الموت تهليل،
أخي الكريم فضيلة الشيخ محمد القحطاني سدد الله قلبه ولسانه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فإن من النعم التي لا تكفر، والآلاء التي ينبغي أن تذكر فتشكر، ما من الله به علينا من في هذا الملتقى من معرفة الأخيار، ومدارسة الأبرار، والإفادة من علومهم، والاقتباس من زند فهومهم،
فما أسعدنا بمجالس طلاب العلم، وأولي الحلم والفهم، حين يكون الحق أحب إلى الطالب من نفسه، ويقبله ولو جاء ممن لا يسومه بفلسه،
انشرحت صدورهم لمطارحة الأخوان، ومراجعة الأدلة وعرضها على ثواقب الأذهان،
لا يغضبون إن خولفوا في مسارح الاجتهاد،ولا ينفرون من عدم قبول قولهم ما دام قد اتسع الواد،
فضيلة الشيخ الكريم والنجيب الحليم،
لقد تجاذبني قبل ردي دوافع الإقدام وكوابح الإحجام،
فبين هاتف يقول : ناقش إخوانك، ودارس خلانك، فالربانيون يدرسون، والأخيار يتناظرون، والنفوس الطيبات تفرق بين الخلاف في المسائل،والإبقاء على المحبة والوصائل، فلا اضطراد ولا انعكاس، والعالم مهما ارتفع، وأقر له القرين وخضع، يقبل المناظرة، والرد بالمجاهرة، لأنه طالب حق، وصاحب صدق،
فإذا عزمت على الكتابة، وهممت بالأجابة،
صاح بي صائح التخذيل، والتعويق والتعطيل،
إلا أين يا مناظر، ومن تريد أن تحاور
أما علمت كم هدم الخلاف من شوامخ الائتلاف، وما أورث التناظر من معمامع التناحر،
كل يقول: اختلاف الرأي لا يقسد للود قضية، والحق أنه لم يبق للألفة بقية،
فتقلل من المناوئين، وتخفف من المعادين،
وحين بان لي الصباح، وصاح منادي الفلاح ،
شمرت عن ساعد الجد، وعزمت على الاستمرار والرد
محسنا ظني بأخواني، داعيا ربي أن لا أوذيهم بقلمي أو بلساني،
لأن الحق الذي تعتقده ينبغي أن تصدع به ،(1/3006)
إقامة للحجة، وبيانا للمحجة والله الهادي،
فضيلة الشيخ أبا مجاهد، ( رفع الله ذكرك ، وشرح صدرك)
قرأت تعقيبكم ، فشكر الله لكم حسن ظنكم وتنويهكم،
ولي مداخلة تتلخص في نقاط:
1- أنني لم أقل إن الذات هي الصفة ولا غير الصفة،فهذا مبحث يحتاج إلى تفصيل، وإنما قلت القول في الصفات فرع عن القول في الذات، ومحل الكلام التنزيه عن النقص أي أنه كما ينبغي تنزيه الذات عن النقص ينبغي تنزيه الصفات، وهذا محل اضطراد عندكم بلا ريب
2- قولكم ( أقام الله بكم منائر الحق)
، فمن المعلوم أن الصفة غير الذات ، ولا تعطى جميع أحكام الذات .
قلت ليس هذا بمعلوم وإنما المعلوم ماذكره
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى من التفصيل:
بغية المرتاد ج: 1 ص: 426(1/3007)
فإن للناس في لفظ الغير إصطلاحين مشهورين أحدهما اصطلاح المعتزلة والكرامية ونحوهم ممن يقول الصفة غير الموصوف وهؤلاء فيهم من ينفي الصفات كالمعتزلة ومنهم من يثبتها كالكرامية وهم يقولون إن الغيرين هما الشيئان أو هما ما جاز العلم بأحدهما دون الآخر والثاني اصطلاح أكثر الصفاتية من الأشعرية وغيرهم إن الغيرين ما جاز مفارقة أحدهما الآخر بوجود زمان أو مكان ومن هؤلاء من يقول ما جاز مفارقة أحدهما الآخر ولهذا يقولون إن الصفات لا هي الموصوف ولا هي غيره وكذلك جزء الجملة كالواحد من العشرة واليد من الإنسان قد يقولون فيها ذلك والأولون يقولون الصفة غير الموصوف وأما حذاق الصفاتية من الكلابية وغيرهم فهم على منهاج الأئمة كما ذكر الإمام أحمد في الرد على الجهمية لما سألوه عن القرآن أهو الله أم غير الله لا يقولون الصفة لا هي الموصوف ولا هي غيره بل لا يقولون الصفة هي الموصوف ولا يقولون هي غيره فيمتنعون عن الإطلاقين ولا ينفون الإطلاقين وهذا سديد فإن لفظ الغير لما كان فيه إجمال لم يطلق نفيه حتى يتبين المراد فإن أريد بأنه غير مباين له فليس هو غيره وإن أريد أنه ليس هو إياه أو أنه يمكن العلم به دونه فنعم هو غيره وإذا فصل المقال زال الأشكال
3- قولكم ( فقهكم الله في الدين وعلمكم التفسير والتأويل)
ورحمة الله التي هي صفة من صفاته تتجزأ ، فهي مائة جزء ، وذات الله لا تتجزأ ، وهكذا
وهذا مخالف لما قرره ابن تيمية رحمه الله في مواضع وابن القيم قال في (بدائع الفوائد ج: 2 ص: 409)
اعلم أن الرحمة المضافة إلى الله تعالى نوعان أحدهما مضاف إليه إضافة مفعول إلى فاعله والثاني مضاف إليه إضافة صفة إلى الموصوف بها فمن الأول قوله في الحديث الصحيح احتجت الجنة والنار فذكر الحديث وفيه فقال للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء رواه مسلم وأحمد فهذه رحمة(1/3008)
مخلوقة مضافة إليه إضافة المخلوق بالرحمة إلى الخالق تعالى وسماها رحمة لأنها خلقت بالرحمة وللرحمة وخص بها أهل الرحمة وإنما يدخلها الرحماء ومنه قوله خلق الله الرحمة يوم خلقها مائة رحمة كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض رواه مسلم والحاكم وروى البخاري نحوه ومنه قوله تعالى ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة هود 9 ومنه تسميته تعالى للمطر رحمة بقوله وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته الأعراف 57
وقبله قرره هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع كثيرة من الفتاوى ودرء التعارض والمنهاج وغيرها،
3-قولكم:فكلام الله تعالى صفة من صفاته ، وأنت تسمع كلامه ، ولا تسمع ذاته
قلت : لم أقل (رفع الله درجتكم ) إن الكلام هو الذات ولا هو غيره ولم يكن الكلام قريبا من هذا فضلا عن أن يكون عينه، وإنما يفهم من مما قلت: أنه كما لا يجوز تجويز النقص في الذات فكذا في الصفات،
وقولكم وأنت تسمع كلامه ولا تسمع ذاته
إطلاق عجيب !!! ،
فإن الكلام : لفظ وملفوظ
واللفظ (الذي هو الصوت لأن بعض السلف بدعوا قول من قال لفظي بالقرآن مخلوق لكن في كلام العلماء ذكر ذلك مع التفصيل) صوت القارئ
والملفوظ كلام الله فأنا أسمع كلام الله (ذاته) سبحانه وتعالى،
فأي فرق عندكم بين تسمع كلامه ولا تسمع ذاته،
وهذا عبارات السلف لا تحصى كثرة،
بدائع الفوائد ج: 3 ص: 613
ن أبي موسى قال قلت لعمران لي كاتب نصراني فقال ما لك قاتلك الله ما سمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء وذكر الحديث
زاد المعاد ج: 1 ص: 340
وقال عبدالله أيضا إذا سمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تصرف عنه
مجموع الفتاوى ج: 25 ص: 280(1/3009)
وكذلك روى حديث عمرو بن العاص لما اصابته الجنابة فى غزوة ذات السلاسل وكانت ليلة باردة فتيمم وصلى بأصحابه بالتيمم ولما رجعوا ذكروا ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال يا عمرو اصليت بأصحابك وانت جنب فقال يا رسول الله انى سمعت الله يقول ولا تقتلوا انفسكم فضحك
وقولك بارك الله فيك
وأنت تقول هذه آية قصيرة ، ولا يمكن أن تصف الله بهذا الوصف .
قلت وصف آية من كلام الله بالقصيرة ليس صفة نقص
بل صفة مدح معلوم عند الناس أن قصر الكلام وكثرة المعنى من البيان وهو صفة كمال،
فكيف تقاس صفة الكمال على صفة النقص
نعم إن كان مرادك معاني الصفات،
فنعم فمعنى الرحمة،ليس هو معنى القوة والجبروت، فلكل منهما معنى، وليس هذا محل النزاع البتة،
شيخنا الكريم
دفعني للرد حسن الظن بكم، ورغبة في مطارحة الرأي معكم، ولكم في القلب مع الشيخ عبدالرحمن المودة والإكرام، والمحبة والاحترام،
فإن رأيتم ذنبا من الذنوب، فأهريقوا عليها من التسامح الذنوب،
اللهم صلى على محمد
---
أبومجاهدالعبيدي
05-04-2003, 09:52 PM
بسم الله
أخي الكريم
لا يسع وقتي الآن للمناقشة
وأحب أن أنبه أن الكلام الذي ناقشتني فيه قد حررته قبل مناقشتك هذه ، ولعلك ترى بعض الفقرات التي ذكرتها ورددت عليها منسوبة إلي - وأنت صادق فيما ذكرت - وهي ليست موجودة في تعليقي السابق لأني قد غيرت فيه وحذفت قبل اطلاعي على كلامك هذا .
وكثير من المسائل التي ذكرتها هي محل اتفاق بيننا ؛ غير أن تحديد موضع الخلاف لا بد منه حتى لا نخرج عن الموضوع .
ولعل النقاش يكتمل في وقت لاحق ، والله المستعان .
---
فهد الناصر
02-07-2004, 09:54 PM
ما شاء الله تبارك الله .
أنا لا أفتي في حكم التسمية بهذا أو لا ولكن أعجبني المستوى الأدبي الرفيع في كتابات الأخ بلقاسم والشهري وعندي سؤال :
الأبيات الشعرية التي في مشاركة الأخ الشهري من أين أخذها. يعني هل هي من شعره أم مأخوذة من كلام غيره؟(1/3010)
مع الاعتذار لكن أعجبتني جداً وأقصد الأبيات هذي :
حتَّامَ تسعى يا ابن بلقاسم *** وأنت في التفسير كالقاسمي
بالغت في التحرير حتى غدا*** في كفك التفسيرُ كالخاتمِ
وجُلتَ في الفقه وفي غيره *** بمنهجٍ مستوسقٍ صارمِ
وقد خدمت العلم فاهنأ به!***قد انجلى المخدومُ للخادمِ
ومن هو القاسمي الذي في البيت الأول؟ أرجو دلالتي على الشاعر وشكراً
---
عبدالرحمن الشهري
02-08-2004, 11:51 PM
أخي الكريم فهد الناصر وفقه الله
مرحباً بك بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير . وأشكرك على حسن ظنك بإخوانك. وأما ما سألت عنه من أبيات الشعر فقد كتبتها رغبة في استثارة الأخ الكريم عبدالله بلقاسم فهو شاعر مجيد ، ولست في مرتبته لا في الشعر ولا في غيره ، ولكنه لم يقف طويلاً عندها وفقه الله كما وقفت أنت. وهي كما تلاحظ من الشعر الردئ الذي يموت للحظته كبعض أمواس الحلاقة تستخدم مرة واحدة فقط ثم ترمى !
وأما القاسمي الذي أعنيه فهو المفسر صاحب كتاب (محاسن التأويل) في التفسير. وقد سبق التعريف به وبكتابه في مشاركة سابقة على هذا الرابط فقف عليها إن شئت
هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=36) .
---
فهد الناصر
02-09-2004, 04:30 PM
ما شاء الله عليك أخ عبدالرحمن ومشكور على هذا الجهد المتميز . جزاك الله كل خير أنت وجميع زملائك الذين يشرفون على هذا الموقع الرائع. بصراحة لم أتوقع أن أجد كتابات على الانترنت بمثل هذا المستوى المتميز.
بالنسبة للشعر فهو رائع ، وكلامك في شعرك هذا ماله داعي بالعكس ، وأعجبتني أمواس الحلاقة (ابتسامة) وهذي قصيدة وحدها أخوي عبدالرحمن.
أنا مدرس لغة عربية حاولت كثيراً كتابة شعر لكن للأسف ، باءت محاولاتي بالفشل ، وأنت غير متخصص في اللغة لكن ما شاء الله عليك. وقد استفدت من تعريفكم بالقاسمي ومشكورين
أخوك
فهد
---
(1/3011)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال هام
---
سؤال هام
---
مروان الحسني
03-16-2006, 10:45 PM
السلام عليكم إخواني
لقد تحادثت مع شخص يملك مركزا للمخطوطات في تركيا طالبا منه بتصوير مخططة عللى سي دي , و المخطوطة تتكون من 290 لوحة ( اللوحة = صفحتان ) , فطلب مني مبلغ دولارين لكل لوحة أي ما مجمله 580 دولارا لتصوير المخطوطة على سي دي , و سؤالي هل هذا المبلغ ( الكبير ) معقول ؟ هل هو قيمة التصوير الحقيقية في تركيا ؟ أم أن الرجل بالغ كثيرا في طلبه هذا ؟ أرجو من أصحاب الخبرة مساعدتي و شكرا
---
مروان الحسني
03-20-2006, 06:07 AM
ساعدوني إخواني
---
المنصور
03-20-2006, 08:56 AM
حسب تجربتي السابقة : لم يبالغ هذا الرجل
والظاهر أن من قام بالتصوير لك هو غير تركي
لأن الأتراك يعطونهم سعر يختلف عن غيرهم
والله أعلم
---
مروان الحسني
03-20-2006, 04:55 PM
صاحب المركز هو تركي الجنسية أخي الكريم ...
أخي الكريم هل تقول أن قرابة ال 600 دولار هو مبلغ غير مبالغ فيه لتصوير مخطوطة ؟
---
المنصور
03-25-2006, 10:10 AM
600 دولار مقابل 300 لوحة تقريبا
سبق أن صورت من اسطنبول بمبالغ قريبة من هذا السعر
---
(1/3012)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أبحث عن تفسير : حدائق الروح والريحان ( نسخة إلكترونية )
---
أبحث عن تفسير : حدائق الروح والريحان ( نسخة إلكترونية )
---
وائل بشير
03-22-2006, 03:50 PM
الإخوة الأفاضل مشرفين وأعضاء :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
قدّر الله سبحانه وتعالى لي أطروحة الدكتوراه في الدخيل في ربع ياسين في تفسير الإمام العلامة محمد الأمين الهرري : حدائق الرَّوح والريحان في روابي علوم القرآن .
وما أسألكم عنه إخوتي هو نسخة إلكترونية من هذا التفسير الكبير لأن أخوكم طالب فلسطيني كفيف لا يستطيع قراءة الكتب إلا بمساعدة شخص آخر ، وقد منّ الله علينا بالقدرة على الاستقلالية في القراءة عن طريق الحاسوب والبرامج القارئة المساعدة - فأنا أكتب لكم الآن وأتصفح هذا الموقع المتميز عن طريقها باستقلالية تامة - وبالطبع فإني في مسيس الحاجة الآن إلى نسخة إلكترونية كي أبدأ كتابة بحثي ، فأرجو من الإخوة الأفاضل التركم علي ومساعدتي في الحصول على نسخة إلكترونية من هذا التفسير ولو كان الأمر مكلفاً أو بالاتصال مع دار النشر .
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء .
أخوكم : وائل بشير - غزة - فلسطين
---
عبدالرحمن الشهري
03-22-2006, 04:01 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حياكم الله أخي الكريم وائل ، وأسعد الله أيامكم ، وقد سعدت بهذه الهمة العالية التي منَّ الله بها عليكم ، والصبر على مشاق البحث والقراءة ، مع ما أنتم عليه من فقدان نعمة البصر ، ولكن الله عوضكم بنور البصيرة ، والصبر والدأب والحمد لله فهنيئاً لكم ، وهنيئاً لنا بأمثالكم من طلاب العلم الصابرين.(1/3013)
أما الكتاب الذي سألتم عنه ، فهو كتاب كبير ، لا أعلمه مطبوعاً على هيئة الكترونية متداولة ، ولعل الإخوة إن شاء الله المعتنين بهذا الأمر كالأخ الكرم مسك وفقه الله - الذي يقوم بأعمال جليلة في خدمة الباحثين من نسخ الكتب على هيئة الكترونية ونشرها على الانترنت - يقوم بمساعدتكم .
وسنحرص إن شاء الله على الاتصال بدار النشر للحديث حول هذا الموضوع الذي طلبتموه ، ولو بإعطائنا نسخة الكترونية خاصة بكم لا للنشر على الانترنت .
ومرحباً بكم مرة أخرى في ملتقى أهل التفسير.
---
مسك
03-22-2006, 07:24 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://alminhaj.com/site/ketab.asp?B_ID=301&S_ID=1
وجزى الله الشيخ عبدالرحمن خيراً
---
مسك
03-22-2006, 07:29 PM
وقد اتصلت بدار المنهاج وسألتهم عن توفر نسخة الكتروينة للكتاب فكان الجواب ( لا )
واخبروني بان التفسير موجود في مكتبة العبيكان في الرياض ويتكون من 33 مجلد وسعره 650 ريال سعودي .
---
ابوحمزة
03-25-2006, 09:17 AM
السلام عليكم
سبحان الله والله لو كنت في بلدك لقرأت لك التفسير ولساعدتك
والله عندما قرأت رسالته كدت ان ابكي
اسئل الله ان يعينه ان شاء الله سعينك الله
ولك اسوة بالعلماء المكفوفين كالامام الشاطبي رحمه
الاخ مسك هل كلمت صاحب المكتب عمر سالم
عمر سالم باجخيف
لان غيرهم سيقولون لا...يخافون لعل تطبع الكتاب للتجارة ولكن لو كلمت صاحب المكتبة
وقل له لا تريد كله فقط قطعة الذي يحتاجها الاخ للدكتوراه...لان صاحب المكتب سمعت عنه انه رجل طيب...ولو سمع بهذا الامر قدر ظروف وحاول إعانه الاخ
وطريقة الثانية هو ان يسئل الشيخ العلامة محمد الإمين نفسه (لانه يسكن في مكة)
مثلا لو هناك نسخة الالكترونية ربع ياسين فقط...لان هذا الاخ يحتاجه
وممكن ان يفعله الاخوة في مكة الذين يعرفون الشيخ...
وان شاء الله سأحاول نقل الموضوع الي ملتي أهل الحديث اذا سمح لي الاخ...(1/3014)
لعل الاخوة في مكة يعينوه
ولك دعائي وتحياتي
محبكم
---
مسك
03-25-2006, 12:15 PM
اتصلت على الرقم الموجود بالموقع الخاص بالدار ..
ومن قام بالرد علي هو احد الموظفين ... وليس المالك ..
---
(1/3015)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو الإجابة على هذا السؤال .
---
أرجو الإجابة على هذا السؤال .
---
عبد الحميد العرفج
07-06-2003, 11:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فهذا سؤال أرجو أن أجد جوابه عند المختصين في هذا الفن ، وأظن أنه من أوائل الأسئلة التي قدمت لهذا المنتدى المبارك ، فإذا كان كذلك فأرجو إجابتي بوضع الرابط .
السؤال : ما هي نصيحة أهل هذا العلم المختصين لشخص حفظ القرآن الكريم ورغب في النهل من معينه متبعاً في ذلك سنة التدرج وذلك في الفنون الآتية :
* التفسير : أفضل الكتب التي تنصحون المبتدئ بها حتى يصل إلى درجة متقدمة نوعاً ما .
* قواعد التفسير .
* علم الوقف والابتداء .
* أسباب النزول .
* والناسخ والمنسوخ .
مراعين في ذلك التدرج العلمي والمنهجية في طلب هذا العلم الشريف .
ومما أعلمه سابقاً أن علم التفسير لا يوجد فيه متن معين يمكن أن يكون قاعدة ينطلق منها طالب هذا الفن ، خلا مقدمة التفسير لابن تيمية – إذا صح كونها متناً – فما هي نصيحتكم حول هذه النقاط ؟
وفقكم الله تعالى ونفع بكم .
---
عبدالرحمن الشهري
07-07-2003, 12:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أخي الكريم . وهذا رابط فيه بعض الجواب ، والبقية تأتي محررة إن شاء الله .
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26) .
وفقك الله
---
عبد الحميد العرفج
07-21-2003, 10:27 PM
جزاك الله خيراً أيها المشرف الفاضل .. ما أضفته كان رائعاً .. وفي انتظار المزيد ..
---
(1/3016)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > (جديد) الدروس العلمية الصيفية في الرياض من 25/7 الى 13/8/1427هـ
---
(جديد) الدروس العلمية الصيفية في الرياض من 25/7 الى 13/8/1427هـ
---
ابو حنيفة
07-28-2006, 08:22 PM
الدروس العلمية الصيفية ( اظنها الاخيرة) في صيف هذا العام
والمشاركون فيها هم:
د.عمر بن سعود العيد
د. خالد بن علي المشيقح
د.عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
الشيخ عبدالمحسن الزامل
د.عبدالعزيز الراجحي
د. سلمان بن فهد العودة
د. محمد بن عبدالرحمن العريفي
الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد
د. مساعد بن سليمان الطيار
د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير
د. سليمان بن عبدالعزيز العيوني
* نرجوا منكم الدعاء بظهر الغيب
* نأمل نشرها في المنتديات لتعم الفائدة
* انظر المرفقات
---
(1/3017)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مَن من المقرئين الذي احتبس صوته قبل موته بأيام ثم عاد إليه قبيل وفاته؟
---
مَن من المقرئين الذي احتبس صوته قبل موته بأيام ثم عاد إليه قبيل وفاته؟
---
أبو صفوت
09-10-2003, 10:28 PM
السلام عليكم
من من المقرئين الذي احتبس صوته قبل موته بأيام ثم عاد إليه قبيل وفاته فإذا هو يقرأ القرآن وكان ذلك موضع تعجب من الأطباء ؟ سمعت أن ذلك كان في السعودية وهو مقريء من أهل هذا القرن فهل هذه القصة صحيحة نرجو ممن عنده علم بها أن يذكرها لنا كاملة إن استطاع وأ يضعها في الملتقى من باب التحفيز وشحذ الهمم
ونسأل الله أن يحسن خاتمتنا وخاتمتكم
---
سامي الباتلي
09-10-2003, 10:53 PM
هو شيخ القراء بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الشيخ عامرالسيد عثمان - رحمه الله - فقد فقد حباله
الصوتية في السنوات السبع الأخيرة من حياته ، و كان يدرس تلاميذه القراءة ، فلا يفصح لهم إلا بشهيق و إيماء ،
ثم مرض مرض الوفاة ، و كان طريح السرير الأبيض في المستشفى ففوجىء أهل المستشفى بالرجل المريض فقد
الحبال الصوتية يقعد و يدندن بكتاب الله ، بصوت جهوري عذب ، مدة ثلاث أيام ختم فيها القراة من سورة الفاتحة
إلى سورة الناس ، ثم أسلم الروح إلى بارئها ....
و ذكر هذه القصة الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه " تباريح " عن الشيخ محفوظ الشنقيطي ، مدير عام العلاقات بمجمع الملك فهد .
و راجع أيضا كتاب الجزاء من جنس العمل للدكتور سيد بن حسين العفاني - حفظه الله- في الجزء الثاني ، صفحة421 ، الطبعة السابعة ...
---
(1/3018)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من أحد ينقل لي من صحيفة علي بن أبي طلحة ما روي عن ابن عباس في تفسير الرعد ؟
---
هل من أحد ينقل لي من صحيفة علي بن أبي طلحة ما روي عن ابن عباس في تفسير الرعد ؟
---
أبو صفوت
12-13-2006, 12:23 PM
أحتاج إلى نقل ما رواه علي بن أبي طلحة في صحيفته عن ابن عباس في تفسير الرعد فهل من مساعد ؟
---
عبدالرحمن الشهري
12-13-2006, 06:33 PM
لم أجد في صحيفة علي بن أبي طلحة التي جمعها راشد عبدالمنعم الرجال كلاماً لابن عباس في تفسير الرعد . وإنما تفسير لبعض الآيات من سورة الرعد ليس منها الكلام عن الرعد .
---
أبو صفوت
12-13-2006, 07:02 PM
جزاك الله خيرا شيخنا المفضال
لكن هل راجعت قوله تعالى " أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق "
---
عبدالرحمن الشهري
12-13-2006, 08:21 PM
نعم راجعت تفسيره لهذه الآية أيضاً ولم أجد له كلاماً في الرعد .
---
أبو صفوت
12-13-2006, 09:54 PM
بورك في عمرك يا ابن الكرام
---
(1/3019)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مشروع خدمي لترجمة معاني القرآن الكريم
---
مشروع خدمي لترجمة معاني القرآن الكريم
---
الزهري للبرمجيات
10-23-2005, 07:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخواة الكرام
نحن نعمل في برنامج قرآن كريم موجه لغير الناطقين بالعربية وكذلك للناطقين بالعربية
إنتهينا حتى الآن من اللغات التالية الإنجليزية - الفرنسية - الألمانية - الماليزية - الأردية - الفارسية
فرجاء من يتقن لغة غير هذه اللغات يحمل الملف التالي ويترجمة ( هو يحتوي على 120 عبارة وكلمة ) نرغب في ترجمتها ويذكر لنا أي لغة يترجم لها .
حتى يتم عمل واجه إستخدام لهذه اللغة
نحن نحتاج حالياً لمترجمين
لغة إيطالي - أسباني - تايواني - صيني - ياباني - هولندي - روسي .... الخ
ولكم جزيل الشكر
www.elzohry.net
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2005, 02:25 PM
بارك الله في عملكم ، ورزقكم التوفيق. ولا بد من أخذ الحيطة والحذر ، واستشارة أهل الاختصاص والمعرفة بهذه اللغات ، حتى لا يقع خطأ في ترجمة معنى من معاني القرآن وفقكم الله وسدد خطاكم.
---
الزهري للبرمجيات
10-26-2005, 02:08 AM
بارك الله فيك يا دكتور عبد الرحمن على نصحك وردك ...
أحب أن أوضح أنا لا أقصد ترجمة معاني القرآن الكريم إنما ترجمة واجهة البرنامج وهي جمل وكلمات مثل بحث - تفسير - سابق - تالي - هل ترغب في الخروج من البرنامج - عن البرنامج - القرآن الكريم - آية - سورة - حزب - تلاوة ومثل هذه العبارات .حمل ملف الكلمات والجمل المراد ترجمتها (http://www.elzohry.net/quranwords.zip)
ولكم جزيل الشكر
أما بخصوص التفسير فأعمل على تفسير معاني القرآن الذي قام به مجمع الملك فهد ...
ولكم جزيل الشكر
مرفق طيه الكلمات المراد ترجمتها على العموم حتى تتضح الصورة .
---(1/3020)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > :: سلسلة الدروس العلمية الأسبوعية بالشرقية ::
---
:: سلسلة الدروس العلمية الأسبوعية بالشرقية ::
---
ولد السيح
04-08-2006, 10:35 AM
http://www.almeshkat.com/vb/images/bism.gif
http://www.almeshkat.com/vb/images/slam.gif
يسر مركز الدعوة والإرشاد بالدمام
و العلاقات العامة بالمركز
دعوتكم لحضور سلسلة الدروس العلمية الأسبوعية
خلال الفصل الدراسي الثاني
ابتداءً من يوم السبت 18 صفر 1427هـ
وستكون على النحو التالي ( إن شاء الله ) :
*****
فضيلة الشيخ / صالح بن عبد الله الدرويش
( القاضي بالمحكمة العامة بالقطيف )
1- درس في شرح :
(( قرآءة في صحيح البخاري وقرآءة في إعلام الموقعين ))
أيام : السبت - الأحد - الإثنين - الثلاثاء
الوقت : بعد صلاة العصر
2- درس في شرح :
(( الشفاء للقاضي عياض ))
يوم : السبت
الوقت : بعد صلاة العشاء
المكان : جامع الفيصلية بحي الفيصلية بمدينة الدمام
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .
*****
فضيلة الشيخ / سعد بن محمد المهنا
( القاضي بالمحكمة العامة بالقطيف )
1- درس في شرح :
(( منار السبيل ))
يوم : الأحد
الوقت : بعد صلاة المغرب
2- درس في شرح :
(( دروس في السيرة ))
يوم : الإثنين
الوقت : بعد صلاة العشاء
المكان : جامع الخفرة بحي بدر بمدينة الدمام
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .
*****
فضيلة الشيخ / خالد بن عبد الله السعيد
( القاضي بالمحكمة العامة بالقطيف )
1- درس في شرح :
(( عمدة الفقه ))
يوم : الإثنين
الوقت : بعد صلاة العشاء
المكان : مسجد الحسنى بحي الحمراء بمدينة الدمام
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .
2- درس في شرح :
(( صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ))
يوم : الثلاثاء
الوقت : بعد صلاة العشاء
المكان : جامع الحساوي بحي الحمراء بمدينة الدمام
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .(1/3021)
*****
فضيلة الشيخ / عدنان بن محمد الدقيلان
( القاضي بالمحكمة العامة بالدمام )
1- درس في شرح :
(( الملخص الفقهي ))
يوم : الأحد
الوقت : بعد صلاة العشاء
2- درس في شرح :
(( روضة الأنوار في مسيرة المختار ))
يوم : الثلاثاء
الوقت : بعد صلاة العشاء
المكان : جامع الريان بحي محمد بن سعود بمدينة الدمام
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .
*****
فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن عبد العزيز المليفي
( القاضي بالمحكمة العامة بالدمام )
1- درس في شرح :
(( كتاب التوحيد وتيسير العزيز العلاّم ))
يوم : السبت
الوقت : بعد صلاة العشاء
المكان : مسجد التركي بحي الفيصلية بمدينة الدمام
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .
*****
فضيلة الشيخ / هتلان بن علي الهتلان
( القاضي بالمحكمة الجزئية بالخبر
1- درس في شرح :
(( عمدة الفقه الوسطية ))
يوم : الأحد
الوقت : بعد صلاة المغرب
المكان : جامع السويكت بالخبر
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .
*****
فضيلة الشيخ / محمد بن زيد الرقيب
( رئيس المحكمة الجزئية بالدمام )
1- درس في شرح :
(( كتاب التوحيد ))
يوم : السبت
الوقت : بعد صلاة العشاء
المكان : جامع سراقة بن مالك بحي الإتصالات بمدينة الدمام
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .
*****
فضيلة الشيخ / سعد بن سعود البديع
( القاضي بالمحكمة العامة بالدمام )
1- درس في شرح :
(( كتاب الرحبية ))
يوم : الثلاثاء
الوقت : بعد صلاة المغرب
المكان : مسجد السحيمي بحي الفيصلية بمدينة الدمام
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .
*****
فضيلة الشيخ / د. محمد بن صالح القاضي
( القاضي بالمحكمة الجزئية بالدمام )
1- درس في شرح :
(( زاد المستقنع بلوغ المرام ))
يوم : الثلاثاء
الوقت : بعد صلاة العشاء
المكان : جامع علي السالم بحي أحد بمدينة الدمام
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .
*****
فضيلة الشيخ / د. خالد بن عثمان السبت(1/3022)
( رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالدمام )
1- درس في شرح :
(( المصباح المنير تهذيب تفسير ابن كثير )) و
(( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم )) أحيانًا
أيام : السبت - الأحد - الإثنين - الثلاثاء - الأربعاء - الخميس
الوقت : بعد صلاة الفجر
المكان : مسجد القاضي بحي المريكبات بمدينة الدمام
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .
2- درس في :
(( أعمال القلوب )) الجزء الثاني
اليوم : الجمعة
الوقت : بعد صلاة المغرب
المكان : مسجد القاضي بحي المريكبات
بمدينة الدمام
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .
3- درس في شرح :
(( كتاب عمدة الأحكام ))
يوم : الأحد
الوقت : بعد صلاة المغرب
المكان : مسجد عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ بمدينة عنك.
ملاحظة : يوجد مكان مخصص للنساء .
وتُبث دروس الشيخ د. خالد بن عثمان السبت
على موقع موقع البث الإسلامي (http://www.liveislam.net)
*****
ونتمنى من الجميع نشر هذا الإعلان في المنتديات والمواقع
والقوائم البريدية ، واحتساب الأجر من عند الله ..
ولاننس أن الدال على الخير كفاعله
..
وثمّة أمر آخر :
حبذا قمت بإصطحاب إخوانك وأخواتك ، أصدقائك أو أقاربك
للدروس وتشجيع الغير لحضورها ولاتقتصر على الذهاب بمُفردك ،
وتُبلغ من تستطيع سواءً برسالة جوّال ،
أو إتصال هاتفي لن يُكلفك الكثير ، بل سيترتب عليه الأجر الكبير
من عند الله تعالى ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/3023)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتب متعلقة بشهر رمضان المبارك للعلامة محمد العثيمين رحمه الله
---
كتب متعلقة بشهر رمضان المبارك للعلامة محمد العثيمين رحمه الله
---
إمداد
10-13-2005, 12:07 AM
48سؤالا حول الصيام
تصفح
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_307.shtml
تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/48SawalFiAlssiam.exe
مجالس رمضان
تصفح
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_276.shtml
تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/MajalesRammadan.exe
فصول في الصيام والتراويح والزكاة
تصفح
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_313.shtml
تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/FsoolFiAlssiam.exe
دعاء القنوت
تصفح
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_336.shtml
تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/DoaaAlkonot-.exe
أسأل الله أن ينفع بها إنه سميع مجيب
والله الموفق
---
خالد الشبل
10-14-2005, 02:26 AM
بارك الله فيك، أخي إمدادًا.
---
(1/3024)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول الاستفهام في القرآن الكريم ؟!
---
سؤال حول الاستفهام في القرآن الكريم ؟!
---
أريام
03-18-2006, 08:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أرجو ممن لهم باع في علم التفسير الإجابة عن سؤالي وهو ..
س : هل هناك قاعدة ثابتة في معرفة أنواع الإستفهام في القرآن ؟!
مع جزيل الشكر ..
أريام ..
---
فهد الناصر
03-18-2006, 11:42 PM
معرفة نوع الاستفهام تعرف من خلال السياق ، وليس هناك قاعدة ثابتة للتفريق بين أنواع الاستفهام بحسب علمي واطلاعي . وهناك موضوع نوقش فيه موضوع الاستفهام من هذه الزاوية تقريباً في هذه المشاركة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2334
وليت الأستاذ محمد عتوك يجيب على هذا السؤال فله نظرات دقيقة في مثل هذه الموضوعات البلاغية .
---
أبو عبد المعز
03-19-2006, 04:18 AM
إعلم أن الاستفهام أسلوب حواري تداولي من عناصره:
-سائل يجهل المعلومة.
-مسؤول يتوسم فيه امتلاك المعلومة.
-تعبير لغوي موجه بأداة استفهام أو تنغيم صوتي يقوم مقام الأداة.
إذا توفرت الأركان الثلاثة بشروطها ومواصفاتها المذكورة فذلك الاستفهام الحقيقي.
إذا غاب ركن أو غاب القيد الوصفي للركن فذلك مؤشر على كون المراد غير الاستفهام......فيبحث عن المراد في قرائن السياق كالتعجب أو السخرية أو التمني أو التوبيخ أو الإرشاد........الخ هذه المعاني أو الأغراض المختلفة يسميها الآخرون: الاستلزام الحواري للاستفهام أو خروج الاستفهام عن مقتضاه بتعبير الأولين.
والآن:(1/3025)
فلينظر الإنسان في استفهام القرآن.....ليرى بمقتضى البند الأول أن كل استفهام يقوله الله عزوجل فلا بد أن يحمل على غير الاستفهام الحقيقي لأن وصف "جهل المعلومة "يستحيل على عالم الغيب والشهادة...أما الاستفهام الصادر عن غير الله فينظر في شأنه فقد يحتمل ظاهر الاستفهام أو غيره....وليس هنا ضابط عام لتعين المراد فهو مناط بفهم المتلقي للكلام :
فلو قلت لشخص:
-كم عدد شعر هذا الفرس؟
لعرف المسؤول أن ظاهر الاستفهام غير مراد بسبب البند الثاني.ويبقى تعيين المراد متوقفا على السياق أهو الاستهزاء أم التعجيز.
لو قال شخص لمن هو ماثل أمامه:
-هل جئت؟
كان المراد من صيغة الاستفهام غير معنى الاستفهام قطعا بسبب البند الأول..وقد يكون المراد التعجب مثلا.
لو قال شخص لنفسه:
-ماذا أنا فاعل الآن؟
لعرفنا أن الاستفهام غير مراد بسبب غياب الركن الثاني...وقد يكون الاستلزام هو الحيرة أو التردد أو غير ذلك.
ويقاس على هذا .....
والله أعلم.
---
سليمان داود
03-19-2006, 12:47 PM
الأخ الفاضل فهد الناصر طلب متمنيًا أن يجيب الأستاذ محمد عتوك على هذا السؤال، فأجاب الأخ أبو عبد المعز- جزاه الله خيرًا- على ذلك جوابًا لم يدع بعده سؤالاً لسائل... ولكن مع ذلك فإن لي تساؤلاً، أرجو من الأخ أبو عبد المعز أن يجيب عليه لعل الأخ السائل ينتفع بجوابه:
قوله الله عز وجل:( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )(البقرة/106)... اختلف المفسرون في معنى الاستفهام فيه:
فقال جار الله الزمخشري: الاستفهام للتقرير، وأيده أبو حيان.
وقال ابن عطية: ظاهره الاستفهام المحض.
وقال الفخر الرازي: المراد بهذا الاستفهام التنبيه.
وقال الزركشي: الأوْلى أن يحمل على الإنكار.
فأي معنى من هذه المعاني هو الصحيح ؟
---
أبو عبد المعز
03-19-2006, 04:15 PM
سؤالك-أخي-فأي معنى من هذه المعاني هو الصحيح ؟
يستدعي التنبيه على أمور:(1/3026)
البلاغة مدارها على الربط بين المقال والمقام.فتنطلق من طرف لتنتهي عند الآخر.
فاستحضار المتلقي للمقام وتصوره له يحمله على تأويل المقال بحيث تحصل المطابقة.ولما كان من المستحيل أن تجد في ذهنين مختلفين صورة موحدة عن المقام كان لا بد من اختلاف التأويل....ولك أن تعتبر بالمشاهدة البصرية:فلو أن شخصين ينظران من موضع واحد إلى مشهد واحد فهل تقول إنهما يريان شيئا واحدا.كلا.لأن عوامل نفسية معقدة تؤثر في المرئي فينتبه أحدهما إلى ما لا ينتبه له الثاني.بل إن حقل الرؤية-فزياويا –لا محالة مختلف لأن الراصدين لا يمكن أن يحتلا مرصدا واحدا في الزمان والمكان....هذا والرؤية البصرية مادية في جانبها الكبير فكيف بالرؤية الذهنية التي هي كلها معنوية...
للتوضيح نتدبر قوله تعالى:
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (28) سورة البقرة.
قد تستحضر المقام التالي:
ناس يرون آيات الله جلية في أنفسهم وهم مع ذلك يكفرون بربهم....ألا يستدعي صنيع هؤلاء التعنيف واللوم.....بلى،فليكن الاستفهام في هذا المقام إذن توبيخيا.
قد تستحضر المقام السابق .....ولكن هذه المرة ينصرف تصورك إلى المفارقة الواضحة بين الآيات التي لا تخفى والإنسان الذي لا يرى...أليست المفارقة عجيبة.بلى،فليكن الاستفهام إذن تعجبيا.
قد تستحضر المقام السابق......ولكن هذه المرة تمتعض من هذا السلوك المشين وتنفر منه فطرتك المفطورة على الاعتراف بالجميل.....فليكن الاستفهام إذن إنكاريا.
وقد تستحضر المقام السابق.......وتطفو على سطح ذهنك كل تلك المعاني متزاحمة ومتنافسة فيصعب عليك أن تلغي بعضها فما الحل؟
سهل جدا ،قل إن الاستفهام في الآية الكريمة توبيخي تعجبي إنكاري.......
تقول كل ذلك ......وكل ذلك صحيح.
نعود إلى الآية :(1/3027)
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة/106)...
-قول ابن عطية مستبعد جدا بل هو باطل.....لأن الاستفهام المحض يفترض جهل السائل..بدليل أن المعنى اللغوي للاستفهام هو طلب فهم(است=طلب) والمعنى الاصطلاحي لا يختلف كثيرا عن الأول...إ لا أن يكون لابن عطية فهما خاصا للاستفهام...
-قول الزركشي : الأوْلى أن يحمل على الإنكار.
قوله أقيس وأسعد بكلام أهل النحو والبلاغة الذين ضبطوا الانكار بما يلي:
الاستفهام الإنكاري نفي
وفرعوا عليه:
-ولذا يجيء بعده الاستثناء.
-ولذا لا معادل له.
-ولذا فقوله تعالى( يقولون هل لنا من الأمر من شيء ) هل للاستفهام الإنكاري بقرينة زيادة ( من ) قبل النكرة وهي من خصائص النفي.
فيكون معنى الآية عند الزركشي:
الله تعالى ينكر على من يجهل إطلاق القدرة الإلهية فهذا ليس مما يغتفر فيه الجهل.
تنبيه:
المعنى المختار عند الزركشي يستلزم أن يكون المخاطب عامافي قوله "تعلم" ولا يجوز أن يكون عائدا على الرسول صلى الله عليه وسلم.....لأنه أعلم خلق الله بالله......فتنبه.
قول الزمخشري أن الاستفهام للتقرير معناه أن قدرة الله مما يعلمه المخاطب بلا شك.....فكأن الآية خبرية مفادها:أنت تعلم أن الله على كل شيء قدير....ووظف الاستفهام لغرض أن يخرج هذا الاعتراف من فم المسؤول وذلك اقطع للجدل على قاعدة "الاعتراف سيد الأدلة".
ويظهر لي والله أعلم أن الزمخشري لاحظ الاستفهام والنفي مجتمعين...
فالاقرار على العبارة المثبتة لا المنفية.....
لو كان الاقرار بالنفي يكون المعنى أن المخاطب فعلا يعلم أنه لا يعلم أن الله على كل شيء قدير... أي الاقرار بالجهل.....
ليس عندي متسع من الوقت للرجوع إلى الكشاف لمعرفة مقصود جار الله ......فلعل السائل الكريم يفعل.
---
موسى أحمد زغاري
03-19-2006, 04:33 PM
هناك كتاب ذو أربعة أجزاء واسمه :
التفسير البللاغي الإستفهام
في القرآن الحكيم(1/3028)
للدكتور: عبد العظيم إبراهيم المطعني
وهو أول تفسير موضوعي لـ ( 1260 ) استفهاما في القرآن كله .
وهو من نشر
مكتبة وهبة في القاهرة مصر
---
عبد القادر يثرب
03-20-2006, 02:49 AM
جواباً على سؤال الأخ الفاضل سليمان داود أقول، والله المستعان:
أولاً- إذا دخلت همزة الاستفهام على نفي، كما في قوله تعالى:( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة : 106 ) - ( أََلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) (البقرة/ 107) - ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ) (الحج/ 70) - ( أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ) (هود/ 78 ) - أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ) (العنكبوت : 68 )، احتمل الاستفهام معنيين:
أولها: طلب الفهم.
والثاني: التنبيه والتذكير.
ويترجح الثاني في الآيات السابقة بكون المستفهم هو الله عز وجل.. ولهذا لم يكن قول ابن عطية مستبعداً حين ذهب إلى أن هذا الاستفهام ظاهره الاستفهام المحض. وكان الرازي على صواب حين ذهب إلى أن الاستفهام للتنبيه.
ثانياً- لا يجوز أن يكون الاستفهام في ذلك ونحوه للتقرير إلا بدخول الباء على( أن واسمها وخبرها )، وعلى الخبر المنفي بليس، كما في قوله تعالى:( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ) (العلق/ 14)- ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ ) (الزمر/ 37 ).
وأما ما ذهب إليه الزمخشري من أن الاستفهام في آية البقرة للتقرير فيحمل على إرادة الباء، فيكون تقدير الكلام عنده:( أَلَمْ تَعْلَمْ بأَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).. والله تعالى أعلم !
---
فهد الناصر
03-20-2006, 03:05 AM
شكراً لكم جميعاً على هذه الأجوبة والتعقيبات ، ولي عودة إن شاء الله لهذا الموضوع .
---
(1/3029)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثا
---
صدر حديثا
---
الراية
07-13-2005, 12:45 AM
شرح مقدمة التفسير لابن قاسم
لمعالي الشيخ د.سعد بن ناصر الشثري
اعتنى به
عبد المجيد بن غيث الغيث
عبد العزيز بن محمد الصديقي
الناشر دار / كنوز اشبيليا
---
(1/3030)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أستفتيكم, فأفتوني يا أهل العلم!!!!!!!!!!!!!!!!!
---
أستفتيكم, فأفتوني يا أهل العلم!!!!!!!!!!!!!!!!!
---
سيف الدين
07-23-2006, 11:39 PM
قيل ان هذه الاية : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} (65) سورة الأنفال نسخت, وقد نسختها الاية التالية التي قال عز وجل فيها: {الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (66) سورة الأنفال
والان لنقم بعملية حسابية بين المسلمين في العالم العربي واليهود في فلسطين, اخبروني عن النسبة: هل هي اكثر او اقل من النسبة التي ذكرتها الاية الناسخة؟ اي هل اكثر او اقل من نسبة: مئة صابرة امام مئتين من الكفار؟
هناك اكثر من مليار مسلم وهناك اقل من 6 ملايين يهودي ... هل يجوز السكوت عن نصرة المسلمين في فلسطين ايها العلماء؟ أليست هذه الايات حجّة علينا الى يوم القيامة؟
---
فهد الناصر
07-28-2006, 10:43 PM
لا شك أن مثل هذه الآيات تثير الهمم ، وتحفز العزائم . ولكنواقع المسلمين المزري حكومات وشعوب يحول دون تحقيق هذا الأمل . ولكن نسأل الله أن ينصر دينه وأن يهلك اليهود الظالمين والنصارى المعتدين .
---
سيف الدين
07-29-2006, 09:16 PM(1/3031)
لا شك أن مثل هذه الآيات تثير الهمم ، وتحفز العزائم . ولكنواقع المسلمين المزري حكومات وشعوب يحول دون تحقيق هذا الأمل . ولكن نسأل الله أن ينصر دينه وأن يهلك اليهود الظالمين والنصارى المعتدين .
الاخ فهد الناصر .. لا اوجّه هذا الكلام اليك, ولكنه من وحي المناسبة ..
اني اعجب لهذه الظروف والسياسية والدولية والاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية والدينية وكثير غيرها التي تقف في وجه بعض الفتاوى .. ورغم وجود نفس الظروف, الاّ ان هذه الظروف لا تعيق ان تخرج فتاوى من شأنها ان تمزّق المسلمين اكثر واكثر .. ان تخرج فتاوى تتجاهل كل الحجج والعذر اعلاه لتصبّ في غير صالح المسلمين ..
اني لست ضد ان يخرج المفتون بأية فتوى, لكن أدعو الى الموازنة بين الفتاوى .. ففي نفس الوقت الذي قد تخرج فيه فتوى ضد طرف معين لا بأس بأن تخرج فتوى اخرى ضد اليهود والامريكيين حتى لا تصبح فتاوينا علكة في فم الاسرائيليين ..
---
(1/3032)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل مخطوط الرد على الجبرية القدرية فيما تعلقوا به من متشابه القرآن حقق أم لا
---
هل مخطوط الرد على الجبرية القدرية فيما تعلقوا به من متشابه القرآن حقق أم لا
---
أبو أنس الغامدي
07-31-2006, 08:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
هل ممكن الإفادة عن مخطوط الردالجبرية القدرية فيما تعلقوا به من متشابه آي القرآن
للقاضي أبي عمر أحمد بن محمد بن أحمد حفص الجلال حقق أم لا
وفقكم الله
---
(1/3033)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تصور منهج لتفسير شامل معاصر
---
تصور منهج لتفسير شامل معاصر
---
القميحي
03-13-2004, 05:50 PM
هل بالاماكن تصور لتفسير شامل يزاوج خلاله بين الأصالة والمعاصرة ؟
---
(1/3034)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > منظومةٌ في وجوب التمسك بالكتاب والسنة
---
منظومةٌ في وجوب التمسك بالكتاب والسنة
---
أبو مهند النجدي
10-07-2006, 02:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (15)
منظومةٌ في وجوب التمسك
بالكتاب والسنة
نظمها وعلق عليها:
محمود مصطفى رشيد اليوسفي
---
(1/3035)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > قلادة الجيد في تبصير العضو الجديد
---
قلادة الجيد في تبصير العضو الجديد
---
المازني
02-21-2005, 11:31 AM
يشهد هذا الملتقى دخول أعضاء جدد باستمرار، لماذ لا يكون هناك موضوع خاص يبصر الوافد الجديد بضوابط الكتابة وشروطها وأماكن التعليقات والمداخلات ؛ لأن للقادم دهشة كما يقال، وقد يستفيد الأعضاء القدامى أيضا ، أفيدونا بارك الله فيكم .
---
عبدالرحمن الشهري
02-21-2005, 11:38 AM
حياكم الله أخي العزيز مصطفى . وسنفعل إن شاء الله ما طلبتم. وهناك موضوعات ومواطن نبهنا فيها على هذا لكن لعلنا نعيد ترتيب الأمر ليكون أظهر للجميع .
التذكير بمنهج ملتقى أهل التفسير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=195&highlight=%C7%E1%CA%D0%DF%ED%D1)
الأسئلة الشائعة للتعرف على الملتقى وطريقة استخدامه (http://www.tafsir.org/vb/faq.php?)
---
(1/3036)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قال تعالى((يحسبون كل صيحة عليهم))
---
قال تعالى((يحسبون كل صيحة عليهم))
---
خالد الناصر
05-22-2004, 11:31 AM
قال الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره على هذا الجزء من الآيه:
يحسب هؤلاء المنافقون لخبثهم وسوء طويتهم وقلة يقينهم، كل صيحة عليهم.
فأين المؤمن من هؤلاء؟؟!
أين طيبته من خبثهم؟؟!
أين حسنه من سوئهم؟؟!
أين يقينه من لجلجتهم؟؟!
فمن أجل ذلك هم مترددون .....متذبذبون.....لايستقر لهم قدم....ولا يستريح لهم بال....ولا تهدأ لهم نفس....فهم كلما وقع لهم أمر أوكائنة أو خوف يعتقدون أنه نازل بهم.(1)
أو أنهم قد أ’توا لما في قلوبهم من الرعب.(2)
أما المؤمن الصادق ...فهو علوي النظره...رباني الفكره...يقينه شديد...وقلبه سليم سديد.
((يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)) فهذه بشارة كامله ...لمن نجا من تلكم التحذيرات الشامله.
فإذا ابتعد المسلم الحق عن هذه الصفة النفاقية ، وأعطي الأمور حقها كان له قلب صادق التصور. نقي العطاء، صفي التلقي.
وأما إذا تسللت إلى قلبه مزعة من هذه الصفة،أو مضغة من هذا الخلق،فإنه حينئذ يصير شكاكا و في الظنون خراجا ولاجا!
((يحسبون كل صيحة عليهم))
____________________________
1-انظر ابن كثير عند تفسيره لهذه الايه.
2-انظر ابن الجوزي في زاد المسير عند تفسيره لهذه الايه.
---
سليمان العجلان
05-26-2004, 12:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمشاركتك جميلة يا شيخ خالد ويا حبذا لو واصلت بتأملاتك الجيدة في آي القرآن ففيها علم غزير وفوائد جمة وجزاك الله خيرا ونفع بكم وبعلمكم.
---
(1/3037)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من هو الإمام البقاعي؟؟
---
من هو الإمام البقاعي؟؟
---
محمد المطيري
02-07-2007, 03:29 PM
من هو الإمام البقاعي صاحب التفسير وهل هو نفسه تلميذ ابن حجر؟
---
موراني
02-07-2007, 10:41 PM
ربما المقصود :
محمد بن الحسن بن يوسف في القرن الثامن
أو
برهان الدين ابراهيم بن عمر الشافعي المتوفى 885
فأنظر تأريخ الأدب العربي لبروكلمان (الفهارس)
---
عبدالرحمن الشهري
02-08-2007, 01:28 AM
البقاعي صاحب التفسير هو أبو الحسن برهان الدين إبراهيم بن عمر بن حسن الرُّبَاط - بضم الراء وتخفيف الباء - بن علي بن أبي بكر البقاعي ، المولد سنة 809 من الهجرة في سهل البقاع في لبنان اليوم ، وكانت البقاع من سورية يوم ولد بها رحمه الله . وقد سكن دمشق ، ورحل إلى بيت المقدس والقاهرة، ثم عاد إلى دمشق وتوفي بها عام 885 هـ .
وهو مفسر مؤرخ أديب ، له مصنفات كثيرة متعددة منها :
له كتاب (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ) طبع في سبعة مجلدات تقريباً أو أكثر ، يعرف بمناسبات البقاعي أو تفسير البقاعي .
وله كتاب (مصاعد النظر للاشراف على مقاصد السور) طبع في ثلاثة مجلدات .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_780145adaf9677876.gif
وله غيرها من المؤلفات الثمينة ، وقد تتبع مصنفاته أخونا العزيز الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي في تحقيقه لكتاب (مصنفات البقاعي) الذي حققه عن نسخة منقولة من خط البقاعي نفسه ، ونشرته مكتبة الملك فهد الوطنية العام المنصرم .
انظر :
- من يتحفنا بكتاب البقاعي مصاعد النظر ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5035)
---
عمار
02-08-2007, 01:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
لقد سبقني بالإجابة شيخنا الكريم عبد الرحمن الشهري..ومن سبق لبق! وأنّى لي أن أعقب بعده...لكني أحببتُ أن أهدي(1/3038)
أهدبكم بحثا بعنوان :
برهان الدين البقاعي ومنهجه في تفسيره دلالة البرهان القويم على تناسب آي القرآن العظيم
للباحث / عبد الله عبد الرحمن الخطيب
وقد تضمّن البحث ترجمة مطولة عن الإمام البقاعي - رحمه الله تعالى-.
تجدون الملف في المرفقات ،،
---
عبدالرحمن الشهري
02-08-2007, 11:25 AM
حياكم الله أخي عمار الخطيب ، وقد افتقدناك وأرجو أن تكون بخير . وجوابك أوفى من جوابي بارك الله فيك .
---
محمد المطيري
02-08-2007, 03:22 PM
سلمك الله يا شيخنا عبدالرحمن وكفيت ووفيت
اخوي عمار:ما اجمل جوابك ومشاركتك
---
عبدالرحمن الشهري
02-10-2007, 08:30 AM
بارك الله فيكما .
من الكتب القيمة لمعرفة مصنفات البقاعي هذا الكتاب
http://www.tafsir.net/images/begai.jpg
فهرست مصنفات البقاعي
بتحقيق وتدقيق وتتميم الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي ، وهو من منشورات مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض عام 1426هـ .
وقد تحدث عن كتاب (دلالة البرهان القويم على تناسب آي القرآن العظيم) وهو مختصر من كتابه الكبير (نظم الدرر في تناسب الآي والسور) وصل فيه إلى سورة المائدة ، تحدث عنه في صفحة 177
---
محمد بن مزهر
02-14-2007, 01:35 PM
حبذا لو أفادنا أحد الإخوة عن أفضل طبعات نظم الدرر للبقاعي
وعن حالة الكتاب في إيراد التناسب فقد سمعت أنه في بعض الأحيان يتكلف المناسبة حتى يوردها وإن لم يكن ظاهر النظم يحتملها.
وفق الله الجميع.
---
(1/3039)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > " حرب الحديث " و وثيقة راند لحرب الإسلام : وثيقة خطيرة
---
" حرب الحديث " و وثيقة راند لحرب الإسلام : وثيقة خطيرة
---
د.أبو بكر خليل
11-25-2005, 12:28 AM
قرأت - و لعل بعضنا قرأ - ما سمي ب " وثيقة راند " منذ مدة ليست بالقصيرة ، و هي خطة وضعتها مؤسسة " راند " البحثية لصالح وزارة الدفاع الأمريكية ، و ذلك لوضع الخطط و رسم الخطوات ، للسيطرة و لقهر العالم الإسلامي ، و لا غرابة في ذلك ، فهذا شأنهم و دأبهم - هم و أسلافهم و أشباههم - حتى وقوع " الملحمة الكبرى " بيننا و بينهم في آخر الزمان و قبيل ظهور المسيخ الدجال ، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف ، و هو ما غاب عن الكثير منا الآن ،
و إنما الغرابة في غفلتنا عما يحاك لنا و يكاد ، و نحن لاهون و غافلون .
* و الذي يهمنا هنا هو الجزء من تلك الوثيقة ، المعنون ب " حرب الحديث " - و يعني بمحاولة محاربة حجية الحديث الشريف ، باعتباره المصدر الثاني للتشريع في الإسلام ،
و ذلك بالتشكيك و الطعن في الأحاديث الصحاح ، و بالأخص صحيحيِ البخاري و مسلم ،
و ذلك تحت شعار " تحديث الإسلام " .
- و للاطلاع على تلك الوثيقه : اضغط على هذا الرابط :
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ID=7154&SectionID=418
* و حبذا لو أمدنا الإخوة الأفاضل بمزيد بيان
---
عبدالله حسن
11-27-2005, 05:52 PM
هل من رابط لوثيقة راند هذه على الانترنت ؟
---
(1/3040)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > {إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنّ
---
{إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنّ
---
سامي العتيبي
03-06-2007, 10:26 PM
قال تعالى {إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} (23) سورة الجن
مالحكمة من قوله (ومن يعص) مفردا ً ثم ذكر الجزاء بلفظفة جمع فقال(خالدين)
---
(1/3041)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأسس الفكرية لتفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
---
الأسس الفكرية لتفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
---
أحمد بزوي الضاوي
08-15-2006, 04:12 AM
إن فهم تفسير "في ظلال القرآن" - في نظرنا- يتوقف على تحديد الأسس الفكرية التي يقوم عليها، فبها نستطيع إدراك الأهداف التي يرمي إليها المفسر، ثم إذا أضفنا إلى تلكم الأسس الدراسة النصية القائمة على التحليل والمقارنة، تمكنا من تحديد المنهج والاتجاه التفسيري الذي يمكن أن نصنف إليه هذا التفسير.
ويمكن تقسيم هذه الأسس الفكرية إلى أربعة أسس رئيسية وهي:
1- أسس تتعلق بالعقيدة.
2- أسس تتعلق بطبيعة الدين الإسلامي.
3- أسس تتعلق بطبيعة الإنسان وعلاقته بخالقه، وبأخيه الإنسان، وبالكون من حوله.
4- أسس تتعلق بواقع البشرية في العصر الحديث.
وهذه الأسس الفكرية تشكل المحور الأساسي لتفسير "في ظلال القرآن"، كما أنها تمثل خلاصة فكر سيد قطب -رحمه الله- بعد أن تدرج في الحياة، كأديب مبدع، ثم مفكر إسلامي، ثم مفسر للقرآن الكريم، كما أنها تعتبر نتيجة موضوعية للوعي الكامل والشامل بواقع الأمة الإسلامية في العصر الحديث والرغبة الطموح إلى كسر رتابة حياتها، ورفع نير التبعية والاستعباد عن رقاب أبنائها، وإحداث انقلاب شامل في حياتها، وحياة الأمم الأخرى من حولها، انقلاب في التصورات والمبادئ والقيم، وانقلاب في الأشواق والرغبات، ليستعلى الإيمان.
1- أسس تتعلق بالعقيدة :
أ- التوحيد :(1/3042)
عقيدة التوحيد هي أصل الأصول في العقيدة الإسلامية، وهي تمثل القاعدة الأساسية للتصور الإسلامي، وهي « مفرق الطريق بين النظام والفوضى في العقيدة لتتجه العوالم كلها إلى رب واحد تقر له بالسيادة المطلقة، وتنفض عن كأهلها زحمة الأرباب المتفرقة... ومن ثم كان التوحيد الكامل الخالص، المجرد الشامل، الذي لا تشوبه شائبة من قريب ولا من بعيد، هو قاعدة التصور التي جاء بها الإسلام وظل يجلوها في الضمير، ويتتبع فيه كل هاجسة، وكل شائبة حول حقيقة التوحيد، حتى يخلصها من كل غبش، ويدعها مكينة راكزة لا يتطرق إليها وهم في صورة من صوره » .
وتخصيص الله وحده بالعبودية ما هو إلا إعلان لتحرير الإنسان تحريرا كاملا من ربقة التبعية والخضوع لغير الله سواء أكان بشرا أو حجرا أو بقرا أو هوى أو شيطانا، « وإذا كان الله وحده هو الذي يعبد، والله وحده هو الذي يستعان فقد تخلص الضمير البشري من استذلال النظم والأوضاع والأشخاص، كما تخلص من استذلال الأساطير والأوهام والخرافات» .
ب- الحاكمية:
لا يفرق سيد قطب رحمه الله بين توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وبين التلقي من الله وحده في التشريع، فهي جميعا من مقتضيات التوحيد، وفي ذلك يقول :« هذه الوحدانية الحاسمة الناصعة هي القاعدة التي يقوم عليها التصور الإسلامي، والتي ينبثق منها منهج الإسلام للحياة كلها، فعن هذا التصور ينشأ الاتجاه إلى الله وحده بالعبودية والعبادة، فلا يكون الإنسان عبدا إلا لله، ولا يتجه بالعبادة إلا لله، ولا يلتزم بطاعة إلا طاعة الله، وما يأمره الله به من الطاعات، وعن هذا التصور تنشأ قاعدة: الحاكمية لله وحده، فيكون الله وحده هو المشرع للعباد ويجيء تشريع البشر مستمدا من شريعة الله» .(1/3043)
وهذا الرأي قد ذهب إليه من قبل الأستاذ أبو الاعلى المودودي رحمه الله في كتابه "الحكومة الإسلامية" حيث نص على أن القرآن الكريم يوضح « توضيحا تاما حاكمية الله القانونية، ويقدمها جنبا إلى جنب مع عقيدة "معبودية" الدينية، ويؤكد على أن هاتين الصفتين هما المقتضيات اللازمة لألوهيته تعالى، وأن كلا منهما لا تنفصم عن الأخرى، وإنكار إحداهما يستلزم بالضرورة إنكار ألوهية الله، ولم يدع القرآن مجالا يظن منه احتمال فهم القانون الإلهي على أنه قانون الفطرة، بل على العكس أقام دعوته على أساس حتمية تسليم الإنسان بقانون الله الشرعي في حياته الأخلاقية والمجتمعية، وهو القانون الذي بعثه الله على يد الأنبياء، وقد سمى قبول هذا القانون الشرعي، والتخلي أمامه عن الحرية الشخصية "إسلاما"، ورفض في عبارات وألفاظ واضحة حق الإنسان في أن يفصل برأيه في الأمور التي أصدر الله ورسوله فيها حكما وفصلا { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا}». بل إن سيد قطب يعد توحيد الحاكمية دليلا على وجود الإيمان في القلب، والإشراك في الحاكمية بمعنى رفض شرع الله تعالى، وعدم الاستسلام لتوجيهاته أمرا أو نهيا، يقوم دليلا على عدم وجود الإيمان في القلب، فتحكيم المنهج الرباني في الحياة كلها، ورد الأمور - صغيرها وكبيرها شريفها وحقيرها- إلى الله تعالى، وإلى رسوله الكريم، ليس من قبيل الترف الفكري، وليس موكولا إلى أهوائنا، بل هو ضرورة إيمانية، قبل أن يكون ضرورة تشريعية أو تنظيمية للحياة البشرية وفي ذلك يقول سيد قطب :(1/3044)
« إن الاحتكام إلى منهج الله في كتابه ليس نافلة ولا تطوعا، ولا موضع اختيار، إنما هو الإيمان أو فلا إيمان { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} ..{ ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض، والله ولي المتقين} .
والامر إذن جد .. إنه أمر العقيدة من أساسها .. ثم هو أمر سعادة هذه البشرية أو شقائها - إن هذه البشرية- وهي من صنع الله - لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من صنع الله، لا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يده -سبحانه- وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق، وشفاء كل داء { وننزل من القرآن ما هو شفاء وراحة للمؤمنين} .. { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}...» .
ج- الاعتقاد بالآخرة :
إن الاعتقاد بالآخرة، والإيمان بيوم القيامة، يوم الدين الذي يبعث فيه الناس جميعا، ليقفوا بين يدي الله تعالى ليجزي كل نفس ما كسبت « كلية من كليات العقيدة الإسلامية، ذات قيمة في تعليق أنظار البشر وقلوبهم بعالم آخر بعد عالم الأرض، فلا تستبد بهم ضرورات الأرض، وعندئذ يملكون الاستعلاء على هذه الضرورات، ولا يستبد بهم القلق على تحقيق جزاء سعيهم في عمرهم القصير،المحدود، وفي مجال الأرض المحصور، وعندئذ يملكون العمل لوجه الله، وانتظار الجزاء حيث يقدره الله في الأرض أو في الدار الآخرة سواء في طمأنينة لله، وفي ثقة بالخير، وفي إصرار على الحق، وفي سعة وسماحة ويقين، ومن ثم فإن هذه الكلية تعد مفرق الطريق بين العبودية(1/3045)
للنزوات والرغائب، والطلاقة الإنسانية اللائقة ببني الإنسان، بين الخضوع لتصورات الأرض وقيمها وموازينها، والتعلق بالقيم الربانية، والاستعلاء على منطق الجاهلية، مفرق الطريق بين الإنسانية في حقيقتها العليا التي أرادها الله الرب لعباده، والصور المشوهة المنحرفة التي لم يقدر لها الكمال. وما تستقيم الحياة البشرية على منهج الله الرفيع ما لم تتحقق هذه الكلية في تصور البشر، وما لم تطمئن قلوبهم إلى أن جزاءهم على الأرض ليس هو نصيبهم الأخير، وما لم يثق الفرد المحدود العمر بأن له حياة أخرى تستحق أن يجاهد لها، وأن يضحى لنصرة الحق والخير معتمدا على العوض الذي يلقاه فيها .. وما يستوي المؤمنون بالآخرة والمنكرون لها في شعور، ولا خلق، ولا سلوك، ولا عمل، فهما صنفان مختلفات من الخلق، وطبيعتان متميزتان في الأرض في العمل، ولا تلتقيان في الآخرة في جزاء. وهذا هو مفرق الطريق...».
د- طبيعة العلاقة بين الله ومخلوقاته :(1/3046)
إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الكون كله بما فيه ومن فيه، ولم يتركه هملا، بل شمله بالرعاية والعناية التي « لا تنقطع ولا تغيب، لا كما كان أرقى تصور فلسفي لأرسطو مثلا يقول بأن الله أوجد هذا الكون ثم لم يعد يهتم به، لأن الله أرقى من أن يفكر فيما هو دونه، فهو لا يفكر إلا في ذاته ! وأرسطو ـ وهذا تصوره ـ هو أكبر الفلاسفة، وعقله هو أكبر العقول ..». واما علاقة الله تعالى بالكون كله عامة، وبالإنسان خاصة فهي علاقة « الرحمة التي تستجيش الحمد والثناء، إنها الصلة التي تقوم على الطمأنينة وتنبض بالمودة، فالحمد هو الاستجابة الفطرية للرحمة الندية. إن الرب الإله في الإسلام لا يطارد عباده مطاردة الخصوم والأعداء كآلهة الأولمب في نزواتها وثوراتها كما تصورها أساطير الإغريق، ولا يدبر لهم المكائد الانتقامية كما تزعم الأساطير المزورة في "العهد القديم" كالذي جاء في أسطورة برج بابل في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين".
2- أسس تتعلق بطبيعة الدين الإسلامي :
هذه الأسس التفسيرية المتعلقة بطبيعة الدين الإسلامي تتركز حول خصائص ومميزات الإسلام، التي تجعله يختلف عن غيره من الديانات والمذاهب والمعتقدات، سواءا كانت سماوية وعبثت بتعاليمها يد جهال البشر، أم كانت من صنع الإنسان، وابتكار هواه ابتداء. ويمكننا ان نقسم هذه الأسس التفسيرية إلى تسعة أسس :
أ- الإسلام دين الفطرة، فهو يسير هينا لينا معها « يدفعها من هنا، ويردعها من هناك، ويقومها حتى لا تميل، ولكنه لا يكسرها، ولا يحطمها، إنه يصبر عليها صبر العارف الواثق من الغاية المرسومة، والذي لا يتم في هذه الجولة يتم في الجولة الثانية والثالثة، والعاشرة أو المائة او الألف... فالزمن ممتد، والغاية واضحة، والطريق إلى الهدف الكبير طويل، وكما تنبت الشجرة(1/3047)
الباسقة، وتضرب بجذورها في التربة، وتتطاول فروعها وتتشابك.. كذلك ينبت الإسلام ويمتد في بطء وعلى هينة وفي طمأنينة، ثم يكون دائما ما يريده الله أن يكون .. والزراعة قد تسقى عليها الرمال، وقد يأكل بعضها الدود، وقد يحرقها الظمأ، وقد يغرقها الري، ولكن الزارع البصير يعلم أنها زرعة للبقاء والنماء وانها ستغالب الآفاق كلها على المدى الطويل، فلا يتعفن ولا يقلق، ولا يحاول إنضاجها بغير وسائل الفطرة الهادئة المتزنة السمحة الودودة، إنه المنهج الإلهي في الوجود كله {ولن تجد لسنة الله تبديلا}».
ب- شريعة الله التي ارتضاها -سبحانه- لعباده ما هي إلا جزء من القانون الكلي في الكون، ومن ثم فتطبيقها يعمل - لا ريب - على تحقيق التناسق والتجاوب والتوازن مع كل مخلوقات الله سبحانه في الوجود :« إن شريعة الله للناس هي طرف من قانونه الكلي في الكون، فإنفاذ هذه الشريعة لابد أن يكون له أثر إيجابي في التنسيق بين سيرة الناس، وسيرة الكون، والشريعة إن هي إلا ثمرة الإيمان، لا تقوم وحدها، بغير أصلها الكبير، فهي موضوعة لتفذ في مجتمع مسلم، كما أنها موضوعة لتساهم في بناء المجتمع المسلم، وهي متكاملة مع التصور الإسلامي كله للوجود الكبير، وللوجود الإنساني، ومع ما ينشئه هذا التصور من تقوى في الضمير، ونظافة في الشعور، وضخامة في الاهتمامات، ورفعة في الخلق، واستقامة في السلوك، وهكذا يبدو التكامل والتناسق بين سنن الله كلها، سواء ما نسميه القوانين الطبيعية، وما نسميه القيم الإيمانية، فكلها أطراف من سنة الله الشاملة لهذا الوجود».(1/3048)
ج- المنهج الإسلامي منهج صالح للتطبيق في كل الأزمنة والبيئات، وهو منهاج عمل موضوع للإنسان، وآخذ في الاعتبار فطرته، وإمكانياته المادية والمعنوية، وهو فضلا عن ذلك موضوع للآماد الطوال، ومن ثم فهو بعيد النظر«فالمنهج الإلهي - كما يبدو في ظلال القرآن - موضوع ليعمل في كل بيئة، وفي كل مرحلة من مراحل النشأة الإنسانية، وفي كل حالة من حالات النفس البشرية الواحدة، وهو موضوع لهذا الإنسان الذي يعيش في هذه الأرض، آخذ في الاعتبار فطرة الإنسان وطاقاته واستعداداته، وقوته وضعفه، وحالاته المتغيرة التي تعتريه. إن ظنه لا يسوء بهذا الكائن فيحتقر دوره في الأرض، أو يهدر قيمته في صورة من صور حياته، سواء وهو فرد، او وهو عضو في جماعة، كذلك هو لا يهيم مع الخيال، فيرفع هذا الكائن فوق قدره، وفوق طاقته، وفوق مهمته التي أنشأه الله لها يوم أنشأه، ولا يفترض في كلتا الحالتين أن مقومات فطرته سطحية، تنشأ بقانون، أو تكشط بجرة قلم! الإنسان هو هذا الكائن بعينه، بفطرته وميوله، واستعداداته، يأخذ بحسب تكوينه ووظيفته، ويحترم ذاته وفطرته، ومقوماته، وهو يقود في طريق الكمال الصاعد إلى الله، ومن ثم فإن المنهج الإلهي موضوع للمدى الطويل - الذي يعمله خالق هذا الإنسان، ومنزل هذا القرآن - ومن ثم لم يكن معتسفا، ولا عجولا في تحقيق غاياته العليا من هذا المنهج».(1/3049)
د- القيم الإيمانية والقوانين الطبيعية صنوان لا ينفصلان، فكلاهما من السنن الإلهية المترابطة، فهناك قوم - انطلاقا من دوافع مغرضة، أو نتيجة الجهل وسوء الفهم، والتدبر - يفصلون « بين نوعين من السنن الإلهية هما في حقيقتهما غير منفصلين، فهذه القيم الإيمانية هي بعض سنن الله في الكون كالقوانين الطبيعية سواء بسواء، ونتائجها مرتبطة ومتداخلة، ولا مبرر للفصل بينهما في حس المؤمن وفي تصوره.. وهذا التصور الصحيح الذي ينشئه القرآن في النفس حين تعيش في ظلال القرآن، ينشئه وهو يتحدث عن أهل الكتاب السابقة، وانحرافهم عنها، وأثر هذا الانحراف في نهاية المطاف :{ ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم، ولأدخلناهم جنات النعيم، ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم}. وينشئه وهو يتحدث عن وعد نوح لقومه { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا} وينشئه وهو يربط بين الواقع النفسي للناس، والواقع الخارجي الذي يفعله الله بهم : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} .
إن الإيمان بالله، وعبادته على استقامة، وإقرار شريعته في الأرض.. كلها إنفاذ لسنن الله، وهي سنن ذات فاعلية إيجابية، نابعة من ذات المنبع الذي تنبثق منه سائر السنن الكونية التي نرى آثارها الواقعية بالحس والاختبار».(1/3050)
هـ - لا مجال للصدفة في الوجود، فكل شيء فيه لحكمة، والمؤمن مطالب بالأخذ بالأسباب، والله هو الذي يقدر آثارها ونتئجها « وفي ظلال القرآن تعلمت أنه لا مكان للمصادفة العمياء، ولا للفتلة العارضة { إنا كل شيء خلقناه بقدر}، {وخلق كل شيء فقدره تقديرا}، وكل أمر لحكمة، ولكن حكمة الغيب العميقة لا تتكشف للنظرة الإنسانية القصيرة، { فعسى أن تكرهوا شيئا، ويجعل الله فيه خيرا لكم} . { وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون} . والأسباب التي تعارف عليها الناس، قد تتبعها آثارها، وقد لا تتبعها، والمقدمات التي يراها الناس حتمية، قد تعقبها نتائجها، وقد لا تقعبها، ذلك أنه ليست الأسباب والمقدمات هي التي تنشئ الآثار والنتائج، وإنما هي الإرادة الطليقة، التي تنشئ الآثار والنتائج، كما تنشئ الأسباب والمقدمات سواء { لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} ، { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} . والمؤمن يأخذ بالأسباب لأنه مأمور بالأخذ بها، والله هو الذي يقدر آثارها ونتائجها، والاطمئنان إلى رحمة الله، وعدله، وإلى حكمته، وعلمه، هو وحده الملاذ الأمين، والنجوة من الهواجس والوساوس {الشيطان يعدكم الفقر، ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرة وفضلا، والله واسع عليم} ..».(1/3051)
وـ ليس هناك أدنى تعارض بين المنهج الإلهي، والإبداع الإنساني، فالإسلام لا يصادر فكر الإنسان، ولا يعطل قدراته العقلية، والنفسية والعضلية، بل يفسح لها المجال جميعا لتحقق مفهوم الاستخلاف بكل أبعاده التي حددها التصور الإسلامي، « وهناك عصابة من المضللين الخادعين، أعداء البشرية، يضعون لها المنهج الإلهي في كفة، والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى، ثم يقولون لها : اختاري! اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد الإنسان في عالم المادة، وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن منهج الله! وهذا خداع لئيم خبيث. فوضع المسألة ليس هكذا أبدا، إن المنهج الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني، إنما هو منشئ لهذا الإبداع وموجه له الوجهة الصحيحة.. ذلك كي ينهض الإنسان بمقام الخلافة في الأرض. هذا المقام الذي منحه الله له. وأقدره عليه، ووهبه من الطاقات المكنونة ما يكافئ الواجب المفروض عليه فيه. وسخر له من القوانين الكونية ما يعينه على تحقيقه، ونسق بين تكوينه وتكوين هذا الكون ليملك الحياة والعمل والإبداع.. على ان يكون الإبداع نفسه عبادة الله، ووسيلة من وسائل شكره على آلائه العظام، والتقيد بشرطه في عقد الخلافة، وهو أن يعمل ويتحرك في نطاق ما يرضي الله. فأما أولئك الذين يضعون المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى، فهم سيئوا النية، شريرون، يطاردون البشرية المتعبة الحائرة كلما تعبت من التيه والحيرة والضلال، وهمت أن تسمع لصوت الحادي الناصح، وأن تؤوب من المتاهة المهلكة، وأن تطمئن إلى كنف الله...».(1/3052)
زـ الأصل في الحياة كلها الخير والصلاح والإحسان، وهي في منهج الله أصيلة في بناء هذا الوجود، شأنها شأن الحق، وهي « باقية في الأرض { أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها، فاحتمل السيل زبدا رابيا، ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله، كذلك يضرب الله الحق والباطل، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، كذلك يضرب الله الأمثال} .. { ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار، يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويضل الله الظالمين، ويفعل الله ما يشاء} .
أي طمأنينة ينشئها هذا التصور؟ وأي سكينة يفيضها على القلب؟ وأي ثقة في الحق والصلاح؟ وأي قوة واستعلاء على الواقع الصغير يسكبها في الضمير؟...» .
ح ـ النصرة والغلبة للحق، ولدعاته وإن كانوا قلة، وكان أنصار الباطل كثرة { قال الذين يطنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين} .
« فهذه هي القاعدة في حس الذين يوقنون أنهم ملاقو الله، القاعدة : ان تكون الفئة المؤمنة قليلة لأنها هي التي ترتقي الدرج الشاق حتى تنتهي إلى مرتبة الاصطفاء والاختيار ولكنها تكون الغالبة، لأنها تتصل بمصدر القوى، ولأنها تمثل القوة الغالبة، قوة الله الغالب على أمره، والقاهر فوق عباده، محطم الجبارين، ومخزي الظالمين، وقاهر المتكبرين» .
3- أسس تتعلق بطبيعة الإنسان، وعلاقته بخالقه، وبأخيه الإنسان وبالكون من حوله .(1/3053)
I. جنسية المسلم عقيدته : الإنسان مخلوق كريم، سخر الله له كل ما في الوجود لخدمته، ومكنه منه ليتحقق مفهوم الاستخلاف : « ولأن الإنسان بهذا القدر من الكرامة، والسمو، جعل الله الآصرة التي يتجمع عليها البشر، هي الآصرة المستمدة من النفحة الإلهية الكريمة، آصرة العقيدة في الله، فعقيدة المؤمن هي وطنه، وهي قومه، وهي أهله، ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها، لا على أمثال ما تتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع، وسياج!».
Ii. الإنسان قوة فعالة من قوى الوجود : « وعلمه وإرادته، وإيمانه، وصلاحه، ونشاطه، هي كذلك قوى ذات آثار إيجابية في هذا الوجود، وهي مرتبطة بسنة الله الشاملة للوجود، وكلها تعمل متناسقة، وتعطى ثمارها كاملة حين تتجمع وتتناسق، بينما تفسد آثارها، وتضطرب، وتفسد الحياة معها، وتنتشر الشقوة بين الناس، والتعاسة حين تفترق، وتتصادم { ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. فالارتباط قائم وثيق بين عمل الإنسان، وشعوره وبين مجريات الأحداث في نطاق السنة الإلهية الشاملة للجميع_».
Iii. المؤمن ذو نسب عريق يتمثل في أنبياء الله الصالحين، وتجربته مع الجاهلية لا تختلف في شيء عن تجربتهم معها، ومصيره هو مصيرهم، ويقينه هو نفس يقينهم « هذا الموكب الكريم الممتد في شعاب الزمان من قديم، يواجه - كما يتجلى في ظلال القرآن- مواقف متشابهة، وأزمات متشابهة، وتجارب متشابهة، على تطاول العصور، وكر الدهور، وتغير المكان، وتعدد الأقوام، يواجه الضلال، والعمى والطغيان، والهوى، والاضطهاد، والبغى، والتهديد، والتشريد، ولكنه يمضي في طريقه ثابت الخطو، مطمئن الضمير، واثقا من نصر الله، متعلقا بالرجاء فيه، متوقعا في كل لحظة وعد الله الصادق الأكيد {وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا، فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم، ذلك لمن خاف مقامي، وخاف وعيد} .(1/3054)
موقف واحد، وتجربة واحدة، وتهديد واحد، ويقين واحد، ووعد واحد للموكب الكريم، وعاقبة واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف، وهو يتلقون الاضطهاد، والتهديد والوعيد».
Iv. علاقة الإنسان بالكون من حوله علاقة صداقة ومودة، فالكون له روح تتلقى وتستجيب، وتشارك الإنسان عبوديته لله، ومن ثم فلا
تنافر، ولا تصادم بينهما، بخلاف ما يدعيه الغربيون من تصارع مع قوى الطبيعة، وسعي حثيت لقهرها، وما يترتب عن هذا المفهوم الخاطئ لتصور العلاقة بين الإنسان والكون من حوله، من اختلال في ناموس الحياة، مما يجعل الإنسان يرتكس في الحمأة الوبيئة ليذوق وبال أمره، وعاقبته أنكى وأمر. وقد عبر سيد قطب - رحمه الله - عن هذا الأساس - في أسلوب مشرق، ودقة فكرية متناهية تعبر عما تأصل في نفسه من موهبة أدبية رفيعة، وفكر مبدع، وروح مؤمنة، وعقل متقد - بقوله : « إن المرحلة التي يقطعها (الإنسان) على ظهر هذا الكوكب إنما هي رحلة في كون حي مأنوس، وعالم صديق ودود، كون ذي روح تتلقى وتستجيب، وتتجه إلى الخالق الواحد الذي تتجه إليه روح المؤمن في خشوع {ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال} ..{ تسبح له السماوات السبع، والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده} . أي راحة وأي سعة وأي أنس، وأي ثقة يفيضها على القلب هذا التصور الشامل الكامل الفسيح الصحيح؟» .
4- أسس تتعلق بواقع البشرية في العصر الحديث.
وركز سيد قطب فيها على مظاهر البعد عن منهاج الله، واتباع الهوى أوالشيطان، وانتقد فيها تضخيم الجانب المادي على الجانب الروحي في الحياة، مما جعل الإنسان يعيش حياة الضنك والضيق، والشقاء، رغم ما حققه من تقدم مادي - لم تعهد البشرية له مثيلا عبر تاريخها المديد- يوفر له أسباب الراحة والسعادة المادية يمكننا أن نجمل هذه الأسس في أساسين هما:(1/3055)
أ- المجتمع الإنساني يعيش اليوم في جاهلية فلسفية بغيضة حادت به عن المنهاج الذي ارتضاه الله لخلقه حتى يتحقق مفهوم الاستخلاف، وقد أشار سيد قطب إلى هذا الأساس في مقدمة تفسيره، حين قال : « وعشت - في ظلال القرآن- أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة، أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال، وتصورات الأطفال واهتمامات الأطفال، كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال، ومحاولات الأطفال، ولثغة الأطفال، وأعجب ما بال هذا الناس؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل، النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه؟».
ب- إن تنحية الإسلام عن واقع الحياة هو أكبر مصيبة عرفتها البشرية، وكان ذلك إيذانا بتمزقها نفسيا، وانحلالها اجتماعيا، فعاشت معيشة ضنكا لا تعرف فيها إلا الشقاوة والحيرة والحروب والكوارث، فكانت هذه التنحية « نكبة قاصمة في حياتها، لم تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألم بها من نكبات. لقد كان الإسلام قد تسلم القيادة بعدما فسدت الأرض، وأسنت الحياة، وتعفنت القيادات، وذاقت البشرية الويلات من القيادات المتعفنة، و { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} . تسلم الإسلام القيادة بهذا القرآن،وبالتصور الجديد الذي جاء به، وبالشريعة المستمدة من هذا التصور، فكان ذلك مولدا جديدا للإنسان أعظم في حقيقته من المولد الذي كانت به نشأته، لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية تصورا جديدا عن الوجود والحياة والقيم، والنظم، كما حقق لها واقعا اجتماعيا فريدا، كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور، قبل أن ينشئه لها القرآن إنشاء.(1/3056)
نعم! لقد كان هذا الواقع من النظافة والجمال، والعظمة والارتفاع، والبساطة واليسر، والواقعية الإيجابية، والتوازن والتناسق، بحيث لا يخطر للبشرية على بال لولا أن الله أراده لها، وحققه في حياتها في ظلال القرآن، ومنهح القرآن، وشريعة القرآن. ثم وقعت تلك النكبة القاصمة ونحي الإسلام عن القيادة، نحي عنها لتتولاها الجاهلية مرة أخرى، في صورة من صورها الكثيرة، صورة التفكير المادي الذي تتعاجب به البشرية اليوم، كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش، واللعبة الزاهية الألوان!».
وهذه الأسس الفكرية لتفسير في "ظلال القرآن" يمكن إرجاعها جميعا إلى أصل واحد وهو الحاكمية، والعبودية المطلقة لله رب العالمين، وسيد قطب - رحمه الله - لم يصرح بذلك في تفسيره. ولكننا نستخلصه من قوله إن القيم الإيمانية والقوانين الطبيعية، كلها من سنن الله تعالى، وأن الشريعة التي ارتضاها الحق سبحانه لعباده، ما هي إلا جزء من القانون الكلي في الكون، ومن ثم يصبح إعلان الحاكمية والعبودية لله وحده وسيلة وغاية. فبها تتحقق السعادة، وإدراكها هو السعادة، حيث يكون الإنسان منسجما مع نفسه، ومع اخيه الإنسان، ومع الكون من حوله.
---
(1/3057)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فائدة مهمة حول السخاوي ومنهجه في كتابه " الضوء اللامع"
---
فائدة مهمة حول السخاوي ومنهجه في كتابه " الضوء اللامع"
---
عبدالرحمن السديس
05-18-2004, 10:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على نبينا محمد وآله ومن تبعه إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فائدة مهمة حول منهج الحافط السخاوي في كتابه " الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"
وهو كتاب مشهور معروف موضوعه في التراجم العامة لأهل القرن التاسع.
وهو كتاب مفيد قل أن تخلوا منه مكتبة ، وقد استفاد من كتابه معاصريه ، ومن جاء بعده ...
لكن على الكتاب مأخذ يوجب الحذر ، والتحذير ، رغم ما فيه من فوائد ، ومكانة مؤلفه بين العلماء في زمانه وبعده .
وهذا المأخذ نبه عليه علم المجتهدين القاضي الشوكاني رحمه الله ، وذلك في كتبه البديع : البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع في مواضع عدة من كتابه لعلي أسوق لك بعضها لتنظر ماذا قال..
قال الشوكاني رحمه الله في ترجمة البقاعي 1/20:(1/3058)
وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران لا كما قال السخاوي أنه ما بلغ رتبة العلماء بل قصارى أمره إدراجه في الفضلاء وأنه ما علمه أتقن فنا. قال: وتصانيفه شاهدة بما قلته. قلتُ: بل تصانيفه شاهدة بخلاف ما قاله ، وأنه من الأئمة المتقنين المتبحرين في جميع المعارف ، ولكن هذا من كلام الأقران في بعضهم بعض بما يخالف الإنصاف لما يجرى بينهم من المنافسات تارة على العلم ، وتارة على الدنيا ، وقد كان المترجم له منحرفا عن السخاوي والسخاوي منحرفا عنه وجرى بينهما من المناقضة ، والمراسلة ، والمخالفة ما يوجب عدم قبول أحدهما على الآخر ، ومن أمعن النظر في كتاب المترجم له [البقاعي]في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علمي المعقول ، والمنقول ، وكثيرا ما يشكل على شيء في الكتاب العزيز فأرجع إلى مطولات التفاسير ، ومختصراتها فلا أجد ما يشفى وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد في الغالب اهـ . وانظر بقية الترجمة.
وقال الشوكاني [في ترجمة أحمد بن علي أبو العباس الحسيني الذي يعرف بابن المقريزي صاحب كتاب السلوك بمعرفة دول الملوك] 1/80 :
وله مؤلفات غير هذه وجد بخطه أن تصانيفه زادت على مائتي مجلد وأن كبار شيوخه بلغت ستمائة نفس .
وكان متبحرا في التاريخ على اختلاف أنواعه ، ومؤلفاته تشهد له بذلك وإن جحده السخاوي فذلك دأبه في غالب أعيان معاصريه.
وقال الشوكاني في ترجمة السيوطي 1/329 : .. فإن السخاوي في "الضوء اللامع" وهو من أقرانه ترجمة مظلمة غالبها ثلب فظيع ، وسب شنيع ، وانتقاص ، وغمط لمناقبه تصريحا ، وتلويحا ، ولا جرم فذلك دأبه في جميع الفضلاء من أقرانه..
وقال 1/333 : [بعد أن ذكر ثلب السخاوي لمؤلفاته] فهذه مؤلفاته على ظهر البسيطة محررة أحسن تحرير ، ومتقنة أبلغ إتقان .(1/3059)
وعلى كل حال فهو غير مقبول عليه لما عرفت من قول أئمة الجرح والتعديل بعدم قبول الأقران في بعضهم بعضا مع ظهور أدنى منافسة فكيف بمثل المنافسة بين هذين الرجلين التي أفضت إلى تأليف بعضهم في بعض فإن أقل من هذا يوجب عدم القبول ، و السخاوي رحمه الله وإن كان إماما غير مدفوع لكنه كثير التحامل على أكابر أقرانه كما يعرف ذلك من طالع كتابه "الضوء اللامع" فانه لا يقيم لهم وزنا ، بل لا يسلم غالبهم من الحط منه عليه ، وإنما يعظم شيوخه ، وتلامذته ، ومن لم يعرفه ممن مات في أول القرن التاسع قبل موته ، أو من كان من غير مصره ، أو يرجو خيره ، أو يخاف شره..
وقال 1/491 : [في ترجمة علي الأشموني] .. قال السخاوي: وراج ورجح على الجلال السيوطي مع اشتراكهما في الحمق غير أن ذاك أرجح انتهى.
قلت: وهذا غير مقبول من السخاوي في كلا الرجلين على أن صاحب الترجمة ليس ممن ينبغي أن يجعل قرينا للجلال فبينهما مفاوز .
وقال في ترجمة أبو حامد الرملي المقدسي الشافعي 2/169 : وانتقصه السخاوي وبالغ في ذلك على عادته المألوفة في أكابر أقرانه.
وفي ترجمة محمد بن محمد الدمشقي الشافعي المعروف بالخيضري 2/245 :
وقد ترجمه السخاوي ترجمة طويلة كلها ثلب وشتم كعادته في أقرانه ومن أعجب ما رأيته فيها من التعصب أنه قدح في مؤلفات المترجم له ثم قال: إنه ما رآها وهذا غريب! ولكنه قد أبان العلة في آخر الترجمة فقال: وبالجملة فهو ممن فيه رائحة الفن بل هو من قدماء الأصحاب وأحد العشرة الذين ذكرهم شيخنا ـ يعني ابن حجرـ في وصيته وإن فعل معي ما أرجو أن يجازى بمقصده عليه.
وقال في ترجمة سبط الحافظ ابن حجر 2/354(1/3060)
وقد طار ذكره في الآفاق وتناقلت مؤلفاته الرفاق وأما السخاوي في "الضوء اللامع" فجرى على قاعدته المألوفة في معاصريه ، وأقرانه فترجم صاحب الترجمة بما هو محض السباب ، والانتقاض لا لسبب يوجب ذلك بل لمجرد كونه كان يعترض على جده الحافظ بن حجر أو يغلط في بعض الأحوال كما هو شأن البشر.
ننن وهذه تتعلق بالكتاب لكنها من نوع آخر قال 2/302: وقد أهمل الحافظ بن حجر ذكر ملوك الروم في الدرر الكامنة في أهل المائة الثامنة فلم يذكر من كان فيها منهم .
وكذلك السخاوي أهمل بعضا ممن كان منهم في المائة التاسعة وذكر بعضا وهذا عجيب! فإنهما يترجمان لجماعة من أهل سائر الديار هم معدودون من أحقر مماليك سلاطين الروم مع أنهما يترجمان لكثير من صغار الملوك ، والأمراء الكائنين بالأندلس ، واليمن ، والهند ، وسائر الديار ، وهكذا أهملا غالب علماء الروم ، ولم يذكرا إلا شيئا يسيرا منهم مع أنهما يترجمان لمن هو أبعد منهم دارا ، وأحقر قدرا ، فالله أعلم بالسبب المقتضى لذلك ، وقد ذكرنا في هذا الكتاب كثيرا ممن أهملاه.اهـ.
وبعد هذا النقول لا يخطر ببالك ذم هذا الكتاب أو مؤلفه، أو تقبيحه ، أو عدم نفعه ، أو ... غيرها من الظنون فالكمال عزيز ، والإنصاف مطلوب ، والحق مرغوب ولعلي أختم كما بدأت بنقل عن الشوكاني في وصف هذا الكتاب .
قال الشوكاني 2/186: [في ترجمة السخاوي بعد أن سرد مؤلفاته](1/3061)
ولو لم يكن لصاحب الترجمة من التصانيف إلا الضوء اللامع لكان أعظم دليل على إمامته فإنه ترجم فيه أهل الديار الإسلامية ، وسرد في ترجمة كل أحد محفوظاته ومقرواته ، وشيوخه ، ومصنفاته ، وأحواله ، ومولده ، ووفاته على نمط حسن ، وأسلوب لطيف ينبهر له من لديه معرفة بهذا الشأن ، ويتعجب من إحاطته بذلك ، وسعة دائرته في الإطلاع على أحوال الناس فإنه قد لا يعرف الرجلُ ـ لا سيما في ديارنا اليمنية ـ جميعَ مسموعاتِ ابنِه أو أبيه أو أخيه فضلا عن غير ذلك ، ومن قرن هذا الكتاب الذي جعله صاحب الترجمة لأهل القرن التاسع بالدرر الكامنة لشيخه ابن حجر في أهل المائة الثامنة ؛ عرفَ فضلَ مُصَنَفِ صاحب الترجمة على مُصَنَفِ شيخه ، بل وجد بينهما من التفاوت ما بين الثرى والثريا ولعل العذر لابن حجر في تقصيره عن تلميذه في هذا أنه لم يعش في المائة الثامنة إلا سبع وعشرين سنة بخلاف صاحب الترجمة فإنه عاش في المائة التاسعة تسع وستين سنة ، فهو مشاهد لغالب أهله ، وابن حجر لم يشاهد غالب أهل القرن الثامن ثم إن صاحب الترجمة لم يتقيد في كتابه بمن مات في القرن التاسع ، بل ترجم لجميع من وجد فيه ممن عاش إلى القرن العاشر ، وابن حجر لم يترجم في الدرر إلا لمن مات في القرن الثامن.
وليت أن صاحب الترجمة صان ذلك الكتاب الفائق عن الوقيعة في أكابر العلماء من أقرانه ولكن ربما كان له مقصد صالح .
وفي كتاب الشوكاني فوائد ، ولطائف لعلي أنشط فأذكر بعضها. والله أعلم.
---
عبدالرحمن الشهري
05-20-2004, 04:54 PM
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن وفتح عليك ، لما تتحفنا به من النفائس والدرر الملتقطة . وكتب التراجم مليئة بالفوائد المتناثرة في مختلف العلوم ، ولو اعتنى الباحث بجمع الفوائد الخاصة بالقرآن وعلومه لتحصل له فوائد كثيرة ، ونقول نفيسة.
جزاك الله خيراً ونحن في انتظار ما وعدت به من فوائد البدر الطالع .
---
عبدالرحمن السديس
05-21-2004, 07:15 PM(1/3062)
كاتب الرسالة الأصلية : عبدالرحمن الشهري
ونحن في انتظار ما وعدت به من فوائد البدر الطالع .
جزاك الله خيرا ، وبارك فيك على هذا الحث ، والتشجيع ..
وأنا قلتُ لعلي أنشط ، وأنت جلعلت لعلي محققة ؛ فلا بد لي من الإجابة لبعض ما سألتم فإجابت أمثالكم عليّ متعينة .
والفوائد كثيرة لكن الوقت الذين يمضي في النقل والتدوين والتنسيق يعيق عن تحصيل مثيلاتها ، فنسدد ونقارب .
وما أدري هل أضعها هنا تحت هذا العنوان ، أو أفرد لها عنوانا آخر ليسهل الرجوع إليها عند الحاجة .
بانتظار رأيكم.
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2004, 11:15 AM
ليكن ذلك حسب ما يتسع وقتكم وفقكم الله . وإنما أطمعنا في الطلب ، ما نراه من الفوائد ، وحسن الاختيار وفقك الله لكل خير. والأمر في وضعها بعنوان جديد يعود إليكم أخي الكريم.
---
(1/3063)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أخى.. يهون العمر كله إلا هذه الليلة.
---
أخى.. يهون العمر كله إلا هذه الليلة.
---
ناصر
10-13-2006, 07:28 AM
http://www.yaqob.com/site/docs/articles_view.php?a_id=94&cat_id=14
---
(1/3064)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مقارنة بين قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم والعهد القديم
---
مقارنة بين قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم والعهد القديم
---
د.يسري خضر
03-07-2007, 11:40 AM
iثمة فروق كثيرة ابرزها
1. جاء ذكر نسب وأماكن تنقل وأسماء زوجات وجميع أولاد إبراهيم عليه السلام في العهد القديم دون القرآن الكريم
2. نص العهد القديم على أماكن هجرات إبراهيم ووعده ببقعه تقع ما بين النيل والفرات وقيامه بحروب انتصر فيها وتوقيعه معاهدات سلام مع الفلسطينيين
3. جاء في العهد القديم حكم على ولد اسحق بالتشرد 400سنة ثم العودة إلى الأرض الموعودة.
4. تم تغيير اسم إبرام إلى إبراهيم وساراى إلى سارة بوحي في العهد القديم.
5. جاء في العهد القديم وعد من الإله تعالى بحفظ إسماعيل حتى يتزوج وينجب اثني عشر رئيسا.
6. كما ورد مجيءالاله في سورة رجل مع الملائكة إلى إبراهيم وتناوله الأكل والشراب في العهد القديم دون القرآن الكريم.
7. نص العهد القديم علي العهد بين الله وإبراهيم بشان الختان وقد اختتن هو وأولاده ولم يرد ذكر ذلك في القران الكريم.
8. نص العهد القديم على سن إبراهيم حين ولد له إسماعيل وإسحاق وكذلك سن سارة حين وفاتها ومكان دفنها.
9. كما نص العهد القديم علي عمر إبراهيم حين وفاته ومكان دفنه ومن تولى ذلك
10. جاء في العهد القديم اختيار إبراهيم زوجة لابنه إسحاق ولم يشر القرآن لذلك .
11. كما نص العهد القديم على عمر إبراهيم حين وفاته ومكان دفنه ومن تولى ذلك وللحديث بقية.
---
محمد بن جماعة
03-08-2007, 07:20 PM
جزاك الله خيرا.. فقد شوقتني يا د. يسري لمثل هذه المقارنات..(1/3065)
ولست أدري إن كانت مقارناتك منحصرة في قصص الأنبياء، أم ستتعداها لمباحث أخرى... فأنا أحتاج إلى بحوث مساعدة في المقارنة بين نصوص العهد القديم والعهد الجديد والقرآن الكريم حول أركان الإيمان: الله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، إضافة إلى ما يتعلق بهذه الأركان (مثل مفهوم العقاب والثواب، الجنة والنار، مفهوم الاستخلاف في الأرض، مبحث الأسماء والصفات، مفهوم العبادة وأشكالها...).
لا حرمنا الله من فوائدك!!
---
د.يسري خضر
03-10-2007, 09:23 AM
حياك الله اخي الكريم
وان شاء الله سوف انقل الي الملتقي بعض ماتريد من هذه المقارنات التي جادت بها قرائح العلماء السابقين والمعاصرين
فهذه الفوائدمن كتبهم فهم اهل الفضل واولي بالشكر
يرحم الله من سبق منهم ويبارك فيمن بيننا
---
(1/3066)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قصيدة في الشيخ الحوالي "طهور.. يا ناصر التوحيد"...
---
قصيدة في الشيخ الحوالي "طهور.. يا ناصر التوحيد"...
---
صالح العمري
06-13-2005, 08:23 PM
طَهورٌ .. يَا نَاصِرَ التَّوحِيد..
-----------------------------------------------
كلمات متواضعة للشيخ سفر الحوالي شفاه الله تتضاءل أمام هامته الشامخة..
-----------------------------------------
أَجْهَدْتَ قَلْبَكَ همَّاً أيُّها البَطَلُ = وذُبْتَ في أُمّةٍ قَدْ شَفَّهَا الخَطَلُ
أَرْخَصْتَ فيها الحَشَا قَلْباً وَأَوْرِدةً = وَذُقْتَ مِن أَمْرِهَا مَا لَيسَ يُحتملُ
لِسَانُ حَالِك "في دِيني وآخرتي= أسلمتُ لله عُمْري ما الْتهى الأَجلُ"
الرأَيُ رأيُك والأنْبَاءُ عَاصِفةٌ = والفَرْيُ فَرْيُكَ والأفكارُ تنتضلُ
وفي فَتَاواكَ آياتٌ وَتَبْصِرةٌ = وَقَولُكَ الفَصْلُ لا رَيْثٌ وَلا عَجَلُ
فلوْ تَرى أَمّةَ الإسْلامِ إذْ وَقَفَتْ = لَمْ يَبْقْ مِنْ أَرْضِها سَهْلٌ ولا جَبَلُ..
تَبْكِيَكَ يا نَاصرَ التّوحيدِ مِنْ ألمٍ = وفي سَمَاها تَجَلّى الحُبُّ والأملُ
أَصْبَحْتَ في قَلْبِها جُرْحاً ينزُّ أسى = وقَبْلَها كُلُّ جُرحٍ مِنْكَ يَنْدَملُ
سُؤَالُهَا مَنْ سَيَجْلُو كلَّ مُشْتَبَهٍ؟! = منْ يُفحمُ الخَصْمَ والأَحْداثُ تَرْتَجِلُ؟!
أمّنْ يَقُودُ السَّرايا في دُجى فِتَنٍ = أينَ السَّبيلُ إذا شَطّتْ بِنَا السُّبُلُ؟!
فَلَوْ رَأيتَ عُيُونَ السّاهرينَ ضَنَى = يَضّرعونَ .. وَدَمعُ العَينِ مُنْسَدلُ
ولوْ رَأيتَ وُلاةَ الأَمرِ إذْ وَقَفوا = يُسَاهِرونَك لا مَلّوا ولا غَفَلوا
ولَوْ تَرى فِتيةً يسّاءَلونَ هُنَا = وطفلةً في دُجى المحرابِ تَبْتهلُ
ولَوْ تَرى الأمَّ تَبْكي بينَ صِبْيَتِها = والقَلبُ يَلْهجُ والوجْدانُ مُشْتَعِلُ(1/3067)
للهِ .. كَمْ مُهْجةٍ للدينِ مُخْلصةٍ = قدْ اعتراها عليكَ الهمُّ والوَجَلُ
عاشُوكَ في نَزْفِكَ القَاني وفي نَقَهٍ = كمثلما عِشْتَهُمْ والحبُّ مُتَّصِلُ
يَغْشَاكَ مِنْ شَوْقِهِم نَجْوى وأَدْعيةٌ = ومِنْ لهَيبِ الحَشَايا تُمْطرُ المُقَلُ
عليكَ ألْفُ طبَيبٍ.. يَا طبَيبَ هُدى = بطبّهِ تُوْصفُ الأدْواءُ والعِللُ
ولوْ تَرى جافيا قَدْ رَفَّ مِنْ حَسَدٍ = وللتباشيرِ في أنفاسِهِ زَجَلُ!!
لمّا رَأَى حُبَّ خَلْقِ اللهِ أَكْمَدَهُ.. = واهتاج في بطنه الزقّومُ والدَّغلُ
ففي بلائِكَ تَمْحِيصٌ و مَطْهَرةٌ = والمبْدأُ الحَقُّ يَسْتَعْلي ويَنْتَقِلُ
ما زادكَ اللهُ إلاّ رِفْعَةً و عُلا = والوَغْدُ كسوتُهُ الخُذْلانُ والخجلُ
كمْ نِلِْتَ مِنْ كَيْدِهمْ سِرَّا وفي عَلَنٍ = مَا لَوْ عَلا جَبَلاً لَزّلزلَ الجبلُ !!
كمْ قَاتلُوكَ وأَرضُ المسْلمينَ شَكَتْ = قَهْراً فَمَا قَاتَلوا كُفْراً ولا خَذَلوا !!
وكَمْ رَمَوكَ بأَقْذَاءٍ فَسِرْتْ لَهمْ = كمَا مَضَى السَّلفُ الماضونَ والرُّسُلُ
قد كنتَ فينا عَصَى موسى بهيبتِهِا = إذا تَجَلّتْ تَولّى السِّحرُ والدَّجلُ
الحقُّ داعيهُ ، والتَّوحيدُ بغيتُهُ = يا مَنْ مقاصدُهُ الإرجافُ والجدلُ
علمتنا أنَّ للإخلاصِ مرتبةً = جُلّى عليها قلوبُ النَّاسِ تتّصلُ
عَلَّمْتَنا كيفَ تُنسى كلُّ سيئةٍ = وكيف يُسقى الإخا والودُّ والأملُ
عَلَّمْتَنَا جَهْرةً بالحقِّ صادحةً = إذا تغَشَّى النفوسَ الخَوْفُ والوجلُ
يا أمةً محّصَتْهَا كلُّ نائبةٍ = وكلّما فَترتْ غَنَّى لها الأملُ
وَقَفْتَ في صَوْلةِ "التَّغريب" فانطفأتْ = عينُ الحقودِ.. فخابَ اليومَ مَا سَأَلوا
وقُمْتَ في فِتنةِ "التكفيرِ" فارتدعتْ = قوافلٌ زالَ عَنْهَا الشكُّ والزللُ
ياربُّ أدعوكَ والأَشجانُ لاعجةٌ = ففي يَدَيْكَ مِصَالُ البُرءِ والعِللُ
شفيتَ أيوبَّ في ضرٍّ و مُكْتَهلٍ = والماء من حولِهِ شربٌ و مُغْتَسلُ(1/3068)
وارتدَّ يَعْقُوبُ فيها مُبْصِرَا فمضى = إلى الحبيبِ وقدْ دالتْ لهُ الدُّولُ
فاشفْ الحَوَاليْ شِفَاءً لا تَدَعْ سَقَمَا = أنت المُرجَّى وقد بارتْ بِنَا الحيلُ
ما لي سِواكَ ومَوجُ الهمِّ ملتطمٌ = يا مَنْ عليهِ لكشفِ الضُرِّ نتّكلُ
أُهْديكَ يا سَفَرَ الآمالِ قافيتي =لعلَّنا بالشفاءِ العَذْبِ نَحْتَفِلُ
حتى نراكَ كنورِ الشَّمسِ مُشْرقةً = وتنطوي عندَها الدَّهماءُ والسُدُلُ
ففي شِفَائكَ سُلْواني وعَافيَتِي.. = كالغَيثِ يزهرُ منه السَّفْحُ والجَبلُ
أحييتَ في جَمْعِنا إلفاً و مرحمةً = وفَوقَ أرواحِنَا منْ حُبِّكم ظُللُ
هذا جوادُكَ مَسْرُوجَا بصهوتِهِ = فقُمْ وخُضْها جِهَادا أيُّها البطلُ..
----------------------------------------------
شعر : صالح بن علي العمري – الظهران
---
عبدالرحمن الشهري
06-13-2005, 08:29 PM
جزاك الله خيراً على هذا الشعر الصادق ، وقد قلت ما يعتمل في صدورنا جميعاً وفقك الله ، وشفى الله أبا عبدالرحمن شفاء لا يغادر سقماً ، والبشائر تترى بتماثله للشفاء إن شاء الله. والحمد لله على كل حال.
---
سلسبيل
06-13-2005, 09:56 PM
جزاك الله خيرا ولا فض فوك
وكتب الله الشفاء العاجل لشيخنا الفاضل
---
خالد الشبل
06-14-2005, 07:46 PM
بارك الله فيك يا مهندز صالح على هذه الأبيات، وعسى الله أن يَشفي الشيخ سفرًا، ويجمعَ له بين الأجر والعافية.
---
عصام البشير
06-18-2005, 09:37 PM
لله درّ الذي خطت أناملُه *** شعرا حلاوته ما فاقها العسلُ
تنثال أبياته كالنور في ألقٍ *** ترتاح من طيبها الأسماع والمقلُ
---
(1/3069)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير سعيد بن منصور
---
تفسير سعيد بن منصور
---
أيمن صالح شعبان
11-06-2005, 03:19 PM
تفضلوا الرابط :
عن موقع صيد الفوائد
http://www.saaid.net/book/4/756.zip
---(1/3070)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ؟
---
إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ؟
---
عمرو الشاعر
05-29-2006, 07:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى في كتابه الكريم العظيم " إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ [النور : 15]"
والسادة المفسرون على أن " تلقونه " هنا بمعنى " تتلقونه" أي أن التأء الثانية محذوفة
ولكن لنا أن نسأل : ما مبرر الحذف ؟ وما الدليل عليه ؟ وما الداعي إليه إذا كان يمكن فهم اللفظة بدون حذف أو تقدير ؟ - وهذا هو الأصل -
لذا نرى أنه من الممكن ومن الأدق أن تفهم اللفظة كما هي , ويكون فعلها هو ال " لق " وهو كما جاء في مقاييس اللغة :
(لق) اللام والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على صِياح وجَلَبة. من ذلك اللَّقلقَة: الصِّياح. وكذلك اللَّقلاق. واللَّقلَق: اللِّسان. وفي الحديث: "من وقِيَ شَرَّ لَقْلَقِه وقَبقَبِه وذَبْذَبِهْ فقد وُقي شِرَّةَ الشَّبابِ كلَّها". ولَقَّ عينَه، إذا ضرَبَها بيده، ولعلَّ ذلك للوَقع([34]) يُسْمَع. وأمَّا اللَّقْلَقة فالاضطراب، وهو قريبٌ من المقلوب، كأنَّه مُقَلقَل" اهـ
فمن الاولى الحمل على هذا المعنى الموافق للنص والعقل
فمن البدهي ان التلقي باللسان بعيد جدا
كما أن هذا الفهم البعيد مبني على القول بالحذف
لذا والله أعلم فإن الفعل امشتق منه الكلمة هو " لق " والله أعلم
ويكون المعنى بذلك واضح ولا غموض فيه ولا حاجة إلى تقدير محذوف أو محاولة تحسين معنى بعيد والله أعلى وأعلم .
---
عبيد السعيد
05-29-2006, 11:01 PM
.
الفعل تلقّونه .. هو المضارع من تلقّى ..وحذف الفعل فيه مطّرد في كلام العرب
كما يقولون : تصدّى : أي : تتصدى ..(1/3071)
أما لو أُريد المضارع من " لقى " لقيل :
" تِلْقونه "
وقد روي أن عائشة رضي الله عنها قرأت بهذا ..
انظر تفسير البغوي للآية ...
فهناك فرق بين .. تلقّونه بتشديد القاف .. وتلقونه .. بكسر التاء وضم القاف !
والله أعلم ..
---
د.عبدالرحمن الصالح
05-30-2006, 07:21 AM
الأخ الشاعر :
السلام عليكم
حين يكون البحث لُغويّا (نحويا او صرفيا) فيجب الحذر في مقارعة المفسرين أو الردّ عليهم، احتراماً لأنفسنا أولاً وتوقياً لستر أنفسنا على قلة بضاعتنا. والتفسير ركن ركين من علم الدلالة العام ، لكن القضية الدقيقة هي من أخصّ خصائص المفسرين وعلماء اللغة.
لذلك لو سمعت نصيحتي لا تقارعهم في مثل هذه الأمور البتة.
الأخ السعيد: القراءة التي أحلت إليها هي تَلِقونه بكسر اللام ، وهي ليست من الفعل الذي وقعت عليه عينا الأخ الكاتب فظنّ أنه اكتشف نظرية. لكنّ فعله إذا كان له تصريف من الباب الرابع من أبواب الثلاثي المجرّد كالفصيح في (شمّ يشَمُ بفتح الشين وملّ يملُّ وعضَّ يعضُّ بفتح العين) ففي مثل هذه الحال يكون (تلَقُّوْنَهُ) بفتح اللام كما نقول(تمَلّونه)و(تعضُّونه). ولكن ستكون القاف مضمومة ولا بدَّ، كما هو الحال في لام تملونه وضاد تعضونه.وهي خلاف الرواية الصحيحة لدى الأمة (تلَقَّونه) بفتح القاف. ولا أعلم أحداً قرأها بضمِّ القاف.[فكيف إذا كان بابه من الباب الثاني لقَّ يلِقّ-سيكون الخطأ مضاعفاً!!]
فصارت العمدة على الرواية وهي أحد أركان القراءة الثلاثة المعروفة(الرسم والعربية وصحة السند).(1/3072)
وعليه يكون الأخ كاتب المقال قد أبعد النُّجعة، وصار كابن مقسم الذي عقد له مجلس تأديب لإجازته مثل هذه الطريقة في اختيار القراءات.[وإنصافاً للأخ الكاتب نقول إنه لم يقُلْ بجواز قراءة الكلمة بضمِّ القاف خلافاً للرواية، بل ظنَّ فقط أنها على قراءتها الحالية قابلة لأن تكون مضارعاً لـ(لقَّ)، فيكون خطؤه صرفيّاً فقط لا يتحمَّل جريرة من أجاز القراءة بموافقة الرسم والعربية دون اشتراط صحة السند كابن مقسم ومن سلك دربه]
وهي من الناحية العلمية تختلف عن اجتهاد (ابن شنَبوذ) رحمه الله ، في إقرائه بما صحّ سنده وإن خالف المصحف لأن المصحف كان اجتهاداً نال إجماعاً ، أما طريقة ابن مقسم فقد ردّها أهل العلم بشدّة.فعمَلُ ابنِ شنَبوذ عملٌ علميّ كان ينبغي فقط حصره بين أهل الاختصاص ولا يُقرأَ به في الصلاة كما فعل هو رحمه الله. أما عمَلُ ابن مقسم ومن سار على دربه(إذ قد يرتكب الزمخشريّ أحياناً هذا المركب الصعب) فليس من العلم في شيء.والله أعلم
والسلام عليكم
---
عمرو الشاعر
06-01-2006, 09:38 PM
جزاك الله أخي دكتور عبدالرحمن خيرا ولقد لاحظت أنا من قبل أن مضارع " لق " من البعيد جدا -إن لم يكن من المستحيل - أن يكون بفتح القاف , إذ لا مبرر لفتحها , والقاف هنا في الآية مفتوحة
ولكن أخي في الله ما معنى التلقي باللسان ؟ لقد قرأت تفسير هذه الآية في كتب التفسير ولم يقنعني أي تخريج لها , فهل من تخريج مقبول لها
كما أعتقد أنه من المفروض أن تكون " تتلقونه " فما مبرر حذف التاء ؟
ولقد قال لي الأخ عبيد السعيد " الفعل تلقّونه .. هو المضارع من تلقّى ..وحذف الفعل فيه مطّرد في كلام العرب " !!!!
و لعله يقصد حذف الحرف !!! , وأنا لا أقبل أن يكون هناك محذوفا مفترضا في القرآن
فنرجو من الأخوة ممن فتح الله عليهم في الآية أن يعطونا تخريجا جيدا
وفي النهاية نحن نحاول أن نفتح بابا للنقاش حول الآية(1/3073)
ولقد قرأ الموضوع كثيرون ولم يرد إلا اثنان , فإذا كنت أخطأت فليصححوا لنا
وإذا كان هناك من فتح الله عليه في فهم الآية فليعرض لنا ما فتح الله عليه أو حتى ما قرأه ورآه حسنا
وجزاك الله خيرا أخي عبدالرحمن على كل حال ونفع بك
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-02-2006, 01:30 PM
أخي الكريم إنّ البلاغةَ كلَّ البلاغة في لومِهم على (التلقّّي باللسان)، فهو يقول لمن خاض في الموضوع : عليك التفكّرُ عميقاً فيما تنطق به ، لا أن تتلاعبوا بالموضوع بألسنتكم دون تريث أو تروٍّ.
فالحكماء والأتقياء والعقلاء يتلقَّوْن الموضوع بأسماعهم ويديرونه بعقولهم وقلوبهم النقية فلا يسمحون لألسنتهم أن تخوض فيه ، لأنه قفوٌ لما ليس لهم به علم مما ينأى عنه المؤمنون أو من عصمه الله من المؤمنين.
ويوجد صنفٌ من الناس أقلُّ حظّا من العقل والتروّي وعُمْق الرؤية يسمحون لألسنتهم الخوض في الموضوع قبل التفكير فيه، وفي مثل هؤلاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كفى بالمرء كذباً أن يحدِّث بكل ما سمع" رواه مسلم في مقدمة صحيحه، وفي روايةٍ:"بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع "ورواه أيضاً موقوفاً على عمر بن الخطاب وعبدالله بن مسعود.وقال مالك: "لا يصبحُ الرجلُ إماماً حتى يمسك عن بعض ما سمع"، ونحوه عن ابن مهدي..
فهذا هو التلقي باللسان ، فهو محرم شرعاً. لأنه عبث بالأمور العظيمة. والله أعلم
---
عبيد السعيد
06-02-2006, 02:59 PM
.
أحسنت أخي الدكتور : الصالح ..
هي كما قلت أنت في تفسير البغوي الذي خانتني الذاكرة فيما قال !
وعلى العموم هذه مجموعة ردود من منتدى آخر حول الموضوع
بمصادرها لعل الله أن ينفع بها:
أستاذي جمال بعد طواف يسير في جنان التفاسير وجدت ما يلي :
الكشاف للزمخشري :
{ تَلَقَّوْنَهُ } يأخذه بعضكم من بعض. يقال: تلقى القول وتلقنه وتلقفه. ومنه قوله تعالى:
{ فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ }(1/3074)
[البقرة: 37] وقرىء على الأصل: «تتلقونه» [إذ تلقونه] بإدغام الذال في التاء. و «تلقونه» من لقيه بمعنى لقفه، و«تلقونه»، من إلقائه بعضهم على بعض. و «تلقونه» و «تأْلِقُونه»، من الولق والألق: وهو الكذب، و «تلقونه»: محكية عن عائشة رضي الله عنها، وعن سفيان: سمعت أمي تقرأ: إذ تثقفونه، وكان أبوها يقرأ بحرف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. فإن قلت: ما معنى قوله: { بِأَفْواهِكُمْ } والقول لا يكون إلاّ بالفم؟ قلت: معناه أن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب، فيترجم عنه اللسان. وهذا الإفك ليس إلاّ قولاً يجري على ألسنتكم ويدور في أفواهكم من غير ترجمة عن علم به في القلب، كقوله تعالى:
{ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ }
[آل عمران: 167]
مفاتيح الغيب للرازي :
قال صاحب «الكشاف» إذ ظرف لمسكم أو لأفضتم ومعنى تلقونه يأخذه بعضكم من بعض يقال تلقى القول وتلقنه وتلقفه ومنه قوله تعالى:
{ فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ }
[البقرة: 37] وقرىء على الأصل تتلقونه وإتلقونه بإدغام الذال في التاء وتلقونه من لقيه بمعنى لفقه وتلقونه من إلقائه بعضهم على بعض وتلقونه، وتألقونه من الولق والألف وهو الكذب، وتلقونه محكية عن عائشة، وعن سفيان: سمعت أمي تقرأ إذ تثقفونه، وكان أبوها يقرأ بحرف عبدالله بن مسعود، واعلم أن الله تعالى وصفهم بارتكاب ثلاثة آثام وعلق مس العذاب العظيم بها أحدها: تلقي الإفك بألسنتهم وذلك أن الرجل كان يلقى الرجل فيقول له ما وراءك؟ فيحدثه بحديث الإفك حتى شاع واشتهر فلم يبق بيت ولا ناد إلا طار فيه، فكأنهم سعوا في إشاعة الفاحشة وذلك من العظائم وثانيها: أنهم كانوا يتكلمون بما لا علم لهم به، وذلك يدل على أنه لا يجوز الإخبار إلا مع العلم فأما الذي لا يعلم صدقه فالإخبار عنه كالإخبار عما علم كذبه في الحرمة، ونظيره قوله:
{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ }(1/3075)
[الإسراء: 36]فإن قيل ما معنى قوله: { بِأَفْواهِكُمْ } والقول لا يكون إلا بالفم؟ قلنا معناه أن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب فيترجم عنه باللسان وهذا الإفك ليس إلا قولاً يجري على ألسنتكم من غير أن يحصل في القلب علم به، كقوله:
{ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ }
[آل عمران: 167].
لاحظوا هنا ان الرازي يتابع الزمخشري في جميع تفسيره لهذه الآية إلا في ما خططته باللون الأحمر فإنه يخرج بحكم شرعي وهو :وذلك يدل على أنه لا يجوز الإخبار إلا مع العلم فأما الذي لا يعلم صدقه فالإخبار عنه كالإخبار عما علم كذبه في الحرمة .
النكت والعيون للماوردي :
قوله تعالى: { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } فيه وجهان:
أحدهما: هو أن تتحدث به وتلقيه بين الناس حتى ينتشر.
الثاني:أن يتلقاه بالقبول إذا حدث به ولا ينكره.وحكى ابن أبي مليكة أنه سمع عائشة تقرأ إذ تلِقونه بكسر اللام مخففة وفي تأويل هذه القراءة وجهان:
أحدهما: ترددونه، قاله اليزيدي.
الثاني: تسرعون في الكذب وغيره،ومنه قول الراجز:............... جَاءَتْ به عنسٌ من الشام تَلِقْ
أي تسرع.
لاحظوا معي أن هناك معنى آخر اضافه الماوردي ، وهو الأخذ وعدم الإنكار .
التحرير والتنوير للطاهر عاشور :
{ إذ } ظرف متعلق بـ
{ أفضتم }
[النور: 14] والمقصود منه ومن الجملة المضاف هو إليها استحضار صورة حديثهم في الإفك وبتفظيعها.وأصل { تلقونه } تتلقونه بتاءين حذفت إحداهما. وأصل التلقي أنه التكلف للقاء الغير، وتقدم في قوله تعالى:
{ فتلقى آدم من ربه كلمات }
[البقرة: 37] أي علمها ولقنها، ثم يطلق التلقي على أخذ شيء باليد من يد الغير كما قال الشماخ:
إذا ما راية رُفعت لمجد تلقاها عَرابة باليمين(1/3076)
وفي الحديث: " من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً تلقاها الرحمان بيمينه.. " الحديث، وذلك بتشبيه التهيُؤ لأخذ المعطى بالتهيؤ للقاء الغير وذلك هو إطلاقه في قوله: { إذ تلقونه بألسنتكم }. ففي قوله: { بألسنتكم } تشبيه الخبر بشخص وتشبيه الراوي للخبر بمن يتهيأ ويستعد للقائه استعارة مكنية فجعلت الألسن آلة للتلقي على طريقة تخييلية بتشبيه الألسن في رواية الخبر بالأيدي في تناول الشيء. وإنما جعلت الألسن آلة للتلقي مع أن تلقي الأخبار بالأسماع لأنه لما كان هذا التلقي غايته التحدث بالخبر جعلت الألسن مكان الأسماع مجازاً بعلاقة الأيلولة. وفيه تعريض بحرصهم على تلقي هذا الخبر فهم حين يتلقونه يبادرون بالإخبار به بلا ترو ولا تريث. وهذا تعريض بالتوبيخ أيضاً.(وفي كلامه هذا رحمه الله نلحظ استعراضه للإستعارة، إذ شبه المتلقي بفيه كالمتلقي بيده آلت إلى استعارة مكنية . واستعراضه المجاز وهو هنا بادٍ ، بحيث جعل الألسن مكان التلقي بدل الآذان ، مجازاً بعلاقة ما ستؤول إليه . ).
وأما قوله: { وتقولون بأفواهكم } فوجه ذكر { بأفواهكم } مع أن القول لا يكون بغير الأفواه أنه أريد التمهيد لقوله: { ما ليس لكم به علم } ، أي هو قول غير موافق لما في العلم ولكنه عن مجرد تصور لأن أدلة العلم قائمة بنقيض مدلول هذا القول فصار الكلام مجرد ألفاظ تجري على الأفواه.
وفي هذا من الأدب الأخلاقي أن المرء لا يقول بلسانه إلا ما يعلمه ويتحققه وإلا فهو أحد رجلين: أفن الرأي يقول الشيء قبل أن يتبين له الأمر فيوشك أن يقول الكذب فيحسبه الناس كذاباً. وفي الحديث: بـ " حسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع " أو رجل مموه مُراء يقول ما يعتقد خلافه قال تعالى:
{ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام }
[البقرة: 204] وقال:
{ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون }
[الصف: 3].(1/3077)
ويجب أن نلاحظ أن الطاهر عاشور رحمه الله قد تكلم عن البلاغة بشيء من التفصيل ، فيه نسمات بلاغية راقية المستوى ، وهو ما فقدناه في تفاسير أمهات التفاسير في هذه الآية تحديدا .
وفي الخصائص لابن جني هذا القول ، وهو تشبيه حال المتلقين لحديث الأفك وتداوله بسرعة مما توافق مع رأي ابن جني في أصل هذه اللفظة .
جاء في الخصائص :
((الرابع "و ل ق" قالوا: ولق يلق: إذا أسرع.
قال: جاءت به عنس من الشام تلق
أي تخف وتسرع. وقرىء "إذ تلقونه بألسنتكم" أي تخفون وتسرعون.))
ومع تبين معنى الولق وهو الإسراع ، وقراءة من قرأ بكسر اللام (( تلِقونه )) فتنسجم الصورة التخييلية للموقف مع معنى الكلمة ، وهو حرصهم على الإسراع في نقل هذه الحديث ، حتى أنهم تلقوه بألسنتهم قبل آذانهم وفي هذا النقل في الآلة المختصة للسمع إلى الآلة المختصة بالنطق ، لإشارة إلى سرعة سماع الخبر ونقله بأسرع ما يمكن دون التبين من صحته .
والله أعلم .
2 -
جاء عند إبن عطيّة في المحرر الوجيز
(وقرأ محمد بن السميفع " إذ تُلْقُونه " بضم التاء وسكون اللام وضم القاف من لإلقاء، وهذه قراءة بينة
وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود " إذ تتلقونه " بضم التاء من التلقي بتاءين،
وقرأ جمهور السبعة " إذ تلقونه " بحذف التاء الواحدة وإظهار الذال دون إدغام وهو ايضاً من التلقي،
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي " أتلقونه " بإدغام الذال في التاء،
وقرأ ابن كثير " إذ تلقونه " بإظهار الذال وإدغام التاء في التاء وهذه قراءة قلقة لأنها تقتضي اجتماع ساكنين وليس كالإدغام في قراءة من قرأ فلا " تناجوا ولا تنابزوا " لأن لدونة الألف الساكنة وكونها حرف لين حسنت هنالك ما لا يحسن مع سكون الدال،(1/3078)
وقرأ ابن يعمر وعائشة رضي الله عنها وهي أعلم الناس بهذا الأمر " إذ تَلِقُونه " بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف، ومعنى هذه القراءة من قول العرب ولق الرجل ولقاً إذا كذب قال ابن سيده في المحكم قرىء " إذ تلقونه " وحكى أَهل اللغة أَنها من ولق إذا كذب فجاؤوا بالمتعدي شاهداً على غير المتعدي
وعندي أنه أراد إذ تلقون فيه فحذف حرف الجر ووصل بالضمير،
وحكى الطبري وغيره أَن هذه اللفظة مأخوذة من الولق الذي هو إسراعك بالشيء بعد الشيء كعدو في إثر عدو وكلام في إثر كلام يقال ولق في سيره إذا أسرع ومنه قول الشاعر:
" جاءت به عنس من الشام تلق " )
ولم أجد هذا الكلام (وحكى الطبري وغيره أَن هذه اللفظة مأخوذة من الولق الذي هو إسراعك بالشيء بعد الشيء كعدو في إثر عدو وكلام في إثر كلام )عند الطبري
.
وشكراً لكم ..
.
---
عمرو الشاعر
06-04-2006, 04:13 PM
جزى الله الأخوة خيرا على الردود وننتظر المزيد
---
(1/3079)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مخطوط فتح المقفلات للمخللاتي
---
مخطوط فتح المقفلات للمخللاتي
---
العويدي
03-30-2007, 07:40 AM
إخوتي الفضلاء
هل سبق لأحدكم الاطلاع على تحقيق لمخطوط ( فتح المقفلات لما تضمنه نظم الشاطبية والدرة 000) للشيخ المخللاتي -رحمه الله- .
---
أبو الجود
03-30-2007, 03:52 PM
أخي الحبيب
الكتاب له عدة نسخ منها مخطوطة بخط المؤلف نفسه وأخرى بخط الشيخ الضباع وجميعها بالمكتبة الأزهرية
ودار الكتب المصرية وهي حقيق أن يعمل عليها أخ مجيد للقراءات وخاصة القراءات الصغرى أسأل الله أن يوفق
من يريد إحياء كتب القراءات من أهل القراءات
---
(1/3080)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مجموعة من الأسئلة الحديثية وردتني تم الإجابة عليها
---
مجموعة من الأسئلة الحديثية وردتني تم الإجابة عليها
---
ماهر الفحل
09-15-2006, 11:34 AM
س : ما هي الطرق في ترتيب مصادر التخريج ؟
ج : اختلفت مناهج المخرجين في ترتيب مصادر التخريج فمنهم من يقدم العزو إلى المصنفات التي اشترط أصحابها الصحة ، وعلى هذا الاختيار يكون ترتيب الكتب على النحو الآتي :
صحيح البخاري ( ت 256 ه ) ، ثم صحيح مسلم ( ت 261 ه ) ، ثم صحيح ابن خزيمة ( ت 311 ه ) ، ثم صحيح ابن حبان ( ت 354 ه ) ، ثم مستدرك الحاكم ( ت 405 ه ) ، ( الحاكم أشترط في كتابه الصحة ولا يوفق على كثير من الأحكام ) وهؤلاء قد جاءت وفياتهم مرتبة أيضاً بما ينسجم مع ترتيب مصنفاتهم في الصحة عند جمهور علماء الحديث .
ومنهم من يقدم الكتب الستة ، ولهؤلاء ترتيب لا يتعلق بالتاريخ ، ولا بالصحة ، وإنما صلته بقيمة كل مصنف ، هكذا قالوا ، وفي بعض ما قالوه نظر وترتيب الكتب الستة عندهم على النحو الآتي : صحيح البخاري ( ت 256 ه ) ، ثم صحيح مسلم ( ت 261 ه ) ، ثم سنن أبي داود ( ت 275 ه ) ، ثم جامع الترمذي ( ت 279 ه ) ، ثم سنن النسائي ( ت 303 ه ) ، ثم سنن ابن ماجه (( 275 هـ)) .
ومنهم من يعتمد التاريخ ، فيقدم متقدم الوفاة على من توفي بعده . وبهذا يتقدم موطأ مالك ( ت 179 ه ( ، ثم مصنف عبد الرزاق ( ت 211 ه ( ، ثم مسند الحميدي ( ت 219 ه ( ، ثم مصنف ابن أبي شيبة ( ت 235 ه ( ، ثم مسند أحمد ( ت 241 ه ) ، ثم سنن الدارمي ( ت 255 ه ) على الكتب الستة كلها . وهذه الطريقة هي الطريقة الصحيحة الأسلم التي نسير عليها في تخريجاتنا في كتب السنة ؛ لأن هذه الطريقة تجنبنا أمرين :
أولاً : الاضطراب في ترتيب المصادر الأخرى .(1/3081)
ثانياً : قد يكون أحد أصحاب الكتب الستة قد روى من طريق المتقدم فتأخير المتقدم عليه شذوذ .
: ما معنى المسند عند المحدثين ؟
ج : قال الزركشي في نكته 1/405 : (( وهو مأخوذ من السند ، وهو ما ارتفع وعلا عن سفح الجبل ؛ لأن المسنِّد يرفعه إلى قائله ، ويجوز أن يكون مأخوذاً من قولهم : فلان سند ، أي : معتمد . فسمِّي الإخبار عن طريق المتن مسنداً ؛ لاعتماد النقّاد في الصحة والضعف عليه ، وفي أدب الرواية للحفيد : أسندت الحديث أسنده وعزوته أعزوه وأعزيه ، والأصل في الحرف راجع إلى المسند وهو الدهر، فيكون معنى إسناد الحديث اتِّصاله في الرواية اتِّصال أزمنة الدهر بعضها ببعض . وحاصل ما حكاه المصنِّف في تعريفه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه المتصل إسناده وإن لم يرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
والثاني : أنه المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يتصل .
والثالث : أنه المتصل المرفوع .
ويتفرع على هذه الأقوال أن المرسل هل يسمّى مسنداً ؟ فعلى الأول : لا يسمّى ؛ لأنه ما اتصل إسناده ، وعلى الثاني : يسمّى مسنداً ؛ لأنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطعاً . وعلى الثالث : لا يسمّى مسنداً أيضاً ؛ لأنه فاته شرط الاتصال ووجد فيه الرفع . وينبني عليه أيضاً الموقوف –وهو المروي عن الصحابة – أنه هل يسمى مسنداً ؟ فعلى الأول : نعم ؛ لاتصال إسناده إلى منتهاه ، وعلى الثاني والثالث : لا . وكذلك المعضل – وهو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر – فعلى الأول والثالث : لا يسمى مسنداً ، وعلى الثاني يسمى )) وانظر عن معنى المسند لغة : لسان العرب 3/221 ، والتاج 8/215 ، والبحر الذي زخر 1/315 .
س : هل ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين ؟(1/3082)
ج : هو ما رواه ابن سعد 2 / 310 ، وابن أبي شيبة 14 / 291 ، وأحمد 1 / 223 و 266 و 279 و294 و312 و 359 ، ومسلم 7/89 (2353) ، والترمذي (3650) ، وفي الشمائل (381) ، وأبو يعلى ( 2452 ) و ( 2614 ) ، والطحاوي في شرح المشكل ( 1944 ) ، والطبراني في الكبير (12843) و ( 12844 ) من حديث عمَّار ابن أبي عمار مولى بني هاشم ، قال : سمعت ابن عباس يقول : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين .
وهذه رواية شاذة تفرد بها عمار ابن أبي عمار ، وأخطأ فيها فإن المتقنين من أصحاب ابن عباس رووا عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين منهم عكرمة بن عمار وعمرو بن دينار وعروة بن الزبير وغيرهم، وقد ساق البخاري في تاريخه الصغير 1 / 27 – 29 ، رواياتهم ، ثم ساق رواية عمار ، وقال : (( ولا يتابع عليه ، وكان شعبة يتكلم في عمار . وقال الحافظ ابن كثير في السيرة 4/515 : (( ورواية الجماعة عن ابن عباس في ثلاث وستين أصح ، فهم أوثق وأكثر ، وروايتهم توافق الرواية الصحيحة عن عروة عن عائشة وإحدى الروايتين عن أنس ، والرواية الصحيحة عن معاوية .
وكذلك قد سبقه إلى مثل هذا البيهقي في دلائل النبوة 7/241 ، فقد قال : (( ورواية الجماعة عن ابن عباس في ثلاث وستين أصح فهم أوثق وأكثر )) .
وانظر : بلا بد كتابي كشف الإيهام الترجمة ( 405 ) .
س : ذكرتم في إحدى تعاليقكم أن كتاب العين ليس للخليلي ، ما هو الدليل على ذلك ؟
ج : الكتاب في نسبته إلى الخليل كلامٌ ، قال ابن جني : (( أما كتاب العين ، ففيه من التخليط والخلل والفساد ما لا يجوز أن يحمل على أصغر أتباع الخليل فضلاً عن نفسه )) الخصائص 3/288 .(1/3083)
وقدِ اتُّهِمَ الليث بن المظَفَّرِ – راوية الخليل وتلميذه – بأنه هو الذي ( نحل الخليل بن أحمد تأليف كتاب العين جملة لينفقه باسمه ، ويرغب فيه مَنْ حوله ) التهذيب 1 / 28 غير أن الأزهري يضيف قائلاً : (( ولم أرَ خلافاً بين اللغويين أن التأسيس المجمل في أول كتاب العين لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد … وعلمت أنه لا يتقدم أحدٌ الخليلَ فيما أسسه ورسمه … )) التهذيب 1 / 401 .
والذي جعل العين مداراً للشك كثرة الخلل الواقع فيه ؛ لذلك جوبه بنقد كثير وجهه إليه أبو حاتم السجستاني وابن دريد وأبو علي القالي وأبو بكر الزبيدي وأبو منصور الأزهري وأحمد بن فارس ، وغيرهم . ينظر : نقاش ذلك في المعجم العربي : حسين نصار 1 / 280 ، وقارن بمقدمة محقق كتاب العين 1 / 18 – 27 .
وعدم ظهور الكتاب إلاَّ بعد خمسين سنة من وفاة الخليل ، وما قيل منه إنَّ الخليل بدأه في أواخر حياته (بعد 170 ه) ، وهي في الأغلب السنة التي مرض فيها وتوفي بعدها ( 175 أو 177 ه ) ، وقد كان عرض منهج الكتاب على تلميذه الليث بن المظَفَّرِ الذي عاد من الحج فأكمله بعد ، أو وصل فيه الخليل إلى آخر حرف العين ، وقيل : إنه أتمَّه ثمَّ أحرقه وألَّفهُ بعده الليث ؛ لأنه كان قد قرأه ، وقيل : غير ذلك .
ينظر : مشكلات في التأليف اللغوي ، د. رشيد العبيدي ، فصل ( كتاب الجيم ) .
س : ما هو تخريج رواية الخطيب منْ طريقِ ابنِ عُيَيْنَةَ عنْ وائلِ بنِ داودَ عنِ ابنِهِ بكرٍ ، عنِ الزُّهريِّ ، عنْ سعيدِ بنِ المسيبِ ، عنْ أبي هريرةَ ، قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( أَخِّرُوا الأَحمالَ فإنَّ اليدَ معلَّقةٌ ، والرِّجلَ مُوثقةٌ )) .(1/3084)
ج : هذا الحديث أخرجه الترمذي في العلل الكبير ( 706 ) ، والبزار ( 1081 ) كشف الأستار وأبو يعلى في مسنده ( 5852 ) ، والطبراني في الأوسط ( 4508 ) ، والبيهقي في الكبرى 6 / 122 ، والخطيب في تاريخ بغداد 13 / 45 ، كلهم من طريق قيس ابن الربيع ، عن بكر بن وائل ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
وأخرجه أبو طاهر المخلّص في فوائده ل ( 9 / ب ) و ( 188 / أ ) ، وأبو القاسم ابن الجراح في المجلس السابع من أماليه 2/1 ، وأبو محمد المخلدي في فوائده ( 285 / 1 / 2 ) عن وائل بن داود ، عن ابنه بكر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً . كما في السلسلة الصحيحة ( 1130 ) والتعليقات على المقنع 2 / 535 .
وروي عن سفيان بن عيينة ، فاختلف عليه فيه : فأخرجه أبو داود في المراسيل ( 294 ) من طريق أحمد بن عبدة ، عن سفيان ، عن وائل أو بكر – هكذا على الشك – عن الزهري مرسلاً .
ورواه من سبق في الفقرة الثانية على ذلك النحو عن سفيان ، من طريق عبد الله بن عمران العابدي عن سفيان به .
أقول : العابدي هذا ذكره ابن حبان في ثقاته 8 / 363 ، وقال : (( يخطئ ويخالف )) وعلى هذا فليس هو ممن لا يحتمل تفرده بوصل هذا الحديث ، فإن في حفظه شيئاً ، زيادة على أنه قد خالف أحمد بن عبدة الثقة ( تقريب التهذيب 74 ) الذي رواه عن سفيان مرسلاً . ثم إن ابن عيينة من المكثرين المشهورين بكثرة تلامذته ، فَلِمَ ينفرد بوصل هذه السنة العزيزة العابديُّ هذا دون عامة أصحاب سفيان ؟
لذا قال البزار–وإليه المفزع في معرفة المفاريد– بعد أن رواه (1081) من طريق قيس بإسنادين اثنين: (( لا نعلم روى بكر إلا هذا بهذا الإسناد )) . وقال الطبراني : (( لَمْ يروه عن الزهري إلا بكر )) .(1/3085)
وطريق قيس ابن ربيع ضعيف بسبب ضعفه ، قال الحافظ في التقريب ( 5573 ) : (( صدوق ، تغير لمَّا كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به )) . وانظر: تهذيب الكمال 6/133 (5492)، لذا قال الهيثمي في المجمع 3 / 216 بعد أن نسبه إلى البزار والطبراني في الأوسط : (( وفيه قيس بن ربيع ، وثَّقه شعبة والثوري ، وفيه كلام )) ، وقال في 8 / 109 بعد نسبته إلى أبي يعلى : (( وفيه الحسين بن علي ابن الأسود وقيس بن الربيع ، وقد وثِّقا وفيهما ضعف )) .
فمن هذا يتبين أن المحفوظ رواية أحمد بن عبدة ، عن الزهري مرسلاً ، ولذا قال الإمام الترمذي في علله الكبير (706): (( سألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال: أنا لا أكتب حديث قيس بن الربيع ، ولا أروي عنه )) . وضعَّف إسناده البيهقي في الكبرى 6 / 122 . وبهذا يظهر خطأ العلامة محدث الشام الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله – بتصحيحه الحديث في صحيح الجامع (228)، وفي الصحيحة ( 1130 ) .
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفاً عليه، أخرجه البيهقي في الكبرى 6/121–122. وبه يتقوَّى القول بضعف رواية من وصله مرفوعاً ، والله أعلم .
س : لماذا يسوق ابن حبان بعض الرواة في التابعين ثم يسوقهم في الصحابة ، وما هو القول الفصل في محمود بن لبيد وهل هو صحابي أم تابعي ؟
ج : ابن حبان يكرر الراوي في التابعين وفي الصحابة إذا كان هذا الراوي مختلفاً في صحبته ، أما محمود بن لبيد ترجمه البخاري في تاريخه الكبير 7 / 402 الترجمة ( 1762 ) وساق له خبراً مفاده أن له صحبة فقال: (( قال لنا أبو نعيم عن عبد الرحمن بن الغسيل ، عن عاصم بن عمر ، عن محمود بن لبيد، قال : أسرع النبيُّ حتى تقطَّعت نعالنا يوم مات سعد بن معاذ )) .
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/289 الترجمة ( 1329 ) : (( قال البخاري : له صحبة ، فخط أبي عليه ، وقال : لا تعرف له صحبة )) .(1/3086)
وقد أثبت صحبته الترمذي في الجامع 3 / 560 عقيب ( 2036 م ) فقال : (( ومحمود بن لبيد قد أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، ورآهُ وهو غلامٌ صغيرٌ )) .
وكذا فعل ابن عبد البرِّ حيث رجَّحَ قول البخاري في الاستيعاب 3/423، وقالَ ابن حجر في التقريب (6517 ) : (( صحابيٌّ صغير )) . وعدَّهُ تابعياً أبو حاتم وأبو زرعة الجرح 8/289 الترجمة (1329) .
والعجلي في ثقاته 2/266 ، قال: (( مدني تابعي ثقة )) ، ويعقوب بن سفيان. المعرفة والتاريخ 1/356 لذا قالَ الذهبي في تجريد أسماء الصحابة ( 2 / 63 الترجمة 687 ) : (( في صحبته خُلْفٌ )) .
أقول : ذكر ابن عبد البر في استيعابه 3 / 224 : أن ابن لبيد أسنُّ من ابن الربيع ، فإذا عُدَّ ابن الربيع صحابياً ، فابن لبيد أولى بالعدِّ ، والله أعلم .
ما هي واجبات المحقق ؟
واجبات وضوابط المحقق
1- تخريج الآيات ، يكتب اسم السورة ، ثم نقطتان ، ثم رقم الآية . هكذا البقرة : 43 .
2- تخريج الأحاديث من الكتب المسندة .
3- التخريج يرتب على حسب الوفيات .
4- صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، تكتب لهما الجزء والصفحة ورقم الحديث . للطبعات المشهورة .
5- الجزء والصفحة للكتب التي لم ترقم أحاديثها ورقم الحديث فقط للكتب التي رقمت أحاديثها ، أما إذا كان الكتاب مجلداً واحداً ولم ترقم أحاديثه فكتب نقطتان قبل رقم الصفحة . هكذا : 571 .
6- عند التخريج يستفاد من الكتب التي تجمع أسانيد كتب متعددة . مثل تحفة الأشراف ، وجامع المسانيد ، وإتحاف المهرة ، والمطالب العالية والمسند الجامع . وكذلك يستأنس بجامع الأصول ، وموسوعة أطراف الحديث ، والكتب المحققة المخرجة .
7- الاعتناء بعلامات التفريز .
8- كتب التخريج القديمة يستفاد منها كثيراً عند تخريجنا للأحاديث . مثل نصب الراية للزيلعي ، والتلخيص الحبير ، وتخريج أحاديث الإحياء ، وتحفة المحتاج ، وتخريج أحاديث الكشاف .
9- للتخريج خمس طرق :(1/3087)
الطريقة الأولى : عن معرفة راوي الحديث من الصحابة ، وهذه الطريقة نرجع إليها حينما نعرف اسم الصحابي الذي روى هذا الحديث . وعند تخريجنا لهذه الطريقة نستفيد من مجموعة من الكتب وهي : المسانيد ، والمسانيد هي الكتب التي تجمع أحاديث مسند كل صحابي على حدة . مثل مسند أحمد والحميدي ، والطيالسي ، وأبي يعلى . وكذلك المعاجم مثل معاجم الطبراني الثلاثة . فهي أيضاً على المسانيد إلا إن مسانيد الصحابة رتبت على حروف المعاجم . وكذلك كتب الأطراف مثل تحفة الأشراف ، وإتحاف المهرة .
الطريقة الثانية : فهي على طريقة معرفة أول لفظ من متن الحديث . وهذه طريقة نلجأ إليه حينما نعرف أول متن الحديث . وأفضل كتاب لهذه الطريقة هو كتاب موسوعة أطراف الحديث . وكذلك فيها فهارس الكتب المطبوعة حديثاً . وهناك كثير من الكتب ألفت مرتبة على الفهارس المعجمية مثل صحيح الجامع الصغير ، وضعيف الجامع الصغير ، والمقاصد الحسنة . وكشف الخفاء .
أما الطريقة الثالثة : فهي عن طريق معرفة كلمة مشتقة من فعل ثلاثي . مثل
(( إنما الأعمال بالنيات )) فالأعمال أصلها (( عمل )) والنيات أصلها (( نوى )) ونستعين على هذه الطريقة بفهارس صحيح مسلم للمرصفي . والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث لونسك . ولمسند أبي يعلى لحسين سليم أسد فهرس في مجلدين .
أما الطريقة الرابعة : فهي عن طريق معرفة موضوع الحديث . وهو أن نبحث عن الحديث في بابه الفقهي . ونلجأ إليها بالكتب المؤلفة على هذه الطريقة . مثل الجوامع والمستخرجات والمستدركات والسنن . وأحسن شيئ لهذه الطريقة . الرجوع لكتب شملت عدة كتب . مثل جامع الأصول ، ومجمع الزوائد والمطالب العالية .(1/3088)
أما الطريقة الخامسة : فهي النظر إلى نوع الحديث فإذا كان الحديث مرسلاً . بحثنا عنه في كتب المراسيل . وإذا كان متواتراً بحثنا عنه في الكتب التي ألفت في المتواتر . وإذا كان الحديث ضعيفاً نبحث عنه في الكتب المتخصصة في ذلك . مثل السلسلة الضعيفة . وإذا كان مشتهراً على السنة الناس نبحث عنه في المقاصد الحسنة وكشف الخفاء . وإذا كان الحديث من أحاديث الأحكام نبحث عنه في الكتب التي تعتني في هذا . مثل إرواء الغليل والتلخيص الحبير . و نصب الراية . وإذا كان الحديث من أحاديث التفسير يبحث عنه في كتب التفاسير المسندة مثل تفسير الطبري ، وابن أبي حاتم ، والبغوي ، وكتب الواحدي .
فعلى المخرج أن يخرج على إحدى هذه الطرق حسب الحال .
10 – عند تخريج الحديث يحكم على الأحاديث ؛ لأنا لا نستطيع أن نعمل بالحديث حتى نعرف صلاحيته من عدمها ونحن نبحث عن حكم المتقدمين فإذا كان الحديث في الصحيحين ، أو في واحد منهما ، فهو صحيح . وما دون ذلك يبحث عن أقوال أهل العلم في تصحيح الأحاديث وتعليلها . من ذلك كتب العلل . وكتب التخريج القديمة . وبعض الكتب التي شملت أحكاماً مثل جامع الترمذي ، وسنن الدارقطني . أما إذا لم نجد لأهل العلم تصحيحاً ولا تضعيفاً في ذلك الحديث المبحوث عنه . فنعمل قواعد الجرح والتعديل وقواعد المصطلح . وهو أمر صعب . نحن نعلم أن شروط صحة الحديث الاتصال ، والعدالة والضبط وعدم الشذوذ وعدم العلة . فإذا تخلف شرط من هذه الشروط عن الحديث فالحديث ضعيف . والشروط الثلاثة الأولى تكون في الإسناد ونستطيع أن نبحث عنها بمراجعة كتب الرجال . أما الشرطان الأخيران فهما يحتاجان إلى الحفظ . ولمعرفة عدالة الراوي وضبطهم نستفيد أكثر شيئ من تهذيب الكمال ، وميزان الاعتدال ، والتقريب ، وغيرها من كتب الرجال .
والحكم على الأسانيد على النحو الآتي :(1/3089)
أولاً : إسناده صحيح ، إذا كان السند متصلاً بالرواة الثقات ، أو فيه من هو صدوق حسن الحديث وقد توبع ، فهو يشمل السند الصحيح لذاته والسند الصحيح لغيره .
ثانياً : إسناده حسن إذا كان في السند من هو أدني من رتبة الثقة وهو الصدوق الحسن الحديث ولم يتابع ، أو كان فيه (( الضعيف المعتبربه )) أو (( المقبول )) أو (( اللين الحديث ))أو (( السيئ الحفظ )) ومن وصف بأنه (( ليس بالقوي )) أو (( يكتب حديثه وإن كان فيه ضعف )) ، إذا تابعه من هو بدرجته أو أعلى منزلة منه ، فهو يشمل السند الحسن لذاته والحسن لغيره .
ثالثاً : إسناده ضعيف إذا كان في السند من وصف بالضعف ، أو نحوه ويدخل فيه : المنقطع ، والمعضل ، والمرسل ، والمدلس رابعاً .
رابعا إسناده ضعيف جداً ، إذا كان في السند أحد المتروكين أو من اتهم بالكذب.
11- من أول واجبات المحقق ، رجوعه إلى النسخ الخطية العتيقة ، وإلى الكتب المساعدة مثل موارد صاحب المخطوط ، ومن استقى منه .
12 – الاعتناء بشرح ما لا بد من شرحه من غريب أو غيره .
13- ضبط الأسماء المشكلة بالحروف بالهامش مع شكلها بالشكل في المتن .
14- التخريج يكون بجمع الموارد على الصحابي أو تفصيله عند الحاجة .
15- تخريج النقولات عن العلماء من الكتب القديمة .
16- تتبع المذاهب سواء كانت لغوية أم فقهية أم غيرها وتوثيقها من المصادر التي تعنى بها .
17- ترجمه بعض المهملين الذين يرد ذكرهم بترجمة بسيطة .
18 – التعليق على المواطن التي يحتاج فيها إلى التعليق .
19- ينبغي وضع خطة خاصة عند تحقيق أي كتاب .
20- عند التحقيق يجب السير على منهج واحد . والإشارة إليه قبل بدأ العمل .
21- ينبغي شكل ما يشكل .
22- لا بد في التخريج من ذكر الصحابي .
23- عند تخريج أحاديث من في حفظه شيء ، يرجع إلى الكامل والضعفاء للعقيلي والميزان واللسان خشية أن تكون هذه الأحاديث مما أنكرت عليهم.(1/3090)
24- لا بد من معرفة مناهج المخطوطات عند تحقيق أي مخطوطة .
25- يستعان في ضبط المدن في معجم البلدان ، ومراصد الاصطلاح .
26- ويستفاد في ضبط الأنساب في كتاب الأنساب للسمعاني أو اللباب لابن الأثير .
27- ينبغي صنع الفهارس لأي كتاب يحقق . والمنهج السديد لصنع الفهارس فيما يأتي :
أ : اعتبار المدة ( آ ) أول حرف
ب : عدم التفريق بين ( أن ) و ( أنّ ) و ( إن ) وكذلك بين ( أما ) ( أمّا ) ( إمّا ) ، أي : لا يعتد بحركة الهمزة ، ولا تخفيف النون ، والميم ، وتشديدها .
ج : عدم التفريق بين همزة الوصل والقطع ، وعد الهمزة التي كتبت على الواو، والألف همزة .
ء : عدم الاعتداد بـ (( أل )) التعريف في الترتيب ، ويستثنى من ذلك لفظ الجلالة ولفظ اسم الموصول ، فتعدُ همزتها همزة أصلية .
ذ : عدم الاعتداد بجملة (( صلى الله عليه وسلم )) .
ه : عد الألف المقصورة ياءً في الترتب فتجئ (( صلّى )) مثلاً بعد (( صلوا )) .
ف : عد (( لا ))حرفاً مستقلاً . وضع بين الواو والياء .
ما هو تخريج حديث : (( مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتعمِّداً -ليُضِلَّ بهِ الناسَ- فلْيَتبوَّأْ مَقْعدَهُ من النارِ )) ؟
الجواب : هذا الحديث بهذه الزيادة منكر لا يصحّ ؛ وهو معلول بـ ( يونس بن بُكير ) ؛ فقد ضعّفه أبو داود والنسائي ، وهو ليس ممن يحتمل تفرّده في مثل هذا المقام ، وفيه من هذا الوجه ثلاث علل :
الأولى : تفرّده بهذه اللفظة المنكرة ، وهي تخالف أصل الحديث المتواتر الذي رواه أكثر من ستين صحابياً بدونها .
الثانية : أنّه معلول بالإرسال، فقد أخرجه البزار(كشف الأستار 209)، والطحاوي في شرح المشكل (418)، وابن عدي في الكامل (1/20) ، وابن الجوزي في الموضوعات (1/97) من طريق يونس بن بكير، عن الأعمش، عن طلحة بن مُصرّف ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن ابن مسعود، به ، موصولاً .(1/3091)
وأخرجه الطحاوي في شرح المشكل(419) من طريق أبي معاوية الضرير محمد بن خازم ، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، به ، مرسلاً ليس فيه ابن مسعود .
الثالثة : أنه معلول بالانقطاع ؛ فإن طلحة بن مصرف لم يدرك عمرو بن شرحبيل كما نص عليه الطحاوي ( 1 / 371 ) .
وقال الطحاوي ( 1 / 371 ) : (( هذا حديث منكر )) ، وقال ابن عدي في الكامل ( 1 / 20 ) :
(( هذا الحديث اختلفوا فيه على طلحة بن مصرف )) ، وقال ابن حجر في نكته ( 2 / 855 ) : (( اتفق أئمة الحديث على أنّها زيادة ضعيفة )) . ومن عجبٍ أن الهيثمي لما أورده في " كشف الأستار "
( 1 / 114 حديث 209 ) قال : (( قلت : أخرجته لقوله : (( ليضلّ به الناس )) . لكنه لم يتنبّه إلى شيء من علل الحديث في المجمع ( 1 / 144 ) فقال : (( رجاله رجال الصحيح )) ، ومعلوم أنّ إطلاق الهيثمي هذا لا يستفاد منه صحة المتن ، فكلامه هذا لا يجامع الصحة ، فإنّ شروط الصحة عدالة الرواة وضبطهم والسلامة من الانقطاع والعلة وكثيراً ما يغترُّ بعضُ مَنْ ينتحلُ العلمَ بمثل قول الهيثمي هذا فيقع في الخطأ .
هل العلة تطلق فقط على الامر الخفي ؟(1/3092)
إنّ إطلاق العلة على الأمر الخفي القادح : قيد أغلبي ، لأنا وجدنا كثيراً من الأقوال عن العلماء الجهابذة الفهماء إطلاق لفظ العلة على غير الخفي ، وقد وجدنا في " علل الحديث " لابن أبي حاتم مائتين وسبعة وأربعين حديثاً أعلّت بالجرح الظاهر . ( انظر أرقامها في أثر علل الحديث : 15 - 16 ) ، وانظر إلى قول الحافظ ابن حجر حين قال : (( العلّة أعمّ من أن تكون قادحة أو غير قادحة خفية أو واضحة )) ( النكت 2 / 771 ) وقال : (( إنّ الضعف في الراوي علّة في الخبر والانقطاع في الإسناد علة الخبر ، وعنعنة المدلس علة في الخبر وجهالة حال الراوي علة في الخبر )) ( النكت 1 / 407 ) وفي حوار لنا مع شيخنا العلاّمة الدكتور هاشم جميل تنبهنا إلى أمر آخر ، وهو أنّ المحدّثين إذا تكلّموا على العلة باعتبار أن خلو الحديث منها يعدّ قيّداً لابدّ منه لتعريف الحديث الصحيح . فإنّهم في هذه الحالة يطلقون العلة ويريدون بها المعنى الاصطلاحي الخاصّ ، وهو : السبب الخفي القادح . وإذا تكلموا في نقد الحديث بشكل عام فإنّهم في الحالة يطلقون العلة ويريدون بها : السبب الذي يعلّ الحديث به : سواء أكان خفياً أم ظاهراً قادحاً أم غير قادح . وهذا توجد له نظائر عند المحدّثين ، منها : المنقطع : فهو بالمعنى الخاص : ما حصل في إسناده انقطاع في موضع أو في أكثر من موضع لا على التوالي .
وهذا المصطلح نفسه يستعمله المحدّثون أيضاً استعمالاً عاماً فيريدون : كلّ ما حصل فيه انقطاع في أيّ موضع في السند كان ، فيشمل المعلق ، وهو: الذي حصل فيه انقطاع في أول السند ، والمرسل ، وهو: الذي حصل فيه انقطاع في آخر السند والمعضل ، وهو : الذي حصل فيه انقطاع في أثناء السند باثنين فأكثر على التوالي . ويشمل أيضاً المنقطع بالمعنى الخاص الذي ذكرناه .(1/3093)
وهكذا نرى أنّ مصطلح المنقطع يستعمله المحدّثون استعمالاً خاصاً في المنقطع الاصطلاحي ، ويستعملونه استعمالاً عاماً في كلّ ما حصل فيه انقطاع فيشمل المنقطع الاصطلاحي، والمعلق ، والمرسل ، والمعضل ، وعلى هذا المنوال جرى استعمالهم لمصطلح العلّة ، فهم يستعملونه بالمعنى الاصطلاحي الخاص ، وهو : السبب الخفي القادح ، ويستعملونه استعمالاً عاماً ، ويريدون به : كل ما يعلّ الحديث به فيشمل العلة بالمعنى الاصطلاحي ، والعلة الظاهرة ، والعلة غير القادحة )) . وانظر : أثر علل الحديث : 17 - 18 .
هل العلة تكون فقط بالمتن ؟
العلّة تكون أحياناً في الإسناد ، وتكون أحياناً في المتن ، فإذا وقعت العلة في الإسناد : فأما أنْ تقدح في السند فقط أو فيه وفي المتن أو لا تقدح مطلقاً . وهكذا إذا وقعت العلة في المتن ، فعلى هذا يكون للعلة خمسة أقسام نشير إليها فيما يأتي :
1 – تقع العلة في الإسناد ولا تقدح مطلقاً .
مثاله : ما رواه المدلّس بالعنعنة ، فهذا يوجب التوقف عن قبوله ، فإذا وجد من طريق آخر قد صرّح فيها بالسماع تبين أنّ العلة غير قادحة . النكت 2 / 747 ، ومقدمة علل الدارقطني 1 / 40 ، ومقدمة البحر الزخار 1 / 19 .
2 – تقع العلة في الإسناد وتقدح فيه دون المتن(1/3094)
مثاله : ما رواه يَعْلَى بن عُبيد الطَّنَافسي ، عن الثوري ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( البيِّعان بالخيار )) . ( انظر تفصيل الروايات في جامع الأصول 1 / 574 حديث 407 ، والتلخيص الحبير 3 / 23 ، ومسند أبي يعلى 10 / 192 – 193 ، وإتحاف المهرة 8 / 528 حديث 9890 ، والمسند الجامع 10 / 439 حديث 7730 ) . فغلط يعلى في قوله : عمرو بن دينار ، إنّما هو عبد الله بن دينار كما رواه الأئمة المتقنون من أصحاب سفيان الثوري مثل : الفضل بن دكين ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، ومخلد بن يزيد ، وغيرهم . علوم الحديث لابن الصلاح : 82 – 83 ، وتدريب الراوي 1 / 254 ، ومقدمة علل الدارقطني 1 / 40 ، ومقدمة البحر الزخار 1 / 19 .
3 – تقع العلة في الإسناد وتقدح فيه وفي المتن معاً
وذلك كأنّ يوجد في الحديث إرسال أو وقف ، أو إبدال راوٍ ضعيف براوٍ ثقة .
مثال ذلك : ما وقع لأبي أسامة – حماد بن أسامة الكوفي ، وهو ثقة ( تقريب التهذيب 1487 ) – في روايته عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر – وهو من ثقات الشاميين ( تقريب التهذيب 4041 ) – قدم عبد الرحمن الكوفة فكتب عنه أهلها، ولم يسمع منه أبو أسامة، ثم قدم بعد ذلك الكوفة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم – وهو من ضعفاء الشاميين ( تقريب التهذيب 4040 ) – فسمع منه أبو أسامة ، وسأله عن اسمه فقال : عبد الرحمن بن يزيد ، فظن أبو أسامة أنّه ابن جابر فصار يحدث عنه وينسبه من قبل نفسه فيقول : حدّثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، فوقعت المناكير في رواية أبي أسامة عن ابن جابر ، ولم يفطن إلا أهل النقد فيميزوا ذلك ونصّوا عليه كالبخاري ، وأبي حاتم ، وغير واحد . النكت 2/748 ، وتوضيح الأفكار 2/32 ، ومقدمة علل الدارقطني 1/41 ، ومقدمة البحر الزخار 1/19 .
4 - تقع العلة في المتن ولا تقدح فيه ولا في الإسناد(1/3095)
مثاله : كلّ ما وقع من اختلاف ألفاظ كثيرة من أحاديث الصحيحين إذا أمكن الجمع رد الجميع إلى معنى واحد فإن القدح ينتفي عنهما . النكت 2 / 748 ، وتوضيح الأفكار 2 / 32 ، ومقدمة علل الدارقطني 1 / 41 ، ومقدمة البحر الزخار 1 / 19 .
5 – تقع العلة في المتن وتقدح فيه دون الإسناد
مثاله: ما انفرد مسلم (صحيحه 2/12 رقم 399) بإخراجه في حديث أنس - رضي الله عنه - من اللفظ المصرّح بنفي قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم)، فعلّل قومٌ روايةَ اللفظ المذكور لمّا رأو الأكثرين إنّما قالوا فيه: (( فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين )) من غير تعرّض لذكر البسملة وهو الذي اتفق البخاري ومسلم على إخراجه (صحيح البخاري 1/189 رقم 743 ، وصحيح مسلم 2/12 رقم 399) .
ورأوا أنّ من رواه باللفظ المذكور رواه بالمعنى الذي وقع له ففهم من قوله : (( كانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين )) أنّهم كانوا لا يبسملون فرواه على فهم وأخطأ فيه ؛ لأنّ معناه أنّ السورة التي كانوا يفتتحون بها من السور هي الفاتحة ، وليس فيها تعرض لذكر البسملة . علوم الحديث : 83 ، والنكت 2/748 ، والباعث الحثيث: 67 ، ومقدمة علل الدارقطني 1/42 ، ومقدمة البحر الزخار 1/20 .
ما هو القول الفصل في زيادة الثقة ؟
زيادة الثقة من القضايا التي كَثُرَ الخلافُ فيها واتّسع النقاش لها ، وهي من القضايا الخفية المهمة في علل الحديث ، بل إنّ العمود الفقري لعلم العلل هو الزيادة من الرواة الثقات ، وقد عُرِّفت زيادة الثقة : بأنّها ما انفرد به الراوي من زيادة – في المتن أو في السند – عن بقيّة الرواة عن شيخ لهم ( اختصار علوم الحديث : 61 ) وصوّرها ابن رجب ( شرح العلل 2 / 635 ) : (( أن يروي جماعة حديثاً واحداً بإسناد واحد ومتن واحد ، فيزيد بعض الرواة فيه زيادة ، لم يذكرها بقية الرواة )) .(1/3096)
فالزيادة فنٌّ عظيم من فنون الحديث ، ومرجعه إلى الاختلاف بالروايات ، ومن الطبيعي أنْ يختلف الرواة في بعض الأحيان سنداً أو متناً ولا غرابة في ذلك . إذ يبعد عادة أن يكون الجميع في مستوى واحد من الاهتمام والتيقظ والتثبت والدقة والضبط منذ تلقي الأحاديث من أصحابها إلى حين أدائها ؛ لأن المواهب متفاوتة فمنهم من بلغ أوج مراتب الثقات ، ومنهم من هو أدنى هذه المراتب ، ومنهم من هو بين الحدين ، وهذا الفريق على درجات متفاوتة ، وهؤلاء الثقات كثيراً ما يشتركون في سماع الحديث من شيخ لهم ، فإذا حدّثوا به بعد مدّة من الزمن في جملة من الأحاديث المسموعة من مصادر شتى فإن مدى الاتفاق بينهم والاختلاف يتوقف على مقدار تيقظهم واهتمامهم ومذاكرتهم ودقتهم وحفظهم ، وبما أنّهم مختلفون في ذلك فإنهم قد يختلفون في أداء الرواية ، والزيادة لون من ألوان الاختلاف . والذي ينظر في صنيع الأئمة السابقين والمختصين في هذا الشأن يراهم لا يقبلونها مطلقاً ولا يردونها مطلقاً بل مرجع ذلك إلى القرائن والترجيح فتقبل تارة وتردّ أخرى ، ويتوقف فيها أحياناً . وهذا هو الرأي المختار المتوسط الذي هو بين القبول والردِّ فيكون حكم الزيادة حسب القرائن المحيطة بها حسب ما يبدو للناقد العارف بعلل الحديث وأسانيدها وأحوال الرواة بعد النظر في ذلك ، أما الجزم بوجه من الوجوه من غير نظر إلى عمل النقاد فذلك فيه مجازفة . وانظر بلابد ( أثر علل الحديث ص 254 – 280 ) .
هل إن مراسيل سعيد بن المسيب مقبولة ؟
قال الإمام النوويّ : (( اشتهر عند فقهاء أصحابنا أنّ مرسل سعيد بن المسيّب حجّة عند الشافعيّ ، حتى أنّ كثيراً منهم لا يعرفون غير ذلك ، وليس الأمر على ذلك ، وإنّما قال الشافعي – رحمه الله – في مختصر المُزني : وإرسال سعيد بن المسيب عندنا حَسَنٌ ، فذكر صاحب المهذب وغيره من أصحابنا في أصول الفقه في معنى كلامه وجهين لأصحابه .(1/3097)
منهم من قال : مراسيله حجة لأنّها فتشت فوجدت مسانيد .
ومنهم من قال : ليست بحجة عنده بل هي كغيرها على ما نذكره ، وإنّما رجّح الشافعي به ، والترجيح بالمرسل صحيح . وحكى الخطيب أبو بكر هذين الوجهين لأصحاب الشافعي ، ثم قال : الصحيح من القولين عندنا الثاني ؛ لأنّ في مراسيل سعيد ما لم يوجد مسنداً بحال من وجهٍ يصحّ ، وقد جعل الشافعي لمراسيل كبار التابعين مزية على غيرهم كما استحسن مرسل سعيد .
وروى البيهقي في مناقبه بإسناده عن الشافعي كلاماً طويلاً ، حاصله : أنّه يقبل مرسل التابعي إذا أسنده حافظ غيره أو أرسله من أخذ عن غير رجال الأول أو كان يوافق قول بعض الصحابة ، أو أفتى عوام أهل العلم بمعناه .
ثم قال البيهقي : فالشافعي يقبل مراسيل كبار التابعين إذا انضم إليها ما يؤكدها ، فإن لم ينضم إليها ما يؤكدها لم يقبلها ، سواء كان مرسل ابن المسيب أو غيره . قال : وقد ذكرنا مراسيل لابن المسيب لم يقل بها الشافعي حين لم ينضم إليها ما يؤكدها ، ومراسيل لغيره قال بها حين انضم إليها ما يؤكدها .
قال : وزيادة ابن المسيب على غيره في هذا أنّه أصحّ التابعين إرسالاً فيما زعم الحفّاظ فهذا كلام الخطيب والبيهقي وإليهما المنتهى في التحقيق ومحلهما من العلم . بنصوص الشافعي ومذهبه وطريقته معروف . وأما قول الإمام أبي بكر القفال المروزي في أول شرح التلخيص : قال الشافعي في الرهن الصغير : مرسل ابن المسيب عندنا حجة . فهو محمول على ما ذكره البيهقي والخطيب )) . انتهى كلام الإمام النووي .(1/3098)
ولكن ! اعترض عليه العلائي في " جامع التحصيل " على قوله بالتسوية بين مراسيل سعيد بن المسيب ومراسيل غيره، وتكلّم بكلام نفيس ، لا يسع المقال لنقله هنا ، فراجعه تجد فائدة –إن شاء الله تعالى- . ينظر : الكفاية : ( 571 – 572 ت 404 – 405 ه ) ، ومناقب الشافعي 2 / 31 ، ومختصر المزني 8/78 في آخر كتاب الأم للشافعي ، وإرشاد طلاب الحقائق 1 / 175 – 178 ، وتهذيب الأسماء واللغات 1 / 221 ، وجامع التحصيل : 46 .
ما هو القول الفصل في تعريف الحديث الحسن ؟
الحديث الحسن: وسطٌ بين الصحيح والضعيف، قال ابن القطّان في " بيان الوهم والإيهام " (1118): (( الحسن معناه الذي له حال بين حالي الصحيح والضعيف وبنحوه قال عقيب ( 1173 ) . وقال عقيب ( 1432 ) : (( ونعني بالحسن : ما له من الحديث منْزلة بين منْزلتي الصحيح والضعيف ، ويكون الحديث حسناً هكذا ؛ إما بأن يكون أحد رواته مختلفاً فيه ، وثقّه قوم وضعّفه آخرون ، ولا يكون ما ضعّف به جرحاً مفسراً ، فإنّه إن كان مفسراً قدّم على توثيق من وثّقه ، فصار به الحديث ضعيفاً )) ؛ ولما كان كذلك عَسُر على أهل العلم تعريفه .
قال الحافظ ابن كثير : (( وذلك لأنّه أمر نسبيٌ ، شيءٌ ينقدح عند الحافظ ، ربّما تقصر عبارته عنه )) (اختصار علوم الحديث : 37) .
وقال ابن دقيق العيد : (( وفي تحرير معناه اضطرابٌ )) . ( الاقتراح : 162 ) .(1/3099)
وذلك لأنّه من أدق علوم الحديث وأصعبها ؛ لأنّ مداره على من اخُتلف فيه ، وَمَن وهم في بعض ما يروي . فلا يتمكن كل ناقدٍ من التوفيق بين أقوال المتقدّمين أو ترجيح قولٍ على قولٍ إلا من رزقه الله علماً واسعاً بأحوال وقواعد هذا الفن ومعرفةٍ قوية بعلم الجرح والتعديل ، وأمعن في النظر في كتب العلل ، ومارس النقد والتخريج والتعليل عمراً طويلاً ، ومارس كتب الجهابذة النقاد حتى اختلط بلحمه ودمه ، وعرف المتشددين والمتساهلين من المتكلمين في الرجال ، ومن هم وسطٌ في ذلك ؛ كي لا يقع فيما لا تحمد عقباه ؛ ولذلك قال الحافظ الذهبي : (( ثم لا تطمع بأن للحسن قاعدةً تندرج كل الأحاديث الحسان فيها ؛ فأنا على إياسٍ من ذلك ، فكم من حديثٍ تردد فيه الحفاظ هل هو حسنٌ أو ضعيفٌ أو صحيحٌ ؟ )) . ( الموقظة : 28 ) .
وللحافظ ابن حجر محاولةٌ جيّدةٌ في وضعه تحت قاعدة كليةٍ فقد قال في النخبة : (( وخبر الآحاد بنقل عدلٍ تامّ الضبط ، متصل السند غير معللٍ ولا شاذٍ : هو الصحيح لذاته … فإن خفّ الضبط ، فالحسن لذاته )) . ( النخبة 29 ، 34 ) .
وهي محاولةٌ جيدةٌ . وقد مشى أهل المصطلح على هذا من بعده . وحدّوا الحسن لذاته : بأنه ما اتصل سنده بنقل عدلٍ خف ضبطه من غير شذوذٍ ولا علةٍ )) . وشرط الحسن لذاته نفس شرط الصحيح ، إلا أنّ راوي الصحيح تامّ الضبط ، وراوي الحسن لذاته خفيف الضبط . وسمّي حسناً لذاته ؛ لأنّ حسنه ناشئ عن توافر شروط خاصّة فيه ، لا نتيجة شيء خارج عنه .(1/3100)
وقد تبين لنا : أنَّ راوي الحسن لذاته هو الراوي الوسط الذي روى جملة من الأحاديث ، فأخطأ في بعض ما روى ، وتوبع على أكثر ما رواه ؛ فراوي الحسن : الأصل في روايته المتابعة والمخالفة وهو الذي يطلق عليه الصدوق ، لأنّ الصدوق هو الذي يهم بعض الشيء فنزل من رتبة الثقة إلى رتبة الصدوق . فما أخطأ فيه وخولف فيه فهو من ضعيف حديثه ، وما توبع عليه ووافقه من هو بمرتبته أو أعلى فهو من صحيح حديثه . أما التي لم نجد لها متابعة ولا شاهداً فهي التي تسمّى بـ ( الحسان ) ؛ لأنّا لا ندري أأخطأ فيها أم حفظها لعدم وجود المتابع والمخالف ؟
وقد احتفظنا بهذه الأحاديث التي لم نجد لها متابعاً ولا مخالفاً وسمّيناها حساناً ؛ لحسن ظننا بالرواة ؛ ولأنّ الأصل في رواية الراوي عدم الخطأ ، والخطأ طارئٌ ؛ ولأنّ الصدوق هو الذي أكثر ما يرويه مما يتابع عليه . فجعلنا ما تفرد به من ضمن ما لم يخطأ فيه تجوزاً ؛ لأنَّ ذلك هو غالب حديثه ، ولاحتياجنا إليه في الفقه . وبمعنى هذا قول الخطّابي : (( … وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء )) . ولا بأس أن نحد ذلك بنسبة مئوية فكأنّ راوي الحسن من روى – مثلاً لا حصراً – مائتي حديث ، فأخطأ في عشرين حديثاً وتوبع في ثمانين . فالعشرون التي أخطأ فيها من ضعيف حديثه . والثمانون التي توبع عليها من صحيح حديثه . أما المائة الأخرى وهي التي لم نجد لها متابعاً ولا مخالفاً فهي من قبيل(1/3101)
( الحسن ) . ومن حاله كهذا : عاصم بن أبي النجود ، فقد روى جملة كثيرة من الأحاديث فأخطأ في بعض وتوبع على الأكثر فما وجدنا له به متابعاً فهو صحيح ، وما وجدنا له به مخالفاً أوثق منه عدداً أو حفظاً فهو من ضعيف حديثه. وما لم نجد له متابعاً ولا مخالفاً فهو (حسن) خلا روايته عن أبي وائل، وزر بن حبيش . وانظر : كتابنا كشف الإيهام الترجمة ( 328 ) . وممن حاله كحال عاصم : (( عبيدة بن حميد الكوفي ، وسليمان بن عتبة وأيوب ابن هانئ ، وداود بن بكر بن أبي الفرات ، ومحمد بن عمرو بن علقمة، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، ويونس بن أبي إسحاق ، وسماك بن حرب )).
وهذا الرأي وإن كان بنحو ما انتهى إليه الحافظ ابن حجر العسقلاني إلا أننا لم نجد من فصّله هكذا . وهو جدير بالقبول والتداول بين أهل العلم . وقد يتساءل إنسانٌ بأن من قيل فيهم : صدوق أو حسن الحديث قد اختلف المتقدمون في الحكم عليهم تجريحاً وتعديلاً . وجواب ذلك : أنّ الأئمة النقاد قد اطّلعوا على ما أخطأ فيه الراوي وما توبع عليه فكأنَّ المُجَرِّح رأى أن ما خولف فيه الراوي هو الغالب من حديثه ، والمُعَدِّل كذلك رأى أن ما توبع عليه هو غالب حديثه فحكم كلٌّ بما رآه غالباً ، غير أنا نعلم أنَّ فيهم متشددين يغمز الراوي بالجرح وإن كان خطؤه قليلاً ، ومنهم متساهلين لا يبالي بكثرة الخطأ ، وعند ذلك يؤخذ بقول المتوسطين المعتدلين .
ولذا نجد الحافظ ابن عدي في الكامل ، والإمام الذهبي في الميزان يسوقان أحياناً ما أنكر على الراوي الوسط ثم يحكمان بحسن رواياته الأخرى . والله أعلم .
هل حديث : (( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار )) متواتر ؟
نعم وقد ورد عن عدّة من الصحابة – رضي الله عنهم - ، منهم :
جابر بن عبد الله ، عند أحمد ( 3 / 280 ) ، والدارمي ( 237 ) ، وابن ماجه ( 33 ) .
وخالد بن عرفطة ، عند أحمد ( 5 / 292 ) .
وزيد بن أرقم ، عند أحمد ( 4 / 366 ) .(1/3102)
وأبو سعيد الخدري ، عند أحمد ( 3 / 12 و 21 و 39 و 44 و 46 و 56 ) ومسلم ( 8 / 229 عقيب 3004 ) .
وسلمة بن الأكوع ، عند أحمد ( 4 / 47 و 50 ) ، والبخاري ( 1 / 38 عقيب 109 ) .
وابن عبّاس ، عند أحمد ( 1/233 و 269 ) ، والدارمي (238) ، والترمذي (2950) و (2951) .
وعبد الله بن عمرو ، عند أحمد ( 2 / 171 ) .
وابن مسعود ، عند أحمد ( 1 / 402 و 405 و 454 ) ، والترمذي ( 2659 ) .
وعقبة بن عامر ، عند أحمد ( 4 / 156 ) .
وعلي بن أبي طالب ، عند أحمد ( 1 / 130 ) .
ومعاوية بن أبي سفيان ، عند أحمد ( 4 / 100 ) .
ويعلى بن مرّة ، عند الدارمي ( 240 ) .
والمغيرة بن شعبة عند البخاري ( 2 / 102 ) ، ومسلم ( 1 / 10 عقيب 4 ) .
وأبو هريرة ، عند أحمد ( 2 / 413 ) ، والدارمي ( 599 ) ، والبخاري ( 1 / 38 و 7 / 54 ) ، ومسلم ( 1 / 8 حديث 3 ) .
وقد رواها جميعها ، ابن الجوزي في تقدمة الموضوعات ( 1 / 55 – 93 ) وبسط الكلام في تخريجها اللكنوي في الآثار المرفوعة : 21 – 36 .
ماهو القول الفصل في حماد بن سلمة ؟
حماد بن سلمة بن دينار البصري ، ثقة له أوهام . قال أحمد : هو أعلم الناس بحديث خاله حميد الطويل . وقال ابن معين : هو أعلم الناس بثابت – يعني : ثابت البُناني – ( الميزان 1 / 590 وما بعدها ، تهذيب التهذيب 3 / 11 وما بعدها ) . وقال الحافظ في التقريب : (( ثقة عابد ، أثبت الناس في ثابت ، تغير حفظه بأخرة )) ( التقريب 1499 ) .(1/3103)
إذن : فحمّاد بن سلمة في أول أمره ثقة له أوهام ، وهذا التعبير يشير إلى خفة في الضبط ، لكن خفة الضبط تنجبر بطول الملازمة للشيخ وشدة العناية بحديثه . وحماد – كما ذكرنا – كثير الملازمة لثابت البناني ، شديد العناية بحديثه ، إذن : فما حدّث به حماد قبل اختلاطه ، عن ثابت يعدّ من الحديث الصحيح . وحديثه عن غيره من قبيل الحسن ، ثم تغير حماد لما كبر فساء حفظه ، فكان حديثه في هذه المرحلة ضعيفاً . إذا عرفنا هذا : لننظر ماذا فعل الشيخان بحديث حماد بن سلمة : أما البخاري : فقد أخرج له في التاريخ ، لكن ترك الحديث عنه في الصحيح . وأما مسلم : فقد غربل حديثه ، وميّز منه أحاديث حدّث بها قبل الاختلاط .
ثم قسم هذه الأحاديث إلى قسمين :
القسم الأول : الأحاديث التي حدّث بها حماد عن ثابت ، وهذه أخرجها مسلم في الصحيح أصولاً محتجاً بها .
القسم الثاني : الأحاديث التي حدّث بها عن غير ثابت ، وهذه لم يخرّجها مسلم في الأصول ، وإنّما أخرجها في الشواهد .
يقول الذهبي : (( احتجَّ مسلمٌ بحمّاد بن سلمة في أحاديث عدّة في الأصول . وتحايده البخاري )) .
ويوضّح ما أجمله الذهبي هنا : كلام نقله الحافظ ابن حجر عن البيهقي يتحدث فيه عن حماد بن سلمة ، قال البيهقي : (( أحد أئمة المسلمين إلا أنه لما كبر ساء حفظه فلذا تركه البخاري ، وأما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع قبل تغيره ، وما سوى حديثه عن ثابت – لا يبلغ اثني عشر
حديثاً – أخرجها في الشواهد )) . ( ميزان الاعتدال 1/590 وما بعدها ، وتهذيب التهذيب 3/11 والتقريب 1499 ، والكواكب النيرات : 460 ، وانظر لزاماً : أثر علل الحديث : 20 – 21 ) .
الرسالة:أرجو تخريج الحديث التالي:(1/3104)
عن ميسرة قال :قلت يا رسول الله ، متى كنت نبيا ؟ قال : (لما خلق الله الأرض واستوى فسواهن سبع سماوات ، وخلق العرش : كتب على ساق العرش : محمد رسول الله خاتم الأنبياء ، وخلق الله الجنة التي اسكنها آدم وحواء ،فكتب اسمي على الأبواب والأوراق ،والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد ،فلما أحياه الله تعالى :نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله انه سيد ولدك ، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه ) .
الجواب : هذاأخرجه ابن الجوزي في الوفاء بأحوال المصطفى : 331 بهذا المتن من طريق إبراهيم بن طهمان عن يزيد بن ميسرة ، عن عبد الله بن سفيان ،عن ميسرة ، به .
وذكره شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 2/95 ونسبه لابن الجوزي في الوفاء بفضائل المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) .
وقد ورد مختصراً على : (( متى كنت نبياً ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( وآدم بين الروح والجسد )) .
أخرجه أحمد 4/66 و5/379 ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني : ( 2918 ) من طريق حماد بن سلمة ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، عن رجل .
وأخرجه ابن سعد 1/148 عن طريق ابن علية ، عن وهب بن خالد ، عن خالد الحذاء ، به .
وأخرجه أحمد 5/59 ، وابن أبي عاصم في السنة ( 410 ) ، والطبري في المنتخب من التذيل المذيل11/569 والطبري 20/ ( 834 ) عن طريق عبد الرحمن بن المهدي عن منصور بن سعد ، عن بديل ، عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة .
وأخرجه ابن سعد 7/60 والطحاوي في شرح المشكل ( 5977 ) والطبري 20/ ( 833 ) ، والحاكم 2/608 ، والبيهقي في دلائل النبوة 1/84 – 85 و2/129 من طريق إبراهيم بن طهمان ، عن بديل به .
وأخرجه ابن سعد 1/148 و الطحاوي شرح المشكل ( 5976 ) من طريق خالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عبد الله بن أبي الجدعاء ، به .
كلهم اقتصروا على قوله : (( قلت : يا رسول الله ، متى كنت نبياً ؟ قال : وآدم بن الروح والجسد )) .(1/3105)
بارك الله في الأخ العزيز خالد أهل السنة على إحضار الشيخ للمنتدى والذي سيعطيني فرصة في طرح أسئلة له ومن مدة وأنا أتمنى أن تقوم الشبكة أعني شبكة الدفاع عن السنة باستضافة المشائخ والدعاة للاستفادة منهم والتعريف بهم
كلامي الآن للشيخ الفحل وفقه الله
أقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أحب أن أشكر لك جهودك في مجال السنة وأسأل الله أن يبارك في علمك ووقتك وجهدك وأن يطيل عمرك على طاعته .
سؤالي في مجال المصطلح
فقد وقع بيني وبين أحد المخالفين - وأظنه حبشي أو كوثري - نزاع حول الألباني رحمه الله .
فهو ينكر كون الألباني محدثا وعليه لا ينبغى له أن يتناول الأحاديث بالنقد فسارعت ببيان ماهو المحدث عبر كتابي المتواضع تيسير علوم الحديث للطحان وأنه من اهتم بالحديث رواية ودراية .
وانجر النقاش بيني وبينه في مواضيع لا داعي لذكرها
لكن في النهاية .
قرر الذي أناقشه قاعدة
ألا وهي
أنه لا يتناول التصحيح والتضعيف أحد إلا الحافظ
ثم نقل نقولات عن علماء أهاب أن أنتقدهم أو أعترض عليهم
وأنا طويلب علم ومكتبتي هزيلة ونفسي في البحث ليس بذاك .
كما أنني لا أعرف المواطن التي تكلم العلماء فيها في هذه المسألة
فرمت بمكر أن أنقل من كتابي السابق أن الحافظ له اصطلاحان عند أهل الفن
1- بمعنى المحدث .
2- أنه الذي حفظ الأحاديث حتى ما يفوته منها إلا النزر القليل .
لكن لم أشأ وضع هذه المعلومة لشعوري أنها لا تساعد في الحوار
فأردت أن أنشيء كلاما عاطفيا يستدر الدموع
ولكن كما تعرف أن أي شيء يفتقد العلمية لا يساوي الهباء المنثور .
ولذلك أحب أن تعطيني نصوص لأهل العلم تثبت أن الحفظ ليس شرطا لمن يصحح الأسانيد والمتون .
وأحب أن أبين أنني على يقين هذا المحاور يجوزها لمن هم على نحلته وإذا واجهناه بتصحيحات أهل السنة للأحاديث الواهية التي يستدل بها يقول :
تصحيح الأحاديث لا يقبل إلا من الحفاظ .
وهذا نص استدلاله على هذه المسألة :(1/3106)
اقتباس:
قال الحافظ السيوطي في ألفيته (10) في علم الأثر:
وخذه حيث حافط عليه نص ومن مصنف بجمعه يخص
وقال الحافظ سراج الدين البلقيني كما في "التدريب" (11): "الحسن لما توسط بين الصحيح والضعيف عند الناظر كان شيئا ينقدح في نفس الحافظ، وقد تقصر عبارته عنه كما قيل في الاستحسان فلذلك صعب تعريفه وسبقه إلى ذلك ابن كثير" اهـ
ففيه كما ترى اشتراط الحفظ في التحسين وأنه من خصائص الحافظ وبالأولى التصحيح (12).
وقال النووي في مختصر علوم الحديث (13) : "وقولهم: حديث حسن الإسناد أو صحيحه دون قولهم حديث صحيح أو حسن، لأنه قد يصح أو يحسن الإسناد دون المتن لشذوذ أو علة، فإن اقتصر على ذلك حافظ معتمد فالظاهر صحة المتن وحسنه " اهـ.
وقال السيوطي من التدريب تفريعا على قول النووي في المتن المذكور ءانفا ما نصه: "من رأى في هذه الأزمان حديثا صحيح الإسناد في كتاب أو جزء ولم ينص على صحته حافظ معتمد، قال الشيخ:- يعني ابن الصلاح-: لا يحكم بصحته لضعف أهلية أهل هذه الأزمان، والأظهر عندي جوازه لمن تمكن وقويت معرفته" انتهى كلام النووي (14) ما نصه (15): "ولم يتعرض المصنف ومن بعده كابن جماعة وغيره ممن اختصر ابن الصلاح، والعراقي في الألفية، والبلقيني، وأصحاب النكت إلا للتصحيح فقط وسكتوا عن التحسين" اهـ.
ثم قال (16): "ثم تأملت كلام ابن الصلاح فرأيته سوى بينه وبين التصحيح حيث قال: "فآل الأمر إذا في معرفة الصحيح والحسن إلى الاعتماد على ما نص عليه أئمة الحديث في كتبهم " وقد منع فيما سيأتي، ووافقه عليه المصنف وغيره، أن يجزم بتضعيف الحديث اعتمادا على ضعف إسناده لاحتمال أن يكون له إسناد صحيح غيره. ولا شك أن الحكم بالوضع أولى بالمنع قطعا إلا حيث لا يخفى كالأحاديث الطوال الركيكة التي وضعها القصاص أو ما فيه مخالفة للعقل أو الإجماع " اهـ.(1/3107)
فهذا صريح في دفع ما صنع الألباني وأشياعه من الإقدام على التضعيف للأحاديث التي نص الحفاظ على تصحيحها من غير أن يكون لهه في ذلك سلف صرح بذلك، وهو يعلمون من أنفسهم أنه ليسوا بحافظ بل ولا
عشر الحافظ في المعنى، ألا فاعجبوا لهم، ثم اعجبوا.
الجواب : أخي الكريم بارك الله فيك على حرصك على السنة ، ونفع بك الإسلام .
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله محدث علامة معاصر خدم الإسلام والسنة النبوية ونصرت به عقيدة التوحيد ، ومؤلفاته النافعة الماتعة ينتفع بها كل أحد . وما ذكر من اشتراط الحفظ فهذا يختلف حسب كل زمان ، والشيخ ناصر قد توفر به آلات الحكم على الأحاديث ، ولا تغتر بأقوال المخالفين الحاقدين الذين يريدون أن ينالوا من الإسلام عن طريق النيل من علماء الأمة . والحافظ ابن الصلاح لم يرد غلق باب التصحيح والتضعيف أنما أراد التعسير وأنه لا يستطيعه كل أحد .
أما عن السؤال حول الفرق بين الاضطراب والاختلاف
الفرق بَيْنَ الاضطراب والاختلاف
الْحَدِيْث المضطرب : هُوَ ما اختلف راويه فِيْهِ ، فرواه مرة عَلَى وجه ، ومرة عَلَى وجه آخر مخالف لَهُ . وهكذا إن اضطرب فِيْهِ راويان فأكثر فرواه كُلّ واحد عَلَى وجه مخالف للآخر .
ومن شرط الاضطراب : تساوي الروايات المضطربة بحيث لا تترجح إحداها عَلَى الأخرى .(1/3108)
أما إذا ترجحت إحدى الروايات فلا يسمى مضطرباً ، بَلْ هُوَ مطلق اختلافٍ ، قَالَ العراقي : (( أما إذا ترجحت إحداهما بكون راويها أحفظ ، أو أكثر صُحْبَة للمروي عَنْهُ ، أو غَيْر ذَلِكَ من وجوه الترجيح ؛ فإنه لا يطلق عَلَى الوجه الراجح وصف الاضطراب ولا لَهُ حكمه ، والحكم حينئذ للوجه الراجح )) . وهذا أمر معروف بَيْنَ الْمُحَدِّثِيْنَ لا خلاف فِيْهِ ؛ لذا نجد المباركفوري يَقُوْلُ : (( قَدْ تقرر في أصول الْحَدِيْث أنّ مجرد الاختلاف لا يوجب الاضطراب ، بَلْ من شرطه استواء وجوه الاختلاف فمتى رجح أحد الأقوال قُدِّمَ )) .
فعلى هَذَا شرط الاضطراب تساوي الروايات ، أما إذا ترجحت إحداهما
عَلَى الأخرى فالحكم للراجحة،والمرجوحة شاذة أَوْ منكرة . وعليه فإن كَانَ أحد الوجوه مروياً مِنْ طريق ضعيف والآخر من طريق قوي فلا اضطراب والعمل بالطريق القوي ، وإن لَمْ يَكُنْ كذلك ، فإن أمكن الجمع بَيْنَ تِلْكَ الوجوه بحيث يمكن أن يَكُوْنَ المتكلم باللفظين الواردين عَنْ معنى واحد فلا إشكال أَيْضاً؛مِثْل أن يَكُوْنَ في أحد الوَجْهَيْنِ قَدْ قَالَ الرَّاوِي : عَنْ رجل ، وفي الوجه الآخر يسمي هَذَا الرجل ، فَقَدْ يَكُوْن هَذَا المسمى هُوَ ذَلِكَ المبهم ؛ فَلاَ اضطراب إذن ولا تعارض ، وإن لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ بأن يسمي مثلاً الرَّاوِي باسم معينٍ في رِوَايَة ويسميه باسم آخر في رِوَايَة أخرى فهذا محل نظر وَهُوَ اضطراب إِذْ يتعارض فِيْهِ أمران :
أحدهما : أنه يجوز أن يَكُوْن الْحَدِيْث عَنْ الرجلين معاً .
والثاني : أن يغلب عَلَى الظن أن الرَّاوِي واحد واختلف فِيْهِ . فههنا لا يخلو أن يَكُوْن الرجلان كلاهما ثقة أو لا ، فإن كانا ثقتين فهنا لا يضر الاختلاف عِنْدَ الكثير ؛ لأنّ الاختلاف كيف دار فهو عَلَى ثقة ، وبعضهم يقول : هَذَا اضطراب يضر ؛ لأنه يدل عَلَى قلة الضبط .(1/3109)
إذن شرط الاضطراب الاتحاد في المصدر، وعدم إمكانية التوفيق بَيْنَ الوجوه المختلفة والترجيح عَلَى منهج النقاد وعلى ما تقدم يتبين لنا أنّ بَيْنَ الاضطراب والاختلاف عموماً وخصوصاً،وَهُوَ أن كُلّ مضطرب مختلف فِيْهِ، ولا عكس. فالاختلاف أعم من الاضطراب إِذْ شرط الاضطراب أن يَكُوْن قادحاً ، أما الاختلاف فربما كَانَ قادحاً وربما لَمْ يَكُنْ قادحاً.
ثُمَّ إنه ليس كُلّ اختلاف يؤدي إلى وجود الاضطراب ، إِذْ إن ما يشبه أن يَكُوْن اضطراباً ينتفي عَنْ الْحَدِيْث إذا جمع بَيْنَ الوجوه المختلفة أو رجح وجه مِنْهَا عَلَى طريقة النقاد لا عَلَى طريقة التجويز العقلي .
أما عن السؤال بأن الحديث إذا روي مرسلاً وروي مرة أخرى موصولاً .... فالجواب عنه على هذا التفصيل :
الوَصْل هنا بمعنى الاتصال، والاتصال هُوَ أحد الشروط الأساسية في صِحَّة الحَدِيْث، بَلْ هُوَ أولها ،
وكل من عرّف الصَّحِيح أبتدأ أولاً بذكر الاتصال، والاتصال : هُوَ سَمَاع الحَدِيْث لكل راوٍ من الرَّاوِي الَّذِي يليه .
ويعرف الاتصال بتصريح الرَّاوِي بإحدى صيغ السَّمَاع الصريحة ، وَهِيَ حَدَّثَنَا ، وأخبرنا ، وأنبأنا ، وسمعت ، وَقَالَ لَنَا ، وغيرها من الصيغ .
وهذا هُوَ الأصل . وربما حصل التصريح في السَّمَاع في بَعْض الأسانيد ، لَكِنْ صيارفة الحَدِيْث ونقاده يحكمون بخطأ هَذَا التصريح ، ثُمَّ الحكم عَلَى الرِّوَايَة بالانقطاع ، قَالَ ابن رجب : (( وَكَانَ أحمد يستنكر دخول التحديث في كَثِيْر من الأسانيد ، ويقول: هُوَ خطأ ، يعني ذكر السَّمَاع )). وَقَدْ بحث ابن رجب ذَلِكَ بحثاً واسعاً ، ثُمَّ قَالَ : (( وحينئذٍ ينبغي التفطن لهذه الأمور ، وَلاَ يغتر بمجرد ذكر السَّمَاع و التحديث في الأسانيد ، فَقَدْ ذكر ابن المديني : أن شُعْبَة وجدوا له غَيْر شيء يذكر فِيهِ الإخبار عن شيوخه ، ويكون منقطعاً )) .(1/3110)
وأعود إلى التفصيل السابق ثُمَّ أقول: أما إذا كَانَتِ الرِّوَايَة بصيغة من الصيغ المحتملة، مِثْل: عن ، أو أن أو حدث ، أو أخبر ، أو قَالَ ، فحينئذٍ يَجِبُ توفر شرطين في الرَّاوِي لحمل هذِهِ الصيغة عَلَى الاتصال :
الشرط الأول : السلامة من التَّدْلِيْس ، أي : أن لا يَكُون من رَوَى هكذا مدلساً .
الشرط الثاني : المعاصرة وإمكان اللقاء ، وَقَدِ اكتفى بهذين الشرطين كثيرٌ من المُحَدِّثِيْنَ ، وأضاف عَلَي بن المديني و البُخَارِيّ وآخرون شرطاً ثالثاً ، وَهُوَ : ثبوت اللقاء وَلَوْ مرة وَاحِدَة .
والاتصال في السَّنَد لا يشترط أن يَكُون في طبقة وَاحِدَة فَقَطْ ، بَلْ يشترط أن يَكُون من أول السَّنَد إلى آخره ؛ فإذا اختل الاتصال فِي مَوْضِع من المواضع سمي السَّنَد منقطعاً ، وَكَانَ يطلق عَلَيْهِ فِي القرون المتقدمة مرسلاً ، ثُمَّ استقر الاصطلاح بعد عَلَى أن المُرْسَل هُوَ : مَا أضافه التَّابِعيّ إلى النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - .
ولما كَانَ الاتصال شرطاً للصحة فالانقطاع ينافي الصِّحَّة ، إذن الانقطاع أمارة من أمارات الضعف ؛ لأن الضَّعِيف مَا فَقَدْ شرطاً من شروط الصِّحَّة .
والانقطاع قَدْ يَكُون فِي أول السَّنَد ، وَقَدْ يَكُون فِي آخره، وَقَدْ يَكُون فِي وسطه، وَقَدْ يَكُون الانقطاع براوٍ واحد أو أكثر . وكل ذَلِكَ من نَوْع الانقطاع ، والذي يعنينا الكلام عَلَيْهِ هنا هُوَ الكلام عن الانقطاع فِي آخر الإسناد ، وَهُوَ مَا يُسَمَّى بالمرسل عِنْدَ المتأخرين ، وَهُوَ مَا أضافه التَّابِعيّ إلى النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - .
لِذلِكَ فإن الحَدِيْث إذ روي مرسلاً مرة ، وروي مرة أخرى موصولاً ، فهذا يعد من الأمور الَّتِي تعلُّ بِهَا بَعْض الأحاديث ، ومن العلماء من لا يعدُّ ذَلِكَ علة ، وتفصيل الأقوال في ذَلِكَ عَلَى النحو الآتي :(1/3111)
القَوْل الأول : ترجيح الرِّوَايَة الموصولة عَلَى الرِّوَايَة المرسلة ؛ لأَنَّهُ من قبيل زيادة الثِّقَة .
القَوْل الثَّانِي : ترجيح الرِّوَايَة المرسلة .
القَوْل الثَّالِث : الترجيح للأحفظ .
القَوْل الرابع : الاعتبار لأكثر الرواة عدداً .
القَوْل الخامس : التساوي بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ و التوقف .
هَذَا ما وجدته من أقوال لأهل العِلْم في هذِهِ المسألة ، وَهِيَ أقوال متباينةٌ مختلفة ، وَقَدْ أمعنت النظر في صنيع المتقدمين أصحاب القرون الأولى ، وأجلت النظر كثيراً في أحكامهم عَلَى الأحاديث الَّتِي اختلف في وصلها وإرسالها ، فوجدت بوناً شاسعاً بَيْنَ قَوْل المتأخرين وصنيع المتقدمين ، إذ إن المتقدمين لا يحكمون عَلَى الحَدِيْث أول وهلة ، وَلَمْ يجعلوا ذَلِكَ تَحْتَ قاعدة كلية تطرد عَلَيْهَا جَمِيْع الاختلافات ، وَقَدْ ظهر لي من خلال دراسة مجموعة من الأحاديث الَّتِي اختلف في وصلها وإرسالها: أن الترجيح لا يندرج تَحْتَ قاعدة كلية ، لَكِنْ يختلف الحال حسب المرجحات والقرائن ، فتارة ترجح الرِّوَايَة المرسلة وتارة ترجح الرِّوَايَة الموصولة . وهذه المرجحات كثيرة يعرفها من اشتغل بالحديث دراية ورواية وأكثر التصحيح و التعليل ، وحفظ جملة كبيرة من الأحاديث، وتمكن في علم الرِّجَال وعرف دقائق هَذَا الفن وخفاياه حَتَّى صار الحَدِيْث أمراً ملازماً لَهُ مختلطاً بدمه ولحمه .
ومن المرجحات: مزيد الحفظ ، وكثرة العدد ، وطول الملازمة للشيخ . وَقَدْ يختلف جهابذة الحديث في الحكم عَلَى حَدِيث من الأحاديث ، فمنهم : من يرجح الرِّوَايَة المرسلة، ومنهم : من يرجح الرِّوَايَة الموصولة ، ومنهم : من يتوقف .
س : هل تعطى الزكاة في بناء المساجد ، وهل يدخل ضمن في سبيل الله ؟
ج : سئلت اللجنة الدائمة فأجابت :(1/3112)
س17: أجاز بعض العلماء صرف الزكاة في بناء المساجد والمستشفيات والمؤسسات الخيرية، وراح البعض يستجيز صرفها إلى النوادي الرياضية والجمعيات الثقافية الرياضية التي لا تحمل أي طابع إسلامي.
ج17: لا يجوز صرف الزكاة في بناء المساجد والمستشفيات والمؤسسات الخيرية وقد صدر قرار من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في هذا الموضوع وهذا مضمونه:
( بعد الاطلاع على ما أعدته اللجنة الدائمة في ذلك من أقوال أهل العلم، في بيان المراد بقوله الله تعالى في آية مصارف الزكاة: ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ، ودراسة أدلة كل قول، ومناقشة أدلة من فسر المراد بسبيل الله في الآية بأنهم الغزاة وما يلزمهم من أجل الغزو خاصة، وأدلة من توسع في المراد بها،ولم يحصرها في الغزاة؛ فأدخل فيها بناء المساجد والقناطر وتعليم العلم وتعلمه وبث الدعاة والمرشدين، إلى غير ذلك من أعمال البر ووجوهه. رأى أكثر الأعضاء الهيئة الأخذ بقول جمهور العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء: أن المراد بقوله تعالى: ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) في آية مصارف الزكاة: الغزاة المتطوعين بغزوهم، وما يلزم لهم من استعداد، وإذا لم يوجدوا صرفت الزكاة كلها لما وجد من مصارفها الأخرى، ولا يجوز صرفها في شيء من المرافق العامة من بناء المساجد وقناطر وأمثالها إلا إذا لم يوجد لها مستحق من الأصناف الثمانية المنصوص عليها في آية مصارف الزكاة. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم )
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( الجزء 10 ) صفحة (39-40). الفتوى(2909)
ج18: سبق أن بحثت كبار العلماء بالمملكة السعودية هذا الموضوع، وأصدرت قراراً بينت فيه الحكم، فتكتفي اللجنة بذكر مضمونه فيما يلي لاشتماله على الإجابة عن هذا الاستفتاء:(1/3113)
( بعد الاطلاع على ما أعدته اللجنة الدائمة في ذلك من أقوال أهل العلم في بيان المراد بقول الله تعالى في آية مصارف الزكاة : ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ، ودراسة أدلة كل قول، ومناقشة أدلة من فسر المراد بسبيل الله في الآية بأنهم الغزاة وما يلزمهم من أجل الغزو خاصة، وأدلة من توسع في المراد بها، ولم يحصرها في الغزاة، فأدخل فيها بناء المساجد والقناطر وتعليم العلم وتعلمه وبث الدعاة والمرشدين إلى غير ذلك من أعمال البر ووجوهه، ورأى أكثر أعضاء الهيئة الأخذ بقول جمهور العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء أن المراد بقوله تعالى: ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) في آية مصارف الزكاة الغزاة المتطوعين بغزوهم، وما يلزم لهم من استعداد، وإذا لم يوجدوا صرفت الزكاة كلها لما وجد من مصارفها الأخرى، ولا يجوز صرفها في شيء من المرافق العامة من بناء مساجد وقناطر وأمثالها، إلا إذا لم يوجد لها مستحق من الأصناف الثمانية المنصوص عليها في آية مصارف الزكاة.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( الجزء 10 ) صفحة (47-48). الفتوى(1071)
س: لمن تصرف الزكاة ونأمل تفسير كل نوع من مستحقيها؟
ج : سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت :
ج16:تصرف للأصناف الثمانية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )(1/3114)
الفقير: الذي يجد بعض ما يكفيه. والمسكين: الذي لا شيء له، وقال بعض العلماء بالعكس، وهو الراجح. والمراد بالعاملين عليها: السعادة الذي يبعثهم إمام المسلمين أو نائبه لجبايتها، ويدخل في ذلك كاتبها وقاسمها. والمراد بالمؤلفة قلوبهم: من دخل في الإسلام وكان في حاجة إلى تأليف قلبه لضعف إيمانه. والمراد بقوله تعالى: ( وَفِي الرِّقَابِ ) : عتق المسلم من مال الزكاة، عبداً كان أو أمة، ومن ذلك فك الأسارى ومساعدة المكاتبين. والمراد بالغارمين: من استدان في غير معصية، وليس عنده سداد لدينه، ومن غرم في صلحٍ مشروع. والمراد بقوله تعالى: ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) : إعطاء الغزاة والمرابطين في الثغور من الزكاة ما ينفقونه في غزوهم ورباطهم. والمراد بابن السبيل: المسافر الذي انقطعت به الأسباب عن بلده وماله، فيعطي ما يحتاجه من الزكاة حتى يصل إلى بلده ولو كان غنياً في بلده. وإذا أردت التوسع في ذلك فراجع تفسير البغوي وابن كثير.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( الجزء 10 ) صفحة ( 6 ).
الفتوى( 6375 )
س : ما هي أحكام زكاة الفطر ؟
ج : سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت :
الفتوى رقم ( 2675 )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على السؤال المقدم من مدير صوامع الغلال بالرياض إلى سماحة الرئيس العام، والمحال إليها من الأمانة برقم 1953 / 2 وتاريخ 11 / 10 / 1399 ه ونصه:(1/3115)
نرجو من سماحتكم التكرم بإصدار فتوى شرعية في مدى جواز إخراج زكاة الفطر من الحبوب غير القمح ومن الطعام ونقداً. حيث أن الدولة جرياً على عادتها في مساعدة المزارعين تقوم بشراء القمح منهم عن طريق المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق بأسعار تشجيعية، تبلغ ثلاث ريالات ونصف للكيلو جرام الواحد؛ ليتم طحنه بمطاحن المؤسسة وإنتاج الدقيق الأبيض الذي يباع للمواطنين بأسعار رمزية تبلغ أحد عشر ريالاً، وثلاثة عشر ريالاً للكيس، حسب النوعية، غير أن تكلفة الإنتاج تبلغ أكثر من خمسة أضعاف هذا السعر وذلك مساعدة من الدولة للمواطنين وتخفيف غلاء المعيشة عنهم.
ولكن إذا ما تطلب الأمر بيع القمح للمواطنين فإنه لا يمكن للمؤسسة أن تبيعه بأقل من سعر مشتراه أي 3,5 ريالاً حتى لا يستفيد البعض بشراء القمح بأقل من 3,5 ريال ثم إعادة بيعه إلى المؤسسة بهذا السعر المرتفع، وذلك كنوع من الرقابة والمحافظة على الأموال العامة التي تقع مسئوليتها علينا أمام الله سبحانه وتعالى.
وأجابت بما يلي:
تخرج زكاة الفطر من البر والتمر والزبيب والأقط والأرز ونحو ذلك مما يتخذه الإنسان طعاماً لنفسه وأهله عادة ولا يجوز إخراجها من النقود.
وقد صدرت فتوى مفصلة من اللجنة الدائمة فيها بيان حكم زكاة الفطر وما تخرج منه ومن تخرج عنه مع الأدلة، هذا نصها:(1/3116)
زكاة الفطر عبادة، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تخرج منه، وذلك فيما ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الناس في رمضان: صاعاً من التمر أو صاعاً من الشعير، على كل حر وعبد، ذكر أو أنثى من المسلمين )، وما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: ( كنا نخرج زكاة الفطر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من الطعام أو صاعاً من شعير أو صاعاً من أقط أو صاعاً من التمر أو صاعاً من الزبيب ) متفق على صحته. ولا شك أن الفقراء والمساكين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان منهم من يحتاج إلى كسوة ولوازم أخرى سوى الأكل، لكثرتم وكثرة السنوات التي أخرجت فيها زكاة الفطر، ومع ذلك لم يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتبر اختلاف نوع الحاجة في الفقراء، فيفرض لكل ما يناسبه من طعام لأكله صغيراً أو كبيراً، ولم يعرف ذلك عن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، بل كان المعروف الإخراج مما بينه النبي صلى الله عليه وسلم من الأقوات، ومن لزمه شيء غير الطعام ففي إمكانه أن يتصرف فيما بيده حسب ما تقتضي مصلحته.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( الجزء 9 ) صفحة (382-384) .
س : ما حكم زكاة عروض التجارة ؟
ج : سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت :
الفتوى رقم ( 2324 )
س12: أتانا سائل من المغرب فذكر أنه حصل خلاف ونزاع ين علماء المغرب حول زكاة عروض التجارة، منهم من يوجب فيها الزكاة، ومنهم من لا يوجب فيها الزكاة؛ احتجاجاً بالآية، وأنها لم تذكر إلا الذهب والفضة، ويقول: إن غير الذهب والفضة من النقود والعروض لا تلحق لا بالذهب ولا بالفضة، وأما البقية من زكاة الحبوب والثمار والإبل والغنم والبقر فلا خلاف فيها، فنأمل الكتابة في هذا الموضوع ليقنع الخصم.أثابكم الله.(1/3117)
ج12:أولاً: اختلف الفقهاء في وجوب الزكاة في عروض التجارة، فأوجبها الجمهور، ولم يوجبها داود بن علي الظاهري وجماعة، وقد استدل الجمهور بما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاً فقال: منع العباس وخالد وابن جميل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنكم تظلمون خالداً، إن خالداً احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله )) فدل ذلك على أن الزكاة طلبت منه في دروعه وأعتاده وهي لا زكاة فيها، إلا أن تكون عروضاً جعلت للتجارة، وخالد لم يجعلها عروضاً للتجارة، وإنما احتبسها في سبيل الله، وبما رواه أبو داود عن سمرة بن جندب قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نخرج الزكاة مما نعده للبيع )، وبما رواه الدار قطني عب أبي ذر رضي الله عنه قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( في الإبل صدقتها، وفي الغنم صدقتها، وفي البز صدقته )) ) ولا خلاف في أنها لا تجب في عين البز، فثبت أنها واجبة في قيمته، وذلك إنما يكون إذا جعل للتجارة، وبما رواه الإمام أحمد رحمه الله عن أبي عمرو بن حماس عن أبيه قال: أمرني عمر قال: أد زكاة مالك، فقلت: ما لي مال إلا جعاب وأدم، فقال: قومها ثم أد زكاتها. وبما ثبت عن عبد الرحمن بن عبدٍ القارَّي قال: كنت على بيت المال زمان عمر بن الخطاب، فكان إذا خرج العطاء جمع أموال التجارة ثم حسبها غائبها وشاهدها، ثم أخذ الزكاة من شاهد المال عن الغائب والشاهد. وبما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول: ( لا بأس بالتربص حتى المبيع والزكاة واجبة فبه )، وصح عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: ( ليس في العروض زكاة إلا أن تكون لتجارة ) ، وقد اشتهر ما ذكر عن الصحابة رضي الله عنهم ولم ينكر فكان إجماعاً، وتأويل ما ذكر بحمله على صدقة التطوع خلاف الظاهر، بل خلاف لما صرح به من تسميته زكاة في بعض الأحاديث والآثار.(1/3118)
واستدل من لم يوجب الزكاة في عروض التجارة. بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة )) ، وثبت أيضاً أنه قال صلى الله عليه وسلم : (( ليس فيما دون خمسة أوسق من الحب والثمر صدقة )) ، وثبت أنه قال صلى الله عليه وسلم : (( ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة إلا صدقة الفطر )) ، وثبت أنه لما بين حق الله تعالى في الإبل والبقر والغنم والكنز سئل عن الخيل، فقال: (( الخيل لثلاثة: هي لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر )) فسئل عن الحمر، فقال: (( ما أنزل علي فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) )) فدل عموم ذلك على أنها ليس فيها زكاة، سواء أعدت للتجارة أم لا، ويجاب عن ذلك بحمله على عدم وجوب الزكاة في أعيانها، وهذا لا ينافي وجوب الزكاة في قيمتها من الذهب والفضة، فإنها ليست مقصودة لأعيانها فإنما هي مقصودة لقيمتها، فكانت قيمتها هي المعتبرة، وبذلك يجمع بين أدلة ونفي وجوبها في العروض وإثباتها فيها.
هل يزكى الذهب المعد للاستعمال ؟
ج : سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت :
الفتوى رقم ( 1797 )
س10: إنني أرغب من فضيلتكم إفادتي وإخواني عن موضوع زكاة الذهب أو الحلي الذهبية والفضية المعدة للاستعمال، وليس للبيع والشراء، حيث أن البعض يقول: إن المعد منها للبس ليس فيه زكاة، والبعض الآخر يقول: فيها زكاة سواء للاستعمال أو للتجارة، وأن الأحاديث الواردة في زكاة المعدة للاستعمال أقوى من الأحاديث الواردة بأنه لا زكاة فيها، آمل من سعادتكم التكرم بإجابتي خطياً على ذلك إجابة واضحة جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير جزاء؟(1/3119)
ج10: أجمع أهل العلم على وجوب الزكاة في حالي الذهب والفضة إذا كان حلياً محرم الاستعمال، أو كان معداً للتجارة أو نحوها. أما إذا كان حلياً مباحاً معداً للاستعمال أو الإعارة كخاتم الفضة وحلية النساء وما أبيح من حلية السلاح، فقد اختلف أهل العلم في وجوب زكاته؛ فذهب بعضهم إلى وجوب زكاته لدخوله في عموم قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ، الآية، قال القرطبي في تفسيره ما نصه: وقد بين ابن عمر في صحيح البخاري هذا المعنى، قال له أعرابي: أخبرني عن قول الله تعالى ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّة ) ، قال ابن عمر: ( من كنزها ولم يؤد زكاتها فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة فلما أنزلت جعلها الله طهراً للأموال ) ولورود أحاديث تقضي بذلك ومنها ما رواه أبو داود والنسائي والترمذي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابنة لها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب، فقال لها: (( أتعطين زكاة هذا؟ )) قالت: لا، قال: (( أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار؟ ))، فخلعتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت : هما لله ورسوله، وما روى أبو داود في سننه والحاكم في مستدركه والدارقطني والبيهقي في سننهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في يدي فتخات من ورق فقال: (( ما هذا يا عائشة ؟)) فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله، قال: (( أتؤدين زكاتهن؟ )) قلت: لا، أو ما شاء الله، قال: (( هو حسبك من النار )) ، وما رووا عن أم سلمة قالت: كنت ألبس أوضاحاً من ذهب فقلت: يا رسول الله، أكنز هو؟ فقال: (( ما بلغ أن يؤدي زكاته فزكي فليس بكنز )) ، وذهب بعضهم إلى أنه لا زكاة فيه؛ لأنه صار بالاستعمال المباح من جنس(1/3120)
الثياب والسلع، لا من جنس الأثمان،وأجابوا عن عموم الآية الكريمة بأنه مخصص بما جرى عليه الصحابة رضوان الله عنهم، فقد ثبت بإسناد صحيح أن عائشة رضي الله عنها كانت تلي بنات أخيها يتامى في حجرها لهن الحلي فلا تخرج منه الزكاة، وروى الدارقطني بإسناده عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، أنها كانت تحلي بناتها بالذهب ولا تزكيه نحواً من خمسين ألفاً، وقال أبو عبيد في كتابه الأموال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه كان يزوج المرأة من بناته على عشرة آلاف فيجعل حليها من ذلك أربعة آلاف، قال فكانوا لا يعطون عنه يعني الزكاة ، وقال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عمرو بن دينار قال: سئل جابر بن عبد الله : أفي الحلي زكاة؟ قال لا، قيل: وإن بلغ عشرة آلاف قال: كثير، وأجابوا عن الأحاديث الواردة نصاً في وجوب الزكاة فيه بأن في أسانيدها ما يضعف الأحتجاج بها، فقد وصفها ابن حزم في المحلى بأنها آثار واهية لا وجه للاشتغال بها، وقال الترمذي بعد روايته حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: لا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وقال ابن بدلر الموصلي في كتابه المغني عن الحفظ والكتاب فيما لم يصح فيه شيء من الأحاديث في الباب : باب زكاة الحلي، قال المصنف لا يصح في هذا الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وجاء عن الشوكاني في السيل الجرار تعليقاً على كتاب المغني عن الحفظ والكتاب، لم يرد في زكاة الحلي حديث صحيح وقال بعضهم زكاته عاريته.(1/3121)
والأرجح من القولين قول من قال بوجوب الزكاة فيها، إذا بلغت النصاب، أو كان لدى مالكيها من الذهب والفضة أو عروض تجارة ما يكمل النصاب؛ لعموم الأحاديث في وجوب الزكاة في الذهب والفضة، وليس هناك مخصص صحيح فيما نعلم، ولأحاديث عبد الله بن عمرو بن العاص وعائشة وأم سلمة المتقدم ذكرها، وهي أحاديث جيدة الأسانيد، لا مطعن فيها مؤثر، فوجب العمل بها. أما تضعيف الترمذي وابن حزم لها والموصلي فلا وجه له فيما نعلم من العلم بأن الترمذي رحمه الله معذور فيما ذكره؛ لأنه ساق حديث عبد الله بن عمرو من طريق ضعيفة وقد رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من طريق أخرى صحيحة، ولعل الترمذي لم يطلع عليها.
س ماهي مقادير أنصبة الزكاة ؟
سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت بتفصيل موسع :
أولاً : وجوب الزكاة بأدلتها :
هي فرض بل هي أحد أركان الإسلام الخمسة ، والأصل في فرضيتها الكتاب والسنة والإجماع .
أما الكتاب : فمنه قوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) ، وقوله عز وجل : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) ، وقوله تعالى ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ) ، فكل مال زكوي لم تؤد زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة . والآيات الدالة على فريضتها كثيرة اكتفينا بما ذكرنا .(1/3122)
وأما السنة فالأحاديث الواردة في فريضتها كثيرة : منها ما ورد في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان )) ، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال : (( أخبرهم – وفي لفظ: أعلمهم – أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم ، تؤخذ من أغنيائهم ، وترد على فقرائهم )) رواه البخاري ومسلم في الصحيحين . وثبت عن رسول الله أنه قال : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله )) متفق في صحته .
وأما الإجماع : فإن الأمة مجمعة على فريضتها .
ثانياً : الأنصباء ومقدار ما يخرج :
تجب الزكاة في بهيمة الأنعام ، والخارج من الأرض ، والنقدين ، وعروض التجارة .(1/3123)
أما بهيمة الأنعام فهي الإبل والبقر والغنم ، ولا تجب إلا في السائمة منها ، وهي التي ترعى في أكثر الحول ، فالإبل لا زكاة فيها حتى تبلغ خمساً ، فتجب فيها شاة ، وفي العشر شاتان ، وفي خمس عشر ثلاث شياه ، وفي العشرين أربع شياه ،فإذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنت مخاض وهي التي لها سنة ، فإن عدمها أجزأه ابن لبون ، وهو الذي له سنتان ، وفي ست وثلاثين بنت لبون ، وفي ست وأربعين حقة ، وهي التي لها ثلاث سنين ، وفي إحدى وستين جذعة ، وهي التي لها أربع سنين ، وفي ست وسبعين بنتا لبون ، وفي إحدى وتسعين حقتان ، إلى عشرين ومائة ، فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون ، وفي كل خمسين حقة ، فإذا بلغت مئتين اتفق الفرضان ؛ فإن شاء أخرج أربع حقاق ، وإن شاء خمس بنات لبون ، وليس فيما بين الفريضتين من شيء ، ومن وجب عليه سن فعدمها أخرج السن التي تليها من أسفل ومعها شاتان أو عشرون درهماً ، وإن شاء أخرج السن التي تليها من أعلى منها وأخذ شاتين أو عشرين درهماً من الساعي ، والأصل في ذلك ما ثبت عن أنس رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كتب له هذا الكتاب ، لما وجهه إلى البحرين عاملاً عليها : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين ، والتي أمر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم فمن سُئِلَها من المسلمين على وجهها فليعطها ، ومن سُئِل فوقها فلا يُعْطِ – في أربع وعشرين من الإبل فما دونها ، من الغنم من كل خمس شاه ، إذا بلغت خمساً وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض أنثى ، فإذا بلغت ستاً وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت لبون أنثى ، فإذا بلغت ستاً وأربعين إلى ستين ففيها حقة ، طروقة الجمل ، فإذا بلغت واحدة وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة ، فإذا بلغت يعني : ستاً وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا لبون ، فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ففيها حقتان(1/3124)
، طروقتا الجمل ، فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة ،ومن لم يكن معه إلا أربع من الإبل فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها ، فإذا بلغت خمساً من الإبل ففيها شاه ) الحديث . رواه البخاري ورواه مالك وغيره من حفاظ الإسلام واعتمدوه وعدوه من قواعد الإسلام ، وقالوا : إنه أصل عظيم يعتمد عليه ، وقال أحمد : لا أعلم في الصدقة أحسن منه ، وفي هذا الحديث دليل على أن الأوقاص ليس فيها شيء . وروى البخاري من حديث أنس رضي الله عنه ، أن أبا بكر رضي الله عنه كتب له فريضة الصدقة التي أمر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم : ( من بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له ، أو عشرين درهماً ، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده الحقة وعنده الجذعة فإنها تقبل منه ، ويعطيه المصدق عشرين درهماً أو شاتين ، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده إلا بنت لبون فإنها تقبل منه بنت لبون ويعطي شاتين أو عشرين درهماً ، ومن بلغت صدقته بنت لبون وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويعطيه المصَّدق عشرين درهماً أو شاتين ، ومن بلغت صدقته بنت لبون وليست عنده ، وعنده بنت مخاض فإنها تقبل منه بنت مخاض ، ويعطي معها عشرين درهماً أو شاتين ) . وأخرج الدارقطني عن عبيد الله بن صخر قال : عهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عماله أهل اليمن أنه ليس في الأوقاص شيء ، وفي السنن نحوه من حديث ابن عباس ، والوقص ما بين الفريضتين ، كما بين خمس وعشر من الإبل يستعمل فيما لا زكاة فيه كأربع ،ولأبي داود والنسائي وأحمد وغيرهم، من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعاً: ( في كل سائمة إبل، في أربعين بنت لبون ..) ، والسائمة الراعية ، قال الجوهري وغيره: سامت الماشية رعت، وأسمتها: أخرجتها للمرعى، وتكلم بعض أهل العلم في بهز، وقال ابن معين : سنده صحيح ، وحكى الحاكم(1/3125)
الاتفاق على تصحيح حديث بهز عن أبيه عن جده .
وأما البقر فلا شيء فيها حتى تبلغ ثلاثين، فيجب فيها تبيع ، أو تبيعة :وهي التي لها سنة، وفي أربعين مسنة : وهي التي لها سنتان، وفي الستين تبيعان أو تبيعتان، ثم في كل ثلاثين تبيع ، وفي كل أربعين مسنة . والأصل حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، وأمرني أن آخذ من كل ثلاثين من البقر تبيعاً أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة ) رواه الخمسة وحسنه الترمذي وصححه النسائي وابن حبان والحاكم . زاد أبو داود : (وليس في العوامل صدقة ) صححه الدارقطني والمعنى ليس في التي يسقى عليها ويحرث عليها وتستعمل في الأثقال زكاة . وظاهر الحديث سواء كانت سائمة أو معلوفة ، وشرط السوم في إيجاب الزكاة في البقر مقيس على ما ثبت في الإبل والغنم من حديث أنس عبد البخاري وحديث بهز المتقدم .(1/3126)
وأما الغنم فلا زكاة فيها حتى تبلغ أربعين، فتجب فيها شاه إلى عشرين ومائة، فإذا زادت واحدة ففيها شاتان، إلى مئتين، فإذا زادت واحدة ففيها ثلاث شاه ، في كل مائة شاة :شاة، ويؤخذ من المعز الثني ومن الظأن الجذع ولا يؤخذ تيس ولا هرمة ولا ذات عوار: وهي المعيبة ولا الربا: وهي التي تربي ولدها، ولا الحامل ولا كرائم المال إلا أن يشاء ربه، والأصل في ذلك ما ثبت من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في كتاب الصدقات الذي كتبهُ لهُ أبو بكر الصديق رضي الله عنه لّما وجهه إلى البحرين عاملاً عليها: ( هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين ..)، وذكر الإبل، قال : (.. وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة، فإذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين شاتان ، فإذا زادت على مائتين إلى ثلاثمائة ففيها ثلاث،فإذا زادت على ثلاثمائة ففي كل مائة شاة فإذا كانت سائمة الرجل شاة واحدة ، فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها، ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة، وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية، ولا يخرج في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس إلا أن يشاء المصدق ) رواه البخاري وأهل السنن وغيرهم. ولأبي داود وغيره من حديث عبد الله بن معاوية الغاضري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( … لا نعطي الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة ولا الشرط اللئيمة، ولكن من أوسط أموالكم ، فإن الله لم يسألكم خياره، ولم يأمركم بشراره )).
انتهى الحديث . وتؤخذ مريضة من مراضٍ إجماعاً ، وكذا معيبة من معيبات ؛ لأن الزكاة مواساة ودلت الأحاديث أنها تخرج من أوساط المال، لا من خياره، ولا من شراره.
وأما الخارج من الأرض فيشمل:
الحبوب، والثمار، والمعدن، والركاز،وفيما يلي تفصيل الكلام على ذلك:
1-الحبوب والثمار:(1/3127)
تجب الزكاة في الحبوب وفي كل ثمر يكال ويدخر، ويعتبر لوجوبها في الحبوب والثمار شرطان:
أحداهما: أن تبلغ نصاباً قدره بعد التصفية في الحبوب والجفاف في الثمار خمسة أوسق، والوسق ستون صاعاً بصاع النبي صلى الله عليه وسلم .
الثاني:أن يكون النصاب مملوكاً له وقت وجوب الزكاة.
ويجب العشر فيما سقي بغير مؤونة كالغيث والسيوح وما يشرب بعروقه، ونصف العشر فيما سقي بكلفة؛ كالمكائن ، فإن كن يسقى نصف السنة بهذا ونصفها بهذا ففيه ثلاثة أرباع العشر، وإن سقي بأحدهما أكثر من الآخر أعتبر الأكثر ، فإن جهل المقدار وجب العشر ، وإذا أشتد الحب وبدا الصلاح في الثمر وجبت الزكاة، ولا يستقر الوجوب إلا بجعلها في الجرين ، فإن تلفت قبله بغير تعد منه سقطت الزكاة، سواء خرصت أم لم تخرص، ويجب إخراج زكاة الحب مصفى والثمر يابساً، وينبغي أن يبعث الإمام ساعياً إذا بدا صلاح الثمر، فيخرصه عليهم ليتصرفوا فيه، فإن كان أنواعاً خرص كل نوع وحده، وإن كان نوعاً واحداً خرص كل شجرة وحدها، وله خرص الجميع دفعة واحدة، ويجب أن يترك في الخرص لرب المال الثلث، أو الربع، فإن لم يفعل فلرب المال الأكل بعد ذلك ولا يحسب عليه، ولا تجب الزكاة في الخضراوات، والأصل في ذلك قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ) ، وقال تعالى : ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) ، قال ابن عباس وغيره: حقه الزكاة المفروضة.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة )) ، متفق عليه، ولمسلم: (( ليس فيما دون خمسة أوساق من ثمر ولا حب صدقة )) ، ولأبي داود: (( زكاة )).(1/3128)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( فيما سقت السماء والعيون أو كان عثرياً العشر، وفيما سقي بالنضح نصف العشر )) ، رواه البخاري وغيره، ولمسلم من حديث جابر: (( وفيما سقي بالسانية نصف العشر )) .
وعن عتاب بن أسيد رضي الله عنه قال : ( أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرص العنب كما يخرص النخل ، وتؤخذ زكاته زبيباً ) رواه الخمسة.
وعن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث، فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع )) ، رواه أبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس في الخضراوات صدقة )) رواه الترمذي وغيره.
وللدارقطني عن علي وعائشة رضي الله عنهما معناه، وقال الترمذي: لا يصح في شيء، والعمل عليه عند أهل العلم أنه ليس في الخضراوات صدقة، وقال البيهقي: إلا أنها من طريق مختلفة يؤكد بعضها بعضاً، ومعها أقوال الصحابة، وقال الخطابي يستدل بحديث ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة أنها لا تجب في الخضراوات، وهو دليل في أنها إنما تجب فيما يوسق ويدخر من الحبوب والثمار دون مالا يكال ولا يدخر من الفواكه والخضراوات ونحوها وعليه عامة أهل العلم.
وأما النقدان فالذهب والفضة:
ولا تجب الزكاة في الذهب حتى تبلغ عشرين مثقالاً، فيجب فيه نصف مثقال ، ولا يجب في الفضة حتى تبلغ مئتي درهم، ومقدارها بالمثاقيل مائة وأربعون مثقالاً فيجب فيها خمسة دراهم، والأصل في ذلك قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ فهرس يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ) .(1/3129)
وما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة )) متفق عليه، وعن علي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قد عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق فهاتوا الصدقة الرقة من كل أربعين درهماً درهماً وليس في تسعين ومائة شيء فإذا بلغت مائتين ففيهما خمسة دراهم )) رواه أحمد وأبو داود والترمذي ، وفي لفظ : (( قد عفوت لكم عن الخيل والرقيق وليس فيهما دون المائتين زكاة )) رواه أحمد والنسائي .
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة )) الحديث رواه أحمد ومسلم.
وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا كانت لك مئتا درهم وحال عليها الحول ففيها خمسة دراهم وليس عليك شيء يعني في الذهب حتى يكون لك عشرون ديناراً وحال عليها الحول ففيها نصف دينار )) رواه أحمد أبو داود.
يجب في الركاز الخمس؛ لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه: (( وفي الركاز الخمس )) متفق عليه، والركاز : ما وجد من دفن الجاهلية علبه علامتهم.
وأما عروض التجارة فما أعد لبيع وشراء من صنوف الأموال، وتجب الزكاة فيها إذا بلغت قيمتها نصاباً من الذهب أو الفضة، وملكها بفعله بنية التجارة بها، وتقوًّم عند الحول بما هو أحظ للفقراء والمساكين من ذهب أو فضة، والأصل في ذلك قواه تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ) يعني بالتجارة، قاله مجاهد وغيره. وقال البيضاوي وغيره أنفقوا من طيبات ما كسبتم أي الزكاة المفروضة.(1/3130)
وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ) والتجارة داخلة في عموم الأموال ففيها حق مقداره بينه صلى الله عليه وسلم وهو ربع العشر، ومال التجارة أهم الأموال، فكانت أولى بالدخول في الآية من سائر الأموال، وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نخرج الصدقة مما نعده للبيع ) رواه أبو داود.
وقال عمر لحماس: أد زكاة مالك. فقال: ما لي إلا جعاب وأدم. فقال: قومها وأد زكاتها. وقد أحتج الإمام أحمد رحمه الله بهذه القصة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( وأما خالد فإنكم تظلمون خالداً، قد أحتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله )) متفق عليه. قال النووي وغيره فيه وجوب زكاة التجارة، وإلا لما أعتذر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وللبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (( ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة )) قال النووي وغيره: هذا الحديث أصل في أن أموال القنية لا زكاة فيها.
ثالثاً: وجوب الزكاة :
لا تجب إلا بشروط خمسة : الإسلام، والحرية، وملك نصاب، وتمام الملك، ومضي الحول، إلا في الخارج من الأرض فكما سبق ذكره، وكذلك نتاج السائمة وربح التجارة فإن حولهما حول أصلهما إذا بلغ نصاباً، وإن لم يكن نصاباً فحوله يبتديء من حيت يتم نصاباً.
رابعاً: المصارف :
مصارف الزكاة ثمانية أصناف، ذكرها الله تعالى بقوله: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) .
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( الجزء 9 ) صفحة ( 167-184
س / ما حكم القنوت في صلاة الفجر وكذا في صلاة الوتر ؟(1/3131)
ج / صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في النوازل وكان يدعوا في قنوته على الكافرين ويدعوا للمستضعفين من المسلمين بالخلاص والنجاة من كيد الكافرين وأسرهم ثم ترك ذلك ولم يخص النبي صلى الله عليه وسلم فرضاً دون فرض ودليل ذلك حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعوا على أحياء من العرب ثم تركه .
وقد استحب الإمام مالك القنوت في الركعة الأخيرة من الصبح قبل الركوع ، وذهب الشافعي إلى أن القنوت سنة بعد الركوع من الركعة الأخيرة من الصبح ، وقال بذلك جماعة من السلف والخلف واحتجوا بأحاديث متعددة دلت على القنوت في الفجر . وقد نوقش هذا الرأي بأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في النوازل فقط ثم ترك والأحاديث التي استدلوا بها لم تخص الفجر بل دلت الأحاديث الأخرى على تعميمه في سائر الفرائض ، وهم يخصون القنوت بالفجر ويقولون بالاستمرار واستدلوا أيضاً بما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا ونوقش بأن هذا الحديث ضعيف لأنه من طريق أبي جعفر الرازي وفيه كلام ليس باليسير ومع هذا فالأولى عدم القنوت في الفجر إلا في النوازل لكن كما سبق فإن تخصيص القنوت للفجر من المسائل الخلافية الاجتهادية ، فمن صلى وراء إمام يقنت في الصبح خاصة قبل الركوع أو بعده فعليه أن يتابعه ، وإن كان الراجح الاقتصار في القنوت بالفرائض على النوازل فقط .
أما القنوت في الوتر فيستحب لحديث الحسن بن علي رضي الله عنه قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر ، اللهم اهدني فيمن هديت وعافني ...
س : هل المتابعة التامة والقاصرة سواء ؟ وهل كلاهما يقويان ؟
ج : نعم كلاهما يقويان لكن التامة أفضل .
س : إذا صرح الراوي بـ " حدثنا " أو " أخبرنا " أو " أنبأنا " أو " سمعت " هل تكفي للسماع ؟(1/3132)
ج : نعم تكفي للسماع والاتصال ، إلا أن ينص أحد الأئمة على خطأ هذا السماع كما ذكر بعض ذلك عن الإمام أحمد كما في شرح علل الترمذي للعلامة ابن رجب.
س : هل يشترط في ضبط الكتاب المقابلة ؟
ج : نعم يشترط أن يقابله على أصل الشيخ أو أصل مصحح ؛ لاحتمال خطأه عند النسخ .
س : الحديث القدسي هل لفظه من النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه من الله ؟
ج : لا بل لفظه ومعناه من الله لكنه غير معجز ولا مقيد بتلاوته ومنه ما يلقيه الله على قلب النبي صلى الله عليه وسلم بدون واسطة ومنه ما هو بواسطة ، أما القرآن فكله بواسطة ، وأما الحديث النبوي فمعناه من الله ولفظه من النبي صلى الله عليه وسلم وهو وحي إما حقيقة أو إقراراً ؛ لمتابعة الوحي له .
س : متابعات الفساق والمتهمين هل تنفع كما ذهب إليه ابن حجر والسيوطي أم لا تنفع كما ذهب إليه أحمد شاكر ؟
ج : الصواب لا تنفع كما ذهب إليه أحمد شاكر - رحمه الله - .
س : هل يشترط في المتواتر والعزيز والمشهور العدد في الصحابة ؟
ج : نعم يشترط عند غير الحنفية .
س : هل يوجد فرق بين اختصار الحديث وتقطيع الحديث ؟
ج : الاختصار أعم فهو يشمل رواية الحديث بالمعنى .
س : المخالفة من الضعيف للثقات بالإسناد هل يسمى " سند منكر " ؟
ج : نعم يسمى سنداً منكراً .
س : (( لا يكتب حديثه )) للاعتبار أم للاستشهاد ؟
ج : معناه لا يكتب للاعتبار .
س : هل الاختلاف والاضطراب شيء واحد ؟
ج : الاختلاف أعم وأشمل لأنه يشمل القادح وغير القادح أما الاضطراب فهو للقادح فقط .
س : (( يرفع الموقوف ويسند المرسل لا يجوز الاحتجاج به )) هل عمداً أم خطأً ؟
ج : خطأً ، أي : أنه سيء الحفظ يخالف الثقات .
س: من اختلف فيه هل في عدالته أم في ضبطه ؟
ج : قد يكون في هذا أو في هذا لكن الغالب في الضبط .
س : ما معنى : (( قليل الحديث )) هل هو جرح ؟(1/3133)
ج : ليس جرحاً ، بل معناه : أن أحاديثه قليلة لا نتمكن من سبر مروياته ؛ لقلتها فيكون في ضبطه شيء يحتاج للاعتبار.
س : المختلف فيه إذا خالف الثقات حديثه شاذ أم منكر ؟
ج : المآل إلى الترجيح ، فإن رجح كونه ثقة فحديثه شاذ ، وإن رجح كونه ضعيف فمنكر.
س : هل صح الحديث الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِعَرْفَجَةَ بنِ أَسْعَدٍ لَمَّا قُطِعَ أنْفُهُ أنْ يَتَّخِذَ أنْفاً مِنْ ذَهَبٍ
ج : هذا الحديث اختلف فيه اختلافاً كثيراً :
فأخرجه علي بن الجعد (3264) ، وابن أبي شيبة (25255) ، وأحمد 4/342 و 5/23 ، وأبو داود (4232) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند 5/23 ، وأبو يعلى (1501) و ( 1502 ) ، والطبراني في الكبير 17 / 371 من طريق عبد الرحمان بن طرفة بن عرفجة بن أسعد ، أنّ جدّه عرفجة بن أسعد أصيب أنفه … مرسلاً ، وهو المحفوظ ، كما في تهذيب الكمال 17 / 192 .
وأخرجه أحمد 5/23 ، وأبو داود (4233) ، والترمذي (1770) وفي علله (533) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند 5/23 ، والنسائي 8/163 و164 ، والطحاوي في شرح المعاني 4/257 و258، وابن حبان ( 5462 ) ، والطبراني في الكبير 17/ ( 369 ) و(370) ، والبيهقي 2/425 من طريق عبدالرحمان بن طرفة ، عن عرفجة بن أسعد ، قال : أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية … الحديث .
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند 5/23 ، والبيهقي 2/425 من طريق عبد الرحمان بن طرفة بن عرفجة ، عن أبيه ، عن جده .
وأخرجه أبو داود (4234) ، والبيهقي 2 / 426 من طريق عبد الرحمان بن طرفة بن عرفجة بن أسعد ، عن أبيه ، أن عرفجة … فذكر معناه مرسلاً .
س : ما هو التلقين ؟
ج : التلقين –كما عرّفه الحافظ العراقي–: هو أن يلقّن الشيء فيحدث به من غير أن يعلم أنه من حديثه . شرح التبصرة والتذكرة 2 / 59 .(1/3134)
قال ابن حزم في الإحكام 1/142 : (( من صحّ أنه قبل التلقين – ولو مرة – سقط حديثه كله ؛ لأنه لم يتفقه في دين الله عز وجل ولا حفظ ما سمع )) .
وانظر عن التلقين وأسبابه وحكمه: النفح الشذي 1/323،وسير أعلام النبلاء 10/210، والنكت الوفية : 232/ ب ، وفتح المغيث 1/385 ، وتدريب الراوي 1/339 ، وتوضيح الأفكار 2/257 ، وتوجيه النظر 2/573 ، وأثر علل الحديث : 120
س : ما صحة حديث : إن باب النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرع الأظافر ؟
ج : هذا الحديث أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث : 19 من طريق كيسان مولى هشام بن حسّان ، عن محمد بن سيرين ، عن المغيرة ، به . وكيسان هذا : مجهول الحال ، لم يوثّقه سوى ابن حبّان في ثقاته 7/358 على عادته في توثيق المجاهيل .
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (1080)، وفي التاريخ الكبير 1 / 228 ، وأبو نعيم في أخبار أصفهان 2 / 110 و 365 من طريق أبي بكر الأصفهاني ، عن محمد بن مالك بن المنتصر، عن أنس بن مالك، قال : كان بابه يقرع بالأظافير .
أقول : وهو سندٌ ضعيف ؛ لجهالة أبي بكر الأصفهاني ، وابن المنتصر .
س : ذكر في بعض كتب المصطلح أن ابن حبان عد الجرح في الضعيف فأوصلها تسعاً وأربعين نوعاً ؟
ج : هذه الأقسام لم أقف عليها ، ولم يقف عليها من قبلي الحافظ ابن حجر كما ذكر في النكت على كتاب ابن الصلاح 1/492 ، بل أشار إلى عدم وجود هذه التقسيمات أصلاً ؛ إذ غمز من عزاها إلى مقدمة المجروحين – وهو الزّركشيّ في نكته 1 / 391 -، وبرجوعي إلى المجروحين 1/62–88 وجدته ذكر عشرين نوعاً حسب – هي في حقيقتها الأسباب الموجبة لضعف الرواة - ، صدّرها بقوله : (( فأما الجرح في الضعفاء فهو على عشرين نوعاً ، يجب على كلّ منتحلٍ للسنن طالب لها باحث عنها أن يعرفها )) .
س : هل الأحاديث التي انتقدها الدارقطني بالتتبع يسيرة ؟(1/3135)
ج : ليست باليسيرة ، فقد بلغت انتقادات الدارقطني وحده ( 218 ) ، وهذا فيما سوى ما انتقده أبو مسعود الدمشقي ، وأبو الفضل بن عمار ، وأبو علي الجياني .
ولربما أراد ابن الصلاح أنها يسيرة نسبياً إلى ما لا انتقاد عليه . والحقيقة أن هذه الانتقادات تتفرع عن الأقسام الآتية :
1- الزيادة التي تقع في بعض الأحاديث .
إذ قد ينفرد ثقة بزيادة لا يذكرها من هو مثله أو أحفظ منه ، فتحميل هذا الثقة تبعه أنه قد يكون غلط ؛ ظن مجرد ، وغاية ما فيها أنها زيادة ثقة لا تنافي رواية الأحفظ والأكثر .
2- الحديث الذي قد يرويه تابعي،المشهور أن روايته عن صحابي معين سمع منه ، فيروي الحديث بواسطة عن ذلك الصَّحَابيّ ،فيعلل الأول بزيادة الراوي في الطريق الثانية.وهذا مندفع بأنه لا مانع من كون ذلك التابعي قد سمع ذلك الحديث بعينه من ذلك الصحابي مباشرة ثم سمعه بواسطة وهكذا يكون الأمر فيمن بعدهم .
3- أن يشير صاحب الصحيح إلى علته ، كأن يرويه مسنداً ثم يذكر أنه روي مرسلاً ، فهذا من صاحب الصحيح ترجيح لرواية الواصل على المرسل .
4- ما يكون مداراً للاجتهاد وتكون علته مرجوحة بالنسبة إلى صحته .
وانظر : نكت الزركشي 1 / 287 ، والتقييد والإيضاح 42 ، وابن حجر 1 / 380 .
س : كم عدد معلقات الإمام البخاري في صحيحه ؟
ج : جملة ما في صحيح البخاري من التعاليق واحدٌ وأربعون وثلاث مئة وألف حديث ، وغالبها مكرر مخرّجٌ في الكتاب أصوله أو متونه ، وليس في الكتاب من المتون التي لم تخرّج في الكتاب – ولو من طريق أخرى – إلا مئة وستون حديثاً . وقد جمع الحافظ ابن حجر جميع هذه التعاليق ووصلها في كتاب مستقل سماه : " تغليق التعليق " .(1/3136)
أما صحيح مسلم فإنّ التعاليق الواردة فيه اثنا عشر . وكلّ حديث منها رواه متصلاً ثم عقبّه بقوله : (( رواه فلان )) ، غير حديث أبي جهيم فإنّه لم يصله ، وعلى هذا فليس في صحيح مسلم بعد المقدمة حديث معلّق لم يصله إلا حديث أبي جهيم . مقدمة شرح النووي 1/18 ، والإرشاد 1/127 والتعليق عليه ، وهدي الساري : 469 .
س : ما الفرق بين المهمل والمبهم عند المحدثين ؟
ج : المبهم : هو من أبهم ذكره في الحديث من الرجال والنساء ، أو : من ذكر بوصف غير دال على ذات معينة . ويقع في المتن والإسناد ، مثل جاء رجل ، أو عن ابن عم لي ، وهكذا .
أما المهمل : هو أن يذكر الراوي اسمه من غير نسبة تميزه ، وأكثر ما يقع في الإسناد ، كأن يكون للراوي أكثر من شيخ يسمى ( محمداً ) ، فيروي قائلاً : حدثنا محمد . انظر : معرفة أنواع علم الحديث : 557 ، والشذا الفياح 2/703 ، وتدريب الراوي 2/342 ، وشرح شرح النخبة : 71 .
س : من هو الفربري راوي صحيح البخاري ؟
ج : هو أبو عبد الله ، محمد بن يوسف بن مطر الفربريّ ، راوي الجامع الصحيح عن البخاري توفي سنة (320 ه) . قال صاحب الأنساب 4/334 عن الفربريّ : (( بفتح الفاء والراء ، وسكون الباء الموحدة وبعدها راء أخرى . هذه النسبة إلى فربر ، وهي بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى )) ، ومثل هذا في وفيات الأعيان 4/290. وفي التاج 13/311 : (( فربر ، كسبحل ، وضبط بالفتح أيضاً ، وذكر الحافظ في التبصير الوجهين )) ، وبالوجهين في سير أعلام النبلاء 15 / 12 ، ومعجم البلدان 4 / 245 .
س : هل ورد عن الإمام سفيان الثوري أنه قال : من قدم علياً على عثمان فقد أزرى الصحابة ؟
ج : روي ذلك عن سفيان أنه قال : (( من قدم علياً على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألف قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ الذين أجمعوا على بيعة الرضوان )) . تاريخ دمشق 39/506 .(1/3137)
وروي عن الإمام أحمد أنه قال : (( من فضل علياً على عثمان فقد أزرى بأصحاب الشورى لأنهم قدموا عثمان )) تاريخ دمشق 39/508 .
وقال الخطابي في معالم السنن 7/18 : (( وقد نبئت عن سفيان أنه قال في آخر قوليه : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي )) .
الرسالة:بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ الكريم ، السلام عليكم ورحمة الله ..
نختلف نحن والأشاعرة على كتابين من أصول كتب أهل السنة، وهما "الإبانة عن أصول الديانة " للإمام الأشعري ، و " السنة " لعبد الله بن أحمد بن حنبل ، السلفيون يثبتون هذين الكتابين للإمامين، بينما الأشاعرة يشككون في ذلك ، فيقولون : إن كتاب الإبانة الذي نقرؤه هو من الطبعة الهندية المحرفة وأن المجسمة هم من زادوا على مقالاته ، ويدعون أن كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل هو كتاب تجسيم محض مفترى على الشيخ ... ما رأيك وأنت من المحققين يا شيخ ، من من الفريقين على صواب ؟
جزاك الله خيراً .
ج : سئلت اللجنة الدائمة عن كتاب الإبانة فأجابت : (( اشتهر بين العلماء قديماً وحديثاً نسبة كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري ، وقلده فيما فيه أتباعه ، وخالفه جماعة من العلماء في بعض ما ذكره في الإبانة ونقدوه ، ولم ينكروا نسبته إليه . والأصل البقاء على ما اشتهر من نسبة هذا الكتاب إليه ، فإذا كان لدى من نفى ذلك حجة فليذكرها لينظر فيها ، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )) فتاوى اللجنة الدائمة 3/221
أما الكتاب السنة فهو ثابت لعبد الله بن أحمد بن حنبل .
س : هل هناك علامات يعرف بها الحديث الموضوع ؟
ج : من تلك العلامات :
1- أن يخالف أحكام العقل من غير قبول للتأويل .
2- أن يخالف الحسّ والمشاهدة .
3- أن يكون خبراً عن أمر عظيم تتوافر الدواعي على نقله ، ثم لا ينقله إلا واحد .
4- مناقضته لنص الكتاب أو السنة المتواترة أو الإجماع القطعي .(1/3138)
5- أن يصرح جمع كبير يمتنع في العادة تواطؤهم على الكذب ، أو التقليد بتكذيب راويه .
6- الإفراط بالوعيد الشديد على فعل الأمر اليسير ، أو الوعد العظيم على فعل صغير .
وغيرها من الأدلة التي تقوي في نفس الناقد الحكم على ذلك الحديث بالوضع . وانظر : نكت الزركشي 2/265 ، ونكت ابن حجر 2/845 .
س هل يقبل تدليس ابن عيينة ؟
ج : قال الزركشي في نكته : ((إن ابن عبد البر حكى عن أئمة الحديث أنهم قالوا : يقبل تدليس ابن عيينة ؛ لأنه إذا وقف أحال على ابن جريج ومعمر ونظرائهما.
وقال الكرابيسي : دلّس ابن عيينة عن مثل معمر ومسعر بن كدام ومالك بن مغول . وقال الحاكم في سؤالاته للدارقطني : سُئِل عن تدليس ابن جريج ، فقال : يتجنب تدليسه ، فإنه وحش التدليس لا يدلس إلاّ فيما سمعه من مجروح ، فأما ابن عيينة فإنه يدلّس عن الثقات .
وقال ابن حبان في ديباجة كتابه الصحيح : وهذا شيء ليس في الدنيا إلا لسفيان بن عيينة وحده ، فإنه كان يدلّس ولا يدلّس إلا عن ثقة متقن ، ولا يكاد يوجد لابن عيينة خبر دلّس فيه إلا وجد ذلك الخبر بعينه قد تبين سماعه عن ثقة ))
س : ما الفرق بين التدليس والارسال الخفي ؟
ج :يعرف الجواب من خلال النظر إلى الآتي :
1- الاتّصال : وهو الرواية عمّن عاصره وسمع منه ، ما قد سمعه منه .
2- الانقطاع : وهو الرواية عمَّن لَم يعاصره أصلاً .
3- الإرسال الخفي : وهو الرواية عمَّن عاصره ولم يسمع منه .
4- التدليس : هو الرواية عمّن عاصره وسمع منه ، ما لم يسمعه منه .
وانظر : نكت الزركشي 2/68 ، والتقييد والإيضاح 97 ، ونكت ابن حجر 2/614 ، وأثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء : 60 وما بعدها ، وأثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء : 73 وما بعدها .
س : ما معنى التدليس ؟(1/3139)
ج : التدليس: مأخوذ من الدَّلَس – بالتحريك – وهو اختلاط الظلام الذي هو سبب لتغطية الأشياء عن البصر. قال ابن حجر : وكأنه أظلم أمره على الناظر لتغطية وجه الصواب فيه . ومنه التدليس في البيع ، يقال : دلَّس فلان على فلان ، أي : ستر عنه العيب الذي في متاعه كأنه أظلم عليه الأمر ، وأصله مما ذكرنا – من الدَّلَس – .
وهو في الاصطلاح راجع إلى ذلك من حيث إن مَن أسقط مِنَ الإسناد شيئاً فقد غطّى ذلك الذي أسقطه ، وزاد في التغطية في إتيانه بعبارة موهمة ، وكذا تدليس الشيوخ فإن الراوي يغطّي الوصف الذي يُعرف به الشيخ أو يغطّي الشيخ بوصفه بغير ما يشتهر به . انظر : نكت ابن حجر 2 / 614 ، والنكت الوفية 137 / أ ، وتاج العروس 16 / 84 .
س : ما هو الصحيح في ضبط المسيب والد سعيد هل هو بكسر الياء أم بفتحها ؟
ج : بكسر الياء وفتحها ، جاء في القاموس وشرحه تاج العروس 3 / 90 : (( هو كمحدِّث : والد الإمام التابعي الجليل سعيد ، له صحبة ، روى عنه ابنه ، ويفتح ، ويحكون عنه أنه كان يقول : سيَّب اللهُ مَنْ سَيَّبَ أبي ، والكسر حكاه عياض وابن المديني … )) .
أقول : وكنت أضبطه بالكسر في كتبي السابقة ، ولم أستطع أن أختار إلا الفتح عند تحقيقي لمسند الشافعي بترتيب سنجر الجاولي ؛ لأنه ضبط كل ذلك بالفتح ، وأنا الآن أحذو
حذوه .
هل يعبر عن المتصل بالمؤتصل ؟
ج : قال الزركشي 1/410 :
(( قلت : والمؤتصل ، وهي عبارةالشافعي رضي الله عنه كما نقله البيهقي ، وقال ابن الحاجب : في تصريفه : هي لغة الشافعي )) .
وقال ابن حجر 1/510 : (( قلت : ويقال له : المؤتصل – بالفك والهمز – وهي عبارة الشافعي في الأم في مواضع . وقال ابن الحاجب في التصريف له : (( هي لغة الشافعي ، وهي عبارة عن ما سمعه كل راوٍ من شيخه في سياق الإسناد من أوله إلى منتهاه . فهو أعم من المرفوع )) .(1/3140)
ولذا فقد أخطأ كسروي لما حقق معرفة البيهقي فكانت تأتيه لفظة الشافعي فيغيرها ويقول إنها تصحيف ؟؟؟
---
(1/3141)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مشترك جديد يتمنى لكم السداد والتوفيق
---
مشترك جديد يتمنى لكم السداد والتوفيق
---
أبو محمد الريشي
04-24-2004, 07:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الإعزاء
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
وشكر الله للإخوة القائمين على هذا الموقع الرائع والمفيد
وأسأل الله أن يعين الجميع لتقديم المفيد والقيم من المقالات والبحوث والفوائد وغيرها
والله يتولى الجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أبو بيان
04-24-2004, 04:52 PM
حيّاك الله أخي :
أبو محمد الريشي ,
ونحن سُعداء بتواجدك معنا, ومشاركتك لنا,
جعلنا الله وإياك مباركين أينما كُنَّا.
---
(1/3142)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > ماذا تعرفون عن العلامة علي سرور الزنكلوني؟
---
ماذا تعرفون عن العلامة علي سرور الزنكلوني؟
---
القسطموني
12-24-2006, 04:51 PM
هذا العالم مصادر ترجمته قليلة للغاية، وهو من تلاميذ محمد عبده، وأصدقاء رشيد رضا، وله كتاب الدعوة والدعاة مطبوع بمصر، وأوله ترجمة له بقلم حفيده. وله نظرات كثيرة في القرآن الكريم.
ما هي مصادر ترجمته بتفصيل وتوسع؟
أفيدونا مشكورين.
---
مروان الظفيري
12-24-2006, 06:12 PM
أخي الكريم القسطموني
انظر :
مجلة المنار / العدد 29 / بقلم رئيس التحرير :
كلمة الأستاذ علي سرور الزنكلوني في تفسير القرآن الكريم ومجلة المنار .
الشيخ علي سرور الزنكلوني ومزاياه .
---
د . يحيى الغوثاني
12-25-2006, 05:42 AM
الشيخ علي بن سرور الزنكلوني من شيوخ شيوخي
هو العلامة أبو الحسن علي بن سرور الحسني الأزهري الزنكلوني المدرس بالجامع الأزهر توفي عام 1359 هـ
التقيت باثنين ممن أجيز وا منه وأجازوني بكل ما تجوز له روايته ، وروايتي عنهم تعتبر من أعلى الأسانيد اليوم وهما العلامة المسند الشيخ محمد ياسين الفاداني فقد أجازه في 27 رجب عام 1355 هـ وقد كتبها له في الجامع الأزهر وقال في آخرها :
وأجزنا كل من على وجه البسيطة من المسلمين ممن أدرك وقتنا وعصرنا سيما من سبقت له المعرفة والاستفادات العلمية كما أجزنا إجازة خاصة كل من المجاز الشيخ محمد ياسين الفاداني .......
قال لي الشخ الفاداني وقد أجزتك بما أجازني به الشيخ الزنكلوني وخاصة الحديث المسلسل بالمصريين
وكذلك من تلاميذ الشيخ الزنكلوني شيخنا العلامة الفقيه الأصولي المعمر الشيخ محمود عبد الدايم فقد لازم الزنكلوني وشملته إجازه وأجازني بما أجازه به مراراً وكتب لي بذلك
والشيخ الزنكلوني يروي بأسانيد عالية عن شيوخ كثر منهم :(1/3143)
1 ـ الشيخ سيف الله بن إبراهيم خفاجي عن إبراهيم الباجوري عن عبد الله حجازي ومحمد الشنواني بمافي ثبتيهما
2 ـ الشيخ حسن بن محمد العدوي عن مصطفى المبلط عن محمد الأمير الكبير بما في ثبته .
3 ـ الشيخ إبراهيم السقا عن ثعيلب الفشني ومحمد الأمير الصغير كلاهما عن الأمير الكبير
4 ـ الشيخ محمد عليش المالكي
5 ـ الشيخ حسن الطويل عن عبد الرحمن الجبرتي عن مرتضى الزبيدي
6 ـ الشيخ عبد الرزاق البيطار عن محمد أمين البيطار عن عبد الرحمن الكزبري
7 ـ الشيخ الجمال يوسف بن بدر الدين الدمشقي عن عبد الرحمن الكزبري
8 ـ الشيخ محمد بن درويش الحوت عن الكزبري
9 ـ الشيخ حسين بن محمد الجسر الطرابلسي عن الكزبري
10 ـ عبد الهادي نجا الإبياري
وهذا الجمع لشيوخه يندر أن تجده في مكان فرحمة الله عليه رحمة واسعة
ومن الطرائف الإسنادية أن الشيخ الزنكلوني اجاوز الفاداني عام 1355هـ والفاداني أجازني عام 1407 هـ فبين الإجازتين 52 سنة
---
د . يحيى الغوثاني
12-25-2006, 11:09 PM
وهذا نص خطبة الأستاذ الشيخ على سرور الزنكلوني
أيها السادة :
كان لصاحب المنار منذ عرفته مصر وجود قوي ، وشخصية بارزة ، امتد
صوتها إلى الأقطار العربية والأقطار الشرقية ، بل كان لهذا الصوت أثر في بعض
الأمم التي ليست شرقية ولا إسلامية ؛ لأن الأبحاث التي تعرض لها صاحب المنار ،
وإن اتصلت بالشرق وبالإسلام اتصالاً قويًّا ، فإنها متصلة بالغرب أيضًا ؛ لأن
عيون الغرب لا تنام عن المسلمين ولا عن الشرقيين .
اشتغل صاحب المنار طوال حياته بقضية الإسلام وقضية العرب ، وبما
يتصل بالإسلام من أمر الخلافة ، وبما يتصل بالعرب من هجمات الاستعمار ، ولم
تحرم مصر من زعامة السياسة في ظروفها المختلفة فكان بهذا كله لمصر ، وللشرق
وللإسلام والمسلمين .
أيها السادة :
ليس في وسعي أن أوفي صاحب المنار حقه في مثل هذا الموقف ، ولكني(1/3144)
أردت أن أساهم مع المساهمين ؛ وفاء لحق الصداقة وتقديرًا لتلك الشخصية
النادرة .
عرفت المغفور له صاحب المنار منذ ابتدأ الأستاذ الإمام - رضوان الله عليه-
دروسه في الأزهر ، ولم يكن صاحب المنار في ذلك العهد يدهشنا وجوده العلمي ؛
لأن طلاب الشيخ جميعًا كانوا يغترفون من بحر واحد ، وإن تفاوتت مراتب
جهودهم واستعدادهم .
ولم يكن لصاحب المنار ميزة في ذلك الوقت سوى أنه كان يكتب ما يلقيه
أستاذنا علينا ، وقد كان مثل هذا العمل في نظر الأزهريين عملاً عاديًّا لا أثر
لموهبة خاصة ، ولا لنبوغ ممتاز .
تآخينا وتآخى معنا السيد رشيد بحكم صلة الدرس العامة ، وبقدرها ، وكان
هذا لا يمنع بعضنا من توجيه النفس إلى السيد رشيد ، توجيهًا خاصًّا كلما ظهر
السيد رشيد بموهبة ممتازة ، قد يطول الحديث عنها ؛ حتى هوجم الأستاذ الإمام في
آرائه الدينية والإصلاحية مهاجمة عنيفة ، من كل القوى التي توافرت لها عوامل
الكيد والاستبداد ، وإذا بالسيد رشيد يبرز في وجوده القوي لمناصرة خصوم الشيخ
بقلمه ولسانه ، وينشر في مجلة المنار آراء أستاذه واتجاهاته . وما كان يتلقاه من
دروس شيخه ، وكان يعلق عليهم بعبارات من عنده تدل على كمال الفهم واستقلال
الفكر ، وكذلك كان أمر السيد رشيد في كل ما كان يكتب من مقالات وما يدون من
أبحاث ؛ لأن أسلوب الأستاذ الإمام خلق ممتازًا ، وسيبقي ممتازًا .
مات الأستاذ الإمام ، وللسيد رشيد في نفوس إخوان الشيخ وأبنائه منزلة سامية ،
ومع سمو هذه المنزلة لم يخطر ببال أحد أن السيد رشيدًا سيرث الشيخ فيما كان
يدعو إليه ، وأنه سيرتفع صوته في بلاد الإسلام الغائبة ، ولكن أبى الله سبحانه إلا
أن يسير السيد رشيد بخطى واسعة إلى الأمام ، وقدر الله لصوته وهو على منبر
مناره أن يدوي في بلاد الإسلام والشرق ، ولم يعتر جهاده في سبيل العلم والدين بعد
وفاة شيخه مع كثرة المخاطر شيء من الوهن والفتور .(1/3145)
ولا جرم أن هذه الميزة هبة إلهية ، لا تمنح إلا للقليل من أفذاذ الرجال ؛ لأن
حياة الأستاذ الإمام كانت قوية في مصر وفي غير مصر .
لهذا كان بقاء صاحب المنار ثلاثين عامًا بعد وفاة شيخه في وجوده القوي
يصد عادية جيوش الباطل التي لم تفتر ولم تنم ، دليلاً ملموسًا على أنه من الأفذاذ
الذين بخل التاريخ بالكثير من أمثالهم ، ولعل أكبر شاهد على ذلك أن مهمة السيد
رشيد العلمية لم يستطع إلى الآن أن يقوم بها فرد أو جماعة على كثرة العلماء
والكاتبين .
أيها السادة :
إن لصاحب المنار - رحمة الله عليه - من حياته العلمية آثارًا كثيرة وجوانب
قوية ، لا أستطيع أن أوفيها حقها .
وقد أردت أن تكون كلمتي فيه الآن مقصورة على علمه بالقرآن وبأسرار
القرآن ؛ لأن صلتي به لم تتأكد إلا من درس التفسير على الأستاذ الإمام ، ولأن
آثاره في تفسير القرآن هي أقوى الآثار وأظهرها في الإقناع والإلزام ، ولأن مفسر
القرآن إذا أخلص وصدق استحق الثناء الخالد ؛ لأنه بصدقه وإخلاصه يشرف
عقله على الوجود ، وعلى ما وراء الوجود ، وقد تحقق ذلك للسيد رشيد ، رحمة
الله عليه .
فالقرآن كتاب الوجود ، وكتاب ما وراء الوجود ، وكل من جهله واتجه إلى
غيره مهما كان قويًّا في نظر نفسه ، وفي نظر أمثاله ، فحياته غير صادقة ،
وسعادته لا ضمان لها ، ولا استقرار ، بل المسلمون إذا أخلصوا للقرآن فهمًا وعملاً ،
وعرضوا جواهره السماوية على عقول البشر ، فقد ملكوا كل شيء ؛ لأن العقول
من مادة السماء ، ومادة السماء إذا تركزت في الأرض محال أن تطغى عليها
شهوات النفس الترابية .
والإنسان إذا أهمل فهم القرآن والتبصر فيه ، وقد أحاط بما في الأرض علمًا ؛
فليس من الله ولا من الوجود الحق في شيء ، فحصر العقل في جزء صغير من
الوجود يستخدمه في حياته المادية لا يصور الحقيقة ، ولا يحقق معنى الحياة
والسعادة ؛ إذ الحياة الإنسانية مسبوقة بوجود لانهائي ، وبعدها وجود لانهائي .(1/3146)
ومن حق العقل أن يفكر طويلاً في ذلك الوجود اللانهائي ، هذا لا يتم إلا بفهم
(43/5)
--------------------------------------------------------------------------------
القرآن ، ومن أجل ذلك يقول الله تعالى : { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ
الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } ( الروم : 7 ) ويقول : { وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ
كَانُوا يَعْلَمُونَ } ( العنكبوت : 64 ) .
أيها السادة :
إن لأهل القرآن وأنصاره مرتبتين : المرتبة الأولى في فهم معانيه
الصحيحة وامتزاجها بالعقل والروح والنفس ، فيشع منها النور والقوة بحيث يعملان
عملهما في الوجود بقدر الطاقة البشرية ، وهذه هي مرتبة النبي صلى الله عليه
وسلم ، ومرتبة الصديقين من أصحابه وأمته إلى يوم الدين .
المرتبة الثانية - هي فهم معانيه فهمًا صحيحًا ، وامتزاجها بالعقل ، وبالنفس
في أغلب أحوالها ، وهذه هي مرتبة كبار العلماء والصالحين مع ما في كل من
المرتبتين من المنازل المتفاوتة بتفاوت الاستعداد ، وصفاء الجوهر .
وإني أؤمن إيمانًا قويًّا بأن السيد رشيد قد تمت له المرتبة الثانية في أرقى
منازلها ، وأرجو أن يكون له نصيب من المرتبة الأولى .
أيها السادة :
إذا علمتم أن القرآن هو كلام الله ، وأنه كتاب الوجود ، تعلمون مقدار ما بذلته
وتبذله العقول في استخراج جواهره منذ أنزل إلى اليوم ، ولا يتم للعقل استقصاء
كل ما فيه وتحديده بالدقة ما دام الوجود قائمًا ، ولكن العقل يأخذ منه ما يستكمل به
وجوده ، وطمأنينته في الدنيا والآخرة على قدر فهمه .
ومن هنا تعددت آراء المفسرين لاختلاف وجوه النظر ؛ ولذلك كان تفسير
القرآن في أكثر العصور فن علم وجدل ، مع أن التفسير يجب أن يكون زبدًا
مستخلصًا بالمقاييس العلمية الصحيحة المستمدة من الفن والبحث ، كما أن التفسير(1/3147)
الذي لا يعتمد على مقاييس العلم والعقل ، لا يسمى على الحقيقة تفسيرًا للقرآن
الكريم ، ويجب أن يدخل في مقاييس العلم ما يستظهره العقل من أسرار الوجود
بالدلائل القاطعة ، وليس من التفسير مظاهر الحياة التي تعتمد على نزعات النفس
في إنسانيتها الضعيفة المضطربة .
وهذا هو ما وفق إليه الراحل الكريم في تفسيره للقرآن وفي علاجه للأبحاث
الدينية ، فقلما كان يتعرض السيد رشيد لبحث لا يتصل بالقرآن اتصالاً جوهريًّا إلا
بقدر ما تمس إليه الحاجة .
وكثيرًا ما كان يتعرض لأقوال المفسرين ، وما يستدلون به ، ولكنه لم يترك
القرآن في المكان الذي تتجاذبه فيه الآراء كما فعل أكثر المفسرين ، بل كان في
تفسيره يستخلص القرآن للعقل مؤيدًا للغة وبالشواهد والأدلة من ظواهر الوجود .
وأول من فتح هذا الطريق وعبَّده الأستاذ الإمام رضي الله عنه ، وقد سار فيه
تلميذه صاحب الذكرى شوطًا بعيدًا انتهى فيه إلى آخر سورة يوسف عليه الصلاة
والسلام ، وقد فسر من القرآن على هذا المنوال الحكيم اثني عشر جزءًا ، وهي
أصعب أجزاء القرآن فهمًا واستنباطًا ، وكان آخر آية فسرها من سورة يوسف
ومات على إثر تفسيره لها قوله تعالى : { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن
تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا
وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } ( يوسف : 101 ) .
ولقد فاجأته المنية والمؤمنون الصادقون ، والعلماء المخلصون المستعدون لفهم
القرآن على وجهه وتذوق حلاوته وتلمس بعض وجوه إعجازه - هم وحدهم
الذين يقدرون خسارة العلم والإسلام الفادحة بفقد صاحب المنار .
وإذا كانت هذه هي منزلة السيد رشيد من تفسير القرآن الحكيم ، وهو غاية
الغايات والشغل الشاغل للملأ الأعلى في السماء وفي الأرض ؛ فماذا يبتغي آل
السيد رشيد له وأصحابه له من المنزلة الرفيعة ؟(1/3148)
رحم الله السيد رشيدًا بقدر ما ضحى ، وبذله من جهوده ، وأفاض عليه
من كرمه الواسع ما يفيضه على المخلصين من حفظة كتابه ، وأسكنه مع النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقًا .
---
القسطموني
12-26-2006, 04:30 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ يحيى، أفدت وأمتعت. لكن ما هي مصادر ترجمة الشيخ في الكتب المطبوعة؟
وعلى فكرة: للشيخ نشاط وطني كبير في زمانه، وفي المصادر المتفرقة نماذج من ذلك، وكان عضو مجلس إدارة جمعية الرابطة الشرقية في القاهرة، كما يستفاد من مجلة الرابطة الجزء 7 المجلد 3 رجب 1349هـ.
فماذا عندكم من مزيد؟
---
د . يحيى الغوثاني
12-27-2006, 12:51 AM
الأخ الفاضل الأستاذ القسطموني
هذه المعلومات التي ذكرتها مصدرها اثنان :
1 ـ ما اخبرني به الشيخ الفاداني رحمه الله مشافهة
2 ـ كتاب (( نيل الأماني بإجازة يحيى الغوثاني )) للشيخ محمد ياسين الفاداني رحمه الله
وهو مخطوط من ثلاثة مجلدات لم يطبع وهو من آخر ما ألفه الشيخ في حياته من إجازات مطولة حيث أنجزه قبل أيام من وفاته
---
د . يحيى الغوثاني
12-27-2006, 12:56 AM
واما المصادر المطبوعة التي ترجمت للزنكلوني فننتظر من يفيدنا ممن الإخوة ممن له اطلاع مشكورا غير مأمور
---
القسطموني
12-27-2006, 10:45 AM
له ترجمة في معجم المؤلفين المعاصرين للأستاذ محمد خير رمضان يوسف (1: 452)، وهي مختصرة جداً لم يزد فيها على ما في مقدمة كتاب الزنكلوني: الدعوة والدعاة.
---
(1/3149)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > العلامة محمد عبدالخالق عضيمة وكتابه دراسات لأسلوب القرآن بقلم تلميذه د.تركي العتيبي
---
العلامة محمد عبدالخالق عضيمة وكتابه دراسات لأسلوب القرآن بقلم تلميذه د.تركي العتيبي
---
عبدالرحمن الشهري
10-28-2006, 07:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
العلامة النحوي الأستاذ الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله أحد كبار العلماء النحويين المتأخرين في زماننا ، وكثير من الطلاب لا يعرف الكثير عن هذا العالم الجليل ، وقد كنت طلبتُ من أستاذي الكريم الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي(1) حفظه الله - وهو أحد تلامذة الدكتور محمد عضيمة المختصين به طيلة بقائه في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض - أن يكتب لنا حول شيخه عضيمة ، ومنهجه في كتابه الثمين (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) ، وكان حفظه الله يعدنا بذلك ، غير أن انشغاله بعمادة البحث العلمي عندما كان عميداً لها طيلة السنوات الماضية ، حال دون تحقيق هذه الرغبة الملحة ، ثم لما تفرغ من أعباء عمادة البحث العلمي ، طُلِبَ منه المشاركة في تكريم الأستاذ الدكتور حسن شاذلي فرهود أستاذ النحو بجامعة الملك سعود سابقاً وذلك بالمشاركة في إصدار كتاب يهدى له بمناسبة بلوغه السبعين من العمر، نَشَطَ لكتابة بحث عن شيخه الأستاذ الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة لينشر ضمن بحوث هذا الكتاب الذي اختير له عنوان (شاذليات) ، وقد كتب البحث بعنوان (من علماء العربية - محمد عبدالخالق عضيمة) ، وقد تفضل فأعطاني نسخة من هذا البحث للاطلاع فألفيته بحثاً ماتعاً عن هذا العالم الجليل ، ورأيته فَصَّلَ تفصيلاً بديعاً عن كتابه (دراسات لأسلوب القرآن) ومراحل تأليفه ، فطلبتُ من أبي عمر أن يأذن لي بنشر هذا البحث على صفحات ملتقى أهل التفسير ، وما زلتُ ألح عليه في(1/3150)
هذا حتى وافق مشكوراً رعاه الله ونفع بعلمه . وها هو البحث الذي اخترتُ له عنواناً مناسباً لملتقى أهل التفسير (العلامة محمد عبدالخالق عضيمة وكتابه دراسات لأسلوب القرآن) ، حيث إن البحث لم ينشر بعدُ في كتاب (شاذليات) ، وسينشر البحث أيضاً في مجلة الدراسات اللغوية ، وهذه هدية ثمينة لكم يا أهل ملتقى أهل التفسير خُصصتم بها . وسأورد مقتطفات من البحث في المشاركة التالية خالية من الحواشي ، وأرفق البحث كاملاً بحواشيه مع المشاركة لمن أراد قراءته كاملاً .
الرياض
في يوم السبت 6/10/1427هـ أول ايام الدراسة بعد إجازة عيد الفطر .
ــ الحواشي ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأستاذ الدكتور تركي بن سهو بن نزال العتيبي ، أستاذ النحو والصرف بالدراسات العليا بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وعميد البحث العلمي السابق بجامعة الإمام ، ورئيس تحرير ومؤسس مجلة الدراسات اللغوية التي تصدر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، وله عدد من التحقيقات المطبوعة ، مثل تحقيق كتاب (شرح المقدمة الجزولية الكبير) لأبي علي الشلوبين في ثلاثة مجلدات من منشورات مؤسسة الرسالة ، وله كتاب (أبو معاوية الضرير وآراؤه النحوية) ، وله غيرها من التحقيقات والكتب والبحوث المنشورة . وقد تشرفت بإشرافه على رسالتي في مرحلة الدكتوراه وانتفعتُ به كثيراً فأحسن الله إليه وجزاه عني خيراً.
---
عبدالرحمن الشهري
10-28-2006, 07:20 AM
من علماء العربية
محمد عبدالخالق عضيمة
1328هـ-1404هـ
بقلم
تركي بن سهو بن نزال العتيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسَّلامُ على خيرِ المرسلينَ، أمَّا بعدُ:(1/3151)
فقد رغبَ إليَّ أخي وصديقي الوفيُّ الأستاذُ الدكتورُ / أبو أوسٍ إبراهيم الشَّمسان أن أسهمَ في الكتابِ المهدَى إلى الأستاذِ الجليلِ والعالمِ الفاضلِ الأستاذِ الدكتورِ حسن الشاذلي فرهود ، فأجبتُ طلبَه ، وكنتُ أزمعُ أن أعطيَه واحداً من النصوصِ التي حقَّقتُها ، وعرضتُ النصَّ عليه ، فاستحسنَه ، لكنَّه ما لبثَ أن عادَ إليَّ وطلبَ أن تكونَ الكتابةُ عن أستاذي وشيخي الأستاذِ الدكتورِ الشيخِ محمدِ عبدِالخالقِ عضيمة ، فلم أستطعْ ردَّ رغبتِه ، وإن كنتُ قد كبحتُ جماحَ النفسِ في الكتابةِ عن شيخي زمناً طويلاً ، إلا أنَّني أمامَ هذه الرغبةِ الأكيدةِ من أخي أبي أوسٍ لم أجدْ مسوِّغاً للامتناعِ عنها وصادفَتْ هوىً في النفسِ ، فعزمْتُ على الأمرِ ، وتوكلَّتُ على اللهِ ، وقدَّمْتُ هذا المختصرَ ، وتوخَّيْتُ فيه أن يضيءَ جانِباً مشرِقاً من حياةِ الشيخِ ، فعلاقَتي به امتدَّتْ من عام 1399هـ حتى توفَّاه اللهُ سبحانَه وتعالى ، ولن أتحدَّثَ حديثاً شخصياًّ ، وإنَّما جمعتُ بعضَ المهمِّ الذي يمكنُ توثيقُه ، ويكونُ في تدوينِه تصويرٌ للجانبِ العلميِّ الرحبِ من حياةِ الشيخِ ، وهناكَ أمورٌ كثيرةٌ ، منها ما هو غيرُ مدوَّن ، ومنها ما دوِّنَ ولم أتمكنْ من توثيقِه ، فأعرضْتُ عن تقييدِهما في هذا المختصرِ ، وربما أعودُ إلى ذلكَ في وقتٍ أوسعَ ، ومجالٍ أرحبَ .
أشكرُ الأخَ الفاضلَ د. إبراهيمَ الشمسانَ على حسنِ ظنِّه بي؛ إذ حملنِي على الكتابةِ عن شيخِي ، مهدىً إلى شيخٍ جليلٍ يستحقُّ الثناءَ والإشادةَ ، فلهما منِّي جزيلُ الشكرِ ، وعظيمُ الامتنانِ ، والدعاءُ بأن يوفقَهما اللهُ ويمدَّ في عمريهما ، وأن يزيدَهما من فضلِه .
وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا ونبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه وسلَّمَ .(1/3152)
سوفَ يكونُ الحديثُ عن الأستاذِ الدكتورِ / محمَّدِ عبدِالخالقِ عضيمةَ مقسَّماً على فقرات ، تتناول مختصراً عن حياته ، وإليك ما دونت . وبالله التوفيق وعليه التكلان.
اسمه :
هو الأستاذُ الدكتورُ / محمّدُ بنُ عبدِالخالقِ بنِ عليِّ بنِ عضيمةَ ؛ وكانَ – رحمَه اللهُ تعالى – يكتبُ اسمَه دائماً : محمدُ عبدِالخالقِ عضيمةَ ، فيظنُّ من لا يعرفُ الشيخَ أنَّ اسمَه مركَّبٌ من محمدٍ وعبدِالخالقِ ، كما جرَتْ عادةُ بعضِ المعاصرينَ من إضافةِ اسمِ محمَّدٍ إلى أسمائِهم تبرُّكاً ، وكانَ الشيخُ يضيقُ بمن يكاتبُه باسمِ الشيخِ عبدِالخالقِ عضيمةَ ، فيحذفُون محمَّداً ظنّاً منهم أنَّ هذا الأمرَ منطبقٌ عليه ، - رحمَه اللهُ تعالى - .
مولدُه :
أشارَت الأوراقُ الرسميَّةُ إلى أنَّ الشيخَ ولدَ في تاريخِ 4/1 /1328هـ الموافق 15/1/1910م ، وذكر معاصرُه ورفيقُ دربِه أستاذي د. أحمدُ كحيل أنَّه ولدَ في قريةِ ( خبَّاطةَ ) من قرى طنطا .
وأشارَتِ الباحثةُ التي أعدَّتْ رسالةَ ماجستيرٍ عن الشيخِ إلى أنَّها قريةٌ كانَتْ من أعمالِ مديريةِ الغربيةِ ، وأنَّها الآنَ من قرى محافظةِ كفرِ الشّيخِ .
تعلُّمُ الشيخِ وبعضُ شيوخِه :
درسَ الشيخُ محمّدُ عبدِالخالق عضيمةَ – رحمَه اللهُ تعالى – في القريةِ ، وحفظَ القرآنَ الكريمَ، وأتمَّ تعليمَه الأوليَّ فيها ، وهو ما أهَّلَه للالتحاقِ بمعهدِ طنطا الأزهريِّ وأنهى الدراسةَ فيه عامَ 1930م .
بعدَها التحقَ بكليةِ اللغةِ العربيةِ في الأزهرِ، وتخرَّجَ فيها عامَ 1934م .
التحقَ بالدِّراساتِ العليا التي أنشئت في ذلكَ الوقتِ ، وحصلَ على شهادةِ التخصُّصِ ، وهي الماجستيرُ في الأعرافِ الأكاديميّةِ الآن عام 1940م ، وكانَ بحثُه بعنوانِ ( المشترك في كلام العربِ ) .(1/3153)
حصلَ على العالميّةِ العاليةِ الدكتوراه ( تخصص المادةِ ) عام 1943م ، وكانَت رسالتُه بعنوانِ ( أبو العباسِ المبرّدُ وأثرُه في علومِ العربيةِ ) .
لقد بذلَ جهداً كبيراً مضاعَفاً في هذه الرسالةِ غيرِ ما دوَّنَه فيها ، فلم يدوَّنْ فيها إلا ما اقتضَتْه خطَّةُ البحثِ ، أمَّا الجهدُ الآخرُ فيصوِّرُه معاصرُه د. كحيل فيقولُ : " وفي يومِ مناقشةِ الرسالةِ دخلَ إلى لجنةِ المناقشةِ يحملُ الرسالةَ وبعضَ المراجعِ ، ودخلَ خلفَه أحدُ أقربائِه يحملُ حقيبةً كبيرةً ، وفي أثناءِ تقديمِه للرسالةِ فتحَ الحقيبةَ ، وأخرجَ منها لفائفَ البطاقاتِ ، ووضعَها أمامَ اللجنةِ ، وقالَ : هذه آراءُ المبرّدِ مستخرجةً من كتابِ المقتضبِ ، وهذه آراؤه مستخرجةً من الكاملِ ، وهذه آراؤه مستخرجةً من خزانةِ الأدبِ للبغداديِّ ، وهذه آراءٌ يذهبُ فيها مذهبَ سيبويهِ مقرونةً بنصوصِ سيبويهِ ، والحقُّ أنَّه بهرَ اللجنةَ؛ إذ لم ترَ طالباً قبلَه يعتمدُ على نفسِه ، ويطّلعُ على هذه المراجعِ ، وبعدَ مناقشةٍ طويلةٍ ظهرَ للجنةِ ذكاؤُه وسرعةُ بديهتِه وفهمِه لكلِّ جزئيةٍ من جزئياتِ الرسالةِ ، فتمنحُه اللجنةُ الشهادةَ العالميةَ ( الدكتوراه ) بدرجةِ ممتازٍ ، وكانَ أوَّلَ من أخذَ درجةَ امتيازٍ ".
هذه شهادةُ د. أحمد حسن كحيل ، الذي شهدَ المناقشةَ، ثم استضافَ الشيخَ عضيمة بعدها ؛ ليكون شريكه في سكنه ، وقد حكى د. كحيل واقعاً متميِّزاً ، آذن في وقتِه ببزوغ شمسِ عالمٍ جليلٍ ، تحكي سيرتُه الرائعةُ مثلاً يحتذَى .
شيوخُه :(1/3154)
قالَ د. أحمد كحيل – رحمَه الله تعالى - : " والتحقَ بكليةِ اللغةِ العربيةِ ، وكانَ يحاضرُ في الكليةِ صفوةٌ من العلماءِ المبرِّزينَ في اللغةِ، مثلُ الشيخِ إبراهيمَ الجبالي ، والشيخِ سليمان نوار والشيخِ محمَّد محيي الدّينِ والأستاذِ أحمد نجاتي والأستاذِ عليِّ الجارم ، والدكتورِ عبدِالوهاب عزّام ، فتلقَّى العلمَ عن هؤلاءِ الصفوةِ في النحوِ والصرفِ والأدبِ والتاريخِ " .
ومن شيوخه الذين ذكر د. عضيمة أنه قرأ عليهم الأستاذ محمد نور الحسن ، وأشار إلى أنه كان يقرأ عليه في منزله .
حياته الاجتماعية :
بعدَ حصولِ الشيخِ على الشهادةِ العالميةِ أوفدَ إلى مكّةَ المكرمةِ ، وبعدَ مدةٍ قصيرةٍ من إيفاده تزوّجَ بمصر ، ورحلَ بزوجتِه إلى مكّةَ المكرمةِ .
أنجبَ الشيخُ ثمانيةً من الولدِ ، ثلاثةُ أبناءٍ؛ هم : صفيُّ الدينِ وبه يكنى ، فكنيةُ الشيخِ أبو صفيٍّ ، وأيمنُ والمعتزُّ باللهِ ، وخمسُ بناتٍ؛ هنَّ : صفيةُ وسوسنُ وسعادُ وآياتُ وهناءُ .
وقد عملَتْ ابنتُه د. صفيةُ في المستشفى المركزيِّ في الشميسيِّ بالرياضِ بعدَ وفاةِ والدِها بسنتينِ ، وكانَ زوجُها يعملُ في مستشفى الأطفالِ بالسليمانيّةِ في الرياضِ أيضاً ، إلى وقتٍ قريبٍ .
رحلاتُ الشيخِ :
كانَت أولُ رحلةٍ رحلَها الشيخُ إلى مكَّةَ المكرَّمَةِ ، وفيها بدأَ العملَ في كتابِه : ( دراساتٍ لأسلوبِ القرآنِ الكريمِ ) ، وكانَتْ في شهرِ صفرٍ عامَ 1366هـ ، يناير عام 1947م.
أمَّا الرحلةُ الثّانيةُ فكانَتْ إلى ليبيا، إلى مركزِ الدراساتِ العليا في واحةِ جغبوب، وبقيَ حتى قيامِ ثورةِ الفاتحِ من أيلول.
أمَّا الرحلةُ الثالثةُ فكانَتْ إلى الرياضِ حتىّ توفَّاه اللهُ ، وكانَتْ ما بينَ عامي 1392هـ حتَّى عام 1404هـ .
مؤلفات الشيخ :
أولاً : الكتب :
1- أبو العبَّاسِ المبرّدُ وأثرُه في علومِ العربيّةِ :(1/3155)
هذا هو العملُ الذي نالَ به درجةَ الدكتوراه ، وقد طبعتْه مكتبةُ الرشدِ بعدَ وفاةِ الشيخِ – رحمَه اللهُ تعالى - ، وقبلَ أن يعيدَ الشيخُ النظرَ فيه ، ولم تتسنَّ مراجعتُه كما ينبغي ، ولم تصنعْ له الفهارسُ التي كانَتْ من ديدنِ صاحبِ العملِ – رحمَه الله تعالى - .
ولا بدَّ هنا من الإشارة إلى أن هذا المطبوع يمثل جزءاً من الرسالة ، ولم يكن يمثل الرسالة كلها ، فقد أشرت سابقاً إلى كلام د. كحيل الذي وصف مناقشة أستاذي عضيمة لرسالة الدكتوراه ، وذكر أن هناك آراءً للمبرِّد كثيرة كانت مادة هذه الرسالة مقفسمة إلى أنواع متعددة ، وأنهالم تدون في المطبوع الذي قدمه للمناقشة ، وطبع لاحقاً، ولذا ظهرت رغبة الشيخ – رحمه الله تعالى – في إعادة النظر في بحثه عن المبرِّد، وتأنيه في نشره .
--------------------------------------------------------------------------------
2- دراساتٌ لأسلوبِ القرآنِ الكريمِ:
وهو عملٌ علميٌّ ضخمٌ يقعُ في ثلاثةِ أقسامٍ في أحدَ عشرَ مجلّداً؛ قالَ عنه الأستاذُ محمود شاكر – رحمَه اللهُ تعالى - : " فماذَا يقولُ القائلُ في عملٍ قامَ به فردٌ واحدٌ ، لو قامَتْ عليه جماعةٌ لكانَ لها مفخرةٌ باقيةٌ ؟ فمنَ التواضعِ أن يسمَّى هذا العملُ الذي يعرضُه عليكَ هذا الكتابُ (( معجماً نحوياًّ صرفياًّ للقرآنِ العظيمِ )) .
فمعلومٌ أنَّ جلَّ اعتمادِ المعاجمِ قائمٌ على الحصرِ والترتيبِ .
أمَّا هذا الكتابُ فالحصرُ والترتيبُ مجرَّدُ صورةٍ مخطَّطةٍ يعتمَدُ عليها .
أمَّا القاعدةُ العظمَى التي يقومُ عليها فهي معرفةٌ واسعةٌ مستوعبةٌ تامَّةٌ لدقائقِ علمِ النحوِ وعلمِ الصرفِ وعلمِ اختلافِ الأساليبِ ".
زمنُ تأليفِ الكتابِ :(1/3156)
إنَّ التأريخَ لهذا العملِ الكبيرِ يعطيكَ ميزةَ العملِ الدؤوبِ ، وينبئُكَ عن عزمِ الرجلِ الذي لا يكلُّ ولا يملُّ ، بل واصلَ عملَه طيلةَ هذه السنين، حتَّى تحقَّقَ له مبتغاه ، وهو أمرٌ ليسَ صعباً على من عرفَ الشيخَ وتتبعَ آثارَه العلميَّةَ ، يمكنُ هذا من خلالِ ما تحدَّثَ به الشيخُ عنه في مؤلفاتِه أو مقالاتِه ، مما قالَه أو وعدَ به ، وأرادَ الله سبحانه وتعالى أن يتمَّه له .
إنَّها مواقفُ إذا تدبّرَها العاقلُ أيقنَ بصدقِ الرجلِ في توجهِه ، وتوفيقِ اللهِ له.
وحتى يكونَ للتاريخِ الزمنيِّ قيمةٌ ، فإنّني سوفَ أسجِّلُ هذه الظواهرَ التي مرَّ بها هذا العملُ حسب السنين مبتدئاً بها ، حتى تكون الصورة التي مر بها العمل بها واضحة ، منذُ كان فكرةً حتى نجزَ كتاباً ضخماً ، ليكون مثالاً حياًّ على صدق الرجل وتوفيق الله سبحانه له .
1366هـ :
كانتِ البدايةُ لهذا العملِ ، وفي مكةَ المكرّمةِ ، بلدِ اللهِ الحرامِ ، يقولُ الشيخُ – رحمَه اللهُ تعالى - : " قدمْنا مكةَ المكرَّمةَ في صفر سنةَ 1366هـ يناير 1947م ، وتسلَّمْنا أعمالَنا ووجدتُني مكلَّفاً بدراسةِ كتابِ ( الدروسِ النحويَّةِ ) للأستاذِ حفني ناصفٍ وزملائِه ، كنتُ أجلسُ في الحرمِ من العصرِ إلى العشاءِ ، فرأيتُ أنَّه لا بدَّ لي من قراءةٍ تصلُني بمادّتي التي تخصَّصْتُ فيها ، وانقطعْتُ لها ، وإلا فقدْتُ كثيراً من معلوماتِ النحوِ ، شأنُ كلِّ العلومِ النظريَّةِ ، إذا لم يكنْ صاحبُها على صلةٍ بها بالقراءةِ فَقَدَ كثيراً من مسائلِها .
ومَرَّ بخاطرِي أنَّ كثيراً من النحويينَ ألَّفُوا كتبَهم بمكةَ:
أبو القاسمِ الزجاجيُّ ألَّفَ كتابَه ( الجملَ ) بمكةَ ، وكانَ كلما انتهى من بابٍ طافَ حولَ البيتِ .
ابنُ هشامٍ ألفَ كتابَه ( مغني اللبيبِ ) لأولِ مرةٍ في مكةَ ، ثمَّ فُقِدَ منه في منصرفِه إلى القاهرةِ ، ولمَّا عادَ إلى مكَّةَ ثانيةً ألَّفه للمرَّةِ الثانيةِ .(1/3157)
لم يكن لديَّ تخطيطٌ عن دراسةٍ معيَّنةٍ ، ولا كتابٍ معيَّنٍ ، وإنما تمنيتُ أن تكونَ هذه الدراسةُ لها صلةٌ بالقرآنِ الكريمِ ، ليكونَ ذلك أليقَ وأنسبَ بهذا الكتابِ المقدَّسِ.
خطرَ ببالي خاطرٌ ، هو أن أنظرَ في استعمالِ القرآنِ لبعضِ حروفِ المعاني ، فمثلاً ( إلا ) الاستثنائيةُ لها وجوهٌ كثيرةٌ في كلام العربِ ، فهل استعملَ القرآنُ هذه الوجوهَ كلَّها أو بعضَها دونَ بعضٍ" .
من هنا مكاناً وزماناً بدأت فكرةُ هذا العملِ الموسوعيِّ ، وبدأ صاحبُها في العملِ منذ ذلك التاريخِ .
1375هـ:
يخبرُ الشيخُ أنّه ينوي إخراجَ كتابٍ يتناولُ دراسةَ أسلوبِ القرآنِ ، بعد أن خطا خطواتٍ في هذا العملِ ، واتضح الهدفُ عنده ، وقرَّر أن تكونَ دراستُه للقرآنِ دراسةً تعتمدُ على الاستقراءِ ، فيقولُ : " وفي النيَّةِ – إن كانَ في العمرِ بقيَّةٌ – أن أخرجَ كتاباً يتناولُ دراسةَ أسلوبِ القرآنِ الكريمِ دراسةً تعتمدُ على الاستقراءِ ، أرجو اللهَ أن يوفِّقَني في إتمامِه ، ويعينَني على إخراجِه ، إنَّه نعمَ المولى ونعمَ النصيرُ .22ربيع الأول سنة 1375هـ - 7 نوفمبر 1955 م " .
وقد حقَّق الله له أمنيته ، ومدَّ في عمره كما سترى من التتبع التاريخي التالي.
1395هـ:
في هذا العامِ يخبرُ الشيخُ أنَّه أمضَى أكثرَ من خمسةٍ وعشرين عاماً يعمَلُ في هذا الكتابِ ، ولم ينجزْ إلا دراسةَ جانبٍ واحدٍ؛ هو الحروفُ والأدواتُ ، قالَ – رحمَه الله تعالى - : " فهذا العنوانُ ( دراساتٌ لأسلوبِ القرآنِ الكريمِ ) إنَّما هو عنوانٌ لبحثٍ تناولَ بالدراسةِ جانِباً من جوانبِ الدراساتِ القرآنيةِ ، وهو الجانبُ النحويُّ ، أقمتُ على دراسةِ هذا الجانبِ أكثرَ من خمسةٍ وعشرين عاماً ، وما فرغتُ إلا من جانبٍ واحدٍ من جوانبِ الدراسات النحويةِ ، وهو دراسةُ الحروفِ والأدواتِ في القرآنِ".(1/3158)
عمل الشيخ في الكتاب وتفرَّغ له بعد أن عكف سنين طويلة جداًّ على جمع مادته وتبويبها ، ومراجعة كثير من مسائلها على كتب النحو التي فهرسها ، واعتمد عليها في التصنيف والتقسيم، وتتبع النحويين ، وجمع أشتات المسائل ، وواصل ليله بنهاره ، حتى تمَّ له ما أراد بفضل الله سبحانه ، فأنجز الجانبين الآخرين ، هما الجانب النحوي والجانب الصرفي ، فجاء القسم الثاني دراسة الجانب الصرفي في أربعة أجزاء ، والقسم الثالث دراسة القسم النحوي في أربعة أجزاء أيضاً ، بعد القسم الأول وهو قسم الحروف الذي أخرجه في ثلاثة أجزاء ، بها تم الكتاب في أحد عشر مجلداًّ ، كما سيأتي بعد.
1401هـ :
في العام تمَّ إنجازُ الكتابِ كامِلاً تأليفاً وطباعةً ؛ في أحدَ عشرَ مجلّداً، تزيدُ صفحاتُ كلِّ مجلدٍ عن ستمائةٍ صفحةٍ ، وبعضها تجاوز سبعمائة صفحة، وبعضها الآخر تجاوز ثمانمائة صفحة.
قالَ – رحمَه اللهُ تعالى - في آخرِ الكتاب في المجلدِ الرابعِ من القسمِ الثالثِ : " كانَتْ طباعةُ القسمينِ الثّاني والثالثِ بالقاهرةِ ، وكانَ عملِي في الرياضِ ، ولذلكَ وقعَتْ بعضُ الأخطاءِ المطبعيّةِ ، وقد نبَّهْتُ على المهمِّ منْها ، وتركْتُ الباقي لفطنةِ القارئِ ، على أنّي أقولُ كمَا قالَ الإمامُ الشافعيُّ رحمَه اللهُ :
وعينُ الرّضَا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ *كما أنَّ عينَ السخطِ تبدِي المساويا
ولستُ أزعمُ أني لا أخطِئُ ، فإنَّ العصمةَ للهِ وحدَه ، ولكنِّي أقولُ كما قالَ شاعرُ النيلِ حافظُ إبراهيم :
إذا قيسَ إحسانُ امرئٍ بإساءةٍ *فأرْبى عليها فالإساءةُ تغفرُ
واللهَ أسألُ أن يجعلَه عملاً خالصاً لوجهِه تعالى ، بريئاً من الرياءِ والسمعةِ والزهْوِ ، إنّه سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدّعاءِ . 25 شوال 1401هـ 25أغسطس 1981م . محمد عبدالخالق عضيمة حلوان : 47 شارع محمد سيد أحمد " .
1402 هـ :(1/3159)
أعلَنَتِ الأمانةُ العامَّةُ لجائزةِ الملكِ فيصلٍ العالميّةِ للدراساتِ الإسلاميّةِ موضوعَ الجائزةِ للعامِ القادمِ في مجالِ الدراساتِ الإسلاميّةِ هو الدراساتُ القرآنيةُ .
وبناءً على هذا رشحتْ كليةُ اللغةِ العربيةِ بجامعةِ الإمامِ محمّدِ بنِ سعودٍ الإسلاميةِ كتابَ ( دراساتٍ لأسلوبِ القرآنِ الكريمِ ) لمؤلِّفِه الشيخِ محمد عبد الخالق عضيمةَ ، لنيل الجائزةِ .
1403هـ :
تعلنُ الأمانةُ العامةُ لجائزةِ الملكِ فيصلٍ العالميةِ فوز الشيخِ محمد عبدالخالق عضيمةَ بجائزةِ الملكِ فيصلٍ العالميةِ للدراساتِ الإسلاميةِ لعامِ 1403هـ .
1404هـ :
ينتقلُ صاحبُ العملِ إلى رحمةِ ربَّه ، غفرَ اللهُ له، وأسكنَه فسيحَ الجنانِ .
وقفة : ( وهكذا كتاب ومؤلف من عام 1366هـ إلى عام 1404هـ )
ولعلَّ اللهَ سبحانَه وتعالى أرادَ أن يكافئَ صاحبَ هذا العملِ في حياتِه بإتمامه أولاً ، وبإنجازِ طباعتِه ثانياً ، كما تمنى أن يراه مطبوعاً تاماًّ كاملاً ، ثم يمنُّ الله عليه بفوزِه بجائزةِ عالميَّةٍ ثالثاً ، في وقت لم يخطرْ ببالِه أنّه سيكمِلُ الكتابَ ، لكن نجز ذلك كله بفضل الله ، ولك أن تنظر حاله عام 1375هـ لما قال : إن كان في العمر بقية ، ثم لما عنَّ له أن يدعوَ بالدعاءِ السابقِ الذي جعلَه ختامَ كتابِه ، ثم ما أراد الله له أن يكونَ الختامُ منحه جائزةَ الملكِ فيصلٍ – رحمَه اللهُ تعالى – العالميةِ للدراساتِ الإسلاميةِ في حياته ، ثم ينتقل بعد هذا إلى رحمة الله في العام التالي لهذا مباشرة.
سقتُ التواريخَ موثَّقةً لأبيِّنَ المراحلَ الزمنيّةَ لهذا العملِ ولصاحبِ العملِ ، ويغفرُ اللهَ سبحانَه وتعالى للجميعِ .
أقسام الكتاب :
قسَّمَ الشيخُ - رحمَه اللهُ تعالى – الكتابَ ثلاثةَ أقسامٍ؛ هي :
القسمُ الأوّلُ : الحروفُ والأدواتُ ، ويقعُ في ثلاثةِ أجزاءٍ .
الجزء الأول يقع في ستمائة وخمس عشرة صفحة.
الجزء الثاني يقع في سبعمائة وتسع صفحات.(1/3160)
الجزء الثالث يقع في ستمائة واثنتين وأربعين صفحة.
القسمُ الثّاني : دراسةُ الجانبِ الصرفيِّ ، ويقعُ في أربعةِ أجزاءٍ .
الجزء الأول يقع في سبعمائة وتسع صفحات.
الجزء الثاني يقع في سبعمائة وسبع وثمانين صفحة.
الجزء الثالث يقع في ستمائة وتسع وخمسين صفحة .
الجزء الرابع يقع في ثمانمائة وثلاث وثلاثين صفحة.
القسمُ الثالثُ : دراسةُ الجانبِ النحويِّ ، ويقعُ في أربعةِ أجزاءٍ .
الجزء الأول يقع في سبعمائة وثمان وستين صفحة.
الجزء الثاني يقع في ثمانمائة وأربع وأربعين صفحة.
الجزء الثالث يقع في ستمائة واثنتين وثمانين صفحة.
الجزء الرابع يقع في ستمائة وتسع وأربعين صفحة.
[line]
................................................
[line]
جهوده في الدراسات العليا:
كان للشيخ – رحمه الله تعالى – جهودٌ كبيرةٌ في الدراسات العليا تمثلت في تدريسِه مقرر الصرف في السنة التمهيديةِ طيلة عقده بالإضافة إلى تدريسه مقرر الصرف في السنتين الثالثة والرابعة في كلية اللغة العربية ، وكان مثالاً للجدِّ والحزم ، لم يتأخر عن محاضرة ، ولم يتوان في إيضاح ما يتصدَّى لتدريسه بصورة رائعة .
وكنت من طلابه في السنوات الثلاث ، بالإضافة إلى إسهامه الكبير معي في رسالتي للماجستير وعنوانها هشام بن معاوية الضرير حياته وآراؤه ومنهجه ، فقد كان – رحمه الله تعالى – يحرص على معرفة آراء الكوفيين ، ويردد مقولته: إن آراء الكوفيين لم تصلنا عن طريق الكوفيين ، ولو وصلت عن طريق الكوفيين لتغيرت نظرتنا نحوه .
بالإضافة إلى التدريس كان – رحمه الله تعالى يسهم في الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه ، ومن هذه الرسائل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الآتي:
أولاً : الماجستير :
أشرف على رسائل الماجستير الآتية:(1/3161)
1- آراء أبي عمرو بن العلاء النحوية واللغوية ؛ جمعها ودراستها؛ تقدم بها المعيد حسن بن محمد الحفظي ، وكان من المناقشين زميل د. عضيمة الدكتور أحمد حسن كحيل ، ونوقشت هذه الرسالة يوم 29/1/1402هـ
2- الزجاج ومذهبه في النحو ؛ أنجزها المعيد عبدالرحمن بن صالح السلوم ، ونوقشت بتاريخ 20/2/1402هـ .
3- تحقيق القسم الأول من كتاب سفر السعادة وسفير الإفادة لعلم الدين السخاوي ، وتقدم بها محمود سليمان عبيدات ( أردني الجنسية ) ، واشترك في مناقشتها د. أحمد كحيل ، ونوقشت يوم 5/5/1401هـ .
4- دراسة نحوية لكتاب إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب ، وتقدم بها يحيى بشير مصري ، ( سوري الجنسية ) ، واشترك في مناقشتها أيضاً د. أحمد كحيل ، ونوقشت يوم 1/1/1401هـ ، ومن طرائف الشيخ عضيمة في هذه المناقشة بعد أن أنهى المناقشان ملحوظاتها على الرسالة أشار إلى أنه من حق المشرف أن يناقش الطالب فيما اختلف فيه معه ، ولم يلتزم الطالب بتعديله ، وناقش الرسالة كأنه عضو مناقش ، وكانت مناقشة قوية مستفيضة ، أبان الشيخ عضيمة عن خلق العلماء والتجرد للعلم ، وهي أول مرة تحدث في الكلية ، وقد تكررت بعد ذلك في قسم آخر غير قسم النحو والصرف وفقه اللغة.
5- أثر اختلاف اللهجات العربية في النحو ؛ تقدم بها يحيى بن علي صالح ، وأشرف عليها الشيخ عضيمة بالاشتراك مع د. عبدالغفار حامد هلال ، ونوقشت مساء يوم 13/8/1402هـ .
ثانياً : رسائل الدكتوراه :
أشرف على عدد من رسائل الدكتوراه ، ومنها عدد من الرسائل أوشك أصحابها على النهاية ، لكن حالت منية الشيخ عن إتمام الإشراف عليها ، فأحيلت إلى مشرفين آخرين ، ومن الرسائل الدكتوراه الرسالة التي أنجزها د. عبدالله بن سالم الدوسري ، وعنوانها : ( سيبويه في لسان العرب ) ونوقشت يوم 16/6/1403هـ.
علاقات الشيخ :(1/3162)
كانَ الشيخُ – رحمَه اللهُ تعالى - له علاقاتٌ كثيرةٌ واسعةٌ حسنةٌ ، ويجيبُ عن جميعِ الرسائلِ التي تأتيه ، ولم يتوانَ في الردِّ على رسائلِه ، مهما كانَتْ ، ومن أيِّ جهةٍ جاءت ، كانت له مراسلاتٌ مع عددٍ غيرِ قليلٍ من أساتذة الجامعة في عدد من البلدان العربية.
ومن أبرزِ الأشخاصِ الذين للشيخِ بهم علاقةُ تقديرٍ من غيرِ منسوبي الكليّةِ التي عملَ بها الأستاذُ الدكتورُ حسنُ شاذلي فرهود؛ الذي كانَ يزورُ الشيخَ في سكنه شمالَ جامعِ الرياضِ الكبيرِ ، وغيرُه كثيرٌ من السعوديّين على وجهٍ الخصوصِ، وكان الشيخ عضيمة يثني على علم د. حسن فرهود ، ويعجبُه عملُه في تحقيق التكملةِ كثيراً .
أشرتُ عند حديثي عن المقتضبِ إلى أن د. أمين علي السيد كتبَ نقداً لعملِ الشيخِ في ترتيبِ المقتضبِ ، ونشرَه في مجلةِ كليةِ اللغةِ العربيةِ التي ينتميان إليها ، ولما قابلَ الشيخُ د. أمينَ السيد لم يظهرْ عليه أثرٌ لتلك المقالةِ ، أو أن يسودَ علاقتَهما فتورٌ ، بل بقيتِ العلاقةُ على ما كانت عليه .
وأشرْتُ عندَ حديثي عن المذكّرِ والمؤنَّثِ إلى ما صنعَه د. رمضان عبدالتواب في عملِ الشيخِ ، بل إنّ الاختصاراتِ كانَ التوقُّعُ يشيرُ إلى أنّها من فعلِه – عفا الله عنه - ، وجاء د. رمضان أستاذاً زائراً لكليةِ اللغةِ العربيةِ ، وقابلَ الشيخَ في الكليةِ ، وألحَّ الشيخُ عليه بدعوتِه إلى منزلِه ، وفعلاً زارَه د. رمضان ، وكنْتُ حاضِراً تلك الزيارةَ ، وقد احتفَى به الشيخُ أيما حفاوةٍ ، وقدّرَه تقديراً رائعاً .(1/3163)
وفي تلك الزيارةِ جرى حديثٌ بينهما عن تحقيقِ د. عبدِالسلامِ هارون لكتابِ سيبويهِ ، فذكرَ الشيخُ أنَّ له على العملِ ملحوظاتٍ كثيرةً ، فعرَضَ عليه د. رمضان أنْ يعيدَ تحقيقَ الكتابِ ، فاعتذرَ الشيخُ بأنَّه لا داعيَ له ما دامَ أنَّ الكتابَ خرجَ محقَّقاً ، فطلبَ منه أن ينقدَ تحقيقَ عبدالسلام هارون ، فأطرقَ الشيخُ قليلاً ثم قالَ : هارونُ أحسنَ في تحقيقِ كثيرٍ من كتبِ التراثِ ، ولم يوفَّقْ في تحقيقِ الكتابِ ، فنحن نغفرُ له هذه من أجلِ تلكَ .
أما العلاقةُ التي كانتْ مبنيةً على إعجابٍ متبادلٍ بين الرجلين فهي علاقته بالأستاذ محمود محمد شاكر ، وقد قدّم الأستاذ محمود شاكر لكتاب الدراسات ، وكتبَ الشيخُ عضيمة مقالة رائعة بعنوان : ( الأستاذ محمود محمد شاكر : كيف عرفته ) ونشرت ضمن كتاب دراسات عربية وإسلامية مهداة إلى فهر بمناسبة بلوغه السبعين ص453- 455.
وفاته :
بقيَ الشيخُ في كليةِ اللغةِ العربيةِ بالرياضِ أكثرَ من عشرِ سنواتٍ ، جرتْ عادتُه - رحمه الله تعالى – طيلة السنوات الماضية أن يقضي إجازة نصف العام – وهي أسبوعان – الأسبوع الأول في مكة المكرمة ، ويسكنُ في أحدِ الفنادقِ القريبةِ من الحرمِ ، ثم يسافرُ إلى المدينةِ المنوّرةِ ليقضيَ فيها الأسبوعَ الثاني قريباً من المسجدِ النبويِّ .
وفي عام 1404هـ وقبل بدء الامتحاناتِ قدَّم طلباً إلى عميدِ الكلية آنذاك الشيخ ناصر بن عبدالله الطريم ، وقالَ في الطلبِ : إنّه بقيَ في المملكةِ أكثرَ من عشرِ سنواتٍ، لم يسافرْ خلال إجازة نصف العام إلى مصر ، ويطلبُ الإذنَ له بالسفر ، ومثلُ الشيخِ لا يردُّ طلبه ، فوافقت الكليةُ ، وتمَّ الأمر ، وكانت إجازةُ نصفِ العامِ تبدأُ بنهايةِ دوامِ يومِ الأربعاءِ 8/4/1404هـ ، إلا أنّ الشيخَ رغبَ في تقديمِ سفرِه لظروفِ الحجزِ والطيران ، فسافرَ يومِ الثلاثاء 7/4/1404هـ تصحبُه زوجتُه.(1/3164)
وبعد وصولِه القاهرةَ استقبله ابنه المعتز ، ووقعَ لهم حادثُ سيارةٍ ، ووصفت الباحثةُ التي كتبَت عن الشيخِ رسالتها قائلةً : " وحينَ وصلَ وزوجُه إلى مطارِ القاهرة كان في استقبالهما ابنهما محمد المعتز بالله ، وقد جلسَ الشيخُ في المقعد الأمامي في السيارةِ ، وبادرت الزوجةُ والابنُ بوضعِ الحقائب فيها حين أقبلَت سيارةٌ كبيرةٌ فاصطدمت بسيارتهم ، ولم تلحقْ بهم إصاباتٍ بيدَ أن الشيخ أصيبَ بالإغماءِ ، وفقدَ وعيُه ، فنقلَ إلى مستشفىً قريبٍ ، ولكنه ظلّ مغمىً عليه إلى إن انتقلَ إلى رحمةِ الله بعد نحوِ ثمان وأربعين ساعة في 9/4/1404هـ الموافق 12/1/1984م رحمه الله رحمة واسعة ".
هذا ما قالته الباحثةُ، وأثبتته في رسالتها ، والروايةُ التي سمعتُها وقت الحادثة والتي نقلت إلى الدكتور أحمد كحيل وهو الذي نقل الخبرَ ، وسمعتُه أيضاً من عددٍ من الزملاء المصريين ربما يختلفُ بعضَ الشيء ، فبعد وصولهما استقلا السيارة الخاصة ، وبعد خروجِهم من المطارِ بمسافةٍ ليست بعيدةً حانت التفاتةٌ من السائق ، فانحرفت السيارةُ عن الطريق ، واصطدمَت بعمودِ كهرباءَ ، وأصيبَ الشيخُ الذي كان يجلس في المقعد الأمامي بضربةٍ في الجبهةِ وأعلى الأنفِ، مما سبّبَ دخولَه في غيبوبةٍ طيلة يومي الثلاثاء والأربعاء ، وجاءه أولادُه وبناتُه ، وهو ما زالَ في غيبوبةٍ ، وأفاقَ بعدَ العشاءِ ، وسألَ عن ابنتيه هناء وآيات ، وطلبَ أن يراهما ، وبقيَ مستفيقاً مدةً ليست طويلةً وانتهت الزيارةُ ، فلما جاءَ الأبناء صباحَ اليوم التالي وهو يوم الخميس أفادَ المستشفى أنَّ الشيخ توفي في الليل ، يعني ليلة الخميس 9/4/1404هـ .
رحمه اللهُ رحمةً واسعةً ، وغفرَ له ، وأسكنه فسيحَ جنته ، وألحقه بالصدّيقينَ والشهداءِ وحسنَ أولئك رفيقاً .
بعض أقوال الشيخ :(1/3165)
للشيخ – رحمه الله تعالى - أقوالٌ كثيرةٌ ، تجسِّدُ منهجَه في الحياةِ والبحثِ والتعاملِ معَ الآخرين ، وله نظرتُه الثاقبةُ ، وآراؤه الدقيقةُ ، أمّا في العلمِ فقد بناها على درسٍ وتمحيصٍ وتدقيقٍ ، أما في الحياة فقد أملاها ذكاؤه وبصرُه بالناس ، ولن أزيد على هذا ، وإنما اخترتُ نصوصاً من أقوالِه مسندةً إلى أعماله موثِّقاً جميع ما نقلتُ .
قالَ - رحمه الله تعالى - : " إذا قرأَ النَّاسُ القرآنَ الكريمَ للتدبُّرِ والعبرةِ ونيلِ الثوابِ فلا يشغلُني في قراءةِ القرآنِ إلا الجانبُ النحويُّ ، تشغلُني دراسةُ هذا الجانبِ عن سائرِ الجوانبِ الأخرى.
أهوى قراءةَ الشعر ، وأحرصُ على حفظِ الجيِّد منه ، ولكنَّ جيِّدَ الشعر الذي يصلح لأن يحلَّ محلَّ شواهدِ النحو له تقديرٌ خاصٌّ في نفسي .
ورحمَ الله ثعلباً فقد قالَ: اشتغلَ أهلُ القرآنِ بالقرآنِ ففازوا ، واشتغل أهلُ الحديثِ بالحديثِ ففازوا ، واشتغلَ أهلُ الفقهِ بالفقهِ ففازوا ، واشتغلت أنا بزيدٍ وعمرٍو ، فيا ليت شعري ماذا تكونُ حالي في الآخرةِ".
قال - رحمه الله تعالى- : " وفي رأيي أنَّه لا يجملُ بالمتخصِّصِ في مادَّتِه العاكفِ على دراستِها أن تكونَ طبعاتُ كتابِه صورةً واحدةً لا أثر فيها لتهذيبٍ أو قراءاتٍ جديدةٍ ، فإن القعودَ عن تجديدِ القراءةِ سمةٌ من سماتِ الهمودِ ، ولونٌ من ألوانِ الجمودِ ".
وقال – رحمه الله تعالى - : " وليس من غرضي في إخراج المقتضب أن أزهوَ به ، وأحطَّ من قدر سواه ، فإنِّي أكرمُ نفسي عن أن أكون كشخصٍ كلَّما ترجم لشاعرٍ جعله أشعرَ الشعراءِ " .(1/3166)
قال – رحمه الله تعالى - :" فحديثي اليوم إنما هو وحيٌ هذه التجربة ، وثمرة تلك الممارسة والمعاناة ، ولكلِّ إنسانٍ تجربته ، فإذا كان لغيري تجربةٌ أخرى ، أو رأيٌ آخر يخالف ما أذكرُه أو استفسارٌ فليكتب لي عن ذلك بعد الفراغ من المحاضرة ، وعلم الله أنَّي لا أضيقُ بالرأيِ المخالفِ ، وفي يقيني أنَّ المناقشةَ تنضجُ الرأيَ وتهذِّبَه " .
وقال – رحمه الله تعالى - : " لقد سجَّلت كثيراً مما فاتَ النحويين ، وليسَ من غرضي أن أتصيَّد أخطاءهم ، وأردَّ عليها ، ولسْتُ أزعم أنَّ القرآنَ قد تضمَّن جميعَ الأحكامِ النحويةِ ، فالقرآنُ لم ينزل ليكونَ كتابَ نحوٍ ، وإنَّما هو كتابُ تشريعٍ وهدايةٍ ، وإنَّما أقولُ : ما جاءَ في القرآن كانَ حجّةً قاطعةً ، وما لم يقعْ في القرآنِ نلتمسُه في كلامِ العربِ ، ونظيرُ هذا الأحكامُ الشرعيةُ ؛ إذا جاءَ الحكمُ في القرآن عُملَ به ، وإن لم يرد به نصٌّ في القرآنِ التمسناه في السنَّةِ وغيرها " .
أمثلة من اختياراته واستدراكاته وأقواله :
لن أطيلَ الحديثَ عن تعقباتِ الشيخِ للسابقين ، واستدراكاتِه في النحوِ والصرفِ ، وإنّما سوف أكتفي ببعضِ الأمثلةِ ، ومنها على سبيلِ المثالِ :
استدركَ على السهيليِّ استقباحَه تقدُّمَ معمولِ الفعلِ المقترن بالسينِ عليها ، ووافق المبردَ والرضيّ وأبا حيان ، ولم يشر هؤلاء الجلَّةُ إلى الدليل من السماع ، ووقف الشيخ على هذا التقديمِ في القرآنِ الكريمِ، وأورد شاهداً عليه.
اشترطَ الزمخشريُّ في خبر ( أنَّ ) الواقعةِ بعد ( لو ) أن يكونَ خبرها فعلاً ، واستدرك عليه الشيخ أن خبرها جاء اسماً جامداً ، واسماً مشتقّاً في القرآن الكريم .
منع ابنُ الطراوةِ أن يقعَ المصدرُ المؤوَّلُ من ( أن ) والفعل مضافاً إليه ، واستدركَ عليه الشيخُ أنَّ المصدرَ المؤول من ( أن ) والفعل جاءَ مضافاً إليه في ثلاثةٍ وثلاثين موضعاً من القرآن .(1/3167)
منع النحويُّونَ وقوعَ الاستثناءِ المفرَّغِ بعد الإيجابِ ، وعلَّلوا ذلك بأنّ وقوعَه بعد الإيجابِ يتضمّنُ المحالَ والكذبَ ، واستدركَ عليهم الشيخُ أنه جاء في القرآن ثماني عشرة آية وقع الاستثناءُ المفرَّغُ بعدَ الإثباتِ ، وفي بعضِها كان الإثباتُ مؤكّداً مما يبعد تأويلَه بالنفي.
ويكفي من القلادةِ ما أحاطَ بالعنقِ .
خاتمة :
هذه السيرةُ المختصرةُ كتبتُها في مدةٍ قصيرةٍ من الزمنِ ، وهناك أمورٌ كثيرةٌ ، ونصوص مختلفة من كتابات متعدِّدة رغبت في تسجيلها لكن ربما يكون من العذرِ ضيق الوقت ، وأمور أخرى لم أسجِّلُها ، وهناكَ أحداثٌ مسجّلةٌ ، ووقائع مختلفة منها الخاصُّ، ومنها العام جرت في حياة الشيخ وعايشت فصولها ، تدخل في السيرة الذاتية ولم أسجلها هنا، ولعلَّ أهم توجيه تلقيته منه هو نصيحته لي شخصياًّ ألا أقبل عملاً إدارياًّ مهما كان حتى أنهي جميع المراحل التي تتطلب بحوثاً وأعمالاً علمية ، وأنها هي الأَوْلى من الأعمال الإدارية.(1/3168)
وأخيراً لعلَّ فيما قدمت مكنةً لمن أرادَ أن يعرفَ سيرةَ علمٍ أفنى عمره ، وتمنى أن يكون في العمر بقيّةٌ ، فحقَّق اللهُ له ذلك ، وامتدت هذه البقية حتى أنهى الكتابَ الذي نصَّبَ نفسَه للعملِ فيه ، وأنهى طباعتَه ومراجعتَه ، وأسهمتْ جامعةُ الإمام محمد بن سعود الإسلامية في إعانتها له بتحملِ نفقاتِ الطباعةِ ، ثم يريدُ الله سبحانه وتعالى أن يتمَّ جميعُ ذلك في حياةِ الشيخِ ، وأن تسهمَ الجامعةُ مرةً أخرى في خدمةِ صاحبِ الكتابِ كما أسهمت في خدمةِ الكتابِ طباعةً ونشراً فرشّحَتِ المؤلفَ لنيل جائزةٍ عالميةٍ؛ وهي جائزة الملك فيصل –رحمه الله تعالى – فيفوز بها ، ليلقى ربّه بعد ذلك في العام التالي كما أسلفت ، والله كريم يمنُّ على عباده ، ويجزي المتقين ، فجزى الله شيخي أحسنَ الجزاءِ ، وغفرَ له ، وأكرمَ نزلَه ، ورفعَ مقامَه ، وجزى الله جامعةَ الإمام خيرَ الجزاءِ على جهودِها في خدمةِ العلمِ ، والعنايةِ بالعلماءِ .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تركي بن سهو بن نزال العتيبي
للاطلاع على البحث كاملاً بحواشيه ، فليحمله من المرفقات في هذه المشاركة ، ولا تنسوا أخاكم وأستاذه من دعوة صالحة بظهر الغيب حفظكم الله ورعاكم .
---
مروان الظفيري
10-28-2006, 07:43 AM
في الحقيقة ياشيخنا الفاضل المفضال :
ليس هناك - من المعاصرين - من هو أنحى من الشيخ العلامة الأستاذ الدكتور محمد عبد الخالق عضيمة ـ رحمه الله ، وبرّد مضجعه ـ
وسمعت من شيخنا العلامة المحقق المدقق ، علامة الديار الشامية : أحمد راتب النفاخ ، نقلا عن صديقه وشيخه وأستاذه العلامة الكبير محمود محمد شاكر ـ رحمة الله عليهما وذلك عند حديثه عن كتاب :
المتقضب، للمبرد، بتحقيق: الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة ، والمطبوع في لجنة إحياء التراث،الإسلامي، القاهرة، ط3، 1994م.
قال ، وذلك عندما ذكر بمجلسه الكتاب ومحققه :(1/3169)
لو اجتمع علماء اللغة العربية ، على تحقيق هذا الكتاب لعجزوا أن يظهروه بالدقة والإتقان الذي حققه الشيخ العلامة عضيمة .
وهذه لعمري تزكية مابعدها تزكية !!!
---
منصور مهران
10-28-2006, 09:12 AM
كثير من طلبة علم العربية يعرفون كتاب ( دراسات لأسلوب القرآن الكريم ) ويعرفون اسم مؤلفه : محمد عبد الخالق عضيمة .
ولكنهم لا يعرفون مَن هو هذا الشيخ الجليل صاحب هذه المعلمة الكبيرة في علم العربية وفي خدمة كتاب رب العالمين ؟
إنه الرجل الذي وهب حياته لتحويل الكنوز المغلقة إلى مراتع مباحة لكل شغوف بعلم العربية فكان ذلك منه - رحمه الله - عطاء وسخاء ينداح في عقول عشاق النحو والصرف بلا حدود ، هكذا عرفته منذ أن جلست بين يديه وأنا طويلب علم ذاهل النفس هيبة لشيخي وذاهب العقل من سموِّ ما أسمع من توجيهه وعلمه . كان الرجل كالطود لا يلتفت إلى عبث ولا ينفق ساعة من عمره في غير الجد ، فكان عطاؤه مثمرا وسعيه مشكورا ومذكورا غير منكور ، ومع كثرة الذين نهلوا من علمه أو تخرجوا في معاهد اللغة العربية وهو أستاذ فيها ، فلم ينهد أحد منهم إلى شكره في صورة تخلدها الأيام ، غير أن رجلا شهما غيورا على الحق انبرى لشكر شيخه عضيمة وإعلان عرفانه للشيخ الراحل فأوجب علينا بذلك أن نشكر هذا الشاكر وأن نعرف لعِرْفانه قدره في نفوسنا كما كان في نفس الشيخ الراحل سواء بسواء فكلنا آكل من ثمار علم الشيخ - رحمه الله وأثابه عن خدمة كتابه كل خير ومثوبة - .
ذلك الكاتب الغيور هو تلميذه البارُّ الأخ الكريم الدكتور تركي بن سهو بن نزال العتيبي ، فقد ترجم له هذه الترجمة التي تجمع بين المعرفة العميقة والحب الكبير مما انبلج مع الأيام بينه وبين الشيخ بصلة المودة والاحترام .(1/3170)
وفي هذه الترجمة تعريف بمؤلفات الشيخ المطبوع منها والمخطوط ، وتمثل الفهارس التي أفنى في إعدادها السنين الطوال عصب أعماله وروعة إنجازه ؛ فالفهارس إن هي إلا مفاتيح الكنز المغلق في كل كتاب ، غير أن مفاتيح كنوز علم العربية من مؤلفات الشيخ لا يزال بعضها حبيسا فماذا لو تفضل أحد الفضلاء فتكفل بنشرها واحتسب ذلك مدخرا إلى يوم اللقاء الأكبر وفي يده جعبة من دعاء طلاب علم القرآن وعلم العربية له ؟
والله إن ربنا عز وجل أكرم من أن يرد عمله وسخاءه .
ولي في هذا المقام ثلاث ملاحظات علنية :
الأولى : أن في الترجمة المنشورة هنا زيادات عما نلته من يد الأخ الكريم الدكتور تركي بن سهو سلمه الله ، فحق لي أن أطالبه بما صار دينا وكان فضلا .
الثانية : أن ص 20 جاء فيها سنة وفاة الشيخ عضيمة 184 م أي : قبل وفاة سيبويه بقرون ، فالتقى علماهما على أمرٍ قد قُدِر ، وهذا شرف آخر ومكرمة زائدة ينالهما الشيخ بعد جائزة الملك فيصل ؛ حتى ولو كان خطأ الطباعة هو صاحب الجائزة الثانية .
الثالثة : لماذا لا تتفضل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بجمع مقالات الشيخ عضيمة في كتاب واحد ؛ فهي التي تولت نشرها مفرقة في سالف الأعوام واليوم تكرم هذا العَلَمَ بنشر مقالاته مجمعة لتجمع بين النشر والجمع ، ونهيب من على هذا المنبر بمعالي مدير الجامعة أن يأمر بذلك لتكون سُنّة حسنة تلتزمها الجامعة مع أعلام هيئة التدريس بها .
شكر الله لك يا أخي الدكتور تركي شكرك وعرفانك ، وشكر الله لك يا أخي الدكتور عبد الرحمن بادرتك في تعريف القراء بالشيخ وتلميذه البارّ كاتب الترجمة ، وبالله التوفيق .
---
مروان الظفيري
10-28-2006, 09:12 AM
أخوتي وأحبابي الأفاضل
هل كتاب :
دراساتٌ لأسلوبِ القرآنِ الكريمِ ؛ للعلامة محمد عبالخالق عضيمة موجود على الشبكة ، ومارابطه
وجزاكم الله خيرا
---
فهد الناصر
10-28-2006, 11:58 AM
بحث رائع بديع(1/3171)
رحم الله الشيخ الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة وأسكنه فسيح جناته ، وقد عرفته من خلال كتبه ، وثناء أساتذتي في كلية اللغة العربية عليه عندما كنت طالباً فيها .
وبارك الله في تلميذه البار الدكتور تركي بن سهو العتيبي على وفائه لأستاذه ، وحرصه على إبراز جهوده العلمية ، ومنذ مدة وأنا أتشوف إلى معرفة خبر هذا الرجل مؤلف ذلك الكتاب الرائع ، والمعلمة القرآنية النحوية (دراسات لأسلوب القرآن) ، وها أنا اليوم أقرأ هذا العرض والتتبع الدقيق لمراحل تأليف هذا الكتاب . فالحمد لله رب العالمين .
وأدام الله لنا مشرفنا الحبيب الذي يفاجئنا دائماً بمثل هذه الهدايا العلمية الثمينة لا حرمه الله أجرها وبرها . وهذا البحث أعده أجمل ما عثرتُ عليه هذا العام ، والجميل أنه في أيام عيد الفطر .
---
عبدالرحمن الشهري
10-28-2006, 01:04 PM
أشكر الدكتور مروان الظفيري على تعقيبه ، وفي الحق إن الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة شخصية علمية فذة ، أخلصت في طلب العلم وتعليمه والتصنيف فيه لوجه الله ، فرزقها الله القبول ، ونفع الله بعلمها الناس ، وقد جاء بحث الأستاذ الدكتور تركي بن سهو عن شيخه لبنةً في صرح الوفاء لحق هذا العالم النبيل ، وهناك بحسب ما ذكره في بحثه هذا من كتب عن الشيخ عضيمة وجهوده في النحو وهي رسالة علمية في مصر ، وهناك بحث نشر قديماً في مجلة كلية اللغة العربية بالرياض أشار إليه الدكتور تركي لشيخه الآخر الأستاذ الدكتور أحمد كحيل تحدث فيه عن صديقه وزميله الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة .
وما أجدر المتخصص في الدراسات القرآنية بالعناية بأمثال هؤلاء العلماء الكبار الذين خدموا لغة القرآن خدمة عضيمة ، وقفوا بها في مصاف الرعيل الأول من علماء اللغة كأبي عمرو بن العلاء والكسائي وسيبويه ، وأعادوا لنا ذكر علمائنا الأوائل ، وما أجمل ذكرهم رحمهم الله ، ولله در مهيار القائل :(1/3172)
أعد ذكرَ نعمانٍ أعد إنّ ذكرَه = من الطِّيبِ ما كررته يتضوَّعُ
وأما ما تفضل به الأستاذ الفاضل منصور مهران ، وهو أحد تلامذة الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله ، فأشكره على تعقيبه ، وحسن دعائه لأستاذي الدكتور تركي ، وأسأل الله أن يتقبل منه ، وجواباً على ملحوظاته أقول :
- أما الزيادات التي في الترجمة ، فنعم ، قد زاد الدكتور تركي على النسخة التي أطلعكم عليها ، وها هي النسخة الكاملة مرفقة في المشاركة السابقة ، وهي أكمل النسخ رعاكم الله .
- وأما الخطأ الطباعي في تاريخ وفاة الشيخ عضيمة رحمه الله ، فنعم . وقد أصلحته في المشاركة ، وفي الملف المرفق أيضاً ، والصواب بدل 184م أن يكون 1984م . والتاريخ الهجري قبله يبعد الوهم على كل حال .
- وأما مقالات وبحوث الدكتور عضيمة فليتنا نظفر بها مجتمعة في كتاب واحد ، وأحسب أن الدكتور تركي يملك كل مقالات شيخه وبحوثه المنشورة ، وهو أهل لكل مكرمة وفضيلة ، فلعله أن يقوم بذلك بالطريقة التي يراها مناسبة ، وفي هذا وفاء للعلم وللشيخ معاً.
---
محمد سعيد الأبرش
10-28-2006, 01:29 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الشهري على هذا النقل وليست بأولى دررك
الأخ الظفيري حفظه الله: ذكرت ((وسمعت من شيخنا العلامة المحقق المدقق ، علامة الديار الشامية : أحمد راتب النفاخ ، نقلا عن صديقه وشيخه وأستاذه العلامة الكبير محمود محمد شاكر ـ رحمة الله عليهما )) أسلم لك أن صداقة متينة جمعت بين العلامة النفاخ والعلامة أبي فهر ولكن هل العلامة النفاخ كان تلميذاً له؟؟؟
أرجو ذكر المصدر
---
مروان الظفيري
10-28-2006, 05:22 PM
الأخ الفاضل محمد سعيد الأبرش
هما شيوخ وأقران
وقد سمعت ذلك كثيرا من شيخي العلامة أحمد راتب النفاخ
وفي زيارة العلامة الكبير لدمشق في السبعينات
كانت المجالس عامرة بمثل هذه الأقوال
وأذكر الآن مقولة للأستاذ العلامة شاكر ، في إحدى مقالاته ،
ومن ثمة كتبه :(1/3173)
أخبرني بذلك أخي وصديقي وتلميذي ، ومن ثمة أستاذي
أحمد راتب النفاخ ....
وهذا أدب عظيم بين الأصدقاء العلماء
---
عمار
10-28-2006, 08:41 PM
هدية ثمينة.....بارك الله في الناقل والكاتب ، ورحم الله الشيخ الدكتور محمد عبد الخالق عضيمة وغفر له.
إنّ طلاب العلم بحاجة لمثل هذه السير العطرة...وإن أقل ما يمكن تقديمه لمثل هؤلاء الأعلام الأفذاذ الذين خدموا العلم وأهله هو التعريف بهم ونشر تراثهم.
أعد ذكر نعمان لنا إنّ ذكره ** هو المسك ما كررته يتضوّع
---
أبو بيان
10-28-2006, 10:21 PM
شكر الله للدكتور تركي إطلالته المباركة على الملتقى, ونرجوا أن ننعم بمثلها في كل حين.
---
أحمد بزوي الضاوي
10-30-2006, 02:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .(1/3174)
أما بعد ، فإنه لا يعرف قيمة كتاب الشيخ الراحل عبد الخالق عضيمة ـ رحمه الله ـ إلا من كابد البحث في القرآن الكريم من حيث لغته بصفة عامة ، وتركيبه النحوي بصفة خاصة . والواقع أن عمل شيخنا ـ رحمه الله تعالى ـ يسر كثيرا من أمور البحث في لغة القرآن الكريم من حيث الفهرسة ، و لكن الدراسة التحليلية التي من شأنها أن تكشف عن جمال القرآن و جلاله ، و فرادته وتميزه ، تظل الحاجة ماسة إليها وبإلحاح. وإن كنا نرى للأسف الشديد عزوف كثير من الباحثين في الدراسات القرآنية عن إنجاز أعمال علمية تخص الجانب اللغوي للخطاب القرآني ، في الوقت الذي أصبح فيه كثير من الذين لا يرجون لله وقارا يتخذون الجانب اللغوي مدخلا للطعن في القرآن، والنيل من الإسلام . وأقولها صراحة إننا محتاجون إلى العناية بعلوم الآلة و على رأسها علوم النحو و الصرف و البلاغة ، ذلك أن العزوف المشار إليه مرده إلى ضعف البضاعة ، علما أن القرآن عربي اللسان و من ثم فإن اللغة العربية هي المدخل لدراسته و تدبره . و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
مساعد الطيار
10-30-2006, 07:10 AM
الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي شكر الله لكم هذه المقالة الرائعة عن الشيخ الجليل محمد بن عبد الخالق رحمه الله ، ولقد سعدت بمشاركتكم القيمة ، وكم أتمنى لو أتحفتم الملتقى بمقالات علمية ـ خصوصًا ما يتصل بالقرآن ـ ينتفع بها المطلعون على هذا الملتقى وهم من طلبة العلم المعنيين بالدراسات القرآنية وغيرها .
وكم هي بادرة حسنة أن يُعرَّف بمثل هذا الشيخ الجليل رحمه الله تعالى ، فكم من الأعلام ممن عاشوا قريبًا من هذا العصر ، لكن لا يُعلم عنهم شيئً ، وما يُطَّلع عليه في بعض كتب التراجم المعاصرة لا يكاد يفي بحق المتَرجَم له .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-30-2006, 08:23 AM(1/3175)
قال الأستاذ أيمن الشاذلي في مقال له في مجلة المجتمع : ( وكنت قد التقيت أستاذنا الدكتور "سعد مصلوح" بمكتبه في كلية الآداب جامعة الكويت، وسألته عن كتاب الشيخ فقال فضيلته بعد أن أخذ نفساً عميقاً استعاد به ذكرياته مع الكتاب ومؤلفه: لم أقرأ في كتاب الشيخ مرة إلا وترحمت عليه؛ فقد ترك لنا الشيخ موسوعة نحوية وصرفية للقرآن لا نظير لها.)
ثم قال الأستاذ الشاذلي : ( والحق أن الكتاب في حاجة ماسة إلى إعادة طبعه بطبعات منقحة ومراجعة؛ لأن الكتاب بطبعاته الحالية يحتوي على بعض الأخطاء المطبعية، وبعض الآيات القليلة لم تخرّج تخريجاً صحيحاً، بالرغم من جهود الشيخ في ذلك.
كما أن الكتاب في حاجة إلى معالجة الكترونية متقدمة تتيح للباحث مجالاً أرحب وأيسر للبحث، وذلك بإصداره في اسطوانات مدمجة (CD) يسهل البحث على الباحثين والدارسين، وخاصة أن الكتاب بشكله الحالي يحتاج إلى جهد جهيد حتى يصل الباحث إلى بغيته.
كذلك يحتاج الكتاب إلى إعادة إخراج وتخريج للآيات القرآنية باسم السورة لا برقمها حتى يسهل على الباحث خاصة من يفتقر إلى الخبرة الكافية مهمته.
وأقترح على علمائنا الأفاضل وعلى الجهات البحثية المختصة أن تشكل لجنة متخصصة من العلماء تعيد دراسة الكتاب وفهرسته، وتقدم برنامجاً مقترحاً يمكن من خلاله تحقيق أقصى فائدة من هذه الموسوعة الكبيرة.(1/3176)
واللافت للنظر أن هذا الكتاب الموسوعي لا يعرفه إلا أهل الاختصاص الدقيق في القرآن واللغة، وقلما نجده متوفراً في كثير من المكتبات العامة، بالرغم من أهميته الكبيرة في الدراسات القرآنية والنحوية واللغوية، وذلك قد يرجع إلى الحجم الكبير للكتاب الذي يبلغ أحد عشر مجلداً، إضافة إلى ارتفاع ثمنه، وصعوبة البحث فيه إلا على أهل الاختصاص والحاجة، ومن هنا تأتي الحاجة ماسة إلى توفير هذا الكتاب في المكتبات العامة والمكتبات المدرسية حتى يكون عوناً للأساتذة والمعلمين في الرجوع إليه والاحتكام له في أي مسألة علمية.). انتهى
المصدر (http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InSectionID=78&InNewsItemID=196147)
---
ابن الشجري
10-30-2006, 08:39 AM
ترجمة موفقة لعالم جليل نذر وقته في خدمة كتاب رب العالمين ، فرحمه الله وبرد مضجعه كفاء ماقدم .
ولي بعد من تقدم من الفضلاء وقفات :
الأولى : لا أدري لماذا قام بقلبي من قديم أن الشيخ محمد رحمه الله لم يتم كتابه ، وأن ألمنية أدركته قبل بلوغ أجله من الكتاب ، مع أني أذكر مناقشة هذا الأمر مع بعض الفضلاء من أعضاء هذا الملتقى الميمون ، وعدنا حينها للكتاب ووصلنا إلى نتيجة كنت قد أنسيتها حتى الساعة ، وليس الكتاب قريبا مني وقت كتابة هذا المسطور حتى أحقق مدخل هذه الشبهة التي أجهز عليها د/ تركي في هذه الترجمة جزاه الله خيرا .
الثاني : ليت فضيلة د/ تركي سلمه الله يحسم إشكالا آخر لازال قائما بالذهن ، إلا وهو ما يتعلق بضبط كلمة ( عضيمة ) أبالفتح تستفتح أم بالضم .
ثالثا : لفت نظري تتلمذ د/ مروان الظفيري سلمه الله ، لعالم لا يقل في فضله وعلمه ونبله عن صاحب الترجمة ، وهو العلامة الزاهد أحمد راتب النفاخ رحمه الله رحمة واسعة .(1/3177)
فليتكم تقومون بشئ من حق شيخكم عليكم ، وتتكرمون بطرح ترجمة له تكشف الكثير من غامض سيرته رحمه الله ، فالحاجة مازالت قائمة لبيان بعض جوانب حياته العلمية والحياتية ، وكشف عزوفه عن التأليف مع سعة علمه وتبحره في علوم العربية والقراءات ، وما ذكر من حظه العاثر في نفرة الأصحاب منه ومقابلتهم للإحسان منه بالإساءة والنسيان ... إلى غير ذلك مما يفيد من سير القوم التي تساعد خامل الذهن ومتبلد القلب ، كما يذكر عن زهده وعزوفه عن الدنيا وملاذها ، فالترجمة التي بيد التلميذ دائما ما تقدم على غيرها من التراجم ، فهي من مسائل الجرح والتعديل .
وإن له في القلب لمكانة لم يبلغها بعلم اكتسبناه منه ، أو إحسان وصلنا منه فابتل الصدى به ، إلا أنها منازل للسائرين إلى رب العالمين ، ينزلهم الله بها من قلوب عباده المؤمنين ، تخفق كلما هب ذكرهم ، فتهتز حنينا إلى عهدهم ، وتستشرف أن تحظى بشي من علمهم ، فتنشرح بالدعاء ترحما عليهم ، فحق لها أن تكون هي الرحم التي لا تموت ، والصلوات التي ترتفع لذي العرش والملكوت ، خالصة من أي غرض أو رهبوت ، سالمة إلا من رحم العلم والرحموت .
فرحم الله الشيخ محمد والشيخ أحمد وسائر علماء الإسلام .
وهذه أمنية بيدكم تحقيقها ، وإنكم لفاعلون إن شاء الله وإنا لمنتظرون .
---
مروان الظفيري
10-30-2006, 09:59 AM
أخي الحبيب الفاضل ابن الشجري
أثابك الله خيرا على ماتفضلت به
وعلى هذه المداخلة الطيبة المشكورة
وأنا أعمل منذ زمن في كتابة كتاب عن علامة الديار الشامية
أستاذنا الجليل أحمد راتب النفاخ ـ رحمه الله ، وبرّد مضجعه ـ
ولكنني من أجل التعريف به سريعا ياأخي الغالي
وجدت ترجمة شافية وافية له في مجلة مجمع دمشق
الذي عاش في رحابه ، وتفيأ ظلاله
وهاأنذا أقوم بطباعتها من جديد ، على كثرة أشغالي وأعمالي
لكنه حقّ العلم ، وحق التلمذة
ولو كان هناك قارئ آلي يدعم العربية ؛ لهان هذا الأمر(1/3178)
وسوف أنشر هذا البحث مبدئيا ، وذلك بعد تمام طباعته
ودمتم سالمين
---
عبدالله العلي
10-30-2006, 04:19 PM
الشيخ عبدالرحمن الشهري وفقه الله
هل للدكتور عضيمة علاقة بالدكتور شوقي ضيف .
وهل كان للدكتور شوقي اهتمام بالدراسات اللغوية في القرآن الكريم
---
الكشاف
10-30-2006, 11:17 PM
بحث ماتع ، جزيتم خيراً.
وفق الله الدكتور تركي العتيبي لكل خير على وفائه لشيخه ، وإتحافنا بالبحث في ملتقى التفسير .
---
خالد الشبل
10-31-2006, 08:42 AM
بارك الله فيك، يا أبا عبد الله
وجزى الله الأستاذ د. تركيًّا خيرًا على وفائه لهذا العلم.
وللشيخ عُضَيمة - بضم ففتح - بحوث منشورة في مجلة كلية اللغة العربية لعلي أرجع إليها لاحقًا، إن شاء الله، لأرقمها هنا، وفي أحد الأعداد موضوع عن الشيخ عضيمة كتبه زميله د. أحمد حسن كحيل.
والشيخ - رحمه الله - مولع بالفهرسة، وعنده بطاقات كثيرة في هذا لأمهات كتب النحو، وفي مقدمة المقتضب ما يشير إلى ذلك، وذكر د. رمضان عبد التواب أن الشيخ يستظهر كتاب سيبويه.
وربما يعود له الفضل - بعد الله تعالى - في اختيار ترتيب أبواب النحو في الرسائل العلمية والتأليف على ترتيب الفية ابن مالك، رحمه الله.
وقد ترجمه العلاونة في (ذيل الأعلام).
---
عبدالرحمن الشهري
11-01-2006, 05:52 AM
الأخ العزيز ابن الشجري :
شكر الله لكم تعقيبكم ، وبالنسبة لضبط الاسم فقد سمعته من الدكتور تركي كما ذكر أخي خالد الشبل (عضيمة) على وزن جهينة بضم ففتح .
الأخ العزيز عبدالله العلي :
أما (هل للدكتور عضيمة علاقة بالدكتور شوقي ضيف) فلا أدري ، وأحسب أنه كانت بينهم علاقة أخوية لمعاصرتهما مدة طويلة .(1/3179)
أما (هل كان للدكتور شوقي اهتمام بالدراسات اللغوية في القرآن الكريم) فنعم . فكتبه الكثيرة تطرقت لكثير من المسائل اللغوية في القرآن الكريم ، ولا سيما بحوثه المنشورة في مجلة المجمع اللغوي ، وله كتاب قيم في تفسير سورة الرحمن وقصار السور فيه آراء ثمينة ، كما إنه أصدر قبل وفاته تفسيراً مختصراً بديعاً للقرآن الكريم في مجلد واحد لعلي أكتب عنه تحت موضوع الدكتور مساعد الطيار عن التفاسير المختصرة إن شاء الله .
الأخ العزيز خالد الشبل :
أشكرك على تعقيبك . وهناك ترجمة مطولة كتبها الأستاذ الدكتور تركي العتيبي لشيخه الآخر الأستاذ الدكتور أحمد حسن أحمد كحيل رحمه الله (1329-1420هـ) وهي ترجمة مطولة في خمسين صفحة ، وقد تفضل الدكتور تركي فأطلعني على هذا البحث ، وأذن لي بنشره في الملتقى ، ولكنني سأتحين فرصة مناسبة لنشره ، وقد كتبه الدكتور تركي لنشره في كتاب تكريم الأستاذ الدكتور علي أبو المكارم .
---
فهد الرومي
11-04-2006, 10:21 AM
وشكرالله لسعادة الدكتور تركي مساهمته بهذا البحث القيم ونأمل من سعادته اتحافنا ببحوثه الأخرى خاصة البحوث المتعلقة بالدراسات القرانية. وشكر الله لأخي الدكتورعبدالرحمن سعية الدائب لاقتناص الفوائد لإخوانه في الملتقى وفي انتظار المزيد مما ورد ذكره أو الإشارة إليه أعلاه
---
ابن الشجري
11-05-2006, 03:43 AM
شكر الله لكم أبا عبدالله هذه الفائدة اللطيفة وأعظم الأجر والشكر لأخينا الشبل .
وقد منعني الحياء منكم ومن شيخكم عن طرح ملاحظة يسيرة بدت لي عند اطلاعي على هذه الترجمة ، والذي ظهر لي بثها مرة أخرى لعدم التثريب فيها على هذا الجهد الميمون إن شاء الله ، فليس لي من مقصد في التنكيت أو التبكيت بقدر ماهو التسكيت .(1/3180)
ليس بخاف عليكم أبقاكم الله أهمية القراءة في سير العظماء من العلماء والعباد ، والشيخ محمد رحمه الله ممن أدرك بعلمه شيئا من هذه العظمة ، وخاصة بكتابه الفريد في بابه ، وكم أسعدني أن يكون تدبيج هذه الترجمة من أمثل طلابه ، فهي سلسلة مباركة تبتدئ بكم وتنتظم حبات عقدها بشيخكم وشيخ شيخكم إلى ماشاء الله ، في ذرية علمية مباركة بعضها من بعض .
إلا أني وإن كنت أحمل ماخطه شيخكم الكريم على واسع العذر ، لوددت أن تكون هذه الترجمة مسكّتة لما بعدها كما كانت البكر في مطلعها .
فقد كان طرحا متسما بالإيجاز ، يمكن أن يدون مثله أو قريبا منه بقلم أي محب للشيخ من قريب أو بعيد ، فافتقدت الترجمة لأهم عنصر يشكل فيها حجر الزاوية ، وهو إبراز هذا التتلمذ وكشف الكثير من فوائد هذا العمر المديد في ملازمة الشيخ ، كالإتيان على شئ من جوانب الشيخ الحياتية التي يمكن أن يتلمس فيها القارئ بعض الفوائد ، منهجية كانت أو علمية أو حياتية ، وكذلك التطرق لبعض النكات العلمية التي تستذكر من علم الشيخ ...
ثم طرحها بعد ذلك طرحا بعيدا عن الطرح الأكاديمي الصرف ، وليس مثلنا من يتعرض لمثل علمية شيخكم ودربته بعلم العربية وأساليب العرب .
وإن في بعض التراجم من العلم والفوائد والنكت لما يسر برؤيتها المتصفح لها ويعدها من متين العلم وأملحه وأسرعه استذكارا ، كما في سير أعلام النبلاء ومعجم ياقوت الحموي وطبقات السبكي وتراجم الصفدي وغيرهم رحم الله الجميع ، فإن كان المترجم ممن لازم صاحب الترجمة كان كلامه مقدما على غيره والقارئ له أكثر عناية به ...
فلعل هذه الترجمة التي ضاق وقت الشيخ عن بسطها ـ تكون تباشير إشراقة ترجمة حافلة نستمتع بها عن قريب من يد شيخكم الكريم .
بارك الله لكم أبا عبدالله في شيخكم كما بارك له في شيخه ، وبارك له فيكم كما بارك لشيخه فيه
---
أبو العالية
11-06-2006, 12:15 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..(1/3181)
ما رأيكم بطبعة دار الحديث المصرية للكتاب ؟
طبعة حديثة ؛ فهل فيها اعتناء بالكتاب وضبط وتصحيح ما زل الطابع فيه ؟
ودمتم على الخير عوانا ؟
---
عبدالرحمن الشهري
11-06-2006, 11:12 PM
الأخ الكريم ابن الشجري : ما تفضلتم به من اختصار الترجمة صحيح ، وقد أشار الدكتور تركي لذلك في أول بحثه من أنه لن يتحدث ( حديثاً شخصياًّ) وأنه إنما جمع (بعضَ المهمِّ الذي يمكنُ توثيقُه ، ويكونُ في تدوينِه تصويرٌ للجانبِ العلميِّ الرحبِ من حياةِ الشيخِ ، وهناكَ أمورٌ كثيرةٌ ، منها ما هو غيرُ مدوَّن ، ومنها ما دوِّنَ ولم أتمكنْ من توثيقِه) قد أعرض عن تدوينه في هذا المختصرِ .
والدكتور تركي يرى أن دخول الجوانب الشخصية تضعف قيمة البحث من الناحية العلمية التي يتطلبها مثل هذا البحث الذي سينشر في هذا الكتاب ، فلم يشأ إدخال هذه الجوانب في هذا البحث ، والحديث عن الجوانب الشخصية له بحث أوسع من هذا إن شاء الله في وقت لاحق كما وعد الدكتور تركي ، وكلنا نتشوق إلى معرفة كثير من جوانب شخصية الشيخ عضيمة رحمه الله ، ولا سيما منهجيته في طلبه للعلم ولا سيما علم النحو الذي برز فيه ، وقد أعجبني قوله :(فرأيتُ أنَّه لا بدَّ لي من قراءةٍ تصلُني بمادّتي التي تخصَّصْتُ فيها ، وانقطعْتُ لها ، وإلا فقدْتُ كثيراً من معلوماتِ النحوِ ، شأنُ كلِّ العلومِ النظريَّةِ ، إذا لم يكنْ صاحبُها على صلةٍ بها بالقراءةِ فَقَدَ كثيراً من مسائلِها). وهذه طريقة رائعة سلكها الشيخ في إبقاء الصلة بمسائل علم النحو قوية طيلة حياته رحمه الله وما أجدر كل طالب علم أن ينتهج لنفسه منهجاً مشابهاً لهذا المنهج ليبقى على صلة بتخصصه .
---
د.يسري خضر
12-19-2006, 10:41 AM
جزي الله الاستاذ الدكتور تركي العتيبي خيرا وبارك الله فيك شيخي عبد الرحمن فقد ذكرني هذا البحث القيم بما كتب عن العلامه الدكتور عضيمة عقب وفاته علي صفحات مجلة الازهر باقلام اقرانه ومعاصريه
---(1/3182)
عبدالرحمن الشهري
01-14-2007, 10:16 AM
ذكرني هذا البحث القيم بما كتب عن العلامه الدكتور عضيمة عقب وفاته علي صفحات مجلة الازهر باقلام اقرانه ومعاصريه
وأنت كذلك يا أبا محمد : جزاك الله خيراً . هل يمكن معرفة أعداد مجلة الأزهر تلك التي كُتب على صفحاتها حول الشيخ عضيمة رحمه الله والحصول عليها ؟
---
د.يسري خضر
01-14-2007, 12:06 PM
أخي وشيخي د / عبد الرحمن بارك الله فيك
أنا بعيد عن مكتبتي الآن ، وأعدكم بكتابة المقالات من مجلة الأزهر عقب عودتي في الأجازة الصيفية إن شاء الله تعالى.
---
عبدالرحمن الشهري
01-14-2007, 12:47 PM
جزاك الله خيراً يا أبا محمد ، ونحن في الانتظار متى تيسر لكم ذلك .
---
عبدالله المعيدي
01-17-2007, 02:05 AM
بحث رائع بديع .. أستفدت منه فائدة جليلة .. فشكر الله للدكتور تركي العتيبي وللشيخ عبدالرحمن الشهري ..
ورحم الله الشيخ الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة وأسكنه فسيح جناته ..
ولكن من العجيب أن الشيخ محمد بن عبدالخالق عضيمة وهو العلامة المفضال رحمه الله يكتب اسمه هكذا محمد عبدالخالق عضيمة من غير اضافة (ابن ) وهذا فيه مافيه كما نه على ذلك الشيخ العلامة بكر ابو زيد شفاه الله ورحمه ..
---
(1/3183)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معاني "الرحمة" في القرآن العظيم
---
معاني "الرحمة" في القرآن العظيم
---
أبو عبيدة الهاني
04-01-2007, 08:50 PM
الحمد لله
الرحمة في القرآن على ستة عشر وجها:
ـ أحدها: الإسلام. ومنه: (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ) [البقرة:105].
ـ الثاني: الجنة. ومنه: (فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ) [آل عمران:107].
ـ والثالث: السعة. ومنه: (تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ) [البقرة:178]
ـ الرابع: المغفرة. ومنه: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) [الأنعام:54]
ـ والخامس: المطر. ومنه: (بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) [الأعراف:57]
ـ والسادس: القرآن. ومنه: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ) [يونس:58]
ـ والسابع: الإيمان. ومنه: (وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ) [هود:28]
ـ والثامن: العصمة. ومنه: (إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ) [يوسف:53]
ـ والتاسع: الرزق. ومنه: (آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً) [الكهف:10]
ـ والعاشر: النعمة. ومنه: (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا) [الكهف:65]
ـ والحادي عشر: المنة. ومنه: (وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) [القصص:46]
ـ والثاني عشر: النصر. ومنه: (أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً) [الأحزاب:17]
ـ والثالث عشر: العافية. ومنه: (أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ) [الزمر:38]
ـ والرابع عشر: النبوّة. ومنه: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ) [الزخرف:32]
ـ والخامس عشر: المودة. ومنه: (رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) [الفتح:29]
ـ والسادس عشر: الرقة. ومنه: (رَأْفَةً وَرَحْمَةً) [الحديد:27].
"البحر الملئان في اقتناص درر معاني القرآن" للشيخ أبي عمران موسى بن عمر المصمودي الحسني العلامي
---
(1/3184)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > شارك في نقد كتاب ( جمع القرآن ) بقلم المنصر الكاثوليكي جون جلكرايست -الفصل الأول
---
شارك في نقد كتاب ( جمع القرآن ) بقلم المنصر الكاثوليكي جون جلكرايست -الفصل الأول
---
د. هشام عزمي
04-01-2004, 10:25 PM
ها هو الفصل الأول من الباب الأول للكتاب و هو لا بتضمن أي طعن ظاهر حسبما أرى . إذا رأيتم أن نتجاوز هذا الفصل سأقوم بوضع الفصل التالي فوراً بإذن الله . هل هناك ما يُستدرك على هذا الفصل ؟
1-تطور القرآن في عهد محمد
أي بحث في موضوع جمع القرآن يجب أن يبدأ بالنظر في مميزات الكتاب نفسه كما بلَّغه محمد إلى أصحابه. لم يُبَلَّغ القرآن أو يوحى كما يعتقد المسلمون مرة واحدة بل جاء على أجزاء خلال فترة من الزمن دامت 23 سنة امتدت منذ بدأ محمد يدعو للإسلام في مكة سنة 610 ميلادية إلى وفاته في المدينة المنورة سنة 632 ميلادية. ففي القرآن نفسه نجد : "قال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا"(سورة الفرقان 25 الآية 32)
زيادة على هذا لم تصلنا لا من محمد ولا من أصحابه أية معلومات عن الترتيب الزمني للفقرات حيث أنه حين بُدِءَ في جمعها على شكل سور لم يؤخد بعين الإعتبار لا الموضوع و لا التسلسل من حيث النزول. كل العلماء المسلمون يُقِرُّون بأن جل السور و على الخصوص الطويلة منها هي خليط من المقاطع التي ليست بالضرورة متصلة ببعضها البعض حسب التسلسل الزمني. مع مرور الوقت أصبح محمد يقول لكُتَّابه : "ضعوا أية كذا في موضع كذا" (السيوطي‚ الإتقان في علوم القرآن م 1 ص 135) و هكذا أصبحت تضاف إلى الأجزاء التي كانت مجموعة أنذاك مقاطع أخرى إلى أن تصبح سورة مكتملة. بعض هذه السور كانت لها أسماء في عهد محمد كما يتبين لنا من خلال الحديثين النبويين التاليين :(1/3185)
"من قرأ هاتين الأيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" (كتاب صلاة المسافرين‚ صحيح البخاري حديث رقم 1341)
"من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجال" (نفس المرجع‚ حديث رقم 1342)
في الوقت ذاته هناك دلائل على وجود سُوَرٍ لم يعطها محمد أية أسماء. فسورة الإخلاص (رقم 112) على سبيل المثال لم يُسَمِّها محمدٌ على الرغم من أنه تكلم عنها مُطَوَّلا و ذكر أنها تساوي ثلث القرآن (الحديثين 1344 و 1346 من كتاب صلاة المسافرين‚ صحيح مسلم)
حين صارت الآيات القرآنية تتكاثر أصبح أصحاب محمد يكتبون بعضا منها و يحفظون البعض الآخر عن ظهر قلب. فمن الظاهر أن الحفظ كان يشكل الطريقة الرئيسية للحفاظ على نص القرآن لأن كلمة "قرآن" تعني "القرآءة" و لأن أول كلمة قال محمد أنها نزلت عليه حين حصلت له رؤيا جبريل في غار حراء كانت هي كلمة "إقرأ" (سورة 96 الآية 1 فكانت القراءة الشفهية ذات قيمة عالية و كانت جد متداولة بين الناس. مع كل هذا ففي القرآن نفسه ما يدل على أنه مُدَوَّنٌ كِتابيا كما تشهد الآية التالية :
"في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي كرام بررة" (سورة عبس 13-16)(1/3186)
هناك أيضا حجج على أن أجزاء من ما كان موجودا من القرآن في المرحلة المكية كتب آنذاك. هناك رواية تحكي أن عمر بن الخطاب حين كان لا يزال كافرا ضرب أخته في بيتها بمكة حين سمعها تقرأ بعض القرآن فلما رأى ما أصابها من الدم قال لها : "اعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرؤون آنفا أنظر ما هذا الذي جاء به محمد" (سيرة بن هشام مجلد 2 صفحة 190) () و حين قرأ قسطا من سورة طه (السورة 20) التي كانت أخته و زوجها يقرآنها قرر الدخول في الإسلام. مع هذا يتضح لنا أن الحفظ كان هو المنهج السائد إلى حين وفاة محمد و كانت تعطى له أهمية أكبر. ففي الحديث النبوي ما يدل على أن جبريل كان يحقق و يراجع القرآن مع محمد كل سنة خلال شهر رمضان و في السنة الأخيرة راجعه معه مرتين. عن فاطمة ابنة محمد :
"أسر النبي صلعم أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة و أنه عارضني العام مرتين و لا أراه إلا حضر أجلي " (صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن 4612)
لقد كان بعض الصحابة المقربون من محمد يكرسون كل جهدهم لتعلم القرآن حفظا عن ظهر قلب. من بين هؤلاء نجد من الأنصار أبي بن كعب و معاذ بن جبل و زيد بن ثابت و أبو زيد و أبو الدرداء (صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن 4620) بالإضافة إلى مجمع بن جارية الذي قيل أنه لم يحفظ إلا بضعة سور في حين كان عبد الله بن مسعود و هو من المهاجرين و من أوائل الصحابة يحفظ أزيد من تسعين سورة من بين السور المائة و أربعة عشر التي يحتويها القرآن و تعلم البقية من مجمع (بن سعد كتاب الطبقات الكبير مجلد 2) (1)(1/3187)
لا تتوفر لدينا أية معلومات كافية عن مقدار ما تمت كتابته من نص القرآن في عهد محمد. فبالتأكيد ليس هنالك أي دليل على أن مجموع القرآن كتب آنذاك في مصحف واحد سواء تحت الإشراف المباشر لمحمد أو غيره. من خلال المعلومات التي نتوفر عليها حول جمع القرآن بعد وفاة محمد (سنستعرضها قريبا) نستنتج أن القرآن لم يتم أبدا وضعه في مصحف واحد في عهد محمد. توفي هذا الأخير فجأة سنة 632 ميلادية بعد مرض لم يدم طويلا و بوفاته اكتمل القرآن و انقضى نزوله و لم يعد من الممكن إضافة آيات أخرى إليه نظرا لانتهاء نبوة محمد. حين كان لا يزال على قيد الحياة كانت هناك دائما إمكانية نزول أجزاء جديدة من القرآن و لهذا لم يكن من الائق جمع النص في كتاب واحد و هو أيضا ما يفسر كون القرآن بقي مفرقا بين ما في ذاكرة بعض الناس و ما في مختلف المواد التي كان مكتوبا عليها وقت وفاة محمد.
سنرى فيما بعد أنه بشهادة القرآن نفسه كان من الوارد نسخ بعض الآيات خلال فترة النزول (بالإضافة إلى ما تم نسخه من قبل) و هذا ما يحول دون جمع النص في كتاب واحد ما دامت إمكانية نسخه قائمة.
إضافة إلى كل هذا يظهر لنا أنه لم تكن هناك سوى نزاعات قليلة حول نص القرآن فيما بين الصحابة حين كان محمد لا يزال على قيد الحياة خلافا لما سيقع بعد موته. كل هذه العوامل تفسر غياب نص قرآني رسمي و موحد وقت وفاته. إمكانية نسخ أجزاء من القرآن و احتمال نزول آيات جديدة -لا يوجد في القرآن ما يدل على تمامه أو على آستحالة نزول آيات جديدة- حالا دون محاولة جمعه خلافا لما قام به أصحاب محمد بعد موته. يتبين كذلك أن الآيات القرآنية صارت تنزل على محمد بشكل مكثف قبيل وفاته و لذلك آستمنع جمعها.(1/3188)
"حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَابَعَ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيَ قَبْلَ وَفَاتِهِ حَتَّى تَوَفَّاهُ أَكْثَرَ مَا كَانَ الْوَحْيُ ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ"(صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن 4599)
عند نهاية المرحلة الأولى التي مر منها القرآن نجد أن محتواه كان موزعا بشكل واسع في ذاكرات الناس بينما كانت بعض أجزاءه مكتوبة على مختلف المواد التي كانت تستعمل آنذاك في الكتابة لكن لم يكن هنالك أي نص موحد أمر به للأمة الإسلامية. لقد ذكر السيوطي أن القرآن قد كتب كله في عهد محمد و بقي محتفظا عليه بعناية بالغة لكن لم يجمع في موضع واحد قبل موته (السيوطي الإتقان في علوم القرآن م 1 ص 126) و قيل أنه كان متوفرا بأكمله مبدئيا (في ذاكرة الصحابة و أيضا على شكل مكتوب). أما التسلسل النهائي للسور فقد قيل أن محمد قد أمر به شخصيا.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) تكلم البخاري في صحيحه -كتاب فضائل القرآن- عن بضع و سبعين سورة "حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق بن سلمة قال خطبنا عبدالله بن مسعود فقال والله لقد أخذت من في رسول الله صلى اللهم عليه وسلم بضعا وسبعين سورة والله لقد علم أصحاب النبي صلى اللهم عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم قال شقيق فجلست في الحلق أسمع ما يقولون فما سمعت رادا يقول غير ذلك"
---
أحمد البريدي
04-10-2004, 01:14 PM
مناقشة ما جاء في الفصل الأول :(1/3189)
قوله : "زيادة على هذا لم تصلنا لا من محمد ولا من أصحابه أية معلومات عن الترتيب الزمني للفقرات حيث أنه حين بُدِءَ في جمعها على شكل سور لم يؤخد بعين الإعتبار لا الموضوع و لا التسلسل من حيث النزول. كل العلماء المسلمون يُقِرُّون بأن جل السور و على الخصوص الطويلة منها هي خليط من المقاطع التي ليست بالضرورة متصلة ببعضها البعض حسب التسلسل الزمني. مع مرور الوقت أصبح محمد يقول لكُتَّابه : "ضعوا أية كذا في موضع كذا" (السيوطي‚ الإتقان في علوم القرآن م 1 ص 135)
الرد : هذه المسألة متعلقة بموضوع : ترتيب الآيات وقد أجمع المسلمون قاطبة على أن ترتيب الآيات توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم , ومعنى توقيفي أي لا مجال للعقل فيه وقد نقلَ الإجماعَ غيرُ واحدٍ مِن أهل العلم ، قال السيوطيُّ :" الإجماعُ والنُّصُوص المترادفةُ على أنّ ترتيبَ الآياتِ تَوْقِيفيٌّ لا شُبهةَ في ذلك ، أمّا الإجماعُ : فَنَقَلَهُ غيرُ واحدٍ ؛ مِنهم الزركشيُّ في " البرهان "،" ... إلى أنْ قال ": وفي سُوَرٍ شَتَّى مِن المفصَّلِ تدلُّ قِراءتُه e لها بِمَشْهَدٍ مِن الصحابة أنّ تَرْتيبَ آياتها تَوْقِيفيٌّ ، وما كانَ الصحابةُ لِيُرَتِّبُوا تَرْتيبًا سمعوا النبيَّ e يقرأُ على خِلافه ، فبلغَ ذلك مَبْلَغَ التواتر " الاتقان 1/ 189 وكلام الزركشي انظره في البرهان 1/ 323
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"وأمّا ترتيبُ آياتُ السُّوَرِ فهو مُنزَّلٌ مَنصوصٌ عليه فلم يكنْ لهم أنْ يُقدِّمُوا آيةً على آيةٍ أخرى في الرَّسْمِ كما قدَّمُوا سورةً على سورةٍ ؛ لأنّ ترتيبَ الآياتِ مأمورٌ به نَصًّا ، وأمّا ترتيبُ السُّوَرِ فَمُفَوَّضٌ إلى اجتهادهم " مجموع الفتاوى 1/597(1/3190)
ففي صحيح البخاري(أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان y في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(البقرة:240)قد نَسَخَتْهَا الآيةُ الأخرى يعني قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً } (البقرة:من الآية234) قال : فَلِمَ تكتبها ؟ فقال عثمان t:
يا ابنَ أخي لا أُغيِّرُ شيئاً مِنه مِنْ مَكَانِه ".
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بأصحابه وربما قرأ سورة كاملة كما قرأ سورة الأعراف في صلاة المغرب وسمعها أصحابه , وكان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل سنة , فاكتسب القرآن عندنا نحن المسلمين جانب التوقيف أي أن ترتيبه بالوحي , واكتسب أيضاً جانب التواتر وجانب الاجماع .
فإذا علم هذا فلا يلزم منه ترتيبه حسب التسلسل الزمني , أو حتى حسب المواضيع , ورغم هذا فقد تكلم العلماء على أسرار القرآن في ترابط آياته , وهو المسمى بعلم المناسبات , وليت الكاتب يطلع على شيئ من هذا , فقد ذكروا أشياء عجيبة في سياق الآيات ومنا سباتها رغم تباعُدِ زمنِ نزولها غالبًا ؛ مما يؤكد أن الترتيب الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم مراد ومقصود ؛ ولذا فإن الدعوات لترتيبه على حسب المواضيع أو على حسب زمن النزول تفقد القرآن هذه الخاصية العظيمة , وهي دعوات من لا يعرف القرآن وأسراره .
وإنك لتعجب ممن يدعي الموضوعية والبحث العلمي ويذكر حديثاً يخرجه من كتاب الاتقان , ومعلوم عند المتعلمين أن الاتقان ليس محلاً لتخريج الأحاديث وسوف أوفر عليك عناء البحث فدونك تخريجه :(1/3191)
الحديث رواه أحمد في مُسنده ( 1 / 92 ) برقم ( 401 ) ، وأبو داود في سننه في كتاب : الصلاة / باب : مَن جهرَ بها ( 1 / 498 ) برقم ( 786 ) ، والنسائي في السنن الكبرى برقم ( 8007 ) ، والترمذيُّ في جامعه في كتاب : تفسير القرآن / باب : ومن سورة التوبة ( 5 / 272 ) برقم ( 3068 ) .
والحديث ضعَّفهُ الألبانيُّ في ضعيف سنن الترمذي برقم ( 599 ) .
وقد قام بدراسةِ الحديث دراسةً مُطولة عبدُ الله الجديع وذكرَ عِلَلَهُ وأجاب عنها في كتابه : المقدمات الأساسية في علوم القرآن صـ ( 124 ) وخَلُصَ إلى أنّ الحديثَ صحيحٌ .
وللحديث بقية ان شاء الله .
---
موراني
02-17-2005, 10:01 PM
ما هو اسم هذا المستشرق بالضبط ؟ John , وماذا ......؟
بتحياتي
---
موراني
02-17-2005, 10:36 PM
وجدته !
ليس هذا باستشراق من قريب أو بعيد , بل هذا من نشاطات الكنيسة غير الكاثولكية في جنوب افريقية .
فلذلك لا أفهم لماذا يسمى هذا الشخص ومن وراءه من الأنظمة (باستشراق) ؟
---
د. هشام عزمي
02-18-2005, 01:15 AM
نعم هو ليس مستشرقًا ، بل هو منصر بروتستانتي محترف و الطعن في الإسلام حرفته التي يقتات منها !
على أية حال ، العنوان ليس من إنشائي و أود تغييره .. كذلك حذف الرابط أعلاه .
---
موراني
02-18-2005, 12:57 PM
هشام عزمي المحترم
لا تحذف شيئا .
التعديل أو التصحيح قي معوضعهما .
كل ما يجب الاشارة اليه الا تضع هذا التيار في واد أنا فيه (مستشرقا)
عندي نوع من الحساسية تجاه تلك الفئة وتجاه القول انّ ما يقولون فهو استشراق .
بارك الله فيك
---
حسام مجدي
06-19-2005, 12:05 AM
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته ...
هل توقف الموضوع عند هذا الحد يا أخوة يا كرام ..
هذا الكتاب من أهم ما يعتمد عليه النصارى .. في التنصير و التشكيك في الإسلام ..
أرجوا من الأخوة التفاعل في هذا الموضوع أثابكم الله أجرا عظيما ..
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته ...
---(1/3192)
عبدالله بن بلقاسم
06-21-2005, 11:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة وا لسلام على رسول الله أما بعد
قوله :
زيادة على هذا لم تصلنا لا من محمد ولا من أصحابه أية معلومات عن الترتيب الزمني للفقرات
وهذه كلية وإطلاق كان ينبغي الاستقراء التام فيه ، مع أنه إطلاق غير صحيح يعرف ذلك من أول وهلة
فمعرفة المدني والمكي في السورة الواحدة كله ترتيب للآيات فمعلوم أن كل آية مكية هي في الترتيب الزمني مقدمة على الآية المدنية إلا ما استثني
ومعرفة السفري والحضري والليلي والنهاري أبعد في تحديد زمن النزول
ومعرفة الناسخ والمنسوخ قائم على معرفة التأريخ والترتيب الزمني بين الآيات مطلقا ومنه ترتيب الآيات في السورة الواحدة
وما يدل على ذلك
ما روى أبو داود في كتاب الفرائض رقم الحديث 2888 قال الألباني : ( صحيح )
حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال: حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال:
آخر آية نزلت في الكلالة {يستفتونك ، قل الله يفتيكم في الكلالة} .
ومعلوم أن الآية
{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ } (12) سورة النساء
والآية الأخرى(1/3193)
{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (176) سورة النساء
ونص الحديث يبين الترتيب الزمني وهما آيتان في سورة واحدة.
ولو أنه اقتصر على ما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (9/8) لكأن أقرب وما قاله ابن حجر قد يتعقب أيضا حيث قال:
وقد ضبط النقلة ترتيب نزول السور كما سيأتي في باب تأليف القرآن ولم يضبطوا من ترتيب نزول الآيات إلا قليلا وقد تقدم في تفسير اقرأ باسم ربك أنها أول سورة نزلت ومع ذلك فنزل من أولها أولا خمس آيات ثم نزل باقيها بعد ذلك وكذلك سورة المدثر الت نزلت بعدها نزل أولها أولا ثم نزل سائرها بعد وأوضح من ذلك ما أخرجه أحصاب السنن الثلاثة وصححه الحاكم
قوله:
حيث أنه حين بُدِءَ في جمعها على شكل سور لم يؤخد بعين الإعتبار لا الموضوع و لا التسلسل من حيث النزول
وكل هذه إطلاقات تدل على التهور
فهل كل السور لم يراع فيها الموضوع؟ وما الدليل وهل عدم العلم بالشئ دليل على عدمه
وهل كل السور لم يراع فيها الترتيب الزمني؟ وما الدليل مع أن الأصل وقوع الترتيب ولذلك ينبه العلماء على بعض الآيات المتقدمة لفظا المتأخرة نزولا
ومنها الحديث الذي ذكره الشيخ أحمد البريدي في ال(1/3194)
ففي صحيح البخاري(أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان y في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(البقرة:240)قد نَسَخَتْهَا الآيةُ الأخرى يعني قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً } (البقرة:من الآية234) قال : فَلِمَ تكتبها ؟ فقال عثمان t:
يا ابنَ أخي لا أُغيِّرُ شيئاً مِنه مِنْ مَكَانِه ".
قال الحافظ ابن حجر
هذا الموضع مما وقع فيه الناسخ مقدما في ترتيب التلاوة على المنسوخ وقد قيل إنه لم يقع نظير ذلك إلا هنا وقد ظفرت بمواضع أخرى منها في البقرة أيضا قوله فأينما تولوا فتم وجه الله فإنها محكمة في التطوع مخصصة لعموم قوله وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره كونها مقدمة في التلاوة ومنها في البقرة أيضا قوله تعالى ما ننسخ من آية على قول من قال إن سبب نزولها أن اليهود طعنوا في تحويل القبلة فإنه يقتضى أن تكون مقدمة في التلاوة متأخرة في النزول وقد تتبعت من ذلك شيئا كثيرا ذكرته هذا الموضع ويكفى هنا الإشارة إلى هذا القدر
نقله لقوله تعالى
في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي كرام بررة" (سورة عبس 13-16
فيها خطأ والصحيح بأيد سفرة كرام بررة
مع أنه في استدلاله أنه مكتوب فيه نظر فالسفرة هم الملائكة
قوله:
توفي هذا الأخير فجأة سنة 632 ميلادية بعد مرض لم يدم طويلا
وهذا كذب ربما يريد من خلاله أن يحضر لشبهة أن الموت حال بين إكمال القرآن والله المستعان
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يمت فجأة بل ودع الصحابة قبل ذلك وخيره الله سبحانه وتعالى
كما في الصحيحين
5957 [ 2 ] ( متفق عليه )(1/3195)
وعن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: "" إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء ، وبين ما عنده ، فاختار ما عنده "" . فبكى أبو بكر قال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له ، فقال الناس: نظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده ، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر هو أعلمنا . متفق عليه .
وودع الناس في الحج :
كما ثبت ذلك عنه في الصحيح وقال لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، وأوصى عليه الصلاة والسلام
فهذا الكاتب أساء الأدب بقوله الأخير، وهذا من الوقاحة مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومن قلة الأدب في المناظرة والحوار مع المسلمين مع دعواهم المحافظة على الآداب
ويدل له ما رواه البخاري في صحيحه
3428 حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال ثم كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني بن عباس فقال له عبد الرحمن بن عوف إن لنا أبناء مثله فقال إنه من حيث تعلم فسأل عمر بن عباس عن هذه الآية إذا جاء نصر الله والفتح فقال أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه قال ما أعلم منها إلا ما تعلم
قوله :
و بوفاته اكتمل القرآن و انقضى نزوله و لم يعد من الممكن إضافة آيات أخرى إليه نظرا لانتهاء نبوة محمد.
وهذا أيضا من التدليس ولكن انقضى النزول لتمام القرآن وكماله ليس لانتهاء نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لم تنته بموته بل هو نبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة وقد قبضه الله بعد كمال الرساله وتمام القرآن
قوله:(1/3196)
حين كان لا يزال على قيد الحياة كانت هناك دائما إمكانية نزول أجزاء جديدة من القرآن و لهذا لم يكن من الائق جمع النص في كتاب واحد و هو أيضا ما يفسر كون القرآن بقي مفرقا بين ما في ذاكرة بعض الناس و ما في مختلف المواد التي كان مكتوبا عليها وقت وفاة محمد.
وهذا مجرد دعوى عارية من الدليل
وهو ادعاؤه أن السبب في عدم كتابة القرآن كاملا في مصحف واحد هو إمكانية نزول آيات فمن أين له الدليل على هذه الدعوى،
وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام عند مسلم من حديث أبي سعيد
لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه و حدثوا عني و لا حرج و من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
قوله
سنرى فيما بعد أنه بشهادة القرآن نفسه كان من الوارد نسخ بعض الآيات خلال فترة النزول (بالإضافة إلى ما تم نسخه من قبل) و هذا ما يحول دون جمع النص في كتاب واحد ما دامت إمكانية نسخه قائمة.
وهذه دعوى كسابقتها تفتقر للدليل حسب المنهج العلمي الذي يتبجحون به
فمن السهل محو ما نسخ لفظه
قوله
إضافة إلى كل هذا يظهر لنا أنه لم تكن هناك سوى نزاعات قليلة حول نص القرآن فيما بين الصحابة حين كان محمد لا يزال على قيد الحياة خلافا لما سيقع بعد موته. كل هذه العوامل تفسر غياب نص قرآني رسمي و موحد وقت وفاته.
كيف يقال ذلك وأنه ليس هناك نص قرآني موحد وجبريل الأمين يعارض النبي الأمين هذا الكتاب في كل عام ويعارضه في العام الآخير مرتين كما في الصحيحين2054 ( صحيح )
إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة و إنه عارضني العام مرتين و لا أراه إلا حضر أجلي و إنك أول أهل بيتي لحاقا بي فاتقي الله و اصبري فإنه نعم السلف أنا لك
فما هو النص الرسمي عند هذا النصراني
وعلى كل حال ففي كلامه مع التدقيق أغاليط يقصر الوقت عن تتبعها والله الهادي إلى سواء السبيل
---
عبدالله بن بلقاسم
06-22-2005, 10:52 PM(1/3197)
روى البخاري في صحيحه 4716 حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قال قال عبد الله رضي الله عنه ثم والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيما أنزلت ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه
---
حسام مجدي
06-24-2005, 09:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
بارك الله بك أخي الحبيب عبد الله .. نرجوا مزيداً من التفاعل يا أخوة ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ..
---
الخطيب
07-02-2005, 07:46 PM
كانت لي هنا مشاركة فأين ذهبت ؟
---
د. هشام عزمي
03-17-2007, 06:08 PM
مفتاح الرد على هذا المنصر يكمن في إطلاقاته الكثيرة التي يزعمها دون دليل أو برهان ، فهو يقول مرة : (( لم تصلنا لا من محمد ولا من أصحابه أية معلومات عن الترتيب الزمني للفقرات )) ، ويقول مرة أخرى : (( لا تتوفر لدينا أية معلومات كافية عن مقدار ما تمت كتابته من نص القرآن في عهد محمد )) ، ويقول مرة ثالثة : (( ليس هنالك أي دليل على أن مجموع القرآن كتب آنذاك في مصحف واحد سواء تحت الإشراف المباشر لمحمد أو غيره )) ، ويقول مرة رابعة : (( لم يكن هنالك أي نص موحد أمر به للأمة الإسلامية )) .
وهذا أسلوب خبيث يرمي به إلى التشكيك في تاريخ القرآن ، والإيحاء أن ظروف جمعه وكتابته كانت مجهولة ومعلوماتنا عنها غير كافية ؛ فلم تكن هناك أية ..... ، ولم يصلنا أي ... ، وليس هناك أي .... ، إلى آخر هذه اللم أيّات !
---
(1/3198)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة للحافظ ابن حجر
---
معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة للحافظ ابن حجر
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-03-2006, 07:04 AM
معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة للحافظ ابن حجر
---
(1/3199)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الأخطاء القرآنية فى جامع ابن وهبٌ
---
الأخطاء القرآنية فى جامع ابن وهبٌ
---
الجكني
04-26-2006, 02:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي تكفل بحفظ كتابه فقال " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " والصلاة على النبي المعصوم سيدنا محمد وبعد : فهذا تصويب للأخطاء القرآنية في كتاب "الجامع تفسير القرآن لعبد الله بن وهب (125-197) برواية سحنون (160-240) والذي طبعته دار الغرب الإسلامي لأول طبعة سنة(2003)بتحقيق المستشرق الألماني :ميكلوش مورانى،والجزء الثالث معنون ب :الجامع علوم القرآن0
بينت ذلك ابتغاء الأجر من الله تعالى غير منكر ولا مقلل من جهد محققه ولا غيره،ويعلم الله لو رأيت أحداً تصدى لذلك لأحجمت ،والله من وراء القصدنفأقول وبالله التوفيق :
الأخطاء في الجزء الأول
1-ص9 س3 (والذي بيده ) صوابه (الذي ) بدون واو
2- ص13 س5 ( والآخرة ) صوابه (وللآخرة )
3- ص15 س2 (الغاسق ) وعت بين قوسين مما يوهم أنها قرآن ،وليسن كذلك؛ والمحقق أشار في الحاشية إلى الصواب0
4-ص19 س6 (برزج ) كذا بالجيم ،والصواب (برزخ ) بالخاء المعجمة 0
5-ص23 س9 (الغرور) بضم الغين ،والصواب فتحها
6-ص34س1 (هو خير ) برفع الراء ،والصواب (خيراً )بالنصب
7- ص34س8 (أولائك يبدل ) ، الصواب (أولائك الذين يبدل )وتكرر نفس الخطأ ص53س2
8-ص35س4(أناء ) والصواب (آناء ) بالمد
9-ص54س6 (والضالين ) كذا بالواو والصواب حذفها
10-ص74س5 (عتل بعد ذلك زنين ) بكسر اللام غير منونة وبالنون ، والصواب كسرها منونة وبالميم فى (زنيم )
11-ص78س7(يكلمه إلا ) والصواب (يكلمه الله إلا)
12-ص91س4 (فاكهة أباً) والصواب (وأباً)
13-ص94س11(بهتاناً إثماً) والصواب (وإثماً)
14-ص113س 3(وجعلت له ) كذا بفتح اللام وتسكين التاء ،والصواب بتسكين اللام وضم التاء(1/3200)
15-ص118س4 (كفروا ويردوكم ) والصواب (يردوكم ) بدون واو
16-ص126س12(تعضلوهن إلا) والصواب (تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا )
17-ص127س7(من خطبة ) بضم الخاء ،والصواب كسرها
18-ص136س8(فليغيرن )بتسكين اللام)والصواب فتحها
الأخطاء في الجزء الثاني
19-ص3 س2(بالإيمان ثم إن ) كذا كتبت بين قوسين مما يشعر بأنه سياق آية واحدة ،وهو ليس كذلك بل قوله (ثم إن ) من آية أخرى فكان الأولى وضع كل آية بين قوسين خاصين ،وهذا تكرر كثيرا0
20-ص4س16 (عنا الحزن )بضم الحاء وتسكين الزاي ،والصوابفتحهما0
21-ص10س3(وأنصتوا واذكر ) كذا كتبت بين قوسين مما يشعر بأنه سياق آية واحدة ،وهو ليس كذلك بل قوله (واذكر ) من آية أخرى فكان الأولى وضع كل آية بين قوسين خاصين ،وهذا تكرر كثيرا0
22-ص11س2 (وكتاب الفجار )كذا كتب بالواو وبضم الباء ،والصواب حذف الواو وفتح الباء
23-ص14س5(وزلفاً )بتسكين اللام ،والصواب بفتحها، وقد تكررت نفس الكلمةص106س9وص111س9وص117س8و9
24-ص16س7(والداي)بالألف بعد الدال ،والصواب (والدي ) بحفها
25-ص21س3(عسى ربك ) بالكاف ،والصواب (ربه) بالهاء
26-ص28س2(من خطبة )بضم الخاء ،والصواب كسرها
27-ص38س8(ولا تحسبن ) بالواو ،صوابه (لا) بدون واو
28-ص42س2(بعضهم )بضم الضاد ،والصواب فتحها
29-ص42س10(عزلت ) بفتح اللام وتسكين التاء ،والصواب العكس تسكين اللام وفتح التاء
30-ص48س7(إذا رأيتم ) والصواب (إذا رأتهم )
31-ص51س9 (اليوم نقول ) والصواب (يوم نقول)
32-ص53س9(الحواريين وأوحينا) كذا كتبت بين قوسين مما يشعر بأنه سياق آية واحدة ،وهو ليس كذلك بل قوله (وأوحينا ) من آية أخرى فكان الأولى وضع كل آية بين قوسين خاصين ،وهذا تكرر كثيرا0
33-ص54س2(عن الأرقى والعافين ) كذا بين قوسين ،وليس فى القرآن الكريم كلمة(الأرقى)
34-ص55س2 (من عند )بفتح الدال ،والصواب بكسرها
35-ص65س10من بيت )كذا بالتاء ،والصواب (من بين ) بالنون(1/3201)
36-ص65س7(كأنهن بيض ) بكسر الباء ،والصواب فتحها
37-ص68س9(فإن لله ) بكسر همزة (إن) والصواب فتحها
38-ص70س11(ضبخاً) كذا بالخاء المعجمة ،والصواب (ضبحاً ) بالحاء المهملة ،والعجب أنها تكررت فى الصفحة التي بعدها ثلاث مرات
39-ص77س9(فإن الله أركسهم) والصواب (والله)
40-ص83س5(البيت العتيق )بضم التاء ،والصواب كسرها
41-ص83س9(فاذكروا الله فى ذلك اليوم كذكركم ) كذا كتب بين القوسين ،وهو خطأ لأن (فى ذلك اليوم )ليست فى القرآن
42-ص92س2(النفس )بضم السين ،والصواب كسرها
43-ص92س4 (وانذر ) بهمزة وصل ،والصواب همزة قطع
44-ص107س3(هو يحشركم )بالكاف ،والصواب (يحشرهم )بالهاء
45-ص109س4(حملها ولا ) بفتح الحاء وزيادة الواو ، والصواب كسر الحاء وحذف الواو
46-ص119س2(لأتينا ) بالقصر ،والصواب (لآتينا ) بالمد
47-ص119س4(ربنا أخرنا) بفتح الخاء،والصواب كسرها
48-ص124س4(من الحي فالق) كذا كتبت بين قوسين مما يشعر بأنه سياق آية واحدة ،وهو ليس كذلك بل قوله (فالق ) من آية أخرى فكان الأولى وضع كل آية بين قوسين خاصين ،وهذا تكرر كثيرا0
49-ص124س9(ائتينا)كذا كتبت ،والصواب (ائتيا) بدون نون
50-ص133س5(وفضل )بالضاد المعجمة ،والصواب بالصاد المهملة
51-ص136س6و7(سواءً)كذا بالنصب ،والصواب بالرفع
52-ص138س4(ويجعل )بضم اللام، والصواب تسكينها
53-ص138س5(ويرزقه)بضم القاف ،والصواب تسكينها
54-ص146س6(ولا تعلمون )صوابه (ولا تعملون)
55-ص146س9(فى عقبه)بفتح القاف ،والصواب كسره
56-ص147س2(من مذكر ) بالذال المعجمة،والصواب بالدال المهملة
57-ص150س8(فأذكرونى ) كذا بهمزة قطع ،والصواب بهمزة وصل
58-ص153س5(من يحي)بفتح الياء الأولى، والصواب ضمها
59-ص154س5(أو يأخذهم)بضم الذال ،والصواب فتحها
60-ص161س7(والذين هم) بالواو،والصواب حذفها
61-ص163س6(إن إرم ذات ) كذا بين قوسين،وليست (إن ) من اللفظ القرآني(1/3202)
62-ص170س7(بوالديه حسناً وإن جاهداك على أن تشرك بى )كذا كتبت بين قوسين مما يوهم أنها آية واحدة ،وذلك ليس كذلك ،حيث إن النص بهذه الطريقة هو إدخال آية فى آية أخرى من سورة أخرى ،فقوله تعالى(بوالديه حسناً وإن جاهداك )جزء من الآية(8:العنكبوت) وقوله (على أن )جزء من الآية (15:لقمان )
الأخطاء فى الجزء الثالث
63-ص35س7 (وهو الذى ) الصواب (هو ) بدون واو
64-ص71س1 (يقاتلوا قومكم ) الصواب(قومهم)بالهاء
65-ص72س8(وجدتموهم واحصروهم) والصواب (وجدتموهم وخذوهم واحصروهم)
66-ص72س16 (وليس عليكم جناح أن) إن كان المقصود أن هذا لفظ قرآني مع ما بعده فهو خطأ ،وإن كان المقصود الموضع الأخير فى الآية فهو أيضاً خطأ لأن الصواب (ليس ) بدون واو، والعجب أن هذا قد تكرر نفسه ص79س14
67-ص74س2(فأجنح ) بهمزة قطع ،والصواب همزة وصل
68-ص76س5(بالله بعد ) والصواب (بالله من بعد)
69-ص80س3(الغارون ) بالراء،والصواب بالواو
70-ص81س10(ويتوب )بضم الباء ،والصواب فتحها
71-ص81س15(أشفقتم) بهمزة واحدة على الإخبار،والصواب (ءأشفقتم ) بهمزتين على الاستفهام
72-ص82س10(وناشئة)بالواو,والصواب حذفها
73-ص83س5(يقتلوا )بتسكين القاف ،والصواب فتحها
74-ص83س6(جزي) بالجيم والصواب (خزي)بالخاء0
هذا ما وقفت عليه من الأخطاء القرآنية ،وكثير منها مطبعى كان الأولى مراجعته والتنبه إليه ‘لأن الخطأ القرآني ليس كغيره ،والله يعفو ويصفح 0
كتبه الراجى عفو ربه : السالم محمد محمود الجكني الشنقيطي
---
محمود الشنقيطي
04-29-2006, 05:03 PM
أحسن الله إليك يا شيخنا الكريم ووفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه , فقد سرَّني أن رأيت اسمكم حيث تملكني الإعجاب بطرحك المبارك من قبلُ في عدة مواضعَ ولم أعرف شخصكم الكريم وجهالةُ مثلي بمثلك لا تضر إل صاحبها.
فجزاك الله خير الجزاء وأتمَّه.
---
الجكني
04-30-2006, 12:01 AM
وجزاك ربي خيراً وفتح الله عليك ويسر أمورك ، ونفع بكم وبعلمكم
---(1/3203)
أبو فاطمة الأزهري
04-30-2006, 06:58 AM
أخي الجكني بارك الله فيه كان بودي أن لو كان العنوان بخلاف ذلك فيكون مثلاً : الأخطاء المطبعية في كتابة الآيات القرآنية في جامع ابن وهب (طبعة دار الغرب الإسلامي) ولعله يكون هناك فرصة للتعديل إن شاء الله تعالى .
---
(1/3204)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > دراسات في أسلوب القرآن الكريم ، للشيخ عضيمة رحمه الله
---
دراسات في أسلوب القرآن الكريم ، للشيخ عضيمة رحمه الله
---
هاني القزاز
12-26-2006, 12:23 AM
بحثت كثيراً عبر الشبكة العنكبوتية على نسخة مكتوبة أو مصورة لكتاب : دراسات في أسلوب القرآن الكريم ، للشيخ عضيمة رحمه الله.
فهل أجد من بينكم من يدلني عليه
وجزيتم خيراص
---
عبدالرحمن الشهري
12-26-2006, 11:17 AM
هذا الكتاب كبير الحجم ، في 11 مجلداًُ كبيراً ، ونقله لهيئة الكترونية يحتاج وقتاً وجهداً ، ولم أره على الانترنت بعدُ ، ولعل القائمين على المكتبة الوقفية يقومون بذلك يوماً جزاهم الله خيراً.
---
(1/3205)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > نادرة أمسية القراءات العشر بلبنان 1392هـ/1972م
---
نادرة أمسية القراءات العشر بلبنان 1392هـ/1972م
---
إبراهيم الجوريشي
06-08-2006, 06:45 AM
نادرة أمسية القراءات العشر بلبنان 1392هـ/1972م
في مساء يوم الخميس 22/صفر/1392هـ الموافق 6/4/1972م، عقدت أمسية القراءات العشر بمناسبة اليوبيل الذهبي لمؤسسة دار الأيتام الإسلامية بلبنان، وقد قرا فيها كبار القراء
وهذه الامسية عبارة عن شريطين
الشريط الاول:
1- الشيخ عبد الباسط عبد الصمد -رحمه الله - من مصر ، تلاوة بقراءة نافع.
2- الشيخ محمد صلاح الدين كبارة-رحمه الله - من لبنان ، تلاوة بقراءة ابن كثير.
3-الشيخ محمد كريم راجح -حفظه الله - من سوريا ، تلاوة بقراءة أبي عمرو البصري.
4- الشيخ عبد السلام سالم -- من لبنان ، تلاوة بقراءة ابن عامر.
5-الشيخ محمد عربي القباني -رحمه الله - من سوريا ، تلاوة بقراءة عاصم
الشريط الثاني:
6-الشيخ عامر السيد عثمان-رحمه الله - من مصر ، تلاوة بقراءة الكسائي.
7- الشيخ عبد الباسط عبد الصمد -رحمه الله - من مصر ، تلاوة بقراءة حمزة .
8-الشيخ .................................................. ....، تلاوة بقراءة أبي جعفر.
9-الشيخ حسن دمشقية -رحمه الله - من لبنان ، تلاوة بقراءة يعقوب.
10-الشيخ .................................................. ....تلاوة بقرءاة خلف العاشر
الوجه الأول من الشريط الأول
مقسم قسمين:
1-
http://www.yousendit.com/transfer.p...14DBE242FCF46C3
2-
http://www.yousendit.com/transfer.p...51563E01818585F
الروابط صالحة لمده 7 ايام
ارجو الرد اذا تم التحميل
لمعرفة هل الروابط تعمل ام لا
وجزاكم الله خيرا
---
عمار
06-08-2006, 07:48 AM
أخي الكريم الشيخ / إبراهيم الجوريشي..(1/3206)
شوّقتنا بارك الله فيك ، لكن الروابط لا تعمل! بمجرّد فتح الروابط تظهر رسالة " الملف غير موجود"
وفقكم الله..
---
عبدالرحمن الشهري
06-08-2006, 11:56 AM
جزاك الله خيراً. وهي كذلك فيما يبدو مرفوعة على موقع محجوب في السعودية أيضاً .
---
إبراهيم الجوريشي
06-09-2006, 06:08 AM
الرجاء تجريب هذه الروابط وجزاكم الله خيرا
الوجه الأول / الشريط الاول
1- http://www.4shared.com/file/1957021/...raat_1_aa.html
2- http://www.4shared.com/file/1969785/...raat_1_ab.html
---
إبراهيم الجوريشي
06-09-2006, 09:18 AM
روابط جديدة لمن لم تفتح معهم الروابط السابقة
ارجو الرد اذا نجحتم في انزال الملف وجزاكم الله خيرا
1-
http://www.quickdump.com/files/1411442110.html
2-
http://www.quickdump.com/files/807388840.html
---
ابو حنين
06-10-2006, 11:43 AM
تم التحميل بنجاح ... جزاكم الله خيرا .... و الروابط تعمل ....في امريكا و في السعودية ....
-----------------------------------------
السبت 14-5-1427 هـ الساعة 4 - فجرا - المسيسبي 12 ظهرا السعودية تقريبا ..
----------------------------------------
---
د. أنمار
06-12-2006, 10:06 AM
جزاك الله خيرا
تم التحميل بنجاح يوم الاثنين الساعة 10 صباحا من المملكة
وفي انتظار الشريط الثاني
---
إبراهيم الجوريشي
06-15-2006, 02:09 PM
الشريط الأول الوجه الثاني على قسمين:
1-
http://www.quickdump.com/files/651727094.html
2-
http://www.quickdump.com/files/1927401458.html
__________________
وبهذا ينتهي الشريط الاول
وانتظروا مني الشريط الثاني منه ان شاء الله
---
ابو رياض
04-10-2007, 04:40 PM
الروابط لا تعمل معي أرجوا تجديد الرابط بارك الله فيك
---
أم قتادة
04-11-2007, 06:04 AM
جزاكم الله خيرا...........ولكن الروابط لا تعمل..............الرجاء المساعدة
---(1/3207)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > منزلة الاستشهاد بالقرآن الكريم بين مصادر الاستشهاد النحوية
---
منزلة الاستشهاد بالقرآن الكريم بين مصادر الاستشهاد النحوية
---
الطيب وشنان
09-09-2006, 04:01 PM
منزلة الاستشهاد بالقرآن الكريم بين مصادر الاستشهاد النحوية ـــ د.محمد عبدالله عطوات (*)
أولاً: موازنة بين الاستشهاد بالقرآن الكريم، والاستشهاد بالشعر:
أ- إذا قارنا بين الاستشهاد بالقرآن الكريم وبين مصادر الاستشهاد الأخرى من شعرٍ وحديث وغيرهما فإننا نجد أن القرآن الكريم هو الأصل الأول لهذه المصادر، وهو الدعامة التي ترتكز. عليها مصادر الاستشهاد الأخرى.
ذلك أن الشعر العربي الجاهلي أو الإسلامي كان في نظر النحاة منبعاً يمدُّ النحو بالحياة والنمو والحركة، وعلى أساسه ملئت صفحات كتب النحو بالقواعد التي يصعب حصرها، ويصعب استيعابها، ومع ذلك فإن هذا الشعر أثر من آثار القرآن الكريم، وفضلٌ من أفضاله على النحو واللغة، ولولا القرآن الكريم ما جُمِعَ هذا الشعر وما عني به الرُّواة.
ولا أدلّ على ذلك من أن "ابن الأنباري كان يحفظ ثلاث مئة ألف بيت شاهد في القرى، الكريم([1])".
والشافعي الفقيه الكبير صاحب المذهب المعروف في الفقه "كان يحفظ عشرة آلاف بيت من شعر هذيل بإعرابها، وغريبها ومعانيها([2])".
وقد عَرَف للقرآن منزلته نُقَّادُ الأدب فكانوا يُصَحِّحون الشعر على هدى من أسلوب القرآن ونهجه، فأبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري (ت 487هـ) يقول في كتابه التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه" ما نصه: "وأنشد أبو علي رحمه الله للفرزدق:
فقلت ادْعي وأدع فإن أندى
لصوت أن ينادي داعيان
هذا البيت ليس للفرزدق، وقد نُسب إلى الحطيئة، ولم يروِهِ أحدٌ في شعره، والصحيح أنه لدثار بن شيبان، ودثار هو الذي حمله الزبرقان على هجاء بني بغيض(1/3208)
وقوله: وأدْعُ على توهم اللام، ولو أظهرها كان خيراً كما قال الله سبحانه وتعالى:
"اتّبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم([3])".
وروى صاحب "الطراز" أن ذا الرِّمَّة قال في قصيدته الحائية:
إذا غيَّر النأى المحبِّين لم يكد
رسيس الهوى من حبِّ مية يبرح
فناداه ابن شبرعة: أراه الآن قد برح، فأخذ يفكر، ثم قال:
إذا غيَّر النأى المحبين لم أجد
رسيس الهوى من حبِّ ميَّة يبرح
قال عنبسة: فحكيت لأبي القصة، فقال: أخطأ ابن شبرمة حين أنكر على ذي الرِّمَّة، وأخطأ ذو الرِّمَّة حيث غيَّر شعره لقول ابن شبرمة، إنما هذا كقول الله تعالى:
"ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها([4])"،والمعنى أنه لم يرها ولم يقارب رُؤْيتها([5]).
والنحاة أنفسهم كانوا يؤمنون بهذا الاتجاه، ويعتقدون أن الشعر دون القرآن في موطن الاستشهاد، وفي مجال بناء القاعدة.
فالفراء يقول في معرض إعرابه لقوله تعالى "وحور عين([6])" "والكتاب أعرب، وأقوى في الحجة من الشعر([7])".
ولما كان القرآن الكريم قبله النقاد والعلماء فإننا نستغرب كيف أن بعض العلماء وفي العصر الحديث ينكر أن يكون هذا القرآن هو الأصل الأول في الاستشهاد، لأن الذي يستحق هذه المنزلة إنما هو الشعر، وذلك حيث يقول أحدهم: "ولا نزاع في أن كلام العرب هو الأصل الذي يقاس به القرآن الكريم حتى تصح الموازنة التي أوجبها التحدِّي، وما كان أصلاً يجب أن يكون الدليل المقدَّم([8])".
ب ـ وإذا قارنَّا بين القرآن الكريم وبين الشعر من زاوية التوثيق ندرك أن الله تعالى سخَّر جنوده من العلماء والصحابة وأولي الرأي لحفظ النص القرآني وصيانته.
أما الشعر، وبخاصة الشعر الجاهلي، فقد أُثيرت حوله ضجَّة، وكان مصدر هذه الضجة الدكتور طه حسين في كتابه "في الأدب الجاهلي"، فقد شكَّ في قيمة هذا الأدب الجاهلي(1/3209)
وألحَّ عليه الشك كما يقول ـ فأخذ يبحث ويفكر حتى انتهى به هذا كلّه "إلى شيء إن لم يكن يقيناً فهو قريب من اليقين، ذلك أن الكثرة المطلقة مما نُسَمِّيه أدباً جاهلياً ليست من الجاهلية ـ في شيءٍ، وإنما هي منحولة بعد ظهور الإسلام". ثم قال: "ولا أكاد أشكُّ في أن ما بقي من الأدب الجاهلي الصحيح قليل جداً لا يمثل شيئاً، ولا يدلّ على شيء، ولا ينبغي الاعتماد عليه في استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلي([9])".
والأدلة التي اعتمد عليها في هذا الإنكار تتلخص في ما يأتي:
1 ـ الشعراء الجاهليون معظمهم ينتسب إلى قحطان، وكثرتهم كانوا ينزلون اليمن، والقلَّة منهم قد هاجرت إلى الشمال([10])، مع أن لسان حمير في اليمن ليس هو لسان عدنان في الشمال، وقد قال أبو عمرو بن العلاء "وما لسان حمير بلساننا، ولا لغتهم بلغتنا([11])".
2 ـ وينبغي على هذا أن "الشعر الذي ينسب إلى امرئ القيس أو إلى الأعشى، أو إلى غيرهما من الشعراء الجاهليين لا يمكن من الوجهة اللغوية والفنية أن يكون لهؤلاء الشعراء، ولا أن يكون قد قيل، وأذيع قبل أن يظهر القرآن([12])".
3 ـ إن الشعر الجاهلي العدناني لا يقوم على أساس علمي "فالرواة يحدّثوننا أن الشعر تنقَّل في قبائل عدنان. كان في ربيعة، ثم انتقل إلى قيس، ثم إلى تميم، فظلَّ فيها إلى ما بعد الإسلام أي إلى أيام بني أمية حين نبغ الفرزدق وجرير. ونحن لا نستطيع أن نقبل هذا النوع من الكلام إلا باسمين، لأننا لا نعرف ما ربيعة، وما قيس وما تميم معرفة علمية صحيحة([13])".
رأي ومناقشة:(1/3210)
لا أريد من هذه المقارنة بين القرآن والشعر ـ من زاوية التوثيق ـ أن أهدم الشعر الجاهلي، مطمئناً إلى رأي الدكتور طه حسين في ذلك، ولو فعلت ذلك أو أردته لظلمت الحقيقة العلمية، كما ظلمها غيري، وإنما هدفي من هذه المقارنة الإشارة إلى أن توثيق الشعر الجاهلي لم يصل إلى الذروة، كما حدث في القرآن الكريم، وليس معنى ذلك أن الشعر الجاهلي مشكوك فيه، أو لم يكن له وجود قبل القرآن الكريم.
والشعر الجاهلي ـ كما قدَّمت ـ كان الغرض من جمعه خدمة القرآن الكريم، ولا يُعقل أن يخدم القرآن الكريم بشعرٍ مشكوكٍ فيه، ولا قيمة له من الوجهة اللغوية.
يدلُّ على ذلك ما قاله ابن عباس: "إذا قرأتم شيئاً من كتاب الله فلم تعرفوه، فاطلبوه في أشعار العرب، فإن الشعر ديوان العرب، وكان إذا سُئل عن شيء من القرآن أنشد فيه شعراً([14])".
هنا ويجب أن نضع في أذهاننا أن الشعر الجاهلي كان يجري على ألسنة العرب الفصحاء قبل نزول القرآن الكريم، وأن العرب ما اشتهروا بالفصاحة والبلاغة إلاَّ لنبوغهم في هذا الشعر، لأنه إذا أنكرنا هذا الشعر أنكرنا إعجاز القرآن الكريم، وهو المعجزة الخالدة للإسلام، ولو أنكرنا هذا الشعر لأنكرنا القرآن الكريم نفسه، فقد أشار القرآن الكريم في أكثر من موضع إلى فصاحة العرب وبلاغتهم، ومن ثم تحدَّى هذه الفصاحة وهذه البلاغة في آيات عديدة تمثل ذلك.
أما كذب حمَّاد الذي اعتمد عليه الدكتور طه حسين في أنه كان "مشهوراً بالكذب، وعمل الشعر، وإضافته إلى الشعراء المتقدمين، ودسِّه في أشعارهم حتى إن كثيراً من الرواة قالوا: قد أفسد حماد الشعر لأنه كان رجلاً يقدر على صنعه، فيدس في شعر كل رجل منهم ما يشاكل طريقته فاختلط لذلك الصحيح بالسقيم([15])".
فالواقع أن الاستناد إلى مثل هذه الرواية وحدها خطأ علمي فليس كل راوية "حماد" أو "خلف".
وكثير من الرواة ـ كما سنبيِّنه ـ ليسوا على هذا المستوى من الكذب والنتحال.(1/3211)
وقد وضع الأمر في نصابه الأستاذ أحمد ضيف حيث قال:
"من المستحيل أن تكون كل هذه الأشعار أو أكثرها مخترعة أو منسوبة إلى غير قائلها بدون سبب، ولا داعٍ إلى ذلك، وذا كذب الرواة أو دسوا على بعض الشعراء شيئاً، فإن ذلك لا يمكن أن يصل إلى مقدار ما نعرفه من الشعر الجاهلي. وكيف يمكن اختراع هذا الشعر الكثير وبه من العبارات والأساليب ما يدّل على أنه بدويُّ صرف، وأيُّ إنسان يمكنه أن يحصل على هذه القدرة ليشغل وقته بذلك، وينسبه إلى غيره، وكان أولى به أن يذكره لنفسه ليفخر به".. إلى أن قال: "أنرمي كل الرواة وعلماء اللغة والأدب بالكذب، أو نتهمهم بعدم الثقة، لأن حماداً وغيره كذب مرة أو مرتين، وهل يصحُّ أن نحكم على البلد أجمع بالمرض، لأن بها إنساناً مريضاً؟([16])".
وأما كلمة أبي عَمْرو بن العلاء، فقد بيَّن الدكتور أحمد الحوفي المراد منها بأنها صالحة لأن يكون معناها:
1 ـ أن الحميرية الموغلة في القدم.. هي التي تغاير لغة قريش، فليست حميرية القرن الخامس الميلادي ـ وهو عهد الأدب الجاهلي المروي ـ هي المغايرة للغة قريش، لأن النصوص التي عثروا عليها في النقوش، وفيها خلاف بين اللغتين نصوص معينيّة أو سبئية أكثرها غير مؤرخ، وفي رأي "جلازر" أن أقدمها هي المعينة، وأقدم هذه يرجع إلى القرن الخامس عشر أو السادس عشر قبل الميلاد، وأحدثها يرجع إلى القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد.
2 ـ إن اللغتين عربيتان، ولكن التطور والمكان والزمان والأحداث والألسن...الخ قد شققت من اللغة لهجتين بدليل قوله، ولا عربيتهم بعربيتنا، والعرب يطلقون على اللهجة اللسان([17])".
ويذكر الشيخ الخضرفي هذا المجال أن طه حسين حرَّف كلمة أبي عمرو بن العلاء لهوى في نفسه([18]).(1/3212)
وبيَّن الشيخ العاملي خطأ طه حسن في هذه الفكرة بأن الحميرية لغة عربية، وكانت القبائل تجتمع من جنوبيين وشماليين في أسواقها وتتفاهم دون أدنى كلفة، ويساعدهم على ذلك أن لغاتهم أو لهجاتهم على ما كانت عليه كانت متحدة في صميمها، وأن هذا الاختلاف لم يعدُ كونها لهجات للغة واحدة.
ويقدم دليلاً لما يقول في قصة وفد الحجاز عند سيف بن ذي يزن ملك اليمن، وعلى رأس ذلك الوفد سيد قريش عبد المطلب بن هاشم يخطب ببيانه القرشي العدناني، وسيد اليمن يصغي إليه، ويسمع شاعر الوفد أُميَّة بن أبي الصلت ينشد قصيدته بلهجة الفصحى، والملك يُصغي طروباً لا يجد غرابةً في ذلك([19]).
وفي هذه الأدلة التي سجَّلتها في هذا المقام ردود ملجمة لدعوى الدكتور طه حسين في إنكار الشعر الجاهلي.
وأُضيف ـ في الردِّ على الدكتور طه حسين ـ إلى الأدلة السابقة ما يأتي:
1 ـ رواة الشعر الجاهلي لم يكونوا في غفلة عن نسبة هذا الشعر إلى قائليه، فكان لهم إلمام واسع بهذا الشعر وبأساليبه وبقائليه، ويتحرّون الأمانة فيه. والأصمعي يقول: "سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: لقي الفرزدق في المربد، فقلت يا أبا فراس: أحدثت شيئاً؟
قلت شيئاً؟ قال: فقال: خذ، ثم أنشدني:
كم دون ميَّة من مستعجلٍ قُذُفٍ
ومن فلاة بها تستودع العيس([20])
قال: فقلت سبحان الله: هذا للمتلمس، فقال: التمسها فَلَضوالّ الشعر أحبّ إليّ من ضوالّ الإبل([21])".
والكسائي، يتحدث الفرَّاء عنه فيقول: "دخلت عليه وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ قال: هذا الملك "يحيى بن خالد" يوجِّه إليِّ ليحضرني فيسألني عن الشيء، فإن أبطأت في الجواب الحقني منه عتب، وإن بادرت لم آمن الزلل.. فقلت له: يا أبا الحسن: من يعترض عليك؟ قل ما شئت فأنت الكسائي؟!
فأخذ لسانه وقال: قطعه الله إذن إذا قلت ما لا أعلم([22])".
والأصمعي لم يحتج بشعر ذي الرِّمَّة لكثرة ملازمته الحاضرة ففسد كلامه([23]).(1/3213)
2 ـ نرجح أن بعض الشعر الجاهلي كان مدوَّناً، ولاسيما المعلَّقات، ذلك أنه كان يوجد في العرب من يجيد الكتابة والقراءة، ولكنهم ليسوا جميعهم أميين. أمَّا وصف العرب بالأمية في قوله تعالى: "وقل للذين أوتوا الكتاب والأُميين أأسلمتم؟"([24])،وقوله تعالى: "ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأُمِّيين سبيل"([25])، وقوله تعالى أيضاً: "هو الذي بعث في الأُميِّين رسولاً"([26])، فليس المقصود الأُمية الكتابية ولا العلمية، ,إنما يعني الأميَّة الدينيّة، أي أنهم لم يكن لهم قبل القرآن كتاب ديني، والدليل على ذلك قوله تعالى: "ومنهم أُمِّيُّون لا يعلمون الكتاب إلاَّ أمانيَّ([27])".
وإذا كان بعض الشعر الجاهلي قد وصلنا مكتوباً مدوَّناً، وكُتب بيد الجاهليين أنفسهم فلا داعي للإنكار، وقد أثبت القرآن الكتابة للعرب فقال: "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها([28])"
كما أثبت لهم القراءة فقال: "وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجِّر من الأرض ينبوعاً"، إلى قوله تعالى: "أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تُنزل علينا كتاباً نقرؤُه([29])".
ويتضح لنا أن الدكتور طه حسين كان يؤمن بأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يجب أن تدرس الحياة الجاهلية في مرآته، حيث يقول: "فالقرآن أصدق مرآة للعصر الجاهلي([30])".
ومن المعلوم لدى الدكتور أنه من غير المعقول أن يقوم الشعراء بتأليف الشعر. وهو مجهود عقلي يحتاج إلى وقت من غير أن يكون لدى الشاعر صحيفة يكتب فيه شعره ليعاوده مرة بعد مرَّة ومن ثم قال جويدي: "إن قصائد القرن السادس الميلادي لجديرةٌ بالإعجاب، تُنْبِئ بأنها ثمرة صناعية طويلة، فإن ما فيها من كثرة القواعد والأصول في لغتها، ونحوها، وتراكيبها وأوزانها يجعل الباحث يؤمن بأنه لم تستوِ لها تلك الصورة الجاهلية إلاَّ بعد جهود عنيفة بذلها الشعراء في صناعتها([31])".(1/3214)
وهذا الجاحظ يدلي برأيه في هذه المشكلة فيقول: "ومن شعراء العرب من كان يدع القصيدة تمكث عنده زمناً طويلاً، يردِّد فيها نظره، ويجيل فيها عقله، ويقلِّب فيها رأيه اتهاماً لعقله، وتتبعاً على نفسه فيجعل عقله زماماً على رأيه، ورأيه عياراً أعلى شعره، إشفاقاً على أدبه، وإحرازاً لما خوَّله الله من نعمته، وكانوا يسمُّون تلك القصائد الحوليات والمقلدات، والمحكمات، ليصير قائلها فحلاً حينئذ، وشاعراً مغلقاً([32])".
وأوضح الأدلة على كتابة العشر الجاهلي المعلقات "فقد ذهب الأكثرون من العلماء إلى أنها استمدَّت تسميتها من تعليقات على الكعبة([33])".
وعلى الرغم من أن الدكتور الحوفي يرفض "رأي القائلين بتعليقها على الكعبة جملة وتفصيلاً([34])". حيث قال: "كيف نصدق أن العرب كتبوا هذه القصائد بماء الذهب على القباطي، وهم كانوا أمة أُميَّة ندر فيها من يقرأ ويكتب، وهل من المعقول أن ينبغ فيهم من يجيد الكتابة، حتى يكتب بماء الذهب على القباطي؟ وماذا يدعوهم لكتابة هذه القصائد، وتعليقها على الكعبة ما دامت الأميَّة فاشية فيهم([35])".
وعلى الرغم من هذا الرفض فإننا نؤمن بالاتجاه الذي يقول: إنها علقت على الكعبة، أما دليل الدكتور الحوفي فقد نقضناه حينما أثبتنا أن العرب ليسوا أميين بشهادة القرآن نفسه.
وقد كانت الكعبة مقدسة لدى العرب، وكان هذا التقديس في نفوسهم يدفعهم إلى تعليق ما كثرت قيمته عندهم. فهذه القصائد كانت لديهم ذات قيمة فعلَّقوها كما علَّقوا غيرها.
وظل هذا التعليق سنَّة متبعة، وعرفاً لا ينكر. حدَّث محمد بن يحيى عن الواقدي عن أشياخه قال: "لما فتح عمر بن الخطاب رضى الله عنه مدائن كسرى كان ممَّا بُعِثَ به إليه هلا فبعث بهما فعلقهما في الكعبة... وكان هارون الرشيد قد وضع في الكعبة قصبتين علَّقهما مع المعاليق في سنة ستِّ وثمانين ومئة، وفيها بيعة محمد وعبد الله ابنيه، وما عقد لهما وما أخذ عليهما من العهود([36])".(1/3215)
وأعتقد بوجود إجماع على إعجاز القرآن وبلاغته، وأن النحو القرآني جاء على سنن ما تنطق به العرب، وباختصار فإن القرآن يتميز بقوِّة لا تجارى، وبلاغة لا تنازع، وفصاحة لا تبارى، وأضيف القول: إن هذه الأدلة كلَّها تثبت أن العصر الجاهلي لم يكن خيالاً، وإنما كان حقيقة واقعة، وتاريخاً ينطق بالحق والبرهان.
3 ـ عيوب الشعر الجاهلي:
لا نعني بالدفاع عن الشعر الجاهلي وقيمته التاريخية أنه كان خُلْواً من العيوب، بريئاً من النقد، ومن هذه الناحية لا نستطيع أن نضعه بجانب القرآن الكريم في مجال الاستشهاد به على اللغة والنحو، وإنما نضعه في منزلة تلي منزلة القرآن الكريم. أما عيوب هذا الشعر فقد تجرَّد لها العلماء منذ زمنٍ قديم محاولين الكشف عنها بما أُوتوه من خبرة، تضع الموازين القسط لهذا الشعر، وتقيم الأسس التي تبيّن خطأه أو صحته.
ومن النقاد الذين قاموا بهذه النقد أبو العلاء المعرِّي، فقد ذكر المعرِّي بشأن البيتين التاليين اللذين تنطوي عليهما معلَّقة عمر بن كلثوم:
تصدُّ الكأس عنَّا أُمُّ عمرو
وكان الكأس مجراها اليمينا
وما شرّ الثلاثة "أُمَّ عمرو
بصاحبك الذي لا تَصبحينا
أن أُم عمرو هذه قينة من قيان الجنة. فلما سألها السامعون عن هذين البيتين، أَلعمرو بن عدي هما أم لعمرو بن كلثوم؟ أجابت: أنا شهدت نَدْمَانَي جذيمة مالكاً وعقيلاً، وصبحتهما الخمر المشعشعة لما وجدا "عمرو بن عدي" فكنت أصرف الكأس عنه، فقال هذين البيتين، فلعلَّ عمرو بن كلثوم حسَّن بهما كلامه واستزادهما في أبياته([37])، ونستطيع أن نرجع عيوب الشعر الجاهلي إلى الأمور الآتية:
1 ـ التصحيف:
لقد كثر هذا في الشعر العربي، وهذا يدلّ على أن الشعر العربي كان مسجَّلاً في صحفِ أو في دواوين يٌقرأ منها.
"يُروى أن الأصمعي قُرئَ عليه يوماً في شعر أبي ذؤَيب:
بأسفل ذات الدير أفرد جحشها([38])(1/3216)
فقال أعرابي حضر المجلس: ضلَّ ضلالك أيها القارئ إنما هي "ذات الدَّبر" وهي ثنية عندنا، فأخذ الأَصمعي بذلك فيما بعد([39])".
والقرآن الكريم بقراءاته العديدة مرجعه الرواية والنقل، وقد عيب على هؤلاء الذين يعتمدون على خط المصحف في قراءة القرآن.
2 ـ الاضطراب في رواية هذا الشعر:
لقد وصل إلينا الشعر العربي عبر روايات عديدة، وفي كل رواية كانت تقوم القاعدة وتبنى الأصول، مما أدى إلى اضطراب هذه القواعد، فالكوفيون مثلاً يجوزون تأكيد النكرة المحدودة بألفاظ الشمول ويستدلّون بقول الشاعر:
يا ليت عدة حول كلّه رجب
ولو علمنا أن الرواية في البيت بنصب رجب، وأن النحاة غيروا رواية البيت ليتفق مع المشهور من لغة العرب لعرفنا كيف يكون الاضطراب في رواية هذا الشعر، فالقصيدة التي منها هذا البيت كما ذكر ياقوت في معجم البلدان لعبد الله من مسلم بن جندب الهذليّ قالها حينما منعه الحسن بن زيد والي المدينة من إمامة الناس فقال له: أصلح الله الأمير، لِمَ منعتني مقامي، ومقام آبائي وأجدادي من قبل؟ فقال: ما منعك إلاَّ يوم الأربعاء، يريد قوله:
يا للرجال ليوم الأربعاء أَمَا
ينفكَّ يحدث لي بعد النهى طربَا
إلى أن قال:
لكنه شاقه أن قيل ذا رجب
يا ليت عدة حولٍ كلُّه رجبا
ونصب رجب جاء على لغة العرب الذين ينصبون المبتدأ والخبر جميعاً بعد إن([40]).
والرواية في مجال القرآن وقراءاته موثقة تقوم على سندٍ متين لا يتسرَّب إليه الشك ولا يعتريه الريب.
3 : وقد يعتمد الشاعر الضرورات في شعره، لأن الوزن وقيوده، والقافية وروِّيها، ومراعاة الموسيقى بين الكلمات أمور يضعها الشاعر نصب عينيه، ومن أجلها قد يخرج عن القاعدة، ويتنكَّب عن الجادّة، ويجوِّز ما لم تجوِّزه أساليب العربية. يقول الشيخ بهاء الدين: "إن كل ضرورة ارتكبها شاعر قد أخرجت الكلمة عن الفصاحة([41])".(1/3217)
ومن الأمثلة على ذلك قول ابن هشام: لا تظهر أَن بعد كَيْ ([42]) إلاّ في الضرورة كقوله:
فقالت: أَكلُّ الناس أصبحت مانحاً
لسانك كيما أن تغرَّ وتخدعا([43])
ومن ذلك ثبوت الحرف مع الجازم في نحو قوله:
وتضحك منِّي شيخة عبشمية
كأَن لم ترى قبلي أسيراً يمانيا([44])
ومن ذلك الإتيان بضميرٍ منفصل في موضعٍ يجب فيه اتصاله كقول:
بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت
إياهم الأرض في دهر الدهاريرِ
ومن ذلك تقديم المستثنى وعامله على المستثنى منه كقوله:
خلا الله لا أرجو سواك وإنما
أعد عيالي شعبةً من عيالكا([45])
والقرآن الكريم ليس موضع ضرورات.
4: كثرة الأبيات المجهولة:
والشعر العربي كثرت فيه الأبيات المجهولة النسب، فزيادة أن بعد كي بهذا البيت المجهول القائل:
أردت لكيما أن تطير بقربتي
فتتركها شَنّاً ببيداء بلقع
لا يمكن أن نضعه بمنزلة آية من آيات الله قرئت بوجه ما، وبرواية مسلسلة معروفة لا تمتد إليها الجهالة أو الشك.
ومن العجيب أن بعض النحويين يستدلُّون بشطر بيت لا يُعرف شطره الآخر "كالشاهد الذي يحتجُّون به على جواز دخول اللام في خبر لكن، وهو قول القائل المجهول:
ولكنني من حُبِّها لعميد([46])".
ومع ذلك نجد هؤلاء النحويين يقفون من بعض قراءات القرآن التي لم يجهل سندها موقف النقد والمعارضة كما فعل الزمخشري في قراءة ابن عامر.
5 : كثرة الأبيات المدسوسة أو المنحولة:
لقد وضع بعض رواة الشعر أشعاراً، ودسُّوها في القصائد ونسبوها إلى غير أصحابها، كحمَّاد الذي "كان ينحل شعر الرجل غيره، ويزيد في الأشعار([47])". وقد قال يونس عنه: "العجب لمن يأخذ عن حمَّاد، كان يكذب، ويلحن، ويكسر([48])".
وابن دأب الذي كان "يصنع الشعر، وأحاديث السمر، وكلاماً ينسبه إلى العرب([49])".(1/3218)
وخلف الأحمر الذي تحدث عن نفسه فقال: "أتيت الكوفة لأكتب عنهم الشعر فبخلوا عليَّ به، فكنت أعطيهم المنحول، وآخذ الصحيح، ثم مرضت، فقلت لهم: ويلكم: أنا تائب إلى الله، هذا الشعر لي، فلم يقبلوا منِّي، فبقي منسوباً إلى العرب لهذا السبب([50])".
وكان هذا الشعر المدسوس يعتمد عليه النحاة في استنباط القاعدة واستخراج الأصول حتى كتاب سيبويه لم يخلُ من وبائه أو يسلم من شرِّه، فقد "وضع المولودون أشعاراً، ودسُّوها على الأئمة، فاحتجُّوا بها ظنَّاً أنها للعرب، وذكر أنه في كتاب سيبويه منها خمسين بيتاً، وأن منها قول القائل.
أعرف منها الأنف والعينانا
ومنخرين أشبها ظبيانا([51])"
6 : الإقواء:
ومن عيوب الشعر الإقواء، وهو اختلاف حركة الرويّ، وزعموا أن بعضاً من الشعراء القدماء قد وقعوا في هذا العيب، ويروون لهذا قصة عن النابغة الذبياني ويقولون: "إنه نظم قصيدته التي مطلعها:
أَمِن آلِ ميَّة رائحٌ أو مغتدي
عجلان ذا زادٍ، وغير مزوَّد
وجعل حركة الرَّويّ في أبياتها الكسرة إلاَّ في بيتٍ قال فيه:
زعم البوارح أن رحلتنا غداً
وبذاك حدَّثَنا الغراب الأسود([52])"
وينكر الدكتور إبراهيم أنيس هذا العيب في الشعر الجاهلي فيقول: "وعندي أنه لو صحَّت مثل هذه الروايات يجب أن تُعَدَّ خطأً نحوياًن لا خطأً شعرياً، فالشاعر صاحب الأذن الموسيقية والحريص على موسيقى القافية لا يعقل أن يزل في مثل هذا الخطأ الواضح الذي يدركه حتى المبتدئون في قول الشعر([53])".
وفي رأيي أن خطأ النابغة في الشعر أسهل من خطئه في النحو، لأن العربيّ لا يخطئ في اللغة، لأنه يتكلمها سليقة وطبعاً وبخاصة في مجال القول، والنابغة الذبياني صاحب هذا الخطأ النحوي ـ كما يقول الدكتور أنيس ـ كانت "تضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء، فتعرض عليه أشعارها([54])".(1/3219)
كيف يخطئ النابغة في النحو، وهو الناقد للشعر، بل الحَكَم بين الشعراء؟ على أن النابغة ليس أول من ٌأقوى من الشعراء "فقد قيل لأبي عمرو بن العلاء: هل أقوى أحد من فحول شعراء الجاهلية كما أقوى النابغة؟ قال: نعم بشر بن أبي خازم، قال:
ألم تَرَ أَنَّ طول الدهر يسلى
وينسى مثل ما نَسِيَتْ جذام
وكانوا فوقنا فبغوا علينا
فسقناهم إلى البلد الشآمي([55])"
وقال قدامة بن جعفر: "وقد ركب بعض الفحول الإقواء في مواضع منها قول سحيم بن وئيل الرياحي:
عذرت البُزْلَ إن هي خاطرتني
فما بالي، وبال ابن اللبونِ
وماذا تدَّرِى الشعراء مني
وقد جاوزت حدَّ الأربعينَ
فنون الأربعين مفتوحة، ونون اللبون مكسورة([56])".
وكما أقوى بعض شعراء الجاهلية أقوى بعض شعراء الإسلام كجرير الذي روي أنه قال:
عرين من عرينة([57]) ليس منَّا
برئت إلى عرينة من عرين
عرفنا جعفراً وبني عُبَيْد
وأنكرنا زعانف آخرينا([58])
ومالي أذهب بعيداً وقد ذكر صابح القاموس في مادة (قوى) ما نصه: "وقلت قصيدة لهم بلا إقواء([59])".
وفي هذه النصوص التي قدمتها ما يدل على أن الإقواء ليس بدعاً، وليس مقصوراً على النابغة وحده، وإنما شارك في ذلك شعراء سابقون ولاحقون، وهل يقال عن هؤلاء جميعاً إنهم يخطئون في النحو، والنحو من كلامهم أُخذ؟ فعلى أيِّ الشعراء إذاً نعتمد في تقعيد القواعد، واستخراج الأصول؟
على أنه كان من الممكن للدكتور إبراهيم أنيس أن يخرج من هذا المأزق كما خرج منه نقَّاد الأدب فيقول كما قال قدامة في هذا الإقواء: إن الشاعر: "وقف القوافي فلم يحركها([60])"، أو كما قال الدكتور عبد الله الطيب في هذا الموضع: "ويظهر أن الأذواق الجاهلية كانت تقبل هذا، ولعلَّ السبب في قبولها له أنهم كانوا يقفون كثيراً بالسكون في القوافي المطلقة، فيقولون: مزوَّد، والأسود([61])".
وبعد، أليس هذا القول أجدى وأولى من أن يقال: إن الشاعر الجاهلي أخطأ في النحو؟(1/3220)
7: الخلط بين القبائل في جمع هذا الشعر:
وحينما جمع الشعر العربي من أفواه الرجال، أو من صفحات الكتب لم يُعْنَ الرواة بإسناد كل شعر إلى القبيلة التي ينتمي إليها الشاعر، ومن ثَمَّ فإننا نجد في الشعر لهجات عديدة، ولغات مختلفة، ولم يحاول النحاة حينما وضعوا قواعدهم أن يميزوا بين القبائل، وأن يضعوا لكل قبيلة قواعدها الخالصة في مرآة شاعرها أو شعرائها.
إنهم لو فعلوا ذلك لأراحونا من هذا الاضطراب والتناقض في وضع القواعد.
من أجل هذه العيوب كلِّها التي أجملناها في هذا المقام نرى أن القرآن الكريم هو المصدر الذي يجب أن نتجه إليه في كل قاعدة نقيمها، وفي كل حكم نصدره، وفي كل أسلوب ننشئه.
ثانياً: موازنة بين الاستشهاد بالقرآن، والاستشهاد بالحديث الشريف:
لم يكن الاستشهاد بالحديث الشريف موضع اتفاقٍ بين النحاة، فأبو الحسن بن الضائع وأبو حيَّان ذهبا إلى أن الاحتجاج بالحديث في الدراسات النحوية واللغوية لا يجوز. قال ابن الضائع في شرح الجمل: "تجويز الرواية بالمعنى هو السبب عندي في ترك الأئمة ـ كسيويه وغيره ـ الاستشهاد على إثبات اللغة بالحديث، واعتمدوا في ذلك. على القرآن الكريم، وصريح النقل عن العرب، ولولا تصريح العلماء بجواز النقل بالمعنى في الحديث لكان الأولى في إثبات فصيح اللغة كلام النبي (صلى الله عليه وسلم)، لأنه أفصح العرب([62])".
ويرى آخرون خطأ هذا الرأي، ذلك لأنه مهما أنكر النحاة هذا الاحتجاج بالحديث، فإن إنكارهم يفقد قيمته إذا عرفنا أن الرواة كانوا يتحرون ويضبطون الأحاديث حتى لا يزيدوا فيها، أو ينقصوا منها أو يُغَيِّروا في كلماتها، وهي في ميدان التوثيق والضبط أقوى من الأشعار التي صُنِعت أو دُست، أو الأشعار الحائرة التي لا تعرف لها أباً ولا جدّاً.(1/3221)
على أن بعض العلماء كالإمام أبي حنيفة كانوا لا يجوّزون "نقل الحديث إلاَّ باللفظ دون المعنى. وممَّا يروى عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: لا ينبغي للرجل أن يحدِّث من الأحاديث إلا بما حفظه من يوم سمعه إلى يوم يحدث به([63])".
وعلى الرغم من رأي المدافعين عن الاستشهاد بالحديث فإن ـ ثغرة ـ الرواية بالمعنى لا تؤهلها للوصول إلى مستوى الاستشهاد بالقرآن الكريم في باب التوثيق ومجال القاعدة، واستنباط الأصول اللغوية والنحوية.
ثالثاً: آراء العلماء في الاستشهاد بالقرآن وأثره في النحو واللغة:
وأرغب في نهاية هذا البحث تسجيل آراء بعض العلماء في فضل القرآن الكريم على اللغة، وأثره في النحو لأبيِّن أنني لست وحدي صاحب هذا الاتجاه، أو رائد هذا الميدان، وذلك في ما يلي:
1 ـ إن أمماً كثيرة تركت لغتها تتطور وتفرَّع إلى لغات كثيرة دون أن تعنى بضبطها، والوقوف في سبيل تطورها ولكن علماء الإسلام عنوا بضبط لغتهم من أجل المحافظة على القرآن الكريم، فنشأت هذه الظاهرة العجيبة، وهي أنه لو قُدِّر أن يحيا اليوم رجل مات منذ ألف سنة فسمح المتحدِّثين بالعربية لما أنكرها، ولفهمها([64]).
2 ـ إن هذا الكتاب السماوي ـ القرآن الكريم ـ منارة تتلألأ يهتدي بها العاملون لإرساء قواعد اللغة، وإبقائها في سلامة وصحة، وأنا أعتقد أن كل تيسير، وكل أمر ينزع بنا بعيداً عن هذه المنارة المتلألئة التي نقدر جميعاً بإيمان أنها كانت سبباً في نشر اللغة، وفي ربطها بشعوب كبيرة، كل تيسير ينأى بنا عن قواعد وأصول هذه المنارة لا يؤبه له، ولا يعمل به([65]).
3 ـ لولا القرآن الكريم لكان من المشكوك فيه كثيراً أن يتوافر العلماء على وضع علم النحو، وعلوم البلاغة، واستقصاء المفردات وتحرِّي مصادر الفصيح والدخيل....
ومما لا خوف فيه أن اللغة العربية نشطت هذا النشاط، وتقدمت هذا التقدم لأنها لغة كتاب مقدس يدين به المسلمون، وهو القرآن الكريم([66]).(1/3222)
4 ـ لولا هذه العربية التي حفظها القرآن الكريم على الناس، وردهم إليها، وأوجبها عليهم لما اطردَّ التاريخ الإسلامي، ولا تراخت به الأيام إلى ما شاء الله([67]).
يقول المعجم الفرنسي الكبير: "إن اللغة تشارك الأمة أقدارها، فإذا ضعفت الأمة وتهافتت ماتت اللغة، ولا أمَل في بعثها بعد أن تموت".
أما اللغة التي تبقى بعد تفرُّق أمتها، فهي التي أودعتها السماء رسالة أو التي أودعها الشعراء والأدباء والعلماء أفكاراً سامية.
ولغتنا العربية تجمع بين رسالة السماء، ورسالة الأرض فيها شعر خالد، وفيها نثر خالد، وفيها القرآن الكريم([68]).
قائمة المصادر والمراجع
أولاً: الكتب:
1 ـ القرآن الكريم
2 ـ أبو هلال العسكري ومقاييسه البلاغية للدكتور بدوي أحمد طبانة. طبة 1952م.
3 ـ أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار لأبي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي. المطبعة الماجدية بمكة المكرمة.
4 ـ الأسس المبتكرة لدراسة الأدب الجاهلي لعبد العزيز مزروع الأزهري. مطبعة العلوم.
5 ـ الاقتراح للسيوطي (ت 911 هـ/ 1505م) طبعة الهند.
6 ـ أمالي المرتضى للشريف المرتضى، علي بن حسين العلوي ( ت 436هـ/ 1044م)، تحقيق محمد أبي الفضل. مطبعة الحلبي. طبعة أولى.
7 ـ البيان والتبين للجاحظ ( ت 255هـ/ 868م)، تحقيق عبد السلام هارون. مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، طبعة ثانية.
8 ـ تاريخ آداب العرب للرافعي. طبعة ثانية، سنة 1940م.
9 ـ تحت راية القرآن لمصطفى صادق الرافعي، مطبعة الاستقامة.
10 ـ التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه للبكري. دار الكتب، طبعة أولى، سنة 1926م.
11 ـ حاشية الخضري على ابن عقيل. مطبعة الحلبي.
12 ـ الحياة العربية من الشعر الجاهلي: الدكتور أحمد الحوفي. طبعة أولى، مطبعة نهضة مصر بالفجالة.
الحياة العربية من الشعر الجاهلي: الدكتور أحمد الحوفي. طبعة رابة، دار نهضة مصر.(1/3223)
13 ـ خزانة الأدب للبغدادي، تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون. المطبعة السلفية، سنة 1347هـ.
14 ـ شرح ابن عقيل، مطبعة الحلبي.
15 ـ شرح الأشموني، تحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد. مطبعة الحلبي.
16 ـ طبقات الشعراء لابن سلاَّم. المطبعة المحمودية.
17 ـ الطراز: يحيي بن حمزة بن علي إبراهيم العلوي. مطبعة المقتطف بمص، سنة 1924م.
18 ـ العمدة في صناعة الشعر ونقده لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني ( ت 463هـ). طبعة أولى، مطبعة أمين هند.
19 ـ الغزالي: أحمد فريد رفاعي، مطبوعات دار المأمون، المجلَّد الثاني.
20 ـ الفن ومذاهبه في الشعر العربي: الدكتور شوقي ضيف. طبعة دار المعارف.
21 ـ في الأدب الجاهلي: الدكتور طه حسين. مطبعة دار المعارف.
22 ـ القاموس المحيط: مجد الدين الفيروز أبادي ( ت 817هـ). مطبعة دار المأمون طبعة رابعة.
23 ـ لسان العرب: ابن منظور ( ت 711هـ/ 1311م). المطبعة الأميرية، طبعة أولى، 1301هـ.
24 ـ مدرسة الكوفة: الدكتور مهدي المخزومي. مطبعة الحلبي، طبعة ثانية.
25 ـ المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها: الدكتور عبد الله الطيب. مطبعة الحلبي.
26 ـ المزهر: السيوطي. مطبعة الحلبي، طبعة ثانية.
المزهر: السيوطي. مطبعة السعادة، سنة 1335هـ.
27 ـ مصادر الشعر الجاهلي: الدكتور ناصر الدين الأسد. دار العارف بمصر. سنة 1956م.
28 ـ معاني القرآن: الفرَّاء ( ت 352هـ)، تحقيق الأستاذين أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار. مطبعة دار الكتب.
29 ـ المعجم المفهرس الألفاظ القرآن الكريم: محمد فؤاد عبد الباقي. المكتبة الإسلامية، استانبول، 1984م.
30 ـ المعجم الوسيط: إبراهيم أنيس وآخرون. طبعة ثانية، دار المعارف بمصر، 1392 هـ/ 1972م.
31 ـ مغني اللبيب: ابن هشام ( ت 761هـ). مطبعة البابي الحلبي.
32 ـ مقدمة لدارسة بلاغة العرب: أحمد ضيف. طبعة أولى، سنة 1921.(1/3224)
33 ـ موسيقى الشعر: الدكتور إبراهيم أنيس. مطبعة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1952م.
34 ـ الموشح لأبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني ( ت 384هـ). المطبعة السلفية، 1343هـ.
35 ـ مولَّد اللغة، الشيخ أحمد رضا العاملي. دار مكتبة الحياة، بيروت.
36 ـ نقد الشعر: قدامة بن جعفر، تصحيح س.أ. بونيباكر. طبعة ليدن.
37 ـ النقد واللغة في رسالة الغفران: الدكتور أمجد الطرابلسي. مطبعة الجامعة السورية.
38 ـ نقض كتاب في الشعر الجاهلي: محمد خضر حسين. المطبعة السلفية.
39 ـ النوادر في اللغة لأبي زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري، تعليق سعيد الخوري، المطبعة الكاثوليكية.
40 ـ همع الهوامع للسيوطي. مطبعة السعادة، طبعة أولى.
ثانياً: الدوريات:
1 ـ مجلَّة الأزهر. المجلَّدان 22 و 24.
2 ـ مجلَّة المجمع العلمي العربي. المجلَّد 32.
* أستاذ في جامعة طرابلس ـ لبنان، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.
([1]) مدرسة الكوفة: الدكتور مهدي المخزومي، مطبعة الحلبي، طبعه ثانية. ص 15.
([2]) المزهر: السيوطي (ت 911هـ/ 1505م) . مطبعة الحلبي، مطبعة ثانية. ج1 ، ص 60.
([3]) سورة العنكبوت: الآية 12.
راجع كتاب والتنبيه على أوهام أبي علي في أماليه البكري. دار الكتب، سنة 1926، طبعة أولى، ص 100
([4]) سورة النور، الآية، 40.
([5]) الطراز: يحيى بن حمزة بن علي إبراهيم العلوي. مطبعة المقتطف بمصر، سنة 1924. ج 2 ، ص 199 بتصرف.
([6]) سورة الواقعة، الآية 22.
([7]) معاني القرآن: الفرَّاء (ت 352هـ). تحقيق الأستاذين أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار. مطبعة دار الكتب. ج1 ، ص 14
([8]) مجلة الأزهر، مجلد 22، ص 600، وما بعدها من مقل للمرحوم الشيخ عبد الجواد رمضان، بعنوان: القرآن واللغة.
([9]) في الأدب الجاهلي، الدكتور طه حسين، مطبعة دار المعارف. ص 65.
([10]) المصدر السابق، ص 88.
([11]) المصدر السابق، ص 81.
([12]) المصدر السابق، ص 67.(1/3225)
([13]) المصدر السابق: ص 92.
([14]) العمدة في صناعة الشعر ونقده لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني (ت 463هـ) طبعة أولى، مطبعة أمين هند، ص 11.
([15]) أمالي المرتضى قسم أص 132 للشريف المرتضى علي بن الحسين العلوي، تحقيق محمد أبي الفضل. مطبعة الحلبي، طبعة أولى.
([16]) مقدّمة لدراسة بلاغة العرب للأستاذ أحمد ضيف طبعة أولى سنة 1921م. ص 62.
([17]) الحياة العربية من الشعر الجاهلي: الدكتور أحمد الحوفي. مطبعة نهضة مصر بالفجالة. ج1 ، ص 41.
([18]) انظر نقض كتاب في الشعر الجاهلي لمحمد الخضر حسين. المطبعة السلفية، ص 74.
([19]) انظر مولد اللغة للشيخ أحمد رضا العاملي. نشر دار مكتبة الحياة في بيروت. ص 56.
([20]) يقال: ناقة قذاف، وقذوف، وقُذُف، وهي التي تتقدم من سرعتها، وترمي بنفسها أمام الإبل في سيرها.
والعيس: جمع أعيس، والأعيس من الإبل: الذي خالط بياضه شُقرة، والأعيس: الكريم منها.
لسان العرب لابن منظور (ت 711هـ/ 1311م) المطبعة الأميرية، طبعة أولى، 1301هـ، ج11 ، ص 185.
والمعجم الوسيط لإبراهيم أنيس وآخرين. طبعة ثانية، دار المعارف بمصر، 1392هـ/ 1972م. ج2 ، ص 646.
([21]) الموشح لأبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني (ت 384هـ) المطبعة السلفية، ص 111.
([22]) الأسس المبتكرة لدراسة الأدب الجاهلي لعبد العزيز مزروع الأزهري. مطبعة العلوم، ص 222.
([23]) جمع الهوامع للسيوطي. مطبعة السعادة، طبعة أولى. ج1 ، ص 120.
([24]) سورة آل عمران، الآية 20.
([25]) سورة آل عمران، الآية 75.
([26]) سورة الجمعة، الآية 2.
([27]) سورة البقرة، الآية 78.
وانظر مصادر الشعر الجاهلي للدكتور ناصر الدين الأسد، دار المعارف بمصر، سنة 1956م. من ص 44 إلى 46.
([28]) سورة الفرقان، الآية 5.
([29]) سورة الإسراء، الآية 93.
([30]) في الأدب الجاهلي، ص 70.
([31]) الفن ومذاهبه في الشعر العربي للدكتور شوقي ضيف، طبعة دار المعارف. ص 14.(1/3226)
([32]) البيان والتبيين للجاحظ (ت 255هـ/ 868م) تحقيق عبد السلام هارون. مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر. طبعة ثانية. ج2 ، ص 9.
([33]) الحياة العربية من الشعر الجاهلي للدكتور أحمد الحوفي، طبعة أولى. ص 131.
([34]) المصدر السابق، ص 331. وفي الطبعة الرابعة، دار النهضة مصر، ص 212.
([35]) الحياة العربية من الشعر الجاهلي، ط1، ص 133. وفي الطبعة الرابعة، دار نهضة مصر، ص 207.
([36]) انظر أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار لأبي الوليد محمد بن عبد الله أحمد الأزرقي، المطبعة الماجدية بمكة المكرمة. ج1 ، ص 147 و 148.
([37]) النقد واللغة في رسالة الغفران للدكتور أمجد الطرابلسي، مطبعة الجامعة السورية، ص 57.
([38]) الجحش: ولد الظبية (هذلية) أي في لغة هذيل، وتكملة البيت:
فقد ولهت يومين فهي خلوج
لسان العرب ج8، ص 157، وجاء في اللسان ج5، ص 360 ما نصُّه وقول أبي ذؤَيب:
بأسفل ذات الدّبر أفرد خشفها.. وقد طردت يومين فهي حلوج على شعبة فيها دبر (والدبر، قال أبو حنيفة: النحل بالكسر).
([39]) أبو هلال العسكري ومقاييسه البلاغية للدكتور بدوي أحمد طبانة، طبعة 1952، ص 92.
([40]) شرح الأشموني، الهامش، تحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة الحلبي. ج4 ، ص 365.
([41]) المزهر للسيوطي (ت 911 هـ/ 1505م). مطبعة الحلبي، طبعة ثانية. ج1 ، ص 188.
([42]) مغني اللبيب لابن هشام (ت 761هـ) مطبعة البابي الحلبي. ج1، ص 157.
([43]) حاشية الخضري علي ابن عقيل. مطبعة الحلبي، ج1 ، ص 51.
([44]) شرح ابن عقيل، مطبعة الحلبي، ج1، ص 60.
([45]) شرح الخضري على ابن عقيل. ج1 ، ص 6.
([46]) تاريخ آداب العرب للرافعي، طبعة ثانية، سنة 1940م. ج1 ، ص 371.
([47]) طبقات الشعراء لابن سلاَّم. المطبعة المحمدية، ص 23.
([48]) المصدر السابق. ص 24.
([49]) المزهر للسيوطي: مطبعة السعادة، سنة 1335هـ. ج2 ، ص 359.(1/3227)
([50]) النوادر في اللغة لأبي زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري. تعليق سعيد الخدري، المطبعة الكاثوليكية المقدمة، ص (و).
([51]) الاقتراح للسيوطي. طبعة الهند، ص 26.
([52]) موسيقى الشعر للدكتور إبراهيم أنيس. مطبعة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1952م. ص 257.
([53]) المرجع نفسه.
([54]) الموشَّح لأبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني. المطبعة السلفية، 1343هـ، ص 60.
([55]) المصدر السابق، ص 59.
([56]) نقد الشعر لقدامة بن جعفر، تصحيح س. أ. بويباكر. طبعة ليدن، ص 109 و 110.
([57]) قال الأزهري: عرينه حيٌّ من اليمن، وعرين حيٌّ من تميم. لسان العرب لابن منظور، ج17، ص 155، ومما يذكر أن الدكتورة بنت الشاطئ جعلت عرينة بطناً من تميم، وهي من اليمن كما يقول الأزهري. (رسالة الغفران، ص 454).
([58]) نقد الشعر لقدامة بن جعفر، ص 110.
([59]) القاموس المحيط لمجد الدين الفيروز بازي. مطبعة دار المأمون، طبعة رابعة، ج4، ص 381.
([60]) نقد الشعر لقدامة بن جعفر، ص 110.
([61]) المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها للدكتور عبد الله الطيب. مطبعة الحلبي. ج1 ، ص 31.
([62]) خزانة الأدب للبغدادي، تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون، المطبعة السلفية، سنة 1347 هـ. ج1 ، ص 23.
([63]) الغزالي لأحمد فريد الرفاعي. مطبوعات دار المأمون، المجلد الثاني، ص 135.
([64]) هذا رأي الأستاذ محمد عرفة في مجلة الأزهر، مجلد 24، ص 61.
([65]) رأي الأستاذ الدكتور منصور فهمي، في مجلة المجمع العلمي العربي، مجلد 32، ج1 ، ص 67.
([66]) رأي الأستاذ العقاد في مجلة الأزهر، مجلة 24، ص 55.
([67]) رأي الأستاذ مصطفى صادق الرفاعي ( تحت راية القرآن ص: 52) مطبعة الاستقامة.
([68]) مقال للأستاذ منير العجلاني في مجلة المجمع العلمي العربي، مجلد 32، ج1 ، ص 43.(1/3228)
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العددان 99 و 100 - السنة الخامسة والعشرون - تشرين الأول 2005 - رمضان 1426
---
عبدالرحمن الشهري
09-09-2006, 04:21 PM
بارك الله فيكم أخي العزيز علة نقولاتكم المتميزة ، وليتكم تتكرمون بالتحقق من عدم وجودها مسبقاً في الملتقى هنا حتى لا تتكرر الموضوعات ..
انظر هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4552) .
وكذلك موضوعكم هذا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6384) ، مع كون الموقع هو مصدر نشر هذه المنظومة والحمد لله كما هنا (http://tafsir.org/books/open.php?cat=89&book=936) .
وكذلك هذا الموضوع (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6393) سبق نقله هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5334) .
وفقكم الله ونفع بعلمكم أخي الحبيب الطيب وشنان ، وإنما نبهت إلى هذا تجنباً للتكرار فحسب ، وإلا ففي طرحها مجدداً فوائد لا تخفى .
---
الطيب وشنان
09-09-2006, 08:54 PM
أعتذر لكم أستاذي الكريم ، و للقراء الأفاضل...
و أرجو منكم حذف المشاركات المكررة
---
(1/3229)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > تحذير من برنامج Speeder xp يتلف الهارد و البروسيور على المدى البعيد
---
تحذير من برنامج Speeder xp يتلف الهارد و البروسيور على المدى البعيد
---
سامي عبدالعزيز
06-02-2006, 07:39 AM
البرنامج يقوم بنقل المعلومات بسرعة كبيرة في البرسيسور بشكل اجباري خارج عن ارادته وطاقته المصممه اصلا مما يؤدي الى حدوث مشاكل كبيره في الجهاز و نظام التشغيل الذي يسبب بدوره الى تلف البروسيسور ، وقد حصلت مشاكل لاجهزة بعض الاخوه الذين استخدموا هذا البرنامج وأخ اتلف له البروسيسور والويندوز ، وهذا البرنامج له علاقه باسلوب عرض المرئيات وربما انه فعلا يؤثر في برامج العرض مثل فلاش بلاير .. فيرفع نسبة عدد الصور المعروضه في الثانيه الى نسبه معينه .. ويكون بعيد هو عن الاجهزه والتاثير عليها .. ولكن ماذا اذا كانت تلك البرامج متعلقه بالاجهزه مثل الويندوز مديا بلاير .. له علاقه قويه بكرت الشاشه وربما كل برامج الملتيمديا ومنها الالعاب فهذا ربما يجهد كرت الشاشه بالاف الصور والالوان ويؤدي الى اتلافه.اهـ بوابة العرب والمشاغب
---
(1/3230)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعريف بكتاب (التفسير والمفسرون) للدكتور محمد حسين للذهبي رحمه الله
---
تعريف بكتاب (التفسير والمفسرون) للدكتور محمد حسين للذهبي رحمه الله
---
القميحي
05-28-2003, 02:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرفكم بنفسي فأنا مشترك جديد في هذا الموقع المبارك وأسأله سبحانه ان يجعل هذا العمل في ميزان كل من شارك في إنشائه
كنت فقط أريد أن أسأل عن تقويم كتاب التفسير والمفسرون للذهبي على نحو ما قوم به كتاب مناهل العرفان
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
05-28-2003, 06:13 PM
حياكم الله يا أخي الكريم القميحي ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
عنوان الكتاب / التفسير والمفسرون
المؤلف /الدكتور محمد السيد حسين الذهبي رحمه الله. المتوفى سنة 1398هـ مقتولاً ، وكان وزيراً للأوقاف في مصر قبل وفاته رحمه الله.
الكتاب يقع في مجلدين في الطبعة التي معي ، وفي ثلاثة مجلدات في أكثر طبعاته.
وهو رسالة الدكتوراه التي تقدم بها المؤلف عام 1365هـ (1946م) ، لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
وللمؤلف مؤلفات أخرى هي :
1- الإسرائليات في التفسير والحديث ، وقد انتهى من تأليفه في 19/2/1388هـ . ثم أشرف على رسالة الدكتوراه لرمزي نعناعة التي كانت بعنوان (الإسرائيليات وأثرها في التفسير) وذكر الأخ أبو بيان في ملتقى أهل التفسير أنه نُقل إليه أن الطالب قد عول على كتاب الذهبي وهو مشرفه ولم يشر إليه ، وقد أخبرني أحد المشايخ بمثل ذلك من قديم فقلت له لعلهم تحاملوا على الطالب ! وكيف تنبه المناقشون لذلك ولم يتنبه المشرف؟
فكان يقول هذا ما نقل لي؟ لكن سيأتي تأكيد هذا.
2- الوحي والقرآن الكريم.(1/3231)
3- الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم دوافعها ودفعها. وقد انتهى من تأليفه في 4/5/1386هـ وهذا الكتاب له قصة طريفة ، أذكرها استطراداً.
وهي أن الدكتور رمزي نعناعة الأردني ، كان طالباً يدرس الدكتوراه في الأزهر ، وقد أشرف عليه الدكتور الذهبي في مرحلة الدكتوراه ، وفي تلك الأثناء أعاره كتابه هذا (الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن) وهو لا يزال مخطوطاً. فقام الطالب بنسخه. وذهبت الأيام ، وظن الطالب بعد عودته للأردن أن الأمر سيخفى على الناس. فقام بتغيير العنوان لهذا الكتاب ، وسماه (بدع التفاسير بين الماضي والحاضر) وهو كتاب صغير الحجم ، طبعته وزارة الأوقاف الأردنية. أخذه برمته عدا مقالة واحدة ، نسيها سهواً - غفر الله له - ولم يتنبه لذلك حيث قال في المقدمة ، أنه بنى كتابه على مقدمة وتسع مقالات. بينما لم يكن هناك إلا ثمان مقالات. لأن الذهبي قد سحب المقالة التاسعة من الكتاب قبل أن يعطيه للطالب ، لعدم رضاه عن بحث مسألة في كتابه!
وقد ذكر الذهبي هذه القصة بتفصيل في ختام كتابه الاتجاهات المنحرفة فليرجع إليه من شاء. وهذا يؤكد ما اتهم به الدكتور رمزي نعناعة وفقه الله وغفر لنا وله. وفي هذا عبرة لمن اعتبر.
مميزات كتاب التفسير والمفسرون:
1- أنه يعد أول دراسة شاملة لمناهج عدد كبير من المفسرين ، حيث لم يسبقه أحد في هذا العلم ، والفضل للمتقدم كما قال الأول! ولذلك فقد نفدت طبعته الأولى في أسابيع معدودة من طباعته.
2- أنه درس مناهج كتب عديدة لم تطبع في ذلك الوقت ، وقد كان لهذا فائدة كبيرة ولا زال.
3- أنه قد خرج من تحت عباءة هذا الكتاب عدد كبير من الرسائل العلمية ، فقد أفردت بعد ذلك رسائل عديدة لمناهج المفسرين الذين أشار إليهم في كتابه ، وبعض تلك الدراسات كانت تحت إشراف الدكتور الذهبي رحمه الله . ومن تلك الدراسات التي تحضرني :(1/3232)
- القرطبي ومنهجه في التفسير للدكتور القصبي محمود زلط ، وهو رسالة دكتوراه تقدم بها لجامعة الأزهر قبل عام 1395هـ . واستفاد فيها من كتاب التفسير والمفسرون ، مع أنه أشار في مقدمته إلى أن هذا الموضوع لم يسبق إليه ، ولعله يشير إلى أنه لم يسبق إليه على جهة الاستقلال.
- الرازي مفسراً للدكتور محسن عبدالحميد العراقي.
- الواحدي ومنهجه في التفسير للدكتور جودة محمد المهدي. 1978م.
- منهج ابن عطية في التفسير للدكتور عبدالوهاب فايد. طبع بمصر سنة 1394هجرية.
- أبو حيان المفسر للدكتور عبدالمنعم الشافعي.
- الإسرائليات وأثرها في كتب التفسير للدكتور الأردني رمزي نعناعة ، وهو من أفضل ما كتب في الإسرائليات ، وقد كانت هذه الرسالة للدكتوراه تحت إشراف الدكتور الذهبي.
- وكتب كذلك عن مناهج عدد من الصحابة في التفسير والتابعين ومن بعدهم كذلك. فهذه الرسالة قد فتحت للباحثين آفاقاً كثيرة للبحث ، ونفع الله بهذا الكتاب نفعاً عظيماً.
وقد أشار الذهبي - رحمه الله - إلى أن كتابه فيه تركيز شديد فقال :(ولعلي بعد ذلك أن لا أكون قد أسأمت القارئ الكريم من طول دعتني إليه ضرورة البحث ، ودفعتني إليه رغبة الاستيفاء والاستقصاء. واعتقادي - رغم هذا الطول - أن في هذا البحث تركيزاً كبيراً ، واختصاراً كثيراً ، إذ أن كل موضوع من موضوعات هذا الكتاب يصلح لأن يكون كتاباً وحده ، وكتاباً موسعاً مسهباً).أ.هـ.
منهجه في الكتاب :
سار المؤلف في رسالته وفق خطة علمية مرتبة على طريقة الرسائل الجامعية ، التي استقرت عليها الأعراف الجامعية في الأقسام العلمية . وهي موضحة في الكتاب يمكن الرجوع عليها.
وقد درس المؤلف تاريخ التفسير ونشأته منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى العصر الحديث. وقد تحدث في الجزء الأول عن أمور كثيرة :
- ففي التمهيد تحدث عن :
- معنى التفسير والتأويل والفرق بينهما.
- الترجمة التفسيرية للقرآن الكريم موا يتعلق بها من مسائل.(1/3233)
الباب الأول من البحث وفيه الحديث عن المرحلة الأولى للتفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم.
- ثم تحدث عن مصادر التفسير في ذلك العصر ، وأشهر المفسرين ومناهجهم في التفسير.
- التفسير في عصر التابعين ، وما يتعلق بذلك من مسائل.
- المرحلة الثالثة للتفسير وسماها (عصور التدوين). وقد تحدث في هذا المبحث عن الخطوات التي تدرج فيها تدوين التفسير ، وناقشه كثير من العلماء بعد ذلك في هذه المسائل ، ولعلنا نناقش ذلك في مشاركات قادمة إن شاء الله.
- تحدث بعد ذلك عن التفسير المأثور عن السلف ، وتحدث عن الإسرائيليات بتفصيل ، وقد توسع فيها أحد طلابه بعد ذلك كما تقدم.
- تحدث عن مناهج عدد من المفسرين الكبار أصحاب الكتب المصنفة وهم :
1- ابن جرير الطبري في كتابه جامع البيان.
2- بحر العلوم للسمرقندي.
3- الكشف والبيان للثعلبي.
4- معالم التنزيل للبغوي.
5- المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي.
6- تفسير ابن كثير.
7- الجواهر الحسان للثعالبي.
8- الدر المنثور للسيوطي.
ثم تحدث في الفصل الثاني عن التفسير بالرأي المحمود. ودرس مناهج أهم كتبه :
1- مفاتيح الغيب للرازي. وقد درسه الدكتور محسن عبدالحميد بعد ذلك بتفصيل ، وأجاد في ذلك.
2- أنوار التنزيل للبيضاوي.
3- مدارك التنزيل ، وحقائق التأويل للنسفي.
4- لباب التأويل للخازن.
5- البحر المحيط لأبي حيان الغرناطي.
6- غرائب القرآن للنيسابوري.
7- تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي.
8- السراج المنير للشربيني.
9- إرشاد العقل السليم لأبي السعود.
10- روح المعاني للألوسي.
ثم تحدث بعد ذلك عن تفاسير الرأي المذموم ، وتحدث عن تفاسير المعتزلة ، ودرس منها :
1- تنزيه القرآن عن المطاعن للقاضي عبدالجبار المعتزلي.
2- أمالي الشريف المرتضى المسماة بغرر الفوائد ودرر القلائد.
3- الكشاف للزمخشري. وختم به الجزء الأول حسب الطبعة التي عندي.
وتحدث في الجزء الثاني عن :(1/3234)
- الشيعة ، بكل طوائفهم ، ثم خص الرافضة فتحدث عن مناهج ستة من أهم كتبهم في التفسير وهي :
1- مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار للمولى عبداللطيف الكازراني.
2- تفسير الحسن العسكري.
3- مجمع البيان لعلوم القرآن للطبرسي. وأذكر أن شيخنا الأستاذ الدكتور محمود بسيوني قد درس منهج الطبرسي في مرحلة الدكتوراه كما أخبرنا بذلك إن لم أكن واهماً ، وكان يقر بالفضل للشيخ الذهبي في دلالته على البحث.
4- الصافي في تفسير القرآن الكريم لملا محسن الكاشي.
5- تفسير القرآن للسيد عبدالله العلوي.
6- بيان السعادة في مقامات العبادة لسلطان محمد الخراساني.
- الإسماعيلية.مع ذكر عدد من كتبهم وتأويلاتهم.
- البابية والبهائية. مع ذكر عدد من كتبهم وتأويلاتهم.
- الزيدية ، وقد مثل لتفاسير الزيدية بتفسير الشوكاني رحمه الله (فتح القدير). وهو من أهل السنة والجماعة ، وقد انتقد الزيدية ورد عليهم كثيراً ، وربما دفع الشيخ محمد الذهبي إلى ذلك كون الشوكاني نشأ في بيئة زيدية.
وقد كتب الدكتور محمد الغماري كتاباً في منهج الشوكاني في التفسير بعنوان (الإمام الشوكاني مفسراً) وطبعت هذه الرسالة في دار الشروق عام 1401هـ . وقد انتفع بكتاب الذهبي. وناقش الذهبي في كثير من المسائل مما يتعلق بتفسير الشوكاني.
- الخوارج. وقد تحدث عن موقفهم من تفسير القرآن . ثم تحدث عن كتاب (هميان الزاد إلى دار المعاد) لمحمد بن يوسف إطفيش. وهو من مفسري الخوارج ، من أهل وادي ميزاب بصحراء الجزائر. وقد توفي سنة 1332هـ .
ثم تحدث في الفصل الخامس عن تفسير الصوفية ، وتحدث عن مناهجهم في التفسير وأطال في ذلك. وتحدث عن التفسير الإشاري وأجاد في ذلك وتحدث عن عدد من الكتب هي :
1- تفسير القرآن العظيم للتستري.
2- حقائق التفسير لأبي عبدالرحمن السلمي.
3- عرائس البيان في حقائق القرآن لأبي محمد الشيرازي.
4- التأويلات النجمية لنجم الدين داية ، وعلاء الدولة السمناني.(1/3235)
5- ثم ختم بالحديث عن ابن عربي ومنهجه في التفسير.
وفي الفصل السادس : تحدث عن الفلاسفة ومنهجهم في التفسير في عشرين صفحة. وذكر ابن سينا ونماذج من تفسيره للقرآن الكريم.
وفي الفصل السابع : تحدث عن تفاسير الفقهاء في ما يقارب الخمسين صفحة. تحدث فيها عن نشأة التفسير الفقهي لآيات الأحكام عند جميع المذاهب الفقهية. ثم تحدث عن ستة كتب من كتب أحكام القرآن ، وهي:
1- أحكام القرآن للجصاص الحنفي.
2- أحكام القرآن لكيا الهراسي الشافعي.
3- أحكام القرآن لابن العربي المالكي.
4- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي المالكي.
5- كنز العرفان في فقه القرآن لمقدادي السيوري الرافضي.
6- الثمرات اليانعة والأحكام الواضحة القاطعة ليوسف الثلاثي الزيدي.
وفي الفصل الثامن : تحدث عن التفسير العلمي في ست عشرة ورقة. أشار فيها إلى رأي القدماء فيه ، ورأي المعاصرين له كذلك ، ثم ذكر اختياره وهو رد التفسير العلمي تأييداً لرأي الشاطبي الذي نصره ورجحه. ويعد الذهبي من أوائل من ناقش هذه المسألة رحمه الله ، وأما الآن فقد كتب فيها الكثير ولا يزال ومنهم الأخ مرهف وفقه الله في هذا الملتقى.
ثم ختم كتابه بخاتمة تحدث فيها عن التفسير وألوانه في العصر الحديث . في 128 صفحة.
وقد أجاد في تلك الخاتمة كثيراً ، وتعرض فيها لعدد من كتب التفسير هي :
1- جواهر القرآن لطنطاوي جوهري. وقد انتقد هذا التفسير نقداً شديداً.
2- كتاب الهداية والعرفان في تفسير القرآن بالقرآن ، كنموذج للتفسير الإلحادي للقرآن الكريم ، وهذا الكتاب قد أحدث ضجة كبرى في مصر حين صدوره ، ومنع من التداول ، ولم يطلع عليه الذهبي إلا بصعوبة بالغة.
3- تحدث عن منهج محمد عبده رحمه الله في التفسير ، وناقشه في بعض المسائل.
4- تحدث عن منهج الشيخ محمد رشيد رضا في التفسير وكيف اتصل بشيخه الشيخ محمد عبده.
5- تحدث عن منهج الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي في التفسير وختم به الكتاب.(1/3236)
خلاصة الرأي في الكتاب:
يعد الكتاب بحق من الكتب الهامة جداً في المكتبة القرآنية ، فقد كان ظهوره حدثاً علمياً كبيراً عند العلماء ، اشاد به العديد منهم حينذاك في الصحف والمجلات ، وكتب عنه الكثير. والقارئ لهذا الكتاب يعيش في عالم المفسرين من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى العصر الحديث ، ينتقل بين مناهجهم وكتبهم وطرائقهم وطرائفهم والمآخذ عليهم.
وقد اعتذر المؤلف رحمه الله في خاتمة كتابه أنه قد اختصر الحديث اختصاراً ، وأن الموضوعات التي تعرض لها تستحق أن تبحث بشكل منفصل ، لتنال حظها من البحث والنقد والتمحيص ، وقد تحقق كثير من ذلك في حياته وبعد وفاته رحمه الله ، وغفر لنا وله.
وأنصح إخواني طلاب العلم بالعناية بهذا الكتاب ، والنظر إليه بعين الإنصاف ، ومراعاة الوقت الذي ألف فيه الكتاب قبل ستين سنة من اليوم ، حيث كان أغلب الكتب مخطوطاً ، واليوم قد تهيأت كثير من الأمور ، وتقدم البحث العلمي ولله الحمد كثيراً.
وفي الختام أشكر الأخ السائل ، وأسأل الله للجميع التوفيق ، وقد كتبت ما كتبت على عجل ، فمعذرة على الخطأ ، ولعل المشايخ وفقهم الله يسدون الخلل ، ويصححون الزلل. وفق الله الجميع. ولعله يكون للحديث بقية إن شاء الله فقد ضاق الوقت علي وخشيت تأخيرها فخذوها الآن واعذروني.
---
عبد الله
05-29-2003, 12:18 AM
شكر الله لك شيخنا
وأسأل عن رسالة ( الواحدي ومنهجه في التفسير للدكتور جودة محمد المهدي. 1978م. ) هل طبعت ؟ وفي أي جامعة قدمت ؟
ولكم من الله الأجر ومنا جزيل الشكر .
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2003, 01:27 AM
أخي الكريم عبدالله وفقه الله
كتاب (الواحدي ومنهجه في التفسير) للدكتور جودة محمد محمد المهدي. طبع بمصر سنة 1398هجرية الموافق 1978م. وقد طبعه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية.(1/3237)
وقد كتب الباحثون الذين قاموا بتحقيق كتاب البسيط في التفسير للواحدي عن منهجه في التفسير ، وأولهم الدكتور محمد بن صالح بن عبدالله الفوزان وفقه الله عام 1409هـ . وقد توسع في الحديث عن منهج الواحدي ، واستفاد كثيراً من كتاب الدكتور جودة المهدي ، فهو يشير إليه كثيراً في حواشي دراسته لمنهج الواحدي التي استغرقت 200 صفحة من رسالته ، التي كانت تحقيقاً لسورة الفاتحة وأربعاً وسبعين آية من سورة البقرة.
وهذه الرسائل تقدم بها الباحثون إلى قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
وللفائدة فإن الدكتور الفوزان قد ناقش الدكتور جودة المهدي في كثير من المسائل ، أذكر منها :
- مخالفته له في تخطئة الواحدي عندما انتقد أبا عبدالرحمن السلمي في كتابه حقائق التفسير ، واعتبر الفوزان ذلك من مزايا كتاب البسيط للواحدي. لأن السلمي قد انتقده عدد كبير من العلماء.
- مخالفته للدكتور جودة المهدي في اعتباره الواحدي من فرسان علم توجيه القراءات ، واحتجاجه بنص من كتاب البسيط. وقال الفوزان بأن الواحدي إنما نقل ذلك من كتاب الحجة لأبي علي الفارسي دون أن يكون له جهد يذكر. ثم انتقد مثل هذا المنهج في دراسة جهود العلماء ، ومحاولة إزجاء صفات المديح لهم بدون أدلة حقيقية.
وأما الكلية التي قدمت فيها رسالة (الواحدي ومنهجه في التفسير) فلست أدري ، حيث ليس هناك ما يدل على ذلك ، وربما تكون في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر ، والله أعلم.
---
القميحي
05-29-2003, 02:46 PM
جزاكم الله خيرا على ردكم الموجز الكافي
لكن السوال هل لديكم معرفة بأطروحة علمية انقطع لها احد طلاب الدراسات العليا لتقويم الكتاب تقويما اكاديميا على نحو ما حدث مع كتاب مناهل العرفان للشيخ د. خالد السبت
وفقكم الله وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
---
عبد الله
05-29-2003, 10:49 PM
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل على إفادتك .(1/3238)
وإنما سألتك عن تفصيل لهذا الكتاب لأني أفكر في تسجيل موضوع منذ فترة ، وقد بدا لي أن أسجل موضوعاً عن الإمام الواحدي وجهوده في التفسير وعلوم القرآن ، فبماذا تنصحني - لا عدمنا نصحك وتوجيهك - وكذلك ننتظر الرأي من أساتذتنا المشرفين وإخواننا المتخصصين بارك الله في الجميع .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-30-2003, 12:36 AM
أخي الكريم عبد الله وفقك الله
إذا كنت عازماً على تسجيل موضوع للبحث يتعلق بالواحدي ؛ فأقترح أن تركز على جزئية معينة ، وأرى أن يكون موضوع بحثك :
إما دراسة لا ختياراته وترجيحاته في التفسير
وإما دراسة لاستدراكاته على من سبقه من المفسرين .
وقد جربت دراسة الترجيحات ؛ فوجدت أنها من أفضل ما يعين الباحث على تكوين ملكة تفسيرية قوية ، غير أن الكتابة فيها من الصعوبة بمكان .
وأحب أن أنبه هنا بهذه المناسبة أن ابن القيم رحمه الله ينقل كثيراً من البسيط للواحدي ، ويناقشه كثيراً ، ومن قرأ التبيان في أقسام القرآن لابن القيم تبين له هذا الأمر بجلاء .
---
عبدالرحمن الشهري
05-30-2003, 04:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كتبت ما كتبت عن الذهبي وكتابه التفسير والمفسرون كانت تتجاذبني أمور كثيرة حول هذا الكتاب ، وحول الذهبي نفسه رحمه الله ، ولكن الوقت لم يكن يتسع لقول كل شيء.
فأردت الآن أن أذكر أمراً يتعلق بالكتاب والمؤلف ، وهو أنني كنت قرأت قديماً للدكتور الحبيب ، والأديب الأريب محمد رجب البيومي وفقه الله وحفظه كلاماً في هذا الأمر ، في كتابه (من أعلام العصر) ، ثم وسع الحديث حول هذا الموضوع مرة أخرى في الجزء الخامس من كتابه (النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين).
حيث قام بالترجمة للدكتور محمد حسين الذهبي ، وتحدث عن كتابه (التفسير والمفسرون) حديثاً شيقاً ، وهو ذو معرفة بالدكتور الذهبي ، ومن المعجبين بالدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله ، مع أنه لم يلقه إلا ثلاث مرات كما ذكر في ترجمته.(1/3239)
وقد سجل البيومي اللقاءات الثلاثة مع الدكتور الذهبي ، وفي ذكرها فائدة.
يقول الدكتور محمد رجب البيومي
اللقاء الأول :
وقد قابلت الدكتور الذهبي ثلاث مرات فحسب ! وهي لقاءات علمية لم تخرج عن حد السؤال والجواب ، والرد والاعتراض في بساطة يعرفها أصدقاء الرجل ، فقد كنت أؤلف كتاباً عن (خطوات التفسير البياني) أعرض فيه جهود البيانيين من المفسرين الذين تناولوا كتاب الله من الناحية البلاغية ، وفي مطالعاتي المتكررة عرفت من بعض الكاتبين أن للزمخشري نظيراً في منحاه البياني ، هو ابن عطية الأندلسي ، صاحب التفسير المسمى (بالمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) فرأيت من مستلزمات البحث أن أقرأ هذا التفسير ، وأدرس اتجاهه البياني ، وكان لا يزال مخطوطاً ، وبه أجزاء متفرقة في دار الكتب المصرية ، فحاولت الاطلاع عليها أكثر من مرة ، فلم أجد معيناً بالدار ، إذ تعللوا بتمحلات لا مبرر لها ، فتذكرت أن الأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي كتب عن هذا التفسير في مؤلفه الكبير (التفسير والمفسرون) ، وقد خصه بباب منفرد ، فعلمت موعد حضوره بالكلية ، وذهبت إلى لقائه ، وقلت : إني في حاجة إلى معرفة اتجاه ابن عطية في تفسيره القرآني ، وقد اتصلت بدار الكتب بدون جدوى ، وقرأت ما جاء في كتابكم القيم ، فهرعت إلى الاستزادة منك.
فسألني عما أقوم به من تأليف في هذا المجال. فقلت : إني أضع كتاباً أرصد فيه خطوات التفسير البياني على مر العصور ، وقد قرأت أن ابن عطية يسهم في هذا المجال بنصيب وافر ، وأنه يُقرن بالزمخشري في اتجاهه البياني !
فصمت الرجل قليلاً ، وقال : الذي أعرفه من قراءتي لبعض أجزاء التفسير المخطوطة بدار الكتب ، أن الناحية البلاغية فيه ضعيفة جداً ، وأنه لا يقرن بالزمخشري في هذا المجال.(1/3240)
قد يكون المفسر موضحاً لآيات التشبيه والاستعارة والمجاز في النص القرآني ، ولا بد أن يفعل ، ولكنه لا يزيد في ذلك عما يذكره النيسابوري ، أو الألوسي ، أو الفخر الرازي ، والذين يقرنونه بالزمخشري في هذا المجال قد ظلموه ، فإذا كنت قد خصصت كتابك للتفسير البياني وحده فلن تجد عنده شيئاً ذا بال متميز!.
ورأيت المجال يسمح بالحديث عن كتاب الدكتور عن التفسير والمفسرين بأجزائه الثلاثة الكبار ، فقلت : إن أستاذنا قد وضع أول كتاب يؤرخ التفسير القرآني على نحو جديد معاصر ، إذ لم يسبقه في هذا المجال قدر اطلاعي المحدود من أبناء العربية كاتب معاصر !
فنظر الأستاذ متفرساً في وجهي ، ثم قال : أصدقك الرأي يا أخي أني غير راضٍ عما كتبتُ ، فقد كنت أوثر أن أكتب عن عصر واحد من عصور التفسير ، لأشبع القول بما يرضي حاجة نفسي ، ولكن الرسالة العلمية التي وافق مجلس الكلية على عنوانها قد شملت تفسير القرآن جميعه ، فجعلت أسبح في محيط لا أعرف أوله من منتهاه ، وكان الجهد شاقاً في قراءة المخطوطات المتآكلة ، واستيفاء المصادر البعيدة ، مما أوقعني طيلة إعداد الرسالة في تأزم مستمر ، وأعتقد أني قمت بالمستطاع فحسب ، لا بما يجب أن أقوم به.
وتابع الدكتور الذهبي حديثه قائلاً: لقد علمت أن المستشرق المجري الأستاذ (جولد زيهر) أصدر بالألمانية كتاباً عن تاريخ التفسير ، فسعيت حتى عرفت أن نسخة منه بجامعة فؤاد ، وهنا أخذت ألح على أساتذتي بالكلية ممن يعرفون الألمانية أن يتكرموا بترجمة الفهرس فقط ، لأرى اتجاه المستشرق في التأليف ، فقد يفيدني ، فاعتذروا عن هذا العمل الهين ، ولو وقع في يدي هذا الفهرس لنفعني ، إما متابعة أو معارضة ، ثم ترجم الكتاب بعد أن أعددت الرسالة ، وأقبلت على قراءته ، فلم أسترح لكثير مما جاء به ، ولو ترجم الكتاب جميعه وأنا أضع الرسالة لتتبعته بالنقد المنصف.(1/3241)
قلت : ولكني أتذكر أنك عددت الجزء الأول من كتاب (جولد زيهر) من مراجعك؟
قال: أنت على صواب ، فقد ظهر الجزء الأول بعد مناقشة الرسالة ، وقبل طبع الكتاب ، فجعلته مرجعاً لمن يريد الاستفادة ، وحاولت أن أضيف إلى الرسالة فقرات تتعلق به في موضعين أو ثلاثة من الرسالة بعد مناقشتها ثم رأيت أن العمل يتطلب كتاباً مستقلاً ، وأذكر أن مترجم الكتاب لأول مرة ، وهو الدكتور علي حسن عبدالقادر ، ومترجمه للمرة الثانية وهو الدكتور عبدالحليم النجار ، وكلاهما من نابغي الأزهر ، وقد علقا على الآراء الشاذة بإيجاز ، والأمر يتطلب الاستيفاء... وهكذا دار الحديث.
وأترك اللقاء الثاني لمشاركة أخرى ، وأقف مع هذا اللقاء وقفات :
الأولى : معرفة مدى نفع كتاب (التفسير والمفسرون) وقت خروجه للناس ، حيث قد تحدث عن مناهج كتب لم تطبع ، وحسبك بتفسير ابن عطية دليلاً ، مع شهرته. واليوم ولله الحمد قد طبع طبعات كثيرة ، أفضلها طبعة وزارة الأوقاف القطرية ، ولها طبعة في مدينة فاس المغربية فيها خلل كثير!!
الثانية: مدى عناية كل من الذهبي والبيومي بالعلم ، والتحقق منه ، والسعي وراءه ، بكل وسيلة ممكنة ، وأن ما يعانيه الباحث في وقتنا هذا لا يقارن بما كان يعانيه في ذلك الوقت ، فلنا فيهم أسوة حسنة جزاهم الله خيراً.
الثالثة : الحرص على الرجوع للمصادر ولو كانت في عالم المخطوطات ، وما أهون كلمة :(لم أجده فيما بين يدي من المصادر!) عندنا اليوم ، ولو كان الكتاب في مكتبة عامة قريبة ، أو لدى أحد الأصدقاء!
الرابعة : أن لقاء الخبير بالأمر من أنفع ما يكون لطالب العلم ، فهذا اللقاء مع الذهبي قد أعطى صورة موجزة عن كتاب بن عطية في جانب البلاغة والبيان ، ثبت فيما بعد صدقها. وقديماً قالت العرب : على الخبير وقعت! وخير من ذلك قول الله تعالى :(ولا ينبئك مثل خبير).(1/3242)
حيث قد درس الدكتور عبدالوهاب فايد في كلية أصول الدين في الأزهر ، منهج ابن عطية في التفسير بعد ذلك ، وتوصل إلى ما ذكره الذهبي رحمه الله ، ثم طبع بعد ذلك كتاب المحرر الوجيز ، فكان كما قال.
وقد عقد فايد مقارنة بين الزمخشري وبين ابن عطية في جانب المباحث البلاغية والعناية بها ، وظهر له أن الزمخشري تفوق في هذه الناحية على كل المفسرين.
الخامسة: درس لطلاب الدراسات العليا والباحثين ، وهو أن البحث في الموضوعات المحددة التي يمكن التركيز عليها خلال المدة المقررة للبحث أمر في غاية الأهمية ، لأن الوقت المحدد للرسائل العلمية لا يتسع لبعض المشروعات العلمية. ولذلك فإن التركيز على مسألة محددة أدعى للإتيان بما يفيد وينفع.
وللحديث صلة إن شاء الله.
---
القميحي
06-01-2003, 01:08 PM
جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم
إنني أفكر الآن أن أكتب دراسة تقويمية للكتاب
فما هو تصوركم لمثل هذه الدراسة ، اعلم ان جزءا كبيرا من هذا التقويم قد تناوله الباحثون حينما درسوا مناهج المفسرين التي تحدث عنها الشيخ الذهبي في كتابه وأشبعوها دراسة بعد ان ظهر ان تشعب البحث ، وعدم طبع كثير من التفاسير في هذا الوقت المبكر حال دون التفصيل الكافي لمناهج هؤلاء المفسرين ناهيكم عن فقدان الكتاب للمنهجية التحليلة وكان يميل رحمه الله إلى المنهج الوصفي العرضي ولم يسعفه الوقت في تحليل كثير من الظواهر التفسيرية التي برزت خلال حديثه عن تاريخ التفسير
كما لاحظت ان الكتاب لم يفرق بين المنهجية المفسر وبين طريقته وظهر جليا ان المفوهمين متداخلان عند الشيخ وكان ينبغي ان يفرق بين المنهج وبين طريقة المفسر
ثم إن الشيخ قد احدث قولا وسار عليه من بعده بتقليد عجيب دون تدبر وربما اذهلتهم جدة الكتاب وحسن ثناء المعاصرين عليه وكونه جديدا في بابه عن هذه الملاحظة وهو ان التفسير كان في مرحلة من مراحله تفسيرا جامدا لا يساير جديد الحياة .(1/3243)
هذا الرأي هو الذي جرأ من قاموا فيما بعد بعملية تجديد التفسير وإطلاق العنان للعقل فخرج التيار العقلاني
والصحيح ان التفسير في المرحلة التي اشار إليها الدكتور الذهبي على أنها فترة جمود هي فترة تفسير رصين فمن قال إن الكشف عن بلاغة القرآن وحسن نظمه لا يعتبر تفسيرا ؟
كما ان الحياة في تلك الفترة التي وصف فيها التفسير بالجمود كان الشرع فيها محكما ، والاسلام هو المرجعية العليا للناس اما الوعظ والتذكير فهو متروك للوعاظ والدعاة
الشيخ الفاضل ما رأيكم في الشروع في دراسة تقويمية لبعض آراء الذهبي في مثل تلك القضايا التي من جنسها أيضا تقسيم مناهج التفسير الى اثري وعقلي دون وجود مناهج اخرى؟
أريد رأيكم ودام فضلكم
محبكم
د. عثمان عبد الرحيم
---
عبدالرحمن الشهري
06-01-2003, 04:23 PM
وفقكم الله يا أخي الدكتور عثمان عبدالرحيم
ومعذرة على التقدم بين يديكم بالحديث عن الكتاب ، ولكن عدم معرفتي بكم وراء الاسم (القميحي) أوقعني في ذلك ، ولذلك أرجو منكم أولاً أن تتكرموا بكتابة الاسم كاملاً في التوقيع (الدكتور عثمان عبدالرحيم القميحي) مع كتابة مكان العمل الحالي حتى أتنبه ويتنبه أمثالي من صغار طلاب العلم مستقبلاً.
وأما ما أشرت إليه من نيتك الكتابة حول كتاب (التفسير والمفسرون) للذهبي رحمه الله ، فهو عمل جيد ولا شك ، مع حاجته إلى التمحيص والتأني ، للوقوف عند أفكاره التي ضاق الوقت عليه رحمه الله أن يستوفي البحث فيها ، ولذلك فهو كان يرى أنه قد قام بما احتمله الوقت ، ولم يقم بما يجب. مع أنه قد شق الطريق لمن جاء بعده ، وقديماً قال الأول:
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة **بسعدى شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكتب قبلي ، فهيج لي البكا** بكاها ، فقلت :الفضل للمتقدمِ(1/3244)
وأنا لست على يقين أنه لم تكن هناك دراسات حول الكتاب في أي جامعة من جامعات العالم الكثيرة ، فلعلكم تسألون عن ذلك ، ولعل الإخوة في الملتقى يشاركون في الأمر. فإن تبين لك عدم القيام بهذا الأمر من قبل ، فأنت أهل لمثل ذلك ، أسأل الله لك العون والسداد.
وأكرر اعتذاري مرة أخرى.
---
القميحي
06-02-2003, 09:08 AM
جزاكم الله خيراً وكم أنا فخور بالتعرف عليك ، وإن شاء الله سأتوكل على الله تعالى وأبدأ في الشروع في كتابة تعليقات على كتاب الشيخ رحمه الله تعالى.
د. عثمان عبد الرحيم
---
مساعد الطيار
06-02-2003, 01:20 PM
الأخ الفاضل / د عثمان عبد الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ،
فإني قد اطلعت على ما كتبته وما كتبه الإخوة من تعليقات على موضوعكم المقترح ، ولقد أجاد ـ كعادته ـ وأتحف مشرف هذا الملتقى الأخ الفاضل عبد الرحمن الشهري ، وإني أودُّ أن أشارككم الحديث عن هذا الكتاب القيِّم ( التفسير والمفسرون ) فأقول :
أولاً : إن هذا الكتاب له مزايا عديدة ، من أهمها سعة الجمع .
ثانيًا : إنه صار عمدة لمن جاء بعده ، فنهل منه أساتذة الجامعات ، واستفاد منه الباحثون ، وكان طريقًا لفتح بعض مشاريع الرسائل العلمية .
ثالثًا : ما يتميز به من حسن الترتيب ووضوح العبارة .
ولما كان الكتاب الذي يأتي في بابه أولاً لايخلو من ملحوظات ؛ لهذا السبب ، فإني أرى أن الكتاب بحاجة إلى تقويم ، خصوصًا أن المؤلف اعتذر لنفسه بما في بحثه من طول قد يفقده التحقيق في كل جزئياته ، كما ذكره البيومي في مقابلته معه ، وهذا الطول كان مدعاة للوقوع في عدم التحقيق في بعض الجزئيات ، وإني لأشارك الأخ عبد الرحمن الشهري بهذه المناسبة بأن يكون البحث محدَّد المعالم ، متجهًا للكيف لا الكمِّ ، ليكون النفع منه أعظم .
وأعود فأقول إن الملحوظات التي سيظهرها الباحث على الذهبي نوعان :(1/3245)
الأول : ملحوظات تغتفر بسبب طول البحث ، أو بسبب عدم خروج بعض المؤلفات التي ظهر فيها خلل ما يذكره الذهبي من نتائج في بعض مباحث كتابه .
الثاني : ملحوظات حقيقية جاءة بسبب إرادة الابتكار والتجديد ، لكن لم يوفق فيها الذهبي رحمه الله تعالى ، وليس العجيب هنا أن لا يوفق فيها الذهبي رحمه الله ، لكن العجيب أن تكون هذه الأفكار كالمسلمات العلمية يتناقلها من جاء بعده دون تمحيص ، ومن أشهر ما وقع للذهبي من ذلك : حديثه عن مراحل التفسير، فحديثه عنها لا يتوافق البتة مع تاريخ التفسير ، وقد نبَّهت على ذلك تنبيها سريعًا في كتابي ( التفسير اللغوي للقرآن الكريم ) حاشية ص 147 .
كما أن في حديثه عن التفسير المأثور جملة من الملحوظات تحتاج إلى تعليق ، ولعل الله ييسر من يدرس هذا الكتاب دراسة علمية ، والله الموفق .
---
القميحي
06-02-2003, 10:43 PM
الشيخ الفاضل / د. مساعد الطيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد /
فجزاكم الله خيرا على مداخلتكم الغالية وأسأله سبحانه ان يكون ما تبذلون من وقت في ميزان حسناتكم .
غير أنني أرى ان دراسة مناهج المفسرين والتعرف على طرائقهم في التفسير ليست امرا جديدا ولم يحدثها الذهبي فلقد تحدث في المناهج شيخ الإسلام ابن تيمية حينما قوّم عددا من التفاسير وذكر ما فيها من صحيح وباطل بطريقة مختصرة وافية بالمقصود وكذلك تلميذه ابن القيم والسيوطي أيضا وأرى أن من الدقة أن يقال ان دراسة المناهج ارتدت على يدي الشيخ الذهبي ثوبا جديدا من حيث التقسيم والتأريخ والتفريع الذي لا يخلو من نظر .
وكما سبق وان ذكرت لكم أن المنهجية الوصفية غلبت على الشيخ وجعلت كتابه أقرب ما يكون إلى عرض ما جاء في التفاسير التي استطاع الوصول إليها .
وسأبدأ بإذن الله تعالى كتابة ما يوفقني الله إلى كتابته
وجزاكم الله خيرا
د. عثمان عبد الرحيم القميحي
---
عبدالرحمن الشهري
06-02-2003, 11:29 PM(1/3246)
جزاكم الله خيراً جميعاً .. وأشكر أخي الكريم الدكتور عثمان القميحي والدكتور مساعد الطيار على ما أدليا به.
وتتميماً للحديث ، هذا هو اللقاء الثاني الذي جمع الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله ، والدكتور محمد رجب البيومي وفقه الله وبارك فيه.
اللقاء الثاني :
(بعد ظهور كتابي - خطوات التفسير البياني) قابلني أخي الأستاذ الدكتور الحسيني هاشم رحمه الله ، وقال لي : إن أستاذنا الدكتور محمد حسين الذهبي يبحث عنك ، وقد طلب مني أن أخبرك بضرورة لقائه ، فلا تتأخر.
وكنت مشوقاً للقاء الرجل ، ولكني أخذت أسائل نفسي عن رغبة الأستاذ وباعثها. فقلت : ربما يكون قد تفضل بقراءة الكتاب ، وفيه نقد صادق لبعض آرائه ، فأراد أن يناقشني فيما كتبت ، وسعيتُ إلى استيعاب ما نقدت به الأستاذ ، وفحواه أن المؤلف أفرد فصلاً خاصاً عما سماه (التفسير الإلحادي) يدور حول آراء في التفسير لأستاذين كبيرين من علماء الأزهر ، هما الشيخ حامد محيسن شيخ كلية اللغة العربية الأسبق ، وعضو هيئة كبار العلماء ، والشيخ عبدالمتعال الصعيدي ، من كبار علماء الأزهر ، وأساتذة كلية اللغة العربية.
وقد بدأ حديثه بقوله :(يمنى الإسلام من زمن بعيد بأناس يكيدون له ، ويعملون على هدمه ، بكل ما يستطيعون من وسائل الكيد ، وطرق الهدم... مني الإسلام بهذا في أيامه الأولى ، ومني بمثيله في أحدث عصوره ، فظهر في هذا العصر أشخاص يتأولون القرآن على غير تأويله ، ويلوونه إلى ما يوافق شهواتهم ، ويقضي حاجات نفوسهم ، فأدخلوا في تفسير القرآن آراء سخيفة ، ومزاعم منبوذة).(1/3247)
وقد استهولتُ أن يقال هذا الكلام في عالمين كبيرين لهما وزنهما في الدوائر الأزهرية ، وإن كتبا ما يخالف التفسير المتعارف ، فالأستاذ حامد محيسن قد اشتط في تأويل آيات الرجم بالكواكب ، وفي تأويل قصة أيوب اشتطاطاً ظاهر التعسف ، والرد عليه لا يكون بجعله بين من يكيدون للإسلام ويعملون على هدمه ، والأستاذ الصعيدي قد اشتط حين وقف أمام آيات الأحكام في الزنا والسرقة ، فقال الأمر في الفعل ليس للوجوب الدائم ، بل يرجع إلى الحاكم ، تارة يراه واجباً ، وتارة يراه مندوباً ينتقل منه إلى عقاب آخر ، هذان العالمان مجتهدان ، وقد أضلا طريق الصواب فيما انتحياه فكان الأوفق بالدكتور الذهبي ألا يجعلهما ملحدين ، وهذا ما عارضت به الأستاذ الذهبي حين قلت (في ص 328 من كتاب خطوات التفسير البياني) :
(وليت شعري إذا جاز لبعض المستشرقين ومن يتعاطون التفسير من غير أبناء الإسلام أن يوصموا بالكيد للإسلام ، والعمل على هدمه ، شفاء لإحنهم المريضة ، أيجوز أن يكون شيخ كلية اللغة العربية ، ومدير التفتيش بالأزهر ، وعضو جماعة كبار العلماء أحد هؤلاء ! والرجل لم يزد على أن اجتهد ، أخطأ أم أصاب ، لو صح ما قاله الأستاذ الذهبي ما وجد الأستاذ مكاناً جهيراً له في أعرق جامعات الإسلام ، بل ما وجد كبرى المجلات الإسلامية توسع له من صفحاتها أفسح مكان ، إن فضيلة الأستاذ الذهبي رجل غيور بدون شك ، ولكنه اشتط فاندفع ، فضاع من يده الزمام).
هذا ما قلته عن الدكتور الذهبي في كتاب طبعه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ، وتداوله الطلاب والأساتذة ، وجاء خبره للأستاذ الذهبي ، فقرأ ما سطرته ، ولا بد أنه يريد أن يناقشني فيما كتبت ، ففكرت فيما يجب أن أقوله إذا دار النقاش حول هذه القضية ، وسارعت إلى لقاء الشيخ الكبير ، فرأيته ينهض واقفاً حين وقع نظره علي ، ويبتسم ماداً يده الكريمة ويقول في مودة : اجلس يا رجب ، لقد علمتني ، لقد علمتني !(1/3248)
قلت : معاذ الله يا سيدي ، فنحن جميعاً تلاميذك.
قال :قرأت كتابك من ألفه إلى يائه ، لأنه تحدث عن ناحية في التفسير لم تكن موضع اهتمامي الأول ، وحين وصلت إلى ما قلته عن التفسير الإلحادي عرفت أني أخطأت ، لقد كنت مندفعاً في عهد الشباب يا أخي ، ولكن ألا تعلم أن معنى الإلحاد هو الميل ؟ وإذن فقد وصفتُ الرجلين بأنهما مالا ولم يعتدلا .
قلت في عجلة : معنى الإلحاد لغوياً هو الميل ، ومعناه اصطلاحاً المروق والكفر.
قال : أعلم هذا ، ولكني أردت أن أخفف عن نفسي ، فأعترف أن الحق معك ! وربت على كتفي في مودة ، فكان مجلسه مضرب المثل في صدق الاعتراف ، وفي الإقرار بالحق بدون ملاحاة!.). انتهى كلام البيومي.
وفي هذا الموقف فوائد جليلة لطالب العلم :
الأولى : أدب الدكتور محمد البيومي ، وذهابه استجابة لرغبة الشيخ الذهبي للقائه ، مع إنه قد حصل على الدكتوراه حينها ، ولكنه ذهب وكأنه تلميذ صغير يسعى إلى لقاء أستاذه ، وهذا من صور التواضع المشكورة ، والذي لا يعرف الدكتور محمد رجب البيومي ، فليقرأ كتبه ، ليرى أنه أشهر ، وأقدر على الكتابة من الدكتور الذهبي ، ومؤلفاتهما لا تقارن ، فللدكتور البيومي أكثر من ثلاثين كتاباً كلها نفيس وثمين ، ولكنه الأدب والتواضع.
الثانية : حرص الذهبي رحمه الله على العلم ، واستغراقه في قراءة الكتاب بعد صدوره مباشرة ، وهو في سن متقدمة ، وفي هذا درس للكثير منا ، الذين لا يحرصون على متابعة الجديد النافع ، ويقفون حيث وقفت بهم الدكتوراه وما حولها. وما بعد ذلك فلا متابعة ولا سؤال.(1/3249)
الثالثة: فضيلة الرجوع للحق ، وأنها تبقى مذكورة في سجل المآثر والشمائل ، وانظر إلى هذا الموقف الذي كان في غرفة منزوية عن الناس ، فأظهرها الله لنا حتى نتعظ ونتدبر ، وبعض الناس يأبى طبعه وخلقه عليه أن يعترف بالخطأ ، ويذهب في الجدال كل مذهب ، والحق قريب ، والأمر واسع ، والرجوع إلى الحق أسلم للصدر ، وأدعى للقبول عند الله وعند الناس.
وإنني لأقف مع الطلاب دائماً مع موقفين وأحثهم على التدبر فيهما :
الموقف الأول : موقف الإمام مالك مع السائل الأندلسي ، حينما اعتذر له عن بعض الأسئلة وقال : لا أدري !
والموقف الثاني : موقف ذلك الرجل الذي سأله تلاميذه سؤالاً يعلمون أنه لا جواب له ، فادعى علمه وأجاب للتو ، فسمي بالخنفشاري ! نسبة إلى الكلمة التي سألوه عنها ، والتي عقد لها بيتاً من الشعر في مجلسه.
وأقول للطلاب : تأملوا في هذين الموقفين ، الإمام مالك صدق مع نفسه ، ومع السائل ، فذكرت تلك الحادثة في الشمائل والفضائل.
والثاني خاف من أن يتهم بالجهل ، فتعالم ، فأصبح مضرب المثل في الجهل والتعالم !
الرابعة : أن الحق كبير ، لا يقلل من شأنه أن يأتي به الصغير في السن أو في القدر أو في العلم ، فالذهبي رحمه الله ، لم يجادل البيومي ، ولم يتمحل الأعذار لنفسه ، بل سلم وانتهى الأمر.
الخامسة : أنه ينبغي ذكر مثل هذه الحادثة عند دراسة كتاب الذهبي ، حيث قد رجع عن تلك الأوصاف التي أطلقها على هذين العالمين ، ولو خالفهما في الرأي الذي ذهبا إليه.
وهذا من فوائد قراءة التراجم والسير للعلماء ، حيث تجد فيها كثيراً من مثل تلك المواقف العلمية ، والمجادلات والمحاورات النافعة.
رحم الله الذهبي ، وجزى الله الدكتور البيومي خيراً. وللحديث بقية إن شاء الله.
---
عبدالرحمن الشهري
06-21-2003, 01:43 AM(1/3250)
هذا هو اللقاء الثالث : والأخير الذي جمع الدكتور محمد رجب البيومي مع الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله أذكره تتميماً للحديث ، وطلباً للفائدة .
قال الدكتور محمد رجب البيومي وفقه الله :
ذهبت إلى مكتب أستاذي الجليل الدكتور كامل الخولي عميد كلية اللغة العربية ذات صباح ، فوجدته يجلس مع الدكتور الذهبي متحاورين ، فظننت الحديث خاصاً ، وهممت بالرجوع ، ولكن الرجلين معاً قد صاحا بدعوتي في صوت واحد ، فأقبلت لأجد الدكتور الذهبي يقول : أنت تفر مني ، لأنك عرفت أني سأعاتبك !
قلت : إن عتاب الدكتور نصح وإرشاد وتوجيه !
فقال الذهبي موجهاً الحديث للدكتور الخولي : إن الدكتور رجب متأثر بما قال أحمد أمين في كعب الأحبار ، فقد قرأت له مقالاً ينزل به عن قدره ، وكعب في رأيي مسلم صادق ، والذين يشككون في إسلامه لا يملكون الدليل ، وقد بسطت هذا الموضوع في كتابي عن التفسير ، وقرأه رجب ، ولكنه لم يقتنع به كما أرى في اتجاهه!
قلت : يا سيدي ، إن صاحب المنار السيد محمد رشيد رضا لا الدكتور أحمد أمين وحده قد هاجم كعباً ، ووضعه دون موضعه لديك بكثير.
قال : أعرف هذا ، ولكنَّ كعباً قد روى عنه ابن عباس ، وأبو هريرة ، وروى عنه الإمام مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، ولولا ثقة هؤلاء الكبار من الصحابة ، والأجلاء من رجال الحديث ورواته ما رووا عنه شيئاً !
والقصة التي تقول إن كعباً اشترك في مؤامرة قتل عمر ابن الخطاب التي انتهت بمصرع الفاروق لا تثبت أمام النقد ، إذ كيف يعقل أن يقول كعب لعمر ستموت بعد ثلاثة أيام ، ثم يصرع بيد الغدر في الوقت الذي حدده ، ولا يتجه الاتهام حينئذ إليه ؟ لو صح ذلك لقدم كعب إلى المحاكمة مع أبي لؤلؤة المجوسي والمرزبان ومن اشتركوا في التدبير ، ولكن أحداً لم يوجه إليه ملاماً.(1/3251)
أما السيد رشيد فعلى جلالة علمه فهو رجل يؤخذ منه ويرد ، وقد كتب الأستاذ الدجوي رحمه الله تفنيداً لما قال السيد رشيد رضا وإن لم يصرح باسمه... راجع هذه القضية من جديد يا رجب !
فأصغيت دون اعتراض!
وأذكر أن الدكتور الخولي قال للشيخ الذهبي مداعباً تناقشه في تاريخ التفسير وهو مجال تخصصك فيسكت ، ولكن لو ناقشته في الأدب والنقد والبلاغة لما سكت!
انتهى المقصود ، وقد نقلته رغبة في الاستفادة من رأي الذهبي رحمه الله هذا فيما قيل في كعب الأحبار رضي الله عنه.
---
نصرمنصور
05-26-2005, 03:06 AM
هل جاء بعد كتاب الذهبي ما يغني عنه ؟
لم أظفر إلى الآن بكتاب يشفي الغليل في دراسة مناهج المفسرين ؛ فهل توافقونني .
المناقشات السابقة قيمة ، وفيها درر نفيسة من الفوائد .
---
عبدالرحمن الشهري
06-03-2005, 09:47 AM
أما من حيث الجمع فلم يأت بعد كتاب الذهبي مثله فيما أعلم ، وأما من حيث التدقيق والتحقيق فقد أفردت لكل المفسرين الذين درس مناهجهم كتب خاصة دققت في الدراسة ففاقته من هذا الجانب. وقد خرجت كتب كثيرة مختصرة فيها فوائد واجتهادات لا تنكر ، ولعل الله يوفق من يضع كتاباً شاملاً مركزاً يجمع بين الاستقصاء في دراسة مناهج المفسرين الذين طبعت تفاسيرهم ونشرت ، أو حققت ولم تطبع كما في تفسير الواحدي والأصبهاني والكوكباني وغيرهم ، وبين التحقيق في دراسة مناهجهم اعتماداً على نتائج تلك الدراسات المستقلة. رحم الله الشيخ محمد الذهبي وجزاه خيراً.
---
يسرى خلف
04-19-2006, 05:12 PM
والله إن القلب يكاد يطير فرحا وإنشراحا عندما يرى هذا الحوار المفيد النافع لنا نحن طويلبة العلم
فجزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من الوقت والجهد وأتمنى أن نرى دائما هذه النجوم اللامعة مجتمعة تثري المواضيع القيمة التي تطرح في هذا المنتدى
وجزاكم الله خيرا
---
أبومجاهدالعبيدي
08-09-2006, 05:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/3252)
اختصر الدكتور محمد أبوزيد أبوزيد كتاب التفسير والمفسرون للذهبي في مختصر عنون له بـ " مناهج المفسرين" .
قال الدكتور أبوزيد في مقدمة مختصره : ( فلا شك أن الذهبي رحمه الله قد أجاد وأفاد كثيراً من كتابه : "التفسير والمفسرون" ، حتى صار هذا الكتاب مرجعاً في بابه ، وكتب الله له القبول فدُّرس في كثير من الجامعات حتى صار مرجعاً هاماً من مراجعها لا يستغني عنه الطالب والباحث.
ومن خلال عملي في التدريس الجامعي ، وتخصصي في هذا الباب من العلوم الشرعية كنت أدرس هذا الكتاب لما له من قيمة علمية. ومن خلال تدريسي له كانت لي بعض الملاحظات والآراء فيه ؛ إذ لا تخلو أعمال البشر من نقيصة ما ، وبالذات في ميدان العلوم والتأليف فيها، إذ أبى الله أن يتم كتاب غير كتابه سبحانه. فقمت بتأليف هذا المختصر الذي يسهل الرجوع لهذا الكتاب مع تقديم خدمات له تجعله أكثر فائدة.....)
ثم بيّن الدكتور أبو زيد عمله في هذا المختصر فقال :
( - كان اختصاري مركزاً على الاستطرادات والأمثلة الضعيفة في دلالتها، والأحاديث والآثار الأضعف في الصحة من غيرها، وعلى ما يعد الأبعد عن ما يسمى مناهج المفسرين، وهو أقرب إلى تاريخ التفسير أو أصول التفسير وعلوم القرآن. والأهم من هذا حذف ما هو من المآخذ على الكتاب بقدر الإمكان ، والتعليق على أكثر ما ذكر في المختصر إن كان يحتاج إلى تعليق.
- قمت بتخريج الأحاديث النبوية والآثار.
- كانت لي بعض التعليقات التي أرتأيتها مناسبة ومتممة للفائدة.
- لم تكن لي أية كتابة – تقريباً – في متن الكتاب؛ فكله باق بعبارة المؤلف نفسه إلا كلمات معدودة جعلتها بين قوسين معكوفين هكذا [ ]، إضافة إلى بعض العناوين والترقيمات والترتيبات المسهلة على قارئ الكتاب قراءته ومذاكرته، وبعض المواضع القليلة التي كان لا بد من اختصارها بعبارتي.(1/3253)
- كثيراً ما يذكر الذهبي موضع الاستدلال من الآية مبتوراً ، فقمت بإكمال ما ينبغي إكماله بحيث يتضح المعنى أكثر، بالإضافة إلى تدقيق النص القرآني وتشكيله. ....
- تم تصحيح بعض التراجم التي ذكرها الذهبي.
- تمت إضافة كثير من التراجم فيما لم يذكره الذهبي.
- قمت بإضافة بعض المعلومات التي جدّت حول الكتب حسب استطاعتي؛ فقد يكون الكتاب غير مطبوع في زمن الذهبي فأشير إلى أنه قد طبع.
- قمت بمراجعة الأعلام المذكورة في الكتاب ، وتم تصحيح ما يحتاج إلى تصحيح منها.
- شرحت كثيراً من الألفاظ التي تحتاج إلى شرح.
- جعلت في آخر الكتاب فهرساً للأعلام لتسهل الاستفادة منها.
- صححت ما وقفت عليه من أخطاء مطبعية واضحة – وما أكثرها -. ) انتهى باختصار وتصرف يسير.
وقد طبع هذا المختصر في 352 صفحة في اليمن .
---
عبدالرحمن الشهري
08-09-2006, 06:05 AM
جزاكم الله خيراً يا أبا مجاهد على هذه الإضافة ، ولعلنا نحصل على هذا الكتاب إن شاء الله . وأحسب هذا الكتاب مما اصطحبته معك من اليمن في زيارتكم الأخيرة لليمن ، فالحمد لله على السلامة .
الرياض في 15/7/1427هـ
---
الجكني
08-09-2006, 06:43 AM
من نصائح مشايخي التي لا تنسى ولا يستهان بها :احذر من الكتاب الذي مكتوب عليه "مختصر " أو "تهذيب "فإنك ستقرأ كتاباً منسوباً لغير مؤلفه ،وأفكاراً غيرأفكاره ،وإن كانت له فقد يكون فيها "خلل" بسبب "التهذيب " و "الاختصار "0
وهذه النصيحة دائماً ما آخذ بها ،ووقفت على صدقها في كثير من الكتب ،ولهذا أنصح بدوري غير المبتدئين في طلب العلم عدم الاستقلال بالكتب "المهذبة"و "المختصرة " إلا في حالة عدم وجود الأصل الذي "هذبت "أو "اختصرت "منه ،وهذه قضية تحتاج لمزيد من الدرس والتوضيح 0
ولا علاقة لكلامي هذا بالكتاب المذكور أو غيره من الكتب ،فأنا - والعياذ من هذه الكلمة - لست ممن يصنف الناس وكتبهم ،ولكنها فكرة رأيت هذاالمكان مناسباً لعرضها 0
---(1/3254)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الفهرس الشامل لأبحاثي في ملتقى أهل الحديث
---
الفهرس الشامل لأبحاثي في ملتقى أهل الحديث
---
ماهر الفحل
11-10-2005, 07:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
1- شروح الفية العراقي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3377
2- الكتب التي تحتوي على أحاديث مسندة سواء كانت مطبوعة أم مخطوطة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30490
3- ضبط النص وتحقيق التراث من واجبات الأمة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29505
4- دراسة يلاغ من بلاغات الموطأ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2998
5- انشروا عقيدة الولاء والبراء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19080
6- مراد الحافظ المزي بالتهذيب في اسم كتابه " تهذيب الكمال في أسماء الرجال"
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29371
7- طبعات تهذيب الكمال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29196
8- نصيحة الإمام الذهبي لأهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28926
9- القيمة العلمية لكتاب " الشافي في شرح مسند الشافعي " لابن الأثير الجزري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28307
10- نشأة علم مصطلح الحديث وتطوره حتى القرن التاسع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28261
11- دروسي في دورة هيئة علماء المسلمين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21816
12- زكريا الأنصاري ، وحياته العلمية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11214
13- أحاديث مختصر المختصر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23539
14- وفيات المؤلفين من المحدثين ، هام جداً لمن يعمل بالتخريج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3241(1/3255)
15- الصحيح في اسم كتاب ابن خزيمة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22116
16- تقديم بعض المصنفين المتن على السند
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21970
17- دعوة لتصوير مخطوطات الحديث النفيسة لملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21928
18- ميزات مسند الإمام الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11576
19- المعلقات في كتب من اشترط الصحة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21832
20- مطويات دار الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20834
21- نداء إلى الجامعة الإسلامية بشأن إتحاف المهرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19237
22- كتاب " إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة "
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19167
23- فوائد حول صحيح ابن حبان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19460
24- ترجمة ابن حبان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19459
25- هل أن ابن الصلاح أغلق باب التصحيح ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3015
26- قَوُل البُخَارِيّ : (( أحفظ مئة ألف حَدِيث صَحِيح ، ومئتي ألف حَدِيث غَيْر صَحِيح )
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17676
27- الموقف من توثيق ابن حبان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19354
28- سوء طبعة شرح العلامة ابن عثيمين لرياض الصالحين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19288
29- علة خفية هل وقفت على من ذكرها ؟.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19110
30- تعليل حَدِيْث همام بن يَحْيَى ، عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن أنس ، قَالَ: (( كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه )).(1/3256)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18428
31- الفرق بين المبهم والمهمل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17901
32- هل تعرف حفظ أبي زرعة ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17796
33- ترجمة ابن الأخرم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17629
34- هل تعرف معنى قول الإمام مسلم :(( لَيْسَ كلُ شيءٍ عندي صَحِيحٌ وضعتُهُ ههنا ، إنَّمَا وضعتُ مَا أجمعوا عَلَيْهِ )) ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17580
35- كيف تضبط راهويه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17502
36- أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5507
37- ما هو ضبط كلمة روينا أو رويناه00؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17014
38- بعض أجوبة دار الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14606
39- جوال الدكتور هاشم جميل وترجمته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14215
40- اطلع على جديد دار الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13778
41- واجبات المحقق
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12915
42- موقع دار الحديث متخصص بالإجابة عن الأسئلة الحديثية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12138
43- ترجمة الأمير سنجر الجاولي مرتب مسند الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12069
44- الشك في مسند الإمام الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11819
45- القصور في تحقيق اتحاف المهرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11779
46- الابهام في مسند الإمام الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11778
47- مرويات الإمام الشافعي عن شيخه الإمام مالك(1/3257)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11730
48- طبعة الدكتور الفاضل رفعت فوزي للأم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11731
49- أفراد الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11667
50- صنعة الأمير سنجر في ترتيبه لمسند الإمام الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11630
51- ميزات مسند الإمام الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11576
52- الأحاديث الصحيحة والضعيفة في مسند الإمام الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11386
53- مسند الإمام الشافعي بترتيب سنجر ( الحلقة الثانية))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11319
54- ترتيب مسند الشافعي للأمير سنجر ( الحلقة الأولى )
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11296
55- أشرطة العلامة الشيخ عبد الله السعد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11281
56- تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6922
57- بحث مهم في أحد أنواع الاضطراب في السند
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5184
58- أسباب القلب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5183
59- الاختلاف في اسم الراوي ونسبه إذا كان متردداً بين ثقة وضعيف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5182
60- مثال حديثي مهم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5181
61- التصحيف والتحريف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5180
62- وقوع الادراج في السند
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5179
63- تعارض الاتصال والانقطاع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5153
64- تعارض الوقف والرفع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5142(1/3258)
65- نموذج لمضطرب المتن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5089
66- مثال لاختلاف الضعيف مع الثقات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5088
67- المقلوب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5087
68- المضطرب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5086
69- زيادة رجل في أحد الأسانيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5054
70- اضطراب في المتن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5056
71- طرق الكشف عن الإدراج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5052
72- أسباب الادراج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5024
73- الادراج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5023
74- اختلاف الثقة مع الثقات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4876
75- فرائد الفوائد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4717
76- اختلاف الضعيف مع الثقات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4832
ا
77- اختلاف الحديث بسبب خطأ الراوي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4813
78- المصلي عِنْدَ نزوله من الركوع إلى السجود ، هل يَكُوْن عَلَى يديه أم ركبتيه ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4783
79- دراسة حول تقريب التهذيب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4438
80- توثيق ابن حبان من خلال نقد مقدمة التحرير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4437
81- أخطاء الدكتور بشار والشيخ شعيب في نص التقريب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4436
82- حديث سترة المصلي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4278
83- الكشف عن الاختلافات في المتون والأسانيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4276
84- الاختلاف القادح وغير القادح(1/3259)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4277
85- الكشف عن الاختلافات في المتون والأسانيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4276
86- حديث (( لا وضوء إلا من صوت أو ريح )) وأثر اختصار الحديث فيه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4275
87- أهمية معرفة الإختلافات في المتون والأسانيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4274
إذا روي الحديث موصولاً ومرسلاً
88-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4272
88- حديث النضح من فرج الصبي والغسل من بول الجارية : دراسة حديثية نقدية تفصيلية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4261
89- حديث .... فأتموا .... فاقضوا : دراسة نقدية تفصيلية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4089
90- حديث الافطار في رمضان : دراسة نقدية تفصيلية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4227
91- نقد كتاب تحرير التقريب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3286
92- إذا انتصف شعبان فلا تصوموا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4105
93- حديث المسبوق في الصلاة : دراسة حديثية فقهية نقدية تفصيلية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4088
حديث العلاء (النهي عن الصيام بعد منتصف شعبان )
94-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4012
94- زيادة :(وضع اليدين على الصدر) في حديث وائل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=249
95- إذا قال الشافعي : أخبرني الثقة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3539
96- حديث وضع الخاتم دراسة نقدية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3490
97- حديث النظر إلى الفرج : دراسة نقدية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3493
98- حديث إدراك الجمعة : دراسة حديثية فقهية(1/3260)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3492
99- حكم التدليس وحكم من عرف به
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3489
100- دراسات تجديدية في أصول الحديث : الاضطراب والاختلاف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3471
101- إطلاق العلة على الأمر الخفي القادح : قيد أغلبي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3375
102- دراسة تحليلية لسيرة الحافظ العراقي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3373
103- دراسة عروضية لمنظومة العراقي " التبصرة والتذكرة "
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3345
104- دراسات تجديدية في أصول الحديث : التفرد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3242
وفيات المؤلفين من المحدثين ، هام جداً لمن يعمل بالتخريج
105-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3241
105- حديث قتيبة بن سعيد في جمع التقديم دراسة نقدية تفصيلية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3169
106- حديث المسح على الجوربين دراسة نقدية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3128
107- على صدره : دراسة حديثية فقهية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3116
108- الصحيح في اسم كتاب ابن الصلاح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3072
109- تسع فوائد نفيسة في زيادات الثقات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3061
110- المقبول في مصطلح الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2973
111- منهج الحكم على الأسانيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3047
112- البيهقي والبغوي يكثران من العزو إلى البخاري ومسلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2996
113- هل يستفاد من سكوت أبي داود ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3016(1/3261)
114- هل أن ابن الصلاح أغلق باب التصحيح ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3015
115- مصطلحات الترمذي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3014
116- مسألة صححه الحاكم ووافقه الذهبي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3013
117- ماهية الحديث الحسن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3012
118- مانسب لأبي داود
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3011
119- على شرط الشيخين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3010
120- ما حكم المجزوم بصحته من تعاليق الصحيحين ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3009
121- هل أن المجتبى من اختيار النسائي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3008
122- طبعات المستدرك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3007
123- ضعف حديث [ إذا انتصف شعبان ]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3006
124-متى دخل ابن ماجه مع الأصول ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3004
125- زوائد المستخرجات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3003
126- رأى ابن القطان بالمستور
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3002
127- رأي ابن القطان بالحديث الحسن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3001
128- حماد بن سلمة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3000
129- تساهل ابن حبان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2999
130- بلاغ للامام مالك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2998
131- انتقاء الشيخين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2997
132- البيهقي والبغوي يكثران من العزو إلى البخاري ومسلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2996
133- إطلاق كلمة الإرسال(1/3262)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2995
134- اصطلاح المنكر على التفرد اصطلاح قديم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2994
135- شيوخ بقي بن مخلد الأندلسي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2974
136- شيوخ أبي داود
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2971
137- المقبول في مصطلح الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2973
138- فرائد الفوائد والقواعد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2969
139- فهرس مسانيد الصحابة في مسند البزار – البحر الزخار –
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...6339#post166339
140- فهرست مسانيد الصحابة في المطبوع من علل الدارقطني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31488
141- قاعدة في الأحاديث الضعيفة ، ما هو تعليقكم عليها ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...ht=%E3%C7%E5%D1
142- حديث معلول ، وهو مهم لمن يمارس الصنعة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...ht=%E3%C7%E5%D1
143- تقييم كتاب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...ht=%E3%C7%E5%D1
144- فهرست مختصر مستدرك الذهبي على مستدرك الحاكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...9968#post179968
145- مخطوطات العراق ، وأحداث الاحتلال : دراسة استكشافية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...ht=%E3%C7%E5%D1
146- فوائد رياض الصالحين ، وهو مجاناً لمن يرغب بطبعه طبعة خيرية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38264
الدكتور ماهر ياسين الفحل
عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الإسلامية
جامعة الأنبار- العراق
---
د.أبو بكر خليل
11-10-2005, 09:55 PM
جهد طيب و مبارك إن شاء الله تعالى ، نسأل الله أن يتقبله منكم و يجعله في ميزان حسناتكم يوم الحساب ،
و قد اطلعت على بعض تلك البحوث القيمة فأكبرت صاحبها ، و دعوت له بكل خير .
أخي الكريم(1/3263)
مرحبا بكم في هذا الملتقى بين إخوة لكم يحبون العلم و العلماء ، أعجبني فيهم العلم مع الحلم ، و هو ما غاب عن كثير غيرهم ،
و كنت قد عرضت سؤالا في " ملتقى أهل الحديث " أجاب عنه أحدهم ، و ذكر آخر جوابا نقلا عنكم في مبحثكم في " صحيح ابن خزيمة " ، عقبت - كاتب هذا - عليه بسؤال لعلكم لم تقفوا عليه هناك نظرا لانشغالكم و لظروف بلادكم أعزها الله و طهرها من دنس الفجرة الكفرة قريبا بفضله و عونه عز و جل ، و كان سؤالي كما يلي هذا الاقتباس من قولكم :
( ينماز هذا الكتاب عن كثير من كتب الحديث أنه واحد من كتب الصحاح ، وقد حكم فيه مؤلفه على أحاديثه بالصحة بمجرد ذكر هذه الأحاديث في هذا الكتاب ، خلا الأحاديث التي توقف في صحتها ابن خزيمة نفسه ، أو التي ضعفها ، أو التي قدم المتن على السند ، ومجموع تلك الأحاديث التي تخرج عن شرط الكتاب ( 143 ) حديثاً ، وما دونها فهو محكوم بصحته عند مؤلفه ، وقد التزم المؤلف بشرطه إلا في مواضع ، وعلى ذلك فإن الأحاديث الصحيحة في هذا الكتاب بلغت ( 2650 ) حديثاً ، أما الأحاديث الضعيفة فقد بلغت ( 429 ) حديثاً .
وعلى هذا يكون ما ينتقد على المصنف ( 286 ) فتكون نسبة ما تساهل فيه قرابة 9 %
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهر بن ياسين بن فحل الدكتور
دار الحديث العراق الأنبار الرمادي
مع رجائي بالدعاء للوالدة عند فطركم وقيامكم وسحوركم فقد آذاها سرطان الدمaml والحمد لله على كل حال) .
انتهى قولكم أكرمكم الله .
********************************
و كان سؤالي ، كما هو منقول هنا عن " ملتقى أهل الحديث " قبل أن يقوموا بحذفه :
د.أبو بكر :
--------------------------------------------------------------------------------
ألا يتعارض هذا القول لأخينا الشيخ ماهر - حفظه الله و آله و بلاده من كل سوء - و هو : " أما الأحاديث الضعيفة فقد بلغت ( 429 ) حديثاً . [ يعني : في صحيح ابن خزيمة ](1/3264)
وعلى هذا يكون ما ينتقد على المصنف ( 286 ) فتكون نسبة ما تساهل فيه قرابة 9 % " مع قوله المتقدم عليه : " وإن أي حديث يوجد في صحيح ابن خزيمة فهو صحيح عنده شريطة أن يكون ابن خزيمة لم يتوقف فيه ولم يعله ولم يقدم المتن على السند ، وقد وجدتُ إطلاق أهل العلم على أحاديث ابن خزيمة بقولهم : صححه ابن خزيمة بمجرد روايته في الكتاب مع الاحتراز عما ذكرته سابقاً " ؟
و ألا يتعارض قوله : " وقد التزم المؤلف بشرطه إلا في مواضع " مع ما نقله المناوي عن الحازمي : " : (( صحيح ابن خزيمة أعلى رتبة من صحيح ابن حبان لشدة تحريه ؛ فأصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين ابن خزيمة فابن حبان فالحاكم )) (فيض القدير 1/35 ) ؟
بل ألا يناقض ذلك ما أطلقه الإمام ابن الصلاح - في " مقدمته " - من القول : " ثم إن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين [ يعني : صحيحي البخاري و مسلم ] ، يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لأئمة الحديث ..........- قال : - و يكفي مجرد كونه موجودا في كتب من اشترط منهم الصحيح فيما جمعه ، ككتاب ابن خزيمة " ؟؟ ( مقدمة ابن الصلاح ، ص 163 و 164 ، دار المعارف ، القاهرة ، 1412 / 1992 م )
فابن الصلاح لم يذكر تعقبا لصحة أحاديثه تلك - و ما نبه عليه ابن خزيمة فأمره ظاهر -
و السؤال هل نقل عن أحد من الأئمة تضعيفا لحديث بعينه في غير ما شك فيه ابن خزيمة و نبه عليه ؟ ) .
انتهى السؤال و كان نصه : هل وجود الحديث في " صحيح ابن خزيمة كاف في تصحيحه ؟ ،
وانتهى كذا الاقتباس
و في انتظار ردكم لكم مني خالص الدعاء و كثير الثناء
---
ماهر الفحل
11-11-2005, 04:55 PM
حيّاك الله يا دكتور خليل ، وأسأل الله أن ينفع بك وبعلمك ، وأشكرك على تواضعك وحسن أسلوبك الرصين .(1/3265)
شيخي العزيز ، لا يتعارض ذلك مع وجود 429 حديثاً ضعيفاً ، فجهد الحافظ ابن خزيمة جهد بشري ، ومهما بلغ تدقيق العالم فقد تفوته هنّات لاسيما مع الأعمال الكبيرة .
ثم ليس هذا العدد كله ينتقد على ابن خزيمة رحمه الله ؛ لأن ما خرج عن شرطه في الصحة من الكتاب 143 حديثاً ، وهو ما ضعفه بنفسه أو توقف فيه ، أو قدم المتن على السند . وقد بينت بالأقول والأدلة في مقدمتي للكتاب أن هذه الأقسام الثلاثة ليست على شرط ابن خزيمة ، وقد حشدت النقول والأدلة على ذلك في مقدمة ضافية زادت على مئة وخمسين صفحة ؛ فإذا كان ذلك كذلك فينقص هذا العدد من المجموع الكلي 429 فيبقى 286 وهي التي تؤخذ على ابن خزيمة رحمه الله .
إذن فابن خزيمة اشترط الصحة فيما لم يكن من الأقسام الثلاثة ، وقد ذكرت أدلة ذلك في المقدمة .
وعلى هذا فلا يتعارض هذا مع قول المناوي ؛ لأن المناوي ذكر ماهو الأصل ؛ فأطلق ولم يفصل ، ولم يتكلم عن الأنواع الثلاثة المستثناة ، بل ندر من تكلم عن الأنواع المستثناة .
وبنفس هذا الجواب يجاب عن عدم التناقض مع قول ابن الصلاح .
والجواب عن سؤالكم الكريم : هل نقل عن أحد من الأئمة تضعيفاً لحديث بعينه في غير ما شك به ابن خزيمة أو نبه على ضعف ؟
والجواب : نعم ، منهم ابن حجر في مواضع من الإتحاف ، وقد جردت جميع هذه النصوص في مقدمتي .
تنبيه :
الأحاديث الضعيفة التي في الكتاب قد توسعت في بيان عللها ، وابن خزيمة وإن كان من المتقدمين ؛ لكن منهجه أشبه بمنج المتأخرين ، والله أعلم .
---
د.أبو بكر خليل
11-11-2005, 08:06 PM
أكرمكم الله أخي الفاضل الشيخ الدكتور ماهر ، و زادكم بسطة في العلم و في غير العلم من كل خير(1/3266)
و أشكر لكم إيضاحكم أن منها ما هو خارج عن شرطه من الأقسام الثلاثة التي ذكرتموها ، و نبَه عليها المصنف ، و لكن الإشكال " عندي " في قولكم : { فيبقى 286 وهي التي تؤخذ على ابن خزيمة رحمه الله . )، و هي - على ما فهمته أنا – من غير هذه الأقسام الثلاثة ،
• فأحسبه يتعارض مع قولكم – المنقول عنكم - : (وقد وجدتُ إطلاق أهل العلم على أحاديث ابن خزيمة بقولهم : صححه ابن خزيمة بمجرد روايته في الكتاب مع الاحتراز عما ذكرته سابقاً ) ،
• و هو عين معنى قول الإمام ابن الصلاح : " " ثم إن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين [ يعني : صحيحي البخاري و مسلم ] ، يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لأئمة الحديث
• ..........- قال : - و يكفي مجرد كونه موجودا في كتب من اشترط منهم الصحيح فيما جمعه ، ككتاب ابن خزيمة " ( مقدمة ابن الصلاح ، ص 163 و 164 ، دار المعارف ، القاهرة ، 1412 / 1992 م ) .
************************
فالإشكال منصب على تلك الأحاديث ال ( 286 ) و التي هي من غير تلك الأقسام المذكورة آنفا – في تعارض القول بتضعيفها مع القولين المتقدمين للإمام ابن الصلاح و لكم ؟
و إنما دفعني إلى ذلك : الحرص على حفظ حجية الأحاديث النبوية الشريفة التي حكم بصحتها الأئمة المتقدمون المعتبرون ، و المقدمون في معرفة علوم الحديث و دقائقه و غوامضه .
و لكم تقديري و شكري على حسن و سرعة ردكم و اهتمامكم
أخوكم
د . أبو بكر بن عبد الستار آل خليل
الصيدلاني
مصر
---
ماهر الفحل
11-11-2005, 11:43 PM
السلام عليكم(1/3267)
الحقيقة لا إشكال في هذه الأحاديث الـ 286 ، فهي صحيحة عند ابن خزيمة نفسه ، لكن الصواب فيما ظهر لي أنها غير صحيحة ، وقد دللت على تلك الأحاديث المعلولة ، بل من تلك الأحاديث أحاديث صححها الترمذي ، وابن حبان ، وخالفهم غيرهم من الجهابذة المتقدمين ، وكل هذا يؤكد أن قضية التصحيح والتضعيف قضية اجتهادية . وقد كان اجتهاد ابن خزيمة في تصحيحها وغيره على تضعيفها ، ولعلي غداً إن شاء الله تعالى أسوق بعض الإمثلة ، إن كان في العمر بقية ؛ فقد استحر بنا القتل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
---
أبو حسن
11-12-2005, 12:17 AM
ما رأي الدكتور ماهر في كتاب تيسير مصطلح الحديث للدكتور محمود الطحان
---
ماهر الفحل
11-12-2005, 09:47 PM
أخي الكريم أبا حسن
كتاب تيسير علوم الحديث من الكتب التي راجت بين الناس ؛ ولعل ذلك لحسن نية صاحبها .
والكتاب ينماز بجودة الترتيب والتسهيل ، لكن فيه أخطاء علمية .
---
أبو حسن
11-12-2005, 10:27 PM
وفقكم الله إلى كل خير
---
ماهر الفحل
11-13-2005, 06:22 PM
ولك بالمثل
---
أبو حسن
11-16-2005, 11:03 PM
هل بالإمكان يافضيلة الشيخ أن تبينوا لنا هذه الملاحظات لكي نستفيد من هذا الكتاب
---
(1/3268)