ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفيدونا اثابكم الله
---
أفيدونا اثابكم الله
---
egy_winner
05-28-2004, 01:19 AM
كانت لى مناظره مع احد النصارى ..وقرا النصرانى قوله تعالى من سورة (( فإن كنت فى شك مما أنزلنا اليك فاسال الذين يقراون الكتاب من قبلك.انه الحق من ربك فلا تكونن من الممترين)واحتج القس بهذه الايه قائلا: على المسلمين ان يسالوا اهل الكتاب ... وقد رددت عليه باقوال العلماء من كتب التفاسير... ثم كان لى راى قلته على المايك فى جمع غفير واخشى ان اكون قدأخطات .. سوف اورد راييى وارجوا من الاخوه العلماء مراجعتى وتصويب ما قد اكون قد اخطات فيه: لقد قلت للقس
الايه تقول (فاسال الذين يقرأ ون الكتاب) ولم يقل رب العزه(فاسال اهل الكتاب),والفرق كبير فالذين يقراون الكتاب فى القران فريقان من اهل الكتاب . الفريق الاول امن واسلم مثل كعب الاحبار(ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا) والفريق الثانى هم اهل الكتاب الذين ظلوا على كفرهم(لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثه)والله عز وجل اورد فى نهاية الايه الاجابه التى سيسمعها الرسول او المسلم ان تبادر الى ذهنه ان يسال( انه الحق من ربك فلا تكونن من الممترين)ومثل هذه الاجابه لن تاتى الا من الفريق الاول الذى امن وصار من اهل الاسلام ومن ثم فالسؤال لا يكون الا للمسلمين الذين كانوا من اهل الكتاب ......هذه كانت اضافه من عندى اضفتها بعد ان اوردت راى العلماء من كتب التفاسير(الجلالينوابن جرير الطبرى والقرطبى وابن كثير)...
هل تجوز هذه الاضافه؟ ام اننى اخطات....ارجوا الافاده اكرمكم الله مع العلم انا مجرد مسلم قارىء ولست متخصصا
---
أبومجاهدالعبيدي
05-28-2004, 05:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1)
جوابك الذي ذكرت مأثور عن بعض المفسرين فعن الضحاك أنه قال :الذين يقرءون الكتاب يعني بهم من آمن من أهل الكتاب وكان من أهل التقوى .
وقد نقله ابن جزي عن السهيلي رحمه الله ، فقد جاء في تفسير ابن جزي الغرناطي : ( قال السهيلي هم عبد الله بن سلام ومخيرق ومن أسلم من الأحبار ) ثم تعقبه بقوله : ( وهذا بعيد لأن الآية مكية وإنما أسلم هؤلاء بالمدينة فحمل الآية على الإطلاق أولى .)
ولو قيل : المراد المؤمنون من أهل الكتاب كما قال الضحاك من غير تعيين لكان الأولى ، ولم يرد عليه ما أورده ابن جزي .
ولعل الأقرب في معنى الآية والله أعلم هو ما أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك ) ؛ قال : لم يشك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل .
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك ) ؛ قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا أشك ولا أسأل .[ وهو حديث مرسل ].
وهذا الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره ؛ وهذا ما قرره جماعة من المفسرين كابن عطية والرازي والشنقيطي رحمهم الله وغيرهم. قال ابن عطية : ( والصواب في معنى الآية أنها مخاطبة للنبي e والمراد بها سواه من كل من يمكن أن يشك أو يعارض )(1/2)
قال ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى في سورة الأنعام : ( وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)(الأنعام: من الآية114) : ( ( فلا تكونن من الممترين ) كقوله ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) وهذا شرط والشرط لا يقتضي وقوعه ولهذا جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا أشك ولا أسأل .)
ومما يقرب من جوابك الذي ذكرت ما قاله السعدي رحمه الله في تفسيره : ( أي اسأل أهل الكتاب المنصفين والعلماء الراسخين فإنهم سيقرون لك بصدق ما أخبرت به وموافقته لما معهم .
فإن قيل : إن كثيرا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى بل ربما كان أكثرهم ومعظمهم كذبوا رسول الله وعاندوه وردوا عليه دعوته والله تعالى أمر رسوله أن يستشهد بهم وجعل شهادتهم حجة لما جاء به وبرهانا على صدقه فكيف يكون ذلك ؟
فالجواب عن هذا من عدة أوجه :
منها : أن الشهادة إذا أضيفت إلى طائفة أو أهل مذهب أو بلد ونحوهم فإنها إنما تتناول العدول الصادقين منهم وأما من عداهم فلو كانوا أكثر من غيرهم فلا عبرة فيهم لأن الشهادة مبنية على العدالة والصدق وقد حصل ذلك بإيمان كثير من أحبارهم الربانيين ك ـ عبد الله بن سلام وأصحابه وكثير ممن أسلم في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ومن بعدهم .
ومنها: أن شهادة أهل الكتاب للرسول صلى الله عليه وسلم مبنية على كتابهم التوراة الذي ينتسبون إليه فإذا كان موجودا في التوراة ما يوافق القرآن ويصدقه ويشهد له بالصحة فلو اتفقوا من أولهم لآخرهم على إنكار ذلك لم يقدح بما جاء به الرسول .(1/3)
ومنها : أن الله تعالى أمر رسوله أن يستشهد بأهل الكتاب على صحة ما جاءه وظهر ذلك وأعلنه على رؤوس الاشهاد ، ومن المعلوم أن كثيرا منهم من أحرص الناس على إبطال دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فلو كان عندهم ما يرد ما ذكره الله لأبدوه وأظهروه وبينوه فلما لم يكن شيء من ذلك كان عدم رد المعادي وإقرار المستجيب من أدل الأدلة على صحة هذا القرآن وصدقه .
ومنها : أنه ليس أكثر أهل الكتاب رد دعوة الرسول بل أكثرهم استجاب لها وانقاذ طوعا واختيارا فإن الرسول بعث وأكثر أهل الأرض المتدينين أهل الكتاب فلم يمكث دينه مدة غير كثيرة حتى إنقاذ للإسلام أكثر أهل الشام ومصر والعراق وما جاورها من البلدان التي هي مقر دين أهل الكتاب فلم يبق إلا أهل الرياسات الذين آثروا رياساتهم على الحق ومن تبعهم من العوام الجهلة ومن تدين بدينهم اسما لا معنى كالإفرنج الذين حقيقة أمرهم أنهم دهرية منحلون عن جميع أديان الرسل وإنما انتسبوا للدين المسيحي ترويجا لملكهم وتمويها لباطلهم كما يعرف ذلك من عرف أحوالهم البينة الظاهرة .) انتهى كلام السعدي رحمه الله .
---
egy_winner
05-28-2004, 02:51 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين....والله لقد اثلجتم صدرى وان ان دل ذلك على شىء فانما يدل على سمو هذا الاسلام العظيم...حياكم الله واكرمكم الله ونسال الله لكم الثواب العظيم
egy_winner
---
د. هشام عزمي
05-28-2004, 03:09 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
أكتب هذه الكلمات للترحيب بالأخ الكريم د. إيجي وينر أحد وحوش البال توك آكلي النصارى - كما أسميهم - و أحيه بعد مناظرته الرائعة التي أفحم فيها القمص زكريا بطرس - بطل النصارى العرب على البال توك! - و التي رقد المسكين في إثرها مريضاً حتى الآن !!
---
عبدالرحمن الشهري
05-31-2004, 06:29 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً ، وأرحب بالأخ الكريم إيجي وينر.(1/4)
أخي الدكتور هشام : ما شاء الله ، أنت متابع جيد للمنتديات والحوارات ، فكيف يتسع وقتك لكل هذا ، أسأل الله لك التوفيق ومزيداً من العلم والبصيرة ، ولجميع الإخوة.
---
د. هشام عزمي
06-01-2004, 08:18 AM
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل على حسن ظنك بأخيك :) و انا لا أجد صعوبة في متابعة المنتديات و المناظرات بارك الله في الأخوة الذين يتواصون بنشر أخبار هذه الأحداث و ليس هذا بأصعب من متابعتكم البحوث و الدراسات في مجال عملكم أو حتى هوايتكم .
جمعنا الله جميعاً في دار البقاء مع حبيبنا رسول الله .
---
egy_winner
06-01-2004, 07:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله.. حياك الله اخى دكتور هشام عزمى واخى الدكتور عبد الرحمن .... هذا الاسلام العظيم يحمل بين طواياه وفى محتواه عوامل انتصاره اما كتابهم فه و كتاب صنعته يد البشر .. حياكم الله وجعلكم حصنا من حصون هذا الاسلام العظيم....
اخوكم ايجى ونر
---
(1/5)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > برنامج الجنى الداني من دوحة الألباني " للتحميل "
---
برنامج الجنى الداني من دوحة الألباني " للتحميل "
---
مسك
11-01-2005, 01:14 PM
اسم البرنامج : الجنى الداني من دوحة الألباني
حجم البرنامج : 18 ميغا
نبذة عن البرنامج :
تزخر هذه الموسوعة باحتوائها على تخريجات الشيخ الألباني الدقيقة، وتحقيقاته العميقة، وأحكامه العلمية على الأحاديث النبوية؛ مستقاةً من الكتب المطبوعة للشيخ ـ رحمة الله عليه ـ. والبرنامج لا يمكِّن المستخدم ـ فقط ـ من الوقوف على متون الأحاديث، بل يسوق له الحكم عليها، مع التوثيق والإحالة إلى مصادر هذه الأحكام في مظانها من كتب الشيخ، إضافةً إلى ذكر الأرقام الخاصة للأحاديث، وصفحاتها.
***** اضغط هنا لتحميل البرنامج ***** (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=33&book=2131)
---
د.أبو بكر خليل
11-02-2005, 08:50 AM
هناك تنبيهات مهمة على تراجعات للشيخ الألباني رحمه الله في أحكامه على الأحاديث النبوية الشريفة - بالتصحيح أو التضعيف - ذكرت في " ملتقى أهل الحديث " ، و هم من الأوفياء المحبين له و المقدرين - و ليسوا من مبغضيه و شانئيه - فينبغي أن تؤخذ في الاعتبار عند استخدام ذلك " البرنامج " المذكور ، و قد ذكر أن عددها تجاوز الخمسمائة حديث ( 500 ) ، و قيل أن هناك أضعاف ذلك العدد ،
و هذه التراجعات تحسب للشيخ رحمه الله ، و لا تنتقص من مكانته شيئا ، بل تزيده قدرا .
و انظرها في هذا الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=441683
, " تراحعات الشيخ الألباني رحمه الله تعالى " : انظره بالضغط على هذا الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39009&highlight=%CA%D1%C7%CC%DA%C7%CA+%C7%E1%C3%E1%C8%C7 %E4%ED(1/6)
* و إن كانت هناك فائدة تؤخذ من تلك التراجعات ، فهي فائدتان لمن كان قصده الحق لا الرجال ، و هما :
الأولى : الاعتماد على ما استقر عليه الأئمة الكبار المتقدمون في حكمهم على الأحاديث بالصحة أو التحسين أو التضعيف ، فهو نال نصيبه الوافر من الاختبار على مدار الأعصار و في مختلف الأمصار ، حتى نال اعتبار العلماء ،
و هو ما لا يتوافر لفرد أو أفراد لا تقاس أعمارهم على ما محص على مر الأعصار ،
فضلا عن ندرة من قد يتأسى بالألباني رحمه الله في التراجعات ، بل قد تأخذهم العزة بالإثم ، فيخجلون عن ذلك التراجع ، فيحجمون ،
هذا إذا بان لهم وجه الحق و الصواب . و قد لا يبين .
الثانية : اعتذار كل أو جل من يسمون ب " المخرجين " - بتشديد الراء - المعاصرين ممن تجاسروا علي تضعيف أحاديث صححها أكثر من إمام من الأئمة المتقدمين و المقدمين في ذلك الشأن ، و إعلانهم عن إبراء ذمتهم ، بإيضاح موقفهم منها ، دفعا للبلبلة و الشك في حجية السنة النبوية الشريفة في الأحكام و التشريع ،
و قد قرأت كلاما قريبا مما تقدم للشيخ أبي إسحاق الحويني ، و هما من المبرزين في الحديث ، و هما خارجان عما ذكر في هؤلاء ، و الفرق شاسع شاسع . فليتنبه له .
فما بالك بمن دونهما من هؤلاء " المخرجين " - المهرجين - الذين يضعفون حديثا من الأحاديث ، و قد صححه ثلاثة أو أربعة من الأئمة الأثبات المعتد بقولهم ، و المعتبر حكمهم في ذلك الشأن ؟
---
(1/7)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحلقة الثالثة من المهمات في علوم القرآن للشيخ / خالد السبت
---
الحلقة الثالثة من المهمات في علوم القرآن للشيخ / خالد السبت
---
أبو معاذ البخيت
04-19-2004, 09:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
الموضوع الثاني من هذه المهمات هو موضوع :
( تنزلات القرآن)
ويعبر عنه أيضاً بـ ( نزول القرآن ):
يقول الله عز وجل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )(البقرة: 185) ويقول: (إنا أنزلناه في ليلة القدر)( القدر : 1 ) فأخبر الله عز وجل عن نزول القرآن في شهر رمضان، و أخبر عن الليلة التي أنزل القرآن فيها وهي ليلة القدر، فالقرآن نزل إلى سماءٍ الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ، ثم نزل بعد ذلك منجما في (عشرين سنة ) أو ( ثلاث وعشرين سنة )، أو ( خمس وعشرين سنة )؛ على حسب الخلاف في مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة في مكة وبهذا تعرف جواباً عن إشكال لربما يرد وهو أن الله تعالى قال: (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، وقال: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) مع أن القرآن نزل على الليالي والأيام و الشهور.. في ربيع، وذي القعدة، وذي الحجة، وغير ذلك، في رمضان وغير رمضان ، وفي ليلة القدر وفي غير ليلة القدر، وفي أماكن مختلفة، فما المراد إذاً بإنزاله في شهر رمضان وفي ليلة القدر؟(1/8)
فالجواب : أن المراد بإنزاله في شهر رمضان وفي ليلة القدر منه؛ أنه نزل جملةً إلى سماءٍ الدنيا، ثم نزل بعد ذلك مفرقا في الأيام و الليالي المختلفة، وقد صح عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ من طرق متعددة أنه قال:" أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماءٍ الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في أثر بعض" وهذا ثابت عن ابن عباس، وكذلك جاء عنه أنه قال: " أنزل القرآن في ليلة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر ، ثم أنزل بعد ذلك بعشرين سنة ثم قرأ (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً)(الفرقان:33) وقرأ (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الاسراء:106) وصح عنه أنه قال: " فُصِل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم"،
وجاء بإسناد حسن أيضا عنه أنه قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان إلى سماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل نجوما"، و أيضا بإسناد حسن عنه رضي الله عنه قال: " أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ونزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد و أعمالهم" ، وبإسناد حسن أيضا عنه قال: " دفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة واحدة فوضعه في بيت العزة ثم جعل ينزله تنزيلاً.. " فهذه الروايات التي ثبتت عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ تدل على هذا المعنى، ولا يجوز العدول عنها لأن لها حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن ذلك لا يقال من جهة الرأي .(1/9)
ولا مانع أن يقال بأن الله أنزل القرآن إلى سماء الدنيا في رمضان في ليلة القدر، و أن أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أيضاً كان في رمضان في ليلة القدر، هذا لا مانع أن يقال، و إن كان لا يقطع به، وبهذا يجمع بين بعض الأقوال التي وردت عن بعض السلف رضي الله تعالى عنهم؛ لأن بعضهم حمل قوله (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) و(إنا أنزلناه في ليلة القدر) على أن الله ابتدأ إنزاله على النبي صلى الله عليه وسلم، فيمكن أن يجمع بين هذه الأقوال فيقال: الله أنزله جملة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر في رمضان، ويحتمل أن يكون ابتدأ الله إنزاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم أيضا في رمضان في ليلة القدر ثم صار ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في الأيام والليالي المختلفة.
فإذا قلنا: إن الله أنزله في ليلة القدر إلى سماء الدنيا ، فيرد هنا سؤال مهم وهو :
من أين أخذه جبريل صلى الله عليه وسلم؟
وهذه مسألة من المسائل المهمة التي بنى عليها أهل السنة اعتقادهم في هذه القضية فعقيدة أهل السنة و الجماعة: أن جبريل سمع القرآن من الله مباشرةً، و نزل به على النبي صلى الله عليه وسلم، كما تدل عليه أحاديث تكلم الله بالوحي كما سيأتي وقال الزهري –رحمه الله- : أحدث آية بالعرش آية الدين، وقد يسأل البعض فيقول: إذا كان سمعه من الله فلماذا نزل في اللوح المحفوظ؟ّ كما قال الله عز وجل عن القرآن بأنه (في لوح محفوظ ) ولماذا جعله ( في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة) ولماذا جعله الله عز وجل في بيت العزة في سماء الدنيا؟!
فنقول: هذا يدل على مزيد عناية الله عز وجل بهذا القرآن، فهو حينما كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ لم يمنع ذلك من إنزاله إلى بيت العزة في سماء الدنيا، كما لا يمنع ذلك من أن جبريل يسمعه من الله تبارك وتعالى مباشرة.(1/10)
وكلمة التنزيل: تدل على نزول كما يدل عليه ظاهرها ـ نزول من أعلى ـ وهذه الكلمة تدل على هذا المعنى بجميع استعمالاتها، ونحن حينما ننظر إلى القرآن حينما يحدثنا الله عز وجل عن إنزاله، وننظر إلى استعمالات هذه اللفظة ( النزول ) في كتاب الله عز وجل؛ نجد أن ذلك على ثلاثة أنواع لا رابع لها:
النوع الأول: الإخبار بأن الشيء منزل منه سبحانه وتعالى، أي :أن يضيف ذلك إليه سبحانه.
الثاني: أن يقيده بأمر آخر أو بشيء آخر كالسماء وغيرها.
الثالث: وهو أن يطلقه من غير قيد.
أما النوع الأول: وهو الإنزال الذي قيده الله عز وجل بأنه منه؛ فلم يرد في جميع المواضع في كتاب الله عز وجل؛ إلا في إنزال القرآن فقط، والآيات التي في هذا المعنى كثيرة جدا كقوله تبارك وتعالى: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ)(الأنعام: من الآية114)، ولم يقل من السماء، وكقوله: ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ )(النحل: من الآية102) وهكذا في قوله: ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)(الزمر:1) وهكذا أيضا في سائر المواضع التي من هذا القبيل.
والقسم الثاني: وهو ما كان الإنزال فيه بقيد، لكن بقيد آخر؛ مثل الإخبار بأن هذا أنزل من السماء كقوله تبارك وتعالى مثلا عن المطر (فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً )(الحجر: من الآية22)) والمقصود مطلق العلو، والسحاب يقال له سماء
كما قال الشاعر:
إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه و إن كانوا غضابا.(1/11)
و مما يفسر هذا المعنى كذلك قوله تبارك وتعالى (أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ )(الواقعة: من الآية69) فحينما يخبر عن إنزال المطر من السماء: يعني من السحاب، وكقوله (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ)(النور: من الآية43) من خلال السحاب، وهكذا حينما أخبر الله تبارك وتعالى عن بعض الأشياء أنه أنزلها بقيد كقوله (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ )(الزمر: من الآية6) على أحد التفسيرات في الآية مما يصلح هنا أن يكون شاهدا : يمكن أن يكون أنزل أصولها ويكون هذا من قبيل الإنزال المطلق، وهو النوع الثالث الذي سيأتي، ويمكن أن يكون أنزل لكم من الأنعام؛ أي: أن أولادها تنزل، إما لأنها إذا ولدت سقطت أولادها إلى الأرض؛ فهذا نزول، أو لأن فحولها تنزو على إناثها، وهذا فيه معنى النزول فيستقر ذلك في الأرحام.
وأما القسم الثالث وهو: الإنزال المطلق الذي لم يقيده بشيء لا بالسماء ولا بغيرها، فكما قال الله عز وجل في إنزال السكينة : (ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ )(التوبة: من الآية26) من أين أنزلها ؟لم يحدد ، وكقوله: ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ)(الفتح: من الآية4) فلم يقل: أنزل السكينة منه، أو قال: أنزل السكينة من السماء ،وهكذا قد تنزل الملائكة بالسكينة في قلوب المؤمنين كما قال الله عز وجل: ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا)(لأنفال: من الآية12) فتنزل الملائكة بالسكينة في قلوبهم ويحصل الثبات من جراء ذلك.(1/12)
وهكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة" وبهذا نعرف أنه لم يرد لفظة التنزيل والإنزال والنزول مقيدة بأنها من الله إلا في شيء واحد وهو القرآن فقط، وأما الباقي مما أخبر الله أنه أنزل؛ فإما أن يُذكر بالإنزال والتنزيل المطلق، أو يقيد بشيء آخر كالسماء، وهذا يدل على أن القرآن يختص بالله عز وجل، وأنه كلامه تبارك وتعالى، وهذا هو الاعتقاد المنجي الذي لا يجوز لأحد أن يعتقد في القرآن سواه، والآيات الدالة على نزول القران أو غيره من الوحي تقارب ( مائة وخمسين آية) وهذا يدل على أهمية هذه العقيدة ومنزلتها، فالله سبحانه يكررها بصور شتى، كما قال الله عز وجل: ( نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين)( الشعراء:193، 194)، وكما قال: ( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ـ يعني الوحي ـ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) (النحل:2) ومما يدل على ذلك، وعلى أن جبريل يأخذ الوحي من الله مباشرة ولا يأخذه من بيت العزة ولا من اللوح المحفوظ؛ الحديث المشهور ـ حديث النواس بن السمعان رضي الله عنه ـ أنه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا أراد الله عز و جل أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوفاً من الله، فإذا سمع أهل السماوات بذلك صعقوا وخروا لله سجداً، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة، كلما مر بسماء يسأله ملائكتها ما ذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول: قال الحق وهو العلى الكبير، فينزل جبريل بالوحي حيث أمره الله عز وجل" فهذا الحديث نص صريح بأن الله يتكلم بالوحي، وأن أهل السماوات يصعقون، وأن جبريل يكون أول من يفيق، ثم يتلقف هذا الوحي من الله عز وجل، ثم ينزل به من سماء إلى(1/13)
سماء حتى يبلغ به ما أراد الله تبارك وتعالى.
ويدل على ذلك أيضا حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وموقوفا على ابن مسعود أيضاً، وهكذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً، وجاء في ذلك عدد من الأحاديث؛ ومن ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: " أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار أنهم بينما هم جلوس ليلةً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي بنجم فاستنارـ يعني رأوا شهاباً ـ إلى أن قال: ولكن ربنا تبارك وتعالى اسمه إذا قضى أمراً، سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم ؟ فيخبرونهم ماذا قال....الحديث)
فائدة :
ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه ـ أي سمع صوتاً ـ من فوقه فرفع رأسه فقال:هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم ـ هذا يقوله جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم ـ فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة) والحديث في صحيح مسلم، فهذا الملك جاء بهذه البشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم .(1/14)
فقد فهم فاهمون من هذا الحديث، أن غير جبريل قد يأتي ببعض القرآن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والله يقول: (نزل به الروح الأمين)، فهؤلاء الذين فهموا من هذا الحديث هذا الفهم أجابوا عن الآية (نزل به الروح الأمين) وعن قوله:(قل نزله روح القدس)، قالوا: هذا باعتبار الغالب، ولا يمنع أن يكون نزل بسورة أو بآية أو نحو ذلك غير جبريل، وهذا فيه نظر، وإنما ذكرته لأنه كتب في بعض الكتب المفيدة المتداولة في الأيدي، يقرؤها العامة والخاصة في موضوع الرسل والرسالات، فهذا فيه نظر والله تعالى أعلم، إذ إن هذا الملك جاء بالبشرى، والبشارة قد تكون قبل وجود الشيء، كما بشرت الملائكة إبراهيم صلى الله عليه وسلم بغلام حليم، فمن جاء بالبشارة لا يعني أنه جاء بالشيء، وقد تكون البشارة بعد وجود الشيء،
كما تبشر من رزق بغلام بعد وجوده، فالمقصود أننا إذا نظرنا إلى ما بشر به هذا الملك حين قال: أبشر بنورين أوتيتهما، فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، فهذه الواقعة وقعت في المدينة، والذي يحدث بها ابن عباس رضي الله عنه، وسورة الفاتحة نزلت قطعاً في مكة، وهذا الحديث الذي في صحيح مسلم حمل بعض أهل العلم إلى قول غريب وهو أن سورة الفاتحة نزلت في المدينة، ولما استشكلوا قول بعض أهل العلم :إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصلي بمكة من غير قراءة الفاتحة، ومعلوم أنها من السور المكية، وهذا مشهور ومستفيض؛ قالوا: إذاً نزلت مرتين، وبعضهم قال: نزلت نصفين، وهذا غريب غاية الغرابة.
فعلى كل حال سورة الفاتحة نزلت في مكة، وهذا الملك جاء بالبشارة، وأما سورة البقرة فقد نزلت في أول ما نزل بعد الهجرة في المدينة، وبهذا يتضح معنى هذا الحديث، وما يرد عليه من إشكال، والجواب عنه والعلم عند الله تبارك وتعالى.(1/15)
ومما يدل على مسألتنا الأصلية وهي أن جبريل أخذ الوحي من الله مباشرة؛ حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً "
ومما يدل عليه أيضاً قول ابن شهاب الزهري رحمه الله :" آخر القرآن عهداً بالعرش آية الدين "، وهذا يدل على أن الاعتقاد السائد عند السلف رضي الله عنهم أن القرآن ينزل من الله تبارك وتعالى مباشرةً ولهذا عبر الزهري بقوله: "آخر القرآن عهداً بالعرش آية الدين " فمعناه لو كان ينزل من السماء الدنيا، ما كان آخر القرآن عهداً بالعرش آية الدين ، فهذه مسألة مهمة يحتاج من نظر في هذا العلم إلى معرفتها، لأنه قد يشكل عليه بعض الأشياء التي يجدها في كثير من الكتب .
ثم هنا سؤال وهو: أن قوله تبارك وتعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) هذا إخبار عن نزول جملة القرآن في ليلة القدر، وهذه الآية من سورة القدر هي جزء من القرآن فهي بعض هذا القرآن، فهل نزلت معه، أو نزلت بعد إنزاله جملة ؟ بمعنى أن الله أنزل القرآن سوى هذه الآية ثم نزلت هذه الآية بعد ذلك مخبرة عنه ؟ أو بأسلوب آخر يقال :كيف جاءت هذه الآية ( إنا أنزلناه في ليلة القدر) مخبرة بنزول القرآن في ليلة القدر وهي واحدة منه ؟!(1/16)
فالجواب : أن يقال : يمكن أن يكون (إنا أنزلناه) يعني: حكمنا بإنزاله؛ فهي إخبار عن أمر مستقبل .وعلى كل حال إذا فهمت ما سبق من أن الله عز وجل كتبه في اللوح المحفوظ ، وأنزله إلى السماء الدنيا، وأن الله يتكلم به فيسمعه جبريل، فينزل بالآية على النبي صلى الله عليه وسلم إما ابتداء وإما بسبب معين؛ فنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من جملة ما نزل مما يحدثه عن هذا القرآن هذه الآية (إنا أنزلناه في ليلة القدر) ارتفع عنك هذا الإشكال. وأما التمحل والتكلف في مثل هذه المسائل، فلم يكن من شأن السلف رضي الله تعالى عنهم، ولولا كثرة من يذكر هذه الأشياء لما ذكرتها ، لأنها قد تصادف الإنسان ويجد أجوبة لا تصلح لذلك، والله تعالى أعلم.
ومما يدل على ذلك: حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشر خلت منه، والزبور لثمان عشرة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين خلت منه، وصحف إبراهيم لأول ليلة) وهذا بإسناد حسن وهو مطابق لقول الله عز وجل (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
ثم قد يسأل بعضكم فيقول: المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم نُبِّئ في شهر ربيع، فكيف نزل القرآن في ليلة القدر في رمضان؟!
فالجواب عن ذلك بأنه : يمكن أن يقال: إنه نزل إلى السماء الدنيا في رمضان، و نُبِّئ النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع، وإذا عرفتم أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتدِئ بالرؤيا الصالحة ستة أشهر كما في حديث عائشة السابق ، ثم بعد ذلك نزل عليه القرآن، ومن ربيع إلى رمضان ستة أشهر، ثم نزل عليه القرآن في ربيع، فإذا قلنا: إنه نزل إلى السماء الدنيا فلا إشكال، وإذا قلنا: ابتدأ إنزاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهو الوجه الآخر الذي جمعنا بينه وبين القول الأول ـ فيكون ابتدِئ بالرؤيا الصالحة ستة أشهر من ربيع إلى رمضان، ثم نزل عليه القرآن في رمضان، والله تعالى أعلم.(1/17)
ثم بعد ذلك سؤال آخر وهو : هل الكتب السابقة للقرآن نزلت مفرقة أو نزلت جملة ؟!
فالجواب : أنها نزلت جملة، و الدليل على ذلك : صحف موسى عليه الصلاة والسلام كما يدل عليه قوله تعالى: (وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ )(لأعراف: من الآية150)، (فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ )(لأعراف: من الآية144)، ( فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ )(لأعراف: من الآية145) فهذا كله يدل على ذلك ، ويدل على ذلك أيضاً ما جاء عن ا بن عباس رضي الله عنهما: (قالت اليهود يا أبا القاسم! لولا أنزل هذا القرآن جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى فنزلت الآية " وهي قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ )(الفرقان: من الآية32) فسبب النزول له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهؤلاء قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: لولا أنزل هذا القرآن جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى ، وكذلك في نفس الآية (لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ) قد يقول قائل: هذا الأثر عن ابن عباس، والقول الذي في الآية حكاه الله عن اليهود هو قول اليهود، وقول اليهود لا يعني أنه صحيح فكيف تحتج بالآية، وبقول ابن عباس في سبب النزول على أن الكتب السابقة نزلت جملة واحدة ؟!(1/18)
فالجواب : أن الله تعالى أقر ذلك؛ ولو كان هذا الأمر على خلاف هذه الحقيقة التي ذكروها، لقال الله عز وجل لهم: هكذا أنزلنا الكتب السابقة، أو هكذا سنة إنزال الكتب. فالله عز وجل لما قالوا: ( مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ)(الفرقان: من الآية7) أخبرهم الله عز وجل أنه جعل المرسلين كذلك. والمقصود أن الله ـ تعالى- لما أقر ذلك دل على صحته، ومعلوم أن حكايات الأقوال التي يحكيها الله عز وجل عن قوم أنهم قالوها إذا لم تعقب في القرآن بما يدل على إبطالها فإن هذا يدل على صحتها إلا ما ندر. يعني غالباً يدل ذلك على صحتها؛ مثلما جاء في خبر أصحاب الكهف: ( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ)(الكهف: من الآية22) ثم عقبه بقوله :( رجماً بالغيب ) ثم قال :( وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ) (الكهف: من الآية22) فما أنكره وما أبطله، (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ )(الكهف: من الآية22) فهذا يشعر أن هذا القول في عدد أصحاب الكهف هو الصحيح، وهذا له أمثله كثيرة كقوله تبارك وتعالى: ( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ) (لأعراف:28) فأبطل أحد الأمرين، وسكت عن الآخر؛ مما يدل على صحته (قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ) (لأعراف:28) وسكت عن (وجدنا عليها آباءنا) وهذا معنى صحيح.
ومما يدل على أن الكتب السابقة نزلت جملةً؛ ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه بإسناد حسن قال : (أعطي موسى التوراة في سبعة ألواح) يعني أنه أعطي ذلك جملة.
ثم يقال بعد ذلك:ما الحكمة من نزول القرآن جملةً واحدة إلى السماء الدنيا ؟(1/19)
يمكن أن يقال هذا أمر غيبي لا نخوض فيه بأفهامنا وآرائنا؛ فنمسك عنه ونفوض العلم إلى عالمه. فنحن نعلم أنه نزل جملة ونسلم بذلك، لكن لا شك أن هذا يدل على معنى وهو عظم عناية الله عز وجل بهذا القرآن ونقف عند هذا، وأما التفاصيل التي يذكرها بعض أهل العلم؛ فهذا نتوقف عنه، فلا نخوض فيه لأنه من أمر الغيب، ولم يخبرنا الله عز وجل عنه .
فإذا عرفنا هذا أقول بعده: إن هذا القرآن الذي نزل مفرقاً على النبي صلى الله عليه وسلم .. فتارة ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم السورة بكاملها، وتارة ينزل عليه صدر السورة، وتارة ينزل عليه آية، وتارة ينزل عليه آيات، وتارة ينزل عليه بعض آية، فآيات الإفك وهي عشر آيات نزلت جملة ، وسورة الفاتحة نزلت جملةً,و سورة الإخلاص نزلت جملة، وهكذا سور كثيرة من القرآن ، ونزل أول سورة (قد أفلح المؤمنون)( المؤمنون:1 ) عشر آيات دفعة واحدة، وصح نزول (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ )(النساء: من الآية95) بعد ما جاء ابن أم مكتوم وقد نزل أول الآية، وهذا في البخاري.
وصح عن عكرمة في تفسير قوله تعالى: ( فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) (الواقعة:75) قال: أنزل الله القرآن نجوماً ..ثلاث آيات وأربع آيات وخمس آيات، يعني وأكثر من ذلك وأقل .. فهذا النزول منه ما يكون بسورة كاملة ومنه ما يكون بأقل من ذلك .
فما الحكمة من نزول القرآن مفرقاً منجماً على النبي صلى الله عليه وسلم؟
لعلي أذكر حكماً كبيرة يندرج تحتها أشياء تدخل تحتها فمن ذلك :
الأول :- تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله عز وجل :- (كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ) فهذه واحدة ، وهذا التثبيت من خمسة أوجه كما يذكر بعض أهل العلم :
أولها :- أن في تجدد الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم مرة بعد مرة؛ انشراح لصدره عليه الصلاة والسلام، لما في ذلك من عناية الله عز وجل به حينما يتعاهده الملك .(1/20)
ثانيها :- أن ذلك أيسر لفهمه وحفظه فيكون ذلك من تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن من جهة الفهم والحفظ .
وثالثها:- أنه في كل مرة ينزل عليه القرآن؛ هو في الواقع يأتيه بمعجزة جديدة، فيكون ذلك مزيداً من التثبيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورابعها: أن نزوله مفرقاً يكون ذلك تأييداً له مرة بعد مرة، لأنه إذا نزل يدحض شبه المبطلين، ويرد على افتراءاتهم، ويكسرهم وهم أعداء النبي صلى الله عليه وسلم فيكون ذلك مقوياً له وناصراً له على هؤلاء الذين يتقولون عليه زوراً وبهتاناً .
وخامسها:- أن في ذلك من تعاهد الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم عند اشتداد الأمور ما فيه ، فكلما تعددت الشدائد كلما تعدد ما يرفعها ويدفعها، فيخف عنه الألم والبلاء ويتسلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، ولو اجتمع عليه من بأقطارها.فهذه خمسة أوجه تدخل تحت هذا الأمر الأول وهو تثبيت فؤاد لنبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني من الحكم التي تذكر في نزول القرآن مفرقا:التدرج في تربية الأمة في الأمور العلمية،والأمور العملية وهذا أيضاً من خمسة أوجه :-
أولها:- تيسير الحفظ على الأمة ؛ فلو نزل جملة واحدة لشق عليهم لكن في ثلاث وعشرين سنة، مرة تنزل آية، و مرة تنزل ثلاث ومرة خمس فيتلقونها فيحفظونها، وهكذا تيسير الفهم فيتعلمون العلم والعمل جميعاً، لا سيما مع معايشة الوقائع فترسخ لأنها تنزل في حادثة يشاهدونها .
ثانيها :- تيسير فهمه ، حيث كانوا يتلقونه شيئاً فشيئاً مع التفقه في معانيه وأحكامه .
ثالثها :- التمهيد لكمال تخليهم عن عقائدهم الباطلة ؛كما قالت عائشة رضي الله عنها:- لو كان أول ما نزل لا تشربوا الخمر؛ لقالوا: لا ندعها أبداً ،و هكذا لو نزل لأول وهلة كل ما في القرآن من المنهيات؛ لما أطاقه هؤلاء الناس لكنه نزل شيئاً فشيئاً حتى يتخلوا عن باطلهم الذي نشؤوا وشبوا وشابوا عليه .(1/21)
رابعها :- التدرج معهم في الأحكام، وتربيتهم بهدايات القرآن شيئاً بعد شيء، ولو أنه فاجأهم بهذه الأحكام جميعاً، وطالبهم بتطبيقها ما استطاعوا .
خامسها:- تثبيت قلوب المؤمنين، وتسليحهم بعزيمة الصبر؛ لأن القرآن حينما ينزل عليهم يعالج الحوادث، ويبين لهم الأحكام مرة بعد مرة ،فمرة يذكر لهم قصة نبي .. ومرة يذكر لهم واقعة من الوقائع إلى آخره؛ فهذه الأمور هي تربية يتربون عليها.
الثالثة من الحكم:- هي مسايرة الحوادث والوقائع وذلك من ثلاثة أوجه:-
أولها : إجابة الأسئلة؛فالنبي صلى الله عليه وسلم توجه له الأسئلة فيأتي الوحي.
ثانيها: الأحداث التي تكون في السيرة .. تخلف أُناسٌ عن غزوة تبوك .. فعل المنافقون فعلاً .. قال اليهود قولاً .. فتنزل الآيات تتحدث عن هذا الأمر وتبين الموقف منه، وتجلي حقيقته وأنت تجد الناس اليوم إذا وقع حدث بدؤوا يبحثون عن المحللين، ومن يطمئنون إليهم و يثقون بهم ليحللوا لهم خلفيات هذا الحدث، فالقرآن كان ينزل ويعالج هذه القضايا ويبين الموقف الصحيح منها فهذه أمة رباها القرآن .
ثالثها:- كشف حال المنافقين وأعداء الإسلام، ولهذا سميت سورة براءة بالفاضحة والمقشقشة؛ حتى قال ابن عباس : مازال الله عز وجل يقول: ومنهم .. ومنهم .. ومنهم .. ومنهم .. ـ يعني ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني .. ومنهم من يقول كذا ـ حتى ظننا أنها لا تبقي أحداً ) ففضحتهم وكشفتهم.
الرابع من هذه الحكم:الإرشاد إلى مصدر القرآن :-(1/22)
فحينما ينزل هذا القرآن في ثلاث عشرين سنة على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى نفس المستوى من البلاغة والفصاحة والقوة فماذا يعني هذا ؟! يعني أن مصدره من الله عز وجل . فالآن حينما يؤلف الإنسان كتاباً لمدة ثلاث وعشرين سنة، لو نظرت إلى السنة الأولى والسنة الرابعة أو الخامسة والسنة العاشرة والسنة الخامسة عشرة والسنة الأخيرة لوجدت تفاوتاً كبيراً، بل إن الإنسان يكتب فإذا قرأ ما كتب بعد سنتين أو ثلاث أو أربع لربما يعجب كيف كتب هذا الكلام؟ وربما احتاج إلى إعادته، فكونه نزل على نفس المستوى ونفس النمط فأول ما نزل: ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) ،وآخر ما نزل قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (البقرة:278) فهل تجد فرقاً في الفصاحة والعذوبة والقوة ؟! أبداً .. وبين هذه وهذه ثلاث وعشرون سنة .
ونحن حينما نرى بعض الكتب التي يكون العالم قد وُفِّق فيها وكتبها بأسلوب محرر، نقول لعل هذا من آخر مؤلفاته، وإذا رأينا في كتابه شيئاً من الضعف، قلنا لعل هذا من أول تصانيفه، لأن الإنسان لا يزال يُحصِّل المَلَكات، ويتدرج في سلم الكمال حتى يُحصِّل من ذلك ما يشاء الله عز وجل.
أما هذا القرآن؛ فهو كلام رب العالمين لا ترى فيه هذا التفاوت، ولو كان من أحد البشر لرأيت فيه تفاوتاً عظيماً، وهذا داخل تحت عموم قوله تبارك وتعالى ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(النساء: من الآية82) فهذا الاختلاف يقع على صور متعددة منها هذا التباين في الفصاحة والبلاغة وما إلى ذلك. والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
---
أبومجاهدالعبيدي
04-19-2004, 11:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع يستحق القراءة ، وفيه تنبيهات مهمة حول مسائل هذا الموضوع .(1/23)
وبين هذا الموضوع وبين ما طرحته سابقاً تحت عنوان : مسائل مهمة في نزول القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=371&highlight=%E4%D2%E6%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4) اتفاق ظاهر في أكثر المسائل ، فالحمد لله الذي علمنا ما لم نكن نعلم .
مع التنبيه على أني قد أفدت من كتب الشيخ خالد حفظه الله كثيراً ، وأنا أعتبره شيخاً لي ، وإن لم أتشرف بالتلقي منه مباشرة .
---
أبو معاذ البخيت
04-21-2004, 07:35 PM
جزاك الله خيراً أخي ـ أبا مجاهد ـ على مشاركتك وتفاعلك ، وأسأل الله أن يجعل ما تكتبه وتشارك به في هذا المجال في ميزان عملك الصالح يوم تلقاه ، وأحب أن أنبه هنا إلى أن الشيخ خالد حفظه الله كان يود لو يشارك بالكتابة بنفسه ، لكن يمنعه من ذلك: أولاً : صعوبة تعامله مع لوحة المفاتيح ، وأما كتابته السابقة في الملتقى فقد كتبها بيده ثم دفعها لمن يطبعها له ، وهذا ما لايتيسر له دائما .
ثانياً : انشغال الشيخ البالغ فهو يقوم بأعمال وأعباء كثيرة يعلمها القريبون منه، نسأل الله أن يعينه ويوفقه ويسدده ، وإلا فقد أبدا لي أكثر من مرة رغبته في المشاركة بالكتابة في هذا الملتقى المبارك بنفسه، فأسأل الله أن ييسر له ذلك قريباً وأن يوفقنا جميعا لما فيه عز الإسلام وظهوره .. آمين
---
فيصل القلاف
04-22-2004, 09:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل،
وبارك الله في جهدك، وإني منذ أيام معدودة كنت قد انتهيت من دراسة سلسلة الشيخ خالد السبت حفظه الله ( مهمات في علوم القرآن ) وقد استفدت منها كثيراً، ولله الحمد.
وباعتبار أني أخطو أوائل دربي في علوم القرآن، فقد اهتممت بهذه السلسلة كثيراً، فكنت أسمع الشريط أكثر من مرة، ثم أتابع مع الشيخ كتابة، لكني لم أكتب كل ما قال حرفياً.(1/24)
وكنت أعزم في الأيام القادمة أن أبدأ تلخيص ما اجتمع عندي من كلام الشيخ جزاه الله خيراً. وكان الهدف أن يجتمع عندي كل ما ذكر الشيخ من معلومات بصورة مختصرة تشبه المتون العلمية التي في الفنون الأخرى.
وكان الدافع لهذا المشروع ما ذكر الشيخ بارك الله فيه في أول السلسلة، حيث قال أنه ما اختار كتاباً معيناً يسير عليه لأنه لا يوجد كتاب مختصر [ على هيئة المتون ] يجمع أبواب مهمات علوم القرآن.
ثم قدرت أني إذا جمعت هذا المختصر من كلام الشيخ كان عوناً لي على ضبط السلسلة أولاً وسبيلاً للمراجعة واستحضار المعلومة ثانياً.
هذا. وبارك الله في الشيخ وفي كل من أعان على نشر الخير.
---
أبو معاذ البخيت
06-07-2004, 07:38 AM
للرفع
---
أبومجاهدالعبيدي
09-14-2006, 06:53 AM
يرفع للفائدة والمدارسة
---
(1/25)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مركز العناية بالمصاحف المستعملة .
---
مركز العناية بالمصاحف المستعملة .
---
عبدالرحمن الشهري
02-25-2006, 04:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلني على بريدي هذه الرسالة ، من أخي الكريم الدكتور محمد بن تركي التركي وفقه الله .
[line]
المملكة العربية السعودية
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض- فرع الخرج
بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والأرشاد
ترخيص 454/19/2
مركز العناية بالمصاحف المستعملة
بسم الله الرحمن الرحيم
نستقبل المصاحف المستعملة ونقوم بتجديدها ونهديها لمن هم في أمس الحاجة إليها
كما نستقبل الكتب والمطويات والأشرطة الإسلامية والكروت الدعوية
ويتم التوزيع داخل السعودية وخارجها
يا باغي الخير إليك الغنيمة الباردة ( خدمة كتاب الله ) ,
ساهم معنا في جمع المصاحف المستعملة والمستغنى عنها وأوصلها إلى أحد مواقعنا التالية :
----------------
المنطقة الوسطى
الرياض
: جميع فروع مؤسسة مكة الخيرية - المكتب الرئيسي : حي الروضة 4932200
فرع الخليج 2491420 ، فرع العليا 4632338 ، فرع السلي 2421942 ، فرع السويدي 4249191
حي البديعة : إدارة المساجد والمشاريع الخيرية ، حي العريجا : فرع الجمعية الخيرية
حي السلام : قرطاسية دار كندة ج/ 0505263740
حي النظيم : المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات أو الأتصال على : تلفاكس 2303282 ، ج 0505223250
محافظة الخرج
المركز الرئيسي - مركز العناية المصاحف المستعملة بحي السهباء تلفاكس 5452286 ، ج 0506446104
محافظة وادي الدواسر
مركز الدعوة والأرشاد . /2/ خلف مفلح العمور ، ج / 0503165017
محافظة شقراء
التربية والتعليم ( التوعية الإسلامية ، 2/ المستودع الخيري
محافظة الدرعية
مركز الدعوة والإرشاد
محافظة القويعية(1/26)
الجمعية الخيرية / ت 6520704
محافظة الزلفي
فرع مؤسسة مكة الخيرية
محافظة الدوادمي
تسجيلات الجمش الإسلامية ، ج 0504123175
--------------------------
المنطقة الغربية
مكة المكرمة
فرع مؤسسة مكة المكرمة الخيرية
محافظة جدة
مندوبية الدعوة بحي العزيزية ، ج 0504602244 فرع مؤسسة مكة الخيرية
محافظة الطائف
إدارة المساجد والمشاريع الخيرية ، فرع مؤسسة مكة الخيرية
محافظة تربة
مكتب الدعوة والأرشاد
-------------------------------
المنطقة الشرقية
مدينة الدمام
ج 0503807800
محافظة الجبيل
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالصناعية
إدارة المساجد والمشاريع الخيرية
محافظة الأحساء
ج/ 0503472292 ، 0503849575 ، 0504939858
محافظة الخفجي
خالد البلوي 0504852506
--------------------------
المنطقة الجنوبية
محافظة نجران
مبرة ابا السعود الخيرية / ت 5432000
محافظة احد رفيدة
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ، جمعية البر الخيرية
------------------------------
المنطقة الشمالية
مدينة تبوك
مركز الدعوة والإرشاد 0504557435 ت 044279046
مدينة حائل
ابوسفيان 0503054890
مدينة عرعر
حمدان العنزي 0502599869
------------------------------
من أراد زيادة معلومات أو التعاون معنا الأتصال على
إدارة المركز : تلفاكس 015452286 ، ج 0506446104
---
د.أبو بكر خليل
02-26-2006, 07:03 PM
فكرة طيبة ، و مقترح طيب ،
ليته ينتشر في بلادنا كلها ، فنحصل على فائدتين ، و نحقق هدفين :
1 - صيانة المصاحف من الحرق و الطمر و القطع ،
2 - الاستفادة منها بعد تجديدها و إصلاحها ،
فكم من إخوة لنا مسلمين في أمس الحاجة إلى أي مصاحف في بلدان أفريقيا و آسيا .
* كتب الله ذلك في ميزان حسنات كل من شارك في هذا الخير .
---
(1/27)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أين تصدر مجلة الأصالة وكيف يمكنني الحصول على أعداد ماضية منها ؟
---
أين تصدر مجلة الأصالة وكيف يمكنني الحصول على أعداد ماضية منها ؟
---
أبو صفوت
06-20-2006, 11:24 PM
أين تصدر مجلة الأصالة وكيف يمكنني الحصول على أعداد ماضية منها ؟
---
أبو محمد الريشي
06-21-2006, 03:29 PM
أخي الكريم /
هذه المجلة تصدر عن جمعية النور والإيمان الخيرية الإسلامية في لبنان
ورئيس تحريرها هو الشيخ محمد موسى نصر
ويمكن مراسلتها عبر البريد
ص.ب. 6006/13 شوران
بيروت - لبنان
ملاحظة :
المعلومات السابقة أخذتها عن عدد قديم بين يدي للمجلة ولاأدري إن كانت قد تغيرت المعلومات أو لا
---
أبو صفوت
06-21-2006, 05:43 PM
بارك الله فيك وجزاك خيرا
---
(1/28)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > شبهات وردود حول القرآن الكريم ( روابط )
---
شبهات وردود حول القرآن الكريم ( روابط )
---
سلسبيل
08-10-2006, 06:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كثر الحديث في الآونه الآخيره قول علماء الشيعه بتحريف القرآن الكريم ومع انتشار قولهم هذا لم يجد الكثير من الرافضه وسيله للدفاع إلا الهجوم على اهل السنه ورميهم بما ابتلوا به ،،، فأخذوا يجمعون بعض مرويات الصحابه الكرام رضي الله عنهم واختلاف القراءات وغيرها من امور النسخ والأحرف السبعه ثم يتهمون أهل السنه والصحابه رضي الله عنهم بتحريف القرآن الكريم !! وهذا ينم عن جهلهم الشديد بعلوم القرآن الكريم ولا حول ولا قوة إلا بالله
بعض الروابط التي فيها الرد على شبهات حول القرآن الكريم اثارها الروافض أو النصارى او غيرهم
شبهات حول القرآن الكريم والرد عليها ( سبيل الإسلام )
http://www.sbeelalislam.com/shobhatquran/main.htm
شبهات حول القرآن الكريم ( الشبكه الإسلاميه )
http://www.islamweb.net/ver2/Archive/index2.php?thelang=A&vPart=165
شبهات وردود شامله
http://www.ebnmaryam.com/2.htm
شبكة ردود الإسلاميه
http://www.rudood.com/rd/modules.php?name=News&new_topic=5
شبهات حول القرآن الكريم ( طريق القرآن )
http://www.quranway.net/index.aspx?function=Item&id=467&lang=
شبهات حول المتشابه بالقرآن
http://www.balagh.com/mosoa/quran/quran1.htm
---
(1/29)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتب تجويد منوعه
---
حمل كتب تجويد منوعه
---
طويلب علم صغير
11-13-2004, 11:45 PM
حمل كتب تجويد منوعه:
اللؤلؤ المنظوم فى الرسم للمتولى
المتون فى القراءات المفردة
النور الساطع في قراءة نافع
تعليقات على الشاطبية
عقيلة اتراب القصائد فى الرسم للشاطبى
فتح الجليل 1 & 2
كتاب صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص
منظومة آلآن للعلامة المتولى
منظومة رواية شعبة
منظومة شرح صريح النص للشيخ عيون السود الحمصي
ناظمة الزهر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23987
---
(1/30)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن قراءة (هل) الاستفهامية في بعض المواضع في القرآن ؟
---
سؤال عن قراءة (هل) الاستفهامية في بعض المواضع في القرآن ؟
---
أبوعبيدالله المصرى
04-22-2006, 01:45 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من المعلوم أنّ طريقة إلقاء الكلام و أدائه عليه معوّل كبير فى فهم مراد المتكلم منه , فمثلاً قول المتكلم مستفهماً ( قام زيد ؟) , يكون بطريقة يُفهم منها أنّه يريد السؤال عن ذلك , وقول المخاطب مجيباً (قام زيد) يكون بطريقة يُفهم منها أنّه يجيب عن هذا السؤال.
و بالنظر فى بعض الأدوات فى القرآن ك (هل) فقد تأتى للتمنّى كقوله تعالى حكاية عن الكفار (( فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا )).
وقد تأتى بمعنى (قد) كقوله تعالى (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً )).
وقد تأتى بمعنى النفى كقوله تعالى حكاية عن الكفار (( هل هذا إلا بشر مثلكم )).
وقد تخرج (هل) الاستفهاميّة عن أصلها لأغراض بلاغيّة أخرى كالأمر مثلاً فى قوله تعالى ((فهل أنتم مسلمون )) , ((فهل أنتم منتهون))
فكيف تُقرأ هاتان الآيتان الأخيرتان , هل بطريقة الاستفهام باعتبار أصل (هل) , أم بطريقة الأمر باعتبار المعنى الذى خرجت له؟
وكذا فى قوله تعالى ((هل أتى على الإنسان ...))الآية هل تقرأ بالاستفهام أم بطريقة الإخبار لتضمنها معنى (قد) , وذلك كما فى (متى) الاستفهاميّة عند تضمنها الشرط تخرج عن الاستفهام فى (متى أضع العمامة تعرفونى)
وكذا قوله تعالى ((هل يستويان مثلاً)) بطريقة الاستفهام المراد منه النفى و الإنكار , أم بطريقة الإخبار الذى هو النفى و الإنكار كقولنا (ما يستويان مثلاً) ؟
وما دعانى إلى هذا السؤال هو ما قاله الخطيب القزوينىّ فى الإيضاح :" و (هل) لطلب التصديق فحسب كقولك (هل قام زيد ؟) , (هل عمرو قاعد؟).(1/31)
وقوله :"والتصديق حكم بالثبوت أو الانتفاء ".
وقول د. محمد عبد المنعم خفاجى فى تعليقه على الإيضاح ,فى الفرق بين الاستفهام عن التصديق , والاستفهام عن التصور :" الأول _يعنى الاستفهام عن التصديق_ يكون عن نسبة ترددَ الذهنُ بين ثبوتها و انتفائها ".
ف(هل) على ذلك لاتجوز فى حق الله العليم الحكيم.
أرجو إفادتى جزاكم الله خيراً.
---
(1/32)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح للمشرفين الكرام .. افتتاح قسم خاص لمتابعة الرسائل العلمية
---
اقتراح للمشرفين الكرام .. افتتاح قسم خاص لمتابعة الرسائل العلمية
---
السلطان
05-21-2003, 06:52 PM
الإخوة المشرفين على هذا المنتدى المتميز يسرني أن أقدم لكم هذا الاقتراح :
وهو افتتاح قسم خاص لمتابعة الرسائل العلمية في القرآن وعلومه من حيث ما يلي :
1- الإعلان عن المواضيع المسجلة .
2- الإعلان عن مواضيع مقترحة .
3- الإعلان عن مواعيد مناقشة رسائل علمية في مختلف الجامعات .
وغير ذلك لما أرى فيه من الفوائد العلمية القيمة
والله يرعاكم
---
عبدالرحمن الشهري
05-21-2003, 11:48 PM
جزاك الله خيراً يا أخي الكريم السلطان وأعدك بالاهتمام بهذا الأمر. وهو ضمن خطة تطوير الملتقى بإذن الله. واشكرك على حرصك الذي يدفعنا للعمل ، وهدفنا هو النفع للجميع بقدر الطاقة البشرية!!
---
نورة
03-03-2007, 01:58 AM
بارك الله في جهودكم شيخنا الكريم عبد الرحمن الشهري
ونتمنى أن نشاهد ثمار الاقتراح قريبا على أرض الواقع
---
أم حمد
03-03-2007, 10:28 AM
نعم أنا من المطالبين بذلك
ولكم جزيل الشكر
---
(1/33)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بشرى: مشروع رسائل جوال مفكرة الإسلام.. شاركونا!!!!
---
بشرى: مشروع رسائل جوال مفكرة الإسلام.. شاركونا!!!!
---
خالد البكري
03-28-2007, 10:50 PM
http://www.islammemo.cc/mobil.aspx
http://www.islammemo.cc/imgs/mobi/002.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبابنا قرّاء وزوّار موقع مفكرة الإسلام. فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأخيرا هاهي الخدمة التي وعدكم بها إخوانكم في موقعكم مفكرة الإسلام، والتي تقوم فكرتها على إرسال عدد من الرسائل المفيدة والنافعة للمشتركين في هذه الخدمة بشكل مستمر والتي وصلتنا بصددها من قبلكم آلاف الرسائل تسأل عنها تطالب بسرعة إخراجها، فهاهي باكورتها وأولى مراحلها نقدمها لقرائنا الكرام.
1- الخدمات والباقات
و تحوي هذه الباقة في مرحلتها الأولى على:
الباقة الأولى :الأخبار الهامة والعاجلة:
حيث تتيح لك هذه الخدمة مواكبة أهم الأخبار على مدار اليوم ، وكذا الأخبار العاجلة في أسرع وقت ؛ من خلال فريق متميز من المحررين الصحفيين بلغات متعددة.
الباقة الثانية :حياة القلوب:ش
وتضم باقة رائعة من أقوال السلف الصالح الصحيحة المتنوعة، التي فيها حياة القلوب وسعادتها وانشراحها ، والتي تجدد الإيمان في القلب وتذكره بالله واليوم الآخر وتدفعه إلى الهمة العالية و العمل الصالح .
الباقة الثالثة:الحياة الزوجية:
ومن خلالها تحصل على باقة رائعة من النصائح التربوية من قبل علماء و اختصاصيين تربويين من ذوي الخبرة والممارسة، و التي تساعد الزوج والزوجة، في تعاملهما معاً بما يشيع بينهما روح المودة والوئام ويساعدهما على تجاوز مشاكلهما الأسرية، وكذا في تعاملهما مع بعضهما البعض أو مع أولادهما.
الباقة الرابعة: فن الإدارة:(1/34)
وعبر هذا القسم سوف تتلقون جملة رائعة من الجواهر المنتخبة من نفائس الحكم الإدارية والوصايا والتجارب التي صاغها أعلام الإدارة وخبراؤها تزيد وعيك الإداري عمقاً، وأفقك اتساعا.ًوتجد أثرها البناء في تعاملك مع زملائك وقادتك ومرءوسيك.
الباقة الخامسة:حدث في مثل هذا اليوم :
التاريخ وسيلة تثقيف شيقة محببة إلى النفوس، ومن خلال هذه الباقة تتابع أهم الأحداث الموثقة الصحيحة التي وقعت منذ بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى العصر الحديث،يوما بيوم، بأسلوب شيق سهل.
2-أسئلة متكررة•
كيفية الاشتراك فى الخدمة
يتم الاشتراك فى الخدمة عن طريق إرسال رسالة SMS على الرقم 80848 يكتب فيها رقم الباقة المطلوب الاشتراك فيها كما يلي
1 للاشتراك فى خدمة الأخبار الهامة والعاجلة
2 للاشتراك فى باقة حياة القلوب
3 للاشتراك فى باقة الحياة الزوجية
4 للاشتراك فى باقة فن الإدارة
5 للاشتراك فى باقة حدث في مثل هذا اليوم
بعدها تصلك رسالة تقول أنت الآن مشترك في (جوال مفكرة الإسلام) .
ملحوظة الاشتراك فى جوال المفكرة متاح فقط حاليا داخل المملكة العربية السعودية (ترقبوا الخدمة فى جميع دول العالم قريبا)
• ما ثمن الخدمة
ثمن الخدمة 40 هللة يوميا (12 ريال سعودي شهريا) لكل باقة على حده.
• متي سيبدأ استقبال الرسائل بعد الاشتراك
بعد 24 ساعة إلى 48 ساعة من إرسال طلب الاشتراك
للتواصل والاستفسار يرجي مراسلتنا على البريد
memomobile@islammemo.cc
---
د.خضر
03-31-2007, 12:03 PM
إلى الأمام في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين والتيقظ لآخر الأخبار .
---
أحمد البريدي
04-06-2007, 04:53 PM
وفقكم الباري وقد اشتركت معكم رغبة في الفائدة ودعما للمفكرة التي طالما أفادتنا بالكثير .
---
خالد البكري
04-09-2007, 04:41 PM
إلى الأمام في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين والتيقظ لآخر الأخبار .
جزاك الله خير يا الدكتور خضر وأشكرك على مرورك وتعقيبك للموضوع
---(1/35)
خالد البكري
04-09-2007, 04:43 PM
وفقكم الباري وقد اشتركت معكم رغبة في الفائدة ودعما للمفكرة التي طالما أفادتنا بالكثير .
جزاك الله خير أخي الدكتور : أحمد ونفع الله بك وبعلمك ووفقك الله في الدارين
---
عمرو
04-10-2007, 06:06 PM
ورد هذا الخبر على موقع مفكرة الإسلام
http://www.graaam.com/up/p4ic/c5aa367cf7.jpg
للتواصل والاستفسار
memomobile@islammemo.cc
---
(1/36)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبحث ـ خاصة المالكية منهم ـ حول قرآءة القرآن جماعة
---
أبحث ـ خاصة المالكية منهم ـ حول قرآءة القرآن جماعة
---
ابو الحسن الأكاديري
03-22-2006, 01:37 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ارجوا من الاخوة الافاضل ان يوفيدونا في هذا الموضوع فكل من وقف على كلام لأهل العلم فلا يبخل به علينا خاصة المالكية منهم
وقد و قفت بالقريب العاجل على كلام في ملتقى أهل الحديث إلا انه قليل شيئا ما .
فظاهرة قراءة القرآن جماعة عندنا بالمغرب متفشية قديما و حديثا و قد وفق الله طالب علم بالدندنة حول هدا الموضوع فساعدوه بارك الله فيكم
واني اسال الله جل في علاه ان يوفقه و اياكم لكل خير انه و لي ذلك ومولاه
abo_lhassan@hotmail.com
---
أبو عبد المعز
03-22-2006, 02:16 AM
هذا كلام شيخنا تقي الدين الهلالي-رحمه الله- مستل من كتابه الحسام الماحق:
( بدعة قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة )اعلم أن الاجتماع لقراءة القرآن في المسجد في غير أوقات الصلاة مشروع لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده ، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )) . رواه مسلم من حديث أبي هريرة .(1/37)
لكن الاجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - و عمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم و الباقون يسمعون ، و من عرض له شك في معنى الآية استوقف القارئ ، و تكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها ، و يتضح للحاضرين ، ثم يستأنف القارئ القراءة . هكذا كان الأمر في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - و بعده إلى يومنا هذا في جميع البلاد الإسلامية ما عدا بلاد المغرب في العصر الأخير ، فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى (( عبد الله الهبطي )) وقفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة ، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة و هي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة :
الأولى : أنها محدثة و قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة )) .
الثانية : عدم الإنصات فلا ينصت أحد منهم إلى الآخر ، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن ، و قد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بقوله : (( كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن ، و لا يؤذ بعضكم بعضاً )) .
الثالثة : أن اضطرار القارئ إلى التنفس و استمرار رفقائه في القراءة يجعله يقطع القرآن و يترك فقرات كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه ، و ذلك محرم بلا ريب .
الرابعة : أنه يتنفس في المد المتصل مثل : جاء ، و شاء ، و أنبياء ، و آمنوا ، و ما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين ، و لا شك في أن ذلك محرم و خارج عن آداب القراءة ، و قد نص أئمة القراءة على تحريم ما هو دون ذلك ، و هو الجمع بين الوقف و الوصل ، كتسكين باء (( لا ريب )) و وصلها بقوله تعالى : { فيه هدى } قال الشيخ التهامي بن الطيب في نصوصه :
الجمع بين الوصل و الوقف حرام ..........نص عليه غير عالم همام.(1/38)
الخامسة : أن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب في صلواتهم في كنائسهم ، فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك ، و الطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة و قد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد : { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } و نحن نشاهد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن و لا ينتفع به ، و تا الله لقد شاهدت قراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته و لا برؤية القبور و لا بما يقرؤونه من القرآن ، فقبح الله قوماً هذا حالهم (( و بعداً للقوم الظالمين )) .
قال أبو إسحاق الشاطبي في (( الاعتصام )) : (( و اعلموا أنه حيث قلنا : إن العمل الزائد على المشروع يصير وصفاً له أو كالوصف فإنما يعتبر بأحد أمور ثلاثة : إما بالقصد ، و إما بالعبادة ، و إما بالزيادة أو بالنقصان .
إما بالعبادة كالجهر و الاجتماع في الذكر المشهور بين متصوفة الزمان ، فإن بينه و بين الذكر المشروع بوناً بعيداً إذ هما كالمضادين عادة ، و كالذين حكى عنهم ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال : (( مر عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه و هو يقول : سبحوا عشرا و هللوا عشرا ، فقال عبد الله : إنكم لأهدى من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أو أضل ؟ بل هذا (( يعني أضل )) )) .
و في رواية عنه : أن رجلاً كان يجمع الناس فيقول : رحمه الله من قال كذا و كذا مرة (( الحمد لله )) . قال فمر بهم عبد الله بن مسعود فقال لهم : (( هديتم لما لم يهد نبيكم ، و إنكم لتمسكون بذنب ضلالة )) ، و ذكر لهم أن ناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم و قد كوم كل رجل بين يديه كوماً من حصى قال : فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد و يقول : (( لقد أحدثتم بدعة و ظلماً و كأنكم فقتم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - علما )) )) انتهى .(1/39)
تعليق : و قد روى هذا الحديث عن ابن مسعود من طرق كثيرة بعبارات مختلفة لفظاً و متفقة معنى ، بعض الروايات مطول و بعضها مختصر و فيه فوائد :
الأولى : هذا الحديث موقوف و لكنه في حكم المرفوع ، لأن ابن مسعود صرح بأن ذلك مخالف لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ففي بعض الروايات : (( و يحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ، هذه ثيابه لم تبل ، و أوانيه لم تكسر ، و نساؤه شواب ، و قد أحدثتم ما أحدثتم )) ، و في رواية أخرى أن عبد الله بن مسعود لما طردهم من مسجد الكوفة و رماهم بالحصباء ، خرجوا إلى ظاهر الكوفة و بنوا مسجداً و أخذوا يعملون ذلك العمل ، فأمر عبد الله بن مسعود بهدمه فهدم .
الثانية : أن البدعة و إن كانت إضافية شر من المعاصي كما حققه أبو إسحاق الشاطبي فهي حرام ، إنما كانت شراً من المعاصي لأن المعصية يفعلها صاحبها و هو معترف بذنبه فيرجى له أن يتوب منها .
الثالثة : أن المبتدع يستحق العقاب و الطرد من المسجد إن كان الابتداع فيه .
الرابعة : أن كل مسجد بني على قبر أو بني لارتكاب البدع فيه يجب هدمه ؛ لأنه مثل مسجد الضرار الذي أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهدمه و إحراقه ، فهدمه أصحابه و جعل كناسة ترمي في الجيف ، و قد نقل غير واحد عن ابن حجر الهيثمي أنه قال : (( إن هذه المساجد المبنية على القبور هي أحق بالهدم من مسجد الضرار )) ، و ابن حجر هذا كان مبتدعاً ضالاً و لكنه في هذه المسألة قال الحق ، و الحكمة ضالة المؤمن ، يأخذها حيث وجدها .(1/40)
أما الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني فهو إمام محقق لم يشرح أحد صحيح البخاري مثل شرحه المسمى بـ (( فتح الباري )) و لذلك قال العلماء : (( لا هجرة بعد الفتح )) . أي لا شرح للبخاري يستحق الاعتبار بعد فتح الباري ، ثم قال أبو إسحاق عاطفاً على البدع المنكرة : (( و من أمثلة ذلك أيضاً : قراءة القرآن على صوت واحد ، فإن تلك الهيئة زائدة على مشروعية القراءة ، و كذلك الجهر الذي اعتاده أرباب الرواية )) انتهى .
قال محمد تقي الدين : و العجب من هؤلاء المشركين المبتدعين الضلال ، فإنهم يتلونون تلون الحرباء لا يستقرون على حال أبداً ، فتارة يدعون أنهم مقلدون لمالك ، و يرون من خالف مذهبه كمن خالف القرآن و السنة الثابتة المحكمة ، و يغلون في ذلك إلى أن يجعلوا البسملة و التعوذ و قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية و الجهر بالتأمين و وضع اليمنى على اليسرى و رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و بعد القيام من التشهد الأول ، و السلام تسليمتين ( السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ) و ما أشبه ذلك من السنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التي يراها من له أدنى إلمام بالفقه في الدين كالشمس في رابعة النهار كأنه يشاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعلها لا يشك في ذلك و لا يرتاب فيه ، يجعلون ذلك من المنكرات التي يجب أن تغير ، و يكتب فيها من بلد إلى بلد مع أن مالكاً في الحقيقة قائل ببعضها تفصيلاً و بسائرها إجمالاً ، ثم يخالفون فيما ينهى عنه و يكرهه كراهة تحريم من البدع التي لا تسند إلى أي دليل كعبادة القبور و زيارتها زيارة بدعية ، و قراءة القرآن على الميت بعد موته و على قبره ، و قراءة القرآن جماعة بصوت واحد ، و قراءة الأذكار و الأوراد كذلك ، و قد صرح بذلك خليل الذي يعدون مختصره قرآناً يتلى غلواً منهم و ضلالاً .(1/41)
قال في مختصره عاطفاً على المكروهات : (( و جهر بها في مسجد كجماعة )) ، و لا يبالون بخلافه فيما اعتادوه من البدع ، فيحلونه عاماً و يحرمونه عاماً ، و ما أحسن قوله تعالى في سورة القصص يخاطب رسوله - صلى الله عليه وسلم - : { فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم . و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله . إن الله لا يهدي القوم الظالمين } (1).
---
أبو عبد المعز
03-22-2006, 02:40 AM
........ومن كلامه -رحمه الله- في سيرته الدعوية:"الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة" هذا النص بطوله حيث تجد البحث الفقهي والسرد المشوق والفائدة التاريخية:
…و ذلك أنهم علموا أني حين أقمت بشفشاون وعظة قراء القرآن جماعة بلسان واحد أن يتركوا ذلك العمل لأنه مخالف للسنة و ذكرت لهم حديث أبي داود عن أبي سعيد الخدري قال: اعتكف صلى الله عليه و سلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة, فكشف الستر و قال: { ألا إن كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا و لا يرفع بعضكم على بعض في القراءة } و روى مالك في الموطأ عن فروة بن بياضة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على الناس و هم يصلون و قد علت أصواتهم بالقراءة فقال: { إن المصلي يناجي ربه لينظر بما يناجيه به و لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن } قال ابن عبد البر: حديث البياضي و أبي سعيد ثابتان صحيحان. فاستمعوا لنصحي و تركوا القراءة على تلك الصورة ثم تبعهم أهل المساجد الأخرى.(1/42)
…فوجد أمير شفشاون و نائب قاضيها باتفاق مع الوزير الوازر أنهم يدخلون علي من هذا الباب, فأعد الوزير و أعوانه فتوى في صحيفة طولها نحو ذراعين ـ أراني إياها الوزير فيما بعد ـ وزعموا أن الراجح في مذهب مالك أن القراءة برفع الصوت جماعة في المسجد ـ و إن كان الناس في كل لحظة يدخلون و يصلون تحية المسجد ـ جائزة بل مستحبة, و كل من درس مذهب المالكية في هذه المسألة يعرف أنهم كاذبون, و قد نص خليل على ذلك بقوله: ( و جهر بها في مسجد كجماعة و أقيم القارئ في المسجد يوم الخميس أو غيره ) و بسط في ذلك شراحه خصوصا المواق. فضربوا بذلك عرض الحائط و اتبعوا بنيات الطريق.
…و لما أعدوا الفتوى و أطلعوا على ذلك سادتهم المستعمرين رضوا عنهم و قالوا لهم: لله دركم من عبيد ناصحين مخلصين, فإن هذه المكيدة لم تخطر لنا على بال و بها يبقى أمرنا سرا مكتوما, فاتفقوا مع أمير شفشاون أن يأمر القراء بالعود إلى تلك المخالفة لأنهاهم أنا فيتخذ ذلك وسيلة للقبض علي و إيداعي السجن بدعوى التشويش في أمور الدين, فجاءني النذير من أصحابنا و أخبرني بأن الأمير و نائب القاضي و أعوانهما سينصبون هذا الفخ الشيطاني في الجامع الكبير يوم الجمعة و سيأتي الأمير بالشرطة ليقبضوني.(1/43)
…و كنت في ذلك الوقت أقاسي من شدة الربو و الضعف الشيء الكثير فقال لي: وازع النفس الأمارة بالسوء:اترك صلاة هذه الجمعة و أنت مريض عذرك نعك و لا تجعل لهم سبيلا عليك فما بك قدرة على السجن و التعديب!! فقال لي وازع الله في قلبي: أنت خضت هذه المعركة منذ زمان طويل و لم تبال بما يصيبك في سبيل الله فكيف تجبن البوم؟! فغلبت النفس اللوامة على النفس الأملرةو و ذهبت و أنا أظن أنني لا أتم صلاة ركعتين تحية المسجد حتى يصعد الخطيب على المنبر و لا يبقى مجال لتغيير المنكر, و لكن ماكتب على المرء لا بد من وقوعه, فتوجهت إلى الجامع الكبير و وجدت جماعة القراء قد عادت إلى القراءة جماعة رافعين أصواتهم بأقوى ما يستطيعون, فصليت ركعتين ثم ذهبت إليهم و وقفت على حلقتهم و رفعت صوتي و قلت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: { كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن و لا يؤذ بعضكم بعضا } فما كدت أنتهي من هذا الحديث حتلا سمعت صوتا و هو صوت الأمير يقول:اشت اسكت, فقلت: اسكت أنت يا جاهل يا ظالم أما تستحيي من الله أن تقبل حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثل هذا من سوء الأدب؟! فما شعرت إلا و خمسة من الشرطة يدفعونني إلى باب المسجد, فمروا بي على نائب القاضي الحسن العمرتي فقام واقفا و قال بأعلى صوته: اضربوا الكلب الكافر. هذا أمر من الخليفة ففضح سرا دون أن يشعر, و لم يمهلوني أن أبحث عن حذائي فقلت لهم: أنا لا أمشي حافيا فذهب بعضهم و جاءني بأحذية متعددة حتى وجدت من بينها حذائي فاحتذيته, فصار أحدهم يدفعني في كتفي و يقول (زيد زيد) و معنى ذلك بالغة المغربية امش امش, فقلت: يا هذا هون عليك فإنك لا تستطيع أن ترعبني و لست بنادم على ما صنعت و لا خائف مما تبيتونه لي و الله غالب على أمره و لكنكم قوم تجهلون. قلت معنى ذلك باللغة المغربية, حتى أوصلوني إلى غرفة التوقيف التابعة لمكتب الأمير و أدخلوني و أغلقوا علي الباب, و كان(1/44)
معي مصلاي فبسطته و صليت الظهر أربع ركعات, و كانت رائحة كريهة تنبعث من أركان تلك الغرفة و إن كنت لم أر نجاسة فيها.
…و بعد نصف ساعة أي بعدما رجع الأمبر من الصلاة و علم أن أعوانه حبسوني في غرفة الموقوفين و هو يعلم خبثها تحركت فيه عاطفة الرفق, فأمر أحد الكتاب أن ينضم إلى موظف آخر و يترك غرفته حسبما سمعت و أمرني أن ينقلوني إلى غرفته, فسمعت صلصلة المفتاح في القفل ففتح الباب و دخل شرطي و قال لي: قم و اتبعني فانطلق بي إلى غرفة نظيفة فيها مقعد خشبي فجلست عليه و أغلق علي الباب بالمفتاح, فبعد قليل فتح الباب و دخل أحد الموظفين و هو من أقارب الأمير و هو المسمى ابن اليماني فجاءني بطعام فأكلت منه قليلا, و قال لي: إن الأمير نادم على عمله و لكنك أهنته أشد الإهانة على رؤوس الأشهاد فصار مضطرا إلى أن يعاملك بمثل هذه المعاملة فقلت له { اعملوا على مكانتكم إنا عاملون و انتظروا إنا منتظرون }هود:121,122.
…ثم علمت زوجتي بما وقع فبعثت لي فراشا و طعاما مع أخيها فلم أستطع أن آكل سيئا فقلت له: رده و آتني بالمصحف, لأن أحب أن أقرأ فيه لأكون أقوى على التدبر مني لو قرأت من حفظي فجاءني به.
---
ابو الحسن الأكاديري
03-23-2006, 12:09 AM
جزاكم الله خيرا أخنا أبو عبد المعز وبارك فيك و في وقتك
لقد و قفت سالفا على كلام شيخنا محمد تقي الدين الهلالي-رحمه الله-
إن كان عندك فتاوى لعلماء الماليكة فلا تبخل بها علي جزيتم خيرا
محبكم في الله أحمد أبو الحسن
---
أبو عبد المعز
03-31-2006, 09:16 PM
أخي أبا الحسن..
يبدو أن التراث المالكي في هذه المسألة بعينها شحيح جدا....فلو تكلم فيها الفقهاء لنقله الشيخ تقي الدين خاصة لو تعلق الأمر بالمعترضين على القراءة الجماعية لأنه رحمه الله يود لو يقيم عليهم الحجةمن أنفسهم...(1/45)
وسبب ندرة الفتاوى قد تعود إلى انحصار هذه البدعة في المغرب فلو شاعت في المشرق لقامت حولها المناظرات نظرا لتعدد المذاهب هناك.....أما المغرب كما تعرف فقد تميز عموما بالوحدة المذهبية...فقل المعترضون.
ويخيل إلي أن الونشريسي قد ذكر هذه النازلة في فتاويه....لكني لست متأكدا فلعلك تتثبت بنفسك بالرجوع إلى فتاويه ...
وفقك الله.....وأعانك في مرادك.
---
مساعد الطيار
04-01-2006, 12:19 AM
كتب الدكتور الحسن بن أحمد وكاك في تقديمه النفيس لتحقيق كتاب تقييد وقف القرآن الكريم للشيخ محمد بن أبي جمعه الهبطي السماتي ( الصماتي ) ( ت : 930 ) ؛ كتب عن طرق الأداء المعروفة في المغرب بعد عصر الهبطي ، وذكر فيه هذه الطريقة وغيرها ، ولعلها تفيد من الجهة التاريخية في هذا الموضوع .
---
أبو عبد المعز
04-03-2006, 03:32 PM
هناك فتوى في الموضوع-ما يقرب من اربع صفحات-في كتاب الفتاوى للشيخ محمد كنوني المذكوري رحمه الله .....وهو كتاب شائع في مكتبات المغرب وأظنك اطلعت عليه.
---
أبو مجاهد المغربي
04-05-2006, 02:27 PM
السلام عليكم و رحمة الله
أخي بارك الله فيك .
راجع كتاب المعيار المعرب للونشريسي مأذكر الجزء 11 أو 12 و لكن إستعن بالفهرس ففيه بعض فتاوي المالكية و نقول عن الإمام مالك ببدعية هذا العمل و هذا الكتاب من مطبوعات الأوقاف المغربية فأرجو الله أن تجد مبتغاك فيه
و السلام عليكم
---
د.أبو بكر خليل
04-05-2006, 11:17 PM
هذا كلام شيخنا تقي الدين الهلالي-رحمه الله- مستل من كتابه الحسام الماحق:(1/46)
( بدعة قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة )اعلم أن الاجتماع لقراءة القرآن في المسجد في غير أوقات الصلاة مشروع لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده ، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )) . رواه مسلم من حديث أبي هريرة .
لكن الاجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - و عمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم و الباقون يسمعون ، و من عرض له شك في معنى الآية استوقف القارئ ، و تكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها ، و يتضح للحاضرين ، ثم يستأنف القارئ القراءة . هكذا كان الأمر في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - و بعده إلى يومنا هذا في جميع البلاد الإسلامية ما عدا بلاد المغرب في العصر الأخير ، فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى (( عبد الله الهبطي )) وقفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة ، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة و هي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة :
.............................
........................... .
قال محمد تقي الدين : و العجب من هؤلاء المشركين المبتدعين الضلال ، فإنهم يتلونون تلون الحرباء لا يستقرون على حال أبداً ، فتارة يدعون أنهم مقلدون لمالك ،...............).
----------------------------------------------------------
- هل من تأول الاجتماع على قراءة القرآن الكريم - الوارد في الحديث المذكور - على الصورة المذكورة أعلاه على تقدير بدعيته يكون من المشركين ؟!(1/47)
و كيف يفعل بقوله صلى الله عليه و سلم : " ثَلَاثٌ مِنْ أَصْلِ الْإِيمَانِ : الْكَفُّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا نُكَفِّرُهُ بِذَنْبٍ وَلَا نُخْرِجُهُ مِنْ الْإِسْلَامِ بِعَمَلٍ ، وَالْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ ، وَالْإِيمَانُ بِالْأَقْدَارِ" .
( أخرجه أبو داود في " سننه " ) .
- و أخرج الإمام البخاري في " صحيحه " :
( حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا " ) .
---
أبو عبد المعز
04-05-2006, 11:58 PM
لو تسأل الله أن يرزقك الفهم خير لك......
---
د.أبو بكر خليل
04-06-2006, 04:09 AM
اللهم ارزقني و إياك الفهم و التقوى ،
و جنبنا رمي المسلمين الموحدين بالشرك و الضلال
اللهم آمين ، يا رب العالمين
---
د.أبو بكر خليل
04-06-2006, 06:38 AM
و إذا كان الإمام ابن حجر الهيثمي - صاحب " مجمع الزوائد " - ضالا في زعم من نقلت عنه، و وافقته ، فلا مؤاخذة عليك بعد ذلك في شئ ، إذ لم أكن أعرف مذهبك الفكري ،
و إليك ترجمته كما جاءت في " موسوعة الأعلام " - (ج 1 / ص 125)
ابن حجر الهيثمى توفى سنة 974 هجرية
أحمد بن محمد بن على السعدى الأنصاري شيخ الإسلام أبو العباس فقيه ، باحث مصرى مولد. فى محله أبو الهيثم غربية وإليها نسبته، تعلم فى الأزهر وله تصانيف كثيرة ، منها كتب كثيرة منها تحفة المحتاج لشرح المنهاج ) .
(
---
أبو عبد المعز
04-06-2006, 07:13 AM(1/48)
د.أبو بكر خليل....
لا تبتئس.....فلست أول -ولن تكون آخر-من يخلط بين الحافظ نور الدين علي بن أبي بكرالهيثمي وبين الفقيه ابن حجر الهيتمي....
---
د.أبو بكر خليل
04-06-2006, 03:54 PM
جلَ من لا يسهو ، سبحانه جلَ شأنه
---
ابو الحسن الأكاديري
04-15-2006, 03:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اخي الحبيب أبو عبد المعز جزيت خيرا وإني اسئله جل في علاه ان يوفق لكل خير إنه و لي ذلك و القادر عليه
اخي الفاضل د.أبو بكر خليل :الا تتقي الله في نفسك
لقد عنونت بعنوان ضخم على مشاركتك تدعوا فيه على الدكتور محمد تقي الدين
أهكذا علمتك السنة حقا ؟ هل هذا ما استفدته من طول تجارب ؟ تدعوا عليه و له فضل عليك
و بعدها تنتقل بالطعن في علمه ومن زامن الشيخ او قرا له تصانيفه لعلم قدره .
فمن تتبع كلام الشيخ ظهر له أنه قيد كلامه بأوصاف لو اتصف بها أي انسان لرمي بالشرك و الابتداع و الضلال
و ما استشهدت به من الاحاديث هوخلاف ما ذكر فهي تنصب كلها في التكفير
أم انك لا تفرق بين الشرك و الكفر . و الله المستعان
ثم تسرعت في الحكم عليه ثانية بدعوى انه لا يفرق بين الحافظ نور الدين علي بن أبي بكرالهيثمي وبين الفقيه ابن حجر الهيتمي . و العكس هو الصحيح . فعليك بالتريث
واستغفر الله
و الله شاهد أني ما اردت بكلامي هذا الرد عليك بقدر ما اردت منه النصح
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و ارنات الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه
---
ابو عبد الله السلفي
04-15-2006, 03:52 AM
جزاك الله خيرا يا ابا الحسن وهدى الله الاخ ابو بكر خليل
---
ابو الحسن الأكاديري
04-15-2006, 09:02 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اليك اخي د. ابو بكر خليل ترجمة موجزة لشيخنا محمد تقي الدين الهلالي الحسني - رحمه الله -
لتعرف قدر من طعنت فيه و لا حول ولا قوة الا بالله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7186
نسال الله ان يهدي الجميع
---(1/49)
د.أبو بكر خليل
04-16-2006, 12:41 AM
لا يعرف الحق بالرجال ، و إنما تعرف الرجال بالحق ،
و لقد نظرت إلى القول بشرك قراء القرآن الكريم جماعة فأنكرته ، بصرف النظر عن قائله ،
و الأمر المؤسف ألا يتصدى أحد هنا للنكير على تكفير قراء القرآن الكريم ،
و لست بداخل في جدال التفرقة بين الشرك و الكفر ،
و لست بمجادل من يرمي الناس بالشرك لذلك الفعل ،
فاللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن .
اللهم آمين .
---
ابو الحسن الأكاديري
04-16-2006, 03:42 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخي د. ابو بكر خليل اسئل الله لك الهداية
فو الله لا نعرف من الرجل الا انه رجل حق لا غير ولا يظهر خلاف ذلك الا لمتبعي الهوى و لا اراك الا كذلك
و الناظر في ما كتبته يوهم له ان الشيخ تكفيري حقا وهو بريء من ذلك براءة الذئب من دم يوسف و القارء لكتبه يستحيل تماما ان يقف على ما افتريته عليه
اناشدك الله ان تأتيني بكلمة كفرية اطلقها الشيخ في مقاله المذكور
و الظاهر عليك انك لا تفرق بين الشرك و الكفر لأنه ليس بجدال فاهل السنة و الجماعة يصطلحون على مفهوميهما ولا يختلفون ، فان كنت من اهل السنة علمت قصدي
اخي الحبيب اولا و اخيرا لست هنا لأجادلك
إنما جذبني اليك النصح لا غير لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم " الدين النصحية ...الحديث "
ولا يسعني الا ان ادعوا لك بما دعى لك به اخونا ابو عبد المعز
أسأل الله أن يرزقك الفهم
تحياتي ......
---
ابو عبد الله السلفي
04-16-2006, 03:57 AM
اخي الفاضل ابو بكر خليل اني وجدت الاخ ابو الحسن منصف معك وهو يحبك ويبغي لك الخير فعض على نصيحته بالنواجذ.
فالنصيحة والتواصي بالحق اصل من اصول الدين الاربع.
---
د.أبو بكر خليل
04-16-2006, 07:30 AM
كنت أتمنى أن تكون لغة الحوار أو الجدال بين أعضاء الملتقى أرقى من ذلك .
---
ابو الحسن الأكاديري
04-16-2006, 07:06 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(1/50)
اخي ابو بكر خليل ان اطلاق و صف الشرك على من يقرءون القران جماعة لم يأتي من غلو ولا تنطع فالشيخ رحمه الله يعلم حال اهل البدع في بلده و عانى من محاربتهم لدعوته فاكثرهم يحضرون مواسم الأولياء و الصالحين و يذبحون للمخلوقين و يستغيثون بالأحجار و الأشجار و يكتبون القران في حروز وطلاسيم بل منهم من يبيع كلام الله سبحان الله تبارك و تعالى بثمن بخس ولو اردت ان احكي واقع كثير ممن ينصرون القراءة الجماعية و غيرها من البدع لطال المقام لذا فعليك ان تحمل كلام الشيخ على أمثال هؤلاء أما من قرأه بهذه الطريقة متأولا او مجتهدا فيعذره الله ان شاء
و كما يقال أهل مكة ادرى بشعابها فالشيخ من جلدتنا مغربي الأصل
ورحم الله من قال : تكلم بعلم أو اسكت بحلم
---
أبو عبد المعز
04-16-2006, 07:49 PM
أبا الحسن-بارك الله فيك وزادك من العلم والحلم-
كلام الشيخ تقي الدين ليس فيه ما يفهم تكفير قراء القرآن جماعة .....ولا يحتاج إلى حمل أو تأويل....
نقلت عنه من الحسام:
فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى (( عبد الله الهبطي )) وقفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة ، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة و هي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة :
الأولى : أنها محدثة و قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة )) .
الثانية : عدم الإنصات فلا ينصت أحد منهم إلى الآخر ، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن ، و قد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بقوله : (( كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن ، و لا يؤذ بعضكم بعضاً )) .
الثالثة : أن اضطرار القارئ إلى التنفس و استمرار رفقائه في القراءة يجعله يقطع القرآن و يترك فقرات كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه ، و ذلك محرم بلا ريب .(1/51)
الرابعة : أنه يتنفس في المد المتصل مثل : جاء ، و شاء ، و أنبياء ، و آمنوا ، و ما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين ، و لا شك في أن ذلك محرم و خارج عن آداب القراءة ، و قد نص أئمة القراءة على تحريم ما هو دون ذلك ، و هو الجمع بين الوقف و الوصل ، كتسكين باء (( لا ريب )) و وصلها بقوله تعالى : { فيه هدى } قال الشيخ التهامي بن الطيب في نصوصه :
الجمع بين الوصل و الوقف حرام ..........نص عليه غير عالم همام.
الخامسة : أن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب في صلواتهم في كنائسهم ، فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك ، و الطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة و قد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد : { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } و نحن نشاهد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن و لا ينتفع به ، و تا الله لقد شاهدت قراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته و لا برؤية القبور و لا بما يقرؤونه من القرآن ، فقبح الله قوماً هذا حالهم (( و بعداً للقوم الظالمين )) .
فقد سمى القراءة الجماعية بدعة -وهي كذلك -ولم يسمها شركا أو كفرا .وذكر مفاسدها....ولم يعد منها الخروج من الدين كما فهم من لم يرزق الفهم.(1/52)
قال محمد تقي الدين : و العجب من هؤلاء المشركين المبتدعين الضلال ، فإنهم يتلونون تلون الحرباء لا يستقرون على حال أبداً ، فتارة يدعون أنهم مقلدون لمالك ، و يرون من خالف مذهبه كمن خالف القرآن و السنة الثابتة المحكمة ، و يغلون في ذلك إلى أن يجعلوا البسملة و التعوذ و قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية و الجهر بالتأمين و وضع اليمنى على اليسرى و رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و بعد القيام من التشهد الأول ، و السلام تسليمتين ( السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ) و ما أشبه ذلك من السنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التي يراها من له أدنى إلمام بالفقه في الدين كالشمس في رابعة النهار كأنه يشاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعلها لا يشك في ذلك و لا يرتاب فيه ، يجعلون ذلك من المنكرات التي يجب أن تغير ، و يكتب فيها من بلد إلى بلد مع أن مالكاً في الحقيقة قائل ببعضها تفصيلاً و بسائرها إجمالاً ، ثم يخالفون فيما ينهى عنه و يكرهه كراهة تحريم من البدع التي لا تسند إلى أي دليل كعبادة القبور .
لقد فهم المعترض من قولنا: المشركون يقرؤون القرآن جماعة.....أن قراءتهم سبب لشركهم.
فهلا فهم من قول العربي:البخيل استيقظ باكرا.أن الاستيقاظ سبب لاتصافه بالبخل.
وهل فهم من قول الناس:المرأة ضحكت .أن ضحكها كان سببا في كونها امراة..وبدون ضحكها يستصحب الحال فهي رجل على الأصل..
فهلا فهم من قول العقلاء:السيارة تملأ بالبنزين وتسير في الصحراء وتطلق الصفير...أن كونها سيارة مناط بما ذكر....
والمصيبة أنه يشتكي من أسلوب الحوار......وقد آذى هو الأحياء والأموات.
فإلى الله المشتكى.
---
الجكني
04-17-2006, 12:19 AM(1/53)
لى ملاحظات: 1-منذ متى والمشركون يقرؤن القرآن ؟ ياأخى (الشرك ) مصطلح شرعي لايملكه أحد ليرميه على المسلمين جزافاً فإذا كان الكفر -وهو أهون من الشرك،وكلاهما لاخير فيه - لايوصف به المسلم إلا بشروط منها اعتقاده الكفر فى ذلك العمل فكيف يحق لشخص مهما بلغ من العلم وصف المسلمين به فى مسائل هى من باب الاجتهاد عند من يرى جوازها ، وأنا هنا لا أتكلم فى المسألة من حيث جوازها وعدمه أومن حيث بدعيتها وشركيتها، لا ، ولكن أرى أن الحكم بالشرك والبدعة والضلال على المسلمين بفتوى رجل واحد يعتريه ما يعترى الناس أمر جد خطير وبعيد من الفقه 02-من قال من المالكية أو غيرهم أن مختصر الشيخ خليل رحمه الله تعالى (قرآنا يتلى غلواً منهم) ؟؟؟3-أما ابن حجر الذى نقلت كلامه مستدلا به مع وصفك له (يأنه مبتدع وضال) فقد قدم للأمة الأسلامية الكتب النافعة المفيدة فماذا قدمت أنت لها ؟؟؟ وليكن فى العلم أنى لست حنفياً ولامتصوفاً 0والله من وراء القصد
---
الجكني
04-17-2006, 12:23 AM
4- وأما الشيخ الهبطى رحمه الله فأرى أنه لايقال له ( أحد المغاربة ) فالشيخ ليس نكرة على الأقل عند بنى قومه ؛ وقد آن الأوان لأسلوب اللمز والغمز أن ينتهى بين المسلمين المختلفين فى الفروع ، والله يحفظ الجميع0
---
د.أبو بكر خليل
04-17-2006, 10:29 AM
أبا الحسن-بارك الله فيك وزادك من العلم والحلم-
كلام الشيخ تقي الدين ليس فيه ما يفهم تكفير قراء القرآن جماعة .....ولا يحتاج إلى حمل أو تأويل....
نقلت عنه من الحسام:
فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى (( عبد الله الهبطي )) وقفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة ، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة و هي بدعة قبيحة تشتمل على مفاسد كثيرة :
الأولى : أنها محدثة و قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة )) .(1/54)
الثانية : عدم الإنصات فلا ينصت أحد منهم إلى الآخر ، بل يجهر بعضهم على بعض بالقرآن ، و قد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بقوله : (( كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن ، و لا يؤذ بعضكم بعضاً )) .
الثالثة : أن اضطرار القارئ إلى التنفس و استمرار رفقائه في القراءة يجعله يقطع القرآن و يترك فقرات كثيرة فتفوته كلمات في لحظات تنفسه ، و ذلك محرم بلا ريب .
الرابعة : أنه يتنفس في المد المتصل مثل : جاء ، و شاء ، و أنبياء ، و آمنوا ، و ما أشبه ذلك فيقطع الكلمة الواحدة نصفين ، و لا شك في أن ذلك محرم و خارج عن آداب القراءة ، و قد نص أئمة القراءة على تحريم ما هو دون ذلك ، و هو الجمع بين الوقف و الوصل ، كتسكين باء (( لا ريب )) و وصلها بقوله تعالى : { فيه هدى } قال الشيخ التهامي بن الطيب في نصوصه :
الجمع بين الوصل و الوقف حرام ..........نص عليه غير عالم همام.
الخامسة : أن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب في صلواتهم في كنائسهم ، فواحدة من هذه المفاسد تكفي لتحريم ذلك ، و الطامة الكبرى أنه يستحيل التدبر في مثل تلك القراءة و قد زجر الله عن ذلك بقوله في سورة محمد : { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } و نحن نشاهد معظم من يقرأ على تلك القراءة لا يتدبر القرآن و لا ينتفع به ، و تا الله لقد شاهدت قراء القرآن على القبر فلم يتعظوا بمشاهدته و لا برؤية القبور و لا بما يقرؤونه من القرآن ، فقبح الله قوماً هذا حالهم (( و بعداً للقوم الظالمين )) .
فقد سمى القراءة الجماعية بدعة -وهي كذلك -ولم يسمها شركا أو كفرا .وذكر مفاسدها....ولم يعد منها الخروج من الدين كما فهم من لم يرزق الفهم.
.
---------------------------------------------------------------
- لا لوم عليك ، و لكن اللوم على من غض الطرف عن استرسالك في التطاول بالقول ،(1/55)
و ما أحسب هذا الإغضاء إلا رضاء ضمنيا عن تلك الطرق المعيبة في مخاطبة و محاورة مختلفي الرأي ،
و كل ما يؤخذ علينا أننا من قوم لا نذهب إلى القول بتكفير المسلمين إلا بما لا يحتمل إلا الكفر ، و العياذ بالله
و الأمر المؤسف أن يتحول مثل هذا الملتقى الذي كنا نحسبه على مستوى اسمه إلى ملتقى للبذاءات من القول و التدني في لغة الحوار و الجدال ، و إلى ملتقى " للمكفراتية " الجدد ،
* و لا يطوفن بعقل أحد القول بأن هذا ملتقانا ، و من لا تعجبه طريقتنا فليذهب إلى غيرنا من الملتقيات الأخرى ، ففيها سعة و مستراد !
-أولا : لأن هذا ليس من شيم أهل العلم ،
و ثانيا : لأن من ينشر أقوالا على الملأ و علانية لا يحق له أن يمنع غيره من الرد عليها ،
و إنما يكون له ذلك إذا قالها في بيته و مجلسه الخاص ،
و الملتقيات العامة و العلمية غير البيوت و المجالس الخاصة .
* * *
أقول هذا بسبب تكرار التطاول عليَ و التعريض بقلة الفهم و غير ذلك من بذاءات لا تحتاج من قائلها سوى التخلي عن الأدب و الحياء ،
و سكوت المشرف العام على ذلك
و حسبنا الله و نعم الوكيل
---
عبدالرحمن الشهري
04-17-2006, 04:45 PM
أتابع الحوار وفقكم الله ، وأرجو الالتزام بأصوله من الجميع ، وإن كنت أرى أن سبب الخروج بالحوار عن مساره هو أخي الدكتور أبو بكر عندما دعا على العلامة تقي الدين الهلالي ، وساءني هذا كثيراً لسببين :
- أن هذه عادة الأخ أبو بكر في كثير من نقاشاته ، وقد طلبت منه قديماً التخلي عن هذا الأسلوب .
- جلالة قدر الشيخ تقي الدين الهلالي وفضله رحمه الله ، ولعل السبب هو عدم معرفة الدكتور أبو بكر به.
والموضوع المطروح للنقاش موضوع علمي لا مبرر فيه لكي يخرجنا الدكتور أبو بكر من سياق البحث العلمي ، إلى التنابز والشتائم ، ثم عندما يقابل بمثل فعله يلوم المشرفين على الموقع.
أرجو التقيد بالأدب من الجميع ، وعدم الكلام بغير علم ، تَسْلم وتَغْنم إن شاء الله.(1/56)
---
د.أبو بكر خليل
04-17-2006, 06:37 PM
أي كلام مني بغير علم ؟!
هل إنكاري قول قائل - أيا كان - بشرك من يقرأ القرآن جماعة ، و مقابلة تكفيره المسلمين بقولي : قاتله الله - فيه تنابز و شتائم ؟
و هل ترى أن يقابل قولي بمثل تلك السفاهات في القول ؟!
-و تقول إن هذه عادتي في النقاش ، و أنك طلبت مني التخلي عن هذا الأسلوب ؟!
و مشاركاتي موجودة و شاهدة على عكس ما تقول ،
و ما تحذفه أنت منها فهو مما لا يوافق هواك ، و إلا فاذكر لي مثلا على دعواك ،
أو نبهني على ما قد تراه غير مناسب على بريدي أو في رسالة خاصة ،
أليس ذلك أولى و أجدى ؟
- و أود ألا يكون دفاعي عن التوسل برسول الله صلى الله عليه و سلم و نحوه مما حملك على عدم الارتياح ناحيتي ، و إغضائك الطرف عن تطاولات في حقي و سكوتك عنها مدة ليست بالقصيرة ،
و كم أود مخلصا أن يكون هذا الملتقى خير مثال لأهل العلم و طلابه و محبيه ،
بعيدا عن التعصب المذهبي الممقوت ،
فالعلم رحم بين أهله ، مهما تكن مذاهبهم في الفروع .
*** و ختاما أشكرك على تقبلك لعتابي ،
و أدعوك إلى حسن الظن بأخيك ،
فما حمله على الشدة في الإنكار إلا قسوة الرمي بالشرك لمسلمين موحدين ،
و وصف أئمة متقدمين بالضلال كابن حجر الهيثمي ، و سكوتك على ذلك الإفك !
و سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
---
أمين نورشريف
04-18-2006, 12:18 PM
أحبابي في الله لقد تابعت معكم هذا النقاش ولا بد من الإلتزام بأدب الحوار وحسن الظن بالآخر
وأما ما ذكره الأخ الفاضل الدكتور أبو بكر فهو في الحقيقة بعيد عن الإنصاف إذ أن الشيخ رحمه الله تحدث عن منكري السنة الذين يحاربون السنة والعقيدة الصحيحة ويتولون البدع والشركيات من مواسم الأولياء والذبح لغير الله وتعليق الرقى والتمائم ويلبسون على الناس بتلاوة بعض آيات القرآن التي لا تتجاوز تراقيهم فبالله عليك أهذا هو التوحيد؟(1/57)
أما عوام الناس فقد ذكر الشيخ رحمه الله نصحه لهم واستجابتهم له عندما سمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والحق أولى أن يتبع.
وقد سبق للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بأن أفتى في هذا الأمر وبين بدعيته.
وقد حصل لأحد الأخوة الأفاضل موقف عندما دخل المسجد فوجدهم يقرؤون القرآن جماعة وبغنة واحدة فلم يشاركهم في بدعتهم وعندما فرغوا قرأ الإمام بصوت مرتفع:
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
دمتم لمحبكم في الله
---
د.أبو بكر خليل
04-18-2006, 06:54 PM
يا أخي الفاضل
هل أيدت أنا ما ذكرته أنت عنهم في أول كلامك هذا ؟
كل إنكاري كان منصبا على وصفهم بالشرك بدعوى قراءتهم القرآن جماعة !
و كان ذلك المحل الأصل للمشاركة التي عقَبت عليها
---
ابو الحسن الأكاديري
04-20-2006, 06:01 PM
لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا فغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا أنت
---
ابو الحسن الأكاديري
04-20-2006, 06:24 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخي عبد الرحمن الشهري ،اخي أيمن نور شريف جزاكما الله خيرا على اهتمامكم بالموضوع و دفاعكما عن عرض الشيخ تقي الدين الهلالي
اخي ابو بكر الا زلت تتقلب في لباس الترفع
* و لا يطوفن بعقل أحد القول بأن هذا ملتقانا ، و من لا تعجبه طريقتنا فليذهب إلى غيرنا من الملتقيات الأخرى ، ففيها سعة و مستراد ! : هل تطردنا من الملتقى لاننا ننصحك
ام انك قد اعتدت ان تقابل النصح بالعكس
قولي : قاتله الله - فيه تنابز و شتائم ؟ : غفر الله لك ، ان لم يكن هذا شتم فماذا يكون
و الناظر الى ما كتبته في حقك و ما عقبته به علينا ينصف بين من ينظر بالنظر الشزر و يرمق بعين النقص(1/58)
اخيرا اخي الحبيب انصحك ان تمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك . وابك على ما أخطأت فيه فإن العلم النافع ما جاء إلا عن أمثال هؤلاء ، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل . فمن اتقى الله راقب الله واعترف بنقصه .
ومن تكلم بالجاه أو بالجهل أعرضنا عنه ، وذرناه في غيه ، فإنما عقباه وبال . و رحم الله امرءاً أقبل على شأنه وقصر من لسانه ، وأقبل على تلاوة قرآنه وبكى على زمانه وأدمن النظر في الصحيح ، وعبد الله قبل أن يبغته الأجل
هذا و سبحانك اللهم و بحمد اشهد الا اله الا انت استغفرك و اتوب اليك
---
د.أبو بكر خليل
04-20-2006, 08:51 PM
لقد فهمت أنت - مما جعلت تحته خطا - عكس ما أردت أنا منه ،
و مرادي به : ألا يوجه لي مثله ،
بدعوى الإشراف على الملتقى ،
و الحمد لله أن الإخوة القائمين عليه تقبلوا عتابي بصدر رحب ،
فلم تأتي أنت الآن لتثير الأمر من جديد ؟ !
---
عبدالرحمن الشهري
04-20-2006, 09:13 PM
أيها الإخوة الفضلاء أحسن الله إليكم .
قد نوقش الموضوع بما يكفي ، وبقي الموضوع الأصلي وهو حكم قرآءة القرآن جماعةً دون إضافة ، وهو ما طلبه الأخ أبو الحسن الأكاديري ابتداءً . فليتنا مستقبلاً نحرص على البقاء في دائرة المشاركة بقدر المستطاع وفقكم الله وغفر لنا ولكم ، ونفعنا جميعاً بهذا العلم .
---
الجكني
04-21-2006, 01:34 AM
قال الإمام ابن قدامة رحمه الله فى المغنى :000ولنا ما ذكرناه وأنه إجماع المسلمين فإنهم فى كل عصر ومصر يجتمعون ويقرأون القرآن ويهدون ثوابه إلى موتاهم من غير نكير0(3/522)تحقيق / د/تركى وزميله
---
أبو عبد المعز
04-21-2006, 02:50 AM
فرق بين اجنماع المسلمين للقراءة- الذي لا ينازع فيه أحد- والقراءة الجماعية للمسلمين وهو محل النزاع.فتنبه
ابن قدامة يتكلم عن مسألة وصول الثواب إلى الميت ولا يشير لا من قريب ولا من بعيد إلى كيفية القراءة.
---
عمار
04-21-2006, 08:26 AM(1/59)
ذكر صاحب كتاب "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل".. في كتاب الصلاة :
" قال في المدخل: لم يختلف قول مالك أن القراءة جماعة والذكر جماعة من البدع المكروهة" اهـ
---
الجكني
04-21-2006, 02:42 PM
يا أخى حفظنى الله وإياك تفطن للعبارة (البدع المكروهة ) ولم يقل لامالك ولاغيره من أئمة مذهبه(البدع المحرمة )وغني عن القول أن المالكية لايعترضون على التقسيم المشهور للبدع خلافاً للمتأخرين من بعض المذاهب الأخرى ،وأسثنى من المالكية الإمام الشاطبى رحمه الله فى رده على العز رحمه الله0وأيضاً يا أخىلو قرأت شرح المواق لعبارة الشيخ خليل (كجماعة ) وهى بفس العبارة التى نقل الحطاب رحمه الله عندها قول صاحب المدخل رحمه الله لعرفت اختلاف وخلاف العلماء وأخص المالكية منهم فى تفسير وفهم كلام مالك رحمه الله تعالى 0والاختلاف لايفسد للود قضية
---
ابوخولة
04-21-2006, 06:34 PM
لعل هذا الرابط للملف الصوتي يفيدك
http://www.mashhoor.net/inside/Lessons/d05-7-19-hilaly.mp3
---
أبو عبد المعز
04-21-2006, 07:22 PM
الأخ الجكني جنبني الله وإياك اتباع الهوى:
ذكر الأخ عمار-وفقه الله-" قال في المدخل: لم يختلف قول مالك أن القراءة جماعة والذكر جماعة من البدع المكروهة" اهـ
ثم اقحمت –رعاك الله- مسألة البدعة المكروهة والبدعة المحرمة ..ولا أظن أن ذلك سيفيد المجوزين
فيكفينا وصف مالك لها بالكراهة.....حتى لو كانت الكراهة هنا كراهة تنزيه وليس كراهة تحريم......
وتأويل أو توجيه مقلدة الإمام مالك –مهما كانت أسماؤهم- يلزم عنه عدم الثقة في لغة الامام مالك ولا في العربية نفسها.....وهاك التفصيل:
1-قال الامام مالك بدعة مكروهة......(1/60)
2-سواء كانت الكراهة للتحريم أو قريبا من التحريم ...فالثواب منعدم قطعا....لأن الفقهاء يميزون المكروه من المحرم في كون الثاني يستوجب العقاب....وليس كذلك المكروه.....والقدر المشترك بين القسمين هو انعدام الثواب....فلا يوجد عاقل يقول إن فعل المكروه فيه حسنات.....
3-قراءة القرآن عند جميع المسلمين قربة وطاعة ويرجو من ورائها القاريء ثوابا وحسنات.
4-إذن فأدنى درجة للعبادة أن تكون فويق المباح......وقد نص على ذلك أئمةالاسلام منهم ابن تيمية الذي قال إن أقل درجة لها أن تكون من المندوب......لأن العابد يرجو ثوابا.
-فعلى ماذا يحمل قول مالك الآنف؟
يلزم مقلدته أمران:
-شذوذ الإمام عن كل المسلمين فلا يرى قراءة القرآن عبادة....
-أو أنه استعمل المكروه وهو يقصد المندوب......فلا ثقة بعد ذلك في كلام عربي!!!
وبلغة اوضح أقول:
-يقال لهؤلاء إذ صححتم نسبة القول بالكراهة إلى إمامكم فلا بد من أن تقولوا إن مذهبه الكراهة فبطل ما تصنعون.....أو تقولوا هو أطلق الكراهة وقصد المندوب....لأن أقل درجة العبادة أن تكون كذلك -إلا أن تكون القراءة الجماعية عندكم من العادات وليس من العبادات فحق لكم هنا أن تقولوا قصد الامام بالمكروه المباح-
باختصار:
على مقلدة الامام مالك أن يعتبروا القراءة الجماعية خروجا عن إمامهم في هذه المسالة......ولن يجنوا من التمحل إلا الجناية على فقه مالك أو لغته........ورحم الله الجميع.
---
الجكني
04-22-2006, 01:14 AM(1/61)
أخى أبو عبد المعز رزقنى الله وإياك الفهم والتأنى لا أدري هل أنا وأنت أدري من علماء المذهب بعبارات إمام المذهب حتى تأتي وتلزمهم بأنهم إما يفهموا كما فهمت وإلا للزم عدم الثقة بلغة الإمام وياليتك اقتصرت على ذلك بل طغى بك القلم وتعدى الى العربيةنفسها ؟؟؟ وأقول لك ياأخى مالدليل على هذا الإلزام ؟ القضية أوضح وأسهل من كل ذلك ،الإمام مالك رحمه الله كما يقول ابن لب رحمه الله كره ذلك خشية تقطيع الكلام ،وذلك على عادته رحمه الله فى إيثار الآتباع ،أما غيره من أتباعه فخالفوه بسبب الحديث الشريف (ما اجتمع قوم0000)وثانياً :العبارة التى نقلهاالأخ عمار عن المدخل فيها نظر وهو أن المشهور عن الإمام مالك فى هذه المسألة هو القول بالكراهة فقط ،أما القول بالبدعة فياليته يأتينا بمصدر آخر غير المدخل ، وهذا ليس طعناً أو تقليلاً من كتاب المدخل ومؤلفه ،حاشا لله ،ولكن حتى نعلم هل العبارة له أم لمالك رحمه الله0وثالثاً:أما قولك (فالثواب منعدم قطعاً)فيقال لك :التعبير بنفي الثواب لايلزم منه نفي الصحة إلا على قول من يرى أنهما مترادفان ،والجمهور على أن الصحة أعم،وأيضاً :الصحة لاتستلزم الثواب بل يكون الفعل صحيحاًولا ثواب فيه ،ولهذا قال الشافعي رحمه الله :الردة بعد الحج تحبط الثواب ولا تجب الإعادة 0ورابعاً :قولك (لايوجد عاقل يقول إن فعل المكروه فيه حسنات )إذن هل نفهم أن من يقول بأن المكروه فيه عقاب هو مجنون أم ماذا ؟وخامساً:أما من قولك (فعلىماذا يحمل 000000) الخ فهو إلزام منك للمالكية لايلزمهم ،وأخيراً يا أخى : والله مادخلت فى هذه المسألة إلا لأبين -حسب علمى القاصر أنها مسألة (فقهية) تحتمل الخطأ والصواب لتنازع الأدلة فيها،وليست مسألة (عقدية ) يحكم على من قال بها ب000وهذا آخر كلام لى فيها (ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )
---
عمار
04-22-2006, 05:17 PM(1/62)
الشيخ الفاضل / د.السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي - حفظه الله - :
جزاكم الله خيرا على تعقيبكم المبارك والاختلاف لا يفسد للود قضية والمسألة فيها سعةٌ إن شاء الله..طالما أن المذاهب لم تجمع على كراهة أو بدعيّة من يقرأ القرآن جماعة.
.................................................. .....................................
قلتم - حفظكم الله - : "العبارة التى نقلهاالأخ عمار عن المدخل فيها نظر وهو أن المشهور عن الإمام مالك فى هذه المسألة هو القول بالكراهة فقط ،أما القول بالبدعة فياليته يأتينا بمصدر آخر غير المدخل " اهـ
إليك هذا النقل - شيخنا الكريم - : " وكره مالك الاجتماع لقراءة سورة واحدة لما فيه من المنافسة في حسن الصوت والتلحين ولا يقرأ جماعة على واحد لما فيه من عدم الفهم عن كل واحد غلطه ولأن القرآن يتعين الاستماع له وكذلك آية من هذه السورة وآية من أخرى ويكره قراءة جماعة على جماعة لعدم الاستماع واستخفافهم بالقرآن والاجتماع في سورة واحدة بدعة لم يختلف قول مالك فيه " (1)
..................................................
الهوامش :
(1) الذخيرة في الفقه المالكي (13 / 349)
================================================== =
وجدتُ هذه الفتوى - بحمد الله - للدكتور.عبد الله الفقيه ، وفيها ما يروي الظمأ إن شاء الله :
السؤال : هل يجوز قراءة القرآن جماعة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قراءة القرآن جماعة لها أربع صور:(1/63)
الصور الأولى: أن يقرأ واحد والباقون يستمعون له، فهذه الصورة مستحبة لا تكره بغير خلاف، لما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً، قال: أمسك فإذا عيناه تذرفان.
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 5/345: وأما قراءة واحد والباقون يستمعون له فلا يكره بغير خلاف وهي مستحبة، وهي التي كان الصحابة يفعلونها كأبي موسى وغيره.
الصور الثانية: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يعيد غيره ما قرأ الأول لأجل مدارسة القرآن، فهذه الصورة مستحبة باتفاق الفقهاء لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم برمضان يعرض كل منهما على الآخر. قال الحافظ في الفتح: يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، هذا عكس ما وقع في الترجمة لأن فيها أن جبريل كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل وتقدم في بدء الوحي، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فيحمل على أن كلا منهما كان يعرض على الآخر.
وقال في مطالب أولي النهى 1/598: وأما لو أعاد ما قرأه الأول وهكذا فلا يكره؛ لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن برمضان وهذا ما قرره البهوتي رحمه الله في كشاف القناع انظر 1/433.
وقال الخرشي في شرحه على مختصر خليل 1/353: كما لا نكره المدارسة بالمعنى الذي كان يدارس به جبريل النبي صلى الله عليه وسلم برمضان من قراءته وإعادة النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى(1/64)
الصورة الثالثة: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يقرأ غيره بما بعد قراءته، فذهب جمهور أهل العلم إلى أن ذلك حسن لا يكره، وذهب الحنابلة إلى كراهة تلك الصورة، قال ابن مفلح في الفروع 1/554: وكره أصحابنا قراءة الإدارة، وقال حرب: حسنة، وحكاه شيخنا -أي ابن تيمية رحمه الله- عن أكثر العلماء.
والراجح في هذه الصورة أنها لا تكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وإذا اتفق الحنابلة مع الجمهور على استحباب الصورة الأولى فلا وجه للكراهة هنا.. إذ لا فرق بين أن يعيد القارئ ما قرأ الأول أو أن يقرأ من حيث ما وقف الأول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى 5/345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء.
وقال الإمام النووي في التبيان: فصل في الإدارة بالقرآن وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشراً أو جزءاً أو غير ذلك ثم يسكت ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر وهكذا، وهذا جائز حسن. وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عنه فقال: لا بأس به. انتهى
الصورة الرابعة: أن يقرأ الكل مجتمعين بصوت واحد.
فمذهب الحنابلة والشافعية استحباب ذلك وهو القول الثاني عند الأحناف، قال البهوتي رحمه الله في شرح منتهى الإرادات 1/256: ولا تكره قراءة جماعة بصوت واحد.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 5/345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء ومن قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد، وللمالكية قولان في كراهتها. انتهى(1/65)
وقال محمد بن محمد الخادمي في بريقه محمودية: وكره أن يقرأ القرآن جماعة لأن فيه ترك الاستماع والإنصات المأمور بها، وقيل لا بأس به ولا بأس باجتماعهم على قراءة الإخلاص جهراً عند ختم القرآن، والأولى أن يقرأ واحد ويستمع الباقون. انظر 3/270
القول الثاني: كراهة قراءة الجماعة معاً بصوت واحد لتضمنها ترك الاستماع والإنصات، وللزوم تخليط بعضهم على بعض، وهو المعتمد عند الحنفية والمالكية.
قال صاحب غنية المتملي: يكره للقوم أن يقرءوا القرآن جملة لتضمنها ترك الاستماع والإنصات وقيل: لا بأس به.
وقد أثبت المالكية القول بالكراهة في كتبهم وشنعوا على القائلين بالجواز بلا كراهة، وقد عقد ابن الحاج رحمه الله فصلاً في المدخل 1/94 وما بعدها رد فيه على الإمام النووي رحمه الله، وما نقله من أدلة وآثار عن السلف فليراجع.
وقال الطرطوشي في الحوادث والبدع: لم يختلف قوله -يعني الإمام مالكاً - أنهم إذا قرؤوا جماعة في سورة واحدة أنه مكروه.
ونقل عن مالك كراهة القراءة بالإدارة وقوله: وهذا لم يكن من عمل الناس.
وقال أبو الوليد ابن رشد: إنما كرهه مالك للمجاراة في حفظه والمباهاة والتقدم فيه. انتهى
ولهذا ينبغي ترك هذه الصورة الأخيرة، فإن الخير في اتباع من سلف، وحذراً من المجاراة والمباهاة واختلاط الأصوات وترك الإنصات.
والله أعلم.
---
مجدي ابو عيشة
04-22-2006, 09:00 PM
لا يمكن قراءة القران جماعة الا بالجهر وعادة بالمساجد .
وقد وجدت في " مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل"عن الجهر ما يلي:
( وَجَهْرٌ بِهَا بِمَسْجِدٍ ) ش : أَيْ بِالْقِرَاءَةِ قَالَ فِي الْمَدْخَلِ وَكَرِهَ مَالِكٌ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالْقِرَاءَةِ وَالتَّقْرِيبَ فِيهِ انْتَهَى بِالْمَعْنَى .(1/66)
وَقَالَ بَعْدَهُ : الْمَسْجِدُ إنَّمَا بُنِيَ لِلصَّلَاةِ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ تَبَعٌ لِلصَّلَاةِ مَا لَمْ تَضُرَّ بِالصَّلَاةِ ، فَإِذَا أَضَرَّتْ بِهَا مُنِعَتْ ، ثُمَّ قَالَ : وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ لَا يُعْلَمُ فِيهَا خِلَافٌ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ مُتَقَدِّمِي أَهْلِ الْعِلْمِ أَعْنِي رَفْعَ الصَّوْتِ فِي الْقِرَاءَةِ وَالذِّكْرِ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ وُجُودِ مُصَلٍّ يَقَعُ لَهُ التَّشْوِيشُ بِسَبَبِهِ انْتَهَى .
ثُمَّ قَالَ : وَلَيْسَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : إنَّ الْقِرَاءَةَ وَالذِّكْرَ جَهْرًا أَوْ جَمَاعَةً تَجُوزُ فِي الْمَسْجِدِ لِنَصِّ الْعُلَمَاءِ أَوْ فِعْلِهِمْ ، وَهُوَ أَخْذُ الْعِلْمِ فِي الْمَسْجِدِ ؛ لِأَنَّ مَالِكًا سُئِلَ عَنْ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالْعِلْمِ فِي الْمَسْجِدِ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ ، وَقَالَ : عِلْمٌ وَرَفْعُ صَوْتٍ فَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ عِلْمٌ فِيهِ رَفْعُ صَوْتٍ ، وَفِيهِ كَانُوا يَجْلِسُونَ فِي مَجَالِسِ الْعِلْمِ كَأَخِي السِّرَارِ ، فَإِذَا كَانَ مَجْلِسُ الْعِلْمِ عَلَى سَبِيلِ الِاتِّبَاعِ فَلَيْسَ فِيهِ رَفْعُ صَوْتٍ فَإِنْ وُجِدَ فِيهِ رَفْعُ صَوْتٍ مُنِعَ ، وَأُخْرِجَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ انْتَهَى .من الشاملة 2
---
أبو عبد المعز
04-22-2006, 10:12 PM
لا يمكن قراءة القران جماعة الا بالجهر وعادة بالمساجد .
وقد وجدت في " مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل"عن الجهر ما يلي:
من الشاملة 2
نعم أخي مجدي.....
لا تتصور القراءة الجماعية إلا بصوت مرتفع واحد.......
وقد جرت العادة عندنا في المغرب أن يتحلق المقرؤون لقراءة حزب بعد صلاة المغرب مباشرة.....ثم يقرؤون حزبا ثانيا بالطريقة نفسها بعد صلاة الفجر.....وبذلك يختمون القرآن في كل شهر....
وفي رمضان عندما لا يمكن قراءة الحزب بعد المغرب مباشرة لانصراف الناس للإفطار يجعلون القراءة بعد العصر...(1/67)
كل هذا في المسجد....
ولهم قراءة جماعية في غير المساجد بمناسبة من المناسبات....كالعزاء والعقيقة والرجوع من الحج ....يقرؤون القرآن بتناوب مع الأمداح كالبردة وغيرها....
ومن مصائب هذه القراءة الجماعية في بيوت الله.......أنها تمنع المصلين من الخشوع في الصلاة....خاصة المسبوقين والمتأخرين فلا يدرون ما يقولون بعد ارتفاع الأصوات بالقرآن.....
هؤلاء احتلوا بيوت الله وفرضوا أصواتهم على القائمين والعاكفين وابتدعوا قراءة جماعية كرهها مالك إمامهم....وخصصوا أوقات معينة تشريعا من عند أنفسهم
وخالفوا النبي صلى الله عليه وسلم كما خالفوا إمامهم مالك......
فلا حول ولا قوة إلا بالله......
قال في الموطأ:
177 - وحدثني عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي حازم التمار عن البياضي :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر { بعضكم على بعض } بالقرآن.
-رواية يحيى-
---
الجكني
04-22-2006, 11:07 PM
أخى الشيخ عمار حفظه الله : وجزاك خيراً على ماقدمته لنا من نقول العلماء فى هذه المسألة ،فالله نسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا إنه سميع مجيب
---
عمر تهامي أحمد
04-23-2006, 11:01 PM
حكم قراءة القرآن جماعةً على طريقة "الحزب الراتب"
د. محمد عيسى
القرآن الكريم كلام الله تبارك وتعالى، هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته أن قالوا: ?إنا سمعنا قرآنا عجبا?[الجن/ 01] من علم علمَه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
رغّب الله تعالى في تلاوته فقال: ?ورتل القرآن ترتيلا?[المزمل/ 04]، وقال في آية أخرى: ?فاقرءوا ما تيسر من القرآن?[المزمل/20].(1/68)
بينما حذّر من هجره وجعلَه من شكاوى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه يوم القيامة، فقال: ?وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا?[الفرقان/30].
فقراءة القرآن الكريم وتلاوته عبادة من أعظم العبادات وأجلّها عند المولى عزّ وجلّ لذلك رتّب عليها الأجر العظيم والرضوان العميم، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف))[الترمذي وقال: حسن صحيح غريب].
وحتى لا يحرم الأميُّ أو المريض من هذا الخير بسبب العجز عن القراءة فقد رغّب الشارع في بذل المجهود ورتّب عليه أجرا مضاعفا.
عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن يتعتع فيه، وهو عليه شاقّ له أجران))، وفي رواية: ((والذي يقرؤه وهو يشتد عليه له أجران))[البخاري ومسلم واللفظ له، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه].
وهذا تأكيد ظاهر على أن تلاوة القرآن أمر مرغوب فيه على كل حال
ولقد درجت الجزائر كغيرها من بلاد المغرب على قراءة القرآن الكريم جماعة فيما يعرف "بالحزب الراتب" جريا على العرف الجاري بهذه الديار.
لكن غزتنا بدعة الحكم بمنع الاجتماع لقراءة القرآن جماعة في المسجد، حتى أن بعض المنتسبين للعلم الشرعي شنّعوها تشنيعا عظيما فبلغ الأمر ببعضهم إلى الاعتداء على القراء، ومنعهم بالقوة، وجارى بعض ضعاف الأئمة هذا التيار اتقاءً للإذاية والتشهير.
وسأحاول في هذه الدراسة المقتضبة أن أحقق هذه المسألة تحقيقا علميا موضوعيا، وأن أبحث عن وجه الحق فيها.
تأصيل الموضوع:(1/69)
يجب أن نؤكد حقيقة دينية تاريخية أولاُ، وهي أن فكرة منع قراءة القرآن الكريم على طريقة "الحزب الراتب" وافدة على نظام ديني اجتماعي قائم من قرون خلت بالمجتمع الجزائري خاصّة وبالمجتمع المغربي عامة، بل وبالعالم الإسلامي بوجه من الوجوه.
وإنّ الأصل في النقاش والمناظرة أن يورد الوافد أدلة رأيه، ذلك أنه لا يتصور أن تتمالأ الأمة على مدى أعصار متعاقبة وتجتمع على الضلالة ومخالفة أمر الله تعالى وفيها العلماء والصالحون.
فقد ثبت –كما أفاده ابن لبّ( )-: «أن العمل بذلك تضافر عليه أهل هذه الأمصار والأعصار، وهي مقاصد من يقصدها فلن يخيب من أجرها»( ).
دليل المانعين:
إن الذين يمنعون هذه الطريقة أساساً هم الكُتبيون الذين لا شيخ لهم إلا أوراق الكتب والرسائل، وهم أيضا أنصار بدعة دخيلة على السنة الجارية في طلب العلم الشرعي وهي ثقافة الأشرطة والهواتف، تجدهم يتفقهون بسماع الأشرطة يوم الخميس ويدرّسون محتواها يوم الجمعة ليفتوا بمقتضاها يوم السبت?
وبالجملة فإن أدلتهم لا تخرج عن أمرين اثنين:
- نصوص من السنة النبوية الشريفة فهموها على عمومها وإطلاقها.
- نصوص في المذهب المالكي يحاجّون بها من باب: إذا لم تحترموا نبيّكم فاحترموا على الأقل مذهبكم.
أما الأمر الأوّل:
وهو أقوى ما يستدل به المانعون فأن الاجتماع لقراءة القرآن بدعةٌ، إذ لم يثبت على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه. ويستدلون لذلك بأدلة منها:
- ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو ردٌّ))[متفق عليه].
- وما بيّنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من أن الإحداث في أمر الدين شرُّ الأمور إذ قال: ((إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها))[البخاري].(1/70)
- وهو ما رواه جابر رضي الله عنه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمّى فيه الإحداث ابتداعا بلفظ: ((إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة))[مسلم].
ومقتضى هذا الاستدلال أن قراءة القرآن الكريم جماعة على الطريقة المعهودة محدثة ولا أشرّ من الإحداث في أمر الدين، فهو الابتداع المنهي عنه.
التحقيق العلمي:
إن التحقيق العلمي ينتهي إلى أن البدعة المنهي عنها في دين الله عزّ وجلّ لها شرطان:
الأول:أن تكون حادثة لم تكن في الصدر الأول.
والثاني: أن تناقض أصلاً من أصول الإسلام قرآنًا أو حديثًا نبويًّا شريفًا أو إجماعاً.
فإذا اجتمع الشرطان كان الأمر المحدَث هو البدعة الضلالة الذي يُحمل عليه حديث ((كل بدعة ضلالة))[سبق تخريجه].
ويحمل عليه أيضا قولُ الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه فيما رواه عنه ابن الماجشون( ): »مَن ابتدع في الإسلام بدعة يَراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأنّ الله يقول: ?اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا?[المائدة/03] فما لم يكن يومئذ دينا، فلا يكون اليوم دينا«( ).
أما إذا لم يجتمع الشرطان فإما أن يكون الأمر غير محدث أصلا بل كان موجودا في الصدر الأول فلا يكون بدعة، أو أن يكون محدثا ولكنه لا يناقض أصلا من كتاب أو سنة أو إجماع فلا يكون حينئذ بدعة أيضا.
وإن أطلق اسم البدعة عليه فإنما هو إطلاق بالمعنى اللغوي لا بالمعنى الديني الاصطلاحي.
- ويستدل لذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سنّ في الإسلام سنّة حسنةً يعمل بها من بعده كان له أجرها، ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا؛ ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة يعمل بها من بعده، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص شيئا))[مسلم والنسائي].(1/71)
فالأمر المحدث إن كان حسنا فمقبول وإن كان قبيحا فممنوع؛ والقبيح ما ناقض أصلا من أصول الشريعة، والحسن ما وافقها.
- ويستدل أيضا بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن صلاة التراويح: [نعمت البدعة هذه][البخاري].
وقد حمل العلماء قوله على المعنى اللغوي للبدعة. فقال شيخ الإسلام ابن تيمية( ) رحمه الله: »وهذا الذي فعله هو سنة لكنه قال ((نعمت البدعة هذه))[سبق تخريجه.] فإنها بدعة في اللغة لكونهم فعلوا ما لم يكونوا يفعلونه في حياة رسول الله«( ).
- وعلى نفس هذا الوجه يتأوّل إحداث عثمان بن عفان رضي الله عنه للأذان الثالث لصلاة الجمعة كما روى ذلك السائب بن يزيد رضي الله عنه: ((كان النداء يوم الجمعة إذا جلس الإمام على المنبر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلما كان زمان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء))[البخاري والنسائي].
فالقاعدة في كل أمر محدث قبل أن نصدر حكم الله فيه، أن نعرضه على أدلة الكتاب والسنة والإجماع، فيكون حكمه ما نصت عليه هذه الأدلة بغضِّ النظر عن كونه محدثا أو غير محدث.
قال شهاب الدين القرافي( ): »البدعة إذا عَرضت تُعْرض على قواعد الشريعة وأدلتها، فأي شيء تناولها من الأدلة والقواعد ألحقت به«( ).
وربّ تصرف محدث يصحّ إطلاق اسم البدعة عليه في اللغة، ولكنه في ميزان الشرع سنّةٌ أو واجبٌ.(1/72)
قال مجد الدين بن الأثير( ): »البدعة بدعتان بدعة هُدًى وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حِيِّز الذم والإنكار، وما كان واقعًا تحت عموم ما ندب الله إليه وحضّ عليه الله أو رسوله فهو في حيِّز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف، فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل له في ذلك ثوابًا فقال: ((مَنْ سَنَّ سُنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها))[ سبق تخريجه] وقال في ضده: ((ومَن سَنَّ سُنّة سَيئة كان عليه وزرها ووزر مَن عَمل بها))[سبق تخريجه]، وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلّى الله عليه وسلم«( ).
وعلى هذا فهل قراءة القرآن الكريم جماعة على طريقة الحزب الراتب بدعة؟
لِنَرَ إن كان شرطا البدعة الضلالة متوفرين فيها:
- أمّا أنها محدثة، فلا يناقش في ذلك أحد، فهي طريقة لم تكن على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال عنها الإمام مالك رضي الله عنه: [لا أعرفه عن السلف]( ).
- أما أنها تناقض نصا في كتاب الله تعالى أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالعكس هو الصحيح:
فقد استند من اعتمد على القراءة الجماعية للقرآن الكريم على طريقة "الحزب الراتب" إلى أدلة من النقل والعقل منها:
- الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده))[مسلم وأبو داود وغيرهما].(1/73)
- ومنها ما ثبت عن معاوية رضي الله عنه قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة))[مسلم].
- ومنها ما روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه: [كان يدرس القرآن معه نفر يقرؤون جميعا].
- ومنها استحسان العلماء الذين عليهم المدار في الفتوى لهذه الطريقة. فقد نقل الإمام أبو العباس الونشريسي( ) أنه «شوهد الإمام ابن عرفة( ) رحمه الله يجمع الثلاثة والأربعة في حزب واحد للتجويد، وشوهد أبو الحسن البطرني( ) يجمع الثلاثة في القراءة»( ).
- ومنها أن القراءة بهذه الكيفية المعهودة عادة حسنة لا تخالف الشرع، والعادة الحسنة إذا لم تخالف الشرع ولم تناقض أصلا من أصوله فلها اعتبارها، ولهذا قال العلماء: (الثابت بالعرف كالثابت بالنص)( ).
فهذه الكيفية مما جرى به العمل، ولا يصحّ تغيير هذا العمل إلا إذا صادم وناقض أدلة الشريعة الصريحة.
يشهد على ذلك تصريح الجمّ الغفير من العلماء الأعلام، من ذلك:
قول عيسى السكتاني( ):«فإذا اتّضح لك توجيه ما جرى به العمل لزم إجراء الأحكام عليه لأن مخالفة ما جرى به العمل فتنة وفساد كبير»( ).
قول أبي إسحاق الشاطبي( ):«والأَولى عندي في كل نازلة يكون فيها لعلماء المذهب قولان، فيعمل الناس فيها على موافقة أحدهما، وإن كان مرجوحا في النظر، أن لا يعرض لهم، وأن يجروا على أنهم قلّدوه في الزمان الأول وجرى به العمل، فإنهم إن حملوا على غير ذلك كان في ذلك تشويش للعامة وفتح لأبواب الخصام»( ).
وقول ابن عبد البر( ):«إذا رأيت الرجل يعمل بالعمل الذي اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه»( ).(1/74)
وقول أبي العباس الونشريسي: «والاستشهاد بعمل أهل البلد ببعض الأقوال الفقهية دون بعض أمر معروف شهير عند الخاص والعام لا يجهله من له بالطلب أقلّ تلبس»( ).
وغير هذه النصوص كثيرة في المذهب المالكي وفي غيره من مذاهب الأمصار، وتستند كلها على أدلة من نصوص الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة.
وهي تدل في مجموعها أن ما جرى به العمل في الأمصار له سلطان ولو كان مرجوحا شرط ألا يصادم ويناقض أصلا من أصول الشريعة.
وما قراءة القرآن الكريم على هذه الطريقة المعهودة إلا عمل جارٍ منذ قرون بهذه الديار، ففيما النزاع؟
- ومن أدلتهم أيضا أن هذه الطريقة فيها منافع جمّة، ومصالح لا تعدّ إذا أحسن القارئ القراءة وتأدب بآدابها، واحترم الوقوف، وأحكام الترتيل، ومخارج الحروف.
والعمل إذا تضافر عليه أهل الأمصار والأعصار، ولم يرد من الشرع ما يمنعه أو يقرُّه، فهو من المصالح المرسلة التي تأكدت فيها المصلحة.
والمنافع والمصالح المترتبة على كيفية "الحزب الراتب" أكثر من تحصر، منها:
أولا: تعهد القرآن الكريم، فهي تساعد على حفظه وضبطه ومراجعته وعدم نسيانه، وهي بذلك تحقق الاستجابة للأمر النبوي الوارد فيما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعاهدوا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عُقُلها))[مسلم].
وقد حمل بعض المفسرين قوله تعالى: ?ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى?[طه/125-126]، على نسيان القرآن بعد حفظه.
ثانيا: تسميع كتاب الله تعالى لمن يريد سماعه من عوام المسلمين، إذ لا يقدر العامي على تلاوته فيجد بذلك سبيلا إلى سماعه، ثم إن كثيرين حفظوا القرآن من خلال مواظبتهم على الحزب مع الجماعة.(1/75)
ثالثا: ومنها التماس الفضل المذكور في حديث: ((ما اجتمع قوم...))[سبق تخريجه]، فقد استفيد منه أن كل قوم اجتمعوا لما ذكر حصل لهم الأجر من غير اشتراط وصف خاص فيهم من علم أو صلاح أو زهد.
وبالجملة فإن الذين أحدثوا طريقة "الحزب الراتب" لحفظ القرآن الكريم واستدامة استحضاره لم يبتدعوا البدعة الضلالة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أحدثوا طريقة علمية تربوية في الحفظ والاستحضار مثلما أحدث عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما طرقا في حفظ الدين. وأنه نشأ عن هذا الاختيار نظام ديني اجتماعي يعتبر الخروج عنه فتنة وفسادا كبيرا.
الأمر الثاني:
يدّعي هؤلاء أن الذين يعتمدون كيفية الحزب الراتب قد خالفوا مذهبهم الذي نهى عن هذا الفعل، ومما يستند إليه هؤلاء:
- ما ورد عن الإمام مالك عندما سئل عن هذه المسألة فقال: [لا أعرفه عن السلف].
ولكن التحقيق أن المراد بهذه العبارة كما قال ابن رشد( ): «أن هذا العمل لم يثبت فيه نص»( ).
فقول الإمام مالك على هذا لا يحمل على النهي والتحريم، ولكنه يحمل على أمرين:
الأول: تأصيل المسألة ببيان أن الطريقة محدثة ومن ثمّ تعتريها الأحكام المذكورة سابقا.
الثاني: أن هذا منهجه في إيثار الاتباع، وكراهة مخالفة السلف.
- كما يستند المخالف إلى ما تناقله بعض فقهاء المذهب من المنع عن قراءة القرآن جماعة.
ولكنّه متأوّل من وجهين:
1/ حملوا المنع على الكراهة وعلّلوها بالتقطيع، والحكم يدور مع علته وجودا وعدما، فقد قال محمد البناني( ): « وقد عللوا النهي عن قراءة القرآن جماعة بالتقطيع، ومع ذلك قالوا النهي للكراهة لا أنه منع»( ).
قال ابن لبّ: « أما قراءة الحزب في الجماعة على العادة فلم يكرهه أحد إلا مالك على عادته في إيثار الاتباع، وجمهور العلماء على جوازه واستحبابه وقد تمسكوا في ذلك بالحديث الصحيح »( ).(1/76)
2/ حملوا المنع على المعلم يغرر في تعليم تلامذته قراءة القرآن، فإنهم إن قرأوا جماعة لا يعرف الحافظ منهم من غير الحافظ؛ وبالتالي فإنه لا يفي بحقهم في التعلم في مقابل الأجر الذي يتقاضاه. فسّر ذلك القابسي( ) عندما سئل فأجاب: « إن اجتماعهم على القراءة بحضرته يخفي عليه القوي الحفظ من ضعيفه»( ). فإذا زالت علة الغرر زال الحكم بزوالها.
لذلك علّق أبو العباس الونشريسي على اشتهار ذلك عن بعض الأعلام بقوله: «لكن إنما يقرؤون لله تعالى، فلا يدركهم هذا الحكم المذكور، وهذا بعد تسليم جواز الاجتماع على القراءة وهو مذهب الجمهور، وتعضده الآثار الصحيحة»( ). أي أنهم لا يتقاضون على تعليمهم أجرا، فلا يلحقهم حكم الكراهة؛ أما جواز القراءة الجماعية في غير وجه التعليم المأجور فهو مسلَّم كما ترى.
- وعلى فرض عدم التسليم، واستصحاب الخلاف، فقد سبق سوق عبارات الفقهاء الصريحة في أنه [لا إنكار في مورد الخلاف]( ).
ونضيف عليها قول أبي عبد الله السجلماسي( ):«وإذا كان القول المعمول به راجحا بالعمل، لم يجز للقاضي ولا المفتي العدول عنه إلى غيره، وإن كان مشهورا»( ).
وقول القاضي المجاصي( ):«وخروج القاضي عن عمل بلده ريبة قادحة، لكن يقتصر من العمل على ما ثبت، ويسلك المشهور فيما سواه»( ).
وخلاصة القول:
إنّ الأدلة التي ساقها أدعياء البدعية، على قوتها، لا تتوجه على موضوعنا، وهي استدلال في خارج محلّ النزاع؛ فشروط البدعة غير متوفرة في قراءة القرآن جماعة على طريقة "الحزب الراتب". بل إنّ الأدلة التي استند إليها معتمدو هذا المنهج من القوة والتنوّع بحيث تنفي كل ريب أو شك في مشروعية الطريقة.(1/77)
إن أقلّ ما يمكن أن يقال: إنّ قراءة القرآن جماعة بصوت واحد جائزة إن لم تكن مندوبة ومستحبة، وذلك إذا كانت القراءة صحيحة خالية من اللحن ومن الكبر والرياء، بحيث يراد منها الحفظ والضبط والمراجعة، ولا يعتقد فاعل ذلك أنه يقدم على مكروه تقليدا لمالك، بل يعتقد معنى الحديث النبوي الشريف المتقدم وتقليد من يستحب ذلك ويستحسنه والله أعلم بالصواب.
أما هجر هذه الطريقة ومنعها حتى أمسى بعض الأئمة يؤمون التراويح من المصاحف، وآخرون يلحنون في القراءة، ولا يكادون يحفظون من كلام الله إلا قليلا، بل يعجزون عن الاستشهاد بآي القرآن فخطير خطورة هجر القرآن ذاته.
وإننا نحذر هؤلاء من مثل هذا الغلو، فإن نسيان القرآن فيه وعيد شديد محتمل، ألم يقل عليه الصلاة والسلام: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب))[الترمذي وقال: حسن صحيح؛ والحاكم وقال: صحيح الإسناد]؟
لطف الله بنا، ومنّ علينا بصلاح أحوالنا بجوده وفضله وكرمه. أمين.
الهوامش
انظر أيضا: فتوى الشيخ أحمد حماني رحمه الله، في جريدة "العقيدة" الصادرة بتاريخ: 03 جمادى الأولى 1414هـ الموافق 17 نوفمبر 1993م.
( ) هو أبو العباس فرج بن لب الغرناطي، مفتي محقق، ولد في 701هـ وتوفي في حدود 782هـ.
( ) المعيار المعرب لأبي العباس الونشريسي: 1/155.
( ) هو أبو مروان، عبد الملك بن الماجشون، فقيه مالكي شهير، توفي في حدود 213هـ.
( ) الاعتصام لأبي إسحاق الشاطبي: 1/49.
( ) هو أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الحنبلي، ولد في 661هـ وتوفي في 718هـ.
( ) فتاوى ابن تيمية في الفقه: 22/234-235.
( ) هو أبو العباس، أحمد بن إدريس القرافي الصنهاجي، رئيس المالكية في وقته، توفي في 684هـ.
( ) أنوار البروق في أنواء الفروق لشهاب الدين القرافي: 4/204.
( ) هو المبارك بن الأثير، محدث، ولد في 544هـ وتوفي في 606هـ؛ وهو أخو ابن الأثير المؤرخ.(1/78)
( ) النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين ابن الأثير: مادة بدع.
( ) البيان والتحصيل لأبي الوليد ابن رشد.
( ) هو أبو العباس، أحمد بن يحيى الونشريسي؛ من أعلام المذهب المالكي، توفي في 914هـ.
( ) هو أبو عبد الله، محمد بن عرفة الورغمي التونسي، ولد في 716هـ وتوفي في 748هـ.
( ) هو محمد بن أحمد البطرني التونسي، فقيه ومحدث، ولد في 702هـ وتوفي في 793هـ.
( ) المعيار المعرب: 8/249.
( )حاشية ابن عابدين: 4/364؛ المبسوط للسرخسي: 13/14؛ قواعد الفقه للمجددي: 1/74.
( ) هو أبو مهدي عيسى السكتاني، متكلم وفقيه مالكي، ولد بمراكش، وبها أفتى وقضى، توفي سنة 1062هـ.
( ) فتح الجليل الصمد في شرح التكميل والمعتمد لأبي عبد الله محمد السجلماسي: ص.6.
( ) هو إبراهيم بن موسى الغرناطي الشهير بالشاطبي، أصولي من أئمة المالكية؛ توفي في 790هـ.
( ) فتاوى الإمام أبي إسحاق الشاطبي: 150.
( ) هو أبو عمر، يوسف بن عبد الله النمري، محدث نظار، ولد في 368هـ وتوفي في 463هـ.
( )العرف والعمل في المذهب المالكي ومفهومهما لدى علماء المغرب، د.عمر الجيدي: 362.
( ) المعيار المعرب: 2/196.
( ) هو أبو الوليد، محمد بن رشد، قاضي الجماعة بقرطبة ومفتيها؛ له كتاب "البيان والتحصيل"، توفي في 520هـ.
( ) البيان والتحصيل لابن رشد.
( ) هو أبو عبد الله محمد البناني، من كبار الفقهاء، تولى قضاء طنجة والصويرة وغيرها، توفي في 1307هـ.
( ) حاشية الدسوقي: 1/198
( ) المعيار المعرب: 1/155. والمراد بالحديث: "ما اجتمع قوم..." السابق تخريجه.
( ) هو أبو الحسن، علي المعافري، المعروف بالقابسي، أول من أدخل صحيح البخاري إلى افريقية، وسنده مذكور في أوائل "فتح الباري"، ولد في 324هـ وتوفي في: 403هـ.
( )المصدر السابق: 8/249.
( ) نفسه.
( ) الأشباه والنظائر للسيوطي: 175.(1/79)
( ) هو أبو عبد الله محمد بن الفلاني السجلماسي، فقيه بارع في تحرير الأحكام والنوازل، توفي في 1214هـ.
( ) فتح الجليل: ص.6.
( ) هو أبو محمد عبد الله المجاصي، محدث وفقيه أصولي، كان خطيبا بتلمسان، وهو من شيوخ المقري الجد.
( ) المصدر السابق.
---
أبو عبد المعز
04-23-2006, 11:15 PM
الأخ عمر.....
من حسن أخلاق المسلم أن يسلم على أهل المنزل الذي يحل به تحية من الله مباركة طيبة.....ومشاركتك الأولى بدون سلام ولا كلام ......ونحن - إحسانا بالظن -نحمل ذلك على السهو لا على أمر آخر .
مرحبا بك لك أن تناقش كما تشاء بدل وضع روابط لمواقع فيها الغث والسمين والعقلاء والسفهاء ......
ثم كيف تريد ردودا علمية وأنت تنبز مخالفيك بقولك:
لكن ما يعرف بالسلفيين الجدد قالوا ببدعية ذلك ......
وأنبهك أن "ما"تقال لغير العاقل.....
(هذه المشاركة لا تعبر إلا عن رأيي الخاص)
---
مجدي ابو عيشة
04-25-2006, 11:53 AM
أخي ابو الحسن الأكاديري ووجدت لك ايضا هذا النقل من فتاوي الامام الشاطبي رحمه الله وهي نقل من كتاب فتاوي الامام الشاطبي( من صفحة 197 الى صفحة 200
فتاوي الاملام الشاطبي الطبعة الثالثة تحقيق محمد ابو الاجفان )( لست بارعا في الكتابة على الحاسب فارجع الى المصدر مع ما نقلته لك )
قراءة الكهف بعد عصر الجمعة :
48- الثالثة : قراءة الكهف يوم الجمعة سئل عنها فقال :
الحمد لله : سأل سائل عن حكم قراءة سورة الكهف بعد صلاة العصر من يوم الجمعة يقرؤها الناس على صوت واحد كهيئة قراءة الحزب في المساجد الجامعة ,وهل هو مكروه أو جائز أو محرم؟(1/80)
والقول في ذلك –والله المستعان- أن قراءة القرآن على الجملة اما تذكرا لحفظه,او للتفقه في معانيه, أو الاعتبار في آياته .أو لتعلمه وتحفظ مطلوبه,وجاء في فضل ذلك كثير من القرآن والسنة .والأجر في قراءته على هذا الوجه معلوم من دين الاسلام , ولا اشكال فيه على الخاص والعام . وعلى هذا الوجه كان الصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم يقرؤونه وُيقرؤنه.
وأما قراءةته بالارادة وفي وقت معلوم على ما نص السؤال وما أشبهه, فأمر مخترع وفعل مبتدع , لم يجر مثله قط في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زمان الصحابة رضي الله عنهم حتى نشأبعد ذلك اقوام خالفوا عمل الأولين ,وعملوا في المساجد بالقراءة به على ذلك الوجه الاجتماعي الذي لم يكن قبلهم ,فقام عليهم العلماء بالانكار وأفتوا بكراهيته , وأن العمل به كذلك مخالف لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ,وذلك أن قراءة القرآن عبادة اذا قرأه الانسان على الوجه الذي كان الأولون يقرؤون,فاذا قرأ على غيره كان قد غيرها عن وجهها , فلم يكن القاريء متعبدا الله بما شرع له , لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :<<كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد>>معناه : مردود على صاحبه غير مقبول منه .
ونقل عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال : كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها , فان الاول لم يدع للآخر مقالا ,فاتقوا الله يا معشر القراء ,وخذوا بطريق من كان قبلكم .(1/81)
وقال الزبير بن بكار: سمعت مالك بن أنس ,وأتاه رجل فقال : يا أبا عبد الله من أين أُحرم ؟ قال من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم .فقال اني أريد أن أحرم من المسجد ,يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : لا تفعل . قال : اني اريد ان أحرم من المسجد من عند القبر . قال: لا تفعل, فاني أخشى عليك الفتنة .قال: وأي فتنة هذا؟ انما هي اميال أزيدها . قال :وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت الى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ! اني سمعت الله يقول : (فليحذر الذين يخافون عن أمر أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم )الاية .
فهكذا يقال لمن التزم قراءة الحزب دائما على ذلك الوجه: أفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟فلا بد له ان أن يقول : لم يفعلها , فيقال له : فلا تفعل ما لم يفعله خير الخلق , لأنه يُخشى عليك الفتنة في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة ,لأنك تزعم أنك سبقت الى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال مالك لا يجتمع القوم يقرؤون في سورة واحدة كما يفعل أهل الاسكندرية , هذا مكروه ولا يعجبني.
وقال ايضا : لم يكن من عمل الناس يعني من عمل السلف الصالح والصحابة ومن تبعهم باحسان .
وقال في مثله أيضا : ذلك مكروه ومنكر .
قال الباجي : انما كرهه مالك للمجارة في حفظه والمباهاة بالتقديم فيه .
وقال الطرطوشي : ومن البدع قراءة القريء يوم الجمعة عشرا من القرآن عند خروج السلطان . قال : وكذلك الدعاء بع الصلاة , وقراءة الحزب في جماعة , وقراءة سورة الكهف بعد العصر في المسجد جماعة .انتهى.
فهذه القراءة من الأمور المحدثة . وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال << كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة>>انتهى .(1/82)
السيد:عمر تهامي أحمد: يبدوا انك لم تقرأ العنوان ولم تدرك المسألة فالنقل عن مالك والشاطبي وخليل بن إسحاق الجندي ومن غيرهم كالطرطوشي وكذا نقل لك الأخ عمار جملة من المانعين .
---
ابو الحسن الأكاديري
04-25-2006, 05:33 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم ربي خيرا لما قدمتموه لي من يد المساعدة
اما فيما نقله اخي عمر تهامي احمد فقد و قفت عليه سالفا و لا ارى انه موضوع علمي ففه ما فيه و قد سبقني بذكر اخي ابو عبد المعز
و إني أسئله جل في علاه ان يوفقكم لكل خير إنه على كل شيء قدير
محبكم في الله / أبو الحسن أحمد
---
عمر تهامي أحمد
04-25-2006, 07:52 PM
السلام عليكم
يا أبا العز كفاك تعاليا فليس من أخلاق المسلم التهكم والإستخفاف بمن يخالفه .
لا يجوز التعريض بالمسلم كما تعرض بأهل منتدى الأصلين في قولك :{..مرحبا بك لك أن تناقش كما تشاء بدل وضع روابط لمواقع فيها الغث والسمين والعقلاء والسفهاء ......}
يأ أبا العز لو كان أهل الملتقى على شاكلتك سنقول سلاما على التفسير وأهله
نحن لم نحذف الرابط المشير إلى ملتقى التفسير ومازال مثبتا إلى اللحظة أما أنتم فإنكم تخافون من فكر المخالف فقمتم بحذف الرابط المشير إلى الموضوع بسرعة وكأنكم تحجرون على عقول زواركم ..
---
أبو عبد المعز
04-26-2006, 04:38 AM
قال ابن لبّ: « أما قراءة الحزب في الجماعة على العادة فلم يكرهه أحد إلا مالك على عادته في إيثار الاتباع،
هذا القول لابن لب - رحمه الله -عليه مآخذ:
-المأخذالأول: فيه تهوين لمذهب الامام مالك ووصف له بالشذوذ.
الماخذ الثاني: سوء تعبير أو سوء تقرير لمذهب مالك...فاتباع مالك ليس عادة من العادات بل منهج راسخ متجذر في نفس إمام المدينة.
الماخذ الثالث: إيثار الاتباع تعبير غير موفق...كان عليه ان يقول إيجاب الاتباع....هذا هو مذهب مالك رحمه الله.(1/83)
الماخذ الرابع:مفهوم هذا الكلام-وابن لب مالكي يقول بالمفهوم- أن من يجوز قراءة الحزب ليس من عادته إيثار الاتباع.....وهذا يكفي من يمنع القراءة الجماعية.
---
الجكني
04-26-2006, 04:39 PM
يا أبا العز اتق الله فى نفسك أولا ثم بالعلماء الذين -حسب ظنى - هم أعلم منك باللازم والملزوم وما يلزم من كل ذلك ،حيث إنى لاحظت عليك يا أخى أنك تفهم من النص شيئاً ثم تلزم من يخالفك بأشياء لاتلزمه ، وكأنك يا أخى بهذا تجعل رأيك وفهمك هو الدليل الشرعى فى المسألة وعلى الناس القول به وإلا لزمهم كذا ،اين أنت يا أخى من قول الإمام الشافعى رحمة الله عليه الذى لم يقل عليك بكذا وإلا لزم كذا ،وأخيراً ناقش بموضوعية وافتح صدرك لمن يخالفك ولاتلزم الناس بالمخالفة الشرعية لمجرد أنهم خالفوا إمامنا وإمام المسلمين مالكاً رحمه الله فليس اختيار قول لإمام يعتبر كما فهمت وتحاول بأسلوبك (المتهكم ) والمشوب ب(السخرية)التأثير على الناس ،يا أخى الشرع شرع الله تعالى فما دلت عليه النصوص واحتملته ولم يك نص آخر يخالفه لايحق لك ولا لغيرك إلزام الناس به 0وعند الله تجتمع الخصوم )والله المبتغى
---
أبو عبد المعز
04-26-2006, 07:33 PM
الأخ الجكني.....
أسمي أبو عبد المعز.....
دعوتني أبا العز.....لأنك قلدت أحدهم في ذلك......ولو اجتهدت قليلا لأصبت الاسم الصحيح.....
لكن قاتل الله التقليد......
---
ابو الحسن الأكاديري
04-26-2006, 10:04 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوتي الأفاضل كفاكم جدالا بارك الله فيكم
و من اراد النقاش فليناقش بعلم او ليسكت بحلم
---
الجكني
04-27-2006, 01:21 AM
أخى أبو عبد المعز : أستغفر الله إن كنت أخطأت فى كلمة قرآنية ،والمرجو أن لا (تلزمنى ) بشيء،
---
أبو عبد المعز
04-27-2006, 02:20 AM
الأخ أبا الحسن ........هذه بعض النقول قد تفيدك في بحثك .. لعلك ترجع إلى مصادرها.
قال الشيخ الدردير في الشرح الكبير:(1/84)
(و) كره (جهر) أي رفع صوت (بها) أي بالقراءة (بمسجد) والأولى تأخير هذا عن قوله
(و)كره (قراءة بتلحين) أي تطريب صوت لا يخرجه عن حد القراءة وإلا حرم ليكون الضمير عائدا على مذكور (ك) كراهة قراءة (جماعة) يجتمعون فيقرؤون معا إن لم يؤد إلى تقطيع الكلمات وإلا حرم....
الشيخ أبو البركات رحمه الله.....جعل القراءة الجماعية في وضع بين الكراهة والتحريم....وفيه الرد على من اعتبر علة كراهة مالك للقراءة الجماعية هو ما قد يصاحبها من تقطيع الكلمات....فهذه علة للتحريم. ويفهم من ذلك أن القراءة في أفضل أحوالها لا تنزل عن درجة الكراهة...
قال صاحب التاج والاكليل عند شرح قول الشيخ خليل (كجماعة):
من ابن يونس:كره مالك اجتماع القراء يقرؤون في سورة واحدة وقال :لم يكن من عمل الناس ورآها بدعة....
يستفاد منه أن كراهة مالك بسبب الابتداع وليس سدا للذريعة....بمعنى كراهية لذات القراءة لا لغيرها أي تقطيع الكلمات.
ويستفاد من توجيه ابن رشد الذي أورده الشارح بعد ذلك أن الكراهة للامرين معا :
وتأول ذلك بعض أصحابنا ابن رشد:إنما كرهه مالك لأنه أمر مبتدع ولأنهم يبتغون به الألحان على نحو ما يفعل في الغناء فوجه المكروه في ذلك بين.
قال الشيخ الصاوي في حاشيته على الشرح الصغير:
(و) كره (قراءة جماعة) يجتمعون فيقرؤون شيئا من القرآن معا نحو سورة يس.
ومحل الكراهة (إذا لم تخرج) القراءة (عن حدها ) الشرعي في المسألتين وإلا حرمت وهذا القيد زدناه عليه.
(و) كره (جهر بها) : أي بقراءة القرآن (بمسجد) لما فيه من التخليط على المصلين والذاكرين مع مظنة الرياء....
استفدنا من قول الصاوي أن القراءة الجماعية مكروهة عند الإمام مالك مرتين:
-قراءة جماعية.
-قراءة جهرية.
والله أعلم.
---
مجدي ابو عيشة
04-27-2006, 10:08 AM
اود ان أعلق على بعض ما ذكره د محمد عيسى :(1/85)
**قال:وهذا تأكيد ظاهر على أن تلاوة القرآن أمر مرغوب فيه على كل حال بل يكره القراءة في عدة أحوال منها ما يخص القاريء .كالطهارة:قال الآجري( ,ولا يقرأ الجنب ولا الحائض القرآن ولا آية ولا حرفاً واحداً وإن سبح أو حمد أو كبر فلا بأس بذلك ).ويكره ذلك في الصللاة الجهرية عند جهر الامام امتثالا لامر الله عز وجل :(وَإِذا قُرِئَ القُرآنُ فَاِستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا لَعَلَكم تُرحَمون) .وعند النعس . لقوله صلى الله عليه وسلم:(إذا نعس أحدكم فليرقد فإن أحدكم يريد أن يستغفر فيسب نفسه.)
**قال:"لكن غزتنا بدعة الحكم بمنع الاجتماع لقراءة القرآن جماعة في المسجد، "
هل يقال عن المنع بدعة ؟ لقد ذكر الشيخ خليل بن إسحاق الجندي رحمه الله في مختصره كراهة ذلك وكلام مالك قبله ونقل الشاطبي وكلامه فيما سبق.
اما ان اعتدى أحد على قاريء لانه يخالف السنة فهي مشكلة من اعتدى وليست مشكلة من منع
**قال"يجب أن نؤكد حقيقة دينية تاريخية أولاُ، وهي أن فكرة منع قراءة القرآن الكريم على طريقة "الحزب الراتب" وافدة على نظام ديني اجتماعي قائم من قرون خلت بالمجتمع الجزائري خاصّة وبالمجتمع المغربي عامة، بل وبالعالم الإسلامي بوجه من الوجوه." فعل الناس الشيء او امتناعهم عنه ان كان تعبديا لا يؤخذ دليلا الا اذا عقد اجماع على المسألة وهذا امر فيه نظر .
** قال"وإنّ الأصل في النقاش والمناظرة أن يورد الوافد أدلة رأيه، ذلك أنه لا يتصور أن تتمالأ الأمة على مدى أعصار متعاقبة وتجتمع على الضلالة ومخالفة أمر الله تعالى وفيها العلماء والصالحون"(1/86)
أمرالممنوع هو اجتماع الأمة على ضلالة اما اجتماع اهل بلد او بعض الامة فليس هذا له مستند واجماع أهل بلد على بدعة لا يجعلها مباحة كقيام أهل بلاد ببناء قبور بالمساجد او طواف بعض الناس ببعض القبور . وانما تعرض على الشرع فان خالفت الشرع نضرب بها عرض الحائط وان وافقت الشرع كان اجتماع الناس عليها مما يطمئن له القلب.
---
الجكني
04-27-2006, 05:54 PM
الأخوة الأفاضل :السلام عليكم ورحمة الله وبعد :لا أدرى لماذا لم يتعرض أحد منكم لما قاله الشيخ الخرشي على المختصر فى نفس المسألة ،وهو قوله1/352:وفى كره قراءة الجماعة ؛أي مازادعلى الواحد دفعة على الواحدإذ لابد أن يفوته ما يقرأ بعضهم بالإصغاء إلى غيره فقد يخطىء فى ذلك الحين ويظن أنه قد سمعه فيحمل عنه الخطأ أو يظنه مذهباً له ،وعدم كراهتها للمشقة الداخلة على القراءة بانفراد كل واحد إذ قد يكثرون فلا يعمهم فجمعهم أحسن من القطع ببعضهم روايتان ،كان مالك يكرهه ولا يراه صواباًثم رجع وخففه0انتهى وقال الشيخ العدوي فى حاشيته عليه مانصه : (قوله ثم رجع وخففه)أي تخفيفاً وصل إلى درجة الراجحية بدليل قوله أحسن (فإن قلت )حيث رجع وخففه كان الواجب عدم ذكر الرواية الأولى لأن رجوعه بمثابة النسخ ؟ قلت:المرجوع عنه لما كان غير خارج عن قواعده لم يلغ أصلاًكما ذكروا 0انتهى
---
أبو عبد المعز
04-28-2006, 03:36 PM
الأخ الجكني
رزقنا الله وإياك حسن الفهم....
ما نقلته عن الخرشي لا علاقة له بالموضوع....فكلام الشيخ الخرشي عن قراءة الجماعة على واحد.....وليس على القراءة جماعة والفرق عظيم فتنبه عفا الله عنك!
قال صاحب مواهب الجليل- حيث تجد التميز-:
قال في المدخل لم يختلف قول مالك أن القراءة جماعة والذكر جماعة من البدعة المكروهة انتهى.
(وفي كره قراءة الجماعة على الواحد روايتان)
ماذكرته عن الخرشي يتعلق بالمسالة الاخيرة......وهو نفسه قد فرغ من المسالة الأولى قبل ذلك .....(1/87)
ويظهر لأدنى تأمل أن ما ذكرته عن الخرشي يتعلق بتعليم القرآن....وإلا ما علاقة قوله:
فقد يخطىء فى ذلك الحين ويظن أنه قد سمعه فيحمل عنه الخطأ أو يظنه مذهباً له......
بما نحن فيه : أي البحث في مشروعية القراءة الجماعية بصوت واحد.
---
الجكني
04-28-2006, 11:42 PM
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه ،ويعلم الله أنى سعدت به ،واستفدت منه درساً بعدم الآستعجال ، وأرجو أن يكون دعاؤك الذى صدرت به ردك نابعاً من الأخوة الإيمانية الصادقة المبرءة من السخرية والآسخفاف ،وعلى كل فأنت فى حل منى
---
الجكني
04-28-2006, 11:50 PM
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه ،ويعلم الله أنى سعدت به ،واستفدت منه درساً بعدم الاستعجال ، وأرجو أن يكون دعاؤك الذى صدرت به ردك نابعاً من الأخوة الإيمانية الصادقة المبرءة من السخرية والاسخفاف ،كما أرجو أن تدعو لمن خالفك بالتوفيق من الله تعالى كما هو ملاحظ عليك فى دعواتك لمن يوافقك فى الرأي وليس بالهداية -وهي مطلب كل مسلم -والفهم وهو مبتغى كل شخص ؛حتى تتسع الصدور ويغلق على الشيطان الملعون باب يدخل منه لسوء الظن بين أهل العلم ،وعلى كل فأنت فى حل منى
---
(1/88)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عنوان فقط،هل هناك كتاب أو رسالة جمع فيها روايات ابن عباس في التفسير غير تنوير المقباس
---
عنوان فقط،هل هناك كتاب أو رسالة جمع فيها روايات ابن عباس في التفسير غير تنوير المقباس
---
يزيد الصالح
03-21-2007, 08:51 PM
؟؟؟؟
---
دمعة الأقصى
03-22-2007, 03:57 AM
فيه رسائل كثيرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والجامعة الإسلامية بالمدينة منها:
1. المفسر عبدالله بن عباس وتحقيق المروى عنه في الفاتحه والبقرة وآل عمران
محمد العبدالقادر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – السعودية-
2. تحقيق وتخريج المروي عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه من أول سورة يونس إلى آخر سورة مريم ، محمد الفائز جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
2. تحقيق وتخريج المروى عن ابن عباس من أول سورة المجادلة الى آخر سورة الناس، حامد الفريح جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
3. تحقيق المروى عن ابن عباس من اول سورة الزخرف الى نهاية سورة الحديد
محمد الفالح جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – السعودية-
4. تحقيق المروى عن ابن عباس من أول سورة طه الى اخر سوره العنكبوت
سعود الحمد جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – السعودية-
5. تحقيق المروى عن عبدالله بن عباس في سورة النساء والمائدة والأنعام
ناصر العمار جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – السعودية-
6. تفسيرات ابن عباس في الثلثين الأخيرين من القرآن الكريم.
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
7. ابن عباس ومنهجه في التفسير، وتفسيراته الصحيحة في الثلث الأول من القرآن.
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
8. المفسر عبدالله بن عباس وتحقيق المروي عنه في سورة الأعراف والأنفال والتوبة
حمد القرعاوي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – السعودية-
---
يزيد الصالح(1/89)
03-24-2007, 01:59 AM
جزاك الله خيرا ونفع بك، هل طبع منها شيء؟
---
دمعة الأقصى
03-24-2007, 02:06 AM
حسب علمي أنها إلى الآن لم تطبع، وهي في جامعة الإمام والجامعة الإسلامية، ومكتبة الملك فهد
---
يزيد الصالح
03-24-2007, 06:15 AM
جزاك الله خيراً وبارك فيك،،
---
(1/90)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ينبغي لطالب العلم الأعتناء بالقران الكريم للشيخ صالح ال الشيخ
---
ينبغي لطالب العلم الأعتناء بالقران الكريم للشيخ صالح ال الشيخ
---
إمداد
07-25-2006, 01:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد..
فإن مما ينبغي لطالب العلم أن يتعهده في نفسه في مسيره في طلب العلم أن يكون معتنيا بكتاب الله -جل وعلا-، حفظا للقرآن وكثرة التلاوة، ومعاهدة له في المحفوظ والمتلو.
ولا شك أن أعظم العلم هو القرآن، إن أعظم العلم هو العلم الذي اشتمل عليه القرآن، وأعظم الأدلة هو دليل الكتاب؛ لأنه كلام الله -جل وعلا- الذي من قال به خصم.
وتعاهد طالب العلم للقرآن له مقاصد:
الأول: أن التعبد بالتلاوة أمر معلوم. فلقارئ القرآن بكل حرف يقرأه عشر حسنات، والله -جل وعلا- يضاعف لمن يشاء، وهذا يعني أن بقراءة القرآن زيادة الحسنات وزيادة الأجور.
والثاني: أن في قراءة القرآن تدبر القرآن، والله -جل وعلا- حض على ذلك بقوله: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا وقال: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا .
تعاهد القرآن من جهة الحفظ والتلاوة يهيئ لطالب العلم أن يعلم المعاني، وإذا علم المعاني زاد فقهه في القرآن.
الثالث: أنه إذا قرأ القرآن حفظا في صلاته، أو حفظا في مصلاه، أو قرأه تلاوة في أي مكان يقرأ فيه ينبغي له أن يتأمل مواضع الاستدلال، وكثيرا ما تمر معنا في الدروس آيات يستدل بها.(1/91)
والقرآن كله دليل على مسائل العلم، إما دليل على مسألة عقدية، أو في التوحيد، أو في الفقه، أو في الآداب، أو في التاريخ، أو في مسألة نحوية، أو في مسألة أصولية، أو دليل على معنى لغة.. إلى أخره.
فكلما زاد علم طالب العلم كلما علم أن كل آية دليل -ولا شك- ينزل في موقعه من مواقع الاستدلال في العلوم المختلفة: علوم الشريعة الأصلية، والصناعية المساعدة.
لهذا إذا قرأت القرآن فلتكن القراءة مع كونها للتعبد، أن تضع قلبك، وأن تفتح قلبك وذهنك إلى مواضع الاستدلال، هذه الآية فيها دليل على مسألة كذا، قد لا يكون عندك علم أنها دليل من قبل، لكن لما تأملت وجدتها أنها تصلح دليلا لهذه المسألة، فتذهب تراجع في التفسير، تراجع كتب العقيدة مثلا إذا كانت الآية في العقيدة، تراجع كتب الفقه إذا كانت الآية في الأحكام، وتنظر هل هذا الفهم منك صحيح أم لا؟
ولهذا من حفظ القرآن وهو كبير، يعني ليس في حالة الصغر، يعني مثلا بعد أن عرف العلم، وعرف طلب العلم، فإنه يستفيد من هذه الطريقة أكثر ممن حفظه صغيرا.
وهذا أمر مجرب في أن طالب العلم إذا ابتدأ حفظ القرآن وعنده معلومات، عنده بعض المسائل في التوحيد، بعض المسائل في العقيدة، بعض المسائل في الفقه، وعلم من هذا وهذا وهذا أشياء، فإنه وهو يحفظ سيتأمل الآية، فسيجد أنها دليل على المسألة الفلانية، والأخرى دليل على المسألة الفلانية، وهذه دليل على أن اللغة هذه فصيحة -يعني- في استعمال كلمة، وهكذا.
لهذا من مقاصد تلاوة القرآن، وحفظه لطالب العلم، وكثرة تلاوته أن يكون على ذكر منه دائما، بعد التعبد والتقرب إلى الله -جل وعلا- بما خرج منه -سبحانه وتعالى-، أن يكون على ذكر دائما بمواضع الاستدلال، وهذه منكم ينبغي لكم العناية بها كثيرا.(1/92)
كذلك إذا قرأتم في كتب السنة، كما سيأتي إن شاء الله تعالى ربما في كلمة مثل هذه، كيف يستفاد من كتب السنة في التدبر والاستذكار؟ فإذن إذا قرأت القرآن لا تكن القراءة قراءة هذٍّ، لا تعلم المعاني، ولا تعلم أوجه الاستدلال، يعني لا تدبرت في المعنى فعلمت التفسير، ولا تدبرت في أوجه الاستدلال فاستفدت منه.
ولهذا نقول: إن أعظم ما ينبغي لك أن تعتني به أن تكون قراءتك للقرآن قراءة استدلال على مسائل العلم، وهذا يتنوع فيه الناس بحسب قدرتهم على انتزاع الأدلة، أو معرفتهم بكلام العلماء في الاستدلال.
ومن الضعف أن يكون طالب العلم قليل الاستدلال بالقرآن، الحجة في الكتاب والسنة مبينة للقرآن وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ . فالاحتجاج بالقرآن هو أعظم الاحتجاج، والسنة مبينة للقرآن، مبينة للمجمل، مخصصة للعام، مقيدة للمطلق، وهكذا في بيانات في أنواع البيان، والتخصيص والتقييد والعموم.. إلى آخره.
لهذا ينبغي لك أن تتعاهد هذه المسألة من نفسك، تأمل هذا الدليل إذا حفظت يكون معك أدلة المسائل.
الرابع: أنك إذا وطنت نفسك على الاستدلال اجمع النظائر، يعني مثلا مسألة في المساجد، الكلام على أحكام المساجد: في القرآن فيه آيات كثيرة في أحكام المساجد، إذا كنت حافظا للقرآن، أو كثير التلاوة، مستظهرا للآيات، فوطن نفسك ودرّب نفسك على أن تكون الآيات في المساجد معك دائما.
الآيات في تدبر القرآن معك دائما، عدد من الآيات في إيجاب الصلاة معك دائما، عدد من الآيات في ذكر الآخرة معك دائما، عدد من الآيات في ذكر مراقبة الله -جل وعلا- معك دائما، عدد من الآيات في ذكر التقوى ومراتب التقوى والأمر بها معك دائما.(1/93)
وهكذا في أصناف العلم، مع الزمن تجتمع عندك حصيلة كبيرة جدا في الآيات، مصنفة في قلبك وفي ذهنك، لأنها تأتي تباعا، مثلما أنك تحفظ سورة من أولها إلى آخرها، تقرأ مائة آية تلو بعض ولا تخطئ، كذلك إذا رتبت نفسك في الاستدلال ستجد أن هناك آيات كثيرة في أحكام المساجد متوالية، في تدبر القرآن متوالية، في ذكر استدلالهم في التوحيد في أن الدعاء هو العبادة متوالية، في أن دعاء الموتى شرك أكبر بالله -جل وعلا- متوالية، فيما دعت إليه الرسل تأتي تباعا.
وهذا في الحقيقة يقويك من جهة فهم العلم، وفهم ما أنزل الله -جل وعلا- على رسوله، والخروج من التقليد في ذلك إلى معرفة الحجة والاستدلال.
ثم يقويك إذا أردت أن تتكلم في خطبة، أردت أن تتكلم في محاضرة، أن تعظ الناس، أن تُذكر أهلك، أن تذكر أصحابك ومن حولهم، أن تلقي كلمة يكون معك شيء.
والدين ليس بالآراء، إن الواحد يجتهد ويفكر، ويبدأ يتكلم بكلام كله من محض الأفكار التي عنده، لا، الدين مبناه على: قال الله، قال رسوله -صلى الله عليه وسلم-. ثم طالب العلم بفهمه للشريعة يوضح معاني الكتاب والسنة، هذا هو العلم.
فإذا علمت تبويب الاستدلال بالقرآن والأدلة من السنة شيئا فشيئا، لا شك أن الذي أمضى زمنا طويلا في العلم يجتمع عنده من الأدلة والتبويب ما ليس عند المبتدئ، ومن فهمه للأدلة وفي تصنيفها، لكن شيئا فشيئا تجتمع عندك وتتبوب، فيكون عندك من الاستدلال الشيء الكثير.
فإذا علمت العلم كان عندك طرف صالح من التوحيد والعقيدة، وعندك طرف صالح في أحكام الفقه، ثم في الآداب، وتنوع ذلك، ثم في مسائل أخر، فإذا أتيت تتكلم عن مسألة تتوارد عندك الأدلة، ثم بعد ذلك تبين معاني كلام العلماء في بيان معاني الكتاب والسنة.
لهذا حقيقة من هو العالم؟ العالم هو الذي فَقه الكتاب والسنة، ثم بين للناس دلالات الكتاب والسنة، هذا هو العالم، العالم ناقل، العالم مبلغ مأمون على تبليغ دلائل الكتاب والسنة.(1/94)
العالم ليس مخترعا للأحكام يبتدئ بها من عند نفسه، العالم ليس بذي رأي، يأتي بالأشياء المنصوص عليها هكذا من جهة نفسه لا، العالم يعلم ما جاء في القرآن وما جاء في سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويبين للناس معاني الكتاب والسنة، هذه وظيفة العالم.
فإذا جاءته مسألة ليس فيها عنده، يعلم فيها استدلال من الكتاب أو السنة، فإنه لأجل علمه ومعرفته بالأدلة، ومعرفته بحدود ما أنزل الله -جل وعلا- على رسوله -صلى الله عليه وسلم- فإنه يجتهد، فإذا أصاب فله أجران: أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة التي وفقه الله -جل وعلا- إليها، وإن أخطأ فله أجر واحد، وهو أجر اجتهاده مع وجود آلات الاجتهاد عنده في ذلك.
لهذا ينبغي لك أن تكون هذه المسالة منك على ذكر وبال، وهي مسألة مهمة لا تستهن بها، ولا تجعلها تمر هكذا، لا بد لك من تبويب نفسك مع القرآن، جهة كثرة التلاوة والتعبد بذلك، ومراجعة محفوظك، ثم أن ترتب نفسك في الأدلة.
تمرن نفسك على أن هذه الآية دليل كذا، هذه الآية دليل في كذا، ثم بعد ذلك تبوب هذه الأدلة من القرآن في الموضوعات المختلفة، تلحظ أنك بعد سنين إذا أردت أن تتكلم عن مسألة جاءت عدة آيات فيها، ثم بعد ذلك تبين معنى الآيات، ثم ما جاء في السنة، ثم كلام أهل العلم على ذلك، وما يتصل بهذه المسألة، هذا هو العلم في الحقيقة، هذا نقل العلم يكون بهذه الوسيلة.
أسأل الله -جل وعلا- أن يجعلني وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وأن يعلمنا منه ما جهلنا، وأن يذكرنا منه ما نسينا، إنه سبحانه جواد كريم .
من شرح بلوغ المرام للشيخ صالح ال الشيخ وفقه الله (http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=67&t=book07&pid=1&f=blm0058.htm#عنوان20055)
ومن عادة الشيخ حفظه الله أن يبدأ دروسه بتوجيهات لطلاب العلم
---
صادق الرافعي
07-30-2006, 12:22 AM
ومن أين له هذا اللقب " طالب علم " إن لم يكن صاحب قرآن
---
إمداد
08-17-2006, 10:24 PM(1/95)
جزاك الله خيرا صدقت ولكن بعض الطلاب يغفلون عن هذا الأمر العظيم وهو الأهتمام بكتاب الله
ثم ثم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم بقية العلوم الشرعية
---
(1/96)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > قالب البحوث والرسائل الإصدار الثامن
---
قالب البحوث والرسائل الإصدار الثامن
---
الماوردي
03-23-2007, 10:44 PM
تطويرات الإصدار الثامن من القالب
1- ضم خدمة المستبدل الآلي والذي يمكنك من أن تقوم بتغيير كلمات كثيرة واستبدالها بسرعة خاطفة بخلاف المستبدل الاعتيادي الذي لا يمكنك إلا من استبدال كلمة أو جملة ثم ثانية وهكذا.
2- إمكان وضع خدمات القالب مضافة إلى قالب وورد الأصلي بمعنى أن تكون الورقة التي أمامك بنفس التنسيقات الافتراضية مع وجود قوائم القالب.
3- إمكان تحويل الكلام المعتاد إلى نمط وبالتالي التعامل معه على أنه نمط خاص مثلا إذا وضعت العناوين بنوع خط معين ولم تضعها على إنماط فإن هذا الإصدار يمكنك من التحويل إلى النمط وبالتالي التصرف في جميع العناوين المماثلة كيفما تشاء
4- تسهيل عملية الترويسات ولو في وسط البحث.
5- تطوير معالجة الجداول بدقة وتوسع.
6- الإحالات أو الإسناد الترافقي
والمراد إذا أحلت لصفحة ثم تغيرت فإن رقم الصفحة في الحالة تتغير معها أيضا
7- إعداد قائمة مختصرة لأهم الأوامر التي تهم الباحث.
8- تطوير عمليات البحث والاستبدال مع التلوين.
9- تطوير عمليات علامات الترقيم.
10- المساعدة على التشكيل للنصوص وحذف التشكيل من كلمة أو من كامل المستند.
11- تطوير التعديلات على المستند قبل طباعته.
وفي الإصدار السابق قلنا:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:(1/97)
فهذا هو الإصدار السابع من قالب البحوث والرسائل بعد إضافات كبيرة على الإصدار السابق "السادس" ويتميز بإضافات جزلةٍ وواجهات جديدة أنيقة وحل إشكالات كثيرة يحتاجها الباحثون فنضعه بين إيدي إخواننا الباحثين إسهاما في إعانتهم في بحوثهم بعد أن عمل عليه العدد الوافر من أصحاب رسائل الماجستير والدكتوراه ونُسخ أصله آلاف المرات وحاز على إعجاب الكثيرين من المختصين والباحثين في مختلف الأصقاع وفي مقدمتهم شركة ميكروسوفت، كما أقيمت عليه دورات تدريبية لجملة من الباحثين وأساتذة الجامعات.
وهذا القالب معد لكتابة أي مكتوب على الوورد بطريقة سهلة وممتعة ويحتوي على خدمات ضخمة وتسهيلات للكثير من العمليات المعقدة في البرنامج ولا سيما البحوث العلمية فقد خدم في طريقة كتابة الحواشي والأنماط والعناوين وغيرها كثير...
كما أن مما يميزه أنه متوافق مع لوائح الدراسات العليا في جامعات المملكة العربية السعودية.
ويمتاز هذا الإصدار السابع بما يلي:
• متوافق مع وورد الشهير إصدار 2002 / 2003.
• إدراج الحواشي السفلية بكل دقة وسرعةalt+x مع قوسين صغيرين وبدونهما.
• يسهل عملية التعامل مع الأنماط ( العناوين ).
• معالجة كثير من مشاكل الحاشية التي قد تؤثر على جمال مظهر الرسالة أو البحث.
• يتيح عمل ترويسات للصفحة على وجه أو وجهين مع إمكان كتابة نصوص متنوعة داخل الترويسة.
• يسهل كتابة أبيات الشعر المتقابلة الأشطر والمتداخلة الأشطر مع التصرف الكامل فيها.
• يتيح إدراج رموز كثيرة وأقواس متنوعة مثل صلى الله عليه وسلم.
• يسهل التعامل مع مصحف قالون حيث يوفرعليك الجهد في كتابة أي آية كريمة وضبطها بالشكل بطريقة سريعة.
• يحتوي على عمل ترقيم دقيق ومتسلسل [ للمخطوطات] بطريقتين داخلية وخارجية.
• يقوم هذا البرنامج بإجراء تعديلات هائلة على البحث أوالرسالة ويصحح كثير من أخطاء الكتابة.(1/98)
• يقوم بعملية الفهرسة لجميع النصوص بكل دقة ، وعمل جدول محتويات
• يمكن تثبيت القالب وإزالته عدة مرات
حمل القالب من هنا
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/qaleb8.rar
ولعرض أي إشكال أو ملاحظة أو اقتراح نأمل المراسلة على هذا البريد :
swasil@gawab.com أو s_wasil@hotmail.com
---
الكشاف
03-24-2007, 01:03 AM
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة وبارك الله فيك .
---
(1/99)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الحجاب لماذا ؟ كتاب الكتروني رائع
---
الحجاب لماذا ؟ كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
11-18-2006, 07:14 AM
الحجاب لماذا ؟ كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الحجاب لماذا؟
لفضيلة الشيخ
د.محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 417 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/11062/a0cebba5bf.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/11062/6db6d710a8.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/11062/b486332c81.jpg
روابط التنزيل
http://www.snapdrive.net/files/137097/Alhegap%20lemaza.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=295615
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
إمداد
11-18-2006, 11:26 PM
جزاك الله خيرا ياأخ عادل
لمن يريد نسخ الكتاب إذالم يعمل الرابط الذي يظهر فانسخه وضعه في مكان العنوان
---(1/100)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شرح متن الشاطبية على قناة المجد العلمية
---
شرح متن الشاطبية على قناة المجد العلمية
---
خادمة القرآن
03-01-2007, 10:41 PM
إن إخوننا الفضلاء على قناة المجد لم يتركوا بابا من أبواب العلم إلا فتحوه لمن يريد العلم النافع ؛ ومن هذه الأبواب والذي كان ينقص حقا قناة المجد العلمية هو علم القراءات ،
إلا أننا رأينا ما أقر به العيون وانشرحت له الصدور في ذلك ، حيث يقوم الشيخ الدكتور محمد عصام القضاة بشح الشاطبية على هذه القناة المباركة .
وهو برنامج أسبوعي يأتي كل أربعاء الساعة العاشرة والنصف مساء .
---
نواف الحارثي
03-01-2007, 10:54 PM
شكر الله لك خادمة القرآن على هذا التنبيه والتنويه لاحرمكم الله الأجر ، ونسأل أن يجزي القائمين على قناة المجد خيرا .آمين
---
محمود الشنقيطي
03-02-2007, 03:36 PM
هذا البرنامج القيم نرجو أن يأتي أكله وأن يثمر برامج أخرى بعده , كشرح الدرة والطيبة ومنظومات الرسم والضبط وعد الآي وغيرها من العلوم التي يقل نشرها عبر القنوات الفضائية, وهو حقيق بجدارة تصدره لقائمة برامج القناة العلمية لأن أغلب العلوم التي تعرض دروسها ثَمَّ قد يجد الباحث عنها والمحتاج لها من يعوضه أو يزيده منها أو يوضح له ما استغلق عليه فيها , خلافا لدروس القراءات , التي يعز على الباحث عن فتح أقفالها وجودُ المتمكن منها , والله نسأل أن يوفق القائمين على تلك القناة لكل خير , وهو سميع مجيب..!!!
---
طه محمد عبدالرحمن
03-02-2007, 04:57 PM
العاشرة و النصف بأى توقيت حفظك الله ؟ حتى يتسنى لنا متابعته .
---
خادمة القرآن
03-02-2007, 09:22 PM
وإياكم شيخنا نواف .
أما وقت البث هو العاشرة والنصف مساء بتوقيت مكة المكرمة ويستمر البرنامج قرابة النصف ساعة فقط ، هذا وقت البث المباشر .
كما أن منهج الشيخ في هذا الشرح هو :(1/101)
الإنصاف والإعتدال والوضوح وعدم الخوض في المسائل المستشكلة ، مما يضيق دائرة الخلاف ويرسم منهجا معتدلا للطلبة خاصة المبتدئين .
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً وعملاً وهدى وتقوى .
---
الجكني
03-02-2007, 09:34 PM
عفواً أختي الكريمة "خادمة القرآن " لم أفهم عبارتك :
"منهج الشيخ في هذا الشرح هو :
الإنصاف والإعتدال والوضوح وعدم الخوض في المسائل المستشكلة 0
---
خادمة القرآن
03-03-2007, 11:49 PM
عذرا مشايخنا الفضلاء : يبدو أني قد أخطأت في توقيت البرنامج ؛ فهو يأتي يوم السبت الساعة العاشرة والنصف مساء بتوقيت مكة المكرمة ويعاد كذلك الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم الأربعاء .
اما عن منهج الشيخ فأترك الحكم عليه لأهل الاختصاص .والله أعلم
والعذر عند خيار الناس مقبول ************** واللطف من شيم السادات مأمول
---
(1/102)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الهمزة الحلقية
---
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الهمزة الحلقية
---
فرغلي عرباوي
03-27-2004, 02:28 AM
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الهمزة الحلقية
**************************************************
الهمزة حرف , حلقي , مجهور, شديد , منفتح , مصمت , مهتوف , متوسط بين القوة والضعف , مرقق , ثقيل , ولذا غيرته العرب بأنواع من التغيير , كالتسهيل والإبدال والحذف والإسقاط , ولم تثبت في الخط على صورة واحدة كسائر الحروف بل يستعار لها صورة الألف أو الواو أو الياء , وقد كان العاملون بصناعة التجويد المجازيين ينطقون بها سلسة سهلة برفق وبلا تعسف ولا تكلف ولا نبرة شديدة , وهي أول الحروف خروجا , ويقع الخطأ فيها من أوجه :
*************************
*************************
1. تفخيمها ولاسيما إذا وقع بعدها حروف الاستعلاء , سواء كانت الهمزة قطعية أو موصولة عند الابتداء , أو وقع بعدها حروف ما شابه الاستعلاء كالراء واللام من لفظ الجلالة المغلظة نحو ) أَقَامُوا )(الحج: من الآية41) – ) الظَّالِمِينَ)(التوبة: من الآية19) – ) أَظْلَمُ )(السجدة: من الآية22) – ) أَخَّرْتَنِي)(المنافقون: من الآية10) – ) الصَّدَفَيْنِ)(الكهف: من الآية96) – ) أَصْدَقُ)(النساء: من الآية122) – ) أَضَلّ)(الروم: من الآية29) - وأمثلة ما شابه حروف الاستعلاء نحو – ) أَرَضِيتُمْ)(التوبة: من الآية38) – ) أَرَاكُمْ )(الأحقاف: من الآية23) – ) الرَّاسِخُونَ)(النساء: من الآية162) – ) اللَّهُ )(الفتح: من الآية18) – ) اللَّهُمَّ )(يونس: من الآية10) – فيجب على القارئ أن ينطق بهذه الهمزات السابقة مرققة وبلا تعسف .
*************************(1/103)
2. بعض جهلة القراء يخرج صوتها وفيه رخاوة بجريان الصوت معها , وهذا خطأ فاحش , لأن الأصل في صوتها الشدة أى بحبس الصوت معها , نحو ) تَأْلَمُونَ)(النساء: من الآية104) – ) فَادَّارَأْتُمْ )(البقرة: من الآية72) وهذه الأمثلة تحتاج في توضيخ جريان الصوت مع الهمزة إلى نقل صوتي بالتلقي من المشايخ .
*********************
3. لابد للقارئ أن ينطقها سلسة برفق وبلا تعسف ولا تكلف ولا تهوع ولا سعلة , والتهوع وصف أهل اللغة : وهو النطق بها على هيئة المتقيئ , والسعلة وصف الكوفيين, نحو ) تَأْلَمُونَ)(النساء: من الآية104).
**********************
4. على القارئ أن يحافظ على إظهار صوت الهمزة إذا انضمت مفردة أو انكسرت , لأنها في نفسها ثقيلة , والضمة والكسرة ثقيلتان , فيصعب على اللسان اجتماع ثقيلين , ولاسيما إذا كان بعدها كسرة أو قبلها أو يكون قبلها ضمة وهي مضمومة نحو ) وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ)(البقرة: من الآية24) – ) إِلَى بَارِئِكُمْ )(البقرة: من الآية54).
**********************
5. إذا كانت الهمزة مكسورة وقبلها همزة مضمومة وقبلها حرفان مشددان وجب بيان الهمزة الأولى والثانية والمشددين , لأن المشدد ثقيل , وتكرره ثقيل والهمزة ثقيلة والكسرة ثقيلة والضمة ثقيلة وذلك كله ثقيل نحو قوله تعالى ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إلا بِأَهْلِهِ )(فاطر: من الآية43))( نُنَبِّئُكُمْ)(الكهف: من الآية103) ) .
***********************
6. ينبغي للقارئ أيضا إذا وقف على الهمزة المتطرفة بالسكون أن يظهرها في وقفه لبعد مخرجها, وذهاب حركتها , لأن كل حرف سكن خف إلا الهمزة , فإنها إذا سكنت ثقلت , ولاسيما إذا كان قبلها ساكن , سواء كان الساكن حرف علة أو صحة نحو ) الْخَبْءَ )(النمل: من الآية25) – ) شَيْءٍ )(البقرة: من الآية20) – ) السَّمَاءِ)(الزخرف: من الآية11) .
***********************(1/104)
7. وعليه أن يحذر من خفاء صوتها إذا وقف عليها ويفعله البعض وهذا لا يجوز إلا فيما أحكمت فيه الرواية , نحو ) السَّمَاءُ )(الفرقان: من الآية25) - ) السُّوءَ)(يوسف: من الآية24) – ) سِيئَتْ )(الملك: من الآية27) .
*************************
8. ومن الأخطاء في التلفظ بالهمزة شبه تشديدها والبعض يبالغ في ذلك حتى تصير مشددة حقيقة ويقصد فاعل ذلك تحقيقها فيقع في الخطأ وهو لا يشعر , وأكثر ما يقع ذلك في الهمز الذي قبله حرف مد نحو ) أُولَئِكَ)(سبأ: من الآية5) – ) هَؤُلاءِ )(النساء: من الآية78) وكذلك في لفظ همزة ( يَوْمَئِذٍ)(لأعراف: من الآية8) وهذا الأخير لا يسلم منه حتى القراء المشهورين .
*************************
9. ومن الأخطاء أيضا أن البعض يسهلها في موضع التحقيق وأكثر ما يقع في المضمومة بعد الألف , ولاسيما إذا أتى قبل الألف حرف شفوي لما بين المخرجين من البعد نحو ) أَنْبَاءِ)(هود: من الآية120) – ) الضُّعَفَاءُ)(غافر: من الآية47) – ) الْمَاءِ)(هود: من الآية43) .
*************************
10. والبعض ينطقها مخفاة في لفظها وخاصة إذا كانت مضمومة أو مكسورة نحو ) رَؤُوفٌ )(التوبة: من الآية128) ) سُئِلَتْ)(التكوير: من الآية8) – ) مُتَّكِئُونَ)(يّس: من الآية56) .
*************************
11. ومنهم من يخفيها ويسهل لفظها وخاصة لو وقع بعدها نون مخفاة كنون الإخفاء الحقيقي نحو ) الإِنْسَانُ)(النساء: من الآية28) – )َ أَنْفُسَكُمْ )(البقرة: من الآية44).
*************************
12. على القارئ أن يحذر من تمطيط صوت الهمزة خشية أن يقع الإدخال بعدها , وفي ذلك زيادة حرف في كتاب الله غير موجود , ولا يجوز ذلك إلا فيما أحكمت فيه الرواية المتواترة نحو ) أَأَنْذَرْتَهُمْ )(البقرة: من الآية6) .
*************************(1/105)
13. والبعض يقلقلها قلقلة خفيفة وصلا وذاك خطأ نحو ) مُؤْمِنُونَ )(الفتح: من الآية25) ) تَأْلَمُونَ )(النساء: من الآية104).
*************************
14. والبعض يقفز عنها بسرعة وهو ما يسميه علماء القراءات بالإختلاس وخاصة إذا تكررت نحو ) أَئِمَّةً )(القصص: من الآية41) – )أَأُنْزِلَ )(صّ: من الآية8) – ) أَؤُنَبِّئُكُمْ )(آل عمران: من الآية15) .
*************************
15. على القارئ أن يحذر من المبالغة في ترقيق الهمزة المفتوحة خشية أن يؤول صوتها إلى الإمالة نحو ) آمَنُوا )(البقرة: من الآية172) .
*************************
16. والبعض ينطقها متأثرة باستعلاء الحرف الذي قبلها , والسبب الذي أدى إلى تفخيم الهمزة , أن القارئ جعل هيئة الشفتين عند الوقف على الهمزة , على هيئة الاستعلاء , والصحيح أنه يجب إعادة انفراج الشفتين إلى هيئتهما حال الترقيق فيما لو نطقنا بالهمزة مفردة ساكنة نحو )اقْرَأْ)(الإسراء: من الآية14) )اقْرَأْ )(العلق: من الآية1) .
*************************
17. ومنهم من يقف عليها ويتبع صوتها بنفس , وفي ذلك تقصير من القارئ حيث أن حق الهمزة الجهر ولا نفس مع صوتها البتة نحو )السَّمَاءِ )(لأعراف: من الآية40) ) السُّوءَ)(يوسف: من الآية24) .
*************************
18. من الأخطاء الدارجة في نطق الهمزة تحقيقها أوقلبها هاء خالصة في قوله تعالى () أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ )(فصلت: من الآية44)) , والصواب أن تنطق بين الهمزة بين بين , وكيفية ذلك بالتلقي .
*************************(1/106)
19. على القارئ أن يرقق الهمزة المكسورة وخاصة لو وقع بعدها هاء ساكنة فينقلب صوت الهمزة والهاء إلى صوت الـ ( A ) في الإنجليزية وهذا الحرف الإنجليزي مركب من صوت همزة مكسورة ممالة وبعدها هاء ساكنة , ولكي تعرف أخي القارئ هل أنت تنطق بهمزة مكسورة صحيحة أم لا عليك بتطويل كسرة الهمزة فإن تولد منها ياء عربية فصيحة فهي فكسرتك صحيحة وإن طولت الصوت بالكسرة فتولد صوت ياء مخلوطة الصوت فكسرتك غير صحيحة والأفضل في هذا وذاك التلقي من أهل الأسانيد المتصلة بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم رزقني الله وإياك دقائق الإخلاص .
*************************
خاتمة بحث صوت الهمزة في كيفية النطق الصحيح بها , ويتحقق ذلك في محورين :
1. يجب على القارئ أن يفتح الشفتين عرضا إلى أقصى ما يستطيع حتى يتحصل على أعلى وأرقى درجات الترقيق للهمزة المفتوحة , وأن يضم الشفتين للأمام مع المضمومة وأن يخفض الفك السفلي مع المكسورة .
2. يجب أن تباعد بين الفكين إذا نطقت بالهمزة مفتوحة حتى يتحقق الانفتاح .
بحث للأستاذ : فرغلي سيد عرباوي
---
ناصر الماجد
03-28-2004, 11:46 PM
بارك الله فيك أخي الكريم فرغلي على هذه التنبيهات ، وأرجو منك مواصلة إمتاعنا بهذه الفوائد ولك مني الشكر
---
(1/107)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > تصفح خزانة الكتب واستعرض 200 موضوع فى الصفحة الواحدة
---
تصفح خزانة الكتب واستعرض 200 موضوع فى الصفحة الواحدة
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 06:33 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumdisplay.php?f=16&pp=200&sort=lastpost&order=desc
تجد قسم الكتب كله فى 43 صفحة
و يمكنك تغيير رقم 200 الموضوع فى الوصلة الى اى رقم تريد
50 مثلا..150..300..500...الخ
ولكن يجب ان يكون اتصالك يساعد لأن الصفحة تكون ثقيلة الى حد ما
---
(1/108)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبحث عن موضوع لرسالة ماجستير حول مناهج المفسرين
---
أبحث عن موضوع لرسالة ماجستير حول مناهج المفسرين
---
سالم العلوي
09-23-2005, 10:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب دراسات عليا / ماجستير في جامعة الشارقة في الإمارات
وقد اختار الله لي أن أكون ضمن قسم التفسير
وأشعر أن المهة ثقيلة جدا ..
ومطلوب مني هذه الأيام أن أقدم موضوع الرسالة وخطة البحث
ونفسي تميل إلى الكتابة في منهج مفسر من المفسرين
لكنني أجد صعوبة في الاختيار وخاصة أني ربما أختار مفسرا ثم أكتشف أنه قد كتب فيه فلا يقبل الموضوع ولا تكون له فائدة أصلا ..
وأنا إذ أتشرف بمخاطبتكم، أرجو - شاكرا ومقدرا- مساعدتي في اختيار اسم مفسر من مفسرينا العظام لدراسته، وليكون عملي مفيدا ونافعا، أسأل الله القبول..
مثلا.. فكرت في الكتابة عن الخازن لكن فاجأني الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم أستاذ التفسير في الجامعة بأن الموضوع قد كتبت فيه رسالة دكتوراة في جامعة محمد بن سعود الإسلامية، رغم أني لم أجد الكتاب عندنا في مكتبات جامعة الإمارات وجامعة الشارقة وغيرها من المكتبات الجيدة في الدولة ..
وهكذا أجد نفسي غير قادر على الاختيار .. فهل من معين
أسأل الله العلي القدير أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن لا يجعل لأحد فيها نصيبا، وأن يستعملنا في طاعته ونصرة دينه وكتابه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وشكر الله لكم ، وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
09-24-2005, 11:20 AM
أخي الكريم سالم وفقه الله وأعانه
حياك الله وبياك في ملتقى التفسير ، وأسأل الله لك النفع والفائدة .(1/109)
أما ما ذكرته عن دراسة تفسير الخازن دراسة منهجية ، فكما تفضل الدكتور مصطفى مسلم وفقه الله ، فقد بحث هذا الموضوع في قسم القرآن بكلية أصول الدين ، والذي بحثه هو شيخي الفاضل الدكتور قاسم بن أحمد القثردي الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين بأبها ، وذلك في مرحلة الدكتوراه عام 1409هـ تقريباً. وهذه الرسالة لم تنشر بعد ، وإنما تجدها في مكتبة الرسائل الجامعية بالمكتبة المركزية بجامعة الإمام ، أو بمكتبة قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين.
وأما المفسرون الذين لم تدرس مناهجهم بعد فهم كثيرون ، غير أن هذا لا يعني أن ما درس منهجه ليس في حاجة إلى إعادة دراسة منهجه مرة أخرى ، فبعض الدراسات التي كتبت قد كتبت قبل نشر التفسير ، وكتبت بناء على اطلاع الباحث على جزء من التفسير أو نحو ذلك. فيمكنك الرجوع للدراسات التي كتبت قديماً في مناهج المفسرين فتعيد النظر فيها بناء على المعطيات الجديدة التي تناولت هذا التفسير أو درات حوله . فمثلاً : تفسير ابن عطية الأندلسي ، جدير بإعادة دراسة منهجه دراسة علمية عميقة ، تستفيد مما كتبه الدكتور عبدالوهاب فايد في منهجه ، وكتبه غيره ، وتبني عليها. أضف إلى ذلك أن المنهج الذي نسير عليه في دراسة مناهج المفسرين يحتاج إلى عمق علمي أكثر ، دون الاكتفاء بما اعتدناه من عناصر ، والغوص في دراسة لغة المفسر العلمية ، وقدرته الاستنباطية ، وقدرته النقدية ، بحيث يمكن تدريس خطوات هذه الأساليب والمناهج للطلاب ليسيروا على هداها في النقد والفهم والتدبر ، وليجتمع لنا من مجموع مناهج المفسرين منهج علمي دقيق موحد يصلح منهجاً معتمداً يدرس بناء عليه تفسير القرآن الكريم.
أسأل الله أن يوفقكم للخير ، وأن يرزقكم العلم النافع ، والأجر المتصل.
---
إبراهيم الحميضي
09-24-2005, 01:11 PM(1/110)
أخي الكريم : يمكن دراسة كتاب( التفسير والمفمسرو ن ) للدكتور الذهبي - رحمه الله - دراسة تقويمية فهو بحاجة إلى ذلك ، وهو كتاب قيم وفيه مسائل عديدة تحتاج مزيد دراسة وتحرير ، وفقك الله .
---
موراني
09-24-2005, 03:28 PM
أعتذر اذا كان تعقيبي هذا في غير محله , وهذا وارد في رأيي بسبب عدم معرفتي وتجربتي في القضايا التعليمية في أغلب البلاد الاسلامية العربية كما لم تتضح لي المتطلبات التي يجب ان يخضع لها طالب العلم في سبيل نيل درجة ما ( دكتوراه كانت أو ماجستير) . الا أنّ الموضوع واضح وهو منهج مفسر من المفسرين وهنا اقترح التالي : دراسة منهج المسفرين القدماء على هذا الترتيب : عبد الله بن وهب ويحيى بن سلام وهود بن محكم وعبد الرزاق الصنعاني دراسة مقارنة بين مناهجمهم وفقا لتفاسيرهم المطبوعة .
وأرجو لك التوفيق
---
نورة
09-24-2005, 05:44 PM
الله ييسرلك ويوفقك
---
سالم العلوي
09-24-2005, 11:27 PM
الأخوة الأفاضل .. الأخوات الكريمات
شكر الله لكم تفاعلكم وسديد نصحكم
والحقيقة .. ما زلت أنتظر ما تجودون به من نصائح غالية
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى
---
طويلب
10-05-2005, 12:00 AM
الأخ الكريم سالم
أرجو من الله أن ييسر لنا ولك الحصول على مواضيع للدراسات الجامعية ، ولكن حتى لا تبحث موضوعا سبق طرحه وسبقت فيه بالكتابة فأنصحك أن تبحث في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في السعودية والذي يحوي كثيرا من الرسائل الجامعية التي نوقشت في السعودية وبعض الأقطار العربية وإليك الموقع على هذا الرابط
اضغط هنا (http://213.150.161.217/kfcris/login.htm)
---
طالب المعالي
11-08-2005, 03:09 PM
السلام عليكم
ذكر لي احد المشايخ في التفسير ان منهج ابن الجوزي في كتابه (زاد المسير ) لم يتناوله احد حتىالآن
فلو تناولته ، ففيه خير كثير
---
أبومجاهدالعبيدي
11-08-2005, 11:27 PM(1/111)
بل قد دُرس منهج ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير قديما ؛ فقد كان موضوعاً لإحدى رسائل الشيخ الدكتور عبدالرحيم الطحان في جامعة الأزهر .
---
طالب المعالي
11-10-2005, 02:24 PM
انار الله بصيرتك شيخنا ابو مجاهد
ولعل الشيخ يقصد انه لم يدرس في نطاق الديار السعودية
---
(1/112)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل قول الطبري حول تعلم السحر صحيح فى تفسير قوله تعالى (( و ما كفر سليمان))
---
هل قول الطبري حول تعلم السحر صحيح فى تفسير قوله تعالى (( و ما كفر سليمان))
---
حنبل
07-06-2004, 09:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله .
قرأت فى تفسير الطبري كلاما حول جواز تعلم السحر و صناعة الخمور بنيه التعلم فقط و ليس للعمل بها فهل هذا الحكم صحيح لانه اشكل عندى و قوله تعالى (( و ما يعلمان من احد حتى يقولا إنما نحن فتنه فلا تكفر )) ففهمت منها ان مجرد تعلم السحر يعتبر كفرا لان التحذير كان من التعلم على حسب ما فهمت من قراءة التفاسير .
و سؤال آخر هل هنالك اختلاف بين العلماء فى قتل الساحر الذى يسحر بإمور فيها استعانه بالجن و مخاطبة للكواكب و إذا كان هنالك إجماع منعقد هل لى ان احصل عليه .
و سؤال آخير : هنالك بعض الطرق السحرية التى يستعملها المتصوفة فى كتاب التمائم و الرقى تسمى الاوفاق و هى عبارة عن ارقام معينة تكتب بصورة ثلاثية او رباعية او خماسية و تتم اثناء الكتابة التمتمه ببعض الطلاسم و العبارات و يحدد وقت معين فى كتابتها حتى يقوى استخدام الروحانيات كما يدعون هل اجد عندكم فتوى علماء عن استخدام هذه الطريقة .
جزاكم الله خيرا
---
مساعد الطيار
07-07-2004, 03:42 AM
أخي الكريم : هلا نقلت عبارة الطبري بنصها .
---
عبدالله الميمان
07-07-2004, 07:06 AM
الأخ حنبل : السلام عليكم .(1/113)
الكلام المذكور في تفسير الطبري ليس له وإنما نقله عن جماعة من المفسرين ، وهذا نصه : (( قالوا ليس في العلم بالسحر إثم كما لا إثم في العلم بصنعة الخمر ونحت الأصنام والطنابير والملاعب وإنما الإثم في عمله وتسويته قالوا وكذلك لا إثم في العلم بالسحر وإنما الإثم في العمل به وأن يضر به من لا يحل ضره به قالوا فليس في إنزال الله إياه على الملكين ولا في تعليم الملكين من علماه من الناس إثم إذا كان تعليمهما من علماه ذلك بإذن الله لهما بتعليمه بعد أن يخبراه بأنهما فتنة وينهاه عن السحر والعمل به والكفر وإنما الإثم على من يتعلمه منهما ويعمل به إذ كان الله تعالى ذكره قد نهاه عن تعلمه والعمل به قالوا ولو كان الله أباح لبني آدم أن يتعلموا ذلك لم يكن من تعلمه حرجا كما لم يكونا حرجين لعلمهما به إذ كان علمهما بذلك عن تنزيل الله إليهما )) تفسير الطبري (1\453 ) ..
وفي نظري أن تعلم السحر ليس كالعلم بصنعة الخمر لأن تعلم السحر كما نقل لي عمن قرأ في كتب تعليم السحر لايكفي فيه مجرد قراءة مباديء الصنعة ، بل يبدتديء بقراءة المبادي ثم يصل إلى حد لا بد فيه من الذبح لغير الله ، فهذا قد يفسر قول الفقهاء والمفسرين أن من تعلمه كفر والله تعالى أعلم .(1/114)
وأما قولك : ((و سؤال آخر هل هنالك اختلاف بين العلماء فى قتل الساحر الذى يسحر بإمور فيها استعانه بالجن و مخاطبة للكواكب و إذا كان هنالك إجماع منعقد هل لى ان احصل عليه . )) فجوابه أن البغوي-رحمه الله -يقول : (( الله تعالى امتحن الناس بالملكين في ذلك الوقت ، فمن شقي يتعلم السحر منهما فيكفر به ، ومن سعد يتركه فيبقى على الإيمان )) ، وفي السنة النبوية أن النبي r قال : ( اجتنبوا السبع الموبقات ) ، قالوا : يارسول الله وما هن ّ ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر .. الحديث ) ( )، وقد وقع الخلاف في تفصيل هذا التحريم ، هل يخرج من الملة أم لا ؟ يقول ابن هبيرة : (( أما السحر فإنه باطل ، ومعلمه عاصٍ لله عز وجل ، ولا يحل تعلمه ولا تعليمه )) ( )، ويسوق الخلاف في الكفر بالسحر ، فيقول : (( واختلفوا : فيمن يتعلم السحر ويستعمله ، فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد : يكفر بذلك ، إلا أن من أصحاب أبي حنيفة من فصّل فقال : إن تعلمه ليتقيه ، أو ليتجنبه ؛ فلا يكفر بذلك ، وإن تعلمه معتقداً لجوازه ، أو معتقداً أنه ينفعه ، فإنه يكفر ، ولم ير الإطلاق ، وإن اعتقد أن الشياطين تفعل له ما يشاء ، فهو كافر ، وقال الشافعي : إذا تعلم السحر قلنا له صف سحرك ، فإن وصف ما يوجب الكفر بمثل ما اعتقده أهل بابل ، من التقرب إلى الكواكب السبعة ، وأنها تفعل ما يلتمس منها ، فهو كافر ، وإن كان لا يوجب الكفر ، فإن اعتقد إباحته فهو كافر )) ( ).(1/115)
وخلاصة ما أورده ابن هبيرة من الأقوال السابقة أن الأئمة الأربعة أجمعوا على أن من تعلم السحر أو علمه فإنه يكفر باستحلاله ، ويكفر بفعل السحر إذا كان مشتملاً على ما يوجب الخروج من الملة كاعتقاده أن الشياطين تفعل له ما يشاء ، أو أن السحر ينفعه ، ويبقى الخلاف في من تعلم أو علم السحر ولم يصف ما يوجب الكفر ، وهذا الخلاف لم يشر ابن هبيرة إلى ترجيح له فيه ، إلا أنه في معرض تعليقه على كتاب عمر رضي الله عنه : (( اقتلوا كل ساحر وساحرة )) مال إلى أن الساحر يجوز قتله إذا استحل السحر ، فلم يجزم بتكفيره بمجرد فعله ، بل لابد معه من مصاحبة ما يوجب الخروج من الملة ،كالتقرب إلى الشياطين أو ادعاء علم الغيب ، وقد أشار الشيخ سليمان بن عبدالله إلى أنه عند التحقيق في المسألة نجد أنه لاخلاف بين القائلين بتكفير الساحر مطلقاً ، والقائلين بعدم تكفيره إلا بمصاحبته لما يوجب الكفر ، لأن هؤلاء يظنون أنه يوجد أنواعٌ من السحر يمكن أن تتأتى بغير شرك ، وهذا لا يوجد عند التحقيق ، ولهذا سماه الله كفراً فقال تعالى : ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) ، وأيد هذا القول الشيخ حافظ الحكمي فقال : (( وهذا من أصرح الأدلة على كفر الساحر ، ونفي الإيمان عنه بالكلية ؛ فإنه لا يقال للمؤمن المتقي لو أنه آمن واتقى ، إنما قال تعالى ذلك لمن كفر وفجر ، وعمل بالسحر واتبعه ، وخاصم به رسوله r ، ورمى به نبيه ، ونبذ الكتاب وراء ظهره ، وهذا ظاهر لا غبار عليه والله أعلم ، وقد صرح بذلك أئمة السلف من الصحابة والتابعين وإنما اختلفوا في القدر الذي يصير به كافراً ))
انظر : الإفصاح الفقهي للوزير ابن هبيرة (2\226) .
---
حنبل
07-07-2004, 10:25 AM
و عليكم السلام ورحمة الله .
جزاك الله خير شيخنا عبد الله و بارك الله فيك .
---
عبدالله الميمان
07-08-2004, 01:16 AM
وجزاك خيراً كذلك ومن عرج .
---(1/116)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشرى سارة يا أهل العلم بالتفسير
---
بشرى سارة يا أهل العلم بالتفسير
---
ناصر علي البدري
09-17-2004, 12:48 AM
لقد تم إعادة افتتاح موقع جامع الحديث
دونكم صرح عظيم وكنز نفيس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم
sonnh.com
---
علي الريعان
09-18-2004, 01:56 AM
جزاك الله خير وأجزل لك المثوبة .
---
(1/117)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مالفرق بين (أربعين ليلة) و(ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر) ؟
---
مالفرق بين (أربعين ليلة) و(ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر) ؟
---
طالب يتعلم
12-29-2003, 12:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي عن مواعدة الله عز وجل لموسى عليه السلام المذكورة في القرآن
لم ذكر سبحانه وتعالى في سورة البقرة أنها (أربعين ليلة)
ثم ذكر في سورة الأعراف أنها (ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر) ؟
وجزاكم الله خيرا
---
المنهوم
12-29-2003, 09:49 PM
في البقرة ذكرها بجموعها بدون بيان التفصيل وفي الثانية بين سبحانه التفصيل وهو ان الله سبحانه وعد موسى ثلاثين ليلة ثم طلب موسى من ربه ان يزيده عشرا فزاده فاصبح المجموع اربعين ليلة ..........والله اعلم
---
علي جاسم
03-03-2005, 10:56 AM
أولا أخي الكريم اعلم أن الفرق بين الكمال والتمام هو أن الكمال حالة تقبل الزيادة ولا تقبل النقص بينما التمام حالة تقبل النقص ولا تقبل الزيادة لذلك أحس بعض الصحابة بقرب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لما أنزل الله قوله { وأتممت عليكم نعمتي } .. ولنعد لموسى .. اعلم اخي الكريم أن كمال العدة هو ثلاثين ليلة وتمامها الأربعين .. أما لماذا ذكر تعالى هنا الأربعين ليذكر هناك الثلاثين ثم العشر فلأن القضية التي سينتقل لها سياق الآيات قضية لا تتعلق بإيمان موسى فهي تتعلق بكفر قومه فليس هنالك موجب لتفصيل الحالة الإيمانية لموسى على عكس الأعراف إذ انتقل السياق ليعرض لنا قضية تمس إيمان موسى { رب أرني أنظر إليك } لذك اقتضت الحالة ذكر تفصيل المرحلة الإيمانية أو لنقل الاستعداد الإيماني لموسى والذي سيواجه به هذا الموقف لذلك قال موسى بعد هذا امشهد { وأنا أول المؤمنين }.. والله أعلم ..
---
(1/118)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ساعدونى فى فهم قواعد الترجيح.............
---
ساعدونى فى فهم قواعد الترجيح.............
---
إلهام سيد أحمد
12-03-2005, 12:58 AM
السلام عليكم
انا اختكم اشكل على مبحث قواعد الترجيح فمن يستطيع مساعدتى فليمدنى بمراجع فى الموضوع ومن يملك كتاب الدكتور حسين الحربى المسمى بقواعد الترجيح فليضعه فى المنتدى اذا امكن وكذلك من يملك اى مرجع اخر فلايبخل به علينا وجزيتم خيرا
---
أبو بيان
12-03-2005, 11:37 PM
راجعي أختي الكريمة:
- مقدمة تفسير: ( التسهيل ), للإمام ابن جزي.
- وفصول في أصول التفسير, للشيخ مساعد الطيار.
- ومجاز القرآن, للعز بن عبد السلام, ففيه إشارة جامعة.
وابحثي في هذا الملتقى عن كلمة: (الترجيح), فستجدين فائدة إن شاء الله.
---
أبو العالية
12-08-2005, 12:47 PM
قواعد الترجيح عند المفسرين للشيخ حسين الحربي احسن ما كتب في هذا الباب وهي رسالة ماجستير
وهي عندي . ولكن أين تكون حقوق المؤلف لو انزلناه هنا ؟
هل تقبل الدار الناشرة .
ممكن نفيد ببعض المسائل أما غير ذلك فاظنه صعباً
وكذا كتاب قواعد التفسيرللشيخ الدكتورخالد السبت حفظه الله ، ينظر في بعض القواعد المرجحة في التفسير فهو مهم .
وهناك قواعد قمة في الروعة في كتب الشيخ الشنقيطي رحمه الله ( الأضواء _ العذب النمير ) فحبذا لو نالها طالب علم فجعلها دراسة عليا ففيها نفائس عالية .
والله اعلم
---
أبو صفوت
12-08-2005, 01:16 PM
يا ليت أحد الأعضاء يخاطب الدكتور حسين الحربي بإعادة طبع الكتاب مرة أخرى ونشره في الأسواق
---
(1/119)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تحذير من موقع لتفسير القرآن الكريم .. ( المنقب القرآني )
---
تحذير من موقع لتفسير القرآن الكريم .. ( المنقب القرآني )
---
خالد البكري
01-17-2007, 06:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أنتشر رابط أحد المواقع في المنتديات
وهو خاص بتفسير القرآن الكريم
http://www.holyquran.net/search/sindex.php
وهو موقع للرافضة وجميع التفاسير للرافضة
ولا تتوافق مع تفسير أهل السنة والجماعة
ويمكنكم الإطلاع والتأكد من الموقع بأنفسكم
وعلى ذلك جرى التنبيه ..
ملاحظة : التحذير لأخواني أهل السنة والجماعة .
وجزاكم الله كل خير
أخوكم في الله : خالد البكري
---
أبو حذيفة
01-18-2007, 12:28 AM
حقا ما ذكرته جزاك الله خيرا
---
خالد البكري
01-29-2007, 10:30 PM
وإياك أبو حذيفة وأشكرك على مرورك وتعقيبك
---
(1/120)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات مع الوقوف الممنوعة في القرآن الكريم
---
وقفات مع الوقوف الممنوعة في القرآن الكريم
---
عبد الله
05-30-2003, 09:40 AM
بسم الله
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، وبعد :
فنزولاً عند رغبة أخينا الفاضل أبي بيان – حفظه الله – الذي أتحفنا بلفت الانتباه إلى موضوع الوقوف ، واستباط المعاني الحسنة من الوقوف على بعض المواطن التي لم يشر إليها القرّاء ، أو يقف عليها بعض القرّاء المتقنين ، وشارك الإخوة وكانت لي مشاركة متواضعة - أشار علي ّ حفظه الله أن أفرد تلك المشاركة ليشارك الأخوة في هذه الجزئية ويعم النفع - ومفادها أن الوقف كما يعطينا معاني مستحسنة واستنباطات لطيفة ، فقد يعطي في بعض المواطن معاني شاذة غير مقبولة كأن يقف قبل تمام المعنى ، ثم يبتدئ بما بعده ، وقد يكون الوقف حراماً إن وقف على عكس المراد دون اضطرار .
والغاية من هذا البيان هنا تحذير القارئ لئلا يقع في شيء منها ، وإليك بعض هذه الوقوف :
( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي * أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا ) (البقرة:26)
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ * وَأَنْتُمْ سُكَارَى ) (النساء:43)
( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ * أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (الانسان:31)
( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ* ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً) (الفرقان:68)
والباب مفتوح أمام الإخوة ليتحفونا بما عندهم ، والاستفادة من علمهم .
وسامحني أخي أبا بيان على التأخير .
---
أبو بيان
05-30-2003, 06:55 PM(1/121)
أحسنت أخي الحبيب في إفراد هذا الموضوع , ونسأل الله أن يجعلنا من مفاتيح الخير ومن أهله , وحبذا لو أتممت ذلك باختيار عنوان أدق في الدلالة على مواضع الوقف الممنوعة شرعاً .
وسنتابع كلا الموضوعين بالمشاركات - إن شاء الله تعالى - .
---
عبدالرحمن الشهري
05-30-2003, 07:34 PM
ومن الوقوف المفسدة للمعنى :
في قوله تعالى :(قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله). ثم يقف.
فكأن يوسف قد أكل متاع إخوته !!
والصواب الوقف على (قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئبُ). يوسف 17
---
خالد الباتلي
05-31-2003, 06:32 PM
حدثني أحد الإخوة أنه سمع قارئا وأظنه قال : إمام مسجد يقرأ أول الممتحنة :( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول – ثم وقف ، ثم قرأ : - وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم .. ) كأنه يحذر من الإيمان بالله .
---
(1/122)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصحف مخطوط
---
مصحف مخطوط
---
فرغلي عرباوي
06-26-2004, 12:13 AM
http://www.cyberegypt.com/quraan/content1.htm
---
(1/123)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن طالوت؟؟
---
سؤال عن طالوت؟؟
---
أبو عاتكة
05-22-2004, 11:33 PM
يقول الله تعالى (( فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده......) ) الآية هل طالوت أخبر عن هذا النهر عن طريق نبي قومه الذي كان معه أم أن طالوت هو نفسه نبي ؟ قد يقال أنه لا فائدة ترجى من معرفة ذلك لكنه ورد على خاطري عند قراءة هذه الآيات فأحببت أن أستفيد من علمكم وأتمنى أن تتحملوا أسألتي التي ربما ستكون كثيرة تحتاج منكم إلى صبر وطول بال !
---
فيصل القلاف
05-23-2004, 12:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي أبا عاتكة، لعلي أرى أن سؤالك منه نفع كبير، لأنه إن ثبت أن طالوت هو الذي أمر قومه هذا الأمر، فسيترتب عليه سؤال آخر: طالوت ملك وليس بنبي، فكيف يوحى إليه بحكم شرعي؟ لأن الوحي بالأمر الشرعي لا يكون إلا لنبي.
فإن قيل أنه هو الآمر - وهو المتبادر - فهذا إشكال ظاهر.
لكن يمكن - والله أعلم - أن يقال هو لم يوح إليه بذلك من الله تعالى، لكن هو قد صنع هذا الاختبار من تلقاء نفسه اختباراُ لجنده، ونسب الأمر لله تعالى فقال: ( إن الله مبتليكم بنهر ) لأن الله تعالى أمرهم بطاعة الأمير، فكانت طاعته ابتلاء لهم من الله تعالى، كغيرها من الأوامر.
وهذه المسألة مهمة، لأنه لو قلنا بجواز الوحي بأمر شرعي إلى غير نبي، لهلل الصوفية ولكبروا، ليستدلوا علينا بما يوحي الشياطين إلى رؤوسهم، ويسمونه كشفاً أو إشراقاً أو مناماً أو غيرها.
والله أعلم.
---
أبومجاهدالعبيدي
05-23-2004, 12:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/124)
قال ابن عطية : ( وظاهر قول طالوت إن الله مبتليكم هو أن ذلك بوحي إلى النبي وإخبار من النبي لطالوت ويحتمل أن يكون هذا مما ألهم الله طالوت إليه فجرب به جنده وجعل الإلهام ابتلاء من الله لهم .)
وقال القرطبي : ( استدل من قال إن طالوت كان نبيا بقوله إن الله مبتليكم وأن الله أوحى إليه بذلك وألهمه وجعل الإلهام ابتلاء من الله لهم ومن قال لم يكن نبيا قال أخبره نبيهم شمويل بالوحي حين أخبر طالوت قومه بهذا وإنما وقع هذا الابتلاء ليتميز الصادق من الكاذب .)
---
أبو عاتكة
05-23-2004, 01:20 PM
توجيه جيد أخي فيصل لمسألة كون الآمر طالوت نفسه وهو ملك وليس بنبي ولكن ألا يشكل على هذا كونه ترتب على معصية هذا الأمير انقسامهم إلى مؤمنين وغير مؤمنين إذ قال الله تعالى (( فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه ...)) فدل على أن الذين لم يجاوزوه لم يكونوا مؤمنين وهذا الأمر لا يتأتى بمعصية الأمير إنما هو متعلق بحكم من الله تعالى . فما رأيك ؟
---
فيصل القلاف
05-23-2004, 02:15 PM
السلام عليكم أخي أبا عاتكة،
أما الإشكال الذي طرحته بارك الله فيك، فهو حاصل سواء قلنا أن الأمر كان من الله مباشرة، أو بأن الله أمرهم بالائتمار لأمر طالوت. لأنهم على الأول خالفوا أمر الله، وهذه معصية، والمعصية لا تستلزم الكفر. وعلى الثاني كذلك.
لكن يمكن دفعه بأن الإيمان المقصود هنا هو الإيمان الكامل الكمال الواجب، كما في نفي الإيمان في قوله تعالى: ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بيننهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ). فالنفي هنا ليس نفياً لمطلق الإيمان ( أي أصل الإيمان ) ولكنه نفي للإيمان المطلق ( أي كمال الإيمان الواجب ).
ونحو ذلك في القرآن والسنة كثير. ومن السنة قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).(1/125)
وهذا هو الأصل في نفي المسميات الشرعية في الكتاب والسنة، أنه لنفي الكمال الواجب. كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( من سمع النداء فلم يجبه، فلا صلاة له إلا من عذر ) فهنا نفى عنه مسمى الصلاة، والمنفي بذلك إنما هو الكمال الواجب، لا أصل الصلاة، فيكون الحكم به الإثم مع صحة الصلاة، لا بطلان الصلاة. ونحو ذلك.
ونحو هذا ذكره شيخ الإسلام في كتاب الإيمان الكبير على ما أذكر، والله أعلم.
هذا وأذكر أخي أن ما طرحتُه من جواب سابق هو - كما ذكرت - أنه يمكن ولا يمتنع، ولا أجزم به. والله أعلم بمراده.
ولعل شيخنا الفاضل أبا مجاهد بارك الله فيه، قد كفى ووفى بالنقل عن مفسرين كبار، وفي كلامهم نحو الذي ذكرتُ، وفي نقله جزاه الله خيراً الغنية إن شاء الله.
---
(1/126)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اسئله عن الصحابه
---
اسئله عن الصحابه
---
الهام
10-28-2004, 01:58 PM
بسم الحق
1: من اول من لقب بخليفه
2:من هو الصحابي المعتدي عليه مع عايشه في حادثه افک
3:من هو الصحابي لو اقسم علي الله لابره
4: من الذي اطلق عليه ترجمان القران وکان ابن عم الرسول وقال عنه النبي اللهم علمه بالتاويل
5: من هو الصحابي الذي اذا کان النبي يراه يقول له مرحبا بالطيب المطيب
---
أحمد البريدي
10-28-2004, 04:53 PM
اول من لقب بخليفه عمربن الخطاب .
الصحابي المعتدى عليه مع عائشة في حادثه الإفك هو صفوان بن المعطل السلمي .
الذي أطلق عليه ترجمان القران هو عبد الله بن عباس .
الصحابي الذي لوأقسم على الله لأبره هو البراء بن مالك .
ويبدو أن هذه الأسئلة من إحدى المسابقات الرمضانية والتي انتشرت بحمد الله تعالى وفق الله القائمين عليها لكل خير .
---
(1/127)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تحريم المراء في القرآن الكريم
---
تحريم المراء في القرآن الكريم
---
أبومجاهدالعبيدي
05-17-2003, 11:25 PM
قال ابن عبدالبر في كتابه جامع بيان العلم وفضله : ( باب : ما تكره فيه المناظرة والجدال والمراء : قال أبو عمر : الآثار كلها في هذا الباب المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم إنَّما وردت في النهي عن الجدال والمراء في القرآن .
وروى سعيد بن المسيب وأبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : { المراء في القرآن كفر }( 1) ... والمعنى : أن يتمارى اثنان في آية ، يجحدها أحدهما ويدفعها ويصير فيها إلى الشك ، فذلك هو المراء الذي هو كفر .
وأمَّا التنازع في أحكام القرآن ومعانيه فقد تنازع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من ذلك ، وهذا يبيّن لك أن المراء الذي هو الكفر هو الجحود والشك كما قال الله عزوجل : { وَلاَ يَزَالُ ا؟لَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ } [ الحج : 55 ] .
والمراء والملاحاة غير جائز شيء منهما ، وهما مذمومان بكل لسان ، ونهى السلف - رضي الله عنهم - عن الجدال في الله جل ثناؤه وفي صفاته وأسمائه ... .
عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما ضلّ قوم بعد هدى إلاَّ لُقِّنُوا الجدل } ، ثُمَّ قرأ : { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاَ+ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ }( 2) [ الزخرف : 58 ] )(3 ) .
المراء والامتراء والمماراة : المحاجّة فيما فيه مرية .(1/128)
والمرية : التردد في الأمر والشك فيه ، قال تعالى : { وَلاَ يَزَالُ ا؟لَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ } [ الحج : 55 ] ، وقال تعالى : { فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاَءِ } [ هود : 109 ] ، وقال سبحانه : { فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ } [ السجدة : 23 ] ، وقال جل وعلا : { أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ } [ فصلت : 54 ] .
ومن ذلك قوله تعالى : { فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِرًا } [ الكهف : 18 ] أي : لاتجادل وتحاجج .
وقوله سبحانه : { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى } [ النجم : 53 ] أي : أفتجادلونه مجادلة الشاكين المتحيِّرين لا الكائنين على بصيرةٍ فيما تخاصمون فيه .
وقرئ : { أفَتَمْرُونَه }( 4) وفُسِّرَت بالجحود ، أي : أفتجحدونه ؟ )(5 ) .
وقد اختلف العلماء في تأويل حديث : { المراء في القرآن كفر } على أقوال :
القول الأول : أن معنى المراء في القرآن : الشك فيه والجحود ، وهذا ما عبّر عنه ابن عبدالبر بقوله : ( والمعنى أن يتمارى اثنان في آية يجحدها أحدهما ويدفعها ويصير فيها إلى الشك ، فذلك المراء الذي هو الكفر ... وهذا يبين لك أن المراء الذي هو الكفر هو الجحود والشك كما قال عز وجل : { وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ } [ الحج : 55 ] )( 6) ا هـ .
ويدخل في هذا الجدال المشكِّك ؛ وذلك أنه إذا جادل في القرآن أدّاه إلى أن يرتاب في الآي المتشابهة منه ، فيؤديه ذلك إلى الجحود ، فسمّاه كفراً باسم ما يُخشى من عاقبته إلاَّ من عصمه الله(7 ) .(1/129)
القول الثاني : أن المراد المراءُ في قراءته دون تأويله ومعانيه ، مثل أن يقول قائل : هذا قرآن أنزله الله تبارك وتعالى ، ويقول الآخر : لم ينزله الله هكذا ، فيكفر به من أنكره ، وقد أنزل الله سبحانه كتابه على سبعة أحرف كلها شافٍ وكافٍ ، فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن إنكار القراءة التي يسمع بعضهم بعضاً يقرؤها ، وتوعدهم بالكفر عليها لينتهوا عن المراء فيه والتكذيب به ؛ إذ كان القرآن منزلاً على سبعة أحرف ، وكلها قرآن منزل يجوز قراءته ويجب علينا الإيمان به( 8) .
ويؤيد هذا القول سبب ورود الحديث وهو ما رواه الإمام أحمد عن أبي جهيم الأنصاري أن رجلين اختلفا في آية من القرآن ؛ قال هذا : تقليتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال هذا تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : { القرآن يقرأ على سبعة أحرف ، فلاتماروا في القرآن فإن مراءً في القرآن كفر }(9 ) .
وهذا ما اختاره الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام حيث قال : ( وجه الحديث عندنا ليس على الاختلاف في التأويل ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ ، على أن يقرأ الرجل القراءة على حرف ، فيقول له الآخر : ليس هكذا ولكنه كذا على خلافه .
وقد أنزلهما الله جميعاً ... فإذا جحد هذان الرجلان كل واحد منهما ما قرأ صاحبه لم يؤمن - أو قال : يَقْمَن - أن يكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر لهذا المعنى )(10 ) .
ثُمَّ ذكر بسنده عن أبي العالية الرياحي أنه كان إذا قرأ عنده إنسان لم يقل : ليس هو كذا ، ولكن يقول : أمَّا أنا فاقرأ هكذا ؛ فلما ذُكر ذلك لإبراهيم(11 ) ، قال : أراه قد سمع أنه من كفر يحرف فقد كفر به كله .
القول الثالث : أن المراد الجدالُ بالقرآن في الآي التي فيها ذكر القدر والوعيد ، وما كان في معناهما على مذهب أهل الكلام والجدل ، وما يجري بينهم من الخوض في تلك المسائل التي مبناها على الاعتقاد والتسليم .(1/130)
وأمَّا آيات الأحكام والحلال والحرام فلاتدخل في معنى الحديث ؛ لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تنازعوها فيما بينهم ، وتحاجُّوا بها عند اختلافهم في الأحكام ، ولم يتحرجوا عن التناظر بها وفيها ، وقد قال الله سبحانه وتعالى : { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } ، فعُلم أن النهي منصرف إلى غير هذا الوجه ، والله أعلم(12 ) .
قال ابن عبدالبر - رحمه الله - : ( وأمَّا التنازع في أحكام القرآن ومعانيه فقد تنازع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من ذلك )(13 ) .
وقال : ( وأمَّا الفقه فأجمعوا على الجدال فيه والتناظر ؛ لأنه علم يُحتاج فيه إلى رد الفروع على الأصول للحاجة إلى ذلك ، وليس الاعتقادات كذلك ؛ لأن الله عز وجل لا يوصف عند الجماعة أهل السنة إلاَّ بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أجمعت الأمة عليه ، وليس كمثله شيء فيدرك بقياس أو بإمعان نظر )( 14) .
وقال - رحمه الله - : ( وقد أجمع أهل العلم بالسنن والفقه - وهم أهل السنة - على الكف عن الجدال والمناظرة فيما سبيله الاعتقاد مِمَّا ليس تحته عمل ، وعلى الإيمان بمتشابه القرآن والتسليم له ، ولما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث الصفات كلها وما كان في معناها ، وإنَّما يبيحون المناظرة في الحلال والحرام ومسائل الأحكام )( 15) .
ومِمَّا سبق يعلم أن آيات العقائد - كآيات القدر والوعيد والأسماء والصفات - لايجوز المراء والجدال فيها لأمرين :
أحدهما : أن هذه الآيات سبيلها التسليم والاعتقاد .
الثاني : أن الجدال والمراء فيها يؤدي إلى الانسلاخ من الدين ، بسبب الدخول في مباحث لا يدركها العقل ، والخوض في ذات الله ووصفه بما لا يليق به تعالى .(1/131)
قال ابن عبدالبر - رحمه الله - : ( قال أبو عمر : وتناظر القوم وتجادلوا في الفقه ونهوا عن الجدال في الاعتقاد ؛ لأنه يؤول إلى الانسلاخ من الدين ، بسبب الدخول في مباحث لا يدركها العقل ، والخوض في ذات الله ووصفه بما لا يليق به تعالى(16 ) .
قال ابن عبد البر - رحمه الله - : ( قال أبو عمر : وتناظر القوم وتجادلوا في الفقه ونهوا عن الجدال في الاعتقاد ، لأنه يؤول إلى الانسلاخ من الدين ، ألا ترى مناظرة بشر(17 ) في قول الله تعالى : { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } [ المجادلة : 7 ] قال : هو بذاته في كل مكان ، فقال له خصمه : فهو في قلنسوتك وفي حشك وفي جوف حمارك - تعالى الله عما يقول - حكى ذلك وكيع( 18) ، وأنا - والله - أكره أن أحكي كلامهم قبحهم الله ، فعن هذا وشبهه نهى العلماء ، وأمَّا الفقه فلا يوصل إليه ولا ينال أبداً دون مناظرة فيه وتفهم له )( 19) .
أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، قال : لقد جلست أنا وأخي( 20) مجلساً ما أحب أنّ لي به حُمْرَ النَّعَم ، أقبلت أنا وأخي ، وإذا مَشْيَخَةٌ من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسٌ عند باب من أبوابه ، فكرهنا أن نفرق بينهم ، فجلسنا حَجْرَةً(21 ) ، إذ ذكروا آية من القرآن ، فتماروا فيها ، حتى ارتفعت أصواتهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مُغْضَباً ، قد احمرّ وجهه ، يرميهم بالتراب ، ويقول : { مهلاً يا قوم ، بهذا أهلكت الأمم من قبلكم ، باختلافهم على أنبيائهم ، وضربِهم الكتب بعضها ببعض ، إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضاً ، بل يُصَدِّق بعضه بعضاً ، فما عرفتم منه فاعملوا به ، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه }( 22) .
وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القدر ، هذا يَنْزِعُ آية وهذا ينزعُ آية ، ثُمَّ ذكر معنى الحديث( 23) .(1/132)
وهناك قول رابع في معنى الحديث ، وهو : أن المرادَ المراءُ والجدال في القرآن : هل هو خالق أو مخلوق ؟ .
فالخوض في هذه المسألة والمراء والجدال فيها من البدع المحدثة التي لم تكن موجودة عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، حتى ظهرت البدع وانتشرت وكثُر أهل الكلام والجدال الذين لا همّ لهم إلاَّ الخوض في مثل هذه المسائل التي تشبه السؤال والبحث في مسألة الاسم والمسمى هل هما شيء واحد ؟ أو أن الإسم غير المسمى ؟ ! .
ذكر ابن عبد البر بسنده عن الشافعي أنه قال : إذا سمعت الرجل يقول : الإسم غير المسمى أو الاسم المسمّى فاشهد عليه أنه من أهل الكلام ولا دين له(24 ) .
وذكر بسنده أيضاً عن سليم بن منصور بن عمّار(25 ) قال : كتب بشر المريسي إلى أبي - رحمه الله - : أخبرني عن القرآن أخالق أم مخلوق ؟ فكتب إليه أبي : بسم الله الرحمن الرحيم : عافانا الله وإياك من كل فتنة ، وجعلنا وإياك من أهل السنة ، وممن لايرغب بدينه عن الجماعة ، فإنه إن يفعل فأولى بها نعمة ، وإلاَّ يفعل فهي الهلكة ، وليس لأحد على الله بعد المرسلين حجة .
ونحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة تشارك فيها السائل والمجيب ، تعاطى السائل ما ليس له ، وتكلّف المجيب ما ليس عليه ، ولا أعلم خالقاً إلاَّ الله ، والقرآن كلام الله ، فانْتَهِ أنت والمختلفون فيه إلى ما سماه الله به تكن من المهتدين ، ولاتسم القرآن باسم من عندك ، فتكون من الهالكين ، جعلنا الله وإياك من الذين يخشونه بالغيب ، وهم من الساعة مشفقون(26 ) . ا هـ .
قال الإمام الطحاوي - رحمه الله - : ( ولا نجادل في القرآن ، ونشهد أنه كلام رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، فعلّمه سيد المرسلين محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين ولا نقول بخلقه ، ولا نخالف جماعة المسلمين )( 27) ا هـ . ..(1/133)
قال ابن عبد البر : ( قال أبو عمر : ماجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من نقل الثقات وجاء عن الصحابة وصحّ عنهم فهو علم يدان به ، وما أُحدث بعدهم ولم يكن له أصل فيما جاء عنهم فبدعة وضلالة ، وما جاء في أسماء الله وصفاته عنهم سُلِّمَ له ولم يُناظر فيه كما لم يناظروا .
قال أبو عمر : رواها السلف وسكتوا عنها وهم كانوا أعمق الناس علماً وأوسعهم فهماً وأقلهم تكلفاً ، ولم يكن سكوتهم عن عيّ ، فمن لم يسعه ما وسعهم فقد خاب وخسر )( 28) ا هـ .
فهذا مجموع ما وجدته من أقوال للعلماء في معنى حديث { المراء في القرآن كفر } وهي كلها صحيحة ، ولفظ الحديث يحتملها جميعاً ، ولا تعارض بينها ، بل هي أقوال متفقة غير مختلفة ، فالمراء في القرآن كفرٌ على كل قول من الأقوال السابقة .
ومن المراء في القرآن الذي هو كفرٌ أيضاً المراءُ في تنزيله ، وذلك بأن يمتري أحدٌ ويشك في كون القرآن منزلاً من الله رب العالمين ، فهذا كفرٌ أيضاً ؛ لأنه شكٌّ فيما أخبر الله به كما قال سبحانه : { تَنزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } [ السجدة : 2 ] .
ومن المراء المحرم في القرآن أن يحمل الآية على معنى ضعيف يخالف الحق ، ويناظر على ذلك مع ظهورها له في خلاف ما يقول .
قال النووي في التبيان : ( يحرم المراء في القرآن والجدالُ فيه بغير حق ؛ ومن ذلك أن تظهر له دلالة الآية على شيء يخالف مذهبه ، ويحتمل احتمالاً ضعيفاً موافقة مذهبه ، فيحملها على مذهبه ، ويناظر على ذلك مع ظهورها له في خلاف ما يقول ، وأمَّا من لا يظهر له ذلك فهو معذور ، وقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { المراء في القرآن كفر } )( 29) ا هـ .
الحواشي السفلية(1/134)
( 1) أخرجه أبو داود في كتاب السنة ، باب : النهي عن الجدال في القرآن رقم [4603] 5/9 ، والحاكم في المستدرك رقم [2937] 2/595 بلفظ { مراءٌ في القرآن كفر } وهو عند الإمام أحمد أيضاً بلفظ : { جدالٌ في القرآن كفر } رقم [7499] 13/249 وقال أحمد شاكر في تعليقه عليه : إسناده صحيح ، على بحث فيه .
والحديث حسن صحيح كما قال الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم [3847] 3/870 ، وهو في صحيح الجامع رقم [6687] .
( 2) أخرجه الترمذي رقم [3253] 5/353 في كتاب التفسير ، باب : ومن سورة الزخرف ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وابن ماجة في المقدمة ، باب : اجتناب البدع والجدل رقم [48] . انظر : = =
= = صحيح سنن ابن ماجة رقم [45] 1/14 ، وأخرجه الحاكم في المستدرك رقم [3726] في كتاب التفسير 3/240 وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
والحديث قال عنه الألباني في صحيح الجامع رقم [5633] : حسن . وانظر : صحيح الترغيب والترهيب رقم [136] ص 133 .
( 3) جامع بيان العلم وفضله 2/928 - 948 باختصار .
( 4) قال في إتحاف فضلاء البشر : ( واختُلف في { أفتمارونه } فحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح التاء ، وسكون الميم بلا ألف من { مَرَيْتَه } إذا علمته وجحدته ... والباقون بضم التاء ، وفتح الميم وألف بعدها من { ماراه يماريه مراء } جادله ) ا هـ . إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر للعلامة الشيخ أحمد بن محمد البنا 2/500 ، 501 .
(5 ) انظر : عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الكلبي 4/97 ، 98 ، ومفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص 766 .
( 6) جامع بيان العلم وفضله 2/928 .
(7) انظر : شرح السنة للبغوي 1/261 .
(8) انظر : معالم السنن للخطابي مع سنن أبي داود 5/9 .
( 9) سبق تخريجه ص 180 ، وانظر : روايات هذا الحديث وما يؤخذ منه من فوائد في كتاب الأحرف السبعة للدكتور حسن ضياء الدين عتر ص 97 - 101 .(1/135)
( 10) غريب الحديث لأبي عبيد 1/214 باختصار .
( 11) هو : إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود ، النَّخَعِيّ ، أبو عمران ، الكوفي الفقيه ، كان مفتي أهل الكوفة ، وكان رجلاً صالحاً فقيهاً ، قال الشعبي : ما ترك أحداً أعلم منه ، مات سنة 96 هـ . انظر : تهذيب التهذيب 1/92 - 93 ، وسير أعلام النبلاء 4/520 - 529 .
( 12) انظر : معالم السنن للخطابي مع سنن أبي داود 5/10 .
( 13) جامع بيان العلم وفضله 2/928 .
(14) المرجع السابق 2/929 .
( 15) الاستذكار 8/118 .
( 16) انظر : عقيدة ابن عبد البر في التوحيد والإيمان للدكتور سليمان الغصن ص 95 .
( 17) هو : بشر بن غياث البغدادي المريسي ، المتكلم المناظر ، كان من كبار الفقهاء ، ونظر في الكلام فغلب عليه وانسلخ من الورع والتقوى ، ودعا إلى القول بخلق القرآن ، فمقته أهل العلم وكفّره بعضهم ، توفي سنة 218 هـ . انظر : سير أعلام النبلاء 10/199 - 202 .
( 18) هو : وكيع بن الجراح بن مَلِيح الرُّؤَاسي ، أبو سفيان الكوفي الحافظ ، قال عبد البر بن أحمد ، عن أبيه : ما رأيت أوعى للعلم من وكيع ولا أحفظ منه . وقال ابن سعد : كان ثقة مأموناً ، عالياً ، رفيع القدر ، كثير الحديث ، حُجّة . مات سنة 197 هـ ، وقيل : 196 هـ . انظر : تهذيب التهذيب 4/311 - 314 ، وسير أعلام النبلاء 9/140 - 168 .
( 19) جامع بيان العلم وفضله 2/948 .
( 20) المتحدث : عبد الله بن عمرو بن العاص ، وأخوه هو محمد بن عمرو بن العاص ، ذكر ذلك أحمد شاكر في تعليقه على الحديث في المسند 10/175 .
( 21) حَجْرَةً : أي ناحية ، قعد حَجْرَةً وحَجْراً أي ناحية . لسان العرب 3/258 .
( 23) أخرجه الإمام أحمد في المسند رقم [6700] 10/174 ، 175 ، بتحقيق : أحمد شاكر ، وقال : إسناده صحيح .(1/136)
وروى الإمام مسلم نحوه مختصراً في أول كتاب العلم ، باب : النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه والنهي عن الاختلاف في القرآن رقم [2666] ص 1070 ( ط : بيت الأفكار الدولية ) .
( 23) مسند الإمام أحمد رقم [6845] ، [6846] 11/83 ، 78 ، وسنن ابن ماجة رقم [85] . انظر : صحيح سنن ابن ماجة 1/21 رقم [69] .
(24) انظر : جامع بيان العلم وفضله 2/941 .
( 25) هو : سليم بن منصور بن عمّار بن كثير ، وأبوه منصور بن عمَّار الواعظ ، البليغ الصالح ، أبو السَّرِيِّ السُّلَمي الخرساني ، وقيل : البصري ، كان عديم النظير في الموعظة والتذكير ، وعظ بالعراق والشام ومصر ، وبَعُدَ صيته ، وتزاحم عليه الخلق ، وكان لوعظه وقع وتأثير في النفوس ، مات في حدود المائتين . انظر : سير أعلام النبلاء 9/93 - 98 .
( 26) أورد هذه الرسالة بسنده في التمهيد 9/233 ، وفي الاستذكار 8/119 ، وقد أوردها البيهقي في الأسماء والصفات 1/620 - 621 ، وقال محققه عبيد الحاشدي : إسناده حسن .
( 27) العقيدة الطحاوية مع شرحها لابن أبي العز الحنفي 2/428 .
( 28) جامع بيان العلم وفضله 2/946 .
( 29) التبيان في آداب حملة القرآن للنووي ص 140 .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-17-2003, 07:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر محمد بن الحسين الآجري في كتابه الشريعة باباً في النهي عن المراء في القرآن ، ومما قاله فيه :
( قال محمد بن الحسين : فإن قال قائل : عرفنا هذا المراء الذي هو كفر، ما هو ؟(1/137)
قيل له : نزل هذا القران على رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف ، ومعناها : على سبع لغات ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن كل قبيلة من العرب على حسب ما يحتمل من لغتهم ، تخفيفاً من الله عز وجل ورحمة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فكانوا ربما إذا التقوا ، يقول بعضهم لبعض : ليس هكذا القرآن ، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويعيب بعضهم قراءة بعض ، فنهوا عن هذا ، وقيل لهم : اقرؤوا كما علمتم ، ولا يجحد بعضكم قراءة بعض ، واحذروا الجدال والمراء فيما قد تعلمتم .
والحجة فيما قلنا:
حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال : حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي قال : حدثنا أبو بكر بن عياش قال : حدئنا عاصم عن زر ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قلت لرجل : أقرئني من الأحقاف ثلاثين آية ، فأقرأني خلاف ما أقرأني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، وقلت لآخر أقرئني ثلاثين آية من الأحقاف فأقرأني خلاف ما أقرأني الأول ، فأتيت بهما النبي صلى الله عليه وسلم ، فغضب ، و علي بن أبي طالب رضي الله عنه جالس عنده ، فقال علي رضي الله عنه : قال عليه الصلاة والسلام لكم : اقرؤوا كما علمتم .(1/138)
و حدثنا أيضاً أبو محمد يحيي بن صاعد قال : حدثنا أحمد بن شعبان القطان قال : حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا شريك ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة ، فدخلت المسجد فقلت : أفيكم من قرأ ؟ فقال رجل من القوم : أنا ، فقرأ السورة التي أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو يقرأ بخلاف ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والرجل ، وإذا عنده علي رضي الله عنه ، فقلنا : يا رسول الله ، اختلفنا في قراءتنا ، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال علي رضي الله عنه : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما هلك من كان قبلكم بالأختلاف ، فليقرأ كل رجل منكم ما أقرىء .
و حدثنا إبراهيم بن موسى الجوزقي قال : حدثنا إبراهيم بن يعقوب الدورقي قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : أخبرنا مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عبد الرحمن عبد القاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت هشام بن حكيم رضي الله عنه يقرأ سورة الفرقان في الصلاة على خلاف ما أقرؤها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها ، فأخذت بثوبه ، فذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يارسول الله ، إني سمعت هذا يقرأ الفرقان على غير ما أقرأتنيها ، فقال عليه الصلاة والسلام : اقرأ ، فقرأ القراءة التي سمعتها منه ، فقال صلوات الله وسلامه عليه : هكذا أنزلت ، إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف ، فاقرؤوا ما تيسر منه .(1/139)
قال محمد بن الحسين : فصار المراء في القرآن كفراً بهذا المعنى ، يقول هذا : قراءتي أفضل من قراءتك ، ويقول الآخر : بل قراءتي أفضل من قراءتك ، ويكذب بعضهم بعضاً ، فقيل لهم : ليقرأ كل إنسان كما علم ، ولا يعب بعضكم قراءة غيره ، واتقوا الله ، واعملوا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ، واعتبروا بأمثاله ، واحلوا حلاله ، وحرموا حرامه .
وقد ذكرت في تأليف كتاب المصحف : مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه ، الذي اجتمعت علبه الأمة ، والصحابة رضي الله عنهم ، ومن بعدهم من التابعين ، وأئمة المسلمين رحمة الله تعالى عليهم في كل بلد، وقول السبعة الأئمة في القرآن ما فيه كفاية ، ولم أحب ترداده هاهنا ، وإنما مرادي ههنا ترك الجدال والمراء في القرآن ، فإنا قد نهينا عنه ، ولا يقول إنسان في القران برأيه ، ولا يفسر القرآن إلا بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد من صحابته رضي الله عنهم ، أو عن أحد من التابعين رحمة الله تعالى عليهم ، أو عن إمام من أئمة المسلمين ، ولا يماري ولا يجادل .
فإن قال قائل : فإنا قد نرى الفقهاء يتناظرون في الفقه ، فيقول أحدهم : قال الله عز وجل كذا ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ، فهل يكون هذا من المراء ؟
قيل : معاذ الله ، ليس هذا مراء ، ولكن الفقيه ربما ناظره الرجل في مسألة ، فيقول له ، على جهة البيان والنصيحة : حجتنا فيه : قال الله عز وجل كذا ،وقال النبي صلى الله عليه وسلم كذا ، على جهة النصيحة والبيان ، لا على جهة المماراة ، فمن كان هكذا ، ولم يرد المغالبة ، ولا أن يخطىء خصمه ويستظهر عليه سلم ، وقبل إن شاء الله تعالى كما ذكرنا في هذا الباب والذي قبله .
قال الحسن : المؤمن لا يداري ولا يماري ، ينشر حكمة الله عز وجل ، فإن قبلت حمد الله عز وجل وإن ردت حمد الله عز وجل وعلا .(1/140)
وبعد هذا فأكره الجدال والمراء ورفع الصوت في المناظرة في الفقه إلا على الوقار والسكينة الحسنة .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : تعلموا العلم ، وتعلموا للعلم السكينة والحلم ، وتواضعوا لمن تتعلمون منه ، وليتواضع لكم من تعلمونه ، ولا تكونوا جبابرة العلماء ، فلا يقوم علمكم بجهلكم .)
---
أبومجاهدالعبيدي
11-05-2003, 11:04 PM
سمعت من أحد العلماء [ لا يحضرني اسمه ] وهو يعلق على معنى حديث الباب ما ملخصه :
المراد بالمراء : المجادلة ؛ فإن جادل في آيات الله على وجه التعنت والعناد والإنكار لما دلت عليه فهو كفر أكبر .
وإن كان الجدال مع الإيمان بالقرآن ، وكان فيما لا يجوز الجدال فيه فهو كفر دون كفر ( كفر أصغر ) . انتهى
---
أبومجاهدالعبيدي
05-19-2004, 06:31 PM
ومما له صلة بهذا الموضوع : ما أورده ابن بطة في كتابه الإبانة الكبرى في باب :النهي عن المراء في القرآن ؛ فقد ذكر روايات حديث الباب ، ثم قال :(1/141)
( قَالَ الشَّيْخُ : فَالْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ الْمَكْرُوهُ الَّذِي نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَيَتَخَوَّفُ عَلَى صَاحِبِهِ الْكُفْرَ وَالْمُرُوقَ عَنِ الدِّينِ يَنْصَرِفُ عَلَى وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا قَدْ كَانَ , وَزَالَ وَكَفَى الْمُؤْمِنِينَ مَئُونَتَهُ , وَذَلِكَ بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ , ثُمَّ بِجَمْعِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَلَى إِمَامٍ وَاحِدٍ بِاللُّغَاتِ الْمَشْهُورَةِ الْمَعْرُوفَةِ , وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ : " أَقْرِئْ أُمَّتَكَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ , وَكُلُّهَا سِيَّانِ , يَعْنِي عَلَى سَبْعِ لُغَاتِ الْعَرَبِ , كُلُّهَا صَحِيحَةٌ وَفَصِيحَةٌ , إِنِ اخْتَلَفَ لَفْظُهَا اتَّفَقَتْ مَعَانِيهَا , فَكَانَ يُقْرِئُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ بِحَرْفٍ يُوَافِقُ لُغَتَهُ , وَبِلِسَانِ قَوْمِهِ الَّذِي يَعْرِفُونَهُ , فَكَانَ إِذَا الْتَقَى الرَّجُلَانِ فَسَمِعَ أَحَدُهُمَا يَقْرَأُ بِحَرْفٍ لَا يَعْرِفُهُ , وَقَدْ قَرَأَ هُوَ ذَلِكَ الْحَرْفَ بِغَيْرِ تِلْكِ اللُّغَةِ أَنْكَرَ عَلَى صَاحِبِهِ , وَرُبَّمَا قَالَ لَهُ : حَرْفِي خَيْرٌ مِنْ حَرْفِكَ , وَلُغَتِي أَفْصَحُ مِنْ لُغَتِكَ , وَقِرَاءَتِي خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَتِكَ , فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ وَقِيلَ لَهُمْ : لِيَقْرَأْ كُلٌّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ كَمَا عَلِمَ , وَلَا تَمَارَوْا فِي الْقُرْآنِ , فَيَقُولُ بَعْضُكُمْ : حَرْفِي خَيْرٌ مِنْ حَرْفِكَ , وَلَا قِرَاءَتِي صَوَابٌ وَقِرَاءَتُكَ خَطَأٌ , فَإِنَّ كُلًّا صَوَابٌ , وَكَلَامُ اللَّهِ فَلَا تُنْكِرُوهُ , وَلَا يَرُدُّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ , فَيُكَذِّبُ بِالْحَقِّ ,(1/142)
وَيَرُدُّ الصَّوَابَ الَّذِي جَاءَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَإِنَّ رَدَّ كِتَابِ اللَّهِ وَالتَّكْذِيبَ بِحَرْفٍ مِنْهُ كُفْرٌ , فَهَذَا أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ مِنَ الْمِرَاءِ الَّذِي هُوَ كُفْرٌ قَدِ ارْتَفَعَ ذَلِكَ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَجَمَعَ اللَّهُ الْكَرِيمُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْإِمَامِ الَّذِي جَمَعَ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى صِحَّتِهِ وَفَصَاحَةِ لُغَاتِهِ , وَهُوَ الْمُصْحَفُ الَّذِي جَمَعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ , وَتَرَكَ مَا خَالَفَهُ , وَذَلِكَ بِاتِّفَاقٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ , وَأَهْلُ بَدْرٍ وَالْحُدَيْبِيَةِ الَّذِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , وَرَضُوا عَنْهُ , وَسَأَذْكُرُ الْحُجَّةَ فِيمَا قُلْتُ , وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ *) ثم ذكر بعضاً من روايات حديث نزول القرآن على الأحرف السبعة ، والتي فيها النهي عن المراء في القرآن .(1/143)
ثم قال : ( قَالَ الشَّيْخُ : فَهَذَا بَيَانُ الْمِرَاءِ فِي الْقُرْآنِ الَّذِي يُخَافُ عَلَى صَاحِبِهِ الْكُفْرُ , وَقَدْ كُفِيَ الْمُسْلِمُونَ بِحَمْدِ اللَّهِ الْمِرَاءَ فِي هَذَا الْوَجْهِ بِإِجْمَاعِهِمْ عَلَى الْمُصْحَفِ الَّذِي مَنْ خَالَفَهُ نَدَّ وَشَرَدَ وَشَذَّ , فَلَمْ يُلْتَفَتْ إِلَيْهِ , وَلَمْ يَعْبَأِ اللَّهُ بِشُذُوذِهِ , وَقَدْ بَقِيَ الْمِرَاءُ الَّذِي يَحْذَرُهُ الْمُؤْمِنُونَ , وَيَتَوَقَّاهُ الْعَاقِلُونَ , وَهُوَ الْمِرَاءُ الَّذِي بَيْنَ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ وَأَهْلِ الْمَذَاهِبِ , وَالْبِدَعِ , وَهُمُ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ , وَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ , وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ , يَتَأَوَّلُونَهُ بِأَهْوَائِهِمْ , وَيُفَسِّرُونَهُ بِأَهْوَائِهِمْ , وَيَحْمِلُونَهُ عَلَى مَا تَحْمِلُهُ عُقُولُهُمْ فَيَضِلُّونَ بِذَلِكَ , وَيُضِلُّونَ مَنِ اتَّبَعَهُمْ عَلَيْهِمْ *
---
موراني
05-19-2004, 07:41 PM
لقد عثرت قبل مدة على عدة أوراق (رق) من كتاب ربما يعود الى الكتاب في البدعة ليحيى بن عمر بن يوسف الكناني صاحب سحنون بالقيروان ومن علماء افريقيا .
وبين هذه الأوراق المتفرقة وغير المنظمة ابواب فيها :
القرآن بالألحان وكراهية الجلوس اليهم
باب ما جاْ فيمن يصعق عند قراءة القرآن ويرعد ويغشى عليه اذا سمع القرآن ومن يبكي في مجالس الدعائين والقصاص
ما جاء في المرائين من هذه الأمة في الكتاب والسنة
وتنتهي هذه القطعة بالحديث التالي :(1/144)
حدثني نصر بن مرزوق عن أسد ( وهو بن فرات ) قال حدثنا أبو بكر (؟) قال حدثنا سفيان عن أبي اسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعوذوا بالله من جبّ الحزن أو وادي الحزن , فقيل : يا رسول الله , وما جب الحزن , قال : واد في جهنم نتعوذ منه كل يوم سبعين مرة , أعده الله للقراء المرائين , وان من شرّ القراء من يزور الأمراء !
( راجع أيضا سنن ابن ماجة , ج 1 , الرقم 256 وسنن الترمذي , ج 4 , الرقم 2883 .
ودمت جميعا بالخير
موراني
---
المنهوم
05-19-2004, 08:30 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد
على هذا البحث الجميل وقد قرأته كله وعرفت الخلاف في حكم المراء والجدال في القران والراجح في شرح الحديث
ولعل الأخوة المشرفين يثبتون هذا الموضوع ولو لفترة معينة
---
موراني
05-19-2004, 10:54 PM
لقد كان يحيي بن عمر الكناني المشار اليه في ملحوظاتي السابقة من أهل السنة بمدينة القيروان ومن كبار العلماء في المدرسة المالكية فيها فهاجم الانحرافات بين ابناء أهلها ونهى في رسالة له عن زيارة مسجد السبت في هذه المدينة حيث اجتمع
دوائر أهل القيروان لترتيل القرآن أيام السبت ونهى عن ذلك أشد النهي .
ويقول في كتابه البدعة المذكور أعلاه كما يلي :
ولقد بلغني عن كثير ممن لا علم لهم أنهم بالوا (بفتح اللام) في هذه الأصوات المحدثة التي جاء النهي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضي الله عنهم والتابعين وتابعيهم بما قد اقتصصناه عنهم في كتابنا هذا الحديث الذي جاء :
ْزينوا القرآن بأصواتكم ,
فأخطؤوا في تفسيره , والحديث كما أحدثك به .
فتأوّل من لا علم له في هذه الأحاديث على غير تأويلها وظنوا أن تفسيرها ما أحدثوا(1/145)
في القرآن من أصوات الغناء والحداء حتى صاروا من فتنتهم في ذلك , يزنوا أصواتهم تلك وزنا ويعلم ذلك بعضهم بعضا كتعليم المغنيات أصوات الغناء وحتى صاروا يسمون لآي القرآن أصوات مختلفة : لآية كذا صوت كذا , ولآية كذا صوت كذا .
وهذا حدث عظيم في الاسلام .
وانما تفسير (زينوا القرآن بأصواتكم ) أن يرتل القاريء قراءته
(وقد حكينا قراءته في اول هذا الكتاب) , حرفا حرفا كما كان النبي عليه السلام يقرأ بالترتيل كما أمره الله جل ذكره .
وقد حكينا قراءته في أول هذا الكتاب , ثم فسر ذلك أصحابه من بعده .
.........................
هذا , الا ترى أن ناسخ المخطوط الذي قمت ببحثه بالقيروان قبل أعوام قد كتب الجملة :
وقد حكينا قراءته في اول هذا الكتاب
سهوا مرتين ! ومعناه أنه وقع في خطأ عند نسخ الكتاب الذي بين يدينا اليوم , وهو الخطأ الذي أشار اليه القدماء ( العبور من سطر الى سطر) في القراءة ونسخ المخطوط , منهم ابن خلكان في وفيات الأعيان , ج 4 , ص 183 .
وعلى احدى الأوراق المتفرقة يقول الناسخ أنه درس هذا الكتاب في حلقة شيخه يحيى بن عمر الكناني قائلا :
قال أحمد بن محمد بن عبد الرحمان : سمعته من يحيي بن عمر سنة احدى وسبعين ومائتين وقابلته بكتابه وصح ان شا الله ونسخت أنا كتابي هذا من كتاب يحيى وقابلته به وصح ان شاء الله
وسمعته من أبي بكر محمد بن محمد وقابلته بكتابه مرتين وصح عليه وقال : سمعته من يحيى في شوال سنة احدى وسبعين ومائتين .
وخلاصة القول انّ المخطوط الذي بين يدينا اليوم نسخة من اصل المؤلف نسخها أحمد بن محمد بن عبد الرحمان ( ت 321 رياض النفوس لابي بكر المالكي , ج2 , 197) لنفسه , وسمعه معه محمد بن محمد بن وشاح , ابن اللباد ( ت 333 ) في التاريخ المذكور .(1/146)
أما نسخة ابن اللباد فهي لم تزل في حكم المفقود الى الآن الا أن ما لدينا يرجع الى اواخر القرن الثالث الهجري وأصله هو الأم , أي كتاب يحيى بن عمر الذي جمع فيه بعض الانحرافات في قراءة القرآن بالقيروان ورفضها رفضا ونهى عنه .
موراني
---
(1/147)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > هل يمكن فتح التعديل فى المشاركات
---
هل يمكن فتح التعديل فى المشاركات
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
05-21-2006, 02:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وضعت أكثر من بحث للمراجعة والمناقشة ، وليس كبحث نهائي
لتوضيح الأخطاء والمراجعات
ومن ثم أضطر لتغيير البحث كل فترة ، وتصحيحه
وجارى حاليا إعادة بحث بشكل كامل.
ولكن ما يعيق هو أنى لا أستطيع تعديل مشاركتى بعد أكثر من يوم
فهل يمكن فتح التعديل فى المشاركات وقت أطول ، أو على وجه العموم وعدم إغلاقها؟
ملحوظة
التعديل الذى أريد أجراؤه حاليا هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=22766#post22766
هو حذف ملف ekra وتحميل الملف المرفق هنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:
---
(1/148)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ذبيحة الكتابي التي ذكر عليها غير اسم الله تعالى
---
ذبيحة الكتابي التي ذكر عليها غير اسم الله تعالى
---
محمد رشيد
02-17-2004, 12:29 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ،، مشايخي الكرام
( ذبيحة الكتابي الذي ذكر اسم غير الله تعالى عليها ) ما حكمها ؟
فيها رأيان :
الأول / الحرمة ،،، وهو للجمهور ... أبوحنيفة و أبو يوسف و محمد و زفر و الشافعي و مالك في المعتمد عنه و رويت عنه الكراهة
الثاني / الحل ،،، وهو لعطاء و مكحول و الحسن و الشعبي و سعيد بن المسيب و أشهب من المالكية
لننتبه ... استدل الأولون بعموم قوله تعالى : (( و ما أهل به لغير الله ))
و استدل الآخرون بعموم قوله تعالى : (( و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ))
هؤلاء استدلوا بعموم و أولئك استدلوا بعموم
الغرض من إيراد هذه المسألة هو أن الله تعالى منّ عليّ بطرف في علم الأصول و بحب عظيم لهذا العلم ، و بميل إلى تطبيقه فروعيا في كل دراستي الفروعية ، فرأيت رأيا بنظري القاصر في هذه المسألة ، و ما وجدت مانعا من طرحه للتقويم و المناقشة ـ ورأي ظني غير متأكد ـ و لذا طرحته للتقويم و المناقشة ،،،،،
أقول و بالله تعالى التوفيق :(1/149)
كلنا يعلم القاعدة المشهورة عند الأصوليين و التي مؤداها أن العام الذي لم يدخله التخصيص في أفراده أقوى دلالة في حكمه على أفراده من العام الذي دخله التخصيص في أفراده ، و لو لم يخرج إلا القليل من الأفراد ـ أي وإن ضعف التخصيص ـ ،،،،، و أن التخصيص وإن كان لا يمنع بقاء حكم العام على بقية أفراده ، إلا أن هذا التخصيص أحدث ضعفا ـ خفيا ـ في بقاء هذا الحكم على بقية الأفراد بعد التخصيص ،،، و لا يظهر هذا الضعف النسبي إلا إذا وقع التعارض بين هذا العام ( المخصص ) و بين عام آخر ( محكم ) لم يخصص ، و أنه إن حدث هذا التعارض و استنفذت طرق الإعمال السابقة لعملية الترجيح كمحاولة الجمع أو إمكان النسخ ، و لم يبق إلا الترجيح ، فلا شك أن المرجح هو الأقوى دلالة وهو العام المحكم الذي لم يدخله التخصيص ،،،
و بالنسبة لمسألتنا المذكورة فإننا إن نظرنا إلى قوله تعالى :
(( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ))
نجد أن هذه الآية مخصوصة بالإجماع ، فقد خرج منها الخنزير و الخمر و الميتة و الدم المسفوح ،، كل ذلك خارج بالإجماع ،، فهذه الآية مخصوصة بالإجماع ،، أو بصيغة أخرى / مجمع على عدم إرادة كل الأفراد في هذا العموم ،،،
فالتخصيص في هذه الآية واقع جزما ... كبير كمّا
و أما قوله تعالى :
(( و ما أهل به لغير الله ))
فنحن نرى أن الظاهر عموم اللفظ لكل أفراده ، فلا إجماع على تخصيص ، و لا نرى كمّا من المخصّصات ـ بفتح الصاد ـ بل هي هذه الصورة التي يجري خلافنا فيها الآن ،،،،
فنرى أن قوة هذا العموم تفوق بمراحل قوة العموم الأول ، حيث إن العموم الأول قد أخرج منه بعض أفراده بالإجماع ، مع كثرة هذه الأفراد بالنسبة للعموم الثاني .....
و أما العموم الثاني فلا أرى ـ في حد علمي ـ خلاف في إخراج أحد أفراده إلا هذا الفرع الذي بين أيدينا ،،،
ثم هو خلاف لا إجماع كحال العموم الأول ....(1/150)
و عليه // فلو دار إلحاق هذا الفرع بين أن يكون مخصصا ـ بفتح الصاد ـ من عموم الآية الأولى ، أو من عموم الآية الثانية ، فالأولى كونه مخصصا من عموم الآية الأولى لضعف قوة هذا العموم ، و لقوة العموم الثاني ، فتكون ذبيحة النصراني التي ذكر عليها غير اسم الله تعالى مستثناة من قوله تعالى (( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم )) فتثبت الحرمة المأخوذة من ثبوتها في أفراد عموم قوله تعالى (( وما أهل به لغير الله )) ،،،،،، و الله تعالى أعلم
هذا ما حاولت فهمه ، و على مشايخنا حفظهم الله تعالى التقويم ...
أخوكم / محمد رشيد
---
محمد رشيد
05-23-2004, 12:23 PM
يرفع للنقاش
---
محمد رشيد
05-24-2004, 02:12 AM
هل من مقيّم للكلام ؟
---
أبو علي
05-26-2004, 10:04 AM
السلام عليكم
(( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ))
من هم الذين أوتوا الكتاب؟
إنهم آل إبراهيم ، وآل إبراهيم هم بنو إسرائيل وبنو إسماعيل.
والكتاب الذي آتاه الله آل إبراهيم هو التوراة والقرآن، فقبل القرآن كان الكتاب هو التوراة ، وإن كانت التوراة هي كتاب النصارى أيضا فلا يصح أن نقول عن النصارى أنهم أوتوا التوراة، هم ينتسبون إلى التوراة يصح أن نقول عنهم أنهم (أهل الكتاب) أي أهل التوراة ولا يصح أن نجعلهم من (الذين أوتوا الكتاب).
وصف أهل الكتاب يطلق على كل منتسب للكتاب فهي تطلق على اليهود وعلى النصارى ، أما (الذين أوتوا الكتاب ) فلا ينبغي أن تطلق إلا على الذين أوتوه.
مثلا : القرآن كتاب الله ، كل المسلمين يعتبرون ( أهل القرآن) أما الذين أوتوا القرآن فهم العرب : نزل بلغتهم والنبي عربي.
وبناء على هذا فطعام اليهود هو فقط الذي أحل لنا فهم فقط الذين يذبحون مثل المسلمين ويذكرون اسم الله عليه، أما النصارى فلا يذبحون بل يخنقون ويصعقون بالكهرباء ومنهم من يضرب رأس الدجاج بالمطرقة، ويأكلون الميتة ، فكيف يكون هؤلاء هم المعنيين في الآية!!(1/151)
المسلمون في الغرب إذا تعذر عنهم أن يجدوا جزارة إسلامية فإنهم يشترون اللحم من الجزار اليهودي ولا يشتري اللحم من عند النصراني، وفي هذا تطبيق للآية (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ).
واليهودي المتدين لا يشتري اللحم إلا من جزارة اليهود أو من عند المسلمين لإيمانه أنه حلال ( وطعامكم حل لهم).
---
أبو بكر الأمريكي
05-26-2004, 11:11 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى > مجموع فتاوى ابن تيمية > الفقه > كتاب الأطعمة > باب الذكاة > مسألة : أكل ذبيحة أهل الكتاب > فصل الإنكار على من يأكل ذبائح أهل الكتاب)(1/152)
قوله تعالى : { وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } هل المراد به من هو بعد نزول القرآن متدين بدين أهل الكتاب ؟ أو المراد به من كان آباؤه قد دخلوا في دين أهل الكتاب قبل النسخ والتبديل ؟ على قولين للعلماء . " فالقول الأول " هو قول جمهور المسلمين من السلف والخلف وهو مذهب أبي حنيفة ؛ ومالك وأحد القولين في مذهب أحمد ؛ بل هو المنصوص عنه صريحا . و " الثاني " قول الشافعي ؛ وطائفة من أصحاب أحمد . وأصل هذا القول أن عليا وابن عباس تنازعا في ذبائح بني تغلب فقال علي : لا تباح ذبائحهم ولا نساؤهم ؛ فإنهم لم يتمسكوا من النصرانية إلا بشرب الخمر وروي عنه [ أنه قال ] نغزوهم لأنهم لم يقوموا بالشروط التي شرطها عليهم عثمان ؛ فإنه شرط عليهم أن وغير ذلك من الشروط . وقال ابن عباس : بل تباح ؛ لقوله تعالى : { ومن يتولهم منكم فإنه منهم } . وعامة المسلمين من الصحابة وغيرهم لم يحرموا ذبائحهم ؛ ولا يعرف ذلك إلا عن علي وحده وقد روي معنى قول ابن عباس عن عمر بن الخطاب . فمن العلماء من رجح قول عمر وابن عباس وهو قول الجمهور : كأبي حنيفة ومالك وأحمد في إحدى الروايتين عنه وصححها طائفة من أصحابه ؛ بل هي آخر قوليه ؛ بل عامة المسلمين من الصحابة والتابعين وتابعيهم على هذا القول . وقال أبو بكر الأثرم : ما علمت أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كرهه إلا عليا وهذا قول جماهير فقهاء الحجاز والعراق وفقهاء الحديث والرأي كالحسن وإبراهيم النخعي والزهري وغيرهم وهو الذي نقله عن أحمد أكثر أصحابه وقال إبراهيم بن الحارث : كان آخر قول أحمد على أنه لا يرى بذبائحهم بأسا . ومن العلماء من رجح قول علي وهو قول الشافعي وأحمد في إحدى الروايتين عنه . وأحمد إنما اختلف اجتهاده في بني تغلب ؛ وهم الذين تنازع فيهم الصحابة . فأما سائر اليهود والنصارى من العرب مثل :(1/153)
تنوخ وبهراء وغيرهما من اليهود : فلا أعرف عن أحمد في حل ذبائحهم نزاعا ؛ ولا عن الصحابة ولا عن التابعين وغيرهم من السلف ؛ وإنما كان النزاع بينهم في بني تغلب خاصة ؛ ولكن من أصحاب أحمد من جعل فيهم روايتين كبني تغلب . والحل مذهب الجمهور كأبي حنيفة ومالك وما أعلم للقول الآخر قدوة من السلف . ثم هؤلاء المذكورون من أصحاب أحمد [ قالوا ] من كان أحد أبويه غير كتابي بل مجوسيا لم تحل ذبيحته ومناكحة نسائه
انتهى من كلامه
فيظهر جليا أنه لم يفهم أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن الآية لا تشمل النصارى كما تشمل اليهود وفهمهم هو المتعين إذ هم قد شاهدوا التنزيل وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي بين لهم معانيه فلا يمكن أن يتفقوا على خطأ في فهم كلام الله ثم نأتي من بعدهم ونفهمه على الوجه الصحيح
وقال الله تعالى:
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ
وقال شيخ الإسلام في مقدمته في أصول التفسير:
فصل يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه فقوله تعالى : { لتبين للناس ما نزل إليهم } يتناول هذا وهذا وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن : كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا ؛ ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة . انتهى من كلامه
وهذا الأثر مذكور في تفسير الطبري وغيره وأيضا روى الإمام الطبري مثله بإسناد حسن عن ابن مسعود، قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
وروى الإمام أحمد(246 و 350) وابن ماجه (2276) وغيرهم عن عمر رضي الله عنه أنه قال:(1/154)
إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة
هذا الحديث صححه الشيخ الألباني في تعليقه على سنن ابن ماجه
فدل هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبين لهم ما يحتاجون إليه من معاني الآيات ومعرفة الأحكام. كيف لا وهو القائل:
إنه ليس شيء يقربكم من الجنة إلا وأمرتكم به وليس شيء يقربكم من النار إلا وقد نهيتكم عنه
والحديث في سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألباني برقم (2866) وبين فيه طرقه وتصحيحه إياه
---
(1/155)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طريقة رائعة لتفسير كتاب الله
---
طريقة رائعة لتفسير كتاب الله
---
طالب المعالي
07-02-2004, 12:22 PM
الإخوة الفضلاء في هذا الملتقى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,, وبعد
ففي أول مشاركة لي في هذا الموقع .. أحببت أن أفيد اخواني بطريقة رائعة لتفسير كتاب الله
وهذه الطريقة يرويها أحد طلاب العلم عن شيخه .. رحمه الله
يقول الشيخ : إذا أردت تفسير آية أو آيات من كتاب الله , فاقرأها المرة تلو الأخرى , ثم اكتب ماتيسر لك فهمه من هذه الآيات , حتى ترى أنك قد استخرجت جميع فهمك منها , وبعد ذلك , اتجه إلى أحد التفاسير , واقرأفيها
وحين القراءة , إما أن تجد أنك وافقت المفسر في كثير من التفسير , فاحمد الله , فهذا من توفيقه سبحانه
وكتاب الله ميسر فهمه لكل مريد , فكيف بك وأنت عربي وبلغتك نزل القرآن
اما ماخالفت فيه التفسير , فأنت المستفيد اولا وآخرا , فمن الخطأ نتعلم الصواب
ولكن .... حذار
ثم حذار
ثم حذار
من أن تنقل فهمك المجرد للعامة من الناس , دون اللجوء إلى التفاسير المعتبرة , فهو طريق أهل الأهواء
والله أعلم ,, وصلى الله على سيدنا محمد
---
عبدالرحمن الشهري
07-03-2004, 11:32 AM
حياك الله أخي الكريم وجزاك خيراً.
---
خالدعبدالرحمن
07-09-2004, 08:56 AM
سبحان الله !!!
جزى الله شيخك خيرا على ثقته بأن كتاب الله ميسر واضح ، ثم على تشجيعه طلابه على الاعتماد على النفس في فهم القرآن ، قبل القفز الى التفاسير ....
و غفر الله لشيخك ، حين ألغى عقول طلابه و و أفهامهم ، وجهدهم ... أمام كلمة (معتبرة) !....
فالمعتبر عندنا هو : قال الله و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فقط )
---
علي جاسم
03-07-2005, 04:56 PM(1/156)
جزاك الله خيرا .. وعندي إضافة إن سسمحتم لي .. يجب على الباحث في القرآن أن يأخذ بعين العتبار ما يسبق الآية وما يليها أو فلنسميها ( سياق الآيات ) ففيها الكثير مما قد يبهم على الباحث في الآية .. خصوصا إن كانت الآيات تعرض لنا قضية كاملة ففي سياق الحدث أو سياق الآيات ستجد أخي المسلم الكثيرر .. نور الله قلوبكم بالقرآن .. والحمد لله رب العالمين ..
---
(1/157)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل في القرآن غير العربية ؟
---
هل في القرآن غير العربية ؟
---
محمد رشيد
09-01-2003, 06:50 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، هل في القرآن غير العربية ، فالذي أعلمه أن و هو المشهور أنه ليس في القرآن إلا العربية ، و لكن ما القول في الأعلام الأعجمية ؟ هل نقول ـ كما ذهب البيضاوي ـ أنها عربية ومن وضع العرب و لكن حصل توافق في الوضع بيننا وبين العجم كلفظ ( الصابون ) و لفظ ( التنور ) ؟
أم أقول بأن الألفاظ الأعجمية في القرآن ، هي خارجة عن وضع العرب ، و يكون عموم ما جاء في أن القرآن نزل بلسان عربي مبين مخصوص ؟ و هل بالفعل ـ على طريقة الأصوليين ـ يمكن اعتبار الآيات الدالة على نزول القرآن عربي أنها من باب العام ؟
إذ أنها ليس فيها عموم ، بل إخبار صرف بأن هذا المفرد ( القرآن ) عربي
من كان عنده إفادة فليتفضل مشكورا ، و له مني الدعاء بظهر الغيب
---
فهد الوهبي
09-02-2003, 06:31 AM
الأخ الكريم محمد يوسف حفظه الله ..
هذه المسألة :
هل في القرآن لفظ غير عربي ؟ :
محل خلاف بين العلماء :
وذهب الجمهوررحمهم الله إلى أن القرآن محض بلسان العرب لا يخلطه فيه غيره .
واستدلوا رحمهم الله بأدلة منها :
- قوله تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه )
- وقوله : ( بلسان عربي مبين ) .
- وقوله : ( وكذلك أنزلناه حكماً عربياً ) .
وغيرها من الآيات .
ولا يُشكل على كون القرآن عربياً وجود بعض الكلمات الأعجمية فيه مثل ( المشكاة ) و ( الإستبرق ) ؛ إذ يمكن حمل هذه الألفاظ التي يقال إنها أعجمية على واحدٍ من الوجوه التالية :(1/158)
1- أن هذه الألفاظ إنما هي عربية لكن قد يجهل بعضُ الناس كونها عربية ، ذلك أن لسان العرب أوسع الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً ، ولا يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي ، ولا يمتنع أن يوافق لسانُ العجم أو بعضُها قليلاً من لسان العرب كما يتفق القليل من ألسنة العجم المتباينة في أكثر كلامها مع تنائي ديارها واختلاف لسانها .
2- أن هذه الألفاظ التي يقال إنها أعجمية لا يمتنع أن تكون عربية ، وأن يكون لها معنى آخر في لغة أخرى ، فمن نسبها إلى العربية فهو محق ومن نسبها إلى غيرها فهو محق .
3- أن هذه الألفاظ أصلها غير عربي ثم عرّبتها العربُ واستعملتها فصارت من لسانها وإن كان أصلها أعجمياً .
والله تعالى أعلم ..
للاستزادة : انظر : الرسالة للشافعي : ( 45 ) ، جامع البيان : ( 1 / 7 ) روضة الناظر : ( 1 / 185 ) ، المدخل لابن بدران : ( 88 ) ، نزهة الخاطر العاطر : ( 1 / 184 ) ، مذكرة الشنقيطي : ( 62 ) ، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة للجيزاني : ( 107 ـ 108 ) .
---
محمد رشيد
09-05-2003, 10:20 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الوهبي على هذا النقل و الإفادة
---
محمد رشيد
09-05-2003, 10:21 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، معلوم هو الاختلاف الذي جرى على عهد عثمان ـ رضي الله عنه ـ و الذي دفع حذيفة ابن اليمان إلى تحذيره من ذلك ، و بالتالي إلى ما فعله عثمان ـ رضي الله عنه ـ من جمع المصاحف
و لكني قرأت في كتاب ( تاريخ المصحف الشريف ) للشيخ / عبد الفتاح القاضي أن جمع عثمان للمصحف كان قائما على النحو التالي : لا يكتب شئ في هذه الصحف إلا بعد عرضه على الصحابة و التحقق من كونه قرءانا ــ ألا يكون مما نسخت تلاوته ــ و أن يكون استقر في العرضة الأخيرة ــ و لا ما كانت روايته آحادا ــ
و الإشكال / أليس ذلك كله مما قام به زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ فإنه تجنب ما نسخت تلاوته و ما كان آحادا و ما نسخ بالعرضة الأخيرة(1/159)
ثم قال الشيخ : (( و من هنا يتضح جليا أن اختلاف القراء الذي أفزع حذيفة و عثمان و كان سببا في كتابة المصاحف إنما كان في قراءات و أحرف تلقاها قراؤهم قبل العرضة الأخيرة ثم نسخت بهذه العرضو و لكن نسخها لم يبلغ هؤلاء القراء ، وإلا لو كان مقصد عثمان جمع الناس على حرف واحد و إلغاء باقي الأحرف التي نزل بها القرآن ما جعل المصاحف متفاوتة في الحذف والإثبات الخ ما تقدم فكتابة المصاحف على هذه الكيفية دليل على أن عثمان أراد جمع الناس على ما تواتر من القراءات دون ما نسخ أو شذ منها ))
والإشكال / هل بالفعل هذا هو ما فعله عثمان ـ رضي الله عنه ـ ؟أوليس جمع عثمان ـ رضي الله عنه ـ كان فقط على توحيد القراءة في كل قطر من الأقطار حتى لا يحدث التنازع ـ وإن كانت القراءة مخالفةـ ؟ هذا ما كنت أفهمه و إن كنت غير مقتنع به تمام القناعة لأن و الحالة هذه كان الأولى به تعليمهم القراءات الأخرى و مجرد إخبراهم أن كل هذه الأوجه ثابتة عنه ـ صلى الله عليه و سلم ـ ينحل الإشكال
مشايخي الكرام ... أنا أريد قولا فصلا مفصلا دقيقا فيما فعله عثمان ـ رضي الله تعالى عنه ـ كيف كان الوضع .. و ماذا فعل عثمان .. و كيف كان الوضع في المصاحف بعد ما فعله
اثابكم الله و أطال في عمركم في مرضاته ـ آمين ـ
---
(1/160)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تخريج حديث كان صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الإسراء والزمر،
---
تخريج حديث كان صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الإسراء والزمر،
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 12:24 PM
تخريج حديث كان صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الإسراء والزمر،
---
(1/161)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما حكم التجويد تعلماً وتعليماً ؟
---
ما حكم التجويد تعلماً وتعليماً ؟
---
الحارث
05-26-2003, 12:47 AM
الإخوة الأفاضل أصحاب هذا المنتدى المبارك : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
فيسرني الانتساب إلى هذه القافلة المباركة مستفيداً ومتعلماً , وأسأل الله تعالى أن يجعلنا مباركين أينما كُنّا .
سؤالي موجه إلى أهل الاختصاص والمشايخ الفضلاء المشرفين والمشاركين :
ما حكم التجويد تعلّماً وتعليماً ؟
وما جوابنا على من يهون منه , أو لا يهتم به علماً أو عملاً , وقد يكون من أهل العلم والدعوة , وممن يُشار إليه بالبنان , ثم يقع في هذه الأخطاء ؟
أرجوا أن أجد جواباً مفصلاً , و جزاكم الله كل خير .
---
عبدالرحمن السديس
05-26-2003, 01:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل: تجد في هذا الرابط، بحثا، ونقاشا، ونقولا في المسألة:
حوار حول حكم علم التجويد - ملتقى أهل الحديث (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2938&highlight=%CD%DF%E3+%CA%DA%E1%E3+%C7%E1%CA%CC%E6%E D%CF)
---
إبراهيم الدوسري
05-26-2003, 05:25 PM
بما أن رواد هذا الملتقى من طلبة العلم فأرجو قبل مناقشة هذا الموضوع مراجعة كتب المتقدمين كالإبانة لمكي والتحديد للداني والموضح للقرطبي وابن أبي مريم الشيرازي والتمهيد لأبي العلاء الهمداني وغيرها ، وذلك من أجل أن يكون الحوار على نور .
ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .
---
الحارث
05-26-2003, 09:32 PM
جزاكم الله خيراً
ولا زلت أنتظر إجابة المتخصصين أهل الفن في هذا المنتدى المبارك .
---
المحب الكبير
05-26-2003, 10:11 PM
جزى الله فضيلة الشيخ - إبراهيم الدوسري -على هذه الإطلالة المباركة في هذا الموقع الموفق - إن شاء الله -(1/162)
ولو دللتنا ياشيخ على من بحث هذه المسألة بتوسع في مؤلف جمع شتات المسألة ، يكن ذلك منك فضل ،
ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل .
---
الحارث
05-27-2003, 11:11 PM
أرجوا أن لا يكون سؤالي صعباً على أهل التفسير , فأنا طالب فائدة .
---
مساعد الطيار
05-27-2003, 11:30 PM
الأخ الفاضل الحارث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد كنت أجبت على سؤال يتعلق بحكم التجويد ، وأني سأذكر لك ما كتبت ، بالله التوفيق .
التجويد من جهة العموم يراد به تحسين القراءة ، وأن لا يُخرج به عن حدِّ اللفظ العربي في النطق .
ويمكن أن يقال : إنَّ التجويد إنما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم .
وهؤلاء الكرام قد نقلوا حروف القرآن وكيفية نطق هذه الحروف ( أي : التجويد ) ، وهما أمران متلازمان لا يمكن أن ينفكَّ أحدهما عن الآخر ، فمن قَبِلَ عنهم نقل الحروف لزمه أن يقبل عنهم نقل الأداء ( أي : التجويد ) .
وإذا صحَّت هذه المقدمة ، فإن قراءة القرآن وأداءه بما نُقِلَ عن هؤلاء الأئمة سنة يلزم الأخذ بها ، ولا تصحُّ مخالفتها أو تركها إلا بدليل قويِّ يعترض به المعترض على علم التجويد .
وبما أنه قد كَثُرَ الكلام عن هذا العلمِ بما لا طائل تحته ، فإني سأذكر لك جُمَلاً أراها نافعةً ـ إن شاء الله ـ في تأصيل هذا العلم الذي جفاه بعض طلبة العلم ، وضَعُفَ في بحثه وتحرير أصوله المتخصصون إلا القليل منهم ، فأقول ، وبالله التوفيق :
أولاً : نزل القرآن بلغة العرب ، ولها طريقة في أداء حروفها ، ولم يرد أن القرآن خالف هذا الأداء من جهة الحروف ، فمن قرأ : » الحمد لله « قراها : » الهمد لله « ، قيل : إنه قد لحن لحنًا جليًا لأنه لم ينطق بالمنَزَّل على وجهه الذي نزل به .(1/163)
ومن قرأ : » صراط الذين أنعمت عليهم « بضم التاء من » أنعمت « ، فإنه قد لحن لحنًا جليًا يخلُّ بالمعنى ، ولا يكون قد قرأ المنَزَّل على وجهه الذي نزل به .
ومن ثَمَّ فإنه يلزم قارئ القرآن أن يعرف نطق الحروف عربيةً حتى لا يُخلَّ بشيء من أداء القرآن .
ويحصل ضبط الحروف من هذه الجهة بمعرفة مخارج الحروف وصفاتها ، وأخص ما يُدرسُ في صفات الحروف ما له أثر في النطق ، كالهمس والجهر ، والشدة والرخاوة والتوسط ، والاستفال والاستعلاء ، والقلقلة . أما غيرها مما لا أثر له في النطق ، خصوصًا صفة الذلاقة والإصمات ، فإنها مما لا يدخل في النطق ، وليس لها أي أثر فيه .
وليُعلم أن دراسة مخارج الحروف وصفاتها ليس مما يختص به علم التجويد ، بل هو مما يُدرس في علم النحو واللغة ؛ لأن كلَّ كلام عربي ( من كلام العرب أو كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو كلام الله سبحانه ) لا يخرج عن هذين الموضوعين ، ولهذا تجد أن أعظم كتابٍ في النحو ، وهو كتاب سيبوية قد فصَّل هذه المسألة ، ومن تكلم في المخارج والصفات وما يترتب عليهما من الإدغام ، فهم عالة عليه .
والذي يتخلَّصُ من هذا : أن دراسة المخارج والصفات لازمة لكل كلام عربيٍّ ، لكي يُنطق به على وجه العربية .
ثانيًا : أن هذا العلم ككل العلوم الإسلامية من جهة ظهور التأليف فيه ، إذ ليس كل العلوم الإسلامية مما قد تشكَّل وظهرت مسائله في جيل الصحابة أو التابعين وأتباعهم ، بل إن بعضها مما تأخر ظهوره ، ولم يُكتب فيه إلا متأخرًا ، وإن كانت أصوله مما هو معروف محفوظ عند السلف ، سواءً أكان ذلك مما هو مركوز في فطرهم ومن طبائع لغتهم كعلم البلاغة ، أم كان مما تكلموا في جملة من مسائله ، ثم دون العلم فيما بعد ، كعلم الأحكام الشرعية .(1/164)
وعلم التجويد مما كان مركوزًا عندهم بالفطرة والتعلم ، فالفطرة ؛ لنهم عربٌ خُلَّصٌ ، والتعلم ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - : » خذوا القرآن عن أربعة ... « ، فظهر أنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكتفِ بسليقتهم العربية في قراءة القرآن ، بل أرشدهم إلى قراءته على الهيئة التي نزل بها ، ولذا قال : » من احب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أًُنزل ، فليقرأه على قراءة ابن أم عبدٍ « ، وهذا يدل على أنَّ له هيئة قرائية مخصوصة يعلمها بعض الصحابة دون بعض ، وفيها زيادة عما يعرفونه من سليقتهم العربية ، وإلا لما مكان لتخصيص الأربعة ، ولا لتخصيص ابن مسعود في الحديث الآخر أيُّ مزيَّة على بقية الصحابة ، والله أعلم .
ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد ، وان العربي في هذا العصر يجوز له القراءة على سليقته العربية ، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو ، وأنهم عرب ، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم .
فإن قيل : إنَّ ألسنة الناس قد فسدت منذ جيل التابعين ومن بعدهم ، وصار تعلم النحو لازمًا لمن أراد أن يعرف العربية ، وأن من يزعم اليوم أنه عربي ، ولا يلزمه تعلم النحو إنما هو ذو رأي فائل ، وقول باطل .
فيقال : إن فساد ألسنة الناس بالعربية قد جرَّ إلى فساد ألسنتهم في أداء القرآن ، ولإن كان الإنكار على من لا يرى دراسة النحو اكتفاءً بعربيته المعاصرة ، فإن الإنكار على من يزعم أنه يكفي في قراءته عربيته المعاصرة كذلك .
ثمَّ يقال له : من أين لك في عربيتك أن تقرأ برواية حفص عن عاصم » مجريها « بالإمالة ؟
فإن قال : لأنها هكذا رويت عنه ، وأن أقرأ بقراءته ؟
قيل له : فقد روي عنه الأداء ( التجويد ) الذي تخالف فيه ولا تراه علمًا ، فَلِمَ قبلت روايته في هذا وتركته في ذاك ؟
أليس هذا من قبيل التَّحكُّم ، والتَّحكُّم ـ كما قال الطبري ـ : لا يعجز عنه أحد .(1/165)
ثالثًا : إنَّ بعض علم التجويد ( الأداء ) لا يمكن أخذه من طريق الصُّحِفِ البتة ؛ لأنه علم مشافهة ، وما كان من طريق المشافهة فإنه مما ينقله الآخر عن الأول ، ولا مجال للرأي في المشافهة .
واعلم أن مما يميِّز بحث القراء المجودين في هذا المجال عما تجده في كتب النحويين واللغويين أن ما عند المجودين منقول بالمشافهة إلى يومنا الحاضر ، أما ما يذكره النحويون واللغويون من المباحث اللفظية التي يذكرونها مما يتعلق بكيفية النطق فإنه لا يمكن معرفة كيفية النطق بها ؛ لأنه مما لا يُعرف بالقياس ، ولا يُدرك بغير المشافهة ، وليس لك فيها إلا نقل الكلام المدون دون كيفية نُطقِه.
رابعًا : إن علم التجويد كغيره من العلوم الإسلامية التي دوَّنَها علماء الإسلام وضبطوا أصولها ، فتجد أن تقسيم العلم ومصطلحاته الفنية مما يدخلها الاجتهاد .
ثمَّ إن هذا العلم قد دخله الاجتهاد في بعض مسائله ، وذلك من دقائق ما يتعلق بهذا العلم ، ومما يحتاج إلى بحث ومناقشة وتحرير من المتخصصين في هذا العلم ، وذلك في أمرين :
الأول : المقادير ، والمقصود بذلك مقدار الغنة والمدود والسكت وغيرها مما يُقدَّر له زمن بالحركات أو بقبض الأصبع أو بغيرها من موازين المجودين للزمن المقدَّر .
وليس القول بدخول الاجتهاد في المقادير يعني أنه لا أصل لها ،بل لها أصل ، لكن تقدير الزمن بهذا الحد بالذات مما تختلف فيه الطبائع ، ويصعب ضبطه ، فيقدره هذا بذاك العدد ، ويقدره آخر بغيره من العدد ، لكنهم كلهم متفقون على وجود مقدار زائدٍ عن الحدِّ الطبيعي لنطق الحرف المفرد .
فاتفاقهم على وجود هذا القدر الزائد مسألة ، واختلافهم في مقداره مسألة أخرى ، لذا لا يُجعَل اختلافهم في المقدار سبيلاً إلى الإنكار ، كما لا يُجعَلُ مقدارٌ من هذه المقادير المختلف فيها ملزمًا لعامة الناس ما داموا يأتون بشيءٍ منه ، إذ ليس كل امرئ مسلم يستطيع بلوغ الإتقان في القراءة .(1/166)
الثاني : التحريرات : والمراد بها الوجه القرائية الجائزة عند القراءِ عند جمع القراءات ، أو عند قراءة سورة ووصلها بما بعدها ، فإن ما يُذكر من الأوجه القرائية إنما هو على سبيل القياس للأوجه الجائزة ، ولا يلزم أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ بكل هذه الأوجه المذكورة ، كما يقال : لك في وصل الفاتحة بالبقرة ثلاثة أوجه : قطع الجميع ، ووصل الجميع ، وقطع الأول ووصل الثاني يالثالث ، فهذا من التحرير للأوجه الجائزة ، وليس من بيان الأوجه لواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقد أشار إلى هذين النوعين ( التقديرات والتحريرات ) الشيخ المحقق الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري في كتابه العظيم ( حديث الأحرف السبعة ، ط : مؤسسة الرسالة : 129 ـ 130 ) .
خامسًا : إن مما يدعو إلى التأمل والنظر في صحة ما تُلُقِّي من هذا العلم عبر القرون = اتفاق المجودين شرقًا وغربًا بلا اختلاف بينهم ، سوى في كيفيات أداء معدودة ، وهي في غالبها مما يدخل في محيط الاجتهاد .
وهذا الاتفاق يشير بقوة إلى أن لهذا العلم أصلاً ثابتًا مُتلقًا جيلاً عن جيل من لدن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى عصرنا هذا ، ولو كان علم التجويد من المحدثات لوقع فيه مثل ما وقع في محدثات الصوفية من كثرة الطرق المتباينة ، وكثرة الأوراد المتغايرة ، ولما يقع مثل هذا الاختلاف عُلِم أنَّ المشكاة التي صدر عنها واحدة ، وهي التي صدر عنها نقل حروف القرآن جيلاً عن جيل .
سادسًا : إن ما يُعاب به التجويد من وجود بعض المتنطعين في القراءة أو المتشددين في التلقين ، أو المغالين في تأثيم الناس بعدم قراءتهم بالتجويد ، فإنه لا ينجرُّ على أصل العلم ، ولا يجعله علمًا حادثًا لا أصل له ، وهؤلاء الأصناف موجودون في كل عصر ومِصر ، وقد أشار إليهم المحققون من أعلام القراءة ؛ كالداني ( ت : 444 ) ، وأبو العلاء الهمذاني ( ت : 569 ) ، وغيرهم .(1/167)
وهؤلاء المتنطعون لا يقاس عليهم ، ولا يحكم على العلم بهم ، ولو سار سائر على بعض العلوم ـ كعلم النحو والبلاغة والأصول ، وبعض مسائل الفقه ، وبعض تعصبات الفقها لمذاهبهم ـ وأخذ ينقدها بقول المتنطعين فيها ، لما سَلِم من العلوم إلا القليل ، ولخرج بعض العلوم من أن تكون علومًا معتبرةً ، وذلك ما لا يقول به طالب علم ، ولا عالم قد مارس العلوم وتلقاها .
سابعًا : إذا تبين ما تقدَّم ، فإنه يقال : إن تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلاً بعد جيلٍ ، ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه ، فقد أخلَّ بشيء من سنن القراءة ، وكفى بذلك عيبًا .
وأما عدُّ ترك الأحكام لحنًا ، فاللحن نوعان معروفان عند أهل الأداء ، فإن كان مما يُخِلُّ ببنية الكلمة ويظهرها عن عربيتها ، فهذا يُسمى اللحن الجلي ، ومن كان يلحن لحنًا من هذا النوع فإنه لا يُعدُّ قارئًا للقرآن ، ومثله ـ إن كان يستطيع التعلم وتركه ـ فإنه يأثمُ ، أما إن كان لا يستطيع ، فإن لا يأثم ، بدلالة قوله - صلى الله عليه وسلم - : » الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأه ويتتعتع فيه ، وهو عليه شاق له أجران « .
وإن كان يتعلق بتحسين الداء كعدم الإتيان بالغنة على وجهها ومقادير المدود فهذا يسمى اللحن الخفيَّ ، وتأثيم من ترك هذا الجنس من التجويد صعبٌ ، لكن من ظهر له صحة هذا العلم وصحة نقله عن الأئمة القراء ، فما باله يترك تعلمه وأداءه على هذا الوجه ؟!.
---
الحارث
05-29-2003, 05:59 AM
شكر الله لك شيخنا المبارك / مساعد الطيار ؛ فقد شفيت وأشفيت , وكم كنت أتمنى مثل هذا البيان من زمن .
أسأل الله تعالى أن ينفع به وبكم .
---
إبراهيم الدوسري
05-29-2003, 01:18 PM
لا مزيد على ما أفاض به فضيلة الشيخ مساعد ، ولقد أجاد وأفاد ، وأكمد الجهّال .
وإسهاما في هذا الموضوع لدي المداخلة التالية :(1/168)
تجويد القراءة إعطاء الحروف حقوقها بإخراجها من مخارجها وتوفيتها صفاتها ، والتسوية بين نظائرها ، من غير إفراط ولا تفريط (التمهيد في معرفة التجويد لأبي العلاء الهمداني صـ62 ولطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلاني 1/207 ) .
والمعوّل عليه في التجويد ما اعتبره أئمة القراءة أولي الدراية ، كما قال الخاقاني ( ت 325 هـ ) في رائيته :
وإن لنا أخذ القراءة سنة * عن الأولين المقرئين ذوي الستر
وقال مكي بن أبي طالب ( ت 437 هـ ) : " وليس قول المقرئ والقارئ : أنا أقرأ بطبعي وأجد الصواب بعادتي في القراءة لهذه الحروف من غير أن أعرف شيئاً مما ذكرته بحجة ، بل ذلك نقص ظاهر فيهما لأن من كانت حجته هذه يصيب ولا يدري ، ويخطئ ولا يدري ، إذ علمه واعتماده على طبعه وعادة لسانه يمضي معه أينما مضى به من اللفظ ، ويذهب معه أينما ذهب ، ولا يبني على أصل ، ولا يقرأ على علم ، ولا يقرئ عن فهم...فلا يرضين امرؤ لنفسه في كتاب الله جل ذكره وتجويد ألفاظه إلا بأعلى الأمور وأسلمها من الخطأ والزلل " (الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة لمكي بن أبي طالب صـ 254) .
وتلبية لطلب الأخ المحب الكبير لدلالته على كتاب مختص بذلك ، أقول هناك مؤلفات كثيرة ، ومنها القول السديد في بيان حكم التجويد للشيخ محمد بن علي ا لحسيني ، والوجيز في حكم تجويد الكتاب العزيز للدكتور محمد سيدي الأمين.
---
المحب الكبير
05-30-2003, 05:56 AM
جزاك الله خيرا شيخ إبراهيم ، ورفع قدرك
---
(1/169)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بعض الأخطاء المطبعية في تفسير ابن كثير تحقيق الشيخ سامي السلامة
---
بعض الأخطاء المطبعية في تفسير ابن كثير تحقيق الشيخ سامي السلامة
---
عبدالرحمن السديس
08-15-2004, 10:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله ، وسلم على نبينا محمد، وآله ، ومن تبعه إلى يوم الدين ، أما بعد:
فلا تخفى أهمية هذا الكتاب العظيم الذي لا يكاد يخلو منه بيت مسلم ، ومع ذا لم يلق العناية اللائقة بمثله مع تنوع الجهود المبذولة في ذلك التي كان من أحسنها ما قام به الشيخ سامي السلامة في تحقيقه ، وكما هو الحال في كل أعمال البشر لا بد لها من نقص وخلل فمستقل ، ومستكثر .
وأثناء قراءتي للمجلد الأول من تفسير ابن كثير طبعة الشيخ سامي لاحظت بعض الملاحظات ، ووجدت بعض الأخطاء اليسيرة .. التي لا تقلل من جهده وما بذل فجزاه الله خيرا .. ولم أكن أول الأمر أقيد ما لاحظته حتى خطر على بالي أهمية ذلك فبدأت به من صفحة 300 – آخر المجلد الأول.
و هذه الملاحظات مما ظهرت لي أثناء القراءة من غير مقابلة بنسخة أخرى إلا حين الشك بوجود الخطأ ، فأقوم بالبحث عن الصواب . وسأسرد الآن بعض الملاحظات ، ولعل من يعرف الشيخ يوصلها له مشكورا ، ومن وجد شيئا من الأخطاء فليبينها لنصحح نسخنا .
ص 306 : السطر قبل الأخير / الخطأ : أن يرد رأسه .
الصواب : أن يرض رأسه. وقال في تخريجه: رواه البخاري برقم (6885) .
قلتُ: الحديث في هذا الموضع مختصر جدا ، وليس فيه ما ساقه المؤلف من أجله ، وهو: قول الجريح قتلني فلان . واللفظ المشابه لما ساقه المؤلف في صحيح البخاري برقم (2413)و(2746)و (5295) وغيرها .
ص 326: السطر :17 الخطأ : وجبريل رسول الله ينادي .
والصواب : وجبريل رسول الله فينا .
وهو في صحيح مسلم (2490) ولم يخرجه .(1/170)
ص329 السطر 7 / الخطأ : وابن محيص .
والصواب : وابن محيصن .
ص573 السطر 13 / الخطأ : بندار عن محمد بن بشار .
والصواب : بندار محمد بن بشار .
ص 586 السطر 8 / الخطأ : ضمان البدن .
والصواب : ضمان البدل .
ص602 السطر 9 / الخطأ : ورويمعن .
والصواب : وروى معن .
ويلاحظ في مواضع كثيرة وجود النقطتين تحت الألف المقصورة ، وعدم وجودها في الياء ، وإن كان الثاني أمره أهون ، لكن حسب الاصطلاح الآن .
ص613: السطر الأخير / الخطأ : عن معاوية بن حيدة .
الصواب : ابن معاوية بن حيدة .
ص627: السطر : 16 / الخطأ : عبد الرحمن بن أبي بكر .
الصواب : محمد بن أبي بكر .
ص637: السطر 11 / في (حل) الرضاعة ، وأشار في الحاشية أنه في نسحة : (محل) .
قلتُ : الذي يناسب السياق ما في الحاشية ، وبالمناسبة فالمحقق أثقل الكتاب بحواشي كثيرة جدا ليس لها أدنى فائدة ، حتى إني سئمت من مطالعة كثير منها ! وخذ بعض ما جاء في هذه الصفحة فقط : الحاشية (1) و (2) و (3) فليس لها أدنى فائدة ، ومع ذلك يترك أشياء كثيرة تحتاج إلى تعليق في كلام المؤلف فخذ مثلا : في ص 643 : قال المؤلف ورواه البخاري تعليقا فقال : قال لي طلق بن غنام ...الخ ، ولم يعلق المحقق على ذلك مع أن تخصصه في السنة ـ كما قال الشيخ أحمد معبد في المقدمة ـ ، ولا يخفى أن هذه الصيغة متصلة وليست من التعليق لأن البخاري نص على السماع بقوله : قال لي طلق ، ولم يقل: قال طلق.
ص647: السطر 10/ الخطأ : فهو يقوله . ثم وضع حاشية ، وذكر فيها أن في بعض النسخ: مقوله اهـ .
قلت ُ:الصواب: فهو يقويه ، ولا معنى للكلام حسب ما أثبت المحقق ، والسياق ظاهر فيما ذكرتُ ، ثم لزيادة التثبت بحثت عن كلام البيقهي فوجدته في معرفة السنن والآثار 5/400 ونصه : وليث بن أبي سليم راوي حديث ابن عباس غير محتج به ، ورواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (تؤكده )..
ص652: السطر 12/ الخطأ :محمد بن حازم الضرير .(1/171)
الصواب : محمد بن خازم الضرير.
ص663: السطر 18 / الخطأ: يوضع الحمل .
الصواب : بوضع الحمل.
ص669: السطر 12 / الخطأ : ى موسى الكليم عليه الصلاة والسلام 677موروثا لخلفهم عن سلفهم إلى فلم يزل بهم تماديهم .
الصواب : موروثا لخلفهم عن سلفهم إلى موسى الكليم عليه الصلاة والسلام فلم يزل بهم تماديهم .
وفيها في سطر 17: شمويل: أي سمع الله.
أظن الصواب : شمويل:أي سمع الله دعائي.
ص673: السطر 6 / الخطأ : وجنبا الفرار .
الصواب : وجنبنا الفرار.
ص 678: السطر: 2 / الخطأ : عن بن أبي ليلى عن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
والصواب: عن بن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
ص680: السطر 18/الخطأ: أخبرنا يحيييبن عقيل .
والصواب : يحيى بن عقيل .
ص681: السطر الأخير/ الخطأ: يحيييبن المغيرة .
والصواب: يحيى بن المغيرة.
ص695: السطر 3/ وابتغاء مرضانه .
والصواب : وابتغاء مرضاته.
ص695: السطر 13/ أبي عبيدة [بن الجراح] وأشار في الهامش أنه زاد ما بين المعكوفين من المسند .
قلتُ: وما أدري ما الفائدة ، وما الداعي من فعله هذا ؟! مع أن هذا السند نفسه سقط منه: الوليد بن عبد الرحمن الجرشي ! ولم يستدركه ، وقد نبه على ذلك الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه المسند 3/145 وكذا محققو المسند طبعة الرسالة 3/220-221 ، ولعل الشيخ يراجع أسانيد الكتاب مع الطبعتين فهما أولى من الميمنية .
ص695: السطر 23/ الخطأ: سليمان بن مهران عن الأعمش .
الصواب: سليمان بن مهران الأعمش.
ص699 السطر 16/ الخطأ: عامل يحسبه .
الصواب: عامل بحسبه.
ص705: السطر : 16/الخطأ : للعالمين .
والصواب: للعاملين .
ص607 السطر20 /الخطأ : سأما عمر فجاء .
والصواب: أما عمر فجاء .
ص714 السطر 2 / { فَلَهُ مَا سَلَفَ } فإنه ما كان أكل . وذكر في الهامش أنه في بعض النسخ : فله .
قلت: والذي في الهامش (فله)، أقرب. وأخرجه عمن ذُكِر مسندا ابن أبي حاتم 2/546 باللفظ الذي في الهامش .(1/172)
والمحقق مع أنه ذكر في مقدمة الطبعة الثانية أنه قابل جميع النصوص المنقولة عن تفسير ابن أبي حاتم بالمطبوع لكني لم أجد العزو له في مواضع كثيرة .
وجاء في مقدمته أيضا أن تفسير ابن أبي حاتم طبع في هذه الفترة يعني بين طبعته الأولى عام 1418هـ .
وأظنه يقصد الطبعة التي صدرت عن مكتبة نزار مصطفى الباز ، المكتوب عليها أنها صدرت عام 1417هـ ، وأظنه لم يعلم أنه قد طبع منه أجزاء قبل ذلك بزمن ، طبعته مكتبة الدار بالمدينة ، وحقق بعضه في رسائل علمية ، ومنها نسخ في مكتبة الملك فهد بالرياض.
وفي هذه الصفحة 714 : أثر عند ابن أبي حاتم لم يخرجه .. وذكره المؤلف ابن كثير ص 721 وضعفه ، ولم يربط بينهما ! .
وكذا لا يربط ما يقول فيه المؤلف تقدم ، أو سيأتي .
ص727 السطر 24/ الخطأ : نجيئه بماله .
والصواب : تجيئه بماله .
---
عبدالرحمن السديس
08-22-2004, 03:28 PM
المجلد الثاني
الصفحة 8 السطر19 : ورواه محمد بن يحيى العبدي في مسنده
0000000والصواب: ورواه محمد بن يحيى العدني في مسنده .
الصفحة 9 السطر 10: عن النعمان بن محمد بن الفضل السدوسي
00000000والصواب: عن أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي .
الصفحة 29 السطر2من أسفل : من الدجاج ة = يصحح ، الدجاجة .
في ص30و31 عزا المؤلف أثرين للبخاري ، ولم يخرجهما .
ص32 حديث في صحيح مسلم لم يخرجه .
ص34: ذكر المؤلف قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم ". أخرجاه . قال المحقق في الحاشية (1) رواه البخاري تعليقا برقم (1303) ورواه مسلم برقم (2315) من حديث أنس بن مالك .
قلت: أولا: الحديث الذي أشار إليه المحقق عند البخاري تعليقا ! = مسند متصل ، وليس بمعلق .
ثانيا: ليس عندي البخاري الجزء المذكور والمحتج به من الحديث الذي أشار إليه ابن كثير بل هو عند مسلم فقط ، وإن كان أصل الحديث والقصة عند البخاري .
ص35 سطر 1 وروى من حدبث يصحح :حديث .(1/173)
ص35 سطر 5: عزا المؤلف طريق إلي مسلم ولم يخرجه ، وإن كان قد خرج طريقا قبله لنفس الحديث في الصفحة التي قبلها.
ص35: سطر 16 : قال ( وكَفّلها زكريّا ) وفي قراءة ( وكَفّلها زكريّا ) بتشديد الفاء ونصب زكريا على المفعولية .
قلت: لم يفرق بينهما ، والصواب: في القراءة الأولى : ( وكَفَلَها زكريّاءُ ) .
وفيه أمور تحتاج إلى تأمل وتعليق ككثير من الإسرائليات الغريبة ، والمنكرة .
---
موراني
08-22-2004, 06:54 PM
قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم ".
نعم , أخرجه مسلم , وأبو داود , الرقم 3126
وعلق ابن حجر على رواية البخاري تعليقا حسن وذكر ما روى مسلم في الصحيح : فتح الباري , ج 3 , ص 173 وما بعدها . انظر أيضا ابن حبان , ج 7 , ص 162
كما رواه مسلم .
هذا , فمن المعروف أن ابن كثير أدخل في تفسيره كثيرا من الاسرائيليات . لقد قرأت في أحد الروابط قبل أسابيع تقريبا اقتراحا لاخراج التفسير لابن كثير بحذف الاسرائيليات فيه !
فأرى أنه ليس من الحق لأحد اسقاط أبواب أو فقرات أو حذفها من كتاب ألفه القدماء .
لقد سبق لي أن رأيت مطبوعا للسيرة النبوية لابن هشام اسقطت منها جميع الاسرائيليات !
تقديرا
موراني
---
عبدالرحمن السديس
08-23-2004, 05:09 PM
د/ موراني
لا أدري ما وجه تعليقك هذا !
أنا قلت :في الحديث أن المحقق أشار إلى أنه خرجه البخاري تعليقا ، والمعلق من أنواع علوم الحديث هو : ما سقط من أول إسناده راو أو أكثر ... وهذا الحديث ليس من هذا النوع بل هو مسند متصل .. الخ
وكلامي عن الاسرائليات هو بالتعليق على ما كان منها غريبا أو منكرا أو ما ثبت بطلانه .. الخ
ولم أرد أن تخرج من الكتاب فهذا عبث لا أستسيغه .
لعلي وضحت قصدي أكثر الآن مع أنه كان واضحا .
---
موراني
08-23-2004, 07:46 PM
عبد الرحمن السديس المحترم(1/174)
أرجو ألا يكون هناك سوء تفاهم بيننا . لم يكن قصدي الا اضافة مصادر أخرى لهذا الحديث بما فيه تعليق ابن حجر على البخاري .
أما الاسرائليات فاشارتكم الى الغرائب منها قد ذكّرتني على ما هناك من الاقتراحات الصادرة عن بعض الناس لاسقاط الاسرائليات من التفسير
تقديرا
موراني
---
(1/175)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً قطعة من تفسير الإمام عبد بن حميد المتوفى سنة 249هـ
---
صدر حديثاً قطعة من تفسير الإمام عبد بن حميد المتوفى سنة 249هـ
---
عبدالرحمن الشهري
05-01-2005, 06:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيميعد تفسير عبد بن حميد المتوفى سنة 249هـ رحمه الله من التفاسير المتقدمة التي عني بها المفسرون. وقد ذكر الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله أنه يوجد جزء من هذا التفسير قطعة ، على هيئة تعليقات على هامش تفسير ابن أبي حاتم ،مع شيء من تفسير ابن المنذر ، وكان يرجو نشرها مستقلة فيما بعد ، ثم توفي رحمه الله ولم يتيسر له ذلك. فقام الأخ مخلف بن بنيه العرف بذلك ، ونشرها عن نسخة الشيخ حماد الأنصاري . وقد طبعته دار ابن حزم في جزء صغير اشتمل على تفسيرات عبد بن حميد لسورتي آل عمران والنساء. ويقع في 136 صفحة مع المقدمات والتعريف بالمؤلف ووصف المخطوط.
وهذا التفسير - لو اكتمل مطبوعاً - من التفاسير التي أثنى عليها العلماء ،كابن حجر العسقلاني في بداية كتابه العجاب في أسباب النزول 1/202 حيث ذكر الذين اعتنوا بجمع التفسير من طبقة الأئمة الستة (الطبري - وابن المنذر - وابن أبي حاتم) ومن طبقة شيوخهم عبد بن حميد ، فهذه التفاسير الأربعة قل أن يشذ عنها شيء من التفسير المرفوع والموقوف على الصحابة والمقطوع عن التابعين.
---
(1/176)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات مهمة حول قراءة القرآن ( بمناسبة شهر رمضان )
---
وقفات مهمة حول قراءة القرآن ( بمناسبة شهر رمضان )
---
خالد الباتلي
10-16-2003, 11:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة القرآن ، وما فيه من العلوم والمواعظ ماتستقيم به حياتنا ، وتطمئن به قلوبنا ، والصلاة والسلام على رسول الله الذي كان خلقه القرآن ، وعلى أصحابه الذين كان أحدهم قرآنا يدب على الأرض أما بعد
فهذه وقفات دعا إليها حق التذكرة ، ومناسبة الزمان بقرب شهر رمضان بلغنا الله إياه ، وهي تتعلق بقراءة القرآن ، أشير في طليعتها إلى أمرين :
1.أن القصد من هذه الوقفات ما خفي العلم به ، أو قل العمل به ، فخرج بهذا ماكان معلوما معمولا به عند الأكثر .
2.أنني لم أراع ترتيبا معينا في سردها بل كيفما اتفق ، والجامع هو الفائدة – إن شاء الله - في إطار هذا الموضوع .
الوقفة الأولى : السواك وتطهير الفم .
وهذه – أيها الإخوة - نغفل عنها قبل القراءة ، وقد جاء عن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه - أو كلمة نحوها - حتى يضع فاه على فيه ، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك ، فطهروا أفواهكم للقرآن "
قال المنذري في الترغيب والترهيب 1/102: رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به ، وروى ابن ماجه بعضه موقوفا ولعله أشبه . والحديث جوّد إسناده الألباني في الصحيحة 3/215 .
وقال قتادة رحمه الله :" ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن " .
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يكون بين يديه تور فيه ماء إذا تنخع تمضمض ثم أخذ في الذكر ، وكان كلما تنخع تمضمض . ( القرطبي 1/27 )(1/177)
قال الآجري :" أحب لمن أراد قراءة القرآن من ليل أو نهار أن يتطهر وأن يستاك ، وذلك تعظيم للقرآن ، لأنه يتلو كلام الرب عز وجل " ( أخلاق حملة القرآن ص73 ) .
الوقفة الثانية : الانشغال عن قراءة القرآن .
كان السلف رحمهم الله يعتنون بالحزب أو الورد اليومي من القرآن عناية عظيمة ، ولهم في ذلك أخبار عجيبة .
أما اليوم فما أقل من قطع على نفسه حزبا يوميا ، وما أقل – من هذا القليل – من يحافظ على حزبه محافظته على الفريضة لايخل به ، بل الواقع أنه يقع الإخلال به لأدنى شغل .
جاء في ( البداية والنهاية ) 9/162 :" قال إبراهيم بن أبي عبلة : قال لي الوليد بن عبد الملك – الخليفة الأموي - يوما : في كم تختم القرآن ؟ قلت : في كذا وكذا ، فقال : أمير المؤمنين على شغله يختمه في كل ثلاث - وقيل في كل سبع قال - وكان يقرأ في شهر رمضان سبع عشرة ختمة " .
وقال أبو العالية : كنا عبيدا مملوكين ، منا من يؤدي الضرائب ومنا من يخدم أهله ، فكنا نختم كل ليلة مرة ، فشق ذلك علينا فجعلنا نختم كل ليلتين مرة ، فشق علينا فجعلنا نختم كل ثلاث ليال مرة ، فشق علينا حتى شكا بعضنا إلى بعض ، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمونا أن نختم كل جمعة أو قال كل سبع ، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا . ( طبقات ابن سعد 7/113 )
ومما يدل على مواظبتهم ما جاء عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :" ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن "
وكان عروة يقرأ ربع القرآن في كل يوم نظرا في المصحف ، ويقوم به بالليل فما تركه إلا ليلة قطعت رجله ثم عاوده من الليلة المقبلة . شعب الإيمان 2/410
ويحكي إبراهيم النخعي عن حالهم فيقول : كان أحدهم إذا بقي عليه من حزبه شيء فنشط قرأه بالنهار أو قرأه من ليلة أخرى ، قال : وربما زاد أحدهم .(1/178)
ولهذا شرع قضاؤه إذا فات ، كما روى عمر بن الخطاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل " رواه مسلم .
بل كان أحدهم يتأثر غاية التأثر إذا فاته حزبه ، كما روى أبوداود الجفري قال دخلت على كرز بن وبرة بيته فاذا هو يبكي فقلت له ما يبكيك قال ان بابي مغلق وان ستري لمسبل ومنعت حزبي أن أقرأه البارحة وما هو إلا من ذنب أحدثته . حلية الأولياء 5/79 .
ولهذا أقترح - أيها الأحبة - أن يهيأ أحدنا نفسه من الآن استعدادا للشهر ، ويقضي أشغاله من الحاجات وملابس العيد وغير ذلك ، وأن يتخفف من الانترنت أو يتركه – أو يتركها إن كانت مؤنثا – في رمضان .
أقف عند هذا القدر وللحديث بقية – إن شاء الله - ، كما أرجو من الإخوة أن يتحفوا هذا الموضوع ، لتجتمع لدينا حصيلة طيبة قبل رمضان ، فالمسائل كثيرة ، والوقت قصير ، والله المستعان .
والسلام عليكم .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-16-2003, 11:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لك يا أخي الكريم _ أبا عبد العزيز _ وجعلني الله وإياك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته .
وهذه مشاركة مني حول آداب مهمة مع القرآن الكريم ، وهي مستنبطة من القرآن [منقولة بشيء من التصرف]:
القرآن يعلّمنا آداب تلاوته وتدبره
إخواني الكرام ..لا أحد يجهل أن الله قد بعث إلينا كتابه نورا وهدى وشفاء ورحمة، وتعبدنا بتلاوته وحفظه والعمل به والدعوة إليه، كل حسب قدرته واجتهاده، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
والحق أنه لا يتم هذا التنافس إلا بتعهّد القرآن الكريم بالقراءة الصحيحة والتدبّر السليم، هذه بعض آداب التلاوة الصحيحة التدبُّرية التي يرشدنا إليها القرآن نفسه، فهل من مطبِّق؟(1/179)
01- التمثل لأمر الله بالاستعاذة قبل كل تلاوة، لأن بها يطرد الشيطان ويستجمع العقل والقلب لاستقبال كلام الله الذي هو نوره:) فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( (النحل98).
02- حسن أداء الآيات وتجويد القراءة، وذلك بإخراج الحروف حسب الصفة التي جاء بها التنزيل وتحقيق الوقوف بما يساعد على التدبر والفهم؛ ولا يتم ذلك إلاّ بالاجتهاد في تعلّم أحكام التلاوة والقصد إليها بالعمل والتطبيق: ) وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً( (الإسراء110). )وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ا( (المزمل4).
03- حسن الاستماع والإنصات، عندما لا يكون المرء هو القارئ : )وإذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ( (الأعراف204).
04- الحرص على التطبيق والعمل بمقتضى ما فُهم مما تمت تلاوته و/أو حفظه: )وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ( (الأنعام155).
05- الاجتهاد من أجل تعاهد القرآن وعدم هجرانه والغفلة عنه: )فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ( (الزخرف،43) .
06- الاقتصاد في القراءة وعدم السرعة،لأن العبرة بالفهم لا بقدر ما يقرأ أو الزمن المستغرق: ) لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ(16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ(17) فَإِذَا قَرَانَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ(18) ( (القيامة 16/ 117/18)
07- الخشوع ، إذ به يحصل التدبر ) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (. (السجدة109).
08- معرفة قواعد اللغة الأساسية، لأن القرآن الكريم نزل بلغة العرب: )فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ( (الدخان،58) .(1/180)
09- اختيار الوقت والمكان ، إذ لا يعقل أن يتأتى الفهم والتدبر حين غلبة النعاس، وأمام التلفاز أو في السوق: )وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ( (الإسراء،79).
10- تجنب مبطلات التدبر والعمل (عكس هذه الآداب)، ومنه الجدل: )وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ( (الكهف،54). لأن من ألهتهم الأماني، وأخذهم الغرور بأنهم يقرءونه ولكن دون أن يلتزموا بآدابه،لم ينفعهم قرآنهم: ) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ( (محمد،33).
وبعد هذه الآداب والقواعد لا يسع المنصت أو القارئ سوى العمل والاجتهاد فبالتدبر لآي الله يستطيع الإنسان أن يفعِّل القرآن الكريم في نفسه أولا ثم في غيره بالدعوة والشرح والتبليغ، فما علاقتنا بهذا الكتاب إلا أن نقوم بحقه ، وحقه أن يطبّق ويبلّغ إلى الناس أجمعين، ومن يطبِّق تلكم الآداب لن يشعر بالعجز أمام هذه المهمة رغم أنها ثقيلة؛ وقد أعذر الله إذ قال: ) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ( (القمر،17).
والحمد لله من قبل ومن بعد
---
عبدالرحمن الشهري
10-20-2003, 04:02 PM
جزاكما الله خيراً على هذه الوقفات والإشارات. وننتظر بعض النصائح من الإخوان والتجارب عن كيفية التدبر والتأمل في القرآن الكريم مع قدوم شهر رمضان المبارك إن شاء الله.
وفق الله جميع المسلمين لما يحب ويرضى.
---
أبومجاهدالعبيدي
10-23-2003, 11:56 PM
قاعدة جليلة : شروط الانتفاع بالقرآن الكريم(1/181)
إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألق سمعك وأحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله ، قال تعالى " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " وذلك أن تمام التأثير كان موقوفاً على مؤثر مقتض . ومحل قابل . وشرط لحصول الأثر . وانتفاء المانع الذي يمنع منه ، تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدله على المراد ، فقوله " إن في ذلك لذكرى " إشارة إلى ما تقدم من أول السورة إلى ههنا وهذا هو المؤثر . وقوله " لمن كان له قلب " فهذا هو المحل القابل ، والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله كما قال تعالى " إن هو إلا ذكر وقرآن مبين * لينذر من كان حيا " أي حي القلب . وقوله " أو ألقى السمع " أي وجه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له . وهذا شرط التأثر بالكلام .
وقوله " وهو شهيد " أي شاهد القلب حاضر غير غائب .
قال ابن قتيبة : استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم ، ليس بغافل ولا ساه ، وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير ، وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له والنظر فيه وتأمله ، فإذا حصل المؤثر وهو القرآن ، والمحل القابل وهو القلب الحي ، ووجد الشرط وهو الإصغاء ، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شيء آخر ، حصل الاثر وهو الانتفاع والتذكر .(1/182)
( فإن قيل ) إذا كان التأثير انما يتم بمجموع هذه فما وجه دخول أداة ( أو ) في قوله " أو ألقى السمع " والموضع موضع واو الجمع لا موضع ( أو ) التي هي لأحد الشيئين . قيل هذا سؤال جيد والجواب عنه أن يقال : خرج الكلام بأو باعتبار حال المخاطب المدعو ، فإن من الناس من يكون حي القلب واعيه تام الفطرة ، فإذا فكر بقلبه وجال بفكره دله قلبه وعقله على صحة القرآن وأنه الحق ، وشهد قلبه بما أخبر به القرآن ، فكان ورود القرآن على قلبه نوراً على نور الفطرة . وهذا وصف الذين قيل فيهم " ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق " وقال في حقهم " الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ، المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ، نور على نور ، يهدي الله لنوره من يشاء " فهذا نور الفطرة على نور الوحي . وهذا حال صاحب القلب الحي الواعي .
قال ابن القيم : وقد ذكرنا ما تضمنت هذه الآية من الأسرار والعبر في كتاب اجتماع الجيوش الاسلامية على غزو المعطلة والجهمية فصاحب القلب يجمع بين قلبه وبين معاني القرآن فيجدها كأنها قد كتبت فيه فهو يقرأها عن ظهر قلب .
ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد واعي القلب كامل الحياة فيحتاج الى شاهد يميز له بين الحق والباطل . ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وزكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الحي الواعي ، فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام وقلبه لتأمله والتفكر فيه وتعقل معانيه ، فيعلم حينئذ أنه الحق .(1/183)
فالأول حال من رأى بعينيه ما دعي إليه وأخبر به . والثاني حال من علم صدق المخبر وتيقنه وقال : يكفيني خبره فهو في مقام الايمان ، والأول في مقام الإحسان . هذا قد وصل الى علم اليقين وترقى قلبه منه إلى منزلة عين اليقين . وذاك معه التصديق الجازم الذي خرج به من الكفر ودخل به في الاسلام . فعين اليقين نوعان : نوع في الدنيا ونوع في الآخرة ، فالحاصل في الدنيا نسبته إلى القلب كنسبة الشاهد إلى العين . وما أخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار ، وفي الدنيا بالبصائر ، فهو عين يقين في المرتبتين .
من كتاب الفوائد لابن القيم
---
الباحث7
10-25-2003, 05:06 PM
وهذه بعض الفوائد اللطيفة من حديث مدارسة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مع جبريل عليه السلام في رمضان ذكرها الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله
السؤال :
هل يمكن أن يستفاد من مدارسة جبرائيل -عليه السلام- للنبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن في رمضان أفضلية ختم القرآن ؟
الجواب :(1/184)
يستفاد منها المدارسة، وأنه يستحب للمؤمن أن يدارس القرآن من يفيده وينفعه؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- دارس جبرائيل للاستفادة ؛ لأن جبرائيل هو الذي يأتي من عند الله -جل وعلا- وهو السفير بين الله والرسل ، فجبرائيل لا بد أن يفيد النبي -صلى الله عليه وسلم- أشياء من جهة الله -عز وجل- ، من جهة إقامة حروف القرآن ،ومن جهة معانيه التي أرادها الله ، فإذا دارس الإنسان من يعينه على فهم القرآن ، ومن يعينه على إقامة ألفاظه ، فهذا مطلوب كما دارس النبي -صلى الله عليه وسلم- جبرائيل ، وليس المقصود أن جبرائيل أفضل من النبي -عليه الصلاة والسلام- ، ولكن جبرائيل هو الرسول الذي أتى من عند الله فيبلغ الرسول -عليه الصلاة والسلام- ما أمره الله به من جهة القرآن ، ومن جهة ألفاظه ، ومن جهة معانيه ، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يستفيد من جبرائيل من هذه الحيثية ، لا أن جبرائيل أفضل منه -عليه الصلاة والسلام-، بل هو أفضل البشر وأفضل من الملائكة -عليه الصلاة والسلام- ، لكن المدارسة فيها خير كثير للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللأمة ؛ لأنها مدارسة لما يأتي به من عند الله، وليستفيد مما يأتي به من عند الله -عز وجل- .
وفيه فائدة أخرى، وهي : أن المدارسة في الليل أفضل من النهار ؛ لأن هذه المدارسة كانت في الليل ، ومعلوم أن الليل أقرب إلى اجتماع القلب وحضوره والاستفادة أكثر من المدارسة نهاراً.
وفيه أيضاً من الفوائد : شرعية المدارسة، وأنها عمل صالح حتى ولو في غير رمضان ؛ لأن فيه فائدة لكل منهما ، ولو كانوا أكثر من اثنين فلا بأس أن يستفيد كل منهم من أخيه، ويشجعه على القراءة ، وينشطه فقد يكون لا ينشط إذا جلس وحده ، لكن إذا كان معه زميل له يدارسه أو زملاء كان ذلك أشجع له وأنشط له ، مع عظم الفائدة فيما يحصل بينهم من المذاكرة والمطالعة فيما قد يشكل عليهم ، كل ذلك فيه خير كثير .(1/185)
ويمكن أن يفهم من ذلك أن قراءة القرآن كاملة من الإمام على الجماعة في رمضان نوع من هذه المدارسة ؛ لأن في هذا إفادة لهم عن جميع القرآن ، ولهذا كان الإمام أحمد -رحمه الله -يحب ممن يؤمهم أن يختم بهم القرآن ، وهذا من جنس عمل السلف في محبة سماع القرآن كله ، ولكن ليس هذا موجباً لأن يعجل ولا يتأنى في قراءته ، ولا يتحرى الخشوع والطمأنينة ، بل تحري هذه الأمور أولى من مراعاة الختمة .
مجموع فتاوى الشيخ/ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- ، الجزء الخامس عشر ، ص (324) فتوى رقم (114) .
---
الباحث7
10-25-2003, 10:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في محكم قرآنه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ}(ص:29)
وتدبر القرآن مقصد أساس من مقاصد نزول القرآن الكريم، فهو السبيل لفهم أحكامه، وهو الطريق لبيان غاياته ومقاصده؛ فلا يُفهم القرآن حق الفهم، ولا تُعرف مقاصده وغاياته حق المعرفة، إلا بالوقوف عند آياته وتدبرها حق التدبر، لكشف ما وراءها من حكم ومعانٍ.
ومع أننا - والحمد لله - لا نزال نرى كثيراً من المسلمين يقرؤون القرآن آناء الليل وأطراف النهار - وهذا أمر طيب على كل حال - إلا أن الكثير منهم لا يزال يقرأ القرآن من غير تدبر ولا فهم، الأمر الذي أدى إلى تفويت المقصد الأساس الذي أنزل القرآن لأجله، ألا وهو العمل بأحكامه، واتباع أوامره واجتناب نواهيه .
وعملاً بقوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}(الذاريات:55) - أذكر نفسي وإخواني ببعض القواعد المهمة، التي تساعد على تدبر القرآن الكريم، وفهمه الفهم السليم .
القاعدة الأولى(1/186)
معرفة لغة العرب وأساليبهم البيانية، فلا يخفي أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب وبلسانهم، وهو لا يُفهم إلا بفهم ما به نزل، ولذلك وجدنا أهل العلم كافة يهتمون بمعرفة لغة العرب، ويوصون طلبة العلم بذلك؛ وبيان ذلك أن من لا يعرف أساليب العرب في البيان لا يستطيع - مثلاً - أن يفهم قوله تعالى: {واسأل القرية}(يوسف:82) ولا يمكنه كذلك أن يفرِّق بين قوله تعالى: {إياك نعبد} و(نعبدك) أو (نعبد إياك) ونحو ذلك من الأساليب العربية .
ولا بد أن نشير هنا إلى أنه لا يُطلب من كل قارئ للقرآن الكريم أن يكون نحويًا، كسيبويه ومن كان على شاكلته، بل المطلوب أن يحصل قارئ القرآن على الحد الذي يُمكَّنه من فهم كتاب الله وتدبره .
القاعدة الثانية
من القواعد المهمة والمساعدة على تدبر القرآن، دراسة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فالمعروف أنه صلى الله عليه وسلم كان الترجمان الحقيقي للقرآن، وأنه كان خُلُقُه القرآن، وأنه كان قرآنًا يمشي، فهو المبين لمجمله، والموضح لمشكله، وإذا كان الأمر كذلك، فإن تدبر القرآن وفهمه لا يتأتَّى إلا بالرجوع إلى ما ثبت من سيرته صلى الله عليه وسلم وما صح من سنته.
القاعدة الثالثة
معرفة أسباب النزول تُعدُّ من القواعد المهمة في تدبر القرآن؛ لأن كثيراً من الآيات ارتبط نزولها بمناسبات ووقائع معينة، ولا يمكن أن تُفهم إلا بمعرفة المناسبات والوقائع التي نزلت لمعالجتها، فالقارئ لكتاب الله - مثلاً - قد لا يدرك المقصود من قوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ*إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}(آل عمران:139-140) إلا بمعرفة أسباب نزولها .
القاعدة الرابعة(1/187)
ومن الأمور المساعدة على تدبر كتاب الله، الرجوع إلى كتب التفاسير المعتمدة، والنظر في أقوال أهل العلم فيها، فقد حوت تلك الكتب كثيراً من تفاسير السلف، كتفاسير الصحابة، وتفاسير التابعين وتابعيهم، كتفسير الطبري، وتفسير القرطبي، وتفسير ابن كثير، وغيرها كثير، فبالرجوع إلى هذه التفاسير وأمثالها عون لقارئ كتاب الله على تدبر آياته وفهمه الفهم السليم .
القاعدة الخامسة
ومما يصبُّ فيما نحن بصدد الحديث عنه، العكوف على قراءة القرآن مع التأمل والنظر والتفكر في آياته، وهذا ما حثَّ عليه القرآن نفسه؛ يرشد لهذا العديد من الآيات الداعية إلى التفكر والتدبر في آيات الله، من ذلك - مثلاً - قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا}(سبأ:46) فالتفكر والتدبر والنظر والتأمل يفتح لقارئ كتاب الله كثيراً من المعاني، التي لا يمكن أن يكتسبها قارئ كتاب الله إلا من خلال ذلك .
القاعدة السادسة
ومن أهم القواعد المهمة في تدبر القرآن الكريم، قاعدة إنزال القرآن على الواقع، وتعني هذه القاعدة باختصار أن القرآن الكريم لم ينزل لزمان معين ولا لمكان معين، وإنما نزل صالحاً للعمل والتطبيق في كل زمان وفي كل مكان، وهو لا يفهم حيًا غضًا طريًا، إلا بإنزاله على واقع الأمة وقضاياها، فلكل زمان كُفَّاره ومنافقوه، ولكل مكان فراعنته وظالموه. لذا كان من الخطأ والزلل إنزال القرآن على غير منازله، فمن أنزل آيات المؤمنين في الكافرين أو العكس، أو جعل المؤمنين الصالحين هم المنافقون الكافرون، فقد ضل سواء السبيل .(1/188)
وأختم هذا المقال بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)رواه مسلم وواضح أن الحديث قَرَنَ بين التلاوة والمدارسة، ورتب عليهما السكينة والرحمة وحفظ الملائكة وذكر الله لقارئي كتابه .
ولعل واقع المسلمين اليوم وما هم عليه من وضع لا يحسدون عليه، ما يُشير إلى أن غياب تدبر القرآن وفهمه الفهم الصحيح، ومن ثَمَّ العمل به، أقول: لعل في ذلك سببًا وراء ما هم عليه، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين .
منقول بتصرف من :http://www.islamweb.net/web/misc.Article?vArticle=17482&thelang=A
---
خالد الباتلي
10-29-2003, 01:07 AM
أشكر إدارة المنتدى على تثبيت الموضوع في هذه الأيام الشريفة ، كما أشكر من شارك في إثرائه إنشاءا أو نقلا ، ثم أتابع مابدأته فأقول – وبالله التوفيق - :
الوقفة الثالثة : الإخلال بالترتيل .
أمر الله تعالى بترتيل القرآن وأكده بالمصدر في قوله عز وجل : ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)(المزمل: من الآية4) ، ومحل الإخلال الملحوظ في هذا : حينما يقرأ المرء بمفرده ، بخلاف القراءة الجماعية على طريقة الإدارة بالقرآن . فتقع العجلة والهذرمة ، وعدم توضيح الحروف ، وإعراب الكلمات ، وحسن الوقوف على الجمل .
عن حفصة أنها قالت : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في سبحته قاعدا حتى كان قبل وفاته بعام ، فكان يصلي في سبحته قاعدا ، وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها . أخرجه مسلم – والشاهد آخره –
وعن يعلي بن مملك أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته ، قالت : مالكم وصلاته ، ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا .أخرجه أحمد والترمذي والنسائي بسند صحيح(1/189)
وجاء رجل إلى ابن عباس فقال : إني سريع القراءة وإني أقرأه في ثلاث ، فقال : لأن أقرأ البقرة فى ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلى من أن أقرأ كما تقول . أخرجه البيهقي وغيره
وقال رجل له : أني رجل سريع القراءة وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين ، فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلى من أن أفعل مثل الذي تفعل ، فإن كنت فاعلا لا بد ، فاقرأه قراءة تسمع أذنيك ويعيه قلبك . أخرجه البيهقي
وعن الشعبي قال : إذا قرأت القرآن فاقرأه قراءة تسمع أذنيك ويفقه قلبك ، فان الأذن عدل بين اللسان والقلب . أخرجه ابن المبارك في ( الزهد )
الوقفة الرابعة : الخشوع حال القراءة .
إلى الله المشتكى من قسوة القلوب التي لاتوجل، وقحط العيون التي لاتدمع حال قراءة القرآن ، ورحم الله القائل :
ولو أن عينا ساعدت لتوكفت
سحائبها بالدمع ديما وهطلا
ولكنها عن قسوة القلب قحطها
فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا
قال تعالى ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر:23)
وقال ربنا سبحانه : ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:16)(1/190)
وقال عز وجل : ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً * قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (الاسراء: 106- 109 )
فحسبنا هذه الآيات السالفات ، وخبر النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن مسعود في قراءته سورة النساء مشهور عند الجميع .
وهكذا كان سلف الأمة من الصحابة فمن بعدهم كما جاء عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال : قلت لجدتي أسماء رضي الله عنها : كيف كان يصنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأوا القرآن ؟ قالت : كانوا كما نعتهم الله تعالى ؛ تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم . قلت : فإن ناسا ههنا إذا سمعوا ذلك تأخذهم عليه غشية ، فقالت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . أخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وغيرهما
الوقفة الخامسة : التفاعل مع القراءة .
وهذا من أسباب التدبر ، وحضور القلب حال القراءة .
ومن صور ذلك : السؤال والتعوذ والتسبيح في مواضعها ، كما في قصة صلاة حذيفة مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : " يقرأ مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ " رواه مسلم
وعن ابن عباس أنه قال : " إذا قرأ أحدكم ( سبح اسم ربك الأعلى ) فليقل : سبحان ربي الأعلى ، وإذا قرأ ( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) فليقل : اللهم بلى ، أو : اللهم سبحان ربي بلى " أخرجه البيهقي في الشعب .
وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا قرأت ( فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ) قالت : اللهم من علي ، وقني عذاب السموم . أخرجه البيهقي في الشعب
والأمثلة في هذا كثيرة(1/191)
ومن صور التفاعل : أن تتصور توجه الخطاب لك مباشرة ، كما نقله الشيخ أبو مجاهد عن ابن القيم رحمه الله .
ومن صور التفاعل : تكرار الآية ، وإمرارها على القلب ، كما كرر النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة:118) .
والله أعلم .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-29-2003, 10:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تعليقاً على ما ذكر الشيخ خالد الباتلي وفقه الله بقوله : ( ومحل الإخلال الملحوظ في هذا : حينما يقرأ المرء بمفرده ، بخلاف القراءة الجماعية على طريقة الإدارة بالقرآن . فتقع العجلة والهذرمة ، وعدم توضيح الحروف ، وإعراب الكلمات ، وحسن الوقوف على الجمل .)
أقول : إن هذا تنبيه مهم جداً ، وقد كنت - ولا زلت - أتعجب من حالنا عندما نقرأ القرآن أمام الناس ، أو أمام معلم القرآن بتجويد وتحسين صوت ، فإذا قرأناه فرادى اختلفت القراءة كثيراً ، وصرنا نهذه كهذ الشعر .
وقد قرأت في كتاب تجويد الفاتحة للشيخ حسني شيخ عثمان كلاماً جيداً حول هذه المسألة ، أحببت أن أنقله هنا للفائدة
قال في الكتاب المشار إليه ص21-22 : ( كما ينبغي العلم بأن كل أخذ عن معلم ، أو دراسة لكتاب تجويد ، أو أداء حسب إرشادات شيخ متقن = إنما هو تعلم وتدرب على الأداء الصحيح أمام الله تعالى الذي يجب أن يقرأ القرآن كما أنزل ،
فمن عكس القضية ، وقلب المسألة ، فتكلف حسن الأداء أمام معلم أو شيخ ممتحن أو أمام الناس ، ثم ترك تطبيق الأحكام ، وأساء الأداء وهو بين يدي ربه عز وجل ؛ فهو امرؤ : إما جاهل وإما آثم ....
وهذا مثل الذي يجود قراءته عندما يسمعه الناس من المخلوقين ، ويترك التجويد عندما يقوم للصلاة الجهرية أو السرية بين يدي رب العالمين !!. ) انتهى
---
الباحث7
10-29-2003, 04:11 PM(1/192)
القرآن الكريم كتاب أنزله الله هدى للعالمين ، ورحمة للأمم أجمعين وسبيلا لعلاج قلوب الغافلين، فقوَّم به بعد الاعوجاج ، وهدي من بعد الضلال.
ولقد جعل الله لقراءته منزلة عظيمة ، وبين نبينا صلى الله عليه وسلم فضل ذلك في أحاديثه الكريمة، أحاول أن أقطف منها زهرة افتتاحا لمقالتي :
فعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر ) متفق عليه
وحسبي أن قارئ هذه الأسطر من النوع الأول قد حقق أصل الإيمان ، وما قصد بقراءته إلا وجه الرحيم الرحمن .
ولكن كم من سائل قد سأل : إني أقرأ القرآن ولا أجد له حلاوة ، ولا زلت أجد في القلب قسوة وبداوة ، ويعلوه ظلمة وتحيطه غشاوة.
أقول : أخي -رحمني الله وإياك- هذه شكوى كثير من الإخوان ، والعلاج يسير بتوفيق المنان ، ومعا نبدأ الخطوة الأولى نحو العلاج فأقول مستعينا بالله :
إن أردت أن تجد في القلب -عند تلاوة القرآن- رقة فحاول أن تخيم عليه بالحزن والخوف من الله ، ولا يستخفنك حسن الصوت ، واستحضر معاني الآيات في قلبك وابك عند تلاوتها .
فيا من تشكو قسوة : ابك عند قراءة كلام ربك ، فإن في كلماته رقة وتأثيرا عظيماً ، فكم من آية تتحدث عن العذاب ، وكم من آية تتوعد العصاة بشديد العقاب.
كم من آية تتحدث عن جلال الله ، كم من آية سبحت بك في ملكوت السماوات والأرض ، وبينت أن ربك وسع كرسيُّه السماوات والأرض.
استحضر بقلبك مصيرك ، وتدبر ما في الآيات من عبرة ؛ لتسيل من عينيك العبرة ، فتحطم صخورا قد علت فوق قلبك ، فحجبت عنه نور ربك ، ولنا في سلفنا أسوة ، فانظر إليهم بعين الاقتداء :(1/193)
فعن أبي صالح قال: قدم ناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فجعلوا يقرؤون القرآن ويبكون . فقال أبو بكر : هكذا كنا حتى قست القلوب.
وهذا أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه صلى بالناس ذات ليلة فقرأ سورة (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) (الليل:1) فلما بلغ (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى) (الليل:14) خنقته العبرة ، فلم يستطع أن ينفذها ، فرجع حتى إذا بلغها خنقته العبرة فلم يستطع أن ينفذها فقرأ سورة غيرها .
وكن -يا صاحب الشكوى- مع الآيات متفاعلا ، فمع آيات العذاب خوفا ، ومع آيات الرحمة طلبا ورجاء
فعن حذيفة بن اليمان : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مر بآية رحمة سأل ، وإذا مر بآية فيها عذاب تعوذ ) هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فكيف بنا نحن .
واعلم أن البكاء من شيم الأنبياء والصالحين ولا سيما عند تلاوة كلام رب العالمين قال تعالى:
(قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً) (الاسراء:107)
وقال تعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58)
فعلاج قلبك أن تتدبر الآيات تدبرا حكيما حتى تبكي فيرق قلبك .
ولقائل أن يقول : إنني أقرأ ولا أستطيع بكاءا ، وأجد من ذلك عناءا ، فأقول -رحمني الله وإياك- :
إن كل طريق يحتاج إلى مجاهدة حتى تصل إلى ماتريد ولقد قال العزيز الحميد:
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)(1/194)
فإن كنت لاتستطيع بكاءا فتباكى ، أي حاول ولا تيأس ، بصدق نية وحسن توكل على الله ، ولا تفهم من قولي أن تتصنع ما ليس فيك فتقع في شر وخيم من رياء وحب محمدة ، فهذا قطعا غير مقصود ، وإنما أن تدرب نفسك في خلواتك على استحضار المعاني والبكاء عليها ، وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم)
فهذه المحاولات الصادقة في خشوعك أثناء القراءة ستؤتي ثمارها ولو بعد حين .
أما أدوات المحاولة الصادقة :
أن تُشرك القلب والعقل مع اللسان عند التلاوة ، بعدها ستجد للقرآن حلاوة.
قال الغزالي في الإحياء:
( وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه العقل واللسان والقلب .
فحظ اللسان : تصحيح الأخطاء بالترتيل. وحظ العقل : تفسير المعاني .
وحظ القلب: الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار ، فاللسان يرتل ، والعقل يترجم ، والقلب يتعظ .)
هذه خطوة على طريق علاج قلبك بالقرآن ، وإنني أسأل الله الرحيم الرحمن أن يوجد في قلبي وقلوبكم رقة وخشية ، وأن يجعلنا من أهله وخاصته إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
منقول من موقع طريق القرآن http://www.quranway.net/
---
الباحث7
10-31-2003, 02:02 PM
هذه عشر خطوات تساعد على تدبر القرآن ، وتجعل القارئ يتأثر به ، ويتفاعل مع قراءته وتلاوته له
اختصرتها من كلام الغزالي في الإحياء ، وفيها تنبيهات مهمة ورائعة :
تحصيل لذة التلاوة وقراءة القرآن :
اعلم أن هذه اللذة لن تحصل إلا بتوافر عشرة آداب عند تلاوة القرآن الكريم هي: (فهم أصل الكلام. ثم التعظيم، ثم حضور القلب. ثم التدبر. ثم التفهم، ثم التخلي عن موانع الفهم، ثم التخصيص، ثم التأثر، ثم الترقي، ثم التبري).
فالأول: فهم عظمة الكلام وعلوه .(1/195)
الثاني: التعظيم للمتكلم: فالقارئ عند البداية بتلاوة القرآن ينبغي أن يحضر في قلبه عظمة المتكلم ويعلم أن ما يقرؤه ليس من كلام البشر ، فتعظيم الكلام تعظيم المتكلم ، ولن تحضره عظمة المتكلم ما لم يتفكر في صفاته وجلاله وأفعاله، فإذا حضر بباله العرش واستواء ربه عليه، والكرسي الذي وسع السموات والأرض، واستحضر مشهد السموات والأرض وما بينهما من الجن والإنس والدواب والأشجار، وعَلِمَ أن الخالق لجميعها والقادر عليها والرازق لها واحد، وأن الكل في قبضة قدرته مترددون بين فضله ورحمته وبين نِقمته وسَطوته، إن أنعم فبفضله وإن عاقب فبعدله، وأنه الذي يقول هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي وهذا غاية العظمة والتعالي، فبالتفكر في أمثال هذا يحضر تعظيم المتكلم ثم تعظيم الكلام.
الثالث: حضور القلب وترك حديث النفس: قيل في تفسير: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} أي بجد واجتهاد، وأخذه بالجد أن يكون متجردًا له عند قراءته منصرف الهمة إليه عن غيره، وقيل لبعضهم: إذا قرأت القرآن تحدّثُ نفسك بشيء؟ فقال: أو شيء أحبُّ إلي من القرآن حتى أحدث به نفسي! وكان بعض السلف إذا قرأ آية لم يكن قلبه فيها أعادها ثانية. وهذه الصفة تتولد عما قبلها من التعظيم، فإن المعظم للكلام الذي يتلوه يستبشر به ويستأنس ولا يغفل عنه .
الرابع: التدبر: وهو وراء حضور القلب فإنه قد لا يتفكر في غير القرآن ولكنه يقتصر على سماع القرآن من نفسه وهو لا يتدبره والمقصود من القراءة التدبر، ولذلك سُنَّ الترتيل في الظاهر ليتمكن من التدبر بالباطن، قال علي t: لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها.(1/196)
وإذا لم يتمكن من التدبر إلا بترديد فليردد إلا أن يكون خلف إمام، فإنه لو بقي في تدبر آية وقد اشتغل الإمام بآية أخرى كان مسيئًا مثل من يشتغل بالتعجب من كلمة واحدة ممن يناجيه عن فهم بقية كلامه، وكذلك إن كان في تسبيح الركوع وهو متفكر في آية قراها أمامُه فهذا وسواس. فقد روي عن عامر بن عبد قيس أنه قال: الوساس يعتريني في الصلاة، فقيل: في أمر الدنيا؟ فقال: لأن تختلف في الأسِنَّة أحب إليّ من ذلك، ولكن يشتغل قلبي بموقفي بين يدي ربي عز وجل، وإني كيف أنصرف، فعدّ ذلك وسواسًا وهو كذلك، فإنه يشغله عن فهم ما هو فيه، والشيطان لا يقدر على مثله إلا بأن يشغله بمهمِّ ديني، ولكن يمنعه به عن الأفضل.
وعن أبي ذر قال: قام رسول الله r بنا ليلة فقام بآية يرددها وهي: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم..} الآية وقام تميم الداري ليلة بهذه الآية: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات…} الآية، وقام سعيد بن جبير ليلة يردد هذه الآية: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} وقال بعضهم: إني لأفتح السورة فيوقفني بعضُ ما أشهد فيها عن الفراغ منها حتى يطلع الفجر، وكان بعضهم يقول: آية لا أتفهمها ولا يكون قلبي فيها لا أعدّ لها ثوابًا، وحُكي عن أبي سليمان الداراني أنه قال: إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال أو خمس ليال ولولا أني أقطع الفكر فيها ما جوزتها إلى غيرها، وعن بعض السلف أنه بقي في سورة هود ستة أشهر يكررها، ولا يفرغ من التدبر فيها، وقال بعضهم: لي في كل جمعة ختمة وفي كل شهر ختمة وفي كل سنة ختمة ولي ختمة منذ ثلاثين سنة ما فرغت منها بعد، وذلك بحسب درجات تدبره وتفتيشه، وكان هذا أيضًا يقول: أقمت نفسي مقام الأجراء فأنا أعمل مياومةً ومجامعةً ومشاهرةً ومسانهةً .[أي بأجر كل يوم وكل جمعة وكل شهر وكل سنة، يشير إلى ختماته في تلك الأزمنة.](1/197)
الخامس: التفهم: وهو أن يستوضح من كل آية ما يليق بها إذ القرآن يشتمل على ذكر صفات الله عز وجل، وذكر أفعاله، وذكر أحوال الأنبياء عليهم السلام، وذكر أحوال المكذبين لهم وأنهم كيف أهلكوا، وذكر أوامره وزواجره، وذكر الجنة والنار.
أما صفات الله عز وجل فكقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وكقوله تعالى: {الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر} فليتأمل معاني هذه الأسماء والصفات لينكشف له أسرارها، فتحتها معان مدفونة لا تنكشف إلا للمُوفَّقين: وإليه أشار علي t بقوله لما سئل: هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء سوى القرآن؟ فقال: لا والذي خلق الحبة وبرأ النسمة إلا أن يعطي الله عبدًا فهمًا في كتابه، وأما أفعاله تعالى فكذكره خلق السموات والأرض وغيرها، فليفهم التالي منها صفات الله عز وجل وجلاله إذ الفعل يدل على الفاعل فتدل على عظمته، وأما أحوال الأنبياء عليهم السلام، فإذا سمع منها كيف كُذّبوا وضُربوا وقُتل بعضهم. فليفهم منه صفة الاستغناء لله عز وجل عن الرسل والمرسل إليهم وأنه لو أهلك جميعهم لم يؤثر في ملكه شيء، وإذا سمع نصرتهم في آخر الأمر فليفهم قدرة الله عز وجل وإرادته لنصرة الحق، وأما أحوال المكذبين، كعاد وثمود وما جرى عليهم فليكن فهمه منه استشعار الخوف من سطوته ونقمته وليكن حظه منه الاعتبار في نفسه وأنه إن غفل وأساء الأدب واغتر بما أُمهل فربما تدركُه النقمة وتنفُذ فيه القضية، وكذلك إذا سمع وصف الجنة والنار وسائر ما في القرآن، فلا يمكن استقصاء ما يفهم منه لأن ذلك لا نهاية له وإنما لكل عبد بقدر رزقه، {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددًا}.(1/198)
فالغرض مما ذكرناه التنبيه على طريق التفهيم لينفتح بابه فأما الاستقصاء فلا مطمع فيه، ومن لم يكن له فهم ما في القرآن ولو في أدنى الدرجات دخل في قوله تعالى: {ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفًا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم} والطابع هي الموانع التي سنذكرها في موانع الفهم.
السادس: التخلي عن موانع الفهم، فإن أكثر الناس منعوا عن فهم معاني القرآن لأسباب وحُجُب أسدلها الشيطان على قلوبهم فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن، وحُجُب الفهم ثلاثة:
أولها: أن يكون الهم منصرفًا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى حفظه شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن فهم معاني كلام الله عز وجل فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف يخيل إليهم أنه لم يخرج من مخرجه، فهذا يكون تأمله مقصورًا على مخارج الحروف فأنى تنكشف له المعاني؟ وأعظم ضحكة للشيطان ممن كان مطيعًا لمثل هذا التلبيس.
ثانيها: أن يكون مقلدًا لمذهب سمعه بالتقليد وجمد عليه وثبت في نفسه التعصب له بمجرد الاتباع للمسموع من غير وصول إليه ببصيرة ومشاهدة، فهذا شخص قيَّده معتقدُه عن أن يتجاوزه فلا يمكنه أن يخطر بباله غير معتقده فصار نظره موقوفًا على مسموعه، فإن لمع برق على بُعد وبدا له معنى من المعاني التي تباين مسموعه حمل عليه شيطان التقليد حملة وقال كيف يخطر هذا ببالك وهو خلاف معتقد آبائك، فيرى أن ذلك غرور من الشيطان فيتباعد منه ويتحرز عن مثله، ومثله من يقرأ قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} وما يحتويه معنى الآية من علو الله عز وجل على كل مخلوقاته وهيمنته وتصرفه في كل الموجودات فيجيئه تقليد المعتقدات الموروثة في وجوب تنزيه الله عن الجهة فيُحرم من تجليات تأمل صفة العلو والاستواء وهي من الصفات التي تكررت في القرآن بغرض التنبيه على جلال الله وعظمته وحقيقة علوه على خلقه.(1/199)
ثالثها: أن يكون مصرًا على ذنب أو متصفًا بكبر أو مبتلى في الجملة بهوى في الدنيا مطاع فإن ذلك سبب ظلمة القلب وصدئه، وهو كالخبث على المرآة وهو أعظم حجابٍ للقلب وبه حُجب الأكثرون.
وكلما كانت الشهوات أشد تراكمًا كانت معاني الكلام أشد احتجابًا وكلما خف عن القلب أثقال الدنيا قرُبَ تجلي المعنى فيه. فالقلب مثل المرآة والشهوات مثل الصدأ ومعاني القرآن مثل الصور التي تتراءى في المرآة. والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل تصقيل الجلاء للمرآة، وقد شرط الله عز وجل الإنابة في الفهم والتذكير فقال تعالى: {تبصرة وذكرى لكل عبد منيب} وقال عز وجل: {وما يتذكر إلا من ينيب} وقال تعالى: {إنما يتذكر أولوا الألباب} فالذي آثر غرور الدنيا على نعيم الآخرة فليس من ذوي الألباب ولذلك لا تنكشف له أسرار الكتاب.
السابع: التخصيص وهو أن يقدّر أنه المقصود بكل خطاب في القرآن، فإن سمع أمرًا أو نهيًا قدّر أنه المنهي والمأمور، وإن سمع وعدًا أو وعيدًا فكمثل ذلك، وإن سمع قصص الأولين والأنبياء علم أن السَّمَرَ غير مقصود، وإنما المقصود ليعتبر به وليأخذ من تضاعيفه ما يحتاج إليه، فما من قصة في القرآن إلا وسياقها لفائدة في حق النبي r وأمته. ولذلك قال تعالى: {ما نثبت به فؤادك} فليقدر العبد أن الله ثبت فؤاده بما صه عليه من أحوال الأنبياء وصبرهم على الإيذاء وثباتهم في الدين لانتظار نصر الله تعالى.(1/200)
وكيف لا يقدر هذا والقرآن ما أنزل على رسول الله r لرسول الله خاصة بل هو شفاء وهدى ورحمة ونور للعالمين؟ ولذلك أمر الله تعالى الكافة بشكر نعمة الكتاب فقال تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به} وقال عز وجل: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم أفلا تعقلون}، {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزلنا إليهم}، {كذلك يضرب الله للناس أمثالهم}، {واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم}، {هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون}، {هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين}، وإذا قُصد بالخطاب جميعُ الناس فقد قصد الآحاد، فهذا القارئ الواحد مقصود، فماله ولسائر الناس، فليقدر أنه المقصود، قال الله تعالى: {وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} قال محمد بن كعب القُرظي: من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله، وإذا قدر ذلك لم يتخذ دراسة القرآن عمله بل يقرؤه كما يقرأ العبد كتاب مولاه الذي كتبه إليه ليتأمله ويعمل بمقتضاه، ولذلك قال بعض العلماء: هذا القرآن رسائل أتتنا من قبل ربنا عز وجل بعهود نتدبرها في الصلوات ونقف عليها في الخلوات وننفذها في الطاعات والسنن المتبعات، وكان مالك ابن دينار يقول: ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض، وقال قتادة: لم يجالس أحد القرآن إلا قام بزيادة أو نقصان، قال تعالى: {هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.(1/201)
الثامن: التأثر: وهو أن يتأثر قلبه بآثار مختلفة بحسب اختلاف الآيات فيكون له بحسب كل فهم حالٌ ووجدٌ يتصف به قلبه من الحزن والخوف والرجاء وغيره، ومهما تمت معرفته كانت الخشية أغلب الأحوال على قلبه، فإن التضييق غالب على آيات القرآن، فلا يُرى ذكر المغفرة والرحمة إلا مقرونًا بشروط يقصُرُ العارف عن نيلها كقوله عز ولج: {وإني لغفار} ثم أتبع ذلك بأربعة شروط: {لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى} وقوله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} ذكر أربعة شروط، وحيث اقتصر ذكر شرطًا جامعًا، فقال تعالى: {إن رحمة الله قريب من المحسنين} فالإحسان يجمع الكل، وهكذا من يتصفح القرآن من أوله إلى آخره ومن فهم ذلك فجدير بأن يكون حاله الخشية والحزن.
ولذلك قال الحسن، والله ما أصبح اليوم عبد يتلو القرآن يؤمن به إلا كثر حزنه وقل فرحه وكثر بكاؤه وقل ضحكه وكثر نصبه وشغلُه وقلت راحته وبطالته، وقال وهيب بن الورد: نظرنا في هذه الأحاديث والمواعظ فلم نجد شيئًا أرق للقلوب ولا أشد استجلابًا للحزن من قراءة القرآن وتفهمه وتدبره، فتأثر العبد بالتلاوة أن يصبر بصفة الآية المتلوة.
فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط يتضاءل من خيفته كأنه يكاد يموت، وعند التوسع ووعد المغفرة يستبشر كأنه يطير من الفرح.
وعند ذكر الله صفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعًا لجلاله واستشعارًا لعظمته.
وعند ذكر الكفار ما يستحيل على الله عز وجل كذكرهم لله عز وجل ولدًا وصاحبة يغّضُّ الصوت وينكسر في باطنه حياء من قبح مقالتهم. وعند وصف الجنة ينبعث بباطنه شوقًا إليها.(1/202)
وعند وصف النار ترتعد فرائصه خوفًا منها، ولما قال رسول الله r لابن مسعود: "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا" رأيت عينيه تذرفان بالدمع فقال لي: "حسبك الآن" رواه البخاري، وهذا لأن مشاهدة تلك الحالة استغرقت قلبه بالكلية، ولقد كان من الخائفين من خرّ مغشيًا عليه عند آيات الوعيد، ومنهم من مات في سماع الآيات، فمثل هذه الأحوال يخرجه عن أن يكون حاكيًا في كلامه. فإذا قال: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} ولم يكن خائفًا كان حاكيًا، وإذا قال: {عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير} ولم يكن حاله التوكل والإنابة كان حاكيًا، وإذا قال: {ولنصبرن على ما آذيتمونا} فليكن حاله الصبر أو العزيمة عليه حتى يجد حلاوة التلاوة. فإن لم يكن بهذه الصفات ولم يتردد قلبه بين هذه الحالات كان حظه من التلاوة حركة اللسان مع صريح اللعن على نفسه في قوله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} وفي قوله تعالى: {كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} وفي قوله عز وجل: {وهم في غفلة معرضون} وفي قوله: {فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا} وفي قوله تعالى: {ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} إلى غير ذلك من الآيات، وكان داخلاً في معنى قوله عز وجل: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} يعني التلاوة المجردة، وقوله عز وجل: {وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون} لأن القرآن هو المبين لتلك الآيات في السموات والأرض، ومهما تجاوزها ولم يتأثر بها كان معرضًا عنها، ولذلك قيل: إن من لم يكن متصفًا بأخلاق القرآن فإذا قرأ القرآن ناداه الله تعالى: مالك وكلامي وأنت معرض عني، دع كلامي إن لم تتب إلي. ومثال العاصي إذا قرأ القرآن وكرره مثلا من يكرر كتاب الملك كل يوم مرات وقد كتب إليه في عمارة مملكته وهو مشغول بتخريبها ومقتصر على دراسة كتابه، فلعله لو ترك الدراسة عند المخالفة لكان أبعد(1/203)
عن الاستهزاء واستحقاق المقت، ولذلك قال يوسف ابن أسباط: إني لأهمُّ بقراءة القرآن فإذا ذكرت ما فيه خشيت المقت فاعدل إلى التسبيح والاستغفار.
والمعرض عن العمل به أريد بقوله عز وجل: {فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا قليلاً فبئس ما يشترون} ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فلستم تقرءونه- وفي بعض الروايات- فإذا اختلفتم فقوموا عنه" متفق عليه، قال تعالى: {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون}، وفي الحديث : "إن أحسن الناس صوتًا بالقرآن إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله تعالى" وقال بعض القراء: قرأت القرآن على شيخ لي ثم رجعت لأقرأ ثانيًا فانتهرني وقال: جعلت القرآن عليّ عملاً اذهب فاقرأ على الله عز وجل، فانظر بماذا يأمرك وبماذا ينهاك.
فأما مجرد حركة اللسان فقليل الجدوى، بل التالي باللسان المعرض عن العمل جدير بأن يكون هو المراد بقوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى} وبقوله عز وجل: {كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} أي تركتها ولم تنظر إليها ولم تعبأ بها فإن المقصر في الأمر يقال إنه نسي الأمر، وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل وحظ العقل تفسير المعاني وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار، فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ.(1/204)
التاسع: الترقي: وأعني به أن يترقى إلى أن يسمع الكلام من الله عز وجل لا من نفسه، فدرجات القرآن ثلاث، أدناها: أن يقدر العبد كأنه يقرؤه على الله عز وجل واقفًا بين يديه وهو ناظر إليه ومستمع منه، فيكون حاله عند هذا التقدير: السؤال والتملق والتضرع والابتهال، الثانية: أن يشهد بقلبه كأن الله عز وجل يراه ويخاطبه بألطافه ويناجيه بإنعامه وإحسانه فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم، الثالثة: أن يرى في الكلام المتكلم وفي الكلمات الصفات فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته ولا إلى تعلق الإنعام به من حيث إنه منعم عليه بل يكون مقصور الهم على المتكلم موقوف الفكر عليه كأنه مستغرق بمشاهدة المتكلم عن غيره . وهذه درجة المقربين وما قبله درجة أصحاب اليمين وما خرج عن هذا فهو درجات الغافلين.
العاشر: التبري: وأعني به أن يتبرأ من حوله وقوته والالتفات إلى نفسه بعين الرضا والتزكية، فإذا تلا بآيات الوعيد والمدح للصالحين فلا يشهد نفسه عند ذلك، بل يشهد الموقنين والصديقين فيها، ويتشوق إلى أن يلحقه الله عز وجل بهم، وإذا تلا آيات المقت وذم العصاة والمقصّرين شهد على نفسه هناك، وقدّر أنه المخاطب خوفًا وإشفاقًا.
ولذلك كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "اللهم إني استغفرك لظلمي وكفري، فقيل له: هذا الظلم فما بال الكفر، فتلا قوله عز وجل: {إن الإنسان لظلوم كفار} وقيل ليوسف ابن أسباط: إذا قرأت القرآن بماذا تدعو؟ فقال: استغفر الله عز وجل من تقصيري سبعين مرة، فإذا رأى نفسه بصورة التقصير في القراءة كان رؤيته سبب قربه، فإن من شهد العبد في القرب لُطف به في الخوف حتى يسوقه الخوف إلى درجة أخرى في القرب وراءها، ومن شهد القرب في البعد مُكِر به في الأمن الذي يفضه إلى درجة أخرى في البعد أسفل مما هو فيه.
ومهما كان مشاهدًا نفسه يعين الرضا صار محجوبًا بنفسه عن الله . وكان الشافعي يقول:
أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة(1/205)
وأكره من تجارته المعاصي وإن كنا سواء في البضاعة
وكان يقول أيضًا رحمه الله:
فعين الرضا عن كل عيب كليلةٌ كما أن عين السخط تبدي المساويا
---
(1/206)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الشيخ العلامة الفقيه النادر, عبد الله بن بيه بقلم د.سلمان العودة
---
الشيخ العلامة الفقيه النادر, عبد الله بن بيه بقلم د.سلمان العودة
---
المجدد الوسطي
09-16-2005, 05:03 AM
الشيخ العلامة الفقيه النادر, عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه الشنقيطي
د. سلمان بن فهد العودة 11/8/1426
15/09/2005
الشيخ العلامة الفقيه النادر, عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه الشنقيطي.
من فحول الفقهاء، وأكابر العلماء ، وزعماء النهضة في العالم الإسلامي؛ تشهد بذلك مسيرته العلمية والعملية ، وجهوده الكبيرة ، ومناصبه التي تقلدها ، وكتبه ومقالاته ، ومشاركاته الفاعلة .
والذي يُكتب له أن يجالس الشيخ أو يحظى بقربه لا تخطئ عينه العديد من الخصائص والصفات التي حباه الله إياها، والتي قل أن تجتمع لرجل في هذا الزمان, فمن ذلك:
1- التكامل في شخصيته بين العلم والعمل، والتمكن في فنون كثيرة ، والروح الاجتماعية، وحسن التربية، سوى أنه يبخس حق نفسه بتواضعه الجمّ ، وبإنهاك البدن بالعمل والترحال ، والتصدي لجلائل الأعمال .
2- المعرفة التامة بالتراث الفقهي مخطوطة ومطبوعة ، وجودة الاطلاع ، وقوة الاستحضار، والغوص على دقيق المسائل والفروق والعلل.
وأنت قد تجد الحافظ الذي يسرد المتون نثراً ونظماً، لكن قلما تجد الفقيه المتمكن الحلّال للمعضلات، وأحسب أن معالي الشيخ من هذا الطراز .
3- الوعي بالعصر وقضاياه ومشكلاته ومستجداته ، ومعرفة تاريخ الفكر وتياراته, ومتغيرات المجتمعات ونوازلها ، ساعده على ذلك جودة قريحته، وحدة ذهنه ، وانغماسه في العمل البناء في أيامه الأولى ، وإتقانه للغة الفرنسية ، وله برنامج إفتائي في قناة ( اقرأ ) باللغة الفرنسية يتابعه المسلمون في فرنسا والدول الناطقة بالفرنسية.(1/207)
ولذلك كتب وأبدع؛ كما تجد في ( حوار عن بعد ) وهو أحد مؤلفاته القيمة، وغيره من كتبه.
4- الدأب والمواصلة والإصرار ، فالشيخ في سابقته وسنه يحفز الشباب للعمل والإيجابية بحيويته وإنجازه ، وأنت لا تراه إلا قارئاً أو كاتباً أو متحدثاً أو منغمساً في حل مشكلة، أو مهموماً بمشروع إسلامي يخدم الأمة ويحقق شيئاً من تطلعاتها .
5- وهو رجل عالمي ، تجد آثار عمله الجاد المنظم في فرنسا وأوربا كلها, كما تجده في أمريكا وكندا ، كما تجده في موريتانيا ، حيث ولد وعمل ، كما تجده في دول المغرب ، كما تجده في دول الشرق ، والسعودية والخليج وغيرها ...
ولذلك كتب الله له القبول والمحبة والذكر الحسن ، ولعل هذا عاجل بشراه .
6- والشيخ رجل خلق وكرم ، فهو بشوش ، سمح المحيّا ، كريم المعشر ، يعطف على الضعيف والمسكين ، ومنزله في جدة مأوى للمحتاجين والمنقطعين من الشناقطة وغيرهم .
ولاجتماع هذه الخصال في الشيخ صار بهذه المنزلة الكريمة عند الخاص والعام ، وكتب الله له هذا التأثير والحضور في المحافل الإسلامية والمجتمعات الدعوية ، وأصبح يعد أحد المراجع العلمية في العالم الإسلامي .
أسأل الله له الثبات والسداد وطول العمر وحسن العمل إنه جواد كريم.
والحمد لله رب العالمين .
د. سلمان بن فهد العودة
---
الراية
09-24-2005, 10:56 PM
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
---
إمداد
09-30-2005, 03:08 AM
جزاك الله خيرا
وحفظ علماء المسلمين من كل سوء ومكروه
---
أبو صلاح الدين
09-30-2005, 02:14 PM
جزاكم الله خيرا, وهو عالم فاضل جليل يتمتع برفيع الشيم.
---
(1/208)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > موقع فيه فهارس لكتب تفسير مخطوطة على ميكرو فيلم، للمختصين
---
موقع فيه فهارس لكتب تفسير مخطوطة على ميكرو فيلم، للمختصين
---
د. أنمار
04-25-2004, 04:22 AM
http://www.noormicrofilmindia.com/pir18.htm
المشكلة أنه باللغة الأردية لكن أسماء الكتب بالعربي إن كان الأصل كذلك.
وهنا اختيار باللاتيني
http://www.noormicrofilmindia.com/cata.htm
http://www.noormicrofilmindia.com/LiS%20q.htm
لعله فائدته محدودة، لكن ...
---
ابو حذيفة
05-23-2004, 02:08 AM
شكر الله لك يا د. أنمار وأثابك على هذا العمل وليتك إن كنت تجيد اللغة التي كتبت بها تلك الفهارس تترجم لنا المهم غير المطبوع أو المحقق ولك ألف شكر وتحية
---
(1/209)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في التفاسير المطبوعة
---
رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في التفاسير المطبوعة
---
أبو مهند النجدي
10-01-2006, 09:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (7)
رأي شيخ الإسلام ابن تيمية
في التفاسير المطبوعة
جمع وتعليق: بشير جواد القيسي
---
(1/210)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > توضيح بارك الله فيكم
---
توضيح بارك الله فيكم
---
أبو عبدالرحمن المقدسي
06-13-2005, 02:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
اثناء تجولي في الشبكة الاسلامية اشكل علي امر لم افهمه
المسألة الثالثة مرت في هذه السورة قراءتان : إحداهما قوله : " وأنذر عشيرتك الأقربين . ورهطك منهم المخلصين " . والثانية قوله تعالى : تبت يدا أبي لهب وقد تب .
وهما شاذتان , وإن كان العدل رواهما عن العدل , ولكنه كما بينا لا يقرأ إلا بما بين الدفتين واتفق عليه أهل الإسلام
http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?idfrom=2568&idto=2568&bk_no=46&ID=2620
مالمقصود بالرواية الشاذه ولماذا سميت شاذه
---
عبدالرحمن الشهري
06-13-2005, 02:51 PM
يمكنكم البحث بكلمة (الشاذة) في الملتقى وستجدون عدداً من الموضوعات التي تناولت القراءة الشاذة وتعريفها . ومن ذلك هذه المشاركة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=208
---
أبو عبدالرحمن المقدسي
06-14-2005, 09:44 AM
شكرا ياشيخ عبد الرحمن بارك الله فيك
---
(1/211)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف تستفيد من المنتديات الحوارية
---
كيف تستفيد من المنتديات الحوارية
---
أبو محمد الظاهرى
11-27-2006, 09:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا تبي بعده..
كيف تستفيد من المنتديات الحوارية .
كلنا نعرف أن كل عضو يشارك في المنتدى تسجل عدد مشاركاته إلى جانب أسمه..
وبقدر ما يرتفع عددها يعلو لقبه ويزداد لمعانا. ولو انه لمعان الكتروني قد لا يمت للحقيقة بصلة لأنه يعد بالرقم لا بالكيف, لكن الأعضاء من حولك يعدون مشاركاتك بالكيف لا بالكم، والملائكة من فوقك يعدون بالكم والكيف.
فاحذر .. فالله مطلع عليك والكل يراك ! فاجعل من نفسك عضوا نافعا حاسب نفسك قبل أن تحاسب .. كثيرون يظنون أن وجودهم بأسماء مستعارة يخفي شخصيتهم من أعيننا.. ولكنها لا تخفى على الخالق.
هذه بعض النصائح الهامة في تعامل أي عضو داخل أي منتدى:
- اعلم أن الله يراقبك عندما تكتب فلا تكتب إلا ما يسرك فى صحيفة عملك يوم القيامة
-لا تكن عضوا سلبيا في تعاملك مع الناس، بل أفتح قلبك لهم وشاركهم أرائهم حتى يشاركوك رأيك عندما تحتاجهم.
- انشر الفرحة فيمن حولك ولا تجعل من نفسك مصدر إزعاج للآخرين في آرائك وملاحظاتك.
- أنت تستحق الإكبار بقدر ما تبحث للآخرين عن أعذار! سامحهم ولا تغلظ القول عليهم، فكن كبيرا في تصرفاتك عن كل سلوك طائش.
- كن صريحا ومباشرا في قلمك ، لان التحوير والتلميح يوقد الظنون السيئة ويشعل الفتن.
- لا تكتب مواضيع كثيرة ذات فائدة قليلة ، اكتب موضوعا واحدا وجميلا وركز جهدك عليه ثم تابع الردود وأقرئها ( قليل دائم خير من كثير منقطع ) ولا تنسى الرد على أي عضو إذ أن نسيانه قد يجعله يعتقد انك تتعمد تجاهله ، وعليه حاول قدر المستطاع إجابة جميع الأعضاء الذين ساهموا في موضوعك ...(1/212)
- فكر مرة ومرتين وثلاث عند كتابة موضوع ، أهميته ، فائدته والأسلوب الذي ينبغي أن تكتب به ، حاول الإلمام بجميع النقاط الضرورية وراجعها مليّا .
- يجب أن تكون لديك فكرة شاملة ودقيقة عما تكتب ، فلا يصح أن تضع موضوعا لا تعرف أبعاده ولا تملك خلفية وافية عنه ، حتى لا تقع في إحراجات من السائلين مما يكون صورة خاطئه عنك.
- اجعل أسلوبك أثناء القراءة مشوقا واحذر الإطالة فهي تبعد القارئين ....اختصر الكلام وابحث عن ما هو مفيد.
- يمكنك استخدام الابتسامات الموجودة فهي ذات تأثير قوي لدى بعض الأعضاء.
- كذلك حاول استخدام الألوان في الكتابة حتى تبعد جو الملل عن القارئ موضوعك.
- المنتدى يقرأه شرائح مختلفة من البشر فيهم أطفال ومراهقين و كبار ، معاقين ومرضى ، جنسيات ، أعراق ، مختلفة ، حاول الانتباه إلى ما تقوله وضع هذا في ذهنك حتى لا تجرح معاقا وتساهم في انحراف طفل ، وتثير فتيلة النزاع المذهبي أو القبلي راقب كلامك جيدا ، وانتبه لكل ما تقوله.
- المنتدى يسمح لك بتعديل الموضوع ضمن فتره محدد تمكنك من تصحيحه ، فلا تنس أو تتكاسل في تعديل الخطأ إذا ما سمحت الفرصة.. وخاصة الأخطاء النحوية والاملائيه ..
- الكل يتوقع منك الأفضل عند تسجيلك في المنتدى وأنت مطالب به لوضع صورة جيدة عنك ونحن نرغب في رؤية إبداعاتك أينما كتبت لذا حاول بذل قصارى جهدك في أي عمل تقوم به ، لأنه يعكس روحك بالتأكيد .
- غني عن القول أن طريقتك في الكتابة لفظة لفظه، تعكس دينك وتربيتك ومبادئك، والقراءالمحترمون لا يمكنهم الحكم عليك إلا من أسلوبك.(1/213)
- سعة صدرك وتحملك النقد أمر مطلوب ، فلا تمتعض فور رؤيتك نقد لا يعجبك ، بل على العكس ، المع بأخلاقك وأرقى بأهدافك فوق كل تصرفات طائشة ، واجعل من ردودك نموذج أعلى للآخرين، كن واثقا من كلامك وناقش النقد بصدر رحب وأوصل حجتك بأرق الكلمات وأعطرها حتى تؤثر في نفوس القارئين وتحركهم نحو فكرتك والمولى عز وجل أوصى نبيه الكريم بالصبر على أذى الكلام وأتباع الأسلوب الأمثل في الحجة والموعظة الحسنة.
- لا تضع بينك وبين الآخرين حواجز لا وجود لها ، أو تضع تصورا عنهم في خيالك أنت فقط ، اتجه إليهم مباشرة ، واستخدم الرسائل الخاصة للاستفسارات الشخصية .
- من الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون ، الاعتقاد بعدم أهميتهم في المنتدى ، ويدللون على ذلك ، عدم رد المشرفين أو زملائهم عليهم أولا بأول. وهذا خطأ فادح، لان المشرفين لديهم مسؤوليات كثيرة وتأخرهم في الرد ليس له صلة بأهميتك، قد يتأخر رد الأعضاء على موضوع ما، لكنه لا يعكس ابدا موقعك وترتيبك.
- عند كتابتك موضوع ما ، اختر عنوانا يدل علية بسرعة بحيث يستطيع القاري إدراكه من عنوانه ، إذ أن معظم الأعضاء يبتعدون عن قراءة المواضيع المبهمة ذات العناوين " ألحقوني يا شباب..." و " النجدة " ، كل ما عليك عمله هو وضع الفكرة الأساسية في عنوانك الرئيسي وشرحها بطريقة مبسطة حتى يسهل الرد عليك ، وإيجاد حل لمشكلتك .
- بدلا من وضع نفسك في موقف محرج مع الأعضاء الآخرين ، لا تشترك في المواضيع ذات طابع الشد والحوار المضغوط وأنت لا تجيد لغة الحوار في هكذا مواضيع ، معظم الأعضاء يحاول تهدئة الأمور بينما هو يشعلها وهو لا يعلم ، فقط راسل المشرف في حال وجدت ما يخالف شروط المنتدى .(1/214)
- عند كتابتك لموضوع معين حدد نوعه ، وتحت أي قسم ينطوي ، ثم اذهب للمنتدى وضع موضوعك فيه ، لان هذا يسهل عملية ترتيب المواضيع ونقلها للمنتديات ذات العلاقة. وبالتالي قراءتها من أصحاب الاختصاص. فلا تضع موضوع برامج في الحوارالعام أو تهنئة في منتدى اللغة مثلاً ،، لأن موضوعك بهذه الطريقة لن يقرأ لمن وجه إليه . بل سيكون ضائعا تائها ريثما ينقل، مما يؤخر عملية الرد علية ومناقشته...
** وقبل كتابة أي رد على أي موضوع تذكر أخي هذه الشروط :
1- احترام رؤية الغير وعدم الاستهزاء بالمخالف طالما لم يتعمد مخالفة الكتاب والسنة .
2- عدم جرح الغير بكلمه جارحه لمجرد انه صرح برأيه.
3- عند عرض كلامك لا تنتظر أن يوافق الجميع عليه فهناك معارض وهناك موافق.. وهذا شيء متوقع.
6- عندما يهزئ احد برأيك لاترد عليه بطريقته لابد أن تكون لبقاً في ردودك.
7- عندما تري الدليل من القران أو السنة قف عند ذلك وخذ بكتاب الله وخذ بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام وبدون نقاش.
ونسأل الله التوبة والاخلاص فى القول والعمل الصالح ...
متمنياً للجميع قضاء وقت ممتع مع المنتديات الحوارية.
---
الجكني
11-27-2006, 11:20 PM
فتح الله عليك أخي أبي محمد الظاهري ،فوالله إن هذه الحروف والكلمات لهي من أجمل ما قرات في بابها وهي السهل الممتنع ،وأدعو الله أن ينفعني وكل من يقرؤها بها0
---
مساعد الطيار
11-27-2006, 11:36 PM
ما أحسن هذا الطرح ، وسأكون اول المستفيدين منه إن شاء الله تعالى، فشكر الله لك أبا محمد ما سطرت يداك .
---
مساعد الطيار
11-27-2006, 11:45 PM
بعد التعليق على موضوعكم ؛ قرأت مشاركة الأخ سمير قدوري في آداب الجدل والمناظرة ، وفيها علاقة بموضوعكم ، فأحببت الإشارة إليه لتتم الاستفادة من الموضوعين ، والمشاركة على هذا الرابط http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=29535&posted=1#post29535
---
أبو محمد الظاهرى
11-29-2006, 12:02 AM(1/215)
شيوخى الأفاضل
تعليقاتكم المشجعة ومروركم العطر وثنائكم أخجلني والله
أسأل الله لنا جميعاً التوفيق والفلاح فى الدارين
---
خالد البكري
12-21-2006, 06:41 PM
نفع الله بك أخي أبي محمد على هذه الكلمات الرائعة
وأسال الله عز وجل ان تكون في موازين أعمالك الصالحة وإن شاء الله أكون من المستفيدين منها بإذن الله
---
المنهوم
12-22-2006, 02:30 PM
زادك الله علما وعملا
---
محمدغراب
12-23-2006, 05:18 AM
احسنت اخى فوالله لقد خرجت كثير من المنتديات عن آداب الحوار وفى احد هذه المنتديات شبهت منتداهم بمدرجات كرة القدم حيث التلاسن والتراشق باللسان والعصبيه الممقوته فالله نسأل ان يستخدمنا لما يحب ويرضى آمين
---
(1/216)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > إتحاف الأنام بما في "يحي الموتي " من أقوال
---
إتحاف الأنام بما في "يحي الموتي " من أقوال
---
شريف بن أحمد مجدي
03-24-2007, 01:29 AM
منقووووول
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...
فأقول : اختلف القراء في كيفية الوقف علي " يحي " إذا كان بعدها ساكن مثل : يحي الله ـ يحي الموتي ـ يحي الأرض وأشباهها ، فمنهم من قال : يوقف بياء واحدة كما في الرسم ، ومنهم من قال يوقف بياءين لأن الياء محذوفة رسما فقط ........
وتفصيل الموضوع علي هذا الرابط :
http://www.alquraat.201mb.com/vb/showthread.php?p=235#post235
والسلام عليكم
---
د.أحمد شكري
03-26-2007, 02:11 PM
جزاكم الله تعالى خيرا على هذا التوضيح
ولي مقالة متواضعة في تبيين حكم الوقف على يحيي ونحوه مما حذفت ياؤه الثانية للتخفيف
وهو مثبت هنا:
http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?t=339
وبارك الله فيكم.
---
الجكني
03-26-2007, 06:42 PM
إذا كان الكلام على "يحي" التي بياءين فلا يجوز الوقف عليها وأمثالها بياء واحدة بحال من الأحوال 0
أما القول بجواز الوقف عليها بياء واحدة إتباعاً لرسم المصحف فهذا قول يعترض عليه :بأن الرواية "مقدمة " على الرسم إضافة إلى أنه يؤدي إلى حذف حرف من القرآن وهو الياء الثانية 0
وليس كل ما يقول به المتأخرون يعتبر مقبولاً إذا خالف النص 0
---
د.أحمد شكري
03-29-2007, 08:03 PM(1/217)
حسب علمي فإنه لم تثبت رواية قطعية في كيفية الوقف على (يحي)
ولذا حصل الاختلاف فيها
وبالنسبة لحذف الحرف فهذه مخالفة يسيرة للرسم مغتفرة حصل مثلها في كلمات أخر مثل (ثمودا) المرسومة بإثبات الألف ونحن نقرأها بلا ألف، وكذلك لفظ (سلاسلا) في الإنسان جاز فيه الوجهان مع أن أحدهما يخالف الرسم ، وأما أنه حرف أصلي فكذلك ياء (يسر) ونحوها أصلية ولكنها تسقط وصلا ووقفا عندنا، ولذا فلا أرى بأسا من القول بجواز الوقف بياء واحدة اتباعا للرسم وإن كان الأولى الوقف عليها بياءين لما ذكرته في مقالي من علل، والله أعلم
---
الجكني
03-29-2007, 08:59 PM
عفواً أخي د/ أحمد حفظك الله :"لا قياس مع وجود الفارق " إن صح أن نتمثل بهذه القاعدة الأصولية هنا 0
أخي الكريم والشيخ الجليل :
الكلمات المذكورة في كلامكم ليست من باب مسألتنا هذه ،وذلك لورود الخلاف فيها من حيث "الرواية " ولولا ذلك لما صح فيها الخلاف 0
أما مسألتنا هذه فلم يرد فيها - حسب علمي القاصر - خلاف "متواتر " بين القراء دائر بين الحذف والإثبات ،فالياء -مع اتفاق حذفها رسماً - متفق بين جميع القراء على إثباتها قراءة،فإذا حذفت فهذا يعني حذف حرف من القرآن نقل تواتراً0
والله أعلم0
---
د.أحمد شكري
03-31-2007, 05:41 PM
هذا كلام لطيف وجميل ويسرني الحوار في المسائل العلمية بالأسلوب الحسن واللفظ المهذب كما هو دأب السابقين من علمائنا وأتباعهم من أمثالكم وأنا أحاول التشبه بهم
و أظن أن الاتفاق الحاصل بين القراء في إثبات الياء حالة الوصل لا الوقف
أما حالة الوقف فعدم ورود نص فيه فتح المجال للمقال والنظر والترجيح
والاختلاف بين حالي الوقف والوصل أصل معتبر في هذا العلم الجليل، والله اعلم
---
الجكني
04-04-2007, 06:42 PM
أخي الكريم د/ أحمد شكري حفظه الله :
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :(1/218)
" قول أئمة القراءة إن الوقف على اتباع الرسم يكون باعتبار الأواخر من حذف وإثبات وغيره إنما يعنون بذلك الحذف المحقق لا المقدر مما حذف تخفيفاً لاجتماع المثلين أو نحو ذلك ،وكذلك "أجمعوا " على القف على نحو "ماء ودعاء "بالألف بعد الهمزة ،0000وكذلك الوقف على نحو "يحي ويستحي " بالياء 0انتهى منه :2/158
وقال شيخي وشيخكم المرصفي رحمه الله :"لم يتكلموا على كيفية الوقف فيما وقفت عليه فيما إذا كانت الياء المحذوفة هي الأولى لا الثانية ،والمفهوم من كلامهم وهو الظاهر أن الوقف حينئذ يكون بسكون الياء الموجودة سكوناً صحيحاً لسكون الحاء قبلها ،فيقال "يستحي ويحي " هذا ما ظهر لي في هذه المسألة ،والله أعلم 0"
9- وقال :" وأما الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين كالياء الثانية في لفظ "يحي الموتى " فالوقف يكون بحذف الياء الثانية المحذوفة للساكن وسكون الأولى سكوناً صحيحاً "اهـ هداية القارئ :557 الطبعة الأولى 0و:2/550
ملاحظة :
كاتب هذه الحروف على يقين بأن فضيلتكم لايجهل هذه النصوص من هذين العالمين ،ولكن كتبتهما لمن أراد الوقوف عليها ممن لم يرجع لهذين الكتابين 0
---
شريف بن أحمد مجدي
04-06-2007, 02:40 AM
السلام عليكم
يفهم من كلام ابن الجزري الوقف بياءين .
ويفهم من كلام المرصفي الوقف بياء واحدة كقول بعض القراء ، فما عليه المرصفي مخالف لما عليه ابن الجزري .
والصواب ما قاله ابن الجزري والله أعلم .
والسلام عليكم
---
الجكني
04-06-2007, 09:34 AM(1/219)
لكن شيخنا رحمه الله قال في الطبعة الثانية من كتابه (2/550):الحرف المحذوف لاجتماع صورتين متماثلتين كالياء المتطرفة في نحو "يستحي ويحي "إذا وقف على نحو هذين اللفظين ونحوهما في التنزيل :وقفت (بإثبات ) الياء الثانية المحذوفة من الرسم حرف مد ولين ،وهذا على القول بأنها هي المحذوفة لا الأولى ،قاله العلامة المارغني وجزم الحافظ ان الجزري في النشر برد هذه الياء في الوقف كما حكى الإجماع على ذلك ملاّعلى القارئ في شرحه على الشاطبية 0
انتهى كلامه بنصه0
---
شريف بن أحمد مجدي
04-06-2007, 04:37 PM
لكن شيخنا رحمه الله قال في الطبعة الثانية من كتابه (2/550):الحرف المحذوف لاجتماع صورتين متماثلتين كالياء المتطرفة في نحو "يستحي ويحي "إذا وقف على نحو هذين اللفظين ونحوهما في التنزيل :وقفت (بإثبات ) الياء الثانية المحذوفة من الرسم حرف مد ولين ،وهذا على القول بأنها هي المحذوفة لا الأولى ،قاله العلامة المارغني وجزم الحافظ ان الجزري في النشر برد هذه الياء في الوقف كما حكى الإجماع على ذلك ملاّعلى القارئ في شرحه على الشاطبية 0
انتهى كلامه بنصه0
السلام عليكم
شيخنا الفاضل لقد وضعتنا في حيرة !!!
ما قاله الملا في الجزرية يقول بالوقوف بياء واحدة ؟؟
ولا يفهم من ذلك الكلام أن المرصفي ـ رحمه الله ـ رجع عن القول الأول حيث إنه مثل بـ (يحي) التي بعدها متحرك ... بينما الخلاف فيما بعدها ساكن .
فلو أفدتنا بمذهب شيخكم في " يحي" التي بعدها ساكن .؟؟
وكذا نبغي توضيحا فيما نقل عن الملا علي القاري ، لأن الموجود من كلامه واضح جدا أنه يذهب فيما بعد ساكن إلي الوقوف بياء واحدة .
وهل للملا علي شرح للشاطبية ؟؟ أفيدونا غير ملزمين ؟
والسلام عليكم
---
الجكني
04-06-2007, 05:37 PM
أخي الشيخ الفاضل :شريف
أبعدني الله وإياك عن "الحيرة " 0(1/220)
الحق يقال : لا أدري ما هو مذهب شيخنا المرصفي رحمه اللهحيث لم أسأله عن المسألة ،ولم تأت مناسبة للوقف عليها أمامه ،والذي ذكرته عنه هو ما خطه نفسه بيده الكريمة رحمه الله في كتابه 0
وأنا أتفق معك في أن كلامه لا يفهم منه الرجوع عن القول الأول، بل لم أقل ذلك ، وإنما جئت بكلامه في الطبعة الثانية للدلالة على أن له رأياً آخر توصل إليه بعد الطبعة الأولى ،فقط 0
وأما كلام ملا على رحمه الله فلم أقف عليه،ويكفي نقل الشيخ وتصريحه به 0
وحسب علمي القاصر فإن إحدى الباحثات في جامعة الملك سعود بالرياض قد سجلت جزءاً من شرحه للشاطبية للماجستير وناقشتها 0
ودمتم بخير 0
---
د.أحمد شكري
04-07-2007, 11:16 AM
أخي الكريم الباحث الجاد الدكتور السالم
أحسنتم وأفدتم بارك الله فيكم وأنا حقيقة لم أكن أقول إلا بالوقف على يحيي الواقع قبل متحرك وحتى الواقع قبل ساكن بياءين اتباعا للأصل، ولكني عندما راجعت المسألة وقرأت ما كتب وسمعت ما قيل فيها، توصلت إلى الآراء التي ذكرتها سابقا، وأكدت وقتها ميلي إلى هذا القول أو إلى التفريق بين ما بعده ساكن وما بعده متحرك، ولا ادعي العصمة فكل يؤخذ منه ويرد عليه، وأشكر للأخ شريف حرصه ومتابعته للأمر، وهدف الجميع الوصول إلى الصواب، وإلى القول الأكمل والأحسن، وفقنا اللله تعالى لذلك.,
---
الجكني
04-08-2007, 06:13 AM
وفقك الله أخي الكريم د/ أحمد 0
وأنتم أهل للفضل والعلم 0
---
(1/221)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الجمعية العلمية للقرآن وعلومه تعقد لقائها الشهري الأول اليوم الثلاثاء 23/10/1427هـ
---
الجمعية العلمية للقرآن وعلومه تعقد لقائها الشهري الأول اليوم الثلاثاء 23/10/1427هـ
---
عبدالرحمن الشهري
11-14-2006, 11:10 AM
يسر الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه دعوة جميع أعضائها المقيمين بالرياض لحضور اللقاء الشهري الأول بعنوان :
الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم : أهدافها وجهودها
ضيف اللقاء
د.عبدالله بن علي بصفر
المكان : قاعة المقصورة للاحتفالات - طريق الملك عبدالله
اليوم / الثلاثاء
التاريخ / 23 / 10 / 1427 هـ
الزمان / بعد صلاة المغرب مباشرة
للاستفسار : 2582695 – 01 محمول 0555462381
المصدر (http://www.alquran.org.sa/news.php?id=36)
---
نور القرآن
11-19-2006, 02:26 AM
أستاذنا الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري : جزاكم الله خيرا على جهودكم العظيمة المبذولة في خدمة القرآن الكريم وعلومه
ولكن هل الحضور قاصر فقط على الأعضاء المقيمين بالرياض ؟ إذا كان الأمر كذلك فقد ضعنا والحمد لله نحن المقيمين في المدن البعيدة عن العاصمة ................
إلا إذا تم عرض إطروحات اللقاء بعلامة مثل د/ عبد الله بصفر سواء عرضت نتائج اللقاء في المنتدى أو بأرسالها للأعضاء عن طريق البريد العادي أو الإلكتروني
ولازلنا ندين لسيادتكم بالجهود المبذولة في إثراء الجمعية وجدول أعمالها وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
11-19-2006, 03:37 PM
جزاك الله خيراً أختي الكريمة .
منذ تم اللقاء وأنا أرغب كتابة بعض ما دار فيه ، غير أنني أردت أن أرفق مع المشاركة عرضاً الكترونياً عرضه الدكتور عبدالله بصفر وفقه الله عن جهود الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم ، ولم أحصل عليه بعدُ ، فلعل ذلك يكون في مشاركة قادمة.(1/222)
وقد عقد اللقاء الأول لأعضاء الجمعية في الرياض كبداية للقاءات مماثلة لأعضاء الجمعية في المناطق المتقاربة التي يكون عدد الأعضاء فيها كثيراً كمكة والمدينة وأبها والشرقية ، رغبة في توحيد الجهود ، وتعارف الأعضاء ، وتقوية الروابط الأخوية والعلمية بين المتخصصين أعضاء الجمعية .
وقد كان اللقاء الأول لقاء ناجحاً ولله الحمد ، حضره حوالي ستون عضواً ، وشاهد الحضور في بداية اللقاء فيلماً تعريفياً بالجمعية مدته 12 دقيقة ، ثم قدم الدكتور عبدالله بصفر تعريفاً وافياً بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم وجهودها في مختلف أنحاء العالم في تحفيظ القرآن وتعليمه ، وإنشاء مراكز علمية لذلك كله تخرج فيها الآف الطلاب والطالبات . وهي جهود تثلج الصدر ، وتبشر بالخير الكثير .
ثم استمع الضيف إلى بعض التعقيبات والأسئلة والآراء ، وختم اللقاء بكلمة لفضيلة رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ الدكتور زاهر الألمعي شكر فيها الضيف وجميع الأعضاء على حضورهم .
وقد كان اللقاء الأول مقتصراً على أعضاء الجمعية في الرياض من الرجال ، ولعله يكون هناك تنسيق قادم بإذن الله لمشاركة الأخوات في اللقاء بطريقة مناسبة ، أو أن يكون لهن لقاء خاص بهن إن شاء الله .
وأشكر الله سبحانه وتعالى الذي يسر هذا اللقاء ، وأخص بالشكر الأخوين الكريمين الدكتور عادل الشدي نائب رئيس الجمعية ، والدكتور العباس الحازمي أمين الجمعية اللذين كان لهما جهد مميز في إنجاح هذا اللقاء وحسن ترتيبه .
---
(1/223)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال من أحد النصارى لي عن عيسى عليه السلام
---
سؤال من أحد النصارى لي عن عيسى عليه السلام
---
محمد محمد احمد
08-13-2006, 01:32 PM
أرجو أن أعرف هل يوجد اية في القران الكريم تقول صراحة ان عيسى عليه السلام ما زال حيا و لم يمت بعد أن رفعه الله تعالى اليه؟
قرأت الاية 55 في سورة ال عمران و قرأت ايضا الاية 158 في سورة النساء ولكن لم اعرف ان كان عيسى عليه السلام حيا بعد انتهاء عملية رفعه الى السماء حيث اني ايضا أسأل عن معنى كلمة "متوفيك" في الاية 55 من سورة ال عمران.
أما بالنسبة للاية " وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته و يوم القيامة يكون عليهم شهيدا" فيبدو انها الاية الوحيدة التي تشير الى ان عيسى عليه السلام ما زال حيا .
هل السنة النبوية الشريفة هي المصدر الاكبر في شرح الموضوع؟
والسلام عليكم و رحمة اللة وبركاته
---
(1/224)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الأسماء والصفات للبيهقي كتاب الكتروني رائع
---
الأسماء والصفات للبيهقي كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
12-03-2006, 07:42 AM
الأسماء والصفات للبيهقي كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الأسْماءُ والصّفات
البَيْهقي أحمَد بْن الحسَين أبو بَكر
المحقق :
عبد الله بن محمد الحاشدي
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 949 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/11063/42c9752776.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/11063/a54d584b56.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/11063/0674097efa.jpg
روابط التنزيل
http://www.snapdrive.net/files/137097/Alasmaa.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=296735
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/225)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نقاش حول حكم زواج المسلم من اليهودية والنصرانية
---
نقاش حول حكم زواج المسلم من اليهودية والنصرانية
---
المقاتل7
09-02-2003, 08:19 AM
الآية ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم ،و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهم محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين )
لا تدل على جواز زواج المسلم من اليهودية أو النصرانية ، على خلاف الفهم الشائع بين الناس ..
فما الدليل على ذلك ؟
أولا :
حرم على المسلم نكاح المشركة ( و لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ) البقرة 221
و اليهود و النصارى يحملون صفة الشرك ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله و المسيح بن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) التوبة 31
فدل الجمع بين الآيتين على تحريم زواج المسلم من اليهودية أو النصرانية .
ثانيا :
ما المقصود بقوله تعالى ( المحصنات من الذين أتوا الكتاب ) ؟
المقصود به من أسلمن من الذين أوتوا الكتاب !!
فإن قال قائل و هل يُطلق لفظ الذين أتوا الكتاب على من أسلم منهم ؟
قلنا نعم و الدليل ( و إن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله و ما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله ) آل عمران 199
و لاحظ قوله ( وما أنزل إليكم ) أي إلى الرسول ، ورغم إيمانهم به إلا أن صفة أهل الكتاب لم تسقط عنهم لأن ليس فيها دلالة على إنكار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
و يؤيد ذلك الفهم هو صفة ( المحصنات ) فهذه الصفة لا تطلق إلا على المسلمات فقط دون اليهود والنصارى :
1/ ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء …..) النور4(1/226)
2/ ( و من لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات …….. ) النساء 25
ثالثا :
انتهت الآية بقوله تعالى ( و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين ) و لا شك أن اليهود و النصارى كفروا بالإيمان فكيف يعقل أن يبيح الله للمسلم الزواج بالخاسرات المحبطة أعمالهن ؟
خاتمة :
قال تعالى عن الأزواج ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) بينما نفى هذه المودة عن من حاد الله ورسوله ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله و لو كانوا …..) الآية ، فكيف يجمع المسلم بين المودة و نقضيها في زوجة غير مسلمة ؟
و قال تعالى ( لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم ) و النكاح من أكبر صور المولاة .
و الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج غير المسلمين من جزيرة العرب ، فهل سيطرد المسلمون زوجاتهم الكافرات من البلاد ؟
---
المسكين
09-02-2003, 10:16 AM
الاخ مقاتل 7
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيبا على موضوعك هذا ، والجدير بالمناقشة أقول:
لقد أجمع المفسرون خلفا وسلفا على جواز نكاح الكتابية التي بقيت على دينها وذلك لدلالة الآية. وهنا نكتب الآية لنتمكن من تدبر أحكامها الواردة فيها
قال تعالى " اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم ،و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهم محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين "
ولنتدبر من الآية قوله تعالى " و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم "
فهنا فرق الله بين المؤمنات وبين الكتابيات ، ولو كان المقصود في التفريق اللفظي فقط لما كان ثمة داع الى شرط عدم السفاح واتخاذ الأخدان. فدل هذا الشرط الى أن المقصود بالتفريق في الآية التفريق العقدي الديني.(1/227)
أما إستدلالك بآية تحريم نكاح المشركات على تحريم نكاح الكتابية ، فقد رد ذلك بن كثير في تفسيره بأن آية التحريم في البقرة مخصوصة بآية المائدة
ولعلك تتطلع - غير مأمور - على كتب التفسير للإستزادة
والله أعلم
---
المقاتل7
09-02-2003, 01:22 PM
الأخ المسكين
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لقد أجمع المفسرون خلفا وسلفا على جواز نكاح الكتابية التي بقيت على دينها وذلك لدلالة الآية.
ليس هناك إجماعا لقد اختلف الصحابة في هذه المسألة
ولنتدبر من الآية قوله تعالى " و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم "
فهنا فرق الله بين المؤمنات وبين الكتابيات ، ولو كان المقصود في التفريق اللفظي فقط لما كان ثمة داع الى شرط عدم السفاح واتخاذ الأخدان. فدل هذا الشرط الى أن المقصود بالتفريق في الآية التفريق العقدي الديني.1/ شرط عدم السفاح و اتخاذ الأخدان ليس فيه دلالة قطعية على التفريق العقدي ..
2/ ما الدليل أن الضمير في ( آتيتموهن ) يعود المعطوف وحده ( المحصنات من الذين أوتوا الكتاب ) و ليس المعطوف عليه معه ( المحصنات من المؤمنات ) ؟؟؟
أما إستدلالك بآية تحريم نكاح المشركات على تحريم نكاح الكتابية ، فقد رد ذلك بن كثير في تفسيره بأن آية التحريم في البقرة مخصوصة بآية المائدة
هذا ليس الاستدلال الوحيد ، هناك أربعة ، أولا وثانيا وثالثا و الخاتمة ، وكان الأولى أن تناقشها جميعا لأنها تساند بعضها بعضا ، و ربما كان قولك مقبولا في التخصيص إذا تجاهلنا باقي الأدلة كما فعلت حضرتك .
هل المسكين اسمك الوحيد هنا ؟
---
أبو معاذ البلقاوي
09-02-2003, 03:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله
إن من فقه العبد عدم تناول المسائل الاجتهادية الخلافية بالقطع فيها بحكم معين
وإني لأرجو من أخي المقاتل سدده الله أن يسعه ما وسع من قبله
خصوصا في صياغة عنوان مقاله حيث أنه يثير حفيظة القارئ بهذا القطع الجازم في المسألة(1/228)
وآمل منه أن ينقل لنا أقوال أئمة الفقه ومفسري آيات الأحكام في هذه المسألة،
والله الموفق.
---
فهد الوهبي
09-02-2003, 03:43 PM
الأخ المقاتل رعاه الله .. نسأل الله لك التوفيق والسداد في جميع أمورك ..
أولاً : هذه المسألة : مسألة نكاح الكتابية : كما ذكرتم محل خلاف بين العلماء :
ذهب جمهور العلماء إلى صحة نكاح الكتابية استدلالاً بالآية التي ذكرت ، حيث جمع الله فيها بين المحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب فدل على الإباحة ، وفرق الله بينهما فدل على التفريق .
قال ابن قدامة : " ليس بين أهل العلم ، بحمد الله ، اختلافٌ في حل حرائر نساء أهل الكتاب . وممن روي عنه ذلك : عمر وعثمان وطلحة وحذيفة وسلمان وجابر وغيرهم . قال ابن المنذر : ( ولا يصح عن أحد من الأوائل أنه حرم ذلك ) ... وبه قال سائر أهل العلم" المغني : ( 9 / 545 ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " نكاح الكتابية جائز بالآية التي في المائد’ ... وهذا مذهب جماهير السلف والخلف من الأئمة الأربعة وغيرهم " . ( المجموع : 32 / 178 ) .
وذهب الصحابي الجليل ابن عمر وجمع من العلماء إلى عدم الجواز قالوا : لا فرق بين المشركات وبين من جعلت عيسى إلهاً . وقال به الإمامية .
ثانياً : المحصنات :
أطلقت في القرآن ثلاثة إطلاقات :
الأول : بمعنى العفائف ومنه قوله تعالى : ( محصنات غير مسافحات ) أي عفائف غير زانيات .
الثاني : بمعنى الحرائر ومنه قوله تعالى : ( فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ) أي على الإماء نصف ما على الحرائر من الجلد .
الثالث : أن يراد بالإحصان التزوج . ومنه على التحقيق قوله تعالى : ( فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة ) . أي : فإذا تزوجن .قال ابن كثير : " والأظهر والله أعلم أن المراد بالإحصان ههنا التزويج "
( أضواء البيان : 1 / 318 ) .
ثالثاً : ما ذكرته رعاك الله من تحريم نكاح المشركة صحيح :
وفيه نقطتان :(1/229)
أ ـ روي عن ابن عباس أن قوله تعالى : ( ولا تنكحوا المشركات ) منسووخ بآية المائدة . قال ابن قدامة : " وكذلك ينبغي أن يكون ذلك في الآية الأخرى لأنهما متقدمتان والآية التي أول المائدة متأخرة عنهما ". المغني : ( 9 / 545 ) .
ب ـ وقال بعض العلماء : ليس هذا نسخاً فإن لفظة المشركين بإطلاقها لا تتناول أهل الكتاب بدليل قوله تعالى : ( لم يكن الذي كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين ) وقوله : ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ) ، قال ابن قادمة : " وسائر آي القرآن يفصل بينهما ، فدل على أن لفظة المشركين بإطلاقها غير متناولة لأهل الكتاب ".
رابعاً : لا يجوز تحكيم شرع الله تعالى لحكم العقل . فلا يقال فيما أبحاه الله تعالى كيف يُعقل ذلك ولا فيما حرمه كذلك . ولعل هذا من فضل علمكم رعاكم الله .
وأخيراً أحيل القارئ إلى بحث منشور في موقع الإسلام اليوم في حلقات وهو على هذا الرابط :
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=102&catid=103&artid=740
---
عبد البر
09-02-2003, 07:34 PM
عجبا لك أيه المقاتل كيف تصادم النصوص وتأولها هكذا على رأيك .
وقولك : المحصنات لا تطلق إلا على المسلمات . من أين لك هذه القول ؟
وكأن من قبلك ليس لديهم من الفهم شيء حيث قالوا إن المحصنات تطلق في القرآن على الحرائر والعفيفات والمسلمات .
واعلم أن تتبع الغرائب والشواذ من أقوال أهل العلم صفة ذميمة حذر منها العلماء ، أسأل الله لك الهداية .
---
أحمد القصير
09-02-2003, 08:50 PM
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى ( 14 / 91 )
عن قوله تعالى : { ولا تنكحوا المشركات } وقد أباح العلماء التزويج بالنصرانية واليهودية ; فهل هما من المشركين أم لا ؟ .
فأجاب :(1/230)
الحمد لله نكاح الكتابية جائز بالآية التي في المائدة , قال تعالى : { وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } . وهذا مذهب جماهير السلف والخلف من الأئمة الأربعة وغيرهم.
وقد روي عن ابن عمر أنه كره نكاح النصرانية , وقال : لا أعلم شركا أعظم ممن تقول : إن ربها عيسى ابن مريم . وهو اليوم مذهب طائفة من أهل البدع وقد احتجوا بالآية التي في سورة البقرة , وبقوله : { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } .
والجواب عن آية البقرة , من أوجه :(1/231)
أحدها : أن أهل الكتاب لم يدخلوا في المشركين , فجعل أهل الكتاب غير المشركين , بدليل قوله : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا } . فإن قيل : فقد وصفهم بالشرك بقوله : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون } . قيل : أهل الكتاب ليس في أصل دينهم شرك , فإن الله إنما بعث الرسل بالتوحيد , فكل من آمن بالرسل , والكتب , لم يكن في أصل دينهم شرك , ولكن النصارى ابتدعوا الشرك , كما قال : { سبحانه وتعالى عما يشركون } بحيث وصفهم بأنهم أشركوا , فلأجل ما ابتدعوه من الشرك الذي لم يأمر الله به وجب تميزهم عن المشركين ; لأن أصل دينهم اتباع الكتب المنزلة التي جاءت بالتوحيد لا بالشرك . فإذا قيل : أهل الكتاب لم يكونوا من هذه الجهة مشركين , فإن الكتاب الذي أضيفوا إليه شرك فيه , كما إذا قيل : المسلمون وأمة محمد لم يكن فيهم من هذه الجهة , لا اتحاد , ولا رفض , ولا تكذيب بالقدر , ولا غير ذلك من البدع , وإن كان بعض الداخلين في الأمة قد ابتدع هذه البدع , لكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة , فلا يزال فيها من هو متبع لشريعة التوحيد , بخلاف أهل الكتاب , ولم يخبر الله عز وجل عن أهل الكتاب أنهم مشركون بالاسم , بل قال { عما يشركون } بالفعل , وآية البقرة قال فيها المشركين والمشركات بالاسم , والاسم أوكد من الفعل .(1/232)
الوجه الثاني : أن يقال : إن شملهم لفظ المشركين في سورة البقرة , كما وصفهم بالشرك فهذا متوجه بأن يفرق بين دلالة اللفظ مفردا , ومقرونا , فإذا أفردوا دخل فيهم أهل الكتاب , وإذا قرنوا أهل الكتاب لم يدخلوا فيهم , كما قيل , مثل هذا في اسم الفقير والمسكين ونحو ذلك , فعلى هذا يقال : آية البقرة عامة , وتلك خاصة , والخاص يقدم على العام . الوجه الثالث : أن يقال : آية المائدة ناسخة لآية البقرة ; لأن المائدة نزلت بعد البقرة باتفاق العلماء . وقد جاء في الحديث : { المائدة من آخر القرآن نزولا فأحلوا حلالها وحرموا حرامها } . والآية المتأخرة تنسخ الآية المتقدمة إذا تعارضتا .
وأما قوله : { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } فإنها نزلت بعد صلح الحديبية , لما هاجر من مكة إلى المدينة , وأنزل الله سورة الممتحنة , وأمر بامتحان المهاجرين , وهو خطاب لمن كان في عصمته كافرة , واللام لتعريف العهد , والكوافر المعهودات هن المشركات .
---
المقاتل7
09-03-2003, 09:57 AM
الأخوة الأفاضل
الهدف من النقاش الوصول للحق و لذا يرجى التركيز على ما أكتبه و مناقشته حرفيا بدلا من إحالتي إلى روابط أو نقل أقوال للعلماء لا تتناول الرد على كل ما أقوله فيصبح الحوار بلا طائل . كما أن هذه المسألة ليس فيها إجماعا فلا يحاول أحد أن يوهم أن هذا الكلام خروج عن الإجماع .
المتفق عليه بين العلماء أنه لا يجوز القول بالنسخ مادام هناك سبيلا للتوفيق بين النصوص و الجمع بينها !
وقد قلت أن لفظ ( الذين أوتوا الكتاب ) و( أهل الكتاب ) يدل على من أسلم منهم ومن كفر ، و دليل ذلك :
1/ (و إن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله و ما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله )
آل عمران 199
و لاحظ قوله ( وما أنزل إليكم ) أي إلى الرسول ، ورغم إيمانهم به إلا أن صفة أهل الكتاب لم تسقط عنهم لأن ليس فيها دلالة على إنكار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .(1/233)
2/ ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله ءاناء الليل و هم يسجدون ) آل عمران 113
3/ في آية الجزية ( و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب ) التوبة 29 فدل ذلك على أن الذين أوتوا الكتاب منهم المسلمون الذين يدينون دين الحق و منهم من لا يدين دين الحق .
و الأمثلة كثيرة .. و نخرج من ذلك بقاعدة مؤداها أن وصف ( الذين أوتوا الكتاب ) يشمل من آمن منهم ومن كفر .
نعود إلى آية سورة المائدة :
(اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم ،و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهم محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين )
ما الذي يجعلنا نقول أن المراد في الآية ب (المحصنات من الذين أو توا الكتاب) هو من آمن منهن فقط ؟
1/ وصف المحصنات لم يأت قط إلا في وصف المؤمنات ( كما أوضحت في ثانيا بالموضوع الأساس ) ، الحرائر منهن والمتزوجات و العفيفات . فأنا لم أقل أن المراد بالمحصنات هو المؤمنات كما ظن الأخ فهد الوهبي و لكني قلت أن هذه الصفة اختصت كل الآيات المؤمنات بها فأصبحت تدل عليهن . فدل ذلك على أن ( المحصنات من الذين أوتوا الكتاب ) تعني من آمن منهن .
و قد يسأل سائل :
إذا كان الذين أوتوا الكتاب منهم من آمن ومنهم من كفر (اليهود والنصارى) فلم دلت الآية على المحصنات المؤمنات منهن ، بينما اكتفت بلفظ ( الذين أوتوا الكتاب ) رغم عدم اقتصاره على المؤمنين منهم ؟
لماذا لم يقل الله مثلا ( و المحصنات من الذين أتوا الكتاب ويدينون دين الحق ) لرفع هذا اللبس ؟
و الجواب :(1/234)
إن المرأة من الذين أوتوا الكتاب قد تؤمن بينما تبقى أسرتها على الكفر ، و لكنها رغم إيمانها تحمل صفة ( أهل الكتاب ) و أهلها يحملون نفس الصفة رغم بقائهم على الكفر ، و ربما وجد المسلمون حرجا في الزواج بمن كانت هذه حالها . فجاءت الآية لرفع هذا الحرج .
وكذلك ربما وجد المسلم حرجا في الزواج بمن أسلمن من المشركين و المجوس والصابئين مع بقاء أسرهن على الكفر و لذلك قال تعالى (والمحصنات من المؤمنات ) و لم يقل ( من المؤمنين ) ليشمل ذلك تلك الفئة التي بقيت أسرتها على الكفر ؟
2/ انتهت الآية بقوله تعالى ( ومن يكفر بالإيمان فقط حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين ) فكأن الله تعالى ينبه إلى أن إباحة النكاح من المؤمنات من الذين أوتوا الكتاب لا يعني إسقاط البراء من الكافرين منهم ( اليهود والنصارى) خاصة في حال بقاء أسرة المرأة على الكفر .
3/ القول بالنسخ لن يعني نسخ قوله تعالى (و لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ) فقط ، بل سيعني نسخ عقيدة الولاء والبراء بالكامل ، و على هذه الآية يلعب العصرانيون و أصحاب المدرسة العقلية ومن لف لفهم محاولين التنصل من عقيدة الولاء والبراء ، لأن الزواج بالكتابية لن يعزلها عن أسرتها و سيجد المسلم نفسه مضطرا إلى مخالطة اليهود أو النصارى وموالاتهم من باب صلة الرحم .
و لمزيد من التوضيح نقول :
# في الأثر المرفوع ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) فهل سيخرج المسلم زوجة الكتابية ؟
# ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم ) المائدة ، فهل سيتبرأ المسلم من زوجه وأهلها ؟
# ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) المجادلة
و لا حظ (ولو كانوا ) مما يدل على عدم الاستثناء مهما بلغت صلة القرابة كحال الآباء والأبناء فكيف بالزوجات وأسرهن .(1/235)
# ( و لا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم ) الأحزاب
# ( الأخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو إلا المتقين ) الزخرف ، فإن عادى المسلم زوجته الخليلة يوم القيامة فهو ليس من المتقين !!
# ( و أعرض عن الجاهلين ) الأعراف
و الآيات كثيرة ، لا يمكن القول بالتخصيص مادام هناك سبيلا للجمع بين النصوص كما بينت .
و الآن سنقوم بالرد على بعض ما أورده الأخوة المشاركون :
إن من فقه العبد عدم تناول المسائل الاجتهادية الخلافية بالقطع فيها بحكم معينللصواب واحد ، و في المسائل الخلافية يكون الصواب قولا واحدا ، والباقي خطأ ، و إذا قبلنا قولين في مسألة واحدة فهذا يخرج عن حدود المعقول .
قال الإمام المزني
يقال لمن جوز الاختلاف و زعم أن العالمين إذا اجتهدا في الحادثة فقال أحدهما حلال والآخر حرام أن كل واحد منهما في اجتهاده مصيب الحق : ( أبأصل هذا أم بقياس ) فإن قال: بأصل ، قيل له : كيف يكون أصلا والكتاب ينفي الاختلاف ، و إن قال : بقياس ، قيل له : كيف تكون الأصول تنفي الخلاف ويجوز أن تقيس عليها جواز الخلاف ؟ هذا ما لا يجوزه عاقل فضلا عن عالم ) جامع بيان العلم لابن عبد البر ( 2/89)
و لذا لابد من القطع بالحكم في المسائل الخلافية لأن إقرار الخلاف غير جائز أصلا .
ذهب جمهور العلماء إلى صحة نكاح الكتابية استدلالاً بالآية التي ذكرت ، حيث جمع الله فيها بين المحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب فدل على الإباحة ، وفرق الله بينهما فدل على التفريق .
التفريق هنا لاختلاف الحال و ليس لاختلاف العقيدة كما أوضحت ، فحال المؤمنة في الأسرة المسلمة تختلف عن حال المؤمنة من أهل الكتاب و التي قد تبقى أسرتها أو عشيرتها على الكفر .
وذهب الصحابي الجليل ابن عمر وجمع من العلماء إلى عدم الجواز قالوا : لا فرق بين المشركات وبين من جعلت عيسى إلهاً . وقال به الإمامية .
و هل ابن عمر وهؤلاء العلماء من الإمامية ؟(1/236)
وقال بعض العلماء : ليس هذا نسخاً فإن لفظة المشركين بإطلاقها لا تتناول أهل الكتاب بدليل قوله تعالى : ( لم يكن الذي كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين ) وقوله : ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ) ، قال ابن قادمة : " وسائر آي القرآن يفصل بينهما ، فدل على أن لفظة المشركين بإطلاقها غير متناولة لأهل الكتاب ".
و هل العطف في هذه الآيات يقتضي المغايرة التامة فقط أم المغايرة الجزئية أيضا ؟
وصف من كفر من أهل الكتاب بالشرك ثابت ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله و المسيح بن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) التوبة 31
ولذا عند إطلاق لفظ المشركين فلا ريب أنه يشمل كل من وُصف بالشرك مادام جاء مفردا . و ليس مقرونا كما في الآيات السابقة .
لا يجوز تحكيم شرع الله تعالى لحكم العقل . فلا يقال فيما أبحاه الله تعالى كيف يُعقل ذلك ولا فيما حرمه كذلك . ولعل هذا من فضل علمكم رعاكم الله .
نعم لقد أخطأت في قولي ( فهل يعقل ) .. لا بأس ..(1/237)
أن أهل الكتاب لم يدخلوا في المشركين , فجعل أهل الكتاب غير المشركين , بدليل قوله : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا } . فإن قيل : فقد وصفهم بالشرك بقوله : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون } . قيل : أهل الكتاب ليس في أصل دينهم شرك , فإن الله إنما بعث الرسل بالتوحيد , فكل من آمن بالرسل , والكتب , لم يكن في أصل دينهم شرك , ولكن النصارى ابتدعوا الشرك , كما قال : { سبحانه وتعالى عما يشركون } بحيث وصفهم بأنهم أشركوا , فلأجل ما ابتدعوه من الشرك الذي لم يأمر الله به وجب تميزهم عن المشركين ; لأن أصل دينهم اتباع الكتب المنزلة التي جاءت بالتوحيد لا بالشرك . فإذا قيل : أهل الكتاب لم يكونوا من هذه الجهة مشركين , فإن الكتاب الذي أضيفوا إليه شرك فيه
و لذا قلت أن أهل الكتاب يطلق على من آمن منهم و من كفر ، فهذا القول يؤيد ما أدرجته سالفا .
و لكن من كفر منهم يدخل في المشركين و هم اليهود والنصارى و الأية ( و قالت اليهود عزير بن الله و قالت النصارى المسيح ابن الله …………… سبحانه عما يشركون ) ، و لا يشرك إلا المشرك ، فعندما يقول الله تعالى ( يشركون ) فقد حسم الله الأمر في إشراك اليهود والنصارى ، ولا يجوز أن نقول عليهم ليسوا مشركين .
قال { عما يشركون } بالفعل , وآية البقرة قال فيها المشركين والمشركات بالاسم , والاسم أوكد من الفعل .( الإسم أوكد من الفعل ) لا تعني أن الفعل لا يثبت الصفة كما يثبتها الاسم . و من ادعى أن الفعل لا يثبت الصفة فعليه الدليل .(1/238)
وأما قوله : { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } فإنها نزلت بعد صلح الحديبية , لما هاجر من مكة إلى المدينة , وأنزل الله سورة الممتحنة , وأمر بامتحان المهاجرين , وهو خطاب لمن كان في عصمته كافرة , واللام لتعريف العهد , والكوافر المعهودات هن المشركات .لم أستشهد بهذه الآية أصلا .
---
أبو علي
09-04-2003, 06:03 AM
هذا الموضوع كنت قد طرحته قبل أكثر من سنة في منتديات أخرى،
وإليكم ما تبين لي فيه:
هل أحل الله نكاح المحصنات من (أهل الكتاب )أم من الذين (أوتوا الكتاب)؟
إن كن من أهل الكتاب فذلك يعني النصارى واليهود،وإن كن من الذين أوتوا الكتاب فذلك يعني اليهود فقط.
الذين أوتوا الكتاب قبل الإسلام هم اليهود والذين أوتوا الكتاب من بعد اليهود هم العرب.
ولقد جعل الله النبوة والكتاب في ذرية إبراهيم،قال تعالى :أم يحسدون الناس على ما ءاتاهم الله من فضله فقد ءاتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وءاتيناهم ملكا عظيما). وحتى المسيح عليه السلام كان من ذرية إسرائيل ورسولا إلى بني إسرائيل وكان يحكم بالتوراة بالإضافة إلى الإنجيل الذي آتاه الله.
والله سبحانه حينما يطلق كلمة (أهل الكتاب ) فإنه يعني بذلك اليهود والنصارى،أما إذا قال :الذين( أوتوا الكتاب) فلا يعني بذلك إلا اليهود . ونفس الشيء نقوله عن القرآن فأهل القرآن هم كل المسلمين من عرب وفرس وترك وغيرهم أما الذين أوتوا القرآن فهم العرب.
ونقرأ في سورة البينة:لم يكن الذين كفروا من (أهل الكتاب) والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة، وما تفرق الذين (أوتوا الكتاب )إلا من بعدما جاءتهم البينة).
فأهل الكتاب هنا هم اليهود والنصارى.أما الذين تفرقوا من بعدما جاءتهم البينة فهم اليهود الذين فهمواالنبوءات التي تتكلم عن رسول الله ولما تحققت تفرقوا إلى فريقين قلة منهم أسلمت والباقي كفروا بما استيقنت أنفسهم واستحقوا غضب الله.(1/239)
أما الآية التي فسرها العلماء أنها تحل للمسلم طعام النصارى واليهود وتحل له نكاح المحصنات من نسائهم فهي : اليوم أحلت لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم....)
هذه الآية تحل طعام الذين (أوتوا الكتاب) والمحصنات من نسائهم وهم بلا شك اليهود فقط ،فهم الذين يذبحون مثل المسلمين ويذكرون على ذبائحهم اسم الله ،ونجد اليهوديات االمتدينات يرتدين الحجاب مثل كثير من المسلمات. أما إذا قلنا إن كلمة(الذين أوتوا الكتاب) هنا تعني أيضا النصارى فإننا بذلك نناقض الآية التي تقول:حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقودة والمتردية والنطيحة....) . وكل الذي ذكر في هذه الآية هو طعام النصارى،فموائدهم لا تخلو من لحم الخنزير بالإضافة إلى الخمر واللحم لا يذبح ولا يذكر اسم الله عليه،فكيف يحرم الله علينا هذا الطعام هنافي الآية 2 من سورة المائدة ثم يحله لنا في الآية 4 من نفس السورة!!! لا شك أننا نحن الذين لم نفهم مدلول الآية.
وأما نساء النصارى فلم نر فيهن من ينطبق علهن وصف المحصنات ،هن متبرجات ومشركات والله حرم على المؤمنين نكاح المشركات في قوله تعالى:ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم...) والنصارى يعتقدون في المسيح اعتقادا مزدوجا :أنه ابن الله وأن الله هو المسيح، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا،فأي شرك أعظم من ذلك وأي كفر أكبر من قولهم إن الله هو المسيح!!
---
أبو علي
09-04-2003, 09:45 AM
أريد أن أضيف توضيحا لما جاء في رد أحد الإخوة حيث أورد بعض اجتهادات العلماء الذين يروا أن النصارى ليسوا مشركين فقال:
أن أهل الكتاب لم يدخلوا في المشركين , فجعل أهل الكتاب غير المشركين , بدليل قوله : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا } .(1/240)
وبدليل قوله تعالى: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة)
أقول : إن العطف في اللغة إما أن يكون عطف مغايرة= عطف ضد على ضد ، كأن نقول : الخير والشر ، الصالح والفاسد، هذا عطف مغايرة.
أو عطف مماثلة ، مثلا :
أمرت خالذا وكل كسلاء القسم بمذاكرة دروسهم،
هنا عطفت الكسلاء على خالد. هل في هذا العطف ما يفيد أن خالدا ليس بكسول؟
كلا، بل خالد أحد هؤلاء الكسلاء ولكنني خصصته بالذكر للأهمية نظرا لأنه مكرر للقسم ورسوبه قد يتسبب في طرده، ولذلك فخالد جدير هنا أن أخصه بالذكر.
كذلك إذا عطف المشركين على أهل الكتاب أو عطف المشركين على النصارى فذلك يعني المماثلة في الشرك.
أما بالنسبة للآية :
( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله و لو كانوا …..) الآية ،
لاحظ كلمة ( حاد الله ورسوله) التي تعني حارب الله ورسوله ، عادى الله ورسوله، قاتل أهل الإسلام....
هؤلاء نهانا الله أن نوادوهم ولو كانوا آباءنا).
أما إذا لم يعادوا الله ورسوله ولم يقاتلونا في الدين فإن الله لم ينهانا أن نبروهم ونقسط إليهم.
---
المقاتل7
09-04-2003, 04:44 PM
الأخ أبو علي :
أعتقد أن المسألة الخاصة بالمقصود بالذين أوتوا الكتاب بحاجة إلى مزيد من البحث حول أصل تسمية النصارى ، ومتى بدأ إطلاقها ، و أصل الحواريين ، و هل النصارى كانت في الأصل طائفة من اليهود قبل رسالة عيسى عليه السلام ، و هل هم بذلك ورثوا الكتاب أم أوتوا الكتاب؟
و أرجو من الأخوة إثراء هذه النقطة التى طرحها أبو علي ..
الأخ أبو علي ..
كلامك لم يتناول أصل الموضوع بالكامل عن أن المقصود بالذين أوتوا الكتاب هو من آمن منهم فقط و قد سقت الحجة في ذلك و لكنك قمت بالرد على جزء يسير منها و لي عودة للتعقيب ..
كما أنك طرحت نقطة تؤيد ما قلته ..
فقوله تعالى ( اليوم أحل لكم الطيبات و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم )(1/241)
و لا يمكن أن يكون المقصود بطعام الذين أوتوا الكتاب إلا طعام الذين آمنوا منهم !!
لأنه لو كان المقصود طعام اليهود والنصارى لكان معنى ذلك نسخ آيات تحريم الخمر و تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه من الذبائح !!
---
المقاتل7
09-04-2003, 09:46 PM
[الأخ أبو علي
( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله و لو كانوا …..) الآية ،
لاحظ كلمة ( حاد الله ورسوله) التي تعني حارب الله ورسوله ، عادى الله ورسوله، قاتل أهل الإسلام....
هؤلاء نهانا الله أن نوادوهم ولو كانوا آباءنا).
أما إذا لم يعادوا الله ورسوله ولم يقاتلونا في الدين فإن الله لم ينهانا أن نبروهم ونقسط إليهم.
من هو من يحادد الله ورسوله ؟
كما في قوله تعالى ( ألم يعلموا انه من يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدا فيها )
يقال حاد الشيء الشيء أي صار بينهما حدا فاصلا ( راجع معاجم اللغة )
و من حاد الله ورسوله هو كل من جعل بينه وبين شرائع الإسلام حدا و لا يشترط أن تكون هناك معاداة ظاهرة أو قتال للمسلمين ، ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب إذا استندنا إلى أسباب النزول .
---
أبو علي
09-05-2003, 07:17 AM
الأخ المقاتل:
الذي يصح أن نقول عنه أنه حاد الله ورسوله هو الذي وقف حاجزا وحدا أمام دعوة الإسلام بكل ما أتي من قوة، ولنأخذ مثلا أعمام رسول الله : أبو لهب وأبو طالب.
أبو لهب وقف أمام الدعوة وتصدى لها بكل ما يملك من قوة ودهاء،وهو بذلك يعتبر محادا للإسلام لأنه صار خصما للدعوة، فاستحق بذلك أن يلعن في القرآن ويلعنه الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما أبو طالب فهو لم يهتد للإسلام ولكنه لم يقف أمام الدعوة ولم يظاهر المشركين على الإسلام، فهل لعن النبي صلى الله عليه وسلم أبا طالب لأنه لم يسلم؟
كلا بل صاحبه في الدنيا معروفا وتمنى له الهداية، ونزل قرآن في ذلك(1/242)
: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) ، لاحظ كلمة ( أحببت) ، لو كان أبا طالب قد حاد الله ورسوله لما أحبه رسول الله لأن الحب من الود، لكن أبا طالب كانت منه مواقف نبيلة تجاه ابن أخيه ودعوته أحبها فيه رسول الله. فمن العدل والإنصاف أن نقابل الإحسان بالإحسان.
والله سبحانه يقول : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).
نعود إلى آية سورة المائدة:
إقرأ الآية إلى أن تصل إلى قوله تعالى : ... والمحصنات من المؤمنات.
الآية هنا ( المحصنات من المؤمنات) تعني أية محصنة آمنت بالله ورسوله سواء كانت يهودية أو نصرانية أو بوذية أو مجوسية أو هندوسية أو وثنية أو مهما كانت ديانتها قبل الإسلام إن أسلمت يحل نكاحها.
لكن الآية لم تتوقف هنا بل عطف عليها : والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم....).
كيف يعطف (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم....).!!!
إذا كان نكاح هؤلاء يستوجب بالضرورة الإيمان بالإسلام وقد مضى بيان ذلك قبل العطف!!،
ما فائدة العطف إذن؟
نلاحظ أن ( المحصنات) الأولى جاءت بعدها ( المؤمنات)، أما (محصنات الذين أوتوا الكتاب) جاءت مجردة بدون أن تتبع كلمة (المؤمنات) لنعلم بذلك أن الله قد أحل للمؤمنين نكاح المؤمنات الإيمان الكامل ( بكل الرسل بمن فيهم رسول الإسلام) وأحل أيضا نكاح المحصنات من الذين أوتوا الكتاب اللاتي يؤمن فقط بما أنزل عليهن
ولذلك جاء ذكر ( محصنات الذين أوتوا الكتاب ) مجردة دون أن يوصفن ب ( المؤمنات).
ويجب أن نأخذ في الاعتبار آية سورة البقرة :
( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن).
اليهود الذين أوتوا الكتاب قص علينا القرآن أنهم وقعوا في ضلالات كثيرة عبر تاريخهم : عبدوا العجل، أشركوا بالله بقولهم : عزير ابن الله ، اتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله.....(1/243)
هذا كله عبر عنه القرآن بصيغة الماضي ، ولا يلزم استمراره إلى الآن إلا إذا ثبت ذلك في القرآن، وحيث لم يرد في القرآن نهي لليهود عن ذلك نفهم أن ذلك الشرك صححه لهم أنبياءهم وانتهوا عن ذلك.
أما النصارى فإن القرآن قص علينا من أنباءهم بصيغة الماضي والمضارع أنهم قالوا ويقولون : المسيح ابن الله، ولذلك ينهاهم القرآن عن قول ذلك بقوله تعالى : انتهوا خيرا لكم.
إذن شرك النصارى واضح ومبين في الكتاب وواقع حالهم يثبت ذلك،
أما اليهود فحصل منهم ذلك في الماضي عبر تاريخهم وصحح لهم ذلك أنبياءهم.
---
المقاتل7
09-06-2003, 04:57 PM
نلاحظ أن ( المحصنات) الأولى جاءت بعدها ( المؤمنات)، أما (محصنات الذين أوتوا الكتاب) جاءت مجردة بدون أن تتبع كلمة (المؤمنات) لنعلم بذلك أن الله قد أحل للمؤمنين نكاح المؤمنات الإيمان الكامل ( بكل الرسل بمن فيهم رسول الإسلام) وأحل أيضا نكاح المحصنات من الذين أوتوا الكتاب اللاتي يؤمن فقط بما أنزل عليهن
ولذلك جاء ذكر ( محصنات الذين أوتوا الكتاب ) مجردة دون أن يوصفن ب ( المؤمنات).1/ العطف هنا كما يظهر لتأكيد و توضيح إباحة الزواج ممن آمنت من أهل الكتاب وبقيت أسرتها أو عشيرتها على الكفر و أصبحت تشترك معهم في صفة ( الذين أوتوا الكتاب). لأن ( المحصنات من المؤمنات )وحدها ليس فيها الدلالة على ذلك .(1/244)
2/ تعبير ( الذين أوتوا الكتاب ) ليس فيه دلالة قطعية على الكفر كما أوضحت فهذا وصف من آمن منهم ومن بقي على كفره ، فما الذي يجعلنا نحمله على الكفر خاصة وقد قال الله تعالى في بداية الآية (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم ) ، فإذا كان طعام الذين أوتوا الكتاب حل لنا فهذا تمهيد ليدل على أن المقصود بالذين أوتوا الكتاب هو من آمن منهم فقط ، لأن اليهود يشمل طعامهم على لحم الخنزير و الخمور حتى المتدينين منهم ( الحاخامات ) إذا هو ليس محرما في ما يزعمون أنه التوراة ـ والمعروف أن اليهود يملكون العديد من مصانع الخمور في العالم، و لو كان طعامهم حل لنا لأبيح لنا الخمر و لحم الخنزير ، إذا فقوله تعالى ( و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ) لا يمكن أن يفهم إلا أن يكون المقصود به من آمن منهم فقط .
3/ لا يمكن التوفيق بين النصوص التي ذكرتها إلا بهذا الفهم ، لأن كلامك ربما كان مقبولا لو استبعدنا كل الأدلة و النصوص التي تنقض ما ذهبت إليه والتي لم تفندها بالكامل .
ويجب أن نأخذ في الاعتبار آية سورة البقرة :
( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن).
اليهود الذين أوتوا الكتاب قص علينا القرآن أنهم وقعوا في ضلالات كثيرة عبر تاريخهم : عبدوا العجل، أشركوا بالله بقولهم : عزير ابن الله ، اتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله.....
هذا كله عبر عنه القرآن بصيغة الماضي ، ولا يلزم استمراره إلى الآن إلا إذا ثبت ذلك في القرآن، وحيث لم يرد في القرآن نهي لليهود عن ذلك نفهم أن ذلك الشرك صححه لهم أنبياءهم وانتهوا عن ذلك.
أما النصارى فإن القرآن قص علينا من أنباءهم بصيغة الماضي والمضارع أنهم قالوا ويقولون : المسيح ابن الله، ولذلك ينهاهم القرآن عن قول ذلك بقوله تعالى : انتهوا خيرا لكم.
إذن شرك النصارى واضح ومبين في الكتاب وواقع حالهم يثبت ذلك،(1/245)
أما اليهود فحصل منهم ذلك في الماضي عبر تاريخهم وصحح لهم ذلك أنبياءهمأنت تحاول هنا أن تقول أن اليهود لا يحملون صفة الشرك مثل النصارى ، ولكن الله تعالى قال ( سبحانه عما يشركون ) في سورة التوبة وهي آخر ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ، و يشركون هنا بصيغة المضارع ، أي أن شركهم كان واقعا وقت نزول الآية التى نزلت بعد آية المائدة ( اليوم أحل لكم ….).
.
---
أبو علي
09-07-2003, 10:41 AM
( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم )
هذه الآية نعيشها واقعيا الآن.
نحن المسلمين الذين نعيش في الغرب نشتري اللحم من عند الجزار المسلم لأنه يذبح حسب الطريقة الشرعية، ومن لم يكن في مدينته جزار مسلم فإنه يشتري اللحم Kocher المذبوح على الطريقة اليهودية لأنه حلال ذبحه الراباي وذكر اسم الله عليه ، وكذلك اليهود الملتزمين فإنهم لا يأكلون إلا اللحم الحلال المذبوح على طريقتهم، أو
يشترون اللحم من عند الجزار المسلم لأنه حلال عندهم ( وطعامكم حل لهم).
اليهود الملتزمون لا يشترون اللحم من السوبر ماركت لأنه غير مذبوح.
الآية اتي ختمت ب (سبحانه عما يشركون) فعل يشركون ( مضارع)
لأنه:
1) هذا حكم عام لكل من أشرك بالله، الله منزه عما أشرك به الأولون وما يشرك به كل مشرك إلى الأبد.
2) لا تنسى أن الآية تتكلم عن اليهود والنصارى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم من دون الله والمسيح بن مريم) والنصارى مازالوا يشركون بالله فمن الطبيعي أن تختم الآية ب : سبحان الله عما يشركون)، فهم الذين قال الله عنهم : كبرت كلمة تخرج من أفواههم..)
تخرج : فعل مضارع يفيد الاستمرار.
قف عند قوله تعالى : (و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم )
المحصنات المؤمنات تفيد أية محصنة مؤمنة على الإطلاق سواء كانت كتابية أم غير كتابية إذا آمنت فإنها تصبح حلالا للنكاح،(1/246)
لماذا جاء العطف إذن : (و المحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم )
مادام حكم المؤمنات منهن قد سبق في : ( المحصنات المؤمنات ) !!!
إذن لا يستقيم التعبير إلا إذا كان العطف عطف شيء مغاير لما قبله، فيكون المعنى هو أن الله قد أحل للمؤمنين نكاح المؤمنات إيمانا كاملا : بما أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل من قبله،
وأحل نكاح المؤمنات إيمانا ناقصا : يؤمنون فقط بما جاء به أنبياؤهم.
وهؤلاء هم بنو إسرائيل الذين ( أوتوا الكتاب) .
---
المقاتل7
09-09-2003, 06:26 PM
كاتب الرسالة الأصلية : أبو علي
قف عند قوله تعالى : (و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم )
المحصنات المؤمنات تفيد أية محصنة مؤمنة على الإطلاق سواء كانت كتابية أم غير كتابية إذا آمنت فإنها تصبح حلالا للنكاح،
لماذا جاء العطف إذن : (و المحصنات من الذين أتوا الكتاب من قبلكم )
مادام حكم المؤمنات منهن قد سبق في : ( المحصنات المؤمنات ) !!!
إذن لا يستقيم التعبير إلا إذا كان العطف عطف شيء مغاير لما قبله، فيكون المعنى هو أن الله قد أحل للمؤمنين نكاح المؤمنات إيمانا كاملا : بما أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل من قبله،
وأحل نكاح المؤمنات إيمانا ناقصا : يؤمنون فقط بما جاء به أنبياؤهم.
وهؤلاء هم بنو إسرائيل الذين ( أوتوا الكتاب) . [/B]
أنت نفسك قمت بالرد على هذه النقطة عندما قلت أن العطف لا يقتضي المغايرة دائما بل قد يدل على المماثلة
و مثال ذلك :
(و إذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ) ، البقرة
فالكتاب هو الفرقان و هو التوراة ،
و عطف المماثلة يكون لبيان المعنى ، فالتوراة كانت فرقانا لأنها تفرق بين الحق والباطل
و العطف في آية سورة المائدة إما أن يكون عطف مماثلة ، أو عطف مغايرة لاختلاف الحال بين المؤمنة في العشيرة الإسلامية والمؤمنة في عشيرة أهل الكتاب الذين نجد منهم من آمن ومنهم من كفر .(1/247)
كما لا يوجد شئ اسمه إيمان ناقص للذين أوتوا الكتاب ، فهم كفار والكفر لا يجتمع مع إيمان كامل أو ناقص
---
أبو علي
09-10-2003, 10:40 AM
(و إذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ) ، البقرة
هنا عطف صفة على موصوف ، كلمة الفرقان ليست مرادفة للكتاب وإنما هي وصف للكتاب ، فليس كل كتاب فرقان وإنما كتاب الله هو الذي يأخذ ذك الوصف.
مثلا : إذا قلت : عمر تلميذ مجتهد ومؤدب، هنا عطف صفة على موصوف، ليست كلمة ( مؤدب) مرادفة ل ( مجتهد) ، قد يكون التلميذ مجتهدا وغير مؤدب ، وقد يكون مؤدبا وغير مجتهد.
أقصد بالإيمان الناقص للمحصنات من بني إسرائيل عدم الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان فقط بما أنزل على بني إسرائيل.
هذه المسألة التي نحن بصددها ذهب أكثر العلماء إلى أن الله قد رخص نكاح الكتابيات حتى ولو بقين على دينهن ، كلامهم صحيح وسياق الآية يتبين منه ذلك، أختلف معهم فقط في أن المحصنات المعنيات بالترخيص هن فقط نساء الذين أوتوا الكتاب ( بني إسرائيل) ولسن نساء أهل الكتاب ( اليهود والنصارى).
---
أحمد القصير
09-10-2003, 07:27 PM
أخي الكريم المقاتل :
الذي فهمته من كلامك أن المراد بالمحصنات في الآية هن المسلمات المؤمنات ( ويشمل الحرائر منهن والمتزوجات والعفيفات )
إذن يكون معنى الآية على قولك هو : ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمؤمنات من المؤمنات والمؤمنات من الذين أوتوا الكتاب .... )
بمعنى أنه أحل لكم المؤمنات من المؤمنات ، والمؤمنات من الذين أوتوا الكتاب ، ولا يخفى أن هذا المعنى ركيك للغاية ، وينبغي أن تصان عنه الآية .
فلم يبق إلا أن يكون المراد بالمحصنات هن العفيفات أو الحرائر حتى لا يكون هناك تكرار في الآية دون فائدة .(1/248)
وأما وصف « الذين أوتوا الكتاب » و « أهل الكتاب » فالأصل فيه أن المراد بهم الذين لم يسلموا ، ولو تأملت خطابات القرآن الكريم لأهل الكتاب لوجدت أن الغالب فيها نداء الذين لم يسلموا منهم ، ولو خرجنا عن هذا الأصل لوقعنا في لبس شديد ، ولا يجوز العدول عن الأصل إلا بدليل ، وما ذكرته أنت من أمثله هو خروج عن الأصل لوجود الدليل وهو السياق .
وقولك : و نخرج من ذلك بقاعدة مؤداها أن وصف ( الذين أوتوا الكتاب) يشمل من آمن منهم ومن كفر.
أقول : هذه الدعوى تحتاج إلى دليل ؛ لأنها خلاف الأصل وخلاف الظاهر ، والمتقرر في قواعد التفسير : أنه يجب حمل نصوص القرآن على المعنى الظاهر المتبادر ، ولا يجوز العدول عن الظاهر إلا بدليل .
---
أحمد القصير
09-10-2003, 08:19 PM
أخي الكريم أبا علي :
قلت حفظك الله :
« والله سبحانه حينما يطلق كلمة (أهل الكتاب ) فإنه يعني بذلك اليهود والنصارى ، أما إذا قال : الذين ( أوتوا الكتاب) فلا يعني بذلك إلا اليهود » أ.هـ
أقول :
هذه الدعوى تحتاج إلى دليل ، وينقضها عدة آيات منها :
1- قوله تعالى : { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنْ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا(153) } [ النساء ]
على قولك يكون المراد بأهل الكتاب في الآية هم اليهود والنصارى ، وهل النصارى هم الذين سألوا موسى ؟ أم هم اليهود فقط ؟
2- وقال تعالى : { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا(159)} [ النساء ]
قال ابن عباس : يعني اليهود خاصة ، ذكره ابن كثير في تفسير الآية .(1/249)
3- وقال تعالى : { يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا(171) } [ النساء ]
فهل يدخل اليهود في هذه الآية ؟
والتحقيق أن « أهل الكتاب » و « الذين أوتوا الكتاب » لفظ عام إذا أطلق في القرآن فإنه يشمل اليهود والنصارى ، إلا أنه قد يراد به « اليهود خاصة » أو « النصارى خاصة » وذلك عند وجود قرينة في الآية ، أو دليل آخر . والله تعالى أعلم .
---
المقاتل7
09-10-2003, 10:45 PM
إذن يكون معنى الآية على قولك هو : ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمؤمنات من المؤمنات والمؤمنات من الذين أوتوا الكتاب .... )
بمعنى أنه أحل لكم المؤمنات من المؤمنات ، والمؤمنات من الذين أوتوا الكتاب ، ولا يخفى أن هذا المعنى ركيك للغاية ، وينبغي أن تصان عنه الآية .
لا بالطبع لم أقصد ذلك ، لكن قصدت أن المحصنات صفة لم ترد في الآيات إلا في وصف المؤمنات فقط ، و هي هنا بمعني العفيفات كما هو ظاهر أو ربما الحرائر إذا كانت (من ) للتبعيض
فلم يبق إلا أن يكون المراد بالمحصنات هن العفيفات أو الحرائر حتى لا يكون هناك تكرار في الآية دون فائدة
لا ليس تكرارا دون فائده ، بل لاختلاف بين حال المعطوف والمعطوف عليه ، فالمعطوف عليه يشمل المؤمنات في العشيرة المسلمة ، والمعطوف يشمل المؤمنات في العشيرة من الذين أوتوا الكتاب والذين قد يسلم بعضهم و يبقي الآخرون على الكفر و يشتركون جميعا في صفة ( الذين أوتوا الكتاب)(1/250)
وأما وصف « الذين أوتوا الكتاب » و « أهل الكتاب » فالأصل فيه أن المراد بهم الذين لم يسلموا ، ولو تأملت خطابات القرآن الكريم لأهل الكتاب لوجدت أن الغالب فيها نداء الذين لم يسلموا منهم ، ولو خرجنا عن هذا الأصل لوقعنا في لبس شديد ، ولا يجوز العدول عن الأصل إلا بدليل ، وما ذكرته أنت من أمثله هو خروج عن الأصل لوجود الدليل وهو السياق .
وقولك : و نخرج من ذلك بقاعدة مؤداها أن وصف ( الذين أوتوا الكتاب) يشمل من آمن منهم ومن كفر.
أقول : هذه الدعوى تحتاج إلى دليل ؛ لأنها خلاف الأصل وخلاف الظاهر ، والمتقرر في قواعد التفسير : أنه يجب حمل نصوص القرآن على المعنى الظاهر المتبادر ، ولا يجوز العدول عن الظاهر إلا بدليل .
لقد ذكرت الدليل على ذلك و هو ( إعاده ) :
أن لفظ ( الذين أوتوا الكتاب ) و( أهل الكتاب ) يدل على من أسلم منهم ومن كفر ، و دليل ذلك :
1/ (و إن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله و ما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله )
آل عمران 199
و لاحظ قوله ( وما أنزل إليكم ) أي إلى الرسول ، ورغم إيمانهم به إلا أن صفة أهل الكتاب لم تسقط عنهم لأن ليس فيها دلالة على إنكار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
2/ ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله ءاناء الليل و هم يسجدون ) آل عمران 113
3/ في آية الجزية ( و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب ) التوبة 29 فدل ذلك على أن الذين أوتوا الكتاب منهم المسلمون الذين يدينون دين الحق و منهم من لا يدين دين الحق .
و الأمثلة كثيرة .. و نخرج من ذلك بقاعدة مؤداها أن وصف ( الذين أوتوا الكتاب ) يشمل من آمن منهم ومن كفر .(1/251)
ظاهر النص أن نكاح الذين أوتوا الكتاب من آمن منهم ومن كفر جائز ، و لكن بذلك سنقع في تعارض للنصوص كما أوضحت من قبل ، و لا يمكن تجنب التعارض الذي ينقض عقيدة الولاء والبراء إلا بهذا الفهم ، وفي مطلع الآية أن طعام الذين أوتوا الكتاب حل لنا ، وطعامهم ( إن كان المقصود من كفر منهم ) فيه الخمر ولحم الخنزير ، فلم أباح العلماء الزواج من نساء الكافرين من أهل الكتاب ولم يبيحوا الخمر ولحم الخنزير ؟لابد أن المقصود طعام من آمن منهم حل لنا .
---
أبو علي
09-11-2003, 10:39 AM
أخي الأستاذ الكريم أحمد القصير حفظه الله
أردت أن أقول أن صفة أهل الكتاب تطلق على اليهود والنصارى لأنهم ينتسبون إلى كتاب واحد .
كتاب اليهود هو التوراة.
وكتاب النصارى هو التوراة + ما يسمونه بالعهد الجديد الذي يحتوي على 4 روايات ( إنجيل) + رسائل بولس ويوحنا ورؤيا يوحنا اللاهوتي.
وبما أنهم يشتركون في الانتساب إلى الكتاب فيصح إذا وجه الخطاب إلى اليهود والنصارى معا أن يخاطبهم ب : يا أهل الكتاب كما في قوله تعالى: قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل.
وإذا خاطب اليهود فقط أو تكلم عنهم فإنه يصفهم بأهل الكتاب كما في قوله تعالى:
{ يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنْ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا(153) } [ النساء ](1/252)
وإذا خاطب الله النصارى فقط أو تكلم عنهم فإنه يخاطبهم ب (يا أهل الكتاب) كما في قوله تعالى : يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم....) النساء 171.
إذن قد يخاطب الله اليهود والنصارى معا بقوله ( ياأهل الكتاب) أو يخاطب كلا منهم على حدة ب ( يا أهل الكتاب) لأنهم يجمعهم كتاب واحد.
أما قوله تعالى ( الذين أوتوا الكتاب) وقوله تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب) فلا تنصرف إلا لبني إسرائيل.
والله تعالى جعل النبوة والكتاب في ذرية إبراهيم عليه السلام، وآل إبراهيم هم بنو إسرائيل وبنو إسماعيل.
---
خالد الشبل
09-12-2003, 10:55 PM
عندي سؤالان ، من فضلكم :
الأول : لو كان موطن الزوج خارجَ جزيرة العرب ، فهل يجوز له ذلك؟ أقصد الزواج منها؟
الثاني : فيمن نزل فيه قوله ، تعالى : ( إنك لا تهدي مَن أحببتَ ) ؟
---
(1/253)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماهي التسمية الصحيحة بدلاً من التفسير العقلي ؟
---
ماهي التسمية الصحيحة بدلاً من التفسير العقلي ؟
---
سلطان الفقيه
03-30-2006, 12:15 AM
الأخوة الكرام :هل هناك تعبير أفضل من هذا التعبير: ((التفسير العقلي))؟
---
روضة
03-30-2006, 12:45 AM
أين المشكلة في هذا التعبير؟
---
سلطان الفقيه
03-31-2006, 01:45 PM
سمعت أن هناك تعبير أفضل من هذا التعبير.
---
روضة
03-31-2006, 03:25 PM
التفسير العقلي هو التفسير بالرأي، أو بالاجتهاد، وهو يعني إعمال العقل بالنص القرآني، وعدم الاكتفاء بالمأثور من الروايات، بل يقوم المفسر بالاستعانة بأدواتِ فهمٍ أخرى، ويعرض الأقوال ويوجهها ويرجح بينها، ويعرض لمسائل لغوية وفقهية، وعقدية... ويُشترط لجوازه شروط، منها أن لا يكتفي المفسر بالعقل ويهمل النقل.
لا أرى بأساً بهذا التعبير، فإن راعى المفسر شروط العلماء التي وضعوها لجواز هذا النوع من التفسير كان تفسيره العقلي محموداً مقبولاً، وإلا فهو من المذموم المرفوض.
---
(1/254)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > س :فضائل السور ووقت نزولها؟
---
س :فضائل السور ووقت نزولها؟
---
مجتهد
11-20-2004, 11:55 PM
السلام عليكم
اخواني الافاضل لدي استفساران
ماهي الكتب التي يمكن ان اجد فيها اوقات نزول السور؟
وماهي الكتب الت تتحدث عن فضائل السور؟
وجزاكم الله خير
---
(1/255)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المؤتمر 29 للمستشرقين الألمان
---
المؤتمر 29 للمستشرقين الألمان
---
موراني
09-21-2004, 10:38 AM
يعقد المؤتمر التاسع والعشرون للمستشرقين الألمان في مدينة Halle في ألمانيا بين 20 الى 23 هذا الشهر .
ونظرا الى أن الأخبار حول هذا اللقاء العلمي باللغة الألمانية في الغالب أود أن أفيدكم بعناوين بعض المحاضرات المتعلقة بدراسات القرآنية :
- اللحن في القرآن . مسائل لغوية وتفسيرية ( ملخص) .
- حول تفسير بعض الآيات القرآنية في الكتاب لسيبويه.
- أقدم مدرسة للغة العربية .
- ملاحظات حول نشأة فقه اللغة وعلاقته بتفسير القرآن .
- يسار نوري أزترك و(العودة الى القرآن) في تركيا .
- التفسير الأدبي في مصر .
- قضية الحكم في التفسير لدي سيد القطب .
- تأريخية القرآن . مناقشات معاصرة عند الأكادميين في تركيا .
http://www.dot2004.de/aktuell.php
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
09-24-2004, 01:46 PM
شكراً لموافاتانا بهذا الخبر . ويا حبذا لو وصلنا لهذه البحوث باللغة العربية أو نتائجها على الأقل.
---
موراني
09-24-2004, 08:16 PM
للأسف , كما هي العادة فلا تنشر هذه المحاضرات ( التي لا تتجاوز 25 الى 30 دقيقة من الوقت) الا بعد عامين أو ثلاثة أعوام , كما لا ينشر جميعها .
تقديرا
موراني
---
الراية
09-24-2004, 10:20 PM
موراني
شكراً لك
بانتظار المزيد
---
موراني
09-24-2004, 11:18 PM
الأخ الكريم , الراية وفقك الله ,
للأسف , ليس هناك مزيد , لانني لم أشارك في هذه المؤتمرات مرة واحدة . وتم اغلاق عضويتي ( من جانبي) في جمعية المستشرقين الألمان نهائيا منذ عامين .
ولكم الخير والعافية
موراني
---
أبو بيان
09-25-2004, 06:01 PM
الأستاذ/ موراني
(إن كان في الجواب فائدة)
ما أسباب إغلاق عضويتك - من جانبك- من هذه الجمعية؟
---
موراني(1/256)
09-25-2004, 06:46 PM
أبو بيان وفقه الله ,
لقد أغلق كثير من الأعضاء (بينهم مستشرقون معروفون ) عضويتهم في الأوان الأخيرة لعدة أسباب . أما أنا فلم أجد تسلية في التصفح في المجلة التابعة للجمعية التي تصدر مرتين في العام . ابتعدت أغلبية المقالات فيها عن الاستشراق الأصيل وتغيرت صورة الاستشراق عما كان عليه حتى بداية الثمانينات تقريبا .
هذا نظري الشخصي بالايجاز ولا أخفيه على أحد بل أذيعها علانية في الملتقى وعندنا في الكلية كذلك . وهناك من يلبي بهذا الرأي مشكورا ومن يرفضه....مشكورا أيضا .
تقديرا
موراني
---
أبو بيان
09-26-2004, 05:29 PM
شكراً كثيراً لك أستاذ/ موراني
أما أنا فأؤيدك, وأشكر لك صراحتك, وحرصك على منهج العلم والعدل في دراستك وتدريسك,
وفقنا الله وإياكم لرضاه.
---
(1/257)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كهيعص و طه
---
كهيعص و طه
---
أبو علي
10-10-2006, 10:04 AM
الحمد لله العزيز الحكيم
قال تعالى : وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
لا شك أن الآيات المذكورة هي على إطلاقها، أي كل آيات القرآن بما فيها الآيات التي هي عبارة عن حروف مقطعة.
اخترت لكم اليوم الفاتحة (كهيعص) و (طه).
أولا : كهيعص.
تدبر الآية (كهيعص) يقتضي ربطها بما قبلها لنعلم مناسبتها مع ما ختمت بها سورة الكهف ، ولتتبين لنا الحكمة في وضع الآيات في موضعها الذي ينبغي أن توضع فيه.
ماذا قال الله في ختام سورة الكهف؟
قال سبحانه وتعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا(107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110).
هذا ما ختم الله به سورة الكهف، فما هو مدلول الآيات 107 ، 108 ، 109 ، 110 من سورة الكهف؟
الآيتان 107 ، 108 : كلام خبري ، والآيتان 109 ، 110 : كلام إنشائي طلبي يحث على الصلاح ، فقبل الحث على فعل شيء وجب الإخبار أولا عن مزايا ومحاسن هذا الشيء.
مثلا : قبل أن ينصح الأب ابنه بوجوب مذاكرته لدروسه ليكون من الناجحين فإنه يذكر له أولا مزايا ومحاسن النجاح كأن يقول له : يا بني إن الناجحين هم الذين يكون لهم مستقبلا زاهرا ...(1/258)
فإذا كان لهذا الأب أبناءا كبارا نجحوا في حياتهم فإنه من الحكمة أن يذكر ابنه الصغير بما آل إليه إخوته من نجاح في حياتهم لتشجيعه وطمأنته وذلك بفضل مساندة أبيهم وتوفيره لهم كل أسباب النجاح...
كذلك الحال هنا ، فبعد ذكر محاسن الصلاح (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا(107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا) وحثه على الصلاح (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) فإنه من الحكمة أن يذكر نماذج من الصالحين الذين كانت لهم جنات الفردوس نزلا مع ذكر فضل الله عليهم(رحمته) ، ورحمة تخلد صاحبها في جنات الفردوس لا تعتبر مجرد (رحمة) بل هي ( رحمت) عظمى يجب أن تتميز رسما( بتاء مفتوحة)، والرحمة العظمي هي الأجدر بالذكر.
إذن فالرحمة العظمى التي تستحق الذكر هي الصلاح ، والصلاح مبني على العلم (علم الصلاح من الفساد فاختار الصلاح)، والعلم لم يأت به من عند نفسه وإنما هو هدى من الله ، و كيف كان هذا الهدى؟ هل هو إلهام من الله أم هو كتاب أنزله الله؟ ، إنه كتاب أنزله الله.
إذن فالصلاح لا يكون إلا عن علم ، والعلم ليس ذاتيا وإنما هو هدى من الله ، والهدى كتاب من عندالله .
إذن فالفضل في صلاح الإنسان يعود إلى كتاب الله ، فالكتاب هو الأجدر بالذكر أولا فهو الذكر نفسه (حكمة ومنطقا) ، أما حكمة فإن الله قال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وأما المنطق فإن خير وسيلة لتذكر أي شيء هي كتابته.
إذن فإن كانت رحمة تستحق الذكر والامتنان بها على الصالحين فينبغي أن تكون هي : الكتاب ، ومضمونه( الهدى ) ، والنتيجة المستفادة منه (العلم والصلاح).
وترتيب هذه الرحمات ينبغي أن يكون كالآتي : 1) الكتاب، 2) الهدى، 3) العلم، 4) الصلاح.(1/259)
هذا ما توصلنا إليه بتدبرنا للآيات التي ختمت بها سورة الكهف ، فهل تلتها سورة أتى الله فيها بنماذج من الصالحين وذكر رحمته عليهم التي هي : الكتاب والهدى والعلم والصلاح؟
نعم ، فالسورة التي تلت سورة الكهف هي سورة مريم ، وهي سورة ذكر الله فيها أمثلة من عباده الصالحين وفضله عليهم ، وهؤلاء الصالحون هم : زكريا ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس عليهم السلام.
السورة ابتدأت بعد بسم الله الرحمن الرحيم بحروف هي : كهيعص ، والآية التي بعدها بينت أن هذه الحروف السابقة هي : ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا.
نلاحظ أن كهيعص ليست مجرد رحمة وإنما هي رحمة عظمى يتجلى ذلك في تميز رسمها (بتاء مفتوحة).
وقلنا إن الرحمة الجديرة بالذكر هي (الكتاب) ومضمونه (الهدى) والمنفعة المستفادة منه(العلم والصلاح)، فهل حرف الكاف من كهيعص هو اختزال ل (الكتاب) ؟، وهل الهاء تعني (الهدى) والعين تعني (العلم) والصاد يعني (الصلاح) ؟.
إذا كان استنتاجنا صائبا يوافق الحكمة فلا بد أن نجد له ما يؤيده في الكتاب في سورة مريم، إذ ينبغي أن تكون الرحمة الممتن بها على أحد من الأنبياء المذكورين هي نفسها الممتن بهاعلى كل واحد منهم.
بالرجوع إلى سورة مريم وجدنا أن كل الأنبياء الذي ذكرهم الله ارتبط ذكرهم بذكر الكتاب : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ َ إِبْرَاهِيمَ ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ َ مُوسَى ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ َ إِسْمَاعِيلَ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إدريس.إذن فمحور السورة يدور حول الكتاب كرحمة عظمى تعتبر مفتاحا لباب الرحمات.
وإذا أخذنا مثلا يحيى عليه السلام فإننا نجد أن أول خطاب من الله ليحيى هو : يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صبيا). لو كانت رحمة أعظم من الكتاب لكانت أولى بالذكر قبل ذكر الكتاب.(1/260)
والمسيح عليه السلام أول ما تكلم في المهد قال : إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا). لو كانت رحمة أعظم من الكتاب لكانت أولى بالذكر قبل ذكر الكتاب.
هذا ذكر رحمت الله عبده يحيى :
يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ = 1) الكتاب.
وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صبيا = 2) ,3)الهدى والعلم (فالحكم بالحق يتطلب الهدى والعلم .
وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا = 4) الصلاح.
وهذا ذكر رحمت الله عبده عيسى :
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ : (1) الكتاب.
وَجَعَلَنِي نَبِيًّا: من لوازم النبوة = الهدى والعلم.
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا : الصلاح.
وبناء على هذه الأدلة ومما سبق ذكره من تدبر بالحكمة فإن نفس الرحمة التي امتن الله بها على الأنبياء هي نفسها التي امتن بها على زكريا ، فالكاف من كهيعص هو : الكتاب ، والهاء : الهدى ، والعين = العلم ، والصاد= الصلاح.
أما الياء من كهيعص فإننا لن نستطيع أن نتوصل إلى معرفتها بالتدبر لذلك أتى الله على ذكر ما يفسر الياء = (يحيى ) ولم يذكر متعلقات الكاف والهاء والعين والصاد باعتبار أننا يمكننا إدراك معناها بالتدبر بالحكمة وبالكتاب.
يحيى عليه السلام يعتبر رحمة الله لعبده زكريا ، فهو رحمة متميزة تستحق الذكر ، فليس كل شيخ هرم وعجوز عاقر يلدان إلا من شاء الله لهما ذلك.
إذن فيحى يعتبر رحمة تستحق الذكر والامتنان بها على زكريا، والرحمة هي كل نعمة تنفع الإنسان ، ولقد استحق يحيى أن يكون ترتيبه الثالث من بين الرحمات فجاء ذكره بين الكتاب والهدى وبين العلم والصلاح لأنه هو أيضا آتاه الله الكتاب والهدى والعلم والصلاح ، ولأنه صالح مع أبيه وصالح مع الله.(1/261)
وإذا أردت أن أضيف ملحوظة أخرى بخصوص سورة مريم فإننا نجد أن الله ترك لنا آية نستدل بها على أن الرحمة الأولى بالذكر هي الكتاب وذلك بتساوي كلمة (ذكر ، أذكر ، يذكر) مجموعها = 7 مرات في سورة مريم.
وكلمة (الكتاب) مجموعها = 7 مرات في سورة مريم.
وتكرر اسم (الرحمن) 16 مرة في سورة مريم، فالذي يتصف بكل الرحمات هو الرحمن ، والذي يتصف برحمة واحدة يوصف بأنه رحيم.
وحيث أن الكتاب هو الرحمة العظمى ومفتاح كل الرحمات فإن الإسم المناسب الجدير بالذكر هو اسم الرحمان، والله تعالى إذا امتن بالقرآن كرحمة عظيمة فإنه يقول : الرَّحْمَنُ،عَلَّمَ الْقُرْآنَ)،
ويقول : طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى، تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا ، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى.
السورة سميت باسم (مريم) لأنها المرأة الوحيدة التي ذكرت ضمن مجموعة من الأبرار الصالحين ، فهي أحق أن تسمى السورة باسمها.
وحيث أن سورة مريم تطرقت للكتاب كأعظم رحمة فإن مطلع السورة التي تليها يجب أن يتكلم عن القرآن الكتاب المهيمن ، فهو رحمة عظمى يهدي إلى الصلاح.
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم، طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى، تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا ، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى.
ابتدأت السورة بحرفين هما : طه. فما هو مدلول طه؟
هل يمكننا فهم مدلول طه استنادا إلى الحكمة؟ وهل نجد في القرآن ما يصدق استنتاجنا؟
استنادا إلى ما سبق ذكره عن خواتيم سورة الكهف وسورة مريم يمكننا الخروج بنتيجة نفهم من خلالها الفاتحة (طه).
قلنا إن الله حث المؤمنين على الصلاح لتكون لهم جنات الفردوس نزلا،
وأتى بنماذج من الصالحين فذكر رحمته عليهم؟
ما الحكمة من ذكر الصالحين وذكر رحمة الله عليهم؟(1/262)
الجواب : لطمأنة المعنيين بالأمر (المؤمنين) . فالطمأنينة هي آية الهدى ، فهي الاستقرار النفسي الناتج عن الاقتناع ، فالشاك لا يقال عنه مطمئن ، والمرتبك والخائف لا يقال عنهما مطمئنان.
إذن فالمطمئن هو الذي على بينة من أمره، أي هو الذي على هدى.
مثلا : إذا نصحت صديقي بمزاولة تجارة ما ليحقق من وراءها ربحا فإن صديقي هذا قد يكون خائفا من المجازفة في هذه التجارة خشية من الخسارة، إذن فما دام خائفا فهو ليس مطمئنا ، فإذا ذكرت أمثلة من الناس الذي تاجروا ونجحوا وقلت له : إن كل من تاجر في هذه البضاعة حقق أرباحا ، فلان صار غنيا وفلان صار مليونيرا ...
فبعد سماعه للأمثلة التي ذكرت اطمأن قلبه لأنه اهتدى (أصبح على بينة من الأمر) أني له ناصح أمين.
كذلك القرآن يحث على الصلاح ويأتي بالبراهين المبينة التي يهتدي بها المؤمنون وتطمئن لها قلوبهم.
وحيث أن سورة طه جاءت بعد سورة ذكر فيها الله نماذج من الصالحين لطمأنة المؤمنين المأمورين بالإيمان بالله وعمل الصالحات فإن أنسب موضع لوصف انطباع المؤمنين بالطمأنينة والهدى هو مطلع السورة التي تلي سورة مريم ، وعبر عنها بحرفين تاركا للعقول تدبرها.
إذن ما توصلنا هو أن : طه = الطمأنينة والهدى.
هل نجد ما يصدقه في الكتاب؟
قال تعالى : طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى.
الطاء تفسرها الآية الثالثة.
الهاء تفسرها الآية الثانية.
مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، بل لتهتدي ، فمن اتبع الهدى لا يضل ولا يشقى.
إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى : الطمأنينة هي التي تزيل الشك والحيرة والخوف والخشية من اتخاذ القرار.
ملاحظة : كنت أودأن ألون بعض الكلمات في النص إلا أنني لم أدر كيف أفعل ذلك.
---
أبو علي
10-12-2006, 07:19 AM
السلام عليكم
القاعدة التي بنيت عليها تدبر كهيعص وطه هي :(1/263)
{النصيحة والحث على تنفيذ الأمر + الاسشهاد بأمثلة تتعلق بالأمر المنصوح به = الطمأنينة والهدى (طمأنة المعني بالنصيحة).
هذه هي القاعدة الحكيمة التي يطبقها كل ذي موعظة أو نصيحة.}
كذلك نراها مطبقة هنا في القرآن :
أما النصيحة والحث على تنفيذ الأمر فهي ما ختمت به سورة الكهف.
وأما الاسشهاد بأمثلة تتعلق بالأمر المنصوح به فهو ما جاءت به سورة مريم.
وأما الغرض الذي تحقق فهو الطمأنينة والهدى (طمأنة المعني بالنصيحة) الذي عبرت عنه سورة طه حتى أن السورة سميت ب (طه) .
وإذا كنت قد استنتجت أن الرحمة التي تستحق الامتنان بها على الصالحين هي الصلاح نفسه فذلك حق ، فلولا فضل الله ورحمته ما صار الصالح صالحا، والصلاح أساسه العلم، والعلم هدى من الله ، ومرجع ذلك كله هو كتاب الله.
وإذا كان أرقى ما توصل إليه الإنسان لصيانة صنعته والمحافظة على صلاحهاهي طبع (كتاب) الكاتالوج الذي فيه إرشادات (هدى) (نتعلم) منها كيفية صيانةاالآلة والمحافظة على (صلاحها) فإن ذلك هو المثل الأعلى عند الإنسان ، ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم.
---
(1/264)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > دعاء وشكر للقائمين على الملتقى .
---
دعاء وشكر للقائمين على الملتقى .
---
يسري محمد
05-29-2006, 01:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أسعدني وسرني الانضمام إلى هذه الكوكبة القرآنية ، سائلاً المولى سبحانه أن ينفع بها ولها ، وأن يبصرها بالحق ، ويهديها سواء السبيل .
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2006, 01:41 PM
حياكم الله وبياكم يا أبا محمد ، فقد سرنا والله انضمامكم إلى هذا الملتقى العلمي الذي يشرف بكم وبعلمكم ، ونحن في انتظار ما تتحفوننا به قريباً من علمكم الذي عرفنا طرفاً منه ينادي على ما ورائه من الغزارة والعمق ، سددكم الله وفتح عليكم .
---
أحمد البريدي
05-29-2006, 04:50 PM
نرحب بالدكتور الفاضل يسري محمد , ونحن بانتظار مشاركاته النافعة .
---
ناصر الماجد
05-29-2006, 05:44 PM
ونحن ـ أستاذي الفاضل ـ بك أسعد.
ونسأل الله ـ عز وجل ـ أن يبارك فيك .
---
مساعد الطيار
05-30-2006, 11:09 PM
حياك الله أبا محمد ، وكتب الخير على يديك ، ووفقنا وإياك لما يحب ويرضى .
---
(1/265)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المنهج السديد في عرض مادة التوحيد
---
المنهج السديد في عرض مادة التوحيد
---
أبو تيمية
10-31-2003, 01:46 PM
المنهج السديد في عرض مادة التوحيد
تجربة ذاتية لتدريس مادة العقيدة
بقلم : د . أحمد بن أحمد شرشال
لماذا مادة التوحيد ؟ !
من خلال تجاربي الشخصية الطويلة مع شرح ابن أبي العز لمتن الطحاوي رحمه الله لمست عزوفاً ونفوراً من قِبَلِ بعض الطلاب في القسم الجامعي عن فهم واستيعابه هذا الشرح .
ولا غرو في ذلك ؛ فقد كنت أعاني شيئاً من ذلك وأقاسيه عندما كنت طالباً ؛
لأن أستاذ هذه المادة كان يتلو علينا هذا الشرح ، ويردد كل ما فيه ؛ ولا ندري كيف
دخل في الموضوع ، ولا كيف خرج منه ؟
ولما صرت إلى ما صار إليه ، وأُسند إليّ تدريس هذه المادة وقعت فيما وقع
فيه أستاذي ، وانتابتني حيرة وارتباك في عرض الموضوع ، وأدركت عدم انسجام
الطلاب مع هذه المادة الأساسية ؛ بل إنني سمعت كلاماً منهم فيه بعض التهوين من
شأن مادة العقيدة .
فتوقفت ملياً في النظر في إعراض بعض الطلاب ونفورهم من هذه المادة ،
وقلّبت الأمر على جميع وجوهه في محاولة لاستكناه الحقيقة وتشخيص الداء .
وبينما كنت أفكر إذ لاح لي أن المنهج والطريقة في عرض موضوعات
العقيدة بأسلوب السرد ، وكثرة حكاية ضلال المتكلمين ، ورصد شبهاتهم ؛ هو الذي
سبّب هذا النفور ، وعكس هذه الحال ؛ فضاع القصد في خضم هذا الركام لا في
العقيدة نفسها معاذ الله وإنما هو في العرض والتقديم .
ومن ثم قمت بهذه المحاولة عساها تكون مرغوبة ، وسطرت هذه الفكرة علها
تكون مفيدة ، وجعلت ذلك بعنوان : (المنهج السديد في عرض مادة التوحيد) .
وطبقت هذا المنهج وهذه الطريقة في تدريسي لهذه المادة الأساسية ، فوجدت
أثره في الطلاب نافعاً والإصغاء إليه كاملاً والتطلع إليه سريعاً ، وتحول النفور إلى(1/266)
رغبة ، والخروج من المحاضرة إلى حضور واستقرار ، وظهر البِشْر على محياهم ؛ وكلما دخلت عليهم قابلوني بوجوه مستبشرة ، وساد في القسم الوئام والاحترام
والتقدير .
ومن باب : (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ... ) ، رأيت
أن لا أستأثر بذلك ، فأسطِّر تجربتي ، وأنقلها لإخواني .
أصل المنهج المقترح :
أقول ومن الله أستمد العون والتوفيق : إن هذه الطريقة لم تخرج عن المنهج
السلفي ، وقصارى ما فيها الجمع والحصر للآيات القرآنية والأحاديث النبوية في
الموضوع ، ثم شرح هذه الآيات ؛ وعن طريق المقارنة والموازنة نصنف المعاني
المشتركة بطريق الشرح اللغوي لمفردات الموضوع وعناصره الأساسية ؛ وهذا لا
يكون إلا بعد الاستقراء والاستنتاج ، وإن كان هذا العمل مرهقاً للأستاذ إلا أن
نتائجه النافعة تنسيه مشقة البحث .
وبعد ذلك نعقب ، ونورد كلام العلماء ونصوص الأئمة : قبولاً ، ورداً ،
ومناقشة واقتباساً واستشهاداً وهنا يكون محل رد الشبهات ودحضها إن كانت لا تزال
قائمة ، وقد تتهاوى تلقائياً .
نماذج تطبيقية :
مفهوم العرش في اللغة والقرآن : وأضرب لذلك مثلاً حياً تطبيقياً إذا كنا
بصدد شرح قول الإمام الطحاوي رحمه الله : (..والعرش والكرسي حق ..)[1] .
معنى هذه الجملة : أن العرش والكرسي حق ثابت بالكتاب والسنة ، و (حق)
خبر المبتدأ وهو (العرش) قال ابن مالك :
والخبر الجزء المتم الفائدة كالله بر والأيادي شاهدة
واقتداء بقوله تعالى : ] وَاًتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا [ [البقرة : 189] على أحد
وجوه التفسير ؛ فإن بابنا الوحيد الذي نلج منه إلى هذا الموضوع هو القرآن والسنة .
ونبدأ بالجزء الأول ؛ لأن كلام الطحاوي تضمن موضوعين : العرش ،
والكرسي ؛ وكلاهما ثابت بدلالة الكتاب والسنة كما سيأتي مفصلاً .
ونقول : إن مادة : (عرش) في جميع صيغها وردت في ثلاث وثلاثين موضعاً(1/267)
في كتاب الله مختلفة الصيغ والأبنية ، وتتفق في معنى مشترك وهو العلو والارتفاع .
قال القرطبي : (وأصل التعريش : الرفع . يقال : عرش يعرش ، إذا بنى
وسقف) [2] .
وقوله : ] وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا [ الواردة في البقرة والكهف والحج
معناها : خلت من السكان ، وتهدمت ، وسقطت سقوفها .
العرش : سقف البيت . والعروش : الأبنية المسقفة بالخشب . يقال : عرش
الرجل يعرش : إذا بنى وسقف بخشب . والعريش سقف البيت .
قال القرطبي : (وكل ما يتهيأ ليظل أو يكنّ فهو عريش ، ومنه عريش
الدالية) [3] يقصد عريش الكرم وهو شجر العنب ؛ فيكون المعنى : سقط
السقف ، ثم سقطت الحيطان عليه ؛ واختاره ابن جرير الطبري . وهذه الصفة في خراب المنازل من أحسن ما يوصف به .
وقريب من هذا المعنى في قوله تعالى : ] وَهُوَ الَذِي أَنشَأََ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ
وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ [ [الأنعام : 141] معروشات : ما يحتاج أن يتخذ له عريش يحمل
عليه فيمسكه وهو الكرم وما يجري مجراه .
وجاء في القرآن معنى آخر للعرش يؤول إلى الأول وهو عبارة عن السرير
الذي يجلس عليه الملك للحكم : أي سرير المملكة ومنه قوله تعالى : ] وَلَهَا عَرْشٌ
عَظِيمٌ [ [النمل : 23] .
حقيقة العرش : وإذا عرفنا معنى العرش في الاستعمال اللغوي واللسان
العربي : فما حقيقته هنا في هذه الآيات السبع ، وفي غيرها مما كان مضافاً إلى الله
عز وجل ؟
الجواب : لا نعلم ذلك ولا يجوز لنا أن نقيسه على الأول ؛ لأن الأول من عالم
الشهادة وهو محسوس وملموس ومضاف إلى البشر ، والثاني من عالم الغيب
ومضاف إلى الله عز وجل والله عز وجل امتدح ] الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ [
[البقرة : 3] .
وطريقنا الوحيد في ذلك : أن نتلمس بعض الأوصاف عند الذين اصطفاهم الله
وأعلمهم بذلك ؛ كما بين ذلك القرآن فقال عز وجل : ] عَالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى(1/268)
غَيْبِهِ أَحَداً (26) إلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ [ [الجن : 26-27] .
ولذلك فإننا نتلمس أوصاف العرش من القرآن ومن السنة فنقول :
ثبت في القرآن أن العرش على الماء : ] وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ [ (هود :7) وثبت أن للعرش قوائم تحمله الملائكة حافين حوله يسبحون بحمد ربهم ؛ فقد قال
تعالى : ] وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [ [الحاقة : 17] وقال في وصفه
أيضاً : ] وَتَرَى المَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [
[الزمر : 75] ، وقال أيضاً : ] الَّذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [ (غافر : 7) ، ثم نتدرج إلى وصف من هو أعلم الخلق بربه ؛ إذ قال : (إن عرشه على سماواته لهكذا) وقال بأصابعه : (مثل القبة .. الحديث) [4] .
وثبت في وصفه أنه فوق الفردوس كما في صحيح البخاري عن النبي : (إذا
سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ؛ فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش
الرحمن) [5] .
ونحن إذ نستعرض هذه النصوص نستنتج أن العرش : سرير ذو قوائم ،
تحمله الملائكة ، وهو كالقبة على العالم ، وهو سقف المخلوقات على الصفة التي
تليق بعرش الله . وقد فهم هذا المعنى بعض الشعراء ، وذكره مشهور عندهم في
الجاهلية والإسلام .
وقال الشوكاني في بيان صفة العرش : (وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة
صفة عرش الرحمن وإحاطته بالسماوات والأرض وما بينهما وما عليهما) [6] .
وحينئذ لا يجوز لنا أن نتجاوز الوصف الذي حدده الله في القرآن وبينه
النبي-صلى الله عليه وسلم- في السنة .
الاستواء في اللغة ، وفي القرآن : ونعود مرة أخرى إلى كتاب الله ناظرين في
معنى قوله : ] اسْتَوَى [ وبيان وجوه استعمالها في القرآن .
حقيقة الاستواء في اللغة : التساوي واستقامة الشيء واعتداله . وورد في كلام(1/269)
العرب على معان اشترك لفظه فيها ؛ فيكون بمعنى الاستقرار ، ويكون بمعنى
القصد ، ويأتي بمعنى العلو والركوب ؛ ويأتي بمعنى المماثلة والمساواة كقوله تعالى : ] هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ [ [الرعد : 16] ،
وجاء بهذا المعنى في سبع عشرة موضعاً [7] . ومنها ما يكون بمعنى بلوغ القوة
العقلية والبدنية وكمالهما ؛ ومنه قوله تعالى : ] وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى [
[القصص : 14] أي بلغ مبلغاً يؤهله لقبول العلم والحكمة .
ومنها : ما يجيء بمعنى الاستقرار والرسو نحو قوله تعالى : ] وَاسْتَوَتْ عَلَى
الجُودِيِ [ (هود : 44) ، وجاءت بمعنى الركوب على الدابة وعلى الفلك كقوله
تعالى : ] فَإذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الفُلْكِ [ [المؤمنون : 28] ومنه قوله
تعالى : ] وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12)
لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ [ [الزخرف : 12-13]
وجاء هذا الفعل هنا متعدياً بحرف الجر ] عَلَى [ الذي فيه معنى الاستعلاء
والركوب .
قال ابن كثير : (لتستووا متمكنين مرتفعين) [8] ، فتكون هنا بمعنى : علا
على الدابة والفلك واستعلى على ظهرها متمكناً منها . وجاء هذا الفعل متعدياً بـ
]إلَى [ في موضعين في قوله : ] ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ [ [البقرة : 29] وفي الآية
11 من سورة فصلت . قال أبو العالية : استوى ارتفع . وقال مجاهد : استوى علا . وقد فسرها الطبري بالعلو بعد أن ذكر أقوالاً كثيرة حيث قال : (وأوْلى المعاني في
قوله عز وجل ] ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ [ علا تبارك وتعالى عليهن ، ودبرهن
بقدرته ، وخلقهن سبع سماوات) [9] . وذكر ابن حجر في تفسير : ] اسْتَوَى [(1/270)
أقوالاً عديدة ثم قال : (وأما تفسير ] اسْتَوَى [ علا فهو صحيح وهو المذهب الحق
وقول أهل السنة ؛ لأن الله تبارك وتعالى وصف نفسه بالعلو[10]. أما الحافظ
ابن كثير : فقد جعل الفعل ] اسْتَوَى [ متضمناً لمعنى القصد والإقبال ؛ لأنه عُدِّيَ
بـ : (إلى) أي قصد إلى السماء [11] وهنا يجب علينا أن نتوقف ونقارن بين هذه
الآيات التي كان الاستواء فيها على الدابة وعلى الفلك بالآيات السبع السابقة التي
كان الاستواء فيها على العرش وإلى السماء ؛ وكلها تعدت بحرفي الجر : ] عَلَى [
و ] إلَى [ فهل يتفق هذا الاستواء بذاك ؟ اللهم ! لا ؛ لأن استواء البشر العاجز
الفاني لا يشابه استواء الكامل المتفرد بألوهيته وربوبيته ؛ فيكون استواء الله على
عرشه يليق بجلاله وسلطانه ، واستواء البشر على مركوبه يليق بفقره وعجزه .
وقد يتماثل اللفظان ولكن يجب أن يعبر كل واحد بمعنى لائق بالمقام الذي قيل
فيه ؛ فالقرآن حكى وصف الهدهد لعرش بلقيس فقال : ] وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ [
[النمل : 23] وبيّن القرآن وصف عرش الرحمن فقال : ] رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ [
[النمل : 26] كلاهما وصف بالعظمة وبينهما من البون ما لا يعلمه إلا الله ؛ فعرش
بلقيس عظيم بين عروش الملوك مثلها ، وعرش الرحمن أعظم ؛ فلا بد من اعتبار
المقام في فهم الكلام .
وهنا يجب أن يتوقف دور العقل والتوهم والتخيل وإفساح المجال للسمع
والنقل وحده ؛ وهو الكفيل بضمان عدم الوقوع في الردى وهو التشبيه والتأويل .
فاستواء البشر على الفلك والأنعام معقول المعنى محسوس مشاهد ، واستواء الله
على عرشه لا تدركه العقول ؛ لأن الأول مضاف إلى البشر ، والثاني مضاف إلى
الواحد الأحد : ] لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [ [الشورى : 11] .
منهج السلف في مثل ذلك :
وهذا هو منهج السلف في إثبات الاستواء لله على وجه يليق بجلاله وكماله من
غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل [12].(1/271)
ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله : (الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ،
والسؤال عنه بدعة) [13] .
قال الحافظ الذهبي في كتاب العلو بعد ذكره لقول مالك : وهو قول أهل السنة
قاطبة : أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها ، وأن استواءه معلوم كما أخبر في
كتابه ، وأنه كما يليق به : لا نتعمق ، ولا نتحذلق ، ولا نخوض في لوازم ذلك نفياً
ولا إثباتاً ؛ بل نسكت ونقف كما وقف السلف ، ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إلى
بيانه الصحابة والتابعون ؛ ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه ؛ ونعلم يقيناً
مع ذلك أن الله جل جلاله لا مثل له في صفاته ولا في استوائه ولا في نزوله
سبحانه وتعالى [14] .
الكرسي في القرآن واللغة : ثم نواصل الشرح إلى الجملة الثانية : (والكرسي
حق) أقول : إن الكرسي حق ثابت في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه-صلى الله
عليه وسلم- ، نؤمن به على ما جاء في كتاب الله ، ولا نشتغل في البحث عن
صفته . وقد ورد في القرآن في موضعين :
أولهما : في قوله تعالى : ] وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا
وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ [ [البقرة : 255] .
ثانيهما : في قوله تعالى : ] وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً [ [ص : 34] .
ويجب علينا بادئ ذي بدء أن نفرق بين الاستعمالين للفظ (كرسي) في الآيتين : الأول مضاف إلى الله عز وجل والثاني مضاف إلى نبي الله سليمان . فالأول
مضاف إلى الخالق ، والثاني مضاف إلى المخلوق . فإذا علمنا هذا فإننا لا نقع في
مزالق المتكلمين ؛ فتماثل اللفظين يجب أن يُفهم من كل منهما معنى يليق بالمقام ،
وإذا تأملنا الكرسي المضاف إلى المخلوق في اللغة نجد أن ابن منظور ذكره في مادة : (كرس) وقال : كرس : تكرس الشيء وتكارس : تراكم وتلازب . وتكرس أسّ
البناء : صلب واشتد .
والكرس : أبوال الإبل والغنم وأبعارها يتلبد بعضها على بعض في الدار ثم(1/272)
قال : والكرسي في اللغة الشيء الذي يعتمد عليه ويجلس عليه كما يقال : اجعل لهذا
الحائط كرسياً : أي ما يعتمد عليه [15] .
أقول : ولعل هذا هو المراد في قوله تعالى : ] وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً [
وهو الكرسي الذي كان يجلس عليه نبي الله سليمان عليه السلام للحكم ؛ فهذا معقول
المعنى ؛ فهو بمقدار ما يسع شخصاً واحداً في جلوسه ؛ فإن زاد على مجلس واحد
وكان مرتفعاً فهو العرش كما تقدم في قوله تعالى : ] وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ [
[يوسف : 100] فهذا هو الكرسي المضاف إلى البشر معقول المعنى ، مشاهد
محسوس ؛ فهو من عالم الشهادة .
أما قوله تعالى : ] وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ
العَلِيُّ العَظِيمُ [ [البقرة : 255] فهو من عالم الغيب كما قدمنا ؛ فيكون طريقنا إلى
فهمه النقل والنص ؛ لأن الكرسي هنا مضاف إلى الله عز وجل . ومعنى هذه الجملة
يقال : وسع فلان الشيء يسعه سعة إذا احتمله وأطاقه وأمكنه القيام به . ولا يسعك
هذا : أي لا تطيقه ولا تحتمله ؛ ومنه قوله : (لو كان موسى حياً ما وسعه إلا
اتباعي) أي لا يحتمل غير ذلك . والمعنى أنها صارت فيه ، وأنه وسعها ولن يضيق
عنها لكونه بسيطاً واسعاً . وقوله : ] وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا [ آده يؤوده : إذا أثقله
وأجهده أي لا يثقله ولا يشق عليه حفظ السماوات والأرض ومن فيهما [16] .
والضمير يعود إلى الله سبحانه وتعالى ويجوز أن يكون للكرسي ؛ لأنه من
أمر الله ؛ فالآية تدل على أنه شيء عظيم دون التعرض لذات الكرسي . وروي عن
عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله : (إن كرسيه وسع السماوات والأرض ،
وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد من الثقل) [17] .
الأقوال في معنى الكرسي :
وهنا يتأخر العقل وينتهي الدور المنوط به ، ويتقدم النقل ؛ فمن التزم النص
والنقل فاز وظفر بالمطلوب ، ومن خالف فقد وقع بالزلل ، ومن هؤلاء :(1/273)
1- جماعة من المعتزلة نفوا وجود الكرسي وأخطأوا في ذلك خطأ بيِّناً .
واختار هذا الباطل : القفال ، والزمخشري ، وقالوا : ما هو إلا تصوير لعظمته
وملكه ؛ ولا حقيقة له ، وقيل هو ملكه [18] .
2- وذهب جماعة إلى أن كرسيه هو قدرته التي يمسك بها السموات والأرض
كما يقال : اجعل لهذا الحائط كرسياً أي ما يعتمد عليه .
3- وقيل إن الكرسي هو العرش رواه ابن جرير الطبري عن الحسن
البصري وذكره ابن كثير واختار هذا جلال الدين السيوطي . قال القرطبي : (وهذا
ليس بمرضٍ) [19] . وقال ابن كثير : والصحيح أن الكرسي غير العرش ،
والعرش أكبر منه ؛ كما دلت على ذلك الآثار والأخبار [20] .
4- وقال جماعة : كرسيه : علمه وهو عبارة عن العلم ، رواه الطبري عن
ابن عباس من طريقين ؛ ومنه قيل للعلماء : كراسي ؛ لأن العالم يجلس على كرسي
ليعلِّم الناس ، ومنه الكراسة التي يُجمع فيها العلم ، ورجح هذا ابن جرير
الطبري [21] ، وهي رواية شاذة عن ابن عباس كما قال الشيخ أحمد شاكر .
5- والمحفوظ عن ابن عباس كما رواه ابن أبي شيبة في كتاب صفة العرش ، والحاكم في المستدرك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى : ] وَسِعَ
كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ [ أنه قال : الكرسي : موضع القدمين ، والعرش لا يقدِّر
قدره إلا الله [22] ، وصحح هذه الرواية الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فقال : (هي
رواية علم الله شاذة لا يقوم عليها دليل من كلام العرب ؛ ولذلك رجح أبو منصور
الأزهري الرواية الصحيحة عن ابن عباس التي تقول : إن الكرسي موضع القدمين ، وقال : هذه الرواية اتفق أهل العلم على صحتها ؛ ومن روى عنه في الكرسي أنه
العلم فقد أبطل) [23] ، ورجحه الشوكاني في تفسيره فقال : (والحق القول الأول
موضع القدمين ولا وجه للعدول عن المعنى الحقيقي إلا مجرد خيالات تسببت عن
جهالات وضلالات [24] والله أعلم . وهنا نطوي الكلام خشية الإطالة .(1/274)
من محاسن هذا المنهج في تعليم العقيدة :
وفي الختام أقول : لعل هذه الطريقة فيها بعض الجدة والابتكار والمرغبة
فتأخذ بمجامع قلب الطالب ، وتؤثر في سلوكه والفضل لله وحده . ومن محاسنها أنه
يتعلم اللغة العربية من خلال الشرح اللغوي لمفردات الموضوع الواردة في القرآن
وتتبع موادها وصيغها المتنوعة ؛ فيكون بذلك حصل له تعلم تفسير القرآن الكريم ؛
وهو مطلوب لذاته .
فهذه الطريقة جمعت بين شرفين عظيمين : شرف الوسيلة ، ونبل المقصد ؛
فالمنهج الذي قصدناه لشرح الموضوع هو في حد ذاته مراد لنفسه إرادة الغايات
والمقاصد ، مطلوب لذاته ؛ بل إنه من أهم المقاصد لفهم معاني الكتاب العزيز ،
ولأن العقيدة لا تنفك عن القرآن ، ومن أهم محاسنها ربط الطالب بالقرآن . ومن
فوائد هذه الطريقة أن يتعلم الطالب الشمولية والاستيعاب لمكونات الموضوع
وأساسياته ؛ فقد اشتملت على ما ذكره ابن أبي العز وزيادات كثيرة ؛ وإن هذا
المنهج خلا من السرد وحكايات ضلال المتكلمين وشبهاتهم إلا لماماً .
ومن محاسنها أيضاً أن يتعلم الطالب العقيدة بطريق غير مباشر ؛ فينبغي أن
تكون نتيجة يبرهن عليها الأستاذ من خلال الكتاب والسنة بالتحليل والمقارنة ،
ويجب على أستاذ المادة أن يجعلها ضالة ينشدها في عرضه ونتيجة يصل إليها فهم
الطالب ذاتياً فتؤثر فيه وتثمر بإذن الله فينقاد ، ويذعن عن طريق الاقتناع الذاتي .
وهذا المنهج موافق للمنطق العقلي ؛ حيث تدرج العرض بالطالب من المعاني
المحسوسة إلى المعاني المعقولة إلى حيث يعجز الإدراك وينقطع الطمع ؛ وحينئذ
نمتطي به سبيل السمع ، ونركب له طريق النص ، فنكل الأمر إلى مولاه ، ونثبت
اللفظ على ما جاء على مراد الله بدون تشبيه ولا تعطيل ولا تأويل ؛ بل نؤمن به ،
ولا نبحث عن حقيقته ولا نتكلم فيه بالرأي . والله أعلم .
________________________
(1) قارن شرحنا بشرح ابن أبي العز ، ص 254 .
(2) الجامع للقرطبي ، 7/272 .(1/275)
(3) الجامع للقرطبي ، 3/290 .
(4) جزء من حديث رواه أبو داود ، 4/369 .
(5) فتح الباري ، 13/349 .
(6) فتح القدير ، 2/211 .
(7) انظر محاسن التأويل للقاسمي ، 7/2704 .
(8) تفسير ابن كثير ، 4/ 130 .
(9) تفسير الطبري ، 1/175 .
(10) فتح الباري ، 13/406 .
(11) تفسير ابن كثير ، 1/72 .
(12) انظر معارج القبول ، 1/109 .
(13) وقد استوعب الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله نصوص الأئمة وأقوال الصحابة والتابعين في كتابه القيم : معارج القبول 1/109 .
(14) محاسن التأويل ، 7/2704 .
(15) لسان العرب لابن منظور مادة : (كرس) .
(16) تفسير ابن كثير ، 1/332 .
(17) ذكره ابن كثير في تفسيره 1/332 .
(18) تفسير الرازي 14/14 .
(19) الجامع للقرطبي ، 2/300 ، زاد المسير ، 1/304 .
(20) تفسير ابن كثير ، 1/333 .
(21) تفسير الطبري ، 3/32 ، فتح القدير ، 1/272 .
(22) تفسير ابن كثير ، 1/332 ، زاد المسير ، 1/304 .
(23) حاشية زاد المسير ، 1/304 .
(24) فتح القدير ، 1/272 .
(*) الكاتب أستاذ في (معهد العلوم الإسلامية والعربية) القسم الجامعي في موريتانيا ، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
مجلة البيان - العدد 122 ص 43
---
(1/276)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تأملات واشارات
---
تأملات واشارات
---
سيف الدين
05-26-2006, 09:28 PM
أتذكر اني امضيت سنوات طوال في درس الشريعة الاسلامية, وخضت غمار كتب ومؤلفات, وقرأت في كتب الفقه والتاريخ والفلسفة والمنطق واللغة ..
أذكر اني قرأت آلاف الصفحات حينها ..
وأذكر جيدا ان في كلية الشريعة تلك, كان نصيب القرآن من الدراسة والبحث لا يتجاوز ال100 آية في احسن الاحوال من بين أكثر من 6000 آية .. اي ما معدله 10 صفحات من القرآن الكريم كاملا الذي يقدّر باكثر من 600 صفحة ..
الذي يجيد القسمة والنسبة سيجد الامر يستحق النظر!!!
المهم, في نهاية الامر أعطيت اجازة .. في ماذا؟؟ لا اعلم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
---
سيف الدين
05-28-2006, 12:21 AM
كان يربكني ان ادرس العقيدة في كليتنا الشرعية .. كانت المصطلحات معقدة, وكنت اخال انها السبب في تسمية العقيدة بهذا الاسم .. فهناك واجب الوجود, وهناك الموجود بالقوة والموجود بالفعل, وهناك الواجب العقلي, والجائز العقلي, والمستحيل العقلي , وهناك ايضا نظرية الكسب, والسببية , والكلام النفسي .. ومصطلحات كثيرة ... باختصار لم اعد اذكر من تفاصيل ذلك الشيء الكثير ..
غير اني اذكر ان الجزء المخصص للاعتقاد في الله كان يحوي على أجزاء من ايات قرآنية كقوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} و {ليس كمثله شيء} بالاضافة الى ايات كثيرة تتكلم عن يد الله وكلامه وعينه ووجهه ....
أجل اجزاء من ايات قرآنية, جمعت وفصلت وافضت الى صورة الاله في اذهان المؤمنين ..(1/277)
رغم ان التصور - حسب ما قرأنا عن الفرق الاسلامية - لم يكن واحدا, الا ان الجميع - وحسب ما فهمنا ايضا - كان ينطلق من نقطة محورية يرجو ان ينتهي اليها في ابداء جميع حججه وهو تنزيه الله سبحانه وتعالى .. وحتى الذين قالوا بقدم العالم كانوا ينطلقون من تنزيه الله, غير ان الاخرين كانوا يرون ان في اثبات قدم العالم قدح في الذات الالهية ..
كانت النوايا الطيبة المحرّك الخفي, وكانت الامور في تجردها يجمعها نية طيبة واحدة وهي تنزيه الاله, وكانت هناك الاسئلة المشكلة التي تتوجه من الخصوم الى بعضهم حول ما سيؤول اليه التنزيه في حال القبول بمقولة الاخر ...
وكانت هناك ايضا مثلا مسألة الكسب .. واستأنست انني لست الوحيد ممن لم يفهم منها شيئا عندما قرأت كتب التاريخ والملاحظات حولها.. ولا يعني ذلك اني ضد كسب الاشعري او معه, فانني عاجز عن اخذ موقف اصلا لانني لم افهم شيئا من الموضوع .. الانسان لا يخلق عمله وانما يكسبه .. هل الانسان يكسب ارادته ايضا ؟؟؟ حقيقة اشياء لم افهمها ...
اثناء الامتحانات كنت احاول جاهدا ان اتذكر المصطلحات كما هي بصيغها, لأني لو حدث - لا قدر الله - وأجبت بفهمي لكنت وقعت في الكفر دون ان اعلم , مما يعني انني سوف ارسب في "العقيدة" لا محالة ... !!!!!!
على اي, جهلي لا يسعف في ان يكون ركيزة او حجة في نقد المواضيع التي تدرس في العقيدة, غير اني كنت آمل في ان يعاد النظر في "العقيدة" كعنوان لكل ذلك الذي درسناه من مواضيع, ولعل عناوين اخرى كـ"علم الكلام" او ما شابه يكون أدلّ, وان يبسط في العقيدة مواضيع يفهمها القاصي والداني والصغير والكبير, حتى اذا ما سئل عن عقيدته يجيب, ولا يدخل أمه وأباه واولاده في متاهات واجب الوجود, والجائز عقلا, والمستحيل شرعا ...(1/278)
ابراهيم عليه السلام عندما اراد ان يحاجج الملك فتح كتاب الكون امامه, وشرع يشير الى الموت والحياة والليل والنهار, عسى ان يكون في ذلك بعث لحياة التفكر والتدبر ...
نسيت ان اخبركم, لقد حصلت في مادة العقيدة على 90 من 100 .. واعوذ بالله من شر الـ10 علامات التي لم احصّلها ..!!!!!!!!!!!!!!!!
---
سيف الدين
06-08-2006, 09:18 PM
تأملت في الفقه الاسلامي .. الفقه الاسلامي في الغرب والفقه الاسلامي في الشرق - ان ما زالت تصح كلمة الشرق والغرب ..
ففي الغرب الفقه الاسلامي = مجموعة من التنازلات
اما الفقه في الشرق فهو المضمون للخطاب الاسلامي
وبين هذا وذاك ضاع الخطاب الاسلامي, وضاعت خطوط الالتقاء والافتراق مع الامم الاخرى في عالمية الرسالة ...
ربما اكون مسرفا فيما اقول, غير ان للقارىء ان يأخذ ما يريد ويدع ما يريد ...
أذكر حين اثيرت قضية الحجاب في فرنسا, استطعنا تحويلها الى قضية فقهية بامتياز, وتحدثنا يومها عن الضرورات التي تبيح المحظورات, وعن المواطنة, وعن احترام العادات والتقاليد, وعن عدم جواز مخالفة الشرع, ووجوب الالتزام بالحجاب مهما كان الامر ... كان الفقه هو المحرك الاكبر للردود الاسلامية .. ورسمنا في اذهان الاخرين خطوط الحوار مع الاخر, واخشى ان اقصى ما استطعنا رسمه هو ان ديننا عبارة عن مجموعة من القضايا الفقهية ...
وفي الذاكرة صور كثيرة لكثير من الحوارات التي نشهدها بين مسلمين يجعلون من قضايا فقهية مسائل اشبه ما تكون بالمسائل العقدية حيث ان الاجتماع او الافتراق يصبح مرهونا بالتوافق على هذه القضايا الفقهية ...
ومن اللافت ان لكل فرقة من الفرق الاسلامية الموجودة على الساحة اليوم مجموعة من القضايا الفقهية, والتي اصبحت بطاقات تعريف او اوراق ثبوتية .. فبدلا من ان نسأل مسلما ما عن انتمائه الحزبي بشكل مباشر , يقوم طرح بعض القضايا الفقهية بالمهمة بسرعة مماثلة ...(1/279)
وكثيرا ما تبني بعض الاحزاب او الفرق الاسلامية مواقفها السياسية على مواقف فقهية, ويكون موقفها من الدائرة السياسية هو موقف فقهي لا اكثر ولا اقلّ ...
واخشى اننا امام الاخر, اصبح اسلامنا هو مجموعة من قضايا فقهية, قلّت اوكثرت, في رأس القائمة الحجاب والعمليات الاستشهادية والفائدة البنكية ...
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-09-2006, 10:08 AM
هل الأولى أن تُكتب (يفقِّهُّ) بهاء واحدة أم بهائين يفقهه وتقرأ فقط يفقهُّ ، أي أن واجب القارئ أن يُدغمها لا الكاتب! كما نفعل في (أردت) فنقرأها أرتُّ ولا نحذف الدال في الخطّ. أهذا هو الصواب إذن لأننا ندغم في الخطّ فقط ما هو من أصل الكلمة مدغماً ،أما إذا كان أحد الحرفين ضميراً فلا نفعل خطّأً بل نفعل نطقاً.؟فإذا ربتُّ على كتفك أبتاء واحدة أم تائين؟ نرجو من الإخوة أولي الباع في الخطّ والرسم إفادتنا مشكورين.
وقد لفت انتباهي مرّةً كتاب منسوب إلى أبي حنيفة النعمان يشكُّ فيه المحققون اسمه(الفقه الأكبر) يقول في مقدمته: اعلم أن الفقه في الدين أفضل من الفقه في العلم... فلفت انتباهي إلى إعادة التفكير في الحديث(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) الذي تذكره كتب الفقه حجةً شرعيةً لوجودها. فاتجه تفكيري إلى التساؤل الآتي:
أيكون قصد النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذن أن الفقه في الدين هو علم التوحيد والكلام وأصول الدين وفقه الموقف من الرأسمالية والاشتراكية والوجودية واليهودية والنصرانية والجهاد والثورة على الحكام والعمالة والإمامة وتوزيع الثروات والولاء للقبيلة في أي حدود وللدولة في أي حدود والبيعة وميتة الجاهلية والموقف من شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً؟والملل والنحل والموت والحياة؟(1/280)
أم أن قصده صلى الله عليه وسلم أحكام الطهارة والمياه التي يجوز بها التطهير سبع مياه ، وما الطاهر المطهر المكروه وغير المكروه، وما دون القلتين ، وحكم السواك وجلود الميتة ، والحيض والنفاس والجنابة وأركان الصلاة وهيئاتها ، وهل تحريك الإصبع في التشهد واجب ؟وكيف كان يحرك؟ وما الحكمة من التحريك؟ ووضع الأيمان على الشمائل وهل هو وضع أم قبض؟ وموضع الوضع تحت السرة أم فوقها؟ والهبوط على الركب أم على الأيدي مما أسأل الله أن يغفر لي إنفاق نفيس الوقت في كثير منه. وربما فقدت بعض أصدقائي لأنني لم أتخذ موقفه أو لم أذكر بخير من علَّمه التعصب لإحدى هاتيك الاختيارات؟!!! ثمّ ندمتُ فيما بعدُ حين علمتُ أن الفقهاء غير متفقين على (وضع اليدين) ونحن نختلف في الموضع!!!؟
فقد علمتُ متأخِّراً أن هؤلاء كانوا يرسلون أيديهم كما يفعل اليوم المالكية والزيدية والإباضية والروافض:فقد حكي القول بالإرسال عن:
1-عبدالله بن الزبير
2-الحسن البصري
3-النخعي
4-ابن سيرين
5-رواية عن مالك وهو الأشهر وعليه جمهور أهل المغرب من أصحابه وجمهورهم
6-الليث بن سعد وقال:يرسلهما، فإذا طال عليه ذلك وضع اليُمنى على اليُسرى للاستراحة
7-الأوزاعي: قال هو مخيَّرٌ بين الوضعِ والإرسال
[نقله صاحب موسوعة الإجماع 2/652 عن : الترمذي 1/388، والمجموع للنووي 3/270، والمغني لابن قدامة 2/9]
هل كان هؤلاء يُصلون مختفين عن أصحابهم وجماهيرهم؟ أم أن كلا منهم كان قدوةً للمصر الذي هو فيه؟!!
ثمّ بعد أن اطلعت على ذلك دبّ في خلدي من الأفكار ما لا تعلمون!
تساءلتُ عن العلاقة بين (الفقه والمحدثين)(1/281)
ولماذا شاع مذهبهم قديماً ولماذا يشيع حديثاً؟وأقصد بقديماً القرن الثالث إذ قد بدا لي أن القرن الثاني كان على طريقة الفقهاء، ثم بدأ نفوذ أهل الحديث يدبُّ في صفوف الفقهاء لأسباب معظمها غير علمي.أعني أن الفقهاء كانوا في الواقع أقرب إلى السنة من المحدثين على خلاف الرأي الشائع.
هذا ما أداني إليه تفكيري في النصوص التي اطلعت عليها من القرن الثاني .
وهل لنا أن نتساءل عن نوع طريقة التفكير التي نفهم بها ، وقبل ذلك نختار بها النصوص؟
هذه تساؤلات أظنّ أنها جديرةٌ بالتفكُّر لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد.
فتساؤلات الأخ سيف الدين لا تنم إلا عن صدقه مع نفسه.والصدق مع النفس هو الخطوة الأولى نحو الصلاح والصلاح لأنه يعني (إعلان الجهل) وهذه القفزة لا يقوى عليها إلا ألو النفوس الكبيرة.
لقد قال أبو يوسف القاضي(وهي منسوبةٌ أيضاً إلى إبراهيم بن سيار النظام): "إنّ العِلمَ لا يُعطيك بعضه حتى تُعطيه كُلَّك". فما أروع كلمة الأخ سيف الدين أنه قد منح إجازة لا يدري في ماذا؟
وقد نمت كلمات الأخ سيف عن أنه من أحد بلدان المغرب، لأن للمغرب من قديم صدقاً افتقد بعضه كثير من أهل المشرق. وهذا هو السر ،أو بعضه، في أنّ عُلماء المغرب بعد القرن الثالث للهجرة هم صفوة علماء الإسلام.
---
سيف الدين
06-12-2006, 05:23 PM
الاخ الدكتور عبد الرحمن الصالح ...
بارك الله فيك ولفت نظري اشارتك المهمة:
"قد بدا لي أن القرن الثاني كان على طريقة الفقهاء، ثم بدأ نفوذ أهل الحديث يدبُّ في صفوف الفقهاء لأسباب معظمها غير علمي.أعني أن الفقهاء كانوا في الواقع أقرب إلى السنة من المحدثين على خلاف الرأي الشائع." ولربما وقفنا لاحقا على ما تفضّلت به ...
---
سيف الدين
06-12-2006, 05:36 PM
قرأت مؤخّرا عن دواء للاطفال مضادّ للاسهال تعدّه احد الشركات وهو مصنوع من ارز معدل وراثيا بجينات بشرية ...(1/282)
وكنت منذ بضع سنين قرأت في مجلة الكفاح العربي عن احد المطاعم في تايلندا والتي تقدم لحوما بشريا (أجنّة) كأحد الوجبات .. وكان وقتها سعر الجنين المجهض بـ 50 $ اما سعر الجنين الذي يولد ميتا فـ 75 $ ... وكنت تساءلت عمّا يمكن ان يفعله التجّار باللحوم والعظم الذي لن يباع عندهم, وتذكّرت الصابون والسمن والشحوم وتفكّرت فيمن هو الرقيب على مصانع من استباح اكل لحوم البشر ...
وكنت قد قرأت مؤخّرا ايضا عن شامبو يحوي على منشّط للهرمونات الانثوية, وقد لوحظ علامات البلوغ المبكّر على بعض الفتيات دون سن التاسعة ممن استعمل هذه الانواع من الشامبو ...
ومنذ فترة كنت اتسوّق مع صديق لي في احد المولات الضخمة عندما تناول علبة معجون من الطماطم ونظر اليّ قائلا: ما رأيك في هذا النوع؟
قلت: لا ادري أحلال هي ام حرام ...
نظر مشدوها وابتسامة عريضة رسمها على وجهه وقال: لا تخف مكتوب عليها "ذبح على الطريقة الاسلامية" واطلق العنان لضحكة تردّد صداها في المول الضخم ...
---
سيف الدين
06-24-2006, 01:22 AM
كنت اتخيّل, اتصوّر, او احلم ..
تخيّلت انه في مدينتي الكبيرة, يوجد هناك مصلى صغير في كل حيّ .. وفي كل مصلى صغير يوجد لجنة صغيرة .. تقوم هذه اللجنة الصغيرة بجمع اشتراكات من اهالي الحي .. اشتراك أسبوعي او شهري او سنوي ...
ليكن ذلك على سنة او سنتين او لنقل عشرا .. بعدها يمكننا , لا ان ندفع تكاليف علاج الفقراء, بل ان نبني مستوصفات صغيرة .. مستوصفات صغيرة في احيائنا الصغيرة .. مستوصفات تقوم بفحص دوري لكل واحد من ابناء الحي .. حتى اذا ما وجدنا مرضا قد بدأ نسرع اليه بالعلاج قبل ان ندفع الالاف او الملايين .. حتى اذا ما وجدنا ان هناك كوليسترول في الدم, نبهنا المريض الى ذلك قبل ان نضطر الى فتح قلبه بعد ان يغلق الكوليسترول شرايين هذه الامة ...(1/283)
ثم يمكننا ان نبني مستشفى عظيما .. مستشفى فيها كل التخصصات .. مستشفى لا نموت على ابوابها او نموت قبل ان ندخلها .. مستشفى تكون للجميع, وفيها من الطبابة ما هو الارقى والافضل اطلاقا .. قد تسمع كلاما من بعض اصحاب المستشفيات الخاصة, لا يهمّ .. الافضلية لانقاذ الارواح على انقاذ الجيوب ..
مستشفى ندفع لها قبل ان ندخلها .. ندفع لها محتسبين اجرنا على الله تعالى .. ندفع لها سائلين المولى ان يبعدنا عن اسرّتها وان تعود بالخير على من يبتليه الله بامراض الدنيا ..
بعد ان نفعل ذلك, لن نسأل عن حكم شركات التأمين .. وسنشعر بالراحة لاسباب عديدة:
1- لن تأخذ شركات التأمين اموالنا بعد اليوم الى غير رجعة
2- لن تضحك علينا عقود تأمين تقول ان ما تدفعه هو هبة, وبذلك يتحوّل المحظور الى حلال عبر العاب لفظية
جلّ المطلوب لنبدأ هو مسجد صغير, مسجد لا يدعو مع الله احدا .. هذا هو اصعب ما في الامر!!!
---
سيف الدين
06-28-2006, 04:05 PM
في حوار مع زميل لي يؤمن بالعبثية, ذكر لي آيات من القرآن الكريم تتحدث عن محاججة ابراهيم لقومه حين سالهم عن آلهتهم: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ} (72) سورة الشعراء .. فتوجّه اليّ بالسؤال قائلا: واني بدوري اسألك نفس السؤال عن الربّ الذي تؤمن به: هل يسمع دعاء الملايين من الناس منذ احتلال فلسطين عام 1948؟ ثم عقّب قائلا: كنت اتابع ما يحدث في البلاد العربية عشية هجوم امريكا وبريطانيا على العراق, وقد نصح آنذاك احد الدعاة المشهورين في العالم الاسلامي المسلمين بالصيام والابتهال الى الله سبحانه وتعالى في ان يردّ كيد العدو في نحره ... غير ان الذي حدث يبرهن بشكل جليّ ان الله لم يستجب لملايين المسلمين كذلك .. اعود وأسألك: هل يسمع الله دعاء المسلمين اذ يدعون؟(1/284)
بالطبع ان الزميل مخطىء جدا, فان الذي يستدلّ عليه قد ردّ عليه القرآن الكريم, كما ردّ على الملايين الذين يدعون في العالم الاسلامي حين قال:
{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (75) سورة النساء
هذه الاية حجّة على الزميل, وحجّة ايضا على كل الذين يدعون .. هذه الاية تعلّق اجابة دعاء المستضعفين بالمسلمين انفسهم, ويرسم السياق تعجّبا من عدم اجابة دعاء المستضعفين ونصرتهم ... هذه الاية تجعل المسلمين انفسهم مسؤولين عن اجابة دعاء المستضعفين في فلسطين والعراق وجميع بلاد المسلمين ...
كفانا استنزافا للدعاء ...
---
سيف الدين
07-07-2006, 02:34 PM
قالوا عن هذا الحديث الشريف انه يعدل ربع الدين, وقال آخرون ثلثه وقيل نصفه ...
هناك مقولة تقول ان كل شيء يحمل نقيضه, فالحياة تحمل سنن الموت والموت يحمل سنن الحياة, وان كان البعض قد ذهب الى ان هذا الحديث يمثّل نصف الدين فقد يعني هذا ان ما نصّ عليه هذا البعض قد يحمل النقيض ان لم ننتبه ونع – طبعا بناء على المقولة التي أسلفنا ...
لننظر الى ما يقوله الغرب عنا عندما حاربنا الروس في افغانستان, واقتبس هنا من كلام جيل كيبل, باحث فرنسي:(1/285)
"بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية كانت سنة 1979 سنة المخاطر, بوصول خميني للسلطة واخذ الرهائن في السفارة الامريكية في طهران, وتقدم الجيش الاحمر الى كابول الذي وضع الاتحاد السوفيتي على قاب قوسين او على بعد خطوات من آبار البترول الخليجية. وقد أطلق الجهاد في أفغانستان لتلقين السوفييت ما يشبه هزيمة فيتنام خاصة بهم. سلمت وكالة المخابرات المركزية الامريكية سي آي أ, منذ صيف 1979 صورايخ ستينغر الى المجاهدين الافغان. ووجدت بعض الدول في ذلك فرصة لاحتواء وجمع كافة الحركات الاسلامية السنية التي يوجد فيها متطرفون لارسالهم الى جبهة الجهاد للقتال ضد "الشيطان الشيوعي الملحد" بدلا من رؤيتهم يصرخون مع الخميني "الموت لأمريكا". وهؤلاء النشطون هم في نفس الوقت المجاهدين الافغان ولكن ايضا الـ"جهاديين" الذين هم جزائريون ومصريون وسعوديون وأتراك, أناس من كل صوب, كل من هو مهتاج ومستنفر داخل الحركة الاسلامية, جمعوا في معسكرات للتدريب في بيشاور وشجعوا على الذهاب للجهاد مع فكرة: "اذهبوا الى هناك واستشهدوا ان امكن ذلك" .. كانت هذه قضية من ذهب بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية على عكس ما حصل في فيتنام. فليس شباب "تكساس" هم الذين يذهبون ليقتلوا على أيدي السوفييت, بل الملتحون الذين ليس لهم أي قيمة في سوق الانتخابات الامريكية. ..."
حسب هذه النظرة, يكون المستثمر الاكبر لموت مئات من النوايا الطيبة على ارض افغانستان هي الولايات المتحدة الامريكية التي قامت منذ عهد قريب بابادة جماعية لمئات متبقية منهم في طورا بورا وغيرها ...
ان النوايا الطيبة واخلاص النية مع سوء تقدير للامكانيات المتاحة او للعلاقات القائمة قد يأتي بنتائج عكسية, كما كان الحال في افغانستان ...(1/286)
المفكر الاسلامي جودت سعيد أكّد على ان العمل الصالح هو نتيجة عرس لزوجين وهما النية الطيبة (الاخلاص) والصواب, وان سير الاخلاص بعيدا عن الصواب قد يأتي بنتائج كارثية, وان الاخلاص وحده لا يكفي لأم تبكي على ابنها كي تنقذه من مرضه الا بذهابها الى طبيب, كما ان النية الطيبة لاسعاد الاف المشردين ببناء مساكن شعبية لهم لا تكفي بعيدا عن التخطيط الحسن حيث ان هذه المساكن قد تتحول الى مقابر جماعية .
هل سنستفيد من درس افغانستان لنقرأ العراق من جديد؟ ام ستكون الولايات المتحدة هي دائما الذي يسبقنا بخطوة بينما نحن نجيّش النفوس احياء لفتنة سنّة وشيعة ويقطف الانتصار الامريكي الصليبي الحاقد على الاثنين معا؟!!!!!!!!!!!!!!
---
سيف الدين
07-11-2006, 05:07 PM
لا أقول ان العبرة في القصة هي ما سأقول , ولكن لعلّ ما سنتحدث عنه هي احدى العبر لا غير ..
لا تخفى قصة اصحاب الكهف عن كثير من الناس, وربما رويناها لأطفالنا قبل النوم, نحثّهم على التمسّك بالايمان كما فعل اصحاب الكهف الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم وقادهم القدر الى كهف فغطّوا في سبات عميق ثم استيقظوا بعد ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا ..
لطف الله بهؤلاء الفتية الثلّة المؤمنة لا يخفى, كما أن في بعثهم ربما كان نوعا من الاعجاز للناس الذين استيقظ هؤلاء الفتية في زمنهم فدفع بعضهم الى الايمان بالله, ربما ..
استيقظ الفتية, وما زالت قلوبهم تحفظ عهدا قديما قطعوه على انفسهم منذ ما يقرب من ثلاثمائة سنة .. فهم رغم مرور هذه الفترة الكبيرة لم ينسوا هذا العهد .. وقد يقول قائل: لكنهم لم يشعروا بثقل الايام لأنهم كانوا نائمين, فلا عبرة هنا .. وقد يكون الجواب ببساطة مماثلة: معك حق ايها القائل الكريم ..(1/287)
نعود الى لطائف اخرى ذكرتها قصة اصحاب الكهف وهو تقليبهم ذات اليمين وذات الشمال, فقد قال بعض المفسرين ان ذلك جاء مراعاة للسنن الالهية في مخلوقاته حتى لا تتعفّن اجسادهم .. هذا التفسير يدعونا الى وقفة قد تستغرق منا ما لبثه اصحاب الكهف في كهفهم, او قد تستغرق يوما او بعض يوم كحال لسان استيقاظهم .. السؤال هنا: اذا كان التقليب هنا هو مراعاة للسنن الالهية, فهذا يعني ان ما حدث كله قد يكون له سنن ربما باستطاعة المرء ان يصل اليها, حيث ان حاجة هؤلاء الفتية الى الطعام والشراب هي اكثر من حاجتهم للتقليب ... وحسب الاية مقرونة بالتأويل السابق, فان هناك احتمال ان يغط المرء في سبات عميق لمدة مئات السنين ثم يستيقظ .. ربما يضيف البعض الى هذا الاستنتاج ان نوحا عليه السلام وبشهادة القرآن الكريم قد عاش نحوا من 950 عاما ..
على كلّ هذه مجرد اشارة وقد تصدق او تكذب, ونترك للعلم ديدنه, ولنتابع العبرة التي مهدنا لها بشيء ربما خرجنا به عما نريد ..
اصحاب الكهف استيقظوا بعد سبات عميق, غير ان السياق القرآني لا يذكر لنا الا الشيء اليسير بعد بعثهم, ثم يشير الى موتهم واتخاذ الناس مسجدا قريبا من مدفنهم الذي ربما كان في الكهف ..
في هذا الموت السريع لهم بعد البعث اشارة سريعة , وهي انه رغم الايمان العارم الذي كان يفيض به قلوب هؤلاء الموحدين الا انهم لم يستطيعوا ان يكملوا مشوارهم في عصر يبعد عن عصرهم ما يقرب مسيرة ثلاثمائة سنة .. انها لفتة للذين يدخلون كتب التاريخ يعيشون الاحداث التي سطرها كتّابه بكل حماسة واخلاص وولاء ثم يستيقظون في عالم آخر يبعد ما يقرب اكثر من 1000 سنة او اكثر عن مجتمعات كتب التاريخ .. ان الايمان وحده لا يسعف هنا, وان الاخلاص وحده لا يسعف بل لا بد من وعي للواقع بكل تفاصيله, ومن المجدي احيانا ان نبعد عن المقايسة التاريخية, والاّ فالموت بالانتظار, والموت سنة من سنن الله وخلق من خلقه يسبّح بحمده(1/288)
---
أبو فاطمة الأزهري
07-13-2006, 01:13 PM
الأخ سيف الدين قولك : كان يربكني ان ادرس العقيدة في كليتنا الشرعية .. كانت المصطلحات معقدة, وكنت اخال انها السبب في تسمية العقيدة بهذا الاسم .. فهناك واجب الوجود, وهناك الموجود بالقوة والموجود بالفعل, وهناك الواجب العقلي, والجائز العقلي, والمستحيل العقلي , وهناك ايضا نظرية الكسب, والسببية , والكلام النفسي .. ومصطلحات كثيرة ... باختصار لم اعد اذكر من تفاصيل ذلك الشيء الكثير .. أهـ
هذه الموضوعات من موضوعات الكلام ـ كما أشرت بعد ـ الذي ذمه السلف وقال عنه الشافعي حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في الأسواق ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة. وقال عنه أبو يوسف : من طلب العلم بالكلام تزندق .
وعلى من أراد العقيدة أن ينظر في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ففيهما الغنية أما النظر في الكون فهو مؤكد وليس مؤسساً .
---
سيف الدين
07-13-2006, 07:43 PM
الأخ سيف الدين قولك : كان يربكني ان ادرس العقيدة في كليتنا الشرعية .. كانت المصطلحات معقدة, وكنت اخال انها السبب في تسمية العقيدة بهذا الاسم .. فهناك واجب الوجود, وهناك الموجود بالقوة والموجود بالفعل, وهناك الواجب العقلي, والجائز العقلي, والمستحيل العقلي , وهناك ايضا نظرية الكسب, والسببية , والكلام النفسي .. ومصطلحات كثيرة ... باختصار لم اعد اذكر من تفاصيل ذلك الشيء الكثير .. أهـ
هذه الموضوعات من موضوعات الكلام ـ كما أشرت بعد ـ الذي ذمه السلف وقال عنه الشافعي حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في الأسواق ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة. وقال عنه أبو يوسف : من طلب العلم بالكلام تزندق .
وعلى من أراد العقيدة أن ينظر في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ففيهما الغنية أما النظر في الكون فهو مؤكد وليس مؤسساً .(1/289)
الاخ ابو فاطمة ..
بارك الله في مرورك الكريم, ولك ان تسترسل في جملتك الاخيرة ففيها اشارة مهمة ويا حبّذا لو تزيدها ايضاحا ...
---
سيف الدين
07-18-2006, 02:13 PM
كان في أجمة ثلاثة ثيران: أبيض وأسود وأحمر، ومعهم فيها أسد، فكان لا يقدر منها على شيء لاجتماعها عليه.
قال الأسد للثور الأسود والثور الأحمر: لا يدل علينا في أجمتنا إلا الثور الأبيض، فإن لونه مشهور، ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكله صفت لنا الأجمة.
فقالا: دونك فكله.
فلما مضت أيام، قال للأحمر: لوني من لونك، فدعني آكل الأسود لتصفو لنا الأجمة.
فقال: دونك فكله.
ثم قال للأحمر: إني آكلك لا محالة.
فقال: دعني أنادي ثلاثا.
فقال: افعل.
فنادى: ألا إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض.!
الى هنا تنتهي القصة القديمة, ولكن ...
ولكن يقال انه بعد ذلك, وبعد مرور عدة قرون ,وفي نفس الاجمة اجتمعت ثيران ثلاثة أبيض وأسود وأحمر, ومعهم فيها أسد, فكان لا يقدر منها على شيء لاجتماعها عليه.
قال الأسد للثور الأسود والثور الأحمر: لا يدل علينا في أجمتنا إلا الثور الأبيض, فإن له لونه مشهور, ولوني على لونكما, فلو تركتماني آكله صفت لنا الأجمة.
فقالا: وهل تحسب اننا نسينا ما فعل جدك الاسد مع جدودنا الثيران الثلاثة, انه درس تعلمناه بغريزتنا, ولن نجعل لك علينا سبيلا, فابتغ رزقك في غير هذا المكان.
وهنا استيأس الأسد ونفض يديه الفارغتين, وولّى لا يلوي على شيء..
وجاء الاسد على ثلاثة من البشر, واستأذنهم في أن يعيش بينهم في أجمتهم فسمحوا له .. وكان هؤلاء الثلاثة من بلدان مختلفة: أبيض وأسود وأحمر ..
بعد عدة أيام, قال الاسد للبشري الاسود ووالبشري الاحمر: لا يدل علينا في أجمتنا إلا البشري الأبيض, فإن له لونه مشهور, ولوني على لونكما, فلو تركتماني آكله صفت لنا الأجمة.(1/290)
عكف البشريان الاسود والاحمر على التفكير: قال الاسود في نفسه: ان حصتي من هذا الثروات ستكبر بعد ان يموت الابيض وقد آخذ كل شيء لان الاحمر ضعيف لا يقدر على شيء ويريد منّى ومن الابيض الرضا... وقال الاحمر في نفسه: ان حصتي من هذه الثروات ستكبر, كما انه من الانسب لي ان اكون الى جانب القوة الكبرى وهو الاسد استظل بحمايته ويكون عونا لى على التفرقة العنصرية التي لقيتها من قبل الابيض والاسود ..
وبعد تفكير وتحليل قال البشريان الاسود والاحمر للأسد: دونك فكله ..
ثم ان الاحمر قرر ان يمضي في خطته, فخلا بالاسد يوما وقال له: ما أرى انه يفسد علينا أجمتنا واجتماعنا الا البشري الاسود, فلا أراني الا انتظر موته بفارغ الصبر ..
علم الاسد ان البشري الاحمر قد كشف ظهر البشري الاسود, فانتظر الى ان جاع, وهجم على البشري الاسود على مرأى من البشري الاحمر, فاستنجده الاسود وقد أصبح بين فكيّ الاسد, فأجابه الاحمر : أتذكر استهزاءك بي وبلوني وبعرقي؟ أتذكر يوم جلست تضحك عليّ انت والابيض وتقولان: قد عرفنا الابيض, وقد عرفنا الاسود, فما بال الاحمر؟! الان تستنجد بي وأنتما لم تألوا جهدا في الحطّ من قدري والامعان في ذلّي وقهري, وتسخيري لخدمتكما حتى مللت, فذوقوا ما عملت ايديكما, وان الالهة تسخّر الطبيعة لتسحق من يظلم ويفتري ...
وبعد أيام, جاع الأسد, فأقبل على الاحمر قائلا: إني آكلك لا محالة .. ولكن أخبرني قبل أن أجهز عليك: لم لم تتعظ من قصة أسلافي مع الثيران الثلاثة, وقد اتعظ أخلاف الثيران وطردوني؟
قال البشري الاحمر: كنت أحسبك أذكى من ذلك يا أسد ......
ان الثيران حيوانات بينما نحن بشر نملك القدرة على الفهم والتحليل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
---
سيف الدين
07-18-2006, 08:04 PM
يروى ان كتابا مرّ بقلم مكسور حزنا فسأله: ما لي أراك مهموما مكسورا؟
قال: اما ترى ما فعلت الايام بي ..(1/291)
في البدء كنت ريشة طائر حرّ يطير في الفضاء, أعانق حبر الارض واخطّ به عليك حرّ الفكر ... ثم جاءت السلاطين والطغاة فأحرقوك فعاد الحبر الى الارض رمادا يغذي الفرائس التي تأكلها طيور السماء فأحس بالحبر في داخل ريشتي يعيد الحياة الى الفكر من جديد .. كانت تكتمل دورة الحياة بين الريشة والمداد, تكتمل مع دورة الكون والكائنات والطبيعة التي خلقها الله...
ثم امتدّ بي الزمان الى وقت عصيب, حيث حولوني الى آلة وحولوا حبري الى وهم شاشة, ووصلوا حرّ الكتابة بالانترنت التي يمسك بها الامريكي .. اضحوا وامسوا يحاربون صوتي بلمسة زر, ويمحون حبري وكأنه لم يكن .. لم يعد حبري يرجع الى الارض, بل يتلاشى, يتلاشى وحسب ..
لقد فصلوني عن حبري وفصلوا حبري عني, واصبحت دورة حياتي تحكمها الاقمار الاصطناعية واجهزة التجسس الامريكية التي ترقب كلماتي .. أصبحت كلماتي ذا وجهة واحدة وخط سير واحد, فمتى ألتقي بحبري, وأعلن فكّ قيدي وأسري؟
---
سيف الدين
07-30-2006, 12:23 PM
كانت عيناه ترقصان فرحا وهو يكمل قصته .. كان في الثامنة عشر من عمره وقد توزعت لحيته على قسمات وجهه شيء هنا وشيء هناك .. أكمل قائلا : "ثم دعاه ابوه الى سطح المبنى لكي يصلح هوائي التلفاز, ثم غافله ودفعه عن حافة السطح ليسقط من اعلى المبنى الى الارض ميتا .. الله اكبر .. هل رأيت ايمان هذا الاب .. انه يذكرني بالصحابة في معركة بدر عندما لم يتردد المسلمون في رفع السيوف في وجوه ابنائهم وآبائهم المشركين .. حقا لا زال هناك ايمان عظيم في هذه الامة .. ولو رأيت كم هلّل المصلّون في المسجد بعد ان روى امام المسجد هذه القصة لهم .."
هذه هي نهاية قصته .. لقد كان يروي هذا الشاب قصة شاب ارتد عن الاسلام فاستتابه ابوه ثلاثة ايام, ولما أصر الشاب على ردّته, تعرفون ما حصل ..(1/292)
وتطايرت قصة هذا الاب المؤمن بين اوساط الشباب وسرت في عروق دمائهم الساخنة ورسمت صورا كثيرة ووصلت الحاضر بالماضي من جديد .. لقد صار هذا الاب يمثّل احد الصحابة وبركة من بركات الزمان ..
"سامح الله هذا الاب, لقد ضيّق الشيطان على الابن فعجّل به ابوه الى النار!"
اصفرّ وجه الشاب بعد ان كان وجهه يكاد يتقاطر دما من حماسته: "ماذا تقصد؟"
أتراها كانت جريمة قتل؟؟؟؟؟؟؟؟
كم طرف اشترك فيها؟
وهل كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليقتل جميع من شارك فيها؟
---
سيف الدين
08-01-2006, 01:28 PM
رأيت ذلك ولم يخبرني به أحد .. رأيت ذلك على احد الشاشات بينما شاشات أخرى تعرض مذابح قانا والخلاف بين فتاوى الفقهاء في جواز ردّ العدوان عن لبنان او تحريمه ..
تمساح يفتح فمه ليتلقف سلحفاة صغيرة, عمرها لا يزيد عن بضع ساعات, وقد غطى الرمل كل جسدها .. كانت خطواتها متعثرة .. ما زالت هشة على قساوة الطبيعة ... يأخذها التمساح بين فكيه, يقلّبها قليلا ثم يزحف الى النهر ليتركها هناك تسبح بسلام ..
لطالما هاجمنا غريزة الحيوان, ولطالما قلنا ان البشر قد تجاوز مرحلة الغريزة بأشواط .. أيّة أشواط وأيّة غريزة؟؟ كم نحن بحاجة الى غريزة الحيوان في هذا الوقت وأن نريح انفسنا من عناء التفكير قليلا!!!!!!!!!
---
صادق الرافعي
08-01-2006, 02:27 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه
أما بعد : فبارك الله فيك أخي سيف الدين فإلى متى هذا الهوان :
يا أمتي انتزعوا صباحك عنوة *** فمتى يعود الصبح للشطآن
ياأمتي آن الأوان لصحوة *** فاستبشري بالفجر في بركاني
حارت عقول الناس بين مذاهبي *** لاتهتدي بالنور من قرآني
تجري وراء الغرب في لهث وهل *** سيحقق الغرب الغريق كياني
تجري وراء الغرب الف تساؤل *** عز الجواب فذاك ما أبكاني(1/293)
عبثت بنا أيدي اليهود وحفنة *** ممن يبيع الدين للشيطان
في كل يوم تستباح مدينة *** أين الذين تهزهم أحزاني
أين الذين تشدوقوا بعروبة *** وجنين تصفع وجه كل جبان
أاين الحقوق وقد أبيدت أمة *** وأنا الملام إذا صرخت كفاني
سل مدعي حفظ الحقوق لهرة *** هل هرة أولى من الانسان
كل الحقوق مصانة في عرفهم *** إلا حقوقك أمة القران
إني وإن يكن البكاء نقيصة *** أبكي لحالك سائر الأ زمان
وأظل أنسج بالقصيدة بيرقا *** حتى يرفرف إن بدت أكفاني
---
سيف الدين
08-02-2006, 05:42 PM
يجمع المسلمون على ان هناك وثيقة كتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاهد عليها اليهود في المدينة ..
أجل الرسول صلى الله عليه وسلم دخل في عهد مع اليهود رغم تاريخهم العفن من قتل للانبياء وانكار للرسالات .. كانوا يتفننون في اختراع ما يعجز الانبياء الذين أرسلهم الله اليهم .. ونسبوا الى الله سبحانه اقوالا عجيبة يملؤها الكفر والجحود فقالوا بأن الله فقير وقالوا بأن يد الله مغلولة ونسبوا الزنى الى مريم بنت عمران عليها السلام وحاولوا قتل عيسى عليه السلام واضف الى تلك القائمة الشيء الكثير الكثير من الاقاويل والاراجيف التي كانوا يملؤون بها مدينة الرسول الكريم .. رغم كل هذا الطويل المتعفّن, قام الرسول صلى الله عليه وسلم بمعاهدتهم .. وبيّن في الصحيفة الحقوق والواجبات وننقل من البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله تعالى:
".... وان يهود بني عوف أمة مع المؤمنين, لليهود دينهم وللمسلمين دينهم, مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فانه لا يوتغ الا نفسه واهل بيته .... وإنه من قتل فبنفسه الا من ظلم .. وان بينهم النصر على من دهم يثرب ..."(1/294)
فاليهود في المدينة أمة مع المؤمنين ويبقى كل فريق على معتقده, فليس هناك صراع بين الفريقين يقوم على اساس الاختلاف في العقيدة, ولا يجوز لفريق ان ينبذ العهد بحجة الاختلاف في العقيدة, رغم كل ما تحمله عقيدة اليهود من استهزاء بالله وبالرسل .. إقرأ التوراة لتجد انبياء تقوم بالفواحش ..
ثم ان الذي ظلم – حسب العهد - مسؤول عن نفسه فحسب, وان القاتل يجني على نفسه فحسب ..
ثم اذا هوجمت يثرب فان على الجميع الدفاع عنها, يهودا ومسلمين ..
ماذا حصل بعد ذلك؟
كان في المدينة بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة ..
قام بنو قينقاع بنقض العهد .. فماذا فعل الرسول؟ هل اعلنها حربا على اليهود جميعا؟ هل أجلى بني النضير وبني قريظة؟
لم يفعل ..
ثم قام بنو النضير بنقض العهد .. فماذا فعل الرسول الكريم؟ .. ان الرسول عاقب بني النضير ولكنه لم يمسّ بني قريظة ..
الرسول لم يحمل احدا وزر احد رغم العلاقات العميقة التي كانت قائمة بين هذه القبائل الثلاثة ..
بالمقارنة مع الشيعة اليوم:
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نحتاج لأفق سياسي لأهل السنة بعيدا عن أمريكا حتى نستطيع ان نرى المقارنة بوضوح ...
---
سيف الدين
08-19-2006, 03:29 PM
أي هلال ينتظر المسلمون هذا العام؟ هل هو هلال سايكس بيكو الذي تعودنا عليه وألفناه ردحا من الزمن؟ ام انه هلال الشرق الاوسط الجديد؟
هل حقا ان الصيام في البلاد العربية الاسلامية هو تبعا لرؤية الهلال؟
على أية حال, رمضان, شهر الرحمة اصبح على الابواب .. وتستطيع ايها الصائم الكريم ان تفعل التالي:
1- ضع خارطة العالم العربي (حسب تقسيم سايكس بيكو) أمامك ..
2- خذ قلم رصاص, وارسم الأهلّة في كل بلد عربي حسب ظهورها الزمني(1/295)
يجب ان لا تتفاجأ اذا وجدت بلدا بدأ شهره مبكرا بينما كل البلدان المحيطة به بدأ شهرها متأخّرا .. الفتوى الشرعية جاهزة, فلا تبتئس: فهناك من يقول بأن لكل قطر رؤيته, وهناك من يقول بأن الرؤية واحدة لجميع الاقطار .. فالمسالة خلافية كما ترى ولكلّ أدلته .. ولكني الى الان لم أجد جوابا بخصوص تحديد القطر الذي يتكلمون عنه: كم كيلومترا مربعا هو القطر؟ وهل كل بلد عربي هو قطر بذاته؟ وهل لبنان الذي لا يرى على خريطة العالم هو قطر مقارنة مع السعودية؟ هل حقا يجب ان نعتبر لكل بلد عربي رؤيته؟ واذا اعتبرنا ذلك, ألا يعدّ هذا تكريسا لسايكس بيكو؟ أي انه حتى في صيامنا الذي جعله الله جل وعلا لذاته: "كل عمل ابن آدم له الا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به", اصبح لسايكس بيكو نصيب كبير جدا منه ..
على أية حال, نرجع اليك ايها الصائم الكريم .. خذ أقلاما ملونة الان, وصل الأهلّة ذات الزمن الواحد بلون واحد .. انظر مليّا سترى أمامك خطّا أحمر قاني يجمع أهلّة من يؤيّد الشرق الاوسط الجديد, وولادة الشرق الاوسط الجديد الذي ستسبح في فلكه آلاف الأهلّة ..
---
الطبيب
08-20-2006, 12:03 AM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
أخي الحبيب ...
لابن القيم رحمه الله رسالة بعنوان: (جواب في صيغ الحمد)، بين فيها أن الصيغة التي ذكرتها لا تنبغي وربما قال لا تشرع، نسيت الآن ...
راجعها فضلاً لا أمراً، والله من وراء القصد ... محبك.
ودمتم ،،،
---
(1/296)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ارجوا المساعدة
---
ارجوا المساعدة
---
مسلم السعدون
04-07-2006, 10:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
انا باحث في علم الوجوه والنظائر وابحث عن هوية اخر طبعة لكتاب التصاريف ليحيى بن سلام مع صفحة واحدة _على الاقل_ عن محتوى الكتاب.
ولكم الاجر
---
(1/297)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من الذي آمن من قوم لوط عليه السلام
---
من الذي آمن من قوم لوط عليه السلام
---
أبو عبدالرحمن المقدسي
06-26-2005, 09:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
قرات لاحد الاخوة الافاضل أن الذي آمن من قوم لوط عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام ابنتيه فقط فما مدى صحة هذا الكلام بارك الله فيكم
---
(1/298)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تساؤل من طلبة قسم التفسير
---
تساؤل من طلبة قسم التفسير
---
أبو معاذ البلقاوي
08-31-2003, 06:35 AM
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده..... وبعد :
فيتساءل كثير من طلبة العلم الذين أدركوا أهمية علم التفسير ، وكذا طلبة الأقسام القرآنية الجامعية ، والمنتسبون الجدد في مرحلة الدراسات العليا ( الماجستير ) عن خطة علمية تأصيلية لمن أراد أن يخوض عباب هذا العلم البارك إذ إن الحصيلة العلمية للداخلين في هذا التخصص سطحية إن صح التعبير ، ولذا فإني أناشد المشايخ الفضلاء وضع النقاط على الحروف في هذا الموضوع حتى يكون هداية لكل من أراد فهم كتاب الله عز وجل.
وجزاكم الله خيرا.
---
(1/299)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول طبعات كتاب الإتقان ؟
---
سؤال حول طبعات كتاب الإتقان ؟
---
خالد الباتلي
04-25-2003, 08:33 PM
ما تقويمكم لتحقيق : فواز زمرلي لكتاب ( الإتقان ) للسيوطي ؟
وهل هناك طبعة أفضل منها ؟
وجزيتم خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
04-25-2003, 08:56 PM
طبعات كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي :
نظراً لأهمية هذا الكتاب فقد تعددت طبعاته ، وكثرت نشراته في الشرق والغرب فمنها :
1- طبعة صدرت في كلكته عام 1271هـ
2- طبع بمصر أيضاً سنة 1278هـ.
3- أعيد طبعه بمصر سنة 1279هـ.
4- طبع مرة أخرى بمصر سنة 1279هـ.
5- وفي عام 1306هـ أعيد طبعه بمصر بمطبعة عثمان عبدالرزاق وبهامشه إعجاز القرآن للباقلاني في جزأين.
6- طبع بالمطبعة الميمنية بمصر عام 1317هـ.
7- وبالأزهرية بمصر عام 1318هـ.
8- ثم طبعة حجازي بالقاهرة سنة 1368هـ
9- صور في بيروت بعالم الفكر سنة 1380هـ
10- طبع في القاهرة بمطبعة مصطفى البابي الحلبي في جزأين بمجلد واحد وبأسفله إعجاز القرآن للباقلاني.
11- ولا يزال يصدر في طبعات مصورة عن هذه الطبعة حتى حققه الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم في أربعة أجزاء ونشره في مكتبة المشهد الحسيني في القاهرة سنة 1387هـ
12- ثم صورت هذه الطبعة في بيروت في المكتبة العصرية سنة 1407هـ
13- كما صور عن هذه الطبعة في إيران وهي في مجلدين سنة 1343هـ
14- ثم قدم للكتاب وعلق عليه محمد شريف سكر ومصطفى القصاص ، وطبع في بيروت في دار إحياء العلوم ، وفي مكتبة المعارف بالرياض سنة 1407هـ.
15- وأخيراً قام بالتعليق عليه الأستاذ الدكتور مصطفى ديب البغا وطبعه في دار ابن كثير بدمشق الطبعة الأولى سنة 1407هـ . وهذه من أجود الطبعات للكتاب في مجلدين. وقد طبع الطبعة الثالثة سنة 1416هـ(1/300)
وأما الطبعة التي سألت عنها - وفقك الله - فلا أعلم عنها شيئاً. ولعل الإخوة الذين اطلعوا عليها يفيدوننا حولها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
خالد الباتلي
04-26-2003, 04:13 PM
جزاك الله خيرا على هذا العرض الطيب
وسلمت لنا يامشرفنا العزيز
---
راجي رحمة ربه
02-01-2004, 06:54 AM
سعادة الأستاذ الشهري
جزاك الله خيرا
وما شاء الله تعالى.
لقد بهرتني تلك المعلومات التي جمعتها في تلك الأسطر القليلة.
لكن هل لي أن أسألك سؤالا.
من أين حصلت على هذه المعلومات التاريخية القيمة.
هل هو اهتمام شخصي أم أن هناك كتب جمعت مثل هذه المعلومات النادرة.
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2004, 11:42 PM
أخي الكريم راجي وفقه الله
هذا طرف مما عندكم وفقكم الله ، وليس في الأمر ما يبهر ، وإنما هي معلومات تسقطتها من كتب تاريخ التراث منذ مدة ، وعلقتها على غلاف طبعة الإتقان التي معي ، ونحن نحتاج مثل هذه المعلومات في التدريس ونحوه ، فلما سأل عنها أخي الكريم خالد الباتلي وفقه الله نقلتها هنا فقط. وهي مبذولة على كل حال في الكتب التي اعتنت بدراسة الإتقان مؤخراً وبأوعب مما كتبتُ فيما أظن إن شاء الله.
---
أبومجاهدالعبيدي
09-15-2006, 05:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أثناء بحثي في مكتبات اليمن الشقيق في شهر رجب الماضي وجدت في إحدى المكتبات طبعة جديدة للإتقان بتحقيق كل من الدكتور محمود أحمد القيسية ، والأستاذ محمد أشرف سيد سليمان الأناسي .
نشر مؤسسة النداء ، وتقع في خمسة مجلدات.
وقد ذكر المحققان أنها اعتمدا على نسخ خطية مع الرجوع إلى الطبعات القديمة ، وخاصة طبعة محمد أبو الفضل إبراهيم واستدركا ما وقع في الطبعات السابقة من أخطاء وتصحيفات.
---
د. أنمار
09-15-2006, 05:59 PM(1/301)
15- وأخيراً قام بالتعليق عليه الأستاذ الدكتور مصطفى ديب البغا وطبعه في دار ابن كثير بدمشق الطبعة الأولى سنة 1407هـ . وهذه من أجود الطبعات للكتاب في مجلدين. وقد طبع الطبعة الثالثة سنة 1416هـ
.
طبعا هي جودة في ظاهرها أما في حقيقة الأمر فالأمر للأسف الشديد لا يعدو إعادة صف الكتب بحرف واضح وغلاف جديد. ولم أر فيها خدمة تذكر للكتاب سامحهم الله، وما صحيح البخاري بخاف عنكم.
---
مروان الظفيري
09-15-2006, 07:07 PM
أخي الدكتور الباحث المدقق
عبدالرحمن الشهري
جزاكم الله خيرا على هذا التقصي الدقيق
لطبعات الإتقان للعلامة جلال الدين السيوطي
ولكن الكتاب ـ بحد علمي ـ وللآن لم يجد العناية اللائقة به
وأما طبعة البغا فهي مسروقة من طبعة أبي الفضل إبراهيم
حذوك القذة للقذة ، وبعجرها وبجرها
وعايشناها منذ الساعة الأولى لصدورها
ولو ـ فقط ـ صنع لها فهارس فنية تخدمها
لأسدى للغة القرآن خدمة لاتنسى
سامحه الله
وكان أستاذنا العلامة الجليل ـ علامة الديار الشامية ـ
أحمد راتب النفاخ ، رحمه الله ، وبرد مضجعه ، يقول عن هؤلاء :
قتلتهم شهوة إخراج الكتب ، ومن ثمة المباهاة بكثرة مايطبعون !!!!!!
---
عبدالرحمن الشهري
09-15-2006, 08:59 PM(1/302)
الدكتور أنمار وفقه الله : أتفق معكم فيما تفضلتم به ، وكنت ذكرت هذا في رد سابق حيث قلتُ :وأما أفضل طبعة لكتاب (الإتقان في علوم القرآن) للإمام السيوطي رحمه الله (911هـ) فهي - حسب علمي - فيما هو مطبوع الآن طبعة الدكتور مصطفى ديب البغا ، التي طبعتها دار ابن كثير ، وهي أفضل من حيث جودة الطباعة والحرف، كما أنه خرج الأحاديث تخريجاً مختصراً في الغالب ، وقد اعتمد على الطبعات التي قبله ولا سيما طبعة المحقق الكبير محمد أبو الفضل إبراهيم. وللإتقان طبعات كثيرة تجد خبرها هنا إن شئت. غير أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على وشك إصدار طبعة محققة للكتاب ، وسبقت الإشارة إلى ذلك في هذا الملتقى. انظر هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1329) .
وأرجو ألا يطول انتظارنا للإتقان أكثر من هذا عن مجمع الملك فهد ، فقد مضى على البدء به سنوات ، وأظنه الآن على وشك الصدور .
---
أبو حسن
09-16-2006, 01:08 PM
ما رأيكم في طبعة مكتبة المعارف بالرياض التي تقع في جزئين
---
إبراهيم الحميضي
09-16-2006, 03:19 PM
وهناك طبعة أخرى بتحقيق أحمد بن علي نشرتها دار الحديث في القاهرة 1425 ، في مجلد واحد ، وقد انتقد محققها طبعة محمد أبو الفضل ، وهذه الطبعة أفضل الطبعات التي اطلعت عليها من حيث التحقيق والإخراج.
---
د. أنمار
09-17-2006, 10:28 AM
وهناك طبعة أخرى بتحقيق أحمد بن علي نشرتها دار الحديث في القاهرة 1425 ، في مجلد واحد ، وقد انتقد محققها طبعة محمد أبو الفضل ، وهذه الطبعة أفضل الطبعات التي اطلعت عليها من حيث التحقيق والإخراج.
إنما بنى طبعته على طبعة أبي الفضل، وادعى أنه قابلها على ثلاث نسخ مخطوطة، وبالرغم أنه وضع صورها لكن السؤال هو: ما مدى صحة تلك النسخ وتاريخها وسماعاتها إلخ...؟
ولم يظهر لي جدية التحقيق في هذه النسخة بدليل أنه صرح بأنه إنما ينتقي انتقاء من تلك المخطوطات(1/303)
وظهر ذلك في محدودية الاستدراكات في هوامش الكتاب
فالله أعلم
---
أبو المقداد
10-21-2006, 10:07 PM
ماذا عن طبعة المكتبة التوفيقية بتحقيق: طه عبد الرؤوف سعد ؟
---
(1/304)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يعلق لي على قول الفراهي هذا
---
من يعلق لي على قول الفراهي هذا
---
العرباض
06-20-2005, 06:45 PM
من يعلق لي على قول الفراهي هذا
عبد الحميد الفراهي الهندي المتوفى سنة 1349هـ يقول في رسالته التكميل في أصول التأويل فيما نقلته عن أحمد حسن فرحات في مجلة رسالة القرآن المغربية العدد الثاني -وهو آخر عدد صادر- حيث قال د.فرحات: يرى الفراهي أن السبيل السوي إنما يكون بتعلم الهدي من القرآن، وأن تبني عليه دينك، ثم بعد ذلك تنظر في الأحاديث: فإن وجدت ما كان شاردا عن القرآن – حسب بادي الرأي أولته إلى كلام الله، فإن تطابقا قرت عيناك، وإن أعياك توقف في أمر الحديث واعمل بالقرآن وقد أمرنا أولا بإطاعة الله ثم بإطاعة رسوله، ولا شك أن الأمرين واحد، فإن لم يرد الله أن نقدم كلامه على ما روي عن رسوله فماذا إذن أراد بهذا الحكم. التكميل في أصول التأويل: 65-66.
هل يتوقف المفسر في شأن الحديث إذا بدا له أنه معارض للقرآن- كما قال الفراهي-، وإذا لم يكن قوله صوابا ما هو السبيل السوي في ذلك. ؟
وتجدر الإشارة إلى أن الفراهي كان علامة زمانه اجتمع به العلامة تقي الدين الهلالي المغربي قبل موته بسبع سنوات فقال: إنه لا يوجد مثله لا في العرب ولا في العجم. وقد كان له اهتمام خاص بالقرآن الكريم.
---
عبد اللطيف سالم
06-21-2005, 01:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا القول له شروط ثلاثة :
1 - هذا القول يقال في الحديث إذا كان ثبوته عن رسول الله ثبوتا ظنيا محتمل الضعف أو الخطأ .
2 - أن يكون الدليل من القرآن واضح الدلالة ، غير محتمل التأويل .
3 – استحالة التوفيق بينهما
ولقد ثبت لدى العلماء العاملين عدم الاختلاف ، وتبين لهم تأويل ما ظنه الناس اختلافا .(1/305)
حتى أنهم بينوا عدم الاختلاف في الأحاديث الصحيحة مطلقا ، ووضعوا الكتب في شرح ما ظنه الناس اختلافا .
---
(1/306)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > للأهمية سؤال: هل يصح أن يكون هذا عنوان لرسالة ماجستير؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
للأهمية سؤال: هل يصح أن يكون هذا عنوان لرسالة ماجستير؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
خادمة العقيدة
04-09-2006, 06:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في الملتقي
أرجو منكم إفادتي بأهمية هذا العنوان
كرسالة ماجستير
وهو آيات العقيدة في سورة الزمر
عند الرازي ، الزمخشري، الطبرسي دراسة مقارنة
علي ضوء منهج السلف
فإن كان يستحق هذا الجهد
فأرجو إفادتي ببعض الأفكار والمقترحات بخصوص ذلك
ولكم جزيل الشكر إخواني
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أبو عبد المعز
04-09-2006, 07:08 PM
موضوع حسن.....لكنني اشفق عليك من اتساعه.
فلو ضربنا عدد المذاهب الأربعة في مفردات العقيدة في السورة لخرجنا برقم كبير...
---
خادمة العقيدة
04-09-2006, 07:43 PM
بارك الله فيك
اقترح علي بعض الافكار
التي تساعدني اما في تعديل الموضوع او اختيار موضوع اخر
للاهمية القسوي
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2006, 07:55 PM
هناك كتاب مطبوع عن مباحث العقيدة في سورة الزمر ، ليتك تراجعينه ، وفيما أذكر أنه لم يتقيد بتفاسير معينة كما في موضوعك هذا . ومن الأفكار فيه :
- جمع المباحث العقدية في السورة وترتيبها بحسب ترتيب كتب العقيدة كالطحاوية مثلاً.
- ثم دراسة كل موضوع من هذه الموضوعات بحيث تقررين المذهب الصحيح أولاً ، ثم تعرضين رأي الزمخشري مثلاً ثم الرازي ثم الطوسي إن كان الطوسي متأخراً عن الرازي .
- والذي يبدو لي أن البحث سيقدم إلى قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة لا إلى قسم القرآن وعلومه.
وفقكم الله وأعانكم.
---
کوثر
04-09-2006, 08:11 PM
موضوع حسن كما قاله الأخ أبو عبد المعز
و لكن لي نظر و هو
إن كنت تبدلين آيات العقيدة
فتقولين آيات الجواهر
و لتوضيح حول هذا الإسم راجعي(1/307)
جواهر القرآن للغزالي
أو مفهوم النص لنصر حامد أبو زيد فيما يقول حول الغزالي
و ذكرهما لا يعني بأني اؤيدهما فيما يقولون لكن هذا التقسيم حسن عندي
و أيضا هذا التسمية
و ادع لك بالنجاح و التوفيق
---
الجكني
04-09-2006, 08:25 PM
يا أختى صلاحية الموضوع أونجاحه من عدمها أنت اتى تحددينها وذلك من خلال معرفتك وإلمامك بالمدارس العقدية التى ينتمى إليها كل واحد من الثلاتة ومعرفة أصول مذهب كل واحد وأعنى بالأصول هنا طرائق الاستدلال من النصوص عندهم ،وعلى كل الباحث الجيد هو الذى يختار الأبحاث القوية تمنياتى لك بالتوفيق
---
إبراهيم الحميضي
04-09-2006, 11:09 PM
أختي الكريمة لا بد أن تحددي تخصصك هل هو في العقيدة أم في القرآن ، ثم تبيني هدفك من البحث هل هو بيان ما في هذه التفاسير من مخالفات لعقيدة السلف ، وهل هذا البحث تكميلي مختصر أم موسع ، وعلى كل حال لابد أن تقتصري على كتاب واحد .
---
أبو حذيفة
04-10-2006, 01:00 AM
هذا الموضوع لا يناسب لمرحلة الماجستر وذلك لسعة الموضوع وعمقه . والذي أرجوه منك أن تحددي التخصص حتى يمكن مساعدتك ، وفقك الله
---
خادمة العقيدة
04-10-2006, 06:45 AM
أختي الكريمة لا بد أن تحددي تخصصك هل هو في العقيدة أم في القرآن ، ثم تبيني هدفك من البحث هل هو بيان ما في هذه التفاسير من مخالفات لعقيدة السلف ، وهل هذا البحث تكميلي مختصر أم موسع ، وعلى كل حال لابد أن تقتصري على كتاب واحد .
لبحث ما جستي عقيدة وهو بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير
أكما هدفي فهو بيان مافي هذه التفاسير ما في مخالفات لعقيدة السلف فأرجو منك ان تساعدني وتنصحني بما يفيدني بهذا الموضوع إن كان هناك تعديل على الموضوع فاقترح على بعض الأفكار التي تخص العنوان أو الموضوع نفسه .
وبورك فيك
---
خادمة العقيدة
04-10-2006, 06:47 AM
بارك الله فيكم جميعا لردودكم
وجزاك الله كل الخير
وأود مساعدات أخري
---
إبراهيم الحميضي(1/308)
04-10-2006, 01:44 PM
أرى أن تقتصري على الرازي ، ثم تقرأي تفسيره لهذه السورة قراءة متأنية ، ثم تصنفي ما وقع فيه من أخطاء حسب أبواب العقيدة ، مستعينة بالكتب التي درست منهجه في العقيدة ، كذلك ارجعي إلى كتاب : المفسرون بين التأويل والإثبات للمغراوي ، وإذا لم تجدي في هذه السورة مادة كافية فابحثي عن سورة أخرى ، وفقك الله .
---
د.خضر
09-24-2006, 02:12 PM
موضوع جيد وإن كنت أفضل ترك الحرية للباحثة وذلك بعدم التقيد بمفسرين بأعيانهم ، وذلك ليكون المراد رحبا في غير ضيق وإلا كان عليك بيان الحكمة من تحديد هذه الكتب بالذات والله الموفق
---
(1/309)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من استنباطات ابن عثيمين رحمه الله
---
من استنباطات ابن عثيمين رحمه الله
---
العامر
08-09-2005, 12:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلامه الفقيه المفسر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله معروف عنه براعته في استنباط الفوائد والاحكام خلال تفسيره للقران وشروحه للاحاديث وهذه بعض الفوائد للشيخ خلال تفسيره للقران لم اجد احد من المفسرين قديما وحديثاً تطرق لها منها :
1-قوله تعالى (فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ )
قال الشيخ يؤخذ منها ان البلد اذا كان المسيطر عليها هم المسلمون فهو بلد اسلامي وان كان فيه نصارى او يهود او مشركون او شيوعيون لان بيت لوط بيت اسلام مع ان امراءته كافره
2-قوله تعالى عن هاروت وماروت ( وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ )
قال الشيخ يؤخذ منه ان يجب على الانسان ان ينصح للناس حتى وان اوجب ذلك اعراضهم ، فاذا كانت عندك سلعة رديئه وارد احد شراءها يجب عليك ان تحذره .
3-عندما طلب بنو اسرائيل من موسى ان يدعوا الله ان يخرج لهم مما تنبت الارض لانهم لن يصبروا على طعام واحد فقال لهم موسى قوله تعالى ( اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ )
قال الشيخ يؤخذ من هذه الايه انه يجوز للانسان ان يعتذر عن الوساطه اذا لم يكن لها داع وكأنه يقول لا حاجة ان ادعوا الله ان يخرج لكم مما تنبت الارض .
4-قوله تعالى (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(1/310)
قال الشيخ يؤخذ من هذه الايه انه ينبغي ان يحافظ الانسان على هذه المرأة التي اضيفت اليه كما يحافظ على حرث ارضه .
5-قوله تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ )
قال الشيخ يؤخذ من هذه الايه انه لابد ان يكون ذكر الله باسمه اما ذكره بالضمير المفرد فبدعه مثل طريقة الصوفيه عندما يقولون افضل الذكر ان تقول (هو) (هو) لانهم يقولون لانك لاتشاهد الا الله -والعياذ بالله – ولاشك هذا من البدع وليس ذكر بل هو من المنكر .
هذا بعض ما اطلعت عليه والا فهناك الكثير الكثير الذي لم اذكره
---
عبدالرحمن الشهري
08-09-2005, 07:47 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذه الفوائد ، ولا شك أن الشيخ الجليل محمد بن عثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، كان ذا عناية بهذا الجانب في تفسيره ، وقد فتح الله عليه فيه فتحاً كبيراً ، وقد سار على هذا المنهج وحرص على الاستقصاء ما استطاع في برنامجه الذي قدمه في إذاعة القرآن الكريم (أحكام من القرآن الكريم) ، وقد طبع بعد ذلك ما قدمه من الحلقات في مجلدين ، وفيه فوائد كثيرة ، ويمكن الاستفادة منه في بقية أجزاء القرآن الكريم والقياس على هذه الطريقة والمنهج . وقد كتب الأخ الكريم أحمد بن محمد البريدي رسالته للدكتوراه عن منهج الشيخ محمد بن عثيمبن في التفسير وآراؤه فيه ، وسوف يطبع هذا البحث قريباً إن شاء الله عن طريق مكتبة الرشد ، ولعله يكون قد أشبع منهج الشيخ في الاستنباط وألقى ضوءاً كاشفاً على مميزات هذه الطريقة وما تفرد به الشيخ في تطبيقه لهذا المنهج في استنباط الفوائد من آيات القرآن الكريم .
---
إمداد
09-04-2005, 01:46 AM
اخي الكريم لعلك تستمع الى تفسير الأيات التي فيها قصة امراة عمران ومابعدها تجد ان الشيخ استنبط من هذه القصة مايقرب من اربعين فائدة
---
(1/311)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مسألة : في كون الخارج على الإمام مبتدع
---
مسألة : في كون الخارج على الإمام مبتدع
---
ناصر الغامدي
04-02-2006, 04:47 PM
مسألة : في كون الخارج على الإمام مبتدع
قال صلى الله عليه وسلّم فيما رواه مسلم : " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات ميتة جاهليّة ومن قاتل تحت راية عمّيّة يغضب لعصبية أو يدعوا لعصبية أو ينصر عصبيّة فقتل فقتلة جاهليّة ومن خرج على أمّتي يضرب برّها وفاجرها ولا يتحاشى مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس منّي ولست منه "
وقال صلى الله عليه وسلم : " لا ترجعوا بعدي ضلاّلاً يضرب بعضكم رقاب بعض "
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في أصول السنّة :
( ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنّة والطريق )
وفي الرسالة نفسها قال : "من ترك خصلة من الخصال التي قالها في السنّة لم يكن من أهل السنة "
وقال أبو عبد لله سفيان الثوري رحمه الله تعالى في عقيدته التي ذكرها اللالكائي في كتابه:
( يا شعيب - يعني بن حرب – لا ينفعك ما كتبت حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد ماض إلى يوم القيامة والصبر تحت لواء السلطان جار أم عدل )
وفي كتاب اللالكائي أيضاً عقيدة البخاري التي قال البخاري أنّ السلف مجمعون عليها وذكر خلق كثير من أئمة السلف وذكر :
( أنْ لا يرى السيف على أمة محمد )
وكذا في عقيدة أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان والتي أجمع عليها أهل الأمصار من العلماء كما قالا حيث قالوا :
( ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة )
وذكر اللالكائي يضاً عقيدة الإمام سهل بن عبد الله التستري حين سأل : متى يعلم أنّ الرجل من أهل السنّة والجماعة ؟ فقال :
( ولا يخرج على هذه الأمة بالسيف ) .
هذه كلها في المجلد الأول من كتاب اللالكائي وهي التي ابتدأ بها كتابه رحمه الله تعالى .(1/312)
وفي شرح السنّة للإمام البربهاري : ص37 :
( ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي قد شق عصا المسلمين فإنْ مات فميتة جاهليّة ) .
وقال ابن البنا في كتابه ( المختار من أصول السنّة ) ص93 :
( عن محمد بن عكاشة الكرماني قال : هذا ما أجمع عليه أهل السنة والجماعة وذكر جمعاً من أهل السنّة منهم سفيان الثوري ووكيع وأبو نعيم الفضل بن دكين وعامّة أصحاب ابن المبارك وإسحاق بن راهويه ويحيى بن سعيد القطّان وعبد الرحمن بن مهدي - رحم الله الجميع - قالوا بالصبر تحت لواء السلطان على ما كان منه من عدل أو جور وألا يخرج على الأمراء بالسيف إنْ عدلوا وإنْ جاروا ) .
وقال الإمام الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث :
( ولا نرى السيف على أمة محمد ) .
وقال الإمام الآجرّي في كتاب الشريعة : ص37
( وقد ذكرت من التحذير عن مذاهب الخوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله عزّ وجل عن مذاهب الخوارج ولم ير رأيهم وصبر على جور الأئمة وحيف الأمراء ولم يخرج عليهم بسيفه وسأل الله العظيم كشف الظلم عنه وعن جميع المسلمين ودعا للولاة بالصلاح وحجّ معهم وجاهد معهم كل عدو للمسلمين وصلّى خلفهم الجمعة والعيدين وإنْ أمروا بطاعته فأمكنته طاعتهم أطاعهم وإنْ لم يمكنه اعتذر إليهم وإنْ أمروه بمعصية لم يطعهم وإذا دارت بينهم الفتنة لزم بيته وكف لسانه ويده ولم يهو ماهم فيه ولم يعن على فتنة ، فمن كان هذا وصفه كان على الطريق المستقيم إنشاء الله ) .
وقال ابن بطة بعد ذكره لمعتقدات أهل السنة والجماعة : " ومن خالف شيئاً مما ذكرنا فهو مبتدع ضال " كما في الإبانة الصغرى .(1/313)
وقد ذكر شيخ الإسلام في منهاج السنّة ( 4/193) أنّ الخروج على الأمراء رأي الخوارج والمعتزلة وغيرهم ممن وافقهم لا قول أهل السنّة ، وذكر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تحث على طاعة الأمير مهما يرى منه المسلم وبين أنّ طاعته واجبه ما أقاموا الصلاة ولو رأى منهم المسلم ما رأى في العسر واليسر والمنشط والمكره وفي الأثرة وبين أنّ الخارج غادر ينصب له لواء يوم القيامة ويقال هذه غدرة فلان كما في صحيح مسلم وبيّن أنّه إنْ مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهليّة والأحاديث في هذا كثيرة .
روى البزّار في مسنده عن عقبة بن وسّاج قال لقيت عبد الله بن عمر بن العاص فقلت يا أبا فلان أما إنك بقية صحابة رسول الله وإني سائل عن أنا عندنا يسبّون أمرائهم ويشهدون عليهم بالضلالة؟؟؟ فقال عبد الله بن عمرو : ( على أولئك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين كان رجل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوّزع صفائح بين الناس فقال : يا محمد لئن أمرك الله بالعدل فإنك لم تعدل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ويحك ومن يعدل عليكم بعدي ؟ فلما تولى الرجل قال صلى الله عليه وسلم :( إنّ في أمتي أشباه هذا يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميّة هم شرار الخلق ) أونحو هذا اللفظ .
وابن مسعود ماقال عن أصحاب الحلق الذين عقدوا التسبيح بالحصى في الكوفة خوارج إلاّ بمجرد أنّهم أحدثوا تلك البدعة ، وهو في سنن الدارمي وصحيحة الألباني .
قال أيوب السختياني رحمه الله تعالى : ( أهل البدع كلهم خوارج افترقوا في الاسم واجتمعوا على السيف )
وقال أبو قلابة رحمه الله تعالى : (ما ابتدع قوم بدعة إلاّ استحلّوا السيف ) رواه اللآلكائي وابن بطة والآجري
وعن أيوب السختياني قال : ( أهل الأهواء كلّهم خوارج ) . كلّها في اللالكائي وابن بطّة .(1/314)
والسلف قالوا ما قالوا في الحسن بن صالح من أجل فتواه في الخروج لا من أجل خروجه بالسيف ، وقد ترك أهل الحديث حديثه لبدعته فارجع لترجمته لترى ، ولم يعرف عنه أنّه احتوى عقائد الخوارج .
ومن الخوارج فرقة يوصفون ويسمون بالقعدية لأنهم يرون الخروج ولم يخرجوا .
وبعض الجهلة يحتج ويقول خرجت عائشة خرج بن الزبير خرج الحسن وهذا قول رديء هو من جنس قول أهل الأهواء
ويذكرنا صاحب هذا القول بالكرابيسي فلقد ذكروا للإمام أحمد كتابه ونقلوا له ما قال في ترجمة الحسن بن صالح حيث قال : " هو ثقة قد نقموا عليه رأيه في الخروج ، وليس في ذلك ما يجرحه فهذا ابن الزبير قد خرج ، فقال الإمام أحمد : ( أخزاه الله احتج علينا بما لم يحتج به علينا أهل البدع أخفوا هذا الكتاب ) 0 أو نحو ذلك ، ذكره بن رجب في شرح علل الترمذي
وفتنة ابن الأشعث ندم من دخلها من أهل السنّة ورأو ذلك مخالف للسنّة لما فيه من إراقة لدماء المسلمين وكان أهل السنّة يعاتبون من دخلها كما روى ذلك ابن سعد في الطبقات وخليفة في التاريخ وعبد الرزاق في المصنف عن أيوب قال :
فصحب أبو قلابة مسلم بن يسار قال فقال : يا أبا قلابة إنّي أحمد الله إليك فإنّي لم أطعن فيها برمح ولم أضرب فيها بسيف ولم أرم فيها بسهم ، فقال أبوقلابة : يا أبا عبد الله كيف بمن رآك واقفاً ؟ فقال هذا أبو عبد الله والله ما وقف هذا الموقف إلاّ وهو على حق ، فتقدّم فقاتل حتى قتل . قال : فبكى حتى تمنّيت أنّي لم أقل شيئاً فبكى والله حتى وددت أنّ الأرض انشقت فدخلت فيها .
وقد استقر الأمر بين السلف بعد الفتن على أن السيف بدعة ، ذكر ذاك شيخ الاسلام بن تيميّة في المنهاج (4/529) وفي الفتاوى (14/ 472) وقد ذكر ذلك غير واحد من العلماء .(1/315)
الزبير لم يخرج لكن قد بايعه الناس والذين بايعوه أكثر من الذين بايعوا يزيد ، وهو لم يظهر أنّه الأمير ولم يدعوا لنفسه إلاّ بعد موت يزيد كما قرر ذلك الأئمة قال شيخ البخاري الإمام خليفة بن خيّاط في تاريخه 257 :
( وفي سنة أربع وستين دعا ابن الزبير إلى نفسه وذلك بعد موت يزيد ابن معاوية فبويع في رجب لسبع خلون من سنة أربع وستين ولم يدع إليها ولا يدعا لها حتى مات يزيد ) إهـ
والزبير صحابي جليل مبرأ من البدعة ، ولو اعتبرنا أنّ الزبير قاتل يزيد ولم يرض بيعته فقد استقرّ الأمر كما ذكر ذلك ابن تيمية وغيره ثم لم يقل أنّ الزبير خرج على يزيد أحد من العلماء بل قالوا كره بيعته .
وقول من قال بخروج الحسين ، فرية على الحسين رضي الله عنه يجب أنْ يستتاب قائلها منها قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في المنهاج (4/535) :
( وكذلك الحسين رضي الله عنه فإنّه لم يقتل إلاّ مظلوماً شهيداً تاركاً لطلب الإمارة طالباً للرجوع : إمّا إلى بلده ، أو إلى الثغر أو إلى المتولي على الناس يزيد .
وقال أيضاً ( 4/585) :
( وقاتل عثمان أعظم إثماً من قاتل الحسين فهذا الغلو الزائد يقابل بغلو الناصبة الذين يزعمون أنّ الحسين كان خارجياً وأنّه كان يجوز قتله لقول النبي صلى الله عليه وسلم :( من أتاكم وأمركم على رجل واحد يريد أنْ يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائناً من كان ) رواه مسلم ، وأهل السنّة يردون غلو هؤلاء وغلو هؤلاء ويقولون أنّ الحسين قتل مظلوماً شهيداً وأنّ الذين قتلوه كانوا ظالمين معتدين ، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يأمر فيها بقتال المفارق للجماعة لم تتناوله فإنّه رضي الله عنه لم يفرّق الجماعة ولم يقتل إلاّ وهو طالب للرجوع إلى بلده أو إلى الثغر أو إلى يزيد داخلاً في الجماعة معرضاً عن ذلك ...إلخ كلامه)
وقال نحو هذا الكلام في (4/553) وقال نحوه في (8/146) في المنهاج .
=
=
=
=
=(1/316)
أعتذر كتبتها قديماً ، وسريعاً دون ضبط وتدقيق وتحقيق . . . فهي قابلة للتعديل
ومثلي يقبل إن شاء الله التصويب مشايخنا هنا ... نفعنا الله بعلمهم
---
(1/317)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( ( البرهان في بيان القرآن ) لابن قدامة هل حقق ؟
---
( ( البرهان في بيان القرآن ) لابن قدامة هل حقق ؟
---
أبو العالية
02-10-2007, 12:52 PM
الحمد لله ، وبعد ..
هل حقق هذا الكتاب ؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-10-2007, 03:20 PM
نعم .
حققه الدكتور سعود الفنيسان وفقه الله
---
أبو العالية
02-11-2007, 10:54 AM
الحمد لله ، وبعد ..
جزاك الله خيراً شيخ عبد الرحمن
نعم علمت هذا
ولكن هل حققه غيره ؟
فالدكتور اعتمد على نسخة فريدة !
وتحصل لدي نفس النسخة وقريباً أحصل على نسخة ثانية .
فهل هناك من قام على ذلك ؟
ودمتم على الخير أعواناً
---
عبدالرحمن الشهري
02-11-2007, 01:50 PM
فهلا قلت : هل حقق هذا الكتابَ أحدٌ غير الدكتور سعود الفنيسان ؟
---
أبو العالية
02-11-2007, 05:49 PM
الحمد لله ، وبعد ..
هل حقق هذا الكتابَ أحدٌ غير الدكتور سعود الفنيسان ؟
---
(1/318)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > طلب من المشرفين
---
طلب من المشرفين
---
متعلم
08-03-2003, 02:23 AM
لماذا لا يكون هناك قسم خاص في النتدى بالكتب وطباعاها على غرار ما هو في ملتقى أهل الحديث ، بحيث أنه لو كان باحث يريد الاطلاع على طبعة معينة ومميزاتها وعيوبها يدخله فحسب ، أو أراد معرفة الجديد من المطبوعات والتحقيقات فيدخل هذا القسم بدلا من البحث في الموقع كله .
وجزاكم الله خيرا
---
أحمد البريدي
08-09-2003, 02:59 AM
سيتم دراسة اقتراحك بمشيئة الله تعالى , ونرحب بجميع الاقتراحات البناءة .
---
متعلم
08-09-2003, 09:35 AM
نشكركم على تفاعلكم وحصكم على التطوير والتحديث الذي يتماشى مع شرعنا المطهر ومتطلبات العصر .
---
أبو سليمان اليامي
08-18-2003, 03:17 PM
وأنا أضم صوتي لصوت أخي ( متعلم ) فيما طرح من فكرة وأنا ــ إن شاء الله تعالى ــ على أتم الاستعداد لتقديم أي مساعدة في هذا المجال وبما يخدم هذه الفكرة ......
---
(1/319)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منهج الشيخ ابن عثيمين في التفسير..بقلم واحدٍ من خاصة تلاميذه
---
منهج الشيخ ابن عثيمين في التفسير..بقلم واحدٍ من خاصة تلاميذه
---
الراية
01-02-2004, 05:01 PM
منهج الشيخ ابن عثيمين في التفسير
بقلم/ عبد الرحمن الصالح الدهش
محاضر في قسم القرآن وعلومه جامعة الإمام فرع القصيم .
تجدها في الملف المرفق..
مع العلم انه صدر للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى من التفسير:-
1) من احكام القرآن (سورة الفاتحة والبقرة) مجلد واحد
2) تفسير الفاتحة والبقرة..في ثلاث مجلدات
3) تفسير جزء عم. في مجلد واحد
4) تفسير سورة يس. في مجلد واحد.
ولعل الله بمنه وكرمه ييسر خروج ما تبقى ...
---
(1/320)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير ابن أبي زمنين ( تفسير القرآن العزيز ) للتحميل
---
تفسير ابن أبي زمنين ( تفسير القرآن العزيز ) للتحميل
---
مسك
11-25-2005, 10:07 PM
اسم الكتاب : تفسير ابن أبي زمنين ( تفسير القرآن العزيز )
اسم المؤلف : ابن أبي زمنين
نبذة عن التفسير :
تفسير مهم مختصر، اختصر فيه مؤلفه كتاب يحيى بن سلام في تفسير القرآن فحذف منه التكرار وبعض الزوائد التي يقوم علم التفسير بدونها، مما يسهل فهم الكتاب على الدارسين. كذلك أضاف المؤلف بعض الزيادات الضرورية من غير "كتاب يحيى" واتبع ذلك كثيراً من الاعراب واللغة.
***** اضغط هنا لتحميل التفسير ***** (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=6&book=2191)
وهنا كلام نفيس للشيخ مساعد الطيار حول هذا التفسير :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3358&highlight=%C7%C8%E4+%C3%C8%ED+%D2%E3%E4%ED%E4
---
خالد الشبل
11-26-2005, 08:20 AM
بارك الله فيك أخي الأستاذ مِسكًا.
كنتُ إذا مَرَّ بي اسمُ (ابن أبي زَمَنِين) أُفكّر في معناه، حتى قرأتُ في ترجمته في طبقات المفسرين للداوُودي تلميذ الجلال السيوطي 2/162 أنه سُئل: لِمَ قيل لهم بني زمنين؟ فلم يعرف ذلك.
رحمهم الله.
---
(1/321)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سلامة الصدر طريقك إلى الجنة
---
سلامة الصدر طريقك إلى الجنة
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
11-18-2006, 07:10 PM
سلامة الصدر طريقك إلى الجنة
الحمد لله ب العالمين والصلاة والسلام على والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين..وبعد فقد حرص الإسلام حرصًا شديدًا على تأليف قلوب أبناء الأمة بحيث تشيع المحبة وترفرف رايات الألفة والمودة، وتزول العداوات والشحناء والبغضاء والغل والحسد والتقاطع . ولهذا امتن الله على المؤمنين بهذه النعمة العظيمة فقال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)[آل عمران:103]. بل امتن على نبيه صلَى الله عليه وسلم بأن أوجد له طائفة من المؤمنين تألفت قلوبهم: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ)[الأنفال:62، 63]. وحتى تشيع الألفة والمودة لابد من سلامة الصدور، ونقصد بسلامة الصدور طهارتها من الغل والحقد والبغي والحسد. والحديث عن هذه القضية وهذا الخلق حديث مهم وتذكير لابد منه في وقت انشغل أكثر الناس بالظواهر واستهانوا بأمر البواطن والقلوب مع أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، ولأن الله تعالى قد علَّق النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء:88، 89]. والقلب السليم هو القلب السالم من الشرك والغل والحقد(1/322)
والحسد وغيرها من الآفات والشبهات والشهوات المهلكة. ثم إن رسول الله صَلى الله عليه وسلم يقول: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام"[البخاري]. **فضل سلامة الصدر ومنزلتها عند الله تعالى:*** **يا صاحب القلب السليم أنت من صفوة الله المختارة*** فقد سألوا رسول الله صَلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس، فقال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان". قالوا: صدوق اللسان نعرفه؛ فما مخموم القلب؟ قال: "التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد". ثم نقول: **إن سلامة الصدر سببٌ من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة*** ،قال صلى الله عليه وسلم: "تعرض الأعمال كل يوم اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئًا، إلا امرءً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا". فانظر كم يضيع على نفسه من الخير من يحمل في قلبه الحقد والحسد والغل؟!! **سلامة الصدر طريق إلى الجنة:*** فأول زمرة تدخل الجنة: "...لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد.."[البخاري]. وقصة عبد الله بن عمرو مع ذلك الرجل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" معروفة فقد عاشره عبد الله ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل: "ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشًا ولا أحسُد أحدًا على خير أعطاه الله إياه". فأعلنها ابن عمرو صريحة مدوية :هذه التي بلغت بك... وقد أخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة فقال: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ)[لأعراف:43]. (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ)[الحجر:47]. **الله يمدحهم:*** ( وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ(1/323)
وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)[الحشر:9، 10]. فهيا إخواني وأخواتي نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين، ونفوز بالقرب من رب العالمين، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن عبادٍ ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، على مجالسهم وقربهم من الله، فلما سئل عنهم أخبر أنهم أُناس لم تصل بينهم أرحام متقاربة.. لكنهم تحابوا في الله، وتصافوا.. فهلا سلمت صدورنا للمسلمين وصفت؟ **أثرها على الفرد والمجتمع:*** يفوز صاحب الصدر السليم بكل الفضائل التي سبق الحديث عنها والنتيجة المباشرة هي: • راحة البال والبعد عن الهموم والغموم. • اتقاء العداوات. أما بالنسبة للمجتمع فإنه يكون مجتمعًا متماسكًا متراصًا متكاتفًا ترفرف عليه رايات المحبة والإخاء ويصدق عليهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "مثل المؤمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمى".[صحيح مسلم]. أنا أريد أن تتأمل معي هاتين الآيتين لتعرف قيمة سلامة الصدر بالنسبة للمجتمع: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)[آل عمران:120]، (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا(1/324)
فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا)[الأنفال:46]. فأعداء الأمة لن ينالوا منها مايريدون طالما ظل أبناؤها متحابين متماسكين سليمي الصدور غير متنازعين. **أمثلة من حياة الصالحين:*** هذا سيد ولد آدم أجمعين عليه صلوات رب العالمين، يذهب إلى الطائف عارضًا نفسه على وجهائها وأهلها، فلم يجبه منهم أحد، فانطق مهمومًا، وإذا هو بسحابة قد أظلته فيها جبريل، ومعه ملك الجبال فناداه ملك الجبال: "إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين [جبلا مكة] فقال صاحب الصدر السليم صَلى الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا". فأي صبر وسلامة صدر هذا !!!. ثم تأمل حاله صَلى الله عليه وسلم حين ضربه قومه فأدموه (أسالوا دمه) فمسح الدم وهو يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون". واستحضر معي حالة المشركين معه صلى الله عليه وسلم في مكة وقد آذوه وسعوا في قتله حتى خرج من بين أظهرهم وكان الأمر كما أخبر الله عز وجل : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30) فلما مكن الله له ودخل مكة فاتحا ما انتقم ولا آذى بل قال لقومه: "لا تثريب عليكم اليوم". والأمثلة من حياته صَلى الله عليه وسلم كثيرة، ننصح بقراءة سيرته. **نبي الله يوسف عليه السلام:*** وقصته مع إخوته أنموذج رائع لسلامة الصدر فبعد أن ألقوه في الجب وفرقوا بينه وبين أبيه ودخوله السجن إلى غير ذلك مما هو معروف مكن الله له وجعله على خزائن مصر فلما ترددوا عليه وعرفوه قالوا: (تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ). فما كان منه إلا أن قَال: ( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ(1/325)
لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).ما حمل غلا. ثم لما جاء أبوه مع اخوته: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (يوسف:100) فلم يقل أخرجني من الجب كي لا يُخجلهم (وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ)، ولم يقل رفع عنكم الجوع والحاجة حفظًا للأدب معهم. (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) فأضاف ما جرى إلى السبب ولم يضفه إلى المباشر (إخوته). ثم تأمل معي موقف الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - مع مسطح بن أثاثة إذ كان الصديق ينفق على مسطح فلما كانت حادثة الإفك كان مسطح ممن خاضوا فيها فأقسم الصديق ألا ينفق على مسطح فأنزل الله قوله تعالى: (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور:22) فما كان من الصديق إلا أن أعاد النفقة على مسطح. وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه في أوج انتصاراته وهو قائد الجيش يأتيه خبر عزل الفاروق له فما تكلم بما يدل على سخطه ولاترك ساحات القتال بل ظل مجاهدا كجندي من جند المسلمين بعد أن كان قائدهم. ثم استمع إلى ابن عباس رضي الله عنهما وهو يقول : "إني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلدًا من بلدان المسلمين فأفرح به، ومالي به سائمة". أما أبو دجانة رضي الله عنه فقد دُخل عليه وهو مريض فرأوا وجهه يتهلل (منور) فكلموه في ذلك فقال: "ما من عمل(1/326)
شيء أوثق عندي من اثنين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى كان قلبي سليمًا للمسلمين". **أماعُلبة بن زيد *** فإنه لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى النفقة ولم يجد ما ينفقه بكى وقال: "اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به، اللهم إني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال أو جسد أو عرض، ثم أصبح مع الناس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أين المتصدق بعرضه البارحة؟" فقام عُلبة رَضي الله عنه، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم : "أبشر فوالذي نفسُ محمد بيده لقد كُتبت في الزكاة المتقبلة". وانظر إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يُضرب ويُعذَّب على يد المعتصم، وحين أخذوه لمعالجته بعد وفاة المعتصم وأحسَّ بألمٍ في جسده قال: "اللهم اغفر للمعتصم". سبحان الله!! يستغفر لمن كان سببًا في ألمه. إنه منطق عظيم لا تعرفه إلا الصدور التي حملت قلوبًا كبيرة عنوانها: **سلامة الصدر.*** وهل أتاك نبأ الشيخ ابن باز - رحمه الله - مع ذلك الرجل من الخرج؟ فقد تولى الشيخ القضاء في مدينة الخرج وجاءه رجل في قضية فسب الرجل الإمام ابن باز رحمه الله،وشاع الخبر في المدينة وخرج الشيخ إلى الحج ،وبينما كان الشيخ في الحج مرض الرجل ومات، فلما قُدِّم الرجل ليُصلَّى عليه، أبى الإمام الصلاة عليه بسبب سبه للشيخ ابن باز، وصلَّى غيره، فلما رجع الشيخ وأُخبر الخبر عاتب الإمام جدًّا على فعله، ولم يرض ما صنع، ثم إنه سأل عن قبر الرجل فأتاه وصلَّى عليه ودعا له. فأين نحن من هؤلاء؟!!. **الأسباب المعينة على سلامة الصدر:*** 1- الدعاء فإنه من أعظم الأساب لتحقيق المقصود ، وكان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم :(وأسألك قلبًا سليمًا)، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه. كما أثنى الله على المؤمنين لدعائهم:(وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا). 2- حُسن الظن وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل: قال عمر: لا تظن بكلمة خرجت(1/327)
من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً. وقال الشافعي: من أراد أن يقضي له الله بخير فليحسن ظنه بالناس. ولما دخل عليه أحد إخوانه يعوده قال: قوّى الله ضعفك ،فقال الشفعي رحمه الله: لو قوى ضعفي لقتلني،قال الزائر :والله ما أردت إلا الخير،فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير. 3- التماس الأعذار وإقالة العثرات والتغاضي عن الزلات: - التمس لأخيك سبعين عذرًا. - يقول ابن سيرين: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد فقل :لعل له عذرًا لا أعرفه. - يا أخي من المعصوم من الخطأ والزلات؟ قال بعضهم:الفتوة التجاوز عن زلات الإخوان. - تذكَّر سوابق إحسانه فإنه مما يعين على التماس العذر وسلامة الصدر واعلم أن الرجل من عُدَّت سقطاته. - استحضر أن المؤمن يلتمس المعاذير، والمنافق يلتمس العثرات. 4- ادفع بالتي أحسن.. ليس هذا من العجز، بل من القوة والكياسة قال الله تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34) 5- البعد عن الغيبة والنميمة وتجنب كثرة المزاح. 6- معاملة النمام بما يستحقه فهو[فاسق - هماز مشاء بنميم - بريد الشيطان]. 7- الهدية والمواساة بالمال فإنها من دواعي المحبة. 8- الإيمان بالقدر ، فإن العبد إذا آمن أن الأرزاق مقسومة مكتوبة رضي بما هو فيه ولم يجد في قلبه حسدا لأحد من الناس على خير أعطاه الله إياه. 9- أخيرا تذكر حال النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يشكر ربه على النعم التي أنعم بها حتى على غيره من الخلق حين يصبح وحين يمسي. رزقنا الله وإياكم صدورا سليمة لا تحمل غلا ولا حسدا ولا حقدا.
---
(1/328)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب شرح اسمين من أسماء الله الحسنى (الفتاح - الصمد)
---
طلب شرح اسمين من أسماء الله الحسنى (الفتاح - الصمد)
---
الحائرة
04-21-2004, 08:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آسفة لأنني أطلبكم للمرة الثانية لكن الصديق وقت الضيق ، طلبت مننا الأستاذة نختار اسمين من اسماء الله الحسنى وتفسيرها وجدت تفسيرها والحمد لله ولكن قالت سؤال عن هذين الاسمين (كيف يساهم هذا الاسم في زيادة الايمان؟) اسمي هما ( الفتاح والصمد ) ، ساعدوووووووووني أرجوكم انا في حاجة لاجابة هذا السؤال ، فرجو كربي الله يفرج كربكم ، وجزاكم الله ألف خير وشكرا
---
عبدالرحمن الشهري
04-21-2004, 11:14 PM
يمكن الاستفادة أختي الكريمة من هذا الرابط
القواعد المثلى في أسماء الله وصفاته الحسنى للشيخ بن عثيمين رحمه الله (http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=categories&op=newindex&catid=73)
ففيه شرح لهذا الأمر بالتفصيل.
ولا سيما القاعدة الثالثة التي تقول :
أسماء الله تعالى إن دلت على وصف متعد، تضمنت ثلاثة أمور:
أحدها: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل .
الثالث: ثبوت حكمها ومقتضاها.
ويمكن تطبيق هذه القاعدة على الاسمين اللذين ذكرتيهما.
---
الحائرة
04-22-2004, 02:07 PM
جزاك الله ألف خير يا أخ عبد الرحمن الشهري وجعلها في ميزان حسناتك
---
عبد العزيز ابن داخل
04-28-2004, 01:47 PM
هذا شرح مجموع من كتب ابن القيم رحمه الله تعالى
الفَتَّاحُ } :
(وَكَذِلكَ الفَتَّاحُ مِنْ أَسْمَائِهِ والفَتْحُ في أَوْصَافِهِ أَمْرَانِ
فَتْحٌ بِحُكْمٍ وَهْوَ شَرْعُ إِلَهِنَا والفَتْحُ بالأَقْدَارِ فَتْحٌ ثانِ
والربُّ فَتَّاحٌ بذَيْنِ كِلَيْهِمَا عَدْلاً وإِحْسَاناً مِنَ الرَّحْمَنِ) ( )(1/329)
{ الصَّمَدُ } :
( (( الصمدُ )): السيِّدُ الذي كَمُلَ في سُؤْدُدِهِ؛ ولهذا كانت العربُ تُسَمِّي أَشْرَافَهَا بِهَذَا الاسمِ، لكثرةِ الصِّفَاتِ المحمودةِ في المُسَمَّى بهِ، قالَ شَاعِرُهُم:
أَلاَ بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرِ بَنِي أَسَدْ
بِعَمْرِو بنِ مَسْعُودٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
فإنَّ الصمدَ مَنْ تَصْمُدُ نحوَهُ القلوبُ بالرَّغْبَةِ والرَّهْبَةِ، وذلكَ لكثرةِ خصالِ الخيرِ فيهِ، وكثرةِ الأوصافِ الحميدةِ لهُ، ولهذا قالَ جمهورُ السَّلَفِ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ: الصَّمَدُ السيِّدُ الذي كَمُلَ سُؤْدُدُهُ، فَهُوَ العالمُ الذي كَمُلَ عِلْمُهُ، القادرُ الذي كَمُلَتْ قُدْرَتُهُ، الحكيمُ الذي كَمُلَ حُكْمُهُ، الرحيمُ الذي كَمُلَتْ رَحْمَتُهُ، الجوَادُ الذي كَمُلَ جُودُهُ، ((وفي رِوَايَةٍ عَنْهُ: ((هوَ السيِّدُ الذي قَدْ كَمُلَ فِي جَمِيعِ أنواعِ السُّؤْدُدِ ))...
وقالَ سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ: (( هوَ الكامِلُ في جميعِ صفاتِهِ وأفعالِهِ وأقوالِهِ )))( ).
((وقالَ ابنُ وَائِلٍ: هوَ السيِّدُ الذي انْتَهَى سُؤْدُدُهُ.
وقالَ عِكْرِمَةُ: الّ
---
عبد العزيز ابن داخل
04-28-2004, 02:04 PM
{ الصَّمَدُ } :
( (( الصمدُ )): السيِّدُ الذي كَمُلَ في سُؤْدُدِهِ؛ ولهذا كانت العربُ تُسَمِّي أَشْرَافَهَا بِهَذَا الاسمِ، لكثرةِ الصِّفَاتِ المحمودةِ في المُسَمَّى بهِ، قالَ شَاعِرُهُم:
أَلاَ بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرِ بَنِي أَسَدْ
بِعَمْرِو بنِ مَسْعُودٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ(1/330)
فإنَّ الصمدَ مَنْ تَصْمُدُ نحوَهُ القلوبُ بالرَّغْبَةِ والرَّهْبَةِ، وذلكَ لكثرةِ خصالِ الخيرِ فيهِ، وكثرةِ الأوصافِ الحميدةِ لهُ، ولهذا قالَ جمهورُ السَّلَفِ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ: الصَّمَدُ السيِّدُ الذي كَمُلَ سُؤْدُدُهُ، فَهُوَ العالمُ الذي كَمُلَ عِلْمُهُ، القادرُ الذي كَمُلَتْ قُدْرَتُهُ، الحكيمُ الذي كَمُلَ حُكْمُهُ، الرحيمُ الذي كَمُلَتْ رَحْمَتُهُ، الجوَادُ الذي كَمُلَ جُودُهُ، ((وفي رِوَايَةٍ عَنْهُ: ((هوَ السيِّدُ الذي قَدْ كَمُلَ فِي جَمِيعِ أنواعِ السُّؤْدُدِ ))...
وقالَ سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ: (( هوَ الكامِلُ في جميعِ صفاتِهِ وأفعالِهِ وأقوالِهِ )))( ).
((وقالَ ابنُ وَائِلٍ: هوَ السيِّدُ الذي انْتَهَى سُؤْدُدُهُ.
وقالَ عِكْرِمَةُ: الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ.
وكذلكَ قالَ الزجَّاجُ: الذي يَنْتَهِي إليهِ السُّؤْدُدُ، فَقَدْ صَمَدَ لهُ كلُّ شيءٍ.
وقالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: لا خِلافَ بينَ أهلِ اللغةِ أنَّ الصمدَ السيِّدُ الذي لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ، الذي يَصْمُدُ إليهِ الناسُ في حَوَائِجِهِم وَأُمُورِهِم، وَاشْتِقَاقُهُ يَدُلُّ على هذا، فإنَّهُ من الجَمْعِ والقَصْدِ الذي اجْتَمَعَ القصدُ نحوَهُ واجْتَمَعَتْ فيهِ صفاتُ السُّؤْدُدِ، وهذا أَصْلُهُ في اللغةِ كما قالَ:
أَلاَ بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرِ بَنِي أَسَدْ
بِعَمْرِو بنِ يَرْبُوعٍ وَبِالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
والعربُ تُسَمِّي أَشْرَافَهَا بالصمَدِ لاجْتِمَاعِ قَصْدِ القاصدِينَ إليهِ واجتماعِ صفاتِ السيادةِ فيهِ))( ).(1/331)
ومَنْ قَالَ: (( إنَّهُ الذي لا جَوْفَ لَهُ ))، فقولُهُ لا يُنَاقِضُ هذا التفسيرَ؛ فإنَّ اللفظَ من الاجتماعِ، فهوَ الذي اجْتَمَعَتْ فيهِ صفاتُ الكمالِ، ولا جَوْفَ لهُ)( )، [فإنَّهُ] (- تَعَالَى - صَمَدٌ بِجَمِيعِ معانِي الصَّمَدِيَّةِ، فَيَسْتَحِيلُ عليهِ ما يُنَاقِضُ صَمَدِيَّتَه)( ). [وَ](إِنَّمَا لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ كُفُواً لَهُ لَمَّا كَانَ صَمَداً كَامِلاً في صَمَدِيَّتِهِ). ( )
(وهو الإلهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي صَمَدَتْ إِلَيْهِ الخَلْقُ بالإِذْعَانِ
الكَامِلُ الأَوْصَافِ مِنْ كُلِّ الوُجُوهِ كَمَالُهُ ما فيهِ منْ نُقْصَانِ)( )
(واللَّهُ أكبرُ وَاحِدٌ صَمَدٌ وَكُلُّ الشأْنِ في صَمَدِيَّةِ الرَّحْمَنِ
نَفَت الولادةُ والأبوةُ عنهُ والـ كُفْءَ الذي هوَ لازِمُ الإنسانِ
وَكَذَاكَ أُثْبِتَت الصِّفَاتُ جَمِيعُهَا للَّهِ سَالِمَةٌ من النُّقْصَانِ
وَإِلَيْهِ يَصْمُدُ كُلُّ مَخْلُوقٍ فَلا صمدٌ سِوَاهُ عَزَّ ذُو السُّلْطَانِ)( )
وأما التعبد فيمكن الاستفادة من الملف المرفق وهو مجموع أيضاً من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى
---
(1/332)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > تصميم الكتب الالكترونية ب multimedia builder
---
تصميم الكتب الالكترونية ب multimedia builder
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 12:39 PM
لتحميل البرنامج : http://www.mmbgroup.com/news/mmb497/mmbld497.exe
: بيانات التسجيل
Name:maximum@maximum
S.N : 1-275086-410
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/1.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/2.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/3.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/4.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/5.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/6.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/7.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/8.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/9.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/10.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/11.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/12.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/13.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/14.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/15.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/16.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/17.gif
http://absba1.absba.org/teamwork11/2/18.gif
[B]http://absba1.absba.org/teamwork11/2/19.gif[/B
---
(1/333)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو الرد في أسرع وقت " اعجاز القرآن في المقاطعة
---
أرجو الرد في أسرع وقت " اعجاز القرآن في المقاطعة
---
أبوخطاب العوضي
02-08-2006, 08:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ))
هذه الآية رقم ( 57 )
من سورة الاحزاب
وهو الرقم التسلسلي التجاري لجميع المنتجات الدانماركية !!!
فهل بعد القرآن من بيان واعجاز !!!
أرجو بيان هذا الأمر وفقكم الله
---
أبو عبد العزيز
02-08-2006, 10:14 AM
أخي الكريم
سأحيلك فوراً لمقال ماتع لفضيلة الشيخ خالد السبت حفظه الله حول الإعجاز العددي في القرآن، رداً على دعوى الإعجاز القرآني في حادثة مركز التجارة في أمريكا ...
http://www.islamselect.com/index.php?ref=838&pg=mat&CR=20&ln=1
وأنقله بكامله هنا للتسهيل:
دعوى الإعجاز القرآني في حادثة مركز التجارة في أمريكا
خالد بن عثمان السبت
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد،،،
فقد كثر السؤال عن ورقة تداولها الناس، كما نشر مضمونها في الشبكة العنكبوتية، وحاصلها: الربط بين آية من سورة براءة، وبين ما حدث لبرجي التجارة في أمريكا، ومع تهافت محتوى تلك الورقة في ميزان العلم الصحيح إلا أن كثيراً من الناس اغتروا بها، واعتبروا ذلك من أدلة إعجاز القرآن حيث أخبر عن هذا الأمر قبل وقوعه بما يزيد على أربعة عشر قرناً من الزمان !!! وفي آخر الورقة حث على تصويرها ونشرها !(1/334)
وقد عجبت من جرأة كاتبها على الله، وعلى كتابه، والله يقول:} قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(33){ [سورة الأعراف]. وقال: }قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ(69){ [سورة يونس]. وقال:} إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ(105){ [سورة النحل].
ولما كان إيمان السلف رضي الله عنهم وافراً وعلومهم راسخة؛ اشتد تحرجهم من القول على الله بلا علم، وكانوا أبعد الناس عن التكلف:
? فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ على المنبر:} وَفَاكِهَةً وَأَبًّا(31){ [سورة عبس]. فقال:" هذه الفاكهة عرفناها فما الأب ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال:" إن هذا لهو التكلف يا عمر !! "[إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد، وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور في تفسيره، والحاكم والبيهقي في الشعب]. وفي رواية عن أنس رضي الله عنهم قال:" كنا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي ظهر قميصه أربع رقاع، فقرأ:} وَفَاكِهَةً وَأَبًّا(31){ [سورة عبس]. فقال: فما الأب؟ ثم قال: إن هذا لهو التكلف !! فما عليك أن لا تدريه ؟"[ إسناده صحيح . أخرجه عبد بن حميد في تفسيره، وابن سعد، وابن جرير، والبيهقي في الشعب، وأصله في البخاري-مختصرا- ].(1/335)
? وهذا ابن عباس حَبْر الأمة وترجمان القرآن – كما روى عنه ابن أبي مليكة – أنه:" سُئِل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها، فأبى أن يقول فيها"[ إسناده صحيح . أخرجه ابن جرير]. وسأله رجل عن:} يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ(5) {[سورة السجدة]. فقال له ابن عباس: فما:} يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ(4) {[سورة المعارج] فقال له الرجل: إنما سألتك لتحدثني !! فقال ابن عباس:" هما يومان ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بهما" [إسناده صحيح .أخرجه أبو عبيد، وابن جرير].
? وهذا جندب بن عبدالله رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه طلق بن حبيب، فيسأله عن آية من القرآن، فقال:" أُحَرِّج عليك إن كنت مسلماً لَمَا قمت عني – أو قال – أن تُجالسنى" [إسناده صحيح . أخرجه ابن جرير، ولعل السائل أورد عليه مسألة مُتَكَلَّفة وإلا فمن المعلوم أن السؤال عما يعني في التفسير وغيره أمر غير مٌستنكر].
ولم يكن هذا الورع والتحرز مقتصراً على الصحابة رضي الله عنهم بل كان خٌلقاً لمن جاء بعدهم من أهل الرسوخ والتٌقى:
? فهذا سعيد بن المسيب رحمه الله- وهو من خيار علماء التابعين- يٌسئل عن تفسير آية من القرآن فيقول:" إنا لا نقول في القرآن شيئاً"[ إسناده صحيح . أخرجه أبن جرير وابن سعد]. وذكر عنه يحي بن سعيد أنه:" كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن"[ إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد وابن جرير]. وسأله رجل عن آية من القرآن، فقال:" لاتسألني عن القرآن..."[ إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد وابن جرير وابن أبي شبية] .
? وقال يزيد بن أبي يزيد:: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحرام والحلال وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأنه لم يسمع"[ إسناده صحيح . أخرجه ابن جرير].(1/336)
? وأخرج ابن جرير عن عبيد الله بن عمر قال:" أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير منهم سالم بن عبيد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع"[ إسناده صحيح].
? وقال هشام بن عروة بن الزبير:" ما سمعت أبي يؤول آية من كتاب الله قط"[ إسناده جيد . أخرجه أبو عبيد].
? وسأل محمد بن سيرين عَبِيْدة السلماني عن آية من القرآن، فأجابه بقوله:" ذهب الذين كانوا يعلمون فِيْم أُنزل القرآن، فاتق الله وعليك بالسَّداد"[ إسناده صحيح أخرجه أبو عبيد وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور والبيهقي في الشعب].
? هذا إبراهيم النخعي يقول:"كان أصحابنا – يعنى أصحاب ابن مسعود كعلقمة والأسود وغيرهم من أصحاب ابن مسعود – يتقون التفسير ويهابونه"[ إسناده صحيح . أخرجه ابن أبي شبية، والبيهقي في الشعب، وأبو نعيم في الحلية].
? قال الشعبي رحمه الله:"والله ما من آية إلا وقد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله عز وجل"[ إسناده صحيح . أخرجه ابن جرير].
? قال مسروق:"اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله" [إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد].
? هذا شيخ الاسلام ابن تيمية مع تبحره في العلم، وسعة اطلاعه حتى أنه إذا سُئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحَكَم بأن لا يعرفه أحد مثله، وله يد طولى في التفسير، مع قوة عجيبة في استحضار الأدلة من الكتاب والسنة [انظر: الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية ص 706] . مع هذا كله، كان يرحمه الله يقول:"ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم وأقول: يا معلم آدم وإبراهيم علمني، وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها، وأمرغ وجهي في التراب، وأسأل الله تعالى وأقول: يا معلم إبراهيم فهمني" [العقود الدرية ص26، وهو في الكواكب ص 78].(1/337)
? هذا طرف يسير من شدة تحرزهم في الكلام على التفسير، وأما ما ورد عنهم من عظيم الورع في الفتيا والجواب على المسائل الموجهة إليهم؛ فهذا أمر يطول وصفه، ولا تحتمله هذه المقدمة .[ للتوسع انظر على سبيل المثال: سنن الدرامي 1/53 فما بعدها، الموافقات 4/286] .
?وبعد هذا أقول: أين حال هؤلاء المجترئين على الله تعالى من حال هؤلاء السلف رضي الله عنهم؟
أما الرد على مضمون تلك الورقة المشار إليها فمن ثمانية أوجه، هي:
الأول: أن مدار هذه الفرية يعود إلى ما يسمونه بـ:" الإعجاز العددي في القرآن " . وهذا النوع من الإعجاز باطل جملة وتفصيلاً، إذ لم يكن معهوداً لدى المخاطبن بالقرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم الأمة بكتاب الله، وأبرها قلوباً، وأكثرها صواباً، فلم ينُقل عن أحد منهم بإسناد صحيح شئ من هذا القبيل إطلاقاً، ولو كان هذا من العلم المعتبر لكانوا أسبق الناس إليه، وأعلم الأمة به، وذلك أن هذا الأمر لا يتطلب آلات وتقنيات حتى يتمكن الإنسان من اكتشافه، وإنما هو مجرد إحصاء وعدد، وهذا أمر لا يُعْوِز أحداً، وقد عدَّ السلف جميع كلمات القرآن، وجميع حروفه، وعرفوا بذلك أعشاره، وأرباعه، وأثلاثه، وأخماسه، وأسداسه، وأسباعه وأثمانه وأنصاف ذلك كله، وغير ذلك بدقه متناهية كما هو معروف في محله [انظر في ذلك على سبيل المثال: فنون الأفنان لابن الجوزي، البرهان للزركشي، الاتقان للسيوطي 1/197، جمال القراء للسخاوي 1/231].(1/338)
فكيف خفي عليهم هذا العلم جملة وتفصيلاً وعرفه من بعدهم؟ هذا لا يكون أبداً، وما يذكره بعضهم من أمثلة على هذا الإعجاز المزعوم كثير منه لا يصح فيه العد أصلاً – كما في موضوعنا هذا كما سيأتي – وما كان العد فيه صحيحاً فإنه ما يُذكر معه إنما هو من باب الموافقة والمصادفة، ولا يعجز الإنسان إذا أحصى أموراً كثيرة مما ورد في القرآن – مثلاً – كعدد المرات التي ذكرت فيها الجنة، والنار، والبر، والأبرار، والخير، والشر، والنعيم، والجزاء، والعذاب، والمحبة، والبغض، والكفار، وأصحاب الجنة، وأصحاب النار، والمؤمنون، والكفار، والمنافقون، والكفر، والإيمان، والنفاق ... الخ.
فإذا أحصيت ذلك كله ستجد أشياء منه تستطيع أن تلفق منها بعض الفِرَى، فقد تتساوى بعض الأعداد، أو يكون بعضها على النصف بالنسبة لغيره، وهكذا مما لا يعجز معه أهل التلبيس من إيجاد وجوه للربط بينها، يطرب لها بعض السذج والمغفلين . وليس المقصود هنا التفصيل فيما يٌسمى بـ ( الإعجاز العددي ) [ورأيت بعضم يحتج له بأن الله جعل خزنة النار تسعة عشر، وهذا الحكمة يعلمها الله تعالى ولكن ما وجه الإعجاز في ذلك ؟ وهكذا سائر الأعداد المذكورة في القرآن كأبواب النار وغير ذلك وسيكون بيان ذلك كله – ان شاء الله – في غير هذه الورقات عند الكلام على التفسير العلمي للقرآن]. وإنما المقصود الإشارة الى بطلان هذا الأمر الذي تدور حوله تلك الورقة المشار إليها .(1/339)
الثاني: زعم هذا الكاتب أن رقم السورة – وهو تسعة – موافق للشهر الذي وقع فيه الحدث، وهو الشهر التاسع . والجواب عن هذا لا يخفي إذ إن ترتيب السور في المصحف لم يكن عن توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان عن اجتهاد صدر عن الصحابة رضي الله عنهم في زمن عثمان رضي الله حينما جمع الناس على مصحف واحد.[مع أننا نقول في الوقت نفسه : إن هذا الترتيب وقع عليه إجماع الصحابة رضي عنهم في زمن عثمان رضي الله عنه، فينبغي اتباعه في طباعة المصاحف ولا تصح مخالفته].
وإذا كان الأمر كذلك؛ فلا يجوز أن يٌرتب على هذا الترتيب للسور استنباطات في المعاني ولا غيرها، ومعلوم أن الصحابة رضي الله عنهم قبل جمع عثمان رضي الله عنه للمصاحف كانوا يتفاوتون في ترتيب مصاحفهم، فبعضهم كان يرتب السور حسب النزول، وبعضهم على غير ذلك، وبهذا تعرف قيمة ما بناه ذلك الكاتب على هذا الرقم (9).
الثالث: زعم كاتب الورقة أن سورة براءة تقع في الجزء الحادي عشر من أجزاء القرآن الكريم، وأن هذ يوافق اليوم الذي وقع فيه الحدث، وهو اليوم الحادي عشر .
والجواب عن هذا يتبين مما قبله، إذ لو لم تٌرتب السور في المصحف على هذا الترتيب الذي أجمع عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم زمن عثمان رضي الله عنه لما وقعت السورة في الجزء المشار إليه . هذا من جهة.
ومن جهة أخرى نقول: إن تجزئة القرآن على ثلاثين جزءاً لم تكن معروفة زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الصحابة، ولا في زمن عثمان رضي الله عنه ولا قبله ولا بعده، وإنما وقع ذلك بعدهم، وكان الصحابة رضي الله عنهم يحزبون القرآن بطريقة أخرى حسب السور على النحو الآتي:
1- السبع الطوال . 2- المئتين . 3- المثاني . 4- المفصل .(1/340)
ولا شك أن هذا الترتيب الذي كانوا عليه أدق وأفضل، إذ إن ترتيب القرآن على الأجزاء يفضي إلى انتهاء الجزء قبل تمام المعنى، حيث يفصل بين أجزاء الموضوع الواحد، أما طريقة الصحابة رضي الله عنهم فهي – كما سبق – على السور، وبناء على ذلك تكون المعاني تامة .
وإذا كان الأمر كذلك فليس لأحد أن يتمسك برقم الجزء الذي وقعت فيه السورة ليربط بينه وبين أمر آخر ليخرج لنا بمعنى كهذا .
الرابع: في البداية كانت الآية التي تعلق بها الكاتب هي الآية رقم (110) من سورة التوبة ، وهي قولة تعالى:} لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(110){ وإنما تعلق بهذة الآية لتوافق عدد الأدوار في الأبراج حيث تبلغ هذا العدد، ولكن مضمون الآية لا يساعده، وإنما المناسب ان تكون الآية التي قبلها وهي (109) وذلك قوله تعالى:} أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ (109){ ثم رأيت في الأوراق المنشورة مؤخراً الإحالة إلى هذه الآية (109) لكن هذه يتطلب كذبة إضافية لحبك الدعوى، ولم يتطلب هذا من الكتاب كبير جهد حيث زعم أن عدد الأدوار (109) فأسقط دوراً ليوافق ذلك مدَّعاه، وهذا من أعجب الأمور !! ولا أدري كيف يسمح الناس لمثل هذا أن يستخف بعقولهم إلى هذا الحد ؟(1/341)
الخامس: أن مبنى هذه الارتباطات على الحساب الشمسي، وهو حساب متوارث عن أمم وثنية، ولم يكن معتبراً لدى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وإنما الحساب المعتبر في الشرع هو الحساب بالقمر والأهلة، وهو الأدق والأضبط، ومما يدل على أن المعروف في شرائع الأنبياء هو الحساب بالقمر والأهلة حديث عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:[أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ] أخرجه أحمد والبيهقي في الشعب، وإسناده حسن، وذكره الألباني في الصحيحة، وصحيح الجامع .
وهذا لا يعُرف إلا إذا كان الحساب بالقمر والأهله، ويدل عليه أيضاً الحديث المخرج في الصحيحين عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى. . . " وقد صرح الحافظ رحمه الله أنهم كانوا لا يعتبرون الحساب بالشمس [انظر : الفتح 4/291، وانظر 7/323].
وقال ابن القيم رحمه الله تعليقا على قوله تعالى:} هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ(5){ [سورة يونس] .(1/342)
وقوله تعالى:} وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(38)وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ(39){ [سورة يس] .ولذلك كان الحساب القمري أشهر وأعرف عند الأمم وأبعد من الغلط، وأصح للضبط من الحساب الشمسي، ويشترك فيه الناس دون الحساب، ولهذا قال تعالى في القمر}وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ(5){ [سورة يونس].
ولم يقل ذلك في الشمس، ولهذا كانت أشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام إنما هي على حساب القمر وسيره ونزوله في منازله لا على حساب الشمس وسيرها حكمة من الله ورحمة وحفظاً لدينه لاشتراك الناس في هذا الحساب، وتعذر الغلط والخطأ فيه، فلا يدخل في الدين من الاختلاف والتخليط ما دخل في دين أهل الكتاب .[ مفتاح دار السعادة ص 538-539].
وربما يُفهم من العبارة الأخيرة لابن القيم رحمه الله أن أهل الكتاب كانوا يعتمدون الحساب الشمسي، وهذا قد صرح الحافظ ابن حجر رحمه الله برده بعد أن نسبة لابن القيم [ انظر الفتح 7/323].
الواقع أنه لم يكن معتبراً في شرعهم وإنما وقع لهم بعد ذلك لدى جهلتهم، ويؤيده ما أخرجه الطبراني عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :" ليس يوم عاشوراء باليوم الذي يقوله الناس، إنما كان يوم تٌستر فيه الكعبة، وكان يدور في السنة وكانوا يأتون فلاناً اليهودي – يعني ليحسب لهم – فلما مات أتوا زيد ين ثابت فسألوه"[قال في الفتح : وسنده حسن 4/248].
وقد فسره الحافظ رحمه الله بما نقله من كتاب "الأثار القديمة "للبيروني، ما حاصله:"أن جهلة اليهود يعتمدون في صيامهم وأعيادهم حساب النجوم، فالسنة عندهم شمسية لا هلالية، قال الحافظ : فمن ثم احتاجوا إلى من يعرف الحساب ليعتمدوا عليه في ذلك " [السابق، وللتوسع في هذا الحساب راجع : صحيح الأعشى 2/382-401].(1/343)
السادس: أن الآية المشار إليها تتحدث مع ما قبلها وبعدها عن مسجد الضرار الذي بناه المنافقون، وربطها بالحدث الجديد تلاعب بكتاب الله تعالى، وتحميل له ما لا يحتمل إطلاقاً من أي وجه من وجوه الدلالة المعروفه لدى العلماء وهذا أمر أوضح من أن يشرح .
السابع: زعم كاتب الورقة أن عدد الحروف من بداية السورة إلى الآية (109) = (2001)حرفاً. وهذا إضافة الى الأوجه السابقة الدالة على عدم الاعتداد به فإنه كذب محض، ذلك أن كل وجهين (صفحتين) من المصحف الكريم تحويان ما يقرب من ألف حرف، وعد الأوجه من أول السورة إلى الأية المشار اليها يبلغ (7.5) تقريباً، فإذا اعتبرت هذا العدد عرفت البون الشاسع بين ما ذكره الكاتب وبين الحقيقه، ولذا رأيت في بعض طبعات تلك الورقه المعدلة أن هذا الرقم (2001) هو عدد الكلمات من أول السورة إلى الآية المشار اليها، وهذا أيضاً غير صحيح ذلك أن العدد الحقيقي للكلمات هناك يزيد على (2920) كلمة . وإذا أحسنَا الظن بالكاتب قلنا إنه لا يحسن العد، ذلك أن الكلمة عند أهل العربية ثلاثة أقسام: 1- الاسم. 2- الفعل. 3- الحرف الذي جاء لمعنى نحو : من، على، إلى، والباء وغيرها من حروف الجر وما في حكمها، وهكذا الضمائر سواء كانت متصلة أو منفصلة فإنها تٌعد كلمات أيضاً .(1/344)
الثامن : زعم الكاتب أن المركز المشار إليه يقع على شارع اسمه: (جرف هار) . وهكذا كذب مٌلفق، وقد سألت من يعرفون تلك البلاد فلم يعرفوا هذا الاسم، كما اطلعت على بعض المعلومات والخرائط التي توضح الموقع وما حوله عبر الشبكة العنكبوتية، وليس لهذا الاسم الحقيقي للشارع فنقول: إن هذا الاسم أعجمي، والقرآن بلسان عربي مبين، ومعلوم أن الألفاظ قوالب المعاني، وإنما تفٌسر الألفاظ بحسب ما وٌضعت له من المعاني في اللغة التي تضاف إليها، فكم من لفظة أعجمية توافق لفظاً كلمة عربية وتناقضها في معناها ومدلولها، ولا يقول أحد له أدنى مسكة من عقل بأن هذه الألفاظ المتوافقة في مجرد اللفظ أنها تٌحمل على مدلول واحد . ومعلوم أن (الجرف) في العربية هو المكان الذي يأكله السيل[انظر : المفردات للراغب (مادة : جرف)]. وأما (الهار) فإن أصل هذه الكلمة يدور على معنى واحد هو السقوط والانهدام[انظر المقاييس في اللغة، كتاب الهاء، باب الهاء والواو].
ولا يبعد على هذا الكاتب وأمثاله أن يخرج علينا باستنباط جديد بعد أن عرف معنى هاتين اللفظين في لغة العرب، وهو أن يقول بأن المبنى المشار إليه يمر بجانبه نهر، فهو يقع على ضفافه بالتالي فهو على جرف هار !!!! والدجل ليس له حد يتنهي إليه.
في الختام أنبه القارئ الكريم أن المقصود الأهم من كتابة هذه الورقات إنما هو التبيه على حال هذه المٌختلقات وهي كثيرة ومتنوعة وذلك بعرضها على ميزان العلم فينكشف أمرها، وهذا الذي بين يديك يمكنك أن تعتبر به حال كثير مما يمر بك مما قد يستهوي بعض السذج والبسطاء،،، والله الموفق .
انتهى كلامه حفظه الله.
وفقك الله وسددك.
---
أبو صفوت
02-08-2006, 10:23 AM
الأخ الفاضل : أبو خطاب - حفظه الله -
أنا أعلم أنك أقدر على رد مثل هذا مني ولكنك تطلب رأي الأعضاء حتى تتضح الصورة أكثر ، فهذه كلمات كتبتها على عجل لست أقصدك بها وإنما أقصد بها المشغولين بمثل هذه الأمور .(1/345)
أظن مثل هذا الأمر صار خطأه بينا لكل منصف وإلا فعلى العجل :
ماذا عن الرقم التسلسلي لمنتجات إسرائيل ؟ّ!
وماذا عن الرقم التسلسلي لمنتجات أمريكا ؟!
وماذا عن الرقم التسلسلي لمنتجات النرويج ؟!
وهلم جرا ، ألم يقم كل هؤلاء بإيذاء الرسول ؟!
إن مثل هذا الهراء هو - والله أعلم - من تحريف الكلم عن مواضعه
فالقرآن أرفع من أن يشير ولو مجرد إشارة إلى مثل هذا العبث ، وهذه الطريقة إحدى الطرق الشيطانية لتفريغ القرآن من مضمونه ، وأمتنا في هذه الأيام لما ملئت حياتها بالتفاهات والفراغ صار هذا حالها مع القرآن وإلا فإعمال الفكر في مثل هذا أليس أولى منه إعماله في معنى آية أو في فائدة مهمة
إن كل هذا يفعل بدافع إظهار إعجاز القرآن وليس في هذا أي إعجاز بل هو شيء ترضى به العقول الضعيفة فمثل هذا لا يتطلب التنقيب في كتب ولا الجلوس في حلق العلم ولا حتى كثرة كد للذهن ولا إتعاب بل هو شيء من الممكن أن يقوله أي إنسان مهما كان
ينبغي علينا أن نتعلم منهج القرآن في كل حال وفي كل أزمة حتى نعرف ماذا نصنع وكيف نعمل ؟ وهذا الذي قال هذا الكلام ليته يستثمر وقته في تعلم المنهج القرآني عند إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا في مراحل ضعف المسلمين فليست هذه أول مرة ولا آخر مرة ينال من رسول الله لكن المهم أن نعرف من أين أوتينا وكيف نتصرف
لقد أرشد الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى كيفية مواجهة الأذى في حال الضعف فقال
" إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ "(1/346)
ولما وصم المشركون رسول الله بأنه أبتر لم تنزل الآيات بنفي التهمة عن رسول الله أولا بل أرشدت رسول الله ماذا يصنع ثم نفت التهمة " إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر " فأرشدته أولا إلى الطاعة ثم نفت عنه اتهام المشركين
فبطاعة الله أولا ندفع عن ديننا وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أنفسنا كل أذى فما تجرأ الأعداء إلا بسبب بعدنا عن الطاعات وانهماكنا في الذنوب
فالحل الأساسي واضح في هذه الآيات لمن أراد
وسأنقل كلام شيخنا الدكتور مساعد في الربط بين الأحداث وبين آيات القرآن فهو مفيدا جدا بخصوص سؤالك
قال - حفظه الله - " " لقد كتبت في هذا الموضوع رسالة أرجو أن ييسر الله أمرها ، وقد كنت أتحاشى الكتابة في هذا الموضوع لما فيه من كثرة المطروح ، وبعد أن قرأت في بعض هذه الكتب التي تتحدث عن الإعجاز العلمي ، ظهر لي أن الأمر يحتاج إلى إيضاح لهذا الموضوع ، وضبطٍ لما يُفسَّر به القرآن من هذه القضايا التي أنتجها البحث التجريبي المعاصر ، وظهر لي أن في تسميته بهذا الاسم خللاً ، وأنه يصدق عليه أن يكون " دلائل صدق القرآن " ، وليس الإعجاز ، كما في نسبته إلى " العلمي " خللاً آخر ؛ لأنه يُفهم منه أن التفسيرات غيره ليست علميه ، مع ملاحظة أن هذه التسمية فيها آثار التغريب الذي يجعل العلوم الدنيوية توسم بالعلم ، وغيرها من العلوم الأدبية والاجتماعية والشرعية على وجه الخصوص لا توسم بذلك ، والموضوع ذو شجون ، وإنما أشرت إليه هنا لأخلص إلى سؤالين طُرحا عليَّ بشأن مسألتين متعلقتين بما يُسمى الإعجاز :(1/347)
السؤال الأول : فيما ظهر لبعض الناس من توافق عددي بين ماحصل من الحدث العظيم الذي عاقب الله به الكفار ف (11 : 9 : 2001) مع آية في سورة التوبة ، فقد ظهر لذلك القارىء أن الآية العاشرة بعد المائة (110) تشير إلى أحد البرجين الذي تتكون طوابقه من هذا العدد ، وأن عدد السورة في ترتيب المصحف هي التاسعة تشير إلى الشهر الميلادي ، وأن الجزء الذي فيه هذه الآية هو الحادي عشر تشير إلى اليوم الذي وقع فيه هذا الحدث ، فزعم أن هذا من إعجاز القرآن ؛ لأنه ـ بزعمه ـ أشار إلى هذا الحدث المستفبلي ! .
ولا أدري لِمَ لَم ينظر إلى العدّ بالحساب القمري ، ولا ذكر البرج الثاني الذي لا يتوافق مع العدد الذي ظهر له ؟! .
وهذا بلا شك موافقة إلى غير مقصودة ، والآية نازلة في مسجد الضرار ، وليس هنا علاقة بينها وبين ما حدث لا من قريب ولا من بعيد ، ومن قال : إن هذا البرج من مباني الضرار ، فأين موقع الآخر من الآية ، وإذا كان يعد هذين البرجين من مباني الضرار ، قياسا عل مسجد الضرار ، فإنه يدخل في الآية كل مباني الضرار التي يعملون بها ضد العالم ، وضد المسلمين بالذات .
ثم ما الحاجة الداعية إلى هذا الربط الغريب العجيب ، ومن ذا الذي يجزم بأن هذا مراد الله . إن هذا مما يحل في الرأي المذموم ؛ لأنه قول على الله بغير علم ، ما أكثر مايقع من أصحاب مايسمى بالإعجاز العلمي ، أو التفسير العلمي .
وهل يعتمد صاحب هذا القول على أن هذا الترتيب جاء بالتوفيق ، أم يرى أنه على ما جاء من مصادفة الترتيب هذه .
فإن كان جاء مصادفة ، فما أكثر المصادفات التي يمكن أن تظهر لك ، فقد تظهر لك مصادفات متعلقة بالأرقام وأ،ت تقرأ كتاب تاريخ ، أو غيره ، فهل هذه المصادفات من قبيل الأعجاز ؟! .
وإن كان يزعم أن هذا مراد ، وأنه ليس من قبيل المصادفة ، فقوله منقوض بأمور :(1/348)
الأول : أن ترتيب الأجزاء من عمل المتأخرين ، وليس فيه توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو عمل اجتهادي .
الثاني : أن في ترتيب السور قولين : قيل : إنه اجتهادي ، وقيل : إنه توقيفي ، ولعل من ظهر له ذها التوافق العجيب لا يعلم بهذا ، وإن علم فهل حرر مسألة التوقيف والاجتهاد في ترتيب السور ليجعل ما توصل إليه من هذا التوافق صحيحا .
الثالث : هل يعلم قائل هذا القول علما يسمى " علم عدِّ الآي " وهل يعلم أنه مختلف في عدد آي السورة على قولين : الجمهور على أنها مائة وثلاثون آية ، وفي العد الكوفي الذي عليه عدُّ المصحف الذي بين يديك عدد آياتها مائة وتسع وعشرون آية . وعلى قول الجمهور ينتقض عدد الآية ؛ لأنه يكون عددها على قولهم آية 111 ، فهل دري بهذا ، وحرر هذه المسألة ؟ .
وكأني بك القريء الكريم تقول : قد أطالت في هذا ، وهو مما لايحتاج إلى إطالة في بطلانه ، فأقول لك معتذرا : إن عصرك عصر يسود فيه من يأتي بالغرائب ، ويبرز فيه من يحسن جلبها ن فأحببت أن أرد من يتعرض لكتاب الله بما لا يقبله عقل العقلاء ؟ ولكي يعلم أن العلم له باب من أراده من غير بابه خرج بما لا تقبله العقول ، وجاء بما لا ينطلي إلا على قلوب الأغرار ، ولو كانوا يٌعدون عند الناس من الكبار .
وإني أخبرك بأنك لست بحاجة للإثبات عظمة القرآن وصدقه إلى هذا السبيل ، وهو ما يسمى بالإعجاز ، إذ أنه ليس هو السبيل الوحيد لإثبات عظمة هذا القرآن ، بل هو أحد هذه السبل ، واعلم أن العلم وحده قد لا يكفي ما لم يكن له قوة تحميه ، وإن الله ليزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن ، فافهم عني ما قلت ، والله الموفق إلى سواء السبيل .(1/349)
السؤال الثاني : قال السائل سمعت في شريط الإعجاز العلمي للدكتور زغلول النجار حديثه عن ما يتعلق بقوله تعالى : " وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ " [ حديد : 25] وكان مما قاله في هذا ما نصه : " كنت أٌ لقي هذه المحاضرة في جامعة ملبورن في أستراليا من أربع سنوات ، فوقف لي أستاذ كيمياء في الجامعة ، وقال لي : ياسيدي ، هل حاولت أن تقارن بين رقم سورة الحديد في القرآن الكريم والوزن الذري للحديد ، ورقم الآية في السورة والعدد الذري للحديد ؟ .
قلت له : لا ، موضوع الأرقام موضوع حرج للغاية ، إذا لم يدخله الإنسان بحذر شديد يدمِّر نفسه .
قال : ارجوك ، حينما تعود إلى بلدك أن تتحقق من هذه القضية ...
أتيت بالمصحف الشريف ، وبالجدول الدوري للعناصر ، وكتاب في الكيمياء غير العضوية ، فأذهلني أن رقم سورة الحديد سبع وخمسون ، والحديد له ثلاث نظائر ( 54 ، 56 ، 57 ) ورقم الآية في السورة ( 25 ) ، والعدد الذري للحديد ( 26 ) ، فقلت : إن هذا القرب الشديد لا بدَّ أن له تفسيرا ، فألهمني ربي آية قرآنية مبهرة ، يقول فيها الحق تبارك وتعالى مخاطبا هذا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ... " وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ " [ الحجر : 87 ] ، فالقرآن بنصه يفصل الفاتحة عن بقية بنصه يفصل الفاتحة عن بقية القرآن الكريم ، ويعتبر الفاتحة مقدمة للقرآن ، فقلت : إذا فصلنا الفاتحة عن بقية سور القرآن الكريم يصبح رقم سورة الحديد ( 56 ) ، ولو بقيت ( 57 ) ، ففيه نظير للحديد ( 57 ) ، لكن أكثر النظائر انتشارا للحديد ( 56 ) .(1/350)
الآية رقم (25 ) ، والعدد الذري للحديد ( 26 ) ، ووجدت القرآن الكريم يصف الفاتحة بأنها سبع من المثاني ، وآياتها ستٌّ ، فالبسملة آية من الفاتحة وآية من كل سورة قرآنية ذكرت فيها البسملة ما عدا سورة التوبة ، فإذا أضفنا البسملة في مطلع سورة الحديد يصبح رقم الآية ( 26 ) ، ويعجب الإنسان إلى هذه اللفتة المبهرة ، من الذي علَّم المصطفى صلى الله عليه وسلم ذلك قبل ألف واربع مئة سنة ، لم يكن أحد يعلم شيئا عن الأوزان الذرية ، ولا لأعدادها الذرية ، ولكن هذه معجزة هذا الكتاب الخاتم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهذه الومضات القرآنية المبهرة تبقى دائما شهادة صدق على أن القرآن كلام الله ، وأن هذا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي " ( محاضرة الإعجاز العلمي في القرآن الكرم ، للدكتور زغلول النجار ، تسجيلات أحد ) .
ولا أرى أنه يخفى غلى العامي قبل المتعلم ذلك التكلف الذي قام به الدكتور الفاضل لإثبات قضية لا شأن لها في ذاتها ، فضلا عن أن تكون معجزة من معجزات القرآن ، ولا يخفى على طالب العلم ما وقع له في تفسير الآية ، ولا أدري هل يعرف الدكتور الفاضل التفسير النبوي لهذه الآية ؟! فالوارد عنه صلى الله عليه وسلم يجعل السبع المثاني والقرآن العظيم وصفين للفاتحة ، والعطف هنا من باب عطف الصفات لا عطف الذوات ، فقد روى البخاري وغيره جملة من الأحاديث في هذا المعنى ، ومنها :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمُّ الْقُرْآنِ هِيَ : السَّبْعُ الْمَثَانِي ، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ .(1/351)
رواه البخاري برقم (4704) ، وقال ابن كثير معلقا على هذه الروايات : " فهذا نص في أن الفاتحة السبع المثاني والقران العظيم " . تفسير القرآن العظيم ، لابن كثير ، تحقيق : سامي السلامة (547:1) ، وما دام ثبت النص عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ، فإن غيره من الأقوال تسقط ، ويكون تفسير الآية ما قاله صلى الله عليه وسلم .
كما لا يخفى ما وقع منه في جزمه بأن البسملة آية من كل سورة ، بلا تحقيق في هذه المسائل ، ولا رجوع إلى أهل العلم الذين يُعرفُ كلامهم فيها ، بل اختار ما يناسب ما يريد أن يذهب إليه ، وهو معرض عن ما لا يناسبه ، بلا تحقيق علميٍّ ، كما عوده البحث في العلوم التجريبية ، وهل يصح هذا الاختيار بلا تحقيق ؟!
وكذلك لا يسعفه علم عدِّ الآي فعدد آيات السورة في العدِّ الكوفي والبصري (29) ، وفي عد الباقين (28) ؛ وبهذا تكون الآية (24) بدلا من أن تكون (25) ، ولو جعل البسملة آية على هذا القول ، لصارت الآية (25) ولا نتقض ما بناه أيضا .
وكل هذا التكلف في محاولة ربط مثل هذه القضايا بالقرآن إنما يصدر ممن يأتي إلى القرآن بمقررات سابقة ويريد أن يطوِّع القرآن لمقرراته ، ضاربا بكل ما خالفها عُرض الحائط ، ولوكان ما خالف قوله هو العلم الصحيح ، وفي هذه المحاضرة في الإعجاز العلمي أخطاء أخرى ليس هذا محل عرضها . " مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر ص : 7
---
د.أبو بكر خليل
02-08-2006, 10:45 AM
قوله تعالى { إن الذين يؤذون ...}: عام في كل من يؤذون الله و رسوله ، لمجيئه بلفظ من ألفاظ العموم ، و هو الاسم الموصول : " الذين " ،
و ذلك الرقم التسلسلي التجاري خاص بجميع المنتجات الدانماركية وحدها ،
- فالوعيد في تلك الآية الكريمة يعم من صدر عنه الأذى ، و ليس خاصا بمن انطبق على منتجاتهم رقم الآية : ( 57 ) ،(1/352)
و إلا خرج عن ذلك الوعيد بقية الأرقام " الكودية " للبلاد الأخرى التي صدر عنها مثل ذلك الأذى كالنرويج و غيرها ،
و قطعا الأرقام " الكودية " تختلف باختلاف البلاد ،
فينبغي علينا صون القرآن الكريم عن أمثال تلك الدعاوى ، كالقول ب " الإعجاز العددي " ، مما لا وجه له من الحقيقه إلا بتعسف و تكلف ،
*** نعم : القرآن الكريم معجز لكل البشر ، و الإعجاز فيه قائم و دائم إلى آخر الدهر ، لا ريب في ذلك أبدا ،
و لكن هذا شيء و تلك الدعاوى شيء آخر
- و وجوه إعجاز القرآن الكريم أسمى من ذلك ، و لفظ " الإعجاز " يعنى : عجز البشر كافة عن الإتيان بمثل أي وجه من وجوهه ،
و بهذا يمكن الحكم على صحة قول ما بوجه للإعجاز
و دعوى " الإعجاز العددي " في القرآن الكريم دعوى غير صحيحة على تلك الصورة المذكورة ،
و يجري استخدامها لأغراض مريبة ، مثل الرقم ( 19 ) لتأييد المظاهر و الدعاوى الماسونية و البهائية
فلنحذر ذلك ، و لنحكم معنى الإعجاز في كل ما يعرض علينا من قول
{ و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } .
صدق الله العظيم
---
مرهف
02-08-2006, 12:42 PM
أخي الكريم أبا خطاب حفظك الله :
مع تأكيدي على ما قاله أخي أبو عبد العزيز وأخي أبو صفوت والأخ د أبو بكر، فإني أضيف أيضاً فأقول : لا نجعل من العاطفة سبباً لأن نتمسك بقشة ندعي فيها النجاة من الغرق ونعتبر مثل هذه الأمور مرهماً شافياً ونسوق له ، فنحن الآن أمام تداع دولي على المسلمين ، فالمشكلة ليست مشكلة الدنمارك وإنما هي مشكلة دول تنصر بعضها في الإساءة إلى المسلمين بنبيها الرؤوف الرحيم ، ولا نريد أن نحول القرآن إلى أرقام وننسى ما فيه من الإعجاز والبيان ومنهج الحياة وفقني الله وإياك.
---
مساعد الطيار
02-08-2006, 12:55 PM
قال مسروق : (( اتقوا التفسير ، فإنما هو الرواية عن الله ) .
---
محمود الشنقيطي
02-09-2006, 12:28 AM(1/353)
لو سلمنا بدعوى الإعجاز في مثل هذه الأمور التي لا يمكن أن نلحظ غياب التعسف الفاضح والتكلف الواضح فيها ألا يشكل علينا الخلاف في عد الآي بين العلماء(إن وجد)؟؟
ولو كانت هذه الآية ذات رقم آخر يوافق منتجات دولة أخرى هل سنسمع من يتعظ ويقول أن من ثمرة الخلاف في عدالآي شمول أرقام الآيات لأرقام منتجات الغرب؟؟؟
لا شك أن ماسبق هو محل خلاف بين الناس..
لكن ما يتفق عليه المسلمون هو أن كلام الله إنما أنزل للعظة والتدبر وليس هذ التعسف من ذلك في شيئ...
---
الطبيب
02-11-2006, 03:53 PM
كلام المشائخ الفضلاء والإخوة الأكارم كافٍ شافٍ في هذه القضية.
و ورد إلى ذهني هذا التساؤل:
لو سلمنا بأن رقم الآية بالفعل من الإعجاز العددي في القرآن، فماذا نقول لو تراجعت الدنمارك واعتذرت وعاد الناس لمنتجاتها؟
أو ماذا نقول لو عدّلت منظمة التجارة نظام ترقيم المنتجات الدولي هذا فتغير رقم منتجات الدنمارك؟
هل سيفقد القرآن خصيصة من خصائصه حينئذٍ ؟؟
الحق أبلج والباطل لجلج ...
ودمتم
---
سلسبيل
02-12-2006, 12:12 PM
لا نملك إلا ان نشكر هذا الملتقى المبارك ومشايخنا الكرام بارك الله فيهم وفي علمهم
---
فاروق
02-14-2006, 06:33 PM
http://www.3e6r.net/data/media/19/jewelst-r7eb1.gif
جزاكم الله خيرا ..
القرآن الكريم أجل وأسمى من هذا..
[line]
ملئ الفؤاد محبة وتلهفا
توقا و شوقا للحبيب المصطفى
إنا لتهفو للرسول قلوبنا
والقلب تتبعه الجوارح إن هفا
ليس الذي أبدى هواه مغاليا
كلا و من ذاب حبا مسرفا
إن المحب لمن يحب لتابع
فإذا رأى أثرا لمن يهوى اقتفى
مدت أيادينا لهدي محمد
وتلقفت ما جاء منه تلقفا
هو من نحب ومن أحب نحبه
صدقا وليس تنطعا وتكلفا
جئنا جميعا نستقي من ورده
ونرد عنا ما يكون مخالفا
ونورث الأجيال حب نبينا
من جاء فينا رحمة وتعطفا
حبيبي يا رسول الله
يا من ملأت الفؤاد حبا..
يا رسول الله..أنت الحبيب..يا محمد(1/354)
http://portal.wahati.com/up/uploading/33099.gif
---
(1/355)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب ( الإسرائيليات في تفسير الطبري )
---
كتاب ( الإسرائيليات في تفسير الطبري )
---
الراية
09-05-2003, 11:07 PM
هذ الكتاب في الاصل رسالة دكتوراة لـ آمال محمد عبد الرحمن ربيع
وتمت طباعته من قبل :
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة
وعنوان الكتاب بالكامل :
الإسرائيليات في تفسير الطبري: دراسة في اللغة والمصادر العبرية
وانقسمت الدراسة فيه إلى بابين:
الباب الأول: بعنوان الإطار العام وينقسم إلى خمسة فصول:
الفصل الأول: ويشمل تعريفا بالإمام الطبري - رحمه الله تعالى - صاحب التفسير الذي أجريت عليه الدراسة.
الفصل الثاني: عالجت فيه الباحثة بداية ظهور الإسرائيليات، وموقف الإسلام منها، وتكلمت عن معنى مصطلح إسرائيليات، وعن المواطن التي جاء منها أصحاب هذه الإسرائيليات إلى جزيرة العرب، ثم كيف تسربت هذه الروايات إلى التفاسير في مرحلتي الرواية والتدوين، وتقسيم العلماء للإسرائيليات إلى ما يوافق شريعتنا، وما يخالفها، وما هو مسكوت عنه، كذلك كان الحديث في هذا الفصل عن مواقف أهل العلم من رواية الإسرائيليات، كابن تيمية، وابن حجر العسقلاني، وابن كثير، وغيرهم، كما تناولت الباحثة قضية لغة المصدر الرئيسي للإسرائيليات في التفسير، وهل كانت هناك ترجمة عربية للنصوص العبرية أم لا؟ وهذا المبحث من أهم المباحث التي تفردت بها هذه الرسالة ،ثم ختمت الفصل ببيان أثر الإسرائيليات في التفسير بوجه عام.
وفي الفصل الثالث: عرفت الباحثة بأهم المصادر العبرية التي انتقيت منها الروايات الإسرائيلية للتفسير، مثل بعض أسفار العهد القديم، وكتب التفسير العبرية، وبعض فصول التلمود، والكتب الأخرى.(1/356)
وفي الفصل الرابع: قامت الباحثة بتصنيف المجالات التي وردت فيها الإسرائيليات عند الطبري، من خلال ما تم استخراجه بناء على استقراء كتاب الطبري.
وفي الفصل الخامس: تناولت الباحثة موقف الطبري مما أورده من الإسرائيليات، وكيف واجهها وتعامل معها في كتابه.
أما الباب الثاني:فقد كان بعنوان " الدراسة النصية للإسرائيليات " وقد قسمته الباحثة إلى خمسة فصول.. كما يلي:
الأول: النصوص المتطابقة.
الثاني: النصوص المتفقة في المضمون.
الثالث: النصوص المجملة في الآثار والمفصلة في الأصول العبرية.
الرابع: النصوص المفصلة في الآثار المجملة في الأصول العبرية.
الخامس: الروايات ذات الإضافات والمبالغات.
وقد انتهجت الباحثة في كل فصل من الفصول السابقة ما يلي:
1-إثبات نص الأثر الوارد عند الطبري كاملا مع الإشارة إلى موضعه من التفسير.
2-إثبات النص العبري من مصدره.
3-ترجمة النص العبري إلى العربية.
4-مقارنة النصوص من ناحية الشكل وذلك بإبراز ما تم أخذه من الأصل العبري للرواية وما تم تركه وما أضيف وما حذف..
5-إبداء الملاحظات اللغوية على النصوص عن طريق الإشارة إلى نماذج من الجمل في كلا النصين.
ثم أنهت الباحثة الدراسة بخاتمة، اشتملت على أهم النتائج التي توصلت إليها، والتوصيات التي نصت عليها
ثم ذيلت ذلك بملحقين:
الملحق الأول: قامت فيه الباحثة بحصر ما تأكد لديها تماما من روايات إسرائيلية في تفسير الطبري، من خلال ذكر موضعه في تفسير الطبري، و المصدر العبري الإسرائيلي.
الملحق الثاني: حصرت فيه الباحثة أبرز رواة الإسرائيليات، وفق منهج خاص، فقد أوردت من روى أكثر من خمس روايات إسرائيلية، على اعتبار أن من كان كذلك فقد دخل إلى قائمة من ينبغي التدقيق والتمحيص لرواياتهم.
---
متعلم
09-25-2003, 02:52 PM
جزاك الله خيرا ، ولكن اين نجد الكتاب ؟ وما دار النشر التي طبعته ؟
---
الراية
09-26-2003, 03:09 PM
اخي المكرم / متعلم
ادخل هنا(1/357)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=828
---
متعلم
10-15-2003, 02:20 PM
اخي الكريم ، لقد وجدت الكتاب في مكتبة الرشد ولكن قد نفد ، وذلك يعني توفره في مكتبات أخرى .
وجزاك الله خيرا .
---
الراية
10-17-2003, 10:34 AM
الاخ المكرم / متعلم
اشكر لك اهتمامك بالموضوع
وجزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
10-19-2003, 06:46 AM
الإخوة الكرام وفقهم الله لكل خير
الكتاب متوفر في مكتبة الرشد بكمية كبيرة لمن أراد ، فقد رأيته أمس ! وهو كتاب يستحق العناية.
---
الراية
10-19-2003, 01:50 PM
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن
وشكرا على المداخلة الطيبة
---
(1/358)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشرى سارة يا أهل القرآن
---
بشرى سارة يا أهل القرآن
---
مبدع متخصص
04-01-2004, 12:35 PM
بشرى سارة للمصممين ، موقع الشبكة الإسلامية يقدم لكم القرآن كاملا ، بصيغة pdf ، يعني ممكن تتحكم في دقته ، وليس على رواية حفص ، بل وبقية الروايات
ممكن تستخدمه في التصاميم ، ومجانا...
الموقع: islamweb.net
تجده على اليمين (القراءات العشر)
---
(1/359)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > موقع عن دراسات قرانيه، يرجى دخول المختصين
---
موقع عن دراسات قرانيه، يرجى دخول المختصين
---
ابومعاذ
06-22-2004, 02:10 PM
السلام عليكم
أرسل لي أحد الاخوه تفسير لبعض الآيات القرآنيه على شكل دراساث ( الرابط قي الاسفل) ومع متطقيية المحتوى توجد بعض الملاحظات على اسلوب الطرح .. لذا ارجو من الفضلاء الختصين المراجعة والتعليق حتى اكون على بينة من جدوى تمريره على امثالي من العوام ــ
http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=derasat1
وجزيتم خيرأ
---
عبدالرحمن الشهري
06-23-2004, 06:43 PM
أخي الكريم أبا معاذ وفقه الله
هذا الموقع اسمه (أسرار القرآن) وصاحبه هو الشيخ الكريم صلاح الدين عرفة . وهو يكتب معنا في ملتقى أهل التفسير باسم (الشيخ أبو أحمد) . وهو موقع يحتاج الحكم عليه إلى تأمل ووقت. وقد أشار إليه كثيراً الشيخ أبو أحمد في مشاركاته هنا ، رغبة في الاطلاع عليه والاستفادة منه كما يقول وفقه الله.
ونظراً لأن الدكتور مساعد الطيار قد وعدني بأن يقوم بالكتابة عن هذا الموقع بعد الاطلاع عليه بشكل كامل . فلعله يفعل ذلك قريباً إن شاء الله تلبية لطلب المشرف على الموقع الشيخ أبو أحمد وطلب العديد من الأعضاء .
أسأل الله التوفيق لكل العاملين لخدمة القرآن الكريم.
---
(1/360)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سجَّل هنا شكراً وتقديراً وعرفاناً للشيخ الدكتور صلاح الخالدي في رده على (فرقان الحق)
---
سجَّل هنا شكراً وتقديراً وعرفاناً للشيخ الدكتور صلاح الخالدي في رده على (فرقان الحق)
---
أبو العالية
09-28-2005, 04:08 PM
الشذا الفياح للشيخ صلاح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ الله الذي جعل في كلِّ زمانٍ فَتْرَةٍ من الرُّسل بقايا من أهل العلم ، يَدْعُون من ضَلَّ إلى الهُدى ، ويُبَصِّرُونَ بنور الله أَهْلَ العَمى ، فكَمْ من قَتِيلٍ لإبْليسَ قد أَحْيَوهُ ، وكمْ من ضَالٍ تائهٍ قد هَدَوْه ، فلله ما أَحْسَنَ أثَرهُم على النَّاس ؛ وما أَقْبَح أثر النَّاسِ عليهم ، يَنْفُون عن كتابِ الله تَحْرِيف الغَالِين ، وانْتِحَال المبطِلين ، وتَأوِيل الجاهلين . وبعد ..
_ فالعلماءُ ورثة الأنبياءِ ، وسادةُ الأولياءِ .
_ بهم تصلح الدّيار ، وتُعْمَرُ الأمصار ، ويُكْبَتُ الأشرار .
_ هُمْ أَنصارُ المِلَّةِ ، وأَطِبَّاءُ العِلَّة .
_ يَذُودُونَ عن حِياضِ الشريعة ، ويَزْجُرونَ عن الأُمورِ الفظيعة .
_ هُمْ خلفاءُ الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - ثِقاتٌ عُدُول ، يَنفون عن الدِّين تأويل المبطلين ، وتحريف الجاهلين ، وأقوال الكاذبين .
_ العَالِمُ يُدْرك الحِيَل ، ولا تَختلِطُ عليه السُّبُل ، يَكشف الله به تلبيسَ إبليس ، ويَدفع الله بهم كلَّ دجَّالٍ خَسيس ، علمهم معهم في البيوتِ والأسواق ، ويزيدُ بكثرةِ الإنفاق ، فلهم كل الخَلَاق .
ماذا أريدُ بهذهِ المقدِّمَة ؟
أَقِصة هادفة ؟ لا .
أحكاية لطيفة ؟ لا .
أفوائد جمعتُها لأَبثُها بين إخواني ؟ أيضاً : لا .
ولكنْ ، أريد أن أُعَرِّف بِجُهْدٍ كبير ، وعَمَلٍ جَليل ، وفَضلٍ جَزيل ، قام به علمٌ من أعلام المسلمين .(1/361)
هذا العمل : جاء صفعةً قويةً لخطرٍ خارجي كافر ، ونزل عليه كالشهب الصارمة الكاوية ، وكالصواعق المحرقة الهاوية ، فلم تُبْقِ منهم عَادِية ! فمزقتهم شَذَر مَذَرْ ، وشَتَّتهُم شَغَرَ بَغَرْ !
جاءت الصفعةُ .. لتحطِّم الأهواءَ ولو كره الكافرون .
ولتدكَّ معاقل الفجور ولو كره الفاسقون .
ولتنْسِف ( فرقانهم ) ولو كره الظالمون .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( الفتاوي 28/187 )
:" فالمُرْصَدُوْن للعلم ، عليهم حفظ الدين ، وتبليغه ، فإذا لم يُبلِّغوه ، أو ضيَّعوا حفظه ، كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } سورة البقرة (159) ، فإن ضرر كتمانهم تعدى إلى البهائم وغيرهم ، فلعنهم اللاعنون حتى البهائم " .
تلكم الفرية الفجة الفاجرة الآثمة : ( الفرقان الحق ) كافرة المنبت ، تبث براثين سمومها وأفكارها العفنة في تسليط المطاعن على كتاب ربنا ، ودستور أمتنا المسلمة ، فأقبلت عليه الأقلام الآثمة الفاجرة ، والدَّعواتِ النصرانية الغاشمة ، بخيلها ورَجِلَها ، لترمي حملته بالبهتان والزور ، والاستهزاء والسخرية منهم ، واضطراب كتابهم وما فيه من الباطل المزعوم ! وهذا _ لعمر الحق _ من أوسع أودية الباطل ، التي يخوضها المبطلون جهاراً نهاراً !
لقد توافدوا علينا ، وتكالبوا على إسلامنا _ الصرح الشامخ _ لقلب الأمور ، وزنتها بغير الميزان الصحيح ، في الدين ، والأخلاق ، واللسان ، واللباس ، والأزياء ، والمرأة ، والسياسة ، والتعليم ... وهلمَّ جراً . جراً .(1/362)
واليوم يأتي أحد سُذَّاجهم ، وأغبى أغبيائهم ، وأضحوكتهم السمجة ، ليوجِّه سهامه المعطلة المنكسرة نحو كتاب ربنا جلَّ في علاه ، ليطعن به وبحقائقه الصادقة ، وآياته الكريمة ، بهرائه السَّمِج الوقح الكاذب ، ويزعم سوراً من عندياته ، وينادي تحت غطاءٍ : بالنظرة الوحدوية للأديان :" الإسلام ، المسيحيَّة ، اليهودية " فيكيل الطعن للنبي الأكرم صلواتُ ربي وسلامه عليه ، وتحريفه لمعجزته ، ثم أتى بخرافته ( الصَّفي ) وأنه رسول رب العالمين !! فيالله ما أقبح فعله ، وما أسوء فكره ، وما أسخف منطقه ومشربه ، وما هذا إلا لجهله ، وسوء منبته ، وضلال عيشه ، وخِسَّة شأنه ، فنعوذ بالله من الكفر وأهله ، ومن الزيغ وذيله .
فتصدَّا لهذه الفرية الخائنة الفاجرة ، هذا العَلَمُ المجاهد بقلمه ، وكان لا بُدَّ للنفير من أن ينفر خفافاً وثقالا ، وأنْ يَنْثُلَ كنانة الحق الدامغ ، ليصفع هذه الأقلام الفاجرة ، والأصوات النعراء النشاز ، فتُنْقَض شبههم ، وتكشف فتنتهم ، وتَعْرى حِيَلَهم وأباطيلهم ، فقرة فقرة ، وآية آية ، ليعود الحق إلى نصابه ، ويرجع التهافت على أهله وأصحابه ، حتى لا تتداعى الأهواء الفاجرة الكافرة والمضلة ، على أبناء الإسلام فتعثوا فساداً في فِطَرهم ، وتقصم وحدتهم ، وتؤول بدينهم إلى دين مبدَّل ، وشرعٍ محرف ، وركامٍ من الأهواء والنِّحَل .
لذا ، كان لازاماً على العلماء أن يكبروا التكبيرة الأولى في الميدان هاتفةً بإحياء هذا الواجب الديني الجهادي الدفاعي عن الدين الإسلامي ، فإلى اقتحام العقبة بالمواجهة اللسانية ، والمكاشفة العلمية ، على يد أهل السنة مضبوطة بمعاقد الإيمان : لسان صدقٍ ينطق بكلمة حق جهيرة ، وأقلام بِرِّ جادة ، ترقم صحائف الأبرار لتحطَّم صحائف الأشرار .(1/363)
ألا إن السكوت عن كل مبطل وباطله ، هو هنا أبطل الباطل ، وخوض في باطن الإثم وظاهره ،والله سبحانه يقول : { فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } سورة الأنفال ( 57 )
نعم ، إنهم حرَّاسُ الدِّين ، وجهابذةُ الشريعة ، يحمون بيضتها ، ويذودون عن حياضها ، بالوظيفة الربانية ، ولازم هذه الوظيفة : الرَّصدُ لتحرك أي شبهة ، وإثارة أي شهوة ، حتى تُنْتقضَ على أهل الأهواء المضلة أهواؤهم في حملاتهم الشرسة ، وهزَّاتهم العنيفة ؛ ليبقى الإسلام صحيح البِنْية ، على ميراث النبوة نقيَّاً صافياً ، وعلى المسلمين هدياً قاصداً .
فحيَّ هلا بهذا العَلَم المجاهد لأعرفكم مَنْ هو؟
ومن يكون لتتشبهوا به ، فإنَّ التشبه بالكرام فلاح .!
هو الشيخ العلاّمة ، سيد المفسرين ، سلوة الأنام ، وحسنة بلاد الشام ، ذو التصانيف النافعة ، والدروس اليافعة ، والخيرات الجامعة :
شيخنا الدكتور / صلاح بن عبد الفتاح الخالديحفظه الله وأطال في عمره ونفع به الإسلام والمسلمين . فاللهم آمين .
فـ (صلاحٌ ): أصلح الله سريرته ، فظهرت محاسنها على الجوارح ، وغدت لكل رائح وسائح . صلاحه من صلاح الأولين ، والتحفة الطيبين ، والصلاح فلاح .
و (عبد الفتاح ): شذاً فيَّاح ، وغرة نجاح ، ولكل خير مفتاح ، ولا غرو فهو ابن عبد الفتاح .
و( الخالدي ) : أخلد الله ذكره ، ووضع عنه وزره ، وجعل له لسان صدق في الآخرين . فاللهم آمين .
الشيخ الوالد صلاح : إذا ذكر العلماء العاملون ، والمربون الناصحون ، ودعاة الهداية المخلصون .. فحيّ هلا بالشيخ صلاح .
وإذا ذكر العباد الراكعون ، والخاشعون الساجدون ، والذاكرون السائحون .. فحيّ هلا بالشيخ صلاح .
ليت الكواكبَ كانت لي فأَنْظِمُها عُقُودَ مَدْحٍ فما أَرْضَى لكُمْ كَلِمِ(1/364)
إنني أقول الآن ، وأنا الابن الصغير إذ أَحْمَدُ فعل الشيخ الجليل ، والمنقبة الرفيعة له ، على هذا العمل المبارك الطيب ، والجهد المتميز ، فأقول : لئن ذكر صاحب السير ( 2/ 14 ) عن عمر ، أنه قال في حق عبدالله بن حذافة السهمي رضي الله عنهما حينما أطلق سراح أسارى المسلمين في قيسارية أن من حقه على كل مسلم أن يُقبل رأسه ، فإنه آن لأبي العالية أن يقول : آن لكل مسلم أن يقبل يد الشيخ صلاح ورأسه ، لمَّا ذَبَّ عن كتابهم ودستورهم ، كتاب ربنا جلَّ في علاه ، وها أنا أبدأُ بذلك من المسلمين .
فدونكم كتابه الفذ ، وصولته وجولته على أهل الكفر والضلال :
( تهافت فرقان متنبئ الأمريكان أمام حقائق القرآن )فانعموا به ، وتلذذوا بدُرَرِهِ ، فما هو إلا حسنة من حسنات شيخنا الهمام ، حسنة بلاد الشام . وكيف لي أن أصف هذا الجهد المبارك ؟
فحتماً ولا بُدَّ أنَّ الكلمات لتقصر عن التعبير والثناء الجميل الجدير ، بحق هذا الكتاب الرائع ، والنفَس المجاهد المسلم الغائر على محارم الله تبارك وتعالى.
وأخيراً : وإني لأظنُّ أنَّ من حق شيخنا علينا _ معاشر المسلمين _ أن نخصه بالدعاء صباح مساء ، فاللهم احفظ الشيخ صلاح ، واجعل له لسان صدق في الآخرين ، وأطل في عمره وأحسن عمله واختم لنا وله بخير يا رب العالمين . فهنيئاً لشيخنا العلامة _ أعلى الله ذكره _ هذا السبق والفتح المبين ، ونفعنا بعلمه وفضله ولا حرمنا خيراته ونفحاته العلمية المباركة ، وجعل ذلك كله في ميزان حسناته ، إنه سبحانه خير مسؤول ، وهو بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
محبكم والمقصر في حقكم
ابنكم
أبو العالية الجوراني
عفا الله عنه
---
عبدالرحمن الشهري
09-29-2005, 06:32 AM(1/365)
جزى الله الشيخ الجليل صلاح الخالدي خيراً على كتبه النافعة خيراً ، وقد كنت قرأت في لقاءه مع مجلة الفرقان خبر تصنيفه للكتاب ، فجزاك الله خيراً أخي أبا العالية على هذا الخبر والإشارة. وسؤالي : أين نجد الكتاب الآن ؟ وأي دور النشر تولت نشره ؟
---
مرهف
09-29-2005, 11:17 AM
ألا يمكن نشر هذا الكتاب على الموقع وجعله عاماً لكل المسلمين وأن تقام له الدعاية الإعلامية الكافية لنشره وحبذا من أخينا أبي العالية لو استأذن الشيخ صلاح حفظه الله في هذا الأمر لنستفيد أو أن يذكر دار النشر أو على أقل الأمور يكتب لنا مقدمة الكتاب لنتعرف منهجه ومدى خطورته فيه مع أمثلة لأني قرأت خبراً في إحدى الصحف منذ أكثر من ثمان أشهر وأظنها جريدة المحرر والله أعلم أن الكتاب يوزع جائزة على الطلاب المتفوقين في الكويت في المعاهد مالمدارس خاصة منها الأمريكية والله أعلم بالصواب
---
أبو العالية
10-01-2005, 05:05 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
أشكر الشيخ الدكتور عبد الرحمن على التعقيب الطيب ونفع الله به .
وكذا أشكر أخي ( مرهف ) على الدخول والعرفان في حق الشيخ صلاح _ حفظه الله _ .
وأما الناشر فهي مكتبة ( الفرسان ) في عمان .
ولعلي أخبر شيخنا بذلك وأوافيكم بذلك بحول الله تعالى وقدرته .
وقريباً سأنزل ترجمة يسيرة عن الشيخ صلاح ، وبثبَت كتبه ومصنفاته ، وبعض جهوده في التفسير وعلوم القرآن .
فنفع الله به واعلى درجته ، وجعل له لسان صدقٍ في الآخرين .
وجزاكم الله خيراً .
محبكم
أبو العالية
عفا الله عنه
---
مرهف
10-01-2005, 06:14 PM(1/366)
أخي الكريم أبا العالية حفظك الله بل نحن من ينبغي أن نشكرك لأنك أخبرتنا بهذا المؤلف لرجل نحسبه ولا نزكي على الله أحدا من أهل العلم والعمل ، ولعلي أسبقك في شيء وتسامحني فيه ،وهو هذا اللقاء مع فضيلة الشيخ صلاح نفع الله به وفيه فوائد مهمة فيما يتعلق بالتفسير العلمي والإعجاز العلمي أيضاً وتوضيح لبعض آراء الشيخ ، ومن ثم فأنت تضيف لقاءك وترجمتك للشيخ حفظه الله منه وتكتمل لدينا الصورة لأننا لم نره ، وهذا اللقاء قامت به مجلة الفرقان
لقاء مع الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي وفقه الله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3737)
---
أبو العالية
10-02-2005, 01:20 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
جزاك الله خيراً أخي الكريم ( مرهف ) على هذه المبادرة ولعل ما كتب فيه كفاية وإشارة ، لمن رام أوجز العبارة .
ولعل الدراسة الكبيرة عن شيخنا _ حفظه الله _ تكون في مقام غير هذا ، فنسأل الله التمام والإعانة .
محبكم
---
محمد السيلاوي
10-11-2005, 11:28 AM
شكر الله لفضيلة الشيخ العلامة الدكتور صلاح الخالدي على جهوده المشكورة التي يقوم بها في خدمة القران الكريم والدفاع عنه والوقوف امام الاعداء الذين يحاولون تحريف القران الكريم والطعن فيه ، ونسال الله ان يكون ذلك في ميزان حسناته
---
أبو المعتز القرشي
10-15-2005, 07:53 PM
كتاب الدكتور صلاح الخالدي يباع بمكتبة الرشد ، فلقد اشتريت نسخة - وكانت أخيرة - من الرشد بجدة ، فعله متوفر بفروع الرشد الأخرى .
-------------------
كتب الله أجر الشيخ صلاح الخالدي ونفع بعلمه الإسلام والمسلمين .
--------------------
---
أبو المعتز القرشي
10-18-2005, 11:46 PM
مصر : مجمع البحوث الإسلامية يطالب بمنع الفرقان(1/367)
القاهرة- طالب أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة في اجتماعهم الشهري بوقف ومنع تداول (كتاب الفرقان) القرآن البديل المزيف، لما به من تحريف وتزوير للقرآن الكريم.
ونقلت وكالة الأنباء الإسلامية عن مفتي مصر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، د.نصر فريد واصل، قوله إنه تم إعداد تقرير حول هذا الكتاب بعد أن اكتشف أنه يتم توزيعه بين الشباب المسلمين وغير المسلمين أيضا.
وقال واصل "إن الفرقان الذي يتم تداوله الآن هو خطر يجب الوقوف ضده، خاصة أنه يتم تداوله بين العامة من المسلمين والأميين؛ الأمر الذي من شأنه أن يزعزع عقيدة هؤلاء، لذلك يجب التنبية إلى أكاذيب هذا الفرقان".
الرابط http://www.alghad.jo/index.php?news=11013
---
عبدالرحمن الشهري
10-21-2005, 04:51 PM
اطلعت على معظم الكتاب ، وهو كتاب جيد ، وفيه طول كان يمكن الاستغناء عنه. جزى الله مؤلفه خيراً على غيرته.
---
مراد طباخي
11-05-2005, 02:35 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أنار الله بك أيها الشيخ الجليل عيونا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا ومد في عمرك وأكثر من خدم القرآن أمثالك الذين يلجمون أفواه المتخرصين الذين يجدون كل الدم من اخوانهم المنافقين والكافرين والله معكم ولن يتركم اعمالكم.ابنك مراد طباخي
---
(1/368)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > عمر بن عبد العزيز كتاب الكتروني رائع
---
عمر بن عبد العزيز كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
11-04-2006, 07:32 AM
عمر بن عبد العزيز كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
عُمَرُ بْنُ عَبْد العَزيز
مَعالم التجْديد والإصْلاح الرّاشديّ
عَلى منهَاج النبُوّة
علي محمّد محمّد الصًّلاَّبيَّ
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 1.74 ميجابايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/10063/2973403382.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/10063/6eaf7e5476.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/10063/de138cb84b.jpg
روابط التنزيل
في ملف رار واحد من هنا
http://www.snapdrive.net/files/137097/Omarbnabdelaziz.rar
أو
في ملفين رار يتم تنزيلهما في مجلد واحد
ثم يفك الضغط عنهما
من هنا
الأول
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=292912
الثاني
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=292915
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/369)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ثلاث آيات مقرونة بثلاث ??
---
ثلاث آيات مقرونة بثلاث ??
---
tafza
02-27-2005, 03:03 AM
ثلاث آيات مقرونة بثلاث ??
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم.
ثلاث آيات مقرونة بثلاث فمن لم يعمل بكليهما فكانه لم يعمل باحداهما:
قال تعالى :
وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول :
فمن أطاع الله ولم يطع الرسول فكانه لم يطع الله :
قال تعالى :
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة :
فمن اقام الصلاة ولم يزكي فكأنه لم يصل :
قال تعالى :
ان اشكر لي ولوالديك :
فمن شكر الله ولم يشكر والديه فكانه لم يشكر الله :
دواء القلب خمسة اشياء :
قراءة القرآن بتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر
ومجالسة الصالحين :
انت عبد لما تشتهي، وعبد من تخاف وعبد من تطمع فيه فمن ارتفع فوق
الاشتهاء والخوف والطمع اصبح عبدا لله :
قال احد الحكماء :
للمرء ثلاث أخلاء.. خليل يقول له :
انامعك حيا وميتا.. فهو عمله.. وخليل يقول له : انا معك حتى تموت
فهو ماله.. وخليل يقول له: انا معك حتى باب قبرك ثم اخليك هو ولده
ولدتك امك ياابن آدم باكيا.. والناس حولك يضحكون سرورا ؟ فاجهد
لنفسك ان تكون اذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا.
اذا استعان الناس بالدنيا فاستعن انت بالله، واذا فرحوا بالدنيا فافرح انت بالله، واذا انسوا باحبابهم فاجعل انسك بالله تنل بذللك
غاية العزة والرفعة.
---
(1/370)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك فرق بين علوم القرآن وأصول التفسير ؟؟؟؟
---
هل هناك فرق بين علوم القرآن وأصول التفسير ؟؟؟؟
---
طالب المعالي
12-24-2005, 08:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله
إخوتي في الله
اطلعت على بعض المؤلفات في أصول التفسير فوجدتها تضم أبوابا لبعض علوم القرآن
فهل هما مترادفان ؟؟؟؟
وإذا كان هناك فرق بينهما فما هو ؟؟
أحسن الله إليكم
---
أحمد البريدي
12-24-2005, 09:59 PM
أصولُ التفسير أَحَدُ علومِ القرآنِ الكثيرةِ التي قامت لخدمة القرآنِ ، فهو جُزْءٌ مِن كُلّ بل هو أهمُّ علوم القرآن وأبرزها ؛ ولذا فمن أهل العلم مَن ألَّفَ فيه استقلالاً ، ومِنهم مَن ضَمَّنَ مباحثَ أصولِ التفسير ضِمْنَ كتابهِ في علومِ القرآن
ولم تُحدد مَوضوعاتُ علمِ أصولِ التفسير بِدِقَّةٍ ، فتجدُ مُؤَلَّفاتٍ تحمل عنوانَ : أصولُ التفسير ؛ وقد اشتملتْ على جملة مِن علومِ القرآن الأخرى ، وهذا يعود إلى أمرين :
- إمّا أنّ مُؤلِّفَ الكتاب يرى أنّ ما أدخَلهُ ضِمْنَ كتابه مِن المواضيع هي مِن علم أصولِ التفسير .
- أو يرى جوازَ إطلاقِ ذلكَ مِن باب إطلاقِ الجزْءِ على الكُلِّ .
---
عبدالرحمن الشهري
12-25-2005, 08:05 AM
سبق طرح السؤال بنصه ..
الفرق بين أصول التفسير وعلوم القرآن ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1060)
---
(1/371)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسأل عن طبعات كتاب تفسير القرطبي
---
أسأل عن طبعات كتاب تفسير القرطبي
---
معتز جمال
10-29-2003, 01:50 PM
نرجوا أن توضحوا لنا ما هى طبعات تفسير القرطبي الوجودة حاليا؟
---
عبدالرحمن الشهري
11-05-2003, 03:19 AM
مرحباً بكم أخي معتز جمال .
تفسير القرطبي تفسير كبير وجليل ، ولم يحظ إلى الآن بتحقيق يليق به ، والطبعات المعروضة في المكتبات متقاربة ، وأمثلها طريقة من يخرج الأبيات الشعرية فيه. ولدي طبعة دار الكتب العلمية وهي جيدة على كل حال ، وهناك طبعات أجود منها ، ولكنها ليست عندي فلعل بقية الإخوة ممن يملكون طبعات أخرى أن يفيدونا بما عندهم.
---
أبومجاهدالعبيدي
11-05-2003, 05:32 AM
المشهور أن طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب هي أحسن الطبعات وأكثرها ضبطاً .
جاء في التعريف بالطبعة التي بين يدي : الطبعة الثالثة مصورة عن الطبعة الثانية المحققة والمصححة بالقسم الأدبي بدار الكتب المصرية والتي أصدرها في عشرين جزءاً وذلك بالرجوع إلى أربعة وعشرين نسخة مخطوطة وإلى كتب التفسير والقراءات وكتب الحديث والإعراب التي رجع إليها المؤلف وخاصة قراءة نافع التي جعلها المؤلف أصلاً لتفسيره ....
ومما يميز هذه الطبعة أن محققيها يبينون موضع الإحالات التي يحيل إليها المؤلف في تفسيره بالجزء والصفحة مما يسهل على القارئ الرجوع إلى تلك الإحالة بسرعة وبسهولة .
---
(1/372)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > ((ما ورد في فضل الشاطبية))
---
((ما ورد في فضل الشاطبية))
---
نورة
03-02-2007, 10:48 PM
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وبعد
فقد جاء في كتاب غنية الطلبة للتَرمسي ما يأتي:
"وذكر بعضهم عن الإمام الشاطبي أنه قال من حفظ هذه القصيدة-أي الشاطبية- دخل الجنة, فبلغ بعض المقرئين هذا الكلام, فأراد أن يسأله عن ذلك, فجاء إليه وكاشف الشيخ قبل أن يسأله فقال: "نعم, من حفظها دخل الجنة بل من مات وهي في بيته دخل الجنة"
ومن ثم قال الأفراني في مقصورته:
واعتن بالحرز لأن الشاطبي :: قد ضمن الجنة للذي وعا
ضمان أولياء مقبول لدى :: الهنا فالشاطبي منهم يرى
بل روي أنه لما فرغ منها رأى النبي -صلى تعالى عليه وسلم- في منامه فقام فقدم القصيدة بين يديه وقال: يا رسول الله انظرها, فتناولها النبي -صلى تعالى عليه وسلم- بيده الشريفة وقال: "هي مباركة من حفظها دخل الجنة", وروي عن الشاطبي أنه بعد الفراغ منها طاف حول الكعبة اثنى عشر ألف أسبوع! ويدعو في أماكن الدعاء لمن يقراها وهي بين يديه بهذا الدعاء "اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب هذا البيت انفع بها كل من يقرأها", وكأنه قد ألهم الإجابة في دعائه إذ قال بعيده لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا انتفع بها؛ لأني نظمتها لله تعالى.
ماهو تعليق المشايخ الأماجد على هذه الحكاية؟!
وماهو مصدر الترمسي في ذلك..
---
فهد الوهبي
03-02-2007, 11:06 PM
الأخت نورة ...
لا شك أن الشاطبية من المنظومات التي أصبحت من الأصول في القراءات .(1/373)
ولكن ثبوت الفضائل المذكورة لا يمكن أن يصح ، فترتيب مثل ذلك الأجر على أي عمل إنما يكون بنص من الكتاب أو السنة ، ولا يمكن وجود ذلك في الشاطبية ، كما أن الرؤى والمنامات لا تُثبت الفضائل ، وأما الحكاية عن الناظم فلا يمكن أن ترتب ذلك الأجر ، والدعاء قد يجاب ولكن لا يمكن الجزم بذلك ...
والله أعلم ..
---
الجكني
03-02-2007, 11:29 PM
أختي الكريمة "نورة ط حفظها الله واسعدها :
مصدر الترمسي قد يكون الإمام القسطلاني رحمه الله حيث ذكر ذلك وزيادة في كتابه "الفتح المواهبي في مناقب الإمام الشاطبي" والله أعلم 0
أما أخي الفاضل : فهد الوهبي جزاه الله خيرا على "غيرته" فاقول له "
أنت تقول :"ولكن ثبوت الفضائل المذكورة لا يمكن أن يصح" فأنت تنكر "الصحة " فما دليلك على هذا الإنكار ؟
وأنت أيضاً تقول :"الرؤى والمنامات لا تُثبت الفضائل ، وأما الحكاية عن الناظم فلا يمكن أن ترتب ذلك الأجر" وأقول رؤى الصالحين المشهود لهم بالورع والصلاح لها "فضل "و"مزية "على رؤى غيرهم ولو من باب "الاستئناس ، وإلا هل يستوي أهل "الرحمن " وأهل " الشيطان " 0
وأما مسالة "ترتيب الأجر "فهذا أوافقك فيه 0
وقبل هذا كله وبعده : هل صح هذا كله عن الشاطبي رحمه الله ؟ أم أن المسألة هي من بعض الناس الذين "زادت " محبتهم للشيخ ونظمه فبالغ في هذا كما هو مشاهد في عصرنا هذا من بعض "العوام " إذا أحبوا شيخاً أو عالماً "بجلوه بأنواع كثيرة من التبجيل والقدسية ،والله المستعان 0
---
د. أنمار
03-02-2007, 11:33 PM
ما سمعت عن كافر أو فاسق حفظ الشاطبية، بل لا يحفظها إلا أهل القرآن من المسلمين، وقد يوجد فيهم المقصر لكن الطمع في جنة الخلد بكرم من الله تعالى وفضل لائق في هذا المقام.
---
محب القراءات
03-03-2007, 12:10 AM
الأخوة الفضلاء :
أحب أن أشارك بوجهة نظر في هذا الموضوع فأقول :(1/374)
لا شك كما ذكر الدكتور أنمار حفظه الله أنه لا يحفظها إلا أهل القرآن من المسلمين , وقد يوجد فيهم المقصر
ولكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ) فقد يكون الشخص حافظا للقرآن بقراءاته ومتقنا لها ومع ذلك تجده أحيانا أبعد ما يكون عن خلق أهل القرآن والعياذ بالله , وهم قلة ولله الحمد ولكنك تجد هذه الأمثلة ممن يتعلم هذا العلم ليقال قارئ فيكون من أول من تسعر بهم النار , أسأل الله أن يعيذني وإياكم أن نكون كذلك .
فالعبرة بالعمل بالقرآن وليس بحفظ حروفه وتضييع حدوده , فمن الناس من يقرأ القرآن ولا يجاوز حناجرهم ( حتى وإن حفظ الشاطبية والدرة والطيبة ) نسأل الله السلامة والعافية .
وأيضا لا يخفى على الجميع بطلان هذه العبارة ( بل من مات وهي في بيته دخل الجنة ؟؟؟؟ ) فهل يعقل مثل هذا ؟؟
وهل من مات والقرآن في بيته يدخل الجنة ؟؟؟
وأتفق مع الشيخ الفاضل الدكتور السالم في التوقف في صحة ثبوت ذلك عن الإمام الشاطبي .
والقصيدة كما هو معلوم بهرت كل من اطلع عليها أو حفظها ببلاغتها وإتقانها , فلا يستبعد أن يغلو الناس فيها هذا الغلو .
وأقول كما قال الدكتور أنمار ( الكرم في جنة الخلد بكرم من الله وفضل لائق في هذا المقام )
أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل القرآن العاملين به , وأن يدخلنا الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
والله أعلم .
---
د. أنمار
03-03-2007, 12:17 AM
ولكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه )
.
تنبيه:
لا أذكر أني رأيته مرفوعا مسندا، وكأني به في الإحياء منسوبا لأنس رضي الله عنه، فهل لديكم مصدر تعزونه إليه
---
د.عبدالرحمن الصالح
03-03-2007, 06:02 AM(1/375)
ومما لا يكاد يقبله عقل ما شاع على ألسنة الشيوخ من أن الشاطبيّ رحمه الله تعالى قد وضعها بعد إكمالها في خشبة منجورة ورمى بها في البحر ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني قد كتبتها لوجهك الكريم فأظهرها للناس ، أو نحوا من هذا ، فظهرت للناس!!!
كنا نصدّق مثل هذه والآن لا نستطيع
ليس من حقّ الأذن أن تروي ما هو من اختصاص العين مما لا تقبله قوانين العين، وإلى الشاطبيّ العُذر وإلى محبيه الاعتذار
---
فهد الوهبي
03-03-2007, 12:00 PM
الأخ الجكني بورك فيه ..
أقول كما قيل :
وليس يصح في الأذهان شيءٌ إذا احتاج النهار إلى دليل
أما دليلي على عدم الصحة فقد ذكرته بقولي : " فترتيب مثل ذلك الأجر على أي عمل إنما يكون بنص من الكتاب أو السنة " .
وهل يمكن في نظرك أن يرد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل منطومة من المنظومات جاءت بعده صلى الله عليه وسلم بسنين .(1/376)
قال الشاطبي : "وأضعف هؤلاء احتجاجاً قوم استندوا في أخذ الأعمال إلى المقامات وأقبلوا وأعرضوا بسببها فيقولون : رأينا فلاناً الرجل الصالح فقال لنا : اتركوا كذا واعملوا كذا ويتفق هذا كثيراً للمتمرسين برسم التصوف وربما قال بعضهم : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في النوم فقال لي كذا وأمرني بكذا فيعمل بها ويترك بها معرضا عن الحدود الموضوعة في الشريعة وهو خطأ لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعاً على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها وإنما فائدتها البشارة أو النذرة خاصة وأما استفادة الأحكام فلا ...وأما الرؤيا التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم الرائي بالحكم فلا بد من النظر فيها أيضاً لأنه إذا أخبر بحكم موافق لشريعته فالحكم بما استقر وإن أخبر بمخالف فمحال لأنه صلى الله عليه و سلم لا ينسخ بعد موته شريعته المستقرة في حياته لأن الدين لا يتوقف استقراره بعد موته على حصول المرائي النومية لأن ذلك باطل بالإجماع فمن رأى شيئاً من ذلك فلا عمل عليه وعند ذلك نقول : إن رؤياه غير صحيحة إذ لو رآه حقاً لم يخبره بما يخالف الشرع " [ الاعتصام : 1 / 198 ].
وقد أفاض رحمه الله في تقرير هذا الموضوع والخلاصة أنه لا يثبت حكمٌ بالمنامات ولو كان الرائي أعظم ولي بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ..
وهذا الموضوع بحاجة لمزيد بيان ..
والله أعلم .
---
محب القراءات
03-03-2007, 12:14 PM
أخي الفاضل الدكتور / انمار حفظه الله
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه , وقد أخطأت فعلا في نسبة هذا الأثر للنبي صلى الله عليه وسلم , وهو كما تفضلت ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه في ( إحياء علوم الدين ) بلفظ ( رب تال للقرآن والقرآن يلعنه )
فتح الله عليك وزادك علما وتوفيقا .
---
أمين الشنقيطي
03-03-2007, 09:02 PM(1/377)
الأخت نورة: وفقني الله وإياك في الدارين،
ذكرت قضيتين 1- ضمان الشاطبي لمن حفظ الشاطبية الجنة.وسألت عن مصدر قديم لهذا.
2- طلبت تعليق المشايخ .....على هذه الحكاية، وذلك بصيغة استفهام وتعجب ؟!
والجواب : والله اعلم أنّ أول من ذكرهذا الضمان هو ابن السلار ت(782هـ)- حيث قال في كتابه طبقات القراء السبعة أمين الدين ابن السلار، قال فيه : وهناهم نيل مقصودهم بوجه التهاني فيالها من تهنئة شرفت بها النفوس وبركت واهتزت طربا عند سماعها وسمت ألحقت الصغار بالكبار في حفظ مذاهب أئمة الأمصار فالشكر لله على هذه المنة فقد ضمن مصنفها لقارئها الجنة وضمان الصالحين عند الله مضمون مقبول/62 .وابن السلار هذا متقدم على القسطلاني ت923هـ، صاحب كتاب فتح المواهبي،-
وأمّا السخاوي -تلميذ الشاطبي ففي شرحه للشاطبية – لم يذكر هذا في مقدمة كتابه ،لكن قال أي السخاوي إنه قال له رحمه الله : لايقرأ قصيدتي هذه إلا وينفعه الله بها لأني نظمتها لله سبحانه..فتح الوصيد للسخاوي (643هـ) .1/6
2- تعليقي على الحكاية: أقول : لم أجد لهذه القصة ذكراً في ترجمات الشاطبي التي طالعتها،
وقد علق الدكتور محمد سيدي الأمين في كتابه بغية الطالبي في ترجمة أبي القاسم الشاطبي قال : وبالجملة فقد حكى عنه أصحابه ومن كان يجتمع به عجائب وذكروا من مناقبه اغرب الغرائب وعظموه تعظيما بالغا../31،حتى قال بعضهم وكلهم يعظمه ويثني كتعظيم الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم، قال الشيخ محمد سيدي: لايخفى مافي هذا من المبالغة في التشبيه ..كتاب بغية الطالبي في ترجمة أبي القاسم الشاطبي/.32 .
وأما بالنسبة لضمان الجنة لدعاء الشاطبي لحافظها : ففيه تفصيل: جاء في كتاب معجم المناهي اللفظية للشيخ بكرأبوزيد: (كما أنه لا يجوز ولا يشهد لأحد بعينه لا بالجنة ولا بالنار إلا من ثبت الخبر فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم........ ) .(1/378)
وقال أيضاً حفظه الله : عن بركات الصالحين : (( فبركات أولياء الله الصالحين باعتبار نفعهم للخلق بدعائهم إلى طاعة الله ، وبدعائهم للخلق وبما ينزل الله من الرحمة ، ويدفع من العذاب بسببهم : حقٌ موجود ، فمن أراد بالبركة هذا ، وكان صادقاً فقوله حق . وأما (( المعنى الباطل )) فمثل أن يريد الإشراك بالخلق : مثل أن يكون رجل مقبوراً بمكان فيظن أن الله يتولاهم لأجله ، وإن لم يقوموا بطاعة الله ورسوله ، فهذا جهل . فقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - سيد ولد آدم مدفوناً بالمدينة عام الحرة ، وقد أصاب أهل المدينة من القتل والنهب والخوف ما لا يعلمه إلا الله ؛ وكان ذلك لأنهم بعد الخلفاء الراشدين أحدثوا أعمالاً أوجبت ذلك ، وكان على عهد الخلفاء يدفع الله عنهم بإيمانهم وتقواهم ؛ لأن الخلفاء الراشدين كانوا يدعونهم إلى ذلك ، وكان ببركة طاعتهم للخلفاء الراشدين ، وبركة عمل الخلفاء معهم ، ينصرهم الله ويؤيدهم . وكذلك الخليل صلى الله عليه وسلم مدفون بالشام وقد استولى النصارى على تلك البلاد قريباً من مائة سنة ، وكان أهلها في شر . فمن ظن أن الميت يدفع عن الحي مع كون الحي عاملاً بمعصية الله ؛ فهو غالط ......(من كتاب المناهي المناهي اللفظية).
قلت: وعلى هذا فضمان الشاطبي لأهل عصره ودعائه لهم إن حفظوا الشاطبية بالجنة (فهو منه في حياته ممكن إن شاء الله) ، ولاإشكال فيه، وأما الإشكال فهو بعد موته أي الشاطبي فإنّ بركة دعائه، قد انقطعت ولاسبيل إلى استمرار بركة دعاء الشاطبي لمن حفظها.والله أعلم.
---
د. أنمار
03-04-2007, 12:47 AM
قلت: وعلى هذا فضمان الشاطبي لأهل عصره ودعائه لهم إن حفظوا الشاطبية بالجنة (فهو منه في حياته ممكن إن شاء الله) ، ولاإشكال فيه، وأما الإشكال فهو بعد موته أي الشاطبي فإنّ بركة دعائه، قد انقطعت ولاسبيل إلى استمرار بركة دعاء الشاطبي لمن حفظها.والله أعلم.
عجيب هذا التقسيم يا دكتور أمين(1/379)
لم يظهر لي كيف تنقطع بركة الدعاء بعد الوفاة؟ وتأمل:
أنا دعوة أبي إبراهيم
ربنا وابعث فيهم رسولا منهم
وكان أبوهما صالحا.
---
أمين الشنقيطي
03-04-2007, 06:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
صديقي د: أنمار سلمك الله هذا التقسيم واضح بين ،وهو تقسيم علمي يوضحه النص الذي اورده الشيخ أبوبكر ابوزيد حفظه الله وكما فهمته منه والله اعلم.
---
د. أنمار
03-04-2007, 01:03 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لكن ليس في النص أن بركة الدعاء تنقطع بعد الموت. بل الأدلة متظاهرة على خلاف ما فهمتم من النص.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
محمود الشنقيطي
03-04-2007, 05:30 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لكن ليس في النص أن بركة الدعاء تنقطع بعد الموت. بل الأدلة متظاهرة على خلاف ما فهمتم من النص.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ومن هذه الأدلة أن الله حفظ مريم وابنها عيسى عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه بدعوة امرأت عمران يوم قالت (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) فحفظها الله وحفظ عيسى من تسلط الشيطان عليهما كما قاله القرطبي رحمنا الله وإياه...
ومنها ما أورده الإمام الطبري رحمه الله عن دعوة إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام(واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) حيث قال رحمه الله :حدثني المثنى قال قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } قال : فاستجاب الله لإبراهيم دعوته في ولده قال : فلم يعبد أحد من ولده صنما بعد دعوته..
---
أمين الشنقيطي
03-04-2007, 09:56 PM
(مراجعة واستفسار في مسألة (أنه بعد موته أي الشاطبي فإنّ بركة دعائه، قد انقطعت ولاسبيل إلى استمرار بركة دعاء الشاطبي لمن حفظها).(1/380)
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:صديقي د: أنمار سلمك الله :
بعد التأمل والبحث لم يتبين لي ما نفيت به كلامي في المسألة،
ولكن ياصديقي أوضح لك ماقصدته في تعليقي: فقد أوردت هذه المسألة وهي (ضمان الشاطبي الجنة لمن حفظها)،وعقبت بأن هذا لايمكن إلا بخبر من الرسول صلى الله عليه وسلم،
ثم أوردت معها قضية (استمرار بركة دعاء الشاطبي لمن حفظها)،لأنه قال للسخاوي: لايقرأ قصيدتي هذه إلا وينفعه الله بها لأني نظمتها لله سبحانه....)،
وقد علّقت على عجل بأن استمراره بعد مماته إشكال عندي ،
ولكن يظهر لي ياصديقي: أن الأمر يحتاج إلى مدارسة الفضلاء في الملتقى وغيره، وإني لطالب ومصغ لمن جاء بفائدة في هذا الأمر، ، على أساس كيفية طلب بركة هذا الدعاء بعد موت الشاطبي وكيفية الانتفاع بقراءة الشاطبية بعد موته :
فهل يمكن أن نقول مثلا: اللهم إني أسألك بماسألك به الشاطبي أن تنفعني بهذه القصيدة ،
أو اللهم إني أسألك بحفظي لما حفظته من الشاطبية أن تنفعني بمادعاك به عبدك الشاطبي.
وهل يمكن أن نسأل أنفسنا اليوم عن علامات هذا الانتفاع الذي ذكره الشاطبي. جزاكم الله خيرا.
---
(1/381)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما نزل من القرآن.. تصحيحا لما فهم من الصحابة على غير المراد
---
ما نزل من القرآن.. تصحيحا لما فهم من الصحابة على غير المراد
---
أبو عبد الرحمن المدني
03-14-2007, 08:59 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد:
من المعلوم أن آيات القرآن الكريم من جهة النزول ينقسم إلى قسمين
1. مانزل ابتداء.
2. مانزل لسبب. [ كما نقل السيوطي رحمه الله في الإتقان]
ومن المعلوم أن هذه الأسباب تتنوع وتختلف باختلاف الحوادث.
ومن خلال قراءة في تفاسير بعض الآيات وقفت على بعض الأمثلة في أسباب النزول يجمعها رابط واحد, فأحببت أن
أذكرهاهنا, من باب مدارسة العلم. وقد وضعت لها عنوانا آمل أن أكون قد وفقت فيه.
فأقول -مستعينا بالله- : إن من أسباب النزول: مانزل من القرآن تصحيحا لما فُهِم من الآية على غير المراد من بعض من شاهدوا التنزيل.
فقد كانت الآية تنزل فيفهم منها بعض الصحابة فهما لا تشمله الآية فتنزل آية أو جزء آية تزيل الإشكال, وتبين المعنى الصحيح.
ومن هذه النماذج ما يلي:
1. قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ..) الآية
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: لما أنزل الله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ }
قال المسلمون: إن الله قد نهانا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل، والطعام هو أفضل الأموال، فلا يحل لأحد منا أن يأكل عند
أحد، فكيف للناس ؟ ! فأنزل الله بعد ذلك: { لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ } [النور: 61] الآية، [وكذا قال قتادة بن دعامة] . (تفسير ابن كثير 2/ 268).
2. في قوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)(1/382)
قال الطبري رحمه الله: حدثني أحمد بن عبد الرحيم البرقي قال، حدثنا ابن أبي مريم قال، حدثنا أبو غسان قال،
حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد، قال: نزلت هذه الآية:"وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيضُ من الخيط الأسود"
فلم ينزل"من الفجر" قال: فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيطَ الأسود والخيط الأبيض،
فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبَّين له. فأنزل الله بعد ذلك:"من الفجر" فعلموا إنما يعني بذلك الليلَ والنهارَ .[الطبري 3 /513].
3. قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان)
قال الطبري رحمه الله: حدثنا هناد بن السري وأبو كريب قالا حدثنا وكيع,وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي عن إسرائيل،
عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزل تحريم الخمر قالوا: يا رسول الله، فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر؟
فنزلت:"ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح"، الآية.
4. في قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ...) الآية.
قال الطبري رحمه الله حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا زيد بن حباب، قال: ثنا أبو ثابت بن ثابت قيس بن الشماس، قال: ثني عمي
إسماعيل بن محمد بن ثابت بن شماس، عن أبيه، قال: لما نزلت هذه الآية( لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ )
قال: قعد ثابت في الطريق يبكي، قال: فمرّ به عاصم بن عديّ من بني العَجلان، فقال: ما يُبكيك يا ثابت؟ قال: لهذه الآية
أتخوّف أن تكون نزلت فيّ، وأنا صيت رفيع الصوت قال: فمضى عاصم بن عديّ إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم
قال: وغلبه البكاء، قال: فأتى امرأته جميلة ابنة عبد الله بن أَبيّ ابن سلول، فقال لها: إذا دخلتُ بيت فرسي(1/383)
فشدّي على الضبة بمسمار، فضربته بمسمار حتى إذا خرج عطفه وقال: لا أخرج حتى يتوفاني الله، أو يرضى عني رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم
قال: وأتى عاصم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فأخبره خبره، فقال: اذْهَبْ فادْعُهُ لي، فجاء عاصم إلى المكان، فلم يجده
فجاء إلى أهله، فوجده في بيت الفرس، فقال له: إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يدعوك، فقال: اكسر الضَّبة
قال: فخرجا فأتيا نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ما يُبكِيكَ يا ثابِتُ ؟
فقال: أنا صيت، وأتخوّف أن تكون هذه الآية نزلت فيّ( لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ )
فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أما تَرْضَى أنْ تَعيش حَمِيدًا، وَتُقْتَلَ شَهِيدًا، وَتَدْخُلَ الجَنَّةَ ؟
فقال: رضيت ببُشرى الله ورسوله، لا أرفع صوتي أبدا على رسول الله،
فأنزل الله( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى )... الآية.
فهذه النماذج تبين أن الصحابة رضوان الله عليهم فهموا من الآية غير مرادها فأنزل الله تعالى آية أخرى
تبين المعنى الصحيح أو تزيل اللبس والإشكال..
لكن .. حتى تكتمل الفائدة وتتحرر المسألة لدي بعض الأسئلة أرجو من المشايخ والأعضاء الكرام التفضل بالإجابة عليها.
أولا: هل قول الراوي في هذه الآثار (فنزلت) يعد تعبيرا صريحا في سبب النزول؟
ثانيا: هل هذه النماذج تنطبق على العنوان المذكور؟
ثالثا: هل توجد نماذج أخرى في القرآن في مثل هذا النوع؟
رابعا: إذا جمعت مثل هذه الآثار .. ما هي الفوائد التي يمكن أن نستفيد منها في التفسير وعلوم القرآن؟
في انتظار أجوبتكم وآرائكم...(1/384)
للفائدة: فإن الآثار والأحاديث التي نقلتها صحيحة بإذن الله صححها الشيخ أحمد شاكر وبعضها في الصحيحين.
---
(1/385)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لا أجد من يصلح
---
لا أجد من يصلح
---
د/ سعيد جمعة
05-30-2006, 06:30 PM
لا أجد من يصلح
تلك العبارة التي ترسخت في النفس البشرية حتى صار كل واحد من الناس احتل منصبا أو عين في وظيفة يرى أنه الوحيد في هذا العالم القادر على إداترة شؤو نها وأنه لو ترك هذا المكان لانهار كل شيء ليس المنصب وحده بل انهارت الدنيا كلها لذلك فهو متمسك بهذا المنصب يدافع عنه دفاع الحريص – كما يرى – على المصلحة العامة .
وحقيقة لقد شغلني هذا الأمر كثيرا حين أرى الكثير من أصحاب المناصب أيا كان نوعها يقاتلون من أجل بقائهم فيها معتقدين أنهم وحدهم على الحق وأن كل الناس لا تفهم ما يفهمونه ولا تحسن ما يحسنونه
وأخذت أقلب في ذاكرتي , وأقول هذا عجيب من أين جاءنا هذا الشيء وهل هو طبع في الإنسان جبل عليه أم أنه مكتسب ؟
وتضحكون يحن تعرفون أن هذا الأمر ليس في البشر وحدهم فلقد سبقهم إليه الملائكة حين قالوا لله عز وجل " أتجعل فيها من يفسد فيها "
تلك هي نظرة صاحب المنصب لمن يريد أن يخلفه .
إنه مفسد
إنه لايعرف شيئا .
إنه مستجد بلغة عساكر الجيش
فالملائكة تتعجب من إشراك غيرهم في عبادة الله تعالى وهم الذين لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
وإذا كنا نلتمس للملائكة بعض العذر , لكننا للأسف لم نتعلم الدرس الذي علمه الله تعالى للملائكة وللخلق جميعا حين بين لهم أن الأمر ليس حكرا عليهم ولايمكن لأحد أن يحتكر المنصب الذي شغره حتى وإن كان هذا المنصب هو عبادة الله تعالى , ودوام طاعته .
ولذلك أنظر كثيرا بعين المعتبر إلى مواضع كثيرة في السنة المطهرة وأنا أري رب العزة يباهي ببعض عباده الملائكة ويقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي .
وهذا متكرر كثيرا في نصوص السنة :
تراه في وقفة عرفات
وتراه في صلاة الجماعة
وتر اه في صيام الصائمين(1/386)
وتراه في كثير من المواضع وكأن الله تعالى يبرهن لملائكته أن الإنسان جدير بهذا المنصب منصب العبودية لله تعالى , وليس الأمر حكرا عليهم .
هذا الاحتكار الذي رأته الملائكة تسلل إلى بني الإنسان فكل صاحب منصب لايرى غيره قادرا على أداء حقه فقط هو وحده القادر على ذلك .
حتى أن صاحب منصب سئل يوما لم لا تختار نائبا من بين سبعين مليونا .؟
قال لا أجد من يصلح !!!!!
تخيل معي هذا .
سبعون مليونا لا يوجد فيه واحد فقط يمكن أن يفهم ما يفهمه صاحب هذا المنصب أو يستطيع القيام بمهامه .
فقط هو وحده ’ وكذلك سولت له نفسه .
ولكن لاتعجب فليس الأمر غريبا , ولا بعيدا عنك وعني , فكلنا ذلك الرجل .
نعم كلنا , كل واحد منا يرى في نفسه الأكفأ والأقدر , والأعرف ........ إلخ
وسل نفسك , ولو كنت بوابا لعمارة , أو موظفا في إدارة أو رئيسا لمدرسة , أو أي شيء كان , أقول سل نفسك هل هنا ك من هو أقدر منك ؟ !, هل هناك من هو أفضل منك لهذا المكان ؟
هه , هل جاوبت على السؤال ؟
إذا لا تلم صاحب هذا المنصب فكلنا في الهم سواء .
بل إنني وأنا أكتب هذه الخواطر أبتسم حين أتذكر ما نفعله في بيوتنا ومع أولا دنا .
إننا نفعل نفس الشيء . نعتقد اعتقادا جازما بأننا الأقدر على فهم الأمور وتسييرها , وأن أولادنا لا يفهمون ولا يعرفون , ولا يستطيعون تسيير حالهم .
وكم من مرة كان يناقشني أولادي في قررات اتخذتها _ وهي خاطئة _ فقليلا ما كنت أتراجع عنها أو على الأقل أسكت وأواري قلة خبرتي وسوء تصرفي , وكثيرا ما كنت أستخدم أسلوب أنني هنا الأب وصاحب المنصب الأبوي الواجب الاحترام والتقدير .
وأن كل من في المملكة_ أقصد بيتي _ ملكي أنا , فلا رأي لأحد هنا إلا رأيي , ولا صوت يعلو على صوتي , فأنا الفاهم وهم لا يفهمون , وأنا الخبرة الكبيرة وهم لا يعرفون شيئا .(1/387)
هكذا كنت أقول , ثم أنظر إلى عيني طفلي الصغير صاحب الست سنوات و نظرته المليئة بكثير من المعاني والدلالات وصمته العجيب , وكأنه يقول لي راجع نفسك لترى خطأك .
فمن منا يتراجع ؟
إن أصحاب المناصب لا يتراجعون حتى ولو شهد السابقون واللاحقون على خطئها , تعرفون لماذا ؟
لأنهم وحدهم الفاهمون العارفون وكل الناس لاتفهم , وكل الناس لا تعرف .
العجيب أن صاحب هذا المنصب إذا زال عن منصبه أو أزيل عنه لأي سبب تبين للجميع أنه لم يكن يفهم ولم يكن يعرف ولم يكن شيئا .
ولا شك أن هذا الأمر يحتاج إلى علاج أو إن شئت قل يحتاج إلى تربية وإعادة صياغة للعقلية الإنسانية وبخاصة العقلية العربية .
ولا تندهش حين أذكر لك أن الإسلام ورسول الإسلام "صلى الله عليه وسلم " علم الناس هذا الأمر في كثير من المواقف
فتجد مثلا رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يولي القيادة لزيد بن ثابت ثم لجعفر ابن أبي طالب ثم لعبد الله بن رواحة
وهذا درس عظيم قل من ينتبه إليه , أن يكون هناك للقيادة نائب بل ونائبان ,وتعلم المسلمون الدرس حتى أنهم حين استشهد الثلاثة اختاروا لأنفسهم هم القائد وكان خير اختيار .
وترى ذلك أيضا حين يولي رسول الله صلى الله عليه وسلم القيادة لخالد بن الوليد بعد إسلامه بقليل وفي الجيش أبو بكر وعمر وكبار الصحابة .
بل تراه أوضح حين يولي القيادة لشاب حديث السن وهو أسامة بن زيد وفي الجيش أيضا كبار الصحابة .
ما معنى هذا ؟
معناه أن القيادة ليست حكرا على أحد .
ولا علاقة لها بكبر سن , ولا كثير تواجد في المكان ولا أسبقية ولا أقدمية .
إنما هي مؤهلات , وقدرات , مع الوضع في الاعتبار أن غيرك قد يكون أقدر منك على الأمر وهم كثير بل كثير جدا ولذلك عليك بأخذ آرائهم واستشارتهم في أمورك , وتنصيب نائب ونائبين , والأخذ برأي الشورى وإن خالف رأيك , والاستماع لآراء الجميع وتفهم تلك الآراء .
المهم أن تعرف أنك لست وحدك .
---
د.عبدالرحمن الصالح(1/388)
06-04-2006, 10:59 PM
الأمر كما ذكرت أخي الكريم وهو داءٌ دويّ، وقد ذكرتني بنصين تختزنهما ذاكرتي الأول هو بيت شعر يقول:
نتوهمُ الدنيا لفرط غرورنا كملت بنا ، وبغيرنا لا تكملُ
وثانيهما نصّ فلسفي للمؤرخ الأمريكي لين وايت ينتقد الأنانية البشرية ويقر ر مكتشفا جديدا"اكتشفنا أن أهواءنا ورغباتنا تتقنع بقناع العقل" يعني أننا نقدم للناس بعقلانية أموراً هي في الواقع تعبير عن رغبات كامنة في أعماقنا دون أن نشعر نحن بذلك. ولعلّ من محاسن فرضية (اللاشعور) التي جاء بها علم النفس أو إحدى مدارسه هي محاولة لاكتشاف هذا العيب فينا، العيب الذي ركزت عليه مقالتك.
ومن دعاة الموضوعية الكبار والشجعان جدّاً في نقد الذات أبو العلاء المعريّ رحمه الله ، ومن أقواله مما يصلح أن يوظَّف في أسيقة مختلفة:
مَينٌ يُردَّدُ لم يَرْضَوْا بباطله حتى أبانوا إلى تصديقهِ طُرُقا
وكُلُّنا قوم سوءٍ لا أخُصُّ به بعضَ الأنامِ ولِكنْ أجمعُ الفِرَقا
والنفسُ شرٌّ من الأعداءِ كلهمُ وإنْ خلتْ بك يوماً فاحترزْ فَرقاَ
جزاك اللهُ خيراً
---
أحمد الطعان
06-05-2006, 07:41 PM
ضد الأنانية ...
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة هذه مشاركة لي موجودة في الملتقى في مكان آخر ولكن رأيت أنها تناسب هذا المكان فأحببت أن أنقلها إلى هنا ...
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأجمله وأكمله إلا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون به ويقولون لو وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وانا خاتم النبيين " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذا الحديث فوائد عظيمة :(1/389)
الأولى : أن النبي صلى اله عليه وسلم رغم معرفته بأنه سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة وأول شفيع وأول مشفع .. كما في الروايات الصحيحة الأخرى إلا أنه ينبئنا هنا عن تواضعه العظيم بين إخوانه الأنبياء والمرسلين وأنه لبنة في بناء النبوة .. وهذا ينبغي أن يؤدب أولئك الذين لا يرضون أن يكونوا لبنة في بناء وإنما لا يقبلون إلا أن يكونوا البناء كله ... وهم من ؟ بجانب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
الثانية : أن النبي صلى الله عليه وسلم يلفت نظرنا إلى خطورة وأهمية العمل الجماعي أو العمل الفريقي وأن الإنسان بنفسه لا يستطيع أن يشكل بناء ولكنه مع إخوانه يمكنه أن يفعل ذلك . المؤمن قوي بأخيه - عليكم بالسواد الأعظم - يد الله مع الجماعة . هذه القضية من الأهمية بمكان بحيث على المسلمين اليوم في عصر اتساع المعلومات وتراكمها أن يتخلى كل واحد منهم عن عقلية المنقذ ويندمج بالفريق وهذا يحتاج إلى تواضع شديد وتخل عن الأنا التي تهيمن اليوم على كثير من العقليات العلمية وللأسف .
الثالثة : أن البناء الفردي مهما كان جميلاً إلا أن أوجه النقص فيه لا بد أن تكون فادحة إذا ما قورن بالعمل الجماعي ولذلك كانت اللبنات المتكاملة والمتراصة مثالاً للبناء الجميل البديع القريب من الكمال .
---
(1/390)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فاتحة الكتاب فضلها وتفسيرها للشيخ عبد الباري الثبيتي حفظه الله
---
فاتحة الكتاب فضلها وتفسيرها للشيخ عبد الباري الثبيتي حفظه الله
---
إمداد
04-01-2005, 11:31 AM
فاتحة الكتاب فضلها وتفسيرها للشيخ عبد الباري الثبيتي حفظه الله
--------------------------------------------------------------------------------
ملخص الخطبة
1- فضل القرآن الكريم. 2- من فضائل سورة الفاتحة. 3- تفسير السورة. 4- قسمة الصلاة بين العبد وبين الله تعالى.
الخطبة الأولى
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، قالَ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
كتابُ ربِّنا يهدي إلى أقومِ سبيلٍ، ويحقِّق للسائرين على نهجِه الفوزَ العظيم. ومن القرآنِ سورةٌ قصيرةُ الآياتِ عظيمةُ المعنى جليلةُ المبنى، تسكُب في النفس السكينةَ، وتفيض على القلبِ طُمأنينة، فيها عقيدةٌ وعبادة وجزاء ومَثوبة ووَعد ووعيد، هي الواقية لأنها تقِي قارئها السوءَ، وهي الشِّفاء يُستشفَى بها العليل، هي الصلاةُ لأنّه لا صلاةَ بدونها، وهي السبعُ المثاني لأنها تثَنَّى وتكرَّر في الصلاة.
اشتملت على إصلاحِ النّفس وإصلاحِ المجتمع، وأرست أسُسَ الأمن والاستقرار والسعادةِ في الأرض، هي خيرُ ما أنزِل، فعن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال له الرّسول : ((لأعلِّمنَّك سورةً ما أنزِلَ في التوراة ولا في الإنجيلِ ولا في الفرقان سورة كانت خيرًا منها))، قال: ((فاتحةُ الكتاب هي السبعُ المثاني والقرآن الذي أوتيتُه))[1].(1/391)
هي أحَدُ النّورَين، فعن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما قال: بينَما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم سمِع نقيضًا من فوقِه، فرفع رأسه فقال: هذا بابٌ من السماءِ فتِح اليومَ، لم يفتَح قطّ إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا مَلكٌ نزل إلى الأرضِ لم ينزِل قطّ إلاّ اليوم، فسلَّم وقال: أبشِر بنورَين أوتيتَهما لم يؤتاهما نبيٌّ قبلَك: فاتحةُ الكتاب وخواتيمُ سورة البقرة، لن تَقرَأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه. رواه مسلم[2].
هي رُقيةٌ، فعن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه أنَّ ناسًا من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَتَوا على حيٍّ من أحياء العرَب فلم يَقروهم، فبينما هم كذلك إذ لدِغ سيِّد أولئك فقالوا: هل معَكم من دواءٍ أو راقٍ؟ قالوا: إنّكم لم تقرونا، ولا نفعَلُ حتى تجعَلوا لنا جعلاً، فجَعَلوا لهم قطيعًا من الشّاء، فجعل يقرَأ بأمِّ القرآن ويجمع بزاقَه ويتفِل فبرَأ، فأتوا بالشاءِ فقالوا: لا نأخُذه حتى نسألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، فسألوه فضحِك وقال: ((وما أدراكَ أنها رقية؟! خذوها واضرِبوا لي معكم بسهمٍ)) رواه البخاري[3].
إنَّ سورةً بهذا الفضل والمقامِ نتطلَّع إلى أن نقفَ على كنوزِها وندرِكَ معانيَها ونوثِّقَ صِلَتَنا بها ونهتدِيَ بهُداها لنحقِّق أثرَها.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(1/392)
ثناءٌ على الله بما أنعَمَ علينا وما أعطانا. الثّناءُ حقٌّ لله سبحانه، هو المستحِقّ للحَمدِ بسبَبِ كَثرةِ نِعَمه وأنواعِ آلائه على العباد. الحمدُ فيه معنى الاعترافِ الذي هو إقرارٌ مِنَ العبدِ بتقصيرهِ وفقرة وحاجتِه واعترافٌ للهِ جلّ وعلا بالكمالِ والفضل والإحسان، وهذا من أعظمِ ألوانِ العبادة؛ ولهذا قد يعبُد العبد ربَّه عبادةَ المعجَبِ بعمَلِه فلا يقبَلُ منه؛ لأنَّ الإعجابَ لا يتَّفق مع الاعترافِ والذّلِّ، ولا يدخل العبدُ على ربِّه من باب أوسَعَ وأفضل من بابِ الذّلِّ له والانكسار بين يدَيه، ذلك أنَّ من أعظم معاني العبادةِ الذلَّ له سبحانه؛ ولهذا كان نبيّنا كثيرَ الاعتراف لله على نفسِه بالتَّقصير والظلمِ، كان يقول: ((اللّهمّ إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوبَ إلا أنت، فاغفِر لي مغفرةً من عندك وارحمني، إنّك أنت الغفور الرحيم)) أخرجه البخاري ومسلم[4].
الْحَمْدُ لِلَّهِ
شُعورٌ يفيض به قلبُ المؤمِنِ بمجرَّدِ ذكرِه لله، فإنَّ وجودَه ابتداءً ليس إلاّ فيضًا مِن فيوضاتِ النِّعمة الإلهية التي تستجِيش الحمدَ والثناءَ، في كلِّ لمحةٍ في كلِّ لحظةٍ في كلِّ خُطوة تتوالى آلاءُ الله على العبد وتتواكب وتغمُر خلائقَه كلَّها وخاصّةً هذا الإنسان، ومن ثَمَّ كان الحمدُ لله ابتداءً وكان الحمد لله ختامًا دليلَ الإيمان، وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ [القصص:70].(1/393)
ومع هذا يبلُغ من فضلِ الله سبحانه على عبدِه المؤمن أنه إذا حمِد الله حمدًا يليق بجلالِه كتبَها له حسنةً ترجحُ كلَّ الموازين، ففي سننِ ابن ماجه عن عبد الله بن عمَرَ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّثهم: ((إنَّ عبدًا من عبادِ الله قال: يا ربِّ لك الحمدُ كما ينبغِي لجلال وجهِك ولعظيم سلطانك، [فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء] وقالا: يا ربَّنا إنَّ عبدَك قد قال مقالةً لا ندرِي كيفَ نكتبُها، قال الله عزّ وجلّ وهو أعلم بما قال عبدُه: ماذا قال عبدي؟ قالا: يا ربِّ، إنّه قال: يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلالِ وجهِك وعظيم سلطانك، فقال الله عزّ وجلّ لهما: اكتبَاهَا كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزِيَه بها))[5].
لفظ الجلالة (الله) هو الاسمُ الأعظم للهِ عزّ وجلّ على قولِ طائفةٍ مِن أهلِ العلم، الذي تلحَق به الأسماءُ الأخرى، ولا يشاركه فيه غيره. ومن معاني (الله) أنه الإله المعبودُ المتفرِّد باستحقاقِ العبادة.
رَبِّ الْعَالَمِينَ أي: ربّ كلِّ شيءٍ وخالقه والقادِر عليه، كلُّ ما في السموات والأرض عبدٌ له وفي قبضَتِه وتحت قَهرِه.
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
اسمُ الرحمن كاسمِ الله؛ لا يُسمَّى به غيرُ الله ولم تسمَّ به أحد، فالله والرّحمن من الأسماء الخاصّة به جلّ وعلا، لا يشاركه فيها غيرُه، أمّا الأسماء الأخرى فقد يسمَّى بها غير الله كما قال سبحانه عن نبيِّه: بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128]. والرّحمن والرّحيم مأخوذان منَ الرّحمة، فالرّحمن رحمةُ عامّة بجميع الخلقِ، والرّحيم رحمةٌ خاصّة بالمؤمنين. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ صِفةٌ تستغرِق كلَّ معاني الرحمةِ وحالاتها ومجالاتها، تتكرَّر في صُلب السّورة في آيةٍ مستقلَّة لتؤكِّدَ السّمَةَ البارِزة في تلك الرّبوبيّة الشاملة.
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(1/394)
وقُرئ مَلِكِ، والفَرقُ بين الوصفَين بالنّسبة إلى الربِّ سبحانه أنّ الملِك صِفةٌ لذاتِه والمالِكَ صِفةٌ لفِعلِه، ويومُ الدين يومُ الجزاء من الربِّ سبحانه، وهو يوم يدين الله العبادَ بأعمالهم أي: يجازِيهِم بها.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
أي: نخصُّك بالعبادة، ونخصّك بالاستعانة، لا نعبد غيرَك، لا نطلُبُ إلاّ عونَك، لا نستعِين بغيرك، لا نستَغني عن فضلِك، وقدِّمت العبادة على الاستعانَةِ لكون الأولى وسيلةً إلى الثانية، وقرِنَت العبادةُ بالاستعانة للدّلالة على أنَّ الإنسانَ لا يستطيع أن يقومَ بعبادةِ الله إلاّ بإعانةِ الله له وتوفيقِه، وهو إقرارٌ بعجزِ الإنسان عن القيامِ بالعباداتِ وعن حملِ الأمانةِ الثَّقيلة إذا لم يُعِنه الله، وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ [الأعراف:43].
قال ابن القيِّم رحمه الله: "إنَّ موضعَ الرّقيَةِ منَ السورة إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، ولا ريبَ في أن هاتين الكلِمَتين من أقوى أجزاءِ هذا الدواء؛ فإنَّ فيهما من عمومِ التّفويضِ والتوكُّل والالتجاء والاستعانةِ والافتقار والطّلَب والجمع بين أعلَى الغايات ـ وهي عبادةُ الربّ وحدَه ـ وأشرفِ الوسائل ـ وهي الاستعانةُ به على عبادته ـ ما ليس في غيرِها، وتأثيرُ الرُّقَى بالفاتحَةِ وغيرِها مِن علاج ذواتِ السّموم سِرٌّ بديع، ونفسُ الراقي تفعل في نفسِ المرقيّ، فيقع في نفسِها فِعلٌ وانفعال كمَا يقَع بين الداءِ والدّواء، فتقوَى نفس الراقي وقوَّتُه بالرّقيَة على ذلك الدواء، فيدفعه بإذن الله"[6].
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(1/395)
دعاءٌ صريح، حظُّ العبد من الله، وهو التضرُّع إليه والإلحاح علَيه أن يرزقَه هذا المطلبَ العظيم الذي لم يُعطَ أحدٌ في الدّنيا والآخرة أفضل منه، كما منَّ الله على رسوله بعدَ الفتحِ بقوله: وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا [الفتح:2]. أي: قوِّ هدايَتَنا، وفِّقنا إلى معرفةِ الطريق الصحيح والاستقامةِ عليه، ثبِّتنا حتى لا ننحرفَ أو نزيغَ عنه، فقد يكون الإنسانُ اليومَ مهتديًا وغدًا من الضالّين.
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ،
لا دعاءَ مفروضٌ على المسلم قولُه غير هذا الدعاء، فيتوجَّب على المسلم قولُه عِدّةَ مرّات في اليوم، وهذا يدلّ على أهمّيّة الطّلَب الذي له أثرُه في الدنيا والآخرة. وفي قوله: اهْدِنَا ولم يقل: "اهدِني" تربِيةٌ للمسلم على تذكُّر إخوانِه وتقوية معاني الأُلفة، وفيه إِزالةٌ لمشاعِرِ الأثَرَة والأنانية، فكما أنّك تحبّ لإخوانِك ما تحبّ لنفسك فادعُ لهم بما تدعو لنفسِك. والاجتماعُ على الهدى مطلَبُ المؤمِنين، وكَثرةُ السّالكين أُنس وثباتٌ للسّائرين، والسّالِكُ وحدَه قد يضعُف وقد يملّ أو يسقُط أو تأكلُه الذّئاب.
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ(1/396)
وهم رسولُ الله وأصحابُه، يعني: الذين حازوا الهدايةَ التامّة ممّن أنعم الله عليهم من النّبيِّين والصِّدِّيقين والشّهداءِ والصالحين، ولا يخرُج المكلَّفون عن هذه الأصنافِ، فكلُّ الخَلقِ ينتمي لواحدٍ من هذه الأصناف: الذين أنعَم الله عليهم هم الذين سلَكوا الصراطَ المستقيم وعرفوا الحقَّ وعمِلوا بمقتَضَاه، أمّا الذين عرَفوا الحقَّ وخالفوه فهم المغضوبُ عليهم، والعامِلون بلا عِلمٍ هم الضالّون، قال تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف:103، 104]. قدِّمَ المغضوبُ عليهم على الضّالّين لأنَّ أمرَهم أخطر وذنبَهم أكبَر، فإنَّ الإنسانَ إذا كان ضلالُه بسبَبِ الجهل فإنّه يرتفِع بالعلم، وأما إذا كان هذا الضّلالُ بسبب الهوَى فإنّه لا يكاد ينزِع عن ضلاله، ولهذا جاء الوعيد الشديدُ في شأنِ من لا يعمَل بعَمَلهِ.
خاتمةُ سورةِ الفاتحة هي مناسِبَة لكلِّ ما ورد في السّورة من أوَّلها إلى آخرها، فمَن لم يحمَدِ الله تعالى فهو مغضوبٌ عليه وضالّ، ومن لم يؤمِن بيومِ الدِّين وأنَّ الله سبحانه وتعالى مالِكُ يومِ الدّين ومَلِكه ومَن لم يخصَّ الله تعالى بالعبادةِ والاستعانةِ ومن لم يهتدِ إلى الصراط المستقيم فهم جميعًا مغضوبٌ عليهم وضالّون.
بارَك الله لي ولَكُم في القرآنِ العَظِيم، ونَفَعني وإيَّاكم بما فيهِ مِنَ الآيات والذِّكر الحكيم، أقول هذا القولَ، وأستغفِر الله واستغفِروه، إنّه هو الغفور الرّحيم.
--------------------------------------------------------------------------------(1/397)
[1] أخرجه الترمذي في التفسير (3125)، والنسائي في الافتتاح (914)، وعبد الله في زوائد المسند (5/114) بنحوه، وصححه ابن خزيمة (500، 501)، وابن حبان (775)، والحاكم (2048)، وهو في صحيح سنن الترمذي (2499). وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد بن المعلى رضي الله عنهما.
[2] صحيح مسلم: كتاب صلاة المسافرين (806).
[3] صحيح البخاري: كتاب الطب (5736)، وهو عند مسلم أيضا في السلام (2201).
[4] صحيح البخاري: كتاب الدعوات (6326)، صحيح مسلم: كتاب الذكر (2705) عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: ((قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا)) الحديث.
[5] سنن ابن ماجه: كتاب الأدب (3801)، وأخرجه أيضا الطبراني في الكبير (12/343) والأوسط (9249)، والبيهقي في الشعب (4/94)، قال البوصيري في الزوائد (4/130): "هذا إسناد فيه مقال، قدامة بن إبراهيم ذكره ابن حبان في الثقات، وصدقة بن بشير لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات"، وأورده الألباني في ضعيف الترغيب (961).
[6] الطب النبوي (ص139).
الخطبة الثانية
الحَمد لله الذي خلق فسوّى، والذي قدر فهدى، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لاَ إلهَ إلاّ الله وَحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمّدًا عَبده ورَسوله، صلَّى الله عَليه وعَلَى آله وصَحبه.
أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوَى الله.(1/398)
ورد في صحيح مسلِمٍ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: سمِعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نِصفين ولِعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قال الله تعالى: حمِدَني عبدي، وإذا قال: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال: مجَّدَني عبدي، فإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال: هذا بيني وبين عَبدي ولِعبدي ما سأَل، فإذا قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ قال: هذا لِعبدي ولِعبدي ما سأل))[1]. ولعلَّ هذا الحديثَ الصحيح يبيِّن مِن سِياق هذه السّورةِ ويكشِف سِرًّا من أسرارِ اختِيارها ليردِّدَها المؤمِن سبعَ عشرةَ مرّة في كلِّ يوم وليلة أو ما شاء الله أن يردِّدَها كلَّما قام يدعوه في الصلاة.
حّرِيّ بهذه السورَة التي تُعَدّ ركنًا من أركان الصلاة أن يقرَأَها المصلِّي بتُؤَدةٍ وتأنٍّ وتدبُّر وخشوعٍ وحضور قَلبٍ، مستحضِرًا معانيها، محقِّقًا مخارِجَ حروفها في الصّلاة السّرّيَّة والجهريّة، عن وائلِ بنِ حجر قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ فقال: ((آمين)) ومدَّ بها صوتَه[2]. ومعنى (آمين): اللّهمّ استجِب، وهي ليست من السورة. ويُستحَبّ للقارِئِ الفّصلُ بسكتَةٍ بين آخرِ السّورة وقولِ آمين، وفي الحديث عن رسول الله أنه قال: ((إذا أمَّن الإمامُ فأمِّنوا؛ فإنَّه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكةِ غفِرَ له ما تقدَّم من ذَنبِه)) رواه البخاري ومسلم[3].(1/399)
ألا وصلّوا ـ عباد الله ـ على رسولِ الهدَى، فقد أمركم الله بذلك في كتابِه فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللّهمّ صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمّد، وارض عن الخلفاء الأربعة الراشدين...
--------------------------------------------------------------------------------
[1] صحيح مسلم: كتاب الصلاة (395).
[2] أخرجه أحمد (4/315)، وأبو داود في الصلاة (932)، والترمذي في الصلاة (248)، والنسائي في الافتتاح (879)، وابن ماجه في الصلاة (855)، والدارمي في الصلاة (1247)، وحسنه الترمذي، والنووي في المجموع (3/369)، وصححه الدارقطني (1/687)، وابن حبان (1805)، وهو في صحيح سنن الترمذي (205).
[3] صحيح البخاري: كتاب الدعوات (7402)، صحيح مسلم: كتاب الصلاة (410) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
من موقع المنبر
http://www.alminbar.net/alkhutab/kh...p?mediaURL=7787
للاستماع
http://media.islamtoday.net/real/m/1057.ram
للحفظ
http://media.islamtoday.net/real/m/1057.zip
__________________
---
(1/400)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بيان بالأخطاء التي وقعت في برنامج العريس للرسم العثماني
---
بيان بالأخطاء التي وقعت في برنامج العريس للرسم العثماني
---
أيمن صالح شعبان
03-18-2005, 04:54 PM
إخواني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا بيان بالأخطاء التي اعترت برنامج العريس لنشر المصحف الشريف بواسطة الصور :
بيان الأخطاء التي وقعت في برنامج العريس:
1 - فتحة الميم في كلمة مالك من سورة الفاتحة.
2 - كلمة "أذى" الواقعة في سورة البقرة : {يسئلونك عن المحيض قل هو أذى} التنوين وقع على حرف العلة وهو لحن في الرسم وقد وقع فيه الخطاط وأرشدني لهذا الموطن فضيلة شيخ عموم المقارئ المصرية الصواب وقوع التنوين على حرف الذال.
3 - في سورة الحج الآية 64 :" له ما في" سقطت شدة اللام .
4 - في سورة النور الآية 35: "نور على نور" التنوين مركب ويجب أن يكون متوازي.
5 - في سورة النمل الآية 93 : همزة الوصل بعيدة جدا عن لام التعريف في قوله تعالى { وقل ا لحمد} هكذا . وهو خطأ
6 - في سورة ص الآية 24: "وأناب" سقطت فتحة الباء.
7 - في سورة الشورى الآية 45: كلمة "خفيٍ" التنوين مرسوم كسرة .
8 - بالإضافة إلى بعض المواطن في بدء البسملة بشدة فوق الباء لكون الآية التي انتهت في السورة السابقة منتهية بحرف الباء فيشدد حرف الباء من البسملة في السورة التالية .
---
(1/401)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث علمي
---
بحث علمي
---
MOHAMADFAGR
04-05-2004, 06:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أنا طالب دراسات عليا قسم اللغة العربية في الجمهورية العربية السورية
وكان هدفي ولا يزال خدمة كتاب ربنا سبحانه وتعالى
واليوم أبحث عن عنوان أو فكرة عنوان لبحث علمي أكاديمي لنيل رسالة الماجستير وكنت عازما على دراسة الوظيفة الدلالية للصفة والحال في القرآن الكريم ولكن بعد أن علمت أن أحد طلاب الأزهر قد قام بدراستهما خفت الهمة وضعفت العزيمة وزاد من هذا الضعف أن بعض أساتذتنا أخبروني أن الدراسات القرآنية التي ترتبط باللغة العربية ملأت المكتبات الإسلامية .
أرجو من فضيلتكم توجيهي لبحث ترونه محققا للشروط العلمية ومرتبطا بعلمي المعاني والجمال
وجزاكم الله كل خير
تقبلوا حبي واحترامي
---
أحمد البريدي
04-05-2004, 06:27 PM
حياك الله بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير , واقترح لك موضوع : التضمين في القرآن الكريم دراسة نظرية تطبيقية , إذ هذا الموضوع باب واسع من أبواب التدبر للقرآن مع ارتباطه بتخصصك .
---
أحمد القصير
04-06-2004, 12:39 AM
حسب علمي أن موضوع التضمين قد بحث في رسالة ماجستير في جامعة الأردن.
وهناك موضوع بلاغي جيد حسب علمي لم يبحث وهو : الإظهار والإضمار في القرآن الكريم دراسة نظرية ، تطبيقية ..
وقد كنت جمعت فيه بعض المادة ، فإن أراد أخي المساعدة فأنا مستعد.
---
MOHAMADFAGR
04-10-2004, 05:19 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
وبعد فإني أحمد الله تعالى أن هيأ لنا وسيلة يمكننا من خلالها التعرف على بعض الإخوة من خلالها .
فمن خلال هذه الشبكة أحببت في الله أخوي : الأخ أحمد البريد ، والاخ أحمد القصير الذين والله أشعراني بقيمة ديننا العظيم وبمعنى العطاء والبذل في سبيل الله .(1/402)
اقول للأخ أحمد القصير نعم أود التعرف على هذا البحث الذي كما يظهر من عنوانه بحث جميل يمكن أن نتعامل معه نحويا وبلاغيا وجماليا فأتمنى من أخي الكريم أن يرسل إلي ما يستطيعه من خطوط تساعد في توضيح صورة البحث لدي مع طلب المعذرة منه وأرجو أن لا يقع علي قول الشاعر :
سألنا فأعطيتم وعدنا فعدتم ومن أكثر التسآل يوما سيحرم
---
(1/403)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما القول الراجح في المدد في الآية الكريمة هل هو في أحد أو في بدر
---
ما القول الراجح في المدد في الآية الكريمة هل هو في أحد أو في بدر
---
ابن الجزيرة
03-21-2006, 11:07 PM
الأخوة الأعضاء هذا سؤال أرجو الإجابة عليه
قال الله تعالى { إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم ربكم بثلاثة الآف من الملائكة منزلين ـ بلى إن تصبروا وتتقوا } الآية [ آل عمران : 123 ], ما القول الراجح في المدد في الآية هل هو في أحد أو في بدر ؟ أرجو المشاركة وإبداء الرأي, ولكم جزيل الشكر .
---
ابن الجزيرة
03-28-2006, 07:03 PM
هل من جواب ؟
---
جمال حسني الشرباتي
03-28-2006, 07:54 PM
الأخوة الأعضاء هذا سؤال أرجو الإجابة عليه
قال الله تعالى { إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم ربكم بثلاثة الآف من الملائكة منزلين ـ بلى إن تصبروا وتتقوا } الآية [ آل عمران : 123 ], ما القول الراجح في المدد في الآية هل هو في أحد أو في بدر ؟ أرجو المشاركة وإبداء الرأي, ولكم جزيل الشكر .
# الآيات هي
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 123 إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُنزَلِينَ 124 بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ125)
النصر كان في بدر وقد قاتلت الملائكة مع المسلمين في بدر--وهذا القول صدر منه عليه الصلاة والسلام في بدر--وقد وعدوا حينها إن صبروا أن يمدّهم الله بخمسة آلاف من الملائكة في معارك قادمة--ولمّا لم يصبروا في أحد لم يمدّوا بمدد من الملائكة(1/404)
وإليك قول ابن عطية في المحرر الوجيز كأساس لحوار قادم
(وقال ابن عباس: لم تقاتل الملائكة في يوم من الأيام إلا يوم بدر، وكانوا يكونون في سائر الأيام عدداً ومدداً لا يضربون،
ومن ذلك قول أبي سفيان بن الحارث لأبي لهب: ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلون ويأسرون، وعلى ذلك فوالله ما لمت الناس، لقينا رجالاً بيضاً على خيل بلق بين السماء والأرض ما تليق شيئاً ولا يقوم لها شيء،
ومن ذلك أن أبا اليسر كعب بن عمرو الأنصاري أحد بني سلمة أسر يوم بدر العباس بن عبد المطلب وكان أبو اليسر رجلاً مجموعاً وكان العباس رجلاً طويلاً جسيماً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد أعانك عليه ملك كريم، الحديث بطوله " ،
وقد قال بعض الصحابة: كنت يوم بدر أتبع رجلاً من المشركين لأضربه بسيفي فلما دنوت منه وقع رأسه قبل أن يصل سيفي إليه فعلمت أن ملكاً قتله،
وقال قتادة ابن دعامة: أمد الله المؤمنين يوم بدر بخمسة آلاف من الملائكة،
قال الطبري: وقال آخرون: إن الله وعد المؤمنين يوم بدر أن يمدهم في حروبهم كلها إن صبروا واتقوا، فلم يفعلوا ذلك إلا في يوم الأحزاب، فأمدهم حين حاصروا قريظة، ثم أدخل تحت هذه الترجمة عن عبد الله بن أبي أوفى أنه قال: حاصرنا قريظة مدة فلم يفتح علينا فرجعنا، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا بغسل يريد أن يغسل رأسه، إذ جاءه جبريل عليه السلام فقال: وضعتم أسلحتكم ولم تضع الملائكة أوزارها فلف رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه بخرقة ولم يغسله، ونادى فينا فقمنا كالين متعبين، حتى أتينا قريظة والنضير، فيؤمئذ أمدنا الله بالملائكة بثلاثة آلاف، وفتح لنا فتحاً يسيراً، فانقلبنا بنعمة من الله وفضل،
وقال عكرمة: كان الوعد يوم بدر، فلم يصبروا يوم أحد ولا اتقوا، فلم يمدوا ولو مدوا لم يهزموا،(1/405)
وقال الضحاك: كان هذا الوعد والمقالة للمؤمنين يوم أحد، ففر الناس وولوا مدبرين فلم يمدهم الله، وإنما مدوا يوم بدر بألف من الملائكة مردفين،
وقال ابن زيد: قال المسلمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهم ينتظرون المشركين: يا رسول الله أليس يمدنا الله كما أمدنا يوم بدر؟ فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: { ألن يكفيكم } الآية وإنما أمدهم يوم بدر بألف قال ابن زيد: فلم يصبروا، )
فكما تلاحظ انفراد الضحاك وابن زيد بالقول بأنّ الوعد كان يوم أحد---إلّا أنّ مسألة حصول مدد يوم بدر لا خلاف فيها والله أعلم
---
کوثر
03-29-2006, 06:53 PM
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 123 إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُنزَلِينَ 124 بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ125)
بظني أنك فضيلة الأستاذ جئت بالآية123 لتقول لأن الآية124 و ما بعدها في سياق هذه الأية
فالسياق يوحي لنا بأنها كانت ببدر
أنا معاك في أنها ببدر و لكن لا أقدر أن اتفق معك في بيانك هذا
(و إذ نجينكم من ءال فرعون يسومونكم ....و إذ فرقنا بكم البحر...و إذ وعدنا موسي...ثم..وإذ
ءاتينا.....) وكل ذلك خلال تاريخ بني إسرائيل و ما حدث لهم خلال حياتهم كلا
و يمكن أن يكون هذا (إذ تقول ) في أحد و هذا ما دعي للنقاش فيه
ولكن إن هذا البحث و يسمونه (coronology) للقرآن
يستعين من علوم عدة لبحث عن تاريخ الأيات القرآنية و أ السورة أو الآية مكية أو مدنية
ومن هذه العلوم علم الحديث وعلم التاريخ الذي له صلة خاصة بعلم الحديث خاصة في القرون الاولي(1/406)
فلم أجد حديثا أو قولا من الصحابة الكرام يدل حتي علي شيئ عجيب في الغزوة أحد
ولكن ما ورد في غزوة بدر فهو كثير
و من الله التوفيق
---
(1/407)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الإخوة في المغرب وما جاوره
---
الإخوة في المغرب وما جاوره
---
يزيد الصالح
06-14-2006, 07:16 PM
الإخوة في المغرب العربي وما جاوره ومن له علاقة بأخوة له هناك،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أحبتي لقد وصلني أن كتاب الوجيز لأبي الحسن الواحدي قد حقق في جامعة محمد الخامس، في قسم الدراسات الإسلامية، وقد نال به الأخ/ أحمد محمد كمال علي درجة الدكتوراة في عام 1422هـ، بمسلسل 1626ـ
فمن له علاقة بالجامعة أو بالأخ أو بما يوصلني لهذا الكتاب أرجو أن يراسلني على الخاص، وذلك لحاجتي الماسة لهذا الكتاب لتعلقه برسالتي علاقة قوية،، ولكم مني جزيل الشكر والعرفان،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أخوكم،،
---
(1/408)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اول من قال العلم نور والجهل ظلمة هم العرب..
---
اول من قال العلم نور والجهل ظلمة هم العرب..
---
tafza
06-26-2004, 12:47 AM
اول من قال العلم نور والجهل ظلمة هم العرب، وتلك لعمري منقبة من مناقب تراثهم الفكري منذ عصور ما قبل الاسلام.
وفي الاسلام وجدنا نبي هذه الامة يحث على طلب العلم مرة بعد مرة . ومن اقواله صى الله عليه وسلم في هذا المورد تعلموا العلم فان تعلمه حسنة ودراسته تسبيح والبحث عنه جهاد وطلبه عبادة وتعليمه صدقة وبذله لاهله قربة لانه معالم الحلال والحرام وبيان سبيل الجنة والمؤنس في الوحشة والمحدث في الخلوة والجليس في الوحدة والصاحب في الغربة والدليل على السراء والمعين على الضراء والزين عند الاخلاء والسلاح على الاعداء ،
وبالعلم يبلغ العبد منازل الاخيار في الدرجات العلى ومجالسة الملوك في الدنيا ومرافقة الابرار في الاخرة ، والفكر في العلم يعدل الصيام ومذاكرته تعادل القيام وبالعلم توصل الارحام وتفصل الاحكام ، وبالعلم يعرف الله ويوحد وبالعلم يطاع ويعبد..
وقال صلوات الله وسلامه عليه يوزن مداد العلماء ودماء الشهداء يوم القيامة فلا يفضل احدهما على الاخر ، ولغدوة في طلب العلم احب الى الله من مئة غزوة ، ولا يخرج احد في طلب العلم الا وملك موكل به يبشره بالجنة ، ومن مات ومراثه المحارب والاقلام دخل الجنة ..
ومن اقوال علي رضي الله عنه:
اقل الناس قيمة اقلهم علما وقال: العلم نهر والحكمة بحر والعلماء حول النهر يطوفون والحكماء وسط البحر يغوصون والعارفون في سفن النجاة يسيرون..
ومن اقوال العرب في ذلك:
العلوم اربعة ، الفقة للاديان ، والطب للابدان ، والنجوم للازمان ، والنحو للسان:
ومما سنوه في طريق العلم قولهم:(1/409)
من نصب نفسه للناس اماما فعليه ان يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، ولكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، فان مؤدب نفسه ومعلمها احق بالاجلال من مؤدب الناس ومعلمهم..
وفي الحث على طلب العلم والتنفير من طلب غيره قول سيد المرسلين:هلاك امتي شيئين ، ترك العلم وجمع المال ..
وجاء رجل الى النبي صى الله عليه وسلم فقال:
ما افضل الاعمال ؟ فقال: العلم بالله والفقه في دينه - وكررها عليه فقال الرجل : يارسول الله اسألك عن العمل فتخبرني عن العلم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ان العلم ينفك معه القليل من العمل وان الجهل لا ينفعك معه كثير العمل ..
ومن اقوال سفيان الثوري التي لم ينفك يرددها:
لو ان اهل العلم اكرموا انفسهم واعزوا هذا العلم وصانوه وانزلوه حيث انزله الله لخضعت لهم رقاب الجبابرة وانقاد لهم الناس وكانوا لهم تبعا ..
---
(1/410)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تدبر ... الآية الأولى من سورة النساء
---
تدبر ... الآية الأولى من سورة النساء
---
روضة
09-29-2006, 04:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ياأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
هذ دعوة لتدبر الآية الأولى من سورة النساء من خلال طرح تساؤلات حول نظمها، وفتح باب الإجابة دون الرجوع إلى التفاسير، راجية من الجميع المشاركة والمحاولة:
1.ما سبب افتتاح السورة بـ(يا أيها الناس)، مع أن السورة مدنية؟ وهل لهذا الاستفتاح مثيل في السور المدنية الأخرى؟
2.ما علاقة الأمر بالتقوى بمسألة الخلق؟
3.لمَ آثر التعبير بـ(خلقَكم)، دون (برأَكم، فطركم، ذرأكم، أنشأكم)؟
4.ما المقصود بالنفس الواحدة؟
5.لمَ ذكر لفظة الخلق عند (زوجها)، بينما عبر بالجعل في سورة الأعراف: (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا) [الأعراف:189]؟
6.ما سبب تقديم الجار والمجرور على (زوجها)، فلم يقل: وخلق زوجها منها؟
7.ما سر التعبير بالرجال والنساء، دون الذكور والإناث؟
8.ما فائدة التنكير في (رجالاً) و(نساءً)؟
9.لمَ خصّ وصف الكثرة بالرجال دون النساء؟
10. لمَ قال: (كثيراً)، ولم يقل: (كثيرين)؟
11. لماذا أمر بالتقوى مرة أخرى؟
12. لماذا كان الأمر بالتقوى في المرة الأولى مقترناً بالرب، وفي المرة الثانية بالله؟
13. ما فائدة ذكر الاسم الموصول وصلته: (الذي تساءلون به)؟
14. ما فائدة ذكر الأرحام هنا؟
15. ما سبب التوكيد بـ(إنّ)، فلم يقل: وكان الله عليكم ….؟
16. ما سبب الإظهار في موضع الإضمار في قوله: (إن الله كان …)، فلم يقل: إنه كان عليكم رقيباً؟(1/411)
17. ما سبب تقديم الجار والمجرور (عليكم)، فلم يقل: إن الله كان رقيباً عليكم؟
18. ما سر اختيار اسم الله (الرقيب) دون الحفيظ، أو المُقيت أو…. أو…؟
---
روضة
10-01-2006, 05:12 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
(1/412)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دراسة لجامعة هارفارد الأمريكية تدعو الأمريكيات للإقتداء بالمرأة المسلمة: الاحتشام
---
دراسة لجامعة هارفارد الأمريكية تدعو الأمريكيات للإقتداء بالمرأة المسلمة: الاحتشام
---
ابن الجزيرة
08-23-2005, 06:18 PM
دراسة لجامعة هارفارد الأمريكية تدعو الأمريكيات للإقتداء بالمرأة المسلمة: الاحتشام وراء ندرة الإيدز بالمجتمعات الإسلامية(1/413)
المصريون/ دعت دراسة أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية النساء الأمريكيات إلى الإقتداء بالمرأة المسلمة في احتشامها وأخلاقها كسبيل للقضاء على الانحلال الخلقي والأمراض الخطيرة السائدة في المجتمعات الغربية عموما والأمريكية على وجه الخصوص .الدراسة التي أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية جاءت بطلب من إحدى الجمعيات المتخصصة في الأمراض المرتبطة بالأخلاق من أجل إعداد دراسة مقارنة عن مدى انتشار الأمراض الجنسية بين النساء المسلمات والنساء الغربيات ، حيث جاء استغراب الجمعية من أن مرض الإيدز لا يشكل هاجسا يطارد المجتمعات الإسلامية عند سفر أحد أبناء الأسرة المتمسكة بتعاليم الدين الإسلامي للخارج والذي دائما يحول دون الإصابة بالإيدز .وأوضحت الدراسة أنه داخل المجتمع الإسلامي نفسه فإن الجميع يعيش في اطمئنان تام من عدم تسرب هذه الأمراض الخطيرة لأن المجتمع من الداخل يتمتع باستقرار اجتماعي وبعد تام عن الانحلال الأخلاقي كما تلتزم كل امرأة مسلمة بتعاليم دينها وأخلاقياته ومن ثم لا مجال للممارسة الجنسية خارج إطار الزواج . وأضافت الدراسة أن نسبة تفشي مرض مثل الإيدز في المجتمعات الإسلامية لا يتعدى النصف في الألف وليست هناك أية خطورة على تلك المجتمعات من تسرب تلك الأمراض إليها بسبب التزام نساء المسلمين أخلاقيا ودينيا ، وهذا ينطبق على جميع الأمراض الجنسية الأخرى والتي أثبتت كل الأبحاث العلمية أنها لا تغزو إلا المجتمعات التي لا تعرف حدودا للأخلاق .وأظهرت الدراسة الأمريكية أيضا أن الأبحاث التي أجريت على انتشار الأمراض الجنسية على الجاليات المسلمة في الغرب كشفت عن أن الأسر المسلمة التي تعيش وفق تعاليم الدين الحنيف لا تعاني من أية أمراض كما تتمتع بحالة من الاستقرار الاجتماعي الذي يساعدها على التقدم ماديا واجتماعيا في حين كشفت الدراسة النقاب عن أن الأسرة المسلمة التي لا تلتزم بهذه الأخلاقيات قد تعاني من العديد من(1/414)
المشاكل التي يعاني منها المجتمع الغربي سواء بسواء .
المصدر: موقع المختصر للأخبار http://www.almokhtsar.com
---
هبة الرحمن
08-23-2005, 09:07 PM
جزاك الله خير على الموضوع الذي يثلج الصدر اللهم اجعل امتنا الاسلاميه تشع بنورها كل الشعوب وأبعد عنها الامراض والكروب واجعلها يارب امه يقتدي بها الطوائف والاديان وحببهم الي الاسلام وأجعلهم اخوتنا واجمعنا على كلمه واحده انه لا اله الا الله محمد رسول الله
برحمتك يا ارحم الرحمين
وقال تعالى:{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
---
(1/415)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما المقصود بقول أبي حاتم : فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير
---
ما المقصود بقول أبي حاتم : فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير
---
أبو صفوت
09-13-2006, 03:56 AM
ذكر المزي في ترجمة إسحاق بن راهويه أن أبا حاتم الرازي قال " ذكرت لأبي زرعة إسحاق وحفظه للأسانيد والمتون ، فقال أبو زرعة : ما رؤي أحفظ من إسحاق ، قال أبو حاتم : والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط ، مع ما رزق من الحفظ.
وقال أحمد بن سلمة : قلت لأبي حاتم : أنه أملى التفسير عن ظهر قلبه فقال أبو حاتم : وهذا أعجب فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها " تهذيب الكمال 2/386 .
ما المقصود بقول أبي حاتم : فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها ؟
وهل لهذا أثر في طريقة التعامل مع أسانيد المفسرين ؟
---
أحمد البريدي
09-27-2006, 10:04 PM
يظهر لي أن مقصوده واضح من السياق , فكونه أملى التفسير عن ظهر قلبه , دلّ على ضبطه وإتقانه , لإن العناية بمرويات التفسير وضبط ألفاظها يأتي في مرتبة بعد ضبط مرويات الأحاديث , فالأحاديث من قبيل المرفوع , وأما مرويات التفسير فغايتها أن تكون من قبيل الموقوف إن كان المفسر صحابي , وإلا هي دون ذلك , والله أعلم .
---
د. أنمار
09-28-2006, 01:18 PM(1/416)
ولعله تحت نفس التعليل يدخل كون طرق أسانيد التفسير ليست بشهرة طرق أسانيد الحديث فمن يضبطها فإنه اجتاز مرحلة الضبط الأولى ولا يخفاكم ما اشتهر عن بعضهم كالسدي جمع أقوال الصحابة بعضهم مع بعض في سياق واحد وما تكلم فيه غير واحد من عدم وجود أصل لكتب التفسير أقصد لم تكن توجد كتب معتمدة جامعة في بابها تسهل للمبتدئين عملية الحفظ كما كان الحال من وجود صحائف بعينها ومسانيد متفرقة هنا وهناك كصحيفة همام والصادقة والموطآت في صورتها المبدئية وبعض الأجزاء المتناثرة التي كان يتناقلها العلماء.
---
عبدالله الميمان
09-30-2006, 02:40 AM
ويدخل في هذا أن الرواية القرآنية تشتمل اللفظ والنطق والترتيل والحركات من دون تغيير شيء من هذا إلا بسند ، بخلاف الحديث الذي قد يتخلف فيه شيء من هذا مثل حروف العطف ، ومايدخل في الرواية بالمعنى وغير ذلك .
---
أبو بيان
09-30-2006, 06:27 AM
معنى قول أبي حاتم, هو:
إن ضبط أسانيد التفسير وألفاظها أشق من ضبط الأحاديث المسندة. وأن ذلك مرتبة أعلى من مجرد حفظ الأحاديث المسندة, وذلك صحيح؛ للأسباب التي ذكرها الإخوة, ولغيرها نحو: جمعه بذلك بين علمين مختلفين, ونحو اعتياد وتكرار وانتشار الأحاديث المسندة مما يسّهِّل حفظها بخلاف أسانيد التفسير وألفاظها, ونحو صعوبة ضبط ألفاظ التفسير لدقة اختلافها وكثرتها في الموضع الواحد, ولكثرة مرويات التفسير بالنسبة للحديث المسند, وغير ذلك من الوجوه.
أما ما يستفاد من ذلك في علم الرواية فمنه:
- أن التفسير علم مستقلٌ بأسانيده وألفاظه وطريقة ضبطه.
- وأنه بذلك أشق من ضبط الأحاديث المسندة.
ومن ثمَّ لا يبعد القول أن هناك تمايزاً بين أسانيد التفسير وأسانيد الحديث, وإن اتفقت في منهج الرواية وأسماء الرجال, وأقدر الناس على إدراك ذلك الفرق الحفاظ فقط, كأبي حاتم وأضرابه رحمهم الله.
---
أبو صفوت
09-30-2006, 08:00 AM(1/417)
جزاكم الله خيرا على مشاركاتكم ، وأسأل الله أن يعلمنا وإياكم العلم النافع
أريد تحويل دفة الموضوع إلى كلام آخر لابن أبي حاتم بشأن أسانيد التفسير فليتكم تدلون بدلوكم
قال ابن أبي حاتم في مقدمة تفسيره
" سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القران مختصرا بأصح الأسانيد ... فأجبتهم إلى ملتمسهم ... فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا ، وأشبهها متنا ، فإذا وجدت التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أذكر معه أحدا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك ، وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة بأصح الأسانيد ،وسميت موافقيهم بحذف الإسناد " اهـ .
وإذا طالعتَ تفسيره وجدت كما كبيرا من الآثار لا يصح على طريقة المحدثين
فما معنى قوله " فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا ، وأشبهها متنا " ؟
فهل معنى قوله أصح الأسانيد أنها صحيحة ؟
أم أنه يخرج أصح الموجود من باب قول المحدثين هذا أصح شيء في الباب ؟
أم أنه يقصد أن مقياس الصحة في التفسير غير مقياس الصحة في الحديث فلا يشترط في تصحيح الأثر في التفسير كل ما يشترط لتصحيحه في الحديث ؟
بانتظار مشاركاتكم حول هذا النقل ، وأهميته في التعامل مع أسانيد التفسير
---
(1/418)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من هو مؤلف كتاب دقائق التفسير ؟
---
من هو مؤلف كتاب دقائق التفسير ؟
---
طويلب علم
05-01-2005, 10:12 PM
من هو مؤلف هذا الكتاب
كتاب دقائق التفسير ؟
جزيتم خيراً ونفع الله بكم
---
عبدالرحمن الشهري
05-02-2005, 03:19 PM
دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية رحمه الله .
جمع وتحقيق الدكتور محمد السيد الجليند ، الناشر مؤسسة علوم القرآن بدمشق .الطبعة الثالثة 1406هـ.
---
طويلب علم
05-02-2005, 06:57 PM
أثابك الله
---
محمد الشعراوي
05-16-2005, 03:01 PM
هل هذا التفسير مضمون داخل مجموع الفتاوى؟
---
(1/419)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > " فَمَنْ تَمَتّعَ بٍالعُمْرَةِ إلَى الحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيٍ " .؟
---
" فَمَنْ تَمَتّعَ بٍالعُمْرَةِ إلَى الحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيٍ " .؟
---
أبو زينب
12-04-2005, 09:03 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أجاز العلماء تكرار العمرة في السنة الواحدة بل و في السفر الواحد .
و لكن هل يجوز – في أشهر الحج – تكرارها للمتمتع ؟
فإذا جاز فما معنى الآية : " فَمَنْ تَمَتّعَ بٍالعُمْرَةِ إلَى الحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيٍ " ؟
وهل يجب هدي على كل عمرة كما هو مفهوم من المعنى الظاهر للآية ؟
و جزاكم الله أفضل الجزاء
---
(1/420)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبو سليمان الدمشقي
---
أبو سليمان الدمشقي
---
يزيد الصالح
01-24-2007, 06:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ينقل ابن الجوزي في زاد المسير كثيراً عن أبي سليمان الدمشقي،،
وقد بحثت عن اسمه ووجدت أكثر من رجل له هذه الكنية،، ولم أجد في تراجمهم ما يدل على أنه أحدهم،،
فمن يعرفه يفيدني مشكوراً مأجوراً بإذن الله تعالى،،
أخوكم،،
---
أبو بيان
01-25-2007, 01:23 PM
هو: محمد بن عبد الله بن سليمان السَّعدي, أبو سليمان الدمشقي الشافعي, مُفَسِّر, صنف مجتبى التفسير, والمهذب في التفسير, عاش في القرن الرابع. ينظر: تاريخ دمشق 53/349, وطبقات المفسرين, للسيوطي (ص:89).
---
إبراهيم الحميضي
01-26-2007, 02:08 PM
وقد جُمعت أقواله في التفسير في رسالة ماجستير في جامعة الإمام ، جمعها زميلنا الشيخ خالد المطرفي.
---
أبو بيان
01-26-2007, 02:45 PM
بارك الله فيك د.إبراهيم, وما أجمل إطلالتك على الملتقى, وقد سمعت ورأيت شيئاً من تميز أبي سليمان الدمشقي رحمه الله في اختياراته, فهل بالإمكان الإشارة إليها, أو مراسلة المؤلف لإفادتنا بها.
---
(1/421)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فهرسة لبعض فوائد كتاب التسهيل لابن جزي
---
فهرسة لبعض فوائد كتاب التسهيل لابن جزي
---
ابوعمر
09-11-2003, 04:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد ...
فمن باب نشر الفائدة بين اخواني طلبة العلم ، أحببت أن أشارك بهذه المشاركة التي أسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون نافعة ، وهي فهرسة لفوائد الكتاب العظيم والمشهور في التفسير ( التسهيل لعلوم التنزيل ) للشيخ العلامة / محمد بن أحمد بن جزي الكلبي .
وهي على حسب الطبعة القديمة ( طبعة دار الكتاب العربي ) ط4 1403هـ - 1983م .
ملاحظة / الموضوع أو الفائدة سيكون أمامها رقم الصفحة فقط ، وأما الجزء سيكون في البداية ثم الذي يليه وهكذا إلى أن ننتهي بإذن الله تعالى .
وسوف أقوم بإذن الله تعالى بكتابتها تباعاً على ما ييسر الله تعالى .
ولا تنسونا بدعوة صالحة بظهر الغيب
( الجزء الأول ) :
1. ما قصده المؤلف بالكتاب 3
2. أسماء القرآن أربعة 5
3. السور المكية والمدنية 5
4. معاني القرآن الكريم 5
5. الحكمة من تكرار قصص الأنبياء في القرآن 6
6. فنون العلم التي تتعلق بالقرآن 6
7. معنى التفسير وأنواعه 6
8. الفرق بين التفسير والتأويل 7
9. هذا الكتاب مبني على قراءة نافع لماذا 7
10. أهمية الحديث بالنسبة للمفسر 7
11. علاقة التصوف بالقرآن ومقصود المؤلف منه 8
12. أصول الدين تتعلق بالقرآن من طرفين 8
13. أسباب الخلاف بين المفسرين 9
14. أوجه الترجيح بين أقوال المفسرين 9
15. طبقات المفسرين 9
16. تعليق على كتاب الكشاف للزمخشري 10
17. وقوع النسخ في القرآن على ثلاثة أوجه 10
18. جوامع القراءة وأنواعها 11
19. اختلاف القراء على نوعين 12
20. أقسام الوقف 12
21. شروط الفصاحة 12(1/422)
22. رأي المؤلف في المجاز 13
23. عشرة أوجه تدل على إعجاز القرآن 14
24. ماورد في فضل القرآن الكريم من آثار 14
25. عشرة فوائد في الكلام على الاستعاذة 30
26. القواطع عن الله أربعة 30
27. عشرة فوائد في الكلام على البسملة 30
28. الفرق بين الحمد والشكر وبعض الفوائدالمتعلقة بذلك 32
29. أيهما أفضل الحمد لله رب العالمين أم كلمة التوحيد 33
30. كلام نفيس عن معنى التقوى 35
31. فائدة / المصادر لاتجمع 37-39
32. ثلاث فوائد في قوله تعالى (( ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ..... )) 40
33. الأرض والسماء والحيوان والنبات ... تدل بالعقل على عشرة أمور 41
34. إثبات صفة الحياء لله سبحانه وتعالى 42
35. ثلاث فوائد في قوله تعالى (( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم )) 43
36. الدليل على أن خلق الأرض قبل السماء وحلّ التعارض مع قوله (( والأرض بعد ذلك دحاها )) 43
37. النعم التي أنعم الله بها على بني إسرائيل وسوء أفعالهم ‘ ثمّ العقوبة التي استحقوها ، كلٌ منها عشرة أشياء إجمالاً 45
38. تصديق النبي صلى الله عليه وسلّم لمن قبله من الأنبياء له ثلاث معان 46
39. احتجاج الحنفية بقوله تعالى (( ولاتشتروا بآياتي ثمناً قليلاً )) على منع الإجارة على تعليم القرآن 46
40. استدلال المالكية على قبول قول المقتول في قصة ذبح البقرة واستدلوا أيضاً أن القاتل لايرث 51
41. فائدة / في دخول ( لن - ولا ) 54
42. حكم الساحر عند الإمام مالك 55
43. حكم من أخطأ القبلة عند الإمام مالك 58
44. قول الله للشيء ( كن ) هل هو على حقيقته أم أن له معنى آخر 58
45. فائدة / في قوله تعالى على لسان إبراهيم (( ... رب اجعل هذا بلداً آمناً )) فنكّر في البقرة وعرّف في سورة إبراهيم وذلك لأمور هي ... 60
46. أنواع الذكر 63
47. بيان أفضلية الذكر 64
48. الكلام عن الصبر 65
49. حكم السعي عند مالك والشافعي 65(1/423)
50. درجات التوحيد كما يرى المصنف 66
51. محبة العبد لربه 67
52. الموجب للمحبة 67
53. العاصي بسفره لايأكل من الميتة عند مالك 69.
54. حكم الشافعي على المضطر أن يشبع من الميتة أم لا 69
55. حكم ميتة بني آدم عند الشافعي ومالك 69
56. رأي مالك والشافعي في حبوط عمل المرتد 79
57. فائدة / في سورة البقرة آية 219 لم قيل ويسألونك بالواو ثلاث مرات ، وبغير الواو ثلاث مرات فيما قبلها 79
58. حكم جماع المرأة الحائض عند طهرها 80
59. أحوال المخالفة أربعة 82
60. لا قياس مع وجود النص بدليل ... 94
61. معنى العدالة 96
62. التكليف بما لايطاق وأنواعه 99
63. هل يجوز أن يحرّم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه شيئاً م باجتهاده أم لا 113
64. الآيات البينات التي في البيت الحرام 114
65. الاستطاعة في الحج عند مالك هي ... 114
66. معنى التوكل ، ومراتب الناس فيه ، وأقسام الأسباب وعلاقتها بالتوكل 122
67. معنى المرابط عند الفقهاء 128
68. مقام المراقبة 128
69. تعريف للكبائر 139
70. حكم مرتكب الكبيرة عند أهل السنة 144
71. قول الأشعرية بعدم خلود عصاة المؤمنين في النار من قوله تعالى : (( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها ... )) 153
72. حكم القاتل عمداً إذا تاب 153
73. اختلاف اهل العلم في قوله تعالى (( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ... )) 155
74. قال المؤلف : (( استدل الأصوليون بقوله تعالى (( .. ويتبع غير سبيل المؤمنين .. )) أنه لايجوز مخالفة الإجماع ، قال : وفي ذلك نظر )) . 157
75. يقول قوم عيسى أنه رسول الله مع أنهم يسبونه ويكفرون به وذلك لثلاثة أوجه 163
76. الفرق بين البر والتقوى 167
77. الفرق بين الإثم والعدوان 167
78. للإحصان أربعة معاني 169
79. حكم الوضوء لكل صلاة 170 .
80. تمثيل قاتل الواحد بقاتل الجميع يتصور بثلاثة أوجه 175
81. معنى المحارب عند مالك وأبي حنيفية 175(1/424)
82. درجات الحرابة ثلاث 175
83. أشكل آية في القرآن إعراباً ومعنى وحكماً في سورة المائدة 191
84. مناسبة قوله تعالى (( .. أنت العزيز الحكيم )) بعد قوله : (( وإن تغفر لهم )) سورة المائدة 195 .
( الجزء الثاني )
1. ثلاث تأويلات لقوله تعالى (( والموتى يبعثهم الله .. )) 8
2. قوله تعالى (( وقالوا لولا أنزل عليه آية من ربه .. )) لماذا طلبوا آية وقد أتى بمعجزات وآيات كثيرة .. 8
3. استدل بعضهم بقوله تعالى (( فبهداهم اقتده .. )) على أن شرع من قبلنا شرع لنا 15
4. ردّ الله على من نسب له البنين أو البنات في سورة الأنعام وذلك من وجهين 17
5. الفرق بين الرؤية والإدراك 18
6. قوله تعالى (( ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم .. )) معنى كلمة ظلم وأن فيها وجهاً للمعتزلة وآخر لأهل السنة وهو الصحيح 21
7. دليل أن الأمر يقتضي الوجوب عند الأصوليين 29
8. من أدلة تفضيل الملائكة على الأنبياء 30
9. من أدلة وجوب ستر العورة 30
10. هل يرى الجن 31
11. كلام جميل عن الخوف والرجاء 35
12. قول الأشاعرة والزمخشري في رؤية الله تعالى من آية الأعراف 44
13. ما ورد من ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم في التوراة والأنجيل 47
14. المراد بقوله تعالى (( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ..))53
15. إطلاق الأسماء عليه سبحانه 55
16. معنى قوله تعالى ((فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فما آتاهما .. )) 57
17. حكم التحيز وقت الحرب والقتال 63
18. الأموال التي تؤخذ من الكفار في الحرب 66
19. الخلاف في قوله تعالى (( فأن لله خمسه 66
20. سبب ترك البسملة في براءة 70
21. الدليل على مشروعية قتال تارك الصلاة والزكاة 71
22. حكم دخول الكفار مساجد المسلمين 73
23. حكم عمل المسلم عند رجل كافر أو فاجر 122
24. الدليل على أن النساء لايكوننّ رسلاً 129(1/425)
25. قوله تعالى في سورة إبراهيم (( ويؤخركم إلى أجل مسمى )) وقول الزمخشري وغيره من المعتزلة المبني على قولهم بالأجلين 138
26. دليل استدل به بعض الناس على تحريم الخيل والبغال والحمير 150
27. في قوله تعالى : (( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين )) فرفع أساطير ، وأما قوله : (( وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً ..)) نصب خيراً ، فما الفرق بين أساطير وخيراً في الموضعين ، ولماذا رفع أساطير ونصب خيراً 152
28. حكم الكفر بالفعل مع اطمئنان القلب بالإيمان 162
29. ثلاثة أشياء ( الحكمة - الموعظة الحسنة - الجدل ) يسميها أهل العلوم العقلية ب ( البرهان - الخطابة - الجدال ) 165
30. مسألة / رجل ظلم رجلاً في مال ثمّ ائتمن الظالم المظلوم مالاً فهل يحقّ للمظلوم خيانته بقدر ما ظلمه من ماله 165
31. هل أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم جسداً وروحاً أم روحاً فقط 166
32. حكم أهل الفترة ، وهل يلزم التكليف بالشرع أم بمجرد العقل 169
33. دليل على التزود للمسافر أفضل من تركه وعلى جواز الوكالة 184
( الجزء الثالث )
1. حكم تمني الموت 4
2. دليل على أخذ السبب في طلب الرزق 4
3. حكم نذر الصمت في شريعتنا 4
4. الفرق بين النبي والرسول 6
5. من أدلة وجوب الصلاة على الناسي إذا ذكرها 11
6. دليل على ان السحر خييل لاحقيقة على قول بعض أهل العلم 15
7. قال سيبويه (( لم تأت لغة : أكلوني البراغيث في القرآن )) 22
8. دليل التمانع 24
9. اعتقاد أهل السنة والجماعة في الميزان 27
10. كيف بردت النار التي ألقي فيها إبراهيم 29
11. هل للأنبياء أن يجتهدوا 30
12. حكم إفساد المواشي الزرع في شرعنا على خلاف 30
13. دليل أن كل مجتهد مصيب 30
14. قوله تعالى (( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر )) المقصود بالزبور فيه وجهان 33
15. قال (( مرضعة )) ولم يقل مرضع لماذا ؟ سورة الحج 34(1/426)
16. قوله (( يدعو لمن ضره أقرب من نفعه )) فيها اشكالان .. 36
17. الناس سواء في المسجد الحرام 39
18. دليل على أن المشي أفضل من الركوب في الحج 40
19. دليل على سقوط الحج على من يحتاج إلى ركوب البحر 40
20. أول آية نزلت بالإذن بالقتال 42
21. دليل على أن العقل في القلب 43
22. الصحيح في قصة الغرانيق 44
23. معنى الخشوع وحكمه 48
24. قوله تعالى في سورة ( المؤمنون ) .. ولا يتساءلون .. وفي آية أخرى قال : ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) بينهما تعارض وحلّه 57
25. حدّ الزنا والاختلاف فيه 58
26. كيف يكون الضرب في حدّ الزنا 59
27. حكم نكاح الزاني والزانية 59
28. القذف وما يتعلق به 59
---
عبدالرحمن الشهري
06-24-2004, 02:22 AM
بارك الله فيك أخي الكريم أبا عمر على مشاركتنا بهذه الفوائد ، وقد نقلتها على الصفحة الأولى من كل جزء وننتظر البقية وفقك الله .
---
أبو حسن
03-25-2006, 10:55 PM
ما أفضل طبعات هذا الكتاب ؟
---
(1/427)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حكم تارك الصلاة في القرآن والسنة لأبي حذيفة الشواني الكردي(إمام وخطيب عراقي)
---
حكم تارك الصلاة في القرآن والسنة لأبي حذيفة الشواني الكردي(إمام وخطيب عراقي)
---
أبوحذيفة الكردي
03-19-2005, 11:28 AM
حكم تارك الصلاة
1) قوله تعالى »أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون، أم لكم كتاب فيه تدرسون، إن لكم فيه لما تخيرون، أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون، سلهم أيهم بذلك زعيم، أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين، يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون« .
يقول القاضي أبو محمد عبدالحق بن غالب بن عطية الأندلسي في تفسير »وقد كانوا يدعون إلى السجود« يريد في دار الدنيا وهم سالمون مما نال عظام ظهورهم من الاتصال والعتو، وقال بعض المتأولين: (السجود) هنا عبارة عن جميع الطاعات،وخص السجود بالذكر من حيث هو عظم الطاعات، ومن حيث به وقع امتحانهم في الآخرة، وقال إبراهيم التيمي والشعبي: أراد بالسجود الصلوات المكتوبة، وقال ابن جبير: المعنى كانوا يسمعون النداء للصلاة (حي على الفلاح) فلا يجيبون .
يقول ابن القيم: فوجه الدلالة من الآية: أنه سبحانه أخبر أنه لا يجعل المسلمين كالمجرمين، وأن هذا الأمر لا يليق بحكمته ولا بحكمه، ثم ذكر أحوال المجرمين الذين هم ضد المسلمين فقال »يوم يكشف عن ساق«، وأنهم يدعون إلى السجود لربهم تبارك وتعالى فيحال بينهم وبينه، فلا يستطيعون السجود مع المسلمين عقوبة لهم على ترك السجود له مع المصلين في دار الدنيا، وهذا يدل على أنهم مع الكفار والمنافقين الذين تبقى ظهورهم إذا سجد المسلمون كصياصي البقر ، ولو كانوا من المسلمين لأذن لهم بالسجود كما أذن للمسلمين .(1/428)
يقول ابن تيميه: إنما يصف سبحانه بالامتناع عن سجود الكفار كقوله »يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة« .
يقول الإمام القرطبي: «أفنجعل المسلمين كالمجرمين» أي كالكفار، وقال ابن عباس وغيره: قالت كفار مكة إنا نعطى في الآخرة خيراً مما تعطون، فنزلت «أفنجعل المسلمين كالمجرمين» ثم وبخهم فقال «ما لكم كيف تحكمون» هذا الحكم الأعوج كأن أمر الجزاء مفوض إليكم حتى تحكموا فيه بما شئتم أن لكم من الخير للمسلمين .
يقول سعيد حوى «ويدعون إلى السجود» أي ويدعى الكفار ثمة إلى السجود توبيخاً لهم على تركهم السجود في الدنيا «فلا يستطيعون» وذلك بصيرورة ظهورهم طبقاً واحداً كما سنرى في الحديث الصحيح «خاشعة» أي ذليلة «أبصارهم وترهقهم ذلة» أي يغشاهم صغار «وقد كانوا يدعون» على ألسن الرسل «إلى السجود» في الدنيا «وهم سالمون» أي وهم أصحاء فلا يسجدون فلذلك منعوا من السجود ثم .
حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران عن سفيان عن منصور عن إبراهيم التيمي «وقد كانوا يدعون إلى السجود» قال: إلى الصلاة المكتوبة .
حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي سنان، عن سعيد بن جبير «وقد كانوا يدعون الى السجود» قال: يسمع المنادي إلى الصلاة المكتوبة فلا يجيبه .
يقول الإمام الفخر الرازي رحمه الله: إعلم أنا بينا أنهم لا يدعون إلى السجود تعبداً وتكليفاً. ولكن توبيخاً وتعنيفاً على تركهم السجود في الدنيا، ثم أنه تعالى حال ما يدعوهم إلى السجود يسلب عنهم القدرة على السجود ويحول بينهم وبين الاستطاعة حتى تزداد حسرتهم وندامتهم على ما فرطوا فيه، حين دعوا إلى السجود وهم سالموا الأطراف والمفاصل … … … … …، «وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون» يعني حين كانوا يدعون إلى الصلوات بالأذان والإقامة وكانوا سالمين قادرين على الصلاة .(1/429)
يقول الإمام ابن كثير رحمه الله: وقوله تعالى «خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة» أي في الدار الآخرة بإجرامهم وتكبرهم في الدنيا فعوقبوا بنقيض ما كانوا عليه، وكما دعوا إلى السجود في الدنيا فامتنعوا منه مع حجتهم وسلامتهم كذلك عوقبوا بعدم قدرتهم عليه في الآخرة إذا تجلى الرب عز وجل فيسجد له المؤمنون ولا يستطيع أحد من الكافرين ولا المنافقين أن يسجد بل يعود ظهر أحدهم طبقاً واحداً كلما أراد أحدهم أن يسجد خر لقفاه عكس السجود كما كانوا في الدنيا بخلاف ما عليه المؤمنون .
يقول عبدالرحمن السعدي: وهذا الجزاء من جنس عملهم، فإنهم كانوا يدعون في الدنيا إلى السجود لله، وتوحيده وعبادته، وهم سالمون، لا علة فيهم، فيستكبون على ذلك ويأبون، فلا تسأل يومئذ عن حالهم وسوء مآلهم، فإن الله سخط عليهم، وحقت عليهم كلمة العذاب، وتقطعت أسبابهم، ولم تنفعهم الندامة والاعتذار يوم القيامة، ففي هذا ما يزعج القلوب عن المقام على المعاصي، ويوجب التدارك مدة الإمكان .
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس t في قوله «وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون» قال: هم الكفار كانوا يدعون في الدنيا وهم آمنون فاليوم يدعون وهم خائفون ثم أخبر Q I أنه حال بين أهل الشرك وبين طاعته في الدنيا والآخرة فأما في الدنيا فإنه قال: ما كانوا يستطيعون السمع وهي طاعته، وما كانوا يبصرون وأما في الآخرة فإنه قال: لا يستطيعون خاشعة أبصارهم .
وأخرج ابن مردويه عن كعب الحبر قال: والذي أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود، والفرقان على محمد أنزلت هذه الآيات في الصلوات المكتوبات حيث ينادي بهن «يوم يكشف عن ساق» إلى قوله تعالى «وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون» الصلوات الخمس إذا نودي بها .
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن جبير في «وقد كانوا يدعون إلى السجود» قال: الصلوات في الجماعات .(1/430)
وأخرج البيهقي عن ابن عباس في قوله «وقد كانوا يدعون إلى السجود» قال: الرجل يسمع الأذان فلا يجيب الصلاة .
يقول الدكتور وهبي الزحيلي: يوم يكشف عن ساق، ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون أي فليأتوا بشركائهم لإنقاذهم يوم يشتد الأمر ويعظم الخطب في القيامة وحين يدعى هؤلاء الشركاء وأنصارهم من الكفار والمنافقين إلى السجود، لأن ظهورهم تيبس وتصبح طبقاً واحداً، فلا تلين للسجود .
ويقول أيضاً: «وخاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة، وقد كانوا يدعون إلى السجود، وهم سالمون» أي تكون أبصارهم ذليلة خاسئة منكسرة، تغشاهم ذلة شديدة، وحسرة وندامة، وقد كانوا في الدنيا مدعوين إلى الصلاة والسجود لله تعالى، فأبوا وتمردوا وامتنعوا مع أنهم كانوا سالمين أصحاء، متمكنين من الفعل لا علل ولا موانع تمنعهم من أداء السجود، قال النخعي والشعبي: المراد بالسجود الصلوات المفروضة، والخلاصة: أنهم لا يدعون إلى السجود تعبداً وتكليفاً، ولكن توبيخاً وتعنيفاً على تركهم السجود في الدنيا، وبما أنهم تكبروا عن السجود في الدنيا مع صحتهم وسلامتهم، عوقبوا بنقيض ما كانوا عليه، بعدم قدرتهم عليه في الآخرة، إذا تجلى الرب I فيسجد له المؤمنون، ولا يستطيع أحد من الكافرين، ولا من المنافقين أن يسجد بل يعود ظهره طبقاً واحداً .
2) قوله تعالى »كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين، ما سلككم في سقر؟ قالوا: لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين، وكنا نكذب بيوم الدين، حتى أتانا اليقين« (سورة المدثر، آية: 38-47).(1/431)
يقول ابن القيم: فلا يخلو إما أن يكون كل واحد من هذه الخصال، هو الذي سلكهم في سقر وجعلهم من المجرمين، أو مجموعها، فإن كان كل واحد منها مستقلاً بذلك، فالدلالة ظاهرة، وإن كان مجموع الأمور الأربعة، فهذا إنما هو لتغليض كفرهم وعقوبتهم، وإلا فكل واحد منها مقتضى للعقوبة، إذ لا يجوز أن يضم ما لا تأثير له في العقوبة إلى ما هو مستقل بها.
ومن المعلوم أن ترك الصلاة، وما ذكر معه، ليس شرطاً في العقوبة على التكذيب بيوم الدين بل هو وحده كاف في العقوبة، فدل على أن كل وصف ذكر معه كذلك، إذ لا يمكن قائلاً أن يقول: لا يعذب إلا من جمع هذه الأوصاف الأربعة، فإذا كان كل واحد منها موجباً للإجرام، وقد جعل الله U المجرمين ضد المسلمين كان تارك الصلاة من المجرمين السالكين في سقر وقد قال «إن المجرمين في ضلال وسعر، يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر» (سورة القمر آية: 47-48)، وقال I « إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون» (سورة المطففين آية: 29)، فجعل المجرمين ضد المؤمنين المسلمين .
يقول محمد بن نصر المروزي: أولا تراه أبان أن أهل المعاد إلى الجنة المصلين، وإن المستوجبين للإياس من الجنة المستحقين للتخليد في النار من لم يكن من أهل الصلاة بإخباره تعالى عن المخلدين في النار حين سئلوا «ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين» .(1/432)
يقول عبد الرحمن السعدي في (في جنات يتساءلون عن المجرمين) أي في جنات قد حصل لهم فيها جميع مطلوباتهم، وتمت لهم الراحة والطمأنينة، حتى أقبل يتساءلون، فأفضت بهم المحادثة، أن سألوا عن المجرمين : أي حال وصلوا إليها، وهل وجدوا ما وعدهم الله ؟ فقال بعضهم لبعض ( هل أنتم مطلعون عليهم، فأطلعوا عليهم في وسط الجحيم، فقالوا لهم : ما سلككم في سقر) أي : أي شيء أدخلكم فيها؟ وبأي ذنب استحققتموها؟ ( قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، فلا إخلاص للمعبود ولا إحسان، ولا نفع للخلق المحتاجين
يقول الإمام القرطبي ( في جنات ) أي في البساتين ( يتساءلون) أي يسألون (عن المجرمين) أي المشركين ( ماسلككم ) أي أدخلكم ( في سقر) كما تقول: سلكت الخيط في كذا أي أدخلته فيه……., (قالوا) يعني أهل النار ( لم نك من المصلين) أي المؤمنين الذين يصلون، ( ولم نك نطعم المسكين ) أي لم نك نتصدق ( وكنا نخوض مع الخائضين ) أي كنا نخالط أهل الباطل في باطلهم .
وقال أيضاً ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) هذا دليل على صحة الشفاعة للمذنبين، وذلك أن قوما من أهل التوحيد عذبوا بذنوبهم ثم شفع فيهم فرحمهم الله بتوحيدهم والشفاعة، فأخرجوا من النار، وليس للكفار شفيع يشفع فيهم .
يقول الإمام شهاب الدين أبي العباس بن يوسف بن محمد بن إبراهيم المعروف بالسمين الحلبي: قوله «لم نك من المصلين» هذا الدال على فاعل سلكنا كذا الواقع جواباً كقول المؤمنين لهم «ما سلككم» التقدير ومراده ما قدمته وإن كان في عبارته عسر، وادغم أبو عمرو «سلككم» وهو نظير «مناسككم» (سورة البقرة آية 200)، وقد تقدم في أول البقرة ، وقوله «ما سلككم» يجوز أن يكون على إضمار القول، وذلك القول في موضع الحال. أي يتساءلون عنهم قائلين لهم «ما سلككم» .(1/433)
يقول سعيد حوى رحمه الله: في جنات يتساءلون فيسألون المجرمين «ما سلككم في سعر» أي ما أدخلكم فيها، الصيغة تفيد أنه بعد التساؤل عنهم سؤال لهم «قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين» أي لم نكن مسلمين نصلي كما يصلون ونطعم كما يطعمون. قال ابن كثير: أي ما عبدنا ربنا ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا» .
يقول الإمام ابن جرير الطبري: وقلوه «في جنات يتساءلون عن المجرمين، ما سلككم في سقر؟» يقول أصحاب اليمين في بساتين يتساءلون عن المجرمين الذين سلكوا في سقر، أي شيء سلككم في سقر؟ «قالوا لم نك من المصلين» يقول: قال المجرمون لهم: لم نك في الدنيا من المصلين لله، «ولم نك نطعم المسكين» بخلاً بما خولهم الله، ومنعاً له من حقه .
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: «في جنات يتساءلون عن المجرمين، ما سلككم في سقر» أي وهم في جنات يتنعمون، ويسأل بعضهم بعضاً عن أحوال المجرمين، في النيران قائلين لهم: ما الذي أدخلكم في جهنم؟ والمقصود من السؤال زيادة التوبيخ والتخجيل، فأجابوا بأن هذا العذاب لأمور أربعة:-
«قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين، وكنا نكذب بيوم الدين، حتى أتانا اليقين» أي لم نكن في الدنيا نؤدي الصلاة المفروضة، فلم نعبد ربنا مع المؤمنين الذين يصلون، ولم نحسن إلى خلقه من جنسنا، فلم نطعم الفقير المحتاج ما يجب إعطاؤه، وكنا نخالط أهل الباطل في باطلهم، كلما غوى غاو غوينا معه، أو نتكلم فيما لا نعلم أو نخوض مع الخائضين في أمر محمد(f) ,هو قولهم: كاذب، مجنون، ساحر، شاعر، وكنا بعد ذلك مكذبين بالقيامة، حتى أتانا الموت ومقدماته، فاليقين: الموت، كما في قوله I «واعبد ربك حتى يأتيك اليقين» (الحجر 15/99). فهذه أسباب أربعة لازمتنا طوال حياتنا الدنيوية: ترك الصلاة، والزكاة، والخوض في باطل الكلام، وإنكار يوم البعث والحساب والجزاء .(1/434)
يقول القاضي أبو محمد: «قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين» هذا هو اعتراف الكفار على أنفسهم وفي نفي الصلاة يدخل الإيمان بالله والمعرفة به والخشوع والعبادة والصلاة تنتظم على عظم الدين وأوامر Q U وواجبات العقائد، وإطعام المساكين ينتظم الصرفة فرضاً وطواعية، وكل إجمال ندبت إليه الشريعة بقول أو فعل والخوض .
وأخرج ابن مردويه عن عبدالرحمن بن ميمون أن كعباً دخل يوماً على عمر بن الخطاب فقال له عمر: حدثني إلى ما تنتهي شفاعة محمد يوم القيامة؟ فقال كعب: قد أخبرك Q في القرآن، إن الله يقول «ما سلككم في سقر» إلى قوله «اليقين» قال كعب: فيشفع يومئذ حتى يبلغ من لم يصل صلاة قط، ولم يطعم مسكيناً قط، ولم يؤمن يبعث قط فإذا بلغت هؤلاء لم يبق أحد فيه خير .
«ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون» (الروم 55)، «ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون» السجدة: 12.
»ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها، إنا من المجرمين منتقمون« السجدة: 22، »وامتازوا اليوم ايها المجرمون« يس:59، »يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام« الرحمن:41، »هذه جهنم يكذب بها المجرمون« الرحمن:43، »فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون« الدخان:22، »كلوا وتمتعوا إنكم مجرمون« المرسلات:46، »وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين« الأنعام:55.
»يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه % وصاحبته وأخيه % وفصيلته التي تؤويه % ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه« (المعارج: آية 11-14).(1/435)
»إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى« سورة طه: آية 74، »فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون« يونس: آية 17، »قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً ماذا يستعجل منه المجرمون« يونس: آية 50، »ورءا المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنا مصرفاً« الكهف: آية 53، »ما أضلنا إلا المجرمون« الشعراء: 99، »ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون« الروم 12.
»أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين« الدخان:37، »ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملاه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين« يونس: 75، »وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوماً مجرمين« الأحقاف: 31، »قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين« الحجر: 57-58 (الداريات 31-32)، »قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين« سبأ: 32، »وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون« الأنعام: 123، »ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاءهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً علينا نصر المؤمنين« الروم: 47، »إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون« المطففين: 29.(1/436)
»إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين«، »وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين« الأعراف: 84، »قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين« النمل: 69، »وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد % سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار« إبراهيم: 49-50، »كذلك نسلكه في قلوب المجرمين« الحجر: 12، »كذلك سلكناه في قلوب المجرمين« الشعراء: 200، »ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً« طه: 86، »يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً«، »وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيراً« الفرقان: 31، »إن المجرمين في ضلال وسعر % يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر« القمر: 47-48، »أفنجعل المسلمين كالمجرمين % مالكم كيف تحكمون« القلم: 35-36، »فإنهم يومئذٍ في العذاب مشتركون % إنا كذلك نفعل بالمجرمين» الصافات: 33-34، »يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً % وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثوراً« الفرقان: 25، »لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين« التوبة:66.
3) قوله تعالى: «فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً» (سورة مريم، آية 59).
حدثني علي بن سعد الكندي قال: ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي، عن موسى بن سليمان، عن القاسم بن مخيمرة في قوله «فخلف لهم من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة» قال: إنما أضاعوا المواقيت، ولو كان تركاً كان كفراً» رواه الطبري .(1/437)
حدثنا ابن وكيع، قال ثنا أبي، عن المسعودى، عن القاسم بن عبدالرحمن، والحسن بن مسعود، عن ابن عباس أنه قيل له: إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن، «الذين هم عن صلاتهم ساهون» (سورة الماعون: آية 5)، و«على صلاتهم دائمون» (سورة المعارج: آية 23)، و«على صلواتهم يحافظون» (سورة الأنعام: آية 92)، فقال ابن مسعود t: على مواقيتها، وقالوا: ما كنا نرى ذلك إلا على الترك، قال: ذاك الكفر، رواه الطبري .
حدثنا عبدالكريم بن أبي عمير، قال: ثني الوليد بن مسلم عن أبي عمرو، عن القاسم بن مخيمرة قال: أضاعوا المواقيت، ولو تركوها لصاروا بتركها كفاراً .
حدثني يونس بن عبدالأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا أبو صخر، عن القرظي أنه قال في هذه الآية «فخلف لهم من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات» يقول: تركوا الصلاة، رواه الطبري .
قال أبو جعفر: وأولى التأويلين في ذلك عندي بتأويل الآية، قول من قال: إضاعتهموها تركهم إياها لدلالة قول Q جل ثناؤه «إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً» فلو كان الذين وصفهم بأنهم ضيعوها مؤمنين لم يستثن منهم من آمن، وهم مؤمنون ولكنهم كانوا كفاراً لا يصلون لله، ولا يؤدون له فريضة فسقة قد آثروا شهوات أنفسهم على طاعة Q .
يقول الإمام شهاب الدين أبي العباس: «إلا من تاب»، فيه وجهان، أظهرهما أنه استثناء متصل، قال الزجاج: منقطع، وهذا بناء منه على أن المطيع للصلاة من الكفار، وقرأ عبدالله، والحسن، والضحاك، وجماعة «الصلوات» جمعاً .
قال سعيد حوى رحمه الله: «فخلف من بعدهم خلف» أي فجاء من بعد هؤلاء الرسل خلف: أي ذرية سوء «أضاعوا الصلاة» المفروضة، إذا أضاعوها فهم لما سواها من الواجبات أضيع، لأنها عماد الدين وقوامه، وخير أعمال العباد .(1/438)
ويقول أيضاً: والمعنى: إلا من رجع عن ترك الصلوات واتباع الشهوات، فإن الله يقبل توبته، ويحسن عاقبته، ويجعله من ورثة جنة النعيم، وذلك لأن التوبة تجب ما قبلها . وقال أيضاً: قول «إلا من تاب» أي رجع عن كفره «وآمن وعمل صالحاً» بعد إيمانه .
ويقول أيضاً: وهكذا عرفتنا هذه الآيات أنه بعد كل رسول كانت أمته يضل منها الكثير، فيتركون الواجبات، ويتبعون الشهوات، ولأمتنا نصيب من ذلك وقد هدد Q هؤلاء بالنار، ثم هيج على التوبة والإيمان والعمل الصالح .
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: أي فجاء خلف سوء من أولئك السعداء وهم الأنبياء (عليهم السلام) وأتباعهم القائمون بحدود Q وأوامره، المؤدون فرائض Q، والتاركون لزواجره أولئك الخلف يدعون الإيمان واتباع الأنبياء، ولكنهم مخالفون مقصرون كاليهود والنصارى و فساق المسلمين الذين تركوا الصلاة المفروضة عليهم وآثروا شهواتهم من المحرمات على طاعة Q، فاقترفوا الزنى وشربوا الخمور، وشهدوا شهادة الزور، ولعبوا الميسر، ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها فهؤلاء جزاءهم أنهم سيلقون غياً، أي شراً وخيبة وخسارة يوم القيامة لارتكابهم المعاصي وإهمال الواجبات .
يقول عبدالعزيز بن محمد بن علي: ومعنى أضاعوا الصلاة أي تركوها كما اختاره ابن جرير وغيره، وأما المقصود بغي، فقد ساق الإمام محمد بن نصر بسنده عن أبي أمامه الباهلي t قال: سمعت رسول الله (f) يقول: (لو أن صخرة زنة عشر عشروات قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفاً، ثم تنتهي إلى غي وأثام، قال: بئران في أسفل جهنم، يسيل فيهما صديد أهل جهنم .(1/439)
يقول ابن القيم رحمه الله: فوجه الدلالة من الآية أن Q I جعل هذا المكان من النار لمن أضاع الصلاة واتبع الشهوات، ولو كان مع عصاة الملمين، لكانوا في الطبقة العليا من طبقات النار، ولم يكونوا في هذا المكان الذي هو في أسفلها، فإن هذا ليس من أمكنة أهل الإسلام، بل من أمكنة الكفار، ومن الآية دليل آخر وهو قوله تعالى «فسوف يلقون غياً، إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً» فول كان مضيع الصلاة مؤمناً لم يشترط في توبته الإيمان، وإنه يكون تحصيلاً للحاصل .
قال الإمام الشنقيطي: الضمير في قوله: «من بعدهم» راجع إلى النبيين المذكورين في قوله تعالى «أولئك الذين أنعم Q عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا، إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً» (سورة مريم: آية 58)، أي فخلف من بعد أولئك النبيين خلف، أي أولاد سوء. قال القرطبي رحمه الله في تفسير سورة الأعراف قال أبو حاتم: الخلف بسكون اللام: الأولاد، الواحد والجمع فيه سواء والخلف بفتح اللام البدل كان أو غريباً، وقال ابن الأعرابي: الخلف بالفتح الصالح، وبالسكون: الطالح .
وقال أيضاً: وكونهم من أمة محمد (f) ليس بوجيه عندي، لأن قوله تعالى «فخلف من بعدهم» صيغة تدل على الوقوع في الزمن الماضي، ولا يمكن صرفها إلى المستقبل إلا بدليل يجب الرجوع إليه كما ترى. والظاهر أنهم اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار الذين خلفوا أنبياءهم وصالحيهم قبل نزول الآية، فأضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات، وعلى كل حال فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فكل أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات يدخلون في الذم والوعيد المذكور في هذه الآية واتباع الشهوات المذكور في الآية عام في اتباع كل مشتهى يشغل عن ذكر الله وعن الصلاة، وعن علي t: من بنى المشيد، وركب المنظور، ولبس المشهور فهو ممن اتبع الشهوات .(1/440)
يقول الإمام الفخر الرازي في تفسير تلك الآية: ثم وصفهم بإضاعة الصلاة واتباع الشهوات فإضاعة الصلاة في مقابلة قوله «خروا سجداً » واتباع الشهوات في مقابلة قوله «وبكياً» لأن بكاءهم يدل على خوفهم واتباع هؤلاء لشهواتهم يدل على عدم الخوف لهم وظاهر قوله «وأضاعوا الصلاة» تركوها لكن تركها قد يكون بأن لا تفعل أصلاً وقد يكون بأن لا تفعل في وقتها .
قال الشنقيطي: ويفهم من مفهوم الآية: أنه إن لم يقيموا الصلاة لم يكونوا من إخوان المؤمنين، ومن انتفت عنهم اخوة المؤمنين فهم من الكافرين لأن الله يقول «إنما المؤمنون اخوة» (سورة الحجرات: آية 10) .
يقول عبدالرحمن السعدي: لما ذكر تعالى هؤلاء الأنبياء وهم المخلصون المتبعون لمراضي ربهم، المنيبين إليه، ذكر من أتى بعدهم، وبدلوا ما أمروا به، وأنه خلف من بعدهم خلف، رجعوا إلى الخلف والوراء، فأضاعوا الصلاة التي أمروا بالمحافظة عليها وإقامتها، فتهاونوا بها وضيعوها، وإذا ضيعوا الصلاة التي هي عماد الدين، وميزان الإيمان والإخلاص لرب العالمين، التي هي آكد الأعمال وأفضل الخصال، كانوا لما سواها من دينهم أضيع، وله أرفض، والسبب الداعي لذلك أنهم اتبعوا شهوات أنفسهم وإرادتها فصارت همهم منصرفة إليها، مقدمة لها على حقوق الله، فنشأ من ذلك، التضييع لحقوقها، والإقبال على شهوات أنفسهم، مهما لاحت لهم حصلوها، وعلى أي وجه اتفقت تناولوها، فسوف يلقون غياً: أي عذاباً مضاعفاً شديداً .
4) قال تعالى: »فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم« (التوبة).(1/441)
يقول سيد قطب: فما نحسب أن هذه الآية بصدد شئ من هذا كله، إنما نص كان يواجه واقعاً من مشركي الجزيرة يوم ذاك، فما كان أحدهم ليعلن توبته ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة إلا وهو يعني الإسلام كله ويعني استسلامه له ودخوله فيه، فنصت الآية على التوبة وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، لأنه ما كان ليفعل هذا منهم في ذلك الحين إلا من نوى الإسلام وارتضاه بكامل شروطه وكامل معناه، وفي أولها الدينونة لله وحده بشهادة أن لا إله إلا Q، والاعتراف برسالة محمد (f) بشهادة أن محمداً رسول الله .
وقال أيضاً: «فإن تابوا» أي عن الشرك «وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة» اللتان هما علامتا الإسلام «فخلوا سبيلهم» أي فأطلقوا عنهم قيد الأسر والحصر، أو فكفوا عنهم ولا تتعرضوا لهم .
قال الإمام الشافعي: أنه تعالى أباح دماء الكفار بجميع الطرق والأحوال ثم حرمها عند التوبة عن الكفر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فما لم يوجد هذا المجمع يبقى إباحة الدم على الأصل فتارك الصلاة يقتل .
قال الإمام القرطبي: قوله تعالى «فإن تابوا» من الشرك «وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم» هذه فيها تأمل، وذلك أن Q تعالى علق القتل على الشرك ثم قال «فإن تابوا» والأصل أن القتل متى كان للشرك يزول بزواله، وذلك يقتضي زوال القتل بمجرد التوبة قبل وقت الصلاة والزكاة، وهذا بين في المعنى، غير أن الله تعالى ذكر التوبة، وذكر معها شرطين آخرين، فلا سبيل إلى إلغاءهما نظيره قوله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا “لا إله إلا Q” ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)، وقال أبو بكر الصديق t: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة بأن الزكاة حق المال، وقال ابن عباس: رحم الله أبا بكر ما كن أفقهه .(1/442)
يقول القاضي أبو محمد: «فإن تابوا» يريد من الكفر فهي متضمنة للإيمان ثم قرن بها إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة تنبيهاً على مكان الصلاة والزكاة من الشرع «فخلوا سبيلهم» تأمين، وقال أنس بن مالك: هذا هو دين الله الذي جاءت به الرسل وهو من آخر ما نزل قبل اختلاف الأهواء .
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: حضت الآية على التوبة الصادقة عن الشرك وإلتزام أحكام الإسلام، وعلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فر تفرقة بين هذه الأمور الثلاثة .
قال الطبري: «فإن تابوا» يقول: فإن رجعوا عما نهاهم عليه من الشرك بالله وجحود نبوة نبيه محمد (f) إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له، دون الآلهة والأنداد، والإقرار بنبوة محمد (f) «وأقاموا الصلاة» يقول: وأدوا ما فرض الله عليهم من الصلاة بحدودها وأعطوا الزكاة التي أوجبها الله عليهم في أموالهم أهلها «فخلوا سبيلهم» يقول: فدعوهم يتصرفون في أمصاركم ويدخلون البيت الحرم .
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: فإن تابوا عن الكفر أو الشرك الذي حملهم على قتالكم وعداوتكم، دخلوا في الإسلام بأن أعلنوا الشهادتين، وأقاموا حدوده، والتزموا أركانه، من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة «فخلوا سبيلهم» واتركوهم وشأنهم واعلموا أن الله غفور لمن استغفره رحيم بمن تاب إليه.
فقد نبه على إقامة الصلاة التي هي حق الله I بعد أداء الشهادتين، لأنها أشرف أركان الإسلام بعد الشهادتين .
ويقول أيضاً: إن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة دليل على الإسلام وأنهما يعصمان الدم والمال، يوجبان لمن يؤديهما حقوق المسلمين من حفظ دمه وماله إلا بحق الإسلام .
ويقول أيضاً: واحتج الشافعي بهذه الآية على أن تارك الصلاة يقتل، لأنه تعالى أباح دماء الكفار بجميع الحالات، ثم حرمها عند مجموع هذه الثلاثة: وهي التوبة عن الكفر، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة فإذا لم يوجد هذا المجموع، وجب أن يبقى إباحة الدم على الأصل .(1/443)
5) قوله تعالى »فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون« (التوبة:11).
يقول الإمام الطبري: يقول جل ثناؤه، فإن رجع هؤلاء المشركون الذين أمرتكم أيها المؤمنون تقتلهم من كفرهم وشركهم بالله إلى الإيمان به وبرسوله وأنابوا إلى طاعته، وأقاموا الصلاة المكتوبة فأدوها بحدودها وآتوا الزكاة المفروضة أهلها «فإخوانكم في الدين» يقول فهم إخوانكم في الدين الذي أمركم الله به وهو الإسلام .
حدثنا ابن وكيع: قال: ثنا حفص بن غياث،عن ليث، عن رجل عن ابن عباس «فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة» قال: حرمت هذه الآية دماء أهل القبلة .
حدثنا احمد بن إسحاق ، قال ثنا أبو أحمد، قال ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيده ،عن عبدالله قال: أمرتهم بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، ومن لم يزك فلا صلاة له .
يقول الإمام شهاب الدين أبي العباس: قوله تعالى «فإخوانكم» خبر مبتدأ محذوف أي فهم إخوانكم والجملة الاسمية في محل جزم على جواب الشرط، «في الدين» متعلق بإخوانكم لما فيه من معنى الفعل .
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: هذا مصير الكفار المشركين بعد إعلانهم عداوتهم للإسلام فهم بين أمرين أحدهما: التوبة الصادقة عن الكفر ونقض العهد والصد عن سبيل الله: أي إن تابوا عن شركهم بالله، وآمنوا بالله رباً واحداً لا شريك له، «وأقاموا الصلاة» أي أدوها بشروطها وأركانها باعتبارها عماد الدين «وآتوا الزكاة» المفروضة عليهم الدالة على التكافل بين المسلمين وصدق الاعتقاد إن فعلوا وذلك فهم إخوانكم في الدين، لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم، ووصفهم بالإخوة على أن أخوة الدين أعلى وأخلد وأقوى من أخوة النسب، واستحقوا هذا الوصف بالأمور الثلاثة المتقدمة المتلازمة مع بعضها: وهي التوبة عن الكفر ونقض العهد والإنابة إلى الله والإيمان به، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة .(1/444)
6) قوله تعالى »فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى« (سورة القيامة، آية 31-32).
قال ابن القيم: فلما كان الإسلام تصديق الخبر والانقياد للأمر جعل –سبحانه- له ضدين: عدم التصديق وعدم الصلاة، وقابل التصديق بالتكذيب، والصلاة بالتولي فقال: «ولكن كذب وتولى» فكما أن المكذب كافر والمتولي عن الصلاة كافر، فكما يزول الإسلام بالتكذيب، يزول بالتولي عن الصلاة. قال سعيد عن قتادة: «فلا صدق ولا صلى»: لا صدق بكتاب الله ولا صلى لله، ولكن كذب بآيات الله، وتولى عن طاعته «أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى» وعيد على أثر وعيد .
يقول محمد بن نصر المروزي: فالكذب ضد التصديق والتولي ترك الصلاة، وغيرها من الفرائض، ثم وعده وعيداً بعد وعيد فقال «أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى» .
قال ابن كثير رحمه الله: هذا إخبار عن الكافر الذي كان في الدار الدنيا مكذباً للحق بقلبه، متولياً عن العمل بقالبه، فلا خير فيه باطناً ولا ظاهراً، ولهذا قال تعالى «فلا صدق ولا صلى، ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى» أي جذلان أشراً بطراً لا همة له ولا عمل .
حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة «فلا صدق ولا صلى» لا صدق بكتاب الله ولا صلى لله، «ولكن كذب وتولى» كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله .
يقول الدكتور وهبي الزحيلي: «فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى» أي لم يصدق بالرسالة النبوية ولا بالقرآن، ولا صلى لربه الصلاة المطلوبة فرضاً، بل كذب بالرسول وبما جاء به، وتولى عن الطاعة والإيمان، وزاد على ذلك أنه ذهب إلى أهله جذلان أشرا ، بطرا ، يتبختر ويختال في مشيته افتخارا بذلك ،كسلانا لا همة له و لا عمل .
حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال ثنا سعيد عن قتادة «فلا صدق ولا صلى» لا صدق بكتاب الله، ولا صلى لله، «ولكن كذب وتولى» كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله .(1/445)
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: «فلا صدق ولا صلى، ولكن كذب وتولى، ثم ذهب إلى أهله يتمطى» أي لم يصدق بالرسالة النبوية ولا بالقرآن، ولا صلى لربه الصلاة المطلوبة من فرضاً، بل كذب بالرسول وبما جاء به، وتولى عن الطاعة والإيمان، وزاد على ذلك أنه ذهب إلى أهله جذلان أشراً بطراً، يتبختر ويختال في مشيته افتخارا بذلك، كسلاناً لا همة له ولا عمل .
7) قوله تبارك وتعالى »يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون« (المنافقون: 9).
قال سعيد حوى: «عن ذكر الله» ذكر الله منه المفروض وهو كالصلوات الخمس، ومنه المندوب كالسنن الرواتب وأذكارها، وقراءة القرآن والإستغفار، ولا شك أن النهي أول ما ينصب على الانشغال عن الفرائض .
حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران، عن أبي سنان عن ثابت عن الضحاك «يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله» قال: الصلوات الخمس .
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس tعن النبي(f) في قوله «يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله» قال: هم عباد من أمتي الصالحون منهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وعن الصلوات المفروضة الخمس .
وأخرج ابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن عطاء في قوله «لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله» قال: الصلاة المفروضة .
قال ابن جريج: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: هي الصلاة المكتوبة .
يقول ابن القيم: ووجه الاستدلال بالآية أن الله حكم بالخسران المطلق لمن ألهاه ماله وولده عن الصلاة، والخسران المطلق لا يحصل إلا للكفار، فإن المسلم ولو خسر بذنوبه ومعاصيه فآخر أمره إلى الربح، يوضحه أنه – سبحانه وتعالى – أكد خسران تارك الصلاة في هذه الآية بأنواع من التأكيد:
الأول: إتيانه به بلفظ الاسم الدال على ثبوت الخسران ولزومه دون الفعل الدال على التجدد والحدوث.(1/446)
الثاني: تصدير الاسم بالألف واللام المؤدية لحصول كمال المسمى لهم، فإنك إذا قلت: زيد العالم الصالح، أفاد ذلك إثبات كمال ذلك له بخلاف قولك: عالم صالح.
الثالث: إتيانه – سبحانه – بالمبتدأ والخبر معرفتين، وذلك من علامات انحصار الخبر في المبتدأ كما في قوله تعالى «أولئك هم المفلحون» (البقرة: 5)، وقوله تعالى «والكافرون هم الظالمون» (البقرة: 254)، وقوله «أولئك هم المؤمنون حقاً» (الأنفال: 4)، ونظائره.
الرابع: إدخال ضمير الفعل بين المبتدأ والخبر وهو يفيد مع الفصل فائدتين أخريين: قوة الإسناد واختصاص المسند إليه بالمسند كقوله «وإن الله لهو الغني الحميد» (الحج: 64)، وقوله «والله هو السميع البصير» (المائدة: 76)، وقوله «إن الله هو الغفور الرحيم» (الشورى: 5).
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: «لا تلهكم» لا تشغلكم عن الصلاة وسائر العبادات المذكرة بالمعبود، والمراد النهي عن اللهو بالأموال والأولاد، وتوجيه النهي إليها للمبالغة «ذكر الله» الصلوات الخمس والعبادات الأخرى. «ومن يفعل ذلك» وهو اللهو أو الشغل بها فاولئك هم الخاسرون في تجارتهم، لأنهم باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني .
8) قوله تعالى »إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكّروا بها خرّوا سجّداً وسبّحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون« (السجدة: 15).
قال الإمام الشوكاني: وأخرج البيهقي في الشعب عنه قال: نزلت هذه الآية في شأن الصلوات الخمس «إنما يؤمن بآياتنا لاذين إذا ذكروا بها خروا سجداً» أي أتوها «وسبحوا» أي صلوا بأمر ربهم «وهم لا يستكبرون» عن إتيان الصلاة في الجماعات .(1/447)
يقول ابن جرير الطبري: يقول تعالى ذكره: ما يصدق بحجتنا وآيات كتابنا إلا القوم الذين إذا ذكروا بها ووعظوا «خروا» لله «سجداً» لوجوههم، تذللاً له، واستكانة لعظمته، وإقراراً له بالعبودية «وسبحوا بحمد ربهم» يقول: وسبحوا لله في سجودهم بحمده، فيبدؤونه مما يصفه أهل الكفر به، ويضيفون إليه من الصاحبة والأولاد والشركاء والأنداد «وهم لا يستكبرون» يقول، يفعلون ذلك وهم لا يستكبرون عن السجود له والتسبيح، لا يستنكفون عن التذلل له والإستكانة .
يقول سيد قطب: وهي صورة وضيئة للارواح المؤمنة، اللطيفة، الشفيفة الحساسة المرتجفة من خشية الله وتقواه، المتجهة إلى ربها بالطاعة المتطلعة إليه بالرجاء، في غير ما استقلاء ولا استكبار.
هذه الأرواح هي التي تؤمن بآيات الله، وتتلقاها بالحسن المتوخز، والقلب المستيقظ والضمير المستنير، هؤلاء الذين إذا ذكروا بآيات ربهم «خروا سجداً» تأثراً بما ذكروا به، وتعظيماً لله الذي ذكروا بآياته، وشعوراً بجلاله الذي يقابل بالسجود أول ما يقابل، تعبيراً عن الإحساس الذي لا يعبر عنه إلا تمريغ الجباه بالتراب «وسبحوا بحمد ربهم» مع حركة الجسد بالسدود «وهم لا يستكبرون» & فهي استجابة الطائع الخاشع المنيب الشاعر بجلال الله الكبير المتعال .(1/448)
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: أي: إنما يصدق بآيات القرآن وبالآيات الكونية وبالرسل المرسلين الذين إذا وعظوا بها واستمعوا لها بعد تلاوتها عليهم، سقطوا بأعضاءهم وجباههم ساجدين لله، وتذللاً وخضوعاً، وإقراراً بالعبودية، ونزهوه في سجودهم عما لا يليق بهم من أوضار الشرك كإتخاذ الصاحرة والاولاد والشريك، حامدين ربهمعلى آلائه ونعمه، أي جامعين بين التسبيح والتحميد بأن يقولوا: سبحان الله وبحمده وسبحان ربي الأعلى، وهم لأن قلوبهم عامرة بالإيمان لا يستكبرون عن طاعة ربهم، واتباع الآيات والإنقياد لها، كما يفعل الكفرة الجهلة الفجرة مستكبرين، فلهم عذاب أليم كما قال تعالى «جهنم داخرين» (غافر: 60) .
يقول عبدالرحمن السعدي: لما ذكر الكافرين بآياتهن وما أعد لهم من العذاب، ذكر المؤمنين بها، ووصفهم وما أعد لهم من الثواب فقال «إنما يؤمن بآياتنا» أي إيماناً حقيقياً، من يوجد منه شواهد الإيمان وهم «الذين إذا ذكروا بها» فتليت عليهم آيات القرآن، وأتتهم النصائح على أيدي رسل الله، ودعوا إلى التذكر، سمعوها فقبلوها، وانقادوا و«خروا سجداً» أي خاضعين لها، خضوع ذكر الله وخرج بمعرفته «وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون» لا بقلوبهم، ولا بأبدانهم فيمتنعون من الإنقياد لها، بل متواضعون لها، وقد تلقوها بالقبول، وقابلوها بالإنشراح والتسليم، وتوصلوا بها إلى مرضاة الرب الرحيم واهتدوا بها إلى الصراط المستقيم .
قال ابن القيم: ووجه الإستدلال بالآية أنه سبحانه نفى الإيمان عمن إذا ذكروا بآيات الله، لم يخروا سجداً مسبحين بحمد ربهم، ومن أعظم التذكير بآيات الله التذكير بآيات الصلاة، فمن ذكر بها ولم يتذكر، ولم يصل لم يؤمن بها، لأنه سبحانه خص المؤمنين بها بأنهم أهل السجود، وهذا من أحسن الإستدلال وأقربه، فلم يؤمن بقوله تعالى «وأقيموا الصلاة» إلا من التزم إقامتها .(1/449)
9) قوله تعالى »منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين« (سورة الروم: آية 31).
قال ابن كثير: وقوله تعالى «منيبين إليه» قال ابن زيد وابن جريج أي راجعين إليه «واتقوه» أي خافوه وراقبوه وأقاموا الصلاة وهي الطاعة العظيمة «ولا تكونوا من المشركين» أي بل كونوا من الموحدين المخلصين له العبادة لا يريدون بها سواه .
يقول سيد قطب: فهي الإنابة إلى الله، والعودة في كل أمر إليه، وهي التقوى وحساسية الضمير ومراقبة الله في السر والعلانية، والشعور به عند كل حركة وكل سكنة، وهي إقامة الصلاة للعبادة الخالصة لله، وهي التوحيد الخالص الذي يميز المؤمنين من المشركين .
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: أي اتبعوا دين الله، مقبلين عليه، راجعين إليه، وإذا أقبلتم عليه وتكرتم الدنيا، فلا تأمنوا فتتركوا عبادته، بل خافوه وداوموا على العبادة، وراقبوه فلا تفرطوا في طاعة، ولا ترتكبوا معصية، وأقيموا الصلاة، أي داوموا على إقامتها كاملة الأركان مستوفية الشروط، قائمة على الخشوع وتعظيم Q I، ولا تكونوا بعد الإيمان من المشركين به غير، فلا تقصدوا بذلك غير الله، أي بل كونوا من الموحيدن المخلصين له العبادة، لا يريدون بها سواه، والعبادة الخالصة هي كما جاء في الحديث الصحيح عند الشيخين عن عمر (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) .
(كفر تارك الصلاة من السنة)
أولاً: عن جبار بن عبدالله (c) قال : قال رسول الله (f): [ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ]( )
عن جابر بن عبدالله c قال: قال رسول الله (f) : [إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ]( )
قال الشنقيطي [ وهو واضح في أن تارك الصلاة كافر لأن عطف الشرك على الكفر فيه تأكيد قوى لكونه كافراً]( )(1/450)
قال البيهقي[ ليس من العبادات بعد الإيمان الرافع للكفر عبادة سماها الله عز وجل إيماناً،وسمى رسول(f) تركها كفراً إلا الصلاة]( )
وقال الشوكانى[ والحق إنه كافر يقتل أما كفره فلأن الأحاديث قد صحت أن الشارع سمى تارك الصلاة بذلك الإسم وجعل الحائل بين الرجل وبين جواز إطلاق هذا الإسم عليه هو الصلاة فتركها مقتضى لجواز الإطلاق ولا يلزمنا شيء من المعارضات التي أوردها الأولون لأنا نقول لا يمنع أن يكون بعض أنواع الكفر غير مانع من المغفرة واستحقاق الشفاعة ككفر أهل القبلة ببعض الذنوب التي سماها الشارع كفراً فلا ملجىء إلى التأويلات التي وقع الناس في مضيقها]( ).
وقال إمام النووي[وقوله(f) بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة هكذا في جميع الأصول من صحيح مسلم الشرك والكفر بالواو وفي مخرج أي عوانة الإسفراييني وأبي نعيم الأصبهاني (أو الكفر) بـ (أو) ولكل واحد منهما وجهومعنى بينه وبين الشرك ترك الصلاة أن الذي يمنع من كفره كونه لم يترك الصلاة فإذا تركها لم يبق بينه وبين الشرك حائل بل دخل فيه ثم أن الشرك والكفر قد يطلقان بمعنىواحد وهو الكفر بالله تعال، وقد يفرق بينهما فيخص الشك بعبدة الأوثان وغيرها من الخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش فيكون الكفر أعم من الشرك ]( )
قال الإمام النووي [ باب (بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة) في الباب حديثان أحدهما((إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله وفي رواية يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت في النار)) والحديث الثاني (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) مقصود مسلم رحمه الله بذكر هذين الحديثين هنا ان من الأفعال ما تركه يوجب الكفر إما حقيقة وإما تسمية]( )(1/451)
قال عبدالعزيز بن محمد بن علي [ وقد جاء الكفر في هذا الحديث- معرفا، فدل على التخصيص والعهد، وكما قال إبن تيميه: ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير كافراً الكفر المطلق تقوم به حقيقة الكفر، بكما انه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير مؤمناً،حتى يقوم به أصل الإيمان، وفرق بين الكفر المعرف باللام كا في قوله(f) [ ليس بين العبد وبين الكفر او الشرك إلا ترك الصلاة] وبين كفر بمنكر في الإثبات ]( )
ثانياً: عن جابر بن عبدالله (c) قال: قال رسول الله (f) [بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة]( ).
قال محمد بن خليفة الوشتاني [ أحاديث التكفير بترك الصلاة قوله (بين الرجل والكفر ترك الصلاة) (ع) أي بين المسلم وبين أن يتسم بسمة الكفر ترك الصلاة. وقد يكون معنى الحديث ان بالصلاة يتميز المسلم من الكافر فإذا تركها دخل في أهل الكفر.قلت(أي الوشتاني)معنى الأول ترك الصلاة صفة اهل الكفر، فإذا تركها اتصف بصفتهم، ولا فرق بين الوجهين في المعنى، لأن كلاً منهما يرجع إلىكون الترك سبباً في الكفر]( ).
[إنما يرتفع بالترك وترك الصلاة كفر]( ).
[ وقال جماعة من السلف وابن حبيب: يقتل كفراً ولا يستتاب عند ابن حبيب محتجين بالحديث]( ).
قال محمد بن يوسف السنوسي الحسني(قوله: [ بين الرجل والشرك والكفر] هكذا في جميع الأصول بالواو وهو من عطف العالم على الخاص لأن الكفر اعم من الشرك]( ).
قال الشوكاني: (والمراد بقوله في حديث الباب[ بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة]كما قال النووي إن الذي يمنع من كفره كونه لم يترك الصلاة فإن تركها لم يبق بينه وبين الكفر حائل]( ).
ثالثاً: عن جابر بن عبدالله (c) قال: قال رسول الله(f) [بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة]( ).
رابعاً: عن جبار بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله(f) [بين الكفر والإيمان ترك الصلاة]( ).(1/452)
قال المباركفوري ( قوله [ بين الكفر والإيمان ترك الصلاة] أي : ترك الصلاة وصلة بين الكفر والإيمان قال إبن الملك: متعلق بين محذوف تقديره: تركها وصلة بينه وبينه، وقال بعضهم: قد يقال لما يوصل الشيء إلى الشيء، من شخص أو هدية:هو بينهما:وقال الطيبي (ترك الصلاة): مبتدأ والظرف المقدم خبره، والظاهر أن فعل الصلاة هو الحاجز بين العبد والكفر]( )
خامساً: عن جابر بن عبدالله (c) قال: قال رسول الله(f) [ بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة]( ).
قال أبو الطيب آبادي(بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة):مبتدأوالظرف خبره ومتعلقه محذوف تقديره ترك الصلاة وصلة بين العبد والكفر.والمعنى يوصله إليه، بهذا التقدير زال الإشكال، فإن المتبادر أن الحاجز بين الإيمان والكفر فصل الصلاة لا تركها قاله العزيزي( ).
سادساً: عن جبار بن عبدالله (c) قال : قال رسول الله (f): [ ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة]( ).
سابعاً: عن جابر بن عبدالله (c) قال: قال رسول الله (f) [ ليس بين العبد وبين الشرك إلا ترك الصلاة]( ).
ثامنا:عن انس بن مالك(c) قال:قال رسول اللة (f) ( ليس بين العبد والشرك الا ترك الصلاة فاذا تركها فقد اشرك ) ( )
تاسعا : عن انس بن مالك ( c) قال : سمعت رسول الله (f) ( بين العبد والكفر او الشرك ترك الصلاة فقد كفر ) ( )
عاشرا : عن ثوبان ( c) قال : سمعت رسول اللة (f) ( بين العبد وبين الكفر والايمان الصلاة فاذا تركها فقد اشرك ) ( )
الحادي عشر:عن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال: سمت رسول الله(f) [ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر] ( ).
قال الشوكاني (الحديث صححه النسائي والعراقي ورواه ابن حبان والحاكم وهو يدل على ان تارك الصلاة يكفر لأن الترك الذي جعل الكفر معلقاً به مطلق عن التقييد وهو يصدق بمرة لوجود ماهية الترك في ضمنها]( ).(1/453)
عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله(f) [إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر]( ).
قال الإمام السيوطي [ قال الحافظ هو توبيخ لتارك الصلاة والتحذير له من كفر أي سيؤديه ذلك إليه إذا تهاون بالصلاة وقال البيهقي في شعب الإيمان يحتمل أن يكون المراد بهذا الكفر كفراً يبيح الدم لا كفراً يرده إلى ما كان عليه في الإبتداء وقد روي عن النبي(f) انه جعل إقامتها من أسباب حقن الدم]( ).
قال الإمام السندي ( قوله ((إن العهد)) أي العمل الذي أخذ الله تعالى عليه العهد والميثاق من المسلمين كيف وقد سبق ان النبي(f) بايعهم على الصلوات وذلك من عهد الله تعالى (( الذي بينناوبينهم)) تاي الذي فرق بين المسلمين والكافرين ويتميز به هؤلاء عن هؤلاء صورة على الدوام ((الصلاة)) وليس هناك عمل على صفتها في إفادة التمييز بين الطائفتين على الدوام (( قد كفر)) أي صورة و تشبهاً بهم إذا لا يتميز إلا المصلي وقيل يخاف عليه أن يؤديه إلى الكفر وقيل كفر أي أبيح دمه وقيل المراد من تركها جحداً، وقال أحمد تارك الصلاة كافر لظاهر الحديث)( ).
قال ملا على القاري((وعن بريدة قال: قال رسول الله (f) (العهد):أي:والميثاق المؤكد بالإيمان(الذي بيننا):أي:معشر المسلمين(وبينهم) الصلاة):قال القاضي:الضمير الغائب للمنافقين شبه الموجب لإبقاءهم وحقن دماءهم بالعهد المقتضى لإبقاء المعاهد والكف عنه،والمعنى ان العمدة في إجراء أحكام الإسلام عليهم تشبههم بالمسلمين في حضور صلاتهم ولزوم جماعتهم وانقيادهم للأحكام الظاهرة،فإذا تركوا ذلك كانوا هم والكفار سواء، وقال النور بشتى: ويؤيد هذا المعنى قوله (f) لما استؤذن في قتل المنافقين [ ألا اني نهيت عن قتل المصلين] (فمن تركها فقد كفر): أي أظهر الكفر وعَمِلَ عَمَلَ أهل الكفر، فإن المنافق نفاقاً إعتقادياً كافر، فلا يقال في حقه كفر]( ).(1/454)
قال المباركفوري[قوله:(العهد الذي بيننا وبينهم)،يعني المنافقين(الصلاة)أي:هو الصلاة،بمعنى أنها الموجبة لحقن دمائهم،كالعهد في حق المعاهدين، (فمن تركها فقد كفر) أي: فإذا تركوها، برئت منهم الذمة، ودخلوا في حكم الكفار فنقاتلهم،كمانقاتل من لا عهد له]( )
قال عبدالعزيز بن محمد بن علي [ يقول العراقي في شرح هذا الحديث: الضمير في قوله ((وبينهم)) يعود على الكفار أو المنافقين، معناه بين المسلمين والكافرين والمنافقين ترك الصلاة.... والمراد أنهم ماداموا يصلون فالعهد الذي بينهم وبين المسلمين من حقن الدم باق]( ).
وقال أيضاً [ ومما قاله المباركفوري في شرح هذا الحديث: والمعنى ان العمدة في إجراء أحكام الإسلام عليهم تشببهم بالمسلمين في حضور صلاتهم، ولزوم جماعتهم وانقيادهم للأحكام الظاهرة، فإذا تركوا ذلك كانوا هم والكفار سواء]( ).
وقال أيضا [فجعل رسول الله(f) الصلاة حداً يميز المسلمين عن غيرهم من الكفار]( ).
الثاني عشر: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (c) عَنْ النَّبِيِّ (f) أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَقَال [َ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلَا بُرْهَانٌ وَلَا نَجَاةٌ وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ]( )
قال الشنقيطى [ وهذا الحديث اوضح دلالة على كفر تارك الصلاة , لان انتفاء النور والبرهان والنجاة والكينونة مع فرعون وهامان وقارون وأبى بن خلف يوم القيامة أوضح دليل علىالكفر كما ترى]( )(1/455)
قال ابن القيم[ رواه امام احمد فى (( مسند )) وابن حبان فى صحيحه , وانما خص هولاء الاربعة بالذكر لانهم من رؤوس الكفر , وفيه نكتة بديعة , وهو ان تارك المحافظة على الصلاة اما ان يشغله ماله ,أو ملكه ، او رئاسته ,او تجارته,فمن شغله عنها ماله فهو مع قارون , ومن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون , ومن شغله عنها رئاسة وزارة فهو مع هامان , ومن شغله عنها تجارته فهو مع ابي بن خلف ]( )
قال الملا علىالقاري[((ذكر الصلاة يوماً)): قال الطيبي:أي أراد أن يذكر فضلها وشرفها (فقال): الفاء للتفسير (من حافظ عليها): أي: ان يقع زيغ في فرائها وسننها وآدابها ودوام عليها ولم يفتر عنها(كانت):أي:صلاته أو محافظته عليها (له نوراً وبرهاناً): تقدم معناهما قاله الطيبي أو نوراً بين يديه مغنياً عن سؤاله عنها، وبرهاناً أي دليلاً على محافظته على سائر الطاعات، فالترتيب الذكري للتدلي،وقال أبن حجر : أي زيادة في نور إيمانه واضحة على كمال عرفانه (ونجاة) أي: ذات نجاة أو جعلت نفسها نجاة مبالغة كرجل عدل (يوم القيامة) لان الصلاة أول ما يسأل عنه من العبادات، وكذلك نور وبرهان ونجاة له في القبر، كما ورد في الأحاديث، فإن من مات فقد قامت قيامته( ومن لم يحافظ عليها):أي:على شرائطها وأركانها، فمن تركها بالكلية فهو أولى بالمحرومية (لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة ، وكان يوم القيامة): محشوراً أو محبوساً أو معذباً في الجملة مع(قارون):الذي منعه ماله عن الطاعة (وفرعون وهامان):وزيره الذين حملهما على المعصية(وأبي بن خلف): عدو النبي(f) الذي قتله النبي(f) بيده يوم أحد،وهو مشرك،قاله الطيبي،وقال:وفيه تعريض بأن من حافظ عليها كان مع(النبيين والصديقين والشهداء والصالحين]( ).(1/456)
قال الشوكانى[ الحديث أخرجه أيضاً الطبراني في((الكبير)) و((الوسط)).قال الهيثمي في((مجمع الزوائد)):رجال أحمد ثقات.وفيه أنه لا انتفاع للمصلي بصلاته إلا إذا كان محافظاً عليها لأنه إذا انتفى كونها نوراً وبرهاناً ونجاة مع عدم المحافظة انتهى نفعها .قوله (وكان يوم القيامة مع قارون) إلخ يدل على ان تركها كفر متبالغ لان هؤلاء المذكورين هم اشد أهل النار عذاباً وعلى تخليد تاركها في النار كتخليد من جعل منهم في العذاب فيكون هذا الحديث مع صلاحتيه للاحتجاج مخصصاً لاحاديث خروج الموحدين وقد ورد من هذا الجنس شيء كثير في السنة ويمكن أن يقال مجرد المعية والمصاحبة لا يدل على الإستمراروالتأبيد لصدق المعنى اللغوي بلبثه معهم مدة لكن لا يخفى أن مقام المبالغة يأبى ذلك)( ).(1/457)
الثالث عشر: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ c قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ (f) فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ قَالَ لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ قَالَ ثُمَّ تَلَا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ حَتَّى بَلَغَ يَعْمَلُونَ ثُمَّ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ثُمَّ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ قُلْتُ بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ]( ).
قال ابن القيم [ ووجه الأستدلال به انه اخير ان الصلاة من الإسلام بمنزله العمود الذي تقوم عليه الخيمة، فكما تسقط الخيمة بسقوط عمودها، فهكذا يذهب الإسلام بذهاب الصلاة وقد احتج احمد بهذا بعينه]( ).(1/458)
يقول الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله)(الست تعلم ان الفسطاط إذا سقط عموده،سقط الفسطاط،ولم تنتفع بالطنب ولا بالأوتاد،وإذا قام عمود الفسطاط انتفعت بالطنب والأوتاد]( ).
الرابع عشر: عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (f) بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ]( ).
وقال إبن القيم[ وفي بعض الفاظه((الإسلام خمس)) فذكره، ووجه الاستدلال به من وجوه: أحدها: انه جعل الإسلام كالقبة المبنية على خمسة أركان فإذا وقع ركنها الأعظم وقعت قبة الإسلام ، الثاني: أنه جعل هذه الأركان في كونها أركاناً لقبة الإسلام قرينة الشهادتين، فهما ركن و الصلاة ركن،والزكاة ركن،فما بال قبة الإسلام تبقى بعد سقوط أحد أركانها دون بقية أركانها؟ ، الثالث: انه جعل هذه الأركان نفس الإسلام، وداخلة في مسمى إسمه وما كان إسما المجموع الأمور، وإذا ذهب بعضها ذهب ذلك المسمى، ولا سيما إذا كان من أركانه لا من أجزائه التي ليست بركن كالحائط للبيت، فإنه إذا سقط ، سقط البيت، بخلاف العود والخشبة واللبنة ونحوها]( ).(1/459)
الخامس عشر: عَنْ مَالِك عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الدِّيلِ يُقَالُ لَهُ بُسْرُ بْنُ مِحْجَنٍ عَنْ أَبِيهِ مِحْجَنٍ أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (f) فَأُذِّنَ بِالصَّلَاةِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ (f) فَصَلَّى ثُمَّ رَجَعَ وَمِحْجَنٌ فِي مَجْلِسِهِ لَمْ يُصَلِّ مَعَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (f) مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ النَّاسِ أَلَسْتَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ فَقَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَكِنِّي قَدْ صَلَّيْتُ فِي أَهْلِي فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (f)إِذَا جِئْتَ فَصَلِّ مَعَ النَّاسِ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ]( )
قال إبن القيم[ فجعل الفارق بين المسلم والكافر الصلاة ، وأنت تجد تحت ألفاظ الحديث انك لو كنت مسلماً لصليت ، وهذا كما تقول:مالك لا تتكلم: ألست بناطق؟ومالك لا تتحرك الست بحي؟ولو كان الإسلام يثبت مع عدم الصلاة،لما قال لمن رآه لا يصي:ألست برجل مسلم؟]( ).
يقول إبن عبدالبر((في هذا الحديث وجوه من الفقه : أحدهما قوله (f) لمحجن الديلمي : ما منعك أن تصلي مع الناس ؟ ألست برجل مسلم؟ وفي هذا والله أعلم- دليل على أن من لا يصلي ليس بمسلم ، وإن كان موحداً ، وهذا موضع إختلاف أهل العلم ، وتقرير هذا الخطاب في هذا الحديث : أن أحداً لا يكون مسلماً إلا أن يصلي ، فمن لم يصل فليس بمسلم ))( )
السادس عشر : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (c) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (f)((مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ))( )
(وهذا دليل على أن من لم يصل صلاتنا ويستقبل قبلتنا فليس بمسلم) ( )(1/460)
قال إبن القيم (( ووجه الدلالة فيه من وجهين : أحدها : أنه إنما جعله مسلماً بهذه الثلاثة ، فلا يكون مسلماً بدونها . الثاني : أنه إذا صلى إلى الشرق ، لم يكن مسلماً ، حتى يصلى إلى قبلة المسلمين ، فكيف إذا ترك الصلاة بالكلية)) ( )
السابع عشر : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُا بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْيَمَنِ بِذَهَبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا قَالَ فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ وَزَيْدِ الْخَيْلِ وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَلَا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ نَاشِزُ الْجَبْهَةِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ مُشَمَّرُ الْإِزَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ فَقَالَ وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ قَالَ ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ فَقَالَ لَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي قَالَ خَالِدٌ وَكَمْ مِنْ مُصَلٍ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ(1/461)
وَسَلَّمَ إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ قَالَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَفٍ فَقَالَ إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ قَالَ أَظُنُّهُ قَالَ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ ))( )
قال عبدالعزيز بن محمد بن علي (( وفي الحديث الآخر قال (f) (إني نهيت عن قتل المصلين)( ) . فجعل النبي (f) إقامة الصلاة مانعاً من قتل من همَّ الصحابة بقتلهم لما رأوا فيهم من إحتمال كفرهم ، ولولم يكونوا مقيمين للصلاة لم يمنع الصحابة من ذلك ، كما هو ظاهر الحديثين ، ولا يقال هنا أن تارك الصلاة يقتل حداً لا كفراً ، بدلالة هذين الحديثين السابقين ، فإنهما لا يدلان على ذلك ، وإنما يدلان على خلافه ، والذي يبين ذلك أن الرسول (f) قال L
تعلم عقيدتك
يقول ابن تيميه ] إن الإيمان و إن كان يتضمن التصديق، وإنما هو الإقرار و الطمأنينة، و ذلك لان التصديق إنما يعرض للخبر فقط، فأما الأمر فليس فيه تصديق من حيث هو أمر، و كلام الله خبر و أمر. فالخبر يستوجب تصديق المخبر، و الأمر يستوجب الانقياد له و الاستسلام، و هو عمل في القلب، جماعه الخضوع و الانقياد للأمر، و إن لم يفعل المأمور به، فإذا قوبل الخبر بالتصديق، و الأمر بالانقياد فقد حصل اصل الإيمان في القلب، و هو الطمأنينة و الإقرار، فان اشتقاقه من الأمن الذي هو القرار و الطمأنينة، و ذلك إنما يحصل إذا استقر في القلب التصديق و الانقياد[ .(1/462)
يقول ابن القيم] و من تأمل الشريعة في مصادرها و مواردها ، علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب، و إنها لا تنفع بدونها ، و إن أعمال القلوب افرض على العبد من أعمال الجوارح فعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح، و أكثر و أدوم، فهي واجبة في كل وقت[ .
يقول عبدالعزيز بن محمد]إن الإيمان المتعلق بالقلب قائم على اصلين: التصديق بالحق و اعتقاده، و محبة هذا الحق و أرادته فالأول اصل القول و الثاني اصل العمل، و إن التصديق بحد ذاته لا يعد إيمانا شرعياً، بل لابد من الانقياد و الخضوع لشريعة الله، و إلا فمن المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام إن الكثير من أهل الكتاب و المشركين قديماً و حديثاً يعرفون أن محمداً (f) رسول الله، و انه صادق، و مع ذلك فهم كفار، لأنهم لم يعلموا بما يوجبه هذا التصديق من الحب (التعظيم و الانقياد و للرسول ([(f) .
يقول ابن تيميه]من الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه، بان الله فرض عليه الصلاة و الزكاة و الصيام، و الحج و يعيش دهره لا يسجد لله سجدة، و لا يصوم من رمضان، و لا يؤدي لله زكاة ، و لا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع و لا يصدر هذا إلا مع نفاق في قلبه و زندقة، ولا مع إيمان صحيح، و لهذا إنما يصف سبحانه بالامتناع من سجود الكفار، كقوله تعالى (يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة و قد كانوا يدعون إلى السجود و هم سالمون[ .(1/463)
يقول عبدالعزيز بن محمد]غلط الجهمية الذي زعموا أن الإيمان مجرد معرفة قلبية بالله تعالى: وإن لم يكن هناك قول و ولا عمل، وقد رد بالله أبو عبيد القاسم بن سلام هذا القول، و وصفه بأنه(منسلخ من قول أهل الملل الحنفية، لمعارضتة لكلام الله ورسوله (f) بالرد والتكذيب & ثم قال- ولو كان أمر الله ودينه على ما يقول هؤلاء ما عرف الإسلام من الجاهلية، ولا فرقت الملل بعضها من بعض، إذا كان يرضى منهم بالدعوى في قلوبهم، غير إظهار الإقرار بما جاءت به النبوة&[ .
ويقول أيضاً]غلط عموم المرجئة الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان، حتى قال قائلهم (من حصل له حقيقة التصديق، فسواء أتى بالطاعات ، أو ارتكب المعاصي، فتصديقه باق على حاله، ولا تغير فيه أصلاً) حيث أن هؤلاء المرجئة لم يفرقوا بين جنس العمل- والذي يعد شرطاً في صحة الإيمان عند أهل السنة - وبين آحاد العمل وأفراده والذي يعد تاركه غير مستكمل للإيمان[ .
قال ابن تيمية :(فإن الله لما بعث محمدا رسولا إلى الخلق تصديقه في ما أخبر ،وطاعته في ما أمر ، ولم يأمرهم حينئذ بالصلوات الخمس ،ولا صيام شهر رمضان ، ولا حج البيت ،ولا حرم الخمر والربا ،ونحو ذلك ، ولا كان أكثر القرآن قد نزل ،فمن صدقه حينئذ في ما نزل من القرآن وأقر بما أمر به من الشهادتين وتوابع ذلك ،كان الشخص حينئذ مؤمنا تام الإيمان الذي وجب عليه ،وإن كان مثل ذلك الإيمان لو أتى به بعد الهجرة لم يقبل منه ،ولو اقتصر عليه لكان كافرا)
شبهات المرجئة
أولاً/ قوله تعالى ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ( .(1/464)
1. قال لعبد العزيز بن محمد بن علي [ أما استدلالهم بقوله تعالى )إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء( فقد تقرر بالأدلة أن ترك الصلاة كفر وشرك ، كما جاء في حديث جابر مرفوعاً ) بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ( فيكون ترك الصلاة داخلاً في عموم الآية من جهة الدلالة على أن ذلك مما لا يغفره الله تعالى ، وبهذا نصدق بجميع تلك النصوص ، ويتحقق إعمالها دون إهمالها(
2. قال الشنقيطي ) حديث عبادة بن الصامت المتفق عليه قال ) بايعنا رسول الله (f) على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا ، وألا ننازع الأمر أهله قال : إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان( فدل مجموع الأحاديث المذكورة أن ترك الصلاة كفر بواح عليه من الله برهان (
3. قال محمد بن صالح العثيمين ) مثل استدلال بعضهم بقوله تعالى ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( ، فإن معنى قوله تعالى : )ما دون ذلك ( ما هو أقل من ذلك وليس معناه ما سوى ذلك ، بدليل أن من كذب بما أخبر الله ورسوله ، فهو كافر كفراً لا يغفر وليس من ذنبه منه الشرك (
الشبهة الثانية
1. عن عبادة بن صامت t قال سمعت رسول الله (f) يقول : ) خمس صلوات افترضهنَّ الله ، من أحسن وضوئهنَّ وصلاهنَّ لوقتهنَّ ، وأتم ركوعهنَّ وسجودهنَّ وخشوعهنَّ كان له على الله عهد أن يغفر له ، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد ، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه (
2. عن عبادة بن الصامت t قال سمعت رسول الله (f) يقول : ) خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن ، ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهنَّ ، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ، ومن لم يأت بهن ، فليس له عند الله عهد ، إن شاء عذبه ، وإن شاء أدخله الجنة (
جواب الشبهة الثانية(1/465)
1. قال ابن تيمية ) وأجود ما اعتمدوا عليه قوله (f) ) خمس صلوات كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة ، فمن حافظ عليهنَّ كان له عند الله عهد إن شاء عذبه ، وإن شاء أدخله الجنة ( قالوا فقد جعل غير المحافظ تحت المشيئة ، والكافر لا يكون تحت المشيئة ، ولا دلالة في هذا ، فإن الوعد بالمحافظة عليها ، والمحافظة فعلها في أوقاتها كما أمر،كما قال تعالى ) حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى( وعدم المحافظة يكون مع فعلها بعد الوقت،كما أخر النبي (f)صلاة العصر يوم الخندق ، فأنزل الله آية الأمر بالمحافظة عليها وعلى غيرها من الصلوات وقد قال تعالى ) فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسيلقون غياً ( ،فقيل لابن مسعود وغيره ما إضاعتها ؟ فقال: تأخيرها عن وقتها ، فقالوا : ما كنا نظن ذلك إلا تركتها فقال : لو تركوها لكانوا كفاراً (
2. قال محمد بن تصر المروزي: ) فمن أتى بذلك كله كاملاً على ما أمر به فهو الذي له العهد عند الله تعالى بأن يدخله الجنة، ومن أتى بهنَّ لم يتركهنَّ، وقد انتقص من حقوقهنَّ شيئاً ، فهو الذي لا عهد له عند الله ، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، فهذا بعيد الشبه من الذي يتركها أصلاً لا يصليها(
3. وقال ابن تيميه أيضاً ) وإذا عرف الفرق بينا الأمرين ، فالنبي (f) إنما أدخل تحت المشيئة من لم يحافظ عليها، لا من ترك، ونفس المحافظة يقتضي أنهم صلّوا ولم يحافظوا عليها، ولا يتناول من لم يحافظ، فإنه لو تناول قتلوا كفاراً مرتدين بلا ريب، ولا يتصور في العادة أن رجلاً يكون مؤمناً بقلبه، مقراً بأن الله أوجب عليه الصلاة، ملتزماً لشريعة النبي (f) وما جاء به، يأمره ولي الأمر بالصلاة فيمتنع، حتى بقتل ويكون مع ذلك مؤمناً في الباطن لا يكون إلا كافراً، ولو قال: أنا مقر بوجوبها غير أني لا أفعلها كان مع هذا القول مع هذه الحال- كذباً منه((1/466)
4. قال عبد الرزاق بن محمد بن علي ) أما حديث عبادة بن الصامت ) خمس صلوات . & ( (الحديث ) فهذا الوعد الكريم إنما هو بالمحافظة عليها، والمحافظة فعلها في أوقاتها كما أمر قال تعالى) حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى( وعدم المحافظة يكون مع فعلها بعد الوقت، كما أخر النبي (f) صلاة العصر يوم الخندق، فأنزل الله آية الأمر بالمحافظة عليها وعلى غيرها من الصلوات.وقد دل الكتاب والسنة، واتفاق السلف على الفرق بين من يضيع الصلاة فيصليها بعد الوقت، والفرق بين من يتركها، ولو كانت بعد الوقت لا تصح بحال، لكان الجميع سواء.فالنبي (f) إنما أدخل تحت المشيئة من لم يحافظ عليها لا من ترك، ونفي المحافظة يقتضي أنهم صلّوا ولم يحافظوا عليها، وقوله (f) ) ومن لم يفعل فليس له عهد على الله &( معناه: أنه لم يأت بهنَّ على الكمال، وإنما أتى بهنَّ ناقصات من حقوقهنَّ، كما جاء مفسراُ في بعض الروايات: ) ومن جاء بهنَّ، وقد انتقص من حقهنَّ شيئاً، جاء وليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء رحمه (
أود أن أشير إلى أن الأحاديث )صلوات الخمس ( له روايات أخرى له صلة بهذه الأحاديث لابد أن ينتبه له الناس وهذه الأحاديث:
1. عن عبادة بن الصامت t قال: سمعت رسول الله (f) يقول : ) خمس صلوات افترضهنَّ الله، من أحسن وضوئهن بوقتهنَّ، وأتم ركوعهنَّ ، وسجودهنَّ ، وخشوعهنَّ ،كان له على الله عهد أن يغفر له ، ومن لم يفعل ، فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه (
2. قال سعيد بن المسيب إن أبا قتادة بن ربعي أخبره قال : قال رسول الله (f) )قال الله إن فرضت على أمتك خمس صلوات وعهدت عندي عهداً أنه من جاء يحافظ عليهنَّ لوقتهنَّ أدخلته الجنة ، ومن لم يحافظ عليهنَّ فلا عهد له عندي ((1/467)
3. عن عبادة بن الصامتt قال: قال رسول الله (f)) خمس صلوات كتبهن الله على العبد في اليوم والليلة ، من حافظ عليهنَّ ، كان له عند الله أن يدخله الجنة ، ومن لم يحافظ عليهنَّ لم يكن له عهد عند الله ، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له(
4. عن كعب بن عجرة (f) قال: ) خرج علينا رسول الله (f)، ونحن سبعة نفر أربعة من موالينا وثلاثة من عربنا ، مسندي ظهورنا مسجده ، فقال ما أجلسكم ؟ قلنا جلسنا ننتظر الصلاة ، قال فأرمّ قليلاً، ثن أقبل علينا فقال: ) هل تدرون ما يقول ربكم؟ ( قلنا: لا ، قال: فإن ربكم يقول من الصلاة لوقتها وحافظ عليها، ولم يضيعها استخفافاً بحقها، فله علي عهد أن أدخله الجنة ومن لم يصلها لوقتها، ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافاً بحقها، فلا عهد له علي، إن شئت عذبته، وإن شئت غفرت له (
5. عن أبي الدرداء t قال: قال رسول الله (f) ) خمس من جاء بهنَّ مع الإيمان دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس، على وضوئهنَّ، وركوعهنَّ، وسجودهنَّ، ومواقيتهنَّ، وصام رمضان، وحج البيت، إن استطاع إليه سبيلاً، وآتى الزكاة طيبة بها نفسهُ، وأدى الأمانة؟ قيل يا رسول الله وما أداء الأمانة؟ قال: الغسل من الجنابة، إن الله لم يأمن ابن آدم على شيءٍ من دينه غيرها(
6. عن حنظلة الكاتب (c) قال سمعت رسول الله (f) يقول: ) من حافظ على الصلوات الخمس،و ركوعهنَّ، وسجودهنَّ،
ومواقيتهنَّ، وعلم أنهنَّ حق من عند الله دخل الجنة، أو قال وجبت له الجنة، أو قال حرمَّ على النار (
7. عن عبد الله بن مسعود ( c) أن النبي (f) مر على أصحابه يوماً فقال لهم ) هل تدرون ما يقول ربكم تبارك وتعالى؟ ( قالوا: الله ورسوله أعلم ( قالها ثلاثاً).قال: )وعزتي و جلالي، لا يصليها أحد لوقتها إلا أدخلته الجنة ومن صلاها بغير وقتها إن شئت رحمته وإن شئت عذبتهُ((1/468)
8. عن أبي هريرة t قال سمعت رسول الله (f) يقول:) إن الرجل ليصلي ستين سنة وما تقبل له صلاة، لعله يتم الركوع ولا يتم السجود، ويتم السجود ولا يتم الركوع(
9. عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله (f) )الصلاة ثلاثة أثلاث، الطهور ثلث، والركوع ثلث، والسجود ثلث، فمن أداها بحقها قبلت منه، وقبل منه سائر عمله، ومن ردت عليه صلاته رد عليه سائر عمله (
10. عن علي بن شيبان t قال ) خرجنا حتى قدمنا على رسول الله (f) فبايعناه وصلَّينا خلفه، فلمح بمؤخر عينه رجلاً لا يقيم صلاته (يعني صلبه) في الركوع، فلنا قضى النبي (f)صلاته قال: يا معشر المسلمين! لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود(
دلالة الإجماع على كفر تارك الصلاة
أولاً : عن عبدالله بن شقيق العقيلي c قال : ((كان أصحاب محمد(f) لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ))
قال الشوكاني:(والظاهر من الصيغة أن هذه المقالة إجتمع عليها الصحابة لأن قوله ((كان أصحاب رسول الله ))جمع مضاف وهو من المشعرات بذلك)
قال إبن قدامة :(ولأنها عبادة يدخل بها في الإسلام فيخرج بتركها)
ثانياً:قال محمد بن نصر المروزي: سمعت إسحاق (بن راهويه الإمام المعروف)يقول (صح عن النبي (f) أن تارك الصلاة :كافر ، وكذلك كان رأي اهل العلم من لدن النبي (f) أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر )
ثالثاً:عن مجاهد أبي الحجاج : عن جابر بن عبداللله قال :قلت له: ما كان يفرق بين الكفر والإيمان عندكم من الألأعمال على عهد رسول الله (f) ؟ قال : الصلاة)
رابعاً:عن أبي هريرة c قال: (كان أصحاب رسول الله (f) لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة)
خامساً:عن الحسن:قال بلغني أن أصحاب رسول الله (f) كانوا يقولون:بين العبد وبين أن يشرك فيكفر أن يدع الصلاة من غيرعذر)(1/469)
سادساً :عن أبي الزبير : عن جابر وسأله : هل كنتم تعدون الذنب فيكم كفراً ؟ قال : لا ، وما بين العبدوالكفر إلا ترك الصلاة)
سابعاً: عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة وسليمان بن يسار عن:المسور بن مخرمة أنه دخل هو وإبن عباس على عمر بن الخطاب v فقالا : الصلاة يا أمير المؤمنين بعدما أسفر- فقال : نعم لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة فصلى والجرح يثقب دماً ))
قال محمد بن نصر المروزي :(ذكرنا الأخبار المروية عن النبي (f) في إكفار تاركها ، وإخراجه إياه من الملة ، وإباحة قتل من إمتنع من إقامتها ، ثم جاءنا عن الصحابة v مثل ذلك ، ولم يجئنا عن أحد منهم خلاف ذلك)
أقوال الصحابة والتابعين والعلماء في أهمية الصلاة
أولاً: عن إبن مسعود c قال :(من ترك الصلاة فلا دين له)
ثانياً : قال علي بن أبي طالب c (من لم يصل فهو كافر )
ثالثاً : عن أبي الدرداء c قال : ( لا إيمان لمن لا صلاة له، ولا صلاة لمن لا وضوء له)
رابعاً : عن سعيد بن جبير c قال :(من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر، ومن أفطر يوماً من رمضان متعمداً فقد كفر (ومن ترك الحج متعمداً فقد كفر ، ومن ترك الزكاة متعمداً فقد كفر)
خامساً : وقد كان عمر بن الخطاب يكتب إلى الآفاق ( إن أهم أموركم عندي الصلاة ، فمن حفظها ، حفظ دينه ، ومن ضيعها ، فهو لما سواها أضيع ، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة . قال : فكل مستخف بالصلاة مستهين بها ، فهو مستخف بالإسلام مستهين به ، وإنما حظهم في الإسلام على قدر حظهم من الصلاة ، ورغبتهم في الإسلام ، وعلى قدر رغبتهم في الصلاة ، فإعرف نفسك يا عبدالله،(وإعلم إن حظك من الإسلام ، وقدر الإسلام عندك بقدر حظك من من الصلاة وقدرها عندك ) وإحذر أن تلقى الله ، ولا قدر لللإسلام عندك ، فإن قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في قلبك) ( )(1/470)
سادساً : عن عبدالله بن خراش عن أبيه قال : نزل عمر بالجابية قال : فمر بمعاذ بن جبل وهو في مجلس قال : فقال له : يا معاذ إيتني ولا يأتني معك من القوم أحد ، قال : فجاءه معاذ فقال: يا معاذ ما قيام هذا الأمر ؟، قال : الصلاة وهي الملة .قال : ثم مه ؟ قال : الطاعة وسيكون إختلاف)( )
(هل الصلاة من الإيمان أم من العمل)
عن موسى بن عمران – وكان قد كتب عن شريك – قال : إستأذن شريك عن المهدي وعنده أبويوسف القاضي وإمتريا ،
فقال المهدي : الصلاة من الإيمان
وقال أبو يوسف : الصلاة ليس منم الإيمان
وإستأذن شريك فقال المهدي قد جاء من يفصل بيننا
قال : فلما دخل سلم
قال : فرد عليه .
فقال : يا أباعبدالله ما تقول في رجلين إمتريا
فقال : أحدهما :الصلاة من الإيمان وقال الآخر الصلاة من العمل ؟
قال : أصاب الذي قال : الصلاة من الإيمان وأخطأ الذي قال الصلاة من العمل .
فقال أبويوسف: من أين قلت ذي؟!
فقال: حدثني أبوإسحاق: عن البراء بن عازب في قوله (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)(البقرة:143)قال : صلاتكم نحو بيت المقدس)) ( )(1/471)
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ (f) كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنْ الْأَنْصَارِ وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ فَقَالَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (f) قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ وَكَانَتْ الْيَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَهْلُ الْكِتَابِ فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ الْبَيْتِ أَنْكَرُوا ذَلِكَ قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ فِي حَدِيثِهِ هَذَا أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ رِجَالٌ وَقُتِلُوا فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) ( )(1/472)
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ سَمِعَ زُهَيْرًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ cأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (f) صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ وَأَنَّهُ صَلَّى أَوْ صَلَّاهَا صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ وَهُمْ رَاكِعُونَ قَالَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ (f) قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ وَكَانَ الَّذِي مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ رِجَالٌ قُتِلُوا لَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) ( )
عن السدي : لما توجه رسول الله (f) قبل المسجد الحرام ، قال المسلمون : ليت شعرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون قبل بيت المقدس، هل تقبل الله منا ومنهم أم لا ؟ فأنزل الله جل ثناؤه فيهم (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)قال : صلاتكم قبل بيت المقدس ، يقول : إن تلك طاعة وهذه طاعة ) ( )
عن إبن عباس v في قوله تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)يقول :( صلاتكم التي صليتموها من قبل أن تكون القبلة ، فكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلى منهم أن لا تقبل منهم صلاتهم)) ( )(1/473)
قال الإمام الطبري ((فإن قال قائل : وكيف قال الله جل ثناؤه (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)فأضاف الإيمان إلى الأحياء المخاطبين،والقوم مخاطبون بذلك ، وغنما كانوا أشفقوا على إخوانهم الذين كانوا ماتوا وهم يصلون نحو بيت المقدس،وفي ذلك من أمرهم أنزلت هذه الآية ؟قيل إن القوم وإن كانوا قد أشفقوا من ذلك فإنهم أيضاً قد كانوا مشفقين من حبوط ثواب صلاتهم التي صلوها إلى بيت المقدس قبل التحويل إلى الكعبة،وظنوا أن عملهم ذلك قد بَطُلَ وذهب ضياعاً، فأنزل الله جل ثناؤه هذه الآية حينئذ فوجه الخطاب بها إلى الأحياء، ودخل فيهم الموتى منهم ، لأن من شأن العرب إذا إجتمع في الخبر المخاطب،فيدخل الغائب في الخطاب، فيقولوا لرجل خاطبوه على وجه الخبر عنه وعن آخر غائب غير حاضر : فعلنا بكما ، وصنعنا بكما ، كهيئة خطابهم لهما وهما حاضران)) ( )
قال الحكم بن عيينة:من ترك الصلاة مُتعمداً فقد كفر، ومن ترك الزكاة متعمداً فقد كفر،ومن ترك الحج مُتعمداً فقد كفر، ومن ترك صوم رمضان متعمداً فقد كفر.
وقال سعيد بن جبير: من ترك الصلاة مُتعمداً فقد كفر بالله ومن ترك الزكاة مُتعمداً فقد كفر بالله، ومن ترك صوم رمضان فقد كفر بالله.
وقال الضَّحاك: لا تُرفع الصلاة إلا بالزكاة ((……… .
وجاء في الحديث: ))إن أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن تُقُبِّلت منه صلاته،تُقُبِّل منه سائر عمله،وإن رُدَّت عليه صلاته،رُدَّ سائر عمله (( .
فصلاتنا آخر ديننا،وهي أول ما نُسال عنه غداً من أعمالنا يوم القيامة.
فليس بعد ذهاب الصلاة إسلامٌ ولا دينٌ،إذا صارت الصلاة آخر ما يذهب من الإسلام،(1)هذا كله كلام أحمد.
والصلاة أول فروض الإسلام ،وهي آخر ما يُفْقَد من الدين، فهي أول الإسلام وآخره ، فإذا ذهب أوله وآخره فقد ذهب جميعه،وكل شيء ذهب أوله وآخره،فقد ذهب جميعه.(1/474)
قال الإمام أحمد: كلُّ شيء يذهب آخره فقد ذهب جميعه،فإذا ذهبت صلاة المرء ذهب دينه(( .
---
(1/475)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ابن جزي ومنهجه في التفسير(الزبيري)PDF ..بشرى من المكنز
---
ابن جزي ومنهجه في التفسير(الزبيري)PDF ..بشرى من المكنز
---
طلال العولقي
12-09-2006, 03:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله وأستعينه واسأله لي ولكم التوفيق والسداد ،
في إطلالةٍ صباحية على موقع المكنز ، عثرت على رسالة طالما بحثتُ عنها وهي
(ابن جزي ومنهجه في التفسير (http://www.almaknaz.com/show.php?cat=10&book=61)) لعلي الزبيري.
جزى الله إخواننا في موقع المكنز خير الجزاء وأجزله.
أشرطة نافعة للشيخ مساعد الطيّار:
تعليقات على مقدمة التسهيل لابن جزي ، وقد كانت دورة في المدينة النبوية في جامع البلوي:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=25508
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=25560
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=25614
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=25661
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=25710
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=26093
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=26120
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=26188
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=26213
وفقكم الله.
---
(1/476)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جمع (تفسير الإمام الشافعي) في رسالة علمية لأول مرة .
---
جمع (تفسير الإمام الشافعي) في رسالة علمية لأول مرة .
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2006, 12:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار التدمرية بالرياض ، الطبعة الأولى 1427هـ من كتاب :
تفسير الإمام الشافعي
جمع وتحقيق ودراسة
الدكتور أحمد بن مصطفى الفرَّان
http://www.tafsir.net/images/shafee.jpg
وأصل هذا الكتاب رسالة دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن نوقشت في جامعة القرآن الكريم والدراسات الإسلامية – كلية الدراسات الإسلامية والبحث العلمي بالخرطوم ، صيف عام 2004م ، ونال المؤلف درجة ممتاز ، مع التوصية بالطباعة والتبادل بين الجامعات.
ويقع الكتاب في ثلاثة مجلدات من القطع العادي . وهو أول محاولة علمية لجمع تفسير الإمام الشافعي ، وترتيبه بحسب ترتيب السور .
---
أبو المعتز القرشي
02-26-2006, 02:54 PM
في جامعة أم القرى ، قسم الكتاب والسنة ثلاث رسائل لجمع المأثور من تفسير الشافعي . تمت مناقشة رسالة واحدة منها وهي من سورة آل عمران إلى سورة الأنعام .
---
الكشاف
02-26-2006, 07:39 PM
هذا من عدم التنسيق بين الجامعات ، وأظن الأقسام في السعودية لا تشترط على الطالب أن يتأكد من عدم بحث الموضوع خارج السعودية ، ولذلك يتكرر مثل هذا الأمر. لكن لا ضير إن شاء الله من تعاقب الباحثين على ذات الموضوع ، فلكلٍ نظرةٌ .
---
أحمد مصطفى الفران
04-08-2006, 06:09 PM
جزى الله خيراً الأخ الدكتور/عبدالرحمن بن معاضة الشهري ، على تعريفه بكتابنا :
(( تفسير الإمام الشافعي ))
وجعل ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة والله أسأل أن يوفقه ويوفقنا لكل خير ، وأن ينفع بكتابنا طلبة العلم وأهله .
----------------------------------------
د. أحمد مصطفى الفرَّان(1/477)
دكتوراة في التفسير وعلوم القرآن
---
عدنان البحيصي
04-08-2006, 08:03 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب وجعل ما تعمله في ميزان حسناتك يوم القيامة
---
مرهف
04-08-2006, 09:11 PM
أحسن الله إليك على هذه الخدمة العلمية فهي خدمة للمذهب الشافعي كما هي خدمة للتفسيرسلمت يداك وتقبل منك.
---
أحمد مصطفى الفران
04-18-2006, 01:40 PM
أرحب بملاحظات وآراء الإخوة القراء لكتابنا ( تفسير الإمام الشافعي ) لنتداركها في الطبعة الثانية ان شاء الله تعالى, واللة أسأل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى .
المحقق / د. أحمد مصطفى الفران
---
د.خضر
04-18-2006, 03:51 PM
وأحب أن أضيف أن موضوع الزميل الدكتور علي جابر الأستاذ المشارك بكلية التربية جامعة الأزهر والذي عنوانه جهود الإمام الشافعي في التفسير وعلوم القرآن والذي كان عنوانا لرسالتة لنيل درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن من كلية أصول الدين قد خدم جانبا هاما من الدراسات القرآنية التي نحن بصدد الحديث عنها فلله در الكاتبين عن التفسير بعامة وعن الإمام الشافعي وكل المخلصين من علماء الأمة بصفة خاصة
---
فهد الرومي
04-20-2006, 11:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وأضيف أن الاستاذ مجدي الشورى جمع تفسير الشافعي رحمه الله وطبعته دار الكتب العلمية عام 1416هـ.
http://www.tafsir.net/images/shaaafi.jpg
وأوافق أخي الكشاف أنه لا ضير أن يتعاقب الباحثون في بعض الموضوعات ، والأقسام في السعودية وغيرها في العالم لاتشترط أن يثبت الطالب أن الموضوع لم يبحث ، والأمر متروك لخبرة أعضاء القسم ، إلا في كليات البنات فيطلب من الباحثة إحضار خطابات من الجامعات ، ومركز الملك فيصل بأن الموضوع لم يبحث.
وكم رأينا من موضوعٍ قتله صاحبُهُ ، فلا هو بالذي وفَّى الموضوع حقه ، ولا الجامعات بالتي تسمح بطرحة مرة أخرى.(1/478)
وكم وددت أن لايكون الأمرُ منوطاً بعدم تسجيل الموضوع ، بل بدراسةٍ خاصةٍ ، والتأكد أن الموضوع أخذ حقه ، وحينئذ لايسمح بتسجيله ، وكم رأيت من بحوث تمنيت أن يُعاد تسجيلها ، ومن مخطوطات أن يعاد تحقيقها.
وكم حَزَّ في نفسي حين طلبتُ من أحد المشايخ الفضلاء تصوير رسالة علمية في تحقيق تفسير قيم فبلغني اعتراضه على إعادة تحقيقها مع أن منهج التحقيق عندهم لايعدو كثيرا إخراج النص .
وأختم بشكري الجزيل للدكتور أحمد الفران على مبادرته لطبع رسالته في الوقت الذي نرى فيه كثيراً من الرسائل تقبع على أرفف الأقسام ، ولايكاد يسمح للطلاب حتى بتصويرها أسأل الله التوفيق للجميع .
---
عبدالرحمن الشهري
04-20-2006, 02:00 PM
الحمد لله رب العالمين .
أشكر أخي الكريم الدكتور أحمد الفران على تفضله بالانضمام للملتقى ، وأسأل الله أن ينفعنا بعلمه ، وأن نرى بحوثه وأجوبته النافعة في الملتقى على كثير من الأسئلة التي تنتظر الأجوبة .
كما أرحب أجمل ترحيب بأستاذي الجليل وشيخي الفاضل الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي في ملتقى أهل التفسير مشاركاً ومُقوِّماً لما يكتبه طلابه وتلاميذه من أمثالي في الملتقى ، بعد أن ظل متابعاً للملتقى طيلة السنوات الماضية ، وقد انتفعنا كثيراً بتوجيهاته وتشجيعه لنا على الاستمرار في هذا المشروع العلمي كلما لقيناه حفظه الله ورعاه . ولعل من بركات هذا الموضوع أن دفع شيخنا أبا خالد للتعقيب والمشاركة فالحمد لله رب العالمين .
---
جمال أبو حسان
04-20-2006, 03:00 PM
كل الترحيب بالاستاذ الدكتور فهد الرومي حفظه الله وانا لم اطلع له الا على هذه المشاركة في هذا الملتقى ولعل هذا من قصور العبد الضعيف واني لارجو ان ينتفع الملتقى واهله بهذا العالم الجليل كما وارجو ان يتحفنا الفاضل ببركاته مما اعطاه الله تعالى من الادب والعلم
كل التحيه للدكتور الفاضل
---
د.عبد الله الجيوسي
04-20-2006, 03:22 PM(1/479)
وأضم صوتي إلى من سبقني ترحيبا بالاستاذ الدكتور فهد ونرجو ان يتحف الملتقى بمزيد من مشاركاته
---
الكشاف
04-20-2006, 03:49 PM
حياكم الله يا دكتور فهد . وجودكم هنا يشرفنا ، وتأييدك لرأيي يمنحني ثقة أسعد بها ، وليت الأقسام العلمية تأخذ برأيكم السديد .
---
مرهف
04-24-2006, 01:36 AM
كذلك أضم قلبي مع صوتي في الترحيب بفضيلة الدكتور فهد نفع الله به المسلمين وطلاب العلم
---
برعدي الحوات
04-25-2006, 01:15 PM
نعم، بكامل الترحيب والتقديريحصل لنا الشرف أن نلتقي بأستاذنا وشيخنا الفاضل الدكتورفهد الرومي في هذا الملتقى المبارك....والدكتور فهد الرومي حفظه الله أستاذ لأهل المشرق والمغرب، وكيف لا وأهل المغرب سمعوا منه وجلسوا معه وأخذوا عنه خاصة في إطار البحث العلمي، والمتمثلة أساساً في مناقشة الأطاريح الجامعية، والمشاركة في عدة ندوات ومؤتمرات (بالمغرب طبعاً)...حفظكم الله الله ياشيخنا الدكتور فهد الرومي.
---
برعدي الحوات
04-25-2006, 01:28 PM
جزيتم خيراً ياشيخنا على هذا الخبر السار حول تفسير الإمام الشافعي رحمه ، ....وهنيئا للدكتور أحمد بن مصطفى الفرَّان على مجهوده القيم الذي سُررنا به غاية السرور.
ونتمنى من الله عز وجل أن يصل هذا التفسير إلى أهل المغرب،...وسنبقى في انتظاره.، وهنيئاً للملتقى بهذا العمل الجليل...مشرفين ، وإداريين، ومشاركين.
---
فهد الرومي
04-28-2006, 10:58 PM
أشكر أخي الدكتور عبدالرحمن على ترحيبه وحسن ظنه بأخيه.
كما أشكر أخي د.جمال على كريم مشاعره ، وعلى ما أتحفني به من بحوثه المتميزة ، وأذكر له ولجامعة الزرقاء جهودهم المتميزة في تنظيم المؤتمرالأخير عن إعجاز القران.
وللدكتور الموسوعي الجيوسي أيضاً عظيم شكري على ترحيبه بي ، وعلى ما أتحفني به من كشافه القيم عن المقالات في الدراسات القرانيه ، وهو كشاف أحسب مثله ينوء بالعصبة من الباحثين .(1/480)
وأقول لأخي الكشاف : وحياك الله وبياك ، ووفقك وسدد في سبيل الخير خطاك.
ولأخي مرهف : سلمت ، وسلم قلبك ، ودمت للعلم راعياً.
أما أخي برعدي الذي وصفني بما لاأستحق ، فلاعجب فهو من أهل المغرب ، ذوي الخلق السامي ، واحترام العلم وأهله ، والحرص على طلبهِ . وقد رأيت في زياراتي العلمية لكليات الآداب في تطوان ، وفاس ، ومكناس ، والرباط ، والدار البيضاء ، وفي طنجة وحرص الطلاب على حضور المحاضرات ، وامتلاء القاعات على سعتها ما يثلج الصدر، ويبهج النفس ، وكم تمنيت أن يقوم أحد الباحثين بفهرسة مئات البحوث التي رأيتها في قسم الدراسات الإسلامية في كلية الآداب بتطوان ، ففي عناوينها ما يفتح الباب لموضوعات جمة، والحديث عن ما رأيت منها ذو شجون. وسأقوم في الفصل القادم إن شاء الله بإجراء بعض البحوث في المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية الإسلامية في المدرسة العليا للأساتذة.
بقي أن أعتذر للأخوة عن زجي بهذا الحديث في غير موضعه وماحملني على هذا إلا أنَّ هذا هو موضع أول مشاركة لي فكان الترحيب الذي عَزَّ عليَّ أن لا أستجيب له .
---
معمر العمري
04-28-2006, 11:31 PM
أضم صوتي لأصواتكم مرحبا بشيخنا الكريم أ.د. فهد الرومي , والذي شرفت باستضافته في حلقتين من حلقات برنامج ( مبادئ العلوم ) فتحدث حديث المتبحر , وسلب الألباب بموسوعيته .
وأحمد الله أن شرفني الشيخ بقبول الدعوة , ويعلم الله أني على قدر الاستفادة مما عرضه , إلا أني استفدت كثيرا من أدبه الجم , وتواضعه , وكريم خلقه . وأنا أجزم أنه سيوافقني على هذا كل من تعامل مع فضيلة الشيخ ... بارك الله له ولنا في علمه , وفي كل مشايخنا .
ــــــــــــــــــــــــــ
معمر العمري
محاضر بالكلية الأمنية
وباحث دكتوراة بجامعة الإمام
---
(1/481)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > 100 سؤال لنصرة النبي صلى الله عليه و سلم
---
100 سؤال لنصرة النبي صلى الله عليه و سلم
---
المصطفى السلفي
03-10-2006, 12:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه .
و بعد فهذا مقال نشر في موقع صيد الفوائد http://saaid.net/mohamed/173.htm
و نشرا للفائدة أحببت أن أنشره في هذا الملتقى المبارك.
مائة سؤال في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم !!
محمد محمود عبد الخالق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ثم أما بعد :
ففي ظل هذه الهجمة الشرسة على النبي صلى الله عليه وسلم كان لابد لنا من وقفة نحاسب فيها أنفسنا فلا تكفي الشعارات ولا المظاهرات ولكن لابد من واقع عملي نعيشه ورغبة صادقة تتخطى تلك الاحتجاجات ، ولذا أردت أن أعرض مائة سؤال نحاسب من خلالها أنفسنا ونعرف إن كنا صادقين في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم أم لا .
( تنبيه : أول تسع وستون سؤال يتعلقون بالطاعة وباقي الأسئلة تتعلق بالمعصية ، فاحسب لنفسك وحدد أين تكون ، فكلما زادت إجابتك بنعم في الطاعة وبلا في المعصية كان الخير والعكس صحيح ) .
ادعوا الجميع إلى التحلي بالصبر والإجابة على تلك الأسئلة لعلها تساعدنا على طاعة الله وتذكرنا بها وتنهانا عن معصية الله وتحذرنا منه .
الأسئلة :-
1) هل تحافظ على صلاة الجماعة في المسجد؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
2) هل تحافظ على النوافل المؤكدة في اليوم والليلة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
3) هل تحافظ على صلاة الضحى وتحرص عليها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
4) هل تصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
5) هل تصوم ثلاثة أيام من كل شهر ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
6) هل تحرص على صيام يوم عرفة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )(1/482)
7) هل تحرص على صيام عاشوراء ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
8) هل تحرص على حساب الزكاة وتؤديها إلى مستحقيها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
9) هل تحرص على الصدقة والإنفاق في سبيل الله ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
10) هل تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أثر من نفسك ومالك وولدك والناس أجمعين ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
11) هل تحافظ على قراءة ورد من القرآن الكريم يوميا ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
12) هل تحرص على ذكر الله في الأوقات والأماكن المحددة لهذه الأذكار ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
13) هل تحرص على الأذكار العامة التي لا تختص بمكان أو زمان ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
14) هل تحب العلماء والصالحين وتوقرهم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
15) هل تصل أرحامك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
16) هل تبر والديك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
17) هل تؤدي حقوق الأخوة نحو إخوانك من المسلمين ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
18) هل تحب في الله وتبغض في الله ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
19) هل تفيض عيناك حينما تذكر الله خاليا ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
20) هل تستحي أن يراك الله على معصية ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
21) هل لديك أمل في نصرة الأمة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
22) هل دعوت إلى الهدى والخير ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
23) هل بلغت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا تُسر به يوم القيامة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
24) هل تؤدي حق الطريق ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
25) هل تبتسم في وجه من يقابلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
26) هل أنت ممن يحافظ على صلاة الوتر ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
27) هل تستغفر الله في اليوم والليلة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )(1/483)
28) هل أنت ممن يستعمل السواك ويحرص عليه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
29) هل أنت ممن يحب تطبيق شرع الله ويسعى إلى ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
30) هل أنت ممن يفشي السلام ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
31) هل تراعي آداب الاستئذان عند الزيارة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
32) هل أنت ممن يحرص على عيادة المرضى ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
33) هل تعرف قيمة الوقت وتقدرها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
34) هل أنت ممن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
35) هل أنت ممن يحرص على زيارة القبور للعظة والعبرة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
36) هل تحب الجنة وتسعى إليها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
37) هل أنت من أهل القرآن العاملين به ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
38) هل تحرص على قيام الليل ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
39) هل أنت من الحريصين على العلم المحبين له ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
40) هل تحرص على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أو ليلتها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
41) هل أنت دائم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
42) هل تراعي آداب الأكل والشرب ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
43) هل أنت رحيم بالحيوان؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
44) هل أنت ممن يعفو عمن ظلمه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
45) هل تفي بوعودك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
46) هل تؤدي ما ائتمنت عليه بمفهوم الأمانة والواسع والشامل ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
47) هل تحرص على سنن الفطرة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
48) هل أنت حريص على الاعتكاف ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
49) هل أنت ممن يتعاون على البر والتقوى ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
50) هل أنت ممن يصبر على الأذى والابتلاء ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )(1/484)
51) هل تؤدي حق زوجتك عليك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
52) هل أنت ممن يزورون أهل الخير ويجالسونهم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
53) هل أنت ممن يقنع بالرزق ويرضى بما قسمه الله له ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
54) هل أنت دائم لذكر الموت ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
55) هل أنت ممن يكرم ضيوفه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
56) هل تراعي آداب السفر ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
57) هل أنت ممن يحرص على الاستخارة في كافة أمور حياته ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
58) هل أنت ممن يحسن إلى جاره ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
59) هل تحرص على صيام الست من شوال ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
60) هل تخشع في صلاتك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
61) هل سعيت إلى هداية عاص أو إسلام كافر ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
62) هل أنت ممن يخشى الله ويتقه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
63) هل أنت ممن يحاسب نفسه ويراجعها في كل ما تفعله ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
64) هل أنت ممن يتمسك بكتاب الله وسنة نبيه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
65) هل أنت من الشاكرين لله على أنعمه ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
66) هل تحافظ على الدعاء وسؤال الله في كل شيء ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
67) هل أنت ممن يحرص على استغلال نفحات الله على عباده ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
68) هل تعرف الغاية التي خلقت من أجلها وتسعى للوصول إليها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
69) هل أنت ممن يربي أولاده على طاعة الله ويحرص على تعليمهم أمور دينهم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
70) هل أنت ممن يغتاب الناس ويتحدث عن أعراضهم وأحوالهم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
71) هل أنت نمام تنقل الكلام بغرض القطيعة والفرقة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
72) هل أنت ممن يطلق بصره على محارم الله ؟(1/485)
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
73) هل تسمع الأغاني وتعشقها ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
74) هل ترائي الناس في أعمالك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
75) هل أنت في هجران مع أخ لك في الله ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
76) هل أتيت عرافا أو كاهنا أو منجما فسألته عن شيء ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
77) هل غدرت بأخ يوما من الأيام ولم تتب من ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
78) هل أظهرت الشماتة يوما لأخيك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
79) هل أنت ممن يحدث بكل ما يسمع ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
80) هل أنت كثير الضحك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
81) هل أنت متكبر؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
82) هل المال عندك غاية ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
83) هل أنت كذاب ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
84) هل أخذت أو أعطيت رشوة يوما من الأيام ولم تتب من ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
85) هل أنت ممن يشاهد الأفلام والمسلسلات ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
86) هل أنت كثير النوم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
87) هل أكلت الربا يوما من الأيام ولم تتب من ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
88) هل أكلت مال يتيم يوما من الأيام ولم تتب من ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
89) هل قذفت المحصنات الغافلات المؤمنات يوما من الأيام ولم تتب من ذلك؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
90) هل تصافح النساء وتحرص على ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
91) هل أنت من ذي الوجهين أ, الوجوه المتعددة ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
92) هل أنت ممن يعشق النساء وأقصد العشق المحرم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
93) هل أنت ممن يكذب وهو مازح ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
94) هل أنت ممن يحسد ويحقد على المسلمين لنعم أعطاها الله لهم ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )(1/486)
95) هل أنت كثير اللعب واللهو وتضييع الأوقات ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
96) هل أنت ممن يغتصب حقوق المسلمين لمصلحته الشخصية ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
97) هل أنت ممن يلبس الحرير ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
98) هل أنت ممن يلبس الذهب ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
99) هل أنت ممن يفصلون الدين عن الحياة ويقصرونه على العبادات فقط ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
100) هل شربت الخمر يوما من الأيام ولم تتب من ذلك ؟
الإجابة : ( نعم / لا / ربما )
و للتواصل معي هذا هو بريدي elmustapha1406@hotmail.com
---
(1/487)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > محاضرات في الحث على طلب العلم والعمل به
---
محاضرات في الحث على طلب العلم والعمل به
---
إمداد
07-11-2005, 02:42 AM
كيف نتحمس لطلب العلم للشيخ محمد بن صالح المنجد رعاه الله
http://audio.islamweb.net/audio/ind...o&audioid=87510
إقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي رحمه الله للشيخ محمد بن صالح المنجد رعاه الله
http://audio.islamweb.net/audio/ind...fo&audioid=4783
فضل علم السلف على علم الخلف لإبن رجب رحمه الله للشيخ محمد بن صالح المنجد رعاه الله
http://audio.islamweb.net/audio/ind...fo&audioid=4780
__________________
---
(1/488)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تفسير اية الكرسي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
---
تفسير اية الكرسي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
---
إمداد
08-05-2004, 10:22 PM
]الله لا إله إلا هو[ في هذه الآية يخبر الله بأنه منفرد بالألوهية، وذلك من قوله: ]لا إله إلا هو[، لأن هذه جملة تفيد الحصر وطريقة النفي والإثبات هذه من أقوى صيغ الحصر.
(2) أي: ذو الحياة الكاملة المتضمنة لجميع صفات الكمال لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال، ولا يعتريها نقص بوجه من الوجوه.
و]الحي[ من أسماء الله، وقد تطلق على غير الله، قال تعالى: ]يخرج الحي من الميت[ [الأنعام: 95]، ولكن ليس الحي كالحي، ولا يلزم من الاشتراك في الاسم التماثل في المسمى.
(3) ]القيوم[ على وزن فيعول، وهذه من صيغ المبالغة، وهي مأخوذة من القيام.
ومعنى ]القيوم[، أي: أنه القائم بنفسه، فقيامه بنفسه يستلزم استغناءه عن كل شيء، لا يحتاج إلى أكل ولا شرب ولا غيرها، وغيره لا يقوم بنفسه بل هو محتاج إلى الله عز وجل في إيجاده وإعداده وإمداده.
ومن معنى ]القيوم[ كذلك أنه قائم على غيره لقوله تعالى ]أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت[ [الرعد: 33]، والمقابل محذوف تقديره: كمن ليس كذلك، والقائم على كل نفس بما كسبت هو الله عز وجل ولهذا يقول العلماء القيوم هو القائم على نفسه القائم على غيره، وإذا كان قائماً على غيره، لزم أن يكون غيره قائماً به، قال الله تعالى: ]ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره[ [الروم: 25]، فهو إذاً كامل الصفات وكامل الملك والأفعال.(1/489)
وهذان الاسمان هما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب ولهذا ينبغي للإنسان في دعائه أن يتوسل به، فيقول: يا حي! يا قيوم! وقد ذكرا في الكتاب العزيز في ثلاثة مواضع: هذا أحدها، والثاني في سورة آل عمران: ]الله لا إله إلا هو الحي القيوم[ [آل عمران: 2]، والثالث سورة طه: ]وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً[ [طه: 111].
هذان الاسمان فيهما الكمال الذاتي والكمال السلطاني، فالذاتي في قوله: ]الحي[ والسلطاني في قوله: ]القيوم[، لأنه يقوم على كل شيء ويقوم به كل شيء.
لا تأخذه سنة ولا نوم(1)............................................ ................
(1) السنة النعاس وهي مقدمة النوم ولم يقل: لا ينام، لأن النوم يكون باختيار، والأخذ يكون بالقهر.
والنوم من صفات النقص، قال النبي عليه الصلاة والسلام:
"إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام"(1) لنقصها، لأنها تحتاج إلى النوم من أجل الاستراحة من تعب سبق واستعادة القوة لعمل مستقبل، ولما كان أهل الجنة كاملي الحياة، كانوا لا ينامون، كما صحت بذلك الآثار.
لكن لو قال قائل: النوم في الإنسان كمال، ولهذا، إذا لم ينم الإنسان، عد مريضاً. فنقول: كالأكل في الإنسان كمال ولو لم يأكل، عد مريضاً لكن هو ك مال من وجه ونقص من وجه آخر، كمال لدلالته على صحة البدن واستقامته ونقص لأن البدن محتاج إليه، وهو في الحقيقة نقص.
إذاً ليس كل كمال نسبي بالنسبة للمخلوق يكون كمالاً للخالق، كما أنه ليس كل كمال في الخالق يكون كمالاً في المخلوق، فالتكبر كمال في الخالق نقص في المخلوق والأكل والشرب والنوم كمال في المخلوق نقص في الخالق، ولهذا قال الله تعالى عن نفسه: ]وهو يطعم ولا يطعم[ [الأنعام: 14].
له ما في السموات وما في الأرض(1/490)
قوله: ]له ما في السموات وما في الأرض[: ]له[: خبر مقدم. ]وما[: مبتدأ مؤخر، ففي الجملة حصر، طريقه تقديم ما حقة التأخير وهو الخبر. ]له[: اللام هذه للملك. ملك تام، بدون معارض. ]ما في السموات[: من الملائكة والجنة وغير ذلك مما لا نعلمه ]وما في الأرض[: من المخلوقات كلها الحيوان منها وغير الحيوان.
وقوله: ]السموات[: تفيد أن السماوات عديدة، وهو كذلك وقد نص القرآن على أنها سبع ]قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم[ [المؤمنون: 86].
والأرضون أشار القرآن إلى أنها سبع بدون تصريح، وصرحت، بها السنة، قال الله تعالى ]الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن[ [الطلاق: 12]، مثلهن في العدد دون الصفة وفي السنة قال النبي عليه الصلاة والسلام: "من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً، طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين"
من ذا(1) الذي يشفع(2) عنده(3) إلا بإذنه(4) ]من ذا[ اسم استفهام أو نقول: ]من[ اسم استفهام، و ]ذا[: ملغاة، ولا يصح أن تكون ]ذا[: اسماً موصولاً في مثل هذا التركيب، لأنه يكون معنى الجملة: من الذي الذي! وهذا لا يستقيم.
من ذا الذي يشفع
الشفاعة في اللغة: جعل الوتر شفعاً، قال تعالى: ]والشفع والوتر[ [الفجر: 3]. وفي الاصطلاح: هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة، فمثلاً: شفاعة النبي r لأهل الموقف أن يقضى بينهم: هذه شفاعة بدفع مضرة، وشفاعته لأهل الجنة أن يدخلوها بجلب منفعة.
عنده أي: عند الله.
إلا بإذنه
أي: إذنه له وهذه تفيد إثبات الشفاعة، لكن بشرط أن يأذن ووجه ذلك أنه لولا ثبوتها، لكان الاستثناء في قوله ]إلا بإذنه[: لغواً لا فائدة فيه.
وذكرها بعد قوله: ]له ما في السموات...[ يفيد أن هذا الملك الذي هو خاص بالله عز وجل، أنه ملك تام السلطان، بمعنى أنه لا أحد يستطيع أن يتصرف، ولا بالشفاعة التي هي خير، إلا بإذن الله، وهذا من تمام ربوبيته وسلطانه عز وجل.(1/491)
وتفيد هذه الجملة أن له إذناً والإذن في الأصل الإعلام، قال الله تعالى: ]وأذان من الله ورسوله[ [التوبة: 3]، أي إعلام من الله ورسوله، فمعنى ]بإذنه[، أي: إعلامه بأنه راض بذلك.
وهناك شروط أخرى للشفاعة: منها: أن يكون راضياً عن الشافع وعن المشفوع له، قال الله تعالى: ]ولا يشفعون إلا لمن ارتضى[ [الأنبياء: 28]، وقال: ]يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً[ [طه: 109].
وهناك آية تنتظم الشروط الثلاثة ]وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى[ [النجم: 26]، أي: يرضى عن الشافع والمشفوع له، لأن حذف المعمول يدل على العموم.فالشروط الثلاثة :-
1- الرضا عن الشافع
2- الرضا عن المشفوع له
3- الإذن للشافع من الله تعالى
إذا قال قائل: ما فائدة الشفاعة إذا كان الله تعالى قد علم أن هذا المشفوع له ينجو؟
فالجواب: أن الله سبحانه وتعالى يأذن بالشفاعة لمن يشفع من أجل أن يكرمه وينال المقام المحمود.
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم
العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً، والله عز وجل ]يعلم ما بين أيديهم[ المستقبل، ]وما خلفهم[ الماضي، وكلمة ]ما[ من صيغ العموم تشمل كل ماض وكل مستقبل، وتشمل أيضاً ما كان من فعله وما كان من أفعال الخلق.
ولا يحيطون بشيء من علمه.
الضمير في ]يحيطون[ يعود على الخلق الذي دل عليهم قوله: ]له ما في السموات وما في الأرض[، يعني لا يحيط من في السماوات والأرض بشيء من علم الله إلا بما شاء.
ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء يحتمل من علم ذاته وصفاته، يعني: أننا لا نعلم شيئاً عن الله وذاته وصفاته إلا بما شاء مما علمنا إياه ويحتمل أن (علم) هنا بمعنى معلوم، يعني: لا يحيطون بشيء من معلومه، أي: مما يعلمه، إلا بما شاءه، وكلا المعنيين صحيح وقد نقول: إن الثاني أعم، لأن معلومه يدخل فيه علمه بذاته وبصفاته وبما سوى ذلك.(1/492)
يعني إلا بما شاء مما علمهم إياه، وقد علمنا الله تعالى أشياء كثيرة عن أسمائه وصفاته وعن أحكامه الشرعية، ولكن هذا الكثير هو بالنسبة لمعلومه قليل، كما قال الله تعالى: ]ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا[ [الإسراء: 85].
وسع كرسيه السموات والأرض
وسع بمعنى شمل، يعني: أن كرسيه محيط بالسماوات والأرض، وأكبر منها، لأنه لولا أنه أكبر ما وسعها.
الكرسي، قال ابن عباس رضي الله عنهما "إنه موضع قدمي الله عز وجل"، وليس هو العرش، بل العرش أكبر من الكرسي وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام: "أن السماوات والسبع والأرضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، وأن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة".
هذا يدل على عظم هذه المخلوقات وعظم المخلوق يدل على عظم الخالق.
ولا يؤوده حفظهما يعني: لا يثقله ويكرثه حفظ السماوات والأرض.
وهذه من الصفات المنفية، والصفة الثبوتية التي يدل عليها هذا النفي هي كمال القدرة والعلم والقوة والرحمة.
وهو العلي
]العلي[ على وزن فعيل، وهي صفة مشبهة، لأن علوه عز وجل لازم لذاته، والفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل أن اسم الفاعل طارئ حادث يمكن زواله، والصفة المشبهة لازمة لا ينفك عنها الموصوف.
وعلو الله عز وجل قسمان: علو ذات، وعلو صفات:
فأما علو الذات، فإن معناه أنه فوق كل شيء بذاته، ليس فوقه شيء ولا حذاءه شيء.
وأما علو الصفات، فهي ما دل عليه قوله تعالى: ]ولله المثل الأعلى[ [النحل: 60]، يعني: أن صفاته كلها علياً، ليس فيها نقص بوجه من الوجوه.
العظيم
]العظيم[، أيضاً صفة مشبهة، ومعناها: ذو العظمة، وهي القوة والكبرياء وما أشبه ذلك مما هو معروف من مدلول هذه الكلمة.
وهذه الآية تتضمن من أسماء الله خمسة وهي: الله، الحي، القيوم، العلي، العظيم.
وتتضمن من صفات الله ستاً وعشرين صفة منها خمس صفات تضمنتها هذه الأسماء.(1/493)
السادسة: انفراده بالألوهية.
السابعة: انتفاء السنة والنوم في حقه، لكمال حياته وقيوميته.
الثامنة: عموم ملكه، لقوله: ]له ما في السموات وما في الأرض[.
التاسعة: انفراد الله عز وجل بالملك، ونأخذه من تقديم الخبر.
العاشرة: قوة السلطان وكماله، لقوله: ]من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه[.
الحادية عشرة: إثبات العندية، وهذا يدل على أنه ليس في كل مكان، ففيه الرد على الحلولية.
الثانية عشرة: إثبات الإذن من قوله: ]إلا بإذنه[.
الثالثة عشرة: عموم علم الله تعالى لقوله: ]يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم[.
الرابعة عشرة والخامسة عشرة: أنه سبحانه وتعالى لا ينسى ما مضى، لقوله: ]وما خلفهم[ ولا يجهل ما يستقبل، لقوله ]ما بين أيديهم[.
السادسة عشرة: كمال عظمة الله، لعجز الخلق عن الإحاطة به.
السابعة عشرة: إثبات الكرسي، وهو موضع القدمين.
التاسعة عشرة والعشرون والحادية والعشرون: إثبات العظمة والقوة والقدرة، لقوله: ]وسع كرسيه السموات والأرض[، لأن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق.
الثانية والثالثة والرابعة والعشرون: كمال علمه ورحمته وحفظه، من قوله: ]ولا يئوده حفظهما[.
الخامسة والعشرون: إثبات علو الله لقوله: ]وهو العلي[ ومذهب أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه وتعالى عال بذاته، وأن علوه من الصفات الذاتية الأزلية الأبدية.
وخالف أهل السنة في ذلك طائفتان: طائفة قالوا: إن الله بذاته في كل مكان وطائفة قالوا: إن الله ليس فوق العالم ولا تحت العالم ولا في العالم ولا يمين ولا شمال ولا منفصل عن العالم ولا متصل.(1/494)
والذين قالوا بأنه في كل مكان استدلوا بقول الله تعالى: ألم تر أن الله يعلم مافي السماواتوما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا[ [المجادلة: 7]، واستدلوا بقوله تعالى: ]هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير[ [الحديد: 4]، وعلى هذا، فليس عالياً بذاته، بل العلو عندهم علو صفة.
أما الذين قالوا: إنه لا يوصف بجهة، فقالوا: لأننا لو وصفناه بذلك، لكان جسماً، والأجسام متماثلة، وهذا يستلزم التمثيل وعلى هذا، فننكر أن يكون في أي جهة.
ولكننا نرد على هؤلاء وهؤلاء من وجهين:
الوجه الأول: إبطال احتجاجهم.
والثاني: إثبات نقيض قولهم بالأدلة القاطعة.
1- أما الأول، فنقول لمن زعموا أن الله بذاته في كل مكان: دعواكم هذه دعوى باطلة يردها السمع والعقل:
- أما السمع، فإن الله تعالى أثبت لنفسه أنه العلي والآية التي استدللتم بها لا تدل على ذلك، لأن المعية لا تستلزم الحلول في المكان، ألا ترى إلى قول العرب: القمر معنا، ومحله في السماء؟ ويقول الرجل: زوجتي معي، وهو في المشرق وهي في المغرب؟ ويقول الضابط للجنود: اذهبوا إلى المعركة وأنا معكم، وهو في غرفة القيادة وهم في ساحة القتال؟ فلا يلزم من المعية أن يكون الصاحب في مكان المصاحب أبداً، والمعية يتحدد معناها بحسب ما تضاف إليه، فنقول أحياناً: هذا لبن معه ماء وهذه المعية اقتضت الاختلاط. ويقول الرجل متاعي معي، وهو في بيته غير متصل به، ويقول: إذا حمل متاعه معه: متاعي معي وهو متصل به. فهذه كلمة واحدة لكن يختلف معناها بحسب الإضافة، فبهذا نقول: معية الله عز وجل لخلقة تليق بجلاله سبحانه وتعالى، كسائر صفاته، فهي معية تامة حقيقية، لكن هو في السماء.(1/495)
- وأما الدليل العقلي على بطلان قولهم، فنقول: إذا قلت: إن الله معك في كل مكان، فهذا يلزم عليه لوازم باطلة، فيلزم عليه:
أولاً: إما التعدد أو التجزؤ، وهذا لازم باطل بلا شك، وبطلان اللازم يدل على بطلان اللزوم.
ثانياً: نقول: إذا قلت: إنه معك في الأمكنه، لزم أن يزداد بزيادة الناس، وينقص بنقص الناس.
ثالثاً: يلزم على ذلك ألا تنزهه عن المواضع القذرة، فإذا قلت: إن الله معك وأنت في الخلاء فيكون هذا أعظم قدح في الله عز وجل.
فتبين بهذا أن قولهم مناف للسمع ومناف للعقل، وأن القرآن لا يدل عليه بأي وجه من الدلالات، لا دلالة مطابقة ولا تضمن ولا التزام أبداً.
2- أما الآخرون، فنقول لهم:
أولاً: إن نفيكم للجهة يستلزم نفي الرب عز وجل، إذ لا نعلم شيئاً لا يكون فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال، ولا متصل ولا منفصل، إلا العدم، ولهذا قال بعض العلماء: لو قيل لنا صفوا الله بالعدم ما وجدنا أصدق وصفاً للعدم من هذا الوصف.
ثانياً: قولكم: إثبات الجهة يستلزم التجسيم! نحن نناقشكم في كلمة الجسم:
ما هذا الجسم الذي تنفرون الناس عن إثبات صفات الله من أجله؟!
أتريدون بالجسم الشيء المكون من أشياء مفتقر بعضها إلى بعض لا يمكن أن يقوم إلى باجتماع هذه الأجزاء؟! فإن أردتم هذا، فنحن لا نقره، ونقول: إن الله ليس بجسم بهذا المعنى، ومن قال: إن إثبات علوه يستلزم هذا الجسم، فقوله مجرد دعوى ويكفينا أن نقول: لا قبول.
أما إن أردتم بالجسم الذات القائمة بنفسها المتصفة بما يليق بها، فنحن نثبت ذلك، ونقول: إن لله تعالى ذاتاً، وهو قائم بنفسه، متصف بصفات الكمال، وهذا هو الذي يعلم به كل إنسان.
وبهذا يتبين بطلان قول هؤلاء الذين أثبتوا أن الله بذاته في كل مكان، أو أن الله تعالى ليس فوق العالم ولا تحته ولا متصل ولا منفصل ونقولك هو على عرشه استوى عز وجل.(1/496)
أما أدلة العلو التي يثبت بها نقيض قول هؤلاء وهؤلاء، والتي تثبت ما قاله أهل السنة والجماعة، فهي أدلة كثيرة لا تحصر أفرادها، وأما أنواعها، فهي خمسة: الكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة.
- أما الكتاب، فتنوعت أدلته على علو الله عز وجل منها التصريح بالعلو والفوقية وصعود الأشياء إليه ونزولها منه وما أشبه ذلك.
- أما السنة، فكذلك، فتنوعت دلالتها، واتفقت السنة بأصنافها الثلاثة على علو الله بذاته، فقد ثبت علو الله بذاته في السنة من قول الرسول r وفعله وإقراراه.
- أما الإجماع، فقد أجمع المسلمون قبل ظهور هذه الطوائف المبتدعة على أن الله تعالى مستو على عرشه فوق خلقه.
قال شيخ الإسلام: "ليس في كلام الله ولا رسوله، ولا كلام الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ما يدل لا نصاً ولا ظاهراً على أن الله تعالى ليس فوق العرش وليس في السماء، بل كل كلامهم متفق على أن الله فوق كل شيء".
وأما العقل، فإننا نقول: كل يعلم أن العلو صفة كمال، وإذا كان صفة كمال، فإنه يجب أن يكون ثابتاً لله، لأن الله متصف بصفات الكمال، ولذلك نقولك إما أن يكون الله في أعلى أو في أسفل أو في المحاذي، فالأسفل والمحاذي ممتنع، لأن الأسفل نقص في معناه، والمحاذي نقص لمشابهة المخلوق ومماثلته، فلم يبق إلا العلو، وهذا وجه آخر في الدليل العقلي.
- وأما الفطرة، فإننا نقول: ما من إنسان يقول: يارب! إلا وجد في قلبه ضرورة بطلب العلو.
فتطابقت الأدلة الخمسة.
وأما علو الصفات، فهو محل إجماع من كل من يدين أو يتسمى بالإسلام.
السادسة والعشرون: إثبات العظمة لله عز وجل، لقوله: ]العظيم[.
ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة، لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح)....(1/497)
هذا طرف من حديث رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه في قصة استحفاظ النبي صلى الله عليه وسلم إياه على الصدقة، وأخذ الشيطان منها وقوله لأبي هريرة: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي ]الله لا إله إلا هو الحي القيوم[ حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح فأخبر أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: "إنه صدقك، وهو كذوب
---
(1/498)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد كتاب أسرار التنزيل للسيوطي
---
أين أجد كتاب أسرار التنزيل للسيوطي
---
alkhatib
02-08-2004, 08:19 AM
أنا في حاجة ماسّة لكتاب أسرار التنزيل للسيوطي و قد بحثت عنه في جميع المكتبات، و أحاول ايجاده على شبكة المعلومات منذ أكثر من ثلاثة شهور لكنّي لم أنجح في كل محاولاتي. فمن يفيدني و يساعدني على قراءة الكتاب؟ فأدعو له بطول العمر و حسن الختام، و جزاه الله خيراً سلفاً.
---
متعلم
02-12-2004, 06:28 AM
كتاب أسرار التنزيل للسيوطي حقق في رسالة دكتوراة للباحث أحمد الحمادي من جامعة الإمام . وطبع بغدارة الشؤون الإسلامية بدولة قطر في مجلدين .
---
alkhatib
02-12-2004, 08:24 AM
بارك الله فيك يا أخي (متعلم)
لكنّي أعيش خارج قطر، و قد حاولت ايجاد عنوان غدارة الشؤون الإسلاميّة بدولة قطر عن طريق البحث في شبكة المعلومات و مصادر أخرى فلم أنجح.
لو تكمل معي معروفك فترسل لي عنوانهم البريدي أو رقم الهاتف أو ألـ e-mail ، فأكون ممنون لك بهذه الخدمة. و جزاك الله خيراً.
---
متعلم
02-13-2004, 02:48 PM
أخي الكريم
للأسف ليس لدي عنوان لها ، وأنا كذلك أبحث عن الكتاب . فلعل أحد الإخوة أعضاء هذا المنتدى يفيدنا ..
---
عبد الله
02-13-2004, 09:25 PM
أخي الخطيب . المتعلم -وفقكما الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عنوان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر :
www. islam.gov.qa
E.Mail: M-Dirasat@Islam.gov.qa
هاتف مركز البحوث والدراسات : 4324584 - 4447300 - 4420066
فاكس 009744420099 - 009744447022
عبد الله إبراهيم
---
(1/499)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وجه من وجوه إعجاز القرآن العظيم.
---
وجه من وجوه إعجاز القرآن العظيم.
---
أبو عبد المعز
10-26-2005, 05:21 AM
من الدلائل الإجمالية لإعجاز القرآن الكريم تحقق الجمع الأسلوبي في السورة القرآنية بين النهايتين المتضادتين, ووجه الإعجاز ينجلي بوضوح لو تمثلنا ذلك في صورة من يطلب منه أن يخطو خطوة إلى جهة المشرق على شرط أن تكون تلك الخطوة عينها تدنيه من جهة الغرب....هذا خارج طوق البشر قطعا.
وقد تنبه الدكتور عبد الله دراز –رحمه الله-إلى هذ ا الوجه الإعجازي فصاغ تلك النهايات المتضادة المتحققة في القرآن في صورة ثنائيات عددها أربع:
1-"القصد في اللفظ" و "الوفاء بحق المعنى".
2-"خطاب العامة " و "خطاب الخاصة".
3-"إقناع العقل" و "إمتاع العاطفة"
4-"البيان" و "الإجمال".
وقد فصل -رحمه الله –في هذه الثنائيات بما لا مزيد عليه وكل ذلك مزبور في كتابه "النبأ العظيم" لمن شاء منكم الاطلاع عن كثب...وحسبي هنا أن أشير إلى أن من شأن طرفي الثنائية التنافر والتخاصم :فلا يمكن –مثلا- "الوفاء بحق المعنى" في الوقت الذي نخطط فيه ل"القصد في اللفظ".لأن الطرف منهما لا يتحقق إلا بنقيض مقابله.وعلى هذا يقاس باقي الثنائيات.
ومقصودي-في ذا المقال- هو إضافة ثنائية أخرى مستدركة أطمع إلى تفصيلها دون أن أدعي الاقتراب من شأو الدكتور دراز فضلا عن أن أساويه..
5-"التجانس" و "التميز".
هذه الثنائية-إن صحت-تقوم على ادعائين:
-دعوى أن القرآن كله متجانس في أسلوبه متشابه فى نسجه.
-دعوى أن كل سورة في القرآن تتميز عن أخواتها أسلوبا ونسجا.
فيكون الوجه الإعجازي جليا:اقتراب متزامن من نهايتين متضادتين:تميز الأفراد بحيث يتجانس المجموع.....!!ويتشابه المجموع في حين ينزع كل فرد إلى التفرد...!!وقبل ذلك لا بد من تفحص الادعائين.(1/500)
لعل الدعوى الأولى مسلمة وليست كذلك الثانية....
وقولي "مسلمة" يستند إلى ما هو ملحوظ –بصورة تكاد تكون تجريبية- من قدرة العربي المتوسط على التعرف على أسلوب القرآن بيسر شديد....فلا يختلط عنده بغيره.فلو أدمجنا بعض القرآن وسط نص للجاحظ –مثلا- لاستطاع العربي أن يدرك طبقتين من الفصاحة متميزتين داخل ذلك النص .تميز لا تخطئه الأذن ولا يخفى عن الذوق وإنكاره من قبيل المكابرة لا غير...وفي المقابل لو أشربنا نص"الجاحظ" بعضا من كلام "عبد الحميد الكاتب" أو أقحمنا جملا من مقامة "همذانية" في مقامة "حريرية" فلا ينتظر أن يشعر القاريء بالتفاوت نعم قد يحدس بعض الفرق-إن كان من ذوي التخصص العالي في أساليب الادباء- لكن دون أن يصل به الأمر إلى لمس طبقتين من الكلام متباينتين إحداهما أعلى بكثير من الأخرى...
لكن شأن الدعوى الثانية مختلف......
فالتعويل على الحدس هنا لا يكفي....صحيح أن التالي للقرآن قد يجد في نفسه شيئا من اختلاف سورة عن أختها لكن الدعوى لا تثبت إلا بتمحيص تفصيلي لأن الشأن يتعلق بالاختلاف ولا سبيل الى ادراكه إلا بالتنصيص عليه....ومع ذلك فليس في وسعنا استقراء كل سور القرآن العظيم والتنبيه على "شخصية" كل سورة منه.....
ليس في الطاقة إلا" النمذجة " مع ترك الفرضية مفتوحة لمن شاء أن ينصرها أو شاء أن يدحضها.
نموذج:سورة الأحزاب:
أنا زعيم بأن السورة المباركة تتميز عن أخواتها بظاهرة أسلوبية يسهل التقاطها بمجرد قراءة السورة وقد لا تتكرر في أية سورة أخرى بالوتيرة ذاتها....وأعنى ظاهرة "التعدد والتعداد".
ومن الطريف أن نلاحظ بدءا أن اسم السورة –الأحزاب-مؤشر قوي على معنىالتعدد والتعداد..
كما أن مطلع السورة الندائي الذي يقرع الأذن يدخل القاريء إلى فضاء سيستأنس فيه بتكرار النداءات وتعددها على نحو لا يجده في سورة أخرى.لقد أحصيت 13 نداء :
1. -يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّه.(1/501)
2. -يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ.
3. -يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ.
4. يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ
5. -يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء.
6. -يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيرا.
7. -يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا.
8. -يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ.
9. -يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَك.
10. -يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ.
11. يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ-
12. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى.
13. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً.
تعدد المنادى : النبي خمس مرات ,المؤمنون ست مرات, ونساء النبي مرتين.
ومابين نداء ونداء يمر التالي بسلسلة من "التعدادات" حتى يتيقن أن التعداد هي ميزة السورة بلا ريب........أليس في سورة الأحزاب:
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً{35}
تعداد مبارك لأهل البر ذكورا وإناثا بلغ عشرين – أوعشرة أزواج-
أليس في سورة الأحزاب:(1/502)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ.
تعداد لما أحل الله لرسوله .-سبع أصناف-
وهذا تعداد في سياق آخر:
لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً{55}.
-سبع أصناف –
وهذه آيتان هما أجمع لصفات النبي صلى الله عليه وسلم وهما من "الأحزاب"طبعا:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً{45} وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً{46}
-سبع صفات أيضا:النبوة والرسالة والشهادة والبشارة والنذارة والدعوة إلى الله والهدى-
وهذه سلسلة من أدب المؤمنين مع نبيهم ونسائه معدودة في كل الأحوال:(1/503)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً{53}.
وهذا تعداد لأولي العزم من الرسل وهم خمسة من صفوة خلق الله:
وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً.
ثم تمضي السورة المباركة في تعداد أنواع المشركين والمنافقين وتعداد ما أفاء الله على المؤمنين في غزوتهم......إلى ان تصل إلى التعداد الختامي:
لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً{73}.
---
(1/504)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ابحث عن متن لالئ البيان في تجويد القرآن
---
ابحث عن متن لالئ البيان في تجويد القرآن
---
خادم القرآن الكريم
05-25-2004, 01:16 AM
السلام عليكم اخوتى
وبعد انى احبكم في الله وارجو ان يصلحنا الله واياكم
فقد طال بحثى عن متن لالئ البيان فى تجويد القرآن للشيخ السمنودى على الانترنت ولم اجدها فمن وجدها فليعلمنى برابطها وجزاه الله خيرا
---
(1/505)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > ملاحظات في الملتقى
---
ملاحظات في الملتقى
---
مجدي ابو عيشة
03-12-2006, 12:02 PM
اود ان انبه المشرفين على مواضيع ملحوظة :
الاول :ان بعض المواضيع هي نقل لكتابات لها حقوق نشر . الا يجب معرفة هل استأذن صاحب الكتاب الاصلي ؟
الثاني : بعض المواضيع بحاجة لتنقل من قسم لأخر ليتناسب القسم مع المواضيع والمحتوى .
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
03-13-2006, 03:59 PM
بارك الله فيكم أخي الكريم .
بالنسبة للموضوع الأول فليتك تضرب لنا أمثلة للتوضيح وهذا يهمنا كثيراً حتى لا نقع في مؤاخذة ونحن لا نقبل مثل هذا .
والأمر الثاني نحن نجتهد كثيراً في هذا لكن الإخوة المشاركون ينبغي عليهم التنبه لهذا ابتداءً ، ونحن بعد ذلك لو وجدنا موضوعاً غير مناسب للملتقى نتعامل معه بما يتناسب معه إما بالنقل للملتقى اللائق به أو استبعاده من المشاركات.
وفقكم الله لكل خير.
---
(1/506)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب عناوين الكترونية لبعض المشايخ
---
طلب عناوين الكترونية لبعض المشايخ
---
ريحانة
04-18-2006, 03:12 PM
أساتذتي الكارم قد علمت بإنظمام بعض الساتذة المتخصصين في الفقه واصوله .اني بحاجة الي بعض عناوين بعضهم للتواصل معهم من اجل الرسالة التي سجلتها بقسم الماجستير .
---
(1/507)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتب الكترونية بادر بالتحميل
---
كتب الكترونية بادر بالتحميل
---
الجواب الكافي
04-01-2005, 10:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
يدعوكم موقع شبكة الكريباني لقراءة كتب اهل العلم بواسطة كتب الكترونية تم عملها كي تساعدك على قراءة الكتاب بشكل واضح مع ميزة البحث عن اي معلومة تريدها بالكتاب
ومن الكتب الموجودة على الموقع هي
الكتاب الاول
المجموع شرح المهذب
للامام النووي
نبذه عن الكتاب وهو من أجمع الكتب في فقه الشافعية ، شرح به الإمام النووي كتاب "المهذب" ، لأبي اسحق الشيرازي (476هـ) وهذا كتاب جليل القدر وهذا الكتاب أهم شروحه
-------------------------------------------------------------
الكتاب الثاني
الجامع لاحكام القرآن
للأمام أبو عبدالله القرطبي
تفسير جامع لآيات القرآن جميعًا ولكنه يركز بصورة شاملة على آيات الأحكام في القرآن الكريم
-----------------------------------------------------------
الكتاب الثالث
ارواء الغليل في تخريج احاديث منار السبيل
تأليف العلامة محمد ناصر الدين الالباني
---------------------------------------------------------
الكتاب الرابع
مصنف الامام عبد الرزاق الصنعاني
اشتمل هذا الكتاب على(19202) نصًا مسندًا، رتبها المؤلف تحت(31) كتابًا، اشتمل كل كتاب على عددٍ من الأبواب.
وقد أتت مادة الكتاب مرتبة على الموضوعات الفقهية، فبدأ المؤلف بكتاب الطهارة،
------------------------------------------------------
الكتاب الخامس
وفيات الأعيان
لابن خلكان
نبذه عن الكتاب وهو كتاب في علم التراجم، وهو يعد من أهم المصادر في التراجم والتاريخ
وهناك كتب كثيره منها على سبيل المثال
اعلام الموسوعة الفقهية الكويتية
الموسوعة الفقهية الكويتية
البحر المحيط في تفسير القرآن العظيم(1/508)
البداية والنهاية
معاجم الطبراني
شرح زاد المستقنع
كنز العمال
لسان الميزان
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
زاد المسير في علم التفسير
الإصابة في تمييز الصحابة
الاعلام
وهناك المزيد
تفضل من هنا تستطيع تحميل الكتب على جهازك
http://www.kribani.com/Islambooks/
---
عبدالرحمن الشهري
04-02-2005, 02:19 AM
جزاكم الله خيراً أخي الكريم. لكن يبدوأن حجم الملفات سيكون كبيراً بحيث يصعب علينا تنزيلها لبطء الانترنت . فما الحل ؟
---
إمداد
04-07-2005, 11:58 PM
يمكنك ياأخي أن تحملها بالبرامج التي تستأنف التحميل مثل برنامج dap
---
سلسبيل
04-12-2005, 01:32 PM
رابط للبرنامج
اسم البرنامج ...
http://www.stardownloader.com/img/logo.gif
حجمه : 1.30 ميجا
فائدته :: تسريع التحميل عبر الانترنت لسرعه قد تصل اربعه اضعاف التحميل العادي!
للتحميل : اضغط هنا (http://mohd.siteatnet.com/foreign/mohd/stardownload.zip)
موقع الشركة :
اضغط هنا (www.stardownloader.com)
النظام المطلوب : يشتغل على جميع انظمه ويندوز
واجهه البرنامج :
http://mohd.siteatnet.com/foreign/m...nloadercopy.gif
شرح واجهه البرنامج ::::::::::::
(1) لاضافة رابط جديد للتحميل
(2) لحذف احد البرامج التي تم تحميلها او التي لا تزال في طور التحميل
(3) للايقاف المؤقت للتحميل
(4) لاكمال التحميل بعد الايقاف المؤقت
(5) للدخول على الخيارات المتنوعه
(6) لرؤية ما تم تنزيله وايضا لرؤيه حاله التنزيل وكم بقي من المده ووو..الخ
(7) بعض الخيارات الغير ضروريه
نقاط هامه --
النقطه الاولى :
يجب عليك ان تضع البروكسي الخاص فيك ليتعرف عليه البرنامج..
كما هي عاده اغلب برامج ...!
لكن..كيف اضع البروكسي الخاص بي؟
الجواب: اذهب الى خيار Option او خيارات ثم كما في الصوره:
http://mohd.siteatnet.com/foreign/mohd/star1copy.jpg
النقطة الاخرى:(1/509)
لتعديل اللغة الى العربيه (وهذي احد مزاياها بالضبط هو
وجود اللغة العربيه) اذهب كالتالي:
Option---->Language------>Arabic
**************
رابط آخر للبرنامج
برنامج قوي يعمل على تنزيل الملفات من الانترنت بسرعة ثلاث اضعاف كما انه يتابع الانزال بعد انقطاع الاتصال
http://www.absba.com/modules.php?
منقول
---
(1/510)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فتوى للشيخ عبدالرحمن البراك في المصاحف الجديدة الملونة موضوعيا
---
فتوى للشيخ عبدالرحمن البراك في المصاحف الجديدة الملونة موضوعيا
---
أبو عبدالله المحتسب
07-25-2006, 07:45 PM
س/ظهر في الأسواق مصاحف ملونة كتابة لونت فيها بعض الآيات تبعا للموضوعات، وبعضها لونت فيه أسماء الله الحسنى لتظهر فيها الأسماء بأشكال هندسية متميزة، وجعلوا ذلك لونا من الإعجاز، وسموه الإعجاز التوافقي.
فما تقولون في ذلك حفظكم الله؟
الجواب/
هذا عمل محرم، لأنه عبث بكتاب الله عزوجل، يجعل حروفه وكلماته للزخارف كما تزخرف الحيطان والثياب، وهذا ما ذكروه من التوافق إنما حصل بمعالجتهم ذلك في طريقة كتابة المصحف. ولو كان هذا التوافق أصيلا في رسم المصحف وهو لون من ألوان الإعجاز لراعاه الصحابة رضي الله عنهم، فهذا الرسم التوافقي ودعوى أنه نوع من الإعجاز= بدعة ودعوى لا دليل عليها، والمعتمد في رسم المصحف كتابة الصحابة رضي الله عنهم.
وأما ما جاء عن السلف من شكل حروف المصحف ونقطها فشيء تناقلته القرون بالرضا والقبول، والحاجة ماسة إليه.
لهذا أرى أنه يجب التحذير من تداول هذه المصاحف التي ورد في السؤال، وننصح كل من اقتنى منها نسخة أن يحرقها. والله أعلم
أملاه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
22/6/1427هـ
---
(1/511)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القرآن الكريم وتفاعل المعاني ( الجزء الثاني ) .
---
القرآن الكريم وتفاعل المعاني ( الجزء الثاني ) .
---
المحرر
07-14-2003, 06:04 PM
القرآن الكريم وتفاعل المعاني: دراسة دلالية لتعلق حرف الجر بالفعل وأثره في المعنى في القرآن الكريم ( الجزء الثاني )
تأليف : د/ محمد محمد داود
الناشر : دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع - القاهرة
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 01/11/2002
نوع التغليف: عادي ( ورقي )
عدد الأجزاء : 2
عدد الصفحات : 602
حجم الكتاب : 17 × 24 سم
السعر : 37.5 ريال سعودي ($10.00)
التصنيف : / علوم القرآن / معاني القرآن
نبذة عن الكتاب : يطرحُ المؤلفُ في هذا الكتابِ دراسةً طويلةً ومُسهبةً تتوفرُ جُهودُها على بحثِ العَلاقاتِ والإيحاءاتِ الدلاليةِ الناشئةِ عن ارتباطِ الفعلِ بُعنصرٍ من أهمِّ عناصرِ الجملةِ الفعليةِ المكملةِ وهو حرفُ الجرِّ وذلكَ من خلالِ تحليلِ الأنماطِ التركيبيةِ المختلفةِ, معَ بحثٍ لتلكَ الظاهرةِ اللُغويةِ المثيرةِ المعروفةِ بالعُدول والتي يتسعُ دورانُها في القرآنِ الكريمِ اتساعاً لافتاً للنظر، يكشفُ تأملُه عن سرٍّ منْ أسرارِ المعاني في القرآنِ الكريمِ الكامنةِ في نظمهِ الساحرِ وبيانهِ الخالدِ وروعةِ إعجازهِ المتجددةِ على مرِّ العُصُور.
الخلاصة : يواصل المؤلف في هذا القسم من الكتاب الحديث عن الأفعال في القرآن الكريم وعلاقة حروف الجر المركبة معها وأثرها على تأدية المعنى ، والآن مع خلاصة فصول هذا القسم:
الفصل الرابع:(1/512)
وتندرج مادته تحت عنوان:" الإدراك والمشاعر"ويعرض فيه المؤلف للأفعال التي تدور دلالاتها حول معاني الإدراك الحسي أو العقلي، أو حول الحقل الدلالي للعواطف والمشاعر مثل: ( أحس / تحسسوا / أدراكم / يخيل / ذوقوا / يريكهم / يشعرنَّ / أعثرنا / ليتفقهوا / فأنظرني / تجوع / تعرى / تخبت / تخزون / يحسدون / استيأسوا / سوَّلت / فطوعت / أتعجبين / تعزموا / أفوض.........) إلى غير هذا من الأفعال.
الفصل الخامس:
" الظهور والعطاء "وفيه يحصي المؤلف الأفعال التي تتمحور دلالاتها الأولية حول معاني الظهور كـ: (تبين/ تجلى / تبدي / شرع......) وأفعال الخفاء في المقابل مثل: (يستخفون / يغشى / أوجس /أسرَّ...... ) وكذلك الأفعال التي تنتمي دلالاتها إلى معنى العطاء والجود والبذل كـ: (أعطى/ يهب/يرث/أنعم/أغنى.....) وأفعال المنع والحرمان في المقابل ومثالها:( نمنعكم/ كفَّ / بخل / يغضوا / يستنكف /......) إلى غيرها من أفعال.
الفصل السادس:
" الطاعة والمعصية " ويشمل الأفعال المركبة مع حروف الجر في القرآن الكريم والتي تنحصر إيحاءاتها في معاني الطاعة والعبادة أو الإثم والمعصية ، ومن هذا الضرب: ( تاب / تزكَّى / صلَّى / آمنوا / استعذ / توكَّل / تهجد / أسلم /اقنتي/اركعي.....) وفي مجال المعصية: ( تبغي / جحدوا / سخروا / طغوا / عتوا /عصى/ غوى / افترى / فسقوا....) إلى ما أشبه هذا من أفعال.
الفصل السابع:
ويأتي بعنوان :" الحكم والإلزام "وفيه يتناول المؤلف الأفعال المركبة مع حروف الجر في القرآن الكريم بحيث يدور فضاؤها الدلالي حول معاني الحكم والعقوبات والعفو، أو حول معاني الإلزام والوجوب ، ومن هذه الأفعال: ( جزيناهم / يحكم / يحاسبكم / يحيف / يخسف / تدمر / فدمدم / عاقبوا / نقموا / أهلكناهم / استحقا / حاق / كُتب / فرضنا ....) وما على هذا الضرب من أفعال.
الفصل الثامن:(1/513)
" العلاقات الإنسانية والصراع والضعف " ويقصد به المؤلف الأفعال الدالة على المعاملات والعلاقات الإنسانية كالبيع والشراء والقرابة ، ومن أمثلتها: ( بايعتم / تداينتم / زوجناهم / اشتروا / صاحبهما/ عاشروهن / اكتالوا / تنكحوا....)كما يعرض المؤلف لأفعال الصراع والغلبة مثل:( أيدنا / استحوذ / اشدد...... )
وأفعال الضعف والعجز مثل: ( اخسئوا / عنت / وهنوا / تنيا / يعيى........) كل ذلك بالطبع من خلال تحليل الأنماط التركيبية لمثل هذه الأفعال مع حروف الجر وأثر ذلك دلاليا في لغة القرآن الكريم.
الفصل التاسع:
" العمل والتهيئة "وفيه يدرس المؤلف الأفعال المركبة مع حروف الجر وتحليقاتها الدلالية التي تدور حول معاني العمل أو التهيئة له ، ومثال ذلك: ( جعل / جرحتم / خلقكم / ذرأنا / سعى / أصلحنا/اصطنعتك / استعمركم / جهزهم / ذللناها / نتربص / أعدت / يمهدون / يسرنا .....) وما شابه هذا من أفعال.
الفصل العاشر:
" الكثرة والتمام والقلة " وفيه يجمع المؤلف كل الأفعال التي تنتمي دلالاتها حول ما في عنوان الفصل من معاني ومثالها: ( باركنا / يزيدهم / أسبغ / أسرفوا / تغلوا / تفيض / لاستكثرت / أتمم / أكملت / يوفون / ننقصها / تقصروا / يخفف.......) إلى غير هذا من الأفعال.
الفصل الحادي عشر:
" مجالات متفرقة " ويحصي فيها المؤلف الأفعال المركبة مع حروف الجر والتي تنتمي دلالاتها إلى معاني النور والظلمة، أو الطعام والشراب، أو الزينة والحلي وغير ذلك، ومن أمثلتها في القرآن الكريم: (أشرقت / أضاء / ظللنا / يعشو / عميت / لتأكلوا / اشربوا / يحلون / زينا.....) إلى ما يشابه هذا من أفعال.(1/514)
التقويم : ليسَ يملكُ القارئُ المتحلي بالصبرِ والأناةِ أمامَ دراسةٍ مُفْرَطَةِ الطولِ تربو على ألفٍ ومائتي صفحةٍ منَ القطعِ غيرِ الصغيرِ إلا أن يعجبَ لهذا الجهدِ الضخمِ المبذولِ في ثناياها سواء على مستوى حصرِ الأفعالِ وتقسيمِ المادةِ العلميةِ، أو على مستوى إنشاءِ الجداولِ الشارحةِ، وتحليل الأنماط التركيبية لتلكم الأفعال وحروف الجر المضفورة معها في سياقٍ قرآني آسرٍ وجميل - وهو جهدٌ ليس بالهينِ يعينُ القارئَ عليهِ لغةٌ عصريةٌ وطيعةٌ للمؤلفِ وحبٌ وإجلالٌ مركزان في النفوس السَّويِّة تجاهَ لغةِ القرآنِ الكريمِ الساحرة - غيرَ أننا نقلبُّ صفحاتِ الدراسةِ ظهرًا على بطنٍ فتطالعنا آراءٌ لشخصياتٍ تراثيةٍ معروفةٍ " كالزمخشري والطبري والألوسي والفراء وعبد الله بن منظور " ثم لا نكادُ نعثرُ على شخصيةِ المؤلفِ فيما يناقشهُ من آراءٍ بحيثُ يمكنُ القولُ بأنهُ كان عالةً على هؤلاءِ - رغمَ أنه ينقلُ ويحيلُ ولكنْ دونَ مجاوزةٍ أو مغايرةٍ لما يقولون - اللهمَّ إلا في طريقةِ العرضِ والحصرِ والإحصاءِ، وتقسيمِ مادةِ الكتابِ وهو جهدٌ سبقَ وأشرنا إليهِ في مُبتدأِ هذا الكلام.
الملاحظات :
سبق الإشارة إلى جملة من الملاحظات على هذه الدراسة الماتعة عند عرضنا للجزء الأول منها ، فطالع - غير مأمور - هذا الرابط .
المصدر : ثمرات المطابع .
---
(1/515)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وفاة الشيخ عبد الله بن قعود، رحمه الله.
---
وفاة الشيخ عبد الله بن قعود، رحمه الله.
---
خالد الشبل
10-11-2005, 12:10 PM
توفي صباح هذا اليوم الثلاثاء الشيخ عبد الله بن حسن القعود، وسيُصلى على الشيخ عصرًا في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض.
رحمه الله، وغفر له.
المصدر (http://alsaha2.fares.net/sahat?128@124.Tlvbtqlwqbb.1@.1dd843f6)
---
مساعد الطيار
10-11-2005, 01:24 PM
نسأل الله للشيخ المغفرة والرضوان ، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان ، وأن يخلف الأمة خيرًا منه ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
---
مرهف
10-11-2005, 02:46 PM
اللهم اخلف على المسلمين خيراً ، اللهم اجبر هذه الثلمة في الإسلام ، وهيئ لنا من عبادك من يقول الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصر شرعك واجعلنا منهم آمين.
أعظم الله أجرنا وأجركم وأحسن عزاءكم وغفر الله لميتنا وألهم الله أهله وذويه الصبر
---
أبو المعتز القرشي
10-11-2005, 07:39 PM
رحمه الله من عالم جليل ، وأسكنه الله فسيح جناته
---
ابن الجزيرة
10-11-2005, 09:40 PM
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعفنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس يا أرحم الراحمين .
---
محمد الحريص
10-12-2005, 10:25 AM
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعفنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس يا أرحم الراحمين .
---
إمداد
10-13-2005, 01:53 PM
رحمه الله رحمة واسعة
الشيخ عبدالله بن قعود : لمحات من سيرته ومآثره / بقلم تلميذه خالدالشايع
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم(1/516)
الشيخ عبدالله بن قعود رحمه الله الخطيب المفوه والعالم الناصح والمفتي المحقق
بقلم : خالد بن عبدالرحمن بن حمد الشايع
المستشار الشرعي والمشرف التربوي وأحد الدارسين على فضيلته
الحمد لله الحي القيوم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه والتابعين بإحسانٍ إلى يوم الدين ، أما بعد :
ففي صباح هذا اليوم الثلاثاء الثامن من رمضان عام 1426هـ ودَّعت الدنيا بمدينة الرياض أحد أئمة العلماء وأعلامها النبلاء ، وهو الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود ، عن عمر يناهز الثالثة والثمانين ، بعد أن لازمه المرض بضع سنين .
وتناقل الناس الخبر آسفين حزينين ، يعزي بعضهم بعضاً ، ويسألون الله له المغفرة ، وأن يخلف على الأمة فيه خيراً .
وتوافد الناس للصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض عقيب صلاة العصر ، حيث امتلأ هذا الجامع الكبير بالتمام وزيادة ، وتقدم المسلمين أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز ، وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز ، وعدد كبير من الأمراء والعلماء وطلبة العلم ، وأمَّ الناس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة .
ثم وُوري الشيخ ابن قعود الثرى في مقبرة العود وسط مدينة الرياض التي اكتظت الطرقات المؤدية إليها بالسيارات والمشاة ، فقد شيعه عدد كبير من الناس ، فيهم الأمراء والعلماء والمسئولون وغيرهم من محبي الشيخ رحمه الله .
والشيخ ابن قعود ـ رحمه الله ـ صاحب علم وعمل ودعوة ، فقد كان أحد أعضاء لجنة الإفتاء بالمملكة ، إلى قبيل مرضه ، وكانت له جهود علمية ودعوية في الخطابة والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وفيما يلي ترجمةٌ مختصرةٌ للشيخ ، استفدتها من مقدمة مجلدات فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء ، إضافة لما أعرفه عن الشيخ لدى دراستي عنده وحضوري مجالسه :
فهو الشيخ العلامة عبد الله بن حسن بن محمد بن حسن بن عبد الله القعود .(1/517)
ولد في ليلة 17 رمضان عام 1343 هـ ببلدة الحريق الواقعة بوادي نعام أحد أودية اليمامة.
نشأ الشيخ في بلدة الحريق بين أبوين كريمين ببيت ثراء وفضل , فوالده أثناء نشأته أحد أثرياء البلد, وتعلم مبادىء الكتابة والقراءة من المصحف لدى محمد بن سعد آل سليمان, وذلك في آخر العقد الأول من عمره وأول الثاني, وقرأ القرآن بعد ذلك عن ظهر قلب ، وبعض مختصرات شيخ الإسلام ابن تيمية, والإمام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله ، على قاضي بلدته آنذاك الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم آل عبداللطيف رحمه الله .
بعد هذا قويت رغبته في تحصيل العلم فرحل في 27 صفر 1367 هـ مفارقاً ذلك البيت الغني بأنواع الأموال ، وتوجه إلى حيث يقيم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ في الدلم بمنطقة الخرج, ولازمه أربع سنوات ، ما عدا فترات الإجازات ونحوها, فكان يعود فيها إلى والديه اللذين يتعاهدانه أثناء تلك الفترة بما يحتاجه من مال ـ جزاهما الله عنه وعن العلم خيراً ـ.
وقد سمع على الشيخ ابن باز أشياء كثيرة من أمهات الكتب وغيرها من كتب الحديث والفقه , ومن المعروف لدى طلاب الشيخ ابن باز أن الشيخ ابن قعود حرر على إحدى نسخ بلوغ المرام فوائد نفيسة لدى دراسته عليه في الدلم ، وقد صورها البعض واستفادوا منها ، وحفظ الشيخ ابن قعود أثناء وجوده لدى الشيخ ابن باز مختصرات كثيرة منها بلوغ المرام, وكان ميالاً كثيراً للأخذ بالدليل ـ أي: لمسلك أهل الحديث ـ .
ولما فتح المعهد العلمي في الرياض في مطلع عام 1371 هـ الذي هو نواة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، التحق به وتخرج في كلية الشريعة في عام 1377 هـ.
وكان من مشايخه في الدراسة النظامية المذكورة : الشيخ عبد العزيز بن باز, والشيخ عبدالرزاق عفيفي, والشيخ محمد الأمين الشنقيطي, والشيخ عبد الرحمن الإفريقي ، رحمهم الله.(1/518)
أما وظائفه الرسمية : ففي عام 1375 هـ عين مدرساً بالمعاهد, وفي 1379 هـ انتقل إلى وزارة المعارف وعمل بها مفتشا للمواد الدينية بالمرحلة الثانوية, وفي 1385 هـ انتقل إلى ديوان المظالم ,وعمل به عضواً قضائياً شرعياً, وفي 1 / 4 / 1397 هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء وعمل بها عضواً في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المنبثقة من هيئة كبار العلماء, بجانب عضويته في هيئة كبار العلماء, وفي 1 / 1 / 1406 هـ خرج للتقاعد .
واستمر في المشاركات في اللقاءات والنشاطات العلمية والثقافية ، إضافة لإفتاء الناس فيما يعرضونه عليه ، وتعاون مع جامعة الملك سعود بإلقاء محاضرات لطلاب الدراسات العليا بقسم الثقافة الإسلامية ، وهكذا دروسه العلمية الأسبوعية المستمرة في المسجد والتي يؤمها كثيرٌ من طلبة العلم .
وأما في مجال الإمامة والخطابة : فقد عُين إماماً وخطيباً بجامع المشيقيق بالرياض منذ شعبان 1378هـ , وفي المحرم 1391 هـ عين خطيباً لجامع الملك فيصل (المربع) واستمر فيه على مدى ثمانية وعشرين عاماً ، حتى وقت إعادة بناء منطقة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي وترميم الجامع عام 1418هـ.
للشيخ ابن قعود رحمه الله عدد من المؤلفات منها : مجموعة خطب صدرت في أربعة أجزاء في أزمان متفاوتة باسم (أحاديث الجمعة), وله تعليق على بعض مقررات الحديث والفقه في المرحلة الثانوية والمتوسطة إبان عمله مفتشاً بوزارة المعارف . إضافة لبعض الرسائل المختصرة ، ومئات الفتاوى التي اشترك في الإجابة عنها مع أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .(1/519)
ولدى دراستنا على الشيخ ـ رحمه الله ـ لاحظنا تجرده للحق واتباعه للدليل ، وتميز أسلوبه ـ رحمه الله ـ بالبسط والتفصيل ، بحيث يعرض المسائل عرضاً جلياً يزول معه اللبس والتردد ، ولاحظنا التأثر الكبير منه رحمه الله بشخصية شيخنا العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله ، في تعليمه وترجيحاته وورعه عن التفرد بالرأي أو الهجوم على المسائل بلا علم .
إضافة لتأثره بالشيخ ابن باز في ورعه وزهده ، وانصرافه عن الدنيا وعدم مزاحمة الناس على ما في أيديهم ، وفي تطلبه للحق والوقوف عنده ، وفي بذله نفسه للناس .
وأما خطب الشيخ رحمه الله ، والتي يسَّر الله لي حضورها إبان دراستي في المرحلة المتوسطة ، فقد تميزت بالمعالجات العميقة لقضايا العقيدة وللمسائل الحياتية الحادثة مع ملاحظة الاختصار والإيجاز ، وكان له رحمه الله أسلوبه المتميز في الخطابة ، الذي يلحظ معه سامعه إخلاص الشيخ لله تعالى ، وشدة نصحه للناس ، وتميزت خطبه بأنه كان يرتجلها ولا يقرأها من ورقة . فكان جامعه متجهاً لطلاب العلم ولعدد من وجهاء الناس ، حيث يؤمونه من أنحاء شتى من مدينة الرياض ، إضافة لعامة الناس ، فكان المسجد يغص بالمصلين.
وقد كان الشيخ ابن قعود رحمه الله يُولي خُطبه اهتماماً بالغاً بالتحضير لها ، وبكيفية أدائها وإلقائها ، كما يظهر ذلك في مقدمته لكتاب الخطب ، ولذلك فكان الشيخ كثيراً ما يبكي على المنبر لشدة تأثره وعظيم نصحه .
وحدثنا من هو أكبر منا أن الملك فيصل ـ رحمه الله ـ إبان حياته كان يصلي الجمعة في ذلك الجامع ، فيسمع خطب الشيخ ويصلي وراءه .
وقد عرفنا عن الشيخ رحمه الله تواضعه ولطفه ورفقه وحرصه على مخالطة الناس ، وكانت الابتسامة لا تغادر محياه ، وكان لطيف المعشر قريب النفس ، تكسوه مهابة العالم في حديثه وشخصيته وسمته ، غير أن سماحته وتواضعه تقربه منهم ، فكان رحمه الله رقيق القلب سريع البكاء ، يبكي في الصلاة ولدى خطابته في النفس .(1/520)
ومن لطفه وتواضعه ورفقه ما كنا نلاحظه من وقوفه للناس عند باب الجامع بعد خطبة وصلاة الجمعة ، يجيب عن أسئلتهم ويحل إشكالاتهم ، ولا يستطيل وقوفه في حر الصيف أو برد الشتاء . كان الشيخ في لبسه وهندامه نضراً مرتباً ، غالب لباسه البياض ، ومع حسن لبسه وجمال منظره إلا أنه ما كان يتكلف ولا يبالغ في هندامه .
ومنذ بضع سنين حلَّ بالشيخ مرضٌ تمادى به ، حتى ألزمه بيته ، فانعزل عن الناس وخاصةً بعد توالى الفتن والأحداث الجسام ، فإنه إبان صحته ونشاطه كان لا يتفرد بالرأي ، فكان كثيراً ما يحيل على العلماء الآخرين ، أو يطلب عرض المسألة على اللجنة الدائمة للإفتاء ، وكان ازدياد مرض الشيخ بعد أن بلغه خبر وفاة شيخه العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله ، حيث كان صدمةً بالغة له أثرت فيه وفي صحته تأثيراً بالغاً .
وبعد : فإن وفاة عالم جليل كمثل الشيخ عبدالله بن قعود لمما يحزن النفوس ويكدر الخواطر ، فقد كان رحمه الله من أئمة العلماء الناشرين لسنة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، بالعلم والعمل ، وما أجل ما قاله الإمام أيوب السِّختيانيّ: إنّه ليَبلُغني موت الرّجل من أهلِ السنّة؛ فكأنّما أفقد بعضاً من أعضائي .
ومما يبين أثر موت العلماء على الأمة ما نقله المفسرون في تفسير قول الله تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) [الرعد : 41].
قال عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ خرابها بموت فقهائها وعلمائها وأهل الخير منها ، وروي مثله عن غيره أيضاً .(1/521)
قال الحافظ ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ إن هذا التفسير للآية حسنٌ جداً وتلقاه أهل العلم بالقبول . ومما جاء في بيان الرزية بفقد العلماء ما رواه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " .
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في فتح الباري : فدلَّ هذا على أن ذهاب العلم يكون بذهاب العلماء.
وقيل لسعيد بن جبير : ما علامة هلاك الناس ؟ قال : إذا هلك علماؤهم .
ونقل عن علي وابن مسعود وغيرِهما قولهم : موت العالم ثلمةٌ في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار .
وقال سفيان بن عيينة : وأي عقوبة أشد على أهل الجهل أن يذهب أهل العلم .
ا
لأرض تحيا إذا ما عاش عالمُها
متى يَمُتْ عالمٌ منها يَمُت طرفُ
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حلَّ بها
وإن أبى ، عاد في أكنافها التَّلف
إلى غير ذلك من النقول والآثار التي تبين الأثر الكبير الناشئ عن موت العلماء .
وينبغي أن يشار في هذا المقام إلى أن من حق علمائنا أن تبرز مآثرهم وأن تبسط سيرهم حتى يستفيد منها الناس ، ولكي يقتدي بهم من بعدهم ، ولأجل أن يُعرف ويحفظ فضلهم ، وإن الله لحافظٌ دينه ومعلٍ لكلمته ، والموفق من استعمله الله في بلاغ دينه والعمل بعلمه وتعليمه ودعوة الناس إليه .
فنسأل الله تعالى أن يغفر لشيخنا عبدالله بن قعود ويرفع درجته في المهديين ، وأن يخلفه في عقبة في الغابرين ، وأن يغفر لنا وله ، وأن يفسح له في قبره وينور له فيه ، وأن يخلف على الأمة فيه خيراً .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد . حرر في 8/9/1426هـ
__________________
منقول
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@61.CeAutdBothc.1@.1dd84489
---(1/522)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر (شارك بما عندك)
---
بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر (شارك بما عندك)
---
عبدالرحمن السديس
06-02-2006, 07:50 PM
الحمد لله الحليم الكريم رب العرش العظيم ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما أما بعد:
ففي أيام الصيف هذه يشهد كثير من المساجد انحسارا شديدا ، وفي أعداد المصلين في صلاة الفجر ؛ لقصر الليل ، ووقوع كثير من الناس في السهر المفرط ...
حتى إن كثيرا من الأخيار بلوا بهذا ، ومنهم بعض الأئمة والمؤذنين ، وهؤلاء أمرهم أعظم ؛ لتعلق الأمانة بهم ، وتأثير تقصيرهم على جماعة المسجد .
وفضل صلاة الفجر ، والجماعة كبير ، والتفريط فيها خطير ، ولو لم يرد سوى هذين الحديثين لكفى وهما:
عن عثمان رضي الله عنه عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من صلى العشاء في جماعة ، فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة ، فكأنما صلى الليل كله » . رواه مسلم .
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء ، وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا ، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار » . متفق عليه .
وأضع بين يدي هذه الوسائل هذه القصص ، والمواقف لبعض السلف والعلماء = لنرى كيف كانت عنايتهم بالفرائض ، واهتمامهم بها :
الأولى :
في مصنف عبد الرزاق 1/526:
عن معمر عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت : « دخل عليَّ بيتي عمر بن الخطاب ، فوجد عندي رجلين نائمين ، فقال : وما شأن هذين ما شهدا معي الصلاة ؟(1/523)
قلت : يا أمير المؤمنين صليا مع الناس ـ وكان ذلك في رمضان ـ فلم يزالا يصليان حتى أصبحا ، وصليا الصبح ، وناما ، فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح » .
الثانية :
مصنف عبد الرزاق 1/527:
عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال : « كان إذا شهد العشاء الآخرة مع الناس صلى ركعات ثم نام ، وإذا لم يشهدها في جماعة أحيا ليله ، قال أخبرني بعض أهل معمر: أنه كان يفعله ، فحدثت به معمرا قال: كان أيوب يفعله » .
الثالثة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/12:
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبدالرحمن بن محمد ، ثنا عبدالرحمن بن عمر ، حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي: أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش ، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس ، فقال: هذا مما جنى عليّ هذا الفراش ، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض وجلده شيئا شهرين ، فقرح فخذاه جميعا .
الرابعة:
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/320:(1/524)
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن زكريا القطيعي الشاعر قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي يقول : سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول: لم تكن تكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة ، فنزل بي ضيف فشغلت به ، فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة ، فإذا الناس قد صلوا ، فقلت في نفسي : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشرين درجة» ، وروي « خمسة وعشرين درجة » ، وروي « سبعا وعشرين » فانقلبت إلى منزلي فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة ، ثم رقدت ، فرأيتني مع قوم راكبي أفراس ، وأنا راكب فرسا كأفراسهم ، ونحن نتجارى ، وأفراسهم تسبق فرسي ، فجعلت أضربه لألحقهم ، فالتفت إلي آخرهم ، فقال: لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا !قال فقلت: ولم ذاك ؟ قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة .
الخامسة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 6/183:
حدثنا إبراهيم بن عبدالملك ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مروان بن سالم القري ثنا مسعدة بن اليسع بن قيس الباهلي عن سليمان بن أبي محمد ثنا غالب القطان أن أناسا أتوه في قسمة ميراث لهم ، فقسمه معهم يومهم أجمع ، حتى إذا أمسى آوى إلى فراشه ، وقد لغب ، فاتكأ على مسجد له ، فغلبته عينه ، فأتاه المؤذن يثوب ، قالت له المرأة: ألا ترى المؤذن ـ يرحمك الله ـ يثوب على رأسك ؟!(1/525)
قال: ويحك ذريني فإنك جاهلة بما لقيت اليوم ، قال: فثوب مرارا ، والمرأة كل ذلك تبعثه ويقول لها ذلك ذريني حتى انتصف الليل ، فقام فصلى ، فلم يذكر كم صلى الإمام ، ولا عرفه ، فأعاد المكتوبة أربعا وعشرين مرة ، ثم أخذ مضجعه ، فرأى فيما يرى النائم أنه ينطلق من منزله إلى كربجة (1) ، فوجد في الطريق أربع دنانير ، ومعه كيس فيه ثلاثة أبواب فطرح الدنانير في باب من تلك الأبواب ، قال: فلبثت غير كثير فإذا الدنانير ينشدها من يذكر الدنانير الأربعة ـ رحمك الله ـ مرارا ، قال: فجعلت أتغامس عنه ، ثم دعوته بعد ذلك ، فقلت : يا صاحب الدنانير هذه دنانيرك ، فذهبت لأفتح الكيس لأعطيه الدنانير فإذا الكيس قد تخرق وذهبت الدنانير !
فقلت : يا صاحب الدنانير إن دنانيرك قد ذهبت فخذ شراءها ، فضبط بناحية ثوبي ، وقال: لا أقبل إلا دنانيري بأعيانها ، فاستيقظت ، وهو آخذ بناحية ثوبي ، فغدوت على ابن سيرين فقصصت عليه ، فقال : أما إنك نمت عن صلاة العشاء الآخرة ، فاستغفر الله ، ولا تعد لمثلها .
قال سليمان ، وأخبرني غالب القطان قال : ثم ابتليت بمثلها ، فاتكأت على ذلك المسجد فإذن المؤذن ، وثوب كل ذلك تبعثني المرأة الصلاة ـ يرحمك الله ـ فنمت إلى الحين الذي نمت فيه المرة الأولى ، فقمت فصليت نحو ما صليت المرة الأولى ، ثم أخذت مضجعي ، فرأيت أني وأصحابا لي على بغال شهب هماليج ، وأناس قدامنا على الإبل نيام في المحامل على فرش وطئة تحدوا بهم الحداة ، وهم على رسلهم ، وأنا وأصحابي مجتهدون على أن نلحقهم حتى بلغ جهدنا ، فنادينا : يا معاشر الحداة مالنا على البغال الهماليج ، وأنتم على الإبل على رسلكم ، ونحن نجتهد فلا ندرككم ؟!
فأجابتنا الحداة : إنا قوم صلينا في جمع صلاة العشاء الآخرة ، وأنتم صليتم فرادى فلن تلحقونا ، قال فغدوت على محمد بن سيرين ، فحدثته ، فقال: هو كما رأيته ...(1/526)
حدثنا عبدالله ابن محمد بن جعفر ثنا عبدالله بن محمد بن عمران حدثني عمي أيوب بن عمران قال حدثت عن غالب القطان قال : فاتتني صلاة العشاء في جماعة ، فصليت خمسا وعشرين مرة أبتغي به الفضل ، ثم نمت فرأيت في منامي كأني على فرس جواد أركض ، وهؤلاء في المحامل لا ألحقهم ، فقيل : إنهم صلوا في جماعة وصليت وحدك .اهـ
[وللخبر روايات أخر تجدها في ترجمته من الحلية.]
السادسة:
في كتاب «جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز» ص79:
في يوم من الأيام كان سماحة الشيخ على موعد بعد صلاة الفجر ، فلم يصل في المسجد ، وذهبنا بعد الصلاة إلى منزل سماحته ، وانتظرناه ، وقلقنا عليه ، فخرج علينا ، وسألنا عن الوقت ، فأخبرناه بأن الجماعة قد صلوا .
وكان ـ رحمه الله ـ متعبا في الليل ، ولم ينم إلا في ساعة متأخرة ، وبعد أن قام للتهجد اضطجع فأخذه النوم ، ولم يكن حوله أحد يوقظه ، أو يضبط له ساعة المنبه ، وبعد أن علم أن الناس قد صلوا صلى ، وقال للأخوين الزميلين الشيخ عبد الرحمن العتيق ، والأخ حمد بن محمد الناصر : هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر !
قلت: رحمهم الله ، هكذا كانوا في الاجتهاد في العبادة ، ومحاسبة النفس عند أدنى خلل ، فزكت نفوسهم ، وعلت هممهم ، وبقي ذكرهم لمن بعدهم ..
فياليت شعري : من تفوته الصلاة هذه الأيام هل يحس بشيء من ذلك ؟!
من طلبة العلم ، والصالحين من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا ، وتكرارا ، مع أنه لم يحيي الليل ، ولا عشره ، بل ولا عشر عشره !
ثم لا يتألم ؟ و لا يحزن ؟ وكأن شيئا لم يكن ؟!
بل إنك ترى بعضهم قد أصبحت عنده عادة مستمرة يغيب مرة ، ويحضر مرات ، وإن حضر فمن آخر الناس حتى أصبح محل استغراب ، وريبة من العوام !(1/527)
وهذا جانب آخر من جوانب هذه المشكلة ، فهذا الفاضل عندهم لا يوثق بكلامه ، ولا علمه ، ولا نصحه من هؤلاء العامة ، وقد حدثت أن رجلا من العامة كان يعالج أبناءه على صلاة الفجر ، فأغلظ على أحدهم مرة في إيقاظه ، فقال الولد : [بالعامي] ( لا تشغلني رح انصح المطوع أول ! ) وكان إمامهم كثير التخلف عن صلاة الفجر .
ولندخل في بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر :
1- من أهم الوسائل على الإطلاق تقوى الله ، والاهتمام بأمر الصلاة في الجماعة ، فإذا اهتم المسلم بأمر الله الصلاة في الجماعة سيجد ـ بإذن الله ـ سهولة كبيرة في الاستيقاظ للصلاة ، وهذا أمر مجرب فالذي يهتم بشيء قد لا يستغرق في نومه من أجل ذلك ، وهذا ظاهر حتى في الأطفال إذا وعد برحلة في الصباح = استيقظ قبل أهله ،وقبل الموعد من غير أن يوقظه أحد .
2- النوم مبكرا ، وكثير من الناس يعرف الحد الذي يستطيع معه أن يستيقظ ، وإذا تجاوزه نام عن الصلاة ، فهذا لا يجوز له أن يسهر إلى الحد الذي يقع معه الخلل في هذه الفريضة .
3- استخدام وسائل التنبيه كالساعات المنبهة ، والجوالات وغيرها ... وبعض الناس يشتكي من ثقل نومه فلا يسمعها ، وبعضهم يشتكي أنه ربما أغلقها من غير شعور ... ثم عاود النوم ...
وهناك بعض الأفكار لتقوية صوت المنبه منها :
أن تضع هذا المنبه في قِدْرٍ ، أو تقلب هذا القدر ، وتجعل المنبه على ظهره ، فسيزيد هذا الصوت ، وكذلك الهاتف الجوال ضع مع الجرس ميزة الاهتزاز ، وضعه على ظهر القدر ، وإن كان في الغرفة (سراميك) ، واخترت قدرا قديما متمايل الأطراف = فسيصبح الصوت كالزلزال ، ويوقظ الجيران !
أما من كان يغلقها من غير شعور ، فيمكن أن يستخدم عددا من المنبهات ، ويغاير بين أوقات تركيبها ، فيجعل بينها عددا من الدقائق ، وكذلك يغاير بين مواقعها .(1/528)
4- الاستفادة من تقنية التبريد في أيام الصيف الشديد فبعض المكيفات (السبلت) فيها ميزة ضبط الوقت في التشغيل والإغلاق ؛ فيمكن ضبطه على الإغلاق قبل موعد الاستيقاظ بنصف ساعة أو أكثر .
والمكيفات التي لا توجد بها هذه التقنية يمكن أن يوضع جهاز صغير لها يسمى بالإنجليزية (تايمر) ، وفكرته أنه يركب في (فيش) الجدار ، ويَضبط عملية التشغيل إلى 12 ساعة ، فمثلا نمتَ الساعة الواحدة ليلا ، وتريد الاستيقاظ الساعة الثالثة ، ضعه على رقم اثنين ، فسيعمل المكيف لمدة ساعتين ثم ينطفئ بعدها مباشرة ، وهكذا.
والحر كفيل بتخفيف حدة النوم إن لم يوقظك قبل أن يدق جرس الساعة .
5- من الوسائل التكثير من شرب السوائل قبل النوم ، وعدم دخول الخلاء ، فسيوقظك الحسر بلا ساعة ، وبالتجربة ستعرف القدر ، والمقدار الذي يساعدك على الاستيقاظ في الوقت المناسب .
6- قد يضطر الإنسان أحيانا لسهر بغير إرادته لظرف ، أو آخر ، فيصل لوقت يظن أنه لا يستطيع أن يستيقظ معه ... فالحل أن يغير مكان نومه ، وفراشه فينام مثلا على الأرض من غير فراش ، أو من غير وسادة في غير غرفة نومه ... ونحو ذلك من التغييرات التي تطرد الاستغراق في النوم وتسهل عملية الاستيقاظ .
هذا الذي سنح بالبال الآن ، ولعل في بالك زيادة ...
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه .
---------------------
(1) الكربج: الحانوت . قاموس.
---
ابو الروب
06-02-2006, 11:43 PM
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المميز وسدد الله خطاك واني احبك في الله واعذرني ان سالتك لاني اريد اجابتك خاصة ماهي افضل طريقة لدراسة كتاب الله عز وجل وفقك الله لكل خير
---
عبدالرحمن السديس
06-04-2006, 12:09 AM(1/529)
أحبك الله الذي أحببتني فيه ، وجزاك خيرا ، وتخصيصي بالسؤال ـ حفظك الله ـ من حسن ظنك الذي جاء في غير محله ، فالمنتدى يغص بالمشايخ ، وطلبة العلم الفضلاء ممن هم أكثر علما ، وأكبر سنا ؛ فلعلك أخي الكريم تجعل السؤال عاما في المنتدى العلمي للتفسير...
---
ابو الروب
06-05-2006, 12:18 AM
جزاك الله خير اخي عبدالرحمن وان شا الله ننفذ امرك
---
أريام
06-21-2006, 04:59 AM
كلام جميل جدا ومفيد لم تدع لنا مجالا للمشاركه جزاك الله خيرا
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
06-21-2006, 06:44 AM
ومن الوسائل أيضًا :
1- الحرص على آداب النوم : كالنوم على طهارة ، وأداء ركعتين بعد الوضوء ، والمحافظة على أذكار النوم ، والاضطجاع على الشق الأيمن ، ووضع الكف الأيمن تحت الوجه ، وقراءة المعوذتين في الكفين ومسح ما استطاع من الجسد بهما ، وغير ذلك من الآداب .
2- بذر الخير يورث تتابع الخيرات : فمن نام عقب أداء طاعة من صلة رحم ، أو بر والدين ، أو إحسان إلى جار ، أو صدقة سر ، أو أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو سعي في حاجة مسلم ، أو قيام ليل ؛ كافأه الله بأن يكون ممن يشهدون الفجر .
3- عدم الإكثار من الأكل والشرب : فإن كثرة الأكل تولد ثقلا في النوم ، بل حتى الطاعة تقلّ ، والخشوع يذهب ؛ لأن من أكل كثيرا شرب كثيرا فتعب كثيرا فنام كثيرا فغفل كثيرا فخسر كثيرا .
4-البعد عن المعاصي في النهار : وذلك بحفظ الجوارح عما لا يحل لها ، بالبعد عن النظرإلى الحرام ، وسماع الحرام ، وكذلك معاصي اللسان وسائر الأعضاء ، فمن نام على معصية ارتكبها من غيبة مسلم ، أو خوض في باطل ، أو نظرة إلى حرام ، أو خلف وعد ، أو أكل حرام ؛ عوقب بالحرمان من شهود الفجر ، لأن من أساء في ليله عوقب في نهاره ومن أساء في نهاره عوقب في ليله ! .(1/530)
5- تذكُّرُ عاقبة الصبر : فمن عرف حلاوة الأجر هانت عليه مرارة الصبر ، والعاقل الفطن له في كل ما يرى حوله عبرة ، فمن سهر الليالي بلغ المعالي ، ومن استأنس بالرقاد استوحش يوم المعاد " ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ".
6-استشعار أن عظيم الأجر لمن حضر الفجر: فقد ثبت في صحيح البخاري عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر إلى القمر ليلةً ـ يعني البدر ـ فقال: " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) " زاد مسلم : " يعني العصر والفجر" .
قال العلماء : "ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند ذكر الرؤية ، أن الصلاة أفضل الطاعات فناسب أن يُجازى المحافظ عليهما بأفضل العطايا ، وهو النظر إلى الله تعالى ".
7- الدعاء : فمن توجّه إلى الله الكريم سبحانه بصدق لم يخيّبه ، ومن ألحّ في الطلب بلغ الأرَب .
8- عدم اليأس من تكرر نوم الشخص عن صلاة الفجر ، فهو مطالب بالمجاهدة والمصابرة ، والأعمال بالخواتيم .
" اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " .
---
ابن الجزيرة
06-21-2006, 10:02 AM(1/531)
بارك الله فيكم وفي جهودكم , والحق أن الإضافة بعد هذه الكتابة صعبة جداً لكن هناك مشكلة لا بد من الوقوف عندها وعدم الإستسلام لها ألا وهي السهر ففي القديم كان الآباء والأجداد كما يقولون لا يترك أحد منهم ممن وجبت عليه الصلاة صلاة الفجر إلا لظروف قاهرة كما نقول إما مرض أو غلبة نوم في القليل النادر وهذا يكون في عامة الناس بل وفي المقصرين في ذلك الزمان أما أهل الصلاح والدين فلا يكاد يخطر على البال وكما يعلم الجميع بأن المعين بعد توفيق الله في هذا هو النوم مبكراً ؛ فكثير من الصالحين اليوم يكثر من لوم نفسه ومجاهدتها ووضع جميع الوسائل ليستيقض والنتائج سلبية جداً بل إذا تعجب منه شخص حين يداوم على الإستيقاظ لأيام يقول لا تتعجب فقد بدأت بالنوم مبكراً ثم لا يلبث أن يعود إلى عادته القديمة .
وصحيح أن بعض الناس يقوم متى أراد ويكفيه النوم القليل لكن غالب الناس ماحالهم , فلا بد من وقفه جادة في موضوع السهر المفرط في هذا الزمن خاصة في الإجازات , وقد اصبح الآن من يداوم على النوم مبكراً كأنه مغترب وحيد في هذا الزمن .
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة . وياليتنا نقلد الغرب في هذه العادة الطيبة .
---
عبدالرحمن السديس
06-21-2006, 01:24 PM
الإخوة الكرام الفضلاء وفقهم الله
جزاكم الله خيرا على التعليق والإضافة .
---
(1/532)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معجم علوم القرآن ( عرض مختصر ) ....
---
معجم علوم القرآن ( عرض مختصر ) ....
---
فهد الوهبي
12-04-2003, 06:49 PM
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فمن منطلق الدال على الخير كفاعله ، فهذا عرض مختصر لأحد الكتب الحديثة في علوم القرآن والمتخصص في بيان مصطلحات علوم القرآن ، اسأل الله النفع والسداد ..
عنوان الكتاب :
معجم علوم القرآن : علوم القرآن ، التفسير ، التجويد ، القراءات
المؤلف :
إبراهيم محمد الجرمي .
أسباب التأليف :
ذكر المؤلف لتأليف الكتاب أسباباً منها :
- خلو المكتبة الإسلامية منه في هذا العلم .
- كثرة المصطلحات علوم القرآن ووفرة مصادرها .
ما هي علوم القرآن التي تناولها المعجم :
أوضح المؤلف ذلك بأنه تناول : التفسير والتجويد والقراءات ومباحث علوم القرآن كما في كتابي الزركشي والسيوطي ( وأمثالها ) .
منهج الكتاب باختصار :
- قسمه إلى أبواب رتبها على الحروف الهجائية الألفبائية .
- رتب المصطلحات داخل الأبواب وفق ترتيب حروف الهجاء .
لم يشر للمصادر والمراجع وإنما ذكر خلاصات مركزة استخلصها من دراسة تلك الكتب .
- استخدم النهج النقدي لا مجرد العرض والجمع .
-
حجم الكتاب :
يقع الكتاب في 360 صفحة من القطع العادي .
وطبع في دار القلم بدمشق سنة 1422 هـ الطبعة الأولى .. في صف رائق وجميل ..
وسوف أذكر لاحقاً نماذج من الكتاب إذا يسر الله تعالى أسأل الله تعالى العلم النافع والعمل الصالح ..
كما أرجو من الإخوة الإفادة بذكر ما اطلعوا عليه من المؤلفات في هذا المجال ..
والله أعلم ..
---
فهد الوهبي
12-08-2003, 03:10 PM
نموذج من الكتاب :
" القراريط : هو تقسيم القرآن إلى أربعة وعشرين جزءاً وهي أرباع أسداس القرآن .(1/533)
قال الإمام أبو عمرو الداني : وبها قرأت على شيخنا فارس بن أحمد .
وهذه هي القراريط مشاراً إلى ختام كل منها : 1- البقرة 162 . 2- آخر البقرة . 3- آخر آل عمران . 4- النساء 147 ...... "
آخر :
قطر : رمز من الرموز الكلمية في ناظمة الزهر للشاطبي . وهو يرمز إلى العد المدني الأول والمدني الأخير .
مثال : قال الشاطبي :
بها المجرمون اترك له للأنام دع *** لمك والإنسان أو لا دعه للقطر " .
آخر :
" مبهمات القرآن : هي ما أبهم من أسماء الأشخاص والأماكن والآماد والأعداد الواردة في كتاب الله تعالى .
ومبهمات القرآن فرع من فروع تفسير القرآن ، وهو يعتمد على الروايات المنقولة المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الآثار المنسوبة إلى الصحابة والتابعين .
وقد اهتم العلماء والمفسرون قديماً وحديثاً بتتبع مبهمات القرآن ومحاولة إزالة إبهامه بتعيين الأسماء والأماكن . ومن جملة من اهتم بالمبهمات القرآنية الصحابة رضي الله عنهم ، فعن ابن عباس ـ كما في البخاري ـ قال : مكثت سنة أريد أن اسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما أستطيع أن اسأله هيبة له . فلما سأله أخبره عمر بأنهما حفصة وعائشة .
وعن ابن عباس قال : طلبت اسم رجل في القرآن ، وهو الذي خرج مهاجراً إلى الله ورسوله ، وهو حمزة بن العيص .
ومن الكتب المفردة لمبهمات القرآن :
- التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام .
- التكميل والإتمام لكتاب التعريف والإبهام لابن عساكر الغساني .
- غرر البيان لمبهمات القرآن لبدر الدين ابن جماعة الحموي .
- مفحمات الأقران في مبهمات القرآن لجلال الدين السيوطي .".
هذه نماذج من الكتاب وليس المقصود التقييم .
وأرجو من الإخوة الإفادة بذكر ما اطلعوا عليه من المؤلفات في هذا المجال ..
والله أعلم ..
---
عبدالرحمن الشهري
02-15-2005, 04:02 PM(1/534)
جزاك الله خيراً يا شيخ فهد على هذا العرض . ولا تزال علوم القرآن بحاجة إلى مزيد من التصنيف في هذا الباب لأهمية كتب المعاجم المختصة في زماننا هذا للباحثين . ولا أدري هل صنعت (مكتبة لبنان - ناشرون) معجماً مختصاً بعلوم القرآن كما صنعت ببقية الفنون ؟
---
(1/535)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موقف مؤثر بين سماحة المفتي والأخ عبدالله بانعمة .
---
موقف مؤثر بين سماحة المفتي والأخ عبدالله بانعمة .
---
المسيطير
10-24-2006, 08:30 PM
موقف لايحتاج إلى مقدمات
حدثني الشيخ الدكتور / يوسف الحوشان وفقه الله ليلة 30 / 9 /1427 هـ فقال :
زرتُ أنا والأخُ / عبدُالله بانعمة - شفاه الله وعافاه -
سماحةَ مفتي عام المملكة الشيخ / عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله
في منزله في النصف من رمضان في هذه السنة .
وبينما كنا في مجلس الشيخ إذ همس عبدُالله بانعمة في أذني وقال :
أرغب تقبيل رأس سماحة المفتي
وهذه أمنية ........ فأرجو تحقيقها .
يقول الشيخ يوسف :
فقلت للشيخ :
سماحة الشيخ ...... الأخ / عبدالله بانعمة ...يرغب تقبيل رأس سماحتكم ..
فقال الشيح حفظه الله :
أبدا ...ما يحتاج ، ما يحتاج .
فقلت له : له رغبة .....ويرغب من سماحتكم الموافقة عليها ، وتحقيق أمنيّته .
فقال الشيخ حفظه الله : خذني له .
يقول الشيخ يوسف :
فأمسكتُ بيد الشيخ حفظه الله ....واتجهتُ إلى مكان جلوس الأخ / عبدالله بانعمة في المجلس ......فاقترب الشيخ حفظه الله ......وفأجأ الجميع بأن :
أمسك برأس عبدالله بانعمة
فقبّله !! .
فلم يستطع عبدالله بانعمة أن يستوعب ماحدث .....وكذا من حضر .
ثم أنزل المفتي رأسَه ..........وجعل عبدُالله يقبله .
ولقد فاجأ سماحة المفتي حفظه الله الجميع بهذا الموقف
والذي أبكى من سمع به
فكيف بمن رآه ؟! .
هذه أخلاق العلماء ...
هذه أخلاق أهل السنة ...
هذه أخلاق ورثة الأنبياء ....
أسأل الله تعالى أن يبارك في علم الشيخ ، وعمره ، وعمله ، وأهله ، وذريته ، وماله ، وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب .
كما أسأله تعالى أن يعجل بشفاء أخينا / عبدالله بانعمة ، وأن يجعل ما أصابه رفعة في درجاته ، وتكفيرا لسيئاته .(1/536)
مشايخي الأكارم /
إن لم يناسب الموضوع في هذا المكان فأرجو نقله للمكان الذي ترون .
---
ابن الجزيرة
10-24-2006, 08:59 PM
الشيخ عبد العزيز من أعظم خصاله حسن الخلق نسأل الله أن يبارك في عمره وعمله .
---
نورة
10-24-2006, 09:42 PM
أسأل الله تعالى أن يبارك في علم الشيخ ، وعمره ، وعمله ، وأهله ، وذريته ، وماله ، وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب .
كما أسأله تعالى أن يعجل بشفاء أخينا / عبدالله بانعمة ، وأن يجعل ما أصابه رفعة في درجاته ، وتكفيرا لسيئاته .
اللهم آمين
بارك الله لنا في شيوخنا
ورزقهم طول العمر وحسن العمل
---
خالد الشبل
10-24-2006, 10:51 PM
الشيخ - أعلى الله درجته - مدرسة في الخُلق والسماحة.
جزاك الله خيرًا، يا أخانا الكريم
---
فهد الوهبي
10-25-2006, 03:51 AM
الشيخ عبد العزيز من أعظم خصاله حسن الخلق نسأل الله أن يبارك في عمره وعمله .
جزاك الله خيراً
---
غانم الغانم
10-25-2006, 06:31 AM
هكذا العلماء الصادقين تربية بالفعل قبل القول
---
المسيطير
10-25-2006, 12:52 PM
والشيخ الدكتور / يوسف الحوشان وفقه الله تعالى ممن ساهم وبشكل مباشر في موضوع الأخ / عبدالله بانعمة شفاه الله في أغلب احتياجاته ، فمنها مايخص عبدالله بذاته ، ومنها ما يخص من هم مثل حالة عبدالله شفاهم الله .
فأسأل الله تعالى أن يجزي الشيخ / يوسف الحوشان خير الجزاء وأن يبارك في علمه ، وعمره ، وعمله ، وأهله ، وذريته ، وماله ، وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب .
رابط قد يثري :
بشرى : إصدار مصحف ( بانعمة) للمعاقين بإشراف الشيخ الدكتور / يوسف الحوشان وفقه الله .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5285
---
المسيطير
10-25-2006, 12:55 PM
المشايخ الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
ابن الجزيرة
الأستاذة
خالد الشبل
فهد الوهبي
غانم الغانم
أشكر لكم تفضلكم بالمرور والتعليق .....لاحرمكم الله الأجر .
---(1/537)
ناصر الغامدي
11-04-2006, 05:22 AM
حفظ الله الشيخ وحفظ له دينه ونفعنا بما كتبت أخي
اللهم عاف بانعمة يارب العالمين
---
(1/538)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أسانيد آية الرَّجم للشيخ حمد بن إبراهيم العثمان
---
أسانيد آية الرَّجم للشيخ حمد بن إبراهيم العثمان
---
أبو مهند النجدي
10-01-2006, 09:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (8)
أسانيد آية الرَّجم
"الشَّيخُ والشَّيْخَةُ إذَا زَنَيَا فَارْجُموهُما البَتَّة"
جمع ودراسة
الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان
---
محمد سعيد الأبرش
10-04-2006, 11:14 PM
جزاك الله كل خير
---
(1/539)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال يتعلق بأسباب النزول
---
سؤال يتعلق بأسباب النزول
---
محمد رشيد
04-18-2003, 07:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، هل هناك تلازم بين الفهم الصحيح للأية ومعرفة سبب النزول ، بمعنى / من اكتملت لديه علوم الالة من لغة وأصول ونحوهما هل يمكنه التفسير الصحيح دون معرفة سبب النزول ؟ فإن ظاهر كلام الواحدي يمنع من ذلك ، حيث قال : لا يمكن معرفة تفسير الاية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها
وملام ابن تيمية يقتضي خلاف ذلك حيث قال معرفة سبب النزول يعين على فهم الاية ........ والأمثلة تؤيد كلام الواحدي فإن ما فهمه عروة من نفي الجناح عن الطواف بين الصفا والمروة يمكن ـ لولا معرفة سبب النزول ـ أن يفهمه أي أصولي مبتدئ أو متمكن
فنرجو التوضيح وبارك الله فيكم
---
أبومجاهدالعبيدي
04-19-2003, 01:37 PM
بسم الله
الذي يظهر لي - والعلم عند الله - أن من أسباب النزول ما لا بد منه لمعرفة تفسير الآية .
ومنها ما يعين على معرفة تفسير الآية وليس شرطاً في ذلك .
وحتى يتضح الفرق : أسأل أخي محمد يوسف : هل يمكن أن تعرف تفسير قوله تعالى : ( إنما النسيء زيادة في الكفر ...) الآية من سورة التوبة دون معرفة سبب نزولها ؟.
---
محمد رشيد
04-19-2003, 11:01 PM
بالفعل لا ..... وأيضا كالمثال الذي ذكرته لك في رفع الحرج عن الساعي بين الصفا والمروة
بارك الله فيك شيخنا
---
محمد رشيد
04-19-2003, 11:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، علمت أن سبب النزول إن جاء مرسلا فلابد لقبوله من شرطين :
الأول / أن يعضده مرسل تابعي اخر
الثاني / أن يكون ممن التابعين الذين قد عرفوا بالتفسير ، والأخذ عن الصحابة فيه
فهذا الشرط الثاني هل يشترط في كلا التابعين أم في أحدهما ؟
وبارك الله فيكم
---
أبو مسفر
04-20-2003, 01:29 PM(1/540)
بمانسبة التحدث عن أسباب النزول
فإن لإبن تيمية كلاما نفيسا عن أسباب النزول في حديثه عن هذا الموضوع إذ هناك فروف بين العبارات مثل قولهم
الآية نزلت في كذا - سبب نزول الأية هو - وغير ذلك فهو بحث مهم تحدث عن شيخ الإسلام ابن تيمة في مقدمة التفسير
---
أبومجاهدالعبيدي
04-21-2003, 07:13 PM
بسم الله
جواباً على سؤالك أخي محمد يوسف أقول :
ذكر العلماء أن رواية سبب النزول إذا كانت عن تابعي فهي في حكم المرفوع المرسل ، وتقبل بشروط :
الأول : أن يصح السند إلى التابعي .
الثاني : أن يكون من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة كمجاهد وعكرمة وسعيد ابن جبير .
الثالث :أن يعتضد بمرسل آخر .
ذكر هذه الشروط السيوطي في الإتقان وغيره .
وسؤالك يا أخي محمد عن الشرط الثاني غير واضح ، فحبذا لو أوضحته .
---
محمد رشيد
04-21-2003, 08:50 PM
كان سؤالي يتعلق بالشرط الثاني في كونه شرطا للتابعي صاحب المرسل الأول و شرط أيضا للتابعي صاحب المرسل الثاني في كون التابعي الأول من المعروفين بتلقي التفسير عن الصحابة و التابعي الثاني كذلك ، أم أن هذا الشرط يكون في أحدهما و يعضده الثاني و إن لم يكن على شرطه ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
04-23-2003, 01:31 PM
بسم الله
أخي محمد يوسف زادني الله وإياك من فضله
اتضح سؤالك ، والجواب عليه واضح لمن تأمل الشروط جيداً
فالشرط الثاني يتعلق بالتابعي الذي صح السند إليه ، وهو الأصل ، والشرط الثالث لا يشترط فيه كون التابعي من كبار التابعين المعروفين بالرواية عن الصحابة ؛ لأنه عاضد وليس أصلاً .
هذا ما اتضح لي ، والله أعلم . وإن كان في فهمي خطأ أو زلل فأسأل الله المغفرة ، ثم أطلب من إخواني التصويب ، وخاصة المتخصصين في علم الحديث والرواية .
---
محمد رشيد
04-24-2003, 12:08 PM
فهمك صواب و إجابتك أيضا ......... سددك الله ورزقني و إياك الاخلاص
---
(1/541)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > ما رأى مشايخنا فى هذه الشبهة ؟
---
ما رأى مشايخنا فى هذه الشبهة ؟
---
الجندى
08-17-2005, 10:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله
هذه شبهة طرحها احد الملاحدة حول القرآن (القول السديد المُعتبَر في إثبات تحريف القرآن)
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2553
---
الإسلام ديني
08-22-2005, 02:44 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الجندي الحبيب
و الله هذه شبهة قوية جدا
و نرجوا من علمائنا البت فيها
فأنا قد سالت نفس هذا السؤال في موضوع سابق لي هنا
بخصوص - القراءات
و تسائلت - بكيفية إستبدال كلمة كاملة مكان كلمة أخرى و ...........الخ
نرفع لعلمائنا الافاضل
/////////////////////////////////////////////////
---
حامل المسك
08-24-2005, 04:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان ذاك الكلام الاجوف المزخرف من فم ذاك الكليب الاجرب يدحض نفسه بنفسه ولا يستحق عناء كتابته لكنه زمن الردة والبهتان فاكتب ما شئت ياسلمان فالكل جبان ولا حول ولا قوة الا بالله(1/542)
ان هذا الخنيزير يناقش القرآت ويلف ويدور ليثبت انها تحريف وهى ثابته ومعروفه لدى الامه وما ون عامى الا ويعرف ان القرآن العظيم نزل على السن العرب وفاتته بديهية لان عقله اقل من عقل الجحيش ان التحرف ان وقع فى اى امر فانه يثبت عند اهله فلا يطرح ابدا على بساط المناقشه هل رأيتم يهودى يتكلم عن تحريف التوراة هل رأيتم صليبيا يناقش حقيقة الصليب هل رأيتم اصحاب انجيل من الاناجيل المختلفة ينا قش التحريف فى انجيله ان هل ينكر احدنا ان الصليب تحريف فى دين المسيح عليه السلام هل ينكر احدنا ان كل الاناجيل المتداوله بينهم محرفة لكن احدا لايناقش لان التحريف اذا وقع لا يناقش طبيعة
هذه شبهه ليس لها الا ابن الخطاب الفاروق رضوان الله عليه مثلما فعل مع الأصيبير الذى ظهر فى مصر يلقى شبهات حار فيها عمرو بن العاص رضوان الله عليه فارسل له الفاروق ان ارسله لى مقيدا مطروحا على بغل (مسيرة شهر) واستقبله وسأله أأنت القائل كذا وكذا قال بلى فاجابه بالقرع على رأسه بالجريدة حتى اغمى عليه فامرهم بافاقته ثم عاد وسأله ثم عاد وضربه مرارا حتى خرج الشيطان من رأسه وتاب فحدد اقامته فى الكوفه تحت رقابة المغيرة ابن شعبه
وهو من هو فى شدته ودارت الايام وظهر ابن السوداء واراد الاستعانة به في القاء الشبهات فخلع عمامته واراه اثار الضرب وقال تبت بفضل الرجل الصالح
---
(1/543)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حكم تعلم التجويد ....الشيخ/ د.مساعد الطيار
---
حكم تعلم التجويد ....الشيخ/ د.مساعد الطيار
---
الراية
09-07-2003, 10:17 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين،
أما بعد: فإن التجويد من جهة العموم يراد به تحسين القراءة، وأن لا يُخرج به عن حدِّ اللفظ العربي في النطق. ويمكن أن يقال: إنَّ التجويد إنما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم.
وهؤلاء الكرام قد نقلوا حروف القرآن وكيفية نطق هذه الحروف (أي: التجويد)، وهما أمران متلازمان لا يمكن أن ينفكَّ أحدهما عن الآخر ، فمن قَبِلَ عنهم نقل الحروف لزمه أن يقبل عنهم نقل الأداء (أي : التجويد). وإذا صحَّت هذه المقدمة، فإن قراءة القرآن وأداءه بما نُقِلَ عن هؤلاء الأئمة سنة يلزم الأخذ بها ، ولا تصحُّ مخالفتها أو تركها إلا بدليل قويِّ يعترض به المعترض على علم التجويد، وبما أنه قد كَثُرَ الكلام عن هذا العلمِ بما لا طائل تحته، فإني سأذكر جُمَلاً أراها نافعةً ـ إن شاء الله ـ في تأصيل هذا العلم الذي جفاه بعض طلبة العلم، وضعُفَ في بحثه وتحرير أصوله المتخصصون إلا القليل منهم، فأقول وبالله التوفيق:
أولاً:(1/544)
نزل القرآن بلغة العرب ، ولها طريقة في أداء حروفها ، ولم يرد أن القرآن خالف هذا الأداء من جهة الحروف، فمن قرأ: " الحمد لله" قراها: الهمد لله قيل: إنه قد لحن لحنًا جليًا لأنه لم ينطق بالمنَزَّل على وجهه الذي نزل به، ومن قرأ:" صراط الذين أنعمت عليهم" بضم التاء من انعمت ، فإنه قد لحن لحنًا جليًا يخلُّ بالمعنى ، ولا يكون قد قرأ المنَزَّل على وجهه الذي نزل به، ومن ثَمَّ فإنه يلزم قارئ القرآن أن يعرف نطق الحروف عربيةً حتى لا يُخلَّ بشيء من أداء القرآن. ويحصل ضبط الحروف من هذه الجهة بمعرفة مخارج الحروف وصفاتها، وأخص ما يُدرسُ في صفات الحروف ما له أثر في النطق ، كالهمس والجهر، والشدة والرخاوة والتوسط والاستفال والاستعلاء، والقلقلة . أما غيرها مما لا أثر له في النطق، خصوصًا صفة الذلاقة والإصمات، فإنها مما لا يدخل في النطق ، وليس لها أي أثر فيه. وليُعلم أن دراسة مخارج الحروف وصفاتها ليس مما يختص به علم التجويد، بل هو مما يُدرس في علم النحو واللغة؛ لأن كلَّ كلام عربي (من كلام العرب أو كلام الرسول –صلى الله عليه وسلم- أو كلام الله سبحانه) لا يخرج عن هذين الموضوعين، ولهذا تجد أن أعظم كتابٍ في النحو، وهو كتاب سيبوية قد فصَّل هذه المسألة ، ومن تكلم في المخارج والصفات وما يترتب عليهما من الإدغام ، فهم عالة عليه. والذي يتخلَّصُ من هذا : أن دراسة المخارج والصفات لازمة لكل كلام عربيٍّ ، لكي يُنطق به على وجه العربية.
أثانيًا:(1/545)
أن هذا العلم ككل العلوم الإسلامية من جهة ظهور التأليف فيه ، إذ ليس كل العلوم الإسلامية مما قد تشكَّل وظهرت مسائله في جيل الصحابة –رضي الله عنهم- أو التابعين وأتباعهم، بل إن بعضها مما تأخر ظهوره، ولم يُكتب فيه إلا متأخرًا ، وإن كانت أصوله مما هو معروف محفوظ عند السلف، سواءً أكان ذلك مما هو مركوز في فطرهم ومن طبائع لغتهم كعلم البلاغة، أم كان مما تكلموا في جملة من مسائله ، ثم دون العلم فيما بعد ، كعلم الأحكام الشرعية.
وعلم التجويد مما كان مركوزًا عندهم بالفطرة والتعلم ، فالفطرة؛ لأنهم عربٌ خُلَّصٌ، والتعلم ، لقوله –صلى الله عليه وسلم- :"خذوا القرآن عن أربعة..." رواه البخاري
(3808)، ومسلم (2464)، من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- فظهر أنَّ الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم يكتفِ بسليقتهم العربية في قراءة القرآن، بل أرشدهم إلى قراءته على الهيئة التي نزل بها، ولذا قال:"من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أًُنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبدٍ" رواه ابن ماجة (138)، وغيره من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وهذا يدل على أنَّ له هيئة قرائية مخصوصة يعلمها بعض الصحابة –رضي الله عنهم- دون بعض ، وفيها زيادة عما يعرفونه من سليقتهم العربية، وإلا لما كان لتخصيص الأربعة –رضي الله عنهم- ولا لتخصيص ابن مسعود –رضي الله عنه- في الحديث الآخر أيُّ مزيَّة على بقية الصحابة-رضي الله عنهم- والله أعلم. ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد، وأن العربي في هذا العصر تجوز له القراءة على سليقته العربية، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو، وأنهم عرب، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم.(1/546)
فإن قيل: إنَّ ألسنة الناس قد فسدت منذ جيل التابعين ومن بعدهم، وصار تعلم النحو لازمًا لمن أراد أن يعرف العربية ، وأن من يزعم اليوم أنه عربي ، ولا يلزمه تعلم النحو إنما هو ذو رأي فائل، وقول باطل. فيقال: إن فساد ألسنة الناس بالعربية قد جرَّ إلى فساد ألسنتهم في أداء القرآن، ولئن كان الإنكار على من لا يرى دراسة النحو اكتفاءً بعربيته المعاصرة فإن الإنكار على من يزعم أنه يكفي في قراءته عربيته المعاصرة كذلك.
ثمَّ يقال له: من أين لك في عربيتك أن تقرأ برواية حفص عن عاصم مجراها بالإمالة؟
فإن قال: لأنها هكذا رويت عنه ، وأن أقرأ بقراءته؟ قيل له فقد روي عنه الأداء بالتجويد الذي تخالف فيه ولا تراه علمًا، فَلِمَ قبلت روايته في هذا وتركتها في ذا؟ أليس هذا من قبيل التَّحكُّم، والتَّحكُّم كما قال الطبري ـ: لا يعجز عنه أحد
أثالثًا:
إنَّ بعض علم التجويد (الأداء) لا يمكن أخذه من طريق الصُّحِفِ البتة؛ لأنه علم مشافهة، وما كان من طريق المشافهة فإنه مما ينقله الآخر عن الأول، ولا مجال للرأي في المشافهة، واعلم أن مما يميِّز بحث القراء المجودين في هذا المجال عما تجده في كتب النحويين واللغويين أن ما عند المجودين منقول بالمشافهة إلى يومنا الحاضر، أما ما يذكره النحويون واللغويون من المباحث اللفظية التي يذكرونها مما يتعلق بكيفية النطق فإنه لا يمكن معرفة كيفية النطق بها؛ لأنه مما لا يُعرف بالقياس ولا يُدرك بغير المشافهة، وليس لك فيها إلا نقل الكلام المدون دون كيفية نُطقِه.
رابعًا: :
إن علم التجويد كغيره من العلوم الإسلامية التي دوَّنَها علماء الإسلام وضبطوا أصولها، فتجد أن تقسيم العلم ومصطلحاته الفنية مما يدخلها الاجتهاد. ثمَّ إن هذا العلم قد دخله الاجتهاد في بعض مسائله، وذلك من دقائق ما يتعلق بهذا العلم، ومما يحتاج إلى بحث ومناقشة وتحرير من المتخصصين في هذا العلم، وذلك في أمرين:(1/547)
الأول: المقادير، والمقصود بذلك مقدار الغنة والمدود والسكت وغيرها، مما يُقدَّر له زمن بالحركات أو بقبض الأصبع أو بغيرها من موازين المجودين للزمن المقدَّر، وليس القول بدخول الاجتهاد في المقادير يعني أنه لا أصل لها ،بل لها أصل، لكن تقدير الزمن بهذا الحد بالذات مما تختلف فيه الطبائع، ويصعب ضبطه ، فيقدره هذا بذاك العدد ، ويقدره آخر بغيره من العدد، لكنهم كلهم متفقون على وجود مقدار زائدٍ عن الحدِّ الطبيعي لنطق الحرف المفرد. فاتفاقهم على وجود هذا القدر الزائد مسألة ، واختلافهم في مقداره مسألة أخرى، لذا لا يُجعَل اختلافهم في المقدار سبيلاً إلى الإنكار ، كما لا يُجعَلُ مقدارٌ من هذه المقادير المختلف فيها ملزمًا لعامة الناس ما داموا يأتون بشيءٍ منه، إذ ليس كل امرئ مسلم يستطيع بلوغ الإتقان في القراءة.
الثاني: التحريرات، والمراد بها الوجوه القرائية الجائزة عند القراءِ عند جمع القراءات، أو عند قراءة سورة ووصلها بما بعدها، فإن ما يُذكر من الأوجه القرائية إنما هو على سبيل القياس للأوجه الجائزة، ولا يلزم أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ بكل هذه الأوجه المذكورة، كما يقال: لك في وصل الفاتحة بالبقرة ثلاثة أوجه: قطع الجميع، ووصل الجميع، وقطع الأول ووصل الثاني بالثالث، فهذا من التحرير للأوجه الجائزة، وليس من بيان الأوجه الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد أشار إلى هذين النوعين (التقديرات والتحريرات) الشيخ المحقق الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري في كتابه العظيم (حديث الأحرف السبعة، ط: مؤسسة الرسالة:( 129 ـ 130).
خامسًا: :(1/548)
إن مما يدعو إلى التأمل والنظر في صحة ما تُلُقِّي من هذا العلم عبر القرون اتفاق المجودين شرقًا وغربًا بلا اختلاف بينهم ، سوى في كيفيات أداء معدودة، وهي في غالبها مما يدخل في محيط الاجتهاد. وهذا الاتفاق يشير بقوة إلى أن لهذا العلم أصلاً ثابتًا مُتلقًا جيلاً عن جيل من لدن الرسول –صلى الله عليه وسلم- حتى عصرنا هذا، ولو كان علم التجويد من المحدثات لوقع فيه مثل ما وقع في محدثات الصوفية من كثرة الطرق المتباينة ، وكثرة الأوراد المتغايرة، ولما لم يقع مثل هذا الاختلاف عُلِم أنَّ المشكاة التي صدر عنها واحدة، وهي التي صدر عنها نقل حروف القرآن جيلاً عن جيل.
سادسًا :
إن ما يُعاب به التجويد من وجود بعض المتنطعين في القراءة أو المتشددين في التلقين، أو المغالين في تأثيم الناس بعدم قراءتهم بالتجويد ، فإنه لا ينجرُّ على أصل العلم، ولا يجعله علمًا حادثًا لا أصل له، وهؤلاء الأصناف موجودون في كل عصر ومِصر ، وقد أشار إليهم المحققون من أعلام القراءة ؛ كالداني ( ت : 444 )، وأبو العلاء الهمذاني (ت: 569) وغيرهم، وهؤلاء المتنطعون لا يقاس عليهم ، ولا يحكم على العلم بهم، ولو سار سائر على بعض العلوم كعلم النحو والبلاغة والأصول ، وبعض مسائل الفقه، وبعض تعصبات الفقهاء لمذاهبهم وأخذ ينقدها بقول المتنطعين فيها لما سَلِم من العلوم إلا القليل، ولخرج بعض العلوم من أن تكون علومًا معتبرةً ، وذلك ما لا يقول به طالب علم ، ولا عالم قد مارس العلوم وتلقاها.
سابعًا:
:
إذا تبين ما تقدَّم فإنه يقال: إن تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلاً بعد جيلٍ، ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه ، فقد أخلَّ بشيء من سنن القراءة، وكفى بذلك عيبًا.والله اعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم
---
أبو القاسم الشاطبي
09-12-2003, 01:33 AM(1/549)
جزى الله الشيخ خيرا على ما سطرته أنامله ولا شك أن مصيبة الكثيرين عدم التجرد لقبول الحق بدليله مع الجهل العظيم بهذا العلم حتى أن بعضهم يجزم أنه من عمل المحدثين والقاعدة المعروفة أن من جهل شيئا عاداه وفي مقابلهم فريق لم يوفق لطرح علمي متين كما فعل الشيخ بل يضلل ما عليه عمل العامة اليوم ولق وصل الأمر ببعضهم أن جعل جاحد التجويد كافراً بالله العظيم خارجا عن الدين كما أنشد على ذلك بعضهم وليته لم يفعل إذ يقول:
يا سائلا تجويد ذا القرآن فخذ هديت عن أولي الإتقان
تجويده فرض كما الصلاة جاءت بذا الأخبار والآيات
وجاحد التجويد فهو كافر فدع هواه إنه لخاسر
وغير جاحد الوجوب حكمه معذب وبعد ذاك إنه
يؤتى به لروضة الجنات كغيره من سائر العصاة
إذ الصلاة منهم لا تقبل ولعنة المولى عليهم تنزل
لأنهم كلام ربي حرفوا وعن طريق الحق زاغوا فانتفوا
وبعد فما أحوجنا لطرح علمي يذعن له من طلب الهدى وأشد ما هنالك رد هذا السبر الجيد من الشيخ ومن نحى نحوه لقول قائل وإنما أقوال الناس يحتج لها ولا يحتج بها وكل يؤخذ من قوله ويرد عليه والمعصوم من عصمه مولاه وقد كنت عزمت على الكتابة في هذا الموضوع فسبقني الشيخ وهذا من التوفيق فجزاه الله خيراً ولله دره
---
الراية
09-12-2003, 08:51 PM
أخي الكريم والمحب / أبو القاسم الشاطبي
جزاك الله خيراً...
---
أبو صفوت
02-21-2004, 08:56 AM
السلام عليكم
نفع الله بكم وسدد على الخير خطاكم
قرأت بحثكم الممتع في حكم تعلم التجويد
فجزى الله شيخنا خيرا ولكن أشكل علي شيء أرجو توضيحه
وهو أنكم ذكرتم في أول الكلام ما نصه
فإن قراءة القرآن وأداءه بما نُقِلَ عن هؤلاء الأئمة سنة يلزم الأخذ بها ، ولا تصحُّ مخالفتها أو تركها إلا بدليل قويِّ يعترض به المعترض على علم التجويد، . ا.ه ففهمت أنكم تعنون السنة بمعنى الطريقة ولا تقصدون المعنى المعروف عند الفقهاء(1/550)
ثم ذكرتم - حفظكم الله - قولكم في آخر البحث الممتع ما نصه
إن تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلا بعد جيل ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه فقد أخل بشيء من سنن القراءة وكفى بذلك عيبا .
فما استطعت بفهمي المحدود أن أوفق بين العبارتين
وهل ترون أن من قصر في تعلم التجويد غير آثم ؟ أرجو توضيح المسألة
---
أبوخطاب العوضي
02-21-2004, 10:47 AM
القول السديد في بيان حكم التجويد
لصاحب الفضيلة الاستاذ الكبيرالشيخ/ محمد بن على بن خلف الحسينى الشهير بالحداد
شيخ عموم القراء والمقارىء بالديار المصرية
ـــــــــــــــــــــ
الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب وتكفل بحفظة وتعبد الأمة المحمدية بفهم معانية وإقامة حروفه وتصحيح لفظه ؛ فهو كتاب عزيز لاياتيه الباطن من بين يديه ولا من خلفه 0والصلاة والسلام على أفضل نبى بلغ وأنذر وبشر ، وعلى آلة وأصحابة خير من تلقى القرآن وعن ساعد الجد شمر0 حتى وصل إلينا مصونا عن الخطأ والتحريف ، ومحفوظا من التغير والتبديل والتصحيف0
و(بعد) فيقول العبد الفقير الذليل الحقير محمد بن على بن خلف الحسينى الشهير بالحداد : قد وجه إلى سؤال عن حكم قراءة القرآن الكريم بدون تجويد وحكم الاكتفاء بأخذه من المصاحف بدون معلم فأقول وبالله التوفيق والهداية ، إلى أقوم طريق
إعلم أن تجويد القرآن الكريم واجب وجوبا شرعيا يثاب القارىء على فعله ويعاقب على تركه ، فرض عين على من يريد قراءة القرآن لأنة نزل على نبينا صلى الله علية وسلم مجودا ووصل إلينا كذلك بالتواتر قال الأمام الشمس بن الجزرى فى مقدمتة :
والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرءآنى فهوآثم
لأنه به الإله أنزلا وهكذا منه إلينا وصلا
وفى النشر عن الضحاك قال قال عبد الله بن مسعود : ( جودوا القرءآن وزينوا بأحسن الأصوات وأعربوه فإنه عربى والله يحب أن يعرب به )(1/551)
ولاشك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معانى القرأن وإقامة حدوده هم متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة عن أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التى لا تجوز مخالفتها ولا العدول عنها إلى غيرها .
وقال الشيخ أبو عبد الله نصر الشيرازى بعد ذكره الترتيل والحدر ولزوم التجويد فيهما مانصة : حسن الأداء فرض فى القرآن ويجب على القارىء أن يتلو القرآن حق تلاوته صيانة للقرآن عن أن يجد اللحن إليه سبيلا لإنة لا رخصة فى تغيير لفظ القرآن وتعويجه واتخاذ اللحن سبيلا إلية قال الله تعالى (قرآنا عربيا غير ذى عوج) اهـ .
وقد نص الفقهاء على أن القارىء لوأفرط فى المد والإشباع حتى ولد حرفا أو أدغم فى غير موضع الادغام حرم عليك ذلك لأنة عدول بة عن نهجه القويم ومراعاة نهج القرآن الذى ورد به واجبة وتركها حرام مفسق وقد نقل العلامة الشيخ عبد الباقى المالكى فى شرحه على متن الشيخ خليل أن العلماء اتفقوا على أن القراءة بالتلحين إن أخرجت القرآن إلى كونه كالغناء بإدخال حركة فيه أوإخراج حركة منة أو قصر ممدود أو مقصور أو تمطيط يخفى اللفظ أو يلتبس به المعنى حرام والقارىء0 بها فاسق والمستع لها آثم اهـ .(1/552)
ونقل شراح الحديث مثله عن مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنة فقد بان لك أن مراعاة تالى كتاب الله تعالى التجويد المعتبر عند أهل القراءة أمر واجب بلا امتراء وأن غير ذلك زور وإفتراء وأنه يجب تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين فيما يقع لهم من اللحن والخطأ فى كلام رب العالمين ، ومما يدل لذلك قولة تعالى (ورتلناه ترتيلا) فقد فسر الإمام على الذى هو باب مدينة العلم الترتيل فى هذة الآية بمراعاة الوقوف وتجويد الحروف فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربى الفصيح وعدل عنه إلى اللفظ الفاسد العجمى أو النبطى القبيح استغناء بنفسه واستبدادا برأيه وحدسه واتكالا على ما ألف من حفظه أو استكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على تصحيح لفظه فإنة مقصر بلا شك وآثم بلا ريب وغاش بلا مرية فان القرآن أنزل بأفصح اللغات وهى لغة العرب العرباء فوجب أن يراعى فيه لغة العرب من حيث قواعدهم من ترقيق المرقق وتفخيم المفخم وإدغام المدغم إلى غير ذلك مما هو لازم فى كلامهم فإذا لم يراع القارىء ذلك فكأنة قرأ القرآن بغير لغه العرب والقرآن ليس كذلك فهو ليس بقارىء بل هادم وعدم قراءته خير له وهو بها داخل فى قوله صلى الله علية وسلم ( رب قارىء للقرآن القرآن يلعنه ) أما ما قيل أن القارىء إن أخطأ فى قراءتة فإن الملك يرفع القرآن صحيحا فهذا فى من يقرأ القرآن على غير صفته التى نزل بها وهو قادر على النطق بالصواب أما هو فقراءته غير مقبوله لأن الله لا يقبل عملا فاسدا فضلا عن كونه محرما بل هو آثم عاص هو ومن يعجبة شأنه ، والتجويد هو إخراج كل حرف من مخرجه وحيزه مع إعطائه صفته اللازمة له من شدة وجهر واستعلاء واستفال ونحوها وما ينشأ عنها من تفخيم مستعل وترقيق مستفل وقلفلة مقلقل إلى غير ذلك وإلحاق اللفظ بنظيره والنطق به على حال صفته وكمال هيئته من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تفريط ولاتكلف حتى يقرأ القرآن على صفته التى نزل بها(1/553)
وإلى ذلك أشار النبى صلى الله عليه وسلم بقوله ( من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد) يعنى عبد الله ابن مسعود وكان رضى الله عنه قد أعطى حظا عظيما فى تجويد القرآن وتحقيقه كما أنزله الله تعالى وناهيك برجل أحب النبى صلى الله عليه وسلم أن يسمع القرآن منه ولما قرأ أبكى رسول الله عليه وسلم كما ثبت فى الصحيحين وعن أبى عثمان النهدى قال صلى بنا ابن مسعود المغرب بقل هو الله أحد والله لوددت أنة قرأ سورة البقرة من حسن صوته وترتيله 0 وهذه سنة الله تبارك وتعالى فيمن يقرأ القرآن مجودا مصححا كما أنزل تلتذ الاسماع بتلاوته وتخشع القلوب عند قراءته حتى يكاد أن يسلب العقول ويأخذ بالألباب سر من أسرار الله تعالى يودعه من يشاء من خلقه اهـ مختصرا .(1/554)
واذ قد علمت أن التجويد واجب وعرفت حقيقته علمت أن معرفة كيفية الأداء والنطق بالقرآن على الصفة التى نزل بها متوقفة على التلقى والأخذ بالسماع من أفواة المشايخ الآخذين لها كذلك المتصل سندهم بالحضرة النبوية لأن القارىء لايمكنه معرفة كيفية الادغام والاخفاء والتفخيم والترقيق والامالة المحضة أو المتوسطة والتحقيق والتسهيل والروم والاشمام ونحوها إلا بالسماع والاسماع حتى يمكنة أن يحترز عن اللحن والخطأ وتقع القراءة على الصفة المعتبرة شرعا ، إذا علمت ذلك تبين لك أن التلقى المذكور واجب لان مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما هو معلوم ولأن صحة السند عن النبى صلى الله عليه وسلم عن روح القدس عن الله عز وجل بالصفة المتواترة أمر ضرورى للكتاب العزيز الذى لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة تنزيل من حكيم حميد ليتحقق بذلك دوام ما وعد به تعالى فى قوله جل ذكره ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وحينئذ فأخذ القرآن من المصحف بدون موقف لايكفى بل لايجوز ولو كان المصحف مضبوطا 0 قال الإمام السيوطى ( والأمة كما هم متعبدون بفهم معانى القرآن وأحكامه متعبدون بفهم معانى القرآن وأحكامه متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من الأئمة القراء المتصلة بالحضرة النبوية) اهـ .
فقوله على الصفة المتلقاة من الأئمة الخ صريح فى أنه لا يكفى الأخذ من المصاحف بدون تلق من أفواة المشايخ المتقنين ويدل له ما أخرجه سعيد بن منصور فى سننة والطبرانى فى كبيره بسند معتبررجاله ثقات عن مسعود بن زيد الكندى قال كان ابن مسعود يقرىء رجلا فقرأ الرجل ـ إنما الصدقات للفقراء مرسلة ـ أى من غير مد فقال ابن مسعود ما هكذا أقرانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن قال أقرأنيها – إنما الصدقات للفقراء- فمد الفقراء اهـ .(1/555)
والمد مقدر بحركات معلومه عند القراء لايعرف إلا بتوقيف المعلمين ولو كان الأخذ من المصاحف كافيا لكان مقتضى الرسم العثمانى صحيحا فى القراءة فى كل موضع وليس كذلك بل قد يخل بها فى مواضع خالف فيها خط المصحف أصول الرسم العربى إخلالا بينا كما فى قولة تعالى – أو يعفوا الذى بيده عقدة النكاح – إذ رسم بعد واو يعفوا ألف ومقتضاه أنه بصيغة التثنية وكقوله ويدع الانسان – إذ رسم بلا واو فربما قرىء يدع بتحريك الدال وقوله تعالى – سندع الزبانية – كذلك قوله تعالى – ولا أوضعوا خلالكم – فقد كتب بألف بين لا وأوضعوا .(1/556)
وربما قرىء بصيغة النفى فينقلب المعنى انقلا با فاحشا من الاثبات المؤكد إلى النفى المحض إلى غير ذلك مما ضبطه أهل الرسم العثمانى وهو توقيفى كاللفظ لا يجوز إلا خلال به وإن خالف مشهور الرسم فالحاصل أنه لابد من التلقى من أفواه المشايخ الضابطين المتقنين على ما تقدم ولا يعتد بالأخذ من المصاحف بدون معلم أصلا ولا قائل بذلك ومرتكبة لاحظ له فى الدين لتركه الواجب وارتكابه المحرم هذا محصل ما كتبه فى هذا الموضوع من فطاحل الأئمة من يوثق بقولهم ومن جهابذة الأمة من يؤخذ برأيهم 0فى المعقول يرجع إليهم وفى المنقول يعتمد عليهم وهم المغفور لهم شيخ الإسلام الشيخ محمد الانبابى الشافعى وشيخ القراء والمقارىء خاتمة المحققين الشيخ محمد المتولى الشافعى ووراث علمه وفضله الشيخ حسين بن خلف الحسينى المالكى وشيخ المشايخ أحمد الرفاعى المالكى والعلامة الشيخ عبد الهادى نجا الأبيارى والعلامة الشيخ محمد البسيونى المالكى والعلامة الشيخ مصطفى القلتاوى المالكى والأستاذ الكبير عبد الرحمن البحراوى الحنفى والعلامة الشيخ أحمد الدين المرصفى الشافعى والعلامة الشيخ أحمد المنصورى المالكى والعلامة الشيخ عبد العاطى الخليلى الحنفى0 وأيضا أخرج البخارى عن مسروق عن عائشة عن فاطمة رضى الله عنها أنها قالت : أسرإلى النبى صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضى ( أى يدارسى ) بالقرآن فى كل سنة مرة فعارضنى العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلى اهـ .
قيل كان النبى صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل القرآن من أوله إلى آخره بتجويد اللفظ وتصحيح إخراج الحروف من مخارجها ليكون سنة فى الأمة فتعرض التلامذة قراءتهم على الشيوخ اهـ .(1/557)
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم ( يقال – أى عند دخول الجنة وتوجة العاملين إلى مراتبهم حسب مكاسبهم – لصاحب القرآن – أى من يلازمه بالتلاوة والعمل لا من يقرؤة وهو يلعنه- إقرأ وارق – أى إلى درجات أو مراتب القرب – ورتل – أى لاتستعمل فى قراءتك فى الجنة التى هى لمجرد التلذذ والشهود الأكبر كعبادة الملائكة – كما كنت ترتل – أى قراءتك وفيه إشارة إلى أن الجزاء على وفق الأعمال كمية وكيفية – فى الدنيا – من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف الناشىء عن علوم القرآن ومعارف الفرقان – فان منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) كذا ذكره على القارى فى شرح المشكاة .
والحاصل أن تحرير رسوم الحروف والكلمات ومخارج الحروف والصفات وترتيب السور والآيات والقراءات المتواترات توقيفى لأن جبريل عليه السلام أخبروعلم النبى عليه الصلاة والسلام كل هذه الأحكام فى العرضة الأخيرة لتبقى العرضة على الشيوخ فى الأمة اتباعا له عليه الصلاة والسلام وليأخذوا القرآن بكمال الأخذ عن أفواة المشايخ المتصلة إلى الحضرة النبوية وليصل إليهم الفيض الإلهى والأسرار القرآنية والبركات الفرقانية فإنها لاتحصل إلا بتعلمهم القرآن من أفواة المشايخ المسلسلة وليكون كمال الثواب بعرضهم القرآن على المشايخ فإن الله تعالى لايكتب الثواب لقارىء القرآن بغير التعلم بل يعذبه.(1/558)
فإن الإنسان يعجز عن أداء الحروف بمجرد معرفة مخارجها وصفاتها من المؤلفات مالم يسمعه من فم الشيخ فكيف لا نتعلم القرآن مع كثرة جهلنا وعدم فصاحتنا وبلاغتنا من المشايخ الماهرين فى علم التجويد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كمال فصاحته ونهاية بلاغته تعلم القرآن عن جبريل عليه السلام فى جمع من السنين خصوصا فى السنة الأخيرة التى توفى فيها ومع أفضليته على جبريل عليه السلام والعجب من بعض علماء زماننا فإنة إذا وجد أهل الأداء فى أعلى المراتب تعلم منه وفى أدنى المراتب لا يتعلم منة إستكبارا عن الرجوع إليه كما قال صاحب تهذيب القرآن قد رأينا بعض من لايقدرعلى قراءة القرآن قدر ما تجوز به الصلاة وهو قد يتصدى التقوى وقد هدم التقوى من أساسها ويتورع عن الشبهات ويفسد الصلاة كل يوم خمس مرات ويتخذ وردا من القرآن يريد أن يعبد الله تعالى بالسيئات ثم إنه يستحى من الناس أن يقعد بالعمامة الكبرى ورداء العلماء بين يدى معلم من أهل الأداء فإن ذلك من وظائف المبتدئين وهو قد صار من المدرسين الفضلاء وقال بعضهم إن أكثر علماء زماننا يشتغلون بعلوم غير نافعة ويتركون الأهم والألزم لهم كالذين يهتمون بالأشتغال بالعلوم الآلية مدة حياتهم بل يفنون أعمارهم فيها ثم يفتخرون ويتكبرون بسببها ويحسبون أنهم يحسنون صنعا فما ظنك فى حق العلم الذى تكون ثمرته ونتيجته عجبا وكبرا فنسأل الله تعالى لى ولكم أن يجعلنان الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.(1/559)
وأخرج البخارى عن أنس بن مالك رضى الله عنة قال قال النبى صلى الله عليه وسلم لأبى إن الله يأمرنى أن أقرأ عليك القرآن ( أى أعلمك القراءة ) قال أ ُبَى آ الله سمانى لك قال الله سماك فجعل أ ُبَى يبكى ويقال أن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ليعلم أبيا أحكام التجويد من المخارج والصفات وأحكام القراءآت المتوترات كما أخذه نبى الله عن جبريل عليهما الصلاة والسلام ثم بذل جهده وسعى سعيا بليغا فى حفظ القرآن وما ينبغى له حتى بلغ من الإمامة فى هذا الشأن الغاية العظمى قال عليه الصلاة والسلام ( أقرؤكم أبَُى ) ثم أخذه على هذا النمط الآخر عن الأول والخلف عن السلف وقد أخذ عن أبى بشر كثيرون من الصحابة والتابعين فمن الصحابة أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب ومن التابعين عبد الله ابن عياش بن أبى ربيعة وعبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمى وأبو العالية الرياحى وكثيرون غيرهم ثم أخذ عنهم من بعدهم هكذا فسرى فيه سر تلك القراءة عليه حتى سرى سره فى الأمة إلى الساعة ولذا قيل :-
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة
يكن عن الزيغ والتصحيف فى حرم
ومن يكن آخذا للعلم من صحف
فعلمة عند أهل العلم كالعدم
وقد انتهى إلى الإمام أبَُى رضى الله عنه أسانيد تسعة من الأئمة العشرة المتواترة قراءتهم إلى اليوم وهم نافع وأبو جعفر المدنيان وبن كثير الملكى وأبو عمرو ويعقوب البصريان وعاصم وحمزة والكسائى وخلف الكوفيون وكذلك سند الامام محمد بن محيصن الملكى والامام اليزيدى فى اختياره وهما من الأربعة الذين بعد العشرة اهـ
وقال بعض المشايخ من اتخذ وردا من القرآن أو الأسماء فعليه أولا أن يصحح(1/560)
مخارج الحروف والصفات فإنة لايجد تأثيرا من قراءتة ولا يصل إلى مطلوبه مالم يصحح المخارج والصفات لأن الخصائص الأسرار لاتحصل إلا بصحة المعانى والمعانى لاتحصل إلا بصحة الحروف والحروف لا تحصل إلا بصحة المخارج والصفات وكلما تغيرت الصفة اللازمة للحروف تغيرت اللغة وكلما تغيرت اللغة تغيرت المعانى والأسرار اهـ
وقال ابن حجر إعلم أن كل ما أجمع القراء على إعتباره من مخرج ومد وإدغام وإخفاء وإظهار وغيرها وجب تعلمه وحرم مخالفته كذا ذكره على القارىء اهـ وحكى عن ظهير الدين المرغينانى ان من قال لقارىء زماننا عند قراءتة أحسنت يكفر ووجه جعل التحسين كفرا أن هذا الزمان قلما تخلوا قراءتهم فى المجالس والمحافل عن التغنى للناس وهو حرام قطعا بالإجماع وبذلك سماه صاحب الذخيرة وكذا الهداية حيث قال فيها ولاتقبل شهادة من يغنى للناس لأنه يجمعهم على إرتكاب كبيرة اهـ .
وينبغى أن يقيد قوله بكفر من قال أحسنت بما إذا أخرج القارىء القرآن عن حده والقارىء المعتمد ذلك أولوى والحاصل أن القرآن وأسماء الله تعالى والأذان توقيفية لاتقبل الزيادة ولا النقصان ولا التغير وإنه يجب على السامع النكير وعلى التالى التعزير .
انتهى ببعض تصرف وإختصار من مصباح زادة وخزينة الأسرار0 وفى هذا القدر كفاية0
والله ولى الهداية , نسألة حسن الختام، بجاه نبيه عليه الصلاة والسلام
22شعبان سنة1349هـ
11يناير سنة 1931م
ملاحظة : قمت بنقل هذا الموضوع لتعم الفائدة
أخوكم في الله
---
خالد الباتلي
02-21-2004, 08:54 PM
جزى الله الناقل والمنقول عنه خير الجزاء .
ولدي سؤال حول قول الشيخ في آخره : تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلاً بعد جيلٍ، ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه ، فقد أخلَّ بشيء من سنن القراءة .
هل المراد بالسنة المعنى الاصطلاحي – كما هو المتبادر – وهو : ماأثيب فاعله امتثالا ، ولم يعاقب تاركه ؟(1/561)
وإن كان الجواب بالنفي ، فما الدليل على الوجوب ؟
وهذه المسألة مفيدة ووقع فيها نقاش كثير ، ومحل السؤال هو: حكم التجويد - بالمعنى العرفي - ، أما مايؤثر في المعنى فهو خارج البحث ، ولهذا يقول الناس : الإمام الفلاني قراءته طيبة لكنه لايراعي قواعد التجويد ، وقراءته سليمة لامطعن فيها من جهة تأثر المعنى .
فقول علماء التجويد مثلا : المد في كلمة ( السماء ) مد متصل يجب مده 4-5 حركات ، فمعنى ذلك أن من مدها حركتين فقط فقد ترك الواجب ، ومن ترك الواجب فهو آثم .
فهل يلتزمون هذا ؟ وماالدليل عليه ؟
أرجو من الشيخ حفظه الله أن يبين حكم التجويد بهذا المعنى .
ويحضرني في المسألة كلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول :" التَّجويدُ مِن بابِ تحسين الصَّوتِ بالقرآنِ، وليس بواجبٍ، إنْ قرأَ به الإِنسانُ لتحسينِ صوتِه فهذا حَسَنٌ، وإنْ لم يقرأْ به فلا حَرَجَ عليه ولم يفته شيءٌ يأثم بتركِهِ ".الممتع 4/250
وجزى الله الجميع خيرا ،،،
---
راجي رحمة ربه
02-22-2004, 09:55 AM
وقرأت نقاشا لا بأس به في نفس الموضوع
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3807
---
مساعد الطيار
02-22-2004, 06:38 PM
أخي راجي رحمة ربه
شكر الله سعيك وحرصك على المتابعة والإثراء ، وبارك في عملك وعلمك .
---
عبدالله بن محمد السليمان
02-27-2004, 11:48 PM
هناك كتاب قيم في هذا الباب للأستاذ الدكتور محمد بن سيدي محمد محمد الأمين رئيس قسم القراءات في كاية القرآن بالجامعة الإسلامية بعنوان الوجيز في حكم تجويد الكتاب العزيز .
---
(1/562)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الجانب السلوكي في تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
---
الجانب السلوكي في تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
---
أحمد البريدي
09-22-2006, 04:18 PM
الاهتمامُ بإصلاحِ النفسِ وتهذيبها وتزكيتها مِن مَقاصدِ القرآنِ الكريمِ ، ومِن سِيْمَا العلماءِ الربّانيّينَ ؛ ولذا فقد نالَ هذا الجانبُ عنايةَ الشيخِ رحمه الله في تفسيره ، وتجلَّى ذلكَ في أمرينِ :
الأمر الأول : الفوائد المسْلَكيَّةُ مِن الآياتِ
بَرَزَ هذا الجانبُ عند تفسيرهِ للآياتِ التي أوردها شيخُ الإسلامِ ابن تيميةَ رحمه الله في العقيدةِ الواسطيةِ ، فبعدَ تفسيرها وبيانِ معناها يقول : الفوائدُ المسلكيةُ مِن الآيات .
ومِن أمثلةِ ذلكَ :
عند تفسيرهِ للآياتِ الواردةِ في إثباتِ صفةِ المحبّةِ قالَ :" وهُنَا سُؤالانِ :
الأول : بماذا يَنالُ الإنسانُ مَحبّةَ الله - عز وجل - ؟ " ثُمَّ ذكرَ جوابهُ .
" السؤالُ الثاني : ما هي الآثارُ المسلكيةُ التي يستلزمها ما ذُكِر ؟
والجوابُ :
أولاً : قولهُ :{ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(البقرة: من الآية195) : يقتضي أنْ نُحْسِنَ ، وأنْ نحرصَ على الإحسانِ ، لأنّ الله يُحِبُّه ، وكُلُّ شيءٍ يُحِبُّه الله ،فإنَّنا نحرصُ عليهِ .
ثانياً : قوله :{ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}(الحجرات:من الآية9) : يقتضي أنْ نعدلَ ونحرصَ على العدلِ .(1/563)
ثالثاً : قوله :{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}(التوبة:من الآية7) : يقتضي أنْ نَتَّقِيَ الله - عز وجل - ، لا نَتَّقِي المخلوقينَ بحيث إذا كانَ عندنا مَن نستحي مِنه مِن الناسِ ، تَرَكْنَا المعاصي ، وإذا لم يكنْ ، عَصَيْنَا ، فالتقوى أنْ نَتَّقِيَ الله - عز وجل - ،ولا يُهمّك الناس . أصلحْ ما بينكَ وبينَ الله، يُصْلِحْ الله ما بينكَ وبينَ الناسِ . أنظر يا أخي إلى الشيءِ الذي بينكَ وبين الله ، يُصْلِح الله ما بينكَ وبينَ الناسِ . أنظر يا أخي إلى الشيءِ الذي بينكَ وبينَ رَبِّكَ ، ولا يُهمَّكَ غير ذلكَ ، {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}(الحج:من الآية38). افعلْ ما يقتضيهِ الشرعُ ، وستكونُ لكَ العاقبة .
رابعاً : يقولُ الله تعالى{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ }(البقرة:من الآية222)،وهذهِ تَستوجِبُ أنْ أُكْثِرَ التوبةَ إلى الله - عز وجل - ، أُكْثِرَ أنْ أرجعَ إلى الله بقلبي وقالبي ، ومُجرَّدُ قَوْلِ الإنسان : أتوبُ إلى الله . هذا قد لا يَنفعُ ، لكنْ تَستحْضِر وأنتَ تقولُ : أتوبُ إلى الله : أنّ بينَ يديكَ مَعاصِي ، تَرجِعُ إلى الله مِنها وتَتُوب ، حتّى تنالَ بذلكَ مَحبَّةَ الله .
{ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}(البقرة: من الآية222) : إذا غسلتَ ثوبكَ مِن النجاسةِ ، تُحِسُّ بأنّ الله أحبَّكَ ؛ لأنّ الله يُحِبُّ المتطهرين . إذا توضَّأتَ ، تُحِسُّ بأنّ الله أحبَّكَ ؛ لأنكَ تَطهَّرْتَ . إذا اغتسلتَ ، تُحِسُّ بأنّ الله أحبَّكَ ، لأنّ الله يُحِبُّ المتطهرين .(1/564)
ووالله ، إنَّنَا لغافلونَ عن هذهِ المعاني ، أكثرُ ما نستعملُ الطهارةَ مِن النجاسةِ أو مِن الأحداثِ ، لأنّها شرطٌ لصحةِ الصلاةِ ، خَوفًا مِن أنْ تَفسُدَ صَلاتُنا ، لكنْ يغيبُ عَنَّا كثيراً أنْ نَشعُرَ بأنّ هذا قُرْبَةٌ وسببٌ لمحبةِ الله لنا ، لو كُنَّا نستحضرُ عندما يغسلُ الإنسانُ نقطةَ بولٍ أصابتْ ثَوْبَهُ أنّ ذلكَ يجلبُ مَحَبَّةَ الله لهُ ، لَحَصَّلْنَا خيراً كثيراً ، لكنّنا في غفلةٍ .
خامساً : قوله : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } (آل عمران: من الآية31) : هذا أيضاً يستوجبُ أنْ نحرصَ غايةَ الحرصِ على اتّباعِ النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بحيث نَتَرَسَّمُ طريقهُ ، لا نخرج مِنه ، أو نَقْصُر عنهُ ، ولا نزيد ، ولا ننقص .وشُعورنا هذا يَحمِينا مِن البدعِ ، ويَحمِينا مِن التقصيرِ ، ويَحمِينا مِن الزيادةِ والغُلُوِّ، ولو أنَّنَا نشعرُ بهذهِ الأمورِ ؛ فانظر كيفَ يكونُ سُلوكُنَا وآدَابُنَا وأخْلاقُنَا وعِبادَاتُنَا.
سادساً : قوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }(المائدة:من الآية54) ، نُحَذَّرُ بهِ مِن الرِّدَّةِ عن الإسلامِ ، التي مِنها تَرْكُ الصلاةِ مثلاً؛ فإذا عَلِمْنَا أنّ الله يُهدِّدُنَا بأنّنا إنْ ارْتَدَدْنَا عن دِيننَا ،أهْلَكَنَا الله ، وأَتَى بقومٍ يُحِبُّهُم ويُحِبُّونَه، ويقومونَ بواجبهم نحو رَبِّهِمْ ، فإننا نُلازم طاعةَ الله والابتعادَ عن كُلِّ ما يُقَرِّبُ للرِّدَّةِ .
سابعاً : قوله{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}(الصف:4)(1/565)
إذا آمَنَّا بهذهِ المحبَّةِ ، فَعَلْنَا هذهِ الأسبابَ الخمسة التي تَستلزِمُهَا وتُوجِبُهَا : القتال ، وعدمُ التوانِي ، والإخلاصُ ؛ بأنْ يكونَ في سبيلِ الله ، أنْ يَشُدَّ بعضنا بعضاً كأنّنا بنيان ، أنْ نُحكِمَ الرابطةَ بيننا إحكاماً قويًّا كالبنيانِ المرصوص ، أنْ نَصُفَّ ، وهذا يَقتضِي التساوي حِسًّا ، حتّى لا تختلفَ القلوبُ ، وهو مما يُؤكِّد الأُلْفَةَ ، والإنسانُ إذا رَأَى واحدًا عن يمينهِ وواحدًا عن يسارهِ ، يَقْوَى على الإقدامِ ، لكنْ لو يُحيطونَ بهِ مِن جميعِ الجوانبِ ، فَسَتَشْتَدُّ هِمَّتُه .
فصارَ في هذهِ الآياتِ ثلاثةُ مباحثَ :
1- إثباتُ المحبةِ بالأدلّةِ السمعيّةِ .
2- أسبابها .
3- الآثارُ المسلكيةُ في الإيمانِ بها ".( )
وعند تفسيره لآياتِ الصِّفاتِ المنْفِيَّةِ في تَنزِيهِ الله ونَفْيِ المِثْلِ عنه ؛ قال :" والذي نستفيدهُ مِن الناحيةِ المسلكيّةِ في هذه الآياتِ :
أولاً : في قوله:{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ}(الرحمن:78) : إذا عَلِمْنَا أنّ الله تعالى مَوصُوفٌ بالجلالِ ، فإنّ ذلكَ يَستوجِبُ أنْ نُعظِّمَهُ ، وأنّ نُجِلَّهُ .
وإذا عَلِمْنَا أنّه مَوصُوفٌ بالإكرامِ فإنّ ذلكَ يَستوجِبُ أنْ نَرْجُوَ كَرَمَهُ وفَضْلَهُ .وبذلكَ نُعظِّمَهُ بما يستحقّه مِن التعظيمِ والتكريم .
ثانياً : قولهُ :{ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ}(مريم:من الآية65) ، فالفوائدُ المسلكيةُ في ذلكَ هو أنْ يعبدَ العبدُ رَبَّهُ ، ويَصطبِرَ للعبادةِ ، لا يملُّ ، ولا يتعبُ ، ولا يضجرُ ، بلْ يصبرُ عليها صَبْرَ القرينِ لقَرينهِ في المبارزةِ في الجهاد .(1/566)
ثالثاً : قوله :{ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}(مريم: من الآية65) ،{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} (الاخلاص:4) ، { فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً }(البقرة:من الآية22) ، ففيها تَنْزِيهُ لله - عز وجل - ، وأنّ الإنسانَ يشعرُ في قَلبهِ بأنّ الله تعالى مُنَزَّهٌ عن كُلِّ نَقْصٍ ، وأنّه لا مَثِيلَ لهُ ، ولا نِدَّ لَهُ ، وبهذا يُعظِّمُهُ حَقَّ تَعظيمهِ بِقدْرِ استطاعتهِ .
رابعاً : قوله :{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً }(البقرة:من الآية165) ، فَمِنْ فوائدها مِن الناحيةِ المسلكيّةِ : أنّه لا يجوزُ للإنسانِ أنْ يَتَّخِذَ أحدًا مِن الناسِ مَحْبُوبًا كَمَحَبَّةِ الله ، وهذهِ تُسمَّي المحبَّة مَع الله ".( )
وعند تفسيره للآياتِ الدَّالَّةِ على نُزولِ القرآنِ قال :"
ما نستفيدهُ مِن الناحية المسلكيّةِ مِن هذه الآيات :
نستفيد أنّنا إذا عَلِمْنَا أنّ هذا القرآنَ تَكلَّم بهِ رَبُّ العالمينَ ؛ أَوْجَبَ لنا ذلكَ تَعظِيمَ هذا القرآنِ ، واحترامَهُ ، وامتثالَ ما جاءَ فيهِ مِن الأوامرِ ، وتركَ ما فيهِ مِن المنهياتِ والمحذوراتِ ، وتصديقَ ما جاءَ فيهِ مِن الأخبارِ عن الله تعالى وعن مَخلوقاتِهِ السابقةِ واللاحقة ".( )
وكما بَرَزَ هذا الجانبُ في شرحهِ للآياتِ الواردةِ في العقيدة الواسطيّة ؛ فقد تعرّضَ لهُ في تفسيرهِ ، ومِن أمثلته :
عند تفسيره لقوله تعالى : {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً} (النساء:126)(1/567)
ذكرَ مِن فوائدها :" إحاطةُ الله بكلِّ شيءٍ لقولهِ { وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً} ويترتّبُ على هذه الفائدةِ فائدةٌ مَسلكيّةٌ مُهِمّةٌ وهي : أنّكَ إذا عَلِمْتَ إحاطةَ الله بكلِّ شيءٍ خِفْتَ مِنه وخَشِيتَهُ وراقبتهُ ؛ لأنّه مَهْمَا كُنتَ في أيِّ مكانٍ فإنّ الله مُحيطٌ بِكَ ، فإذا آمنتَ بهذا خِفْتَ رَبَّ العالمين المحيط بكلِّ شيءٍ ، وينبني على ذلكَ خَوْفُ الله بالقلبِ ؛ لأنّ الله مُحيطٌ حتّى بقلبكَ .
يتبع إن شاء الله
---
أحمد البريدي
09-22-2006, 04:23 PM
الأمر الثاني : جانبُ الإرشاداتِ والتوجيهاتِ لطالبِ العلمِ
لقد كانَ الشيخُ رحمه الله يُلقِي تفسيرهُ على طُلاّبِهِ ، فكانَ يستغلُّ ذلكَ بتذكيرهم بما تدلُّ عليه الآياتُ المفسَّرةُ ، أو بما تُشِير إليه مِن الإرشاداتِ والتوجيهاتِ ؛ رغبةً مِنه رحمه الله في تهذيبِ سُلوكِهم ، وحثِّهم على العلمِ ، والتخَلُّقِ بأخلاقهِ ، ومِن الأمثلةِ على ذلكَ :
1 – توجيهاته بخصوصِ الفتوى والإفتاء أحكامًا وآدابًا .
كثيرًا ما تعرّضَ الشيخُ رحمه الله لهذا الأمرِ نظرًا لأهمّيتهِ ؛ إذْ هو يعلمُ أنّ مَن أمَامَهُ سيكونُ مِن أهلِ الفتوى يومًا ما ، إنْ استمرّ في الطلبِ ولم ينقطع .
فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى:{وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة:42)
ذكرَ مِن فوائدها :" تحريمُ كِتمان الحقِّ ؛ لقوله تعالى :{ وَتَكْتُمُوا }؛ ولكن هلْ يُقال : إنّ الكِتمَانَ لا يكونُ إلا بعدَ طَلَبٍ ؟(1/568)
الجواب : نعم ، لكن الطلبَ نَوعانِ : طلبٌ بلسانِ المقالِ ؛ وطلبٌ بلسانِ الحالِ ؛ فإذا جاءكَ شخصٌ يقولُ : ما تقولُ في كذا ، وكذا : فهذا طلبٌ بلسانِ المقالِ ؛ وإذا رأيتَ الناسَ قد انْغَمَسُوا في مُحَرَّمٍ : فبيانهُ مطلوبٌ بلسانِ الحالِ ؛ وعلى هذا فيجبُ على الإنسانِ أنْ يُبَيِّنَ المنكرَ ، ولا ينتظرَ حتَّى يُسألَ ؛ وإذا سُئِلَ ولم يُجبْ لكونهِ لا يَعلم فلا إثم عليهِ ؛ بلْ هذا هو الواجبُ ؛ لقولهِ تعالى : {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ }(الاسراء:من الآية36). هذه واحدة .
ثانياً : إذا رَأَى مِن المصلحةِ ألا يُبَيِّنَ فلا بأسَ أنْ يَكْتُمَ كما جاءَ في حديثِ عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - :" حَدِّثُوا الناسَ بما يَعرفُون ؛ أَتُحِبُّونَ أنْ يُكذَّبَ الله ورسوله "( ) ؛ وقالَ ابنُ مَسعودٍ - رضي الله عنه - : "إنّك لنْ تُحدِّثَ قَومًا حَديثًا لا تَبلُغُهُ عُقولهم إلا كانَ لبعضهم فتنةً "( ) ؛ فإذا رأيتَ مِن المصلحةِ ألاَّ تُبَيِّنَ فلا تُبَيِّنْ ولا لَوْمَ عليكَ .(1/569)
ثالثاً : إذا كانَ قَصْدُ السائلِ الامتحانَ ، أو قَصْدُهُ تَتَبُّعَ الرُّخَصِ ، أو ضربُ أقوالِ العلماءِ بعضها ببعضٍ . وأنتَ تَعلمُ هذا ، فَلَكَ أنْ تَمْتَنِعَ ؛ الامتحانُ أنْ يَأْتِيَ إليكَ ، وتعرفُ أنّ الرجلَ يَعرفُ المسألةَ ، لكنْ سَأَلَكَ لأجلِ أنْ يَمْتَحِنَكَ : هلْ أنتَ تَعرِفُهَا ، أو لا ؛ أو يُرِيدُ أنْ يَأخُذ مِنكَ كَلامًا لِيَشِيَ بهِ إلى أحدٍ ، ويَنقلهُ إلى أحدٍ : فَلَكَ أنْ تَمْتَنِعَ ؛ كذلكَ إذا عَلِمْتَ أنّ الرجل يَتَتَبَّعُ الرُّخَصَ ، فيأتي يَسألُكَ يقول : سألتُ فُلاناً ، وقالَ : هذا حَرَامٌ . وأنتَ تَعرفُ أنّ المسؤولَ رجلٌ عالِمٌ ليسَ جَاهِلاً : فَحينئذٍ لكَ أنْ تَمْتَنِعَ عن إِفْتَائِهِ ؛ أمّا إذا كانَ المسؤولُ رَجُلاً تَعرفُ أنّه ليسَ عندهُ عِلْمٌ . إمّا مِن عامّةِ الناسِ ، أو مِن طلبةِ العلمِ الذين لم يبلغوا أنْ يكونوا مِن أهلِ الفتوى : فَحينئذٍ يَجِبُ عليكَ أنْ تُفْتِيَهُ ؛ لأنّه لا حُرْمَةَ لفتوى مَن أَفْتَاهُ ؛ أمّا لو قالَ لكَ : أنا سَألتُ فُلاناً ، ولَكِنِّي كُنت أطلبكَ ، ولم أَجِدْكَ ، وللضرورةِ سألتُ فُلاناً ؛ لكن لما جاءَ الله بكَ الآنَ أَفْتِنِي : فَحينئذٍ يَجِبُ عليكَ أنْ تُفْتِيَهُ ؛ لأنّ حالَ هذا الرجلِ كأنّه يقولُ : أنا لا أطمئنُ إلا لِفَتْوَاكَ ؛ وخلاصةُ القولِ أنّه لا يَجِبُ عليكَ الإفتاءُ إلاَّ إذا كانَ المسْتَفْتِي مُسْتَرْشِدًا ؛ لأنّ كِتمانَ الحقِّ لا يَتَحقَّقُ إلاَّ بعدَ الطلبِ بلسانِ الحالِ ، أو بلسانِ المقالِ ".( )
وعند تفسيره لقوله تعالى:{ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}(البقرة: من الآية208)
ذكرَ مِن فوائدها :" قَرْنُ الحُكْمِ بِعِلَّتِهِ ؛ لقولهِ تعالى :{ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} ثم عَلَّلَ :{ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.(1/570)
ويَتفرّعُ على هذهِ الفائدةِ : أنّه ينبغي لِمَنْ أَتَى بالأحكامِ أنْ يَقْرِنَهَا بالعِلَلِ التي تَطمَئِنُّ إليها النفسُ ؛ فإنْ كانت ذاتَ دليلٍ مِن الشَّرْعِ قَرَنَهَا بدليلٍ مِن الشَّرْعِ ؛وإنْ كانت ذاتَ دليلٍ مِن العَقْلِ ، والقياسِ ، قَرَنَهَا بدليلٍ مِن العَقْلِ ، والقياسِ ؛ وفائدةُ ذِكْرِ العِلَّةِ أنّه يُبَيِّنُ سُمُوَّ الشريعةِ وكَمَالَهَا ؛ وأنّه تَزِيدُ بهِ الطُّمَأنِينةُ إلى الحُكْمِ ؛وأنّه يُمْكِنُ إلحاقُ مَا وافقَ الحُكْمَ في تِلكَ العِلَّةِ ".( )
وعند تفسيره لآياتِ الفرائضِ ذكرَ مِن فوائدها :" أنّ أمرَ الفرائضِ إلى الله ؛ لقولهِ: { فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ}(النساء: من الآية11) وأقولُ ذلكَ وإنْ كانَ أمرًا مَعلومًا لكن مِن أجلِ الأدبِ في الفُتْيَا . كانَ الإمامُ أحمد رحمه الله - مع علمهِ الغزير - لا يُطلِقُ على الشيءِ أنّه فريضةٌ أو أنّه حَرامٌ إلاّ إذا وَرَدَ به النَّصُّ ( ) ".( )
2 – الحثُّ على العَمَلِ بالعِلْمِ .
عند تفسيره لقوله تعالى :{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ } (البقرة:من الآية44)
ذكرَ مِن فوائدها :" تَوبيخُ العالِمِ المخالفِ لما يَأمُرُ بهِ ، أو لما يَنْهَى عنهُ ؛ وأنّ العالِمَ
إذا خالفَ فَهُوَ أسوأُ حالاً مِن الجاهلِ ؛ لقوله تعالى:{ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ}؛ وهذا أَمْرٌ فُطِرَ الناسُ عليهِ . أنّ العالِمَ إذا خالفَ صَارَ أشَدَّ لَوْمًا مِن الجاهلِ ؛ حتّى العامّةُ تَجِدُهُمْ إذا فعلَ العالِمُ مُنكًرًا قالوا : كيفَ تفعلُ هذا وأنتَ رجلٌ عالِمْ ؟! أو إذا تَرَكَ واجبًا قالوا : كيفَ تتركُ هذا وأنتَ عَالِم ؟ ".( )
3 – مَعرفةُ الحقِّ بالحقِّ لا بالرِّجَالِ .
عند تفسيره لقوله تعالى:{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ }(البقرة: من الآية101)(1/571)
ذكرَ مِن فوائدها :" أنّه يَجِبُ على الإنسانِ أنْ يَعرِفَ الحقَّ بالحقِّ لا بالرجالِ ؛ فما دَامَ أنّ هذا الذي قِيلَ حَقٌّ فَاتْبَعْهُ مِن أيٍّ كانَ مَصْدَرُه ؛ فَاقْبَلِ الحقَّ للحقِّ ؛ لا لأنّه جاءَ بهِ فُلانٌ ، وفُلان ".( )
4 – الحثُّ على نَشْرِ العلمِ ، والدعوةِ إليه .
عند تفسيره لقوله تعالى:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ}(البقرة:152)
ذكرَ مِن فوائدها :" تحريم كُفْرِ النعمةِ ؛ لقوله تعالى:{ وَلا تَكْفُرُونِ}ولهذا إذا أَنْعَمَ الله على عَبدِهِ نعمةً فإنّه يُحِبُّ أنْ يُرَى أثرُ نِعمَتِهِ عليه ؛فإذا أَنْعَمَ الله عليهِ بِعِلْمٍ فإنّ الله يُحِبُّ مِن هذا العَالِمِ أنْ يَظْهَرَ أثرُ هذهِ النعمةِ عليه :
أولاً : على سُلوكِهِ هو بنفسهِ بحيثُ يكونُ مَعرُوفًا بعلمهِ ، وعَمَلِهِ به .
ثانياً : بِنَشْرِ عِلْمِهِ ما استطاعَ ،سواء كانَ ذلكَ على وجهِ العمومِ ، أو الخصوصِ .(1/572)
ثالثاً : أنْ يَدْعُوَ إلى الله على بصيرةٍ بحيثُ إنّه في كُلِّ مجالٍ يمكنهُ أنْ يَتَكَلَّمَ في الدعوةِ إلى الله بقدرِ ما يستطيع حتّى في المجالسِ الخاصّةِ فيما إذا دُعِيَ إلى وَليمةٍ مثلاً ، ورأى مِن المصلحةِ أنْ يتكلَّم فليتكلَّم ؛ وبعضُ أهلِ العلمِ يكونُ معهُ كتابٌ ، فيقرأُ الكتابَ على الحاضرين ، فيستفيد ، ويُفِيد ؛ وهذا طَيِّبٌ إذا عَلِمَ مِن الناسِ قَبول هذا الشيءِ بأنْ يكونَ قد عَوَّدَهُم على هذا ، فصاروا يَرقُبونه مِنه ؛ أمّا إذا لم يُعوِّدْهُم فإنّه قد يُثقل عليهم بهذا ، ولكنْ مِن الممكنِ أنْ يفتحَ المجالَ بإيرادٍ يُورِدُهُ -سؤالاً مثلاً - حتّى ينفتحَ المجالُ للناسِ ، ويسألونَ ، وينتفعونَ ؛ لأنّ بعضَ طلبةِ العلمِ تذهبُ مجالسهمْ كمجالسِ العامّةِ لا ينتفعُ الناسُ بها ؛ وهذا لا شكَّ أنّه حِرمَان - وإن كانوا لا يأثمونَ إذا لم يأتوا بما يُوجب الإثمَ - ؛ فالذي ينبغي لطالبِ العلمِ - حتّى وإنْ لم يُسأل - أنْ يُورِدَ هو سؤالاً لأجلِ أنْ يفتحَ البابَ للحاضرين ، فيَسْأَلُوا ؛ وقد جاءَ جبريلُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يَسألُه عن الإسلامِ ، والإيمانِ ،والإحسانِ ،والساعةِ ، وأمَارَاتِهَا ؛ وقالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - : [ هَذا جبريلُ أتَاكُم يُعلِّمكُم دِينَكُم ]( )؛ مع أنّ الذي يُجيب الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - ؛ ولكن جَعَلَهُ مُعلِّمًا وهو يَسْأَلْ ؛ لأنّه هو السببُ في هذا التعليم ".( )
وعند تفسيره لقوله تعالى:{قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (سبأ:47)(1/573)
قالَ :" أدعو نفسي وإيّاكُم إلى أنْ يكونَ عِلْمُنَا مُنْسَابًا إلى غَيرِنَا ، بمعنى أنْ نَنْشُرَ العلمَ وأنْ ندعوا الناسَ إليه ، صحيحٌ أنّ حضورنا إلى هذا المجلسِ وتعلُّمَنا ، لا شكَّ أنّه فائدةٌ عظيمةٌ ، وأنّه مجلسٌ مِن مجالسِ الذِّكْرِ ، لكن ينبغي أنْ نَنْشُرَ هذا العلم وندعوا الناسَ بالمستطاعِ ، وأمّا أنْ نبقى كَنُسَخٍ مِن كُتُبٍ ؛ الفائدةُ لا تَعدُو صُدُورَنَا ، فهذا لا شكَّ أنّه ضعيفٌ ، ولا يَلِيقُ بطالبِ العلمِ "... إلى أنْ قال :" أنا أُريد مِنكم أن تكونوا عُلماءَ ربَّانيِّينَ دُعاةً إلى الخيرِ مهما استطعتم ، ويكون أجركم على الله - سبحانه وتعالى - ؛ لأنّ الإنسانَ مَسؤولٌ عن عِلْمِهِ ، فإنّ الله تعالى ما أعطاكَ العلمَ إلاّ بِميثَاقٍ : {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ }(آل عمران: من الآية187)
يتبع إن شاء الله
---
أحمد البريدي
09-22-2006, 04:26 PM
5 – استحضارُ نِيَّةِ القيامِ بِفَرْضِ الكفايةِ .
عند تفسيره لقوله تعالى :{لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} (يّس:6)(1/574)
ذكرَ مِن فوائدها :" سَبُّ هؤلاءِ الذينَ غَفَلُوا عن الرسالاتِ لقوله :{فَهُمْ غَافِلُونَ} وأنّ الغفلةَ عن البحثِ عن الرسالةِ يُعتبر ذَمًّا ، وكذلكَ نقولُ فيمن غفلَ عن البحث في جزئيّاتِ الشريعةِ ، فمثلاً مَن غفلَ عن البحثِ في أحكامِ الصلاةِ فإنّه يُذَمُّ ، ولهذا نقولُ : إنّ تَعلُّمَ العلمِ الشرعيِّ فرضُ كِفَايَةٍ ،ومَن أرادَ أنْ يقومَ بعبادةٍ مِن العباداتِ كان تَعلُّمُ أحكامها فرضَ عَيْنٍ ، وبناءً على هذا نقولُ : كُلُّ طلبةِ العلمِ في كلِّ مكانٍ قائمونَ بفرضِ كِفَايَةٍ ، ولهذا يَحسُنُ بهم أنْ يستحضروا هذا الأمرَ ، وأنّنا في مَجالسنا هذه نقومُ بفرضِ كِفَايَةٍ نُثَابُ عليه ثوابَ الفرضِ ، وقد قال الله تعالى :[ما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مِمَّا افترضتهُ عليه ]( ) ، وهذه مسألةٌ يَغفلُ عنها كثيرٌ مِن الطلبةِ ، لا في مجالسِ ( ) الذِّكْرِ والعلمِ ، ولا في المجالسِ الأخرى مجالسِ المراجعةِ ، تجدُ الإنسانَ يُراجع الكتابَ لكنّهُ لا يستحضرُ أنّه الآنَ قائمٌ بفرضِ كِفَايَةٍ ، وهذا يُفَوِّتُ خيرًا كثيرًا ، لهذا نسألُ الله أنْ يُعيننا على تَذكُّرِ هذا المعنى حتّى نَكْسَبَ خيرًا بما نقرأهُ أو نُراجعهُ ".( )
6 – التأكيدُ على مُواصَلةِ الطَّلَبِ .
عند تفسيره لقوله تعالى :{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ}(النساء: من الآية26)
قالَ :" ليسَ في الشَّرْعِ شيءٌ مَجهولٌ لِكُلِّ أحدٍ ، لقوله : { لِيُبَيِّنَ لَكُمْ } فالشَّرْعُ لا يُمكن أنْ يكونَ خَفِيًّا على كُلِّ أحدٍ ،لكنّهُ يخفى على الإنسانِ لأسبابٍ : إمّا قِلَّةُ العلمِ، وإمّا قُصُورُ الفهمِ ، وإمّا التقصيرُ في الطَّلَبِ ، وإمّا سُوء القَصْدِ ، أربعةُ أسبابٍ لِخَفاء الحكم ِالشَّرْعيِّ على الإنسانِ .(1/575)
الأوّلُ : قلّةُ العلمِ : كأنْ يكونَ الإنسانُ لم يُطالع ولم يُراجع ،ولم يستوعب كتب العلماءِ، وهذا تخفى عليه الأحكامُ الشرعيّةُ لقلّةِ علمهِ .
الثاني : أو قصورُ فهمهِ : يكونُ عندهُ علمٌ واسعٌ لكنّه لا يفهم ، هذا أيضًا يفوتهُ خيرٌ كثير مِن الأحكامِ الشرعيّةِ .
الثالث : أو لتقصيرهِ في الطلبِ : إنسانٌ مُقصِّر ، عنده علمٌ ، عنده فهمٌ ، لكن ما يحرص على أنْ يُحقِّقَ المسائلَ ويُنقِّحَها ويُحرِّرَها ، فيفوتهُ شيءٌ كثير .
الرابع : أو سوءُ القصْد ، حيثُ يكونُ لا يُريد إلاّ نَصْرَ رَأْيِهِ فقط ، فهذا – والعياذ بالله – يُحرم الخير ويُحرم الصواب .
ما دواءُ هذه العللِ والآفاتِ ؟
الجواب :
الأول : قلّةُ العلمِ : دواءهُ كثرةُ العلمِ ، أنْ يُراجعَ المسألةَ ، يُطالع كتبَ العلماءِ – كتب الحديث ، كتب التفسير - .
الثاني : قُصور الفهمِ : هذا مُشْكِل ؛ لأنّهُ غَرِيزِيٌّ ، لكن ثِقُوا بأنّه مع التمرُّنِ يَحصلُ على قوّةِ الفهمِ ، وأضربُ لكم مثلاً : لو أنّ إنسانًا راجعَ كتبَ شيخِ الإسلام ابن تيميةَ ؛ أوّلَ ما يُراجِعْ لَقَالَ : هذا ما يُمكن نفهمها ، لكن مع التمرُّنْ عليها يفهمها وتكونَ عنده كالفاتحةِ ، إذًا الفهمُ يحتاجُ إلى تمرينٍ ، ومِن تمارينِ الفهمِ : المناقشةُ مع الناسِ ؛ لأنّه كثيرًا ما يغيبُ عنكَ شيءٌ مِن العلمِ وبالمناقشةِ يتبينُ لكَ شيءٌ كثير .(1/576)
الثالث : التقصيرُ في الطَّلَبِ : دواءهُ الجدُّ والاجتهادُ ، اجتهدْ ولا تتوانَى ، ثمّ التقصيرُ في الطَّلَبِ ليسَ معناهُ قِلَّةُ الطَّلَبِ ، حتّى الترتيبُ في الطَّلَبِ هذا ايضًا يُضِرُّ بالإنسانِ ويُنقِصُ عِلْمَهُ ،بعضُ الناسِ مثلاً إذا أرادَ أنْ يُراجِعَ مَسألةً في الكتبِ الكبيرةِ صارَ يستعرضُ الفِهْرِسَ ؛ يَجِدُ بَحْثًا ثُمَّ يذهبُ يبحثُ فيه وينسى الأوّل ، وهذا الذي يُقَطِّعُ عليه الأوقاتَ تقطيعًا ، ما دُمْتَ تُريد تحقيقَ مسألةٍ فَأَغْمِضْ عينيكَ عَمّا سِوَاهَا ، وإلاّ ستكونُ ، كالذي يلقطُ الجرادَ في أرضٍ جَرْدَاء ، ما تُحَصِّلُ شيئًا ، هذا تقصيرٌ في الطَّلَبِ ؛ ما هو تقصيرٌ كَمِّيٌّ ، ولكن تقصيرٌ كَيْفِيٌّ .
الرابع : سوءُ القصْدِ : هذا هو العلّةُ ، سوءُ القصْدِ يحتاجُ إلى إخلاصٍ ونُصحٍ لله - عز وجل - ، فإذا قصدَ الإنسانُ حفظَ الشريعةِ وأنْ يَرِثَ الأنبياءَ سَهُلَ عليه حُسْنُ القصْدِ ؛ لأنّهُ إذا عَلِمَ أنّ الإنسانَ إذا طلبَ العلمَ لغيرِ الله فإنّهُ يُحرم الخير ، وعن الوعيد ، وأنّ الله يَنْزِعُ بركةَ العلمِ مِنه حَرِصَ على أنْ يكونَ قصْدُهُ حسنًا .
فهذه أمورٌ أربعةٌ هي التي يُحرم الإنسانُ إيَّاها في عدم تَبَيُّنِ الأحكامِ الشرعيّةِ ، وإلاّ فالله - عز وجل - تَكَفَّلَ {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ} ".( )
7 – الحثُّ على الرسوخِ في العلمِ .
عند تفسيره لقوله تعالى :{لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}(النساء: من الآية162)(1/577)
ذكرَ مِن فوائدها :" فضيلةُ الرسوخِ في العلمِ ،وانتبهوا لكلمةِ " الرسوخ " ،فمعناها الثبوتُ والاستقرار( )،وذلكَ لأنّ العلمَ عِلْمَانِ :عِلْمٌ طَافٍ ،بمعنى أنّه على السَّطْحِ ؛ أيُّ ريحٍ تُزحزحه ، وهذا ما يكونُ عند كثيرٍ مِن الطلبةِ ، تجدْ كثيرًا مِن الطلبةِ يُجَمِّعُ العلومَ دفعةً واحدةً فيكون كالطبيبِ العامّ ليسَ له اختصاصٌ في شيءٍ ، وبعضُ الطلبةِ يُركِّزُ ويحرصُ ، فهذا الذي يُدرِكُ العلمَ ، ويكون عنده قُدرَةٌ ومَلَكَةٌ "... إلى أنْ قالَ :"ومِن ثَمَّ كُنت أقولُ دائمًا لطلابِ العلمِ : احرصوا على القواعدِ – قواعد العلم – وضوابطِ العلمِ ، وذلكَ لأنّ الجزئيّاتِ لا حَصْرَ لها ، كُلُّ يومٍ يخرجُ للناسِ مُعاملةٌ جديدةٌ أو حَدَثٌ جديد في العباداتِ لا يُمكن للإنسانِ أنْ يَحكُمَ عليها حُكمًا صريحًا إلاّ إذا كانَ عندهُ قواعدُ وأصولٌ يُلحِق هذه الجزئيّاتِ بأُصُولِهَا وقواعدها ، أمّا مَن يأخذُ العلمَ مَسألةً مَسألة فهو كالذي يلقطُ الجرادَ مِن الصحراءِ ، يتعبُ ولم يملأ الكيسَ ،لكن الإنسانُ الذي يحرصُ على القواعدِ هذا هو الذي بإذن الله يُدرِكُ العلمَ ".( )
8– تَلَطُّفُ الطالبِ معَ الشيخِ .
عند تفسيره لقوله تعالى :{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ }(الكهف: من الآية66)
قالَ :" أيْ قالَ مُوسَى للخَضِرِ : هل أتّبِعُكَ ،وهذا عَرْضٌ لطيفٌ ، وتواضع ،وتَأَمَّلْ هذا الأدبَ مِن مُوسَى - عليه السلام - مع أنّ مُوسَى أفضل مِنه ، وكانَ عند الله وجيها ، ومع ذلكَ يَتلطَّفُ معه لأنّه سوفَ يأخذُ مِنه عِلْمًا لا يَعْلَمُهُ مُوسَى ، وفي هذا دليلٌ أنّ على طالبِ العلمِ أنْ يتلطَّفَ مع شيخهِ ومع أستاذهِ وأنْ يُعامله بالإكرامِ ".( )
وما تقدّمَ نماذجُ مِن إرشاداتهِ وتوجيهاتهِ التي كانَ يُلقِيهَا على طُلاّبِهِ أثناءَ إملائهِ لتفسيره تُبَيِّنُ حرصَ الشيخِ على هذا الجانبِ ، واهتمامه بهِ .(1/578)
اسأل الله أن ينفعنا بالقرآن .
---
(1/579)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قواعد لمنهج القرآن في التعامل مع الفتن
---
قواعد لمنهج القرآن في التعامل مع الفتن
---
الجنوبي
03-16-2007, 03:33 PM
السلام عليكم
هذا البحث بحول الله أريد تقديمه لرسالة الدكتوراة
فهل بحث من قبل مع أني أطلعت و على حسب علمي لم أجد
---
أبو بيان
03-16-2007, 09:33 PM
للفائدة:
- نوقشت وطبعت رسالة ماجستير في جامعة أم القرى بعنوان: موقف المسلم من الفتن في ضوء الكتاب والسنة, للباحث: حسين محسن الحازمي, ونشرت سنة: 1420 .
- وفي جامعة محمد الخامس سجلت رسالة دكتوراه بعنوان: فقه الفتن : أصوله واتجاهاته وتطبيقاته, لعبد الواحد الإدريسي, سنة 1996 .
- وللشيخ الدكتور عبد الرحمن عبد الرحيم القرشي رسالة دكتوراه بعنوان: منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع الفتن, قدمت لقسم العقيدة في جامعة أم القرى سنة 1425 .
---
الجنوبي
03-18-2007, 01:06 PM
السلام عليكم
نعم اطلعت على بعضها
لكن رعاك الله أنا اتكلم من منظور معالجة القرآن لذلك
---
أبو بيان
03-18-2007, 11:01 PM
البحث الأول وثيق الصلة بموضوعك, وتحتاج إلى مطالعته لتسلم من التكرار, وفقك الله.
---
د.خضر
03-19-2007, 01:10 PM
أوصى بالبعد عن موضوع له نظير أو شبيه ، كما أوصى بعدم عرض موضوعات مقترحة للدكتوراه أو الماجستير لأن
ذلك سيعسر كل يسير على الباحثين حيث إن عرض العنوان سينقل البحث من حيز جامعات الدوله التي يسجل فيها
الباحث إلى حيز جامعات الكرة الأرضية مما يضيِّق الخناق على باحثين في مقتبل أيامهم ، أما عرض الموضوعات لأخذ
الرأي فيها بعد ثبوتها والتيقن من تسجيلها وعدم وجود النظير في جامعات الدولة التي سجل فيها الباحث فهو أمر جيد
يثري البحث ويفيض بالخير على الباحث .
هذه وجهة نظر شخصية لا تنافي وجهات نظر الآخرين بل تقدر كل من يدلي بدلوه وتحترمه.
---(1/580)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معا لكيفية القراءة في كتب التفسير
---
معا لكيفية القراءة في كتب التفسير
---
ابن الشجري
03-08-2004, 02:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك موضوع طالما أخذ حيزا من تفكيري ، وأعتقد أن الكثير ربما مربهذه المرحلة من التفكير والمشورة ، وربما وصل بعد مدة طالت أو قصرت إلى بغيته , والبعض ألآخر ربما لازال في طور التفكير والتخبط ، فهلا أخذ أحدنا بيد صاحبه وهداه الطريق .
لاشك أن شرف العلم لازم لشرف المعلوم ، وليس بخاف أن شرف علم التفسير لتعلقه بكلام الله جل في علاه , ومن المؤسف أن هذا العلم على وجه الخصوص , يشكو شحا من أهله في التصدرلإقرائه وتفسيره للناس ، خاصة في القرون المتأخرة , وهو تقصير مشترك بين اهل العلم وطلابه , ذلك أن الناس قد أخذتهم دربة العلم إلى فنون منه تشغل حياتهم اليومية ، كعلم الفقه والحديث ، وتجاهلوا أن مردهما إنما هو الى كتاب الله ، فماأنزل الا للعلم والعمل بمافيه .
ونحن نسمع أنه لربما تواجد في البلد الواحد أكثر من محدث وفقيه ,وما أحسن هذا ، لكن الأحسن منه أن تجد مفسرا كذلك يفسر كلام الله ويعلم أحكامه وآدابه وأخباره للناس ، ورحم الله الحسن البصري أذ يقول: ( انزل الله القرآن للعمل بمافيه فاتخذ الناس تلاوته عملا ) ، وهذه نظرة صادقة فاحصة من إمام عرفه الزمان ، فكيف لورأى زماننا هذا ؟ والذي حال كثير من أبنائه لاعلم ولاعمل ولاتلاوه .
وقد أشار لمثل هذا شيخ الاسلام ـ رحمه الله ـ في مقدمة التفسير، حيث قال:(فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابافي فن من العلم ، كالطب والحساب ، ولايستشرحوه ، فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم ، وبه نجاتهم وسعادتهم ، وقيام دينهم ودنياهم ) .(1/581)
لذلك تجد المجدين من طلاب هذا العلم على قلتهم ، أكبر شيخ لهم هو الكتاب ، ولست أعيبهم بهذا معاذ الله ، فأكثرهم ممن نعرفه بحمد الله طالما ثنى ركبتيه وزاحم بها في حلق العلم , حتى بزكثيرا من أقرانه في علوم شتى كالفقه والحديث والادب , وهذه من أهم شروط المفسر . لكن من منهم تخرج على يدي مفسر سبقه لهذا العلم ، كماكان حال السلف رحمهم الله ، هذا سعيد ابن جبير ومجاهد وعكرمة وعطاء إلى ابن القيم وابن كثير في خلق سواهم ـ رحمهم الله جميعا ـ كان لكل واحد منهم شيخ يركن اليه في التفسير ويسند عنه كثيرا من كلامه في تفسير كلام الله تعالى ، حتى لربما كان لبعضهم ختمة أوأكثر يوقف شيخه عند كل آية يسأله عنها ، كمجاهد بن جبر ، وقتادة الذي يقول: مافي القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئا.
لا أشك أن الزمن قد شغر من مثل هولاء ، فهل من مجدد يحيي الله به مادرس من مثل هذه الحلق العظيمة للتفسير ، كما أحيي علم الحديث في هذا الزمن ؟!
فكان ولابد لكل طالب علم مقبل على هذا العلم الشريف ، من طريقة إنتهجها في قرأته الخاصة لكتب التفسير, فليت أخا مناصحا يكتب طريقته وتجربته في القرآة لكتب التفسير, حتى يفيد ناشدا للمشورة ويريحه من عناء التفكير .
فلتكتب أخي مشكورا مأجورا تجربتك في دراسة هذا العلم ، وطريقتك في القراءة لكتب التفسير.
---
المنذر
03-14-2004, 11:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أعضاء الملتقى الكرام ... تحية وبعد ..
قد طرح علينا أخونا الفاضل ابن الشجري ـ بارك الله في علمه ـ موضوعا في غاية الأهمية ، نحن بحاجة إلية ، وخاصة من كان متخصصا في هذا المجال .. فلا شك أن لكل منكم طريقة وأسلوباً في دراسته لكتب التفسير وكيفية الاستفادة منها ، ونحن بشوق لمعرفة ذلك .. فلا تبخلوا علينا بتجاربكم ومشورتكم حتى تعم الفائدة ..
أعانكم الله على الخير وسدد خطاكم ...
---
زيد العنزي
03-20-2004, 12:02 AM
يرفع للأهمية. . . . .
---(1/582)
المحب الكبير
04-01-2005, 10:54 PM
جزى الله الكاتب والمتفاعل خيرا .
---
ابن الشجري
04-05-2005, 01:41 AM
أيعقل أن تمضي الأيام تتلوها الأسابيع والشهور وهذه المقالة تشكو الاغتراب، إن في الأمر ماخفي علي ، لكن لا أظن العجز يقعد بأحدنا عن كتابته لتجربته الذاتية في مثل هذا الأمر، لربما ظن كاتب أن ماسيكتبه سيظهرماكان يبطنه عن الآخرين ، ويعده من أسرار الحياة العلمية ؟ وهل في العلم أسرار
إن دائرة الأعذار كالشجرة المتناكحة الأغصان والأوراق ، الوارفةالظلال ، لاتعجز أن تظل من اكتن بها مادام حبل المودة موصول
---
مساعد الطيار
04-05-2005, 09:42 PM
أخي ابن الشجري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فالموضوع الذي طرحته ، ثمَّ شكوت من العُقِم الذي أصابنا أهل الملتقى في الكتابة فيه = موضوع نفيس مهم للغاية ، ونحن نعلم جميعًا أن كتابة تجارب العلماء وطلاب العلم والباحثين من أنفس ما يتنافس عليه القراء .
كما أن طرح نظراتهم في موضوع ما يدخل في هذا الباب ، إذ قد يكون جرَّب طريقة ، وعنده غيرها من الطرق ، فيطرحها للطالبين لعلهم يستفيدون منها .
غير أن الملاحظ في بعض ما يُطرح قد يصل إلى الحدِّ الفلسفي الذي يصعب تطبيقه والعمل به ، وليس ذلك بمانع من طرحه ؛ إذ لعله يتهذَّب على يد قارئ له ، فيستطيع إعادة صياغته مرة أخرى ، فالأفكار تتقاذفها العقول فيما بينها حتى تصير إلى رأي يستفيد منه الجمهور .
ومن الملاحظ أنَّ بعض الطالبين للعلم يتأخر في القراءة والاستفادة بزعم لأنه ليس عنده منهج في القراءة في كتب العلم ، مع أني أرى أنه سيكتسب الملكة من خلال قراءاته مادمت هي من شغله الشاغل في طلب العلم .
وهل ياتُرى كل من برع في العلم رسم له أساتذته منهجًا معيًّنا فسار عليه ؟
إن ذلك غير لازم ، وإن كان مطلبًا جماهيريًّا ، حيث ترى كثرة السؤال عنه .(1/583)
وإني أرى أن التفسير من أصعب العلوم في رسم منهجٍ لدراسته ، لما عُلِم من طرائق المفسرين في كتبهم حيث جعلوها مجالاً لتطبيقات علومٍ أخرى أبعدتها في هذه المسائل عن علم التفسير .
ويمكن أن أرتِّب الموضع في أحد أنظاري فيه إلى النظر إلى معلومات كتب التفسير ، ثم إلى ذكر طريقة قراءة التفسير بإيجاز ، وتفصيل ذلك كالآتي :
إن معرفة العلوم التي استبطنتها كتب التفسير ، والاجتهاد في تقسيمها تقسيمًا فنيًّا ـ ولو في الذهن ـ طريقٌ مهمٌّ من طرق تعلم التفسير ، فما هي تلك الأقسام :
القسم الأول : بيان المعنى ، وهو صلب التفسير ، والمراد الأول من الكلام في بيان مراد الله تعالى .
القسم الثاني : علوم السورة والآية .
القسم الثالث : الاستنباط والفوائد .
وهذا التقسيم الثلاثي يمكن أن يكون ثنائيًّا بإدخال الاستنباط في علوم الآية ، وإنما أفردته لأهميته ، ولحرص طالبي علم التفسير عليه .
كما يمكن ملاحظة أن تفسير الآية من علوم الآية ، لكن التقسيم ـ كما قلت ـ فنيٌّ يراد به الوقف على جملة المعلومات التي في كتب التفسير ، ثمَّ ترتيب تلك المعلومات عند الباحث ، وكل باحث يختار من هذه المعلومات ويرتبها عنده بحسب حاجته إليها .
أعود إلى التقسيم ، وأفصِّل فيه فأقول :
القسم الأول : التفسير :
التفسير من جهة اللغة :
فإنه يدل على الكشف والبيان. فأي كشف أو وبيان فإنه يُعَبَّر عنه بأنه تفسير، ولهذا يقولون مثلاً : كَشَف عن ذراعيه إذا أَبَدانها وأظهرها، وكذلك يقولون : كشف عن المعنى الغامض إذا أَبانه وأظهره. فهو يُستخدم في القضايا المحسوسة وكذلك في القضايا المعنوية التي تُخرَج من طريق الفكر سواء أكان كَشف شيئًا محسوسًا أم كَشف شيئًا من خلال التفكير فإنه يُقال عنه فَسَّر الأمر .
وأما التفسير من جهة الاصطلاح :(1/584)
فالعلماء لهم من جهة الاصطلاح تعريفات كثيرة ، وكثيرٌ منها مبني على جملة العلوم التي تستبطنها كتب التفسير ، وليس هذا مقام الخوض في هذه التعريفات ونقدها ، لذا فإننا إذا نظرنا إلى المعنى اللُّغوي وهو البيان والإيضاح أو الكشف فإننا نقول : إن التفسير في الحقيقة هو عملية ( بيان معاني القرآن ) ومما يدخل في بيان معاني القرآن من جملة المعلومات : بيان معاني الكلمات ، وبيان المنسوخ ـ على إطلاقه عند السلف ـ ، وبيان أسباب النُّزول ، وغيرها مما يقوم عليه البيان ، بحيثُ لو فُقِد لما تمَّ بيان المعنى .
وقد ذكرت هذا بشيء من الإيضاح بالأمثلة في كتاب ( مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر ) .
وبيان معاني كلام الله هي المقصد الأساس في التفسير ، وعلى صحَّتها يُبنى غيرها من الفوائد العلمية والاستنباطات والفوائد ؛ إذ التفسير الخطأ لا ينتج عنه إلا خطأٌ في الفوائد والاستنباطات .
ولبيان المعنى أصول يقوم عليها ، ومن أهمِّها معرفة كلام العرب ، إذ به تُدرك كثيرٌ من أمور الشريعة وأقوال السلف ، ولغة العرب رافد مهمٌّ للغاية لطالب علوم الشريعة ، لا يمكنه أن يستغني عنها بحال ، وبقدر تقصيره في تحصيلها يظهر ضعفه في تحصيله في تخصصه ، هذا في الغالب في العلوم الشرعية ، والله أعلم .
ومنها معرفة الأوجه الجائزة في التفسير المؤتلف منها والمختلف اختلاف تغاير ، وهو باب مهمٌّ جدًّا من أبواب أصول فهم المعنى .
ولعل لهذه الأصول مقامًا آخر أذكر فيه هذه الأصول بشيء من التفصيل ؛ إن شاء الله .
والمقصود أنَّ طلب معنى كلام الله هو أول ما يحسن بطالب علم التفسير البحث عنه ، هو أول المعلومات التي يقصدها من يريد تفسير القرآن الكريم .
القسم الثاني : علوم السورة والآية :(1/585)
هناك علوم خاصة بالسورة تتعلق بها ، ولا تتعلق بآياتها ، وهناك علوم تتعلق بالسورة ، ولها وجه تعلق بالآية ، أما علوم الآية فهي خاصة بها ، ويمكن تفريعها إلى فروع كثيرة حسب نظر الناظر لها ، وإليك التفصيل :
أولاً : علوم السورة :
من العلوم المتعلقة بالسورة ما يأتي :
1 ـ اسم السورة ، أو أسماؤها إن كان لها أكثر من اسم .
2 ـ مكان نزول السورة ، وزمان نزولها ( المكي والمدني ) .
3 ـ عدد آي السورة ، وعدد كلماتها وحروفها .
4 ـ فضائلها ، إن كان لها فضائل ثابتة .
5 ـ مناسبة السورة لما قبلها ، ومناسبة فاتحتها لخاتمتها ، ومناسبات موضوعاتها بعضها مع بعضٍ .
6 ـ موضوعات السورة .
هذا من أكثر ما يذكره المفسرون ، وقد يذكرون غيرها من العلوم المتعلقة بالسورة ، كالمستثنى من النُّزول المكي ، وعكسه ، وكالناسخ والمنسوخ فيها ، وغير ذلك .
تنبيه :
اعلم أن الأصل في علوم السورة أنها من علوم القرآن لا التفسير ؛ لأن لا يترتب على معرفتها أي أثر في فهم معاني الآيات ، سوى ما يكون من حاجة في بعض الأحيان إلى مكي السورة ومدنيها للترجيح بين أقوال المفسرين ، والله أعلم .
ثانيًا : علوم الآية :
ويُقصد به : كل المعلومات التي نسبها المفسرون للآية ، سواءً أكانت معلومات مباشرة أم كانت معلومات غير مباشرة .
ويمكن تقسيم المعلومات المتعلقة بالآية إلى ثلاثة أصناف :
الصنف الأول : ما يتعلق بالآية من جهة القرآن فحسب .
الصنف الثاني : ما يتعلق بالآية من جهة العلوم الإسلامية .
الصنف الثالث : ما أُدخِل من علوم غير إسلامية في تفسير بعض الآيات .
وأما مجمل علوم الآية فأذكر منها :
1 ـ تفسيرها ، وذلك ما مضى في القسم الأول .
2 ـ فضلها ، إن وُجِدَ .
3 ـ اسمها ، إن وُجِدَ .
4 ـ مكان نزولها وزمانه .
5 ـ قراءاتها ، إن وُجد فيها اختلاف قراءات .
6 ـ إعرابها .
7 ـ أحكامها التشريعية ( من الأحكام الفقهية الآداب والسلوك )
8 ـ أحكامها العقدية .(1/586)
8 ـ ناسخها ومنسوخها ( على اصطلاح السلف ) .
9 ـ وقوفها .
10 ـ أسباب نزولها .
11 ـ إعجازها ووجوه بلاغتها .
وقد يرد في تفسير الآية استطرادات أدبية أو شعرية أو قصصية أو أحوال مرَّ بها المفسر أو غير ذلك ، وهي لا تخلو من أن تكون داخلة ضمن هذا القسم .
الصنف الثالث : ما أُدخِل من علوم غير إسلامية في تفسير بعض الآيات .
ومن ذلك ما تجده في تفسير الرازي ( ت : 606 ) ، وتفسير طنطاوي جوهري ( ت : 1358 ) وغيرهما ممن أراد أن يستوعب في التفسير ، فذكر علومًا متنوعة من العلوم غير الإسلامية ؛ من علم الفلسفة وعلم المنطق وغيرها من العلوم المظنون بها .
ويمكن أن يُلحق بها ما أدخله الباطنيون من تفاسير لا تعتمد على العلم الصحيح ، وذلك ما يدعون أنهم حصلوا عليه بكشف خاصٍّ ، أو إنه من طريق أئمتهم ، وتجد بعض هذه التفسيرات في روح المعاني للآلوسي ( ت : 1270 ) .
تنبيه :
هذا القسم هو الذي طغى على كتب التفسير ، وهو الذي شكَّل (مناهج المفسرين ) ، وصارت التفسير تكبر بسببه .
القسم الثالث : الاستنباط :
وهذا القسم ـ مع أهميته ـ إلا أنك تجده قليل في التفاسير بالنسبة للمعلومات الأخرى ، وقلَّ أن تجد مفسِّرًا وضع هذا الأمر نصب عينيه وهو يفسِّر ، وقصد أن يستنبط من الآيات فوائد وأحكامًا عامَّة ، ، وإنما قد يمرُّ بآية فيذكر استنباطًا منها ، وذلك عارضٌ على طريقته في تفسيره ، وليست مقصدًا له .
ولست أقصد بالاستنباط الاستنباطات الفقهية الملية فقط مما يتعلق بالعبادات والمعاملات ، بل عموم ما يمكن استنباطه من الآيات من جملة الفوائد ، ومن أشهر المفسرين المعاصرين في هذا الباب ـ حسب علمي ـ الشيخ محمد بن عثيمين ، حيث كان الاستنباط أصلاً في دروسه في التفسير .
وتجد كذلك بعض من ألف في الاستنباط قصدًّا كما فعل السيوطي في ( الإكليل في استنباط التنْزيل ) .(1/587)
وبعد ، فالذي يظهر ـ والعلم عند الله ـ أنَّ هذه الأقسام يدخل فيها جميع المعلومات التي ترد في كتب التفسير .
وبعد هذا التنبيه عن جملة معلومات كتب التفسير أذكر طريقة عملية مختصرًا في ذكرها ، ولعلها تفيد من يطَّلع عليها ، فأقول :
أولاً : يخصِّص القارئ كتابًا من كتب التفسير يكون أصلاً له يقرؤه مرة بعد مرة ، حتى يستظهر هذا التفسير استظهارًا بالغًا لا يكاد ينِدُّ عنه منه شيء (1) .
عود إلى المختصرات :
ويحسن أن يكون هذا التفسير مختصرَا ، فإن لم يكن فيكون متوسطًا ؛ ليتمكن من قراءته وترداده ، فإن الطويل قد يُمِلُّ ، كما قد ينقطع عنه العزم .
ومن المختصرات ما يأتي :
1 ـ التفسير الميسر ، الذي طُبِع في وزارة الشئون الإسلامية في المملكة العربية السعودية .
2 ـ الوجيز في التفسير للواحدي .
3 ـ مراح لبيد للجاوي النووي ، وهو تفسير مختصر غير مشهور ، ولعل من له خِبرة بالكتاب أن يكتب عن منهجه ليفيد في هذا الباب .
4 ـ جامع البيان للأيجي .
ومن التفاسير المتوسطة :
1 ـ تفسير الوسيط للواحدي .
2 ـ تفسير أبي المظفر السمعاني .
3 ـ تفسير البغوي .
4 ـ تفسير ابن جزي الكلبي .
5 ـ تفسير السعدي .
وقد عدلت عن ذكر كتابين مشهورين ، وهما تفسير البيضاوي وتفسير الجلالين ؛ لأنهما متنان يحتاجان إلى قراءةِ فكٍّ ، ولا يصلحان للمبتدئ ، وغيرهما أوضح منهما ، وهما لطلاب العلم أكثر منهما لعامة القراء .
وإنما لقيا العناية بالشرح والتحشية لأنهما كانا منهجين دراسيين ، فالبيضاوي كان منهجًا عند علماء الدولة العثمانية ، والجلالين كان منهجًا عند علماء الأزهر ، فكثرت بذاك شروحهما ، والعلم عند الله .
ثانيًا : أن يختار له كتابًا من كتب غريب القرآن يجعله أصلاً يرجع إليه لمعرفة المراد باللفظة في لغة العرب ، وكتب غريب القرآن كثيرة ، ويمكن تقسيمها إلى الآتي :(1/588)
1 ـ كتب مختصرة ؛ كتحفة الأريب لأبي حيان ، ونزهة القلوب للسجستاني ، والترجمان عن غريب القرآن لعبد الباقي اليماني ، وغيرها .
2 ـ كتب فيها طول وتحرير علمي للألفاظ ؛ كمفردات الراغب الأصفهاني ، وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي ، وتفسير غريب القرآن لأبي بكر الرازي ( صاحب مختار الصحاح ) ، وهو كتاب نفيس للغاية .
3 ـ كتب متقدمة ، فيها أسلوب علماء اللغة المتقدمين من أئمة اللغة ، فتجد فيها ذلك النَّفس المتقدِّم الذي يحرص على الشاهد العربي من الشعر ؛ كمجاز القرآني لأبي عبيد معمر بن المثنى ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة .
ثالثًا : يحدِّد القارئ ميوله العلمي من اتجاهات المفسرين العلمية ؛ كالبلاغية والنحوية والفقهية وغيرها ، وذلك لأمرين :
الأول : أن يتعرف على التفاسير والكتب المتعلقة بهذا الاتجاه التي تفيده في المجال الذي يرغبه .
الثاني : أن يعلِّق على التفسير الذي اختاره ما يجده من هذه المعلومات التي تلائم ميوله العلمي .
واختم هذا بفقرتين ابتسرتهما من محاضرة كنت ألقيتها بعنوان ( كيف نستفيد من القراءة في كتب التفسير )
طريقة القراءة :
1 ـ بدء القراءة ، والحرص على ختمه وتفهُّمه ، والمداومة على قراءة هذا الكتاب مرة بعد مرة ، حتى يستظهر المتعلم التفسير من خلال هذا الكتاب .
2 ـ ترك الإشكالات التي تعيق عن تمامه ، وتقييدها لحلها في المستقبل .
3 ـ معرفة القضايا التي يحرص عليها قارئ التفسير أو الباحث فيه ، وترك ما لا ثمرة فيه .
4 ـ التعليق على الكتاب بما يلزم من الفوائد والتعقبات ، وعدم الاشتغال بها عن الأصل ، وهو استظهار التفسير من خلال هذا الكتاب .
5 ـ لابد من معرفة أنَّ بعض الإشكالات ستبقى عند طالب العلم وقد لا يجد لها حلاًّ ، والمراد أنها لا تكون عائقًا عن تعلم التفسير ، كما أنها ليست دليلا على الفشل في طلبه .
أمثلة للإشكالات التي وقعت للعلماء :(1/589)
قال الطبري :» وقد ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لا أدري ما الحنان حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة عن ابن عباس قال والله ما أدري ما حنانا « ( ) .
قال الطبري :» حدثني يونس ، قال أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { يوم تمور السماء مورا } ، قال : هذا يوم القيامة ، وأما المور فلا علم لنا به « ( ).
فوائد يحسن مراعاتها عند القراءة في كتب التفسير
1 ـ العناية بالتعرف على منهج السلف ومن سار على منهجهم من خلال التطبيقات العملية التي يقومون بها في تفاسيرهم .
2 ـ العناية بتطبيق أصول التفسير على ما يقرأ من التفسير .
3 ـ العناية بالمؤثرات التي تؤثر على المفسر في تفسيره ، ومن ذلك : مذهبه العقدي والفقهي والنحوي .
4 ـ العناية بمنهج المفسر في التعامل مع روايات السلف من جهة تحقيق الأخبار ونقد المتون .
5 ـ معرفة المنهج العام للمفسر ، والربط بين معلومات الكتاب ، وهذا مما يعين في فهم ما يستغلق من كلام المفسر .
6 ـ الرجوع إلى موارد المفسر الأصلية إن أمكن ، فقد يتبين من خلال ذلك خطأ في فهم المفسر لمن نقل عنه ، كما أن بعض المفسرين يختصر بعض الأخبار والآثار مما قد ينبهم على من يقرأ كلامه ،ة فإذا عاد إلى أصوله التي نقل منها توضح هذا الانبهام .
7 ـ التركيز على كلام المفسر في تفسير الآيات المتصلة بالفن الذي يتميز به ذلك المفسر ؛ كالعقيدة والفقه والوعظ والأخبار والنحو والبلاغة .
8 ـ الحرص على تقييد الفوائد التي يستفيدها من التفاسير .(1/590)
وبعد هذا ، فالموضوع بحاجة إلى عناية أكثر ، وما كتبته هنا يحتاج إلى إعادة ترتيب ، وزيادة أفكار ، وإنما استعجلت كتابته إكرامًا لابن الشجري الذي تشكو مقالته من الاغتراب ، ولعله يعذرنا بعذره لنفسه في انقطاعه عن الملتقى بما شغله ، وكم يتمنى المرء منا لو استطاع أن يكتب ما في ذهنه من معلومات ، وإني لأغبط أولئك الكتبة الذين يسيل قلمهم ولا يجدون مشقة ، فإني أجد مشقة في إعداد مقالة ، وتحريرها التحرير الذي أرتضيه ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد ، وقبول العلم ، فهذا ما عنَّ في الخاطر الحاضر ، ولا أشكُّ أن في النفس شيئًا بقي لعل الله أن ييسر لي إعادة النظر فيه ، وتريب أفكاره والزيادة عليه بالأمثلة الموضحة من كتب أهل العلم ، بل من تجاربهم إن وُجِدَ .
............
(1) فائدة : وجدت لهذا أصلا في طريقة أهل العلم ، وذلك في مسلكين :
الأول : أنَّ بعضهم ـ حينما يؤلف ـ يعتمدُ كتابًا يجعله نصب عينيه ينتقي منه ويختصر، ثم يضيف عليه ، وقد يعتمد اكثر من كتاب .
الثاني : أن بعضهم تراه يستشهد في مناقشاته العلمية بمجموعة معينة من التفاسير تدل على أنه استظهرها وجعلها أصلاً له يرجع إليها مرارًا ، ومن أمثلة ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ، حيث تراه كثيرًا ما يذكر البغوي وابن عطية وابن الجوزي .
(2) لمناسبة الحديث عن المختصرات : أودُّ من الإخوة الكرام في الدول الإسلامية أن يذكروا لنا إن كان قد عَمِل أحد من علمائنا في دولهم تفاسير مختصرة ؛ لنستفيد منها في مثل هذا المقام ، وإن كان سيتبع ذلك تقويم ممن يذكرها فذلك حسن جدًّا .
---
ابن الشجري
04-17-2005, 03:29 PM
شكرالله للشيخ الكريم جهده الظاهر وتكرمه الباهر .(1/591)
فلعمر الحق ، ماحق هذه الكلمات المتعوب على جمعها وصفها أن تعبر سريعا ،خاصة وأنها خرائد أبكار وبنات أفكار، دون استفادة أكبرعدد ممكن من متنها وحواشيها ، ولو كان لي من الأمر شئ لأفردتها ، وفي طرة الملتقى ثبتها ، حتى يعلم الكاتب أن سهر عينيه في كتابة مقال أو إفادة بحث في هذا الملتقى محفي ، وليس مصيره مصير القارض العنزي ، ويعلم أنه يكتب ويكتب وسيكتب ، وأن هناك من يقرأ وينقد وسيكتب ، وبعين محب مجل سيشكر.
فماجاد به الشيخ الكريم ـ جاد الله عليه ـ ليس مجرد تجربة فردية بقدر ماهو محاولة لرسم منهج للقارئ في كل فن ، وفي كتب التفسير على وجه الخصوص .
لكن الأمر يحتاج إلى تعاون من الأخوة الكرام جميعا ، وخاصة فيما يتعلق بغياب التفاعل الجدي مع مايكتب في هذه الصفحات ، ولو كان هناك وفرة في القراء لهان الأمر ولكن .
وما أعنيه هو الحاجة إلى النقد البناء ، والمشاركة في الأراء ، خاصة من قبل المشرفين والأعضاء الكرام ، فللحق أنه ملتقى مميز بجوهره ومبناه ومضمونه ومعناه ، فلنحث السير قليلا في طرح مثل هذه الأبحاث ، ولنهتبل من وقتنا للتفاعل معها ، وشكرها شكر العارفين المحبين ، أونقدها نقد المخلصين الناصحين .
وعلى كل حال فإن أعظم مايمكن أن تحصل عليه في هذه المنتديات ، هو ماتجود به قرائح الرجال وبنات أفكارهم ، فمازال في بني عمك رماح .
فالشكر للشيخ الكريم د/مساعد الطيار، ولوكان العتاب سيعود دائما بمثل هذا الرد، لكان حريا بكاتب كل مقال أن يذيله بشئ من العتاب ، وقد جعلت من شكركم أن صغت مقالا عن كتاب الفصول والغايات لأبي العلاء المعري ، وإن لم آت فيه بالجديد ، أو أربي فيه على ماكتب عنه من طارف وتليد ، إلا أني رجوت أن أدخل في زمرة الشاكرين .(1/592)
والشكر موصول للمشرف العام أخي الشيخ النقاب عبد الرحمن الشهري ، على سعة صدره في تقبل مثل هذه الاقتراحات ألتي قد تكون غير خافية عليه ، وكذلك بقية المشايخ الكرام ، فعذرهم بضيق الوقت مقبول ، فأنفاس العمر معدودة ، ومهل الزمان مبتوته ، فإلى الله المشتكى ، من تضييع بعضنا لساعات عمره في غير طائل ، وليهنك العلم في صدر من كان من أهل القرآن .
وفق الله الجميع لكل خير.
---
أبو بكر الأمريكي
04-29-2005, 06:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله
لو سمحتم شيخنا، أرجوا أن تخبرونا أية تفاسير جعلتموها أصلاً تكررون الرجوع إليها؟
---
أبومجاهدالعبيدي
12-16-2006, 01:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله
لو سمحتم شيخنا، أرجو أن تخبرونا أية تفاسير جعلتموها أصلاً تكررون الرجوع إليها؟
هل من إجابة من شيخنا الطيار؟
---
مساعد الطيار
12-16-2006, 02:13 PM
أبا مجاهد لعلي تغافلت عن قصد ، ثم تراكم على الموضوع موضوعات حتى صار بعيدًا عن متناول العين ، وها أنت تحييه من جديد ، فأراك أردتني أجيب لامحالة ، فأقول لك أخي الحبيب محمد ، وكذا صاحب السؤال أبا بكر : كنت قد اعتمدت فترة من الزمن كتاب ابن جزي الكلبي لما رأيت فيه من حسن الاختصار ، وذكر الأقوال ، والإشارة إلى الترجيح ، لكن هذا الكتاب من الكتب التي فيها طول على المبتدئ ، ولست أنصح به له .
والذي أحب أن أحرِّص عليه : فكرة اعتماد كتاب مختصر سهل العبارة يكون أصلاً يقرأ فيه الطالب ويُرجِّع فيه قراءته مرة بعد مرة ، حتى يستظهر المعنى العام للآيات ، وتلك نعمة عظيمة ، وغاية شريفة .(1/593)
وإذا كان الطالب ممن يحفظون القرآن او ممن حفظه ، فيحسن به أن يكون له مع ورده اليومي آيات يقرأ تفسيرها حتى يختم تفسير القرآن كاملاً ، ويحسن أن يكون التفسير على حاشية المصحف الشريف ، كما يحسن أن يضيف إلى ذلك التفسير ما ترده المفسر من بيان بعض المفردات اللغوية التي قد يكون تركها بسبب منهج التفسير الذي سار عليه ، فتراه يبين المعنى الإجمالي أو المعنى السياقي ، ويغفل عن بيان المعنى اللغوي .
---
العبادي
12-16-2006, 09:10 PM
والذي أحب أن أحرِّص عليه : فكرة اعتماد كتاب مختصر سهل العبارة يكون أصلاً يقرأ فيه الطالب ويُرجِّع فيه قراءته مرة بعد مرة ، حتى يستظهر المعنى العام للآيات ، وتلك نعمة عظيمة ، وغاية شريفة .
ويحسن أن يكون التفسير على حاشية المصحف الشريف ، كما يحسن أن يضيف إلى ذلك التفسير ما ترده المفسر من بيان بعض المفردات اللغوية التي قد يكون تركها بسبب منهج التفسير الذي سار عليه ، فتراه يبين المعنى الإجمالي أو المعنى السياقي ، ويغفل عن بيان المعنى اللغوي .
اسمح لي شيخنا الحبيب التطفل على تعليقك هذا بفهم خاص وإظهار لمكتنٍّ فيه..
ذلك أن اقتراحك الأول لا أراك تريد به إلا مثل حاشية التفسير الميسّر، فلطالما وجدناك تشيد بها في مواضع عديدة، ومن قرأها حقا وجد صدق هذا وانطباقه عليها، سواء في وضوح أسلوبها واختصارها وحسن تعاملها مع اختلاف المفسرين.
أما الاقتراح الثاني فالمفردات للراغب هي أحسن ما رأيته فيه..
ولم أذكر هذا إلا لما جال في خاطري من توقع استفهام من قارئ لتعليقك يقول: هذا كلام عام، وأريد تحديدا لكتاب معيّن..
مع علمي أن إبهامك وتعمدك السكوت عن تحديد شيء معين إنما هو لمصلحة راجحة تراها فيه، وأوافقك فيها، لكن الناس مواهب وأزواج مختلفة، وفي الإبهام نفع للجميع، كما أن في التحديد نفع لفئة معينة لا تقنع إلا به!
---
أحمد بزوي الضاوي
12-16-2006, 10:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/594)
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
( سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد، فإنه يسعدني أن أشارك في هذا الموضوع الهام، ذلك أنني لاحظت أن كثيرا من طلبة العلم عند قراءتهم في كتب التفسير يكون همهم الوحيد ألا وهو الوصول إلى المعنى الذي انتهى إليه المفسر، دون أن يلقوا بالا للطريقة التي تبلغ بها إلى هذا المعنى. ومن ثم فإنهم لا تكون لهم القدرة الكافية على فهم التفسير ، وتكون بالتالي استنتاجهم مبتسرة وليدة لحظة عجلى، وقراءة انتقائية تزري بالمقروء ولا تبلغ القارئ المقصود . ومن ثم فإنني أحببت أن أعرض عليكم طريقة اتبعتها مع طلبتي بجامعة شعيب الدكالي ـ الجديدة ـ المغرب، حيث كنت أدرس لهم مادة التفسير، واخترنا تفسير سورة الفاتحة من خلال تفسيرين : ابن كثير و القرطبي ، وقد كنا في الغالب الأعم لا نتجاوز تفسير ابن كثير ، بل في بعض الأحيان لا نكمل تفسيره لسورة الفاتحة، وذلك لدقة الطريقة، و تركيزها على تجميع الجزئيات باعتبار القراءة بناء لا يمكن أن يستقيم ما لم تجمع كل المعطيات المتاحة والضرورية دون إصدار أحكام مسبقة بأهميتها أم لا .
إننا في قراءتنا للتفاسير يتعين أن يكون همنا هو إدراك الطريقة التي يتبعها المفسر للوصول إلى تحديد مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم، لا أن يكون هم طالب العلم الأوحد هو معرفة المراد الذي انتهى إليه المفسر، لأنه إن فعل فإنه لن يتمكن من معرفة الكيفية التي تتم بها عملية التفسير، وبالتالي يظل عالة على المراد الذي انتهى إليه المفسر، ولا تكون له القدرة على البرهنة عليه علميا، كما أنه لا يتمكن من اكتساب ملكة التفسير، والمتمثلة في القدرة على الفهم و التحليل والمقارنة والاستنباط .(1/595)
إن الطريقة التي نتبعها في قراءة التفاسير تعتمد المستويات التالية :
1-المستوى الوصفي .
2- المستوى التحليلي .
3- المستوى المقارن .
المستوى الأول : الدراسة الوصفية : هو المستوى الأول الذي يتعين على القارئ الباحث العناية به أيما عناية باعتباره المقدمة التي تبنى عليها المستويات الأخرى، فأي تقصير أو خطأ فإنه ينعكس بطريقة تلقائية على المستويات الأخرى .
الدراسة الوصفية دراسة موضوعية حيث يكون الباحث فيها محايدا لأنه يصف ما هو قائم، فلا يتدخل إلا في الاكتشاف والتنظيم والترتيب بما يعطي صورة حقيقية عن الخطاب التفسيري الموصوف .
ويبدأ هذا المستوى بالقراءات المتعددة للتفسير، والتعامل مع الخطاب التفسيري باعتباره كائنا حيا، فهو عصارة تجربة إنسان، وهو معاناة الإنسان، فالخطاب التفسيري وليد هذه التجربة والمعاناة، و من ثم ما لم نستحضر ذلك لا يمكننا سبر أغواره ، لأنه بكل بساطة سيظل مغلقا في وجوهنا ، ولن يرفع عنا حجبه، و يكشف أستاره، ويبوح بأسراره . ومن ثم يتعين عن طريق القراءات المتعددة والمتأنية والبصيرة حيث إن القارئ يكون حاضر البديهة، منتبه لكل صغيرة وكبيرة، حاملا لقلم الرصاص ويؤِشر على ما يراه مهما، مع تدوين ملاحظاته في بطاقات جانبية معدة لذلك .
بعد أن يحس القارئ بأن النص قد أصبح مفتوحا في وجهه، وأن علاقة حميمية أصبحت تربط بينهما، فإنه يجدر به ساعتها أن ينتقل إلى الخطوات التالية والمتمثلة في :(1/596)
1- اكتشاف مكونات الخطاب التفسيري، والتي يمكن إجمالها في مصادر التفسير: تفسير القرآن بالقرآن و تفسير القرآن بالسنة ، و تفسير القرآن بأقوال الصحابة، وتفسير القرآن بأقوال التابعين، وتفسير القرآن بأقوال أتباع التابعين، تفسير القرآن بمطلق اللغة. مع رصد المصادر التي اعتمدها المفسر سواء تعلق الأمر بأقوال المفسرين أو كتب التفسير، والقراءات القرآنية، والحديث والسيرة والفقه وأصوله، وأصول الدين، وكل ما رجع إليه المفسر وبنى عليه تفسيره . والمصطلحات، والأعلام .مع الانتباه لضرورة تسجيل ملاحظات عن تدخل المفسر في كل جزئية تفسيرية: التعليقات، والملاحظات، والاستنتاجات، والتعقيبات، والانتقادات، والمواقف، والآراء.
ويتعين على الطالب أن يدرس كل مكون على حدة، وذلك عن طريق تخصيص جذاذات خاصة يدون فيه المعلومات الضرورية، وذلك يسهل عليه في مرحلة لاحقة توزيع المادة العلمية .
2- ترتيب المكونات : أي رصد الطريقة التي رتب بها المفسر هذه المكونات، وهذا هو المدخل الأساس لمعرفة منهجه في التفسير، ذلك أننا نكون في هذ المرحلة بصدد اكتشاف الطريقة العامة في التفسير .
3- العلاقات التي تقوم بين المكونات : إن الخطاب التفسير نظام ومن ثم فإن هذه المكونات ليست مبعثرة، كما أنه لا يمكن أن نتصورها كجزر لا تقوم بينها أية علاقة، بل هذه المكونات مرتبة ترتيبا خاصا اختارها المفسر، كما أنها تقوم بينها علاقات ووشائج، فالخطاب التفسيري منظومة متكاملة . وهذا هو المدخل لفهم التفسير المقروء .
المستوى الثاني : الدراسة التحليلية: وفي هذا المستوى من الدراسة يتطلب ـ عكس المرحلة الأولى ـ تدخل القارئ، بحيث يتفاعل مع الخطاب التفسيري و يعمل على مساءلته : لماذا ؟ و كيف ؟ و متى ؟ وغيرها من الأسئلة المناسبة للموقف، والإجابة المحصل عليها مجموعها يكون الدراسة التحليلية .(1/597)
المستوى الثالث : الدراسة المقارنة : وفيه يقوم القارئ بمقارنة التفسير الأول بتفاسير مناظرة بغية اكتشاف الإضافة العلمية، وعناصر التشابه و التميز .
بعد تجميع هذه المعطيات يشرع الطالب / الباحث في تحرير بحثه .
وهذا موضوع آخر آمل أن تتاح الفرصة لعرض تقنيات البحث، وكيفية إعداد الرسائل العلمية . في أقرب الآجال إن شاء الله تعالى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
العبادي
12-16-2006, 11:16 PM
الأستاذ الفاضل أحمد بزوي الضاوي
بالمثال يتضح المقال..
فحبذا لو أتبعت هذا التنظير الجيد بمثال تطبيقي ولو طال..
ولك الشكر الجزيل
---
(1/598)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول علامات الوقف في المصحف
---
حول علامات الوقف في المصحف
---
إبراهيم الحميضي
01-03-2006, 08:50 PM
في مصحف المدينة وضعت علامة الوقف ( صلي ) والتي تدل على أن الوصل أولى ،على كلمات واقعة في نهاية القول ،انظر مثلاً قوله تعالى :{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ... } حيث وضعت هذه العلامة على الكلمات الثلاث في الآية : {الْمَوْتَى} و { تُؤْمِن } و { قَلْبِي } ومقتضى ذلك أن يكون الوقف تاماً وعلامته ( قلي ) ، فما الوجه في ذلك ؟
---
عمار
01-03-2006, 11:02 PM
الشيخ الكريم / إبراهيم الحميضي :
الوقف التام كما هو معلوم لديكم : هو الوقف على ما تمّ معناه ولم يتعلق بما بعده
لا لفظا ولا معنى.
فهل يرى الشيخ - حفظه الله - أن الوقف على "الموتى " وَ "تؤمن" وَ "قلبي" يكونُ تامّا؟
أم أنه وقفٌ على ما يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولكن يمنع
من حسن الابتداء بما بعده؟! هذا إذا اعتبرناه وقفا حَسَنا (حيث أن رمز صلى يعني الوقف
الحسن - والله أعلم - ).
وربما تجد في مصاحف أخرى علامة الوقف الكافي (وهو الوقف على ما تمّ معناه في ذاته
لكنه تعلق بما بعده معنى لا لفظا).
ما هي وجهة نظركم شيخنا الكريم؟
---
إبراهيم الحميضي
01-04-2006, 01:56 PM(1/599)
شكراً لك يا أخي عمار ، و أنا سائل مسترشد ،ولست مستنكراً ، وبضاعتي في علم الوقف والابتداء قليلة جدا، وقد نص بعض من ألف في الوقف أن من علامة الوقف التام انتهاء القول ، والذي يظهر لي أن الوقف على ذلك تام لفظاً ومعنى ، وهذا لايمنع وجود ارتباط بينه وبين ما بعده ، فإن القرآن كله متناسب مترابط ، وما ذكرته من أن بعض المصاحف وضعت على ذلك علامة الوقف الكافي صحيح وقد اطلعت غلى ذلك ،ولكن لا أدري هل هناك مصاحف أخرى وضعت عليه علامة الوقف التام أم لا .
---
مساعد الطيار
01-04-2006, 02:05 PM
الاخوان الفاضلان إبراهيم وعمار
أولاً : إن ما طرقتماه من وقوف المصحف المعتمدة لا علاقة لها بالوقف التام والكافي والحسن والقبيح ، أقصد بذلك أن هذه الرموز لا توافق تلك الوقوف موافقةً تامة بحيث نقول ـ مثلا ـ : الوقف اللازم هو الوقف التام ، والوقف الأولى هو الوقف الكافي ، والوصل الأولى هو الوقف الحسن ... فالمصطلحات مختلفة اختلافًا ظاهرً ، بل قد يقع التام والكافي في الوقف اللازم والجائز ، والوقف الأولى ، كما يقع الوقف الحسن والقبيح في الوقف الممنوع ، ولو أردنا إرجاع وقوف المصاحف إلى الوقوف القديمة التي عمل بها العلماء المتقدمون لاحتاج الأمرإلى موازنات في المصطلحات ، ثم التطبيقات .
ثانيًا : إذا كان مراد الشيخ إبراهيم ـ حفظه الله بالتام : الوقف التام المعروف عند علما الوقف ، فليس ما ذكره بدقيق ، لأن الوقف التام ـ كما أشار الأخ عمار ـ : هو الوقف على ما تمّ معناه ولم يتعلق بما بعده(1/600)
لا لفظا ولا معنى ، وهذا لا يتحقق في المواقف التي ذكرها الشيخ إبراهيم ، ودليل ذلك أنك لو سمعت قارئًا ابتدأ بقوله تعالى : ( قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) ( لعلِم بداهة بانقطاع هذه الجملة عن موضوع سابق لها ، وإن كانت الجملة السابقة لها تامة من حيث الإعراب ، وتلك تامة من حيث الإعراب ، لكن بقي ارتباط المعنى ، وهو الوقف الكافي عند جماهير علماء الوقف .
---
عمار
01-04-2006, 06:14 PM
شيخنا الفاضل : / مساعد الطيار - حفظه الله - :
جزاكم الله خيرا على الإفادة ، وما قصدته في تعقيبي السابق أن أكثر المصاحف
ترمز لهذا الوقف (أي الوقف الحسن) بعلامة "صلى" وقد نَقَلتُ هذا عن بعض مشايخنا القرّاء
حيث خلص أحدهم (بعد أن تتبّعَ المصاحف ) إلى هذه النتيجة :
أنّ الوقف الحسن : يُرمز له بـ(صلى) إذا كان في وسط الآية في أكثر المصاحف.
ومسألة الوقف والابتداء في النهاية هي اجتهاد من العلماء جزاهم الله خيرا بحسب ما تبيّنَ لهم من وجوه التفسير والإعراب ، ويحسن بنا الأخذ برأيهم والرجوع إلى مصنّفاتهم النفيسة مثل كتاب "منار الهدى في الوقف والإبتدا " لعبد الكريم الأشموني وغيرها من الكتب التي تفيد في هذا الفن.
والله أعلم.
---
عمار
01-04-2006, 10:00 PM
نسيتُ أن أشير في تعقيبي السابق إلى أن كتاب "منار الهدى " موجود في مكتبة شبكة
التفسير والدراسات القرآنية على هذا الرابط :
http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=883
العنوان : منار الهدى في بيان الوقف والابتدا
المؤلف : للعلامة أحمد بن محمد بن عبدالكريم الأشموني
وشكرا.
---
مساعد الطيار
01-05-2006, 04:13 PM
أخي الكريم عمار ، عمر الله قلبي وقلبك وقلوب إخواننا بطاعته(1/601)
قولكم حفظكم الله ( وما قصدته في تعقيبي السابق أن أكثر المصاحف ترمز لهذا الوقف (أي الوقف الحسن) بعلامة "صلى" وقد نَقَلتُ هذا عن بعض مشايخنا القرّاء ) = فيه نظر ، ولعلي أرجع إليه مرة أخرى لأبينه بالأمثلة ، وأرجو أن تتأمل الفرق بين التعريفين :
الوصل أولى : يجوز الوقوف لكن الوصل أولى . فانظر كيف أجازوا الوقف ، ومن ثم اجازوا البدء بما بعده لكن الوصل عندهم أولى .
الوقف الحسن : يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به من جهة اللفظ ( الإعراب ) والمعنى . فانظر كيف منعوا الابتداء بما بعد الوقف الحسن بخلاف الوصل الأولى الذي يكون حكم الابتداء بما بعده الجواز .
فإذا تأملت التعريفين بان لك الفرق بين المصطلحين ، وأرى أنه لا مقاربة بين مصطلحات المصحف ومصطلحات العلماء المتقديمين الذين اعتمدوا الوقف التام والكافي والحسن ، فكلٌّ له ما يتميز به .
وانظر قوله تعالى : ( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ* قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا *وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ *نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ *إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) (يوسف : 36) ، فكل نجمة مكان الوصل الأولى في مصحف المدينة النبوية من طبعته الأولى ، ووازن به الوقف الحسن ، وانظر هل يصلح أن ينطبق عليه تعريف الوقف الحسن ؟
---
عمار
01-05-2006, 07:55 PM
بارك الله فيكم شيخنا الكريم...ولا اعتراض على ما قلتم ، ولعلي أبلّغً صاحبَ الرأي وجهة نظركم فلربّما كانَ له توجيه لما ذكره في كتابه المسمى "بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن " من منشورات دار ابن القيم.
وعندى سؤال لو تكرمتم....على أي أساس تم اعتماد هذه العلامات في مصحف المدينة ما
دام أنها لا توافق مصطلحات العلماء المتقدمين؟(1/602)
وهل صُدِرَ بَيَانٌ من لجنة مراجعة مصحف المدينة حول المنهج الذي تم الاعتماد عليه في تحديد هذه الوقوف والسبب في اعتماد هذه العلامات؟
وجزاكم الله خيرا
---
مساعد الطيار
01-06-2006, 10:11 AM
أخي الكريم عمار
لجنة مصحف المدينة اعتمدت المصحف المصري المعروف بمصحف الملك فؤاد ؛ اعتمدته في الرسم والوقوف والضبط ، وغيرت ما رأت الأفضل في تغييره .
أما مصحف الملك فؤاد ، فالذي كتب وقوفه هو الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد كما نص التعريف بالمصحف الشريف بذلك .
ولقد اجتهدت في بيان مآخذ الوقوف عنده فظهر لي أن أصل هذه الوقوف هي وقوف السجاوندي مع عدم الأخذ بها كلها ، ولا اعتماد قوله في جميع مواطنه ، كما زادوا عليه الوقف الأولى ، وهو موجود في تطبيقات السجاوندي ، وإن لم ينص عليه كوقف له رمز معيَّن ، ووقوف السجاوندي :
( م ) علامة الوقف اللازم ، وهو نفسه عند الحسيني .
( ط ) علامة الوقف المطلق ، وهذا مما تركه الحسيني .
( ج ) علامة الوقف الجائز ، وهو نفسه عند الحسيني .
( ز ) علامة الوقف المجوز لوجه ، وهو ما يكون فيه وجوه الوقف أضعف من وجه الوصل ، وهذا هو الوصل الأولى في مصحف الحسيني .
( ص ) المرخص ضرورة ، وهو الوقف على ما اتصل ما بنهما ارتباط في اللفظ لأجل طول جملة الوقف ، وهذا مما تركه الحسيني ، وهو قريب من تعريف المتقدمين للوقف الحسن .
( لا ) علامة الوقف الممنوع ، وهو كذلك عن الحسيني .
وزاد بعض المتاخرين ممن طبع المصاحف على رموز السجاوندي ( الوقف الأولى ) وهو قسيم للوصل الأولى ، وهما جزءان من الوقف الجائز ، فالوقف الجائز على ثلاث مراتب :
1 ـ جواز مستوي الطرفين ( ج ) .
2 ـ جواز الوقف لكن الوصل أولى ( صلى ) .
3 ـ جواز الوصل لكن الوقف أولى ( قلى ) .(1/603)
وأحب أن أشير إلى كتاب طُبع قديمًا في مصر ( 1290 هجرية ) لرجل يسمى محمد الصادق الهندي ، وكتابه بعنوان ( كنوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن ) ، ولعل الحسيني اطلع على هذا الكتاب واستفاد منه ، فهو قد اعتمد تفسير وقوف السجاوندي مع بيان مواضع بعضها .
---
إبراهيم الحميضي
01-06-2006, 01:59 PM
ذكر صاحب أضواء البيان في معرفة الوقف والابتداء: الشيخ جمال القرش ، والذي قدم له الشيخ محمد أبو رواش مدير إدارة النص القرآني لمراجعة مصحف المدينة النبوية ، أن علامة الوقف التام : قلي ، وعلامة الوقف الكافي : ج ، وعلامة الوقف الحسن: صلي ، وهذا في أكثر المصاحف ، انظر ص 16 -22. فهل هذا مسلَّم ، وهل هو مبني على استقراء صحيح ،نرجو من فضيلة الدكتور مساعد الإفادة.
فائدة ذكر صاحب هذا الكتاب عن الشيخ الدكتور عبد العزيز القارئ : أن رموز الوقف لم توضع على سائر المواضع التي ينبغي أن توضع فيها رموز ، وإلا لكثر ذلك في المصحف ، وشوش على القارئ ، وإنما وضعت على موضع منتقاة ... انظر ص 23
---
د. أنمار
01-08-2006, 12:42 PM
أجمع من لخص أقوال العلماء في الوقف والابتداء وذكر ضمن كلامه ما عليه العمل في مصحف المدينة وغيره ما سطره العلامة الضباع شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى في كتابه الجامع
الإضاءة في بيان أصول القراءة ، فقد لخص معظم ما ذكره ابن الجزري في النشر 1/ 224 وزاد عليه
فقال ما نصه:
ثم إن العلماء رحمهم الله تعالى قسموا الوقف الاختياري إلى أنواع، ولكنهم اختلفوا في عددها وتسميتها
فقال جماعة منهم الداني وابن الجزري إنها أربعة أقسام:
التام وكاف وحسن وقبيح
1-فالتام
هو الوقف على كل كلمة ليس لها تعلق بما بعدها ألبتة، أي لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى.
كقوله : وأولئك هم المفلحون
فيوقف عليه ويبتدأ بما بعده
2-والكافي
هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها، ولا بما قبلها لفظا، بل معنى فقط(1/604)
كقوله: أم لم تنذرهم لا يؤمنون،
لأنها مع ما بعدها ، وهو ختم الله متعلق بالكافرين.
وهو كالتام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده.
3- والحسن
هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا فقط
كالوقف على الحمد لله.
فيوقف عليه بشرط تمام الكلام عند تلك الكلمة، ولا يحسن الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، إلا أن يكون رأس آية، فإنه يجوز في اختيار أكثر أهل الأداء لما سيأتي.
4- والقبيح
هو الوقف على لفظ غير مفيد، لعدم تمام الكلام. وقد يتعلق ما بعده بما قبله لفظا ومعنى.
كالوقف على بسم من بسم الله.
إذ لا يعلم إلى أي شيء أضيف،
أو على كلام يوهم وصفا لا يليق به تعالى.
وقالت طائفة منهم ابن الأنباري إنها ثلاثة : تام وحسن وقبيح
1- فالتام
هو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به
كالوقف على وأولئك هم المفلحون
2- والحسن
هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده
كقوله : الحمد لله، لأن الابتداء برب العالمين لا يحسن لكونه صفة لما قبله
3- والقبيح
هو الذي ليس بتام ولا حسن
كالوقف على بسم من بسم الله
وقال آخرون: تام مختار، وكاف جائز ، وقبيح، وهو قريب مما قبله.
وقال السجاوندي وجماعة من المشارقة: الوقف (يعني الاختياري) على خمس مراتب:
لازم، ومطلق، وجائز، ومجوز لوجه، ومرخص ضرورة.
1- فاللازم
ما لو وصل طرفاه غيّر المراد
نحو قوله: وما هم بمؤمنين
يلزم الوقف هنا إذ لو وصل بقوله "يخادعون الله" ، توهم أن الجملة صفة لقوله "بمؤمنين"، فالنتفى الخداع كما تقول ما هو بمؤمن مخادع
2- والمطلق
هو ما يحسن الابتداء بما بعده
كالاسم المبتدأ به، والفعل المستأنف ، ومفعول المحذوف، والشرط، والاستفهام، والنفي.
3-والجائز
ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين.
نحو: "ما أنزل من قبلك"، فإن واو العطف تقتضي الوصل، وتقديم المفعول يقطع النظم. فإن التقدير: ويوقنون بالآخرة.(1/605)
4-والمجوز لوجه
نحو: "أولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالآخرة"، لأن الفاء في قوله "فلا يخفف عنهم" تقتضي التسبب والجزاء، وذلك يوجب الوصل، وكون لفظ الفعل على الاستئناف يجعل للفصل وجها.
5-والمرخص ضرورة
ما لا يستغني ما بعده عما قبله، لكنه يرخص لانقطاع النفس وطول الكلام، ولا يلزم الوصل بالعود لأن ما بعده جملة مفهومة
كقوله : "والسماء بناء"
لأن قوله "وأنزل" لا يستغني عن سياق الكلام، فإن فاعله ضمير يعود إلى ما قبله غير أن الجملة مفهومة.
وقال جماعة من المتقدمين:
الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب
1 - تام
2 - وشبيه به
3 - وناقص
4 - وشبيه به
5 - وحسن
6 - وشبيه به
7 - وقبيح
8 - وشبيه به اهـ
وقال جماعة منهم الإمام العماني، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري: الوقف على مراتب:
أعلاها:
1- التام،
وهو الموضع الذي يستغني عما بعده
2- ثم الحسن،
وهو تام أيضا لكن له تعلق ما بما بعده، وقيل: هو ما يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده ، لتعلقه به لفظا ومعنى
كقوله "الحمد لله"، لأن المراد مفهوم ، والابتداء بـ"رب العالمين"، قبيح، لأنها مجرورة تابعة لما قبلها
3- ثم الكافي:
وهو ما يحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده، إلا أن له به تعلقا معنويا
كالوقف على : "حرمت عليكم أمهاتكم"
4- ثم الصالح
5- ثم المفهوم
وهما دونهما في الرتبة
كالوقف على قوله تعالى:"ضربت عليهم الذلة والمسكنة"، فهو صالح،
فإن قال: "وباؤوا بغضب من الله"، كان كافيا،
فإن بلغ "يعتدون"، كان تاما،
فإن بلغ "عند ربهم" كان مفهوما،
6- ثم الجائز، ما خرج عن ذلك، ولم يقبح
7- ثم البيان
8- ثم القبيح
وهو ما لا يعرف المراد منه أو يوهم الوقوع في محذور،
كالوقف على "بسم" من "بسم الله"، وعلى قوله : "لقد سمع الله قول الذين قالوا"، ونحو ذلك.
وقال جماعة: الوقف قسمين: تام وقبيح
وفي عبارة تام وناقص
وقال الفخر الرازي: الوقف ثلاثة أنواع، وذلك لأن:(1/606)
1 . الوقف على كل كلام لا يفهم بنفسه: ناقص،
2 . والوقف على كل كلام مفهوم المعاني إلا أن ما بعده يكون متعلقا بما قبله يكون: كافيا،
3 . والوقف على كل كلام تام ويكون ما بعده منقطعا عنه يكون: وقفا تاما.
وقال الأشموني: يتنوع الوقف نظرا للتعلق إلى خمسة أقسام لأنه لا يخلو
1 . إما أن لا يتصل ما بعد الوقف بما قبله، لا لفظا ولا معنى فهو التام،
2 . أو يتصل ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، وهو القبيح
3 . أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظا وهو الكافي
4 . أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظا وهو الحسن
5 . والخامس متردد بين هذه الأقسام فتارة يتصل بالأول وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعرابا وتفسيرا
ثم قال: وأشرت إلى مراتبه بـ: تام وأتم وكاف وأكفى وحسن وأحسن وصالح وأصلح وقبيح وأقبح
فالكافي والحسن يتقاربان، والتام فوقهما، والصالح دونهما
فأعلاها: الأتم، ثم الأكفى، ثم الأحسن، ثم الأصلح ويعبر عنه بالجائز
وأما وقف البيان:
هو أن يبين معنى لا يفهم بدونه. كالوقف على قوله تعالى: "ويوقروه"، فرق بين الضميرين ، فالضمير في "ويوقروه" للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي "ويسبحوه" لله تعالى، والوقف أظهر هذا المعنى المراد اهـ
ثم قال:
1- فالتام
هو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله، لا لفظا ولا معنى، وأكثر ما يوجد في رءوس الآي غالبا، وقد يوجد في أثنائها.
2- والكافي
ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلا أن له به تعلقا ما من جهة المعنى، فهو منقطع لفظا متصل معنى
3- والحسن(1/607)
ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، إذ كثيرا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بما بعدها ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها أو من حيث كونه نعتا لما قبله أو بدلا أو حالا أو توكيدا لأنه في نفسه مفيد يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، ولا يقبح الابتداء بما بعده إن كان رأس آية ، لأن الوقف على رءوس الآي سنة، وإن تعلق ما بعده بما قبله
4- والجائز
هو ما يجوز الوقف عليه وتركه
5- والقبيح
هو ما اشتد تعلقه بما بعده لفظا ومعنى اهـ
وقال جماعة من المتأخرين الوقف على قسمين: تام وغير تام
1-فالتام
هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، وأكثر ما يوجد عن رؤوس الآي غالبا. وقد يوجد في أثنائها، ويوجد عند آخر كل سورة، وعند آخر كل قصة، وقبل النداء،
2-وغير التام
هو الذي يتعلق بما بعده سواء كان التعلق من جهة اللفظ أو من جهة المعنى.
وهو ثلاثة أقسام: كاف وحسن وقبيح:
أ-فالوقف الكافي
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولا من حسن الابتداء بما بعده، والفرق بينه وبين التام أن التام لا يتعلق بما بعده أصلا، وهذا يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط ويكون في رؤوس الآي وغيرها
ب-والوقف الحسن
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء به ويسميه بعضهم بالصالح
ج-والوقف القبيح
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه ومن حسن الابتداء بما بعده وهو الوقف على ما لا يفهم منه المراد أو يفهم منه خلاف المراد اهـ
وقال الأستاذ الجليل شيخ المقارئ المصرية الحالي الشيخ محمد بن علي من خلف الحسيني حفظه الله ونفع بعلومه المسلمين: الوقف على خمس مراتب:
1-لازم
وهو ما قد يوهم خلاف المراد إذا وصل بما بعده
2-وجائز مع كون الوقف أولى(1/608)
هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى
3-وجائز مستوي الطرفين
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولا من الابتداء بما بعده
4-وجائز مع كون الوصل أولى
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء بما بعده
والفرق بين الثلاثة أن الأول لا يتعلق بما بعده أصلا، والثاني يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط، والثالث يتعلق ما بعده به تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه والابتداء بما بعده
5-وممنوع
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده بأن لا يفهم منه المراد أو يوهم خلاف المراد . اهـ
اهـ بلفظه المراد نقله من كلامه رحمه الله تعالى
وللاطلاع على بقية بحثه الماتع أنقر على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1793
---
(1/609)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحوار بين المولى سبحانه وتعالى وإبليس لعنه الله أرجو من الجميع الإدلاء كل بما لديه
---
الحوار بين المولى سبحانه وتعالى وإبليس لعنه الله أرجو من الجميع الإدلاء كل بما لديه
---
عبدالرحمن الحربي
09-05-2003, 10:48 PM
مر بنا في سور عديدة من القرآن الكريم الحوار الذي جرى بين المولى سبحانه وتعالى وإبليس عليه لعائن الله فمر معنا قوله تعالى (اهبطوا 0000) وقوله تعالى لإبليس (اهبط منها ) وقوله تعالى (( اهبطوا منها جميعا..)
فهل الخطاب كان لآدم وزوجه أم لآدم وإبليس أم لإبليس .
علما بأن هذه الحوارات قد وردت في سورة عديدة مثل البقرة ، الأعراف ، الحجر ، الإسراء ، طه ، ص ،
أرجو من أصحاب العلم إفادتي عن هذه الكلمة ومن المعني بها ؟
وجزاكم الله خيرا............[
---
(1/610)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي والحدود الأنيقة لزكريا الأنصاري
---
التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي والحدود الأنيقة لزكريا الأنصاري
---
مسك
02-02-2005, 05:46 AM
ثلاث كتب للتحميل في تعاريف العلوم :
الألفاظ المختلفة في المعاني المؤتلفة للإمام العلامة جمال الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك الطيائي الجياني
الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة زكريا الأنصاري
التوقيف على مهمات التعاريف المناوي
ـضغط هنا للتحميل (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=32910)
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 02:41 AM
جزاك الله خيراً
---
أحمد العنزي
04-01-2005, 01:11 AM
بارك الله فيكم
---
(1/611)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > تعدد القراءات وضعف دين النصارى
---
تعدد القراءات وضعف دين النصارى
---
سمير القدوري
01-02-2006, 05:54 PM
[اعتراض للنصارى على تعدد القراءات]
قال أبو محمد واعترضوا أيضا بأن قالوا:
" كيف تحققون نقلكم لكتابكم وأنتم مختلفون أشد الاختلاف في قراءتكم له وبعضكم يزيد حروفا كثيرة وبعضكم يسقطها, فهذا باب وأيضا فإنكم تروون بأسانيد عندكم في غاية الصحة أن طوائف من أصحاب نبيكم عليه السلام ومن تابعيهم الذين تعظمون وتأخذون دينكم عنهم قرؤوا القرآن بألفاظ زائدة ومبدلة لا تستحلون أنتم القراءة بها وأن مصحف عبد الله بن مسعود خلاف مصحفكم وأيضا فإن طوائف من علمائكم الذين تعظمون وتأخذون عنهم دينكم يقولون أن عثمان بن عفان أبطل قراءات كثيرة صحيحة وأسقطها إذ كتب المصحف الذي جمعكم عليه وعلى حرف واحد من الأحرف السبعة التي أنزل بها القرآن عندكم(...)".
[جواب ابن حزم]
قال أبو محمد: كل هذا لا متعلق لهم بشيء منه على ما نبين بما لا إشكال فيه على أحد من الناس وبالله التوفيق.
[1] أما قولهم أننا مختلفون في قراءة كتابنا فبعضنا يزيد حروفا وبعضنا يسقطها فليس هذا اختلافا بل هو اتفاق منا صحيح لأن تلك الحروف وتلك القراءات كلها مبلغ بنقل الكواف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها نزلت كلها عليه فأي تلك القراءات قرأنا فهي صحيحة وهي محصورة كلها مضبوطة معلومة لا زيادة فيها ولا نقص فبطل التعلق بهذا الفصل ولله تعالى الحمد.(1/612)
[2] وأما قولهم أنه قد روى بأسانيد صحاح عن طائفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن التابعين الذين نعظم ونأخذ ديننا عنهم قرؤوا في القرآن قراءات لا نستحل نحن القراءة بها, فهذا حق ونحن وإن بلغنا الغاية في تعظيم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم وتقربنا إلى الله عز وجل بمحبتهم فلسنا نبعد عنهم الوهم والخطأ ولا نقلدهم في شيء مما قالوه إنما نأخذ عنهم ما أخبرونا به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو عندهم بالمشاهدة والسماع لما ثبت من عدالتهم وثقتهم وصدقهم وأما عصمتهم من الخطأ فيما قالوه برأي أو بظن فلا نقول بذلك ولو أنكم أنتم فعلتم كذلك بأحباركم وأساقفتكم الذين بينكم وبين الأنبياء عليهم السلام ما عنفنا كم بل كنتم على صواب وهدى متبعين للحق المنزل مجانبين للخطأ, لكن لم تفعلوا هكذا بل قلدتموهم في كل ما شرعوه لكم فهلكتم في الدنيا والآخرة.
وتلك القراءات التي ذكرتم إنما هي موقوفة على الصاحب أو التابع فهي ضرورة وهم من الصاحب والوهم لا يعرى منه أحد بعد الأنبياء عليهم السلام أو وهم ممن دونه في ذلك.
[3] وأما قولهم أن مصحف عبد الله ابن مسعود خلاف مصحفنا, فباطل وكذب وإفك.
مصحف عبد الله بن مسعود إنما فيه قراءته بلا شك, وقراءته هي قراءة عاصم المشهورة عند جميع أهل الإسلام في شرق الدنيا وغربها نقرأ بها كما ذكرنا وبغيرها قد صح أنه كله منزل من عند الله تعالى, فبطل تعلقهم بهذا والحمد لله رب العالمين.(1/613)
[4] وأما قولهم أن طائفة من علمائنا الذين أخذنا عنهم ديننا ذكروا أن عثمان بن عفان رضي الله عنه إذ كتب المصحف الذي جمع الناس عليه أسقط ستة أحرف من الأحرف المنزلة واقتصر على حرف منها فهو مما قلنا وهو ظن ظنه ذلك القائل أخطأ فيه وليس كما قال بل كل هذا باطل ببرهان كالشمس وهو أن عثمان رضي الله عنه لم يكن إلا وجزيرة العرب كلها مملوءة بالمسلمين, والمصاحف والمساجد, والقراء يعلمون الصبيان والنساء وكل من دب و هب, واليمن كلها, وهي في أيامه مدن, وقرى البحرين كذلك, وعُمَان كذلك وهي بلاد واسعة مدن وقرى وملكها عظيم, ومكة والطائف والمدينة والشام كلها كذلك, والجزيرة(بالعراق) كذلك ومصر كلها كذلك والكوفة والبصرة كذلك في كل هذه البلاد من المصاحف والقراء ما لا يحصى عددهم إلا الله تعالى وحده فلو رام عثمان ما ذكروا ما قدر على ذلك أصلا.
[5] و أما قولهم إنه جمع الناس على مصحف فباطل ما كان يقدر على ذلك لما ذكرنا ولا ذهب عثمان قط إلى جمع الناس على مصحف كتبه إنما خشي رضي الله عنه أن يأتي فاسق يسعى في كيد الدين أو أن يهم و هم من أهل الخير فيبدل شيئا من المصحف يفعل ذلك عمدا وهذا و هما فيكون اختلاف يؤدي إلى الضلال فكتب مصاحف مجتمعا عليها وبعث إلى كل أفق مصحفا لكي إن وهم واهم أو بدل مبدل رجع إلى المصحف المجتمع عليه فانكشف الحق وبطل الكيد والوهم فقط.
[6] وأما قول من قال أبطل الأحرف الستة فقد كذب من قال ذلك ... بل الأحرف السبعة كلها موجودة عندنا قائمة كما كانت مثبوتة في القراءات المشهورة المأثورة والحمد لله رب العالمين.
عن كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم 2/64- 65.
[اعتراض أورده ابن حزم على النصارى](1/614)
قال أبو محمد: ومما يُعتَرض به على النصارى وإن كان ليس برهانا ضروريا على جميعهم لكنه برهان ضروري على كل من تقلد منهم الشرائع التي يعمل بها الملكيون والنساطرة واليعاقبة والمارقية قاطع لهم وهي مسألة جرت لنا مع بعضهم, وذلك أنهم لا يخلون من أحد وجهين إما أن يكونوا يقولون ببطلان النبوة بعد عيسى عليه السلام وإما أن يقولوا بإمكانها بعده عليه السلام [1] فإن قالوا بإمكان النبوة بعده عليه السلام لزمهم الإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم إذ ثبت نقل أعلامه بالكواف التي بمثلها نقلت أعلام عيسى وغيره عليهم الصلاة والسلام.
[2] وإن قالوا ببطلان النبوة بعد عيسى عليه السلام لزمهم ترك جميع شرائعهم من صلاتهم وتعظيمهم الأحد وصيامهم وامتناعهم من اللحم ومناكحتهم وأعيادهم واستباحتهم الخنزير والميتة والدم وترك الختان وتحريم النكاح على أهل المراتب في دينهم إذ كل ما ذكرنا ليس منه في أناجيلهم الأربعة شيء البتة بل أناجيلهم مبطلة لكل ما هم عليه اليوم إذ فيها أنه عليه السلام قال لم آت لأغير شيئا من شرائع التوراة وأنه كان يلتزم هو وأصحابه بعده السبت وأعياد اليهود من الفصح وغيره بخلاف كل ما هم عليه اليوم فإذا منعوا من وجود النبوة بعده, وكانت الشرائع لا تؤخذ إلا عن الأنبياء عليهم السلام, وإلا فإن شارعها عن غير الأنبياء عليهم السلام حاكم على الله تعالى وهذا أعظم ما يكون من الشرك والكذب والسخف فشرائعهم التي هي دينهم غير مأخوذة عن نبي أصلا فهي معاص مفتراة على الله عز وجل بيقين لا شك فيه.
عن كتاب الفصل 1/59.
---.
[اعتراض آخر عليهم]
وفي إنجيل متى أن المسيح قال لهم: أنا أقول لكم كل من سخط على أخيه بلا سبب فقد اتسوجب القتل".[ متى5:22](1/615)
و[قال أيضا]:" إن أضرت إليك عينك اليمنى فافقأها وأذهبها عن نفسك فذهابها عنك أحسن من إدخال جسدك الجحيم وإن أضرت إليك يدك اليمنى فابرأ منها فذهابها منك أحسن من إدخال جميع جسدك النار"[متى 5: 29- 30].
قال أبو محمد: وهذه شرائع يقرون أن المسيح عليه السلام أمرهم بها, وكلهم بلا خلاف من أحد منهم لا يرون القضاء بشيء منها, فهم على مخالفة المسيح بإقرارهم.
[أ] وهم لا يرون الختان, والختان كان ملة المسيح وكان مختوناً.
[ب] والمسيح وتلاميذه لم يزالوا إلى أن ماتوا يصومون صوم اليهود,ويُفصحون فِصحهم, ويلتزمون السبت إلى أن ماتوا.
وهم[يعني النصارى] قد بدلوا هذا كله.
[1] وجعلوا مكان السبت الأحد.
[2] وأحدثوا صوماً آخر بعد أزيد من مائة عام بعد رفع المسيح فكفى بهذا كله ضلالاً وكفراً. وليس منهم أحد يقدر على إنكار شيء من هذا.
فإن قالوا إن المسيح أمرهم باتباع أكابرهم.
قلنا: لا عليكم, أرأيتم لو أن بطاركتكم اليوم اجتمعوا على إبطال ما أحدثه بطاركتكم بعد مائة عام من رفع المسيح وأحدثوا لكم صياماً آخر ويوماً آخر غير يوم الأحد وفصحاً آخر, وردوكم إلى ما كان عليه المسيح من تعظيم السبت وصوم اليهود وفصحهم أكان يلزمكم اتباعهم ؟
فإن قالوا لا.
قلنا ولم ؟ وأي فرق بين اتباع أولئك وقد خالفوا ما مضى عليه المسيحُ والحواريون, وبين اتباع هؤلاء فيما أحدثوه آنفاً ؟
فإن قالوا إن أولئك لعنوا ومنعوا من تبديل ما شرعوا.
قلنا لهم وأي لعن وأي منع أعظم من منع المسيح من تبديل شيء من عهود التوراة, ثم قد بدله من أطعتموه في تبديله له, فقد صار منعُ من بعد المسيح أقوى من منعِ المسيح.
وإن قالوا نعم كنا نتبعهم, أقروا أن دينهم لا حقيقة له وأنه إنما هو اتباع ما شرعه أكابرهم من تبديل ما كانوا عليه.
ويقال لهم أرأيتم إن أحدث بعض بطارقتكم شرائع, وأحدث الآخرون منهم [شرائع] أُخَر, ولعنت كل طائفة منهم من عمل بغير ما شرعت, فكيف يكون الحال ؟(1/616)
فأي دين أنتن أو أوسخ أو أضل أو أفسد من دين من هذه صفته.
ولقد كان لهم فيما أوردنا في هذا الفصل كفاية في بطلان كل ما هم عليه, لو كان لهم مُسكة عقل.
عن كتاب الفصل 2/20.
---
أبو بيان
01-02-2006, 08:16 PM
أخي الفاضل دكتور سمير:
ما أفضل طبعات "الفصل" لابن حزم؟
---
سمير القدوري
01-02-2006, 10:53 PM
أخي الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سألتني أخي عن أفضل طبعات كتاب الفصل لابن حزم.
أخبرك أنه للأسف لم تر عيني بعد طبعة لائقة بذلك الكتاب النفيس.
هناك طبعتان عتيقتان عن مخطوطة واحدة متأخرة تعود للقرن 13 هـ أعيد طبعهما منذ 40سنة. وهناك "تحقيق" غير علمي طبع في دار الجيل عام 1985م( وعنه ظهرت طبعة مسروقة سيئة جدا في دار الكتب العلمية)
لكن العيب في هذه الطبعة أيضا كثير لأنها حققت الكتاب بالاعتماد فقط على الطبعتين القديمتين وعلى مخطوطة واحدة.
لكن الكتاب فعلا يحتاج لتحقيق جديد وجيد, وإن كنت على يقين أن الكتاب له أسرار من لم يعرفها قد يفسد الكتاب وهو لا يدري.
لعل جوابي كاف إن شاء الله.
بارك الله فيك وأحسن إليك.
والسلام عليك ورحمة الله.
---
(1/617)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هدية كتاب ( حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية في بلاد المسلمين )
---
هدية كتاب ( حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية في بلاد المسلمين )
---
أبوخطاب العوضي
08-27-2004, 09:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن :
فهذا كتاب جديد نود اتحاف الأخوة به , وهو من تأليف الشيخ العلامة : حماد الأنصاري - رحمه الله - , وتقديم الشيخ العلامة - عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - .
أسأل الله العظيم أن ينتفع به الأخوة , وتنسوا الدعاء للشخص الذي طبع هذا الكتاب .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم في الله : أبو خطاب العوضي
ahalalquran@hotmail.com
اضغط هنا للتحميل (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=5877)
---
الراية
09-10-2004, 02:29 PM
أبوخطاب العوضي
جزيت خيرا ، على نشر هذا الكتاب المفيد.
لكن المؤلف هو /الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري - رحمه الله -
---
أبوخطاب العوضي
09-12-2004, 05:46 AM
وإياك أخي الفاضل , نعم هو للشيخ إسماعيل الأنصاري فقد أخطأت , والله الموفق
---
(1/618)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما سبب الإختلاف في كتابة كلمة الأيكة
---
ما سبب الإختلاف في كتابة كلمة الأيكة
---
أم عبدالله
02-26-2004, 08:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال أرجو التفضل بالإجابة عليه وذكر المرجع إن تيسر في أقرب فرصة
ما سبب الإختلاف في كتابة كلمة الأيكة في القرآن ففي سورة الحجر وسورة ( ق )
كتبت ( الأيكة ) وفي سورة الشعراء وسورة ( ص ) كتبت ( لئيكة ) ؟
وجزاكم الله خيرا .
---
مساعد الطيار
02-27-2004, 02:02 AM
قال السخاوي في الوسيلة إلى كشف العقيلة ( ص : 322 ) ـ في شرحه لقول الشاطبي :
وليكة الألفان الحذف ثالثهما **** في صاد والشعراء ...
قال : (( يعني الألف التي قبل اللام ، والألف التي عانقت اللام ، وهو صورة الهمزة .
قال أبو عمرو : وكتبوا في جميع المصاحف ( أصحاب ليكة ) في الشعراء ، وفي ص بلام من غير ألف قبلها ولا بعدها ، وفي الحجر وق ( الأيكة ) .
ويقال : إن ( ليكة ) بفتح التاء اسم البلدة نفسها ، والأيكة اسم الكورة ( أي : الصقع ) ، ولذلك قرأ الحرميان وابن عامرفيهما ( ليكة ) بفتح التاء غير مصروف للتأنيث والعلمية .
وقال بعض النحويين : إنما هو مكتوب في هذين الموضعين على نقل الحركة ، كتب على اللفظ .(1/619)
قال أبو عبيد : والذي عندنا في ذلك : أني لا أحب مفارقة الخط في شيء من القرآن ، إلا ما يخرج من كلام العرب ، وهذا ليس بخارج من كلامها مع صحة المعنى في هذه الحروف ، وذلك أنا وجدنا في بعض التفسير الفرق بين ( الأيكة ) وليكة ) فقيل : ( ليكة ) اسم القرية التي كانوا فيها ، والأيكة البلاد كلها ، فصار الفرق بينهما تشبيهًا بالقرق بين مكة وبكة ، ثم رأيتهن في المصحف الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان رحمه الله مفترقات ، فوجدت في الحجر وق ( الأيكة ) ووجدت في الشعراء وص ( ليكة) ثم اجتمعت عليها مصاحف الأمصار كلها بعد ، فلا نعلمها اختلفت فيها .وقرأ أهل المدينة على هذا اللفظ الذي قصصناه ، فأي حجة تلتمس أكثر من هذا ، فهذا يقرأ ما وجدناه مخطوطًا بين اللوحين .
وهذا الذي ذكره أبو عبيد رحمه الله ردٌّ على ما قاله النحاة ، وليس قولهم بشيء ؛ لأنهم نسبوا التحريف إلى أئمة القرآن .
وكذلك رأيت في المصحف الشامي ( ليكة ) بغير ألأف فيهما ).
---
راجي رحمة ربه
02-27-2004, 04:31 AM
الدكتور مساعد حفظه الله
أتحفت القراء بهذا النقل الممتع جدا
وقد وفقت في المصدر بارك الله فيك
---
أم عبدالله
03-02-2004, 11:21 AM
جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم وزادكم علما .
---
(1/620)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هذه هدية لطلاب العلم الكرام بالمنتدى......حمل هذه الاسطوانات القيمة مجاناً.....
---
هذه هدية لطلاب العلم الكرام بالمنتدى......حمل هذه الاسطوانات القيمة مجاناً.....
---
أبو محمد الظاهرى
04-01-2006, 11:52 AM
أخى طالب العلم.... هذه هدية لطلاب العلم الكرام بالمنتدى......حمل هذه الاسطوانات القيمة مجاناً.....
أسطوانة إصدارات موقع الألباني: تحتوي هذه الأسطوانة على إصدارات موقع الألباني ( www.alalbany.net ) من برامج الكتب الالكترونية لمؤلفات الشيخ. ويتضمن الإصدار الثاني من الأسطوانة اثنين وثلاثين (32) مؤلفاً للشيخ الألباني، معدة في شكل برامج بتقنية الكتاب الالكتروني في هيئة متقدمة تتضمن خواص التصفح والبحث والطباعة..
طريقة الحصول على الأسطوانة: يمكن الحصول على الأسطوانة عن طريق تحميل ملف مضغوط ببرنامج وين رار، يحتوي على محتويات الأسطوانة، وبعد تحميل الملف يتم فك الضغط عنه بواسطة برنامج وين رار، ثم نسخ محتويات المجلد Albany CD 2 -أي ما بداخله وليس المجلد نفسه- على أسطوانة فارغة باستخدام أي برنامج نسخ لتصبح جاهزة للاستخدام.
--------------------------------------------------------------------------------
أسطوانة إصدارات موقع روح الإسلام: تضم هذه الأسطوانة آخر إصدارات موقع روح الإسلام ( www.islamspirit.com ) من برامج إسلامية متنوعة في مختلف أقسام علوم الشريعة، كالقرآن وتفسيره، والحديث وشروحه، وبرامج لمؤلفات وفتاوى كبار العلماء في مكتبات مخصصة لهم، بالإضافة إلى بعض البرامج الخدمية..(1/621)
طريقة الحصول على الأسطوانة: يمكن الحصول على الأسطوانة عن طريق تحميلها في ملفين مضغوطين ببرنامج وين رار ، يجب تحميلهما كلاهما معا ، حتى يمكن استخراج المجلد المحتوي على محتويات الأسطوانة منهما ، وبعد تحميل الملفين المضغوطين ، يتم فك الضغط عن أي منهما بواسطة برنامج وين رار، ثم نسخ محتويات المجلد IslamSpirit CD 2 -أي ما بداخله وليس المجلد نفسه- على أسطوانة فارغة باستخدام أي برنامج نسخ لتصبح جاهزة للاستخدام.
--------------------------------------------------------------------------------
أسطوانة إصدارات مركز الكتب الالكترونية: يضم الإصدار الثاني من هذه الأسطوانة أكثر من خمسين (50) كتاب الكتروني من إعداد موقع مركز الكتب الالكترونية ( www.ebooks-center.net )، وتشمل هذه الكتب أبرز ما تم انتقاؤه من الكتب والأبحاث الشرعية في مواضيع مختلفة معدة في شكل برامج بتقنية الكتاب الالكتروني في هيئة متقدمة تتضمن خواص التصفح والبحث والطباعة..
طريقة الحصول على الأسطوانة: يمكن الحصول على الأسطوانة عن طريق تحميل ملف مضغوط ببرنامج وين رار، يحتوي على محتويات الأسطوانة، وبعد تحميل الملف يتم فك الضغط عنه بواسطة برنامج وين رار، ثم نسخ محتويات المجلد Ebooks-Center CD 2 -أي ما بداخله وليس المجلد نفسه- على أسطوانة فارغة باستخدام أي برنامج نسخ لتصبح جاهزة للاستخدام.
موقع التحميل : http://www.2com.ws/cds.php
برجاء الدعاء .... وجزاكم الله خيراً ....
---
ضياء الإسلام
04-04-2006, 10:39 PM
جزاك الله أخي خير الجزاء ونفع بعلمك ...زدنا أفادك الله
---
(1/622)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دلالة الجملة العربيَّة بين الثبوت والتجدد
---
دلالة الجملة العربيَّة بين الثبوت والتجدد
---
أبو مبارك
05-23-2004, 04:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأعزاء أتقدم إليكم بموضوعي هذا وكل أمل في قراءته ونقده وتقديم المساعدة لي لتكملة ومواصلة الموضوع ، ودعمي بأي خطأ أو زلل في هذا الموضوع ، وجزاكم الله خير الجزاء:
دلالة الجملة العربيَّة
للجملة العربيَّة دلالات مختلفة ، ويمكن تقسيم هذه الدَّلالات حسب اعتبارات الثُّبوت و التَّجدُّد ، والقطع والاحتمال ، والمعنى ، والخصوص والعموم ، والتََّمام و النَّقص 000 .
فتكون الجملة إمَّا ثبوتيَّة أو تجدُّديَّة باعتبار الثُّبوت والتَّجدُّد 0 وإمَّا قطعيَّة أو احتماليَّة باعتبار القطع والاحتمال 0 وإمَّا ظاهرة أو باطنة باعتبار المعنى الظَّاهر والباطن 0 وإمَّا خاصَّة أو عامَّة باعتبار الخصوص والعموم 0 وإمَّا تامَّة أو ناقصة باعتبار النَّقص والتَّمام ، وسوف أتكلَّم عن الدَّلالات ، فأقول وبالله التَّوفيق :
دلالة الجملة العربيَّة على الثُّبوت أو التَّجدُّد
تتراوح دلالة الجملة العربية باعتبار الثُّبوت ، و التّجدّد بين جملة تفيد الثُّبوت ، و أخرى تفيد التَّجدُّد ، وفي الغالب الجملة الفعليَّة موضوعة لإفادة التَّجدُّد والحدوث ، في زمنٍ معين مع الاختصار ، وكذلك الفعل يدلُّ على الحدوثِ التَّجدُّد 0 والجملة الاسميَّة تفيد بأصل وضعها ثبوت شيء لشيء ، و كذلك الاسم 0(1/623)
فنلاحظ مثلاً في قوله - سبحانه وتعالى -:?بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ? ، فـ? بِسْم ? جار ومجرور متعلِّقان بمحذوف ، والباء هنا للاستعانة أو للإلصاق ، وتقدير المحذوف : أبتدئ ، فالجار والمجرور في محلِّ نصب مفعول به مقدَّم ، أو ابتدائي ، فالجار والمجرور متعلِّقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ، وكلاهما جيِّد 0
فنرى أنَّ الأولى في متعلَّق ? بِسْمِ اللَّهِ ? أن يكون فعلاً مضارعاً ، فالتَّقدير : " أَبْتَدِئُ بِسْمِ اللَّهِ " ؛ لأنَّه الأصل في العمل ، والتَّمسُّك بالأصل أولى ، وأيضاً الفعل المضارع يفيد التَّجدُّد الاستمراري ، وإنَّما حذف لكثرة دوران المتعلّق به على الألسنة 0
أمَّا إذا قدَّرنا المتعلق به اسماً ، فالتَّقدير : " ابْتِدَائِي بِسْمِ اللَّهِ " ، فإنَّه سيفيد الدَّيمومة والثُّبوت ؛ لأنَّ الجملة اسميَّة ، كأنَّما الابتداء باسم الله حتم دائم في كلِّ ما نمارسه من عمل ، ونُردِّده من قول 0(1/624)
وللطَّاهر ابن عاشور كلام جيَّد في متعلِّق الجار والمجرور ، حيث رجَّح أن يكون المتعلِّق فعل لا اسم ؛ ليفيد التَّجدُّد الاستمراري ، فهو يتجدَّد مع بدأ العمل ويستمر معه ، قال - رحمه الله - : (( وذكر صاحب « الكشَّاف » أنَّ أهل الجاهليَّة كانوا يقولون في ابتداء أعمالهم : « باسم اللاَّتِ باسم العُزَّى » ، فالمجرور ظرف لغو معمول للفعل المحذوف ومتعلق به ، وليس ظرفاً مستقراً مثل الظُّروف التي تقع أخباراً ، وَدليل المتعلِّق ينبىء عنه العمل الذي شُرع فيه ، فتعيَّن أن يكون فعلاً خاصاً من النَّوع الدَّال على معنى العمل المشروع فيه دون المتعلِّق العام مثل : ” أبتَدِىء “ ؛ لأنَّ القرينة الدَّالة على المتعلّق هي الفعل المشروع فيه المبدوء بالبسملة ، فتعيَّن أن يكون المقدَّر اللَّفظ الدَّال على ذلك الفعل ، ولا يجري في هذا الخلاف الواقع بين النُّحاة في كون متعلِّق الظُّروف هل يقدَّر اسماً ، نحو : ” كائنٌ أو مُستقرٌ “ ، أم فعلاً ، نحو : ” كانَ أو استقرَّ “ ؛ لأنَّ ذلك الخلاف في الظُّروف الواقعة أخباراً ، أو أحوالاً بناء على تعارض مقتضى تقدير الاسم ، وهو كونه الأصل في الأخبار والحاليَّة ، ومقتضى تقدير الفعل ، وهو كونه الأصل في العمل ؛ لأنَّ ما هنا ظرف لغو ، والأصل فيه أن يعدّى الأفعال ويتعلَّق بها ؛ ولأنَّ مقصد المبتدىء بالبسملة أن يكون جميع عمله ذلك مقارناً لبركة اسم الله تعالى ، فلذلك ناسب أن يقدّر متعلّق الجار لفظاً دالاً على الفعل المشروع فيه . وهو أنسب لتعميم التَّيمُّن لإجزاء الفعل ، فالابتداء من هذه الجهة أقلّ عموماً ، فتقدير الفعل العام يخصِّص ، وتقدير الفعل الخاص يعمِّم ، وهذا يشبه أن يلغز به . وهذا التَّقدير من المقدّرات التي دلَّت عليها القرائن ، كقول الدَّاعي للمُعَرِّس : « بالرَّفاء والبنين » ، وقول المسافر عند حلوله وترحَّاله : « باسم الله والبركات » ، وقول نساء العرب عندما(1/625)
يَزفُفْنَ العروس : « ياليُمْننِ والبركة وعلَى الطَّائر الميمون » ، ولذلك كان تقدير الفعل هاهنا واضحاً . وقد أسعف هذا الحذف بفائدة ، وهي صلوحيَّة البسملة ليَبتَدِىءَ بها كلُّ شارع في فعل ، فلا يلجأ إلى مخالفة لفظ القرآن عند اقتباسه ، والحذف من قبيل الإيجاز ؛ لأنَّه حذف ما قد يصرَّح به في الكلام ، بخلاف متعلّقات الظُّروف المستقرَّة نحو : (( عندك خير )) ، فإنَّهم لا يظهرون المتعلّق فلا يقولون : (( خير كائن عندك )) )) 0
ونلاحظ مثلاً تكرار ? إِنَّ ? أربع مرَّات في إخبار مريم عن وليدها حيث قال تعالى مخبراً عنها : ? إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ? ففي قولها : ? رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا ? ، و ? رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنثَى ? ، و ? وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ ? ففي هذه الجمل الخبريَّة الثَّلاث نرى أنَّ خبرها فعلاً ماضيًّا ، ولكِّن في المرَّة الرَّابعة نراه عدلت عن الماضي إلى المضارع ، فقالت : ? وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ ? لغرضٍ بلاغي ، وهو ديمومة الاستعاذة ، وتجدُّدها دون انقطاع ، بخلاف الأخبار السَّابقة ، فإنَّها انقطعت 0(1/626)
قوله - سبحانه وتعالى - : ? أَلا إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ? ، فنرى المخالفة في أسلوب الجملتين ، والعدول عن " لا هم يخافون " الأنسب ، بـ? وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ? إلى ? لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ? ؛ لاختلاف شأن الخوف ، والحزن بشيوع وصف الأخير بعدم الثَّبات دون الأوَّل ، ولذا ناسب أن يعبِّر بالاسم في الخوف ? لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ? الأوَّل ، وبالفعل المفيد للحدوث والتَّجدُّد في ? وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ?.
وقد قال الجرجانيّ - رحمه الله - : (( موضوع الاسم : على أن يثبت به المعنى للشِّيء من غير أن يقتضي تجدُّده شيئاً بعد شيء ، وأمَّا الفعل فموضوعه على أنَّه يقتضي تجدُّد المعنى المثبت به شيئاً بعد شيء ، فإذا قلت : « زيدٌ منطلقٌ » ، فقد أثبت الانطلاق فعلاً له من غير أن تجعله يتجدَّد ، ويحدث منه شيئاً فشيئاً ، بل يكون المعنى فيه كالمعنى في قولك : (( زيدٌ طويلٌ ، وعمروٌ قصيرٌ )) ، فكما لا تقصد هاهنا إلى أن تجعل الطُّول ، أو القصر يتجدَّد ، ويحدث ، بل توجبهما ، وتثبتهما فقط ، وتقضي بوجودهما على الإطلاق ، كذلك لا تتعرض في قولك : (( زيدٌ منطلقٌ )) ، لأكثر من إثباته لزيد 0
وأمَّا الفعل : فإنَّه يقصد فيه إلى ذلك ، فإذا قلت : (( زيدٌ هَا هُوَ ذَا يَنْطَلِقُ )) ، فقد زعمت أنَّ الانطلاق يقع منه جزءاً فجزءاً ، وجعلته يزاوله ويزجيه ، وإن شئت أن تحسَّ الفرق بينهما من حيث يلطف فتأمَّل هذا البيت :
لا يألف الدِّرهمُ المضروبُ خرقَتَنَا لكن يَمُرُّ عَلِيها وهَو مُنْطَلِق(1/627)
هذا هو الحسن اللاَّئق بالمعنى ، ولو قلته بالفعل ( لكنْ يمرُّ عليهَا وهوَ ينطلقُ ) ، لم يحسن ، وإذا أردت أن تعتبره بحيث لا يخفى أنَّ أحدهما لا يصلح في موضع صاحبه ، فانظر إلى قوله تعالى : ? وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ ? ، فإن أحداً لا يشكُّ في امتناع الفعل هاهنا ، وأنَّ قولنا : « كلبُهُمْ يَبسُطُ ذراعَيْهِ » لا يؤدي الغرض، وليس ذلك إلاَّ لأنَّ الفعل يقتضي مزاولة ، وتجدُّد الصِّفة في الوقت ، ويقتضي الاسم ثبوت الصِّفة ، وحصولها من غير أن يكون هناك مزاولة ، و تزجية فعل ، ومعنى يحدث شيئاً فشيئاً ، ولا فرق بين : (( وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ )) ، وبين أن يقول : (( وَكَلُبُهُمْ وَاحِدٌ )) مثلاً في أنَّك لا تثبت مزاولة ، ولا تجعل الكلب يفعل شيئاً ، بل تثبته بصفة هو عليها ، فالغرض إذاً تأدية هيئة الكلب ، ومتى اعتبرت الحال في الصِّفات المشبَّهة وجدت الفرق ظاهراً بيِّناً ، ولم يعترضك الشَّكُّ في أنَّ أحدهما لا يصلح في موضع صاحبه ، فإذا قلت : (( زيدٌ طويلٌ ، وعمروٌ قصيرٌ )) ، لم يصلح مكانه (( يطولُ ويقصرُ )) ، وإنَّما تقول : (( يطولُ ويقصرُ )) إذا كان الحديث عن شيء يزيد ، وينمو كالشَّجر ، والنَّبات ، والصَّبي ، ونحو ذلك ممَّا يتجدَّد فيه الطُّول ، أو يحدث فيه القصر ، فأمَّا وأنت تحدِّث عن هيئة ثابتة ، وعن شيء قد استقر طوله ، ولم يكن ثَمَّ تزايد وتجدُّد ، فلا يصلح فيه إلاَّ الاسم )) 0
ثمَّ قال - رحمه الله - : (( كما وجدت الاسم يقع حيث لا يصلح الفعل مكانه ، كذلك تجد الفعل يقع ، ثمَّ لا يصلح الاسم مكانه ، ولا يؤدي ما كان يؤديه ، فمن البيّن في ذلك قول الأعشى :
لَعَمْرِي ، لَقَدْ لاَحَت عُيُونٌ كَثِيرَةٌ = إِلَى ضَوءِ نَارٍ فِي يَفَاعٍ تَحَرَّقُ
تَشُبُّ لِمَقْرُورِيْنِ يَصْطَلِيَانِهَا= وَبَاتَ عَلَى النَّارِ النَّدى وَالْمحلّق(1/628)
معلوم أنَّه لو قيل : (( إلى ضوءِ نارٍ محرقة )) لنبا عنه الطَّبع ، و أنكرته النَّفس ، ثُمَّ لا يكون ذاك النُّبو ، وذاك الإنكار من أجل القافية ، وأنَّها تفسد به من جهة أنَّه لا يشبه الغرض ، ولا يليق بالحال ، وكذلك قوله :
أَوَ كَلَّمَا وَرَدَتْ عُكَاظَ قَبِيلَةٌ بَعَثُوا إِليَّ عَرِيفِهَم يتوسَّمُ
وذاك لأنَّ المعنى في بيت الأعشى على أنَّ هناك موقداً يتجدَّد منه الإلهاب ، والإشعال حالاً فحالاً ، وإذا قيل محرقة ، كان المعنى أنَّ هناك ناراً قد ثبتت لها ، وفيها هذه الصِّفة ، وجرى مجرى أن يقال : « إلى ضوءِ نارٍ عظيمةٍ » ، في أنَّه لا يفيد فعلاً يفعل ، وكذلك الحال في قوله : « بَعَثُوا إِليَّ عَرِيفِهَم يتوسَّمُ » ، وذلك لأنَّ المعنى على توسُّم ، وتأمُّل ، ونظر يتجدَّد من العريف هناك حالاً فحالاً ، وتصفح منه للوجوه واحداً بعد واحد ، ولو قيل : « بعثوا إليَّ عريفهم متوسِّماً » ، لم يفد ذلك حقَّ الإفادة ، ومن ذلك قوله تعالى : ? هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ السَّمَآءِ ? ، لو قيل : « هلْ مِن خالقٍ غير اللهُ رازقٌ لكم » لكان المعنى غير ما أريد 0 ولا ينبغي أن يغرَّك أنَّا إذ تكلَّمنا في مسائل المبتدأ ، والخبر قدَّرنا الفعل في هذا النَّحو تقدير الاسم كما نقول في : (( زيدٌ يقومُ )) إنَّه في موضع (( زيدٌ قائمٌ )) ، فإن ذلك لا يقتضي أن يستوي المعنى فيها استواء لا يكون من بعده افتراق ، فإنَّهما لو استويا هذا الاستواء لم يكن أحدهما فعلاً والآخر اسماً ، بل كان ينبغي أن يكونا جميعاً فعلين ، أو يكونا اسمين )) 0(1/629)
وقد تفيد الجملة الفعلية الاستمرار التًّجدُّدِي شيئاً فشيئاً بحسب المقام ، وبمعونة القرائن لا بحسب الوضع ، وذلك نظير الاستمرار الثُّبوتي في الجملة الاسميَّة ، نحو قوله تعالى : ? لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأمْرِ لَعَنِتُّمْ ? ، أي لو استمرَّ على طاعتكم وقتاً فوقتاً لحصل لكم عنت ومشقَّة 0 بشرط أن يكون الفعل مضارعاً ، نحو قول المتنبي :
تُدَبِّرُ شَرْقَ الأَرْضِ وَ الغَرْبَ كَفُّهُ * وَلَيْسَ لَهَا وَقْتاً عَنِ الجُودِ شَاغِلُ
فقرينة المدح تدلُّ على أنَّ تدبير الممالك ديدنه ، وشأنه المستمرُّ الذي لا يحيد عنه ، و يتجدَّد آناً فآناً 0
وكذلك الجملة الاسميَّة قد تخرج عن أصل وضعها ، و تفيد الدَّوام والاستمرار بحسب القرائن ، كأن يكون الحديث في مقام المدح ، أو في معرض الذَّم كقوله – سبحانه وتعالى - : ? وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ? ، فسياق الكلام في معرض المدح دالٌّ على إرادة الاستمرار مع الثُّبوت 0
وكذا قوله - سبحانه وتعالى - : ? إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ? ، فالجملة الأولى : ? إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ? سيقت في معرض مدح الأبرار ، فخرجت بهذه القرينة عن أصل وضعها ، وهو الثُّبوت ، وأفادت الدَّوام والاستمرار ، فأفادت أنَّ الأبرار في نعيم دائم مستمرٍّ 0 وكذا الجملة الثَّانية : ? وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ? سيقت في معرض ذمِّ الفجَّارِ ، فخرجت بهذه القرينة عن أصل وضعها ، وهو الثُّبوت ، وأفادت الدَّوام والاستمرار ، فأفادت أنَّ الفجَّار في جحيمٍ دائمٍ مستمرٍ 0(1/630)
والجملة الاسميَّة لا تفيد الثُّبوت بأصل وضعها ، و لا الاستمرار بالقرآن إلاَّ إذا كان خبرها مفرداً ، نحو قوله - سبحانه وتعالى - : ? وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ? ، فمخرج خبر مفرد للفظ الجلالة ، أوخبرها جملة اسميَّة ، نحو قوله - سبحانه وتعالى - : ? أُولَائِكَ عَلَيْهِمْ صلاتٌ مِّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَائِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ? ، فجملة عليهم صلوات جملة اسميَّة في محلِّ رفع خبر أولئك 0 أمَّا إذا كان خبرها جملة فعليَّة فإنَّها تفيد التَّجدُّد ، نحو جملة : ? وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ? من قوله - سبحانه وتعالى - : ? وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ? ؛ لأنَّ (( الفعل يدلُّ على التَّجدُّد ، وعدم الثُّبوت )) 0
---
أبومجاهدالعبيدي
05-23-2006, 06:16 AM
يرفع للمدارسة
---
(1/631)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى) من فوائد العصا .
---
(وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى) من فوائد العصا .
---
المسيطير
03-16-2007, 06:32 PM
قال تعالى : (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَاموسى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) .
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره :
تعرض قوم لتعديد منافع العصا منهم ابن عباس رضي الله عنه , قال :
- إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا .
- وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني .
- وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها .
- وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة .
- وأقاتل بها السباع عن الغنم .
وروي عنه ميمون بن مهران قال : إمساك العصا سنة للأنبياء , وعلامة للمؤمن .
وقال الحسن البصري : فيها ست خصال :
1- سنة للأنبياء .
2- وزينة الصلحاء .
3- وسلاح على الأعداء .
4- وعون للضعفاء .
5- وغم المنافقين .
6- وزيادة في الطاعات .
ويقال : إذا كان مع المؤمن العصا :
- يهرب منه الشيطان .
- ويخشع منه المنافق والفاجر .
- وتكون قبلته إذا صلى .
- وقوة إذا أعيا .
ولقي الحجاج أعرابيا فقال : من أين أقبلت يا أعرابي ؟ قال : من البادية . قال : وما في يدك ؟ قال : عصاي :
- أركزها لصلاتي .
- وأعدها لعداتي .
- وأسوق بها دابتي .
- وأقوى بها على سفري .
- وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي .
- وأثب بها النهر .
- وتؤمنني من العثر .
- وألقي عليها كسائي فيقيني الحر , ويدفئني من القر .
- وتدني إلي ما بعد مني .
- وهي محمل سفرتي .
-وعلاقة إداوتي .
- أعصي بها عند الضراب .
- وأقرع بها الأبواب .
- وأتقي بها عقور الكلاب .
- وتنوب عن الرمح في الطعان .(1/632)
- وعن السيف عند منازلة الأقران .
- ورثتها عن أبي , وأورثها بعدي ابني .
- وأهش بها على غنمي .
- ولي فيها مآرب أخرى , كثيرة لا تحصى .
قلت : منافع العصا كثيرة , ولها مدخل في مواضع من الشريعة :
- منها أنها تتخذ قبلة في الصحراء ; وقد كان للنبي عليه الصلاة والسلام عنزة تركز له فيصلي إليها .
- وكان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها ; وذلك ثابت في الصحيح .
والحربة والعنزة والنيزك والآلة اسم لمسمى واحد .
وكان له محجن وهو عصا معوجة الطرف يشير به إلى الحجر إذا لم يستطع أن يقبله ; ثابت في الصحيح أيضا .
وفي الموطأ عن السائب بن يزيد أنه قال : أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة , وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام , وما كنا ننصرف إلا في بزوغ الفجر .
وفي الصحيحين : أنه عليه الصلاة والسلام كان له مخصرة .
والإجماع منعقد على أن الخطيب يخطب متوكئا على سيف أو عصا , فالعصا مأخوذة من أصل كريم , ومعدن شريف , ولا ينكرها إلا جاهل .
وقد جمع الله لموسى في عصاه من البراهين العظام , والآيات الجسام , ما آمن به السحرة المعاندون .
واتخذها سليمان لخطبته وموعظته وطول صلاته .
وكان ابن مسعود صاحب عصا النبي صلى الله عليه وسلم وعنزته ; وكان يخطب بالقضيب - وكفى بذلك فضلا على شرف حال العصا - وعلى ذلك الخلفاء وكبراء الخطباء , وعادة العرب العرباء , الفصحاء اللسن البلغاء أخذ المخصرة والعصا والاعتماد عليها عند الكلام , وفي المحافل والخطب .
وأنكرت الشعوبية على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني .
والشعوبية تبغض العرب وتفضل العجم .
قال مالك : كان عطاء بن السائب يمسك المخصرة يستعين بها . قال مالك : والرجل إذا كبر لم يكن مثل الشباب يقوى بها عند قيامه .(1/633)
قلت : وفي مشيته كما قال بعضهم : قد كنت أمشي على رجلين معتمدا فصرت أمشي على أخرى من الخشب قال مالك رحمه الله ورضي عنه : وقد كان الناس إذا جاءهم المطر خرجوا بالعصي يتوكئون عليها , حتى لقد كان الشباب يحبسون عصيهم , وربما أخذ ربيعة العصا من بعض من يجلس إليه حتى يقوم .
ومن منافع العصا ضرب الرجل نساءه بها فيما يصلحهم , ويصلح حاله وحالهم معه .
ومنه قوله عليه السلام ( وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ) في إحدى الروايات .
وقد روي عنه عليه السلام أنه قال لرجل أوصاه : ( لا ترفع عصاك عن أهلك أخفهم في الله ) رواه عبادة بن الصامت ; خرجه النسائي .
ومن هذا المعني قوله صلى الله عليه وسلم : ( علق سوطك حيث يراه أهلك ) وقد تقدم هذا في " النساء " .
ومن فوائدها التنبيه على الانتقال من هذه الدار ; كما قيل لبعض الزهاد : ما لك تمشي على عصا ولست بكبير ولا مريض ؟ قال إني أعلم أني مسافر , وأنها دار قلعة , وأن العصا من آلة السفر .أ.هـ
---
الحمادي
03-16-2007, 06:55 PM
نفع الله بك يا أبا محمد
إذن أتخذها من الليلة (ابتسامة)
وقال الحسن البصري : فيها ست خصال :
6- وزيادة في الطاعات .
لم يتبيَّن لي وجه كون اتخاذها زيادةً في الطاعات
---
عبدالرحمن السديس
03-16-2007, 07:20 PM
لكن كثير من الخصال المذكورة لا تناسب الآن مع حياة المدن، وأخشى أن رأيت مع "الشاب" أن يتهم بأنه صاحب مشاكل (مبتسم)
---
عبدالرحمن السديس
03-16-2007, 11:39 PM
شكر الله لكم ونفع بكم
لكن الآ ترون أن كثيرا من الخصال المذكورة لا تناسب الآن مع حياة المدن، وأخشى إن رأيت مع "الشاب" أن يتهم بأنه صاحب مشاكل (مبتسم)
ولعل حمل العصا راجع إلى مسألة الأعراف في الزي واللباس، والخروج عن مقضى ذلك مشكل جدا .
---
المسيطير
03-17-2007, 11:34 PM
قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في كتابه البيان والتبيين :(1/634)
وسئل عن قوله : " وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخْرَى " طه : 18 قال :
لستُ أحيط بجميع مآربِ موسى صلى الله عليه وسلم ولكني سأُنَبِّئكم جُمَلاً تدخل في باب الحاجة إلى العصا من ذلك :
-أنها تُحمَل للحيّة والعقرب وللذّئب وللفحل الهائج ولعَير العانَةِ في زمن هَيْج الفُحول وكذا فحول الحُجُور في المُروج .
- ويتوكَّأ عليها الكبير الدالف .
- والسَّقيم المدنَف .
- والأقطعُ الرِّجلِ والأعرج فإنها تقوم مقامَ رِجلٍ أخرى .
- والعَصَا تَنوب للأعمى عن قائده .
- وهي للقصّار .
- والفَاشِكار .
- والدبَّاغ .
- ومنها المِفأَد للمَلَّة والمحراك .
- وهي لدق الجِصّ والجِبْسين والسّمسم .
- ولِخَبط الشَّجَر .
- وللفَيْج وللمُكارِي فإنهما يتخذان المخاصر فإذا طال الشّوْط وبَعُدَت الغاية استعانا في حُضْرهما وهَرْوَلِتهما في أضعاف ذلك بالاعتماد على وجه الأرض .
- وهي تعدِّل من مَيل المفلوج .
- وتُقيم من ارتعاش المُبرسَم .
- ويتّخذها الرّاعي لغَنمِه .
- وكلُّ راكب لمركَبِه .
- ويُدْخل عَصاهُ في عُروة المِزْوَد ويمسك بيده الطرفَ الآخَر وربَّما كان أحدُ طرفيها بيد رَجُل والطّرَف الآخَر بيد صاحبه وعليها حِمْلٌ ثقيل .
- وتكون إنْ شئتَ وتِداً في حائط .
- وإن شئت ركَزْتها في الفضاء وجعلتَها قِبلةً .
- وإنْ شئتَ جعلتها مِظلَّة .
- وإنْ جعلت فيها زُجّاً كانت عَنَزة .
- وإن زِدتَ فيها شيئاً كانت عُكَّازاً .
- وإن زدت فيها شيئاً كانت مِطْرداً .
- وإن زدت فيها شيئاً كانت رُمْحاً .
- والعصا تكون سَوْطاً وسلاحاً .
- وكان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطُب بالقضيب وكفى بذلك دليلاً على عِظَم غَنائها وشَرَف حالها وعلى ذلك الخلفاءُ وكبراءُ العرب من الخُطباء .
أعتذر : هناك بعض الكلمات تحتاج إلى بحث في معناها ، ولعل الله تعالى أن ييسر ذلك .
---
أبو عبدالله المحتسب
03-18-2007, 12:09 AM
نقل القرطبي في تفسيره لهذه الآية قول بعضهم/(1/635)
حملتُ العصا لا الضعف أوجب حملها * عليَّ ولا أني تحنيت من كبر
ولكنني ألزمتُ نفسي حملها * لأُعلمها أن المقيم على سفر
---
المسيطير
03-19-2007, 09:11 PM
الشيخ الكريم / الحمادي
جزاك الله خيرا .
لم يتضح لي المراد ، إلا إن كان المقصود زيادة الأجر لمن استخدمها في الطاعات .
الشيخ الفاضل / عبدالرحمن السديس
جزاك الله خيرا .
تنبيه لطيف ، لا حرمك الله الأجر .
وقد كانت العصا في زمن مضى - قريب - يُخشى أن تكون من لباس الشهرة ، المكمل لهيئة معينة لإخوة كرام ...نسأل الله لنا ولهم الهداية - .
الشيخ الكريم / أباعبدالله المحتسب
جزاك الله خيرا .
إضافة متميزة ... لا حرمك الله الأجر .
---
عبدالرحمن الشهري
03-19-2007, 10:32 PM
بارك الله فيكم أبا محمد على هذه الفوائد . وقد أذكرتني ما ذكره الجاحظ من قصة الشرقي وصاحبه في رحلتهما إلى الرقة . حيث ذكر فيها مواقف طريفة انتفع فيها صاحبه بالعصا . وهذا نص كلام الجاحظ في كتابه (البيان والتبيين).
قال الشّرْقيّ: ولكن دعْنا من هذا؛ خرجتُ من الموصل وأنا أريد الرَّقّةَ مستخفياً، وأنا شابٌّ خفيف الحاذِ، فصحبني من أهل الجزيرة فتى ما رأيتُ بعده مثلَه، فذكر أنه تغلبي، من ولد عمرو بن كلثوم، ومعه مِزْود وركوة وعصاً، فرأيتُه لا يفارقها، وطالت ملازمتُه لها، فكدت من الغيظ أرمي بها في بعض الأودية، فكنَّا نمشي فإذا أصبنا دوابَّ ركبناها، وإن
لم نُصب الدوابَّ مشَينا، فقلت له في شأن عصاه.(1/636)
فقال لي: إنّ موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم حين آنس من جانب الطُّور ناراً، وأراد الاقتباس لأهله منها، لم يأتِ النارَ في مقدار تلك المسافة القليلة إلاّ ومعه عصاه، فلما صار بالوادي المقدَّس من البقعة المباركة قيل له: ألق عصاك، واخلَعْ نعليك، فرمى بنعليه راغباً عنهما، حين نزّه اللَّه ذلك الموضِع عن الجِلد غير الذَّكيّ، وجعل اللَّه جِمَاعَ أمره من أعاجيبه وبرهاناته في عصاه، ثم كلمه من جوف شجرةٍ ولم يكلّمه من جوف إنسان ولا جانّ .
قال الشّرْقيّ: إنه ليُكثر من ذلك وإني لأضحك متهاوناً بما يقول، فلما برزْنا على حمارَينا تخلَّف المُكَاري فكان حمارُه يمشي، فإذا تلكّأَ أكرهَه بالعصا، وكان حماري لا ينساق، وعلم أنه ليس في يدي شيءٌ يُكرهه، فسبقني الفتى إلى المنزل فاستراح وأراح، ولم أقدر على البَراح، حتَّى وافاني المُكاري، فقلت: هذه واحدة.
فلمّا أردْنا الخروجَ من الغدِ لم نقدْر على شيءٍ نركبُه، فكنا نمشي، فإذا أعيا توكأ على العصا، وربما أحضَرَ ووضع طرف العصا على وجه الأرض فاعتمد عليها ومَرَّ كأنه سهم زالج، حتى انتهينا إلى المنزل وقد تفسَّخْتُ من الكلال، وإذا فيه فضل كثير، فقلت: هذه ثانية.
فلمَّا كان في اليوم الثالث، ونحن نمشي في أرض ذات أخاقيقَ وصُدوع، إذْ هجمنا على حيَّةٍ منكَرة فساورتْنا، فلم تكن عندي حيلةٌ إلا خِذلانَه وإسلامَه إليها، والهربَ منها، فضربها بالعصا فثقلت، فلمَّا بَهَشَت له ورفعت صدرَها ضَربَها حتَّى وقذَها، ثمّ ضربها حتَّى قتلها، فقلت: هذه ثالثةٌ، وهي أعظمهنّ .
فلمّا خرجنا في اليوم الرابع، وقد واللّه قَرِمْت إلى اللَّحم وأنا هاربٌ مُعْدِم، إذا أرنبٌ قد اعترضَتْ، فحذفها بالعصا، فما شَعرتُ إلاّ وهي معلَّقة وأدركنا ذكاتَها، فقلت: هذه رابعة .(1/637)
وأقبلتُ عليه فقلت: لو أنّ عندنا ناراً لما أخّرتُ أكلَها إلى المنزل، قال: فإنّ عندك ناراً فأخرج عُوَيداً من مِزْودِه، ثمّ حكّه بالعصا فأورَتْ إيراءً المَرْخُ والعَفَارُ عنده لا شيء، ثم جَمَع ما قدَر عليه من الغُثاء والحشيش فأوقد نارَه وألقى الأرنبَ في جوفها، فأخرجناها قد لزِق بها من الرَّماد والتُّراب ما بغّضَها إليّ، فعلَّقَها بيده اليُسرى ثم ضرب بالعصا على
جُنوبها وأعْراضها ضرباً رقيقاً، حتَّى انتثر كلُّ شيءٍ عليها، فأكلناها وسكن القَرَم ، وطابت النَّفس، فقلت: هذه خامسة.
ثمّْ إنّا نزلْنا بعضَ الخانات، وإذ البيوتُ مِلاءٌ روثاً وتُراباً، ونزلنا بعَقِب جُنْدٍ وخَرابٍ متقدّم، فلم نجدْ موضعاً نَظلُّ فيه، فنظر إلى حديدةِ مِسحاةٍ مطروحةٍ في الدّار، فأخذَها فجعل العصا نِصَاباً لها، ثمّ قام فجرفَ جميعَ ذلك التُّرابِ والرَّوث، وجرَدَ الأرضَ بها جَرْداً، حتَّى ظهر بياضُها، وطابت ريحُها فقلت: هذه سادسة .
وعلى أيِّ حالٍ لم تَطِبْ نفسي أن أضعَ طعامي وثيابي على الأرض، فنَزَع واللَّه العصا من حديدة المِسحاة فوتَدها في الحائط، وعلَّقَ ثيابي عليها، فقلت: هذه سابعة .
فلما صرتُ إلى مَفْرِق الطُّرق، وأردتُ مفارقته، قال لي: لو عَدَلت فبتَّ عندي كنتَ قد قضيتَ حقَّ الصُّحبة، والمنزلُ قريب، فعدلتُ معه فأدخلَني في مَنزلٍ يتَّصل ببيعة، قال: فما زال يحدِّثني ويُطْرِفني ويُلْطِفني اللّيلَ كلَّه، فلما كان السّحرُ أخذ خُشَيْبة ثم أخرجَ تلك العصا بعينها فقرعَها بها، فإذا ناقوسٌ ليس في الدنيا مثلهُ، وإذا هو أحذَقُ الناس بضرْبه، فقلت له:(1/638)
ويلَك، أمَا أنت مسلم، وأنت رجلٌ من العرب من ولد عَمرو بن كلثوم؟ قال: بلى، قلت: فلِمَ تضربُ بالناقوس؟ قال: جُعلتُ فِداك إنَّ أبي نصرانيّ، وهو صاحب البِيعة، وهو شيخٌ ضعيف، فإذا شَهِدتُه بَرَرته بالكفاية، فإذا هو شيطانٌ مارد، وإذا أظرفُ النّاس كلِّهم وأكثرُهم أدباً وطلباً، فخبَّرته بالذي أحصيتُ من خِصالِ العصا، بعد أن كنتُ هممتُ أن أرمَي بها، فقال: واللَّه لو حدّثتُك عن مناقب نفع العصا إلى الصبح لما استنفَدْتُها.
---
مروان الظفيري
03-19-2007, 11:26 PM
أثابك الله خيرا يااخانا الفاضل المفضال
وجعله في صحائف أعمالك
ومتابعة لما تفضلتم به :
الشعوبية والعصا :
ولعل أصدق مثال لهذه الخصومة العنيفة بين علماء العرب والموالى : هذا الكتاب الذى كتبه الجاحظ فى البيان والتبيين وهو " كتاب العصا " . واصل هذا الكتاب كما تعلم ان الشعوبية كانوا ينكرون على العرب الخطابة ، وينكرون على خطباء العرب ما كانوا يصطنعون أثناء خطابتهم من هيئة وشكل وما كانوا يتخذون من أداة ، وكانوا يعيبون على العرب اتخاذ العصا والمخصرة وهم يخطبون . فكتب الجاحظ كتاب العصا ليثبت فيه أن العرب أخطب من العجم ، وأن اتخاذ الخطيب العربي للعصا لايغض من فنه الخطابي .
أليست العصا محمودة فى القرآن والسنة وفى التوراة وفى أحاديث القدماء ؟ ومن هنا مضى الجاحظ فى تعداد فضائل العصا حتى أنفق فى ذلك سفرا ضخما .
والذي يعنينا من هذا كله هو أن نلاحظ أن الجاحظ وأمثاله من الذين كانوا يعنون بالرد على الشعوبية ، مهما يكن علمهم ومهما تكن روايتهم لم يستطيعوا أن يعصموا أنفسهم من الانتحال الذى كانوا يضطرون الله اضطرارا ليسكتوا خصومهم من الشعوبية .
فليس من اليسير ان نصدق أن كل ما يرويه الجاحظ من الأشعار والأخبار حول العصا والمخصرة يضيفه الى الجاهليين صحيح .
ونحن نعلم حق العلم ان الخصومة حين تشتد بين الفرق والأحزاب فأيسر وسائلها الكذب .(1/639)
فالجاحظ عقد في كتابه ''البيان والتبيين'' باباً طويلاً سماه ''كتاب العصا'' صوّر فيه طعن الشعوبية على العرب في خطاباتهم، إذ كانوا يشيرون فيها بالعصي والمخاصر، كما كانوا يتكئون على القسي، مما يصرف في رأي الشعوبيين الخاطر ويشغل الذهن أثناء الخطابة.. وزعموا أن الفرس أخطب من العرب.. وكل ذلك نازعهم الجاحظ في عنف شديد، ولكي يبلغ كل ما كان يريد إفحامهم ومقاومتهم جعل كتابه ( البيان والتبيين) رداً مفحماً عليهم، إذ خصصه لعرض الثقافة العربية الخالصة في صورها المختلفة من الخطابة والشعر والأمثال، كي يروا رؤية العين ما في هذه الثقافة من قيم بلاغية وجمالية، فينتهوا عن مزاعمهم ويثوبوا إلى رشدهم''
واحتل كتاب العصا ، عند الجاحظ ، من كتابه : البيان والتبيُّن :
الجزء الثالث ، وفيه :
(( بسم اللّه الرحمن الرحيم
كتاب العصا(1/640)
هذا أبقاك اللَّه الجزء الثالث من القول في البيان والتبيين وما شابَهَ ذلك من غُرَرِ الأحاديث وشاكَلَه من عُيون الخُطب ومن الفِقَرِ المستحسَنة والنُّتَف المستخرَجة والمُقَطَّعات المتخيَّرة وبعضِ ما يجوز في ذلك من أشعار المذاكَرة والجواباتِ المنتخَبة ونبدأُ على اسم اللَّه بذكر مذهب الشعوبية ومن يتحلَّى باسم التَّسويَة وبمطاعِنهم على خطباء العرب : بأخذ المِخصَرَةِ عند مناقَلَة الكلام ومساجَلة الخصومِ بالموزون والمُقَفَّى والمنثور الذي لم يُقَفَّ وبالأرجاز عند المَتْح وعند مُجاثاة الخَصْم وساعَة المشاوَلَة وفي نفس المجادَلة والمحاوَرة وكذلك الأسجاعُ عند المنافرة والمفاخرة واستعمال المنثور في خُطَب الحَمَالَة وفي مقامات الصُّلح وسَلِّ السخيمة والقولُ عند المعاقَدِة والمعاهَدة وتركُ اللّفظ يَجري على سجيَّته وعلى سلامته حتَّى يخرجَ على غير صنعة ولا اجتلاب تأليف ولا التماسِ قافية ولا تكلّفٍ لوزنٍ مع الذي عابُوا من الإشارة بالعِصيّ والاتّكاء على أطراف القِسِيّ وخدِّ وجه الأرض بها واعتمادها عليها إذا اسحَنفرت في كلامها وافتنَّتْ يومَ الحفْل في مذاهبها ولزومِهم العمائم في أيام الجُموع وأخْذِ المخاصر في كلِّ حال وجلوسِها في خطب النّكاح وقيامِها في خطب الصُّلْح وكلِّ ما دخل في باب الحَمَالة وأكّد شأن المحالفةِ وحقّق حُرمةَ المجاورة وخُطَبِهم على رواحلهم في المواسم العظام والمجامع الكِبار والتّماسُحِ بالأكُفّ والتّحالف على النار والتعاقُد على المِلح ،
وأخذ العهد الموكَّد واليمين الغَمُوسِ ....)
ولا نعرف في التاريخ كتاباً شَغَلَ مؤلِّفَهُ، كما شَغَل كتاب "العصا" أسامة ابن منقذ. فقد ظلَّ أسامة متعلّقاً بموضوع كتابه نحو ستين عاماً.(1/641)
ويشير أسامة في مقدمة الكتاب إلى السبب الذي حدا به إلى تأليفه، فيذكرُ أنه سمع من والده-وهو صغير-أنه توجه إلى خدمة السلطان ملك شاه بأصفهان، فزارٌ الشيخ العالِمْ أبا يوسف القزويني عندما اجتاز بغداد. وكان معه علي بن البوين-الشاعر النحوي-وهو كاتب سديد الملك جَدّ أسامة.
وكان الشيخ أبو يوسف القزويني لضعفِهِ وكِبَره قد استند بين الجالس والمستلقي إلى فراشٍ له، وحولَهُ كتبٌ كثيرةٌ، فمَدَّ ابن البوين يده إلى أحدهما، فنهره الشيخ قائلاً: "يَدخلُ الجاهلُ على الإنسانِ؛ فَينبسطُ ويقرأُ ما عنده من الكتبِ-أي أني من أهلِ العِلم-ما أحوجك ما يكون في يدك فوقها". فألقى ابن البوين الكتاب من يدِه، وكان.. كتاب "العصا". فاشتدَّت عند أُسامة الرغبة في اقتناء هذا الكتاب، فظلّ ستين عاماً يبحثُ عنه في كلّ مكان، ويَسأل عنه كلّ إنسان، فلم يُوفّق إلى الاهتداء إليه، ولم يَقِف على مَنْ وقَع بصره عليه؛ فدفعهُ اليأس إلى تأليفِ كتابهِ.
وكتاب العصا \ تأليف أسامة بن منقذالكناني الكلبي الشيزري المتوفى سنة (584هـ) ؛
طبع بتحقيق حسن عباس ؛تقديم محمد مصطفى هدارة ؛
نشراالهيئة المصرية العامة للكتاب، فرع الإسكندرية 1398هـ/1978م
---
منصور مهران
03-22-2007, 02:05 PM
كتاب ( العصا ) لأسامة بن منقذ ، يؤسف لكثرة أخطاء الطباعة الواقعة فيه ،
وكان على حواشي نسختي عشرات من التنبيهات ،
واستعارها مني أحد الإخوان ولم يردها منذ سنين ،
فأرجوه أن يتكرم بردها مشكورا .
---
المسيطير
03-29-2007, 06:59 AM
المشايخ الفضلاء /
د.عبدالرحمن الشهري
د.مروان الظفيري
منصور بن مهران
جزاكم الله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفاه .
---
وفي : ( المعجم الوسيط ) الصادر عن : ( مجمع اللغة العربية بجمهورية مصر العربية ) :
(العَصَا) : ما يُتًّخذُ من خشب وغيرِه للتوَكُّؤ أَو الصَّرْب [مؤنث] .
ومثنَّاهُ : عَصَوان. (ج) عِصِيٌّ.
وتطْلَقُ على عَظْمِ السَّاق وعلى اللسان .(1/642)
ويقال : هو ليِّنُ العَصَا وضعيف العَصَا : رقيقٌ ليِّنٌ حسنُ السِّيَاسة.
وهو صلُب العَصَا وشديدُ العَصَا : عنيفٌ.
ويقال : شقَّ العَصَا : خالفَ الجماعة وشقَّ اجتماعَهُم .
وانشقَّت العَصَا : وقَعَ الخِلافُ .
ورَفَعَ عَصَاهُ : سارَ .
وأَلْقَى عَصَاهُ : استقرَّ وتركَ الأَسْفَارَ .
وقَرَعَ له العَصَا : نبَّهَهُ وفطَّنَهُ ؛ وفي المثل: " إِن العَصَا قُرِعَتْ لذي الحِلْم " .
ويقال للرَّأْسِ الصغير : رَأْسُ العَصَا .
وهم عَبيدُ العَصَا : مُسْتَذَلُّونَ .
ويقال: لعظام الجَناح : العِصِيُّ .
والعِصيُّ المَمْلُوحةُ : نَوْعٌ من الخُبْزِ على شَكْل العُصَيَّات الصغيرة .
(العُصَيَّةُ) : تصغيرُ العَصَا . وفي المثل: "إِن العَصَا من العُصَيَّة": الأَمر العظيم يهيجُه الأَمْرُ الصغير .
---
مروان الظفيري
03-29-2007, 08:45 AM
كتاب ( العصا ) لأسامة بن منقذ ، يؤسف لكثرة أخطاء الطباعة الواقعة فيه ،
وكان على حواشي نسختي عشرات من التنبيهات ،
واستعارها مني أحد الإخوان ولم يردها منذ سنين ،
فأرجوه أن يتكرم بردها مشكورا .
كان الله في عونك ، وعوننا جميعا
يا أخي الحبيب الغالي منصورا
على هذه المصيبة العظيمة
وهم يظنون بذلك أنهم يستطيعون إخراج الكتاب
مطرزا باسمهم ـ عفا الله عنهم ـ
ويقطع المؤرخ البصري عبد القادر باش أعيان برأيه الرافض لإعارة أيّ كتاب
من كتبه إذ علق لافتة كتب عليها بقوله الفصل:
ألا يا مستعير الكتب إليك عني=فأن إعارتي للكتب عار
فمحبوبي من الدنيا كتاب=وهل أبصرت محبوباً يعار
وحدثني أحد أساتيذي أنه أمضى عدة أيام يمحو هوامش وتعليقات كتبها
مستعير على كتاب يعتز به ؛ لذا تجب العناية بالكتاب المستعار
وعدم العبث به ، أو تأخيره وقتاً يحرم غيره من الانتفاع به
وقد كتب معتزٌّ بكتبه لمستعير استعار منه كتاباً ، فأبطأ عليه:
ماذا جناه كتابي فاستحق به=سجناً طويلاً وتغييباً عن الناس(1/643)
أطلقه كي نسأله عما حل به=في عقر دارك من ضر ومن بأس
---
(1/644)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مقدمات فقهية نافعة
---
مقدمات فقهية نافعة
---
سيف بن علي العصري
06-27-2006, 08:13 PM
هذه مقدمات فقهية كتبتها كمقدمة لشرح متن أبي شجاع، أسأل الله أن تكون خالصة لوجه الله الكريم، وأن ينفع بها كاتبها وقارئها ، وليس لي أنا الفقير إلا الجمع والترتيب ، وأحببت نشرها هنا للفائدة ، وسوف أجمعها هنا لتكون متتابعة لمن أرادها :
المقدمة الأولى : شرف علم الفقه .
مما لا يخفى أن علم الفقه هو من أهم العلوم الإسلامية وأشرفها، ويكفي في الدلالة على ذلك قول المولى سبحانه وتعالى: [وَمَا كَانَ المُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ] {التوبة:122}
وقال جل جلاله : [شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِمًا بِالقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ] {آل عمران:18} .
قال الإمام الغزالي رحمه الله في الإحياء (1/4) : فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه، وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم، وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلاً.اهـ
وقال الله عز وجل : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي المَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ] {المجادلة:11}
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن سيدنا معاوية رضي الله عنه : ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) .(1/645)
وفي الترمذي وأبي داود بإسناد صحيح عن أبي أمامة الباهلي قال : ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير.
والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة ، فنكتفي بما ذكرنا.
وقد ذكر الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (1/109) عن عمر بن عبد العزيز قال: من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح.
---
سيف بن علي العصري
06-27-2006, 08:16 PM
المقدمة الثانية : الحاجة إلى الفقه .
لا يحتاج الناس إلى شيء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل كحاجتهم إلى الفقه، فهو يَمَسُّ أكثرَ مجالات الحياة، ولهذا كان للفقهاء المنزلة السامية، والمكانة الرفيعة، وكان الأئمة يقدمون الاعتناء بالفقه على الاعتناء بالحديث، بل ويقدِّمون في الحديث نفسه رواية الفقيه عن الفقيه على رواية المحدث عن المحدث .
فهذا الإمام الرامَهُرْمُزي يذكر لنا في المحدث الفاصل (ص238) عن وكيع بن الجراح شيخ الشافعي أنه قال لأصحابه : الأعمش أحب إليكم عن أبي وائل عن عبد الله – بن مسعود- ، أو سفيان – الثوري - عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة ، عن عبد الله، فقلنا: الأعمش عن أبي وائل أقرب. فقال : الأعمش شيخ وأبو وائل شيخ وسفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقية عن فقيه عن فقيه عن فقيه.اهـ
فانظر إلى هذا الإمام الكبير أعني وكيع بن الجراح كيف فضل سلسلة الفقهاء على سلسلة من لا عناية لهم بالفقه، مع كونهم أئمة في الحديث.(1/646)
ومن الخلل البين الواضح ما يفعله كثير من الناس من العبث العلمي تحت شعار اتباع السنة وتعظيمها، فتراه دون فقه وعلم ، يقدم على دراسة كتاب من كتب الحديث كصحيح البخاري أو صحيح مسلم أو سنن أبي داود ، ثم يريد بعد ذلك أن يكون مرجعاً للفتوى، وإصدار الأحكام ، وما علم المسكين أن أهلية الفتوى لها شروط كثيرة، من لم يحصلها لم يحل له أن يفتي أو يصدر الأحكام.
وهذا إمام السنة أحمد بن حنبل يسأله رجل فيقول له : إذا حفظ الرجل مائة ألف حديث يكون فقيهاً ؟ قال: لا. قال :فمائتي ألف ؟ قال: لا. قال : فثلاثمائة ألف ؟ قال: لا. قال : فأربعمائة ألف ؟ قال: بيده هكذا وحرك يده. يعني له إذا حفظ هذا المقدار الكبير من الأحاديث مع العلم بالعربية والأصول وأقوال من سبقه، لعله بعد هذا كله يكون أهلاً أن يفتي الناس بقوله واجتهاده. انظر إعلام الموقعين لابن القيم رحمه الله تعالى (1/45).
وقد قيل للإمام الحنبلي الكبير ابن شاقلا : فأنت تحفظها ؟ فقال: إن لم أحفظها فإني أفتي بقول من يحفظها وأكثر منه.
يقصد أنه يقلد في الفتوى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
وابن شاقلا رحمه الله هو الذي يقول عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (16/292): شيخ الحنابلة أبو إسحاق ... كان رأسا في الأصول والفروع.اهـ
وهذا الإمام الكبير ابن وهب رحمه الله يقول: اقتدينا في العلم بأربعة اثنان بمصر، واثنان بالمدينة، الليث بن سعد وعمرو بن الحارث بمصر، ومالك بن أنس وعبد العزيز الماجشون بالمدينة، لولا هؤلاء لكنا ضالين. انظر تاريخ دمشق (45/464) .
وقال الإمام ابن وهب : لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت.
فقيل له : كيف ذلك ؟
فقال: أكثرت من الحديث فحيرني ، فكنت أعرض ذلك على مالك والليث، فيقولان: خذ هذا، ودع هذا. انظر ترتيب المدارك (2/427) والديباج المذهب (1/133).(1/647)
وابن وهب هذا هو الذي يقول الذهبي في ترجمته كما في سير أعلام النبلاء (9/223) : عبد الله بن وهب ... الإمام شيخ الإسلام ... الحافظ ... كان من أوعية العلم ومن كنوز العمل ... وعن سحنون الفقيه قال: كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا، ثلثا في الرباط وثلثا يعلم الناس بمصر، وثلثا في الحج، وذكر أنه حج ستا وثلاثين حجة.اهـ
وذكر الإمام الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/158) عن الإمام أبي العباس بن عقدة أن رجلا سأله عن حديث ، فقال: أقلوا من هذه الأحاديث، فإنها لا تصلح إلا لمن علم تأويلها.
وقال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله : كثير من هذه الأحاديث ضلالة، لقد خرجت مني أحاديث لوددت إني ضربت بكل حديث منها سوطين وإني لم أحدث به، ولعله يطول عمره، فتنزل به نازلة في دينه، يحتاج أن يسأل عنها فقيه وقته، وعسى أن يكون الفقيه حديث السن فيستحي.اهـ ذكر ذلك الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/158).
قال الإمام الحاكم: فمالك بن أنس على تحرجه وقلة حديثه يتقى الحديث هذه التقية فكيف بغيره ممن يحدث بالطم والرم.اهـ انظر معرفة علوم الحديث للخطيب البغدادي (ص61).
وكان الإمام مالك وهو من هو يحث أقرب الناس له على الإقلال من الحديث والسعي في طلب فقهه ، فقد قال لابني أخته أبي بكر وإسماعيل ابني أبي أويس : أراكما تحبان هذا الشأن – جمع الحديث وسماعه – وتطلبانه.
قالا : نعم . قال : إن أحببتما أن تنتفعا به ، وينفع الله بكما ، فأقلا منه ، وتفقهاً. انظر الفقيه والمتفقه (2/159).
وهذا الإمام الفضل بن دُكَين شيخ الإمام البخاري يقول: كنت أمرُّ على زفر وهو محتب بثوب ، فيقول: يا أحول، تعال حتى أغربل لك أحاديثك. فأريه ما قد سمعت، فيقول: هذا يؤخذ به، وهذا لا يُؤخذ به، وهذا ناسخ، وهذا منسوخ.اهـ انظر الفقيه والمتفقه (2/163).(1/648)
وجالس الإمام أحمد كثيرا من المحدثين ، وأخذ عنهم وانتفع بهم ، ولكن كان لفقه الشافعي أعظم الأثر في نفسه، حتى قال : هذا الذي ترون، كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا ادعوا الله للشافعي، واستغفر له.
وقال الإمام أحمد رحمه الله : ما عرفت ناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسته.
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : كان الشافعي أفقه الناس في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان قليل الطلب للحديث.
وقال الإمام المحدث ابن معين لصالح بن أحمد بن حنبل : ما يستحي أبوك !! رأيته مع الشافعي ، والشافعي راكب وهو راجل، ورأيته وقد أخذ بركابه، قال صالح : فقلت لأبي. فقال لي : قل له : إن أردت أن تتفقه فخذ بركابه الآخر.
قال الإمام الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/159): وليعلم أن الإكثار من كَتْبِ الحديث وروايته لا يصير بها الرجلُ فقيهاً، إنما يتفقه باستنباط معانيه، وإنعام التفكر فيه.اهـ
---
سيف بن علي العصري
06-27-2006, 08:17 PM
المقدمة الثالثة : الفرق بين التمذهب والتعصب.
التمذهب هو أن يقلد العامي مذهبَ إمامٍ مجتهدٍ، سواء التزم مذهب إمام واحدٍ، أم تنقل بين المذاهب.
والمقصود بالعامي في كلامنا السابق ، كل من لم يبلغ درجة الاجتهاد، وهذا هو مصطلح الأصوليين، فهم يطلقون العامي على غير المجتهد.
وعليه فقد يكون العامي ممن له اشتغال بالفقه، أو بعلوم اللغة، أو له اشتغال بطلب الحديث وتعلم أسانيده، وحفظها، ومعرفة الرجال، وغير ذلك، ولكنه لم يبلغ درجة الاجتهاد والنظر في نصوص الشرع، فهو في اصطلاح الفقهاء والأصوليين عاميٌّ، فلا يقبل قوله في الفقهِ، وتخريجِ الأحكامِ .(1/649)
قال الإمام السرخسي الحنفي في كتاب الأصول (1/312) : وكذلك من يكون محدثاً لا بصر له في وجوه الرأي، وطرق المقاييس الشرعية، لا يعتد بقوله في الإجماع، لأن هذا فيما يبني عليه حكمَ الشرعِ بمنزلةِ العاميِّ، ولا يُعتدُّ بقول العامي في إجماع علماء العصر، لأنه لا هداية له في الحكم المُحْتَاجِ إلى معرفته.اهـ
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله في الفتاوى الفقهية الكبرى (2/251) : والمراد بالعامي في عرف الأصوليين غير المجتهد المطلق، فالمقلدون كلهم عوام عندهم، وإن جلت مراتبهم وفي عرف الفقهاء من يعرف الظاهر من الأحكام الغالبة بين الناس دون الأحكام الخفية ودقائقها والأحكام النادرة.اهـ
تعريف المذهب لغةً واصطلاحاً :المذهب لغة : اسم لمكان الذهاب.
واصطلاحاً : حقيقة عرفية تطلق على الأحكام التي استخرجها إمام مجتهدٌ أو خرجت على قواعده وأصوله من قِبَلِ أصحابه المجتهدين التابعين لأصوله في التخريج.
والتمذهب بهذا المعنى، جادةٌ مسلوكةٌ، وطريقٌ سابلةٌ، سار عليها العلماء ، من المحدثين والفقهاء والمفسرين واللغويين، ولم ينكرها أحدٌ ممن يعتد به، فتجد العلماء كلٌ يعمل بالمذهب الذي ارتضاه لنفسه، ويفتي به الناس ويقضي.
قال العلامة محمد الخضر الشنقيطي في "قمع أهل الزيغ والإلحاد عن الطعن في تقليد أئمة الاجتهاد"
(ص75) : وأما وجوب التقليد من العامي للعالم فعليه الكتاب والسنة، وإجماع أهل القرون الثلاثة المشهود لهم من الصادق المصدوق بالخيرية، وإجماع من بعدهم، إلا ما شذَّ من خلاف معتزلة بغداد.اهـ
وقد كان التقليد معروفاً في زمن الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، ولم ينكره أحدُ منهم، فهذا الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني يذكر لنا في الإصابة في تمييز الصحابة (4/148) عن طاووس رحمه الله أنه قال: رأيت سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا تدارءوا في أمرٍ صاروا إلى قول بن عباس رضي الله عنه .(1/650)
فهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم يرجعون إلى تقليد ابن عباس فيما لا يعلمونه من أحكام الشرع.
وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون على مائة ألف، بينما ( الذين حفظت عنهم الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة ونيف وثلاثون نفسا ) كما ذكر ذلك ابن القيم في إعلام الموقعين (1/10).
وهذا إمام السنة أحمد بن حنبل رحمه الله، يقلِّدُ الشافعيَ رحمه الله، أورد ذلك الإمام ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/351)، والحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (9/25) عن حميد بن أحمد البصري، قال: كنت عند أحمد بن حنبل نتذاكر في مسألة. فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث، فقال : إن لم يصح فيه حديث، ففيه قول الشافعي، وحجته أثبت شيء فيه.
وعلى هذا المنوال سار العلماء قاطبة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وليس في هذا ما ينكر، وإليك نبذاً من ذلك .
من أعلام المذهب الحنفي :وقد كان العلماء صغارهم وكبارهم متمذهبين بمذاهب أهل السنة التي حفظت، فالإمام أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وعبد الله بن المبارك وزفر والطحاوي والسرخسي والنسفي و أحمد بن محمد البخاري والزيلعي وابن الهمام وابن نجيم وابن عابدين وألوفٌ غيرهم ممن ضمتهم كتب التراجم الخاصة بطبقات الحنفية، ومعظم علماء بلاد الهند والسند وأفغانستان وبلاد الشام على مذهب الإمام أبي حنيفة.
من أعلام المذهب المالكي :
والإمام ابن القاسم وأشهب وسحنون وأسد بن الفرات وأصبغ وابن عبد البر والقاضي عياض وابن العربي وأبو بكر الطرطوشي وابن الحاجب وابن المنير وابن رشد والباقلاني والباجي والقرطبي والقرافي والشاطبي وابن خلدون وألوفٌ ممن ضمتهم كتب التراجم الخاصة بطبقات المالكية ، هم على مذهب الإمام مالك رحمه الله ، ولك أن تقول إن كل أو معظم علماء بلاد المغرب من القرن الثالث الهجري وإلى يومنا هذا مالكية.
من أعلام المذهب الشافعي :(1/651)
والإمام المزني والبويطي وابن المنذر ومحمد بن جرير الطبري وابن سريج وابن خزيمة والقفال والبيهقي والخطابي وأبو إسحاق الإسفرايني وأبو إسحاق الشيرازي والماوردي وأبو الطيب الصعلوكي وأبو بكر الإسماعلي وإمام الحرمين الجويني وحجة الإسلام الغزالي والبغوي والرافعي وأبو شامة وابن الرفعة وابن الصلاح والنووي وابن دقيق العيد والمزي وتقي الدين السبكي والذهبي والعراقي والزركشي وابن حجر العسقلاني والسيوطي وزكريا الأنصاري وألوفٌ غيرهم ممن عجزت الكتب أن تستوعب أسماءهم، كلهم شافعية، والذين في كتاب طبقات الشافعية فقط ألف وأربع مائة وتسعة عشر إماماً شافعياً .
من أعلام المذهب الحنبلي :
والآجري وأبو الخطاب الكلوذاني وأبو بكر النجار وأبو يعلى والأثرم وابن أبي موسى وابن الصيرفي وابن هبيرة وابن الجوزي وابن تيمية وابن رجب وابن رزين وغيرهم كثير ، والذين في المقصد الأرشد فقط ألف وثلاث مائة وخمسة عشر إماماً حنبلياً.
وقد أطبقت أمة الإسلام قرناً بعد قرن، وأمةً بعد أمة على تقليد أئمة الاجتهاد، وليس في هذا تعصب ولا تحزُّبٌ، بل كانت أخوة الدين تجمعهم، وحِلَقٌ العلم تضمهم، يتعلم بعضهم من بعض، ويثني بعضهم على بعض، ولا تكاد تطالع ترجمة إمام حنفي أو مالكي أو شافعي أو حنبلي إلا وتجد أنه قد تتلمذ ودرس على علماء غير مذهبه.
فإذا كان مجردُ سَيْرِ المسلم على مذهبٍ ، يُعَدُّ تعصباً، فهو تعصبٌ محمود لا مذموم.
قال العلامة الشيخ سعيد حوى في كتابه النافع "جولات في الفقهين الكبير والأكبر وأصولهما" (ص119) : وأما التعصب لهم – أئمة الاجتهاد – أو لمذاهبهم فنقول فيه:(1/652)
التعصب المذهبي إن كان كأثر عن قناعة مطلقة في قضية بأنها الحق، وبالتالي أن يتمسك بها صاحبها قولاً وعملاً، ويدافع عنها بمنطق الحق والعدل، لا بمنطق الهوى، وبمنطق الإخلاص لا بدافع دنيوي، وبروح الأخوة الإسلامية لا بروح الفرقة الكافرة، فذلك لا حرج فيه، بل ذلك الذي عليه الصحابة، ولكن أن يضيِّق الإنسان واسعاً؛ بأن يسفه من ليس على رأيه، ويضللهم ، ويجهلهم في قضيةٍ للاجتهاد فيها محل، فذلك الخطأ كل الخطأ، فإن الشافعي قال: أجمع العلماء على أن الله لا يعذب فيما اختلف فيه العلماء.
والتعصب للمذهب كأثر من آثار الثقةِ بعلمائه، وقواعده في الاستنباط، وكأثر من آثار الثقة بهذه الأمة التي أجمعت خلال العصور على احترام المذاهب الأربعة، واحترام أئمتها، هذا التعصب الذي لا يرافقه كراهية لمذهب آخر، ولا سوء أدبٍ معه، بل الاحترام والتقدير، لا حرج فيه.
وأن يأخذ الإنسان بوجهة نظر لغير مذهبه كأثر من آثار تحقيقه هو، أو تحقيق من يثق به، فهذا كذلك لا حرج فيه.اهـ
وأما التعصب المذموم فهو أن يعتقد المسلم أن المذهب الذي سلكه هو المذهب الحق، وأن المذاهب الأخرى باطلة، وهذا التعصب هو الذي ذمه العلماء من المذاهب الأربعة كلها، وقرروا أن المذاهب السُّنيَّة الأربعة كلها على هدى.
فهذا إمام الشافعية في القرن العاشر العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله يقول كما في الفتوى الفقهية الكبرى (4/326) : الشافعي وأبو حنيفة ومالك وأحمد وسائر أئمة المسلمين على هدى من ربهم، فجزاهم الله تعالى عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأكمله، وحشرنا في زمرتهم. وإذا كانوا كلهم على هدى من الله سبحانه وتعالى، فلا حرج على من أرشد غيره إلى التمسك بأي مذهب من المذاهب الأربعة وإن خالف مذهبه واعتقاده، لأنه أرشده إلى حق وهدى.اهـ
---
سيف بن علي العصري
06-27-2006, 08:18 PM
المقدمة الرابعة : لماذا انحصر التقليد في المذاهب الأربعة.(1/653)
مما لا يخفى أن المجتهدين في هذه الأمة المباركة عدد لا يحصى، من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، فلماذا ساد في الأمة تقليد هذه المذاهب الأربعة فقط ؟نترك الإمام ابن رجب الحنبلي يجيبنا عن هذا السؤال، قال رحمه الله كما في رسالته الموسموة بـ ( الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة ) (ص33) :
فإن قيل : نحن نسلِّم منع عموم الناس من سلوك طريق الاجتهاد؛ لما يفضي ذلك إلى أعظم الفساد. لكن لا نسلم منع تقليد إمام متبع من أئمة المجتهدين غير هؤلاء الأئمة المشهورين .
قيل : قد نبهنا على علة المنع من ذلك، وهو أن مذاهب غير هؤلاءلم تشتهر ولم تنضبط، فربما نسب إليهم ما لم يقولوه أو فهم عنهم ما لم يريدوه، وليس لمذاهبهم من يذب عنها وينبه على ما يقع من الخلل فيها بخلاف هذه المذاهب المشهورة.اهـ
وما بيَّنَهُ الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله واضح، لأنه لا يمكن لأحد أن يعرف مذهب الصحابة، ولو في كبريات المسائل، فالصلاة مثلاً التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام، لا يمكن لأحد أن يميز بين ما هو فرض وما هو سنة ناسباً ذلك لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وكذا بقية الصحابة رضي الله عنهم .
ولهذه العلة – أعني عدم حفظ مذاهبهم - وجدنا من الأئمة الكبار من يمنع تقليد الصحابة رضي الله عنهم ، بل ويحكي إجماع المحققين على ذلك، فهذا إمام الحرمين الجويني المولود سنة (417هـ) والمتوفى سنة (478هـ) يقول كما في كتابه البرهان(1/654)
(2/744) : أجمع المحققون على أن العوام ليس لهم أن يتعلقوا بمذاهب أعيان الصحابة رضي الله تعالى عنهم، بل عليهم أن يتبعوا مذاهب الأئمة الذين سبروا ونظروا وبوبوا الأبواب وذكروا أوضاع المسائل، وتعرضوا للكلام على مذاهب الأولين، والسبب فيه أن الذين درجوا وإن كانوا قدوة في الدين وأسوة للمسلمين؛ فإنهم لم يفتنوا بتهذيب مسالك الاجتهاد، وإيضاح طرق النظر والجدال وضبط المقال، ومن خَلْفَهُم مِنْ أئمةِ الفقهِ كَفَوا مَنْ بَعْدَهُمُ النظرَ في مذاهبِ الصحابةِ، فكان العاميُ مأموراً باتباعِ مذاهبِ السابرين. اهـ
وقد زاد الأمر وضوحاً الإمامُ المحدث ابن الصلاح، قال الإمام ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى (8/340): وأما ابن الصلاح فجزم في كتاب الفتيا بما قاله الإمام – أي إمام الحرمين - وزاد أنه لا يُقَلِّدَ التابعينَ أيضاً، ولا مَنْ لم يُدوَّن مذهبه، وإنما يقلد الذين دُوِّنَتْ مذاهبهم وانتشرت، حتى ظهر منها تقييد مطلقها وتخصيص عامها، بخلاف غيرهم فإنه نقلت عنهم الفتاوى مجردة، فلعل لها مكملا أو مقيدا أو مخصصا، لو انبسط كلام قائله لظهر خلاف ما يبدو منه، فامتنع التقليد إذاً لتعذرِ الوقوفِ على حقيقة مذاهبهم. اهـ
وظاهرٌ من كلام الأئمة رحمهم الله أنَّ علة المنع من تقليد غير الأربعة هو عدم الثقة بمذاهبهم، فإذا أمِنَّا هذا الجانب، جاز تقليد المجتهدين من الصحابة فمن بعدهم، ولكن هذا في عمل النفس، لا في الإفتاء والقضاء، أما المفتي والقاضي فلا يخرجان عن المذاهب الأربعة، وهذا أمر واضحٌ مقرَّرٌ ، أجمعت عليه الأمة عملاً، فإن جميع بلدان الإسلام كانت تقيم القضاء على مذهب من المذاهب الأربعة، ويتولى الإفتاء فيها أئمة من المذاهب الأربعة.
تقليد غير المذاهب الأربعة
وتقليد المسلم في حق نفسه لمذهبٍ غير المذاهب الأربعة، يشترط له شروط:(1/655)
أولها : أن يكون المذهب الذي يريد تقليده مما يجوز تقليده، فلا يصح له أن يقلد المذهب الشيعي أو الإباضي مثلاً.
ثانيها : أن يكون عارفاً بمذهب الإمام الذي سيقلده، كمن أراد أن يقلد مذهب صحابيٍ أو تابعيٍ، أو أراد أن يقلد إمام أهل السنة بالشام الإمام الأوزاعي، أو الثوري أو أبو ثور أو سفيان ابن عيينة، ونحو هؤلاء.
ثالثها : أن يكون المذهب الذي يريد تقليده منقولاً عن طريق العدول الضابطين.
رابعها : أن يكون عارفاً بتفاصيل تلك المسألة أو المسائل التي يريد أن يقلد فيها، وما يتعلق بها على مذهب ذلك المقلد.
خامسها : إذا أراد أن يقلد أكثر من إمام ، فيشترط حينئذٍ أن لا يلفق قولاً لم يسبق إليه، ومثالُ ذلك : من أراد أن يقلد الإمام مالك رحمه الله في عدم نجاسة الكلب ويقلد الشافعي رحمه الله في الاكتفاء بمسح بعض الرأس في الوضوء، فهذه الصورة من التقليد ممنوعة اتفاقا ، وقيل إجماعا ، لأنه إذا صلى في هذه الحالة، فإن كلاً من الإمامين سيحكم على صلاته بالبطلان، أما الإمام مالك رحمه الله فسيحكم على صلاته بالبطلان لأنه مسح شعرتين أو ثلاث، ولم يعم الرأس بالمسح، وأما الإمام الشافعي رحمه الله فسيحكم على صلاته بالبطلان، لأنه متلبس بنجاسة الكلب في ثوبه أو بدنه.
فإذا وجدت هذه الشروط الخمسة فعبادات المقلد ومعاملته المشتملة على ذلك التلفيق صحيحة ، وإن اختلت هذه الشروط أو بعضها فعبادته غير صحيحة، ويلزمه القضاء فورا.
فإذا أحببتَ أن تقلد إماماً من خارج المذاهب الأربعة، وقد توفرت الشروط السابقة، فلا يشترط ما يلي:
أولاً : لا يشترط أن يكون قول الإمام الذي تقلده موافقاً لأحد المذاهب الأربعة.
ثانياً : ولا يشترط أن يكون مذهب ذلك الإمام منقولا بالتواتر ، بل يكفي أن يكون منقولاً بنقل العدول ، ولو آحاداً.(1/656)
ثالثاً : ولا يشترط أن يكون مذهب ذلك الإمام قد دون في كتب مستقلة ، بل يكفي أخذه من كتب الموثوقة التي تعتني بذكر أقوال العلماء.
وكل هذا الذي ذكرته، أشار إليه العلماء في كتب الأصول، وأحسن من جمع ذلك الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله في الفتاوى الفقهية الكبرى(4/326).
---
سيف بن علي العصري
07-02-2006, 07:13 AM
المقدمة الخامسة : هل المذاهب الأربعة عامل وحدة أم فرقة ؟
يقول بعض الناس : إن هذه المذاهب الأربعة سبب فرقة وشتات، فإنها قد مزقت الناس إلى أربع فرق، حتى أصبحت كلُ فرقة تقول: كتبهم وكتبنا وأئمتهم وأئمتنا ومذهبهم ومذهبنا، فكيف يجوز أن تكون هناك أربعة مذاهب ونبينا واحد وقرآننا واحد وديننا واحد، ويقول هؤلاء أيضاً :إن أقل الناس اختلافاً هم أهل والحديث.
ولا شك أن هذا الكلام لا يطابق الواقع ، بل الواقع يشهد بخلافه تماماً، فإن كل منصف يعلم أن كثرة الاختلاف ليس بسبب التقليد، بل إن التقليد موجب لاجتماع الكلمة دون تفرقها، فأنت ترى بلداً كبيرا كالهند يسير على مذهب الإمام أبي حنيفة، لا اختلاف بينهم ولا تفرق، وتجد المغرب والجزائر وتونس تسير على مذهب الإمام مالك ولا اختلاف بينهم ولا تفرق، وإنما نشأ الاختلاف من كثرة الاجتهادات، واختلاف الآراء، وإذا صار كل واحد مجتهداً عاملاً بما يرى ويفهم من القرآن والحديث، فإنك لن ترى شخصين مجتمعين أبداً، ولذا تجد أن الذين يحاربون المذاهب هم أشد الناس فرقةً، وكل يوم وهم في انشقاقات، وتحزُّبات.
ثم إن الاختلاف الكثير الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : (فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا) ، إنما سببه إعجاب كل ذي رأي برأيه.
ولا يمكن أن يكون تقليد أئمة الهدى من أمثال أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد من تفريق الدين وجعل أهله شيعاً ، لأن من اتبع المهتدي فهو مهتدٍ.(1/657)
والقول بأن اتباع أئمة الهدى تفريق للدين، هو طعنٌ في أئمة الدين والصحابة والتابعين، لأنهم هم الذين اختلفوا على أقوال، وأما المقلدون فلم يفعلوا شيئاً، ولم يحدثوا قولاً، غير أنهم تبعوا أئمة الهدى في ذلك، وأخذوا بأقوالهم، وهذا الكلام لا يخفى على منصف، نبذ التعصب.
والمقلدون لأئمة الهدى، لا يدَّعون أن مذهبهم حقٌ مطلق، ومذهب غيرهم مذموم، بل يرون مذهب كل مجتهد قابلاً للاتباع.
قال العلامة الشيخ سعيد حوى رحمه الله في كتابه "جولات في الفقهين" (ص126): وأما الذين يحاربون المذهبية بحجة الوحدة الإسلامية، فهؤلاء نقول لهم: إن المذهبية نفسها لا تفرق، ولكن التطبيق الخاطئ للمذهبية هو الذي يفرق، وهذا ليس حله بالإلغاء، ولكن حله بالتوعية والتعليم والتربية، ونقول: إن وحدة الأمة الإسلامية التشريعية موجودة في حال قيام الحكم الإسلامي؛ لأن الإمام أو نائبه يستطيع أن يتبنى قانوناً موحَّدا لِقُطْرٍ أو لمجموعة الأقطار، ويفرضه على الأمة، ثم إنَّ ما وصلت إليه الأمة من اعتماد المذاهب الأربعة، هو أضيق صور التشتت، وبدون ذلك يكون عندنا ملايين المذاهب، وهو موضوع تحدثت عنه من قبل.
وبإنصاف وتجرد وعرضٍ للواقع كما هو نقول : الملاحظ أن هؤلاء الذين يحملون على مذاهب الأئمة المجتهدين، وعلى من يأخذ بها ويفتي على تحقيقات أهلها ، يسلبون أمثال أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد حق الاجتهاد، ويعطونه للعامة، ولو أن أحداً من الناس استفتى أمثالهم وأمثال أتباعهم وأجابوه لم يروا في ذلك نكراً، ويقيمون النكير على من استفتى أبا حنيفة أو الشافعي أو مالكاً أو أحمد، أوَليس هذا غلطاً كبيراً !! ؟.اهـ
والواقع يشهد أن التفرق والتمزق والانقسامات التنظيمية في صفوف التيارات الإسلامية غير المتمذهبة أشد وأنكى وأكثر مما هو في صفوص أتباع الأئمة .
ووجود أخطاء في التطبيق عند المذهبيين لا يجعل هذا هو الشعار والمظهر العام.
---
سيف بن علي العصري(1/658)
07-03-2006, 10:24 PM
المقدمة السادسة : مراتب العلماء.
مما يسلم به العقلاء قاطبة أن العلماء ليسوا على مرتبة واحدة، بل هم مراتب ومنازل، ومن المهم لطالب العلم أن يعرف منازل العلماء وطبقاتهم، حتى يقدم قول من يستحق التقديم ، ويؤخر قول من يستحق التأخير .
ولذا قال الإمام المحدث الفقيه الخطيب البغدادي رحمه الله في الفقيه والمتفقه (2/139) : يستحب للفقيه أن ينبه على مراتب أصحابه في العلم ، ويذكر فضلهم ويبين مقاديرهم ليفزع الناس في النوازل بعده إليهم ، ويأخذوا عنهم . اهـ
واستدل الخطيب على ذلك بأحاديث منها حديث ( إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر ) وهو حديث رواه الطبراني في مسند الشاميين وفي معجمه الكبير وابن أبي شيبة في مصنفه . واستدل بأحاديث أخرى .
وقد بين العلماء في كتب أصول الفقه وفي كتب الفقه أيضاً مراتب العلماء، وممن بيَّن ووضح مراتب العلماء الإمام المحدث أبو عمرو بن الصلاح والإمام النووي وابن حمدان الحنبلي وابن تيمية رحمهم الله ، وغيرهم كثير.
وخلاصة ما أوردوه ما يلي :
أن العلماء على قسمين :
القسم الأول : مجتهد مستقل، وسمي بذلك لأنه يستقل بإدراك الأحكام الشرعية من الأدلة الشرعية، من غير تقليد لأحد من العلماء، ولا تقُّيد بأصول إمام سبقه، وهذا القسم لا بد أن يتصف بصفات تؤهله لهذا المنصف الرفيع.
ولذا قال علماؤنا رحمهم الله: يشترط في هذا الصنف :
1- أن يكون قيماً بمعرفة أدلة الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وما التحق بها على التفصيل.
2- وأن يكون عالماً بما يشترط في الأدلة، ووجوه دلالتها، وبكيفية اقتباس الأحكام منها، وهذا يستفاد من أصول الفقه.
3- عارفاً من علوم القرآن، والحديث، والناسخ والمنسوخ، والنحو واللغة والتصريف، واختلاف العلماء واتفاقهم بالقدر الذي يتمكن معه من الوفاء بشروط الأدلة والاقتباس منها.(1/659)
4- ذا دربةٍ وارتياض في استعمال ذلك.
5- عالماً بالفقه ضابطاً لأمهات مسائله وتفاريعه.
فمن جمع هذه الأوصاف فهو المفتي المطلق المستقل، الذي يتأدى به فرض الكفاية.
وممن اتفق العلماء على بلوغهم هذه مجتهدوا الصحابة، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر ومعاذ وغيرهم.
وكذا فقهاء المدينة السبعة من التابعين، وممن بعد التابعين سفيان بن عيينة وسفيان الثوري وأبو حنيفة ومالك والليث بن سعد والشافعي والأوزاعي وأحمد بن حنبل وغيرهم كثير.
القسم الثاني: المفتي الذي ليس بمستقل، بل يتبع إماماً من الأئمة المستقلين، وينسب إلى مذهبه، وهذا القسم على مراتب:
المرتبة الأولى : ( أصحاب الوجوه ) ، وهم الذين بلغوا في العلم غاية كبيرة، وتوفرت فيهم الشروط والصفات والمؤهلات المطلوبة في المجتهد المستقل، وإنما ينسب الواحد منهم إلى الإمام الذي تبعه لسلوكه طريقه في الاجتهاد، مع أنه في الحقيقة ليس مقلداً لإمامه، لا في المذهب ولا في دليله، وفتوى أصحاب هذه المرتبة كفتوى المجتهد المستقل من حيث صحة العمل بها، والاعتداد بها في الإجماع والخلاف ، وممن بلغ هذه المرتبة الإمامان أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني من الحنفية، وابن القاسم وابن وهب وأشهب من المالكية، والمزني والبويطي وابن المنذر وابن جرير الطبري من الشافعية، وأبو يعلى وابن عقيل من الحنابلة.
المرتبة الثانية : مجتهد الفتوى ، وصاحب هذه المرتبة لا يبلغ رتبة أصحاب الوجوه، لكنه فقيهُ النفسِ، حافظٌ مذهبَ إمامه، عارف بأدلته، قائم بتقريرها، يصور ويحرر، ويقرر ويمهد، ويزيف ويرجح، لكنه قصر عن أصحاب الوجوه لقصوره عنهم في حفظ المذهب أو الارتياض في الاستنباط أو معرفة الأصول ونحوها من أدواتهم .(1/660)
وممن بلغ هذه المرتبة الطحاوي والكرخي والسرخسي من الحنفية، والمازري والقاضي عبد الوهاب والقاضي عياض من المالكية، والإمام الغزالي والرافعي والنووي من الشافعية، والإمام ابن قدامة المقدسي وشيخ الإسلام ابن تيمية من الحنابلة.
المرتبة الثالثة : أصحاب الترجيح في المذهب، وهؤلاء لا يقدرون على الاجتهاد، لكنَّهم لإحاطتهم بالأصول، وضبطهم للمآخذ، يقدرون على تفصيل قولٍ مجملٍ ذي وجهين، وحكم مبهمٍ محتملٍ لأمرين منقولٍ عن صاحب المذهب، أو أحد أصحابه.
وممن بلغ هذه المرتبة صاحبُ الهداية من الحنفية والحطاب من المالكية والإسنوى من الشافعية وابن مفلح من الحنبلية.
المرتبة الرابعة: ( حَفَظَةُ المذْهَبِ ) ، وصفة هؤلاء أن يقوم الواحد منهم بحفظ المذهب ونقله وفهمه في الواضحات والمشكلات، ولكن عنده ضعف في تقرير أدلته، وتحرير أقيسته، فهذا الصنف يُعْتَمَدُ نَقْلُه وفتواه فيما يحكيه من مسطورات مذهبه، من نصوص إمامه، وتفريع المجتهدين في مذهبه، وما لا يجده منقولاً إن وجد في المنقول معناه، بحيث يدرك بغير كبير فكر أنَّه لا فرق بينهما، جاز إلحاقه به والفتوى به، وكذا ما يعلم اندراجه تحت ضابط ممهد في المذهب، وما ليس كذلك يجب إمساكه عن الفتوى فيه.
والمقصود بحفظ المذهب: أن يكون معظم المذهب على ذهنه، ويتمكن لدربته من الوقوف على الباقي على قرب.
وممن بلغ هذه المرتبة الإمام ابن نجيم وابن عابدين من الحنفية، والدسوقي والصاوي من الماليكة، والإمامان ابن حجر الهيتمي والرملي من الشافعية، والإمامان المرداوي والبهوتي من الحنابلة.
المرتبة الخامسة : المشتغل بالمذهب، ولا يُسْتَحَقُ هذا الوصف إلا بثلاثةِ أمورٍ:
أولها : أن يكون عارفاً بمسألة التمذهب حقيقةً وحكماً.
ثانيها : أن يكون عارفاً بقواعد الوقوف على معتمد مذهبه.
ثالثها : أن يكون عنده ممارسة يستطيع من خلالها أن يعرف ثلاثة أشياء :(1/661)
1. لغة المذهب – أي مصطلحاته – كـ( الوجه والرواية والمعتمد والمشهور والظاهر ...).
2. المعرفة بأحكام المذهب، وتعرف من مصدرين :
المصدر الأول : القواعد والأصول، ومحلها علم أصول الفقه .
المصدر الثاني : الجانب التطبيقي، ويعرف من علم الفروع ( علم الفقه ) .
3. أن يكون عارفاً بمواضع بحث المسائل، فإذا أراد أن يبحث مسألة العورة مثلاً، فإن المكان المعتاد أنْ تذْكَرَ فيه، وأن يبين حكمها، هو كتاب الصلاة، في فصل الشروط، في مسألة شرط ستر العورة، وتبحث مسألة العورة أيضاً في كتاب النكاح، باب ما يجوز أن ينظره الخاطب من المخطوبة.
---
سيف بن علي العصري
07-13-2006, 06:54 AM
المقدمة السابعة : نبذة مختصرة عن المذاهب :
من المهم أن يكون عند طالب العلم ثقافة عامة عن المذاهب السُّنيَّة، عن تاريخ نشأتها، وأماكن انتشارها، وكبار رجالاتها، ونُفْسِحُ المجال للإمام الكبير القاضي عياض بن موسى اليحصبي المالكي ليحدثنا عن ذلك.(1/662)
قال رحمه الله كما في ترتيب المدارك وتقريب المسالك (17/1) : وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإقتداء بالخلفاء بعده وأصحابه، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الناس ليفقهوهم في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، وإذا كان هذا الأمر لازماً لا بد منه، فكان أولى من قلده العامي الجاهل، والمبتدئ المتعبد، والطالب المسترشد، والمتفقه في دين الله تعالى، وأحق بذلك فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أخذوا عنه العلم، وعلموا أسباب نزول الأوآمر والنواهي، ووظائف الشرائع، ومخارج كلامه عليه السلام، وشاهدوا قرائن ذلك، وثاقبوا في أكثرها النبي صلى الله عليه وسلم واستفسروه عنها، مع ما كانوا عليه من سعة العلم، ومعرفة معاني الكلام، وتنوير القلوب، وانشراح الصدور، فكانوا أعلم الأمة بلا مرية وأولاهم بالتقليد، لكنهم لم يتكلموا من النوازل إلا في اليسير مما وقع، ولا تفرعت عنهم المسائل، ولا تكلموا من الشرع إلا في قواعد ووقائع، وكان أكثر اشتغالهم بالعمل مما علموا، والذبّ عن حوزة الدين، وتوكيد شريعة المسلمين.
ثم بينهم من الاختلاف في بعض ما تكلموا فيه ما يبقي المقلد في حيرة، ويحوجه إلى نظر وتوقف، وإنما جاء التفريع والتنتيج وبسط الكلام فيما يتوقع وقوعه بعدهم، فجاء التابعون فنظروا في اختلافهم، وبنوا على أصولهم، ثم جاء مِنْ بَعْدِهم العلماء من أتباع التابعين، والوقائع قد كثرت، والنوازل قد حدثت، والفتاوى في ذلك قد تشعبت، فجمعوا أقاويل الجميع، وحفظوا فقههم، وبحثوا عن اختلافهم واتفاقهم، وحذروا انتشار الأمر، وخروج الخلاف عن الضبط، فاجتهدوا في جمع السنن، وضبط الأصول، وسألوا فأجابوا، وبنوا القواعد ومهَّدوا الأصول، وفرعوا عليها النوازل، ووضعوا في ذلك للناس التصانيف وبوبّوها، وعمل كل واحد منهم بحسب ما فتح عليه ووفق له.(1/663)
فانتهى إليهم علم الأصول والفروع والاختلاف والاتفاق، وقاسوا على ما بلغهم ما يدل عليه ويشبه، رضي الله عن جميعهم، ووفاهم أجر اجتهادهم، فالمتعين على المقلد العامي وطالب العلم المبتدئ أن يرجع في التقليد لهؤلاء، لنصوص نوازله، والرجوع فيما أشكل من ذلك إليهم، ولاستغراق علم الشريعة ودورها عليهم، وإحكامهم النظر في مذاهب من تقدمهم، وكفايتهم ذلك لمن جاء بعدهم، لكن تقليد جميعهم لا يتفق في أكثر النوازل، وجمهور المسائل، لاختلافهم باختلاف الأصول التي بنوا عليها، ولا يصلح أن يقلد المقلد من شاء منهم على الشهوة... فحظه هنا من الاجتهاد النظر في أعلمهم ...، ويعرف الأولى بالتقليد من جملتهم، حتى يركن العامي في أعماله إلى فتواه، ... إذ لو ابتدأ الطالب في كل مسألة فطلب الوقاف على الحق منها بطريق الاجتهاد عسر عليه ذلك، إذ لا يتفق له إلا بعد جمع خصاله وتناهي كماله، وإذا كان بهذا السبيل استغنى عن تقليد أرباب المذاهب، وكان من المجتهدين لنفسه فسبيله أن يقلِّد من يعرِّفُهُ أنَّ هذا هو الحق، حتى إذا أدرك من العلم ما قيض له، وحصل منه ما قسم الله تعالى له، وأفلح وكان فيه عمل للنظر والاجتهاد انتقل إلى ذلك وأدركه، فإذا تقررت هذه المقدمة فنقول :
قد وقع إجماع المسلمين في أقطار الأرض على تقليد هذا النمط واتباعهم ودرس مذاهبهم دون من قبلهم، ومع الاعتراف بفضل من قبلهم وسبقه ومزيد علمه، لكن للعلل التي ذكرنا وكفاية ما نحلوه وانتقوه من ذلك كما قدمنا ... فكان المقلَّدون المُقْتَدَى بمذاهبهم أصحاب الأَتْبَاعِ في سائر الأقطار والبقاع كثرة قبل مالك بن أنس بالمدينة، وأبو حنيفة والثوري بالكوفة، والحسن البصري بالبصرة على ما تقدم منه، والأوزاعي بالشام، والشافعي بمصر، وأحمد بن حنبل بعده ببغداد وكان لأبي ثور هناك أيضاً أتباعٌ.(1/664)
ثم نشأ ببغداد أبو جعفر الطبري، وداود الأصبهاني، فألفا الكُتُب واختارا في المذاهب على آراء أهل الحديث، واطَّرَحَ داودُ منها القياسَ، وكان لكل واحد منهما أتْبَاعٌ، وسَرَتْ جميعُ هذه المذاهب في الآفاق، فغلب مذهب مالك على الحجاز والبصرة ومصر وما والاها من بلاد أفريقية والأندلس وصقلية والمغرب الأقصى، إلى بلاد من أسلم من السودان إلى وقتنا هذا، وظهر ببغداد ظهوراً كثيراً وضعف بها بعد أربعمائة سنة، وضعف بالبصرة بعد خمسمائة سنة، وغلب من بلاد خراسان على قزوين وأبهر وظهر بنيسابور، وكان بها وبغيرها أئمة ومدرسون ... وكان ببلاد فارس وانتشر باليمن وكثير من بلاد الشام.
وغلب مذهب أبي حنيفة على الكوفة والعراق وما وراء النهر وكثير من بلاد خراسان إلى وقتنا، وظهر بإفريقية ظهوراً كثيراً إلى قريب من أربعمائة عام فانقطع منها، ودخل منه شيءٌ ما وراءها من المغرب قديماً بجزيرة الأندلس، وبمدينة فاس.
وغلب مذهب الأوزاعي على الشام وعلى جزيرة الأندلس أولاً إلى أن غلب عليها مذهب مالك بعد المائتين فانقطع.
وأما مذهب الحسن والثوري فلم يكثر أتْبَاعُهُما، ولم يطل تقليدهما وانقطع مذهبهما عن قريب.
وأما الشافعي فكثر أتباعه وظهر مذهبه ظهور مذهبي مالك وأبي حنيفة قبله، وكان أول ظهوره بمصر وكثر أصحابه بها مع المالكية وبالعراق وبغداد، وغلب عليها وعلى كثير من بلاد خراسان والشام واليمن إلى وقتنا أتباعهم والاقتداء بمذاهبهم ودَرْسِ كُتُبِهم، والتفقه على مآخذهم، والبناء على قواعدهم، والتفريع على أصولهم دون غيرهم ممن تقدمهم أو عاصرهم، للعلل التي ذكرناها، وصار الناس اليوم في أقطار الدنيا إلى خمسة مذاهب: مالكية وحنفية وشافعية وحنفية وحنبلية وداودية وهم المعرفون بالظاهرية.اهـ
---
سيف بن علي العصري
07-13-2006, 06:56 AM
تم في المقدمة السادسة تعديل وهذا رابطه :
http://yemen-sound.com/vb/showthread.php?t=7572
---(1/665)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مع أعظم إنسان (رمضانيات 6)
---
مع أعظم إنسان (رمضانيات 6)
---
د. محمد مشرح
10-21-2004, 11:29 AM
4غزوة الأبواء أو ودان[1]
عدد أفرادها سبعون كلهم من المهاجرين
يقودهم النبي الكريم ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم،
وقعت سنة اثنتين من الهجرة ، حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم في صفر من السنة المذكورة ، ودفع لواءه إلى حمزة الموصوف بالمناقب المبرورة .
واستخلف على المدينة سعد بن عبادة وسار معه المهاجرون الرافلون في حلل السعادة ، حتى بلغ الأبواء يريد عيرا لقريش فلم يلق كيدا ، فرجع بمن معه من الجيش وفي هذه الغزوة وادع بني ضمرة وكتب بينه وبينهم كتابا أجرى الثقات من الرواة ذكره ،وهي أول غزوة غزاها بنفسه وأخلى بسببها المدينة ، من بركته وأنسه.[2]
دروس من الغزوة :
من أهم الدروس التي يمكن استقاؤها من هذه الغزوة المعاهدة التي أبرمت بين المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين بني ضمرة بقيادة عمرو الضمري وهي بادرة مهمة ؛ إنها بداية التحالفات مع القبائل حول المدينة وتمتين الجانب الأمني وهذا له نتائجه العسكرية المعلومة فإن المعاهدين سيصبحون في صف النبي صلى عليه وسلم أو على الأقل تحييدهم من أن يستفيد منهم العدو ضد المدينة في المستقبل وبالتالي فتح الباب على مصراعية في التفكير بالإسلام بسبب توطيد العلاقات وبخاصة أن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه سيؤثر على المعاهدين وهذا هو الهدف الأساسي من حركة النبي صلى عليه وسلم العسكرية وليس ثمة غرض دنيوي . وسيكوّن هؤلاء –المعاهدين – شبكة علاقات عامة مع جيرانهم مما يمهد أرضية للإسلام جديدة .
--------------------------------------------------------------------------------
مكانان بين مكة والمدينة بينهما وبين رابغ مما يلي المدينة تسعة وعشرون ميلا . -[1](1/666)
[2] -مراجع الغزوة: السيرة النبوية والرحيق المختوم و المكتفى و الاكتفاء والتحفة اللطيفة و التراتيب الإدارية.بتصرف وتنسيق وانتقاء .
---
(1/667)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > كيف نواجه العلمنة ؟
---
كيف نواجه العلمنة ؟
---
أحمد الطعان
01-29-2007, 10:30 PM
كيف نواجه العلمنة ؟
تمهيد :
إن العلمانية في البلاد الإسلامية ظاهرة موجودة لا يمكن إنكارها ، ولكنها لم تشكل في الإسلام إلا قشرة رقيقة جداً لا تلبث طويلاً حتى تيبس ثم تتساقط متناثرة ، إنها لم تنفذ ولن تنفذ أبداً إلى جوهر الإسلام وحقيقته ، لأن الإسلام بطبيعته يستعصي على العلمنة، وقد أثبت خلال القرنين الماضيين أنه ليس كالمسيحية في الرضوخ للعلمنة ، ذلك لأن ثوابته ومرتكزاته لا تقبل العبث مهما جهد العابثون ، والسبب هو أنها قائمة على معجزة خالدة رَسَمت حدود هذه الثوابت والمرتكزات رسماً واضحاً لا لبس فيه فجاءت { كمثل المحجة البيضاء ليلها كنهارها } ( ) وستظل دائماً شاهدة على زيف المزيفين ، وإرجاف المرجفين .
ولكن مع هذا فإن المشكلات التي نجمت عن مسار العلمنة وإن لم تمس جوهر الإسلام ولكنها أحدثت اضطراباً في أوساط المسلمين ( ) وفرقة في صفوفهم ، وأبرز هذه المخاطر هو استيلاء التقليد والتغرب على عقول ثلة من النخبة المفكرة ، حتى أصبحت هذه العقول في تبعية فكرية وحضارية تهدد مستقبل الأمة الحضاري .(1/668)
إن شهادة التاريخ تثبت أن المسيحية الأولى كانت ضد العلمنة بصورة أكيدة وصريحة ، وقد استمر ذلك عبر التاريخ حتى دخلت المسيحية في صراع مع العلمنة ، كانت المسيحية هي الخاسرة ، لقد حاولت المسيحية عبر القرون أن تقاوم ولكنها أخفقت ، ومكمن الخطورة أنها عندما أخفقت أخذ منظروها المحدَثون يدعون المسيحيين إلى الانخراط في التيار، وتطوير المسيحية ( ). "" وقد انفردت المسيحية وحدها من دون أديان العالم الكبرى جميعاً بأنها قد حولت مركز ظهورها من القدس إلى روما علامة على بداية تغريبها "" ( )، وكان ذلك مؤشراً على بداية تعلمُنها ( )، وقد ظلت المسيحية تُعدّل في معتقداتها وتتنازل عن ثوابتها ، وتنقح الكتاب المقدس عبر المجامع المختلفة حتى انهارت قداستها وفقدت قيمتها كمرجعية أخلاقية دينية للإنسان الغربي .
أما الإسلام فتاريخ صراعه مع العلمنة عبر قرنين من الزمان يثبت أنها لم تؤثر فيه إلا على الشكل وقد بقي الجوهر والمضمون في غاية النقاء ، وهذا الجوهر يشد الأمة دائماً إليه فتعيد صياغة نفسها شكلاً ومضموناً . ويمكن القول إن الجوهر والمضمون في الإسلام مثله مثل الراية التي تُرفع في المعركة فيظل الجنود ينجذبون إليها ويتراصُّون حولها ، ويعيدون تنظيم أنفسهم لجولة جديدة من النزال .
استعصاء الإسلام على العلمنة :(1/669)
إن استعصاء الإسلام على العلمنة أمرٌ أدهش باحثي علم الاجتماع فالعالم الإنجليزي " إرنست غلنر " يقول : "" إن النظرية الاجتماعية التي تقول : إن المجتمع الصناعي والعلمي الحديث يُقوِّض الإيمان الديني - مقولة العلمنة - صالحة على العموم ، لكن عالم الإسلام استثناء مدهش وتام جداً من هذا !! إنه لم تتم أي علمنة في عالم الإسلام ، إن سيطرة الإسلام على المؤمنين به قوية ، وهي أقوى مما كانت من مائة سنة مضت ، إن الإسلام مقاوم للعلمنة في ظل مختلف النظم الراديكالية والتقليدية والتي تقف بين النوعين ... والإصلاح الذاتي استجابة لدواعي الحداثة في عالم الإسلام يمكن أن يتم باسم الإيمان المحلي ، وليس على حساب الإيمان "" ( ) .
ولبيان العوامل التي أسهمت في انخراط المسيحية في تيار العلمنة ، واستعصاء الإسلام على ذلك يمكن ملاحظة ما يلي ( ) :
أولاً : صورة الله عز وجل وعنايته بالكون : إنها في الفكر الأرسطي الذي تبنته المسيحية صورة تساعد على العلمنة فالله مجرد خالق للعالم ، لا علاقة له بتدبيره ورعايته . إن العالم كالساعة ، ووظيفة الله أن يُشغّل هذه الساعة ثم يجلس بلا عمل [ سبحانه وتعالى ] وقد أكد الفلك الكوبرنيقي هذه الصورة ، وأضاف إلى ذلك أن أزاح الإنسان عن المركز .
ثانياً : المقاصد الدنيوية اللاأخلاقية للقانون الروماني القائم على المنفعة المحضة دون نظر لأي اعتبارات دينية أو ماورائية . إن هذا القانون السائد في دولة ديانتها المسيحية أسهم في إخضاعها للتيار عندما أصبح جارفاً .
ثالثاً : الفصل في المسيحية بين ما لقيصر وما لله أعطى المبرر للعلمنة السياسية أولاً، ثم القانونية ، ثم الأخلاقية .
رابعاً : عقيدة الصلب التي جعلت موت الإله ممكناً في الفكر المسيحي ، فما دام الابن قد مات وهو إله ، فلماذا لا يموت الأب أيضاً . ولمْ ينتظر الغرب طويلاً فقد أعلن نيتشه عن موته . سبحانه وتعالى .(1/670)
خامساً : الثنائية الحادة والمتناقضة في تاريخ العلاقة بين لاهوتيين لا عقول لهم يمثلون الكنيسة ، وعلماء طبيعيين لا أرواح ولا قلوب لهم يمثلون الدنيوية والمادية . ولا ننسى هنا الانفصام الشديد بين أخلاق الزهد والضعف والاستكانة التي تكرسها المسيحية ، وبين الواقع الذي كان يعيشه الرهبان والبابوات من بذخ وفساد وترف ، مما أفقد المسيحية الواقعية القابلة لإمكانية التطبيق .
إذا ما قورنت هذه العوامل بما يقابلها في الإسلام وجدنا :
أولاً : الله عز وجل – في الإسلام - ليس خالقاً عاطلاً عن العمل إنه - سبحانه وتعالى - خالق ومدبر { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } ( ) بل إنه قيوم السماوات والأرض ، أي إن استمرار قيام الكون بإرادته عز وجل { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } ( ) وهو ما كرسه الأشاعرة في نظرية الخلق المستمر . إن الله عز وجل إذا قطع إمداده للكون بالوجود تلاشى بما فيه .
ثانياً : علاقة الدين بالدنيا قائمة على الوصل وليس الفصل ، فالدنيا خادمة للدين ، وهي مزرعة الآخرة ، وهي دار العبور ، ولا بد من التزود منها { وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } ( ) ولكن الآخرة هي المراد والمقصد { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ... } ( ) .(1/671)
ثالثاً : الأخلاق في الإسلام واقعية لا تُحلِّق في المثالية ، ومن شاء أن يسمو إلى المثالية فهو وذاك . إن المراد في الإسلام هو العدل ، أما الإحسان فهو لمن أراد أن يتجاوز الحدود البشرية ويقترب من الملائكية ، فالإسلام لا يمنعه بل يبارك له جهاده { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } ( ) ، ولن يضيع الله عز وجل عمله { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } ( ) وسيكافئه على ذلك { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه } ( ) ولكن النزول عن مرتبة العدل إلى الظلم هو المرفوض .
رابعاً : ليس هناك مقابلة بين العقل والنقل في الإسلام ، إن ما يقابل العقل هو الجنون ، إننا نقرأ النقل بالعقل ونفهمه به ، والنقل هو القائد والهادي والمرشد .
خامساً : الوضوح : فالعقائد في الإسلام واضحة لا لبس فيها ولا غموض ولا رموز ولا أسرار ولا تعقيدات ، أما في المسيحية فالعقائد غير مفهومة مبنية على الغموض والرموز ولذلك يقولون لك " آمن ثم أفهم " أما في الإسلام " إفهم ثم آمن " { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسئُولًأ } ( )(1/672)
إن الأصل في دعوة القرآن هي الآخرة { وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } ( ) والدنيا بُلْغة إلى الآخرة ، ووسيلة لا بد من الأخذ بها، ولا بد من الإعمار والقيام بالأمانة ، ولكن الآخرة في النهاية هي الغاية وهي الجوهر . { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } ( ) ولكن الآخرة هي المراد والمقصد { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ } ( ) إن الأصل في دعوة القرآن الابتعاد عن الانخراط الأعمى في الدنيوية من شهوات وملذات ، والاكتفاء بـ َالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ ، والحلال الذي فصله الله عز وجل في كتابه وهذا هو اللقاح ضد العلمانية فمن المعلوم أن الأطفال في صغرهم يُعطون جرعات صغيرة جداً من نفس الجراثيم المرضية التي يُخشى عليهم منها لكي تصبح أجسادهم ذات مناعة ذاتية ضد المرض الفتاك ، والإسلام حين أباح لمعتنقيه أن يستمتعوا بالطيبيات من الرزق ، وأن لا ينسوا نصيبهم من الحياة الدنيا إنما يمنحهم بذلك اللقاح ضد العلمانية لأن العلمانية هي الدنيوية الجارفة أو الدنيوية المحضة .
سبل مواجهة العلمنة :
ولكن نتيجة للترويج الشديد ، والتلاعب بالإفكار والمصطلحات ، والاكتساج الإعلامي لكافة المستويات العقلية ومخاطبة مختلف الشرائع البشرية في عقر دارها فإن هناك أثراًُ واضحاً لدى كثيراً من الناس في قبول العديد من الأطروحات العلمانية على أساس أنها لا تتعارض مع الإسلام ، وعلى أساس أن الإسلام لم يُفهم الفهم الصحيح أو أن هناك تراكمات بشرية شوهت صورة الوحي النقية .(1/673)
والآن كيف يمكن إنقاذ العقلية الإسلامية من تيار العلمانية ومقولاته السرابية ؟
أولاً :
لابد من الارتقاء بالخطاب الإسلامي إلى المستوى المواكب للذوق المعاصر وأنا هنا أتحدث عن صياغة الخطاب ولغة الخطاب وليس عن مضمونه ، ذلك لأن الإعلام بثورته الراهنة قد طرح مفاهيم وصيغ جديدة للخطاب ، وأصبحت المصطلحات والتراكيب واللغات التقليدية مملة للعقلية الحديثة ، وترتاح للصياغات الجديدة ، وتأنس حتى بالمصطلحات الجديدة ، وإن لم تكن قد استقرت على معنى واضح .
نحن هنا في معركة خطابية ، بل لست مبالغاً إن قلت إننا في ضجيج خطابي صارخ والرابح هو من يمتلك الأدوات التي تمكنه من استلاب الأسماع والقلوب واجتلاب الأنظار .
إننا بإزاء هذه الحالة لسنا في معركة مضمون وإنما في معركة صياغة ودعاية والصياغة من أربح المهن ، والدعاية من أجدى وسائل الربح .
إن الخطاب العلماني اليوم يحاول بوسائل مختلفة ، وبمصطلحاته وتراكيبه الجديدة أن يبهر الجماهير ، وأن يوحي لها بأن لديه الكثير ، وأنه يمتلك مفاتيح النهضة والسعادة بينما الخطاب الإسلامي بضائعه ثمينة جداً ولكنه لم يحسن حتى الآن عرضها بطريقة جميلة . الخطاب العلماني أحسن حتى الآن فن التعليب والتغليف بشكل لافت للأنظار بينما الخطاب الإسلامي مخفق في هذه الناحية إلى حد كبير .
ثانياً :(1/674)
كما أنه من المهم جداً تعرية الأطروحات العلمانية ، والكشف أولاً عن جذورها ومظاهر الاجترار والتسول المشتملة عليها ، ثم بيان تناقضها في حد ذاتها ، ومصادمتها لجوهر الرسالة الإسلامية ، ولكن كثيراً من الإسلاميين يرفضون حتى قراءة الكتابات العلمانية فضلاً عن الرد عليها ويعدون ذلك من قبيل تضييع الوقت واستنفاد الجهد ، غير أن هذا الموقف إذا كان صحيحاً في الأزمان السابقة فإنه لا يصح في هذا الزمن لأن الإعلام يروج بشدة للأطروحات العلمانية وتوصف بأنها مشاريع تجديدية أو اجتهادات تنويرية ، أو قراءات معاصرة ولا يمكن أن يكون العلاج أو الوقاية بإغماض العين ..
فلا بد من مواجهة كل ما يطرح في الساحة الإعلامية بما يتلاءم معه من الرد والدحض والبيان .
ثالثاً :
لا يكفي نقض المشاريع العلمانية وبيان تهافتها بل لا بد من إبراز البدائل الإسلامية ولا بد من تمثل الحل الإسلامي وصياغته برؤى معاصرة جديدة تلبي تطلع العقل الإنساني إلى مزيد من المعرفة ، وتلبي طموح العقل إلى التنوع والثراء في نموذجه الإسلامي .
ولا يمكن إبراز الفقر والخيبة في النموذج العلماني إلا إذا قورن ذلك بما ينجزه علماء الإسلام من مشاريع فكرية ونماذج إصلاحية .
رابعاً :
المشاريع الفكرية ، والنماذج الإصلاحية الإسلامية هي صياغات تجديدية تستلهم الوحي قرآناً وسنة بشكل مستمر ومتجدد دون أن تغفل عن الحراك الواقعي . التجديد في الإسلام يعني أن يعمل المجتهد في النص والواقع معاً ليخرج بمعادلة المواءمة بلا إفراط ولا تفريط ، بحيث يظل الوحي هو الذي يمتلك زمام الواقع ويظل الواقع مستنيراً ومسترشداً بالنص حتى لا يضل في تيه الأهواء .(1/675)
ولا يفهمن أحد من ذلك أن حكومة النص للواقع هي حكومة إمبريالية أو أحادية الرؤية ، فالأمر ليس كذلك لأنه // ما جعل عليكم في الدين من حرج // // إن مع العسر يسراً . إن مع العسر يسراً // فالنص يمتلك قدرات هائلة لإمداد الواقع بالمشروعية ولكنه في نفس الوقت – وهنا تكمن عظمته – يمتلك أيضاً قدرات رائعة في حفظ نفسه من تحريف المحرفين وفي حفظ الواقع من ترويج المبطلين .
خامساً :
لا يمكن أن يحظى التجديد بقبول الأمة بل ولا يمكن أن يكون ذو جدوى وصلاحية إلا إذا كان انطلاقه من الوحيين القرآن والسنة ، ولا يمكن لهذه الانطلاقة أن تحقق المراد إلا إذا كانت انطلاقة حقيقية تعيد للوحي مهمة التصحيح التاريخي والدفع الحضاري ، ولذلك حقاً لا بد من إعادة قراءة القرآن بل مرات ومرات // ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر // ، ولا بد من تفعيل دور القرآن الكريم في صياغة الحضارة من جديد ، ولا بد من قراءة العالم اليوم في القرآن ، وقراءة القرآن في العالم اليوم ، فليس من الصواب أن نكتفي باجتهاد القدماء لنا ، وهم لا يعيشون عصرنا ، فلا بد من الاجتهاد الذي يعني استفراغ الوسع في التفكير، وهذا ما نغض الطرف عنه اليوم فنسمي كل تفكير اجتهاداً أياً كان مستواه، ونسمي كل باحث أو متهوك مجتهداً حتى ولو كان يتسلى .
سادساً :(1/676)
إن إعادة قراءة القرآن تعني أن ننفي عنه عبث العابثين وخرافات القصاص وتراكمات البشر وإسقاطات العصور والأزمنة ، فالقرآن الكريم فوق التاريخ وفوق الزمان والمكان لأنه الحاكم عليهما، وفي كل عصر قُرئ فيه القرآن كانت هناك أوهام عقلية وأوهام تاريخية وأوهام اجتماعية وثقافية كانت تلحق به وتلتصق به وتعد تفسيراً له ، ومع طول التكرار والملازمة ظن الناس أن هذه الأوهام هي هو وهو هي ، فلا بد من كنس الأوهام ، وتفكيك الألغام والعودة إلى صفاء القرآن . وإذا لم نقرأ نحن القرآن الكريم من جديد كما يدعونا القرآن سيقرؤه الآخرون لنا بلا ضوابط ويسقطون فيه ما يريدون هم لا ما يريده القرآن .
سابعاً :
إن الدعوة إلى إعادة قراءة القرآن والعودة إلى صفاء القرآن وجوهر الوحي ليس المراد منها ما يريده الخطاب العلماني من تفريغٍ للدين من محتواه ، وتطويع لآياته ، وتشويه لغاياته لأننا نؤكد هنا على دور الوحي الثاني / السنة / في البيان وإعادة الفهم والتنزيل الجديد ، فالسنة هي العاصم من الشطط في الانحراف وخطر الانجراف .
إن السنة هي النموذج التطبيقي المثالي للقرآن الكريم ، ولا بد من النظر إليها دائماً على أنها أحد المعايير والضوابط الأساسية في فهم القرآن الكريم ، وإذا ما شعر المجتهد أنه يناقض السنة فليعلم أنه يرتقي مرتقىً صعباً وعليه أن يتحسس مواقع قدميه .
ثامناً :(1/677)
التجديد وإعادة القراءة وتمرين العقل وتنقية التراث مراحل لا بد منها لأي نهوض حضاري، ولكنها لا تكفي لتحقيق هذا النهوض إذا لم يتبع ذلك حراك شديد على المستوى العملي ، أما أن نبقى في إطار التنظير والممارسة العقلية والفكرية فهذا حال الفلاسفة الخائبين ، والإسلام دين عملي يدعو إلى العمل والمبادرة السلوكية ، وتحويل الأقوال إلى أفعال // يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون // وقال عز وجل // وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون // .
كثيرة هي المشاريع الفكرية ، والرؤى الاجتهادية ، ولكنها لم تُختبر بعد بالتطبيق والممارسة، ونحن في هذه المرحلة بالذات بأمس الحاجة إلى العمل ، لقد أصابتنا تخمة المؤتمرات والندوات والمشاريع والتنظيرات وقد آن الأوان لأن نعمل .
تاسعاً :
ولكن العمل الفردي لا يجدي نفعاً على مستوى النهوض الشامل ، لذا فنحن بحاجة إلى العمل الجماعي ، والعمل الفريقي وهذا النوع من العمل من الضروري أن يشيع في حياتنا تنظيراً وسلوكاً وأن نتعلم العمل في إطار الفرق المتخصصة ، وأن نربي أنفسنا على الشعور بالمسؤولية الحضارية ، ونعمق فيما بيننا روح الفريق والتعاون والتكامل .
لقد علمنا الإسلام أن المرء ضعيف بنفسه قوي بأخيه ، وأن يد الله مع الجماعة ، وأن نركن إلى السواد الأعظم ، وعمق فينا ديننا هذه الروح الجماعية عبر الصلوات في الجماعة والجمعة والأعياد ، وشحن الإحساس الجماعي بشاحن عظيم جداً هو الصيام وأثاره إلى حد يعجز التعبير عن وصفه في شعائر الحج ومواقفه المختلفة .
ومع ذلك فإن الأمة الإسلامية اليوم في حالة يرثى لها إذا ما نُظر إلى فرقتها ، وتمزقها ، الأمة التي أُمرت بالاعتصام بحبل الله // واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا // تعيش اليوم حالة من الشتات والضياع والتيه .(1/678)
نحتاج اليوم إلى مؤسسات تنظم العمل الجماعي وتدفع به إلى أقصى حدود الإمكان ، وتربي الأجيال على إمكانية التكامل والتعاون والتخلص من الأثرة والأنانية .
لنتأمل في هذا الحديث الشريف يقول النبي صلى الله عليه وسلم // مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأجمله وأكمله إلا موضع لبنة فيه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون ويقولون لو وضعت هذه اللبنة . فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين // فالنبي صلى الله عليه وسلم يعد نفسه لبنة في بناء النبوة ،ولم يعد نفسه البناء كله ولم يجعل نفسه ركيزة البناء الأساسية ، إنه صلى الله عليه وسلم يعترف للآخرين بفضلهم في إقامة البناء ، والبناء كل متكامل مع الآخرين ، واللبنات المتراصة والمتكاملة والمتماسكة هي التي تشكل البناء ، وهكذا لم يستأثر النبي صلى الله عليه وسلم بمزايا إضافية على حساب إخوانه من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام . أين هذا من أخلاق العلماء والدعاة اليوم ؟ إننا يسيطر علينا هاجس التفرد وتأسرنا عقلية المنقذ ، وكل عالم وكل داعية يريد أن يكون أوحد عصره وفريد دهره ، ولا يقبل أن يكون نسيجاً مشتركاً في جسد الدعوة .
ولا يقف الأمر عند هذا الحد فما يوجد بين العلماء من مشاحنات ومنافسات ينعكس على التلاميذ وطلاب العم بل وحتى على عامة الناس والوسط الشعبي فتتكون تكتلات متناحرة ومتحفزة للخصام ، ومهيأة للكراهية والعداوة .
وفي وسط هذه الصورة القاتمة يمكن أن ينجح الخطاب العلماني حين يظهر على أنه الخطاب البديل المتماسك الرزين المتآلف فيكسب الأنصار والجماهير اليائسة من الوسط المشايخي المتخاصم، والناقمة على تلك الحال العدائية المتردية بين رموز التيار الديني وجماهير التدين .
عاشراً :(1/679)
إن المشكلة التي يعاني منها رموز التيار الديني أنهم لا يفرقون أو يخلطون عن قصد أو بغير قصد بين ما هو شخصي وما هو علمي ، أو بعبارة أخرى : إنهم لا يفرقون أو يخلطون عن قصد أو بغير قصد بين ما هو لله وما هو للنفس . لقد أفسح لنا ديننا مجالاً رحباً للخلاف // ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم // ونماذج الخلاف في السنة والسيرة النبوية تؤسس لمشروعية الاختلاف ما دام الجميع من أهل القبلة ، فلماذا إذن يؤدي الخلاف المذهبي أو الفقهي أو حتى الاجتهادي إلى العداوة الشخصية والكراهية ، ولماذا نسمع صيحات النذير والتحذير بين العلماء فيما بينهم ، ففلان لديه نفس شيعي لأنه استشهد أو يستشهد بآل البيت، وفلان لديه نفس وهابي لأنه يكثر من ذكر ابن تيمية ، وفلان متهم بالتصوف لأنه يكثر من ذكر الجنيد وابن عربي وو الخ ، ويولد ذلك أحقاد نفسية ، وعداوات شخصية بين العلماء والدعاة ثم تنتقل العدوى إلى التلاميذ ثم إلى القاعدة الشعبية ثم تتأصل في النفوس فيرضعها الصغار وتتوارثها الأجيال .
وفي الغالب لا يشعر الإنسان في أوج حماسه ، وحمأة خصامه أنه يخاصم عن أهوائه ومنافعه الشخصية ، فيظن انه يدافع عن دين الله عز وجل ، وأنه حريص على قمع البدعة ودرء الفتنة .
وكثيراً ما تلتبس الأهواء بالآراء ، وما لله بما للنفس فلا تتمايز ، ويحتاج الإنسان إلى مجهود كبير ليخلص نيته من الشوائب ، يحتاج إلى وقفة تفحص لنفسه ، ومحاسبة لذاته حتى يميز الخبيث من الطيب، ولكن في كثير من الأحيان يكون الإنسان في عجلة من أمره، ولا يمنح نفسه ذلك الوقت الكافي للمحاسبة والمراجعة، لأنه يخشى أن يؤتى الإسلام من قبله، هذا بحسب ما يخيل إليه، ولكن الحقيقة المؤلمة أنه لو تريث قليلاً واختبر نفسه لتبين له أنه يخشى أن تفوته منافعه وأهواؤه .
الخلاصة :(1/680)
أن الحل لأزمة العلمنة التي تجتاح المجتمعات الإسلامية تبدأ أولاًً من تحصين الذات بحصون متينة ، وتناول الجرعة الوقائية التي يمنحها الإسلام لمعتنقيه ، لأن الدفاع أو الهجوم لا يجدي إذا كانت حصوننا مهددة من الداخل ، لا يكفي أن نبين أمراض الآخرين ونحن مرضى ، فلا بد أن نعالج أنفسنا وحين نتعافى نبدأ بتأسيس مراكز للوقاية واللقاح وحينئذ نكون على استعداد لمواجهة المشروع العلماني الذي نعتقد أنه تخريبي وتدميري ويخدم مصالح أعدائنا بالدرجة الأولى .
وقد بينت في الصفحات السابقة أن مكامن القوة هي في تفعيل ديننا وإعمال عقلنا ، وأبرز المظاهر لذلك يبدو في :
- تفعيل دور الوحي / قرآناً وسنة / في رسم المنهجية الإسلامية للتعامل مع الكون والإنسان والحياة .
- التخلص من الأعباء التاريخية والتقاليد الاجتماعية التي لحقت بالدين وتقمصته وهي ليست منه .
- إعمال العقل في اكتناه أبعاد الوحي ومراميه الإنسانية الفسيحة ، واقتناص اللحظة الراهنة بالعمل النافع والاستثمار الحضاري ، وينتج عن ذلك التجديد الحقيقي المنخرط في الواقع العملي المعيش وعدم الاكتفاء بالتنظير العقلي والخيالي المجرد .
- الشعور بالمسؤولية الدينية وهذا لا يتأتى إلا بتعميق الإخلاص والعمل لوجه الله عز وجل، والتخلص من / الأنا / المتضخمة في دواخلنا ، ومعالجة الأثرة المهيمنة على سلوكاتنا ، وتغليب الشعور بالمسؤولية الحضارية على المسؤولية الشخصية ، وتغليب الروح الجماعية والعمل الفريقي على الأنانية والفردانية . والله أعلم .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين .
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني :
ahmad_altan@maktoob.com
---
الجندى
01-30-2007, 01:38 PM
جزاك الله خيراً استاذنا الفاضل ،
طال غيابك عنا فى التوحيد وافتقدنا مقالاتك القيمة - كمثل هذا المقال - فى نقد العلمانية .
---
أحمد البريدي(1/681)
02-01-2007, 10:37 PM
شكر الله للدكتورأحمد هذه الطلة بعد طول غياب , ولا شك أن مواجهة هذا التيار فكرياً من أولى الأولويات للعارفين بأسرارهم .
---
أحمد الطعان
02-03-2007, 07:48 PM
أخي الدكتور أحمد شكراً لكم ولكن مما يجعلني أحياناً كثيرة أزهد في المشاركة أنني كلما دخلت أحتاج التسجيل مرات عديدة حين الدخول ، وحين الضغط على إضافة موضوع أو رد وحين محاولة الإرسال وأحياناً يضيع ما كتبته ...
إذا كان رداً سريعاً .... وأحياناً إذا كانت رسالة لا أدري هل تصل أم لا لأنني أحياناً أرسل رسائل لبعض الإخوة أو ردود فلا أعلم هل وصلت أم لا ...
ففي أي حركة يطلب مني التسجيل .. وأنت تعلم أن أحدنا بالكاد حتى يقتنص الفرصة لكي يتمكن من المشاركة
وربما هذا ما يقع فيه كثير من الإخوة إلا إذا كان هذا الأمر خاص بإعدادات الإنترنت عندي
أرجو أخذ العلم وجزاكم الله خيراً ,,,
---
(1/682)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > خاطرة أطرحها على شيخنا المشرف الفاضل واهل الإختصاص...
---
خاطرة أطرحها على شيخنا المشرف الفاضل واهل الإختصاص...
---
المتدبر
04-21-2006, 12:21 AM
مما لا ريب فيه ان الله منزه عن العبث في خلقه وأمره وحكمه وفعله...
ومن أمر الله وحكمه وفعله هذا القرآن العظيم المجيد....
ألا يستل من المقدمتين السابقتين أن الله هو الذي حكم وقدر ترتيب كتابه على هذا الحال الذي بين أيدينا اليوم؟... لأننا نعلم قطعا بأن الله لا يختار لنسق كتابه إلا الأفضل والأتم والأكمل ...، وعليه يكون ترتيب سور القرآن هو من عند الله لأنه قضى وقدر ذلك؛ وكذلك ترتيب الآيات..
هل أصبت الهدف أم لا ؟ أرجو الإفادة ....
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه....
---
المتدبر
04-21-2006, 03:04 PM
نحن ننتظر الرد السريع ...والله الموفق
---
المتدبر
04-21-2006, 11:15 PM
ومازلت أنتظر..... والله مع الصابرين...
---
سيف الدين
04-21-2006, 11:46 PM
أيها الاخ الكريم
أعتقد جازما وأؤمن ايمانا راسخا بان القرآن الكريم قد دّون بالكامل قبل وفاة الرسول وان ترتيب سوره وآياته الآن هو الترتيب الذي جاء به الوحي, ولا التفت البتّة الى اي رواية تأتي مخالفة لهذا الاعتقاد ..(1/683)
واعلم انه لم تجمع امة من الامم كما اجمعت امة القرآن على قرآنها, وان اي خوض في هذا الموضوع اعفي منه فكري وروحي, وان اي كافر يريد ان يشكّك فيه, اقول له: هذا هو الكتاب الذي اعتقده, فأرني كتابك .. ولست مضطرا للاجابة على اي سؤال من أي مشكّك ما لم يطلعني على الكتاب الذي يؤمن به .. واعلم اخي انه ان كان هناك من أسئلة يحار الذهن في الاجابة عنها نتيجة للايمان بهذا الكتاب (وفوق كل ذي علم عليم), فان انكار هذا الكتاب - اي كتاب الله - يولّد ملايين الاسئلة البديهية التي لن تجد لها سبيلا الى الاجابة ابدا ..
قال لي مرة احدهم: ان الكتاب الذي تؤمن به ليس الا وجهة نظر, وان وجهات النظر تختلف تبعا للموقع الذي تتكلم منه, وانك ان نظرت الى الامر من موقع اخر فأنا متأكّد من انك ستغيّر وجهة نظرك, وان لا سبيل الى معرفة الحقيقة فكل شيء نسبي ..
فقلت له: أجبني اذا لم جنّ جنون البقر عندما اكلت من عظامها, ولم تأخذ وجهة نظر القائم عليها بعين الاعتبار؟ أخبرني لم اعترضت طبقة الاوزون اذا على وجهة النظر الامريكية التي تقول بامكانية المضي الى اللانهاية في تلويث الارض, ولذا رفضت توقيع اتفاقية الحدّ من التلوّث؟ لم تأخذ الطبيعة موقفا من الافساد؟ اليس عليها ان تراعي وجهة نظر الاخرين؟ مهما قلت عن النسبية, فان للكون نظاما, ان أردت ان تخرقه, ذهب بك الى الموت والهلاك, وهذا النظام يجب ان يكون دائما سقفا لكل نسبيتك ..
---
عبدالرحمن الشهري
04-22-2006, 09:03 AM
أخي الكريم المتدبر رزقه الله فهماً في كتابه ، لا زلت موفقاً ومسدداً في رأيك .(1/684)
ما تفضلتم به ، كلام صحيحٌ ، ولكم فيه سلفٌ من العلماء ولله الحمد ، وهو من أدلة القائلين بأن ترتيب السور في المصحف كان بتوقيف من الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن القرآن في اللوح المحفوظ كان مجموعاً كما هو عليه الآن ، وأن الله سبحانه وتعالى لا يختار لكتابه إلا الكمال ، وهذا المعنى يفهم من كلام كثير من العلماء الذين قالوا بالتوقيف في ترتيب السور ، فإن الكلام عنها ، أما ترتيب الآيات في السور فهذا مجمع على التوقيف فيه.
ولذلك قال العلامة محمد عبدالله دراز رحمه الله في كتابه النبأ العظيم:(إنها إن كانت بعد تنزيلها قد جمعت عن تفريق ، فلقد كانت في تنزيلها مفرقة عن جمع ، كمثل بنيان كان قائماً على قواعده ، فلما أريد نقله بصورته إلى غير مكانه قدرت أبعاده ، ورقمت لبناته ، ثم فرق أنقاضاً فلم تلبث كل لبنة منه أن عرفت مكانها المرقوم ، وإذا البنيان قد عاد مرصوصاً يشد بعضه بعضاً كهيئته أول مرة)[ص194-195]
وهذا المعنى الذي ذهبتم إليه هو ما يشير إليه قول ابن سيرين رحمه الله لمن سأله عن ترتيب السور في المصحف :(تأليف الله خيرٌ من تأليفكم)[الإتقان 1/144].
والقول بالتوقيف في ترتيب السور هو الذي بنى عليه المؤلفون في تناسب سور القرآن فيما بينها كتبهم ، كالبقاعي وابن الزبير الغرناطي من قبله رحمهم الله ، ولو قيل بأن ترتيب السور اجتهادي لما بقي للبحث عن المناسبات بينها معنى مقبول إلا لتلمس مقاصد المجتهدين في ذلك من الصحابة .(1/685)
وترتيب السور سواء أكان بتوقيف أم باجتهاد أم بهما معاً أمرٌ مرعي محترم ، فإن كان عن توقيف ففي مراعاته واحترامه وخاصة في كتابة المصاحف التزام بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإن كان عن اجتهاد من الصحابة ففيه امتثال لإجماعهم ، والإجماع حجة شرعية ، وهو في كل الحالتين صيانة لكتاب الله ، ودرء لأسباب الفتنة والمفسدة ، إذ لو وقع التساهل في ترتيب المصاحف لأدى ذلك على المدى البعيد إلى الاختلاف في تأليف القرآن ونظمه ، وتأليف القرآن من أوجه إعجازه عند العلماء .
قال أبو جعفر النحاس رحمه الله (ت338هـ) :(فهذا التأليف من لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله ، لأن تأليف القرآن من إعجازه ، ولو كان التأليف من غير الله ورسوله لسوعد بعض الملحدين على طعنهم)[الناسخ والمنسوخ 159] .
والخلاف بين القائلين بالتوقيف والاجتهاد في ترتيب سور القرآن خلافٌ لفظي ، فكلهم يرى ترتيب المصحف على الترتيب العثماني الذي استقر عليه الأمر ، ولا يرى جواز مخالفته في كتابة المصاحف ، وإنما الخلاف نظري في المسألة .
وأحب أن أنبه إلى أن القول بأن ترتيب السور في المصحف من باب الاجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم لا ينافي القول بتواتر القرآن الكريم ، فهو مقطوع بنقله تاماً عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك لا يؤثر فيه تقديم لسورة وتأخير لأخرى ، وليس اعتقاد ذلك الترتيب من لوازم الإيمان . انظر : المقدمات الأساسية في علوم القرآن للجديع 135
وقد تكلم عن هذه المسألة الدكتور سعيد الفلاح وفقه الله في تقديمه لكتاب الإمام أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي (708هـ) المعنون بـ (البرهان في تناسب سور القرآن) الذي نشرته جامعة الإمام عام 1408هـ . فراجعه إن شئت وفقكم الله ونفع بكم ، وراجع إن شئت كلام الزركشي في الموضوع في برهانه فهو ممن يميل إلى القول بالتوقيف وذكر أدلة .
---
أحمد البريدي(1/686)
04-22-2006, 11:22 AM
أخي الكريم :تكملة لما ذكره أخي د. عبد الرحمن أنقل لك ما كتبته في رسالتي الدكتوراه عن هذه المسألة :
المطلب الثالث : رأيهُ في حُكْمِ ترتيبِ السُّوَر والآيات
بيّنَ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله معنى ترتيب القرآن وأنواعه فقال :"
ترتيبُ القرآنِ : تلاوتُه تاليًا بعضُه بعضًا حَسْبَ ما هو مَكْتُوبٌ في المصاحفِ ومحفوظٌ في الصدور .
وهو ثلاثةُ أنواع :
النوع الأول : ترتيبُ الكلماتِ بحيث تكونُ كلُّ كلمةٍ في مَوْضِعها مِن الآية ، وهذا ثابتٌ بالنصِّ والإِجماع ، ولا نعلمُ مخالفًا في وُجُوبِه وتحريمِ مُخالفته ، فلا يجوزُ أنْ يقرأ : للهِ الحمدُ ربِّ العالمينَ ؛ بدلاً مِن {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة:2)
النوع الثاني : ترتيبُ الآياتِ بحيث تكونُ كلُّ آيةِ في مَوْضِعها مِن السورة ، وهذا ثابتٌ بالنصِّ والإِجماعِ ، وهو واجبٌ على القولِ الراجح وتحرمُ مخالفته ولا يجوز أنْ يقرأ : "مالكِ يومِ الدينِ الرحمنِ الرحيمِ "بدلاً من : {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الفاتحة:3-4)
ففي صحيح البخاري( 1) أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان - رضي الله عنهم - في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(البقرة:240)قد نَسَخَتْهَا الآيةُ الأخرى يعني قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً } (البقرة:من الآية234) وهذه قبلها في التلاوة قال : فَلِمَ تكتبها ؟ فقال عثمان - رضي الله عنه -:
يا ابنَ أخي لا أُغيِّرُ شيئاً مِنه مِنْ مَكَانِه ".(1/687)
وروى الإِمام أحمد وأبو داود(2 ) والنسائي(3 ) والترمذي( 4) مِن حديث عثمان - رضي الله عنه - : أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ ينزلُ عليه السُّوَر ذوات العدد ، فكانَ إذا نزلَ عليه الشيءُ ، دعا بعضَ مَن كانَ يَكْتُب ، فيقول :[ ضَعُوا هَذِهِ الآياتِ في السُّورَةِ التي يُذْكَرُ فيها كَذَا وكَذَا ] (5 ).
النوع الثالث: ترتيبُ السُّوَر بحيث تكونُ كلُّ سُورةٍ في مَوْضِعهَا مِن المصْحَف، وهذا ثابتٌ بالاجتهادِ فلا يكونُ واجبًا وفي صحيح مسلم( 6) عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - :[ أنّه صَلَّىَ معَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلةٍ ، فقرأ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - البقرةَ ، ثُمَّ النساءَ ، ثُمَّ آل عمرانَ ] ، وروى البخاري( 7) تعليقاً عن الأحنف( 8):" أنّه قرأ في الأولى بالكهفِ ، وفي الثانية بيوسفَ أو يونس
وذَكَرَ أنّه صَلَّىَ مع عمرَ بنِ الخطاب الصُّبْحَ بِهِمَا ". (9 )
ولِيَ مع ما تقدّمَ مِن كلامه رحمه الله الوقفاتُ التالية :
الوقفة الأولى : ترتيبُ الكلماتِ مِن الآيةِ وترتيبُ الآياتِ مِن السورة أمْرٌ مُجْمَعٌ عليه كما ذكرَ الشيخُ رحمه الله ، وعبَّرَ عنه في مَواضِعَ أخرى بأنّه أمْر ٌتوْقِيفيٌّ ، ومعناه أنّه مُرَتَّبٌ مِن قِبَلِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وليسَ باجتهادِ الصحابةِ - رضي الله عنهم - ؛ فقال :" فترتيبُ القرآنِ مِن لَدُنْ حكيمٍ خبير - سبحانه وتعالى - ؛ وهو الموافقُ لإصلاحِ القلوب ؛ ولهذا نرى مِن الخطأ الفادح أنْ يُؤَلِّفَ أحدٌ القرآنَ مُرَتَّبًا على الأبوابِ والمسائلِ كما صنعه بعضُ الناس ؛ فإنّ هذا مُخالِفٌ لِنَظْمِ القرآنِ ، والبلاغة ، وعَمَلِ السلف ؛ فالقرآنُ ليس كتابَ فِقْهٍ ؛ ولكنهُ كتابُ تربيةٍ ، وتهذيبٍ للأخلاق ؛ فلا ترتيبَ أحسنَ مِن ترتيبِ الله ؛ ولهذا كانَ ترتيبُ الآياتِ تَوْقِيفيًّا لا مجالَ للاجتهادِ فيه ".(10 )(1/688)
وقد نقلَ الإجماعَ غيرُ واحدٍ مِن أهل العلم ، قال السيوطيُّ :" الإجماعُ والنُّصُوص المترادفةُ على أنّ ترتيبَ الآياتِ تَوْقِيفيٌّ لا شُبهةَ في ذلك ، أمّا الإجماعُ : فَنَقَلَهُ غيرُ واحدٍ ؛ مِنهم الزركشيُّ في " البرهان "( 11) ،" ... إلى أنْ قال ": وفي سُوَرٍ شَتَّى مِن المفصَّلِ تدلُّ قِراءتُه - صلى الله عليه وسلم - لها بِمَشْهَدٍ مِن الصحابة أنّ تَرْتيبَ آياتها تَوْقِيفيٌّ ، وما كانَ الصحابةُ لِيُرَتِّبُوا تَرْتيبًا سمعوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ على خِلافه ، فبلغَ ذلك مَبْلَغَ التواتر ".( 12)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"وأمّا ترتيبُ آياتُ السُّوَرِ فهو مُنزَّلٌ مَنصوصٌ عليه فلم يكنْ لهم أنْ يُقدِّمُوا آيةً على آيةٍ أخرى في الرَّسْمِ كما قدَّمُوا سورةً على سورةٍ ؛ لأنّ ترتيبَ الآياتِ مأمورٌ به نَصًّا ، وأمّا ترتيبُ السُّوَرِ فَمُفَوَّضٌ إلى اجتهادهم".(13 )
الوقفة الثانية : يرى الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله أنّ ترتيبَ السُّوَرِ اجتهاديٌّ كما تقدّم ، وهو أحدُ الأقوال في المسألةِ ، وله قَوْلٌ آخر ؛ حيث قال :" والحقُّ أنّ الترتيبَ بينَ السُّوَرِ مِنهُ تَوْقيفيٌّ ، ومِنه اجتهاديٌّ ،فما وَرَدتْ به السنّةُ كالترتيبِ بين الجمعةِ والمنافقين ، وبينَ سبِّح والغاشيةِ فهو على سبيل التوْقِيف ؛ فالنبيُّ عليه الصلاة والسلام قرأَ الجمعةَ قبلَ المنافقون . وقرأَ سَبِّحْ قبلَ الغاشيةِ( 14) فهذا على سبيل الترتيبِ التَوْقِيفيِّ ، وما لَمْ تَرِدْ به السنّةُ فهو اجتهادٌ مِن الصحابةِ ".(15 )
والذي يظهرُ لِي أنّ هذا القَوْلَ هو المتأخِّرُ ؛ إذْ إنّ القولَ الأول مَذْكُورٌ في رسالته " أصول في التفسير " وقد ألَّفها قبل عام أربعمائةٍ وأَلْف للهجرة ( 16) ؛ أمّا القَوْلُ الثاني فهو مَذْكُورٌ في كُتُبه التي طُبعَتْ في آخر حياتِه رحمه الله .(1/689)
وهذه المسألةُ قد اختلفَ فيها أهل العلم على أربعةِ أقوال :
القول الأول : أنّ ترتيبَ السُّوَر تَوْقيفيٌّ كترتيبِ الآياتِ .(17 )
القول الثاني : أنّ ترتيبَ الاياتِ كانَ باجتهادٍ مِن الصحابةِ 18) ، وهذا هو الرأيُ القديم للشيخِ ابن عثيمين .
القول الثالث : أنّ ما عُلِمَ ترتيبُه بتوْقِيفِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو الأكثر فهو تَوْقِيفيٌّ ، وما لَمْ يَصِلْ إلينا الدليلُ فيه فهو اجتهاديٌّ مِن الصحابةِ - رضي الله عنهم -( 19)، وهذا هو الرأيُ المتأخِّرُ للشيخِ ابن عثيمين.
القول الرابع : أنّه كُلَّهُ تَوْقِيفيٌّ ما عدا سورتي الأنفال والتوبة لِحديثِ عثمانَ - رضي الله عنه - (15 ).
ولِكُلٍّ أَدِلَّة . ( 20)
والراجحُ والله أعلمُ هو القَوْلُ الثالث، وهو ما رآهُ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله أخيرًا، وهو الذي به تجتمعُ الأدلّةُ ؛ فما ثَبَتَ لنا ترتيبُه مِن قِبَلِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فإنّنا نَجْزِمُ بتوْقِيفه مِن قِبَلِهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يَرِدُ على ذلكَ تقديمُه النساءَ على آلِ عمرانَ في القراءةِ ؛ لأنّ ترتيبَ السُّوَر في القراءةِ ليسَ بواجبٍ فلعلّهُ فعلَ ذلكَ لبيانِ الجواز كما قالهُ السيوطيُّ ( 21). أو لعلّهُ قبل العرْضَةِ الأخيرة كما ذكره الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله ( 22)، وما لَمْ نَقِفْ له على دليلٍ فلا نَجْزِمُ بتوقيفهِ لِعَدم وُجودِ الدليلِ الدَّالِّ عليه ، ويكونُ ترتيبُه باجتهادٍ مِن الصحابةِ - رضي الله عنهم - ، وربّما يكونُ هذا الاجتهادُ مَبْنيًا على مُستندٍ فِعْلِيٍّ ، قال الإمامُ مالك :" إنّما أُلِّفَ القرآنُ على ما كانوا يسمعون مِن قراءةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ".(23)(1/690)
ولِذا قال الزركشيُّ :" والخلافُ بينَ الفريقينِ لَفْظيّ ، لأنّ القائلَ بالثاني – أيْ أنّه باجتهادِ الصحابةِ – يقولُ : إنّه رُمِزَ إليهم بذلك لعلمهم بأسبابِ نزوله ومواقعِ كلماته ، ولهذا قال الإمام مالك :" إنّما أُلِّفَ القرآنُ على ما كانوا يسمعون مِن قراءةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - " معَ قَوْلِه بأنّ ترتيبَ السُّوَر باجتهادٍ مِنهم ، فَآلَ الخلافُ إلى أنّه :هل هو بتوْقِيفٍ قَوْلِيٍّ أو بِمُجَرَّدِ استنادٍ فِعْلِيٍّ بحيثُ بَقِيَ لهم فيه مجالٌ للنظر ".( 24)
وعلى كُلٍّ سواءٌ قُلنا بالتوْقِيفِ أو بالاجتهادِ فالذي ينبغي اعتقاده الآن أنّ ترتيبهُ في المصْحَفِ اليوم حَصَلَ بإجماعٍ مِن الصحابة - رضي الله عنهم - ، ومَضَت الأُمّةُ على قَبُولِه ، وهو مِن سُنَنِ الخلفاء الراشدين التي أُمرنا باتّباعها والله أعلم .--------------------------------
حواشي سفلية "
( 1 ) الحديث تقدّم تخريجه ، وقوله :" قبلها في التلاوة " ليست في البخاري فهي مُدرجةٌ مِن كلام الشيخِ ابن عثيمين.
( 2 ) هو : سليمان بن الأشعث ، أبو داود الأزدي السجستاني ، صاحب السنن ،ومقدّم الحفّاظ ومُحدِّث البصرة ، توفِّيَ سنة ( 275 هـ ) .
انظر : سير أعلام النبلاء ( 13 / 203 ) ، شذرات الذهب ( 2 / 167 ) .
( 3) هو : أحمد بن شعيب النسائي ، أبو عبد الرحمن ، ناقد الحديث وصاحب السنن ، كان إمامًا حافظًا ثبْتًا ، توفِّيَ سنة ( 303 هـ ) .
انظر : سير أعلام النبلاء ( 14 / 125 ) ، شذرات الذهب ( 2 / 239 ) .
( 4 ) هو : محمد بن عيسى الترمذي، الحافظ العَلَم الإمامُ البارع ، مصنِّف كتاب : الجامع ، وكتاب العلل ، توفِّيَ سنة ( 279 هـ ) بِتِرْمِذ .
انظر : سير أعلام النبلاء ( 13 / 270 ) ، شذرات الذهب ( 2 / 174 ) .(1/691)
( 5 ) الحديث رواه أحمد في مُسنده ( 1 / 92 ) برقم ( 401 ) ، وأبو داود في سننه في كتاب : الصلاة / باب : مَن جهرَ بها ( 1 / 498 ) برقم ( 786 ) ، والنسائي في السنن الكبرى برقم ( 8007 ) ، والترمذيُّ في جامعه في كتاب : تفسير القرآن / باب : ومن سورة التوبة ( 5 / 272 ) برقم ( 3068 ) .
والحديث ضعَّفهُ الألبانيُّ في ضعيف سنن الترمذي برقم ( 599 ) .
وقد قام بدراسةِ الحديث دراسةً مُطولة عبدُ الله الجديع وذكرَ عِلَلَهُ وأجاب عنها في كتابه : المقدمات الأساسية في علوم القرآن صـ ( 124 ) وخَلُصَ إلى أنّ الحديثَ صحيحٌ .
( 6 ) الحديث أخرجه مسلم في كتاب : صلاة المسافرين / باب : استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل ( 1 / 536 ) برقم ( 772 ) .
( 7 ) الحديث أخرجه البخاريُّ مُعلّقًا في كتاب : الأذان / باب : الجمع بين السورتين في الركعة ( 1 / 188 ) .
( 8) هو الأحنف بن قيس التميمي ، أبو بحر ، أحد مَن يُضْرَبُ بحلمه وسؤدده المثل ، أسلمَ في حياة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ووفدَ على عمر - رضي الله عنه - ، توفِّيَ سنة ( 67 هـ ) وقيل ( 71 هـ ) .
انظر : سير أعلام النبلاء ( 4 / 86 ) ، شذرات الذهب ( 1 / 78 ) .
( 9 ) أصول في التفسير صـ ( 21 ) وما بعدها .
( 10 ) تفسير سورة البقرة ( 2 / 449) . وانظر : تفسير سورة البقرة (3 / 177) ، تفسير سورة الزمر ( الآية 1 ) ، الشرح الممتع ( 3 / 90 ) ، مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين ( 14 / 64 ) .
( 11 ) انظر : البرهان في علوم القرآن ( 1 / 323 ) .
( 12) انظر : الإتقان في علوم القرآن ( 1 / 189 ) وما بعدها .
( 13) مجموع فتاوى ابن تيمية ( 1 / 597 ) .
( 14 ) الحديث أخرجه مسلم في كتاب : الجمعة / باب : ما يقرأ في صلاة الجمعة ( 1 / 597 ) برقم ( 877 ) مِن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - .(1/692)
( 15 ) الشرح الممتع (3/113). وانظر : تفسير سورة الزمر(الآية 1) ، مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (14/64).
( 16 ) كما تقدمت الإشارةُ إلى ذلكَ في البابِ الأول عند الحديث عن رسالته .
( 17 ) نَسَبَهُ السيوطيُّ لأبي بكرٍ الأنباريّ ،والكرمانيّ ،والطيبيّ ،والنَّحّاس . انظر : الإتقان في علوم القرآن (1/194) .
( 18) ونَسَبَهُ السيوطيُّ للجمهور . انظر : المرجع السابق .
( 19 ) ونَسَبَهُ السيوطيُّ لابن عطيّة . انظر : المرجع السابق .
( 20 ) ونَسَبَهُ السيوطيُّ للبيهقي ، ومالَ إليه . انظر : الإتقان في علوم القرآن ( 1 / 194 ) . واستظهره الشنقيطيُّ ، انظر : أضواء البيان ( 2 / 382 ) .
( 21) انظر هذه المسألةَ في : البرهان في علوم القرآن ( 1 / 324 ) ، فتح الباري ( 10/ 48 ) ، الإتقان في علوم القرآن ( 1 / 194 ) ، مناهل العرفان في علوم القرآن ( 1 / 353 ) ، أضواء البيان ( 2 / 382 ) .
( 22) انظر : الإتقان في علوم القرآن ( 1 / 198 ) .
للاستزادة انظر : فتح الباري ( 10 / 48 ) .
( 23) انظر : الشرح الممتع ( 3 / 112 ) .
( 24) أخرجه الدانيُّ في المقنع صـ ( 8 ) وإسناده صحيح .
( 25) البرهان في علوم القرآن ( 1 / 325 ) .
---
المتدبر
04-22-2006, 06:05 PM
شكرا للأستاذين الكريمين ....د.عبد الرحمن الشهري ,د.أحمد البريدي
نفع الله بكما وسددنا وإياكم على صرطه المستقيم....آمين
لكني والله مازلت في حيرة من المسألة التى طرحتها في أول مشاركة لى وانا أذكرها لكما الآن وأذكر ايضا بعض ما تجدد عندي من شبهة :-----------------------(1/693)
أليس الله يقول في محكم التنزيل :{ماننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها اومثلها } ,وصح عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب انه خطب الناس وذكر ان من كتاب الله آية الرجم ، وانهم تلوها مع رسول اله صلى الله عليه وسلم ورجم رسول الله ورجموا بعده ، وآية الرجم اليوم قطعا ليست من كتاب الله وليست من الذكر الذي تكفل الله بحفظه،هذا أولا ، وثانيا :وعد الله في الآية التي معنا أنه ما ينسخ من آيه او ينسيها رسوله صلى الله عليه وسلم إلا ويأتي بمثلها أو خيرا منها ، وثالثا : نظرنا في كتاب الله فلم نجد فيه مثل آية الرجم في الثواب او العقاب بل ولم نجد خيرا منها إلا ماذكره الحق تبارك وتعالى من الحبس أو الأذى أو الجلد في حق الزاني وماكان ربك نسيا ، ورابعا : هل إذا نسخ الله آية أبقى حكمها ؟ وهل يصح هذا القول ؟ أليس النسخ عاما للحكم والتلاوة ؟ وهل يضل الله قوما بعد إذ هداهم ؟ وهل يعقل أن الله يبقي حد السارق الذي ينتهك الأموال وحد القاذف الذي ينتهك الأعراض ؟ ولا يبقي حد الزاني الثيب الذي ينتهك الأعراض والأنساب ؟ ألا يدل ذلك على نسخ آية الرجم لفظا وحكما ؟ وما صح عنه صلى الله عليه وسلم من رجمه للزاني الثيب ألا يحمل على أنه كان قبل نسخ الآية؟ألا يحمل رجم الصحابة للزاني الثيب على توهم بقاء حكم الآية ؟أنتهى
وخامسا:مما تقررفي الكتاب المحكم أن الله لا يساوي بين المسلمين والمجرمين في الثواب والعقاب الدنيوي والأخروي وهو القائل:{أفنجعل المسلمين كا لمجرمين ما لكم كيف تحكمون} ,وهو القائل في كتابه :{فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب}هذا جزاء من أشرك بالله وعبد غيره أفيجعل جزاء من عبده وآمن به -وقد زنا -الرجم لأنه زلت قدمه في فاحشة الزنا وهو محصن-(1/694)
سادسا: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله :( إن الله كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فاحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة )رواه مسلم ، وثبت النهي عن المثلة بالمقتول وهو كافر مشرك ملحد، فكيف بعبده المؤمن الموحد ألا يدل كل ماذكر على نسخ الرجم ؟
هذه الشبهة لازالت تصول وتجول في صدري ووالله مااردت إلا الحق والله من وراء القصد....
---
المتدبر
01-01-2007, 05:17 PM
مما لا شك فيه ولاريب ان هذه الأمة المحمدية معصومة من الخطأ والزلل عند إجتماعها على حكم شرعي كما هو هنا -
فقد أجمعت الأمة على رجم الزاني المحصن ولا شك انه الحق واما ماتولد عندي من شبه سابقة فإنه يمكن الجواب عنها
وبسهولة لذا فإني أقر واعترف بطوعي وإختياري معتقدا حكم رجم الزاني المحصن والحمد لله على ما شرح له صدري
أقول هذا الكلام دفعا لما تولد عندي من شبه ذكرتها فيما سبق...
وأرغب إلى شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري ان يحذف موضوعي السابق واللاحق المتعلق برجم الزاني المحصن،،،
والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل
---
محمود الشنقيطي
01-01-2007, 09:58 PM
أخي الكريم المتدبر:
قلت حفظك الله:(1/695)
وثانيا :وعد الله في الآية التي معنا أنه ما ينسخ من آيه او ينسيها رسوله صلى الله عليه وسلم إلا ويأتي بمثلها أو خيرا منها ، وثالثا : نظرنا في كتاب الله فلم نجد فيه مثل آية الرجم في الثواب او العقاب بل ولم نجد خيرا منها إلا ماذكره الحق تبارك وتعالى من الحبس أو الأذى أو الجلد في حق الزاني وماكان ربك نسيا ، ورابعا : هل إذا نسخ الله آية أبقى حكمها ؟ وهل يصح هذا القول ؟ أليس النسخ عاما للحكم والتلاوة ؟ وهل يضل الله قوما بعد إذ هداهم ؟ وهل يعقل أن الله يبقي حد السارق الذي ينتهك الأموال وحد القاذف الذي ينتهك الأعراض ؟ ولا يبقي حد الزاني الثيب الذي ينتهك الأعراض والأنساب ؟ ألا يدل ذلك على نسخ آية الرجم لفظا وحكما ؟ وما صح عنه صلى الله عليه وسلم من رجمه للزاني الثيب ألا يحمل على أنه كان قبل نسخ الآية؟ألا يحمل رجم الصحابة للزاني الثيب على توهم بقاء حكم الآية ؟أنتهى
الخيرية في الناسخ,أو مماثلته للمنسوخ متحققة كما قال الله في جميع نواسخ القرآن,ولكن الاهتداء إليها هو ما قد تختلف فيه قدرات المتأملين لذلك,وأذكر هنا كلاماً قيماً للعلامة المفسر: محمد الأمين الشنقيطي - رحمنا الله وإياه - حيث استشكل إشكالين يتعلقان بنفس التساؤل ثم تولى رحمه الله الإجابة عنهما فقال:
اعلم أن في قوله جل وعلا(نأت بخير منها أو مثلها) إشكالا من جهتين:
الأولى:ان يقال إما أن يكون الأثقل خيرا من الأخف,لأنه أكثر أجراً,أو الأخف خيرا من الأثقل لأنه أسهل منه,وأقرب إلى القدرة على الامتثال,وكون الأثقل خيرا يقتضي منع نسخه بالأخف,كما أن كون الأخف خيرا يقتضي منع نسخه بالأثقل,لأن الله صرح بانه يأتي بما هو خير من المنسوخ أو مماثل له,لا ما هو دونه,وقد عرفت أن الواقع جواز نسخ كل منهما بالآخر...
الجهة الثانية من جهتي الإشكال في قوله (أو مثلها) لأنه يقال:
ما الحكمة في نسخ المثل ليبدل منه مثله؟(1/696)
وأي مزية للمثل على المثل حتى يُنسَخ ويبدل منه؟
والجواب عن الإشكال الول هو أن الخيرية تارة تكون في الأثقل لكثرة الأجر,وذلك فيما إذا كان الأجر كثيرا جداً,والامتثالُ غير شديد الصعوبة,كنسخ التخيير بين الإطعام والصوم بإيجاب الصوم,فإن في الصوم أجرا كثيرا كما في الحديث القدسي(إلا الصوم فإنه لي وانا أجزي به)والصائمون من خير الصابرين لأنهم صبروا لله عن شهوة بطونهم وفروجهم,والله يقول (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) ومشقة الصوم عادية ليس فيها صعوبة شديدة تكون مظنة لعدم القدرة على الامتثال,وإن عرض ما يقتضي ذلك كمرض أو سفر فالتسهيل برخصة الإفطار منصوص عليه بقولهفمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام اخر)..
وتارة تكون الخيرية في الأخف وذلك فيماإذا كان الأثقل المنسوخ شديد الصعوبة بحيث يعسر فيه الامتثال,فإن الأخف يكون خيرا منه,لأن مظنة عدم الامتثال تعرض المكلف للوقوع فيما لا يرضي الله وذلك كقوله (وإن تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله) فلو لم تنسخ المؤاخذة بخطوات القلوب لكان الامتثال صعبا جداً,شاقا على النفوس, لا يكاد يسلم من الإخلال به,إلا من سلمه الله تعالى,فلا شك أن نسخ ذلك بقوله (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) خير للمكلف من بقاء ذلك الحكم الشاق,وهكذا..
والجواب عن الإشكال الثاني: هو ان قوله(أو مثلها) يراد به مماثلة الناسخ والمنسوخ في حد ذاتيهما,فلاينافي ان يكون الناسخ يستلزم فوائد خارجةعن ذاته يكون بها خيرا من المنسوخ,فيكون باعتبار ذاته مماثلاً للمنسوخ,وباعتبار مايستلزمه من الفوائد التي لا توجدفي في المنسوخ خيراً من المنسوخ..(1/697)
وإيضاحه أن عامةالمفسرين يمثلون لقوله(أو مثلها)بنسخ استقبال بيت المقدس باستقبال بيت الله الحرام,فإن هذا الناسخ والمنسوخ بالنظر إلى ذاتيهما متماثلان,لأن كل واحد منهما جهة من الجهات,وهي في حقيقة أنفسها متساوية,فلا ينافي أن يكون الناسخ مشتملاً على حكَم خارجة عن ذاته تصيره خيراً من المنسوخ بذلك الاعتبار,فإن استقبال البيت الحرام تلزمه نتائج متعددة مشار لها في القرآن,ليست موجودة في استقبال بيت المقدس..
منها: أنه يسقط به احتجاج كفار مكة على النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم:تزعم انك على ملة إبراهيم ولا تستقبل قبلته؛؛
وتسقط به حجة اليهود بقولهم:تعيب ديننا وتستقبل قبلتَنا,وقبلتُنا من ديننا,؛؛
وتسقط به أيضا حجة علماء اليهود فإنهم عندهم في التوراة:أنه صلى الله عليه وسلم سوف يؤمر باستقبال بيت لمقدس,ثم يؤمر عنه بالتحول إلى استقبال بيت الله الحرام,فلو لم يؤمر بذلك لاحتجوا عليهبما عندهم في التوراة من انه سيحول إلى بيت الله الحرام والفرض انه لم يحول.. انتهى
إضافةً إلى أن عدم ظهور الحكمة والغاية من الشيء في نظرنا القاصر - بحكم بشريتنا وضعفنا - لا يصلح أن يكون دليلاً جازما منا على العلم بعدم وجود الحكمة, وهذه قاعدة يحسن بالناظر فيما يتعلق بأحكام الشريعة وأسرارها ومصالحها أن يستصحبها حتى لا يجره عقله إلى ما تحمد عقباه.
وقد ذكر بعض العلماء ومنهم الإمام الجصاص رحمنا الله وإياه أن قول الله تعالى:(نأت بخير منها أو مثلها) أن قوله (أو مثلها) لا يلزم كونه قرآنا كما في آية الرجم , بل ربما كان المراد منهخيرا منها في الحكم أو المصلحة وقد يكون ذلك بمحكم السنة كمنا في آية الرجم, التي نسخت تلاوتها وبقي حكمها بعد ذلك كما في قصة رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم لماعز وأمره لأنيس رضي الله عنه برجم المرأة.
---
المتدبر
01-01-2007, 10:49 PM
شكرا أخي محمود الشنقيطي عى هذا النقل،،،
والله الموفق
---(1/698)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب الروضة الندية شرح متن الجزرية
---
كتاب الروضة الندية شرح متن الجزرية
---
نجم
02-28-2004, 08:24 AM
السلام عليكم
أخي طالب العلم
إذا كنت من أهل مصر
يمكنك الآن الحصول على نسخة من كتاب (الروضة الندية شرح متن الجزرية) تأليف /محمود بن محمد العبد
وذلك من دار الصحابة بطنطا أو دار الإيمان بالمنصورة أو من المكتبة الأزهرية بالقاهرة
وسنقوم برفعه للمنتدى قريبا إن شاء الله
والسلام عليكم
---
(1/699)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هَمسَةٌ فِي أُذنِك...
---
هَمسَةٌ فِي أُذنِك...
---
hedaya
10-16-2004, 02:32 PM
هَمسَةٌ فِي أُذنِك...
أخي الغالي... أختي الغالية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أعلم أن مشاغل الدراسة وهموم العمل قد لا تبقي لك وقتاً ولا تذر، لكني أرجو أن تسمح لي من وقتك دقائق فقط لقراءة هذه الأسطر التي ما صدرت إلا من قلب محبٍ لا يرجو لك إلا الخير... ولأهمية الموضوع أسمح لنفسي أن أختلس منك 3 دقائق تستغرقها قراءة هذه الأسطر علَّها تصل إلى قلبك المضيء بأنوار الإيمان...
حديثي إليك عن هذا الضيف الغالي والزائر الكريم الذي يحمل معه كماً هائلاً من الهدايا والجوائز، أرجو الله أن يكون لك منها أوفر الحظ والنصيب، ثم يرحل عنّا بعد أن يفرغ ما في جعبته، ولن يعود إلا بعد سنة!!!
إنَّه والله أفضل الشهور وأعظمها عند الله، هو شهر رمضان المبارك...
جوائزه: رحمة ومغفرة من الله، وعتق من النار... وحسنات لا تعد ولا تحصى...
أخي الحبيب... أختي الغالية:
عن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال:
"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" – رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
إذاً هذه فرصتنا جميعاً ليغفر لنا الله ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر...
هي فرصة قد لا ندركها مرة أخرى – بارك الله في أعمار الجميع...
واسمع إلى ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفِّدَت الشياطين ومَرَدَة الجِن، وغُلِّقَت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفُتِّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" - رواه الترمذي وابن ماجه.(1/700)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين" فقيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، آمين؟ فقال: "إن جبرائيل عليه السلام أتاني فقال: من أدركه شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين..." - رواه أحمد.
أخي!! أختي!!
إذاً، فإمَّا أن نقبل على الله فنُكتب عنده من أهل الجنة، وإمَّا أن نأبى فنُكتب من أهل النار والعياذ بالله...
فأين أنت؟!! وأي الفريقين تختار؟!! فريق الجنة والنعيم أم فريق السعير والجحيم؟!!
لا تقل كما يقول البعض: عصيتُ الله كثيراً وأسرفتُ على نفسي بالذنوب، فكيف يغفر الله لي الذنوب والخطايا؟!!
أخي!! أختي!!
لمَ الخوف وعندنا القول الفصل من الرَّحمن الرَّحيم: "قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"...
ثم تأمل هذه البشرى من ربك الغفور الرحيم: "إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً".
فما رأيك أن يبدل الله سيئاتك حسنات؟!! الله أكبر!
فرصةٌ والله لا تُقدر بثمن!
أخي الغالي... أختي الغالية:
الطريق أمامك سهل، لكنه بحاجة إلى عزم منك على التوبة... وتأكد بأن الله لا شك يفرح لتوبتك فتقرّب إليه شبراً يتقرب منك ذراعاً... كيف لا وهو القائل في القرآن الكريم: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ"...
وللحديث بقية بإذن الله...
---
مساعد الطيار
10-16-2004, 04:16 PM
شكر الله لك على هذه النصيحة الغالية
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى ، وللعمل المبارك في هذا الشهر الكريم
---
(1/701)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هديةالشهر الكريم..كيفية كتابة الأبحاث الشرعية بأسهل السبل وأبسط عبارة
---
هديةالشهر الكريم..كيفية كتابة الأبحاث الشرعية بأسهل السبل وأبسط عبارة
---
أبو محمد الظاهرى
09-22-2006, 04:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
*** هدية لأعضاء الموقع الكرام بمناسبة الشهر الكريم****
هذه رسالة في كيفية كتابة الأبحاث بأسهل السبل وأبسط عبارة، قد كتبها شيخنا محمد بن إبراهيم بن تميم الظاهرى لبعض طلبة العلم لإعانتهم على كيفية كتابة البحث العلمى الشرعى وغيره ..
أرجو أن يكتب الله لي ولكم الفائدة، وأن يكتبنا جميعاً من أهل طاعته.
وأسأل الله أن يكون هذا لوجهه، وأن يعين به طالب العلم على تحصيل هذا الأمر.
..
حمل من الرابط (رابط بلا صور)
http://www.9q9q.net/up3/index.php?f=Z6YhHdnOL
** أرجو من فضيلة المشرف العام تثبيت الموضوع للإفادة وله جزيل الشكر.... .
---
أحمد بزوي الضاوي
09-22-2006, 07:33 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وبعد فإني أحببت الاطلاع على هذه الرسالة لعلاقتها بمادة أقوم بتدريسها في الجامعة المغربية" تقنيات البحث " . و لكن للأسف لا يمكن قراءة المرفقات بعد التحميل .
أرجو الانتباه لذلك .
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/702)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن آية في سورة العاديات
---
سؤال عن آية في سورة العاديات
---
أبو حسن
04-04-2007, 11:02 PM
قال تعالى (( وإنه لحب الخير لشديد ))
لم فسر الخير بالمال هل الخير في اللغة يطلق على المال
---
منصور مهران
04-05-2007, 12:09 AM
قال تعالى :
( كُتِبَ عليكم إذا حضر أحَدَكمُ الموتُ إن ترك خيرًا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين )
من سورة البقرة / 180
أي : إن ترك مالا
ومنه قوله تعالى : ( وإنه لحب الخير لشديد )
انظر : بصائر ذوي التمييز للفيروزابادي ج 2 ص 572 - 573
---
أحمد البريدي
04-06-2007, 04:43 PM
والخير في لغة قريش المال كما نص على ذلك المفسرون .
---
أحمد الطريقي
04-07-2007, 05:17 PM
مامن شيء يدخل تحت مسمى الخير يشترك العقلاء في حبه_وحتى المجانين_ وبشده سوى المال اما الخير مقابلة الشر فاسمع قوله (وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)(ولكن اكثر الناس لا يؤمنون)(وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله)
---
محمد كالو
04-07-2007, 06:49 PM
الخير له واحد وعشرون معنى في القرآن الكريم ، كما ذكره الشيخ أبي عمران موسى بن عمر المصمودي الحسني العلامي. في كتابه : البحر الملئان في اقتناص درر معاني القرآن.
وقال الطبري في تفسيره 24 / 543 :(1/703)
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) قال: الخير: الدنيا; وقرأ: ( إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ ) قال: فقلت له: ( إِنْ تَرَكَ خَيْرًا ) : المال؟ قال: نعم, وأي شيء هو إلا المال؟ قال: وعسى أن يكون حراماً, ولكن الناس يعدونه خيراً, فسماه الله خيراً, لأن الناس يسمونه خيراً في الدنيا, وعسى أن يكون خبيثاً, وسمي القتال في سبيل الله سوءاً, وقرأ قول الله: ( فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ) قال: لم يمسسهم قتال; قال: وليس هو عند الله بسوء, ولكن يسمونه سوءًا.
---
محمد الربيعة
04-08-2007, 10:46 AM
المراد بالخير في الآية المال كما قال مجاهد في معنى قوله {إن ترك خيرا} : الخير في القرآن كله: المال ) ، والتعبير بالخير عن المال هنا للدلالة على معنى الكثرة ، وكل خير ورد في سياق المال فالمقصود به - والله أعلم - كثرة المال والغنى ، كما في قوله تعالى -( إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ) [سورة ص: 32]، وفي قوله تعالى -( فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ) [سورة النور: 33] . وقال شعيب لقومه { إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ ) [سورة هود: 84] يعني الغني.وفي قوله تعالى ( إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ )، يؤكد ذلك ماروي عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: دخل عليٌّ علَى مولى لهم في الموت وله سبعمئة درهم، أو ستمئة درهم، فقال: ألا أوصي؟ فقال: لا! إنما قال الله:"إن ترك خيرًا"، وليس لك كثير مال.(1/704)
والتعبير عن المال الكثير بالخير في آية العاديات في غاية المناسبة للسياق ، فالسياق دال على نهمه وشدة حرصه وبخله ولذلك عبر بقوله ( كنود ) وقوله ( لحب الخير ) وقوله ( لشديد )فهو منهمك شديد الانهماك في حب المال وجمعه بخيل به وكنود ، والآيات في بيان حقارة الإنسان حين يكون هذا سعيه وهمه في الحياة ناسياَ عبادة ربه ، وأنه مبعوث ومحاسب ، ولذلك أقسم الله بالعاديات إشارة إلى شرفها حيث كانت ساعية في سبيل الله بكل جهد وقوة . والسورة كلها في الإشارة لشرف الحيوان حين يرتبط عمله بالدين ، وحقارة الإنسان حين يكون سعيه للدنيا وجمعها مفرطاَ في عبادة ربه غافلاَ عن حسابه . فما أعظمها من سورة .
---
منصور مهران
04-08-2007, 11:31 AM
لماذا يُحَدد معنى ( الخير ) بكثرة المال ؟
إن طبع الإنسان تجاه المال : كثيره وقليله : واحد .
والعرب كانوا يرون المالَ خيرا ، وإنما هو - في مفهوم الشريعة - وسيلة إلى الخير أو إلى الشر ،
وسماه ربنا عز وجل ( خيرا ) لحكمة الاختبار ،
فقد ورد في صحيح مسلم حديث :
(( لا ، والله ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يُخرج الله لكم من زهرة الدنيا .
فقال رجل : يا رسول الله ، أيأتي الخيرُ بالشر ؟
فقال الرسول : أَوَخَيْرٌ هو ؟ ))
والمعنى أنه ليس خيرا محضا ؛ فقد يجلب الشر ؛ إذا ضعفت النفوس وتطاحن الناس على نَيْلِه .
وهذا من أقوى الحجج على أن المراد مطلق المال بلا تحديد لكثرة ولا قلة .وبالله التوفيق .
---
محمد الربيعة
04-10-2007, 08:12 AM
الأخ الكريم منصور
لابد - وفقك الله - من النظر للسياق الذي وردت فيه الكلمة ، وهنا في سورة العاديات بالتأمل نجد أن الآية واردة في سياق الذم ، وليس مذموماَ أن يكون الإنسان محباَ للمال لأن محبة المال طبع بشري ، لكن المذموم هو حبه الشديد لجمعه والتكاثر به ونسيان أمر الآخرة ، كما قال تعالى ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) .
---
منصور مهران(1/705)
04-10-2007, 12:16 PM
إلى الأستاذ محمد الربيعة مع التحية ،
صدقتَ يا أخي ،
فسياق الآية نص و دل على ذم ( الحب الشديد للمال )
وهذا هو الجانب السيء من سلوك الإنسان البطر ،
لذلك استحق التوبيخ والذم ،
يتساوى في ذلك حبه الشديد للطرفين : المال الكثير والمال القليل ،
فليست شدة الحب مقصورة على الكثرة ،
بل تشمل أي مقدار قلّ أو كثر .
وما حب كثرة المال المجموع إلا انتهاء من البداية بحب المال القليل ‘
فالمذموم هو الحب الشديد بغض النظر عن مقدار ما يقع عليه الحب .
والله أعلم .
---
(1/706)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دوره في التفسير
---
دوره في التفسير
---
المعتصم بالله
06-05-2004, 03:16 PM
بسم الله, والحمد لله ..
قال الله تعالى :( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) , على ضوء هذه الاية الكريمه فإني أسأل واستشير , من وهبهم الله علم التفسير ... فأقول وبالله التوفيق :
سوف تقام دورة ( 1/5 الى 10/6 ) بمعدل أربعين يوما في تفسير كتاب الله في الحرم المكي والمتن المقصود دراسته في هذه الدوره هو مجموع من مجموعة تفاسير ( ابن كثير والقرطبي والشنقيطي.. وغيرها ) وجاءت هذه المجموعه المباركه في 3000 ورقه وسوف يكون المعدل اليومي للدوره 100 ورقه وخلال أربعين يوما يكون الطالب قد أتم تفسير كتاب الله كاملا ... وقد أعجبت بهذه الدروه .. فما رأيكم يأهل الذكر هل تنصحونني بالإلتحاق فيها ؟؟ وجهوني أفادكم الله
---
أحمد البريدي
06-05-2004, 08:15 PM
وعليكم السلام : الصورة غير واضحة في هذا المشروع من جهة المتن , ومن يقوم بالتدريس وطريقة الدرس وغير ذلك آمل التفصيل لنستفيد جميعاً , مع قناعتي أن كل مشروع علمي لا بد وأن يستفاد منه .
---
المعتصم بالله
06-06-2004, 12:34 AM
بسم الله ..
أما المتن هو عباره عن منتقى من مجموعة تفاسير كما أسلفت في مذكرات خاصه للطلاب المنضمين للدوره ..
وعلى طالب الدوره أن يقرأ يوميا 100 ورقه ويكون خلال الاسبوع امتحان لما سبق قراءته .. إذن ليس هناك مدرس لأن كل طالب يقرأ لوحده ويكون الامتحان من المدرس لمعرفة مدى ضبط الطالب وعلى نحو ذلك طيلة أيام الدوره .
والله الموفق
---
الراية
06-07-2004, 06:43 PM
فيها خير كثير ان شاء الله تعالى ، من قراءة في تفسير القرآن الكريم المجموع من نفائس الكتب ، والالتقاء باصحاب الهمم العالية الذين يشاركون في مثل هذه الدورات ، وفي مكان فاضل بيت الله الحرام...(1/707)
فكم وكم لك في هذا من نِعَم...وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها
---
(1/708)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > روابط لمجلات علمية نافعة
---
روابط لمجلات علمية نافعة
---
أم صهيب
12-26-2003, 08:20 PM
يوجد على الشبكة عدداً من المجلات العلمية النافعة بعض تلك المواقع يحوي كشافاً لأعداد المجلة وبعضها قد حوى مواد المجلة كاملة ومن هذه المجلات
مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها (http://www.uqu.edu.sa/level.php?m_id=11622&articl_id=9)
مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية (http://pubcouncil.kuniv.edu.kw/jsis/arabic/default.asp)
مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات (http://www.zpu.edu.jo/Academic/Scientific_Deanship/zarka_journal_for_research_a.htm)
مجلة جامعة الملك عبد العزيز (http://www.kaau.edu.sa/CENTERS/SPC/main4.htm)
مجلة الأحمدية
(http://www.interstreaming.com/Members/Dar-Bouth/main/magazine.asp) كتاب الأمة (http://www.islamweb.net/umma/index6.htm)
نفعنا الله وإياكم بها
---
عبدالرحمن الشهري
12-26-2003, 10:06 PM
جزاك الله خيراً على هذه الروابط النافعة. وأرجو التكرم بمثلها بقدر الطاقة فنحن نقوم بجمع المقالات من المجلات فربما نعثر على مجلات لم يشملها الإحصاء.
جزاك الله خيراً.
---
أم صهيب
12-30-2003, 05:54 PM
ومن المواقع
مجلة العدل (http://www.moj.gov.sa/layout/Showpage.asp?art_id=34)
مجلة الدرعية (http://www.addiriyah.org/)
مجلة العلوم الانسانية والاجتماعية (http://www.fhss.uaeu.ac.ae/journal/journal.htm)
---
(1/709)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > جهود الشيخ علي بن محمد الضبَّاع في علم القراءات (ت 1380هـ)
---
جهود الشيخ علي بن محمد الضبَّاع في علم القراءات (ت 1380هـ)
---
عبدالرحمن الشهري
06-14-2006, 02:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جهود الشيخ علي بن محمد الضبَّاع في علم القراءات (ت 1380هـ) (http://tafsir.org/books/open.php?cat=100&book=961)
للدكتور محمد بن فوزان العمر .
طبعة منقحة من البحث.
وفي هذا البحث جواب لهذا السؤال (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4273) .
---
منصور مهران
06-14-2006, 05:29 PM
نشكر أخانا الدكتور عبد الرحمن الشهري صاحب الهمة العالية على هذه الفائدة ونسأل الله له التوفيق والسداد .
---
إبراهيم الجوريشي
06-16-2006, 06:35 PM
العلامة المقرئ علي بن محمد الضباع
--------------------------------------------------------------------------------
العلامة المقرئ علي الضباع
--------------------------------------------------------------------------------
الاسم : هو الشيخ : علي بن محمد بن حسن بن إبراهيم بن عبد الله ، نور الدين الملقب بالضباع ، مصري ، علامة كبير ، وإمام مقدم في علم التجويد والقراءات والرسم العثماني وضبط المصاحف وعد الآي وغيرها
ميلاده : 1886
مكان الميلاد : ولد الشيخ الضباع بحي القلعة بمدينة القاهرة ، في العاشر من نوفمبر عام 1886م(1)(1/710)
نشأته : حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو صغير ، وظهرت نجابته ونبوغه أثناء حفظه حتى إن شيخ المقارئ آنذاك العلامة الشيخ محمد بن محمد أحمد المتولي ( ت 1313 هـ ) حين لمس فيه ذلك أوصى صهره الشيخ حسن بن يحيى الكتبي بأن يعتني به ويعلمه القراءات وعلوم القرآن ، وأن يحول إليه كل كتبه بعد وفاته فاجتهد الشيخ الضباع في الطلب والتحصيل حتى صار من أعلم أهل عصره في علوم القرآن ، وترقى في الوظائف القرآنية حتى أصبح شيخ المقارئ بمسجد السلطان حسن بالقاهرة ، ثم بمسجد السيدة رقية رضي الله عنها ثم بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها مع شيخ المقارئ في ذلك الوقت العلامة الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني المعروف بالحداد ( ت 1357 هـ ) ثم عينه ملك مصر ( الملك فاروق ) شيخاً للقراء وعموم المقارئ المصرية بمرسوم ملكي عام (1368 هـ - 1949 م ).
تعليمه :
شيوخه: وقد تلقى العلامة الشيخ الضباع القراءات على غير واحد من ثقات الجهابذة الإثبات منهم :
العلامة الشيخ المقرئ حسن بن يحي الكتبي المعروف " بصهر المتولي "
والأستاذ الكبير الشيخ المقرئ عبد الرحمن ابن حسين الخطيب الشعار( ت بعد 1338 هـ ) ، وقد أخذ هذان العالمان الجليلان على خاتمة المحققين العلامة المقرئ الشيخ محمد بن أحمد بن الحسن بن سليمان المعروف بالمتولي شيخ القراء والإقراء بالديار المصرية في وقته ( ت 1313هـ ) .
وقرأ الشيخ الضباع – أيضاً - القراءات العشر من طريق " طيبة النشر" على الشيخ محمود عامر مراد الشبيني الشافعي ( ت بعد 1335 هـ ) ،
كما قرأ الشيخ الضباع رحمه الله – القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم على الشيخ : أحمد بن محمد بن منصور السكري .(1/711)
تلاميذه : وقد بورك للشيخ الضباع في عمره ووقته فأخذ عنه التجويد والقراءات عالم كثير وجم غفير من مصر وخارجها ، لا يأتي عليهم العد والحصر ، وذاع صيته في كل مكان ، برفعة الشأن . فمن أبرز من أخذ عنه القراءات العشر من طريق : " الشاطبية " و " الدرة " و " الطيبة " من مصر : الشيخ إبراهيم عطوة عوض رحمه الله تعالى ، عضو هيئة التدريس بالأزهر الشريف ، والدراسات العليا وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، وشيخ مقرأة مسجد السيدة زينب – رضي الله عنها – بالقاهرة . ومن أعلام القراء في مصر الذين أخذوا عنه شيخنا العلامة المقرئ الشيخ : أحمد عبد العزيز أحمد محمد الزيات المصري رحمه الله تعالى ( 1324- 1424هـ) قرأ عليه القراءات الأربع التي فوق العشرة سنة 1937م بالقاهرة . المقرئ الشيخ عبد الحليم بدر أحمد عطا الله السيفي المنوفي المصري – رحمه الله تعالى – حيث قرأ على الشيخ الضباع بعض القرآن برواية حفص عن عاصم من طريق " الشاطبية " ، وأن الشيخ استحسن قراءته وأثنى على فهمه لأحكام التجويد. ومن أبرز الذين أخذوا عن الشيخ الضباع من خارج مصر : الشيخ المحقق عبد العزيز بن الشيخ محمد علي عيون السود ، شيخ القراء وأمين الإفتاء بمدينة حمص بسوريا ( ت 1399 هـ ) قرأ عليه القراءات العشر من طريق " الشاطبية " و" الدرة " و "الطيبة " ، وكذا الأربع التي فوق العشرة ، كما أخذ عنه أمهات متون الرسم وعد الآي والتجويد والقراءات . وممن أخذ عنه الشيخ محمد أحمد هاني شيخ مقرأة السيدة زينب وممن كان يشارك الشيخ الضباع في كتاباته في مجلة كنوز الفرقان التي كان رئيس تحريرها الشيخ الضباع رحمه الله تعالى . وممن أخذ عن الشيخ الضباع من خارج مصر – أيضاً – الشيخ المحقق المدقق المقرئ الكبير أحمد بن حامد بن عبد الرزاق بن عشري ابن عبد الرزاق بن حسين ابن عشري الحسيني الريدي التيجي المدني – ثم المكي – شيخ القراء بمكة المكرمة ( ت 1368هـ) ، قرأ(1/712)
عليه القراءات العشر من طريق " الطيبة " سنة 1344 هـ ، وأخذ عنه القراءات الأربعة الزائدة على العشرة ، سنة 1345هـ ، وإجازه في جميع ذلك شفهياً وكتابة. ومن طلاب الشيخ الضباع من خارج مصر أيضاً الشيخ أحمد مالك حماد الفوتي السنغالي ، ثم القاهري الأزهري ( كان حيا سنة 1963م ) . من بلدة " جايان" مركز " بدور " بالسنغال بإفريقيا ، وكان قد رحل إلى عدد من البلاد الإسلامية لطلب العلم ، منها موريتانيا ، ثم دخل مدينة القاهرة في أواخر عام 1949م ، وتعلم – بالأزهر الشريف ، وأفاد من الشيخ الضباع في علمي الرسم والضبط . وممن استفاد من الشيخ الضباع شيخنا العلامة إبراهيم علي السمنودي حيث اعجب به الشيخ الضباع وهو مغمر بحب الشيخ الضباع حيث كان كثير التردد عليه في حياته وكتب له قصيدته المشهورة بالشيخ الضباع وقد جعلتها ضمن من مدح ورثا الشيخ رحمه الله تعالى .
عمله : وقد ولى الشيخ علي الضباع – رحمه الله – مشيخة عموم المقارئ والإقراء بالدار المصرية على رؤوس الأشهاد من كبار العلماء المبرزين عن جدارة ، وكتب في كل حالة ما له صلة بالقرآن الكريم فأحسن وأجاد ، وناقش فأفحم وأفاد ، ورد المغيرين على علوم القرآن بغيظهم لم ينالوا خيراً ، وكفى بالله بصولته المسلمين منهم شراً وضراً وكان تقياً زكياً ، ورعا نقياً ، زاهداً عابداً ، متواضعاً لين الجانب ، سمحاً كريم النفس ، لا يفتر عن تلاوة القرآن ، وعمر طويلاً. وكان الشيخ علي الضباع – رحمه الله تعالى – قد عين مراجعاً للمصاحف الشريفة بمشيخة المقارئ المصرية قبل توليه لرئاسة هذه المشيخة وبعدها أيضاً فكان يعنى بكتاب الله تعالى ويسهر عليه ، ويحتاط له ، حتى تخرج طبعاته دقيقة ، مطابقة للأحكام المتعلقة بكتابة المصاحف وله دور كبير في هذا المجال يسجله له التاريخ بأحرف من نور ويذكره له عشرات الآلاف من حفاظ القرآن الكريم في أرجاء المعمورة .(1/713)
ما قيل عنه : وقد نشرت مقالة في مجلة " آخر ساعة " المصرية بعنوان : رجل واحد يعترف المسلمون بتوقيعه على القرآن جاء فيها : " أربعة ملايين مصحفاً تخرج من مصر كل سنة وتدخل بلاد العالم بلا قيود ولا عقبات ... أربعة ملايين مصحفاً تبيعها مصر للمسلمين حتى روسيا والصين . قصة الرجل الواحد الذي يسمح بطبعها وبخروجها ، ولابد من توقيعه أو خاتمه ، ليصبح الكتاب الكريم معترفاً به من الحكومات ، ومن الهيئات ومن المسلمين كلهم . وقصة الشروط التي يطبعون بمقتضاها الكتاب العزيز والتي ينفرد بها دون سائر الكتب ... وقصة الهيئات التي تتسابق على طبعه وتوزيعه حتى المجان وبلا ثمن ، إلا الدعوات الصالحات ... والشرط الأول لخروج المصحف إلى النور : أن تتأكد مشيخة المقارئ المصرية من صحة النسخة المطلوب طبعها وموافقتها للرسم العثماني . والشرط الثاني : أن يكون الورق مصقولاً نقياً وأن يكون الحبر لماعاً ظاهراً وأن تكون الطباعة حسنة خالية من العيوب. والشرط الثالث : حفظ الأجزاء التي تم طبعها من القرآن في مكان طاهر ، مرتفع عن الأرض ، ولا يوضع فوقها سوى الورقات الطاهرة الحافظة لها . والشرط الرابع : جمع الملازم التالفة في مكان طاهر أو إحراقها ، ولا تباع لتاجر ما ، ولا يعمل منها وقاية لكتاب ما . وقبل كل هذا : لا بد وأن يوقع شيخ المقارئ على كل صفحة من صفحات المصحف ويختم بخاتمه ، وبعد الطبع تأخذ الجهات المسؤولة (25) نسخة من القرآن من كل طبعة لتقوم جهات كثيرة بالتأكد من سلامتها : مشيخة المقارئ وقسم الثقافة بالأزهر ، ومراقبة النشر ومصلحة الجمارك ، وبعدها يأخذ الكتاب الكريم طريقه إلى أنحاء العالم ، ليدخلها بلا قيود ولا عقبات ...... وبقي بعد هذا : الرجل الذي تخرج من تحت يده وحده كل هذه المصاحف بعد توقيعه وختمه ومراجعته لكل حرف فيها : إن عمره 68سنة ، وقد ظل52عاماً يقرأ المصاحف قبل طبعها وخروجها من مصر ، وكان آخر عمره يراجع(1/714)
المصاحف وهو على سرير المرض ، رحمه الله تعالى . والرجل موجود في القاهرة ، في حي ( باب الوزير) واسمه : علي محمد الضباع ، وهو الإسم الذي تقرأه على كل مصحف وجد في العالم الإسلامي كله منذ اثنين وخمسين سنة مضت ، وقد وقع – حتى اليوم – على 380 طبعة ونوعاً من المصاحف ، ويحتفظ في منزله بدولاب خاص ، به نسخة من كل مصحف راجعه وسمح بطبعه . والرجل الفاضل يحتفظ بالختم الذي يحمل توقيعه في كيس صغير من القماش ، ومعه عدسة كبيرة يقرأ بها النسخ الدقيقة الخط ، فإذا فرغ من قراءة الصفحة ختمها ، ويظل على هذه الحال حتى ينتهي من الكتاب كله ، وبعد الطبع يراجعه مرة ثانية ، ويسمح بتداوله أو تصديره . ويروي الشيخ الضباع ( لآخر ساعة ) قصة صغيرة عن خطأ وقع فيه بعض الشيوخ عندما طالبوا بنطق كلمة (( ولا الضالين )) على أنها (( ولا الظالين )) وثار نقاش طويل – وجدل – حول هذه المسألة فطالبه شيخ الأزهر بأن يبحث الموضوع ، فاستمر شهرين وهو يقرأ ( 173) كتاباً تبحث في هذه الموضوعات حتى انتهى من كتابة مذكرة تقع في ست صفحات من الفولسكاب ، تؤيد نطق (( ولا الضالين )) بالضاد . والشيخ الضباع يراجع بعض المصاحف في سنة كمصحف (حمزة) وبعضها يستغرق ثمانية شهور كمصحف ( نافع ) . وهو الآن يقضي أيامه على سرير المرض ، ولا تزال أوراق المصاحف حوله يراجعها ، لأنه يريد أن يصل برقم المصاحف التي راجعها ووافق على طبعها إلى 500 نوعاً من الطبعات ، و لقد طبع من هذه الأنواع أكثر من مائة وخمسين مليون مصحفاً ، كلها تحمل توقيعه " أهـ . ثناء العلماء عليه رحمه الله وقد أثنى كثيراً من المشايخ على كل الشيخ الضباع وقرظوا عدداً من تآليفه ، وممن أثنى عليه شيخنا الشيخ إبراهيم شحاته السمنودي
أين البابل يا ضباع والعود لتعزف الحب إن الحب منشود
إن يسعِدالحب في الدنياأخاثقة فأنني بك في الدارين مسعود
فذلك الحب في الدنياروىأملى بفيض جودك حتى أورق العود(1/715)
وذلك الحب في الأخرى سيسعدني بظل ربي وظل الله ممدود
وأسعدُ الحبِ ماقد فاز صاحبه بالحسنيين وهذا منك موجود
ولست وحدي محبا في الدنى لكموا فالروح نادى ولباه الألى نودوا
أعطاك ربكُ يا ضباع منزلة هيهات لم يرقها إلا الأماجيد
أختارك الله للقرآن في زمن فن القراءات فيه اليوم مؤود
و نفضت عنه غبار الوأد محتسبا يشدأزرك تأييد وتسديد
فأصبحت مصر للأقطار سيدة وللقراءات تحميد وتمجيد
أماالمقاريء فهي اليوم مفخرة وللمشايخ منك العز والجود
من بعد ماعبثت أيدي الزمان بها حينا وروعها بالأمس تهديد
ياصاحب الفضل والإفضال معذرة ناءالقصيد بماأوليت والجيد
أوليتني نعما ضاق الثناء بها ورحتُ أشدو فخانتني التغاريد
قربتني منك في عطف وفي حدب وحاطبي منك تسديد وتنضيد
وذلك القرب يامولاي أمنيتي طول الحياة ولو عزت سمنود
فحقق الله ماأرجوه من أمل وحبذاأمل وافى به العيد
جاء البشير غداة العيد في فرح فقالت الناس إبراهيم مجدود
لازلت معقدآمالي ومؤلها مارف تحت جناح الدوح أملود
ودمت تسمو وتعلو في الهدى أبدا وتاج عزك بالقرآن معقود
فإن حييت فلن أنسى لكم مننا وكيف ينسى جميل الروض غريد
وإن قضيت فرسمي قائلٌ لكموا اين البلابل يا ضباع والعود
إبراهيم السمنودي أكتوبر 1944م(1/716)
مؤلفاته: كان الشيخ الضباع – رحمه الله – مكثراً من التصنيف ، له مصنفات مفيدة جداً في العديد من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم بلغت نيفاً وسبعين مصنفاً. انتفع بها العلماء والطلاب على السواء ، من وقته وإلى يومنا هذا ، وإلى ما شاء الله ، وهذا بيان بأسماء مؤلفاته التي استطعنا جمعها من بين مطبوع ومخطوط ، والتعرف على أسماء بعض المؤلفات التي لم تصل إلينا : 1- أرجوزة فيما يخالف فيه الكسائي حفصاً . 2- إرشاد المريد ، إلى مقصود القصيد في القراءات السبع . 3- الإضاءة في بيان أصول القراءة ، بالنسبة للقراء العشرة . 4- إعلام الأخوان بأجزاء القرآن . 5- أقرب الأقوال ، على فتح الأقفال ، في التجويد . 6- بلوغ الأمنية ، شرح منظومة إتحاف البرية " بتحرير الشاطبية " . 7- البهجة المرضية ، في شرح الدرة المضية . 8- تذكرة الإخوان ، في بيان أحكام رواية حفص بن سليمان . 9- تقريب النفع ، في القراءات السبع . 10- الجوهر المكنون ، شرح رسالة قالون . 11- رسالة الضاد . 12- رسالة قالون . 13- سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين . 14- شرح رسالة قالون . 15- الشرح الصغير ، أو حاشية على تحفة الأطفال . الشرح الكبير على تحفة الأطفال منحة ذي الجلال . 16- صريح النص ، في بيان الكلمات المختلف فيها عن حفص . 17- الفرائد المدخرة ، شرح الفوائد المعتبرة ، في قراءات الأربعة الذين بعد العشرة. 18- الفوائد المهذبة ، في بيان خلف حفص من طريق الطيبة . 19- الفرائد المرتبة ، على الفوائد المهذبة ، في بيان خلف حفص من طريق الطيبة . 20- قطف الزهر من القراءات العشر . 21- القول الأصدق ، في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق . 22- القول المعتبر في الأوجه التي بين السور . 23- المطلوب ، في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب . 24- منحة ذي الجلال ، في شرح تحفة الأطفال . 25- هداية المريد ، إلى رواية أبي سعيد المعروف بورش من طريق القصيد. 26-(1/717)
إتحاف المريد ، بشرح فتح المجيد ، في قراءة حمزة من طريق القصيد. 27- إرشاد الإخوان ، إلى شرح مورد الظمان ، في رسم وضبط القرآن. 28- الأقوال المعربة ، عن مقاصد الطيبة ، في القراءات العشر . 29- أسرار المطلوب ، في بيان الكلمات المختلف بها عن أبي يعقوب . 30- إنشاد الشريد ، من معاني القصيد ، في القراءات السبع . 31- البدر المنير ، في قراءة ابن كثير . 32- تنقيح التحرير . 33- جميل النظم في علمي الابتداء والختم . 34- الدرر الفاخرة ، في أسانيد القراءات المتواترة . 35- الدر النظيم ، شرح فتح الكريم ، في تحرير أوجه القرآن الحكيم ، من طريقة الطيبة . 36- عُكاز القاري ، في تراجم شيوخ المقاري . 37- فتح الكريم المنان ، في آداب حملة القُرآن . 38- قطف الزَّهْر ، من ناظمة الزُّهْر في عد الآي ( علم الفواصل ) . 39- مختصر بلوغ الأمنية ، في شرح إتحاف البرية ، في تحرير الشاطبية . 40- مفردة اليزيدي . 41- المقدمة : في علوم القرآن . 42- نظم ما خالف فيه قالون ورشاً ، من طريق الحرز . 43- النور الساطع ، في قراءة الإمام نافع . 44- نور العصر ، في تاريخ رجال النشر . ولم يكتفي الشيخ على ما صنفه أو كتبه ، وإنما قام أيضاً بتحقيق ومراجعة وتصحيح العديد من أمهات الكتب التي صنفت في علوم القرآن ، فمن ذلك : 1- منظومة " حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع " ، المعروفة بـ " الشاطبية " لأبي محمد القاسم بن فيره الشاطبي ( ت 590 هـ ) . 2- سراج القاري المبتدي ، وتذكار المقرئ المنتهي ، في شرح الشاطبية : لأبي البقاء علي بن عثمان بن محمد بن القاصح العذري ( ت 801 هـ ) . 3- منظومة " طيبة النشر ، في القراءات العشر" لأبي الخير محمد بن محمد بن الجزري ( ت 833 هـ ) . 4- النشر في القراءات العشر : لإبن الجزري ( ت 833هـ) . 5- شرح طيبة النشر ، في القراءات العشر : لأحمد بن محمد بن محمد بن الجزري (ت : 859هـ ) . 6- الحواشي الأزهرية ،(1/718)
في حل ألفاظ المقدمة الجزرية : لأبي الوليد خالد بن عبد الله الأزهري ( ت 905هـ) . 7- إتحاف فضلاء البشر ، بالقراءات الأربعة عشر : لأحمد بن محمد المعروف بالبنا الدمياطي( ت 1117هـ ) . 8- غيث النفع ، في القراءات السبع : لأبي الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي ( ت 1118 هـ ) . 9- نهاية القول المفيد ، في علم التجويد : لمحمد مكي نصر الجريسي المصري ( ت بعد 1305هـ ) . 10- فتح المجيد ، في قراءة حمزة من طريق القصيد : لمحمد بن أحمد المتولي ( ت1313هـ) . كما ساهم الشيخ الضباع – رحمه الله - بصور مختلفة في نشر الأعمال التالية : 1- غاية النهاية في طبقات القراء : لأبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن الجرزي ( ت 833 هـ ) . 2- إتحاف البررة ، بالمتون العشرة ، في القراءات ، ورسم المصاحف ، وعد الآي ، والتجويد. 3- كنز المعاني ، شرح حرز الأماني ، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الموصلي المعروف بشعلة ( ت 656هـ ) . 4- تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه : لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي الخطاط ( ت 1400 هـ ). 5- مجلة كنوز الفرقان . 6- القول السديد ، في أحكام التجويد : لأحمد حجازي ، الفقيه بمكة . 7- فتح المعطي ، وغنية المقري في شرح مقدمة ورش المصري : لمحمد بن أحمد بن الحسن المعروف بالمتولي ( ت 1313هـ ) . ومن أعمال الشيخ الضباع الجليلة : قيامه بنسخ العديد من الكتب المهمة في علم القراءات – على كبر حجمها – بخط يده ، رغبة منه في الحفاظ على هذه الكتب ، وتسهيل الإنتفاع بها ، هذا مع ما حظي به الشيخ من جمال الخط ودقة الكتابة والنقل ، ومن هذه الكتب التي قام بها بنسخها : - المفردات للقراء السبعة : لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني ( ت 444هـ ) . - فتح المقفلات ، لما تضمنه نظم الشاطبية والدرة من القراءات : لأبي عبيد رضوان بن محمد بن سليمان المخللاتي ( ت 1311هـ ) . - بدائع البرهان على عمدة العرفان في وجوه القرآن : لمصطفى بن عبد(1/719)
الرحمن الأزميري ( ت 1155 هـ ) . كما قام الشيخ الضباع – رحمه الله – بعمل فهارس علمية فنية متقنة لكتب علم التجويد ، والقراءات ، والرسم ، والوقف ، والإبتداء ، وعد الآي ، الموجودة بالمكتبة الأزهرية بالقاهرة إلى سنة 1371هـ ، 1952م مما سهل على الباحثين وطلاب العلم مهمتهم بتعريفهم بما حوته هذه المكتبة من كنوز ونفائس. ومن أهم أعماله التي يسجلها له التاريخ : قيامه – رحمه الله تعالى – بمراجعة المصاحف قبل طباعتها ، ومسارعته إلى إحقاق الحق فيما يسأل عنه من أمور متعلقة بالقرآن الكريم وعلومه . ولعله من الملائم – في هذا المقام – أن أنقل هنا ما جاء بهذا الشأن في " مجلة الإسلام" تحت عنوان : " وجوب كتابة المصاحف بالرسم العثماني " حيث ذكر الكاتب فيها ما يبين فضل الشيخ الضباع وإمامته ، وتحرقه على القرآن الكريم وكل ما يتعلق به فقال ما نصه: " تناولت الصحف وبخاصة (مجلة الإسلام ) بالنقد والتحليل الرأي القائل بضرورة كتابة المصاحف في العصر الحاضر بالرسم الجاري على القواعد الإملائية ، تيسيراً على المتعلمين . ولما كتب الأستاذان الفاضلان : علي بطيشة والشيخ محمود الحمصاني من علماء القراءة بـ( دمنهور) موضوعهما بالعدد 45 وتحت عنوان ( القرآن الكريم ودعاة التجديد ) ، نقداً لهذه الفكرة الخاطئة الجديدة ودفاعاً عن السنة المتبعة في رسم المصاحف ، رأت المجلة أن تعزز رأيها برأي فضيلة الشيخ : علي محمد الضباع ، من كبار الأئمة المبرزين في علوم القرآن وفن القراءات بمصر ، وأوحدهم مدافع في هذا العصر ، وطلبت إليه أن يدلي برأيه في الموضوع ، فبعث إليها بتلك الخلاصة الشافية الكافية التي يراها القارئ بعد هذه التقدمة . وهو مراجع المصاحف الرسمي للحكومة المصرية ، ومن أكبر ميزاته الخاصة تصحيحه بيده كثيراً من طبعات المصحف على الرسم العثماني ، وضبطها بقلمه وفق مصطلحات الضبط الخاصة بكل قطر من الأقطار الإسلامية . وفي مصر طبعات(1/720)
كثيرة أصلح أصولها بقلمه وفق الرسم العثماني ، وطبق الضبط الاصطلاحي الخاص بمصحف الحكومة ، سواء في ذلك القديم المأثور ، والجديد المبتكر ، كما يعلم ذلك من التعريف باصطلاحات الضبط المدونة بآخر الطبعات . ولا يقتصر على رسم وضبط وعد آي ما يطبع في مصر من المصاحف ، بل من آثاره الفنية – أيضاً – عدة مصاحف طبعت بالأقطار الإسلامية الأخرى من أشهرها : المصحف المكي والمصحف الهندي والمصحف المغربي . وهو مع مشاغله العديدة لا يدخل أي مصحف ( بالقطر المصري ) ما لم يراجعه فإما أن يقرر دخوله فتطلق الحكومة سراحه وإما أن يراه غير موافق للرسم العثماني فلا يطلق الجمرك سراحه . وكذلك له الرقابة العامة على كل ما يطبع بمصر من المصاحف . يضاف إلى ذلك دوامه على البحث والتأليف ، فمن مؤلفاته المطبوعة التي سارت مسير الشمس وانتفع بها قراء مصر وغيرهم : - إرشاد المريد إلى مقصود القصيد : وهو شرح الشاطبية . - البهجة المرضية : شرح على الدرة المضية للإمام ابن الجزري. - وتقريب النفع في القراءات السبع . - وصريح النص ، في بيان الكلمات المختلف فيها عن حفص . - والمطلوب ، في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب . - وهداية المريد إلى رواية أبي سعيد المعروف بورش من طريق القصيد . - والقول المعتبر في بيان الأوجه التي بين السور . وغير المطبوع مما تم له تأليفه كثير ، وقد بلغت تواليفه نيفا وسبعين مصنفاً فبارك الله فيه ، ونفع به المسلمين . - وبعد هذه التقدمة نثبت ما دبجته براعته لقراء (الإسلام) في موضوع كتابة المصاحف بالرسم العثماني ، قال حفظه الله ، ثم ذكر الكاتب تفصيل كلامه رحمه الله.(1/721)
وفاته: وبعد حياة حافلة بالخدمات الجليلة لكتاب الله العزيز فاضت روحه الشريفه إلى بارئها ، في شهر شعبان سنة ثمانين وثلاثمائة وألف (1380 هـ) من الهجرة النبوية ، على صاحبها أفضل الصلاة وأسنى التحية الموافق الثاني من يناير ، سنة إحدى وستين وتسعمائة وألف ( 1961م ) من الميلاد، عن خمس وسبعين سنة . فرحم الله الشيخ الضباع رحمة واسعة ، وأجزل له المغفرة والثواب وجزاه عن القرآن وأهله خير الجزاء ، إنه سميع مجيب الدعاء .(1/722)
ما ترجم له : جمعت الترجمة من نُقول شفهية ، ومصورات لبعض الكتب ، والأوراق المهمة ، من السيد الفاضلة / ثريا بنت الشيخ علي الضباع – حفظها الله وهي إبنة الشيخ الوحيدة ، والتي تعيش هي وأسرتها الكريمة – في بيت والدها بمحافظة الجيزة بجمهورية مصر العربية ، و كان لتعاونها الكريم أكبر الفضل - بعد الله تعالى – في معرفة الكثير عن حياة الشيخ الضباع الخاصة والعامة ، والله يجزيهم خير الجزاء . أولاً : المخطوطات : ـــــــــــ - أجوبة على أسئلة في علوم القرآن : رسالة بخط الشيخ الضباع ، أجاب فيها على أسئلة رفعها إليه شيخنا الشيخ إبراهيم علي شحاته السمنودي ، في القراءات وغيرها ، وقد حصلت لنا بواسطة الشيخ محمد تميم الزعبي ولها صورة خطية ضمن مجموعة رقم ( 846) مصورات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ( ص97، 98) . ثانيا : المجلات والصحف : ــــــــــــــ - مجلة الإسلام السنة الخامسة العدد السادس صفر ، 1355 هـ مايو 1936م . - مجلة الإسلام السنة السابعة العدد 34 شعبان 1357هـ . - مجلة كنوز الفرقان ( جميع الأعداد من المحرم سنة 1368هـ إلى شوال 1372هـ) طبعت على نفقة الإتحاد العام لجماعة القراء بالقاهرة بمطبعة دار التأليف بمصر ، وقد جمعت كتابات الشيخ بها في هذا المجلد الأول . ثالثا : الرسائل الجامعية : ـــــــــــــ - الشيخ المتولي وجهوده في علم القراءات : رسالة ماجستير إعداد د. إبراهيم بن سعيد الدوسري – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سنة 1410هـ - 1990م . رابعاً : الكتب المطبوعة : ـــــــــــــ - العلامة علي محمد الضباع شيخ القراء وعموم المقاري بالديار المصرية جهوده ومؤلفاته في علوم القرآن د. أشرف محمد فؤاد طلعت – طبع جامعة بروني دار السلام الطبعة الثانية 1423هـ 2002م . - جهود الشيخ علي بن محمد الضباع رحمه الله في علم القراءات شيخ عموم المقاريء المصرية سابقا د. محمد فوزان العمر – طبع جامعة(1/723)
الشارقة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية 1424هـ 2003م . - مؤلفات وتحقيقات الشيخ الإمام الضباع - الحواشي الأزهرية في حل ألفاظ المقدمة الجزرية : لخالد الأزهري تحقيق الشيخ علي محمد الضباع المطبعة العربية لمحمود علي صبيح وأولاده بمصر . - الدليل المشير إلى فلك أسانيد الاتصال بالحبيب البشير : لأبي بكر بن أحمد الحبشي توزيع المكتبة الملكية مكة المكرمة ط1 سنة 1418هـ - 1997 . - فهرست المكتبة الأزهرية القرآن الكريم وعلومه مطبعة الأزهر بالقاهرة سنة 1371هـ - 1952م. - كشف الخلفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على السنة الناس لإسماعيل بن محمد العجلوني تصحيح شيخنا الشيخ أحمد القلاش دار التراث بالقاهرة . - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال لمحمد بن يار محمد البرهانبوري الهندي تحقيق صفوت السقا وزميله مؤسسة الرسالة بيوت 1989م . - معجم مؤلفي مخطوطات مكتبة الحرم المكي الشريف لعبد الله بن عبد الرحمن المعلمي من مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية – الرياض سنة 1416هـ - 1996م . - مفتاح الأماني في رسم القرآن شرح المحتوى الجامع لأحمد مالك حماد الفوتي دار الطباعة المحمدية بالأزهر القاهرة ط1 سنة 1383 هـ . - هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري لعبد الفتاح السيد عجمي المرصفي طبعه بالسعودية ط1 سنة 1402هـ - 1982م وقد أفدت منه كثيراً . - مقدمة كتاب " صريح النص في بيان الكلمات المختلف فيها عن حفص " للشيخ الضباع ، وبعض التقاريظ في آخر الكتاب نفسه . - مقالة بعنوان : " مشيخة المقارئ المصرية في عهدها الحاضر " بقلم عباس طه المحامي ، مجلة كنوز الفرقان ، السنة الثانية ، العددان الأول والثاني ، المحرم وصفر سنة 1369هـ ص 46 . - مقدمة مقالة بعنوان : " وجوب كتابة المصاحف بالرسم العثماني " بمجلة الإسلام السنة الخامسة ، العدد السادس ، صفر سنة 1355 هـ ، مايو سنة 1936 . - مقالة بعنوان : " رجل واحد يعترف المسلمون بتوقيعه(1/724)
على القرآن نشرت بمجلة " آخر ساعة المصرية " بتاريخ 4/4/1956 م . - كتاب " الأعلام " لخير الدين الزركشي ( 5/20) وقد تصحف لقب الشيخ الضباع فيه إلى الصباغ . - مؤلفات الشيخ الضباع المطبوعة والمخطوطة . - كتاب " إمتاع الفضلاء بتراجم القراء " للشيخ إلياس بن أحمد البرماوي 2/236 دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع المدينة المنورة ط1 1421هـ - 2000م. - وهناك ترجمة مختصرة في حياة الشيخ الضباع - رحمه الله – قام بجمعها أحد علماء الهند في القراءات ، وهو الشيخ عماد القراء جناب مرزا بسم الله بيك صاحب ( ت 1395هـ ) في كتابه المسمى تذكرة قاريان هند وقد ترجم للشيخ الضباع في القسم الأول من هذا الكتاب ضمن تراجم أعلام الإسلام في علوم القرآن. ( ص 63 ) . وهو مصنف باللغة الأوردية ، وقد طبع بالهند ونشرته : مير محمد كتب خانة ، آرام باغ ، كراتشي ، سنة 1970 م .
http://www.koraa-alquran.com/koraa.asp?id=1924
---
د. أنمار
06-17-2006, 03:11 AM
عجيب أن يعجز الدكتور العمر عن التعريف بالشيخين التيجي والعربيلي مما ذكره في هامش ص 9 أنه لم يقف على ترجمتهما مع أنهما مترجمان في نفس الكتاب الذي نقل عنه أقصد الحلقات المضيئات ج 1 ص 114 فلو فتح فهرسة الكتاب أو قلب عدة صفحات بعد ذلك لوجدهما في ص 121 و 134
ولمزيد تفصيل فالشيخ العربيلي هو عبد القادر بن أحمد سليم مترجم ترجمة حافلة في كتاب القراءات وكبار القراء في دمشق للدكتور محمد مطيع الحافظ ص 228
وكذا في منة الرحمن لإبراهيم الجرمي ص 146(1/725)
أما التيجي -رحمه الله - وما أدراك ما التيجي شيخ القراء والقراءات بمكة المحروسة ومصحح المصحف المكي وكان يدرس القراءات في مدرسة الفلاح قسم تحفيظ القرآن قرأ عليه والدي حفظه الله وأخذ عنه السبع كثيرون من علماء مكة كالسيد علوي المالكي والسيد أمين كتبي رحمهما الله تعالى ومن خارجها رحل إليه الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله وأخذ عنه العشر الكبرى قبل أن يرحل إلى مصر ليدبج بأخذه عن شيخهما الضباع.
وترجمته حافلة في أعلام مكة وأعلام الحجاز ونقل إبراهيم الجرمي ترجمته أيضا في منة الرحمن في تراجم أهل القرآن ص 50
هذا ما لفت نظري وقد وقفت عليه مسطرا في الدفاتر مما سنح به الذهن الفاتر
والله ولي التوفيق
---
د. أنمار
06-17-2006, 03:33 AM
وهنا في المنتدى توجد للتيجي ترجمة مقتضبة
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=3006
http://www.qurancomplex.com/Display.asp?section=4&l=arb&f=write00011&trans=
---
إبراهيم الجوريشي
06-17-2006, 03:47 AM
جزاكم الله خيرا د.أنمار على هذا التعقيب
أرجو منكم ان تحخبرونا عن كتاب منة الرحمن في تراجم اهل القران
لابراهيم الجرمي
حدثنا عن الكتاب وعن مكان طبعه وعنوان دار النشر وجزاكم الله خيرا
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:34 AM
بارك الله فيكم
---
د. أنمار
06-28-2006, 01:12 AM
منة الرحمن في تراجم أهل القرآن
(قاموس تراجم لقراء القرآن الكريم ومقرئيه في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين)
لإبراهيم محمد الجرمي
ط الأولى 1426 هـ
نشر مكتبة الكوثر في الرياض هاتف 2753662
والكتاب من مجلد واحد في أقل من 300 صفحة.
وليس هو على مستوى كتب الجرمي الأخرى ككتاب ترجمة الإمام الشاطبي
وتكمن أهميته بسبب قلة المصادر التي عنيت بجانب تراجم القراء المتأخرين،
ويفتقر للتوثيق فيما ينقله بعزوه للمصادر أو الأشخاص.(1/726)
وخلط بين القراء العلماء وبين الحفاظ ومقرئي الإذاعات ونحوهم من كل حدب وصوب. وكان ينبغي الفصل بينهما نعم قد يذكروا ضمن الآخذين عن عالم ما. فماذا يستفيد محققوا الأسانيد من كثرة أسماء من كان يقرأ في المحافل أو له تسجيلات إلخ..
ثم أنه وعد بأشياء لم يوف بها.
عموما فقد تقدم المؤلف بالشكر لمن ساعده لكنه لم يسم إلا إبراهيم الجوريشي في آخر مقدمته.
ومن أعجب ما وقعت عيني عليه قوله في المقدمة :
معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار لمحمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ) والذيل عليه لأبي المحاسن محمد بن علي الحسيني، ولأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري.
فظاهر العبارة أن الطبري ذيل على كتاب الذهبي.
وهذا وهم عجيب فكيف للطبري المتوفى سنة 478 هـ أن يذيل على من تأخر عنه بأكثر من مائتي عام.
وصوابه أن نتقل هذه العبارة بعد كتاب طبقات القراء لفلان أو فلان ثم يقول : ولأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري
إذ ينسب له كتاب في طبقات القراء كما في غاية النهاية 1 / 401 وكشف الظنون 2/ 1106
لكن لا ينكر أن المؤلف بذل مجهودا يشكر عليه في جمع مادة الكتاب
فجزاه الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2006, 05:43 PM
شكر الله لكم جميعاً .
وهنا ترجمة سابقة للشيخ التيجي رحمه الله
هل يوجد شيخ في مكة بهذا: الاسم ،والوصف ؟؟(شيخ القراء) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=852)
---
(1/727)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار عن ياء إبراهيم
---
استفسار عن ياء إبراهيم
---
طالب علم_2
04-19-2004, 11:19 PM
السلام عليكم
كنت أود معرفة السبب في حذف ياء إبراهيم في سورة البقرة خلافًا لباقي المصحف وجزاكم الله خيرًا
---
مساعد الطيار
04-20-2004, 11:33 AM
أخي الكريم :
إن الذي ذكره علماء الرسم أنها كتبت بهذا الرسم إشارة لقراءة إشارة إلى قراءة ( إبراهام ) من دون ياء ، وقد قرأ هشام (إبراهام ) في ثلاثة وثلاثين موضعًا ، وقرأ ابن ذكوان حروف البقرة خاصة بالوجهين ، وقرأ الباقون بالياء في الجميع .
---
(1/728)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤالي : ماتفسير قوله تعالى عن الشيطان قوله (( اني أخاف الله رب العالمين))
---
سؤالي : ماتفسير قوله تعالى عن الشيطان قوله (( اني أخاف الله رب العالمين))
---
حوالي
08-31-2004, 01:58 PM
السلام عليكم يا أحبة .
ما هو تفسير قوله تعالى ( ..... اني برئ منك اني أخاف الله رب العالمين ) ، وما نوع الخوف الذي جاء على لسان الشيطان في الآية . ومثلها قوله تعالى ( ... اني أرى ما لا ترون اني أخاف الله رب العالمين ). فهل يخاف الشيطان حقيقة من الله ، أو أنه خوف عابر أو ما ذا ياترى ؟؟؟؟؟ أرجو من الشيوخ الأفاضل اجابة شافية وافية تزيل اللبس عن الأذهان .
---
ابو شفاء
09-01-2004, 05:09 PM
كذب والله ما به من مخافة الله, ولكن علم أنه لا قوة به ولا منعة فأوردهم وأسلمهم, وذلك عادة عدو الله لمن أطاعه, إذا التقى الحق والباطل أسلمهم وتبرأ منهم.
وقال عطاء: إني أخاف الله أن يهلكني فيمن يهلك. < 3-367 >
وقال الكلبي: خاف أن يأخذه جبريل عليه السلام ويعرف حاله فلا يطيعوه.
وقيل: معناه إني أخاف الله أي أعلم صدق وعده لأوليائه لأنه كان على ثقة من أمره.
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-01-2004, 07:30 PM
أخي حوالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر القرطبي في تفسيره
أن قول الشيطان: ] إني أخاف الله رب العالمين [ حقيقة، إنما هو على وجه التبرؤ من الإنسان، فهو تأكيد لقوله تعالى: ] إني بريء منك .
وقال الثعالبي رحمه في تفسيره الجواهر الحسان في تفسير القرآن
وقول الشيطان إني أخاف الله رياء من قوله وليست على ذلك عقيدته ولا يعرف الله حق معرفته ولا يحجزه خوفه عن سوء يوقع فيه ابن آدم من أول إلى آخر .(1/729)
وتفسير خوف الشيطان بالرياء والتبرؤ من الإنسان في نظري أنه أقرب إلى الصواب من تفسيره بأنه يخاف الهلاك لأن الشيطان يعلم أنه هالك لا محالة ولكنه يعلم أنه لن يهلك في الحال لآن الله أنظره إلى يوم القيامة ويعلم أن الله لا يخلف المعياد .
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-01-2004, 09:23 PM
وأما قوله (إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الأنفال : 48 )
فقد ذكر الإمام جلال الدين السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور.
أنه أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إني أرى ما لا ترون} قال: ذكر لنا أنه رأى جبريل تنزل معه الملائكة، فعلم عدو الله أنه لا يدان له بالملائكة، وقال {إني أخاف الله} وكذب عدو الله ما به مخافة الله، ولكن علم أنه لا قوة له به ولا منعة له.
وذكر ابن الجوزي رحمه في زاد المسير مثله عن قتادة وكذلك بن كثير رحمه الله في تفسيره
---
أبومجاهدالعبيدي
03-08-2005, 12:42 AM
أولاً - تصحح الآية التي في السؤال : { إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }(لأنفال: من الآية48) .
ثانياً - قال ابن القيم : ( وتكلم الناس في قول عدو الله : " إني أخاف الله " فقال قتادة وابن إسحاق : صدق عدو الله في قوله : " إني أرى ما لا ترون " وكذب في قوله : " إني أخاف الله " والله ما به مخافة الله، ولكن علم أنه لا قوة ولا منعة فأوردهم وأسلمهم ، وكذلك عادة عدو الله بمن أطاعه .
وقالت طائفة : إنما خاف بطش الله تعالى به في الدنيا ، كما يخاف الكافر والفاجر أن يقتل أو يؤخذ بجرمه ، لا أنه خاف عقابه في الآخرة ، وهذا أصح ، وهذا الخوف لا يستلزم إيمانا ولا نجاة .
قال الكلبي : خاف أن يأخذه جبريل فيعرفهم حاله فلا يطيعونه .(1/730)
وهذا فاسد ، فإنه إنما قال لهم ذلك بعد أن فر ونكص على عقبيه ، إلا أن يريد أنه إذا عرف المشركون أن الذي أجارهم وأوردهم إبليس لم يطيعوه فيما بعد ذلك ، وقد أبعد النجعة إن أراد ذلك ، وتكلف غير المراد .
وقال عطاء : إني أخاف الله أن يهلكني فيمن يهلك وهذا خوف هلاك الدنيا فلا ينفعه .
وقال الزجاج وابن الأنباري : ظن أن الوقت الذي أنظر إليه قد حضر - زاد ابن الأنباري - قال : أخاف أن يكون الوقت المعلوم الذي يزول معه إنظاري قد حضر فيقع بي العذاب ، فإنه لما عاين الملائكة خاف أن يكون وقت الإنظار قد انقضى ، فقال ما قال إشفاقا على نفسه .)(وبدائع التفسير 2/339-340 . )
وقال : ( ولما عزموا على الخروح ، ذكروا ما بينهم وبين بني كنانة من الحرب ، فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك المدلجي ، وكان من أشراف بنى كنانة ، فقال لهم : لا غالب لكم اليوم من الناس ، وإني جار لكم من أن تأتيكم كنانة بشئ تكرهونه ، فخرجوا والشيطان جار لهم لا يفارقهم ، فلما تعبؤوا للقتال ، ورأى عدو الله جند الله قد نزلت من السماء ، فر ، ونكص على عقبيه ، فقالوا : إلى أين يا سراقة ؟ ألم تكن قلت : إنك جار لنا لا تفارقنا ؟ فقال : إنى أرى ما لا ترون ، إني أخاف الله ، والله شديد العقاب وصدق في قوله : إني أرى ما لا ترون ، وكذب في قوله : إني أخاف الله ، وقيل : كان خوفه على نفسه أن يهلك معهم ، وهذا أظهر .) زاد المعاد 3/162
---
(1/731)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مفهوم الولاء والبراء في القرآن الكريم
---
مفهوم الولاء والبراء في القرآن الكريم
---
abohamzahashhame
08-08-2004, 09:09 PM
مفهوم الولاء والبراء في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذا كتاب متوسط الحجم حول مفهوم الولاء والبراء جمعت فيه الآيات القرآنية المتعلقة بهذا الموضوع الخطير وقمت بشرحها اعتمادا على أوثق التفاسير ليكون المسلم على بينة من أمره في هذا الموضوع العقدي الخطير
حيث كثر الموالون والمحبون لأعداء الإسلام تحت مسميات شتى وأشكال مختلفة 0
والنصوص القرآنية المحكمة واضحة وصريحة في تحريم ذلك تحريما قاطعا مثل
قوله تعالى :
{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (22) سورة المجادلة
وقوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51)
*********** وقوله تعالى :(1/732)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران:118)
*****************
وتحرم على المسلمين اتخاذ الكافرين ( مهما كان نوعهم ) أولياء من دون المؤمنين قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً) (النساء:144)
*****************
وتحرم على المسلمين اتخاذ أولياء ممن يسخر بالدين الإسلامي سواء كانوا محسوبين على الإسلام أو غير محسوبين قال :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة:57)
***************** وتحرم على المسلمين أن يتخذوا من أعداء الإسلام أولياء أو نصراء قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) (الممتحنة:1)
****************
وتحرم على المسلمين اتخاذ الآباء والأجداد والأقرباء أولياء إذا استحبوا الكفر على الإيمان
قال تعالى :(1/733)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (التوبة:23)
وليس بعد هذا البيان الرباني من بيان
****************
فإلى الذين يوالون من حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وإلى الذين يوالون اليهود والنصارى
وإلى الذين يوالون الكافرين
وإلى الذين يوالون الآباء والأجداد والأقرباء إذا استحبوا الكفر على الإيمان
وإلى الذين يوالون أعداء الإسلام
وإلى الذين يتخذون بطانة من دون المؤمنين
وإلى الذين يتخذون أولياء ممن يسخر بالدين الإسلامي وبالمسلمين
وإلى الذين يوالون الطواغيت الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا
وإلى الذين يوالون من يسحق المسلمين في فلسطين وفي العراق والشيشان وكشمير وغيرها من بلاد المسلمين
وإلى الذين يسحقون شعوبهم ويلاحقون الأخيار الأبراء من هذه الأمة ويسلمونهم إلى عدو الله ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ليرضى عنهم أئمة الكفر
****************
إلى المؤمنين الأخيار الأبرار الذين أبوا أن يوالوا إلا الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم ) والمؤمنين تنفيذا لأمر الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وتحملوا المشاق والمصاعب في سبيل ذلك
وإلى المؤمنين الذين قال الله تعالى فيهم :
( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23) أقدم هذا الجهد المتواضع
أقدمه للأولين لإقامة الحجة الدامغة عليهم بأنهم ليسوا على شيء
قال تعالى في سورة المائدة :(1/734)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53)
**************
وأقدمه للآخرين ليزداوا إيمانا مع إيمانهم ويقينا مع يقينهم في عصر تكالب أهله على الإسلام والمسلمين
وأقول لهم :
اثبتوا فإنكم على الحق قال تعالى :
(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146)
وقال تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران:173)
إن الشيطان هو الذي يضخم من شأن أوليائه , ويلبسهم لباس القوة والقدرة , ويوقع في القلوب أنهم ذوو حول وطول , وأنهم يملكون النفع والضر . . ذلك ليقضي بهم لباناته وأغراضه , وليحقق بهم الشر في الأرض والفساد , وليخضع لهم الرقاب ويطوع لهم القلوب , فلا يرتفع في وجوههم صوت بالإنكار ; ولا يفكر أحد في الانتقاض عليهم , ودفعهم عن الشر والفساد .(1/735)
والشيطان صاحب مصلحة في أن ينتفش الباطل , وأن يتضخم الشر , وأن يتبدى قويا قادرا قاهرا بطاشا جبارا , لا تقف في وجهه معارضة , ولا يصمد له مدافع , ولا يغلبه من المعارضين غالب . . الشيطان صاحب مصلحة في أن يبدو الأمر هكذا . فتحت ستار الخوف والرهبة , وفي ظل الإرهاب والبطش , يفعل أولياؤه في الأرض ما يقر عينه ! يقلبون المعروف منكرا , والمنكر معروفا , وينشرون الفساد والباطل والضلال , ويخفتون صوت الحق والرشد والعدل , ويقيمون أنفسهم آلهة في الأرض تحمي الشر وتقتل الخير . . دون أن يجرؤ أحد على مناهضتهم والوقوف في وجههم , ومطاردتهم وطردهم من مقام القيادة . بل دون أن يجرؤ أحد على تزييف الباطل الذي يروجون له , وجلاء الحق الذي يطمسونه . .
والشيطان ماكر خادع غادر , يختفي وراء أوليائه , وينشر الخوف منهم في صدور الذين لا يحتاطون لوسوسته . . ومن هنا يكشفه الله , ويوقفه عاريا لا يستره ثوب من كيده ومكره . ويعرف المؤمنين الحقيقة:حقيقة مكره ووسوسته , ليكونوا منها على حذر . فلا يرهبوا أولياء الشيطان ولا يخافوهم . فهم وهو أضعف من أن يخافهم مؤمن يركن إلى ربه , ويستند إلى قوته . . إن القوة الوحيدة التي تخشى وتخاف هي القوة التي تملك النفع والضر . هي قوة الله . وهي القوة التي يخشاها المؤمنون بالله , وهم حين يخشونها وحدها أقوى الأقوياء . فلا تقف لهم قوة في الأرض . . لا قوة الشيطان ولا قوة أولياء الشيطان:
(فلا تخافوهم . وخافون إن كنتم مؤمنين) . .
**************** اللهم إني أبرأ إليك من كل ولاية إلا ولايتك وولاية رسولك صلى الله عليه وسلم وولاية المؤمنين الصادقين
*****************
الباحث في القرآن والسنة
أبو حمزة الشامي
23 جمادى الآخرة 1425 هـ الموافق 9/8 /2004 م
---
القعقاع محمد
08-03-2006, 11:50 AM
بارك الله فيك
---
(1/736)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطيفة--صاحب المحرر الوجيز يتعقب الجرجاني
---
لطيفة--صاحب المحرر الوجيز يتعقب الجرجاني
---
جمال حسني الشرباتي
04-02-2006, 07:32 PM
السلام عليكم
قال ابن عطية في تفسيره للآيتين 1&2 ({ ال?م? } * { اللَّهُ لا? اله إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } * { نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ } * من سورة آل عمران
(وذهب الجرجاني في النظم إلى أن أحسن الأقوال هنا أن يكون { الم } إشارة إلى حروف المعجم كأنه يقول: هذه الحروف كتابك أو نحو هذا، ويدل قوله { الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب } على ما ترك ذكره مما هو خبر عن الحروف قال: وذلك في نظمه مثل قوله تعالى:
{ أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه }
[الزمر: 21] وترك الجواب لدلالة قوله:
{ فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله }
[الزمر: 21] تقديره: كمن قسا قلبه. ومنه قول الشاعر: [الطويل]
فَلاَ تَدْفِنُوني إنَّ دَفْنِي مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ، ولكنْ خامري أمَّ عامِرِ
قال: تقديره ولكن اتركوني للتي يقال لها خامري أم عامر.
قال القاضي رحمه الله: يحسن في هذا القول أن يكون { نزل } خبر قوله { الله } حتى يرتبط الكلام إلى هذا المعنى. وهذا الذي ذكره القاضي الجرجاني فيه نظر لأن مثله ليست صحيحة الشبه بالمعنى الذي نحا إليه وما قاله في الآية محتمل ولكن الأبرع في نظم الآية أن يكون { الم } لا يضم ما بعدها إلى نفسها في المعنى وأن يكون { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } كلاماً مبتدأ جزماً جملة رادة على نصارى نجران الذين وفدوا على رسول الله عليه السلام فحاجوه في عيسى ابن مريم وقالوا: إنه الله )(1/737)
ورأي ابن عطية قوي جدا فظاهر أنّ الآية (اللَّهُ لا? اله إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } كلام مبتدأ خبره (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ)
لله درّهما من فذّين عملاقين
---
الكشاف
04-03-2006, 02:15 PM
من هو الجرجاني ؟
---
جمال حسني الشرباتي
04-03-2006, 07:04 PM
السلام عليكم
الجرجاني هنا هو "عبد القاهر الجرجاني " صاحب كتاب دلائل الإعجاز--وواضع نظرية النظم
وهناك آخر يدعى " الشريف الجرجاني" صاحب كتاب التعريفات
ويظهر أنّ الموقع الموسوعي الورّاق لا يفرق بينهما
---
عبدالرحمن الشهري
04-03-2006, 11:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الجرجاني هنا هو أبو علي الجرجاني ، وليس عبدالقاهر الجرجاني ، والنقل من كتابه (نظم القرآن).
وكتاب (نظم القرآن) كتابٌ مفقودٌ اليوم فيما ذكر الباحثون ، وقد صنف مكي بن أبي طالب القيسي المتوفى سنة 437هـ كتاب (انتخاب نظم القرآن للجرجاني وإصلاح غلطه) وهو مفقود كذلك كما ذكر الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه (مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن) ص 133 ، وذكر الزركشي في البرهان في علوم القرآن 2/92 كتاب مكي ونقل منه مقاطع متفرقة.
وكتاب (نظم القرآن) هذا ليس لعبدالقاهر الجرجاني المتوفى سنة 471هـ ، وإنما هو لأبي علي الجرجاني ، المتوفى في القرن الرابع الهجري تقريباً .
وأبو علي الجرجاني مختلف فيه ولعل الأقرب أنه : الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني ، إمام من أهل السنة ، له عدة تصانيف منها (نظم القرآن) في مجلدين روى عن العباس بن يحيى العقيلي وروى عنه أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الطوسي. كما في تاريخ جرجان للسهمي ص187، والأنساب للسمعاني 2/80، واللباب 1/289 والمشتبه للذهبي 1/247 .(1/738)
قال الدكتور جودة محمد في كتابه (الواحدي ومنهجه في التفسير) ص141 :(شخصية الجرجاني مكتنفة بالغموض والإبهام ، والراجح عندي أنه الحسن بن علي الطوسي أبوعلي الجرجاني ، وجاء عند الواحدي في البسيط 2/486 تحقيق الدكتور محمد الفوزان ــ الحسن بن محمد بن نصر الجرجاني. وقال الدكتور محمد الفوزان في مقدمة البسيط 1/96:(هو وهم أو تصحيف من النساخ والأقرب أن الجرجاني : الحسن بن يحيى ولعل هذا هو الأقرب لأن الثعلبي في تفسيره 1/8/أ روى كتاب نظم القرآن من طريق أبي النضر محمد بن محمد بن يوسف الطوسي عن أبي علي الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني وكذلك ابن القيم في كتاب الروح ص 168 نقل عن نظم القرآن للحسن بن يحيى الجرجاني .
وقد نقل عن كتاب نظم القرآن هذا الواحديُّ في كتابه في التفسير (البسيط) ، وخاصة عند الحديث عن نظم الآيات ، كما نقل عنه في التفسير والنحو واللغة ، ويعزو إليه بقوله قال صاحب النظم .
وأما الجرجاني صاحب كتاب التعريفات فهو علي بن محمد الشريف الجرجاني الحسيني الحنفي المتوفى سنة 816هـ.
ولعل أخي جمال الشرباتي ذهب إلى أنه عبدالقاهر الجرجاني لقول ابن عطية :(صاحب النظم) فظن أن المقصود نظرية النظم .
---
الغني بالله
04-04-2006, 10:50 AM
شكر الله لك ياشيخ عبدالرحمن هذا التنبيه.
---
جمال حسني الشرباتي
04-04-2006, 09:21 PM
شكر الله لك ياشيخ عبدالرحمن هذا التنبيه.
وأكرر شكري للدكتور عبد الرحمن الفاضل الكريم
---
الكشاف
04-08-2006, 07:22 PM
وأنا كذلك أشكر الدكتور عبدالرحمن على هذا الجواب الصحيح ، وهو كما تفضلت بارك الله فيك.
---
(1/739)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
---
أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
10-14-2006, 11:31 AM
أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
الأستاذ المشارك بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه أما بعد:
فقد أذنت بطباعة هذه الأسئلة والأجوبة بعد قراءتها ، رجاء أن ينفع الله بها والله الموفق .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .
المؤلف
عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي
22/3 / 1422هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ........أما بعد :
فهذه بعض الأسئلة التي عرضت على فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي –حفظه الله – في مسائل الإيمان والكفر وأجاب عليها بهذه الأجوبة نسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها في موازين حسناته .
السؤال الأول :
بم يكون الكفر الأكبر أو الردة ؟ هل هو خاص بالاعتقاد والجحود والتكذيب أم هو أعم من ذلك ؟
فقال الشيخ غفر الله له :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على عبدالله ورسوله نبينا وإمامنا وقائدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ........أما بعد :
فإن الكفر والردة – والعياذ بالله – تكون بأمورٍ عدة :
- فتكون بجحود الأمر المعلوم من الدين بالضرورة .
- وتكون بفعل الكفر .
- وبقول الكفر .
- وبالترك والإعراض عن دين الله - عز وجل -.(1/740)
فيكون الكفر بالاعتقاد كما لو اعتقد لله صاحبة ًأو ولداً أو اعتقد أن الله له شريك في الملك أو أن الله معه مدبرٌ في هذا الكون أو اعتقد أن أحداً يشارك الله في أسمائه أو صفاته أو أفعاله أو اعتقد أن أحداً يستحق العبادة غير الله أو اعتقد أن لله شريكاً في الربوبية فإنه يكفر بهذا الاعتقاد كفراً أكبر مخرجاً من الملة .
ويكون الكفر بالفعل كما لو سجد للصنم أو فعل السحر أو فعل أي نوع من أنواع الشرك كأن دعا غير الله أو ذبح لغير الله أو نذر لغير الله أو طاف بغير بيت الله تقرباً لذلك الغير فالكفر يكون بالفعل كما يكون بالقول .
•ويكون الكفر بالقول كما لو سب الله أو سب رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو سب دين الإسلام أو استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله - صلى الله عليه وسلم - أو بدينه ، قال الله تعالى في جماعة في غزوة تبوك استهزؤوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وبأصحابه : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم ْ) فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان فدل على أن الكفر يكون بالفعل كما يكون بالاعتقاد ويكون بالقول أيضاً كما سبق في الآية فإن هؤلاء كفروا بالقول .(1/741)
• ويكون الكفر بالجحود والاعتقاد وهما شيء واحد وقد يكون بينهما فرق فالجحود كأن يجحد أمراًَ معلوماً من الدين بالضرورة كأن يجحد ربوبية الله أو يجحد ألوهية الله أو استحقاقه للعبادة أو يجحد ملكاً من الملائكة أو يجحد رسولاً من الرسل أو كتاباً من الكتب المنزلة أو يجحد البعث أو الجنة أو النار أو الجزاء أو الحساب أو ينكر وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب الحج أو وجوب الصوم أو يجحد وجوب بر الوالدين أو وجوب صلة الرحم أو غير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة وجوبه أو يجحد تحريم الزنا أو تحريم الربا أو تحريم شرب الخمر أو تحريم عقوق الوالدين أو تحريم قطيعة الرحم أو تحريم الرشوة أو غير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة تحريمه .
• ويكون الكفر بالإعراض عن دين الله والترك والرفض لدين الله كأن يرفض دين الله بأن يعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعبد الله فيكفر بهذا الإعراض والترك قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ) وقال تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) .
فالكفر يكون بالاعتقاد ويكون بالجحود ويكون بالفعل ويكون بالقول ويكون بالإعراض والترك والرفض .
ومن أُكره على التكلم بكلمة الكفر أو على فعل الكفر فإنه يكون معذوراً إذا كان الإكراه ملجئاً كأن يُكرهه إنسان قادر على إيقاع القتل به فيهدده بالقتل وهو قادر أو يضع السيف على رقبته فإنه يكون معذوراً في هذه الحالة إذا فعل الكفر أو تكلم بكلمة الكفر بشرط أن يكون قلبه مطمئناً بالإيمان ، أما إذا اطمئن قلبه بالكفر فإنه يكفر حتى مع الإكراه نسأل الله السلامة والعافية .
فالذي يفعل الكفر له خمس حالات :
1- إذا فعل الكفر جاداً فهذا يكفر .
2- إذا فعل الكفر هازلاً فهذا يكفر .
3- إذا فعل الكفر خائفاً فهذا يكفر .(1/742)
4- إذا فعل الكفر مكرهاً واطمئن قلبه بالكفر فهذا يكفر .
5- إذا فعل الكفر مكرهاً واطمئن قلبه بالإيمان فهذا لا يكفر لقول الله تعالى ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ@ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) .
السؤال الثاني :
هناك من يقول : ( الإيمان قول وعمل واعتقاد لكن العمل شرط كمال فيه ) ، ويقول أيضاً : ( لا كفر إلا باعتقاد ) ، فهل هذا القول من أقوال أهل السنة أم لا ؟
الجواب :
ليست هذه الأقوال من أقوال أهل السنة ، أهل السنة يقولون : الإيمان هو قول باللسان وقول بالقلب وعمل بالجوارح وعمل بالقلب ، ومن أقوالهم : الإيمان قول وعمل ؛ ومن أقوالهم : الإيمان قول وعمل ونية ، فالإيمان لابد أن يكون بهذه الأمور الأربعة :
1- قول اللسان وهو النطق باللسان .
2- قول القلب وهو الإقرار والتصديق .
3- عمل القلب وهو النية والإخلاص .
4- عمل الجوارح .
فالعمل جزء من أجزاء الإيمان الأربعة ، فلا يقال : العمل شرط كمال أو أنه لازم له فإن هذه أقوال المرجئة ، ولا نعلم لأهل السنة قولاً بأن العمل شرط كمال .
وكذا قول من قال : ( لا كفر إلا باعتقاد ) فهذا قول المرجئة ، ومن أقوالهم : ( الأعمال والأقوال دليلٌ على ما في القلب من الاعتقاد ) وهذا باطل ، بل نفس القول الكفري كفر ونفس العمل الكفري كفر كما مر في قول الله تعالى ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) أي : بهذه المقالة
السؤال الثالث :
هل الأعمال ركن في الإيمان وجزء منه أم هي شرط كمال فيه ؟
الجواب :(1/743)
الإيمان قول باللسان وقول بالقلب وعمل بالقلب وعمل بالجوارح كما سبق .
ولا يقال : إنها شرط كمال أو إنها خارجة عن الإيمان أو إنها لازم من لوازم الإيمان أو من مقتضى الإيمان أو هي دليل على الإيمان إذ كل هذه من أقوال المرجئة .
السؤال الرابع :
ما أقسام المرجئة ؟ مع ذكر أقوالهم في مسائل الإيمان ؟
الجواب :
المرجئة طائفتان :
الطائفة الأولى : المرجئة المحضة أو الغلاة وهم الجهمية وزعيمهم الجهم بن صفوان فإن الجهم بن صفوان اشتهر بأربع عقائد بدعية هي :
1- عقيدة نفي الصفات وأخذها عنه الجهمية .
2- عقيدة الإرجاء وأخذها عنه المرجئة .
3- عقيدة الجبر – أي أن العبد مجبور على أعماله – وأخذها عنه الجبرية .
4- عقيدة القول بفناء الجنة والنار .
فهذه أربع عقائد خبيثة اشتهر بها الجهم .
والمرجئة المحضة عقيدتهم في الإيمان أنه مجرد المعرفة ، أي مجرد معرفة الرب بالقلب ، فمن عرف ربه بقلبه فهو مؤمن ، ولا يكون الكفر إلا إذا جهل ربه بقلبه ، وبهذا ألزمهم العلماء بأن إبليس مؤمن ؛ لأنه يعرف ربه قال الله تعالى عن إبليس ( قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) ويكون فرعون أيضاً مؤمن لأنه يعرف ربه بقلبه ، قال تعالى عنه وعن قومه
( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )
وذكر ابن القيم – رحمه الله تعالى – في الكافية الشافية فصلاً طويلاً في بيان معتقد المرجئة المحضة وقال : إنه أخفى هذا مدة ثم أظهره وبيّن أن عقيدتهم مجرد معرفة الرب بالقلب وأنه لو فعل الأعمال الكفرية مع ذلك فلا تؤثر في إيمانه ، فلو سبَّ الله أو سبَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو سبَّ دين الإسلام وقتل الأنبياء والمصلحين وهدم المساجد وفعل جميع المنكرات فلا يكفر ما دام يعرف ربه بقلبه وهذا هو أفسد قول قيل في تعريف الإيمان ، وهو قول أبي الحسين الصالحي من القدرية .(1/744)
ويليه في الفساد قول الكرّامية القائلين : بأن الإيمان هو النطق باللسان فقط ، فمن شهد أن لا إله إلا الله بلسانه فإنه يكون مؤمناً ولو كان مكذباً بقلبه ويسمونه مؤمناً كامل الإيمان وإن كان مكذباً بقلبه فهو مخلد في النار فيلزمهم على هذا أن المؤمن الكامل الإيمان مخلدٌ في النار وهذا من أعظم الفساد وهو يلي قول الجهم في الفساد .
الطائفة الثانية : مرجئة الفقهاء وهم أهل الكوفة كأبي حنيفة – رحمه الله – وأصحابه وأول من قال بأن الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان هو حماد بن أبي سليما ن شيخ الإمام أبي حنيفة ، وأبو حنيفة له روايتان في حد الإيمان :
الأولى : أنه تصديق القلب وقول اللسان ، وهذه الرواية عليها أكثر أصحابه .
والثانية : أن الإيمان هو تصديق القلب فقط وأما قول اللسان فهو ركن زائد خارج عن مسمى الإيمان .
وعلى هذه الرواية يوافق قول الماتريدية أن الإيمان هو تصديق القلب فقط .
ولكن الأعمال مطلوبة عندهم كالصلاة والزكاة والصوم والحج فالواجبات واجبات والمحرمات محرمات ومن فعل الواجب فإنه يستحق الثواب والمدح ومن فعل الكبائر فإنه يستحق العقوبة ويقام عليه الحد ، ولكن لا يسمونه إيماناً . يقولون :الإنسان عليه واجبان : واجب الإيمان وواجب العمل ولا يدخل أحدهما في مسمى الآخر .
وجمهور أهل السنة يقولون : العمل من الإيمان وهو جزء منه فالأعمال واجبة وهي من الإيمان ، ومرجئة الفقهاء يقولون : الأعمال واجبة وليست من الإيمان ، ولهذا قال من قال بأن الخلاف بينهم وبين جمهور أهل السنة خلاف لفظي ، وقال بهذا شارح الطحاوية والصواب أنه ليس لفظياً .
السؤال الخامس :
هل خلاف أهل السنة مع مرجئة الفقهاء في أعمال القلوب أو الجوارح لفظيٌ أم معنوي ؟
الجواب :(1/745)
قال بعضهم إن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وأهل السنة خلاف لفظي وقال بهذا شارح الطحاوية ابن أبي العز – رحمه الله – قال : إن الخلاف بين جمهور أهل السنة وأبي حنيفة وأصحابه خلاف لفظي والنزاع نزاع ٌ في أمرٍ اسمي لفظي لا يترتب عليه فسادٌ في الاعتقاد وقال : إن الدليل على أن الخلاف بينهم لفظي أن كلاً من الطائفتين يقولون : الأعمال واجبة وكلاً من الطائفتين يقولون : إن المسلم إذا فعل الواجبات أثيب عليها ومن ترك شيئاً من الواجبات أو فعل المحرمات فإنه يعاقب ويقام عليه الحد ، ولكن النزاع بينهم في أنه هل هذا الواجب هو من الإيمان أو ليس بإيمان ؟ قال بالأول جمهور أهل السنة وقال بالثاني أبو حنيفة وأصحابه ولكن عند التأمل والنظر لا يجد طالب العلم أن الخلاف لفظيٌ من جميع الوجوه ، صحيح أنه لا يترتب عليه فساد في الاعتقاد لكن له آثار تترتب عليه ، من هذه الآثار :(1/746)
1- أن جمهور أهل السنة وافقوا الكتاب والسنة في اللفظ والمعنى فتأدبوا مع النصوص ، ومرجئة الفقهاء وافقوا الكتاب والسنة معناً وخالفوهما لفظاً ، ولا يجوز للمسلم أن يخالف النصوص لا لفظاً ولا معنى . قال الله تعال : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً ) فبين الله تعالى أن هذه الأعمال كلها من الإيمان ، فوجل القلب عند ذكر الله هذا عمل قلبي ، وزيادة الإيمان عند تلاوة القرآن عمل قلبي ( وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) عمل قلبي ويشمل أيضاً أعمال الجوارح من فعل الأسباب والإنفاق مما رزقهم الله ، كل هذه الأشياء سماها إيماناً . وقال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) وقال تعالى : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) وثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة ) وفي رواية البخاري : ( بضعٌ وستون شعبة فأعلاها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) فهذا من أقوى الأدلة في الرد على المرجئة فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان بضعاً وسبعين شعبة ومثّل لقول اللسان بكلمة التوحيد على أنها من قول اللسان ومثّل لعمل الجوارح بإماطة الأذى عن الطريق ومثّل لعمل القلب بالحياء ؛ لأن الحياء خلقٌ داخلي يحمل(1/747)
الإنسان على فعل المحامد وترك القبائح . فأعلى شعب الإيمان كلمة التوحيد وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وبينهما شعب متفاوتة منها ما يقرب من شعبة الشهادة ومنها ما يقرب من شعبة الإماطة ، فالصلاة شعبة والحج شعبة والزكاة شعبة والصوم شعبة وبر الوالدين شعبة وصلة الأرحام شعبة والجهاد في سبيل الله شعبة والأمر بالمعروف شعبة والنهي عن المنكر شعبة والإحسان إلى الجار شعبة ، إلى غير ذلك من الشعب ، فهذه كلها أدخلها النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسمى الإيمان فكيف يقال إن الأعمال خارجة عن مسمى الإيمان ، وكذلك من أقوى الأدلة أيضاً على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان حديث وفد عبد القيس في الصحيحين وذلك أن وفد عبد القيس جاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا رسول الله ، إن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وإنا لن نخلص إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بأمر فصل نعمل به ونخبر به من ورائنا فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع : آمركم بالإيمان بالله وحده ، أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تؤدوا خُمس ما غنمتم ) ففسر الإيمان بأعمال الجوارح وهذا دليل واضح صريح على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان . فجمهور أهل السنة تأدبوا مع النصوص وأدخلوا الأعمال في مسمى الإيمان ومرجئة الفقهاء وافقوا النصوص في المعنى لكن خالفوها في اللفظ ولا يجوز للإنسان مخالفة النصوص لا في اللفظ ولا في المعنى بل الواجب موافقة النصوص لفظاً ومعنى .(1/748)
2- أن خلاف مرجئة الفقهاء مع جمهور أهل السنة فتح باباً للمرجئة المحضة الغلاة فإن مرجئة الفقهاء لما قالوا :(إن الأعمال ليست من الإيمان وإن كانت واجبة) فتحوا باباً للمرجئة المحضة فقالوا : الأعمال ليست واجبة وليست مطلوبة ولهذا قال المرجئة المحضة : الصلاة والصوم والزكاة والحج هذه كلها ليست بواجبة ومن عرف ربه بقلبه فهو مؤمن كامل الإيمان ويدخل الجنة من أول وهلة والأعمال ليست مطلوبة والذي فتح لهم الباب مرجئة الفقهاء .
3- أن مرجئة الفقهاء باختلافهم مع جمهور أهل السنة فتحوا باباً للفُسَّاق والعصاة فدخلوا معه ، فلما قال مرجئة الفقهاء : إن الإيمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص وهو التصديق وإيمان أهل الأرض وأهل السماء واحد ؛ دخل الفساق فيأتي الفاسق السكير العربيد ويقول : أنا مؤمن كامل الإيمان ؛ إيماني كإيمان جبريل وميكائيل وكإيمان أبي بكر وعمر ، فإذا قيل له : كيف تقول إن إيمانك كإيمان أبي بكر وعمر وأبو بكر له أعمال عظيمة ؟ قال : الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان ، أنا مصدِّق وأبو بكر مصدِّق ، وجبريل مصدِّق وأنا مصدِّق فإيماني كإيمانهم ، وهذا من أبطل الباطل ، ولهذا جاء في الحديث : ( لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح ) والمراد ما عدا الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فكيف يقال إن الإيمان واحد وأن إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد .(1/749)
4- مسألة الاستثناء في الإيمان وهو قول القائل : ( أنا مؤمن إن شاء الله ) فمرجئة الفقهاء يمنعون الاستثناء في الإيمان ؛ لأن الإيمان شيء واحد هو التصديق ، فيقولون : أنت تعلم أنك مصدِّق بالقلب فكيف تقول : أنا مؤمن إن شاء الله. إذاًََ أنت تشك في إيمانك ، ولهذا يسمون المؤمنين الذين يستثنون في إيمانهم الشكَّاكة ، فأنت تعلم في نفسك أنك مصدِّق كما تعلم أنك قرأت الفاتحة وكما تعلم أنك تحب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وتبغض اليهود فكيف تقول : إن شاء الله ، بل قل : أنا مؤمن ؛ اجزم ولا تشك في إيمانك . وأما جمهور أهل السنة فإنهم يفصِّلون فيقولون : إن قال القائل : ( أنا مؤمن إن شاء الله ) يقصد الشك في أصل إيمانه فهذا ممنوع ؛ فأصل الإيمان التصديق ، وأما إن نظر إلى الأعمال والواجبات التي أوجبها الله والمحرمات التي حرمها الله ورأى أن شعب الإيمان متعددة والواجبات كثيرة فالإنسان لا يزكِّي نفسه ولا يقول بأنه أدّى ما عليه ؛ بل يتهم نفسه بالتقصير ويزري على نفسه فإذا قال : ( أنا مؤمن إن شاء الله ) فإن الاستثناء راجع إلى الأعمال ، فهذا لا بأس به بل حسن أن يقول : إن شاء الله . وكذلك إذا أراد عدم علمه بالعاقبة وأن العاقبة لا يعلمها إلا الله فلا بأس بالاستثناء ، وكذلك إذا أراد التبرك بذكر اسم الله فلا بأس .
فهذه من ثمرات الخلاف وإن كان لا يترتب عليه فساد في العقيدة ولكن هذه ثمرات
تدل على أن الخلاف ليس لفظياًََ .
السؤال السادس :
ما حكم من ترك جميع العمل الظاهر بالكلية وهو يقر بالشهادتين ويقر بالفرائض ولكنه لا يعمل شيئاً ألبته فهل هذا مسلم أم لا ؟ علماً بأنه ليس له عذر شرعي يمنعه من القيام بتلك الفرائض ؟
الجواب :(1/750)
هذا لا يكون مؤمناً ، فالذي يزعم أنه مصدِّق بقلبه ولا يقر بلسانه ولا يعمل ؛ لا يتحقق إيمانه ؛ لأن هذا إيمان كإيمان إبليس وكإيمان فرعون ؛ لأن إبليس أيضاً مصدِّق بقلبه ، قال الله تعالى ( قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) وفرعون وآل فرعون قال الله تعالى عنهم : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً ) فهذا الإيمان والتصديق الذي في القلب لابد له من عمل يتحقق به فلابد أن يتحقق بالنطق باللسان ولابد أن يتحقق بالعمل ؛ فلابد من تصديق وانقياد ، وإذا انقاد قلبه بالإيمان فلابد أن تعمل الجوارح ، أما أن يزعم أنه مصدِّق بقلبه ولا ينطق بلسانه ولا يعمل بجوارحه وهو قادر فأين الإيمان ؟!! فلو كان التصديق تصديقاً تاماً وعنده إخلاص لأتى بالعمل ، فلابد من عمل يتحقق به هذا التصديق وهذا الإيمان ؛ والنصوص جاءت بهذا .
كما أن الذي يعمل بجوارحه ويصلي ويصوم ويحج لابد لأعماله هذه من إيمان في الباطن وتصديق يصححها وإلا صارت كإسلام المنافقين ؛ فإن المنافقين يعملون ؛ يصلون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ويجاهدون ومع ذلك لم يكونوا مؤمنين ؛ لأنه ليس عندهم إيمان وتصديق يصحح هذا العمل ، فلابد من أمرين لصحة الإيمان :
- تصديق في الباطن يتحقق بالعمل .
- وعمل في الظاهر يصح بالتصديق .
أما تصديق في الباطن دون عمل فأين الدليل عليه ؟ أين الذي يصححه ؟ أين الانقياد ؟ .(1/751)
لا يمكن أن يكون هناك تصديق صحيح لا يصلي صاحبه ولا ينطق بالشهادتين وهو يعلم ما أعد الله لمن نطق بالشهادتين ولمن تكلّم بكلمة التوحيد من الثواب ، ولما أعدّ الله للمصلين من الثواب ولمن ترك الصلاة من العقاب ، فلو كان عنده تصديق صحيح وإيمان صحيح لبعثه على العمل ، فلو كان عنده تصديق صحيح وإيمان صحيح لأحرق الشبهات والشهوات ؛ فترك الصلاة إنما يكون عن شبهة والمعاصي إنما تكون عن شهوة والإيمان الصادق يحرق هذه الشهوات والشبهات .
وهذا يدل على أن قلبه خالٍ من الإيمان الصحيح وإنما هو لفظ باللسان نطق به ولم يتجاوزه ، وإلا لو كان عنده تصديق بقلبه أو إقرار بقلبه فقط ولم يتلفظ ؛ فقول القلب لم يتجاوز إلى أعمال القلوب وإلى الانقياد فالمقصود أن الذي يزعم أنه مصدِّق بقلبه ولا يعمل بجوارحه هذا هو مذهب الجهمية .
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : يعسر التفريق بين المعرفة والتصديق المجرد . فيعسر التفريق بين المعرفة بالقلب والتصديق الذي ليس معه شيء من أعمال الجوارح ؛ ويقول هذا هو إيمان الجهمية – نسأل الله العافية - . فالذي يزعم أنه مؤمن ولا ينطق بلسانه ولا يعمل بجوارحه مع قدرته هذا هو مذهب الجهمية ، فلابد من عمل يتحقق به هذا التصديق كما أن الذي يعمل لابد له من تصديق في الباطن يصححه .
السؤال السابع :
هل تصح هذه المقولة : ( أن من قال : الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص فقد برئ من الإرجاء كله حتى لو قال : لا كفر إلا باعتقاد وجحود ) ؟
الجواب :(1/752)
المقولة الثانية تنقض المقولة الأولى فقوله : ( الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص ) هذا حق وهو قول أهل السنة والجماعة ، لكن قوله بعد ذلك : ( لا كفر إلا باعتقاد وجحود ) هذا ينقض المقالة الأولى ، فكما أن الإيمان يكون بالقول والعمل والاعتقاد فكذلك الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد فلابد أن تصحح المقولة الثانية فتكون : ( والكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد ) أما بقاء هذه المقولة على حالها فإنها تنقض الأولى .
السؤال الثامن :
هل هذا القول صحيح أم لا : ( أن سب الله وسب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس بكفر في نفسه ، ولكنه أمارة وعلامة على ما في القلب من الاستخفاف والاستهانة ) ؟
الجواب :
هذا القول ليس بصحيح ، بل هو قول المرجئة وهو قول باطل ، بل إن نفس السب كفر ونفس الاستهزاء كفر كما قال تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان بهذه المقالة ولم يقل إن كنتم تعتقدون في قلوبكم شيئاً ، فالله تعالى أطلق الكفر عليهم بهذه المقالة ، فدل على أن القول بأن كلام الكفر أو قول الكفر ليس بكفر بل هو علامة على ما في القلب هذا باطل ، فالقلب لا يعلم ما فيه إلا الله تعالى والكفر يكون بالقلب ويكون بالقول ويكون بالعمل ، والمقصود أن هذه المقالة تتمشى مع مذهب المرجئة .
السؤال التاسع :
ما حكم من يسب الله ورسوله ويسب الدين فإذا نُصح في هذا الأمر تعلَّل بالتكسب وطلب القوت والرزق ، فهل هذا كافر أم هو مسلم يحتاج إلى تعزير وتعذيب؟ وهل يقال هنا بالتفريق بين السب والساب ؟
الجواب :(1/753)
لا أدري ما معنى التعلل بالتكسب وطلب القوت ؟! إن كان المراد أنه إذا قيل له تعلَّم الدين يتعلَّل بالكسب ، التعلُّم شيء آخر لكن الآن نحكم عليه بهذا السب ونقول : من سب الله أو سب رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو سب الدين فإن هذا كفر باتفاق أهل السنة والجماعة ، أما مسألة التعلل بالكسب وطلب القوت إذا قيل له تعلم دينك ؛ فهذا التعلل باطل ويجب على الإنسان أن يتعلم ما يقيم به دينه ؛ كما أنه يطلب الكسب والقوت فيجب عليه أن يتعلم دينه ؛يتعلم ما يصح به إيمانه ؛ يتعلم ما أوجب الله عليه من الاعتقاد الصحيح وأن الله مستحق للعبادة وحده ؛ وما أوجب الله عليه من الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج ، فهذا التعلل لا وجه له . فإذا قيل له : تعلَّم ما أوجب الله عليك أو اسأل العلماء عن مقالتك هل هي كفر أم غير كفر تعلل بالكسب فهذا باطل ؛ لأن الكسب لا يمنع الإنسان من تعلم دينه وتعلم أن هذه المقالة كفرية أو يسأل عنها ؛ لأن الكسب لا يأخذ وقتاًََ كثيراً والكسب له أوقات واسعة وليس هناك فرق بين السب والساب فنقول : من سب الله أو سب الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو سب دينه فهو كافر والساب كافر ؛ لأنه لا عذر له في هذا ، والذي يعذر فيه إنما هي الكلمات التي فيها إيهام ؛ فهذا الذي يفرق فيها بين المقالة والقائل فلو تكلم الإنسان بكلم موهمة أو كلمة يحتمل أن يكون لصاحبها عذر فهذا الذي يقال فيه بالفرق بين المقالة والقائل فيقال : المقالة كفرية والقائل لا يكفر إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع وقامت عليه الحجة ؛ أما من سب الله وسب رسوله - صلى الله عليه وسلم - وسب دينه فهذا أمر واضح لا إشكال في كفره .
السؤال العاشر :
إذا سب الله أو سب رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو سب الدين وتعلَّل بالتكسب والرزق ؛ مقصوده المجاملة كأن يقول : إذا سببت الله سيأتيني الرزق والدنيا .
الجواب :(1/754)
لا شك في كفر هذا ؛ لأنه كما سبق أنه من فعل الكفر قاصداً وعامداً فإنه يكفر ؛ ومن فعل الكفر هازلاً فإنه يكفر ومن فعله خائفاً فإنه يكفر ؛ وإذا فعله لقصد المال فهذا كافر بنص الآية قال الله تعالى : ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ....) الآية .
فأخبر الله بأن لهم حظاً من الدنيا فقدَّموا حظ الدنيا ، فالآية نصٌ في هذا الصنف من الناس وأنه إنما فعل الكفر تفضيلاًَ وإيثاراً للدنيا على الآخرة فيكون داخلاً في هذه الآية .
السؤال الحادي عشر :
ما هو القول فيمن نصب الأصنام والأضرحة والقبور وبنى عليها المساجد والمشاهد وأوقف عليها الرجال والأموال وجعل لها هيئات تشرف عليها ومكَّن الناس من عبادتها والطواف حولها ودعائها والذبح لها ؟
الجواب :
هذا مشرك نسأل الله السلامة والعافية ، فمن نصب الأصنام فهو مشرك وإذا أوقف عليها الأوقاف أو الأموال أو دافع عنها فيكون أيضاً كافر صادٌ عن سبيل الله فهذا جمع بين الكفرين ؛ فعل الكفر بنفسه وصدَّ عن دين الله حينما جعل الأموال وأوقف الأوقاف ومنع الناس من دين الله وهو داخل في قوله تعالى : ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ) وهذا من المفسدين في الأرض كفر بنفسه وصدَّ عن دين الله نسأل الله السلامة .
السؤال الثاني عشر :
هل تصح الصلاة خلف إمام يستغيث بالأموات ويطلب المدد منهم أم لا ؟
الجواب :(1/755)
هذا الرجل كافر ، الذي يستغيث بالأموات ويطلب المدد منهم ويسألهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات هذا مشرك ولا تصح الصلاة خلفه والصلاة خلفه باطلة ؛ ومن صلى خلفه ولم يعلم حاله فإنه إذا علم يعيد الصلاة وهذا بإجماع المسلمين أن الصلاة لا تصح خلف المشرك ، لكن الخلاف بين العلماء في صحة الصلاة خلف الفاسق ؛ فالحنابلة وجماعة يمنعون الصلاة خلفه ويقولون : لا تصح ، وآخرون يقولون : تصح مع الكراهة ، والصواب أنها تصح ولكن الصلاة خلف العدل أولى ؛ هذا إذا كان موحِّداً لكنه فاسق ، أما المشرك فلا تصح الصلاة خلفه بالإجماع .
السؤال الثالث عشر :
هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان كحديث ( لم يعملوا خيراً قط ) وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث ؛ فكيف الجواب على ذلك ؟
الجواب :(1/756)
ليس في هذه الأحاديث حجة لهذا القائل فمن ترك جميع الأعمال بالكلية وزعم أنه يكتفي بما في قلبه من التصديق كما سبق فإنه لا يتحقق إيمانه إلا بالعمل ، وأما أحاديث الشفاعة وأن المؤمنين الموحدين العصاة يشفع لهم الأنبياء والأفراط والشهداء والملائكة والمؤمنون وتبقى بقية لا تنالهم الشفاعة فيخرجهم رب العالمين برحمته ؛ يخرج قوماً من النار لم يعملوا خيراً قط ، قال العلماء : المعنى ( لم يعملوا خيراً قط ) أي زيادة على التوحيد والإيمان ولابد من هذا ؛ لأن النصوص يُضم بعضها إلى بعض وقد دلت النصوص على أن الجنة حرامٌ على المشركين وقد ثبت في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر منادياً ينادي في بعض الغزوات : ( أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ) ولما أمّر أبابكر في الحج في السنة التاسعة من الهجرة أرسل معه مؤذنين يؤذنون منهم أبوهريرة وغيره يؤذنون في الناس بأربع كلمات منها : (( لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان له عهد فهو إلى عهده ومن لم يكن له عهد فهو إلى أربعة أشهر )) وهذا يدل على أنه لا يمكن أن يدخل الجنة كافر قال تعالى: ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) فهذه نصوص محكمة وهذا الحديث يُرد إليها والقاعدة عند أهل العلم : أن المتشابه يُرد إلى المحكم .(1/757)
ولا يتعلق بالنصوص المتشابهة إلا أهل الزيغ كما قال تعالى : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) وثبت في الحديث الصحيح عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : (( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم )) وأما أهل الحق فإنهم يردون المتشابه إلى المحكم ويفسرونه به وهذا الحديث فيه اشتباه لكنه يرد إلى المحكم من النصوص الواضحة المحكمة في أن المشرك لا يدخل الجنة وأن الجنة حرام عليه.
فلا يمكن أن يكون معنى الحديث :((لم يعملوا خيراً قط )) أنهم مشركون وليس عندهم توحيد وإيمان وأنهم أخرجهم الله إلى الجنة فهذا لا يمكن أن يكون مراداً وإنما المراد (( لم يعملوا خيراً قط )) أي زيادة على التوحيد والإيمان وكذلك حديث البطاقة ليس فيه أنه مشرك وإنما فيه أنه موحِّد ففيه أنه : (( يؤتى برجل ويخرج له تسعة وتسعون سجلاً كل سجل مد البصر سيئات ويؤتى له ببطاقة فيها الشهادتان فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة )) ومعلوم أن كل مسلم له مثل هذه البطاقة وكثير منهم يدخلون النار ، لكن هذا الرجل لما قال هاتين الشهادتين قالها عن إخلاص وصدق وتوبة فأحرقت هذه السيئات فثقلت البطاقة وطاشت السجلات .
السؤال الرابع عشر :
ما حكم من يدعو غير الله وهو يعيش بين المسلمين وبلغة القرآن ، فهل هذا مسلم تلبس بشرك أم هو مشرك ؟
الجواب :(1/758)
هذا الشخص مشرك ؛ لأنه غير معذور إذا كان يعيش بين المسلمين لقول الله - - عز وجل -- : ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة ، وقال تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) فمن بلغه القرآن وبلغته الدعوة وفعل الشرك وهو يعيش بين المسلمين فإنه مشرك . وقال بعض أهل العلم : إن الشخص إذا كان يخفى عليه ما وقع فيه من الشرك بسبب دعاة الضلال والإشراك وبسبب كثرة المضلين حوله وخفي عليه الأمر فإنه في هذه الحالة يكون أمره إلى الله - - عز وجل - - فيكون حكمه حكم أهل الفترة إذا لم يعلم ولكنه إذا مات يعامل معاملة المشركين فلا يُغسَّل ولا يُصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين في مقابرهم .
فالمقصود أن الأصل أنه لا يعذر لكن لو وجد بعض الناس خفي عليه بسبب دعاة الشرك والضلال ولم يعلم قد يقال إنه معذور في هذه الحالة وأمره إلى الله تعالى ، وبكل حال يجب عليه أن يطلب الحق ويتعرف عليه ويسعى له كما أنه يسعى في معيشته ويسأل عن طرق الكسب فيجب عليه أن يسأل عن دينه ويسأل عن الأمر الذي أشكل عليه وكونه لم يسمع الحق ولم يقبل الحق وتصامم عن سماع الحق فليس هذا عذراً له ؛ هذا هو الأصل .
السؤال الخامس عشر :
هل يشترط في إقامة الحجة فهم الحجة فهماً واضحاً جلياً أم يكفي مجرد إقامتها ؛ نرجو التفصيل في ذلك مع ذكر الدليل ؟
الجواب :(1/759)
الواجب إقامة الحجة على من كان عنده شبهة وكذلك المشرك إذا أقيمت عليه الحجة فقد زال عذره بمعنى أن يبلغه الدليل ويعلم أن هذا الأمر فيه دليل من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا يشترط فهم الحجة فإن الله أخبر أن المشركين قامت عليهم الحجة ومع ذلك لم يفهموها فهماً واضحاً ولكنهم قامت عليهم الحجة ببلوغها ؛ نزل القرآن وسمعوه وجاءهم النذير - صلى الله عليه وسلم - وأنذرهم واستمروا على كفرهم فلم يعذرهم ولهذا قال الله تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) وقد بعث الرسول ، وقال تعالى : ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) فاشترط في إقامة الحجة البلاغ ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : (( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار )) وقال تعالى في وصف الكفار : ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) ومع ذلك قامت عليهم الحجة فأخبر أن مثلهم مثلُ من يسمع الصوت ولا يفهم المعنى كمثل الغنم التي ينعق لها الراعي فتسمع الصوت ومع ذلك قامت عليهم الحجة ، وقال تعالى : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) ولم يقل حتى يتبين ؛ بل قال : (حَتَّى يُبَيِّنَ ) وهذا هو قيام الحجة ، فإذا فهم الحق وعرف هذا الدليل وعرف الحجة فقد قامت عليه الحجة ولو لم يفهمها ؛ فلا يشترط فهمها وهذا الذي تدل عليه النصوص وهو الذي قرره أهل العلم .
السؤال السادس عشر :
هل تكفير شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – للطائفة الممتنعة من أداء شعيرة الزكاة حين فعل هذا ما ارتد من العرب لأجل جحدهم للوجوب أم لأجل مجرد المنع وعدم الالتزام بالأداء ؟
الجواب :(1/760)
أهل الردة الذين ارتدوا بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - أقسام ؛ منهم من رجع إلى الأصنام والأوثان فعبدها ومنهم من أنكر نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : لو كان نبياً ما مات ؛ وهؤلاء كفار لا إشكال فيهم ، ومنهم من منع الزكاة والصحابة قاتلوهم جميعاً ولم يفرِّقوا بينهم وسموهم المرتدين ؛ والذي منع الزكاة قال العلماء إنما كفر لأنه إذا منعها وقاتل عليها دل على جحوده إياها لأنه فعل أمرين : منعها وقاتل عليها ، أما إذا منعها ولم يقاتل عليها فإنها تؤخذ منه ويؤدَّب ولا يكفر ، ولكن إن منعها وقاتل عليها فإنه يكفر ؛ لأن هذا دليل على جحوده والمرتدون الذين منعوا الزكاة منعوها وقاتلوا عليها فدل على أنهم جحدوها ولهذا عاملهم الصحابة معاملة المرتدين وسموهم مرتدين كلهم وقاتلوهم ، لا فرق بين من أنكر نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - أو عبد الأصنام أو من جحد الزكاة لأنه جحد أمراً معلوماً من الدين بالضرورة .
السؤال السابع عشر :
ما حكم من يقول بأن من قال : أن من ترك العمل الظاهر بالكلية بما يسمى عند بعض أهل العلم بجنس العمل أنه كافر ؛ أن هذا القول قالت به فرقة من فرق المرجئة ؟
الجواب :(1/761)
لا أعلم أن هذا القول قالت به المرجئة ولكن لابد من العمل كما سبق لأن من أقر بالشهادتين فلابد أن يعمل لأن النصوص التي فيها الأمر بالنطق بالشهادتين وأن من نطق بالشهادتين فهو مؤمن مقيّدة بقيود لا يمكن معها ترك العمل وقد ثبت في الحديث الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (( من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة )) وقوله : (( خالصاً من قلبه )) هذا ينفي الشرك ؛ لأن الإخلاص ينافي الشرك ومن ترك العمل فهو مشرك لأنه عابدٌ للشيطان ولأنه معرض عن دين الله ؛ ومن أعرض عن دين الله كفر ؛ وكذلك جاء في الأحاديث : (( من قال لا إله إلا الله مخلصاً )) وفي بعضها : (( صادقاً من قلبه )) وفي بعضها : (( مستيقناً بها قلبه )) وفي بعضها : (( وكفر بما يعبد من دون الله )) فهذه النصوص التي فيها أن من نطق بالشهادتين فهو مؤمن مقيدة بهذه القيود التي لا يمكن معها ترك العمل فلابد أن يكفر بما يعبد من دون الله ؛ ومن لم يعمل فإنه معرض عن دين الله وهذا نوع من أنواع الردة ؛ فمن لم يعمل مطلقاً وأعرض عن الدين لا يتعلمه ولا يعبد الله فهذا من نواقض الإسلام قال تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ) فلابد أن يعمل فإذا قال : لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه وقالها عن إخلاص وفي بعضها (( وهو غير شاك )) فلابد أن يعمل ولا يمكن أن يتكلم بكلمة التوحيد عن صدق وإخلاص ولا يصلي أبداً وهو قادر لأنه إذا ترك الصلاة دل على عدم إخلاصه ودل على عدم صدقه ودل على أن قلبه ليس مستيقناً بها ولو كان قلبه مستيقناً بها وكان عنده يقين وإخلاص وصدق لابد أن يعمل فإن لم يعمل دل على عدم إيمانه وعدم يقينه وعدم إخلاصه وعدم صدقه ودل على ريبه وشكه وهذا واضح من النصوص .
السؤال الثامن عشر :(1/762)
ما حكم تنحية الشريعة الإسلامية واستبدالها بقوانين وضعية كالقانون الفرنسي والبريطاني وغيرها مع جعله قانوناً ينص فيه على أن قضايا النكاح والميراث بالشريعة الإسلامية ؟
الجواب :
هذه مسألة فيها كلام لأهل العلم وقد ذكر الحافظ ابن كثير - رحمه الله – أن من بدَّل الشريعة بغيرها من القوانين فإن هذا من أنواع الكفر ومثَّل لذلك بالمغول الذين دخلوا بلاد الإسلام وجعلوا قانوناً مكوناً من عدة مصادر يسمى ( الياسق ) وذكر كفرهم وذكر هذا أيضاً الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله – فقد قال في أول رسالته (( تحكيم القوانين )) : (( إن من الكفر المبين استبدال الشرع المبين بالقانون اللعين )) فإذا بدَّل الشريعة من أولها إلى آخرها كان هذا كفراًَ من أنواع الكفر والردة، وقال آخرون من أهل العلم : إنه لابد أن يعتقد استحلاله ولابد أن تقام عليه الحجة وذهب إلى هذا سماحة شيخنا عبدالعزيز بن باز - رحمه الله – وقال : إنه لابد أن تقوم عليه الحجة لأنه قد يكون جاهلاً بهذا الأمر وليس عنده علم ؛ فلابد أن يبين له حتى تقوم عليه الحجة فإذا قامت عليه الحجة فإنه يحكم بكفره ، والمقصود أن هذه المسألة مسألة خطيرة وهذا إذا لم يكن لمن وضع القانون أعمال كفرية أخرى أما إذا كان تلبَّس بأنواع من الكفر الأخرى فهذا لا إشكال فيه ، لكن هذا مفروض في شخص لم يتلبَّس بشيء من أنواع الكفر ؛ فهل يكون هذا كفراً أكبر بمجرد تبديله الدين كما ذكر هذا الحافظ ابن كثير والشيخ محمد بن إبراهيم - رحمهما الله – وغيرهما من أهل العلم ، أو أنه لابد من إقامة الحجة وبيان أن هذا الأمر كفر فإذا قامت عليه الحجة حكم بكفره .
السؤال التاسع عشر :
هل تكفير السلف - رضوان الله عليهم – للجهمية كفر أكبر مخرج من الملة أم هو كفر دون كفر ويراد منه الزجر والتغليظ فقط ؟
الجواب :(1/763)
تكفير العلماء والأئمة والسلف للجهمية تكفير أكبر مخرج عن الملة ؛ وذكر العلاَّمة ابن القيِّم – رحمه الله تعالى – أنه كفرهم خمسمائة عالم فقال :
ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام قد حكاه عنهمُ بل قد حكاه قبله الطبراني
وقد قال العلماء : إن الجهمية خارجون من الثنتين والسبعين فرقة الذين قال فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة )) وكونهم خارجين عن الثنتين والسبعين فرقة يدل على أن مرادهم الكفر الأكبر لأن فرق الأمة الثنتين والسبعين فرقة متوعدة بالنار وهي فرقٌ مبتدعة ،وقالوا : الجهمية خارجون عن الفرق الثنتين والسبعين وكذلك القدرية الغلاة وكذلك الرافضة فهذه الفرق الثلاث خارجون من الثنتين والسبعين فرقة ؛ لأن الجهمية نفوا الأسماء والصفات ؛ ونفي الأسماء والصفات ينتج العدم ؛ فشيء لا اسم له ولا صفة ؛ لا وجود له إلا في الذهن نسأل الله العافية ، فشيء لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا مباين له ولا محايث له ولا منفصل عنه وليس له سمع ولا بصر ولا قدرة ولا إرادة ولا علم ماذا يكون ؟!! هذا مستحيل ؛ ولهذا كان كفرهم كفراً أكبر مخرجاً عن الملة .
السؤال العشرون :
ما وجه قولهم : ( إنه تكفير للزجر ) ؟
الجواب :
يعني أنه كفر أصغر ، زجر عن العمل وإن كان ليس بمخرج من الملة ؛ أي يُنهى عنه صاحبه ويقال له : إنه كفر ، حتى يرتدع عن هذا العمل لا أنه كفر أكبر .
السؤال الحادي والعشرون :(1/764)
هل إطلاقات السلف في تكفير أعيان الجهمية كتكفير الشافعي لحفص الفرد حين قال بخلق القرآن فقال له الشافعي : كفرت بالله العظيم ؛ كما نقل ذلك اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ، وكتكفير الجهم بن صفوان وبشر المريسي والنظَّام وأبو الهذيل العلاّف كما ذكر ذلك ابن بطة في الإبانة الصغرى يراد منه تكفير أعيان هؤلاء أم تكفير ألفاظهم لا أعيانهم ؟
الجواب :
الظاهر أن المراد تكفير أعيانهم لما خصوهم بالذكر ، وكذلك الشافعي ظاهره أنه ناظره وأقام عليه الحجة ، أما لو أريد التكفير بالعموم فهو مثل قول بعضهم : الجهمية كفار ، أما تخصيص أعيان بعينهم يقابلون الأئمة ويناظرونهم فهذا تكفير بأعيانهم والعلماء لهم في تكفير الجهمية أقوال فمنهم من كفر الغلاة ومنهم من كفرهم بإطلاق ومنهم من بدّعهم بإطلاق ، فهؤلاء الأفراد الذين وقفوا أمام الأئمة وناظروهم ؛ الظاهر أنهم كفروهم بأعيانهم ؛ لأن الحجة تكون قد قامت عليهم .
السؤال الثاني والعشرون :
ترد بعض الاصطلاحات في كتب أهل السنة مثل : ( الالتزام – الامتناع – كفر الإعراض ) فما معنى هذه الاصطلاحات ؟
الجواب :
الالتزام : ظاهرة الالتزام أن يلتزم بأحكام الشريعة ويأتي بما أمر الله به وينتهي عما نهى الله عنه .
والامتناع : أي يمتنع عما أمر الله به ؛ وهذا فيه تفصيل فإذا امتنع عن شيء يكون تركه كفراًَ يكون كفراً وإن امتنع عن شيء لا يصل لحد الكفر يكون معصية ، ومن كفر الامتناع امتناع إبليس عن السجود لآدم قال تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) فإبليس إباؤه كفر .
وكفر الإعراض : كما سبق معناه الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعبد الله .
السؤال الثالث والعشرون :(1/765)
ما معنى قول الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الناقض الثالث من نواقض الإسلام : ( من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحَّح مذهبهم فهو مثلهم ) ؟
الجواب :
معنى هذا أن من اعتقد أن المشركين على حق أو توقَّف في ذلك فهو كافر ؛ لأنه لم يكفر بالطاغوت ؛ لأن التوحيد لابد فيه من أمرين :
الأمر الأول : الكفر بالطاغوت .
الأمر الثاني : الإيمان بالله .
وهذا هو معنى : (( لا إله إلا الله )) وأن معناها : لا معبود بحقٍ إلا الله .
(( لا إله )) كفر بالطاغوت (( إلا الله )) إيمان بالله ، فمن لم يكفر المشركين أو اليهود أو النصارى أو الوثنيين أو توقف في كفرهم فهو كافر بالله ، لابد أن يجزم ويعتقد كفرهم فمن قال : (( إن اليهود والنصارى على دين سماوي وكذلك المسلمون على دين سماوي وكلهم على حق )) فهذا كافر ؛ لأنه لم يكفِّر المشركين فلابد أن يعتقد أن اليهود والنصارى كلهم على باطل وأنهم كفار فإن شك أو توقَّف كان هذا الشك أو التوقف منه ناقضاً من نواقض الإسلام ويكون كافراً بالله ؛ وكذلك لو صحَّح مذهبهم وقال : النصارى على حق واليهود على حق ومن أحب أن يتدين باليهودية أو النصرانية أو بالإسلام فله ذلك فهذا كافر لأنه صحَّح مذهبهم .
السؤال الرابع والعشرون :
من قال : ( إن اليهود والنصارى بلغتهم دعوة الإسلام مشوَّهة فما نكفرهم ) فما حكم هذا القول ؟
الجواب :
ليس ذلك بصحيح ؛ بل بلغتهم الدعوة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وبلَّغهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفسه والصحابة بلغوهم بأنفسهم والدعاة بلغوهم بأنفسهم والأئمة ؛ فشيخ الإسلام بلغهم بنفسه ، فالقول بأنه لم تبلغهم الدعوة باطل .
السؤال الخامس والعشرون :
من قال : ( إخواننا النصارى ) !!! فما حكم هذا القول ؟
الجواب :(1/766)
إذا كان يعتقد أن دينهم صحيح وأن مذهبهم صحيح وأنهم على حق وأنه يوافقهم في دينهم فهذا كفر وردة ، وأما لو قال : ( إخواننا النصارى ) غلطة أو سبقة لسان أو خطأ أو له شبهة فقد لا يكفر ؛ فهذا فيه تفصيل .
السؤال السادس والعشرون :
ما حكم من يقول : ( إن الشخص إذا لم يكفر النصارى لعدم بلوغ آية سورة المائدة : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ...) فإنه لا يكفر حتى يعلم بالآية ) ؟
الجواب :
هذا فيه تفصيل ؛ إذا كان هذا الشخص لا يعلم أن النصارى على باطل فهذا لابد أن تقام عله الحجة ؛ أما إذا كان يعلم أنهم على باطل وأن الله كفَّرهم ولا تخفى عليه النصوص فهو كافر ؛ لأنه لم يكفِّر المشركين .
السؤال السابع والعشرون :
ما الدليل على مشروعية شروط شهادة : أن لا إله إلا الله ، من العلم والانقياد والصدق والإخلاص والمحبة والقبول واليقين ، وما الحكم فيمن يقول ( تكفي شهادة أن لا إله إلا الله بمجرد قولها دون هذه الشروط ) ؟
الجواب :(1/767)
سبق بيان أن كلمة التوحيد لابد لها من شروط وأن هذه الشروط دلَّت عليها النصوص ؛ قال - صلى الله عليه وسلم - : (( من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة )) وفي بعض الروايات : (( صدقاً من قلبه )) وفي بعضها : (( وكفر بما يعبد من دون الله )) والانقياد لابد منه ؛ لأنه لابد من العمل لأن هذه الشروط تقتضي الانقياد وكذلك القبول ، فهذه الشروط التي دلَّت عليها النصوص من الإخلاص وعدم الشك والريب والصدق واليقين ؛ هذه تستلزم القبول والمحبة ، فدلَّت هذه النصوص على أن هذه الشروط لابد منها فمن قال : لا إله إلا الله بلسانه ولم يلتزم بشروطها من الإخلاص والصدق والمحبة والانقياد فهو مشرك والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرُم ماله ودمه وحسابه على الله )) وهذا لم يكفر بما يعبد من دون الله ومعنى ذلك أنه لم يأت بهذه الشروط فانتقضت هذه الكلمة حيث قالها بلسانه ونقضها بفعله ؛ لأن ( لا إله إلا الله ) معناها : لا معبود بحقٍّ إلا الله ، فإذا عبد غير الله نقض هذه الكلمة ؛ وكذلك إذا قال : ( لا إله إلا الله ) عن كذب ولم يقلها عن صدق فهذا منافق ؛ كفَّره الله تعالى بقوله ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) وقال تعالى : ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) فتبين بهذا أن هذه الشروط دلَّت عليها النصوص وأنه إذا انتفت هذه الشروط فلابد أن يقع في الشرك ؛ والمشرك كافر بالكتاب والسنة والإجماع قال تعالى : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) وقال : ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) وقال : ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ(1/768)
فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً ) وقال : ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)وقال : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) وقال : ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) فإذا لم يلتزم بهذه الشروط وقع في الشرك وإن قالها ولم ينقد لحقوقها صار مشركاً أيضاً ؛ لأنه صار معرضاً عن دين الله ، فتبين بهذا أن هذه الشروط دلَّت عليها النصوص وأن هذه الكلمة لابد فيها من هذه الشروط وإلا فلا فائدة منها .
السؤال الثامن والعشرون :
نرجو تفسير قوله تعالى : ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ ...) الآية تفسيراً مفصَّلاً مع بيان حكم الإكراه في هذه الآية ؟
الجواب :
هذه الآية بيَّن الله تعالى فيها أنَّ من كفر بالله من بعد إيمانه فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم لأنه استحب الحياة الدنيا على الآخرة ويشمل ذلك :
- من كفر بالله جاداً وقاصداً .
- ويشمل من كفر بالله هازلاً ولاعباً وساخراً .
- ويشمل من كفر بالله خائفاً .
- ويشمل من كفر بالله مكرهاً واطمئن قلبه بالكفر .(1/769)
لأن الله تعالى لم يستثنِ من الكفر إلا من فعل الكفر مكرهاً واطمئن قلبه بالإيمان ؛ وبيَّن الله أن ماعدا هذا الصنف من الناس فإنه يكون كافراً لأنه مستحبٌ للحياة الدنيا على الآخرة ؛ فمن كفر بالله قاصداً فقد استحب الحياة الدنيا على الآخرة ؛ ومن كفر هازلاً فقد استحب الحياة الدنيا على الآخرة ؛ ومن كفر خائفاً فقد استحب الحياة الدنيا على الآخرة ؛ ومن كفر مُكرهاً واطمئن قلبه بالكفر فقد استحب الحياة الدنيا على الآخرة ؛ قال تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) فلا يهديهم الله لكفرهم وضلالهم نسأل الله العافية .
السؤال التاسع والعشرون :
هناك من يفرِّق بين الإكراه بالقول والإكراه بالفعل ويقول الآية جاءت في الإكراه في القول فقط وأما الفعل فلا إكراه فيه ؟
الجواب :
الصواب أنه لا فرق بينهما مادام أن الإكراه مُلجئٌ لا اختيار له فيه ؛ كأن يضع ظالم السيف على رقبته ويقول : اسجد للصنم وإلا قتلناك ، لكن المُكره بالفعل ينبغي له أن ينوي بعمله التقرُّب لله ؛ فمثلاً : إذا أُكره للسجود للصنم فإنه ينوي السجود لله ؛ لأنهم لا يملكون قلبه وتكون الصورة صورة السجود للصنم وقلبه مطمئنٌ بالإيمان فلا يضره ذلك .
السؤال الثلاثون :
ما حكم موالاة الكفار والمشركين ؟ ومتى تكون هذه الموالاة كفراً أكبر مخرج من الملة ؟ ومتى تكون ذنباً وكبيرة من كبائر الذنوب ؟
الجواب :(1/770)
موالاة الكفار والمشركين إذا كان ذلك تولياً لهم فهو كفر وردة وهي محبتهم بالقلب وينشأ عنه النُصرة والمساعدة بالمال أو بالسلاح أو بالرأي قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وقال الله تعالى : ( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) وقال تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ...) الآية ، فتولي الكفار كفر وردة ؛ لأن أصل التولي المحبة في القلب ثم ينشأ عنها النُصرة والمساعدة .
أما الموالاة فهي كبيرة من كبائر الذنوب وهي معاشرة الكافر ومصادقتهم والميل إليه والركون إليه ومساعدة الكافر الحربي بأي نوع من أنواع المساعدة ولهذا ذكر العلماء أنه لو ساعده ببري القلم أو بمناولته شيئاً يكون هذا موالاة ومن كبائر الذنوب ، أما الكافر الذمي الذي بينه وبين المسلمين عهد فلا بأس بالإحسان إليه لكن الكافر الحربي لا يُساعد بأي شيء ، والمقصود أن التولِّي الذي هو المحبة والنُصرة والمساعدة كفر وردة وأما الموالاة والمعاشرة والمخالطة في غير ما يرد من يأتي إلى ولاة الأمور من الرسل وأشباههم مما تدعوا الحاجة إليه فهذا كبيرة من كبائر الذنوب .
السؤال الحادي والثلاثون :
ما هي نصيحتكم لطلبة العلم لمن أراد ضبط مسائل التوحيد والشرك ومسائل الإيمان والكفر ؟ وما هي الكتب التي تكلمت عن هذه المسائل وفصَّلتها ؟
الجواب :(1/771)
نصيحتي لطلبة العلم العناية بطلب العلم والحرص عليه وحضور حلقات ودروس العلماء وقراءة الكتب النافعة ككتب الإمام محمد بن عبدالوهاب وأئمة الدعوة وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم ، والشيخ محمد بن عبدالوهاب له رسالة في كفر تارك التوحيد اسمها (( مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد )) وكذا (( الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة )) لعبد الله بن محمد بن عبدالوهاب ؛ وابن القيم له مؤلفات كثيرة في هذا ، وشيخ الإسلام بيَّن كثيراًََ من ذلك في الفتاوى والعلماء في كل مذهب فالحنابلة والشافعية والمالكية والأحناف يبوِّبون في كتب الفقه باباً يسمونه : باب حكم المرتد ؛ وهو الذي يكفر بعد الإسلام ؛ ويذكرون أنواعاً من الكفر القولية والفعلية والاعتقادية فينبغي الرجوع إليها ، ومن أكثر من كتب في هذا من الأنواع الأحناف فقد كتبوا في باب حكم المرتد أنواعاً كثيرة قد يوصلونها إلى أربعمائة مكفِّر وذكروا أن من أنواع الكفر : تصغير المسجد أو المصحف على وزن مسيجد أو مصيحف فينبغي لطلبة العلم أن يعتنوا بهذا ؛ وكتاب (( الدرر السنية في الأجوبة النجدية )) فيها مجلد أيضاً في الكفر وأنواعه ، والمصادر والمراجع متوفرة والحمد لله .
السؤال الثاني والثلاثون :
ما حكم من يقول : ( ليس هناك تكفير للمعين مطلقاً ) ؟
الجواب :
هذا ليس بصحيح ؛ المُعيَّن يُكفَّر ، نحن نكفِّر اليهودي بعينه والنصراني بعينه ومن قامت عليه الحجة يكفر بعينه ، لأن معنى هذا الكلام وهو عدم تكفير المُعيَّن أنه لا يكون هناك كافر ؛ ومن قامت عليه الحجة ممن فعل الكفر والنصراني واليهودي والوثني يكفَّرون ومن كانت عنده شبهة فإنها تزال الشبهة .
السؤال الثالث والثلاثون :
هل يعذر الذي يدعو غير الله أو يستغيث بغير الله لجهله ؟
الجواب :(1/772)
سبق أن تكلمنا على مثل هذا وأن الأصل أنه لا يعذر إذا كان يعيش بين المسلمين وبلغته الدعوة ولكن إذا كان يُلبَّس عليه بسبب علماء السوء وعلماء الباطل فإنه يزال عنه الشبهة ويبين له والأصل أن هذا إنما هو في أهل الفترة ، أما بعد مبعثه - صلى الله عليه وسلم - ومن يعيش بين المسلمين فالأصل أنه لا يعذر ومن يدعو غير الله أو يستغيث بغير الله في الغالب أنه يدعو عن عناد وأنه لا يجهل هذا .
السؤال الرابع والثلاثون :
هل هناك فرق بين من يحب الكفار لدينهم ومن يحب بعض الكفار لدنياهم ؟
الجواب :
إن كان يحبهم لدنياهم محبة طبيعية كأن يكون قريبه أو لأجل مال فهذه موالاة ؛ وإن أحبهم لدينهم فهذا كفر وردة .
السؤال الخامس والثلاثون :
نرجو التفصيل في مسألة العذر بالجهل ؟
الجواب :
مسألة العذر بالجهل بيَّنها العلماء - رحمهم الله – وفصَّلها ابن القيِّم - رحمه الله – في طريق الهجرتين وفي (( الكافية الشافية )) وذكرها أئمة الدعوة كالشيخ عبدالله أبابطين وغيرهم وذكر ابن أبي العز شيئاً منها في (( شرح الطحاوية )) وخلاصة القول في هذا : أن الجاهل فيه تفصيل : فالجاهل الذي يمكنه أن يسأل ويصل إلى العلم ليس بمعذور فلابد أن يتعلم ولابد أن يبحث ويسأل ، والجاهل الذي يريد الحق غير الجاهل الذي لا يريد الحق ، فالجاهل قسمان :
الأول : جاهل يريد الحق .
والثاني : جاهل لا يريد الحق ؛ فالذي لا يريد الحق غير معذور حتى ولو لم يستطع أن يصل إلى العلم ؛ لأنه لا يريد الحق ، أما الذي يريد أن يعلم الحق فهذا إذا بحث عن الحق ولم يصل إليه فهو معذور ، والمقصود أن الجاهل الذي يمكنه أن يسأل ولا يسأل أو يمكنه أن يتعلم ولا يتعلم فهو غير معذور؛ أما الجاهل الذي لا يمكنه أن يتعلم فهو على قسمين :
- جاهل لا يريد الحق فهو غير معذور .
- وجاهل يريد الحق ثم بحث عنه ولم يحصل عليه فهذا معذور ، والله أعلم .
السؤال السادس والثلاثون :(1/773)
هل هناك فرق بين المسائل التي تخفى في العادة وبين التي لا تخفى كمسائل التوحيد ؟
الجواب :
نعم ، الجهل الذي يعذر فيه الجاهل لا يعذر في الأشياء الواضحة ؛ إنما الجاهل الذي يُعذر يُعذر في الأشياء التي تخفى على مثله ؛ فلو كان هناك إنسان يعيش بين المسلمين ثم فعل الزنا فلما عوقب قال : إني جاهل ؛ فلا يقبل منه لأن هذا أمرٌ واضح ؛ أو تعامل بالربا وهو يعيش بين المسلمين لا يقبل منه أو عبد الصنم وهو يعيش بين المسلمين في مجتمع موحِّد لا يقبل منه ؛ لأن هذا أمر واضح ، لكن لو أسلم كافر في مجتمع يتعامل بالربا ويرى الناس يتعاملون بالمعاملات الربوية ثم تعامل بالربا وقال إنه جاهل ؛ فهذا مثله يجهل هذا الشيء ، أو نشأ في بلاد بعيدة ولم يسمع بالإسلام وليس عنده وسائل هذا معذور ، أما الإنسان الذي يفعل أمراً معلوماً واضحاً وهو بين المسلمين فهذا لا يُعذر ، فلابد أن تكون المسألة التي يُعذر فيها دقيقة خفية تخفى على مثله ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين في قصة الرجل الذي أمر أهله أن يحرقوه وجمع أهله حينما حضرته الوفاة وقد كان مسرفاً على نفسه فجمع أولاده عند وفاته وقال : أي أبٍ كنت لكم ؟ فأثنوا خيراً ، فقال لهم :إنه لم يفعل خيراً قط وإن الله إن بعثه ليعذبنه عذاباً شديداً فأخذ المواثيق على بنيه أنه إذا مات أن يحرقوه ثم يسحقوه ثم يذروه في البر ؛ وفي بعض الروايات يذرُّوا نصفه في البر ونصفه في البحر وقال : لئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذاباً شديداً ففعلوا به ذلك ؛ وفي الحديث أن الله أمر كلاً من البر والبحر أن يجمع ما فيه وقال الله له : قم فإذا هو إنسانٌ قائم فقال له : ما حملك على ذلك ؟ قال : خشيتك يا رب ؛ فرحمه الله ، وهذا الحديث فيه كلام لأهل العلم فبعض العلماء يقول : هذا في شرع من قبلنا ، وأُجيب بأجوبة ولكن أصح ما قيل فيه ما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية : أن هذا الرجل إنما فعل ذلك عن جهل وأنه ظن أنه يفوت الله إذا وصل(1/774)
لهذه الحالة ، فالرجل غير منكر للبعث وغير منكر لقدرة الله وهو يعلم أنه لو تُرِك ولم يُحرق ولم يُسحق فإن الله يبعثه ؛ يعتقد هذا ، لكنه أنكر كمال تفاصيل القدرة وظن أنه إذا وصل لهذه الحالة وأُحرق وسُحق وذُرّ أنه يفوت على الله ولا يدخل تحت القدرة ، والذي حمله على ذلك ليس هو العناد ولا التكذيب وإنما الجهل مع الخوف العظيم فغفر الله له ، فلو كان عالماً ولم يكن جاهلاً لم يُعذر ولو كان معانداً لم يُعذر ولكنه ليس معانداً ولا عالماً فاجتمع فيه الجهل والخوف العظيم ؛ فرحمه الله وغفر له ؛ فهذه مسألة خفية دقيقة بالنسبة إليه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،
---
(1/775)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن
---
الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن
---
أبو حسن الشامي
07-05-2003, 01:58 PM
الأخوة الأحبة
الأخوة الذابّين عن منهج أهل السنة والجماعة وعقيدتهم
بشرى لكم ...
لقد أصبح بإمكانكم تحميل كتاب
الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن
من على موقع جمعية السراج
http://www.asseraj.net
تجدوه على الصفحة الرئيسية وهو عبارة عن ثمانية ملفات PDF
وهو كتاب قيم ومفيد جدا، مليء بالنقول السلفية ..
أحدث ضجة في لبنان عند ظهوره، وأغاظ أعداء أهل السنة والجماعة وخصوصا الأحباش
لا تنسوا مؤلفه من دعائكم ولا تنسوني أنا كذلك ..
إليكم روابط أجزاء الكتاب الثمانية :
http://www.asseraj.net/pdflibrary/ISBTULU1.PDF
http://www.asseraj.net/pdflibrary/ISBTULU2.PDF
http://www.asseraj.net/pdflibrary/ISBTULU3.PDF
http://www.asseraj.net/pdflibrary/ISBTULU4.PDF
http://www.asseraj.net/pdflibrary/ISBTULU5.PDF
http://www.asseraj.net/pdflibrary/ISBTULU6.PDF
http://www.asseraj.net/pdflibrary/ISBTULU7.PDF
http://www.asseraj.net/pdflibrary/ISBTULU8.PDF
---
(1/776)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير البيضاوي
---
تفسير البيضاوي
---
العيدان
10-29-2003, 03:36 PM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إخوتي الفضلاء ..
مار أي المشايخ الفضلاء في تفسير البيضاوي ، وهل يصلح للطالب المتوسط؟
و ما أفضل طبعاته ؟
و ما أفضل حواشيه وشروحه ؟
تقبل من الجميع الصيام والقيام واستعملنا في طاعته ..
---
عبدالرحمن الشهري
11-05-2003, 03:14 AM
أخي الكريم العيدان وفقه الله
تفسير البيضاوي (أنوار التنزيل) من أشهر كتب التفسير ، ومؤلفه أصولي مشهور ، تعد كتبه في الأصول وكتابه هذا في التفسير من الكتب التي كثر اشتغال العلماء بتدريسها وشرحها والتعليق عليها منذ صدورها وحتى وقتنا هذا.
وتفسير البيضاوي دقيق العبارة ، ينتفع به الطالب المتوسط إن شاء الله إذا وجد من يحل له عباراته لدقتها ، وقد كتبت عليه مئات الحواشي والتقريرات ، بل هو أكثر كتاب كتبت عليه الحواشي. حتى إن بعض العلماء ذكر أنه مر زمن على العلماء في الدولة العثمانية ، لم يكن يمنح الطالب إجازة للتعليم والتدريس حتى يكتب حاشية على تفسير البيضاوي. ولذلك تجد الآن مئات المخطوطات لحواشٍ على تفسير البيضاوي. وهناك حاشية للسيوطي على تفسير البيضاوي.
فهو كتاب نافع مفيد مع التنبه لما أول فيه البيضاوي رحمه الله من آيات الصفات.
والكتاب قد وضعه مؤلفه ليكون جامعاً لكتب التفسير قبله ، وقد اختصر فيه تفسير الزمخشري ، وأبعد منه الاعتزاليات التي في الكشاف ، وإن كان قد تأثر به في بعض المواضع ، وقلده في أخطائه.
كما انتفع بكتاب الرازي (مفاتيح الغيب) ولا سيما في الآيات الكونية ، والمباحث الكلامية.
وأما طبعاته فليس له إلى الآن طبعة متقنة ، مع كثرة طبعاته ، فأيها أخذت فهي سواء ، إلا ما كان من جودة ورق أو تجليد.(1/777)
وقد أثنى عليه عدد من العلماء من المتقدمين والمتأخرين. وقد أخبرني أخي أبو مجاهد العبيدي بأن الشيخ عبدالعزيز قارئ ذكره في كتابه (برنامج عملي للمتفقهين) وحاولت الحصول عليه في مكتبتي فلم أظفر به ، فلعلي أراجعه وأضيف ما فيه إن شاء الله.
وهذه عجالة كتبتها فتحاً لباب الحديث عن هذا التفسير القيم وفقك الله ولعل الإخوة يضيفون ما يثري الموضوع.
---
العيدان
11-05-2003, 02:59 PM
بسم الله ..
شكرا لك أيها الشيخ المبارك ..
---
السلامي
11-08-2003, 05:48 PM
وخير طبعاته طبعة دار صادر بتحقيق محمود الأرناؤوط
---
(1/778)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > افتراع المعاني (مقالة مهداة إلى المشرف العام بمناسبة حصوله على الدكتوراه)
---
افتراع المعاني (مقالة مهداة إلى المشرف العام بمناسبة حصوله على الدكتوراه)
---
ابن الشجري
10-25-2005, 06:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وآله وسلم وبعد
فإن العلم نور من الله يهبه لمن يشاء من عباده المؤمنين ، ولاشك أن من أشرف العلوم علوم كتابه تعالى لشرف المعلوم ، وكم يغبط من فتح الله عليه في باب التفسير وفهم كلام العزيز الخبير ، فمع كثرة كتب التفسير وتنوع أساليبها ، إلا أن الكتب التي تقرأ فيها وتشعر أنك تقرأ تفسير كلام الله قليلة جدا ، ومن يكتب في بيان علوم هذا العلم ويقربها للناس ويحاول تجديد ما درس من رسومها أقل من القليل ، ولاحول ولا قوة إلا بالله .
ومن نعم الله علينا التي يكل الذهن عن تصورها وحصرها ، نعمة الحاسوب وهذه الشبكة العنكبوتية التي تقرب لك البعيد ، وتدنيك من الشارد الغريب ، فتتناول أي كتاب أردته في أي مكان عرفته أو لم تعرفه بنقرة صغيرة من أنملة ضعيفة في أقل من طرفة عين ، لا أقول فواق ناقة أو ناقتين .
فسبحان الله العظيم ، والحمد لله رب العالمين ، حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيد فضله ، على ما سخره لنا ، ووهبه وفتح به على الناس ، ولكن أكثر الناس لايشكرون .
أرأيتم هذا الملتقى العلمي وغيره من المنتديات والملتقيات ، وكيف تكتب فيها ماشئت في أي ساعة أردت ، دون حاجة لحبر أو قرطاس ، أو ناسخ أو ناشر ، يوم كانت الناس تفتقد اللخاف والكاغد ، والجلد والعظم ، لتسطير كلامها ، ورصف منثورها و منظومها ، اللهم إني لنعمك من المقرين فاجعلني بمنك لها من الشاكرين ، وجنبني مزالق الطلبة والكاتبين .(1/779)
لقد انتفعت كما انتفع سواي بكثير مما يكتب في هذا الملتقى ، من علماء فضلاء ، وأدباء نبلاء ، فأراه كل يوم ينمو ويكبر ، عهدي به في المهد رضيعا ففطيماً ، وإذ به مع الأيام يافعاً حزوَّراً ، وقريبا يبلغ الأشد ، وتكثر فيه الأسد ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
ومع هذا كله فإني أرى أقلاماً تريد أن تشب عن الطوق ، وتتزبب قبل أن تتحصرم ، وتخترع الرأي الفطيرَ ، والكلام المبتسر ، وإنه لأمر جلل مع كلام الله رب العالمين .
سمعنا عن فقهاء قالوا بما لم يقل به قبلهم أحد من العالمين ، فما هالنا الأمر وما استعظمناه لما للرأي من مجال واسع ومسلك وعر تزل فيه الأقدام ، وتتفاوت فيه القرائح والأفهام ، فكم من رأي إذا سمعته طنت منك الأذنان وقلس الخاطر وانقبضت الوجنتان ، كقول من قال بوجوب غسل السواد والبياض من العينين ، وجواز أكل الثلج للصائم لأنه ليس أحد المطعومين ، وجواز سماع المعازف وطرق الدف باليدين ...، ثم لا تتمالك إلا أن تترحم على القائل وتستغفر له .
وقد نقبل هذا من محدث نحرير يضعف ماصححه البخاري أو يصحح ما ضعفه أبو زرعة الرازي ، نعم ... فمازال مجال التصحيح والتضعيف ذا سعة ، وإن خالف في هذا ابن الصلاح رحمه الله ومن معه ، فالأمر لم يصل بعد للتعرض للوحين ، وإنما كان هذا لتفوات النقل عن حال الراوي وما ينظر به كلا الفريقين ، كما فعل الدارقطني رحمه الله ، في إلزاما ته وتتبعا ته لما في الصحيحين .
وكم نطرب ونهتز لشاعر مفلق يفترع الأبكار من المعاني ، ويصوغها لنا في أجمل المباني ، ونأنس بهدير خطيب مصقع يحيي أصوا ت المنابر ويستحلب الدمع من المحاجر والمآقي ، ونسعد بكاتب أو ناثر يوشي حديثه بخرائد الألفاظ وبديع المعاني .(1/780)
مع أن الجم الغفير من النقاد لايعولون كثيرا على المعاني السائرة ، أكثر من تعويلهم على ماصيغت فيه من حلل مبتكرة باهرة ، وإليك ما قال أبوهلال رحمه الله في الصناعتين : ( وليس الشأن في إيراد المعاني ، لأن المعاني يعرفها العربي والعجمي والقروي والبدوي ، وإنما هو في جودة اللفظ وصفائه ، وحسنه وبهائه ، ونزاهته ونقائه ، وكثرة طلاوته ومائه ، مع صحة السبك والتركيب ، والخلو من أود النظم والتأليف ، وليس يطلب من المعنى إلا أن يكون صوابا ، ولايقنع من اللفظ بذلك حتى يكون على ما وصفناه من نعوته التي تقدمت ) أهـ (1)
فأنت ترى في هذا النص من كلام العسكري رحمه الله ، ومن قال بمثل قوله كالجاحظ من قبله ، وهو رأي الجمهور من أهل البيان من بعده ، أنهم في بابي النثر والشعر لا يعولون في النقد على المعنى أكثر من تعويلهم على اللفظ ، وهي قضية محل بحث ودرس بين الأدباء من عصور متقدمة حتى يومنا هذا . (2)
وكم تطالعنا كتب التاريخ ودواوين الأدب وتحدثنا عن عزيز النظم ومنثور الكلم ، فكم بنا بيت من الشعر بيوتا من مدر ، وكم من حكمة أومثل سائر نثر الدر في جيب كثير من البشر ، وكم أعتق به من الرقاب ، واستنزلت به الكرام كما يستنزل القطر من السحاب ،ولاتعجب ...، فلربما نكست الأعلام بالأقلام وملكت الأصقاع بالرقاع .
وليس مرادي تقرير أي الرأيين أصوب في هذا الباب ، إنما أردت أن أبين أن احتفال أهل اللسان بالمعاني لايعدل احتفالهم بجودة اللفظ وحسن سبكه ورصفه ، فكيف يحفل من يحفل بالمعنى الخطير في تفسير آية ، أو ابتكار معنى لها لم يسبق إليه ؟.
لا ياسادة ياكرام ، قد نقبل هذا في أي باب من أبواب العلم ، أما مع كلام الله وتفسيره فلا وألف لا .(1/781)
أترى الف عام مرت لاتفي بهذا ؟، أم أن الأمة قد قصرت في تفسير كلام ربها وخالقها ؟، لست مع الجمود وعدم التجديد في أي فن ، فلايقول بهذا إلا بارد الطبع بليد الذهن ، لكن أقول : أن كتاب الله ليس مجال التلاعب بالعبارات وتفخيم العناوين ،أو سرور بسبق علمي في فهم مفردة أو تفسير آية ، أومرتع للفكر في الكتابة واكتشاف المواهب الذهنية والقدرات العقلية واللسانية ، لا أيه الإخوة الكرام .
فكلام الله يجب أن يصان عن مثل هذا ، فلا يفرح بسبق علمي لغوي أوبلاغي أو نحوي تفسيري في كلام الله إلا من اختلط ذهنه وأيس منه أهله ، ومن رام تجديدا في هذا قلنا له :
ماذا بعشك ياحمامة فادرجي ! .
وقديما ذم تفسير القرآن بالرأي ، فكيف بابتكار مالم يسمع به الرازي أو الزمخشري ومن على شاكلتهم ، أو سار سيرتهم ، اللهم إلا رجل أتانا على قوله بشاهد صدق وحجة دامغة أوسلطان مبين .
كم مرة تمر علي وأنا أفكر في توقف كبار الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ، عن تفسير مفردة قرآنية ، كما يذكر عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وهل سائر الصحابة إلا من بعدهم ، مع أنهم أهل القرآن واللسان ، بل في اللسان يحتج بهم لا لهم ، فما نزل القرآن إلا بلغتهم وعلى سمعهم ، ودونك أول مفردة قرآنية في أي معجم لغوي ، ستجد أنها خير شاهد لي على ما ذكرت .
وسار من بعدهم أئمة كبار هالهم الإقدام على أقل مما ترانا نهجم عليه اليوم هجوما ، ونفتخر بفض خاتمه للناس ، ودونكم إمام العربية وراوي أيامها وأشعارها عبد الملك بن قريب الأصمعي رحمه الله ، مع دماثة خلقه ولين طبعه ، واسترساله للمجالس ومخالطة الناس ، إلا أن عجبك لا ينقضي إذا علمت أنه كان من أبعد الناس عن تفسير مفردة قرآنية ، وهل المعاجم العربية إلا عالة على ما روي عنه في باب أخبار العرب وأيامها وأشعارها وكلامها ، رحمه الله وبرد مضجعه .(1/782)
ألا تقرأ ون يا قوم ترجمة هذا الحبر محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي رحمه الله ، فما من آية في كتبا الله إلا وقد درسها على حدة ، وما من آية إلا وقد جمع لها كل كلام من تقدم قبله من أهل التفسير ، ثم ماذا ؟.
هل أشتهر بقول فطير أو رأي تفسيري مبتسر ، سبحانك ما علمنا هذا عنه ، وما شهدنا إلا بما علمنا من تفسيره للقرآن بالقرآن ، وخوفه من أن يشذ بما لم يعهد من قول مسبوق خطير الشأن ، وأمثاله بحمد الله من أهل العلم في كل زمان .
فهلا حاسب كل كاتب نفسه في اختياره لعنوان مكتوبه ، وهلا وقف مع نفسه قبل طرحه في هذه الصفحات وعلى مشهد من الناس فطيرمكنونه، وهلا حاسب نفسه قبل أن يتشدق بابتكاره لهذا المعنى أو ذاك ، وبحث له عن إمام معتبر يستأنس به وإن كان قولا مرذولا منسيا ، فربك يحي الموتى وهو على كل شئ قدير.
صدقوني ليست القضية هي النقد هنا ، لكن القضية هي السؤال غدا ( هناك ) ! .
ألا لايظنن ظان بي مالست به ، من تنفير من التجديد في ماهو من بابه ، لكن ليأت هذا الأمر من بابته ، فحسبنا ماوسع من قبلنا ، وليتنا نأتي على شئ مما أتوا عليه وتركوه لنا ، ولانفرح بمالم يعرجوا عليه ، والله لايحب الفرحين .
وإني أضرب لكم مثلا برجل رشيد ، أحسبه والله حسيبه ممن لديه محاولات ولمسات تجديدية لما درس من علم التفسير وعلومه ، لمست هذا في جوانب عديدة في بعض ماكتبت يداه ، وفي مايحاول به من انتصابه لتعليم كتاب الله في حمله عصا تسياره هنا وهناك ، ألا وهو الشيخ د / مساعد الطيار ، وإني أدعو الله أن يحيي على يديه وإخوانه من علماء التفسير كالشيخ د/ عبدالرحمن البكري ، مادرس من رسوم هذا العلم ، فكفى به تجديدا ، وكفى به شرفا مجيدا .(1/783)
ومازلنا ونحن بالمغرب نسمع أن هناك رجل بالمشرق يقال له د/خالد السبت ، يحاول كذلك شق هذا الطريق ، وإن نسيت فلن أنسى العالم الفذ د/ فاضل السامرائي ، فلله هو وإخوانه ما أعظم أثرهم على الخلق ، وما أجمل سيرتهم بين الناس ، ومن نسيت ذكره من أهل الفضل فلن يضره بحمد الله نسياني .
ففي محدود علمي أن علم التفسير خاصة ، لا يحتاج في هذا الزمن أكثر من السعي لنشره بين الناس ، والتصدر لتعليمه وتقريب علومه ، وإحياء درسه بين طلاب العلم ، وإزالة النفرة الشديدة بين الناس وكتب التفسير .
ألا إن في إقبال الناس وطلاب العلم خاصة على تعلم علم التفسير وعلومه ، لفتحا وتجديدا لما درس من معالمه مع الأيام والليالي . ومن رام تجديدا فليحاول في هذا الباب لعل وعسى .
ليس على الله بمستكثر *** أن يجمع العالم في واحد
*أين هم أساتذة التفسير وكراسيه الذين أثقلوا تلك الكراسي ، ولم نرهم خلف سارية أو في زاوية من بيوت الله يعلمون كتاب الله ؟، أم أن الأمر كما قال لي أحد الأخوة التلاد ، لطالما هالنا ونحن نجلس على كراسي الدرس أيام الطلب ، ونسمع ممن كان وظيفه لتعليم التفسير وعلومه ما يهول العقل ، من أسماء طنانة رنانة ، كالأخفش والزجاج والنحاس وقتادة ... ، حتى إذا عدلت بأحدهم عن مقرر التعليم ، أخذ بك ذات اليمين وذات الشمال ، وعلمت أنه ليس له من علمه إلا حرف الدال ، ومثلهم أساتذة في النحو والأدب والفقه والحديث ، اللهم إلا ثلة قليلة ألقت معاطفها وألقابها التي أثقلتها وأعمتها فنفعها الله ونفع بها .(1/784)
وإني لأعد مثل هذا الملتقى التفسيري ، من المشاريع التي يجب أن تتكاتف لها الجهود ، وتتظافر لها الطاقات والهمم ، حتى يتم المبتغي وينال المراد من إحياء هذا العلم الشريف ، فهذه دعوة صادقة أشد بها يدي إخواني من طلاب العلم ، لسقي هذه البذرة الطيبة ، التي نبتت في أرض صالحة تتلاقح فيها العقول وتتقادح , فلعل الله يهيئ من ذلك ثمرة يقطف جناها الناس ولو بعد حين ، وما يدريك فالله ذو الفضل العظيم .
ومع أن الكلام له ذيول طويلة ، إلا أني آثرت الإيجاز حياء من أهل التفسير وظنا بوقتهم الخطير ، وللحر كان طرق العصا ، فماكتبت إلا تذكيرا لي ولإخواني الذين نأنس بما أبدعته لنا أناملهم في جوانب عديدة في هذا الملتقى ، وقد فضلت عدم التعرض بتصريح أو تلويح لبعض الأسماء التي دعتني لكتابة ماكتبت ، لعلمي أن الكمال عزيز وأن الناقد بصير ، وأن ماذكرته ماهو إلا زلة مغمورة في بحر ما سطروه ، وما أنا إلا منهم وبهم ، ومن كان لك أكثره فليكن في هذا مايدعوك للتغاضي عن أيسره ، فليتقبلوا ماذكرته بصدر رحب ، ولهم غنمه وعلي غرمه .
وفق الله الجميع
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتاب الصناعتين للعسكري رحمه الله .
(2) ينظر (قضية اللفظ والمعنى ونظرية الشعر عند العرب) للدكتور أحمد الودرني .
*********
إهداء
وختاما فإني أسوق هذا المقال على عوره تهنئة لزينة الملتقى وقرة عينه ، لحصوله على إجازة العالمية العالية ( الدكتوراة ) ، ولقد زورت في نفسي وحبرت مقالا بهذه المناسبة ، وشيته بحلل القريض والتقريض ، ثم عدلت عن ذلك وماكان عدولي بحمد لله لعجز أو فتور ، إنما خشية من عتاب أو نفور ، وصدقوني جميعا إن من دواعي تأخرنا كأمة عربية مسلمة ، عدم قولنا للمحسن أحسنت حتى يعلم إحسانه ، وللمسيئ أسأت فيحذر الغمر إساءته ، حتى أصبحت الدنيا كلها حظوظ وفتون ، فقصر المبدع واستشرى من كان دون .(1/785)
لقد أحسنت أباعبدالله ثم أحسنت ثم أحسنت ، حتى لم تدع لمستزيد أو مزيد مايزيد.
أحسنت أولا : في اختيار الموضوع وهذا العنوان الفخم الذي هو لك وأنت له .
وأحسنت ثانيا : في هذا الإتقان العجيب في خطة البحث واستقصاء كل جوانبه .
وأحسنت ثالثا: في هذا الأدب الجم الذي بلغنا عن جلسة المناقشة ، وكم كان يحف نسيمها من علم وافر وأدب عال .
فلا أقول : إلا أحسن الله إلى تلك الأقلام كما أحسنت إليك وقدرت جهدك وثمنت رسالتك ، فأعطتها ما تستحقه من تشريف وامتياز.
حتى كان حديثكم كله إحسان مع إحسان ، وكاد يختلط على جليسه الحبلان ، و يتيه سامعه في التفريق بين من هو الباحث والمناقش والمشرفان ، لحسن ماكان في ذاك المجلس من درر وفوائد مستغربة عن مثل هذا الميدان ، وهذا والله مايغبط له أهل القرآن ، فبارك الله لك فيما أعطاك وجعله سبب رفعتك في دنياك وأخراك .
هذا ولو كنت أملك من الأبل هنيدة أو مدفئة لسقت إليك أبا عبدالله كرامها ، وأراك في قبولها صاحب الفضل ، ولكن أحسب القائل : أكرم الهدايا علم نافع ، ونصيحة موثوق بها ، ومدحة صادقة ، قد أحسن لي بجميل العذر.
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2005, 01:58 PM(1/786)
اللهم اغفر لأخي ابن الشجري ، وأجزل عطائه على حسن ظنه بأخيه ، وإن كان قد بالغ فأثنى عليه بما ليس فيه ، وقد سرني هذا المقال لما فيه من الدرر والعيون ، وأثقلني هَمُّ الرد عليه لِكثرةِ ما عليَّ من الديون ، غير أنَّ فرحي بهِ غلبَ همَّ جوابهِ ، لعلمي بكثرة طلابه ، فقد عزَّ في زماننا هذا ذاك المقال الذي يُحتفلُ به ، ويُحرص عليه ، بعد أن كانت المجلات في منتصف القرن المنصرم تحفل بنفائس المقالات ، ودرر الأنفاس ، من أناس أعطوا الأدب والعلم حقهما ، فجاءت كتاباتهم صُوىً هاديةً على طريق الأدب ، يدرسها شداة الأدب نبراسا ، ويجعلها طالب الأدب لكتابته أساسا ، فحياك الله يا ابن الشجري ، وحيا تلك المعاهد والطروس التي راشت سهامك فأصابت مواقعها ، كما أصابت قطرات الماء مواقعها من ذي الغلة ، على حد قول القُطاميِّ :
فَهُنَّ يَنبِذنَ مِن قَولٍ يُصبِنَ به=مواقعَ الماءِ مِنْ ذي الغُلَّةِ الصّادي
وقد عزمتُ على الجواب على هذه القطعة المحبرة منذ قرأتها ، غير أن شواغل الزمان ، وخلطة الإخوان ، قد أخذت بي حتى تراخى الزمان ، وجاء رمضان ، فلم أبح لنفسي أن أشتغل بالتنميق والتوشيح ، وملاحقة الأشجان والتباريح ، ويشتغل المشمرون من المؤمنين بالتهليل والتسبيح ، وصلاة القيام والتراويح ، غير أنه ربما سمحت القريحة في وقت الانشغال ، وشحت في وقت جمام النفس وهدوء البال ، والأمر فيها لا يدرك بالقياس ، ولا يكاد يطرد فيها ما يقوله كثير من الناس ، فأما ما ذكرته عن الباحث المتفنن مساعد الطيار ، وعن صاحبه المدقق خالد السبت ، فقد أصبت الحقيقة ، ووضعت قدم طالب العلم على الطريقة ، وهناك غيرهما من العلماء والباحثين الذين بذلوا وكتبوا وحرروا في مسائل متفرقة من علوم القرآن والتفسير ، وتصدوا للتدريس في حلقات العلم في المساجد ، فنفع الله بهم طلاب العلم ، ولهم من الله أجزل الأجر والثواب ، وأسال الله أن يوفقهم للحق والصواب.(1/787)
وأما ما ذكرته عن أخيك ، وأملته فيه ، فقد نظرت – رحمك الله – إلى عملي بعين الرضا ، وأغضيت عما تعلمه من ضعفي معرضا ، وقد أَهَمَّني حسنُ ظنِّكِ ، وأعدك أن أسعى لتحقيقه بما أقدر عليه ، وقد فزعت إلى الشعر طلباً للجواب ، لعلمي بتفضيله عند أهل الآداب :
أين يا صاحبي افتراعُ المعاني ؟!= وفُؤادي في غُربَةٍ من زماني
كلُّ يومٍ يحثُّ للسَّفرِ المضـ=ـني رِكاباً ، ويسْتَقِلُّ الأماني
إنما يُبدِعُ الجديدَ خليُّ=من هُمومٍ ومُترعٌ من أَمانِ
وضليعٌ من العلوم ، وقلبٌ=عاش في عمره مع الفرقانِ
أدرك الأولونَ سِرَّ المعالي=فاستبانَتْ شَوارِدُ القُرآنِ
وأتينا على زمانٍ بخيلٍ=فبِخَلنا ، والمرءُ مثلُ الزَّمانِ
أُشغِلَ الطالبُ الحريصُ بما لا=ينفعُ العقلَ في ابتكارِ المعَاني
فركنَّا إلى حياةٍ من الزُّورِ=وعُدْنا بِحسرةِ الظمآنِ
ورضينا بالضعفِ في كُلِّ عِلمٍ=وفَرَرْنا من البُحوثِ السِّمانِ
وعرفنا الألقابَ ، لكنْ رَضينا=مِنْ بُحُورِ العُلومِ بالشُطآنِ
إيهِ يا «دالُ» كم سعينا ، ولكنْ=يَبْرُدُ الشوقُ بعد فوتِ الأَوَانِ
كم أَقَمْنا لها صُدورَ المَطايَا=وبَذَلْنا عُصارةَ الأَذهانِ
وانصرفنَا عن الجميعِ اضطراراً=وخَلَونا كَخَلْوَةِ الرُّهبَانِ
أَيُّها الكاتبُ الأديبُ ترفَّقْ=بفؤادٍ مُوكَّلٍ بالأماني
لا تلُمني وقد أَثَرتَ بِنفسي=ثَورةً مِنْ لَواعجِ الأَشجانِ
وهَزَزْتَ الفُؤادَ هَزَّاً رفيقاً=مثلَ ما هَزَّتِ الصَّبا عُودَ بانِ
فانبعثنا للشِّعْرِ لمَا سُقِينا=مِنْ أَديبٍ كأَنَّهُ الهَمَذاني
وإني أعتذر إليك ، فالقريحة - ولو كانت صحيحة- لا تفي بحق حسن ظنك ، ولكن خذ ما سمح به الخاطر المكدود ، والجود من الموجود.
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2005, 02:05 PM(1/788)
أردنا التخفيف من بعض ما سطره الإخوة الفضلاء تعقيباً على هذه المقالة الماتعة لأخي العزيز ابن الشجري فحذفت المشاركة برمتها ، فلما رجعت لكمبيوتري المحمول عثرت على المشاركة وليس فيها إلا هاتين المشاركتين ، وأعتذر أشد الاعتذار لإخواني النبلاء الذين عقبوا على هذه المطارحة العلمية الأدبية وهم د.سعيد بن متعب ، و د.خالد الشبل ، و د.أبو بكر خليل ، والأخ أبو صلاح الدين ، والأخ حسام الزهري . فمعذرة . وأسأل الله أن يجزيكم على مشاعركم النبيلة خير الجزاء ، وقد أخذنا هذا الباب مدخلاً للمطارحة الأدبية على عادة أهل الأدب ، فإننا نجد فيها متنفساً لتلك الروح الأدبية التي نحبها ، ولا نجد في واقعنا ما يشبعها ، فقد غلب على مجالس طلاب العلم حديث الحياة ، واختفى حديث الأدب والشعر مع ما اختفى من لذائذ الحياة العقلية . وقد كان عقب أخي الدكتور خالد الشبل بقوله (حين قرأتُ ما سطرَتْه يراعةُ أستاذنا الأديب ابن الشجري في أخينا الأريب د. عبد الرحمن وردَّه عليه تذكرت القصة التي ساقها أبو البركات في (نزهة الألباء) في ترجمة أبي القاسم محمود ولقائه بشيخِ الكمال، سَمِيّ أستاذنا، الشريف أبي السعادات بن الشجري، رحمهم الله، وعفا عنهم).
وما زلت أطمع من أبي عبدالله أن يضع بين أيدينا تلك القصة إن أسعفه الوقت .
---
مساعد الطيار
10-30-2005, 05:12 PM
يبدو أن الأخ خالد مشغول بإنهاء أطروحته ، أسأل الله له التوفيق والسداد ، ولا تنسوه من دعائكم ، لذا أنقل لكم ما تمناه عليه أبو عبد الله مما كان بين الزمخشري وابن الشجري .
قال أبو البركات الأنباري في ترجمة الزمخشري : (( ... وقدِم بغداد للحج ، فجاءه شيخنا الشريف ابن الشجري مهنئًا له بقدومه ، فلما جالسه أنشده الشريف :
كانت مساءلة الركبان تخبرني *** عن أحمد بن دؤاد أطيب الخبر
حتى ألتقينا فلا والله ما سمعت *** أذني بأحسن مما قد رأى بصري
وأنشد أيضًَا :(1/789)
استكبر الأخبار قبل لقائه *** فلما اتقينا صغَّر الخَبَرَ الخُبرُ
وأثنى عليه ، فلم ينطق الزمخشري حتى فرغ الشريف من كلامه ، فلما فرغ ، شكر الشريف وعظَّمه وتصاغر له ، وقال له : إن زيد الخيل دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحين بصر بالنبي صلى الله عليه وسلم رفع صوته بالشهادتين ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : يا زيد الخيل ، كل رجل وُصِف لي وجدته دون الصفة إلا أنت ، فإنك فوق ما وُصِفت ، وكذلك الشريف ، ودعا له ، وأثنى عليه .
قال : فتعجب الحاضرون من كلامهما ؛ لأن الخبر أليق بالشريف ، والشعر أليق بالزمخشري )) .
نزهة الأباء في طبقات الأدباء ( ص : 290 ـ 291 ) .
---
(1/790)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني
---
الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني
---
د عبدالله الهتاري
11-22-2006, 01:45 PM
الحمد لله أخيرا انتهيت من تأليف كتاب "الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني"
وهو الموضوع الذي أخذ مني أعواما عديدة جمعا وبحثا وتحليل ودراسة
فقد كان شغلي الشاغل مستفيدا مما قيل قديما وحديثا بالاضافة الى البحوث والدراسات المعاصرة
من لغة وبلاغة وتفاسير ودراسات نفسية مشيرا الى وجوه القرآت القرآنية ايضا
والدراسات الصوتية والأسلوبية المعاصرة
والآن اتمنى ان أوفق الى دار نشر أمينة وجادة في إخراجه الإخراج الحسن
والله الموفق لما يحبه ويرضاه
---
(1/791)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطيفة---أبو حيّان يتعقب الزمخشري
---
لطيفة---أبو حيّان يتعقب الزمخشري
---
جمال حسني الشرباتي
03-18-2006, 09:40 PM
السلام عليكم
في قوله تعالى
((فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ)11-16 البلد
من المعروف أنّ لا النافية إذا دخلت على فعل ماض تكرر كما في قوله تعالى
"({ فلاَ صَدَّق ولا صلَّى }"قال الزمخشريُّ معللا عدم تكرارها في الآية الكريمة
(: هي متكررة في المعنى؛ لأن معنى: " فلا اقتحم العقبة: فلا فكَّ رقبة، ولا أطعم مسكيناً ". ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك؟)
قال أبو حيَّان معقبا على قوله: ولا يتم له هذا إلا على قراءة: " فكّ " فعلاً ماضياً.
---
موسى أحمد زغاري
03-19-2006, 04:28 PM
إنه لمن لمن الطبيعي أن يتعقب حتى صغار الناس على العلماء .
وليس من العيب او الحرام ان ينظر كل منا فيما يقرأ ويُخضعه لمنهجه وعقله ، لا لهواه . ويُحاكمه ، فيأخذ به أو يتركه عن بينة ، وحتى ولو كان للمحققين من العلماء ، ولكن علينا ان نلتزم جانب الأدب ، وان لا نعجل بالحكم ، حتى يكون لنا من علمنا ما وصل علمهم . فقد كان للعلماء رحمهم الله منهجية خاصة يلتزمون بها ، فإذا عُلم الأصل الذي قام عليه اجتهادهم وفهمهم ، اقتربت صورة الغامض عندهم وغير المهضوم عندنا ، وانكشفت حُجب العماية ، واتضح الأمر كما الشمس في رابعة النهار .
---
الماوردي
03-20-2006, 06:12 AM
لاحظت في البحر المحيط تعقبات كثيرة من أبي حيان على الزمخشري يمكن أن تتناول بدراسة خاصة
---
جمال حسني الشرباتي
03-20-2006, 07:20 AM
فكرة ممتازة أن يفرد أحد الباحثين بحثا حول هذه التعقبات
---
روضة
03-20-2006, 08:05 PM(1/792)
هناك بعض الرسائل الجامعية التي تناولت المسائل النحوية في تفسير البحر المحيط والكشاف، منها:
الظاهرة النحوية بين الزمخشري وابي حيان: مسائل من البحر المحيط، لقاسم محمد صالح، رسالة ماجستير قدمت في جامعة اليرموك، بإشراف د.خليل عمايرة.
تعدد اوجه التحليل النحوي عند الزمخشري وابي حيان وابن هشام، لمحمود الجاسم، رسالة ماجستير قدمت في جامعة حلب، بإشراف د. أحمد محمد قدور.
---
(1/793)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تطور البحث العلمي في العصر الحديث من خلال الرسائل الجامعية[الدراسات القرآنية نموذجاً]
---
تطور البحث العلمي في العصر الحديث من خلال الرسائل الجامعية[الدراسات القرآنية نموذجاً]
---
د.عبد الله الجيوسي
02-20-2006, 09:16 AM
هذا هو ملخص بحثي وسأوافيكم بتمامه قريبا ان شاء الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
تطور البحث العلمي في العصر الحديث من خلال الرسائل الجامعية
(الدراسات القرآنية نموذجاً)
تقدم هذه الورقة تصورا واضحا للدور الذي تلعبه الرسائل الجامعية في قضايا البحث العلمي، حيث تتخذ من ميدان الدراسات القرآنية نموذجا للدراسة ، فهي تبين بداية أهمية أبحاث هذا النوع والقيمة العلمية لها، والمكانة التي تتخذها أبحاث هذا النوع، كما تسلط الضوء على المعوقات التي تواجه البحث العلمي، وتكشف عن حجم العلاقة بين البحث العلمي وبين الرسائل الجامعية،
كما تقدم الورقة تفسيرا علميا واضحا لأسباب الضعف الذي أدى إلى تدني المستوى العلمي للرسائل التي تنتجها الجامعات، وتوضح أسباب هذه المحنة، ثم تبين كيفية التغلب عليها.
ويمثل القسم الثاني من الدراسة توضيحا عمليا للنسب التي تنتجها الجامعات من الرسائل العلمية ومدى مقاربة العناوين للمضامين، كما تعطي تصورا واضحا وترسم صورة إجمالية لهذا النتاج ضمن خريطة ترسم الخطوط العامة للجامعات، وتكشف عما إذا كانت الجامعات تسير وفق خطط مدروسة أم هي العشوائية التي أفضت إلى محنة في البحث العلمي، وتقدم الدراسة أخيرا مقترحات تعين في الخروج من أزمة البحث العلمي التي تنتج عن هذا الموروث بدلا من إثرائه.
جعلتها في المطالب الآتية:
1. الرسائل الجامعية وصلتها بالبحث العلمي (أهمية أبحاث هذا النوع والقيمة العلمية لها، والمكانة التي تتخذها أبحاث هذا النوع.(1/794)
2. المعوقات التي تواجه البحث العلمي، وتكشف عن حجم العلاقة بين البحث العلمي وبين الرسائل الجامعية.
3. أسباب الضعف الذي أدى إلى تدني المستوى العلمي للرسائل التي تنتجها الجامعات.
4. توضيح عملي للنسب التي تنتجها الجامعات من الرسائل العلمية.
ومدى مقاربة العناوين للمضامين.
5. صورة إجمالية لهذا النتاج ضمن خريطة ترسم الخطوط العامة للجامعات.
6. مقترحات تعين في الخروج من أزمة البحث العلمي.
---
د . يحيى الغوثاني
02-20-2006, 04:44 PM
حيا الله الدكتور عبد الله الجيوسي
موضوعك رائع
وهكذا دوما تتحفنا بالجديد المفيد
نفع الله بك
ولا تنسانا من الدعاء
---
(1/795)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ
---
وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ
---
جمال حسني الشرباتي
02-02-2005, 09:28 PM
قال تعالى
((وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أْن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ))
أنظروا إلى قوله((أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ))والسؤال الذي يلزمه إجابةهو:
لم لم يقل "أحرص الناس على الحياة"؟؟---أي لم استخدم التنكير للفظة الحياة؟؟
قال الرازي ((وإنما قال: { عَلَى حياةٍ } بالتنكير لأنه حياة مخصوصة وهي الحياة المتطاولة ولذلك كانت القراءة بها أوقع من قراءة أبي «على الحياة»))
قال الزمخشري((فإن قلت: لم قال: { عَلَى حياةٍ } بالتنكير؟ قلت: لأنه أراد حياة مخصوصة وهي الحياة المتطاولة، ولذلك كانت القراءة بها أوقع من قراءة أبيّ «على الحياة»))
والحقيقة أن عبارة الرازي هي نفس عبارة الزمخشري---والرازي جاء بعد الزمخشري ولم يشر إلى كون العبارة للزمخشري
وكما قال العالمان فالمقصود هو الحرص على الحياة المتطاولة--أي الحرص على مزيد من الإستمرار في الحياة
ولقد وضح الجرجاني المقصود أبلغ توضيح فقال
((والسبب في ذلك أن المعنى على الازدياد من الحياة لا الحياة من اصلها وذلك لا يحرص عليه إلا الحي فاما العادم للحياة فلا يصح منه الحرص على الحياة ولا غيرها وإذا كان كذلك صار كأنه قيل: ولتجدنهم أحرص الناس ولو عاشوا ماعاشوا على ان يزدادوا الى حياتهم في ماضي الوقت وراهنه حياة في الذي يستقبل ))
__________________
---
أبو علي
02-02-2005, 10:56 PM(1/796)
حياة بدون (أل) تعني مطلق حياة ، حتى ولو كانت حياة ذل ومهانة فهم حريصون عليها .
أما (الحياة) بالتعريف (أل) لو جاءت في الآية بدل (حياة ) لكانت تعني الحياة الشريفة بعزة وكرامة.
مثل : يقتلون الأنبياء بغير (حق) = يعني بدون أي حق، بدون أدنى حق.
أما : يقتلون الأنبياء بغير (الحق) = يعني الحق والحجة التي يستحقون عليها القتل.
---
جمال حسني الشرباتي
02-03-2005, 01:33 AM
لا ينسحب مثالك على موضوعي
أعني لا دليل متعلق بالحياة نفسها ليقال أن تعريفها بأل التعريف يجعلها بمعنى الحياة الشريفة
---
(1/797)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الموسوعة الشاملة أضخم محرك بحث في الكتب الإسلامية والعربية
---
الموسوعة الشاملة أضخم محرك بحث في الكتب الإسلامية والعربية
---
أحمد البريدي
10-18-2006, 01:12 AM
الأقسام الرئيسة للبحث :
* تفاسير و علوم القرآن الكريم
* الحديث الشريف و شروحه و علومه
* علوم العقيدة و الفقه و القضاء و الفتاوى
* علوم اللغة العربية و المعاجم و كتب الأدب
* السيرة و التراجم و الأنساب و البلدان و التاريخ و الأخلاق والفهارس و الكتب العامة ..
قائمة أسماء الكتب بالموقع ( أكثر من 3.300 كتاب ) ... خزانة الكتب (لتصفح الكتب وتحميلها)
كل هذا تجده على هذا الرابط جزى الله القائمين عليه خير الجزاء :
أضخم محرك بحث في الكتب الإسلامية والعربية (http://islamport.com/)
---
عبدالرحمن الشهري
10-18-2006, 03:31 AM
الله أكبر .
ما شاء الله تبارك الله .
جزيت خيراً أبا خالد ، أسال الله أن يوفق القائمين على هذا الموقع ، وهنيئاً لهم بالأجر والدعاء . هذا مشروع علمي بحثي متميز ، أرجو أن ينفع الله به الباحثين ، وسبحان من سخر هذه الشبكة لنشر علوم الإسلام .
---
الإسلام ديني
10-18-2006, 01:34 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلا
موقع مميز
جزاك الله خيرا
/////////////////////////////////////////////////
---
عمار
10-19-2006, 12:14 AM
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المبارك.....وأحبّ أن أهدي لكم موقعا آخر...ألا وهو موقع :
مكتبة رسالة الإسلام (http://www.islammessage.com/booksww/)
---
غانم الغانم
10-19-2006, 07:32 AM
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع , فهذا التيسير من نعم الله علينا يتطلب الشكر
---
فهد الوهبي(1/798)
10-20-2006, 10:17 PM
جزاك الله خيراً يا شيخ أحمد ..
---
أبو أنس الغامدي
10-21-2006, 03:48 AM
جزاك الله خير وجعلها في ميزان حسناتكم
---
أحمد بزوي الضاوي
12-05-2006, 10:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل : أحمد بن محمد البريدي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد، فإني أشكركم على إرشادنا لهذا الموقع المتميز و المفيد ، فالدال على الخير كفاعله ، وأسأل الله تعالى أن يوفق القائمين على الموقع لما يحبه ويرضاه ، وجزاكم الله خيرا .
وتفضلوا بقبول خالص المودة و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد البريدي
12-09-2006, 02:09 PM
الأخوة الكرام : وأنتم والقائمين على الموقع جزاكم الله خيراً , ونفع بالجهود .
---
فاضل الشهري
12-11-2006, 09:51 AM
جزاك الله خيرا أخي احمد البريدي وجعل ذلك في موازين حسناتك
ماشاء الله لا قوة الا بالله لعل ما جمع الله لك من دعاء صالح يفوق الموسوعة التي اتحفتنا بها ولا احسدك على هذا بل اتنى لك ولاخواني المزيد من خيري الدنيا والاخرة
---
(1/799)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معاني الاستعارات للسمرقندي - دراسة وتحقيق
---
معاني الاستعارات للسمرقندي - دراسة وتحقيق
---
د. أبو عائشة
08-04-2006, 07:55 PM
هذا تحقيق رسالة الاستعارات وهي من أهم النصوص البلاغية على قصر حجمها
وضعته هنا للفائدة
---
رحمة
09-23-2006, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله حمد الشاكرين وأصلي وأسلم على النبي المصطفى الكريم سيدنا محمد ومن سار على نهجه إلى يوم الدين
وبعد
فإن من اهم المواضيع التي أثارت اهتمام أهل العلم مواضيع البلاغة لو تتبعنا البلاغة منذ نشأتها حتى الآن لعجزنا ولكن نكتفي بأن العرب هم أبلغ الناس وأن القرآن جاء ليعجز هؤلاء وما توصلوا إليه من علوم فقد شمل القرآن مختلف العلوم ومن ضمنها البلاغة وأن للإستعارة وقع في ذلك وأن موضوع معاني الاستعارات يستحق القراءة والتمعن فهو موضوع جاد وأنا كعضو في هذا الملتقى بحاجة إلى قراءة هذا الموضوع
---
مساعد الطيار
09-23-2006, 05:02 PM
بارك الله فيكم د/ أبو عائشة ، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد .
---
د/ سعيد جمعة
09-23-2006, 09:34 PM
ما معني : لايمكنك مشاهدة المرفق إلا بعد الرد على الموضوع ؟!!!!
إن هذا جعلني أستغرب وأزهد في الموضوع .
ياسادة إما أن تفسحوا المجال لمن يريد القراءة وإما أن تبقوا هذا العلم في خزائنكم .
---
عبدالرحمن الشهري
09-23-2006, 09:39 PM
الأخ الدكتور سعيد جمعة وفقه الله
هذا خيار في التصميم الجديد للملتقى طلبت من المبرمج استبعاده وسيفعل ذلك إن شاء الله ، فظن بإخوانك خيراً رضي الله عنك . فلو كان يريد حجبه عن أحد ما وضعه للجميع هنا .
---
أحمد البريدي
09-23-2006, 09:52 PM
د.عامر , وفقه الله , قمت بتحميل الرسالة , ولم استطع فتحها فما السبب , شكر الله لك .
---
العيدان
09-23-2006, 09:59 PM
بارك الله فيكم
---(1/800)
أبو مالك العوضي
09-25-2006, 02:09 PM
جزاكم الله خيرا
---
عبدالكريم الشهري
09-25-2006, 04:58 PM
جزاك الله خيرا وبارك لك
---
(1/801)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لمشاركة الإخوة : موضوع مقترح : شرح عبارات ترد عند المفسرين
---
لمشاركة الإخوة : موضوع مقترح : شرح عبارات ترد عند المفسرين
---
المنصور
02-08-2004, 12:05 AM
ترد عند المفسرين عبارات تحتاج للتأمل ، وقد لايعرفها البعض منا ، مثل قولهم : هذه الآية على التخييل ، والفكرة تتلخص في جمع هذه العبارات مع التعليق عليها بالبيان والشرح .
وفق الله الجميع ،،،
---
أبومجاهدالعبيدي
02-08-2004, 10:46 PM
الفكرة رائعة ، وكثيراً ما ترد في كلام المفسرين - خاصة أهل الكلام والبلاغة منهم - عبارات فيها غموض .
وأذكر من تلك العبارات عبارة يكررها الرازي في تفسيره عند رده على المعتزلة ، فيقول : والجواب عن هذا بمسألة الداعي والعلم !!.
فلا أدري ماذا تعني هذه العبارة ، وقد سألت عنها متخصصين في العقيدة ، فلم يتضح لهم معناها .
ومن المواضع التي أورد فيها هذه العبارة ، في تفسير قوله تعالى : ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ...) في سورة البقرة .
فهل من أحد يوضح مقصده بها مشكوراً ؟؟ .
---
المنصور
02-09-2004, 07:29 AM
الحقيقة :لاأدري هل يفيدك هذا النقل من المواعظ والاعتبار للمقريزي ( ص 503 ) وخصوصاً السطر الأخير:(1/802)
الدعوة الثامنة: متوقفة على اعتقاد سائر ما تقدم، فإذا استقر ذلك عند المدعو، ديناً له، قال له الداعي: اعلم أن أحد المذكورين اللذين هما مدبر الوجود والصادر عنه، إنما تقدم السابق على اللاحق، تقدم العلة على المعلول، فكانت الأعيان كلها ناشئة، وكائنة عن الصادر الثاني، بترتيب معروف في بعضهم، ومع ذلك فالسابق عندهم: لا اسم له، ولا صفة، ولا يعبر عنه، ولا يقيد فلا يقال هو موجود، ولا معدوم، ولا عالم، ولا جاهل، ولا قادر، ولا عاجز، وكذلك سائر الصفات، فإن الإثبات عندهم يقتضي شركة بينه وبين المحدثات، والتقي يقتضي التعطيل، وقالوا: ليس بقديم، ولا محدث، بل القديم أمره وكلمته والمحدث خلقه وفطرته، كما هو مبسوط في كتبهم، فإذا استقر ذلك عند المدعو قرر عنده الداعي، أن التالي يدأب في أعماله حتى يلحق بمنزلة السابق، وأن الصامت في الأرض يدأب في أعماله حتى يصير بمنزلة الناطق سواء، وأن الداعي يدأب في أعماله حتى يبلغ منزلة السوس، وحالة سواء.
وهكذا تجري أمور العالم في أكواره وأدواره، ولهذا القول بسط كثير، فإذا اعتقده المدعو قرر عنده الداعي أن معجزة النبي الصادق الناطق ليست غير أشياء ينتظم بها سياسة الجمهور، وتشمل الكافة مصلحتها بترتيب من الحكمة تحوي معاني فلسفية تنبئ عن حقيقة أنية السماء والأرض، وما يشتمل العالم عليه بأسره من الجواهر والأعراض، فتارة برموز يعقلها العالمون، وتارة بإفصاح يعرفه كل أحد، فينتظم بذلك للنبي شريعة يتبعها الناس، ويقرر عنده أيضاً أن القيامة، والقرآن، والثواب، والعقاب، معناها: سوى ما يفهمه العامة، وغير ما يتبادر الذهن إليه، وليس هو إلا حدوث أدوار عند انقضاء أدوار من أدوار الكواكب، وعوالم اجتماعاتها من كون، وفساد جاء على ترتيب الطباع، كما قد بسطه الفلاسفة في كتبهم، فإذا استقر هذا العقد عند المدعو، نقله الداعي إلى الدعوة التاسعة.(1/803)
الدعوة التاسعة: هي النتيجة التي يحاول الداعي بتقرير جميع ما تقدم رسوخها في نفس من يدعو، فإذا تيقن أن المدعو تأهل لكشف السر، والإفصاح عن الرموز أحاله على ما تقرر في كتب الفلاسفة من علم الطبيعيات، وما بعد الطبيعة والعلم الإلهي، وغير ذلك من أقسام العلوم الفلسفية، حتى إذا تمكن المدعو من معرفة ذلك، كشف الداعي قناعه وقال اذكر من الحدوث، والأصول رموز إلى معاني المبادئ، وتقلب الجواهر، وأن الوحي إنما هو صفاء النفس، فيجد النبي في فهمه ما يلقي إليه، ويتنزل عليه، فيبرزه إلى الناس، ويعبر عنه بكلام الله الذي ينظم به النبي شريعته بحسب ما يراه من المصلحة في سياسة الكافة، ولا يجب حينئذ العمل بها إلا بحسب الحاجة من رعاية مصالح الدهماء، بخلاف العارف، فإنه لا يلزمه العمل بها، ويكفيه معرفته، فإنها اليقين الذي يجب المصير إليه وما عدا المعرفة من سائر المشروعات، إنما هي أثقال وآصار حملها الكفار أهل الجهالة لمعرفة الأعراض والأسباب. ومن جملة المعرفة عندهم: أن الأنبياء النطقاء أصحاب الشرائع، إنما هم لسياسة العامة، وإن الفلاسفة أنبياء حكمة الخاصة، وإن الإمام إنما وجوده في العالم الروحاني، إذا صرنا بالرياضة في المعارف إليه، وظهوره الآن إنما هو ظهور أمره ونهيه على لسان أوليائه، ونحو ذلك مما هو مبسوط في كتبهم، وهذا حاصل علم الداعي، ولهم في ذلك مصنفات كثيرة، منها اختصرت ما تقدم ذكره.
---
(1/804)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قرأت لك : دعوة للكتابة عن الموت .
---
قرأت لك : دعوة للكتابة عن الموت .
---
أبو محمد نائل
08-04-2006, 08:07 AM
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13336
---
(1/805)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فنون
---
فنون
---
د. محمد مشرح
02-10-2005, 11:03 PM
فن الدعاء221
اللهم هذا عام قد أطل وذاك عام قد أفل ،،، فاجعل عامنا الحالي خيرا من عامنا الماضي ، يا من بيده ملكوت السموات والأرض وهو على ما يشاء قدير .
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحدث156
مع أعظم إنسان ( مع النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الحج )
دراسة للمعايير العملية للعلاقات العامة
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت كنت أطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإحرامه حين يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت .(1)
الحكم الفقهي
جواز التطيب على الجسم دون ثوب الإحرام قبل نية الإحرام والتطيب المطلق قبل طواف الإفاضة إي بعد فعل اثنين من ثلاثة :الرمي والحلاقة والنحر .
المعيار العملي للعلاقات العامة
إن ظهور النبي صلى الله عليه وسلم بما يليق من الثياب النظيفة والرائحة الطيبة مدخل نفسي ومعيار ينبغي أن يتمتع بها المرسل في عملية العلاقات العامة إنها من دواعي الارتياح للمستقبل وهذا يعني الاستعداد النفسي لاستقبال الرسالة والتأثر بالتالي بها .
(1) الإمام الزبيدي ، التجريد الصريح 1/106
فن توجيه الحدث 166
لئلا يصلي الشيطان على السجادة !
وأصله أن نساء كن مجتمعات عند وزائرات عند زميلة لهن وكان الحوار القصير الآتي]
- صلت وتركت السجادة ممتدة على الأرض .
- الثانية : ارفعي السجادة حتى لا يصلي الشيطان عليها
- الثالثة : لو صلى الشيطان لأراح الناس من شره ...
---
(1/806)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات مهمة حول قراءة القرآن (بمناسبة شهر رمضان)
---
وقفات مهمة حول قراءة القرآن (بمناسبة شهر رمضان)
---
خالد الباتلي
10-02-2005, 04:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بالقرآن ، وما فيه من العلوم والمواعظ ما تستقيم به حياتنا ، وتطمئن به قلوبنا ، والصلاة والسلام على رسول الله الذي كان خلقه القرآن ، وعلى أصحابه الذين كان أحدهم قرآنا يدب على الأرض أما بعد
فهذه وقفات دعا إليها حق التذكرة بين الإخوان، ومناسبة الزمان بقرب شهر رمضان بلغنا الله إياه ، وهي تتعلق بقراءة القرآن ، أشير في طليعتها إلى أمرين :
1.أن القصد من هذه الوقفات ما خفي العلم به ، أو قل العمل به ، فخرج بهذا ماكان معلوما معمولا به عند الأكثر .
2.أنني لم أراع ترتيبا معينا في سردها بل كيفما اتفق ، والجامع هو الفائدة - إن شاء الله - في إطار هذا الموضوع .
الوقفة الأولى : السواك وتطهير الفم .
وهذه - أيها الإخوة - نغفل عنها قبل القراءة ، وقد جاء عن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه - أو كلمة نحوها - حتى يضع فاه على فيه ، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك ، فطهروا أفواهكم للقرآن "
قال المنذري في الترغيب والترهيب 1/102: رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به ، وروى ابن ماجه بعضه موقوفا ولعله أشبه .والحديث جوّد إسناده الألباني في الصحيحة 3/215 .
وقال قتادة رحمه الله :" ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن " .
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يكون بين يديه تور فيه ماء إذا تنخع تمضمض ثم أخذ في الذكر ، وكان كلما تنخع تمضمض . ( القرطبي 1/27 )(1/807)
قال الآجري :" أحب لمن أراد قراءة القرآن من ليل أو نهار أن يتطهر وأن يستاك ، وذلك تعظيم للقرآن ، لأنه يتلو كلام الرب عز وجل " ( أخلاق حملة القرآن ص73 ) .
الوقفة الثانية : الانشغال عن قراءة القرآن .
كان السلف رحمهم الله يعتنون بالحزب أو الورد اليومي من القرآن عناية عظيمة ، ولهم في ذلك أخبار عجيبة .
أما اليوم فما أقل من قطع على نفسه حزبا يوميا ، وما أقل - من هذا القليل - من يحافظ على حزبه محافظته على الفريضة لايخل به ، بل الواقع أنه يقع الإخلال به لأدنى شغل .
جاء في ( البداية والنهاية ) 9/162 :" قال إبراهيم بن أبي عبلة : قال لي الوليد بن عبد الملك - الخليفة الأموي - يوما : في كم تختم القرآن ؟ قلت : في كذا وكذا ، فقال : أمير المؤمنين على شغله يختمه في كل ثلاث - وقيل في كل سبع قال - وكان يقرأ في شهر رمضان سبع عشرة ختمة " .
وقال أبو العالية : كنا عبيدا مملوكين ، منا من يؤدي الضرائب ومنا من يخدم أهله ، فكنا نختم كل ليلة مرة ، فشق ذلك علينا فجعلنا نختم كل ليلتين مرة ، فشق علينا فجعلنا نختم كل ثلاث ليال مرة ، فشق علينا حتى شكا بعضنا إلى بعض ، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمونا أن نختم كل جمعة أو قال كل سبع ، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا . ( طبقات ابن سعد 7/113 )
ومما يدل على مواظبتهم ما جاء عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :" ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن "
وكان عروة يقرأ ربع القرآن في كل يوم نظرا في المصحف ، ويقوم به بالليل فما تركه إلا ليلة قطعت رجله ثم عاوده من الليلة المقبلة . شعب الإيمان 2/410
ويحكي إبراهيم النخعي عن حالهم فيقول : كان أحدهم إذا بقي عليه من حزبه شيء فنشط قرأه بالنهار أو قرأه من ليلة أخرى ، قال : وربما زاد أحدهم .(1/808)
ولهذا شرع قضاؤه إذا فات ، كما روى عمر بن الخطاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل " رواه مسلم .
بل كان أحدهم يتأثر غاية التأثر إذا فاته حزبه ، كما روى أبوداود الجفري قال دخلت على كرز بن وبرة بيته فاذا هو يبكي فقلت له ما يبكيك قال ان بابي مغلق وان ستري لمسبل ومنعت حزبي أن أقرأه البارحة وما هو إلا من ذنب أحدثته . حلية الأولياء 5/79 .
الوقفة الثالثة : الإخلال بالترتيل .
أمر الله تعالى بترتيل القرآن وأكده بالمصدر في قوله عز وجل : ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)(المزمل: من الآية4) ، ومحل الإخلال الملحوظ في هذا : حينما يقرأ المرء بمفرده ، بخلاف القراءة الجماعية على طريقة الإدارة بالقرآن . فتقع العجلة والهذرمة ، وعدم توضيح الحروف ، وإعراب الكلمات ، وحسن الوقوف على الجمل .
عن حفصة أنها قالت : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في سبحته قاعدا حتى كان قبل وفاته بعام ، فكان يصلي في سبحته قاعدا ، وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها . أخرجه مسلم - والشاهد آخره -
وعن يعلي بن مملك أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته ، قالت : مالكم وصلاته ، ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا .أخرجه أحمد والترمذي والنسائي بسند صحيح
وجاء رجل إلى ابن عباس فقال : إني سريع القراءة وإني أقرأه في ثلاث ، فقال : لأن أقرأ البقرة فى ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلى من أن أقرأ كما تقول . أخرجه البيهقي وغيره
وقال رجل له : أني رجل سريع القراءة وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين ، فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلى من أن أفعل مثل الذي تفعل ، فإن كنت فاعلا لا بد ، فاقرأه قراءة تسمع أذنيك ويعيه قلبك . أخرجه البيهقي(1/809)
وعن الشعبي قال : إذا قرأت القرآن فاقرأه قراءة تسمع أذنيك ويفقه قلبك ، فان الأذن عدل بين اللسان والقلب . أخرجه ابن المبارك في ( الزهد )
الوقفة الرابعة : الخشوع حال القراءة .
إلى الله المشتكى من قسوة القلوب التي لاتوجل، وقحط العيون التي لاتدمع حال قراءة القرآن ، ورحم الله القائل :
ولو أن عينا ساعدت لتوكفت
سحائبها بالدمع ديما وهطلا
ولكنها عن قسوة القلب قحطها
فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا
قال تعالى ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر:23)
وقال ربنا سبحانه : ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:16)
وقال عز وجل : ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً * قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (الاسراء: 106- 109 )
فحسبنا هذه الآيات السالفات ، وخبر النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن مسعود في قراءته سورة النساء مشهور عند الجميع .(1/810)
وهكذا كان سلف الأمة من الصحابة فمن بعدهم كما جاء عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال : قلت لجدتي أسماء رضي الله عنها : كيف كان يصنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأوا القرآن ؟ قالت : كانوا كما نعتهم الله تعالى ؛ تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم . قلت : فإن ناسا ههنا إذا سمعوا ذلك تأخذهم عليه غشية ، فقالت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . أخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وغيرهما
الوقفة الخامسة : التفاعل مع القراءة .
وهذا من أسباب التدبر ، وحضور القلب حال القراءة .
ومن صور ذلك : السؤال والتعوذ والتسبيح في مواضعها ، كما في قصة صلاة حذيفة مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : " يقرأ مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ " رواه مسلم
وعن ابن عباس أنه قال : " إذا قرأ أحدكم ( سبح اسم ربك الأعلى ) فليقل : سبحان ربي الأعلى ، وإذا قرأ ( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) فليقل : اللهم بلى ، أو : اللهم سبحان ربي بلى " أخرجه البيهقي في الشعب .
وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا قرأت ( فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ) قالت : اللهم من علي ، وقني عذاب السموم . أخرجه البيهقي في الشعب
والأمثلة في هذا كثيرة
ومن صور التفاعل : أن تتصور توجه الخطاب لك مباشرة ، وأنك المعني بالكلام .
ومن صور التفاعل : تكرار الآية ، وإمرارها على القلب ، كما كرر النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة:118) .
والله أعلم .
---
(1/811)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأسس المنهجية لتفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب.
---
الأسس المنهجية لتفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب.
---
أحمد بزوي الضاوي
08-15-2006, 04:16 AM
هناك جملة أسس منهجية يقوم عليها تفسير "في ظلال القرآن" والقصد منها أن تكون عملية التفسير عملية علمية منضبطة بقواعد منهجية صارمة لا تخرج عنها، والملاحظ أن المنهج ليس مفروضا على السورة بصورة تعسفية، بل إنه يستمد من السورة ذاتها، أو بمعنى آخر إن السورة هي التي تفرض منهج التعامل معها، وهذا يرجع إلى سببين :
أولاهما : أن سيد قطب رحمه الله يؤمن بأن لكل سورة من سور القرآن الكريم شخصيتها المتميزة التي تجعلها مغايرة لباقي السور، وإن كان هناك تشابه ظاهري بينها جميعا، وقد صرح بذلك في أكثر من موضع من تفسيره، من ذلك ما جاء في تفسيره لسورة الأعراف: « إن كل سورة من سور القرآن ذات شخصية متفردة، وذات ملامح متميزة، وذات منهج خاص، وذات أسلوب معين، وذات مجال متخصص في علاج هذا الموضوع الواحد، وهذه القضية الكبيرة، إنها كلها تتجمع على الموضوع والغاية، ثم تأخذ بعد ذلك سماتها المستقلة وطرائقها المتميزة، ومجالها المتخصص في علاج هذا الموضوع، وتحقيق هذه الغاية.(1/812)
إن الشأن في سور القرآن من هذه الوجهة كالشأن في نماذج البشر، التي جعلها الله متميزة .. كلهم إنسان، وكلهم له خصائص الإنسانية، وكلهم له التكوين العضوي والوظيفي الإنساني، ولكنهم بعد ذلك نماذج منوعة أشد التنويع، نماذج فيها الأشباه القريبة الملامح، وفيها الأغيار التي لا تجمعها إلا الخصائص الإنسانية العامة. وهكذا عدت أتصور سور القرآن، وهكذا عدت أحسها، وهكذا عدت أتعامل معها، بعد طول الصحبة، وطول الألفة، وطول التعامل مع كل منها وفق طباعه واتجاهاته، وملامحه وسماته، وأنا أجد في سور القرآن تبعا لهذا وفرة بسبب تنوع النماذج، وأنسا بسبب التعامل الشخصي الوثيق، ومتاعا بسب اختلاف الملامح والطباع والاتجاهات والمطالع».
ولما كان لكل سورة شخصيتها المتميزة، فإنه يتعذر على المفسر أن يفرض عليها كلها منهجا واحدا، لأن ذلك يهدر هذه الخاصية ويتجاهلها.
وثانيهما : ان سيد قطب، قبل أن يكون مفسرا كان أديبا وناقدا، ومن ثم كان واعيا بأن عملية تحليل النصوص - لكي تكون مثمرة وإيجابية -لابد أن تنطلق من النص ذاته لا من خارجه، ولابد أن يكون مقصدها هو قول النص والترجمة عنه ومحاولة للكشف عن بنائه الفني، ثم في الأخير الربط بينهما ليحصل الإلمام التام بمعاني وتعابير وأساليب النص، وإدماج القارئ في أجوائه ليعيشها لأنه بذلك يكون أكثر وعيا بدقائق المعاني، وأكثر إحساسا بجماليات الأسلوب والتعبير، وهكذا تنطلق عملية التحليل من النص لتقوله معنى ومبنى، وتنتهي بإدماج القارئ في أجواء النص ليعيشه.(1/813)
إذا أتينا إلى تفسير "في ظلال القرآن" نجد أن هذه الخلفية المنهجية كانت تسيطر على سيد قطب وهو يباشر عملية التفسير، بل إننا سنجدها أكثر إلحاحا عليه لأنه - كداعية إلى الله - كان يهدف إلى أن يقرب الناس من الخطاب القرآني كخطوة اولى، تتلوها الخطوة الثانية وهي الاندماج فيه، بحيث يحس تاليه أنه يعيش في الأجواء التي كان ينزل فيها القرآن، فيعي معانيه، ويتذوق جماله الفني، ويحس في النهاية انه المخاطب والمعني به، وأنه حجة له أو عليه. وليس هذا شيئا استخلصناه من دراستنا لتفسير سيد قطب - رحمه الله - بل هي حقيقة عبر عنها بكل وضوح، حين قال : « وهذه السورة - شأنها شأن سورة الأنعام من قبلها - من بين هذه النصوص التي لا أكاد أجرؤ على مسها بتفسير أو إيضاح، ولكن ماذا أصنع ونحن في جيل لابد أن يقدم له القرآن مع الكثير من الإيضاح لطبيعته ولمنهجه، ولموضوعه كذلك، ووجهته، بعد أن ابتعد الناس عن الجو الذي تنزل فيه القرآن، وعن الاهتمامات والأهداف التي تنزل لها. وبعد ما انماعت وذبلت في حسهم وتصورهم مدلولاته، وأبعاها الحقيقية وبعد ما انحرفت في حسهم مصطلحاته عن معانيها، وهم يعيشون في جاهلية كالتي نزل القرآن ليواجهها، بينما هم لا يتحركون بهذا القرآن في مواجهة الجاهلية كما كان الذين تنزل عليهم القرآن أول مرة يتحركون، وبدون هذه الحركة لم يعد الناس يدركون من أسرار هذا القرآن شيئا، فهذا القرآن لا يدرك أسراره قاعد، ولا يعلم مدلولاته إلا إنسان يؤمن به ويتحرك به في وجه الجاهلية لتحقيق مدلوله ووجهته، ومع هذا كله يصيبني رهبة ورعشة كلما تصديت للترجمة عن هذا القرآن. إن إيقاع هذا القرآن المباشر في حسي محال أن أترجمه في ألفاظي وتعبيراتي، ومن ثم أحس دائما بالفجوة الهائلة بين ما استشعره منه، وما أترجمه للناس، في هذه الظلال... إنني لأهيب بقراء هذه الظلال أن لا تكون هي هدفهم من الكتاب، إنما يقرؤونها ليدنوا من القرآن ذاته، ثم(1/814)
ليتناولوه عند ذلك في حقيقته ويطرحوا عنهم هذه الظلال».
وبذلك تكون عملية التفسير متميزة عن عملية تحليل النصوص عند سيد قطب - رحمه الله- وإن كانتا تشتركان في بعض المراحل مثل قول النص ثم إدماج القارئ فيه، لأنها عملية هادفة، فهي لا تقف عند حد الفهم والتأثر، بل تتجاوزه إلى الحركة والانطلاق والعمل والبناء والتعمير، وتحقيق مفهوم الاستخلاف بمعناه الشامل، في حين نجد عملية تحليل النصوص تهدف - في الغالب - إلى تحقيق المتاع الفني، وقلما دفعت إلى الحركة والانطلاق والعمل.
ويمكننا إجمال الأسس المنهجية لتفسير " في ظلال القرآن" في الأسس التالية:
1. الانطلاق من القرآن والاعتماد عليه في استخلاص التصور الإسلامي وإخلاء الذهن من كل مقررات مسبقة.
2. نسقية السورة القرآنية.
3. الدراسة الإجمالية للسورة القرآنية.
4. الدراسة التفصيلية للسورة القرآنية.
5. الدراسة الموضوعية.
6. الثنائيات الضدية، او أسلوب المقابلة.
1- الانطلاق من القرآن والاعتماد عليه في استخلاص التصور الإسلامي وإخلاء الذهن من كل مقررات مسبقة.(1/815)
هذا الأساس المنهجي التزمه سيد قطب - رحمه الله - في تفسيره، بل إنه قد نص عليه صراحة عند انتقاده للمنحى العقلاني في التفسير، الذي سارت عليه مدرسة المنار، وذلك بقوله : « إن هنالك قاعدة مأمونة في مواجهة النصوص القرآنية، لعل هنا مكان تقريرها، إنه لا يجوز لنا أن نواجه النصوص القرآنية بمقررات عقلية سابقة، لا مقررات عامة، ولا مقررات في الموضوع الذي تعالجه النصوص، بل ينبغي ان نواجه هذه النصوص لنتلقى منها مقرراتنا، فمنها نتلقى مقرراتها الإيمانية، ومنها نكون قواعد منطقنا، وتصوراتنا جميعا، فإذا قررت لنا أمرا فهو المقرر كما قررته، ذلك أن ما نسميه "العقل" و- نريد أن نحاكم إليه مقررات القرآن عن الأحداث الكونية والتاريخية، والإنسانية، والغيبية- هو إفراز واقعنا البشري المحدود، وتجاربنا البشرية المحدودة، وهذا العقل وإن يكن في ذاته قوة مطلقة لا تتقيد بمفردات التجارب والوقائع بل تسمو عليها إلى المعنى المجرد، وراء ذواتها، إلا أنه في النهاية محدود بحدود وجودنا البشري، وهذا الوجود لا يمثل المطلق كما هو عند الله، والقرآن صادر عن هذا المطلق فهو الذي يحكمنا، ومقرراته هي التي نستقي منها مقرراتنا العقلية ذاتها، ومن ثم لا يصلح أن يقال : إن مدلول هذا النص يصطدم مع العقل، فلابد من تأويله كما يرد كثيرا في مقررات أصحاب هذه المدرسة، وليس معنى هذا هو الاستسلام للخرافة، ولكن معناها ان العقل ليس هو الحكم في مقررات القرآن. ومتى كانت المدلولات التعبيرية مستقيمة واضحة فهي التي تقرر كيف تتلقاها عقولنا، وكيف تصوغ منها قواعد تصورها، ونطقها تجاه مدلولاتها، وتجاه الحقائق الكونية الأخرة»(1). وسيد قطب إذ يفعل ذلك إنما يطبق قاعدة أساسية من قواعد نظرية التفسير عند أهل السنة التي تنص على أن يكون القرآن إماما يقتدي وأميرا يتبع، وعلى إعطاء النص القرآني مكان الصدارة، ومعنى ذلك أنه كان يحاول إبعاد تفسيره عن السقوط في مطب(1/816)
التفسير على المذهب .
وهناك مقصد آخر من الارتباط بالنص وهو محاولة الالتحام به كأساس للتأمل والتدبر، واستلهام الهداية، وسيد قطب إذ ينحو ذلك المنحى إنما يطبق أصلا من أصول نظرية أهل السنة في التفسير والذي نص عليه الإمام الزركشي ( 745/ 794هـ) في "البرهام": « أصل الوقوف على معاني القرآن التدبر والتفكر، واعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي حقيقة، ولا يظهر له أسرار العلم من غيب المعرفة، وفي قلبه بدعة أو إصرار على ذنب، أو في قلبه كبر أو هوى، أو حب الدنيا، أو يكون غير متحقق الإيمان، أو ضعيف التحقيق، أو معتمدا على قول مفسر ليس عنده إلا علم بظاهر، أو يكون راجعا إلى معقوله، وهذه كلها حجب وموانع، وبعضها آكد من بعض..» .
ومن ثم فإن سيد قطب في تفسيره قد تجنب مواجهة القرآن الكريم بمقررات عقلية، أو أن يجعل سبيله إلى إدراك معانيه، واستلهام هدايته المصادر والمراجع المتنوعة المعارف، وهذا لا يعني أنه لم يعتمد أي مرجع سواء في التفسير أم السنة، و السيرة و التاريخ، و الفكر الإسلامي الحديث، و العلوم الطبيعية، بل إننا نجد في "الظلال" طائفة من المصادر والمراجع العلمية التي استعان بها في تفسيره، وسنقف على اقتباسات مطولة من بعض الكتب التي تأثر سيد قطب بفكر أصحابها، عندما سنتحدث عن مصادر ومراجع " في ظلال القرآن" في الفصول القادمة.
وهناك مقصد ثالث من اعتماد سيد قطب في تفسيره للقرآن الكريم على القرآن أساسا، وهو أن يجعل عملية التفسير تحقق أهداف القرآن، ألا وهي « إنشاء أمة، وإقامة دولة، وتنظيم مجتمع على أساس من عقيدة خاصة، وتصور معين، وبناء جديد، الأصل فيه إفراد الله - سبحانه- بالألوهية والربوبية، والقوامة والسلطان، وتلقي منهج الحياة وشريعتها ونظامها وموازينها وقيمها منه وحده بلا شريك».
وهذا كله لا يمكن تحقيقه إلا بالالتحام بالنص القرآني، والصدور عنه، والبعد عن كل ما يمكن أن يحجب هدايته وإرشاده.(1/817)
ولعل أول من رفع شعار الالتحام بالخطاب القرآني، في العصر الحديث هو الأستاذ أبو الأعلى المودودي - الذي تأثر به سيد قطب كثيرا - والذي يقول في رسالة بعنوان "مبادئ أساسية لفهم القرآن" :
« يجب - كخطوة أولى- على كل من يريد فهم القرآن سواء آمن به أو لم يؤمن أن يخلي ذهنه ما أمكن من جميع ما استقر فيه من قبل من التصورات، والنظريات، ويطهره من سائر ما يكنه من الرغبات الموالية أو المناوئة، ثم يكب على دراسته بقلب مفتوح، وأذن واعية، وقصد نزيه لفهمه، أما الذين يدرسونه واضعين طائفة من التصورات في أذهانهم مقدما، فما يقرءون بين دفتيه إلا تصورات أنفسهم. ولا يجدون شيئا من رائحة القرآن، ولا يصلح هذا المنهج لدراسة أي كتاب من الكتب، فكيف بالقرآن، الذي لا يفتح كنوز معانيه أبدا للذين يدرسونه باتباع مثل هذا المنهج». ولعل سيد قطب متأثر في الأسس المنهجية التي وضعها لتفسيره بما كتبه أبو الأعلى المودودي، في هذه الرسالة، وسيتأكد لنا ذلك عند الحديث عن الأسس المنهجية الخاصة بالدراسة الإجمالية، والتفصيلية، والموضوعية.
---
(1/818)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اقتراح و سؤال عن كتب التفاسير
---
اقتراح و سؤال عن كتب التفاسير
---
الرجل الحر
05-30-2003, 10:16 PM
اخواني الاحبه .... بداية اسأل الله ان يباركم لكم في هذا العمل الجبار وان ينفع به العباد انه سميع مجيب
وحيث ان هذا المنتدى هو منتدى علمي متخصص في مجال التفسير فأنني اقترح عليكم ان تكون هناك قائمه بكتب التفاسير كاملة وتعريف يسير عنها وعن مؤلفيها ؟
اخوكم
الرجل الحر
---
عبدالرحمن السديس
05-30-2003, 10:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فمرحبا بك أخي الرجل الحر
واعلم أن كتب التفسير كثيرة جدا، ومن الصعب أن تحصر ويعرف بها، وقد كنت كتبت مشاركة فيها أسماء ما يزيد على 131 كتاب وتجدها على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=347#post347
وأما التعريف ببعضها، فيمكنك الاستفادة من كتاب: التفسير والمفسرون، للدكتور محمد حسين الذهبي، أو كتاب بحوث في أصول التفسير ومناهجه للدكتور فهد الرومي، أو غيرها من الكتب التي طرقت نفس الموضوع، أو حدد شيئا منها، ثم اسأل عنه يجيبك عنه المشايخ.
---
أحمد البريدي
05-31-2003, 10:32 PM
حيا ك الله : وهذا موقع فيه أغلب كتب التفسير مع خاصية البحث ارجو ان تستفيد منه http://www.altafsir.com/home.asp
---
الرجل الحر
06-01-2003, 12:49 PM
الشيخ عبد الرحمن السديس
الشيخ احمد البريدي
بارك الله فيكما جميعا ونفع بكما المسلمين .
---
(1/819)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > نسخة مفهرسة للشاملة 2 لتفسير أبى المظفر السمعانى
---
نسخة مفهرسة للشاملة 2 لتفسير أبى المظفر السمعانى
---
مسك
04-01-2006, 05:54 AM
نسخة مفهرسة للشاملة 2 لتفسير أبى المظفر السمعانى منقحة ومفهرسة فهرسة كاملة بالآيات والسور ومرقمة بذكر الجزء والصفحة وموافقة للمطبوع
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=1545
جزى الله خيراً من اجتهد في تنسيقها ..
---
(1/820)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > منافع العُمامة
---
منافع العُمامة
---
أحمد الطعان
02-16-2007, 11:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
منافع العُمامة
" أثر القدوة في المجتمع "
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني : ahmad_altan@maktoob.com
تمهيد :
إذا بحثنا في المكونات الأساسية لمعتقدات وآراء الناس فإننا سنجد للقدوة أو النموذج أثراً كبيراً في تشكيل المعتقد والرأي لدى جمهور الناس، فالناس يقلدون في الغالب النماذج التي يظنون أنها متفوقة أو سائدة، ومن هنا فقد ألح القرآن الكريم على أهمية القدوة في حياة الأمة ، فأرشد نبيه - صلى الله عليه وسلم - إلى التأسي بحال الأنبياء السابقين وذلك بقوله عز وجل : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } ( ) وذكّره بصبرهم وعزمهم { فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل } ( ) وأرشد الأمة إلى ضرورة التأسي بسيد البشر محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال جل شأنه : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِير } ( ) ، كما أن جانباً كبيراً من الوحي القرآني كان في أساسه قصصاً للأنبياء السابقين الذين جاهدوا وصبروا أمام قوى الشر والفساد في العالم ، والغاية من ذلك هي أن نتمثل هذه النماذج الصالحة لكي نهتدي بها ونترسم خطاها { َقدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ(1/821)
لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } ( ) { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } ( )
المطلب الأول
القدوة المثالية
إن كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسل يفيضان بنماذج مشرفة يُراد للأمة أن تهتدي بها، وكذلك يعرضان نماذج منحرفة وخاسرة لكي نتجنبها ونعتبر بها { لقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ( )، إن السمة الأساسية للوحي أنه يعلي دائماً من شأن الفضيلة والفضلاء ، ويذكر النماذج المتنوعة لذلك فيمتدح الحلم والصدق والإخلاص والجهاد والعفة واليقين والصبر، ويذكر لكل خلق من هذه الأخلاق نموذجاً أو نماذج مُشخَّصة تجعله قريباً من الإنسان وداخلاً في الحيز البشري .
فيوسف عليه السلام مثال عظيم للعفة والتسامح فقد قال لامرأة العزيز التي دعته إلى الفاحشة { قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } ( ) وقال لإخوته الذين ظلموه { قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين } ( )(1/822)
وإبراهيم عليه السلام مثال عظيم للصدق والجهاد والتضحية { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيا } ( ) { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ } ( )
وموسى عليه السلام مثال عظيم للأمانة والعفة والقوة { قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } ( ) وأيوب عليه السلام مثال عظيم للصبر { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } ( ) ولقمان للحكمة، وآدم للتوبة، ومحمد صلى الله وسلم عليه وعليهم جميعاً للرحمة ..
هذا بالإضافة إلى ما تعج به كتب السيرة والسنة من قصص ونماذج رائعة تحكي حال الرعيل الأول فتعلي دائماً من شان الفضائل وتحط من شأن الرذائل : فعمر هو مثال للعدل والقوة في دين الله عز وجل ، وأبو بكر هو مثال لليقين المطلق والتصديق الراسخ وعثمان مثال للبذل والعطاء والحياء وعلي كرم الله وجهه للشجاعة والعلم والتضحية وغير ذلك رضي الله عنهم جميعاً .
إن هذه النماذج المشرّفة في ديننا هي التي تشكل وعينا وعقلنا وتوجه مسيرتنا في الحياة ، إننا نستمد منها الثقة والإيمان ، ونعيش فيها وتعيش فينا وتغذي عقولنا وأرواحنا .(1/823)
إن الداعية الذي يتعرض للمصاعب والمشاق يتذكر ما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في سبيل إبلاغ الدعوة فتهون أمامه كل الصعاب لأنه يدرك أن كل ما يلقاه ليس شيئاً بجانب ما لقيه الرعيل الأول خلال سنوات التبليغ ، فهو يتذكر : التراب الذي يرمى على وجهه صلى الله عليه وسلم ويتذكر سلا الجزور، ويتذكر أذى الطائف، وشعب أبي طالب ويتذكر سمية وآل ياسر وبلال وعمار ..
وإن الاستشهادي حين يلغم نفسه بالمتفجرات ويتجه إلى العدو ليدك معاقله دون خوف يستعرض في ذاكرته شريطاً يرى فيه حمزة وحربة وحشي تخترق أحشاءه، ومصعب يحمل اللواء لا يتخلى عنه حتى تتناوشه السيوف، وزيد بن حارثة وجعفر الطيار ، وابن رواحة وزيد بن الدثنة وخبيب وغيرهم وعمر المختار الذي قال للإيطاليين : نحن لا ننهزم ننتصر أو نموت ، ثم قوافل الشهداء الفلسطينيين الذين يتساقطون كل يوم، إن كل ذلك يجعله يستهين بالموت ويستصغر الحياة، ويعد نفسه في الطريق الصحيح للقافلة. إنهم ينتظرونه هناك حيث السعادة الأبدية !!.
المطلب الثاني
إسقاط القدوة
قال أصحاب البروتوكولات "" وقد سبق لنا فيما مضى من الوقت أن بذلنا جهداً لإسقاط هيبة رجال الدين عند الغوييم ، وقصدنا بذلك أن نفسد عليهم رسالتهم في الأرض ، وهي الرسالة التي يُحتمل أنها لا تزال بنفوذها عقبة كؤوداً في طريقنا .. ولا نرى هذا النفوذ إلا في تناقص يوماً بعد يوم "" ( ) ولما للقدوة من أثر عظيم في تشكيل وعي الأمة وذاكرتها وحاضرها ومستقبلها فقد جهد أعداء الإنسانية إلى فصل الأمة عن نماذجها العليا ومثلها السامية .
فكانت أغلب جهودهم تحاول التشويش على صفاء العصر الذهبي الأول والتعكير على نقاء صورته . فكتب الكثير من المستشرقين بدوافع من الحقد الأسود والعصبية العمياء عن سيد ولد آدم ، والمثل الأعلى للبشرية كلاماً لا يمكن تصنيفه لشدة بعده عن الحق ومجافاته للواقع إلا أنه هذيان مجانين وتخريفات معتوهين .(1/824)
حتى أنه قام من بينهم قائم وشهد شاهد من أنفسهم أنهم قد جاوزوا الحد في الظلم وبلغوا الغاية في الافتراء ، وأنه عليهم أن يهوّنوا قليلاً من سعار غيظهم، وأن يلبسوا قليلاً من الحق في كثير إفكهم لكي يتسنى له أن يتسلل إلى بعض العقول . ( )
والهجمة التي حصلت مؤخراً في الدانمارك تسير في هذا الإطار وهو توهين الصلة بين المؤمنين ونبيهم - صلى الله عليه وسلم - ، وكسر حاجز الثقة والقداسة الذي يلف المؤمنين حول مركزهم وقدوتهم . وقد لحق بهؤلاء مجموعة من الأذناب الذين عاهدوا أعداء هذه الأمة أن يظلوا أوفياء لهم خدماً يقومون بكل ما تتطلبه الخدمة ، وأبواقاً يرددون في أوطانهم وبلدانهم ما ينفخه الغرب فيهم من بعيد ( ) .
ومن هؤلاء محمد أركون الذي يرى أن نعيد النظر في كل المسلمات التراثية والعقائد الدينية التي يتلقاها المسلم منذ الطفولة ( ). ولا بد من التحرر من ثنائيات الإيمان والضلال والعقل والنقل والوحي والحقيقة ( ). ولن يتم ذلك إلا بتطبيق منهجية النقد التاريخي على التراث العربي والإسلامي ، لا بد أن نسير في نفس الطريق الذي سارت فيه أوربا ولا بد أن تهز المسلمين هزاً ولا بد أن يدفعوا الثمن ( ).
علينا أيضاً بنظر الجابري أن نتحرر من سلطة السلف والإجماع والقياس لأن هذه السلطات تلغي العقل وتجعله لا يفكر إلا انطلاقاً من أصلٍ أو بتوجيه منه أو انتهاءً إليه . ( )
إن القرآن الكريم يخلع القداسة على نفسه وعلى عمل النبي - صلى الله عليه وسلم - بنظر الخطاب العلماني ويجعل الأحداث التاريخية التي حصلت في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحداثاً ذات دلالات كونية تتجاوز خصوصيتها المحلية وتتخذ صفة الكونية ، وتصبح وكأنه لا علاقة لها بحدث محدود وقع في التاريخ المحسوس ( ) .(1/825)
"" وهكذا ينجح القرآن في محو كل التفاصيل والدقائق التاريخية للحدث ويصبح خطاباً كونياً موجهاً للبشر في كل زمان ومكان، وهكذا يفقد صفته التاريخية فيبدو وكأنه خارج التاريخ أو يعلو عليه "" ( ) هذه المحاولات من القرآن الكريم هي بنظر الخطاب العلماني محاولات إيدولوجية، أي أن القرآن يفعل ذلك ويتعالى بالتاريخ لمقاصد وأغراض دنيوية ومن مهام أركون والمثقف العربي عموماً كما يرون "" الخروج من السياج الدوغمائي المغلق الذي تم ترسيخه وتشغيله وإعادة إنتاجه من قبل المؤسسات الدينية على مدى قرون طوال ، وهذا السياج تمثل بالدائرة الأيديولوجية التي افتتحها القرآن الكريم وعمل النبي صلى الله عليه وسلم ثم وسعت وضخمت فيما بعد من قبل العلماء والفقهاء "" . ( )
وهكذا يريد أن يقف أركون في وجه القرآن الكريم ويتصدى له لأن القرآن يرسخ الأدلجة والأسطرة والتقديس، وهو يريد تشكيل معرفة معادية للخداع والأسطرة والأدلجة والتقديس ( ). فالقرآن الكريم "" يغطي على تاريخانيته ببراعة عن طريق ربط نفسه باستمرار بالتعالي الذي يتجاوز التاريخ الأرضي كلياً أو يعلوا عليه "" ( ).
إن ما يريد أن يقرره الخطاب العلماني هو أن القرآن الكريم من خلال آياته وقصصه يرسم للمؤمنين به نماذج سامية جداً ، أو بحسب تعبيرهم متعالية عن التاريخ الأرضي، ويجعل هذه النماذج قدوة للمؤمنين على مر العصور، ينظرون إليها بتقديس وإعجاب وانبهار ويحاولون محاكاتها والاقتراب منها في كل المجالات ، والمهمة التي أخذها أركون وغيره من العلمانيين على عواتقهم هي أن يقوموا بالكشف عن أرضية هذه القداسة وزيفها وإعادتها إلى حيِّز الإنسان أو حيِّز المادة .
وقد كانت جهود أركون في كل كتبه هي محاولة لهدم الثقة بين الأمة وكتابها القرآن الكريم أولاً ، وهدم الثقة بيم الأمة وعصرها الأول، ذلكم العصر الذي يمثل القدوة المثالية التي تسعى الأمة دائماً لمحاكاتها في كل زمان ومكان .(1/826)
ومشى في هذا الطريق عدد من هؤلاء العابثين ومن أبرزهم : خليل عبد الكريم في كتابين له، الأول : " شدو الربابه في مجتمع الصحابة " ، والكتاب الثاني " مجتمع يثرب " . وقد وقف في هذين الكتابين عند الأخطاء والعثرات ، أو الأخبار الكاذبة المزورة، وقام بحشد كل ذلك في كتابه على مدى ثلاثةٍ وخمسين عاماً ، أي عهد البعثة النبوية والخلافة الراشدة، وقصد من ذلك أن يرسم صورة مزرية قاتمة للعهد الأول، ويستغرب كيف يغفل العلمانيون - وهم لم يغفلوا- عن دراسة الحقبة النبوية التي يتأكد من خلال دراستها بالدليل الأبلج أنها حقبة منغمسة في التاريخية ، وعندها - بنظره وبنص عبارته "" سوف ينقمع المناوئ ، وينخنس المعارض ، ويتوارى المشاكس وينكسف المعاند "" لأنه سيرى "" الحجج البواهر والبراهين السواطع والأدلة والرواسخ على صحتها وثبوتها "" أي التاريخية "( ).
ومثله كان سيد محمود القمني في عدد من كتبه ومن أبرزها "" حروب دولة الرسول - صلى الله عليه وسلم - " و " الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية " و " النبي إبراهيم والتاريخ المجهول " وغيرها ، ومثله فرج فودة ونبيل فياض ، وشاكر النابلسي ومحاولاتهم المحمومة لطمس الشمس النبوية ، وإثارة الغبار أمام نورها لكي تضل القافلة عن الطريق .(1/827)
إن القدوة المتمثلة في شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والعهد النبوي والراشدي والتابعي تشكل للأمة الإسلامية معيناً لا ينضب من العطاء والغذاء والدواء والنشاط، فهو المجد المشرق الذي نلوذ به أثناء لحظات الذل والهوان ، وهو العدل النادر والمساواة الحقة التي نفخر بها أثناء لحظات الظلم والجور والاستبداد والقهر، وهو النصر المؤزر ، والفتح المبين الذي نستعيد من خلاله آمالنا، ونشحذ به طاقاتنا أثناء لحظات الهزيمة والانكسار، وهو الحصن الحصين الذي نأوي إليه من كل عاديات الزمان ، ومن أجل ذلك يحاول الأعداء هدم هذا الحصن ، وكسر هذا الحاجز المتين لنصبح في العراء في مرمى ضرباتهم ، وموقع رمياتهم .
المطلب الثالث
صناعة النماذج
لقد أدرك الغرب عبر جهود علمائه النفسيين والتربويين والاجتماعيين ما للقدوة من أثر في تكوين سلوكات المجتمع ، وتشكيل طموحاته وغاياته فتحدث غوستاف لوبون في كتابه الآراء والمعتقدات عن النفوذ العظيم الذي يمارسه النجوم في المجتمع عن طريق إشاعة ما يسمى " العدوى النفسية " ( )، وأكد على ضرورة أن يعتني المجتمع باختيار نجومه في العلم والأخلاق والتربية وأن يحسن " التنجيم " أي إصعاد النافعين المصلحين، وإجهاض الهابطين المفسدين ، بعكس ما يحصل اليوم عموماً في بلادنا الإسلامية .(1/828)
إن الجمهور في الغالب يتأثر بالنجم المتألق الذي يحظى بالشهرة والمديح والإطراء في المنابر الإعلامية المختلفة فيسعى جاهداً لتقليده ومحاكاته بأشكال مختلفة حتى في شكلياته وكلماته وحركاته , وقد أدرك ذلك أرباب المال ، وأصحاب الشركات والبضائع والسلع المختلفة، فتجدهم اليوم يتنافسون على اصطياد النجوم وربط منتجاتهم وسلعهم بهم ، ويدفعون لذلك مبالغ خيالية فيُدفع للمثل عادل إمام مليون جنيه ليظهر في إعلان مدته دقيقة فيرفض ، وتظهر " يسرا " في إعلان لعلبة سمنة تقول : " الطبيعي يكسب " وأبو عنتر في " صابون الأهلية " وفي مباريات كأس العالم سنة 2002 م كنت أسمع في الأخبار كيف يدفع لأحد اللاعبين 8 مليون جنيه استرليني من أجل مباراة يلعبها من أحد الفرق الرياضية ، ولاعب آخر مرتبه الشهري 200 ألف دولار أي ما يعادل مرتب موظفي دولة بأكملها من دولنا الفقيرة، وكلنا يعلم كم اكتسح اللاعب ماردونا عقول الجماهير وأصبح اسمه يُرسم على كل أنواع الألبسة من أجل هدف أدخله في المرمى .(1/829)
إن النجومية أو النخبوية يبرزها اليوم الإعلام بحق وبغير حق ودون معايير إنسانية أو أخلاقية ، إنما هي أخلاق السوق والمصلحة والمنفعة الدنيوية . وإذا تأملنا قليلاً في الحضارة الغربية نجد أنه من المتفق عليه بين المراقبين أنها حضارة الإفلاس الأخلاقي بكل المقاييس، والمنبهرين بمنجزاتها التكنولوجية والصناعية أصبحوا مرغمين اليوم على مراجعة حساباتهم، إن المدفع من الأفضل عدمه إذا كانت اليد التي تمسكه يد آثمة لا تتورع عن ارتكاب الجريمة، وإن اليد التي تمسك بزمام الحضارة المادية اليوم يد ملوثة بدماء الشعوب، لقد أبادت شعوباً ومدناً بأكملها وامتصت خيرات أمم وتركتها فريسة للجوع والمرض، إنها تُوجه قنابلها الذكية وأقمارها الصناعية من أجل فساد الكون، والعبث بالحياة ، فلم تعد للمنجزات المادية تلك القيمة إذ ما نُظر إلى نتائجها المفجعة، لقد أصبح الكثيرون يحنون إلى حياة " الهمجي النبيل " الذي تحدث عنه دنيس ديدرو 1713 – 1784 م وجان جاك روسو 1712 – 1778 م حيث السعادة القائمة على السذاجة ( ) . إن السؤال الذي يبرز هنا : أليس هناك صلة بين القدوة في الغرب والقاعدة الشعبية العريضة المتردية اليوم ؟
المطلب الرابع
ارتكاس القدوة
إذا كان النجوم في الغرب والعباقرة الذين تُشاد لهم النصب التذكارية هم الذين يُمجدون الفساد والدعارة والانحراف أفلا يُنتج ذلك حضارة داعرة ؟(1/830)
لقد تحدث روسو في كتابه الاعترافات عن سخافاته التي ارتكبها وجرائمه التي اقترفها ( ) ليجعل منها قدوة للإنسان الأوربي وهو نفسه صاحب " العقد الاجتماعي" وهو نفسه الذي يرد على فولتير مثبتاً العناية الإلهية ومدافعاً عن الإيمان ، وهو نفسه الذي يصفه مؤرخو الفلسفة الغربية بأنه كان سافلاً لصاً غادراً خائناً كاذباً وكان مجرداً من جميع الفضائل ( ) وكان يرتكب الزنا مع امرأة عجوز ظل لفترة طويلة يخاطبها على أنها أمه، وكان هو وخادمه يضاجعانها ، ولما مات الخادم حزن عليه كثيراً ، ولكن مما خفف عنه أنه علم أنه سيحصل على ثيابه . وهكذا يعيش الإنسان الغربي ليتعلم أنه لا صلة بين العلم والأخلاق، وقد أنجب روسو خمسة أطفال أرسلهم جميعاً إلى دور اللقطاء، أفلا ترون أن ما يحصل اليوم في العالم من ظلم ونهب وقتل وعدوان هو شيءٌ طبيعي من نخبةٍ من اللقطاء تمسك بزمام العالم ؟
أما تشيلني فقد قال : رزقت بطفلة واحدة على ما أذكر ، وبقدر ما تسعفني الذاكرة، وقد خصص لها مبلغاً من المال ووكل بها إلى خالتها ولم يرها بعد ذلك أبداً . لا شك أنه كان أرحم من روسو !! .(1/831)
وأما فرنسيس بيكون الذي يوصف من جهة بأنه مؤسس المنهج التجريبي وأعظم وأوسع وأبلغ الفلاسفة، والابن البار لعصر النهضة، والمفكر الغزير العلم كما يقول عنه برينتون ( ) وأعظم عقل في العصور الحديثة كما يقول عنه ول ديورانت ( )، هو نفسه الذي يوصف من جهة ثانية بأنه لم يكن رجلاً فاضلاً كريم النفس ، وإنما كان خائناً غادراً مختلساً انتهازياً منعدم الضمير كما وصفه الفلاسفة الذين مدحوه قبل قليل( ) وكان ليوناردو دافنشي وإيرازموس أولاد زنا، أما ديكارت الذي يعد أبو الفلسفة الحديثة، وكان يعد من الفلاسفة المتدينين، فلم يتزوج، لكنه أبداً لم يكن كأمثال علمائنا العزاب الذين آثروا العلم على الزواج ( ) ، لأنه أنجب ابنة من سفاح، وكان ريتشارد كارليل صاحب كتاب الأبطال يعيش مع امرأة بدون زواج وأنجبا أربعة أطفال سفاحيين . ( ) وأما أوجست كونت فقد اقترن بفتاة تشتغل بالبغاء، وقد وقعا في ضائقة مالية واقترحت عليه أن تسهم في معيشتهما عن طريق مهنتها القديمة ولكنه رفض ذلك، وهذا من المواقف التي تحمد له بين أصحابه !! ( ) .
أما شوبنهاور [ ت :1860 م ] فقد كان مصاباً بنوع من الهوس والمرض النفسي وكان شهوانياً داعراً ، ولم يرتبط بأي امرأة عن طريق زواج شريف بل في علاقات مبتذلة ، وكان شديد البخل، ويستخدم مراسلين يتصيدون له الشواهد على شهرته، وكان على خلاف مع أمه بسبب علاقاتها الشاذة مع الرجال بعد وفاة أبيه ( ) .(1/832)
أما نيتشة [ ت :1900 م ] صاحب إعلان " موت الإله " فقد أصابه هذيان وجنون العظمة، لأنه قضى حياته داعياً إلى الإنسان الأعلى وأخلاق القوة، وكان يحلم بالقضاء على الضعفاء والمعوقين وإقصائهم من الوجود، - وقد حقق له هذه الرغبة هتلر وموسوليني وستالين- ومثله الأعلى دائماً إنسان متجرد تماماً من الرحمة متحجر القلب لا يعرف الشفقة . وكان من عدالة الله عز وجل أن قضى نيتشه السنوات العشر الأخيرة من حياته مجنوناً بحاجة إلى الرثاء والشفقة والرحمة، هذه الأخلاق التي رفضها طوال حياته ( ) .
والآن : هؤلاء هم نجوم الغرب ، وقادته العظماء ، ومثله العليا ، يقرأ الغربي سيرهم المدنسة بوحل الرذيلة ، ويبحث في تاريخهم فلا يجده إلا ملطخاً بالعار، ثم يتابع إعلامه الصاخب فلا يجد فيه بشأن هؤلاء إلا الإعلاء والتمجيد والفخار ، فتنقلب في مناظيره موازين القيم فتصبح :
الخيانة والغدر طريق المجد ..
والانحلال والتهتك طريق النجومية ..
والإلحاد والزندقة طريق العظمة …
وهكذا يعيش الإنسان الغربي اليوم يفصل بين الأخلاق والحضارة ، وبين القيم والرقي ، وفي النهاية يفصل بين الإنسانية والإنسان ، وعندها يصبح الإنسان ذئباً ، ثعلباً ، ثعباناً ،ويصعب أن تجد " الإنسان الإنسان " ( ) . أو يصبح الإنسان شيئاً ، سلعة ، وثناً ، نمطاً ، آلة ، ويندر أن تجد " الإنسان الإنسان " ( ) . كل ذلك يأتي من وراء النجومية الكاذبة ، والرموزية الخادعة ، والنخبوية الفارغة ، وفي النهاية " إذا كان رب البيت بالطبل قارعاً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص " .(1/833)
هذه هي صورة القدوة في الغرب ولا يمكن مقارنة ذلك مع النماذج المشرفة في حضارتنا وتراثنا، أين هي من سيرة الحسن البصري وابن المسيِّب ومالك والشافعي وابن حنبل وصلاح الدين ، ونور الدين ، والغزالي والنورسي وغيرهم من النماذج المشرقة التي ترفع الرأس وتنير الجبين . إن القدوة تنعكس على واقع الأمة صلاحاً وإعماراً وحضارة أو فساداً وانحرافاً ودماراً .
المطلب الخامس
القدوة الإسلامية في لحظتنا الراهنة
والآن حان الوقت لنسأل السؤال التالي : ما هو دور القدوة اليوم في مجتمعنا الإسلامي المعاصر هل كانت نموذجاً دافعاً إلى الخير أم أنها تدفع إلى العكس ؟
مما لاشك فيه أن ديننا أعطى لأهل العلم مكانة باسقة وبوأهم مركز الصدارة في المجتمع فهم بعبارة مختصرة جداً " ورثة الأنبياء ، أي أنهم الذين يحملون لواء الهداية للناس بعد الأنبياء ، والذي يحمل اللواء في المعركة يكون عرضة للمخاطر والسهام لأنه يشكل مركزاً يلتف حوله الجنود . فهل العلماء اليوم يحملون هذا اللواء بشجاعة ويقومون بواجبهم الدعوي كما أراد لهم الإسلام وبنفس القدر الموازي للمركزية والصدارة التي منحهم إياها .
الإجابة على هذا السؤال فيها قدر كبير من المشقة والخطورة ، ولكني استخرت الله عز وجل ، وقصدت بذلك وجهه جل شأنه ، ووضعت نصب عيني حديثيين شريفين :
الأول : قوله - صلى الله عليه وسلم -"" الدين النصيحة . قلنا لمن يارسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم "" ( ) .
الثاني : حديث حذيفة بن اليمان : كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ... ""( ) .(1/834)
لا بد من القول أولاً بأنه يوجد في حلب عموماً – بحمد الله عز وجل - عدد كبير من العلماء العاملين والمخلصين المشتغلين بالعلم والدعوة، والذين تنير جهودهم الطريق وتبعث الأمل، منهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا، ومنهم من ترك مؤلفات ومصنفات شاهدة لعلمه وفضله، ومنهم شغلته صناعة الأجيال عن صناعة الكتب ، ولكلا الفريقين نرجو من الله عز وجل أن يتقبلهم بقبول حسن ، وأن يتغمدهم بواسع رحمته وفضله، ومن هؤلاء الذين قضوا الشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ جمعة أبو زلام رحمهم الله رحمة واسعة، وأسكنهم فسيح جناته، ولكن هناك نسبة كبيرة من المنتسبين إلى العلم ، يتزيون بزي العلماء ويلبسون الجبب والعمائم يُفسدون في الأرض ، ويُلحقون أضراراً هائلة بمسيرة الدعوة والإصلاح ، ولكثرة هؤلاء المتطفلين على العلم في كل مكان فقد بدأت منذ سنوات تنطبع في أذهان الناس صورة سلبية للمشيخة وأهلها ، وبدأت بل كادت تنعدم الثقة بين الجمهور وعلمائه وممثليه والسبب هو في الغالب ملاحظات سلبية جداً تشيع بين العلماء، أو المنتسبين إليهم، وأردت في هذه الورقة أن ألفت النظر إلى بعض هذه الأخطاء لعلنا نبحث عن طريقة لمعالجتها :
أولاً :(1/835)
منافسة بعض أصحاب العمائم لأهل الدنيا على دنياهم ، وتسابقهم على احتواشها واقتنائها دون تورع عن الحرام . وإذا حُدِّثوا عن الورع قالوا : الدنيا بأيدينا وليست في قلوبنا . واتجهوا لبناء القصور والمزارع واحتواش المال بكافة الوسائل، وشراء الذمم والأنصار والمراكز، وكل ذلك يسهل تبريره ببضع كلمات منمقة . وهنا تحضرني حكاية لأحد الصالحين، وكان همه توجيه النصح لعلماء عصره، لأنه يرى أن في صلاحهم صلاح الأمة وفي فسادهم فساد الأمة . لقد ذهب ذات يوم إلى عالم من هذه النماذج التي نتحدث عنها : قصر منيف فيه ما لذ وطاب ، وأثاث فاخر ومريدين مخلصين عرف كيف يربيهم لنفسه ، دخل الرجل الصالح يطلب العلم فقال للعالم النحرير سيدي أنا أتيت لتعلمني كيف أتوضأ فعلمه، فقال أنا لا أعرف إلا أن تطبق لي ذلك عملياً فأحضر له صشت فاخر ، وإبريق فاخر مملوء ماء، فقال له اغسل يديك ثلاث مرات فغسلها أربعاً ، تمضمض ثلاث مرات فتمضمض أربعاً ، اغسل وجهك ثلاث مرات فغسله أربعاً ، فغضب الشيخ وقال له : أنا أقول لك ثلاثاً وأنت تزيد واحدة، لماذا ؟ قال له : وهل في ذلك بأس ؟ قال : نعم . قال : لمَ ؟ قال إسراف حرام . قال الرجل : وهو يقلب بصره في أرجاء القصر أكلُّ ما أنت فيه من بذخ وترف ليس إسرافاً، وحفنة ماء زدتها إسراف ؟!! فأدرك الشيخ أن الرجل جاءه ناصحاً واعظاً .(1/836)
ذات يوم سافرت في البولمان فرأيت أحد الشيوخ الذين أعرفهم قد حجز محلين وليس إلى جواره أحد، فقلت له بعد أن سلمت عليه : هل معك أحد إلى جوارك ؟ قال لا ، ولكني حجزت هذا المقعد للعمامة حتى لا تتسخ !! . استغربت ذلك وسكتُّ . وأتذكر الآن امرأة أرملة لديها أولاد صغار في قريتي كل طموحها – كما بلغني – أن تؤمن لأولادها الخبز والشاي ! ربما تستغربون ! ولكن لا غرابة لأن كثيراً من الفقراء – الذين انفصلنا عنهم - ينقعون الخبز في الشاي ثم يصنعون من ذلك ثريداً ، ولعل ذلك هو القديد الذي أخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما مر معنا قبل قليل . وهنا أتساءل أليس التبرع بثمن المقعد لمثل هذه المرأة وأولادها أولى من العمامة ؟ !!
ولكن لا تستغربوا ذلك فإن العمامة تستحق أن يُحجز لها ، فقد دعانا أحد المشايخ إلى لبس العمامة وقال : إن للعمامة منافع جمة فهي تجلب احترام الناس ، فالشرطي يخجل أن يوقف سيارتك ويحييك بقوله : ""أهلين شيخي !! "" ، والموظف في الدوائر الحكومية يخجل أن يطلب منك رشوة، ويقوم بنفسه يخدمك ويمشي بأوراقك . وأردف قائلاً : يا أخي إن للعمامة منافع كثيرة فلماذا لا تلبسونها . فقلت في نفسي متحسراً ! لقد قطف الشيخ منافع العمامة فهل تراه دفع الثمن ؟!(1/837)
إن العمامة يا إخوتي ليست منافع فقط ، وإنما مغارم وتضحيات، وإذا كانت المنافع أكثر والمكاسب أعظم فإن العمامة يوشك أن تكون مزوّرة ، إن العمامة مسئولية كبيرة أمام الله جل شأنه، وأمام الناس والأمة التاريخ لأنها تجسيد لوراثة النبوة ، وعنوان لجسامة المهمة، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر أصحابه تضحية كان أقربهم إلى العدو في المعركة ، وكانوا يحتمون به إذا حمي الوطيس ، وحين انهزم عدد من أصحابه في أحد ظل مع ثلة منهم يصدون المشركين ويدفعونهم ، وفي بدر قدم أقاربه للمبارزة : حمزة وعلياً والحارث ، وفي الخندق قدم علياً لمبارزة أشجع فرسان العرب عمرو بن ود العامري ، وأثناء العمل في حفر الخندق جاع - صلى الله عليه وسلم - وتعب أكثر من كل أصحابه، فقد جاءه بعضهم يكشفون عن بطونهم وقد شد كل واحد منهم حجراً على بطنه من شدة الجوع ، فكشف - صلى الله عليه وسلم - عن حجرين، ولم يرض أن يطعم طعام جابر دونهم ، وفي حنين فوجئ المسلمون بالعدو ففروا وثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول : أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب .
إن وراثة النبوة ليست كلاماً يُقال ومنصباً يُتبوّأُ وعمامة تُلبس ، وليست خُطباً رنانة ، وعبارات منمقة ، وإنما هي تضحية وإقدام وشجاعة ، ألا يكفينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لحق بالرفيق الأعلى ودرعه مرهونة عند يهودي بشعير استلفه لآل بيته - صلى الله عليه وسلم - ، وقد دانت له الجزيرة العربية كلها . وجاءته فاطمة رضي الله عنها تطلب خادماً من سبي جاءه، فلم تجده، فذهب إليها زائراً ونصحها وزوجها المكرم وجهه بخير من الخادم ، وهو التسبيح والتهليل والتكبير ، وقال : والله لا أعطيكم خادماً وأهل الصفة لا يجدون ما يأكلون ولكني أبيع السبي وأنفق عليهم ( ) .
ثانياً :(1/838)
إن الناس يرون أن مجالس العلماء وطلاب العلم " الخاصة " ليس فيها تورع عن الغيبة والنميمة ، وقليل جداً أن تجد عالماً يثني على عالم آخر ويمتدحه ويشيد به . وقد أعجبتني كلمة قالها الشيخ راتب النابلسي حفظه الله في مجلس خاص مع بعض إخواني قال "" أنا منذ ثلاثين سنة أدعو إلى الله عز وجل ما قلت كلمة سوء أو ذم بحق عالم من علماء المسلمين ولله الحمد "" وحق له أن يسعد بهذا .
ثالثاً :
في الوقت الذي يتلو كثير من العلماء قول الله عز وجل { سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أعِدَّتْ لِلّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِه } ( ) نجد أن التسابق والتنافس للظهور في مركز الصدارة والاهتمام عبر وسائل الإعلام والفضائيات ، والحرص على الشهرة والمناصب والجاه أكثر من الحرص على العلم والناس والدعوة .
رابعاً :
لقد جاء في الحديث القدسي "" يقول الله عز وجل : العظمة إزاري ، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار "" ( ) . فما بال كثير من المنتسبين للعلم اليوم يتبارون في مظاهر العظمة والأبهة ، ويعللون ذلك بأنه إظهار لعزة الدين وأهله ، وكأن الإسلام الذي هو دين الله والمحفوظ بوعد من الله جل شأنه مرتبط بالأشخاص ، إن ديننا فوق النماذج وفوق الأشخاص .
لمَ لا يتذكر هؤلاء الناس كيف دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة المكرمة فاتحاً منصوراً ، إنه موقف يستحق أن يكتب بالأبر على مآقي البصر ليكون عبرة لمن يعتبر ، فها هو الفاتح المكرم يدخل ومعه آلاف من الأطهار والقديسين - كما جاء في التوراه ( )- عن يمينه ويساره وبين يديه، ولقد عبّر عن هذا المظهر العظيم أبو سفيان حين رأى الكتيبة الخضراء، فقال للعباس رضي الله عنه : ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة ، لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً . فرد عليه العباس رداً حاسماً : إنها النبوة ! .(1/839)
نعم ليس مُلْكاً ولا مَلِكاً فقد دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - خاشعاً متخشعاً يترنم بسورة الفتح، وإن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل من التذلل والتواضع لوجه الله عز وجل . وقد اقترب منه رجل يريد أن يسأله فارتعدت فرائصه، فقال له : يا أخي إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة .
أجل ! إنه - صلى الله عليه وسلم - يتذكر في هذا الموقف العظيم حالة فقره وحاجته ، يتذكر الآن حالة ضعفه وانكساره ، وما أكرمه الله عز وجل به من الفتح المبين والنصر الثمين ، إنه وقت مناسب جداً لِيخِرَّ ساجداً شاكراً لله عز وجل ، فيترجل النبي - صلى الله عليه وسلم - ويصلي لله عز وجل اثنتي عشرة ركعة صلاة الفتح . أفليس أهل العلم أولى الناس بالتواضع لله عز وجل والتأسّي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأخلاقه الحميدة وسجاياه الرشيدة !!.
يتحدث بعض أساتذة الجامعة عن ضرورة عدم الوقوف مع الطلاب في الممشى والممرات، لأن ذلك يقلل من هيبة الأساتذة ويجرئ الطلاب عليهم، وهذا بنظري ليس صحيحاً، لأن هيبة الأستاذ في نفوس طلابه تصنعها أخلاقه السمحة وعلمه الثري ، أما الشكليات فهي وإن أبقت شيئاً من الهيبة، لكنها تُبقي معها حواجز نفسية من الشعور بالغربة والدونية والطبقية الدينية ، وليس هذا هو منهج النبوة فقد كانت الجارية تأتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فتأخذ بيده وتذهب به في سكك المدينة حتى يقضي لها حاجتها ( ) .
خامساً :
إن العلاقات متوترة جداً بين كثير من العلماء فيما بينهم ، وانعكس ذلك سلباً على صورتهم أمام الناس، فأنتج ذلك أزمة ثقة حقيقية بينهم وبين القاعدة الجماهيرية العريضة، وأصبح من الممكن القول : "" أن تصلح بين ضرتين أهون من أن تصلح بين شيخين "".(1/840)
ولذلك أصبحت تشيع اليوم في المجتمع ظاهرة عدم احترام العلماء، بل وفي بعض الشرائح الاجتماعية هناك سخرية وتهكم بالمشايخ ، وهذه نتيجة طبيعية لعدم احترام كثير من المنتسبين للعلم لموقعهم الذي تبوؤه فأساءوا لأنفسهم ولدينهم ولأمتهم .
إن هناك تراكمات تاريخية ثقيلة من الضروري أن نتخلص منها، فكلنا يعلم كم عانى الإمام ابن تيمية رحمه الله من علماء عصره حتى تمالأ عليه عدد من المنتسبين للعلم والمتزلفين للسلطان فسجنوه ومات في سجنه رحمه الله، ودفع ثمن كلمة الحق التي جهر بها . وكذلك ما تعرض له كلٌّ من الإمامين ابن رشد والآمدي من مشايخ عصرهم، فاتُّهموا بالزندقة وحُرِّض عليهم الحكام فنكلوا بهم ، والإمام الغزالي أيضاً لم يسلم من ذلك فحرِّقت كتبه في المغرب لأنها لم توافق هوى بعض العلماء .
ولم تكن العلاقة محمودة بين الإمام ابن حجر والإمام بدر الدين العيني، وكان كلٌّ منهما لا يتورع عن ذم صاحبه والانتقاص منه، وانعكس ذلك على التلاميذ فترجم الإمام السيوطي لشيخه ابن حجر بعدة صفحات بينما ترجم للعيني بسطرين ولم يتورع عن التعريض به ، وترجم الإمام الذهبي للإمام الأشعري ترجمة مختصرة جداً لأنه لا يوافق مذهبه ، كذلك كانت العلاقة بين الإمام السيوطي والإمام السخاوي حتى ألف السيوطي " الكاوي في الرد على السخاوي "، ( ) وكذلك ما كان بين الإمام النسائي وأحمد بن صالح رحمهم الله جميعاً.
إن هذه النماذج المؤسفة لا نذكرها للتعريض بأصحابها وإنما لنلفت النظر إلى أن أصحابها رغم كونهم علماء أجلاء وعظماء إلا أنهم ليسوا معصومين من الأخطاء والأهواء، وما ينبغي أن تكون أهواؤهم وأخطاؤهم قدوة لنا، بل علينا أن نأخذ منها الدروس الإيجابية لنصلح أحوالنا ونتجنب السقوط في هذه العثرات، ونسأل الله عز وجل أن يغفر لهم ولنا جميعاً.
سادساً :(1/841)
لقد انفصل كثير من العلماء عن الناس وأصبحوا يخاطبونهم من أبراج عاجية ، ولم يعد الشيخ يكتف أن يجلس ليعلم عدداً من التلاميذ في المسجد، بل هو يشكو من إعراض الطلاب والناس عن العلم، وسرعان ما يهجر درسه متذرعاً بذلك ، والسبب هو أنه يريد حشداً عظيماً يستمع إليه ويصغي لكلامه ، ولم تعد وظيفة العالم وارث النبي كوظيفة النبي يدخل في بيوت الناس ويخالطهم ويباسطهم ويعلمهم، بل أصبح لا يرضى أن يلقي علومه إلا من مواقع الشهرة ، إما منبر في جامع كبير، وليس كأي جامع، أو من قناة تلفزيونية رسمية أو فضائية . لقد أصبحت المشيخة طريقاً إلى الزعامة والمنصب والوجاهة، وبعض المنتسبين للعلم له علاقاته مع الأمن والمخابرات وكثير من المسئولين وأصحاب المناصب والمراكز، وينكل بخصومه إذا وقفوا في وجهه ، وينتقم من تلاميذه إذا تمردوا عليه ويثبت لهم أنه " واصل " ولكن شتان ما بين الوصول والوصل الذي يعرفه أهل الله العارفون، وبين الوصل الذي يتحدث عنه بعض المشايخ المعاصرين .(1/842)
. ذهب أعرابي من القرية إلى المدينة يستفتي الشيخ في مسألة طلاق، وخرج الشيخ إليه واستوضحه من الباب، ثم أجابه دون أن يطلب منه التفضل بالدخول، عاد الرجل إلى القرية يحمل الفتوى، ولكنه يحمل في ضميره نقداً للشيخ، لأنه لم يدْعه إلى دخول منزله وسألني مستنكراً "" شو هالمشايخ "" فاعتذرت أمامه للشيخ ، لقد كان المستفتي رجلاً أمياً بدوياً ثيابه رثة، وتبدو عليه علامات الفقر والحاجة ، ولا شك أن الشيخ سيعتذر بضيق الوقت وكثرة المستفتين، ولكن بالله عليكم لو أن المستفتي كان رجلاً مشهوراً، أو تبدو عليه آثار النعمة والثراء أو المنصب والجاه، هل سيكون تعامل الشيخ معه بهذا الشكل ؟! ألن يكون عند ذلك الوقت كافياً لاستقبال الضيف، بل وإكرامه ، وعندئذ سيعلِّل الشيخ في نفسه ذلك بأنه من باب إكرام الضيف، ويستشهد لنفسه عندئذ بحديث "" َمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ "" ( )، لكن عليه أن يتأكد أنه لم يكرم ضيفه ، وإنما أكرم منصبه أو جاهه أو ثراءه . وهو يتأمل أن يعود ذلك عليه بالنفع ولو بعد حين .
سابعاً :
إن الأواصر مُقطّعة بين العلماء ، والتعاون على البر والتقوى يكاد يكون معدوماً ، وهم إن عملوا عملوا منفردين دون أي تنسيق أو تكامل فيما بينهم . لنتأمل قليلاً في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول فيه : "" إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ قَالَ فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ "" ( ) تعالوا ننظر في معنى هذا الحديث وننزل به إلى أرض الواقع، واقع الدعاة والعلماء .(1/843)
- فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يعترف لإخوانه من الأنبياء السابقين بالفضل فهم الذين يشكلون البناء، وليس أي بناء، إنهم يشكلون لبنات متراصة تشكل بناءً جميلاً يعجب الناس ، ويودون لو أن البناء اكتمل بوضع اللبنة الأخيرة ! فهل العلماء اليوم يشكلون هذا البناء الجميل في صورتهم أمام الناس ، أم أن الصورة مزرية جداً وقاتمة جداً .
- وإنه - صلى الله عليه وسلم - يَعُدُّ نفسه لبنة في بناء النبوة المتكامل، مثله مثل إخوانه الأنبياء السابقين، وإنه - صلى الله عليه وسلم - يشكل معهم جميعاً بناء الهداية والرشاد للإنسانية جميعاً . ولكن الشيخ اليوم لا يقبل أن يكون لبنة في بناء الدعوة ، إنه لا يرضى إلا أن يكون البناء كله، أو على الأقل الركيزة الأساسية فيه ، وكم هم المشايخ الذين لا يكفيهم ذلك، بل يقومون أيضا بهدم جهود الآخرين، وكل همهم هو أن يمسكوا بالمعاول التي يتمكنون بها من الهدم والتهشيم ، إنهم يصعدون على ظهور الآخرين فإذا ما وصلوا إلى القمة ركلوهم بالأقدام إلى الوادي .
- إن الأنانية تُعميهم عن رؤية حسنات الآخرين ، والكبر والعجب يصدهم عن التعاون معهم ، وكل واحد منهم لا يقبل إلا أن يكون أوحد دهره وفريد عصره . أما سيد البشر - صلى الله عليه وسلم - فقد قبل أن يكون لبنة في بناء تتراص مع أخواتها وتشد البناء بقوة ومتانة .
- إن العمل الجماعي المتكامل الذي يعي فيه الفريق دوره ككل متكامل، ويعي فيه كل فرد دوره كجزء مكمل، هو الذي نحتاجه اليوم جداً ، وهو الذي تحول دونه أهواء الناس وأنانياتهم . إننا مطالبون اليوم بالتعاون أكثر من أي وقت مضى ، ومطالبون بالوحدة والاعتصام بحبل الله عز وجل، إننا مُطالبون أن نحيي في دواخلنا كل معاني الإيثار والمحبة والصدق والإخلاص ، وأن نميت في أنفسنا كل ألوان الأنانية والأثرة والحسد والبغضاء .
ثامناً :(1/844)
هناك طائفة كبيرة من العلماء يجمعون الناس حول أنفسهم، ويجعلون المركزية والصدارة لذواتهم وليس لدين الله عز وجل ، ولذلك ينهون تلاميذهم عن الحضور عند مشايخ آخرين بحجة أن الغرسة إذا نُقلت من تربتها إلى تربة أخرى سيصيبها الفساد .
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يجمع الناس حول شخصه، بل كان همه الأول أن يُخلِصوا لله عز وجل، وأن يتجهوا إليه جل شأنه بالعبادة ، ولذلك كان يَحرم أعز الناس على قلبه من المغانم ويُحمِّلهم المغارم ، ولقد ذكّرت قبل قليل ببعض الأمثلة من السيرة في بدر وأحد حين دفع بعمه وأولاد عمه إلى قلب المعركة ، وكان حمزة أول قافلة الشهداء في أحد، وقد تألم النبي - صلى الله عليه وسلم - لفراقه أشد الألم . ومنع فاطمة عليها السلام من الخادم رحمة ببعض أصحابه الفقراء ، وبعد حنين أعطى المؤلفة قلوبهم وأجزل لهم العطاء حتى وجد الأنصار في أنفسهم، وهم من تعلمون مكانة في قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم بين لهم أنها لعاعة من الدنيا يتألف بها ضعفاء الإيمان . وأعطى ذات يوم رجلاً فقيل له أعطيت فلاناً وفلان خيرٌ منه ، فقال : إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه أكِلُه إلى إيمانه .
لقد كان هذا منهجه عليه أفضل الصلاة والسلام يحرم أقرباءه وأصحابه المقربين يَكِلُهم إلى إيمانهم وقربهم من الله عز وجل، ويعطي ضعفاء الإيمان لكي يخلص قلوبهم من الكراهيات والأحقاد والسخائم، فيتمكنون من رؤية الحق الأبلج . إن هذا المنهج عكس ما نشاهده لدى كثير من المشايخ اليوم ، فالمشيخة مغنماً له ولأولاده ولأقربائه ولأصهاره .
تاسعاً :(1/845)
إننا في كثير من الأحيان لا نفرق بين ما هو لله عز وجل ، وما هو للنفس ، أو بين ما هو للعلم والحق ، وما هو للذات ، أو بين ما هو شخصي وما هو علمي ، وها هنا مِحكٌّ صعب جداً، ومفصل دقيق جداً، لأن ما هو لله قد يختلط بما هو للنفس دون أن يشعر الإنسان، فيعادي ويخاصم لله بحسب ظنه، ولكن الهاجس العميق، والمحرك الخفي للخصومة هو نفسي وذاتي، كثيرة هي التهم التي تُتداول بين المسلمين : وهّابي ، أشعري ، شيعي ، علماني ، صوفي بحسب السياق الاجتماعي والزماني والمكاني وهي تصنيفات جاهزة ، يتم التشهير بها بحسب الحاجة، ويتم الحشد والتجييش للجمهور في الوقت المناسب ضد شخص ما من الأشخاص، ويتم تصدير هذه التهم والتصنيفات إلى التلاميذ، فتنشأ أجيال لاحقة تتوارث الكراهية والشحناء، ويضيع الحق والعدل والإنصاف بين الإحْن والشنآن .
ينظر علماؤنا المعاصرون إلى الخوارج نظرة تاريخية فيها انتقاص وتبديع وتجهيل شديد، وهذا فيه حق كثير ، ولكن المصيبة أننا نجهل أننا نمارس الخارجية في الفكر والأخلاق دون أن ندري، فالخوارج يؤخذ عليهم أنهم قتلوا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن خباب بن الأرت، وقتلوا امرأته معه وكانت حاملاً في تمام حملها ، ثم أكلوا تمراً من نخل لنصراني فقالوا لبعضهم هذا حرام ، فذهبوا إليه يستحلونه من ذلك، !! هل تصدقون أننا نفعل ذلك ؟!(1/846)
إن ديننا أباح لنا أن نتعايش مع كل أصناف الناس "" لكم دينكم ولي دين "" ، وأباح لنا أن ننعم بالتسامح مع كل المعتقدات والاتجاهات فـ "" لا إكراه في الدين "" هذا صحيح ، ولكن لماذا يكون التسامح بين العلماء المسلمين وغير المسلمين كالمسيحيين وغيرهم أكثر مما هو بين العلماء المسلمين فيما بينهم ؟ فما دمنا نقبل التعايش في ديننا مع من يدعي لله ولداً، أو مع من ينكر وجود الله عز وجل أو غير ذلك ، إذ لا سلطان لنا على ضميره ، فلماذا نضيق ذرعاً بآراء أناس مسلمين مثلنا، موحدين مثلنا، لكنهم يخالفوننا في أمور هي بالتأكيد أهون من أولئك المخالفين في الملة ؟! بعبارة أوضح : لماذا إذا اختلف المشايخ في أمور فرعية أدى ذلك إلى المشاكسة والخصام والكراهية ؟ لماذا لا نفرق بين ما هو علمي وما هو شخصي ؟ لماذا يتعانق الشيخ والقسيس ولا يتعانق الصوفي والوهابي على سبيل المثال ؟ أليس هذا خروجاً ؟!
أخشى أن يكون السبب هو الشعور بتهديد المنافع ، وتقاسم المكاسب من قبل إخواننا في الدين الذين ترشحهم مؤهلاتهم لذلك، أما الآخرون المخالفون لنا في الملة فلا يهددون منافعنا ومواقعنا الدينية – كالخطابة والتدريس والإمامة والمركز وغيرها - ولذلك تظل العلاقة الشخصية معهم في مأمن من خطر التنافس والتحاسد .
ألا يمكننا أن ننبه الآخرين إلى أخطائهم وبيان عثراتهم دون تجريح أو كراهية أو تشنج ؟ لماذا لا نحسن الخصومة العلمية التي تحافظ على المودة والاحترام ؟ لقد قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَة وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ "" ( ) .(1/847)
كلنا يعلم كم كان اليهود يُكنّون البغض للنبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -ولقد هموا بالغدر به مرات عديدة ، ومع ذلك وبعد أن اضطروه إلى إجلائهم، بل وقتلهم في الخندق وخيبر، مع كل ذلك كان له صلات معهم، فيزورهم ويستدين منهم، بل وينصفهم، وتذكرون أنه أهديت إليه شاة من أمرأة يهودية بعد معارك خيبر - إنهم يعلمون أنه لا يحقد، وأنه يُحسن الظن ، وأنه لا يرد الهدية برغم العداوة الشديدة بين الطرفين ، والتي قُتل فيها رجالات اليهود وأبطالهم .
نحن لسنا أوصياء على الناس ولا نملك أن نرغم الناس على أن يعتقدوا بما نعتقد ، ويدينوا بما ندين ، لنا أن نوضح ونبين بالكلمة الطيبة، والموعظة الحسنة، ونجادل بالتي هي أحسن، ثم إن الله عز وجل يحكم بين عباده { فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } ( ) .
{ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } ( ) .
{ وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } ( ) .
{ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } ( )
لقد تكرر معنى هذه الآيات في كتاب الله عز وجل مرات كثيرة جداً يزيد على عشرين مرة ، أفلا يعني ذلك لنا شيئاً ؟ ! إننا لم نستطع أن نحول المغزى في هذه الآيات إلى منهج حياتي ، وسلوك أخلاقي .
عاشراً :(1/848)
لا بد من القول بأن الحالة السلبية التي يتردى فيها بعض أهل العلم أو المنتسبين إليه بالإضافة إلى كونها نتيجة للدنيوية المعششة في القلوب، هي أيضاً انعكاس للحالة الأخلاقية العامة التي تسود المجتمع اليوم، وفيها انحطاط شديد لقيمة الإنسان وإنسانيته وكرامته وحريته ، فالملاحظ من خلال التعامل الاجتماعي أن المعيار اليوم في التعامل بين المسلمين ليس هو جوهر الإنسانية، وإنما هو اعتبارات ثانوية أخذت محل الصدارة والأولوية، فالإنسان يُكرَّم اليوم ويُحترم لمنصبه أو جاهه أو شهادته أو ثرائه، أما هويته الحقيقية وهي الإنسانية فمُغيَّبة جداً ومُهدَرة جداً ، وسأضرب مثلاً من الواقع : كان لي مريض في المشفى فذهبت لزيارته فمنعني البواب، قال لي ممنوع الدخول لأنه ليس الآن وقت الزيارة، فقلت ولكن انظر إن الناس يدخلون ويخرجون بكثرة، قال لي لا شأن لك ، فقلت لا بد من الدخول أو تطبق النظام على كل الناس، وكان كثير من الداخلين قد عرف طريقة الدخول وهي خمسة وعشرون ليرة تُدسُّ في جيب البواب بلطف ، ارتفع صوتنا وحضر الشرطي وأدخلنا عنده ليحل المشكلة ، وكان هناك شخص يعرفني فقال لي : " أهلين دكتور" ففوجئ البواب وقال لي : " أنت دكتور؟ مو باين عليك !!" وكان هناك اتفاق بين كل الحاضرين في جلسة الصلح - وكانوا كثرة - أن الحق عليّ ، وأنني المخطئ، لأنني كان يجب أن أُعرِّفه على نفسي " كدكتور" وعندئذ سأدخل بدون خمسة وعشرين، وبدون صعوبات، يعني أن الدكتوراه تساوي خمسة وعشرين ليرة ، لكن ليست هذه هي المشكلة ، وإنما المشكلة في الحادثة وهي نموذج يتكرر ملايين المرات في كل الدوائر الحكومية وغير الحكومية ، المشكلة أن الإنسان لا يُعرّف بهويته الحقيقية وهي " الإنسانية " " أنا إنسان " أنا ابن آدم " لا بل : أنا دكتور ، أنا عضو في مجلس الشعب ، أنا محامي أنا مهندس أنا فلان أو ابن فلان ... أما الفقير الذي لا يملك شيئاً من هذه الاعتبارات(1/849)
الإضافية فهو الوحيد الذي يقف أما البواب أو أمام أي موظف بهويته الحقيقية ، وهي " إنسانيته " وما أرخصها في مجتمعنا، إنها تداس بالأقدام ! وتضرب بالنعال .
وهنا يحضرني موقف النبي - صلى الله عليه وسلم - حين مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ ذات يوم فَقَامَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَالَ أَلَيْسَتْ نَفْسًا ؟! ( ) نعم وإن كانت ليهودي لكنها لإنسان يشترك معنا في جوهر الإنسانية وكرامتها ، وهذا كاف لمنحه مستوى ما من مستويات التكريم والاحترام .
نعم إن مجتمعاتنا الإسلامية اليوم مريضة جداً ، وكان المؤمل أن يكون للعلماء دوراً ريادياً في المعالجة والإصلاح، ولكن الذي حصل هو العكس، ففي حالات كثيرة وحقب ومراحل زمنية طويلة كان المنتسبون إلى العلم في كثير من الأحيان يُفرزون جراثيم تزيد من الوباء وأحياناً تبرر له، لأن القاعدة الشعبية العريضة تنظر لهم على أنهم هم القدوة والمثال الذي يُحتذى ، فباب العدوى السلبية في هذه الحالة مفتوح على مصراعيه بين النموذج المريض والتابع المسكين .
إن المسلم المسكين يحلم باليوم الذي لا يحتاج فيه الإنسان إلى واسطة حين يذهب إلى دائرة حكومية أو مشفى ، ويحلم باليوم الذي يحصل فيه الإنسان المسلم على هويته " إنسانيته " أين ما ذهب ويعامل بالإكرام والاحترام أياً كان حتى ولو كان زبالاً أو من هو في مستواه .
نعم هنالك تراكمُ هائلٌ من الفساد، وهو نتاج عقود من الزمن في الدوائر الدينية، ويحتاج إلى أشبه بالخارقة حتى يتم تجاوزه وإصلاحه ، يحتاج إلى شبكة من الطيبين المخلصين تتكاتف وتتعاون لإزاحة العناصر الضارة وتنظيف المؤسسة الدينية من تراكماتها الخاطئة ، ومحاسبة المخطئين والمفسدين، إن الموظف اليوم يفعل ما يشاء بالمواطن الفقير يُهينه ويبتزه ويعرقل شؤونه دون رقيب أو حسيب .(1/850)
ولذا لا بد من وقفة للمراجعة مع الذات، وأن نتخلص من النظرة النرجسية التي تحجبنا عن رؤية عثراتنا وأخطائنا ، ولا بد من مواجهة الحقيقة بشجاعة، والأشخاص مهما كانوا كباراً وعظماء هم في النهاية بشر يصيبون ويخطئون، فما ينبغي أن تحجبنا عظمتهم وأبهتهم وقداستهم عن محاسبتهم " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا " ( ) . على الأقل محاسبة فكرية وعلمية .
الخاتمة :
لقد تحدثت عن أهمية القدوة كما عرضها لنا القرآن الكريم والسنة الشريفة وكما ارتسمت ملامحها في المنهج الإسلامي عموماً ، وبينت أن القدوة الحسنة تصنع مجتمعاً حسناً، وأن القدوة الفاسدة تُنتج مجتمعاً فاسداً ، وأن ما نراه من انهيار على المستوى القيمي في الغرب هو نتاج للنجومية الزائفة ، فقلما نجد عالماً أو عبقرياً أو فيلسوفاً في التاريخ الغربي الحديث محمود السيرة ، والسبب في ذلك هو انهيار المقدس بشكل عام ، وانهيار النموذج المثالي المسيحي الذي كان من المفترض أن يوجه تيار القيم والأخلاق ، وقد حل محله نموذجاً دنيوياً لا يقيم وزناً لأية غيبيات ولا يعترف بأية مطلقات قيمية أو ما ورائية ، وكرس على مدى قرون عديدة نسبية الأخلاق، ومادية الفكر ، فكانت النتيجة على مستوى الحضارة حالة من الانفلات والتفكك والإباحية والضياع الاجتماعي والأسري سلوكياً وحالة من الإفلاس واليأس والقنوط والعدمية فكرياً .
ولكن السؤال الأهم الذي حاول البحث أن يجيب عنه هو أين موقع النموذج الإسلامي في هذه الدوامة الحضارية اليوم ؟ وما هو الدور الذي يمثله القدوة المسلم للإنسانية في أمسِّ حاجاتها وأحرج لحظاتها ؟(1/851)
لا شك أن لدينا في تراثنا وتاريخنا نماذج مشرّفة توجه مسيرة فكرنا ، وتؤسس قواعد حياتنا، وقد سعى أعداء الخير دائماً إلى تشويه صورة هذه النماذج ، والتعتيم عليها لأنها علامات حضارية تحفظ الوجود، وتنير الدروب . ولكن المأساة الكبرى حين يأتي التخريب من الداخل وباسم التعمير، ويرتدي شيوخ البراجماتزم العمائم والجبب، ويتلوَّن الدين بألوان هذه العمائم ، وبدلاً من أن تكون العمامة مَغرماً وتضحية ومسئولية، تصبح مغنماً ومكسباً ومطية ، وكل من طمع بوصل ليلى تسمى قيساً ، وهيهات أن يغني الاسم عن المسمى .
إن شيوخ البراجماتزم أخطر على ديننا وحضارتنا ومستقبل أمتنا من مستشرقي أوربا ومبشريها ، وأخطر من صنائعهم العلمانيون المزروعون فيما بيننا من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، وذلك لأن المستشرقين والمبشرين قد بان إخفاقهم بعد أن انكشف الزيف، وزال ركام الباطل ، والعلمانيون هم غراس أولئك يوشك أن تيبس وتجف كما يبس الأصل وجف ، ولولا حال الأمة المتردي ، ودعم الغرب المستبدّ، لما قامت لهم قائمة في بلادنا .
لقد هدف البحث إلى الكشف عن خطورة الاستخدام النفعي للدين، والتقنع وراء مظاهر المقدس للوصول إلى مآرب شخصية ، ومكاسب دنيوية ، وحاول التذكير بالقدوة المرتكسة في الحداثة الغربية، والتي أثمرت ثماراً خبيثة على مستوى الحضارة البائسة اليوم ، للتحذير من لون آخر أشد فتكاً منها في بلادنا وحضارتنا لأنه يرتدي ثوب الدين ويتستر بردائه . إنها صيحة نذير، وزفرة مكلوم، تبتغي آذاناً صاغية ، وقلوباً واعية ، وإن أهم وصية أخرج منها في هذا البحث هي :
تشكيل هيئة لعلماء المسلمين في هذا البلد تكون مهمتها التعاون على البر والتقوى ، والتشاور في القضايا الكبرى ، والبت في المسائل المعضلة ، وخصوصاً تلك التي تلتبس فيها السياسة بالدين، والتي تحتاج إلى موقف حازم متحرر من الإكراهات السياسية أو الشعبوية .(1/852)
قد يقال إن هذه الهيئة سوف يشترك فيها من لا ثقة فيه أيضاً، ومن لا يمكن إقصاؤه عنها ، ونبقى في المشكلة ذاتها ، وأقول : إن الناس سيعلمون أن ما يصدر عن الهيئة موضع ثقة، وما لا يصدر عنها موضع شك ، ولو نجحنا في تشكيل مرجعية جماعية موثوقة للناس تعكّر على الأقل على شيوخ البراجماتزم ، وتحرجهم حين يخرجون عنها لكان ذلك إنجازاً مهماً ، بدلاً من المرجعيات المتعددة المتصارعة . والله تعالى أعلى وأعلم .
للتواصل : ahmad_altan@maktoob.com
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
داريا - 27 / 1 / 2007 ليلة السبت .
---
جمال أبو حسان
02-18-2007, 12:46 PM
يا ليتك يا دكتور احمد تعيد تنزيل هذا البحث حتى تظهر حواشية فتتم الفائدة اكرمكم الله وشكر لكم حرصكم
---
أحمد الطعان
02-18-2007, 08:49 PM
سيدي الفاضل أشكر اهتمامكم بارك الله فيكم هذا رابط للبحث منشور فيه بهوامشه
والسلام عليكم ورحمة الله
http://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1717
---
عمار
03-03-2007, 06:20 PM
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم.
---
مروان الظفيري
03-03-2007, 08:06 PM
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل د. أحمد إدريس الطعان
على هذا البحث المفيد الرائع القيم
لكنه لفت نظري أنكم ضممتم عين العمامة ، وهي بالكسر ، وهي :
عِمَامَةٌ - وجمعها : عَمَائِمُ، وعِمَامٌ.
وجاء في تاج العروس :
(على أَن تكون الكسرَةُ في الجمعِ غيرَ الكسرةِ التي كانت في الواحدِ،
والأَلفِ غير الأَلفِ، لكنها كسرةُ الجَمْعِ وأَلِفُه، فتكونُ الكسرةُ في الواحِدِ ككسرةِ عينِ عِمَامةٍ ...)
وشكرا
---
أحمد الطعان
03-03-2007, 11:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك أخي عمار وأكرمك الله ...(1/853)
أخي مروان أشكر لك ملاحظتك القيمة ، والحقيقة أنه قد نبهني أحد الإخوة إلى ذلك منذ أيام في محاضرة بشكل شفهي ... وكنت أزمع تعديل ذلك ولكني كنت أتوقع أن تأتي هذه الملاحظة سريعاً من أعضاء الملتقى فهم أهل اللغة والتفسير وقد طال انتظاري حتى تفضلتم بالتصحيح ، وتكرمتم بالتنويه شكر الله لكم ذلك وبارك فيكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
مروان الظفيري
03-04-2007, 11:44 AM
وأنتم أيضا
جزاكم الله خيرا
أخانا الفاضل د. أحمد إدريس الطعان
على هذا البحث القيّم المتميّز
وعلى هذه الأخلاق العالية
والأريحيّة العلميّة المثاليّة
والتأخر ما كان مقصودا ؛
لأنني لم أقرأ بحثك الرائع
هذا إلا البارحة ؛ فمعذرة
وشكرا لك
---
عمار
03-04-2007, 07:29 PM
ضم العمامة جائزٌ يا شيخنا ** أفتى بهذا الكلّ بالإجماع!
---
أحمد الطعان
03-04-2007, 11:52 PM
لكنه الإجماع السكوتي أخي عمار وهو ليس بحجة عند البعض شكراً لك وبارك الله فيك .
هكذا فهمت !
يجوز الكسر والفتح والضم *** ثلاثة ليس في واحد لمُّ
أقصد فتحها لغسلها وضمها إعادة لفها وكسرها لغة . واللم من اللمم إي الإثم ... أعني ليس في أي منها إثم .
---
عمار
03-05-2007, 07:58 AM
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب اللبيب...والمعنى الذي ظهر لكم أجمل من المعنى الذي أردتُ...وأعني بالإجماع هنا اتفاقهم على أنّ " الأصل في الأشياء الإباحة "!
أما الضمّ فهو عينُ ما فهمتم بارك الله فيكم... :
ضم العمامة جائزٌ يا شيخنا ** أفتى بهذا الكل بالإجماع
والأصل في الأشياءِ حلّ كلها ** فاضمم أوِ افْتحْ واكْسِرَنْ بيراع
وفي الحقيقة كان قد لفت نظري – منذ البداية – ما لفتَ نظر الدكتور الكريم مروان...لكنّي أقنعتُ نفسي بـ "لعلها لغة!"
---
فاضل الشهري
03-30-2007, 06:16 PM
جزالك الله خيرا على هذه الكلمات الطيبة ، لقد أفدتنا بما كتبت وأشعرتنا بما فينا من تقصير في تعاملنا مع طلابنا(1/854)
ومع المجتمع ، وكم بيننا وبين تطبيق السنة ومعرفة قدر أنفسنا
أما ما يتعلق بضم عين العمامة أو كسرها فلك وفقك الله بعد هذه الدرر أن تضم أو تفتح أو تكسر أو تسكن
زادك الله علما وفضلا وجمعنا جميعا بمن دعوتَ لمتابعته والسير على سنته
---
أحمد الطعان
04-01-2007, 09:06 PM
جزاكم الله خيراً إخوتي جميعاً وبارك فيكم وشكر لكم تشجيعكم ورزقنا الأخلاق الطيبة و العمل الصالح .
---
(1/855)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أين أجد هذا الكتاب
---
أين أجد هذا الكتاب
---
عاصم22
11-19-2003, 06:05 AM
السلام عليكم
هل هذا الكتاب موجود علي الانترنت
دراسات لاسلوب القران الكريم للشيخ محمد عبد الخالق عضيمة
وقد مكث الشيخ في تاليفه قرابة 45 سنة والكتاب مكون من 11 مجلد
وقد حصل الشيخ علي جائزة الملك فيصل العالمية
---
ناصر علي البدري
11-29-2003, 11:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا مثلك أخي أبحث عنه
فإن وجدته أرجو أن تساعدني في الحصول على نسخة
وجزاكم الله خيرا
---
مسك
11-30-2003, 06:06 AM
نبذة عن كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم:
الكتاب مطبوع في أحد عشر مجلداً، وهو ضخم وجليل، لم يسبقه إليه أحد، استغرق تأليفه حوالي 35 سنة، وعرّفه مؤلفه بأنه معجم نحوي صرفي للقرآن الكريم، وهو في الحقيقة عمل علمي عظيم أوسع من أن يقتصر على كونه معجما نحويا وصرفيا، بل هو أول بحث يتناول أسلوب القرآن في جميع رواياته التي وصلتنا ما تواتر منها، وما لم يتواتر.
من موقع الموقع العربي العملاق قسم ( اعلامنا )
---
(1/856)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من هو محمد بن مجاهد
---
من هو محمد بن مجاهد
---
تهاني1
05-19-2004, 04:02 PM
أجد بعض مدارس تحفيظ القران تتسمى بهذا الاسم ..
و الذي أعرفه أن المقرئ المشهور " أبو بكر بن مجاهد" صاحب كتاب (القراءات السبع ) المتوفى سنة 324هـ ؛ كان اسمه ( أحمد بن مجاهد ) .
فهل يقصد بمحمد بن مجاهد المقرئ المشهور ، أم أن هناك مقرئ آخر باسم ( محمد بن مجاهد ) .
أرجو الإفادة .
---
تهاني1
06-14-2004, 12:25 PM
8
8
8
8
للرفع
---
الميموني
06-15-2004, 01:32 AM
محمد بن مجاهد ؟
لا أعلم في القراء المشهورين و لا في أئمة التفسير من يقال له هذا الاسم
و استشكالك صحيح إذا كنت متأكدة من تسميتهم بهذا الاسم
و أما مجاهد فإمام التفسير التابعي صاحب ابن عباس مشهور و ابن مجاهد إمام القراء في
عصره صاحب كتاب السبعة المشهور
---
(1/857)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حكاية لابن مجاهد رحمه الله
---
حكاية لابن مجاهد رحمه الله
---
الجكني
08-15-2006, 08:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكريم المنان ، الواسع العطاء ، المعبود في السراء والضراء ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : وبعد :
فهذا " جزء " لطيف ، فيه حكاية مروية بالإسناد عن إمام القراء والقراءات ، وأول من سبّع السبعة ، الإمام ابن مجاهد رحمه الله تعالى . تحكي جانباً من جوانب شخصيته وسلوكه ، وهو جانب التواضع والكرم والسعي في مصالح الضعفاء والفقراء ومساعدتهم في أزماتهم ، والشفاعة لهم لدى أهل اليسر والإفادة .
وهناك جانب آخر مهم جداً نلحظه في هذه الحكاية متعلق بشخصية هذا الإمام وهي بذل كل ما لديه في وقته مقابل إعفائه من سؤال غيره ، وهذا نجده في قوله لصاحب الحكاية : " خذ هذه الأربع مائة درهم واستعن بها على أمورك ورفه عني العنا والسؤال " إلى غير ذلك مما هو مسطر في هذه الحكاية .
هذا ، ولما وقفت على هذا الجزء اختلست برهة من الزمن فنسخته ، متمنياً نشره بين أهل القراءات والأدب .ويسرني أن أتحف به قراء هذا الملتقى المبارك 0
النسخة الخطية : مصورة من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،برقم (1505)وأصلها من "الظاهرية
والله الموفق 0
محب القراء والقراءات :
السالم محمد محمود الجكني الشنقيطي
المدينة المنورة :12/7/1427
جزء فيه حكاية أبي بكر
أحمد بن العباس بن مجاهد المقرئ رحمه الله برواية
أبي القاسم عمر بن عبدان بن القاسم بن محمد بن داود
بن عبد الغفار الثاني عن أبي بكر بن مجاهد برواية الشيخ الإمام
الصالح أبي القاسم عبد الواحد بن محمد بن علي بن فهد العلاف عنه .
برواية الشيخ الإمام أبي بكر محمد بن عبد الله بن نصر بن الزاعوني(1/858)
سماع صاحبه إسماعيل بن عمر بن أبي بكر المقدسي نفعه الله برواية
الشريف أبي محمد يونس بن يحي بن أبي الحسن الهاشمي عنه .
وقف مستقره بالمدرسة(000)تقبل الله من واقفها
إجازة ليوسف بن عبد الهادي
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن
أخبرنا الشيخ الشريف يونس بن يحي بن أبي الحسن الهاشمي قراءة عليه ، وأنا أسمع قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر محمد بن عبيد الله نصر بن الزاغوني قراءة عليه وأنا حاضر السمع فأقر به وأجازه ، قيل له : أخبركم الشيخ الصالح أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف قراءة عليه وأنا حاضر أسمع بجامع (القصر) من سنة سبع وسبعين وأربع مئة قال: سمعت أبا القاسم عمر بن عبدون بن القاسم بن محمد بن داود بن عبد الغفار الثاني في يوم السبت لست خلون من ربيع الأول سنة ثمان عشرة وأربع مئة يقول : كنت حاضراً عند الشيخ / أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ نضر الله وجهه فجاء رجل فجلس في المسجد إلى أن فرغ أبو بكر من الإقراء وخلا المسجد فالتفت إليه الشيخ أبو بكر فقال له :
ألك حاجة ؟
قال: نعم .
قال: وما هي ؟
قال: قد جاءني مولود وما في الدار سوى المولود ومن ولد له والجبار تعالى الذي لا يخلو منه مكان فقالت زوجتي أم المولود : امض إلى الشيخ أبي بكر فاشرح له حالنا وصورتنا واسأله أن يمضي إلى عند ابن كثير فليشرح له صورتنا وما نحن فيه ، فإن تفضل الله بشيء فالحمد لله وله . وقال لي ابن عمر : كان ابن كثير من بعض / من يقرأ على أبي بكر وكان موسراً .
فلما سمع أبو بكر بذلك وثب فدخل إلى منزله وأخرج له كيساً فيه مائة درهم ثم قال: يا هذا خذه واستعن بها على أمورك .(1/859)
فقال له الرجل : أيها الشيخ ما لهذا جئتك ، فرجع أبو بكر فأخرج له مائة أخرى ، فرد عليه الرجل ما قال أولاًً ، فرجع فأخرج له مائة أخرى فقال له كقوله الأول ، فرجع فأخرج له مائة أخرى ثم قال له : يا هذا خذ هذه الأربع مائة درهم واستعن بها على أمورك ورفِّه عني العنا والسؤال ، ثم قال : اللهم إنك تعلم أن ابن مجاهد لا يملك في هذا الوقت غيرها . فقال له: يا أيها الشيخ ما جئتك لهذا ، وإنما جئتك لسبب ابن كثير ، قال : فاستحى أبو بكر / من تكريره فوثب ووثب الرجل ووثبت معهما حتى جئنا إلى ابن كثير ، وكان منزله في درب الآجر فوصلنا إلى باب الدار فدق أحدنا الباب ، فقال : من بالباب ؟ فقال: ابن مجاهد، فلما سمع باسمي خرج مهرولاً وهو يقول : لبيك وسعديك .. مراراً ففتح الباب ثم دخلنا إلى منزله ثم قال: هل من حاجة أيها الشيخ ؟
فقال : جاء إلي هذا الرجل ، وقص عليه القصة كلها ، وسألني أن أقصدك في ذلك فأبيت دفعة ودفعتين وثلاثة وأربعة وأخرجت له ما حضر عندي لأدفعه عن هذا 0
فقال: أيها الشيخ بئس ما فعلت / معي أردت أن تقطع عني ثواباً ساقه الله إلي ، وتأخذه لنفسك .
ثم وثب وقدّم المائدة وعليها من كل شيء فأكلنا فلما فرغنا أخذ ما كان على المائدة مما فضل فوضعه في منديل وشده ثم عمد إلى خازنة له فأخرج منها صرة فدفعها إليه فأخذها وأخذ المنديل وانصرف إلى منزله ولم أعلم ما فيها فحدثني الرجل أنه مضى إلى منزله ففتحها فإذا هي خمسمائة ديناراً جياداً .
فقالت امرأته : يا هذا لعل الرجل قد غلط عليك ، أراد أن يدفع إليك دراهم فدفع إليك دنانير ، قم فارجع إليه واسأله عن هذا حتى يجعل الله لنا فيها البركة ، فرجع الرجل إلى ابن /كثير فقال له : يا هذا ما الذي دفعت إلي ؟ دنانير أم دراهم ؟(1/860)
فقال له : أرني الصرة ، فدفعتها إليه ففتحها فإذا فيها رقعة مكتوب فيها : من وصلت إليه هذه الصرة فله في كل حول مثلها ، فقال: يا هذا خذ هذه واحتفظ بهذه الرقعة ولك في كل سنة مثلها.
قال : فأخذت الصرة والرقعة ورجعت إلى منزلي ، وكان سبب عيالي بركة الشيخ ابن مجاهد رحمه الله.
آخر الجزء
وجدت بخط شيخي قال: وجدت بخط ابن كامل رحمه الله / وكان الشيخ بن عمر مائة سنة وثمان سنين ؛ لأن مولده كان في سنة عشر وثلاث مائة وثلاث سنين وكان ينزل في درب الديوان في جوار الشيخ أبي القاسم بن بسران رحمه الله .
والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً .
ووافق الفراغ منه في يوم السبت سادس عشر من شوال سنة أربع وسبعين وخمسمائة بالقاهرة حماها الله تعالى : وكتب إسماعيل بن عمر بن أبي بكر صاحبه نفعه الله .
سمع جميع هذه الحكاية ، وهي حكاية بن مجاهد المقرئ على الشيخ الأجل الشريف المحدث يونس بن يحي بن أبي الحسن بن أبي الحسن الهاشمي بروايته عن الزاعوني بقراءة معمر بن سالم بن نعمة الحميري ، فسمعه صاحبه أبو الفدا إسماعيل بن عمر بن أبي بكر والفقيه ضياء الدين محمد بن عبد الواحد بن أحمد ، ورضي الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار وعبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة وأحمد بن عبد الملك بن عثمان ، وعبد الرحمن بن الإمام الحافظ تقي الدين أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي ومحمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم وإبراهيم بن محمد بن خلف المفدسيون ، وجماعة آخرون وسمع بجميع الجزء كاتب الأسماء عيسى بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي وصح ذلك في يوم الأحد السابع من شوال من سنة أربع وسبعين وخمسمائة والحمد لله وصلواته على سيدنا محمداً وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً
صحح ذلك وكتبه: يونس بن يحي بن أبي الحسن الهاشمي بخطه .
انتهى المخطوط ،ونسخته كما وجدته 0
والحمد لله رب العالمين 0
---(1/861)
أبو فاطمة الأزهري
08-16-2006, 11:26 AM
قال: قد جاءني مولود وما في الدار سوى المولود ومن ولد له والجبار تعالى الذي لا يخلو منه مكان
هذا مخالف لاعتقاد أهل السنة والجماعة فليتنبه لذلك . قال تعالى : " الرحمن على العرش استوى " وقال تعالى : " أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور "
وفي صحيح مسلم من حديث معاوية بن أبي الحكم السلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجارية : " أين الله؟ " قالت : في السماء . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية : " أعتقها فإنها مؤمنة " .
والنصوص على ذلك متواترة .
---
الجكني
08-16-2006, 11:58 AM
أين عقلك يا أزهري ؟؟ يلزم من (تعليقك ) هذا أن المولى عز وجل -وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً -يخلو مكان عن علمه 0
أما استدلالك بالآيات الكريمة فليست من هذا الباب 0
وعلى كل حال:الكلام المنقول ليس لي ،ويكفي أسماء العلماء الذين سمعوا هذه الحكاية ولم يعترضوا هذا الاعتراض ،مع أني لا أحجر أحداً على الاعتراض والإنكار 0
---
أبو فاطمة الأزهري
08-16-2006, 02:42 PM
أين عقلك يا أزهري ؟؟ يلزم من (تعليقك ) هذا أن المولى عز وجل -وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً -يخلو مكان عن علمه 0
أما استدلالك بالآيات الكريمة فليست من هذا الباب 0
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور السالم وفقه الله
لم أكن أتوقع هذا الجواب خاصة ممن هو على درجة علمية تنأى به عن مثل هذه الردود وما زلت وأنا أسطر هذه السطور في عجب من أمري لما تقدم ولأن كاتبه في المدينة النبوية ـ مع ما يعلم عن أهل العلم في هذه البلاد من العمل على نشر التوحيد والدعوة إليه ـ .
أما ما ألزمتني به فليس بلازم ولا يقول به مسلم فإن الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان كما قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله تعالى.(1/862)
ثم ما تعليقي ؟ !!! أليس آيات من الذكر الحكيم وحديث خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ؟
وقل لي بربك كيف خرجت هذه الآيات من هذا الباب ؟
---
أبو فاطمة الأزهري
08-16-2006, 02:47 PM
0
وعلى كل حال:الكلام المنقول ليس لي ،ويكفي أسماء العلماء الذين سمعوا هذه الحكاية ولم يعترضوا هذا الاعتراض ،مع أني لا أحجر أحداً على الاعتراض والإنكار 0
وهل كان في تعليقي تعرض للناقل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إنما ذكرت الكلام المخالف وبينت وجه مخالفته ونبهت عليه . فليرجع إلى تعليقي .
ثم احتجاجك بعدم اعتراض العلماء الذين سمعوا الحكاية احتجاج بما هو كبيت العنكبوت . أهذه حجة ؟؟؟؟؟
ثم أي حجر أعظم من قولك : أين عقلك يا أزهري ؟
ليت القائمين على هذا المنتدى الطيب ينظرون إلى الحجج العلمية وأدب الحوار . والله المستعان .
---
الجكني
08-16-2006, 07:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي أبو فاطمة الأزهري حفظك الله :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولاً :أعتذر إليك من كل كلمة فهمتَ منها أنها جارحة لك ،فليس القصد كما تبادر إلى ذهنك حفظك الله 0
ثانياً : قولك :":"أي حجر أعظم من قولك " أين عقلك يا أزهري " أقول فيه :
هذه العبارة يستخدمها العلماء فيما بينهم لغرض التنبيه على وهم أو غفلة وقع فيها أحدهم ،ويحضرني الآن العبارة الشهيرة للإمام الذهبي رحمه الله في حق العقيلي رحمه الله عندما ذكر (جرحاً )في حق الإمام البخاري رحمه الله هذه العبارة هي قوله :"أين عقلك يا عقيلي " فهل يعني هذا الحط من مكانة العقيلي ؟ الجواب لك يا أخي الأزهري ،ووالله ما قصدت إلا اتباع الذهبي في التنبيه بهذا الأسلوب ،0
ثالثاً: قولك :"لم أكن أتوقع هذا الجواب 00الخ "أقول :
أما أن كاتبه في المدينة(النبوية ) فهو يحمد الله تعالى على أن جعله من أهل المدينة (المنورة ) على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ،وأسأل الله الثبات على الإيمان والموت فيها ،وهذا لا دخل له في مسألتنا 0(1/863)
وأما قولك :" مع ما يعلم في هذه البلاد من العمل على نشر التوحيد والدعوة إليه " فأقول :
نعم :نحمد الله تعالى أننا في هذه البلاد التي تنشر التوحيد وتدعو إليه ؛ ومن دعوتها إليه (صونه ) عن أن (يدخل )في كل شيء لا علاقة له به ، ومن الدعوة إليه :صحة الاستدلال على المستَدَل به 0
رابعاً : قلت :"أما ما ألزمتني به 000"لا أحد ألزمك بشيء ،كلامك هو الذي يلزمك لأنك اعترضت على عبارة :"وما في الدار سوى المولود ومن ولد له و(الجبار الذي لا يخلو منه مكان ) " لأنك عندما تأتي وتستدل على هذا الكلام بآيات العلو والاستواء فأنت واحد من اثنين:
1- إما أنك لا تفرق بين معية الذات والعلم والنصرة 000الخ
2-أو أنك لا تعرف ربط المستدَل به مع المستدَل عليه
أما أولا :فالرجل صاحب الحكاية لا يقصد بحال من الأحوال أن "الجبار جل جلاله " معهم في الدار بذاته حتى تستدل عليه بالآيات المذكورة 0
وأما ثانياً : كان المناسب في هذه المسألة الاستدلال بقوله تعالى" وهو معكم أينما كنتم " وما وافقها من الأدلة ،فهي التي في مسألتنا هذه 0
وأما قولك :"ثم ما تعليقي ؟أليس آيات من الذكر الحكيم 0000
الجواب : المسألة ليست في "آيات من الذكر الحكيم " المسألة هي في (تنزيلك ) هذه الآيات الكريمة على غير محلها 0
أما قولك :" احتجاج بما هو كبيت العنكبوت " فلا تعليق لي عليه 0
وأما قولك :"ليت القائمين على هذا المنتدى الطيب ينظرون إلى الحجج العلمية وأدب الحوار "فإني أضم صوتي لصوتك ،وأطلب منهم إن كانت العبارة المذكورة جارحة أو خارجة عن أدب الحوار أن يزيلوها بتاتاً ،وهم في حل من كل ما أكتبه إن كان كذلك 0
ولولا أني آليت على نفسي عدم الخوض في المسائل (الكلامية والعقدية ) منذ زمن لفتحت النقاش معك ومع غيرك 0
وفي الختام أكرر اعتذاري لك مع تمنياتي لنا جميعاً بالعفو والستر من الله تعالى 0
---
السائح
08-16-2006, 09:29 PM(1/864)
ويحضرني الآن العبارة الشهيرة للإمام الذهبي رحمه الله في حق العقيلي رحمه الله عندما ذكر (جرحاً )في حق الإمام البخاري رحمه الله
هذا تنبيه على هامش الموضوع
الصواب أن العقيلي غمز ابن المديني رحمهما الله
نبهت على هذا حتى لا يُظن أن العقيلي ذكر (جرحًا) يغمز من قناة الإمام البخاري رحمه الله
---
الجكني
08-17-2006, 01:10 AM
جزاك الله عني كل خير أخي السائح ،فلقد صدق من قال :الذاكرة دائماً ما تخون 0
---
السائح
08-17-2006, 01:39 AM
وجزاك خيرا وأحسن مثوبتك أخي الجكني
وكان ينزل في درب الديوان في جوار الشيخ أبي القاسم بن بسران رحمه الله .
الصحيح أنه ابن بشران (بالشين المعجمة)
وأبو القاسم هو: عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ
---
أبو فاطمة الأزهري
08-17-2006, 11:39 AM
فضيلة الدكتور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا عليك إن شاء الله تعالى وعذراً إن تبادر إلى ذهني خلاف ما قصدت كما تقول ونسأل الله أن يعفو عنا .
ومن دعوتها إليه (صونه ) عن أن (يدخل )في كل شيء لا علاقة له به ، ومن الدعوة إليه :صحة الاستدلال على المستَدَل به 0
رابعاً : قلت :"أما ما ألزمتني به 000"لا أحد ألزمك بشيء ،كلامك هو الذي يلزمك لأنك اعترضت على عبارة :"وما في الدار سوى المولود ومن ولد له و(الجبار الذي لا يخلو منه مكان ) " لأنك عندما تأتي وتستدل على هذا الكلام بآيات العلو والاستواء فأنت واحد من اثنين:
1- إما أنك لا تفرق بين معية الذات والعلم والنصرة 000الخ
2-أو أنك لا تعرف ربط المستدَل به مع المستدَل عليه
أما أولا :فالرجل صاحب الحكاية لا يقصد بحال من الأحوال أن "الجبار جل جلاله " معهم في الدار بذاته حتى تستدل عليه بالآيات المذكورة 0
وأما ثانياً : كان المناسب في هذه المسألة الاستدلال بقوله تعالى" وهو معكم أينما كنتم " وما وافقها من الأدلة ،فهي التي في مسألتنا هذه 0
0(1/865)
ولولا أني آليت على نفسي عدم الخوض في المسائل (الكلامية والعقدية ) منذ زمن لفتحت النقاش معك ومع غيرك 0
0
وبم أن فضيلتكم قد آلى على نفسه عدم الخوض في المسائل (الكلامية والعقدية ) منذ زمن ـ مع أني لا أدري أهذا من عطف المترادفات أم المتغايرات ـ فإني أتوجه لإخواني من أعضاء المنتدى ممن هم على معرفة باعتقاد أهل السنة والجماعة أن يبينوا هل هذه العبارة الواردة في القصة مخالفة لاعتقاد أهل السنة أم لا ؟ وهل كنت مصيباً في تعليقي أم لا ؟ وهل كان الأولى التعليق بما ذكرت أم بآيات المعية ؟
ونسأل الله أن يهدينا للحق .
---
أبومجاهدالعبيدي
08-17-2006, 12:24 PM
( والجبار تعالى الذي لا يخلو منه مكان )
هذه من العبارات التي يحتاج الحكم عليها إلى تفصيل ، فإن كان المراد بها لا يخلو من علمه ومعيته مكان ؛ فلا إشكال في صحتها.
وإن كان المراد ما تبادر إلى فهم الأخ أبي فاطمة من أن المراد بها وجوده جل وعلا بذاته في ذلك المكان ؛ فلا شك في بطلانها بهذا المعنى. والله أعلم
---
الجنيدالله
08-18-2006, 04:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ أبومجاهد فصل موقف أهل السنة في المسألة .
هذا إذا كان هناك في القصة ما يستدعي كل هذه الجلبة من الأخ الأزهري .
وإن أخذنا بكلامه أن قصد المرأة هو المعية الذاتية فيكون ابن مجاهد على قولها هذا لأنه لم ينكر ومثل هذا الأمر لا يترك بدون إنكار ؟
وتحميل الكلام ما لا يحتمل دندنة كثرت في زماننا ، فمال المرأة ومعية الذات ؟ ومن أين لها التفصيل فيه ؟
الحكاية عن أناس عاديين من سكان بغداد .
ولا يزال واحدنا في الحجاز يسمع أخاه أو أباه أو من يحبه يقول له الله معاك , وتركت عيالي ومعاهم الرحمن .
فنحن إذن في قمة الخطأ إذ لم نتثبت منهم ما يقصدون بهذا ؟(1/866)
وكثير منهم أميون أو محدودوا التعليم ، فنفتح نحن الباب ونناقشهم أي معية تقصدون ؟ وينتهي الأمر أن معظمهم لن يستوعب كلامنا العلمي المقنن ؟ على أنهم كلهم إن حاققته يقول الله فوق عرشه وعلمه في كل مكان .
اعتراض الأخ الأزهري في محله إن كان سياق الكلام في كتاب للعقيدة أو في أثناء كلام لعالم حول مسألة وليس في قصة ؟
على كل جزاك الله خيراً على غيرتك ولكن رفقاً.
---
الجكني
10-07-2006, 02:28 AM
وهذه حكاية أخرى عنه رحمه الله :
روى الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله في كتابه الشيق الممتع "طبقات الشافعية الكبرى :7/113-114" عن طاهر بن سعيد قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن غالب ببغداد ،سمعت أبا القاسم عيسى بن علي الوزير يقول : كان ابن مجاهد يوماً عند أبي ،فقيل له :الشبلي على الباب ،فقال : يدخل ، فقال ابن مجاهد : سأسكته الساعة بين يديك ،وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئاً خرق فيه موضعاً ،فلما جلس قال ابن مجاهد : يا أبا بكر :أين في العلم إفساد ما ينتفع به ؟فقال له الشبلي :فأين في العلم :" فطفق مسحاً بالسوق والأعناق " فسكت ابن مجاهد ،فقال له أبي : أردتَ أن تُسكت أبا بكر فأسكتك 0ثم قال له الشبلي : لقد أجمع الناس على أنك مقرئ الوقت ،أين في القرآن :الحبيبُ لا يعذب حبيبه ؟ فسكت ابن مجاهد ،فقال أبي : قل يا أبا بكر ،فقال قوله تعالى :" وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم " فقال ابن مجاهد : كأني ما سمعتها قط 0انتهى 0والله أعلم
---
الجكني
02-14-2007, 07:42 PM(1/867)
ذكر ابن مهران عن ابن مقسم أن ابن مجاهد ذهب إلى أبي أيوب الضبي فقال له : كيف يقف حمزة على "أنبئهم " و "نبئهم " فقال :"أنبيهم " ؛خفف الهمزة والهاء ،فقال له ابن مجاهد :أخطأت ،وكان يقرأ على أبي أيوب الأجلاء من أولاد بني هاشم ، فأخذوا النعال وقصدوه بها ، فوثب ابن مجاهد وأخذ يعدو والهاشميون خلفه بالنعال حتى خرج المسجد ففلت – كذا- ثيابه واستخفى منهم حتى تخلص من أيديهم ،فوقع في أفواه الناس أن ابن مجاهد خطَأ أبا أيوب الضبي ،قال : فمن هنا ذكر في بغداد واشتهر اسمه عند الناس 0انتهى
مصدر القصة : شرح الكرماني على غاية ابن مهران (ق 37/ب)
والله أعلم
---
(1/868)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الآن : كتاب ( الروضة الندية شرح متن الجزرية )
---
الآن : كتاب ( الروضة الندية شرح متن الجزرية )
---
نجم
03-06-2006, 08:51 AM
نسخة من الكتاب
وحقوق الطبع لكل مسلم
لكن طبعا يفضل أن تطابق مع النسخ المطبوعة
جزى الله مؤلف الكتاب وكل من ساهم في نشره وتعلمه وتعليمه خيرا
ونفع الله به
---
روضة ميدو
03-08-2006, 12:40 AM
بارك الله فيكم ونفع بكم والمسلمين
ابو روضة
---
حامد بن يحيى
03-08-2006, 12:47 AM
جزاك الله خيرا وزادك علما تنفع وتنتفع به
---
(1/869)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > addarabic.exe برنامج لاضافة اللغة العربية لجهازك
---
addarabic.exe برنامج لاضافة اللغة العربية لجهازك
---
سامي عبدالعزيز
05-23-2006, 06:15 PM
لتحميل البرنامج : http://www.yahala.co.il/addarabic/download/addarabic.exe
بعد التثبيت, سيتم فتح نافذة امامك تسألك عن اي لغة تريد اضافتها, اختار -- Arabic solidar info.
الأن إضغط على Apply ومن ثم OK, ثم اغلق جميع النوافذ.
شاهد الصورة التالية :
http://www.yahala.co.il/addarabic/pic.bmp
مبروك...لقد اضفت لجهازك الان اللغة العربية, يمكنك الكتابة بالعربية إذا كان في جهازك Office2000,يمكنك الكتابة ايضا في الإنترنت اكسبلورر
ملاحظة هامه :
للكتابة بالغة العربية يجب ان يكون لديك ال "Arabic Fonts"
اضغط هنا للحصول على بعض انواع الخطوط العربية (http://www.yahala.co.il/addarabic/download/arabicfonts.zip)
كما يمكنك طباعة هذه الصورة للاستعانه بها لمعرفة اماكن الحروف العربية
http://www.yahala.co.il/addarabic/key.gif
---
(1/870)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وذروا ظاهر الإثم وباطنه (أول مشاركة لي).
---
وذروا ظاهر الإثم وباطنه (أول مشاركة لي).
---
الحنبلي
07-09-2003, 04:39 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :-
هذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك وأرجو أن يطرح الله فيها الخير والبركة.
وهي مقتطعة من تفسير ابن كثير رحمه الله ، وليس لي فيها سوى الانتقاء
وهي في تفسير قوله تعالى: ((وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ)).الأنعام آية 120
يقول رحمه الله :
[قَالَ مُجَاهِد " وَذَرُوا ظَاهِر الْإِثْم وَبَاطِنه " مَعْصِيَته فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة وَفِي رِوَايَة عَنْهُ هُوَ مَا يُنْوَى مِمَّا هُوَ عَامِل
وَقَالَ قَتَادَة " وَذَرُوا ظَاهِر الْإِثْم وَبَاطِنه " أَيْ سِرّه وَعَلَانِيَته قَلِيله وَكَثِيره وَقَالَ السُّدِّيّ : ظَاهِره الزِّنَا مَعَ الْبَغَايَا
ذَوَات الرَّايَات وَبَاطِنه الزِّنَا مَعَ الْخَلِيلَة وَالصَّدَائِق وَالْأَخْدَان وَقَالَ عِكْرِمَة ظَاهِره نِكَاح ذَوَات الْمَحَارِم وَالصَّحِيح أَنَّ
الْآيَة عَامَّة فِي ذَلِكَ كُلّه وَهِيَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِش مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ " الْآيَة وَلِهَذَا قَالَ
تَعَالَى " إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْم سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ " أَيْ سَوَاء كَانَ ظَاهِرًا أَوْ خَفِيًّا فَإِنَّ اللَّه سَيَجْزِيهِمْ عَلَيْهِ
قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَرَفَة حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ عَنْ مُعَاوِيَة بْن صَالِح عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن(1/871)
جُبَيْر بْن نُفَيْر عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّوَّاس بْن سَمْعَان قَالَ : سَأَلْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْإِثْم فَقَالَ " الْإِثْم مَا
حَاكَ فِي صَدْرك وَكَرِهْت أَنْ يَطَّلِع النَّاس عَلَيْهِ "] انتهى كلامه رحمه الله.
فوائد في أصول التفسير حول هذه الآية:-
1) أن الاختلاف الذي رأيناه بين السلف رحمهم الله في تأويل المراد بالظاهر والباطن ماهو إلا من اختلاف التنوع الذي قعّد له أهل العلم بأنه مما يمكن جمعه بأن يقال أن الآية عامّة وشاملة لكل ماقالوه،وهو ما رأيناه قد رجحه ابن كثير رحمه الله هنا. وقد أسهب في هذا شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في مقدمة التفسير المشهورة.
2)أن من أحسن طرق التفسير بالرأي هي: تفسير القرءان بالقرءان لأن القرءان يبين بعضه وهي طريقة يعمد إليها ابن كثير رحمه الله كثيراً جداً في تفسيره حتى عرف به. وهو هنا قد فعلها حين ربط هذه الآية بآية الأعراف.
فوائد عامّة:
1) أن في هذه الآية تنبيهاً لذنوب السر أو ذنوب القلب - كلاهما تحتمله الآية - وهو أمر عظيم لطالما غفل عنه الإنسان الذي لو رأى ذنوبه فإنه لايرى إلا الظاهر منها مع أن الخفي أعظم.
2) هناك شريط بديع لفضيلة الشيخ أبي معاذ سلمان العودة جعل عنوانه هذه الآية،وهو بديع جداً في هذا الشأن ففيه كثير من الفوائد التربوية المأخوذة من هذه الآية فليراجع فإنه مهم.
عفا الله عنا ورحمنا ورزقنا صلاح الظاهر والباطن .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
أبومجاهدالعبيدي
07-09-2003, 06:04 AM
بسم الله
حياك الله أخي الحنبلي ، [وحبذا لو شاركت معنا هنا باسمك الصريح ، ويمكن الجمع بين اللقب والاسم]
والآية التي بدأت بها مشاركاتك معنا آية عظيمة ، فيها فوائد كثيرة .(1/872)
ويمكن ذكر بعض القواعد والمسائل التفسيرية المتعلقة بتفسير هذه الآية ، ولكني من باب المدارسة والمذاكرة مع أخي الحنبلي ، ومن رغب من الأعضاء في المشاركة أورد هذه الفوائد بعد أن أترك المجال للإخوة حتى يشاركوا في تبينها ، فأقول :
اشتملت هذه الآية الوجيزة على أمرٍ ، وعمومٍ مطلق ، وتأكيدٍ ، وتعليلٍ ، وسببيةٍ ؛ وفيها عمومٌ مخَصَّص ، وإظهارٌ في موضع الإضمار= فمن يبين هذه الأمور بالتفصيل ؟
سأوضح ذلك كله إن شاء الله بعد إجابات الإخوة الأعضاء الراغبين في المشاركة .
---
عبدالله بن بلقاسم
07-14-2003, 03:29 AM
الحمد لله ذي الجلال = الملك الكريم ذي النوال
يقول عبدالله في الجواب = لشيخنا المجاهد الأواب
(الأمر) في قول الكريم الباري = ( ذروا) فاقدر ذكاء القارئ
وصيغة المصدر المضاف = فيها( العموم المطلق) المكافي
(إن الذين) جملة ( التعليل) = ( بما) أتى (للسبب) الجليل
(الأثم) بعد الإثم للإظهار = في موضع يليق بالإضمار
مكتسب( أكده)( اقتراف) = (وخص) (آثام) الورى اعتراف
---
أبومجاهدالعبيدي
07-14-2003, 04:56 AM
بسم الله
شكر الله للشيخ الناظم على أرجوزته اللطيفة في جواب الأسئلة السابقة ، ومن باب الشرح والإيضاح لما ذكر في جوابه المسدد أقول :
أما الأمر فلا إشكال فيه ، فهو قوله تعالى : ( ذروا )
وأما العموم المطلق فهو في قوله تعالى : ( ظاهر الإثم وباطنه ) فالمراد بذلك كما قال الطاهر ابن عاشور : والمقصود من ذكر هذين الوصفين تعميم أفراد الإثم لانحصارها في هذين الوصفين ، كما يقال : المشرق والمغرب والبر والبحر لاستغراق الجهات . اهـ
وأما التوكيد فله عدة صيغ هنا : منها : (إنّ ) ، ومنها توكيد الفعل (يقترفون) بقوله : (يكتسبون) .
والتعليل : هو الجملة الؤكدة بـ ( إنّ ) إذ هي في مثل هذا التركيب [ أي مجيئها بعد جملة طلبية ] تفيد التعليل ، وتغني عن الفاء كما في المثال المشهور : إن ذاك النجاح في التبكير .(1/873)
وأما السببية فهي في قوله : ( بما كانوا )
وأما العموم المخصوص : فهو العموم الذي دل عليه الاسم الموصول :( إن الذين ...) فهو مخصوص بمن تاب ، أو عفا الله عنه إذا كان ذنبه دون الشرك .
وأما الإظهار في موضع الإضمار فهو إظهار لفظ الإثم مرة أخرى .، وذلك لزيادة التنديد بالإثم ، ولتكون الجملة الثانية مستقلة فتسير مسير الأمثال والحكم كما نبه على ذلك الطاهر بن عاشور في تحريره .
والله أعلم .
---
أبومجاهدالعبيدي
08-31-2006, 11:51 PM
ومن جميل ما ذكر حول هذه الآية : ما ذكره السعدي رحمه الله بقوله :
( ولا يتم للعبد ترك المعاصي الظاهرة والباطنة، إلا بعد معرفتها، والبحث عنها؛ فيكون البحث عنها ومعرفة معاصي القلب والبدن والعلمُ بذلك واجباً متعينا على المكلف.
وكثير من الناس تخفى عليه كثير من المعاصي، خصوصاً معاصي القلب،كالكبر والعجب والرياء، ونحو ذلك، حتى إنه يكون به كثير منها، وهو لا يحس به ولا يشعر، وهذا من الإعراض عن العلم، وعدم البصيرة.) تفسير السعدي - (ج 1 / ص 271)
---
(1/874)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إصدار (مجلة البحوث والدراسات القرآنية ) من مجمع الملك فهد -رحمه الله - لطباعة المصحف
---
إصدار (مجلة البحوث والدراسات القرآنية ) من مجمع الملك فهد -رحمه الله - لطباعة المصحف
---
عبدالرحمن الشهري
08-10-2005, 05:06 PM
حول مجلة البحوث والدراسات القرآنية التي يصدرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية .
لقاء صحفي مع الأستاذ الدكتور / محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف رئيس تحرير المجلة
** ** **
س1: طرق مسامعنا وأبهج قلوبنا عزم المجمع إصدار مجلة علمية تعنى بالقرآن الكريم وعلومه. فهل ما سمعناه صحيح؟
ج1: نعم، ما ذكرتم وسمعتموه خبر صحيح، فإن المجمع يعتزم إصدار مجلة علمية محكمة متخصصة تعنى بالدراسات القرآنية، وتعد إنجازاً ضمن إنجازات المجمع العلمية، وستصدر بمشيئة الله تعالى تحت اسم (مجلة البحوث والدراسات القرآنية).
[line]
س2: الأستاذ الدكتور: من المعلوم عند الناس والمستقر في تصورهم أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف صرح يعنى بطباعة القرآن الكريم ونشره وتوزيعه وترجمة معانيه، فما علاقة المجمع بإصدار مجلة علمية متخصصة؟
ج2: لا شك أن طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة ونشره وتوزيعه وتفسيره وترجمة معانيه من أهداف المجمع التي أنشيء من أجلها ويسعى لتحقيقها على المستوى العالمي، إلا أن هذه ليست هي الأهداف الوحيدة، فمن أهداف المجمع أيضاً العناية بعلوم القرآن الكريم، وكذلك العناية بالبحوث والدراسات الإسلامية، والعناية بالسنة والسيرة النبوية.(1/875)
ومن هنا يتضح أن العناية بالجوانب العلمية والبحثية من أهداف المجمع المهمة التي يسعى لتحقيقها، ولعلّ السبب في إثارة مثل هذا السؤال ما أشرتم إليه في البداية أن عموم الناس يعتقدون أن دور المجمع ورسالته وأهدافه تقف عند طباعة المصحف الشريف وتوزيعه ونشره وترجمة معانيه.
والحقيقة أن المجمع صرح قرآني علمي، فهو يعنى بالجوانب العلمية للقرآن الكريم وعلومه وللسنة النبوية وعلومها، ومما يدل على هذه العناية ويؤكدها وجود إدارة متخصصة في المجمع هي إدارة الشؤون العلمية، تعنى بشؤون المجمع العلمية من إصدارات للأبحاث والكتب والمراجع التي يصدرها المجمع في القرآن والسنة النبوية، ومن إصدارات المجمع على سبيل المثال لا الحصر (أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، الأدعية والأذكار، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، مختصر التبيين لهجاء التنزيل للإمام أبي داود سليمان بن نجاح، تقريب النشر في القراءات العشر لابن الجزري، الإعجاز البياني في القرآن الكريم، التفسير الميسر، الطراز في شرح ضبط الخراز للتنسي، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم، إضافة إلى أكثر من أربعين ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغات العالمية.
ومن الشواهد على عناية المجمع بالجوانب العلمية والبحثية عقده لثلاث ندوات علمية وعالمية في مجال القرآن الكريم، والترجمات، والسنة النبوية قدمت من خلالها أكثر من مئة وثمانين بحثاً، وقد طبعت ونشرت ووزعت داخل المملكة وخارجها.
وتأتي هذه المجلة العلمية المتخصصة في القرآن الكريم وعلومه إضافة علمية جديدة للمجمع، وخطوة من خطواته الرائدة في خدمة كتاب الله تعالى.
[line]
س3: ما هي الخطوات التي أنجزت لإصدار المجلة؟(1/876)
ج3:لا يخفى عليكم أن إصدار مجلة علمية متخصصة في القرآن الكريم وعلومه يتطلب بذل جهود كبيرة ومتواصلة وقد بدأت فكرة إنشاء المجلة وبدأ العمل فيها قبل أكثر من سنة، وكوّنت لجان متعددة لوضع التصورات الأولية ومن ثم اللوائح التنظيمية للمجلة وشروط النشر، وكوّنت هيئة علمية لتحرير المجلة يشرف عليها معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، وتضم نخبة من الأساتذة أعضاء هيئة التدريس في بعض الجامعات المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، ومن لديهم خبرة في البحث العلمي، والمجلة الآن بصدد إصدار العدد الأول إن شاء الله تعالى بعد أن تقوَّم البحوث التي وصلت إلى هيئة التحرير.
[line]
س4: ما الأهداف التي تسعى لتحقيقها المجلة، وما الأطر العامة ومجالات الأبحاث إلى ستنشر في الملجة؟
ج4: تهدف مجلة البحوث والدراسات القرآنية إلى تنشيط البحث العلمي، والإسهام في نشر الدراسات والبحوث المعنية بالقرآن الكريم وعلومه؛ مما يثري مكتبة الدراسات القرآنية، ويدعو إلى التواصل العلمي بين المختصين في هذا المضمار. وأما الإطار العام لمواد المجلة، والبحوث التي تنشر فيها فقد حددتها اللائحة التنظيمية في المجالات الآتية:
أولاً : تحقيق المخطوطات المتصلة بالقرآن الكريم وعلومه.
ثانياً : الدراسات والبحوث المتخصصة بالقرآن الكريم وعلومه.
ثالثاً : الدراسات والأعمال الخاصة بترجمات معاني القرآن الكريم.
[line]
س5:كيف سيتم النشر في المجلة، وهل هناك ضوابط محددّة للنشر فيها؟(1/877)
ج5: اتخذت هيئة تحرير المجلة عدّة خطوات للإعلان عن عزم المجمع إصدار مجلة علمية متخصصة في القرآن وعلومه، وذلك من خلال مخاطبة الجامعات ومراكز البحث العلمي داخل المملكة وخارجها، ومراسلة المتخصصين في الدراسات القرآنية وعلومها من خلال قواعد المعلومات الموجودة في المجمع وإصدار المجمع مطوية يحتاجها الباحثون للمساهمة بأبحاثهم في المجلة وسيصدر قريباً كتيب تعريفي بالمجلة إن شاء الله.
كما أعلن المجمع على موقعه في الشبكة العالمية عن إصدار المجلة مع لائحتها التنظيمية، وخصص رابطاً خاصاً في الصفحة الرئيسة للموقع عن المجلة، وحدد أرقام هواتف وعناوين المراسلة للمجلة، وقد تفاعل بعض الباحثين مع الإعلان وشكروا المجمع على هذه المبادرة الرائدة، ولا سيما أنها تعدّ أول مجلة علمية متخصصة في القرآن الكريم وعلومه في المملكة - حسب علمي - .
ولا شك أن هناك ضوابط وقواعد محدّدة للنشر في المجلة، حدّدتها اللائحة التنظيمية في مادتها السابعة حيث نصت على القواعد التالية للبحوث المنشورة:
1 -أن تسهم في تحقيق أهداف المجلة.
2-ألا تكون منشورة أو مقدمة للنشر في جهة أخرى.
3-ألا تكون جزءاً من بحث منشور للباحث، أو من رسالة نال بها درجة علمية.
4-أن يراعي الباحث قواعد البحث العلمي الأصيل ومنهجيته، وأصول تحقيق التراث الإسلامي.
5-أن تصدّر بملخص باللغتين العربية والإنجليزية، لا يزيد على صفحة، يتضمن أهم محاور البحث ونتائجه.
6-ألا تزيد صفحاتها على خمسين صفحة، ولا تقل عن عشر صفحات.
7-أن يقدم الباحث تعريفاً موجزاً بسيرته العلمية، وعناوين الاتصال به.
8-أن يقدم الباحث خمس نسخ مطبوعة من مشاركته، وأن يصاحبها نسخة إلكترونية مدخلة بواسطة برنامج ميكروسوفت وورد (الإصدار 2000) أو ما يتوافق معه.
9-لا تعاد المادة إلى صاحبها، سواء أنشرت أم لم تنشر.(1/878)
10-يمنح صاحب كل بحث مكافأة مالية، ويعطي خمس نسخ من العدد المنشور فيه بحثه، وعشرين مستلة خاصة ببحثه.
11-لا يحق للباحث إعادة نشر بحثه إلا بإذن خطي من رئيس تحرير المجلة.
12-ترتيب المشاركات في المجلة يتم وفق ضوابط فنية وموضوعية.
المصدر (http://www.qurancomplex.org/News/NewsItem.asp?l=arb&CatLang=0&CatID=3&NewsID=490)
---
محمد البكري
08-10-2005, 07:12 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
---
موراني
08-10-2005, 10:36 PM
كيف يمكن الحصول على هذه المجلة والاشتراك فيها مستقبلا من أجل الحصول على أعدادها القادمة ؟
بتحياتي
---
عبدالرحمن الشهري
08-11-2005, 09:19 AM
الأخ محمد البكري : وأنت جزاك الله خيراً ووفقك لكل خير.
الدكتور موراني : يمكن مراسلة القائمين على المجلة عند طريق رابطهم في موقع المجمع المشار إليه أعلاه ، ولديهم طريقة للاشتراك في المجلة ، ولكنها لم تبدأ بعد. وستصل المشترك معهم كل الأعداد على بريده.
---
(1/879)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من روائع الاستنباط : الاستنباط بالمطرد من أسلوب القرآن ..
---
من روائع الاستنباط : الاستنباط بالمطرد من أسلوب القرآن ..
---
فهد الوهبي
06-21-2006, 03:28 PM
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
فإن هذا النوع من طرق الاستنباط من القرآن ليس ضمن دلالات الألفاظ التي يذكرها أهل الأصول، بل هو طريق مأخوذ من عادة الله تعالى في إنزاله(1 )، وخطابِ الخلْق به(2 ).
قال الشاطبي ( ت: 790 ) في هذا الطريق: "والحاصل أن القرآن احتوى من هذا النوع من الفوائد والمحاسن التي تقتضيها القواعدُ الشرعية، على كثيرٍ يشهد بها شاهدُ الاعتبار، ويصححها نصوصُ الآيات والأخبار"(3 ).
معنى أسلوب القرآن :
تواضع المتأدبون وعلماء العربية على أن الأسلوب هو: الطريقة الكلامية التي يسلكها المتكلم في تأليف كلامه، واختيار ألفاظه، أو هو المذهب الكلامي الذي انفرد به المتكلم في تأدية معانيه، ومقاصده من كلامه، أو هو طابع الكلام، أو فنه الذي انفرد به المتكلم كذلك.
وعلى هذا فأسلوب القرآن الكريم: هو طريقته التي انفرد بها في تأليف كلامه واختيار ألفاظه(4 ).
والمُطَّرِدُ مأخوذ من اطَّرد الشيء: إذا تابع بعضه بعضاً، ويقال: اطَّرد الأمر أي: استقام(5).
والمراد بالمطرد من أسلوب القرآن: تتابعُ الأَفْعَالِ، واختيارِ الألفاظ، تجاه أمرٍ ما في القرآن الكريم.
كتتابع إخباره تعالى عن نفسه تعذيب الأقوام لنفس العلة من الكفر والفسوق، وكتتابع اختياره تعالى للكناية فيما يستحيى من ذكره في الغالب، فيكون ذلك مطرداً من أسلوب القرآن الكريم.
ومن طريقة القرآن وعادته والمطرد من أسلوبه؛ استنبط العلماء عدداً من الأحكام والفوائد والآداب، إذ القرآن كلام الله، وفعله تعالى محل للاقتداء والاستنباط.(1/880)
وجهةُ الدّلالة في هذا الطريق:هو الاقتداء بأفعال الله تعالى، قال الشاطبي ( ت: 790 ) بعد سوق عددٍ من الأمثلة: "هذه الأمثلة وما جرى مجراها لم يُستفد الحكم فيها من جهة وضع الألفاظ للمعاني، وإنما استفيد من جهةٍ أخرى، وهي جهة الاقتداء بالأفعال"(6 ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت: 728 هـ): " وأصل هذا(7 ) أن الأصل قول الله تعالى، وفعله، وتركه القول، وتركه الفعل(8 )... وإن كانتْ قد جرتْ عادةُ عامَّة الأصوليين أنهم لا يذكرون من جهة الله إلا قوله الذي هو كتابه" ومَثَّلَ لذلك بقوله: "وأما فِعْلُ الله ـ كعذابه للمنذَرين ـ فإنه دليلٌ على تحريم ما فعلوه ووجوب ما أمروا به، وكما استدلَّ أصحابنا وغيرهم من السلف بفعل الله تعالى ورجم قوم لوط على رجمهم، وأما ترك القول فكما يستدل بعدم أمره على عدم الإيجاب وبعدم نهيه على عدم التحريم... وأما ترك الفعل فكإنجائه للمؤمنين دون المنذَرين"(9 )(10 ).
وإذا ثبت أنَّ آحاد فعل الله تعالى محلٌّ للقدوة والاستنباط فأولى أن يكون كذلك ما كان مطرداً من فعله جلَّ وعلا.
أمثلة للاستنباط بهذا الطريق:
المثال الأول:
ومن الاستنباطات الكلية ما ذكره الشاطبي ( ت: 790 هـ) عن أسلوب القرآن بقوله: "كلُّ حكايةٍ وقعتْ في القرآن، فلا يخلو أن يقع قبلها أو بعدها ـ وهو الأكثر ـ رَدٌّ لها أو لا. فإنْ وَقَعَ رَدٌّ فلا إشكال في بطلان ذلك المحكي وكذبه؛ وإنْ لم يَقَعْ معها رَدٌّ فذلك دليلُ صحةِ المحكي وصِدْقِه"(11 ).
وأما في وجه صحتها فقال: "ولكن الدليل على صحته من نفس الحكاية وإقرارها؛ فإن القرآن سُمِّيَ فرقاناً، وهدى، وبياناً، وتبياناً، لكل شيءٍ؛ وهو حجةُ الله على الخلق على الجملة والتفصيل، والإطلاق والعموم؛ وهذا المعنى يأبى أن يُحكى فيه ما ليس بحقٍّ ثم لا ينبّه عليه"(12 ).(1/881)
فأنت ترى أنّ الشاطبي ( ت: 790 هـ) قد استنبط من عادة القرآن في عدم الرد، صحةَ المحكي. وقد مثل لذلك بأمثلة متعددة ومنها(13 ):
استنباط جماعة من الأصوليين أن الكفار مخاطبون بالفروع من قوله تعالى: ( قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين ) [ المدثر: 43، 44 ] (14 ).
ووجهه: أنه لو كان قولهم باطلاً لَرُدَّ عند حكايته(15 ).
ومنه: استنباط بعضُ العلماء أن أصحابَ الكهف سبعةٌ وثامنهم كلبهم، من قوله تعالى: ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب .. ) الآية [ الكهف: 22 ].
ووجهه: أن الله تعالى لما حكى قولهم بأنهم ( ثلاثة رابعهم كلبهم )، وأنهم ( خمسة سادسهم كلبهم ) أعقب ذلك بقوله: ( رجماً بالغيب ) أي: ليس لهم دليل ولا علم غير اتّباع الظنّ، ورجم الظنون لا يغني من الحق شيئاً، ولما حكى قولهم: ( سبعة وثامنهم كلبهم ) لم يتبعه بإبطال، بل قال: ( قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ) فدلَّ المساقُ على صحته دون القولين الأولين(16 ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت: 728 هـ): "فإنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال ضَعَّفَ القولين الأولين وسكت عن الثالث فدَلَّ على صِحَّتِه، إذ لو كان باطلاً لردَّه كما ردَّهما"(17 ).
وقال السّعدي ( ت: 1376 هـ): "منهم من يقول: ( ثلاثة رابعهم كلبهم ) ومنهم من يقول: ( خمسة سادسهم كلبهم ) وهذان القولان ذَكَرَ الله بعدهما أنّ هذا رَجْمٌ منهم بالغيب فدلَّ على بطلانهما، ومنهم من يقول: ( سبعة وثامنهم كلبهم ) وهذا ـ والله أعلم ـ هو الصواب لأن الله أبطل الأولين ولم يبطله فدلَّ على صحته"(18 ).
المثال الثاني:
استنباط عدم المؤاخذة قبل الإنذار، حيث أخبر جل وعلا عن نفسه بقوله: ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) [ الإسراء: 15 ].
قال الشَّاطبيُّ ( ت: 790 هـ): "فجَرَتْ عادتُه في خَلْقه أنه لا يؤاخذ بالمخالفة إلا بعد إرسال الرُّسُل"(19 ).(1/882)
وقال ابنُ عطية ( ت: 542 هـ): "وتلخيص هذا المعنى أن مقصد الآية في هذا الموضع الإعلامُ بعادة الله مع الأمم في الدنيا... ومع هذا فالظاهر من كتاب الله في غير هذا الموضع ومن النظر أن الله تعالى لا يعذب في الآخرة إلا بعد بعثة الرسل"(20 ).
وقد بين الله هذا المعنى في آيات كثيرة كقوله: ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً ) [ النساء: 165 ] وقوله: ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) [ فاطر: 24] وقوله: ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) [ النحل: 36 ] إلى غير ذلك من الآيات(21 ).
المثال الثالث:
استنباط أنه من الأدبِ تحسين العبارة بالكناية ونحوها في المواطن التي يُحتاج فيها إلى ذِكْر ما يستحيى من ذِكْرِه في عادتنا.
وذلك من عادة القرآن كقوله تعالى: ( أو لامستم النساء ) [ النساء: 43 ]، وقوله: ( ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه ) [ التحريم: 12 ]، وقوله: ( كانا يأكلان الطعام ) [ المائدة: 75 ] (22 ).
قال الشاطبي ( ت: 790 هـ): " أتى فيه الكناية في الأمور التي يستحيا من التصريح بها؛ كما كنّى عن الجماع باللباس والمباشرة، وعن قضاء الحاجة بالمجيء من الغائط... فاستقر ذلك أَدَبَاً لنا استنبطناه من هذه المواضع"(23 ).
المثال الرابع:
استنباط أن من الأدب في المناظرة أن لا يفاجئ بالرد كفاحاً، دون التقاضي بالمجاملة والمسامحة لأن ذلك أدعى إلى القبول وترك العناد وإطفاء نار العصبية(24 ).(1/883)
وذلك من أسلوب القرآن كما في قوله: ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) [ سبأ: 24 ]، وقوله: ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) [ الزخرف: 81 ]، وقوله: ( قل إن افتريته فعلي إجرامي ) [ هود: 35 ]، وقوله: ( قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون ) [ الزمر: 43 ]، وقوله: ( أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون ) [ المائدة: 104 ] (25 ).
ووجه الاستنباط من هذه الآيات:
استعمال القرآن لهذا الأسلوب في المحاورة والمناظرة .
وختاماً فإن هذا النوع من الاستنباطات حري بالتأمل والنظر لغزارة ما احتواه القرآن من المعاني العظيمة عن طريقه ولقوة مأخذه ..
والله أعلم ،،،
ــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي :
(1 ) أثبت الله تعالى أن له عادات مع خلقه في غير ما آية كما قال جل وعلا: ( سنة الله في الذين خلوا من قبل ) وقوله: ( سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ) [ الإسراء: 77 ] قال الكلبي: " ومعناه: العادة. أي: هذه عادة الله مع رسله". التسهيل لعلوم التنزيل: ( 381 ). وقوله: ( سنة الله في الذين خلوا من قبل ) [ الأحزاب: 38 ] قال الكلبي: " ( سنة الله ): أي عادته ". التسهيل: ( 569 )، وقوله: ( لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين ) [ الحجر: 13 ] قال السعدي: " أي عادة الله فيهم بإهلاك من لم يؤمن بآيات الله ". تيسير الكريم الرحمن: ( 383 ).
( 2) انظر: الموافقات: ( 3 / 284 ).
(3 ) الموافقات: ( 3 / 284 ).
( 4) انظر: مناهل العرفان للزرقاني: ( 2 / 277 )، والأسلوب لأحمد الشايب: ( 41 )، والأسلوب الإعلامي في القرآن لمحمد محمود: ( 5 )، والتعبير الفني في القرآن لبكر شيخ أمين: ( 179 ).
(5 ) انظر: معجم مقاييس اللغة لابن فارس: ( 612 ـ 613 )، والخصائص لابن جني: ( 1 / 96 ).
( 6) الموافقات: ( 2 / 82 ).
(7 ) كان كلامه في حجية قول الصحابي: ( كنا نفعل ).(1/884)
( 8) كون إقرار الله تعالى حجة كقوله محل بحث. انظر: الجدل لابن عقيل: ( 256 )، المسودة: ( 1 / 587 )، والبرهان للزركشي: ( 2 / 9 )، وسبل السلام للصنعاني: ( 2 / 59 )، وإقرار الله في زمن الحجة لأبي زنيد: (9)، وأفعال الرسول للأشقر: ( 2 / 167 ).
(9 ) المسودة: ( 1 / 587 ـ 588 ).
(10 ) أنكر بعض الباحثين الاقتداء بأفعال الله تعالى وجعله من المسالك الفاسدة وعلل ذلك بقوله: " وهذا مسلك فاسد، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء، ولم يكن له كفواً أحد، ولذلك فإن الناس مأمورون بعبادة الله تعالى وبطاعته وليس بالاقتداء به ومحاكاته عز وجل فإنه محال. وهذا أصل واضح ولكن ربما غفل بعضهم فحكم بالفقه بقياس أفعال الناس على أفعال الله تبارك وتعالى!!".
انظر: تمكين الباحث من الحكم بالنص بالحوادث للدكتور وميض العمري: ( 399 ).
والمتأمل يلاحظ على تعليل هذا الإنكار ما يلي:
أولاً: أنه لا تلازم بين كونه تعالى ليس كمثله شيء وبين استنباط الحكم من أفعاله تعالى، فالمستنبِط لا يفعل عين فِعْله تعالى ومثله.
ثانياً: أنه ليس المقصود بالاستنباط من أفعاله تعالى مشابهته في صفاته الذاتية والفعلية بل المقصود هو التعبد بما يمكن للعبد اقتداء بالله تعالى كرحمة العباد، والعفو عنهم، والتوبة على من تاب وأصلح، وعدم المؤاخذة قبل العلم، وغير ذلك.
( 11) الموافقات: ( 3 / 263 ).
(12 ) الموافقات: ( 3 / 264 ).
( 13) انظر هذه الأمثلة في: الموافقات: ( 3 / 264 ـ 267 ).
(14 ) انظر: تفسير البيضاوي: ( 19 / 437 )، والتفسير الكبير للرازي: ( 30 / 211)، وتفسير الثعالبي: ( 5 / 517)، وتفسير أبي السعود: ( 9 / 62)، وروح المعاني للآلوسي: ( 15 / 147 )، وفتح القدير للشوكاني: (1855)، وأضواء البيان للشنقيطي: ( 7 / 114 ).
( 15) انظر: الموافقات للشاطبي: ( 3 / 264 ).(1/885)
(16 ) انظر: الموافقات للشاطبي: ( 3 / 264 )، وتفسير البيضاوي: ( 12 / 52 )، والتفسير الكبير للرازي: ( 21 / 107 )، والكشاف للزمخشري: ( 3 / 577 )، وأضواء البيان للشنقيطي: ( 4 / 75 )، وتفسير السمرقندي: (2 / 295 )، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ( 10 / 392 )، وروح المعاني للآلوسي: ( 8 / 229 )، وفتح القدير للشوكاني: ( 1036 ـ 1037 )، مجموع الفتاوى: ( 13 / 367 ).
( 17) مجموع الفتاوى: ( 13 / 367 ). وهذا الاستنباط وإن كان الأصل عدم الخوض فيه إلا أن المقصود من إيراده هو معرفة واستنتاج طريق الاستنباط.
(18 ) انظر: تيسير الكريم الرحمن: ( 424 ).
( 19) الموافقات: ( 3 / 282 ). وانظر: التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي: ( 373 )، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (10 / 236 )، مجموع الفتاوى: ( 12 / 493 ).
(20 ) المحرر الوجيز: ( 1133 ). وذكر اختلاف العلماء في الآية فقال الجمهور: هذا في حكم الدنيا . أي: أن الله لا يهلك أمة بعذاب إلا بعد الرسالة والإنذار . وقالت فرقة: هذا عام في الدنيا والآخرة .
( 21) انظر: أضواء البيان: ( 2 / 211 ) و ( 3 / 471 ـ 472 ).
(22 ) انظر: الموافقات: ( 3 / 282 )، والبرهان للزركشي: ( 2 / 303 )، فصول في البلاغة لمحمد بركات: (152 ـ 153 ).
( 23) الموافقات: (2/80). وانظر: البرهان للزركشي: ( 2 / 303 )، والإتقان للسيوطي: (2 / 59 ـ 60)، ومعترك الأقران له: (1 /287)، وأسلوب القرآن الكريم بين الهداية والإعجاز البياني لباحاذق: ( 262 )، وجماليات المفردة القرآنية لأحمد ياسوف: ( 255 ).
(24 ) انظر: الموافقات للشاطبي: ( 2 / 81 ).
( 25) انظر: الموافقات للشاطبي: ( 2 / 81 ).
---
عبدالرحمن الشهري
06-21-2006, 04:20 PM(1/886)
جزاك الله خيراً على هذه الفوائد الثمينة التي أرجو أن تتخوننا(1) بها بين الحين والآخر من ثمار بحثك الضافي في منهج الاستنباط من القرآن. فما أجمل تدبر وتأمل القرآن الكريم على علم وبينة ، ولستُ أشك أن كل من اشتغل بتفسير القرآن على نحوٍ جادٍ أمين تمنى بعد التطواف الطويل أن لو استقبل من أمره ما استدبر ليبدأ الطريق ثانيةً من أوله ، وقد حدد لنفسه مدى يسعى لبلوغه من بين آماد تستوعب طاقات البشر ، ولا تستوعبها طاقات البشر جميعاً ، وما قصة تمني ابن تيمية أنه قضى عمره في تدبر القرآن بغائبة هنا ، وقد كنت تأملت معنى كلامه وأمثاله من العلماء ، وكتبت حول ذلك رأياً أرجو أن يتيسر لي طرحه بين أيديكم إن شاء الله ، والحمد لله رب العالمين .
ــ حاشية ــــــــ
(1) روي عن الأصمعي عن سفيان الثوري قال : حضَرتُ أبا عمرو بن العلاء عند الأعمش ، فحدّث بحديثِ ابن مسعود ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخَوَّلُنا بالموعظة . ثم قال الأعمش : يتعاهدنا . فقال له أبو عمرو بن العلاء : إن كان يتعاهدنا فهو يتخَوَّنُنا ، بالنون ، فأما يتخولنا فيستصلحنا . فقال له الأعمش: ومايدريك ؟ فغضب أبو عمرو وقال له : واللهِ لَئنْ شئت يا أبا محمد أن أعلمكَ الساعةَ أنّ الله ما علِّمك من جميع ما تدعيه شيئاً فعلتُ !
وانظر بقية ذيول القصة في : مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي 36-37 ، وتصحيح التصحيف للصفدي 549
---
علال بوربيق
06-21-2006, 11:37 PM
فضيلة الأستاذ فهد الوهبي : بارك الله فيك على ما خطت أناملك، ولقد كان لي شغف كبير بهذا الموضوع ولا يزال، وكنت أود من الإخوة والمشايخ الأفاضل أن يتعرضوا لأهميته وها قد أجيبت دعوتي أنظر غير مأمور هذا الرابط http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5313
بارك الله فيك مرة ثانية ، وبارك الله في شيخنا د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري على ما يتخولنا به من الفوائد
---
مساعد الطيار(1/887)
06-22-2006, 01:20 PM
أحسنت أخي فهد في طرح هذا الموضوع ، ولعلك تسمر في هذه الفوائد المستنبطة .
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-22-2006, 03:24 PM
أشكر الأخ الفاضل على هذه الفوائد وجعلها في موازين أعماله
وأشير إلى أن الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته - له استنباطات رائعة ولكنها في ثنايا الفوائد التي يذكرها الشيخ بعد تفسيره الآيات . وحبذا لو جمعت في كتاب مستقل بحيث يكتب اسم السورة والفوائد المستنبطة من آياتها.
---
فهد الوهبي
06-30-2006, 02:19 PM
أشكر الجميع على المرور ..
وبالنسبة لما ذكرته فضيلة الدكتور عبد الرحمن فلا شك في ذلك وليتك تتحفنا بما كتبت وتتخوننا به .. الدكتور مساعد الطيار أشكركم على التعليق ولعل الله ييسر المزيد ..
الأخ علال زادك الله من فضله ..
الأخت ميادة أوافقك الرأي فالشيخ ابن عثيمين من أجل من قرأت له من المعاصرين في هذا الباب ولعل الله ييسر حديثاً خاصاً عن استنباطاته رحمه الله ..
---
فهد الناصر
07-18-2006, 09:15 PM
موضوع رائع ومفيد ، بارك الله فيك يا شيخ فهد .
ولعلك تستمر في هذه الفوائد المستنبطة .
أضم صوتي لصوت شيخنا مساعد جزاه الله كل خير.
---
فهد الوهبي
08-30-2006, 02:10 AM
وبارك فيك أخي فهد ولعل الله ييسر الإكمال
---
(1/888)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعوة لحضور محاضرة للشيخ المغامسي بعنوان : بلاغة القرآن
---
دعوة لحضور محاضرة للشيخ المغامسي بعنوان : بلاغة القرآن
---
ابن الجزيرة
09-21-2005, 05:38 PM
يلقي فضيلة الشيخ الدكتور صالح المغامسي ـ حفظه الله ـ محاضرة مغرب هذا اليوم الأربعاء 17/8/1426هـ بعنوان : بلاغة القرآن , وذلك في جامع الراجحي بمدينة بريدة , فحريٌّ بمن يتمكن من الحضور أن يبادر .
---
(1/889)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل من روابط أو كتب على أي موقع تفيدني في كيفية تحقيق المخطوطات
---
هل من روابط أو كتب على أي موقع تفيدني في كيفية تحقيق المخطوطات
---
فرغلي عرباوي
07-03-2004, 01:28 AM
هل من روابط أو كتب على أي موقع تفيدني في كيفية تحقيق المخطوطات تحقيقا علميا بالأسلوب الحديث لتأليف الكتب وبورك فيكم
---
أبو صفوت
07-03-2004, 09:22 PM
إليك هذا الرابط ولا تنسنا من دعائك
http://www.saaid.net/book/2/516.zip
---
موراني
07-04-2004, 05:08 PM
المرشد الوثيق الى أمهات المذهب المالكي وقواعد التحقيق للدكتور حميد لحمر ( أستاذ في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس , المغرب.
فاس 2002
موراني
---
سليمان العجلان
07-04-2004, 06:30 PM
من اجمل ما وقع بين يدي في فن التحقيق كتاب (تحقيق النصوص ونشرها) لعبد السلام محمد هارون ، نشر مكتبة الخانجي بالقاهره ،1415هجري ، ويقع في 141 صفحة ،ويكفيه جودة أن كاتبه صاحب باع طويل في التحقيق حيث حقق مالايقل عن خمسة وعشرين كتاباً ، كلها مطبوعة ومتداوله ، فيغنيك عن غيره إن وجدته.
---
فرغلي عرباوي
07-04-2004, 06:56 PM
السلام عليكم
بورك فيكم إخواني وأيدكم الله بنصره وجعلكم من جنود القرآن
---
(1/890)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة لحضور مناقشة رسالة دكتوراه للزميل عبدالله الميموني أحد أعضاء الملتقى
---
دعوة لحضور مناقشة رسالة دكتوراه للزميل عبدالله الميموني أحد أعضاء الملتقى
---
عبدالرحمن الشهري
11-06-2006, 09:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بمشيئة الله وتوفيقه سوف تناقش رسالة الدكتوراه للزميل عبدالله بن محمد الميموني المطيري بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى يوم السبت القادم 20/ 10 / 1427هـ. الموافق: 11/ 11/ 2006م .
وستكون المناقشة في قاعة حسن آل الشيخ بكلية الدعوة و أصول الدّين بجامعة أم القرى.
عنوان الرسالة
التيسير في التفسير ( التفسير الكبير ) لعبد الكريم بن هوازن القشيري (ت: 465هـ)
من أول الكتاب إلى نهاية سورة البقرة دراسة و تحقيقا .
لجنة المناقشة والحكم على الرسالة :
1- د/ يحيى زمزمي مقرراً .
2- د/ عبد الله بن الشيخ محمد الأمين مناقشاً خارجياً .
3- و الدكتور: أمين باشا مناقشا داخليا.
أسأل لأبي محمد التوفيق والسداد وأن يجعل هذه الدرجة العلمية عوناً له على طاعة الله سبحانه وتعالى ، ونشر علم كتاب الله .
---
أحمد البريدي
11-06-2006, 02:26 PM
نسأل الله للدكتور عبدالله التوفيق والتسديد في حياته العلمية والعملية .
---
ناصر الصائغ
11-06-2006, 10:54 PM
اسأل الله للزميل الشيخ عبدالله التوفيق والسداد . وأسأل الله أن ينفع به وبعلمه.
---
أبو بيان
11-07-2006, 05:07 AM
وفقك الله أبا محمد, وجعل رسالتك خير معين لك على طاعته.
---
فهد الوهبي
11-07-2006, 06:46 AM
مبارك مقدماً ونسأل الله له التوفيق ...
---
ابن الجزيرة
11-07-2006, 03:00 PM
مبارك ونسأل الله لكم العلم النافع والعمل الصالح .
---
خالد الباتلي
11-07-2006, 05:13 PM
مبارك مقدما، وجعلنا وإياك من خدمة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
---(1/891)
العنزي
11-07-2006, 06:17 PM
أسأل الله أن ييسر أمرك أبا محمد.
---
مرهف
11-07-2006, 09:50 PM
بالتوفيق إن شاء الله وجعل الله مناقشة رسالتك كعنوانها كلها تيسير ونفعك بها
---
أحمد القصير
11-07-2006, 10:39 PM
أبارك مقدماً لأخي وزميلي الدكتور عبد الله، وأتمنى له المزيد من التوفيق في حياته العلمية
---
أبو إبراهيم الحائلي
11-08-2006, 08:22 PM
أسأل الله تعالى لك التيسير والتوفيق
كما أسأله لنا ولك الثبات على التحصيل والإفادة على الوجه الذي يرضيه عنا
---
عبدالرحمن الشهري
11-11-2006, 01:35 PM
بارك الله لأبي محمد ما حصله ، فقد نوقشت الرسالة ولله الحمد صباح هذا اليوم السبت 20/10/1427هـ وحصل أبو محمد على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى .
أسأل الله أن يوفقه للعلم النافع ، وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل .
---
أبو بيان
11-11-2006, 09:32 PM
مبارك لأبي محمد ما أفاد واستفاد, وقد حضرت طرفاً من المناقشة تزودت منه أدباً وعلماً وانصرفت راشداً, وفقك الله أبا محمد ونفع بك.
---
(1/892)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الأسهم والمعاملات المعاصرة وفقه المعاملات المصرفية للشيخ يوسف الشبيلي (تنشر لأول مرة)
---
الأسهم والمعاملات المعاصرة وفقه المعاملات المصرفية للشيخ يوسف الشبيلي (تنشر لأول مرة)
---
أبو مهند النجدي
04-01-2006, 03:22 AM
دروس علمية تنشر لأول مرة على الشبكة
الأولى بعنوان / الأسهم والمعاملات المعاصرة بجامع ابن باز بحفر الباطن
والثانية بعنوان / فقه المعاملات المصرفية بجامع البلوي بالمدينة المنورة
جزى الله الشيخ خيراً على إذنه لنا بتفريغ الدروس
---
أبو مهند النجدي
05-02-2006, 10:10 AM
من أراد تحميلها من مكتبة صيد الفوائد فهي على هذا الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=2517
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=2516
---
(1/893)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كلمات نفيسة لابن عطية توضح كيفية الاستفادة من الإسرائيليات ؟
---
كلمات نفيسة لابن عطية توضح كيفية الاستفادة من الإسرائيليات ؟
---
أبو صفوت
02-16-2006, 05:29 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد
قال ابن عطية بعد ذكره لبعض القصص في قتل داود جالوت
" وقد أكثر الناس في قصص هذه الآية وذلك كله لين الأسانيد فلذلك انتقيت منه ما تنفك به الآية وتعلم به مناقل النازلة واختصرت سائر ذلك " المحرر الوجيز 1/337
فهذه الكلمة من هذا الإمام تدل دلالة صريحة على الاستفادة من الإسرائيليات في نطاق ما وأن النص الإسرائيلي ربما يحتوي على الغث والسمين فيورد المفسر النص وغرضه الاستفادة من جزئية منه ، وهذا لا يعني إقراره لكل ما في النص . وأظن العبارة واضحة جدا لا تحتاج إلى تفصيل
وقد فصل الدكتور مساعد والأخ الفاضل أبو بيان حول هذا الموضوع وقررا نحوا من هذا فجزاهما الله خيرا ، ولعل مريد المزيد يرجع إليهما ، وقد آثرت نقل هذا النص هنا في موضوع مستقل حتى ينتبه له وإن كان جديرا ينقل في موضوع الإسرائيليات الذي كتباه
وهذان رابطا مقاليهما
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=150&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=143&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA
---
جمال أبو حسان
02-19-2006, 11:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله
اولسنا اليوم في امس الحاجة الى استقلال كياننا العلمي وبخاصة في التفسير عن هذه الاسرائيليات التي يكفينا ان يكون اسمها كذلك صارفا عنها
---
أبو صفوت
02-21-2006, 02:40 PM
أستاذنا الفاضل / جمال
سعدت بمروركم على هذه المشاركة وأسأل الله أن ينفعنا بعلمكم
لكن من باب المطارحة العلمية للاستفادة منكم(1/894)
هل يعني استقلال كياننا العلمي أن نقطع نسبتنا بالأوائل من العلماء الذين أسسوا هذه الفنون وأقاموا بناءها أم يكون استقلالنا أن نبدأ من حيث انتهوا
ثم إن هؤلاء العلماء قد حصل الواحد منهم من العلوم والفنون والمعرفة بكتاب الله وسنة رسوله ما لم يتسن لنا في العصور المتأخرة تحصيله أو مقاربته
لا يعني هذا تقديس العلماء ولا ادعاء عصمتهم لكننا في هذا العصر بحاجة أن نقرأ ونتفهم مناهجهم أكثر من حاجتنا أن نكتب ونتكلم فضلا عن أن نعترض عليهم ونتهمهم بالخطأ
ثم إن قولكم - رعاكم الله - " الإسرائيليات التي يكفينا أن يكون اسمها كذلك صارفا عنها "
لا أظنه يخفى عليكم ما فيه لذلك فأنا اتهم فهمي راجيا منكم توضيح مرادكم بهذه العبارة
فإن الشعور بالنفرة والاشمئزاز عند ذكر هذا المصطلح يجعل كل الإسرائيليات - بما فيها من غث وثمين - في طي النسيان وهو ما أظنه غير سديد
هذا ما عندي لقصور فهمي فأرجو أن لا تجد نفسك علي وأن تحاول إزالة اللبس عندي
وفقك الله وأعانك وسدد على الخير خطاك
---
(1/895)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية
---
ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية
---
عبدالرحمن الشهري
04-11-2004, 09:33 PM
مفكرة الإسلام: انتهى الروسي المسلم 'ألمير كولييف' من ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية.
وحسب وكالة 'إيتار تاس' فقد أشرفت دار 'الأمة' للنشر والتوزيع بموسكو على طباعة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية.
ودعا رئيس جامعة موسكو الإسلامية الدكتور 'مراد خزرت' المسلمين إلى حضور ندوة حول الترجمة تعقد في منتصف أبريل الجاري في منطقة 'بارك كولتوري' بموسكو.
وكانت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم للغة الروسية هي ترجمة الدكتورة 'سمية عفيفي' أستاذة اللغة الروسية بقسم اللغات السلافية بكلية الألسن جامعة عين شمس بالقاهرة، حيث بدأت الترجمة عام 1995 وانتهت منها عام 2000 بإشراف لجنة من الأزهر الشريف.
وقد لاقت تلك الترجمة قبولاً ملحوظًا لدى الشعوب الإسلامية الناطقة بالروسية والتي كانت متعطشة إلى معرفة معاني القرآن الكريم.
المصدر مفكرة الإسلام (http://www.islammemo.cc/news/one_news13.asp?IDnews=29407)
---
(1/896)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مختارات من فتاوى الإمام ابن باز في الصيام
---
مختارات من فتاوى الإمام ابن باز في الصيام
---
الطبيب
09-19-2006, 12:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين وبعد ،،،
فهذا جمع يسير لمختارات من فتاوى سماحة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى تتعلق بالصيام، دعت إليه الهمة لمّا رأيت صنيع الشيخ عبد الرحمن السديس حفظه الله وجمعه لمختارات من فتاوى العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3958).
وقد جمعته من الموقع الرسمي لسماحته. وأنبّه إلى أن حواشي كل سؤال تكون تحته مباشرة وليس على الطريقة المعتادة (في أسفل كل صفحة).
أسأل الله أن يكتب للجميع الأجر وأن يعظم الأجر لعلمائنا ومشايخنا وأن يرفع درجتهم في الجنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ودمتم ،،،
الملف:
442
---
(1/897)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وجوب العمل بالحديث الثابت وإن لم يعمل به أحد
---
وجوب العمل بالحديث الثابت وإن لم يعمل به أحد
---
أبو محمد الظاهرى
12-11-2006, 11:19 PM
قال الشيخ الألبانى فى القاعدة الرابعة عشرة من مقدمة تمام المنة
القاعدة الرابعة عشرة وجوب العمل بالحديث الصحيح وإن لم يعمل به أحد
قال الإمام الشافعي رضي الله عنه في " رسالته " الشهيرة : " إن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قضى في الإبهام بخمس عشرة ، فلما وجد كتاب آل عمرو بن حزم وفيه أن رسول الله ( ص ) قال : " وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإبل " صاروا إليه ، قال : ولم يقبلوا كتاب آل عمرو بن حزم - والله أعلم - حتى يثبت لهم أنه كتاب رسول الله ( ص ) . وفى هذا الحديث دلالتان : إحداهما قبول الخبر ، والاخرى قبول الخبر في الوقت الذي يثبت فيه ، وإن لم يمض عمل أحد من الأئمة بمثل الخبر الذي قبلوا ، ودلالة على أنه لو مضى أيضا عمل من أحد من الأئمة ثم وجد عن النبي ( ص ) خبرا يخالف عمله لترك عمله لخبر رسول الله ، ودلالة على أن حديث رسول الله ( ص ) يثبت بنفسه لا بعمل غيره بعده " .
---
يوسف السليم
12-12-2006, 10:19 PM
أخي أبا محمد الظاهري ..
هل يعني هذا أننا قد نعمل بحق لم يعمل به أحد من الصحابة ومن تبعهم بإحسان ..؟
رفع الله قدرك ..
---
أبو محمد الظاهرى
12-13-2006, 01:38 AM
جزاكم الله خيراً سيدي...
وبخصوص قولكم
هل يعني هذا أننا قد نعمل بحق لم يعمل به أحد من الصحابة ومن تبعهم بإحسان ..؟
ليس هذا صحيحاً أخي
فمعنى كلامي أن الحديث لو ثبت بالطرق المعتمدة عند أهل الحديث فإنه يجب العمل به سواء عمل به أئمة الفقه كالأئمة الأربعة وغيرهم أم لم يعملوا..(1/898)
كذلك لو قال أحد... إننا لا نعلم صحابياً أو تابعياً عمل به فيقال له عدم علمنا ليس علماً بالعدم فربما عملوا به ولم ينقل إلينا .. فالله تعالى تكفل بحفظ دينه وهو الكتاب والسنة أما عمل الصحابي فليس الصحابي بمعصوم وفعله ليس بحجة لازمة أو هو لا يوحى إليه فلم يتكفل الله تعالى بحفظ فعله لنا..
وحسن ظننا بالصحابي أنه يعمل بالحديث متى علمه وبلغه (ولو مما يسمى بخير الآحاد ...وما قصة تحويل القبلى ببعيدة) ولو كان الخبر منسوخاً أو مخصوصاً فحتماً سيوجد الناسخ أو المخصص أو المقيد وسينقل لنا وهذا من حفظ الله لدينه ..وجزاكم الله خيراً.
---
(1/899)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التحقيق في مسألة اجتماع البدل مع { آلذكرين } في رواية ورش عن نافع
---
التحقيق في مسألة اجتماع البدل مع { آلذكرين } في رواية ورش عن نافع
---
محمد يحيى شريف
04-16-2005, 06:18 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
منع بعض أهل الأداء وجه التسهيل في كلمة { آلذكرين } في سورة الأنعام على قصر البدل. فعلى هذا القول تكون الأوجه خمسة وهي الإبدال في {آلذكرين } مع ثلاثة البدل والتسهيل في { آلذكرين } مع التوسط والطول في البدل فلذلك قال المتولي رحمه الله في فتح المعطي :
.......نبؤو قصرُه اهمِلا إذا ما بُعَيْدَ اثنينِ قل قد تسهّلاَ
فقوله رحمه الله { نبؤو قَصْرُهُ اهمِلا } أي اهمِل القصر في البدل من كلمة { نبؤني } إذا قرأت بالتسهيل في { آلذكرين } وقد عبّر عنها ببُعيد اثنين لأنها وقعت في الموضعين بعد كلمة { اثنين }. وإلى هذا جنح المحقق القاضي رحمه الله في البدور الزاهرة وكذا العلامة الضباع في هداية المريد وهو ظاهر كلام النشر. وهذه المسألة تحتاج إلى تحقيق وتفصيل من وجهين :
أوّلاً : إنّ منع وجه التسهيل مع قصر البدل قد تعقّبه العلامة الأزميري رحمه الله حيث قال " وأغربُ في النشر قصر نبؤني على التسهيل وهو في التذكرة -لابن غلبون - والحرز ولا وجه لمنعه " .ومعلوم أنّ في التذكرة لم يرد إلاّ القصر في البدل. ولمّا رجعنا إلى النشر وجدنا أنّ الإبدال هو المأخوذ به من التذكرة حيث قال ابن الجزري " وبه قرأنا -أي الإبدال - من طريق التذكرة والهادي..." النشر (1/377).(1/900)
ولمّا رجعنا إلى كتاب التذكرة وجدنا خلاف ما في النشر حيث قال صاحب التذكرة وهو يتكلّم على { آلذكرين }" فإنّ همزة الاستفهام تحقق فيها ، وتسقط نبرة همزة الوصل من اللفظ وتمدّ همزة الاستفهام قليلاً فتصير في اللفظ همزة واحدة بعدها مدّة للفرق بين الاستفهام والخبر ، لا خلاف في ذلك بين القراء أجمعين " التذكرة (1/115 تحقيق د أيمن رشدي سويد حفظه الله تعالى ).
فقول صاحب التذكرة " وتسقط نبرة همزة الوصل من اللفظ " دلالة على التسهيل لا على الإبدال لأنّ أثر الهمزة باقٍ وإنّما حذفت نبرتها فقط بخلاف الإبدال فإنّ الهمزة تبدل ألفاً بحيث لا يبقى لها أثر. وقوله " وتمدّ همزة الاستفهام قليلاً " ولم يقل تمدّ همزة الوصل لأنّ همزة الوصل هي التي تُمدّ عند الإبدال. وقوله " فتصير في اللفظ همزة واحدة بعدها مدّة للفرق بين الاستفهام والخبر " لا يدلّ على الإبدال بل العكس فإنّ هذه العبارة تدلّ على التسهيل كما قال في الهمزتين المفتوحتين من كلمة " فقرأ الحرميان و........بتحقيق الهمزة الأولى وجعلوا الثانية بين بين ، فصارت كالمدّة في اللفظ في جميع القرءان " نفس المصدر (1/ص111). فقوله بين بين دلالة التسهيل.
وعلى ما ذكرنا فقد تبيّن أنّ صاحب التذكرة قرأ بوجه التسهيل في { آلذكرين } وله في البدل القصر فكيف يمتنع وجه التسهيل على قصر البدل.
ثانياً : إنّ وجه التسهيل مع قصر البدل ثابت أيضاً من طريق الإعلان للصفراوي ومذهبه في البدل الأوجه الثلاثة ، قال في النشر ( وأثبت الثلاثة -أي ثلاثة البدل - أبو القسم الصفراوي في إعلانه " ( النشر 1/ص340) وله الإبدل والتسهيل في { آلذكرين } حيث قال في النشر " والوجه الثاني - أي التسهيل - في التيسير والشاطبية والإعلان " ( النشر 1/ص378).(1/901)
فالحاصل إذاً أنّ وجه التسهيل في { آلذكرين } مع قصر البدل ثابت في التذكرة والشاطبية والإعلان ولا وجه لمنعه كما حققه العلاّمة الأزميري بخلاف من أخذ بظاهر النشر كالمتولّي والضباع وعبد الفتاح القاضي رحمهم الله تعالى أجمعين .وحينئذ يكون عدد الأوجه ستة وهي ثلاثة البدل على وجهي التسهيل والإبدال في { آلذكرين } والعلم عند الله.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك
محمد يحي شريف الجزائري
---
(1/902)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسباب نزول القرآن ، للواحدي ، تحقيق جديد
---
أسباب نزول القرآن ، للواحدي ، تحقيق جديد
---
مساعد الطيار
10-16-2005, 11:14 PM
صدر عن دار الميمان كتاب أسباب النزول للواحدي ، تحقيق ماهر الفحل مخطوط يطبع لأول مرة برواية الأرغياني .
---
عبدالرحمن الشهري
10-17-2005, 09:50 AM
بشارة طيبة وفقكم الله ، والكتاب يستحق عناية حديثية أكثر مما لقيه في النشرات السابقة.
---
جمال أبو حسان
10-17-2005, 09:54 AM
ليت نسخة تطير الي فاجد فيها ما يروي عطشي بعد ظمأ شديد
---
أبو المعتز القرشي
10-17-2005, 07:51 PM
بوركت شيخنا الكريم
---
أبو العالية
10-17-2005, 10:56 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،،
جزاك الله خيراً أيُّها الشيخ الكريم على هذه البشرى .
ولأستاذي د . جمال _ حفظه الله _ يبدو أن عطشكم كبير ! وكبير جداً .
ولكن لا أقول إلا:
لئن لم ترتو في الدنيا ، فأسألُ الله لنا ولك ولمن نحب أن يروينا من نهر الكوثر ، ومن كنوز الكتاب والسنة النقية .
---
أيمن صالح شعبان
10-17-2005, 11:44 PM
السلام عليكم ... بشرى طيبة جزاكم الله خيرا لكني حققت الكتاب على نفس النسخة المذكورة وهي من مقتنيات مكتبة سراي باشا بتركيا على ما أذكر سنة 1992 وطبع الكتاب بتحقيقي سنة 1993 ط دار الحديث القاهرة . في نحو 400 صفحة وذيلت على الكتاب ما فات المؤلف من أسباب النزول واشترطت صحة الخبر فجمعت قريبا من مئة حديثا صحيحا في هذا الباب وبوبت لسورة إبراهيم وقد خل كتاب الواحدي من أخبار عنها .
ومن عجائب ما وقع في التحقيق وهم الحافظ الذهبي في ترجمة الأرغياني وتابعه السيوطي في الطبقات ...!!!!
---
أيمن صالح شعبان
10-18-2005, 01:21 AM
http://www.darelhadith.com/main.aspx?cid=1&dest=proddesc&pid=6
---
مساعد الطيار(1/903)
10-18-2005, 10:51 AM
هذا خبر طيب أخي أيمن ، ولم أطلع على تحقيقكم هذا ، ولعل في التحقيقين من المواطأة ، وكذا التنبه لما يغفل عنه الآخر ما يفيد القارئ ، ولعلي أجد تحقيقكم في السعودية ، لنستفيد منه .
---
أيمن صالح شعبان
10-18-2005, 11:39 PM
السلام عليكم ....
ولعلي أجد تحقيقكم في السعودية ، لنستفيد منه . (مساعد الطيار)
بل أنا في غاية الشوق للاستفادة من توجيهاتكم الفاضلة وفي انتظار تقييم فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري ؟ !!!!!.
---
جمال أبو حسان
10-19-2005, 09:51 AM
انا اطلعت على عمل السيد ايمن شعبان فلم اجدفيه شيئا سوى تخريجه للاحاديث بطريقة ربما انا اختلف مع كثير من نتائجهاواما تحقيق النص فلم اجده في ذلك العمل البتة ولا ادري الان ماذا يقصدون بالتحقيق ان كان السيد ايمن يقول عن عمله تحقيقا واني لارجو له التوفيق
---
الراية
10-20-2005, 02:45 PM
أسباب النزول
للواحدي
رواية الارغياني
تحقيق د.ماهر ياسين الفحل
(مخطوط يطبع لاول مرة)
محقق الكتاب من طلبة العلم العراقيين أهل السنة المعروفين بالحرص على العلم والتعليم والتحقيق وله عدة تحقيقات سابقة وأخرى تحت الطبع.
(وهو يشارك الكتابة في ملتقى أهل الحديث.)
صدر الكتاب في 848 صفحة ، في مجلد واحد ،
السعر 38ريال
عن دار الميمان .
*ذكر في مقدمة التحقيق أنه مكث في العمل على الكتاب قرابة أربع سنوات(صفحة78 تعليق1)
*اعتمد في تحقيقه على ثلاث نسخ خطية ، ومطبوعتين.
*كتب مقدمة عن الواحدي وكتابه اسباب النزول.
ويذكر المحقق ان مما يميز رواية الارغياني أن ابن حجر اعتمدها في كتاب "العجاب في بيان الاسباب"
وقد أشار إلى هذه المسألة في تعليقه بالمقدمة على كلام د.عبدالحكيم الأنيس الذي حقق كتاب ابن حجر "العجاب في بيان الاسباب" حيث انتقد د.الانيس ابن حجر بأنه يتساهل في النصوص ويغير فيها.(1/904)
فأوضح د.ماهر أن د.الانيس كان يعتمد على الطبعة الملفقة من كتاب اسباب النزول للواحدي ، وعند تتبع د.ماهر وجد ان جميع ما انتقص به د.الانيس ابن حجر موافق لرواية الارغياني ، التي اعتدمها ابن حجر في كتابه العجاب.
---
أيمن صالح شعبان
10-20-2005, 10:39 PM
السلام عليكم
فضيلة الدكتور جمال أبو حسان حفظه الله:
قلتَ سيادتكم:
ربما انا اختلف مع كثير من نتائجهاواما تحقيق النص فلم اجده في ذلك العمل البتة ولا ادري الان ماذا يقصدون بالتحقيق .
لم ترد مثالا واحدًا لهذا النقض:
وكان غاية مشاركتي هي بيان أن الرواية المذكورة مطبوعة قبل ذالك .والكتاب المذكور هو أول تحقيق قمت به منذ أكثر من 15 سنة.
الاختلاف في نتائج الحكم على الأحاديث مرده للمدرسة الحديثية التي تلقيت فيها علم المصطلح ولا إعيب على أحد الاختلاف في الحكم .. الرجاء ذكر بعض الأمثلة التي تختلف معي فيها .
أم عملي في التحقيق لم يتسن لي سوى العثور على مخطوط واحدا للكتاب وهو أقدمها ويعود لعصر المؤلف نفسه . وذكرت كل هذا في التقديم والنسخة بين يديك كما ذكر فضيلتكم. وميزت زيادات النسخة على المطبوع بوضعه بين معكوفين دون الإشارة في الهامش .. وربما أشرت في النادر جدًا.
ثم أين كبير الاختلاف في النسخ والموضوع مقتول في طيات كتب الأمهات التي نهل منها المؤلف رحمه الله نفسه ولا يعزب عنها إلا في النادر .
بالنسبة لعمل فضيلة الدكتور ماهر حفظه الله فهو لا شك أفضل مني فأنا جليس القوم لكني سبقت بالاعتناء بهذه النسخة .
_______
إن كان النسخة التي بين سيادتكم مطبوعة قبل سنة 2002 ستجد مكتوب عليها إعتناء أيمن صالح شعبان (وهذا أكبر ما أنشده العناية لا التحقيق) وإن كانت بعد هذا التأريخ فهو مما تصرف فيه الناشر .. ولا سلطان لي .
---
أيمن صالح شعبان
10-20-2005, 10:49 PM
قال فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري - حفظه الله:(1/905)
والكتاب يستحق عناية حديثية أكثر مما لقيه في النشرات السابقة.
والله إنه لرأي ناقد بصير .... وهذه ما تفطنت إليه في الاعتناء بالكتاب بعد إقامة النص على النسخة المذكورة ... أرجو أن يتسع صدر فضيلة الدكتور جمال للرد
محبكم في الله
---
الراية
10-21-2005, 01:00 PM
روابط للمحقق الشيخ الدكتور ماهر ياسين الفحل ، ذات صلة بالموضوع
نماذج من تحقيقي أسباب نزول القرآن للواحدي رواية الأرغياني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3760&highlight=%E4%D2%E6%E1
مصادر الواحدي في كتابه " أسباب نزول القرآن "
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3376&highlight=%C7%E1%E6%C7%CD%CF%ED
جوهرة نفيسة رواية الأرغياني لكتاب أسباب نزول القرآن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3088&highlight=%E4%D2%E6%E1
---
عبدالرحمن الشهري
10-21-2005, 04:44 PM
بارك الله فيكم جميعاً.
كتاب (أسباب نزول القرآن) للواحدي ، جدير بعناية الباحثين ، وشكر الله لكل من بذل جهداً في تحقيقه قديماً وحديثاً. وجهد أخي الكريم أيمن صالح شعبان جهد مشكور ، وبحسب المحقق أن يحافظ على النص الأصلي ، فإن زاد على ذلك تحقيق الروايات فهذا الذي نطمح إليه ، وإلا فهو مشكور على عمله ، ومأجور إن شاء الله.
وقد وفق الله الدكتور ماهر ياسين الفحل للعناية بهذا الكتاب ، وخرج في مجلد فاخر الطباعة عن دار الميمان في 848 صفحة من القطع العادي.
http://www.tafsir.net/images/nzool.jpg
وقد حكم المحقق على كثير من أسانيده ، واكتفى بعزو بعضها دون حكم ، ووفق للعثور على نسخة جيدة جعلها أصلاً هي رواية بدر الدين محمد بن عبدالله الأرغياني ، وهذه الرواية هي التي اعتمد عليها ابن حجر في تصنيفه كتابه (العجاب في بيان الأسباب). والحمد لله رب العالمين.
---
ماهر الفحل
10-25-2005, 02:06 PM(1/906)
جزى الله خيراً القائمين على هذا الموقع المبارك ، وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا جميعاً في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ....
كتاب أسباب نزول القرآن من الكتب المهمة يحتاجه المشتغل بالفقه والحديث والتفسير ، ويوجد في الكتاب من الأحاديث الضعيفة والمنكرة والتخاليط الشئ الكثير ، فكانت العناية به من الواجبات المتعينات .
وقد عشت مع الكتب سنوات عديدة ، وكنت في عام 1420 أقضي غالب وقتي في تخريجه وتصحيحه والعمل به ، حتى أني في شعبان من ذلك العام صار لدي رعاف شديد لمدة إسبوع من شدة الجهد الذي كنت أقضيه مع الكتاب ، وقد خرج الكتاب بفضل الله تعالى ولعله يصلنا قريباً إن شاء الله تعالى ، وأسأله تعالى أن ينفعني به يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2005, 02:14 PM
مرحباً بالأخ العزيز الدكتور ماهر ياسين الفحل بين إخوانه في الملتقى العلمي للتفسير ، وأسأل الله أن يوفقه لكل خير ، وأن ينفعنا بعلومه. وقد قطعت شوطاً في قراءة الكتاب ، بتحقيقه البديع الذي أسأل الله أن يجعله في موازين حسناته ، كما خرج ولله الحمد في حلة رائقة يستحقها الكتاب ، ويغري بالقراءة والمراجعة فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. ولعله يعلق القارئ الكريم ما قد يجده من ملحوظات ، لينتفع بها المحقق الكريم مستقبلاً بإذن الله ، ومرحباً بكم يا دكتور ماهر مرة أخرى.
---
أبومجاهدالعبيدي
10-25-2005, 02:17 PM
إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
جزى الله خيراً كل من سعى في خدمة كتاب الله عز وجل ، ونشر العلم النافع بإخلاص وصدق .
ومرحباً بك يا دكتور ماهر بين إخوانك ، ونسأل الله تعالى أن يبارك في علمكم ؛ فقد سمعنا عنك ما يسر .
وفي انتظار مشاركاتك المحررة ، وتعليقاتك المجودة - التي تليق بمستوى هذا الملتقى - .
---
الراية
10-26-2005, 02:40 PM(1/907)
مرحباً بالشيخ الدكتور ماهر الفحل بين إخوانه .
وحياه الله وبارك فيه
وأسأل الله تعالى أن ينفع بعلمه وبعمله.
وأسأل الله ان يفرج عنكم كربكم ويكشف همكم
اللهم آمين
---
د.أبو بكر خليل
10-26-2005, 02:59 PM
جزى الله أخونا الدكتور ماهر الفحل خير الجزاء و بارك فيه ، و حفظه الله و آله و بلاده - العراق الشقيق المجاهد - من كل بلاء و سوء ، و أعزهم و نصرهم على أعدائهم الفجرة الكفرة أعداء الحق و الدين ، اللهم آمين آمين ،
و للشيخ الدكتور ماهر الفحل كتابات جيدة و طيبة ، قرأت بعضها في ملتقى أهل الحديث ، و سؤالي : كيف يمكن الحصول على نسخة من هذا السفر الكبير القدر في بلدي مصر ؟
و إن لم يمكن ، فما الطريق إلى ذلك من خارجها ؟
---
الميموني
10-26-2005, 05:09 PM
هل و صل الكتاب إلى مكة و المدينة
ثم هذا الموضوع متسع فيمكن أن تتظافر عليه عدة جهود
جزاكم الله خيرا د/ ماهر الفحل
---
ماهر الفحل
10-29-2005, 12:21 PM
جزاكم الله خيراً كثيراً ، ولا أملك لكم شيئاً على هذا الترحيب العطر إلا الدعاء لكم بالعافية والعمر المديد والعطاء الدائم ، وأن يكمل الله لكم طريق الوصول إلى مرضاته ويجزل لكم المثوبة .
لي الرغبة الكبيرة في الكتابة في هذا الملتقى المبارك ، لكن ظروف مدينتنا الحبيبة الرمادي - حرسها الله - ساخنة جداً ، وصباح اليوم 26/ رمضان/ 1246 ضرب دار الحديث أشد الضرب من قبل شرذمة الكافرين عباد الصليب ، وهذه المرة السابعة التي يضرب فيها الدار ، والحمد لله رب العالمين ، لكن الدار وجد من أجل الدعوة إلى الله ، ونحن نحسن الظن بالله أنه يحفظه ويحميه ؛ لأن الدار ما وجد إلا لنشر الحديث والدعوة إلى الله والتدريس ، وقد تمت فيه دورات حديثية عديدة ، والحمد لله . وفي 15 شوال سنبدأ بدورة علمية جديدة تشمل جميع العلوم الشرعية ، أسأل الله أن يعيننا على ذلك وأن يرزقنا النية الحسنة .
والسلام عليكم
---
مساعد الطيار(1/908)
10-29-2005, 01:47 PM
في هذه الأيام المباركة الفاضلة نسأل الله لكم التوفيق والسداد ، والعون على الأعداء ، وأن ينصر بأهل العراق الإسلام ، وأن يكبت عدوهم من الخارج والداخل .
---
أبو عبدالرحمن
10-29-2005, 05:10 PM
اللهم انصر أهل العراق على أهل الطغيان والإلحاد ، واجمع كلمتهم على الحق ووحد صفوفهم ،
نسأل الله أن يجزي الشيخ ماهرا خير الجزاء على ما بذله من خدمة للعلم وهو في بلد الفتن والحروب
فماذا قدمنا للإسلام ونحن نرفل في ثوب الأمن والأمان تحت قيادة راشدة ساسها عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله ، وأبناؤه من بعده سائرون على الطريق الصواب بإذن الله
---
عبد الله
10-30-2005, 01:08 PM
مرحبا بالأخ الفاضل الدكتور ماهر الفحل
وجزاك ربي خيرا على خدمة هذه النسخة من كتاب أسباب النزول للواحدي ، وقد كنت متلهفا لظهور هذا العمل للنور منذ أن قرأت عنه في ملتقى أهل الحديث ، ورأيت نماذج من تحقيقه ، أسأل الله لكم السداد ودوام التوفيق .
أخوكم عبد الله إبراهيم
---
المحرر
11-04-2005, 06:01 AM
حياك الله يا شيخنا الكريم ،
وقد فرحت بتعليقكم هنا ،
سائلاً المولى أن يكبت عدوكم ، وأن يوفقكم لما فيه خير .
محبكم
أبو زرعة
---
ماهر الفحل
11-10-2005, 10:11 AM
جزاكم الله خيراً جميعاً ، وأسأل الله تعالى أن يحفظكم من كل سوء ، وأن ينفع بكم البلاد والعباد .
---
الراية
03-23-2006, 11:35 AM
النسخ المعتمدة في تحقيق الدكتور ماهر ياسين الفحل:
اعتمد المحقق في تحقيق هذا الكتاب عل ثلاث نسخ فيما يأتي وصف لكل منها :
1- نسخة خطية من محفوظات مكتبة الأوقاف العامة في بغداد تحت الرقم [2374] وهي نسخة واضحة ومقروءة خطها نسخي عادي ، تقع [243] ورقة ، نسخت في القرن السادس الهجري ، وهي نسخة جيدة ، إلا أن ناسخها أهمل بعض الأسانيد اختصاراً ، وهي من موقوفات الوزير سليمان باشا ، وهي مخرومة الآمر تنتهي بأول سورة الزلزلة .(1/909)
2- نسخة خطية من محفوظات مكتبة الأوقاف العامة في بغداد تحت الرقم [2369] ، تقع في (124) ورقة ، بمعدل (22) سطراً في الصفحة وبواقع (15) كلمة في السطر الواحد خطها نسخي واضح ومقروء ، مشكولة في بعض المواطن ، وعليها آثار المقابلة والتصحيح ، انمحى منها قرابة ثلاثة أسطر من مقدمتها فأتمت بخط مغاير قبل صفحة العنوان ، أصابت النسخة رطوبة ابتداءً من الورقة (119) فانمحت بعض الكلمات إلى الورقة (122) فما بعدها فهي غير مقروءة تماماً .
3- نسخة خطية ثالثة تحتفظ بها مكتبة الأوقاف العامة في بغداد أيضاً ، ورقمها [2/2410] ، تقع في (128) ورقة ، خطها نسخي عادي واضح ومقروء ، وهي نسخة ناقصة تنتهي عند سورة الزلزلة ، وهي نسخة فيها خطأ غير قليل .
نبذة عن هذا التحقيق:
أخذ محققها على عاتقه تتبع الروايات الواردة في الكتاب ونقدها جميعاً ،
كما أنه حقق الكتاب على أحسن رواياته ، وهي رواية الأرغياني ، فهي سماع كامل من الإمام الواحدي ، أخذها عنه جماعة ،
ومما يدل على أفضليتها وجودتها اعتماد الحافظ ابن حجر عليها في كتابه "العجاب في بيان الأسباب" .
وقد قدم المحقق بين يدي الكتاب دراسة ضمنها أربعة فصول :
الفصل الأول : تضمن الكلام على اسمه ونسبه وولادته ووفاته وأسرته وطلبه للعلم ورحلاته
وتكلم في الفصل الثاني : عن ثقافته وشيوخه وتلاميذه وعلومه ومصنفاته ومكانته العلمية وثناء العلماء عليه .
وفي الفصل الثالث : تكلم عن سبب النزول وتناول تعريفه وأنواعه والحكمة من معرفته ، وكيفية معرفة أسباب النزول وصيغه ، والكلام في تعدد السبب والنازل واحد وتعدد النازل والسبب واحد ،
وقد تكلم في الفصل الرابع : عن دراسة الكتاب وتناول الكلام فيه عن أهمية الكتاب ، ومنهج الواحدي في كتابه ، ومصادره ، ثم شرح عمله في تحقيق الكتاب ومنهج التحقيق ، وتناول فيه اسم الكتاب وتوثيق نسبته إلى مؤلفه ووصف النسخة المعتمدة في التحقيق .
---
الجنيدالله(1/910)
03-24-2006, 01:48 AM
السلام عليكم
الرواية التي اعتمد عليها ابن حجر رحمه الله هي رواية أبي العباس عمر بن عبدالله بن محمد الأرغياني وليس أبي نصر محمد بن عبدالله بن محمد الأرغياني . وهما أخوان ، والأول هو الأكبر ، وهو الذي رَوى من طريقه الحفاظ ابن عساكر والسمعاني وابن حجر كتاب أسباب النزول ، فيلاحظ ذلك ، والمحققُ وهِمَ في نسبة ذلك إلى الحافظ .
مع أنَّ المحقق جزاهُ الله خيراً ووفقهُ اجتهدَ في الكتابِ ، وبذلَ جهداً عَوَّضهُ الله به الجنةَ مع ما في بلدهِ من البلاءِ رفع الله عنهم .
ثم إن السيد أحمد صقر في تحقيقه اعتمد على نسخةٍ هي من روايةِ الأرغياني الكبير الذي روى الحافظُ من طريقه الأسباب .
فللمحققِ ماهر نصيحةٌ مني كأخٍ أن لا يتعود على نقدِ مَنْ سبقه بعملٍ ، فكلٌّ إِن شاء اللهُ يريدُ الخيرَ ، وإن بَيَّن خطأَهُ برفقٍ فجزاه الله ألف خيرٍ.
وعندي نُسخٌ من الأسباب من روايةِ الأخوين ، كُلٍّ على حدة ، وإحدى هذه النسخ برواية ابن عساكر عن الأرغياني الكبير أبي العباس ، وكتبت في القرن التاسع تقريباً.
أثاب الله الجميعَ ، وعَنِّي كمسلمٍ أشكرُ الأخوين الذين قاما بتحقيق الكتابِ كُلٍّ على قدر طاقته في وقت تحقيقهِ ، فجزاهم الله عني كل خير.
---
الراية
03-24-2006, 01:25 PM
جزاك الله خيرا
أخي الكريم عاصم
والعلم رحم بين أهله
---
ماهر الفحل
03-26-2006, 04:40 PM
أخي عاصم جزاك الله خيرالجزاء على هذا التنبيه وعلى هذا الأسلوب الطيب ، وأسأل الله أن ينفع بك وبعلمك .
وأعتذر عن تأخر الشكر فوالله لم أر الموضوع إلا هذا الوقت ، أسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن ينفع بك .
أخي الراية جزيت الجنة على حسن متابعاتك الطيبة .
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
والسلام عليكم
د. ماهر ياسين الفحل
رئيس قسم الحديث في كلية العلوم الإسلامية(1/911)
جامعة الأنبار - حرسها الله
---
(1/912)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإجماع في التفسير
---
الإجماع في التفسير
---
ساكن القمم
09-01-2005, 01:08 AM
أيها الأحبة ..
هل كتاب الإجماع في التفسير للشيخ محمد الخضيري (رسالة ماجستير) موجود لدى أحدكم على ملف وورد ..
جزاكم الباري خيرا .
---
عبدالرحمن الشهري
09-01-2005, 01:14 AM
أما كاملاً فلا إخالك تجدها إلا عند المؤلف نفسه . ولكن توجد خاتمته على هذا الرابط .
خاتمة كتاب (الإجماع في التفسير) للشيخ محمد بن عبدالعزيز الخضيري وفقه الله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=957)
---
أحمد البريدي
09-06-2005, 06:22 PM
المؤلف أحد أعضاء الملتقى ويمكنك مراسلته .
---
أبو صفوت
12-21-2005, 08:20 AM
وأين يباع الكتاب في الرياض
---
أحمد البريدي
12-21-2005, 10:18 AM
الكتاب من منشورات دار الوطن وهذا رقمهم 4792042
---
(1/913)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مفتريات على الإمام مالك في موقع مريب للمسمى ب " الأمين "
---
مفتريات على الإمام مالك في موقع مريب للمسمى ب " الأمين "
---
ابن رشد
01-09-2006, 12:24 AM
هل صح هذا القول عن الليث بن سعد أنه قال: «أحصيتُ على مالك بن أنس سبعينَ مسألة، كلها مخالفة لسُنة رسول الله r مما قال فيها برأيه. ولقد كتبت إليه أعِظهُ في ذلك». ؟
و هناك مفتريات أشد نكرا، تجدها في هذا الموقع الغريب:
http://www.ibnamin.com/malik.htm
---
أبو صفوت
01-09-2006, 10:12 AM
الأخ الفاضل الحبيب ابن رشد
سبق نقاش هذا الموضوع في ملتقى أهل الحديث كما أن صاحب الموقع عضو هنا فإن شئت فراسله على الخاص
وهذا رابط الموضوع في ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67622&highlight=%C7%E1%C5%E3%C7%E3+%E3%C7%E1%DF
همسة إذا سمحت : هذه الموضوعات خارجة عن تخصص الملتقى فلا يفضل طرحها فيه .
وأرجو أن لا أكون أغضبتك فالملتقى في قلوبنا وكذلك أنت
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم وأسأل الله المغفرة لنا ولكم
---
ابن رشد
01-09-2006, 02:05 PM
عندما كتبت كلامى هذا على جهاز الكمبيوتر عندي
لم أكن قد اطلعت على الموضوع في " ملتقى أهل الحديث " بعد ،
و ما جعلنى أقف عليه هو دعوة صاحبه - المذكورة في ذيل كل مشاركاته إلى زيارة موقعه ،
فلما دخلته وجدت فيه ما ذكرته
- و أما و قد نال الموضوع كفايته ، فلا حاجة لمزيد نقد منى
---
(1/914)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > موقع سعودي يطور شريط أدوات مجانا يساعد على حفظ القرآن والأحاديث أثناء تصفح الإنترنت
---
موقع سعودي يطور شريط أدوات مجانا يساعد على حفظ القرآن والأحاديث أثناء تصفح الإنترنت
---
نياف
03-20-2007, 05:02 PM
ناصر العلي من الرياض - 23/06/1427هـ
قام موقع بحثي (بحثي دوت كوم) الذي يشرف عليه الدكتور صالح السليمان، بتطوير شريط أدوات مجاني ملحق بمتصفح الإنترنت وذلك أسوة بالعديد من الشركات العالمية مثل ياهوو وجووجل وغيرهما من كبار شركات الإنترنت. والمختلف في هذا الشريط أن الغرض منه هو إعطاء الفرصة لمتصفح الإنترنت لاستغلال الوقت أثناء التنقل بين الصفحات أو في حالة انتظار تعبئة صفحة أن يحفظ أو يستذكر بضع آيات من القرآن الكريم، وكذلك أحد الأحاديث الصحيحة (من صحيحي البخاري ومسلم) وهي تتغير يوميا. وقد اجتاز الشريط الفترة التجريبية وبدأ في إصداره للعموم ولقي إقبالا كبيرا. وبهذا الخصوص حاور محرر ملحق"صناعة المعلومات" الدكتور صالح السليمان، المشرف على الموقع حول هذه الخاصية المجانية، إلى التفاصيل:
* ما شريط الأدوات؟
ـ هو برنامج صغير لا يزيد على 700 كيلو بايت (أي بمقدار حجم صورة متوسطة) يلحق بالمتصفح سواء الإكسبلورر أو الفايرفوكس, ويظهر ملصقا بالمتصفح ويعمل عند تشغيل المتصفح.
*ما أبرز فوائد شريط الأدوات المجاني هذا؟
ـ فوائد شريط أدوات تحفيظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، لا حصر لها وعديدة, ويمكن الإشارة إلى أبرزها باختصار شديد, فشريط الأدوات من خلال التجربة أثبت أنه يسهم بشكل فاعل في المساعدة على حفظ القرآن الكريم، بمعدل بضع آيات كل يوم، كذلك يساعد على حفظ الحديث الشريف، حديث صحيح كل يوم. أيضاً يساعد على منع الاستخدام السيئ للإنترنت.
* ما إمكانيات هذا الشريط؟(1/915)
ـ لهذا الشريط مهام متنوعة وأداء عالي الجودة في أسلوب العرض، ويشمل من ضمن مهامه تحفيظ القرآن الكريم وذلك بمرور شريط متحرك بعدد من الآيات الكريمة تتجدد يوميا ما يجعل عملية حفظها سهلة فضلا عن ثواب قراءتها. كما يساعد على حفظ الأحاديث الشريفة بواسطة شريط متحرك كل خمس دقائق (حديث واحد يوميا). ومن مهامه المميزة تسلم الأخبار المهمة فور وقوعها.
وتتوفر وظيفة تعتبر ميزة من الناحية الأمنية للمستخدم وهي تنظيف الكومبيوتر من الكوكيز التي تضعها بعض المواقع كوسيلة تجسس. وكذلك إزالة آثار الزيارات لمواقع الإنترنت History بعد إغلاق المتصفح.
كما يقوم الشريط بوظيفة التبليغ فوري عن الرسائل من أي مزود لهذه الخدمة (ياهوو ـ إم إس إن ـ جوجل) عند الرغبة في ذلك وعمل الإعدادات. أيضا يشمل إمكانية البحث في الشبكة من المتصفح مباشرة دون الدخول إلى مواقع البحث. ومن مهامه أنه يقوم بتنظيف الذاكرة الفورية (الكاش ميموري) فور إغلاق المتصفح وذلك حفاظا على موارد الكومبيوتر.
* ما متطلبات تشغيل هذا الشريط؟
متطلبات تشغيل شريط تحفيظ القرآن الكريم، يمكن تنفيذها كما يلي:
تنزيل البرنامج المجاني من الموقع
http://b7thy.com/b7thy-toolbar.html
ويتوافر في الموقع شرح تنصيب البرنامج بالتفصيل.
وبعد التحميل والسماح بتثبيته ضع المؤشر على أي مساحة فارغة من المتصفح (الجهة العلوية) واضغط الزر اليسار ستجد أن اسم الشريط قد ظهر, انقر عليه ستجد أن الشريط ظهر على المتصفح. ضع إشارة على قفل الأشرطة (حتى تبقي الوضع كما ترغب فيه ولا يتغير تلقائيا) ثم صغر مساحة البحث ستظهر لك مساحة القرآن الكريم وحديث اليوم.(1/916)
ويسرني أن تكون جريدة "الاقتصادية" أول جريدة نفصح من خلالها أننا نعمل الآن برنامجا به جميع الأحاديث النبوية الشريفة من كتب الصحاح ( البخاري ومسلم ) والكتب الستة كالنسائي وابن ماجه والترمذي مثلا, وهو قابل للبحث باللغة العربية سواء بكلمة في الحديث أو جملة أو اسم الراوي, وسيكون جاهزا بعون الله قبل شهر رمضان وسيوزع مجانا للجميع .
منقول
---
أيمن صالح شعبان
03-20-2007, 08:25 PM
أسأل الله العظيم أن يثيب كل من ساهم في هذا العمل الطيب يسر الله لنا ولهم الخير
---
(1/917)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقالات عن القرآن الكريم باللغات الأجنبية (فرنسية - انجليزية - إيطالية)
---
مقالات عن القرآن الكريم باللغات الأجنبية (فرنسية - انجليزية - إيطالية)
---
د.عبدالمجيد إحدادن
09-06-2005, 04:21 PM
مقالات عن القرآن الكريم باللغات الأجنبية (فرنسية ، انجليزية، إيطالية ) [يتبع إن شاء الله]
حرصت على أن أحافظ على عناوين المقالات باللغة الأصلية لكي يسهل على الباحثين الرجوع إليها في مظانها.
1. مسألة تحريف القرآن في تفسير الشيعة الإمامية
La question de la falsification du Coran dans l'exégèse chiite duodécimaine ; BRUNNER Rainer;
Arabica (Paris)., 2005 , vol. 52 , no 1 , pp. 1 - 42 .
2. اللغة والقرآن ، قراءة سيريانية آرامية للقرآن
Langue et Coran : Une lecture syro-araménne du Coran; GILLIOT Claude;
Arabica., 2003 , vol. 50 , no 3 , pp. 381 – 393.
3. عن بعض أساليب الإقناع في القرآن
: De quelques procédés de persuasion dans le Coran; URVOY Marie-Thérèse
: Arabica. 2002 , vol. 49 , no 4 , pp. 456 - 476
4. العهد الجديد في سورة المائدة
La nouvelle alliance dans la sourate Al-Ma'ida; COMERRO Viviane;
Arabica., 2001 , vol. 48 , no 3 , pp. 285 - 314
5. تصوير الطبيعة في تفسير القرآن أثناء القرون الوسطى
The portrayal of nature in a medieval Qur'an commentary; MOURISON Robert G
Studia islamica : (Paris). 2002 , vol. 94 , pp. 115 - 137 .
6. التفسير والدلالية (المؤسساتية ؟) في تفسير الطبري
Exégèse et sémantique institutionnelle dans le Commentaire de Tabari, GILLIOT Claude
Studia Islamica., 1993, vol. 77, p. 41-94.
7. مناهج تأويل القرآن : مقارنة بين سيد قطب وبنت الشاطئ(1/918)
Methods of interpreting the Qur'an : A comparison of Sayyid Qutb and Bint al-Shati'; KAFRAWI S.
Islamic studies (Pakistan), 1998 , vol. 37 , no 1 , pp. 3 - 17 .
8. ترجمات وطبعات واستعمالات القرآن في جنوب القارة الهندية
Traductions, impressions et usages du Coran dans le sous-continent indien (1786-1975); GABORIEAU Marc;
Revue de l'histoire des religions.(France), 2001 , vol. 218 , no 1 , pp. 97 - 111
9. القرآن ، اللغة والأدب
Coran, langue et littérature , LARCHER Pierre , AUDEBERT Claude France , MARZOLPH Ulrich , GILLIOT Claude
Arabica., 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 441 – 500.
10. القرآن عند تكوّنه وبداياته
Le Coran en sa genèse et en ses débuts NAGEL Tilman , ORY Solange , IMBERT Frédéric , DE PREMARE Alfred-Louis , TOELLE Heidi , SANDER Paul
Arabica., 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 329 - 437
11. تفسير الطبري لمصطلح الكتاب في القرآن
TABARI'S EXEGESIS OF THE QUR'ANIC TERM AL-KITAB; BERG H
JOURNAL OF THE AMERICAN ACADEMY OF RELIGION., 1995 , vol. 63 , no 4 , pp. 761 - 774
.
12. استعمال القرآن كرقية
L'usage talismanique du Coran; HAMES Constant;
Revue de l'histoire des religions, 2001 , vol. 218 , no 1 , pp. 83 - 95
13. ابن مجاهد وإثبات القراءات السبعة للقرآن
Ibn Mujahid and the establishment of seven Qur'anic readings; MELCHERT Christopher
Studia islamica , 2000 , vol. 91 , pp. 5 – 22.
14. استعمالات حديثة ومعاصرة للقرآن
Usages modernes et contemporains du Coran; JONES-PAULY Chris , BERGER Lutz;
Arabica., 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 539 - 562 .
15. مصادر التأويل عند فخر الدين الرازي : بين الوحي والعقل(1/919)
Fakhr al-Din al-Razi's sources of Ta'wil : Between revelation and reason; KAFRAWI S
The Islamic quarterly (United Kingdom), 1999 , vol. 43 , no 3 , pp. 186 – 202.
.
16. شخصية قايين في القرآن
La figure de Caïn dans le Coran; ZILIO-GRANDI I. , ZIMMERMANN G
Revue de l'histoire des religions. 1999 , vol. 216 , no 1 , pp. 31 - 85 .
17. التأويل الأدبي للقرآن : فواصل الآيات والقسم والاستفهام ، ثلاثة أمثلة من تفسير بنت الشاطئ
Literary interpretation of the Qur'an : Fawasil al-ayat, Qasam and Istifham, three examples from Bint al-Shati''s Tafsir, JAROT WAHYUDI MH
Islamic studies (Pakistan). 1998 , vol. 37 , no 1 , pp. 19 - 28 .
18. آدم وحواء في القرآن والإنجيل
Adam and Eve in the Qur'an and the bible; ABDEL HALEEM M
The Islamic quarterly. 1997 , vol. 41 , no 4 , pp. 255 – 269.
19. ثلاث ترجمات لاتينية للقرآن في العصور الوسطى
: Trois traductions médiévales latines du Coran : Pierre le Vénérable-Robert de Ketton, Marc de Tolède et Jean de Segobia ; MARTINEZ GAZQUEZ José
Revue des études latines : (Paris)., 2002 , vol. 80 , pp. 223 – 236.
20. لودوفيكو ماراشي وترجمته اللاتينية للقرآن
: Ludovico Marracci et sa traduction latine du Coran; BORRMANS Maurice
: Islamochristiana (Roma). 2002 , no 28 , pp. 73 - 86
21. جمع القرآن: مراجعة لنظرات الغرب على ضوء ما استجد من المناهج :
The collection of the Qur'an. A reconsideration of western views in light of recent methodological development; MOTZKI Harald
Der Islam : (Berlin). 2001 , vol. 78 , no 1 , pp. 1 – 34.
22. إشكالية ترجمة القرآن : دراسة مقارنة لأربع ترجمات فرنسية لسورة النور(1/920)
: La problématique de la traduction du Coran : étude comparative de quatre traductions françaises de la sourate « La lumière»; TRABELSI Chédia
Meta : (Montréal). ] , 2000 , vol. 45 , no 3 , pp. 400 – 411.
23. من القرآن المرتل إلى القرآن المخطوط
Du coran récité au coran calligraphié ; ORY Solange
Arabica. 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 366 – 380.
24. القرآن : المصدر الأول للفقه
The Qur'an : The primary source of fiqh; HASAN A.
Islamic studies. 1999 , vol. 38 , no 4 , pp. 475 - 502 .
25. تفسير القرآن في آسيا الوسطى وفي خراسان
L'exégèse du Coran en Asie Centrale et au Khorasan; GILLIOT C
Studia islamica. 1999 , vol. 89 , pp. 129 – 164.
.
26. مفهوم التاريخ في القرآن والقدر الإنساني
The notion of history in the Qur'An and human destiny; KAZMI Y
Islamic studies.1998 , vol. 37 , no 2 , pp. 183 – 200.
.
27. تحليل تفسيري للآيات المتعلقة بأهل الكتاب في القرآن
Exegetical analysis of the Ahl al-Kitab verses of the Qur'an; JAROT WAHYUDI MH
Islamic studies. 1998 , vol. 37 , no 4 , pp. 425 – 443.
28. ألكسندر روس والترجمة الانجليزية الأولى للقرآن
Alexander Ross and the first English translation of the Qur'an; ABDUL RASHID MOTEN
The Muslim world : (Hartford). 1998 , vol. 88 , no 1 , pp. 81 - 101 .
29. مريم العذراء في القرآن
LA VIERGE MARIE DANS LE CORAN; ZILIO-GRANDI I. , ZIMMERMANN G
REVUE DE L'HISTOIRE DES RELIGIONS. 1997 , vol. 214 , no 1 , pp. 57 - 103
30. القرآن باللاتينية لفيشينو وكتب القرآن بالعربية لبيكو ومونكاتس
Il corano latino di Ficino e i Corani Arabi di Pico e Monchates; PIEMONTESE A. M
Rinascimento : (Firenze). 1996 , vol. 36 , pp. 227 - 273(1/921)
31. طبيعة وجود الله كما فُهمت في الإنجيل والقرآن
THE NATURE OF GOD'S EXISTENCE AS UNDERSTOOD BY THE BIBLE AND THE QUR'AN; OPELOYE M. O
THE ISLAMIC QUARTERLY. 1995 , vol. 39 , no 1 , pp. 36 - 48
32. التحليل البلاغي : منهجية جديدة لتأويل القرآن
L'analyse rhétorique: Une nouvelle méthode d'interprétation du Coran; CUYPERS Michel
Mélanges de sciences religieuses (France). 2002 , vol. 59 , no 3 , pp. 31 - 57 .
33. علوم القرآن عند كرّامية خراسان
Les sciences coraniques ches les Karramites du Khorasan : Le livre des fondations; GILLIOT Claude
Journal asiatique (France), 2000 , vol. 288 , no 1 , pp. 15 - 81
34. قراءة سامية للقرآن حسب ابن برّجان
La « lecture supérieure» du coran selon Ibn Barragan; GRIL Denis
Arabica, 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 510 – 522.
35. تفسير صوفي للقرآن
Un commentaire mystique du coran; BACHMANN Peter
Arabica, 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 503 - 509
36. اقتباسات بعض شعراء القرن الثاني الهجري من القرآن
Emprunts faits au coran par quelques poètes du IIe/VIIIe siècle; AUDEBERT Claude France
Arabica. 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 457 – 477.
37. القرآن والنظرية اللغوية للتلفظ
Coran et theorie linguistique de l'enonciation; LARCHER Pierre
Arabica, 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 441 - 456
38. ماهو استعمال القرآن لنباتات الجزيرة العربية
Quel usage le coran fait-il de la flore d'Arabie? TOELLE Heidi
Arabica, 2000 , vol. 47 , no 3-4 , pp. 409 - 419
39. من نص التلاوة إلى الشريعة مرورا بالطقوس
Du texte de récitation au canon en passant par la liturgie; NEUWIRTH A. , HERZOG T
Arabica. 2000 , vol. 47 , no 2 , pp. 194 - 229
.
40. النبي محمد في تأويلات الصوفية لآية النور(1/922)
The prophet Muhammed in Sufi interpretations of the light verse (Aya Nur 24 :35). (Part I); HERMANSEN M. K
The Islamic quarterly, 1998 , vol. 42 , no 2 , pp. 144 – 155.
.
41. الآيات القرآنية كمصدر لحلِّية أو حرمة الفنون في الإسلام
The quranic verses as a source for legitimacy or illegitimacy of the arts in Islam; GHABIN A. Y
Der Islam : (Berlin). 1998 , vol. 75 , no 2 , pp. 193 - 225
42. تفسير القرآن لهود بن محكم
LE COMMENTAIRE CORANIQUE DE HUD B. MUHAKKAM/MUHKIM, GILLIOT C.
ARABICA. 1997 , vol. 44 , no 2 , pp. 179 – 233.
43. الجنس والكلام والجريرة في قصة بدء الخلق القرآنية
SEXE, PAROLE ET CULPABILITE DANS LE RECIT CORANIQUE DE L'ORIGINE; BOUNFOUR A
: STUDIA ISLAMICA., 1995 , vol. 81 , pp. 43 - 70
.
44. نقد لست ترجمات انجليزية للنص القرآني
: A critique of six english translations of a Qur'anic text; BASIM MUFTIN BADR
: Islamic culture. 1994 , vol. 68 , no 3 , pp. 1 - 17
45. تأويل القرآن : مشكلات وآفاق
Qur'anic hermeneutics: problems and prospects; FARID ESACK
(The) Muslim world : (Hartford). , 1993 , vol. 83 , no 2 , pp. 118 - 141
46. بعض التصويبات المقترحة لنص القرآن
Some proposed emendations to the text of the Koran ;BELLAMY J. A
Journal of the American Oriental Society. [ J. Am. Orient. Soc.. ] , 1993 , vol. 113 , no 4 , pp. 562 - 573
47. دراسة التفاسير الأولى
STUDYING EARLY TAFSIR TEXTS; RIPPIN A
Der Islam : (Berlin) , 1995 , vol. 72 , no 2 , pp. 310 - 323 .
.
48. تأويل القرآن في التراث الإسلامي
L'ermeneutica del corano nella tradizione islamica; RIZZARDI Giuseppe
Euntes docete. 2004 , vol. 57 , no 3
49. قصص الأنبياء لابن مطرف الطرفي(1/923)
: The Qisas al-anbiya' of Ibn Mutarrif al-Tarafi (d. 454/1062) : Storiesof the prophets from al-Andalus; TOTTOLI R
Al-Qantara : (Madrid). 1998 , vol. 19 , no 1 , pp. 131 – 160.
50. الصوت والمعنى في سورة القارعة
Sound and meaning in Surat al-Qaria; SELLS M.
Arabica. 1993 , vol. 40 , no 3 , pp. 403 - 430
---
أبو حسن الشامي
09-06-2005, 05:01 PM
الدكتور عبد المجيد إِحَدَّادَن
بارك الله بكم على ما تبذلونه من جهد وسدّدكم لكل خير ...
هل من روابط لهذه المقالات على الشبكة ؟
---
د.عبدالمجيد إحدادن
09-06-2005, 07:34 PM
الأخ أبو حسن الشامي السلام عليك ورحمة الله
إذا كنت تقصد إمكانية قراءة هذه المقالات على الشبكة ، فهذا للأسف متعذر. وهذا حال أغلب المقالات العلمية.
للاطلاع عليها ، يجب إذن الرجوع إلى المجلات المذكورة.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه وزادك علما...
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2005, 03:56 PM
جزاك الله خيراً يا دكتور عبدالمجيد على هذه الفوائد ، ويا حبذا الاستمرار في إطلاعنا على البحوث والمقالات التي كتبت باللغة الفرنسية والجهود المبذولة في الدراسات القرآنية في الأقسام العلمية المتخصصة في الجامعات والمعاهد الفرنسية بحكم عملك واتصالك بها ، ولك فضل السبق والمبادرة في هذا وفقك الله ونفع بكم . ومثل هذه الجهود تكاد تكون مجهولة تماماً عند المتخصصين في الدراسات القرآنية في البلاد العربية المشرقية خاصة ، لعدم معرفة اللغة الفرنسية من جهة ، ولعدم التواصل العلمي بين الجامعات الفرنسية والجامعات العربية في هذا الجانب.
---
أبو حسن الشامي
09-07-2005, 04:23 PM
أتمنى على الدكتور الفاضل عبدالمجيد إن كان لديه شيء من هذه المقالات مطبوعا (tapé) أو مرقما (scanné) أن يضيفه هنا في هذا الملتقى ليستفيد منها الأخوة الذين يتكلمون الفرنسية، وأنا واحد منهم. وجزاه الله كل خير ...
---(1/924)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل الأداء من اجتهاد القراء ؟
---
هل الأداء من اجتهاد القراء ؟
---
أحمد القصير
06-21-2003, 03:04 PM
أخوتي الأفاضل هذا سؤال أرجو الإجابة عنه :
هل الأداء في القراءة يعتبر من الرواية بمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بذلك ؟ أو أنه من اجتهادات القراء ؟
مثل : مد المنفصل وقصره ، والسكتات في بعض الآيات ، ونحو ذلك .
أرجو التفصيل في هذه المسألة مع ذكر مرجع لها إن تيسر .
---
مساعد الطيار
06-21-2003, 03:19 PM
الأخ أحمد
يحسن التفريق هنا بين أصول الأداء ،ومقادير الأداء .
وأعني بالأصول : وجود أصل المد والسكت والغنة والروم والإشمام وغيرها ، فهذه ثابتة في لغة العرب ، وقد حكاها النحويون في كتبهم ، وهذه لا يُمارى في كونها مأخوذة بالرواية .
والرواية فيها قد تكون موافقة لما عند العرب ، وقد يكون فيها قدر زائد يؤخذ من طريق القراء .
أما ما يتعلق بها من المقادير ، فهذه ما وقع فيه الاجتهاد ، بدلالة الاختلاف في بعض المقادير ، كالاختلاف الواقع في مقادير المدِّ .
وقد ذكر ابن الجزري طرفًا يتعلق بمقادير المدِّ في حديثه عن المدِّ المتصل في كتابه العظيم : النشر في القراءات العشر .
---
حسين
06-22-2003, 05:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الكريم
ناقش ابنُ الجزري السبكي في مايدخل تحت الأداء في منجد المقرئين 0
ولاريب في أن تلاوة القرآن عبادة لاتؤخذ إلا بالتلقي (لامجال لإعمال الرأي فيها) غير مايدخل تحت تحسين الصوت بالتلاوة 0
وقد بحث المسألة بتوسّع الشيخ عبدالعزيز قاري في محاضرة بعنوان (قرآن وسنة متبعة) موجودة في التسجيلات 000ثم وضع قدرا منها في كتابه (سنن القراء ومناهج المجودين) 0
---
مساعد الطيار
06-22-2003, 06:02 PM(1/925)
الأخ الفاضل حسين حسَّن الله أيَّامي وأيامك بطاعته ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد ذكر الشيخ المحرِّر المحقِّق عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ في كتابه ( حديث الأحرف السبعة ... ) جوابًا على هذه المسألة ، قال فيه : (( ... ولكن مع عناية الرواة العظيمة وحرصهم الشديد على الالتزام بما تلقته العامة بالقبول ، وألا يقرئوا إلا بالمعلوم المشهور فإن هناك موضوعين يمكن أن يناقش فيهما ناقد معترض :
أولهما : ما انفرد بذكره واحد من الرواة .....
ثانيهما : بعض أوجه الأداء التي يصعب حصول التواتر على نقلها ولا يتصور وقوعه كضبط مقادير المدود بالدقة المتناهية المقيسة بالحركات ، فإن الاتفاق على ضبط ذلك بتلك الدقة المتناهية شيء فوق طاقة البشر ، لذلك تجد الروايات مختلفة اختلافًا كبيرًا في مقدار مد المتصل مع أن جميعهم مجمعون على وجوب مدِّه ، ومثل الأوجه المروية في تقسيم وقف حمزة وهشام ، وأنواع التسهيل فيه . قال الجزري : " إنه وإن تواتر تخفيف الهمزة في الوقف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتواتر أن وقف على موضع بخمسين وجهًا ، ولا بعشرين ولا بنحو ذلك ، وإنما إن صحَّ شيء منها فوجهٌ ، والباقي لا شكَّ أنه من قبيل الأداء " .(1/926)
قلت ـ القائل : الشيخ عبد العزيز ـ : هذا هو ما يسمونه بالتحريرات ، ووقد توسعوا فيه بعد ذلك وجاءوا فيه بالعجائب مما لا قِبَلَ للأمة به ، ولا دلَّ نقلٌ على مشروعيته ، فهذه بعض مواضع من أوجه الأداء لا يزعم أحد وقوع التواتر فيها ، فمدُّ المتصل وجه أداء ، وهو متواتر ، لكن تحديد مقدار مدِّه وضبط هذا المقدار بالحركات خارج عن حدِّ المتواتر ، وتسهيل الهمزة وجه أداء ، وهو متواتر ، لكن الأوجه الخمسين أو العشرين ، وكذا سائر التحريرات ، وما فيها ، وما ينتج من الضرب فيها من أوجه ، إنما هي اصطلاح محدث ، ولا يدخل في حدِّ التواتر ، بل لم يكن معروفًا لدى الأقدمِين )) ( حديث الأحرف السبعة / ط : مؤسسة الرسالة / ص : 127 ـ 130 ) .
فإذا كان ضبط المقادير بالدقة المتناهية شيء فوق طاقة البشر ـ كما يقول الشيخ المحقق ـ فإن ضبط المقادير يرجع إلى الاجتهاد ، والله الموفق .
---
(1/927)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية-عدم عيب الطعام
---
برنامج إحياء السنة النبوية-عدم عيب الطعام
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
04-05-2007, 08:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (53)- بتاريخ 19/3/1428 - عدم عيب الطعام:
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: (( ما عاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طعامًا قط ، كان إذا اشتهاه أكله ، وإن كرهه تركه )) [ متفق عليه:5409 - 5380 ]
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
(1/928)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟
---
هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟
---
أبو مالك العوضي
03-26-2007, 02:22 AM
هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟
عندما كنا صغارا كانوا أحيانا يضحكون من أقوالنا الخاطئة، ويتعجبون من فهومنا الغريبة،
وعندما صرنا كبارا رأينا ذلك من أبنائنا، فصرنا نبتسم حينما نسمع الجمل الساذجة من الصغار، أو نرى الفهم العجيب منهم.
ولكن المتأمل في واقعنا يجد أننا في حقيقة الأمر نرتكب أشياء أكثر غرابة وأبعد فهما من هؤلاء الصغار! ويتضح ذلك بالسؤال التالي:
هل أنت تفهم ما تقرؤه؟ هل أنت حقا على يقين أنك تفهم ما تقرؤه؟
إن فهم الكلام على حقيقته يعتمد على مقدمات، منها ما هو خاص بالكلام نفسه من حيث الإفراد والتركيب، ومنها ما هو خاص بقرائن الحال التي يتنزل عليها الكلام إن كان محتملا لجهات.
ونحن نستعمل القرائن في حياتنا كثيرا جدا، بل نستعملها بغير شعور في معظم الأحيان، فالعقل اعتاد أن يستدرك ما يسقُط عن السمع من الأحرف القليلة التي تفهم من سياق الكلام، والعقل اعتاد كذلك أن يعرف ضبط الكلمة اعتمادا على سياقها فتعرف مثلا أن (ذهب) في هذه العبارة (ذهب أحمد إلى المدرسة) مفتوحة الذال والهاء، مع أنها تحتمل غير ذلك مفردة.(1/929)
إن أهل العلم يختلفون في كثرة اطلاعهم ومعرفتهم وحفظهم وفهمهم، وهذا المقدار من الاطلاع والمعرفة والحفظ والفهم يؤثر تأثيرا واضحا في المقدرة على فهم الكلام المقروء ومعرفة القرائن المحتفة به، ولذلك كان الصحابة أفهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ممن بعدهم؛ بل كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أفهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم من غيره من الصحابة كما في الحديث المشهور (إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده) فبكى أبو بكر وقال (فديناك بآبائنا وأمهاتنا)، فكان هو الوحيد الذي فهم المقصود، وهذا لشدة ملاصقته للنبي صلى الله عليه وسلم وقوة علمه بأحواله.
الأستاذ عبد السلام هارون المحقق المشهور، عرف بتحقيق كتب الجاحظ، فصار أخبر الناس بأسلوبه، وصار يستطيع أن يميز بين كلامه وكلام غيره، وما تحتمله العبارة وما لا تحتمله، وهذا لو أمكن أن يتأتى لغيره فلا يمكن أن يكون بمثل درجته لأنه تبحر في كتب الجاحظ.
وأنت عندما تقرأ في كتب أهل العلم، تجد نفسك مع الوقت تتذوق أسلوبهم، وتعرف أن هذا أسلوب فلان، وهذا نمط فلان، وهذه طريقة فلان، وهذا مهيع فلان.
والمتقدمون من المحدثين يفعلون ذلك كثيرا؛ وذلك لأنهم لكثرة ممارستهم وطول خبرتهم، وسعة محفوظهم، صارت معرفتهم بأحوال الرواة أحيانا كمعرفتهم بآبائهم وأمهاتهم، فيستطيع أن يجزم بأن هذا الكلام لم يصدر من فلان، أو أن هذا القول لم يقله فلان، كما جاء عن يحيى بن معين عندما أقسم أن عبد الله بن المبارك لم يقل هذا الكلام!
فهذه مرتبة عالية شريفة تستطيع فهمها عندما تستنكر أنت قولا نسب لأبيك خطأ.(1/930)
ونحن نعرف مثلا الشيخين (ابن باز) و(الألباني) حق المعرفة، فإذا جاءنا من يقول: إن الشيخ ابن باز رحمه الله كان يعرف اللغة الصينية، وإن الشيخ الألباني رحمه الله مكث سنين في البرازيل!! فإننا نقطع بأنه كاذب أو مخطئ، فإذا جاء من لا يعرف الألباني فقد يقول: ما لهؤلاء كيف يزعمون علم الغيب؟!
والمقصود أن القرائن من أقوى السبل إن لم تكن أقوى السبل على الإطلاق لفهم الكلام، واختلاف درجات أهل العلم في علمهم يؤدي إلى اختلافهم في مقدرتهم على فهم كلام غيرهم.
وانحطاط درجاتنا عن درجات أهل العلم قد يحملنا في كثير من الأحيان على أن نستنكر فهمهم لبعض النصوص، ونقول: هذا فهم خاطئ! أو هذا خلاف الظاهر! أو هذا تخرص بالغيب! أو نحو ذلك من العبارات التي لو صدرت ممن هو في مثل علمهم لكانت مقبولة، أما صدورها ممن لم يبلغ عشر معشارهم فهذا شأن آخر.
قال تعالى: { قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى }، فالمادة واحدة وهي القرآن، ولكن استقى منه المؤمنون الهدى والشفاء، وانقلب الكافرون فقط بالوقر والعمى!
وفي الحديث (( إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ))
فالمادة واحدة وهي الحكمة النبوية، واختلف قبول المادة باختلاف المعادن.
إنك عندما تقرأ كلام أهل العلم فالحقيقة أنك تقرأ ما تريد أن تفهمه بناء على ما عندك من مقدمات ومعلومات.
والقليل منا من يفهم ما يقرأ، لماذا؟(1/931)
لأن هذا يحتاج إلى تجرد وإنصاف شديدين، وعدم الوقوع في أسر الخاطر الأول وبادئ الرأي، ويحتاج إلى علم واسع بالقرائن، ويحتاج إلى معرفة كبيرة باللغة وخاصة لغة من تقرأ له، ويحتاج في بعض الأحيان إلى معرفة حقبة هذا العالم وتاريخه.
قد يقول قائل: (إن كلامَك خطأ؛ لأن هذه المعرفة التي تَشترِط وجودَها إنما يتحصل عليها المرءُ أصلا من القراءة والمطالعة، وهذه القراءةُ والمطالعة تحتاج إلى مثل هذه المعرفة أيضا، وهذا دور أو تسلسل، وهو باطل).
فالجواب: أن هذا الاعتراض صحيح وهو يفيد التسلسل حقا، ولكن قطع السلسلة يحل الإشكال، وبيان ذلك بما يلي:
نفترض أن العالم في ابتداء طلبه للعلم اليوم، وهذا أول شيء يسمعه من أول شيخ يتلقى عنه، فحينئذ تأتي المعلومة إلى القلب بسهولة، فتدخل إليه بغير استئذان، فلا تجد لها معارضا ولا مناوئا، ولكن هل هذه المعلومة صحيحة أو خاطئة؟ محل نظر.
ثم تأتي معلومة أخرى فإما أن تؤيد المعلومةَ السابقة، أو تخالفها، أو لا تؤيدها ولا تخالفها.
ثم تأتي معلومة ثالثة فتُعرض على كلٍّ من المعلومات السابقة فتزيد بعضها قوة وتزيد بعضها ضعفا، وتترك بعضها كما هو.
ومع تكاثر هذه المعلومات وتواترها على القلب يحصُل لديه يقينٌ ببعض هذه المعلومات بحيث لا يمكن أن يداخله فيها شك، كمثل اليقين الذي يدخل إلى قلب الإمام مالك أن ابن عمر رضي الله عنه كان موجودا، وكان من الصحابة، لكثرة ما سمع من النقول عنه والقرائن التي تفيد ذلك.
وهذا القدر من المعلومات يكون هو الأساس الذي يبني عليه العالمُ صحةَ المعلومات الأخرى أو خطأها، وهذا يشبه ما يفعله المحدثون حينما يحكمون على خطأ هذا أو ذاك بناء على الرواة الأثبات الذين تدور عليهم الرواية؛ لأن هؤلاء الرواة صاروا بالمحل الموثوق.(1/932)
ومع الوقت والممارسة والمرانة والبحث والفحص والتمرس، يصير الأمر المشكوكُ فيه عندك أمرًا يقينيا عند هذا العالم، ويصير الحكمُ الذي تستغرقُ أنت ساعةً في فهمِه أمرا بَدَهِيًّا عند هذا العالم، بل تصيرُ له أحيانا ملكةٌ يميز بها بين صحيح العلم وسقيمه بغير أن يقدِر على التعبير عن حجته !! كالأعرابي الذي يتكلم ولا يلحن، بل لا يستطيع أن يلحن!
ولذلك ورد في الأثر (أن أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس) فعبر عن العلم بالبصيرة، وهذه البصيرة هي الملكة أو السليقة أو النور الذي يعلَق بالقلب من كثرة ممارسة العلم والدربة عليه، مع صدق القصد وإخلاص النية.
أسأل الله أن يوفقنا للفهم والعلم والعمل، وأن يستعملنا في طاعته.
إنه على كل شيء قدير.
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
---
الجكني
03-26-2007, 06:43 AM
مقال رائع ،فتح الله عليك0
---
(1/933)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الظاهرية والنحو ...
---
الظاهرية والنحو ...
---
أبو محمد الظاهرى
02-27-2007, 11:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(الظاهر منهج وليس مذهبا كبقية المذاهب)
لكن أتعلمون ما هو الذي يجعل منهج الظاهرية منهجا أصيلا ومتميزا ؟؟
إن هذه الأصالة وهذا التميز ينبع من كون هذا المنهج حاكما على جميع العلوم ودقق في قولي (جميع العلوم) فلا يختص بالعلوم الشرعية فقط بل بكل علم سواء كان شرعيا أو غير شرعي...
هذا المنهج هو الذي تستطيع أن تسير عليه في العقيدة والتوحيد ..
وتسير عليه في الفقه وأصوله ..
وتسير عليه في الحديث ومصطلحه ..
وتسير عليه في التفسير رواية ودراية ..
وهو الذي تستطيع أن تسير عليه في النحو واللغة أيضا وهذا ما لم يحدث لأي مذهب من مذاهب الإسلام إلى يومنا هذا ..
لا يستطيع أحد أن يأتي ويقول سأيسر النحو أو سأشرحه وفق مذهب الشافعية أو على طريقة الحنابلة ، لن يستطيع أحد فعل ذلك إلا في حالة واحدة وهي إذا ولج الجمل في سم الخياط ..
أما أهل الظاهر فقد يسروه وشرحوه وبينوه وفق منهجهم ..
فكان أول من يسر النحو الإمام البارع ابن مضاء الظاهري النحوي ، رحمه الله ، ولأن منهجه كان منهجا ظاهريا فقد ألغى القياسات النحوية الفاسدة
وإبطال القياس من منهج أهل الظاهر
وأبطل نظرية العامل والعلل الثواني والثوالث النحوية الفاسدة
وهذا هو منهج الظاهرية في إبطال العلل ..
ثم ألغى باب التنازع الفاسد الممقوت
وهذا هو منهج الظاهرية فلا زيادة في الشرع ولا في اللغة مطلقا ، فالشرع توقيفي من عند الله تعالى ، واللغة كذلك توقيفية من عند الله تعالى وما كان من عند الله تعالى فلا يجوز فيه الزيادة ولا النقصان ، وباب التنازع هو من الزيادات في اللغة فلا يجوز العمل به مطلقا ..
وغير ذلك مما أبطله وألغاه ،(1/934)
حتى في قضية الترجمة تستطيع أن تسير فيها وفق المنهج الظاهري ولتكون على علم بما أعنيه سأضرب مثالا على ذلك ..
فمثلا عندما نقرأ ترجمة أسماء الله تعالى أو بعض الآيات القرآنية إلى اللغة الإنجليزية تجد تخاليط وعجائب كثيرة ...
فهم مثلا يترجمون جملة (الله أكبر) إلى (God is The Greatest)
فهذه الترجمة عند التحقيق باطلة لسببين :
الأول : أن القاعدة عندنا أن أسماء الله تعالى أعلام وليست مشتقة من شيء أصلا ، ولهذا فالأسماء الأعلام إنما تكتب في جميع لغات العالم كما هي أي كما تنطق دون ترجمة للمعنى ..
الثاني : أن لفظة (God) لفظة مشتركة عند أهل هذه اللغة فيقصد بها المعبود الذي في السماء ، ويقصد بها أيضا كل معبود ومقدس لأي إنسان ..
وبهذا فإن ترجمة لفظ الجلالة إلى ذلك المعنى لا يجوز مطلقا ..
أيضا كلمة (great) لم يرد في المعاجم الإنجليزية أن من معانيها (كبير) بل معناها عند التحقيق (عظيم) وأيضا لأن الكبير عندهم يصفونه بلفظة (big)
ولا أدري كيف سيترجمون اسم الله (العظيم) ؟؟
فالحق في أسماء الله تعالى أن تترجم كما هي وفق منهج أهل الظاهر أي كما تلفظ فلفظ الجلالة يكتب (Allah)
وترجمة أكبر تكتب (Akbar)
وهكذا في بقية أسماء الله الحسنى ..
وبهذا يتضح لك تميز هذا المنهج عن غيره ويتبين لكل عاقل أنه منهج أصيل لا مثيل له أبدا ..
إذن فالظاهر كما قلنا منهج في جميع العلوم والمعارف وهو ما لا يقع في مذاهب الإسلام ولا في فرقهم إلا للظاهرية خاصة وهذه الخصوصية هي مما وهبهم الله تعالى إياها لأن منهجهم هو الإسلام وإمامهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصولهم هي كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وبهذا استحقوا هذه الخصوصية دون غيرهم ممن زاد في دينه أو اتبع غير نبيه ..
نعود إلى ابن مضاء ....(1/935)
تعد محاولة ابن مضاء رحمه الله أجرأ محاولة في تاريخ النحو العربي تدعو الى تصفية النحو ,مما لحق به من أثر العامل النحوي , والتقدير والتعليل ,
وكان ابن مضاء محقا فيما ذهب اليه لأن النحاة المتأخرين بالغوا في فلسفة العامل النحوي ,والعلة النحوية وأغرقوا النحو في القياس واسرفوا في التعليل والافتراض.
وأسأل هل سيجدد أحد تلك المحاولة الجريئة التى ذهبت صرخة في واد وان هبوب ريا ح التغيير لم تستطع ان تحرك او تزحزح شيئا من التراث النحوي بل بقي كل شيء على ما هو عليه
التجديد في أي علم أمر لا بد منه والتجديد لا يعني إختراع نحو جديد أو لغة جديدة وإنما تصحيح ما غلطت فيه الأجيال السابقة ..
أعتقد أن الناس قد بدأت تفهم الآن ما هو المهم وغير المهم في النحو ..
والمؤلفون كما نراهم كل يوم ييسرون ويختصرون ويشذبون ويهذبون في كتب النحو ..
ولعل من أهم وأبرز ما ظهر في هذا الوقت ومما يلفت النظر حقيقة ما قام به المجلس الأعلى للتعليم في دولة قطر حيث جعلوا كتاب الإمام الظاهري النحوي ابن مضاء (الرد على النحاة) المصدر الأول في تعليم النحو للناشئة وهي تعتبر أول خطوة جريئة في تعليم النحو على مستوى العالم العربي فوفقهم الله وأعانهم ..
** منقول عن موقع أهل الظاهر http://www.aldahereyah.net/forums
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
---
الجكني
02-27-2007, 11:46 PM
أرى هنا التنويه بالكتاب القيّم :
المدرسة الظاهرية بالمغرب والأندلس:نشاتها -أعلامها-أصولها -واثرها
تأليف د/توفيق بن أحمد الغلبزوري الإدريسي
بين فيه المدرسة الظاهرية كفقهاً ونحواً 000الخ
---
محمد سعيد الأبرش
02-27-2007, 11:46 PM
هل كل شيء خالف مذهبكم - أقصد منهجكم - فاسد ممقوت!!!!!!!(1/936)
(((حتى في قضية الترجمة تستطيع أن تسير فيها وفق المنهج الظاهري ))) حبذا لو ترجمت لنا قوله تعالى: "ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى".
(((وهو ما لا يقع في مذاهب الإسلام ولا في فرقهم إلا للظاهرية خاصة ))) كنت قلت بداية بأنه منهج لا مذهب، فما نوع هذا الاستثناء عندكم؟؟
(((وبهذا استحقوا هذه الخصوصية دون غيرهم ممن زاد في دينه أو اتبع غير نبيه ..
)))
أكل من ليس ظاهرياً زاد في دينه أو اتبع غير نبيه؟؟؟؟؟؟
(((وإنما تصحيح ما غلطت فيه الأجيال السابقة ..)))
واحسرتاه على تلك الأجيال!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(((أعتقد أن الناس قد بدأت تفهم الآن ما هو المهم وغير المهم في النحو ..
))) أي ناس تقصد؟؟؟
---
أبو محمد الظاهرى
02-28-2007, 12:01 AM
شيخنا الجكنى... جزاكم الله خيراً على التنويه
أخى الفاضل محمد سعيد الأبرش ...
رويدك .... أحسن الظن (ابتسامة مداعبة) القياس منه الصحيح والفاسد حتى عند من يقول به ...
---
أبو محمد الظاهرى
02-28-2007, 12:15 AM
الأخ محمد الابرش عدل فى مشلركته في نفس كتابتى لكلامى الأخير
ولذا أعيد الرد ....
أخى الفاضل محمد سعيد الأبرش ...
رويدك .... أحسن الظن (ابتسامة مداعبة) القياس منه الصحيح والفاسد حتى عند من يقول به ...
وبخصوص قولكم
(((وهو ما لا يقع في مذاهب الإسلام ولا في فرقهم إلا للظاهرية خاصة ))) كنت قلت بداية بأنه منهج لا مذهب، فما نوع هذا الاستثناء عندكم؟؟
كلمة مذاهب من حيث استعمال الناس لها فالاستثناء يكون من جنسه ومن غير جنسه ...راجع الإحكام... ولا تخفى عليكم الآية (....الملائكة...إلا إبليس كان من الجن...)
وبخصوص قولكم
(((وبهذا استحقوا هذه الخصوصية دون غيرهم ممن زاد في دينه أو اتبع غير نبيه ..)))
أكل من ليس ظاهرياً زاد في دينه أو اتبع غير نبيه؟؟؟؟؟؟
لم أقل هذا أخى الكريم .....وجود الغير ممن زاد ليس معناه أن الغير كلهم زاد فتنبه للفارق(1/937)
(((وإنما تصحيح ما غلطت فيه الأجيال السابقة ..)))
واحسرتاه على تلك الأجيال!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا تهول رعاك الله ...
**و ما احلى ماقاله صديق حسن خان القنوجي رحمة الله تعالى : و الظاهرية هم ائمة الامة و قدوة المسلمين في كل زمان و مذهبهم اصفى مذاهب عالم الامكان ...(أبجد العلوم)
---
محمد سعيد الأبرش
02-28-2007, 10:59 AM
أنت تستشهد بكلام القنوجي وأنا أكتفي بكلام إمام أهل السنة أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وغيرهما كثير
ولا أظن ذلك يخفى على أحد.
---
الجكني
02-28-2007, 02:49 PM
أخي الأستاذ محمد سعيد :فضلاً لا أمراً لو نقلتم كلام الإمامين :أحمد وإسحاق 0
---
أبو محمد الظاهرى
03-03-2007, 09:22 AM
* نعود إلى النظرية الظاهرية في النحو
أمر آخر ...وهو أن كثيراً من النحويين سلكوا مسلك ابن مضاء ومنهم أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير المشهور وله آراء فى نظرية العامل وتقديم السماع على القياس وله رأى فى العلل والتمارين غير العملية كلها موافقة لابن مضاء ولا ننسى بالطبع الإمام ابن حزم فهو أول من تكلم عن الأقيسة والتعليلات النحوية وشدد النكير عليها .
* كذلك أبدى الدكتور شوقى ضيف فى تقديمه لكتاب (الرد على النحاة) حماساً شديداً وتأييداً كبيراً لكل ما جاء به ابن مضاء من آراء وكذلك فى كتابه (المدارس النحوية) وبين فى مقدمته للرد على النحاة أن أثر الكتاب رائع عند الباحثين أيضاً وهو يرى أن ابن مضاء لم يكتف بالهدم بل تقدم بحلول جديدة في النحو .
ولم يكتف الدكتور شوقي ضيف بالدعوة إلى الاستجابة لابن مضاء بل قرن ذلك بالعمل فألف كتاب تجديد النحو (طبع دار المعارف ) .
وقداشار في مقدمته الى بواعث تأليفه وكان الباعث يعود الى عام 1947 م حين حقق كتاب ابن مضاء الذي يرد فيه على النحاة ....يقول ضيف:(1/938)
(وقد رأيت ابن مضاء يهاجم نظرية العامل في النحو وكل ما اتصل بها من كثرة التقدير للعوامل المحذوفة وكثرة العلل والاقيسة مما أحاله الى ما يشبه شباكا معقدة وكلما تخلص دراسه من احدى شباكه تعثر في اخرى ..وكانت الصيحات ترتفع منذ اكثر من اربعين عاما مطالبة بتيسير النحو وتخليصه مما فيه من تعقيد وعسر شديد وتألفت لذلك لجنة بوزارة المعارف ( التريبة والتعليم الان ) وكتبت تقريرا مسهبا ضمنته مقترحاتها للتيسير المنشود ودرس مجمع اللغة العربية في مؤتمره سنة 1945 م هذه المقترحات وادخل عليها بعض (التعديلات ) وعلى هذه الخلفية وضع د.شوقي ضيف كتابه (تجديد النحو )
* والدكتور مازن مبارك كان أيضاً من المؤيدين لمنهج ابن مضاء النحوى وأعلن أن ابن مضاء جاء بآراء نافذة ينبغى تطبيقها على أبواب النحو ليستقيم النحو العربي (راجع : العلة النحوية نشأتها وتطورها 155-156)
* كذلك الأستاذ إبراهيم مصطفى والدكتور عبد الرحمن أيوب فى كتابه دراسات نقدية فى النحو العربي .
* والدكتور تمام حسان من أكثر المتأثرين بدعوة ابن مضاء فى كتابه اللغة بين المعيارية والوصفية وفى مؤلفه الثانى (مناهج البحث فى اللغة ) شن حملة على النحاة الأقدمين وتأثرعم بالعلل والفسفات اليونانية ومدح منهج ابن مضاء لتنقية النحو من هذه الشوائب .
* وقبل ذلك لا ننسى بالطبع الأستاذ سعيد الأفغانى ومدحه لمنهج ابن حزم فى اللغة ... راجع (نظرات فى اللغة عند ابن حزم)
هذا غيض من فيض ممن ساروا من المعاصرين على المنهج اللغوى الظاهرى وامتدحوه .
---
د.عبدالرحمن الصالح
03-03-2007, 10:13 AM(1/939)
كان أبو محمد علي بن أحمد ابن حزم ثورةً ثقافية كبرى عمّ خيرها الناس ، وظل أهل الأندلس على خير كثير ما دام في الدنيا علم وفي الناس قراء من نفحات بركاته. وقد قال عنه ابنه محمد: عندي بخطّ أبي ثمانون ألف ورقة، وقد أحسن الأستاذ الجابري حفظه الله بقوله عن أبي محمد ابن حزم إنه المؤسس الفعلي للاتجاه النقدي في الفكر الأندلسي، وكان أول من ردّ بضاعة أهل المشرق إليهم وعاد إلى الأصول (القرآن والسنة) فقلده الناس : في النحو ابن مضاء، وفي الفلسفة:ابن باجة وابن رشد، وفي الكلام :ابن تومرت، ،
ويمكننا القول دون وجل أو توقع زلل:
ما زالت نفحات تلك الروح الجبارة والإخلاص المتفاني للعلم والمعرفة التي بثها الله عزّ وجلّ في أبي محمد ابن حزم قابلة للتجدد والنماء وصالحة للاقتفاء والايتساء، وهي فعلا منهج متكامل، وإن كان يؤخَذ على أبي محمد أمر لا يدركه من لا يدرك عظمته، ولذلك أنسحب من ذكر مآخذي عليه ضنّا بجلاله أن يتسوّر حائطه الثرثارون المتفيهقون ممن حالوا بين الأمة وبينه على الأعصار ومن ماتزال لأخلافهم إمرة أبي مرة.
ولنستشهد ببعض نفحاته:
قال ونعما قال:
أنا الشمسُ في دُنيا العلوم منيرةً ولكنّ عيبي أن مطلعي الغربُ
فلو أنني من جانب الشرق طالع لَجدَّ على ما ضاع من ذكريَ النهبُ
هنالك يُدرى أنّ للبعدِ قصةً وأن كساد العلم آفته القرب
وقد كانت بينه وبين كبار علماء الأندلس صداقة وحسن عشرة فقد كان صديق أبي عمر ابن عبدالبر النمري حافظ المغرب، وكان صديق أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي خطيب الجامع بمدينة قرطبة وصديق جمع من الفضلاء.
ومن روائعه التي لم يسبقه إليها عالم تقريبه للمنطق بعامية أهل الأندلس ، إدراكاً منه لوحدة قوانين الفكر البشري.
وهذا ما يجعله يتجاوز وسيظل متجاوزا الجم الغفير من الدكاترة الشيوخ الذين جاءوا بعده بنحو من ألف سنة.(1/940)
ومن يقرأ (المنطق وتاريخه: من أرسطو حتى راسل) لبلانشو يدرك كم كان أبو محمد ابن حزم عظيما ، وكيف كان فخراً لعلماء الإسلام.
وإدراكا من عقله الجبار لوحدة قوانين الفكر البشري التي وضعها الله تعالى في الإنسان كان العالم الوحيد من أهل السنة الذي أنكر أن تكون الكرامات خروقا لقوانين ظاهر الطبيعة، ومشهور رده على ابن لمنذر بن سعيد البلوطي رحمه الله تعالى، فلم تحمل عاطفة الحب التي يكنها أبو محمد لمنذر أن يصدق أن يكرمه الله تعالى بخرق لقوانين الكون فقال عن انبطاط الماء من تحت حجارة الجبل إن الماء إنما ينبط من الأرض، وما حصل له هذا إلا من باب الموافقة.
لا جرم أن الكلام عن أبي محمد وعظمته لا ينتهي، وما أحرانا أن نبدأ منه أو معه خطوة خطوة.
وقبل أن أختم يحسن التنويه بأن أحسن من بين الفرق بين ظاهرية داود الفقهية المشرقية وظاهرية أبي محمد الفلسفية الأندلسية الشمولية هو الدكتور محمد عابد الجابري في كتابيه: تكوين العقل العربي وبنية العقل العربي، فلمن أراد مقاربة فهم أبي محمد ابن حزم مراجعة هذين السفرين النفيسين
وكتاب أبي محمد (الفصل) بكسر الفاء وفتح الصاد جمع فصلة بفتح الفاء وسكون الصاد، في الملل والأهواء والنحل، سفر لا يمل ولا يشبع منه قاري.
وقد أحسن أحد معاصرينا إذ قام بأداء فريضة الحج عن أبي محمد بن حزم حيث لم يبلغه أنه حج أو حُجّ عنه.
ورحمنا الله ببركة حبنا له.
---
أبو محمد الظاهرى
03-03-2007, 12:25 PM
اللسان يعجز أن يصف هذا الصدق الذى ينبع من القلب والفهم الراسخ ....لا أستطيع إلا أن أقول جزاكم الله خيراً سيدى الدكتور عبد الرحمن الصالح ونفع بكم .
---
محمد سعيد الأبرش
03-03-2007, 03:00 PM
الأخ الجكني حفظه الله: كلام الإمام أحمد وغيره من الأئمة مشهورة مذاعة في كتب الرجال ويكفيك نظرة في ترجمة داود الظاهري.(1/941)
الأخ عبد الرحمن الصالح: أولاً أرجو أن تعيد النظر فيما تكتب قبل نشره، فأنت تأتي بكلمات مدح لم نعهدها في مدح النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بمن دونه!!!! كلامك فيه نظر طويل جداً ولو أردت الرد عليه لطال بي الأمر.
((((ولذلك أنسحب من ذكر مآخذي عليه ضنّا بجلاله أن يتسوّر حائطه........)))
جلال من؟؟؟
ثانياً: قد ظهر لكل ذي عينين من هو أستاذك الجابري الذي ما زلت تتفيؤ بظلاله وتمجد ذكره وتعزو له كل فكر صائب، ولن أدخل في ذلك ثانية فكل امرئ يحشر مع من أحب، فأنت وشأنك.
والسلام ختام.
---
أبو محمد الظاهرى
03-03-2007, 08:07 PM
الأخ محمد سعيد الأبرش
اتق الله واعلم أن مسئول عن كل حرف كتبته... وهذا يكفى والسلام عليكم .
---
الجكني
03-03-2007, 09:25 PM
الأخ الأبرش حفظه الله :
لو نقلت لنا نصاً واحداً بدل الإحالة لكان أفضل حتى يقرأه الجميع 0
أما تعليقك على كلام د/ الصالح فليس -عندي -بصالح ؛لأن لغة العرب "مليئة بالمجاز والاستعارة وسائر فنون الكلام وخاصة من يكتب كتابة "أدبية " لا "فقهية " ولا "عقدية " 0
---
أبو محمد الظاهرى
03-04-2007, 12:55 AM
أمر آخر أذكره :
هناك العديد من الأبحاث التى تؤيد وجهة نظر ابن مضاء وشوقي ضيف ومن وافقهم وأوصى بالدراسة على الرابط التالى
http://www.aldahereyah.net/books/open.php?cat=20&book=285
أما بخصوص العلماء الذين سبقوا ابن مضاء فى نظريته فهم كثير فابن مضاء لم يكن بدعا في دعوته إلى إلغاء العلل، فقد سبقه في ذلك الزجاجي ومن قبله ابن السراج . انظر: د/مازن المبارك: العلة النحوية ص 154
كما هاجمها بشدة من قبله الإمام الكبير ابن حزم الظاهري (ت 456) ؛ إذ يقول: "وأما علم النحو فإلى مقدمات محفوظة عن العرب الذين تزيد معرفة تفهمهم للمعاني بلغتهم، وأما العلل فيه ففاسدة" انظر: د/محمد إبراهيم البنا: تحقيق كتاب الرد على النحاة لابن مضاء ص 9
---(1/942)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الآية 4 من سورة الطلاق
---
الآية 4 من سورة الطلاق
---
أبو علي
03-23-2004, 09:25 AM
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) (الطلاق:4)
هذه الآية ذكرت في منتدى نصراني تحت عنوان : (هذه الآية القرآنية واحدة من اسباب عدم إيماني بالقران ).
وقال صاحب الموضوع بعد أن قرأ تفسير المفسرين الذي يفسر (واللائي لم يحضن) على أنهن هن الفتيات الصغيرات اللائي تزوجن وهن لم يبلغن الحلم (لم يحضن). فقال معلقا على هذا التفسير : نرى هنا ان زواج الاطفال وهو المحرم فى جميع شرائع العالم الان و الذىهو ضد حقوق الانسان لكنه مسموح به فى القران .
كان ذلك هو كلام النصراني أما ردي عليه فكان كما يلي :
من الواضح أن التفسير هو الذي أوقعكم في هذا الارتباك فظننتم أن اللائي لم يحضن هن بنات تزوجن قبل سن البلوغ ثم طلقهن أزواجهن، ليس الأمر كذلك ياناس. الفطرة وسنة الله في خلقه أن يتم كل شيء في أوانه. فالزواج بالنسبة للمرأة والرجل حينما يبلغا أشدهما ومعنى ذلك أن يبلغا الحلم، فبلوغ المرأة الحلم يعرف بالحيض.
لنعد إلى الآية لإزالة الإشكال.
الآية فيها حكمان:
الحكم الأول : وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ .
الحكم الثاني : وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ .
كيف يكون أجل (َاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ) هو نفس أجل (وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ ).؟(1/943)
لأن من علامات الحمل أن تتوقف الدورة الشهرية، فإذا لم تحض المرأة فذلك علامة على أن البويضة قد لقحت وتلك هي بداية الحمل، لكن الدقة في الأداء القرآني تميز بين هؤلاء وبين اللائي بدا عليهن الحمل بالفعل من البطن الذي يبدو للرائي أنهن بلا شك أولات أحمال.
أما اللائي لم يحضن فلا يبدو عليهن الحمل حتى يعلم الناس أنهن أولات أحمال.
إذن فاللائي لم يحضن وأولات الأحمال كلاهما يحملن بويضة مخصبة ، أما الأوائل فبدليل توقف الدورة الشهرية (لم يحضن) ، وأما الأواخر فبدليل الحمل البادي للعيان. إذن فأجلهن واحد وهو أن يضعن حملهن.
هذا ما فهمته من تفسير للآية.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-23-2004, 10:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أبا علي ..... قف ولا تتكلم فيما لا تحسن وفقك الله
ويظهر من مشاركاتك أنك تتكلم في تفسر القرآن بلا علم ، وهو التفسير بمجرد الرأي الذي نص العلماء على تحريمه .
وأما مسألة زواج البنت الصغيرة التي لم تبلغ ، فهو أمر متفق على جوازه بين المسلمين ، وخذ هذه النقول فأقرأها :
قال الله عز وجل { واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن } .
والملاحظ في هذه الآية : أن الله تعالى جعل للتي لم تحض – بسبب صغرها وعدم بلوغها – عدة لطلاقها وهي ثلاثة أشهر وهذا أبلغ دليل على أن الله تعالى جعله زواجا معتدا به.
- قال الطبري رحمه الله: “ تأويل الآية: { واللائي يئسن من المحيض… فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن} يقول: وكذلك عدة اللائي لم يحضن من الجواري لصغرهن إذا طلقهن أزواجهن بعد الدخول “ .
( 14/142 ) ومثله قال ابن كثير ( 4/402}، والقرطبي ( 18/165 ) وغيرهما.(1/944)
- قال شيخ الإسلام المرأة لا ينبغي لأحد إن يزوجها إلا بإذنها كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم فإن كرهت ذلك لم تجبر على النكاح إلا الصغيرة البكر ، فإن أباها يزوجها ولا إذن لها ، وأما البالغ الثيب فلا يجوز تزويجها بغير إذنها لا للأب ولا لغيره بإجماع المسلمين ، وكذلك البكر البالغ ، ليس لغير الأب والجد تزويجها بدون إذنها بإجماع المسلمين” أ.هـ
" مجموع الفتاوى " ( 32/39-40 ) .
ب . “ تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت ست سنين وبنى بها وهي بنت تسع سنين “ رواه البخاري ومسلم وعنده "سبع سنين" .
قال النووي :
“ كان لها ست وكسر، ففي رواية اقتصرت على السنين وفي رواية عدت السنة التي دخلت فيها “ .
" شرح مسلم " ( 9/207 ) .
قال ابن عبد البر :
“ أجمع العلماء على أن للأب أن يزوج ابنته الصغيرة ولا يشاورها، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة بنت أبي بكر وهي صغيرة بنت ست سنين أو سبع سنين أنكحه إياها أبوها “ أ.هـ
" الاستذكار " ( 16/49-50 ) .
قلت: وقد جمع الإمام البخاري رحمه الله بين الدليلين فقال: ( باب إنكاح الرجل ولده الصغار لقوله تعالى : { واللائي لم يحضن } ، فجعل عدتهما ثلاثة أشهر قبل البلوغ ) ، ثم روى حديث تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت ست سنين!!
قال ابن بطال :
“ وفيه - أي : حديث عائشة – أن النهي عن إنكاح البكر حتى تستأذن مخصوص بالبالغ حتى يتصور منها الإذن ، وأما الصغيرة فلا إذن لها “ أ.هـ
" فتح الباري " ( 9/238 ) ط العلمية.
قال ابن حجر :
“ والبكر الصغيرة يزوجها أبوها اتفاقاً إلا من شذ “ .
" الفتح " ( 9/239 ) .
وقوله " من شذ " يشير به إلى " ابن شرمة " الذي عدَّ ذلك من خصائصه صلَّى الله عليه وسلم ، والرد عليه :
بقوله تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } - كما قال ابن حزم في " المحلى " ( 9/40 ) .
وبـ " أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة " .(1/945)
وبـ " أن الأصل في أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم التشريع العام للأمة لا الخصوصية إلا بدليل ، قال ابن القيم : “ دعوى الخصوصية لا تسمع إلا بدليل “ .
وبـ " أن هذا هو فعل الصحابة من بعده صلى الله عليه وسلم ونقل فيه الإجماع كما تقدم ويأتي .
وقال ابن حزم :
وللأب أن يزوج ابنته الصغيرة البكر - ما لم تبلغ – بغير إذنها ، ولا خيار لها إذا بلغت ، فإن كانت ثيباً من زوج مات عنها أو طلَّقها : لم يجز للأب ولا لغيره أن يزوجها حتى تبلغ ، ولا إذن لها قبل أن تبلغ … " .
" المحلى " ( 9 / 38 ) ط العلمية .
وقال الشوكاني :
والمراد بالبكر التي أمر الشارع باستئذانها أنها هي البالغة ، إذ لا معنى لاستئذان الصغيرة فإنها لا تدري ما الإذن " .
" نيل الأوطار " ( 6 / 122 ) .
ج. زوَّج الزبير بن العوام ابنته لـ " قدامة بن مظعون " حين نفست بها أمها ، كما رواه سعيد بن منصور ( 1/175 ) وابن أبي شيبة في " مصنفه " ( 4/345 ) عن هشام بن عروة عن أبيه.
د. نُقل الإجماع على جواز تزويج الأب البكر الصغيرة - على الأقل إجماع الصحابة - وممن نقل الإجماع : الإمام أحمد في " المسائل " - رواية صالح – ( 3/129 ) والمروزي في " اختلاف العلماء " ( ص 125 ) ، وابن المنذر في " الإجماع " ( ص91 ) وابن عبد البر في " التمهيد "، والبغوي في " شرح السنة "( 9/37 ) والنووي في " شرح مسلم " ( 9/206 ) وابن حجر في" الفتح " ( 12/27 ) ، والباجي في " المنتقى " ( 3 / 272 ) ، وابن العربي في " عارضة الأحوذي " ( 5 / 25 ) ، والشنقيطي في " مواهب الجليل " ( 3 / 27 ) .
والخلاف في هذا شاذ لا يعتد به كما قال الحافظ ابن حجر.)
المرجع http://saaid.net/Doat/ehsan/103.htm
وبعد هذا ؛ أحب التأكيد على أهمية أخذ الدين بقوة ، وترك تحريف النصوص حتى لا نحرج مع الأعداء ..
---
أبو علي
03-23-2004, 11:50 AM
لأخ أبومجاهدالعبيدي وفقك الله
أنا أعلم هذا كله ولا أتهم أحدا بالخطأ.(1/946)
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختصه الله بأشياء لم يجعلها لأمته، منها تعدد الأزواج، فلا ينبغي أن نقيس ما لم يختصنا به الله إلى ما خص الله به رسوله كذكرك للسيدة عائشة رضي الله عنها ، فهذا مثل لا يقاس عليه، مثلما لا يعقل أن يأتي رجل في 50 من عمره ليخطب فتاة عمرها 7 سنوات مدعيا أنه يطبق السنة.
الآية فيها تأخير لكلمة (واللائي لم يحضن) مما يقوي من صحة مشاركتها حكم (أولات الأحمال) أيضا التي جاءت بعدها.
فلو كانت الآية هكذا : وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ..) لكان قطعا أن (اللائي لم يحضن) هن فقط اللائي يتزوجن قبل بلوغ الحلم، لكن (أولات الأحمال) جاءت بعد ذكر الثلاثة أشهر وعطف عليها (أولات الأحمال) مما يعني أنه يصح أيضا أن تأخذ حكم ما بعدها.
أما من جهة أني أقول في القرآن برأيي، فالله تعالى خاطب قارئ القرآن أن يتدبر آياته، وحيث أنه كتاب حكيم فيجب أن يوافق الفهم الحكمة، فإن جاء مطابقا للحكمة كان صوابا، الحكمة هي ميزان الحق
هذه هي طريقتي في تدبر آيات الله، لا آخذ كلام فلان وفلان ولو كان من الأولين على أنه هو ميزان الحق، كلام الرسول صلى الله عليه وسلم هو وحده الحق الذي لا يجادل فيه بعد الله تعالى لأنه أوتي الحكمة من لدن العزيز الحكيم.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-23-2004, 05:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي أبا علي هداني الله وإياك
أولاً : تفسير القرآن الكريم علم جليل له شروطه وأصوله وضوابطه التي ذكرها العلماء قديماً وحديثاً ؛ وليس كل من قرأ القرآن جاز له أن يفسره بعقله بدون معرفة أصول التفسير وطرقه .
وأقرأ - إن كنت راغباً في الفائدة مقدمة ابن تيمية في التفسير أو مقدمة تفسير ابن كثير أو ما كتب تحت هذا الرابط(1/947)
http://www.assiraj.bizland.com/library/quran_tafseer.htm
ثانياً : ارجع إلى جميع التفاسير التي يتيسر لك الحصول عليها ، وانظر هل وافقك أحد على ما ذهبت إليه في تفسيرك المبتدع لهذه الآية . وأراهن أنك لن تجد أحداً من المفسرين المعتبرين ذكر ما رأيته ، ولو من باب التنبيه على ضعفه وبطلانه .
ثالثاً : ومن النقول في هذه المسألة كذلك ما جاء في تفسير أحكام القرآن للجصاص عند تفسيره للآية الثالثة من سورة النساء : ( وفي هذه الآية دلالة أيضا على أن للأب تزويج ابنته الصغيرة من حيث دلت على جواز تزويج سائر الأولياء إذ كان هو أقرب الأولياء ولا نعلم في جواز ذلك خلافا بين السلف والخلف من فقهاء الأمصار إلا شيئا رواه بشر بن الوليد عن ابن شبرمة أن تزويج الآباء على الصغار لا يجوز وهو مذهب الأصم ويدل على بطلان هذا المذهب سوى ما ذكرنا من دلالة هذه الآية قوله تعالى واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن فحكم بصحة طلاق الصغيرة التي لم تحض والطلاق لا يقع إلا في نكاح صحيح فتضمنت الآية جواز تزويج الصغيرة ويدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي بنت ست سنين زوجها إياه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقد حوى هذا الخبر معنيين أحدهما جواز تزويج الأب الصغيرة والآخر أن لا خيار لها بعد البلوغ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخيرها بعد البلوغ ) .
رابعاً : قال الزركشي في البرهان : ( مسألة فيما يحب على المفسر من التحوط في التفسير(1/948)
ويجب ان يتحرى في التفسير مطابقة المفسر وأن يتحرز في ذلك من نقص المفسر عما يحتاج اليه من ايضاح المعنى المفسر او ان يكون في ذلك المعنى زيادة لا تليق بالغرض او ان يكون في المفسر زيغ عن المعنى المفسر وعدول عن طريقه حتى يكون غير مناسب له ولو من بعض انحائه بل يجتهد في ان يكون وفقه من جميع الأنحاء وعليه بمراعاة الوضع الحقيقي والمجازي ومراعاة التأليف وأن بواقي بين المفردات وتلميح الوقائع فعند ذلك تتفجر له ينابيع الفوائد
ومن شواهد الإعراب قوله تعالى ( فتلقى آدم من ربه كلمات ) ولولا الإعراب لما عرف الفاعل من المفعول به .
ومن شواهد النظم قوله تعالى ( واللائي لم يحضن ) فإنها منتظمة مع ماقبلها منقطعة عما بعدها .) البرهان في علوم القرآن - الزركشي ج:2 ص:176
---
أبو علي
03-26-2004, 10:58 AM
أخي مجاهد وفقك الله،
أريد أن أوضح الكيفية التي استنبطت منها ذلك الفهم.
جملة (واللائي لم يحضن) وضعت بحكمة في موضعها الذي يجب أن تكون عليه، فهي جاءت بين الارتياب والاستبيان، فهي مع الارتياب ما دامت لم تتم الثلاثة أشهر، أما إذا تمت الثلاثة أشهر يتبين اليقين إما أنه حمل أو أنه كان فقط اضطراب في الدورة الشهرية. ولذلك جاءت (واللائي لم يحضن) بين جملة (ثلاثة أشهر) وبين (وأولات الأحمال).
فاللائي لم يحضن) بين ريب ويقين يتجلى فيه اليقين بعد 3 أشهر.
فالآية عن العدة. والعدة هنا هي عدة ارتياب للتأكد من حمل أو عدم حمل المطلقة ،و هي تبين عدة جميع حالات النساء المطلقات
لأن السورة إسمها سورة الطلاق وهي تبتدئ ب بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ....) ، فكلمة النساء على (إطلاقها) ، فكذلك الآية يجب أن تتضمن عدة النساء (على إطلاقها)
إذا نحن اعتبرنا اللائي لم يحضن هن فقط الصغيرات فإن الآية لا تكون متضمنة عدة البالغات من النساء. فالمطلقة إما أنها :
كبيرة يئست من المحيض
أو بالغة
أو صغيرة(1/949)
ونحن نرى هنا بيان العدة للآيسة في حالة الارتياب، وليس كل آيسة
يرتاب في كونها قد تحمل، فالآيسة في بداية سن اليأس أدعى للارتياب من العجوز التي تجاوز عمرها 60 سنة.
ثم بعد ذلك من هي أدعى للارتياب ؟ هل هي البالغة التي كانت تحيض
ثم لم تحض قبل الطلاق أو لم تحض في أول شهر من أشهرالعدة أم الصغيرة ذات 8 أو 9 سنوات التي لم تحض من قبل ولم تبلغ بعد سن المحيض؟
لا شك أن البالغة أولى بالارتياب.
فالبالغة التي لم تحض قد يكون ذلك سببه الحمل أو هو فقط اضطراب في الدورة الشهرية وعدة الثلاثة أشهر تظهر إن كان ذلك حملا أم لا
إذن فإني أرى الآية مبينة عدة الطلاق لجميع حالات النساء.
وأن اللائي لم يحضن (إطلاق) لأن عدم الحيض إما أن يكون طارئا أو
ذاتيا بعدم بلوغ الحلم.
وفقني الله وإياك والمسلمين للصلاح.
---
د. هشام عزمي
03-27-2004, 01:58 AM
هاهاها .... هذه و الله شطحة و لا شطحات ابن عربي .
معذرة و لكني لم اتمالك نفسي من الضحك !
---
أبو علي
03-28-2004, 11:32 AM
ابن عربي كلامه معقد ، ولا أظن أنك وجدت تعقيدا هنا.
فالآية وإن كانت يفهم منها ( اللائي يئسن ، واللائي لم يحضن)،
كما يبدو هن النساء الكبيرات في السن وصغار السن، إلا أن الشرط
(إن ارتبتم) : شكية ، ليس كل صغيرة تستوجب الريب ، وليست كل آيسة تستوجب الريب .
لا يرتاب إلا في من هي يمكن أن يحصل لها الحمل، فإذا كان كذلك فالمرأة البالغة لا يجب أن تذكر هنا لأن الارتياب محتم فيها وعدتها محتمة هي ثلاثة أشهر، أما هؤلاء فإنه تعالى قال (إن ارتبتم) مما يعني أنه قد توجد منهن من لا تستوجب الارتياب.
الريب هو الشك مع تخوف ، وهنا تخوف من أن تكون المطلقة حاملا.
إذا كان الشك في أمر ليس فيه تخوف فلا يسمى ريب.
أما إذا كان هناك ضدان أحدهما محمود والآخر مذموم فإن الذي يطلب الأمر المحمود لا يأخذ به إلا إذا اقتنع واستيقنت نفسه بما يطمإنه
أن ذلك هو غايته.(1/950)
فنحن نطلب الهدى من الله في سورة الفاتحة، فيجيبنا الله : ألم ذلك الكتاب ( لا ريب فيه ...)، لأن طالبي الهدى هم المتقون (الخائفون) فهم يحتاجون إلى تطمين بأن هذا هو الهدى، لأنه لا يوجد طريق آخر،
إما هدى أو ضلال.
---
عبدالرحمن الشهري
03-28-2004, 02:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم أبا علي وفقه الله
أسأل الله أن يوفقنا وإياك لفهم كتابه والعمل به على الوجه الذي يرضيه عنا. وأشكرك على مشاركاتك ، وتأملاتك التي تدل على فهم سديد ، وقد تأملت ما ذكرتموه فوجدته - كما ظهر لي - كلاماً له حظ كبير من الصواب والفهم ، وأنا أتفق معك في أن المؤمن مطالب بالتدبر والتأمل ، ولا ضير من الاختلاف في الفهم ، والحرص على تلمس الصواب ، ولا بد من الاختلاف في زوايا الفهم بين الباحثين ، مع سؤال الله التوفيق والسداد.
وأما أخي الحبيب أبو مجاهد وفقه الله ، فأقول له جزاك الله خيراً على نقولك التي نقلتها وغيرتك على القرآن ، ولكنه لم يظهر لي أن الأخ أبا علي قد تجاوز الحد ، ولا أتى بمنكر من القول ، بل هو في نظري يدور في دائرة الاجتهاد المقبول ، والتدبر الممكن للآيات.
كان الأخ أبو علي في بداية المشاركة يرى أن المقصود باللائي لم يحضن هن الحوامل في بداية الحمل لعدم ظهور علاماته الظاهرة ، وليس الصغيرات اللاتي لم يحضن بعد.
بينما في آخر الحوار ذهب إلى غير ذلك ، وهو أنها عامة يدخل فيها الصغيرات والبالغات اللاتي لم يحضن لأي سبب من الأسباب التي ظهر بعضها. وهذا من فوائد الحوار العلمي الهادئ الوقور ، والتأمل الدقيق لكلام الله .(1/951)
وأرجو أن يكون حوارنا هذا من الحوار الهادف الذي يطلب الحق لا غير ، مع احترام وجهات النظر المقبولة ، ومناقشة غير المقبولة بروح علمية دون إساءة لأحد بإذن الله. وأذكر أن الإمام المفسر البقاعي رحمه الله صاحب تفسير نظم الدرر المتوفى سنة 885هـ كان يشكر من ينبهه على أي خطأ صدر منه ، بل ويشكو ضيق ذات اليد ، وإلا لبذل لكل من ينبهه إلى الخطأ مالاً حيث يقول :(ما تركت أحداً ممن يلم بي إلا قلت له : المراد الوقوف على الحق من معاني كتاب الله تعالى ، والمساعدة على ما ينفع أهل الإسلام . فمن وجد لي خطأ فليخبرني به لأصلحه ، ووالله الذي جلت قدرته ، وتعالت عظمته ، لو أن لي سعة تقوم بما أريد لكنت أبذل مالاً لمن ينبهني على خطئي ، فكلما نبهني أحد على خطأ أعطيته ديناراً. ولقد نبهني غير واحد على أشياء فأصلحتها ، وكنت أدعو لهم وأثني عليهم ، وأقول لهم هذا الكلام ترغيباً في المعاودة إلى الانتقاد ، والاجتهاد في الإسعاف بذلك والإسعاد). وفي هذا درس لنا معشر الطلاب .
* فعبارة (اللائي لم يحضن) تشمل عدة حالات :
- الصغيرة التي لم تبلغ بعد. وهذا ذكره جميع المفسرين ، وذكر القرطبي أنه إجماع.
- المرأة البالغة التي تتعرض لاختلال في حيضها ، فبعضعهن بالغات ولكن الحيض يتأخر عليهن ربما عدة أشهر ، أو سنة كاملة ، أو أكثر ! وقد حدثني أحد الأصدقاء أنه قد تزوج بزوجته وعمرها 14 سنة ، ولم تكن قد حاضت حينها ، قال واستمرت كذلك حتى بلغت 17 سنة فجاءها الحيض وحملت بعد ذلك ، وهذه القصة لها أكثر من خسمة وثلاثين عاماً ، فهذه المرأة لو طلقت بعد زواجها بعام مثلاً ، لكانت من اللائي لم يحضن ، مع أنهن لسن صغيرات.
- المرضع ، فإن الكثيرات ينقطع عنهن الحيض مدة الرضاعة ، التي تستمر عامين أو أقل ، ولا يدخلن في ذوات الأحمال ، لطلاقهن بعد وضع الحمل ، وفي وقت انقطاع الحيض !
- وربما يدخل في ذلك من تم استئصال رحمها من النساء لسبب من الأسباب.(1/952)
فالذي يبدو أن عبارة (اللائي لم يحضن) عامة في الصغيرات وغيرهن ، ولا يعني أن المفسرين لم يذكروا غير الصغيرات أن الآية مقصورة عليهن ، وإلا فأين الدعوة إلى التدبر والتأمل للقرآن الكريم ، وقد ذكر أخي أبو علي ذلك في كلامه فلا نطيل.
وربما - والله أعلم – أن سبب عدم قبول ما ذهب إليه أخي أبو علي وغيره من الإخوة الكرام الذين يكتبون بالأسماء المستعارة هو عدم الإفصاح عن شخصياتهم العلمية ، والمشاركة بالاسم الصريح. فلو كتب الأخ أبو علي باسمه الصريح ، وعرف بنفسه وكذلك بقية الإخوة المتوارين وراء الأسماء المستعارة ، لكانت النفوس أسكن لقبول ما يذهبون إليه من الآراء ، وأدعى للمناقشة والحوار ، ولا زلنا نحبذ هذا ، ونحرص عليه بقدر الطاقة ، من غير حرج على أحد. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
د. هشام عزمي
03-28-2004, 07:01 PM
بسم الله ...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
حسنٌ ، أنا أفهم أن المجال مقتوح للتدبر و الاستنباط من آيات القرآن التي تتحدث عن نعم الله في الكون و قصص الأمم السابقة و غيرها و لكن هل يجوز المثل في آيات الأحكام ؟
قال الطبري رحمه الله: “ تأويل الآية: { واللائي يئسن من المحيض… فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن} يقول: وكذلك عدة اللائي لم يحضن من الجواري لصغرهن إذا طلقهن أزواجهن بعد الدخول “ .
( 14/142 ) ومثله قال ابن كثير ( 4/402}، والقرطبي ( 18/165 ) وغيرهما.(1/953)
و تأخر سن الحيض بالنسبة للقتيات من الأمور الشائعة التي يقابلها الأطباء و 90% منها تعود لأسباب سيكولوجية لا عضوية كما علمنا العبقري الراحل أ.د. طبوزادة في جامعة الأسكندرية و قريباً ناظرت حالة فتاتان توامتان إحداهما بلغت المحيض منذ سنتين و الأخرى لم تحض بعد ! و كان أهل الفتاة غاية في التوتر و المسكينة تحت ضغط نفسي رهيب ! و الحمد لله كان العلاج بسيطاً فنحن نقوم بعمل دورة رحمية " صناعية " باستخدام بعض العقاقير و بمجرد نزول الحيض تسترخي الأعصاب المشدودة و تنتظم الدورة الشهرية فوراً .
و قد نبه خالق المرأة إلى هذا الأمر في كتابه فلم يشترط نزول دم المحيض كعلامة على البلوغ و ما هي بعلامة له أصلاً عند أهل الطب .
لذا فكلام هذا النصراني عن زواج الأطفال و غيره من الهراء بعيد عن الصحة فالقتاة عادة تبدأ سن البلوغ في سن الثامنة أو التاسعة بظهور علامات البلوغ المعتبرة عند أهل الطب مثل كبر حجم الثديين و نمو شعر العانة و ترسيب الدهون في أماكن معينة مثل الردفين .
هذا هو الرد لهراء هذا النصراني الجاهل و ليس " تصحيح " أقوال مفسرينا !
و الله أعلى و أعلم .
---
أبو علي
03-30-2004, 09:03 AM
بارك الله في الإخوة الكرام : أبو مجاهد العبيدي ، عبد الرحمن الشهري
ود هشام عزمي، وشكرا على تفضلكم بالردود.
---
(1/954)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > إلى متى لا يحسم موضوع شمروخ؟!
---
إلى متى لا يحسم موضوع شمروخ؟!
---
القسطموني
09-09-2006, 03:18 PM
نقلاً عن ملتقى أهل الحديث:
صدر حديثاً عن دار الفتح للدرسات والنشر بعمان الأردن كتاب:
تحذير الشيوخ من إسناد شمروخ
شمروخ: هو شخصية وهمية لمعمَّر جداً (169 عاماً) تتلمذ على الإمام محمد المتولي شيخ قراء مصر في زمانه (ت 1313 هـ)، أعلن بها من أهل عصرنا المقرئ المصري الشيخ عبد الباسط هاشم، فزعم أنه لقيه وأخذ عنه عن المتولي، فأصبح إسناده بذلك أعلى ما يكون في دنيا البشر ...
وقد اغتر بذلك أناسٌ فيهم بعض فضلاء العصر، فحفز ذلك المؤلف إلى كشف الستر عن هذه الخرافة، بالأدلة العلمية التي لا تقبل الدفع.، فأزال وهماً كبيراً كاد يعلق بأذهان كثير من المشتغلين في القراءات.
قدّم للكتاب: العلامة الدكتور أحمد عيسى المعصراوي شيخ القراء والمقارئ المصرية، وأيد المؤلف فيما ذهب إليه.
المؤلف: حمد الله بن حافظ الصفتي، مقرئ مصري، معتنٍ بعلوم القرآن والقراءات، وله فيها عدة مؤلفات مطبوعة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80515
---
عبدالرحمن الشهري
09-21-2006, 11:05 PM
لا علم لي بقصة شمروخ هذا إلا من هذا المقال فجزيت خيراً.
وكنت البارحة أقرأ في كتاب للشيخ المقرئ عبدالله بن صالح العبيد ذكر فيه طرفاً من أسانيده ، فوجدته يذكر الشيخ شمروخ هذا في أحد أسانيده ولم يشر إلى ما يقدح في اتصال رواية الشيخ شمروخ بالمتولي رحمه الله .
---
عمار
09-21-2006, 11:53 PM
كثر الجدل مؤخرا حول قضية شمروخ هذا ! والنّاس ما بين منصف ومتهجم! ولعل القضية تحسم قريبا إن شاء الله.
والشيخ عبد الباسط هاشم - حفظه الله - من العلماء المشهود لهم بالإتقان في علم القراءات...نسأل الله تعالى أن تكون العاقبة خيرا.(1/955)
لعلكم يا شيخ عبد الرحمن تقصدون كتاب : " الإمتاع بذكر بعض كتب السّماع " ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-22-2006, 12:50 AM
نعم هو كتاب الامتاع بذكر بعض كتب السماع للعبيد .
---
(1/956)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حول الجلالين
---
حول الجلالين
---
خادم الكتاب والسنة
01-22-2006, 11:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله
ما أفضل الحواشي على تفسير الجلالين؟ وهل هناك حاشية باسم "الجمل"
ثم أيضا ما أفضل طبعات لبلب النقول في أسباب النزول للسيوطي؟
هل هناك طبعة محققة؟
وسمعت أن هناك نظم في علوم القرآن للشيخ الفاضل سعود الشريم
فهل استوعب علوم القران
وأين طبع
انتظر الاجابة
---
ضياء الإسلام
01-24-2006, 04:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعلم فقط بوجود حاشية على تفسير الجلالين باسم ( الفتوحات الإلهية ) لصاحبها الشيخ سليمان بن عمر بن منصور المعروف بالجمل .
---
صادق الرافعي
08-01-2006, 02:09 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه
أما بعد : فالحاشية هي لسليمان بن عمربن منصورالعجيلي المعروف ب" الجمل "، ولقد رأيت منها نسخا بقسم المخطوطات(مخطوط ) بجامعة الأمير عبد القادرللعلوم الإسلامية بقسنطينة - الجزائر-
وقد قام بتحقيق جزء منه- الحزب الأول من سورة البقرة- د: عبد الفتاح محمد أحمد خضر لنيل شهادة الدكتوراه بعنوان :" العلامة الجمل وحاشيته على تفسير الجلالين دراسة وتحقيق " وقد اعتمد على عدة نسخ مصورة من المكتبة الأزهرية بمصر.
---
خادمة القرآن
08-01-2006, 04:30 PM
أما عن كتاب " لبان النقول في أسباب النزول " للسيوطي فله تحقيق أشار إليه الدكتور خالد المزيني في رسالته الجامعية التي بعنوان " المحرر في أسباب نزول القرآن (من خلال الكتب التسعة) دراسة الأسباب رواية ودراية . فقال :(1/957)
لباب النقول في أسباب النزول ، للسيوطي ، دراسة وتحقيق مع المقارنة بكتاب أسباب النزول للواحدي : د / عبد العزيز الجربوع ، رسالة دكتوراه من الجامعة الإسلامية ولم يطبع بعد .
---
مبروك الهاني
08-22-2006, 07:06 PM
إخواني الكرام السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
للفائدة، هناك أكثر من ثلاث و عشرين حاشية على تفسير الجلالين منها ما هو مطبوع و منها ما هو مخطوط، و قد جمعت ذلك و إن شاء الله سيظهر ذلك من خلال الرسالة التي أعدها في الدراسات العليا، و هذه الحواشي موزعة من سنة 970هـ إلى حوالي سنة 1350هـ،و لكن المشهور و المتداول و المطبوع هما حاشيتا الجمل و الصاوي والله أعلم
---
د.خضر
11-05-2006, 12:43 PM
قد خدم حاشية الصاوي واحد من علماء التفسير بكلية أصول الدين بالقاهرة، وكاتبه خدم حاشية الجمل في أطروحته لنيل درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر ، والموفق هو الله.
---
أبومحمد
11-21-2006, 01:43 PM
السلام عليكم وبعد : فإن من أنفس الحواشي على الجلالين حاشية الجمالين لملا علي بن سلطان محمد القاري الهروي المكي (ت1014هـ) وقام بتحقيقها ثلاثة من طلاب الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وهم : أحمد بن علي الحذيفي ومحمد منقذ عمر الأصيل وعبد القدير بن ناصر الشيخ في رسائل علمية ، نسأل الله تعالى أن ييسر طباعتها ليعم النفع بها ، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ،،،،،،،،،،،،،،،،،،
---
أبومحمد
11-21-2006, 02:03 PM
نظم الشيخ سعود الشريم مطبوع متداول وقد وقفت عليه ، وهناك نظم جميل وسلس جدا للزمزمي مطبوع مع شرحه الموسوم بـ(نهج التيسير) للسيد المساوي وحاشية السيد علوي المالكي الموسومة بـ(فيض الخبير وخلاصة التقرير) وتقريرات الفاداني رحم الله الجميع
---
مروان الظفيري
11-21-2006, 06:56 PM
للعلم فإن شيخنا العلامة اللغويّ النحويّ
الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة ـ حفظه الله ـ(1/958)
حقق هذا التفسير على أكثر من سبع نسخ خطية
كما أخبرني بذلك .
وصدر على الشكل التالي :
1 ـ تفسير الجلالين المُيَسَّر . ( في مجلّد واحد ) تحقيق .
2 ـ المٌفَصَّل في تفسير القرآن الكريم المشهور
بـ تفسير الجلالين . ( في ثلاثة مجلّدات ) ـ تحقيق .
طبع دار الملتقى بحلب .
---
ابو المكارم العربي
02-14-2007, 12:31 AM
سمعت أن أحد علماء الشناقطة نظم تفسير الجلالين (أظنه والد الشيخ أحمدّو المدني الشنقيطي)
فهل من علم حول هذا النظم ؟
---
(1/959)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اخ لكم جديد
---
اخ لكم جديد
---
ابو الروب
04-23-2006, 12:08 PM
اخ لكم جديد ارجو من الله ان نتعاون على البر والتقوى والله الموفق
ولاسف الشديد فان بضاغتي في التفسير ضعيفه بخلاف الفقه فعندي المام بسيط جدا والله المستعان
---
د.حسن خطاف
04-30-2006, 12:45 AM
أهلا بك اخي أبا الروب وما ذكرته ينم عن تواضع ينبغي لطالب العلم أن يتسم به فحياك الله
---
ابن الجزيرة
05-01-2006, 02:23 AM
حياك الله وأهلاُ بك في الملتقى العامر ونسأل الله أن يجعلنا من أهل القران , وشكراً لك على تواضعك .
---
(1/960)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > موسوعة الحديث الشريف (بادر بتحميل نسختك)
---
موسوعة الحديث الشريف (بادر بتحميل نسختك)
---
الجندى
01-31-2005, 07:59 PM
موسوعة الحديث الشريف التي قام عليها مكتب ((المكنز)) بالتعاون مع ((الأزهر))
الكتب الموجودة هي:
البخاري.
مسلم.
أبو داود.
الترمذي.
النسائي.
ابن ماجة.
موطأ مالك.
مسند أحمد.
سنن الدارمي.
سنن الدارقطني.
مسند الحميدي.
حجم البرنامج 85 ميجا
تفضل بالتحميل:
موسوعة الحديث الشريف (المكنز، الأزهر) (http://www.altwhed.com/load/maknaz.rar)
---
(1/961)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الإبانة لما للصحابة من المنزلة والمكانة
---
الإبانة لما للصحابة من المنزلة والمكانة
---
مسك
03-08-2006, 09:00 AM
اسم البحث : الإبانة لما للصحابة من المنزلة والمكانة
اسم المؤلف : حمد بن عبد الله الحميدي
نبذة عن البحث : تقديم الشيخ المحدث عبد الله بن عبد الرحمن السعد
::: اضغط هنا لتحميل البحث ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=2320)
---
(1/962)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن اصحاب الكهف
---
سؤال عن اصحاب الكهف
---
أبوأحمدعبدالمقصود
01-29-2007, 05:12 PM
سمعت من الشيخ أبي إسحاق الحويني حديثا أو قولا غريبا على لم اسمعه من أحد ولم اقراءه في كتاب يقول الشيخ فيه أن أصحاب الكهف والرقيم هم الثلاثة الذين أواهم المبيت إلى مغارة وقد راجعت تفسير العلامة ابن كثير وأنا أعلم أنه في تفسيره قد جمع بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي بالإضافة إلى انه كان عليه رحمة الله في الحديث عالما شهد له الجميع بذلك فمن أين أتى أبو إسحاق بهذا الرأي أرجو المساعدة
---
مروان الظفيري
01-29-2007, 06:18 PM
أخي الكريم أبوأحمدعبدالمقصود
قال الشيخ الشنقيطي في تفسير قول الله تعالى :
( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ) الكهف/9 :
والظاهر أن أصحاب الكهف والرقيم : طائفة واحدة أضيفت إلى شيئين أحدهما معطوف على الآخر
خلافا لمن قال : إن أصحاب الكهف طائفة وأصحاب الرقيم طائفة أخرى ،
وأن الله قص على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم هذه السورة الكريمة
" قصة أصحاب الكهف " ولم يذكر له شيئا عن أصحاب الرقيم وخلافا لمن زعم
أن أصحاب الكهف هم الثلاثة الذين سقطت عنهم صخرة فسدت عليهم باب الكهف
الذي هم فيه فدعوا الله بأعمالهم الصالحة وهم :
البار بوالديه والعفيف والمستأجر ، وقصتهم مشهورة ثابتة في الصحيح إلا أن تفسير الآية
بأنهم هم المراد بعيد كما ترى ، واعلم أن قصة أصحاب الكهف وأسماءهم وفي أي محل
من الأرض كانوا كل ذلك لم يثبت فيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شئ زائد على ما
في القرآن وللمفسرين في ذلك أخبار كثير إسرائيلية أعرضنا عن ذكرها لعدم الثقة بها .
" أضواء البيان " ( 4 / 22 )
---
(1/963)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المسائل العقدية من ( كتاب نكت القرآن ) للحافظ القصاب الكرجي رحمه الله
---
المسائل العقدية من ( كتاب نكت القرآن ) للحافظ القصاب الكرجي رحمه الله
---
أبو العالية
10-03-2006, 12:34 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
طفتُ مع هذا الكتاب الماتع الرائع ، ذي الصبغة العقدية الصحيحة أياماً وليالي ؛ فكم أسعدني وأفرحني وهالني تدفق النكت العلمية الغزيرة و العزيزة في كتب التفاسير من الجِدَة والتَّنوع والابداع .
ومن أروع ما لمسته بارزاً بين دفَّتيه ( مناقشته للمسائل العقدية والرد على من جانب الصواب في ذلك ) والاستدلال بالآيات لجعلها معاول هدم على بدع أهل الضلال ممن وظَّف آي الكتاب لنصرة مذهبه الباطل .
فأتى الحافظ رحمه الله على بنياهم فخرَّها عليهم بأبسط عبارة ، وأدق تحرير ، وألطف بيان ؛ فلله ما أروعه ، تالله لقد أسرني كتابه ؛ فما برح الكتاب بين يدي حتى أطبقت مجلده الرابع في فترة وجيزة . والحمد لله .
ومن ثم توافرت الأفكار والخواطر لبعض المشاريع العلمية ( الخاصة ) على هذا الكتاب ؛ فكان من أولها وأهمها عندي .
جمع المسائل العقدية في كتابٍ لا يخطر على بال أنه يحررها _ ولو باختصار ؛ لكنه كاف شاف _ فعزمت على ذلك منفعة لنفسي ، وبركة من الحافظ في كيفية محاورة القوم .
ثم أحببتُ الخير لأحبتي الفضلاء ممن لم يقتن الكتاب ؛ أن أسطِّر هاته النفاسات العقدية الصحيحة بين جنبات هذا الملتقى المبارك .
فأسأل الله جلَّ وعلا أن ينفع بالكتاب ، وأن يرحم مؤلفه ، وأن يرزقنا العلم النافع والعلم الصالح ، إنه سبحانه خير مسؤول .
والله أعلم وأحكم .
وإلى أولى المسائل العقدية النافعة إن شاء الله تعالى .
( والباب مفتوح لمن أحبَّ المشاركة ، وفي ذلك ؛ فليتنافس المتنافسون .
قاله مقيِّده
أبو العالية(1/964)
غفر الله له
---
عبدالرحمن الشهري
10-04-2006, 12:42 AM
بارك الله فيك يا أبا العالية ، وأرجو أن يوفقك الله للاستمرار في تدوين هذه المسائل ونشرها تباعاً في الملتقى ، فكم لك من الأجر بانتفاع القراء بها كلما دخلوا وقرأوا هذه الفوائد ، ولا تحقرن من المعروف شيئاً.
---
فهد الوهبي
10-04-2006, 04:40 AM
جزاك الله خيراً أبا العالية .. وقد قرأت في هذا الكتاب كثيراً وهو كما وصفت ويستحق العناية وإخراج مافيه من الفوائد لكن اقترح عليك بارك الله فيك أن تقرأ كل سورة ثم بعد ذلك تذكر المسائل داخل السورة كما يلي :
1- تذكر المسألة .
2- وجه الاستدلال لها من الآيات في هذه السورة .
3- المخالفون والرد عليهم .
وبهذا تكون المسائل مرتبة بحسب الموضوع ولو كنت تسير آية آية لكان في ذلك تكرار للكتاب وفيه أيضاً تشتيت للذهن لتفرق المسائل ..
والله أعلم..
---
أبو العالية
10-04-2006, 09:51 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أصحاب الفضيلة :
_ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ونفع به
_ الدكتور فهد الوهبي حفظه الله ونفع به
أثمِّنُ مروركما الكريم ، والحضُّ على الخير جزاكما الله خيراً .
وأسألُ الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل ، إنه سبحانه خير مسؤول .
وأما عن المنهج الذي سأسلكه في تقييد المسائل العقدية _ والتوفيق من الله وحده _ ؛ فهو ما أشار الدكتور الكريم فهد نفع الله به ، إضافة إلى الإحالة لبعض الكتب العقدية التي نصرت المعتقد الصحيح لمزيد فائدة .
فأسأل الله العلي القدير أن يفتح عليَّ وعلي جميع الأحبَّه إنه الفتَّاح المبين .
وأشار علىَّ أحد الفضلاء بأن أذكر ترجمة يسيرة عن هذا العلم الحافظ الكرَجي القصاب رحمه الله ، ومن ثم أشرع في تقييد النُّكت والفوائد ؛ فنزولاً عند رغبته بحول الله أفعل ذلك .
فإلى الحلقة الأولى بحول الله ترجمة الحافظ الكرَجي القصاب رحمه الله تعالى .
وكتب
محبكم في الله(1/965)
أبو العالية
غفر الله له
---
(1/966)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > "الاعلام بين الإيجابية والسلبية"
---
"الاعلام بين الإيجابية والسلبية"
---
hedaya
07-13-2004, 05:08 AM
"الاعلام بين الإيجابية والسلبية"
تبرز أهمية الإعلام يوما بعد يوم ، مع مرور الزمن أصبح يقينا أنه لا غنى للأمم والشعوب عن الاعلام بأنواعه وتصنيفاته المتعددة . فالاعلام وسيلة فعالة لأصحاب المبادئ والأفكار والقيم.. والناظر إلى مسيرة التاريخ يدرك أن الاعلام تم توظيفه توظيفا ساعد على نشر الدعوات والأفكار ، وبالمقابل أخذ الاعلام منحى سلبيا خطيرا ، فكان الصدام المدوى بين رسالتين يحلمهما الإعلام .
و بما أن حماة الإنسانية ودعاة الرسالات السماوية وأصحاب القيم الراقية يجعلون من الاعلام وسيلة ايجابية ، فنرى أن الأخلاق تنمو والأفكار تستنير بالاعلام السوي النقي ، وهذا ساعد على نشر القيم والمبادئ ولنا بالتاريخ عبرة وعظة . وإن كان الوسائل الإعلامية تتنوع وتختلف يوما بعد يوم ، إلا أنها تحمل في الأخير صفة توصيل الخطاب المعتدل إلى البشرية جمعاء . ولنا في رسول الله ومن سار على نهجه أسوة في هذا المجال .
وبالجانب الآخر نرى أن الاعلام المضاد للإعلام الايجابي يدعو إلى نشر الفساد وهدم الأفكار والقيم والأخلاق ، وإن تغلف بغلاف الحرية والثقافة العالمية . فهذه البرامج الإعلامية الوافدة علينا كل يوم تحمل شعار الحرية والعالمية بيد ، وباليد الأخرى حربة سامة تخترق العقول قبل العيون .
ويعلب اليهود دورا بارزا في اشعال نار هذه المأساة الإعلامية ، فالشركات الإعلامية والبرامج التلفزيونية لا تخلوا أبدا من معالم وأدوات الهدم الأخلاقي والفكري .
ولا ننسى شركات الإنتاج التي تستحوذ عليها المجموعات اليهودية الصهيونية ، والتي لا هم لها سوى اختراق المجتمعات الإسلامية تحت شعار العولمة .(1/967)
وكما قال الدكتور محمد العوضي : (( هذه عولمة من النصف التحتاني )) .
وإذا ما أردنا أن نرد على هذا الإعلام بإعلام آخر نجد دعاة الانسانية وحماة العالمية يقفون صفا واحدا ضد أي إعلام يفضح إعلامهم ونهجهم . وما المسلسلات التي تتناول الغطرسة الصهيونية والقضية الفلسطينية عنا ببعيد .
إذن كان لزاما علينا أن نعلنها حربا إعلامية لا هوادة فيها ، على أن تكون حاملة كل ما يميزنا عنهم وعن نهجهم ، وأعني بهذا المصداقية والشفافية وتقبل الآراء ونشر الأفكار وترسيخ المبادئ . وإن كنا نخشى سابقا دخول غمار الإعلام مخافة أن نصاب بشيء من شهواته أو حتى عقباته ، فإن الوسائل قد تعددت الآن ابتداء من رسالة على البريد الإلكتروني ومرورا بالصحف والمجلات وانتهاءا بالقنوات الفضائية .
وقد يكون التضييق على حاملي الرسالة السامية من قبل حماة (( السامية )) سببا رئيسيا لعدم بروز الصوت الانساني المعتدل ، إلا أن هذا يمنعنا من ممارسة العمل ضمن الوسائل المتاحة . فلم يعد مبررا أن نرفض المشاركة في اللقاءات التلفزيونية وإن كانت المذيعة امرأة أو رمز من رموز العلمانية . واعتقد أننا تجاوزنا مرحلة الرأي الشرعي من الإعلام منذ أمد بعيد .
إذا أردنا أن نحمي مبادئنا ومبادئ الإنسانية ، فعلينا أن نكون أصحاب هيمنة كبرى على الإعلام _ كما يصفها اليهودي نعوم تشومسكي _ فقيمنا ومبادؤنا ليست بحاجة إلى هذه الوسائل ، إذ أن لها ذاتية كبرى تفتقر إليها كل دعوة وفكرة أخرى .
ولكننا بحاجة إلى أن نلفت النظر إليها عن طريق الإعلام ، أو بمعنى آخر أن نكون روادا بهذا الطريق . لنسير معا نحو (( هيمنة الإعلام الصادق )) من أجل كل قيمة ومبدأ إنساني نقي .
والله من وراء القصد .
---
(1/968)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأحاديث والآثار الواردة في أن قراءة آخر الكهف معين على القيام من الليل
---
الأحاديث والآثار الواردة في أن قراءة آخر الكهف معين على القيام من الليل
---
خالد الباتلي
06-07-2003, 06:14 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد أشار عليّ أخونا ومشرفنا الشيخ / أبو مجاهد العبيدي ، بمراجعة هذه المسألة ، وإشارته أمر ، وإنني أشكره بهذه المناسبة على حضوره المتوقد في هذا المنتدى بهذا الكم والكيف من المشاركات والبحوث والفوائد ، بحيث إن الوقت يضيق عن متابعتها فضلا عن إعدادها وكتابتها ، فأسأل الله أن يبارك في وقته وعلمه وولده .
وأما مايتعلق بالمسألة ، فأقول وبالله التوفيق :
ورد في هذه المسألة التي سأل عنها السائل مايلي – حسبما وقفت عليه - :
1-مارواه إسماعيل بن رافع قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض شيعها سبعون ألف ملك سورة الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له بها إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام من بعدها وأعطي نورا يبلغ السماء ووقي من فتنة الدجال ، ومن قرأ الخمس آيات من خاتمتها حين يأخذ مضجعه من فراشه حفظ وبعث من أي الليل شاء ".
وهذا الحديث أخرجه ابن الضريس في ( فضائل القرآن ) ص160 قال: أخبرنا يزيد بن عبدالعزيز ثنا إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن رافع فذكره .
وهو بهذا الإسناد ضعيف جدا للعلل الآتية :
أ- ضعف إسماعيل بن رافع كما عليه جمهور الأئمة ، بل ذهب النسائي والدارقطني إلى أنه : متروك . انظر : تهذيب الكمال 3/85(1/969)
ب-الانقطاع بين إسماعيل وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، فإسماعيل بن رافع من الطبقة السابعة وهم كبار أتباع التابعين – حسب اصطلاح الحافظ في التقريب – فيكون الحديث على هذا معضلا حسب اصطلاح المحدثين .
قال الحافظ في النخبة :" والسقط إما أن يكون من مبادئ السند من مصنف أو من آخره بعد التابعى أو غير ذلك ، فالأول : المعلق ، والثاني : المرسل ، والثالث إن كان باثنين فصاعدا مع التوالى فهو : المعضل وإلا فالمنقطع "
فتكون قد سقطت حلقة التابعي والصحابي من السند .
ج - إسماعيل بن عياش الحمصي الشامي ، صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم ، وشيخه في السند إسماعيل بن رافع وهو مدني .
ويزيد بن عبدالعزيز لم يذكر فيمن روى عن إسماعيل بن عياش – كما في تهذيب الكمال – فينظر في حاله .
والحديث عزاه الغافقي في(لمحات الأنوار ) 2/803 إلى ( رغائب القرآن ) لأبي مروان عبدالملك بن حبيب السلمي ، فمن يعرف هذا الكتاب فليفدنا به .
2- عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض ولكاتبها من الأجر مثل ذلك ومن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ومن قرأ العشر الأواخر منها عند نومه بعثه الله أي الليل شاء ؟"قالوا : بلى يا رسول الله ، قال :" سورة أصحاب الكهف " .أخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي 5/356 .
3-عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له رجل : إني أضمر أن أقوم ساعة من الليل فيغلبني النوم ، فقال : " إذا أردت أن تقوم أي ساعة شئت من الليل فاقرأ إذا أخذت مضجعك : قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي ..إلى آخر السورة ، فإن الله تعالى يوقظك متى شئت من الليل ".ذكر هذا القرطبي 11/72 وعزاه إلى الثعلبي .(1/970)
4-عن زر بن حبيش – من كبار التابعين 81هـ - قال :"من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقوم من الليل قامها" أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص246 والدارمي رقم (3406 ) وابن أبي الدنيا في كتاب ( التهجد وقيام الليل ) ص 370 رقم ( 318 ) . وفي سنده محمد بن كثير الصنعاني متكلم فيه .
هذا ماتيسر ، والله أعلم .
---
عبدالرحمن الشهري
06-18-2003, 02:51 PM
جزاك الله خيراً أبا عبدالعزيز على هذه الفوائد النفيسة ، والإجابات النافعة. ومثل هذه الفوائد مما يسافر له. وفقك الله ونفع بك .
---
أبو بيان
06-20-2003, 12:00 AM
جزاك الله خيراً أخانا الفاضل الباتلي , وأكثر من أمثالك ,
وكم أتمنى أن تلتفت أخي الحبيب إلى جانب الأسانيد والروايات التي يُسأل عنها في الملتقى , لتتكامل الفائدة المرجوة فيه , وليستغني به من وقف عليه , ولك منا جميل الثناء وصالح الدعاء .
---
(1/971)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سبب نزول سورة الضحى
---
سبب نزول سورة الضحى
---
الريم
11-03-2003, 01:20 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخواني انا حبيت أطرح في هذا الموقع موضوع أثار إهتمامي بالحيل وفضلا منكم لا أمرا الرد عليه بأسرع وقت للاهميه
الموضوع بإختصار هو سبب نزول سوره الضحى أنا قريت سبب نزول السوره في تفسير ابن كثير لكن إللي أثارني هو كتاب ابن كثير البدايه والنهايه اللي لقيت فيه سبب نزول غريب كان سبب نزول السوره وانقطاع الوحي هو وجود جرو او كلب تحت سرير الرسول عليه الصلاه والسلام فكلمه الكلب أثارت الفضول فيني للمعرفه وبصراحه مالقيت أفضل من موقعكم للإستفسار عنه
ولكم مني جزيل الشكر أختكم الريم
---
عبد الله
11-03-2003, 05:37 AM
سبب نزول سورة الضحى في الصحيحين ، رواه جندب بن سفيان رضي الله عنه قال : " اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يقم ليلتين أو ثلاثاً ، فجاءت امرأة فقالت : يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ، لم أره قَرِبك منذ ليلتين أو ثلاثاً . فأنزل الله عز وجل : } وَالضُّحَى ! وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ! مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى { "(1).(1/972)
أما قصة الجرو فأخرجها الطبراني وابن أبي شيبة عن حفص بن ميسرة عن أمه عن أمتها ، وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن جرواً دخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فدخل تحت السرير فمات ، فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي فقال : (( يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ جبريل لا يأتيني ! )) فقلت في نفسي : لو هيأت البيت وكنسته ، فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته ، وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة ، فأنزل الله : } وَالضُّحَى ! وَاللَّيْلِ { إلى قوله : } فَتَرْضَى { "(2).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : " وجدت في الطبراني بإسناد فيه من لا يعرف أن سبب نزولها وجود جرو كلب تحت سريره صلى الله عليه وسلم لم يشعر به فأبطأ عنه جبريل لذلك ، وقصة إبطاء جبريل بسبب كون الكلب تحت سريره مشهورة ، لكن كونها سبب نزول هذه الآية غريب ، بل شاذ مردود بما في الصحيح"(3).
(1) أخرجه البخاري في كتاب التفسير ، باب : } ما ودعك ربك وما قلى { 4950 . ومسلم في كتاب الجهاد والسير ، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين 1797م .
(2) ذكر ابن حجر هذه الرواية في الإصابة 7 / 628 عند ترجمته لخولة ، وقال : قال أبو عمر ( ابن عبد البر ) : روى حديثها حفص بن سعيد عن أبيه عنها في تفسير : } والضحى ... { وليس إسناد حديثها مما يحتج به ...
(3) فتح الباري 8 / 710 . وانظر : الإتقان للسيوطي 1 / 102 ـ 103 .
عبد الله إبراهيم
---
عبد الله
11-03-2003, 09:12 AM
تابع ما قبله :(1/973)
والقصة التي أشار إليها ابن حجر رحمه الله – ما رواه مسلم عن عائشة أنها قالت : واعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام في ساعة يأتيه فيها ، فجاءت تلك الساعة ولم يأته ، وفي يده عصا فألقاها من يده وقال : (( ما يخلف الله وعده ولا رسله )) ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره فقال : (( يا عائشة ، متى دخل هذا الكلب ههنا ؟ )) فقالت : والله ما دريت . فأمر به فأخرج ، فجاء جبريل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( واعدتني فجلستُ لك فلم تأت ! فقال : منعني الكلب الذي كان في بيتك ، إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة )) (4) .
وعن عبد الله بن عباس قال : أخبرتني ميمونة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح يوما واجما فقالت ميمونة : يا رسول الله ، لقد استنكرت هيئتك منذ اليوم ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن جبريل كان وعدني أن يلقاني الليلة فلم يلقني أم والله ما اخلفني )) قال : فظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومه ذلك على ذلك ، ثم وقع في نفسه جرو كلب تحت فسطاط لنا ، فأمر به فأخرج ، ثم أخذ بيده ماء فنضح مكانه ، فلما أمسى لقيه جبريل فقال له : (( قد كنت وعدتني أن تلقاني البارحة ؟ قال : أجل ، ولكنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة )) فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يأمر بقتل الكلاب ، حتى إنه يأمر بقتل كلب الحائط الصغير ويترك كلب الحائط الكبير (5).
_______________
(4) كتاب اللباس والزينة ، باب تحريم تصوير صورة الحيوان وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة بالفرش ونحوه وأن الملائكة عليهم السلام لا يدخلون بيتا فيه صورة ولا كلب 2104 . والبخاري مختصراً في كتاب بدء الخلق باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه .(1/974)
(5) كتاب اللباس والزينة ، باب تحريم تصوير صورة الحيوان وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة بالفرش ونحوه وأن الملائكة عليهم السلام لا يدخلون بيتا فيه صورة ولا كلب 2105 .
عبد الله إبراهيم
---
الريم
11-03-2003, 08:00 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شكرا أخوي عبدالله وجزاك الله عني الف خير ماتتصور أخوي وش كثر كان الموضوع شاغل بالي والله يقوك وماقصرت
اختك الريم
---
(1/975)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو المساعدة في ذكر بعض التفاسير المعاصرة لآيات الأحكام
---
أرجو المساعدة في ذكر بعض التفاسير المعاصرة لآيات الأحكام
---
مرشود الراشد
01-06-2004, 02:35 PM
أرجو المساعدة في ذكرجميع ما تعلمونه من التفاسير المعاصرة لآيات الأحكام . حيث أني بحاجة ماسة لذلك.
---
عبدالرحمن الشهري
01-06-2004, 04:18 PM
منها :
- تفسير آيات الأحكام لمحمد علي السايس وأخرين.
- روائع البيان في تفسير آيات الأحكام لمحمد الصابوني.
- تفسير آيات الأحكام للشيخ مناع القطان.
- أحكام القرآن للشيخ ظفر بن أحمد العثماني . وللكاندهلوي ، ولأحمد شفيع.
- تفسير آيات الأحكام للقصبي محمود زلط.
- أحكام القرآن لعبدالجبار الراوي.
- دراسات الأحكام والنسخ في القرآن لمحمد حمزة.
- رسالة تتعلق بأحكام القرآن تأليف أحمد أبو النجا الأزهري 1309هـ.
---
مرشود الراشد
01-06-2004, 07:59 PM
جزيت خيرا فضيلة الشيخ .
وهل من إضافة . وهل للشيخ شلتوت تفسير لآيات الأحكام وأين طبع إن وجد .
---
محمد رشيد
01-06-2004, 10:13 PM
جزاك الله تعالى خير الجزاء شيخنا الكريم الفاضل على إفادة أخينا راشد ،،،،
و لكن هناك تنبيه مهم جدا أنبه إليه أخي راشد و غيره ، و كنت قد كتبت هذا التنبيه من قبل لأضعه في موضوع مستقل ، ثم دخلت إلى الشبكة و ظننت أنني وضعته فحذفته ، و لم أتمكن من كتابته بعد ذلك لضيق الوقت ،،،،
هذا التنبيه يتلق بميزة التفاسير المعاصرة ،،،(1/976)
أذكر أنه منذ تم فتح هذا الملتقى و طلبت تقييما لبعض الكتب ، منها ( تفسير آيات الأحكام للسايس ) و ( روائع البيان للصابوني ) فأفادني شيخنا الشهري أن من مميزات المؤلفات المعاصرة في تفسير آيات الأحكام أنها كالفقه المقارن ، لا تتقيد بمذهب معين ، و هذا هو الواقع بالفعل ، و لكني ـ بالممارسة ـ وجدت أن هذه الميزة كانت هي العيب الوحيد في المؤلفات المعاصرة في تفسير آيات الأحكام ، لأني وجدت أن هذه الكتب غير موثوقة في نسبة الأقوال للمذاهب ، بل أشعر أن أصحابه لا يبحثون في كتب المذهب الذي ينسبون إليه القول ، فمثلا يذكر الشيخ السايس ـ رحمه الله تعالى ـ عن المذهب الحنفي القول بسنية السعي بين الصفا و المروة ، في حين أن الحنفية يوجبون السعي بين الصفا و المروة و إن كانوا لا يجعلونه ركنا ، و فرق ـ كما هو معلوم ـ بين الركن و الواجب ،،،،
و لهذا فلا يمكن أبدا اعتماد هذه الكتب في نسبة الأقوال لأصحابها ، بل لابد من الذهاب ـ لا أقول إلى كتب المذهب المراد بحث قوله ـ بل إلى الكتب المعتمدة في المذهب ، فلابد أولا من معرفة المعتمد من الكتب في كل مذهب ،،،
فمثلا لا يصح اعتماد ( المهذب للشيرازي ) في الفقه الشافعي ، و لا ( الوسيط للغزالي أيضا ) رغم شهرة الكتابين في الوسط الفقهي و شهرة كونهما ـ أي الكتابين ـ في الفقه الشافعي ،،،،
و كذلك لا يصح أن أقول : إن مذهب الحنفية كذا لأن أبا حنيفة قال كذا ... لا .. بل المذهب الحنفي بصورة خاصة أراه المذهب الوحيد الذي تدور رحاه على ثلاثة أو أربعة أشخاص ، بل هناك أبواب كاملة يرجح فيها غير قول أبي حنيفة ،، فأبو يوسف يرجح قوله في القضاء ، ومحمد يرجح قوله في المواريث .......(1/977)
و كذلك عندكم معشر الحنابلة ،، لا يصح أبدا بأي حال من الأحول اعتماد المغني لابن قدامة في اعتماد ما عليه الفتوى عند الحنابلة ، بل لابد من اعتماد الكتب التي نص العلماء على اعتمادها كمنتهى الإرادات للبهوتي أو الإقناع ،،،
و هكذا .. فلا تصلح أبدا هذه الكتب في اعتماد نسبة الأقوال لأصحابها ، كيف و الكتب المنتسبة للمذهب نفسها قد لا تصح لاعتماد الفتوى و إن اشتهرت ...
تنبيه // هذا الكلام أقوله من تجربتي بالصابوني و السايس ، و لا أدري عن التفاسير الأخرى شيئا ، و إن كانت أيضا لا يصح اعتمادها ، فلابد من اعتماد المصادر الأصلية المعتمدة ....
و أرى أنه لا غنى لطالب العلم أبدا عن أمثال تفسير الجصاص الحنفي و ابن العربي المالكي و الكيا الهراي الشافعي
والله تعالى أعلم
---
(1/978)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم معيار لضعف الوعي عند القوم
---
الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم معيار لضعف الوعي عند القوم
---
د. محمد مشرح
03-14-2006, 03:24 PM
الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم معيار لضعف الوعي عند القوم
الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أثبتت ضعف الوعي عند القوم في أهم القضايا وعند شريحة يفترض فيها التحري لما ينشر على الأقل في القضايا المهمة .
معايير العلم والوعي ؛ والتجرد للحق والأمانة عند البحث والتنقيب عنه ، والصدق عند الأخذ والعطاء شروط مبادئ وأخلاق لأولى النهى والمرجعية والتوجيه ، ، وانتقاء مباني الألفاظ ومدلولاتها القريبة والبعيدة ومراعاة نفسية متلقي الخطاب عند توجيهه شروط صحة للأسلوب.
أسلوب الخطاب الفج مردوده معلوم ، وكسب القلوب أهم من كسب المواقف ؛ كسب القلوب ديدن العقلاء بنظرهم البعيد وتفكيرهم العميق ؛ نتائجه – ولو على المدى البعيد – إيجابية ؛ إنه يدع مساحة للمراجعات والعودة إلى صواب قد يكمن وراءَ وهجِ المحاورات وهوس الانتصارات الفارغة التي تصحب النفس في مثل هذه المواقف بدون تروٍ وحرص على الحقيقة ؛ وطالما أثبت كسب القلوب أوبة نفوس كانت على النقيض ؛ آبت إلى الرشد بعد مراجعات نفسية حادية من القلب المأسور لمن حاوره بإحسان ، وترك له فرصة استعراض الصفحة التي تضمنت مفردات الحوار وحاكمها إلى حيثيات صحيحة أبانت وجه الحقيقة فأضحت كالشمس في رابعة النهار كان كسب المواقف سيخفيها إلى الأبد .(1/979)
المعايير السليمة تقود إلى نتائج سليمة والعكس بالعكس ، واتكاء الساسة أيا كانوا على معايير مجانبة للصواب خطأ فادح في حقهم وحق الأمم التي يقودونها يسوق إلى انتحار جماعي يبدأ من التفكير وينتهي بانتحار كلي تعاني الأمم الآن في ميدان الصراع المبني على معايير فاسدة تتركز في كسب أهداف غير مشروعة تلتهم الأخضر واليابس وتخفي وراءها محنا للأمم لا يعلم مداها إلى الله تعالى ومذكو فتيلها يحسبونها هينة وهي عند الله عظيمة بل قد يحسبون ما يصنعون حسنا ؛
يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
وهم الأخسرون كما نبأنا الله بذلك في قوله تعالى { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)}[1](1/980)
فقد تضمنت الآيات الكريمة عددا من المعايير تخص الأهداف والوسائل والأساليب والرسالة والمرسلين والمستقبلين إيجابية وسلبية للاعتبار بها أخذا وتركا ؛ وهذه المعايير وسواها مجملة ومفصلة في النصوص القرآنية والحديثة تدعو إلى إتقان الرسالة علما وإحاطة ورؤية متزنة لأبعادها قبل نشرها ؛ ابتداء من القراءة المتأنية[2] والبحث العميق ،[3] والإمساك عن نقل ما يسمع حتى يستبين ويتضح جدا [4] أو يضل طي الصمت والكتمان درءا للإشاعة المغرضة ، والكلمة الكاذبة ... وحفظا للنفوس والأعراض والأموال وكل الحقوق التي تتعلق بها الرسالة المسيئة ... وحب الخير للغير أيا كان صمام أمان لحفظ حقوق الجميع ...[5]
قاعدة العدل التي سجلت في القرآن ومارسها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا تفرق ؛ بل طالبت العدل للجميع في قول الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9)}[6]
بل سُبقت الآية المتضمنة للقاعدة أسسا متينة تقرر الالتزام بها لتكون معينة على تطبيق القاعدة ؛ هي : ذكر الله تعالى ، بذكر نعمه ، وميثاقه على طاعته منهم ، وسياج التقوى قال تعالى{ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) }[7]
وتلت آية القاعدة آية تضم شرطين عظيمين لضمان التطبيق هما الإيمان والعمل الصالح ؛ وختمت هذه الآية بحداء قوي للنفس ؛هو المغفرة والأجر العظيم جزاء من الله لمن التزم بالتعاليم .(1/981)
وخط أساليب للتواصل عظيمة منها السداد بما يحمل هذا الوصف من معنى ؛ ومن الآيات التي أوضحته قول الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (73)}[8]
وجاءت آية الأمانة شاملة [9] يدخل فيها الأسلوب . ويعد النبي صلى الله عليه وسلم المتصفين بالإلف من خلال انتقاء الألفاظ وأسلوب التعامل الجيد بحبه حيث قال { إن أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وأبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبرآء العنت ...} [10](1/982)
هذا غيض من فيض في تقعيد المنهج الإسلامي للتعامل الكريم في تحري العدل والوعي ، وتأليف القلوب بالأساليب الراقية حتى مع من تكرهه النفس ؛ إنه منهج الله الخالد الشامل المبرأ من النقص ؛ هدفه إسعاد الجميع ؛ بعيدا عن العنصريات والمناطقيات والشعوبيات والإقليميات الضيقة ؛ الكل محط رسالته العظيمة في دستور نقي كامل حوى موجهات وأسس أطراف العملية الاتصالية الخيرة بأطرافها جميعا ، وأحاطها بسياج من الضوابط العاصمة من الانحراف بها عن مسارها عند ممارستها ، ولهذا فإن الممارسة الخاطئة من قبل البعض لا يحسب على المنهج المعصوم ، والذي يمثله تمثيلا حقيقيا هو المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ومن سار على النهج ، واقتفى سيرته .
صلى عليك الله يا علم الهدى ما غرد القمري شدوا يطرب
وحدت شملا للورى بعقيدة أصفى من الماء الزلال وأعذب
وبمنهج أنقى وأسمى منهجا قاد الورى نحو العلا والمأرب
خطيت دربا يا محمد سالكا يسع الجميع على الدوام مجرَب
يا من يروم على الدوام سعادة فليلزمن ّدرب الحبيب المحبب
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة الكهف
[2] - من ذلك سورة اقرأ وكثير من الآيات والأحاديث التي تحث على القراءة الكافية حول الموضوع
[3] - الحث على البرهان في عدد من الآيات والأحاديث
[4] - كما في سورة الحجرات
[5] - نفي الإيمان عمن لا يحب لأخيه كما يحب لنفسه
[6] - سورة المائدة
[7] - سورة المائدة
[8] - سورة الأحزاب
[9] - رأي جمهور المفسرين أنظر تفسير القرطبي عند تفسير الآية
[10] - المعجم الكبير للطبراني 7/ 350 . رقم 7697 .
---
(1/983)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيفية كتابة تقرير حول مشروع علمي
---
كيفية كتابة تقرير حول مشروع علمي
---
زكرياء توناني
03-13-2007, 01:23 AM
أسأل الدكاترة الكرام عن كيفية كتابة تقرير لتقديم مشروع علمي ، ويتمثل المشروع في تحقيق مخطوط في التفسير .
وحبذا لو وُجد نموذج لذلك .
---
أحمد بزوي الضاوي
03-13-2007, 03:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل توناني ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للعثور على مخطوط في تفسير القرآن الكريم ، نسأل الله تعالى أن يوفقكم لما يحبه و يرضاه . أما عن التقرير الذي يقدمه الطالب الباحث عن الموضوع الذي يعتزم العمل على إنجازه فيمكننا إجماله في ما يلي :
1- يقدم الباحث لتقريره بمقدمة موجزة عن المجال العلمي الذي ينتمي إليه المخطوط المزمع تحقيقه .
2-التعريف بصاحب المخطوط .
3- التعريف بالمخطوط .: أ- أهمية المخطوط .
ب ـ وصف المخطوط :
أ ـ العنوان الكامل .
ب ـ نسخ المخطوط .
ج ـ موضوع المخطوط .
د ـ أهمية المخطوط .
4- عملك في المخطوط : أ ـ الدراسة النظرية .
ب ـ تحقيق المخطوط .
ج ـ الفهارس العلمية .
الخطة العامة للبحث :
** مقدمة : أ ـ أسباب اختيار الموضوع .
ب ـ الصعوبات التي واجهت الباحث .
د ـ المنهج المقترح لدراسة الموضوع .
ج ـ الخطة العامة للبحث .
أولا : قسم الدراسة :
أ ـ ترجمة صاحب المخطوط .
ب ـ التعريف بالمخطوط .
ج ـ منهج المؤلف .
القضايا العامة للكتاب .
2 ـ قسم التنحقيق :
أ ـ النسخ المعتمدة .
ب ـ منهجك في التحقيق .
ج ـ النص المحقق .
د ـ الخاتمة : أهم النتائج التي توصل إليه الباحث .
ه ـ الفهارس العلمية .
قائمة المصادر و المراجع .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---(1/984)
زكرياء توناني
03-13-2007, 04:11 PM
جزاكم الله خيرا فضيلة الدكتور أحمد بزوي الضاوي على ما تكرمتم به ، وجعل ما قمتم به في ميزان حسناتكم يوم القيامة .
مجرد استفسار : كيف يمكنني عمل قائمة المصادر والمراجع والعمل لما ينتهي بعد ؟ فهل يمكنكم أن تتفضلوا ببيان هذه النقطة .
بارك الله فيكم
---
أحمد بزوي الضاوي
03-13-2007, 07:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل ـ توناني ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، أنتم أهل الجزاء و الإحسان . أما سؤالكم عن قائمة المصادر و المراجع ، فلا يخفى عليكم أن الطالب الباحث لا بد أن يتصف بصفات أهمها : أن يكون على جانب كبير من العلم و المعرفة ، و قادرا في الوقت ذاته على التفكير ، والتأمل ، و التفسير ، و الاستنباط ، و المقارنة ، و ذلك لا يمكن أن يتم إلا إذا كان واسع الاطلاع في مجال تخصصه ، وخارجه، لأن ذلك يمكنه من اتساع أفق النظر ، و من ثم القدرة على القيام بمهام البحث و أعبائه ، و بناء على ما سبق فإن الطالب الباحث مطالب بإعداد قائمة للمصادر و المراجع لها صلة بمجال بحثه عامة ، و بالموضوع الذي يعتزم دراسته بصفة خاصة .و هذه القائمة يمكن إنجازها بالرجوع إلى فهارس المكتبات ، و الكتب و استشارة أهل الخبرة و التخصص . و الأمر كله يتعلق بالتصور الأولي الذي يملكه الباحث عن مجال التخصص و موضوع البحث .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
زكرياء توناني
03-13-2007, 11:10 PM
جزاكم الله خيرا ، وأحسن الله عاقبتكم في الأمور كلها .... آمين
---
عبدالرحمن الشهري
03-14-2007, 07:29 AM
جزاكم الله خيراً يا دكتور أحمد على تفضلكم بهذا الجواب المفصل .
---
أحمد بزوي الضاوي
03-15-2007, 02:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .(1/985)
الأخ الفاضل عبدالرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن جدد اللقاء بكم على عتبات هذا الموقع المبارك ، الذي هو من الصدقات الجارية ، و من ثم فإن كان هناك من يشكر فأنتم و إخوانكم القائمون على هذا الموقع العلمي المتميز ، أما نحن فنقطف ثمرات ما غرست أيديكم المباركة .
مع تنبيه لتكرار ورد في الخطة الأولية للبحث ، و الصحيح : التعريف بالمخطوط .
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/986)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الخلود في القرآن
---
الخلود في القرآن
---
حسن الكبهي
09-29-2003, 07:46 AM
ذكر الله عز وجلّ في القرآن الكريم آيات وعيد فيها العقوبة بالنار والخلود فيها ولكني لاحظت ان بعض الآيات ذكرت الخلود في النار لمسلمين لن يخلدوا بسب تلك المعاصي المتوعد عليها بالخلود كما هو ايمان أهل السنة والجماعة ومثال ذلك اية البقرة لمقترف كبيرة الربا وقاتل النفس في النساء ولاأدري اذا يوجد غيرهما
فماذا يعني الخلود في القرآن وان لم يقصد به الخلود فما الحكمة من ذكره
والله أعلم وأعز واحكم وأسأل الله المغفرة
---
أبومجاهدالعبيدي
09-29-2003, 10:21 AM
يا أخي حسن وفقك الله ،معنى الخلود في القرآن موافق لمعنى الخلود في كلام العرب ، وهو المكث الطويل ، وهو لا يقتضي التأبيد .
و الإشكال الذي ذكرته معروف عند العلماء ، ولهم عليه أجوبة ، وقد فصلها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الواسطية بقوله :
(ولكن يشكل على منهج أهل السنة ذكر الخلود في النار، حيث رتب على القتل، والقتل ليس بكفر، ولا خلود في النار عند أهل السنة إلا بالكفر.
وأجيب عن ذلك بعدة أوجه:
الوجه الأول: أن هذه في الكافر إذا قتل المؤمن.
لكن هذا القول ليس بشيء، لأن الكافر جزاؤه جهنم خالداً فيها وإن لم يقتل المؤمن: ]إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً (64) خالدين فيها أبدا لا يجدون ولياً ولا نصيرا[ [الأحزاب، 64-65].
الوجه الثاني: أن هذا فيمن استحل القتل، لأن الذي يستحل قتل المؤمن كافر.
وعجب الإمام أحمد من هذا الجواب، قال: كيف هذا؟! إذا استحل قتله، فهو كافر وإن لم يقتله، وهو مخلد في النار وإن لم يقتله.
ولا يستقيم هذا الجواب أيضاً.
الوجه الثالث: أن هذه الجملة على تقدير شرط، أي: فجزاؤه جهنم خالداً فيها إن جازاه.(1/987)
وفي هذا نظر، أي فائدة في قوله: ]فجزاؤه جهنم[، ما دام المعنى إن جازاه؟! فنحن الآن نسأل: إذا جازاه، فهل هذا جزاؤه؟ فإذا قيل: نعم، فمعناه أنه صار خالداً في النار، فتعود المشكلة مرة أخرى، ولا نتخلص.
فهذه ثلاثة أجوبة لا تسلم من الاعتراض.
الوجه الرابع: أن هذا سبب، ولكن إذا وجد مانع، لم ينفذ السبب، كما نقول: القرابة سبب للإرث، فإذا كان القريب رقيقاً، لم يرث، لوجود المانع وهو الرق.
ولكن يرد علينا الإشكال من وجه آخر، وهو: ما الفائدة من هذا الوعيد؟
فنقول: الفائدة أن الإنسان الذي يقتل مؤمناً متعمداً قد فعل السبب الذي يخلد به في النار، وحينئذ يكون وجود المانع محتملاً، قد يوجد، وقد لا يوجد، فهو على خطر جداً، ولهذا قال النبي r: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً". فإذا أصاب دماً حراماً والعياذ بالله، فإنه قد يضيق بدينه حتى يخرج منه.
وعلى هذا، فيكون الوعيد هنا باعتبار المال، لأنه يخشى أن يكون هذا القتل سبباً لكفره، وحينئذ يموت على الكفر، فيخلد.
فيكون في هذه الآية على هذا التقدير ذكر سبب السبب، فالقتل عمداً سبب لأن يموت الإنسان على الكفر، والكفر سبب للتخليد في النار.
وأظن هذا إذا تأمله الإنسان، يجد أنه ليس فيه إشكال.
الوجه الخامس: أن المراد بالخلود المكث الطويل، وليس المراد به المكث الدائم، لأن اللغة العربية يطلق فيها الخلود على المكث الطويل كما يقال: فلان خالد ف الحبس، والحبس ليس بدائم. ويقولون: فلا خالد خلود الجبار، ومعلوم أن الجبال ينسفها ربي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً.
وهذا أيضاً جواب سهل لا يحتاج إلى تعب، فنقول: إن الله عز وجل لم يذكر التأبيد، لم يقل: خالداً فيها أبداً بل قال: ]خالداً فيها[، والمعنى: أنه ماكث مكثاً طويلاً.(1/988)
الوجه السادس: أن يقال إن هذا من باب الوعيد، والوعيد يجوز إخلافه، لأنه انتقال من العدل إلى الكرم، والانتقال من العدل إلى الكرم كرم وثناء وأنشدوا عليه قول الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إبعادي ومنجز موعدي
أوعدته بالعقوبة، ووعدته بالثواب، لمخلف إبعادي ومنجز موعدي.
وأنت إذا قلت لابنك: والله، إن ذهبت إلى السوق، لأضربنك بهذا العصا. ثم ذهب إلى السوق، فلما رجع، ضربته بيدك، فهذا العقاب أهون على ابنك، فإذا توعد الله عز وجل القاتل بهذا الوعيد، ثم عفا عنه، فهذا كرم.
ولكن هذا في الحقيقة فيه شيء من النظر، لأننا نقول: إن نفذ الوعيد، فالإشكال باق، وإن لم ينفذ، فلا فائدة منه.
هذه ستة أوجه في الجواب عن الآية، وأقربها الخامس، ثم الرابع.)
وهذا جواب للإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله :
س : قال عز وجل : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وقال تعالى : وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا الآية أرجو من فضيلة الشيخ أن يذكر الجمع بين الآيتين الكريمتين؟
ج : ليس هناك بحمد الله بينهما اختلاف ، فالآية الأولى فيها بيانه سبحانه لعباده أن ما دون الشرك تحت مشيئته قد يغفره فضلا منه سبحانه ، وقد يعاقب من مات على معصية بقدر معصيته لانتهاكه حرمات الله ولتعاطيه ما يوجب غضب الله ، أما المشرك فإنه لا يغفر له بل له النار مخلدا فيها أبد الآباد إذا مات على ذلك - نعوذ بالله من ذلك - وأما الآية الثانية :(1/989)
ففيها الوعيد لمن قتل نفسا بغير حق وأنه يعذب وأن الله يغضب عليه بذلك . ولهذا قال تعالى : وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا معنى ذلك : أن هذا هو جزاؤه إن جازاه سبحانه وهو مستحق لذلك وإن عفا سبحانه فهو أهل العفو وأهل المغفرة جل وعلا ، وقد يعذب بما ذكر الله مدة من الزمن في النار ثم يخرجه الله من النار ، وهذا الخلود خلود مؤقت ، ليس كخلود الكفار ، فإن الخلود خلودان : خلود دائم أبدا لا ينتهي ، وهذا هو خلود الكفار في النار ، كما قال الله سبحانه في شأنهم : كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ
هكذا في سورة البقرة . وقال في سورة المائدة : يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ أما العصاة : كقاتل النفس بغير حق والزاني والعاق لوالديه وآكل الربا وشارب المسكر إذا ماتوا على هذه المعاصي وهم مسلمون ، وهكذا أشباههم هم تحت مشيئة الله كما قال سبحانه : وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ فإن شاء جل وعلا عفا عنهم لأعمالهم الصالحة التي ماتوا عليها وهي توحيده وإخلاصهم لله وكونهم مسلمين أو بشفاعة الشفعاء فيهم مع توحيدهم وإخلاصهم .(1/990)
وقد يعاقبهم سبحانه ولا يحصل لهم عفو فيعاقبون بإدخالهم النار وتعذيبهم فيها على قدر معاصيهم ثم يخرجون منها ، كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه يشفع للعصاة من أمته ، وأن الله يحد له حدا في ذلك عدة مرات ، يشفع ويخرج جماعة بإذن الله ثم يعود فيشفع ، ثم يعود فيشفع ، ثم يعود فيشفع عليه الصلاة والسلام ( أربع مرات ) ، وهكذا الملائكة وهكذا المؤمنون وهكذا الأفراط كلهم يشفعون ويخرج الله سبحانه من النار بشفاعتهم من شاء سبحانه وتعالى ويبقي في النار بقية من العصاة من أهل التوحيد والإسلام فيخرجهم الرب سبحانه بفضله ورحمته بدون شفاعة أحد ، ولا يبقى في النار إلا من حكم عليه القرآن يا لخلود الأبدي وهم الكفار .
وبهذا تعلم السائلة الجمع بين الآيتين وما جاء في معناهما من النصوص وأن أحاديث الوعد بالجنة لمن مات على الإسلام على عمومها إلا من أراد الله تعذيبه بمعصيته فهو سبحانه الحكيم العدل في ذلك يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد جل وعلا .
ومنهم من لا يعذب فضلا من الله لأسباب كثيرة من أعمال صالحة ومن شفاعة الشفعاء ، وفوق ذلك رحمته وفضله سبحانه وتعالى .
الرابط :
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01859
---
حسن الكبهي
09-29-2003, 11:10 AM
أخي أبا مجاهد
جزاك الله خيرا، وفيت و أديت
حسن
---
الإسلام ديني
06-23-2005, 10:40 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه الإجابة
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/991)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام ابن تيمية كاملا - 35 مجلد على ملفات ورد
---
حمل مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام ابن تيمية كاملا - 35 مجلد على ملفات ورد
---
وائل
07-08-2003, 06:11 PM
من هذا الرابط يمكنك التحميل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=10246&perpage=15&pagenumber=1
تحياتي للجميع ودعواتكم
---
(1/992)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > مبادرة الادارة
---
مبادرة الادارة
---
حسن الكبهي
10-06-2003, 03:15 PM
الشيخ عبد الرحمن وفقه الله الى العلم النافع والعمل الصالح
رأيت في هذا الملتقى المبارك انكم تتحملون عبئا كبيرا لتجاوز عقبات تحدث في الملتقى في حين انه كان ينبغي ان تأتي المشاركة من الاعضاء بشكل فعال أكثر لا ان تكون محصورة على أفراد وكل حسب علمه، وقد رأيتك تلمح ورأيت غيرك يصرح بعدم التفاعل والمشاركة من قبل الاخوة الاعضاء والاكتفاء فقط بالقراءة مع قدرتهم على المشاركة الجيدة.
وانكم في هذا القسم (الاقتراحات) تنتظرون مشاركات اخواننا والتي قد تتسم بالبطء، فلماذا لا تبادرون انتم بعرض مشاكل الملتقى على الأعضاء لسماع ارآئهم فيها بدل من ان تتحملو انتم أعباء الرد والمشاركة واجابة الاسئلة وغيرها ومثال ذلك ان يطرح استبيان على أهل الملتقى : لماذا يتباطء ولا يشارك بعض الاخوة حتى يتسنى لكم جمع هذه البيانات وتصنيفها فتعرف هل المشكلة في منهجية الملتقى أو في الأعضاء و كيف تقترحون حلا لهذه المشكلة. وبالطبع هذا الاستبيان لا ينحصر فقط في هذا السؤال بل قد يعمم على أغلب صعوبات ومشاكل قد نواجهها في هذا الملتقى المبارك
وهذا يأتي من باب الشعور بمسئولية العضوية والحماس للعلم والشكر للملتقى
مجرد فكرة والله أعلم بالصواب ومنه سبحانه العفو
---
عبدالرحمن الشهري
10-07-2003, 05:28 AM
أخي العزيز حسن الكبهي حفظه الله ورعاه ووفقه لما يحبه ويرضاه
أشكرك على عنايتك ، وحسن تقديرك وفقك الله.(1/993)
المشكلة الحقيقية أن المشرفين على الملتقى يعملون في بحوث أكاديمية - عدا الدكتور مساعد الطيار وفقه الله - وهم الآن في آخر المدة المقررة لتسليم بحوثهم ، ولذلك لم يعد لديهم الوقت الكافي للمتابعة الجادة. فهم يكتفون بمسارقة الوقت هذه الأيام للنظر في الملتقى من باب تحلة القسم. ولدينا أمل أن ننتهي جميعاً في وقت قريب إن شاء الله ، ونلتفت للملتقى بشكل كبير ، ونتمكن - إن أنسأ الله في الأجل - من القيام بما يجب حيال هذا الموقع الذي نرجو له النجاح. ولكن هذا يعني التقليل من المشاركات لا انعدامها ، فمطلوب من جميع الأعضاء التكرم بالمشاركة ، والاحتساب في ذلك ، ولا سيما أن هذا الملتقى منبر للجميع ، ومن بحث وصبر وأفاد إخوانه فهو صاحب الملتقى ، ولكن يبدو أن مثل هذه المشروعات تحتاج إلى تضحية من القائمين عليها في المقام الأول لطرح الموضوعات وتبنيها ، وإلا فلو طرح أي عضو مشروعاً نافعاً وتبناه ، للقي الدعم والتشجيع ، فالهدف هو الفائدة والنفع المتبادل بين الإخوة جميعاً.
أشكرك أخي حسن مرة أخرى على مشاركاتك ودعمك وفقك الله. وسأحاول تنفيذ ما أشرتم به إن شاء الله.
---
متعلم
10-15-2003, 01:57 PM
أخي عبد الرحمن لي ملحوظة وهي :
أنه عندي ادخالي بياناتي يتم رفضها أحيانا مما اضطرني مرة إلى تغيير رقم السري وكنت اود رقما من عندي يسهل حفظه ولكن وجدت رقما من عند الملتقى ينبغي تكرراه حتى يحفظ وهذا فيه مشقة ؟؟
وجزاكم الله خيرا
---
(1/994)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب مساعدة عاجلة
---
طلب مساعدة عاجلة
---
البتول
11-09-2006, 11:54 AM
السلام عليكم
إني بحاجة لمصحف إلكتورتي على صيغة الورد
بحث كثيرا في مواقع المحركات إلا اني لم اجد.
---
د. أنمار
11-09-2006, 12:48 PM
توجد نسختان هنا في المكتبة
http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=82
http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=83
كما نوقشت هذه المشكلة هنا في الملتقى على الروابط التالية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3544
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1112
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4159
---
البتول
11-10-2006, 09:59 AM
جعله الله في ميزان حسناتك
---
(1/995)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > إلى مشرفنا الفاضل ..! الكتابة با اللغة الإنجليزية !
---
إلى مشرفنا الفاضل ..! الكتابة با اللغة الإنجليزية !
---
عبدالله التميمي
09-04-2004, 12:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعبن وبعد ..
فأقترح عليكم يا مشرفنا وشيخنا الفاضل أن يتم وضع حد للكتابة با اللغة الإنجليزيه وذلك في الأسماء والمواضيع وذلك لأني شاهدت كثير منها في هذا الملتقى المبارك وهذا والله يسئ في نظري القاصر .. وذلك لأن القرآن الكريم انزل بلسان عربي مبين .. ولا يليق بمنتدى متخصص في التفسير والعلوم الشرعية ان يسمح للغة اجنبيه بمزاحمة اللغة العربيه الفصحى ..
ملاحظه :
هذه الأقتراحات والملحوظات لم تصدر مني والله إلا لمحبة لكم ولملتقاكم المبارك ولماحول الرقي به إلى الأفضل ..
اخوكم
عبد الله التميمي
---
shade torky
09-04-2004, 12:09 AM
assalam alaikom
SORRY TO WRITE IN ENGLISH
but its because of the system of the keyboard
so i can't write but in english
i love arabic too
but if you want me not to write in english i will leave this location and never get it again
brother
---
حرف
09-04-2004, 04:37 AM
لا يا أخي لاداعي لرحيلك من الموقع حاول قدر الإمكان أن تشارك مع إخوانك وتستفيد إذا كان الأمر لا يتعدى كونه مشكلة فنية في آلة الكتابة , والجيد أنك تحب العربية وتفهمها فلاضير في حد نظري .
---
د. هشام عزمي
09-04-2004, 06:07 AM
أخي شادي تركي .. تستطيع يا أخي شراء لوحة مفاتيح عربية لحل مشكلتك و هي أهون ما يكون .
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2004, 03:39 PM
شكراً لكم جميعاً وفقكم الله .(1/996)
وأشكرك أخي الكريم عبدالله التميمي على حرصك على الملتقى وعلى اللغة العربية ، وأتفق معك فيما تفضلت به ، وقد كررنا مراراً قديماً التنبيه على هذا الأمر ، ولكن كما ترى الأخ الكريم شادي يشكو من عدم وجود نظام كتابة بالعربي لديه مما يضطره للكتابة باللغة الانجليزية ، وقد وعد بمحاولة الكتابة بالعربية متى استطاع ذلك ، وقد ذكر أنه يتفق معك في حب العربية ولكن هو النظام فحسب ، وهذه المشكلة توجد لدى من يكتبون من مقاهي الانترنت في دول غير عربية تكون فيها الأنظمة الخاصة بالأجهزة غالباً بالانجليزي خاصة الأماكن العامة كالمقاهي والمؤسسات الحكومية كالمستشفيات ونحو ذلك.
على كل حال وفقكم الله جميعاً لكل خير ، وهدفنا جميعاً هو الفائدة ، ولا نرغب في أن نحرم طالباً للعلم من الفائدة والجواب إذا كانت متيسرة ولو كتبناها له بلغة غير العربية ، أو كتبها هو كذلك. ونسأل الله لكم التوفيق لكل خير.
---
ابو شفاء
09-04-2004, 06:27 PM
http://www.al-islam.com/key.htm
dear brother
open this web site you will find arabic kebord < just print it out and continue writing in arabic , forgive your brothers , we all love you and love all muslims
---
(1/997)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تخرج زكاة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين لتجمع لا لإعطائها الفقراء
---
تخرج زكاة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين لتجمع لا لإعطائها الفقراء
---
أبو محمد الظاهرى
10-07-2006, 03:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تخرج زكاة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين لتجمع لا لإعطائها الفقراء
قال شيخنا عبد العزيز الحنوط حفظه الله تعالى :
قال العلامة محمد إبراهيم شقرة ـ حفظه الله ـ في كتابه الماتع " إرشاد الساري إلى عبادة الباري" ( القسم الثالث ـ الصيام ...)(94 ـ 98 ) :
" وكما أن الله سبحانه قد أعلمنا بوحيه عن طريق نبيه صلى الله عليه وسلم الأصناف التي تُخْرَجُ منها زكاة الفطر ومقدارها ، فقد أعلمنا أيضا الوقت الذي يجب إخراجها فيه .
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " كنا نُخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر صاعا من طعام ...الخ " . وقد تقدم ذكر هذا الحديث ، وموضع الشاهد فيه قوله : " يوم الفطر " فبين هذا الحديث اليوم الذي تُخرج فيه زكاة الفطر .
لكن ابن عمر رضي الله عنهما بيَّن لنا الوقت الذي تخرج فيه زكاة الفطر من يوم الفطر فعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر بأن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة ـ أي صلاة الفطر ـ .
والمعقول الذي لا معقول سواه أن المراد بكلام ابن عمر : " أن تُؤَدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة " أي وبعد طلوع الفجر ، إذ لو كان قبل طلوع الفجر وقتا لها ، لنصَّ على ذلك نصاًّ صريحا ً، لئلا يلتبس الأمر على السامع ، ولكن لما كان المتبادر من هذا اللفظ إنما هو بعد طلوع الفجر اقتصر عليه وحده .(1/998)
وقد مرَّ معنا في الكلام على معنى " أمر " و " فرض " أن كلاًّ منهما يفيد الوجوب ، فقول عبد الله بن عمر أمر رسول الله . أي : أوجب علينا ، لا معنى لها غير ذلك . ولم يفهم الصحابةُ غيره ، ولو فهموا غيره لكان فعلُ بعضهم دالاًّ عليه ، ولكنهم جميعا متفقون على أن وقت زكاة الفطر هو هذا دون غيره ، والاختلاف على وقت إخراجها حدث من بعدهم ، ولو كان الاختلاف واقعا في هذا الأمر في حياتهم ، لوجب ردُّه إلى الله ورسوله للفصل فيه . وأنىَّ للقائلين بجواز إخراج زكاة الفطر في غير هذا الوقت أن يأتوا بدليل على ذلك ، إلا أن يكون محض الرأي ، والله سبحانه إنما تعبَّدنا بوحييه ، الكتاب والسنة ، أما رأْي الرجال فليس له معهما إلا مجرد الذكر . قال ابن حزم رحمه الله : " ووقت زكاة الفطر ـ الذي لاتجب قبله ، وإنما تجب بدخوله ، ثم لا تجب بخروجه ـ فهو : إثر طلوع الفجر من يوم الفطر ، ممتدأً إلى أن تبيضَّ الشمس ، وتحل الصلاة من ذلك اليوم نفسه " ، وهو قول ٌ حقٌّ لا ريب فيه .
ويزيد هذا توكيدا وتوضيحا حديث ابن عباس رضي الله عنهما : "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهْرةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعْمةً للمساكين ، فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولةٌ ، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة ٌ من الصدقات " .
وهذا الحديث فيه دلالة ضمنية على أن زكاة الفطر لا يخرجها الصائم إلا بعد انقضاءِ أيام صومه ، وذلك قوله : " طُهرةً للصائم " ، فما دام أن أيام الصوم باقية ، فذمَّةُ المسلم متعلقةٌ بها لأدائها صياما ، ولا تبرأُ ذمته من صيامها إلا بعد أن تنقضي أيام الصيام ، ومادام في صوم فهو عرضةٌ للرفث واللغو ، فإن أدى زكاة الفطر قبل انقضاء أيام الصوم ، فإن جُزءأً من صومه حينئِذٍ لا تتناوله زكاةُ الفطر بالتَّطهير ، ممَّا قد يتعرض له الصائِم من اللَّغو والرَّفَث .(1/999)
ثم إن كلمة زكاة الفطر تدل بحروفها على أنها مرهونةٌ بانتهاء الصائم من صومه ، وأنها لم تُسمَّ بهذا الاسم إلا لذلك ، وذلك بدخول أول يوم من شوال ، ودخول هذا اليوم إنما يكون بعد طلوع فجره ، وهذا ماذكره ابن حزم رحمه الله في قوله المتقدم قريبا ، وكلمة يوم هنا تطلق على النهار فقط ، وإنما أُضيفت إلى الفطر لكونها تجب بالفطر من رمضان .
وقد رويت أقوالٌ كثيرةٌ في وقت إخراج زكاة الفطر ، حتى إن بعضهم يرى جواز إخراجها في اليوم الأول من رمضان ، بل إن بعضهم يرى جوازها لعامين ، وأقربهم إلى الصواب من يقول بجواز إخراجها قبل الفطر بيومٍ أو يومين ، وحجتُهم في ذلك ماجاء في صحيح البخاري : " وكانوا يعطون ـ أي زكاة الفطر ـ قبل يوم الفطر بيوم أو يومين " .
وبالنظر في الأدلة مجتمعة يمكن القول : إن زكاة الفطر لها وقتٌ محدَّدٌ ، يبدأُ من طلوع فجر يوم عيد الفطر ، وينتهي بانتهاء صلاته ، وهو ماصرّح به حديث ابن عباس : " فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولة ، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " ، فيجب أن يحرص المسلم على أدائها في هذا الوقت ، فإن لم يُخرجها في هذا الوقت لم تجزىء عن صدقة الفطر ، كما صرح الحديث بذلك .(1/1000)
وأما حديث ابن عمر الذي في البخاري : " كانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين " فليس المرادُ إعطاءها لمستحقيها من المساكين والفقراء قبل يوم أو يومين ، بل المراد تسليمها للذين يجمعونها من عمَّال الزكاة ، وقد جاء التصريح بهذا في روايات أخرى عن ابن عمر رضي الله عنهما ، ففي صحيح ابن خزيمة ، قال : حدثنا عمران بن موسى القزاز ، حدثنا عبدالوارث ، حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر ، قال : فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة رمضان عن الحر والمملوك ،والذكر والأنثى صاعا من تمر أو صاعا من شعير ، قال : فعدل الناس به نصف صاع بر ، قال: وكان ابن عمر إذا أعطى التمر إلا عاما واحدا ، أعوز من التمر فأعطى شعيرا ، قال : قلت متى كان ابن عمر يُعطي الصاع ؟ قال : إذا قعد العامل ، قلت : متى كان العامل يقعد ...؟ قال : قبل الفطر بيوم أو بيومين " .
وفي " الموطأ " حدثني يحيى عن مالك عن نافع أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة .
فهذه الروايات المصرِّحة بعامل الزكاة الذي كانت تُجْمَعُ الزكاة عنده ، تمهيدا لإخراجها وإعطائها لمستحقيها من المساكين والفقراء ، فسَّرت رواية البخاري التي لم تصِّرِّح بالعامل ، بل قالت : " للذين يقبلونها " . ولا أحسب بعد ماتقدم من توضيح وبيان أنه يبقى عُذْرٌ بجواز إخراج زكاة الفطر في غير الوقت المحصور مابين الفجر وبين صلاة العيد ، وهو الحق أن شاء الله ، الذي ينشده كل مُحبٍ للحق .(1/1001)
ولا أحسِبُ إلا أن العجز هو الذي يُقْعِدُ المسلمين اليوم عن العمل بهذا الواجب الديني العظيم ، فهم يقولون : إن الوقت مابين الفجر إلى صلاة العيد لا يتسع لتوزيع زكاة الفطر ، يقولون هذا وأحدهم لم يَذُقْ مُتْعَةَ العمل بهذه العبادة العظيمة ، لأنهم لا يريدون أن يتعبوا أجسادهم في عبادة فرضها الله عليهم في كل عام مرَّة ، وبخاصة ونحن في زمانٍ أُهمل فيه أمر الزكاة ، واستبدلوا الذي هو أدنى ـ وهو مايُعرف بالضريبة ـ بالذي هو خير ، وهو الزكاة " أ.هـ .
قال عبدالعزيز : انظر : كتاب " المحلى " للإمام أبي محمد ابن حزم ـ رحمه الله ـ (6/142 ـ 143 ) .
قال الشيخ العلامة عبد الله بن يوسف الجديع ـ حفظه الله ـ في رسالته النافعة " كشف الستر عن أحكام زكاة الفطر " (25 ـ28 ) :
" في تسميتها في الأحاديث " زكاة الفطر " إشعار بأنها إنما تجب بالفطر من رمضان، إذ لو مات إنسان يوم الثامن والعشرين مثلا فلا شيء عليه إذلم يدركه وقت وجوبها ، وهذا الذي يدل عليه أمره صلى الله عليه وسلم بأدائها قبل الخروج إلى الصلاة والله أعلم ، وما كان من عمل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يعطونها قبل الفطر بيوم أو يومين لأنها كانت تجمع عند العامل ، وليس في ذلك دليل على أنها كانت تعطى للمساكين قبل يوم أو يومين ، يبين ذلك ماكان من أمر أبي هريرة رضي الله عنه مع الشيطان أنه أتاه ثلاث ليال يأخذ من صدقة الفطر [1] ( لعنه الله ) ففي ذلك دليل على أنها كانت تمكث مدة قبل أن تعطى للمساكين ، وفي أزماننا هذه لا نجد حاكما قائما بدين الله يجعل للزكاة عمالا ، فإذن يعطيها المسلم بنفسه للمساكين، فعلى هذا لا يجوز أن يقدمها على مغرب آخر يوم من رمضان إذ لا دليل على ذلك ، وتقديمها على وقتها كصلاة الظهر قبل دخول الوقت والله أعلم .(1/1002)
وماذهب إليه بعض أهل العلم من أن القبلية في حديث ابن عمر ظرف متسع غير صحيح لما أسلفنا ويلزمهم ذلك أن يجوزوا إخراج زكاة سنين ولا أظنهم يقولون به ، والقول به لا يساعد عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأدائها قبل خروج الناس إلى الصلاة كما هو ظاهر، وعلى كل حال فالحق إن شاء الله هو ما أسلفنا بيانه والله أعلم " أ . هـ .
قال أبو عبدالرحمن : ومن ترجح له اختيار شيخنا محمد إبراهيم شقرة أو اختيار الشيخ الجديع فلا حرج عليه ولا لوم ؛ لأن من كان دليل الكتاب والسنة معه فهو الحق وهو الأولى بالحق ، ومن كان دليل الكتاب والسنة عليه لا له كان المخطىء ولا ذنب عليه في هذا الخطأ إن كان قد وفى الإجتهاد حقه بل هو معذور بل مأجور كما ثبت في الحديث الصحيح " أنه إذا اجتهد فأصاب فله أجران ، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر " فناهيك بخطأ يؤجر عليه فاعله ، ولكن هذا إنما هو المجتهد نفسه إذا أخطأ لا يجوز لغيره أن يتبعه في خطئه ولا يعذر كعذره ولا يؤجر كأجره بل واجب على من عداه من المكلفين أن يترك الاقتداء به في الخطأ ويرجع إلى الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة ، وإذا وقع الرد لما اختلف فيه أهل العلم إلى الكتاب والسنة كان من معه دليل الكتاب والسنة هو الذي أصاب الحق ووافقه وإن كان واحدا ، والذي لم يكن معه دليل الكتاب والسنة هو الذي لم يصب الحق بل أخطأ وإن كان عددا كثيرا فليس لعالم ولا لمتعلم ولا لمن يفهم وإن كان مقصرا أن يقول الحق بيد من يقتدي به من العلماء وإن كان دليل الكتاب والسنة بيد غيره فإن ذلك جهل عظيم وتعصب شديد وخروج من دائرة الإنصاف بالمرة ؛ لأن الحق لا يعرف بالرجال بل الرجاليعرفون بالحق وليس أحد من العلماء المجتهدين بمعصوم ومن لم يكن معصوما فهو يجوز عليه الخطأ كما يجوز عليه الصواب فيصيب تارة ويخطىء أخرى ولا يتبين صوابه من خطئه إلا بالرجوع إلى دليل الكتاب والسنة ، فإن وافقهما فهو مصيب ، وإن خالفهما فهو مخطىء .(1/1003)
[ انظر : شرح الصدور في تحريم رفع القبور ] للإمام الشوكاني (2 ـ 3 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أخرجه البخاري .
---
(1/1004)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > رسالة مفحمات الأقران في مبهمات القران -السيوطي- ملف وورد
---
رسالة مفحمات الأقران في مبهمات القران -السيوطي- ملف وورد
---
barsoom
06-20-2003, 09:30 PM
السلام عليكم
هذه رسالة مفحمات الأقران في مبهمات القران للإمام السيوطي على ملف وورد مضغوط
هنا (http://www.barsoomyat.com/files/mof7mat.rar)
---
th6645
07-16-2003, 07:30 AM
أخي الكريم لم استطع فتح الملف بالووردxp ما هو البرنامج اللازم لفتحه
---
(1/1005)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حمل برنامج لإيداع الكتب المصورة pdf الشاملة المصورة 2
---
حمل برنامج لإيداع الكتب المصورة pdf الشاملة المصورة 2
---
الماوردي
01-03-2007, 02:46 PM
حمل برنامج لإيداع الكتب المصورة pdf الشاملة المصورة 2
http://www.sssih.com/1.exe
---
الميموني
01-26-2007, 06:00 PM
أين رابط التحميل
جزاك الله خيراً
---
(1/1006)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تنبيه ورجاء للأخوة الأفاضل
---
تنبيه ورجاء للأخوة الأفاضل
---
مروان الظفيري
03-24-2007, 07:52 PM
لا حظت أن الباحثين ، وخاصة طلاب العلم
لايكلفون أنفسهم عناء البحث والتنقيب
وخاصة في هذا المنتدى العملاق ـ في اختصاصه ـ
تأخذهم شهوة الكتابة المريحة ، فيفزعون إلى رجالات
المنتدى طالبين منهم المساعدة والأجر والثواب
ولا مانع في ذلك ؛ لكنه قبل ذلك يجب عليهم
أن يحركوا محرك البحث ، ثم يطلبون المساعدة
إن لم يجدوا بغيتهم !!!
وشكرا لكم
---
د.خضر
03-25-2007, 03:28 PM
توجيه جيد ومسدد إن شاء الله تعالى.
---
(1/1007)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأوجه التي يبدأ بها القارئ عند قراءته لسورة آل عمران :
---
الأوجه التي يبدأ بها القارئ عند قراءته لسورة آل عمران :
---
الظافر
05-29-2003, 11:46 AM
الأوجه التي يبدأ بها القارئ عند قراءته لسورة آل عمران و الأوجه التي يُقرأ بها بين البقرة و آل عمران كما تلقينها عن مشائيخنا
على هذا الملف
---
الظافر
05-29-2003, 11:51 AM
اعتذر فقد أنزات الملف لكن ماأدري لماذا لم يظهر فخذه من هنا
---
(1/1008)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > محاضرات رائعة جدا عن الحج بمشاركة العلماء(ابن عقيل-البراك-المفتي-الخضير-المغامسي....)
---
محاضرات رائعة جدا عن الحج بمشاركة العلماء(ابن عقيل-البراك-المفتي-الخضير-المغامسي....)
---
أبو عبدالله المحتسب
12-02-2006, 01:31 PM
سلسلة المحاضرات العاشرة (زاد الحج) والتي ستقام في جامع الأميرة نوره بنت عبدالله بن عبدالعزيز بحي النخيل بشمال الرياض في المدة من 18/11 إلى 29/11/1427هـ والتي سيشارك فيها جمعٌ من المشايخ الأجلاء وهي كما يلي/
(1)
مجلس حديثي
مع سماحة الشيخ العلامة
عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل
في قراءة لكتاب(الأربعون في فضائل الحج مما رواه شيخ الحنابلة عبدالله بن عقيل بأسانيده عن شُيُوخه)
السبت 18/11 بعد المغرب
*سيُجاز جميع الحضور بهذا الكتاب
(2)
(التشويق لحج البيت العتيق)
فضيلة الشيخ
صالح بن عواد المغامسي
الأربعاء 22/11 بعد المغرب
(3)
(شرح كتاب الحج من بلوغ المرام)
فضيلة الشيخ
خليل بن سليمان المديفر
الخميس 23/11 بعد الفجر والعصر
(4)
(تفسير آيات الحج)
فضيلة الشيخ
عبدالكريم بن عبدالله الخضير
الخميس 23/11 بعد المغرب
(5)
(فتاوى الحج)
سماحة الشيخ
عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
السبت 25/11 بعد العشاء
(6)
(القواعد الفقهية في الحج 2)
فضيلة الشيخ
عبدالمحسن بن عبدالله الزامل
الأحد 26/11 بعد المغرب
(7)
(معالم التوحيد في الحج)
فضيلة الشيخ العلامة
عبدالرحمن بن ناصر البراك
الأربعاء 29/11 بعد المغرب
*وللأخوات مكان.
*سيوزع كتاب(الأربعون في فضائل الحج)مجانا.
*تنقل المحاضرات على موقع البث الإسلامي.
*موقع الجامع/الرياض-حي النخيل- شمال مستشفى دله
---
أبو حذيفة
12-03-2006, 12:45 AM
نفع الله بعلمهم ولا حرمهم الأجر والثواب
---
أبو عبدالله المحتسب
12-06-2006, 05:09 PM
آمين، وجزاك الله خيرا.
---
خادمة القرآن(1/1009)
12-14-2006, 10:15 PM
هناك أيضاً محاضرات إضافية لفضيلة الشيخ عبد العزيز الطريفي بعنوان ( أحاديث الحج المعلَّة ) في يومي الاثنين والثلاثاء 27/ و 28/11 . بعد صلاة العشاء في نفس الجامع .
رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح .
---
خالد البكري
12-21-2006, 06:20 PM
بارك الله فيك أبو عبدالله ونفع الله بعلمك ووفقك في الدارين
لكن هل يوجد رابط لهذه المحاضرات بارك الله فيك ؟
---
(1/1010)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير أقصر الطرق إلى النحو
---
التفسير أقصر الطرق إلى النحو
---
ابو بشرى
03-20-2004, 03:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على أفصح البشر لسانا وأشرفهم بيانا ، وبعد:
مشاركتي بسيطة المعنى والمبنى ، إعجاب بالملتقى دفعني للتسجيل ، ودعوة بظهر الغيب للقائمين عليه 0
أما عنوان المشاركة فهو المشاركة نفسها، فالتفسير أقصر الطرق إلى النحو حقا، فإن الدارس للنحو إذا نظر إلى التفسير وكتبه وجد فيها مبتغاه وأعاد قراءة النحو وعرف لم صار النحو صعبا؟
إخواني :
لن تجدوا عندي كثير علم ولا قليله أمام علمكم فأنا طالب سؤول فقط0
---
عبدالرحمن الشهري
03-20-2004, 04:59 PM
مرحباً بك أخي الكريم أبا بشرى بين إخوانك ، وجزاك الله خيراً على حسن ظنك وتشجيعك.
واعلم أبا بشرى أن حاجتنا إلى السؤال الجاد لا تقل أهمية عن حاجتنا إلى الجواب السديد.
وأما ما ذكرته عن النحو وكتب التفسير فهو كما ذكرت وفقك الله ، وأنا أقول للطلاب من أراد تطبيق النحو فعليه بكتب المفسرين ، فسيرى كيف استفاد المفسرون من النحو ، وكيف فعل النحويون في التفسير !
وقد كتب في ذلك رسالة علمية ثمينة مشهورة للأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالله رفيده بعنوان :
النحو وكتب التفسير
وهي من منشورات الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان بطرابلس الغرب.
---
(1/1011)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل كتاب أخبار النحويين لـ أبو طاهر المقرئ
---
حمّل كتاب أخبار النحويين لـ أبو طاهر المقرئ
---
مسك
11-01-2004, 01:55 PM
كتاب فيه ذكر مشاهير النحويين وطرف من أخبارهم وذكر أخذ بعضهم عن بعض والسابق منهم إلى علم النحو.
أضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31744)
---
(1/1012)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > العلم رحم بين أهله ... الطيار نموذجاً
---
العلم رحم بين أهله ... الطيار نموذجاً
---
فهد الوهبي
08-09-2004, 10:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً ما يكون الهم الأكبر لدى الباحث تحصيل ما يفيده في بحثه والاطلاع على بحوث الغير ، والناس حال النظر لبحوث الآخرين ذوو اتجاهات مختلفة ونفسيات عجيبة ! ..
فمنهم من يتشح العباءة السوداء ( تشبيهاً بالقبعة السوداء عند أهل التفكير ) وينظر لسلبيات البحث ومواطن الخلل فيه .
ومنهم من ينظر للبحث الآخر على أنه لبنة في صرح العلم الشامخ وأنه عصارة فكرٍ إنساني يستحق التقدير كما يستحق النقد والتمحيص..
بهذا التقديم المختصر أبدي إعجابي الكبير بتلك النفسية التي يحملها فضيلة الدكتور مساعد بن سليمان الطيار حيال البحوث والدراسات في مجال الدراسات القرآنية فعلى ما يتميز به من تحرير دقيق وجودة فذة في الطرح إلا أن قلمه الناقد لا يخلو من عبارة إشادة أو اعتراف بجميل ..
وهكذا أسجل هذا الكلام مؤملاً أن أحقق به هدفين :
الأول : الثبيت والتشجيع بذكر المحاسن لفضيلته .
الثاني : أن يحذو الباحثون حذوه .
وفقه الله وجميع الباحثين لكل خير ..
والله الموفق،،
---
عبدالرحمن الشهري
08-09-2004, 02:24 PM
صدقت أخي الكريم فهد ، وأراك قد اختصرت في مقام الإطناب . وأبو عبدالملك خير عون لنا جميعاً وفقه الله وبارك في علمه ، والشيء من معدنه لا يستغرب.
---
أبو بكر الأمريكي
08-11-2004, 03:49 PM
السلام عليكم
اتماما للفائدة
هذا رابط ترجمة الشيخ في ملتقى أهل الحديث لا أدري أهي موجودة في هذا المنتدى أم لا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...%E3%D3%C7%DA%CF
وهذه إجابات له على بعض أشئلة تتعلق بالتفسير وعلوم القرآن وجدتها في غاية النفع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...%E1%D8%ED%C7%D1
---(1/1013)
عادل التركي
08-13-2004, 03:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت أخي فهد
فالشيخ مساعد محبوب بين الناس وطلاب العلم خاصة - وذلك لتواضعة واستماعه لكل رأي وتفريغ نفسه لكل من طلبه جزأً من وقته ,وطرح النصح والإرشاد خاصة للمبتدئين رغم مشاغله وعدم الإكتفاء بالنقد فقط فجزاه ربي كل خير وأثابه على جهده خير الثواب - , والله - سبحانه وتعالى - إذا احب عبدا ألقى حبه بين الناس - نحسبه كذالك ولا نزكي على الله أحدا -.
ولكن أنبه ألى أنك قلت : ( الشيخ الطيار نموذجا ) فالساحة فيها من أمثال الشيخ ومن هم أهل للإشادة و بيان محاسنهم , ولولا علمي بأنهم يكرهون ذلك لسميت منهم , - أما أنت فالله يعينك على الشيخ مساعد فلن يقبل هذا الثناء منك رغم صدقك فيه و وقوعه على من يستحقه - .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ أبو بكر الأمريكي : رابط الإجابات لا يعمل عندي بارك الله فيك , فليتك تتأكد منه وجزيت خيرا .
---
(1/1014)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حمل ... إحالات الشاطبية للأستاذة أم نور الدين
---
حمل ... إحالات الشاطبية للأستاذة أم نور الدين
---
فرغلي عرباوي
06-11-2004, 09:35 AM
حمل ... إحالات الشاطبية للأستاذة أم نور الدين
---
عبدالرحمن الشهري
06-12-2004, 01:14 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم وجزى الباحثة خيراً على هذا الجهد الموفق.
---
(1/1015)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > لمن يرغب بتاريخ القراءات في المغرب العربي وقراءة نافع بتفاصيلها وفرائد نوادرها
---
لمن يرغب بتاريخ القراءات في المغرب العربي وقراءة نافع بتفاصيلها وفرائد نوادرها
---
د. أنمار
10-08-2006, 03:15 AM
قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش
[ د. عبد الهادي حميتو ]
يقدم الكتاب دراسة جامعية شاملة عن الإمام نافع وقراءته وعن الإمام ورش وروايته، وعن القراءة والإقراء بالأندلس وإفريقية والمغرب ومدارسها وروادها، مع استقصاء للإنتاج العلمي للمغاربة في هذا الفن
فيه تفاصيل مثيرة، وتراجم لعلماء من تونس والمغرب العربي مما قد لا تجده في التراجم المتداولة كالطبقات الذهبي وابن الجزري
حمل الأجزاء الخمسة
http://www.habous.gov.ma/ar/ListBooks.aspx?cat=1&lbl=القرآن%20و%20علومه،%20التفسير
---
نورة
10-10-2006, 02:19 PM
جزاك الله خيرا د. أنمار
كتاب جامع نافع به درر غزيرة
---
(1/1016)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (6)
---
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (6)
---
عادل محمد
08-28-2006, 03:40 PM
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (الجزءالسادس)
بعد أن قمنا بفضل الله بتقديم أكثر من سبعين كتابا الكترونيا إسلاميا
وفي سبيلنا للاستمرار إن شاء الله وبناء على نصائح الإخوة في كثير
من المواقع نقوم بتجميع الكتب في موسوعة كبيرة تصدر في أجزاء
كل جزء عشرة كتب
ذلك بالإضافة لرفع كتاب جديد كل حوالي ثلاثة أيام ثم يجري تجميعها بعد ذلك
وهذا رابط الأجزاء السابقة لمن فاته تنزيلها
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=283319
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
واليكم الجزء الخامس
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
51- حادي الأرْواح
إلى بلاد الأفراح
ابن القيم الجوزية
www.gr8.cc/2/Hadyelarwah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=278672
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أحكام الجنائز وبدعها للألباني 52-
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/Alganaez.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
53- فضائل الصحابة
أحمد بن حنبل
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/ALSAHABAH.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
54- صحيح الترغيب والترهيب
للألباني
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/ALTARGHEEB.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ(1/1017)
55- الفقه عَلَى المَذاهب الأرْبَعَة
لعَبْد الرّحْمَن الجزيريّ
روابط التنزيل
في ملف رار واحد من هنا
http://www.up4world.com/download.php?id=Wg9oOOzsP5JXJTorhpfK
أو ثلاثة ملفات رار يتم تنزيلهم في مجلد واحد ثم يفك الضغط عنهم من هنا
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=280203
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=280208
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=280212
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
56- فتوح الشام
الواقدي
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/FotohElSham.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
57- ( أعوذ بالله من الشّيْطان الرّجيم )
مَعان ، وفوائد ، وأحْكام
تأليف إسْلام مَنصور عَبْد الحميد
أستاذ الحديث والعقيدة بمعهد الفرقان على شبكة الإنترنت
www.gr8.cc/2/Alesteaazah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=279857
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
58- كتا بُ
أمْريكا وَالصّعُودُ الي الهَاويَة
للشَيْخ يوسُف بْنُ صَالح
http://aupload.net/3ka251j6wtn4zhrovicpmb0dq.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=280661
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
59- عدّة الصَّابرين وذخيرَة الشّاكرين
للعَلامَة ابْن قيّم الجوزيّة
http://aupload.net/ajt4qupyirc1hbl78e0dmn5z9.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=281372
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
60- فَيْضُ الْمُعِيْنِ
عَلَى جَمْعِ الْأَرْبَعِيْنَ
فِي فَضْلِ الْقُرْآن ِالْمُبِيْنِ
تَألِيْفٌ مُلَّا عَلِيّ بْن سُلْطَاْن مُحَمَّدٍ،الْقَارِيِّ الْهَرْوِيِّ الْمَكِّيِّ الْحَنْفِيِّ
www.gr8.cc/2/Alarbaeen.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=282367
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الكبائر (محمد بن أحمد الذهبي)(1/1018)
(نسخة بديلة . رجاء حذف النسخة السابقة لمن أنزلها لوجود أخطاء جسيمة)
www.gr8.cc/2/Alkabaer.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=280143
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1019)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الفقه على المذاهب الأربعة كتاب الكتروني رائع
---
الفقه على المذاهب الأربعة كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
08-13-2006, 06:09 PM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الفقه
عَلَى المَذاهب الأرْبَعَة
لعَبْد الرّحْمَن الجزيريّ
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 2.86 ميجابايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/8032962ba0.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/c488a704e1.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/8657a2b8ad.jpg
روابط التنزيل
في ملف رار واحد من هنا
http://www.up4world.com/download.php?id=Wg9oOOzsP5JXJTorhpfK
أو ثلاثة ملفات رار يتم تنزيلهم في مجلد واحد ثم يفك الضغط عنهم من هنا
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=280203
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=280208
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=280212
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1020)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مامعنى هذه الجملة :
---
مامعنى هذه الجملة :
---
المنصور
01-20-2007, 01:27 PM
الإخوة الفضلاء :
أحتاج من يشرح لي عبارة الماوردي التي ذكرها في مطلع تفسيره :
( الاسم : كلمة تدل على المسمى دلالة إشارةٍ ، والصفة كلمة تدل على الموصُوف دلالة إفادة ، فإن جعلت الصفة اسماً ، دلَّت على الأمرين : على الإشارة والإفادة ) .
وآمل أن يكون الشرح بذكر المصدر لوأمكن ذلك,
شاكرا لكم سلفا .
---
أحمد بزوي الضاوي
01-21-2007, 04:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ المنصور ـ حفظه الله ـ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني رجعت إلى تفسير الماوردي فلم أجد النص الذي أشرتم إليه . طبعة " دار الكتب العلمية " بلبنان 1412 هـ / 1992 م .
أما بخصوص استفساركم فإن الاسم علامة دالة على معنى في ذاته ، دون اقتران هذه الدلالة بزمن، مثل محمد ، عائشة ، كتاب ، جمل ، حجر ، شجرة . ومن علاماته الجر و النداء ، والإسناد إليه ، والتنوين ، وقبول (أل) .
فالعلاقة بين الاسم والمسمى هي علاقة اعتباطية أي غير ضرورية ، فليس في المسمى ما يوجب تسميته بالاسم المصطلح عليه من قبل مجموعة لغوية منسجمة .
أما الصفة فهي تدل على الموصوف دلالة إفادة ، بمعنى أنها اسم دال على بعض أحوال الذات ، وذلك نحو : طويل ، وقصير ، وعاقل ، وقاعد ... فالعلاقة بين الصفة و الموصوف علاقة مباشرة ، أي إن الموصوف يتضمن ما يوجب وصفه بتلكم الصفة على وجه الحقيقة أو المجاز ، وهو يفيد معنى يمكننا من التمييز بين المشتركين في الاسم ، ويقال إنها للتخصيص في النكرات ، وللتوضيح في المعارف ." شرح المفصل لابن يعيش ج 3 ، ص 46 " .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
المنصور
01-21-2007, 10:20 AM(1/1021)
أشكر لفضيلتكم التفاعل ، وإفادتي بالمصدر المهم .
والكلام موجود عند كلام الماوردي على البسملة أثناء تفسيره لها بعد الاستعاذه في أول التفسير .
نرجع لمعني الجملة : هل إذا قلت : صالح : لرجل ما ، فإن أردت الصفة فهي دلالة إفادة وإن أردت الاسم فهي دلالة إشارة ، بمعني أنها كصفة فهي تفيد أن الرجل صالح فعلا ، أما إذا كانت اسما فهي تشير إشارة فقط قد تصح وقد لاتصح دلالتها على صلاح الرجل .
هل هذا الفهم مني صحيح .
آمل إفادتي ، وفقكم الله تعالى لكل خير، مكررا شكري لكم .
---
أحمد بزوي الضاوي
01-21-2007, 02:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل المنصور ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
ما أشرتم إليه موجود فعلا في تفسير الماوردي ، ج 1 ، ص 48 . وقد أورد فيه تعريف الكوفيين والبصريين للاسم ، مع الانتصار لاعتباطية علاقة الاسم بالمسمى ، حيث يقول : " وزعم قوم أن الاسم ذات المسمى ، و اللفظ هو التسمية دون الاسم ، وهذا فاسد ، لأنه لو كان أسماء الذوات هي الذوات ، لكان أسماء الأفعال هي الأفعال ، وهذا ممتنع في الأفعال فامتنع في الذوات " . ( تفسير الماوردي ج 1 ، 48 ).
وما ذهبتم إليه من أن الصفة تدل على الموصوف دلالة إفادة ، وإن أردت الاسم فإنه يدل دلالة إشارة ، فإنه صحيح على العموم ، مع التنبيه إلى أن الصفة تدل على الموصوف بحيث تميزه عما يناظره بسمات مميزة ، وذلكم معنى الإفادة .
ولما كانت الصفة من باب الخبر ، فإنها تحتمل الصدق و الكذب ، فإذا وصفنا رجلا ب " صالح " فإن صفة الصلاح تفيد أن الرجل متصف بذلك على جهة الحقيقة ، إذا كان متصفا بمواصفات الصلاح فعلا. فالاستعمال اللغوي مرتبط بالواقع الذي يحيل عليه ، وطبيعة المتخاطبين ، وواقعهم الثقافي ، ومن ثم فصدق الصفة في الدلالة على الموصوف مرتبط بحقيقة الموصوف ، ونسبية الأحكام .(1/1022)
وقد تخرج الصفة عن الاستعمال الحقيقي إلى الاستعمال المجازي فيقصد بها خلاف الواقع الذي تحيل عليه ، وذلك لتحقيق أغراض تواصلية أو جمالية كالاستهزاء و السخرية و المدح ، أو تحقيق الانسجام و الاتساق بين مكونات الخطاب اللغوي .
أما الاسم فإنه يحيل على المسمى ، وهذا هو معنى الإشارة ، أي إنه علامة لغوية تحيل على مدلول، فالعلاقة بين الدال و المدلول ، الاسم و المسمى هي علاقة اعتباطية . فليس في المسمى ما يوجب تسميته بذلكم الاسم المتعارف عليه من قبل المجتمع اللغوي . ذلك أنه من الناحية النظرية كان بإمكان المجموعة اللغوية المنسجمة أن تصطلح على مسمى معين بأي اسم . يقول أبو حاتم الرازي (ت322هـ) في كتابه الشهير و المفيد " الزينة في الاصطلاحات الإسلامية " : " إن كل شيء يعرف باسمه ، ويستدل عليه بصفته من شاهد يدرك أو غائب لا يدرك . وربما دُعِيَ الشيء باسم لا يعرف اشتقاقه من أي اسم هو ، بل يكون مصطلحا عليه ، وقد خفي على الناس ما أريد به ، ولأي شيء سمي بذلك الاسم كقولك : الفرس و الحمار ، والجمل و الحجر و أشباه ذلك " ( الزينة 1/33 ) .
ومن هنا استقر لدى اللغويين مفهوم اجتماعية الدلالة اللغوية وعرفيتها ، أي اكتسابها حركتها وفاعليتها بفضل الاصطلاح بين أبناء المجتمع اللغوي . ( علم الدلالة العربي ، فايز الداية ، ص 17 ) .
هناك دراسة قيمة أعدها الأستاذ الدكتور المنصف عاشور بعنوان : ظاهرة الاسم في التفكير النحوي ، منشورات كلية الآداب منوبة ، تونس 2004 م .
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
---
المنصور
01-22-2007, 12:53 PM
شكر الله تعالى لك إفادتك الجميلة ، ومتعك الله بقوتك ، ووفقك لكل خير ،،،
---
(1/1023)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ردع المجرم عن سب المسلم كتاب الكتروني رائع
---
ردع المجرم عن سب المسلم كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
10-15-2006, 09:18 PM
ردع المجرم عن سب المسلم كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الأَربَعُونَ فِي رَدْعِ الْمُجرِمِ
عَنْ سَبِّ المُسلِمِ
للحافِظِ ابنِ حَجَرِ العَسْقَلانِي
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج450 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/93b424dbc5.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/07dde66122.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/72d0d376fa.jpg
روابط التنزيل
http://www.snapdrive.net/files/137097/Radolmogrem.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=291222
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1024)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حركة التأليف المعجمي في مفردات القرآن ـــ لأحمد حسن الخميسي
---
حركة التأليف المعجمي في مفردات القرآن ـــ لأحمد حسن الخميسي
---
عبدالرحمن الشهري
04-27-2006, 06:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
أقبل المسلمون على القرآن الكريم بشغف منذ صدر الإسلام، يتدبرون آياته، ويتفهمون معانيه التي تحتويها ألفاظه، فحفظوه عن ظهر قلب، وجمعوه في مصحف، وكتبوا في تفسيره وإعجازه وبلاغته وآداب حمله الكثير. وعكف العلماء على تبيان معاني غريب مفرداته، ووضعوا فهارس ومعاجم لألفاظه، ولا تزال مسيرة التأليف والإعداد في هذا المجال مستمرة حتى أيامنا هذه، لأن كلمات الله تعالى لا تنفد معانيها، ولأن عطاءات القرآن متعددة ومتجددة، وسيظل الإنسان يجد في آياته معيناً لا ينضُب لبحثه وفكره وعقله وحياته.
وسنقف في دراستنا هذه عند الكلمة القرآنية التي شغلت العلماء، فصنّفوا الكتب في مفردات غريب القرآن، ووضعوا لألفاظه الفهارس والمعاجم، وسنتحدث عن أهميتها ومنهج إعدادها والأهداف التي وضعت من أجلها، وعن وجهة أولئك العلماء في أعمالهم، ونقارن بين مفردات الغريب ومعاجم الألفاظ، ونتحدث أيضاً عن دور الحاسوب في تقديم فهارس ومعاجم الألفاظ القرآنية وعلاقة الحاسوب بالمكتوب على الورق.
اهتمام المسلمين بالألفاظ القرآنية:
للألفاظ أهمية في حياة الإنسان لأنها تعبر عما في فؤاده، وتترجم المعاني والمشاعر التي بداخله، وهي إلى جانب ذلك وسيلة لمخاطبة الآخرين، وكلما أتقن الخطيب أو المتحدث ألفاظه واختارها بدقة كان تأثيره في المتلقين أبلغ.(1/1025)
إن الألفاظ هي أوعية المعاني والخازن لها، والمقدَّمة على المعاني، فقد ذكر الإمام مجد الدين ابن الأثير عند حديثه عما يلزم لمعرفة علم الحديث فقال: "أحدهما معرفة الألفاظ، والثاني معرفة معانيه، ولا شك أن معرفة ألفاظه مقدَمةٌ في الرتبة، لأنها الأصل في الخطاب، وبها يحصل التفاهم، فإذا عُرِفتْ، تَرَتَّبَتِ المعاني عليها، فكان الاهتمام ببيانها أولى"([1]).
ولأهمية الألفاظ العربية اشترط الأئمة في الفقيه معرفتها والإلمام بها، نقل عنهم قولهم: "إن العلم بلغة العرب واجب على كل متعلق من العلم بالقرآن والسنة والفتيا بسبب، حتى لاغنى لأحد منهم عنه، وذلك أن القرآن نازل بلغة العرب، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) عربي، فمن أراد معرفة ما في كتاب الله عز وجل وما في سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) من كل كلمة عربية أو نظم عجيب، لم يجد من العلم باللغة بدّاً"([2]).
وجعل العلماء تعلم اللغة فرض كفاية. قال ابن حزم: وأما النحو ففرض على الكفاية... لأن الله يقول )وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضلّ الله من يشاء، ويَهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم( إبراهيم الآية/4/ ولأهمية الألفاظ أمر الله المؤمنين باختيارها والعدول عن المحرف منها إلى ما هو أفضل، قال تعالى )يا أيُّها الذين آمنوا لا تقولوا راعِنا وقولوا انظُرنا وللكافرين عذابٌ مهين( البقرة الآية 104.
إن لفظة (راعِنا) من المراعاة وهي الإنظار والإمهال وأصلها من الرعاية وهي النظر في مصالح الإنسان، وقد حرفها اليهود فجعلوها كلمة مسبة مشتقة من الرعونة وهي الحمق، ولذلك نهى سبحانه وتعالى عنها المؤمنين، وأمرهم بإبدالها بلفظة (انظرنا) من النظر والانتظار([3]).
وكره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعض الألفاظ، فأمر المسلمين باستبدالها، وقال: [لا يقولنّ أحدكم "خَبُثَتْ نفسي" ولكن ليقل: "لَقِسَتْ نفسي"] متفق عليه.(1/1026)
قال العلماء: معنى خبثت: غثّت وهو معنى "لَقِستْ" ولكن كره لفظ الخبث للنفس([4]).
وحثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الدقة في الألفاظ فقال: [لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان] رواه أبو داود بإسناد صحيح.
ونظراً إلى ما للقرآن من أهمية عند المسلمين، راحوا يعتنون بألفاظه وآياته ويتدبرونها لأنها تحمل معانيه، قال تعالى )كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياتِه وليتذكّرَ أُلوا الألباب( سورة ص الآية 29.
وكانوا يسألون الرسول الكريم إذا ما أشكل عليهم لفظ أو غمض عليهم معنى.
فقد ذكر القرطبي في تفسيره (الجامع 7/ 30) نقلاً عن الصحيحين عن ابن مسعود، لما نزل قول الله تعالى )الذين آمنوا ولم يَلْبِسوا إيمانَهم بظُلْم( الأنعام الآية /82/ شق ذلك على أصحاب رسول الله، وقالوا أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: )يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم( لقمان الآية 13 وبعد أن انتقل الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى، كان المسلمون يتجهون إلى كبار الصحابة والتابعين يستفسرون عن ألفاظ القرآن.(1/1027)
وكان بعضهم يمتنع عن القول برأيه في معاني المفردات القرآنية، فقد سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن معنى (أبَّا) في قوله تعالى )وفاكهةً وأبَّا( فقال: "أيُّ سماء تُظِلّني؟ وأيُّ أرضٍ تُقِلُّني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم"([5]) وتعمق الصحابة في فهم القرآن، وكان ينظر إلى عبد الله بن عباس على أنه الرائد في تفسير القرآن والبحث عن معانيه والكشف عن غريبه والاستشهاد عليه بالأشعار، مما جعل الناس تقبل عليه تسأله وتستمع إليه وهو يرد على أسئلتهم بسعة علم ورحابة صدر وكأنه يغرف من بحر، وهذا ما جعلهم يلقبونه (حَبْر الأمة وترجمان القرآن). وقد حاول نافع بن الأزرق، أن يسأل ابن عباس، فذهب مع صاحبه نجدة بن عويمر إليه فقال: "إنا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله فتفسرها لنا وتأتينا بمصداقها من كلام العرب، فإن الله إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. فقال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما...".
وكان من جملة ما سأله عنه نافع أن قال: "أخبرني عن قوله تعالى )جَدُّ رَبِّنا( قال: عَظَمةُ ربنا، قال وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت:
لك الحمدُ والنعماءُ والمُلْكُ ربَّنا * فلا شيءَ أعلى منك جدّاً وأمجدُ([6])
وهكذا راح نافع بن الأزرق يسأل وابن عباس يجيب مفسراً ومستشهداً على ما يقوله بأشعار العرب، حتى بلغت المسائل أكثر من ثمانين مسألة، سميت فيما بعد (مسائل نافع بن الأزرق).
أولاً ـ مفردات غريب القرآن:
الغريب من الكلام إنما هو الغامض والبعيد عن الفهم، أما غريب القرآن فقد قال عنه أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة (745)هـ في مقدمة كتابه "تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب":
"لغات القرآن العزيز على قسمين: قسم يكاد يشترك في فهم معناه عامة المستعربة وخاصتهم، كمدلول السماء والأرض وفوق وتحت، وقسم يختص بمعرفته من له اطلاع وتبحر في اللغة العربية، وهو الذي صنف أكثر الناس فيه وسموه غريب القرآن".(1/1028)
ويلاحظ على هذه المصنفات، أنها لم تكتف بالألفاظ الغريبة، بل تعدتها إلى بعض الألفاظ المعروفة لدى عامة الناس مثل كلمة "الغَنَم" التي أثبتها الراغب الأصفهاني المتوفى سنة /502/ هـ في كتابه "المفردات في غريب القرآن". فقال: الغنم معروف، قال تعالى )ومن البقَر والغَنَمِ حَرمنا عليهم شُحومهما( الأنعام الآية 146([7]).
ومثل كلمة "الشجر" التي وردت في غريب القرآن لأبي حيان الأندلسي قال: الشجر في الآية :(ومن الشَّجَر ومما يَعْرِشون) النحل الآية /68/ ما قام على ساق.
ووردت كلمات أخرى معروفة مثل قمر، زوج، صيد،.... لهذا يمكن تسمية كتب غريب القرآن بأنها تفسير لجملة من مفردات القرآن وكلماته لأنها لم تقتصر على الغريب فقط.
تطور التأليف في غريب القرآن:
أول من قال بغريب القرآن هو ابن عباس، وطبع له كتاب في غريب القرآن([8]).
كما أن مسائل نافع بن الأزرق المتوفى سنة /65/ هـ قد أُثبتت في الإتقان للسيوطي وهي مطبوعة في "شواهد القرآن" لأبي تراب الظاهري وفي "إعجاز القرآن" لعائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) ونشرها محمد فؤاد عبد الباقي ضمن "معجم غريب القرآن مستخرجاً من صحيح البخاري" كما ذكرت هذه المسائل في كتب تراثية أخرى، والمؤلَّفُ الثاني في غريب القرآن هو لأبي سعيد أبان بن تغلب بن رباح البكري المتوفى /141/ هـ ودوَّن شواهده من الشعر.
وهذا ما يجعلنا نقول: إن بداية تدوين غريب القرآن في النصف الأول من القرن الثاني للهجرة، واستمرّ إلى العصر الحاضر، وسنكتفي بذكر نماذج للتطور في تأليف كتب الغريب.
لقد وضع العلماء مؤلفات في غريب القرآن في القرنين الثاني والثالث الهجريين، ولكن معظم هذه الكتب فُقد، ومن الكتب التي وصلت إلينا (غريب القرآن) لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة (276)([9]).(1/1029)
وفي القرن الرابع تابع العلماء التأليف في غريب القرآن فأعد أبو بكر محمد بن عزيز بن أحمد السجستاني المتوفى سنة /330/ هـ كتاب (نزهة القلوب في تفسير علام الغيوب)([10]).
وفي القرن الخامس وضع الراغب الأصفهاني المتوفى /502/ هـ كتابه المسمى "المفردات في غريب القرآن"([11]) وقد أتقن مؤلفه ترتيبه على حروف المعجم مراعياً أوائل الكلمات.
وألف في الغريب من أهل القرن السادس الهجري أبو الفرج بن الجوزي /510ـ 597/ هـ وسمّى كتابه /تذكرة الأريب/([12]).
ومن الكتب المشهورة في القرن الثامن الهجري "تحفة الأريب، بما في القرآن من الغريب" تأليف الشيخ أثير الدين أبي حيان الأندلسي المتوفى /745/ هـ([13]) وكتاب (عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ) للسّمين الحلبي المتوفى (756) هـ جمع فيه ألفاظ القرآن وفسرها([14]).
واستمر التأليف في الغريب بعد ذلك، ففي القرن الثالث الهجري وضع مصطفى بن حنفي بن حسن الذهبي المتوفى (1280) هـ كتاب "تفسير غريب القرآن".
وفي العصر الحديث وضع الشيخ نديم الجسر مفتي طرابلس ـ لبنان ـ وصاحب كتاب "قصة الإيمان" كتاباً اسمه (غريب القرآن ومتشابهه) وقد طبع مراراً.
طريقة إعداد كتب الغريب:
إن التأليف في غريب القرآن كان في مراحله الأولى، يعتمد في تفسير كلماته على الشعر وخاصة الجاهلي منه، كما رأينا في مسائل نافع بن الأزرق، وقد فعل ذلك ابن قتيبة في "غريب القرآن" إذ إنه استشهد بالأشعار والأحاديث وأقوال العرب، ولقد وجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه المسلمين إلى ذلك فقال: "يا أيها الناس عليكم بديوانكم شعر الجاهلية، فإن فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم"([15]).
ولجأ بعضهم إلى كتب التفسير وكتب اللغة في تفسير مفرداتهم، وهذا ما فعله الراغب الأصفهاني في "المفردات في غريب القرآن".(1/1030)
إن كتب الغريب ألّفت نثراً، إلا أن بعض العلماء نظمها شعراً كما فعل زين الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحمن الكردي المعروف بالحافظ العراقي المتوفى سنة /806/ هـ وسمّى كتابه "ألفية غريب القرآن"([16]).
أما من حيث ترتيب الألفاظ، فإن كتب الغريب، كانت في جملتها تفتقر للدقة والمنهجية المنظمة على اختلاف طرائقه، ففي كتاب (تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب) لأبي حيان الأندلسي المتوفى سنة (745) هـ اعتمد المؤلف على الحرف الأول فقط من المادة وجمعها اعتباطاً في كل حرف، فجاء المحققون ورتبوا المفردات ترتيباً جديداً، ورتب بعض المؤلفين مفرداته بحسب ترتيب السور القرآنية، كما في غريب القرآن لابن قتيبة المتوفى /276/ هـ، إذ جعل كتابه أقساماً وفقاً للسور، وسار فيه على ترتيب تلك السور في المصحف، ورتب الراغب الأصفهاني، كتابه ترتيباً ألفبائياً، فقال في مقدمته موضحاً منهجه "وقد استخرت الله تعالى في إملاء كتاب مستوفياً فيه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجي، فنقدم ما أوله الألف ثم الباء على ترتيب حروف المعجم..." ولكنه لم يراع الحرف الثاني تماماً.(1/1031)
ونهج أكثر الذين ألفوا في الغريب فيما بعد هذا المنهج، واستفاد العلماء بعضهم من بعض، فهذا صاحب "عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ" الشيخ أحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي المعروف بالسمين المتوفى /756/ هـ قد اتبع في ترتيبه منهج المعاجم معززاً شرح الألفاظ بالشواهد القرآنية وبالحديث والأمثال والشعر، وقد اعتمد أصل الكلمة مجردة من الزوائد، وقام بتحليل اللفظة مجردة من المزيد، وتعرض لأصولها واشتقاقاتها وتطور معناها، واختلاف هذا المعنى من حيث الاستعمال، أي أن المؤلف كان يتابع اللفظ صرفياً وأصولياً فهو يفوق كتاب "المفردات" للأصفهاني، وقد أكمل في كتابه "عمدة الحفاظ" النواقص الواردة في القراءات، وسدد المآخذ التي أخذها على الأصفهاني([17]). وما لبث النظام الهجائي المعجمي أن استقر في القرون الأخيرة.
لقد كان المؤلفون في هذا العلم، يستفيد اللاحق فيهم من السابق، ويتلافى تقصيره، ويختصر أشياء أسهب فيها غيره، كما يسهب في أمورٍ أجملها، ويضيف أشياء جديدة، مما يجعل المؤَلَّفَ الجديد أكثر دقة وجودة وفائدة من سابقه، وهذا يدل على التطور الملحوظ في هذا المجال.
ومما يدل على ذلك ما قاله ابن قتيبة في كتابه "غريب القرآن":
"وغرضنا الذي امتثلناه في كتابنا أن نختصر، ونكمل، وأن نوضح ونجمل وألا نستشهد على اللفظ المبتذل في كتابنا، ولا نكثر الدلالة على الحرف المستعمل، وألا نحشو كتابنا بالنحو والحديث والأسانيد، فإنا لو جعلنا ذلك في نقل الحديث لاحتجنا أن نأتي بتفسير السلف ـ رحمة الله عليهم ـ بعينه، ولو أتينا بتلك الألفاظ كان كتابنا كسائر الكتب التي ألفها نقلة الحديث".(1/1032)
ومن طرق التأليف التي اتبعها المعاصرون جمع العديد من كتب الغريب وترتيب ألفاظها في كتاب واحد، وهذا ما فعله الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان الذي قام بإعداد "المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن الكريم" انتقى فيها أهم مصادر غريب القرآن، وجمعها في هذا الكتاب وهي:
1ـ تفسير غريب القرآن لابن قتيبة.
2ـ تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان الغرناطي.
3ـ معجم غريب القرآن لابن عباس. 4ـ كتاب العمدة في غريب القرآن لمكي بن أبي طالب.
ورتب ذلك كله بحسب المعجم بإعادة كل كلمة إلى جذرها اللغوي([18]).
الهدف من مفردات غريب القرآن:
أما الهدف من وضع غريب القرآن، فهو تقديم معاني المفردات القرآنية الغريبة للعلماء والأدباء وطلاب العلم. قال الراغب الأصفهاني في مقدمة مفرداته: "إن أول ما يُحتاج أن يُشتَغَل به من علوم القرآن، العلومُ اللفظية، ومن العلوم اللفظية تحقيقُ الألفاظ المفردة فتحصيلُ معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المُعاون لمن يريد أن يدرك معانيه... وليس ذلك نافعاً في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علمٍ من علوم الشرع، فألفاظ القرآن: هي لبّ كلام العرب وزبدتُه وواسطته وكرائمُه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحِكَمِهم، وإليها مَفزعُ الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم..."
ولقد ذكر شمس الدين محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي المتوفى نحو سنة /666/ هـ في كتابه "غريب القرآن" أن طلبة العلم وحملة القرآن سألوه أن يجمع لهم تفسير غريب القرآن فأجاب...."([19]).
وكان العلماء يقصدون من تأليفهم وجه الله تعالى، إذ يبدأ كل واحد منهم غالباً بحمد الله والصلاة على رسول الله وصحبه وآله، ويذكر أنه يريد بعمله وجه الله تعالى.
وعلى سبيل المثال، نذكر ما قاله الحافظ العراقي في مقدمة "ألفية غريب القرآن":
الحمد لله أَتمَّ الحمد * على أيادٍ عظمتْ عن عدِّ(1/1033)
وبعدُ فالعبدُ نوى أن يَنْظِما * غريبَ ألفاظ القُران عظما
ثم يقول:
وأرتجي النفعَ به في عاجلِ * وآجلٍ واللهُ ذُخر الآملِ
ويقول في نهاية الألفية:
وكملت عند السويس عائدا * من سفري لفضل ربي حامدا
مصلياً على نبيّ الرحمةِ * فهو شفيعي وهولي وسيلتي([20])
وهكذا رأينا أهمية كتب غريب القرآن في تفسير ما أشكل من مفردات القرآن، وتقديمها للعلماء والباحثين، كما أننا لاحظنا تطور إعدادها ومنهجها، واهتمام المسلمين بها وتحقيقها وطبعها حتى بلغت طبعات بعضها العشرات، وتجلت لنا وجهة العلماء من تآليفهم، وصدقهم في عملهم، وإتقانهم له.
ثانياً ـ فهارس ألفاظ القرآن ومعاجمها
بعد أن رأينا ما بذله العلماء في الماضي من جهود في تصنيف مفردات غريب القرآن، فإننا سنقف عند جهود العلماء المعاصرين الذين تابعوا الاهتمام بالألفاظ القرآنية، بعد أن طوروا المنهج، وجدَّدوا في الطريقة والغرض، فوضعوا فهارس لألفاظ القرآن، ترشد الطالب إلى مكان الكلمات في آيات القرآن وسوره، ثم وضعوا معاجم لشرح معاني هذه الألفاظ بعد أن تذكر الآيات التي وردت فيها، وأعد بعض العلماء معاجم تخصصية، يتضمن كل معجم منها مفردات ذات موضوع واحد.
لقد تطورت معاجم ألفاظ القرآن في القرن العشرين ومرت بمراحل ثلاث:
1ـ فهارس لألفاظ القرآن وأطراف آياته.
2ـ معاجم لألفاظ القرآن.
3ـ معاجم تخصصية لألفاظ القرآن.
المرحلة الأولى: فهارس ألفاظ القرآن الكريم:
ثمة فارق بين الفهرس والمعجم: فالفهرس يرتب الألفاظ، ويدلك على مكان ورودها، أما المعجم فيرتبها ويشرحها.
ولقد دعت الحاجة إلى وضع فهارس لألفاظ القرآن، تسهل للباحثين الوصول إلى كلمات القرآن بيسر، فاتجهت عناية المسلمين والمستشرقين في الثلث الأول من القرن العشرين إلى وضع فهارس لألفاظ القرآن وأطراف آياته.
ومن المؤلفات الرائدة في هذا المجال:
1ـ نجوم الفرقان في أطراف القرآن: للمستشرق الألماني (فلوجل).(1/1034)
2ـ فتح الرحمن: تأليف علي زاده فيض الله الحسني.
3ـ مفتاح كنوز الرحمن: لكاظم بك.
4ـ كتاب ترتيب زيبا: لحافظ محمود الورداري.
5ـ معجم آيات القرآن: حسين نصار.
6ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي.
وكان أهم هذه الفهارس فهرس الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي الذي استفاد من تجربة المستشرق (فلوجل) حين اطلع على كتابه (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) فأعجب به، لكنه وجد فيه بعض الهنات والنواقص، فشمر عن ساعد الجد، وسهر الليالي فترجم هذا السفر وأكمل نواقصه، وأخرجه إخراجاً جديداً، وأضاف إليه، وسمّاه (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) ورتب مواد هذا المعجم ترتيباً هجائياً، بعد تجريد اللفظة من أحرف الزيادة، وجاءت على حسب أوائلها فثوانيها فثوالثها، وبدأ معجمه المفهرس بمادة (أ ب ب) وأنهاه بمادة (ي و م) ويكفي أن تعرف كلمة من الآية حتى يدلك على موضعها من السورة، ويذكر لك نصّ الآية أيضاً.
إن الطريقة التي اتبعت في ذكر مفردات (المادة) هي الابتداء بالفعل المجرد المبني للمعلوم: ماضيه فمضارعه فأمره، ثم المبني للمجهول من الماضي والمضارع، ثم المزيد بالتضعيف فالمزيد بحرف... إلخ، ثم الأسماء كالمصدر والمشتقات كاسم الفاعل واسم المفعول وباقي الأسماء....(1/1035)
ومنهجه في كل لفظة أن يذكر: عدد مرات اللفظة في القرآن، والآيات التي وردت فيها اللفظة، ويثبت أمام كل آية رقمها في السورة ويرمز بـ /ك/ للآية المكية و بـ/م/ للآية المدنية، ثم يذكر اسم السورة ورقمها في المصحف. انتهى المؤلف من إعداد فهرسه هذا في عام 1945 ثم طبعه وأصدره وكانت أرقام آياته تطابق ما ورد في المصحف الذي تولّت الحكومة المصرية ـ آنذاك ـ طبعه، ثم صدر المعجم بطبعات متعددة في بلاد عربية وإسلامية، وتولت دار الفكر بدمشق عام /1407/ هـ نشره وطبعه على هامش القرآن الكريم نفسه ليسهل الرجوع إلى السور والآيات مباشرة، ومن طبعاته الجيدة المميزة الطبعة التركية الصادرة عن المكتبة الإسلامية في إستنبول في تركية عام 1982م.
وأقبل الناس والباحثون والعلماء عليه يستفيدون منه أيّما استفادة.
والناظر في هذا المعجم يجده يحوي ألفاظ القرآن ما عدا الضمائر والأدوات مما دفع الدكتور (إسماعيل أحمد عمايرة) إلى إعداد (معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم) فَهْرَسَ فيه الأدوات والضمائر في القرآن، بحيث ييسر هذا الأمر لمن يَدْرُس أدوات الشرط أو النفي أو الاستفهام أو الحصر أو الضمائر المنفصلة أو ما شابه ذلك من أبواب الدرس الأسلوبي أو النحوي أو البلاغي في القرآن الكريم. وهذا المعجم يقسم إلى قسمين كبيرين، يستقل أحدهما عن الآخر. القسم الأول: الأدوات. والقسم الثاني: الضمائر([21]).
وثمة محاولات أخرى جاءت بعد الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، فقد أعد الدكتور (محمد حسن الحمصي) فهرساً لألفاظ القرآن طبعه مع القرآن الكريم الذي ذيله بأسباب النزول للسيوطي مع بعض الأحاديث المفسرة للآيات وأضاف لفهرس الألفاظ فهرساً لمواضيع القرآن، فجمع عدة كتب في سفر واحد.(1/1036)
أما فهرس الألفاظ الذي يعنينا في بحثنا هذا، فقد وضعه الدكتور الحمصي بصورة مختصرة ومكثفة تساعد في الكشف عن مكان اللفظة المطلوبة في السور والآية، إلا أنه لم يذكر النص الكامل للآية.
لقد رتب الدكتور الحمصي الألفاظ ترتيباً هجائياً بعد تجريدها من أحرف الزيادة وذكر أمام كل لفظة رقم السورة ورقم الآية، ولكي يميز الطالب بين السورة والآية جعل رقم السورة بلون ورقم الآية بلون مغاير، وأغفل المؤلف تبويب جميع الحروف وغالب الظروف وأسماء الإشارة وأدوات الشرط والأسماء الموصولة، ولم يذكر بعض الألفاظ التي وردت فيها كل لفظة في القرآن([22]).
إن هذه الفهارس وفَّرت الجهد والزمن للعلماء والباحثين، وقدمت خدمة جليلة لهم، ومهدت الطريق لوضع معاجم أكثر سعة وشمولية وفائدة.
المرحلة الثانية: معاجم لألفاظ القرآن:
إن فهارس ألفاظ القرآن توصل الباحث إلى موقع اللفظة في القرآن، وبعد ذلك عليه أن يبحث عن معناها في كتب اللغة وتفسير القرآن، لذا دعت الحاجة لوضع معاجم تدل على الألفاظ وتشرحها لتخفف على الباحث مشقّة البحث وتسهل عليه جمع المادة اللازمة للدراسة والتأليف، وكان العمل في هذا الاتجاه جماعياً، إذ اقترح الدكتور (محمد حسين هيكل) عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة، وضع معجم خاص بألفاظ القرآن، وكان ذلك في دورة المجمع السابقة في الجلسة الثانية لمؤتمر المجمع في /6/ محرم ـ 1360هـ ـ الموافق 2 فبراير سنة 1941م.
وبعد بضع دورات وجلسات وفي عام 1949م، تشكلت لجنة من المجمع وبدؤوا بإعداد المعجم ضمن مراحل متعددة:
1ـ إذا كانت الكلمة القرآنية ترد في القرآن بمعنى واحد:
أ ـ تشرح شرحاً لغوياً.
ب ـ يبيّن أن الكلمة وردت في القرآن في مواضع متعددة، وأنها جاءت في كل هذه المواضع بالمعنى الذي ذُكر آنفاً.
2ـ إذا كان لها معان لغوية مختلفة:
أ ـ ينص على المعاني اللغوية كلها.(1/1037)
ب ـ يؤخذ أولاً أكثر المعاني دوراناً في القرآن، وينص على أن الكلمة وردت بهذا المعنى في كذا وكذا موضعاً، ويُذكر مثالان من الآيات مع اسم السورة ورقم الآية، ثم يُكتفى بعد ذلك بما جاء في هذا المعنى بذكر السورة ورقم الآية.
ج ـ تذكر المعاني الأخرى معنى بعد آخر، ويذكر بعد ذلك عدد الآيات التي جاءت فيها الكلمة بهذا المعنى، ويُكتفى بمثال، ثم تُذكر السور وأرقام الآيات الأخرى.
3ـ إذا كان للكلمة أكثر من معنى يُبدأ بالمعاني التي وردت في قليل من الآيات ثم يذكر المعنى الذي ورد به في كثير من الآيات.
4ـ إذا كان للكلمة معنى لغوي واحد ولكنها استعملت في القرآن الكريم بألوان مختلفة بسبب المجاز ونحوه، نص على المعنى اللغوي البحت([23]).
لقد رتبت ألفاظ القرآن في هذا المعجم بحسب ترتيب حروف الهجاء، مسترشدة بالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن لمحمد فؤاد عبد الباقي ـ رحمه الله ـ وإن الآيات التي أحال إليها المعجم هي أرقام المصحف المتداول، وَوُضِعَ رقم يبيّن عدد مرات كل لفظ من الألفاظ في القرآن. مثال ذلك: لفظة الأب تحتها رقم (1) واحد.
وبعد هذا المعجم الذي وضعه مجمع اللغة بالقاهرة، أُعِدَّت معاجم أخرى تشرح الألفاظ القرآنية وتشير إلى مكانها، وكان لكل معجم خصائص تميزه عن غيره.(1/1038)
لقد رتبت هذه المعاجم ترتيباً هجائياً، ولكن قسماً منها جاءت فيه الكلمات مجردة وقد ردّت إلى أصلها الثلاثي، نذكر من هذه المعاجم ـ على سبيل المثال ـ معجم الألفاظ والأعلام في القرآن الكريم للأستاذ (محمد إسماعيل إبراهيم) وهو موجَزٌ لما سبقه من معاجم ألفاظ القرآن، وألحق به ما جاء في القرآن من أعلام تاريخية وجغرافية، ونذكر معجماً آخر وضعه الفريق يحيى عبد الله المعلمي وعنوانه (مفردات القرآن). يقول المعلمي في مقدمته "أخذت مادة المفردات من القرآن، وشرحت معانيها في اللغة بدءاً ببيان أصل المعنى ثم ما طرأ عليها من تطورات، ثم أبرزت المعنى الذي وردت الكلمة به في القرآن الكريم، وتوجت بعد ذلك بالآيات الكريمات التي وردت فيها هذه الكلمة، وقد رتبتها ترتيباً هجائياً على طريقة المعاجم العربية، وذلك بإرجاع الكلمة إلى أصلها المجرد، واخترت أن يكون البدء بالحرف الأول في الكلمة المجردة، ثم الذي يليه، وهكذا، ورجعت في ذكر المعاني اللغوية للكلمات إلى أمهات كتب العربية"
أما القسم الآخر من هذه المعاجم التي تشرح الألفاظ، فقد أخذت الكلمة كما وردت في القرآن دون أن تجردها من أحرف الزيادة، وأشارت إلى مكانها وشرحتها لغوياً وبينت معانيها في الآيات.
وهذا ما فعله المرحوم الأستاذ (حامد عبد القادر) عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة في (معجم ألفاظ القرآن الكريم) الذي طبع أول مرة عام 1389هـ ـ 1969م. حيث رتب فيه الكلمات وفق ترتيب الأحرف الأبجدية دون تجريدها، ثم شرح معناها اللغوي وبعدها أتى بمعانيها في الآيات مع ذكر الآية، ووُضع بهذا الترتيب أيضاً (معجم القرآن) وهو قاموس مفردات القرآن وغريبه: فيه تفسير ولغة وأدب وعلم واجتماع وفلسفة، أعده المحامي عبد الرؤوف المصري([24]).(1/1039)
وعن ترتيبه وإعداده قال المؤلف في المقدمة: "أخذت الكلمة من القرآن بحالها من غير نظر إلى ذكر أصلها المشتقة منه، وذكرت الكلمة دون أن أعير الحروف الداخلة عليها التفاتاً مثل (الأيَامى) أوردتها (أيامى)، ورتبت الكلمات ترتيباً ألف بائياً، ووضعت بجانب كل لفظة السورة ورقم الآية فيها، وفي هامش الصفحات عرَّفت بالأعلام والأديان وغيرها".
بالإضافة إلى كل ذلك نجد المؤلف يورد أحياناً أبياتاً من الشعر أو أقوال بعض العلماء حول المعنى، وقد يورد آراء المفسرين وهكذا...
وعلى هذا الترتيب والمنهج وضعت بضعة معاجم، ولا يزال العلماء يمخرون عباب هذا المجال ويتفننون فيه، وهذا ما سنراه في المرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة: معاجم تخصصية لألفاظ القرآن:
إن المعاجم السابقة هي فهارس عامة تشمل معظم ألفاظ القرآن ـ إن لم نقل جميعها ـ فإذا ما أراد باحث أن يكتب عن النبات في القرآن، فما عليه إلا أن يتتبّع أسماء النبات وصفاته في القرآن، ويكتب بحثه مستعيناً بفهارس القرآن ومعاجمه، مما حدا ببعض العلماء والباحثين إلى أن يصنفوا معاجم تخصصية تجمع ألفاظ القرآن في موضوع واحد، وكان من الرواد في هذا المجال الأستاذ الباحث (مختار فوزي النعال) الذي صدر له (معجم ألفاظ النبات في القرآن)([25]).
ثم ألف عدة معاجم تخصصية أخرى منها: معجم ألفاظ الإنسان في القرآن، ومعجم ألفاظ الحيوان في القرآن، ومعجم ألفاظ الزمان في القرآن، ومعجم ألفاظ الكون الواردة في القرآن، ومعجم ألفاظ المصنوعات في القرآن، ومعجم ألفاظ المكان في القرآن، ومعجم ألفاظ القبائل والأمم والشعوب في القرآن، ومعجم ألفاظ الأخلاق في القرآن، ومعجم الألفاظ التجارية والمالية في القرآن.
وجمع المعاجم السابقة في (موسوعة الألفاظ القرآنية) بعد أن اختصر بعض الشروح([26]).(1/1040)
وأصدرت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تباعاً معاجم تخصصية أخرى تحت عنوان (قاموس القرآن الكريم) كان أولها (معجم النبات في القرآن) طبع لأول مرة عام 1992، ورتبت هذه المعاجم هجائياً.
وهكذا لاحظنا أن عمل المعاجم قام على جهد فردي أو على جهد جماعي صادر عن مؤسسات علمية أو مجامع اللغة العربية، وقد يلتقي الجهدان، فيتعاون الأفراد مع المعاهد ودور النشر لإصدار معجم تخصصي، كما فعل الأستاذ (محيي الدين عطية) الذي أعد (الكشاف الاقتصادي) لآيات القرآن الكريم، بالتعاون مع الدار العالمية للكتاب الإسلامي في المملكة العربية السعودية والمعهد العالي للفكر الإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، وصدرت طبعته الثانية عام 1413ه ـ 1992م، وبلغ عدد مفردات الكشاف فيه /550/ مفردة وعدد صفحاته /598/ صفحة، ورتبت ألفاظه حسب ترتيب الحروف الهجائية، وذكرت الآيات وما جاء في تفسيرها مع ذكر المراجع ومصادر النقول، وفي نهايته فهرس تحليلي للكشاف يذكر فيه اللفظة والسورة والآيات التي وردت فيها. وهذا الكشاف يعين الباحث في علوم الاقتصاد الإسلامي.
وفطن الأستاذ (محمد السيد الداودي) الموجه السابق للغة العربية ـ القاهرة ـ إلى الأرقام في القرآن الكريم فأعد (معجم الأرقام في القرآن) وهو بحث يستوعب كل ما ورد في القرآن من أرقام مع إحاطة كل رقم بما يتطلبه من لغة وفقه وتاريخ وأسباب نزول وأهدافه، ورتبه حسب الأعداد الواردة في القرآن تصاعدياً: أي بدءاً بالأصغر فالأكبر([27]).
ولم ينس العلماء اللغة في القرآن فأصدروا بالإضافة إلى ما ذكرنا من قبل معجم مفردات الإبدال والإعلال في القرآن للدكتور (أحمد محمد الخراط) الأستاذ المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية([28]).(1/1041)
قسم هذا المعجم إلى قسمين: قسم الأسماء وقسم الأفعال، وهو يرصد المفردات التي وقع فيها إبدال أو إعلال على نحو يفصل مراحل التوجيه الصرفي للكلمة، ويسعى المعجم كذلك إلى تعليل الظاهرة الصرفية على نحو يُفصِّل في مراحل التوجيه الصرفي للكلمة، ويسعى المعجم كذلك إلى تحرير تعليل الظاهرة الصرفية على نحو ميسر مرتب... أضيف إليه فهارس للأسماء والأفعال ليسهل الرجوع إليها. وفي الجانب اللغوي ألف أيضاً الأستاذ (محمد حسن الشريف) (معجم حروف المعاني في القرآن)([29]). وينوي المؤلف إصدار عدة معاجم أخرى في هذا المنحى مثل: ـ معجم التحولات الصوتية في حروف القرآن الكريم، ومعجم الصيغ الصرفية في حروف القرآن، ومعجم الضمائر في القرآن الكريم([30]).
بالإضافة لما سبق وضع العلماء معاجم تشمل موضوعات تخصصية أخرى مثل الناحية العسكرية، فقد استخرج اللواء محمود شيت خطاب عضو مجمع اللغة العربية في العراق مفردات عسكرية من القرآن وجمعها في معجم سمّاه (المصطلحات العسكرية في القرآن) وأصدره في الستينيّات من القرن العشرين، فَصَّلَ فيه كل مصطلح عسكري ورد في الذكر الحكيم في ثلاث مواد: جعل العنوان العسكري بصيغة الفعل الماضي وأورد في المادة الأولى بعض الآيات أمثلة لاستعماله، وذكر في المادة الثانية مشتقاته ومعانيها اللغوية، كما وردت في المعجمات اللغوية، وسجل في المادة الثالثة استعمالات المصطلح العسكري الوارد في القرآن الكريم ومشتقاته في المصطلحات العسكرية الحديثة في الجيوش العربية لعله ينير لهم الطريق في تذليل مهمتهم الشاقة.
المعاجم القرآنية والحاسوب:
إن تنوع المعاجم التخصصية يؤكد أن هذا القرآن الكريم فيه علوم جمة ويدل على أنه كتاب لا تنتهي عجائبه، فهو كتاب الله الذي أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم عليم.(1/1042)
وعندما دخل الحاسوب إلى حياة الناس، أحدث ثورة في المعلومات، فأقبل أهل الاختصاصات العلمية يستفيدون منه أيّما فائدة، وسارع العلماء المسلمون إلى الحاسوب يسخِّرونه لخدمة القرآن الكريم، فسجلوا فيه القرآن الكريم، وأصبح الحاسوب بهذه الحالة (فهرساً لألفاظ القرآن) ممتازاً، فإذا طلبوا منه لفظة قرآنية دل على مكانها في السورة والآية بدقة وسرعة، وقدم عدد مرات ورودها في القرآن، ثم غذوه ببعض معاجم الألفاظ القرآنية وبتفاسير القرآن، فإذا ما طلبوا منه معنى كلمة أو تفسيرها وجدوا الجواب الصحيح جاهزاً مع الإشارة إلى المصدر، بحيث نستطيع أن نقول: إن الحاسوب بات بديلاً عن فهارس ومعاجم القرآن ولكنه يبقى عالة عليها، فلا يمكن للحاسوب أن يفسر لذاته، ولا يمكن أن يجمع المصطلحات العسكرية أو الألفاظ الإنسانية أو النحوية من القرآن دون أن تغذيه بالمعلومات اللازمة.
إن عمل الحاسوب في هذا المجال يعتمد على السهولة والدقة والسرعة، بعد أن نغذيه بما نريد، وله فائدة أخرى هي أنه يوفر المكان الذي يحتاج إليه عشرات المجلدات في المكتبة، فالحاسوب يخزنها بقرص واحد.(1/1043)
وقبل أن ننهي كلامنا على المعاجم نود أن نشير إلى أن هذه المعاجم القرآنية لاقت عناية بالغة من كل الجهات فبالإضافة إلى ما ذكرناه في الدراسة من اهتمام مجامع اللغة والمعاهد والمؤسسات العلمية ودور النشر بها، فإن بعض الباحثين أعدوا معاجم تعرّف هذه المعاجم القرآنية، من هذه المعاجم ما كان خاصاً بمصنفات القرآن ومعاجمه مثل (معجم مصنفات القرآن الكريم) جمع وترتيب الدكتور علي شواخ إسحاق الشعيبي إصدار مركز المخطوطات والتراث والوثائق في الكويت، وهو يشتمل على كل ما عثر عليه من المصنفات التي كتبت عن القرآن الكريم المطبوع منها والمخطوط في جميع بلاد العالم وفي كل اللغات. وهناك مصنفات معجمية تعنى بتقصي المعاجم القرآنية، "فمعجم المعاجم" الذي أعده أحمد الشرقاوي يعرف بنحو ألف وخمسمائة من المعاجم العربية ذكر فيها معاجم مفردات غريب القرآن([31]).
ومعجم المعجمات العربية لمصنفه وجدي رزق غالي، رصد فيه المعاجم العربية المطبوعة، العامة والمتخصصة، مع تعريف مختصر بكلٍ منها.
وفيه إلى جانب ذلك ذكر معاجم لألفاظ القرآن([32]).
نلاحظ من كل ما سبق أن علماءنا منذ فجر الإسلام حتى اليوم، اعتنوا بالقرآن ومفرداته وألفاظه، بطرائق شتى، ثم شرحوا تلك المفردات والألفاظ في معاجم أخرى وألحقوا ذلك بمعاجم تخصصية كان لها أهداف واضحة ومحددة، وبذلك خدموا الكتاب الكريم أجلَّ خدمةٍ، فجزاهم الله خيراً.
المراجع
1ـ المراجع المعجمية العربية. سفر سعيد البشيتي ـ مكتبة لبنان عام 1989م.
2ـ معجم ألفاظ القرآن الكريم. مجمع اللغة العربية. القاهرة.
3ـ المعجم العربي. نشأته وتطوره. د. حسين نصار. مطابع الكتاب العربي مصر 1375هـ.
4ـ معجم مصنفات القرآن. د. علي شواخ إسحاق الشعيبي. مركز المخطوطات ـ الكويت.
5ـ معجم المعاجم. أحمد الشرقاوي. دار المغرب الإسلامي ـ الجمعية المغربية للتأليف.
6ـ معجم المعجمات العربية. وجدي رزق غالي. مكتبة لبنان عام 1993م.(1/1044)
---الحواشي : ----
([1]) النهاية في غريب الحديث والأثر. مجد الدين بن الأثير. تحقيق طاهر أحمد الزاوي. المكتبة العلمية بيروت ج1 ص3.
([2]) الصاحبي في فقه اللغة. أحمد بن فارس. تحقيق مصطفى الشويمي مؤسسة بدران ـ بيروت ـ 1964م ص 64.
([3]) صفوة التفاسير. محمد علي الصابوني. دار القلم العربي. حلب. ط1، 1994 ج1 ص85.
([4]) رياض الصالحين. الإمام النووي. راجعه شعيب الأرناؤوط. دار المأمون للتراث. دمشق 1981 ط4 ص658.
([5]) الجامع الصغير. الإمام السيوطي ج1 ص317.
([6]) أورد السيوطي حكاية المقابلة والأسئلة والأجوبة في الإتقان ج1 ص 120.
([7]) المفردات في غريب القرآن. الراغب الأصفهاني: ت : محمد سيد كيلاني. دار المعرفة ـ بيروت.
([8]) طبع عدة مرات منها طبعة مكتبة القرآن عام 1988 وعدد صفحاتها 125 تحقيق محمد إبراهيم سليم. القاهرة.
([9]) طبعته دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة سنة 1958 بتحقيق أحمد صقر.
([10]) طبع مراراً ومن هذه الطبعات طبعة 1936 بإشراف الأستاذ مصطفى عناني.
([11]) طبع بالمطبعة الميمنية عام 1304هـ ثم أعيد طبعه عدة مرات.
([12]) حققه د. علي حسين الغرب ونشرته مكتبة المعارف ـ الرياض ـ ط1 عام 1986.
([13]) نشرة محمد بن سعيد بن مصطفى الوردي النعساني بحماة عام 1926 ثم طبع ببغداد عام 1977.
([14]) حققه د. عبد السلام ألتونجي. صدر عن مكتب الإعلام والبحث والنشر لجمعية الدعوة ـ ليبيا. بأربعة مجلدات.
([15]) الإتقان. الإمام السيوطي. ج1 ص 113.
([16]) طبع على هامش تفسير الجلالين بمطبعة دار إحياء الكتب العربية بمصر سنة 1924هـ.
([17]) انظر مقدمة عمدة الحفاظ تحقيق عبد السلام أحمد ألتونجي. ج1.
([18]) طبعته دار العلم للملايين ط1 ك2 /1986/م.
([19]) معجم المعاجم. أحمد الشرقاوي. دار الغرب الإسلامي ط1، 1407هـ، 1987م، ص15.
([20]) المرجع السابق ص 15.(1/1045)
([21]) صدر المعجم في طبعته الأولى عن مؤسسة الرسالة بيروت ـ لبنان عام 1986م في 816 صفحة.
([22]) طبع هذا الفهرس تحت عنوان (تفسير وبيان) في دمشق عام 1405هـ 1984م.
([23]) انظر مقدمة معجم ألفاظ القرآن الذي أعده مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
([24]) صدرت الطبعة الثانية منه عام 1367 هـ ـ 1948م في مطبعة حجازي القاهرة.
([25]) طبعة نادي جدة الأدبي في المملكة العربية السعودية عام 1993م وهو يحوي /72/ لفظة.
([26]) طبعت في دار التراث. حلب عام 2003م.
([27]) طبع في دار الكتاب المصري لأول مرة عام 1986م عدد صفحاته /134/ صفحة.
([28]) نشرته دار القلم. دمشق ط1، 1409ه ـ 1989م.
([29]) مؤسسة الرسالة في بيروت عام 1996م. ثلاثة مجلدات.
([30]) انظر مقدمة معجم حروف المعاني في القرآن. محمد حسن الشريف.
([31]) طبع في دار المغرب الإسلامي بالتعاون مع الجمعية المغربية للتأليف والنشر والترجمة.
([32]) صدر عن مكتبة لبنان عام 1993م.
مقال منقول من مجلة التراث العربي- مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب- دمشق العدد 93 و 94 - السنة الرابعة والعشرون - آذار وحزيران 2004 - المحرم وربيع الثاني 1424
---
منصور مهران
04-29-2006, 04:42 AM
بارك الله في الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري ، ونأمل منه أن يتسع صدره لمناقشة بعض جوانب هذا الموضوع الهام ، فالقراء يرون مقالته هذه وثيقة لتأريخ فهرسة القرآن الكريم ، فلا تقع المناقشة من نفسه إلا موقع التماس الحقيقة وحسب ، فهذا هو القصد - علم الله - وهذا أول ما فيها :(1/1046)
- فالملاحظ أن فهرسة المعاني و فهارس الموضوعات والمعاني لم يكن لها مكان في هذه الوثيقة ، مثل : المعجم المفهرس لمعاني القرآن الكريم ، جمعه / محمد بسام رشدي الزين ، و معجم الأعلام والموضوعات في القرآن الكريم ، جمعه / الدكتور عبد الصبور مرزوق ، و تصنيف آيات القرآن الكريم ، جمعه / محمد محمود إسماعيل ، و الترتيب والبيان عن تفصيل آي القرآن ، جمعه / محمد زكي صالح . وهؤلاء اتخذوا من عمل المستشرق جول لابوم منهج التأليف في ترتيب المعاني .
- كما لوحظ أن الدكتور عبد الرحمن - سلمه الله - لم يورد قولا في مجال الوجوه والنظائر ، فهناك مصنفات كثيرة انبثقت عن هذا اللون من التأليف وأحسب أن أوسعها مادة هو ( بصائر ذوي التمييز ) للفيروزابادي ، ولعل الدكتور كان على نية أن يشفع هذه المقالة بأخرى يتمم بها هذه المادة النفيسة.
وبعدُ ، فهذه ملاحظة حول تطبيعات الدراسة : فقد جاء فيها ( واستمر التأليف في الغريب بعد ذلك ففي القرن الثالث الهجري وضع مصطفى بن حنفي بن حسن الذهبي المتوفى سنة 1280 كتاب تفسير غريب القرآن ) والصواب : القرن الثالث عشر .
- وفي الحاشية رقم 12 ورد اسم المحقق الدكتور علي حسين الغرب (كذا) وصحته : علي حسين البواب . هذا ما عنَّ لي ، وبالله التوفيق .
---
منصور مهران
04-29-2006, 04:56 AM
أعتذر للدكتور عبد الرحمن الشهري ، وللقراء الكرام عن نسبتي المقالة للدكتور عبد الرحمن ، فالنقد موجه إلى المقالة وكاتبها الأستاذ أحمد حسن الخميسي ، وقد وقع انتقال النظر مني عند نقل البيانات المتعلقة بالرد ، فأكرر اعتذاري ولكم الشكر سلفا لو تقبلتموه .
---
عبدالرحمن الشهري
04-29-2006, 09:44 AM
جزاك الله خيراً أخي العزيز على هذا البيان الذي لم أتنبه له خلال نقلي للمقالة ، وبارك الله فيكم دوماً ، وعذرك مقبول ، واستدراكك في محله .
---
(1/1047)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفقه المكي في سورة يس
---
الفقه المكي في سورة يس
---
حليمة ساسوي
02-08-2006, 11:33 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أساتذتي الكرام رواد ملتقى أهل التفسير المبارك أرجو إفادتي بخصوص هذا الموضوع:
سألني أحد الأساتذة الأفاضل -وهو دكتور في مادة الفقه المقارن- إن كنت تنبهت للفقه المكي الخفي بسورة يس، و الحقيقة أني لا أعلم شيئا عن الموضوع لأن تخصصي في التفسير وليس الفقه، لذلك أتوجه إليكم بهذا السؤال ، فأفيدوني أفادكم الله.
أيضا أتساءل هل هناك فقه خفي و آخر جلي ؟ و إن كان موجوداً فما هي ضوابطه ؟
جزاكم الله خيراً ، و السلام عليكم و رحمة الله.
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2006, 01:59 PM
لعل السائل - بارك الله فيكم - يقصد بالفقه المكي معنى أوسع من الفقه الاصطلاحي ، الذي هو معرفة الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية ، وإنما يقصد فقه السيرة والدعوة طيلة مكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل هجرته إلى المدينة النبوية ، ويتناول ذلك من خلال هذه السورة الكريمة ، وهذا الموضوع قد تناوله الباحثون في كتب فقه السيرة النبوية على تفاوت بينهم ، ولكن ليس في سورة بعينها.
أو أن الدكتور يقصد دقائق فقهية يمكن استنباطها من سورة يس باعتبارها إحدى السور المكية ، وهذا مجاله أوسع ، مع ملاحظة أنه ينبغي موازنة ما ورد في هذه السورة بما ورد في غيرها ، حتى لا يؤخذ بمطلق فيها جاء تقييده في غيرها ، أو عام فيها خصص في غيرها وهكذا ، ولعل السائل الكريم أعرف بما يريد منا ، وإنما هي مشاركة في مناقشة الفكرة كما طرحت من قبلكم وفقكم الله.(1/1048)
وأما الفقه الخفي ، فهو الأحكام الفقهية التي تحتاج إلى دقة نظر في استنباطها ، فكأنها خفية على أكثر الناس ، إلا على من رزق حظاً من العلم ، والفقه والتدبر في كلام الله ، هذا ما فهمته من هذا اللفظ والله أعلم .
---
حليمة ساسوي
02-12-2006, 11:28 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أستاذي الفاضل شكرا لكم على التوضيح، وفقكم الله و نفع المسلمين بعلمكم.
---
(1/1049)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما المقصود بهذه النصوص ؟ وكيف نوجهها ؟
---
ما المقصود بهذه النصوص ؟ وكيف نوجهها ؟
---
لطفي الزغير
06-02-2006, 05:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فإنه من خلال تعاملي مع كتاب الله تعالى وتدريسي لمادة التفسير أكثر من مرة ولأجزاء متعددة من القرآن ، تجمعت عندي بعض النظرات في تفيسر بعض الآيات ، وأريد أن أذكرها ههنا على شكل تساؤلٍ وأعلق عليها بعد ورود عدد من الردود من الأخوة الفضلاء . وأو ما أذكره هنا هو :
ورد في القرآن : رب المشرق والمغرب .
ورب المشرقين ورب المغربين .
ورب المشارق والمغارب .
فما المقصود بهذه جميعاً على وجه يجعلها تأتلف ولا تختلف ؟
---
منصور مهران
06-03-2006, 08:30 AM(1/1050)
لأئمة التفسير أقوال كثيرة تلخيصها في هذه الكلمات : أما عند إفراد ( المشرق ) فقيل : هو مشرق الشمس ، وقيل : كل مشرق من جهة أو في زمن ؛ فيشمل الزمان والمكان ، وكذلك يكون المغرب . وأما عند التثنية فقيل : مشرق الشمس ومشرق القمر ، وقيل مشرق الشمس في الشتاء ومشرقها في الصيف لأن مشرقها يختلف باختلاف الفصول وأظهر ما يكون الاختلاف في هذين الفصلين ، ومثل ذلك يقال في مثنى المغرب . وأما ( المشارق ) بصيغة الجمع فقيل : إنها مشارق الشمس والقمر والنجوم والكواكب فكل منها له مشرق ، ولكل منها مغرب فالجمع يناسب تعدد شروقها وغروبها . وقال المُحْدَثون من المفسرين : بدوران الأرض حول نفسها باتجاه الشمس يحسب الناظر أن الشمس هي الآتية من جهة الشرق وهي الذاهبة إلى جهة الغرب ، لأن هذه الحركة المتكررة ينشأ عنها الليل والنهار بإذن ربها ، وأن جانب النهار المنتشر في نصف الأرض هو المواجه للشمس ، فيكون النصف الآخر من الأرض في ظلام الليل لخلوه من ضوء الشمس ، ثم مع توالي دوران الأرض يظهر للشمس شروق في كل لحظة على بقعة من الأرض حسب خطوط الطول فتتعدد المشارق ويرى الناس شروقا في مكان يختلف عن شروق الذي بعده في جهة الغرب ، وكذلك الحال للغروب ، فإذا تخيلت المنظر وقر في قلبك أن أوقات الصلوات الخمس تتكرر على بقاع الأرض مئات المرات فلا ينقطع النداء إلى الصلاة أبدا ، ويظل اسم الله منطلقا إلى الأسماع على كل شبر من الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . والله أعلم .
---
(1/1051)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسة مفصلة للمراد بقوله تعالى " :{وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا}
---
دراسة مفصلة للمراد بقوله تعالى " :{وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا}
---
أحمد البريدي
05-08-2004, 05:45 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه دراسة مفصلة للمراد بقوله تعالى " :{وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا}(النساء: من الآية16) .
من المعلوم أن عقوبة الزنا في الشريعة الإسلامية جلد البكر مائة جلدة , وهل يغرب فيه خلاف بين أهل العلم , وأما المحصن فعقوبته الرجم وهل يجلد قبل ذلك كما هو مذهب الحنابلة أو لا يجلد كما هو مذهب الجمهور فيه خلاف ولكل أدلته ليس المراد هنا بحثها, وإنما هناك آية في كتاب الله تعالى وهي قوله تعالى {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا}(النساء: من الآية16) . قد اختلف فيه أهل العلم هل هي من الآيات المتعلقة بعقوبة الزنا أم لا , وإن كانت متعلقة فهل هي معمول بها أم لا , وهي في الواقع مشكلة من جهة ورودها بعد بعد قوله تعالى {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ }(النساء: من الآية15, وهذه الآية غير معمول فيها بالاتفاق , ودونك هذا البحث ففيه بيان هذه المسألة فأقول مستعيناً بالله .
اختلف المفسرون بهذه الاية على قولين :
القول الأول : أنّ المرادَ بها الزَّانِيَانِ ، فهي فاحشةِ الزِّنَا ، وعلى هذا جمهور المفسِّرينَ.
القول الثاني : أنّ المرادَ بها اللاَّئِطَانِ ، فهي في فاحشةِ اللِّوَاطِ (1 )،وهذا مَرْويٌّ عن مُجاهد ، وقالَ بهِ أبو مسلم الأصفهاني ، والنحاس ، وابن العربي (( 2).
والأقربُ هو القولُ الأول ؛ لأمرينِ :(1/1052)
الأمر الأول : القولُ الأولُ هو قولُ جمهور المفسِّرينَ ، وعليه الأكثرُ ، وأمّا القولُ الثاني
فأشهرُ مَن قالَ بهِ : مُجاهد ، وأبو مسلم الأصفهاني .
فَمُجاهدُ رُوِيَ عنه مِن طريقين (3 ) :
الطريق الأول : طريقُ ابن أبي نجيح . والطريق الثاني : طريقُ ابن جُرَيْج .
وابنُ أبي نجيح وابنُ جُرَيْج ثِقَتَانِ ؛ إلاّ أنّهما لم يسمعا التفسيرَ مِن مُجاهدَ كما صَرَّحَ به غير واحدٍ مِن أهل العلم ( 4)، وأمّا شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ فَيُصَحِّحُ طريقَ ابن أبي نجيح ؛ حيثُ قال :" وقول القائلِ : لا تصحُّ روايةُ ابن أبي نجيح عن مجاهد ، جوابهُ : أنّ تفسيرَ ابن أبي نجيح عن مجاهد مِن أصَحِّ التفاسير ؛ بلْ ليسَ بينَ أيدي أهل التفسير كتابٌ في التفسيرِ أصَحُّ مِن تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد ".( 5)
قُلْتُ : وعلى فَرَضِ صحّةِ القولِ عن مجاهد بهذا الطريقِ فقد رُوِيَ عنه بهذا الطريقِ أيضًا ما يُوَافِقُ بهِ قولَ الجمهورِ ؛ حيثُ أشارَ إلى أنّ آيةَ {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} مَنسوخةٌ بآيةِ النور( 6)، وآية ُالنورِ إنّما تعرّضتْ للزِّنَا لا إلى اللِّوَاطِ ، وإذا استويا في الصِّحَةِ فقولهُ الموافقُ للجمهورِ مُقدَّمٌ على قولٍ انفردَ بهِ .
وأمّا أبو مسلم الأصفهاني فإنّما حَمَلَهُ على القولِ بأنّها في اللِّوَاطِ حتّى لا يَقَعَ فيها نَسْخٌ ، وهو مَبنيٌّ على مَذهبِهِ في عدم وقوع النسخِ شَرْعًا ؛ ولذا نجدهُ أيضًا جعلَ آيةَ) في السِّحَاقِيَّاتِ ( 7) ، وهذا القولُ لا شكَّ في بُطلانِهِ لمخالفتهِ الصريحةِ حديثَ عبادة بن الصامت t أنّ الرسولَ e قالَ :[خُذُوا عَنِّي ، خُذُوا عَنِّي ،قد جَعَلَ الله لَهُنَّ سبيلاً ، البِكْرُ بالبِكْرِ جَلْدُ مائةٍ ونَفْيُ سَنَة ، والثَّيِّبُ
بالثَّيِّبِ جَلْدُ مائةٍ والرَّجْمُ ](8 ) .(1/1053)
وأمّا النَّحَّاسُ وابنُ العربي فدليلهم هو لَفْظُ {اللَّذَانِ } مُثَنَّى ( الذي ) فهو لفظٌ مُذَّكَّر فاقتضى الرجالَ خاصّةً ، مع تَقَدُّمِ حُكْمِ النساءِ في الآيةِ التي قبلها .
والجوابُ عنه : أنّ المرادَ بذلكَ الزَّانِي والزَّانِيَة ، فإنّهُ قد أَفْرَدَ ذِكْرَ النساءِ في الآيةِ التي قبلها ثم جمعهما جميعًا في هذه الآيةِ بلفظِ التذكيرِ تَغليبًا .(9 )
الأمر الثاني : أنّه لَمْ يتقدّم لِلَّوَاطِ ذِكْرٌ في الآيةِ ، ولَمْ يُصَرَّح بِهِ في الآية ، وأمّا تذكيرُ {اللَّذَانِ } فهو مِن بابِ التغليبِ كما تقدّم .
وإذا تقرَّرَ أنّها في فاحشةِ الزِّنا ، فقد اختلفَ المفسِّرُونَ :هل هي تابعةٌ للآيةِ السابقةِ أم هي حُكْمٌ مُستقلّ ؟ على قولينِ :
القول الأول : أنّها تابعةٌ للآيةِ السابقةِ لها ، فآيةُ {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ } المقصودُ بها الثَّيِّبُ ، وآيةُ {اللَّذَانِ } المقصودُ بها البِكْرُ .
إلاّ أنّ هذا القولَ يَرُدُّهُ حديثُ عبادةَ بن الصامتِ t المتقدِّمُ ؛ إذْ ذَكَرَ حكمَ الثيبِ والبكرِ ، ولَمْ يكتفِ بذكرِ الثيبِ ، كما يدلُّ عليه هذا القولُ .
فالحبسُ حتّى الموتِ في آيةِ : {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} غيرُ مَعْمُولٍ بهِ بالاتّفاقِ
( 10)، سواء قلنا إنّه مَنسوخٌ كما هو مَذهبُ بعض أهلِ العلم ( 11)، أو أنّه لا يُسمَّى نَسْخًا وإنّما هو تخصيصٌ ؛ لأنّ الحكمَ الأولَ جعلَ الله له غايةً وهو الموتُ أو صُدُور تشريعٍ جديد في شَأْنِ الزانيةِ ثم وقعَ بيانُ الغايةِ بعد ذلكَ كما هو مَذهبُ طائفةٍ مِن أهلِ العلم .( 12)
القول الثاني : أنّها حُكْمٌ مُستقلّ ، ثم اختلفوا : هل هو باقٍ أم مَنسوخ ؟ على قولين :(1/1054)
القول الأول : أنّه مَنسوخٌ ، واخْتُلِفَ في ناسخهِ كما اخْتُلِفَ في ناسخِ آيةِ : {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ}، وزادَ بعضهم : أنّها مَنسوخةٌ بآيةِ :{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ}، ومعنى هذا القولِ أنّ آيةَ الأذى هي الأُولَى نُزولاً ثم نُسِخَ بالإمساكِ ولكن التلاوةَ أخَّرَت وقدّمَت .( 13)
قُلْتُ : وهذا إنْ صَحَّ فهو يدلُّ على أنّ عقوبةَ الزِّنا قد مَرَّتْ في الإسلامِ بمراحلَ كمراحلِ تحريم الخمر ، وهي :
المرحلةُ الأولى : الأذى ، وتدلُّ عليها آيةُ :{وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا}فتكون أَوّل الآياتِ نُزولاً .
المرحلة الثانية : الحبْسُ حتّى الموتِ ، وتدلّ عليها آيةُ{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ}.
المرحلة الثالثة : الجَلْدُ للبِكْرِ والرَّجْمُ للثَّيِّبِ ، وتدلُّ عليها آيةُ النورِ وحديثُ عبادةَ بن الصامت .
القول الثاني : أنّها مُحْكَمةٌ ، وأنّ الأذى باقٍ لَمْ يُنْسَخْ ، ورجّحهُ القرطبيُّ)( 14)؛ إذْ لا تَعارُضَ بينَ إيذائِهمَا وإقامةِ الحدِّ عليهما بلْ إنّ الحدَّ مِن إيذائِهمَا ، ويشهدُ له قوله تعالى { وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}(النور: من الآية2) فإنّ التشهيرَ بهما مِن إيذائِهمَا .
وخُلاصةُ ما تقدّم ؛ والعلمُ عندَ الله :
1 – أنّ كِلا الآيتينِ هُمَا في فاحشةِ الزِّنَا .
2 - أنّ آيةَ{وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ }إمّا أنْ تكونَ مَنسوخةً بآيةِ{وَاللاَّتِي} ، وهذا إنْ ثَبَتَ تَقَدُّمُ نُزولِهَا ، أو أنّها مُحْكَمَةٌ على ما تقدّمَ تقريره .
3 – الجمعُ بينَ النصوصِ إنْ أمْكَنَ أَوْلَى مِن القولِ بالنسخِ .
هذا ما اجتهدتهُ في بيانِ هذه الآيةِ ، فإنْ كانَ صوابًا فمن الله وحده ، وإنْ كانَ خطأً فمن نفسي والشيطان ؛ وأستغفر الله منه .
كتبه : أحمد بن محمد البريدي(1/1055)
[line] حواشي سفلية
( 1 ) انظر : أحكام القرآن لابن العربي ( 1 / 458 ) .
( 2) أحكام القرآن لابن العربي ( 1 / 458 ) .
( 3 ) انظر : تفسير ابن جرير ( 4 / 295 ) .
( 4 ) مِنهم : يحي بن سعيد القطّان ، وابن حبّان . انظر : تهذيب التهذيب ( 3 / 284 ) ، جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي صـ ( 218 ) .
( 5) مجموع فتاوى ابن تيمية ( 17 / 409 ) .
( 6) انظر : تفسير ابن جرير ( 4 / 297 ) .
( 7) انظر : تفسير أبي السعود ( 1 / 155 ) .
( 8) الحديث رواه مسلم في كتاب : الحدود / باب : حَدُّ الزِّنَى ( 2 / 1316 ) برقم ( 1690 ) .
( 9 ) انظر : تفسير ابن جرير ( 4 / 295 ) ، أحكام القرآن ( 1 / 465 ) .
( 10 ) قال ابن عطية :" وأجمعَ العلماءُ على أنّ هاتينِ الآيتين مَنسوختان " ( تفسير ابن عطية 4 / 48 ) .
وقالَ ابن العربي :" اجتمعت الأمّةُ على أنّ هذه الآية ليست مَنسوخة "( أحكام القرآن 1 / 457 ) .
وسببُ هذا التَّضَادِّ : هل يُسمَّى ما وقع نسخًا أو تخصيصًا ؟ وقد وقعَ فيه الخلافُ كما سأبينهُ ، فلا إجماعَ وإنّما الإجماعُ هو ما قالهُ ابن عطية :" وأمّا الحبسُ فمنسوخٌ بإجماع " المرجع السابق .
( 11) اختلفَ القائلونَ بالنسخِ في ناسخِ آيةِ {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} ، فمنهم مَن يقولُ : إنّه حديثُ = = عبادة بن الصامت t ، ومنهم مَن يقولُ : إنّه آيةُ النورِ ، ومنهم مَن قالَ غير ذلكَ وكُلُّ ما ذُكِرَ لهُ وَجْهٌ ومحتمل إلاّ قولَ مَن قالَ : إنّ الناسخَ هو الآيةُ التي بعدها وهي آيةُ الأذى فَيَرُدُّهُ حديثُ عبادةَ t ؛ إذْ أشارَ إلى آيةِ {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ } دونَ آيةِ {وَاللَّذَانِ } .
( 12) انظر : أحكام القرآن ( 1 / 457 ) ، مناهل العرفان في علوم القرآن ( 2 / 242 ) . قال القرطبيُّ :" وإطْلاقُ المتقدِّمينَ النسخَ على مثلِ هذا تَجَوُّزٌ " ( تفسير القرطبي 5 / 57 ) .(1/1056)
( 13) انظر : تفسير ابن عطية ( 4 / 46 ) ، تفسير البيضاوي ( 1 / 206 ) .
( 14) انظر : تفسير القرطبي ( 5 / 57 )
---
المنهوم
05-10-2004, 05:27 PM
جزاك الله خيرا على هذا البحث القيم
ونفع بعلمكم
---
أحمد البريدي
05-16-2004, 06:40 PM
ايها الأخوة : ارجو ممن يقف على نصوص تؤيد سبق آية واللذان في النزول ذكرها هنا , فإني لم أجد سوى أقوال مرسلة كما اشرت إلى ذلك في البحث , وجزاكم الله خيراً .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-22-2004, 06:08 PM
قال أبو حيان : ( وذهب الحسن إلى أن هذه الآية قبل الآية المتقدمة، ثم نزل { فَأَمْسِكُوهُنَّ فِى الْبُيُوتِ }
يعني إن لم يتبن وأصررن فامسكوهن إلى إيضاح حالهن .
وهذا قول يوجب فساد الترتيب، فهو بعيد.).
---
أحمد البريدي
02-04-2005, 10:31 PM
قال النسفي : قال الحسن : أول ما نزل من حد الزنا الأذى ثم الحبس ثم الجلد أو الرجم , فكان ترتيب النزول على خلاف ترتيب التلاوة .
---
أحمد البريدي
02-04-2005, 10:38 PM
قال الأخ جمال الشرباتي :
الاخ البريدي
بحث محكم جدا----واود أن آخذ رأيك في هذا الكلام
ورد في تفسير الرازي رأي أعطاه الترتيب السادس وهو
((أن يكون المراد هو أنه تعالى بين في الآية الأولى أن الشهداء على الزنا لا بد وأن يكونوا أربعة، فبين في هذه الآية أنهم لو كانوا شاهدين فآذوهما وخوفوهما بالرفع إلى الامام والحد، فان تابا قبل الرفع إلى الامام فاتركوهما. ))
وهو رأي يبعد عن التفكير إمكانية النسخ---ويبعد أن يكون الموضوع هو اللواط
وصورته ممكنة وهي أن يشاهد الزنا شخص أو شخصان من العائلة أو القبيلة--ولما لم بكتمل نصاب الشهداء فعلى أهل الزانيين أن يؤذوهما بالطرق المناسبة
أنا لا أدري لماذا أجد في نفسي قبولا لهذا الراي
ونقطة أخرى قال بها الرازي أخي أحب أن أسمع رأيك حولها(1/1057)
قال((: قال الحسن: هذه الآية نزلت قبل الآية المتقدمة والتقدير: واللذان يأتيان الفاحشة من النساء والرجال فآذوهما فان تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما. ثم نزل قوله:
{ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِى االْبُيُوتِ }
[النساء: 15] يعني إن لم يتوبا وأصرا على هذا الفعل القبيح فأمسكوهن في البيوت إلى أن يتبين لكم أحوالهن، وهذا القول عندي في غاية البعد، لأنه يوجب فساد الترتيب في هذه الآيات. ))
فأنت ترى أن الرازي يرفض التفسير التالي((إن لم يتوبا وأصرا على هذا الفعل القبيح فأمسكوهن في البيوت إلى أن يتبين لكم أحوالهن،))
لعلة قالها وهي أن هذا التفسير مبطل لترتيب الآيات وهذا ما يستبعده---واجد نفسي معه أيضا باستنكار ما أدى إلى فساد ترتيب الآيات
[line]
فعلقت عليه بما يلي :
الأخ جمال وفقه الله :
فيما يتعلق بالرأي الذي أوردته عن الرازي رحمه الله وهو قوله : أن يكون المراد هو أنه تعالى بين في الآية الأولى أن الشهداء على الزنا لا بد وأن يكونوا أربعة، فبين في هذه الآية أنهم لو كانوا شاهدين فآذوهما وخوفوهما بالرفع إلى الامام والحد، فان تابا قبل الرفع إلى الامام فاتركوهما "
فالذي أفهمه من هذا النقل خلاف ما فهمته , وهو أنه جعل كلمة " اللذان " متعلقة بالشهادة , لا بالزنا , بحيث إنه في حالة عدم إكتمال العدد المطلوب وهو أربعة حيث شهد شاهدان فإنهما يخوفان بالرفع بهما إلى الإمام لإقامة حد القذف عليهما , فجعل الآية الثانية ليست في عقوبة الزنا وإنما في عقوبة من قذف ولم يأتي بما يكتمل به نصاب الشهود الأربعة المذكور في الآية الأولى, والذي جعلني أفهم هذا الفهم ما يلي :
الأول : سياق كلامه يوحي بذلك .(1/1058)
الثاني : أننا لو جعلنا كلامه في الزنا للزم منه أنهما إذا لم يتوبا فإننا نرفع بهما إلى الإمام لإنزال العقوبة بهما بشاهدين فقط ’ وهذا لا قائل به, بل لا بد من إكتمال نصاب الأربعة الشهود لعناية الآية بالعدد حيث قدمت الشهادة وكررت ولولا قصد الاهتمام بأعداد الشهادة قبل الحكم بالحبس في البيوت لقيل: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فامسكوهن في البيوت إن شهد عليهن أربعة منكم .
الثالث : أننا إذا جعلنا هذه الآية في الشهادة فإنها لا تخلو من أمرين , إما أن تكون محكمة , فتكون حداً لمن قذف وأتى بشاهدين فقط ولا أعلم قائلاً بذلك لمخالفتها حديث " البينة أو حد في ظهرك " أو أن نجعلها منسوخة بآية النور , والذي فيها بيان حد من لم يأتي بأربعة شهداء جلد ثمانين جلدة. أهـ
المسألة الثانية : وهو أن تقديم آية " واللذان " يوجب فساد الترتيب في هذه الآيات , فأقول : من المعلوم أن ترتيب الآيات توقيفي بإجماع الأمة وهو أمر متفق عليه , حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ضعوا هذه الآية في مكان كذا , وكذا " , فالقرآن لم يرتب حسب النزول ولذا إذا دل دليل صحيح على تقدم آية على أخرى أعتبر ذلك , وترتيب الآيات في المصحف ليس دليلاً من أدلة النسخ , بل إنه تأتي آية ناسخة لأخرى وهي متقدمة عليها في الترتيب وصنيع العلماء يدل على ذلك ومن أمثلته : عدة المتوفى عنها زوجها ,
أما هذه الآية فقد قدمت في البحث أن القول بالإحكام أولى من القول بالنسخ , وهذا مستلزم بأن ترتيب الآية على ما هي عليه في المصحف , ولذا فإني
ما زلت أقول : من وجد دليلاً يدل على تقدمها فليتحفنا به , والله أعلم وأحكم
[line]
ثم علق الأخ جمال بقوله :
الأخ البريدي
## ليس القول السادس الذي نتباحث حوله قولا للمرحوم الرازي ولم يؤيده
## هو أيد القول الأول الذي ذكره((الأول: أن المراد من قوله:
{ وَاللَاتِى يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نّسَائِكُمْ }(1/1059)
[النساء: 15] المراد منه الزواني، والمراد من قوله: { وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ } الزناة، ثم انه تعالى خص الحبس في البيت بالمرأة وخص الايذاء بالرجل، والسبب فيه أن المرأة إنما تقع في الزنا عند الخروج والبروز، فاذا حبست في البيت انقطعت مادة هذه المعصية، وأما الرجل فانه لا يمكن حبسه في البيت، لأنه يحتاج إلى الخروج في إصلاح معاشه وترتيب مهماته واكتساب قوت عياله، فلا جرم جعلت عقوبة المرأة الزانية الحبس في البيت، وجعلت عقوبة الرجل الزاني أن يؤذى، فاذا تاب ترك إيذاؤه، ويحتمل أيضاً أن يقال إن الايذاء كان مشتركا بين الرجل والمرأة، والحبس كان من خواص المرأة، فاذا تابا أزيل الايذاء عنهما وبقي الحبس على المرأة، وهذا أحسن الوجوه المذكورة))
## لا أميل أن القول السادس موضوعه ا لشاهدان---إنما موضوعه الزانيان لأن سياق بحثه كله في الزانيين---والشاهدان ليس عليهما توبة لأنهما لم يرتكبا إثما بشهادتهما
أنظر قوله تعالى((فإن تابا وأصلحا)) فكيف يطلب من شاهدين شهدا واقعة زنا أن يتوبا ويصلحا
وهما لم يرتكبا ما يوجب التوبة---إذن فليس الموضوع موضوع شاهدين إنما موضوع زانيين
فما رأيك؟؟
[line]
ثم علقت عليه بقولي :
الأخ جمال وفقه الله : لقد قدمت رأيي بما نقلت , وأرجو من الأخوة أن يتحفونا بآرائهم حول ما ما نقله الرازي وأما من شهد على شخص بالزنا ولم يأتي ببينة , أو يشهد معه ما يكمل به الأربعة فهو قاذف يقام عليه الحد والحدود كفارات ويلزمه التوبة قال تعالى " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء .... إلى قوله إلا الذين تابوا من بعد ذلك ..." الآية
ارجو من باقي الأخوة مراجعة النسخة القديمة واثبات مشاركاتهم .
---
سيف الدين
01-25-2006, 09:17 PM(1/1060)
لقد قال البعض ان حديث عبادة بن الصامت هو حديث مضطرب حيث اكدت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم العملية على انه رجم الثيب الزاني في ماعز والغامدية ولم يأمر بالجلد .. فان كان الامر كذلك فهل يصحّ الاحتجاج بهذا الحديث؟
---
أحمد البريدي
01-25-2006, 10:38 PM
أخي الكريم : فيما يتعلق بجلد المحصن , اختلف العلماء فيها على قولين :
الأول قول الجمهور , ومنهم الائمة الثلاثة , أن الجلد منسوخ بحديث ماعز وغيره , ولا يجمع بين الرجم والجلد .
الثاني : قول الحنابلة , وهو الجمع بين الجلد والرجم للمحصن عملاً بحديث عبادة .
وأما دعوى الاضطراب فما أدري من قال بها فلعلك تفيدنا , وعلى فرض ذلك فلا يؤثر على الاستدلال بالحديث , والحديث من أحاديث صحيح مسلم كما تعلم .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-01-2006, 11:04 AM
الذي تبين لي في تفسير هاتين الآيتين : ( وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُم فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً . وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً ) هو :
أن الآية الأولى في حق النساء سواء كن محصنات أو غير محصنات ، وأن عقوبتهن المذكورة في الآية مغياة بغاية ، وهي أن يجعل الله لهن سبيلاَ . وقد بُيّن هذا السبيل بأدلة الحدود مع حديث عبادة : " خذو عني ، خذو عني .....".
وأما الآية الثانية ؛ فهي في حق الرجال سواء كانوا محصنين أو غير محصنين ، وأن عقوبة الأذى المذكورة في الآية قد بيّنت بأدلة الحدود كذلك. فالأذي الذي يترتب على ثبوت فعل الفاحشة هو الجلد للبكر والرجم للمحصن.
والمراد بالفاحشة في الآيتين : فاحشة الزنا.
وليس في الآيتين حكم منسوخ بالمعنى الإصطلاحي للنسخ .(1/1061)
هذا ما تبين لي بعد طول بحث . والله أعلم.
---
(1/1062)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > السعد والشريف .
---
السعد والشريف .
---
خالد الشبل
10-17-2004, 10:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله
مساكم الله بالخير ، وشهر مبارك عليكم .
تعلمون أن الكشاف لجار الله اعتنى به العلماء ، وحشّوا عليه حواشي ، منهم السيد الشريف وسعد الدين التفتازاني وغيرُهما .
فهل طبعت حاشية السعد على الكشاف ؟ وهل حققت حاشية الشريف عليه؟
---
ابو المكارم العربي
08-15-2005, 11:01 PM
نعم حاشية السعد مطبوعة ولكن السعد يكمل الحاشية أصلا ولا أعلم أن كانت حاشية الشريف مطبوعة أم لا وأنا أسأل عن حاشية الامام الطيبي صاحب شرح المشكاة على الكشاف هل هي موجودة؟
---
(1/1063)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إعجاز القرآن :من الإعجاز العلمي إلى الإعجاز الاقتصادي للدكتور رفيق يونس المصري
---
إعجاز القرآن :من الإعجاز العلمي إلى الإعجاز الاقتصادي للدكتور رفيق يونس المصري
---
عبدالرحمن الشهري
08-14-2005, 11:51 AM
صدر مؤخراً عن دار القلم بدمشق كتاب (الإعجاز الاقتصادي للقرآن الكريم) للدكتور رفيق يونس المصري وفقه الله ، وهو متخصص في الاقتصاد الإسلامي وله في ذلك أكثر من أربعين مؤلفاً ، وقد صدر كتابه بفصلٍ سبق نشره في موقع مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي التابع لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، رأيت نقله للملتقى العلمي للفائدة. وهذا نص الفصل .
[line]
بسم الله الرحمن الرحيم
إعجاز القرآن هو إثبات عجز الخَلق عن الإتيان بمثله (مناهل العرفان 2/331، كيف نتعامل مع القرآن ص 171) . ويفرق الشيخ محمد الغزالي بين إعجاز القرآن ودلائل النبوة، فيرى أن الإعجاز هو أمر خارق للعادة يعجز الإنسان عن الإتيان بمثله في كل العصور، أما ما كان معجزًا لعالم الأمس، دون عالم اليوم، فهو من دلائل النبوة (كيف نتعامل مع القرآن، ص 171).
وقد نزل القرآن على نبي أمي، لا يمكن معه أن يتصور عاقل أن القرآن من صنعه، فلا يمكن أن يأتي بهذا القرآن نبي، كما لا يمكن أن يأتي به غيره، مهما علا كعبه في الفهم والعلم واللغة، بل لا يمكن أن يأتي به العلماء حتى لو اجتمعوا وتعاونوا وانهمكوا وعانوا. قال تعالى: ] قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا [ الإسراء 88 .(1/1064)
وللإعجاز وجوه كثيرة لا حصر لها ولا نهاية (معترك الأقران 1/3)، ذكر منها العلماء: الإخبارَ عن الغيوب المستقبلة (البرهان 2/95، والإتقان 4/8)، وجمعَه لعلوم ومعارف لم يجمعها كتاب من الكتب، ولا أحاط بعلمها أحد، في كلمات قليلة، وأحرف معدودة (الإتقان 4/20)، والعلومَ المستنبطة منه (الإتقان 4/28)، واشتمالَه على جميع أنواع الأدلة والبراهين (معترك الأقران 1/456) . عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: من أراد العلم فعليه بالقرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين . قال البيهقي : يعني أصول العلم (معترك الأقران 1/14) .
ومن وجوه الإعجاز الحديثة، بل والقديمة أيضًا، ما عرف بالإعجاز العلمي. وذهب المراغي إلى أن ذلك لا يعني أن القرآن قد اشتمل على جميع العلوم، جملة وتفصيلاً، إنما المعنى أنه أتى بأصول عامة لكل ما يهم الإنسان معرفته لصلاح الدين وإعمار الدنيا (التفسير العلمي ص 128).(1/1065)
وهذا الضرب من التفسير هو موضع خلاف بين العلماء، فمنهم من منعه كالشاطبي (الموافقات 2/55)، ومنهم من أجازه بشروط كالغزالي والرازي والسيوطي من القدامى، ومحمد عبده والمراغي وابن عاشور من المعاصرين (التفسير العلمي ص 146 و150 و171 و229) . ولا يشترط أن يكون هذا التفسير العلمي على سبيل القطع والجزم، بل يمكن أن يكون على سبيل الظن أو الاحتمال أو الشك، ولاسيما إذا كانت الآية حمَّالة وجوه . وقد يتعين التمييز بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي، لنكون أكثر تشددًا في الإعجاز منا في التفسير. ذلك لأننا إذا قلنا إن هناك إعجازًا في هذه الآية، بناءً على نظرية ما، ثم تغيرت هذه النظرية، فماذا يقال في الإعجاز المدعى؟ ثم إذا قلنا إن في الآية نفسها إعجازًا، بناءً على نظرية ثانية، أو بحثنا عن آية أخرى تؤيد هذه النظرية، فلن يصدقنا أحد بعد ذلك فيما ندعيه ونزعمه من إعجاز، وربما يصير عندئذ الإعجاز للعلم لا للقرآن! والدقة تقتضي أن الثقة بما يدعيه المفسر من إعجاز علمي أو غير علمي إذا تزعزعت، فإن هذا لا يقتضي نزع الثقة بالقرآن نفسه، فالقرآن أمر آخر. كما أن القول بالتفسير العلمي والإعجاز العلمي لا يعني بالضرورة تصويب كل محاولة تفسيرية في هذا الباب .
بيّن الغزالي أن في القرآن مجامع علم الأولين والآخرين، ورموزًا ودلالات يختص أهل العلم بدركها، وأن في معاني القرآن متسعًا لأرباب الفهم (إحياء علوم الدين 1/260، وجواهر القرآن ص 46) .
يقول الزركشي: "كتاب الله بحره عميق، وفهمه دقيق، لا يصل إلى فهمه إلا من تبحر في العلوم" (البرهان 2/153).
ويقول مصطفى صادق الرافعي: "إن في هذه العلوم الحديثة على اختلافها لعونًا على تفسير بعض القرآن والكشف عن حقائقه" (إعجاز القرآن ص 128).
هذه هي بعض أقوال المجيزين للتفسير العلمي، أما المانعون له فنذكر منهم الشاطبي، ثم نذكر رد ابن عاشور عليه .(1/1066)
يقول الشاطبي: "إن كثيرًا من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحد، فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين أو المتأخرين، من علوم الطبيعيات والتعاليم والمنطق وعلم الحروف وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها، وهذا إذا عرضناه على ماتقدم لم يصح . وإلى هذا فإن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن وعلومه وما أودع فيه (...) . وذلك دليل على أن القرآن لم يقصد فيه تقرير لشيء مما زعموا، نعم تضمن علومًا هي من جنس علوم العرب أو ما ينبني على معهودها (...) . وربما استدلوا على دعواهم بقوله تعالى : ]ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء[ النحل 89، وقوله : ]ما فرطنا في الكتاب من شيء[ الأنعام 38، ونحو ذلك . فأما الآيات فالمراد بها عند المفسرين ما يتعلق بحال التكليف والتعبد، والمراد بالكتاب في قوله : ]ما فرطنا في الكتاب من شيء[ : اللوح المحفوظ، ولم يُذكر فيها ما يقتضي تضمنه لجميع العلوم النقلية والعقلية (...) . فليس بجائز أن يضاف إلى القرآن ما لا يقتضيه، كما أنه لا يصلح أن ينكَر منه ما يقتضيه . ويجب الاقتصار في الاستعانة على فهمه على كل ما يضاف علمه إلى العرب خاصة (...) . فمن طلبه بغير ما هو أداة له ضلَّ عن فهمه، وتقوَّل على الله ورسوله فيه (...). فلا بد في فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين، وهم العرب الذين نزل القرآن بلسانهم (...) . فالتعمق في البحث فيها، وتطلّب ما لا يشترك الجمهور في فهمه خروج عن مقتضى الشريعة الأمية، فإنه ربما جمحت النفس إلى طلب ما لا يطلب منها، فوقعت في ظلمة لا انفكاك لها منها (...)، لأن ذلك لم يكن من معهود العرب ولا من علومهم (...) . فلا يصح الخروج عما حدَّ في الشريعة، ولا تطلُّب ما وراء هذه الغاية، فإنها مظنَّة الضلال ومزلَّة الأقدام " (الموافقات 2/55-63).(1/1067)
هذا هو كلام الشاطبي، أما ابن عاشور فلا يرى رأيه، بل يرى أن المفسر لا يلام إذا أتى بشيء من تفاريع العلوم، مما له خدمة للمقاصد القرآنية، على وجه التوفيق بين المعنى القرآني والمسائل الصحيحة من العلم، بشرط أن يسلك في ذلك مسلك الإيجاز وعدم الاستطراد . كما يرى ابن عاشور أن كلام الشاطبي: "مبني على ما أسسه من كون القرآن لما كان خطابًا للأميين، وهم العرب، فإنما يُعتمد في مسلك فهمه وإفهامه على مقدرتهم وطاقتهم، وأن الشريعة أمية، وهو أساس واهٍ (...)، لأن القرآن لا تنقضي عجائبه، يعنون : معانيه (...)، وربَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه" (تفسير ابن عاشور 1/42-45) . وبهذا ميز ابن عاشور بين الشريعة و بين الرسول صلى الله عليه وسلم والعرب وقت نزول القرآن، فقبل أمية الأميين ورفض أمية الشريعة . كما ذهب إلى أن أمية العرب في ذلك الوقت لا تعني أنهم مستمرون على أميتهم في كل وقت.
يرى أنصار التفسير العلمي أن له مزايا، منها:
- تجنب تقييد الحريات الفكرية والعلمية، واتقاء الحجر على العقول؛
- حث المسلمين على حب الاستطلاع والتأمل والبحث والنظر والاجتهاد وعلو الهمة والتفوق العلمي، ومتابعة العلوم والأفكار والمعارف، ومحاولة ضبطها وربطها بالقرآن، واسترشاد المسلمين به في بحوثهم . وبهذا يصبحون أكثر تحفزًا وتشوقًا إلى طلب العلم والتفوق فيه ومزاحمة علماء الأمم الأخرى المتقدمة؛(1/1068)
- تلافي الفكر الخامد، والفهم الجامد، والنظر الضيق الذي يقف بمعاني القرآن عند معهود أمة لا تقرأ ولا تكتب ولا تحسب، عند معهود العرب الأميين القدامى، ومخاطبة الناس في كل عصر على قدر عقولهم وعلومهم، ومواكبة التطور العلمي والفكري، وتقدم أدوات الرصد والملاحظة والتجربة والتحليل . قال القرافي: "الجمود على المنقولات أبدًا ضلال في الدين، وجهل بمقاصد علماء المسلمين والسلف الماضين" (الفروق 1/177)، حتى لقد كثر الحفاظ، وقلّ المفكرون، ونضبت القرائح (تفسير طنطاوي جوهري 2/203)؛
- دعم حركة التفسير وعلومه، والتعرف على وجوه جديدة للإعجاز، فالقرآن متجدد الإعجاز، لا تنقضي عجائبه، ولا ينضب معينه، ولا يبلى على كثرة الرد (الترداد)؛
- دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، فإنهم يفهمون الإعجاز العلمي أكثر مما يفهمون الإعجاز اللغوي، والقرآن نزل على العرب الأميين، ولكنه ليس لهم وحدهم، بل هو للناس جميعًا (مناهل العرفان 2/100): لكل الطبقات ولكل الأمم ولكل الأجيال، فرب مبلَّغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه . هذا إلى أن كثيرًا من العرب أنفسهم، وربما من علمائهم، ولاسيما في العصور المتأخرة، لم يعودوا يدركون الإعجاز اللغوي، ولا يعرفون من علوم اللغة وآدابها ما يمكنهم من الوقوف جديًا على هذا الإعجاز . كما أن من الجدير بالذكر هنا أن المسلمين غير العرب هم أكثر عددًا بكثير من المسلمين العرب .(1/1069)
- الرد على شبهة القائلين بأن هناك عداوة أو تناقضًا بين الدين والعلم . وإذا كان من الضروري إثبات عدم التناقض بين الدين والعلم، فهذا يقتضي عدم الوقوف عند هذا الحد، ويستتبع أن يكون هناك تفسير علمي مستمر لإثبات عدم التناقض، بل لإثبات الإعجاز . فلا تعارض بين كتاب الله المقروء وكتاب الله المفتوح، لأن مصدرهما واحد، هو منزل القرآن وخالق الكون، هو الحق تبارك وتعالى، والحق لا يتناقض . وإن العقل الصريح لا بد وأن ينسجم مع الدين الصحيح . ذلك أن الدين جاء بما يعجز عقلُ الفرد والمجموع عن دَرْكه، ولم يأت أبدًا بما يناقضه . فالعقل يوصل إلى الدين، والدين يقوي العقل، والعقل والدين نعمتان من نعم الله، لا يجوز لأحد تعطيلهما، أو العمل بما ينافيهما . ثم إن التفقه في الدين (النقل) لا بد أن يكون مقصوده تقويم العقل وتسديده، لا إلغاءه وتعطيله . وإن الإسلام بما فيه من كمال وجمال ما فتئ يشد الناس إليه، إما تثبيتًا لهم عليه، أو تحويلاً لهم من غيره إليه . وما أكثر ما توافر العلماء على دراسة أصوله في القرآن والسنة، سواء أكانوا من المسلمين أو من غيرهم، فكان ذلك سببًا في اكتشاف المزيد من وجوه إعجازه، في ميادين البلاغة والنظم والعقائد والأخلاق والتشريع. ولا تزال هناك دائمًا وجوه جديدة تكتشف مع الأيام، ومع تطور العلوم والمعارف، تشعر الناس بأن هذا الدين هو الدين الحق الذي ] لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد [ فصلت 42 . وكلما زاد العلماء علمًا ومعرفةً واختصاصًا وصفاءً، زاد تقديرهم للإسلام، فإذا ما تراءى لهم شيء يتنافى مع هذا التقدير، فإنه لا يلبث أن يزول بالتمحيص، أو بالوصول إلى أن ذلك ما كان إلا نتيجة تفسير أو شرح أو فقه بشري، فيخطئ البشر، ويدركون يومًا بعد يوم أن للعقل البشري حدودًا، وأن للعلم البشري نهايات، وأن البشر ما أوتوا من العلم إلا قليلاً، وذلك في جنب علم الله الواسع المحيط(1/1070)
.
ولو سار الناس في المسار الصحيح، لما زادهم علمهم إلا تمسكًا بدين الله، ولما زادهم دينهم إلا علمًا، ومن لم يوصله إلى الدين عقله أوصلته فطرته، لكنها الأغراض الدنيوية والشهوات هي التي تحول دونهم والرؤية الصحيحة، وهي التي تمنع الإيمان أو تضعفه .
سئل مرة الدكتور غرينييه، المسلم الفرنسي المعروف، والعضو السابق في مجلس النواب، عن سبب إسلامه، فقال: "لو أن كل صاحب فن من الفنون، أو علم من العلوم، قارن كل الآيات القرآنية المرتبطة بفنه أو علمه مقارنة جيدة، كما فعلت أنا، لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً، وخاليًا من الأغراض" (أوروبا والإسلام لعبد الحليم محمود ص 103).
وأعلن ليون روشي، وهو باحث فرنسي مسلم، في كتابه: "ثلاثون عامًا في الإسلام": "أن هذا الدين الذي يعيبه الكثيرون إنما هو أفضل دين عرفته. فهو دين فطري، اقتصادي، أدبي. ولقد وجدت فيه حل المسألتين (الاجتماعية والاقتصادية) اللتين تشغلان بال العالم طرًا: الأولى في قوله تعالى: ]إنما المؤمنون إخوة[ الحجرات 10، فهي أجمل مبادئ التعاون الاجتماعي، والثانية في فريضة الزكاة في مال كل ذي نصاب، بحيث يكون للدولة أن تستوفيها جبرًا إذا امتنع الأغنياء عن أدائها طوعًا" (الاقتصاد الإسلامي لأحمد جمال، ص 36).
ولقد لخص غارودي سبب إسلامه بأنه وجد في الإسلام إجابة عن الأسئلة التي كان يطرحها دائمًا على نفسه، فراقه:
1 – احترام الإسلام للديانات السماوية السابقة، وتوقيره لأنبيائها ورسلها؛
2 – وإخضاع الإسلام العلومَ والفنون والتقنيات للمبادئ الدينية الإنسانية السامية، وجعلُها وسائل لسمو الإنسان وارتقائه، لا لانحطاطه وتدميره؛
3 – وشمول الإسلام لكافة جوانب الحياة (مستقبل الإسلام في الغرب، ص 7)(1/1071)
ونحن في هذا البحث، نتأسى بالمجيزين للتفسير العلمي مع مراعاة الشروط، بالبعد عن التكلف والتعسف والإطالة والاستطراد . فالإغراق في التفسير العلمي وحشوه بتفصيلات العلوم لا ريب أنه يخرجنا من نطاق التفسير، ويشغل القراء عن مقاصد القرآن، وربما يصدهم عن التفسير نفسه .
عن أبي جُحيفة قال : قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم كتاب ؟ قال : لا، إلا كتاب الله، أو فهم أعطيه رجل مسلم (صحيح البخاري 1/38) . وقال ابن عباس، ترجمان القرآن: تفسير القرآن على أربعة أوجه :
- تفسير لا يقع جهله ؛
- تفسير تعرفه العرب بألسنتها ؛
- تفسير يعلمه العلماء ؛
- تفسير لا يعلمه إلا الله تعالى (تفسير أبي حيان 3/28) .
وتفسير العلماء يختلف باختلاف علومهم، فمن كان عالمًا بالنحو كان تفسيره معنيًا بالنحو، ومن كان عالمًا بالصرف، كان تفسيره معنيًا به، ومن كان عالمًا بالبلاغة أو الفقه فكذلك . ومن كان عالمًا بالنفس أو الاجتماع أو الاقتصاد فإن كلاً منهم يكون أبرع من الآخر في التقاط المعاني المتصلة بعلمه .
سُئل أحد العلماء (لعله ابن باديس): ما خير تفسير للقرآن؟ فأجاب: الدهر، يعني: العلوم والمعارف والأفكار والحوادث والتجارب (مناهل العرفان 2/104) .
وليس هناك خطر على القرآن نفسه من التفسير العلمي، فالقرآن محفوظ بحفظ الله ، أما التفسير فهو اجتهاد بشري يصيب ويخطىء، ولا يخلو تفسير قديم أو حديث من عيب، وإننا لمحتاجون في كل عصر إلى تفسير جديد، فإن تطور العلوم والمعارف يجعلنا ندرك من القرآن ما لم يدركه السابقون، والمفسر إنما يفسر في حدود علمه في كل عصر . ولا يبعد أن كل تفسير سابق قد لاقى مقاومة في وقته. وإذا أسرف بعض المفسرين في الإعجاز العلمي، فهذا لا يقتضي محاربة الإعجاز العلمي كله، بل يقتضي فقط محاربة الإسراف فيه والشطط. ومن اشتغل بمقاومة هذا الإعجاز العلمي، فقد انشغل عن شرف الإسهام فيه وتقويته وتهذيبه وتشذيبه.(1/1072)
إن كل ما نكتبه في التنمية والعمران والاقتصاد الإسلامي إنما هو في نهاية المطاف شرح للسنة وتفسير للقرآن، فمن أنكر الإعجاز الاقتصادي فعليه أن ينكر الاقتصاد الإسلامي من أصله . ومن أنكر الإعجاز العلمي فعليه أن ينكر التفسير بالرأي، وأن يقتصر على التفسير بالمأثور، ومن بالغ فأنكر الإعجاز العلمي فعليه ألا يبالغ فينكر التفسير العلمي أيضًا . وقد تدبرت القرآن فوجدته كتاب تنمية شاملة، تنمية إنسانية وإدارية واقتصادية واجتماعية ودينية وخلقية ... ألم يكن القرآن هو أصل نهضة المسلمين، في جميع الميادين؟ وإذا قيل إن القرآن كتاب هداية، فهذا لا يتضارب مع ما قلناه، لأنه سيهدينا بكل تأكيد إلى التنمية والنهضة والتقدم .
ومن المستحسن ألا يفسر المفسر جميع القرآن، فهناك من فعل ذلِك، واكتفى بالنقل ، ولم يضف شيئًا، والأفضل أن يفسر كل عالم ما هو داخل في اختصاصه، وكلما ازداد المفسر علمًا ولغةً ازداد إدراكه لما في القرآن من إعجاز . قال تعالى: ]سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق[ فصلت 52، وقال أيضًا : ]وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون[ العنكبوت 48، وقال أيضًا : ]قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون[ الأنعام 97، ]لقوم يفقهون[ الأنعام 98.
في جلسات الحوار القادمة، سندخل بإذن الله في التفسير العلمي الاقتصادي، ولعل النماذج المختارة من علم الاقتصاد تعدّ من باب الحقائق والقوانين الاقتصادية، التي إذا ما فسرت بها الآيات المختارة وصلنا إلى الإعجاز الاقتصادي، ولم نقف عند حد التفسير الاقتصادي. فيجب ألا نخلط بين التفسير والإعجاز، فمرتبة الإعجاز أعلى من مرتبة التفسير.
الأربعاء د . رفيق يونس المصري
29/12/1425هـ
9/2/2005م
---
أبو صلاح الدين
08-20-2005, 12:39 PM
شكرا لك على هذا النقل.
---
(1/1073)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال عن وجود بعض الكتب المطبوعة في اختلاف المفسرين وقواعده
---
سؤال عن وجود بعض الكتب المطبوعة في اختلاف المفسرين وقواعده
---
شعلة
02-09-2007, 11:32 PM
بحثت كثيرا عن هذه الكتب التالية ولم أعثر عليها فمن عنده علم فأرجو أن يفيدني بذلك ، وهذه الكتب هي :
1. أسباب اختلاف المفسرين لمحمد الشايع
2. اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره لسعود الفنيسان
3. قواعد الترجيح لحسين الحربي
---
عبدالرحمن الشهري
02-10-2007, 08:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- أسباب اختلاف المفسرين للأستاذ الدكتور محمد ب عبدالرحمن الشايع حفظه الله من منشورات مكتبة العبيكان ، وستجدينه في مكتبة العبيكان بإذن الله .
2. اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره للأستاذ الدكتور سعود الفنيسان متوفر في المكتبات في الرياض كمكتبة الرشد والعبيكان وطيبة وغيرها .
3. قواعد الترجيح للدكتور حسين بن علي الحربي وفقه الله من منشورات دار القاسم في الرياض ، وأظنه الآن يعاد طباعته طبعة ثانية ، ويمكنك الاستفادة منه الكترونياً كما في المكتبة الوقفية (http://waqfeya.com/open.php?cat=11&book=319) فقد صوروه ضوئياً .
---
شعلة
02-12-2007, 08:35 AM
شكر الله لكم على الإفادة أما ما يتعلق بأسباب اختلاف المفسرين د. محمد الشايع فيبدو أنه عزيز الوجود لأني قد سألت مكتبة العبيكان قبل خمسة أشهر أو أكثر وأفادوا بعدمه وأسأل الله أن ييسر إعادة طباعته .
---
دمعة الأقصى
02-18-2007, 12:48 AM
قواعد الترجيح للدكتور حسين بن علي الحربي وجدته قبل أيام بالرشد بعد انتظار إعادة طباعته دام أكثر من سنة
---
الكشاف
03-09-2007, 02:36 PM
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=610
---
(1/1074)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما تفسير هذا القول عن مجاهد في تفسير الطبري رحمه الله ؟
---
ما تفسير هذا القول عن مجاهد في تفسير الطبري رحمه الله ؟
---
سلسبيل
08-15-2006, 12:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما تفسير هذه العباره ( باللون الأحمر )الوارد ه في تفسير الطبري وما هو المقصود بها ؟
عند تفسير قوله تعالى :
وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاق النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُول مُصَدِّق لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ }(1/1075)
( فَقَالَ بَعْضهمْ : إِنَّمَا أَخَذَ اللَّه بِذَلِكَ مِيثَاق أَهْل الْكِتَاب , دُون أَنْبِيَائِهِمْ , وَاسْتَشْهَدُوا لِصِحَّةِ قَوْلهمْ بِذَلِكَ بِقَوْلِهِ : { لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ } قَالُوا : فَإِنَّمَا أَمَرَ الَّذِينَ أُرْسِلَتْ إِلَيْهِمْ الرُّسُل مِنْ الْأُمَم بِالْإِيمَانِ بِرُسُلِ اللَّه , وَنُصْرَتهَا عَلَى مَنْ خَالَفَهَا . وَأَمَّا الرُّسُل فَإِنَّهُ لَا وَجْه لِأَمْرِهَا بِنُصْرَةِ أَحَد , لِأَنَّهَا الْمُحْتَاجَة إِلَى الْمَعُونَة عَلَى مَنْ خَالَفَهَا مِنْ كَفَرَة بَنِي آدَم , فَأَمَّا هِيَ فَإِنَّهَا لَا تُعِين الْكَفَرَة عَلَى كُفْرهَا وَلَا تَنْصُرهَا . قَالُوا : وَإِذَا لَمْ يَكُنْ غَيْرهَا وَغَيْر الْأُمَم الْكَافِرَة , فَمَنْ الَّذِي يَنْصُر النَّبِيّ , فَيُؤْخَذ مِيثَاقه بِنُصْرَتِهِ ؟ ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 5786 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , عَنْ عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله : { وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاق النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَاب وَحِكْمَة } قَالَ : هِيَ خَطَأ مِنْ الْكَاتِب , وَهِيَ فِي قِرَاءَة اِبْن مَسْعُود : " وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاق الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب " . * - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 5787 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إِسْحَاق , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع فِي قَوْله : { وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاق النَّبِيِّينَ } يَقُول : وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاق الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب , وَكَذَلِكَ كَانَ يَقْرَؤُهَا الرَّبِيع : " وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاق الَّذِينَ أُوتُوا(1/1076)
الْكِتَاب " , إِنَّمَا هِيَ أَهْل الْكِتَاب , قَالَ : وَكَذَلِكَ كَانَ يَقْرَؤُهَا أُبَيّ بْن كَعْب , قَالَ الرَّبِيع : أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُول : { ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُول مُصَدِّق لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ } يَقُول . : لَتُؤْمِنُنَّ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَتَنْصُرُنَّهُ , قَالَ : هُمْ أَهْل الْكِتَاب... ))
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&bm=&nSeg=0&l=arb&nSora=3&nAya=81&taf=TABARY&tashkeel=0
السؤال :
ماذا يقصد بقوله عن مجاهد رحمه الله ( هي خطأ من الكاتب ) ؟
---
سلسبيل
08-15-2006, 12:43 AM
وايضا كيف نرد على من يتخذ من عبارة مشابهه ذكرت عن ابن عباس عند قوله تعالى حتى تستأنسوا قال هي وهم من الكتاب في تفسير الطبري ايضا عند قوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أهلها )
من يتخذها ذريعه لإتهام اهل السنه بالقول بالتحريف ؟؟(1/1077)
حَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم , قَالَ : ثنا هُشَيْم , عَنْ أَبِي بِشْر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنِ ابْن عَبَّاس , أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأ : " لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْر بُيُوتكُمْ حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلهَا " قَالَ : وَإِنَّمَا " تَسْتَأْنِسُوا " وَهْم مِنَ الْكُتَّاب . * - حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثنا شُعْبَة , عَنْ أَبِي بِشْر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنِ ابْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة : { لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْر بُيُوتكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلهَا } وَقَالَ : إِنَّمَا هِيَ خَطَأ مِنَ الْكَاتِب : " حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا وَتُسَلِّمُوا " . * - حَدَّثَنَا ابْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا وَهْب بْن جَرِير , قَالَ : ثنا شُعْبَة , عَنْ أَبِي بِشْر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , بِمِثْلِهِ , غَيْر أَنَّهُ قَالَ : إِنَّمَا هِيَ حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا , وَلَكِنَّهَا سَقْط مِنَ الْكَاتِب . 19611 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا ابْن عَطِيَّة , قَالَ : ثنا مُعَاذ بْن سُلَيْمَان , عَنْ جَعْفَر بْن إِيَاس , عَنْ سَعِيد , عَنْ ابْن عَبَّاس : { حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلهَا } قَالَ : أَخْطَأَ الْكَاتِب . وَكَانَ ابْن عَبَّاس يَقْرَأ : " حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا وَتُسَلِّمُوا " وَكَانَ يَقْرَؤُهَا عَلَى قِرَاءَة أُبَيّ بْن كَعْب . 19612 - حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار , قَالَ : ثنا أَبُو عَامِر , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنِ الْأَعْمَش أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا : " حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا وَتُسَلِّمُوا " قَالَ سُفْيَان : وَبَلَغَنِي أَنَّ ابْن عَبَّاس كَانَ يَقْرَؤُهَا : وَحَتَّى تَسْتَأْذِنُوا وَتُسَلِّمُوا " وَقَالَ : إِنَّهَا خَطَأ مِنْ الْكَاتِب . 19613 -(1/1078)
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله : { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْر بُيُوتكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلهَا } قَالَا : الِاسْتِئْنَاس : الِاسْتِئْذَان
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&bm=&nSeg=0&l=arb&nSora=24&nAya=27&taf=TABARY&tashkeel=0
وأيضا :::::::
في تفسير ابن عطيه
الجزء الرابع ص290
لَّاكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـ?ئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً }
(واختلف الناس في معنى قوله { والمقيمين } وكيف خالف إعرابها إعراب ما تقدم وتأخر، فقال أبان بن عثمان بن عفان وعائشة رضي الله عنها: ذلك من خطأ كاتب المصحف، وروي أنها في مصحف أبيّ بن كعب " والمقيمون " وكذلك روى عصمة عن الأعمش، وكذلك قرأ سعيد بن جبير، وكذا قرأ عمرو بن عبيد والجحدري وعيسى بن عمر ومالك بن دينار، وكذلك روى يونس وهارون عن أبي عمرو،..)
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=14&tSoraNo=4&tAyahNo=162&tDisplay=yes&UserProfile=0
---
سلسبيل
08-15-2006, 02:07 AM
وايضا في المحرر الوجيز الجزء العاشر ص 50 جاء عند قوله تعالى :
( إن هذان لساحران ) طه(1/1079)
قال القاضي أبو محمد: وفي هذا التأويل دخول اللام في الخبر وقال بعض النحاة ألف " هذان " مشبهة هنا بألف تفعلان وقال ابن كيسان لما كان هذا بحال واحدة في رفعه ونصبه وخفضه تركت تثنيته هنا كذلك، وقال جماعة، منهم عائشة رضي الله عنها وأبو بكر، هذا مما لحن الكاتب فيه وأقيم بالصواب وهو تخفيف النون من أن ع وهذه الأقوال معترضة إلا ما قيل من أنها لغة، .. )
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=14&tSoraNo=20&tAyahNo=63&tDisplay=yes&Page=2&Size=1
وكذلك ما ورد في تفسير روح المعاني عند قوله تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )
(( ثم إن لزوم أن لا يعبد أحد غير الله تعالى ادعاه ابن عباس فيما يروى للقضاء من غير تفصيل، فقد أخرج أبو عبيد. وابن منيع، وابن المنذر. وابن مروديه من طريق ميمون بن مهران عنه رضي الله تعالى عنه أنه قال: أنزل الله تعالى هذا الحرف على لسان نبيكم { وَوَصَّى * رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ } فلصقت إحدى الواوين بالصاد فقرأ الناس { وَقَضَى رَبُّكَ } ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد، وأخرج مثل ذلك عنه جماعة من طريق سعيد بن جبير. وابن أبي حاتم من طريق الضحاك ورويت هذه القراءة عن ابن مسعود. وأبي بن كعب رضي الله تعالى عنهما أيضاً وهذا إن صح عجيب من ابن عباس
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=52&tSoraNo=17&tAyahNo=23&tDisplay=yes&UserProfile=0
كيف نرد على من يستشهد بهذه النصوص بأن الصحابه رضي الله عنهم يقولون بتحريف القرآن الكريم وان فيه اخطأء او لحن من الكتاب ؟؟؟؟؟؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
08-15-2006, 10:00 AM(1/1080)
هذا تعليق محمود شاكر على قول مجاهد الأول : (بمثل هذا الأثر ، يستدل من يستدل من جهله المستشرقين وأشياعهم ، على الخطأ والتحريف في كتاب الله المحفوظ. وهم لم يكونوا أول من قال به ، بل سبقهم إليه أسلافهم من غلاة الرافضة وأشباههم من الملحدة. ولم يقصر علماء أهل الإسلام في بيان ما قالوه ، وفي تعقب آرائهم وبيان فسادها ، ووهن حجتها. ومن أعظم ما قرأت في ذلك ، كتاب"الانتصار لنقل القرآن" ، للقاضي الباقلاني ، وهو كتاب مخطوط لا يزال ، وهي في ملك أخي السيد أحمد صقر ، وهو أمين على نشره. وقد عقد القاضي بابًا ، بل أبوابًا ، في تعلق القائلين بذلك ، بالشواذ من القراءات ، والزيادات المروية عن السلف رواية الآحاد ، وكشف عن فساد تعلقهم بذلك فيما راموه من الطعن في نقل المصحف. وقد أطال في ذلك واستوعب ، وذكرها مفصلة ، وذكر الروايات التي رويت في ذلك. ومما قال في باب منه: "وأما نحن ، وإن كنا نوثق جميع من ذكرنا من السلف وأتباعهم ، فإنا لا نعتقد تصديق جميع ما يروى عنهم ، بل نعتقد أن فيه كذبًا كثيرًا قد قامت الدلالة على أنه موضوع عليهم ، وأن فيه ما يمكن أن يكون حقًا عنهم ، وما يمكن أن يكون باطلا ، ولا يثبت عليهم من طريق العلم البتات ، بأخبار الآحاد. وإذا كان ذلك كذلك ، وكانت هذه القراءات والكلمات المروية عن جماعة منهم ، المخالفة لما في مصحفنا ، مما لا نعلم صحتها وثبوتها ، وكنا مع ذلك نعلم اجتماعهم على تسليم مصحف عثمان ، وقراءتهم وإقراءهم ما فيه ، والعمل به دون غيره = لم يجب أن نحفل بشيء من هذه الروايات عنهم ، لأجل ما ذكرنا".(1/1081)
قلت: والقول الذي ذكره مجاهد ، أنه: "خطأ من الكاتب" ، إنما عنى به أن قراءة ابن مسعود هي القراءة التي كانت في العرضة الأخيرة ، وأن الكاتب كتب القراءة التي كانت قبل العرضة الأخيرة ، وأنه كان عليه أن يكتب ما كان في العرضة الأخيرة ، فأخطأ وكتب القراءة الأولى. ولم يرد بقوله: "خطأ من الكاتب" ، أنه وضع ذلك من عند نفسه. كيف؟ والقرآن متلقى بالرواية والوراثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا بما هو مكتوب في الصحف!! هذا بيان قد تعجلته ، ولتفصيل هذا موضع غير الذي نحن فيه.)
---
سلسبيل
08-17-2006, 03:33 AM
ومما قال في باب منه: "وأما نحن ، وإن كنا نوثق جميع من ذكرنا من السلف وأتباعهم ، فإنا لا نعتقد تصديق جميع ما يروى عنهم ، بل نعتقد أن فيه كذبًا كثيرًا قد قامت الدلالة على أنه موضوع عليهم ، وأن فيه ما يمكن أن يكون حقًا عنهم ، وما يمكن أن يكون باطلا ، ولا يثبت عليهم من طريق العلم البتات ، بأخبار الآحاد. وإذا كان ذلك كذلك ، وكانت هذه القراءات والكلمات المروية عن جماعة منهم ، المخالفة لما في مصحفنا ، مما لا نعلم صحتها وثبوتها ، وكنا مع ذلك نعلم اجتماعهم على تسليم مصحف عثمان ، وقراءتهم وإقراءهم ما فيه ، والعمل به دون غيره = لم يجب أن نحفل بشيء من هذه الروايات عنهم ، لأجل ما ذكرنا".
جزاكم الله خير الجزاء شيخنا الفاضل وزادكم الله علما ولا حرمنا الله من المشايخ امثالكم المدافعين عن كتاب الله والمنتصرين له في وجه تطاولت فيه ألسنة السوء على كتاب الله وصحابه رسول الله ولكن الله هيأ لهذا الدين رجالا يلقمون افواه المبطلين ويلجمونهم كما لجمهم من قبل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
واقترح أن يتم في هذا المنتدى ولا سيما هو متخصص في القرآن الكريم رد شبهات المبطلين والدفاع عن الصحب الكرام مما يقول به اعداء الدين لا سيما من غلاة الرافضه المارقين والنصارى الحاقدين
وجزاكم الله خيرا عن الإسلام والمسلمين
---(1/1082)
مجدي ابو عيشة
08-18-2006, 07:12 PM
أخي ابو مجاهد بارك الله فيك .
---
جمال أبو حسان
08-27-2006, 11:32 AM
قد كنت كتبت حول هذا الموضوع بحثين نشرا في مجلة جامعة الزرقاء الاهلية في الاردن وارسلتهما عبر البريد الى شيخنا الطيار وشيخنا الشهري احدهما بعنوان دراسة ماروي عن عثمان في شان لحن القران والثاني بعنوان الجواب عما خطأت به عائشة كتاب المصاحف ارجو ان يكون بهما نفع وافادة
---
(1/1083)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > قرآنية البسملة في أوائل السور
---
قرآنية البسملة في أوائل السور
---
عبد الإله الحوري
04-19-2006, 01:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم الدكتور عبد الإله الحوري
قرآنية البسملة في أوائل السور
أجمع المسلمون على أن البسملة جزء آية من سورة النمل في قوله تعالى :] إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[ [النمل 30]، وأجمعوا أيضا على أنها ليست آية من أول سورة التوبة ، واختلفوا فيما وراء ذلك على أقوال :
أولا : مذهب الشافعية ([1]): البسملة آية كاملة في أول الفاتحة بلا خلاف في المذهب الشافعي ، أما في باقي السور عدا براءة ففي المذهب ثلاثة أقوال :
الأول : أنها آية كاملة في أول كل سورة .
الثاني :أنها بعض آية في أول كل سورة .
الثالث : أنها ليست بقرآن في أوائل السور عدا الفاتحة .
وقد ذكر النووي أن الراجح في المذهب هو الأول ([2]).
ثانيا : مذهب الحنفية : لم ينقل عن أبي حنيفة شيء في كون البسملة آية من القرآن أم لا ، وإنما نقل عنه أنه يسر بها في الصلاة ، وسئل محمد بن الحسن عنها فقال : ما بين الدفتين كلام الله تعالى ([3]). والمختار عند علماء الحنفية أنها آية تامة مستقلة أنزلت للفصل بين السور ، فهي من القرآن وليست من الفاتحة ولا من غيرها([4]).(1/1084)
ثالثا : مذهب الحنابلة : قال ابن قدامة: واختلفت الرواية عن أحمد هل هي آية من الفاتحة يجب قراءتها في الصلاة أو لا ؟ فعنه أنها من الفاتحة وذهب إليه أبو عبد الله ابن بطة وأبو حفص ، وروي عن أحمد أنها ليست من الفاتحة ولا آية من غيرها ، ولا يجب قراءتها في الصلاة ، وهي المنصورة عند أصحابه . قال ابن قدامة :واختلف عن أحمد فيها – أي في هذه الرواية – فقيل عنه هي آية مفردة كانت تنزل بين سورتين فصلا بين السور، وعنه هي آية من سورة النمل ([5]). أي وليست من غيرها.
وقال ابن تيمية معلقا على هذه الرواية عن أحمد :" ويحكى هذا رواية عن أحمد ولا يصح عنه وإن كان قولا في مذهبه" ([6]). وقد نصر ابن تيمية القول بأنها من القرآن حيث كتبت من أول كل سورة وليست من السورة ، وقال : وهذا أعدل الأقوال ([7]).
رابعا: مذهب المالكية : البسملة ليست من القرآن في غير سورة النمل ([8]).
وهذه المذاهب تدور بين النفي والإثبات ، فهناك من نفاها مطلقا كالمالكية ورواية عن أحمد ، وهناك من أثبتها في كل المواضع ، أو أثبتها في موضع دون آخر .
وقد استدل من أثبتها بأدلة منها :
1 - أن الصحابة قد أثبتوها في المصاحف مع حرصهم الشديد على تجريد القرآن وعدم كتابة شيء معه([9]).
2 - روى مسلم عن أنس رضي الله عنه أنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال :" أنزلت علي آنفا سورة " فقرأ : ] بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ[ "([10]).
3 - سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم([11])
4 - عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم([12])(1/1085)
5 - عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم([13])
6 - عن أم سلمة أنها ذكرت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين ، يقطع قراءته آية آية([14]).
7 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قرأتم الحمد لله فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم أحد آياتها ([15]).
أما من نفاها فقد استدل بما يلي ([16]):
1 - حصول الاختلاف فيها ولو كانت قرآنا لما اختلف فيها .
2 - قوله تعالى في الحديث القدسي :" قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي ،وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى أثنى علي عبدي ، وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي ، وقال مرة فوض إلي عبدي ، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" ([17]).
قال القرطبي بعد أن ذكر الحديث : "قسمت الصلاة" يريد الفاتحة وسماها صلاة لأن الصلاة لا تصح إلا بها ، فجعل الثلاث الآيات الأول لنفسه واختص بها تبارك اسمه ، ولم يختلف المسلمون فيها ، ثم الآية الرابعة جعلها بينه وبين عبده ، لأنها تضمنت تذلل العبد وطلب الاستعانة منه وذلك يتضمن تعظيم الله تعالى، ثم ثلاث آيات تتمة سبع آيات، ومما يدل على أنها ثلاث قوله "هؤلاء لعبدي" ، أخرجه مالك([18])، ولم يقل هاتان فهذا يدل على أن أنعمت عليهم آية ، قال ابن بكير قال مالك : أنعمت عليهم آية ثم الآية السابعة إلى آخرها "([19]).(1/1086)
3 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبيّ :" كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة ؟ قال فقرأت الحمد لله رب العالمين حتى أتيت على آخرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :هي هذه السورة وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت"([20]).
4 - عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب "الحمد لله رب العالمين" ([21])
5 - عن أنس قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ([22])
6 - عن ابن عبد الله بن مغفل قال : سمعني أبي وأنا في الصلاة أقول بسم الله الرحمن الرحيم فقال لي : أي بني محدث إياك والحدث ، قال : ولم أر أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبغض إليه الحدث في الإسلام يعني منه، قال وقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقولها فلا تقلها، إذا أنت صليت فقل الحمد لله رب العالمين"([23])
7 - الاستدلال بعمل أهل المدينة ، قال القرطبي : " ثم إن مذهبنا يترجح في ذلك بوجه عظيم وهو المعقول ، وذلك أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة انقضت عليه العصور ومرت عليه الأزمنة والدهور من لدن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى زمان مالك ولم يقرأ أحد فيه قط بسم الله الرحمن الرحيم اتباعا للسنة وهذا يرد أحاديثكم"([24]) .(1/1087)
هذه هي أدلة الطرفين فيما ذهبوا إليه من الإثبات والنفي ، وأقوى هذه الأدلة فيما أرى هو ما استدل به أصحاب القول الأول من كتابة الصحابة لها في المصاحف مع حرصهم الشديد على تجريد المصاحف ، والأدلة الأخرى معظمها في مسألة قراءة البسملة في الصلاة ،والذي أراه أن هناك انفصالا تاما بين ثبوت قرآنية البسملة وقراءتها في الصلاة، وذلك لأن القرآنية لا تثبت إلا بالتواتر أما قراءة شيء في الصلاة سواء أكان قرآنا أو غيره فلا يحتاج لأكثر من صحة النقل فيه ، أي إن الظن يكفي فيه . نجد - مثلا -أن المسلمين اتفقوا على مشروعية قراءة التشهد في الصلاة – على خلاف بينهم في وجوبه – مع إجماعهم على أن التشهد ليس من القرآن ، وكذلك الحال في الاستعاذة ، حيث ذهب الجمهور إلى سنيتها مع اتفاقهم على أنها ليست من القرآن .
وإذا غضضنا النظر عن كون معظم هذه الأدلة في قراءة البسملة في الصلاة ، وأن هناك انفصالا بين قراءة شيء في الصلاة وثبوت قرآنيته ، فإن هذه الأدلة أخبار آحاد لا ترقى إلى مستوى إثبات قرآنية شيء أو نفيها لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر .
ومن جهة أخرى فإننا نجد أن القراء اختلفوا في قرآنية البسملة في أوائل السور ، فقراء مكة والكوفة على أنها قرآن ، وقراء المدينة والشام والبصرة على أنها ليست من القرآن([25]). ومن المعلوم أن هذه القراءات متواترة، لذلك يمكن القول بأن البسملة من القرآن يقينا في قراءة متواترة وليست منه يقينا في قراءة أخرى متواترة أيضا .
ومن المعلوم أن التواتر قد يثبت عند قوم ، ولا يثبت عند آخرين وخاصة المتقدمين منهم، فيحمل عليه اختلافهم في البسملة الذي سيزول عند اطلاعهم على تواترها في قراءة، وعدم تواترها في أخرى .(1/1088)
فإذا كان ذلك كذلك فلا يبعد أن يكون الإمام مالك لم تصله البسملة بطريق متواتر والذي ثبت عنده متواترا عدم قرآنيتها ، وكذلك الحال بالنسبة للأئمة المتقدمين، من أثبتها منهم وصلته متواترة ، ومن نفاها لم تصله كذلك.
وهذا الذي أشرت إليه هو ما فهمه ابن الجزري من صنيع الشافعي حيث يقول : "ومما يحقق لك أن قراءة أهل كل بلد متواترة بالنسبة إليهم أن الشافعي رضي الله عنه جعل البسملة من القرآن مع أن روايته عن شيخه مالك تقتضي عدم كونها من القرآن، لأنه من أهل مكة وهم يثبتون البسملة بين السورتين ويعدونها من أول الفاتحة آية ، وهو قرأ قراءة ابن كثير على إسماعيل القسط عن ابن كثير فلم يعتمد في روايته عن مالك في عدم البسملة لأنها آحاد واعتمد قراءة ابن كثير لأنها متواترة "([26]).
وقد بين ابن حزم رحمه الله تعالى مسألة قراءة البسملة في الصلاة أحسن بيان ، وهو في جملته يؤيد ما ذهبت إليه حيث يقول :"مسألة : ومن كان يقرأ برواية من عد من القراء بسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن لم تجزه الصلاة إلا بالبسملة وهم :عاصم بن أبي النجود وحمزة والكسائي وعبد الله بن كثير وغيرهم من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم . ومن كان يقرأ برواية من لا يعدها آية من أم القرآن فهو مخير بين أن يبسمل وبين أن لا يبسمل ، وهم : ابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وفي بعض الروايات عن نافع. وقال مالك لا يبسمل المصلي إلا في صلاة التراويح في أول ليلة من الشهر، وقال الشافعي لا تجزيء صلاة إلا ببسم الله الرحمن الرحيم.
قال علي – يعني ابن حزم نفسه - وأكثروا من الاحتجاج بما لا يصح من الآثار مما لا حجة لأي الطائفتين فيه . مثل الرواية عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم لا قبلها ولا بعدها . وعن أبي هريرة مثل هذا .(1/1089)
قال علي : وهذا كله لا حجة فيه لأنه ليس في شيء من هذه الأخبار نهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم وإنما فيها أنه عليه السلام كان لا يقرؤها، وقد عارضت هذه الأخبار أخبار أخر، منها : ما روينا من طريق أحمد بن حنبل حدثنا وكيع ثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال : صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم . وروينا أيضا : " فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم" فهذا يوجب أنهم كانوا يقرءونها ويسرون بها وهذا أيضا لا إيجاب فيه لقراءتها وكذلك سائر الأخبار.
قال علي : والحق من هذا أن النص قد صح بوجوب قراءة أم القرآن فرضا ، ولا يختلف اثنان من أهل الإسلام في أن هذه القراءات حق كلها مقطوع به ، مبلغة كلها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل …فقد وجب - إذ كلها حق - أن يفعل الإنسان في قراءته أي ذلك شاء وصارت بسم الله الرحمن الرحيم في قراءة صحيحة آية من أم القرآن ، وفي قراءة صحيحة ليست آية من أم القرآن ، مثل لفظة "هو" في قوله تعالى في سورة الحديد " هو الغني الحميد " وكلفظة " من" في قوله تعالى " من تحتها الأنهار " في سورة براءة على رأس المائة آية هما من السورتين في قراءة من قرأ بهما ، وليستا من السورتين في قراءة من لم يقرأ بهما ، ومثل هذا في القرآن وارد في ثمانية مواضع ذكرناها في كتاب القراءات ، وآيات كثيرة وسائر ذلك من الحروف يطول ذكرها " . ثم قال : والقرآن أنزل على سبعة أحرف كلها حق وهذا كله حق وهذا كله من تلك الأحرف بصحة الإجماع المتيقن على ذلك وبالله تعالى التوفيق"([27]).(1/1090)
هذا وقد أشار بعض المفسرين لهذا الرأي ولكني لم أجد من تبناه ودافع عنه غير ابن حزم في النقل السابق عنه ، فهذا ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول بخطأ الباقلاني في قطعه بنفي كون البسملة من أوائل السور وذكر أن المعتمد عنده هو أن البسملة أية من كتاب الله حيث أثبتت ثم يقول : بل قد يقال ما قاله طائفة من العلماء : إن كل واحد من القولين حق وإنها آية من القرآن في بعض القراءات ، وهي قراءة الذين يفصلون بها بين السورتين ، وليست آية في بعض القراءات ، وهي قراءة الذين يصلون ولا يفصلون بها بين السورتين "([28]).
وذكر ذلك أيضا الشهاب الخفاجي حيث عد هذا القول قولا من الأقوال في مسألة : هل البسملة من الفاتحة ؟ فقال : السادس : أنه يجوز جعلها آية منها ، وجعلها ليست منها بناء على أنها نزلت بعضا منها مرة ولم تنزل أخرى لتكرر النزول استقلالا أو لمدارسة جبريل عليه الصلاة والسلام في كل عام ، وهكذا سائر القراءات ، وهو المشار إليه في حديث :" أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف " وهذا أغربها – أي أغرب الأقوال التي ذكرها في المسألة –وكان ابن حجر يرتضيه ويقرره في دروسه ويدفع به الاعتراض بأن القرآن قطعي التواتر فكيف يصح إثباته أو نفيه بدونه ؟ فيقول: إثباتها ونفيها متواتران كسائر القراءات . وقد نقله القراء كأبي شامة وغيره وأطنب في تحسينه السيوطي في حواشيه "([29]) .
وقال السيوطي في مسألة اشتراط تواتر القرآن في أصله وأجزائه :" وقد بنى المالكية وغيرهم ممن قال بإنكار البسملة قولهم على هذا الأصل وقرروه بأنها لم تتواتر في أوائل السور وما لم يتواتر فليس بقرآن . وأجيب من قبلنا بمنع كونها لم تتواتر فرب متواتر عند قوم دون آخرين وفي وقت دون آخر "([30]) .
وقال في موضع آخر :" البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة ، من قرأ بحرف نزلت فيه عدها آية ، ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها "([31]).(1/1091)
------------------------------------
([1]) المجموع (3/289)
([2]) المجموع (3/289)
([3])حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (1/ 29)
([4]) أحكام القرآن للجصاص (1/17) ، حاشية الشهاب (1/29)
([5]) المغني (1/285)
([6]) الفتاوى الكبرى (2/182)
([7]) السابق
([8]) مواهب الجليل (1/544) ، أحكام القرآن لابن العربي (1/6) ، الجامع لأحكام القرآن (1/ 93) ،
([9]) أنوار التنزيل (1/31) ، معالم التنزيل (1/19) ، لباب التأويل (1/19)
([10]) انظر : لباب التأويل (1/19) ، والحديث رواه مسلم : كتاب الصلاة ، باب حجة من قال البسملة آية من كل سورة سوى براءة . وانظر : أبو داود : كتاب الصلاة ، باب من لم ير الجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم . النسائي : كتاب الافتتاح باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم
([11]) البخاري : كتاب فضائل القرآن باب مد القراءة
([12]) الترمذي :كتاب الصلاة باب من رأى الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم ،
قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بذاك وقد قال بهذا عدة من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة وابن عمر وابن عباس وابن الزبير ومن بعدهم من التابعين رأوا الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم وبه يقول الشافعي وإسماعيل بن حماد هو ابن أبي سليمان وأبو خالد يقال هو أبو خالد الوالبي واسمه هرمز وهو كوفي . وقال ابن حجر : الحديث غير محفوظ ، وقال أبو زرعة : لا أعرف أبا خالد . الدراية : (1/130) . وانظر نصب الراية للزيلعي (1/ 324) .
([13]) أبو داود : كتاب الصلاة باب من جهر بها . وقال الزيلعي : رواه أبو داود والحاكم وقال : إنه صحيح على شرط الشيخين . نصب الراية : (1/ 327) .
([14]) أبو داود : كتاب الحروف والقراءات . أحمد : (6/ 302 )
([15]) الدارقطني : (1/312) . وقال : قال أبو بكر الحنفي : ثم لقيت نوحاً فحدثني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بمثله ولم يرفعه .(1/1092)
([16]) الجامع لأحكام القرآن (1/93) وما بعدها ، أحكام القرآن لابن العربي (1/6)
([17]) مسلم : كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة . الموطأ : النداء للصلاة باب القراءة خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة. الترمذي : كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة فاتحة الكتاب
النسائي : كتاب الافتتاح باب ترك قراءة فاتحة الكتاب . ابن ماجه : كتاب الأدب باب ثواب القرآن
([18]) الموطأ: الموضع السابق
([19]) الجامع لأحكام القرآن (1/94)
([20]) جزء حديث رواه مالك في الموطأ: كتاب النداء للصلاة : باب ما جاء في أم القرآن .الترمذي : كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب
([21]) مسلم : كتاب الصلاة باب ما يجمع صفة الصلاة .أبو داود : كتاب الصلاة باب من لم ير الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم
([22]) مسلم : كتاب الصلاة باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة . النسائي : كتاب الافتتاح باب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
([23]) الترمذي : كتاب الصلاة باب ما جاء في ترك الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم ، قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ومن بعدهم من التابعين وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحق لا يرون أن يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا ويقولها في نفسه . النسائي كتاب الافتتاح باب ترك الجهر بـ بسم الله الرحمن الرحيم . ابن ماجه : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب افتتاح القراءة
([24]) الجامع لأحكام القرآن (1/95)
([25]) أنوار التنزيل (1/28)
([26]) منجد المقرئين (68)
([27]) المحلى (2/284)
([28]) دقائق التفسير (1/88)
([29]) حاشية الشهاب على البيضاوي (1/28)
([30]) الإتقان (1/268)
([31]) الإتقان (1/240)
---
د.حسن خطاف
04-19-2006, 11:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1093)
بارك الله بك أخي الدكتور عبد الإله على هذا الاستقصاء والتوسع لحكم البسملة
---
عبد الإله الحوري
04-20-2006, 10:13 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وأرجو من الأخوة القراء إبداء ملاحظاتهم مشكورين
---
محمد الجمل
04-23-2006, 03:01 PM
جزاك الله كل خير يا دكتور عبد الإله
---
(1/1094)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار حول سجود التلاوة
---
استفسار حول سجود التلاوة
---
ارتقاء
04-08-2006, 02:58 PM
س1 /هل يشترط لسجود التلاوة-وكذلك سجود الشكر- الطهارة واستقبال القبلة وستر العورة
س2 / إذا لم أتمكن من سجود التلاوة هل يستحب أن أقول (سبحان الله والحمدلله ولاإله إلا الله والله أكبر)أربع مرات
---
الكشاف
04-08-2006, 07:19 PM
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4148
---
(1/1095)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سمط الدرر في محاور السور
---
سمط الدرر في محاور السور
---
المازني
04-13-2005, 01:15 AM
إخوتي الكرام في ملتقى أهل التفسير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
شدّني موضوع حول محاور السور من أحد العلماء في الأزهر الشريف في خطبة جمعة وهو الشيخ سمير عبده، وكان كلامه يدور حول محاور السور وهو أن كل سورة تدور حول محور معين ترتبط كل أجزائها به ،وضرب لذلك مثلا بسورة البقرة وقال : رغم طول السورة وتنوع موضوعاتها إلا أنها تدور حول موضوع واحد هو التقوى وضرب لذلك أمثلة من السورة ، وتتبعت آيات السورة فإذا هي كذلك وفعلت ذلك مع سور أخرى فوجدتها كذلك، فسورة آل عمران حسب فهمي القاصر تدور حول إثبات اختصاص الله بعلم الغيب فتجد أن رابطا مّا بهذا الموضوع يتصل بمعظم موضوعات السورة، وسورة النساء تدور حول احترام العلاقات في المجتمع المسلم على اختلافها وتنوعها وهكذا فما هو رأيكم في هذا الموضوع وهل هناك دراسات تفصيلية حوله نأمل المشاركة والإفادة .
---
مساعد الطيار
04-13-2005, 06:36 AM
أخي الكريم المازني
ما ذكرته يُسميه بعضهم بالوحدة الموضوعية للسور ، وهو موضوع قد تكلم فيه العلماء من القديم ، وقد ذكره ابن تيمية في بعض كتاباته في التفسير ، كما ذكره الشاطبي في الموافقات ، وفي الموضوع بعض التنبيهات :
الأول : أنَّ هذا من القول بالرأي ، فيحسن ممن يريد الكلام فيه أن يكون على علم ؛ لئلا يذهب به الرأي إلى القول على الله بغير علم ، وذلك مما يدخل في قول الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ).(1/1096)
والذيُ يُخشى منه في هذا المقام التَّكلفُ في هذا الموضوع ، وافتراض ما لا وجود له ، ولزوم ما لا يلزم .
الثاني : أن النظر في المحور يختلف من مجتهد إلى آخر ، فقد يرى مجتهد أن محور سورة ما كذا ، ويرى مجتهد آخر أن محورها غيره ، وذلك أمر تفرضه طبيعة الاختلاف بين المجتهدين ، والسؤال الذي يرد هنا : هل يمكن ان يكون للسورة أكثر من محور ؟
الثالث : أن المعاصرين لهم عناية بهذا الموضوع ، وقد طُرِح في أكثر من كتاب ، كالوحدة الموضوعية في القرآن
الرابع : هل بين موضوع ( مقاصد السور ) ، وموضوع ( محور السورة ) علاقة ؟
الخامس :يحسن الحديث عن كيفية استخراج محور السورة ، وهل هناك مقدمات علمية ينطلق منها الباحث لإظهارها ؟
---
(1/1097)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو الإجابةبسرعة بارك الله فيكم
---
أرجو الإجابةبسرعة بارك الله فيكم
---
السهيلي
10-24-2004, 02:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة في الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اختلف أهل السنة والجماعة مع المعتزلة في تفسير المتشابه في القرآن الكريم ، ونتج عن ذلك اختلاف كبير في عدد من القضايا الفكرية والإيمانية ، وبعض الأحكام الفقهية وسؤالي هو :
ما الأحكام الفقهيية التي اخنلفا فيها ؟ وما أدلة كل فريق في رأيه ؟
وما هي المسائل المختلف فيها بينهما ؟
وما هي أهم الكتب التي تناولت ذلك ؟
أرجو من الأخوة الذين لديهم فكرة عن الموضوع أن يجيبوني مشكورين على هذه الأسئلة
وجزى الله الجميع كل خير
---
مساعد الطيار
10-24-2004, 04:25 PM
أخي الكريم
سؤالك لا يحتمل السرعة ، فهو سؤال بحثيٌ يحتاج إلى من له اطلاع على كتب الفقه المعتزلية ، وذلك ما لا تجده ؛ لأنَّ المعتزلة يتمذهبون في الفروع على أحد مذاهب الإئمة الأربعة ، وليس له مذهب فقهيٌّ مستقلٌّ .
لكن أن توجد بعض المسائل الفقهية ـ خصوصًا في قتال البغاة وما أشبهه ـ يتأثر بها المعتزلي بعقيدة ، فذلك مما يمكن أن يقع ، والله أعلم .
أما المذاهب التي عُرِفَ لها أقوال فقهية مبنية على مذاهبهم المستقلة ، فالرافضة والزيدية ، وإلإباضية .
---
السهيلي
10-26-2004, 01:49 AM
الأخ المشرف مساعد الطيار
السلام عليكم اوبركاته
اشكرك علي اهتمامك بالموضوع وبارك الله فيك
إن ما ابحث عنه هو هل هناك مسائل اختلف فيها المعتزلة مع أهل السنة والجماعة مثل اختلافهم في حكم مرتكب الكبيرة إذا ما ت ولم يتب ومثل اختلافهم في الرؤية وامثالهما
وبارك الله فيك
---
أحمد البريدي
10-26-2004, 02:38 PM
اعذرني د . مساعد أن أتطفل على مائدتك بذكر شيئ مما سأل عنه السهيلي وفقه الله فأقول :(1/1098)
المعتزلة بنو معتقدهم على خمسة أصول : كلها مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة وهذه الأصول تحمل مسميات ظاهرها مقبول ومطلوب إلا أنهم أرادوا بها معاني أخرى تلبيساً على الناس وهي :
1-التوحيد : ويقصدون به نفي الصفات لله تعالى فيثبتون الأسماء بلا مسميات فيقولون سميع بلا سمع وبصير بلا بصر وهكذا وعلى هذا قالوا إن القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة ولا تقوم به قدرة ولا حياة ولا صفة من الصفات .
2-العدل : ويقصدون به أن الله لم يشأ جميع الكائنات ولا خلقها كلها ولذا فأفعال العباد لم يخلقها لا خيرها ولا شرها . ولم يرد إلا ما أمر به شرعاً , لإنهم بزعمهم يقولون كيف يخلق أفعال العباد ويشاءها ثم يعذبهم عليها هذا ظلم فالعدل أن ننفي مشيئته وخلقه لها .
3-المنزلة بين المنزلتين : وهذه جعلوها للفاسق من أهل الملة فلا يسمونه مؤمناً ولا يسمونه كافراً في الدنيا أما في الآخرة فهو مخلد في النار وهو الأصل الرابع وهو :
4-إنفاذ الوعيد :وهو أن اصحاب الكبائر مخلدون في النار وهو إنكار الشفاعة فيهم سواءً قبل دخول النار أو بعدها .
5-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : ومرادهم به جواز الخروج على الائمة , وقتالهم في السيف .
هذه أصولهم وكلها مخالفة لما عليه أهل السنة رحمهم الله وهي ظاهرة البطلان وكل ما بني عليها فهو باطل , وأنت تلاحظ أخي الكريم في هذه الأصول كلها أنهم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل النصوص الشرعية عليها وليس المراد هنا الرد عليهم فله مظانه ككتب شيخ الاسلام ابن تيمية وغيرها فراجعها إن شئت .
---
جمال حسني الشرباتي
10-30-2004, 05:25 AM
المعتزلة بالإضافة لأصولهم الخمسة
هم لا يثبتون رؤية الله عز وجل يوم القيامة
وعندهم ميل غريب لرد أحاديث لها علاقة بصفات المولى عز وجل
---
(1/1099)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أكثر من ستين فائدة من قصة داود و سليمان عليهما السلام ..من سورة ص فقط
---
أكثر من ستين فائدة من قصة داود و سليمان عليهما السلام ..من سورة ص فقط
---
فرحان العطار
06-10-2003, 05:24 PM
1- أن الله يقص على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم اخبار من قبله ، ليثبت فؤاده ، و ليطمئن نفسه ، و يذكر له من عبادتهم وصبرهم و انابتهم ما يشوقه الى منافستهم ، والتقرب الى الله الذي تقربوا له والصبر على اذى قومه ، و لهذا - في هذا الموضع - لما ذكر الله ما ذكر من اذية قومه و كلامهم فيه و فيما جاء به اوره بالصبر وان يذكر عبده داود فيتسلى به .
2- و منها ان الله يمدح و يحب القوة في طاعته ، قوة القلب و البدن ، فإنه يحصل منها من آثار الطاعة و حسنها و كثرتها ، مالا يحصل مع الوهن و عدم القوة ، و ان العبد ينبغي له تعاطي اسبابها ، و عدم الركون الى الكسل و البطالة المخلة بالقوى المضعفة بالنفس .
3- و منها ان الرجوع الى الله في جميع الأمور من اوصاف انبياء الله و خواص خلقه ، كما اثنى الله على داود و سليمان بذلك ، فليقتد بهما المقتدون ، و ليهتد بهداهم السالكون ( اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده ) ا.هـ من قوله تعالى لكل منهما ( إنه اواب ) اي رجاع الى الله في جميع الأمور 4- ومنها ما اكرم الله به نبيه داود من حسن الصوت العظيم ، الذي جعل الله بسببه الجبال الصم ، و الطيور البهم ، يجاوبنه اذ رجع صوته بالتسبيح ، و يسبحن معه بالعشي والاشراق .
5- و منها ان من اكبر نعم الله على العبد ان يرزقه العلم النافع ، و يعرف الحكم والفصل بين الناس ، كما امتن الله على عبده داود عليه السلام .(1/1100)
6- و منها اعتناء الله بأولياءه و اصفياءه عندما يقع منهم بعض الخلل بفتنته اياهم و ابتلائهم بما به يزول عنهم المحذور ، و يعودونبه الى اكمل من حالتهم الأولى ، كما جرى لداود و سليمان عليهما السلام .
7- و منها ان انبياء الله معصومون من الخطأ فيما يبلغون عن الله تعالى لأن مقصود الرسالة لا يحصل الا بذلك ، وانه قد يجري منهم بعض مقتضيات الطبيعة من المعاصي ، ولكن الله يتداركهم و يبادرهم بلطفه سبحانه و تعالى
8- و منها ان داود عليه السلام كان في اغلب احواله لازما لمحرابه لخدمة ربه ، لهذا تسور الخصمان عليه المحراب ، لأنه كان اذا خلا في محرابه لا يأتيه احد ، فلم يجعل كل وقته للناس ، مع كثرة ما يرد عليه من الأحكام ، بل قد جعل له وقتا يخلو فيه بربه ، و تقر عينه بعبادته ، و تعينه على الاخلاص له في جميع الأمور .
9- و منها انه ينبغي الأدب في الدخول على الحكام و غيرهم ، فإن الخصمان لما دخلا على داود في حالة غير معتادة فزع منهم ، وا اشتد ذلك عليه ، و رآه غير لأئق بالحال .
10- و منها انه لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق سوء ادب الخصم و فعله ما لا ينبغي .
11- و منها جواز قول المظلوم لمن ظلمه " انت ظلمتني " او " يا ظالم " و نحو ذلك او " باغ علي " لقولهما ( خصمان بغى بعضنا على بعض )
12- و منها ان الموعوظ و المنصوح و لو كان كبير القدر جليل العلم ، إذا نصحه احد او وعظه ، لا يغضب ولا يشمئز ، بل يبادر بالقبول والشكر ، فإن الخصمين نصحا داود فلم يشمئز ولم يغضب ، و لم يثنه ذلك عن الحق ، بل حكم بالحق الصرف .
13- و منها : ان المخالطة بين الأقارب و الأصحاب ، و كثرة التعلقات الدنيوية المالية ، موجبة للتعادي بينهم ، و بغي بعضهم على بعض ، و انه لا يرد عن ذلك الا استعمال تقوى الله عز وجل ، والصبر على الأمور ، بالإيمان والعمل الصالح ، وان هذا من اقل شيء في الناس .(1/1101)
14- و منها ان الاستغفار و العبادة ، خصوصا الصلاة من مكفرات الذنوب ، فإن الله رتب مغفرة ذنب داود على استغفاره و سجوده .
15- و منها إكرام الله لعبده داود و سليمان بالقرب منه ، و حسن الثواب ، ولا يظن ان ما حصل لهما منقص لدرجتهما عند الله تعالى ، و هذا من تمام لطفه بعباده المخلصين ، انه إذا غفر لهم و أزال اثر ذنوبهم ، أزال الآثار المترتبة عليه كلها ، حتى ما يقع في قلوب الخلق ، فإنهم إذا علموا ببعض ذنوبهم ، و قع في قلوبهم نزولهم عن درجتهم الأولى ، فأزال الله تعالى هذه الآثار ، و ما ذاك بعزيز على الكريم الغفار .
16 - و منها ان الحكم بين الناس مرتبة دينية ، تولاها رسل الله و خواص خلقه ، وان وظيفة القائم بها الحكم بالحق و مجانبة الهوى ، فالحكم بالحق يقتضي العلم بالأمور الشرعية ، والعلم بصورة القضية المحكوم بها ، و كيفية ادخالها في الحكم الشرعي ، فالجاهل بأحد الأمرين لا يصلح للحكم ، ولا يحل له الاقدام عليه .
17 - و منها انه ينبغي للحاكم ان يحذر الهوى ، و يجعله منه على بال فإن النفوس لا تخلومنه ، بل يجاهد نفسه بأن يكون الحق مقصوده ، و ان يلقي عنه و قت الحكم كل محبة او بغض لأحد الخصمين .
18- و منها ان سليمان عليه السلام من فضائل داود ومن منن الله عليه حيث وهبه له ، وان من اكبر نعم الله على عبده ان يهب له ولدا صالحا ، فإن كان عالما فإنه نور غلى نور .
19- ومنها ثناء الله على سليمان و مدحه ( نعم العبد إنه أواب )
20- و منها كثرة خير الله و بره بعبيده ، ان يمن عليهم بصالح الأعمال و مكارم الأخلاق ، ثم يثني عليهم بها و هو المتفضل الوهاب .
21- و منها تقديم سليمان عليه السلام محبة الله تعالى على محبة كل شيء
22- و منها ان كل ما اشغل العبد عن الله فإنه مشؤم مذموم ، فليفارقه وليقبل على ما هو انفع له .(1/1102)
23- و منها القاعدة المشهورة " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " فسليمان عليه السلام عقر الجياد الصافنات المحبوبة للنفوس ، تقديما لمحبة الله ، فعوضه الله خيرا من ذلك ، بأن سخر له الريح الرخاء اللينة ، التي تجري بأمره الى حيث اراد و قصد ، غدوها شهر و رواحها شهر ، و سخر له الشياطين اهل الاقتدار على الأعمال التي لا يقدر عليها الآدميون .
24- و منها ان تسخير الشياطين لا يكون لأحد بعد سليمان عليه السلام .
25- و منها ان سليمان كان ملكا نبيا ، يفعل ما اراد ، و لكنه لا يريد إلا العدل ، بخلاف النبي العبد فإنه تكون ارادته تابعة لأمر الله ، فلا يفعل ولا يترك إلا بالأمر، كحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، و هذه الحال أكمل .
انتهت الفوائد من تفسير ابن سعدي رحمه الله
26- أن من اتى البيوت من غير أبوابها فإن فعله هذا سبب للخوف و الفزع .
27- ان الأنبياء بشر يلحقهم من الطبائع البشرية كما يلحق غيرهم لقوله ( ففزع منهم )
28- أنه يجب ان يطمئن المفزع من فزع منه لقوله ( لا تخف )
29- لباقة هذين الخصمين حيث لم تثر هذه الخصومة العداوة بينهما حيث قال ( إن هذا أخي ) .
30- أنه ليس جميع الخلطاء يحصل منهم البغي لقوله ( و إن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض ) و لم يقل كلهم .
31- أن الذين آمنوا لا يحصل منهم البغي ، يمنعهم ايمانهم و عملهم الصالح لقوله ( إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات ) .
32- أن الذي يجمع بين الايمان و العمل الصالح قليل لقوله ( و قليل ما هم ) .
33- أن الأنبياء قد يفتنون و يختبرون لقوله ( و ظن داود أنما فتناه ) يعني ايقن
34- أن كل شخص محتاج الى ربه مفتقر اليه لقوله ( فاستغفر ربه ) .
35- أن السجود خضوعا لله من سنن الأنبياء لقوله ( و خر راكعا ) وهل يشرع أن يصلي ركعتين أم يفعل ما فعله داود عليه السلام ؟
جاءت شريعتنا : أن يتوضأ و يصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه(1/1103)
36- في قوله ( يا داود ) اثبات كلام الله عز وجل ، و فيها رد على من انكر ذلك
37- أنه لا مانع أن يقال للسلطان ذوي السلطة العليا في الأرض أن يقال له : انه خليفة الله ، و لا يعني ذلك أن الله محتاج أن يستخلف أحدا ليقوم عنه بتدبير الخلق ، ولكنه خلفه أي جعله حاكما بين الناس كما شرع سبحانه .
38- أن اتباع الهوى سبب للضّلال لقوله ( و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )
39- أن المتبعين للهوى متوعدون بالعذاب الشديد .
40- أن من أسباب الضلال نسيان يوم الحساب لقوله ( بما نسوا يوم الحساب )
41- أن عادة عرض الخيول و التمتع يجريها آخر النهار عادة قديمة الى اليوم ، و قل من تجده يفعل ذلك في أول النهار .
42- أنه ينبغي اختيار الخيل الجميلة الجيدة في هيئتها و سرعتها لقوله ( الصافنات الجياد )
ف(الصافنات ) جمال في الهيئة و الشكل و( الجياد ) دليل على سرعتها و قوة جريها .
43- أن الانشغال بامور الدنيا يسبب الاعراض عن ذكر الله و هذا امر مذموم .
44- إثبات أن الشمس هي التي تدور على الأرض لقوله ( حتى تورات بالحجاب ) و هذا يؤيده كثير من النصوص مثل قوله تعالى ( و الشمس تجري ) و قوله ( و ترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين …….) .
45- في قوله تعالى ( توارت بالحجاب ) دليل على كروية الأرض لأنه لما أثبت أنها هي التي تتوراى " أي الشمس " بالحجاب ، دل على أن أ لأرض هي التي تحجبها ، وهذا أمر مقطوع به .
46- جواز التعزير باتلاف المال ، و هذه المسألة اختلف فيها الفقهاء :
فمنهم من قال بأنه لا يجوز لأن إتلاف المال إفساد له ، و يمكن أن نعزره بأخذ المال دون إتلافه ، فنأخذه منه و ننفقه في جهة اخرى .(1/1104)
و منهم من قال : بأن ذلك جائز و استدلوا : بأن الغال من الغنيمة يحرق رحله و هذا اتلاف له مع أن الجيش قد يكون في حاجة ، و هذا هو القول الراجح أنه يجوز التعزير بإتلاف المال ، و ذلك لأن السنة دلت على ذلك أولا ثم إن إتلافه أنكى وأ عظم أثرا ، ثالثا : لو قلنا نأخذه و لا نتلفه لفتحنا بابا للولاة الظلمة ، إذا أرادوا المال أقاموا دعوىعلى شخص ما ، ثم قالوا نعزره بأخذ ماله ، ثم يأخذون ماله على أن يكون في بيت مال المسلمين ، فيأخذونه في جيوبهم !
47- أن الانسان لا بأس أن يعزر نفسه بإتلاف ماله بنفسه ، لفعل سليمان عليه السلام .
48- قوة سلطان سليمان عليه السلام و كثرة جنوده لقوله ( ردوها على ) فلم يقل ردها على ، بل قال ( ردوها ) .
49- أن لسليمان عليه السلام كرسيا يجلس عليه كما يجلس الملوك ، لأن الله جمع له بين الملك و النبوة .
50- تعلق قلب سليمان عليه السلام بالآخرة ، يؤخذ من قوله ( رب إغفر لي و هب لي ..) فطلب الآخرة قبل الدنيا .
51- جواز الذنوب على الأنبياء ، من قوله ( رب إغفر لي ) ، و لو لم يكن هناك ذنب لم يستغفر .
52- جواز طلب الانسان الملك ، تطلب من الله أن يملكك شيئا ، و لكن يشترط أن يكون له استعداد و قدرة للقيام بما يطلب .
53- التوسل الى الله تعالى بالاسم المناسب ، فقوله ( إنك أنت الوهاب ) مناسب لطلبه ( هب لي ) ، و هذا من ضمن تفسير قوله تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )
انتهت فوائد ابن عثيمين رحمه الله و غفر له ، وهذه فوائد اخرى :(1/1105)
54- مشروعية صلاة الضحى لقوله تعالى ( والاشراق ) قال البقاعي رحمه الله : في الجامع لعبد الرزاق أن ابن عباس رضي الله عنه قال : صلاة الضحى في القرآن ، ولكن لا يغوص عليها إلا غائص ثم قرأ الآية ، واليها الإشارة – والله أعلم بصلاة الأوابين ( إنه أواب ) وروى مسلم في الصحيح عن زيد بن أرقم رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " صلاة الأوابين حين ترمض الفصال " ا.هـ بتصرف
55-جواز استعراض الحاكم القائد قواته تفقدا لها وإظهارا للقوة ، و رفعا لمعنوياتها .
56- إطلاق لفظ الخير على الخيل ، فيه تقرير أن الخيل إذا ربطت في سبيل الله كان طعامها و شرابها حسنات لمن ربطها في سبيل الله كما في الحديث الصحيح ( الخيل ثلاث …)
57- أن آلات الحرب اليوم من الطائرات و غيرها و إعدادها و تفقدها حل محل ربط الجياد .
58- الثناء على العبد بالتوبة الفورية التي تعقب الذنب مباشرة .
59- التثبت والأناة في جميع الأمور من أعظم الأمور المعينة على التوفيق للصواب قال البقاعي رحمه الله : فكانت هذه الدعوى تدريبا لداود عليه السلام في الأحكام ، و ذكرها للنبي صلى الله عليه و سلم تدريبا له على الأناة في جميع اموره على الدوام . ا.هـ
60- أن في هذه الآيات تقرير لنبوة نبينا عليه الصلاة والسلام ، إذ مثل هذه القصص لا تتأتى إلا بوحي .
وسأقف هنا بانتظار المزيد من المشاركات لتعم الفائدة ، وستأتي بعض الفوائد ان شاء الله
ملاحضة : الفوائد السبع الأخيرة من تفسير الجزائري حفظه الله ما عدا الفقرة رقم 59
---
عبدالرحمن الشهري
06-11-2003, 08:16 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم الدكتور فرحان العطار على هذه المشاركة ، ونعتذر لعدم ظهورها ابتداءً بكونها كانت مشروطة بقبول المشرف لها دون الانتباه لذلك وفقك الله.
---
فرحان العطار
06-14-2003, 02:49 PM
شكرا لكم دكتور عبدالرحمن على التوضيح و بارك فيك اخي(1/1106)
و اريد ان اذكر لك بأني لست بدكتور و لكن يكفيني شرف الانتساب لهذا الدين ، احسن الله ختام الجميع
---
(1/1107)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إذن خطي أجيز من خلاله نشر بعض كتبي لكل مسلم .
---
إذن خطي أجيز من خلاله نشر بعض كتبي لكل مسلم .
---
ماهر الفحل
07-10-2006, 05:12 AM
السلام عليكم
أتمنى من الأخوة ممن يستطيع إيصال هذه الرسالة لبعض دور النشر أن يقوم بذلك .
نص الرسالة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا الدكتور ماهر ياسين الفحل رئيس قسم الحديث في كلية العلوم الإسلامية ، وشيخ دار الحديث بالعراق ورئيس مركز إعداد الدعاة .
لي عدد من الكتب إذنت لكل مسلم بطباعتها ، والإذن الخطي على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82924
والكتب على هذا الرابط
http://saaid.net/book/search.php?PHPSESSID=dc65863535e2819ee5f0629b96b60 fa6&do=all&u=%E3%C7%E5%D1+%ED%C7%D3%ED%E4
فإذا رغبتم في طباعة شيء من ذلك فلكم الأمر بدون مقابل مادي ولا مقابل نسخ ولكم مطلق الحرية شريطة التقيد بالنص .
والسلام عليكم
---
عبدالرحمن الشهري
07-10-2006, 01:00 PM
أسأل الله لك القبول والتوفيق ، وأن ينفع بعلمكم طلاب العلم .
---
ابن الجزيرة
07-10-2006, 04:58 PM
بارك الله فيكم شيخنا الكريم وكثر في الأمة من أمثالكم .
---
(1/1108)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مكتبة للبيع فيها 4000 كتاب ومخطوط من نوادر الكتب بالدنيا
---
مكتبة للبيع فيها 4000 كتاب ومخطوط من نوادر الكتب بالدنيا
---
نوارة للكتب النادرة
04-23-2006, 10:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في ملتقى أهل التفسير يوجد لدى نوارة للكتب والنوادر والمقتنيات الثمينة مكتبة للبيع فيها 4000 كتاب مطبوع ومخطوط من نوارد الكتب وعيون الكتب في جميع المواد العلمية .
كما يوجد لدى إلى 1200 مخطوط .
للاستفسار ابو صالح 0505134948
تميم 0555134948
---
(1/1109)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ختم الآيات بأسماء الله الحسنى ودلالتها
---
ختم الآيات بأسماء الله الحسنى ودلالتها
---
ابوعلي النوحي
08-16-2004, 12:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اين يمكن الحصول على هذا الكتاب
ختم الآيات بأسماء الله الحسنى ودلالتها
للدكتور / علي العبيد
جزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
08-16-2004, 02:25 AM
هذا الكتاب طبعته دار العاصمة الطبعة الأولى عام 1418هـ . وهو كتاب صغير يقع في 64 صفحة من القطع العادي . وهو بحث قدمه الشيخ للترقية ثم طبعه بعد ذلك في كتاب.
وهو متوفر في المكتبات في الرياض (الرشد - العبيكان - العاصمة - التدمرية وغيرها). وفي جدة وفي مكة والمدينة وأبها وغيرها.
وهاتف دار العاصمة بالرياض 014915154
---
(1/1110)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وقفة مع خبر وفاة الدكتور محمد أبو الأجفان
---
وقفة مع خبر وفاة الدكتور محمد أبو الأجفان
---
أحمد بن فارس
10-10-2006, 10:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين..
بلغني من تونس أنه بالأمس توفي الأستاذ الدكتور محمد بن الهادي أبو الأجفان التميمي القيرواني ، أستاذ الفقه المقارن بقسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى وجامعة الزيتونة بتونس – فرحمه الله رحمة واسعة – فقد عرفته أستاذاً في الدراسات العليا بجامعة أم القرى ، يدرس الفقه المقارن ، والمصادر الفقهية ، والأصولية ، والبحث العلمي والتحقيق .
الدكتور محمد لمن لا يعرفه من أكثر علماء هذه الأمة غزارة في الإنتاج العلمي حيث بلغت مصنفاته المئين من الكتب والبحوث والرسائل في شتى العلوم الإسلامية ، ويغلب عليها الدقة فلا يهتم بها إلا من كانت بجعبته علمية مؤصلة ، فالدكتور رحمه الله عالم أكاديمي يهتم بالتأليف متخذاً المنهج العلمي في البحث والتحقيق طريقة ومنهجاً ولا يحيد عن ذلك ، لا عجب وقد درّس مادة البحث والتحقيق لأجيال من أساتذة الجامعات وطلبة العلم والقضاة .
كانت حياته كلها للعلم ، ومع كبر سنه ، وضعف صحته إلا أنه ما انفك يبدي فرحته بكتاب جديد يراه ، وتحس بسعادته حين يقتني كتاباً أعجبه ، ويذكر أنها ساعات مفرحة لروحه ، مبهجة لنفسه .
يقول لنا في بداية الفصل الدراسي : سأجعلكم يا أبنائي تستطيعون النقاش ، والاهتمام بكتب البحث العلمي ، وتحبون الاطلاع على ما استجد من الكتب .(1/1111)
وما أن ينتهي الفصل إلا وقد نجح في تحقيق الهدف ، بطريقة أو بأخرى ، فوجدنا أنفسا ننطلق في الحوار ، ونكثر النقاش ، خاصة نحن خريجي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الذين مرت علينا سنوات البكالوريوس بأكملها لا يكاد أحدنا يتكلم كلمة واحدة في القاعة ، ولا يحق له الاعتراض أو المناقشة ، فالطريقة السائدة فيها ( التلقين ) إلا من رحم الله ..
وقد كان الدكتور يدع الطلاب يتحدثون في القاعة أكثر منه ، ولا يزال يؤكد على استخدام الفصحى ، ولا يرضى بغيرها .
إنني لا أعجب لتجاهل الإعلام العام لوفاة الدكتور رحمه الله ، فهذا دأبه مع رموز الأمة ، وللأسف فهذا الداء طال الإعلام الإسلامي أيضاً .
الدكتور يا أخوة خدم باحثي هذه الأمة في جوانب شتى ، فمنها :
- تأليف الكتب ، وتحقيق المخطوطات .
- التقديم لكثير من الباحثين في كتبهم العلمية .
- الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعتي أم القرى والزيتونة .
- توفير المخطوطات لعديد من الجهات العلمية والشخصيات الباحثة .
- العضوية في عديد من المجامع الفقهية .
أرجو من الإخوة الدخول على googel وإدخال اسم الدكتور
( محمد أبو الأجفان ) وأن تطلعوا على جانب من حجم الجهد العلمي الذي قام به خلال عشرات السنين .
العجيب أن الدكتور حتى في آخر حياته ما فتيء يتابع جديد الكتب ،
ولم يتوقف عن التأليف والتحقيق ، كانت روحه شابة ، لم يمل أو يكل ، كنت أقول ليتنا نستطيع إعطائة من عمر وصحة كثير من شبابنا التائهين في حياتهم ...
أخيراً لم أرَ ذكرًا للدكتور في المواقع الإسلامية !!!
أليس هذا دليلا على عدم اكتراث الأمة بالعلماء ، وأقسم غير حانث أنه لو كان أحد القصاصين مدمني الظهور في الشاشات ، بله أحد الفنانين أو المطربين ، لظهرت صورته في كل موقع ، وانتشر نعيه في كل زاوية ...
ولكن إنا لله وإنا له لراجعون ، وصدق القائل :
ذهب الذين يعاش في أكنافهم-----وبقيت في خلف كجلد الأجرب
---(1/1112)
عبدالرحمن الشهري
10-10-2006, 10:43 PM
رحم الله الدكتور أبا الأجفان رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته . وموته في هذه الأيام الفاضلة بشرى خير له إن شاء الله ، ونرجو أن يدخله الله جنات النعيم ، ويكافأه على جهوده التي بذلها في خدمة العلم وطلابه أحسن المكافأة . ونعم الرجل والأستاذ كان فقد لقيته مرات في مكة المكرمة ، وقرأت له الكثير من تحقيقاته وبحوثه .
وجزاك الله خيراً أخي أحمد على حرصك وغيرتك وبرك بهذا الشيخ الجليل ، وما ذكرته من تغافل وسائل الإعلام له فليس هو بأول عالم يحدث له هذا في زماننا ، فحال الإعلام ما قد علمتَ وذكرتَ ، وإن كانت وفاته حديثة ، وأرجو أن توفق وسائل الإعلام الجادة إلى تعريف الأمة وأجيالها بهذا العالم المحقق .
اللهم ارحمه برحمتك الواسعة في هذا الشهر الكريم ، وألحقنا به غير خزايا ولا ندامى يا رب العالمين .
---
أبو محمد الظاهرى
10-11-2006, 12:13 AM
رحم الله الدكتور أبا الأجفان رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته . وموته في هذه الأيام الفاضلة بشرى خير له إن شاء الله ، ونرجو أن يدخله الله جنات النعيم ، ويكافأه على جهوده التي بذلها في خدمة العلم وطلابه أحسن المكافأة
اللهم آمين
---
خالد الشبل
10-11-2006, 12:14 AM
رحمه الله وأسكنه الجنة.
أبو الأجفان، ومحمد حجي، ومحمد بن تاويت، والهيلة، والأهواني، وابن الخوجة، وغيرهم، من كبار المحققين في البلاد المغربية.
---
ابن الشجري
10-11-2006, 06:09 AM
لا عليك أبا فارس فإن كان الله له فلا مذمة ولامنقصة ،،، وانظر كم طوى الزمن من العلماء والعباد والصالحين دون أن تعرفهم وسائل الإعلام ، إلا أن لعلمهم وإخلاصهم منابر نور في رياض الصالحين ، ومداد تبر في دفاتر المتعلمين ، ورائحة زكية من أفواه المعلمين ، ولسان صدق في العالمين ، أسأل المولى أن يكون صاحبك منهم .(1/1113)
أحسن الله عزاء الجميع في شيخكم واسكنه فسيح جناته وكتب ذكره في الخالدين من عباده المخلصين .
الإعلام ... وهل هناك إعلام يحمل هم الإسلام على عاتقه ، لقد أفلس الإعلام أيما إفلاس وكهره الصغير قبل الكبير ، وإنها لبشري خير ـ إن شاء الله ـ أن يصل الإعلام إلى هذا المستوى من السخف الذي ليس بعده إلا الخسف ، وهي تباشير خير بولادة فجر جديد لإعلام تقبله عامة المسلمين قبل خاصتهم .
فلا تعجب رحمك الله فما مثل هذا التجاهل بعجيب على شاشة تحتفي (براقص)* ومغنية ، فلم تكن لهم هذه سجية حتى تفتقد أو شيمة حتى تنتقد ، إنما سل عن صاحبك في ما خط وكتب ولقن وخطب ، يكفى أن تكون أنت أحد ثماره ودليل خير إن شاء الله على علو مقداره .
نحن ياصحبي بحاجة أن تحتفي قنوات إعلامنا بعلمائنا قبل موتهم ، فتبث خبرهم وتنشر علمهم وتحيي بالنور الذي في صدورهم ماطفئ من مصابيح دور المسلمين ، أما نعيهم بعد موتهم فهو محل نظر وتأبينهم بعد رحيلهم فشكره لمن حضر .
على حد قول القائل :
لا ألفينك بعد الموت تندبني = وفي حياتي ما زودتني زادا
اللهم ارحم عبدك محمد أبو الأجفان واملأ عليه قبره نورا ورحمة وسرورا وجميع موتى المسلمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*أستغفرالله من إيراد مثل هذا ، فقد كان الغناء يعرف في الجنسين في زمن مضى غير أن الرقص كان بالنساء أليق ، ولم يكن في الرجال إلا من شيمته التخنث منهم ، أما اليوم فقد اختلط الحابل بالنابل والله المستعان ، نسأل الله الهداية للجميع .
---
أبو العالية
10-11-2006, 09:40 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
رحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته .
ونعم والله ، طوبى لمن لا يُعرف .
فقد أنتج هذه الصدقات وهذا الزاد العلمي الزاخر في المكتبة الإسلامية ، والتي ستبقى أثراً صالحاً بعد الرحيل له تمدُّ قبره _ إن شاء الله _ بالنور والأجر الكبير .(1/1114)
أحسن الله مصاب أهله ، وجبر كسرهم في مصيبتين :
وفاة شيخهم وعالمهم .
وقرب رحيل هذا الشهر المبارك .
وأحسن الله خاتمتنا ، وأصلح حالنا ، إنه سبحانه خير مسؤول .
---
جمال أبو حسان
10-11-2006, 11:01 AM
انا لله وانا اليه راجعون ولولا ثقتي بالله لقلت قول المتنبي
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر .......................... فزعت فيه بآمالي الى الكذب
رحم الله الشيخ الذي لم القه ولكن لقيت فضله فكان فاضلا مشاركا معنا في الكتاب الذي اعددناه بعنوان ( دراسات اسلامية وعربية مهداة الى العلامة الاستاذ الدكتور فضل عباس بمناسبة بلوغه السبعين)
فرحمة الله تعالى عليه رحمة واسعة وعوض المسلمين عنه خيرا
---
منصور مهران
10-11-2006, 11:25 AM
إنا لله وإنا إليه راجعون
هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون
---
ابن الجزيرة
10-11-2006, 01:17 PM
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته إنه جواد كريم، ما ذكر هنا عن الإعلام يؤكد أهمية البرامج الإسلامية التي تعنى بعلماء الأمة وهي قليلة جداً ولا يمكنها أن تلتقي بالكبار فقط فما بالك بكل من يستحق التعرض لسيرته، ويذكر هنا برنامج صفحات من حياتي الذي يقدمه الأستاذ فهد السنيدي في قناة المجد وهو برنامج رائع لكن كيف يمكنه استضافة جميع البارزين ؟ حيث يقول الأستاذ فهد السنيدي : ( أن القائمة طويلة جداً ونحرص على كبار السن والمرضى لكي ندركهم قبل رحيلهم ) لعل أصحاب القنوات الإسلامية يهتمون بهذا الأمر ويتقاسمونه بينهم ، وكذلك المواقع الإسلامية .
ومرة أخرى نسأل الله للشيخ العفو والمغفرة وأن يعمه برحمته .
---
أحمد الطعان
10-11-2006, 02:13 PM
رحمه الله .. رحمه الله ..رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجعله وإيانا من عتقائه من النار في هذا الشهر المبارك ...
وإنا لله وإنا إليه راجعون(1/1115)
الله اغسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد ، اللهم نقه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب ...اللهم اجمعنا معه على حوض نبيك المصطفى ، واجعل مستقرنا معه في الفردوس الأعلى إنك سميع قريب مجيب ... آمين .
---
أحمد البريدي
10-11-2006, 02:42 PM
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته , ولعل الأخوة الذين يعرفونه عن قرب , يتحفوننا بترجمة وافية له .
---
(1/1116)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > في لغة العرب. . .
---
في لغة العرب. . .
---
ناصر الغامدي
10-12-2006, 09:45 PM
في لغة العرب ..
يصح نفي العمل عن عاملة إذا كان عمله ليس على حقيقته ، فهم يقولون للصانع الذي يصنع لكنّ صناعته ليست جيدة يقولون :
ليس بصانع
وهو صانع لكن المراد ليس صانع متقن للصناعة فالمنفي هو الإتقان لا مجرد الصناعة
وكذا يقول الأب لابنه العاق : ليس ابني ، وهو من صلبه .....
وعلى هذا تُحمل النصوص الشرعية التي نفت الإيمان عمن اقترف معاصي مثل : " لا أيمان لمن لا أمانة له " و " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن "
انظر كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام ص 90 طبعة دار الأرقم باعتناء الشيخ الألباني وتخريجه رحمه الله تعالى
---
منصور مهران
10-12-2006, 10:25 PM
قد وجدنا ذلك مصداقًا لما في القرآن الكريم ؛ فإن نوحا عليه السلام بعد غرق ولده العاق أسف عليه ( ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين )
فتلقى من ربه القول الفصل ( قال يانوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألنِ ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) .
وفيه أدب اللهُ نبيَّه نوحا أن يعي حكمة الله في نفي ولد نوح عن أهل نوح مع أنه ابنه من صلبه كما دل عليه نداء نوح ، ولكنه عمل عملا غير صالح فاستحق الحرمان من شرف النسبة إليه ، فإذا أصر نوح على إلحاق ولده به دخل في زمرة الجاهلين ؛ لذلك وعظه ربه بهذا النفي لئلا يكون نوح من الجاهلين .
وعكس النفي إثبات ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( سلمان منا أهلَ البيت ) مع أنه على غير ذلك ولكنه نال شرف تكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ للخير الذي فيه . وبالله التوفيق .
---
الجكني
10-12-2006, 10:55 PM(1/1117)
فتح الله عليك الشيخ منصور ،لكن آمل تصحيح سبق القلم في الكلمة القرآنية (أعظك ) حيث كتبت بالميم بدل الكاف(أعظم ) مما غيّر المعنى0
---
ناصر الغامدي
10-14-2006, 03:19 PM
أثابك الله يا شيخ منصور
" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين "
---
(1/1118)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الإعجاز العددي في التوراة والانجيل منذ قرن مضى(َ!!)
---
الإعجاز العددي في التوراة والانجيل منذ قرن مضى(َ!!)
---
أبو عبد المعز
09-20-2006, 02:00 PM
3269 - حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ) . قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال ( فمن )
البخاري
*************************
ايفان بانين Yvan Panin ولد في 12دسمبر 1856
ملحد روسي شارك في محاولة انقلاب ضد القيصر ،اضطر إلى الاختباء في المانيا ثم في الولايات المتحدة.درس بجامعة هارفارد واعتنق الدين النصراني.
توفي الدكتور بانين في اكتوبر 1942.بعد خمسين عاما من البحث.......
فيم كان يبحث؟
كان يبحث في الاعجاز العددي للكتاب المقدس....
كرس حياته كلها لهذا الغرض:إثبات أن الكتاب المقدس وحي إلهي فوق طاقة البشر....بدليل النظام الرياضي والانسجام الحسابي الملحوظين على طول الكتاب: من سفر التكوين في العهد القديم إلى رؤيا يوحنافي العهد الجديد.
كان يشتغل احيانا ما يقرب من 18 ساعة في اليوم وقد جمعت مؤسسةNobell Research Foundation
بعد موته ما يزيد على 43000صفحة من المخطوطات!!!!
لقد قدم الدكتور بانين أدلة علمية قاطعة(َ!!)على أن الكتاب المقدس ليس من تأليف بشر وآية ذلك هذه الظواهر العددية المذهلة التي تتخلل نسيج الكتاب المقدس سواء في أصله العبراني أو في نسخته الإغريقية(َ!!)
وليس للمرء هنا إلا فرضيتان:
-كل كاتب من كتاب الأسفار المقدسة عبقرية رياضية أدبية لا تضاهى.
-أو أنه كان يكتب تحت إلهام روح القدس(َ!!)(1/1119)
نشر الدكتور بانين نتائجه على الجمهور في جريدة نيويوركية ،وأرسل في الوقت ذاته نسخا إلى الشكاكين وإلى صفوة من العلماء البارزين مرفقة بالتحدي الكبير:هل يستطيعون دحض أو إنكار ما يرون بأعينهم من توافقات عددية.
لم يستجب أحد.....لكن بعضهم تحدوه(َ!!)أن يجد تلك التوافقات نفسها في النصوص العبرية واليونانية القديمة غير المقدسة...وبالتالي شرع الباحث في تفحص النصوص القديمة لمدة طويلة فلم يعثر على شيء....ولم يجد تلك الظواهر إلا في الكتب السبعة التي أعادت الكنيسة الكاثوليكية الرومية إليها الاعتبار وألحقتها بالعهد القديم (َ!!)
وهذا نموذج من الإعجاز العددي في التوراة بإحصاء الدكتور إيفان بانين الذي هلك منذ أكثر من ستين عاما:
الآية الأولى في سفر التكوين "في البدء خلق الله السموات والأرض" مكونة من 7 كلمات عبرية ومن 28 حرفاأي 7 مضروبة في4.والكلمات الأساسية في الآية"الله" و" السماء" و "الأرض" عدد حروفها 14 أي 7 مضروبة في2.الكلمات الأولى التي فيها فعل وفاعل ومفعول مكونة أيضا من 14 حرفا..
والمفعولان معا يتكون كل واحد منهما من 7 أحرف..والقيمة العددية بحساب الجمل للكلمات الثلاث الأساسية هي 777 أي 7 مضروبة في 111.الفعل الوحيد في الآية(خلق) قيمته 203 أي 7 مضروبة في 29. والقيمة العددية للكلمات التي تحتل على التوالي بداية ووسط ونهاية الآية هي 133 أي 7 مضروبة في 19.
مثال آخر من إنجيل متى يروي قصةمولد السيد المسيح:
هكذا جاءت ولادة المسيح....الخ الخ...
الأصحاح1 الآيات18-25 .
هذه الآيات في لغتها الأصلية –اليونانية-تحتوي على 161 كلمة أي 7 مضروبة في 23....
ثم يستعرض الدكتور بانين سباعيات كثيرة لينتهي إلى النتائج التالية:
-عدد الكلمات في مجموع النصوص من مضاعفات7.
-عدد الكلمات التي تبتديء بحرف علة من مضاعفات7.
- عدد الكلمات التي تبتديء بحرف صحيح من مضاعفات7.
عدد الحروف في مجموع النصوص من مضاعفات7.(1/1120)
- وهذه الحروف كيفما كانت –صوائت أم صوامت- من مضاعفات 7.
- عدد الكلمات المذكرة من مضاعفات 7 وكذلك عدد الكلمات المؤنثة.
- عدد الكلمات التي ليست أسماء من مضاعفات 7.
- عدد الكلمات التي تستهل بكل حرف من حروف الهجاء هي من مضاعفات 7.
ولمن أراد المزيد من السباعيات حتى التخمة ينظر في هذا الرابط....
http://www.bibleetnombres.online.fr/panin.htm
http://www.bibleetnombres.online.fr/sommaire.htm
هل الدكتور ايفان بانين هو سلف القوم؟
بحتمل..
نخشى أن يكون دان براون هو المرشح القادم الذي سيقتفي القوم أثره...فألق الشيفرات السرية أكثر جاذبية من غابات الأرقام......
---
أحمد البريدي
09-23-2006, 11:07 PM
شكر الله لك أبا عبد المعز , وقد قمت بنقل مشاركتك إلى ملتقى الانتصار .
---
عبد الرحمن
02-28-2007, 11:55 PM
http://www.khalid-alubaidy.com/news.php?i=91
مثال على جنوح الباحثين في الإعجاز العددي
---
د.أحمد شكري
03-01-2007, 12:54 PM
الآية الأولى في سفر التكوين "في البدء خلق الله السموات والأرض" مكونة من 7 كلمات عبرية ومن 28 حرفاأي 7 مضروبة في4.والكلمات الأساسية في الآية"الله" و" السماء" و "الأرض" عدد حروفها 14 أي 7 مضروبة في2.
أرجو التنبيه إلى أمرين في هذا النص
الأول: يفضل عدم استخدام اسم آية لما ورد في التوراة بل بقال: فقرة.
الثاني: مجموع حروف الكلمات في الفقرة ليس 14 بل 15 إذا عددنا لفظ السماء مع أن الوارد في النص: السموات وحروفها أكثر.
أشكر لك أخي الكريم هذه اللفتة الطيبة والمعلومة القيمة وقد سبق لي التعليق على بعض المشاركات السابقة المتعلقة بما سمي الإعجاز العددي بما يبين بطلان كثير مما قيل فيه والحاجة إلى التريث والانتباه وعدم الاغترار ببعض النتائج ولعل الإخوة الفضلاء في الموقع يوافقون على نشر بحث لي فيه تفصيل هذه الأمور وسأخاطبهم بهذا
والله الموفق.
---
أبو بيان
03-02-2007, 09:32 PM(1/1121)
ورد ما يفيد صحة تسمية الجملة من التوراة : آية, ينظر للفائدة: الوقفة الحادية عشر http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=2477&postcount=15 .
---
أبو محمد نائل
03-02-2007, 11:11 PM
نشكرك أخي أبو عبد المعز على هذا النقل الهام لموضوع يتردد كثيراً ، وكما قال من سبق سأقوم بنقل المشاركة لأكثر من موقع مع ذكر مصدركم والإشارة لكم .
ــــــــــــــــ
هل الدكتور ايفان بانين هو سلف القوم؟
بحتمل.. ـــــــــــــــ هل المقصود بالعبارة يحتمل بدل بحتمل ؟ .
نخشى أن يكون دان براون هو المرشح القادم الذي سيقتفي القوم أثره...فألق الشيفرات السرية أكثر جاذبية من غابات الأرقام......
جزاكم الله خيراً ،والأصل في العلم النشر وليس الحشر .
ـــــــــــــــــــــــــــ
لقد تم نقل المشاركة الى هنا : ـــ ( * ) ـــــــــ : منقول للفائدة / بواسطة أبو عبد المعز ، عضو فعال ، شبكة التفسير والدراسات القرآنية ، بتصرف .
الى / منتدى جذور الإسلام / منتدى الحوار القرآني .
---
(1/1122)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {6}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {6}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
08-27-2004, 07:16 PM
(((أرض المحشر)))
إن القرآن الكريم كتاب الله عزوجل وفيه آيات تدل على حقائق علمية قد سبقت علم البشر .ويؤكد القرآن الكريم على أن الله عزوجل سيجمع النجوم والكواكب والمجرات ويصيغها ويخلقها خلقا جديدا يوم القيامة .والادلة القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد على صياغة الارض صياغة وفق ماأخبر به الله عزوجل وهو موضوع أرض المحشر / النار/ الجنة , وصلة بعضها ببعض .يقول الله عزوجل :
((يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات )) {ابراهيم آية:48}
الحشر يوم القيامة سيكون على هذه الارض ,وإن إمتدادا سيحدث لهذه الارض كما يؤكد ذلك القرآن الكريم :
((إذا السماء انشقت*واذنت لربها وحقت*وإذا الأرض مدت* وألقت ما فيها وتخلّت *))
{الانشقاق آية:1-4}
الانشقاق سيكون يوم القيامة وهو انشقاق السماء ((وإذا الأرض مدّت*)) اي بسطت ودكّت جبالها , قال المفسرون:(تمد مد الأديم )لأن الأديم إذا مد ّ زال كل انثناء فيه وامتد واستوى .قال ابن عباس رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه :ويزاد سعتها كذا وكذا لوقوف الخلائق عليها للحساب حتى لايكون لأحد من البشر الا موضع قدمه لكثرة الخلائق فيها ..
((وألقت مافيها وتخلّت*))أي أخرجت أمواتها وتخلَت عنهم ...
{تفسير القرطبي}
كما أن هناك إتصال بين أرض المحشر والنار .وهذا الإتصال تؤكده الآية الكريمة ((وسيق الّذين كفروا إلى جهنم زمرا حتَى إذا جاؤوها فتحت ابوابها )) {الزمر آية:7}(1/1123)
ياترى من أين يساقون ؟؟؟ طبعا من ارض المحشر الى النار ,وهذا يدل دلالة واضحة على ان هناك اتصال بين ارض المحشر والنار ,ودليل آخر من القرآن الكريم ((يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا*ونسوق المجرمين الى جهنم وردا)) {مريم آية:85-86}
هذه الاشارة القرآنية ((ونسوق المجرمين الى جهنم ))يساقون من ارض المحشر وبعد الحساب الى جهنم ..
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال :قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بموعظة فقال:((ياأيها الناس إنكم تحشرون الى الله حفاة عراة غرلاكما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين الا وإن اول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم -عليه السلام -الا وانه سيجاء برجال من امتي فيؤخذ بهم ذات الشمال .فاقول يارب اصحابي فيقال انك لا تدري مااحدثوا بعدك فاقول كما قال العبد الصالح )) ((وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد ))117((ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيزالحكيم))قال :فيقال لي ((انهم لم يزالوا مدبرين مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم ))
{رواه البخاري ومسلم واحمد والترمذي}
هذا الحديث يدل عللى ان البشر سيحشر على الارض التي لها صلة بالنار والصراط والجنة ..
عن سهل ابن سعد قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يحشر الناس يوم القيامة على ارض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لاحد )).... {اخرجه الشيخان } وقول النبي صلى الله عليه وسلم (ليس فيها علم لاحد )يدل على ان الارض ليس فيها علامة من جبل ولا وادي ماهي الا كما قال الله عزوجل :
((فيذرها قاعا صفصفا*لا ترى فيها عوجا ولا أمتا)) {طه آية:106-107}
(( يتبع حمل الاوزار ))
---
(1/1124)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المؤلفات في مناهج العلماء في ((التفسير)) وَ((علوم القران))
---
المؤلفات في مناهج العلماء في ((التفسير)) وَ((علوم القران))
---
الراية
03-24-2006, 09:05 PM
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد و صحبه أجمعين
اما بعد
فسأجمع هنا ما اقف عليه من مؤلف في منهج عالم في التفسير او علوم القران ،
اما المؤلفات في منهج صاحب تفسير فسأجعل له موضوعا خاصا بمشيئة الله تعالى.
واشير الى ماطبع منها ان علمت بذلك.
واتمنى من كل من يعلم شيئا ان يضيفه ليستفيد الجميع
وقد كتبت موضوعا شبيه بهذا الموضوع في ملتقى أهل الحديث
(عن الرسائل في مناهج العلماء في الحديث وعلومه وَ مناهج العلماء في العقائد)
وفقنا الله للعلم النافع والعمل الصالح
علوم القرآن عند الإمام ابن عبدالبر
للشيخ / محمد بن عبدالله بن جابر العبيدي القحطاني (أبو مجاهد)
هذا البحث هو رسالة الماجستير التي تقدم بها الباحث لقسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض.
وقد حصل عليها بتقدير ممتاز مع التوصية بطباعتها ،1416هـ
وقد تكرم بإهدائها لمكتبة شبكة التفسير جزاه الله خيراً.
http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=869
جهود ابن فارس في التفسير وعلوم القرآن. جمعا ودراسة
للشيخ /عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري
ماجستير القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1417 هـ
جهود ابن الأنباري في التفسير وعلوم القرآن الكريم .
الباحث/فرج بن فريج بن فرج العوفي
دكتوراه التفسير كلية القرآن الكريم الجامعة الإسلامية 1417 هـ
موارد ابن حجر العسقلاني في علوم القرآن من كتاب فتح الباري .
الباحث/محمد أنور صاحب بن محمد عمر
ماجستير التفسير كلية القرآن الكريم الجامعة الإسلامية 1414 هـ
الراغب الأصفهاني وجهوده في التفسير وعلوم القرآن .(1/1125)
الباحث/عبدالله بن عواض بن لويحق المطيري
ماجستير التفسير كلية القرآن الكريم الجامعة الإسلامية 1410 هـ
الإمام الدهلوي منهجه في التفسير وآراؤه في مباحث من علوم القرآن
الباحث/خليل الرحمن سجاد
1402 هـ ماجستير كلية القرآن الكريم الجامعة الإسلامية
علوم القرآن عند الحافظ ابن حجر من خلال كتابه فتح الباري . جمعا ودراسة .
إبراهيم بن محمد دومري
ماجستير1418هـ القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
علوم القرآن عند ابن حزم . جمعا ودراسة .
ناصر بن محمد آل عشوان الدوسري
ماجستير1418هـ القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
علوم القرآن عند أبي إسحاق الشاطبي . جمعا ودراسة .
عبد الله بن محمد بن إسماعيل الرفاعي
ماجستير1418هـ القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
آراء الإمام أحمد في التفسير وعلوم القرآن
خالد بن سليمان المزيني
ماجستير 1417هـ القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ابن القيم وآثاره في التفسير
قاسم أحمد القثردي
ماجستير 1403هـ القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
جهود الشيخ ابن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن : عرضا ودراسة
للشيخ احمد البريدي
دكتوراه 1425هـ القرآن و علومه أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
طبعتها مكتبة الرشد
---
روضة
03-24-2006, 10:06 PM
بارك الله فيكم على هذه الجهود الطيبة في جمع المؤلفات حول هذا الموضوع، وهناك أربع رسائل موجودة في مكتبة الجامعة الأردنية حول هذا الموضوع:
قضايا علوم القرآن والتفسير عند الامام الشاطبي في كتاب الموافقات، عايش علي محمد لبابنة، 1996، ماجستير، إشراف: د. فضل حسن عباس، الجامعة الأردنية.(1/1126)
جهود الإمام الطحاوي في التفسير وعلوم القرآن في كتابه شرح مشكل الآثار، علي محمد عبد قدادة، 2000، ماجستير، إشراف: د. مصطفى إبراهيم المشني، الجامعة الأردنية.
التفسير وعلوم القرآن في مؤلفات الإمام ابي حامد الغزالي : دراسة وتحليل، زكريا علي محمود الخضر، 2001، ماجستير، إشراف: د. مصطفى المشني، الجامعة الاردنية.
الإمام جابر بن زيد الازدي (ت 93ه/713م) ومروياته في التفسير وعلوم القرآن الكريم: جمع, توثيق, ودراسة، عبدالله بن علي الرويشدي، 2002، ماجستير، جامعة آل البيت.
---
(1/1127)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كلام لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله حول سُوَرة تَبَّت
---
كلام لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله حول سُوَرة تَبَّت
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-05-2004, 05:32 PM
سورة [ تبت ] نزلت في هذا وامرأته، وهما من أشرف بطنين في قريش، وهو عم علي، وهي عمة معاوية، واللذان تداولا الخلافة في الأمة هذان البطنان : بنو أمية، وبنو هاشم، وأما أبو بكر وعمر فمن قبيلتين أبعد عنه صلى الله عليه وسلم واتفق في عهدهما ما لم يتفق بعدهما .
وليس في القرآن ذم من كفر به صلى الله عليه وسلم باسمه إلا هذا وامرأته، ففيه أن الأنساب لا عبرة بها، بل صاحب الشرف يكون ذمه على تخلفه عن الواجب أعظم . كما قال تعالى : { يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ } الآية [ الأحزاب : 30 ] .
قال النَّحاس : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } [ المسد : 1 ] ، دعاء عليه بالخسر . وفي قراءة عبد الله : [ وقد تب ] . وقوله : { وَمَا كَسَبَ } ، أي : ولده . فإن قوله : { وَمَا كَسَبَ } ، يتناوله، كما في الحديث ولده من كسبه . واستدل بها على جواز الأكل من مال الولد . ثم أخبر أنه : { سَيَصْلَى نَارًا } [ المسد : 3 ] أخبر بزوال الخير، وحصول الشر، و [ الصلي ] الدخول والاحتراق جميعا . وقوله : { حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } [ المسد : 4 ] أن كان مثلا للنميمة؛ لأنها تضرم الشر، فيكون حطب القلوب، وقد يقال : ذنبها أعظم، وحمل النميمة لايوصف بالحبل في الجيد، وإن كان وصفا لحالها في الآخرة، كما وصف بعلها وهو يصلي، وهي تحمل الحطب عليه، كما أعانته على الكفر، فيكون من حشر الأزواج، وفيه عبرة لكل متعاونين على الإثم، أو على إثم ما، أو عدوان ما .(1/1128)
ويكون القرآن قد عمم الأقسام الممكنة في الزوجين، وهي أربعة إما كإبراهيم وامرأته، وإما هذا وامرأته، وإما فرعون وامرأته، وإما نوح وامرأته، ولوط . ويستقيم أن يفسر حمل الحطب بالنميمة بحمل الوقود في الآخرة . كقوله : [ من كان له لسانان ] إلخ . والله أعلم .
المرجع
فتاوى شيخ الاسلام
---
أبو علي
09-11-2004, 10:58 AM
سورة المسد وسورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس كلها سور
فصلت ما تضمنته سورة النصر.
فسورة المسد تطلبها سياق كلام الله (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) فكان على ذوي القربى أن يكونوا أول الناس دخولا في دين الله، وبما أن أبا لهب لم يفعل وهو من ذوي القربى فهو أولى باللوم واللعن من غيره ، فلو أن الملك أخذ البيعة من الشعب وامتنع عن البيعة 2000 شخص من ضمنهم عم الملك ، فمن هو أولى هؤلاء
الخارجين باللوم ؟ أليس عم الملك هو الأولى باللوم والتوبيخ ؟
كذلك فإن أبا لهب هو أولى الناس باللعن في هذا الموقف.
وسورة الإخلاص تطلبها سياق كلام الله ( فسبح بحمد ربك ).
فالتسبيح تنزيه لله ، لأن ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) والإسم الذي يناسبه التسبيح هو (العزيز الحكيم),
لماذا أتي التنزيه في سورة الإخلاص تنزيها لله عن الولد : لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد) ؟ لماذا لم يأت التسبيح بفعل : (سبح ) أو المصدر( سبحان ) ؟
لأنه من الحكمة أن يأتي التسبيح مناسبا للحدث ، فالحدث هو النصر وظهور دين الله على الدين كله في قوم النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يقولون : الملائكة بنات الله ، فلم يعد أحد يقول (الملائكة بنات الله) ولذلك جاء التسبيح (التنزيه ) مناسبا لما أنجزه النصر .
وجاءت المعوذتان مناسبتان لقول الله في سورة النصر (واستغفره إنه(1/1129)
كان توابا) فالاستعاذة تعتبر استغفارا ، فلما كان هؤلاء مشركون كان الشيطان في راحة أما وقد أسلموا فإن الشياطين ستنشط بالوسوسة لتفتن الناس . فنبه الله الناس على الاستعاذة من شياطين الإنس والجن.
وهل أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم فقط إلى قومه الذين كانوا يعتقدون أن الله ولد بناتا أم أنه تعالى أرسله ليصحح كذلك عقيدة النصارى الذي هم أيضا قالوا وما زالوا يقولون : ولد الله مسيحا؟
لا شك أن الله تعالى أرسل رسوله إلى الناس كافة وليصحح عقيدة الذين قالوا اتخذ الله ولدا .
إذا فسورة النصر لا تعني فقط فتح مكة وإنما سيأتي نصر أعظم بالبينة التي يستيقنها النصارى وكل الناس فيدخل الناس (مطلقا)
في دين الله أفواجا .
أكتفي بهذا والسلام عليكم.
---
(1/1130)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ضيف جديد فهل من مرحب، ومعي هدية قيمة، النشر في القراءات العشر
---
ضيف جديد فهل من مرحب، ومعي هدية قيمة، النشر في القراءات العشر
---
د. أنمار
03-30-2004, 01:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سرني ما رأيته في منتادكم وشجعني شيئان، رقي المستوى الفكري والعلمي هنا، والاهتمام بالكتب القيمة
فأحببت أن أشارككم وأبدأ فأقدم لأحباب القرآن والقراءات هدية قيمة وهي كتاب النشر في القراءات العشر، خاصة أن معظم المنتديات لا تتحمل طاقتها تحميل مثل هذا الحجم.
النشر في القراءات العشر لابن الجزري بمكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية (http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=881)
---
د. أنمار
03-30-2004, 01:29 AM
نسيت أن أعرف بنفسي:
أنا الفقير إلى الله أنمار محمد ناصر طبيب جراح حاصل على البورد الكندي في جراحة المسالك والكلى وتخصص دقيق في العقم وما زلت في كندا لإتمام التخصص الدقيق في الجراحة بالمناظير ، وعن قريب سأعود إلى جامعة أم القرى كعضو هيئة تدريس في كلية الطب بمكة المكرمة، وللفقير اهتمام بعلوم القرآن جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن وخدامه.
---
عبدالرحمن الشهري
03-30-2004, 03:25 AM
أرحب بأخي الكريم الدكتور أنمار محمد ناصر في ملتقى أهل التفسير ، وأسأل الله أن يكتب له الأجر والثواب على حسن ظنه بإخوانه. وأشكركم أخي الكريم على هديتكم الثمينة ، وقد قمت بنقلها لمكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية كما هو ظاهر .(1/1131)
أسأل الله لكم التوفيق أخي أنمار في دراستكم ، وأن تعودوا إلى أم القرى بالسلامة قريباً ، وأشكرك على تكرمك بتعريفنا بشخصكم الكريم ، فإن هذا من مقاصد هذا الموقع العلمي ، فنحن نسعد بالتعرف على أمثالكم ، وباستمرار مشاركاتكم معنا في هذا الملتقى العلمي الذي يهدف لخدمة الدراسات القرآنية ، والتواصل العلمي فيما بيننا جميعاً. ونسأل الله العون والسداد وحسن القصد.
---
راجي رحمة ربه
03-30-2004, 05:14 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن
وعندي سؤال: يوجد لدي المزيد من الكتب فهل أضعها هنا ثم أنتم تنقلونها أم ماذا
وفقكم الله لكل خير
---
عبدالرحمن الشهري
03-30-2004, 06:01 PM
أخي الكريم الشيخ راجي وفقه الله وبلغه ما يرجوه ، يمكنك :
- إرسال الكتب على بريد المكتبة books@tafsir.org
- وضع الكتب في الملتقى الخاص بالكتب والبحوث وسيتم نقلها بإذن الله مباشرة للمكتبة.
جزاك الله خيراً على حرصك وعنايتك.
---
(1/1132)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحث بعنوان : دخول الشهر القمري بين رؤية الهلال والحساب الفلكي
---
بحث بعنوان : دخول الشهر القمري بين رؤية الهلال والحساب الفلكي
---
مسك
08-21-2005, 09:22 AM
اسم البحث : دخول الشهر القمري بين رؤية الهلال والحساب الفلكي
اسم المؤلف : فهد بن علي الحسون
نبذة عن البحث :
ذكر المؤلف في التمهيد تعريفا للشهر القمري ، ورؤية الهلال ، والحساب الفلكي ، كما ذكر فيه ما يترتب على دخول الشهر القمري
والفصل الأول وهو بعنوان "بمَ يثبت دخول الشهر القمري" ذكر فيه :
دخول الشهر القمري بثبوت رؤية الهلال
ودخول الشهر القمري بإتمام الشهر السابق ثلاثين يوما
ودخول الشهر القمري بالحساب الفلكي
والفصل الثاني وهو بعنون "خلاف العلماء في دخول الشهر القمري بالحساب الفلكي" وقد ذكر فيه :
منشأ الخلاف
والأقوال في المسألة مع أدلتها
والترجيح
والخاتمة ذكر فيها أبرز النتائج والتوصيات
اضغط هنا لتحميل البحث (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1967)
---
أبو المعتز القرشي
09-01-2005, 03:42 AM
جزاك الله خيرا
---
ساكن القمم
09-07-2005, 12:07 PM
كتب الله لك الأجر
---
(1/1133)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هم العلماء يا من ليس يعرفهم
---
هم العلماء يا من ليس يعرفهم
---
سيف بلا غمد
05-30-2006, 04:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السموات و الأرض وجعل الظلمات و النور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون
وصلى الله على نبينا محمد أمام المتقين
و خاتم النبيين
وقائد الغر المحجلين
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فإن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلاله في النار
أخواني الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجعل الله جميع أوقاتكم عامرة بذكره و شكره وحسن عباده
اللهم آمين
أخواني
إن تذاكر ما للعلماء من خير وفضل أمر محمود
وما لهم من منزله عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم
أما سبب جمعي للموضوع هو ما رأيت من بعض الاخوة
في بعض المنتديات من سهولة سب و تجريح العلماء عندهم
وعند مشرفي منتدياتهم
فأقول وبالله التوفيق....
قال الله سبحانه وتعالى : ((إنما يخشى الله من عباده العلماء ))
و قال جل وعلا ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ))
وقال عز وجل (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ))
و قال تعالى ((وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ))
وعن أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( فضل العالم علي العابد كفضلي أنا على أدناكم ))
و عن كثير بن قيس قال:كنت جالساً مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال:(1/1134)
يا أبا الدرداء، إني جئتك من مدينة الرسول صلى اللّه عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدِّثه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ما جئت لحاجة، قال: فإِني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك اللّه به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم؛ فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، وعن ابن عمر أيضاً قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يحمل من هذا العلم من كل خلف عُدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين
وتأويل الجاهلين ))- حديث حسن لغيره-
وروى أحمد بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا مناط الخيرية))
قال أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه: "مثل العلماء في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها".
وقال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه: "لكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه، وما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد".
وقال علي بن أبي طالب: "العلم يُكسِب العالم طاعة في حياته، وجميل الثناء بعد وفاته،
وهل بعد هذا من خَلَف "
وقال ابن الجوزي: "والله ما أعرف من عاش رفيع الصدر بالغ من اللذات ما لم يبلغ غيره إلا العلماء، فإن لذة العلم تزيد على كل لذة ".
وقال سفيان بن عيينة: " أرفع الناس منزلة عند الله من كان بين الله وبين عباده،
وهم الأنبياء والعلماء".
وبعد هذا أخي القارئ(1/1135)
أظنك قد علمت ما للعلماء من مكانه وفضل عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم
وعند صحابة الكرام رضوان الله عليهم و عند من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
فهم عماد الأمة
وهم الأمناء عليها
و العاملون بشرع الله فيها
هم حجة الله في الأرض
هم أهل الشورى الذين ترجع إليهم الأمة في جميع شؤونها ومصالحها
العلماء هم السادة
وهم الأخلاء القادة
الناس من جهة التمثال أكفاء.....أبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهم نسب.....يفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم .....على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه.....والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حياً به أبداً.....الناس موتى وأهل العلم أحياء
هم منارات الأرض
وهم ورثة الأنبياء
هم خيار الناس المراد بهم خيراً
المستغفر لهم في الأرض وفي السماء
العلماء هم أخشى الناس لله
وهم أعبد الناس لله
و هم أرغب الناس فيما عند الله
قال الإمام الذهبي رحمه لله تعالى في كتابه -الكبائر- :
((قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
يعني العلماء بالله عز وجل قال ابن عباس يريد (أي ربنا جل جلاله) إنما يخافني من خلقي
من علم جبروتي وعزتي وسلطاني......انتهى))
العلماء هم أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير
بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال علي بن أبي طالب: "محبة العالم دين يُدان به"؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته(1/1136)
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (فيجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم إذ كل أمة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم ؛ فإنهم خلفاء الرسول في أمته والمحيون لما مات من سنته بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا.....انتهى )
والعلماء هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة
أحق الناس أن تشرأبَّ لهم الأعناق وتتطلع لما عندهم
بل الغبطة تكون على منزلة العلماء فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا حسد إلا في أثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه علي هلكته في الحق
و رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها)
هم أولياء الله حقا
تعبدا وصدقاً ورقى
قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه- التبيان في آداب حملة القرآن- عن الإمامين الجليلين
أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما قالا ((إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي ))
هم أهل الحل و العقد
هم شموع تحترق لتنير للناس طريقهم
تصاب الأمة بموتهم
ويثلم الدين بفقدهم
ففي الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال
(( إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف مثله ))
ولله در الشاعر الذي يقول
لعمرك مالرزية فقد مال ... ولا شاة تضيع ولا بعير
ولكن الرزية فقد فذ ... يموت بموته خلق كثير
وقال الآخر
إذا ما مات ذو علم وتقوى ... فقد ثلمت من إلا سلام ثلمه
منتقصهم بالقول ضال
ومن سبهم أصبح أمره في سفال
وتردى حاله من وبال الى وبال
وما مثل منتقصهم إلا كما قال الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها.....فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
أو كما قال الآخر:(1/1137)
يا ناطح الجبل العالي ليثلمه....أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
سابهم قد شان نفسه
ورغب في سوء عاقبته
وأشترى هلاكه بحر ماله
شره منه قد أقترب
وبادر إلى تهلكته واشرأب
قال الحافظ بن عساكر رحمه الله تعالى ((اعلم يا أخي ـ وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته ـ أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )...... انتهى ))
فرحته من سبهم بالسقطات معلومة
قد جعل الذبابة له قائدة ومعلمة
يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه : (إنكم تسمعون عن العالم الفلتة فلا تعجلوا عليه
عله أن يراجع نفسه فيرجع عنها)
ولم يعلم هذا المسكين قول سفيان الثوري رحمه الله تعالى إذ قال:
(إياكم إذا سمعتم بالزلة والخطيئة أن تشيعوها، فإن إشاعتها ثلمة في الإسلام)
ولو ثبت خطأ من خطأه لفرح بذلك فرح شديد
ولتمنى أن يظفر بغير هذا الخطأ
وإذا نقل للناس نقل سوء وكذب
ولم يكن منصف في نقله
ولم يعلم هذا الضعيف أن شيخ الإسلام رحمة الله عليه قارع أهل البدع وأهل الأهواء،
وسبحان الله العظيم! يأتي إلى كلامهم ويقول: قال منهم فلان كذا وكذا، فإن كان مراده
{انظروا إلى الإنصاف،انظروا إلى الأمانة،انظروا إلى العلم، انظروا إلى التجرد لله،
إنسان يريد النصيحة}
فإن كان مراده كذا وكذا فهو حق، قال الله قال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن كان مراده كذا وكذا فهو باطل، قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهم أهل بدع و أهل ضلالات
فماذا سيقول رحمه الله لو رأى ما يحدث اليوم على لسان أناس أقل ما تقول فيهم
أنهم طلاب علم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ووالله الذي لا إله إلا هو لو أشتغل منقصهم بعيوب نفسه لما أوقع نفسه في الحرج و المهالك(1/1138)
ومما يستأنس بقوله في هذا الباب قول الشاعر
يا واعظ الناس قد أصبحت متهما....إن عبت منهم أمورا أنت تأتيها
وأعظم الإثم بعد الشرك نعلمه....في كل نفس عماها عن مساويها
عرفتها بعيوب الناس تبصرها....منهم ولا تبصر العيب الذي فيها
هذا ما تيسر قوله
فإن كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان
وأن كان من صواب فمن الواحد المنان
و الله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
المراجع لمن أراد الاستزادة: كتاب / رفع الملام عن الأئمة الأعلام لأبن تيمية - كتاب الكبائر للإمام الذهبي- كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي - كتاب ( لحوم العلماء مسمومة ) للشيخ ناصر العمر
---
عبدالرحمن الشهري
05-30-2006, 05:50 AM
أحسنت بارك الله فيك ، وجزاك خيراً .
---
سيف بلا غمد
05-30-2006, 02:25 PM
أحسنت بارك الله فيك ، وجزاك خيراً .
جزاك الله خير يا د/ عبدالرحمن
وشكر الله لك مرورك الكريم
وبارك الله في سعيك
---
(1/1139)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن (القرآن بلغة الإشارة )
---
سؤال عن (القرآن بلغة الإشارة )
---
ناصر الصائغ
06-05-2003, 09:17 PM
تعلمون وفقكم الله ما انتشر في الآونة الآخيرة من ما يسمى بلغة الإشارة حيث في كثير من المحاضرات والندوات إضافة إلى خطب الجمعة من الحرمين ايقوم التلفزيون السعودي وغيره بنقلها على الهواء مباشرة .
وحيث أن تلك المحاضرات والنوات والخطب تشتمل على آيات قرآنية يستشهد بها .
بدر لدي سؤال وهو عن ترجمة تلك الآيات بلغة الإشارة حكمها وكيفيتها وإمكانيتها .
فمن لديه علم بذلك فليتحفنا به .
علما أنني سبق وأن وقفت على بحث يشابه هذه المسألة نوعا ما وهو بحث لسماحة الشيخ عبدالله المطلق عن كتابة القرآن بلغة برايل .
---
السلطان
06-06-2003, 01:20 AM
الأخ الفاضل ناصر الصائغ وفقه الله :
أحب أن أزيد هذا الموضوع اللطيف بياناً :
هناك فرق بين مسألة كتابة المصحف بلغة برايل ، وبين ترجمة القرآن بلغة الإشارة.
أما كتابة المصحف بلغة برايل فالمكتوب هو نص القرآن وإنما كتب بأحرف برايل المعروفة ، فالخلاف فيه منبي على جواز كتابة المصحف بغير اللغة العربية لا على جواز ترجمته إذ لا يوجد ترجمة في لغة برايل .
أما ترجمة القرآن بلغة الإشارة فلا أظنها تسمى ترجمة لأن الإشارة ليست لغة خطابية فيها كلمات تترجم ، أي لا يوجد كلمة مكان كلمة وإنما هو إيصال لمعنى الكلام ، وعلى هذا فلا يمكن نقل القرآن بلغة الإشارة كما هو من حيث لغته وبيانه ، وإنما يمكن نقل معناه بهذه الطريقة . ولو اعتبرناه ترجمة فلا يمكن ترجمة القرآن حرفياً كما هو معلوم إنما الممكن ترجمة معانيه
والله الموفق .
---
(1/1140)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل ترجمة القران تضر بالقران
---
هل ترجمة القران تضر بالقران
---
أمل محمد
02-10-2004, 07:14 PM
بارك الله فيكم وسدد خطاكم
سؤلي هو: هل ترجمة القران الى لغه غير عربيه تغير من التفسير او المعنى او المراد من الايه .
ودمتم
---
أحمد البريدي
02-10-2004, 07:41 PM
موضوع ترجمة القرآن موضوع طويل وإليك رأي الشيخ ابن عثيمين فيه :
الترجمة لغة: تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإِيضاح
وفي الاصطلاح: التعبير عن الكلام بلغة أخرى
وترجمة القرآن: التعبير عن معناه بلغة أخرى
والترجمة نوعان:
أحدهما: ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بإزائها
الثاني: ترجمة معنوية، أو تفسيريَّة، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.
مثال ذلك: قوله تعالى: { )إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3)
فالترجمة الحرفية: أن يترجم كلمات هذه الآية كلمة كلمة فيترجم (إنا) ثم (جعلناه) ثم (قرآناً) ثم (عربياً) وهكذا.
والترجمة المعنوية: أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإِجمالي.
حكم ترجمة القرآن:
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي:
أ -وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بإزاء حروف اللغة المترجم منها
ب -وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساويةٍ أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها(1/1141)
جـ -تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإِضافات وقال بعض العلماء: إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آية، أو نحوها، ولكنها وإن أمكن تحققها في نحو ذلك - محرمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين، ولا ضرورة تدعو إليها؛ للاستغناء عنها بالترجمة المعنوية
وعلى هذا فالترجمة الحرفية إن أمكنت حسًّا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعاً، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.
وأما الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإِسلام لغير الناطقين باللغة العربية؛ لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
الأول: أن لا تجعل بديلاً عن القرآن بحيث يستغنى بها عنه، وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة؛ لتكون كالتفسير له.
الثاني: أن يكون المُتَرْجِمُ عالماً بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترْجَم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث: أن يكون عالماً بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن
ولا تُقْبَلُ الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلماً مستقيماً في دينه.
المرجع : أصول في التفسير
---
أمل محمد
02-13-2004, 09:02 PM
مشكور اخوي البريدي على هذا الايضاح
---
أمل محمد
02-18-2004, 12:53 AM
مارأيكم في ترجمة القران في هذا البرنامج
ما اروعة من برنامج .. بارك الله فيمن قام بعملة ..
.
القران الكريم .. باللغتين العربية والانجليزية مع واجهه رائعة جدا .. والحجم صغير جدا فى هذا العمل الرائع ... فقط (( 2 ميجابايت ))
لتحميل البرنامج
http://www.islamasoft.co.uk/products/nquran/setup.exe
---(1/1142)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > غدا تنعقد دروس فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير حفظه الله في مدينة الدمام
---
غدا تنعقد دروس فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير حفظه الله في مدينة الدمام
---
احمد بن حنبل
04-18-2006, 06:02 PM
في مغرب الغد يعقد فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله
في مدينة الدمام
درس بلوغ المرام
والذي سيتناول من خلاله شرح باب إحياء الموات
وذلك في الأيام التالية:
الأربعاء 20/3/1427هـ - الخميس 21/3/1427هـ - الجمعة 22/3/1427هـ
علما أن جميع هذه الدروس ستنقل عبر الأثير وعلى الهواء مباشرة
عن طريق موقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/
__________________
المكتب العلمي لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير
الرياض ص . ب 124938 الرمز البريدي 11771
ت / 096612355522 *** ف /096612355533
البريد الالكتروني khodir@gawab.com
---
(1/1143)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رجال تفسير الطبري هل من دراسة عنهم ؟
---
رجال تفسير الطبري هل من دراسة عنهم ؟
---
أبو العالية
06-18-2004, 06:21 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
احبتي الكرام ... هل وقف احد منكم على دراسة عن رجال الطبري في تفسيره . سيما بعضهم لا توجد له ترجمة البتة في كتب الرجال .؟
فهل من يخدمني في هذا ..
وفقكم الله لكل خير
وأحسن الله لمن أحسن إلينا .
---
أبوخطاب العوضي
06-19-2004, 01:23 PM
رجال تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري الذين ترجم لهم أحمد ومحمود شاكر . الشيخ علوي عبدالقادر السقاف . دار الهجرة للنشر والتوزيع بالثقبة - السعودية 1991 .
وإذا أردت المزيد ارجع إلى موضوع الإمام الطبري عن الباحثين قديما وحديثا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عبدالله الزيادي
07-28-2004, 11:29 AM
وهناك نفس الكتاب السابق ( للحلاق ) ؟!
---
أبوخطاب العوضي
06-24-2005, 06:22 AM
معجم شيوخ الامام الطبري للشيخ أكرم زيادة في ثلاث مجلدات كبيرة وفيه جهد عظيم
وله المعجم الصغير لرجال الطبري على غرا ر تقريب التهذيب وهو عمل فذ -جزاه الله خيرا
وهناك جداول للحكم على رجال الطبري (مخطوط) يسر الله ادخاله بالحاسب ولله الحمد
وهناك من اخرج المنتقى من فوائد تفسير الطبري في مجلد صغير يسر الله نشره
إضافة لأحد الأخوة في ملتقى أهل الحديث
---
أبو صفوت
09-27-2006, 06:02 PM
معجم شيوخ الامام الطبري للشيخ أكرم زيادة في ثلاث مجلدات كبيرة وفيه جهد عظيم
وله المعجم الصغير لرجال الطبري على غرا ر تقريب التهذيب وهو عمل فذ -جزاه الله خيرا
وهناك جداول للحكم على رجال الطبري (مخطوط) يسر الله ادخاله بالحاسب ولله الحمد
وهناك من اخرج المنتقى من فوائد تفسير الطبري في مجلد صغير يسر الله نشره(1/1144)
إضافة لأحد الأخوة في ملتقى أهل الحديث
وأين يباع معجمي الشيخ أكرم جزاه الله خيرا
---
أبو فهر السلفي
09-30-2006, 08:17 PM
في داري: ابن عفان بالقاهرة.........وابن القيم بالدمام....
---
برعدي الحوات
10-08-2006, 01:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد: فهناك كتاب في رجال تفسير الطبري ، الموسوم بـ: (رجال تفسير الطبري) جرحا وتعديلا من تحقيق جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأحمد شاكر و محمود شاكر
جمع وترتيب: محمد صبحي بن حسن حلاق
الطبعة الأولى 1420هـ-1999م ، دار ابن حزم للطباعة والنشر/بيروت- لبنان
والكتاب مهم في بابه، مفيد للباحثين في علمي الحديث والتفسير ، ومرتب حسب الترتيب الأبجدي، فهو بذلك يسهل البحث فيه دون عناء، ولنا أمل في الله عز وجل أن يقيض من يقوم بنفس العمل لرجال تفسير ابن أبي حاتم من حيث الترتيب، والتعليق على الرواة جرحا وتعديلاً، والسلام عليكم
الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
أبو صفوت
10-08-2006, 03:34 PM
شيخنا المفضال الدكتور الهاشمي برعدي / لا يخفى عليكم سهولة الوصول لتراجم رجال ابن أبي حاتم من خلال كتابه الجرح والتعديل ، وبالتالي فرجال ابن أبي حاتم ليسوا بحاجة لأن يفرد لهم كتاب مستقل
وفقكم الله ورعاكم
---
برعدي الحوات
10-09-2006, 11:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم،وبعد: فلكم من الله جزيل الشكر أخي الفاضل أبوصفوت أعزكم الله ، وجعلكم من أهل الصفوة المفضلة عند الله عز وجل في العلم والعمل، على وجهة نظركم حول موضوع رجال التفسير لابن أبي حاتم.
نعم الأمر سهل في الوقوف على رجال التفسير بالنسبة للباحثين الماهرين المتمرسين، وذلك بالرجوع إلى كتاب الجرح والتعديل لنفس المؤلف- يعني ابن أبي حاتم-، أما بالنسبة للباحثين المبتدئين فالأمر ليس كذلك.(1/1145)
أخي الفاضل أبو صفوت: إن الوقوف على ترجمة راوٍ ما في الجرح والتعديل غير كاف، خاصة إذا كان مجرَّحاً، أو مختلفاً فيه، ومن ثم فالأمر حينذاك يتطلب الرجوع إلى مصادر أخرى متخصصة للوقوف على آراء علماء آخرين، حيث إن الوقوف على ترجمة الرواة اعتمادا على مصدر واحد لا يكفي، خاصة للمشتغلين بعلم الحديث بوجه عام والتخريج بوجه خاص.
والسلام عليكم.
الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
عبدالرحمن الشهري
10-10-2006, 04:21 PM
وقد صدر الآن للأستاذ أكرم محمد الفالوجي كتاب (معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة) ونشرته دار ابن عفان .
---
برعدي الحوات
10-10-2006, 10:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد: فإن إفادتكم الطيبة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظكم الله تثلج الصدر، نتمنى من الله عز وجل أن يصل هذا المؤلف الجديد إلى كافة أقطار العالم الإسلامي، حتى تعم الفائدة لجميع الباحثين. والسلام عليكم.
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
---
(1/1146)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > { لا أقسم } أقسم هو أم غير قسم ؟؟؟
---
{ لا أقسم } أقسم هو أم غير قسم ؟؟؟
---
عبد القادر يثرب
04-12-2006, 12:56 PM
قال ابن عاشور رحمه الله:
(({ لا أقسم } بمعنى: أقسم، و{ لا } مزيدة للتوكيد. وأصلها نافية تدل على أن القائل لا يقدم على القسم بما أقسم به خشية سوء عاقبة الكذب في القسم.
وبمعنى أنه غير محتاج إلى القسم؛ لأن الأمر واضح الثبوت. ثم كثر هذا الاستعمال فصار مراداً تأكيد الخبر، فساوى القسم بدليل قوله عقبه:{ وإنه لقَسم لو تعلمون عظيم } )).
أولاً- يصرح ابن عاشور في هذا النص بأن { لا أقسم } بمعنى:{ أقسم }، وأن { لا } مزيدة للتوكيد... ثم يذكر أن أصلها نافية، وأنها تدل على معنيين:
الأول: أن القائل لا يقدم على القسم بما أقسم به خشية سوء عاقبة الكذب في القسم.
والثاني: أن القائل غير محتاج إلى القسم؛ لأن الأمر واضح الثبوت.
ثم جعل القسم الثاني مساوياً للقسم من حيث التأكيد، واستدل على ذلك بقوله تعالى عقبه:{ وإنه لقَسم لو تعلمون عظيم }.
وانتهى من ذلك إلى القول:( وهذا الوجه الثاني هو الأنسب بما وقع من مثله في القرآن ).
ثانياً- إذا كانت{ لا } } مزيدة للتوكيد- كما يقول ابن عاشور- فكيف يمكن التوفيق بين قوله هذا، وقوليه الأخيرين ؟؟؟
فإذا كان القائل لا يقدم على القسم- كأن يقول مثلاً: لا أقسم على أن هذا الشيء حق وصدق- خشية سوء عاقبة الكذب في القسم- كما يقول... فكيف يمكن اعتبار{ لا } في قوله السابق مزيدة للتوكيد ؟؟؟
وإذا كان الله تعالى غير محتاج إلى القسم؛ لأن الأمر واضح الثبوت- في نحو قوله تعالى:{ لا أقسم بمواقع النجوم ... إنه لقرآن كريم }- فكيف يمكن اعتبار{ لا } في هذه الآية الكريمة، ونحوها مزيدة للتوكيد ؟؟؟(1/1147)
وهل يدل قوله تعالى:{ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } على أن { لا أقسم } بمعنى:{ أقسم }- كما قال ابن عاشور، وكثير غيره من المفسرين والنحويين- أو بمعنى:{ لأقسم }- كما قال أبو حيان في{ لا }:( والأولى عندي أنها لام أشبعت حركتها، فتولدت منها ألف؛ كقوله: أعوذ بالله من العقرَاب ) ؟؟؟
وكيف يمكن التوفيق بين قوله تعالى{ لا أقسم }، وقوله تعالى:{ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } ؟؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
04-12-2006, 01:49 PM
من الظواهر الأسلوبية في القرآن- ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1548)
---
عبد القادر يثرب
04-12-2006, 02:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقال الذي أشرتم إليه ليس فيه جواب على الأسئلة التي أثرتها، ولم تتعرض فيه صاحبته الأستاذة الفاضلة لقول ابن عاشور. وقد سبق لكم الإشارة إلى هذا المقال الذي تبنت فيه صاحبته رأي الدكتورة بنت الشاطىء رحمها الله، وفصلت فيه القول مع ذكرها للأقوال الأخرى، والرد عليها، وبينت فيه أن القسم في القرآن قسمان: مثبت، ومسبوق بـ( لا ) النافية. وذكرت أن القسم الأول هو الذي يكون فيه المقسم عليه من الأمور المحتملة للشك، أو الظن عند المخاطب، فيأتي القسم عليه؛ لتأكيده في ذهن المخاطب. وذكرت أن القسم المسبوق بـ( لا ) يكون فيه المقسم عليه من الأمور التي لا تحتمل الشك، أو الظن، فالقسم عليه هو تقليل من شأنه، وإثارة للشك فيه... ولهذا جاء نفي الحاجة إلى القسم عليه بـ( لا ). وهذا التقسيم لم يكن موجوداً عند الدكتورة بنت الشاطىء، ولم يفصل أحد القول فيه على هذا النحو – كما أعلم – ومع ذلك فلم يلق قولها هذا قبولاً عند بعض الإخوة كما يفهم من مشاركاتهم التي تلت إشارتكم إلى هذا المقال، وإحالتكم عليه.(1/1148)
أما سؤالي الأخير من أسئلتي فلم أجد له جواباً في مقال الأخت الفاضلة.. فقوله تعالى:{ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } يدل على أنه قسم. فإذا كان قسماً، فكيف يكون قوله تعالى:{ لا أقسم } نفي للحاجة إلى القسم ؟؟؟
والشيء الآخر الذي يلتبس على القارىء في قول الدكتورة بنت الشاطىء:( وفرق بعيد أقصى البعد بين أن تكون( لا ) لنفي القسم- كما قال بعضهم- وبين أن تكون لنفي الحاجة إلى القسم، كما يهدي إليه البيان القرآني ).
فهل هناك فرق بين الأمرين، وما هو ؟؟؟
---
سليمان داود
04-13-2006, 12:40 AM
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
هذه الظاهرة قد بحثت في هذا الملتقى أكثر من مرة، وكما ذكرت أنت فقد أشار الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري إلى مقال الأستاذة رفاه زيتوني. وقد فهمت من تعليقه على تلك الإشارة أنه يريد وضع حد لهذا الموضوع اكتفاء بما ذكرته الأستاذة الفاضلة في مقالها. ولكن يبدو من مشاركات بعض الأعضاء أنهم لم يقرؤوا المقال، أو أنهم قرؤوه، ولكن لم يجدوا فيه ما يشفي غليلهم، فاستمروا في النقاش والاختلاف. وكنت من المشاركين في ذلك الحوار. ولما رأيتهم مختلفين توقفت عن الحوار.(1/1149)
وكنت قد وجهت سؤالاً للأستاذ الفاضل محمد إسماعيل عتوك سألته فيه عن رأيه في هذه الظاهرة، فأجابني جواباً اقنعني، احتفظت به لنفسي، ولم أطلع عليه أحداً لأنني رأيت بعض الأعضاء في الملتقى تقشعر أبدانهم لمجرد سماعهم باسم الأستاذ محمد. ولست أدري لماذا ؟ وأذكر من بين هؤلاء واحداً اسمه المقرىء وكان قد وجه خطاباً إلى الأستاذ محمد يقول له فيه:( لقد ركبت مركباً لم تؤمر به. بل نهيت عنه ) لأنه ذكر أن جواب( فلما ) في قوله تعالى:( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه ) هو قوله تعالى:( وأوحينا ) وذكر أن الواو رابطة للجواب، واستشهد على ذلك بقوله تعالى:( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ) (يوسف : 102 ).
وهذا هو موضوع سؤالك الذي تسأل عليه على الرابط الآخر.
وأنصحك أن لا تطرح مثل هذه الأسئلة بعد الآن لأنك لن تجد من يجيبك عليها. أما عن أسئلتك هذه فسأضع بين يديك الجواب الذي احتفظت به طوال تلك الفترة، لأسباب ذكرت واحداً منها. وهذا هو الجواب:
أولاً- ينقسم القسم بحسب المقسَم عليه وبحسب الحاجة إليه إلى قسمين:
الأول: مثبت. وهو الذي يكون فيه المقسَم عليه من الأمور التي تكون مظنة للشك من قبل المخاطب. وأمثلته في القرآن كثيرة.. منها قوله تعالى: و( التين والزيتون ).. ( والشمس وضحاها ).. ( فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون ).
وفي هذا القسم يكون المقسم هو الله تعالى. ويكون المقسم هو العبد. والفرق بينهما أن العبد يقسم بالله... وأن الله تعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته.. وهذا لا خلاف فيه.
والثاني: منفي. وهو نوعان:
أولهما: يختص المقسِم فيه بالعبد يقول:( لا أقسم ) إما لسوء عاقبة الكذب في القسم. أو لسبب آخر.(1/1150)
فـ( لا ) هنا نافية للقسم. و( أقسم ) فعل منفي. وهذا واضح: تقول: أقسم، ولا أقسم. والأول مثبت، والثاني منفي. ( وهذا هو الذي قصده ابن عاشور، وذهب فيه إلى أن( لا ) فيه مزيدة للتوكيد. ولو كانت كما قال: لما عرف النفي من الإثبات ).
وثانيهما: يختص المقسِم فيه بالله تعالى. ومنه ما وقع في القرآن من أقسام مسبوقة بـ( لا ).
كما في قوله تعالى:
( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ )(الواقعة:75-77 ).
فهذا تلويح بالقسم. و( لا ) على أصلها الذي وضعت له من الدلالة على النفي، وأدخلت على الفعل ( أقسم ) لسر بديع من أسرار القرآن، وهو نفي الحاجة إلى القسم، كما ذهبت الدكتورة بنت الشاطىء، وفصلت القول فيه الأستاذة رفاه زيتوني.
والمقسِم هو الله تعالى، والمقسَم عليه هو القرآن الكريم. وهو من الأمور اليقينية الثابتة التي لا يتطرق الشك إليها أبداً، والتي لا تحتاج إلى أن تؤكد بالقسم. فالمقام لا يحتاج إلى قسم، فضلاً عن أن المقسِم هو الله جل وعلا.
ولو سلمنا أنه قسم- كما يقولون- فكيف يقسم ربنا على قرآن كريم أعلن عجز الإنس والجن على الإتيان بمثله، ولو اجتمعوا على ذلك وتظاهروا عليه، أو الإتيان بسورة من مثله ؟ ألا ترى أن في القسم عليه وضعه موضع المشكوك فيه ؟ وممَّن ؟ من الله تعالى قائل هذا القرآن. والشك في القرآن هو شك في قائله، تعالى الله والقرآن عن ذلك علوًّا كبيرًا.(1/1151)
ومن يعرف هذا، يدرك خطورة القول بأنه ( لا أقسم ) قسم، سواء في ذلك قول من قال: إن( لا ) زائدة للتوكيد. أو أن أصلها لام أشبعت حركتها، فصارت ألفاً. أو أنها نافية لكلام سبق. ومن أصرَّ على واحد من هذه الأقوال التي تجعل من ( لا أقسم ): ( أقسم ). أو ( لأقسم ).أو ( لا ). ( أقسم ) بعد هذا البيان المفصل، فإنه ملحد بآيات الله جل وعلا دون أن يدري. فليتنبه إلى ذلك من يفسر القرآن، وليكن على حذر من أمره.
وأما عن تسميته قسماً لقوله تعالى:( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ )، فأجاب فضيلته:
إن قوله تعالى:( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) لا يدل على أن ( لا أقسم ) هو قسم- كما يوحي بذلك ظاهر اللفظ- وإنما يدل على أنه تلويح بالقسم. وبيان ذلك:
أن قوله تعالى:( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ) يحتمل أن يفهم منه المخاطب أن الله سبحانه لم يقسم بمواقع النجوم على أن القرآن كريم، لتفاهتها وحقارتها. فجاء قوله تعالى:( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) معترضاً بين القسم والمقسم عليه لإزالة هذا الاحتمال.
وهذا كقول من قال: لا أقسم بزيد على أن فلاناً كريم. فيقال له: إنك لم تقسم بزيد؛ لأنه تافه وضيع حقير. فلدفع هذا الاحتمال، يقول: لا أقسم بزيد- وإنه لقسم عظيم لو تعلمون- إن فلاناً لكريم. وبذلك يكون قد صان المعنى من ذلك الاحتمال.
ولهذا قال تعالى:( لو تعلمون )، ولم يقل:( كما تعلمون ).
فمن عرف جوهر هذا الكلام الذي يتضمن هذه الأسرار الدقيقة البديعة لا بد وأن يسجد للخالق جل في علاه، وإن كان نصرانياًّ، أو يهوديًّا، أو مجوسيًّا، أو ملحداً... نسأل الله سبحانه أن يرزقنا نعمة الفهم لكلامه، والإدراك لأسرار بيانه.. والحمد لله رب العامين.
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2006, 02:11 AM
الأخ العزيز عبدالقادر يثرب وفقه الله(1/1152)
إنما وضعت الرابط لمشاركة الأستاذة رفاه زيتوني لكي تكتمل جوانب الموضوع للقارئ فحسب ، ولم أقصد ما أشار إليه أخي الأستاذ سليمان داود . وما تفضل به الأستاذ سليمان من جواب الأستاذ محمد عتوك كلام جيد ، وهو يفتح المجال للنظر في هذا الموضوع .
وأحب أن أخالفك في ما ذهبت إليه من قولك إن ذكر اسم الأستاذ محمد عتوك يثيربعض أعضاء الملتقى و(تقشعر أبدانهم لمجرد سماعهم باسمه ) ، ولكن لأن للأستاذ محمد عتوك نظرات اجتهادية ربما يكون من أول من عبر عنها ، فتح المجال للنقاش والتساؤل والاعتراض أحياناً. وليس هذا في رأيي من الخطأ المعيب الذي ينبغي اجتنابه ، والأستاذ محمد يناقش بأدب وعلم دوماً ، وربما يحتد النقاش أحياناً إلا أنه لم يخرج عن حدود أدب الخلاف ولله الحمد . وفقكم الله جميعاً لكل خير ، ونفعنا جميعاً بالعلم .
---
سليمان داود
04-13-2006, 04:12 AM
أما عن قولك:( إنما وضعت الرابط لمشاركة الأستاذة رفاه زيتوني لكي تكتمل جوانب الموضوع للقارئ فحسب ، ولم أقصد ما أشار إليه أخي الأستاذ سليمان داود ).
فأنا يا أخي لم أقل: إنك تقصد ذلك.. بل قلت:( إنني فهمت من تعليقه على تلك الإشارة أنه يريد وضع حد لهذا الموضوع اكتفاء بما ذكرته الأستاذة الفاضلة في مقالها ).
وربما أكون قد أخطأت في هذا الفهم، وفي هذا التقدير.. وأنت أعلم بما في نفسك مني. فأرجو المعذرة.
وأما عن قولك:( وأحب أن أخالفك في ما ذهبت إليه من قولك إن ذكر اسم الأستاذ محمد عتوك يثير بعض أعضاء الملتقى و( تقشعر أبدانهم لمجرد سماعهم باسمه ).
فأنا عبرت بذلك عما رأيته، ولمسته، وقد ذكرت مثالاً على ذلك، وكنت من الذين اعترضوا على وصف الأستاذ محمد إسماعيل بما وصف به. فأنا لم أتجن على أحد فيما قلت، ويمكنك أن تتأكد بنفسك من صحة ما أقول.(1/1153)
وقد أعجبني قولك:( ولكن لأن للأستاذ محمد عتوك نظرات اجتهادية ربما يكون من أول من عبر عنها، فتح المجال للنقاش والتساؤل والاعتراض أحياناً ). ( وليس هذا في رأيي من الخطأ المعيب الذي ينبغي اجتنابه ). وليت الأمر يقف عند هذا الحد، ولا يتعداه إلى النيل من شخصه الكريم!
وقد وضعت يدك أخي الفاضل على السبب بقولك:( ولكن لأن للأستاذ محمد عتوك نظرات اجتهادية ربما يكون من أول من عبر عنها ). هذه النظرات الاجتهادية التي لم يسبقه إليها أحد لا من الأولين ولا من الآخرين، لو افتقرت إلى الدليل لكانت مجرد نظرات لا قيمة لها، ولا يستحق عليها صاحبها أي تقدير، فكيف إذا كانت مدعمة بأقوى الأدلة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وأقوال السلف من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ؟
ومع ذلك فأنا لا أنكر النقاش في هذه النظرات، أو الاعتراض عليها، أو التساؤل عنها، ولا أعيب شيئاً من ذلك على أحد؛ وإنما أنكر الاعتراض على شخص صاحب هذه النظرات، وتجريحه من دون أي سبب يذكر من قبل البعض، ولا أقول الكل. والأمثلة على ذلك كثيرة ذكرت لكم واحداً منها. ولو أنه قال كما يقول الآخرون لحظي بالإعجاب وصفق له الجميع، وقد كنت يوماً واحداً من هؤلاء الجميع الذين يصفقون لمجرد التصفيق، ويعجبون لمجرد الإعجاب. وأظن أنك تذكر ذلك جيدًّا يا أخي الفاضل.
أطال الله عمرك يا أخي، ومدك بالصحة والعافية، ووفقنا وإياك لخير ما يحب، ونفعنا وإياك بالعلم، وألف بين قلوبنا، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وله سبحانه الحمد كله على فضله وإنعامه. وأرجو منك المعذرة إن تماديت في التعبير، ومن ربي المغفرة.
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2006, 03:00 PM(1/1154)
بارك الله فيكم أخي سليمان . وما ذكرتموه مشكورين لم يغب عن بالي ، ولا يكاد يكتب في الملتقى شيء إلا وأقرأه وأتأمله ، ولكننا في أمس الحاجة إلى صفاء النفوس ، والإبحار في ملتقى أهل التفسير بنفوس متحابة ، تحرص على الوئام والاحترام ولو حدث الاختلاف في وجهات النظر العلمية ، وبهذا نستمر ونستفيد إن شاء الله.
---
سليمان داود
04-14-2006, 11:52 AM
شيخنا العزيز عبد الرحمن،
الشكر لله ثم لكم وأحمد لله أنكم كنتم على علم بما يجري، ولو كنت أعلم ذلك ما ذكرتكم به، فعهدي بكم أنكم أهل لأن تحكموا بين الناس بالعدل كما أمر الله جل وعز، وأن تعطوا كل صاحب حق حقه، ومن أمثالكم نستفيد. ولم أنس نصائحكم لي يوماً وأنكم وقفتم إلى جانبي عندما أحسستم أنني مظلوم. بارك الله فيكم وأعانكم على ما أنتم عليه من خدمة للعلم وطلابه.
---
(1/1155)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل كلمة ( أكاد أخفيها ) جملة اعتراضية بين ( إن الساعة آتية ) وبين ( لتجزى كل نفس ) ؟
---
هل كلمة ( أكاد أخفيها ) جملة اعتراضية بين ( إن الساعة آتية ) وبين ( لتجزى كل نفس ) ؟
---
أخوكم
03-24-2004, 02:43 PM
هل كلمة ( أكاد أخفيها ) جملة اعتراضية بين ( إن الساعة آتية ) وبين ( لتجزى كل نفس بما تسعى ) ؟
في سورة طه عند الآية رقم 15 قال الله سبحانه :
( ... إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ... )
لاحظتُ أن ( إخفاء الساعة ) هو آخر مذكور في الآية قبل لام التعليل الموجودة في كلمة ( لتجزى )
ولكن الكثير من أهل العلم يفسرون ( لتجزى ) بأنها من أجل ( إتيان الساعة )
فكأنهم تعاملوا مع ( أكاد أخفيها ) على أنها جملة اعتراضية
ليصبح آخر مذكور قبل لام التعليل هو ( الإتيان )
فتصبح الآية كالتالي :
( .. إن الساعة آتية ... لتجزى كل نفس بما تسعى .. )
فهل فهمي في مكانه ؟
---
عبدالرحمن الشهري
03-24-2004, 09:43 PM
أخي الكريم وفقك الله وزادنا وإياك هدى وبصيرة بكتابه الكريم ، وأشكرك على مشاركاتك المتميزة.
وأما ما فهمتَه - وفقك الله – فهو قول في الآية ، قال به سعيد بن جبير وغيره رحمهم الله ، وقد ذكر هذا عنه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن عند تفسيره للآية الكريمة.
فيكون تفسير الآية على هذا الوجه : إن الساعة آتية لتجزى كل نفس بما تسعى ، وتكون اللام في (لتجزى) وهي لام كي متعلقة بآتية. وتكون الجملة (أكاد أخفيها) جملة اعتراضية.(1/1156)
يقول السمين الحلبي في الدر المصون 8/22 :(وجعلها –أي اللام في لتجزى- بعضهم متعلقة بـ(آتية) وهذا لا يتم إلا إذا قدرت أن (أكاد أخفيها) معترضة بين المتعلق والمتعلق به ، أما إذا جعلتها صفة لآتية فلا يتجه على مذهب البصريين ، لأن اسم الفاعل متى وصف لم يعمل ، فإن عمل ثم وصف جاز).
والقول الآخر في الآية - وهو المشهور - أن اللام متعلقة بفعل (أخفيها) أي أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى. ولا أظنه يخفى عليك كلام المفسرين في معنى (أخفيها) في الآية الكريمة ، فلا حاجة بنا إلى ذكره.
---
أخوكم
04-01-2004, 12:24 PM
الأخ الفاضل كثير الفضائل عبدالرحمن الشهري
فضلا عما في ردك من فوائد ظاهرة ، ومختصة بعين سؤالي
ففي ردك أيضا فوائد باطنة
سأستفيد منها كثيرا إن شاء الله
فجزاك رب العرش خير الجزاء
---
(1/1157)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير الاية رقم 66 من سورة الانفال
---
تفسير الاية رقم 66 من سورة الانفال
---
ossama
04-28-2004, 08:45 PM
الرجاء من الاخوة القائمين علي الموقع تفسير هذه الاية الكريمة لأن هناك أخ من إيران طلب مني التفسير في حين أنه لا يتحدث العربية فأرجوا من الإخوة القائمين علي هذا الأمر إرسال التفسير على البريد الالكتروني الخاص بي او المواقع التى يمكن ان اجد فيها التفسير باللغة الانجليزية او الفرنسية لان هذا الشخص لا يستطيع ان يفهم كلمتي الآن في اول الاية الكريمة مع وجود الفعل الماضي و هو علم
و جزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
04-28-2004, 10:29 PM
الآية هي قوله تعالى :(الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين). الأنفال .
وتفسيرها : الآن خفف الله عنكم أيها المؤمنون لما فيكم من الضعف, فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين من الكافرين, وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين منهم بإذن الله تعالى. والله مع الصابرين بتأييده ونصره.
وترجمة هذا التفسير باللغة الانجليزية :
Now Allâh has lightened your (task), for He knows that there is weakness in you. So if there are of you a hundred steadfast persons, they shall overcome two hundreds, and if there are a thousand of you, they shall overcome two thousand with the Leave of Allâh. And Allâh is with As-Sâbirûn (the patient).
ترجمة معاني القرآن بالانجليزية (http://www.qurancomplex.com/Quran/Targama/Targama.asp?TabID=4&SubItemID=1&l=arb&t=eng)
وترجمة هذا التفسير باللغة الفرنسية :(1/1158)
Maintenant, Allah a allégé votre tâche, sachant qu’il y a de la faiblesse en vous. S’il y a cent endurants parmi vous, ils vaincront deux cents; et s’il y en a mille, ils vaincront deux mille, par la grâce d’Allah. Et Allah est avec les endurants.
ولمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة هذا الموقع (http://www.qurancomplex.com/Quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=8&t=moyasar&l=arb&nAya=66#8_66)
---
ossama
04-29-2004, 04:05 PM
Gazakm ALHA KIR
---
(1/1159)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تقرير عن كتاب مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني
---
تقرير عن كتاب مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني
---
محمد البويسفي
04-27-2006, 12:30 AM
بسم اله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المصطفى الأمين اللهم افتح لنا أبواب الرحمة وأنطقنا بالحكمة واجعلنا من الراشدين فضلا منك ونعمة.
أما بعد:
فقد كان من تجليات فضل القرآن علينا إن استنهض المسلمين للكتابة والتدوين والإبحار في محيطات العلم، إذ أول الكتابات العربية والإسلامية كان سببها خدمة كتاب الله تعالى. وبقيت تلك الكتابات تترى على مستويات شتى؛ فهما لكتاب الله تعالى، ودفاعا عنه...ومن هذه الكتب نجد كتب معاني القرآن بتعدد مسمياتها، تصب في مجال واحد هو شرح مفردات ألفاظ القرآن ؛ تسهيلا لفهمه واستيعابا لمعانيه.
والتأليف في هذا المجال بدأ مبكرا في تاريخ المكتبة التفسيرية، لحاجة الناس إليه إذ هم ليسوا على درجة واحدة في فهم كتاب الله تعالى، ومما زاد في إلحاح الحاجة إليه هو دخول أقوام جدد في الإسلام عند اتساع الفتح الإسلامي، فأصبح في مرتبة الضروريات من حيث الأولوية في العلوم الشرعية.
ومن الأعلام البارزين في هذا المجال نجد الراغب الأصفهاني-’- في كتابه (معجم مفردات ألفاظ القرآن) الذي هو موضوع العرض.
لأهمية موضوعه وبراعة صاحبه وتفوقه على أقرانه في مجال التصنيف في الموضوع اخترت هذا الكتاب لألقي نظرة عليه.
ومعلوم أن أي منهج لأي مؤلف إنما تؤخذ من طريقين:
1. إما أن يصرح به صاحبه في مقدمة الكتاب، فيِؤخذ منها.
2. وإما من خلال استقراء الكتاب وتتبع جزئيا ته بين دفتيه.(1/1160)
وصاحب الكتاب لم يصرح بمنهجه في المقدمة. إلا إشارة عارضة لاتفي بالغرض إطلاقا. لذلك استقريت بعض معالم منهجه من خلال مثن الكتاب. لا أقول قد أحطت بها، وإنما التقطت بعض معالمها فقط، لطبيعة العرض الذي هو تقرير عن كتاب؛ لذلك كان تصميم العرض على الشكل التالي:
بعد المقدمة، أعطيت بطاقة تعريفية للكتاب، ثم عرضت إلى موضوعه بعجالة. هذا في المبحث الأول. أما في الثاني فقد تناولت منهج المؤلف في التأليف. وفي الثالث تطرقت إلى مصادر الكتاب. وأبديت ملاحظاتي على الكتاب فكان بذلك المبحث الرابع. أما الأخير فقد بينت القيمة العلمية للكتاب. وهذا بيان ما أجملته:
المبحث الأول
البطاقة التقنية للكتاب
- عنوان الكتاب : معجم مفردات ألفاظ القران
- اسم المؤلف : الراغب الأصفهاني(ت 503)
- دار النشر : دار الفكر, بيروت, لبنان
- زمن التأليف: نهاية القرن الخامس و بداية القرن السادس
- تحقيق: نديم مرعشلي
- المجال المعرفي الذي ينتمي إليه الكتاب: معاني القران
مضمون الكتاب
الكتاب يقع في مجلد واحد من الحجم الكبير, عدد صفحاته 728 صفحة.
تجد في بدايته مقدمة المحقق، تحدث فيها عن أهمية اللغة العربية التي هي وعاء التراث العربي الإسلامي، وتكلم عن موضوع التحقيق بإيجاز وزعن قيمته العلمية ثم عرف بالمؤلف وآثاره الفكرية، وأخيرا تحدث عن طريقته ومنهجه في التحقيق.
بعد مقدمة المحقق تجد مقدمة المؤلف تكلم فيها عن عظمة القرآن الكريم وأنه مصدر النور والهداية، لكن ليس كل الناس مؤهلون للنهل من معينه الذي لا ينضب، بل لابد من صفاء القلب ونقاوة النفس من كل الأمراض، ثم نبه إلى أن أول ما يحتاج إليه من علوم القرآن هو العلوم اللفظية، التي ترتكز على تحقيق الألفاظ المفردة، وهذه الأخيرة هي ما يعين على فهم القرآن، بعد ذلك تحدث عن منهجه في تأليف الكتاب لكن باقتضاب شديد.(1/1161)
الكتاب لا يحتوي على فصول، ولا مباحث كما عهدنا في باقي الكتب الأخرى، وإنما نوعية الكتاب معجمية لذلك تجد بعد المقدمة مباشرة باب حرف الألف، وتدخل تحته كل المفردات التي تبتديء بحرف الألف. بعد ذلك تجد حرف الباء، وهكذا إلى آخر حرف من الحروف الهجائية.
بعد ذلك تجد التحقيقات الفنية التي قام بها المؤلف.فجاء الكتاب بسبعمائة وثمانية وعشرون صفحة منها خمسمائة وثمانية وسبعون صفحة للمعجم والباقي خصصت للتحقيقات الفنية، ثم ذيله بفهرس.
المبحث الثاني
في منهج التأليف:
رتب المِؤلف-’-معجمه هذا ترتيبا الفبائيا، أولا في تبويب الكتاب: الألف أولا ثم الباء ثم التاء... وهكذا. ثم في ترتيب الكلمات: فاء الفعل ثم عينه ثم لامه. مثلا:
- في باب الألف: "أب"، "أتى"،" أثاث"، "اجر"،" أحد"...
- في باب الباء:" بأس"، "بتر"،" بث"،" بجس"،" بخع"، "بدر"...
- في باب الجيم :"جبت"، "جبر"،" جبل"،" جبن"، "جبه"،...
في ترتيبه لأبواب الحروف يقدم باب الواو على باب الهاء.وهذا الترتيب الألفبائي يكون في أوائل حروفه الأصلية دون الزوائد.هذا من حيث الترتيب المنهجي لأبواب الكتاب وترتيب الكلمات، أما من حيث طريقته في شرح مفردات ألفاظ القرآن فهو يعطي المعنى اللغوي، أي أصل الوضع في اللغة، ثم يعدد المعاني التي يفيدها اللفظ حسب استعماله في الآية القرآنية.
أما الاستشهاد:فيستشهد بالقرآن الكريم إذا كانت تلك اللفظة المراد شرحها في آية أخرى وفي سياق آخر بنفس المعنى لكنه أوضح. كما أنه يستشهد بالأحاديث النبوية وأقوال الصحابة، وهذا يوجد خاصة عندما يذهب إلى معنى اصطلاحي أو شرعي، ثم يستشهد بأبيات من الشعر الذي هو ديوان العرب. كما أنه يستشهد بالأمثال المشهورة.(1/1162)
و هذا الأمر لا نجده عند شرحه لكل لفظة من ألفاظ القران, بل قد يكتفي بالشرح اللغوي من غير استشهاد بغير القران, مثلا عند شرحه لفظة "النبز" قال:« النبز التلقيب، قال: - ولا تنابزوا بالألقاب - » هنا أوجز إيجازا و لم يأتي بشاهد من اللغة أو غيرها, ولعله وضح المعنى فلم يشأ الإطناب. لكن في مواضع أخرى من الكتاب لا يكتفي بالشرح اللغوي بل يتعداه إلى المعنى الاصطلاحي و الشرعي, مثال هدا الأخير في شرحه للفظة "توب"، قال:« والتوبة في الشرع ترك الذنب لقبحه والندم على ما فرط منه والعزيمة على ترك المعاودة, وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالإعادة فمتى اجتمعت هده الربع فقد كمل شرائط التوبة » .
و في شرحه لألفاظ القرآن يعتني كثيرا بالقراءات القرآنية, فلا يكتفي بالقراءة الواحدة وإنما يتعداها إلى غيرها من القراءات الثابتة عن الرسول(ص), فعندما شرح القدر قال:« و القدر وقت الشيء المقدر له, والمكان المقدر له. قال: { إلى قدر معلوم } و قال: { فسالت أودية بقدرها } أي بقدر المكان المقدر لها لأن يسعها,و قرئ"بقدرها"-بسكون الدال و كسر الياء-أي تقديرها(..)و قدرت عليه الشيء ضيقته كأنما جعلته بقدر بخلاف ما وصف بغير حساب, قال: { و من قدر عليه رزقه } أي ضيق, وقال: { يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر } وقال: { فظن أن لن نقدر عليه } ، أي لن نضيق عليه. وقرئ { لن نقدر عليه } » - بتشديد الراء و كسرها- وظاهر أن بتعدد القراءات تتعدد المعاني, فكان حكيما إذ ذكر القراءات.(1/1163)
و عند وقوفه على مفردة اختلف الصحابة أو التابعين في معناها نجده يعدد أقوال الصحابة أو التابعين أو هما معا في المسألة فيرجح رأيا أو ينشئ آخر مستقلا به؛ فعند شرحه للفظة "قر" قال في قوله تعالى { فمستقر و مستودع } :« قال ابن مسعود مستقر في الأرض و مستودع في القبور.و قال ابن عباس مستقر في الأرض و مستودع في الأصلاب.و قال الحسن مستقر في الآخرة و مستودع في الدنيا. وجملة الأمر أن كل حال ينقل عنها للإنسان فليس بالمستقر التام» . نلاحظ أنه تجاوز أقوال الصحابة والتابعين و أنشأ رأيا خاصا به, طبعا لما كان اجتهاده منهم (ض) و ليس نقلا عن الرسول(ص). والذي يبدو أنه كان موفقا في رأيه.
فالرجل ليس متضلعا في اللغة فقط، كما يبدو من خلال عنوان الكتاب؛ بل له الدلو المعلى في العلوم الشرعية أيضا؛ وتعالى ننظر في شرحه للفظة" شبه" حيث نجده لبس رداء الأصوليين وصار يقلب المعنى ويعمل فيها قواعد أصول الفقه، فكأنك أمام كتاب أصولي. قال:« والمتشابه من القرآن ما أشكل تفسيره لمشبهته بغيره، إما من حيث اللفظ أو من حيث المعنى، فقال الفقهاء: المتشابه ما لا ينبئ ظاهره عن مراده، وحقيقة ذلك أن الآيات عن اعتبار بعضها ببعض –ثلاثة أضرب محكم على الإطلاق، ومتشابه على الإطلاق، ومحكم من وجه ومتشابه من وجه. فالمتشابه في الجملة ثلاثة أضرب:
1. متشابه من جهة اللفظ فقط.
2. ومتشابه من جهة المعنى فقط.
3. ومتشابه من جهتهما.
والمتشابه من جهة اللفظ ضربان:
1. أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة(...).
2. والثاني يرجع إلى جهة الكلام المركب، وذلك على ثلاثة أضرب...» .(1/1164)
كما تجده فقيها أحيانا أخرى، يستنبط الأحكام الفقهية ويرد على الفقهاء ويخطئ بعضهم، وسلاحه في ذلك اللغة؛ وهذا ما نجده عند شرحه للفظة "طهر" يقول:« { وأنزلنا من السماء ماء طهورا } قال الشافعي رضي الله عنه: الطهور بمعنى المطهر، وذلك لا يصح من حيث اللفظ لأن فعولا لا يبنى من أفعل وفعل، إنما يبنى ذلك من فعل. وقيل إن ذلك اقتضى التطهير من حيث المعنى، وذلك أن الطاهر ضربان- ضرب لا يتعداه الطهارة كطهارة الثوب فإنه طاهر غير مطهر به، فوصف الله تعالى الماء بأنه طهور تنبيها على المعنى» .
كما أنه-’- يحذو في شرحه لألفاظ القرآن حذو التفسير الموضوعي؛ لأنه عمد فيما ذهب إليه إلى جمع الآيات ذات الموضوع الواحد ففسرها. فجاء ترتيب مصنفه بحسب ما يأتي به التفسير الموضوعي للقرآن الكريم.
و نعطي هنا مثالا و هو شرحه للفظة "البصر" قال« البصر يقال للجارحة الناظرة نحو قوله تعالى { كلمح البصر } { و إّذ زاغت الأبصار } و للقوة التي فيها, ويقال: لقوة القلب المدركة-بصيرة و بصر، نحو قوله تعالى . { فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد } (..) { أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } أي على معرفة و تحقق و قوله: { بل الإنسان على نفسه بصيرة } أي تبصره فتشهد له و عليه من جوارحه بصيرة تبصره فتشهد له و عليه يوم القيامة كما قال:"تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم { و أنبتنا فيها من كل زوج يهيج تبصرة } أي تبصرة و تبيانا(..) { ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم } أيجعلون بصراء بأثرهم » .
ذكر هنا جميع الآيات التي ذكرت فيها لفظة " البصر" ثم شرحها و أعطى المعاني التي تفيدها حسب موضعها و سياقها في الآية.
المبحث الثالث
مصادر الكتاب:(1/1165)
الذي يظهر من خلال تصفح و قراءة الكتاب أن مراجعه بالأساس اللغة العربية خاصة ما كان منها نظما فيأتي به شاهدا على المعنى الذي ساقه المؤلف, ثم أقوال الصحابة والتابعين و بعض المفسرين و إن لم يذكر أسماءهم, وكثيرا ما يورد القول بصيغة التمريض وفي استعمالها عند العلماء إشارة إلى عدم الرضا و الاطمئنان بصحة ما أوردوه.
و في مجال اللغة أخذ بنسبة كبيرة عن أحمدا بن خليل الفراهدي و بأقل منها عن سيبويه.
المبحث الرابع
ملاحظات حول الكتاب:
الذي يلاحظ على الكتاب أن الكاتب قليلا ما يسند الأقوال إلى أصحابها و لعله لا يطمئن إلى ما ذهب إليه أصحاب تلك الأقوال. و أيضا لا يوثق و لا يذكر سلسلة السند في الأحاديث النبوية و أقوال الصحابة و التابعين و لو ذكر ذلك لكان أفضل . وهذا الأمر ينطبق كذلك على عمل المحقق الذي لم يخرج الأحاديث أ يتأكد من صحتها أو يذكر الشعراء المستشهد بشعرهم و هذا العمل نجده عند بعض المحققين عند تحقيقهم الكتب.
الذي يلاحظ على المؤلف هو تأثير عقيدته عليه عند تفسير آيات الصفات خاصة, فقد أول صفة الاستواء بالاستيلاء و المجيء بمجيء أمر الله و ليس بذاته,كما في الاستهزاء و اليد ,و الذي يبدو أنه أشعري العقيدة و الله أعلم.
كان أحرى به أن ينطلق من اللفظة القرآنية ومدلولاتها اللغوية لا أن يصرفها عن معناها الظاهر لتوافق ما اعتقده قبل.
ويلاحظ عليه أنه يدرج بعض الأسماء الأعجمية تحت أكثر من جذر، ك"جالوت" أورده تحت جذري"جلت"و"جال " في آن واحد.
ويلحق بعض الجذور بغيرها، وكان الأجدر فصلها وقد فعل المحقق ذلك(أنظر مقدمة المحقق).
وهذه الملاحظات لا تنقص من قيمة الكتاب العلمية وأهميته في المكتبة التفسيرية.
المبحث الخامس
في القيمة العلمية للكتاب:(1/1166)
للكتاب قيمة علمية كبيرة تتجلى في اهتدائه إلى مفاتح النص القرآني، وهي مفردات الألفاظ التي لا يستغني عنها مشتغل بكتاب الله تعالى، فامتلاك المفاتيح وضبطها يسهل عملية الولوج ومن دخل في كتاب اله بعقله وفكره اهتدى، ومن اهتدى عاش حياة طيبة ملؤها السعادة والهناء، وهذه هي الطريقة الوحيدة الأسلم والأيسر لفهم كتاب الله تعالى، وهي الخطوة الأولى واللبنة الأساس التي لايمكن الاستغناء عنها، والا يكون الواحد منا يدور حول النص وهو يظن أنه يغوص في أعماقه.
ثم تتجلى كذلك في طريقة ترتيبه الألفبائي- فاء الفعل ثم عينه ثم لامه. اهتدى إلى هذه الطريقة وهو في نهاية القرن الخامس وبداية السادس الهجري، أي في وقت مبكر جدا، وهي الطريقة المعتمدة حاليا في القرن الخامس عشر الهجري. فهذا سبق علمي كبير إن دل على شيء فإنما يدل على علو الراغب –’- في مجال التصنيف والتأليف، وهي طريقة تسهل على القارئ البحث عن مفردات الألفاظ القرآنية، ومعرفة معانيها بيسر وسهولة.
كما تتجلى أيضا في شرحه لمفردات ألفاظ القرآن شرحا يفي بالغرض من غير إفراط أو تفريط، بحسب سياقها في الآية. ولاغرو فالرجل خبير باللغة العربية وفنون استعمالها عند العرب. كما أن له مصاحبة طويلة لكتاب الله تعالى، ظهر هذا جليا في شرحه لألفاظ القرآن. ومن خلال كتبه التي ألفها. وله إلمام بعلم الفقه وأصوله، وعلم القراءات.يوظف كل مالديه من امكانات علمية في شرحه للألفاظ القرآنية.
ولهذا تبدو شخصيته العلمية حاضرة بقوة في الشرح اللغوي وتوجيه الفهم. وفي المنهجية التي اتبعها.وهو في هذا مبدع رائد غير مسبوق.
وهذا الكتاب موجه لعموم الناس بإمكانهم أن يستفيدوا منه، غير مقتصر على الخاصة فقط كما هو حال بعض الكتب الأخرى.
والمصنف أقرب إلى التفسير منه إلى المعجم.
محمد البويسفي طالب باحث
---
أبومجاهدالعبيدي
04-27-2006, 05:37 AM
وفقك الله أخي الكريم(1/1167)
لو ذكرت المراجع التي رجعت إليها في كتابة هذا التقرير لكان أفضل ، وبقيت قضايا مهمة حول هذا الكتاب لعلي أذكرها قريباً إن شاء الله تعالى .
مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني (http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=681&select_page=18)
---
محمد البويسفي
04-27-2006, 02:02 PM
أخي الكريم هذا التقرير كتبته بناء على تصفحي للكتاب من غير مراجع أرجع إليها و كان ذلك في عجالة و لو اعتمدت مراجع كان سيكون أفضل بحيث أستفيد من غيري و مما توصلوا إليه عند مطالعتهم للكتاب و الناس ليسوا سواسية في الفهم
و قصدي من هذا التقرير هو التعريف بهذا الكتاب الرائع و أهميته في المساعدة على فهم كتاب الله تعالى و قد يكون هذا عذري
محمد البويسفي
---
(1/1168)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يفيدني في الترجمة لهؤلاء مع عزو الترجمة لمصدرها
---
من يفيدني في الترجمة لهؤلاء مع عزو الترجمة لمصدرها
---
أبو صفوت
04-06-2007, 01:45 AM
1. الشيخ مناع القطان
2. الشيخ محمد محمد أبو شهبة
3. الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني
مع ذكر مصدر الترجمة وبيانات الكتاب المنقولة منه
---
الأزهري الأصلي
04-06-2007, 03:14 AM
السلام عليكم:
هذه ترجمة الشيخ مناع القطان -رحمه الله- من كتاب "علماء ومفكرون عرفتهم" للأستاذ/ محمد المجذوب:
http://www.daawa-info.net/bio.php?id=92
أما ترجمة الشيخ محمد أبو شهبه -رحمه الله- فتجدها في كتاب "ذيل الأعلام" للأستاذ أحمد العلاونة ويمكنك تحميله من هنا:
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=17&book=620
وهذه بعض ملاحظات بسيطة على الكتاب بما فيها ترجمة المترجم:
http://www.suhuf.net.sa/2001jaz/jun/3/wo1.htm
وهذه ترجمة الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني مختصرة من كتاب خصص لترجمته تجد صورته في الرابط:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=545
والله تعالى اعلم.
---
أبو صفوت
04-06-2007, 07:36 AM
جزاك الله خيرا وأحسن إليك ولقاك نضرة وسرورا
---
مروان الظفيري
04-06-2007, 08:13 AM
انظر أخي أيضا ما كتب هنا في هذا الملتقى الكريم ، عن
الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4961
---
(1/1169)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تذكير ببعض مسائل المسح على الخفين
---
تذكير ببعض مسائل المسح على الخفين
---
عبدالرحمن السديس
12-18-2005, 08:03 PM
أحكام المسح على الخفين
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد:
فمن مظاهر التيسير في هذه الشريعة السمحة أن شرع الله لنا المسح على الخفين .
ولما كان المسح لا يحتاج إليه أكثر الناس إلا في أوقات الشتاء = حسن التذكير ببعض مسائله المتكررة .
1- يشترط لجواز المسح: أن يكون الخف طاهرا ، ويلبس بعد تمام الطهارة .
2- الواجب مسح أعلى الخف ، ولا يسن مسح أسفله ولا عقبه .
3- هل يجوز أن يمسح مَن توضأ فغسل الرجل اليمنى ثم لبس الخف قبل غسل اليسرى ؟
الأولى أن لا يسمح . واختار شيخ الإسلام ابن تيمية جوازه .
4- هل يبدأ بمسح الرجل اليمنى قبل اليسرى أو يمسحهما معا ؟
قيل: الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم مسحهما معا ؛ فلم يذكر أنه بدأ باليمنى.
وقيل: المسح بدل الغسلِ ، والغسلُ يستحب فيه التيامن ؛ فله حكمه.
5- هل الأفضل غسل الرجلين أو المسح على الخفين ؟
الأفضل أن لا يتكلف الإنسان ضد حاله ، فإن كان لابسا للخفين = فالأفضل له المسح ، وإن لم يكن لابسا = فالأفضل له الغسل .
6 – ما حكم المسح على الخف المخرق ؟
اختلف العلماء ، والصحيح جوازه مادام يسمى خفا.
7 – ما حكم المسح على الجورب الخفيف ؟
اختلف العلماء ، والصحيح جوازه ؛ لأنه ليس المقصود منه ستر البشرة ، وإنما المقصود منه أن نفع الرِّجْل ، وإنما أجيز المسح عليه ؛ لأن نزعه يشق ، وهذا لا فرق فيه بين الجورب الخفيف والجورب الثقيل .
8 – مدة المسح يوم وليلة للمقيم ، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر.
9- تبدأ مدة المسح من أول مسح بعد الحدث ، على القول الصحيح .(1/1170)
10 – إذا مسح في الحضر أقل من يوم وليلة ثم سافر = أتم مسح مسافر ، على القول الصحيح.
11 – إذا مسح في السفر ثم أقام ؛ فإن كان مسح يوما وليلة = فقد انتهت مدته ، وإن كان أقل من يوم وليلة أتم مسح مقيم .
12 – إذا لبس خفا ثم لبس عليه آخر قبل أن يحدث فله مسح أيهما شاء .
13 – إذا لبس خفا ثم أحدث ثم لبس عليه آخر قبل أن يتوضأ فالحكم للأول [التحتاني].
14 – إذا لبس خفا ثم أحدث ثم مسح عليه ، ثم لبس عليه آخر =
فقيل: لا يمسح على الثاني .
وقيل : له المسح عليه ؛ لأنه لبسه على طهارة ، ويكون ابتداء المدة من مسح الأول .
15 – إذا لبس خفا على خف ومسح الأعلى ثم خلعه ، فهل يمسح بقية المدة على الأسفل ؟
يجوز أن يمسح على الأسفل حتى تنتهي المدة من مسحه على الأعلى.
16 – إذا خلع الخف بعد مسحه لم تنتقض طهارته بذلك على القول الصحيح .
واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية .
17 – إذا تمت مدة المسح لم تنتقض طهارته بذلك على القول الصحيح .
واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية .
18- إذا شك في ابتداء وقت المسح =يبني على اليقين .
19- إذا مسح بعد انتهاء مدة المسح ثم صلى = فصلاته باطلة ؛ لأن وضوءه باطل .
20- ما الحكم إذا خلع بعض الشراب ليحك قدمه ؟
إن خلع جزءا يسيرا فلا يضر ، وإن خلع كثيرا بطل المسح عليهما في المستقبل.
* باختصار وتصرف من رسالة "المسح على الخفين" للعلامة العثيمين ، وكتاب "أحكام المسح على الحائل" للشيخ دبيان الدبيان .
* يحسن بك أن تتذاكر هذه المسائل مع أهلك أو إخوانك ، أو طلابك أو .. = لتعم الفائدة.
---
ناصر الغامدي
01-02-2006, 09:27 PM
جزاك الله خيراً
---
أبو الهيثم
01-04-2006, 01:09 AM
أخي جزاكم الله خيرا ، و قد أعد العلماء المسح على الخفين من مسائل العقيدة لما فيها من المخالفة لأهل البدع كالشيعة ونحوهم
و لذا هل تسمح لي أن أكون كالمحشي على هذه المسألة بارك الله فيك ،وأن أضرب معك بسهم :(1/1171)
7– ما حكم المسح على الجورب الخفيف ؟
اختلف العلماء ، والصحيح جوازه ؛ لأنه ليس المقصود منه ستر البشرة ، وإنما المقصود منه أن نفع الرِّجْل ، وإنما أجيز المسح عليه ؛ لأن نزعه يشق ، وهذا لا فرق فيه بين الجورب الخفيف والجورب الثقيل
قلت (أي أبا الهيثم)و في المسألة نص جاء فيه كما هو من حديث : حدثنا عثمان بن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان الثوري عن أبي قيس الأودي هو عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين(صححه الألباني) قال أبو داود كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث لأن المعروف عن المغيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين قال أبو داود وروي هذا أيضا عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الجوربين وليس بالمتصل ولا بالقوي
قال أبو داود ومسح على الجوربين علي بن أبي طالب وبن مسعود والبراء بن عازب وأنس بن مالك وأبو أمامة وسهل بن سعد وعمرو بن حريث وروي ذلك عن عمر بن الخطاب وبن عباس يدل على أنهما كانا غير منعولين لأنه لو كانا كذلك لم يذكر النعلين لأنه لا يقال : مسح على الخف ونعله ( 1 ) اه . 4 - ما قاله الإمام ابن رشد المالكي رحمه الله في المسح على الجوربين قال رحمه الله في كتابه ( بداية المجتهد ) : واختلفوا في المسح على الجوربين . وسبب اختلافهم اختلافهم في صحة الآثار الواردة عنه عليه الصلاة والسلام أنه مسح على الجوربين والنعلين واختلافهم أيضا هل يقاس على الخف غيره أم هي عبادة لا يقاس عليها ولا يتعدى بها محلها . فمن لم يصح عنده الحديث أو لم يبلغه ولم ير القياس على الخف قصر المسح عليه ومن صح عنده الأثر وجواز القياس على الخف أجاز المسح على الجوربين
---
عبدالرحمن السديس
01-04-2006, 09:13 PM
جزاكم الله خيرا
---
(1/1172)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراحات تحسينية للموقع
---
اقتراحات تحسينية للموقع
---
التفسير1000
03-18-2004, 08:45 AM
اقتراحات تحسينية للموقع :
1- تنزيل النص القرآني بالرسم العثماني .
2- البحث عن كلمة في المفردات القرآنية .
3- إيجاد روابط بالمواقع المختصة بالكتب والمكتبات ومتابعة الجديد في هذا الباب.
4- إيجاد روابط بالمواقع المماثلة التي تعنى بالقرآن الكريم وعلومه .
5- إنشاء قاعدة بيانات بالمفسرين قديماً وحديثاً .
وشكر الله للجميع سعيه وجعلنا في خدمة كتابه .
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2004, 11:36 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم على اقتراحاتك القيمة .
أما تنزيل النص القرآني بالرسم العثماني ، والبحث عن كلمة في المفردات القرآنية ، إيجاد روابط بالمواقع المختصة بالكتب والمكتبات ومتابعة الجديد في هذا الباب فهناك زاوية (صدر حديثاً) في الصفحة الرئيسية لشبكة التفسير تؤدي الغرض في هذا الباب حالياً. وفي الخطة للمرحلة القادمة تطوير لهذه الزاوية إن شاء الله.
وأما إيجاد روابط بالمواقع المماثلة التي تعنى بالقرآن الكريم وعلومه فهناك دليل لا زال في مرحلة البناء تجده هنا
مواقع متخصصة (http://www.tafsir.net/related.php)
وأما إنشاء قاعدة بيانات بالمفسرين قديماً فهي تحت الإنشاء حالياً ، وأما حديثاً فقد طرحت ولا زالت تكتمل يوماً بعد يوم على هذا الرابط .
موسوعة المتخصصين (http://www.tafsir.net/mtksis.php)
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
---
عادل التركي
03-19-2004, 03:00 AM
وأما إيجاد روابط بالمواقع المماثلة التي تعنى بالقرآن الكريم وعلومه فهناك ...(1/1173)
شكراً لك اخي عبد الرحمن الشهري على هذا المجهود في وضع قائمة بالروابط المفيدة التى تعني بالقرآن وعلومه ,وأقترح عليكم أن يكون هناك علاقة بهذه المواقع , بحيث يكون لموقع : .(شبكة التفسير والدراسات القرآنية) (http://www.tafsir.net/related.php) اعلان عندهم مقابل وضع روابط تلك المواقع في موقعكم .
و احببت أيضاً أن ادعو الأخ العضو الجديد في ملتقى أهل التفسير( التفسير1000) إلى أن يقدم ما عنده من عناوين مماثلة على هذا الرابط (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1087)
ومرحباً بك بين اخوانك , عضواً مباركاً إن شاء الله .
ولكم جزيل الشكر
---
(1/1174)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الفرص لا نخلقها لكن لا نضيعها
---
الفرص لا نخلقها لكن لا نضيعها
---
hedaya
03-18-2006, 03:37 PM
الفرص لا نخلقها لكن لا نضيعها
كثيرة هي الاسئلة التي تراودنا احيانا.. فنتمنى ان يكون الشخص المعني بها موجودا امامنا.. او ان يعود زمن الحمام الزاجل لنرسل تصوراتنا او تعليقاتنا ونضمن وصولها في الوقت المناسب!
وقد قيل فيما مضى ان الفرص لا نخلقها لكن لا نضيعها.. ونحن امام فرصة للحوار مع شخصية مميزة تربوية ولها وزنها على ساحة الاحداث الحالية. الاستاذ سالم الفلاحات تم اختياره مراقبا عاما للاخوان المسلمين في الاردن بعد انتخابات تابعها الكثيرون واثارت احتراما كبيرا ان لم يكن اعجابا وتقديرا.
من كتابات شيخنا الفاضل :
"
ما اكثر المفقودات الثمينة في هذا الزمن
وما اقل الموجودات والمسترجعات منها
.....
لقد فقدت الاندلس وفلسطين وبلاد اخرى وهي من جنان الدنيا وفيها اقصانا ومقدساتنا وكأن شيئاً لم يكن.
وهناك قائمة طويلة اخرى من المفقودات ولتطاول الزمن فقد اصبحت من التراث او من احاديث الأمم الغابرة لكن الجوهرة المفقودة التي اتحدث عنها اليوم وهي القريبة لمن شاء استرجاعها أتدرون ما هي؟ وما أثرها؟
.
.
.
يا الله.. انها فضيلة الاخوة الصادقة التي ترفع الدرجات وتهون المصاعب وتقوي اواصر المجتمع فتقوي الضعيف وتنهض بالناس.
ماذا لو احب الناس بعضهم بعضاً فاصبحوا جسداً واحداً اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. "
استاذنا الفاضل ضيف في حوار على صفحات الملتقى..يستقبل الاسئلة والتعليقات.. ومستعد لقبول النصيحة كحاله دائما.
الا تمر ببالكم الان خواطر؟ انقلوها اليه! الا يتبادر الى ذهنكم اسئلة؟ اطرحوها هنا..! وليكن حوارا ثريا بأفكاركم ومشاركاتكم
(http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=15965)
---(1/1175)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الكشف عن تحريف صهيوني متعمد لترجمات معاني القرآن
---
الكشف عن تحريف صهيوني متعمد لترجمات معاني القرآن
---
عبدالرحمن الشهري
07-11-2005, 11:15 PM
لم يكتف اليهود الصهاينة بتمزيق نسخ من المصحف الشريف في سجن مجدو الإسرائيلي، تأسياً بما فعله المجرمون الأمريكان من تدنيس للقرآن في معتقل جوانتانامو الأمريكي، فذهبوا لأبعد من ذلك من خلال التحريف المتعمد لترجمات معاني القرآن الكريم إلى العبرية.
فقد كشف الدكتور محمد أحمد حسين -أستاذ اللغة العبرية في (جامعة الملك سعود) في الرياض- "تحريف مقصود" في عدد من ترجمات معاني القرآن من العربية إلى العبرية، والتي قام بها مستشرقون يهود إلى جانب رسائل مضمنة في الترجمات عينها، تحمل عدائية واضحة تجاه الإسلام والمسلمين وللنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على وجه الخصوص.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن الأكاديمي السعودي أن نسخة عبرية جديدة من المصحف الشريف صدرت على يد مستشرق إسرائيلي في مطلع العام الجاري، متسائلاً عن جدوى ودوافع إصدار هذه الترجمة طالما أن هناك 4 ترجمات عبرية سابقة؛ 3 منها مطبوعة ومتداولة، والآخر (مخطوط) وغير متداول.
وبين أستاذ اللغة العبرية في جامعة الملك سعود "إن الترجمة الحديثة تمت على يد أوري روبين -الأستاذ في (جامعة تل أبيب)- وهو باحث متخصص في اللغة العربية والقرآن الكريم والتفسير والسيرة النبوية والحديث الشريف، مشيراً إلى أن الترجمة استغرقت خمس سنوات قبل أن تدرج ضمن سلسلة كتب ودراسات متخصصة في علوم الأديان، تهتم بنشر الترجمات العبرية لعدد من الكتب العربية إلى العبرية، تتبناها دار نشر جامعة تل أبيب، ويشرف عليها الدكتور / أفيعاد كلينبرج -المستشرق والمؤرخ والمتخصص في علوم الأديان– .(1/1176)
ويشير الدكتور حسين إلى إن "المترجم أفصح عن محاولته في بناء النص القرآني المترجم بواسطة شروحات وملاحظات في الحواشي، مع تساؤل يتصدر مقدمة الترجمة -التي تقع في 616 صفحة- بـ : ( ماذا يقول القرآن ؟ )، يعقبه استطراد للمترجم نصه: "إنه سؤال لا يوجه فقط للمتخصصين في علوم القرآن .. بل سؤال له تداعيات اجتماعية وسياسية وثقافية عميقة .. فهذا السؤال يتعلق بالحياة والموت غالباً".
وعلى الرغم من الترجمة التي يبدو أنها لم تحمل أي فكر عدائي، إلا أن الدكتور يتساءل عن جدواها وضرورتها ؟ معرباً عن استيائه لما حصل في الترجمات السابقة للقرآن من المغالطات، ويؤكد أن بعض المترجمين قد عبثوا بالنصوص القرآنية مستغلين الخصائص اللغوية لها، ويلمح إلى أن التحريفات المقصودة يتبين الهدف من ورائها، إذ تخدم فكراً دينياً معادياً، ويضيف "إن صعوبة نقل الخصائص البلاغية للقرآن شكلت عائقاً أمام المترجمين، نتج عنه تحريفات أخرى غير مقصودة ، وهو ما يعرف بـ (علم المعاني) ، ويتضمن : الإطناب التقديم – التأخير – الحذف – البيان – الاستفهام – التشبيه – الاستعارة – الكناية - علم البديع – الطباق – المبالغة – النظم - الفواصل والتكرار".
على صعيد آخر طالب (مجلس الفتوى الأعلى) في فلسطين اليوم الاثنين 11 يوليو المواطنين الفلسطينيين بمتابعة وملاحقة نسخة من القرآن الكريم تحتوي على أخطاء مطبعية صادرة عن "مطبعة السحار للطباعة" في القاهرة.
وأوضح المجلس في بيان أصدره "إن النسخة المذكورة تحتوى على تغيير في بعض الأحرف؛ مما سبب تغييراً في معنى الكلمات في عدد من آيات القرآن الكريم، ويظهر ذلك جلياً في الآية رقم : 113 من سورة (الأعراف)، والآية رقم : 42 من سورة (يوسف)، والآية رقم : 8 من سورة (الحج)".(1/1177)
وحث المجلس كل من يحصل على هذه النسخة بإتلافها بالطرق الصحيحة، أو تسليمها إلى دور الفتوى أو إلى دوائر الأوقاف في المحافظات، كما طالب أصحاب المطابع والمكتبات في فلسطين بعدم التعامل مع هذه النسخة، والانتباه إلى المصاحف المطبوعة الأخرى.
المصدر : الإسلام اليوم (http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=44382)
---
(1/1178)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > برنامج 1.55 webexe لعمل كتب إلكترونية رائعة مع الشرح
---
برنامج 1.55 webexe لعمل كتب إلكترونية رائعة مع الشرح
---
سامي عبدالعزيز
05-28-2006, 08:49 AM
رابط التحميل : http://www.aw-soft.com/wexsetup.exe
التسجيل :
Name:ttdown.com
SN:F56776FD
http://absba4.absba.org/torki/webexe/web1.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web2.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web3.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web4.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web5.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web6.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web7.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web8.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web9.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web10.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web11.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web12.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web13.JPG http://absba4.absba.org/torki/webexe/web14.JPG
---
(1/1179)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الصبر ، تعريفه ، ومراتبه وفضله وأنواعه
---
الصبر ، تعريفه ، ومراتبه وفضله وأنواعه
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
12-21-2006, 01:33 PM
الصبر ، تعريفه ، ومراتبه وفضله وأنواعه
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد..
فإن الله جعل الصبر جواداً لا يكبو، وصارماً لا ينبو، وجنداً لا يُهزم، وحصناً حصيناً لا يُهدم،وهو مطيّة لا يضل راكبها فهو والنصر أخوان شقيقان،فالنصر مع الصبر، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدّة ولا عدد، ومحله من الظفر محل الرأس من الجسد، وهو سبيل النجاح والفلاح، وهو فضيلة يحتاج إليه الإنسان في دينه ودنياه، فحال الإنسان إما بين صبر على أمر يجب عليه امتثاله وتنفيذه ، ونهي يجب عليه اجتنابه وتركه، وقدر يجري عليه اتفاقاً، ونعمة يجب عليه شكر المنعم عليها، وإذا كانت هذه الأحوال لا تفارقه فالصبر لازم إلى الممات، فالحياة لا تستقيم إلا بالصبر، فهو دواء المشكلات لدار الابتلاء، والصبر زاد المجاهد إذا أبطأ عنه الصبر، وزاد الداعية إذا أبطأ عنه الناس بالإجابة، وزاد العالم في زمن غربة العلم، بل هو زاد الكبير والصغير ، والرجل والمرأة ، فبالصبر يعتصمون وإليه يلجئون وبه ينطلقون.
قال الإمام أحمد – رحمه الله – في كتاب الزهد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (( وجدنا خير عيشنا بالصبر))،إن الله وصف الصابرين بأوصاف وخصّهم بخصائص لم تكن لغيرهم،وذكر الصبر في نحو تسعين موضعاً من الكتاب الكريم، وأضاف أكثر الدرجات والخيرات إلى الصبر وجعلها ثمرة له.(1/1180)
إن للصابرين معيّة مع الله ، ظفروا بها بخير الدنيا والآخرة، وفازوا بها بنعمة الله الظاهرة والباطنة ، وجعل الله سبحانه الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين فقال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة:24) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( بالصبر واليقين ؛ تُنال الإمامة في الدين)).
تعريف الصبر:
الصبر لغة:
الحبس والكف، قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ..) (الكهف:28) ، يعني احبس نفسك معهم، والصبر حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما، ويقال صبر يصبر صبراً، وصبَر نفسه.
والصبر في الاصطلاح الشرعي:
حبس النفس على فعل شيء أراده الله أو عن فعل شيء نهى الله عنه فهو صبر على شيء أمر به الله وصبر عن شيء نهى الله عنه .
جعل الله فيه الأجر العظيم لمن أراد به وجهه، وكافأ أهل الجنة لأنهم صبروا ابتغاء وجه ربهم ، والصبر فيه معنى المنع والشدة والضنّ، و تصبّر رجل يعني تكلّف الصبر وجاهد نفسه عليه وحمل نفسه على هذا الخلق، وصبّرها إذا حملها على الصبر وهو ثبات على الدين إذا جاء باعث الشهوات ، وهو ثبات على الكتاب والسنة ، لأن من أخذ بهما فقد صبر على المصائب وصبر على العبادات وصبر على اجتناب المحرمات ، فهذه أنواع الصبر الثلاثة إذاً:
ü صبر على طاعة الله.
ü صبر عن معصية الله.
ü صبر على أقدار الله المؤلمة.(1/1181)
هذا الصبر علّق القرآن الفلاح عليه فقال الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200) ، فعلّق الفلاح بمجموع هذه الأمور ،ونهى عن ما يضاد الصبر فقال : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ..) (الاحقاف:35) كما قال: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا ..) (آل عمران:139) وكذلك فإنه سبحانه وتعالى أخبر عن مضاعفة الأجر للصابرين : (أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ..) (القصص:54) ، وإذا كانت الأعمال لها أجر معلوم محدود فإن الصبر أجره لا حد له ، قال تعالى: (.. إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر:10) ، قال سليمان بن القاسم:كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر لأجل هذه الآية{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }، قال : كالماء المنهمر، وعلق الله الإمامة في الدين على الصبر وعلى اليقين كما مرّ في الآية ،وجعل الله الظفر بمعية الصبر فقال: (..إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (لأنفال:46)
وجعل للصابرين أموراً ثلاثة لم يجعلها لغيرهم:وهي
الصلاة منه
والرحمة
والهداية
(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة)
وجعل الصبر سبحانه وتعالى عوناً وعدة وأمر بالاستعانة به، فقال (.. اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ..) (البقرة:153)(1/1182)
، فمن لا صبر له؛ لا عون له، وعلّق النصر على الصبر والتقوى فقال تعالى: (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ) (آل عمران:125) ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( واعلم أن النصر مع الصبر))،وجعل سبحانه الصبر والتقوى جنة عظيمة من كيد العدو ومكره فقال (.. وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ..) (آل عمران:120) ، وأخبر أن ملائكته تسلّم في الجنة على الصابرين فقال: (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد:24) وجعل الله الصبر منزلة فوق منزلة المعاقِب لمن عاقبه بمثل العقوبة فهو أفضل وأكثر أجراً فقال: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (النحل:126) ، فتأمل هذا التأكيد (لئن) اللام ولامٌ أخرى للتأكيد(لهو).(1/1183)
ورتب المغفرة والأجر الكبير على الصبر مع العمل الصالح فقال (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (هود:11) ، وجعل الصبر على المصائب من عزم الأمور وهذه مرتبة لا ينالها أي أحد فقال عز وجل (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43) ، وأوصى لقمان الرجل الصالح الحكيم ولده بأن يصبر على ما أصابه في سبيل الله (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (لقمان:17) ووعد الله المؤمنين بالنصر والظفر، وهي كلمته التي سبقت لهم نالوها بالصبر فقال تعالى: (.. وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) (لأعراف:137)
وعلّق تعالى محبته بالصبر ، وجعلها لأهل الصبر فقال: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146) ، وأخبر عن خصال من الخير لا يلقاها إلا الصابرون فقال تعالى في أهل العلم الذين علموا قومهم المفتونين بقارون : (.. وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ) (القصص:80)(1/1184)
، وعند الدفع بالتي هي أحسن (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:35) وأخبر أنه لا ينتفع بآياته ولا يستفيد منها إلا صاحب الصبر المكثر منه فأتى به بصيغة المبالغة في قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (ابراهيم:5) ، وفي سورة لقمان قال: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (لقمان:31) ، وبعد قصة سبأ قال (...فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (سبأ:19) ، وفي ذكر النعمة بالسفن على العباد تنقل أنفسهم وبضائعهم قال: (وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (الشورى)
فهذه أربع مواضع في القرآن الكريم تدل على أنه لا ينتفع بالآيات إلا أهل الصبر والشكر، الدين كله صبر وشكر، الإيمان نصفان صبر وشكر، حياة المسلم كلها صبر وشكر،ماذا يوجد في الطاعات والعبادات والتقرب إلى الله غير الصبر والشكر..؟!
وأثنى الله على عبده أيوب بأحسن الثناء لأنه صبر فقال: (.. إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (صّ:44)
فمدحه بقوله نعم العبد لأنه صبر، وحكم الله بالخسران حكماً عاماً على من لم يكن من أهل الصبر فقال: (وَالْعَصْرِ *إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر)(1/1185)
وخص الله أهل الميمنة( أصحاب اليمين) بأنهم أهل الصبر والمرحمة فقال تعالى: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (البلد:17) ، وقرن الصبر بأركان الإسلام ومقامات الإيمان فقرنه بالصلاة فقال: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ..) (البقرة:45) وقرنه بالأعمال الصالحة فقال: )إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ..) (هود:11) ، وقرنه بالتقوى فقال : (..إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ ..) (يوسف:90) وقرنه بالتواصي بالحق فقال: (.. وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر:3) وقرنه بالرحمة فقال: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (البلد:17) ، وقرنه باليقين فقال: (.. لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة:24) ، وقرنه بالصدق فقال: (... وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ ..) (الأحزاب:35) ، فنعم المنزلة منزلة الصبر ونعم الخلق خلق الصبر ونعم أهله أهل الصبر ، فالصبر طريق الجنة:
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214) .
هذا الصبر العناية به في القرآن الكريم كبيرة جداً دليلاً على أهميته، دليلاً على أنه خلق عظيم:
لا تيأسنّ وإن طالت مطالبة ** إذا استعنت بصبر أن ترى الفرج
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ** ومدمن القرع للأبواب أن يلج
وقل من جد في أمر يحاوله *** واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر(1/1186)
والصبر لدخول الجنة وسبب النجاة من النار، فالجنة حفت بالمكاره، والنار حفت بالشهوات، فكيف تدخل الجنة بدون صبر على المكاره؟ ، وكيف تقي نفسك النار بدون صبر عن الشهوات؟، وقد نبّه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على المعنى اللطيف في هذا الحديث، حفت الجنة بالمكاره؛ علمنا أنه لا طريق للجنة إلا عبر المكاره، لأنه قال حُفّت، من جميع الجهات، فإذا ما ركبت المكاره لا تدخل الجنة، والمكاره هي ما تكرهه النفس من المجاهدة اللازمة لأداء العبادات( صلاة الفجر – الوضوء في البرد- الصبر على المصائب- الجهاد ....)،فلا يمكن دخول الجنة إلا باختراق المكاره، ولا يمكن اختراقها إلا بالصبر، وأما النار فإنها حفت بالشهوات، ولا يمكن منع النفس من الدخول في النار إلا إذا صبر عن المعاصي وامتنع عن المعصية وحبس نفسه عن ذلك فهذه إذاً فضائل هذا الخلق الكريم.
ما حكم الصبر؟
أصل الصبر واجب، الصبر من حيث الجملة واجب، والله أمر به (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ..) (البقرة:45) (.. اصْبِرُوا وَصَابِرُوا ..) (آل عمران:200)
ونهى عن ضده (.. وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ..) (الاحقاف:35) (..فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ) (لأنفال:15) (..وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد:33) ، ورتب عليه خيري الدنيا والآخرة، لكن عندما نأتي إلى التفصيل فالصبر منه ما هو صبر واجب، يأثم الإنسان إذا لم يصبر ومنه ما هو صبر مستحب فهو واجب في الواجبات و واجب عن المحرمات و مستحب عن المكروهات و إذا صبر عن المستحب ولم يفعله فصبره مكروه ، ومما يدل على أن الصبر قد يكون لازماً قول الله تعالى: (.. وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (النحل:126) فهذا يدل على أن الصبر قد لا يكون لازماً كقوله : (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (النحل:126)(1/1187)
فما حكم الصبر هنا ؟، أنت مخيّر بين أن تعاقب من عاقبك؟، ما الحكم الشرعي؟،يجوز لك القصاص فتنتقم منه بمثل ما ظلمك، ما حكم الصبر وعدم الانتقام؟، مستحب ، فإذا ً لو قلت ما حكم الصبر على صلاة الفجر؟ ، واجب، ما حكم الصبر عند المصيبة بمنع النفس عن النياحة؟ واجب، ما حكم الصبر عن الانتقام ممن أساء إليك بمثل ما أساء؟ مستحب..
فالصبر إذاً منه ما يكون واجباً ومنه ما يكون مستحباً والصبر جاء في صيغة المفاعلة في القرآن فقال { وَصَابِرُوا }، وهذه عادة ما تكون إلا بين طرفين { وَصَابِرُوا }، فمعنى ذلك أن هناك مغالبات بين المسلم والعدو، وأننا لابد أن نصابر أنفسنا على باطلهم وعلى جهادهم وعلى مقاتلتهم ومرابطتنا في الثغور وثباتنا عليها حتى لا ينفذوا إلينا من هذه الجهات فهذا صبر مهم جداً ..
الصبر نوعان : بدني .
نفسي.
وكل منهما قسمان : اختياري واضطراري، فصارت القسمة أربعة..
بدني اختياري: تعاطي الأعمال الشاقة.
بدني اضطراري: الصبر على ألم الضرب، لأنه يضرب وماله حيلة إلا الصبر.
نفسي اختياري: صبر النفس عن فعل مالا يحسن شرعاً، مكروه مثلاً.
نفسي اضطراري:صبر النفس عن فقد المحبوب الذي حيل بينها وبينه بحيث لو لم تصبر هذا الصبر لوقعت في الجزع المحرم أو النياحة أو لطم الخدود أو شق الجيوب أو قص وحلق الشعور ونحو ذلك.(1/1188)
والبهائم تشارك الإنسان في النوعين الاضطراريين ولكن الصبر الاختياري هو الذي يميز الإنسان عن البهيمة، فقال رجل من أهل الحكمة: (( ما غلبني رجل كما غلبني شاب من مرو، قال لي مرة ما الصبر، قلت : إن وجدنا أكلنا وإن فقدنا صبرنا، قال : هذا ما تفعله كلاب مرو عندنا!، قلت فما الصبر عندكم؟ قال: إن فقدنا صبرنا وإن وجدنا آثرنا وأعطينا لغيرنا))، فإذاً هناك صبر تشارك فيه البهائم الإنسان ولكن هناك صبر يتفوق به المسلم الإنسان على البهيمة والدابة ، وقد تجد من الكفار من يصبر على المصائب ويتجلد ولا ينهار ولكن لا يرجو من وراء ذلك جزاء من عند ربه ولا أجراً يوم القيامة..
وكذلك فإن الصبر متعلق بالتكليف لأن الله ابتلى العباد بواجبات لابد أن يفعلوها ومحرمات لابد أن يتركوها، وأقدار لابد أن يصبروا عليها،فلا يقعوا في الجزع والتسخط و شكوى الخالق إلى المخلوقين.
وقد ورد الصبر في السنة أيضاً في مواضع متعددة:
بشر النبي صلى الله عليه وسلم الذي يصبر على فقد عينيه بالجنة : ((إن الله تعالى قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ثم صبر عوضته منهما الجنة)) [رواه البخاري].
(( ومال عبد مؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة)).
لما مرضت الأمة السوداء بالصرع جاءت تشتكي للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أُصرع وإني أتكشف فادعُ الله لي، قال : (( إن شئتِ صبرتي ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيكِ)) فقالت: أصبر ولكن ادع الله لي ألا أتكشف. فدعا لها فكانت تصرع ولا تتكشف. [متفق عليه].(1/1189)
ورد في السنة ما يفيد أن الصبر خلق يمكن تحصيله، فهناك أناس جبلهم الله على الصبر وبعضهم جبله على قليل منه، فلو كان عند المرء نقص في هذا العمل من أعمال القلوب فيمكن تحصيله بالرياضة النفسية والتدريب عليه والمجاهدة، فهو شيء ممكن اكتسابه وليس شيئاً فطرياً فقط لا يمكن الزيادة عليه، والدليل على أن الصبر خلق مكتسب وليس خلق فطري فقط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ومن يتصبّر يصبّره الله))، فقد يكون إنسان جزع بأصل طبعه لكن لما علم فضل الصبر وأجره وأهميته ومكانته في الدين قرر ألا يمر بحادث وموقف في حياته إلا ويستعمل الصبر ويجاهد نفسه عليه ويجبرها عليه حتى تصبح صبّارة.
بينت السنة أن الصبر للمؤمن خير عظيم، إذا أصابته ضراء يكون الخير له.
بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصبر ضياء ، كما جاء في حديث مسلم فقال: ((الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك)).
لما مر النبي صلى الله عليه وسلم عند امرأة تبكي عند قبر فأراد أن يعظها فقال لها : (( اتقي الله واصبري)) قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه.فلما مضى صلى الله عليه وسلم لم يشأ أن يجادل المرأة في هذه الحالة، وهذا هو الموقف الصحيح للداعية في مثل هذا الحال ، فلما مضى صلى الله عليه وسلم قيل لها إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذها مثل الموت لأنه ردت عليه هذا الرد وهو نبي الله صلى الله عليه وسلم فأتت بابه لتعتذر فلم تجد عنده بوابين ولا حرس من تواضعه فقالت معتذرة : لم أعرفك. فقال: (( إنما الصبر عند الصدمة الأولى)).[رواه البخاري].(1/1190)
كذلك لما مات أبو سلمة ، ماذا تقول أم سلمة وزوجها بهذه المكانة الكبيرة في نفسها، قالت ما تعلمته سابقاً: ((إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها))، ولما مات زوجها وجاءت لتقول العبارة فقالت أي المسلمين خير من أبي سلمة؟بعدما رأت من حسن معشره وطيب خصاله،ولأنها مؤمنة قالت ما تعلمته، قالت: فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقد خطبها وتزوجها .
وإذا صبر العبد على فقد الولد، يقول صلى الله عليه وسلم : (( إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم، قال قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم، فيقول ماذا قال عبدي، فيقولون حمدك واسترجع، فقال: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد)). فلا يقبض لمؤمن صفي من أهل الأرض فيصبر ويحتسب إلا وكان له ثواب إلا الجنة.
كذلك فالناس يبتلون على حسب دينهم وعلى حسب صبرهم (( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلباً وعنده صبر قوي زيد له في البلاء ليزداد أجراً)).يوم القيامة يود أهل العافية عندما يعطى أهل البلاء الثواب ويقسم عليهم ، الذين صبروا في الدنيا،يتمنون لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بمقاريض..![الحديث في الترمذي وحسنه الألباني].(1/1191)
والنبي صلى الله عليه وسلم مما ورد في سنته أيضاً وعلّمنا إياه تمهيد نفسي للمواجهة : (( إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم)). أيام الصبر هي أيام الابتلاء في الدين والشهوات المستعرة والشبهات المستحكمة ومع ذلك المرء صابر لدينه. فسماها أيام الصبر لأنه لا يستعمل فيها إلا الصبر ولا حلّ إلا الصبر. المؤمنون في مكة ابتلوا فيأتي الصحابي فيأتي الصحابي يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ادع الله لنا ، ألا تستنصر لنا؟، فصبرهم صلى الله عليه وسلم بأنه كان من قبلهم كان الرجل يُحفر له في الأرض فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق اثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه وعصبه ما يصده ذلك عن دينه. فهناك مواقف والصبر هو القائد وهو الملاذ والحصن الحصين ، من دخله عصم..
الناس في الصبر أنواع وهذا تقسيم شيخ الإسلام ابن تيمية لأنه سبر نفوس الناس حسب ما رأى من الدين:
أهل الصبر والتقوى، وهم الذين أنعم الله عليهم من أهل السعادة في الدنيا والآخرة ، صبروا على طاعته وصبروا على ترك محارمه.(1/1192)
ناس عندهم تقوى بلا صبر، فقد يكون هناك رجل عابد زاهد قوام صوام متصدق منفق ذاكر قانت لكن إذا نزلت به المصيبة ينهار، فعنده تقوى لكن إذا نزلت به مصيبة انهار. يقول ابن الجوزي: رأيت كبيراً قارب الثمانين كان يحافظ على الجماعة فمات ولد لابنته فقال ما ينبغي لأحد أن يدعو فإنه لا يستجيب. فإذاً من الناس من عنده عبادة لكن لا يصبر ولا يتجلد ولا يقاوم عند المصيبة فينهار. بل إن أحد هؤلاء قال: عندي كذا أولاد لا أخشى عليهم إلا منه!- تعالى الله انظر إلى الكفر إذا وصل إلى درجات في هذا الباب ، سوء ظنه بالله، ماذا تنفع الصلاة وهذه عقيدته التي في قلبه؟ (قُلْ مَنْ يَكْلَأُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ..) (الانبياء:42) (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ...) (الرعد:11) . إذاً الذي ليس عنده صبر لا تنفعه عبادته.(1/1193)
ناس لديهم صبر بلا تقوى. مثل الفجار لكنهم جلدين يصبرون على ما يصيبهم ككثير من اللصوص وقطاع الطرق يصبرون على الآلام والمشاق لنيل الحرام، وكذلك طلاب الرياسة والعلو ، يصبرون على أنواع من الأذى لا يصبر عليها أكثر الناس.فهو من أجل أن يصل إلى هدفه يضيع صلوات ويأكل حرام ولا يبالي فعنده صبر بلا تقوى وغالب هؤلاء لا يرجون من الله جزاء على صبرهم، فالصبر لديهم خلق مفطورين عليه. ويوجد من الكفار من يتجلّد عند المصيبة فقد جاء مدح الروم في حديث عمرو بن العاص: (( أسرع الناس إفاقة بعد مصيبة))، تقع عليهم الكارثة فيستدركونها بسرعة، ومن تأمل ما حدث لهم وهم النصارى بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، كيف تهدمت بلادهم فما أسرع ما أعادوا بنائها و أعادوا مسيرة الاقتصاد و الإنتاج والزراعة والصناعة وقد مات منهم أكثر من 40 مليون .قال: وكذلك أهل المحبة للصور المحرمة من العشق، يصبرون على ما يهوونه من المحرمات من أنواع الأذى، فربما هذا المعشوق يجعل العاشق يتعذب من أجله ويشتغل لأجله ويحاول إرضائه بشتى الطرق ، فعنده صبر ولكن بلا تقوى وهكذا..،وقد يصبر الرجل على ما يصيبه من مصائب كالمرض والفقر ولا يكون فيه تقوى إذا قدر ، إذا قدر صار جباراً شقياً.
وهو شر الأقسام، لا يتقون إذا قدروا ولا يصبرون إذا ابتلوا (إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً *إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً *وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) (المعارج)
مراتب الصبر:(1/1194)
والصبر مراتب فالصبر على طاعة الله أعلى منزلة من الصبر عن المعاصي والصبر عن المعاصي أعلى منزلة من الصبر على الأقدار. فالصبر على الواجبات أعلى أنواع الصبر لأن جنس فعل الواجبات أعلى درجة عند الله من جنس ترك المحرمات ، وأجر ترك المحرمات أكبر من أجر الصبر على المصائب ، لأن الصبر على الواجب والصبر على ترك الحرام عملية اختيارية، لكن لما نزلت به المصيبة ، شيء بدون اختياره، ليس له إلا كف النفس والصبر. فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن يوسف عليه السلام: " كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها الذي دعته إليه من الحرام أكمل من صبره على إلقاء أخوته له في الجبّ"، فصبره على الفاحشة أكمل وأعظم وأكثر أجراً من صبره على السجن وإلقاء أخوته له لأن الأول فيه شيء اختياري وصبره عليها صبر رضا ومحاربة للنفس لا سيما مع وجود الأسباب القوية المزينة للحرام فكان شاباً أعزباً وغريباً عند البلد و عبداً مملوكاً والمرأة جميلة وصاحبة منصب وهي التي دعته فسقطت الحواجز النفسية ثم استعانت عليه بكيد النسوة وهددته بالسجن ، ثم إن زوجها ليست عنده غيرة (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ ...) (يوسف:29) ، وغُلّقت الأبواب وغاب الرقيب، فصار داعي الزنا قوي جداً جداً ولكنه صبر عليه الصلاة و السلام،أما الأمور الأخرى من السجن وإلقاء أخوته له في الجبّ فجرت عليه بغير اختياره ولا كسب له فيها.
مجالات الصبر
الصبر على بلاء الدنيا (لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) (البلد:4) مشقة وعناء وبلاء وفتن، والله تعالى قال (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة:155)(1/1195)
الصبر على مشتهيات النفس (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ..) (المنافقون:9) ، ولذلك قال بعض السلف: " ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر..!".وقالوا: " البلاء يصبر عليه المؤمن والعافية لا يصبر عليها إلا صدّيق".
والصبر على مشتهيات النفس لابدّ أن يكون من وجوه أربعة كما قال ابن القيم رحمه الله :
أن لا يركن إليها ولا يغترّ بها.
أن لا ينهمك في نيلها ويبالغ في استقصائها.
أن يصبر على أداء حق الله فيها.
أن لا يصرفها في حرام.
الصبر عن التطلع إلى ما بيد الآخرين، وعن الاغترار بما ينعمون به من مال وبنين، فبعض قوم قارون ما صبروا فقالوا: (.. يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ ..) (القصص:79) ، والله تعالى قال: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ) (المؤمنون)
(وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ..) (طه:131) إنما أعطيناهم (.. لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (طه:131) الصبر على طاعة الله، وهذا أعظم أنواع الصبر وأشده على النفوس (...فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ..) (مريم:65) اصطبر أكمل وأبلغ من اصبر فالزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ..) (طه:132) على الصلاة وعلى أمر الزوجة بالصلاة،
والصبر على الطاعة له ثلاث أحوال:
قبل الطاعة بتصحيح النية وطرد شوائب الرياء .
بحال الطاعة أن لا تغفل عن الله فيها ولا تتكاسل عن أدائها وتراعي واجباتها وأركانها والخشوع في الصلاة.(1/1196)
بعد الفراغ منها بأن لا تفشي ما عملت وتُعجَب به وتُسَمّع به في المجالس (.. لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ..) (البقرة:264)(..وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد:33) الصبر على مشاق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى فإنه غير خافٍ على الدعاة حال الناس اليوم من البعد عن الدين و البعد هذا يستلزم دعوة كبيرة وإنكاراً للمنكرات وصدع بالحق ، عمر بن عبد العزيز لما استشعر المسؤولية الكبيرة في تغيير الانحرافات المتراكمة من سنوات طويلة في العهود السابقة قال : "إني أعاجل أمراً لا يعين عليه إلا الله"..!.فنوح عليه السلام صبر هذا الصبر العظيم في الدعوة 950 سنة ، ألف سنة إلا خمسين عاماً على جميع أنواع الابتلاءات (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً *فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائي إِلَّا فِرَاراً) (نوح) وهكذا سراً وجهاراً ما ترك فرصة إلا قام بالدعوة، ثم الدعوة ليست عملية سهلة لأن الإنسان يجد كيد من الأعداء وحسد حتى من الناس الذين يظنهم معهم والقريبين منه على ما آتاه الله من فضله فيتمنون أن يوقع به ويضر ويتوقف ولذلك لابد للداعية أن يصبر في الداخل والخارج، القريبين والبعيدين، مع الناس الذين هم ضده علناً أو الذين يضمرون له الشر في داخل أنفسهم، (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً ..) (آل عمران:186) ، والحل (..وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (آل عمران:186) ، (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) (المزمل:10) الرسل كان من رأس مالهم وبضاعتهم الصبر على إيذاء أقوامهم بل أكّدوا على ذلك وقالت الرسل لأقوامهم: (.. وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ(1/1197)
الْمُتَوَكِّلُونَ) (ابراهيم:12) (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ..) (الأنعام:34) وهكذا يصبر الداعية على طول الطريق وعقباته وبطء النصر وتأخره ، (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214) (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (يوسف:110)(1/1198)
إن هناك صبراً حين البأس وفي الحرب وعند لقاء العدو والتحام الصفين فيكون الصبر شرط للنصر والفرار كبيرة ولذلك أوجب الله الثبات (.. إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ..) (لأنفال:45) وحذر من الفرار وتولي الأدبار وعندما تضطرب المعركة وينفرط العقد فيكون الصبر أشد (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:142) ، (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً ..) (آل عمران:144) وحدثنا الله عن الثلة المؤمنة البقية الباقية بعد عمليات الترشيح المستمرة في قصة طالوت، (.. إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ ..) (البقرة:249) (.. فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ..) (البقرة:249) حتى الذين جاوزا النهر كان بعضهم استسلاميين فقالوا: ( قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ )، (.. قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ..) (البقرة:249) ، لذلك كان المسلمون صُبُر عند اللقاء، يصبرون وكانوا يتناقلون بينهم عبارة " إنما النصر صبرُ ساعة"، والمراغمة والمدافعة الآن بين فريقين، الذي يصبر أكثر هو الذي ينتصر، فأوصى الله عباده بالصبر على ما يلاقونه من ضرر الناس وأن لا يقابلوا السيئة بمثلها (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .) (فصلت:34) فالصبر يكون أحياناً للمعلم على أذى التلميذ، للداعية على أذى المدعوّ، للمربي على أذى المتربي وهكذا.. ، ولذلك يقول الخضر لموسى (قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً(1/1199)
*وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) (الكهف) فتعهّد وقال (قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً ..) (الكهف:69) تعهد ولكنه لم يستطع أن يصبر في تلك المواقف، فإذاً الصبر له مواقف ومواطن وحالات ومجالات ينبغي علينا أن نكون من الصابرين لله فيها...
ماهي الأسباب المعينة على الصبر؟
q المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا وما جُبِلت عليه من المشقة والعناء وأن الله خلق الإنسان في كبد وأنه كادح إلى ربه كدحاً فملاقيه وأن الآلام والتنغيص من طبيعة هذه الدنيا والابتلاءات{ولنبلونّكم}..
جبلت على كدرٍ وأنت تريدها ** صفو من الآلام والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ** متقلب في الماء جذوة نار
ومن لا يعرف هذه الحقيقة سيتفاجأ بالأحداث، أما الذي يعرف طبيعة الحياة الدنيا إذا حصل له أي ابتلاء ومنغصات فإن الأمر عنده يهون.
q الإيمان بأن الدنيا كلها ملك لله تعالى، يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ..) (النحل:53) ، ولذلك الإنسان إذا حرم من شيء وابتلي يقول: (..إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة:156) ، لا يوجد كلمة أبلغ في علاج المصاب وأنفع له عند المصيبة من تذكير العبد نفسه بهذين الأصلين . والدنيا فانية، والعبد وأهله وماله ملك لله، والمال وأولاده جعلوا عنده عاريّة، وصاحب العارية متى ما شاء استردها، ومصير الناس العودة إلى الله سبحانه وتعالى. وأم سليم لما فقهت هذا كان لها مع أبي طلحة ذلك الموقف المشهور فلما مات ولده الذي يحبه فقالت: ( يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوماً أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟)قال: لا ..إن العارية مؤداة، قالت: ( إن الله أعارنا فلاناً – ولدنا- ثم أخذه منا) فاسترجع..(1/1200)
q معرفة الجزاء والثواب على هذا الصبر .. وقد تقدم ذكر شيء من هذا.. (..نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ *الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (العنكبوت) يوفون أجرهم بغير حساب..
q الثقة بحصول الفرج، والله جعل مع كل عسر يسرين رحمة منه عزوجل (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح) العسر معرفة بأل ، و يسر نكرة ، فالعسر هو نفسه و يسر يسر ٌثانٍ، ولن يغلب عسرٌ يسرين. والله تعالى جعل اليسر مع العسر وليس بعده، ولذلك فالله ينزل المعونة على قدر البلاء، والله لا يخلف الميعاد، (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (الروم:60)
q والفجر ينبلج ولو بعد ليل طويل..
اشتدي يا أزمة تنفرجي
قد آذن ليلك بالبلج
يعقوب صبر على فقد يوسف والولد الثاني، وقال : (.. فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ..) (يوسف:83) لا تسخّط فيه ولا جزع ، وقال: (.. عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً ..) (يوسف:83) فبعض الناس يصبرون صبراً غير جميل، والصبر الجميل ليس فيه تشكّي للمخلوقين (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ..) (يوسف:86) وليس إليكم.
q الاستعانة بالله تعالى واللجوء إلى حماه وطلبة معونته سبحانه،قالها موسى لقومه: (..إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (لأعراف:128) ، وحاجة الصابرين إلى الاستعانة عظيمة جداً ولذلك كان التوكل جانباً للمعونة من الله (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (العنكبوت:59) .(1/1201)
q الإيمان بالقضاء والقدر من أعظم ما يعين على الصبر، وأن يعلم العبد أن قضاء الله نافذ وأن يستسلم لما قضاه وقدره مما لا حيلة له به، (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ..) (الحديد:22) ، ثم إن العبد يعلم أن الجزع والهلع والتبرم والاعتراض والتشكّي والتضجر لا يجدي شيئاً ولا يعيد مفقوداً فلا حلّ إلا بالصبر، والعاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد سبعة أيام..!، أي يستسلم.
آفات في طريق الصبر:
قضية الاستعجال (خُلِقَ الْأِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ..) (الانبياء:37) الإنسان يجب أن يصبر ويتأنى والثمرة تأتي ولو بعد حين..، (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ..) (الاحقاف:35)
لقد باءت دعوات بالفشل.. لماذا؟ .. لأن أصحابها لم يصبروا..
الغضب ينافي الصبر، ولذلك لما خرج يونس مغاضباً قومه ابتلاه الله بالحوت، فتعلم الصبر في بطن الحوت (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ..) (القلم:48) ..، ولولا أنه كان من المسبّحين قبل أن يبتلعه الحوت للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ، لذلك العبادة في وقت الرخاء تجلب الفرج في وقت الشدة، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، ولذلك لما نادى يونس في بطن الحوت؛ عرفت الملائكة صوته لأنها كانت تسمعه وهو يذكر الله في حال الرخاء..
اليأس أعظم عوائق الصبر، ولذلك حذر يعقوب أولاده منه (يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ..) (يوسف:87) (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ..) (آل عمران:139)(1/1202)
(.. وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) (محمد:35) إذاً إضاءة شمعة الأمل دواء اليأس والاستعانة بالله هي الأمل ، لأن الله لا يخيب ولا يضيع من رجاه ويأتي الفرج ولو بعد حين..
التأمل في قصص الصابرين من أعظم الأسباب المعينة على الصبر:
فهذا نوحٌ عليه السلام صبر في دعوته لقومه صبراً عظيماً دام ألف سنة إلا خمسين عاماً جاهد ودعوة، وصبر على الإيذاء والسخرية، اتهموه بالجنون والسحر والضلال وهو يقابل ذلك بالصبر حتى قالوا: (قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) (الشعراء:116) ، وصبر..
إبراهيم تعرض لمحنة عظيمة ويصبر صبر الموحد الموقن بوعد الله، حتى لما ألقي في النار قال: {حسبي الله ونعم الوكيل}، حتى لما أُمِر بذبح ولده صبر وهمّ بذبح الولد ، وأخذ السكين وأضطجع الولد استسلاماً لأمر الله، والله ابتلاه بهذا الأمر فصبر.
وموسى واجه التهديد والإيذاء من قومه وقوم فرعون قبلهم، فصبر على دعوة قومين!.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال لما تذكر أخيه موسى: { يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر}.
إبراهيم لما أُمِر بترك ولده وهو حديث عهد ولادة ، وقد كان عقيماً ، جاءه اسماعيل بعد سنوات طويلة جداً وهو شيخ كبير، وجاءه الأمر من الله اتركه وأمه في وادٍ غير ذي زرع!، ما نال الخليل هذه المرتبة من شيء قليل، فمضى ولم يلتفت ولم يتحسر ولم يتردد ، حتى قالت هاجر: لمن تتركنا؟آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، فرجع للشام ورزقه الله من سارة بإسحاق ومن ورائه يعقوب.
وعيسى عانى من بني إسرائيل من التهم الباطلة، تآمروا على قتله وصلبه وصبر حتى رفعه الله إليه.(1/1203)
وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم كم تعرض للأذى والاضطهاد، قالوا عنه مجنون ساحر كذاب خائن، وأشد شيء على الصادق أن يتهم بالكذب ,أشد شيء على العاقل أن يقال عنه مجنون، وأشد شيء على الأمين أن يتهم بالخيانة، وأشد شيء على المؤمن أن يقال عنه شاعر ساحر به جنّة، وهو أكمل الخلق وأصدقهم وأعقلهم ، ووضعوا الشوك وأخرجوه من بلده ، وذهب للطائف يعرض نفسه على القبائل، وأحسّ بالاضطهاد وخرج من مكة لا يدري من الهم لم يستفق إلى في قرن الثعالب، حتى تآمروا على قتله (..لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ..) (لأنفال:30) ، وقتلوا بعض أصحابه وعذبوا بعضهم، وأشد شيء على النبي أن يرى أتباعه يضطهدون ويقتلون أمامه، يمر عليهم فيقول: ( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة)، وهكذا صبر صلى الله عليه وسلم حتى أتاه اليقين من ربّه بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة حتى لما ذهب المدينة لا يُظَنّ أن مجالات الصبر قد خفّت لأنه عانى من المنافقين معاناة عظيمة، يكفي حادثة الإفك، وصبر على كيد اليهود ، ووضعوا له السم، وكانت نوبات الحمى تنتابه حتى مات في آخر نوبة منها فكان في ذلك أجله وهكذا أصحابه، بلال ، سمية،صهيب،عمار، مقداد ، أبو بكر، صهروهم في الشمس وعذبوهم..وهذا الصحابي خبيب ، يسجن ليقتل ويصلب..
ولست أبالي حين أقتل مسلماً ** على أي جنبٍ كان في الله مصرعي
المرأة التي قُتِل أبوها وأخوها وزوجها في يوم أحد فصبرت على ما حصل لها من هذه الأقدار، فماتوا في رفعة الدين ونصرة الدين وجهاد الكفار، وهكذا سار على هذا المنوال التابعون وتابعو التابعين..(1/1204)
عروة بن الزبير من أفاضل التابعين وأخيار التابعين، كان له ولد اسمه محمد من أحسن الناس وجهاً، دخل على الوليد في ثياب جميلة فقال الوليد:هكذا تكون فتيان قريش، ولا دعا بالبركة فقالوا أنه أصابه بالعين،خرج هذا محمد بن عروة بن الزبير من المجلس فوقع في اصطبل للدواب فلا زالت الدواب تطأه حتى مات، ثم مباشرة وقعت الآكلة(الغرغرينا)في رجل عروة وقالوا لابد من نشرها بالمنشار وقطعها حتى لا تسري لأماكن الجسد فيهلك، فنشروها فلما وصل المنشار إلى القصبة(وط الساق) وضع رأسه على الوسادة فغشي عليه ثم أفاق والعرق يتحدّر من وجهه وهو يهلل ويكبّر ويذكر الله، فأخذها وجعل يقلبها ويقبلها في يده وقال: ((أما والذي حملني عليك إنه ليعلم أنني ما مشيت بك إلى حرام ولا إلى معصية ولا إلى ما لا يرضي الله))، ثم أمر بها فغسلت وطيبت وكفنت وأمر بها أن تقدم إلى المقبرة، لما جاء من السفر بعد أن بترت رجله وفقد ولده قال لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً ، ولما قالوا: نسقيك شيئاً يزيل عقلك؟قال: إنما ابتلاني ليرى صبري، ورفض.
أبو قلابة ممن ابتلي في بدنه ودينه،وأريد على القضاء وهرب إلى الشام فمات بعريضة وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وهو مع ذلك حامد شاكر.(1/1205)
أحمد بن بنصر الخزاعي من كبار علماء السلف كان قوالاً بالحق آمراً بالمعروف، نهاءً عن المنكر ،ثبت في محنة خلق القرآن، حملوه إلى سامراء فجلس مقيداً وعرض عليه الرجوع عن القول بأن القرآن كلام الله المنزل وعرض عليه القول بخلق القرآن فرفض ، وقاموا عليه بحرب نفسية وجسدية..، فيقوم القاضي عند خليفة السوء فيقول إنه حلال الدم، ووافقه من كان حاضراً، وأحمد بن أبي دؤاد قال شيخ كبير ، يتظاهر بالشفقة عليه، فقال الخليفة:ما أراه إلا مؤدياً لكفره فأخذ السيف وقال إني أحتسب خطاي إلى هذا الكافر..!، فضرب به عنقه بعد أن مدوا رأسه بحبل، ونصب رأسه بالجانب الشرقي من بغداد، يقول أحد أهل العلم جعفر بن محمد الصائغ رأيت أحمد بن نصر الخزاعي حين قُتِل قال رأسه لا إله إلا الله وهذا من كراماته رحمه الله، قال الإمام أحمد رحمه الله عنه: جاد بنفسه في سبيل الله.(1/1206)
والإمام أحمد نفسه كيف صبر في محنة خلق القرآن؟، حُمِل هو ومحمد بن نوح وهو شاب وليس عالماً لكن صبر مع الإمام أحمد ، فحُمِل إلى المأمون، يشاء الله أن محمد بن نوح يمرض ويوصي الإمام أحمد: أنت إمام وأنا أموت ولا أحد يأبه لي، فاصبر..، ويموت محمد في الطريق، ويؤخذ الإمام أحمد رحمه الله مقيد ، ودخل عليه بعض الناس قبل الدخول على الخليفة ( هناك أحاديث في التقية والمرء عند الشدة يمكن أن يورِّي حتى تمضي العاصفة)، قال: كيف تصنعون بحديث خبّاب؟ إنه من كان قبلكم يُنشَر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه فيئسوا منه وتركوه، وقال اللهم لا تريني وجه المأمون،فمات المأمون قبل أن يصل أحمد، ووصل الخليفة الذي بعده والمحنة مازالت مستمرة، فيقول له: يا أحمد إنها والله نفسك ، إنه لا يقتلك بالسيف ولكن يضربك ضرباً بعد ضرب حتى تموت ، قال ناظَر ابن أبي دؤاد، فأسكت، هاتوا شيء من القرآن أقول به، هاتوا شيء من السنة أقول به فلا يأتون بدليل، يقول الخليفة لأحمد :تعرف صالح الرشيدي؟،قال :سمعت باسمه، قال:كان مؤدبي، فسألته عن القرآن فخالفني، ولما خالفني وأصر على أن القرآن غير مخلوق أُمِرت به فوطيء وسُحِبَ حتى مات، قال: هاتوا العقابين والسياط، قال:ائتوني بغيرها، ثم قال الخليفة للجلادين : تقدموا واضربوه ، وربطوا الإمام أحمد، وكل فرد منهم يضرب سوطين و بأقوى ما عنده ويقول الخليفة للجلاد: شدّ يداً قطع الله يدك..،لينال أحمد رحمه الله أعظم العذاب بالضرب على أيديهم، ثم يقول الخليفة علامَ تقتل نفسك إني عليك لشفيق وجعل ذلك القائم على رأسه الحارس ينخسه بالسيف، وذاك يقول ويحك يا أحمد ما أجبتني ، أجبني إلى أي شيء يكون لك فيه فرج حتى أطلقك فيقول: يا أمير المؤمنين أعطني شيئاً من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي الجلاد ويضرب وهكذا تستمر عملية الضرب حتى قال ذهب عقلي فأفقت والأقياد في يدي فقال لي رجل كببناك(1/1207)
على وجهك وجعلنا فوقك حصيراً ووطئنا عليك فقال ماشعرت بذلك، أتوني بأكل فقلت لا أفطر وكان صائماً، ثم جاؤوا به والدم يسيل في ثوبه فصلى فقال أحدهم: صليت والدم يسيل في ثوبك؟ قال أحمد:صلى عمر وجرحه يثعب دماً، ثم مكث في السجن ثم خُلّي عنه بعد 28 شهراً، ثم جُعِل في الإقامة الجبرية، في بيته، وليس هناك أصعب على العالم من أن يتوقف عن نشر العلم، سئل أحدهم عن الإمام أحمد رحمه الله فقال: رجل هانت عليه نفسه في سبيل الله فبذلها كما هانت على بلال نفسه، لولا أحمد لذهب الإسلام.
فيا ضعيف العزم الطريق طويل..تعب فيه آدم.. وجاهد فيه نوح.. وألقي في النار إبراهيم.. واضطجع للذبح إسماعيل.. وشق بالمنشار زكريا وذبح الحصور يحيى وقاسى الضر أيوب وزاد على المقدار بكاء داود، واتهم بالسحر والجنون نبي الله الكريم وكسرت رباعيته وشج رأسه ووجهه وقُتِل عمر مطعوناً وذو النورين علي والحسين وسعيد بن جبير وعذب ابن المسيب ومالك..، فالشاهد أنه في النهاية لا سبيل إلا الصبر..
ولذلك يقول عمر رضي الله عنه : (( أدركنا أفضل عيشنا بالصبر))،يعني ما طابت الحياة إلا بالصبر مع ما فيها من المنغصات والشدائد، فهو العمل القلبي الذي تطيب معه الحياة ولا تطيب بدونه، ولذلك ينبغي على العبد أن لا يفعل شيئاً ينافي الصبر ، مثل شكوى الخالق للمخلوق والتبرم والتضجر فإما أن يخبر الإنسان الطبيب بعلته ليداويه فلا بأس..والأنين .. الألم .. ما يحدث من صوت من المريض المتألم..، هناك أنين استراحة وتفريح فلا يكره، وأنين شكوى فيكره ففيه تفصيله..ومما ينافي الصبر ما يحدث من النائحات وغيرهم وحتى من الرجال الآن من لطم الرأس والخد و ضرب الوجه باليدين والكفين والنياحة.. واويلاه.. واثبوراه..ولذلك فإن المسلم عليه أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يسلك سبيل الصابرين، نسأل الله عزوجل أن يجعلنا منهم، وأن يرزقنا هذا الخلق الكريم، إنه جواد كريم..
أسئلة من درس الصبر:(1/1208)
كيف يصبر الإنسان على غض البصر عن المحرمات؟
يصبر بأمور فمن ذلك أن لا يغشى الأماكن التي فيها هذه المنكرات،يبتعد عن الفتن ويفر منها، ثم إذا علم حلاوة غض البصر وما فيه من الأجر وما يورثه الله في قلبه من عاقبة الصبر عليه هان عليه غض البصر، ثم إذا علم مناتن الصورة في ذهنه فهو مفيد في النفرة وعدم التعلق..
زوجها يفرض عليها حضور حفلات فيها أقاربه وفيها مزامير فإذا امتنعت تعتبر عاصية له؟
نعم لكنها معصية واجبة، يجب أن تعصي زوجها لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وهناك طاعة أوجب من طاعة الزوج.
كلام المرأة في البال توك مع الرجال؟
باب فتنة عظيم، وسبق التنبيه عليه والتحذير منه، والتي تريد أن تكتب شيئاً في مكان بأسلوب شرعي مؤدب تكتب ويُعلّق أما الحوارات المباشرة فلا لأنها طريق فتنة.
إذا لم تدرس فإن أمها ستغضب عليها والدراسة فيها منكرات؟
لا طاعة لمخلوق في طاعة الخالق، فإذا كانت الدراسة مختلطة، والبنت عليها خوف وخشية من هذه الأماكن المختلطة، فإنها لا تطيع أمها ولا أباها في هذا، وتنتظر فرج الله بزوج ينقذها من المحنة التي هي فيها.
ذهبنا إلى مكة لزيارة أحد الأصدقاء،وأدوا صلاة العصر ، هل يلزم الإحرام؟
من أدى عمرة الفريضة من قبل فلا يلزمه أن يدخل مكة محرماً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وقد دخل وعلى رأسه المغفر، مادام أدى عمرة وحج الفريضة فلا يجب عليه الإحرام ولو كان في وقت الحج.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
( الصبر على طاعة الله )
عناصر الموضوع :
1. تعريف الصبر
2. أنواع الصبر
3. صبر النعمة
4. الصبر.. وقوة الإقدام والإحجام
5. أهمية الصبر
6. أشياء مناقضة للصبر
الصبر على طاعة الله:(1/1209)
الصبر من أعظم الأسباب التي أعانت الأنبياء عليهم السلام على نشر دعوتهم؛ لأنهم بصبرهم استطاعوا أن يتحملوا كل ما يواجهونه من قومهم من تكذيب لهم وسخرية منهم ومما يدعون إليه. فالصبر يعين السالك إلى طريق الله عز وجل، فيصبر على طاعة الله وعلى ما يأمره الله عز وجل من الأوامر المختلفة التي يحتاج فيها إلى الصبر والتحمل.
تعريف الصبر:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أشهد أن لا إله إلا هو رب الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى سبيله القويم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. وبعد: أيها الإخوة! الموضوع الذي سنتحدث عنه موضوع مهم جداً، وإذا تأملت معي -يا أخي المسلم- أهمية هذا الموضوع في الحياة التي نحياها الآن، لوجدته أمراً ذا بال، وأمراً خطيراً جداً. نحن الآن -أيها الإخوة- عندما نؤدي هذه الأركان وهذه العبادات لله عز وجل، يشعر الإنسان المسلم أحياناً بأنه متثاقل وهو يؤدي هذه العبادات.. يشعر بأن عليه مشقة كبيرة جداً لأداء صلاة الفجر أو أداء صلاة الجماعة في المسجد. وعندما يخرج الصدقات والزكوات يحس بأنه يجاهد نفسه لكي يخرج هذه الأموال، فيشعر بمشقة. وكذلك إذا دعا داعي الجهاد في سبيل الله وجدت الأمر صعباً. وكذلك إذا جاء الإنسان المسلم الذي هداه الله عز وجل ليستقيم على شرع الله، ويلتزم بأحكام الله، وجد المجتمع يؤذيه من كل جانب، ووجد أقرب الناس إليه وأحب الناس إليه يؤذونه ويثبطونه عن المضي في هذا الطريق. وامرأة مسلمة هداها الله إلى الإسلام تريد أن تلتزم بالحجاب تحس بأن الالتزام بالحجاب صعب جداً. وتاجر مسلم يريد أن يطهر أمواله من الربا، وينقيها من الحرام، يحس بأن هذا العمل شاق وصعب وشديد. الإنسان مع إخوانه في الله وهو يعيش معهم قد ينزغ الشيطان بينه وبينهم في أشياء كثيرة، وتعاملات عديدة، فلا يعجبه تصرف من هذا، أو قولة من ذلك.. إلى آخر تلك(1/1210)
الأمور التي تحدث، مما يجعل الإنسان -أحياناً- يفكر في أن يترك إخوانه في الله -مثلاً- فكونه يجلس معهم ويجاهد نفسه للبقاء معهم أمرٌ عسير وشاق؛ هذه الأمور وغيرها -أيها الإخوة- مزاولتها تحتاج إلى صبر شديد؛ هذا الصبر الذي سنتحدث عنه، هو الذي يسهل هذه الأمور ويذلل الصعاب أمام الإنسان المسلم وهو يسير في طريقه إلى الله تعالى. فتعالوا بنا لنتعرف على هذه الكلمة العظيمة (كلمة الصبر) ونعرف معناها في اللغة والشرع؟ وكيف أتت في القرآن والسنة؟ وما هي أقسام الصبر؟ وما هي الأسباب الجالبة له؟ وما هي أنواعه من حيث تعلقه بأشياء كثيرة؟
اشتقاقات كلمة الصبر في اللغة:(1/1211)
اعلموا -رحمكم الله- أن أصل هذه الكلمة -كلمة الصبر- معناها في اللغة: المنع والحبس. يقال: صبر يصبر صبراً، وصبر نفسه، كما قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الكهف:28] معنى وَاصْبِرْ نَفْسَكَ [الكهف:28] أي: احبس نفسك، وامنعها عن تركها هؤلاء، اصبر نفسك معهم واحبسها. ويقال: "الصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والقلب عن السخط". وكلمة الصبر لها اشتقاقات كثيرة في اللغة تتعلق بما نحن بصدده، من بيان معنى الصبر، فمن اشتقاقاتها -مثلاً- صبر، وتصبر، واصطبر، وصابر، وغيرها.. من الاشتقاقات، وكثير من هذه الألفاظ وردت في القرآن الكريم، بحيث يحتاج المسلم أن يعرف ما هي الفروق بين هذه الألفاظ؟ يقال للإنسان: صبر إذا أتى بفعل الصبر، وإذا تصبر الإنسان المسلم يقال: تصبر إذا تكلف الصبر واستدعاه، تكلف إحضار الصبر إلى نفسه، واستدعى هذا الصبر، فيسمى عندئذٍ تصبر، أي: جلب الصبر واستدعاه وتكلف حضوره، وهذه اللفظة كما يقول شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى: هي المعنى الوارد في قول الله عز وجل: وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ [البقرة:177] فقال: البأساء: هو الفقر، والضراء: كل الأذى الذي يحدث في البدن، مثل: المرض.. وغيره فالصابرين في البأساء والضراء، أي: المتصبرين على البأساء والضراء. الذي يصبر ويستدعي الصبر ويتكلف الصبر، وهو يعيش في جو البأساء ومرارة الحاجة، هذا يسمى متصبر؛ لأنه قد جلب الصبر واستدعاه وتكلف حضوره. وكذلك يقال في اللغة: اصطبر، أي: تعلم الصبر واكتسبه، فالإنسان إذا كان يتعلم الصبر، ويحاول أن يكتسب الصبر، فإنه يسمى: مصطبراً. وهذه اللفظة تقودنا إلى شيء مهم جداً: هل الصبر خلق يكتسب؟ أم هو خلق فطري يولد مع الإنسان ولا يمكن الزيادة فيه ولا النقصان منه؟ الصحيح في هذه المسألة: أن الصبر من الفطر التي(1/1212)
يفطر الناس عليها، فترى بعض الناس من طبيعتهم أنهم يصبرون، وبعض الناس لا يصبرون، لكن الصبر بالإضافة إلى هذا الكلام يمكن تعلمه واكتسابه، بمعنى: يمكن أن يكون الإنسان غير صابر، فيتعود على أشياء معينة، ويتعلم أشياء معينة تصل به إلى اكتساب الصبر. ما هو الدليل؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري : (ومن يتصبر يصبره الله). إذاً: الرسول صلى الله عليه وسلم يقرر بأن الإنسان يمكن أن يتصبر -يعلم نفسه الصبر- ويكافح حتى يصل إلى مرحلة يكتسب فيها هذه الخصلة وهي الصبر، فإن المزاولات -مزاولة الشيء- تعطي الملكات ومن زاول شيئاً واعتاده وتمرن عليه صار ملكاً له، وسجيةً، وطبيعة كما يقول ابن القيم رحمه الله. وقد جعل الله في الإنسان قوة القبول والتعلم لهذه الطبائع- بالرغم من أنها طبائع إلا أنه من الممكن تعلم هذه الطبائع واكتسابها- غير أن العبد أحياناً إذا كان نزقاً لا يصبر، ثم حاول أن يكتسب الصبر ويتعود ويتطبع بالصبر، فقد يكون انتقاله هذا من عدم الصبر إلى الصبر ضعيفاً، فيعود العبد إلى طبعه الأصلي بأدنى فاعل؛ فأدنى وقعة تجعله يعود إلى عدم الصبر الذي كان سجيةً له. أحياناً يكون التصبر فيه قوة، بحيث لا يعود إلى سجيته الأولى التي هي عدم الصبر والحدة إلا بباعث قوي، فقد يكون في موقف قوي بحيث يخرجه عن هذا التصبر إلى السجية الأولى التي كان عليها، وأحياناً يكون التعلم والاكتساب للصبر قوياً جداً، بحيث يملك على الإنسان نفسه، ولا يعيده إلى ما كان عليه في الماضي. وإذا جئنا إلى اللفظة الأخرى من اشتقاقات الصبر وهي كلمة صابر؛ فإن لفظة صابر تفيد وقوف الإنسان مع خصمه في عملية الصبر، ولذلك فلفظة: صابر، على وزن فاعل؛ وهذه اللفظة تعني: أنه لا بد من وقوعها بين اثنين على الأقل، مثل: شاتم، هذا شتم فلاناً وفلان شتمه، كذلك صابر، أي: هذا صبر وهذا صبر، كل واحد يصبر من جهة، فأيهم الذي يكون(1/1213)
صبره أكثر من صبر الآخر؟ عملية التسابق في الصبر تسمى مصابرة؛ والمصابرة أعلى مرتبة من الصبر، لأن الإنسان يمكن أن يصبر لكن لا يصابر، قد يصبر لفترة معينة لكن لا يصبر مع خصمه إلى النهاية، فيفقد الصبر في منتصف الطريق، فلا يقال: صابر، وإنما يقال: صبر. الآن بعد أن عرفنا هذه الأشياء.. تأمل قول الله تعالى في آخر سورة آل عمران، تتضح لك معانٍ لم تكن متضحة من قبل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]. قد يقول إنسان قبل أن يتعلم هذه الألفاظ: ما هو الفرق بين صبر وصابر؟ كيف يأمر الله الناس: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا [آل عمران:200] ما هو الفرق؟ فالآن المقام مقام كلام على المرابطة والجهاد، يأمر الله الناس أن يصبروا ويصابروا الأعداء؛ لأن الأعداء قد يصبرون، فالمؤمنون يجب أن يصابروا عدوهم، حتى يفوقوهم في الصبر والجلد في مجال المعركة.. وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]. فالمصابرة: هي حال الإنسان في الصبر مع خصمه، فإن العبد قد يصبر لكنه لا يصابر.
تعريف الصبر شرعاً:(1/1214)
أما تعريف الصبر من ناحية الشرع: فقد ذكر بعض العلماء: "أنه خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به الإنسان الصابر من فعل ما لا يحسن ولا يجمل شرعاً". هذا الخلق الذي يحمل النفس على الامتناع عن الأشياء التي لا تجمل ولا تحسن شرعاً، هذا هو الصبر. وكذلك قال بعض السلف: "الصبر ثبات القلب عند موارد الاضطراب". والصبر والجزع ضدان، ولهذا يقابل أحدهما الآخر، ولذلك قال الله عن أهل النار: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ [إبراهيم:21] أهل النار يوم القيامة عندما يطبق عليهم العذاب من كل جانب، يقول بعضهم لبعض: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا [إبراهيم:21] أي: فقدنا الصبر على هذا العذاب (( أَمْ صَبَرْنَا [إبراهيم:21] على هذا العذاب ليس هناك فائدة، كله واحد مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ [إبراهيم:21] أي: ليس هناك مهرب ولا مفر؛ لأنهم لو صبروا على العذاب أو جزعوا فإن النتيجة واحدة، وهي أن العذاب مستمر، فإن صبرهم لن يفيدهم شيئاً. أيها الإخوة: الصبر إذا كان صبراً عن شهوة الفرج، فإنه يصبح عفة، تأمل في الصبر كيف أنه يداوي ويقلب الصفات الذميمة إلى صفات حسنة، فإذا كان صبراً على شهوة الفرج، فإنه يسمى عفة، وضدها الفجور والزنا. وإن كان صبراً على شهوة البطن وعدم التسرع في الطعام، أو تناول ما لا يحسن الإنسان أن يتناوله، فإنه يسمى شرف نفس، وشبع نفس، ليس شبع بطن، وضده الشره والدناءة. وإن كان صبراً على إظهار ما لا يحسن إظهاره من الكلام، فإنه يسمى: كتمان سر. وعكسه إذاعة السر وإفشائه، أو اتهام الناس، أو فحشهم وسبهم، والكذب عليهم وقذفهم والافتراء عليهم، هذا كله ضد صبر النفس وصبر اللسان عن التكلم بما لا يحسن التكلم به شرعاً. وإن كان صبراً على فضول الدنيا، فإنه يسمى: زهداً. وإن كان صبراً على قدرٍ يكفي من الدنيا؛ فإنه يسمى: قناعة. وإن كان صبراً عن إجابة داعي الغضب في النفس، فإنه يسمى: حلماً. وإن(1/1215)
كان صبراً عن إجابة داعي العجلة والتسرع، فإنه يسمى: وقاراً وثباتاً. وإن كان صبراً عن إجابة داعي الفرار والهرب، فإنه يسمى: شجاعةً. وإن كان صبراً عن داعي الانتقام، فإنه يسمى: عفواً وصفحاً. فتأمل معي كيف أن هذا الصبر هو الذي يقلب الأخلاق السيئة في النفس إلى أخلاق حسنة، وهو الذي يداوي الأمراض النفسية ويجعلها تصل بالنفس إلى مراحل عليا. وعرف بعض العلماء الصبر: "بأنه الثبات على أحكام الكتاب والسنة". وقال بعضهم: هو الاستعانة بالله.
أنواع الصبر:
اعلموا -أيها الإخوة- أن الصبر ينقسم إلى نوعين:
1- صبر بدني.
2- صبر نفساني. وكذلك فإنه ينقسم إلى نوعين آخرين من جهة أخرى:
1- صبر اختياري.
2- صبر اضطراري. ولو جمعنا هذين النوعين إلى هذين النوعين لأصبح عندنا أربعة أنواع: الصبر البدني الاختياري: وهو صبر يتعلق بالبدن لكنه اختياري، يمكن أن يفعله الإنسان ويمكن ألا يفعله، مثل: الصبر على تعاطي الأعمال الشاقة، كالذي يصبر على حمل الأشياء الثقيلة؛ فهذا صبر بدني اختياري.
2- الصبر البدني الاضطراري، كشخص أخذ وعذب وضرب، فهو الآن يضرب من قبل الذي يعذبه، فهذا صبر بدني اضطراري.
3- الصبر النفساني الاختياري: كصبر الإنسان على حبس النفس عن الغضب.(1/1216)
4- الصبر النفساني الاضطراري: كصبر النفس عن محبوبها قهراً إذا حيل بينها وبينه، مثلاً: شخص أراد أن يهاجر في سبيل الله، ولكنه حبس أن يهاجر إلى أقوام صالحين، أو حبس عن إتيان شيء من الأشياء المحمودة شرعاً. فهذه الأنواع الأربعة بعضها يجتمع في الحيوان، وبعضها لا يكون إلا في الإنسان، هناك نوعان لا يكونان إلا في الحيوان، والنوعان وهما: البدني والاضطراري؛ وهذا من صبر الحيوان؛ لأن الحيوان ليس له اختيار. إذاً: بعض الناس عندهم صبر بدني، كأن يكون جسمه قوي فيستحمل، وهذا النوع من الناس لا يكون محموداً دائماً، لأنك تجد بعض الكفرة أو بعض الناس الذين يجرون وراء الماديات، عنده استعداد أن يصبر في العمل والكد ويشتغل في اليوم اثنا عشر ساعة أو أربعة عشر ساعة، كسائق الشاحنة الذي يذهب ويرجع على الخطوط ويتنقل ويصبر على هذا التعب؛ فهذا الصبر ليس محموداً دائماً، هذا الصبر فيه من صبر الحيوانات، بل إن بعض الحيوانات تصبر في الصبر البدني أكثر من الإنسان. وكذلك الصبر الاضطراري، فإن الحيوان يصبر على الآلام اضطراراً، فما هو يا ترى النوع الذي يفترق فيه الإنسان عن الحيوان؟ الصبر الذي يفترق فيه الإنسان عن الحيوان هو الصبر النفساني والصبر الاختياري؛ هذه الأشياء التي يفترق فيها الإنسان عن الحيوان. ولذلك تجد بعض الناس يعمل بكد ويتعب نفسه ويصبر على هذا التعب البدني؛ لكي يحصل الأموال، فهذا مثل الحيوان ولا يوجد فرق بينهما، وإذا صار فيه مرض صابر غصباً عنه؛ لأنه لا يمكن أن يزيل المرض بالقوة، فيصبر على هذا المرض. فهذه الأنواع من الصبر ليست هي الأنواع التي ترفع الإنسان إلى المكانة العليا إلا إذا قصد بها وجه الله. الأشياء التي تحتاج إلى مصابرة فعلاً هي: المصابرة النفسية على أشياء النفس وهواها، وكذلك على الأشياء الاختيارية التي يمكن للإنسان أن يفعلها أو لا يفعلها، وهو مع ذلك يفعلها في الخير؛ هذه الأشياء التي تفرق بين(1/1217)
الإنسان والحيوان؛ فالإنسان إذا صابر باعث الهوى ودفعه صار مثل الملائكة في هذا الجانب، وإذا غلبه باعث الهوى والشهوة فإنه يصبح مثل الشياطين، وإذا غلبه طبع الأكل والشرب والجماع فقط فإنه يصبح مثل البهائم. الصبر ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
1- صبر على طاعة الله.
2- صبر عن معصية الله -أي: يصبر عن المعصية فلا يرتكبها.
3- صبر على أقدار الله. وكلامنا سوف يتركز على النوعين الأوليين: الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية. هذه الثلاثة الأشياء اجتمعت في آية واحدة، وهي قول لقمان لابنه وهو يعظه: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ [لقمان:17]. فإن في قوله: أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ [لقمان:17] فعل الطاعة والصبر على الطاعة. وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ [لقمان:17] ليس من المعقول أن ينهى عن المنكر وهو يفعل المنكر، فمعنى هذا: أن لقمان يوصي ابنه بالصبر عن المعصية. وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ [لقمان:17] الصبر على أقدار الله التي تصيب الإنسان. فهذه الأشياء: الصبر على الطاعات، والصبر عن المحرمات، والصبر على الأقدار. هل هي واجبة، أو مستحبة، أو مكروهة، أو محرمة؟ الجواب: يجب على الإنسان أن يصبر على هذه الأشياء؛ يصبر على الطاعة.. يصبر على الصلاة، يصبر على الزكاة، وكذلك الصبر عن المحرمات، مثل: الصبر عن الشهوات، فلذلك يقول ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى، في مسألة الاستمناء: من فعل الاستمناء تلذذاً، أو تذكراً، أو عادةً، بأن يتذكر في حال استمنائه صورة كان يجامعها، فهذا كله محرم، لا يقول به أحمد ولا غيره؛ لأن المشهور من مذهب الحنابلة: أن الاستمناء مباح، فيقول شيخ الإسلام رحمه الله: وهذا لا يقول به أحمد ولا غيره، والصبر عن هذا من الواجبات لا من المستحبات. والصبر عن المحرمات واجب وإن كانت النفس تشتهيه وتهواه، قال تعالى:(1/1218)
وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:33] ما هو الاستعفاف؟ ترك المنهي عنه، وقد سبق أن ذكرنا الشيء الذي إذا صبرت عليه فإنك تصبح عفيفاً.
التفاضل بين أنواع الصبر:
إذاً: هذه الأشياء واجبة وليست مستحبة، أو مكروهة. إن سألت: هل الصبر الاضطراري أفضل أم الصبر الاختياري؟ أي: هل الصبر على الفعل الذي يفعله الإنسان باختياره أفضل أم الصبر على الشيء الذي وقع بدون اختيار؟ هل الصبر على الطاعة التي يمكن أن تفعلها ويمكن ألا تفعلها، أو الصبر عن المعصية التي يمكن أن تفعلها ويمكن ألا تفعلها أفضل؟ أم الصبر على مرض أصابك، أو على بلية حلت بك؟ وهذا كله واجب، فيجب أن تصبر في كل الحالات، لكن أيهما أفضل؟ يقول ابن تيمية رحمه الله: والصبر الاختياري أكمل من الاضطراري، ولهذا كان صبر يوسف الصديق صلى الله عليه وسلم عن مطاوعة امرأة العزيز أكمل وأفضل من الصبر على ما ناله من الحبس، أو على ما ناله من إلقاء إخوته له في الجب؛ لأن الصبر فيهما صبر اضطراري، لا يمكن ليوسف أن يدفعه عن نفسه، لكن لما صمد أمام امرأة العزيز، وهذا صبر اختياري، لأنه كان يستطيع أن يقع في المحرم لكنه منع نفسه منها، فلهذا صار صبره من هذه الناحية أفضل، وهو وقع في الحالتين -يوسف عليه السلام- فإن صبره على امرأة العزيز صبر اختياري وإيثار ومحبة لله عز وجل. وكذلك كان صبر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام على ما أمرهم الله من الأوامر وأعطاهم من الشريعة؛ صبرهم باختيارهم وفعلهم ومقاومتهم لأقوامهم أكمل من صبر أيوب على ما ناله في الله من ابتلاء، فكان صبر هؤلاء أكمل من صبر أيوب. وكذلك كان صبر إسماعيل الذبيح، وصبر أبيه إبراهيم على تنفيذ أوامر الله عز وجل بالذبح، أكمل من صبر يعقوب على فقد ولده. لماذا؟ لأن صبر إبراهيم وإسماعيل صبر اختياري، كان يمكن أن ينفذ الذبح ويمكن ألا ينفذ، ويمكن أن(1/1219)
يعترض إسماعيل وممكن ألا يعترض، ولكنهما أسلما لله عز وجل وصبرا صبراً اختيارياً، صبر إيثار ومحبة لله عز وجل، بخلاف صبر يعقوب على فقد ابنه يوسف، فإنه صبر اضطراري؛ فقد ابنه فماذا بإمكانه أن يفعل؟ يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى: وهكذا إذا أوذي المسلم على إيمانه، وطلب منه الكفر أو الفسوق أو العصيان، فإذا لم يفعل أوذي وعوقب فاختار الأذى والعقوبة على فراق دينه، أو الحبس والخروج من بلده، كما جرى للمهاجرين حيث اختاروا فراق الأوطان على فراق الدين، وكانوا يعذبون ويؤذون؛ هذا كله من أنواع الصبر الاختياري العظيم الأجر، وقد أوذي النبي صلى الله عليه وسلم بأنواع من الأذى فكان يصبر عليها صبراً اختيارياً، فإنه إنما يؤذى لئلا يفعل ما يفعله باختياره، كان يمكنه أن يتوقف عن الدعوة إلى الله عز وجل، لكنه آثر واختار أن يسير في مشوار الدعوة اختياراً، صبر على هذا صبر اختيار، فكان هذا أعظم من الصبر الاضطراري. وكذلك فقد حبس المشركون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في شعب أبي طالب ، ولما مات أبو طالب اشتدوا عليه. إذاً -أيها الإخوة- هذه الأنواع من الصبر أنواع عظيمة جداً؛ لأن أصحابها قد اختاروا الصبر في ذات الله عز وجل اختياراً من أنفسهم، وهذا هو الذي يحمل الإنسان على المجاهدة في سبيل الله عز وجل، ولذلك كان الأمر الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم موجه لنا أيضاً فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف:35] ما قال: فاصبر كما صبر أيوب، إنما قال: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف:35] لأن صبرهم كان قمة صبر الاختيار، وهؤلاء أولو العزم هم الذين صار عليهم مدار الشفاعة يوم القيامة، حتى ردوها إلى أفضلهم وخيرهم وأصبرهم لحكم الله، وصلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وعلى محمد صلى الله عليه وسلم. إن قال إنسان: هل الصبر على فعل المأمور أفضل أم عن فعل المحظور؟ أي: الصبر(1/1220)
على الطاعة أفضل أم الصبر عن المعصية؟ هذه المسألة اختلف فيها العلماء، وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: بأن الصبر على فعل الطاعة أعلى من الصبر عن فعل المعصية؛ لأن الأصل المأمور، وما جاء النهي عن المحظور إلا تكملة وحفظاً للمأمور، صار الصبر على فعل المأمور أعلى. ويقول ابن القيم رحمه الله: يكون الصبر في وقت المأمور وفي الوقت المحظور هو الأفضل، فإذا حضرك شيء محظور كان الصبر عنه هو الأفضل في ذلك الوقت، وإذا حضرك شيء مأمور به صار الصبر عليه هو الأفضل في وقته.
أنواع الصبر عند ابن القيم:
وقسم بعض العلماء كما يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين : الصبر إلى ثلاثة أنواع: 1- صبر لله. 2- صبر مع الله. 3- صبر بالله. - فأما الصبر الذي بالله: فإن الله إذا لم يصبرك لم تصبر، فلذلك يقول الله تعالى: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [النحل:127] لأن الله عز وجل إذا ما صبرك لا تصبر، لأن الصبر آتي من الله عز وجل؛ لأنه هو الذي يرزقك الصبر. وأما الصبر لله: فهو أن يكون لوجه الله، فإن بعض الناس قد يصبرون عن أشياء لكن ليس لوجه الله، -مثلاً- على فعل الصلاة رياء، فيجب أن يكون صبره لله، إنسان يصلي أمام الناس من أول الصلاة إلى آخر الصلاة وهو يصبر نفسه ويحبسها على أفعال الصلاة، ولكن ليس صبراً لله وإنما لمراءاة الناس، فهذا لا يكون صبراً لله. - وأما الصبر مع الله: فبعض الصوفية يعرفونه بتعريفات منحرفة، ولكن يوجه ابن القيم رحمه الله هذه القضية، فيقول: الصبر مع الله، أي: مع أوامر الله بحيث يدور الإنسان المسلم معها حيث ما دارت، فأينما توجهت به الأوامر توجه معها، فهذا الإنسان يكون صبره دائماً مع الله عز وجل، حيث ما كانت مرضاة الله فهو يصبر.
صبر النعمة:(1/1221)
هناك أشياء في الصبر لا بد للإنسان المسلم منها، أحياناً يتصور الإنسان أن الصبر هو على قضية البلاء، لكن -أيضاً- لا بد أن يتصور الإنسان المسلم أن الصبر على النعماء لا يقل شدة عن الصبر على البلاء، ولذلك يقول بعض السلف: "ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر". أحياناً الإنسان في مواجهة التحدي والمصاعب يصمد ويصبر، لكن إذا فتح عليه من زهرة الدنيا وزينتها لا يصبر. ويقول بعض السلف أيضاً: "البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر، ولا يصبر على العافية إلا الصديقون". فعلاً! قد تجد بعض الكفار يصبرون على البلاء، قد تجد كافراً لا يتسخط ولا يشتكي، لكن لا يصبر على العافية إلا المخلصون والصديقون، فإذا جاءتك نعمة من الله عز وجل فكيف يكون صبرك عليها؟ أولاً: ألا تركن إليها ولا تغتر بها؛ هذا من الصبر في حال النعمة. ثانياً: ألا تنهمك في نيلها وتبالغ في استقصائها، كمن يبالغ في الأكل والشرب والجماع، حتى يؤدي ذلك إلى ضد ما يتمنى، فيؤدي به الإفراط في الأكل والشرب إلى التخمة، وإلى أن يضطر إلى أن يحمي نفسه عن الأكل والشرب، ويؤدي به الإفراط في الجماع إلى استنزاف قواه، وخور قواه العقلية أيضاً، ولذلك لا بد أن يحفظ الإنسان نفسه ولا يفرط في هذه الأشياء. ثالثاً: الصبر على أداء حق الله في هذه النعم، حتى لا يضيع الإنسان هذه الأشياء فيسلبها الله منه. رابعاً: أن يصبر عن صرف هذه الأشياء في الحرام؛ هذا كله من صبر النعمة. وكان بعض الصالحين يحمل في جيبه رقعة يخرجها كل ساعة فيطالعها إذا غفل، وكان مكتوب فيها: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور:48] فإن الإنسان قد يصبر في الضراء لكن لا يصبر في السراء، فيجب أن يكون الصبر مصاحباً له في جميع الأحوال.
الصبر.. وقوة الإقدام والإحجام:
والصبر -أيها الإخوة- من أشق الأشياء على النفوس، وهذه المسألة التي سنذكرها الآن مهمة جداً. النفس فيها قوتان:(1/1222)
1- قوة إقدام.
2- قوة إحجام.
النفس فيها قوة تجعل الإنسان يقدم في مواطن، وكذلك فيها قوة تجعل الإنسان يحجم. فيجب على الإنسان بعملية الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى الأشياء التي تنفعه، وقوة الإحجام يجعلها بالصبر إحجاماً عما يضره. ومن الناس من تكون قوة صبره على فعل ما ينتفع به أقوى من صبره على ما يضره، فلذلك تجد بعض الناس يصبرون على مشقة الطاعة ولكنهم لا يصبرون عن المعصية، فهو قد تحكم في قوة الإقدام ففعل الطاعة، لكنه ما تحكم بصبره في قوة الإحجام فيقع في المعصية، فيقول ابن القيم رحمه الله: "فكثير من الناس -وهذه حالة عجيبة موجودة عند بعض الناس فعلاً- يصبر على مكابدة قيام الليل - يقوم في الليل ويكابد ويصبر على الطاعة- في الحر والبرد، ويصبر على مشقة الصيام ويصوم ولكنه لا يصبر على نظرة محرمة". فعلاً.. قد تجد بعض الناس يصلي الفجر في المسجد ويواظب على الصلاة ويصوم صيام النفل، لكنه إذا رأى امرأةً تعبر الطريق لم يتمالك نفسه عن النظر إليها. وكثير من الناس له صبر عن المعاصي، لكن ليس له صبر على الطاعات، فقد تجد بعض الناس يصبر على الشهوات؛ ولا ينظر إلى المرأة الأجنبية، ولا يتلذذ بالمحرمات، لكنه لا يستطيع أن يصبر نفسه عن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وجهاد الكفار والمنافقين؛ وهذا أيضاً حاصل، ما هو السبب في حدوث هذه الصورة المتناقضة؟ السبب يرجع إلى أمرين:
1- القوة التي تدعوك: الجاذبية التي تدعوك لعمل هذا العمل.
2- سهولة عمل هذا الفعل بالنسبة للإنسان.(1/1223)
فإذا اجتمع في الفعل هذان الأمران كان الصبر عنه أشق شيء على الصابر، فلو كانت قوة الداعي إلى فعل هذا الأمر قوية جداً، مثلاً: إنسان شهوته قوية جداً، وقضاؤها ميسر له، فعند ذلك يكون الصبر في هذا الموقف في أعلى الدرجات، وإن فقدا معاً إذا لم تكن هناك قوة تدفعك إلى فعل هذا الأمر المحرم، وأيضاً هذا الأمر صعب جداً لا يكاد يوجد -نادر- فيكون الصبر في هذه الحالة سهل؛ لأنه ليس هناك قوة تدفعك إلى هذا العمل، وفي نفس الوقت هذا العمل صعب جداً أن يتوفر، فلذلك يكون الصبر سهل جداً، وبحسب تفاوت العامل الأول والثاني يتفاوت الصبر. وقد يوجد أحدهما ويفقد الآخر، فمثلاً: هناك أناس ليس عندهم دافع إلى القتل والسرقة، وفي نفس الوقت القتل والسرقة قد يكون صعب فعلهما، ففي هذه الحالة يكون صبره على القتل والسرقة سهلاً. وقد يكون الداعي إلى هذا العمل أحياناً قوياً وسهلاً، فيكون الصبر عليه شديداً، ولذلك كان صبر السلطان عن الظلم، وصبر الشاب عن الفاحشة، وصبر الغني عن اللذات والشهوات، صبره عند الله بمكان عظيم؛ لأن الإنسان عندما يكون في السلطة والمنصب يكون الداعي إلى ظلم الناس كبير.. الداعي لهم بفعل التسلط والتجبر والارتفاع عليهم، وكذلك العملية سهلة، فكونه يصبر نفسه ويكون إماماً عادلاً صار هذا الصبر عظيماً. لذلك كان من السبعة الذين يظلهم الله، الشاب الذي يصبر على الفاحشة، داعي العمل، الرجل الذي (دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله) هذا الرجل الشاب داعي الفاحشة في نفسه قوي؛ لأنه شاب. والداعي الثاني: أن المرأة متيسرة، فلما صبر عن هذه القضية صار من السبعة الذين يظلهم الله، فصار صبرهم عند الله بمكان؛ لأن الداعي قوي، والفعل سهل ومتيسر، ومع ذلك صبروا. وهاتان المسألتان -أيها الإخوة- مهمتان، لماذا؟ لأنهما تعللان لنا لماذا الناس -أحياناً- يصبرون على طاعات كثيرة، لكنهم لا يصبرون على آفات اللسان. لماذا كان الصبر عن(1/1224)
آفات اللسان شديداً؟ لأنه متيسر؛ حركة اللسان سهلة جداً، فلذلك أصبح الكلام في عيوب الناس من فاكهة الإنسان، فكثير من الناس يقعون في الغيبة، والنميمة، والكذب، والثناء على النفس، وتزكيتها، مع أنهم يصلون مع الناس في المساجد، ويؤدون الزكاة، ويصبرون في الصيام، ويفعلون أشياء كثيرة جداً، بل قد يدعون إلى الله، وقد يصبرون على المشاق، لكن آفات اللسان عندهم متفشية؛ لماذا؟ لأن قضية اللسان سهلة متيسرة؛ فلذلك يقع فيها الإنسان، فكان الصبر في هذه الحالة قوياً جداً. فإذا اعتاد العبد على المعاصي اللسانية فإنه يعز عليه الصبر عنها؛ ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله: ولهذا تجد الرجل يقوم الليل، ويصوم النهار، ويتورع عن استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة -أي: لو أعطيته وسادة حرير لا يمكن أن يستند عليها ولو لحظة واحدة- وكذلك يتورع عن الدقائق من الحرام، والقطرة من الخمر، ومثل رأس الإبرة من النجاسة؛ ولو أصابه قليل منها ذهب يغسل ويحتاط، لكنه إذا جاء إلى مسائل الغيبة والنميمة والتفكه في أعراض الخلق أطلق فيها لسانه؛ لسهولة العملية، بل وصل الأمر ببعضهم كما يقول ابن القيم رحمه الله إلى حالة عجيبة، فيقول: وكما يُحكى أن رجلاً خلا بامرأة أجنبية، فلما أراد مواقعتها قال: يا هذه! غطي وجهك فإن النظر إلى وجه الأجنبية حرام. فالدافع للشهوة عنده قوي!! النظر إلى وجه الأجنبية حرام، ثم يقع عليها ويواقعها. هذا كله من الورع الفاسد، وهذا الورع يشبه ورع ذلك الرجل الذي جاء في الحج إلى ابن عمر يسأله عن دم البعوض في الإحرام؟ فقال ابن عمر : من أين أنت؟ فقال: من أهل العراق ، فقال ابن عمر : (تسألني عن البعوض وقد قتلتم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني سمعته -صلى الله عليه وسلم- يقول: هما ريحانتاي من الدنيا) السبب أن هناك أناساً عندهم هذا الانحراف فعلاً، وهذه الازدواجية العجيبة، وعندهم مثل هذا الورع الفاسد، ما هو السبب؟ السبب(1/1225)
يعود إلى قوة الدافع، وسهولة حصول الأمر.
أهمية الصبر:
الصبر له أهمية عظيمة، فالذي يتدبر آيات الكتاب العزيز يجد جانباً كبيراً من هذه الأهمية، فتجد أن الله عز وجل، كما يقول الإمام أحمد رحمه الله: عظم أمر الصبر في القرآن جداً، فأمر به في قوله: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [النحل:127] ونهى عن ضده، فقال: وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ [آل عمران:139]، وقال: وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ [الأحقاف:35] نهى عن ضد الصبر، وعلق الفلاح على الصبر، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200] وأخبر عن مضاعفة الأجر للصابرين بأضعاف مضاعفة وبغير حساب، فقال تعالى: أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا [القصص:54] بل إنه يضاعف بغير حساب، كما قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]. قال أحد السلف : كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر؛ لأن الله قال: بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10] ولذلك كان أجر الصوم غير مقدر، كما يقول الله في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به) لأن الصوم يتعلق أساساً بالصبر؛ وهو عبارة عن حبس النفس ومنعها عن الطعام والشراب والجماع والغيبة ... إلى آخره، بل إن الله علَّق الإمامة في الدين، على الصبر واليقين، كما قال الله عز وجل: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا فإن الله عز وجل جعل طائفة من الناس أئمة؛ يأتم بهم الناس ويقتدون بهم وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا [السجدة:24] فإذا أراد أحد منا أن يكون إماماً للناس يقتدى به، فعليه أن يأخذ بالصبر بالدرجة الأولى وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24] ولذلك كان من أقوال ابن تيمية رحمه(1/1226)
الله: "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين". بل إن الله جعل للصابرين ظفراً ليس مثله ظفر، وهو: الظفر بمعيته عز وجل، فقال: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:153]. وجمع للصابرين ثلاثة أمور لم يجمعها لغيرهم، وهي: 1- صلاة منه عليهم. 2- رحمته لهم. 3- هدايته إياهم. ما هو الدليل؟ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157] فجمع لهم ثلاثة أشياء ما جمعها لأحد غيرهم: صلوات من ربهم، ورحمة، واهتداء. وكذلك جعل الله الصبر عوناً لنا، فقال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:45] فجعله عوناً وزاداً وسلاحاً. وعلق النصر على الصبر، فقال عز وجل: بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ [آل عمران:125]، ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واعلموا أن النصر مع الصبر). وأخبر سبحانه وتعالى أن الملائكة تسلم على المؤمنين في الجنة لصبرهم، فقال سبحانه: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد:23-24] صبرتم على ماذا؟ صبرتم على الطاعة، وعن المعصية، وعلى أقدار الله تعالى، وعلى المصائب. وكذلك جعل الله أهل محبته هم أهل الصبر، فقال تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ [آل عمران:146]. وأخبر أن خصال الخير لا تجتمع ولا تعطى ولا تلقى إلا للصابرين، جاء في موضعين في القرآن، يقول(1/1227)
الله عز وجل في قصة العلماء الذين كانوا من بني إسرائيل وكانوا صالحين وهم من قوم قارون: وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ [القصص:80]. وكذلك قال عز وجل عمن صار بينه وبين أحدٍ عداوة فعامله بالحسنى، قال: وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:35]. إذاً: خصال الخير كلها تجتمع في الصابرين. وأخبر عز وجل بأنه لا ينتفع بآياته إلا أهل الصبر، فقال: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [إبراهيم:5]. والله عز وجل قرن بين الصبر وبين أشياء عظيمة، عندما تجده مقترناً بشيء عظيم فإن هذا يدل على عظمته هو، فقرن الله الصبر بالتقوى، وقرن الصبر بالعمل الصالح، وقرن الصبر بالمرحمة، فمن اقتران الصبر بالتقوى قوله عز وجل: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [آل عمران:186]، وقال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ [يوسف:90]، وكذلك قرن الله الصبر بالوحي، فقال: وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ [يونس:109]، وقرن بين الرحمة والصبر فقال عز وجل: ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [البلد:17]. وبالنسبة للصبر والرحمة فهذه الأشياء لو اجتمعت فيكون أنواع الناس في الصبر والرحمة أربعة أنواع:
1- أن يصبر ولا يرحم.
2- أن يرحم ولا يصبر.
3- أن يصبر ويرحم.(1/1228)
4- ألا يصبر ولا يرحم. يقول ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى كلاماً جميلاً عن هذه الآية : إذ من الناس من يصبر ولا يرحم كأهل القوة والفساد، فهم يصبرون ويجالدون لكنهم لا يرحمون. ومنهم من يرحم ولا يصبر كأهل الضعف واللين، مثل كثير من النساء ومن يشبههن. أي: أن من طبيعة النساء أنهن يرحمن ولكن لا يصبرن؛ فقد تجد المرأة فاسقة والعياذ بالله، لكن إذا رأت طفلاً يحتاج إلى إرضاع وجائع رحمته وأرضعته، وقد تكون ممن لا تصبر على الفواحش؛ وهذه خصلة في المرأة أكثر من الرجل ينبغي على المرأة الانتباه إليها.. أنها قد ترحم ولكن لا تصبر، فلا تعتبر نفسها إذا رحمت أنها بخير إذا كانت من غير أهل الصبر، يجب عليها أن تجمع إلى رحمتها الصبر. ومنهم من لا يصبر ولا يرحم كأهل القسوة والهلع. أناس عصاة يصبرون لأن عندهم جلد لكن عندهم هلع لا يصبرون أيضاً. قال: والمحمود هو الذي يصبر ويرحم. والصبر -أيها الإخوة- هو زادٌ في طريق الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، كما قال صاحب الظلال رحمه الله. الصبر على أشياء كثيرة، الصبر على شهوة النفس ورغباتها وأطماعها ومطامحها وضعفها ونقصها وعجلتها ومللها من القريب، أي: أن النفس تميل بسرعة. الصبر يكون في مجالات كثيرة من أعظمها: الصبر عن شهوة النفس، وكذلك: الصبر عن شهوات الناس ونقصهم وضعفهم وجهلهم وسوء تصورهم وانحراف طبعهم وأثرتهم وغرورهم والتوائهم واستعجالهم الثمار. إذا كنت داعية تدعو إلى الله عز وجل لا بد أن تصبر على ما تواجهه من الناس؛ لأنك ستواجه أشياء كثيرة، منها: الشهوات: رجل عنده شهوة المال، فإذا دعوته لا يستجيب، وآخر عنده شهوة محرمة فلا يستجيب لك، ويصمم على النظر إلى المرأة الأجنبية والاستمتاع والتلذذ بالمحرمات، وإنسان عنده شهوة منصب لا يستجيب لك؛ وشهوة المنصب تحمله على الغرور، وعلى التعسف، وعلى رفض الحق الذي تدعو إليه، وهم عندهم جهل، تأتي تناقش بعضهم بأشياء فتجده في غاية الجهل،(1/1229)
فتجد مِنْ نفسك أنه لا بد أن تقطع مشواراً طويلاً حتى توصل هؤلاء الناس إلى جانب من العلم لا بد لهم منه، فإذا ما صبرت على جهلهم وأحياناً يفعلون أشياء عجيبة جداً، فإذا ما صبرت نفسك على جهل هؤلاء، فإنك ستيئس من دعوة أولئك الناس. وكذلك سوء تصورهم: الناس عندهم سوء في التصور؛ تصوراتهم في العقيدة.. تصوراتهم في القضاء والقدر.. تصوراتهم في مغفرة الله ورحمته.. تصورات سيئة في أشياء كثيرة جداً، فلا بد من الصبر على سوء تصور الناس، وبعضهم عندهم غرور، والتواءات نفسية، ومزالق، تأتي للواحد من اليمين يذهب في الشمال، تأتي من هنا فيذهب من هناك، يروغ منك كروغان الثعلب، لا بد من الصبر على التواءات الناس. وكذلك الصبر على تنفش الباطل، ووقاحة الطغيان، وانتفاش الشر، وغلبة الهوى، وعلى تصعير الغرور والخيلاء، فإن الإنسان إذا رأى انتفاشة الباطل ولم يكن عنده صبر، فإن هذا الأمر سوف يُؤدي به إلى اليأس والقنوط، وفقد الأمل تماماً في الوصول بالأمة إلى المرتبة التي يريدها الله عز وجل. والصبر على قلة الناصر، وضعف المعين، وطول الطريق، ووسواس الشيطان في ساعات القرب والضيق؛ وكل كلمة من هذه الكلمات تحتاج إلى دروس كاملة. الصبر على قلة الناصر، هذه الأشياء التي يحس بها الدعاة إلى الله عز وجل وهم يدعون الناس؛ الناس كثرة في الشر، وهؤلاء الدعاة قلة من أهل الخير، فلا بد من الصبر على قلة الناصر، وضعف المعين، وطول الطريق؛ طريق الشر قصير وسهل، وطريق الخير طويل وشاق وصعب. يعتريه وسواس الشيطان، شيء من النفس الأمارة بالسوء، وشيء من القرين الى
أشياء مناقضة للصبر:(1/1230)
من الأشياء المقابلة والمعاكسة للصبر: عملية الاستعجال: كثير من الناس وحتى الدعاة إلى الله يستعجلون الثمرة، يريدون من الناس أن يلتزموا بالإسلام بسرعة، ويريدون من الناس أن يتمسكوا بسرعة، ويريدون من الناس أن يتركوا المنكرات بسرعة وبدون صبر على هؤلاء الناس، وهذا لا يحصل، بل إنه حتى لو التزم هؤلاء الناس فإنهم يريدون منهم أن يترقوا في مدارج العلم ومدارج التربية بسرعة، يريد منه أن يصل في لحظة من مرحلة ترك المعصية، والبعد عن المنكرات إلى مرحلة العلم، وإلى مرحلة التصورات الصحيحة، وإلى مرحلة العمل للإسلام بسرعة كبيرة، يريد أن ينقله نقلة بعيدة في وقت قصير جداً؛ هذه العملية دون صبر لا تصلح، ولذلك ترى ثمرات هؤلاء العاملين الذين عدموا الصبر في هذه المواقف ثمراتٍ ناشفة غير ناضجة لماذا؟ لعملية الاستعجال المنافية للصبر. أحياناً.. الإنسان يتسرع فيحكم على الناس بالخطأ، وأحياناً يتسرع فلا يعذرهم، ولو أنه صبر لكان خيراً له؛ حتى طالب العلم يحتاج إلى الصبر في أشياء كثيرة، أحياناً الإنسان يتسرع فيأخذ علماً من العلوم وهناك ما هو أهم منه، فلا بد أن يصبر ويتريث، وأحياناً يقرأ الإنسان ثم يزهق ويمل فلا بد أن يصابر نفسه. كيف وصل العلماء الكبار إلى حالات عجيبة من الصبر على طلب العلم؟ كيف كان بعضهم له خمسة دروس في اليوم والليلة متواصلة غير وقت الطلب الخاص به الذي يبحث فيه بنفسه ويقرأ فيه، كما كان النووي رحمه الله، فقد كان معه عشرة دروس متواصلة، وكذلك الشنقيطي رحمه الله كان له أكثر من خمسة دروس متواصلة غير وقت الطلب الخاص به، وكيف صبر علماء الحديث، على طلب الحديث وقد كانوا يسافرون في طلب الحديث الواحد الشهور حتى يصلوا إلى مبتغاهم، وهذا الشيخ ناصر رحمه الله من علماء الحديث المعاصرين كان يجلس في المكتبة الظاهرية ليبحث عن حديث، فتراه ينتقل من رف إلى رف يجلس على السلم قرابة خمس ساعات متواصلة وهو يبحث في(1/1231)
المجلدات، ويقرأ المخطوطات وهي بهذا الخط الدقيق الصعب القراءة وهو يبحث ليصل إلى نتيجة ما. تخيل: يجلس على السلم خمس ساعات متواصلة وينظر في الرفوف، ويسحب كتاباً وينزل آخر، ويفتح المخطوطة ويدقق، ويقرأ قراءة تكاد العين تعمى منها.. فكيف وصل هؤلاء إلى هذه المرتبة؟ لم يصلوا إليها إلا بالصبر.. الصبر على طلب العلم ومجاهدة النفس.
اصبر على ما كرهت تحظ ** بما تهوى فما جازع بمعذور
إن اصطبار الجنين في ظلم ** الأحشاء أفضى به إلى النور(1/1232)
والمسلم الداعية الذي لا يعرف الصبر داعية فاشل لا يعلم سنن الله تعالى، فإذا استحكمت الأزمات، وتعقدت في حبالها، وترادفت الضوائق، وطال الليل، فالصبر على الهدى والحق هو الذي يشع للمسلم النور العاصم من التخبط والهداية الواقية من القنوط. وكذلك أيها الإخوة: عاش السلف -رحمهم الله- في أجواء التربية، يتنقلون من مرحلة إلى مرحلة، وكان رديفهم الصبر دائماً، ولذلك وصلوا إلى هذه المرحلة العالية، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [وجدنا خير عيشنا بالصبر] أحسن العيش.. أحسن أوقات الحياة التي عشناها كانت بالصبر؛ فلا بد من هذا الدواء الذي أوله مر، ولكن في النهاية يكون حسن الطعم جداً. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم هذا الأمر العظيم من أمور الدين، وأن يجعلنا من الصابرين المصابرين المصطبرين في ذات الله تعالى، وأن يجعل صبرنا لله وبالله ومع الله. هذا آخر ما تيسر ذكره من الكلام على مسألة الصبر، ومن شاء الزيادة فليرجع إلى كتاب: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، وكذلك تكلم ابن تيمية رحمه الله كلاماً جيداً على الصبر في المجلد العاشر من مجموع الفتاوى ، وكذا تكلم ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين عن منزلة الصبر، وغيرهم من علماء السلف ، فمن شاء الزيادة فليرجع إلى مثل هذه المراجع وغيرها، وأفضل ما يمكن للإنسان أن يعلم به حقيقة الصبر هو: المعايشة اليومية للمشاكل التي تواجهه.. مشاكل كثيرة جداً.. مشاكل اجتماعية.. مشاكل مع نفسه.. مع الشهوات.. مصارعات لهذه الشهوات، مع الناس، في الدعوة إلى الله، امرأة تصبر على الحجاب وزوجها يثنيها عنه، وامرأة تريد أن تطلب العلم وتريد أن تجعل من بيتها بيتاً مستقيماً وقد لا توفق بزوج صالح، فلا بد أن تصبر نفسها على هذا البلاء الذي حل بها، الإنسان الداعية في جميع مواقفه، والمجاهد الذي يجاهد في سبيل الله يحتاج إلى الصبر. فأحسن قضية يمكن أن يتعلم الإنسان فيها الصبر قضية(1/1233)
الممارسة والمعايشة اليومية لأحداث الحياة، ولا تكاد تتأمل حادثة من حوادث الحياة التي تمر بك إلا وتحس بأن الصبر هو المفتاح لما أغلق، وهو الدواء والحل لجميع المشاكل التي تواجهها. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله أولاً وآخراً.
المصدر http://www.islamav.com/doc_html/pacient_worshiping_allah.htm
http://www.islamav.com/doc_html/alsaber.htm (http://www.islamav.com/doc_html/pacient_worshiping_allah.htm)
---
(1/1234)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حمل نسختك الالكترونية المعتمدة من (التفسير الميسر) لنخبة من العلماء .
---
حمل نسختك الالكترونية المعتمدة من (التفسير الميسر) لنخبة من العلماء .
---
عبدالرحمن الشهري
10-27-2006, 01:37 PM
يعد (التفسير الميسر) الذي أصدره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف أفضل مختصرات التفسير المتوافرة حالياً وأوثقها ، وقد سبق طرحه في مكتبة شبكة التفسير ، غير أن موقع المجمع قد قام بتنسيقه ومراجعته مرة أخرى ، مع اشتماله على مقدمة التفسير بقلم معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي حفظه الله الذي أشرف على التفسير أيام ولايته لوزارة السؤون الإسلامية . وقد طرحه موقع المجمع على هيئة ملف وورد ، وملف PDF فأحببت التذكير به في هذا الموضوع ، وقد قمت بوضع هذه النسخة في مكتبة الشبكة أيضاً . نسأل الله للجميع التوفيق والسداد .
[line]
التفسير الميسر على هيئة ملف وورد http://www.tafsir.org/Bookstorge/Doc.gif (http://www.tafsir.org/Bookstorge/651.zip)
التفسير الميسر على هيئة ملف PDF http://www.tafsir.org/Bookstorge/PDF.gif (http://www.tafsir.org/Bookstorge/6512.zip)
---
عبدالرحمن الشهري
10-27-2006, 02:03 PM
الْمُقَدِّمَةُ
بقلم الدكتور
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُحْسِنِ التّركي
وَزير الشئون الإسلاميَّة والأوقَافِ والدّعوَة وَالإرشاد "سابقاً"
المشرف على إعدَاد "التّفسير الْمُيسَّر"
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
..........(1/1235)
إن تلاوة كتاب الله، وتدبر آياته، وتفهمها، سنة ماضية في حياة المسلمين، قال ابن جرير -رحمه الله تعالى-: (إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله، كيف يلتذ بقراءته؟).
وإن إعانة المسلمين التالين لكتاب ربهم على فهم آياته، والتزود بمقاصده، ونفوذ سلطانه على النفوس، وردهم إلى الاستمساك بالوحي، والإذعان لحكمه، وتحصيل المقاصد منه: اعتقادا وقولا وعملا من أوجب الواجبات، وأعظم الأعمال الصالحات، وهذا من نصرة المسلمين، وإعانتهم، وتثبيت الإسلام في قلوب أهله، والدعوة إليه على بصيرة في العالمين.
من هنا تتبين حاجة الأمة إلى وجود تفسير مختصر، على ضوء مدرسة الأثر، في عهدها الأغر، في محيط أصول التفسير، وقواعده، وطرقه، يعين التالي لكتاب الله بما تطمئن له القلوب، وتتأدى به أمانة المفسِّر، وأمانة التفسير؛ لأن القارئ لكتاب ربه، الذي يريد الوصول إلى المقصد الأول من التفسير، وهو فهم الآيات الكريمة على معناها الصحيح، استهداء بقول الله تعالى:(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) [الإسراء: 9]، وهو من غير المتخصصين، يجد أمامه من التفاسير ما لا يصل منها إلى ما يريد؛ لطولها وتعدد الأقوال، أو لصعوبة فهمها، أو لاختلاطها بما داخلها مما لا يصح رواية ولا دارية.
لقد رغَّبَ رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في تعلّم القرآن وتعليمه، فقال: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه البخاري.
وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- لا يجاوزون عشر آيات من كتاب الله إلى غيرها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل.
وتابعهم السلف الصالح من بعدهم بإحسان تلاوته، وفهمه، والعمل به، وبيان ما فيه.
وكان غير العرب -بمجرد دخولهم في الإسلام- يتعلمون لغة العرب؛ ليقرؤوا القرآن ويفهموه ويعملوا به.(1/1236)
وحينما انحسر المد الإسلامي، وضعف المسلمون، وقل الاهتمام بالعلوم الإسلامية ولغتها العربية، ظهرت الحاجة إلى ترجمة معاني كتاب الله لمن لا يتكلم اللغة العربية ولا يفهمها؛ إسهاما في تبليغ رسالة الإسلام للناس كافة، ودعوة لهم إلى هدي الله وصراطه المستقيم.
وتعددت الترجمات، ودخل في الميدان من ليس أهلا له، بل قام بذلك أناس من غير المسلمين، مما جعل الحاجة ملحة إلى أن يعتني المسلمون بتوفير ترجمات صحيحة لمعاني كتاب الله، وبيان ما في بعض الترجمات من أخطاء وافتراء ودس على كتاب الله الكريم، ورسالة نبينا محمد صلى عليه وسلم.
وقد بذلت جهود مباركة من عدد من العلماء المسلمين، والهيئات والمراكز العلمية الإسلامية، لكنها مع ذلك جهود بشر، يعتريها ما يعتري البشر من النقص، فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى.
وندر أن يسلم كتاب من كتب التفسير من النقص والملاحظة، بما في ذلك التفاسير التي قام بها علماء كبار أفنوا حياتهم في سبيل العلم بكتاب الله، وبيان مراده سبحانه منه.
فكانوا فرسان هذا الميدان، وخدموا الإسلام وعلومه وأمته خدمة عظيمة، أجزل الله لهم المثوبة، على عنايتهم بكتاب الله الكريم وتفسيره.
لقد وفق الله قادة المملكة العربية السعودية إلى العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاعتناء بهما تعليما وتطبيقا ونشرا.
وكان من أعظم الوسائل التي هدى الله إليها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ووفقه لإنشائها: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية.
إذ اعتنى بطباعة المصحف الشريف، وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات على المسلمين في مختلف أنحاء المعمورة، واعتنى بترجمة معاني القرآن إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون، وتوزيعها عليهم.
وقد تجاوز إنتاجه خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية مائة وعشرين مليونا (1 )، وزعت ابتغاء مرضاة الله.(1/1237)
ولقد واجهت المجمع مشكلة سلامة الترجمات المتوافرة حاليا من الملحوظات والأخطاء، وعلى وجه الخصوص في أمور العقيدة؛ إذ يصعب توفر ترجمة وافية موافقة لما كان عليه السلف الصالح وما درج عليه مفسروهم، من تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة النبوية، وبأقوال الصحابة، وبمقتضى لغة العرب، بعيدا عن التأويل والتحريف، والقول في كتاب الله بغير علم.
وكانت أي ترجمة يراد طبعها في المجمع، تخضع لفحص ومراجعة دقيقة من لجان موثوقة ومتخصصة، ويتم تلافي ما يظهر من الملحوظات قدر الإمكان.
ومع الجهود التي تبذل، تبقى الترجمة دون ما يطمح إليه المجمع.
فمن ثم اتجه المجمع -بعد دراسة مستفيضة- إلى إصدار تفسير ميسر لكتاب الله الكريم باللغة العربية على أصول التفسير وطرقه الشرعية التي نهجها السلف الصالح، سالم من تحريف الكلم عن مواضعه، يكون هو الأساس لما يصدره المجمع مستقبلا من ترجمات.
وتم دعوة عدد من أساتذة التفسير للإسهام في هذا التفسير، وفق ضوابط، من أهمها:
1) تقديم ما صح من التفسير بالمأثور على غيره.
2) الاقتصار في النقل على القول الصحيح أو الأرجح.
3) إبراز الهداية القرآنية ومقاصد الشريعة الإسلامية من خلال التفسير.
4) كون العبارة مختصرة سهلة، مع بيان معاني الألفاظ الغريبة في أثناء التفسير.
5) كون التفسير بالقدر الذي تتسع له حاشية "مصحف المدينة النبوية".
6) وقوف المفسر على المعنى المساوي، وتجنب الزيادة الواردة في آيات أخرى حتى تفسر في موضعها.
7) إيراد معنى الآية مباشرة دون حاجة إلى الأخبار، إلا ما دعت إليه الضرورة.
8) كون التفسير وفق رواية حفص عن عاصم.
9) تجنب ذكر القراءات ومسائل النحو والإعراب.
10) مراعاة المفسر أن هذا التفسير سيترجم إلى لغات مختلفة.
11) تجنب ذكر المصطلحات التي تتعذر ترجمتها.
12) تفسير كل آية على حده، ولا تعاد ألفاظ النص القرآني في التفسير إلا لضرورة، ويذكر في بداية تفسير كل آية رقمها.(1/1238)
وقد اجتهد هؤلاء الأساتذة في الالتزام بهذه الضوابط قدر الإمكان، وتمت مراجعة ما كتبوه من قبل علماء أفاضل؛ حرصا على أن يكون هذا التفسير أسلم من غيره، وأقرب إلى تحقيق الهدف من إصداراه، من حيث السهولة واليسر، مع بيان معنى الآية بيانا مختصرا وواضحا.
فجزى الله الجميع خير الجزاء، وشكر لهم تعاونهم مع المجمع.
ولا يزعم معدو هذا التفسير ولا مراجعوه، أنه بلغ الغاية المتوخاة، ولكنه في نظرهم أفضل ما تم التوصل إليه، في وقت محدود، وبجهود متواضعة محدودة؛ نظرا للحاجة الملحة لإصداره.
وقد تم الآن -بفضل الله وتوفيقه- إنجاز هذا: "التفسير الميسر" فجزى الله جميع من أسهم فيه أحسن الجزاء، وأثابهم، وجعل عملهم في ميزان حسناتهم آمين.
هذا وتمت طباعته حاشية على "مصحف المدينة النبوية" الذي يصدره "مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف".
نسأل الله -سبحانه- أن يكون هذا التفسير نافعا لعموم المسلمين، مؤديا الغرض من تأليفه، وهو صواب الفهم لكلام رب العالمين، وأن يوزعنا شكر ما أنعم به علينا، وأن يغفر زلاتنا، ويقيل عثراتنا، إنه سميع الدعاء، والحمد لله أولا وآخرا.
كما نسأله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود أحسن الجزاء، على جهوده في خدمة كتاب الله، وتيسير الحصول عليه، وعلى ترجمات معانية لكل مسلم، وأن يوفقه وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وحكومته الرشيدة، وأعوانه إلى ما يحب ويرضى، وأن ينصر بهم دينه، ويعلي كلمته.
ولا ننسى إعلان الحاجة إلى الإفادة بتصحيح أو استدراك، وهي أمانة نستودعها كل قادر على الإفادة بها، وندعو له بظهر الغيب أن يثيبه الله عليها، وهذا -إن شاء الله- من تمام النصح والتعاون بين المسلمين.
....
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/1239)
(1) تجاوز إنتاج المجمع في الوقت الحاضر، وخلال السنوات السبع عشرة الماضية مائة وثمانين مليونًا.
عبد الله بن عبد المحسن التركي
وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد "سابقًا"
المشرف على إعداد "التفسير الميسَّر".
---
عبدالله العلي
10-27-2006, 04:20 PM
بارك الله فيك يا أبا عبدالله
---
ناصر الغامدي
10-27-2006, 05:30 PM
جزاك الله خيراً
---
مروان الظفيري
10-27-2006, 05:57 PM
جزاكم الله خيرا
وجعله في موازين حسناتكم
وجعله علما ينتفع به
---
العبادي
10-27-2006, 09:40 PM
الحمد لله أن أبدلنا بهذه النسخة عن النسخة المطبوعة التي (انقرضت) !
جزاكم الله خيرا على هذه الهدية الرائعة.
---
نورة
10-28-2006, 12:08 AM
جزاكم الله خيرا
وأحسن إليكم
---
المنصور
10-28-2006, 07:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب طرح رأيي الخاص حول التفسير الميسر :
لاشك عندي أن العلماء الفضلاء الذين كتبوا هذا التفسير اجتهدوا كثيرا في اختيار المعاني الصحيحة والراجحة للآيات ، وهذا ظاهر لكل من قرأ في هذا التفسير الجليل ، غفر الله تعالى لمن شارك فيه وزادهم من فضله ، ولكن لو سألت أحدهؤلاء العلماء الفضلاء : هل هذا المنهج الذي كتب به ( التفسير الميسر ) هو المنهج الصحيح لتفسير القرآن ، أم هو منهج وضع لتبسيط التفسير أوتسهيل عمل من يريد ترجمته ، أظن - والله أعلم - أن الجواب هو الثاني ، وقصدي من هذا الكلام :
أن هناك فرقاً بين أن نجعل التفسير الميسر عمدة للدراسة ، ونرشد العوام لاقتناءه ، وبين أن نجعله مرشدا للمعنى الراجح مع ضرورة مراجعة غيره من التفاسير .(1/1240)
فإن قلت : عامة الناس يريدون كتابا واضح المعنى ، سريع الفهم ، فالجواب : لابأس أن نرشد الناس للتفسير الميسر ، خصوصا أنه قد اجتمعت فيه الصفات المذكورة ، ولكن تذكر أن هؤلاء العلماء الذين كتبوا التفسير الميسر قد يكونون قصدوا ترجمته للغات السائرة ، ولعله لهذا السبب لم يوردوا فيه المنهج المعروف من تفسير القرآن بالقرآن أو الأحاديث أو أقوال السلف ، وإن كانوا أدرجوا معاني تلك الآيات أو الأحاديث ضمن المعنى العام .
ولعلي أوجز رأيي الخاص باختصار فأقول : أرشدوا عامة الناس للتفسير الميسر ومعه كتاب تفسير آخر من الكتب التي أوردت تفسير القرآن بالقرآن أو الأحاديث أو أقوال السلف ، ولعل أفضلها : مختصر تفسير ابن كثير لأحمد شاكر ، أو المختصر الذي أخرجته دار السلام بالرياض في مجلد واحد ، أو غيرهما .
إن بيان الآيات القرآنية بآيات قرآنية أخرى أو أحاديث نبوية له وقع كبير على قلوب المسلمين ، فلذلك أوردت رأيي الخاص حول التفسير الميسر الذي نحمد الله عز وجل على إصداره ، فكلما قرأت فيه ازددت إعجابا بقدرة مؤلفيه على سبك المعاني في كلمات معدودة ، فاللهم لك الحمد ، ونسأل الله تعالى أن يمكن هؤلاء العلماء الأفاضل أو غيرهم من كتابة تفسير آخر يوردون فيه تفسير القرآن بالقرآن أو الأحاديث أو أقوال السلف ، فاللهم أمدهم بعون من عندك ، واشرح صدر من يقرأكلامي هذا ممن له يد في تنفيذه لتنفيذه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
---
ابواحمد
10-28-2006, 08:19 AM
إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ...
مع احترامي لصاحب المقدمة الا أنني أجدني مضطرا لمعرفة هؤلاء العلماء الذين كتبوا هذا التفسير فلا بد من التسمية
---
فهد الوهبي
10-28-2006, 09:07 AM
جزاك الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
10-28-2006, 11:43 AM
شكر الله لكم جميعاً .(1/1241)
أما ما تفضل به أخي الشيخ عبدالله المنصور جزاه الله خيراً ، فهو تعليق في مكانه ، وما تفضل به أمر لا خلاف حوله ، والتفسير الميسر وأمثاله من التفاسير المختصرة التي تعنى بالمعنى الإجمالي بأخصر عبارة ، هي الدرجة الأولى في سلم التفسير ، وهي مرقاة لما بعدها ، ويحتاج أمثالَ هذه المختصرات عامةُ قراء القرآن وحفاظهُ وتراجمةُ معانيه . ولا تغني هذه المختصرات من تدفعه الرغبة في الاستزادة . وليس هناك من يقول بأن هذه المختصرات تغني عن غيرها من كتب التفسير المتوسطة والمطولة .
وأما سؤال أخي أبي أحمد عن أعيان العلماء المشاركين في التفسير فأتفق معه ، وأنه كان يجب أن تسرد أسماؤهم ومستوياتهم العلمية في خاتمة التفسير ، حتى يطمئن القارئ . وأنا أعرف عدداً منهم من أساتذتنا كالأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع حفظه الله ، وسأسعى لتتبع أسماء المشاركين في هذا التفسير إن شاء الله ، وأسأل عنهم في مركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد .
---
أبو بيان
10-28-2006, 10:01 PM
ثَمَّة مسائل تتعلق بهذا التفسير أوجزها في ملاحظات:
أولاً: ينبغي بيان الفرق بين الطبعة الأولى لهذا التفسير وما تلاها, وما الذي تغير في النسخة الجديدة؛ وذلك أن هذا التفسير مرَّ بملابسات في فترات, تعددت فيها التأويلات, ولم يتعرض لها أحد من أهل الشأن بالبيان. وكما قال أخي العبادي: (انقرضت).
ثانياً: لا بد من ذكر أسماء مؤلفي هذا التفسير, ومقدار ما فسره كل واحد منهم؛ ليتحمل كلٌّ منهم غنمه وغرمه, وينسب لكل قائل قوله واجتهاده, فليس من منهج العلماء هذا النوع من الخلط في التأليف وتجهيل المؤلف وتعميته(1), ولا حاجة تدعو إلى مثل ذلك, وإن كان ثمَّة حاجة فما أحسن الإشارة إليها أول التفسير أو آخره.
ثالثاً: يستحسن أيضاً إتماماً للفائدة ذكر لجنة المراجعة لهذه التفاسير المشتركة.(1/1242)
رابعاً: أخبرني بعض من شارك في إعداد هذا التفسير أن قصد الترجمة لهذا التفسير ضيَّق عليهم مجال التحرير ودقة التعبير نوعاً ما, وهذا يؤكد ما ذكره أخي المنصور وفقه الله.
---------------------------------------
(1): ظهرت تآليف في هذا العصر منسوبة إلى هيئات وجهات اعتبارية, دون النص على أسماء مؤلفيها وما يخص كل واحد منهم, وهذا النوع من التآليف مع كونه مستحدثاً غير مسبوق في طرائق السابقين, إلا أن فيه مآخذ تلقي بظلالٍ ما في نفوس قرائها, وتثير تساؤلات مشروعة لأي قارئ كان.
---
زيد العنزي
11-14-2006, 01:31 AM
سمعت كثيرا من الاخوان من ينقد التفسير الميسر
ولكن عندما اطلب مثالا يتضح فيه هذا الانتقاد لا اجد جوابا
فهل من مثال ؟
---
(1/1243)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن لفظ ( سعوا ) في سورة الحج بألف وفي سورة سبأ بدونها ، ما العلة ؟
---
سؤال عن لفظ ( سعوا ) في سورة الحج بألف وفي سورة سبأ بدونها ، ما العلة ؟
---
ابو البراء السلامي
04-10-2004, 06:33 PM
قال تعالى : و الذين سعوا في اياتنا ............. الاية هذه من سورة الحج و مثلها في سورة سبأ لكن اختلف الرسم
( سعو ) بدون الف فما السبب في الحذف هنا و اثبات الخط هناك
---
مساعد الطيار
04-10-2004, 07:45 PM
أخي الكريم أبو البراء
إن هذه المسألة تندرج تحت مسألة أكبر منها ، وما هي إلا مثال لتلك المسألة الكبرى ، وهي أن اختلاف الرسم في المصحف الواحد أو في المصاحف العثمانية المتعددة يرجع إلى اختلاف التنوع في الرسم ،وهذا الاختلاف قد يكون وراءه علة ظاهرة مرتبطة بالقراءة ، وقد لا يكون وراءه علة ظاهرة ، فيكون من باب اختلاف التنوع فقط .
وهذه المسألة مبنية على أنَّ في الرسم الذي أجمع عليه الصحابة ما لا تظهر له علته ، ومنه ما كُتب على رسم واحد وقرئ بأكثر من وجه ، فإذا أخذنا الرسم من هذا الباب ( أي : اختلاف تنوع الرسم ) بان كثيرٌ مما وقع فيه المشكل فيما يتعلق برسم المصحف .
والمسألة تحتاج إلى بحث واستقصاء واستقراء ، وإني أطرح إليك ما تميل إليه النفس الآن من ظوتهر الاختلاف في الرسم .
وأقول : إن الاختلاف الواقع في سؤال من باب اختلاف التنوع في الرسم فحسب ، ولا يلزم أن توجد علة خاصة لحذف الألف التي وقع حذفها في أمثلة أخرى ، والله أعلم .
ولعل الله ييسر بيان هذه المسألة بمزيد من الأمثلة والتوضيح ، فأسألكم لي الدعاء لبيان ذلك ، والله الموفق .
---
د. أنمار
04-11-2004, 12:53 AM
ما في سورة الحج
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/22/49/1.png(1/1244)
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/22/52/1.png
ما في سورة سبأ
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/34/3/1.png
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/34/5/1.png
---
د. أنمار
04-11-2004, 01:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل، مسألة خط المصحف مما اختلف فيه أهل العلم فبعضهم يرى أن في بعضه اجتهاد من الصحابة وفريق يراه كله مرفوعا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي هذا حديث زيد رضي الله عنه أنه كان يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن كان يعرض عليه فإن كان فيه سقط أقامه، وفي المجمع أن رجاله ثقات. ثم كان هو الذي تولى الكتابة وكان لا يقبل شيئا حتى يشهد عدلان أنه كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وما كان فعل الصحابة رضي الله عنهم إلا استنساخ ما كتب بين يديه صلى الله عليه وآله وسلم والأدلة قوية في هذا الرأي. وما قيل عن التابوت والتابوه فهي رواية مرسلة.
وعلى أي حال:
فمن فوائد علم الخط أن ثواب قراءة الآيات تكون على ما كتب ورسم من الأحرف لا ما نطق
أما النطق فله ثوابه كالإتيان بالمدود على وجهها، والترسل وإتقان الترتيل ونحو ذلك مما له بحثه.
ومرجع هذا القول هو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف
وأنت ترى أن نطقك بها 9 أحرف لكن الثواب كان على ما رسم وهي ثلاثة أحرف، كما أن الكلمة كلها لم تعد حرفا وإن لم يظهر معناها للسامع. فالعبرة بعدد الأحرف المرسومة كما هو ظاهر الحديث.
ومع أنك قد لا تجد إجماعا بين العلماء على كل تفاصيل ما سبق لكنك ستجد حتما فريقا من المعتبرين قال بأبعاضها.
وبالنسبة لهذا الموضع فقد اتفق علماء الخط أن المصاحف فيه كتبت بالشكل الذي علمتموه
قال العلامة الضباع :(1/1245)
واتفق الشيخان (أي الداني وسليمان بن نجاح ودخل أيضا الشاطبي) على زيادة الألف بعد واو الجمع المتطرفة المتصلة بالفعل أو باسم الفاعل نحو: آمنو. ولا تفسدوا وفاسعوا وكاشفوا ومرسلوا. وخرج عن ذلك ستة أفعال وهي باءو. وجاءو حيث وقعا. وفاءو بالبقرة. وعتو بالفرقان. وسعو بسبأ وتبوءو بالحشر فرسمت بدون ألف وذكرا الخلاف في لتربوا في الروم.
اهـ من مرسوم الخط وهو كتاب قيم موجود في مكتبة التفسير هنا.
===============
وبعد هذه المقدمة نرجع للآيات
وسترى أن الآية في سورة الحج قد سُبقت بنداء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينذر فيه الناس ويدعوهم للسعي والعمل طمعا في الثواب، ثم تلاها إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أحكم آياته
فهنا -والله أعلم- ناسب ما ذكر أن تكتب الآية بزيادة حرف فيها فهي محكمة، وناسب كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحث الناس على السعي والعمل رجاء الثواب الجزيل من الله.
فهذه الآية زاد فيها 10 حسنات عن نظيرتها التي في سبأ.
أما ما في سبأ والتي هي أقل مما في الحج ناقصا منها حرف وفيه إشارة إلى القلة .
فقد ناسبت ما قبلها وفيها أن الله سبحانه وتعالى يعلم مثقال الذرة وهو الجزء المتناهي في الصغر، وما هو أصغر من الذرة أو أكبر منها
ثم جاء بعدها أن أولي العلم يعلمون أنه الحق، فتبين أنه لن تدرك هذه اللطائف إلا إن أيقنت أنه الحق من عند الله وما جاءنا من نور العلم القرآني الذي لا ينقطع مدده إلى قيام الساعة وأنه يهدي إلى صراط مستقيم
==================
وختاما أقول أن ما ذكرته هو مجرد خواطر تجري في الذهن العاجز ممن ليس هو أهلا للنظر، ولا يقاس بأهل التمكن ممن ألف وفسر، معترفا بالعجز والتقصير، غير جازم بأنه مراد الله
لكن حملني على أن أدلو بدلوي هو أني لا أشك أن لكل حرف سطر في كتاب الله معنى وحكمة جليلة في نطقه ورسمه وشكله، تناسب قوله تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.(1/1246)
وكم ناشدت أولي العلم ممن هم أهل أن يتصدوا لهذا الباب، لشحة ما كتب فيه وشبه انعدام المصادر التي وجدت في الأزمنة السابقة مما يغلب على الظن تعرضهم لمثل هذه الأبحاث الجليل.
والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
مساعد الطيار
04-11-2004, 01:47 PM
بارك الله فيك د. أنمار ، وأنا أوافقك أن موضوع الرسم في حاجة إلى مزيد بحث ، والله يوفقنا جميعًا لذلك .
---
أحمد البريدي
04-11-2004, 02:36 PM
جواب د . أنمار مبني على أن المراد بالحرف في حديث من قرأ حرفاً من كتاب الله هو الحرف الهجائي , وهو أحد الأقوال في المسألة , وهو رأي ابن قدامة ,إلا أنه خلاف ما عليه التحقيق وهو أن المراد به اسم ُالحَرْف أيْ الكلمة لا الحَرْف الهجائيّ , وهو اختيارُ شيخِ الإسلام ابنُ تيميةَ وابنُ مفلح وابنُ كثير وابنُ الجزريّ رحمهم الله
قال ابنُ تيميةَ رحمه الله :" ولَفْظُ الحرفِ يُرَادُ بهِ الاسمُ والفعلُ وحروفُ المعاني واسمُ حروفِ الهجاءِ ، ولهذا سَأَلَ الخليلُ أصحابَه : كيفَ تنطقونَ بالزَّايِ مِن زَيْدٍ ؟ فقالوا : زَاي . فقال : نطقتمْ بالاسمِ ،وإنّما الحرفُ " ز " .فبيّنَ الخليلُ أنّ هذه التي تُسمَّى حروف الهجاء هي أسماءٌ وكثيرًا ما يُوجد في كلام المتقدمينَ هذا " حَرْفٌ مِن الغريب " يُعَبِّرُونَ بذلك عن الاسم التّامِّ ، فَقَوْلُه صلى الله عليه وسلم: [ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ ] مَثَّلَهُ بِقَوْلِه : [ ولكنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ، ولاَمٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ وعلى نَهْجِ ذلكَ : وذلكَ حَرْفٌ ، والكتابُ حَرْفٌ ونحو ذلكَ .
وقد قيلَ : إنّ " ذلكَ " أَحْرُفٌ و " الكتاب " أحْرُفٌ ، وروي ذلكَ مُفسَّرًا في بعض الطُّرق ".المرجع :مجموع فتاوى ابن تيمية ( 12 / 107 )(1/1247)
وقالَ ابنُ مفلح :" واختارَ الشيخُ تقيُّ الدين – أيْ ابن تيمية – أنّ المرادَ بالحروفِ الكلمةَ سواء كانت اسمًا أو فعلاً أو حَرْفًا أو اصطلاحًا ، واحتجَّ بالخبر المذكور ، فلولا أن المرادَ بالحَرْفِ الكلمةَ لا حَرْفَ الهجاءِ : لكانَ في " أَلِفْ لامْ مِيمْ " تِسْعُونَ حَسَنة ، والخبرُ إنّما جعلَ فيه ثلاثين حَسَنة ،وهذا وإنْ كانَ خِلافَ المفهومِ والمعروفِ مِن إطلاقِ الحَرْفِ، فقد استعمله الشَّارِعُ هُنا والله أعلم ".المرجع :الآداب الشرعية ( 2 / 312 )
وقالَ ابنُ الجزريِّ :" وقد سألتُ شيخنا شيخَ الإسلام ابنَ كثير رحمه الله تعالى : ما المرادُ بالحَرْفِ في الحديثِ ؟ فقال : الكلمةُ ؛ لحديثِ ابن مسعودٍ رضي الله عنه مَنْ قَرَأَ القرآنَ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ ... ]( ) الحديث . وهذا الذي ذَكَرَهُ هو الصحيحُ ؛ إذْ لو كانَ المرادُ بالحَرْفِ حَرْفَ الهجاءِ لكانَ أَلِفٌ بِثَلاثَةِ أَحْرُفٍ ولاَمٌ بِثَلاثَةٍ ومِيمٌ بِثَلاثَةٍ ، وقد يَعْسُرُ على فَهْمِ بعض الناس فينبغي أنْ يُتفطَّنَ لَهُ فكثيرٌ مِن الناسِ لا يعرفه . المرجع :النشر في القراءات العشر ( 2 / 453 – 454 ) .
ولذا ألا ترون أن تحرير مسألة الرسم هل هي توقيفية أم اصطلاحية هي مفتاح لمثل هذه الاختلافات , فإن كان توقيفاً فليس للعقول مدخل فيه فما ظهر لنا منه قلنا به لا على سبيل القطع ,وإلا وكلنا أمره إلى الله , وإن كان اصطلاحياً , فجوابه في دراسة هذا الاصطلاح والقواعد التي بني عليها وهنا في مثالنا تدرس قاعدة الزيادة والحذف اسأل الله أن يوفقنا جميعاً للفهم في كتابه .
---
مساعد الطيار
04-11-2004, 06:01 PM
شكر الله لك يا أخي أحمد ، ولعل الإخوة يفتحون باب البحث في رسم المصحف والله الموفق .
---
د. أنمار
04-11-2004, 06:01 PM
جزاكم الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=6397(1/1248)
هذا نقاش سابق عن مسألة الحرف، وأنا موافق فيه لما استنتجه الشيخ أبو خالد
---
(1/1249)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > التفخيم والترقيق
---
التفخيم والترقيق
---
إمداد
07-06-2004, 01:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة التفخيم والترقيق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ... أما بعد :
فإن التفخيم لغة : التسمين اصطلاحا: عبارة عن سِمَن يدخل على صوت الحرف حتى يمتلئ الفم بصداه .
والترقيق لغة : التنحيف اصطلاحا : عبارة عن نحول يدخل على صوت الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه .
اعلم أن حروف التفخيم سبعة مجموعة في كلمة ( خص ضغط قظ ) وهي حروف الاستعلاء .
*أما حروف الإستفال كلها مرققة ماعدا ( اللام والراء ) في بعض أحوالهما .
1- اللام تفخم بشرطين : أ – أن تكون في لفظ الجلالة .
ب – أن يكون ما قبلها مفتوحاً أو مضموماً . نحو : { وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ } { اللَّهُ رَبُّنَا}
قال ابن الجزري رحمه الله : وفخم اللام من اسم الله عن فتح أو ضم كعبد الله .
وترقق إذا كان ما قبلها مكسوراً نحو : ( باسم الله ) أو كانت اللام في غير لفظ الجلالة نحو : { مَطْلَعِ الْفَجْرِ} { إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }
2- الراء إما أن تكون متحركة وإما أن تكون ساكنة : فأما إذا كانت متحركة فلا ننظر ما قبلها ولا ما بعدها وإنما ننظر إلى حركتها فإن كانت مفتوحة أو مضمومة فإنها تفخم نحو : { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} { رَبَّنَا آمَنَّا }
وأما إذا كانت مكسورة فإنها ترقق مثل / { رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ } , {رِزْقاً لِلْعِبَادِ} .(1/1250)
· وأما الراء الساكنة فإنها قد تكون في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها فإن كانت في أول الكلمة( فلا بد أن يكون قبلها همزة وصل ) فهي مفخمة مطلقا نحو : {وَقَالَ ارْكَبُوا}, {ارْجِعِي } ، {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى} { ارْكَعُوا } وأما إذا كانت في الوسط فإنها ترقق بشرطين : الشرط الأول / أن تكون قبلها كسرة أصلية متصلة بها – الشرط الثاني / أن لا يقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها نحو { لَشِرْذِمَةٌ } {فِرْعَوْنَ} { مِرْيَة} {شِرْعَةً } { الْأِرْبَةِ }. وتفخم إذا فقد أحد الشرطين بأن كان قبلها فتح أو ضم نحو{قَرْيَةٍ } {الْقُرْآنُ}. أو وقع بعدها حرف استعلاء نحو {إِرْصَادَاً} ,{الْمِرْصَادِ} ،{ قِرْطَاسٍ }.
ويستثنى من ذلك { فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} في سورة الشعراء فيجوز فيها الترقيق والتفخيم فأما الترقيق فلأن حرف الاستعلاء مكسور والكسر أضعف مراتب الاستعلاء وأما التفخيم فلوجود حرف الاستعلاء بعدها .
· وأما الراء الساكنة في أخر الكلمة سواءً كان سكونها اصلياً أم عارضاً فإننا ننظر قبلها فإما أن يكون حرف مد أو حرفاً صحيحاً فإن كان حرف مد و كان ألفاً أو واواً فإن الراء تفخم نحو{ الْأَشْرَارِ}{ الْقَهَّارُ}{ الْأَبْصَارِ }{ النَّارَ }{الْغَفَّارُ}{ شَكُورٍ} {الْغَفُور}{ الطُّورَ }{مَسْطُورٍ } { مَنْشُورٍ} { الْمَعْمُورِ} وإن كان حرف المد قبلها ياءًا فإن الراء ترقق نحو :{ بَصِيرٌ } {السَّعِيرِ}{الْخَبِيرُ}{الْخَيْرُ}. وأما إذا كان ما قبلها حرفا صحيحا فإما أن يكون متحركا وإما أن يكون ساكنا فإن كان متحركا بكسرة فإن الراء ترقق نحو : {فَأَنْذِرْ} { فَكَبِّرْ } . وإن كان ما قبلها مفتوحا أو مضموما فإن الراء تفخم نحو :{ الْقَمَرُ} { وَنَهَرٍ}{ نُكُرٍ}{وَسُعُرٍ}. وإن كان ساكنا فإننا ننظر ما قبله فإن كان مكسور فإن الراء ترقق نحو: { لِلذَّكَرِ }{السِّحْرَ} .(1/1251)
وإن كان مضموماً أو مفتوحاً فإن الراء تفخم نحو : { الْقَدْرِ} { الْفَجْرِ[/size]} {الْعَصْرِ} { الْيُسْرَ } . ويستثنى من ذلك كلمتا {مِصْرَ} و{الْقِطْرِ} عند الوقف عليهما فيجوز فيهما التفخيم والترقيق واختير في كلمة {مِصْرَ} التفخيم وفي القطر الترقيق لأنك لو وصلت كلمة مصر بما بعدها لفخمتها لأنها مفتوحة , ولو وصلت كلمة القطر بما بعدها لر ققتها لأنها مكسورة , فكذلك في حالة الوقف عليها .
أملاه / إمداد الله قاري محمد المدرس بمعهد دار الأرقم بن أبي الأرقم
---
إمداد
07-06-2004, 02:44 AM
انتبه للخطأ المطبعي للذكر فقد كتب بفتح الذال والصواب بكسرها وسكون الكاف بعدها للذِّكر
---
(1/1252)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فَوَائِدُ مُنْتَقَاةٌ مِن تَفْسِيرِ ابِنِ كَثِيرٍ (1)
---
فَوَائِدُ مُنْتَقَاةٌ مِن تَفْسِيرِ ابِنِ كَثِيرٍ (1)
---
القندهاري
08-28-2006, 01:47 AM
الحمدُ للهِ وبعدُ ؛
كما هو معلوم لدى الكثير من طلبة العلم بصفة خاصة والناس بعامة أن تفسير ابن كثير من التفاسير السلفية التي التزم فيها المؤلف - رحمه الله - بعقيدة السلف في آيات العقائد والأسماء والصفات إلى جانب منزلة هذا التفسير بين جمهور المفسرين ولهذا اهتم به العلماء وطلبة العلم قراءة وتدريسا وتعليقا ونقلا .
ولهذا التفسير مميزاته التي تميز بها فمن ذلك :
- اختياره أحسن الطرق في تفسير القرآن والتي هي :
تفسير القرآن بالقرآن .
تفسير القرآن بالسنة .
تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين .
- اهتمامه باللغة وعلومها واعتبارها من أهم مصادر التفسير .
- اهتمامه بذكر أسانيد الأحاديث ونقدها .
- اهتمامه بذكر القراءات وأسباب النزول .
إلى غير ذلك من المميزات التي لا نطيل في ذكرها .
وهذا التفسير المبارك أثنى عليه كثير من العلماء المتقدمون والمتأخرون - رحم الله الجميع -
قال السيوطي : وله التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله .
وقال الشوكاني : وله التفسير المشهور وهو في مجلدات وقد جمع في فأوعى ونقل المذاهب والأخبار ولآثار وتكلم بأحسن كلام وأنفسه وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها .
وقال أحمد شاكر في عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير : وبعد فإن تفسير الحافظ ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا ، وأجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسيرين أبي جعفر الطبري .
وقد اخْتُصِر الكتاب عدة مختصرات وهي كما يلي :
1 - عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير
اختصار وتحقيق الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله -(1/1253)
قال الشيخ : ثم رأيت أن أبدأ بالذي هو أيسر وأقرب للناس وهو التفسير المختصر .ا.هـ.
ولكن الشيخ مات قبل أن يتم هذا المختصر - رحمه الله رحمة واسعة -
وقد طبع منه خمسة أجزاء فقط ، من أول التفسير حتى نهاية الكلام على قوله تعالى : " ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون " ( الأنفال آية 8 ).
2 - مختصر تفسير ابن كثير . اختصار وتحقيق : محمد علي الصابوني - المعاصر -
وهذا المختصر حرف الصابوني فيه تحريفا عظيما لكلام ابن كثير وقد شرق بمنهج ابن كثير السلفي في عقيدة التوحيد وابن كثير بريء من ذلك .
ولهذا حذر العلماء وطلبة العلم من مختصرات الصابوني - المعاصر - وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز في رسالة بعنوان " تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عزوجل .
وكذلك الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني في مقدمة الجزء الرابع من " السلسلة الصحيحة " وفي مواضع من من الجزئين الثالث والرابع من " السلسلة الضعيفة " (3/310 ، 471 ، 593) - (4/51 ، 412) .
وهناك رسالة قيمة للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد بعنوان " التحذير من مختصرات محمد علي الصابوني في التفسير " ذكر فيها ما فعله هذا الخلفي الصوفي من تحريف وتضليل للمختصرات التي اختصرها - بزعمه -.
3 - تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير . اختصار الشيخ محمد نسيب الرفاعي . وهذا الكتاب مطبوع في أربعة مجلدات .
- مختصر تفسير ابن كثير . اختصار الشيخ محمد كريم سعيد راجح .
4 - لباب التفسير من ابن كثير . د/ عبدالله بن محمد آل الشيخ .
وأحسن هذه المختصرات وأصحها وأفضلها عمدة التفسير لأحمد شاكر فهو أقرب هذه المختصرات إلى روح تفسير ابن كثير ولفظه ومعناه إضافة إلى ما اشتمل عليه من تحقيقات وتخريجات جيدة .
ولكن يبقى الرجوع إلى اصل التفسير هو المفيد وأن لا يعول طالب العلم على شيء من هذه المختصرات .(1/1254)
وقد قرأنا هذا السفر العظيم على أحد طلبة العلم مدة من الزمن ، وكنت أقيد الفوائد التي أمر عليها على طرة الكتاب فأحببت أن أكتب هذه الفوائد في هذه الصفحة أسأل الله أن ينفع بها .
فَائِدَةٌ (1)
هل في الجنِ رسلٌ أم نُذُرٌ ؟
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في سورة الأحقاف (7/285) عند قول تعالى : " وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ " [ الأحقاف : 29 ] :
وَقَدْ اُسْتُدِلَّ بِهَذِهِ الْآيَة عَلَى أَنَّهُ فِي الْجِنّ نُذُر وَلَيْسَ فِيهِمْ رُسُل وَلَا شَكَّ أَنَّ الْجِنّ لَمْ يَبْعَث اللَّه تَعَالَى مِنْهُمْ رَسُولًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى " وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلك إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْل الْقُرَى " [ يوسف : 109 ] ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ" وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَك مِنْ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَام وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاق " [ الفرقان : 20 ] ، وَقَالَ عَنْ إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام " وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّته النُّبُوَّة وَالْكِتَاب " [ العنكبوت : 27 ] ، فَكُلّ نَبِيّ بَعَثَهُ اللَّه تَعَالَى بَعْد إِبْرَاهِيم فَمِنْ ذُرِّيَّته وَسُلَالَته فَأَمَّا قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْأَنْعَام " يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُل مِنْكُمْ " [ الأنعام : 130] ؛ فَالْمُرَاد مِنْ مَجْمُوع الْجِنْسَيْنِ فَيَصْدُق عَلَى أَحَدهمَا وَهُوَ الْإِنْس كَقَوْلِهِ " يَخْرُج مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ وَالْمَرْجَان " [ الرحمن : 22 ] أَيْ أَحَدهمَا .(1/1255)
ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى فَسَّرَ إِنْذَار الْجِنّ لِقَوْمِهِمْ فَقَالَ مُخْبِرًا عَنْهُمْ " قَالُوا يَا قَوْمنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْد مُوسَى " [ الأحقاف : 30 ] ، وَلَمْ يَذْكُرُوا عِيسَى لِأَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْإِنْجِيل فِيهِ مَوَاعِظ وَتَرْقِيقَات وَقَلِيل مِنْ التَّحْلِيل وَالتَّحْرِيم وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة كَالْمُتَمِّمِ لِشَرِيعَةِ التَّوْرَاة فَالْعُمْدَة هُوَ التَّوْرَاة فَلِهَذَا قَالُوا أُنْزِلَ مِنْ بَعْد مُوسَى وَهَكَذَا قَالَ وَرَقَة بْن نَوْفَل حِين أَخْبَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِصَّةِ نُزُول جِبْرِيل عَلَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَوَّل مَرَّة فَقَالَ بَخٍ بَخٍ هَذَا النَّامُوس الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى يَا لَيْتَنِي أَكُون فِيهَا جَذَعًا " .ا.هـ. كلامه
وهذه المسألة التي ذكرها ابن كثير فيها خلاف بين أهل العلم على ثلاثة أقوال :
القولُ الأولُ :
أن رسل الجن هم من البشر ولم يبعث إلى الجن رسول منهم وهو رأي الجمهور من العلماء واستدل الجمهور بالكتاب والسنة .
فمن الكتاب قوله تعالى : " يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُل مِنْكُمْ " [ الأنعام : 130] .
القولُ الثاني :
أنه ليس في الجن رسل ولكن منهم نذر عن الرسل وهو مروي عن ابن عباس ومجاهدوابن جريج وأبو عبيد .
وقد استدل الفريق الثاني بنفس أدلة الفريق الأول قالقولين معناهما واحد .
القولُ الثالثُ :
أنه قد بعث إلى الجن رسل منهم وهو رأي مقاتل والضحاك وابن حزم الأندلسي .
ولكل فريق أدلة يطول ذكرها في هذا المقام ولكن قول الجمهور هو الأقرب إلى الصواب والله أعلم .
تعقيبٌ للشيخِ الشنقيطي :(1/1256)
لقد تعقب الشيخ الشنقيطي في " أضواء البيان " (7/748) ابن كثير عند قوله : " يَخْرُج مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ وَالْمَرْجَان " أي : أحدهما . فقال الشيخ :
قوله تعالى : " يَخْرُج مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ وَالْمَرْجَان " .
اعلم أن جماعة من أهل العلم قالوا : إن المراد بقوله في هذه الآية يخرج منهما أي من مجموعهما الصادق بالبحر الملح ، وأن الآية من إطلاق المجموع وإرادة بعضه ، وأن اللؤلؤ والمرجان لا يخرجان من البحر الملح وحده دون العذب .
وهذا القول الذي قالوه في هذه الآية مع كثرتهم وجلالتهم لا شك في بطلانه ، لأن الله صرح بنقيضه في سورة فاطر ، ولا شك أن كل ما ناقض القرآن فهو باطل ، وذلك في قوله : " وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا " [ فاطر : 12 ]فالتنوين في قوله : " وَمِنْ كُلٍّ " تنوين عوض أي من كل واحد من العذب والملح تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وهي اللؤلؤ والمرجان وهذا مما لا نزاع فيه .
وقد أوضحنا هذا في سورة الأنعام في الكلام على قوله : " يا معشر الجن والأنس ألم يأتكم رسل منكم " ............ا.هـ.
وقد علق الشيخ عطية سالم بقوله : هذا الاستنتاج الذي توصل إليه فضيلة الوالد - رحمه الله - يعتبر فتحا لأنه توصل إليه استنتاجا فجاء الواقع يشهد بذلك وإن لم يطلع عليه - رحمه الله - .
وقال الشنقيطي أيضا في الأضواء (2/188) عند قوله تعالى : " يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُل مِنْكُمْ " [ الأنعام : 130] " :(1/1257)
قال بعض العلماء : المراد بالرسل من الجن نذرهم الذين يسمعون كلام الرسل ، فيبلغونه إلى قومهم ويشهد لهذا أن الله ذكر أنهم منذرين لقومهم في قوله : " وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ [ الأحقاف : 29 ] .
وقال بعض العلماء : " رُسُل مِنْكُمْ " أي من مجموعكم الصادق بخصوص الإنس : لأنه لا رسل من الجن ويستأنس لهذا القول بأن القرآن ربما أطلق فيه المجموع مرادا بعضه كقوله : " وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا " [ نوح : 17 ] ، وقوله : " فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا " [ الشمس : 14 ] مع أن العاقر واحد منهم ، كما بينه بقوله : " فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ " [ القمر : 29 ] .
واعلم أن ما ذكره الحافظ ابن كثير - رحمه الله - وغيره من أجلاء العلماء في تفسير هذه الآية من أن قوله : " يَخْرُج مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ وَالْمَرْجَان " [ الرحمن : 22 ] يراد به البحر الملح خاصة دون العذب غلط كبير ، لا يجوز القول به . لأنه مخالف مخالفة صريحة لكلام الله تعالى ، لأن الله ذكر البحرين الملح والعذب بقوله : " وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ " [ فاطر : 12 ] ، ثم صرح باستخراج اللؤلؤ والمرجان منهما جميعا بقوله : " وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا " ، والحلية المذكورة هي اللؤلؤ والمرجان ، فقصره على الملح مناقض للآية صريحا كما ترى .ا.هـ.
ومع فائدة أخرى إن شاء الله .
رابط الموضوع
كتبه عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com
---
(1/1258)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من ربى الشيخ السعدي رحمه الله ؟
---
من ربى الشيخ السعدي رحمه الله ؟
---
علي الوشاحي
04-17-2006, 09:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام
في الفصل الماضي كانت لدينا مادة مناهج المفسرين
وتعرفنا على كثير من المناهج
ولكن عندما جئنا إلى الحديث عن منهج الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
بدأنا الحديث في حياته وسيرته
فأفادنا شيخنا الفاضل الأستاذ الكتور عيادة الكبيسي
بأن الشيخ السعدي قد توفيت أمه وعمره أربع سنين وتوفي أبوه وعمره سبع سنين
وكان من قام على تربيته زوجة أبيه
حيث اعتنت به عناية فائقة ووجهته إلى طلب العلم
وعندما سألنا الشيخ عن مصدر هذه المعلومة قال بأنه قرأها في مقالات للشيخ السباعي بعنوان ( حضارتنا وحضارتهم ) في إحدى المجلات العلمية .
السؤال / هل هناك من إخواننا من يفيدنا عن هذا الموضوع ، ومصادره في ذلك .
وفقكم رب البرية لما يحب ويرضى .
---
يسرى خلف
04-18-2006, 02:03 PM
جزاك الله خيرا أخي
وما دام الإختيار قائم على أساس الدين فلا عجب
والله أسأل أن يسكنها فسيح جناته من أخرجت لنا هذا العالم الجليل
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2006, 02:27 PM
ترجمة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله موجودة في كثير من كتب التراجم المعاصرة ، مثل كتاب البسام (علماء نجد) ، وغيره. كما يوجد ترجمة للشيخ في كثير من المواقع . ومنها :
- ترجمة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (http://saaid.net/Warathah/1/sadi.htm) .
---
(1/1259)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفيدونا ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )
---
أفيدونا ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )
---
ناصر الغامدي
10-20-2006, 04:07 AM
سؤالي على هذه الآية رعاكم الله
هل المقصود بها : إنما العلماء هم الذين يخشون الله تعالى ؟
ثم هل إنما هنا تدل على الحصر ؟
ثم هل المراد من الآية : المعنى الحقيقي للعلم هو خوف الله تعالى ؟
جزاكم الله خيرا
---
مروان الظفيري
10-20-2006, 02:01 PM
قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر/28 .
فالفاعل هنا : (العلماءُ) فهم أهل الخشية والخوف من الله .
واسم الجلالة (الله) : مفعول مقدم .
وفائدة تقديم المفعول هنا : حصر الفاعلية ، أي أن الله تعالى لا يخشاه إلا العلماءُ ، ولو قُدم الفاعل لاختلف المعنى ولصار : لا يخشى العلماءُ إلا اللهَ ، وهذا غير صحيح فقد وُجد من العلماء من يخشون غير الله .
ولهذا قال شيخ الإسلام عن الآية :
" وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ . وَهُوَ حَقٌّ ، وَلا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ عَالِمٍ يَخْشَاهُ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (7/539) .
وانظر : "تفسير البيضاوي" (4/418) ، و "فتح القدير" (4/494) .
وأفادت الآية الكريمة أن العلماء هم أهل الخشية ، وأن من لم يخف من ربه فليس بعالم .
قال ابن كثير رحمه الله :
" إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به ، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم والعلم به أكمل ، كانت الخشية له أعظم وأكثر .(1/1260)
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) قال : الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير... وقال سعيد بن جبير : الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل . وقال الحسن البصري : العالم من خشي الرحمن بالغيب ، ورغب فيما رغب الله فيه ، وزهد فيما سخط الله فيه ، ثم تلا الحسن : (إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ليس العلم عن كثرة الحديث ، ولكن العلم عن كثرة الخشية . . .
وقال سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن رجل قال : كان يقال العلماء ثلاثة : عالم بالله عالم بأمر الله ، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله ، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله . فالعالم بالله وبأمر الله : الذي يخشى الله تعالى ويعلم الحدود والفرائض ، والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله : الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض . والعالم بأمر الله ليس العالم بالله : الذي يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله عز وجل " انتهى من تفسير ابن كثير (4/729) باختصار .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (17/21) :
" قوله تعالى : ( إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لا يَخْشَاهُ إلا عَالِمٌ ; فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ كَمَا قَالَ فِي الآيَةِ الأُخْرَى : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) الزمر/9 " انتهى .
وقال السعدي رحمه الله :(1/1261)
" فكل مَنْ كان بالله أعلم ، كان أكثر له خشية ، وأوجبت له خشية الله الانكفاف عن المعاصي ، والاستعداد للقاء مَنْ يخشاه ، وهذا دليل على فضل العلم ، فإنه داعٍ إلى خشية الله ، وأهل خشيته هم أهل كرامته ، كما قال تعالى : ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) البينة/8 " انتهى .
والحاصل : أن الفاعل في الآية هم العلماء .
ومعنى الآية : أن الله تعالى لا يخشاه أحدٌ إلا العلماءُ ، وهم الذين يعرفون قدرته وسلطانه .
وليس معنى الآية أن الله تعالى هو الذي يخشى العلماء ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .
والله أعلم .
(الإسلام سؤال وجواب)
---
أبو فهر السلفي
10-21-2006, 04:58 AM
للعلامة ابن رجب الحنبلي رسالة بعنوان: (( الكلام على قوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء))...
أفاض فيها محرراً قضية إنما وإفادتها في سياق الآيات ثم عرج على الخشية ومعناها...وقد طبعت مفردة وفي مجموع رسائله....
---
مروان الظفيري
10-21-2006, 11:38 AM
ما معنى قول الحق سبحانه: “إنما يخشى الله من عباده العلماء” !!!؟
- يقول الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر:
هذه الجملة فقرة من آية سبقتها آية أخرى تتحدث عن عجيب صنع الله في السماوات والأرض، من إنزال المطر من السماء وإخراج النبات المختلف الألوان، وطبقات الأرض بألوانها ومعادنها وأحجارها واختلاف الناس والحيوانات في الأحجام والألوان والاستعدادات وغيرها.
والذين ينظرون في هذه العجائب نظرة تأمل هم العلماء من رجال الفلك والطبيعة والكيمياء والنبات والجيولوجيا والأطباء والمؤرخين وعلماء الحياة بوجه عام.(1/1262)
ولذلك إذا كانوا منصفين انتهوا إلى الإيمان بالله، وإذا كانوا مؤمنين زاد إيمانهم عمقا ورسوخا، لذلك يخشون الله أن يخالفوه فيعاقبهم، فإن الخشية لا تكون إلا ممن له هيبة وعظمة وقدرة، والعلماء هم الذين أدركوا عظمة الله عن طريق تخصصاتهم المختلفة، ولذلك يخشونه، ومن هنا أمر الله بالنظر في الكون والتدبر والتفكر.
هذا والقراءة الصحيحة للآية بنصب لفظ الجلالة: “الله” ورفع لفظ العلماء فالعلماء هم الذين يخشون الله، أما ما يقرؤه البعض من رفع اسم الجلالة ونصب لفظ العلماء فيجعلهم يستغربون كيف يخشى الله من العلماء، ويخاف منهم، والأمر ليس كذلك ولا داعي للتأويل لصحة هذا النطق والله أعلم.
---
(1/1263)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أين أجد بحث المذهب السلفي في النحو واللغة -مجلة مؤتة ؟؟
---
أين أجد بحث المذهب السلفي في النحو واللغة -مجلة مؤتة ؟؟
---
أبو المعتز القرشي
03-11-2007, 08:02 PM
كتب عبد الفتاح الحموز مقالاً في مجلة مؤتة للبحوث والدراسات الصادرة من جامعة مؤتة بالأردن في مجلد 1 عدد حزيران 1986 لعنوان ( المذهب السلفي : ابن تيمية وابن القيم في النحو واللغة .
فأين أجد هذا البحث ؟
علماً أني حاولت فتح موقع المجلة فلم يتيسر لي !
---
جمال أبو حسان
03-12-2007, 10:19 AM
سابحث لكم عنه ثم اصوره فالرجاء التكرم باعلامي بكيفية ارساله اليكم
---
أبو المعتز القرشي
03-12-2007, 07:56 PM
جزاكم الله خيرا . إن أمكن أخذ صورة له بالماسح الضوئي وارسالها كملف بالبريد الإلكتروني ، وإلا فسارسل لكم عنواني على الخاص ويرسل عليه . واشكر لكم حسن تعاونكم يا دكتور جمال .
---
جمال أبو حسان
03-13-2007, 09:52 AM
كلفت طالبا يبحث عنه في مكتبة جامعة مؤته وسياتي الينا يوم الخميس بحول الله وساتدبر الامر ان شاء الله
---
عبدالعزيز الجهني
03-18-2007, 01:03 AM
أخي أبا المعتز , سلام الله عليك ورحمته وبركاته ,البحث الذي تسأل عنه موجود في مجلة الحكمة العدد الرابع عشر شوال 1418 أتمنى لك التوفيق والسداد ونفعك الله به.
---
أبو المعتز القرشي
03-18-2007, 05:18 PM
لقد تكرم علي د. جمال أبو حسان وأرسل لي البحث فجزاه الله خيرا
أخي عبد العزيز الجهني جزاك الله خيرا
---
جمال أبو حسان
03-19-2007, 10:32 AM(1/1264)
كنت قد كتبت بحثا بعنوان موازنة بين كتاب بدائع الفوائد لابن القيم وكتاب نتائج الفكر في النحو للسهيلي فوجدت ان ابن القيم رحمه الله قد استبطن معظم كتاب السهيلي في كتابه وبعد ان اقر البحث للنشر اطلعت على هذا البحث المشار اليه بعنوان المذهب السلفي في النحو فقراته ووجدت اخلاص صاحبه فيه غير انني وجدت فيه شيئا لا يجوزالسكوت عليه وهو نسبة بعض اراء السهيلي لابن القيم وشيخه ابن تيمية رحمهما الله صراحة في هذا البحث فاتبعت بحثي بعدة ملاحظات هذا ملخصها:
1- ما عزاه الباحث الفاضل لابن القيم من ان احرف العطف لايجوز اضمارها ، وما ذكره له ِمن الادلة هو كله كلام السهيلي الذي لم يلتفت اليه الباحث الفاضل.
2- ما عزاه الباحث الفاضل لابن تيمية وابن القيم من المسالة حول زيادة( اسم ) من قوله تعالى ( سبح اسم ربك الاعلى) هو ملخص من كلام السهيلي وليس للشيخين.
3- ما عزاه الدكتور الفاضل لابن القيم من القول بعدم لزوم شرط الاشتقاق في الحال وما ذكره له من الادلة هو نفس كلام السهيلي ويكاد يكون حرفيا.
4- ما عزاه الفاضل لابن القيم من ان (كل ) اذا اضيفت لفظا وجب الاخبار عنا بمفرد وما ذكره من الادلة هو نفس كلام السهيلي.
5- ما عزاه الفاضل لابن القيم من ان الالف واللام اذا دخلت على اسم موصوف دلت على انه احق بالصفة من غيره وما ذكر له من الشواهد هو نص كلام السهيلي.
6- ما عزاه الفاضل لابن القيم من ان ( ما ) في قوله تعالى ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )وغيرها من الامثلة ان ( ما ) فيها مهيئة ما قبلها للدخول على ما بعدها هو نص كلام السهيلي بحروفه.
7- ما عزاه الفاضل لابن القيم من ان العرب تعبر بالفعل احيانا عن ابتداء الشروع واحيانا عن انتهائه وما ذكره له من الامثلة هو نص كلام السهيلي.
8- ما عزاه للمدرسة السلفية من ان العامل في المعطوف اغنى عنه حرف العطف هو بعينه كلام السهيلي.(1/1265)
9- ما عزاه الفاضل للمدرسة السلفية من ان (كأن ) تعمل في الظرف لان فيها معنى التشبيه هو راي السهيلي.
10- ما عزاه الفاضل لابن القيم من انه لا يجوز ان تعمل معاني حروف المعاني ( النداء والتنبيه والاستفهام) الا كأن . هذا هو مذهب السهيلي.
11- ما عزاه الفاضل لابن القيم وانه سابق بهذا القول من ان ( كل ) اذا قطعت عن الاضافة يكون لها الصدر وانها اذا اضيفت وجب الاخبار عنها بمفرد هو مذهب السهيلي بقضه وقضيضه.
هذه بعض الملحوظات على هذا البحث وانا لم اتتبع الكاتب في كل ما كتب فليس هذا لي بغرض
والله تعالى المستعان
---
عبدالعزيز العمري
03-23-2007, 02:48 AM
بارك الله فيكم ، ونفع بكم.
---
الجكني
03-23-2007, 04:00 AM
وما رأي الأخوة الكرام بهذا المصطلح الجديد "المذهب السلفي في النحو واللغة " 0
---
(1/1266)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استشارة حول كتاب ( متن التفسير ) لمساعد الطيار
---
استشارة حول كتاب ( متن التفسير ) لمساعد الطيار
---
صالح الغامدي
04-12-2004, 03:26 PM
مارأيكم في حفظ كتاب متن التفسير للشيخ مساعد الطيار؟
---
أبو صفوت
04-13-2004, 12:44 PM
ما هو موضوع هذا المتن وهل من تعريف به
---
صالح الغامدي
04-13-2004, 03:19 PM
هذا المتن مثله مثل أي متن في العلوم الأخرى وهو وضع لكي يسهل حفظه وفهمه والمتن في جزء عم
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2004, 06:17 AM
أخي الكريم صالح وفقه الله
إن استطعت أن تحفظه فتوكل على الله فهو متن ثمين أسأل الله لك التوفيق.
---
أبو صفوت
04-14-2004, 06:56 AM
ما اسم المتن وهل يمكنكم وضعه على الملتقى خاصة أننا لا نستطيع الحصول عليه لبعدنا عن المملكة
---
أبو صفوت
07-26-2004, 06:42 PM
للرفع
---
(1/1267)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الآن المكتبة الالكترونية العالمية وغيرها من مواقع المكتبات
---
الآن المكتبة الالكترونية العالمية وغيرها من مواقع المكتبات
---
سلسبيل
06-18-2006, 02:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكتبة الإلكترونية العالمية
http://www.islamhouse.com/library/index.php?page=0
مواقع مكتبات ودور نشر
http://www.heartsactions.com/lab.htm
مكتبة مشكاة
http://www.almeshkat.net/books/index.php
مكتبة صيد الفوائد
http://saaid.net/book/index.php
الدرر السنية
http://dorar.net/book_list_1.asp?book_type=2
مكتبة موقع الإسلام
http://www.al-islam.com/arb/#
خيمة تلاخيص دروس الأكاديمية الإسلامية المفتوحه
http://www.khayma.com/talkhees/term01/index.htm
مكتبة المصطفى الألكترونية
www.al-mostafa.com
جامع الفقه الاسلامي:
http://feqh.al-islam.com/books.asp
المكتبة الاسلامية موقع الايمان
http://www.al-eman.com/Islamlib/
أكبر موسوعه للكتب الإسلامية على الشبكة
http://www.almaktba.com/
المكتبة العلمية
http://www.3llm.com/main/download.php?&
الوراق:
http://www.alwaraq.com/
الشبكة الاسلامية:
http://islamweb.net/library/
الشبكة الاسلامية: مشروع المكتبة الالكترونية
http://www.ulamah.com/
ركن الكتب الاسلامية:
http://kotob.hypermart.net/
مكتبة المنشاوي:
http://www.minshawi.com/Books.htm
الموسوعة العلمية
http://www.khayma.com/ibnkather/islamic%20study.htm
مراجع عن الآداب والسلوك
http://www.heartsactions.com/ref/bb.htm
كتب ورسائل ومقالات مفيده
http://www.albr.org/books/
رسائل للشيخ ناصر العمر
http://www.almoslim.net/admin_prod/books_list_main.cfm?catid=43
---
سلسبيل
06-18-2006, 02:25 PM
مواقع تهتم بالقرآن الكريم وعلومه(1/1268)
-موقع فيه خدمات كثيره متعلقه بالقرآن الكريم ( بحث ، حفظ ، وغيره )
http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=001
http://www2.muslim-web.com/
www.muslim-web.com
محرك اسلامى للقران الكريم والسنة النبوية الشريفة ..... عنوان الموقع
http://www.alawfa.com/
موقع د. يحي الغوثاني ( للبحوث والدراسات القرآنية )
http://www.yah27.com/vb/index.php
وموقع
http://www.alqur-an.com/
موقع القرآن الكريم
http://www.quransite.com/
موقع مجمع طباعة المصحف الشريف حيث يحوي العديد من كتب التفسير
http://www.qurancomplex.com
الشبكة الإسلامية / القرآن الكريم
http://www.islamweb.net/ver2/archive...ng=A&vPart=161
موقع قاف لخدمة القرآن الكريم
http://www.qaaaf.org/Gn/
القرآن الكريم
http://quran.al-islam.com/arb/
http://quran.muslim-web.com/
علوم القرآن الكريم
http://qurankareem.info/
قرآن اون لاين
http://www.quranonline.us/
طريق القرآن
http://www.quranway.net/
معجم كلمات القرآن الكريم
http://www.al-mishkat.com/words/
فهرس مواضيع القرآن الكريم
http://www.alnoor.info/Quran/
مشكل اعراب القرآن الكريم
http://www.qurancomplex.com/earab.asp
كيف تتأثر بالقرآن الكريم وتحفظه
http://gesah.net/quran/
موقع تحفيظ
http://www.thfeed.com/
مزامير آل داوود
http://www.mazameer.com/
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php
موقع قرآء القرآن الكريم
http://www.qquran.org/qu.php
---
(1/1269)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > في المعاجم: ما السبيل إلى معرفة أصل الكلمة؟
---
في المعاجم: ما السبيل إلى معرفة أصل الكلمة؟
---
أبو بيان
06-04-2005, 12:17 PM
من خلال تعاملي مع معاجم اللغة المختلفة, واجهتني مسألة تعارضت فيها أقوال أهل اللغة وآرائهم,
وذلك عند تحقيقهم لأصل الكلمة, فتجد تعارضاً بين نقلة اللغة وعلمائها في بيان الأصل في غيرما موضع,
وسؤالي هنا:
ما السبيل إلى معرفة الأصل اللغوي للفظة ما؟ وخاصة عند اختلاف اللغويين في ذلك.
بارك الله فيكم.
---
أبو بيان
06-04-2005, 12:18 PM
لزيادة الإيضاح أضع هذا المثال:
* مادَّة (حَفَدَ):
قال أبو عبيد القاسم بن سلام:
(أصلُ الحَفدِ: الخدمة والعمل)[تهذيب اللغة 4/247],
وقال ابن قتيبة:
(أصل الحَفدِ: مُداركَة الخَطوِ, والإسراع في المشي)[غريب القرآن ص:209].
فأيُّهُما أصح؟
وكيف يصل الدارس لأصل الكلمة كما وصلوا؟
وهل لهم نهج مسلوك في ذلك؟
وهل فيه توسُّعٌ في التطبيق, وتعبير بما يُقارب اللفظ ويتعلق به؟
---
مساعد الطيار
06-06-2005, 08:10 AM
أخي أبا بيان
الموضوع الذي طرقته مهم للغاية ، وله ارتباط كبير بتفسير ألفاظ القرآن وبيان المعاني اللغوية للفظة ، وأصل اللفظة قد يكون لائحًا للناظر ، ولا يحتاج أدنى تامُّل ، وقد يكون خافيًا ، وذلك في أكثر الأصول اللغوية للألفاظ .
ولا يخفى على مثلك أنه قد يكون للفظة أكثر من أصل ، كما هو ظاهر من كتاب مقاييس اللغة لابن فارس .
والذي يظهر من هذا البحث ( أصل اللفظة ) أنه بحث عقلي اجتهادي مبني على استقراء موارد اللفظة في كلام العرب ، وهذا هو السبب في اختلافهم في أصول بعض الألفاظ ، إذ يختلف النظر من عالم لآخر .(1/1270)
ولو وازنت أصول المفردات القرآنية بين ابن فارس من خلال مقاييس اللغة والراغب من خلال مفرداته ، فإنك ستجد اختلافهم في أصل الكلمة في عدد من الكلمات لا بأس به ، وهو موضوع صالح للدراسة .
ولا أظن أن مثل هذا الموضوع قد خلت منه المكتبة العربية ، وإن كان ، فإنه موضوع جدير بالكتابة والتحليل .
---
سلطان الدين
06-08-2005, 11:37 AM
ألم تتطرق له - أنت ياشيخ مساعد - في كتابك التفسير اللغوي ؟
---
(1/1271)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سائلكم عن كتاب اصول في التفسير للشيخ مساعد الطيار -حفظه الله -
---
سائلكم عن كتاب اصول في التفسير للشيخ مساعد الطيار -حفظه الله -
---
طلال العولقي
04-09-2005, 03:54 AM
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم يا قوم ? اسال الله ان تكونوا بخير
سائلكم عن كتاب اصول في التفسير للشيخ مساعد الطيار واصله مذكرة للطلبة في كلية المعلمين واذكر ان الكتاب كان موجودا في مكتبكم فما باله اختفى?
هذا فيما اذكره والله المستعان
بانتظاركم ردكم يا اخوتي الكرام
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2005, 01:23 PM
حياكم الله أخي طلال ، ومرحباً بكم مرة أخرى.
الكتاب ليس في مكتبة الشبكة ، وإنما كتب أخرى للدكتور مساعد الطيار . ولعله إن شاء الله إن كان متوفراً لديه على هيئة الكترونية أن يهديه لمكتبة الشبكة وفقه الله .
---
(1/1272)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حمل دورة أسرار البريد الالكتورني المجاني من إعداد المهندس علي الحميد
---
حمل دورة أسرار البريد الالكتورني المجاني من إعداد المهندس علي الحميد
---
الماوردي
01-03-2007, 02:34 PM
هذه عروض باوربوينت لدورة تدريبية عن البريد المجاني - الهتميل ، الياهو، وغيرها، نظمتها لجنة الإصلاح الأسري في محافظة عنيزة وقد ألقاها أخونا العزيز المهندس علي بن أحمد الحميد
http://www.sssih.com/m1.ppt
http://www.sssih.com/m2.ppt
والحقوق متاحة لجميع المسلمين
لجنة الإصلاح الأسري في محافظة عنيزة
جوال: 0553634050
رقم الهاتف: 063634050
رقم الفاكس: 063649970 تحويلة: 107
e-mail: eslah4050@msn.com
______
---
(1/1273)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحاجة إلى التفسير
---
الحاجة إلى التفسير
---
أحمد بزوي الضاوي
08-02-2006, 04:26 AM
إن مشروعية التساؤل عن مدى حاجتنا للتفسير تنطلق من كوننا نجد بعض الآيات القرآنية تشير إشارة واضحة إلى أن القرآن الكريم واضح الأهداف ، بين الغايات، لا من قبيل الطلاسم والمعميات ، فهو الوضوح، والنور والهدى . ولكننا عندما نلقي نظرة عما خلفه لنا الرهط المؤمن من علماء الأمة في مجال التفسير نذهل لعظمة هذا التراث. فما السر إذن في تعاطي المسلمين لهذا العلم الشريف رغم أن القرآن يصرح بأنه واضح ليس بعده بيان، وميسر ليس بعده يسر، يقول تعالى : {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} سورة القمر ، الآية 17.
ويمكننا أن نحدد الأسباب التي جعلت من التفسير ضرورة ملحة لفهم القرآن الكريم الذي هو مناط العلوم الشرعية في أربع نقط أساسية :
1- تدبر القرآن وفهمه واجب شرعي على كل مسلم ومسلمة، ونتبين ذلك من قوله تعالى : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ، وليتذكر أولو الألباب}.
وقوله تعالى : {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} .
وقوله عز وجل : {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر}.(1/1274)
2- كان الدين واضحا في ذهن المسلمين ، وبسبب عوامل سياسية معروفة لدينا نشأت فرق مبتدعة من شيعة وخوارج ومرجئة وقدرية وجبرية وغيرها مما جعلها تتجرأ على القرآن وتستمد منه شرعيتها . كما أن الدخلاء على الإسلام من أصحاب الثقافات المشرقية أو اليونانية كانوا وراء التفسير المغرض والتأويل الفاسد لآي الذكر الحكيم . وفي ذلك يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : " إن السلف كان اعتصامهم بالقرآن والإيمان، فلما حدث في الأمة ما حدث من التفرق والاختلاف صار أهل التفرق، والإختلاف شيعا، صار هؤلاء عمدتهم في الباطن ليست على القرآن والإيمان، ولكن على أصول ابتدعها شيوخهم، عليها يعتمدون في التوحيد والصفات والقدر، والإيمان بالرسول وغير ذلك، ثم ما ظنوا أنه يوافقها من القرآن احتجوا به، وما خالفها تأولوه. فلهذا نجدهم إذا احتجوا بالقرآن والحديث لم يعتنوا بتحرير دلالتهما ولم يستقصوا ما في القرآن من ذلك المعنى، إذ كان اعتمادهم في نفس الأمر على ذلك، والآيات التي تخالفهم يشرعون في تأويلها بشروع من قصد ردها كيف أمكن، ليس مقصوده أن يفهم مراد الرسول ، بل أن يدفع منازعه عن الإحتجاج بها".
كل ذلك جعل علماء الأمة الغيورين يتصدون لهذه التيارات المناوئة وذلك بتفسيرهم للقرآن الكريم تفسيرا يكشف في وضوح كليات العقيدة الإسلامية ويبين للناس طريق الهدى وسبل الرشاد.
3- إن الحياة دائمة التطور في كافة المجالات، علميا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، مما يحتم علينا الرجوع إلى القرآن الكريم نتلمس فيه القول الفصل في هذه الأمور التي استجدت .(1/1275)
وفضلا عن ذلك فإن القرآن الكريم قد ضمنه الله سبحانه وتعالى علوم الدين والدنيا "وما يتصل بهما من المعارف ما تتفاوت في إدراكه عقول الناس وما لا يزال الزمن والبحث يكشف عن درره وجواهره، ويبين غرائبه وعجائبه {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق. أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} سورة فصلت : الآية 53..
4- تفشي اللحن وانتشار العامية بالبعد عن الفصحى، جعل من التفسير ضرورة ملحة لفهم القرآن الكريم الذي هو منهاج المسلم في حياته . فلا يمكن أن يتبعه ويحكمه في حياته مالم يتفهمه وما لم يتضح في ذهنه. وبعد ذلك تأتي عملية التدبر المفضية إلى العمل والإتباع .
وللإمام السيوطي قول في هذا المعنى يبين فيه أسباب احتياج المسلمين إلى التفسير ، يقول رحمه الله :"وأما وجه الحاجة إليه فقال بعضهم : أعلم أن من المعلوم أن الله إنما خاطب خلقه بما يفهمونه . ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه. أنزل كتابه على لغتهم، وإنما احتيج إلى التفسير لما سيذكر بعد تقرير قاعدة وهي أن كل من وضع من البشر كتابا فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح، وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة :
أ- كمال فضيلة المصنف . فإنه لقوته العلمية يجمع المعاني الدقيقة في اللفظ الوجيز ، فربما عسر فهم مراده فقصد بالشرح ظهور تلك المعاني الخفية ، ومنهنا كان شرح بعض الأئمة تصنيفه أدل على المراد من شرح غيره له .
ب- إغفاله بعض تتمات المسألة أو شروط لها اعتمادا على وضوحها أو لأنها من علم آخر فيحتاج لبيان المحذوف ومراتبه .
ح- احتمال اللفظ لمعان كما في المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام. فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه، وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو عنه بشر من السهو والغلط أو تكرار الشيء أوحذف المبهم وغير ذلك، فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك .(1/1276)
إذا تقرر هذا نقول : إن القرآن إنما نزل بلسان عربي في زمن أفصح العرب وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه، أما دقائق باطنه فإنما كان يظهر لهم بعد البحث والنظر مع سؤالهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأكثر كسؤالهم لما نزل قوله تعالى :{ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}. قالوا: وأينا لم يظلم نفسه؟ ففسره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالشرك، واستدل عليه بقوله تعالى : { إن الشرك لظلم عظيم }... وغير ذلك مما سألوا عن آحاد منه. ونحن محتاجون إلى ما كانوا يحتاجون إليه وزيادة على ذلك مما لم يحتاجوا إليه من أحكام الظواهر لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم فنحن أشد الناس احتياجا إلى التفسير".
من كل ما سبق يتبين لنا أن تفسير القرآن الكريم ضرورة يفرضها الأمر بالتدبر والتذكر والإعتبار ومعرفة شرع الله كمنطلق أساسي لتحكيمه في واقعنا كما يفرضه جهلنا بعلوم اللغة وعلوم القرآن، وأخيرا تفرضه ظروف المواجهة والتحدي .
---
(1/1277)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شرح بلوغ المرام لسماحة الشيخ بن باز باب الوضوء
---
شرح بلوغ المرام لسماحة الشيخ بن باز باب الوضوء
---
إمداد
11-27-2004, 02:35 PM
باب الوضوء
كان ينبغي أن يفتتح هذا الباب بحديث (( لا تقبل صلاة بلا طهور ولا صدقة من غلول )) أخرجه مسلم
وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ )) متفق عليه . فكان من اللائق أن يذكرهما هنا لآن هذين الحديثين من أصح ما ورد في هذا الباب
الحديث السادس والثلاثون : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء )) أخرجه مالك و احمد و النسائي وصححه ابن خزيمة وذكره البخاري تعليقا
ش / هؤلاء الأئمة معروفون تقدمت ترجمتهم .
الإمام مالك الإمام المعروف إمام أهل السنة في زمانه وكان في المدينة المنورة وهو أحد الأئمة الأربعة المشهورين وكانت سنة وفاته 179 هـ
وأحمد معروف الإمام أحمد بن محمد بن حنبل أحد الأئمة الأربعة وتلميذ الشافعي كان معروفا بالإمامة ونشر السنة وقمع البدعة كان مولده 164 هـ وكانت وفاته سنة 241 هـ
والنسائي معروف صاحب السنن هو أبو عبد الرحمن عمرو بن شعيب ..
وكانت مولده سنة 215 هـ وكانت وفاته سنة ( 303 ) هـ وهو من أعيان القرن الثالث وأدرك شيئا من القرن الرابع وهو آخر الأئمة الستة موتاً .
وأولهم موتا البخاري 256 وآخر هم موتا النسائي .
وابن خزيمة معروف أبو بكر محمد ابن إسحاق ويلقب بإمام الأئمة وله مؤلفات كثيرة منها الصحيح وكتاب التوحيد كان مولده سنة 223 أو 224 وكانت وفاته سنة310أو 311 هـ .
هذا الحديث حديث جيد صحيح وعلقه البخاري رحمه الله في الصحيح(1/1278)
(( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك )) يعني أمر إيجاب هو الذي انتفى لأجل المشقة وأما الاستحباب فهو موجود مأمور به استحبابا . لأن المستحب لا يشق لأنه إن استطاع فعله وإلا تركه فلا يشق
وإنما الذي يشق أمر الإيجاب الذي لا بد من فعله وإلا يأثم
هذا هو الذي انتفى لأجل المشقة (( لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك)) أمر إيجاب ولكن هذا انتفى ولكن أمر الاستحباب باقي فيستحب السواك عند كل وضوء لأنه من باب النظافة للفم وتطييب النكهة .
وثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب )) أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما بسند صحيح .وهذا يدل على فضل السواك
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستاك عند الصلاة أيضا في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال (( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة )) أخرجه مسلم . وفي البخاري (( عند كل صلاة )) .
هذا يدل على أنه كان صلى الله عليه وسلم يستاك عند الصلاة لكنه مستحب وليس بواجب .
وكذلك يستحب السواك إذا انتبه من النوم لحديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك .
وكذلك يستاك عند دخول المنزل لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته يبدأ بالسواك . رواه مسلم
فالسواك مستحب في هذه المواضع لهذه الرواية عند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل وإذا انتبه من النوم وعند دخول المنزل وهكذا في كل مكان يتغير فيه الفم فيستحب له ويتأكد استعماله لأنه يطيب النكهة وينظف الأسنان ويزيل النعاس ويعين على الخير فالسواك فيه فوائد كثيرة .
وأحسن ذلك ما كان من الأراك وهكذا ما يقوم مقامه مما له القوة على التنظيف من غير جرح .(1/1279)
الحديث السابع والثلاثون : عن حمران مولى عثمان أن عثمان رضي الله عنه دعا بوضوء فغسل كفيه ثلاث مرات ، ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم اليسرى مثل ذلك ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا . متفق عليه .
وحديث عثمان رضي الله عنه فيه الدلالة على صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان يبدأ بغسل كفيه ثلاث مرات وهكذا السنة بعد نية الوضوء يسمي الله للحديث الذي سيأتي في آخر الباب((لاوضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه )
فالسنة أن يسمى الله جل وعلا وإن كان الحديث فيه ضعف ولكن بمجموع الروايات يؤخذ منه أن لهذا الحديث أصلا ولهذا قال مجموعة من الحفاظ بمجموعها يكون الحديث حسنا . كالقاعدة في مثل هذا؛ فالمقصود أنه يستحب التسمية في أول الوضوء مع النية
ثم يغسل كفيه ثلاث مرات لدلالة حديث عثمان وما جاء في معناه ثم يبدأ في الوضوء يتمضمض ويستنشق ثلاث مرات بثلاث غرفات وإن تمضمض مرة واحدة بغرفة واحدة كفى وإن فصلها في عدة غرفات جاز ذلك
ولكن أفضلها أن تكون ثلاثا بثلاث غرفات ـ وإن جعل الثلاثة بغرفة واحدة أجزأ .
ثم يغسل وجهه ثلاثا ويجزئ واحدة كما هو معروف لأن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة وتوضأ مرتين مرتين و توضأ ثلاثا ثلاثا كل هذا ثابت عنه عليه الصلاة والسلام .
فدل ذلك على أنه يجزئ واحدة . والأفضل اثنتان والكمال ثلاثا ثلاثا
ثم غسل يده اليمنى ثلاثا إلى المرفق ، والمرفق داخل في الغسل فإلى بمعنى (( مع )) في الآية الكريمة والأحاديث .
لأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه كان إذا توضأ وغسل يديه أشرع في العضد .
وإذا غسل رجليه أشرع في الساق
فدل ذلك على أن الكعب في الرجل والمرفق في اليد داخل في الوضوء . فإلى بمعنى (( مع ))(1/1280)
ثم مسح رأسه )) وجاء في أحاديث أخرى وستأتي0
ثم غسل رجليه ثلاثا إذا كان لابسا النعلين .
ثم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ))
وفي رواية أخرى في الصحيحين ثم قال : من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه ))
فهذا يدل على فضل الوضوء وأن من فعله وصلى بعده ركعتين غفرالله له. فالوضوء من أسباب المغفرة نفسه وإذا صلى بعده ركعتين فهذا سبب ثاني . فالمتوضئ إذا توضأ كما أمر الله ثم صلى ركعتين فقد أتى بسببين للمغفرة أو لهما الوضوء فهو من أسباب المغفرة فإن الوضوء يحت الذنوب ، والصلاة بعده إذا أخلصها لله وأحضر فيها قلبه من أسباب المغفرة أيضا .
ففي الحديث فوائد جمّة :
أولها : معرفة صفة وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو الوضوء الكامل .
وله وضوءان آخران أو ثلاثة .
توضأ مرة مرة ، وتوضأ مرتين مرتين ، وتوضأ مختلفا بعض الأعضاء مرتين وبعضها أكثر ثلاثا .
فالصفات : واحدة واحدة ، اثنتين اثنتين ، التفرقة بين الأعضاء بعضها كذا وبعضها كذا.. كلها جائزة وأكملها وأفضلها ثلاثا ثلاثا ماعدا مسح الرأس فواحدة .
# وفيه من الفوائد فضل الصحابة ومنهم عثمان رضي الله عنه فقد نقلوا للناس أحواله صلى الله عليه وسلم ووضوءه وأخلاقه وسيرته . فجزاهم الله خيرا وضاعف مثوبتهم
وفيه فضل عثمان رضي الله عنه فمع كونه خليفة المسلمين مشغول بالمهام العظيمة ومع هذا كان يتوضأ للناس ويعلمهم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم حتى يأخذوه عنه واضحا بينا .
وفيه من الفوائد : ترتيب الوضوء هكذا يكون مرتبا،
أو لا: غسل الكفين ثم المضمضة والاستنشاق ثم غسل الوجه ثم اليدين ثم مسح الرأس ثم غسل الرجلين .
والترتيب واجب في أصح قولي العلماء فلابد من الترتيب لقوله صلى الله عليه وسلم (( ابدأوا بما بدأ الله به )) فنفعل كما فعل النبي .(1/1281)
وفيه أنه لابد من الموالاة إذا توضأ توضأ جميعا لا يتوضأ ثم يترك ثم يتوضأ البقية بل يتوضأ جميعا يوالي بين أعضائه فالموالاة شرط لابد منه لا بد أن يكون الوضوء متواليا
# وفيه من الفوائد شرعية تعليم الناس وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي لأهل العلم أن يعلموا الناس الوضوء بالفعل لأن بعض الناس قد لا يفهم بالقول لكن إذا توضأت عندهم أمام المسجد أو في الصحراء إذا كنت في السفر حتى يروك كان هذا من باب التعليم الفعلي العملي كما فعله عثمان وفعل علي وغيرهم رضي الله عنهم ..
# وفيه من الفوائد بالنظر إلى الروايات الأخرى لهذا الحديث أن الوضوء يكفر الذنوب وأن الصلاة بعده إذا جمع قلبه فيها ولم يحدث فيها نفسه أن هذا من أسباب المغفرة أيضا .
***
الحديث الثامن والثلاثون : وعن علي رضي الله عنه ـ في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال ومسح برأسه واحدة . أخرجه أبو داوود وأخرجه الترمذي والنسائي بإسناد صحيح . بل قال الترمذي إنه أصح شيء في الباب .
***
الحديث التاسع والثلاثون : وعن عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنهما في صفة الوضوء قال : ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسه فأقبل بيديه وأدبر )) متفق عليه .
الحديث الأربعون : وفي لفظ لهما : بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه .
الحديث الواحد والأربعون : وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في صفة الوضوء قال : ثم مسح برأسه و أدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه ومسح بإبهاميه ظاهر أذنيه )) أخرجه أبو داوود والنسائي وصححه ابن خزيمة .
ش / هذه الأحاديث الثلاثة كلها تدل على أنه عليه الصلاة والسلام كان يمسح رأسه ولم يكن يكرر مسح الرأس وإنما مرة واحدة هذا هو المحفوظ .(1/1282)
ولما روى أبو داوود أحاديث الوضوء وذكر بعض الروايات التي فيها تكرير مسح الرأس قال : الأحاديث الصحيحة ليس فيها تكرار مسح الرأس وهذا هو المحفوظ عند أهل العلم أن مسح الرأس مرة واحدة فقط و أما التكرير المطلق يرجع إلى بقية الأعضاء دون الرأس
وفي كيفية مسح الرأس بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه .
وجاء أنه مسح بأن أدار يده على رأسه كل هذا ورد فسواء فعل هذا أو فعل هذا فكله حسن ولكن أصح ما جاء في الباب حديث عبد الله بن زيد وفيه بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه .
وفيه حديث عبد الله بن عمرو وعن علي أيضا وفي أحاديث أخرى إدخال السباحتين في الصماخين هكذا .. عند مسح الرأس
وهكذا من تمام مسح الرأس لأن الأذنان من الرأس
وابن مسعود أدخل السباحتين وهما الشاهدان في صماخ الأذنين ومسح بإبهاميه ظاهر أذنيه ولو فعل بغير السباحتين أجزأ ولكن هذا هو الأفضل إدخال السباحتين ومسح ظاهر الأذنين بالإبهامين .
***
الحديث الثاني والأربعون : عن أبي هريرة رضي الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا استيقظ أحدكم من نومه فليستنثر ثلاثا ، فإن الشيطان يبيت على خيشومه )) متفق عليه .
الحديث الثالث والأربعون : وعنه (( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فأنه لا يدري أين باتت يده )) متفق عليه وهذا لفظ مسلم .
هذا يدل على شرعية الإستنثار ثلاثا . وظاهره غير الإستنثار في الوضوء فيتأكد الإستنثار ثلاثا قبل الوضوء فأن الإستنثار في الوضوء مستقل .
(( فإن الشيطان يبيت على خيشومه )) هذا من جنس الشيطان ومعلوم أن الشياطين تلتمس المواضع القذرة وهي قذرة وتؤول إلى القذر وتدعوا إلى القذر هذا من فعلها
ولما طرد الله الشيطان عن كل خير وصار داعية لكل باطل صار محل الأقذار هي مأواه ومحله في كل شيء .(1/1283)
فسن للمؤمن وشرع له أن يستنثر ثلاثا بالماء لإزالة الأذى الذي هو محل هذا العدو والشياطين لهم تصرفات ولهم ألوان لهم أحوال .الله الذي يعلم بها سبحانه وتعالى . فإن جنس الشياطين في خلقهم وتصرفاتهم و تلوناتهم في جميع الأحوال لا تشبه ما نحن فيه من حال من بني آدم لهم شأن ولهذا قال (( يجري من ابن آدم مجرى الدم )) مع أن الشياطين تأكل وتشرب وتنكح ولها ذرية هذه الأحوال تدل على أن لهم شأنا غير شأننا ولهم حال غير حالنا
قد يتضاءل ويكون روحا مجردة وقد يكون شيئا لطيفا جداً وقد يكون شيئا كبيرا جدا له أحوال .
ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم هنا أن الشيطان يبيت على خيشومه ومعلوم أن الخيشوم شيء ضيق لا يتسع لأجرام كثيرة فعلم أن للشياطين تصرفات وألوانا وأحوالا لا يعلم كيفيتها إلا الذي خلقهم سبحانه وتعالى وإنما المؤمن عليه الامتثال والطاعة في كل شيء مع قطع النظر عن حالة الشيء الذي أمر من جهة حكمته ومن جهة تفصيله إنما عليه أن يأخذ بما علم من الشرع المطهر وعليه أن يعمل به لأنه عبد مأمور يعلم يقينا أن الذي أمره ، أمره بما فيه صلاحه وسعادته وإنه حكيم عليم (( إن ربك حكيم عليم ))
فإن ظهر له مع هذا حكم وأسرار لهذه المأمورات وهذه المنهيات فأنه علم إلى علم ونور على نور وهدى إلى هدى وإن لم يظهر شيء فهو مستكف بما عنده من العلم العام بحكمة الله عزوجل وأنه إنما يأمر بما فيه مصلحة عظيمة والعاقبة الحميدة للعباد
وإذا لم يتيسر ذلك عند اليقظة كفى استنثاره عند الوضوء فإنه حاصل به فعل المشروع والسنة أن يكرر ثلاثا وهو أبلغ ومعلوم أنه يكفي واحدة ولكن هنا أمر بالثلاث فيتأكد فعل الثلاث لأنه أبلغ في النظافة وإزالة الأذى .
والأصل في الأوامر الوجوب وذهب بعض العلماء إلى الشرعية والاستحباب والأصل في الأوامر الوجوب لا الاستحباب هذا هو الأصل حتى يجئ شيء يخص الأوامر التي ظاهرها الوجوب بأنها ليست للوجوب .(1/1284)
وهكذا الأصل في النواهي التحريم حتى يأتي ما يخصص ويبين أنه ليس للتحريم . وبهذا تعلم أنه يتأكد على المؤمن أن يستنثر ثلاثا إذا قام من نومه عملا بهذا الحديث الصحيح فإذا لم يتيسر ذلك فعله في الوضوء حتى يحصل هذه الفائدة العظيمة وحتى يمتثل هذا الأمر العظيم .
وهكذا الحديث الثاني (( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ))
وكذلك لو يعلم أن اليد في جسمها وفي محلها ولكن هذا الشيء يتعلق بعلم الله سبحانه وتعالى وحكمته عزوجل فهو أعلم بأحوالنا وهو اللطيف بعباده وهو العالم بمصالحهم فعلينا أن نمتثل ولأن اليد- الله علم بها- في هذا النوم وإن كنت تعلم أن يدك عندك وأنها في فراشك لا تذهب بعيدا فكونه يصيبها شيء وكونها تبيت على شيء ويطرأ عليها ويمسها شيء هذا إلى الله عزوجل 0
ويمسها عوارض من المكان الذي أنت فيه لا تعلمها أنت ولا تدري أين باتت هل مسها شيء أم لا 0
حتى قال العلماء ولو كانت في جراب ولو كانت في خرقة فإن السنة الامتثال والطاعة فعليك أن تمتثل وإن كنت تعلم في ظاهر أمرك وظاهر عملك حال يدك 0
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرك بأمر لك فيه مصلحة ولك فيه خير وهو أعلم وهولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى 0 فالذي أمر به سبحانه وتعالى فيه الخير لك وإن كنت لا تعلم شيئا يوجب ذلك لكن ربك أحكم وأعلم 0 فعليك أن تغسلها قبل أن تدخلها في الإناء0
وظاهر الأمر الوجوب أيضا فينبغي أن لا تدخلها في إناء وضوئك حتى تغسلها ثلاثا
تسمي الله وتغسلها ثلاثا قبل أن تشرع في المضمضة والاستنشاق 0
وعرفت أن الأصل في الأمر الوجوب وليس هناك صارف فينبغي لك أن تنفذ أمر الله عزوجل في هذا الأمر ولو قدر أن الإنسان أدخل يده فإن الصواب أن الماء لا يفسد، الماء طهور لا ينجسه شيء فإذا أدخل يده ولم يغسلها أساء وخالف الأمر ولكن الوضوء صحيح والماء طهور ليس به شيء0(1/1285)
س / هل هذا عند كل وضوء أم بعد النوم ؟
ج / إذا قام من النوم وأما إذا قام من غير النوم فيستحب ويتأكد كذلك 0
س / هل هو عام في كل نوم من ليل أو نهار ؟
ج/ من العلماء من خصصه بنوم الليل وألحق بعض السلف النهار بذلك لأن العلة في النوم ولكن ( بات ) لا تطلق إلا على نوم الليل وبعض العلماء ألحق بذلك نوم النهار لعموم العلة 0 والأولى بالمؤمن أن يفعل ذلك إذا قام من النوم في ليل أو نهار0
ونوم الليل آكد لأنه محل الحديث 0
س/ ما العلة التي تجمع بين نوم الليل والنهار ؟ :
ج / بجامع العلة وهو أن الإنسان في النوم يفقد شعوره بكل شيء بهذا الجامع يعم نوم الليل ونهار في المعنى 0 وغسل اليد يستحب مطلقاً عند القيام من ليل أو نهار كان يغسل يديه صلى الله عليه وسلم ثلاثاً مطلقاً عند الوضوء لكن إذا قام من النوم تأكد أكثر وإن كانت من نوم الليل تأكد أكثر وأكثر
***
الحديث الأربع والأربعون : وعن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ) أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة
الحديث الخامس والأربعون : ولأبي داوود في رواية ( إذا توضأت فمَضمِض )
ش / لقيط بن صبرة ...... ويقال : لقيط بن عامر......
وقد جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأل ولينتفع فسأل عن أشياء ــ رضي الله عنه وأرضاه ــ وأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأشياء ومن ذلك ما جاء هنا ( أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ) هذا الحديث الصحيح رواه الأئمة الأربعة وغيرهم و أحمد وإسناده جيد الإسناد صحيح وهو يد على شرعية إسباغ الوضوء 0
وإسباغ الوضوء هو إمرار الماء على أعضاء وهو واجب لأنه لا يكون الوضوء وضوءاً شرعياً إلا بإسباغ الوضوء0
وإسباغ الوضوء هو إتمامه وإكماله .
فلا بد من إسٍباغ الوضوء في أعضائه حتى يفعل ما أمره الله به جلا وعلا 0(1/1286)
( وخلل بين الأصابع ) كذلك كونه يوصل الماء إلى الأعضاء أمر لازم والمبالغة في ذلك حتى يتيقن ذلك أمر مشروع للمؤمن ( وخلل بين الأصابع ) لأن الماء قد ينبو بين الأصابع فإذا عمه الماء صار التخليل مستحباً من باب كمال الإسباغ 0
( وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ) كذلك يستحب لأن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ولا يبالغ فدل ذلك على أن المبالغة سنة بدليل الوضوء مرة مرة ومرتين مرتين
فلما علمنا أن المرة تكفي علمنا أن المبالغة سنة وقربة وليست بواجبة لكن من باب الكمال
(إلا أن تكون صائماً ) لأن الماء قد يذهب إلى جوفه من آثار المبالغة فينبغي له التوقي وعدم المبالغة التي يخشى منها هذا الشيء 0
بل السنة له أن يتمضمض ويستنشق ولكن بدون مبالغة لئلا يدخل وينحدر الماء إلى جوفه ومن تمام العناية بالوضوء وكماله المبالغة في المضمضة والاستنشاق وتخليل الأصابع ليكون وضوءك كاملا وتكون قد أسبغت الماء في محله
وهكذا رواية (( إذا توضأت فمضمض )) إسناده جيد عند أبي داوود
وفيها دلالة على أن المضمضة مأمور بها .. وقد جاء في فعله صلى الله عليه وسلم فهو تفسير للأمر الشرعي أمر الله في سورة المائدة في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا أقمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم ... } الآية 0 فإنها داخلة في غسل الوجه لأن المضمضة والاستنشاق من غسل الوجه ومجيء الأمر بها لتأكيد الوجوب 0
وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين (( إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر )) هذا كله يدل على وجوب الاستنشاق 0
والاستنشاق والمضمضة كلاهما واجب لكن مرة
والثنتان أفضل والكمال ثلاث مرات
وإذا وجب في الصغرى فالكبرى من باب أولى في غسل الجنابة والحيض .. ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالكبرى وضوء الصلاة ثم يكمل غسل الجنابة وربما أبقى الرجلين إلى آخر شيء فيكملها تعد ذلك كل هذا ورد عنه صلى الله عليه وسلم .
***(1/1287)
الحديث السادس والأربعون : وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته في الوضوء )) أخرجه الترمذي وصححه ابن خزيمة .
عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة كانت وفاته رضي الله عنه في ذي الحجة سنة 35 هـ شهيدا قتيلا على يد الظلمة رضي الله عنه وأرضاه وأكرم مثواه .
الحديث هذا أعله بعضهم بأحد رواته لأن في حفظه شيء وصححه آخرون كابن خزيمة وجماعة وله شواهد من حديث أنس رضي الله عنه وغيره .
والحق أن أحاديث التخليل يشد بعضها بعضا وتدل على شرعية التخليل وأنه سنة وإن لم يكن صلى الله عليه وسلم يفعله دائما بل يفعله بعض الأحيان لأنك إذا نظرت في أحاديث الوضوء فوجدتها دالة على ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم ربما توضأ مرة مرة وأمر الماء على لحيته ولم يخللها فدل ذلك على أن التخليل منه وليس بواجب بل يستحب فعله لأنه صلى الله عليه وسلم فعله تارة وتركه تارة . . .
وإذا فعله الإنسان تارة وتركه تارة كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم كان هذا أقرب إلى فعل السنة والتأسي الكامل حتى يعلم غيره أنه ليس بواجب .
والنفوس إذا تعودت شيئاً قد تلزمه حتى تجعله كالأمر الواجب فالشيء الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحافظ عليه نحافظ عليه وما فعله تارة وتركه تارة نفعل مثله
وإذا كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في حاجه إلى أن يتعلموا ويستفيدوا من فعله وتركه فهكذا الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل وقت بحاجة إلى أن يستفيدوا من فعل العلماء من الفعل والترك .وفي حاجة إلى أن يستشعروا أن هذا شيء لازم , أو مستحب يجوز تركه حتى لا تجعل المستحب واجبا . . . . . . . . !
***
انتهى الشريط الثاني(1/1288)
الحديث السابع والأربعون : وعن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال : أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بثلثي مد ، فجعل يدلك ذراعيه )) أخرجه أحمد وصححه ابن خزيمة .
ش / عبد الله زيد بن عاصم المازني الصحابي الجليل المشهور وهو الذي روى أحاديث الوضوء وهو غير عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري صاحب الأذان هذا شخص وهذا شخص
قال ((أتي النبي صلى الله عليه وسلم بثلثي مد فجعل يَدْلُك ذراعيه)) أخرجه أحمد و صححه ابن خزيمة
هذا يدل على اختصاره واقتصاده في الماء فكان صلى الله عليه وسلم يقتصد في الماء ولا يكثر صب الماء جاء أنه توضأ بالمد وهنا بثلثي المد . فهذا يدل على أنه كان يقتصد في الماء هذا هو المشروع للمسلم في الوضوء أن يقتصد وأن لا يكثر صرف الماء ولو كان على نهر جار بل السنة الاقتصاد في ذلك وفعل النبي صلى الله عليه وسلم يدل على هذا .
وفيه شرعية العناية بالوضوء بالدلك وهو مسح الشيء والعناية به وإمرار اليد عليه وهذا مستحب وليس بلازم لأن غالب الأحاديث فيها إمرار الماء على الأعضاء بغير دلك . إمرار الماء على الأعضاء هو الإسباغ إذا مرا الماء على الأعضاء هو الإسباغ فإن دلك العضو بأن مسحه بيده ودعكه بيده فهذا مزيد عناية لإزالة ما قد يكون هناك من الأوساخ ولعل هذا يستحب عند دعاء الحاجة إليه فلعله دلك لدعاء الحاجة إليه فإنه وإن كان قليلا فإن الدلك لا ما نع منه إذا دعت الحاجة إليه وسبق لك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يفعل بعض الشيء تارة ويدعه أخرى لبيان الجواز والمهم إسباغ الماء وأن لا يكون مسحا وهو إمرار الماء هذا هو الواجب وإذا دلك بعض الأحيان أو دعت الحاجة إلى الدلك فلا بأس بذلك وهذا سنة وليس بواجب بدليل أنه تركه في كثير من الأحيان ـ عليه الصلاة والسلام .(1/1289)
دلك يدلُك من باب نصر ويحتمل على قاعدة بعض أهل اللغة أنه يجوز فيه الوجهان فإن بعض أئمة اللغة على القاعدة : إذا تجاوزت الأفعال المشهورة بالضم والكسرة مضارعها فما سوى ذلك يكون فيه الضم والكسر يفعِل ويفعُلُ .
ورواها صاحب القاموس وغيره من باب نصر دلك يدلك
***
الحديث الثامن والأربعون : أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ لأذنيه ماءا غير الماء الذي أخذه لرأسه . أخرجه البيهقي وهو عند مسلم من هذا الوجه بلفظ : ومسح برأسه بماء غير فضل يديه وهو المحفوظ .
هذا يستدل به إن صح سنده على استحباب أخذ ماء للأذنين غير ماء الرأس ، والمحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة مثل حديث عبد الله بن عمرو المتقدم وغيره أنه كان يمسح رأسه بماء واحد مع الأذنين هذا هو المحفوظ في الأحاديث الصحيحة أنه كان يمسحهما بالماء الذي أخذه لرأسه
لكن إن صح حديث البيهقي ـ هذا ـ فيكون من فعله صلى الله عليه وسلم بعض الأحيان يفعله و بعض الأحيان يتركه ولم يتيسر لي مراجعة البيهقي ومن روى هذا الحديث . . . .
لكن ظاهر كلام الحافظ أنه غير محفوظ أخذ ماء للأذنين ولهذا قال بعده : وأصله في مسلم من هذا الوجه بلفظ(( ومسح برأسه بماء غير فضل يديه )) هذا هو المحفوظ
يعني أنه صلى الله عليه وسلم كان يمسح رأسه بماء جديد غير الماء الذي بقي في يديه من غسل ذراعيه
وهذا لا شك أنه ثابت في الأحاديث أنه كان يأخذ ماءا جديدا غير الماء الذي أخذه من أجل الذراعين .
هذا هو الثابت في الأحاديث الصحيحة
هذا هو الواجب أما أخذ ماء للأذنين فهو محل نظر .
وكان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يأخذ لأذنيه ماءا جديدا ولا شك في جواز ذلك لا بأس أن يأخذ لهما ماءا جديدا ولا سيما إذا كان الماء الذي في يديه ضعيف استغرقه الرأس ويبست اليدان يأخذ لهما ماءا جديدا أما إذا كانت اليدان رطبتين كفى مسح الأذنين بماء الرأس(1/1290)
أما كون ذلك من السنة في بعض الأحيان وأنه يستحب أن يأخذ ماءا جديدا في بعض الأحيان هذا يحتاج إلى العناية برواية البيهقي وما جاء في معناها فإن ثبتت فإنها الأصل وأن الأذنين تمسحان بماء الرأس هذا هو الأفضل هذا هو المحفوظ المعروف لكن لا مانع من مراجعة رواية البيهقي وما جاء معناها للتثبت في الأمر لان كونه صلى الله عليه وسلم
مسح رأسه بماء مستقل لا يمنع من مسح أذنيه بعض الأحيان بماء جديد إذا ثبت به السند
* وقد سبق لك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يخلل لحيته بعض الأحيان ويتركها في بعض الأحيان لبيان السنة وأن التخليل ليس بواجب
وهكذا تخليل أصابع اليدين والرجلين تقدم أنه سنة لأنه لم يكن يخلل في كل الأحاديث وفي ظاهر كثير من الأحاديث أنه يغسل القدمين والذراعين غسلة واحدة من دون ذكر التخليل لبيان الجواز وأن المرة تكفي والثنتان أفضل والثلاث أفضل من ذلك كله
***
الحديث التاسع والأربعون : وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل )) متفق عليه واللفظ لمسلم .
ش / وفي رواية ( غرته وتحجيله فليفعل )
هذا يدل على فضل الوضوء وأن هذه الأمة تأتي يوم القيامة وعلامتها أنها غر محجلة يعني من آثار الوضوء
لأن الله تعالى قد خصها بهذا الأمر العظيم وجعله علامة عليها . وهذا يدل على فضل الوضوء وأن هذه الأمة لها ميزة ولها علامة يوم القيامة وهي أنها تأتى غرا محجلة بسبب وضوئها الذي شرعه الله لها جل وعلا
أما قوله ( من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) وفي رواية ( وتحجيله فليفعل )
فاختلف الناس في ذلك فقال قوم من أهل الحديث أنه محفوظ وأنه مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستحبوا إطالة الغرة والتحجيل 0
* وإطالة الغرة : أن يأخذ بعض الرأس في غسل الوجه(1/1291)
وإطالة التحجيل : أن يأخذ بعض العضدين وبعض الساقين وما زاد من ذلك فهو أفضل وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يمد في غسل ذراعيه إلى الإبطين وفي غسل رجليه إلى الركبة ولا سيما إذا خلا ولا يفعله إذا كان عنده أحد هذا من اجتهاده رضي الله عنه وأرضاه ويتأول هذه الرواية
* وقال آخرون : ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل هذا مدرج من كلام أبي هريرة رضي الله عنه فهمه من قوله ( غرا محجلين ) فزاد من كلامه ( فمن استطاع منكم ....) إلى آخر الحديث وأن هذا من كلامه الموقوف المدرج وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم لأن إطالة الغرة غير متيسرة لأن الوجه مستقل والرأس مستقل فإذا أطال وزاد أخذ من الرأس ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحفظ عنه أنه أطال التحجيل ولا الغرة بل كان يغسل الذراعين فقط والمرفقين ثم يشرع في العضد لإدخال المرفق ويشرع في الساقين لإدخال الكعب فقط كما رواه مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه 0
كان إذا توضأ غسل ذراعيه حتى يشرع في العضد وإذا غسل الرجلين شرع في الساق
وهذا للدلالة على إدخال المرفقين والكعبين في الوضوء وأنهما مغسولان تبع الذراع وتبع القدم
أما أن يمد الذراع إلى الإبط أو ما حول ذلك فلا وهكذا في الساق لم ينقل عنه أنه كان يمد في غسل الساق فدل ذلك على أنه من كلام أبي هريرة رضي الله عنه وأنه مدرج ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقد أطال في هذا العلامة ابن القيم رحمه الله وبسط القول وأيد هذا القول0
وفي رواية للإمام أحمد رحمه الله عن نعيم المجمر الراوي لهذا الحديث أنه يشك هل هذه الكلمة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أو من كلام أبي هريرة رضي الله عنه(1/1292)
ورواه عدد وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا هذه الزيادة ( من استطاع منكم ) بل اقتصروا على قوله ( من آثار الوضوء ) وهذا يؤيد أن الزيادة من كلام أبي هريرة لا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الأرجح والأظهر أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من كلام أبي هريرة رضي الله عنه أدرجها في الحديث 0 وأنه لا يستحب أن يطيل في غسل الساق ولا في غسل العضدين ولكن يغسل المرفقين مع الذراع ويغسل الكعبين مع القدم كما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك 0
* ويكون معنى ( إلى ) بمعنى ( مع ) ( إلى المرفقين ) أي مع المرفقين ( إلى الكعبين ) أي مع الكعبين
فالسنة تفسر القرآن وتوضح معنى القرآن الكريم
وهذا مثل قوله جل وعلا ( ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ) أي مع أموالكم 0
***
الحديث الخمسون : وعن عائشة رضي الله عنهما قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم (( يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله )) متفق عليه وفي رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيمن ...... الخ
ش / هذا يدل على شرعية التيامن في الأشياء وعدم البداءة باليسار وأن الأفضل هو التيمن في التنعل فيبدأ باليمنى حين ينتعل ، ويبدأ بالشق الأيمن حينما يترجل يرجل رأسه ، وحين يحلق كما في الصحيح أنه بدا بالشق الأيمن لما حلق في حجة الوداع 0
وهكذا في طهوره يبدأ باليمنى في يديه وفي رجليه وشقه الأيمن في الغسل
( وفي شأنه كله ) وهذا يدل على أن الأفضل البداءة باليمين في كل شيء مقصود له شأن بخلاف غير المقصود المفضول بخلاف المستقذر بخلاف إزالة النجاسات والأوساخ فإنها تبدأ باليسار هذا هو المعروف من سنته علي الصلاة والسلام 0(1/1293)
الشيء الأفضل يكون باليمين كالنعلين والخفين والقميص والسراويل يبدأ بالأيمن عند اللبس وعند الخلع يبدأ بالأيسر حتى تكون اليمنى أول ما تنعل وآخرهما تخلع وهكذا في القميص والسراويل ونحو ذلك وهكذا في دخول المسجد يقدم اليمين بخلاف الخروج0
وعكسه في دخول محل قضاء الحاجة فإنه مستقذر مرذول فيبدأ باليسار وسيأتي هذا في أحاديث كثيرة كون اليمنى لأكله وشربه وطهوره وأخذه وعطائه إلى غير ذلك والطهور كذلك مقصود فيبدأ بالأيمن 0
أما ما يستقذر كالاستنثار يكون باليسار وكإزالة النجاسة تكون باليسار وكالاستنجاء والاستجمار يكون باليسار فإنه مستقذر هذا هو الجمع بين نصوص الباب وهو كون اليمين للأفضل والمقصود، واليسار لغير المقصود ولغير الأفضل وللمستقذر
وإذا جمعت أحاديث الباب وجدتها تدور على هذا 0
والله سبحانه وتعالى أعلم 0
***
الحديث الواحد والخمسون : وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا توضأتم فابدأوا بميامنكم ) أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة
ش / هذا يدل على وجوب البداءة باليمين مما له يسار، في يديه وفي قدميه وهذا هو المعلوم من فعله صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ باليمنى في يديه ورجليه قبل اليسرى وهذا هو المحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة من حديث عثمان رضي الله عنه ومن حديث عبد الله بن زيد بن عاصم ومن حديث علي رضي الله عنه وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم رضي الله عنهم ـ(1/1294)
وفعله يفسر قوله جل وعلا (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )) فكما أنه يفسر الترتيب والموالاة فهو يفسر أيضا الترتيب بين اليدين والقدمين وفعله e مفسر لما أجمل في القرآن الكريم في الوضوء والغسل وغير ذلك مما أجمل في كتاب الله عزوجل في الصلاة والزكاة والحج وغير هذا فكذلك الوضوء وهذا هو الذي عليه أهل العلم وهو ظاهر السنة وظاهر القرآن فإن السنة تفسر القرآن وتبين معناه 0
وذهب بعضهم إلى أن ذلك للسنية فقط وإن الترتيب بين اليمنى واليسار للأفضلية فقط وهو قول مرجوح والصواب الأول وأنه للوجوب وهو ظاهر السنة وهذا هو المستفيض عنه عليه الصلاة والسلام لهذا الحديث وما جاء في معناه 0
وزاد البيهقي وغيره ( إذا توضأتم ولبستم )) وهذا كما تقدم في حديث عائشة رضي الله عنهما أن السنة البداءة باليمين (( كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وفي طهوره وفي شأنه كله )) والسنة فيما له يمين ويسار البداءة باليمين في اللبس والبداءة باليسار في الخلع كالقميص والسراويل والخفين والنعلين وغير ذلك مما له يمين ويسار يبدأ باليمين في اللبس وباليسار في الخلع هذا من سنته صلى الله عليه وسلم والآداب الشرعية التي جاء بها المصطفى صلى الله عليه وسلم كما يبدأ باليمين في الأكل والشرب والمصافحة والأخذ والعطاء ونحو ذلك 0
***
الحديث الثاني والخمسون : وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة والخفين ) أخرجه مسلم(1/1295)
المغيرة بن شعبة الثقفي رضي الله عنه وأرضاه ( فمسح بناصيته وعلى العمامة والخفين )هذا يدل على شرعية المسح على الخفين وعلى العمامة وهذا سنة قد جاءت بها أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم روى المسح عن النبي e جماعة كثيرة من الصحابة رضي الله عنهم من قوله وفعله عليه الصلاة والسلام حتى قال بعضهم أنهم بلغوا سبعين صحابياً ما بين ناقل للفعل وبين ناقل للقول 0
لأن المسح على الخفين قد تواترت به السنة وذكره أهل السنة في العقائد خلافاً للرافضة فإن الرافضة لا يمسحون بالخفين ويمسحون على القدمين خالفوا أهل السنة في الأمرين جميعاً أما أهل السنة والجماعة فقد عملوا بالكتاب والسنة وتابعوا ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلا وتركا فهم أولى الناس بكل خير خلاف أهل البدع .
والمسح مؤقت وليس مطلقا ، بل هو يوم وليلة للمقيم وثلاثة بلياليها للمسافر .
* وقد احتج بعض الناس بهذا الحديث على الاكتفاء ببعض الرأس والمؤلف ذكره هنا لهذا الغرض وإلا فالمسح على الخفين وعلى العمامة له باب يأتي ولكن لا حجة فيه لمن زعم ذلك كالشافعية والحنفية يرون الاكتفاء ببعض الرأس .
وذهب الإمام مالك رحمه الله وأحمد وجماعة من أهل الحديث والفقهاء إلى وجوب تعميم الرأس بالمسح وهذا هو الصواب كما في حديث عبد الله بن زيد وحديث عثمان وغير هما فإن الرسول صلى الله عليه وسلم مسح الرأس وعمم بدأ بمقدم الرأس ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه وهذا هو المشروع التعميم وعدم الإكتفاء بالبعض .
وأما حديث المغيرة فليس فيه الإكتفاء بالبعض فإنه صلى الله عليه وسلم مسح على الناصية وكمل على العمامة فلم يقتصر على الناصية حتى يحتج به على جواز المسح للبعض . فإذا كان عليه عمامة مسح بعض رأسه وعلى العمامة .
وإذا كان الرأس مكشوفا مسحه كله هكذا جاءت السنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام وليس لمن اكتفى بالبعض حجة يحسن المصير إليها .(1/1296)
بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من التعميم لمسح الرأس .
والواجب هو الأخذ بما ثبت من التعميم عن الرسول صلى الله عليه وسلم لمسح الرأس . إلا إذا كان عليه عمامة شرعية فإنه يمسح ما ظهر من الناصية ويكتفي بمسح الباقي فوق العمامة جمعا بين السنتين .
وأما الخفان فيمسح ظاهرهما بيديه اليمنى على اليمنى واليسرى على اليسرى وكيف مسح أجزأ كما سيأتي إن شاء الله .
***
الحديث الثالث والخمسون : وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم ( ابدأوا بما بدأ الله به) أخرجه النسائي هكذا بلفظ الأمر وهو عند مسلم بلفظ الخبر .
ش / جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري وهو صحابي ، وأبوه صحابي وأبوه قتل يوم أحد شهيدا رضي الله عنه وأرضاه .
وجابر أحد المكثرين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث الحج روى غالب ما جاء في الحج رضي الله عنه وأرضاه . وحديثه في الحج منسك مستقل وسيأتي في محله في كتاب الحج إن شاء الله
ومن ذلك أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ابدأوا بما بدأ الله ) هكذا رواه النسائي بلفظ الأمر ورواه مسلم بلفظ الخبر ( أبدأ بما بدأ الله به ) لما أتى الصفا رقيها ( إن الصفا و المروة من شعائر الله ) قرأ الآية وأول الآية . ـ ثم قال أبدأ بما بدأ الله به وفي لفظ آخر ( نبدأ بما بدأ الله ) ولفظ النسائي وأبي داوود ( ابدأوا بما بدأ الله ) .
احتج بهذا على أن ما ذكره الله قولا وبدأ به نبدأ به فعلا فكما بدأ في الوضوء بالوجه
( فاغسلوا وجوهكم ) نبدأ بالوجه بالوضوء فعلا(1/1297)
بدأ به ربنا سبحانه وتعالى ذكرا وخبرا وأمرا فنبدأ به فعلا . لولا أنه هو الأهم لما بدأ به في أمره جل وعلا في قوله تعالى ( إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم )) الآية . فنبدأ بما بدأ الله به نغسل الوجه أولا ثم اليدين ثم مسح الرأس ثم الرجلين وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه رتبها هكذا كما بدأ الله عزوجل فوجب علينا التأسي به صلى الله عليه وسلم والسير على ما سار عليه والترتيب كما رتب عليه الصلاة والسلام 0
***
الحديث الرابع والخمسون : وعنه رضي الله قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ((إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه )) أخرجه الدارقطني بإسناد ضعيف 0
ش / أخرجه الدارقطني بإسناد ضعيف لأن في إسناده من لا يحتج به 0
والمؤلف ذكره هنا ليعلم حاله وأنه ضعيف لكنه رحمه الله لم يذكر ما يقوم مقامه في الدلالة على أن المرفقين وأن الكعبين داخلان في الغسل فذكر هذا الحديث الضعيف ولم يذكر ما يقوم مقامه في الدلالة على هذا الأمر وقد روى مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه توضأ فلما غسل يديه أشرع في العضد ولما غسل رجليه أشرع في الساق وقال هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ ـ عليه الصلاة والسلام فهذا يدل على أن المرفق مغسول وأن الكعب مغسول وأن قوله ( إلى الكعبين ) ( إلى المرافق ) بمعنى ( مع ) أي مع المرفقين ومع الكعبين 0 كما في قوله عزوجل ( ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ) أي مع أموالكم 00(1/1298)
فالسنة تفسر القرآن وتبين أن (إلى) داخل ما بعدها فيما قبلها، والقاعدة أن مابعد (إلى) لا يدخل فيما قبلها بل هي للنهاية، ما بعدها غير داخل فيما قبلها إلا بدليل كما في قوله جل وعلا ( ثم أتموا الصيام إلى الليل ) الليل ليس محلا للصيام إذا جاء الليل أفطر الصائم أما هنا فما بعدها داخل فيما قبلها ( وأيديكم إلى المرافق ) أي مع المرافق , وأرجلكم إلى الكعبين أي مع الكعبين بدليل فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يشرع في العضد وفي الساق فدل على أنها أن الكعبين والمرفقين مغسولان والله سبحانه وتعالى .
***
الحديث الخامس والخمسون : وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه )) أخرجه احمد وأبو داوود و ابن ماجه بإسناد ضعيف .
ش / وهذا الحديث له طرق وألفاظ منها ( لا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن يذكر اسم الله ) ولكنها كلها ضعيفة عند أهل العلم وكذلك حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى وحديث أبي هريرة رضي الله عنه لكنها كلها مدارها على ضعفاء فلهذا قال أهل العلم رحمهم الله تعالى :
لا يثبت في هذا الباب شيء أي لا يثبت في باب نفي الوضوء لمن يذكر اسم الله عليه شيء ومن أجل هذا ذهب الجمهور إلى أن التسمية لا تجب وإنما تستحب فقط لأن الأحاديث فيها ضعيفة .
وذهب قوم إلى وجوب التسمية مع الذكر وسقوطها مع النسيان أخذا بهذه الأحاديث التي جاءت وإن كان فيها ضعف لكنها كثيرة
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : مجموعها يقضى بأن لها أصلا وأن الحديث حسن من أجل تعدد الطرق .
وقد قالوا في الضعيف الذي لا تصل درجته إلى السقوط ليس ضعفه من أجل شذوذه ولا من أجل أن فيه كذابين متروكين وإنما ضعفه من أجل سوء حفظ بعض الرواة قالوا : أنه إذا تعددت طرقه يرتفع إلى درجه الحسن والقبول
كما قال الحافظ ابن حجر في النخبة :(1/1299)
ومتى توبع السيء الحفظ بمعتبر وكذا المستور والمرسل والمدلس صار حديثهم حسنا لا لذاته بل بالمجموع
وقال الحافظ العراقي في الألفية :.
فإن يُقل يُحتج بالضعيف فقل إذا كان من الموصوف
رواته بسوء حفظ يجبر بكونه من غير وجه يُذكر
وإن يكن لكذب أو شذا أو قوى الضعف فلم يجبر ذا
فالمقصود أنه إذا كان لسوء لحفظ انجبر بطرق وارتفع إلى درجة المقبول لأن المقبول عند أهل الحديث أربعة أقسام :
القسم الأول : الصحيح لذاته وهو الذي استقامت طرقه لأنه رواية جيدة من طريق الثقات الأثبات مع اتصال السند ومع تمام الحفظ ومع عدم الشذوذ والعلة هذا يقال له الصحيح لذاته لأنه جاء من رواية عدل عن عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ
- والثاني : الحسن لذاته وهو مثل الصحيح لذاته إلا أن رواته في الحفظ دون رواة الصحيح يعني حفظهم أقل مع كونهم ضباطا حافظين .
والثالث : الصحيح لغير ذاته وهو الحسن إذا تعددت طرقه فهو الصحيح لغير ذاته بل لغيره
والرابع : الحسن لغير ذاته بل لغيره إذا تعددت الطرق فهي أربعة أقسام وهذا القسم الرابع محل نظر كثير ما تلتبس فيه الآراء لاختلاف الطرق التي تعددت فلهذا تجد بعضهم يحسنه وبعضهم يضعفه بحسب ما وصل إليه من العلم في ضبط الراوي وعدم ضبطه وفي اتصال السند وعدم اتصاله وفي جهالة الراوي وفي عدم جهالته فمن أجل ذلك تختلف آراؤهم رحمة الله عليهم في هذا القسم الرابع .
فهو مما يستشهد به ولكن لا يعتمد عليه في الأصول فهي من قبيل أحاديث الترغيب والترهيب ومن قبيل الإعتضاد والاستشهاد هذا هو أحسن ما قيل فيه .(1/1300)
ولهذا فالوضوء ينبغي فيه التسمية ولكنها وجوبها فيه نظر مع الذكر وذهب أحمد رحمه الله في رواية تجب مع الذكر وتسقط مع النسيان وذهب الجمهور مالك والشافعي وأبو حنيفة وغيرهم إلى أنها لا تجب لضعف هذه الأحاديث كما عرفت وأنها لا تثبت كما قال أحمد بسبب ما اعترى أسانيدها من ضعف وبهذا يكون أعدل الأقوال أن التسمية متأكدة وأما الوجوب فمحل نظر ولكنها متأكدة ولا يحسن تعمد تركها بل يشرع له أن يأتي بها في أول الوضوء هذا هو الأحوط والأولى فإن تركها فالصواب عدم بطلان الوضوء فالوضوء صحيح ولكن ترك ما ينبغي فعله إذا تعمد ذلك .
***
والحديث الثاني : حديث طلحة بن مصرف اليماني
الحديث السابع والخمسون : وعن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفصل بين المضمضة والاستنشاق أخرجه أبو داوود بإسناد ضعيف .
طلحه إمام معروف ثقة عند الشيخين . لكن مصرفا أبوه مجهول عند أهل العلم لا يعرف ولهذا ضعف الأئمة رواية طلحة عن أبيه عن جده وقالوا إنها رواية منكره مجهولة لا تعرف وهذا السند ليس بشيء عند أهل العلم وإن كان نفس طلحة جيد وثقة معروف لكن روايته عن أبيه وعن جده ليست بشيء عند أهل العلم لأن أباه غير معروف بل هو مجهول فتكون الرواية ضعيفة ولهذا قال المؤلف رحمه الله بإسناد ضعيف . لأجل جهالة مصرف والد طلحة وعدم معرفة أهل العلم له وعدم توثيقهم له فهو حديث ضعيف
وفيه أنه كان يفصل بين المضمضة وبين الاستنشاق يعني النبي صلى الله عليه وسلم . والفصل بينهما أن يأخذ للمضمضة غرفة وللاستنشاق غرفة هذا هو الفصل يعني يمضمض من كف لهذا ومن كف لهذا هذا هو الفصل .
فيكون للمضمضة ثلاث غرف وللاستنشاق ثلاث غرف الجميع ست إذا كمل الغسلات ثلاثا هذا على رواية الفصل .
وإما على رواية علي فإن المتوضئ يمضمض بكف واحدة ويستنشق بكف واحدة بعض الكف للمضمضة وبعضها للاستنشاق(1/1301)
. وفي حديث عبد الله بن زيد صراحة في ذلك . إذا توضأ استنثر ثلاثا بثلاث غرفات هذه واضح في أن كل غرفه بعضها للمضمضة وبعضها للاستنشاق هذا هو معنى حديث عبد الله بن زيد في الصحيحين
وحديث على بمعناه ومن جنسه إلا أن رواية على رضي الله عنه قد يستشعر منها أنها كف واحدة ثلاث مرات وبهذا قال بعض أهل العلم أن تمضمض واستنشق بكف واحدة ثلاث مرات بغرفة واحدة وهذا مستبعد جدا وحمله على هذا المعنى فيه بعد جدا فإن المتوضئ من غير الممكن أن يتمضمض ويستنشق من كف واحدة ثلاث مرات لأن الماء يسقط ويذهب من اليد ولا يبقى للثانية والثالثة 0
فالأقرب والله أعلم أنه في حديث علي من جنس حديث عبد الله بن زيد والمعنى يتمضمض ويستنشق ثلاثا يعني يعيدها يتمضمض ويستنشق بكف واحدة الأولى ثم ثانيا يعيدها ثم ثالثا .
وليس المعنى أنه يستنشق ويتمضمض من كف واحدة يكررها ثلاثا من الكف فإن الماء لا يبقى ولا يستقر .
أما رواية الفصل فقد عرفت أنها ضعيفة وقال صاحب عون المعبود أن أبا يعلى روى في صحاحه الفصل كما في رواية طلحة هذا ينظر فيه فإن ثبت ما رواه أبو يعلى أو غيره من الفصل فتكون صفة ثانيه في المضمضة والاستنشاق وأنه يتمضمض ويستنشق ثلاثا بكل واحدة
يتمضمض ثلاثا بثلاث غرفات وللاستنشاق منها ثلاث غرفات هذا هو الأفضل وأن اكتفى بواحدة أو اثنتين فلا بأس كما تقدم . لأن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا وكله سنة ولكن الكمال ثلاثا هذا هو الكمال . وإن تمضمض واستنشق مرة فقط أو مرتين فقد حصل على السنة وأدى الواجب .
وإن تمضمض تارة مرتين وتارة ثلاثا وتارة مرة فلا بأس كل هذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم والله سبحانه أعلم .
***
الحديث الستون : وعن أنس رضي الله عنه قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وفي قدمه مثل الظفر لم يصبه الماء فقال : أرجع فأحسن وضوءك )) أخرجه أبو داوود النسائي .(1/1302)
أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجى المعروف خادم النبي صلى الله عليه وسلم كانت وفاته سنة 92 أو 93 هـ في آخر القرن الأول ومتعه الله وعمره فوق المائة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في قدم إنسان مثل الظفر لم يصبه الماء فقال: ارجع فأحسن وضوءك )) أخرجه أبو داوود والنسائي بإسناد جيد . وهكذا رواه مسلم
أيضا في صحيحه عن جابر عن عمر رضي الله عنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا في قدمه مثل الظفر لم يصبه الماء فقال ارجع فأحسن وضوءك . فرجع فتوضأ وفي لفظ أن عمر رضي الله عنه نفسه هو الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك عليه .
وفي مسند احمد وسنن أبي داوود عن خالد بن معدان عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره أن يعيد الصلاة والوضوء هكذا أخرجه أبو داوود / وأخرجه احمد بلفظ أن يعيد الوضوء وسنده جيد عند احمد فإنه من رواية بقية بن الوليد وهو مدلس ولكنه صرح بالسماع عن شيخه بخيت بن سعد عن خالد بن معدان عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .(1/1303)
هذه الأحاديث الثلاثة وما جاء في معناها عن أنس عند أبي داود والنسائي وحديث عمر عند مسلم وحديث بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عند أحمد وأبي داود كلها تدل على وجوب الموالاة وأن الواجب في الوضوء الموالاة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من تخلف بلمعة أن يعيد الوضوء وأن يحسن وضوءه ولم يقل له أغسل هذه اللمعة فقط ويكتفي بذلك فدل على أن الموالاة لا بد منها وأن يكون الوضوء متواليا أعضاؤه متوالية في الغسل ولهذا أمره أن يعيد الوضوء وهذا والله أعلم كان بعد طول المدة كان قد مضى وقت حتى حكم عليه بأنه فاتته الموالاة ولهذا أمر بإعادة الوضوء والصلاة أما لو تنبه في الحال على اللمعة التي في قدمه فإنه يغسلها في الحال ويكفي .. إذا كان الوضوء متواليا كفى لكن إذا طال الأمد ويبست الأعضاء وطال الوقت عرفا فإنه يأتي به من أوله لهذه الأحاديث الثلاثة وما جاء في معناها وهي حجة لقول من قال باشتراط الموالاة في الوضوء وهو القول الصواب كما يشترط الترتيب في الوضوء فهكذا الموالاة بين أعضائه حال الغسل ..
وعنه أيضا رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة إمداد متفق عليه .
هذا يدل على اقتصاده صلى الله عليه وسلم في الوضوء والغسل وأنه كان يقتصد والسنة الاقتصاد في الماء وعدم الإسراف والكثرة ولو كان الماء ميسرا ولو كان على ساقية أو نهر فالسنة الاقتصاد وعدم الغرف الكثير الذي لا حاجة إليه بل يقتصد في الوضوء والغسل أيضا هذا هو السنة ولهذا كان يغتسل بالمد . والمد معروف وهو ربع الصاع وهو حفنة اليدين الممتلئتين 0 والإناء الذي يسع حفنة اليدين يقال له مد والإناء الذي يسع أربع حفنات يقال له صاع هـ
وكان يتوضأ بالصاع إلى خمسة أمداد يعني قد يكتفي بالصاع وقد يزيد مدا خمسة أمداد .(1/1304)
جاء عن عائشة رضي الله عنه قالت كنا نغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء يقال له الفرق وهذا يسع ثلاثة آصع ولا يلزم أن يكون ممتلئا .
الحاصل أن غسل النبي صلى الله عليه وسلم كان بهذا المقدار صاع إلى خمسة أمداد أو ما يقارب ذلك و وضوؤه كان بالمد وما يقاربه 0 وتقدم الحديث في الصحيح أنه توضأ بثلثى مد أي مد إلا ثلثا 0
فدل ذلك على أنه كان يقتصد غايةً في الوضوء عليه الصلاة والسلام 0
وسبق لك أنه توضأ مرة مرة ومرتين ومرتين وثلاثا وثلاثا 0 أو مختلفا غسل بعض الأعضاء مرتين وبعضها ثلاثا 0 فدل على التوسعة في ذلك وأنه ينبغي للمؤمن أن يراعي الاقتصاد وعدم الإسراف في وضوئه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم 0
***
الحديث الثاني والستون : وعن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له 0 وأشهد محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ))أخرجه مسلم والترمذي 0 0
وزاد ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين الخليفة الراشد المعروف الملقب بالفاروق لأنه فرق الله به بين الحق والباطل قال فيه صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب ما سلكت فجا إلا سلك الشيطان فجا غير فجك 0 وهو أفضل الخلفاء بعد الصديق رضي الله عنه وثاني الخلفاء الراشدين وثاني العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله عنهم وأرضاهم 0
يقول أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء أي يبلغ الوضوء و يكمله ثم يقول ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له الأبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ))(1/1305)
هذا يدل على فضل هذه الشهادة وأنه يستحب للمؤمن أن يقول هذه الشهادة وهذا في حق من قالها بصدق وإخلاص وإيمان بمعناها أن الله سبحانه وتعالى هو الواحد لا شريك له جل وعلا وأن محمدا هو رسول الله حقا عليه الصلاة والسلام ومن قال هذه الشهادة بصدق وإخلاص كانت سببا في دخول الجنة ونجاته من النار إذا مات عليها .
وفي قولها صادقا مخلصا تفتح له أبواب الجنة هذا يدل على فضل هذه الشهادة العظمية وأنها من أسباب دخول الجنة لمن أتى بها صادقا مخلصا لأن الصدق فيها يستلزم أداء فرائض الله واجتناب محارم الله والوقوف عند حدود الله . ولأن ذكرها والكلام فيها من أسباب التذكير بالحق وأسباب تحريك القلب إلى طاعة الله ورسوله . فهي أصل الدين وأساس الملة ولهذا رتب الله عليها من الخير مالم يرتب على غيرها . لكونها هي الأساس العظيم الذي متى صلح صلحت الأعمال ومن فسد فسدت الأعمال .
# زاد الترمذي رحمه الله في روايته بعد الشهادتين ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين )) وهذه الرواية عند الترمذي سند ها جيد صحيح عند الترمذي . فيستحب أن يقول المؤمن عند فراغه من الوضوء (( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) كما يستحب له ويشرع له التسمية عند أوله . هذا هو الثابت في الوضوء يسمي في أوله ويتشهد في آخره .
أما ما يقوله بعض الناس من الدعوات عند أعضاء الوضوء عند غسل وجهه يقول اللهم بيض وجهي وعند غسل يديه يقول اللهم اجعل كتابي بيميني وعند مسح رأسه يقول اللهم .... وعند غسل قدميه يقول ثبت قدمي عند الصراط هذا لا أصل له هذه الدعوات لا أصل لها من السنة ولم ترد ذكر بعض العلماء كابن القيم وغيره أنها كلها باطلة موضوعة ليس لهذا أصل لهذه الدعوات عند هذه الأعضاء(1/1306)
بل المشروع المحفوظ أن يسمى الله في أول الوضوء ويتشهد في آخره ويقول اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين هذا هو المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم
***
الحديث الثامن والستون : وعن ثوبان رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
سرية فأمرهم أن يمسحوا على العصائب يعني العمائم والتساخين يعني الخفاف .
رواه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم .
ش / ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا من دلائل المسح على الخفين والعمائم وأنها من السنة كما تقدم في حديث المغيرة بن شعبة ومن حديث صفوان وحديثي علي رضي الله تعالى عنهم هذه الأحاديث الأربعة المتقدمة كلها تدل على شرعية المسح على الخفاف وتقدم لك أنه قول أهل السنة والجماعة وأنه جاء فيه من السنة من الأقوال والأفعال ما يقارب سبعين أثرا وحديثا وأنه من الأمور المتواترة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تلقاها أهل السنة بالقبول وعدوها في العقائد من أجل خلاف الشيعة الذين أنكروا المسح وفي هذا يؤيد ما تقدم من شرعية المسح على الخفين وهي التساخين . جمع تسخان مثل تماثيل جمع تمثال والأخفاف لها أسماء : الخفين والموقين والتساخين وغير ذلك ومن الأسماء الجديدة الزرابيل والجرموقين فالمقصود أنها تسمى بعدة أسماء .
وبعضهم يجعل بينها وبين بعضها اختلاف في الصفات بجمع بينها أنها من الجلد . بخلاف الجوارب فإنها من القطن أو الصوف
أما الأخفاف والتساخين والموق فكلها من الجلد ولكن بعضها يكون ظاهر كثيرا وبعضها تغطى الكعبين تختلف في كيفياتها وصفاتها مع كونها مجتمعة في حد ذاتها على أنها تستر القدمين مع الكعبين ويتقى بها برد الأرض وحرها ويتقى بها الأشواك التي في الأرض والوعورة في الأرض 0
والجوربان كذلك تقوم مقامها مع النعلين في اتقاء حر الأرض وبردها ونحو ذلك(1/1307)
وتقدم أنه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الخفين والجوربين ومسح على ذلك جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وهو الحق خلافا لمن أنكر ذلك
# وأما العصائب فهي العمائم سميت عصائب لأنها تدار على الرأس كلما أدرته على شيء فهي عصابة
والمشهور عند العلماء أن العصائب التي تمسح هي التي تحنك تدار على الحنك فهي محنكة بخلاف العصائب التي مثل الطاقية فإنها على الرأس فقط فيقال لها مقعطة هذه لا يمسح عليها لأنها ليست العمائم المعروفة عند العرب ولأنه لا يشق نزعها فإن نزعها أسهل شيء بخلاف التي تدار وتربط على الرأس فإنه قد يشق على صاحبها حلها وتعوقه عن بعض الشيء كما أن خلع الخفين ممكن لكن فيه بعض المشقة فرحم الله عباده وشرع المسح تخفيفا وتيسيرا
والحديث ليس فيه ذكر التوقيت لكن تقدم ذكر التوقيت في حديث علي وصفوان كما تقدم
***
الحديث التاسع والستون : وعن عمر رضي الله عنه ـ موقوفا وعن أنس مرفوعا (( إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليمسح عليهما وليصل فيهما ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة )) أخرجه الدارقطني والحاكم وصححه .
ش /
إذا قيل ( موقوف ) فالمراد أنه من كلام الصحابي ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هذه قاعدة أهل الحديث إذا قيل جاء الخبر عن فلان موقوفا يعني من كلامه ـ عن عمر موقوفا ـ عن أنس موقوفا عن عمر موقوفا أي من كلامه
وإذا قيل مرفوعا أو رواية أو ينميه أو يبلغ به فالمراد به أنه مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
كما قال الحافظ العراقي رحمه الله وقوله :ـ
وقولهم يرفعه يبلغ به رواية يَنْميه رفعٌ فانتبه
فأهل الحديث ذكروا هذه الألفاظ فإذا قيل موقوفا أو وقفه على فلان أو قصره على فلان فهذا من كلامه (( إذا توضأ أحدكم )) روى هذا اللفظ موقوفا ومرفوعا (( إذا توضأ أحدكم فلبس خفية فليصل فيهما ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة )(1/1308)
هذا يدل على أن المسح إنما يكون بعد الوضوء بخلاف الذي يلبسهما على طهارة فإنه لا يمسح وقد تقدم هذا لقوله للمغيرة عند ما أراد خلعهما . دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين يشترط للمسح أن يكون لبسها على طهارة فإذا لبسهما على طهارة فإنه يمسح عليهما ويصلى فيها فضلا من الله ورحمة منه وتخفيفا وتسهيلا ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة
قوله ( إن شاء ) لبيان أنه ليس بواجب لو خلع فلا بأس به لكن إذا أبقاهما مدة المسح فلا بأس من باب التيسير والرفق وإن خلعهما وأحب أن يغسل رجليه قبل أن تتم المدة فلا بأس فلو لبسها مثلا الضحى ومسح عليهما الظهر والعصر ثم أحب أن يخلعها العصر فهو مخير إن شاء كمل المدة وإلا خلع
ولهذا قال
( ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة) أي لا يخلعهما مدة المسح ( إن شاء ) فالأمر بالخيار أما الجنابة فلابد من الخلع وهكذا الحيض والنفاس لا يمسح الخفين ولا في العمامة للجنابة وتقدم هذا في حديث صفوان بن عسال ( ولكن من غائط وبول ونوم ) يعني من الحدث الأصغر
أما لو تطهرت الحائض والنفساء قبل الحيض وقبل النفاس ولبست خفيها على طهارة ثم حاضت أو ثم نفست ثم طهرت 0
فلا تغتسل والخفان في رجليها . وإن كان هذا لا يقع لأن الحيض يتجاوز المدة في الغالب مدة ثلاث ليال في السفر
والنفاس أكثر وأكثر ولكنه قد يقع هذا في الحيض قد تلبس الخفين على طهارة ثم تحيض لمدة يومين والمدة ثلاث ليال ما تمت
لكن الذي يقع كثيرا الجنابة
ولهذا ذكر الجنابة لأنها هي التي تقع للمسافر وغير المسافر فبين عليه الصلاة والسلام أنه يخلع ولا يمسح من الجنابة
وهذه الأحاديث ليس فيها توقيت ولكنها مطلقه وحديث علي المتقدم وحديث صفوان فيها التقييد والتوقيت
هكذا حديث أبي بكرة الثقفي
***(1/1309)
الحديث السبعون : وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (( أنه رخص للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن ، وللمقيم يوما وليلة إذا تطهر فلبس خفيه أن يمسح عليها )) أخرجه الدار قطني وصححه أبن خزيمة .
أبو بكره الثقفي و إسمه نفيع بن مسروح أو بن الحارث . وهو صحابي جليل أسلم عام الطائف ، لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم الطائف نزل من بعض حصون الطائف فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رقيقا فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم . وأسلم وحسن إسلامه وله ذرية وله أولاد صلحاء أخيار علماء
أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للمسافر أن يمسح خفيه ثلاثة أيام وللمقيم يوما وليله إذا أتطهر ولبس خفيه
/ هذا يبين لك أن المسح مؤقت وأنه بعد الطهارة فيقيد ما تقدم من حديث عمرو وثوبان وأنس وما جاء في معناها وأنها مقيدة بالمدة وهذا هو قول جمهور أهل العلم
وذهب مالك وجماعة إلى عدم التوقيت والصواب قول الجمهور وأنه لا بد من التوقيت لأن أحاديث التوقيت صحيحه ليس لها معارض وما جاء مطلق فيقيد بها على القاعدة المعروفة عند أهل العلم في الأصول وفي المصطلح أن المطلق يحمل على المقيد جمعا بين الأخبار
الحديث الواحد والسبعون : وعن أبي بن عمارة رضي الله عنه أنه قال:قلت: يا رسول الله أمسح على الخفين ؟ قال (( نعم )) قال : يوما قال (( نعم )) قال : ويومين ؟ قال (( نعم )) قال وثلاثة أيام قال (( نعم )) وما شئت )) أخرجه أبو داوود وقال ليس بالقوي .
أبي ابن عمارة المدني ثم المصري وهو بكسر العين والمعروف عند أهل العلم في أسماء الرجال عُمارة ، بالضم هذا هو الأكثر في الروايات في الصحابة وغير هم
لكن عمارة بالكسر في هذا الرجل وفي الحسن أبن عمارة القاضي المعروف هذا هو المشهور وماسواهما فهو بالضم
وقيل في هذا بالضم أيضا في أبي هذا وفي الحسن فالحاصل أن المعروف في الروايات بالضم في أسماء الرجال ماعدا هذا فإن الأكثر فيه على كسر العين(1/1310)
أنه قال أمسح يوما . . . . الخ .
الحديث هذا ظاهرة عدم التوقيت وأنه يمسح متى شاء وكيف شاء ولكن حكم عليه بعض أهل العلم بأنه غير صحيح بل هو مضطرب الإسناد مضطرب المتن .
قال أحمد رجاله لا يعرفون ، وقال البخاري رحمه الله وأبن عبد البر والشافعي وجماعة رحمهم الله : بأنه مضطرب الإسناد وهكذا قال الحافظ في التلخيص وغيره حتى بالغ الحافظ أبن الجوزي رحمه الله فعده في الموضوعات وبهذا تعرف أن الحديث مضطرب الإسناد والمتن لا يعول عليه عند أهل العلم في معارضة الأحاديث الصحيحة المثبته للتوقيت في المسح على الخفين
والصواب أن التوقيت ثابت ومحكم وأما أحاديث أبي هذا وما جاء في معناها فهي أحاديث ضعيفة لا يلتفت إليها وما كان مطلقا فهو مقيد بأحاديث التوقيت والله سبحانه وتعالى أعلم . . .
س / من منع المسح على النعلين و الجور بين فما حجته ؟
ج / حجته أن الأحاديث ورد فيها الخف في أحاديث كثيرة والجورب أضعف منها فلا يقاس عليها والجواب عن ذلك من وجهين :
أحدهما : أنه لا اعتراض ولا رأى لأحد مع السنة ما دام ثبت في السنن الأربع ومسند أحمد عن المغيرة بسند جيد أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الجوربين والنعلين فلا كلام ولا معارضة 0 روى هذا وهذا فما المانع رأى النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين وعلى الجوربين 0
الوجه الثاني : أن الحكم معلل ومعروف الحكمة وأن المقصود من ذلك رحمة الإنسان والرفق بالإنسان إذا سار في أرض حارة أو باردة أو وعرة فالخف ينفعه والجورب كذلك إذا لبس الجورب ينفعه بعض النفع وإذا كان مع النعل فنفعه تام 0
فالحكمة التي من أجلها شرع الله المسح على الخفين موجودة في الجوارب 0
ثم هناك وجه ثالث أن الصحابة أعلم الناس بالسنة وأعلمهم بمقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم وقد مسحوا على الجوارب كما نقل ذلك أبو داود عن جماعة منهم ابن عمر وجماعة 0(1/1311)
فلما فهموا أن الجورب في حكم الخف وجب الأخذ بفهمهم و تأييدهم في فهمهم مع ما جاءت به السنة ومع ما عرف من المعنى فلم يبق قول لأحد بعد ذلك لهذه الأمور الثلاثة لأن المعارض مخالف للسنة مخالف للقياس الصحيح ومخالف لأكثر الصحابة فلا يلتفت إلى قوله 0
س / لو غسلت رجلا واحدة وأدخلتها في الخف قبل أن أكمل الطهارة ثم غسلت الثانية وأدخلتها 0
ج / فيه خلاف بين أهل العلم :
بعض أهل العلم يرى أنه لا يمسح حتى يخلع اليمنى ثم يعيد لبسها بعد غسل اليسرى حتى يكون لبسها على طهارة كاملة 0 والنبي صلى الله عليه وسلم لبسها على طهارة كاملة هذا حسن احتياط 0
والصواب أنه لو لم يفعله فطهارته صحيحة لأنه لبس اليمنى على طهارة تامة لأن طهارته معلقة على اليسرى وقد طهرت اليسرى وتمت الطهارة وهذا اختيار شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله أنه لا بأس ولا حرج 0
لكن الأولى أنه لا يعجل 0 لا يلبس اليمنى حتى يغسل اليسرى 0 أو أن لبسها لأجل الحاجة إلى لأن المكان لا يتيسر له عدم اللبس فيه فيخلعها ثم يعيدها 0 حتى يكون لبسها على طهارة 0
س / هل ما يقوم مقام الخفين يجوز المسح عليه ؟
ج / نعم ما لم يكن لفائف فاللفائف فيها خلاف كبير فالأحوط عدم مسح اللفائف لكن يمسح شيئا محيطا لأنه أشبه بالخف 0
س / هل يجوز خلع الخف قبل تمام المدة وغسلها ؟
ج / لا بأس لكن لا لاعتقاد أن المسح أفضل فإذا خلعتها لحاجة كما لو مللت من الخفين أو لأسباب أخرى أما إن يخلعها لأجل أن يغسل لاعتقاد أن الغسل أولى فلا 0
س / ....... في أثناء مدة المسح يقول يجوز فسخ هذه الخفاف ؟
ج / هذا قول ضعيف 0 لكن جمهور أهل العلم يرى أنه إذا خلعها بطلت الطهارة إذا خلعها بعد الحدث وأما قياس ذلك على حلق الشعر من الرأس فهذا ليس بشيء فالصواب قول كثير من أهل العلم بل هو كالإجماع من أهل العلم أنه متى خلع الخف بطلت الطهارة 0(1/1312)
وأما قياس على الشعر وأنه يحلق الشعر متى شاء ومع ذلك يمسح فنقول أن مسح الرأس ليس مؤقتا بل يمسح دائما سواء كان عليه شعر أو كان أصلع 0
س / هل المسح في الحضر 0
ج / ظاهر النصوص أنه مسح صلى الله عليه وسلم في الحضر وفي السفر لأنها مطلقة والإتفاق قائم على أنه يجوز المسح في الحضر وفي السفر جميعا 0
س / هل تشترط الطهارة للمسح على الجبيرة ؟ وهل يجمع بين التيمم والغسل ؟
ج / الجواب يمسح على الجبيرة ولا تشترط وضعها على طهارة لأن جرحه ليس بهواه قد يكون بحال ليس بطاهر فيها 0
والصحيح أنه يكفي المسح ولا حاجة إلى التيمم 0 وليس لها أصل الجمع بين الغسل و التيمم وأن ذكره بعض فقهاء الحنابلة وغيرهم ولكن لا أصل لها أما أن يغسل وأما أن يمسح 0 فإن لم يتيسر هذا ولا هذا فالتيمم 0
بإمكانكم قراءة الشرح لماسبق من الدروس في هذا الملتتقى وكذلك من الرابط التالي
http://www.hedayaway.net/vb/showthread.php?t=467
اخوكم أبو يوسف إمداد
---
إمداد
02-04-2005, 11:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهنؤكم بعودة الملتقى بثوبه القشيب
وأهديكم هذا الملف المرفق تحقيقا لرغبة كثير من الأخوة
وهو شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام
لسماحة الشيخ بن باز رحمه الله
---
إمداد
02-08-2006, 12:42 AM
النواقض : جمع ناقض والمراد المفسدات للوضوء ويحتاج معها المؤمن إلى تجديد الوضوء لأداء الصلاة ونحوها 0
الحديث الثاني والسبعون : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضؤن 0 أخرجه أبو داود وصححه الدارقطني وأصله في مسلم
شرح /
ولفظ مسلم (( كانوا ينامون ثم يصلون ولا يتوضؤن )) 0
ولما كان لفظ أبي داود أوضح ذكر رحمه الله لفظ أبي داود(1/1313)
( حتى تخفق رؤوسهم) لأنه يوضح معنى النوم الذي ورد في رواية مسلم وهو أن نومهم كان تخفيقا وليس استغراقا والمعنى أنهم يصيبهم النعاس وحركة الرأس من النوم وليس المراد به النوم الثقيل الذي يزول معه الشعور ويحصل معه الغفلة وعدم الشعور بما قد يخرج
وهذا وارد في أحاديث كثيرة في النعاس وهو شيء يصيب الإنسان مبادئ في النوم ولكن لا يكون معه الاستغراق بل يكون معه الشعور وانطباق الوكاء 0
هذا يدلنا على أنه لا ينقض الوضوء وأنه كون الرأس يخفق والإنسان يحس بالنوم كل هذا لا ينقض الوضوء وإنما ينقضه النوم المستغرق الذي يزول معه الشعور وهذا على الصحيح لا فرق فيه بين المضطجع وبين الجالس وبين الساجد والراكع وبين القائم هذا هو الصواب 0
وفرق قوم بين المضطجع وغيره والمتكئ وغيره ولكن الأحاديث لو نظرت إليها وجمعت بينها تدل على أن الحكم واحد وأن من استغرق في النوم وزال شعوره هذا هو الذي ينتقض وضوءه قائما أو قاعدا مضطجعا أو جالسا على أي حال كان 0
أما النعاس وما يكون معه الشعور بمن حوله من القراء أو الماشين أو المتكلمين ولكن يشعر بشيء من النعاس وشيء من الميل إلى النوم هذا لا ينتقض وضوؤه بذلك وهذا هو الجمع بين هذه الروايات وبين رواية صفوان بن عسّال السابقة ولكن( من غائط ونوم وبول ) وحديث معاوية الآتي (( العين وكاء السه )) فالنوم الذي ينطلق معه الوكاء هذا النوم المستغرق الذي يزول معه الشعور هذا هو النوم الناقض وأما النوم الذي وقع من الصحابة فهو ما يحس به من النعاس ويكون الإنسان في الصف ينتظر الصلاة ويصيبه النعاس ويقال نام وليس المراد به النوم الذي يحصل به زوال الشعور وقد جاء في بعض الروايات ( يوقظون ) وفي بعضها(1/1314)
( ينبهون ) وكل هذا لا يمنع من كون النوم ليس بمستغرق والإنسان قد يحصل له النعاس وخفقان الرأس ثم ينبه ولايلزم من تنبيهه أنه زال شعوره وفي بعضها أنه أقيمت الصلاة عند مسلم فجاء رجل فقال لي حاجة فجعل يناجيه حتى طال النجا ونام الناس ثم صلى وصلى الناس ولم يتوضؤا هذا كله يدل على أن المراد بذلك ما يحصل للناس من النعاس وحركة الرأس وخفقانه من النوم وما يتعلق بذلك من الفتور وظهور أمارات الميل إلى النوم 0
الحديث الثالث والسبعون : وعن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني امرأة استحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة قال : لا إنما ذلك عرق وليس بحيض ، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة ، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي 0
الحديث الرابع والسبعون : وللبخاري (( ثم توضئي لكل صلاة )) وأشار مسلم أنه حذفها عمدا 0
شرح / كانت فاطمة هذه إحدى المستحاضات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له ذات يوم يا رسول الله إني استحاض ــ أي يستمر معي الدم ــ أ فأدع الصلاة .... الخ 0
فإنما ذلك مرض في بعض العروق وليس بالحيض المعتاد الذي يأتي المرأة في أوقات معينة ثم يذهب 0
(( فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي ))
فأمرها أن تصلي مع دم العرق وقال إنه ليس بحيض وأمرها أن تدع الصلاة وقت مجيء حيضتها وإذا أدبرت تغسل الدم وتصلي 0 (( فاغسلي عنك الدم وصلي ))(1/1315)
هذا يدلنا على أن الإستحاضة وهي الدماء العارضة من عرق يقال له العاذل يعني من مخرج غير مخرج دم الحيض وإنما هي دماء تعرض للمرأة من أمراض تعتري رحمها فيصيبها اصفرار الدم فهذا يقال له استحاضة وهو خروج الدم في غير الوقت المعتاد بل يستمر معها ويشغلها ولكن ليس بالدم المعتاد المؤقت فهذا حكمه حكم البول وحكم ما يحصل للإنسان من سائر الخوارج التي تستمر معه فلا تمنعه من صلاة ولا طواف ولا غير ذلك وإنما هو مرض يعالج بخلاف الحيض الذي هو الدم المعتاد الذي كتبه الله على بنات آدم فإن هذا دم معتاد وكتبه الله على بنات آدم وهو جبلة وطبيعة من طبائعهن يخرج في أوقات معلومة في الشهر ثم ينتهي والغالب أنه يمكث ستة أو سبعة وقد تزيد وقد تنقص ويقال له الحيض وهو شيء كتبه الله على بنات والغالب أنه ينقطع مع الحمل ويوجد عند عدمه ولهذا جعلت الحيضات الثلاث دليلا على براءة الرحم وعلى خلوه من الحمل 0
قال لها (( فاغسلي عنك الدم )) هذا يدل على أن ما يصيبها من دماء في بدنها وثيابها يغسل وفي اللفظ الآخر( واغتسلي ) أي تغسل الدماء وتغتسل من الحيض الغسل الشرعي كما تغتسل الجنب 0(1/1316)
ثم قال (( وتوضئي لكل صلاة )) هذا في حال استمرار الدم في حال استحاضتها الوضوء عند استحاضتها . والغسل وغسل الدم عند انتهاء مدة الحيض 0 هذه انفرد بها البخاري رحمه الله وأشار مسلم إلى أنه حذفها عمدا فإنه رحمه الله استنكرها فحذفها أما الإمام البخاري فعرف معناها وأثبتها واحتج بها العلماء على أن من دام حدثه بالبول أو الريح أو الدم يتوضأ لكل صلاة ويكفيه ذلك ولا يكلف ما لا يطيق لقوله تعالى ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) فتصلي المستحاضة ولو خرج الدم ويصلي صاحب سلس البول ولو خرج البول ويصلي من استمر معه الريح وإن طلعت الريح لأنه لا يستطيع خلاف ذلك ولكن يكون وضوءه لكل صلاة يعني عند دخول الوقت فإذا دخل الوقت توضأ لأنه مضطر إلى أداء الصلاة فيتوضأ فإن وقف الدم والبول والريح فالحمد لله وإن لم يقف صلى على حسب حاله ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ولا يضره ذلك ولا قضاء عليه لأنه اتقى الله ما استطاع 0
والشاهد من هذا أن الدم ناقض للوضوء 0 أما من الفرج فلا خلاف في ذلك لحديث المستحاضة فإنه أمرها بالوضوء لكل صلاة فدل ذلك على أن الدم الخارج من فرجها ينقض وضوءها لأنه دم عرق وليس بحيض والحيض له شأن آخر وأحكام أخرى واحتج به أيضا على أن الدم ينقض الوضوء مطلقا لأنه صلى الله عليه وسلم قال ( إنه دم عرق ) دل على دماء العروق كلها تنقض الوضوء بخلاف الشيء القليل العارض مثل بثرة العين أو من الرعاف هذا يعفى عنه 0
ولهذا روى عن بعض الصحابة أنه كان يغسل البثرة ولا يتوضأ وبعضهم يبصق الدم ولا يتوضأ فالمقصود أن الشيء القليل يعفى عنه ولا يكلف الإنسان فيه الوضوء بخلاف الدم الكثير فإنه يتوضأ منه لقوله إنما ذلك دم عرق وليس بحيض 0
وجاء أحاديث أخرى يأتي بعضها إن شاء الله 0(1/1317)
ومثله الريح الذي يصيب بعض الناس مرض لا تزال الريح تخرج معه من دبره فإذا أصابه هذا فحكمه حكم صاحب سلس البول والمستحاضة فيتوضأ إذا دخل الوقت ويجزئه ذلك ولا حرج عليه وبهذا يعلم أن الخارج الذي ليس بالاختيار لا ينقض الوضوء بل ينقض الخارج الاختياري قد اعتاده الإنسان هذا الذي ينقض الوضوء أما الشيء غير العادي الذي يصاب به الإنسان بسبب مرض ويستمر معه ولا يتمكن من السلامة منه فهذا يعفى عنه ولا يعد ناقضا في الوقت نفسه بل يكفيه الوضوء وإن خرج ذلك الشيء لأنه شيء مضطر إليه الإنسان ليس باختياره ولا يتمكن من دفعه فسامحه الله جل وعلا 0
***
---
(1/1318)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما التفسير الصحيح
---
ما التفسير الصحيح
---
snsn
07-04-2004, 10:06 AM
(يوم ترجف الارض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا) المزمل الاية 14
---
عبدالرحمن الشهري
07-04-2004, 11:29 AM
هذه الآية تصف يوم القيامة .
يقول تعالى : إن لدينا لهؤلاء المشركين من قريش الذين يؤذونك يا محمد -عليه الصلاة والسلام - العقوبات الشديدة وذلك في يومِ ترجف الأرض والجبال.
ومعنى رجفانها : اضطرابها بمن عليها يوم القيامة.
وقوله تعالى : ( وكانت الجبال كثيبا مهيلا ) يقول: وكانت الجبال رَملا متناثرا.
والمهيل: مفعول من قول القائل: هلت الرمل فأنا أهيله ، وذلك إذا حرك أسفله ، فانهال عليه من أعلاه ؛ وللعرب في ذلك لغتان ، تقول: مهيل ومهيول، ومكيل ومكيول.
نسأل الله أن يلطف بنا في ذلك اليوم ، وأن يؤمن روعتنا.
---
snsn
07-04-2004, 12:11 PM
جزاك الله خيرا
---
سليمان العجلان
07-04-2004, 06:52 PM
(الكثيب) هو ما اجتمع من الرمل ، وجمعه : كثبان ، وكثب ، وأكثبه.
____________________
عمدة الحفاظ ، للسمين الحلبي 3/442، فصل الكاف والثاء.
---
(1/1319)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسات عن وقف الشيخ الهبطي .
---
دراسات عن وقف الشيخ الهبطي .
---
أحمد بزوي الضاوي
08-02-2006, 04:56 PM
يسأل كثير من طلبة العلم عن وقف الهبطي المعتمد لدى القراء المغاربة ، وللتعريف بالموضوع آليت على نفسي التعريف بالشيخ الهبطي و بوقفه ، مع الإحالة على أهم الأبحاث التي عنيت بدراسة هذا الوقف .
هو محمد بن أبي جمعة الهبطي الصماتي توفي بمدينة فاس سنة 930 ، وقبره معروف بطالعة فاس قربق الزربطانية ، وهو ممن أخذ عن الإمام ابن غازي ( ت 919هـ ) وعنه في قيد الوقف ، كما راعى في وقوفاته ما روي عن مذهب الإمام نافع في وقف التمام .
لم يعرف من آثاره إلا تقييده في الوقف ، والذي يعتبر الطابع المميز للمدرسة القرآنية المغربية ، والطابع المميز للمصحف المغربي . وكتاب آخر وعنوانه " عمدة الفقير في عباد العلي الكبير" .
كان عالم فاس في وقته ، فقيها نحويا فرضيا ، أستاذا مقرئا ، عارفا بالقراءات مرجوعا إليه فيها ن وكان موصوفا بالخير والفلاح ن والبركة والصلاح، ذا أحوال عجيبة،وأسرار غريبة، أذعن الشيخ بن غازي وغيره ." سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس لمحمد بن جعفر الكتاني : ج1، ص 268 .
أهم الدراسات عن وقف الهبطي :
1- تقييد وقف القرآن الكريم للشيخ محمد بن جمعة الهبطي : الحسن بن أحمد وكاك .
2- منحة الرؤوف المعطي ببيان ضعف وقوف الشيخ الهبطي : عبد الله بن محمد بن الصديق .
3-المختصر في قواعد التجويد : محمد شاعري .
4- قراءة الإمام نافع عند المغاربة : عبد الهادي حميتو .
5- مقال لسعيد أعراب بمجلة " دعوة الحق المغربية " ، عدد 273، سنة 1989 م .
---
عبدالرحمن الشهري
08-02-2006, 04:59 PM(1/1320)
نرحب بالأخ العزيز الدكتور أحمد بزوي الضاوي في ملتقى أهل التفسير ، وأشكره على مشاركاته التي بدأ يتحفنا بها مثل هذا الموضوع الذي نحتاج إلى مزيد من الإيضاحات حوله وأهميته بين كتب وقوف القرآن الكريم .
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى ، وحبذا لو تطرق الدكتور أحمد للموضوعات المتعلقة بالمدرسة القرآنية المغربية والكتب التي صنفت فيها ، حتى تتكامل النظرة يوماً عن هذه المدرسة من العالم الإسلامي الكبير .
---
أحمد بزوي الضاوي
08-02-2006, 06:52 PM
الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري ، حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فقد تلقيت ردكم على موضوعي عن وقف الهبطي ـ وهو في حقيقته جواب عن استفسار أحد الإخوة رواد موقعكم ـ ورغبتكم في التعريف بالمدرسة المغربية في علوم القرآن والتفسير ، بعناية خاصة . وإني إذ أشكركم على إتاحتكم الفرصة للباحثين للتواصل،وعرض العلم على طلابه عبر موقعكم، لأؤكد لكم أني سأعمل ـ إن شاء الله تعالى ـ على الوفاء بما طلبتم. و ما رغبتكم هذه إلا دليل على نبل المقصد ، وصحة العزم في خدمة العلم وأهله ، وحسن ظن بي ـ أسأل الله تعالى ـ أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
د. أنمار
08-03-2006, 03:00 PM
يضاف على ما سبق الرسالة التي سطرها الشيخ عبد الواحد المارغني عند اعتنائه بكتاب والده النجوم الطوالع الشيخ إبراهيم أحمد المارغني ص 252 من طبعة دار الفكر 1419 هـ وتقع في 6 صفحات بعد تعذرهم من عدم طبع جميع الأوقاف الهبطية اضطرارا.
قال: واعلم أن أوقاف الشيخ الهبطي رضي الله عنه كلها مرضية موافقة جارية على قواعد فن القراءات ووقوفه وما تقتضيه العربية وأصولها، نعم هناك وقوف تعد بالأصابع استشكل وقفه عليها لعدم موافقتها بحسب الظاهر لوقوف علماء القراءة والعربية منها ...
ثم ذكر آية 17 من سورة البقرة(1/1321)
وآية 32 من سورة المائدة
وآية 3 من سورة الأنعام
وآية 105 من سورة الأعراف
وفي انتظار المزيد من الأستاذ الضاوي حفظه الله
---
أحمد بزوي الضاوي
09-18-2006, 02:57 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وبعد فإني أشكر لكم الملاحظات و الإضافات العلمية القيمة ، و عذري أني كتبت ما نشرته عن الشيخ الهبطي ـ رحمه الله ـ على عجل لأنه في حقيقته جواب على طلب أحد الإخوة رواد الموقع ، و إني أعد أخي الفاضل أنمار ـ حفظه الله ـ بالتوسع في الكتابة عن الشيخ الهبطي و عن وقفه المعتمد عند المغاربة ، مع محاولة إرفاق الموضوع بما كتب عنه بمجلة دعوة الحق المغربية ، و التي للأسف كثير من الباحثين يغفل عن المقالات و الأبحاث العلمية الرصينة المنشورة بها خاصة الأعداد القديمة التي كان يشارك فيه زمرة من علماء المغرب و المشرق .
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
02-28-2007, 03:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ، فهذا مقال للشيخ الفاضل العلامة سيدي عبد الله بن الصديق ـ رحمه الله ـ وقد انتقد فيه بعض وقوف الشيخ الهبطي ـ رحمه الله ـ . و نشر المقال بمجلة دعوة الحق ، التي تصدرها وزارة الأوقاف المغربية ، العدد التاسع ، سنة 1973 م .و قد عملت على نقله إلى الموقع .
نسأل الله تعالى التوفيق و السداد .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
السائح
04-06-2007, 09:58 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرا أخي الأستاذ الكريم الضاوي،
ومن الدراسات المتصلة بالهبطي: منهجية ابن أبي جمعة الهبطي في أوقاف القرآن الكريم للشيخ ابن حنفية العابدين وفقه الله.
---
أحمد بزوي الضاوي
04-07-2007, 11:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(1/1322)
الأخ الفاضل السائح ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم أن يسر التوصل معكم عبر هذا الموقع المبارك . و إني إذ أشكر لفضيلتكم تواصلكم واهتمامكم و تقديركم ، أطلب من فضيلتكم التكرم بإرشادنا إلى الدراسة التي أشرتم إليها في مشاركتكم ، ذلك أن أحد الطلاب الذين أشرف عليهم يشتغل على الوقف عند الشيخ الهبطي ، و لا شك أن اطلاعها على الدراسة التي أشرتم إليها ستفتح له بابا إن لم نقل أبوابا جديدة ـ إن شاء الله تعالى ـ مما يثري البحث ، و يعطيه قيمته العلمية .
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/1323)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "اليوم أكملت لكم دينكم", أي التفاسير كان يومها مفروضا؟؟
---
"اليوم أكملت لكم دينكم", أي التفاسير كان يومها مفروضا؟؟
---
الشيخ أبو أحمد
11-12-2003, 12:24 AM
"اليوم أكملت لكم دينكم", أي التفاسير كان يومها مفروضا؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
11-12-2003, 12:32 AM
السؤال غير واضح !!!!
---
أبو عبد المعز
11-12-2003, 02:54 AM
لعل الاخ يقصد ان الدين تم قبل ظهور التفاسير المعروفة عن الصحابة والتابعين وغيرهم...وينبني على هذا ...اننا يمكن الاستغناء عنها ..او على الاقل هي غير لازمة لنا ...
فليعلم الاخ الكريم ان المسألة لا تطرح على هذا النحو...ولكن على الشكل التالى:
لقد تم الدين فعلا قبل التفاسير ...ولكن المشكلة فى فهم ذلك الدين الذى تم...اعنى ان المقابلة ليست بين الدين -القران والسنة-وبين التفاسير ولكن بين فهمنا نحن وبين وفهم اصحاب تلك التفاسير..فإذا تعارض فهمنا وفهمهم..فمن المقدم....
---
الشيخ أبو أحمد
11-13-2003, 12:16 AM
الاخ ابو عبد المعز
إذا تعارض فهمنا وفهمهم تقدم ذو الحجة الذي قدمه الله ورسوله, ولا حجة لمن سبق بمجرد سبقه, إنما الحجة للكتاب والحديث ولو على لسان غلام!.
ولا يكون ابدا أن يصبح قول الناس حجة ابدا, مهما كانوا.
هل سمعتم بالرجل الذي سيرد الناس الى منهاج النبوة, أهو خير امن التابعين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
"أمتي هذه كالغيث لا يعرف خيره اوله ام آخره".
---
(1/1324)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > ضرورة اهتمام المختصين بالمسائل المشكلة
---
ضرورة اهتمام المختصين بالمسائل المشكلة
---
محمد رشيد
11-06-2003, 11:59 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
مشايخنا الكرام الدكتور ( عبد الرحمن الشهري ) وشيخنا ( أبا مجاهد القحطاني ) والدكتور ( سليمان الطيار ) و ( أحمد البريدي )
أسأل الله تعالى أن يبارك فيكم و في جهودكم ـ آمين ـ
أما بعد / فلا تعلمون و الله مقدار اعتزازي و حبي لهذا الموقع القيم ، الذي لم أجد مثله في تخصص علوم القرءان ، في دقة البحث و رصانته و تخصصه العميق ، فقد نظرت في عدة مواقع متخصصة في علوم القرءان فلم أجد مثل هذا الموقع في إفادته ، مع حداثته على الشبكة ، و أنا والله ـ رغم ميلي الشديد لدراسة الفروع والأصول ـ إلا أن هذا الموقع كان دوره أساسيا في ترغيبي لدراسة علوم القرءان و الاستمرار فيها ، فنشأته قارنت ـ تماما أو بعد أيام ـ بداية دراستي لعلوم القرءان ، فوجدت أسماءا كنت أسمع عنها كالشيخ الطيار و الشيخ الدوسري ، ووجدت الجدية و الرصانة في الموقع ، فكان لذلك أكبر الأثر في ترغيبي في دراسة علوم القرءان بتوسع ، لعلمي أن لي مراجع أستطيع أن ألجأ إليهم في حين الدراسة و عند المشكلات ، و يعلم الله تعالى أنني أعتبر أن هذا الموقع هو موقعي الذي أذود عنه العبث ، وأعتني به بالمحافظة عليه قدر استطاعتي .
و لكن لي ملاحظة هي ليست صغيرة ، بل هي كبيرة ، ومما يجدر الانتباه إليها ، و هي أن الموقع كان ينبغي أن يكون حظ أوفر من التحقيق في مسائل علوم القرءان ، خاصة المسائل المشكلة ، كالأحرف السبعة ، و ضابط تواتر القراءات ، و غير ذلك .(1/1325)
أنا لا أنكر أن بعض هذه المسائل قد لاقى من التحقيق على الموقع ما لم يلاقه في أي موقع آخر ، و لكن هذا نظر نسبي ـ أي بالنسبة لما لاقاه من التحقيق في المواقع الأخرى ـ فنحن ما ينبغي أن نقيس بهذه الطريقة ، بل نقيس على ما ينبغي أن نكون عليه كموقع متخصص تخصصا عميق بحتا في علوم القرءان ، و عليه متخصصون أفاضل كالشيخ الطيار و الشيخ الدوسري ، علاوة لما ثبت من مقدرة عالية لمتخصصي الموقع على التحقيق في المسائل المشكلة ، كالدكتور الطيار ، فقد تكلم في مسألة الأحرف السبعة كلما محققا جيدا ، لم أقرأه لأحد إلا للزرقاني ـ رحمه الله ـ
فالاقتراح / لماذا لا يكون على الموقع (( سلسلة )) يتم من خلالها تحقيق المسائل المشكلة في علوم القرءان ، يتم من خلالها بحث كل مسألة بحثا مستقلا مستفيضا بحيث ( تقتل) المسألة بحثا ، و بعد الانتهاء منها يتم بحث التي تليها و هكذا .
ألا ترون معي مشايخي الكرام أن مثل هذا العمل سيصقل القيمة العلمية للموقع ، و سيوجه إليه أنظار الباحثين ؟
و أليس ذلك أفضل من شتات المسائل و إدراجها في فهارس غير منضبطة الانضباط الكافي الذي ينظمها نظما دقيقا ييسر الوصول إليها ، و هو مع ذلك مستوفيا لها ؟
أنا أرى أن المسائل المشكلة في علوم القرءان كثيرة و مشهورة حتى لدى بعض العوام ، و هي جديرة بأن يكون لها دراسة خاصة على الموقع و فهرس خاص ، و إن لم يكن ذلك على هذا الموقع فأين يكون ؟!!
هذا اقتراح إلى مشايخي الكرام أرجو أن ينظر فيه بعين المصلحة .
تلميذكم / محمد يوسف رشيد
كلية الشريعة الإسلامية
جامعة الأزهر
---
عبدالرحمن الشهري
11-09-2003, 03:41 AM
الأخ الكريم محمد يوسف وفقه الله لكل خير.
شكر الله لك عنايتك ونصحك ، وثق بأن ما تقوله محل عنايتنا جميعاً ، ومشاركاتك الجادة محل تقدير الجميع وفقك الله.(1/1326)
وأما ما أشرت به فنعم الرأي ، وكما تعلم أن عمر الملتقى لا يزال في بدايته ، وكل يوم يمر عليه نكتسب منه خبرة نحاول أن نطورها إن كانت نافعة ، أو نغيرها إن كانت غير ذلك وهكذا ، ونرجو أن ترى ما يسرك في هذا الموقع من الأمور التي أشرت إليها والتي لم تشر إليها إن شاء الله. فقد وصلنا إلى مرحلة لا بأس بها من اجتماع أهل الاهتمام بهذا العلم الشريف وإن كانت لا تزال دون الأمل المنشود.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
(1/1327)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما علاقة :(فضربنا على آذانهم..) بصعوبة الانتباه من النوم ؟
---
ما علاقة :(فضربنا على آذانهم..) بصعوبة الانتباه من النوم ؟
---
ابوفالح الاكلبي
07-30-2004, 04:37 PM
السلام عليكم ورحمةالله
اخواني الافاضل قال الله تعالى في سورة الكهف
فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (11)
والسؤال لاهل العلم والتفسير هو هل للاذان علاقة مع النوم خصوصاالعميق كما حصل لاهل الكهف?
وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى
---
عبدالرحمن الشهري
07-30-2004, 08:12 PM
نعم أخي الكريم أبا فالح ، للسمع علاقة وثيقة بالانتباه من النوم . فإذا لم ينفذ الصوت للأذن ، كان الانتباه من النوم صعباً. والضرب على الأذن منع نفاذ الصوت مهما دق إليها ، وهذا ما حدث لأهل الكهف فقد منعت الأصوات بالضرب عليها من النفاذ إليها ، وربما لا يكون هذا الضرب هو الأمر الوحيد في عدم الاستيقاظ كل هذه السنوات ، بل لله في أمرهم قدرة ظاهرة . وإلا فمهما منع الصوت من النفاذ إلى الأذن ولو كان أصماً ، فإنه يستيقظ بعد الاكتفاء من النوم. ولو رجعت إلى كتب التفسير لوجدت لبعضهم حديثاً مطولاً عن سر التعبير بالضرب على الآذان هنا ، وعلاقته بضرب النقود.
وهذا ما قاله القرطبي رحمه الله عند تفسيره لهذه الآية ، وفيه فوائد .
قال تعالى :(فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا) .
قال القرطبي: عبارة عن إلقاء الله تعالى النوم عليهم . وهذه من فصيحات القرآن التي أقرت العرب بالقصور عن الإتيان بمثله . قال الزجاج : أي منعناهم عن أن يسمعوا ؛ لأن النائم إذا سمع انتبه.
وقال ابن عباس : ضربنا على آذانهم بالنوم ، أي: سددنا آذانهم عن نفوذ الأصوات إليها.(1/1328)
وقيل : المعنى " فضربنا على آذانهم " أي فاستجبنا دعاءهم , وصرفنا عنهم شر قومهم , وأنمناهم . والمعنى كله متقارب.
وقال قطرب : هذا كقول العرب : ضرب الأمير على يد الرعية إذا منعهم الفساد , وضرب السيد على يد عبده المأذون له في التجارة إذا منعه من التصرف.
قال الأسود بن يعفر وكان ضريرا :
ومن الحوادث لا أبا لك أنني * ضربت علي الأرض بالأسداد
وأما تخصيص الأذان بالذكر فلأنها الجارحة التي منها عظم فساد النوم , وقلما ينقطع نوم نائم إلا من جهة أذنه , ولا يستحكم نوم إلا من تعطل السمع . ومن ذكر الأذن في النوم قوله صلى الله عليه وسلم : ( ذاك رجل بال الشيطان في أذنه ) خرجه الصحيح . أشار عليه السلام إلى رجل طويل النوم , لا يقوم الليل .
---
ابوفالح الاكلبي
07-30-2004, 08:58 PM
شكرا لك يا شيخنا الفاضل
واذا كان لديك معرفة طبيه بعلاقة الاذن بالنوم فازدنا حفظك الله
---
عبدالرحمن الشهري
07-30-2004, 09:24 PM
ربما تجد في هذا الموقع ما يفيدك .
النوم في الصحة والمرض (http://www.sleepsa.com/).
وصاحبه رجل معروف وموثوق هو الدكتور أحمد باهمام وفقه الله.
---
(1/1329)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحثت عن البحر المحيط للزركشي فلم أجده فحبذا المساعدة.
---
بحثت عن البحر المحيط للزركشي فلم أجده فحبذا المساعدة.
---
محمد العمري
09-03-2006, 02:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله:
بحثت في مكتبات الرياض -الجديد والمستعمل- عن كتاب البحر المحيط في أصول الفقه للزركشي (طبعة الأوقاف الكويتية) فلم أجده.
وكان الذي وجدت بطبعة دار الكتب العلمية ودار الكتبي.
فحبذا لو أجد من يدلني على من يبيعه
وجزاكم الله خير الجزاء.
---
(1/1330)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قصائد في الزهد والرقائق
---
قصائد في الزهد والرقائق
---
ناصر
05-22-2006, 12:19 AM
شريط أكثر من رائع - إبتسامة -
قصيدة ليس الغريب
قصيدة أنا العبد
قصيدة اليأس من الدنيا
قصيدة من يرد سلعة الرحمن
قصيدة واذكر الموت والبلى
قصيدة كن على حذر من الدنيا
للإستماع الرجاء تتبع الرابط التالي طريق الإسلام (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=25263)
---
أبو ياسر
05-27-2006, 05:10 AM
............
---
ناصر
07-06-2006, 05:45 AM
قصيدة ليس الغريب هنا (http://islam.moved.in/zuhd/LaysaAlGharib.mp3).
قصيدة أنا العبد هنا (http://islam.moved.in/zuhd/AnaAlAbdu.mp3).
---
ناصر
07-16-2006, 09:47 AM
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
وصية ابن الوردي في التقوى و العلم و الأخلاق الفاضلة [من فضلك أنقر هنا (http://islam.moved.in/zuhd/wasaya/wasaya1.mp3) للإستماع].
وصية الألبيري لابنه أبابكر بطلب العلم و العمل به [من فضلك أنقر هنا (http://islam.moved.in/zuhd/wasaya/wasaya2.mp3) للإستماع].
المصدر: شريط "وصايا" من علي إذاعة طريق الإسلام (http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view&songstape_id=114) بتصرف.
و السلام عليكم.
---
ناصر
07-16-2006, 01:08 PM
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
نص قصيدة وصية الألبيري, بها بع الأخطاء ولكنها تعين على تتبع الإنشاد, منقولة من أحد المنتديات.
تفت فؤادك الأيام فتا=وتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدق =ألا يا صاح أنت أريد أنتا
أراك تحب عرسا ذات خدر=أبتَّ طلاقها الأكياس بتا
تنام الدهر ويحك في غطيط= بها حتى إذا مت انتبهتا
فكم ذا أنت مخدوع وحتى=متى لا ترعوي عنها وحتى
أبا بكر دعوتك لو أجبتا= إلى ما فيه حظك لو عقلتا(1/1331)
إلى علم تكون به إماما =مطاعاً إن نهيت وإن أمرتا
ويجلو ما بعينك من غشاها= ويهديك الطرق إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجا=ويكسوك الجمال إذا عريتا
ينالك نفعه ما دمت حيا=ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبو=تصيب به مقاتل من أردتا
وكنز لا تخاف عليه لصا=خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه=وينقص إن به كفا شددتا
فلو قد ذقت من حلواه طعما=لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ=ولا دنيا بزخرفها فُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ=ولا دنيا بزينتها كلفتا
فقوت الروح أرواح المعاني=وليس بأن طعمت ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيه=فإن أعطاكه الله انتفعتا
وإن أعطيت فيه طويل باعٍ=وقال الناس إنك قد علمتا
فلا تأمن سؤال الله عنه=بتوبيخ : علمتَ فما عملتا
فرأس العلم تقوى الله حقا=وليس بأن يقال لقد رأستا
وأفضل ثوبك الإحسان لكن=نرى ثوب الإساءة قد لبستا
إذا ما لم يفدك العلم خيرا=فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ=فليتك ثم ليتك ما فهمتا
ستجني من ثمار العجز جهلا=وتصغر في العيون إذا كبرتا
وتُفقد إن جهلت وأنت باق=وتوجد إن علمت ولو فُقدتا
وتذكر قولتي لك بعد حين=إذا حقا بها يوما عملتا
وإن أهملتها ونبذت نصحا=وملت إلى حطام قد جمعتا
فسوف تعض من ندم عليها=وما تغني الندامة إن ندمتا
إذا أبصرت صحبك في سماء=قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
فراجعها ودع عنك الهوينى=فما بالبطء تدرك ما طلبتا
ولا تختَل بمالك والهُ عنه=فليس المال إلا ما علمتا
وليس لجاهل في الناس مغن=ولو مُلك العراق له تأتا
سينطق عنك علمك في ملاءٍ=ويكتب عنك يوما إن كتمتا
وما يغنيك تشييد المباني=إذا بالجهل نفسك قد هدمتا
جعلت المال فوق العلم جهلا=لعمرك في القضية ما عدلتا
وبينهما بنص الوحي بون=ستعلمه إذا طه قرأتا
لئن رفع الغني لواء مال=لأنت لواء علمك قد رفعتا
لئن جلس الغني على الحشايا=لأنت على الكواكب قد جلستا(1/1332)
وإن ركب الجياد مسومات=لأنت مناهج التقوى ركبتا
ومهما افتض أبكار الغواني=فكم بكر من الحِكم افتضضتا
وليس يضرك الإقتار شيئا=إذا ما أنت ربك قد عرفتا
فماذا عنده لك من جميل=إذا بفناء طاعته أنختا
فقابل بالقبول لنصح قولي=فإن أعرضت عنه فقد خسرتا
وإن راعيته قولا وفعلا=وتاجرت الإله به ربحتا
فليست هذه الدنيا بشيءٍ=تسوؤك حقبة وتسر وقتا
وغايتها إذا فكرت فيها=كفيئك أو كحلمك إذ حلُمتا
سجنتَ بها وأنت لها محب=فكيف تحب ما فيه سجنتا
وتطعمك الطعام وعن قريب=ستطعم منك ما فيها طعمتا
وتعرى إن لبست بها ثيابا=وتكسى إن ملابسها خلعتا
وتشهد كل يوم دفن خل=كأنك لا تراد لما شهدتا
ولم تخلق لتعمرها ولكن=لتعبرها فجد لما خلقتا
وإن هدمت فزدها أنت هدما=وحصن أمر دينك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات منها=إذا ما أنت في أخراك فزتا
فليس بنافع ما نلت منهامن= الفاني إذا الباقي حرمتا
ولا تضحك مع السفهاء يوما=فإنك سوف تبكي إن ضحكتا
ومن لك بالسرور وأنت رهن=وما تدري أتُفدى أم غللتا
وسل من ربك التوفيق فيها=وأخلص في السؤال إذا سألتا
وناد إذا سجدت له اعترافا=بما نادا ذو النون ابن متى
ولازم بابه قرعا عساه=سيفتح بابه لك إن قرعتا
وأكثر ذكره في الأرض دأبا=لتُذكر في السماء إذا ذكرتا
ولا تقل الصبا فيه امتهال=ونكر كم صغير قد دفنتا
وقل يا ناصحي بل أنت أولى=بنصحك لو لفعلك قد نظرتا
تقطعني على التفريط لوما=وبالتفريط دهرك قد قطعتا
وفي صغري تخوفني المنايا=وما تدري بحالك حيث شختا
وكنت مع الصبا أهدى سبيلا=فما لك بعد شيبك قد نكثتا
وها أنا لم أخض بحر الخطايا=كما قد خضته حتى غرقتا
ولم أشرب حُميا أم دفرٍ=وأنت شربتها حتى سكرتا
ولم أنشأ بعصر فيه نفع=وأنت نشأت فيه وما انتفعتا
ولم أحلل بواد فيه ظلم=وأنت حللت فيه وانتهكتا
لقد صاحبتَ أعلاما كبارا=ولم أرك اقتديت بمن صحبتا
وناداك الكتاب فلم تجبه=ونبهك المشيب فما انتبهتا(1/1333)
ويقبح بالفتى فعل التصابي=وأقبح منه شيخ قد تفتا
ونفسك ذم لا تذمم سواها=لعيب فهي أجدر من ذممتا
وأنت أحق بالتفنيد من=ولو كنت اللبيب لما نطقتا
ولو بكت الدما عيناك خوفا=لذنبك لم أقل لك قد أمنتا
ومن لك بالأمان وأنت عبد=أُمرت فما ائتمرت ولا أطعتا
ثقلت من الذنوب ولست تخشى=لجهلك أن تخف إذا وزنتا
وتشفق للمصر على المعاصي=وترحمه ونفسك ما رحمتا
رجعت القهقرى وخبطت عشوى=لعمرك لو وصلت لما رجعتا
ولو وافيت ربك دون ذنب=ونوقشت الحساب إذاً هلكتا
ولم يظلمك في عمل ولكن=عسير أن تقوم بما حملتا
ولو قد جئت يوم الحشر فردا=وأبصرت المنازل فيه شتى
لأعظمت الندامة فيه لهفا=على ما في حيتك قد أضعتا
تفر من الهجير وتتقيه=فهلا من جهنم قد فررتا
ولست تطيق أهونها عذابا=ولو كنت الحديد به لذبتا
ولا تنكر فإن الأمر جد=وليس كما حسبت ولا ظننتا
أبا بكر كشفت أقل عيبي=وأكثره ومعظمه سترتا
فقل ما شئت في من المخازي=وضاعفها فإنك قد صدقتا
ومهما عبتني فلفرط علمي=بباطنه كأنك قد مدحتا
فلا ترض المعايب فهو عار=عظيم يورث المحبوب مقتا
وتهوي بالوجيه من الثريا=ويبدله مكان الفوق تحتا
كما الطاعات تبلك الدراري=وتجعلك القريب وإن بعدتا
وتنشر عنك في الدنيا جميلا=وتلقى البر فيها حيث شئتا
وتمشي في مناكبها عزيزا=وتجني الحمد فيما قد غرستا
وأنت ان لم تُعرف بعيبٍ=ولا دنست ثوبك مذ نشأتا
ولا سابقت في ميدان زورٍ=ولا أوضعتَ فيه ولا خببتا
فإن لم تنأ عنه نشبت فيه=ومن لك بالخلاص إذا نشبتا
تدنس ما تطهر منك حتى=كأنك قبل ذلك ما طهرتا
وصرت أسير ذنبك في وثاق=وكيف لك الفكاك وقد أُسرتا
فخف أبناء جنسك واخش منهم=كما تخشى الضراغم والسبنتا
وخالطهم وزايلهم حِذارا=وكن كالسامري إذا لُمستا
وإن جهلوا عليك فقل سلام=لعلك سوف تسلم إن فعلتا
ومن لك بالسلامة في زمان=تنال العصم إلا إن عصمتا
ولا تلبث بحي فيه ضيمٌ=يميت القلب إلا إن كُبلتا(1/1334)
وغرب فالتغرب فيه خير=وشرق إن بريقك قد شرقتا
فليس الزهد في الدنيا خمولا=لأنت بها الأمير إذا زهدتا
ولو فوق الأمير تكون فيها=سموا وارتفاعا كنت أنتا
فإن فارقتها وخرجت منها=إلى دار السلام فقد سلمتا
وإن أكرمتها ونظرت فيها=لإكرام فنفسك قد أهنتا
جمعتُ لك النصائح فامتثلها=حياتك فهي أفضل ما امتثلتا
وطولتُ العتاب وزدت فيه=لأنك في البطالة قد أطلتا
ولا يغررك تقصيري وسهوي=وخذ بوصيتي لك إن رشدتا
وقد أردفتها تسعا حسانا=وكانت قبل ذا مائة وستا
وصلى على تمام الرسل ربي=وعترته الكريمة ما ذكرتا
و السلام عليكم.
---
(1/1335)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > استفسار عن مخطوط طيبة النشر لابن الجزري
---
استفسار عن مخطوط طيبة النشر لابن الجزري
---
نورة
09-06-2006, 03:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الأفاضل
أريد منكم معلومات عن نسخ المخطوط الآتي وأوصافه
شرح طيبة النشر في القراءات العشر
للإمام شهاب الدين أبي بكر أحمد بن محمد بن الجزري
ت835هـ
وجزاكم الله خيراً
---
الطيب وشنان
09-07-2006, 03:44 AM
الأستاذة الكريمة :
هل المطلوب معلومات عن :
النشر في القراءات العشر ابن الجزري ،
أم :
شرحها ؟
لأن عنوان طلبك شيء ، و محتواه شيء آخر !
---
الطيب وشنان
09-07-2006, 04:01 AM
و هذه معلومات عن نسخ مخطوط:
شرح طيبة النشر في القراءات العشر
للإمام شهاب الدين أبي بكر أحمد بن محمد بن الجزري
ت835هـ
- نسخة منه بجامعة برينستون / مجموعة جاريت يهودا
170ورقة/ القرن 12 هـ تقديرا
- نسخة منه بدار الكتب الظاهرية / دمشق (مكتبة الأسد حاليا)
259 ورقة / تاريخ النسخ : 1207 هـ
- نسخة منه ب : رضا رامبور / الهند
162 ورقة / تاريخ النسخ 1170 هـ
- نسخة منه ب : رضا رامبور ضمن مجموع
من الورقة : 73 أ الى الورقة : 337 و تاريخ نسخها : 1213هـ .
- نسخة منه ب : المكتبة الأزهرية
133 ورقة / و تاريخ نسخها 1314 هـ
- نسخة منه ب : جامعة الامام محمد بن سعود / الرياض
176 ورقة ...
- نسخة منه ب : فيض الله أفندي باستانبول
201 ورقة ..
- نسخة منه ب : نور عثمانية باستانبول
و لا أملك تفاصيلها ...
- نسخة منه ب : بمركز الملك فيصل / الرياض
و لا أملك تفاصيلها و رقمها هو : 62495
و الله تعالى أعلم .
---
طه محمد عبدالرحمن
09-08-2006, 03:51 PM
جزاك الله خيرا على الايضاح .
---
(1/1336)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما علاقة علم التفسير بعلم البلاغة ؟
---
ما علاقة علم التفسير بعلم البلاغة ؟
---
ابن ماجد
12-29-2005, 05:21 PM
هل من كلمة شافية في هذا الموضوع ومفصلة ؟ جزاكم الله خيرًا
---
مساعد الطيار
12-30-2005, 01:00 AM
ابن ماجد حفظه الله
إجابة شافية ومفصلة لا يمكن في مثل هذا المقام ؛ لأن ذلك يتطلب بحثًا كاملاً .
لكن من وجهة نظري أن في الأمر تفصيل ، فهناك موضوعات من علم البلاغة تدخل في بيان المعنى ، وتلك تكون من علم التفسير ؛ لأن فيها بيانًا عن المعنى . وهناك معلومات ـ وهي الغالب الأعم ـ لا تدخل في بيان المعنى ، وإنما هي مما وراء المعنى ، وهذه لا تدخل في علم التفسير ، وإنما يحتاجها من يريد الحديث عن إعجاز القرآن الكريم ، وقد يقع خلط في هذا كما وقع للزمخشري لما جعل من شروط المفسر معرفة البلاغة بدون تفصيل ، وإنما يحتاجها من أراد بيان بلاغة القرآن وإعجازه ، والله أعلم .
---
مرهف
01-06-2006, 01:16 AM
وجهة نظر أخرى :
مع تأكيدي على ما قاله الدكتور مساعد حفظه الله بأن هذا السؤال جوابه يطول ولكني أرى أن في علم البلاغة جانباً يسمى بعلم البيان ، وهذا من أهم جوانب البلاغة تعلقاً بعلم التفسير ، واسم هذا الفن ينبئك عن مضمونه ، وإن دراسة علم التفسير بالاعتماد على علم البلاغة ينشط الحركة اللغوية في ذهن المفسر من خلال تنشيط صور المعاني وتحسسها في النفس كأنها جزء منا . والله أعلم .
---
روضة
01-07-2006, 11:37 PM
[line]بسم الله الرحمن الرحيم
اسمحوا لي أن أبيّن رأيي في هذا الموضوع من خلال أول مشاركة لي في ملتقاكم، أسأل الله أن يكون ملتقى خير وبركة في ظلال القرآن وعلومه.(1/1337)
للوقوف على العلاقة بين البلاغة والتفسير، يجمُل بنا أن نعرف معنى كلٍّ من العلمين، علم البلاغة وعلم التفسير، أما علم التفسير، فهو العلم الذي يعين على كشف وبيان معاني آيات القرآن الكريم، واستخراج الأحكام منها.
أما البلاغة (لغة) فهي: الوصول والانتهاء، وعرّفها صاحب التلخيص (اصطلاحاً)، فقال: "البلاغة في الكلام مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته .. فالبلاغة راجعة إلى اللفظ باعتبار إفادته المعنى بالتركيب" [التلخيص، القزويني، ص33].[/move]
نفهم من هذا أن سلامة تركيب الكلمات إذا أدى إلى إفادة معنى يكون هذا من البلاغة، أي أن الكشف عن المعنى والوصول إلى المقصود هو من البلاغة. وهذا بحدّ ذاته يكشف عن علاقة البلاغة بالتفسير.
وليس عبثاً أن أطلق العلماء على أبرز قسم من أقسام البلاغة (علم المعاني)، فلولا التصاقه بالمعاني وكشفه عنها لما كان لهذه التسمية كبير فائدة.
وليس عبثاً كذلك أن ربط الإمام المفسر صاحب القريحة الوقادة البليغ الماهر جار الله الزمخشري بين القدرة على التصدي لعلم التفسير والبراعة في علمي البيان والمعاني، حيث قال في مقدمة تفسيره (الكشاف): "لا يتصدى منهم أحد لسلوك تلك الطرائق، ولا يغوص على شيء من تلك الحقائق، إلا رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن، وهما: علم المعاني، وعلم البيان، وتمهل في ارتيادهما آونة، وتعب في التنقير عنهما أزمنة..".
فإذا عرفنا أن التقديم والتأخير (مثلاً) مبحث من مباحث علم المعاني الذي هو أحد أقسام علم البلاغة وإذا عرفنا ما له من أثر على المعنى، نعلم حينئذِ مدى الالتصاق بين علم المعاني وعلم التفسير.
فليس تقديم المفعول (إياك) في قوله تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين" إلا لمعنى أفاده هذا التقديم، وهو التخصيص؛ لذلك قال المفسرون إن تفسير الآية: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة، ولم يقولوا: نعبدك ونستعينك... وفرقٌ بين التفسيرين.(1/1338)
كما أن اختيارَ اللفظة القرآنية الذي هو من مظاهر البلاغة أمرٌ شديد الصلة بالمعنى الذي تفيده الآية، وإلا فلماذا ذكر الله عز وجل كلمة (السنة) تارة، وكلمة (العام) تارة أخرى في الآية نفسها؟ فقد قال تعالى: "ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً"؟ لم يكن ذلك إلا لأن كل كلمة تعطي معنى مختلفاً عن الآخر. [للتوسع انظر: إعجاز القرآن الكريم، د. فضل عباس، ص178].
وهذا يقال في جميع مباحث البلاغة من (التعريف والتنكير) و(الحذف والذكر)، وكذا يقال في علم البيان من تشبيهات واستعارات ومجازات.
قد يعترض أحد على ما ذكرتُه بأن هذه الأمور المذكورة كلها أمور تعكس إعجاز القرآن الكريم، فالبلاغة متصلة بالإعجاز لا بالتفسير.
وأقول: إن هذه العلوم متشابكة، لا يمكن الفصل بينها بحدود عازلة، فبعضها يؤدي إلى بعض، ويكمل بعضها بعضاً، فليس لنا أن نكتشف إعجاز القرآن الكريم إنْ لم يكن لدينا علم بمعانيه، ولن نستطيع أن نعرف دقائق هذه المعاني إن لم يكن لدينا علم بالبلاغة.
وأظن أن صلة علم البلاغة بعلم النحو لا يدع مجالاً للشك بأن أهم دعامة من دعائم علم التفسير هي البلاغة؛ ذلك أن أحداً لا يشك بأن التفسير يقوم على علم النحو وأن من أهم شروط المفسر أن يكون على دراية بهذا العلم.
بيان ذلك: أن تأليف الكلام وفقاً لقوانين النحو وأصوله مدخل لفهم معناه وتحديد المراد منه، ولا يخفى أن الأساس الذي قام عليه علم المعاني ـ وهو نظرية النظم ـ هو توخي معاني النحو وأحكامه، كما يقول الشيخ عبد القاهر الجرجاني صاحب نظرية النظم في كتابه العظيم (دلائل الإعجاز): "...إلا أنك قد علمت علماً أبى أن يكون للشك فيه نصيب، وللتوقف نحوكَ مذهبٌ، أنْ ليس "النظم" شيئاً إلا توخي معاني النحو وأحكامه ووجوهه وفروقه فيما بين معاني الكلم" [ص525].(1/1339)
وهكذا فإن موضوعي (علم المعاني) و(علم النحو) واحد، فهما يبحثان القوانين التي يجب مراعاتها في تأليف الكلام، والعلاقات القائمة بين الكلمات في الجملة وبين الجمل بعضها مع بعض، وأثر ذلك على أداء المعنى المطلوب.
وإذا ثبتت الصلة بين علم المعاني وعلم النحو،
وإذا ثبتت أهمية علم النحو للتفسير،
يثبت ـ بلا شك ـ مدى الصلة الوثيقة التي بين علمي التفسير والبلاغة.
فلا يجوز إقصاء البلاغة عن التفسير، وإبعادها عن وظيفتها في الوقوف على الخصائص التعبيرية للآيات الكريمة واستخلاص معانيها.
ناهيك عن التأثير الذي تحدثه بلاغة آيات الكتاب العزيز في نفس السامع لها والقارئ وإيصال المعنى إلى قلبه في أحسن صورة من اللفظ.
بقيت مسألة وهي التي أشار إليها الدكتور الفاضل مساعد الطيار: "أن هناك معلومات ـ وهي الغالب الأعم ـ لا تدخل في بيان المعنى ، وإنما هي مما وراء المعنى ، وهذه لا تدخل في علم التفسير، وإنما يحتاجها من يريد الحديث عن إعجاز القرآن الكريم".
أقول: إن ما قصده الدكتور هو ما عبّر عنه الشيخ عبد القاهر بـ(المعنى) و(معنى المعنى) وإنْ شئت قلت: المعاني الأولية للفظ والمعاني الثانوية، والمقصود بـ(المعنى) أو المعاني الأولية تلك المعاني التي نجدها في المعجمات، وهي المعنى المفهوم من ظاهر اللفظ، والذي تصل إليه بغير واسطة، أما (معنى المعنى) أو المعاني الثانوية، فهي الناتجة من خصائص التراكيب اللغوية. أو أن تعقل من اللفظ معنى ثم يفضي بك ذلك المعنى إلى معنى آخر. [انظر: دلائل الإعجاز، ص262]، و[إتقان البرهان في علوم القرآن، د. فضل عباس، (298:2)].
وهذه المعاني الثانوية مدارها على الكناية والاستعارة والتمثيل كما يقول الشيخ عبد القاهر، وغيره من العلماء.
واضح مما تقدم أن المعاني الثانوية ناتجة من بناء الكلام على أسس البلاغة، وقد سبق الحديث عن علاقة التفسير بالبلاغة.إذن فهذه المعاني ذات صلة وثيقة بعلم التفسير.(1/1340)
والله تعالى أعلم بالصواب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم أكرمنا بأنوار الفهم
وأجرنا من ظلمات الوهم
---
عبدالرحمن الشهري
01-08-2006, 07:28 PM
علم البلاغة لا يستغني عن معرفته من يريد فهم القرآن على وجهه . وما ذكره الإخوة الفضلاء - الدكتور مساعد والأستاذ مرهف والأخت الباحثة باحثة - أشار إلى جانب مهم من هذه العلاقة الوثيقة بين علم البلاغة والتفسير. وقد أحسنت الباحثة الكريمة في تعريجها على علاقة علم المعاني خصوصاً ، وبيان أهميته. وقد كتب الباحثون في علم البلاغة في كثير من موضوعاتهم التفصيلية عن بلاغة القرآن الكريم إلى هذه العلاقة بين البلاغة والتفسير وأفاضوا في ذلك.
---
ناصر الغامدي
01-09-2006, 05:30 PM
إضافة مني قد تكون مهمة ، والله أعلم
كلامكم عجيب ومفيد
أكيد أن إعجاز القران في الجانب البلاغي قوي جداً ، يعرفه أهل التخصص في علمي التفسير والبلاغة ، لكن ما أود التنبيه عليه أن البلاغيين كان لهم أخطاء في التفسير كانت من هذا الباب ، أقصد البلاغة ، سيما في باب العقيدة ، وخاصة في الصفات الألهية .
أذكر ونحن في الجامعة أنّه حصل خطأ نبهنا عليه شيخنا بعد مروره بوقت ، وهو في صفة من الصفات وكان الخطأ في المحسنات البديعية وفي باب " المشاكلة " .
لعله في " ويمكرون ويمكر الله "
المهم ما أود المشاركة به باختصار هو أنه :
قد تكون البلاغة باب يمكن أن يُصد به عن الحق في جوانب عقدية
---
روضة
01-15-2006, 10:44 PM(1/1341)
إن فهم القرآن الكريم وتفسيره بالاستعانة بعلوم البلاغة يُعدَّ تفسيراً بالرأي (الدراية)، وحتى يكون التفسير بالرأي محموداً مقبولاً لا بد أن تتوفر فيه شروط معروفة لدى المهتمين بهذا العلم، مثل موافقة ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم بتر النص القرآني عن سياقه، وموافقة اللغة العربية، وأن لا يكون التفسير موافقاً لبدعة أو هوى. [للتوسع، انظر: التفسير والمفسرون، الذهبي، (281:2)، والتفسير أساسياته واتجاهاته، د.فضل عباس، ص208].
فإذا اختل شرط أصبح التفسير مذموماً .
وعليه فإن علم البلاغة إذا سُخِّر لتفسير الآيات الكريمة ضمن هذه الشروط فلا مانع منه ما دام يجلي المعنى ويوضح الصورة.
أما إذا أدى إلى محاذير شرعية عقدية فلا خلاف في أنه مردود، فالأمر فيه تفصيل إذن، ولا يجوز أن نردّ هذا العلم المهم جملة.
وكذا يقال في جميع العلوم التي تُعدّ وسائلَ للمفسر في تفسير القرآن الكريم، فإذا أردتَ أن تردّ علم البلاغة لما قد يترتب عليه من معانٍ فاسدة إذا تعسّف المفسر في توظيفه، فعليك أن ترد علم النحو؛ إذ فيه وجوه إعرابية مختلفة للآيات القرآنية، بعضها قد يُخرج الآية عن مقصودها، وعليك أن ترد جميع ما جاء في المعجمات من أصول لغوية للألفاظ، لأن بعضها لا يتناسب مع مراد الله تعالى.
فهذا الإمام الزمخشري ـ رحمه الله وغفر له ـ تكلّف حين فسّر قوله تعالى: "وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة"، ففسر (ناظرة)، بأنها منتظرة، هروباً من إثبات الرؤية لله تعالى يوم القيامة، فمع أن هذا المعنى لا يخالف اللغة العربية إلا أنه يخالف الظاهر من اللفظ، بلا قرينة صارفة، ويخالف السياق، ويوافق مذهبه المعتزلي.
ولكن، لم يقل أحد بعد أن قال الزمخشري ما قال إن دلالات الألفاظ الواردة في اللغة يجب أن تُرفض ولا يُستعان بها في فهم كتاب الله تعالى، وإنما قيّدوا الأمر بعدم اتباع الهوى .(1/1342)
هذا مثال يمكن أن يقاس عليه أي تكلّف أو تعسف أو ليّ لعنق الآية القرآنية، باستخدام أي علم من العلوم التي تصب في توضيح معاني القرآن الكريم.
أما بالنسبة لقوله تعالى: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" [الأنفال:30]، فلم يفسر هذه الآية أحد من أهل السنة تفسيراً يتنافى مع الأصول العقدية المقررة لديهم، وإذا وُجد تفسير مخالف لا يتناسب مع تنزيه الله تعالى فهو بلا شك منسوب لصاحب بدعة وهوى.
ومثل هذا التفسير يردّ لا علم البلاغة.
ولزيادة الفائدة أنقل ما جاء في تفسير الشيخ أبي السعود رحمه الله،وهو من أئمة المفسرين، قال:
{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ } أي يرد مكرَهم عليهم أو يجازيهم عليه أو يعاملهم معاملةَ الماكرين وذلك بأن أخرجهم إلى بدر وقلل المسلمين في أعينهم حتى حمَلوا عليهم فلقُوا منهم ما لقُوا { وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } لا يُعبأ بمكرهم عند مكرِه، وإسنادُ أمثالِ هذا إليه سبحانه مما يحسن للمشاكلة، ولا مساغَ له ابتداءً لما فيه من إيهام ما لا يليق به سبحانه.أ.هـ.
والله أعلم بالصواب
ــــــــــــــ
اللهم أكرمنا بأنوار الفهم
وأجرنا من ظلمات الوهم
---
عبدالرحمن الشهري
01-18-2006, 02:18 PM
هناك كتاب جيد في هذا الموضوع بعنوان (علاقة التفسير بالبلاغة عند الزمخشري) لعمر حامد الملا حويش. لعلك تراجعه أخي الكريم ففيه تفاصيل جديرة بالقراءة.
---
يوسف العليوي
01-19-2006, 04:08 PM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. أما بعد،
فالحديث في علاقة البلاغة بالتفسير يطول كما قال الشيخ مساعد وغيره؛ ولكن ألمح إلى ما يلي:
1- علم البلاغة بيان للسان العرب وأساليبهم ونظمهم، وكتاب الله تعالى نزل بهذا اللسان العربي، كما قال الله عز وجل: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)[يوسف: 2].(1/1343)
ومن سنة الله تعالى في إرسال الرسل وإنزال الكتب أن يكون الرسول والكتاب بلسان القوم الذين أرسل فيهم وأنزل إليهم، كما قال الله تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) [إبراهيم: 4].
ولما اصطفى الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً إلى قومه العرب خاصة والناس كافة؛ أنزل إليه كتابه بلغة قومه العرب؛ ليفهموا عن الله مراده وخطابه، بياناً لهم وحجة عليهم، كما قال الله تعالى: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)[يوسف: 2]، وقال سبحانه: (قرآناً عربياً غير ذي عوجٍ لعلهم يتقون) [الزمر: 28]. وينظر ما قاله الإمام أبو جعفر الطبري في أول مبحث من مباحث مقدمة تفسيره.
ولهذا كانت لغة العرب من المصادر المهمة التي بها يعرف كلام الله تعالى، فلا بد لمن يريد تفسير آيات القرآن الكريم وتوجيهها من معرفة اللغة التي بها نزل، قال الخطيب البغدادي: (يحتاج الناظر في علم القرآن إلى حفظ الآثار ودرس النحو وعلم العربية واللغة؛ إذ كان الله تعالى إنما أنزله بلسان العرب)(1)، وقال ابن فارس: (إن العلم بلغة العرب واجب على كل متعلق من العلم بالقرآن والسنة والفتيا بسبب، حتى لا غناء بأحد منهم عنه؛ وذلك أن القرآن نازل بلغة العرب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عربي، فمن أراد معرفة ما في كتاب الله جل وعز، وما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل كلمة غريبة أو نظم عجيب؛ لم يجد من العلم باللغة بدا)(2)، وقال الشاطبي: (لا بد في فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين، وهم العرب الذين نزل القرآن بلسانهم، فإن كان للعرب في لسانهم عرف مستمر فلا يصح العدول عنه في فهم الشريعة، وإن لم يكن ثم عرف فلا يصح أن يجرى في فهمها على ما لا تعرفه، وهذا جار في المعاني والألفاظ والأساليب)(3).(1/1344)
(وما زال السلف ومن كان على هديهم يستدلون على معاني الكتاب والسنة بكلام العرب من شعر وغيره، وإذا أشكل عليهم فهم لفظة أو تركيب رجعوا إلى كلام العرب وأسلوبها في الكلام)(4)، وقد حكى صاحب كتاب ”المباني في نظم المعاني“ إجماع الصحابة رضي الله عنهم على تفسير القرآن على شرائط اللغة(5)، وعمَلُ مفسري السلف رحمهم الله بالأخذ بلغة العرب في التفسير إجماعٌ فعلي منهم(6).
(ويفهم من ذلك أن معرفة اللغة العربية شرط في فهم القرآن؛ لأن من أراد تفسيره وهو لا يعرف اللغة التي نزل بها القرآن فإنه لا شك سيقع في الزلل؛ بل سيحرف الكلم عن مواضعه)(7)، وقد روى الخطيب البغدادي عن الحسن البصري أنه سئل: أ رأيت الرجل يتعلم العربية، يطلب بها حسن المنطق، ويلتمس أن يقيم قراءته؟، فقال: حسن، فتعلمها يا أخي، فإن الرجل ليقرأ الآية، فيعي بوجهها، فيهلك فيها)(8)، ولقد أنكر بعض الأئمة على من أخطأ في تفسير كتاب الله من جهة جهلهم بلغة العرب أو قلة المعرفة بها(9).
ومع أن اللغة العربية تعد من أهم مصادر التفسير؛ إلا أنها لا تستقل بفهم القرآن وتفسيره وتوجيه آياته وألفاظه، دون سائر المصادر الأخرى كالقرآن والسنة وآثار السلف رحمهم الله؛ لأن التفسير الصحيح قد يكون من جهة هذه المصادر، أو تكون هذه المصادر محددة للمعنى اللغوي المحتمل عند تعدد وجوه التفسير(10)،.(1/1345)
2- يختلف العلماء في تحديد وجوه الإعجاز في القرآن إلا أنهم يتفقون -عدا من رأى قصر الإعجاز في الصرفة- على أن الإعجاز البلاغي وجهاً مهماً لا يمكن إغفاله. ولقد عني علماء الإعجاز بهذا الجانب أكثر من غيره، فدونوا في مؤلفات الإعجاز ملحوظاتهم وآراءهم وأفكارهم البلاغية، حتى أصبح معظم الكتب المؤلفة في الإعجاز القرآني مصادر بلاغية، كرسالة الخطابي في إعجاز القرآن، والنكت في إعجاز القرآن للرماني، وإعجاز القرآن للباقلاني، والبرهان الكاشف عن إعجاز القرآن للزملكاني،وغيرها من الكتب، ثم صار البلاغيون يؤلفون مؤلفاتهم البلاغية لتكون وسيلة لفهم الإعجاز القرآني، كما تدل عليه عناوين هذه المؤلفات: دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، ونهاية الإيجاز في دراية الإعجاز للفخر الرازي، والطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز للعلوي، وغيرها من المؤلفات، وكثيراً ما يؤكدون أهمية تعلم البلاغة لفهم القرآن وإدراك إعجازه، ومن ذلك قول أبي هلال العسكري في مقدمة كتاب الصناعتين: (اعلم –علمك الله الخير- أن أحق العلوم بالتعلم وأولاها بالحفظ -بعد المعرفة بالله جل ثناؤه- علم البلاغة والفصاحة الذي يعرف به إعجاز كلام الله)، وقول ابن سنان الخفاجي في مقدمة كتاب سر الفصاحة: (لا بد لمن يبحث في إعجاز القرآن من معرفة سر الفصاحة والبلاغة، سواء أقال بالصرفة أم بغيرها) مع أن ابن سنان يقول بالصرفة، وقول السكاكي في كتاب مفتاح العلوم وهو يتحدث عن الإعجاز: (ولا يمكن تحصيله لغير ذوي الفطرة إلا بإتقان علمي المعاني والبيان والحذق فيهما) وغيرها من الأقوال.(1/1346)
3- نبه العلماء إلى أهمية العناية بعلم البلاغة لمن أراد تفسير القرآن الكريم، فضلاً عن علوم اللغة الأخرى كما سبق ذكره، وأذكر هنا قول أبي حيان في مقدمة تفسيره البحر المحيط: (اعلم أنه لا يرتقي من علم التفسير ذروته، ولا يمتطي منه صهوته، إلا من كان متبحراً في علم اللسان، مترقياً منه إلى رتبة الإحسان...) ثم قال: (ولنبين أن علم التفسير ليس متوقفاً على علم النحو فقط، كما يظنه بعض الناس؛ بل أكثر أئمة العربية هم بمعزل عن التصرف في الفصاحة والتفنن في البلاغة، ولذلك قلت تصانيفهم في علم التفسير، وقل أن ترى نحوياً بارعاً في النظم والنثر، كما قل أن ترى بارعاً في الفصاحة يتوغل في علم النحو. وقد رأينا من ينسب إلى للإمامة في علم النحو وهو لا يحسن أن ينطق بأبيات من أشعار العرب، فضلاً أن عن يعرف مدلولها، أو يتكلم على ما انطوت عليه من علم البلاغة والبيان، فأنى لمثل هذا أن يتعاطى علم التفسير؟ ولله در أبي القاسم الزمخشري حيث قال في خطبة كتابه في التفسير ما نصه: إن أملأ العلوم بما يغمر القرائح، وأنهضها بما يبهر الألباب القوارح، من غرائب نكت يلطف مسلكها، ومستودعات أسرار يدق سلكها؛ علم التفسير الذي لا يتم لتعاطيه وإجالة النظر فيه كل ذي علم، كما ذكر الجاحظ في نظم القرآن، فالفقيه وإن برز على الأقران في علم الفتاوى والأحكام، والمتكلم وإن بز أهل الدنيا في صناعة الكلام، وحافظ القصص والأخبار، وإن كان من ابن القرية أحفظ، والواعظ وإن كان من الحسن البصري أوعظ، والنحوي وإن كان أنحى من سيبويه، واللغوي وإن علك اللغات بقوة لحييه؛ لا يتصدى منهم أحد لسلوك تلك الطرائق، ولا يغوص على شيء من تلك الحقائق، إلا رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن، وهما: علم المعاني، وعلم البيان، وتمهل في ارتيادهما آونة، وتعب في التنقير عنهما أزمنة، وبعثته على تتبع مظانهما همة في معرفة لطائف حجة الله، وحرص على استيضاح معجزة رسول الله، بعد(1/1347)
أن يكون آخذاً من سائر العلوم بحظ، جامعاً بين أمرين: تحقيق وحفظ، كثير المطالعات، طويل المراجعات... إلى آخر ما نقله أبو حيان عن الزمخشري.
وينظر إلى ما قاله ابن خلدون في مقدمته حين تحدث عن علوم القرآن.
4- ثمة اتجاه في التفسير سمي: التفسير البياني، أو البلاغي، وهو اتجاه له جذوره في تفاسير السلف والخلف، وخص في العصر الحاضر بالتأصيل والتأليف، وقد تناوله الدكتور فهد الرومي بالبحث والدراسة والتقويم في كتابه: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، فليرجع إليه.
هذه إشارات حول علاقة البلاغة بالتفسير، أرجو أن يكون فيها ما ينفع، سائلاً الله التوفيق والسداد وحسن الفهم للقرآن، والعفو عن الزلل والعصيان، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
الحواشي==============================
( 1) الفقيه والمتفقه1/198.
( 2) الصاحبي/50.
( 3) الموافقات2/62، وانظر: كتاب الإيمان، ضمن مجموع الفتاوى7/116.
( 4) منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد2/441.
( 5) انظر: مقدمتان في علوم القرآن/201.
( 6) انظر: التفسير اللغوي للقرآن/154.
( 7) المرجع السابق/41.
( 8) الفقيه والمتفقه1/198.
( 9) انظر أمثلة ذلك في: التفسير اللغوي للقرآن/41.
( 10) انظر: المرجع السابق/50 و633.
---
يوسف العليوي
01-19-2006, 04:54 PM
أشارت الأخت "باحثة" في مشاركتها حول علاقة البلاغة بالتفسير إلى الانحراف في استخدام البلاغة في تفسير القرآن الكريم، وأنه ليس مانعاً من الإفادة من البلاغة في التفسير، وإنما الإنكار على سوء الإفادة، لا على العلم ذاته، وقد كتبت من قبل مشاركة بعنوان: تطويع الأساليب البلاغية لخدمة المعتقد في توجيه الآيات القرآنية ، وهذا رابطها لمن أحب الرجوع إليها:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2430(1/1348)
وأحب هنا أن أنبه على ما نقلته "باحثة" عن المفسر أبي السعود العمادي في صفة المكر المضافة إلى الله عز وجل، وقد نَقَلَت الكلام على جهة التسليم، على ما ظننتُ، وقد وقعت الكاتبة فيما فرت منه، حيث استعمل أبو السعود البلاغة في توجيه الصفة توجيهاً مخالفاً لاعتقاد السلف كما فهمتُ.
وأبو السعود من فقهاء الحنفية وقضاتهم في بلاد الترك، وينهج منهج الأشاعرة في الاعتقاد، ولد سنة 898هـ، وقيل غيرها، وتوفي سنة 982هـ، وألف تفسيراً عنوانه: إرشاد العقل السليم...
ولبيان المسألة أقول:
وردت صفة المكر في آيات عديدة منها: قول الله تعالى: (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) [آل عمران: 54]، وقوله تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) [الأنفال: 30]، وقوله تعالى: (ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون) [النمل: 50]،(1/1349)
وقد ذهب جمع من علماء البلاغة والتفسير بناء على مذاهبهم في الصفات إلى أن المكر المضاف إلى الله عز وجل ليس على حقيقته، وإنما هو مجاز عن العقوبة؛ لأنه سبب لها، فهو من التجوز بلفظ السبب عن المسبب، كما ذكر ذلك العز بن عبد السلام وابن النقيب والقزويني والزركشي(1)، أو أنه من مجاز المقابلة، كما ذكر ذلك السبكي في موضع والزركشي في آيتي آل عمران والنمل، قال الزركشي: (حمل اللفظ على اللفظ، فخرج الانتقام بلفظ الذنب؛ لأن الله لا يمكر)(2)، ومجاز المقابلة هو المشاكلة، وقد استشهد لها بآية آل عمران السكاكي والعلوي والإيجي والرعيني والسجلماسي والزركشي، وبآية النمل العلوي، وبآية الأنفال ابن البناء(3)، وقال بعد أن ذكر جملة من الشواهد: (وهذا النوع كله يقصد به المقابلة وتحقيق المساواة في المعادلة، فلذلك استعير للمعنى الثاني اللفظ عن المعنى الأول)(4)، والمشاكلة عند هؤلاء في إسناد المكر إلى الله تعالى، ظناً منهم أن المكر مذموم بإطلاق، فلا يصح إسناده إلى الله عز وجل، وإنما أسند إليه سبحانه في هذه الآيات مشاكلة للفظ المكر المسند إلى الكافرين.
واعترض السبكي في موضع آخر على عد المكر من مجاز المقابلة بذكر مكر الله في آية الأعراف: أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون [الأعراف: 99] (فإنه لم يذكر قبله ولا بعده مكر الآدمي، فلا مقابلة)(5)، والاعتراض لا على كونه مجازاً؛ وإنما على عده من مجاز المقابلة فليتنبه؛ لأن السبكي يرى أن نسبة المكر إلى الله تعالى (ولو وقع استعماله وحده فهو مجاز على الصحيح) كما قال(6)(1/1350)
إلا أن الزركشي رداً على هذا الاعتراض ذكر أنه (وإن لم يتقدم ذكر مكرهم في اللفظ، لكن تقدم في سياق الآية قبله ما يصير إلى مكر، والمقابلة لا يشترط فيها ذكر المقابل لفظاً؛ بل هو، أو ما في معناه)(7)، وهذا الرد فيه نظر؛ لأن المصطلح عليه في المقابلة ذكر الحقيقة بلفظها لا معناها، كما قال السبكي في رده على ابن سنان الخفاجي: (قد أغرب الخفاجي فقال في سر الفصاحة(8): إن قوله تعالى: (فبشرهم بعذاب أليم) (9) من مجاز المقابلة؛ لأنه لما ذكرت البشارة في المؤمنين في آية أخرى، ذكرت في الكافرين، وهذا يقتضي أن مجاز المقابلة لا يشترط فيه ذكر الطرف الحقيقي لفظاً، بل يسمى كل اسم ثبت لأحد المتقابلين حقيقة أطلق على مقابله مجازاً، وفي هذه التسمية نظر؛ لأنها مخالفة لاصطلاح الناس)(10 ).
وعلى أي القولين فإن صرف لفظ المكر عن حقيقته إلى المجاز لا دليل عليه إلا ما يعتقده هؤلاء من نفي الصفة عن الله عز وجل، واستحالتها عليه عقلاً، وظنهم أن المكر مذموم على الإطلاق.
وقد احتمل العز وبعض من تبعه (أن يكون مكر الله حقيقياً؛ لأن المكر هو التدبير فيما يضر الخصم خفية، وهذا متحقق من الله عز وجل باستدراجه إياهم بنعمه مع ما أعده لهم من نقمه)(11).
ومع أن هذا الرأي لا يعدو أن يكون احتمالاً مقدماً عليه المجاز؛ إلا أن السبكي لم يرتضه، فلا يصح عنده هذا الاحتمال، قال: (لأن التدبير –أيضاً- يستحيل نسبة حقيقته إلى الله تعالى)(12)، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً(13).(1/1351)
وهذا الذي ذكروه بصيغة الاحتمال هو الحق، وهو ظاهر اللفظ في المعنى الموضوع له، إذ المكر هو: التوصل إلى إيقاع الخصم من حيث لا يشعر(14)، ومنه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم، ويوصف به الله في مقام المدح، لا على الإطلاق، كما في مقام الجزاء والعقوبة ومقابلة مكر الماكرين، ولذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «وامكر لي ولا تمكر علي»(15)، قال الفيروزأبادي: (المكر: صرف الغير عما يقصده بنوع من الحيلة… والمكر ضربان:
محمود؛ وهو ما يتحرى به أمر جميل، وعلى ذلك قوله تعالى: (والله خير الماكرين) (16)
ومذموم؛ وهو ما يتحرى به فعل ذميم، نحو قوله تعالى: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله)(17).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رداً على القائلين بالمجاز: (وكذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن، كلفظ ”المكر والاستهزاء والسخرية“ المضاف إلى الله، وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز، وليس كذلك؛ بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة كانت ظلماً له، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله كانت عدلاً)(18)(1/1352)
وفي مختصر الصواعق كلام تام حول وصف الله عز وجل بهذه الصفة وغيرها من الصفات التي غلب استعمال العامة لها في المعاني المذمومة، كالمكر والخداع والاستهزاء والكيد، قال فيه بعد أن ذكر جملة من الآيات فيها: (لما كان غالب استعمال هذه الألفاظ في المعاني المذمومة ظن المعطلون أن ذلك هو حقيقتها، فإذا أطلقت لغير الذم كانت مجازاً. والحق خلاف هذا الظن، وأنها منقسمة إلى محمود ومذموم، فما كان منها متضمناً للكذب والظلم فهو مذموم، وما كان منها بحق وعدل ومجازاة على القبيح فهو حسن ممدوح، فإن المخادع إذا خادع بباطل وظلم، حسن من المجازي له أن يخدعه بحق وعدل، وكذلك إذا مكر واستهزأ ظالماً متعدياً، كان المكر به والاستهزاء عدلاً حسناً…) ثم قال: (فعلم أنه لا يجوز ذم هذه الأفعال على الإطلاق، كما لا تمدح على الإطلاق، والمكر والكيد والخداع لا يذم من جهة العلم ولا من جهة القدرة، فإن العلم والقدرة من صفات الكمال؛ وإنما يذم ذلك من جهة سوء القصد وفساد الإرادة، وهو أن الماكر المخادع يجور ويظلم بفعل ما ليس له فعله أو ترك ما يجب عليه فعله)، ثم قال: (والمقصود أن الله سبحانه لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق، وقد علم أن المجازاة على ذلك حسنة من المخلوق، فكيف من الخالق سبحانه، وهذا إذا نزلنا ذلك على قاعدة التحسين والتقبيح العقليين؛ وأنه سبحانه منزه عما يقدر عليه مما لا يليق بكماله، ولكنه لا يفعله لقبحه وغناه عنه، وإن نزلنا ذلك على نفي التحسين والتقبيح عقلاً؛ وأنه يجوز عليه كل ممكن ولا يكون قبيحاً، فلا يكون الاستهزاء والمكر والخداع منه قبيحاً ألبتة، فلا يمتنع وصفه به ابتداء، لا على سبيل المقابلة على هذا التقدير، وعلى التقديرين فإطلاق ذلك عليه سبحانه على حقيقته دون مجازه)(19)، والله أعلم.
الحواشي===========================(1/1353)
(1) مجاز القرآن/209و442، ومقدمة تفسير ابن النقيب/36، والإيضاح/400، والبرهان للزركشي 2/381.
(2) عروس الأفراح3/180، و4/38و44، والبرهان للزركشي2/397،.
(3) انظر: المفتاح/424، والروض المريع/164، والطراز/387، والفوائد الغياثية/161، وطراز الحلة/413، والمنزع البديع/402، والبرهان للزركشي3/449 و3/507.
(4) الروض المريع/164، وقال الدكتور محمد الصامل في المدخل إلى بلاغة أهل السنة/80 بعد أن ذكر قول ابن البناء: (وهذا هو مفهوم المشاكلة عند المتأخرين).
(5) عروس الأفراح4/38، وانظر: الإكسير/65، ومختصر الصواعق المرسلة/289 و292.
(6)عروس الأفراح3/180.
(7) البرهان للزركشي 2/397.
(8) انظر: سر الفصاحة/133، وهذا القول نقله عن أبي بكر الصولي.
(9) آل عمران: 21، والتوبة: 34، والانشقاق: 24.
(10) عروس الأفراح4/44، وانظر: الإكسير/65.
(11) انظر: مجاز القرآن/209 و442، ومقدمة تفسير ابن النقيب/36، والإيضاح/400.
(12) عروس الأفراح4/38.
(13) نفى السبكي عن الله عز وجل حقيقة التدبير، وقد أثبتتها النصوص الشرعية، في قول الله سبحانه: ثم استوى على العرش يدبر الأمر [يونس/3] ، وقوله : يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون [الرعد/2]، وقوله: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض [السجدة/5] ، بل إن المشركين أثبتوا هذا التدبير لله عز وجل حيث قال الله: قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ومن يخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون [يونس/31].(1/1354)
وأما ما ذكره السبكي وغيره من تأويلات واعتراضات فإنما هو مبني على الأهواء الفاسدة والعقيدة الباطلة في صفات الله وأفعاله، وهو يتفق مع نفي الأشاعرة للحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى؛ لأن التدبير هو: تصريف الأمور على ما يوجب حسن عواقبها، قال السبكي بعد نفيه نسبة التدبير إلى الله: (قال الجوهري: التدبير في الأمر: أن ينظر إلى ما تؤول إليه عاقبته، وقال الراغب: هو التفكر في دبر الأمور، وقال الغزالي: هو جودة الروية في استنباط الأصلح، وهو على الله محال)، فما لم تدركه عقولهم القاصرة يستحيلونه على الله، مع أن المشركين الذين خاطبهم الله بلغتهم أجابوا على حد ما خاطبهم الله به إثباتاً لا نفياً، فأقرهم الله على ذلك، وجعله من علامات الرشد والتقوى لمن أرادهما، والله أعلم.
(14) انظر: لسان العرب5/183 مادة (م ك ر).
(15) أخرجه أحمد (1/227-ح1997)، وأبو داود (ح1510)، والترمذي (ح3551) وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه (ح3830)، والحاكم (1/519) وصححه ووافقه الذهبي، وصححه أحمد شاكر في تحقيق المسند، والألباني في صحيح سنن أبي داود (ح1337).
(16) آل عمران: 54.
(17) بصائر ذوي التمييز4/516، وانظر: حاشية الدسوقي على مختصر السعد، ضمن شروح التلخيص3/181.
(18) الإيمان/106، وهو ضمن مجموع الفتاوى7/111، وانظر: إعلام الموقعين3/217، ومجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين1/170.
(19) مختصر الصواعق المرسلة/292.
---
فهد الناصر
01-22-2006, 03:39 PM
بارك الله فيكم جميعاً على هذه التعقيبات العلمية النافعة ، وأخص الأخت باحثة ، والأخ يوسف العليوي لتفصيلهم وتوثيقهم .
---
مجدي ابو عيشة
01-25-2006, 08:38 PM
الاخ يوسف العلوي بارك الله فيك وجزاك خيرا على ما خطت يمينك .
الاشكال يتعلق بفهم البلاغة لا بالبلغة نفسها كما اشرت في اخر كلامك بالربط السابق .(1/1355)
بعد ان درست البلاغة في مادة في اللغة العربية وجدت شيئا اود ان تفيدنا والاخوة فيه فهو استنتاج مني ولم ارى في الكتب ما يسعفني في ذلك .
فقد وجت ان ما يستخدم للتشبيه او للمجاز يتبعه المدح والذم بصور مختلفة .
فان كان صاحب الصفة هو افضل فيما اجرينا عليه الموصوف يدخله نوع من المدح .
كقولك فلان اسد تقصد بالقوة والشجاعة وان كان العكس دخله نوع من الذم كقولك فلان قط تقصد بالضعف والانهزام .
قس على هذه الاحوال اي صفات ستجد بين الموجودات ستجدها كذلك .
وبالتالي يستحيل ان تكون صفات الله عز وجل مجازية على نحوا ما فعله نفاة الصفات .
اي ان البلاغة لا يستخدم منها شيء بشكله الصحيح بما يخالف الايمان .
ولم اجد مثالا للتشبيه او للاستعارة الا وجدته موافقا لما ذكرت . فهل هي قاعدة في لسان العرب ام ان هناك اوجه تخرج عن هذه الطريقة ؟
---
يوسف العليوي
01-27-2006, 01:57 PM
الأخ مجدي أبو عيشة
سلام عليكم ورحمة من الله وبركات.. أما بعد،
فآمل منك إيضاح المقصود من مشاركتك بأسلوب واضح وسليم لغوياً، مع ذكر الأمثلة التي تبين ما أردت.
وأسأل الله أن يرزقني وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
---
(1/1356)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تخريج أحاديث الدجال وأن المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة لا يدخلهما الدجال ولا الطاعون
---
تخريج أحاديث الدجال وأن المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة لا يدخلهما الدجال ولا الطاعون
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
12-07-2006, 06:23 PM
تخريج أحاديث الدجال وأن المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة لا يدخلهما الدجال ولا الطاعون
---
(1/1357)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الأنوار في شمائل النبي المختار كتاب الكتروني رائع
---
الأنوار في شمائل النبي المختار كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
10-17-2006, 09:16 PM
الأنوار في شمائل النبي المختار كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الأنوار
في شمائل النبيّ المُختار
تأليف محْيي السّنة
الحسَين بن مسْعود البَغويّ
حققه وخرّج أحاديثه وعلق عليْه العلامَة
الشيخ إبراهيم اليَعقوبي
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج749 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/b5acc834d6.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/1ca4ff056a.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/1f13e4927b.jpg
روابط التنزيل
http://www.snapdrive.net/files/137097/Alanwar.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=291377
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
منصور مهران
10-17-2006, 11:04 PM
بارك الله فيك يا عادل محمد ، وجمّلك بالصالحات ، مع تمنياتي لك بالتوفيق .
---
(1/1358)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الفرق بين القرآن والمصحف ؟
---
ما الفرق بين القرآن والمصحف ؟
---
ابو حيان.
02-21-2006, 06:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمابعد
يوجد تسأول عند بعض الناس مالفرق بين القران و المصحف...؟
---
سلسبيل
02-21-2006, 07:28 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
القرآن هو كلام الله المنزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بواسطة جبريل عليه السلام المتعبد بتلاوته والآيات التي نقرأها في الصلاة وفيما سواها
أما المصحف فهي الأوراق والمداد الذي تكتب به هذه الآيات وعليه
فالقرآن الكريم لا يمكن لكائن من كان أن يدنسه أو يحرفه فهو محفوظ بحفظ الله له
أما المصحف فقد تتعرض نسخة منه للإعتداء من قبل من ختم الله على قلوبهم وأعمى أفئدتهم
---
فاروق
02-22-2006, 08:22 PM
بسم الله..
جزاك الله خيرا أخي سلسبيل على ردك على أخينا أبوحيا ن..ولكن عندي ملاحظة بسيطة على توقيعك المذيل لمشاركتك : أتحب أن يهان رسول الله؟
كان الأحرى أن يقال على ما أظن: أتحب أن يساء إلى رسول الله ؟
لأنه لن يستطيع بشر أن يهينه صلى الله عليه وسلم ..
[line]
http://www.shm4net.net/pics/uploads/45fc3848f2.gif
http://www.shm4net.net/pics/uploads/5716111238.jpg
ملئ الفؤاد محبة وتلهفا
توقا و شوقا للحبيب المصطفى
إنا لتهفو للرسول قلوبنا
والقلب تتبعه الجوارح إن هفا
ليس الذي أبدى هواه مغاليا
كلا و من ذاب حبا مسرفا
إن المحب لمن يحب لتابع
فإذا رأى أثرا لمن يهوى اقتفى
مدت أيادينا لهدي محمد
وتلقفت ما جاء منه تلقفا
هو من نحب ومن أحب نحبه
صدقا وليس تنطعا وتكلفا
جئنا جميعا نستقي من ورده
ونرد عنا ما يكون مخالفا
ونورث الأجيال حب نبينا
من جاء فينا رحمة وتعطفا
حبيبي يا رسول الله
يا من ملأت الفؤاد حبا..
يا رسول الله..أنت الحبيب..يا محمد
---(1/1359)
مجدي ابو عيشة
02-22-2006, 09:06 PM
في لسان العرب :
( صحف ) الصحيفة التي يكتب فيها والجمع صَحائفُ وصُحُفٌ وصُحْفٌ وفي التنزيل إن هذا لفي الصُّحُفِ الأُولى صُحُفِ إبراهيم وموسى يعني الكتب المنزلة عليهما صلوات اللّه على نبينا وعليهما قال سيبويه أَما صَحائِفُ فعلى بابه وصُحُفٌ داخل عليه لأَن فُعُلاً في مثل هذا قليل وإنما شبّهوه بقَلِيبٍ وقُلُبٍ وقَضِيبٍ وقُضُبٍ كأَنهم جمعوا صَحِيفاً حين علموا أَن الهاء ذاهبة شبهوها بحفرةٍ وحِفارٍ حين أَجْروها مُجْرى جُمْدٍ وجِماد قال الأَزهري الصُّحُفُ جمع الصحيفة من النوادر وهو أَن تَجْمع فَعِيلةً على فُعُل قال ومثله سَفينة وسُفُنٌ قال وكان قياسهما صَحائف وسفائِنَ وصَحِيفةُ الوجْه بَشَرَةُ جلده وقيل هي ما أَقبل عليك منه والجمع صَحِيفٌ وقوله إذا بَدا منْ وجْهِك الصَّحيفُ يجوز أَن يكون جمع صحيفة التي هي بشرة جلده ويجوز أَن يكون أَراد بالصحيف الصحيفة والصَّحيف وجْه الأَرض قال بل مَهْمَه مُنْجَرِد الصَّحيفِ وكلاهما على التشبيه بالصحيفة التي يكتب فيها والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ الجامع للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ والكسر والفتح فيه لغة قال أَبو عبيد تميم تكسرها وقيس تضمها ولم يذكر من يفتحها ولا أَنها تفتح إنما ذلك عن اللحياني عن الكسائي قال الأَزهري وإنما سمي المصحف مصحفاً لأَنه أُصحِف أَي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدفتين قال الفراء يقال مُصْحَفٌ ومِصْحَفٌ كما يقال مُطْرَفٌ ومِطْرَفٌ قال وقوله مُصْحف من أُصْحِفَ أَي جُمِعَتْ فيه الصحف وأُطْرِفَ جُعِلَ في طَرَفَيْه العَلَمان استثقلت العرب الضمة في حروف فكسرت الميم وأَصلها الضمّ فمن ضَمَّ جاء به على أَصله ومن كسره فلاستثقاله الضِمة وكذلك قالوا في المُغْزَل مِغْزَلا والأَصل مُغْزَلٌ من أُغْزِلَ أَي أُديرَ وفُتِلَ والمُخْدَعِ والمُجْسَدِ قال أَبو زيد تميم تقول المِغْزلُ(1/1360)
والمِطْرفُ والمِصْحَفُ وقيس تقول المُطْرَفُ والمُغْزَلُ والمُصْحَفُ
وفي تاج العروس:
وقال الفَرَّاءُ : قد اسْتَثْقَلَتِ العربُ الضَّمَّةَ في حُروفٍ وكَسَرُوا ميمَها وأَصْلُها الضَّمُّ من ذلك : مِصْحَفٌ ومِخْدَعٌ ومِطْرَفٌ ومِجْسَدٌ لأَنَّها في المعنَي مَأْخُوذَةٌ من أُصْحِفَ بالضَّمِّ : أَيْ جُعلَتْ فيه الصُّحُفُ المكْتُوبةُ بين الدَّفَّتَيْن وجُمعَتْ فيه .
---
مساعد الطيار
02-23-2006, 12:53 AM
أرجو ان يكون ما أذكره في هذه المسألة فيه تفصيل لما اجمل في جواب بعض الأعضاء ، وسأذكر نقولاً مطولة ، ثم أعقب على ذلك :
1 ـ قال مالك : بَاب النَّهْيِ عَنْ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ
حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ مَالِك عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ
قَالَ مَالِك وَإِنَّمَا ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ
2 ـ قال البخاري : بَاب السَّفَرِ بِالْمَصَاحِفِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَابَعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ سَافَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْقُرْآنَ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ(1/1361)
3 ـ وفي ابواب صحيح مسلم : بَاب النَّهْيِ أَنْ يُسَافَرَ بِالْمُصْحَفِ إِلَى أَرْضِ الْكُفَّارِ إِذَا خِيفَ وُقُوعُهُ بِأَيْدِيهِمْ
قال مسلم : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ
وقال : و حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا لَيْثٌ ح و حَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ
وقال مسلم : و حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ
قَالَ أَيُّوبُ فَقَدْ نَالَهُ الْعَدُوُّ وَخَاصَمُوكُمْ بِهِ حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ ح و حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَالثَّقَفِيُّ كُلُّهُمْ عَنْ أَيُّوبَ ح و حَدَّثَنَا ابْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ جَمِيعًا عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ وَالثَّقَفِيِّ فَإِنِّي أَخَافُ وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ وَحَدِيثِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ(1/1362)
4 ـ قال أبو داود : بَاب فِي الْمُصْحَفِ يُسَافَرُ بِهِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ
قَالَ مَالِكٌ أُرَاهُ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ
5 ـ وقال ابن ماجة : بَاب النَّهْيِ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ وَأَبُو عُمَرَ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ
وهذه التبويبات ت كما ترى ـ اختلفت ، فبعضها على لفظ القرآن كما ورد في الحديث ، وغيرها على المصحف على انه هو المراد بالقرآن ، وتفصيل ذلك ما يأتي :
إن القرآن من حيث هو كلام الله لا يتصور منع السفر به ، لذا كان المراد بالقرآن في الحديث هو المصحف الذي يحتوي على القرآن ، فيكون من عبَّر بالنهي عن السفر بالمصحف شرح معنى المراد بالنهي عن السفر بالقرآن .
لكن لا يعني هذا أنه لا يوجد فرقٌ مطلقًا ، بل الفرق كما في مشاركة سلسبيل ، ويمكن القول :
إن القرآن والمصحف قد يطلق أدهما على الاخر من باب التوسع في التعبير ، لكن إذا اجتمعا افترقا ، كان يقول قائل : كُتِبَ القرآن في المصحف ، فالقرآن غير المصحف .
ومما يلاحظ في الفرق : ان المصحف يجمع على مصاحف ، والقرآن لا يجمع ؛ لأنه واحد لا تعدد فيه .
كما انك لا تكاد تجد عبارة ( بيع القرآن ) ، وإنما تجد ( بيع المصحف ) ؛ لأن القرآن لا يتصور بيعه ، بخلاف المصحف الذي هو من عمل البشر .(1/1363)
والمختصر في هذا أن يقال : إن بين المصحف والقرآن فرقًا ، لكن قد يطلق على المصحف القرآن ؛ لأن المصحف هو محل لهذا المقروء ، وهو القرآن ، والله اعلم .
---
محمد صفاء حقي
02-23-2006, 04:16 AM
أجاد الإخوة الأعزاء وشكراً لما يقدمونه ، والذي يظهر لي - والله أعلم- أن القرآن يطلق على كلام الله المقروء منه والمكتوب مهما كان مقداره ، فإذا اكتمل القرآن مدوناً أومكتوباً أو مسجلاً سُمِّي مصحفاً. فيقال : المصحف ، ويقال : المصحف المرتل .. وإلا يبقى قرآناً ، فلا يقال لصحيفةٍ أو صحف فيها شيء من القرآن مصحفاً إذا تضمن بعض كلام الله إنه مصحف ، وتقول إذا كان معك صحيفة مكتوب فيها سورة الفاتحة تقول : معي قرآن . وتقول :هذا قرآن ، ولا تقول معي مصحف إلا إذا كان مكتوباً من الفاتحة إلى الناس.
ولهذا يقولون : القرآن هو كلام الله المتعبد بتلاوته والموجود بين دفتي المصحف من الفاتحة إلى الناس ...وأعتقد أن هذا يظهر حين يتحدث العلماء في الرد على الضالين من القائلين بالزيادة والنقصان في كلام الله .والله أعلم
---
سلسبيل
02-23-2006, 09:29 AM
جزى الله المشائخ الكرام على هذه الإجابات الشافيه الوافيه وبارك الله في علمهم
::::::::::::::::::::
ولكن عندي ملاحظة بسيطة على توقيعك المذيل لمشاركتك : أتحب أن يهان رسول الله؟
كان الأحرى أن يقال على ما أظن: أتحب أن يساء إلى رسول الله ؟
لأنه لن يستطيع بشر أن يهينه صلى الله عليه وسلم ..
صدقت.. لا يستطيع بشر أن يهينه وكيف له ذلك وقد قال تعالى ( ورفعنا لك ذكرك )
وسيتم تغيير التوقيع بإذن الله تعالى وجزاكم الله خيرا
ومما لفت نظري في ذلك أيضا عنوانا في أحد المواقع للدفاع عن الرسول الكريم عليه الصلاة وأتم التسليم
وكان هذا العنوان بصيغة ( أمة يشتم نبيها لا خير فيها ) لم يعجبني العنوان لذا لم أقرأ الموضوع وربما كان محاضره أو ما شابه للدفاع عن الرسول عليه الصلاة والسلام(1/1364)
فتعرض النبي عليه الصلاة والسلام لمحاولات لتشويه صورته في اذهاننا لا يجعل ذلك الأمر واقعا مفروضا علينا بمعنى أن النبي عليه الصلاة و السلام مقامه سامي ومكانته رفيعه ومهمما حاول هؤلاء أن يزعزعوا هذه المكانه فلن يتستطيعوا لأن الله هو من حفظ له هذه المكانه السامية وعليه فلا يتعامل مع تراهاتهم وسفاسفهم على أنها حقائق
والعبارة السابقة ( امة يشتم نبيها ،،، ) فيها من السلبيات الشئ الكثير مما لايخفى على عاقل والأولى تجنب ذلك
أختكم :: سلسبيل
---
طالب العلم1
02-23-2006, 08:19 PM
الفرق بينهما
1- القرآن كلام الله المسموع ولايسمى كلام الله مصحفا حتى يكتب
2- المصحف هو الكتاب الورقي أو الجلدي الذي كتب فيه كلام الله
3- وجود الفواصل التحزيبية والأشكال الجديدة والحركات والنقاط والمدود المتعلقة بالخط العربي وتطوره والتي ليست من القرآن وهي داخلة في المصحف
4- حرمت لمس المصحف على الكافر عكس سماعه أو النطق به
5- حرمة مس المصحف على المحدث حدثا أصغر دون القراءة
والخلاصة أن القرآن هو الكلام المسموع المتعبد بتلاوته المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بوساطة جبريل
أما المصحف فهو الكتاب الذي يحفظ كلام الله مكتوبا دون زيادة أونقصان
---
(1/1365)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفهيم القران للمودودي
---
تفهيم القران للمودودي
---
عبد الحكيم
10-06-2003, 07:00 AM
السلام عليكم
ارجو الافادة عن كتاب تفهيم القران للمودودي هل ترجم كاملا و هل نشر في مصر
و هل يمكن تنزيله من علي النت و اين اجد كتب المودودي رحمه الله علي النت لكي احملها علي جهازي
---
(1/1366)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور العدد الأول من (مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية)
---
صدور العدد الأول من (مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية)
---
عبدالرحمن الشهري
07-10-2006, 11:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر العدد الأول من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية ، عن معهد الإمام الشاطبي التابع للجمعية الخيرية للقرآن الكريم .
http://www.tafsir.net/images/majalahshatbi.jpg
- موضوعات العدد :
أولاً : البحوث والدراسات .
1- تأملات قرآنية : من نبأ موسى وفرعون . للدكتور أحمد بن عبدالله العماري الزهراني .
2- علوم القرآن : تاريخه ..وتصنيف أنواعه . للدكتور مساعد بن سليمان الطيار .
3- التفسير الإذاعي للقرآن الكريم . عبدالعزيز بن عبدالرحمن الضامر .
4- نظرات في بعض ما انحذف حشواً من الألفات . د.عبدالرحيم بن عبدالسلام نبولسي.
5- توجيه الإمام ابن القيم للقراءات القرآنية . د.عبدالعزيز بن حميد الجهني .
6- (كيف) الاستفهامية في الدراسات النحوية وأوجه إعرابها في القرآن الكريم . د.أحمد بن محمد بن أحمد القرشي الهاشمي .
ثانياً : النصوص المحققة .
- الألفات ومعرفة أصولها لأبي عمرو الداني . تحقيق الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد.
ثالثاً : الفهارس والكشافات .
- كشاف المقالات والبحوث القرآنية في المجلات السعودية المحكمة خلال المدة (1388-1425هـ) إعداد د.خالد بن يوسف بن عمر الواصل.
رابعاً : التقارير .
- مؤتمر إعجاز القرآن بجامعة الزرقاء بالأردن . د.عبدالرحمن بن معاضة الشهري .
- الملتقى الثاني للجميعات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية . إعداد مركز الدراسات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي .
http://www.tafsir.net/images/shatby.jpg
منافذ البيع :(1/1367)
1- مكة المكرمة : مكتبة الرشد/ مكتبة الأسدي
2- المدينة المنورة : مكتبة الرشد
3- الرياض : مكتبة الرشد/ المكتبة التدمرية
4- جدة : مكتبة المؤيد/ الشنقيطي/كنوز المعرفة/ ابن الجوزي/ مكتبة الرشد
5- بريدة : مكتبة الرشد / التدمرية
6- الدمام : مكتبة ابن الجوزي / الرشد
البريد الإلكتروني :
majlah@gmail.com
majlah@quranjeddah.org
[line]
رئيس هيئة التحرير :
أ.د. سليمان بن إبراهيم العايد . الأستاذ بجامعة أم القرى .
* أعضاء الهيئة الاستشارية :
1. أ.د. عبد العزيز بن عبد الفتّاح القارئ . الأستاذ بالجامعة الإسلامية سابقًا .
2. د. محمّد بن سيدي محمّد الأمين . الأستاذ بكلّية القرآن الكريم ، الجامعة الإسلامية بالمدينة .
3. أ.د. سليمان بن صالح القرعاويّ . الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية ، جامعة الملك فيصل.
4. أ.د. غانم قدوري الحمد.الأستاذ بكلية التربية ـ جامعة تكريت بالعراق.
5. أ.د.حكمت بشير ياسين . الأستاذ بكلية القرآن الكريم ، الجامعة الإسلاميّة سابقاً.
6. أ.د.علي بن سليمان العبيد . وكيل شئون المسجد النبوي.
7. أ.د.محمد محمد أبو موسى . الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى .
8. أ.د. محمد أحمد السيد خاطر. الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى .
9. د.إبراهيم بن سعيد الدوسريّ .الأستاذ بكلية أصول الدين ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة .
10. أ.د.إبراهيم بن سليمان الهويمل . الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة سابقاً .
[line]
مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية مجلة علمية دورية محكمة تعنى بنشر الأبحاث والأعمال العلمية المتصلة بالقرآن وعلومه ، تصدر مرتين في العام.(1/1368)
أهداف المجلة : تشجيع البحث العلمي المتصل بالقرآن بنشر البحوث والدراسات التي تتحقق فيها شروط البحث العلمي.وإحياء النصوص التراثية المتصلة بعلوم القرآن. وتحقيق التواصل بين المعنيين بالدراسات القرآنية من خلال التقويم، وتبادل الخبرات، وفتح قنوات للحوار العلمي الهادف، عبر شبكة الإنترنت، ووسائل الاتصال الأخرى .
المواد الّتي يمكن نشرها في المجلّة:
1- البحوث والدراسات العلميّة الأصيلة، المتَّصلة بالقرآن الكريم وعلومه، الّتي لم يسبق نشرها، ولم تقدَّم إلى جهة أخرى للنشر.
2- دراسة وتحقيق مخطوطات التراث ذات الصلة بالقرآن وعلومه.
3- ترجمات البحوث العلميّة الجادّة المتعلِّقة بالقرآن وعلومه.
4- مراجعات وعروض الكتب.
5- التقارير النهائيّة عن البحوث العلميّة ، الّتي تموِّلها الجمعيّة أو غيرها .
6- تقارير المؤتمرات والمنتديات، والنشاطات العلميّة الأخرى المتّصلة بموضوعات المجلّة.
7- ملخَّصات الرسائل الجامعيّة المتميِّزة في الموضوعات ذات العلاقة .
8- ما تطرحه هيئة التحرير من قضايا تستكتب فيها أهل العلم وأصحاب الخبرة والرأي.
ضوابط النشر:
1- إذا كان العمل ممّا ذكر في(3،2،1) فيستحسن أن لا يزيد عن خمسين صحيفة. وإذا كان ممّا ذكر في(7،6،5،4) فيستحسن أن لا يتجاوز عشر صفحات. وأمّا الثامن فلا يخضع للتحديد، ويمكن أن يجزَّأ على غير عدد.
2- ترتيب الموضوعات يخضع لاعتبارات فنيّة.
3- تعبِّر الموادُّ العلميَّة المنشورة في المجلّة عن آراء كتبتها.
4- تخضع الموادّ العلميّة المنشورة للتحكيم العلميّ، المتعارف عليه في المجلاّت المحكَّمة، خاصّةً ما جاء في(3،2،1) ، وللهيئة أن تضع لذلك القواعد التنفيذيّة.
التزامات الباحث وحقوقه:(1/1369)
1- يقدّم الباحث عمله منسوخًا على أنظمة الحاسب الآليّ على قرص، مع أربع نسخ ورقيّة منه، ويحسن أن يكون وفق النظام التالي: المسافة الطباعيّة (12×19سم) وبنط المتن(16) والهوامش والمراجع(13) والعناوين(18ـ24) .
2- التزام الإشارة إلى مصادر البحث بطريقة واحدة من الطرق المعتبرة في الإحالات المرجعيّة.
3- توضع المصادر والمراجع في نهاية البحث، مرتَّبة حسب الترتيب الهجائيّ .
4- أن يشتمل العمل على أصل البحث، وحواشيه، ومصادره، والصور والرسوم، وملخّص باللّغتين العربيّة والإنجليزية، لا يجاوز(200)كلمة، وملخّص السيرة العلميّة للباحث بورقة مستقلّة.
5- يمنح مقدِّم العمل، سواءٌ كان واحدًا أو غيره عشرين نسخة مستلّة من عمله، ونسخة من العدد الّذي نشر فيه.
6- يصرف للباحث مكافأة في حال استكتابه.
7- للباحث بعد نشر عمله في المجلّة أن ينشره مرّة أخرى، على أن يشير إلى نشره في المجلّة.
8- يتحمَّل الباحث مسئوليّة تصحيح بحثه، وسلامته من الأخطاء الطباعيّة، والإملائيّة، والنحويّة، واللّغويّة، ومن أخطاء الترقيم.
9- يطلع الباحث على خلاصة تقريرات المحكِّمين، ليصلح بحثه وفقها، ويبيِّن رأيه فيما لا يأخذ به من أقوالهم، وتحسم الهيئة الخلاف بينهما.
10- لا تلتزم المجلّة ردَّ البحوث الّتي لا تقبل للنشر.
---
السائح
07-11-2006, 01:08 AM
أستاذي الكريم أبا عبد الله، بشّرك الله بالخير، وأبقاك نفّاعًا لإخوانك.
أرجو أن تتكرم بذكر عناوين المقالات وأسامي مدبّجيها، وأودّ أن تخبرني بالموقع الذي يشرُف بوجود معهد الإمام الشاطبي فوق ربوعه.
جزاك الله خيرا وبارك في جهودك.
---
عبدالرحمن الشهري
07-11-2006, 07:24 AM
وإياك أخي الكريم .(1/1370)
معهد الإمام الشاطبي معهد علمي يتبع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة . ويرأس المعهد الأخ الكريم الدكتور نوح بن يحيى الشهري الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة . وتجد تفصيلاً حول هذا المعهد في موقع الجمعية على هذا الرابط (http://www.quranjeddah.org/main/modules/wfsection/article.php?articleid=32) .
وأما عناوين البحوث المنشورة في العدد الأول فليست بين يدي ، ولعلي أشير إليها لاحقاً إن شاء الله تعالى ، أو أحد ممن يملك نسخة من هذا العدد .
---
السائح
07-11-2006, 10:01 AM
جزاك الله خيرا وأحسن مثوبتك.
---
منصور مهران
07-11-2006, 10:26 AM
الأخ الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري في حلبة الخيرات سابق - ما شاء الله لا قوة إلا بالله - حصل على المجلة ودلنا عليها وأرشدنا إلى منافذ البيع ، فلما ابتغيناها لم نجدها وصلت بعدُ ، فهلا نصح الباعة بالالتزام بالعرض والبيع عند ظهور الإعلان قبل أن تبرد حرارة الطلب فتفوت الفائدة المرجوة عند أول المعرفة ، وله الشكر سلفا .
---
عبدالرحمن الشهري
07-15-2006, 11:16 PM
الأستاذ الجليل منصور مهران حفظه الله ورعاه
معذرة على تأخري في الجواب ، وقد تحققت من وجود المجلة الآن في المكتبات المشار إليها والحمد لله .
---
منصور مهران
07-16-2006, 01:00 AM
بفضلٍ من الله ، ثم بدلالتك على الخير استقرت في يدي ويشغلني منها الآن كتاب الألفات لأبي عمرو الداني .
شكر الله لك يا أخا المكارم .
---
السائح
07-16-2006, 01:24 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
---
غانم الغانم
07-19-2006, 03:02 AM
جزى الله القائمين على المعهد والمجلة خير الجزاء فإنها الغنيمة الباردة
---
نورة
07-21-2006, 11:39 PM
جزاكم الله خيراَ ونفع بكم
---
برعدي الحوات
07-27-2006, 03:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1371)
شكراً جزيلاً لكل الدكاترة الأفاضل المشاركين في إعداد العدد الأول من المجلة، والقائمين عليها إدارياً، وعلمياً، ومن ثم فالمجلة جديرة بالاهتمام والقراءة، لكونها من المجلات العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية.
والذي ظهر لي -والله أعلم-أن نشرها وتوزيعها سيبقى محدوداً، وهذا يعني أن كل من أراد أن يطلع عليها أو يقتنيها، يجب أن يكون مقيماً بالجزيرة العربية، ذلك أن شأن حال رسالتي هاته يقول: هل مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية ستصل إلى المغرب؟ راجياً من الله عز وجل أن لا نحرم من قراءة المجلة السالفة الذكر، ويحظى طلبنا بالقبول والموافقة من لدن السادة الدكاترة الأفاضل المسؤولين عليها.
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
---
أبو العالية
09-06-2006, 04:51 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
جزاكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن على هذا الجهد المبارك ، ونفع بكم .
هل من وكيل لكم في الأردن تصل إليه المجلة ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2006, 02:26 PM
وإياكم أخي العزيز أبا العالية .
لستُ أدري عن آلية توزيع المجلة خارج السعودية عند الإخوة الكرام في معهد الإمام الشاطبي ، فلعلهم يتكرمون ببيان طريقة الحصول على المجلة في تلك البلاد .
---
مركز الدراسات
10-01-2006, 12:44 AM
الإخوة الكرام في هذا الملتقى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...وبعد :
فيطيب لنا أن نبارك للجميع قدوم شهر رمضان المبارك , ونسأل الله أن يجعله شهر مغفرة وخير للجميع
أما ما سأل عنه الإخوة الكرام من توزيع المجلة فنحن الآن بصدد البحث عن موزعين للمجلة خارج المملكة , ونحاول استغلال معارض الكتب المقامة لإيجاد بعض الموزعين .
وتوجد حالياً المجلة في مصر بدار الفكر العربي بالجيزة لصاحبها أمين الخضري .
وفي الأردن عند دار عمار .
ونرحب بجميع من يريد فتح منفذ لبيع المجلة في أي دولة .
---(1/1372)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الكتب التربوية القرآنية
---
الكتب التربوية القرآنية
---
ابوبنان
07-16-2004, 05:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحاجة ملحة في هذه الأيام للتربية على نهج الجيل القرآني بعد الخلل الواضح في فهم الأولويات
فما هي اسباب غياب الدراسات القرآنية التربوية أو قلتها مع أننا أهل القرآن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
ابو حنيفة
07-20-2004, 09:59 PM
شكرا اخي ابو بنان:
بالفعل اخي الكريم فالقران مليء بالتوجيهات التربوية والقواعد السلوكية التي تهتم ببناء شخصية الانسان من ولادته الى ان يتوفاه الله ، وتوضح له الطريق الصحيح للعيش الكريم في الدنيا وتحقيق مراد كل مسلم وهو رضوان الله تعالى العجيب اخي اننا ندرس في مناهجنا هذه الاصول والقواعد من علماء النفس والاجتماع والتربية من اهل الغرب الذين وضعوا هذه المناهج مع اختلافنا معهم عقائديا واجتماعيا ، فهل عادات اهل الغرب وسلوكياتهم تتماشا مع عاداتنا واعرافنا؟؟؟؟
* امر اخر الكثير من الدراسات التي تجرى على شبابنا واخواتنا في مجتمعنا تستقى من احصائيات واستطلاعات اجريت في بلاد الغرب مع اختلافنا عنهم كليا .... وتتخذ الاجراءات وطرق العلاج استنادا على هذه ا لاحصائيات وخذ على سبيل المثال مشكلات الشباب والمراهقة والجرائم الجنسية وعادات الاختلاط .... وغير ذلك كثير
اتمنى ان اجد علماء افاضل يناقشون هذه الامور ويستنبطونها من القران وما السنة عن ذلك ببعيد ويكتبوا لنا عن التربية في القران وعن السلوك في القران....
حقيقة هذا هو مشروع راودني منذ سنوات لاكتب فيه واجعله رسالة علمية فعسى الله ان ييسر هذا الأمر،،،،،،
وبارك الله فيكم.
---
حرف
07-21-2004, 01:41 AM(1/1373)
محمد قطب له كتا بعنوان : درسات قرآنية , يعرض الآية فيها بالطريقة التربوية التي أردت وتحدثت .وجزيت خيراً .
---
ابوبنان
07-29-2004, 01:38 AM
شكرا على المرور اخ ابوحنيفة
اضافة جيدة اخ حرف واليك المزيد
سلسة وقفات تربوية في ضوء القران الكريم للجليل طيبة
سورة الصلاة دراسة تربوية للقاسم المنتدى
سورة الحجرات العمر الوطن
سورة الانفال لمحمد امين المصري الارقم
ارجو الاضافة وشكرا
---
عبدالرحمن الشهري
07-30-2004, 09:28 PM
أشكرك أخي أبا بنان وأرحب بك مع إخوانك وفقك الله .
- يمكن إضافة ما كتبه الدكتور ماجد عرسان الكيلاني من كتب تربوية للموضوع أخي أبا بنان وفقك الله . وهي كثيرة .
- وكذلك ما كتبه سيد قطب رحمه الله في الظلال وغيره. فهي وقفات قل أن تظفر بها عند غيره من المتقدمين والمتأخرين رحمه الله.
---
ابوبنان
07-31-2004, 01:29 AM
شكرا للمشرف العام على المرور وهذه الفائدة
واتمنى لو اتجه بعض طلبت العلم لبعض ايات القران ودراستها دراسة علمية تربوية يجمع فيها كلام اهل التفسير والتربية واخراجها في كتاب متوسط الحجم على غرار وقفات الجليل الرسائل الاولى منها لربط شباب الامة بكتاب ربها مشروع مقترح فضيلة المشرف العام ولو تبنا ه هذا الموقع او بعرضه على اقسام القرءان وعلومه في الجامعات والله الموفق
---
(1/1374)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير القرطبي - نسخة جديدة منسقة - ملف وورد
---
تفسير القرطبي - نسخة جديدة منسقة - ملف وورد
---
barsoom
06-18-2003, 07:08 PM
السلام عليكم
كتاب تفسير القرطبي كاملا نسخة جديدة منسقة الآيات باللون الأزرق وعناوين السور باللون الأحمر على ملفين فقط لسهولة التضفح - ملفات وورد مضغوطة
الملف الأول (http://www.barsoomyat.com/files/q_full1.rar)
الملف الثاني (http://www.barsoomyat.com/files/q_full2.rar)
---
(1/1375)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال عن أفضل كتابين في إعراب القرآن الكريم وقراءاته...
---
سؤال عن أفضل كتابين في إعراب القرآن الكريم وقراءاته...
---
محب شيخ الإسلام
08-17-2006, 10:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وبعد :
الإخوة الفضلاء :
لدي استفساران "
أولهما : ماأفضل كتب إعراب القرآن الكريم والتي أعربت فيه ألفاظه كاملة ؟
وهل يوجد شيء منه أو من مثله على الشبكة ؟؟
ثانيهما : ما أفضل كتاب ينصح به لغير المتخصص في القراءات لمعرفة كل آية بماذا قرأها أصحاب القراءات باختصار ، كأن يقال :
( فتبينوا ) بهذا قرأ فلان وفلان ، وقرأها فلان ( تثبتوا ).
وجزاكم الله خيراً.
---
محمد سعيد الأبرش
08-21-2006, 04:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ممن أعرب القرآن الكريم كلمة كلمة شيخنا العلامة محمد علي طه الدرة حفظه الله وإعرابه مطبوع في خمسة عشر مجلداً وهناك إعراب ثانٍ للأستاذ محيي الدين درويش رحمه الله وهو مطبوع في عشر مجلدات وكلاهما مفيد وممتع أما الثالث فهو للشيخ العلامة أحمد صافي رحمه الله وهو مطبوع في ثلاثة عشر مجلداً باسم الجدول في إعراب القرآن الكريم وصرفه وهذا يمتاز باستخدام المصطلحات الإعرابية الحديثة والمبسطة بالإضافة للاعتناء بالتحليل الصرفي للقرآن الكريم كلمة كلمة ولكنه نادر نوعاً ما والأول يشبهه في ذلك أما إعراب الأستاذ محي الدين درويش فهو متوفر في دار ابن كثير بدمشق وأما وجود هذه الكتب على الشبكة فلا أعتقد أنها موجودة - بحسب اطلاعي - والله أعلم.
أما بالنسبة لكتاب القراءات المختصر والمبسط فهناك كتاب للشيخ محمد فهد خاروف طبع في دار البيروتي بدمشق وهو كما طلبت حيث إنه مصحف وضع الشيخ في حاشيته الكلمات المختلفة عن قراءة حفص عن عاصم والله أعلم.
---
أبو ذر الفاضلي
08-22-2006, 06:20 AM(1/1376)
وصدر حديثا كتاب لبهجت عبد الواحد وصف بالجودة
---
بدر الجبر
08-25-2006, 05:35 PM
أفضل الكتب القديمة التي فصلت في الأوجه الإعرابية: تفسير السمين الحلبي( الدر المصون في تفسير الكتاب المكنون)، حيث نظر في كتب النحاة القدامى في إعرابهم للقرآن وجمع بينها.
أما أفضل كتب إعراب القرآن المعاصرة كتاب:(إعراب القرآن الكريم) للدكتور: محمد الطيب إبراهيم، في مجلد واحد, طبعته دار النفائس, ويتميز بوضوحه واختصاره, وإعرابه لجميع كلمات القرآن, ويذكر فيه كثيراً من الفوائد الإعرابية, لا يستغنى عنه.
---
(1/1377)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل الأحرف السبعة هي القراءات السبع؟
---
هل الأحرف السبعة هي القراءات السبع؟
---
محمد بن يوسف
01-31-2004, 06:18 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛
فهذا بحثٌ كنت قد كتبته قديمًا في "مُلتقى أهل الحديث" بتاريخ 30 / 10 / 1423هـ، ومن قبل في "شبكة الفوائد الإسلامية"، بعد أن استللته من بحثٍ كنت قد كتبته منذ زمَن.
------------------------------------------
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضِل الله، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسولُه، (صلى الله عليه وآله وسلم) ...
(يا أيها الذين آمَنُوا اتقوا الله حق تُقاتِه ولا تَمُوتُنَ إلا وَأنتُم مُّسْلِمُون) [آل عمران: 102].
(يا أيها الناس اتقوا ربَكم الذي خلقكم من نفسٍ واحِدَة، وخَلَق مِنها زوجها، وبث مِنهما رجالا كثيرًا ونساءً واتقوا اللهَ الذي تسائلون به والأرحام إنَّ الله كان عليكم رقيبًا) [النساء: 1].
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدًا، يُصلِحْ لكم أعمالَكم ويغفِرْ لكم ذنوبَكم، ومَن يُطِعِ الله ورسولَه فقد فاز فوزًا عظيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد؛ فإنَّ أصدق الحديثِ كتابُ اللهِ تعالَى، وأحسنَ الهَدْي هَديُ مُحمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها وكُلَّ مُحدثَةٍ بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة، وكُل ضلالةٍ في النار ...
أخي الكريم ...
لقد ثَبَت في الحديث الصحيح أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ القُرآن أُنزِل على سبعة أحْرُفٍ؛ فاقْرَءُوا ما تيسر مِنه" [متفق عليه].(1/1378)
واشتُهِرَت لدى المسلمين قراءتٍ سبع مُتواتِرَة، عُرِفَت كلٌ مِنها بأسماء أهم من عُرِف بالقراءة بها، وأصحاب هذه القراءات هم: نافع المدني، ابن كثير المكي، أبو عمرو بن العلاء البصري، ابن عامر الشامي، عاصم، حمزة، الكسائي الكوفيون. ولكل مِن هؤلاء القُراء رواة، وأصحاب طرق، وأصحاب أوجه.
وانتشر لدى الناس أنَّ الأحرف السبعة التي أُنزِل القرآنُ عليها –كما في الحديث السابِق- هي نفسها القراءات السَبع، وهذا اعتقاد خاطئ، بإجماع العلماء المُعتبَرين؛ حتى قال الإمامُ (أبو شامة) –رَحِمَه الله-: "وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل" اهـ مِن «فتح الباري»: (19/ 37).
ولا ريب أنَّ مسألة "الأحرف السبعة والقراءت السبع" (مسألةٌ كبيرة تكلم فيها أصناف العلماء من الفُقهاء والقُراء وأهل الحديث والتفسير والكلام وشَرح الغريب وغيرهم، حتى صُنِّف فيها التصنيف المُفرَد) -كما في «مَجموع الفتاوى»: (13/ 389، طـ مجمع الملك فهد). وقد كثر القول في هذا الموضوع (إلى حَدٍّ كاد يطمِس أنوار الحقيقة، حتى استعصَى فَهمَه على بعض العُلماء، ولاذ بالفَرار مِنه، وقال إنه مُشكِل) !! –كما في «مناهل العرفان في علوم القرآن»/للزرقاني –رَحِمَه الله، ص 130، طبعة الحلبي.
وهذا زُبدَةُ بَحثٍ استَلَته مِن بُطون كُتُب العلماء والباحِثين، لا أزْعُم أنِّي أضفت جديدًا، أو حَرَرتُ مُعضِلا؛ إنَّما هو الجَمع والترتيب والتهذيب؛ فأقول –وبالله أستعينُ-:
تواترت الأخبارُ عَن النَبي (صلى الله عليه وسلم) بِنُزُولِ القُرآنِ الكَريم على سَبْعَة أحْرُف(1)، وجُمِعَتْ هذه الأخبارُ في الجوامع والسُنَن والمسانيد وموطأ الإمام (مالك) –رحمه الله- والمُصنفات والأجزاء الحديثية، وقد جاءت تلك الأخبار على أنواع ثلاثة:(1/1379)
الأول: ما يُفيدُ أنَّ اللهَ –تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أمرَ نبيَه (صلى الله عليه وسلم) على لِسان (جبريل) –عليه السلام- أن يُقرئ أمتَه القرآن على حَرْف، فسأل النبيَ (صلى الله عليه وسلم) المعافاة والمغفرة؛ لأنَّ أُمتَه لا تُطيق ذلك، فأمَرَه أن يقرَأه على حرفين، ثم على ثلاثة أحْرُف، ثم أمرَه -في الأخير- أن يُقرئَ أمتَه القرآن على سَبْعَة أحْرف، وأخبرَه أنَّ مَن قرأ بأي حَرْف مِن هذه الأحرف السَبعَة فقد أصاب.
وهذه الأخبارُ مِن رواية (أُبَيِّ بْنِ كَعْب) –رضي الله عنه، و(عَبْدِ الله بْنِ عَباس) –رضي الله عنه- [مُخْتَصَرًَا] والتي أخذها عن (أُبَيِّ بْنِ كَعْب) –كما جاء ذلك صريحًا في إحدى الروايات.
الثاني: ما يُفيد أنَّ النبيَ (صلى الله عليه وسلم) لَقِيَ (جبريل) –عليه السلام- فأخبرَه أنَّه أُرسِلَ إلى أمَة أُميين: مِنْهُمْ العَجُوزُ وَالشَيْخ ُالكَبِيرُ والغُلامُ والجَاريةُ والرَّجُلُ الذي لم يَقْرأ كِتابًَا قَطُّ، فأخبره (جبريل) –عليه السلام- أن القرآن أنزِل على سَبْعَة أحرف.
وهذا الخَبَر مِن رواية (أُبَيِّ بْنِ كَعْب) –رضي الله عنه.
الثالث: ما يُفيد أنَّ النبيَ (صلى الله عليه وسلم) لم يوافِق الصحابَة –رَضيَ اللهُ عنهم- الذين عارضوا بعضَ القراءات –التي سَمِعوا بعض الصحابة يقرأون بها- والتي تُخالِف ما لُقِّنُوه مِن النبي (صلى الله عليه وسلم) نفسِه، وفي هذه الروايات أنَّ النبيَ (صلى الله عليه وسلم) أقرّ كلا مِنهم على قِراءتِه، مُخبِرًا إياهم أنَّ القرآنَ أُنزِل على سَبْعَة أحْرُف، وناهيًا إياهم عَن المِراء في القرآن؛ لأنَّ المِراءَ فيه كُفْرٌ –عِياذًا بالله.
وهذه الأخبار مِن رواية: عُمَر بْنِ الخَطَاب، أُبّيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وعَمرو بْنِ العَاصِ –رَضيَ اللهُ عنهم.
وإليكَ سياق حَديث مِن كل نوع مِن الأنواع الثلاثة السابِقَة:(1/1380)
النَّوع الأول: عَن (أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) –رَضِيَ اللهُ عنه- أنَّ النبيَ (صلى الله عليه وسلم) كانَ عِندَ أضَاةِ(2) بَنِي غِفَارٍ، قال فأتاه (جبريل) -عليه السلام- فقال: إنَّ اللهَ يأمُرُك أن تَقْرأ أمَّتُك القرآنَ على حَرْفٍ، فقال: أسألُ اللهَ مُعَافاتَه ومَغْفِرَتَه وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثُم أتاه الثانيةَ فقال: إنَّ اللهَ يأمُرُك أن تَقْرأ أمَّتُك القرآنَ على حَرْفين، فقال: أسألُ اللهَ مُعَافاتَه ومَغْفِرَتَه وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثم جاءه الثالثة فقال: إنَّ اللهَ يأمُرُك أن تَقْرأ أمَّتُك القرآنَ على ثلاثَةِ أحْرُفٍ، فقال: أسألُ اللهَ مُعَافاتَه ومَغْفِرَتَه وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثم جاءه الرابعةََ فقال: "إنَّ اللهَ يأمُرُك أن تَقْرأ أمَّتُك القرآنَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فأيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عليه فقَدْ أصَابُوا" (3).
النَّوع الثاني: عَن (أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) قال: لَقِيَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) (جِبْريلَ)، فقال: يا (جِبْريلُ) إنِّي بُعِثْتُ إلى أُمَةٍ أُمِّيِّينَ، مِنْهُمْ العَجُوزُ وَالشَيْخ ُالكَبِيرُ والغُلامُ والجَاريةُ والرَّجُلُ الذي لم يَقْرأ كِتابًا قَطُّ". قال: "يا (مُحَمَّدُ) إنَّ القُرآنَ أُنزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ" (4).
وفي الباب عن: عُمَرَ وحُذَيفةَ بْنِ الْيَمَانِ وأَبِي هُرَيْرَةَ وأُمِّ أيُّوبَ -وهي امرأة (أَبِي أيُّوبِ الأنصاري)- وسَمُرَةَ وابْنُ عَبَاسٍ وأَبِي جُهَيْم بْنِ الحَارِثِ بْنِ الِّصَّمةِ وعَمْرِو بْنِ العَاصِ وأَبِي بَكْرَةَ –رَضي الله عنهم أجْمعين.
قال (أبو عيسى): هذا حديث حسن صحيح، وقد رُويَ عن (أبي بن كعب) من غير وجه.(1/1381)
النَّوع الثالث: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ (عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ) -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يقولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ (الفُرْقَانِ) عَلَى غَيْرِ ما أَقْرَؤُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) أقْرَأَنِيهَا، وَكِدْتُ أنْ أعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أمْهَلْتُه حَتَى انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُه بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)، فَقُلْتُ: إنِّي سَمِعْتُ هذا يَقْرَأُ عَلَى غَيْرِ مَا أقْرَأْتَنِيهَا، فقال لي: أَرْسِلْه، ثُمَّ قَاَلَ له: اقْرَأ، فَقَرَأ. قَاَلَ: هَكَذَا أُنزِلَتْ، ثُم قَاَلَ لي: اقْرَأ، فَقَرَأتُ، قَاَلَ: هَكَذَا أُنزِلَتْ؛ إنَّ القُرآنَ أُنزِلَ عَلَىَ سَبْعَةِِ أحْرُفٍ؛ فاقْرَءُوا مِنْه مَاَ تَيَسَّرَ (5).
وحَدَثت مِثلُ هذه القِصة مع (أُبّيِّ بْنِ كَعْبٍ) و(عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ) –رَضي الله عَنهما- [كما عِند "مُسلِم" (820) و"أحمد" (20646)]، وحَدَثَ مِثلَها مع (عَمرو بْنِ العَاصِ) –رضي الله عنه- [كما عِند "أحمد"].
والذي يَعنينَا أولا: ما المَقصودُ بهذه الأحرف السَّبعَة؟!
اعْلَم –رَحِمَني اللهُ وإياك- أنَّ العُلماء اختلفوا في المراد بهذه الأحرف السَبْعة على خمسة وثلاثين قولا (!!) كما نَقَلَ الإمامُ (القُرطُبيُ) –رحمه الله- في تفسيرِه (1/89 مقدمة، طـ دار الغَد العربي بمصر) عَن الإمامِ الحافظِ (أبي حاتِم ابْنِ حِبَّان البُستِّي) –رحمه الله، ولكنه لم يذكُرْ مِنها إلا خمسة أقوال (!!)؛ ولعل السبب في ذلك هو أنَّ "أكثَرَها غيرُ مُختارٍ" –كما صَرَّح بذلك (المُنذِري) –رحمه الله- (كما في «فتح الباري»: (19/ 27، 31) )، وكذا الإمام (الزركشي)، كما في كِتابِه الماتِع «البُرهان في عُلوم القُرآن».(1/1382)
وأنا أذكرُ أشهرَ هذه الأقوال وأقواها وأولاها بالاعتبار بادئًا بأرجَحِها:
القول الأول: المراد سَبْعَة أوجُه مِن المعاني المُتفِقَة (6) بألفاظ مُختَلِفَة، يجوزُ أن يقرأ بأي حَرْفٍ مِنها على البَدَلِ مِن صاحبِه، نحو أقبِل، تعالَ، وهَلُم (7). وهو الذي عليه أكثر أهل العلم كسفيان بن عُيَينَة، عَبْد الله بن وَهب، الطَبَري والطَّحَاوي، ومال إليه الحافِظُ (ابنُ حَجَر) –رحمهم الله أجْمَعين- [مع بَعض الضوابِط الأخرى].
تنبيه: (وليس المُراد أنَّ كُلَ كَلِمَةٍ ولا جُملَةٍ مِنه تُقرأ عَلَى سَبْعَةِ أوجُه، [وهذا مُجمَعٌ عَلَيه]؛ بل المُراد أنَّ غاية ما انتهى إليه عدد القرءات في الكلمة الواحدة إلى سَبْعَة؛ [فلو كَانَ المُراد أنَّ كلَ كلَِمَةٍ مِنه تُقْرأ على سَبْعَة أوجُه، لَقَالَ النَبيُّ (صلى الله عليه وسلم) -مثلا-: "أُنزِلَ سَبْعَة أحْرُف"]. فإن قيل: فإنَّا نجِدُ بعضَ الكلمات يُقرأ على أكثَرِ مِن سَبْعَةِ أوجُه، فالجواب: أنَّ غالِبَ ذلك إما لا يُثبِتُ الزيادة، وإمَّا أن يكونَ مِن قَبيل الاختلاف في كيفية الأداء كما في المَد والإمالة ونحوهما) (8).(1/1383)
قلتُ: وهذا القولُ مِن القوةِ بمكان؛ لو أضفْنا إليه ضابِطًا آخَرًا؛ وهو: تأدية المعنى باللفظ المُرادِف ولو كان مِن لُغَة واحِدة؛ لأنَّ لُغة (هِشام بن حَكيِم) –رَضيَ اللهُ عنه- بلِسَان قُرَيش، وكذلك (عُمَر بن الخَطاب) –رَضيَ اللهُ عنه-، ومع ذلك فقد اختلفت قراءتُهما (9). وهذا يُضَعِف القولَ بأنَّ المُرادَ بالأحْرُف اللغات، ويُمكِن الجَمْعُ بينَهما بأنَّ "تغايُّرَ الألفاظ مع اتفاقِ المَعاني مَحْصُورٌ في سَبْعِ لُغات" (10)، وهذا أقْوى؛ لأنَّ الحِكمَة مِن نزول القُرآن على سَبْعَة أحْرُف هي: التخفيف على الأمة ودَفْع المَشقة وإزالة الحَرَج؛ كما يتضِحُ ذلك جَلياُ في قولِه (صلى الله عليه وسلم) لأُبّيِّ بن كَعْب –رَضيِ اللهُ عنه- : "أُرْسِلَ إلَىَّ أنْ أقْرأ القُرآنَ عَلَى حُرْفٍ، فَرَدَدْتُ إلَيهِ أنْ هَوِّن على أُمَّتي"، إلى أن قال (صلى الله عليه وسلم): "فَرَدَّ إلَيَّ الثالثةَ أقْرأهُ عَلَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ" (11)، وقولِه (صلى الله عليه وسلم) لجِبْريلَ –عليه السلام-: "وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك" (12)، وقولِه (صلى الله عليه وسلم): "فاقْرَءُوا مِنْه مَاَ تَيَسَّرَ"(13). وهذا القولُ يُوَفِقُ بينَ جميع الأحاديث الصحيحة الوارِدَة في هذا الباب، دون رَدٍ أو إهمَالٍ لأحَدِها، والحمدُ للهِ وحدَه على التوفيق.
تنبيهان هامان جدًّا:(1/1384)
(1) "الإباحة المذكورة في الأحاديث السابقة لم تَقَع بالتَّشَهي: أي أنَّ كلَ واحِدٍ يُغَيِّرُ الكلمة بمُرادِفِها في لُغَتِه؛ بل المُراعَى في ذلك السَّمَاع مِن النبي (صلى الله عليه وسلم)، ويُشير إلى ذلك قول كل مِن (عمر) و(هشام) –رَضي اللهُ عَنهما- "أقرأني النبي (صلى الله عليه وسلم)" (14). وهذا التنبيه يَردُ على قَوْل مَن قال: "إذَنْ يجوز روايته بالمَعنَى؛ فيذهَب التَّعبُد بلفظة ويتسِع الخَرْق، وتفوتُنا كثيرٌ مِن الأسرار الأحكام" (15)؛ فالرواية بالمَعنَى تَوقيفيةٌ مِن (رسول اللهِ) (صلى الله عليه وسلم) عَن (جِبْريلَ) –عليه السلام- عَن (اللهِ) –عَزَّ وَجَلَّ.
(2) "هذا الاختلاف في الألفاظ ليس من الاختلاف الذي قد نَفَاه اللهُ –تبارك وتعالى- عَن كِتابِه العزيز في قولِه (ولو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللهِ لَوَجَدُوا فيه اختِلافًا كثيرًا) [النساء: 82]؛ لاتفاق المعاني"، كما قال الإمام (الطبري) –رَحِمَه الله- في «تَفسيرِه»، ص 50، طـ دار الغَد العربي بمصر.(1/1385)
ويقولُ شيخُ الإسلام (ابن تيميًّة) –رَحِمَه الله-: "ولا نِزَاعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ الْحُرُوفَ السَّبْعَةَ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا لا تَتَضَمَّنُ تَنَاقُضَ الْمَعْنَى وَتَضَادَّهُ; بَلْ قَدْ يَكُونُ مَعْنَاهَا مُتَّفِقًا أَوْ مُتَقَارِبًا كَمَا قَالَ (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ) –رَضي الله عَنه-: "إنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ أَقْبِلْ وَهَلُمَّ وَتَعَالَ". وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَى أَحَدِهِمَا لَيْسَ هُوَ مَعْنَى الآخَر; لَكِنْ كلا الْمَعْنَيَيْنِ حَقٌّ وَهَذَا اختلاف تَنَوُّعٍ وَتَغَايُرٍ لا اخْتِلَافُ تَضَادٍّ وَتَنَاقُضٍ، وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ عَنْ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم): "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، إنْ قُلْتَ: غَفُورًا رَحِيمًا أَوْ قُلْت: عَزِيزًا حَكِيمًا؛ فَاَللَّهُ كَذَلِكَ مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِآيَةِ عَذَابٍ أَوْ آيَةَ عَذَابٍ بِآيَةِ رَحْمَةٍ" اهـ مِن كلامُه مِن «مَجموع الفتاوى»: (13/ 389). وقد بَيَّنًّا في تَنبيه (1) أنَّ هذا الاختلاف ليس بالتَّشَهي، والحمدُ لله.
الأدِلَّة:(1/1386)
1- حديث (أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) –رَضيَ اللهُ عنه- قَاَلَ: قَالَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): يَا (أُبَيُّ) إِنِّي أُقْرِئْتُ الْقُرْآنَ فَقِيلَ لِي: عَلَى حَرْفٍ أَوْ حَرْفَيْنِ، فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعِي قُلْ عَلَى حَرْفَيْنِ، قُلْتُ: عَلَى حَرْفَيْنِ. فَقِيلَ لِي: عَلَى حَرْفَيْنِ أَوْ ثَلاثَة، فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعِي قُلْ عَلَى ثَلاثَة، قُلْتُ: عَلَى ثَلاثَة حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ. ثُمَّ قَالَ: "لَيْسَ مِنْهَا إلا شَافٍ كَافٍ، إِنْ قُلْتَ سَمِيعًا عَلِيمًا عَزِيزًا حَكِيمًا، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ" (16). ومثلُه حديث (أبي بَكرَة) و(عبادة بن الصامت) –رضي الله عنهما.
وجه الدلالة: فَسَر النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) الأحرف السبعة بأنَّها تَغيير اللفظة مع الاحتفاظ بالمَعنى؛ فآية العذاب إنْ خُتِمَتْ بِرَحمَة أو آية الرَحْمة خُتِمَتْ بِعذاب، اختَلّ المَعنى، وضَرَبَ لنا (صلى الله عليه وسلم) في ذلك مثلا: كَلِمَتَي "سَميع عَلِيم" تُقرأ "عزيز حكيم"؛ لتقارُّب معناهما، ولكن بتوقيف مِن النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) لا بالأهواء والآراء –كما بينّا في تَنبيه (1)، واللهُ أعْلَم.
2- حديث (عمر بن الخطاب) مع (هشام بن حزام) –رَضيَ اللهُ عنهما- [انظر: النوع الثالث مِن الأحاديث]، ومِثله: حديث (أُبَي بن كَعْبٍ) مع (عَبْدِ الله بن مَسعود)، و(عَمرو بن العاص) مع صحابي آخر –رَضِيَ الله عنهم أجْمَعين-:(1/1387)
وجه الدلالة: اتحادُ لُغَةِ (عمر) و(هشام) –رضي الله عنهما-؛ فكلاهما قُرَشي، ورغم ذلك فقد أنكَر الأول على الثاني قراءةً لم يُقرئِها له رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم)، فتحاكَما إلى رَسُولِ الله (صلى الله عليه وسلم) فأقرّ كليهما على قِراءَتِه التي أخذاها عنَه (صلى الله عليه وسلم)، وفَسَر رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) تلك القِراءات بأنَّها "أحْرُف" وأنَّ القُرآن أُنزِل على سَبْعَة أحْرُف" فتَعَيّن –لاتحاد اللغة- صَرْفُ ذلك إلى الألفاظ بشرط اتفاق المعاني؛ كما يُبيّنُه حديث (أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) –رَضيَ اللهُ عَنه. وإن قال قائِلٌ: ولِمَ لا نَصْرِف ذلك إلى صاِرف آخر. قُلتُ: كُلُ الصوارِف الأخرى ما هي إلا الأقوال الآتية في تفسير مَعنى "الأحرف السَبْعة"، والتي سَنُبَين ضَعفَها أو بُطلانَها، والله المُستعان.
القول الثاني: سَبْع لغات في القرآن على لغات العَرَب كلِها: يمنها ونزارها (17)، وإليه ذَهَبَ: ثعلب، أبو عبيد القاسِم بن سلام، الأزهري، الطَبَري، ابن عطية، البَيهقي، ابن حِبَّان (كما في «البرهان»/ للزركشي)، والسندي، ومَالَ إليه (الألُوسِي) –رَحِمَهم الله جَميعًا.
وحجتهم في ذلك: (أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) لم يَجْهَلْ شيئًا مِنها، وكان قَد أوتي جَوامِع الكَلِم) (18)، وأنَّ الحِكمَة مِن نزول القُرآن على سَبْعَة أحْرُف هي: التخفيف على الأمة ودَفْع المَشقة وإزالة الحَرَج [كما في النوع الأول مِن الأحاديث]، فوَّجَب بِذَلِك نُزُولُه بِلُغات العَرَب ولَهَجَاتِهم، وإلا لا مَعنىً للتيسير ودَفْع الحَرَج.(1/1388)
ويقولون: (وليس مَعناه أن يكونَ في الحَرْفِ الواحِد سَبْعَة أوجُه؛ ولكن هذه اللغات السَبْعَ مُتفَرِقَة في القُرآن؛ فبعضُه بِلُغَة قُرَيش، وبعضُه بِلُغَة هُذَيل، وبعضُه بِلُغَة هُوازِن، وبَعضُه بِلُغَة اليَمَن. وبعضُ الأحياء (أي: اللغات) أسْعَدُ بها وأكثَرُ حظاُ فيها مِن بَعض؛ فيُعَبَر عَن المَعنى فيه مَرة بِعِبَارَةِ قُرَيش، ومَرة بِعِبَارَةِ هُذَيل، ومرة بِغَيرِ ذلك بِحَسَبِ الأفْصَح والأوْجَزِ في اللفظ، وإنْ كَانَ أغلَبُه نَزَل بِلُغَة قُرَيش [كما قال (ابْنُ عَبْدِ البَر) –رحمه الله-]؛ لقولِ (عُثمانَ بْنِ عَفَان) –رضي الله عنه- أثناء جَمْع المُصحَف: "ما اختلفتُم أنتم وَ(زَيْد) فاكتُبُوه بِلُغَة قُرَيش؛ فإنَّه نَزَل بِلُغَتِهم") (19).
ويقولون في كيفية نُزُولِ القُرآن على هذه السَبْع: "أنَّ (جِبْريلَ) –عليه السلام- كان يأتي رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) في كُلِ عَرْضَة بِحَرفٍ إلى أن تَمَّتْ" (20).
واعتُرِض على هذا القول بأنَّ لغات العرب أكثر مِن سَبْع ! وأُجيب بأنَّ المرادَ أفصَحُها، واختلَفوا في تعيينِّها على أقوالٍ عِدَة:
1- فقيل هي: لغة قُرَيش، هذيل، تميم، الأزد، ربيعة، هوازِن، سعد بن بكر.
2- قال بعضُهم: هذيل، كنانة، قيس، ضبة، تيم الرباب، أسيد بن خزيمة، قريش.
3- قيل: السَبْع في مُضَر خاصة لقول (عمر بن الخطاب) –رضي الله عنه-: "نزل القرآن بلغة مضر".
4- وقيل: بل السَبْع في بطون قُرَيش فحسب؛ لقولِه تعالى (وما أنزلنا من رسولٍ إلا بلسان قومِه) [إبراهيم: 4]، وبه جَزَم أبو الأعلى الأهوازي واختاره ابن قُتَيبة –رحمهما اللهُ تعالى.
5- وقيل: أنزِل أولا بلسان قُرَيش ومَن جاورَهم مِن الفُصحاء، ثم أُبيح للعَرَب أن تقرأهُ بِلُغاتِها؛ دفعًا للمشقة ولِمَا كان فيهم مِن الحَمّيَة، ولم يَقَع ذلك بالتَّشَهي؛ بل المَرعي فيه السماع مِن النبي (صلى الله عليه وسلم).(1/1389)
وهذا القَولُ ضَعيفٌ مِن وَجْه، قَويٌ مِن وَجْهٍ آخَر؛ وبذلك يُمكِن اعتمادُه ببَعضِ الضوابِط الأخرى:
فهو ضَعيفٌ؛ لأنَّ [(عُمَرَ بْنَ الخَطَّاب) و(هِشامَ بْنَ حَكِيم) –رَضيَ اللهُ عَنهما- كِلاهما قُرَشي مِن لُغَةٍ واحِدَةٍ وقَبيلَةٍ واحِدَةٍ، وقَد اخْتَلَفَتْ قِرَاءتُهما، ومُحال أن ينُكِرَ عليه (عُمَرُ) –رَضيَ اللهُ عَنه- لُغَتَه، فدَلّ على أنَّ المُراد بالأحْرُفِ السَبْعَة غيرُ اللُغات] (21)؛ فوَجَبَ بَذَلِك صَرْفُ مَعنى "الأحْرُف السَبْعَة" إلى مَعنىً آخر غير "اللغات".
تَنبيه هام: لقد أجاب الإمام (الألوسي) -رحمه الله- عَن هذا الاعتِراض (22)، ولكن المُتأمِلَ لجوابِه –رحمه الله- يجِدْه إنَّما أجَابَ –فَحَسبُ- عَن قول الإمام (السيوطي) –رحمه الله-: "ومُحال أن ينُكِرَ عليه (عُمَرُ) –رَضيَ اللهُ عَنه- لُغَتَه" اهـ؛ بما حاصِلُه أنَّ: [مَرجِعَ "الأحُرُف السَبْعة" هو الرِواية عَن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) لا الدِراية والرأي والتَشَّهي] (23)، وبذلك فجوابُه خارِج مَحَل النِزاع؛ لأنَّ ما قَالَه قد نَبَهنا عليه سابِقًا؛ راجِع تَنبيه (1).
أما وَجْه القُوَة في هذا القَول؛ أنَّ الحِكمَة مِن نزول القُرآن على سَبْعَة أحْرُف هي: التخفيف على الأمة ودَفْع المَشقة وإزالة الحَرَج؛ كما يتضِحُ ذلك جَلياُ في قولِه (صلى الله عليه وسلم) لأُبّيِّ بن كَعْب –رَضيِ اللهُ عنه- : "أُرْسِلَ إلَىَّ أنْ أقْرأ القُرآنَ عَلَى حُرْفٍ، فَرَدَدْتُ إلَيهِ أنْ هَوِّن على أُمَّتي"، إلى أن قال (صلى الله عليه وسلم): "فَرَدَّ إلَيَّ الثالثةَ أقْرأهُ عَلَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ" (24)؛ فوَّجَبَ صَرْفُ معنى "الأحْرُفِ السَبْعَة" إلى "لغات العَرَب ولهَجَاتِهم".(1/1390)
ويُجابُ عَن هذا الوَجْه بوَجْه "الضَعفِ" السابِق؛ باختلافِ (عُمرَ) و(هِشامَ) –رَضي اللهُ عنهما- في القِراءة رَغمَ اتحاد لُغَتِهما، ولكن لا يَليقُ بِنَا أن نَرُدَ هذا الحديثِ الصحيح الثابِت في "صحيح مُسلِم" (25)؛ فوَجَب التوفيقُ ولابُد، ومِن ثَمّ وَجَبَ المَصير إلى "القَولِ الأول" الذي جَمَع بين الأحاديث والأقوال ووَفَقَ بينها، ولا مُوَفِق إلا مَن وَفَقَه الله، والحمدُ لله عَلَى التَّوفيق.
ويتضِحُ في هذا القَول أنَّ أكثرَه آراء واجتهادات لا أدِلَة عليها –غالبًِا-؛ كنزول (جِبْريلَ) –عليه السلام- سَبْع مرات لإتمام الأحْرُف السَبْعَة، وتعيين اللغات التي أُنزِل عليها القُرآن الكَريم.
وبعضُه مَردودٌ؛ كقولِِهم: "هذه اللغات السَبْعَ مُتفَرِقَة في القُرآن" (26)؛ فهذا القَول باطِلٌ جِدًا لا شَكَ في ذلك؛ إذ (لو كانَت "الأحْرُفُ السَبْعَة" لُغاتٍ مُتفَرِقَةً في جَميع القُرآن، فغَير مُوجِب حَرْفٌ مِن ذلك اختلافًا بين تاليه؛ لأنَّ كُلَ تالٍ فإنَّما يَتلو ذَلِك "الحَرْفَ" تِلاوةً واحِدَة على ما هو به المُصحَف، وعلى ما أُنزِل) (27)، ولو كان كذلك لَمَا حَدَثَ اختِلافًا بين الصحابة –رَضيَ اللهُ عَنهم- في القِراءة؛ إذ لا مَعنىً لِذلك إطلاقًا؛ لأنَّ المُصحَفَ واحِدٌ، والسُوَرَ واحِدَة والآياتِ واحِدَةٌ لا تتغيّرُ؛ بل غايةُ الأمْرِ أنَّ هذه الآية بِلُغَة (قُرَيش)، وتلك بِلُغَة (هُذَيل)، وهكذا، فالقُرَشي مأمورٌ بِقراءة القُرآنِ كلُِه الذي يَحوي لُغاتٍ سِتًا غيرَ لُغَتِه، والهُذَيلي مأمورٌ بِقراءة القُرآنِ كلُِه الذي يَحوي لُغاتٍ سِتًا غيرَ لُغَتِه، فأينَ التيسيرُ الوارِدُ في الأحاديث، والذي مِن أجلِه أُنزِل القُرآنُ على سَبْعَة أحُرُف ؟! بل وكيفَ يحدُثُ الاختِلافَ بين الصحابَة في السُورَة الواحِدة، بل في الآية الواحِدَة، بلْه الكلمة الواحِدَة ؟!! وفي هذا الحَدِ كِفاية، واللهُ أعْلَم.(1/1391)
القول الثالث: المُراد بذلك سَبْعَة أصناف، وهو قول البَيضاوي والقاضي (ابن الطيب). واختلفوا في تعيينِها على عِدة أقوال:
1- معاني كتاب الله تعالى، وهي: أمر، نهي، وعد، وعيد، قصص، مجادلة، أمثال.
2- مُحكَم، مُتشابِه، ناسِخ، مَنسوخ، خصوص، عموم، وقصص.
3- إظهار الربوبية، إثبات الوَحْدانية، تَعظيم الألوهية، التَّعَبُّد لله، مُجانَبَةُ الشِرك، التَّرغيب في الثواب، والتَّرهيب مِن العِقاب.
وهذا القول ضَعيف جدًا؛ (إذ لا مُستَنَدَ له مِن كِتاب أو سُنَة ولا يوجَد وَجْهٌ للتَّخصيص) (28)، ولأنَّ النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) (أشَارَ إلَى جوازِ القراءة بِكُلِ واحدٍ مِن الحُرُوف وإبدال حَرْفٍ بحَرْف، وقد تقَرَرَ إجماعُ المُسلمين أنَّه يَحرُّم إبدالُ آيةِ أمثالٍ بآية أحكام) (29)، و(لأنَّ هذا لا يُسمَى أحْرُفًا؛ وأيضًا فالإجماع على أنَّ التوسِعَة لم تَقَع في تَحْليل حلال ولا في تَغيير شَئٍ مِن المَعانِي) (30).
وانظر ردًا بليغًا للإمام (الطَبَري) –رحمه الله- في «تَفسيرِه»: (1/ 49: 52).
القول الرابِع: في أداء التلاوة وكيفية النطق بكلماتها كالإدغام والإظهار والتَفخيم والترقيق والمَد والقَصْر والتليين، وهلم جرا. رَجَحَه الإمامن: (النووي) و(الطيبي) –رحمهما الله.
وهو ضَعيفٌ؛ (لأنَّ ذلك ليس مِن الاختلاف الذي يتنَوَع فيه اللفظ والمَعنَى، واللفظ الواحد بهذه الصِفات باقٍ على وِحدَتِه، فليس فيه حينئذٍ جليل فائِدَة) (31).(1/1392)
قلتُ: والأحاديث الصحيحة السابِقة تَرُدُه، كقولِه (صلى الله عليه وسلم): "إِنْ قُلْتَ سَمِيعًا عَلِيمًا عَزِيزًا حَكِيمًا، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ" (32)؛ فدل ذلك على أنَّ اللفظ يتغير مع اتفاق المَعنَى، واختلاف كيفية النطق بالتلاوة لا يُغَيّر للفظة مِن قَريبٍ أو بَعيد. ثم لو كان ذلك هو المَقْصود لَمَا أنكَرَ (عُمرُ بن الخطاب) –رَضيِ اللهُ عنه- على (هِشام بْنِ حَكيم) –رَضيَ اللهُ عنه- وذَهَبَ به ليتحاكَمَا إلى رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم)؛ بل غاية ما كان يفعَلُه أن يُعلِمَه بنفسه، فيقول له: لا تُفَخِّم هذا الحَرف ورقِقْه أو أظهِرْ ولا تَدْغِمْ وهكذا، ثم كونُ (هِشام) –رضي اللهُ عنه- غَيّر كيفية النُطق بالتلاوة، فهذا لا يَدْفَع (عُمَرَ) –رَضيَ اللهُ عنه- أن يظُنَ أنَّ هذه القراءة خطأٌ مِن أصلِها؛ بل غايته أنَّ هذا لَحْنٌ خَفي، مِن الصَعب أن يَقَع فيه رَجُلٌ فَصيحٌ يَنتمي لأفصَحِ القبائِل العربية "قُرَيش" !! فأصل القِراءة التي يقرأ بِها (عمر) –رَضيَ اللهُ عنه- هي نفسَها قراءة (هِشام) –رَضيَ اللهُ عنه- [بُناءً على هذا القول الضَعيف]، فلماذا يقول (عُمَرُ) –رَضيَ اللهُ عنه- إذَن : "سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ (الفُرْقَانِ) عَلَى غَيْرِ ما أَقْرَؤُهَا" إن لم يكُن يقصِد تغيير اللفظة، وتأمَل قولُه: "وَكِدْتُ أنْ أعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أمْهَلْتُه حَتَى انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُه بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)" الحديث، تَعرِفْ أنَّ الأمرَ أكبرَ مِن مُجرَد تغيير كيفية النُطق التي لُقِنَها (عُمَرُ) –رَضِي اللهُ عنه- من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، واللهُ أعْلَم.(1/1393)
القول الخامِس: ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد؛ إنما المراد التيسير والتسهيل والتوسِعَة؛ فقد جَرُوا على تكثير الآحاد بالسَبْعَة، والعشرات بالسَبعين، والمئات بالسُبْعمائة، وسِر التَّسبيع لا يَخفَى. وهو قول القاضي (عِياض) –رحمه الله- ومَن تبعه.
وهو خطأٌ؛ (لعدم ظهور مَعناه، ولأنَّه مَردودٌ بالأحاديث الصحيحة السابقة، كحَديث (أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) –رَضيَ اللهُ عنه-، وفيه: "[استزِدْه] حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ"، وحديث (أبي بَكرَة) –رَضيَ اللهُ عنه- وفي آخره: "فنظَرْتُ إلى ميكائيل فَسَكَتْ، فعَلِمتُ أنه قد انتَهَت العِدَة"، وهذا أقوى دليل على إرادة الانحصار، أضِف إلى ذلك أنَّ في جَمْع القِلَة "أحْرُف وليس حُروف" نوع إشارة إلى عَدَم الكَثرة كما لا يَخفَى) (33).
القول السادِس: خواتيم الآيات؛ فيجْعَل مكان (غَفور رَحيم) (سَميع بَصير). "وهذا فاسِدٌ للإجماع على مَنْع تغيير القُرآن للناس" –كما قال (المازري) –رحمه الله، كما في «شرح النووي –رحمه الله- على صحيح مسلم».
عمومًا نحن نؤمِن –إجمالا- بأنَّ القرآن أنزِل على سبعة أوجه، اختلف العلماء في المراد بها على أقوال عِدة، الراجِح منها ما ذكرناه، "ولم يثبت مِن وَجهٍ صَحيح تَعيين كل حرف من هذه الأحرف، ولم يكلفنا الله ذلك، غير أن هذه القراءة الآن غير خارجة عن الأحرف السبعة" –كما يقول الإمام (الزركشي) –رَحِمَه الله- في كِتابِه «البُرهان».
-----------------------------------
ثانيًا: هل الأحرف السَّبعة هي القِراءات السَّبع ؟!
(1) اتفق العُلماء جَميعًا أنَّ الأحرُفَ السبعة التي ذَكَر النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) أنَّ القُرآن أنزِل عَليها ليسَت هي القراءات السبع المَشهورة.(1/1394)
أمَّا ما انتشرَ لدى العامَّة وأيضًا بعض الخاصَّة مِن أنَّ الأحرف السَّبعَة هي نفسها القِراءات السَّبع فهو خَطأ فادِحٌ، حتى قال الإمامُ (أبو شامة) –رَحِمَه الله-: "وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل" !!! كما في «فَتح الباري»: (19/ 37).
قال الإمام (مَكي بن أبي طالب) –رَحِمَه الله-: "وأمَّا مَن ظَنَّ أنَّ قِراءة هؤلاء القُراء كنافِع وعاصِم هي الأحرُف السَّبعة التي في الحَديث؛ فقد غلط غلطًا عظيمًا. ورَدَّ ذَلِك بتعليلٍ ما ألطفَه؛ بأنَّ هذا مفهومَه أنَّ ما عداها ليس قرآنًا !! فقال ما نَصُّه: "ويَلزَم مِن هذا أنَّ ما خَرج عَن قِراءة هؤلاء السَّبعة مِمَّا ثَبَت عَن الأئمة غَيرِهم ووافق خَطَّ المُصحَف، أن لا يكون قُرآنًا، وهذا غَلَطٌ عَظيم؛ فإنَّ الذين صَنَّفوا القِراءات مِن الأئمة المُتقدمين: كأبي عبيد القاسم بن سلام، وأبي حاتم السجستاني، وأبي جعفر الطبري، وإسماعيل بن إسحاق، والقاضي، قد ذكروا أضعاف هؤلاء [السًّبعَة]" اهـ نَقلا عَن «فَتح الباري»: (19/ 37)، والزيادة بين المَعكوفَتين مِن عِندي لتوضيح المَعنَى.
وتوضيحًا لقول الإمام (مَكي) –رَحِمَه الله- الذي قد يُشكِل على بَعض القُراء، أقول: لقد أنزِل القُرآنُ على سَبعة أحرُف، إن كانَت هي نفسها القِراءات السَّبع، فباقي القِراءات –إذَن- ليس لها نَصيبٌ مِن الأحرف السَّبعة التي هي كل القُرآن، فهي –على هذا القَول- ليست قُراءنًا، فتأمَل!
قال شَيخُ الإسلام (ابن تيميَّة) –رَحِمَه الله تعالى-:(1/1395)
"لا نِزَاعَ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ أَنَّ " الْأَحْرُفَ السَّبْعَةَ " الَّتِي ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَيْهَا لَيْسَتْ هِيَ "قِرَاءَاتِ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ الْمَشْهُورَةَ" بَلْ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ قِرَاءَاتِ هَؤُلاء هُوَ الإمامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ وَكَانَ عَلَى رَأْسِ الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ بِبَغْدَادَ فَإِنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَجْمَعَ الْمَشْهُورَ مِنْ قِرَاءَاتِ الْحَرَمَيْنِ وَالْعِرَاقَيْنِ وَالشَّامِ; إذْ هَذِهِ الأمصارُ الْخَمْسَةُ هِيَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا عِلْمُ النُّبُوَّةِ مِنْ الْقُرْآنِ وَتَفْسِيرِهِ وَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ مِنْ الأعمال الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ وَسَائِرِ الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ فَلَمَّا أَرَادَ ذَلِكَ جَمَعَ قِرَاءَاتِ سَبْعَةِ مَشَاهِيرَ مِنْ أَئِمَّةِ قُرَّاءِ هَذِهِ الأمصار; لِيَكُونَ ذَلِكَ مُوَافِقًا لِعَدَدِ الْحُرُوفِ الَّتِي أُنْزِلَ عَلَيْهَا الْقُرْآنُ لا لاعتقادِه أَوْ اعْتِقَادِ غَيْرِهِ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَةَ هِيَ الْحُرُوفُ السَّبْعَةُ أَوْ أَنَّ هَؤُلاء السَّبْعَةَ الْمُعَيَّنِينَ هُمْ الَّذِينَ لا يَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِغَيْرِ قِرَاءَتِهِمْ. وَلِهَذَا قَالَ مَنْ قَالَ مِنْ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ: لولا أَنَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ سَبَقَنِي إلَى حَمْزَةَ لَجَعَلْت مَكَانَهُ يَعْقُوبَ الْحَضْرَمِيَّ إمَامَ جَامِعِ الْبَصْرَةِ وَإِمَامَ قُرَّاءِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ فِي رَأْسِ الْمِائَتَيْنِ" اهـ كلامُه مِن «مَجموع الفتاوى»: (13/ 389).
(2) قال الإمام (مَكي بن أبي طالب) –رَحِمَه الله-: "هذه القِراءت التي يُقرأ بِها اليوم وصحت رواياتها عَن الأئمة؛ جُزءٌ مِن الأحرف السَّبعة التي نَزَل بها القُرآن" اهـ نَقلا عَن «فتح الباري»: (19/ 37).(1/1396)
وقال الإمامُ (أبو العباس بن عمار) –رَحِمَه الله-: "أصح ما عليه الحُذاق أنَّ الذي يُقرأ الآن [في المُصحَف هو] بعض الحُروف السَّبعة المأذون في قِراءتها لا كُلها، وضابِطُه ما وافق رَسمَ المُصحَف" اهـ نَقلا عَن «فتح الباري» (19/ 36)، والزيادة بين المَعكوفَتين مِن عِندي لتوضيح المَعنَى.
وقال الإمامُ (البَغوي) –رَحِمَه الله- في «شَرح السُّنَة»: "المُصحف الذي استقر عليه الأمر هو آخر العَرضات على رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم)؛ فأمر (عُثمان) –رَضي الله عَنه- بِنَسخِه في المَصاحِف وجَمع الناس عليه، وأذهب ما سوى ذلك؛ قَطعًا لمادة الخِلاف فصار ما يُخالِفُ خَطَّ المُصحف في حُكم المَنسوخ والمَرفوع كسائِر ما نُسخ ورُفِع، فليس لأحدٍ أن يعدو في اللفظ إلى ما هو خارِج عَن رَّسم المُصحَف" اهـ بتصرف يَسير نَقلا عَن «فَتح الباري»: (19/ 36: 37).
وبَيَّن الإمامُ (الزركشي) –رَحِمَه الله- في كِتابِه «البُرهان في عُلوم القُرآن» أنَّ الحَرف الذي استقر عليه الأمرُ هو حَرفُ (زَيد بن ثابِت) –رَضي الله عَنه؛ فقال: "السبعة أحرف التي أشير إليها في الحديث ليس بأيدى الناس منها إلا حرف (زيد بن ثابت) الذي جمع (عثمانُ) عليه المصاحف" اهـ.(1/1397)
(3) قال الإمامُ (ابن أبي هاشِم) –رَحِمَه الله-: "إنَّ السَّبب في اختلاف القِراءت السَّبع وغيرِها أنَّ الجِهات التي وُجِهَت إليها المَصاحِف كان بها مِن الصَّحابَة مَن حَمَل عَنه أهلُ تِلك الجِهَة، وكانت المصاحِف خالية مِن النُقط والشَّكل، فَثَبَت أهلُ كل ناحية على ما كانوا تَلقوه عَن الصحابة بِشَرط موافَقَة الخَط، وتركوا ما يُخالِفُ الخَطَّ؛ امتثالا لأمرِ (عُثمان) –رَضي الله عَنه- الذي وافقه عليه الصَّحابَةُ؛ لِما رأوا في ذلك مِن الاحتياط للقُرآن، فَمِن ثَمَّ نشأ الاختلافُ بين قُراء الأمصار مَع كونِهم مُتَمَسكين بِحَرفٍ واحِدٍ مِن السَّبعة" اهـ بتصرف يَسير جِدًّا نَقلا عَن «فَتح الباري»: (19/ 36: 37).
وصلى الله وسَلَّم على نَبيِّنا مُحمد وعلى آله وأصحابِه أجْمَعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---------------------------
الحواشي السُّفليَّة:
---------------------------
1- هذا وقد جاءت أحاديث الأحْرُف السَبْعَة عَن عدد غَفير مِن الصحابة –رضي الله عنهم، وهم: أُبَيِّ بن كَعب، أنس بن مالك، حذيفة بن اليمان، زيد بن أرقم، سمرة بن جندب، سلمان بن صرد، ابن عباس، ابن مسعود، عبد الرحمن بن عوف، عثمان بن عفان، عمر بن الخطاب، عمر بن أبي سلمة، عمرو بن العاص، معاذ بن جبل، هشام بن حكيم، أبي بكرة، أبي جُهَيم، أبي سعيد الخدري، أبي طلحة الأنصاري، أبي هريرة وأبي أيوب –رَضِي الله عنهم أجْمَعين. فهؤلاء أحد وعشرون صحابيًا؛ فالحديث مُتواتِر كما نص (أبو عبيد) –رحمه الله- [راجع: الاتقان في علوم القرآن، للحافظ (السيوطي) –رحمه الله- (1/45)، والنَشر في القِراءات العَشر، للعلامة (ابن الجَزري) –رحمه الله- (1/21)، و"سُنن الترمذي" (ح 2944)].
2- الماء المُستنقَع كالغدير، وجمعها: أضا، على وزن: حصاة وحصا.(1/1398)
3- رواه مسلم (1357) مِن عدة طُرُق، ورواه مُختصرًا (819)، والنَّسائي (930)، وأبو داود (1478) مُختصرًا، والإمام أحمد (20238) مُختصرًا، ورواه الإمام (البخاري) مُختصرًا كما في الحديث التالي.
4- الترمذي (2944)، والإمام أحمد (20699،22889، 22937) باختلافات يسيرة.
5- رواه البخاري (2419) ورواه في عدة مواضِعَ مِن صحيحه باختلافات يسيرة (4992، 5041، 7550)، مسلم (818)، الترمذي (2943)، النَّسائي (936)، أبو داود (1475)، أحمد (159)، مالك (472)، وابن جرير وابن حِبَّان والبيهقي والطيالسي، وغيرهم. وهو حديث مُتواتِر.
6- لا باخْتِلافِ مَعانٍ مُوجِبَةٍ اختلافَ أحكام [تفسير الطبَرَي (1/51)].
7- انظر: تفسير القرطبي (1/89 مقدمة)، فتح الباري (19/33)، البرهان في علوم القرآن/ للزَركَشي -رحمه الله.
8- فتح الباري (19/27)، والزيادات بين المعكوفَتَين مِن كلام (ابْن عَبد البَر) و(ابن قُتَيبة) –رحمها الله- في "فتح الباري" (19/ 32: 33)، على التَرتيب.(1/1399)
9- ثم خَطَرَ في ذِهني خاطِرٌ لَطيف؛ أوَدُ أن أصيدَه قبل أن يتفلت ! وهو أنَّ لغة (عمر) و(هِشام) –رَضيَ اللهُ عنهما- وإنْ كانَت واحِدَة، فربما اختلفت القراءة فقط؛ لأنَّ الحَرف الواحِد مِن الأحرف السَبْعَة هو أصل القِراءات السَبْعَة المُتواتِرَة، ومِن المعلوم لدينا أنَّ قراءة نافِع تختلف عَن عاصِم تختلف عَن أبي عَمرو، وهكذا. فمثلا قد يَصيرُ الغائِب حاضِرًا، وقَد يصير الجَمْع مُفرَدًا، وهكذا كما هو مَعروف في اختلاف بين القِراءات السَبْعَة المُتواتِرَة أو العَشَرَة، والله أعلم. ثم وَقَفتُ على فتح الباري (19/40)؛ فوجدتُه قد أورد اختلاف القِراءات في سُورُة "الفُرقان"، [وهي السورة التي اختلف فيها (عُمَرُ) و(هِشام) –رَضيَ اللهُ عنهما-] فتقوَّى لدي ما خَطَر في ذِهني، واللهُ أعْلَم. ولا تظن أنَّ هذا الخاطِر يُقَوِّي قول مَن قال أن الأحْرُف هي كيفية النُطق؛ بل يُضَّعِفُه ويُزيده وهائًا إلى وَهائِه؛ لأنَّ الحَرفَ الواحِد يحوي عِدَة كيفيات للنُطق وأحيانًا اللفظة تختلف بإضافة حَرف أو جَمع أو تبديل حرف كالياء إلى التاء أو النون، وهكذا. أما الأحرف الستة الباقية فتختلف فيها الألفاظ مع اتفاق المعاني –كما بيّنا- والحمدُ لله على التوفيق، واللهُ المثستعان وعليه التِكلان.
10- فتح الباري (19/33)، بتصرف، وهو ظاهِرُ اختيار العلامة (الطَبَري) –رحمه الله- كما في «تفسيره» (1/ 51).
11- رواه مسلم.
12- رواه مسلم.
13- صحيح: رواه البخاري في عِدة مواضِع. قال (الحافِظُ) –رحمه الله: "وفيه إشارة إلى الحِكمَة في التَّعَدُّد المذكور وأنَّه للتيسير على القارئ" اهـ فتح الباري (19/31).
14- فتح الباري (19/32)، بتصرف يسير، وانظر كلامًا مَتينًا رائِعًا للعلامة (ابن عطية) –رحمه الله- في "تفسير القرطبي"(1/94 مقدمة).
15- روح المعاني للألوسي (1/60 مقدمة)، بتصرف.(1/1400)
16- صحيح: رواه أبو داود (1477)، وصححه (الألباني) –رحمه الله- في صحيح الجامع (7843).
17- تفسير القرطبي (1/90 مقدمة).
18- السابِق.
19- تفسير القرطبي (1/90-91 مقدمة)، بتصرف.
20- «روح المعاني» للألوسي (1/61 مقدمة).
21- قالَه الإمام (السيوطي) –رحمه الله-، كما في "روح المعاني" للألوسي –رحمه الله- (1/61)، بتصرف يسير جدًا. ونَقَلَ الحافِظُ (ابْنُ عَبْدِ البَر) –رحمه الله- إنكارَ أكثَرِ أهْلِ العِلم أن يكون مَعنى "الأحْرُف" اللُغات"؛ لهذا السَبَب [راجع: "فتح الباري" (19/33)].
22- انظره في: "روح المعاني" (1/61-62 مقدمة).
23- السابِق (1/62)، بتصرُّف.
24- رواه مسلم.
25- ووَرَدَت عِدَة أحاديث أخرى تؤيدُ هذا المعنى.
26- تفسير القرطبي (1/90 مقدمة).
27- تفسير الطَبَري (1/54 مقدمة)، مهم جدًا.
28- بتصرف مِن «روح المعاني»/ للألوسي: (1/61 مقدمة).
29- قاله (المازري) –رحمه الله- كما في «شرح النووي –رحمه الله- على صحيح مسلم».
30- قاله (ابن عطية) –رحمه الله- كما في "تفسير القرطبي" (1/93 مقدمة).
31- «روح المعاني»/ للألوسي: (1/60 مقدمة).
32- صحيح: رواه أبو داود (1477)، وصححه (الألباني) –رحمه الله- في صحيح الجامع (7843).
33- «روح المعاني»/ للألوسي: (1/59 مقدمة)
---
عبدالرحمن الشهري
02-02-2004, 12:04 AM
جزاك الله خيراً أخي محمد على جمعك وترتيبك للأقوال في هذه المسألة التي كثر الأخذ والرد حولها ، ولا تزال في حاجة إلى تدبر وتأمل ، أكثر من حاجتها إلى جمع الأقوال ، لما تفضلت به وفقك الله من كثرة النقول والأقوال التي أوردت بعضها ، وأعرضت عن بعضها الآخر لعدم غناءه وفائدته.(1/1401)
وبودي أخي الحبيب لو تمكنت من النظر في ما قاله الشيخ محمود شاكر في تحقيقه لتفسير الطبري ، وقد كنت أشرت إليه قديماً في الملتقى في جواب لسؤال هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=45) ، ومقارنته بما ذكره الدكتور الجليل عبدالصبور شاهين في كتابه الثمين (تاريخ القرآن). وكذلك ما كتبه الدكتور مساعد الطيار عن الأحرف السبعة في الملتقى ، فلعله يكتمل النظر في هذه الآراء والأقوال بما يفتح مقفلاً من الأمر ، والله يؤتي فضله من يشاء .
وفقك الله ونفع بك.
---
(1/1402)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شبهات حول بعض ايات سورة البقرة افيدونا جزاكم الله كل خير
---
شبهات حول بعض ايات سورة البقرة افيدونا جزاكم الله كل خير
---
عبدالله حسن
09-03-2004, 12:28 AM
يقول الله تعالى في سورة البقرة : " ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم ام لتنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم و على سمعهم و على ابصارهم غشوة و لهم عذاب عظيم "
من المعلوم طبعا ان هناك من الكفار من يدخل في الاسلام و يقبل الدعوة و الا لما انتشر الاسلام من البداية فكيف يتفق هذا مع الاية الأولى التي حكمت على الذين كفروا بانهم لن يؤمنوا مع انذارهم ..
عند العودة الى كتب المفسرين فانهم قد خصصوا هذه الاية بطائفة محددة من الكفار اما بسبب نزول و هنا اسال عن القاعدة التي تقول ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب و كيف لا يتم تطبيقها هنا ؟
و عدد من المفسرين خصها بطائفة من الكفار المعاندين للحق المستكبرين الذين يعلم الله انهم سيدخلون في النار مسبقا و لكن أليس في هذا تحميل للاية لاكثر مما تقوله .. فالاية تكلمت عن الذين كفروا و من يقراها لا يحس الا بانها عامة فكيف خصصها المفسرون ليعدلوا معناها اليس في هذا (( تحريف )) لمعنى الاية ؟؟
اذا جاز تخصيص الاية الأولى بطائفة معينة من الكفار فلا اشكال في الاية الثانية و لكن على اي اساس يقوم التخصيص ؟
---
أبو غازي
09-03-2004, 03:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سمعت أحد المشايخ يفسر الآيات التي تكون على نفس هذه الصورة.
مثل قوله تعالى: والله لا يهدي القوم الظالمين.
قال الشيخ: أي لا يهديهم ما داموا مستمرين على ظلمهم أو كفرهم. أهـ.
والله أعلم
---
ابو شفاء
09-03-2004, 08:44 AM
" ان الذين كفروا سواء عليهم....." وقوله" واوحي الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن"(1/1403)
هذه الايات اخبار من الله لانبيائه عن اناس مخصوصين بانهم لن يؤمنوا وهذا داخل في علم الله وليس معناه ان هناك فئة تؤمن وفئة لا تؤمن , بل كل انسان فيه قابلية الايمان , والرسول وحامل الدعوة من بعده مخاطب بدعوة الناس جميعا للايمان , ولا يجوز ان ييأس المسلم من ايمان احد مطلقا , اما من سبق في علم الله انه لا يؤمن , فالله يعلمه لأن علمه محيط بكل شيء , و ما لم يخبرنا عما لا نعلمه لا يجوز لنا ان نحكم , والانبياء لم يحكموا بعدم ايمان احد الا بعد ان اخبرهم الله بذلك.
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-03-2004, 03:04 PM
بعض القرآن محكم وبعضه متشابه: بمعنى أن الآيات المحكمة هي أم الكتاب أي أن هذه الآيات جماع الكتاب وأصله، فهي بمنزلة الأم له، لا غموض فيها ولا التباس، كآيات الحلال والحرام التي هي أصل التشريع، بخلاف الآيات المتشابهة التي تختلف فيها الدلالة، على كثير من الناس، فمن رد المتشابه إلى المحكم الواضح فقد اهتدى. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7].
رد المتشابه إلى المحكم
-1 قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53].
هذه الآية متشابهة تحتمل معنيين:
المعنى الأول: غفران الذنوب جميعاً لمن تاب.
المعنى الثاني: غفران الذنوب جميعاً لمن لم يتب.
رد الآية المتشابهة إلى المحكمة: وهي قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} [طه: 82]. تبين من الآية المحكمة أن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب وهو مؤمن واتبع طريق الهدى .
-2 قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].(1/1404)
هذه الآية تحتمل معنيين.
المعنى الأول: إن كلمة {إِنَّا نَحْنُ} تحتمل الواحد المعظم نفسه وهو حق.
المعنى الثاني: أنها للجماعة، وهو باطل، وتحتمل أيضاً الواحد ومعه غيره، فهي آية متشابهة تمسك بها النصارى الذين قالوا بالتثليث.
رد الآية المتشابهة إلى المحكمة: وهي قوله تعالى: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [النحل: 22].
وقوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ} [المؤمنون: 91]. وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1].
تبين من الآيات المحكمة أن المراد بقوله: {إِنَّا نَحْنُ} هو الله الواحد المعظم نفسه.
حكمة ورود المحكم والمتشابه.
-1 إن الله سبحانه احتج على العرب بالقرآن، إذ كان فَخْرُهم ورياستهم بالبلاغة وحسن البيان، والإيجاز والإطناب، والمجاز والكناية والإشارة والتلويح، وهكذا فقد اشتمل القرآن على هذه الفنون جميعها تحدياً وإعجازاً لهم.
-2 أنزل الله سبحانه الآيات المتشابهات اختباراً ليقف المؤمن عنده، ويرده إلى عالِمِهِ، فيَعْظُم به ثوابه، ويرتاب بها المنافق، فيستحق العقوبة.
ولقد أشار الله تعالى في كتابه إلى وجه الحكمة في ذلك بقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا} [البقرة: 26] ثم قال: جواباً لهم: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} . فأما أهل السعادة فيعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، فيستوجبون الرحمة والفضل، وأما أهل الشقاوة فيجحدونها،فيستوجبون الملامة.
-3 أراد الله عز وجل أن يشغل أهل العلم بردّه إلى المحكم، فيطول بذلك فكرهم، ويظهر بالبحث اهتمامهم، ولو أنزله محكماً لاستوى فيه العالم والجاهل، فشغل العلماء به ليعظم ثوابهم وتعلو منزلتهم، ويكرم عند الله مآبهم.(1/1405)
-4 أنزل المتشابه لتشغل به قلوب المؤمنين ، وتتعب فيه جوارحهم وتنعدم في البحث عنه أوقاتهم، ومدد أعمارهم، فيجوزوا من الثواب حسبما كابدوا من المشقة.
وهكذا كانت المتشابهات ميدان سباق تنقدح فيه الأفكار والعلوم.
وقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) (البقرة : 6 )
في نزولها أربعة أقوال.
أحدها: أنها نزلت في قادة الأحزاب، قاله أبو العالية.
والثاني: أنها نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته، قاله الضحاك.
الثالث: انها نزلت في طائفة من إليهود، ومنهم حيي بن أخطب، قاله ابن السائب.
والرابع: أنها نزلت في مشركي العرب، كأبي جهل وأبي طالب، وأبي لهب وغيرهم ممن لم يسلم.
قوله تعالى: {سَوَاء عَلَيْهِمْ } أي: متعادل عندهم الانذار وتركه، والإنذار: إعلام مع تخويف، وتناذر بنو فلان هذا الأمر: إذا خوفه بعضهم بعضا.
هذه الآية وردت بلفظ العموم، والمراد بها الخصوص، لأنها آذنت بأن الكافر حين إنذاره لا يؤمن، وقد آمن كثير من الكفار عند إنذارهم، ولو كانت على ظاهرها في العموم، لكان خبر الله لهم خلاف مخبره، ولذلك وجب نقلها الى الخصوص .
ولماذا أخرجت من العموم فنقول أن هناك آيات واضحة تدل على أن الكافر يمكن أن يسلم فيخصص عموم هذه الآية بتلك الآيات .
ونرد المتشابه إلى المحكم فنرد هذه الآية إلى الآيات التالية
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (البقرة : 161 ) فدلت الآية على أنه يمكن أن يؤمن الكافر(1/1406)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة : 62 ) فدلت الآية على واليهود والنصارى يمكن أن يؤمنوا وهم كفار بعد مبعث محمد إلا أن يؤمنوا
(فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة : 137 )
(وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (البقرة : 221 )
والآيات التي تدل على أن الكافر قد يؤمن كثيرة جدا .
مراجع
مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان رحمه الله
زاد المسير لبن الجوزي رحمه الله
---
ابو شفاء
09-03-2004, 03:47 PM
اخي ابو عبد الرحمن
اذا كنت قد خصصتها بمن نزلت فيهم , فان المسلمين ان ان تنزل لم يكونوا يعلمون انهم لن يؤمنوا , وفي عصرنا الحاضر هناك كثير على هذه الشاكلة ونحن لا نعلم عنهم , فكيف نخصص بمن نزلت فيهم اولا الا ان يكون تخصيصا بغير مخصص .
واحيلك اخي الى قاعدة جميلة للشيخ العدي عن " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"
مع كل التقدير
العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب
وهذه القاعدة نافعة جداً، بمراعاتها يحصل للعبد خير كثير وعلم غزير، وبإهمالها وعدم ملاحظتها يفوته علم كثير، ويقع الغلط والارتباك الخطير .(1/1407)
وهذا الأصل اتفق عليه المحققون من أهل الأصول وغيرهم، فمتى راعيت القاعدة حق الرعاية وعرفت أن ما قاله المفسرون من أسباب النزول إنما هوعلى سبيل المثال لتوضيح الألفاظ، و ليست معاني الألفاظ و الآيات مقصورةً عليها . فقولهم: نزلت في كذا و كذا، معناه: أن هذا مما يدخل فيها، ومن جملة ما يراد بها، فإن القرآن ـ كما تقدم ـ إنما نزل لهداية أول الأمة وآخرها، حيث تكون وأنى تكون .
والله تعالى قد أمرنا بالتفكر والتدبر لكتابه، فإذا تدبرنا الألفاظ العامة، وفهمنا أن معناها يتناول أشياء كثيرة، فلأي شيء نخرج بعض هذه المعاني، مع دخول ما هو مثلها ونظيرها فيها ؟ ولهذا قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه " إذا سمعت الله يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } فأرعها سمعك، فإنه إما خير تُؤمر به، وإما شر تُنهى عنه " .
فمتى مر بك خبر عن صفات الله وأسمائه، وعما يستحقه من الكمال، وما يتنزه عنه من النقص . فأثبت له جميع ذلك المعنى الكامل الذي أثبته سبحانه لنفسه ونزّهه عن كل ما نزه نفسه عنه، وكذلك إذا مر بك خبر عن رسله وكتبه واليوم الآخر، وعن جميع الأمور السابقة واللاحقة، فاجزم جزماً لا شك فيه أنه حق على حقيقته، بل هو أعلى أنواع الحق والصدق، قيلا و حديثا .
وإذا أمر بشيء نظرت إلى معناه، وما يدخل فيه وما لا يدخل، وعلمت أن ذلك الأمر موجه إلى جميع الأمة، وكذلك في النهي .
ولهذا كانت معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله أصلَ كل الخير والفلاح، والجهل بذلك أصل كل الشر والخسران .
فمراعاة هذه القاعدة أكبر عون على معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله و القيام بها . والقرآن قد جمع أجل المعاني وأنفعها وأصدقها بأوضح الألفاظ وأحسنها كما قال تعالى: { وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } [الفرقان:33]، يوضح ذلك ويبينه وينهج طريقته:
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-03-2004, 09:06 PM
أخي ابو شفاء(1/1408)
أنا لم أقل أنها خاصة بمن نزلت فيهم بل قد تشمل غيرهم من الكفار المعاندين، والمخاصمين . الذين تبين لهم الحق، ولكن جحدوه وهم الذين ختم الله على قلوبهم .
ومن حقت عليه كلمة العذاب فإنه لا يؤمن مهما كان المنذِر والداعي؛ لأنه لا يستفيد . قد ختم الله على قلبه .، كما قال تعالى: {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم} [يونس: 96، 97] ، وقال تعالى: {أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار} [الزمر: 19] يعني هؤلاء لهم النار؛ انتهى أمرهم، ولا يمكن أن تنقذهم..
وهذا الختم له سبب من عند أنفسهم، كما قال تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} [الصف: 5] ، وقال تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية(المائدة: 13)
ولكن الآية ليست عامة على إطلاقها تعم جميع لكفار فلو أخذنا بعموم اللفظ أدخلنا فيه كل كافر وأنه لا يمكن أن يسلم كافر
ويدل على أنه ليست عامة آيات كثير ونحن نعلم أن من الكفار من قد يسلم وهولاء الذين ختم الله على قلوبهم لا نعلمهم ولكن الله يعلمهم وحتى الرسول لا يعلم عنهم إلا من أعلمه الله عنهم
ولذلك قال تعالى مخاطبا لنبيه لما كان يدعوا على بعض كفار قريش (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران : 128 )
فقد ورد في صحيح البخاري، عن حنظلة بن أبي سفيان: سمعت سالم بن عبد الله يقول:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على: صفوان بن أمية، وسهيل ابن عمرو، والحارث بن هشام. فنزلت: {ليس لك من الأمر من شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون}. وقد أسلموا فيما بعد .
---
ابو شفاء
09-03-2004, 09:17 PM
اخي ابو عبد الرحمن(1/1409)
انا اتفق معك فيما تقول , ولم اقل انها تعم جميع الكفار ولكنت مخطئا لانني بذلك اعتبرها مانعة من ايمان اي كافر وقد اوردت في ردك الجميل كل الايات اللازمة للاحتجاج , ولكني اقول انها عامة في غير من نزلت فيهم , اي ان هناك اقواما تشملهم حتى قيام الساعة , واحتجاجي ابتداءا انها تخص علم الله في اقوام لن يؤمنوا ولن يمنعوا من الايمان , وفي جميع الاحوال نحن لا نعلمهم , ونحن مطالبون بتبليغ الرسالة لجميع الخلق .
كل التقدير والاحترام وهكذا يكون ادب الحوار
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-16-2004, 05:36 PM
أخواني في الله هذا ما ذكره الشيخ محمد الأمين الشنقيطى رحمه الله في كتابه دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}. هذه الآية تدل بظاهرها على عدم إيمان الكفار, وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن بعض الكفار يؤمن بالله ورسوله كقوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَف} الآية. وكقوله: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} وكقوله: {وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ}, ووجه الجمع ظاهر وهو أن الآية من العام المخصوص لأنه في خصوص الأشقياء الذين سبقت لهم في علم الله الشقاوة المشار إليهم بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ}. ويدل لهذا التخصيص قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} الآية وأجاب البعض بأن المعنى لا يؤمنون مادام الطبع على قلوبهم وأسماعهم والغشاوة على أبصارهم فإن أزال الله عنهم ذلك بفضله آمنوا.(1/1410)
قوله تعالى : {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} الآية. هذه الآية تدل بظاهرها على أنهم مجبورون لأن من ختم على قلبه وجعلت الغشاوة على بصره سلبت منه القدرة على الإيمان. وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن كفرهم واقع بمشيئتهم وإرادتهم كقوله تعالى: {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}, وكقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ}, وكقوله: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} الآية, وكقوله: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُم} الآية, وكقوله: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُم} الآية.
والجواب:أن الختم والطبع والغشاوة المجعولة على أسماعهم وأبصارهم وقلوبهم, كل ذلك عقاب من الله لهم على مبادرتهم للكفر وتكذيب الرسل باختيارهم ومشيئتهم, فعاقبهم الله بعدم التوفيق جزاء وفاقا. كما بينه تعالى بقوله: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} وقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} وبقوله: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وقوله: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} وقوله: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً} الآية وقوله: {بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}, إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى
---
(1/1411)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > الشيخ المقرئ أحمد الزعبي
---
الشيخ المقرئ أحمد الزعبي
---
إبراهيم الجوريشي
03-30-2007, 08:23 AM
الشيخ المقرئ أحمد الزعبي
--------------------------------------------------------------------------------
ترجمة الشيخ أحمد الزعبي على ملف pdf
على هذا الرابط
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=792UxSooj
__________________
---
(1/1412)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف نستطيع تصنيف موضوعات الملتقى في عدة ملتقيات مع الحفاظ عليه كما هو؟
---
كيف نستطيع تصنيف موضوعات الملتقى في عدة ملتقيات مع الحفاظ عليه كما هو؟
---
مساعد الطيار
01-02-2007, 03:08 PM
( للأهمية ) : منقول من ملتقى الاقتراحات والملاحظات
أشكر الإخوة الفضلاء على هذه الاقتراحات المتميزة ـ ولله الحمد ـ في أغلبها ، وأحب أن أنوه بأن تكثير النوافذ سيشتت المستفيدين من الملتقى ، ولعلكم تلاحظون أن بعض المنتديات العلمية التي تكثر فيها الصفحات تقل فيها الفائدة في المنتدى الأصل ، أو في المنتديات الفرعية بحيث تثبت المشاركات أكثر من أسبوع لا تكاد تتجدد .
ولقد كنا ـ نحن المشرفين ـ نعالج هذا الموضوع لإرساله لبعض المبرمجين لعله يسعفنا فيه بحيث يكون الملتقى العلمي أصلا كما هو في وضعه السابق ، ثم يكون أمام كل موضوع خانة بعد خانة ( قراءة ) يقوم المشرفون بتصنيف كل مشاركة حسب الموضوع العلمي لها : ( تفسير ، تفسير موضوعي ، مناهج مفسرين ، وقراءات ، تجويد .... الخ ) ، فإذا ضغط المستفيد على هذه الخانة مرتين تنسدل له المشاركات التي في التصنيف المذكور ، وتكون في صفحة كصفحة الملتقى العلمي ، وإذا أراد العودة إلى الملتقى العلمي مرة أخرى يكون هناك رابطًا لعودته إليه ، وبهذا نتجنب التشتيت وتكثير الصفحات .
ولعل الفكرة وضحت ، ويا حبذا لو ساعدنا الإخوة بعرض ذلك على المبرمجين المحترفين ، فإن هذا سيكون نافعًا لكل المنتديات العلمية بإذن الله .
---
(1/1413)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن معنى (مالك يوم الدين) و (ملك يوم الدين) ؟
---
سؤال عن معنى (مالك يوم الدين) و (ملك يوم الدين) ؟
---
مصطفى عثمان محمود
06-13-2006, 11:55 PM
ايهما افضل ملك يوم الدين ام مالك يوم الدين ؟
---
صالح صواب
06-14-2006, 05:42 AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أولا: صيغة السؤال التي أوردتها في النفس منها شيء، فلا ينبغي أن يقال: أيهما أفضل؟ فكلاهما صحيح، وكلاهما قراءة متواترة.
ثانيا : أما (مالك) و(ملك) فهما قراءتان متواترتان، قرأ بالأولى عاصم والكسائي، وقرأ الباقون (ملك) بدون ألف.
قراءة (مالك) فهي من المِلك (أي: تملّك الشيء) بأن يصير في حوزة الإنسان.
وأما قراءة (مَلِك) فهي من المُلك، وهو بمعنى الرئاسة والحكم.
ولكل من المعنيين ما يشهد له من كتاب الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى (مالك)، كما في قوله سبحانه: (قل اللهم مالك الملك)، وهو سبحانه وتعالى (ملك)، كما قال سبحانه: (ملك الناس)، (فتعالى الله الملك الحق).
إلا أن العلماء اختلفوا في اختيار إحدى القراءتين من حيث مناسبتها ليوم الدين، وهذا ما يسمى بحجة القراءات أو عللها..
فمن قرأ (مالك) فذلك :
أ – أن معنى (مالك) : المختص بالملك، و(ملك) معناه السيد والرب، ولا يحسن أن يقال: سيد ورب يوم الدين، وإنما يحسن أن يقال: المختص بملك يوم الدين.
ب – أن قوله: (مالك) يجمع بين لفظ الاسم ومعنى الفعل، فلذلك يعمل اسم الفاعل عمل الفعل، فهو أمدح من (ملك).
ج – أن (مالكا) أعم من (ملك) تقول: هو مالك الجن والطير والدواب، ولا تضيف (ملك) إلى هذه الأصناف، وتقول: الله مالك كل شيء، ولا تقول: ملك كل شيء..
أما من قرأ (ملك) فحجته ما يلي:(1/1414)
أ – أن قوله: (ملك) أعم من (مالك) لأن مالك يوم الدين، معناه: مالك ذلك اليوم بعينه، وملك يوم الدين معناه: ملك ذلك اليوم بما فيه، فهو أعم.
ب – قوله عز وجل: (لمن الملك اليوم) والمُلك – بالضم – مصدر من : مَلَك فهو ملِك)، ومعنى ذلك أنه - سبحانه - اختص بالملك يوم القيامة.
ومع ذلك فكل من القراءتين تعطي معنى غير الآخر، وهذا من إعجاز القرآن وسعته وعظمته، والله أعلم.
---
سلطان الفقيه
06-14-2006, 01:10 PM
بارك الله في شيخنا الدكتور :صالح صواب الذي له من اسمه نصيب .ووددنا لو أنه يشارك أكثر في هذا الملتقى المبارك .
---
مصطفى عثمان محمود
06-17-2006, 09:03 PM
اخى الفاضل اسلوبك فى التعبير جميل وكل هذا قراته لبعض المفسرين ولا سيما الشيخ
الشعراوى ولكنى ساءلت هذا السؤال الى امراه قامت بتفسير سوره البقره فى كتاب
فطالما انت سوف ترد عنها فاجب متى الوقت لتاديه العمره؟ وهل هى حج اماذا؟
---
مصطفى عثمان محمود
06-17-2006, 09:27 PM
ملك يوم الدين هى الافضل فى قراءه فا تحه الكتاب لاان الله فى هذه الدنيا مالك لاان الله جعل فيها
خليفه له وهوه سيدنا ادم عليه السلام واشهد عليها وعلى هذا الكلام ملا ءكته فيكون وضع الاله
الاعظم جلا وعلا مالك
اما فى يوم القيامه فهوه ملك وجميع الايات التى تتحدث عن هذا اليوم فهوه ملك
---
منصور مهران
06-18-2006, 12:11 AM(1/1415)
يا أهل القرآن خذوا منه العربية كما تأخذون الديانة والتشريع ، ولا تتهاونوا في إقامتها على وجهها من الصحة التي أقامها بها هذا القرآن الكريم حيث جاء وصفه ( إنا أنزلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون ) تكريما للعربية ، فما بالنا نقرأ في بعض هذه التعليقات كلاما مبتوت الصلة عن الصواب نحوًا وإملاءً ناهيكم عن أي درجة من درجات الفصاحة ، فلنتق الله في لسان العرب ولننظر في كلامنا تصحيحا وتوضيحا قبل نشره ؛ فإننا في موقع وثيق الصلة بكتاب ربنا ومسئولون عما نحدث في كلامنا من تساقط القيمة وتهاوي البيان ، فالله الله في لغتكم فهي دين في أعناقكم . ومعذرة إذ جئت بهذا التعليق في غير مجاله ، فقد اضطررت إليه من هول ما قرأت ، وبالله التوفيق .
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
06-18-2006, 05:25 AM
بل هنا مجاله - أخي منصور ، ونأمل من الإخوة المشرفين استبعاد المشاركات التي لاتستحق النشر حتى لانضيع وقتًا أكثر في قراءتها وحلّ رموزها !!
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-18-2006, 11:14 AM
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
الدين النصيحة... لذا أقول لأخي الكريم - مصطفى عثمان محمود - حفظه الله: إن هذا التفصيل الذي أتى به من أن القراءة بملك يوم الدين أفضل غير صحيح، والتعليل الذي جاء به عليل. وما دامت القراءتان سبعيتان كما قال أهل العلم ، وكما بيَّنه فضيلة الدكتور صالح صواب في ردّه فلا حرج على القارئ بأييهما قرأ. وما دمنا قد علمنا هذا فلزوم أقوال العلماء.. أنقى ..وأتقى.
أما قولك: (سيدنا آدم ) ففيه نظر كما قال أهل العلم. وحبذا لو قلت: على نبيّه آدم ، أو رسوله آدم عليه السلام لكان خيرا. والله أعلم.
---
مصطفى عثمان محمود
06-18-2006, 11:48 PM
اولا انكم لم توجيبو عن سؤال العمره
ثانيا كل العلماء يمكن ان يخطاءو وخير الخطاءين التوابون اذا امكنهم ادراك الخطاء فهذا
المنتدى لمناقشه الافكار وليس للاعلان عن كتاب تفسير(1/1416)
ثالثا فانت ذكرت فى قولك يمكن القراءه بها اذا ليس كلامى خطاء فهناك مثال
عندما يكون عند احدنا بيت ويستاجره لااحد مقابل المحافظه عليه ولم احاول ان اخرجك
منه وارشدك لما تفعله واشهد على هذا اناس وهذا الساكن يفى بلشرط
هل من حقى ان اخرجه
او انتظر ان يهدم البيت
الامر الطبيعى انتظر حتى يهدم البيت
وهذا سوف يحدث فى الساعه يوم ترجف الراجفه تتبعها الرادفه
فيكون ملك يوم الدين
---
مصطفى عثمان محمود
06-19-2006, 12:06 AM
اخىمنصور واخى عبد الله انتم قد من الله عليكم ودرستم اكثر منى وحصلتم على شهادات
تفخرون بها فى الدين ولايعجبكم كلامى واننى لا اذيد عن كونى سباح فى بحر الايات
واود ان اسالكم سؤال
كيف عرف سيدنا زكريا بان زوجته عاقر؟
---
عبدالرحمن الشهري
06-19-2006, 11:02 AM
أشكر أخي الكريم الدكتور صالح صواب على جوابه الشافي . وأشكر أخي الكريم الأستاذ منصور مهران على غيرته على لغة القرآن ، وعلى الملتقى ألا يرى فيه إلا ما يسر الناظرين ، ويبهج القارئين من حسن السؤال ، واستقامة اللغة .
وأما أخي الكريم مصطفى عثمان محمود جزاه الله خيراً فليته يراجع شروط الملتقى في الأسئلة ، فيضع السؤال في مكانه المناسب أولاً ، ثم يراجع ما يكتبه من حيث الأسلوب واللغة حتى لا يظهر فيه ضعفٌ وركاكة كما في مشاركاته السابقة ، مع تقديرنا الشديد لحرصه على التعلم والسؤال ، ونحن لا نضيق بهذا أبداً ، بل يشرفنا أن نكون في خدمته وخدمة أمثاله من طلاب العلم ، ولكننا نريد لملتقى أهل التفسير التميز في كل جوانبه ، فساعدنا بارك الله فيك في بلوغ هذه المنزلة جزاك الله خيراً.
---
مصطفى عثمان محمود
06-19-2006, 05:04 PM
ارجو مشرفى المنتدى حزف اسمى فانتم لم تفيدونى عن الاسله التى ترحطها
---
صالح صواب
06-19-2006, 11:05 PM
أرجو العمل على تنفيذ طلب الأخ/ مصطفى، فيبدو أنه لا يعرف طبيعة الملتقى وأهدافه
---
عبدالرحمن الشهري
06-19-2006, 11:15 PM(1/1417)
تم جزاكم الله خيراً.
---
(1/1418)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً : مختصر مقدمات تفسير (التحرير والتنوير لابن عاشور) لصالح العَوْد
---
صدر حديثاً : مختصر مقدمات تفسير (التحرير والتنوير لابن عاشور) لصالح العَوْد
---
عبدالرحمن الشهري
11-15-2005, 12:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار ابن حزم :
مختصر مقدمات التفسير في علوم القرآن
لشيخ الإسلام محمد الطاهر بن عاشور شيخ جامع الزيتونة رحمه الله .
http://www.tafsir.net/images/mukhtaser.jpg
وقد اختصرها صالح بن علي العَوْد ، وصدرت في كتاب من الحجم الصغير ، في 112 صفحة . وقد حافظ المختَصِرُ على عبارة ابن عاشور . وهذه المقدمات قد أملاها ابن عاشور على طلابه بجامع الزيتونة ابتداء من عام 1317هـ ، ثم بدأ في نشرها على صفحات المجلة الزيتونية التي كانت تصدر في تونس عام 1355هـ وما بعدها. ونشرت بعد ذلك مع التفسير ، وعلى وجه الاستقلال ، ثم رأى الأخ صالح العود اختصارها ، لتقريبها لطلاب هذا الزمان فأجاد وفقه الله.
ومقدمات ابن عاشور تلك من الأعلاق النفيسة ، التي يقل وجود مثلها ، وهي كسائر مصنفات ابن عاشور ، متينة ، عميقة ، لغزارة علم مؤلفها ، وما آتاه الله من حظ في حسن التصنيف ، وبارك له في مصنفاته ، وأحسب ذلك لحسن نيته رحمه الله ، وهي جديرة بعناية طالب العلم ، وتكرار نظره فيها ، وتأمله في معانيها.
---
(1/1419)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مالمقصود بالتفسير العرفاني ؟؟؟؟
---
مالمقصود بالتفسير العرفاني ؟؟؟؟
---
طالب المعالي
11-27-2005, 11:12 PM
السلام عليكم
تواجهني كثيرا هذه العبارة حال القراءة في تراجم بعض المفسرين
فماذا يقصد بالتفسير العرفاني ؟؟؟
أفيدونا مأجورين ....
---
(1/1420)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دروس منهجية في التفسير
---
دروس منهجية في التفسير
---
الزياني
02-04-2007, 09:16 PM
يسر مندوبية الزاهر بمكة المكرمة
دعوتكم لحضور الدورة
التي هي بعنوان
دروس منهجية في التفسير
للشيخ د. خالد بن عثمان السبت
رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بالدمام
وذلك في يوم الاثنين 24/1 والثلاثاء 25/1 والأربعاء26/1
جميع الدروس بعد صلاة الفجر
بمسجد مدحت شيخ الأرض بحي البيبان بمكة .
محاور الدورة :
# مقدمة عن أهمية التفسير .
# كيف تحضر درساً في التفسير .
# تعريف بأهم كتب التفسير .
# تعريف بأهم الكتب المعينة في التفسير .
# درس تطبيقي في المقارنة بين كتب التفسير .
* ملاحظة / يوجد مكان مخصص للنساء .
---
نورة
02-04-2007, 09:25 PM
جزاكم الله خيرا على حسن الإفادة
---
غانم الغانم
02-05-2007, 06:50 AM
أخي الزياني
جزاك الله خيرا على هذا الإعلان
أحببت أن أسأل :
هل ستنقل عبر الانترنت وفي أي موقع .
---
الزياني
02-05-2007, 04:50 PM
أخي الشيخ غانم ستنقل الدورة إن تيسر في موقع البث الإسلامي .
نسأل الله أن ينفع بها .
---
(1/1421)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعالوا نكمل تفسير الآية التالية
---
تعالوا نكمل تفسير الآية التالية
---
محمد نور لبني
04-29-2004, 05:49 PM
تعالوا نكمل تفسير الآية التالية
أرجو من أهل العلم المساعدة في أكمال تفسير الآية التالية والاجابة عن الأسئلة وجزاكم الله كل خير
يقول الله تعالى:
بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ {44}
سورة الأنبياء
يقدم الدكتور زغلول النجار رئيس هيئة الاعجاز العلمي التفسيرين التاليين:
1.إنقاص الأرض من أطرافها بمعني إنكماشها على ذاتها وتناقص حجمها باستمرار :
إن حجم الأرض في بداية خلقها كان على الأقل يصل إلي مائة ضعف حجم الأرض الحالية وأن هذا الكوكب قد أخذ منذ اللحظة الأولى لخلقه في الانكماش على ذاته من كافة أطرافه . وكان انكماش الارض على ذاتها سنة كونية لازمة للمحافظة علي العلاقة النسبية بين كتلتي الأرض والشمس , هذه العلاقة التي تضبط بعد الأرض عن
الشمس , ذلك البعد الذي يحكم كمية الطاقة الواصلة إلينا
وهذا الانكماش مستمربشكل دائم
2. انقاص الأرض من أطرافها بمعني تفلطحها قليلا عند القطبين , وانبعاجها قليلا عند خط الاستواء :
أي أن الكرة الأرضية تنضغط من القطبين مما يؤدي إلى تناقص قطرها بتجاه القطبين وزيادة قطرها باتجاه الاستواء
=============================================
(( تفاصيل التفسير من الرابط التالي
http://www.al-madinah.info/nour/1.doc
))
لنكمل تفسير الآية:
1.التفسيرين السابقين في انكماش الأرض أو تناقص قطر الأرض باتجاه القطبين هي ظواهر بدأت منذ تكون الكرة الأرضية وهي مستمرة بدون انقطاع حتى الآن وإلى يوم القيامة فهل تعطي الآية معنى الاستمرارية(1/1422)
هل يؤدي استخدام الفعل المضارع "ننقصها"معنى الاستمرارية اللامنتهية أرجو ذكر القواعد اللغوية في ذلك
2.ما الغرض من قوله تعالى "نأتي الأرض "
3.ما معنى قوله تعالى "بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ" وماعلاقتها بذكر الظاهرة تناقص الأرض
---
(1/1423)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نحو منهجية موحدة للتفسير
---
نحو منهجية موحدة للتفسير
---
القميحي
09-18-2003, 11:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا ومرحبا بكم بعد فترة انقطاع لأسباب خارجة عن إرادتي
غير أنني كنت في شوق إليكم دائم ورغبة ملحة في الالتقاء بكم
أحبائي طرح أحد إخواننا مشروعا علميا يزاوج فيه بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي المحمود تحت عنوان نحو منهجية موحدة للتفسير وقد عقد في دولة الامارات منتدى تفسير طرح فيه أحد مشايخ التفسير بحثا يتضمن شيئا من ذلك.
فهل قرأ إخواننا شيئا عن ذلك أو له رأي يتعلق بهذه القضية
وجزاكم الله خيرا
محبكم د. عثمان عبد الرحيم القميحي
---
أبومجاهدالعبيدي
09-23-2003, 01:46 PM
حياك الله يا شيخنا الكريم ، وعوداً حميداً إن شاء الله
وتعليقاً على ما اقترحته أقول :
هناك طريقة جامعة لجمع موسوعة تفسيرية شاملة يحصل بها نفع عظيم لو وجد من يقوم بها بالطريقة المرضية ويمكن تلخيص خطوات هذه الطريقة فيما يأتي :
أولا : تذكر الآية بقراءاتها الصحيحة جميعها - إن وجد لها أكثر من قراءة _ مع بيان من قرأ بكل قراءة .
ثانياً : يذكر تمهيد لها يتعلق بما فيها من أحكام التلاوة والتجويد .
ثالثاً : تذكر جميع الآثار المتعلقة بها ابتداء بالأحاديث النبوية وانتهاء بأقوال السلف في القرون المفضلة .
رابعاً : تدرس هذه الآثار دراسة تفصيلية من حيث الرواية والدراية ، وتذكر الفوائد التفسيرية المستنبطة من هذه الآثار ، وإذا كان هناك اختلاف بينها فينظر هل يمكن الجمع بين الأقوال المختلفة أو لا ، ويرجح بينها عند عدم إمكان الجمع .
خامساً : يصاغ تفسير للآية بأسلوب علمي رصين مستفاد من أقوال السلف والمفسرين يراعى فيه الطريقة التي سلكها ابن كثير في تفسيره من جهة ترتيب طرق التفسير .(1/1424)
سادساً : تعرب الآيات إعراباً دقيقاً معتمداً على المعنى الصحيح للآية ، فالإعراب فرع المعنى .
سابعاً : تختم الآية بذكر ما يمكن ذكره من الفوائد والأحكام واللطائف المستنبطة منها .
بهذه الطريقة تتكون موسوعة تفسيرية جامعة تغني الباحث عما سواها .
فما تعليق المشايخ الفضلاء و الإخوة الكرام على هذه الطريقة ؟
---
(1/1425)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يجيب على هدا الافتراء حول التفسير النبوي
---
من يجيب على هدا الافتراء حول التفسير النبوي
---
العرباض
08-01-2004, 05:14 PM
كان الاستاد مصطفى بوهندي مند سنة كتابا أسماه "نحن و القرآن" أثار فيه جملة من الزوابع حول مجموعة من المفاهيم و المصطلحات المتعلقة بالتفسير منها التفسيرالنبوي بدا لي أن أعرضها على الإخوة بالمنتدى حتى يردوا عليها و يفندوا ما ورد فيها من انحرافات،و و حتى يتسنى للإخوة الرد عليها شيئا فشيئا سأجعلها في حلقات:
يقول الكاتب:
التفسير النبوي(1/1426)
يعتبر التفسير النبوي أحد الأصول الأساسية لتفسير القرآن الكريم بعد تفسير القرآن بالقرآن. قال الطبري في مقدمة تفسيره : " فقد تبين ببيان الله جل ذكره أن مما أنزله الله من القرآن على نبيه صلى الله عليه و سلم ما لا يوصل إلى علم تأويله إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ذلك تأويل جميع ما فيه، من وجوه أمره وواجبه و ندبه و إرشاده و صنوف نهيه و وظائف حقوقه ، و حدود و مبالغ فرائضه، و مقادير اللازم بعض خلقه لبعض ، و ما أشبه ذلك بأحكام آيه، التي لم يدرك علمها إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه و سلم لأمته ، و هذا وجه لا يجوز لأحد القول فيه إلا ببيان رسول الله بتأويله، بنص منه عليه، أو بدلالة قد نصبها دالة أمته على تأويله" . فحسب الإمام الطبري هناك نصوص قرآنية لا تفهم إلا بالتفسير النبوي، " و هذا وجه لا يجوز لأحد القول فيه"، و هذا الموقف و إن كانت له مسوغاته النظرية ، فإنه تعترضه مجموعة من الصعوبات على المستوى الإجرائي، ذلك أننا لسنا أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم نعرض عليه آيات القرآن الكريم التي نريد تفسيرها فيفسرها لنا، و إنما نحن أمام مجموعة كبيرة من المرويات تتفاوت في درجات الصحة و الضعف، و فيها من الإدراج و الحذف و الرواية بالمعنى ، و نسبية المقام و الوضع و العفوية و عدم القصد و غير ذلك، مما يجعل "المفسر" أمام مهمة صعبة لابد أن يتبين فيها الآية المفسرة من جهة ، و من جهة ثانية الحديث المفسر، و من جهة ثالثة العلاقة بينهما. و من ثم فهي عملية اجتهادية معرضة للصواب و الخطأ بقدر اجتهاد المجتهد ، إذ إنه قد يربط بين آية و حديث لاعلاقة بينهما أو بينهما علاقة تشابه ظاهري أو غير ذلك مما يِؤدي إلى الخطأ.
استدلالات العلماء(1/1427)
لقد استدل علماء التفسير و الأصول على هذا الأصل بمجموعة من الأدلة القرآنية و الحديثية، يمكننا أن نأخذها مما ذكره ابن تيمية في مقدمة أصول التفسير و نناقشها حسب الترتيب الذي أورده، قال رحمه الله :" فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن و موضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد ابن إدريس الشافعي: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو مما فهمه من القرآن قال تعالى:إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله و لا تكن للخائنين خصيما " و قال تعالى : و انزلنا إليك الذكر لتبين لناس ما نزل إليهم و لعلهم يتفكرون " و قال سبحانه: و ما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه و هدى و رحمة لقوم يومنون" و لهذا قال الرسول صلى الله عليه و سلم : ألا و إني أوتيت القرآن و مثله معه "يعني السنة ، و السنة أيضا تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن لا أنها تتلى كما يتلى.
و قد استل الإمام الشافعي و غيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضعها ).
و لقد أورد الإمام ابن كثير عين هذا الكلام في مقدمة تفسيره ، و لا تجد كتابا من كتب أصول التفسير و قواعده إ لا و تجد فيه هذا الكلام أو قريبا منه.
و نظرا لدقة الموضوع و التباس المفاهيم فيه و تداخل مستويات مدارسته ، أجدني مضطرا إلى تناوله من خلال تطبيقات محددة ، نتجاوز بها كثيرا من الخلافات الوهمية.. وقد اخترت تفسير سورة آل عمران من الجامع الصحيح للإمام البخاري ، وذلك لكون السورة تتعرض لمجموعة من عقائد أهل الكتاب –و النصارى منهم على الخصوص -، لكون الإمام البخاري قد أورد الأحاديث التي صحت على شرطه في بيان آيات السورة، و لكون شرطه من أقوى الشروط، هذا في محاولة لتجنب الروايات التي تتهم بالضعف و الوضع و تمتلئ بها كتب التفسير الأخرى.
أورد الإمام البخاري في تفسيره لسورة آل عمران عشرين بابا، ترجم لكل منها بآية، مثل قوله "باب(1/1428)
(منه آيات محكمات ) ،وباب (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) و "باب (وإني الذين
يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا) "،وغيرها من الأبواب ،وهو ما يفيد أن الإمام ـرحمه الله ـ لم يذكر
من مائتين من الآيات في السورة إلا عشرين آية، وهي لا تمثل إلا نسبة العشر من مجموع الآيات.
وقد أورد رحمه الله في كل باب من هذه الأبواب رواية أو أكثر لها علاقة بالآية قريبة أو بعيدة ،بعضها
مرفوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم، والبعض الآخر موقوف على الصحابة أو التابعين أو غيرهم، و يهمنا من هذه المرويات تلك المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، و هي تمثل أقل من نصف مجموع المرويات ( أقل عشرة).
و هذه ترجمة الأبوب الواردة في الأحاديث المرفوعة:
"آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ"
"وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "
"إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً"
"قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا"
(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )
(قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين )
(ليس لك من الأمر شيء)
(ولا يحسبن الذين يبخلون )
(إن في خلق السماوات والأرض )
والملاحظ أن هذه المرويات جميعا عالجت قضايا جزئية وجانبية ليست هي موضوع السورة ولا مقصودها ،فلم تعالج قضية أهل الكتاب وخصوصا النصارى منهم ، ولم تناقش عقائدهم وأساليبهم في المراوغة والخداع والكفر بآيات الله وأنبيائه ،وغير ذلك مما هو موضوع السورة .(1/1429)
إن الآيات التي تعرضت لها المرويات لم تكن غامضة ومحتاجة إلى تفسير، بل لايوجد بين الآيات المفسرة والمرويات المفسرة إلا تشابه ما ، سواء في بعض الألفاظ ، أو ذكر في الراوية بعض ما جاء في الآية ، أو قيل إنه كان سببا لنزولها ،أوإنه تطبيق لها في زمن النزول من طرف النبي صلى الله عليه و سلم أو غيره .. فمثلا في قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) آل عمران /، 190
أورد البخاري رواية عن بن عباس انه قال:" فلما كان ثلث الليل الآخر قعد النبي فنظر فنظر إلى السماء و قال: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ {190}( الآية ) فال: ثم قام و توضأ و استن فصلى ".( ص البخاري /4569).فالحديث يصف تعامل النبي مع القرآن الكريم لا تفسيره بالمعنى الاصطلاحي و الذي يكشف عن المعاني الغامضة و الخفية في النص و التي لا تعرف إلا عن طريق التفسير، بل إن هذا التعامل هو واحد من آلاف التعاملات الممكنة ، فالنبي صلى الله عليه و سلم يحاول أن يعيش بالقرآن كما أمره ربه في مختلف الأوضاع ، و يحول أن ينزل هذه الآيات في واقعه كما يراه مناسبا ، و لذلك فيمكن استعمال الآية الواحدة في مناسبات لاحصر لها ، من طرف مختلف الناس ، و لايعني ذلك أبدا أن هذا الاستعمال أو غيره هو تفسير الآية.
و مثل ذلك نجده في رواية أبي هريرة حيث يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم:" من آتاه مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله شجاعا أقرع، ثم تلا هذه الآية : {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِه} ، فهو استشهاد على قول النبي بالآية و ليس تفسيرا لها، إذ ليس فيها الشجاع الأقرع ولا غيره.(1/1430)
و مثل دلك نجده في تفسير قوله تعالى :ِ{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ...} بحديث أبي سفيان الطويل و رسالة الرسول إلى هرقل و التي ضمنها الآية ، و لم يعن ذلك أن الآية كانت غامضة حتى بينتها الرواية ، بل إن الآية قد وردت ضمن كلام مختلف عنها إن لم نقل مخالف لها ، و منه " أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، و أسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده .." وهكذا باقي الأحاديث.
الفرق بين التفسير النبوي و التفسير بالحديث النبوي :
إن هناك فرقا بين التفسير النبوي و التفسير بالحديث النبوي، و هذه المرويات تجمع بين الأمرين، فرواية أبي هريرة التي قال فيها "إن النبي قال: ما من مولود يولد إلا و الشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان إلا مريم و ابنها " جاء فيها "ثم يقول أبو هريرة :و اقرءوا إن شئتم :( و إني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم ) فالذي ربط بين الآية و الحديث هو أبو هريرة، و لم يكن ربطه إلا استشهادا بالآية على الحديث . لكن الإمام البخاري جمع بين الرواية بما فيها قول أبي هريرة و بين الآية، فأصبح حديث أبي هريرة كله تفسيرا للآية. و الحقيقة أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن في هذه الرواية هو المفسر ، و حتى أبو هريرة لم يكن يقصد تفسير الآية بالحديث ، فهو إذن ليس تفسيرا نبويا ، و لا تفسير صحابي ، و إنما هو تفسير للإمام البخاري برواية أبي هريرة التي ورد فيها ربط الحديث النبوي و الآية.
و في باب { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ}، أورد الإمام البخاري ثلاث روايات هي عبارة عن أسباب نزول أو تطبيقات للآية:(1/1431)
الرواية الأولى: عن ابن مسعود و فيها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: من حلف يمين صبر ليقتطع بها مال امرئ مسلم و هو فيها فاجر لقي الله و هو عليه غضبان، فأنزل الله تصديق ذلك (الآية).( ص البخاري /رقم 4549).
و في الرواية الثانية: عن عبد الله بن أبي أوفى :أن رجلا أقام سلعة في السوق فحلف لقد أعطي بها ما لم يعطه ، ليوقع بها رجلا من المسلمين ،فنزلت الآية.(البخاري/رقم: 4551)
و في الرواية الثالثة: عن ابن أبي مليكة أن امرأتين كانتا تخرزان في بيت أو في الحجرة فخرجت إحداهما و قد أنفذ بإشفى في كفها ، فادعت على الأخرى ،ـ فرفع إلى بن عباس ، فقال بن عباس :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لو يعطى الناس بدعواهم لذهب دماء قوم و أموالهم . ذكروها بالله و اقرءوا عليها { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ } فذكروها، فاعترفت.
فالرواية الأولى و الثانية يمكن اعتبارهما من أسباب نزول الآية و الرواية الثالثة فيها تذكير للمرأة بالآية، و ليس في الروايات جميعا تفسير بمعنى كشف لغموض وارد في الآية ، لولاه لبقيت غير مبينة .بل إن الآية واضحة و الروايات لم تقصد إلى تفسيرها. و النبي صلى الله عليه و سلم لم يقصد هو الآخر ذلك. بل إن الصحابة سواء ابن مسعود أو بن أبي أوفى أو بن عباس هم الذين ربطوا بين كلام الرسول صلى الله عليه و سلم و الآية ،ومن ثم فهو ليس تفسيرا نبويا ، و قد يجوز أن يقال رُبِِط بين الآية و الحديث لعلاقة بينهما من طرف الصحابة ، فإذا سميناه تفسيرا فهو تفسير بالحديث النبوي و ليس تفسيرا نبويا . و هكذا باقي الرويات.(1/1432)
إن ما عالجته هذه المرويات هي أمور خاصة بالرواية و ليست خاصة بالآية ، فمثلا في رواية عائشة ، في قوله تعالى : ( منه آيات محكمات )، ورد قوله " فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم " فهي تعالج قضية أناس في المجتمع ، تحذر منهم باعتبارهم المقصودين بالآية "أولائك الذين سمى الله".
كما الروايات الثلاث التي وردت في تفسير قوله تعالى باب { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً }، عالجت ثلاث قضايا مختلفة، ـ الأولى: في قصة بئر،و الثانية: في قصة سلعة، و الثالثة: في قصة جرح.. و يمكن أن تأتي آلاف من القضايا هي عبارة عن قصص لها علاقة بالآية ، سواء كانت علاقة سببية، أو علاقة تطبيقات للآية، و الواضح أنها اجتهادات في ربط الواقع بالنص ، باعتبار النص ينطبق على هذا الواقع ، و يفسره ، و يطبق فيه ،و في كل الحالات فهي عمليات اجتهادية قابلة للخطأ و الصواب ، و إذا لم ينتبه الباحث إلى هذه المسألة يقع في خلط كبير.
و من الملاحظات المهمة في هذا الشأن الأخطاء التي وقع فيها المفسرون في الربط بين الآيات و الأحاديث مع إخراجها من سياقاتها القرآنية،و هذه بعض الأمثلة على ذلك (ستأتي في الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى).اهـ
---
(1/1433)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مع أعظم إنسان (رمضانيات 13، 14 ،15)
---
مع أعظم إنسان (رمضانيات 13، 14 ،15)
---
د. محمد مشرح
10-30-2004, 05:07 AM
13
كيف يقضي السياسي والمثقف رمضان؟ *
د.نجيب غانم: رمضان محطة لتطهير الروح، واستيعاب أهمية الوقت، تجعلنا أكثر انضباطاً واحتراماً للذات وللآخرين.
وقفة رمضانية جديدة عبر "الصحوة نت" مع د. نجيب غانم- رئيس الدائرة الإعلامية في التجمع اليمني للإصلاح الذي بدأ وقفته الرمضانية بالحديث عن برنامجه خلال الشهر الكريم:
* ما يميز يومي الرمضاني عن غيره الارتباط بالمسجد أكثر والمواظبة على صلاة الجماعة بصورة أكثر انضباطاً، وكذا تلاوة القرآن الكريم وتدبر آياته واستلهام معانية، وكذا العمل قدر المستطاع على استلهام ذلك وجدانياً ونفسياً وعلى مستوى الواقع والتطبيق العملي سائلين الله الرشد والسداد.
* الشهر الكريم أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، نسأل الله أن نحظى بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.
* لاشك أن رمضان يعمل على ترتيب حياة المسلم وفق مناسك معينة حيث يبدأ المسلم بالاستيعاب الدقيق لأوقات الصلوات ودخول الفجر ودخول وقت المغرب على وجه التحديد حتى يعرف متى يمسك ومتى يفطر وينعكس هذا على حياة المسلم فيتدرب على استيعاب أهمية الوقت ومعنى قيمة الدقائق والثواني، فضلا ًعن الساعات والأيام، كما يقترب المسلم من استيعاب التقويم الهجري فيرتبط بمواعيد ومناسبات في هذا الشهر الهجري، ويعد فيقول موعد إنجاز هذا العمل منتصف رمضان وذاك في ستة شوال وهكذا يعيد هذا الشهر الاعتبار للتقويم الهجري
* حياة المسلم في رمضان أكثر انضباطاً وأكثر احتراماً للذات وللآخرين.(1/1434)
* رمضان ذروة العطاء، فرمضان يشهد الكثير من التضحيات ومنها الكف عن الشراب والطعام والشهوة مع القدرة على إتيانها، كما يتعلم المسلم من سيرة الرسول أنه كان أجود ما يكون في رمضان من حيث الإنفاق والسخاء، ويبدأ المسلم بالإكثار من النفقات والصدقات وتشاهد في رمضان الكثير من الموسرين يحرصون على دفع الزكاة في هذا الشهر الكريم.
* لاشك أن للعادة نصيب في رمضان، خاصة فيما يتعلق بالمأكل والمشرب والضيافات وغيرها.. لكن المسلم ينبغي عليه أن يقتنص فرصة رمضان ويستثمرها أفضل استثمار خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن أجر النوافل في رمضان تعادل أجر الفروض وأجر الفروض تعادل أكثر من سبعين فريضة فيما عداها.
* الإكثار من تلاوة القرآن والذكر والدعاء والصدقات وصلة الرحم.
* الأصل في رمضان أن يحترم الصائم قيمة العمل خاصة إذا تذكر أن أجر العمل مضاعف سواء من خلال وظيفته التي يقتات منها ويطعم منها نفسه وأسرته وكذا بقية الأعمال فالأصل أن يكثر الصائم من نشاطه وعمله في رمضان.
* الأصل أن يتخفف الإنسان من الذنوب ويتطهر منها بالطاعات والنوافل والقربات إلى الله، بحيث يغدو بعد رمضان أقل حملاً وأكثر قرباً إلى الله، مستلهماً معنى الآية الكريمة "وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما".
* محطات رمضان ستصبح محطات لغسيل النفس وتطهير الروح بالتقرب إلى الله ويغدو المسلم وهو ينتقل من رمضان إلى آخر أكثر قرباً من الله ورجاءً لعفوه ومغفرته ومرضاته.
14
كيف يقضي السياسي والمثقف رمضان ؟*
الشاعر حسن الشرفي: رمضان المحطة الأجمل في حياة المسلم ، وفرصة لأن يراجع المسلم علاقته مع الأخر، وأن يبحث عن محطات القصور التي لم يكن فيها مسلماً كما يجب
وقفة رمضانية شاعرية ممتعة تصحبكم فيها "الصحوة نت" مع الشاعر الكبير الأستاذ حسن عبدالله الشرفي متحدثا عن رمضان المحطة الأفضل في حياة المسلم كما قال ، وأضاف:(1/1435)
مناسبة طيبة وكل عام وانتم بخير وصوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً بإذن الله .
رمضان الموسم الأفضل والمحطة الأجمل في حياة الإنسان المسلم وهذا الموسم يتكرر في حياة المسلم مره كل عام وعلى الانسان أن يجعل من هذا الموسم وهذه المحطة فرصة لمراجعة كشف الحساب الشامل لما حققه لدينه ودنياه في الفترة ما بين رمضان الفائت ورمضان الذي هو فيه وان يقف وقفة تأمل ويبحث عن محطات القصور التي لم يكن فيها مسلماً كما يجب وكيف كانت علاقته مع الآخر والأخر هنا اسرته وجيرانه واقاربه وعامة معاريفة .
رمضان موسم خير وبركة ورحمة وعلى كل مسلم ألا يكون فيه ضيق الأفق وان يفتح لنفسه مساحة واسعة لعمل الخير والسؤال عن المحتاجين ومد يد العون بقدر المستطاع لمن يستحق ذلك وخاصة اولئك الذين هم في امس الحاجة ولا يسألون الناس الحافا ومتى استطاع الانسان المسلم أن يحقق حتى ولو الحد الأدني مما هو واجب عليه تجاه نفسه وتجاه الآخرين .
الصلاة والصيام في رمضان ركنان اساسيان للعبادة ولكنهما وحدهما لا يكفيان إذا تصرف هذا المصلي وهذا الصائم التصرف الذي يخل به وبالفريضة أو تحول إلى شخصية عصبية تؤذي الآخرين خصوصاً قبل ساعة الافطار .
والأثر يحث على التسامح والتصافي ومقابلة السيئة بالحسنه وينطلق من منطلق اللهم أني صائم .
* رمضان صنعاء مسكين .
شخصياً ليس لدي فرق بين رمضان القرية ورمضان صنعاء والفارق الرئيسي يتعلق بالطقوس الرمضانية .
فرمضان صنعاء مسكين والاهتمام به قليل .
القرية في رمضان تزدحم مساجدها بالمصلين ويبقى الناس في المساجد لقراءة القرآن حتى وقت السحور ثم يدخل الناس إلى منازلهم لتناول السحور ويعودون إلى المسجد لأداء صلاة الفجر .
رمضان يضفي على القرية جواً من البهجة والروحانية القريبة إلى النفوس بحكم العادة قبل كل شيء .(1/1436)
والمشترك هنا وهناك اخذ هذا الشهر الكريم على انه موسم فسحة وراحة واكل وشرب ونوم إضافة مواد جديدة إلى المائدة المعتادة وغيرها من الملذات وكأن رمضان جاء لنرضي غرائزنا ورغباتنا من الجديد الذي نوفره في مائدة رمضان وننسى أن رمضان مطلوب فيه العمل اكثر والانتاج اكثر وان تكون الضمائر اصفى والسرائر انقى فتتخلص فيه كموسم عبادة وعمل من كل الشوائب التي علقت بنا أو علقنا بها نحن على مدى شهور العام .
* القراءة في رمضان اقل من غيره لأنها تنحصر بقراءة القرآن وللأسف يأخذ النوم في رمضان وقتاً طويلاً .
15
كيف يقضي السياسي والمثقف رمضان؟ *
سعيد ثابت : لا أنظر إلى رمضان كاستراحة محارب، ولا شيئا من العبارات الموحية بالسكونية والوقوف، بل هوطريق جديد باتجاه قمة العبودية لله تعالى
كيف يقضي الكاتب والسياسي سعيد ثابت سعيد رمضان ؟ وقفة رمضانية جديدة عبر"الصحوة نت" نتابعها اليوم مع الوكيل الأول لنقابة الصحفيين اليمنيين الذي قال:
**** رمضان بالنسبة للمثقف والسياسي يعني له الكثير من قيم النضال الدؤوب، والوفاء اللامحدود، والتسامي على عاديات الحياة، ومتعها الزائلة، كما أنه يعني له الانضباط والتنظيم الحياتي، والتكيف مع المتغيرات، والتمرن على التأمل الفكري والذهني، والتخفف، إن لم يكن الصيام، من أثقال التعبيرات اللفظية غير ذات المعنى التي اعتاد عليها في بقية أيامه.
وأعتقد أن مايريده المثقف من شهر رمضان ليس بعيد المنال عنه، كما أن رمضان هذا ليس شيئا أو شخصا مجسدا يمكن أن نذهب إليه ونطلب ما نريد، وإنما هو رمز مكثف لما يحلم به الإنسان محض الإنسان، فضلا عن المسلم، من حياة فاضلة، ومطمئنة، وسعيدة، ولما يطمح إليه من سلام مع ذاته، ومع من حوله من بشر وبيئة.(1/1437)
لذلك فإن المثقف والسياسي إذا نجح في احتمال تكاليف أداء العبادات، وأثقال الشرع، وبلوغ الإحساس بضوابط التقوى والخشية من غضب الله وعذابه عند المصير وتحقيق دوافع التوكل عليه والرجاء والإقدام إلى مبتغى النعيم والرضوان، فإنه يكون قد حاز على ثمرة هذا الشهر الكريم.
**** من أسوأ العادات التي نعيشها في رمضان، هو هذا الانقلاب الشكلي في سير حياتنا، وبرنامجنا اليومي، فالأصل أن لا يتحول رمضان إلى موسم للخمول وللنوم وللراحة البليدة، والأصل أن لا تنقلب ليالينا إلى نهار، ونهارنا إلى ليل، لكن هكذا هو منطق
العادات والتقاليد التي توطنا عليها منذ أزمان، وهي في اعتقادي عادات في معظمهاليست إيجابية.
* برنامجي اليومي يبدأ مع صلاة الظهر، لأبدأ عملي بالذهاب إلى مقر النقابة لتصريف بعض الأعمال، ثم العودة إلى المنزل عقب صلاة العصر، ومحاولة إيجاد جو عائلي وأسري، من خلال العمل على قراءة القرآن جماعيا مع أولادي، لمدة نصف ساعة، فقراءة كتابي الذي اخترته لهذا الشهر وهو بعنوان السياسة والحكم: النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع للدكتور حسن الترابي، وتناول الإفطار، وصلاة المغرب، ومشاهدة التلفزيون، ثم صلاة العشاء، والسمر مع الأصدقاء أو الأقارب، فالعودة إلى
المنزل، لإنجاز أعمالي الكتابية سواء الصحفية، أو التأليف، حتى يحين السحور، فأنا للأسف لا أنام في رمضان ليلا، وتأدية صلاة الفجر، وقراءة كتابي الثاني الذي اعتمدته في هذا الشهر، بعنوان الفكر الأصولي وإشكالية السلطة العلمية في الإسلام للدكتور عبد المجيد الصغير، وأنام في السادسة صباحا.(1/1438)
***** يجيء رمضان هذا العام كعادته حزينا محملا بمآسي الإنسان الظالم لنفسه، يجء في وضع عربي وإسلامي بائس وكئيب، كما أنه يأتي هذا العام وقد تزايدت أعباء المواطن جراء سياسات السلطة القائمة وفسادها، وتخبطها المستمر، وفي ظل عجز وإحباط النخب السياسية والثقافية اليمن، ومن ثم فإن الآمال ستظل معلقة على إنساننا اليمني والعربي والمسلم في أن يستثمر الدقائق الغاليات من هذا الشهر الفضيل، كي يخرج من
النفق المظلم المحشور فيه منذ زمان طويل، وأن يتحرر من العادات التي تشده إلى أسر الخوف من الطغيان، أو قيد الرغبة في استمرار حياة الذل والجوع والقهر.
***** لا أنظر إلى رمضان كاستراحة محارب، ولا محطة للتزود ولا شيئا من تلك العبارات الموحية بالسكونية والوقوف، بل رمضان على العكس من ذ لك، هو شهر كريم وفضيل، وجزء من عمر الإنسان المسلم، وينبغي أن لا يتوقف كثيرا عنده، بقدر ما هو يحتاج أن
يحيله إلى طريق جديد يسلك فيه باتجاه قمة العبودية لله تعالى، والمجد الإنساني، والتجرد من آصار النفاق الاجتماعي، والتحرر من التزلف للسلاطين، وأهل الثراء، وأصحاب النفوذ، وحث الخطى سريعا لتحقيق معاني الربانية التي طالما نسعى لها على مدى عمرنا القصير على هذه الأرض.
منقول
---
(1/1439)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ساعدونا في تحميل كتب الشيخ غانم قدوري من الإنترنت
---
ساعدونا في تحميل كتب الشيخ غانم قدوري من الإنترنت
---
معروفي
11-24-2006, 07:57 AM
إخواني الكرام وفقهم الله تعالى :
أرجو إرشادي و إخواني القراء للوصول إلى كتب و تحقيقات الشيخ غانم قدوري حفظه الله تعالى ، إن كانت موجودة
في موقع معين في شبكة الإنترنت ، للاستفادة منها و تعميم النفع لإخواننا و أخواتنا في كل مكان ، و جزاكم الله خيراً .
---
عبدالرحمن الشهري
11-24-2006, 08:05 AM
كتب الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله حسب علمي ليست متوافرة على الانترنت بحيث يمكن تنزيلها على جهازك والإفادة منها ، وإنما يمكنك شراؤها عبر الانترنت من بعض المكتبات . وقد سبقت الإشارة إلى هذا في الملتقى فليتك تستعين بمحرك البحث في الملتقى للوصول إليه.
---
معروفي
11-24-2006, 08:29 AM
أشكر الدكتور عبدالرحمن الشهري على إرشاده ، و لعل مشاركاً آخر من الأخوة يزيدنا نفعاً حول هذا الموضوع ،
و تعلمون أن الكثيرين من إخواننا ربما لا يقدرون على الشراء عبر الإنترنت لظروف ربما لا تكون مادية ... فبعض الدول
لا تتعامل ببطاقة الفيزا ؛ فيتعسر على طالب العلم الوصول إلى مبتغاه من كتاب معين غير متوفر في مكتبات بلده .
أسأل الله تعالى أن يجعلنا و إياكم مفاتيح لكل خير .
---
د. أنمار
11-24-2006, 07:39 PM
للدكتور غانم حفظه الله مباحث موجودة هنا في الملتقى على شكل مواضيع مستقلة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3767
وهو من أمتع أبحاثه
وبإمكانك تحميل هذا اللقاء معه
http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=188
وهذا البحث
http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=200
ثم له مشاركات ضمن مناقشات للإخوة(1/1440)
http://www.tafsir.org/vb/search.php?searchid=250629
---
معروفي
11-25-2006, 06:43 AM
جزاك الله خيراً د.أنمار على ما أشرت به من خير ، و ننتظر المزيد من مشاركات الأخوة حول هذا الموضوع ...
---
(1/1441)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موقع جيد فيه دفع شبهات عن كتاب الله تعالى
---
موقع جيد فيه دفع شبهات عن كتاب الله تعالى
---
ناصر الغامدي
12-22-2005, 06:10 PM
موقع جيد وهي المشاركة الأولى منّي
http://islammessage.com/vb/index.php?showtopic=15337
---
سمير القدوري
12-22-2005, 08:17 PM
أخي وهناك تنزيه للقرآن عن المطاعن أيضا في منا ظرة جيدة سأنشرها في مبحث خاص على هذا الملتقى المبارك فترقبها لعلك تجد ما يسرك إن شاء الله.
---
سمير القدوري
12-25-2005, 04:07 PM
من محاسن مناظرات أبي الهذيل محمد بن الهذيل العبدي العلاف(ت.235هـ):
أن رجلا أتاه فقال له: أشكل علي أشياء من القرآن فقصدت هذا البلد فلم أجد عند أحد ممن سألته شفاء لما أردته فلما خرجت في هذا الوقت قال لي قائل إن بغيتك عند هذا الرجل، فا تق الله وأفدني.
فقال أبو الهذيل: فماذا أشكل عليك؟
قال: آيات من القرآن توهمني أنها متناقضة وآيات توهمني أنها ملحونة.
قال العلاف: فماذا أحبُّ إليك, أجيبك بالجملة أو تسألني عن آية آية؟
فقال: تجيبني بالجملة.
فقال العلاف: هل تعلم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان من أوسط العرب وغير مطعون عليه في لغته وأنه كان عند قومه من أعقل العرب فلم يكن مطعونا عليه؟
فقال: اللهم نعم.
قال: فهل تعلم أن العرب كانوا أهل جدل؟
قال: اللهم نعم.
قال: فهل اجتهدوا في تكذيبه؟
قال: اللهم نعم.
قال: فهل تعلم أنهم عابوا عليه بالمناقضة أو باللحن؟
قال: اللهم لا.
قال العلاف:أ فتَدَعُ قولهم مع علمهم باللغة وتأخذ بقول رجل من الأوساط (يطعن في القرآن)؟
قال الرجل: أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله كفاني هذا.
وانصرف وتفقه في الدين.
---
(1/1442)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فرصة لحفظ كتاب الله في (60 ) يوم
---
فرصة لحفظ كتاب الله في (60 ) يوم
---
عادل التركي
02-27-2004, 12:54 AM
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته ... وبعد :
إنه لشرف عظيم أن يتم المسلم حفظ كتاب الله , ويحتاج ذلك إلى همة وعزيمة , ولكن هل من الممكن أن تقوم بهذا العمل المبارك في هذه المدة القصيرة (60) يوم .
في السنوات الأخيرة إنتشرت الدورات المباركة التي تعين على ذلك , وهذه الدورة - التى سأضع لك رابط الصفحة التى يمكنك التسجيل من خلالها - إحدى هذه الدورات ولكنها تتميز بميزات عن تلك الدورات المباركة , ومن أهم هذه المميزات:
1- أنها في بلد الله الحرام( ففيه تضاعف الحسنات) .
2- وستكون هناك متفرغ للحفظ , فمن شروط القبول في الدورة أن (تسلم الجوّالات في أيام الدورة إلى إدارة الفندق حتى نهاية الدورة ولا تستخدم إلا في حال الرحلات )وأيضاً (يمنع اصطحاب أي كتب أو صحف أو أي مادة صوتية أو بصرية .).
3- سوف يكون هناك مقابلة ومعاير معينة للقبول , ممايجعلك مطمأن أنك ستجلس مع إخوان لك قد حضروا لنفس هدفك وبنفس الهمة .
وقت الدورة : في الإجازة الصيفية .
لا أريد أن أطيل عليكم ولكنها فرصة جيدة لمن أراد حفظ كتاب الله , أو لمن حفظه ونسي بعضه ليراجع حفظه ,
علماً أن الحلقة تستقبل الطلاب والطالبات , ويشترط التسجيل مسبقاً , و هذا هو عنوان :
( قرآني )لحفظ القرآن في المسجد الحرام خلال شهرين (http://www.qurani.cc/tasjeel/)
---
ابن الشجري
03-03-2004, 02:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا
فنعم الداعي والدعوه والمدعوا إليه .
والقضيه أخي الكريم ليست في الحفظ إنما مابعدالحفظ، فبعضهم قد يحفظ في اقل من المدة التي ذكرت أو أكثر ،(1/1443)
ذلك لماقدعلم مماجاء في الصحيح مرفوعا من تفلت القرآن ، حتى وصف ذلك صلى الله عليه وسلم ، بأنه أشد تفلتا من العير في عقلها ، فكتاب الله يحتاج الى من يتعاهده ليلا ونهارا , وقد ذهب ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ إلى أن ذلك ليس مقصورا على كتاب الله فقط إنما على العلم جملة ، قال : وإنما خص النبي صلى الله عليه وسلم حامل القرآن بوجوب تعهده ، لأنه كان جل علم الصحابه ـ رضي الله عنهم ـ وهذه لفتنه نفيسة منه رحمه الله .
وإن كان في النفس شئ من هذا ، فقد ذهب صاحب الافصاح ابن هبيرة ـ رحمه الله ـ إلى أن مرد ذلك لشده مباينة كلام الله لكلام البشر .
والله أعلم
---
(1/1444)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الترجمة العربية لكتاب (تأريخ القرآن) للمستشرق الألماني ثيودور نولدكه للتحميل
---
الترجمة العربية لكتاب (تأريخ القرآن) للمستشرق الألماني ثيودور نولدكه للتحميل
---
موراني
02-05-2007, 12:17 PM
يمكنكم تحميل الكتاب التالي :
تأريخ القرآن لنولدكه بترجمته الى اللغة العربية
من الصفحة التالية لجامعة برلين كاملا أو جزء جزء
http://web.fu-berlin.de/semiarab/arabindex.html
بتحياتي
---
أبو العالية
02-05-2007, 01:26 PM
الحمد لله ، وبعد ..
أحسنتم ونفع الله بكم
ودمتم على الخير أعواناً
---
عبدالرحمن الشهري
02-05-2007, 05:49 PM
شكراً للدكتور موراني هذه الفائدة ، والكتاب يصعب الحصول عليه لكل أحد ولا سيما ترجمته العربية.
---
موراني
02-05-2007, 07:10 PM
عبد الرحمن الشهري المحترم
ومن يريد الكتاب الكامل في ثلاثة مجلدات باللغة الألمانية للتحميل أيضا
فليخبرني بذلك هنا
ولك شكري الجزيل على تعديلاتك الأخيرة
---
أبو بيان
02-05-2007, 07:39 PM
شكراً على إفادتك دكتور موراني, وللتيسير على الجميع:
هل من الممكن أن تنسخ رابط تحميل الكتاب كاملاً, ومجزءاً في هذا الموضوع.
---
أمين الشنقيطي
02-11-2007, 09:37 PM
السلام عليكم : رجاء من المكرم موراني، تسهيل طريقة تحميل الكتاب فلازالت هناك صعوبة في تحميله.
---
موراني
02-11-2007, 10:50 PM
عفوا....
انني لا أرى صعوبة في التحميل
انتبه:
Due to the size of the file, it is recommended to download the PDF before opening. Click with the right mouse button and select "Save as...".
حمل الأجزاء المستقلة بعضها بعد البعض حسب هذه المعلومات أعلاه
---
هاني القزاز
02-12-2007, 04:09 AM
إخواني الأفاضل
السلام عليكم و رحمة الله(1/1445)
تقبلوا مني هذه المشاركة و إن كانت متواضعة ، لكني مع ذلك طامع في دعائكم
لا حظت أن الكتاب المعروض هنا حجمه كبير ، وتصويره ليس جيداً ، فهو في صفحتين متقابلتين ، و قد وفقني الله لإنزال الكتاب أمس الأول من الموقع التركي ( الأكاديمية ) وحجمه 14 ميجا تقريباً و تصويره جيد جدا
وهذا رابط مباشر للكتاب
http://www.lisaanularab.com/garip/Akademi/Theodor.Noldeke_tarikh.alquran.rar
وهذا رابط آخر للموقع التركي http://akademya.kayyo.com/viewtopic.php?t=534
اعذروني إن حدث أي خطأ فهذه أول مشاركة لي في رفع الكتب
و السلام عليكم ورحمة الله
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2007, 08:24 AM
الأخ هاني القزاز : جزاك الله خيراً على هذه الفائدة ، ما تفضلت به صحيح ، وقد قمت بتنزيل الكتاب من الرابط الذي تفضلتم بوضعه ، فوجدته واضحاً كاملاً سهل القراءة والتصفح فبارك الله فيك ونفع بك .
والشكر للدكتور موراني الذي بدأ بدلالتنا على الكتاب ، ولا زلنا نتوقع صدور ترجمة أخرى للكتاب غير ترجمة تامر سبق أن ذكرها الأخ الكريم الباجي في مشاركة أخرى في الملتقى منذ مدة طويلة .
---
أمين الشنقيطي
02-12-2007, 09:34 AM
جزاك الله خيرا،ياأخ هاني،فقد أمكنني تحميل الكتب من الرابط الذي وضعته،
وتشكرات متواصلة للدكتور موراني على لفت النظر بوجود الكتاب،ومشاركاته القيمة.
---
الباجي
02-13-2007, 01:23 AM
... ولا زلنا نتوقع صدور ترجمة أخرى للكتاب غير ترجمة تامر سبق أن ذكرها الأخ الكريم الباجي في مشاركة أخرى في الملتقى منذ مدة طويلة .
وفقك الله وأحسن إليك أخي الحبيب الدكتور عبد الرحمن ... نعم لازلت أتتبع خطوات الكتاب ... وكنت توقعت إخراجه بمناسبة معرض القاهرة الأخير ... ولكن أخبروني أن ما حدث ببيروت في المدة الفارطة من دمار أخر أمر الطباعة ... فلعله يصدر قريبا إن شاء الله ... وأنجز ما وعدتك بإذن الله.
---(1/1446)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بعد استشارتكم: افتتاح قسم في الملتقى (ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه)
---
بعد استشارتكم: افتتاح قسم في الملتقى (ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه)
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2007, 05:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قررت إدارة الموقع بعد استقراء كثير من الأراء المكتوبة في الموقع ، ومن لقاءات مباشرة مع عدد من الزملاء في الموقع أن إفراد قسم للقراءات والتجويد أصبح مناسباً لأسباب منها :
1- كثرة الموضوعات الجيدة في هذا الفرع العلمي .
2- كثرة المتخصصين المتميزين الذين يشاركون فيه ، والأعضاء الذين يسألون عن مسائله .
ولذلك فقد قررت إدارة الموقع تحقيق هذه الرغبة - بعد استشارتكم - والموافقة على افتتاح قسم جديد في الملتقى باسم (ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه) ويتولى الإشراف العلمي على هذا القسم كل من :
1- الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري - الأستاذ بالجامعة الأردنية والمتخصص في القراءات .
2- الدكتور السالم الجكني الشنقيطي - الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالمدينة المنورة والمتخصص في القراءات .
ونحن نرجو لهذا الملتقى الجديد القديم النجاح والتوفيق بإذن الله ، وأن يشكل نبراساً ونواة علمية لمعهد علمي متخصص في بحوث علمي القراءات والتجويد ، ودراساتها المميزة بإذن الله . ولعل الإخوة المشرفين على هذا الملتقى يسعون لرفع مستوى هذا الملتقى المتخصص باستكتاب الكفاءات العلمية المتخصصة في هذا العلم ، وتسجيلهم في الملتقى ، واقتراح الموضوعات والأفكار التي ترقى بهذا الملتقى ليتميز علمياً ويكون قبلة ومرجعاً للمتخصصين بإذن الله ، والله الموفق سبحانه وتعالى ،،
حرر في يوم الجمعة الموافق 25/43/1428هـ
جديد ... جديد(1/1447)
ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه (http://www.tafsir.org/vb/forumdisplay.php?f=20)
---
نورة
04-13-2007, 06:12 PM
المشرف العام الدكتور عبدالرحمن الشهري
خيراً فعلت, جعله الله في ميزان حسناتكم
وهنيئاً للمشرفين الأكفاء, نسأل الله لهم التوفيق والإعانة
---
فهد الوهبي
04-13-2007, 06:21 PM
خطوة مباركة ونسأل الله أن يبارك في الجهود
---
أبو بيان
04-13-2007, 07:19 PM
جهد مشكور, وخطوة مباركة, وفق الله المشرفين على الملتقى الجديد وبارك فيهم.
---
العبادي
04-13-2007, 08:09 PM
أحسنتم في الأمرين:
* افتتاح القسم.
* اختيار المشرفين.
وفقكم الله وسدد خطاكم وجزاكم عن الجميع خيرا.
---
أيمن صالح شعبان
04-13-2007, 08:23 PM
جزاكم الله خيرا عنا يا مولانا المفضال الدكتور عبد الرحمن بهذا القسم الجديد ومراحب متوالية بالمشرفين الفاضلين الإعزاء جدا جدا لي طلب صغير لو ضمنه (ملتقى القراءات والتجويد والرسم)
اكتب ربع مخطوط من مخطوطات الرسم للمنتدى.
الدرة الصقلية أو
شرح العجبري أو
شرح ابن القاصح (كاملا)
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2007, 08:52 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً .
أخي العزيز أيمن شعبان : وقد أضيف الرسم والضبط للملتقى ، ولعله يضاف للإشراف على القسم الجديد الدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله بعد أخذ موافقته بإذن الله .
وفق الله الجميع لكل خير.
---
الجكني
04-13-2007, 09:22 PM
ولو كان بالامكان إضافة الشيخ الدكتور أحمد شرشال لقسم الرسم والضبط يكون الجمال اكتمل 0
---
أم قتادة
04-13-2007, 10:44 PM
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى، في كتابه " الجواب الشافي لمن سأل عن الجواب الكافي":(1/1448)
" أعلى الفِكَر وأجلّها وأنفعها ما كان لله - تعالى - والدار الآخرة، فما كان لله - تعالى - فهو أنواع، .... ، النوع الخامس: الفكرة في واجب الوقت ووظيفته، وجمع الهمّ كلِّه عليه ، فالعارف ابن وقته، فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه كلّها ، فجميع المصالح إنّما تنشأ من الوقت، فمتى أضاعَ الوقتَ لم يستدركه أبدا "......
نسأل الله تعالى أن يجزي خيرا كل من يُساهم في حفظ أوقات طلاب العلم خصوصا وسائر المسلمين عموما......
بما في ذلك الذين قاموا بافتتاح هذا القسم الجديد........
نسأل الله تعالى أن يتقبّل من الجميع، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.........
---
(1/1449)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آية جمعت خيري الدنيا والآخرة
---
آية جمعت خيري الدنيا والآخرة
---
محمود أبو جهاد
07-19-2004, 09:39 AM
آية جمعت الخير كله
قال الله تعالى : " { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} 201 البقرة
ولكي نقف على تفسير تلك الآية نتناولها مع أختها السابقة لها :
- قال الله تعالى : " فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ، وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "
(200، 201 ) سورة البقرة
*** قال ابن كثير رحمه الله :
" فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا " أي : فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك والمقصود منه الحث على كثرة الذكر لله عز وجل .
" فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق"
أي لا نصيب ولا حظ في الآخرة ، وفي ذلك ذم وتنفير عن التشبه بِمَنْ هو كذلك .(1/1450)
" ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " جمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا ، وصرفت كل شر فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ، ودار رحبة ، وزوجة حسنة ، ورزق واسع ، وعلم نافع ، وعمل صالح ، ومركب هين ، وثناء جميل ، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين ولا منافاة بينها ، فإنها كلها مندرجة فى الحسنة فى الدنيا ، وأما الحسنة فى الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر فى العرصات وتيسير ، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة ، وأما النجاة من النار فهو يقتضى تيسير أسبابه فى الدينا من اجتناب المحارم ، والآثام ، وترك الشبهات والحرام .
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا مريضا من المسلمين قد صار مثل الفرخ ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تدعو الله بشيء أو تسأله إياه ؟
قال نعم ، كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله !!! لا تطيقه ، أولا تستطيعه فهلا قلت : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "
قال فدعا الله فشفاه انفرد بإخراجه مسلم ' 2688
*** والأستاذ سيد قطب له في معنى هاتين الآيتين قول بديع :
كانت أسواق مكة المشهورة سوق عكاظ وغيره مجال كلام ومفاخرات بالآباء ، ومعاظمات بالأنساب ، ذلك حين لم يكن للعرب من الاهتمامات الكبيرة ما يشغلهم عن هذه المفاخرات والمعاظمات ،
أما الآن فيوجههم القرآن لما هو خير ، يوجههم إلى ذكر الله بعد قضاء مناسك الحج بدلا من ذكر الآباء ، " فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا "(1/1451)
وقوله لهم كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا لا يفيد أن يذكروا الآباء مع الله ولكنه يحمل طابع التنديد ، ويوحي بالتوجيه إلى الأجدر والأولى ، يقول لهم إنكم تذكرون آباءكم حيث لا يجوز أن تذكروا إلا الله فاستبدلوا هذا بذاك ، بل كونوا أشد ذكرا لله وأنتم خرجتم إليه متجردين من الثياب ، فتجردوا كذلك من الأنساب ، ويقول لهم إن ذكر الله هو الذي يرفع العباد حقا ، وليس التفاخر بالآباء ، فالميزان الجديد للقيم البشرية هو ميزان التقوى ، ميزان الاتصال بالله وذكره وتقواه ، ثم يزن لهم بهذا الميزان ، ويريهم مقادير الناس ومآلاتهم بهذا الميزان
" فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب "(1/1452)
إن هناك فريقين فريقا همه الدنيا ، فهو حريص عليها مشغول بها ، وقد كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف في الحج فيقولون اللهم اجعله عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن ، لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا ، وورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الآية نزلت في هذا الفريق من الناس ، ولكن مدلول الآية أعم وأدوم ، فهذا نموذج من الناس مكرور في الأجيال والبقاع ، النموذج الذي همه الدنيا وحدها يذكرها حتى حين يتوجه إلى الله بالدعاء ; لأنها هي التي تشغله ، وتملأ فراغ نفسه وتحيط عالمه ، وتغلقه عليه ، هؤلاء قد يعطيهم الله نصيبهم في الدنيا ، إذا قُدِّرَ العطاء ، ولا نصيب لهم في الآخرة على الإطلاق ، وفريقا أفسح أفقا ، وأكبر نفسا ؛ لأنه موصول بالله يريد الحسنة في الدنيا ، ولكنه لا ينسى نصيبه في الآخرة ، فهو يقول : ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، إنهم يطلبون من الله الحسنة في الدارين ، ولا يحددون نوع الحسنة ، بل يدعون اختيارها لله ، والله يختار لهم ما يراه حسنة ، وهم باختياره لهم راضون ، وهؤلاء لهم نصيب مضمون ، لا يبطىء عليهم ، فالله سريع الحساب ، إن هذا التعليم الإلهي يحدد لمن يكون الاتجاه ، ويقرر أنه من اتجه إلى الله ، وأسلم له أمره ، وترك لله الخيرة ، ورضي بما يختاره له الله ، فلن تفوته حسنات الدنيا ، ولا حسنات الآخرة ، ومن جعل همه الدنيا ، فقد خسر في الآخرة كل نصيب ، والأول رابح حتى بالحساب الظاهر ، وهو في ميزان الله أربح ، وأرجح ، وقد تضمن دعاؤه خير الدارين في اعتدال وفي استقامة على التصور الهاديء المتزن الذي ينشئه الإسلام .
محمود أبو جهاد
---
د. هشام عزمي
07-19-2004, 04:21 PM
جزاك الله خيرًا أبا جهاد و هذه الاية حقًا من أحب آيات الذكر الحكيم لقلبي :)
---
(1/1453)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حالة استنفار في الكنيسة المصرية بعد صدور بيانات بإسلام ثمانين نصراني كل يوم على الأقل
---
حالة استنفار في الكنيسة المصرية بعد صدور بيانات بإسلام ثمانين نصراني كل يوم على الأقل
---
أبو محمد الظاهرى
10-26-2006, 12:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
موضوع منقول للأخ عمر الإمبابي جزاه الله خيراً ...
بالصوت:
حالة استنفار في الكنيسة المصرية بعد صدور بيانات بإسلام ثمانين نصراني كل يوم على الأقل مما يهدد بانقراض النصارى- الكهنة والرهبان يصابون بحالة يأس تهدد بانتحارهم (http://mcdialogue.net/audio/others/oth074-AYAM-ALMAGD.rm)
الكنيسة تهتز من دخول أعداد كبيرة من الأقباط الإسلام في مؤتمر تثبيت العقيدة الأرثوذكسية (http://mcdialogue.net/audio/others/oth075-copts-convert2islam.rm)
رد الأخ وسام على شنودة و المجمع المقدس حيث اعترفوا و هم مقهورين (المسيحية ستنقرض في مصر قريباً بسبب عدد المرتدين عن المسيحية ) (http://mcdialogue.net/audio/lectures/General/L014-wesam-CoptRevert-general.rm)
هذه التسجيلات نقلتها من موقع غرفة الحوار الإسلامي المسيحي بالبالتوك وهذا رابط الموقع:
http://mcdialogue.net
وهذه الغرفة لها الفضل بعد الله - عز وجل - في إسلام ما يزيد على ألف نصراني.
ويقوم على هذه الغرفة الشيخ وسام عبد الله - حفظه الله - ويساعده مجموعة من طلبة العلم الأفاضل - حفظهم الله - ، وهو من المتخصصين في دراسة كتاب اليهود والنصارى (الكتاب المقدس زعموا) وما يتصل به من مؤلفات.
ولتعرف مدى تأثير تلك الغرفة وغيرها من الغرف في برنامج البالتوك paltalk استمع للتسجيلات الآتية:(1/1454)
الكنيسة القبطية تؤسس مجلس كنائسي لمواجهة غرفة الحوار الإسلامي المسيحي - تفاصيل الفضيحة بأسماء الكنائس والقساوسة والمبالغ المدفوعة (http://mcdialogue.net/audio/lectures/General/L017-fadee7a-general.rm)
محاضرة الأخ وسام حول قرار الكنيسة القبطية بمقاطعة البالتوك و منع التمويل الخاص به (http://mcdialogue.net/audio/lectures/General/L018-paltalk-general.rm)
شنودة يرد على الأخ وسام حول اتهامه بإشعال الفتنة الطائفية- والداعية وسام يفضح مخططات شنودة - معلومات خطيرة لا يعرفها كثير من الناس خاصة الشباب دون سن الخامسة والثلاثين (http://mcdialogue.net/audio/lectures/General/L007-wesam-sedition-general.rm)
وهذا الرابط هدية:
http://mcdialogue.net/audio/Islam/
يحتوي هذا الرابط على سبعة وعشرين تسجيلاً لشهادات أناس أسلموا.
وعلى الموقع تجد الكثير من المناظرات والحوارات والمحاضرات وأشياء أخرى كثيرة ، تكشف لك العقيدة النصرانية وتوضح زيفها.
أسأل الله - تبارك وتعالى - أن ينفعكم بما ذكرت ، وأن يكون ما ذكرت قد أدخل السرور على قلوبكم ، وزاد من ثقتكم في موعود الله ورسوله بالنصر والتمكين وانتشار الإسلام.
والحمد لله رب العالمين..
للإستماع المباشر لتسجيل إعتراف الكنيسة
http://www.rudood.com/iv2/details.php?linkid=582
هذا التسجيل عن البابا شنودة - :
أخبار مؤكدة من الكنيسة المصرية بموت شنودة رأس الكفر إكلينيكيا و ذلك للمرض الذي اصابه بسبب الشذوذ الجنسي - شاء الله أن يكون موته فضيحة كبرى (http://mcdialogue.net/audio/others/oth085-shosho-mafdoooh.rm)
أسعدكم الله في الدارين
***************************************
تعريف بالشيخ وسام عبد الله - حفظه الله - :(1/1455)
هو وسام عبد الله ، من مواليد مصر ، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ قرابة العشرين عاماً وتخصص في دراسة ما يسمى بالكتاب المقدس (وهو كتاب النصارى) ، وناظر العديد من القساوسة والرهبان والشمامسة وأصحاب الرتب الكنسية من نصارى العرب والغربيين. وجد عبر برنامج المحادثات الشهير ( البالتوك ) ما قد يعينه في مواصلة درب الدعوة إلى الله عزّ و جل بالحكمة و الموعظة الحسنة ، وعلى نهج أهل السنّة و الجماعة فاستطاع بفضل الله تعالى ، و خلال ما يقارب الست سنوات من الدعوة عبر البالتوك و في غرفته الشهيرة المسمّاة ( إظهار الحق ) سابقاً والتي تسمى حالياً:
( الحوار الإسلامي المسيحي )
oJJl Muslim Christian Dialouge oJJl
أن جعله الله عوناً في إسلام ما يقارب الـ 1000 شخص أو يزيد من النصارى عرب وعجم ، رجال ونساء و أطفال ، كما أسلمت أسر بأكملها داخل غرفة الحوار ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، و ما زال إلى الآن يجاهد في سبيل الله بالوقت و الجهد و المال في وسط ما يتعرّض له الإسلام من تشويه وإساءة من قبل الحاقدين على الإسلام ، من اليهود والنصارى والملحدين. ولا زالت الغرفة توالي الضربات القاصمة والقاضية على العقيدة الكنسية الضالة بإقامة الحجة ولا يزال الأخ وسام عبد الله عبر مناظراته المستمرة مع قساوستهم يقيم الحجة عليهم ، ولا زالت المناظرات تنتهي بانهزام المتناظرين أو هروبهم، ولا يزال الأخ وسام عبد الله يتحدى كبار القساوسة في كافة كنائس الدنيا.
http://mcdialogue.net/audio/lectures/wesam.html
تنبيه:
جميع القائمين على الغرفة من أهل السنة والجماعة - ولله الحمد والمنة - ، وفي أسفل الصفحة الرئيسية للموقع يوجد الإعلان المتحرك للغرفة ، ويكتب فيه:
مرحباً بكم في غرفة أهل السنة والجماعة(1/1456)
ولا يسمحون للرافضة بالدخول إلى الغرفة مطلقا ، لخبث عقيدتهم وسوء أدبهم مع أمهات المؤمنين والصحابة ومع كل من ينتمي لأهل السنة والجماعة.
أسأل الله أن يجزيهم خيراً على ما يقدمونه..
وجزاكم الله خيرا.
**** منقول عن الأخ عمر الإمبابي جزاه الله خيراً...
الرابط http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=482804#post482804
---
(1/1457)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب فضائل الخلفاء الراشدين للأصبهاني للتحميل
---
كتاب فضائل الخلفاء الراشدين للأصبهاني للتحميل
---
مسك
02-07-2006, 08:06 AM
اسم الكتاب : فضائل الخلفاء الراشدين
اسم المؤلف : أبو نعيم الأصبهاني
نبذة عن الكتاب :
في إطار ما ألفه الحافظ أبو نعيم في التصدي لأهل البدع؛ أتى هذا الكتاب في الرد على الروافض، ودمغ باطلهم، في بغضهم للصحابة رضوان الله عليهم.
وكان من أهم وسائل التصدي لأرباب هذه البدعة إظهار فضل الصحابة رضي الله عنهم، لا سيما الخلفاء الأربعة، وهذا ما جعله المؤلف لب هذا الكتاب، وقد تمثل منهجه فيما يلي:
1- ساق النصوص من (1) إلى (89) بالصورة التالية:
ذكر فضيلة لأبي بكر الصديق لم يشاركه فيها غيره، يليها ذكر فضيلة للفاروق لم يشاركه فيها غيره، يليها ذكر فضيلة لعثمان لم يشاركه فيها غيره، يليها ذكر فضيلة لعلي لم يشاركه فيها غيره.
يترجم بهذه التراجم ويذكر تحت كل ترجمة نصًا يتواءم مع الترجمة، ثم يعيد الكرة مرة أخرى فيقول: ذكر فضيلة لأبي بكر الصديق لم يشاركه فيها غيره،..إلخ، وهو يورد أثناء هذه التراجم المتكررة النص الواحد من أكثر من طريق.
ثم بداية من النص 90 ترجم بما يأتي:
" ما تفرد به أبو بكر وعمر رضي الله عنهما من الفضل من قول رسول الله " فذكر تحت هذه الترجمة ثلاثة عشر فضيلة، ثم ذكر فضيلة للأربعة لم يشاركهم فيها أحد، ثم نثر شيئًا من تراجم وفضائل العشرة المبشرون بالجنة.
وقد بلغت جملة نصوص الكتاب (239) نصًا مسندًا تباينت أحوالها صحة وضعفًا، والمؤلف ـ على خلاف عادته ـ لم يتكلم على نقد نصوص الكتاب، لكنه ربما ذكر شاهدا للنص عقبه، ويعلق إسناد هذا الشاهد غالبًا.
:::: اضغط لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=14&book=2291)
---(1/1458)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عقوبة من استهزأ بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتمكن المؤمنون من عقابه
---
عقوبة من استهزأ بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتمكن المؤمنون من عقابه
---
عبدالرحمن السديس
02-07-2006, 03:37 PM
الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، أما بعد :
فهذه فائدة من كلام الإمام ابن تيمية في سنة الله في المستهزئين الذي يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتمكن المؤمنون من عقابهم ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول ص164:
و من سنة الله أن من لم يمكن المؤمنون أن يعذبوه من الذين يؤذون الله ، ورسوله فإن الله سبحانه ينتقم منه لرسوله ، و يكفيه إياه ، كما قدمنا بعض ذلك في قصة الكاتب المفتري ، و كما قال سبحانه : { فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين }
و القصة في إهلاك الله واحدا واحدا من هؤلاء المستهزئين معروفة قد ذكرها أهل السير و التفسير و هم على ما قيل: نفر من رؤوس قريش : منهم الوليد بن المغيرة ، و العاص بن وائل ، و الأسودان ابن المطلب و ابن عبد يغوث ، و الحارث بن قيس .
و قد كتب النبي صلى الله عليه و سلم إلى كسرى و قيصر ، و كلاهما لم يسلم لكن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه و سلم ، و أكرم رسوله = فثبت ملكه ، فيقال : إن الملك باق في ذريته إلى اليوم .
و كسرى مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و استهزأ برسول الله صلى الله عليه و سلم = فقتله الله بعد قليل ، و مزق ملكه كل ممزق ، و لم يبق للأكاسرة ملك .
و هذا و الله أعلم تحقيق لقوله تعالى : { إن شانئك هو الأبتر } فكل من شنأه ، و أبغضه ، و عاداه = فإن الله يقطع دابره ، و يمحق عَينه و أثره .(1/1459)
و قد قيل : إنها نزلت في العاص بن وائل ، أو في عقبة بن أبي معيط ، أو في كعب بن الأشرف ، و قد رأيتَ صنيع الله بهم
و من الكلام السائر: " لحوم العلماء مسمومة " فكيف بلحوم الأنبياء عليهم السلام ؟!
و في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة " .
فكيف بمن عادى الأنبياء ؟ و من حارب الله تعالى حُرِب ، و إذا استقصيت قصص الأنبياء المذكورة في القرآن تجد أممهم إنما أهلكوا حين آذوا الأنبياء ، و قابلوهم بقبيح القول أو العمل ، و هكذا بنو إسرائيل إنما ضربت عليهم الذلة ، و باءوا بغضب من الله ، و لم يكن لهم نصير لقتلهم الأنبياء بغير حق مضموما إلى كفرهم ، كما ذكر الله ذلك في كتابه ، و لعلك لا تجد أحدا آذى نبيا من الأنبياء ، ثم لم يتب إلا و لابد أن تصيبه قارعة ، و قد ذكرنا ما جربه المسلمون من تعجيل الانتقام من الكفار إذا تعرضوا لسب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و بلغنا مثل ذلك في وقائع متعددة ، و هذا باب واسع لا يحاط به ، و لم نقصد قصده هنا ، و إنما قصدنا بيان الحكم الشرعي .
وينظر هذا الرابط فيه مقال فيه فوائد ونقول للشيخ عبد الله زقيل وفقه الله .
http://alsaha2.fares.net/sahat?23@94.gbkAbvVwiCn.0@44%40gbkAbvVwiCn
---
عبدالرحمن السديس
02-10-2006, 01:06 AM
في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة للحافظ ابن حجر 4 /152 في ترجمة :علي بن مرزوق بن أبي الحسن الربعي ..
ذكر عن جمال الدين إبراهيم بن محمد الطيبي: أن بعض أمراء المغل تنصر ، فحضر عنده جماعة من كبار النصارى والمغل ، فجعل واحد منهم ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم ، وهناك كلب صيد مربوط ، فلما أكثر من ذلك ، وثب عليه الكلب ، فخمشه فخلصوه منه . وقال بعض من حضر: هذا بكلامك فى محمد صلى الله عليه وسلم .
فقال: كلا بل هذا الكلب عزيز النفس ، رآني أشير بيدى فظن أني أريد أن أضربه !(1/1460)
ثم عاد إلى ما كان فيه فأطال ، فوثب الكلب مرة أخرى فقبض على زردمته فقلعها ، فمات من حينه ، فأسلم بسبب ذلك نحو أربعين الفا من المغل .
استفدته من الشيخ عبد الله بن مانع حفظه الله .
---
عبدالله الشهري
02-10-2006, 01:45 AM
جزاك الله خيرا ، وللتوضيح فقط ، كلمة "زردمته" : في اللسان - مادة "زردم" : الزَّرْدَمة ...موضع الابتلاع.
المصدر: http://qamoos.sakhr.com/openme.asp?fileurl=/html/7066035.html
---
عبدالرحمن السديس
02-14-2006, 09:14 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/1461)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لماذا رفض ابن تيمية المجاز....(حلقات)
---
لماذا رفض ابن تيمية المجاز....(حلقات)
---
أبو عبد المعز
04-12-2005, 12:15 AM
لماذا أنكر شيخ الاسلام المجاز فى اللغة؟
معظم الذين نقدوا رأي ابن تيمية ذهبوا الى ان شيخ الاسلام يصدر فى رأيه هذا من منطلقات عقدية....فيرون انكاره المجاز من باب سد الذريعة....فقط:فلما كان ابن تيمية لا يقبل تأويل الاسماء والصفات الالهية..فقد ضحى فى سبيل ذلك بالمجاز نفسه...بمعنى ان انكار المجاز ليس بالقصد الاول بل بالقصد الثاني.....
هذا الرأي فى نظري بعيد من الصواب....بل ان شيخ الاسلام كان يصدر من منطلقات لغوية....وفى نقاشه للمجاز..كان فى قلب البحث اللغوي...بغض النظر عن نتائجه العقدية...وهذا ما سنعرض له فى هذا البحث.....
اولا: رفض ابن تيمية لنظرية المجاز.....بسبب هشاشتها..وعدم وضوح مسلماتها...
نظرية المجاز رهينة بنظرية الوضع....فإن سلمت الاخيرة سلمت معها الاولى....لكن هيهات...فمسلمة "الوضع"تضرب فى اعماق الغيب....ولا يمكن الاستدلال عليها...وهذا القدر وحده يكفي للتشكيك فى مصداقية المجاز....عند علماء المناهج....وفقهاء العلم..وهذا بيان ذلك:
عرف صاحب الايضاح:الحقيقة الكلمة المستعملة فيما وضعت له في اصطلاح به التخاطب
......والمجاز وهو ما استعمل فيما لم يكن موضوعا له لا في اصطلاح به التخاطب ولا في غيره...
قال ابن جني في الخصائص : الحقيقة ما أُقرّ في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة والمجازُ : ما كان بضدّ ذلك......
يلاحظ ان مفهوم"الوضع"ضروري لقيام المجاز...واصل له...فلا يصبح المجاز ممكنا ..الا إذا ثبت وضع سابق.....لكن الوضع السابق هو مجرد دعوى....فكيف تصمد نظرية المجاز؟(1/1462)
فلنستمع الى الامام ابن القيم....وهو يقول:"...وهذا كله انما يصح إذا علم ان الالفاظ العربية وضعت اولا لمعان ثم استعملت فيها.....ثم وضعت لمعان اخر بعد الوضع الاول والاستعمال بعده...ولا تتم لكم دعوى المجاز الا بهذه المقامات الاربع......"
فالقول بأن"الاسد"يرادبه الانسان...مجاز........يفترض ما يلي:
وضع اول لكلمة "اسد"يراد بها الحيوان المعروف.....
استعمالها للدلالة عليه...دلالة حقيقية
وضع ثان لكلمة اسد يراد بها الانسان..
استعمالها للدلالة عليه...دلالة مجازية..
هذا الترتيب..لا يرتضيه ابن القيم...ويرى -عن حق-انه قول بلا علم..وهو حرام فى حق المخلوق فكيف فى كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم...فمن يمكنه من بني آدم ان يثبت ذلك؟
وقد ينكر الوضع الثاني...فيقال بل هنا وضع واحد واستعمالان...لكن هذا لا يغير من القضية شيئا...فالمشكلة فى الوضع الاول....
لكن لماذا كان "الوضع" مشكلا؟
لاننا مهما نظرنا الى الوضع...ومهما غيرنا ادوات الاستفهام...لا نجد جوابا قطعيا شافيا:
متى كان الوضع؟
من الواضع؟
كيف كان الوضع؟
اين تم الوضع؟
لا سبيل الا طرح دعاوى....والتيه فى نظريات ميتافزيقية...متكافئة...
فالواضع....هو الله تعالى فى نظرية.....وهو الانسان فى نظرية اخرى....وهو الالهام فى نظرية ثالثة...
كيف تم الوضع....قيل اتفقت مجموعة انسانية...على وضع الفاظ بعينها لمسميات بخصوصها...وهذا التعليل متهافت...لان كلمة "اتفقت"تفترض لغة سابقة...وهذا تناقض...(1/1463)
وقيل وضعت الالفاظ محاكاة لاصوات الحيوانات...وهذا غير مقبول...فالانسان ارقى من الحيوان...فلا يقلد الاعلى الادنى...فضلا على ان الاسلام لا يقبل ابدا مفهوم" الانسان البدائي..."فهذا المفهوم نشأ فى بيئة ملحدة...تقوم على خرافة التطور....وقيل وضعت الالفاظ محاكاة لاصوات الطبيعة...كما نجد فى بعض الفاظ العربية ما يحاكي اصوات الشيء المعبر عنه...من قبيل "عواء" و"مواء"و "قضم" و"حفيف".....لكن الكثرة الكاثرة من الالفاظ لا تقلد صوتا ولا صدى...بل ان لغويي اليوم يرون العلاقة اعتباطية بين الدال والمدلول....
ثم يأتي الاشكال الاكبر ....اين النقل الصحيح ؟؟؟لان مسألة المواضعة مسألة نقلية لا دخل للعقل فيها...
بعد هذا....الم يكن شيخ الاسلام اولى بالحصافة المنهجية من غيره...عندما رفض فكرة الوضع...وأبى ان يستخدمها فى نظريته اللغوية.....
ولكن ما الحل البديل لنظرية"الوضع"؟
هذا هو موضوع الحلقة الثانية من هذا العرض...ان شاء الله تعالى...
---
أبو عبد المعز
04-12-2005, 02:21 PM
لما كان مفهوم "الوضع" ظنيا لم يجز اعتماده لبناء نظرية لغوية سليمة....فأقصى من قبل ابن تيمية..واعتمد على مفهوم واضح اجرائي :"الاستعمال"
فإن كان من المجازفة ان نقول ان العرب وضعت اسم" الاسد" للحيوان اولا ثم استعمل بعد ذلك فى الانسان..فإنه من المؤكد انهم استعملوا اسم "الاسد" فى المعنيين...معا...وهذا يمكن التحقق منه بالرجوع الى كلامهم...
قال ابن تيمية فى الايمان الكبير:"والمقصود هنا أنه لا يمكن أحدا أن ينقل عن العرب بل ولا عن أمة من الأمم أنه اجتمع جماعة فوضعوا جميع هذه الأسماء الموجودة فى اللغة ثم استعملوها بعد الوضع وانما المعروف المنقول بالتواتر استعمال هذه الألفاظ فيما عنوه بها من المعانى فان ادعى مدع أنه يعلم وضعا يتقدم ذلك فهو مبطل فان هذا لم ينقله أحد من الناس..."(1/1464)
وكأني بشيخ الاسلام هنا يطبق القاعدة الشرعية....اليقين لا يزول بشك....فلا يجوز لفرضية الوضع المشكوك فيها ان تشوش على" الاستعمال "المقطوع به ...
وينتج عن هذا الاعتبار....تساوي الاستعمالات...فليس استعمال "الاسد" فى الحيوان اولى من استعمال "الاسد" فى الانسان من حيث القيمة....وبطل بالتالي التصنيف الى اصل وفرع...
والى هذا المذهب...مال ابو اسحق الاسفراييني....كما عرضه د.لطفي عبد البديع..فى كتابه "فلسفة المجاز":
".....ومن اجل ما قدمنا.......كان ما ذهب اليه ابو اسحق الاسفراييني من انه لا مجاز فى لغة العرب وعمدته ان حد المجاز عند مثبتيه انه كل كلام تجوز به عن موضوعه الاصلي الى غير موضوعه الاصلي للنوع مقارنة بينهما فى الذات او فى المعنى...اما المقارنة فى المعنى فكوصف الشجاعة والبلادة.....واما فى الذات فكتسمية المطر سماء........وهذا يستدعي منقولا عنه متقدما ومنقولا اليه متاخرا...وليس فى لغة العرب تقديم وتاخير بل كل زمان قدر ان العرب قد نطقت فيه بالحقيقة فقد نطقت فيه بالمجاز..........والعرب نطقت بالحقيقة و المجاز على وجه واحد..فجعل هذا حقيقة وهذا مجازا ضرب من التحكم فان اسم السبع وضع للاسد كما وضع للرجل الشجاع..
وما قيل فى الجواب عن هذا من ان الجهل بتاريخ تقدم الحقيقة على المجاز لا يدل على عدم التقديم والتاخير منقوض بعدم وجود تاريخ لذلك ...الا ان هذا التاريخ مبني على افتراض التقديم والتاخير...وهو فى الترتيب الزمني بمنزلة الاصل والفرع فى الترتيب العقلي..وكلاهما لا وجه له فى الظاهرة اللغوية...وحسبنا ان نقول ان اللفظة الواحدة قد تتوارد على معان شتى دون
ان يعرف اي هذه المعاني مقدم على الآخر لانه لا سبليل الى ذلك....انتهى كلام عبد البديع.(1/1465)
ومن النتائج الجليلة...عن اعتبار الاستعمال لا الوضع..تغير تصورنا للغة...فلن تكون بعد هذا "مجموعة من "المفردات "المخزونة-المحنطة- فى المعاجم.....بل هي مجموعة من "الجمل"المتداولة فى الحياة....ولهذا التصور غور عظيم...سيكون هو موضوع حديثنا القادم ان شاء الله.....
---
أبو عبد المعز
04-14-2005, 03:29 AM
ان المتتبع لتراث شيخ الاسلام...سيجد عنده احتفاء قويا..بمبدأ الواقعية...وهو المعبر عنه ب"نفس الأمر"...وهو المقابل للتقدير الذهني...لذلك كان مناوئا لنهج المتكلمين..بسبب انبناء كثير من نظرياتهم على....مجرد تقديرات ذهنية....والعبرة عند ابن تيمية لا بما تقدر بذهنك....ولكن .. بما يوجد فى "نفس الامر"..اي فى الخارج...
هذا النزوع المنهجي الواقعي ..ظل ابن تيمية وفيا له...وطبقه بكل لوازمه فى نظريته اللغوية..
وهكذا....طوح بمفهوم "المواضعة"وسلكه فى سلك التقديرات الذهنية.....واعتبر ان جوهر اللغة..هي استعمال "فى نفس الأمر"....فأين ما وجهت وجهك ...لن تجد الا من يستعمل اللغة...وقد يقال على سبيل الاعتراض...فما بال هذه المصطلحات الجديدة...فى كل العلوم..أليست نتاج المواضعة...ثم اليس من الممكن..ان نخترع فى كل لحظة اعرافا لغوية...غير مسبوقة...هذا الاعتراض يبدو قويا(وهو عمدة من اعترض على ابن تيمية)...لان شيخ الاسلام لا يمكن ان يتغاضى..على انه فى كل علم....تولدت مصطلحات...بعضها مرتجل وبعضها منقول...
لكن قوة هذا الاعتراض لبادي الرأي فقط....لأن شيخ الاسلام سيزيحه بضربة واحدة..
ألم تستعمل اللغة فى هذه المواضعة....؟بلى...
إذن هذا الاعتراض يقوي نظرية ابن تيمية..ولا يقوضها....فالرجوع الى الخارج اي الى "نفس الامر"...لا نجد الا الاستعمال الذى نوظف به الكلمات" القديمة "ونضع به الكلمات" الجديدة"...اما الوضع السابق للاستعمال...فلا يشهد له الا التقدير الذهني.....وقد قلنا آنفا انه لا سبيل الى البرهنة عليه...(1/1466)
قال -رضي الله عنه-فى الايمان الكبير:نعم قد يضع الناس الاسم لما يحدث مما لم يكن من قبلهم يعرفه فيسميه كما يولد لأحدهم ولد فيسميه اسما إما منقولا واما مرتجلا وقد يكون المسمى واحدا لم يصطلح مع غيره وقد يستوون فيما يسمونه وكذلك قد يحدث للرجل آلة من صناعة أو يصنف كتابا أو يبنى مدينة ونحو ذلك فيسمى ذلك باسم لأنه ليس من الأجناس المعروفة حتى يكون له اسم فى اللغة العامة....
فلا مجال للتشغيب عليه...فالرجل واع بامكان الاصطلاح بين الناس...ويقر به..ويقبله...وهذه الوظيفة اللغوية..هي التي سماها علماء اللغة المعاصرون.."الوظيفة الميتا لغوية "وادرجوها ضمن وظائف اخرى كالوظيفة الانفعالية والتعبيرية..واللغوية(بالسكون) والاحالية..(ينظر مثلا ما كتبه رومان ياكبسون..احد الشكلانيين البنيويين....)
انظر الى قوله:فيسميه اسما ...اي يستعمل اللغة ليفهم الناس ان ابنه منذ اليوم يسمى زيد..او بكر...
لكن اين هذا من ذاك ..فالوضع الاولي ثبتت به اللغة.. الوضع الميتالغوي ثبت باللغة ...فليتأمل..
---
أبو عبد المعز
04-14-2005, 01:13 PM
والآن نصل الى منعرج حاسم في نظرية ابن تيمية اللغوية..فالجزم بالاستعمال...وحده...وعدم التعويل على فرضية الوضع....يفضي لا محالة...الى اعادة النظر فى طبيعة اللغة...فلن يعود تعريف ابن جني مقبولا عند ما قال:أمّا حدّها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم...
بل حتى القول بأنها كلمات...حد قاصر ...
وليس الصواب الا ان نقول "اللغة جمل....وتراكيب"
لماذا ذلك؟...
لان الناس فى استعمالهم اليومي....يتخاطبون بالتراكيب لا بالاصوات...
قال ابن القيم -رضي الله عنه-:(1/1467)
الوجه التاسع عشر:انكم فرقتم ايضا بينهما ان المجاز ما يتبادر غيره الى الذهن فالمدلول ان تبادر الى الذهن عند الاطلاق كان حقيقة وكان غيرالمتبادر مجازا..فإن الاسد اذا اطلق تبادر منه الحيوان المفترس دون الرجل الشجاع...فهذا الفرق مبنى على دعوى باطلة وهو تجريد اللفظ عن القرائن بالكلية والنطق به وحده..وحينئذ فيتبادر منه الحقيقة عند التجرد...وهذا الفرض هو الذي اوقعكم فى الوهم....فإن اللفظ بدون القيد والتركيب بمنزلة الاصوات التي ينعق بها..لا تفيد فائدة وانما يفيد تركيبه مع غيره تركيبا اسناديا يصح السكوت عليه..."
لله دره...كأن ابن القيم تبعا لشيخه ...يقرر ان الوحدة الاولى فى اللغة هي الجملة..وما قبل الجملة...اصوات ينعق بها....ك"غاق"...فيكون المسلمون قد سبقوا "شومسكي" وامثاله....الى اعتبار اللغة...تراكيب وان القدرة اللغوية الانسانية هي قدرة على انتاج عدد لا نهائي من الجمل...
ومن ثم ظهر ضعف حد ابن جني..عندما ارجع اللغة الى الاصوات...
فمن المؤكد ان" حمحمة "الفرس..و"غاق" الغراب...ليس من قبيل اللغة...
فإن قيل...لكن تلك التراكيب أليست مكونة من "اصوات" و"كلمات"
...أليس البسيط متقدما على المركب؟؟
قلنا بلى....بشرط ان نتبنى التحليل المنطقي...ذلك التحليل المهووس بارجاع كل شيء الى الماهيات المجردة...وقد مر ان الشأن مناط ليس بتقدير المنطق الذهني بل...بما هو موجود فى الخارج..فلتكن الجمل من الكلمات ولتكن الكلمات من الاصوات ولكن الناس فى تدوالهم اليومي...لا يقولون..."عندى اصوات اريد ان اوصلها الى سمعك"
وحتى عندما يقولون "هل تسمح لى بكلمة"...فهم يقصدون "جملة"...
هذا الاعتراض على التصور المنطقي وجيه...فإن كان لا بد من ارجاع المركب الى البسيط.....فلم الوقوف عند حدود الصوت...اليس هو نفسه مركب....من تموجات وذبذبات...أفتكون اللغة فى نهاية المطاف..
ذرات والكترونات.....؟؟؟؟
---
فهد الناصر(1/1468)
04-14-2005, 03:16 PM
عرض جيد ، ويحتاج إلى المناقشة بعد اكتمال حلقاته إن شاء الله. شكراً جزيلاً للأستاذ أبي عبدالمعز على هذا الموضوع.
---
أبو عبد المعز
04-14-2005, 11:13 PM
بعد هذه الجولة القصيرة..بين المواضعة والاستعمال..وهما مفهومان لا لا بد من تصورهما لفهم المجاز...نعود الى ما بني على المواضعة من افتراض "المجاز"....فقد يقال..هب المواضعة مجرد افتراض..فهل هذا مدعاة الى انكار المجاز...لاننا نجد فى كل العلوم..مباديء ومسلمات...بعضها غير مبرهن عليها...فقد بنيت هندسة اقليدس مثلا على افتراض المكان مستويا...وبنى غيره هندسة اخرى على افتراض المكان مقعرا....فهلا تعاملتم مع انصار المجاز....كما تعامل "ريمان" و"لو باتشفسكي"مع اقليدس...لا احد ينكر على الآخر...قلنا هيهات...لان الشرط المعتبر عند فقهاء العلم هو انسجام النظرية الداخلي.....وهذا مفقود فى نظرية المجاز......واليكم التفصيل:
القول بالمجاز..فرع عن القول بالحقيقة...عند القائلين بالمجاز..:فقال بعضهم الحقيقة اصل للمجاز وقال بعضهم هي كالاصل للمجاز..ولكنهم اتفقوا جميعا على ثنائية حقيقة/مجاز...
لكن الكارثة...ان القول بالمجاز يلغي الحقيقة فى آخر المطاف...فيكر الفرع على الاصل بالابطال...
وبتعبير آخر يصبح المجاز"غولا"يلتهم كل اللغة...بحقائقها وغيرحقائقها...وممن انتبه الى هذه الآفة ابن جني ..فى كتابه الخصائص....مع التنبيه الى ان ما سميناه نحن "آفة" ليست عند ابن جني ..الا امرا طبيعيا..لذلك صرح بكل شجاعة..جل اللغة مجاز...ومع ان رأيه هذا لم يتابعه عليه احد...بل عده البيانيون رأيا متطرفا..كتطرف من ينفى المجاز اصلا...لكن الحقيقة ان رأي ابن جني لازم للجميع....شاؤوا ام ابوا....فلنقف بعض الوقفات مع هذا النص المشهور لابن جني -رحمه الله-:(1/1469)
اعلم أن أكثر اللغة مع تأمله مجاز لا حقيقة . وذلك عامة الأفعال نحو قام زيد وقعد عمرو وانطلق بشر وجاء الصيف وانهزم الشتاء . ألا ترى أن الفعل يفاد منه معنى الجنسية فقولك : قام زيد معناه : كان منه القيام أي هذاجنس من الفعل ومعلوم أنه لم يكن منه جميع القيام وكيف يكون ذلك وهو جنس والجنس يُطبق جميع الماضى وجميع الحاضر وجميع الآتى الكائنات مِن كل مَن وُجد منه القيام . ومعلوم أنه لا يجتمع لإنسان واحد ( في وقت واحد ) ولا في مائة ألف سنةٍ مضاعفةٍ القيام كله الداخل تحت الوهم هذا محال عند كل ذى لبّ . فإذا كان كذلك علمت أن ( قام زيد ) مجاز لا حقيقة وإنما هو على وضع الكل موضع البعض للاتساع والمبالغة وتشبيه القليل بالكثير . ويدل على انتظام ذلك لجميع جنسه أنك تُعمله في جميع أجزاء ذلك الفعل فتقول : قمت قومة وقومتين ومائة قومةٍ وقياما حسنا وقياما قبيحا . فإعمالك إياه في جميع أجزائه يدل على أنه موضوع عندهم على صلاحه لتناول جميعها . وإنما يعمل الفعل من المصادر فيما فيه عليه دليل ألا تراك لا تقول : قمت جلوسا ولا ذهبت مجيئا ولا نحو ذلك لما لم تكن فيه دلالة عليه ألا ترى إلى قوله :
( لعمرى لقد أحببتك الحبَّ كله ... وزدتِك حبَّا لم يكن قبل يعرف )
فانتظامه لجميعه يدل على وضعه على اغتراقه واستيعابه وكذلك قول الآخر :
( فقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظن أن لا تلاقيا )(1/1470)
فقوله ( كل الظن ) يدل على صحة ما ذهبنا إليه . قال لى أبو علي : قولنا : قام زيد بمنزلة قولنا خرجت فإذا الأسد ومعناه أن قولهم : خرجت فإذا الأسد تعريفه هنا تعريف الجنس كقولك : الأسد أشد من الذئب وأنت لا تريد أنك ( خرجت وجميع الاسد ) التي يتناولها الوهم على الباب . هذا محال واعتقاده اختلال . وإنما أردت : خرجت فإذا واحد من هذا الجنس بالباب . فوضعت لفظ الجماعة على الواحد مجازا لما فيه من الاتساع والتوكيد والتشبيه . أما الاتساع فإنك وضعت اللفظ المعتاد للجماعة على الواحد . وأما التوكيد فلأنك عظمت قدر ذلك الواحد بأن جئت بلفظه على اللفظ المعتاد للجماعة . وأما التشبيه فلأنك شبهت الواحد بالجماعة لأن كل واحد منها مثله في كونه أسدا
وإذا كان كذلك فمثله قعد جعفر وانطلق محمد وجاء الليل وانصرم النهار . وكذلك أفعال القديم سبحانه نحو خلق الله السماء والأرض وما كان مثله ألا ترى - أنه عز اسمه - لم يكن منه بذلك خلق أفعالنا ولو كان حقيقة لا مجازا لكان خالقا للكفر والعدوان وغيرهما من أفعالنا عز وعلا . وكذلك علم الله قيام زيد مجاز أيضا لأنه ليست الحال التي علم
عليها قيام زيد هي الحال التي علم عليها قعود عمرو ..."انتهى كلامه.
(بعد نقل هذا الكلام بدا لى ان اصحح قولى ان" المجاز غول يلتهم اللغة كلها"مستدركا: والعقيدة ايضا.....)
قلت:ينبغي للمجازيين ان يتحملوا هذا النص رغم بشاعته...فالاكتفاء بوصفه "فيه غلو" لا يكفي...لانني لم ار من رد على حجج ابن جني...
ولا سبيل الى الرد عليه الا بقفل الباب الذى خرج منه الوحش...كما كان صنيع الاسفراييني...وداود الظاهري وابنه..والبلوطي..وجل الظاهرية....وخويز منداد وابن تيمية وابن القيم والشنقيطي...رحمهم الله جميع وعفا عن مخالفيهم...
ما يعجبني فى نص ابن جني ان صاحبه يقر بما يلزم عن القول بالمجاز...ويتبنى اللوازم..بدون مواربة...ويصل الى النتيجة التي يفر منها الآخرون:(1/1471)
انظر مثلا الى تحليله لمقولة" الفعل"من حيث الوضع والاستعمال....فالفعل ان وضع لا بد ان يوضع للمعنى المطلق....وان استعمل فلا بد ان يستعمل فى المعنى المقيد...اي لا بد ان يستعمل فى غير ما وضع له......وهذا هو المجاز فى تعريف الناس....ولو شئنا استعمال الفعل فى" الحقيقة" تعذرالامر....
"ضرب"يجب ان تكون موضوعة للضرب المطلق...ويستحيل ان تكون موضوعة لخصوصية كل ضرب...لكننا عندما نريد استعمال....هذا الفعل فإننا...نسنده الى فاعل خاص....ونعبر به عن ضرب مخصوص..وقع فى مكان وزمان مخصوصين....فتحتم المجاز...لاننا استعملنا ما وضع للعموم..للدلالة على الخصوص...او ما وضع للمطلق للدلالة على المقيد..فثبت فى كلتا الحالتين استعمال كلمة فى غير ما وضعت له....وهذا مشهور متداول عند اهل البيان...ويسمونه "المجاز المرسل"علاقته الاطلاق او التقييد..
ففي قولهم "مشفر الرجل"....يقترحون التأويل التالي:المشفر موضوع لشفة البعير....وهنا اسند الى الرجل....فمشفر مجاز...ثم يفصلون :ان كان المستعمل لهذا التعبير قد قصد تشبيه شفة الانسان بمشفر البعير...من حيث الغلظ ..والتشقق..فهنا استعارة تصريحية....وان لم يعتبر علاقة المشابهة...بل اراد الشفة..فعبر عن الجنس بالنوع......فسيكون عندنا مجاز مرسل.....
هذا هو تحليل ابن جني...لمقولة الفعل بدون فرق...فعنده الضرب موضوع للجنس فان استعملناه فى النوع او الافراد....فقد حصل المجاز...
بل يمكن ان نضيف الى تحليله امرا آخر.......فصيغة ضرب تدل على الماضي..والصيغ الصرفية عند المحققين من اهل البلاغة...موضوعة "بالوضع النوعي"...لا الشخصي...صيغة فعل-بالفتح-..تدل على مطلق الماضي...ونحن عندما نقول..كتب ..نقصد حيزا فى الماضي خاصا-وقوع الكتابة يوم الجمعة مثلا-فصرنا الى المجاز مرة اخرى....اي باعتبار المادة وباعتبار الصيغة...(1/1472)
ويأبى ابن جني..الا ان يطم المجازعلى كل مساحات اللغة فيقول اثر ما نقلناه عنه آنفا:
وكذلك قولك : ضربت عمرا مجاز أيضا من غير جهة التجوز في الفعل - وذلك أنك إنما فعلت بعض الضرب لا جميعه - ولكن من جهة أخرى وهو أنك إنما ضربت بعضه لا جميعه ألا تراك تقول : ضربت زيدا ولعلك إنما ضربت يده أو إصبعه أو ناحية من نواحى جسده ولهذا إذا احتاط الانسان واستظهر جاء ببدل البعض فقال : ضربت زيدا وجهه أو رأسه . نعم ثم إنه مع ذلك متجوز الا ( تراه قد يقول ) : ضربت زيدا رأسه فيبدل للاحتياط وهو إنما ضرب ناحية من رأسه لا رأسه كله . ولهذا ما يحتاط بعضهم في نحو هذا فيقول : ضربت زيدا جانب وجهه الأيمن أو ضربته أعلى رأسه الأسمق لأن أعلى رأسه قد تختلف أحواله فيكون بعضه أرفع من بعض..."انتهى.
باختصار يبدو انه لا سبيل الى الحقيقة..الا بتعيين عدد الخلايا..التي وقع عليها ذلك القسط من الضرب..مع تحديد عدد الذرات التى تلامست..
ووقع فيها الاحتكاك.وهذا فوق طاقة البشر كما لا يخفى.....
ويأبى ابن القيم الا ان يثخن من جراح المجاز...فيحول الانظار الى ما تبقى فى اللغة وهو الحروف....فيلزم المجازيين...بأمور قريبة مما...سبق مع ابن جني......فيقول فى الصواعق:وهذه الروابط-اي الحروف-لها دلالتها على معناها الافرادي مشروط بذكر متعلقاتها...وهو القرينة المبينة لمعناها...وذلك امارة المجاز عندهم..(1/1473)
فهم بين امرين...اما ان يدعوا ان الحروف كلها مجاز فهذا غلط..لو كان المجاز ثابتا فإنها لم يسبق لها موضوع غير موضوعها الذى هي مستعملة فيه...واما ان يقول ان توقف فهم معناها على القرينة لا يوجب لها ان تكون مجازا...(كذا فى النسخة التى انقل منها..ولعل الصواب يوجب لها ان تكون مجازا...او لا يوجب لها ان تكون حقيقة...والمعنى مفهوم بلا ريب )فيقال لهم : هكذا الاسماء والافعال التي لها دلالة عند الاقتران ودلالة عند التجرد لا يؤدي توقف فهم معناها عند الاقتران على القرينة ان تكون مجازا..وهل الفرق الا تحكم محض.؟
وعلى العموم فنظرية وضع الحروف....تخبط فيها اللغويون والاصوليون كثيرا......
---
أبو عبد المعز
04-16-2005, 02:52 PM
هذه الاعتبارات كافية لاضعاف نظرية المجاز فى اللغة...لكن عندما ندخل فى حسباننا النصوص الشرعية...سيكون نفي المجاز واجبا شرعيا- ومن ثم اصبح البحث فى مسألة المجاز ليس من قبيل الترف او الرياضة الذهنية...بل هو مطلوب شرعا -...فالقول بأن "لا مجاز فى القرآن"يستجيب فى الحقيقة...لنوعين من الاكراه: اكراه عام...يتمثل فى اللوازم الباطلة من افتراض المجاز- وقد ذكرنا بعضها -واكراه خاص يتعلق...بمسلمات المؤمن بالقرآن.....من كونه لا يأتيه الباطل من اية جهة من الجهات...والمجاز يحمل فى طياته "الكذب"لذا يتعين ابعاده عن النصوص الشرعية بكل قوة....
وقبل الاستدلال على طبيعة المجاز من حيث الصدق والكذب...نورد ادلة من يرى المجاز موجودا فى القرآن:
عمدة هؤلاء....دليلان:
القرآن نزل بلغة العرب...والمجاز اسلوب موجود فى العربية....فلاضير من وجوده فى القرآن....
اما الدليل الثاني....فقد صاغه جلال الدين السيوطي فى "اتقانه "على الشكل التالي:(1/1474)
وأما المجاز فالجمهور أيضا على وقوعه فيه وأنكره جماعة منهم الظاهرية وابن القاص من الشافعية وابن خويز منداد من المالكية وشبهتهم أن المجاز أخو الكذب والقرآن منزه عنه وأن المتكلم لا يعدل إليه إلا إذا ضاقت به الحقيقة فيستعير وذلك محال على الله تعالى
وهذه شبهة باطلة ولو سقط المجاز من القرآن سقط منه شطر الحسن فقد إتفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة ولو وجب خلو القرآن من المجاز وجب خلوه من الحذف والتوكيد وتثنية القصص وغيرها..."
لقد تصدى الشيخ الامين الشنقيطي..للدليل الاول..فنقضه فى رسالته "منع جواز المجاز":
"فإن قيل كل ما جاز فى اللغة العربية جاز فى القرآن لانه بلسان عربي مبين.
فالجواب: ان هذه كلية لا تصدق الا جزئية....وقد اجمع النظار على ان المسورة تكذب لكذب سورها كما تكذب الموجهة لكذب جهتها.وايضاح هذا على طريقة المناظرة ان القائل به يقول المجاز جائز فى اللغة العربية فهو جائز فى القرآن..ينتج من الشكل الاول المجاز جائز فى القرآن .
فنقول : سلمنا المقدمة الصغرى تسليما جدليا لان الكلام على فرض صدقها وهي قولنا المجاز جائز فى اللغة العربية....ولكن لا نسلم الكبرى التى هى قوله: وكل جائز فى اللغة العربية جائز فى القرآن..بل نقول بنقيضها.....وهي قولنا بعض ما يجوز فى اللغة ليس بجائز فى القرآن فإذا تحقق صدق هذه الجزئية السالبة تحقق نفي الكلية الموجبة ...
فمن ذلك ما يسميه علماء البلاغة "الرجوع"وهو نوع من انواع البديع المعنوي.....وحده الناظم بقوله:
وسم نقض سابق بلاحق*******لسر الرجوع دوم ما حق
فإنه بديع المعنى فى اللغة عندهم وهو ممنوع فى القرآن العظيم لأن نقض السابق فيه باللاحق انما هو لاظهار المتكلم الوله والحيرة من امر كالحب مثلا ثم ظهر انه ثاب له عقله وراجع رشده فينقض كلامه الاول الذي قاله فى وقت حيرته غير مطابق للحق كقول زهير:(1/1475)
قف بالديار التي لم يعفها القدم.....بلى وغيرها الارواح والديم
يقصد الشنقيطي-رحمه الله-ان "الرجوع "يقوم على ارتكاب خطإ ما ثم الرجوع عليه بالتصحيح...ويرى ان مثل هذا لا يجوز فى القرآن ضرورة.وان استحسن فى كلام الشعراء..
ومن هذا المشرب ايضا...ما يسمى عندهم ب"حسن التعليل"ومعناه ايراد معنى وتفسيره تفسيرا طريفا شعريا مخالفا للواقع ولكنه مستحب للنفوس..وحسن التعليل هذا... انواع ضرب له الشنقيطى امثلة وحسبنا منها مثالا واحدا يبين المقصود..قول ابي هلال العسكري:
زعم البنفسج انه كعذاره
حسنا فسلوا من قفاه لسانه..
فعلل الشاعر خروج ورقة البنفسج الى الخلف..باعتباره عقوبة له على افترائه.. عندما زعم انه يشبه المحبوب المتغزل به...
ولا ريب ان هذا الكذب"الشعري" لا يجوز فى القرآن....
ومن هذا السبيل ايضا....ما سماه اهل البديع..ب"تجاهل العارف"ومعلوم انه لا يجوز فى القرآن لاستحالة التجاهل على الله تعالى..
وقد فطن الامام الشنقيطي الى ان السكاكي فطن لهذا فعدل عن لفظ التجاهل وسماه "سوق المعلوم مساق غيره لنكتة"ليدخل فيه مواضع من القرآن زعم انها منه...
وعبارة الجمهور بلفظ التجاهل ولا تخفى استحالته على الله تعالى...(الا تصل احيانا رغبة الانتصار للمذهب الى حدود الاقتراب من اقتراف الغش.. فهل كان المظنون عند السكاكي ان تغيير التسمية يكفي لتسويغ الباطل؟؟؟ )
ثم ساق الشنقيطى وجوها اخرى من البلاغة مطلوبة عند الشعراء والادباء..لكنها لا تقبل فى القرآن...فثبتت سقوط دعوى ان كل ما يجوز فى اللغة العربية جاز فى القرآن العظيم....
أما الدليل الثاني الذى اورده السيوطي...فلم اجد من رد عليه...لكن الحقيقة حجته ضعيفة جدا....فقوله:"وهذه شبهة باطلة ولو سقط المجاز من القرآن سقط منه شطر الحسن."هو نفسه شبهة باطلة...(1/1476)
ونرد عليه بما يلي:انت نفسك لا تنكر وجود الحقيقة فى القرآن...فيلزم على رأيك ان يكون فيه شطر غير حسن...وهذا هو مفهوم قوله بلا ريب...
ويلاحظ ايضا ان السيوطي -غفرالله له-تحاشى فى النص السابق الرد على من قال ان المجاز كذب...واورد شبهته تلك مع ضعفها...فبقيت دعوى الكذب قائمة...وان حاول غيره الرد عليها ولكن الحقيقة لم يأتوا بشيء....
وسنعرض لهذه المسألة بعد حين ان شاء الله تعالى...
---
أبو عبد المعز
04-16-2005, 09:53 PM
تقسيم اللغة الى حقيقة ومجاز....يثير الشك فى المجاز بالنظر المجرد الى الاصطلاح....فهو قسيم اي مقابل للحقيقة....ومما يقابل الحقيقة...الباطل...والكذب...والبهرج..والزيف...فيكو ن المجاز..منتميا لا محالة الى هذا الحقل الدلالي...الذي ينفر منه الانسان السوي...ومن ثم يدرك تهافت تعبير السيوطي...السابق..عندما جعل المجاز مقترنا بالحسن....وهو فى الوقت ذاته ضد الحقيقة...الا ان يكون المجاز له وجه داخلي هو الباطل او الكذب....او اي معنى يقترح ضدا للحقيقة..ووجه خارجي هو الحسن والبلاغة والرونق الخ....فيكون وضع المجاز..قلق جدا...متنازع فيه اشد التنازع...فبينا هو من وجهة نظر اخلاقية..كذب ممجوج....اذا هو من وجهة نظر جمالية حسن منشود...والفصل بين وجهتي النظر هاتين....هو من شأن العلمانيين...
لا من ديدن المسلمين....ف"خضراء الدمن...."مستقبحة شرعا...رغم الاعتراف بلونها وظاهرها البهيج....وكذلك المجاز..يستحق ان يوصف ب"خضراء الدمن"....كما استحق من قبل اسم "الغول"...
ولكن علينا ان نثبت اولا ان المجاز كذب....(1/1477)
اولا :ان وضع المجاز فى مقابل الحقيقة....فيه اقرار بمعنى الكذب...والا فماهذا الذي يكون ضد الحق......ولهذا الامر انشغل البلاغيون...بمصطلح "حقيقة" لكنهم لم يوردوا كل معانيها..لحاجة فى انفسهم قال الخطيب فى الايضاح:"الحقيقة إما فعيل بمعنى مفعول من قولك حققت الشيء أحقه إذا أثبته أو فعيل بمعنى فاعل من قولك حق الشيء يحق إذا ثبت أي المثبتة أو الثابتة في موضعها الأصلي....."
فلاحظ ايها اللبيب..ان الخطيب جعل معنى الحق..هو الثبات..ولم يشر الى غيره...بينما صاحب اللسان...جاء تعريفه الاول لمادة[ ( حقق ) الحَقُّ نقيض الباطل وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ وليس له بِناء أدنى عدَد وفي حديث التلبية لبَّيْك حَقّاً حقّاً أي غير باطل ]ثم ذكر من معانيه الثبات والصدق والوجوب..ونحن لا ننكر معنى الثبوت للحق ولكن نقول من عادة المصنفين من المحققين..عندما يتعرضون لمصطلح ان يشيروا الى جل معانيه فى اللغة....وليس هذا صنيع الخطيب...رحمه الله.
وافضل من صاحب اللسان....صاحب التاج.عندما بدأبقوله : الحَقُّ : من أسماء اللهِ تَعالَى أو من صفاتِه قالَ ابنُ الأثِيرِ : هو المَوجُودُ حقيقةً المُتحَققُ وجُودُه وإلهِيته وقال الراغِبُ : أصلُ الحَقِّ : المُطابقةُ والمُوافَقَة كمُطابَقَةِ رِجلِ الباب في حُقهِ لدَوَرانِه على الاستِقامَةِ والحَقًّ : يقالُ لمُوجدِ الشيءَ . بحَسَب ما تَقْتَضِيه الحِكمَةُ ولِذلِكَ يُقال : فِعلُ اللهٍ كُله حَق وللاعْتقادِ في الشيء التطابِقِ لما عَلَيه ذلِكَ الشَّيء في نَفْسِه..
والحَق : خِلاف الباطِل جَمعُه : حُقُوق وحقاقٌ وليسَ له بِناءُ أَدنَى عدَد..
والحَق : المَوْجُودُ الثابِتُ الذي لا يَسُوغُ إِنْكارُه......(1/1478)
وفي شَرْح العَقائدِ : الحَق عُرْفاً : الحُكْمُ المُطابِقُ للواقِع يُطلَقُ على الأقوالِ والعَقائدِ والأدْيانِ والمَذاهِبِ باعتِبار اشْتِمالِها عَلَى ذلِك ويُقابِلُه الباطِلُ وأَمَّا الصِّدْقُ فشاعَ في الأَقْوالِ فَقَط ويُقابِلُه الكَذِبُ وفُرِّقَ بينَهُما بأنَّ المُطابَقَةَ تُعْتَبَرُ في الحَقِّ من جانِبِ الواقِع وفي الصِّدق من جانِبِ الحُكْم فمَتَى صَدَق الحُكمُ صَدَقَ مطابَقَتُه للواقِع ومَعْنَى حَقِّيَّتِه : حَقِّيَّة مُطابَقَةِ الواقِع إيّاه . والحَقُّ : واحِدُ الحُقُوقِ والحَقَّةُ : أَخَص منه يُقالُ : هذِه حَقَّتِي أي : حَقِّي نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ . والحَقَّةُ أيْضاً : حَقِيقَة الأمْرِ يُقال : لمّا عَرَفَ الحَقَّةَ مِنِّي هَرَب نَقَله الجَوْهَرِي . وحَقِيقَةُ الأمْرِ : ما يَصيرُ إِليه حَقُّ الأمْرِ ووُجُوبُه يُقال : بَلَغَ حَقِيقَةَ الأمْرِ أي : يَقِينَ شَأنِه.انتهى بعض كلام الزبيدي رحمه الله....
ومما يستفاد من كلامه...ان الحقيقة هي المطابقة للواقع....فغيرها وهو المجاز غير مطابق للواقع فهو باطل...وليس من المجازيين من ينكر هذا الامر فهم يقولون...."الاسد"فى المجاز ليس اسدا حقيقيا...ففي الواقع لم يأتك اسد...ولكن اتاك غيره....وهذا هو الباطل....
اما إذا اعتبرنا...حيثية الاخبار عن الواقع....فالمجاز كذب...ولا يخلو المجاز من الوصفين....: باطل باعتبار مطابقة الوقائع...او كاذب باعتبار علاقة اللغة بالواقع..
وحتى عند التسليم...بان الحقيقة هي الثبات....نصطدم..بكون" كلمة حقيقة"لا تعبر حتى عن نفسها بهذا المعنى..فى ادبيات المجازيين...(1/1479)
قال الدكتور لطفى عبد البديع...فى كتابه "فلسفة المجاز بين البلاغة العربية والفكر الحديث":"فالمعول عليه عندهم فى المجاز النقل خلافا للحقيقة التي تقوم على الثبات...ولكن هل نجت الحقيقة من النقل الذي ظلوا يلاحقون به المجاز؟والجواب عن ذلك بالسلب...فظاهر صنيعهم فى تصور الحقيقة يؤخذ منه انها نقل ايضا على ما ذكره صاحب" الكشف "[يقصد البزدوي]إذ نقل اولا اللفظ الى الاعتقاد المطابق للواقع لأنه اولى بالثبوت من غيره ..ثم نقل منه الى القول المطابق لذلك الاعتقاد....ثم نقل منه الى ذلك المصطلح عليه...اي اللفظ المستعمل فى موضوعه الاصلي...قال:فظهر ان اطلاق لفظ الحقيقة على هذا المعنى المعروف مجاز واقع فى المرتبة الثالثة بحسب اللغة...
ولا يملك المرء الا ان يتعجب من هذه المفارقة..فالحقيقة التي هي اصل المجاز...تحتاج الى المجاز نفسه لتسمي نفسها...
---
أبو عبد المعز
04-18-2005, 09:16 PM
كان لا بد لأنصار ثبوت المجاز من التصدي....لهذه الدعوى الخطيرة...دعوى ان المجاز اخو الكذب...لأنها ان سلمت...اصبح القرآن بريئا من المجاز...وفاقا...
بل السنة ايضا...لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفي عن الانبياء ان تكون لهم خائنة الاعين فضلا عن الكذب....
لكن مهمة البلاغيين صعبة جدا....لان بنية المجاز الداخلية مبنية على الادعاء....والادعاء شكل من اشكال الكذب لا ريب...فكيف يقول مسلم..ان الله سبحانه ادعى ...ان الصبح يتنفس....وان الجدار يريد ان ينقض..وان القرية لها سمع ووعي... ؟؟؟
فلننظر اولا ..الى اعتراف المجازيين .....بدخول الادعاء فى قلب المجاز..وخاصة الاستعارة منه....:
قال الخطيب القزويبي فى الايضاح:(1/1480)
"وقيل الاستعارة مجاز عقلي بمعنى أن التصرف فيها في أمر عقلي لا لغوي لأنها لا تطلق على المشبه إلا بعد ادعاء دخوله في جنس المشبه به. لأن نقل الاسم وحده لو كان استعارة لكانت الأعلام المنقولة كيزيد ويشكر استعارة .ولما كانت الاستعارة أبلغ من الحقيقة لأنه لا بلاغة في إطلاق الاسم المجرد عاريا عن معناه ولما صح أن يقال لمن قال رأيت أسدا يعني زيدا أنه جعله أسدا كما لا يقال لمن سمى ولده أسدا إنه جعله أسدا لأن جعل إذا تعدى إلى مفعولين كان بمعنى صير فأفاد إثبات صفة للشيء فلا تقول جعلته أميرا إلا على معنى أنك أثبت له صفة الإمارة "
جاء هذا النص فى سياق اختلاف البيانيين فى طبيعة الاستعارة...أهي مجاز لغوي..ام عقلي..
فمعنى ان تكون الاستعارة مجازا لغويا......هو ان التصرف الذى حصل لغوي بحت...فالاسم الذى اعطي للسبع..."اسد"استعير منه...وسمي به انسان..فنكون قد اخذنا لفظا من جهة ما....وجعلناه لجهة اخرى..فمادة التعامل هنا هي اللفظ اي اللغة...فالاستعارة اذن مجاز لغوي..
لكن هذا التصور للاستعارة لم يرض الفريق الآخر...واحتجوا...بما اورده الخطيب القزويني..من الزام:فمن سمىولده "سيفا" او" فهدا" او " شمسا".....
فقد استعار....فهذه الاعلام مجاز على مذهبكم....ولا تقولون به..وهذا تناقض...
وقالوا بل الاستعارة مجاز عقلي....ومعنى ذلك....ان عقولنا تصرفت بالقدرة التخييلية....فتوهمت ان هذا الانسان الماثل امامنا...ليس انسانا...بل دخل فى جنس السباع...فأطلقنا عليه اسم "اسد" بعد ذلك....وليست البلاغة فى استعارة الفاظ ...بل فى استعارة المعاني...والمعاني عقلية ...فثبت ان الاستعارة مجاز عقلي وهذا هو المطلوب...
ورد الفريق الاول:لكن اسم "اسد" وضع فى الاصل للسبع...واستعمل هنا فى غير ما وضع له...والوضع والاستعمال امور لغوية...
لكن الامر الحرج فى اعتبار الاستعارة مجازا عقليا..هوخروج الاستعارة الى الحقيقة...فلن تعود مجازا..(1/1481)
قال ابن يعقوب المغربي....فى "مواهب الفتاح"وهو احد شراح التلخيص...وهو يعلق على تعريف الحقيقة عند السكاكي..باعتبارها "الكلمة المستعملة فيما وضعت له":
"ولما كانت الاستعارة موضوعة قطعا على كل قول وانما الخلاف فى انها مجاز لغوي أو عقلي على ما تقدم بيانه...(في شرحه )...فعلى انها مجاز عقلي فهي حقيقة لغوية لا يصح اخراجها[يقصد اخراجها من تعريف الحقيقة...]وانما يخرج المجاز المرسل..وعلى انها مجاز لغوي يحتاج الى اخراجها إذ لا تخرج بالوضع للاتفاق على وضعها لكن وضعها للمشبه بتأويل اي ادعاء انه من جنس المشبه به الذي وضع له اللفظ أصالة احتاج الى زيادة قيد لاخراجها إذ هي مجاز لغوي على هذا وذلك القيد هو ان وضع الحقيقة لا تأويل فيه ولا ادعاء ووضع الاستعارة فيه تأويل وادعاء لذلك زاد قيد قوله(من غير تأويل فى الوضع)...انتهى.
وهكذا يلاحظ..ان الادعاء لازم لمعنى الاستعارة...سواء أتبنينا التصور الاول ...ام الثاني....مع ان جل البيانيين...يذهبون الى المجاز اللغوي....فى تعريف الاستعارة......لان القول بالمجاز العقلي قد يلحق الاستعارة بالحقيقة...ويفقد المجاز رافدا هاما جدا هو الاستعارة...
قال ابن يعقوب:
(على اصح القولين) وهو القول بأن الاستعارة مجاز لغوي كما ذكرنا لأنها- ولو بولغ فى التشبيه فيها حتى ادعي دخول المشبه فى جنس المشبه به على ما تقدم-لا يقتضي ذلك كونها مستعملة فيما وضعت له حقيقة وانما استعملت فى غير ما وضعت له بالاصالة فاحتيج الى الاحتراز عنها كما بيننا لتخرج إذ هي مجاز لغوي فلو دخلت فى الحقيقة فسد حدها وأما ان بنينا على القول بأنها حقيقة لغوية بناء على انها استعملت فيما وضعت له حقيقة لأن التصرف وقع اولا في أمر عقلي بأن جعل المشبه نفس المشبه به فلما جعل نفسه أطلق اللفظ على ذلك المشبه لا على انه مشبه بل على انه نفس المشبه به فقد استعملت فى معناها الاصلي فكانت حقيقة لغوية.."(1/1482)
القاريء غير المختص سيشعر عند فراغه من نص ابن يعقوب...ان هناك "أزمة" ما... تتعلق بتصور الاستعارة...لكنه قد لا يعي جذور الازمة....فلا بد من توضيح....(يستغني عنه المهتمون بالبلاغة):
القول الاول ...الذي ينص على ان الاستعارة مجاز عقلي...يصر على اننا لم نطلق اسم اسد على الفرد...الا بعد ان جعلناه بأذهاننا اسدا....لأن نقل الاسم بدون صورة الاسد ليس بليغا...كما لو سميت ابنك "اسد"...فيكون الاسم علما محضا لا استعارة باتفاق...
إذن جاءت التسمية بعد ان اعتبر العقل الشخص اسدا....وهنا تأتي المفاجأة:لا مجاز هنا...لاننا استعملنا الكلمة فيما وضعت له...فهي حقيقة.....
وهذا مثال يوضح ذلك...:الطفلة الصغيرة عندما تسمي دميتها عروس...لا تستعمل المجاز..كلا ..فالدمية فى نظرها عروس حقيقية...وليس مجرد شيء مشبه بالعروس...فقد تخيلت الدمية عروسا..وسمتها كذلك...فالدمية فى تصورها ليست خشبا او بلاستيك تمثل العروس..بل هي عروس..لا اقل ولا اكثر...
وجاء القول الثاني للبيانيين...لإنقاذ الاستعارة...فرأوا ان ذلك الادعاء لتوحد المشبه والمشبه به...لا يقتضي الحقيقة...لإن "اسد" وضع للاسد الحقيقي لا للاسد الادعائي.....ونقله من الاول الى الثاني استعارة لغوية..
وقد حاول بعض البلاغيين التوفيق بين التصورين..فقال مثلا محقق كتاب "كتاب جامع العبارات فى تحقيق الاستعارات"د.محمد رمضان الجربي:
"والظاهر فى نظري ان الخلاف لفظي..فمن نظر الى الاصل ونفس الامر....جعلها مجازا لغويا..ومن نظر الى الادعاء جعلها مجازا عقليا..وفى عروس الافراح مع شروح التلخيص:"وهذا الادعاء لا ينكره من جعله لغويا...وكون اللفظ اطلق على غير معناه الحقيقي لا ينكره من جعله عقليا..وانما النزاع فى انه هل يسمى بالاول نظرا للاطلاق على غير المعنى الاصلي ..او بالثاني..نظرا لذلك الادعاء ... فصار الخلاف لفظيا اصطلاحيا...[انتهى كلام صاحب العروس وكلام حاشية المحقق..](1/1483)
تلخيص الشارح جيد..وفق فيه بين المتنازعين...واستفدنا منه نحن ان الادعاء ...مجمع عليه فى تصور الاستعارة.....
وبقيت مسألة الادعاء هل هي كذب ام لا....
وهو بحثنا القادم ان شاء الله تعالى....
---
أبو عبد المعز
04-23-2005, 06:17 PM
تقوم الاستعارة على مقومين اساسين لا تتصور الاستعارة بدونهما:
الادعاء .
المبالغة.
وقد تكلمنا من قبل عن مفهوم الادعاء..وانه يقول به كل البيانيين على المذهبين معا:مذهب من يرى الاستعارة مجازا لغويا..ومذهب من يراها مجازا عقليا..وقد لخص الامام يحيى العلوي فى كتابه "الطراز"
تلخيصا جامعا وجهة نظر الفريقين فقال:"قولكم فى حد المجاز انه "ما افاد معنى غير مصطلح عليه فى اصل تلك المواضعة "يؤدى الى خروج الاستعارة عن حد المجاز وبيانه انا اذا قلنا على جهة الاستعارة رأيت اسدا فالتعظيم والمبالغة الحاصلان من هذه اللفظة المستعارة ليس لانا سميناه باسم الاسد ولهذا فإنه لو جعلناه علما لم يحصل التعظيم والمبالغة بذلك بل انما حصلا لأنا قدرنا فى ذلك الشخص صيرورته فى نفسه على حقيقة الاسد لبلوغه فى الشجاعة التي هي خاصة الاسد الغاية القصوى ومتى قدرنا حصوله على صفة الاسدية وحقيقتها اطلقنا عليه الاسم وبهذا التقدير يكون اسم الاسد مستعملا فى نفس موضوعه الاصلي ويبطل المجاز...
والجواب....انه يكفي فى حصول المبالغة والتعظيم ان يُقدر انه حصل له من القوة ما كان للاسد وعلى هذا يكون استعمال لفظ الاسد فى معنى يخالف موضوعه الاصلي وبهذا التقرير يحسن وجه الاستعارة وتتضح حثيقة المجاز....."
ويستفاد من هذا النص..المقوم الآخر للاستعارة وهو المبالغة....فبدون المبالغة...تصبح الاستعارة "باردة"لا يحتاج اليها...لأن فى الحقيقة غنى عنها حينئذ ...وما ادخلت الاستعارة فى سلك البلاغة الا لذلك القدر الزائد من المعنى الذي تضيفه الى الحقيقة...
قال الدسوقي فى حاشيته على السعد:(1/1484)
(قوله ولما كانت الاستعارة ابلغ من الحقيقة) أي انه يلزم لو لم تراع المبالغة المقتضية لادخال المشبه فى جنس المشبه به الذي بني عليه كون الاستعارة مجازا عقليا ان لا تكون الاستعارة ابلغ من الحقيقة بل تكون مساوية له مع انهم جازمون بأ ن الاستعارة ابلغ من الحقيقة (قوله اذ لا مبالغة فى اطلاق الاسم المجرد)اي عن الادعاء وقوله عاريا عن معناه اي الحقيقي ولو بحسب الادعاء والمعنى ان الاسم إذا نقل الى معنى ولم يصحبه اعتبار معناه الاصلي فى ذلك المعنى المنقول اليه لم يكن فى اطلاق ذلك الاسم على ذلك المعنى المنقول اليه مبالغة فى جعله كصاحب ذلك الاسم كما فى الحقيقة المشتركة والمنقولة فإنه لما لم يصحبها معناها الاصلي انتفت المبالغة فى الحاق المعنى المنقول اليه بالغير..(شروح التلخيص المجلد 4 ص61)..
الآن...لا بد للبحث ان ينتقل الى الصعيد العقدي والفقهي....فالقول بأن فى القرآن استعارة...معناه ان فى القرآن...مبالغة.....والمبالغة زيادة وتضخيم للواقع...
فهل يليق هذا بالقرآن...؟
هل يتصور ان يقدم القرآن الكريم شيئا فيه زيادة او نقصان عن حقيقته...؟
وتمسك المتمسكين بأن القرآن قد نزل على المعهود من كلام العرب واساليبها لا يعد تبريرا لأن يكون فى القرآن باطل..كما استدل على ذلك الشيخ الشنقيطي رحمه الله..
وعلى فرض ان المجاز موجود ومستحب ..فهذا يليق بالشعر......ولا يليق بالقرآن..لأن الشعر ينبني على مقولة "أعذب الكلام أكذبه"حيث يغتفر فيه الكذب والمبالغات والادعاءات والمحالات...لكن القرآن...مبني على قاعدة:{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ }الطارق.14.وعلى قاعدة تنزيه كلام الله ان يشبه كلام الشعراء:{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ }الحاقة41.(1/1485)
وفى الحقيقة...ان الانسان الممؤمن ليجد حرجا عقديا كبيرا عندما يقول.....ان الله سبحانه "يبالغ"عندما يقول كذا وكذا...او عندما يقول ان النبى صلى الله عليه وسلم..."زاد على الحقيقة" عندما قال...كيت وكيت....ولكن لم لا يتحرجون من القول بوجود الاستعارة فى كلام الله ورسوله...مع انهم يرون الاستعارة لا تنفصل عن المبالغة بشهادة البيانيين انفسهم؟؟والعبرة بالمعاني لا بالالفاظ...
فى الزوائد:
حدثنا العباس بن الفضل ثنا محمد بن عبد الله التميمي قال أخبرني الحسن بن عبيد الله قال حدثني من سمع النابغة الجعدي يقول : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فانشدته قولي ...
وانا لقوم ما نعود خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا ...
وننكر يوم الروع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وانا لنبغي فوق ذلك مظهرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم الى أين قال قلت الى جنة قال نعم ان شاء الله ..
ولعل فى سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم الى اين.....معنى الانكار...من ظاهر مبالغة النابغة رضى الله عنه...فلما تبين ان الامر حقيقة....اقره صلى الله عليه وسلم...هذه والامر يتعلق بالشعر الذي يغتفر فيه ما يغتفر....فكيف يليق هذا بالنصوص الشرعية...
وعموما فان الاحاديث التى تنهى عن الاطراء والمدح اشهر من ان تذكر...
---
أبو عبد المعز
04-29-2005, 01:06 AM
حاول الامام عبد القاهر الجرجاني التخفيف من حدة "أزمة المبالغة"فذهب الى ان المبالغة ليست زيادة فى المعنى بل زيادة فى تقرير المعنى فى نفوس السامعين...ويمكن ان نصوغ رايه على النحو التالي......: ليست المبالغة اثبات الزيادة بل زيادة الاثبات.....ولتفسير ذلك قال فى "دلائل الاعجاز ":(1/1486)
"أعلمْ أنَّ سبيلك أوّلاً أن تعلم أنْ ليستِ المزيّةُ التي تُثبتُها لهذه الأجناس على الكلام المتروك على ظاهرِه والمبالغةُ التي تدَّعي لها في أنفسِ المعاني التي يقصدُ المتكلمُ إليها بخبرِه ولكنّها في طريق إثباتِه لها وتقريرِه إيّاها . تفسيرُ هذا أنْ ليس المعنى إذا قلنا : " إن الكنايَة أبلغُ منَ التَّصريح " أنّك لمّا كنيتَ عن المعنى زدتَ في ذاته بل المعنى أنّك زدتَ في إثباتهِ فجعلتَه أبلغَ وآكد وأشدَّ . فليستِ المزيّةُ في قولهم : " جمُّ الرماد " أنّهُ دلَّ على قِرًى أكثرَ بل المعنى أنك أثبتَّ له القِرى الكثيرَ من وجهٍ وهو أبلغُ . وأوجبْتَهُ إيجاباً هو أشدُّ وادَّعيته دعْوى أنتَ بها أنطقُ وبصحَّتها أوثق.وكذلك ليست المزيّةُ التي تراها لقولك : " رأيتُ أسداً " على قولك : " رأيتُ رجلاً لا يتميَّزُ منَ الأسد في شجاعته وجُرأته " أنّك قد أفدتَ بالأول زيادةً في مُساواته الأسدَ بل أنَّك أفدتَ تأكيداً وتشديداً وقوّة في إثباتك له هذه المساواةَ وفي تقريرِك لها . فليس تأثيرُ الاستعارةِ إذاً في ذاتِ المعنى وحقيقتِه بل في إيجابهِ والحكمِ به وهكذا قياسُ التّمثيل ترى المزيَّةَ أبداً في ذلك تقعُ في طريقِ إثباتِ المعنى دون امعنى نفسه . فإِذا سمعْتَهم يقولون : إنَّ من شأنِ هذه الأجناسِ أن تُكسِبَ المعاني نُبلاً وفضلاً وتوجِبَ لها شَرفاً وأن تفخمَها في نفوسِ السّامعين وترفَعَ أقدارَها عند المُخاطَبينَ فإِنّهم لا يُريدون الشَّجاعةَ والقِرى وأشباهَ ذلك من مَعاني الكلِم المُفردةِ وإنّما يَعْنون إثباتَ معاني هذه الكلِم لمَنْ تثبتُ له ويُخَبَّرُ بها عنه...."
لكن يبدو ان البلاغيين بعد الجرجاني لم يقتنعوا بهذا المسلك فتعقب الخطيب قول الجرجاني السابق قائلا:(1/1487)
ولقائل أن يقول قد تقدم أن الاستعارة أصلها التشبيه وأن الأصل في وجه الشبه أن يكون الشبه به أتم منه في المشبه وأظهر فقولنا رأيت أسدا يفيد للمرء شجاعة أتم مما يفيدها قولنا رأيت رجلا كالأسد لأن الأول يفيد شجاعة الأسد والثاني شجاعة دون شجاعة الأسد ويمكن أن يجاب بحمل كلام الشيخ على أن السبب في كل صورة ليس هو ذلك لا أن ذلك ليس بسبب في شيء من الصور أصلا ...
ويتلخص من كلام الخطيب ..ان المبالغة فى الاقناع والتأثير على المخاطب وان كانت واردة ومطلوبة فإنه لا ينبغي ان تخفي المبالغة الاخرى التى أنكرها الشيخ الجرجاني....وعلى هذا النهج سار ابن يعقوب المغربي عندما شرح كلام الخطيب المتعلق بالمفاضلة بين التشبيه والاستعارة فقال:"......فيستشعر من ذلك أنه بالغ فى التشبيه حتى سوى بينهما وصيرهما من جنس واحد بحيث يشملهما الاسم على ما تقدم فى الاستعارة ففهم من ذلك مساواتهما عند المتكلم فى الشجاعة الجامعة لهما فهنا مبالغة فى التسوية أفادها التعبير عن المشبه بلفظ المشبه به لأن ذلك يشعر باتحادهما وكونهما شيئا واحدا وهذه المبالغة لا توجد فى الحقيقة التي هي التشبيه كأن يقال زيد كالاسد لأن اصل التشبيه الاشعار بكون الوجه فى المشبه به أقوى فلا مساواة فقد ظهر أن الاستعارة تفيد المبالغة فى تسوية الشبيهين فى الوجه والمبالغة فى تقرير اللازم فى الذهن...."
ويستفاد من آخر كلام ابن يعقوب...ما تقرر عند الخطيب من ان المبالغة فى الاستعارة مزدوجة...مبالغة فى زيادة المعنى فى الخارج...وزيادة فى تقرير المعنى فى الذهن....فيعود الاشكال من جديد:
هل يمكن للنص الديني....ان يزيد على معاني الاشياء....فالاحمر الباهت مثلا هل يمكن ان ندعي فيه بأنه احمر قان....أليس هذا كذبا؟
وهذا اوان التفصيل فى مسألة الكذب هذه:
قال صاحب الايضاح:
اختلف الناس في انحصار الخبر في الصادق والكاذب فذهب الجمهور إلى أنه منحصر فيهما... ثم اختلفوا..(1/1488)
فقال الأكثر منهم صدقه مطابقة حكمه للواقع وكذبه عدم مطابقة حكمه له.. هذا هو المشهور وعليه التعويل.
وقال بعض الناس صدقه مطابقة حكمه الاعتقاد المخبر صوابا كان أو خطأ وكذبه عدم مطابقة حكمه له ..واحتج بوجهين أحدهما:أن من اعتقد أمرا فأخبره به ثم ظهر خبره بخلاف الواقع يقال ما كذب ولكنه أخطأ كما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت فيمن شأنه كذلك ما كذب ولكنه وهم.....
ورد بأن المنفي تعمد الكذب لا الكذب بدليل تكذيب الكافر كاليهودي إذا قال الإسلام باطل وتصديقه إذا قال الإسلام حق فقولها ما كذب متأول بما كذب عمدا.
الثاني قوله تعالى ( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) كذبهم في قولهم إنك لرسول الله وإن كان مطابقا للواقع لأنهم لم يعتقدوه وأجيب عنه بوجوه
أحدها أن المعنى نشهد شهادة واطأت فيها قلوبنا ألسنتنا كما يترجم عنه أن واللام وكون الجملة اسمية في قولهم إنك لرسول الله فالتكذيب في قولهم نشهد وادعائهم فيه المواطأة لا في قولهم إنك لرسول الله
وثانيها أن التكذيب في تسميتهم إخبارهم شهادة لأن الإخبار إذ خلا عن المواطأة لم يكن شهادة في الحقيقة.
وثالثها أن المعنى لكاذبون في قولهم إنك لرسول الله عند أنفسهم لاعتقادهم أنه خبر على خلاف ما عليه المخبر عنه...(1/1489)
وأنكر الجاحظ انحصار الخبر في القسمين وزعم أنه ثلاثة أقسام صادق وكاذب وغير صادق ولا كاذب لأن الحكم إما مطابق للواقع مع اعتقاد المخبر له أو عدمه وإما غير مطابق مع الاعتقاد أو عدمه: فالأول أي المطابق مع الاعتقاد هو الصادق... والثالث أي غير المطابق مع عدم الاعتقاد هو الكاذب..... والثاني والرابع أي المطابق مع عدم الاعتقاد وغير المطابق مع عدم الاعتقاد كل منهما ليس بصادق ولا كاذب فالصدق عنده مطابقة الحكم للواقع مع اعتقاده والكذب عدم مطابقته مع اعتقاده وغيرهما ضربان مطابقته مع عدم اعتقاده وعدم مطابقته مع عدم اعتقاده واحتج بقوله تعالى ( افترى على الله كذبا أم به جنة ) فإنهم حصروا دعوى النبي الرسالة في الافتراء والإخبار حال الجنون بمعنى امتناع الخلو وليس إخباره حال الجنون كذبا لجعلهم الافتراء في مقابلته ولا صدقا لأنهم لم يعتقدوا صدقه فثبت أن من ا لخبر ما ليس بصادق ولا كاذب...
وأجيب عنه بأن الافتراء هو الكذب عن عمد فهو نوع من الكذب فلا يمتنع أن يكون الإخبار حال الجنون كذبا أيضا لجواز أن يكون نوعا آخر من الكذب وهو الكذب لا عن عمد فيكون التقسيم للخبر الكاذب لا للخبر مطلقا والمعنى افترى أم لم يفتر وعبر عن الثاني بقوله أم به جنة لأن المجنون لا افتراء له....
وقد نقلت النص بطوله...لاننا سنعود اليه لاحقا لنثبت اضطرابهم فى تعريف الخبر الكاذب...وحسبنا الآن الاشارة الى ان عمدة المدافعين عن المجاز هو التأويل بنصب القرينة...وإلا فالمصير الى الكذب حتمي.
قال الصبان فى الرسالة البيانية:(1/1490)
الفرق بين المجاز أعني الكلام المشتمل عليه والكذب بالتاويل ..اي ارادة خلاف ظاهر اللفظ وبنصب القرينة على ان الظن الذى هو المعنى الحقيقي غير مراد فالمتجوز مؤول كلامه وناصب قرينة على ان الظن غير مراد له بخلاف الكاذب ...فإنه يدعي الظن ويريده ويصرف همته الىاثباته مع كونه غير ثابت فى نفس الامر ....مثلا إذا قال قائل :جاءني اسد مع ان الاسد الحقيقي لم يجيء اليه فإن لم يرد ظاهر اللفظ بل اراد الرجل الشجاع الذي يشبه الاسد الحقيقي ونصب على ذلك قرينة ..فالكلام استعارة وإذا اراد ظاهره ولم ينصب قرينة على خلافه فهو كذب ....كذا ذكره القوم ونظر فيه العصام فى رسالته الفارسية من وجوه:
أحدها:كما يشتبه المجاز بالكذب والفارق بينهما ما ذكر كذلك يشتبه المجاز بالخطأ كما اذا كان المجاز فى كلام طلبي مثل قول القائل آمرا الآخر فى مقام لا يتصور فيه الاسد الحقيقي "قاتل الاسد" فالاشتباه هنا ليس بالكذب لكون الكلام غير خبري بل بالخطأ لأن القائل لو اراد الظن كان مخطئا لأنه يكون آمرا بمحال فلا وجه للتخصيص بالكذب.
الثاني:
ان كلامهم هنا يشعر بان المجاز صدق دائما فإنهم قابلوه بالكذب ...وليس كذلك بل هو كسائر الاخبار فى احتمال الصدق والكذب. ..
الثالث:
ان كلامهم هذا يقتضي ان يكون اللفظ المجازي كاذبا باعتبار معناه الحقيقي البتة وليس كذلك إذ يجوز ان يجيء اليه الحيوان المفترس مثلا ايضا ...لكن مجيئه ليس مقصودا بالافادة من الكلام بل المقصود إفادة مجيء الرجل الشجاع ....(1/1491)
وأجاب "المولوي" عن الاول بأن الذي يجب تنزيه الكلام البليغ عن تهمة الاشتباه هو الكذب ولذلك خصوه بالذكر ....وعن الثاني بأن معنى كلامهم أن التأويل ونصب القرينة يدفعان عن المجاز كونه قطعي الكذب ..لا انهما يجعلانه قطعي الصدق..حتى يرد عليهم ما اورد........وعن الثالث بأن القوم إنما حكموا بأن قرينة المجاز إنما تمنع من ارادة المعنى الحقيقي من اللفظ أي تمنع السامع ان يذهب ذهنه الى المعنى الحقيقي ..هو مراد المتكلم من هذا اللفظ لا انها تمنع المعنى الحقيقي من ان يوجد جائيا فى نفس الامر ..فقولك :"يرمي" إنما يمنع ان يكون مراد المتكلم من الاسد الحيوان المفترس لا من يوجد جائيا للمتكلم فى نفس الامر...."
لا يخفى ان الجواب على الاعتراض الثالث ضعيف...فمن قال "جاء الاسد يرمي"فقد قصد الاخبار بخبر واحد يتضمن ثلاثة امور: اسد هو انسان...جاء منتقلا من مكان الى مكان....وهو فى حالة رمي...
وجواب المولوي يقتضي فصل الفعل عن الفاعل والحال عن صاحبها...وليس هذا مراد المتكلم أبدا...فذهن المستمع يدرك الجملة كلا...فيفهم ان رجلا شبه بالاسد جاء يرمي.....ولا يفهم ان اسدا حقيقيا جاء بسبب القرينة...ولكن لو ثبت ان الاسد الحقيقي هو الذي جاء بدل الشجاع من الناس لكان الخبر كذبا لا محالة....فلا يزول اعتراض العصام.... عندما قال : ان كلامهم هذا يقتضي ان يكون اللفظ المجازي كاذبا باعتبار معناه الحقيقي البتة وليس كذلك إذ يجوز ان يجيء اليه الحيوان المفترس مثلا ايضا.(1/1492)
ونزيد المسالة تفصيلا فنقول..:"جاء أسد يرمي"تعبير يلقيه المتكلم للمخاطب..وقصده ان ينصرف ذهن المتلقي عن الاسد الحقيقي...بقرينة الاستعارة التصريحية.. وهي فعل "يرمي"فكأن المتكلم قال : افهم أن اي شيء جاء جائز...لكن الاسد الحقيقي ممنوع من المجيء....وهذا صحيح على مذهبهم لانهم يزعمون ان القرينة مانعة لا معينة...لكن احتمال مجيء الاسد ممكن قطعا...فجاء اضطراب القوم....وقد تعمدنا الوقوف عند هذه النقطة من البحث..لما لها من ذيول فى مسالة الاسماء والصفات....فعندما يثبت الله لنفسه "يدا"يزعم المخالف ان هذا مجاز...ويقول فى اجرائه...لقد قامت القرينة العقلية وانتصبت لتعلن...ان اليد الحقيقية ممنوعة لرب العالمين...ولك مسلكان: ان تكتفي بالقرينة المانعة ولا تعين معنى وراء ذلك..وهذا هو التفويض..أو تجتهد لايجاد معنى يعادل اليد ويليق بالرب جل فى علاه.....اما الاتفاق على ان المعنى الحقيقي غير مراد فهو قطعي عند الفريقين....
ويقال للفريقين...ولكن الاسد الحقيقي يجوز ان يأتي....فلم لا يجوز للمعنى !الحقيقي لليد ان يكون مرادا ايضا....
وقد حاول الصبان ان يحوم حول الاشكال فقال:"لا يخفى ان هذا الجواب -يقصد جواب المولوي-لا يلاقي الاعتراض الثالث ولا يدفعه ..ويمكن دفعه بأن كلام القوم مفروض فيما إذا كان المعنى الحقيقي منتفيا بدليل قولهم فى التمثيل: إذا قال قائل:"جاءني اسد" مع ان الاسد الحقيقي لم يجىء اليه ..وبفرض ذلك يكون اللفظ المجازي كاذبا باعتبار معناه الحقيقي البتة فافهم..."
ولكن ماذا يفهم ؟
فقولهم "مع ان الاسد الحقيقي لم يجىء اليه.."هل عرفوه من قول القائل "جاءني اسد" ام من مصدر آخر......
فإن لم يفهم من الكلام ..كان الخطاب عبثا...سواء أكان حقيقة ام مجازا ولأصبح نصب القرينة لا معنى له لان القطع بعدم مجيء الاسد ثبت من غير كلام المتكلم...
وان فهم منه...بقي الاعتراض السابق...(1/1493)
فلم يأت الصبان بدافع....وللدكتور لطفى عبد البديع ان يعلق قائلا:"...فإن الاعتراض الثالث لا يقوم دونه شيء لأنه يضيق الخناق على كلام القوم بحيث يتهاوى معه ما قالوه فى بيان الفرق من أن المجاز يراد به خلاف الظاهر..لأن الظاهر فى اللفظ المجازي هو المعنى الحقيقي ..وهذا المعنى فى نفس الامر مما يصح له أن يثبت له المجيء وعدمه ...فإذا ثبت له المجيء فهل تكون ارادة الظاهر فى هذه الحالة الا الصدق؟؟؟
---
أبو عبد المعز
04-29-2005, 10:49 PM
وقبل متابعة مسألة الكذب..نشير عرضا الى تمسكهم بمفهوم "القرينة" كفيصل بين ما يريد المتكلم وما لا يريد...فإن كانت القرينة عقلية...فالمرجع الى الكتاب العظيم لابن تيمية "درء التعارض بين العقل والنقل"وما احسب هذا الكتاب الا كتابا فى البلاغة أراد به شيخ الاسلام ..تفنيد دعوى القرينة العقلية...التى لهج بها مؤولو الاسماء والصفات...واعتبروها مانعة من ارادة المعنى الحقيقي ...ولعل الكلام فى هذا يطول..وحسبي ان ابين عيوب القرينة فى حالة كونها "لفظية" لنبقى داخل دائرة البلاغة فذلك هو مقصودنا الاصلي....
قال الطرودي التونسي المتوفى سنة1167ه فى شرحه "جامع العبارات فى تحقيق الاستعارات":
القرينة:ما يفصح عن المراد لا بالوضع..هذا التعريف ذكره الجامي وغيره فى اوائل المرفوعات..وعللوا بالتقييد بعدم الوضع بأنه لم يعهد ان يطلق على ما وضع بإزائه شيء أنه قرينة..فقوله : على المراد..اي مراد المتكلم بقرينة تعريفها أولا ....بما نصبه المتكلم للدلالة على قصده...واعلم ان نصب المتكلم وقصده مما لا يطلع عليه...فجعلوا قيام القرينة دليل النصب والاقامة عند انتفاء المانع من السهو..ولذا قالوا فى مقامات الحذف "لقيام قرينة" دون "إقامة قرينة"......(مانعة من ارادته) اي ارادة ما وضع له....وهذا تمام التعريف.....(1/1494)
وفى بعض مؤلفات الشارح لا بد من قيد آخر وهو ان تكون قرينة على المراد..فإنه لو لوحظ علاقة ونصب قرينة مانعة عن إرادة المعنى الحقيقي ولم تنصب قريبة معينة للمعنى المستعمل فيه لا يكون مجازا...
إلا ان يناقش ويقال:القرينة المعينة شرط دلالة المجاز لا تحققه..انتهى قاله المحشي(يقصد حفيد العصام)
وفي شرح الشمسية للمحقق التفتازاني القرينة المانعة عن ارادة الموضوع له..وهي التي لا بد للمجاز منها وهي غير المعينة-بتشديد الياء مع كسرها-
وفى الرسالة الفارسية للشارح:واعلم ان المجاز يكفي فى تحققه القرينة المانعة عن ارادة المعنى الحقيقي وأما القرينة المعينة للمراد فليست شرطا فى التحقق بل فى استعماله وقبوله عند البلغاء..فإن فقدت كان مردودا الا ان يتعلق بعدم ذكر المعينة غرض ....كالتعميم لتذهب نفس السامع كل مذهب ممكن فيكون مقبولا حسنا فليحرر......(انتهى كلام الطرودي بطوله واحالاته....)
هنا لا بد من سؤال: لماذا اصر جمهور البلاغيين......على ان القرينة مانعة فقط وليست معينة...ففى قولهم :أسد يرمي...يرون القرينة وظيفتها منع فهم الاسد ...وليس من وظيفتها تعيين الانسان الشجاع...فلو ان الانسان فهم ان الاسد غير مقصود ومع ذلك لم يستطع ان يفهم من هذا الذي جاء...فالاستعارة تحققت..ولو لم ندر من هذا الاسد المجازي.....
لا ارى الا جوابا واحدا مقنعا....لكنه مع الاسف يجعل الشك يحوم حول مصداقية علم البيان كله...على الاقل من الناحية الابستملوجية.....:
مرادهم الحقيقي...تصحيح مذهبي التفويض والتأويل ..وهما مذهبان معتبران معا عند الاشاعرة والماتريدية..وهم جل من اشتغل بالبلاغة...
فالمفوض يقول....يد الله ليست حقيقة قطعا....فإن قيل له وما المراد منها سكت وفوض...وفصل البلاغيون قاعدة القرينة ارضاء له....فالقرينة تمنع ولا تعين....وهذا هو التفويض...فلو انهم قالوا بوجوب تعيين القرينة للمعنى المراد لوقع المفوضون فى الحرج......(1/1495)
افيكون علم البيان علما تبريريا....واسمحوا لي باستعمال كلمات غريبة: هل البلاغة علم ام اديولوجيا؟
هل جاء هذا العلم ليفسر الظواهر اللغوية تفسيرا علميا موضوعيا ام جاء ليسند المذهب الاشعري؟
وعندي مثال آخر صارخ...قالوا يجوز ان يكون المجاز ولا حقيقة له.....ومع ان هذا الكلام اقرب الى المحال ...نصروه وأيدوه.....وتداولوه فيما بينهم لحاجة فى نفس يعقوب....قال ابن القيم فى مختصر الصواعق:"لو لم يكن المجاز مستلزما للحقيقة لعري وضع اللفظ للمعنى عن الفائدة..."
فما معنى ان يوضع اللفظ ولا يستعمل فى الحقيقة ابدا بل يستعمل فى المجاز فقط ؟؟
ثم ما الذي ورط البيانيين فى هذا وهم يقولون المجاز فرع عن الحقيقة...فكيف بفرع ولا اصل له؟؟
الجواب : ان هؤلاء كانوا يفكرون فى اسم الله "الرحمن"...فالرحمن على مذهبهم "مجاز"...لان الرحمة رقة تعتري الخ الخ.....ولكن هل استعمل الرحمن حقيقة؟ يعني هل وجد مخلوق انطبق عليه "رحمن" حقيقة...
الجواب لا....إذن فليكن المجاز ولا حقيقة له....وأضافوا الى هذا ما يشبه الخداع...فقالوا الدليل على ان المجاز قد لا يكون مسبوقا بالاستعمال الحقيقي...اسم الله "الرحمن"...فلبسوا الاسباب والنتائج...فأوهموا انهم خرجوا الاسم على القاعدة وما كان الا العكس اخترعوا القاعدة لتبرير الفهم الاشعري لاسم الله الرحمن....فكن على حذر...
بعد هذا الاستطراد..... نعود الى مسألة القرينة:
قالوا: "الاسد يرمي...."الاسد استعارة للانسان الشجاع..لمه؟لأن الرمي لا يناسب السبع...ويمنع فهم "الرمي"الا مسندا للانسان...لكن ماذا لو كانت قرينتكم "استعارة "اخرى....؟فهل يتسلسل الامر ام يدور؟
هذا الاعتراض ليس افتراضيا....بل هو حقيقي...فهم يقررونه ولا ينتبهون الى الدور فى استدلالهم كما سنأخذ من أقوالهم...
---
أبومجاهدالعبيدي
07-20-2005, 06:51 AM
الأخ الكريم أبا عبدالمعز
أرجو الاطلاع على هذا المقال :(1/1496)
مناقشة مثبتي المجاز لمنكريه (http://toislam.net/files.asp?order=3&num=591&per=556)
وفي آخره نقل عن ابن تيمية يدل على أن له موقفاً معتدلاً من المجاز
---
أبو عبد المعز
07-20-2005, 04:40 PM
شيخنا أبا مجاهد......
ما أرى مداخلتك إلا تنبيها لي على ترك موضوع كنت قد بدأته ثم تركته منذ زمن .....فجزاك الله خيرا .والحقيقة أنني لم أهجر الموضوع وساستأنفه قريبا....وتوقفي الراهن بسبب البحث والتقصي فى الموضوع....فلا يخفى عليك أن معالجة مثل هذا الموضوع لا تكون بالخطابات الانشائية.....وتقليد الناس..
قرات الموضوع الذي أحلت اليه...
وهذه بعض الملاحظات:
قال الكاتب:
أن القول بأن كل مجاز كذب يجوز نفيه ليس صحيحاً : وإنما يكون المجاز كذباً لو أثبت المعنى على التحقيق لا على المجاز ، أي أنه إذا أطلق القمر - مثلاً - على إنسان بهي الطلعة يكون كذباً لو ادُّعي أنه القمر الذي في السماء حقاً .
تعليق:
الكاتب جمع بين أمرين مختلفين معتقدا أن بينهما علاقة لزوم.
فالقول إن المجاز كذب أمر.وأن كل مجاز قابل لنفيه أمر آخر.
أما الأول فقد بينت في ما سبق أن المجاز- ولا سيما الاستعارة منه-لا تنفصل عن الادعاء.
انظر الى قول ابن العميد
( قامت تظللني من الشمس ... نفس أعز علي من نفسي )
( قامت تظللني ومن عجب ... شمس تظللني من الشمس )
مم تعجب ابن العميد؟
أي عجب في أن تظلل امرأة رجلا من الشمس؟
لكن متعة الفكرة كامنة فى الحاق المرأة بالشمس وادعاء التماهي بين الجنسين.وهذا ما عبر عنه القدماء بقولهم: "بناء الاستعارة على تناسي التشبيه قضاء لحق المبالغة."
وقد بينت سابقا وجوب دخول "الادعاء" و "المبالغة" في بنية المجاز وهذا مجمع عليه عند القائلين بالمجاز انفسهم.واعتبار هذا كذبا أو غير كذب أمر لفظي ولا مشاحة فى الاصطلاح.بيد أن الادعاء والمبالغة ممنوعان في النصوص الشرعية تحت أي اسم جاءا.(1/1497)
-أما امكان نفي المجاز فهذا ضابط يؤتى به للتفرقة بين الحقيقة والمجازمع ضوابط أخرى يذكرون منها : التبادر والاطراد وغيرها....
والمعروف أن الضابط أمر عقلي يفترضه الحاد للتميز بين أشياء تبدو متداخلة فهو شكلي لا جوهري...وصاحب المقال لم يحمل هذا الضابط على محمله الصحيح...
فمثلا :
"جاءني أسد"
يقال في شأنه ما الدليل على أن أسد هنا مجاز .الجواب لأننا يمكن أن ننقض التعبير بالنفي ومع ذلك تبقى الجملة "معقولة" (أو "مقروءة"بتعبير المعاصرين.)
"جاءني أسد ولم يجئني أسد. "....يقصد جاءه أسد (انسان)ولم يجئه أسد (حيوان).والجملة معقولة كما ترى.
لكن لو قصد ب"أسد"الحيوان في الاستعمالين معا لكان الكلام متهافتا.فتسقط العبارة في" اللامعنى". باختصار مرادهم بصحة النفي علامة على المجاز احتفاظ الجملة ب"المقبولية"رغم التناقض الظاهري.
قال:
-، ثم أن البلاغيين حرصوا في مصنفاتهم على أن يبينوا الفرق بين المجاز والكذب ؛ فهم متفقون على أن المجاز ليس كذباً ؛ لأن التجوُّز يضع بين يدي المجاز قرينة تصرف عن إرادة المعنى الأصلي للفظ .
قلت:
ادعاء أن المجاز ليس كذبا دعوى تحتاج الى دليل.وأهل البلاغة أنفسهم شعروا بالتناقض الكامن فى الجمع بين الادعاء ونصب القرينة.
قال الخطيب فى الايضاح:
"فإن قيل إصرار المتكلم على ادعاء الأسدية للرجل ينافي نصبه قرينة مانعة من أن يراد به السبع المخصوص قلنا لا منافاة ووجه التوفيق ما ذكره السكاكي وهو أن تبنى دعوى الأسدية للرجل على ادعاء أن أفرادجنس الأسد قسمان بطريق التأويل متعارف وهو الذي له غاية الجراءة ونهاية قوة البطش مع الصورة المخصوصة وغير متعارف وهو الذي له تلك الجراءة وتلك القوة لا مع تلك الصورة بل مع صورة أخرى."
واقتراح السكاكي فى الحقيقة "بارد" مع ما فيه من تهافت:فكأنه قال :ليس فى الاستعارة كذب لأنها ادعاء.فهل هناك فرق بين الأمرين؟
قوله:(1/1498)
ولقد عني البلاغيون بالقرائن عناية بالغة ، واستنبطوها من كلام العرب ، وفصلوا فيها القول تفصيلاً ؛ فإذا خلا المجاز من القرائن كان الكلام فاسداً لعدم دلالته .
قلت:
العجب أن ما قاله هذا الكاتب هو جوهر نظرية ابن تيمية في اللغة بل هي عمدة شيخ الاسلام في انكار المجاز...فابن تيمية يرى أنه لا حاجة الى تقسيم اللغة الى حقيقة ومجاز وافتراض طبقتين فيها..فالقرائن كفيلة بإظهار مراد المتكلم فقولك " جاء أسد "يفهم منه الرجل الشجاع باعتبارقرائن .ويفهم منه الحيوان باعتبار قرائن...فأي ضرورة للقول بأن هذا أصيل وهذا طاريء مع أن القرائن هي الموجهة.
وهذه النظرية متينة وقد تبناها معظم اللغويين المعاصرين.
قول الكاتب:
أن القول : بأن المجاز ذريعة إلى نفي الصفات الإلهية ، وتأويلها ليس مسوغاً لنفي المجاز.
قلت:
نفي المجاز يستجيب لاعتبارات موضوعية.فإن انضاف اليها عامل "سد الذريعة"كان النفي أوكد.
قوله:
أما القول بأن الألفاظ كلها حقيقة أو أن تقسيمها إلى حقيقة ومجاز تقسيم حادث لم تعرفه العرب - فذلك يحتاج إلي نظر .
فإن أريد بذلك أن العرب لم يضعوا هذا المصطلح فنعم .
وإن أريد أنه لا يوجد في كلامهم مجاز فهذا غير صحيح ، بل الشواهد من كلامهم على استعمال المجاز أكثر من أن تحصر ، وذلك مما استفاض به النقل عن علماء اللغة .
قلت :
ابن تيمية لا ينكر هذه الاستعمالات-وأنى له ذلك-بل ينكر التفسير البلاغي لها.وقريب من هذا ما حصل لابن مضاء القرطبي عندما انكر أن يكون الفعل عاملا في الفاعل...فليس مراد ابن مضاء ان يقول " جاء زيد " ليس من كلام العرب بل مراده أن تعليل الرفع عند النحاة لا دليل عليه ويمكن استبدال تعليل آخر به.(1/1499)
فأهل البلاغة يقولون بالعلاقة في المجاز بمعنى ما أن تقرأ كلمة مستعملة مجازا إلا استحضرذهنك المعنى الحقيقي فتكتشف من خلال المقارنة الآلية بين الحاضر والغائب معنى التشابه أو الجزئية او الكلية الى غير ذلك من العلاقات.فبدون هذه المقارنة لا مجاز لذلك يميزون بين المجاز والخطأ..فقولك "خذ الفرس" وانت تقصد" الكتاب" ليس مجازا لغياب العلاقة.
وقد انتبه الإمام ابن تيمية الى خطورة المسألة عقديا في موضوع"الاسماء والصفات":
فقولنا" يد الله" مجاز يستدعي استحضار المعنى الحقيقي ل"يد".وليس الحقيقة الا الجارحة المكونة من لحم ودم وأعصاب.هنا يصاب المسلم بالهلع فيفر الى التعطيل.
أما شيخ الاسلام فيرى أن استحضار يد الانسان في هذا المقام خطأ.لأن القرائن تشير الى "يد الله" لا يد الانسان.ويوظف مفهوما اجرائيا يسمى "القدر المشترك"وبه ينسف نظرية المجاز-سأوضح هذا إن شاء الله عندما أستأنف كلامي فى الموضوع-
كل هذا يهون لكن اقرأ ما يلي:
وبعد أن نقل الشيخ العسكر هذه الفتوى قال : " ومع أنني لم أهتد إلى هذه الفتوى في مظانها من المطبوع من مؤلفات شيخ الإسلام وفتاواه - فإن عدم اهتدائي هذا لا ينفي وجودها في كتابات الشيخ مطلقاً .
بَيْدَ أني مطمئن غير مرتاب في نسبة هذا الكلام إلى شيخ الإسلام.
قلت :لا أظن منهج البحث العلمي يسوغ هذا الكلام.-أخي ابا مجاهد هل تقبل هذا الكلام مني لو كنت مشرفا على بحث لي؟-
وتبريره:
أن المطبوع من أعمال شيخ الإسلام لا يمثل إلا القليل مما كتب في حياته كلها .
وأنت خبير أنه صاحب قلم سيال ، ومكثر من الكتابة جداً ، حتى قال الذهبي : " جاوزت فتاوى ابن تيمية ثلاثمائة مجلد "
قلت:(1/1500)
هذا التبرير شر مستطير....فإن كان لابن تيمية نظرية معتدلة في المجاز استنادا الى نص غير موجود....فلتكن له نظرية فى الاسماء والصفات "معتدلة"قريبة من الاشاعرة استنادا الى نصوص مفقودة.......وهكذا.....الحاصل فقدان الثقة في أقوال ابن تيمية كلها بسبب أقوال اخرى له معارضة موجودة في ضمن المفقود......هذا اقرب الى الوسوسة منه الى الاحتياط......
---
أبومجاهدالعبيدي
07-20-2005, 06:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اطلع الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد على تعليق الأخ أبي عبد المعز على المقال المشار إليه في التعليق رقم 13 وأرسل إلي رسالة جميلة هادئة قال فيها :
( بإمكانك قراءة الحديث عن المجاز في هذا الملف المرفق ففيه زيادة.
وأو أن تشير إلى أن الشيخ د. عبدالمحسن العسكر متخصص في اللغة بل في البلاغة فلا داعي لوصف كلامه بأنه سطحي.)
والملف مرفق مع هذه المشاركة .
---
أبو عبد المعز
07-20-2005, 10:00 PM
الاخ أبا مجاهد....
بلغ تحياتي الى الشيخين الجليلين:محمد بن إبراهيم الحمد والشيخ د. عبدالمحسن العسكر ....وأعتذر عن استعمالي الخشن لكلمة "سطحية" وارجو من المشرف حذفها والسطر الموجودة فيها......
ومع ذلك فإن دعوى قولين لا بن تيمية في المجاز لا يغير من الأمر شيئا.وذلك لما يلي:
-إن صح قوله بالمجاز فذلك في بداية أمره....واستقرأمره على النفي كما فصل فيه فى كتاب الايمان الكبير والرسالة المدنية وردوده على الآمدي.....
-احتمال الرجوع الى قوله الأول مستبعد جدا....وإلا كيف يكتب بعده ابن القيم رده القوي للمجاز واصفا له بالطاغوت ومسلحا بأكثر من خمسين وجها....تجدها في مختصر الصواعق وبعضها مأخوذ أصلا من كتب شيخه .
-نفي المجاز هو المنسجم مع نظرية ابن تيمية فى اللغة-وهذا سأوضحه فيما بعد-
-اعتراف ابن تيمية بوجود المجاز-إن صح عنه- يفهم على أساس مجاراة الناس في اصطلاحهم ....وليس اعترافا بصواب تصورهم وتفسيرهم للمجاز...(1/1501)
فلو قلنا لابن تيمية ما تقول في "رمى الأسد بالقوس" لربما قال مجاز مجاراة للاصطلاح الشائع...لكنه يرفض بقوة ما يتصوره المتكلمون والبلاغيون تحت مسمى المجاز...
ختاما أقول لست إلا من طبقة تلاميذ الشيخين الكريمين......أو أدنى من ذلك....وأرجو أن يتحملا مشاكسة تلميذ قد يكون تستر بالمشاكسة ليخفي عدم نجابته.
والسلام عليكم ورحمة الله.
---
أخوكم
08-17-2005, 05:14 PM
الأخ الكريم أبا عبدالمعز
بل أكمل ثم أكمل فلكلامك فوائد لا تنضب وخاصة في موضوع حساس كهذا
وحتى على الفرضية المستبعدة جدا بأن ابن تيمية تراجع عن قوله فهذا لن يغير من المسألة شيئا
فالحق هو المراد في المقام الأول وليس الانتصار لذات ابن تيمية رحمه الله ورفع منزلته في أعلى عليين
---
ديم
08-19-2005, 08:45 AM
السلام عليكم00
ينبغي التنبه لهذه المسألة وهي القول بأن لشيخ الاسلام رأي اخر في المجاز00
لأنه قد ظهر من ينشر هذه المقالة بل ويشكك في رأي شيخ الاسلام بسبب نقل للقاسمي في تفسيره ان
لشيخ الاسلام رأي اخر في المسالة0
والحق أن يتبع في ذلك رأيه الواضح في الفتاوى وغيرها من كتبه00
وكتب تلميذه ابن القيم0
وعجب ان يترك تصريح شيخ الاسلام في المجاز الى ظنون وتخرصات لعله في كتبه المفقودة قد ذكر ذلك0
ومتى يعدل عن قول الامام بسبب ظنون؟؟
ومادعاني للتدخل في هذه المسألةهو عجبي ممن صار يقرر لدى بعض طلاب الجامعة ان هذا هو رأي شيخ الاسلام00
ولايرضى بقول غير القول الجديد المخترع؟؟
ولايظن بي المبالغة فقد وقع لي هذا00
والقول بالمجاز اوعدمه مسألة اجتهادية لكن التقول على العلماء بسبب الظنون هومايتعجب منه؟؟؟
المعذرة على التعدي على موضوعكم ياابا عبدالمعز00
وجزيت خيرا على هذا الجهد المبارك000
----------------------
---
الإسلام ديني
08-22-2005, 02:53 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين(1/1502)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل جدا
جزاكم الله خيرا
/////////////////////////////////////////////////
---
نبيه المنسي
09-16-2006, 10:23 PM
أثابك الله
---
بنت السنة الطاهرة
09-17-2006, 08:49 PM
جزاكم الله خيرا
---
(1/1503)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دلوني على مكتبة تبيع المصحف المكتوب بطريقة برايل
---
دلوني على مكتبة تبيع المصحف المكتوب بطريقة برايل
---
أحمد بن فارس
03-19-2006, 09:13 PM
أريد شراء نسخة من المصحف الكريم المكتوب بطريقة برايل للمكفوفين
فأين أجدها؟؟
في أي مكان في المملكة؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا...
---
عبدالرحمن الشهري
03-19-2006, 10:18 PM
أما المكتبات التجارية فلا أعلم مكتبة تبيع هذا المصحف ، ولكن معاهد النور تقدمها بأسعار مناسبة ، ويمكن الاتصال بهاتف أحد معاهد النور القريبة منكم وسؤالهم عن ذلك ، وهذه الأرقام اختر منها ما يناسبك :
- معهد النور بالرياض 4352814/01
- معهد النور بالأحساء 5825108/03
- معهد النور بمكة المكرمة 5459380/02
- معهد النور ببريدة 3231300/06
- معهد النور بالمدينة المنورة 8380955/04
- معهد النور بأبها 2249731/07
- وبقية الأرقام تجدها هنا وفقك الله
دليل هواتف معاهد النور في السعودية (http://www.gsse.org/dvicont_address.htm)
---
أحمد بن فارس
03-20-2006, 10:42 PM
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد الرحمن
---
(1/1504)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الجمع بين قوله تعالى :(في يوم كان مقداره ألف سنة) و(في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)
---
الجمع بين قوله تعالى :(في يوم كان مقداره ألف سنة) و(في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)
---
المسيطير
12-17-2006, 07:49 PM
المشايخ الفضلاء /
أشكل عليّ الجمع بين قوله تعالى : " فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْفَ سَنَة " في سورة السجدة , وقوله تعالى : " فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة " في سورة المعارج .
فوجدت أن الإمام الطبري رحمه الله تعالى أشار إلى الإشكال ، ثم جلاّه لي و لأمثالي ، فأردت نقل ماخطته يداه - رحمه الله - مما نقله عن العلماء ، حيث قال عند تفسيره لسورة المعارج :
( وقوله : {تَعْرُج الْمَلَائِكَة وَالرُّوح إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة } يقول تعالى ذكره : تصعد الملائكة والروح , وهو جبريل عليه السلام إليه , يعني إلى الله جل وعز ; والهاء في قوله : { إليه } عائدة على اسم الله .
{ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة } يقول : كان مقدار صعودهم ذلك في يوم لغيرهم من الخلق خمسين ألف سنة , وذلك أنها تصعد من منتهى أمره من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمره من فوق السموات السبع. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : 27027 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا حكام بن سلم , عن عمرو بن معروف , عن ليث , عن مجاهد { فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة } قال : منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنة ; ويوم كان مقداره ألف سنة , يعني بذلك نزل الأمر من السماء إلى الأرض , ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد , فذلك مقداره ألف سنة ; لأن ما بين السماء إلى الأرض , مسيرة خمسمائة عام .(1/1505)
وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير آية المعارج ، والجمع بينها وبين آية السجدة :
( قال وهب والكلبي ومحمد بن إسحاق : أي عروج الملائكة إلى المكان الذي هو محلهم في وقت كان مقداره على غيرهم لو صعد خمسين ألف سنة .
وقال وهب أيضا : ما بين أسفل الأرض إلى العرش مسيرة خمسين ألف سنة . وهو قول مجاهد .
وجمع بين هذه الآية وبين قوله : " في يوم كان مقداره ألف سنة " في سورة السجدة , فقال : " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " من منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات خمسون ألف سنة .
وقوله تعالى في ( الم تنزيل ) : " في يوم كان مقداره ألف سنة " [ السجدة : 5 ] يعني بذلك نزول الأمر من سماء الدنيا إلى الأرض , ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد فذلك مقدار ألف سنة لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام ) أ.هـ.
ثم قال رحمه الله :
( وعن ابن عباس أيضا أنه سئل عن هذه الآية وعن قوله تعالى : " في يوم كان مقداره ألف سنة " [ السجدة : 5 ] فقال : أيام سماها الله عز وجل هو أعلم بها كيف تكون , وأكره أن أقول فيها ما لا أعلم ) .
-
---
منصور مهران
12-18-2006, 06:06 AM
سمعت الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - يقول : أيام الله لا يعلم مقاديرها إلا مُقَدّرها فإذا أخبر عن يوم بأنه كألف ثم أخبر عن يوم بأنه خمسون ألفا فهذا لأنه سبحانه لا يخبرنا عن يوم بعينه ؛ فنجد في الإخبارين إشكالا ، ولكنه يخبر عن شيئين فلكل شيء خبره الذي يخصه ، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول عن ذلك : تلك أيام سماها الله عز وجل فهو أعلم بها وليس لنا إزاءها إلا التسليم .
( منقول من تسجيل لمحاضرة ألقاها الشيخ الشعراوي في إحدى المناسبات الدينية ، فمن أرادها فليطلبها من باعة الأشرطة تحت اسم : ذاك يوم ولدت فيه )
---
عبدالرحمن السديس
12-18-2006, 04:23 PM
بارك الله فيكم(1/1506)
تكلم عن هذا الإشكال العلامة ابن القيم في النونية عند كلامه على أدلة علو الرب تعالى على خلقه ص106:
هَذَا وَرَابِعُهَا عرُوجُ الرُّوحِ وَال = أملاَكِ صَاعِدَةً إِلَى الرَّحمَنِ
وَلَقَد أتَى فِي سُورَتَينِ لِكِلاَهُمَا اش = تَمَلاَ عَلَى التَّقدِيرِ بالأزمَانِ
فِي سُورَة فِيهِ المَعارِجُ قُدِّرَت = خَمسِينَ ألفاً كَامِلَ الحُسبَانِ
وَبِسَجدَة التَّنزِيل ألفاً قُدِّرَت = فَلأجلِ ذَا قَالُوا هُمَا يَومَانِ
يَومُ المَعَادِ بِذِي المَعَارِجِ ذِكرُهُ = وَاليَومُ فِي تَنزِيل فِي ذَا الآنِ
وَكِلاَهُمَا عِندِي فَيَومٌ وَاحِدٌ = وَعُرُوجُهُم فِيهِ إِلَى الدَّيَّانِ
فَالألفُ فِيهِ مَسَافَةٌ لِنُزُولِهِم = وَصُعُودِهِم نَحوَ الرَّفِيعِ الدَّانِي
هَذِي السَّمِاء فَإنَّهَا قَد قُدِّرَت = خَمسِينَ فِي عَشر وَذَا ضِعفَانِ
لَكِنمَا الخَمسُون ألفَ مَسَافَةُ السَّ = بعِ الطِّبَاقِ وَبَعدُ ذِي الأكوَانِ
مِن عَرشِ رَبِّ العَالَمِينَ إِلَى الثَّرَى = عِندَ الحَضِيضِ الأسفَل التَّحتَحانِي
وَاختَارَ هَذَا القَولَ فِي تَفسِيرِهِ ال = بَغَوِي ذَاكَ العَالِمُ الرَّبَّانِي
وَمُجَاهِدٌ قَد قَالَ هَذَا القَولَ لَ = كِنَّ ابنَ إسحَاقَ الجَلِيلَ الشَّانِ
قَالَ المَسَافَة بَينَنَا وَالعَرشِ ذَا ال = مِقدَارُ فِي سَيرٍ مِنَ الإِنسَانِ
وَالقَولُ الأوَّلُ قَول عِكرِمَةٍ وَقَو = لُ قَتَادَةٍ وَهُمَا لَنَا عَلَمَانِ
وَاختَارَه الحَسَنُ الرَّضِى وَرَوَاهُ عَن = بَحرِ العُلُومِ مُفَسِّرِ القُرآنِ
وَيُرَجِّحُ القَولَ الذِي قَد قَالَهُ = سَادَاتُنَا فِي فَرقِهِم أمرَانِ
إحدَاهُمَا مَا فِي الصَّحِيحُ لِمَانِعٍ = لِزَكَاتِهِ مِن هَذِه الأعيَانِ
يُكوَى بِهَا يَومَ القِيَامَةِ ظَهرُهُ = وَجَبِينهُ وَكذَلِكَ الجَنبَانِ
خَمسُونَ ألفاً قَدرُ ذَاكَ اليَومِ فِي = هَذَا الحَدِيثُ وَذَاكَ تِبيَانِ(1/1507)
فَالظَّاهِرُ اليَومَانِ فِي الوَجهَينِ يَو = مٌ وَاحِدٌ مَا إن هُمَا يَومَانِ
قَالُوا وَإيرَادُ السِّيَاقِ يُبَيِّن ال = مَضمُونَ مِنهُ بِأوضَحِ التِّبيَانِ
فَانظُر إِلَى الإِضمارِ ضِمن يَرَونَهُ = ونَرَاهُ مَا تَفسِيرُهُ بِبَيَانِ
فَاليَومُ بِالتَّفسِيرِ أولَى مِن عَذَا = بٍ وَاقِعٍ لِلقُربِ وَالجِيرَانِ
وَيَكُونُ ذِكرُ عُرُوجِهِم فِي هَذِهِ الدُّ = نيَا وَيَومَ قِيَامَةِ الأبدَانِ
فَنُزُولهُم أيضاً هُنَالِكَ ثَابِتٌ = كَنُزُولِهِم أيضاً هُنَا لِلشَّانِ
وَعُرُوجُهُم بَعدَ القَضَا كَعُرُوجِهِم = أيضاً هُنَا فَلَهُم إذاً شَأنَانِ
وَيُزُولُ هَذَا السَّقفُ يَومَ مَعَادِنَا = فَعُرُوجُهُم لِلعَرشِ وَالرَّحمَنِ
هَذَا وَمَا نَضِجَت لَدي وَعِلمُهَا ال = مَوكُولُ بَعد لِمُنزِلِ القُرآنِ
وَأعُوذُُ بِالرَّحمَنِ مِن جَزمٍ بِلاَ = عِلمٍ وَهَذَا غَايَةُ الإمكَانِ
وَاللهُ أعلَمُ بِالمُرَادِ بِقَولِهِ = وَرَسُولُهُ المَبعُوثُ بِالفُرقَانِ
---
عمر المقبل
12-18-2006, 10:33 PM
أثابكم الله ...
لكن المشكل في اختيار ابن القيم ـ والذي سبقه إليه أئمة ـ أن مثل هذه المسافات التي بين قلب الأرض وبين أعلى موضع في السماء ـ أو كما يقول ابن كثير : هذا ارتفاع العرش عن المركز الذي في وسط الأرض السابعة.ـ تحتاج إلى نقلٍ معصوم لإثباتها ، فمثلها في هذا المقام والتوجيه لا يحتمل ـ والله أعلم ـ هذا الجزم .
والظاهر أن أقرب الأقوال ،وأسلمها من الإشكال هو القول الذي يقول : إن المراد بالخمسين ألفاً هو يوم القيامة ـ كما صح بذلك السند عن ابن عباس ،وأن الألف ـ التي في سورة السجدة ـ هي مسافة بين العروج والنزول للملائكة الكرام الذين يدبرون من أمر الكون ما أذن الله لهم فيه.
وتأمل سياق الآيات في سورة السجدة مع آيات سورة المعارج يرشح هذا القول ،والله أعلم بمراده .
---
عبدالله الشهري
12-19-2006, 12:32 AM(1/1508)
والظاهر أن أقرب الأقوال ،وأسلمها من الإشكال هو القول الذي يقول : إن المراد بالخمسين ألفاً هو يوم القيامة ـ كما صح بذلك السند عن ابن عباس ،وأن الألف ـ التي في سورة السجدة ـ هي مسافة بين العروج والنزول للملائكة الكرام الذين يدبرون من أمر الكون ما أذن الله لهم فيه.
وتأمل سياق الآيات في سورة السجدة مع آيات سورة المعارج يرشح هذا القول ،والله أعلم بمراده .
يؤيد هذا كلام ابن جماعة في كتابه (كشف المعاني في المتشابه المثاني).
قال رحمه الله في آية السجدة ((جوابه أن االمراد هنا ما ينزل به الملك من السماء ثم يصعد إليها...)).
وقال عن آية المعارج ((والمراد بآية (سأل سائل) يوم القيامة لما فيه من الأهوال والشدائد وقوله تعالى (في يوم) راجع إلى قوله تعالى (بعذاب واقع) أي واقع ليس له دافع...في يوم كان مقداره) الآية.)) أ.هـ.
---
روضة
12-20-2006, 07:52 PM
قال الإمام الخطيب الإسكافي في درة التنزيل وغرة التأويل، ص259:
قال تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } السجدة 5 ، وقال في سورة سأل سائل: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } المعارج 4.
للسائل أن يسأل، فيقول: هذا اليوم جعل مقداره في السورة الأولى ألف سنة، وجعله في السورة الثانية خمسين ألف سنة، وقد قدّره بألف سنة في موضع آخر من سورة الحج، فقال: {وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } الحج 47، فكيف يجمع بين هذه الأخبار!
الجواب عن ذلك من وجوه:(1/1509)
أحدها: أن يكون المعنى: أن الله يدبر أمر أهل الأرض في السماء من دعائهم إلى الطاعات، وتكليفهم أنواع العبادات، فينزل به من يأمره من ملائكته ليبعث بذلك رسله، ويضم إليه آياته وكتبه، ثم يصعد الملك الذي جاء به إلى المكان الذي نزل منه في يوم من أيام الدنيا، وهذه المسافة التي قطعها الملك في النزول والصعود مقدارها مسيرة ألف سنة من غيره، لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام، فيقع النزول والصعود في يوم تستغرق أوقاته سير ألف سنة من السنين التي يعدها أهل الأرض في الدنيا، وهذا التدبير الذي يدبر في السماء لأهل الأرض هو ما يكلفون من العبادات، وما يقدر من مدد أعمارهم، وما يحدث في اللوح المحفوظ مما يدل الملائكة على أنهم مأمورون بأن ينزلوا به إلى المصطفين من عباده بالرسالة، ثم يعودون إلى أماكنهم في يوم بقدر ألف سنة من أيام الدنيا.
وأما قوله في سورة الحج: {وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} الحج 47، أي: يقع في يوم تنعيم المطيعين وتعذيب العاصين قدر ما يناله المنعم في ألف سنة من أيام الدنيا، ويعذب العصاة في يوم مقدار ما يعذب به الإنسان ألف سنة لو بقي فيها، فعذابه في يوم واحد عذاب ألف سنة، وذلك لما يتضاعف عليهما من الآلام والملاذّ، ويصل إليهما من الغموم والسرور، والدليل على أن المراد في هذه الآية ذلك قوله قبله: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } الحج 47، فجهلهم باستعجالهم العذاب الذي هذا وصفه.(1/1510)
وأما قوله في سورة سأل سائل: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} المعارج 4، أي: تصعد الملائكة وجبريل ـ عليهم السلام ـ إلى حيث يعطي الله فيه الثواب أهل طاعته، ويحل فيه العقاب بأهل معصيته، وإن ذلك في يوم هو يوم القيامة، ويفعل الله تعالى فيه من محاسبة عباده، وتبيلغ كل منهم حقه ما لا يكون مثله في الدنيا إلا في خمسين ألف سنة.
وجواب ثانٍ: وهو أنه يجوز أن يكون يوم القيامة يوماً بلا آخر، وفيه أوقات مختلفة طولاً وقصراً، كما كان في أيام الدنيا، كان الوقت بين صلاة الفجر وصلاة الظهر أطول مما بين الظهر وبين العصر، وكما كان ذلك بين صلاة العشاء الأولى وعشاء الآخرة، فبعضها ألف سنة، وبعضها خمسون ألف سنة.
وجواب ثالث: وهو أن يكون اليوم الذي أخبر الله تعالى عنه في السجدة والذي في الحج هما من الأيام التي عند الله، وهي التي خلق فيها السموات والأرض، وكل يوم منها ألف سنة من سني الدنيا.
وأما في سورة سأل سائل فإن المراد به أن لثقله على الكافرين، واستطالتهم له وصعوبته، وهوله عليهم يصير بخمسين ألف سنة، وفي كل واحد من الأجوبة التي ذكرنا ما يكفي في جواب السائل.
---
(1/1511)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سورة الزمر
---
سورة الزمر
---
عبد الله عبد الفتاح
07-17-2003, 04:11 PM
بدون إطالة
في الآية الكريمة رقم ( 10 ) من سورة الزمر يخاطب الحق عز وجل عباده الذين آمنوا ويبدأ بلفظي " قل ياعباد "، وفي الآية الكريمة رقم ( 53 ) من ذات السورة يخاطب الحق عباده الذين أسرفوا على أنفسهم ويبدأ بلفظي " قل ياعبادي " ، لفظ " عباد " في الآية الكريمة الأولي بدون ياء مكتوبة مع كسر حرف الدال ، أما لفظ " عبادي " في الآية الكريمة الثانية فبالياء مع فتحها .
السؤال هل هناك فرق بين هذين اللفظين " ياعباد" و" ياعبادي" ، ولماذا حزفت الياء في عباد ولم تحزف في ياعبادي .
أطمع في أن يغفر لي أخواني إثقالي لهم بالاسئلة ، أثاب الله الجميع .
وشكرا
---
عبدالله بن بلقاسم
07-17-2003, 06:31 PM
الحمد لله :
أهل اللغة يقولون :
يجوز في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم إذا كان صحيح الآخر أوجه ستة:
منها الوجهان التي معنا،
وأما القراء
فبحذف الياء قرأوا جميعا في قوله تعالى: ( قل لعباد الذين آمنوا اتقوا ربكم)
وبإثبات الياء قرأوا في المتواتر جميعا على اختلاف بينهم في الفتح والتكسين في قوله تعالى : ( قل لعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم)
واختلفوا في مواضع أخرى في الإثبات والحذف
مثل قوله تعالى في نفس السورة الآية 16 ( يا عباد فاتقون)
قال في (السبعة في القراءات ج: 1 ص: 588)(1/1512)
16 واختلفوا فى إثبات الياء وحذفها من قوله يعباد لا خوف عليكم 68 فقرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم يعباد بإثبات الياء وكلهم أسكنها غير عاصم فى رواية أبى بكر فإنه فتحها يعباد وقرأ عاصم فى رواية حفص وابن كثير وحمزة والكسائى يعباد بغير ياء فى الوصل والوقف وقال ابن اليزيدى عن أبيه عن أبى عمرو أنه وقف يعباد بإثبات الياء وقال ابن رومي عن أحمد بن موسى عن أبى عمرو الوقف بغير ياء اهـ
وقد حاولت أن أجد كلاما للعلماء في توجيه ذلك فلم أجده صريحا، غير أني استفدت شيئا من كتاب ابن زنجلة (حجة القراءات ج: 1 ص: 654) حيث قال رحمه الله:
الأصل أن تقول يا عبادي بفتح الياء وإنما قلنا لأن الياء هو اسم والاسم إذا كان على حرف واحد فأصله الحركة فتقول ضربتك ويجوز أن تقول قويت الحرف الواحد بالحركة والذي يلي هذا يا عبادي بسكون الياء وإنما حذفت الحركة للتخفيف ثم يلي هذا يا عباد بغير ياء لأن الكسرة تنوب عن الياء لأنه نداء
وأهل البلاغة يقولون إن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى
فلما كان المسرف على نفسه في المعاصي أقرب إلى القنوط، وأبعد من الاستجابة والعودة إلى التوبة، كان من المناسب تقوية ندائه، بخلاف المتقي المدعو إلى الإيمان
أقول ذلك مستنبطا، مجتهدا ، مستغفرا، منكسرا من الجرأة، مستحيا من تقحم البحر الخضم ، منتظرا كلام الفضلاء والله الهادي إلى الصواب،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
---
عوض احمد الشهري
07-17-2003, 06:43 PM
أخي الكريم الأستاذ/عبدالله عبد الفتاح وفقه الله
أقول يأخي العزيز معتمداً في إجابتي بعد الله على أقوال أهل العلم أن المسألة هنا متعلقة بعلم القرآءات
يقول مكي بن أبي أطالب-رحمه الله:والمشهور عند كل القراء في قوله (ياعباد الذين آمنوا)الزمر/10
وقوله(فبشرعباد.الذين)الزمر/17 أنه بغير ياء في الوقف والوصل ،على لفظ الوصل ،وحذف الياء ون النداء كثير(1/1513)
...والذي قرأت به للجميع بالحذف في الحالين.(الكشف عن وجوه القراءات السبع-لمكي بن أبي طالب ص237)
ويقول العلامة أحمد الدمياطي الشهير بالبناءت1117هـ في كتابه(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر
ص481)ما نصه:" واتفقوا على حذف الياء من(ياعبادِ الذين آمنوا)الزمر/10
هذا وأسأل من الله لك التوفيق
---
حسين الخالدي
07-17-2003, 07:47 PM
قال ابن عاشور المخالفة بين اللفظين لمجرد التفنن وقد يكون حذف الياء في الاولى لان انتسابهم الى لفظ الجلالة امر مقرر فاستغنىعن الياء وقال لعل الياء ذكرتفي الثانية لزيادة التصريح الباعث على الرجاء وقد اقتضاه كون المخاطبين مظنة القنوط انتهى النقل مختصرا
---
عبدالله بن بلقاسم
07-18-2003, 12:41 AM
جزاك الله خيرا أخي ( seen) على نقلكم المفيد من كلام ابن عاشور
ولعلك ترى موافقة الوجه الثاني لما ذكرت والحمد لله، وأشكر لك إجابتك المسدده وفهمك للسؤال والله يحفظك
---
(1/1514)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > المنتقى الثمين من أدب الدنيا والدين
---
المنتقى الثمين من أدب الدنيا والدين
---
عبدالرحمن السديس
11-17-2005, 01:30 PM
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، وكفى بالله شهيدا ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليما مزيدا .. أما بعد:
فكتاب أدب الدنيا والدنيا للشيخ أبي الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي (ت 450) من أحسن ما كتب في الآداب.
يقول في مقدمته :
وَقَدْ تَوَخَّيْت بِهَذَا الْكِتَابِ الاشَارَةَ إلَى آدَابِهِمَا [الدنيا والدين] ، وَتَفْصِيلَ مَا أُجْمِلَ مِنْ أَحْوَالِهِمَا ، عَلَى أَعْدَلِ الأمرين مِنْ إيجَازٍ وَبَسْطٍ أَجْمَعُ فِيهِ بَيْنَ تَحْقِيقِ الْفُقَهَاءِ، وَتَرْقِيقِ الأدباء، فَلاَ يَنْبُو عَنْ فَهْمٍ، وَلاَ يَدِقُّ فِي وَهْمٍ، مُسْتَشْهِدًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ - جَلَّ اسْمُهُ - بِمَا يَقْتَضِيهِ، وَمِنْ سُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ - بِمَا يُضَاهِيهِ، ثُمَّ مُتْبِعًا ذَلِكَ بِأَمْثَالِ الْحُكَمَاءِ، وَآدَابِ الْبُلَغَاءِ، وَأَقْوَالِ الشُّعَرَاءِ ؛ لِأَنَّ الْقُلُوبَ تَرْتَاحُ إلَى الْفُنُونِ الْمُخْتَلِفَةِ وَتَسْأَمُ مِنْ الْفَنِّ الْوَاحِدِ. اهـ
وجعل كتابه في خمسة أبواب :
الأول: في فضل العقل وذم الهوى .
والثاني : في أدب العلم .
والثالث: في أدب الدين .
والرابع: في أدب الدنيا.
والباب الخامس : في أدب النفس.
وتحت هذه الأبواب فصول ، وتحتها تفريع ، ونقول ..
وهذا الكتاب ينبغي أن يطلع عليه كل طالب علم ، وينعم النظر فيه .
وقد انتقيت منه بعض درره ، وقسمتها أقسام :
الشعر ، الحكم ، الفوائد العامة .
وسأبدأ بنقل الشعر ثم أثني بالحكم ثم الفوائد العامة ،
ولعل ما أنقله يشوق من لم يقرأ الكتاب لقراءته .(1/1515)
والطبعة التي يتم العزو إليها ط:دار ابن كثير تحقيق : ياسين السواس.
ص49 وَأَنْشَدَنِي ابْنُ لَنْكَكَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ دُرَيْدٍ:
جَهِلْت فَعَادَيْت الْعُلُومَ وَأَهْلَهَا * كَذَاك يُعَادِي الْعِلْمَ مَنْ هُوَ جَاهِلُهْ
وَمَنْ كَانَ يَهْوَى أَنْ يُرَى مُتَصَدِّرًا * وَيَكْرَهُ لاَ أَدْرِي أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهْ
ص50 : لبَعْضِ أَهْلِ هَذَا الْعَصْرِ:
وَفِي الْجَهْلِ قَبْلَ الْمَوْتِ مَوْتٌ لِأَهْلِهِ * فَأَجْسَامُهُمْ قَبْلَ الْقُبُورِ قُبُورُ
وَإِنْ امْرَأً لَمْ يَحْيَ بِالْعِلْمِ مَيِّتٌ * فَلَيْسَ لَهُ حَتَّى النُّشُورِ نُشُورُ
ص42
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ * هَلاَ لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى * كَيْمَا يَصِحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا * فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى * بِالْقَوْلِ مِنْك وَيُقْبَلُ التَّعْلِيمُ
لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ * عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ
ص56:
وَمَنْزِلَةُ السَّفِيهِ مِنْ الْفَقِيهِ * كَمَنْزِلَةِ الْفَقِيهِ مِنْ السَّفِيهِ
فَهَذَا زَاهِدٌ فِي قُرْبِ هَذَا * وَهَذَا فِيهِ أَزْهَدُ مِنْهُ فِيهِ
إذَا غَلَبَ الشَّقَاءُ عَلَى سَفِيهٍ * تَقَطَّعَ فِي مُخَالَفَةِ الْفَقِيهِ
ص60:
قَالَ صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ:
لاَ خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ خَيْرُ ثَنَائِهِ * فِي النَّاسِ قَوْلَهُمْ غَنِيٌّ وَاجِدُ
ص61: لِبَعْضِ أَهْلِ الادَبِ:
إذَا لَمْ يَكُنْ مَرُّ السِّنِينَ مُتَرْجِمًا * عَنْ الْفَضْلِ فِي الانْسَانِ سَمَّيْته طِفْلاَ
وَمَا تَنْفَعُ الايَّامُ حِينَ يَعُدُّهَا * وَلَمْ يَسْتَفِدْ فِيهِنَّ عِلْمًاوَلاَ فَضْلاَ ؟
---
عبدالرحمن السديس
11-18-2005, 09:39 PM(1/1516)
ص65: أَبُو تَمَّامٍ:
يَنَالُ الْفَتَى مِنْ عَيْشِهِ وَهُوَ جَاهِلُ * وَيُكْدِي الْفَتَى مِنْ دَهْرِهِ وَهُوَ عَالِمُ
وَلَوْ كَانَتْ الارْزَاقُ تَجْرِي عَلَى الْحِجَا * هَلَكْنَ إذَنْ مِنْ جَهْلِهِنَّ الْبَهَائِمُ
ص68:
نَرُوحُ وَنَغْدُو لِحَاجَاتِنَا * وَحَاجَةُ مَنْ عَاشَ لاَ تَنْقَضِي
تَمُوتُ مَعَ الْمَرْءِ حَاجَاتُهُ * وَتَبْقَى لَهُ حَاجَةٌ مَا بَقِيَ
ص73: زُهَيْرٌ:
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ * وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمْ.
ص74:
تَرَقَّ إلَى صَغِيرِ الأمر حَتَّى * يُرَقِّيَك الصَّغِيرُ إلَى الْكَبِيرِ
فَتَعْرِفَ بِالتَّفَكُّرِ فِي صَغِيرٍ * كَبِيرًا بَعْدَ مَعْرِفَةِ الصَّغِيرِ
ص78:
إذَا لَمْ يُذَاكِرْ ذُو الْعُلُومِ بِعِلْمِهِ * وَلَمْ يَسْتَفِدْ عِلْمًا نَسِي مَا تَعَلَّمَا
فَكَمْ جَامِعٍ لِلْكُتُبِ فِي كُلِّ مَذْهَبٍ * يَزِيدُ مَعَ الأيام فِي جَمْعِهِ عَمَى !
ص80:
مُنِعْتُ شَيْئًا فَأَكْثَرْت الْوَلُوعَ بِهِ * أَحَبُّ شَيْءٍ إلَى الإنْسَانِ مَا مُنِعَا
ص104:
وَمَا سُمِّيَ الإنْسَانُ إلا لِأُنْسِهِ * وَلاَ الْقَلْبُ إلا أَنَّهُ يَتَقَلَّبُ
ص115: لِابْنِ الْعَمِيدِ:
مَنْ شَاءَ عَيْشًا هَنِيئًا يَسْتَفِيدُ بِهِ * فِي دِينِهِ ثُمَّ فِي دُنْيَاهُ إقْبَالا
فَلْيَنْظُرَنَّ إلَى مَنْ فَوْقَهُ أَدَبًا * وَلْيَنْظُرَنَّ إلَى مَنْ دُونَهُ مَالا
ص121: وَأَنْشَدَ أَبُو الْقَاسِمِ الامِدِيُّ:
إذَا كُنْت لاَ تَدْرِي وَلَمْ تَكُ بِاَلَّذِي * يُسَائِلُ مَنْ يَدْرِي فَكَيْفَ إذًا تَدْرِي
جَهِلْت وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنَّك جَاهِلٌ * فَمَنْ لِي بِأَنْ تَدْرِي بِأَنَّك لاَ تَدْرِي
إذَا جئت في كُلِّ الأمور بغمة * فَكُنْ هَكَذَا أَرْضًا يَطَأْكَ الَّذِي يَدْرِي
وَمِنْ أَعْجَبِ الأشياء أَنَّك لاَ تَدْرِي * وَأَنَّك لاَ تَدْرِي بِأَنَّك لاَ تَدْرِي
ص125:(1/1517)
عَوِّدْ لِسَانَك قِلَّةَ اللَّفْظِ * وَاحْفَظْ كَلاَمَك أَيَّمَا حِفْظِ
إيَّاكَ أَنْ تَعِظَ الرِّجَالَ وَقَدْ * أَصْبَحْتَ مُحْتَاجًا إلَى الْوَعْظِ
ص132:
وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الأدب لِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَاضِي رحمه الله تعالى:
يَقُولُونَ لِي فِيك انْقِبَاضٌ وَإِنَّمَا * رَأَوْا رَجُلاً عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا
أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمْ هَانَ عِنْدَهُمْ * وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا
وَلَمْ أَقْضِ حَقَّ الْعِلْمِ إنْ كَانَ كُلَّمَا * بَدَا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِي سُلَّمَا
وَمَا كُلُّ بَرْقٍ لاَحَ لِي يَسْتَفِزُّنِي * وَلاَ كُلُّ مَنْ لاَقَيْت أَرْضَاهُ مُنْعِمَا
إذَا قِيلَ هَذَا مَنْهَلٌ قُلْت قَدْ أَرَى * وَلَكِنَّ نَفْسَ الْحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا
أُنَهْنِهها عَنْ بَعْضِ مَا لاَ يَشِينُهَا * مَخَافَةَ أَقْوَالِ الْعِدَا فِيمَ أَوْ لِمَا
وَلَمْ أَبْتَذِلْ فِي خِدْمَةِ الْعِلْمِ مُهْجَتِي * لِأَخْدُمَ مَنْ لاَقَيْت لَكِنْ لِأُخْدَمَا
أَأَشْقَى بِهِ غَرْسًا وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً * إذًا فَاتِّبَاعُ الْجَهْلِ قَدْ كَانَ أَحْزَمَا
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ * وَلَوْ عَظَّمُوهُ فِي النُّفُوسِ لَعُظِّمَا
وَلَكِنْ أَهَانُوهُ فَهَانَ وَدَنَّسُوا * مُحَيَّاهُ بِالأطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا
---
عبدالرحمن السديس
11-19-2005, 07:34 PM
ص168: وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ:
أَبُنَيَّ إنَّ مِنْ الرِّجَالِ بَهِيمَةً * فِي صُورَةِ الرَّجُلِ السَّمِيعِ الْمُبْصِرِ
فَطِنٌ بِكُلِّ مُصِيبَةٍ فِي مَالِهِ * وَإِذَا يُصَابُ بِدِينِهِ لَمْ يَشْعُرْ
ص193:
تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا * إنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى الْيَبَسِ
ص196:(1/1518)
وَأَنْشَدَ بَعْضُ أَهْلِ الادَبِ مَا ذُكِرَ أَنَّهُ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه:
وَلَوْ أَنَّا إذَا مُتْنَا تُرِكْنَا * لَكَانَ الْمَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيِّ
وَلَكِنَّا إذَا مُتْنَا بُعِثْنَا * وَنُسْأَلُ كلنا عَنْ كُلِّ شَيِّ
ص218: الْمُتَنَبِّي:
لاَ يَسْلَمُ الشَّرَفُ الرَّفِيعُ مِنْ الاذَى * حَتَّى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبِهِ الدَّمُ
وَالظُّلْمُ مِنْ شِيَمِ النُّفُوسِ فَإِنْ تَجِدْ * ذَا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لاَ يَظْلِمُ !
ص224: أبو العتاهية:
أَمَا وَاَللَّهِ إنَّ الظُّلْمَ شُؤْمٌ * وَمَا زَالَ الْمُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إلَى دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي * وَعِنْدَ اللَّهِ تَجْتَمِعُ الْخُصُومُ
سَتَعْلَمُ فِي الْمَعَادِ إنْ الْتَقَيْنَا * غَدًا عِنْدَ الْمَلِيكِ مَنْ الظَّلُومُ
ص232: أَبُو تَمَّامٍ الطَّائِيُّ :
وَالْحَادِثَاتُ وَإِنْ أَصَابَك بُؤْسُهَا * فَهُوَ الَّذِي أَنْبَاكَ كَيْفَ نَعِيمُهَا
ص266:
لَمَوَدَّةٌ مِمَّنْ يُحِبُّك مُخْلِصًا * خَيْرٌ مِنْ الرَّحِمِ الْقَرِيبِ الْكَاشِحِ
ص269:
لاَ تَحْمَدَنَّ امْرَأً حَتَّى تُجَرِّبَهُ * وَلاَ تَذُمَّنَّهُ مِنْ غَيْرِ تَجْرِيبِ
فَحَمْدُك الْمَرْءَ مَا لَمْ تُبْلِهِ خَطَأٌ * وَذَمُّهُ بَعْدَ حَمْدٍ شَرُّ تَكْذِيبِ
ص271:
مُجَالَسَةُ السَّفِيهِ سَفَاهُ رَأْيٍ * وَمِنْ عَقْلٍ مُجَالَسَةُ الْحَكِيمِ
فَإِنَّك وَالْقَرِينُ مَعًا سَوَاءٌ * كَمَا قُدَّ الأدِيمُ مِنْ الأدِيمِ
ص275: ابْنُ الرُّومِيِّ:
عَدُوُّك مِنْ صِدِّيقِك مُسْتَفَادُ * فَلاَ تَسْتَكْثِرَنَّ مِنْ الصِّحَابِ
فَإِنَّ الدَّاءَ أَكْثَرَ مَا تَرَاهُ * يَكُونُ مِنْ الطَّعَامِ أَوْ الشَّرَابِ
ص278: الْمُتَنَبِّي:
إنَّا لَفِي زَمَنٍ تَرْكُ الْقَبِيحِ بِهِ * مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ إحْسَانٌ وَإِجْمَالُ
ص280: النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ:(1/1519)
وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخاً لا تَلُمَّهُ * عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
---
عبدالرحمن السديس
11-20-2005, 08:22 PM
ص281: وَقَالَ ابْنُ الرُّومِيِّ:
هُمْ النَّاسُ وَالدُّنْيَا وَلاَ بُدَّ مِنْ قَذًى * يُلِمُّ بِعَيْنٍ أَوْ يُكَدِّرُ مَشْرَبَا
وَمِنْ قِلَّةِ الإنْصَافِ أَنَّك تَبْتَغِي الْـ * مُهَذَّبَ فِي الدُّنْيَا وَلَسْت الْمُهَذَّبَا
ص286: وَقَالَ أَبُو الاسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ:
وَكُنْ مَعْدِنًا لِلْخَيْرِ وَاصْفَحْ عَنْ الأذَى * فَإِنَّك رَاءٍ مَا عَلِمْت وَسَامِعُ
وَأَحْبِبْ إذَا أَحْبَبْت حُبًّا مُقَارِبًا * فَإِنَّك لاَ تَدْرِي مَتَى أَنْتَ نَازِعُ
وَأَبْغِضْ إذَا أَبْغَضْت غَيْرَ مُبَايِنٍ * فَإِنَّك لاَ تَدْرِي مَتَى أَنْتَ رَاجِعُ
ص287:وَقَالَ لَبِيدٌ:
تَوَقَّفْ عَنْ زِيَارَةِ كُلِّ يَوْمٍ * إذَا أَكْثَرْت مَلَّكَ مَنْ تَزُورُ
ص287: مَنْصُورٌ النَّمَرِيُّ:
أَقْلِلْ عِتَابَ مَنْ اسْتَرَبْت بِوُدِّهِ * لَيْسَتْ تُنَالُ مَوَدَّةٌ بِعِتَابِ
ص288: بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ:
إذَا كُنْت فِي كُلِّ الامُورِ مُعَاتِبًا * صَدِيقَك لَمْ تَلْقَ الَّذِي لاَ تُعَاتِبُهْ
وَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى الْقَذَى * ظَمِئْتَ وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ
فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاك فَإِنَّهُ * مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ
ص293: للأفْوَهِ وَاسْمُهُ صَلاَءَةُ بْنُ عَمْرٍو:
بَلَوْتُ النَّاسَ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ * فَلَمْ أَرَ غَيْرَ خَتَّالٍ وَقَالِي
وَذُقْتُ مَرَارَةَ الأشْيَاءِ جَمْعًا * فَمَا طَعْمٌ أَمَرُّ مِنْ السُّؤَالِ
وَلَمْ أَرَ فِي الْخُطُوبِ أَشَدَّ هَوْلا * وَأَصْعَبَ مِنْ مُعَادَاةِ الرِّجَالِ
ص293: للشَّافِعِيِّ:
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أَحْقِدْ عَلَى أَحَدٍ * أَرَحْتُ نَفْسِي مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَاتِ(1/1520)
إنِّي أُحَيِّي عَدُوِّي عِنْدَ رُؤْيَتِهِ * لِأَدْفَعَ الشَّرَّ عَنِّي بِالتَّحِيَّاتِ
وَأُظْهِرُ الْبِشْرَ لِلْإِنْسَانِ أَبْغَضُهُ * كَأَنَّمَا قَدْ حَشَى قَلْبِي مَحَبَّاتِ
النَّاسُ دَاءٌ دَوَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمْ * وَفِي اعْتِزَالِهِمْ قَطْعُ الْمَوَدَّاتِ
ص298:
جَمَعْت أَمْرَيْنِ ضَاعَ الْحَزْمُ بَيْنَهُمَا * تِيهَ الْمُلُوكِ وَأَخْلاَقَ الْمَمَالِيكِ
أَرَدْت شُكْرًا بِلاَ بِرٍّ وَلاَ صِلَةٍ * لَقَدْ سَلَكْت طَرِيقًا غَيْرَ مَسْلُوكِ
ظَنَنْت عِرْضَك لَمْ يُقْرَعْ بِقَارِعَةٍ * وَمَا أَرَاك عَلَى حَالٍ بِمَتْرُوكِ
لَئِنْ سَبَقْتَ إلَى مَالٍ حَظِيتَ بِهِ * فَمَا سَبَقْتَ إلَى شَيْءٍ سِوَى النُّوكِ
---
عبدالرحمن السديس
11-26-2005, 04:12 PM
ص308: الْكُمَيْتُ:
إذَا لَمْ تَكُنْ إلا الأسِنَّةُ مَرْكَبًا * فَلاَ رَأْيَ لِلْمُضْطَرِّ إلا رُكُوبُهَا
ص 310:
لاَ تَطْلُبَنَّ مَعِيشَةً بِتَذَلُّلٍ * فَلَيَأْتِيَنَّكَ رِزْقُك الْمَقْدُورُ
وَاعْلَمْ بِأَنَّك آخِذٌ كُلَّ الَّذِي * لَك فِي الْكِتَابِ مُقَدَّرٌ مَسْطُورُ
ص312: أَبو بَكْرِ بْنَ دُرَيْدٍ
لاَ تَدْخُلَنَّك ضَجْرَةٌ مِنْ سَائِلٍ * فَلِخَيْرِ دَهْرِك أَنْ تُرَى مَسْئُولاَ
لاَ تَجْبَهَنْ بِالرَّدِّ وَجْهَ مُؤَمِّلٍ * فَبَقَاءُ عِزِّك أَنْ تُرَى مَأْمُولاَ
تَلْقَى الْكَرِيمَ فَتَسْتَدِلُّ بِبِشْرِهِ * وَتَرَى الْعُبُوسَ عَلَى اللَّئِيمِ دَلِيلاَ
وَاعْلَمْ بِأَنَّك عَنْ قَلِيلٍ صَائِرٌ * خَبَرًا فَكُنْ خَبَرًا يَرُوقُ جَمِيلاَ
ص317: أَبُو النَّصْرِ الْعُتْبِيِّ
اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَسْت ذَا بُخْلٍ * وَلَسْتُ مُلْتَمِسًا فِي الْبُخْلِ لِي عِلَلاَ
لَكِنَّ طَاقَةَ مِثْلِي غَيْرُ خَافِيَةٍ * وَالنَّمْلُ يُعْذَرُ فِي الْقَدْرِ الَّذِي حَمَلاَ
ص324: وَأَنْشَدَ الرِّيَاشِيُّ:(1/1521)
يَدُ الْمَعْرُوفِ غُنْمٌ حَيْثُ كَانَتْ * تَحَمَّلَهَا كَفُورٌ أَمْ شَكُورُ
فَفِي شُكْرِ الشَّكُورِ لَهَا جَزَاءٌ * وَعِنْدَ اللَّهِ مَا كَفَرَ الْكَفُورُ
ص326: سَهْلُ بْنُ هَارُونَ:
خِلٌّ إذَا جِئْتَهُ يَوْمًا لِتَسْأَلَهُ * أَعْطَاك مَا مَلَكَتْ كَفَّاهُ وَاعْتَذَرَا
يُخْفِي صنائِعَهُ وَاَللَّهُ يُظْهِرُهَا * إنَّ الْجَمِيلَ إذَا أَخْفَيْتَهُ ظَهَرَا
ص327:
أَفْسَدْتَ بِالْمَنِّ مَا أَسْدَيْتَ مِنْ حُسْنٍ * لَيْسَ الْكَرِيمُ إذَا أَسْدَى بِمَنَّانِ
ص 374:ابْنُ عَوْفٍ
: عَجِبْتُ مِنْ مُعْجَبٍ بِصُورَتِهِ * وَكَانَ بِالأمْسِ نُطْفَةً مَذِرَهْ
وَفِي غَدٍ بَعْدَ حُسْنِ صُورَتِهِ * يَصِيرُ فِي اللَّحْدِ جِيفَةً قَذِرَهْ
وَهُوَ عَلَى تِيهِهِ وَنَخْوَتِهِ * مَا بَيْنَ ثَوْبَيْهِ يَحْمِلُ الْعَذِرَهْ
ص376
يَا مُظْهِرَ الْكِبْرِ إعْجَابًا بِصُورَتِهِ * اُنْظُرْ خَلاَكَ فَإِنَّ النَّتْنَ تَثْرِيبُ
لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا فِي بُطُونِهِمْ * مَا اسْتَشْعَرَ الْكِبْرَ شُبَّانٌ وَلاَ شِيبُ
هَلْ فِي ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الرَّأْسِ مَكْرُمَةً * وَهُوَ بِخَمْسٍ مِنْ الأقْذَارِ مَضْرُوبُ
أَنْفٌ يَسِيلُ وَأُذْنٌ رِيحُهَا سَهِكٌ * وَالْعَيْنُ مُرْفَضَّةٌ وَالثَّغْرُ مَلْعُوبُ
يَا ابْنَ التُّرَابِ وَمَأْكُولَ التُّرَابِ غَدًا * أَقْصِرْ فَإِنَّك مَأْكُولٌ وَمَشْرُوبُ
---
عبدالرحمن السديس
12-02-2005, 11:57 PM
ص380:
إذَا الْمَرْءُ لَمْ يَمْدَحْهُ حُسْنُ فِعَالِهِ * فَمَادِحُهُ يَهْذِي وَإِنْ كَانَ مُفْصِحَا
ص388
هُمُومُك بِالْعَيْشِ مَقْرُونَةٌ * فَمَا تَقْطَعُ الْعَيْشَ إلا بِهِمْ
إذَا تَمَّ أَمْرٌ بَدَا نَقْصُهُ * تَرَقَّبْ زَوَالا إذَا قِيلَ تَمْ
إذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا * فَإِنَّ الْمَعَاصِيَ تُزِيلُ النِّعَمْ(1/1522)
وَحَامِ عَلَيْهَا بِشُكْرِ الإلَهِ * فَإِنَّ الإلَهَ سَرِيعُ النِّقَمْ
حَلاَوَةُ دُنْيَاك مَسْمُومَةٌ * فَمَا تَأْكُلُ الشَّهْدَ إلا بِسُمْ
فَكَمْ قَدَرٌ دَبَّ فِي مُهْلَةٍ * فَلَمْ يَعْلَمْ النَّاسُ حَتَّى هَجَمْ
ص390: سَلَمُ بْنُ عَمْرٍو الشَّاعِرِ:
لاَ تَسْأَلْ الْمَرْءَ عَنْ خَلاَئِقِهِ * فِي وَجْهِهِ شَاهِدٌ مِنْ الْخَبَرِ
ص391:
إذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي * وَلَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا تَشَاءُ
فَلاَ وَاَللَّهِ مَا فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ * وَلاَ الدُّنْيَا إذَا ذَهَبَ الْحَيَاءُ
يَعِيشُ الْمَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ * وَيَبْقَى الْعُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ
ص394:
إذَا رُزِقَ الْفَتَى وَجْهًا وَقَاحًا * تَقَلَّبَ فِي الامُورِ كَمَا يَشَاءُ
ص397:
أُحِبُّ مَكَارِمَ الاخْلاَقِ جَهْدِي * وَأَكْرَهُ أَنْ أَعِيبَ وَأَنْ أُعَابَا
وَأَصْفَحُ عَنْ سِبَابِ النَّاسِ حِلْمًا * وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ يَهْوَى السِّبَابَا
وَمَنْ هَابَ الرِّجَالَ تَهَيَّبُوهُ * وَمَنْ حَقَرَ الرِّجَالَ فَلَنْ يُهَابَا
ص401:
أَوَكُلَّمَا طَنَّ الذُّبَابُ طَرَدْتُهُ * إنَّ الذُّبَابَ إذًا عَلَيَّ كَرِيمُ
ص401: عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ:
إذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلاَ تُجِبْهُ * فَخَيْرٌ مِنْ إجَابَتِهِ السُّكُوتُ
سَكَتُّ عَنْ السَّفِيهِ فَظَنَّ أَنِّي * عَيِيتُ عَنْ الْجَوَابِ وَمَا عَيِيتُ
ص402: وَقَالَ لَقِيطُ بْنُ زُرَارَةَ:
وَقُلْ لِبَنِي سَعْدٍ فَمَا لِي وَمَا لَكُمْ * تُرِقُّونَ مِنِّي مَا اسْتَطَعْتُمْ وَأُعْتِقُ
أَغَرَّكُمْ أَنِّي بِأَحْسَنِ شِيمَةٍ * بَصِيرٌ وَأَنِّي بِالْفَوَاحِشِ أَخْرَقُ
وَإِنْ تَكُ قَدْ فَاحَشْتَنِي فَقَهَرْتَنِي * هَنِيئًا مَرِيئًا أَنْتَ بِالْفُحْشِ أَحْذَقُ.
ص403:
قُلْ مَا بَدَا لَك مِنْ زُورٍ وَمِنْ كَذِبِ * حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ
ص404:(1/1523)
وَلَلْكَفُّ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمًا * أَضَرُّ لَهُ مِنْ شَتْمِهِ حِينَ يَشْتُمُ
ص405:
وَلاَ خَيْرَ فِي حِلْمٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ * بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا
وَلاَ خَيْرَ فِي جَهْلٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ * حَلِيمٌ إذَا مَا أَوْرَدَ الأمْرَ أَصْدَرَا
ص406: وَأَنْشَدَ ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ:
إذَا أَمِنَ الْجُهَّالُ جَهْلَك مَرَّةً * فَعِرْضُك لِلْجُهَّالِ غُنْمٌ مِنْ الْغُنْمِ
فَعُمَّ عَلَيْهِ الْحِلْمَ وَالْجَهْلَ وَالْقَهُ * بِمَنْزِلَةٍ بَيْنَ الْعَدَاوَةِ وَالسِّلْمِ
إذَا أَنْتَ جَاريْت السَّفِيهَ كَمَا جَرى * فَأَنْتَ سَفِيهٌ مِثْلُهُ غَيْرُ ذِي حِلْمِ
وَلاَ تُغْضِبَنْ عِرْضَ السَّفِيهِ وَدَارِهِ * بِحِلْمٍ فَإِنْ أَعْيَا عَلَيْك فَبِالصُّرْمِ
فَيَرْجُوك تَارَاتٍ وَيَخْشَاك تَارَةً * وَتأْخُذُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بِالْحَزْمِ
فَإِنْ لَمْ تَجِدْ بُدًّا مِنْ الْجَهْلِ فَاسْتَعِنْ * عَلَيْهِ بِجُهَّالٍ فَذَاكَ مِنْ الْعَزْمِ
ص428: أَبُو تَمَّامٍ الطَّائِيُّ:
وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ نَشْرَ فَضِيلَةٍ طُوِيَتْ * أَتَاحَ لَهَا لِسَانَ حَسُودِ
لَوْلاَ اشْتِعَالُ النَّارِ فِيمَا جَاوَرَتْ * مَا كَانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرْفِ الْعُودِ
لَوْلاَ التَّخَوُّفُ لِلْعَوَاقِبِ لَمْ يَزَلْ * لِلْحَاسِدِ النُّعْمَى عَلَى الْمَحْسُودِ
ص439:
وَزِنْ الْكَلاَمَ إذَا نَطَقْتَ فَإِنَّمَا * يُبْدِي عُيُوبَ ذَوِي الْعُيُوبِ الْمَنْطِقُ
---
عبدالرحمن السديس
12-06-2005, 05:07 PM
ص 446: ابْنُ الرُّومِيِّ:
إذَا مَا وَصَفْتَ امْرَأً لِامْرِئٍ * فَلاَ تَغْلُ فِي وَصْفِهِ وَاقْصِدْ
فَإِنَّك إنْ تَغْلُ تَغْلُ الظُّنُو * نُ فِيهِ إلَى الأمَدِ الأبْعَدِ
فَيَضْأَلُ مِنْ حَيْثُ عَظَّمْتَهُ * لِفَضْلِ الْمَغِيبِ عَلَى الْمَشْهَدِ
ص455:شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ:(1/1524)
وَلَئِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ فَاصْبِرْ لَهَا * عَظُمَتْ مُصِيبَةُ مُبْتَلٍ لاَ يَصْبِرُ
ص475: أَبُو الاسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ:
وَمَا كُلُّ ذِي لب بِمُؤْتِيك نُصْحَهُ * وَلاَ كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَهُ بِلَبِيبِ
وَلَكِنْ إذَا مَا اسْتَجْمَعَا عِنْدَ صَاحِبٍ * فَحُقَّ لَهُ مِنْ طَاعَةٍ بِنَصِيبِ
ص483: وَقَالَ بَيْهَسٌ الْكِلاَبِيُّ:
مِنْ النَّاسِ مَنْ إنْ يَسْتَشِرْكَ فَتَجْتَهِدْ * لَهُ الرَّأْيَ يَسْتَغْشِشْك مَا لم تُتابعُهْ
فَلاَ تَمْنَحَنَّ الرَّأْيَ مَنْ لَيْسَ أَهْلَهُ * فَلاَ أَنْتَ مَحْمُودٌ وَلاَ الرَّأْيُ نَافِعُهْ
ص484:
إذَا الْمَرْءُ أَفْشَى سِرَّهُ بِلِسَانِهِ * وَلاَمَ عَلَيْهِ غَيْرَهُ فَهُوَ أَحْمَقُ
إذَا ضَاقَ صَدْرُ الْمَرْءِ عَنْ سِرِّ نَفْسِهِ * فَصَدْرُ الَّذِي يُسْتَوْدَعُ السِّرَّ أَضْيَقُ
ص490: أَبُو نُوَاسٍ:
خَلِّ جَنْبَيْك لِرَامٍ * وَامْضِ عَنْهُ بِسَلاَمِ
مُتْ بِدَاءِ الصَّمْتِ خَيْرٌ * لَك مِنْ دَاءِ الْكَلاَمِ
إنَّمَا السَّالِمُ مَنْ أَلْ*ـجَمَ فَاهُ بِلِجَامِ
رُبَّمَا اسْتُفْتَحَ بِالْمَزْ * حِ مَغَالِيقَ الْحِمَامِ
وَالْمَنَايَا آكِلاَتٌ * شَارِبَاتٌ لِلْأَنَامِ
ص491: أَبِو الْفَتْحِ الْبُسْتِيِّ:
أَفْدِ طَبْعَك الْمَكْدُودَ بِالْجِدِّ رَاحَةً * يُجَمُّ وَعَلِّلْهُ بِشَيْءٍ مِنْ الْمَزْحِ
وَلَكِنْ إذَا أَعْطَيْتَهُ الْمَزْحَ فَلْيَكُنْ * بِمِقْدَارِ مَا تُعْطِي الطَّعَامَ مِنْ الْمِلْحِ
ص503: الْمُتَنَبِّي:
لَوْلاَ الْمَشَقَّةُ سَادَ النَّاسُ كُلُّهُمْ * الْجُودُ يُفْقِرُ وَالإقْدَامُ قَتَّالُ
ص503: الْمُتَنَبِّي:
وَإِذَا كَانَتْ النُّفُوسُ كِبَارًا * تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الأجْسَامُ
ص509:
وَكُنْتَ مَتَى أَرْسَلْتَ طَرْفَك رَائِدًا * لِقَلْبِك يَوْمًا أَتْعَبَتْكَ الْمَنَاظِرُ(1/1525)
رَأَيْتَ الَّذِي لاَ كُلَّهُ أَنْتَ قَادِرٌ * عَلَيْهِ وَلاَ عَنْ بَعْضِهِ أَنْتَ صَابِرُ
ص522: ثَعْلَبٌ:
مَنْ عَفَّ خَفَّ عَلَى الصَّدِيقِ لِقَاؤُهُ * وَأَخُو الْحَوَائِجِ وَجْهُهُ مَمْلُولُ
وَأَخُوك مَنْ وَفَّرْتَ مَا فِي كِيسِهِ * فَإِذَا عَبَثْتَ بِهِ فَأَنْتَ ثَقِيلُ
ص532: أَبُو الْعَتَاهِيَةِ:
وَشَرُّ الأخِلاَءِ مَنْ لَمْ يَزَلْ * يُعَاتِبُ طَوْرًا وَطَوْرًا يَذُمْ
يُرِيك النَّصِيحَةَ عِنْدَ اللِّقَاءِ * وَيَبْرِيك فِي السِّرِّ بَرْيَ الْقَلَمْ
ص533: أَبُو فرَاسٍ:
لَمْ أُؤَاخِذْكَ إذْ جَنَيْتَ لِأَنِّي * وَاثِقٌ مِنْك بِالاخَاءِ الصَّحِيحِ
فَجَمِيلُ الْعَدُوِّ غَيْرُ جَمِيلٍ * وَقَبِيحُ الصَّدِيقِ غَيْرُ قَبِيحِ
ص550: أَبو الْفَتْحِ الْبُسْتِيِّ:
يَا خَادِمَ الْجِسْمِ كَمْ تَشْقَى بِخِدْمَتِهِ * لِتَطْلُبَ الرِّبْحَ مِمَّا فِيهِ خُسْرَانُ
أَقْبِلْ عَلَى النَّفْسِ وَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا * فَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لاَ بِالْجِسْمِ إنْسَانُ
ص556:
إنَّ الْعُيُونَ رَمَتْك إذْا فَاجَأَتْهَا * وَعَلَيْك مِنْ شَهْرِ الثِّيَابِ لِبَاسُ
أَمَّا الطَّعَامُ فَكُلْ لِنَفْسِك مَا تَشَا * وَاجْعَلْ لِبَاسَك مَا اشْتَهَاهُ النَّاسُ
ص561: طَاهِر بْن الْحُسَيْنِ:
إذَا أَعْجَبَتْك خِصَالُ امْرِئٍ * فَكُنْهُ يَكُنْ مِنْك مَا يُعْجِبُكْ
فَلَيْسَ عَلَى الْمَجْدِ وَالْمَكْرُمَاتِ * إذَا جِئْتَهَا حَاجِبٌ يَحْجُبُكْ
ص563
إذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ فِي وَاحِدٍ * وَخَالَفَهُمْ فِي الرِّضَا وَاحِدُ
فَقَدْ دَلَّ إجْمَاعُهُمْ دُونَهُ * عَلَى عَقْلِهِ أَنَّهُ فَاسِدُ
إلى هنا انتهى المراد نقله من الشعر من هذا الكتاب ، ويليه بإذن الله الأمثال والحكم .
---
عبدالرحمن السديس
12-09-2005, 10:33 PM
ص49:
عَلِيٌّ رضي الله تعالى عنه:
قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ.
ص88:
وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي أَمْثَالِهَا:(1/1526)
حَرْفٌ فِي قَلْبِك، خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ فِي كُتُبِك.
ص203:
فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
مَا أَكْثَرُ مَنْ يَعْرِفُ الْحَقَّ وَلاَ يُطِيعُهُ.
ص225:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
بِالْعَدْلِ وَالإنْصَافِ تَكُونُ مُدَّةُ الائْتِلاَفِ.
ص227:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
الْمُلْكُ يَبْقَى عَلَى الْكُفْرِ وَلاَ يَبْقَى عَلَى الظُّلْمِ.
ص245:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
ابْنُك رَيْحَانُك سَبْعًا، وَخَادِمُك سَبْعًا وَوَزِيرُك سَبْعًا، ثُمَّ هُوَ صِدِّيقٌ أَوْ عَدُوٌّ.
ص249:
مَنْ وَدَكَّ لِشَيْءٍ تَوَلَّى مَعَ انْقِضَائِهِ.
ص267:
قَالَتْ الْحُكَمَاءُ:
اعْرِفْ الرَّجُلَ مِنْ فِعْلِهِ لاَ مِنْ كَلاَمِهِ، وَاعْرِفْ مَحَبَّتَهُ مِنْ عَيْنِهِ لاَ مِنْ لِسَانِهِ.
ص273:
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
لَيْسَ بِلَبِيبٍ مَنْ لَمْ يُعَاشِرْ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ لَمْ يَجِدْ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ بُدًّا.
ص273:
وَقَالَ الْمَأْمُونُ:
الإخْوَانُ ثَلاَثُ طَبَقَاتٍ: طَبَقَةٌ كَالْغِذَاءِ لاَ يُسْتَغْنَى عَنْهُ ، وَطَبَقَةٌ كَالدَّوَاءِ يُحْتَاجُ إلَيْهِ أَحْيَانًا، وَطَبَقَةٌ كَالدَّاءِ لاَ يُحْتَاجُ إلَيْهِ أَبَدًا.
ص280:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
طَلَبُ الإنْصَافِ مِنْ قِلَّةِ الإنْصَافِ.
---
عبدالرحمن السديس
12-12-2005, 04:39 PM
ص281:
قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
لاَ يُفْسِدَنَّكَ الظَّنُّ عَلَى صَدِيقٍ قَدْ أَصْلَحَك الْيَقِينُ لَهُ.
ص287:
وَقَدْ قِيلَ: عِلَّةُ الْمُعَادَاةِ قِلَّةُ الْمُبَالاةِ.
ص289
َوَصَّى بَعْضُ الأدَبَاءِ أَخًا لَهُ فَقَالَ:
كُنْ لِلْوُدِّ حَافِظًا وَإِنْ لَمْ تَجِدْ مُحَافِظًا، وَلِلْخَلِّ وَاصِلا وَإِنْ لَمْ تَجِدْ مُوَاصِلا.
ص291:
وَقَالَ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ الادِيبُ:
الْعَاقِلُ هُوَ الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ.
ص297:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:(1/1527)
الْجُودُ حَارِسُ الأعْرَاضِ.
ص299:
الْحَزْمَ سُوءُ الظَّنِّ .
قِيلَ تَأْوِيلُهُ: قِلَّةُ الاسْتِرْسَالِ إلَيْهِمْ لاَ اعْتِقَادُ السُّوءِ فِيهِمْ.
ص304:
قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
الإحْسَانُ رِقٌّ، وَالْمُكَافَأَةُ عِتْقٌ.
ص308:
مَنْعُ الْجَمِيعِ إرْضَاء لِلْجَمِيعِ.
ص311:
قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: الْمَخْذُولُ مَنْ كَانَتْ لَهُ إلَى اللِّئَامِ حَاجَةٌ.
ص318:
وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي أَمْثَالِهَا:
الْمَطْلُ أَحَدُ الْمَنْعَيْنِ، وَالْيَأْسُ أَحَدُ النَّجَحَيْنِ.
ص323:
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
مَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ أَحِبَّاؤُهُ.
ص347:
وَمَنْ لَمْ يَتَنَاهَ طَلَبُهُ اسْتَدَامَ كَدُّهُ وَتَعَبُهُ.
ص354:
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
كَثْرَةُ مَالِ الْمَيِّتِ تُعَزِّي وَرَثَتَهُ عَنْهُ.
ص379:
وَقَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ:
قَابِلُ الْمَدْحِ كَمَادِحِ نَفْسِهِ .
ص380:
قَلَّ مَدْحٌ كَانَ جَمِيعُهُ صِدْقًا.
ص381:
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
مَنْ أَظْهَرَ عَيْبَ نَفْسِهِ فَقَدْ زَكَّاهَا.
ص404:
وَقَدْ قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
مَنْ ظَهَرَ غَضَبُهُ قَلَّ كَيْدُهُ.
ص404:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
إذَا سَكَتَّ عَنْ الْجَاهِلِ فَقَدْ أَوْسَعْتَهُ جَوَابًا وَأَوْجَعْتَهُ عِقَابًا.
.
---
عبدالرحمن السديس
12-13-2005, 07:36 PM
ص405:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
الْعَفْوُ يُفْسِدُ مِنْ اللَّئِيمِ بِقَدْرِ إصْلاَحِهِ مِنْ الْكَرِيمِ.
ص416:
قَالَ الْجَاحِظُ:
لَمْ يَكْذِبْ أَحَدٌ قَطُّ إلا لِصِغَرِ قَدْرِ نَفْسِهِ عِنْدَهُ.
ص420:
وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: الْغِيبَةُ رَعْيُ اللِّئَامِ.
ص420:
قال الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: الْغِيبَةُ فَاكِهَةُ النِّسَاءِ.
ص437:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
عَقْلُ الْمَرْءِ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ.
ص441:(1/1528)
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
إذَا تَمَّ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلاَمُ.
ص469:
قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
مَنْ ضَاقَ قَلْبُهُ اتَّسَعَ لِسَانُهُ.
ص474:
وَقَالَ سَيْفُ بْنُ ذِي يَزَنَ:
مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ لَمْ يُشَاوِرْ، وَمَنْ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ كَانَ مِنْ الصَّوَابِ بَعِيدًا.
ص478:
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ:
الْخَطَأُ مَعَ الاسْتِرْشَادِ أَحْمَدُ مِنْ الصَّوَابِ مَعَ الاسْتِبْدَادِ.
ص479:
قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ: مَنْ أَكْثَرَ الْمَشُورَةَ لَمْ يَعْدَمْ عِنْدَ الصَّوَابِ مَادِحًا، وَعِنْدَ الْخَطَأِ عَاذِرًا، وَإِنْ كَانَ الْخَطَأُ مِنْ الْجَمَاعَةِ بَعِيدًا.
ص489:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
مَنْ كَثُرَ مِزَاحُهُ زَالَتْ هَيْبَتُهُ، وَمَنْ ذكَثرَ خِلاَفَهُ طَابَتْ غَيْبَتُهُ.
ص490:
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ:
مَنْ قَلَّ عَقْلُهُ كَثُرَ هَزْلُهُ.
ص517:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
مَنْ حَسُنَ ظَنُّهُ بِمَنْ لاَ يَخَافُ اللَّهَ تَعَالَى فَهُوَ مَخْدُوعٌ.
ص533:
قِيلَ:
التَّثَبُّتُ نِصْفُ الْعَفْوِ.
ص540:
قِيلَ:
مَنْ غَلَبَتْهُ الْحِدَةُ فَلاَ تَغْتَرَّ بِمَوَدَّتِهِ.
ص558:
وَقَدْ قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
الْبَسْ مِنْ الثِّيَابِ مَا يَخْدمُك وَلاَ يَسْتَخْدِمُك.
انتهى المراد نقله من الأمثال والحكم من هذا الكتاب ، ويليه بإذن الله الفوائد العامة .
---
عبدالرحمن السديس
01-07-2006, 09:17 PM
ص41:
فَأَمَّا فَرْقُ مَا بَيْنَ الْهَوَى وَالشَّهْوَةِ مَعَ اجْتِمَاعِهِمَا فِي الْعِلَّةِ وَالْمَعْلُولِ، وَاتِّفَاقِهِمَا فِي الدَّلاَلَةِ وَالْمَدْلُولِ، فَهُوَ أَنَّ الْهَوَى مُخْتَصٌّ بِالآرَاءِ وَالاعْتِقَادَاتِ، وَالشَّهْوَةَ مُخْتَصَّةٌ بِنَيْلِ المستلذَّات ، فَصَارَتْ الشَّهْوَةُ مِنْ نَتَائِجِ الْهَوَى وَهِيَ أَخَصُّ، وَالْهَوَى أَصْلٌ هُوَ أَعَمُّ.
ص43:(1/1529)
حَكَى أَبُو فَرْوَةَ أَنَّ طَارِقًا صَاحِبَ شُرْطَةِ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ مَرَّ بِابْنِ شُبْرُمَةَ وَطَارِقٌ فِي مَوْكِبِهِ فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ:
أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تَخُبُّ كَأَنَّهَا * سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَرِيبٍ تَقَشَّعُ
اللَّهُمَّ لِي دِينِي وَلَهُمْ دُنْيَاهُمْ.
فَاسْتُعْمِلَ ابْنُ شُبْرُمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْقَضَاءِ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ: أَتَذْكُرُ قَوْلَك يَوْمَ كَذَا إذْ مَرَّ بِك طَارِقٌ فِي مَوْكِبِهِ ؟
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إنَّهُمْ يَجِدُونَ مِثْلَ أَبِيك وَلاَ يَجِدُ أَبُوك مِثْلَهُمْ ؛ إنَّ أَبَاك أَكَلَ مِنْ حَلوائهِمْ، فَحُطَّ فِي أَهْوَائِهِمْ.
ص56:
وَلَعَمْرِي إنَّ صِيَانَةَ النَّفْسِ أَصْلُ الْفَضَائِلِ؛ لِأَنَّ مَنْ أَهْمَلَ صِيَانَةَ نَفْسِهِ ثِقَةً بِمَا مَنَحَهُ الْعِلْمُ مِنْ فَضِيلَتِهِ، وَتَوَكُّلاً عَلَى مَا يَلْزَمُ النَّاسَ مِنْ صِيَانَتِهِ، سَلَبوْهُ فَضِيلَةَ عِلْمِهِ وَوَسَمُوهُ بِقَبِيحِ تَبَذُّلِهِ، فَلَمْ يَفِ مَا أَعْطَاهُ الْعِلْمُ بِمَا سَلَبَهُ التَّبَذُّلُ؛ لِأَنَّ الْقَبِيحَ أَتمُّ مِنْ الْجَمِيلِ وَالرَّذِيلَةُ أَشْهَرُ مِنْ الْفَضِيلَةِ ؛ لِأَنَّ النَّاسَ لِمَا فِي طَبَائِعِهِمْ مِنْ الْبِغْضَةِ وَالْحَسَدِ وَنِزَاعِ الْمُنَافَسَةِ تَنْصَرِفُ عُيُونُهُمْ عَنْ الْمَحَاسِنِ إلَى الْمَسَاوِئِ ، فَلاَ يُنْصِفُونَ مُحْسِنًا وَلاَ يُحَابُونَ مُسِيئًا لاَ سِيَّمَا مَنْ كَانَ بِالْعِلْمِ مَوْسُومًا وَإِلَيْهِ مَنْسُوبًا، فَإِنَّ زَلَّتَهُ لاَ تُقَالُ وَهَفْوَتَهُ لاَ تُعْذَرُ إمَّا لِقُبْحِ أَثَرِهَا وَاغْتِرَارِ كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ بِهَا..(1/1530)
وَإِمَّا لِأَنَّ الْجُهَّالَ بِذَمِّهِ أَغْرَى، وَعَلَى تَنَقُّصِهِ أَحْرَى؛ لِيَسْلُبُوهُ فَضِيلَةَ التَّقَدُّمِ وَيَمْنَعُوهُ مُبَايِنَةَ التَّخْصِيصِ عِنَادًا لِمَا جَهِلُوهُ وَمَقْتًا لِمَا بَايَنُوهُ؛ لِأَنَّ الْجَاهِلَ يَرَى الْعِلْمَ تَكَلُّفًا وَلَوْمًا، كَمَا أَنَّ الْعَالِمَ يَرَى الْجَهْلَ تَخَلُّفًا وَذَمًّا.
ص57:
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ لِابْنِهِ: عَلَيْك بِكُلِّ نَوْعٍ مِنْ الْعِلْمِ فَخُذْ مِنْهُ، فَإِنَّ الْمَرْءَ عَدُوُّ مَا جَهِلَ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَكُونَ عَدُوَّ شَيْءٍ مِنْ الْعِلْمِ، وَأَنْشَدَ:
تَفَنَّنْ وَخُذْ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ فَإِنَّمَا * يَفُوقُ امْرُؤٌ فِي كُلِّ فَنٍّ لَهُ عِلْمُ
فَأَنْتَ عَدُوٌّ لِلَّذِي أَنْتَ جَاهِلٌ * بِهِ وَلِعِلْمٍ أَنْتَ تُتْقِنُهُ سِلْمُ
---
أبو الهيثم
01-09-2006, 03:03 AM
بارك الله فيك أخي ،، دائما تمتعنا بنقولك و مقالاتك ،، جزاكم الله خيرا
هل من الممكن أن ترسل لي الكتاب كاملا abulhaitham@gmail.com
---
عبدالرحمن السديس
01-10-2006, 06:55 PM
حمله من هنا :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=14&book=1111&PHPSESSID=e49f5254ca37b5315d55257aa2e8f125
---
عبدالرحمن السديس
01-11-2006, 10:02 PM
ص58:
الْمَالُ ظِلٌّ زَائِلٌ وَعَارِيَّةٌ مُسْتَرْجَعَةٌ وَلَيْسَ فِي كَثْرَتِهِ فَضِيلَةٌ، وَلَوْ كَانَتْ فِيهِ فَضِيلَةٌ لَخَصَّ اللَّهُ بِهِ مَنْ اصْطَفَاهُ لِرِسَالَتِهِ، وَاجْتَبَاهُ لِنُبُوَّتِهِ.
وَقَدْ كَانَ أَكْثَرُ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى مَعَ مَا خَصَّهُمْ اللَّهُ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ وَفَضَّلَهُمْ عَلَى سَائِرِ خَلْقِهِ، فُقَرَاءَ لاَ يَجِدُونَ بُلْغَةً وَلاَ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ ، حَتَّى صَارُوا فِي الْفَقْرِ مَثَلاً، فَقَالَ الْبُحْتُرِيُّ:(1/1531)
فَقْرٌ كَفَقْرِ الأنْبِيَاءِ وَغُرْبَةٌ * وَصَبَابَةٌ لَيْسَ الْبَلاَءُ بِوَاحِدِ
وَلِعَدَمِ الْفَضِيلَةِ فِي الْمَالِ مَنَحَهُ اللَّهُ الْكَافِرَ وَحَرَمَهُ الْمُؤْمِنَ. قَالَ الشَّاعِرُ:
كَمْ كَافِرٍ بِاَللَّهِ أَمْوَالُهُ * تَزْدَادُ أَضْعَافًا عَلَى كُفْرِهِ
وَمُؤْمِنٍ لَيْسَ لَهُ دِرْهَمٌ * يَزْدَادُ إيمَانًا عَلَى فَقْرِهِ
يَا لاَئِمَ الدَّهْرِ وَأَفْعَالِهِ * مُشْتَغِلاً يَزْرِي عَلَى دَهْرِهِ
الدَّهْرُ مَأْمُورٌ لَهُ آمِرٌ * يَنْصَرِفُ الدَّهْرُ عَلَى أَمْرِهِ
وَقَدْ بَيَّنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَضْلَ مَا بَيْنَ الْعِلْمِ وَالْمَالِ فَقَالَ: الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنْ الْمَالِ. الْعِلْمُ يَحْرُسُك، وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالِ. الْعِلْمُ حَاكِمٌ وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ. مَاتَ خَزَّانُ الامْوَالِ وَبَقِيَ خَزَّانُ الْعِلْمِ أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وَأَشْخَاصُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ.
وَسُئِلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: أَيُّمَا أَفْضَلُ الْمَالُ أَمْ الْعِلْمُ ؟ فَقَالَ: الْجَوَابُ عَنْ هَذَا: أَيُّمَا أَفْضَلُ الْمَالُ أَمْ الْعَقْلُ.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ:
لاَ خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ خَيْرُ ثَنَائِهِ * فِي النَّاسِ قَوْلَهُمْ غَنِيٌّ وَاجِدُ
ص60:(1/1532)
وَرُبَّمَا امْتَنَعَ الإنْسَانُ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ لِكِبَرِ سِنِّهِ وَاسْتِحْيَائِهِ مِنْ تَقْصِيرِهِ فِي صِغَرِهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ فِي كِبْرِهِ، فَرَضِيَ بِالْجَهْلِ أَنْ يَكُونَ مَوْسُومًا بِهِ وَآثَرَهُ عَلَى الْعِلْمِ أَنْ يَصِيرَ مُبْتَدِئًا بِهِ. وَهَذَا مِنْ خِدَعِ الْجَهْلِ وَغُرُورِ الْكَسَلِ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ إذَا كَانَ فَضِيلَةً = فَرَغْبَةُ ذَوِي الأسْنَانِ فِيهِ أَوْلَى. وَالابْتِدَاءُ بِالْفَضِيلَةِ فَضِيلَةٌ. وَلاأنْ يَكُونَ شَيْخًا مُتَعَلِّمًا أَوْلَى مِنْ أَنْ يَكُونَ شَيْخًا جَاهِلاً.
حُكِيَ أَنَّ بَعْضَ الْحُكَمَاءِ رَأَى شَيْخًا كَبِيرًا يُحِبُّ النَّظَرَ فِي الْعِلْمِ وَيَسْتَحِي فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا أَتَسْتَحِي أَنْ تَكُونَ فِي آخِرِ عُمُرِك أَفْضَلَ مِمَّا كُنْتَ فِي أَوَّلِهِ ؟
وَذُكِرَ أَنَّ إبْرَاهِيمَ بْنَ الْمَهْدِيِّ دَخَلَ عَلَى الْمَأْمُونِ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْفِقْهِ فَقَالَ: يَا عَمِّ مَا عِنْدَك فِيمَا يَقُولُ هَؤُلاَءِ: فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَغَلُونَا فِي الصِّغَرِ وَاشْتَغَلْنَا فِي الْكِبَرِ. فَقَالَ: لِمَ لاَ تتَعَلَّمُهُ الْيَوْمَ ؟ قَالَ: أَوْ يَحْسُنُ بِمِثْلِي طَلَبُ الْعِلْمِ ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَاَللَّهِ لاَنْ تَمُوتَ طَالِبًا لِلْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَعِيشَ قَانِعًا بِالْجَهْلِ.
قَالَ: وَإِلَى مَتَى يَحْسُنُ بِي طَلَبُ الْعِلْمِ ؟ قَالَ: مَا حَسُنَتْ بِك الْحَيَاةُ ، وَلِأَنَّ الصَّغِيرَ أَعَذْرُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْجَهْلِ عُذْرٌ؛ لِأَنَّهُ لَمْ تَطُلْ بِهِ مُدَّةُ التَّفْرِيطِ وَلاَ اسْتَمَرَّتْ عَلَيْهِ أَيَّامُ الإهْمَالِ.(1/1533)
وَقَدْ قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ: جَهْلُ الصَّغِيرِ مَعْذُورٌ، وَعِلْمُهُ مَحْقُورٌ، فَأَمَّا الْكَبِيرُ فَالْجَهْلُ بِهِ أَقْبَحُ، وَنَقْصُهُ عَلَيْهِ أَفْضَحُ؛ لِأَنَّ عُلُوَّ السِّنِّ إذَا لَمْ يُكْسِبْهُ فَضْلاً وَلَمْ يُفِدْهُ عِلْمًا وَكَانَتْ أَيَّامُهُ فِي الْجَهْلِ مَاضِيَةً، وَمِنْ الْفَضْلِ خَالِيَةً، = كَانَ الصَّغِيرُ أَفْضَلَ مِنْهُ؛ لِأَنَّ الرَّجَاءَ لَهُ أَكْثَرُ، وَالأمَلَ فِيهِ أَظْهَرُ، وَحَسْبُك نَقْصًا فِي رَجُلٍ يَكُونُ الصَّغِيرُ الْمُسَاوِي لَهُ فِي الْجَهْلِ أَفْضَلَ مِنْهُ.
ص62:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ صَاحَبَ الْعُلَمَاءِ وُقِّرَ، وَمَنْ جَالَسَ السُّفَهَاءَ حُقِّر.
وَرُبَّمَا مَنَعَهُ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ مَا يَظُنُّهُ مِنْ صُعُوبَتِهِ، وَبُعْدِ غَايَتِهِ، وَيَخْشَى مِنْ قِلَّةِ ذِهْنِهِ وَبُعْدِ فِطْنَتِهِ. وَهَذَا الظَّنُّ
اعْتِذَارُ ذَوِي النَّقْصِ وَخِيفَةُ أَهْلِ الْعَجْزِ؛ لِأَنَّ الإخْبَارَ قَبْلَ الاخْتِبَارِ جَهْلٌ .
---
عبدالرحمن السديس
01-14-2006, 09:49 PM
ص64:
قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: أَخْبَثُ النَّاسِ الْمُسَاوِي بَيْنَ الْمَحَاسِنِ وَالْمَسَاوِئِ ؛ وَعِلَّةُ هَذَا أَنَّهُمْ رُبَّمَا رَأَوْا عَاقِلاً غَيْرَ مَحْظُوظٍ، وَعَالِمًا غَيْرَ مَرْزُوقٍ، فَظَنُّوا أَنَّ الْعِلْمَ وَالْعَقْلَ هُمَا السَّبَبُ فِي قِلَّةِ حَظِّهِ وَرِزْقِهِ. وَقَدْ انْصَرَفَتْ عُيُونُهُمْ عَنْ حِرْمَانِ أَكْثَرِ النَّوْكَى وَإِدْبَارِ أَكْثَرِ الْجُهَّالِ؛ لِأَنَّ فِي الْعُقَلاَءِ وَالْعُلَمَاءِ قِلَّةً وَعَلَيْهِمْ مِنْ فَضْلِهِمْ سِمَةٌ.
وَلِذَلِكَ قِيلَ: الْعُلَمَاءُ غُرَبَاءُ لِكَثْرَةِ الْجُهَّالِ...(1/1534)
وَالْجُهَّالُ وَالْحَمْقَى لَمَّا كَثُرُوا وَلَمْ يَتَخَصَّصُوا انْصَرَفَتْ عَنْهُمْ النُّفُوسُ فَلَمْ يُلْحَظْ الْمَحْرُومُ مِنْهُمْ بِطَرَفِ شَامِتٍ، وَلاَ قَصَدَ الْمَحدُودُ مِنْهُمْ بِإِشَارَةِ عَائِبٍ.
ص69:
وَقَالَ الأوْزَاعِيُّ: إذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ شَرًّا أَعْطَاهُمْ الْجَدَلَ، وَمَنَعَهُمْ الْعَمَلَ.
ص69:
بَعْضُ الْعُلَمَاءِ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ: لاَ يَمْنَعَنَّكَ حَذَرُ الْمِرَاءِ مِنْ حُسْنِ الْمُنَاظَرَةِ، فَإِنَّ الْمُمَارِيَ هُوَ الَّذِي لاَ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْهُ أَحَدٌ وَلاَ يَرْجُو أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْ أَحَدٍ.
ص70:
قَالَتْ الْحُكَمَاءُ: أَصْلُ الْعِلْمِ الرَّغْبَةُ وَثَمَرَتُهُ السَّعَادَةُ، وَأَصْلُ الزُّهْدِ الرَّهْبَةُ وَثَمَرَتُهُ الْعِبَادَةُ فَإِذَا اقْتَرَنَ الزُّهْدُ وَالْعِلْمُ فَقَدْ تَمَّتْ السَّعَادَةُ وَعَمَّتْ الْفَضِيلَةُ، وَإِنْ افْتَرَقَا فَيَا وَيْحَ مُفْتَرَقَيْنِ مَا أَضَرَّ افْتِرَاقَهُمَا، وَأَقْبَحَ انْفِرَادَهُمَا.
.. قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: مَنْ لَمْ يُؤْتَ مِنْ الْعِلْمِ مَا يَقْمَعُهُ، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ لاَ يَنْفَعُهُ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الْفَقِيهُ بِغَيْرِ وَرَعٍ كَالسِّرَاجِ يُضِيءُ الْبَيْتَ وَيُحْرِقُ نَفْسَهُ.
ص71:(1/1535)
وَاعْلَمْ أَنَّ لِلْعُلُومِ أَوَائِلَ تُؤَدِّي إلَى أَوَاخِرِهَا، وَمَدَاخِلَ تُفْضِي إلَى حَقَائِقِهَا. فَلْيَبْتَدِئْ طَالِبُ الْعِلْمِ بِأَوَائِلِهَا لِيَنْتَهِيَ إلَى أَوَاخِرِهَا، وَبِمَدَاخِلِهَا لِتُفْضِيَ إلَى حَقَائِقِهَا. وَلاَ يَطْلُبُ الآخر قَبْلَ الأول، وَلاَ الْحَقِيقَةَ قَبْلَ الْمَدْخَلِ. فَلاَ يُدْرِكُ الآخر وَلاَ يَعْرِفُ الْحَقِيقَةَ؛ لِأَنَّ الْبِنَاءَ عَلَى غَيْرِ أُسٍّ لاَ يُبْنَى، وَالثَّمَرُ مِنْ غَيْرِ غَرْسٍ لاَ يُجْنَى. وَلِذَلِكَ أَسْبَابٌ فَاسِدَةٌ وَدَوَاعٍ وَاهِيَةٌ.
فَمِنْهَا: أَنْ يَكُونَ فِي النَّفْسِ أَغْرَاضٌ تَخْتَصُّ بِنَوْعٍ مِنْ الْعِلْمِ فَيَدْعُو الْغَرَضُ إلَى قَصْدِ ذَلِكَ النَّوْعِ وَيَعْدِلُ عَنْ مُقَدِّمَاتِهِ..
وَمِنْهَا: أَنْ يُحِبَّ الاشْتِهَارَ بِالْعِلْمِ إمَّا لِتَكَسُّبٍ أَوْ لِتَجَمُّلٍ فَيَقْصِدُ مِنْ الْعِلْمِ مَا اُشْتُهِرَ مِنْ مَسَائِلِ الْجَدَلِ وَطَرِيقِ النَّظَرِ. وَيَتَعَاطَى عِلْمَ مَا اُخْتُلِفَ فِيهِ دُونَ مَا اُتُّفِقَ عَلَيْهِ؛ لِيُنَاظِرَ عَلَى الْخِلاَفِ وَهُوَ لاَ يَعْرِفُ الْوِفَاقَ، وَيُجَادِلَ الْخُصُومَ وَهُوَ لاَ يَعْرِفُ مَذْهَبًا مَخْصُوصًا..(1/1536)
وَمِنْها: أَنْ يَغْفُلَ عَنْ التَّعَلُّمِ فِي الصِّغَرِ، ثُمَّ يَشْتَغِلَ بِهِ فِي الْكِبَرِ فَيَسْتَحِي أَنْ يَبْتَدِئَ بِمَا يَبْتَدِئُ الصَّغِيرُ، وَيَسْتَنْكِفُ أَنْ يُسَاوِيَهُ الْحَدَثُ الْغَرِيرُ، فَيَبْدَأُ بِأَوَاخِرِ الْعُلُومِ، وَأَطْرَافِهَا، وَيَهْتَمُّ بِحَوَاشِيهَا، وَأَكْنَافِهَا؛ لِيَتَقَدَّمَ عَلَى الصَّغِيرِ الْمُبْتَدِي، وَيُسَاوِيَ الْكَبِيرَ الْمُنْتَهِي. وَهَذَا مِمَّنْ رَضِيَ بِخِدَاعِ نَفْسِهِ، وَقَنَعَ بِمُدَاهَنَةِ حِسِّهِ؛ لِأَنَّ مَعْقُولَهُ إنْ أَحَسَّ وَمَعْقُولَ كُلِّ ذِي حِسٍّ يَشْهَدُ بِفَسَادِ هَذَا التَّصَوُّرِ، وَيَنْطِقُ بِاخْتِلاَلِ هَذَا التَّخَيُّلِ؛ لِأَنَّهُ شَيْءٌ لاَ يَقُومُ فِي وَهْمٍ. وَجَهْلُ مَا يَبْتَدِئُ بِهِ الْمُتَعَلِّمُ أَقْبَحُ مِنْ جَهْلِ مَا يَنْتَهِي إلَيْهِ الْعَالِمُ..
وَمِنْهَا: كَثْرَةُ اشْتِغَالِهِ وَتَرَادُفُ حَالاتِهِ حَتَّى أَنَّهَا تَسْتَوْعِبُ زَمَانَهُ وَتَسْتَنْفِدُ أَيَّامَهُ. فَإِذَا كَانَ ذَا رِئَاسَةٍ أَلْهَتْهُ، وَإِنْ كَانَ ذَا مَعِيشَةٍ قَطَعَتْهُ. وَلِذَلِكَ قِيلَ: تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تَسُودُوا.
ص77:
وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: مَنْ أَكْثَرَ الْمُذَاكَرَةَ بِالْعِلْمِ لَمْ يَنْسَ مَا عَلِمَ وَاسْتَفَادَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.
---
خادم الكتاب والسنة
01-16-2006, 08:36 PM
بارك الله فيك وفي اختيارك أيها الصالح عبدالرحمن بن صالح
وفي الحقيقة الكتاب بحاجة لتخريج وتحقيق ، فليس هناك (حسب علمي) تحقيق منهجي الى الان على هذا الكتاب
والله تعالى اعلم
---
عبدالرحمن السديس
01-20-2006, 08:55 PM
جزاك الله خيرا ، صحيح أحاديث الكتاب لم تخدم.
ص82:
اللُّغْزُ : هُوَ تَحَرِّي أَهْلِ الْفَرَاغِ وَشُغْلُ ذَوِي الْبَطَالَةِ؛ لِيَتَنَافَسُوا فِي تَبَايُنِ قَرَائِحِهِمْ، وَيَتَفَاخَرُوا فِي سُرْعَةِ(1/1537)
خَوَاطِرِهِمْ، فَيَسْتَكِدُّوا خَوَاطِرَ قَدْ مُنِحُوا صِحَّتَهَا فِيمَا لاَ يُجْدِي نَفْعًا وَلاَ يُفِيدُ عِلْمًا، كَأَهْلِ الصِّرَاعِ الَّذِينَ قَدْ
صَرَفُوا مَا مُنِحُوهُ مِنْ صِحَّةِ أَجْسَامِهِمْ إلَى صِرَاعٍ كَدُودٍ يَصْرَعُ عُقُولَهُمْ وَيَهِدُّ أَجْسَامَهُمْ وَلاَ يُكْسِبُهُمْ حَمْدًا
وَلاَ يُجْدِي عَلَيْهِمْ نَفْعًا.
اُنْظُرْ إلَى قَوْلِ الشَّاعِر:
رَجُلٌ مَاتَ وَخَلَّفَ رَجُلا * ابْنَ أُمِّ ابْنَ أَبِي أُخْتِ أَبِيهِ
مَعَهُ أُمُّ بَنِي أَوْلاَدِهِ * وَأَبَا أُخْتِ بَنِي عَمِّ أَخِيهِ
أَخْبَرَنِي عَنْ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وَقَدْ رَوَّعَك صُعُوبَةُ مَا تَضَمَّنَهُمَا مِنْ السُّؤَالِ. إذَا اسْتَكْدَيْتَ الْفِكْرَ فِي اسْتِخْرَاجِهِ
فَعَلِمْت أَنَّهُ أَرَادَ مَيْتًا خَلَّفَ أَبًا وَزَوْجَةً وَعَمًّا، مَا الَّذِي أَفَادَك مِنْ الْعِلْمِ وَنَفَى عَنْك مِنْ الْجَهْلِ ؟ أَلَسْت بَعْدَ
عِلْمِهِ تَجْهَلُ مَا كُنْت جَاهِلاً مِنْ قَبْلِهِ ؟ وَلَوْ أَنَّ السَّائِلَ قَلَبَ لَك السُّؤَالَ فَأَخَّرَ مَا قُدِّمَ وَقَدَّمَ مَا أُخِّرَ لَكُنْت فِي
الْجَهْلِ بِهِ قَبْلَ اسْتِدْرَاجِهِ كَمَا كُنْت فِي الْجَهْلِ الأول وَقَدْ كَدَدْت نَفْسَك، وَأَتْعَبْت خَاطِرَك ثُمَّ لاَ تَعْدَمُ أَنْ يَرِدَ
عَلَيْك مِثْلُ هَذَا مِمَّا تَجْهَلُهُ فَتَكُونُ فِيهِ كَمَا كُنْت قَبْلَهُ. فَاصْرِفْ نَفْسَك – َوَلَّى اللَّهُ رُشْدَك - عَنْ عُلُومِ النَّوْكَى
وَتَكَلُّفِ الْبَطَّالِينَ.
ص87:
وَرُبَّمَا اسْتَثْقَلَ الْمُتَعَلِّمُ الدَّرْسَ وَالْحِفْظَ وَاتَّكَلَ بَعْدَ فَهْمِ الْمَعَانِي عَلَى الرُّجُوعِ إلَى الْكُتُبِ وَالْمُطَالَعَةِ فِيهَا عِنْدَ
الْحَاجَةِ فَلاَ يَكُونُ إلا كَمَنْ أَطْلَقَ مَا صَادَهُ ثِقَةً بِالْقُدْرَةِ عَلَيْهِ بَعْدَ الامْتِنَاعِ مِنْهُ فَلاَ تُعْقِبُهُ الثِّقَةُ إلا خَجَلاً(1/1538)
وَالتَّفْرِيطُ إلا نَدَمًا.
ص105:
اعْلَمْ أَنَّ لِلْمُتَعَلِّمِ تَمَلُّقًا وَتَذَلُّلاً فَإِنْ اسْتَعْمَلَهُمَا غَنِمَ، وَإِنْ تَرَكَهُمَا حُرِمَ؛ لِأَنَّ التَّمَلُّقَ لِلْعَالِمِ يُظْهِرُ مَكْنُونَ عَمَلِهِ،
وَالتَّذَلُّلَ لَهُ سَبَبٌ لِإِدَامَةِ صَبْرِهِ. وَبِإِظْهَارِ مَكْنُونِهِ تَكُونُ الْفَائِدَةُ وَبِاسْتِدَامَةِ صَبْرِهِ يَكُونُ الإكْثَارُ.
ص108:
رَجَّحَ كَثِيرُ مِنْ الْحُكَمَاءِ حَقَّ الْعَالِمِ عَلَى حَقِّ الْوَالِدِ ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ:
يَا فَاخِرًا لِلسَّفَاهِ بِالسَّلَفِ * وَتَارِكًا لِلْعَلاَءِ وَالشَّرَفِ
آبَاءُ أَجْسَادِنَا هُمْ سَبَبٌ * لأنْ جُعِلْنَا عَرَائِضَ التَّلَفِ
مَنْ عَلَّمَ النَّاسَ كَانَ خَيْرَ أَبٍ * ذَاكَ أَبُو الرُّوحِ لاَ أَبُو النُّطَفِ
ص115:
وَقَلَّمَا تَجِدُ بِالْعِلْمِ مُعْجَبًا وَبِمَا أَدْرَكَ مُفْتَخِرًا، إلا مَنْ كَانَ فِيهِ مُقِلاً وَمُقَصِّرًا؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَجْهَلُ قَدْرَهُ، وَيَحْسَبُ أَنَّهُ
نَالَ بِالدُّخُولِ فِيهِ أَكْثَرَهُ. فَأَمَّا مَنْ كَانَ فِيهِ مُتَوَجِّهًا وَمِنْهُ مُسْتَكْثِرًا فَهُوَ يَعْلَمُ مِنْ بُعْدِ غَايَتِهِ، وَالْعَجْزِ عَنْ
إدْرَاكِ نِهَايَتِهِ، مَا يَصُدُّهُ عَنْ الْعُجْبِ بِهِ.
وَقَدْ قَالَ الشَّعْبِيُّ: الْعِلْمُ ثَلاَثَةُ أَشْبَارٍ فَمَنْ نَالَ مِنْهُ شِبْرًا شَمَخَ بِأَنْفِهِ وَظَنَّ أَنَّهُ نَالَهُ. وَمَنْ نَالَ الشِّبْرَ الثَّانِيَ
صَغَرَتْ إلَيْهِ نَفْسُهُ وَعَلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَنَلْهُ، وَأَمَّا الشِّبْرُ الثَّالِثُ فَهَيْهَاتَ لاَ يَنَالُهُ أَحَدٌ أَبَدًا.
وَمِمَّا أُنْذِرُك بِهِ مِنْ حَالِي أَنَّنِي صَنَّفْت فِي الْبُيُوعِ كِتَابًا جَمَعْت فِيهِ مَا اسْتَطَعْت مِنْ كُتُبِ النَّاسِ، وَأَجْهَدْت فِيهِ(1/1539)
نَفْسِي وَكَدَدْت فِيهِ خَاطِرِي، حَتَّى إذَا تَهَذَّبَ وَاسْتَكْمَلَ وَكِدْت أَعْجَبُ بِهِ وَتَصَوَّرْت أَنَّنِي أَشَدُّ النَّاسِ
اضْطِلاَعًا بِعِلْمِهِ، حَضَرَنِي، وَأَنَا فِي مَجْلِسِي أَعْرَابِيَّانِ فَسَألانِي عَنْ بَيْعٍ عَقَدَاهُ فِي الْبَادِيَةِ عَلَى شُرُوطٍ تَضَمَّنَتْ
أَرْبَعَ مَسَائِلِ لَمْ أَعْرِفْ لِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ جَوَابًا، فَأَطْرَقْت مُفَكِّرًا، وَبِحَالِي وَحَالِهِمَا مُعْتَبَرًا فَقَالا: مَا عِنْدَك فِيمَا
سَأَلْنَاك جَوَابٌ، وَأَنْتَ زَعِيمُ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ ؟ فَقُلْت: لاَ.
فَقَالا: وَاهًا لَك، وَانْصَرَفَا. ثُمَّ أَتَيَا مَنْ يَتَقَدَّمُهُ فِي الْعِلْمِ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِي فَسَألاهُ فَأَجَابَهُمَا مُسْرِعًا بِمَا أَقْنَعَهُمَا
وَانْصَرَفَا عَنْهُ رَاضِيَيْنِ بِجَوَابِهِ حَامِدَيْنِ لِعِلْمِهِ، فَبَقِيت مُرْتَبِكًا، وَبِحَالِهِمَا وَحَالِي مُعْتَبِرًا وَإِنِّي لَعَلَى مَا كُنْت
عَلَيْهِ مِنْ الْمَسَائِلِ إلَى وَقْتِي، فَكَانَ ذَلِكَ زَاجِرَ نَصِيحَةٍ وَنَذِيرَ عِظَةٍ تَذَلَّلَ بِهَا قِيَادُ النَّفْسِ، وَانْخَفَضَ لَهَا جَنَاحُ
الْعُجْبِ، تَوْفِيقًا مُنِحْتَهُ وَرُشْدًا أُوتِيتَهُ.
ص117:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنْ الْعِلْمِ أَنْ لاَ تَتَكَلَّمَ فِيمَا لاَ تَعْلَمُ بِكَلاَمِ مَنْ يَعْلَمُ فَحَسْبُك جَهْلاً مِنْ عَقْلِك أَنْ تَنْطِقَ
بِمَا لاَ تَفْهَمُ.
---
سالم خميس اليعقوبي
01-22-2006, 08:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- أما بعد :
فجزاك الله خيراً يا شيخ على هذه الفوائد فقد استفدُ منها كثيراً ولا سيما من المكتبات الإلكترونية التي أشرتَ إليها في هذا الطرح أو هذه الفائدة وهي كما سميتَها "المنتقى الثمين من أدب الدنيا والدين" . نفع الله بعلمكم(1/1540)
---
عبدالرحمن السديس
01-23-2006, 04:57 PM
وفقك الله ، ونفعك بما علمت .
--------------------
ص125:
حُكِيَ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: الْعِلْمُ أَفْضَلُ مِنْ الْعَمَلِ لِمَنْ جَهِلَ، وَالْعَمَلُ أَفْضَلُ مِنْ الْعِلْمِ لِمَنْ عَلِمَ.
ص126:
قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: إنِّي لأفْرَحُ بِإِفَادَتِي الْمُتَعَلِّمَ أَكْثَرَ مِنْ فَرَحِي بِاسْتِفَادَتِي مِنْ الْمُعَلِّمِ.
ص127:
قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: اجْعَلْ تَعْلِيمَك دِرَاسَةً لِعِلْمِك.
ص129:
وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لِلْعَالِمِ فِرَاسَةٌ يَتَوَسَّمُ بِهَا الْمُتَعَلِّمَ لِيَعْرِفَ مَبْلَغَ طَاقَتِهِ، وَقَدْرَ اسْتِحْقَاقِهِ لِيُعْطِيَهُ مَا يَتَحَمَّلُهُ بِذَكَائِهِ، أَوْ يَضْعُفُ عَنْهُ بِبَلاَدَتِهِ فَإِنَّهُ أَرْوَحُ لِلْعَالِمِ، وَأَنْجَحُ لِلْمُتَعَلِّمِ .. وَإِذْ كَانَ الْعَالِمُ فِي تَوَسُّمِ الْمُتَعَلِّمِينَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَكَانَ بِقَدْرِ اسْتِحْقَاقِهِمْ خَبِيرًا، لَمْ يَضِعْ لَهُ عَنَاءٌ وَلَمْ يَخِبْ عَلَى يَدَيْهِ صَاحِبٌ. وَإِنْ لَمْ يَتَوَسَّمُهُمْ وَخَفِيَتْ عَلَيْهِ أَحْوَالُهُمْ وَمَبْلَغُ اسْتِحْقَاقِهِمْ كَانُوا وَإِيَّاهُ فِي عَنَاءٍ مُكِدٍّ وَتَعَبٍ غَيْرِ مُجِدٍّ؛ لِأَنَّهُ لاَ يَعْدَمُ أَنْ يَكُونَ فِيهِمْ ذَكِيٌّ مُحْتَاجٌ إلَى الزِّيَادَةِ، وَبَلِيدٌ يَكْتَفِي بِالْقَلِيلِ فَيَضْجَرُ الذَّكِيُّ مِنْهُ وَيَعْجِزُ الْبَلِيدُ عَنْهُ وَمَنْ يُرَدِّدُ أَصْحَابَهُ بَيْنَ عَجْزٍ وَضَجَرٍ مَلُّوهُ وَمَلَّهُمْ.
ص170:
وَحَكَى الأصْمَعِيُّ رحمه الله: أَنَّ أَعْرَابِيًّا صَلَّى فَأَطَالَ وَإِلَى جَانِبِهِ قَوْمٌ فَقَالُوا: مَا أَحْسَنَ صَلاَتَك، فَقَالَ: وَأَنَا مَعَ ذَلِكَ صَائِمٌ !
صَلَّى فَأَعْجَبَنِي وَصَامَ فَرَابَنِي * نَحِّ الْقَلُوصَ عَنْ الْمُصَلِّي الصَّائِمِ(1/1541)
فَانْظُرْ إلَى هَذَا الرِّيَاءِ، مَعَ قُبْحِهِ، مَا أَدَلَّهُ عَلَى سُخْفِ عَقْلِ صَاحِبِهِ.
ص171:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: أَفْضَلُ الزُّهْدِ إخْفَاءُ الزُّهْدِ.
ص183:
وَقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: مَنْ جَرَّعَتْهُ الدُّنْيَا حَلاَوَتَهَا بِمَيْلِهِ إلَيْهَا، جَرَّعَتْهُ الآخِرَةُ مَرَارَتَهَا لِتَجَافِيهِ عَنْهَا.
ص187:
عُوتِبَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ فِي كَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَرَادَ أَنْ يَنْتَقِلَ مِنْ دَارٍ إلَى دَارٍ أَكَانَ يُبْقِي فِي الأولى شَيْئًا؟!
ص189:
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: إنَّمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُلُوكِ يَوْمٌ وَاحِدٌ. أَمَّا أَمْسِ فَقَدْ مَضَى فَلاَ يَجِدُونَ لَذَّتَهُ. وَإِنَّا وَهُمْ مِنْ غَدٍ عَلَى وَجَلٍ، وَإِنَّمَا هُوَ الْيَوْمُ فَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ.
ص196:
وَمَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - بِقَوْمٍ فَقِيلَ: هَؤُلاَءِ زُهَّادٌ. فَقَالَ: مَا قَدْرُ الدُّنْيَا حَتَّى يُحْمَدَ مَنْ زَهِدَ فِيهَا !
ص220:
فَأَمَّا إقَامَةُ إمَامَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ، وَبَلَدٍ وَاحِدٍ فَلاَ يَجُوزُ إجْمَاعًا. فَأَمَّا فِي بُلْدَانَ شَتَّى وَأَمْصَارٍ مُتَبَاعِدَةٍ
فَقَدْ ذَهَبَتْ طَائِفَةٌ شَاذَّةٌ إلَى جَوَازِ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ الإمام مَنْدُوبٌ لِلْمَصَالِحِ. وَإِذَا كَانَ اثْنَيْنِ فِي بَلَدَيْنِ أَوْ نَاحِيَتَيْنِ
كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَقْوَمَ بِمَا فِي يَدَيْهِ، وَأَضْبَطَ لِمَا يَلِيهِ. وَلِأَنَّهُ لَمَّا جَازَ بَعْثَةُ نَبِيَّيْنِ فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ وَلَمْ يُؤَدِّ ذَلِكَ
إلَى إبْطَالِ النُّبُوَّةِ، كَانَتْ الإمامة أَوْلَى وَلاَ يُؤَدِّي ذَلِكَ إلَى إبْطَالِ الإمامة. وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إلَى أَنَّ إقَامَةَ إمَامَيْنِ(1/1542)
فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ لاَ يَجُوزُ شَرْعًا لِمَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "إذَا بُويِعَ أَمِيرَانِ فَاقْتُلُوا
أَحَدَهُمَا"..
ص221:
يَلْزَمُ سُلْطَانَ الأمة مِنْ أُمُورِهَا سَبْعَةُ أَشْيَاءَ:
أَحَدُهَا: حِفْظُ الدِّينِ مِنْ تَبْدِيلٍ فِيهِ، وَالْحَثُّ عَلَى الْعَمَلِ بِهِ مِنْ غَيْرِ إهْمَالٍ لَهُ.
وَالثَّانِي: حِرَاسَةُ الْبَيْضَةِ وَالذَّبُّ عَنْ الأمة مِنْ عَدُوٍّ فِي الدِّينِ أَوْ بَاغِي نَفْسٍ أَوْ مَالٍ.
وَالثَّالِثُ: عِمَارَةُ الْبُلْدَانِ بِاعْتِمَادِ مَصَالِحِهَا، وَتَهْذِيبِ سُبُلِهَا وَمَسَالِكِهَا.
وَالرَّابِعُ: تَقْدِيرُ مَا يَتَوَلاَهُ مِنْ الأموال بِسُنَنِ الدِّينِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ فِي أَخْذِهَا وَإِعْطَائِهَا.
وَالْخَامِسُ: مُعَانَاةُ الْمَظَالِمِ والأحكام بِالتَّسْوِيَةِ بَيْنَ أَهْلِهَا وَاعْتِمَادِ النَّصَفَةِ فِي فَصْلِهَا.
وَالسَّادِسُ: إقَامَةُ الْحُدُودِ عَلَى مُسْتَحِقِّهَا مِنْ غَيْرِ تَجَاوُزٍ فِيهَا، وَلاَ تَقْصِيرٍ عَنْهَا.
وَالسَّابِعُ: اخْتِيَارُ خُلَفَائِهِ فِي الأمور أَنْ يَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْكِفَايَةِ فِيهَا، والأمانة عَلَيْهَا.
فَإِذَا فَعَلَ مَنْ أَفْضَى إلَيْهِ سُلْطَانُ الأمة مَا ذَكَرْنَا مِنْ هَذِهِ الأشياء السَّبْعَةِ كَانَ مُؤَدِّيًا لِحَقِّ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِمْ،
مُسْتَوْجِبًا لِطَاعَتِهِمْ وَمُنَاصَحَتِهِمْ، مُسْتَحِقًّا لِصِدْقِ مَيْلِهِمْ وَمَحَبَّتِهِمْ. وَإِنْ قَصَّرَ عَنْهَا، وَلَمْ يَقُمْ بِحَقِّهَا
وَوَاجِبِهَا، كَانَ بِهَا مُؤَاخَذًا ثُمَّ هُوَ مِنْ الرَّعِيَّةِ عَلَى اسْتِبْطَانِ مَعْصِيَةٍ وَمَقْتٍ يَتَرَبَّصُونَ الْفُرَصَ لِإِظْهَارِهِمَا(1/1543)
وَيَتَوَقَّعُونَ الدَّوَائِرَ لِإِعْلاَنِهِمَا. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ
مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا}.
---
عبدالرحمن السديس
01-24-2006, 06:30 PM
ص223:
وَقَدْ كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى إذَا أَحَبَّ عَبْدًا
حَبَّبَهُ إلَى خَلْقِهِ، فَاعْرِفْ مَنْزِلَتَك مِنْ اللَّهِ تَعَالَى بِمَنْزِلَتِك مِنْ النَّاسِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا لَك عِنْدَ اللَّهِ مِثْلُ مَا لِلَّهِ
عِنْدَك.
ص225:
وَلَيْسَ شَيْءٌ أَسْرَعُ فِي خَرَابِ الأرض وَلاَ أَفْسَدُ لِضَمَائِرِ الْخَلْقِ مِنْ الْجَوْرِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ يَقِفُ عَلَى حَدٍّ وَلاَ يَنْتَهِي إلَى غَايَةٍ، وَلِكُلِّ جُزْءٍ مِنْهُ قِسْطٌ مِنْ الْفَسَادِ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ..
ص232:
وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إلَى أَبِي مُوسَى الأشعري: لاَ تَسْتَقْضِيَنَّ إلا ذَا حَسَبٍ أوَمَالٍ، فَإِنَّ ذَا الْحَسَبِ يَخَافُ الْعَوَاقِبَ ، وَذَا الْمَالِ لاَ يَرْغَبُ فِي مَالِ غَيْرِهِ.
ص299:
الْحِرْصُ : شِدَّةُ الْكَدْحِ وَالإسْرَافِ فِي الطَّلَبِ. وَأَمَّا الشَّرَهُ فَهُوَ اسْتِقْلاَلُ الْكِفَايَةِ، وَالاسْتِكْثَارُ لِغَيْرِ حَاجَةٍ، وَهَذَا فَرْقُ مَا بَيْنَ الْحِرْصِ وَالشَّرَهِ.
ص300:
وَأَمَّا السَّرَفُ وَالتَّبْذِيرُ فَإِنَّ مَنْ زَادَ عَلَى حَدِّ السَّخَاءِ فَهُوَ مُسْرِفٌ وَمُبَذِّرٌ ..(1/1544)
وَاعْلَمْ أَنَّ السَّرَفَ وَالتَّبْذِيرَ قَدْ يَفْتَرِقُ مَعْنَاهُمَا. فَالسَّرَفُ: هُوَ الْجَهْلُ بِمَقَادِيرِ الْحُقُوقِ ، وَالتَّبْذِيرُ: هُوَ الْجَهْلُ بِمَوَاقِعِ الْحُقُوقِ. وَكِلاَهُمَا مَذْمُومٌ، وَذَمُّ التَّبْذِيرِ أَعْظَمُ؛ لِأَنَّ الْمُسْرِفَ يُخْطِئُ فِي الزِّيَادَةِ، وَالْمُبَذِّرُ يُخْطِئُ فِي الْجَهْلِ.
ص319:
وَحُكِيَ أَنَّ رَجُلًا شَكَا كَثْرَةَ عِيَالِهِ إلَى بَعْضِ الزُّهَّادِ ، فَقَالَ: اُنْظُرْ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ لَيْسَ رِزْقُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَحَوِّلْهُ إلَى مَنْزِلِي.
ص320:
حَكَى أَبُو بَكْرَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَاهُ فَقَالَ:
يَا عُمَرُ الْخَيْرِ جُزِيتَ الْجَنَّهْ * اُكْسُ بُنَيَّاتِي وَأُمَّهُنَّهْ
وَكُنْ لَنَا مِنْ الزَّمَانِ جُنَّهْ * أُقْسِمُ بِاَللَّهِ لَتَفْعَلَنَّهْ
فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ يَكُونُ مَاذَا ؟
فَقَالَ:
إذًا أَبَا حَفْصٍ لاَذْهَبَنَّهْ فَقَالَ: فَإِذَا ذَهَبْتَ يَكُونُ مَاذَا ؟ فَقَالَ:
يَكُونُ عَنْ حَالِي لَتُسْأَلَنَّهْ * يَوْمَ تَكُونُ الاعْطَيَاتُ هَنَّهْ
وَمَوْقِفُ الْمَسْؤولِ بَيْنَهُنَّهْ * إمَّا إلَى نَارٍ وَإِمَّا جَنَّهْ
فَبَكَى عُمَرُ رضي الله عنه حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتَهُ ثُمَّ قَالَ: يَا غُلاَمُ أَعْطِهِ قَمِيصِي هَذَا لِذَلِكَ الْيَوْمِ لاَ لِشِعْرِهِ أَمَا وَاَللَّهِ لاَ أَمْلِكُ غَيْرَهُ.
ص384:
لِمَحَاسِنِ الأخْلاَقِ حُدُودٌ مُقَدَّرَةٌ وَمَوَاضِعُ مُسْتَحَقَّةٌ فَإِنْ تَجَاوَزَ بِهَا الْحَدَّ صَارَتْ مَلَقًا ، وَإِنْ عَدْلَ بِهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا صَارَتْ نِفَاقًا. وَالْمَلَقُ ذُلٌّ، وَالنِّفَاقُ لُؤْمٌ، وَلَيْسَ لِمَنْ وُسِمَ بِهِمَا وُدٌّ مَبْرُورٌ وَلاَ أَثَرٌ مَشْكُورٌ.
ص 394:(1/1545)
وَرُوِيَ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ أَتَى الْجُمُعَةَ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ انْصَرَفُوا فَتَنْكَبَّ الطَّرِيقَ عَنْ النَّاسِ، وَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يَسْتَحِي مِنْ النَّاسِ.
ص402:
وَقَدْ حُكِيَ عَنْ الأحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا عَادَانِي أَحَدٌ قَطُّ إلا أَخَذْت فِي أَمْرِهِ بِإِحْدَى ثَلاَثِ خِصَالٍ:
إنْ كَانَ أَعْلَى مِنِّي عَرَفْت لَهُ قَدْرَهُ ، وَإِنْ كَانَ دُونِي رَفَعْت قَدْرِي عَنْهُ ، وَإِنْ كَانَ نَظِيرِي تَفَضَّلْت عَلَيْهِ. فَأَخَذَهُ الْخَلِيلُ، فَنَظَمَهُ شِعْرًا فَقَالَ:
سَأُلْزِمُ نَفْسِي الصَّفْحَ عَنْ كُلِّ مُذْنِبٍ * وَإِنْ كَثُرَتْ مِنْهُ إلَيَّ الْجَرَائِمُ
فَمَا النَّاسُ إلا وَاحِدٌ مِنْ ثَلاَثَةٍ * شَرِيفٌ وَمَشْرُوفٌ وَمِثْلٌ مُقَاوِمُ
فَأَمَّا الَّذِي فَوْقِي فَأَعْرِفُ قَدْرَهُ * وَأَتْبَعُ فِيهِ الْحَقَّ وَالْحَقُّ لاَزِمُ
وَأَمَّا الَّذِي دُونِي فَأَحْلُمُ دَائِبًا * أَصُونُ بِهِ عِرْضِي وَإِنْ لاَمَ لاَئِمُ
وَأَمَّا الَّذِي مِثْلِي فَإِنْ زَلَّ أَوْ هَفَا * تَفَضَّلْت إنَّ الْفَضْلَ بِالْفَخْرِ حَاكِمُ.
ص405:
وَأَنْشَدَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ بِحَضْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
وَلاَ خَيْرَ فِي حِلْمٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ * بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا
وَلاَ خَيْرَ فِي جَهْلٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ * حَلِيمٌ إذَا مَا أَوْرَدَ الأمْرَ أَصْدَرَا(1/1546)
فَلَمْ يُنْكِرْ صلى الله عليه وسلم قَوْلَهُ عَلَيْهِ. وَمَنْ فَقَدَ الْغَضَبَ فِي الأشْيَاءِ الْمُغْضِبَةِ حَتَّى اسْتَوَتْ حَالَتَاهُ قَبْلَ الإغْضَابِ وَبَعْدَهُ، فَقَدْ عَدِمَ مِنْ فَضَائِلِ النَّفْسِ: الشَّجَاعَةَ، وَالأنَفَةَ، وَالْحَمِيَّةَ، وَالْغَيْرَةَ، وَالدِّفَاعَ، وَالأخْذَ بِالثَّأْرِ؛ لِأَنَّهَا خِصَالٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْ الْغَضَبِ. فَإِذَا عَدِمَهَا الإنْسَانُ هَانَ بِهَا وَلَمْ يَكُنْ لِبَاقِي فَضَائِلِهِ فِي النُّفُوسِ مَوْضِعٌ، وَلاَ لِوُفُورِ حِلْمِهِ فِي الْقُلُوبِ مَوْقِعٌ.
ص408:
وَسَبَبُ الْغَضَبِ هُجُومُ مَا تَكْرَهُهُ النَّفْسُ مِمَّنْ دُونَهَا، وَسَبَبُ الْحُزْنِ هُجُومُ مَا تَكْرَهُهُ النَّفْسُ مِمَّنْ فَوْقَهَا.
وَالْغَضَبُ يَتَحَرَّكُ مِنْ دَاخِلِ الْجَسَدِ إلَى خَارِجِهِ، وَالْحُزْنُ يَتَحَرَّك مِنْ خَارِجِ الْجَسَدِ إلَى دَاخِلِهِ.
فَلِذَلِكَ قَتَلَ الْحُزْنُ وَلَمْ يَقْتُلْ الْغَضَبُ لِبُرُوزِ الْغَضَبِ وَكُمُونِ الْحُزْنِ. وَصَارَ الْحَادِثُ عَنْ الْغَضَبِ السَّطْوَةَ
وَالانْتِقَامَ لِبُرُوزِهِ، وَالْحَادِثُ عَنْ الْحُزْنِ الْمَرَضَ وَالأسْقَامَ لِكُمُونِهِ. وَلِذَلِكَ أَفْضَى الْحُزْنُ إلَى الْمَوْتِ وَلَمْ يُفِضْ
إلَيْهِ الْغَضَبُ. فَهَذَا فَرْقٌ مَا بَيْنَ الْحُزْنِ وَالْغَضَبِ.
ص425:
لَيْسَ فِي خِصَالِ الشَّرِّ أَعْدَلُ مِنْ الْحَسَدِ، يَقْتُلُ الْحَاسِدَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إلَى الْمَحْسُودِ.
ص426:(1/1547)
وَرُبَّمَا غَلِطَ قَوْمٌ فَظَنُّوا أَنَّ الْمُنَافَسَةَ فِي الْخَيْرِ هِيَ الْحَسَدُ، وَلَيْسَ الأمْرُ عَلَى مَا ظَنُّوا؛ لِأَنَّ الْمُنَافَسَةَ طَلَبُ التَّشَبُّهِ بِالأفَاضِلِ مِنْ غَيْرِ إدْخَالِ ضَرَرٍ عَلَيْهِمْ. وَالْحَسَدُ مَصْرُوفٌ إلَى الضَّرَرِ؛ لِأَنَّ غَايَتَهُ أَنْ يَعْدَمَ الأفَاضِلُ فَضْلَهُمْ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَصِيرَ الْفَضْلُ لَهُ، فَهَذَا الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُنَافَسَةِ وَالْحَسَدِ. فَالْمُنَافَسَةُ إذًا فَضِيلَةٌ؛ لِأَنَّهَا دَاعِيَةٌ إلَى اكْتِسَابِ الْفَضَائِلِ وَالاقْتِدَاءِ بِأَخْيَارِ الأفَاضِلِ.
ص442:
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: عَلَى عَقْلِ الرَّجُلِ بِقَوْلِهِ، وَعَلَى أَصْلِهِ بِفِعْلِهِ.
ص445:
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: لاَ يَكُونُ الْبَلِيغُ بَلِيغًا حَتَّى يَكُونَ مَعْنَى كَلاَمُهُ أَسْبَقَ إلَى فَهْمِك مِنْ لَفْظِهِ إلَى سَمْعِك.
وَأَمَّا مُعَاطَاةُ الإعْرَابِ وَتَجَنُّبُ اللَّحَنِ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ صِفَاتِ الصَّوَابِ وَالْبَلاَغَةُ أَعْلَى مِنْهُ رُتْبَةً ، وَأَشْرَفُ مَنْزِلَةً.
وَلَيْسَ لِمَنْ لَحَنَ فِي كَلاَمِهِ مُدْخَلٌ فِي الأدَبَاءِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ فِي عِدَادِ الْبُلَغَاءُ.
ص445:
[من آداب الكلام] أَنْ لاَ يَتَجَاوَزَ فِي مَدْحٍ وَلاَ يُسْرِفَ فِي ذَمٍّ وَإِنْ كَانَتْ النَّزَاهَةُ عَنْ الذَّمِّ كَرَمًا وَالتَّجَاوُزُ فِي الْمَدْحِ مَلَقًا يَصْدُرُ عَنْ مَهَانَةٍ. وَالسَّرَفُ فِي الذَّمِّ انْتِقَامٌ يَصْدُرُ عَنْ شَرٍّ، وَكِلاَهُمَا شَيْنٌ وَإِنْ سَلِمَ مِنْ الْكَذِبِ.
.. السَّلاَمَةَ مِنْ الْكَذِبِ فِي الْمَدْحِ وَالذَّمِّ مُتَعَذِّرَةٌ لاَ سِيَّمَا إذَا مَدَحَ تَقَرُّبًا وَذَمَّ تَحَنُّقًا.
ص516:(1/1548)
وَسُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ الْمُرُوءَةِ فَقَالَ: أَنْ لاَ تَعْمَلَ فِي السِّرِّ عَمَلًا تَسْتَحِي مِنْهُ فِي الْعَلاَنِيَةِ.
ص518:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: شَرُّ الْمَالِ مَا لَزِمَك إثْمُ مَكْسَبِهِ وَحُرِمْتَ أَجْرَ إنْفَاقِهِ.
ص526:
لاَ عُذْرَ لِمَنْ مُنِحَ جَاهًا أَنْ يَبْخَلَ بِهِ فَيَكُونَ أَسْوَأَ حَالا مِنْ الْبَخِيلِ بِمَالِهِ الَّذِي قَدْ يُعِدُّهُ لِنَوَائِبِهِ، وَيَسْتَبْقِيهِ لِلَذَّتِهِ، وَيَكْنِزُهُ لِذُرِّيَّتِهِ. وَبِضِدِّ ذَلِكَ مَنْ بَخِلَ بِجَاهِهِ؛ لِأَنَّهُ قَدْ أَضَاعَهُ بِالشُّحِّ وَبَدَّدَهُ بِالْبُخْلِ وَحَرَمَ نَفْسَهُ غَنِيمَةَ مُكْنَتِهِ، وَفُرْصَةَ قُدْرَتِهِ، فَلَمْ يُعْقِبْهُ إلا نَدَمًا عَلَى فَائِتٍ وَأَسَفًا عَلَى ضَائِعٍ وَمَقْتًا يَسْتَحْكِمُ فِي النُّفُوسِ وَذَمًّا قَدْ يَنْتَشِرُ فِي النَّاسِ...وَبَذْلُ الْجَاهِ قَدْ يَكُونُ مِنْ كَرَمِ النَّفْسِ وَشُكْرِ النِّعْمَةِ وَضِدُّهُ مِنْ ضِدِّهِ وَلَيْسَ بَذْلُ الْجَاهِ لِالْتِمَاسِ الْجَزَاءِ بَذْلًا مَشْكُورًا، وَإِنَّمَا هُوَ بَائِعُ جَاهِهِ وَمُعَاوِضُ عَلَى نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى وَآلائِهِ فَكَانَ بِالذَّمِّ أَحَقَّ.
ص533:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لاَ تَقْطَعْ أَخَاك إلا بَعْدَ عَجْزِ الْحِيلَةِ عَنْ اسْتِصْلاَحِهِ.
انتهى المراد نقله من هذا الكتاب النفيس
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا .
---
عبدالرحمن السديس
01-27-2006, 08:49 PM
الفوائد على ملف وورد من هنا :
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=2299
---
(1/1549)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {15}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {15}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-16-2004, 02:26 PM
(((دعوات لاتستجاب)))
اهل النار لايستجاب لهم ,دعواهم غير مسموعة ,ولا مجيب لدعائهم...! وفي النار حوار بين المعذبين وبين خزنة النار ,وهذا الحوار يصفه القرآن الكريم فيقول الله عزوجل :
((وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب *قالوا اولم تك تاتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال*)) {المؤمن آية:49-50}
توضح لنا الآية الكريمة ان اهل النار طلبوا من خزنتها ان يخفف الله عنهم يوما من العذاب.
ما هو العذاب المخفف؟
ان اخف عذاب يصفه الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول:((ان اهون اهل النار عذابا يوم القيامة رجل في اخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه)) {رواه البخاري ومسلم واحمد والنسائي عن النعمان بن بشير}
اراد اهل النار هذا النوع من العذاب المخفف يوما واحدا بينما هم لابثين فيها احقابا .
يقول المفسرون عندما اراد اهل النار من الخزنة تخفيف يوم من العذاب بعد الف عام يكون الرد ((أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات))واجاب اهل النار ((قالوا بلى)).قال الخزنة لاهل النار ((فادعوا ))وهم يعلمون ان دعائهم لايستجاب وجاء قوله تعالى:((وما دعاء الكافرين الا في ضلال))
عندما ييأس اهل النار من الخزنة يبقون في النار الى ماشاء الله,ثم يطلبون رئيس الخزنة وهو (مالك) عليه السلام يسالونه بطلب جديد يصفه لنا القرآن الكريم بقول الله عزوجل ((ونادوا يامالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون))
{الزخرف آية:77}
مالك هو رئيس الخزنة.((ونادوا يامالك))ولم يأت اللفظ (وقالوا يامالك)لانهم لايعلمون اين رأسه.وكلمة نادى للبعيد,اما قال فهي للقريب...!(1/1550)
فلما يئسوا مما عند الخزنة نادوا مالكا وهو عليهم .وله مجلس في وسطها أي وسط النار,وهناك جسور تمر عليها ملائكة العذاب فهو يرى اقصاها كما يرى ادناها .
قال الاعمش نبئت ان بين دعائهم وبين اجابة مالك اياهم ..!! ألف عام .. {خرجه الترمذي }
وقال ابن عباس يقولون ذلك فلا يجيبهم الف سنة ثم يقول ((إنكم ماكثون)) {تفسير القرطبي}
اهل النار يطلبون الموت من مالك ((ليقض علينا ربك))فيجيبهم مالك:((إنكم ماكثون))لم يكتف بهذا بل أقام عليهم الحجة كما أقموها الخزنة عليهم:((لقد جئناكم بالحق ولكنَ اكثركمللحق كارهون)) {الزخرف آية:78}
الحجة دائما تقام على العصاة . اهل النار يقول تعالى:(( وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى )) {الزمر آية:71}
وحجة أ’خرى يقول تعالى:((ألم يأتكم نذير*قالوا بلى قد جاءنا نذير*)) {الملك آية:8-9}
لقد طلبوا التخفيف يوما واحدا ولم ’يستجب لهم..وطلبوا الموت ولم ’يستجب لهم ..وتأتي اللقطة الثالثة..ماذا يريدون..؟
يقول تعالى في وصف الحالة الثالثة:((والذين كفروا لهم نار جهنم لا ’يقضى عليهم فيموتوا ولا ’يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور*وهم يصطرخون فيها ربَنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكَر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير)) {فاطر آية:36-37}
هاتان الآيتان جمعتا معاني الآيتين في سورة المؤمن حيث طلب الكفار من الخزنة تخفيف يوم واحد ,كما جمعت معاني الآيتين في سورة الزخرف حيث طلب الكفار الموت من مالك ولم يستجب لطلبهم في الموضعين .لاتخفيف ولاموت,وفي الآيتين من سورة فاطرلايستجاب لهم في الطلب الثالث وهو:((ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل)).(1/1551)
وفي هذه الآية طلبوا الخروج من النار ,وفي آية أخرى طلبوا الرجوع الى الدُنيا يقول تعالى :((ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نردُ ولا نكذِب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين )) {الانعام آية:27}
هنا يتبين طلب اهل النار وتمنياتهم لو يرجعهم الله الى الدنيا فيعملوا صالحا ولايكذِبوا بآيات الله , وذلك عند رؤيتهم النار وقبل دخولهم اليها ,ولحظة سماعهم شهيقها وزفيرها .لكن الجواب لهذا الطلب أن الله لو ارجعهم الى الدنيا فسيعملون ذات العمل السيء ويكذِبوا الرسل ويعملوا المنكرات فقال الله عزوجل ((إنَََََهم لكاذبون ))
وخلاصة القول فإن هؤلاء يطلبون الآتي:
1:طلبوا التخفيف يوما واحدا ولم ’يجب طلبهم .
((وقال الَذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب )) {المؤمن آية:49}
2:طلبوا الموت من شدة العذاب الذي هم فيه فلم ’يجب طلبهم .
((ونادوا يامالك ليقض علينا ربُك قال انكم ماكثون )) {الزخرف آية:77}
3:طلبوا الرجوع الى الدنيا ليعملوا صالحا ولا ’يكذِبوا ولم ’يجب طلبهم.
((وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير)) {فاطر آية:37}
وبعد هذه المطالب الثلاثة يأتي الجواب مخيِبا أمنياتهم فيقول العليم الحكيم:((بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردُوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون)) {الانعام آية 28}
كانت الحياة الدنيا كافية لهؤلاء :((أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر))اي الم نمدكم بأعمار؟ ولكنكم أعرضتم ولم تتفكروا خلال العمر وتسألوا أنفسكم ما هذه الكتب المقدَسة ؟
ومن هم هؤلاء الانبياء والمرسلون ؟
الم تتفكروا بمن خلقكم ؟
الم تسالوا انفسكم من خلق السماوات والارض وما بينهما ؟(1/1552)
ويقيم الله تعالى الحجة عليهم دائما فيقول:((وجاءكم النذير)) وهذه الحجة تاتي دائما لتكبت الكفار وتخرسهم فلا يستطيعون جوابا ..تبا لهم ..فالذي يعرض عن ذكر الله وعن المنهج الذي انزله على رسله وخاصَة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم إن الذي يعرض عن هذا ولم يتدبر بما انزل الله ولم يتفكر بمخلوقاته فهو اضل من الانعام .
((أرأيت من اتخذ الهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا*أم تحسب أن أكثرهم يسمعون او يعقلون إن هم إلا كالانعام بل أضل سبيلا*)) {الفرقان آية:43-44}
هؤلاء الشرذمة الكافرة تراها يوم القيامة في وضع لايحسد عليه :((ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا*ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا*لقد اضلَني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا*)) {الفرقان آية:27-29}
نعود مرة ثانية الى الآيات من سورة فاطر لنرى معاني الالفاظ الرَائعة :((وهم يصطرخون فيها ))لم يقل الله عزوجل (يصرخون فيها)وسبب ذلك أن الصراخ مؤقت وهو ما يصدر نتيجة لشيء مخيف او مرعب . أما الاصطراخ فانه صراخ مستمر وبدون انقطاع مع الالم الفظيع المميت , وقد جاء الوصف الالهي هذا معبرا عن الحالة الفظيعة التي سيكونون عليها ((وهم يصطرخون فيها ))أي في جهنم ((فما أصبرهم على النار)) {البقرة آية:175}
روى البيهقي عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه أنه قال:لاهل النار خمس دعوات يجيبهم الله تعالى في اربعة منها فإذا كان في الخامسة لم يتكلموا بعدها أبدا :
((قالوا ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل ))
{المؤمن آية:11}
فيجيبهم الله عزوجل :((ذلكم بانه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير))
{المؤمن آية:12}
ثم يقولون :((ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون )) {السجدة آية:12}(1/1553)
فيجيبهم الله تعالى :((فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون))
{السجدة آية:14}
ثم يقولون :((ربنا اخرنا الى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل )) {ابراهيم آية:44}
فيجيبهم الله تعالى :((أولم تكونوا اقسمتم من قبل ما لكم من زوال )) {ابراهيم آية 44}
ثم يقولون :((ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل )) {فاطر آية:37}
فيجيبهم الله تعالى :((أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظلمين من نصير ))
{فاطر آية:37}
ثم يقولون :((قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالِين * ربنا اخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون))
{المؤمنون آية:106-107}
فيجيبهم الله تعالى:((إخسؤوا فيها ولا تكلمون)) {المؤمنون آية:108}
فلا يتكلمون بعدها ابدا .. للانسان الضال دعوات في اوضاع مختلفة ورهيبة لا’يستجاب لها .
اولاها:عند الموت .ماذا يريد الضال عند الموت؟
يقول الله عزوجل :((حتَى إذا جاء أحدهم الموت قال ربِ ارجعونِ*لعلِي اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون *)) {المؤمنون آية:99-100}
اراد هذا الضال عند الموت الرجوع الى الحياة الدنيا حتى يعمل صالحا لانه كان ضالا وظالما ولكن الجواب يأتي بالنفي ((كلا إنها كلمة هو قائلها )) ولا ينفع الندم ,وصورة اخرى وطلب اخر عند الموت يقول الله تعالى محذرا ((وانفقوا من ما رزقناكم من قبل ان يأتي أحدكم الموت فيقول ربِ لولا أخرتني الى أجل قريب فأصَدَق وأكن من الصَالحين *ولن يؤخِر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون )) {المنافقون آية:10-11}
الرفض مستمر بعدم الرجوع ,ويوم القيامة ربنا تعالى يجمع البشر في ساحة العرض ,والظالمين يرون جهنم تسعر لها شهيق وزفير ((وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي ))
{الشورى آية:45}(1/1554)
وهم يتمنون امنية الرجوع الى الدنيا حتى يعملوا صالحا ولا ينفع الطلب .يقول الله تعالى :((ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون ))
{السجدة آية:12}
في هذا الوضع وقبل دخولهم النار يقولون وهم في ذلة وخنوع ((ربنا ابصرنا ))اي أبصرنا الحق الذي كنا نكذب به ونصد الناس عنه ((وسمعنا ))اي سمعنا قول الحق الذي كنا نصم آذاننا عنه .
والطلب مستمر وهو الرجوع الى الدنيا ليعملوا صالحا ,ولكن هيهات لا رجوع الى دار الامتحان بعد الخروج منه ,
ولقطة اخرى في كتاب الله ((ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين )) {الانعام آية:37}
الظالمون كانوا يكذبون بآيات الله وهم يعترفون بهذا ,وطلبوا الرجوع الى الدنيا ليعيدوا الامتحان ,والردُ يأتي بالرفض والتقريع ليجيبهم بهذه الآية يقول تعالى :((بل بدا لهم ماكانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )) {الانعام آية:37} لقد جاءهم الردُ وأذهلهم وثبطهم لان الله عليم لو أرجعهم لعملوا نفس العمل ولكذَبوا بآيات الله ولضلُوا وأضلُوا , وإنهم لكاذبون ,
وآية اخرى تصف الظالمين وطلبهم الرجوع .يقول تعالى:((هل ينظرون الا تأويله يوم ياتي تاويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ماكانوا يفترون )) {الاعراف آية53}
اعترف الضالون بأحقية الرسل والايمان بالكتب ,فهل ينفع هذا ؟واعترافهم بأنهم كانوا مجرمين فلا شفيع يشفع لهم ولا رجوع الى قاعة الامتحان مرة اخرى ,إنهم (خسروا أنفسهم)ياللخسارة ,وعند دخولهم النار يتكرر الطلب للخروج من النار حتى يعملوا صالحا وهم لايعلمون أن الامتحان إنتهى ولم تبق سوى النتائج ,والنتائج لاتغيير فيها ولاتبديل .(1/1555)
يقول الله تعالى :((والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور*وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل )){فاطر آية:36-37}
هكذا الحال لاهل النار ,لاتخفيف ولاموت ولاخروج منها ولامجيب , آية أخرى تصف حالة أخرى لاهل النار يقول تعالى:((فكبكبوا فيها هم والغاوون*وجنود إبليس أجمعون*قالوا وهم فيها يختصمون* تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسوِيكم بربِ العالمين * وما أضلَنا إلا المجرمون *فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم*فلو أن لنا كرَة فنكون من المؤمنين* )) {الشعراء آية:93-102}
يختصمون في النار ويعترفون بأنهم ضالون ((فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) ولا صديق حميم لان ((الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتَقين ))
لقد ارادوا الرجوع الى الدنيا وإعادة الامتحان ولكن هيهات للرجوع ...........................
__________________________________________________ _
يتبع ((( قرناء السوء)))
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-19-2004, 03:48 PM
(((قرناء السوء)))
لقد حذر الله عزوجل الانسان من العصيان وأمره بالطاعة وحذره من الشيطان فقال تعالى ((إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا )) {فاطر آية:6}(1/1556)
ولقد بين الله تعالى في القرآن الكريم أن الناس صنفان ,منهم من عبد الله وأطاعه وعصى الشيطان ,ومنهم من عصى الرحمن وأطاع الشيطان ,وقد وصف القرآن هذين الصنفين من الناس فقال عزوجل:((وعندهم قاصرات الطرف عين * كأنَهنَ بيض مكنون * فأقبل بعضهم على بعض يتسائلون * قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أإنَك لمن المصدِقين * أئذا متنا وكنَا ترابا وعظاما أئنَا لمدينون * قال هل انتم مطَلعون * فاطَلع فرآه في سوآء الجحيم * قال تالله إن كدتَ لتردين * ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين* أفما نحن بميتين *إلا موتتنا الاولى وما نحن بمعذَبين * إنَ هذا لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون *))
{الصَآفَات آية:48-61}
الله تبارك وتعالى يعطينا دروسا ويبين لنا صورة كاملة عن يوم القيامة , وعن المؤمن الذي اراد قرين السوء في الحياة الدنيا أن يضلَه ويشككه بيوم الحساب ,
ذكر القرطبي في تفسيره رحمه الله : أراد بالقرين قرينه من الشياطين كان يوسوس إليه بإنكار يوم البعث والحساب ...
((فأقبل بعضهم على بعض يتسائلون )) أي جالسين على الأرائك يسأل أحدهم الآخر عن حياته التي عاشها في الدنيا , وما لقي فيها , قال أحدهم يصف الوساوس التي كانت تأتيه من القرين .((قال قائل منهم إني كان لي قرين))
والقرين له معنى آخر هو الصديق من الأنس كان ضآلَا ((يقول أئنك لمن المصدِقين *أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون * ))القرين يقول للمؤمن : أتصدِق بأنا بعد موتنا وبعد أن تصبح أجسادنا ترابا وعظاما سنحيا ونحاسب ؟؟؟ يأتي الردُ من الله تعالى ((قال هل أنتم مطَلعون * فاطَلع فرآه في سوآء الجحيم *))
الله أكبر...يارب كيف رآه وهو مع المليارات من الناس ؟؟؟
يقول القرطبي في تفسيره ,,,(قال) الله لاهل الجنة ((هل أنتم مطَلعون ))وقيل هو من قول المؤمن لإخوانه في الجنَة هل انتم مطلعون الى النار لننظر كيف حال ذلك القرين . تفسير القرطبي ..(1/1557)
وقال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى ((هل انتم مطلعون * فاطَلع فرآه في )) إن في الجنة كوى ينظر أهلها منها إلى النار وأهلها .تفسير القرطبي ..
فلكل مؤمن قرين من الجن ,فيخاطب الله اصحاب الجنة جميعا بقوله تعالى :((هل أنتم مطَلعون )) أي هل تريدون أن يرى كلُ منكم قرينه ,والخطاب هنا بصيغة الجمع (هل أنتم ) والجواب جآء بصيغة المفرد ,إذ قام كل مؤمن ينظر إلى قرينه ليراه في سوآء الجحيم ((فاطَلع فرآه في سوآء الجحيم ))الخطاب لكل أهل الجنة , أما الرؤية فتكون إنفراديَة ...كل ينظر بعينيه ليرى قرينه في الجحيم .
قلنا إن النار فيها مليارات من البشر . فكيف يرى المؤمن ذلك القرين من بين تلك المليارات ؟؟
وجواب هذا إن الله أعطى للمؤمنين في الجنة إمتيازات فقال تعالى ((ولكم فيها ما تدَعون )) {فصِلت آية:31}
أي أعطيكم في الجنة كل ما تريدون لأني راض عنكم . فعندما يريد المؤمن في الجنة أن يرى أحدا من أهل النار فإن الله يخرجه من بين اهل النار ليراه ذلك المؤمن ويكلمه بما يريد .
وبدأ المؤمن الذي في الجنة يخاطب القرين بما كان يعتقد هذا القرين من الباطل وبما كان يوسوس له :
((قال تالله إن كدت لتردين * ولولا نعمة ربِي لكنت من المحضرين *))لقد أقسم يمينا (تالله) لو أطاع قرينه لكان من المحضرين أي في النار . ولولا نعمة الإيمان والإسلام مع معرفة الوساوس الشيطانية والإحتراز منها ومعرفتها لكان هذا المؤمن في النار مع القرين . وأخذ يناقشه بما كان يوسوس له هذا القرين قال:
((أفما نحن بميِتبن إلَا موتتنا الاولى وما نحن بمعذَبين ))هذا المؤمن ردَ الوسوسة ولم يأخذ بها وأخذ يناقش القرين الذي كان ينكر يوم القيامة والعذاب والحساب ...(1/1558)
هذا هو موقف المؤمن من كل الوساوس يتصدَى لها وينكرها وعندها فإنَ الله تبارك وتعالى يؤيد عبده المؤمن بعمله هذا باعتقاده الصحيح وتصدِيه للوساوس , وإن هذا هو الفوز العظيم كما يحث المؤمنين على هذا الاعتقاد والعمل الصالح . يقول تعالى:((إنَ هذا لهو الفوز العظيم *لمثل هذا فليعمل العاملون *))هنا المؤمن سلك الطريق الصحيح ..
وفي كتاب الله عزوجل لقطة بعكس هذا الوضع . إنسان أطاع القرين ونفَذ أوامر الشيطان ((وقال قرينه هذا ما لديَ عتيد * ألقيل في جهنم كل كفَار عنيد * منَاع للخير معتد مريب * الذي جعل مع الله الها آخر فألقياه في العذاب الشديد * قال قرينه ربَنا ما أطغيته ولكن كان قي ضلال بعيد * قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدَل القول لديَ وما أنا بظلَام للعبيد * )) {ق آية: 23-29}
(وقال قرينه ) هو الشيطان قُيِض له في قوله تعالى ((ومن يعش عن ذكر الرَحمن نقيِض له شيطانا فهو له قرين )) {الزخرف آية: 36}
((هذا ما لديَ عتيد )) هذا شيء لديَ وفي ملكتي عتيد لجهنم ,
والمعنى : أنَ ملكا يسوقه وآخر يشهد عليه وشيطانا مقرونا به يقول : قد أعتدته لجهنم وهيَأته لها بإغوائي وإضلالي ... تفسير الزمخشري
((ألقيا في جهنم كل كفَار عنيد ))أمر الملائكة أن يلقوا في النار كل كفَار معاند للحق متكبر.
((منَاع للخير معتد مريب )) منَاع للزكاة وعمل الخير . معتد أي ظالم متكبر مريب الذي لايؤمن بالله ومريب يرتاب في وجود الخالق شاكٌ وجاحد ,ودليل جحوده وكفره ((الَذي جعل مع الله الها آخر فألقياه في العذاب الشديد ))أشرك بالله وكفر . فجاء أمر الله للملائكة ألقياه في جهنم حتى يذوق العذاب الشديد هو وقرينه أي الشيطان . والذي أطاع الشيطان ونفَذ أوامره وطبَقها عمليا , وجاء القرين يعترض ولا ينفع اعتراضه ((قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد )) ..(1/1559)
أراد القرين أي الشيطان أن يخلِص نفسه بهذا الاعتذار وقال أنا ما أطغيته , ويأتي الردُ الحاسم من الله العليم :إخرس أيُها الرَجيم فأنت المخطط وهو المنفذ ((قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد )). إن الله عزوجل يقيم يوم القيامة محكمة العدل الالهيَة . فالاحكام قطعية ثبوتية لاظلم فيها . فلا محام ولا محكمة تمييز لان الاحكام لم تصدر إلا بعد الأدلَة الثبوتية . وقد نبَه الله تعالى بني آدم بعدم طاعة الشيطان فقال: (( إنَ الشيطان للإنسان عدوٌ مبين )) {يوسف آية: 5}
وقال تعالى :((يآأيُها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان )) {النور آية:21}
وقال تعالى :((إنَ الشيطان لكم عدوٌ فاتَخذوه عدوَا )) {فاطر آية:6}
هكذا جاءت الآيات القرآنية متظافرة تنبه الانسان من وساوس الشيطان وألاعيبه , وأمر المؤمنين أن يتخذوا الشيطان عدوَا .ولهذا لم يقبل الخالق العظيم إعتذار القرين عندما قال ماأطغيته فأجابه الله تعالى بقوله ((لاتختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد ))لا عذر لاهل الباطل , ويوم القيامة يتبرأ الشيطان من أتباعه الذين اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ثم يلوم اتباعه :
((وقال الشيطان لما قضي الامر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيَ إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب اليم )) {إبراهيم آية:22}
هكذا يتبرأ الشيطان يوم القيامة من أتباعه لأنهم أشركوا بالله ولم يقل كلمة حق إلا في هذه الآية عندما قضي الأمر ..ويستمر الحكم الالهي :((ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد )) فما قاله الله تعالى وما وعد به لا يخلفه أبدا . ((وعدا علينا إنا كنَا فاعلين )) {الأنبياء آية:104}
__________________________________________________ __
يتبع (((الاعيب الشيطان ))) {17}
---(1/1560)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتب الشيخ بن عثيمين بطريقة جميلة
---
كتب الشيخ بن عثيمين بطريقة جميلة
---
سلسبيل
02-05-2005, 04:30 PM
كتب الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله ( بطريقة جميلة جدا )
تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa01.exe
تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa02.exe
KB 998
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa03.exe
KB 1.004
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa04.exe
KB 959
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa05.exe
KB 966
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa06.exe
KB 922
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa07.exe
KB 1.034
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa08.exe
KB 1.073
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/AlhajjWaAlomrah.exe
KB 797
> تحميل
http://www..binothaimeen.com/soft/A...alFiAldaoah.exe
KB 742
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/Mo...mrahaAlhajj.exe
KB 852
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/48SawalFiAlssiam.exe
KB 852
> تحميل
http://www..binothaimeen.com/soft/A...BeenAlolama.exe
KB 825
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/Almodaianah.exe
KB 786
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/FsoolFiAlssiam.exe
KB 858
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/Al...laAlkhofain.exe
KB 828
> تحميل
http://www..binothaimeen.com/soft/A...ahWaSefateh.exe
KB 831
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/JozaaAma.exe
KB 1.023
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/MajalesRammadan.exe
KB 953
> تحميل(1/1561)
http://www.binothaimeen.com/soft/Al...Albaikoniah.exe
KB 828
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/AlkaolAlmofid-1.exe
KB 1.106
> تحميل
KB 1.517
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/ThalathatAlasool.exe
KB 1.106
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/AlsharhAlmomta1.exe
KB 989
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/KashfAlshobohat.exe
KB 909
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/MaghnaAlabeeb.exe
KB 958
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/ResalahAlhijab.exe
KB 732
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/Ah...hWaAlthakah.exe
KB 845
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/ZadAldaiah.exe
KB 776
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/Al...amalAlshara.exe
KB 783
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/60...hkamAlhaidh.exe
KB 775
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/MinhajAsunah.exe
KB 821
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/HokomTarikAlsalat.exe
KB 782
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/Ak...hWaAljamaah.exe
KB 812
> تحميل
http://www.binothaimeen.com/soft/SjoodAlsahoo.exe
منقول
---
أخوكم
02-05-2005, 07:29 PM
جزاك الله كل خير أخت سلسبيل ولكن ليتك أرفقتِ بجوار كل ملف كلاما مبسطا يشرح ما يحويه فربما كان هذا أدعى لاقبال الناس عليه
---
طلال العولقي
02-05-2005, 08:25 PM
بارك الله فيكم
والله عمل رائع ، خصوصاً أنها غير متوفرة في موقع الشيخ ابن عثيمين ..
بارك الله فيكم
---
سلسبيل
02-12-2005, 02:28 PM
وجزاكما ربي بالمثل ونفع بكما
---
إمداد
07-24-2005, 11:42 PM
هذه المكتبة المقروءة من موقع الشيخ بن عثيمين
وقد تم تحديث كثير من الكتب بعد مراجعتها وتدقيقها
http://www.ibnothaimeen.com/all/eBook-a.shtml
الكتب والمتون التي شرحها الشيخ رحمه الله(1/1562)
http://www.ibnothaimeen.com/all/eBook-o.shtml
كتب الشيخ رحمه الله المترجمة بلغات أخرى
http://www.ibnothaimeen.com/all/eBook-i.shtml
الصفحة الرئيسة لموقع الشيخ رحمه الله
http://www.ibnothaimeen.com/
---
(1/1563)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تخريج حديث صلاته صلى الله عليه وسلم في مسجد بني معاوية ( مسجد الإجابة )
---
تخريج حديث صلاته صلى الله عليه وسلم في مسجد بني معاوية ( مسجد الإجابة )
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 12:02 PM
تخريج حديث صلاته صلى الله عليه وسلم في مسجد بني معاوية ( مسجد الإجابة )
---
(1/1564)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > جديد مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع والكتاب المستعمل ...
---
جديد مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع والكتاب المستعمل ...
---
مكتبة دار المنهاج
10-24-2004, 06:51 AM
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .
فيسر مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع والكتاب المستعمل
أن تزف لطلاب العلم البشرى وهي نزول باكورة إصدارتها العلمية القيمة وبأ قيام مخفضة .
منها :
1. الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به تأليف فضيلة الشيخ د . عبد الكريم بن عبد الله الخضير طبعة جديدة ومنقحة .
2. كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي تحقيق د . الصادق بن محمد بن إبراهيم . 3 مجلد .
3. وكل بدعة ضلالة تأليف محمد المنتصر الريسوني رحمه الله . قدم له فضيلة الشيخ د . عبد الرحمن بن صالح المحمود . خرج أحاديثه وعلق عليه عبد الرحمن الجميزي .
4. أحكام الأدوية في الشريعة الإسلامية تأليف د . حسن بن أحمد حسن المكي . تقديم . فضيلة الشيخ د . محمد بن ناصر السحيباني .
5. الأحكام المترتبة على الفسق في الفقه الإسلامي تأليف . فوفانا آدم . 2 مجلد .
6. الاقتباس أنواعه وأحكامه دراسة شرعية بلاغية في الاقتباس من القرآن والحديث . صنعة د . عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر .
وهذه الإصدارت جميعها نزلت بتجليد فاخر جدا وآخر بتجليد جيد وكل له قيمته .
المركز الرئيسي الرياض طريق الملك فهد شمال الجوازات هاتف : 096614065553 فاكس : 096614083698 ص . ب 51929 – الرياض 11553
الفروع
1. طريق خالد بن الوليد ( أنكاس ) مجمع السدحان هاتف 0096612322095 2. فرع طريق الأمير عبد الله مجمع العثيم هاتف 0096612631622 3. مكة – الشامية – نزلة الحرم هاتف 0096625730980
البريد الإلكتروني m_dar_almnhag@islamway.net
---(1/1565)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن عبارة ( جبريل عن اللوح المحفوظ عن رب العزة)
---
سؤال عن عبارة ( جبريل عن اللوح المحفوظ عن رب العزة)
---
شعبة بن عياش
12-24-2003, 11:51 AM
إخواني الأفاضل
في بعض الإجازات يكتب في آخر السند: (عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن اللوح المحفوظ عن رب العزة جل وعلا).
فهل في هذه العبارة خلل عقدي يوجب الإنكار؟
---
أبو خالد السلمي
12-24-2003, 04:50 PM
نعم فيها خلل عقدي كبير
فالقرآن قد كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ لا شك في هذا وقد كانت هذه الكتابة قبل خلق السماوات والأرض ، ولكن عندما أنزل الله تعالى القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم مفرقا في ثلاث عشرة سنة ، فإنه سبحانه كان يتكلم بالآيات فيسمعها جبريل فينزل بها فيقرؤها على النبي صلى الله عليه وسلم .
حيث إن مذهب السلف هو أن الله تعالى تكلم بالقرآن بصوت وحرف ، وأن الله سبحانه كان يتكلم بالآيات فيسمعها جبريل عليه السلام بأذنيه من رب العالمين فيقرؤها على النبي صلى الله عليه وسلم
ولهذا فلابد من تصحيح العبارة لتوافق مذهب السلف فتكون هكذا : (عن جبريل عليه السلام عن رب العزة سبحانه ) بلا واسطة بين الله تعالى وجبريل عليه السلام .
وسبب هذا الخلل في الإجازات هو أن كثيرا من المجيزين بالقرآن من قبلنا كانوا من الأشاعرة وهم ينكرون أن يكون كلام الله تعالى بصوت وحرف يسمع بالآذان وإنما كلام الله تعالى عندهم إنما هو معنى قديم قائم بذات الله ، وواجهتهم مشكلة ألفاظ القرآن فاختلف الأشاعرة على ثلاث فرق : فرقة تقول كان جبريل يقرأ الألفاظ من اللوح المحفوظ وفرقة تقول ألهم الله جبريل الألفاظ وفرقة تقول ألهم الله جبريل المعنى وجبريل ألهم المعنى للرسول صلى الله عليه وسلم فألفاظ القرآن من إنشاء الرسول ، تعالى الله عن ذلك .(1/1566)
ولشيخ الإسلام رد جميل على الأشاعرة في ذلك ذكر فيه أنه لو كان جبريل واسطة بين محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب الذي كتب الله فيه القرآن لصار سند المسلمين في كتابهم أنزل من سند بني إسرائيل في التوراة حيث إن الله كتبها بيده في الألواح لموسى وأنزل عليه الألواح فسندهم عن موسى عن الكتاب فكيف نصير نحن عن نبينا محمد عن جبريل عن الكتاب ؟ ، وإنما تميزت أمتنا بأنها تروي كتابها عن نبيها الذي سمعه من جبريل وسمعه جبريل من رب العالمين فاتصال سندنا بالله سبحانه مسلسل بالسماع وهذا وجه تفضيل أمتنا
وموضوع صفة كلام الله تعالى وأنه بصوت وحرف مفصل في كتب العقيدة وننصح بمراجعة كتاب معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي رحمه الله فقد أجاد في عرض مذهب السلف والاستدلال له ، وبالله التوفيق .
---
محمد الشايع
12-27-2003, 02:46 PM
أبا خالد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
شكرا على ما ذكرت وأرجو تصحيح ما وقع من وهم من كون نزول القرآن في ثلاث عشرة سنة وإنما هي ثلاث وعشرون سنة كما هو معلوم .
---
(1/1567)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إختاروا معي ماذا نحفظ من المنظومات " يوجد جدول مقترح "
---
إختاروا معي ماذا نحفظ من المنظومات " يوجد جدول مقترح "
---
أبوطالب
03-09-2006, 11:00 PM
السلام عليكم و بعد
فالأشياء التي يحفظها الطالب ليكون مجتهداً
1- القرآن
2- السنة بأسانيدها
3- القصائد العربية الحجة في اللغة
4- الحكم على الرجال
5- المتون أو المنظومات
الواجب على الطالب أن يحفظ من هذه الأشياء مجتمعة ما يحتاج إليه في يومه وليلته لكي لايكون مقلداً فيما يحتاجه لينفي الجهل عن نفسه ثم يبدأ فيما يحتاجه الغير لينفي الجهل عن غيره فبعدما ينتهي الطالب من حفظ ما يحتاجه يبدأ في الحفظ
أما القرآن فهو مجموع بين الدفتين يحفظه الطالب بسهولة ، و يحفظ معه المتون و النظم أسهل و أثبت
ثم السنة فيبدأ بما يُحتاج إليه أكثر فيبدأ مثلاً بالأربعين النووية يحفظ الحديث بعد أن يخرجه بأسانيده ومتونه و الحكم على رجاله
و يحفظ معها اللغة فيبدأ بالأفصح كالمعلقات العشر ثم المجموعات من الشعر الحجة في اللغة
و الموضوع الذي أريد التحدث عنه و مشاورتكم فيه هو المنظومات ماذا نحفظ منها ، و العلوم التي نحفظ فيها و أريد أن أستفيد من خبرتكم وخبرة شيوخكم والآن أطرح لكم ما عندي من المنظومات التي أحاول الإختيار منها و العلوم التي يحفظ فيها وهي
العلم ماذا تقترح أن يحفظ من هذه المنظومات أو غيرها
السنة أو التوحيد بأنواعه : بلغة الراوي نظم عقيدة الطحاوي للبجادي- حائية ابن أبي داود - لامية شيخ الإسلام - الجوهرة الفريدة في تحقيق العقيدة للحكمي – السفارينية(1/1568)
توحيد الربوبية و الألوهية : منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله و اتباع الرسول للحكمي - البراهين الموضحات لكشف الشبهات للأنصاري - تسهيل الحفظ و الوصول نظم ثلاثة الأصول للبري – ألفية الحفظي في نظم كتب ابن عبد الوهاب
الأسماء و الصفات : الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية لابن القيم - منظومة المقاصد السنية للرسالة التدمرية للسلمان - الْتَّيْسِيْرُ الْْمُجَلَّى في نظم القواعد المثلى لابن سبهان
الجدل و المناظرة : آداب البحث و المناظرة للمرصفي
ترتيب السور : ترتيب السور نسيت الناظم
علم الرسم : عقيلة أتراب القصائد للشاطبي - اللؤلؤ المنظوم فى ذكر جملة من المرسوم للمتولي
المكي و المدني : المكي و المدني للحصار
التجويد : لآلئ البيان في تجويد القرءان للسمنودي – الجزرية -عمدة المجيد في النظم و التجويد للسخاوي - تُحْفَةُ الأَطْفَالِ وَالْغِلْمَانِ للجمزوري – المفيد في التجويد للطيبي
عد الآي : نَاظِمَةُ الزُّهْرِ للشاطبي – الفرائد الحسان للقاضي
متشابه الألفاظ : هداية المرتاب و غاية الحفاظ و الطلاب في تبيين متشابه الكتاب للسخاوي
أصول التفسير : منظومة الزمزمي
القراءات : الشاطبية – طيبة النشر للجزري – الدرة المضيئة للجزري
الناسخ والمنسوخ من القرآن : منظومة الأبياري – منظومة السيوطي
التفسير و الغريب : مشتركات القرآن للأبياري - الفية العراقي في غريب القرآن
مصطلح الحديث : ألقاب الحديث للفاسي - اَللُّؤْلُؤُ اَلْمَكْنُونُ فِي أَحْوَالِ الأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ للحكمي - ألفية السيوطي - ألفية العراقي – البيقونية – عقد الدرر نظم نخبة الفكر للنودهي
أصول الفقه : وَسِيلَةِ الْحُصُولِ إِلَى مُهِمَّاتِ الأُصُولِ للحكمي ( حنبلي )– مراقي السعود للشنقيطي ( مالكي ) – الكوكب الساطع للسيوطي ( شافعي ) تَسْهِيلُ الطُّرُقَاتِ فِي نَظْمِ الْوَرَقاتِ للعمريطي ( شافعي )(1/1569)
القواعد الفقهية : مَنظُومَةُ أُصُولِ الفِقْهِ وَقَواعِدِهِ لابن عثيمين -مَنْظُومَةُ الْقَوَاعِدِ الْفِقْهِيَّةِ للسعدي - الْمَنظُومَةُ الفَضْفَرِيَّةُ في القواعد الفقهية
السياسة الشرعية و الأحكام السلطانية : لم أجد فيها نظماً
فقه حنفي : المنظومة الهاملية فى فروع الحنفية
فقه مالكي : التسهيل و التكميل لفقه متن خليل لابن عدود - نظم مختصر الأخضري للقلاوي - الضوء المنيرالمقتبس في فقه المالكية للشيخ الفطيس
فقه شافعي : الفية صفوة الزبد في فقه الشافعي لابن رسلان - نهاية التدريب نظم غاية التقريب للعمريطي
فقه حنبلي : روضة المرتاد في نظم مهمات الزاد لابن عطية – نيل المراد في نظم متن الزاد لابن عتيق و ابن سحمان - نَظْم اخْتِيَارَات شَيْخُ الإِسْلَام لابن سحمان - نظم ما انفرد به شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأئمة الأربعة لابن سحمان – المفردات للعمري – السبل السوية في فقه السنن المروية للحكمي ( قد تكون غير متقيدة بالمذهب)
الفرائض : الرحبية - التُّحفَةُ الْقُدْسِيَّةُ في اختصار الرحبية لابن الهائم – ألفية الفرائض لا أعلم المؤلف
الآداب : المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية للحكمي – نظم حلية طالب العلم لابن سبهان – منظومة الآداب للمرداوي
العروض : لا أعلم فيها نظماً
أصول النحو : لا أعلم فيها نظماً
النحو : ألفية ابن مالك – الكافية لابن مالك - الدرة البهية في نظم الآجرومية للعمريطي - نظم شذور الذهب في كلام العرب لليعقوبي - نظمُ المُقَدِّمَةُ الأَجرومِيَّةِ لعبيد ربه – ألفية السيوطي
الصرف : لامية الأفعال لابن مالك
البلاغة : عقود الجمان في علم المعاني والبيان للسيوطي – الجوهر المكنون للأخضري
السيرة : ألفية العراقي
الأنساب : عمود النسب للشنقيطي
التاريخ : منظومة التاريخ للحكمي
و أنصح بحفظ المنظومات التي تضم جميع أو أغلب مسائل الفن كالألفيات لكي لا يحتاج لغيرها(1/1570)
أعطونا اقتراحاتكم ماذا نحفظ في كل فن من هذه الفنون من هذه المنظومات و غيرها التي تحيط بكل مسائل الفن أو أغلبها
---
(1/1571)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعريف برسائل جامعية في الدراسات القرآنية
---
تعريف برسائل جامعية في الدراسات القرآنية
---
أحمد القصير
06-19-2003, 02:04 AM
أخي الكريم لابد أنك اطلعت على عدد من الرسائل الجامعية سواء في مجال تخصصك ، أو في غيره ، وقد رأيت أن بعضها قد بذل فيه جهد كبير وأتى صاحبها بجديد كان مغموراً .
لذا آمل أن نتعاون في هذا الملتقى في ذكر عدد من الرسائل العلمية الهامة ، والتي قد تخفى على البعض حيث لم يقف عليها ، وقد يكون اطلع عليها على عجل لكن لم يدرك أهميتها .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
عبدالرحمن الشهري
06-19-2003, 02:04 PM
أخي الكريم أحمد وفقه الله
الرسائل العلمية المتميزة كثيرة ولله الحمد على امتداد العالم ، ولكن بما أنك قد طلبت اختيار واحدة فقط ، فسأذكر رسالة قرأتها مرات وأعتبرها من أنفس الرسائل العلمية التي تناولت موضوعاً من الموضوعات التي تتعلق بالقرآن الكريم من الناحية اللغوية والتأريخية.
رسم المصحف- دراسة لغوية تاريخية للدكتور غانم قدوري الحمد .
وقد طبع هذا الكتاب عام 1402هـ ونشرته اللجنة الوطنية للاحتفال بمطلع القرن الخامس عشر الهجري ببغداد العراق.
وهذا الكتاب يعد أنفس دراسة كتبت في بابه ، حيث يقع هذا الكتاب في ما يزيد على ثمانمائة صفحة. تعرض فيه لكل ما يتعلق برسم المصحف من مسائل ، وقد استوعب الدراسات السابقة وأفاد منها إفادة جيدة ، وكل من أتى بعده وقرأ كتابه فهو يدور في فلكه. وهذا الكتاب كان في أصله أطروحة نال بها درجة الماجستير في اللغة العربية من قسم اللغة العربية بكلية دار العلوم بالقاهرة ، وقد أشرف عليه الدكتور عبدالصبور شاهين حفظه الله.
وهناك رسائل أخرى كثيرة سأشير إليها إن لم يتعرض لها الزملاء وفقهم الله.
---
مساعد الطيار
06-19-2003, 04:08 PM
الأخ عبد الرحمن(1/1572)
أضف إليها أيضًا الدراسات الصوتيه عند علماء التجويد للدكتور غانم ، فهي من الرسائل المتميزة كذلك .
---
أحمد القصير
06-19-2003, 06:04 PM
قواعد الترجيح عند المفسرين / دراسة نظرية تطبيقية
رسالة ماجستير / للشيخ حسين بن علي بن حسين الحربي / مسجلة في جامعة الإمام / قسم القرآن وعلومه .
ونشرتها دار القاسم في الرياض عام 1417 هـ .
قال الشيخ مناع القطان رحمه الله وكان مشرفاً على الرسالة :
« هذه الرسالة تتميز بالجدة والأصالة والإبداع وعمق البحث والتوثيق العلمي ، وكم كنت أود أن تجيز لائحة الدراسات العليا بجامعتنا – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – تحويل رسالة الماجستير المتميزة إلى رسالة دكتوراه كما في بعض لوائح الجامعات الغربية ، فتكون هذه الرسالة جديرة بذلك .
لقد وفق الباحث في عرض رسالته ، وأحكم ترتيبها في قواعد الترجيح المتعلقة بالنص القرآني ، وقواعد الترجيح المتعلقة بالسنة والآثار ، وقواعد الترجيح المتعلقة بلغة العرب ، في منهجية علمية موضوعية ، وأسلوب رصين بليغ ... ، واستقصى ما أمكن الوصول إليه من قواعد الترجيح عند المفسرين .
وهذا العمل العلمي المضني الشاق بما فيه من عبقرية فذة يعد نموذجاً للرسائل الجامعية التي تثري المكتبة الإسلامية بعامة والتفسيرية منها بخاصة » . أ.هـ .
ولا يفوتني أن أذكر بأن أول من طرح أصل هذه الفكرة وبين معالمها هو فضيلة الدكتور / مساعد الطيار ، في كتابه فصول في أصول التفسير ، فجاءت رسالة الشيخ حسين الحربي مفصلة لهذه الفكرة مستوعبة لها ، وكلاهما قد أفاد وأبدع فجزاهما الله عنا خير الجزاء .
---
أبو بيان
06-19-2003, 11:51 PM
وكذلك : تفسير التابعين - عرض ودراسة مقارنة
لـ د/ محمد بن عبد الله الخضيري
وهي رسالة دكتوراة في جامعة الإمام بالرياض , بإشراف الشيخ سعود الفنيسان .
وإذا سمح لي الأخ العزيز أحمد القصير أن أضيف هذا الكتاب الثاتي حتى أعدل مع نفسي وهو :(1/1573)
المنهاج القرآني في التشريع
لـ د/ عبد الستار فتح الله سعيد
وهي رسالة دكتوراه في الأزهر , يإشراف الدكتور أحمد الكومي , وللمؤلف في تأليفها وإعادتها نبأ عجيب ذكره في مقدمته للكتاب , حفظه الله ورعاه .
---
عبدالرحمن الشهري
06-23-2003, 06:17 AM
ومن الرسائل العلمية الجادة كذلك رسالة الدكتوراه التي قدمها الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار بعنوان :
التفسير اللغوي للقرآن الكريم
وقد نوقشت الرسالة في قسم القرآن الكريم وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض يوم الإثنين 12/7/1421هـ .
وقد طبعت عام 1422هـ بدار ابن الجوزي في الدمام.
وأحسب أن من قرأ هذه الرسالة يشاركني في تقدير قيمة هذه الرسالة وأهميتها.
وفق الله الشيخ مساعد لكل خير ، فلا يزال في عطائه متجدداً زاده الله من فضله.
---
عبدالرحمن الشهري
06-25-2003, 08:08 AM
ومن الرسائل المحررة التي غفل عنها كثير من الدارسين رسالة بعنوان :
دستور الأخلاق في القرآن الكريم
دراسة مقارنة للأخلاق النظرية في القرآن ، ملحق بها تصنيف للآيات المختارة التي تكون الدستور الكامل للأخلاق العملية.
للدكتور محمد عبدالله دراز رحمه الله وغفر له .
وهي رسالة دكتوراه قدمها لجامعة السوربون بفرنسا باللغة الفرنسية عام 1947م. ثم قام بترجمتها والتعليق عليها الدكتور عبدالصبور شاهين وفقه الله. وهذه الرسالة من نوادر الرسائل ، وقد بذل فيها مؤلفها جهداً كبيراً.
والحقيقة أن المؤلف رحمه الله لم يكتب هذه الرسالة على أنها مجرد وسيلة إلى نيل درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون ، فقد كان بوسعه أن يحقق هدفه هذا بأقل مما بذل من جهد ، ولكنه كان يحمل في ضميره رسالة الإسلام ، الداعية إلى السلام ، في فترة كانت أوربا خلالها بل العالم كله من حوله كتلة ملتهبة من الصراع والدمار. حيث كان يكتب رسالته تلك إبان الحرب العالمية الثانية . رحمه الله.(1/1574)
ومن أراد التفاصيل فعليه بالرسالة التي طبعتها بالعربية مؤسسة الرسالة ، وتعددت طبعاتها بعد ذلك. والتي عندي هي الطبعة العاشرة.
---
العبادي
07-13-2006, 01:11 PM
من باب إثراء الموضوع وإحيائه من جديد أضيف هذه الرسالة القيّمة التي لا تخفى على أحد:
"قواعد التفسير جمعا ودراسة"
للدكتور: خالد بن عثمان السبت -حفظه الله-
وهي رسالة غنية عن التعريف، ويكفي أنها أجمع ما كتب في بابها (قواعد التفسير) .
---
العبادي
07-15-2006, 01:45 PM
صدرت قريبا رسالة علمية تمت مناقشتها في جامعة الإمام بعنوان: (كليات الألفاظ في التفسير)، وقد قام الشيخ (منصور ابن مهران) مشكورا بالتعريف بها تحت موضوع مستقل (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=25232#post25232) فأحببت أن أنقل مشاركته بنصها إلى هذا الموضع ليعم النفع:
"هذا عنوان كتابٍ جديدٍ من تأليف الأستاذ بريك بن سعيد القرني ، وقد ساعدت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه على طباعته ، فصدر في جزءين سنة 1426 هج .
وموضوع الكليات في القرآن الكريم وثيق الصلة بتفسير معانيه بعامة وتفسير ألفاظه بخاصة ، ولذلك نجده متشعبا جدا ؛ فمسائله مبثوثة ومنثورة في عشرات الكتب : من التفسير ، وعلوم القرآن ، وكتب اللغة ومنها كليات أبي البقاء الكفوي ، وكتب الأشباه والنظائر ، ومباحث الترادف في اللغة وفي القرآن الكريم ، وغيرها . فتوفر عليها المؤلف في دراسة جامعية جيدة أرجو أن تكون شاملة ، نصحني ناصح أمين بقراءتها ، فقرأت الكتاب مرة لاستكشاف فوائده ، وشرعت في أخرى للإلمام بدقائقه .
ولنأخذ مثالا لتوضيح المراد من الكليات :(1/1575)
لفظتا ( الريح و الرياح ) قال عنهما أبَيّ بن كعب : كل شيء في القرآن من ( الرياح ) فهي رحمة ، وكل شيء في القرآن من ( الريح ) فهو عذاب - انظر ص 341 وما بعدها - حيث يجمع المؤلف أطراف المسألة بدءا بأقوال العلماء في هذه الكلية والآيات التي حوت إحدى اللفظتين ، ثم يحاول التوضيح والترجيح قبل أن ينتقل إلى كلية غيرها ، وهكذا إلى آخر الكتاب في دراسة ماتعة ، وللدراسة مقدمة نفيسة في 192 صفحة ، والكتاب كله في 920 صفحة والدراسة موفقة بحمد الله وتوفيقه ." ا.هـ.
---
العتيق
09-29-2006, 01:20 AM
من الكتب المتميزة في باب الدراسات القرآنية , ولا أعلم إن كان سبق التعريف به كتاب : التأويل اللغوي في القرآن الكريم ـ دراسة دلالية ـ تأليف الدكتور حسين حامد الصالح أستاذ الدراسات اللغوية المشارك ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة صنعاء . والكتاب من مطبوعات دار ابن حزم ط1/1426هـ. وأصل الكتاب رسالة مقدمة إلى كلية الآداب في الجامعة المستنصرية ببغداد عام 1995م , لنيل درجة الدكتوراة في اللغة العربية . وقد نال عليها المؤلف شهادة الدكتوراة في اللغة العربية وآدابها بتقدير ممتاز مع توصية لجنة المناقشة بطبع الرسالة .
من أهم مباحث الكتاب
التمهيد (التأويل وعلم الدلالة )
أولاً : التأويل . الثاني : علم الدلالة .
الفصل الأول ( نشأة التأويل وتطور مفهومه )
المبحث الأول : نشأة التأويل وتطور مفهومه .
المبحث الثاني : أهم مجالات التأويل اللغوي .
المبحث الثالث : قوانين تأويل النص القرآني ومراتبه .
الفصل الثاني : (أثر القرائن الدلالية في التأويل )
المبحث الأول : القرينة السياقية .
المبحث الثاني : القرينة الحالية أو سياق الحال .
المبحث الثالث : القرينة العقلية .
الفصل الثالث : (القراءات وأثرها في التأويل )
المبحث الأول : الاختلاف في إعراب الكلمة .
المبحث الثاني : الاختلاف في بناء الكلمة .
المبحث الثالث : الاختلاف في حروف الكلمة .(1/1576)
الفصل الرابع : (الظواهر اللغوية وأثرها في التأويل )
المبحث الأول : اللغات وأثرها في التأويل .
المبحث الثاني : المشترك اللفظي وأثره في التأويل .
المبحث الثالث : الأضداد وأثرها في التأويل .
الخاتمة : وذكر فيها أهم نتائج البحث
والجانب المهم في هذا البحث : يظهر في كون الباحث جمع بين الدراسة النظرية والدراسة التطبيقية لأقوال المفسرين . فقد جعل التطبيقات ـ في كل مباحث الكتاب ـ خاصة بأقوال الصحابي الجليل عبد الله بن عباس وتلميذه مجاهد رضي الله عنهم .
---
(1/1577)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صفات المنافقين
---
صفات المنافقين
---
سليمان العجلان
05-22-2004, 06:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمه:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
فهذه سلسلة متتابعة أبين فيها شيئا من صفات المنافقين وذلك لكثرتهم بين صفوف المسلمين، وخفاء الكثير من صفاتهم، ذلك لما يتصفون به من براعة في التمويه على المجتمعات المسلمه لقصد النيل من دينها وعقيدتها و أمنها، ولاشك أن كثرتهم مع تقصير كثير من طلبة العلم،علماء، ودعاة، وخطباء، في التحذير منهم يشكل خطرا عظيما على الأمة الإسلامية، لاسيما مع كثرتهم و وجود من يناصرهم من أعداء الاسلام والمسلمين،قال ابن بطة في الإبانة(1/114)عن كثرتهم:وقد جاءت الآثار تعبر عن كثرة المنافقين بين صفوف المؤمنين وحركتهم النشطة سعيا وفسادا، فشبههم ابن عمر بأنهم ذئاب بالليل،وذئاب بالنهار، وأخبر الحسن بأنه لولا المنافقين لاستوحشتم في الطرقات. أي خالية من المارة فيتخوف السائر فيها.
وأخبر مالك بن دينار بأنه لو نبت للمنافقين أذناب ما وجد المؤمنون أرضا يمشون عليها، وفي ذلك تعبير كما قلنا عن كثرتهم الكاثرة بين صفوف المؤمنين، وعن حركتهم الدائبة بين هذه الصفوف.
ومع حرصهم الشديد على الاختفاء إلا أن المتمعن في تحركاتهم وأساليبهم وخطاباتهم وإن ألبسوها بلباس أدبي وما يصدر عنهم من قرارات لابد أن تفرز منهم رائحة يشم منها النفاق، قال تعالى((ولتعرفنهم في لحن القول)).
ثم أما بعد:
فهذه مقدمة يسيرة لسلسلة صفات المنافقين ،والتي ستأتي تباعا بإذن الله تعالى،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
---
أحمد البريدي
05-22-2004, 11:39 PM(1/1578)
موضوع مهم وفقك الله , في زمن الطابور الخامس وأظن أن الطوابير كثيرة في هذا الزمن , وأقترح أن تبدأ بالصفات التي ذكرها القرآن حيث قد تحدث عنهم القرآن كثيرأً كماتعلم ,ثم تعرج بما ورد في السنة .
---
سليمان العجلان
05-23-2004, 08:42 AM
أشكرك على توجيهك، وابشرك أن أصل الموضوع هو بعنوان(صفات المنافقين في القرآن)ولكن لأهمية فضح هؤلاء، وبيان الصفات التي قد تبدو خفية على البعض آثرت أن احاول استغراق كافة الصفات التي يتم بها كشف اللثام عن هذه الزمرة البغيضة عند الله وعند رسوله والمؤمنين،كما أنني سأبين عندما آتي على الصفة الأخيره أنها هي آخر ما استجمعه ذهني ، وما وصلت إليه يدي في البحث،ولكي يكتمل العقد في إبانة ما يمكن إبانته من صفات أهل الزيغ والضلال من المنافيق، آمل منك يا شيخنا الفاضل ومن غيرك ممن يطلع على هذا الموضوع إضافة ما لم اضفه من الصفات بعد فراغي من ذكرها، وجزاك الله خيرا وسدد خطاك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---
سليمان العجلان
05-24-2004, 09:32 PM
تعريف النفاق:
لم يكن النفاق معروفا بهذا الاسم قبل الإسلام،ولم يظهر النفاق قبل الهجرة إلى المدينة, ذلك لقوة المشركين في ذلك الوقت,وعدم حاجتهم لإظهارهم خلاف ما يبطنون, بل كانوا يصرحون بما يختلج في نفوسهم من كره للإسلام و المسلمين،و كانوا يعلنون عداءهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين, وكانوا يتقربون لقومهم بهذا,فلما هاجر المسلمون للمدينة وقوية شوكتهم وخاصة بعد معركة بدر والتي كان المشركون يظنون أن هذه المعركة هي نهاية المسلمين كما قال تعالى عن المشركين قولهم لما قدموا لتلك الغزوة((إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرً هؤلاء دينهم))(1),حتى قال أبو جهل في تلك الغزوة استخفافا بالمسلمين وغرورا بقوتهم:والله لا يعبد الله بعد اليوم(2)!!!!
ومن حينها احتاج المشركون للنفاق.(1/1579)
إذن فالنفاق هو:إظهار الإيمان باللسان وكتمان الكفر بالقلب.(3)وقال ابن جريج:المنافق يخالف قوله فعله,وسره علانيته,ومدخله مخرجه,ومشهده مغيبه.(4) وقال ابن رجب:النفاق في اللغة هو من جنس الخداع والمكر وإظهار الخير,وإبطان خلافه.(5) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:الزنديق في عرف هؤلاء الفقهاء, هو المنافق الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم,وهو أن يظهر الإسلام ويبطن غيره, سواء أبطن دينا من الأديان:كدين اليهود و النصارى أو غيرهم.أو كان معطلا جاحدا للصانع,و المعاد, والأعمال الصالحة.
ومن الناس من يقول: الزنديق هو الجاحد المعطل.وهذا يسمى الزنديق في اصطلاح كثير من أهل الكلام والعامة,ونقلة مقال الناس,ولكن الزنديق الذي تكلم الفقهاء في حكمه:هو الأول,لأن مقصودهم هو التمييز بين الكافر وغير الكافر,والمرتد وغير المرتد, ومن أظهر ذلك أو أسره.(6)
___________________________________
1-سورة الأنفال 49.
2-انظر تفسير ابن كثير لآية الأنفال.
3-التعريفات للجرجاني 245
4-انظر تفسير ابن كثير لقوله تعالى(ومن الناس من يقول أمنا بالله.....)البقرة.
5-جامع العلوم والحكم لابن رجب 2/480
6-مجموع الفتاوى 7/472
---
المنهوم
05-24-2004, 11:20 PM
جزاك الله خيرا
ولعلك تخصص كلامك في هذا المنتدأ عن صفاتهم في القران الكريم لأنه ملتقى التفسير والقران لم يترك لهم صفة إلا ذكرها
وهناك كتب تخصصة في ذلك
مجرد اقتراح
---
سليمان العجلان
05-26-2004, 08:54 PM
صفات المنافقين
الصفة الأولى : مرض القلب(1/1580)
قال الله تعالى : ((في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)) قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هذا مرض في الدين وليس مرضا في الأجساد ,وهم المنافقون.(2)قال ابن جرير الطبري : وأصل المرض : السقم, ثم يقال ذلك في الأجساد والأديان، فأخبر الله جل ثناؤه أن في قلوب المنافقين مرضاً, وإنما عنى تبارك وتعالى بخبره عن مرض قلوبهم ,الخبر عن مرض ما في قلوبهم من الاعتقاد.(3) و قال ابن القيم: مرض المنافقين : مرض شك وريب......ثم الشك والجهل والحيرة والضلال و إرادة الغي وشهوة الفجور في القلب : تعود إلى هذه الأمور الأربعة فيتعاطى العبد أسباب المرض حتى يمرض فيعاقبه الله بزيادة المرض لإثارة أسبابه له.(4) وقال سيد قطب : في طبيعتهم آفة. في قلوبه علة. وهذا ما يحيد بهم عن الطريق الواضح المستقيم. ويجعلهم يستحقون من الله أن يزيد هم مما هم فيه.(5) قلت: وهذه الأمراض قد أجهزت على عقولهم , ومرجت أفكارهم ,فأصبحوا لايرون إلا السيء ,ولا يعرفون إلا القبيح, الشريف عندهم وضيع , والمعروف عندهم منكرا , والصالح عندهم طالحا ,حاربوا الفضيلة ,وعاشوا الرذيلة .نسأل الله العافية والسلامة من النفاق وأهله ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
_____________________
1- سورة البقرة (10)
2- تفسير ابن كثير
3- تفسير الطبري
4- شفاء العليل 99,نقلاً عن بدائع التفسير
5- الظلال
---
سليمان العجلان
05-31-2004, 10:34 PM
الصفة الثانية : الخوف والرعب من انكشاف ما هم عليه:(1/1581)
قال تعالى:((يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرجٌ ما تحذرون))، يعلم المنافقون خبث طويتهم وسؤ مقاصدهم ولهذا فهم يحذرون من انكشاف سرهم ,وتبين أمرهم ,فهم يحذرون أشد الحذر من أن يطلع المؤمنون على نواياهم , وما يخططونه للنيل من الإسلام والمسلمين , ولكن يأبى الله إلا أن يفضحهم , ويبين عوارهم وذلك من خلال فلتات ألسنتهم , وزفرات ما تكنه قلوبهم , فتنبعث منهم رائحة كريهة صداها الكيد للدين وأهله , وما تخفي صدورهم أكبر, فهم لايقلون خبثاً عن أسلافهم في عهد النبوة حيث نزلت هذه السورة لفضح أولئك القوم من المنافقين فذكرتهم بأوصافهم ولم تذكرهم بالأسماء لتحصل فائدة التعميم بفضح هذا التيار على مر العصور.
قال ابن سعدي رحمه الله : كانت هذه السورة الكريمة تسمى (الفاضة) لأنها بينت أسرار المنافقين ، وهتكت أستارهم ,فما زال الله يقول : ومنهم ومنهم ، ويذكر أوصافهم ، إلا أنه لم يعين أشخاصهم لفائدتين :
إحداهما :أن الله ستير يحب الستر على عباده.
و الثانية : أن الذم على من اتصف بذلك الوصف من المنافقين ، الذين توجه إليهم الخطاب وغيرهم إلى يوم القيامه، فكان ذكر الوصف أعم وأنسب حتى خافوا غاية الخوف.( 1).
_______________________
1-تفسير ابن سعدي رحمه الله تعالى.
---
سليمان العجلان
07-02-2004, 08:32 PM
الصفة الثالثه: الجلوس مع المستهزئن بآيات الله(1/1582)
الجلوس في مجالس المستهزئين بآيات الله ، ومؤانستهم ، ومسامرتهم ، لاشك أنه رضاً صريحاً أو ضمنياً بنشاز كلماتهم التي ما أرادوا بها إلا السخرية ، والاستهزاء بآيات الله ، وهذه من صفات المنافقين ، قال الله تعالى ((وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا))النساء 140 ، وماكان جلوسهم مع من يستهزيء بآيات الله ويسخر بها إلا لمرض في قلوبهم ، ونفاق فاضت به صدورهم .
قال الطبري رحمه الله في تفسيره : وقد نزل عليكم أنكم إن جالستم من يكفر بآيات الله ويستهزيء بها وأنتم تسمعون ، فأنتم مثله ، يعني : فأنتم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحال ، مثلهم في فعلهم ، لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها ، كما عصوه باستهزائهم بآيات الله، فقد أتيتم من معصية الله نحو الذي أتوه منها ، فأنتم إذاً مثلهم في ركوبكم معصية الله، وإتيانكم ما نهاكم الله عنه .
وفي هذه الآيه الدلالة الواضحه على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع ، من المبتدعة والفسقة ، عند خوضهم في باطلهم.
ولا يقل عن مجالستهم : الاستمتاع و الاعجاب بما يطرحونه عبر الشاشات ، والمذياع ، والصحف و المجلات ، فينطبق عليهم ما ينطبق على من يجالسهم وجهاً لوجه.
---
سليمان العجلان
07-25-2004, 10:15 PM
الصفة الرابعه :الاستهزاء بالمؤمنين(1/1583)
الإيمان منقبة ساميه ، وشرف لايدانيه شرف ، ومن افضل ما ينادي به الله المؤمن ، بيد أن أولئك الذين في قلوبهم مرض لايستشعرون مكانة من كان قلبه مطمئن بالايمان ، وعلو مرتبته عند الله ، فينقلبون الى شياطينهم في خلواتهم ، يخطبون ودهم بأن قولهم للذين آمنوا ما كان الا استهزاءً وسخرية بهم ، وإنما التبعية والتقليد والمودة ليست الا لكم ايها المتبوعون ، وهذا حال المنافق اذ لايقيم للإيمان وزناً ، ولا لأهله شأناً ،قال تعالى:)) وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شيطاينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون))1 فهم يلقون المؤمنين بوجه ، والمنافقين بوجه آخر، غير أن الوجه الحقيقي لهم هو ما يلقون به شياطينهم ، أما ذلك الوجه المستعار للقاء المؤمنين فماهو الانفاق مظلم يصدر من تحت عباءته كره شنيع للكتاب والسنة والمؤمنين ، ولو نزلنا هذه الصفة على أهل زماننا اليوم لتكشف طوابير من المنافقين الذين يظهرون الايمان والنصح والمودة وهم ابعد ما يكونون من ذلك .
---
المحرر
07-26-2004, 03:39 AM
للفائدة الشيخ ( سليمان بن عجلان العجلان ) هو محقق شرح الواسطية ، وشارح رسالة آداب المشي إلى الصلاة التي قدم لها اثنان من المشايخ .
محبكم ،
أبو زرعة التميمي
---
سليمان العجلان
08-23-2004, 01:39 PM
الصفة الخامسة :
الظن السيىء بالله تعالى:(1/1584)
إن مما يدمي القلب ويبعث على الأسى والألم أن تجد ممن أفاء الله عليهم بنعمة الخلق والرزق والصحة وموفور العافية من يظن بالله ظن السوء، حيث إن هذا خطب جسيم ، وخطر عظيم ،وأمر جلل ، تتصدع منه الجبال الراسيات ، وتنفر منه العقول السليمة ، بل وتكاد ألا تصدقه لو لم يكن الخبر عنه جاء من رب العالمين في قوله تعالى((ويعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا))( ) إذ أخبر الله عز وجل في هذه الآية عن أولئك النفر من المنافقين الذين ظنوا بالله ظن السوء، فقالوا : لن ينصر الله محمداً صلى الله عليه وسلم وقومه على قريش، ولن يعلي الله كلمته على الكافرين ، وغرهم ما يتميز به قريش على المسلمين من عدد وعده ! ولكن الله خيب ظن الذين نافقوا وأيد المسلمين بأعظم نصر إلى يوم القيامة ، قال الله عنه في كتابه العزيز((إنا فتحنا لك فتحا مبينا))( ) وما أشبه الليلة بالبارحة حيث يقول منافقو زماننا لن ينصر الله المسلمين على الكافرين أبدا! ونظروا في تقديرهم ذلك إلى العوامل المادية ، ونسوا أو تناسوا وعد الله لمن قلوبهم مليئة بالإيمان في قوله تعالى :((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم))( ) ولاعجب في ذلك فالنفاق في قلوب أصحابه لايتغير بتغير الزمان فهم خلف أسوأ لسلف سيىء ، وامتداد لذلك الفكر المنحط ، قال سيد قطب في الظلال :وقد جمع النص بين المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ، في صفة ظن السوء بالله ، وعدم الثقة بنصرته للمؤمنين ، وفي أنهم جميعا ((عليهم دائرة السوء)) فهم محصورون فيها ، وهي تدور عليهم وتقع بهم ، وفي غضب الله عليهم ولعنته لهم ، وفيما أعده لهم من سوء المصير ، ذلك أن النفاق صفة مرذولة لاتقل عن الشرك سوءاً ، بل إنها أحط ، ولأن أذى المنافقين والمنافقات للجماعة المسلمة لا يقل عن أذى المشركين والمشركات ، وإن(1/1585)
اختلف هذا الأذى وذاك في مظهره ونوعه.
وقد جعل الله صفة المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات هي ظن السوء بالله ، فالقلب المؤمن حسن الظن بربه ، يتوقع منه الخير دائماً ، يتوقع منه الخير في السراء والضراء ، ويؤمن بأن الله يريد به الخير في الحالين ، وسر ذلك أن قلبه موصول بالله ،وفيض الخير من الله لاينقطع أبداً ، فمتى اتصل القلب به لمس هذه الحقيقة الأصيلة ، وأحسها احساس مباشرة وتذوق ، فأما المنافقون والمشركون فهم مقطوعو الصلة بالله ، ومن ثم لايحسون تلك الحقيقة ولا يجدونها ، فيسوء ظنهم بالله ، وتتعلق قلوبهم بظواهر الأمور ، ويبنون عليها أحكامهم ، ويتوقعون الشر والسوء لأنفسهم وللمؤمنين ، كلما كانت ظواهر الأمور توحي بهذا ، على غير ثقة بقدر الله وقدرته ، وتدبيره الخفي اللطيف.
وقد جمع الله في الآية أعداء الإسلام والمسلمين من شتى الأنواع ، وبين حالهم عنده ، وما أعده لهم في النهاية ، ثم عقب على هذا بما يفيد قدرته وحكمته : ((ولله جنود السماوات والأرض ، وكان الله عزيزاً حكيما))
فلا يعييه من أمرهم شيء ، ولا يخفى عليه من أمرهم شيء ، وله جنود السماوات والأرض ، وهو العزيز الحكيم.
________________
1-سورة الفتح الآة 6
2-سورة الفتح الآية 1
3-سورة محمد الآية 7
---
أخوكم
08-31-2004, 06:50 AM
أحسنت أحسنت
لا تتوقف عن هذا الخير
بارك الله فيك
---
سليمان العجلان
10-13-2004, 06:26 PM
الصفة السادسه :
التكاسل عن الصلاة :(1/1586)
المنافق قد يؤدي الكثير من الأعمال الصالحة والعبادات الجماعية ، بيد أنه لايستشعر حلاوة ذلك , حيث إن حلاوة الطاعة والأنس بها لايتذوقها قلب خرب قد مُليءَ بالحقد على الإسلام وأهله ، ولا أشد خراباً من قلبٍ امتلىءَ بالنفاق ، ولذا فهو يؤدي أعمال الطاعات بحركة مجردة من الإخلاص ، الذي هو الأصل في مقاصد العبودية ، وما كان ذلك من المنافق إلا ليوهم من حوله أنه على منهج مستقيم ، وذلك خوفاً من افتضاح أمره ، وانكشاف حاله ، فإذا كان مطمئناً فإنه لايؤدي ما كان يؤديه حال خوفه إذ انه يتثاقل عن صلاة العشاء و الفجر لأنهما يؤديان في العتمة والغلس فلا يشعر بغيابهم أحد ، وأما الأوقات الأخرى فإنه يتكاسل عن القيام إليها كما حكى الله تبارك وتعالى عنهم في قوله : (( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى....))( ) قال ابن كثير رحمه الله : (هذه صفة المنافقين في أشرف الأعمال وأفضلها وخيرها وهي الصلاة . إذا قاموا إليها قاموا وهم كسالى عنها ، لأنهم لا نية لهم فيها ، ولا إيمان لهم بها ولاخشية ، ولايعقلون معناها ) .
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن : يصلون مراءات وهم متكاسلون ، متثاقلون ، لايرجون ثواباً ولايعتقدون على تركها عقاباً . وفي صحيح الحديث : ( إن أثقل صلاة على المنافقين العتمة والصبح ) . فإن العتمة تأتي وقد أتعبهم عمل النهار فيثقل عليهم القيام إليها ، وصلاة الصبح تأتي والنوم أحب إليهم من مفروح به ، ولولا السيف ما قاموا.اهـ(1/1587)
أما منافقوا زماننا فقد أمنوا العقوبة فأساؤا الأدب , وتركوا الصلاة نهاراً جهاراً , بل ويعلنون في بعض منتدياتهم وبكل وقاحة وصفاقة وجه : بأن مسألة إقامة الصلاة هي مسألة شخصية , وليس لأحد الحق في أن يتدخل في أمرها ! ونسي هؤلاء أو تناسوا حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الصلاة :( لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ، ثم أُحرِّق على رجالٍ يتخلفون عن الجمعة بيوتهم ). وإن المتأمل لهذا الحديث يجد فيه اموراً تدل على شناعة ترك الصلاة , ومنها :
الأول : التحريق إذ هو أمر ليس بالهين ولايهم به الرسول صلى الله عليه وسلم إلا لأمرٍ عظيم ، ولا أعظم ولا أشنع من ترك الصلاة.
الثاني : قوله صلى الله عليه وسلم : أحرِّق ، بصيغة المبالغة ، وهذا فيه دليل على التشديد بإنزال العقوبة على تارك الصلاة .
الثالثة : أنه صلى الله عليه وسلم لم يبحث هل أقاموا الصلاة في بيوتهم أم لا ، مما يفيد أن مجرد ترك الجماعة يوجب العقوبة على فاعله , والله المستعان .
---
سليمان العجلان
04-14-2005, 02:33 PM
الصفة السابعة :
صد الناس عن الإنفاق في سبيل الله :(1/1588)
مخططات تجفيف المنابع في كافة سبل الخير والبر والإحسان والدعوة إلى الله هي ديدن المنافقين منذ زمن عبد الله بن أُبي بن سلول و إلى يومنا هذا ، بل هي من أبرز صفات المنافقين حيث يضيقون ذرعاً بما يرونه مما تنفقه تلك الأيادي البيضاء الصادقة والتي تنفق إنفاق من لا يخشى الفقر فرحةً مسرورةً ، راغبةً في نوال البر من الله عز وجل ، متذكرةً قول الباري جل جلاله : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( ما نقص مالٌ من صدقة بل تزده بل تزده بل تزده ) ، ما دام ذلك ينفق على الفقراءِ والمساكين وأهل العوز والحاجة ، وفي مجال الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله ، فاغتاضوا لما يرونه من التسابق على أبواب البر والإحسان فحاكوا المؤامرات تلو المؤامرات لسد منافذ تلك التبرعات ، و وصموا أهل الخير بالتهم الباطلة والتي هم بُرءاؤا منها كبراءَة الذئب من دم يوسف ، ونمقوا عباراتهم بخطاب الناصح الأمين فصدقهم ضعاف النفوس ، وعملوا على وصاياهم في سد طرق الإنفاق في سبيل الله ، وهم بذلك يقتفون أثر أسلافهم من المنافقين حيث لم تستطع نفوسهم أن تصمد أمام ما يرونه من ذلك الإنفاق السخي على أهل الفقر والفاقة ممن هم حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبانوا عما يختلج في نفوسهم وبكل صراحة ووقاحة فقالوا فيما حكى الله عنهم : (( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا .... )) .
قال سيد قطب في الضلال : وهي قولةٌ يتجلى فيها خبث الطبع ،ولؤم النحيزة . وخطة التجويع التي يبدو أن خصوم الحق والإيمان يتواصون بها على اختلاف الزمان والمكان . ( ثم قال ) ذلك أنهم لخسة مشاعرهم يحسبون لقمة العيش هي كل شيءٍ في الحياة ، كما هي في حسهم فيحاربون بها المؤمنين .
إنها خطةُ قريش وهي تقاطع بني هاشم في الشعب لينفضوا عن نصرةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسلموه للمشركين !(1/1589)
وهي خطة المنافقين كما تحكيها هذه الآية لينفض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه تحت وطأت الضيق والجوع !
وهي خطة الشيوعيين في حرمان المتدينين في بلادهم من بطاقات التموين ، ليموتوا جوعاً أو يكفروا بالله ، ويتركوا الصلاة !
وهي خطة غيرهم ممن يحاربون الدعوة إلى الله بالحصر والتجويع ومحاولة سد أسباب العمل والارتزاق .
وهكذا يتوافى على هذه الوسيلة الخسيسة كل خصوم الإيمان ، من قديم الزمان ، إلى هذا الزمان .. ناسين الحقيقة البسيطة التي يذكرهم القرآن بها قبل ختام هذه الآية :
(( ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون )) أهـ بتصرف يسير.
---
أخوكم
09-17-2006, 03:37 PM
أين أنتَ يا أخي أكمل بحثك المهم جدا
---
بنت السنة الطاهرة
09-17-2006, 08:51 PM
بارك الله فيكم على هذا الطرح...
---
(1/1590)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من إعجاز الحروف المقطعة لعبد الله عبد الرحمن حارث
---
من إعجاز الحروف المقطعة لعبد الله عبد الرحمن حارث
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
01-20-2007, 12:28 PM
من إعجاز الحروف المقطعة لعبد الله عبد الرحمن حارث
بعد الإطلاع على إحصائية عدد حروف القرآن على موقع القرآن الكريم تبين أن الحروف المقطعة في النماذج التالية الم - المص - الر - المر - كهيعص - طه - طسم - طس - يس - ص - حم - حم*عسق - ق - ن وهى 14 نموذج لم تترتب بها الحروف المقطعة بأي منها عشوائيا كيف هذا ؟ إننا إذا قمنا بالتعويض عن كل حرف بمرات تكراره في القرآن الكريم لوجدنا أن هناك نماذج من السابقة تترتب الحروف فيها من الأكثر عددا إلى الأقل فالأقل وهى :(1/1591)
الم - المص - الر - المر - يس وهى التي تبدأ بحرفي العلة (أ) و (ي) أول الحروف وآخرها وهناك ما تترتب الحروف فيه تصاعدياً وهى النماذج طه - طسم - طس - حم وهناك ما يجتمع فيه الإثنين وهما كهيعص و حم*عسق فالنموذج الأول كهيعص يأخذ شكل التريب به شكل المنحنى المحدب والنموذج الثاني حم*عسق يأخذ الشكل التصاعدي من (ح) الى (م) لأن حروف (ح) أقل من حروف (م) في القرآن الكريم ثم بعد ذلك حروف (ع) أكثر من حروف (س) في العدد وحروف (س) أقل عددا من حروف (ق) أي تصاعدي من (ح) الى (م) ثم تنازلي من (م) الى (ع) وتنازلي من (ع) الى (س) ثم تصاعدي مرة أخرى من (س) الى (ق) ليتنوع شكل الجمع بين الترتيبين التصاعدي والتانزلي بين المنتظم في سورة مريم وغير النتظم في سورة الشورى مع ورود الحروف الخمس في آية واحدة بسورة مريم وفي آيتين إثنتين بسورة الشورى مع كثرة عدد آيات سورة مريم عن سورة الشورى مما يشعر بالأهمية تتبقى حروف مفردة لا تشترك مع حروف أخرى هى النماذج المفردة الثلاثة (( ص - ق - ن )) وهى على هذا الترتيب في المصحف وهو ترتيب تصاعدي وليس تنازلي لأن حروف ص في القرآن أقل عددا من حروف ((ق)) أقل عددا من حروف ((ن)) حتى في سورة ص عدد حروف ص هو 29 وفي سورة ق عدد حروف القاف 57 وفي سورة القلم عدد حروف النون هو 131 أي أن الترتيب أيضا تصاعديا للأعداد من 29 لى 57 الى 131 وبهذا الترتيب التصاعدي يكون الترتيب التنازلي في النماذج الخمس الم - المص - الر - المر - يس والترتيب التصاعدي في النماذج طه - طسم - طس - حم بجانب (( ص - ق - ن )) أي جاء ترتيب تصاعدي خمس مرات أيضا وسورتا مريم والشورى تبدأ بخمس حروف وهوأكبر قدر من الحروف المقطعة في أوائل تتلك السور العظيمة وكما أن الحروف عددها 14 جمعت في جملة (( نص حكيم قاطع له سر )) أو (( نص حكيم له سر قاطع )) وهى من 5 كلمات لم يتكرر فيها حرف مرتين وحروف اللغة 28 حرف لأن (( لا)) حرفين بدليل(1/1592)
أننا عندما نهم بحذه بعد كتابته على الكمبيوتر تتم عملية الحذف على مرتين وليس على مررة واحدة كالحروف الأخرى وعليه فالعلاقة بين الحروف المقطعة والحروف الـ 28 علاقة 1: 2 وكذلك عندما جمعت عدد آيات السور الـ 29 المفتتحة بالحروف المقطعة وجدتها 3112 آية ونصف آيات القرآن 3118 آية أي بفارق قدره 6 آيات فقط أي أن السور أيضا نصف آيات المصحف تقريبا وتجمع الحروف المقطعة في نماذج من جنس الحروف المقطعة بالقرآن الكريم بدون تكرار في (( الر - كهيعص - طس - حم - ق -ن )) وهى 6 نماذج لحروف المقطعة لم أجد جمع لها في عدد أقل بشرط عدم تكرار أحدها غير ذلك والرقمان 5 المذكور في جملة نص حكيم قاطع له سر و 6 المذكور مجموعهما 11 وهو عدد النماذج بدون النماذج المفردة ((ص-ق-ن)) فهل يستطيع مخلوق أن يأتي بكلام يوافق القرآن في لغته وبلاغته وعظمة معانيه ويبدأ بعض فصوله بحروف تجمع في جملة ((نص حكيم قاطع له سر )) وبشرط أن يأتي بها بترتيب غير عشوائي وقد لوحظ أن حروف المقطع ((نص)) مرتبة تنازليا لأن حروف النونو أكثر من حروف الصاد في القرآن و حروف المقطع (( حكيم)) مرتبة تصاعديا لأن الحروف (ح) أقل من الحروف (ك) أقل من (ي) و (م) على التوالي . وبالمثل حروف ((قاطع)) تجمع بين الترتيب التصاعدي والتنازلي بشكل المنحنى غير المنتظم . وحروف ((له)) ذات تريب تنازلي من اللام الى الهاء وحروف ((سر)) ذات ترتيب تصاعدي ويغيب عنها الترتيب الذي يأخذ شكل المنحنى المنتظم وهو ما نجده في (( الر - كهيعص - طس - حم - ق - ن )) حيث يوجد في ((كهيعص)) والترتيب التنازلي في ((الر)) والتصاعدي في (( طس و حم )) وفي ((ق ، ن)) معاً أي بحروف متفرقة مثل ( ص- ق - ن ) وهو ما كان يخلو بمقاطع جملة ((نص حكيم قاطع له سر )) كما أن سورتي مريم والشورى حيث الخمس حروف المقطعة كهيعص و حم*عسق نجد ان الأولى في آية واحدة والثانية في آيتين إثنتين وقد وجد أن طرح الفرق بين(1/1593)
رقمي السورتين هو 42-19 = 23 وبين عدد آيات سورة مريم بعد الحروف المقطعة وعد آيات سورة الشورى بعد الحروف المقطعة هو 97-51 = 46 والأول وهو 23 يوافق مدة نزول القرآن الكريم في 23 عام والثاني وهو 46 يوافق أجزاء النبوة الـ 46 كما بالحديث الذي فيه الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة ونحن نعلم أن أول ما بدأ من الوحي هو الرؤيا الصالحة فما كان يرى رؤية إلا وقعت مثل فلق الصبح وقد إستمر ذلك 6 أشهر أي نصف عام أي بنسبة 0.5 : 46 وهى ما تساوي 1 : 23 مع العلم بأننا طرجنا رقم سورة الشورى أولاً وليس 19 لأنه الأكبر 42 ثم طرحنا العدد 98 عدد آيات سورة مريم أولا وليس 51 لأنه الأكبر وفي ذلك مقابلة تماثل مقابلة السورتين كما أن عدد آيات سورة مريم أكثر من سورة الشورى فيكون مجيء الحروف بها بآية واحدة مناسب فهذا إعجاز آخر حيث لم ترد الحروف المقطعة في آيتين الا في سورة الشورى وهناك سورتي الأعراف والرعد وهما من 4 حروف هى ((المص ، المر )) ولم نجد تقابل من هذ النوع اليس بعد هذا يمكننا الجزم بأن الحروف المقطعة ليست عشوائية الترتيب بل والأكثر من هذا مما يستأنس به أن التعويض عن الحرف بمرات تكراره في السورة نفسها من السور الـ 29 ينتج منه نفس الأشكال للترتيب إلا في سورة السجدة لأن حروف الـ (م) اكثر عددا من حروف الـ (ل) بها بمقدار بسيط جدا ولو عوضنا عن الحروف في النماذج بمتوتسط عدد الحرف الواحد في السور التي يأتي بأولها كواحد من الحروف المقطعة مثل التعويض عن حرف الصاد بمتوسط الأعداد الثلاثة له في سور الأعراف ومريم و ((ص)) لوجدنا تكرار نفس الأشكال البيانية ونفس التترتيب التنازلي والتصاعدي إلا في سورة الشورىر لأن متوسط حروف السين سيكون أكثر من متوسط حروف القاف فيكون الترتيب من ع الى س الى ق تنازاليا ويكون الشكل العام للمنحنى المعبر عن (حم*عسق) شكل منحنى محدب مثل سورة مريم ولنتذكر المقابلة المشار إليها(1/1594)
سابقاً بين سورتي مريم والشورى وقد وجد في تحليل ذلك أن الفارق بين سورة السجدة وسورة الشورى على مستوى السور كلها 114 سورة هو 10 سور من العلاقة 42-32=10 أرقام السور والفرق بينهما في السور الـ 29 فقط هو 5 من العلاقة 23-18 = 5 ترتيبهما في السور الـ 29 الأول لسورة الشورى والثاني لسورة السجدة وهناك علاقة بين العدد 10 والرقم 5 واضحة حيث أن العدد 29 وهو عدد السور المفتتحة بالحروف المقطعة هو العدد الأولي رقم 10 في الأعداد الأولية وهى 2 - 3 - 5 - 7 - 11 - 13 - 17 - 19 - 23 - 29 - 31 - 37 - الى آخره والرقم 5 يمثل أكبر قدر من الحروف المقطعة في القرآن الكريم بأول سورة من تلك السور وهناك تحليل آخر يستأنس به وهو أن العدد 10 هو العدد الزوجي رقم 5 وآخر وهو أن مجموع 10 و 5 هو 15 وهو عدد عقل الأصابع في الأصابع الخمس باليد الواحدة وحروف سورة مريم تأخذ شكل المنحنى المحدب المقارب لليد وحروفها 5 ومجموع الأرقام من 1 الى 5 = 15 وأخيرا للإشارة للتوحيد بسورة مريم وجد أن عدد حروف سورة الإخلاص =47 حرف وهو عدد أولي ترتيبه بالأعداد الأولية = 15 وعدد الكلمات بسورة الإخلاص = 15 مع وجود واو العطف مرتين التي يعتبرها الباحثين كلمة ويكون العدد معها 17 وهو عدد ركعات الفرائض الخمس وجاء قول الله عن السيدة مريم بالآية 43 من سورة آل عمران ]يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) كما أن إصبع الإبهام ليس به 3 سلاميات بل 2 فقط ولذا فعدد السلاميات بالأصابع الخمس =14 وهو عدد الحروف المقطعة في القرآن وأكثر قدر منها في آية واحدة بسورة مريم في الآية رقم 1 بها ويعرف نبات زينة بإسم كف مريم لتكون ورقته المركبة في أغصانه من 5 :7 وريقات وتشابهها مع راحة اليد واسمه العلمي :Scadophyllum pulcrum وهو ما يناسب تلك الجزئية خاصة أن كتب علم الزينة في كليتي كلية الزراعة جامعة القاهرة لم تذكر لماذا(1/1595)
جاء الإسم مريم ولم يأتي إسم آخر . وشكل الجبل أيضا يقارب شكل المنحنى وهو يناسب الآيات من 88 لى 95 بسورة مريم حيث جاء ذكر الجبال وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) وبسورة الغاشية الآية 19 ووهو رقم سورة مريم قوله تعالى والى الجبال كيف خلقت (16) أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) وللعلم الأشياء الأربعة تتشابه في شكل المنحنى بها فالأرض تأخذ شكل المنحنى والجبال والسماء لأنها تحيط بالأرض وقد ذكر ذلك منسوبا لشيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال بأن قبة السماء كروية ولذلك فإن الأرض أيضا كروية لأنها تحيط بها وسننم الجمل في الإبل أيضاً به شكل المنحنى ونزلت سورة الكهف بعد سورة الغاشية وهى التي تسبق سورة مريم وبعد سورة مريم سورة (طه) وفيها ذكر موسى كليم الله عليهخ الصلاة والسلام وكان ذلك على جبل الطور ونحن نعلم قصة رفع الطور على بني إسرائيل كأنه ظلّة وللعلم نبات كف مريم نبات زينة يستغل في التظليل ونحن نعلم أن أول معجزات موسى هى العصا واليد وحروف سورة مريم تجمع في كلمة (( كعصيه)) وقد تلقفت عصاه عليه السلام عصيّ وحبال السحرة فصار بها عصي وحبال وحتى الفعل من عصا والمصدر عصى بالألف اللينة وتكتب يأءا فيناسب المقابلة بين الألف والياء وقد وجد أن هناك(1/1596)
9 آيات بها اسم مريم فقط ةلم يأتي بها ذكر المسيح عيسى ابن مريم بصيغ (( ابن مريم - عيسى ابن مريم - المسيح ابن مريم - عيسى - المسيح - المسيح عيسى ابن مريم )) وهى الصيغ التي ذكر بها في القرآن ومتوسط أرقام الآيات التسع في سورها هو 46 مقربا لأقرب عدد صحيح وهذا لا يناسب فقط أجزاء النبوة وأن نبينا جاء بعد المسيح على فترة إنقطاع من الرسل وأنهما ليس بينهما نبي عليهما الصلاة والسلام وحسب بل يناسب عدد الصبغيات في أنوية الخلايا البشرية وهو 46 كروموسوم ويؤكد هذا أن الآيتين 445 من سورة آل عمران و171 من سورة النساء بها اسم مريم مفردا ولكن قبله أوبعده هذه الصيغة ((المسيح ابن مريم )) ويؤكد ذلك إشارات لأعداد الصبغيات (الكروموسومات)) في القرآن منها أن كلمتي ابن مريم وردت بالقرآن 23 مرة وهو عدد الكروموسومات البشرية بالخلية التناسلية الذكرية والأنثوية وأن مجموع مدود كاف ها يا عين صاد هو 6+2+2+6+6=22 وهو عدد الكروموسومات الجسدية في الخلية التناسلية المسئولة ععن صفات غير صفات الجنس وأن الأسماء الأعلام في سورة مريم مع لفظ الجلالة واسم الرحمن واسم إسرائيل هو 22 ومادة رب في سورة مريم 22 والآيات التي بها كلمتي ابن مريم الـ 23 هو 22 أيضا لأنه تكرر في آية مرتين ابن مريم لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) سورة المائدة وفي سورتي الإنسان والتين عدد حروف الكلمات من أول السورة الى قوله تعالى إنا خلقنا في سورة الإنسان وقد خلقنا في سورة التين هو 46 حرف بالرسم العثماني وبالرسم الإملائي 47 في سورة الإنسان وبالفعل(1/1597)
إكتشفت حالات شاذة بها 47 كروموسوم وقد أخبر النبي عن ظهور المسخ في آخر الزمان وهو مما يشبهه وأيضا سورتي مريم والشورى الفرق بينهما كما سبق به 23 و 46 وفارق عدد آياتهما مع الحروف المقطعة 45 وهو عدد الكروموسومات المشتركة بين الذكر والأنثى وهو الفارق بين العدد76 و 31 والأول رقم سورة الإنسان والثاني يعبر عن عدد آياتها وهذا بصورة عددية بحتة وسورة النازعات الوحيدة من 46 آية واسم النازعات أي لملائكة تنزع الروح من الجسد ورقمها 79 وهو العدد الأولي رقم 22 في الأعداد الأولية وهو أي 79 صورة مرآوية للعدد 97 عدد آيات سورة مريم بعد الحروف المقطعة والعدد 22 ذكر آنفا عدد الكروموسومات الجسدية بالخلية التناسلية البشرية والعدد 97 كعدد أولي هو رقم 25 في الأعدادالأولية و25 مرات تكرار لفظ عيسى في القرآن لكريم وتساوي آدم أيضا وعدد الكروموسومات ليس فقط حقيقة علمية بل يمكن مشاهدته تحت الميكروسكوب من أي خلية بشرية وهو يختلف كقيمة عددية من كائن حي الى آخر. وقد إستطردت قليلا في الحديث عن سورة مريم وهذا لأن بها أكبر قدر من الحروف المقطعة وأما سورة الشورى فرقمها وهو 42 هو المذكور بحديث مسلم الذي فيه أنه بعد 42 ليلة أو يوم يرسل الله ملكا لكتابة الرزق وذكر أم أنثى والأجل وشقي أم سعيد ولا ينفخ الروح الى بعد 120 يوما كما بحديث البخاري وهذا مذكور بكتاب عقيدة للدكتور ياسر برهامي أظنه منة الرحمن أو الإيمان بالقضاء والقدر وأثره في سلوك الفرد حفظه الله . وهو من معجزات السنة العلمية حيث وجد أن بعد 42 يوم تفرز إزيمات أو مواد معينة لها القدرة على تغير الجنس من ذكر الى أنثى والعكس كما أن عدد الآيات التي بها الصيغ الست السابقة لذكر المسيح هو 33 آية مثل المشهور عن عمره عليه الصلاة والسلام مع الآيات التسع التي بها اسم مريم فقط غير مسبوق بلفظ ((ابن)) يكون المجموع 42 آية وأذكر أن معجزات موسى كانت 9 مثل عدد آيات القرآن التي(1/1598)
بها اسم مريم فقط وأن المسيح لم يملك معجزة إماتة الحي وقد قال الله لقوم خرجوا من ديارهم وهم ألوف يحذرونالموت موتوا ثم أحياهم وهذا يدل على أن معجزات المسيح خلت من القدرة على الإماتة وهناك أدلة على الإنترنت مثل شبكة بلدي عن أن بالكتاب المقدس أنبياء لهم معجزات تشبه المسيح مثل إيليا وهو إيلياس واليشع وهو اليسع فمنهم من أحيا طفلا ومنهم من أحيا جيشا بل منهم من ليس له بداية حياة ولا نهاية حياة ولا أب ولا أم فلماذا لم يجعلوه إلهاً . هذا والله أعلى وأعلم أرجوا المراسلة على o_iui_1427@yahoo.com أو m_basheer@hotmail.co.uk "
المصدر http://www.quransite.com/modules.php?name=News&file=article&sid=662
---
القعقاع محمد
01-21-2007, 10:32 AM
جزاك الله كل خير
---
الطبيب
01-21-2007, 02:41 PM(1/1599)
جزى الله كاتب الموضوع وناقله خيراً على حرصهم على نفع المسلمين و رفع قدر كتاب الله في قلوبهم. والموضوع المندرج تحته هذا المقال (الإعجاز العلمي) موضوع أُشبِع مناقشة في هذا الملتقى حسب ما أرى، وللشيخ مساعد الطيار مقال طويل في ذلك وقد طبع في الكتاب المجموع بعد ذلك. وفي هذا السياق، جائَتَنْ رسالة على البريد الالكتروني قبل أيام مفادها أنه تم اكتشاف (سرعة الضوء) من بعض آيات القرآن الكريم !! لن أكثر عليكم ولكن سأتناول مقتطفات من ذلك البريد: قال الكاتب: القران الكريم كتاب نزل من الله سبحانه وتعالى علي خاتم الانبياء محمد صلي الله عليه وسلم . و هو يحتوي على حقائق علمية كثيرة و منها : سرعة الضوء جرت أول المحاولات لتقدير سرعة الضوء بواسطة العالم اولاس رومر في عام 1767 وتوصل إلى أنها تساوي 299792كم/الثانية. وفي الموتمر الدولي للمعاير المنعقد في باريس عام1983 أعلن العلماء أن سرعة الضوء تساوي: 299792.458كم/الثانية وفي القران الكريم: في سورة السجدة الآية 5 يقول المولى سبحانه وتعالى: ? يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ ?. وبواسطة العالم الدكتور محمد دودح تم التوصل إلى سرعة الضوء في القران الكريم: توجد قاعدة عامة في الفيزياء تنص علي أن سرعة اي جسم = المسافة / الزمن . الزمن =زمن يوم أرضي= 86164.09966 ثانية المسافة = مقدار الف سنة من مسيرة القمر=12000 دورة قمرية وهي مسافة المجرة التي يقطعها القمر في مدار منعزل 12000 × متوسط السرعة المدارية للقمر × زمن الشهر القمري = 12000×368207×0. 89157×655. 7198395 وبذلك تكون المسافة=25.83134723 بليون كم و بتطبيق المعادلة: وذلك بقسمة رقم المسافة(25831347230 كم) على رقم الزمن(86164.09966 ثانية) فتكون سرعة الضوء تساوي = 299792.458 كم/ثانية وهو نفس الرقم الذي توصل اليه(1/1600)
العلماء واعلن عنه في الموتمر الدولي للمعايير المنعقد في باريس عام 1983 بعد اكثر من الف سنة فسبحان الخالق الذي انزل هذا الكتاب ... الخ والذي جعلني أورد هذا المقال هنا هو التناسب في بعض الأفكار وطرائق الاستنتاج بين الكاتبين فيما يظهر لي. فأبدأ بهذا المقال الذي أوردته أولاً ثم أعقب على المشاركة الأصلية، فأقول مستعيناً بالله: أولاً: الآية التي استنتجت منها سرعة الضوء هي قوله تعالى: ? يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ ?، وهي الآية الخامسة من سورة السجدة؛ ولنقرأ معاً ما جاء في تفسيرها: * قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسير الآية: ( الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : ? يُدَبِّر الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْض ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْفَ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ ?: يَقُول تَعَالَى ذِكْره : اللَّه هُوَ الَّذِي يُدَبِّر الأَمْرَ مِنْ أَمْر خَلْقه مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْض، ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ، وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْمَعْنِيّ بِقَوْلِهِ: ? ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْفَ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ ? ، فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَاهُ : أَنَّ الأَمْرَ يَنْزِل مِنْ السَّمَاء إِلَى الأَرْض، وَيَصْعَد مِنْ الأَرْض إِلَى السَّمَاء فِي يَوْم وَاحِد، وَقَدْر ذَلِكَ أَلْف سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ مِنْ أَيَّام الدُّنْيَا، لأَنَّ مَا بَيْنَ الأَرْض إِلَى السَّمَاء خَمْسمِائَةِ عَامٍ , وَمَا بَيْنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْض مِثْل ذَلِكَ , فَذَلِكَ أَلْف سَنَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ ... ) انتهى كلام الإمام الطبري رحمه الله تعالى. * وقال الحافظ ابن كثير: ( وَقَوْله تَعَالَى: ? يُدَبِّر الْأَمْر مِنْ السَّمَاء إِلَى الْأَرْض(1/1601)
ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ ? أَيْ يَتَنَزَّل أَمْره مِنْ أَعْلَى السَّمَاوَات إِلَى أَقْصَى تُخُوم الأَرْض السَّابِعَة كَمَا قَالَ تَعَالَى: ? اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ يَتَنَزَّل الْأَمْر بَيْنهنَّ ? الآيَة، وَتُرْفَع الأَعْمَال إِلَى دِيوَانهَا فَوْق سَمَاء الدُّنْيَا وَمَسَافَة مَا بَيْنهَا وَبَيْن الأَرْض مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ سَنَة وَسُمْك السَّمَاء خَمْسمِائَةِ سَنَة، وَقَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك النُّزُول مِنْ الْمَلَك فِي مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَصُعُوده فِي مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَلَكِنَّهُ يَقْطَعهَا فِي طَرْفَة عَيْن . وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: ? فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْف سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ ?. ) انتهى كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى. فالأمر كما ترى مختلف عما ذهب إليه الأخ الباحث جزاه الله خيراً، والقرآن يصدّق بعضه بعضاً. ثانياً: الحقيقة أن بضاعتي قليلة في علم الهيئة (الفلك) إلا شيئاً يسيراً درسته في الدراسة النظامية وفي الجامعة، فلا أستطيع مغالطة شيء مما ذكر -ولا يعني هذا أني افترض أن ثمة أخطاء علمية في الاستنتاج- ، ولكن يتضح أن الباحث قفز قفزة مهمة أثناء استنتاجه ولم يعلل ذلك، وعليها بنى جميع ما تلاه من حسابات؛ ذلكم هو اتخاذه مسار القمر معياراً لقياس المسافة !! ولا يبدو لي في ذلك ارتباط واضح فالسرعة المراد حسابها هي سرعة الشمس وليست سرعة القمر ؟! ثم إنه أضاف أمراً آخر، وهو أنه احتسب المسافة بضرب عدد الدورات القمرية في ألف سنة = 12000 × متوسط السرعة المدارية للقمر × زمن الشهر القمري ... ولماذا ضرب ذلك بالسرعة المدارية للقمر (أي سرعة دوران القمر حول نفسه)، فمن الممكن أن يقول باحث آخر: بل يكتفى بالسرعة الخطّية للقمر !! ولا شك أن هذا المعامل سيغير الحسابات جذرياً. على أية حال، نخرج من هذا كله(1/1602)
إلى أمر وراء ذلك هو أهم وأوضح -وإن خالف فيه من لم يقتنع- ، ألا وهو ما المقصود بتعداد المسافة بالأعوام في لسان الشرع؟ هذا أمر لا أخوض فيه لقلة البضاعة ولتشعبه في أكثر من ناحية؛ لكني لا أحسب أن القرآن نزل على الرسول صلى الله عليه وسلّم وأصحابه إلا ليبيّن، لهم شيئاً يفهمونه بعقولهم، ويدركونه بعلومهم التي كانت عندهم ذلك الوقت. وقد كثر استخدام التعبير (مسيرة كذا وكذا عام) في السنّة ولم يفهم منه إلا المسيرة التي يعرفونها مما يقطعه أي الراكب أو الراكب المجدّ، بحسب السياق، وإن كان المقصود خلاف ذلك فإنه يبينه، والله أعلم. هذا وقد ذكر شراح الحديث في كتبهم ما المقصود بالمسافة المحددة بالأعوام، فعلى سبيل المثال: * قال الحافظ ابن حجر رحه الله في الفتح: ( عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ...) الحديث . قوله : ( يسير الراكب ) أي أي راكب فرض , ومنهم من حمله على الوسط المعتدل ) انتهى كلام الحافظ رحمه الله. * ذكر ابن القيّم رحمه الله في تعليقه على سنن أبي داود: (وَحَيْثُ قَدَّرَ بِالْخَمْسِمِائَةِ أَرَادَ بِهِ السَّيْر الَّذِي يَعْرِفُونَهُ سَيْر الإِبِل وَالرِّكَاب ...) انتهى كلامه رحمه الله. فمن هذا يتبين ما المراد بالخمسمائة سنة أو الألف سنة أو أي عدد من الأعوام يرد مطلقاً، والله أعلم. ومعلوم أنه لم يكن في علمهم ذلك الوقت السرعة المدارية للقمر أو دورانه في مدار منعزل ... فوجب حمل المفهوم من الآية على ما كان يفهمه الرسول صلى الله عليه وسلّم وأصحابه منها؛ بل وإني أرى أن ذلك قد يجر إلى أمور أخطر مما ذكر بكثير: وهو أن بعض الأمور الغيبية ذكرت في الكتاب والسنّة مقدرة بنفس الطريقة فهل نجري عليها نفس العمليات الحسابية ؟! فقد ورد أن بين مصراعي أبواب الجنة مسيرة أربعين عام، فهل تكون: 25.83134723 × 480/12000= 1.0332538892 بليون(1/1603)
كم !! هل يجوز أن نقول هذا ؟ لا يخلو هذا الذي ذكرته من تكلّف وإلزام أمرِ قد لايكون لازماً عند الباحث أو حتى في الأمر نفسه، ولكن من يدري، فسياق سير الأمور هذه الأيام لا يستبعد أن يطبّق هذا أحدٌ ما. أما بالنسبة للأخ كاتب المقال المنشور بالمشاركة الأصلية، فقد فاته أمور أحب أن أضيفها (كلها من بنات فكري!!)وهي: (لاحظ العلاقة بين اليوم والأسبوع والشهر والسنة) * عدد سور القرآن = 114 = وهو يساوي مربع العدد 12 وهو يساوي عدد أشهر السنة !! * عدد آيات سورة الفاتحة = 7 وهو نفس عدد أيام الأسبوع !! * سورة السجدة تقرأ كل (أسبوع) وعدد آياتها = 30 وهو نفس عدد أيام الشهر !!! هذه العلاقات احتاجت أقل من دقيقة من وقتي كي اكتشفها ! فهل هذا هو التدبّر الذي أمر الله عز وجل به، أم هذا هو الفقه الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلّم لابن عبّاس ؟! أيها الأحبة، هذا الكتاب أنزل لأمر وراء ذلك كله ? كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ?، فهل تدبرنا آياته حق التدبّر، وهل عملنا بهذا الذي عرفنا بالتدبّر ؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ودمتم ،،،
---
(1/1604)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موقع الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير رعاه الله
---
موقع الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير رعاه الله
---
إمداد
12-02-2005, 08:55 PM
موقع الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير
--------------------------------------------------------------------------------
يسرني أن أزف الى محبي العلم موقع العلامة الشيخ عبد الكريم الخضير وفقه الله وسدد خطاه
http://www.islamlight.net/alkhadher/
السيرة الذاتيةللشيخ وفقه الله
* اسمه :
عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير.
· مكان وتاريخ الولادة: ولد في بريده سنة 1374هـ .
· عمله : عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .
· شيوخه :
· في القصيم :
1 - الشيخ مبارك بن حسن الراجح رحمه الله .
2- الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح حفظه الله .
3- الشيخ محمد ذاكر حفظه الله .
4- الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله .
5- الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رحمه الله .
6- الشيخ صالح السكيتي رحمه الله .
7- الشيخ علي الضالع رحمه الله .
8- الشيخ محمد بن علي الروق رحمه الله .
9- الشيخ فهد بن محمد بن حمود المشيقح حفظه الله .
· في الرياض :
1- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان حفظه الله .
2- سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله .
3- الشيخ فهد بن حمين الفهد الحمين حفظه الله .
4- الشيخ عبد الرحمن السد حان حفظه الله .
5- الشيخ عبد العزيز الداود حفظه الله .
6- الشيخ عبد العزيز الفالح حفظه الله .
7- الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم حفظه الله .
· مؤلفاته :-
1- الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به ( مطبوع ) .
2- تحقيق النصف الأول من فتح المغيث للسخاوي .
3- تحقيق الرغبة شرح النخبة ( مخطوط ) .(1/1605)
4- شرح قصب السكر ( مخطوط ) .
5- شرح الورقات ( مخطوط ) .
6- شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ( مخطوط) .
- وله تعليقات و تنبيهات على أمهات الكتب والشروح من كتب التفسير والحديث والعقيدة وغيرها .
* تعريفه:-
هو عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير يكنى بأبي محمد من مواليد بريده سنة 1374 هـ ويبلغ من العمر الآن قرابة الخمسين أمد الله في عمره على الطاعة .. قرأ القران على مقرئ في الصبا اسمه مبارك بن حسن الراجح ثم قرأ على الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح ثم في سنة 1385 هـ قرأ على فضيلة الشيخ محمد ذاكر قسما كبيرا من القران وحفظ عليه البقرة وال عمران ,,,
دراسته النظامية :-
دخل المدرسة الابتدائية سنة 1381 هـ ثم تخرج منها سن1386 هـ على إثرها دخل المعهد العلمي في بريده سنة1387 هـ وتخرج فيه سنة 1393 هـ ثم التحق بعدها بكلية الشريعة بالرياض في السنة نفسها وتخرج فيها سنة 1397 هـ على إثرها عين معيدا بكلية أصول الدين في قسم السنة وعلومها ثم واصل وتابع الدراسة العليا فحصل على درجة الماجستير سنة 1402هـ وكانت رسالته بعنوان ( الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به ) . ثم بعد ذلك في سنة 1407هـ حصل على شهادة الدكتوراه وكانت رسالته بعنوان ( تحقيق النصف الأول من فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي ) عين على إثرها أستاذا مساعدا في قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين وعمل بها أستاذا مساعدا إلى أن تقاعد تقاعدا مبكرا في 27/8/1424 هـ وهو ابن خمسين سنة .
* طلبه للعلم :-(1/1606)
في سنينه الأولى قرأ على الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله مبادئ العلوم ( ثلاثة الأصول - وآداب المشي إلى الصلاة - وزاد المستقنع وكتاب التوحيد ) وغيرها من المتون في أصول العلم .. ثم قرأ ولازم صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن احمد الخريصي رئيس محاكم القصيم في وقته رحمه الله ثم انتقل إلى الرياض فقرأ على الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان في أصول الفقه والقواعد الفقهية وعلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله في ( الفرائض وفي تفسير ابن كثير وفي سنن الترمذي ) وغيرها من الكتب وقد لازمه وقرأ عليه في المسجد وفي بيته رحمه الله ..ثم بعد تخرجه من كلية الشريعة وفي السنة التمهيدية تفرغ لجرد المطولات وقراءتها والتعليق عليها واستخراج مكنوناتها فقد قرأ حفظه الله في كتب التفسير والحديث وكتب العقائد وقد قرأ أيضا في كتب الفقه والتاريخ والأدب ,,, ثم قرأ على الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم أوائل شرح البخاري للحافظ بن حجر وأما بالنسبة لشيوخه في المعهد العلمي في بريده فمنهم الشيخ صالح السكيتي والشيخ على الضالع والشيخ محمد الروق رحمهم الله والشيخ فهد بن محمد المشيقح حفظه الله وغيرهم! ,,, وأما بالنسبة لشيوخه الذين تتلمذ على يديهم في كلية الشريعة فنذكر منهم الشيخ فهد الحمين والشيخ عبد العزيز الداود والشيخ عبد العزيز الفالح والشيخ عبد الرحمن السد حان حفظهم الله وغيرهم من العلماء والمشايخ ,,,
· كما يتجلى حرص الشيخ حفظه الله على طلب العلم من خلال مكتبته العلمية العامرة بأصناف الكتب والمخطوطات تعد مرجعا لكثير من الباحثين .
مشاركا ته العلمية :-(1/1607)
للشيخ مشاركات علميه كثيرة من خلال إشرافه على الرسائل المقدمة لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في قسم السنة وعلومها , ومن خلال دوراته العلمية المتنوعة والتي تم تسجيل كثير منها ومن ذلك ( شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع- وكتاب الحج من الكتاب نفسه- وشرح حديث جابر في الحج- وشرح نخبة الفكر ونظمها- وشرح الورقات ونظمها ) وشروح كثيرة وأكثرها مسجل ولله الحمد .
ولقد شارك الشيخ في دورات علمية في كثير من أنحاء المملكة.
ـ كما أن للشيخ أيضا مشاركات إذاعية في إذاعة القرآن الكريم وهي :
ـ أول هذه البرامج لقاء في موكب الدعوة تحدث فيها عن حياته العلمية والعملية أجرى هذا اللقاء الأستاذ محمد المشوح أذيع سنة 1420هـ .
ـ كما أن له ثلاثون حلقة في فقه الصيام نشر في رمضان سنة 1421هـ .
ـ كما أن له أيضا درس أسبوعي في الإذاعة نفسها في شرح مختصر صحيح البخاري للزبيدي .
ـ كما أن له ثلاثون حلقة في الهدي النبوي في رمضان أذيع سنة 1423هـ .
ـ كما أن له ثلاثون حلقة في الشمائل النبوية أذيع في رمضان سنة 1424هـ .
ـ كما أن له ثلاث عشرة حلقة في فقه الإمام البخاري في الحج أذيع في موسم الحج سنة 1424هـ .
ـ كما أن له لقاءات في الاذاعة نفسها حول مكتبة طالب العلم .
ـ كما أنه يجيب عن أسئلة المستمعين في إذاعة القرآن ويبث كل يوم جمعة في الرابعة عصرا .
* دروسه :(1/1608)
للشيخ دروس علميه متفرقة على فترات في أكثر أيام الأسبوع وقد قرأ عليه حفظه الله في دروس سابقة كثير من المتون والشروح العلمية منها ما أتم كاملا ومنها ما قرأ بعضها نذكرها بإيجاز : ( شرح الورقات للمحلي , القلائد العنبرية في شرح المنظومة البيقونية , خلاصة الكلام , التعليقات السنية على العقيدة الواسطية لابن سعدي , التوحيد لابن خزيمة , مختصر قواعد ابن رجب لابن سعدي , شرح علل الترمذي , فتح الباري , ألفية الحديث , البلبل في أصول الفقه , الباعث الحثيث , قصب السكر , الموطأ , مسند الإمام أحمد , المنتقى للمجد ابن تيمية , فتح المجيد , كتاب التوحيد , تيسير العزيز الحميد , قرة عيون الموحدين , الآجرومية , أخصر المختصرات , المفهم شرح مختصر صحيح مسلم للقرطبي , الموقظة للذهبي , فتح المغيث , الكافي لابن قدامه , ثلاثة الأصول , الأربعين النووية ، الدرر السنية، تفسير الجلالين , تفسير ابن كثير)...
وأخيرا حفظ الله الشيخ وأمد في عمره و نفع الإسلام والمسلمين بعلمه ووفقه لكل خير وحفظه من الفتن ما ظهر منها وما بطن
---
أحمد البريدي
12-02-2005, 09:14 PM
جزاك الله خيراً أخي , ونفع الله بالشيخ فجهوده بارزة , والموقع عبارة عن صفحة خصصت للشيخ حفظه الله في موقع نور الاسلام , جزى الله القائمين عليه خيراً .
---
أبو المعتز القرشي
12-04-2005, 10:22 PM
بارك الله في الشيخ عبد الكريم ونفع الله المسلمين بعلمه
---
عبدالله الحضرمي
01-12-2006, 08:36 AM
جزاك الله خير اخي امداد ونفع الله بالشيخ عبدالكريم الخضير
---
طالب علوم القرآن
01-13-2006, 01:56 AM
جزاك الله خيراً
---
المعتصم بالله
05-28-2006, 11:10 AM
جزاك الله خير ..ونفعنا الله بعلم شيخنا ووفقه وسدده .
---
أبو ياسر
05-28-2006, 04:24 PM
بارك الله فيك .
وانتفعنا بعلم الشيخ عبد الكريم الخضير وفقه الله .
---
(1/1609)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بشرى: احجز نسختك من «عون المعبود»، الطبعة الهندية
---
بشرى: احجز نسختك من «عون المعبود»، الطبعة الهندية
---
محمد بن يوسف
03-28-2006, 02:19 AM
إخواني ومشايخي الفضلاء الأحباء ـ حفظهم الله تعالى من كل سوء ـ
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبشركم ـ إخواني الكرام ـ بأن أحد الإخوة توفر لديه عدد لا بأس به من كتاب «عون المبعود شرح سنن أبي داود»، النسخة المصورة عن الطبعة الهندية، المطبوعة في 4 مجلدات كبار، وهي أصح نسخة للسنن وللعون معًا.
فالرجاء ممن يرغب في شراء نسخة من تلك النسخ: تسجيل اسمه ـ هنا ـ ، وبلده، ومحافظته، ثم مراسلتي على الخاص؛ للتنسيق.
سعر النسخة: 320 جنيه مصري.
تكاليف الشحن بالبريد المصري (الجوي):
السعودية، والكويت: 115 جنيه مصري.
الأردن: 90 جنيه مصري.
الإمارات: 135 جنيه مصري.
باقي الدول: يتم الاستفسار عنها لمن شاء.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------
وهاكم كلام الشيخ الفاضل عبدالرحمن السديس ـ حفظه الله تعالى ـ عن هذه الطبعة:
قال:
وأما سنن أبي داود:
(1) فأحسن الطبعات -والله أعلم- هي النسخة التي قام على تحقيقها، وتصحيحها العلامة (أبو الطيب العظيم آبادي)، وقد جمع لها أحد عشر نسخة، منها نسخة قد صححت على اثنتي عشرة نسخة .. الخ
بل لم يكتف بذلك بل وقت الاختلاف يرجع إلى «تحفة الأشراف»، و"مختصر المنذري" و«معالم السنن» و«جامع الأصول» وغيرها.... ثم طبع الكتاب مع شرحه عون المعبود. ثم بعد الطبع استدرك ما وقع من أغلاط، ولو يسيرة ووضع لذلك جداول في نهاية كل جزء .. وطبع شهر صفر عام 1322هـ في أربع مجلدات كبار ثم صور الكتاب قديمًا في دار الكتاب العربي، وتوزيع مكتبة عباس الباز بمكة.(1/1610)
وعن هذه الطبعة أخذ (عبد الرحمن محمد عثمان)، وأعاد صفه من جديد في 14 مجلدا فوقع في أخطاء كثيرة، وسمعت الشيخ (عبد الكريم الخضير) يذم هذه النسخة، وعنه أخذت دار الكتب العلمية، وهي الأكثر انتشارا الآن مع الأسف...
اهـ المراد من كلامه ـ جزاه الله خيرًا ـ .
انظر هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...E3%DA%C8%E6%CF
---
(1/1611)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الشين العربية اللسانية
---
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الشين العربية اللسانية
---
فرغلي عرباوي
05-03-2004, 04:15 AM
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الشين العربية اللسانية
1. التعريف بمخرج صوت الشين العربية اللسانية
2. التعريف بصفات صوت الشين العربية اللسانية
3. ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الشين اللسانية
التعريف بمخرج صوت الشين العربية اللسانية
صوت الشين العربية اللسانية يتولد صوتها عندما يصطدم وسط اللسان بما يحاذيه من سقف الحنك الأعلى العظمي , وفي حالة سكونها لا يغلق وسط اللسان مع محاذيه من الحنك الأعلى الصلب والسبب أن الشين العربية اللسانية يجري معها الصوت جريانا كليا لأنها حرف رخو والشين العربية اللسانية يسميها علماء الأصوات حرف لساني حنكي نسبة لوسط اللسان وما يحاذيه من غار الحنك الأعلى العظمي وهي حرف متفشي بمعنى أنه ينتشر هواء الزفير معها من أول مخرجها حتى يقرع صوتها صفحة الأسنان العليا الداخلية والواجب على القارئ عند تلفظه بصوت الشين فيما لو كانت مفتوحة أن يباعد بين الفكين العلوي والسفلي ويفتح الشفتين انفتاحا عرضي ليكتمل كمال الترقيق في صوتها ولو مط القارئ الشفتين للأمام لتفخم صوتها وهذا لم تفعله العرب في وقت نزول القرآن كانوا لا ينطقون بصوت الشين مفخمة قال تعالى )إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2) والواجب عند التلفظ بها وهي مضمومة مط الشفتين للأمام ليكتمل كمال التصويت بها ومن يقصر في ذلك فاعلم بأن صوت ضمته ناقصة ومشمة بالفتح وقليل ما هم من يسلم من ذلك حتى بعض القراء المشاهير عندما أنظر لفمه أراه على وتيرة واحدة والله المستعان .(1/1612)
التعريف بصفات صوت الشين العربية اللسانية
ينشأ صوت الشين العربية اللسانية من المخرج الثالث من مخارج اللسان وهو وسطه مع محاذيه من وسط سقف الحنك الصلب وهي حرف مهموس بجريان هواء النفس معها وحرف رخو بجريان الصوت معها جريانا كليا وحرف مستفل تنخفض مؤخرة اللسان بها إلى قاع الفم وحرف منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند التلفظ بها وحرف متفشي أي ينتشر الهواء في الفم عند النطق بها .
ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الشين اللسانية
صوت الشين العربية اللسانية هذا الحرف يخطئ بعض الناس في النطق به عند تلاوتهم لكتاب ربهم وذلك من عدة وجوه :
1. تفخيمها فاحذر منه ولا سيما إن أتى بعدها حرف مفخم أو كان الفاصل بينها وبين حرف الاستعلاء الألف نحو ) شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام)(البقرة: من الآية144) ) فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْر)(البقرة: من الآية150) ) شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ)(القصص: من الآية30) ) وَشَاقُّوا الرَّسُول)(محمد: من الآية32) ) شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ)(الأنبياء: من الآية97) وشبهه .
2. والبعض من المتساهلين لا يأتون بصفة التفشى معها على الوجه الأتم الأكمل عند التصويت بها قال ابن الجزري رحمه الله في كتابه التمهيد ( وإذا كانت مشددة فلا بد من إشباع تفشيها كقوله )فَبَشَّرْنَاهُ )(الصافات: من الآية101) وإن سكنت ولابد من بيان تفشيها وتخليصها نحو ) اشْتَرَاه)(البقرة: من الآية102) )إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ)(الإنسان: من الآية5) ) وَاشْدُدْ )(يونس: من الآية88) .. ) والتفشى من الصفات التي قويت بها الشين وتعريفه : وهو انتشار هواء الصوت من وسط اللسان حتى يصطدم بصفحة الأسنان العليا الداخلية وذلك الانتشار هو التفشي وعلى القارئ أن يحذر من إهماله وعدم بيانه .(1/1613)
3. وهناك من يخلط صوتها بصوت الجيم اللسانية فيما لو وقع بعدها الدال اللسانية نحو ) الرُّشْدُ )(البقرة: من الآية256) )يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ)(الجن: من الآية2) والواجب هنا بيان تفشيها وجريان الصوت بها وإلا صارت كصوت الجيم اللسانية فاحذر من ذلك وحذر منه غيرك مع مطالبة نفسك بالإخلاص في القول والعمل لله تعالى .
4. على القارئ أن يحذر أيضا من خلط صوتها بصوت الجيم اللسانية فيما لو وقع بعدها جيما في الخط وإلا قرب التصويت بالشين مشمة بصوت الجيم نحو ) شَجَرَةِ الْخُلْد)(طه: من الآية120) ) مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ)(النور: من الآية35) ) مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ )(لقمان: من الآية27) ) أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ)(الصافات: من الآية62) )إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ)(الصافات: من الآية64) )وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) (الصافات:146) والشين قليلة التصرف في الكلام العربي .
5. نسمع البعض من القراء من يبالغ في تطويل جريان الصوت بالشين مع المبالغة في ظهور التفشي عند التلفظ بالشين الساكنة فقد يؤدي ذلك إلى إحداث صفير في صوتها نحو )فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ )(البقرة: من الآية36) )الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ)(البقرة: من الآية268) )وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)(آل عمران: من الآية144) ) وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)(الزمر: من الآية66) . فعلى القارئ الحذر من ذلك لأن علماء اللغة قديما أثبتوا الصفير لثلاثة أحرف فحسب وهي الصاد والزاي والسين ولا رابع لهم .
6. على القارئ أن يحذر من المبالغة الشديدة في ترقيق صوت الشين وإلا مال صوتها للإمالة وينتشر ذلك بكثرة بين أهل المغرب العربي نحو ) شَاكِرِينَ)(لأعراف: من الآية17) ) شَاطِئِ)(القصص: من الآية30) .(1/1614)
7. والبعض الآخر ممن شيخهم المصحف فحسب ولا شيخ ينقل لهم النقل الصوتي للقرآن يضم الشفتين عند التلفظ بالشين الساكنة ولا سيما إن أتى قبلها حرف مضموم والإشارة بالشفتين عند الساكن فيه علامة على أن ذلك الحرف مرفوع ولا مرفوع هنا البتة والسبب أن القارئ الذي يفعل ذلك عنده إهمال فادح في عمل الشفتين مع الحروف المتباينة والواجب المباعدة بين الفكين العلوي والسفلي عند التلفظ بالحرف المفتوح ومط الشفتين إلى الأمام عند التلفظ بالحرف المضموم وخفض الفك السفلي عند التلفظ بالمكسور وهذه ملاحظة عامة مع جميع الأحرف القرآنية نحو ) مُشْرِكُونَ)(يوسف: من الآية106) ) وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(الصف: من الآية9) ) وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(يونس: من الآية105) ) وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(النحل: من الآية120) .
8. على القارئ أن يحذر من التلفظ بالشين مقلقلة مهتز المخرج خاصة لو كانت ساكنة فإن ذلك يؤدي إلى إحداث الحركة في صوتها وسمعت من البعض ينطق بجزء الحركة معها نحو )إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ)(الإنسان: من الآية5) .
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
---
(1/1615)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الألفاظ التي اقترنت بمصطلح (الجاهلية ) في القرآن الكريم، ودلالة الاقتران
---
الألفاظ التي اقترنت بمصطلح (الجاهلية ) في القرآن الكريم، ودلالة الاقتران
---
ناصر الماجد
02-11-2006, 06:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الألفاظ التي اقترنت بمصطلح (الجاهلية ) في القرآن الكريم
مصطلح الجاهلية مصطلح إسلامي، يراد به عند الإطلاق: الحالة التي كان عليها البشر، قبل مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث اندرست معالم النبوة، وامحت آثار الحنيفية.
بل نستطيع القول جازمين: إن مصطلح الجاهلية ، يطلق على كل فترة تسبق مبعث نبي من الأنبياء ، حيث انحراف الناس عن دين الله وبعدهم عن شريعته. يدل على هذا الحديث الذي أخرجه الترمذي عن عمران بن حصين ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ـ الحديث وفيه ـ (فإنها لم تكون نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية) آخذين بعين الاعتبار؛ الاختلاف في نوع الانحراف ، ودرجته.
ومما يلفت النظر أن هناك ألفاظاً بعينها ، وردت في القرآن الكريم مقترنةً بمصطلح الجاهلية ، وسأعرض بين أيديكم محاولةً للوقوف على دلالة هذا الاقتران ، راجياً من أحبابنا الكرام أن يبدوا رأيهم ، سائلا الله أن يعصمني من زلل الرأي وخطل القول.
الموضع الأول: في سورة آل عمران: قال تعالى: (( ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ))(1/1616)
هذه الآية الكريمة تتحدث عن موقف المنافقين في غزوة أحد حيث أنزل الله النعاس أمنة للمؤمنين، أما المنافقين فقد أهمتهم أنفسهم. يقول ابن جرير "قوله: (قد أهمتهم أنفسهم) يقول: هم المنافقون لا هم لهم غير أنفسهم، فهم من حذر القتل على أنفسهم وخوف المنية عليها، في شغل قد طار عن أعينهم الكرى، يظنون بالله الظنون الكاذبة ظن الجاهلية من أهل الشرك بالله، شكاً في أمر الله وتكذيباً لنبيه صلى الله عليه وسلم، ومَحْسَبة منهم أن الله خاذل نبيه ومعل عليه أهل الكفر به... وقوله: (يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك) يقول: يخفي يا محمد هؤلاء المنافقون الذين وصفت لك صفتهم، في أنفسهم من الكفر والشك في الله ما لا يبدون لك، ثم أظهر نبيه صلى الله عليه وسلم على ما كانوا يخفونه بينهم من نفاقهم، والحسرة التي أصابتهم على حضورهم مع المسلمين مشهدهم بأحد، فقال مخبراً عن قيلهم الكفر وإعلانهم النفاق بينهم: (يقولون لو كان لنا من الأمر من شيء ما قُتلنا هاهنا) يعني بذلك أن هؤلاء المنافقين يقولون: لو كان الخروج إلى حرب من خرجنا لحربه من المشركين إلينا، ما خرجنا إليهم ولا قتل منا أحد في الموضع الذي قتلوا فيه بأحد" (الطبري:3/485).
الموضع الثاني: في سورة المائدة: قال تعالى: (( فَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ))
في هذه الآية ينكر تعالى على اليهود إعراضهم عن حكم الله تعالى، وابتغاءهم ما سواه من حكم الجاهلية، قال ابن كثير "ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم، المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر وعدل، إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يصنعونها بآرائهم وأهوائهم.."(تفسير ابن كثير:2/207)(1/1617)
الموضع الثالث: في سورة الأحزاب: قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }
هذه الآية الكريمة في جملة من الآيات، فيها وصايا من الله تعالى لأمهات المؤمنين، قال ابن سعدي "(وقرن في بيوتكن) أي أقررن فيها؛ لأنه أسلم وأحفظ لكن (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) أي لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية الأولى... (إنما يريد الله) بأمركن بما أمركن به ونهيكن عما نهاكن عنه (ليذهب عنكم الرجس) أي الأذى والشر والخبث" (تفسير السعدي:6/219)
الموضع الرابع: في سورة الفتح: قال تعالى: ((إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ))
هذه الآية الكريمة في سورة تتحدث عن صلح الحديبية وما جرى فيه للمؤمنين، قال ابن سعدي "يقول تعالى: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية) حيث أنفوا من كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم، وأنفوا من دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمؤمنين إليهم في تلك السنة، لئلا يقول الناس: دخول مكة قاهرين لقريش، هذه الأمور ونحوها من أمور الجاهلية، لم تزل في قلوبهم حتى أوجبت لهم ما أوجبت من كثير من المعاصي:فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين، فلم يحملهم الغضب على مقابلة المشركين بما قابلوهم به، بل صبروا لحكم الله والتزموا الشروط التي فيها تعظيم حرمات الله... وألزمهم كلمة التقوى وهي لا إله إلا الله" تفسير السعدي: 7/108)(1/1618)
هذه هي المواضع الأربعة :
ظن الجاهلية - حكم الجاهلية - تبرج الجاهلية - حمية الجاهلية.
والتأمل في هذه الألفاظ وما تشي به ، يكشف لنا دلالة اقترانها بمصطلح الجاهلية ، إذ أجملت هذه الآيات الأربع - على ما فيها من قصر - وصف المجتمع الجاهلي بشكل عجب حقاً ، إنها تتحدث عن نظام كامل ، بكل خصائصه ومختلف جوانبه ، نظام مقابل تماماً لنظام الإسلام في شتى الجوانب ، نظام له تصوراته الخاصة به ، ونظمه المقابلة لنظم الإسلام وتصوراته.
كل آية من هذه الآيات الكريمة، تشير إلى جانب بارز في المجتمع الجاهلي ، يتشكل بها جميعاً صورة كلية للمجتمع الجاهلي ، يؤكد هذا: أن الآيات جميعها مدنية ، نزلت بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وقيام المجتمع الإسلامي ، المتميز عن الجاهلية ، والمختلف في كل القيم والتصورات.
فآية آل عمران ـ وفيها ذكر ظن الجاهلية ـ تلمح إلى الجانب العقدي عند أهل الجاهلية، المتمثل في الجهل بالله تعالى وصفاته ، فهي تشير إلى تصور خاص بالجاهلية يخالف تماماً ما جاء به الإسلام في جانب الاعتقاد الذي أساسه المعرفة بالله عز وجل.
وآية المائدة وفيها ذكر حكم الجاهلية ، تشير إلى الجانب القانوني الذي ساد المجتمع الجاهلي ، القائم على الأهواء والميول الذاتية ، حيث الناس طبقات في المسؤولية القانونية ، بل وربما تحمل أحدهم جريرة غيره ، وإثم سواه ، بعيداً ـ في هذا كله ـ عن ميزان الحق والقسط المتمثل في قوله تعالى: { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً } وقوله تعالى: { أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}، فالآية الكريمة تشير إلى طبيعة قانونية جاهلية، تخالف الإسلام.(1/1619)
وآية الأحزاب ـ وفيها ذكر تبرج الجاهلية ـ تشير إلى الجانب الخلقي الذي كان سائداً في الجاهلية ، تمثل ذلك في الإشارة إلى أهم الجوانب الخلقية ، حيث علاقة الرجل بالمرأة ، إذ كانت تقوم على النظرة الحيوانية والمتعة الجسدية فحسب ، وتبعات هذه النظرة على واقع الناس وحياتهم ، وهي مصادمة للنظرة التي جاء بها الإسلام للعلاقة بين الجنسين.
وآية الفتح ـ وفيها ذكر حمية الجاهلية ـ وهي تشير إلى طبيعة العقلية الجاهلية ، والأسس التي تحكم العلاقات الاجتماعية بين الأفراد ، والقائمة على مبدأ العصبية والحمية ، التي تولد عاطفة منحرفة ، لا تحكمها عقلية موضوعية ، وهي طبيعة لا تلتقي مع الأسس التي يقيمها الإسلام لعلاقة أفراد المجتمع فيه حيث تقوم على روابط الإيمان وإخوة الدين.
وبعد قد بان لنا، أن هذه المواضع الأربعة ، التي ذكر فيها لفظ الجاهلية مقروناً بالظن ، والحكم ، والتبرج ، والحمية ، قد أجملت وصف الجاهلية في أهم خصائصها ، العقدية والقانونية والخلقية والاجتماعية ، لتشير على نحو بديع وبعبارة مجملة إلى أبرز خصائص المجتمع الجاهلي ، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2006, 10:50 PM
بارك الله فيكم وفي علمكم ، وهذا من فوائد التفسير الموضوعي ، والعناية به ، فهو يكشف عن جوانب الموضوع الواحد ، ويربط مفرداتها المتفرقة ، حتى تتضح صورة الموضوع لقارئ القرآن الكريم .
---
موراني
02-19-2006, 11:30 PM
ناصر الماجد المحترم
لدي سؤال ربما يعتبر جانبيا :
تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
ما هو معنى ( الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) ... (الأولى) في نظركم على وجه التحديد ؟
---
ناصر الماجد
02-27-2006, 11:54 AM
الأستاذ الكريم موراني: تحية طيبة، وأشكر لك قراءتك لهذا الموضوع(1/1620)
مسألة المراد بالجاهلية الأولى وقع فيها خلاف قديم ـ كما تعلم ـ بين المفسرين حتى فيما نقل عن الصحابة، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تقسيم الجاهلية باعتبار الفترة الزمنية إلى جاهليتين: الجاهلية الأولى، والجاهلية الأخرى.
فأما الجاهلية الأولى: فقد اختلفوا في تحديدها في أقوال كثيرة؛ منها: أنها بين آدم ونوح أو بين نوح وإبراهيم أو زمن داود وسليمان عليهم جميعاً السلام.
أما الجاهلية الأخرى: فجعلوا المراد بها الفترة التي سبقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ومستند تقسيمهم هذا؛ الإضافة في قوله تعالى: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى )) قال في البحر المحيط موجهاً هذا الرأي : " يدل على أن ثَمّ جاهلية متقدمة وأخرى متأخرة " .
والذي يظهر - والله أعلم - أن الجاهلية المشار إليها في الآية الكريمة، هي ما كان عليه العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأن الله نهى أمهات المؤمنين عن تبرج نساء الجاهلية الأولى، ومن المسلَّم به: أن المرء لا ينهى عن مشابهة شيء إلا وهو على علم تام بصفة ما نهي عنه، وإذا صح هذا؛ فكيف ينهي أمهات المؤمنين عن شيء لم يدركنه ؟ ويفصله عنهن مدة طويلة من الزمن -على نحو ما ذكر القائمون بهذا- !
قال ابن عطية: "والذي يظهر عندي، أنه إشارة للجاهلية التي لحقنها، فأمرن بالنقلة عن سيرتهن فيها، وهي ما كان قبل الشرع من سيرة الكفرة" .
يؤكد هذا، الاضطراب الواضح الذي نراه في تحديد زمن الجاهلية الأولى، عند أصحاب هذا الاتجاه؛ مما يُشْعِر أنها لم تكن مشهورة أو معروفة عند الصحابة، وإلا ما وقع هذا الاختلاف بينهم في تحديدها.
بقي أن يقال فما الجواب عن هذه الإضافة في قوله (( الجاهلية الأولى )) ؟
يتلخص كلام المفسرين في اتجاهين، جوابا عن هذه الإضافة وتوجيها لها:(1/1621)
الأول: إنما قيل: (( الجاهلية الأولى )) باعتبار تقدمها على الإسلام، قال الزجاج: " فإن قيل: لم قيل: الأولى؟ قيل: يقال لكل متقدم ومتقدمة: أول وأولى، وتأويله أنهم تقدموا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فهم أولى وهم أول من أمة محمد"
قال ابن عاشور في تأييد هذا الوجه " ووصفها بالأولى وصف كاشف لأنها أولى قبل الإسلام وجاء الإسلام بعدها، كقوله تعالى : ((وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى )) وكقولهم: العشاء الآخرة. وليس ثمة جاهليتان: أولى، وثانية، ومن المفسرين من جعلوه وصفاً مقيداً، وجعلوا الجاهلية جاهليتين... ووضعوا حكايات في ذلك مختلفة أو مبالغاً فيها أو في عمومها، وكل ذلك تكلف دعاهم إليه حمل الوصف على قصد التقييد"
الثاني: أن الجاهلية الأولى: جاهلية الكفر قبل الإسلام، والأخرى جاهلية الفسوق والفجور في الإسلام قال الزمخشري موجهاً هذا القول: " فكأن المعنى ولا تحدثن بالتبرج جاهلية في الإسلام تتشبهن بها بأهل جاهلية الكفر"
قال ابن جرير: " فإن قال قائل: أوفي الإسلام جاهلية حتى يقال: عنى بقوله: (( الجاهلية الأولى)) التي قبل الإسلام ؟ قيل: فيه أخلاق من أخلاق الجاهلية".
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
---
موراني
02-27-2006, 12:33 PM
د. ناصر الماجد المحترم
لكم شكري الجزيل على هذه المعلومات المفيدة من خلال اعتمادكم على المصادر النافعة
في شرح مفهوم هذه العبارة المطروحة في الموضوع .
تفضل بقبول أطيب التحيات وأعطرها
موراني
---
الكشاف
03-04-2006, 04:44 PM
وردت مادة "جهل" في القرآن، وأساس معنى "الجهل" هو: الخفة والطيش. والجهل خلاف العلم، لأنه يدفع صاحبه إلى الخفة والطيش والاضطراب والقلق، والجاهل هو غير العالم وغير العارف، وهو مندفع خفيف طائش، لا حلم عنده ولا اتزان.(1/1622)
ولهذه المادة ثلاثة مصادر: المصادر القياسي: "جهل" على وزن: "فعل". تقول : جهل يجهل جهلاً. والمصدر السماعي: "جهالة"، على وزن "فعالة". والمصدر الصناعي: "جاهلية".
وقد ورد في القرآن الاشتقاقات التالية من "جهل": الفعل المضارع المسند إلى واو الجماعة: "تجهلون" و"يجهلون"، واسم الفاعل المفرد: "جاهل"، وجمع المذكر السالم "جاهلون"، وصيغة المبالغة: "جهول"، والمصدر القياسي: "جهالة"، والمصدر الصناعي: "جاهلية". ومع أن كل صيغة من هذه الصيغ تحتاج إلى وقفة وتحليل، ومتابعة ورودها في آيات القرآن، إلا أننا سنقف مع صيغة "الجاهلية " فقط.
معنى الجاهلية:
قلنا إن "الجاهلية" مصدر صناعي، من الجذر الثلاثي: جهل. والمصدر الصناعي هو ما كان مختوماً بياء مشددة، تليها تاء مربوطة. مثل: الإنسانية والحرية والعاطفية والشاعرية... ويتحقق في هذا المصطلح "الجاهلية" المعنى الأساسي لمادة "الجهل"، وهو الخفة والطيش. فالجاهلية هي الحالة العامة من الجهل والخفة، التي تصيب الشخص أو الأمة. وهي إما أن تكون بمعنى عدم العلم، وإما أن تكون بمعنى عدم الانضباط والالتزام، وهذا هو الغالب فيها...
الجاهلية تعني الخفة والطيش، والتفلّت والتحلل، واتباع الهوى، وعدم الاتزان والانضباط، والقيام بتصرفات وسلوكيات باطلة، وعدم الالتزام بحكم الله وشرعه.
ويمكنك أن تقول: "الجاهلية" حالة نفسية سيئة، تصيب صاحبها، فيرفض الالتزام بحكم الله، والالتزام بشرعه، ويتمرد عليه، ويتّبع الباطل، ويعيش حياته على هواه، بما لا يتفق مع إنسانيته وكرامته. وقد أحسن المفكر الإسلامي الأستاذ محمد قطب وأجاد وأفاد في كتابه "جاهلية القرن العشرين" الذي نحيل عليه، ونوصي الإخوة والأخوات بقراءته والاستفادة منه.(1/1623)
ونؤكد على أن "الجاهلية" ليست مقابِلة للعلم والمعرفة والثقافة، بمعنى أنه لا يوصف بها إلا الإنسان الجاهل، الذي لا علم ولا معرفة عنده، أو المجتمع المتخلف البدائي، الخالي من الاختراعات والصناعات، فهذه الحالة توصف بالجهل وليس بالجاهلية؛ فيقال: هذا إنسان جاهل. أي: غير عالم. وهذا مجتمع جاهل. أي: مجتمع بدائي متخلف، لا علم عنده ولا صناعة.
أما الجاهلية فإنها مقابِلة للهدى والإيمان، والاستقامة والتقوى، والاتزان والانضباط، والجدية والموضوعية، فيوصف بها من فقد هذه الصفات الإيجابية، فرداً كان أو مجتمعاً، وقد توجد مع العلم والمعرفة، وقد تكون مع الصناعة والتكنولوجيا، وقد تتحقق عند إنسان حمل أرقى الشهادات العلمية، وعند مجتمع بلغ الذروة في تكنولوجيا الصناعة والاختراع، حتى وصل إلى القمر والمريخ.
وبمعنى آخر: الجاهلي هو : الكافر، وهو المذنب العاصي، وهو الخاضع لغير الله، وهو المتبع لهواه، وهو الذي يعيش حياته بعيداً عن شرع الله، والمسرف على نفسه بالشهوات والملذات المحرمة.
والمجتمع الجاهلي هو الذي لا يخضع لحكم الله وشرعه، ولا ينظم حياته ومناهجه ومؤسساته على أساس منهج الله. وقد يكون هذا المجتمع متقدماً في الماديات والاختراعات والصناعات التكنولوجية، كما هو الحاصل الآن في القرن الحادي والعشرين.(1/1624)
وقد يكون عند المسلم بعض الممارسات والتصرفات والنظرات الجاهلية، وهي تلك التي تختلف مع الإسلام، مع أنه ملتزم بالإسلام في معظم حياته، ودليل هذا ما حصل من أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، فقد كان من أصدق الصحابة إيماناً وكلاماً، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، حيث قال: "ما أقلَّت الغبراء، ولا أظلّت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر". ومع ذلك أخطأ في حق أخيه بلال الحبشي رضي الله عنه. قال: حصل بيني وبين بلال كلام، فعيّرته بأمه، وقلت له: يا ابن السوداء؛ فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " أعيّرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية! ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى". لم يكن أبوذر رضي الله عنه كافراً، بل كان من أصدق الصحابة إيماناً، ومع هذا أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن فيه جاهلية، ولم يقل له: أنت جاهلي. وهذا معناه أن الجاهلية ليست كفراً دائماً، وكل من أذنب وعصى ففيه جاهلية بمقدار ذنبه ومعصيته، مع أنه مسلم صالح؛ فكل كفر جاهلية، وليست كل جاهلية كفراً، وكل كافر جاهلي، وليس كل جاهلي كافراً.
وقد وردت "الجاهلية" أربع مرات في القرآن، وكانت في المرات كلها "مضافة" لما قبلها، وفيما يلي بيان مواضع "الجاهلية" في القرآن:
أولاً: ظن الجاهلية:
أضيفت الجاهلية إلى "الظن" في آية تتحدث عن المنافقين، وتذمهم لسوء فعلهم في غزوة أحد. قال تعالى: (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً يغشى طائفة منكم، وطائفة قد أهمّتهم أنفسهم، يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية، يقولون هل لنا من الأمر من شيء، قل إن الأمر كله لله، يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك، يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا) (آل عمران: 154).(1/1625)
منَّ الله على الصحابة الصادقين المجاهدين في غزوة أحد بأن أنزل عليهم نعاساً غشيهم، فأمنوا واطمأنوا، وزال غمّهم. أما المنافقون والذين في قلوبهم مرض فقد كانوا قلقين مضطربين، لأنهم أهمتهم أنفسهم، ولم يهتموا بالمصلحة العامة، وهؤلاء المنافقون كانوا يظنون بالله ظنّاً باطلاً، وهو ظن أهل الجاهلية، كانوا يظنون أن الله لن ينصر رسوله ولا دينه، ويخسر المسلمون المعركة في أحد، ولذلك دعوا إلى عدم الاشتراك في المعركة لأنه لا فائدة منها، ودعوا إلى عدم الخروج من المدينة، وهذا ما أشار به زعيم المنافقين عبدالله بن أبي، عندما استشار الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة عند الخروج إلى أحد، فلما خالفهم الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج إلى أحد غضبوا، وقالوا: هل لنا من الأمر من شيء؟! ولو كان لنا من الأمر من شيء ما قتلنا ها هنا، ولكن النبي لم يسمع كلامنا، ولم يأخذ برأينا.
وقد وصفت الآية ظن المنافقين بوصفين قبيحين: (يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)؛ إنه ظن غير الحق، أي أنه ظن الباطل، ثم هو ظن الجاهلية، لأن كل ظن باطل هو ظن الجاهلية.
"غير" صفة لموصوف محذوف هو المفعول المطلق. والتقدير: " يظنون بالله ظنّاً غير الحق. و "الجاهلية" مضاف إليه لمضاف محذوف، هو نفسه مضاف إليه للمصدر "ظن". والتقدير: ظن أهل الجاهلية؛ لأن الجاهلية لا تظن، وإنما يظن أهلها، فوصفت الآية الظن الباطل بأنه ظن أهل الجاهلية. والتقدير: يظنون بالله ظنّاً باطلاً غير حق، هو ظن أهل الجاهلية.
وظن أهل الجاهلية الباطل يتعلق بالعقيدة؛ لأنه ظن بالله باطل. وكل ظن باطل ظن جاهلي، وكل نظرة باطلة بالله نظرة جاهلية، وكل عقيدة باطلة عقيدة جاهلية. والجاهلية هنا جاهلية ظن وعقيدة، وتصور ونظرة.
ثانياً: حكم الجاهلية:(1/1626)
قال تعالى: "أفحكم الجاهلية يبغون، ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون" (المائدة: 50). تذم الآية الذين يرفضون حكم الله، وهو الحكم الصحيح الصادق العادل، ويختارون حكم أهل الجاهلية عوضاً عنه، فكيف يبغون حكم أهل الجاهلية، ويتركون حكم الله الأحسن؟!
الهمزة للاستفهام الإنكاري، والفاء حرف عطف، و"حكم": مفعول به مقدم، فِعْله "يبغون". و"الجاهلية": مضاف إليه لمضاف محذوف، والتقدير: أيبغون حكم أهل الجاهلية؟!
تدعو الآية إلى المقارنة والمقابلة بين نوعين من أنواع الحكم: حكم الله، وحكم أهل الجاهلية. وتدعو إلى اختيار حكم الله، وتزكّيه قائلة: (ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون)؟! والاستفهام هنا تقريري، يقرر حقيقة بدهية أنه لا أحد أحسن حكماً من الله.
ومن لطائف الآية أنها مكونة من جملتين: الأولى: (أفحكم الجاهلية يبغون)، والثانية: (ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون). الأولى: جملة فعلية. والثانية: جملة اسمية. وفي كلٍّ جملة استفهام. لكنّ الاستفهام الأول بحرف، وهو "الهمزة"، والاستفهام الثاني باسم، وهو "مَنْ". والاستفهام الأول إنكاري، والاستفهام الثاني تقريري. والحكم مذكور في الجملتين، وكان فيهما منصوباً لكنه في الأولى مفعول به مقدم: (أفحكم الجاهلية يبغون)، وفي الثانية تمييز منصوب: (ومن أحسن من الله حكماً). والحكم في الأولى أضيف إلى مضاف إليه محذوف "حكم أهل الجاهلية"، مقيد به للتقبيح والذم، والحكم في الثانية مطلق (مَنْ أحسن من الله حكماً). وهذا الإطلاق للتكريم لأنه تمييز لحكم الله بأنه الأحسن!(1/1627)
وكل حكم غير حكم الله باطل، وكل شرع يتعارض مع شرع الله منكر مردود ظالم قبيح. والمجتمع الإسلامي لا يقرّ أي حكم جاهلي؛ لأنه ملتزم بحكم الله. والمسلمون الصالحون لا يتحاكمون إلى حكم يتعارض مع حكم الله لأنه حكم أهل الجاهلية، ويستحيل على مؤمن أن يساوي بين حكم الله وحكم أهل الجاهلية، كما أنه يستحيل على مؤمن أن يترك حكم الله، ويطلب حكم أهل الجاهلية، وأن يظن أن حكم أهل الجاهلية أفضل أو أعدل أو أنسب من حكم الله، ويستحيل على الدولة المسلمة أن تقرر في قوانينها حكماً جاهليّاً، وتشريعاً جاهليّاً، متعارضاً مع حكم الله.
الجاهلية في هذه الآية جاهلية حكم وتشريع، وجاهلية قانون ونظام. وتقرر بصراحة أن الحكم نوعان لا ثالث لهما: حكم الله في مقابل حكم الجاهلية، ومن لم يشرع أو يطبق حكم الله، فقد شرع أو طبق الحكم الجاهلي لا محالة. وماذا بعد الحق إلا الضلال ؟!
ثالثاً: تبرج الجاهلية:
وردت "تبرج الجاهلية" في سياق توجيه المسلمات إلى الفضائل، ونهيهن عن الرذائل. قال تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولكل المسلمات من بعدهن: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله) (الأحزاب: 33).
ينهى الله المؤمنات عن أن يتبرجن كما كانت تتبرج النساء في الجاهلية الأولى. (تبرجن): فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، وهو في محل جزم بلا الناهية وأصله بتاءين: "ولا تتبرجن"، فحذفت تاء المضارعة للتسهيل، وصار الفعل: (تبرجن). و(تبرج): مفعول مطلق و(الجاهلية): مضاف إليه لمضاف محذوف، والتقدير: ولا تتبرجن تبرج نساء الجاهلية الأولى.
والتبرج: إظهار المرأة لعورتها، عند خروجها من بيتها، بأن تسير في الشارع أو تجلس في الأماكن العامة وهي تكشف شعرها، أو تضع المساحيق على وجهها، أو تكشف عن عنقها أو عضدها أو صدرها أو رجلها أو بطنها أوسرّتها...(1/1628)
واعتبرت الآية خروج النساء متبرجات كاشفات لعوراتهن من فعل النساء في الجاهلية الأولى، ودلَّ هذا على أن خروج النساء متبرجات سلوك جاهلي بدائي، لا تفعله المرأة الجادة الواعية العفيفة. والجديد في الآية أنها وصفت الجاهلية بالجاهلية الأولى، والمراد بالأولى الأولية الزمنية، أي: الجاهلية السابقة، التي كانت عليها النساء في القرون القديمة، حيث كانت تخرج كاشفة عن مفاتنها.
ووصف الجاهلية بالأولى يدل على أن هناك جاهلية ثانية وثالثة ورابعة، تمر بها النساء في أزيائهن وملابسهن، وفي تبرجهن وتعرّيهن. كما أن وصف جاهلية التبرج والأزياء بالأولى يدل على أن التبرج والتعري ليس فنّاً ولا تقدماً، ولا حضارة ولا "شياكة"، وإنما هو "رجعية" وانحطاط، وتأخّر وتخلّف، لأنه عودة بالمرأة إلى عصور التخلف والبدائية والظلام!
إن المرأة التي ترضى لنفسها أن تقدم جسدها للرجال متخلفة، والتي تكشف أمامهم من جسمها أكثر مما تستر رجعية، تعود إلى البدائية الأولى للبشرية، ولا يتفق هذا مع كرامة المرأة وعفتها وطهارتها. وإن التبرج والتعري سلوك جاهلي طائش، وإن كل امرأة تقوم بهذا التصرف إنما هي جاهلية رجعية متخلفة، أما العفيفة المتسترة فهي المتحضرة المتمدنة الواعية المتزنة.
رابعاً: حمّية الجاهلية:
وردت "حمية الجاهلية" في سياق المقارنة بين ما عليه الكفار من حمية واعتزاز، في مقابل ما عليه المؤمنون من سكينة وهدوء. قال تعالى: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية، فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى، وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليماً) (الفتح: 26).
تتحدث الآية عن ما فعلته قريش بالمسلمين، عندما منعت الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الدخول إلى مكة معتمرين، وأوقفتهم في سهل "الحديبية"، وأدت المفاوضات في النهاية إلى عقد صلح "الحديبية" في نهاية السنة السادسة من الهجرة.(1/1629)
لماذا منع الكفار دخول المسلمين الحرم معتمرين مع أنه مفتوح لكل من أتاه حاجّاً أو معتمراً؟! لماذا يُمنع منه المسلمون مع أنهم أهله الأصلاء؟! إن الذي دفعهم إلى هذا هو "حمية الجاهلية". والحمية هي الأنفة والإباء، مأخوذة من "الحمي"، وهو القوة المحركة التي تحمي وتسخن، وتولد الحرارة المعنوية. هذه الحمية الغضبية هي التي حركتهم وسخّنتهم، ودفعتهم إلى أن يخالفوا المنطق والعقل، ويمنعوا المسلمين من دخول الحرم، بدون ذنب ارتكبوه، إلا أنهم مسلمون! ومنَّ الله على رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، فأنزل السكينة عليهم، وملأت عليهم حياتهم، ودفعتهم إلى حسن التصرف، ومقابلة حمية قريش الجاهلية بتلك السكينة الإيمانية.
و"الجاهلية" في الآية مضاف إليه لمضاف محذوف تقديره:"حمية أهل الجاهلية". فالجاهلية هنا جاهلية انتماء سياسي وقومي، وتصرف قيادي؛ لأنها صفة للحالة العامة التي كان عليها زعماء قريش، عندما أصدروا قرارهم القيادي السيادي بمنع المسلمين من أداء العمرة. والجاهلية حالة يكون عليها الزعماء والمسؤولون، عندما يتخذون قراراً جائراً ظالماً خاطئاً، لأن الذي دفعهم إلى هذا القرار "حمية الجاهلية".
فالجاهليات المذكورة في القرآن أربعة: جاهلية عقيدة وظن، وجاهلية حُكْم وتشريع، وجاهلية تبرُّج وسلوك، وجاهلية حميَّة واندفاع!
المصدر (http://www.hoffaz.org/forqan/F2005/F46/furqan46-05.htm)
---
(1/1630)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الموقف الصحيح من زلة العالم
---
الموقف الصحيح من زلة العالم
---
ابن العربي
07-03-2004, 07:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فهذا موضوع هام بعنوان الموقف الصحيح من زلة العالم
من المعلوم شرعاً أنه لا معصوم من الخطأ إلا من عصمه الله عزوجل من عباده الأنبياء والرسل عليهم السلام فيما يبلغونه من رسالات ربهم فإن كل أحد يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الإمامان الجليلان مجاهد ومالك رحمهما الله :" ليس أحد من خلق الله يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم "
فكل إنسان غير المستثنين المذكورين مهما بلغ من ذروة الكمال والفضل والعلم هو عرضة للخطأ والنسيان وصدور الخطأ من بني آدم شيء محتوم لا ينكر قال الإمام الشاطبي رحمه الله بعد تقريره عصمة النبي صلى الله عليه وسلم :" وأما أمته فكل واحد منهم غير معصوم بل يجوز عليه الغلط والخطأ والنسيان فإمكان الخطأ والوهم باق ..."
وليس من شروط العالم أن لا يخطئ وما أحسن كلام الإمام الذهبي وأعدله في ترجمة الإمام أبي حامد الغزالي :" وما من شرط العالم أنه لا يخطئ "
وبعد أن ذكر الذهبي نماذج متنوعة من هفوات الغزالي وبعض ردود العلماء عليه قال : " ما زال الأئمة يخالف بعضهم بعضاً ويرد هذا على هذا ولسنا ممن يذم العالم بالهوى والجهل ". وقال رحمه الله في آخر ترجمته بعد أن ذكر ما له وما عليه :" فرحم الله الإمام أبا حامد فأين مثله في علومه وفضائله ولكن لا ندعي عصمته من الغلط والخطأ ولا تقليد في الأصول " .
قال الأمير العلامة الصنعاني رحمه الله :" وليس أحد من أفراد العلماء إلا وله نادرة ينبغي أن تغمر في جنب فضله وتجتنب " .(1/1631)
كم نرى في تاريخنا الإسلامي من هفوات لسان وزلات قدم وشذوذ قلم ظهرت من أساطين العلم وعمداء الفضل والأدب ؟ وكما قيل : لكل عالم هفوة ولكل جواد كبوة وظهور الخطأ ليس عيباً وإنما العيب كل العيب الإقرار على الخطأ والدعوة إليه بعد ظهور خطورته وعدم الرجوع عنه فالتعلق بزلة عالم أو تمسك بهفوة عابد أو أخذ بغفلة صالح ليس من منهج الإسلام الصحيح ولا من طريقة أهل السنة والجماعة فالموقف الصحيح من زلة العالم هو : أنه يجب التحذير منها بكل أدب وإنصاف لئلا تكون سبباً من أسباب وقوع الناس في الغلط والهوى ولا يجوز الأخذ بها فضلاً عن نشرها وترويجها تقليداً لصاحبها وتعصباً له ، ولا يصح الاعتماد عليها كما أنه ينبغي أن ينسب صاحبها إن كان من أهل الحق والاجتهاد المخلص الجاد إلى التقصير ولا أن يشنع عليه بها ولا يتنقص من أجلها .
أما المخطئ في بعض المسائل المعروف بمنهجه وسلوكه الحميد وعلمه الشرعي فإن خطئه لا يحط من شأنه ولا ينقص من قدره فإن كان حياً يرزق فيجب تنبيهه على خطئه بالأسلوب الحكيم المتعارف عليه بين العلماء المبني على التعاون على البر والتقوى لأن الدين النصيحة فتقدم النصيحة لطالب العلم بحسب مقامه بأدب واحترام وبيان للحق بدليله من غير عنف ولا تعال بل بالحكمة والموعظة الحسنة حتى تؤدي النصيحة غرضها فتبقى الكلمة واحدة والمحبة والأخوة في الله باقية فإنما المؤمنون أخوة .
وإن كان المخطئ قد أفضى إلى ربه فيدعى له لأن العصمة للأنبياء وحدهم ويبين للناس خطأهم حتى لا يتبعونهم في ذلك الخطأ .
وينبغي أن يكون هذا التحذير من باب التنبيه والنصح والحب لصيانة العلم من كل شوب وخلل لا من باب التجديع والفضيحة والتشنيع ولا نيلاً من مكانة العلماء ولا إبداء لشخصية ناقدة ولا ادعاء لأهلية الرد والرفض فكم من راد على أئمة الهدى وأهل التقى وخيرة الورى ليس الرد من صنعته وليس النقد من حرفته .(1/1632)
وقد تتابعت أقوال العلماء في الاعتذار عن أهل العلم فيما بدر منهم في بحر علمهم وفضلهم وأن ما يصدر من العالم من هنات وزلات لا تكون مانعة للاستفادة من علمه وفضله ولا سبباً للطعن والهجوم عليه ومن ذلك :
1/ قال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله :" رب رجل في الإسلام له قدم حسن وآثار صالحة كانت منه الهفوة والزلة لا يقتدى به في هفوته وزلته " .
2/ ولشيخ الإسلام جهود مشكورة في توضيح هذا الموضوع وتبيين هذه القضية حيث أتى بعبارات عادلة وأقوال منصفة ومواقف علمية في هذا الشأن فلنذكر بعضاً من كلامه رحمه الله :
في أثناء حديثه عن أهل الصفة وزهاد السلف وما ألف في هذا الموضوع قال :" وكذلك ما يأثره أبو عبد الرحمن السلمي عن بعض المتكلمين في الطريق أو ينتصر له من الأقوال والأفعال والأحوال فيه من الهدى والعلم شيء كثير وفيه – أحياناً – من الخطأ أشياء وبعض ذلك يكون عن اجتهاد سائغ وبعضه باطلاً قطعاً مثل ما ذكر في حقائق التفسير قطعة كبيرة عن جعفر الصادق وغيره من الآثار الموضوعة وذكر عن بعض طائفة أنواعاً من الإشارات التي بعضها أمثال حسنة واستدلالات مناسبة وبعضها من نوع الباطل واللغو .
فالذي جمعه ( الشيخ أبو عبدالرحمن ) ونحوه في " تاريخ أهل الصفة " وأخبار زهاد السلف وطبقات الصوفية ، يستفاد منه فوائد جليلة ويجتنب منه ما فيه من الروايات الباطلة ويتوقف فيما فيه من الروايات الضعيفة .
وهكذا كثير من أهل الروايات ومن أهل الآراء والأذواق من الفقهاء والزهاد والمتكلمين وغيرهم يوجد فيما يأثرونه عمن قبلهم وفيما يذكرونه معتقدين له شيء كثير وأمر عظيم من الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ويوجد – أحياناً- عندهم من جنس الروايات الباطلة أو الضعيفة ومن جنس الآراء والأذواق الفاسدة أو المحتملة شيء كثير "(1/1633)
وما أحسن كلامه في وصفه لأئمة الهدى وأهل التقى وما يصدر منهم من أخطاء وهفوات حيث قال : " ومن له في الأمة لسان صدق عام بحيث يثني عليه ويحمد في جماهير أجناس الأمة فهؤلاء هم أئمة الهدى ومصابيح الدجى وغلطهم قليل بالنسبة إلى صوابهم ، وعامته من موارد الاجتهاد التي يعذرون فيها وهم الذين يتبعون العلم والعدل فهم بُعداء عن الجهل والظلم وعن اتباع الظن وما تهوى الأنفس "
وقال :" ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة وإن كان ذلك في المسائل العلمية ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة وإذا كان الله يغفر لمن جهل تحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه وإذا كان مقصوده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم بحسب إمكانه هو أحق بأن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته ولا يؤاخذه بما أخطأ تحقيقاً لقوله :" ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا "
3/ قال الحافظ الذهبي في ترجمة كبير المفسرين قتادة بن دعامة السدوسي رحمهما الله تعالى بعد أن اعتذر عن رأيه في القدر :" ثم إن المبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له ولله ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه نعم : ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرج التوبة من ذلك " .
4/ وما أنصف كلام ابن القيم في بيان الموقف الصحيح من زلة العالم وهفوته فقال رحمه الله :" ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده فلا يجوز أن يتبع فيها ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين ". (1)
والله اعلم
---------------------------
(1) " أسباب الخطأ في التفسير " د. طاهر يعقوب ج 1 ص 75 . أ.هـ باختصار
---(1/1634)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف رفع جيش معاوية رضي الله عنه المصاحف على رؤوس الرماح ؟
---
كيف رفع جيش معاوية رضي الله عنه المصاحف على رؤوس الرماح ؟
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2004, 09:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سألني أحد الطلاب وأنا أتحدث عن جمع القرآن سؤالاً : فقال ألم يثبت أن الذين كانوا في جيش معاوية رضي الله عنه في حربه مع علي رضي الله عنه قد رفعوا المصاحف على رؤوس الرماح ؟
قلت بلى .
قال : كيف كانوا يفعلون ذلك ؟ هل هي مصاحف كمصاحفنا مكتملة ؟
فذكرت له بادئ الرأي أن هذه المصاحف التي رفعها هؤلاء قد تكون أجزاء من القرآن لا القرآن كاملاً ، لأسباب :
- أن العهد قريب من جمع القرآن الجمع الثاني ، وليس هناك من وسائل الكتابة ما يمكن معه أن تكون قد تمت كتابة مثل هذا العدد الكبير من المصاحف الكاملة. فنسخ المصحف العثماني الذي تم توزيعه قليلة ، أوصلها أكثر المؤرخين إلى سبع نسخ ، والسبب في قلتها عند بعض الدارسين قلة وسائل الكتابة.
- ثانياً أن وسائل الكتابة كانت الأكتاف والرقاع والجلود ، مما يجعلني أستبعد أن يكون حجم المصحف كاملاً يمكن حمله على رأس الرمح بسهولة.
وانتهى النقاش على هذا بعد أخذ ورد مع زملائي الطلاب ، ولم أكن قد وقفت على كلام لأحد من أهل العلم أستأنس به في هذا ، فراجعت كتب علوم القرآن فلم أظفر بذكر لهذه المسألة بعينها.(1/1635)
ثم وقفت بعد ذلك بزمن على كلام للخطاط الجليل ، والعالم النبيل الأستاذ محمد طاهر بن عبالقادر الكردي المكي رحمه الله في كتابه (تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه) ص 76 حيث ذكر في فصل (عدد المصاحف التي فرقها عثمان رضي الله عنه في الأمصار) معلقاً على كلام للزنجاني حول مصحف علي بن أبي طالب الذي ذكر أن مصحف علي بن أبي طالب كان في سبعة أجزاء ، وكان يحمله على جمل ، ويقول : هذا القرآن جمعته ، قال :( نستنتج مما ذكر أن المصاحف التي رفعت على رؤوس الرماح في الحرب بين علي ومعاوية رضي الله عنهما سنة 37 هجرية ، البالغ عددها نحو ثلاثمائة مصحف طلباً للهدنة ، وحقناً للدماء لم تكن مصاحف كاملة ، وإنما هي أجزاء من القرآن مكتوبة على نحو العسب والألواح والأكتاف وبذلك يمكن للرجل رفع ما كتب من القرآن على شيء مما ذكر ، فإطلاق المؤرخين رفع المصاحف في هذه الحرب إنما هو من إطلاق الكل وإرادة الجزء والله أعلم).
وذكر أن المصاحف التي بعث بها عثمان رضي الله عنه للأمصار كتبت على الجلود بالخط الكوفي الذي لم يكن الصحابة يعرفون غيره ، غير منقوط ولا مشكول ولا يوجد به علامات للأجزاء والأحزاب كما هو معلوم.
أحببت عرض هذه المسألة عليكم في ملتقى أهل التفسير ، لأنتفع بتعليقاتكم وتعقيباتكم وفقكم الله ، وهل وقف أحد منكم على شيء حول هذه المسألة ؟ وقديماً قيل : إنما العلم بالمذاكرة .
---
د. هشام عزمي
04-04-2004, 03:01 AM
هذه المناقشة مهة لي جداً لأني قرأت لأحدهم - ربما هو مرجليوث - كلاماً يستدل فيه بهذه الواقعة على أن المسلمين الأوائل لم يختلفوا حول سلامة القرآن من التحريف و إلا لقال الإمام علي - رضي الله عنه - أننا لا نحتكم إلى مصحف معاوية المحرف أو أي شيء من هذا القبيل . فهل كونهم حملوا أجزاء من المصحف و ليس مصحفاً كاملاً يرد هذا الاستدلال ؟
---
محب
04-04-2004, 05:57 AM
بسم الله .. والحمد لله ..
أولاً :(1/1636)
كثيرون هم من يستشهدون على انتشار مصحف عثمان رضى الله عنه بين الناس بهذا الخبر ، ولو صح أن المصاحف التى رفعت على الرماح ليست مكتملة ، لبطل الاستشهاد بهذا الخبر على سرعة انتشار المصحف العثمانى .
ثانياً :
كليات العلم ـ أى علم ـ إنما تتكون من جزئياته ، فبضم الجزئيات الصغيرة إلى بعضها تتكون الصور الكبيرة وتتضح .
ثالثاً :
!!!!!!!!!!!!!
---
د. هشام عزمي
04-05-2004, 08:20 AM
و هناك ملحوظة أخرى فالمصاحف العثمانية الموجودة الآن في مكتبات المخطوطات - بغض النظر عن صحة نسبها إلى عثمان رضي الله عنه - إنما كل منها في مجلد واحد و هو إن كان ثقيلاً فمن المستطاع لجندي متين البنيان أن يحمله على سن أو ظهر رمحه ... فلا مانع عقلاً من كون المصاحف المرفوعة على الرماع مصاحف كاملة .
و الله أعلم .
---
د.يسري خضر
03-28-2007, 10:47 AM
شيخي الكريم الدكتور عبد الرحمن حياك الله وبارك في جهادك
لقد ناقش الاستاذ الدكتور عبد العظيم الديب استاذ اصول الفقه بجامعة قطر وهو من المعنيين بالتاريخ الاسلامي
مسالة التحكيم ورفع المصاحف وصوب لها سهام النقد من عدة وجوه
وسوف اقدم ان شاء الله خلاصة كلامه
---
محمد بن جماعة
03-28-2007, 06:47 PM
لي سؤال: كيف يمكن لشخص أن يرفع العسب والألواح والأكتاف على رأس سيفه ؟
أجد صعوبة حقيقية في تصور المشهد.
وقد أحسن د. يسري بالعودة إلى هذا الموضوع، وأرجو أن يجد حظه من التثبت والتدقيق
---
جمال أبو حسان
03-29-2007, 09:30 AM
انا ارى انه قبل الدخول في الجواب عن تساؤل شيخنا الكبير الدكتور الشهري شهره الله تعالى بالفضل بين اهل الجنة في الاخرة واهل الصلاح في الدنيا ارى ان يفترض السؤال في صحة الواقعة اولا فكثير مما هو من المسلمات في الكتب بان انه لا يستحق الذكر
---
حارث الهمام
03-29-2007, 05:00 PM(1/1637)
شيخنا الفاضل ذكر بعض مشايخنا أن قصة التحكيم لم تثبت من أصلها، وقد نظرت في بعض طرقها ولعل خيرها طريق مرسل للزهري، فهل ثبت عندكم رفع المصاحف خاصة من طريق يحتج به؟
ثم على فرض الثبوت فما الذي يمنع أن يرفع جماعة مصحفاً؟
وجزاكم الله خيراً.
---
عبدالرحمن الشهري
04-03-2007, 07:30 AM
أشكر أخي العزيز الدكتور يسري على إثارة هذه المسألة للبحث مرة أخرى ، ونحن في انتظار خلاصة ما يقدمه حول الموضوع .
وجواباً لأخي العزيز حارث أبي عبدالرحمن فلا علم لي بأسانيد هذه الحادثة ، حيث عهدي بها بعيد من هذا الجانب ، وإنما ذكرتها هنا بناء على شهرتها في الكتب فحسبُ ، وكما تفضل أخي الدكتور جمال أن الكلام فيها ينبني على صحتها أولاً فلعله يكون في مدارسة الموضوع ما يجلي الصواب في الأمر إن شاء الله .
---
د.يسري خضر
04-07-2007, 02:16 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد الخلق أجمعين
أما بعد
فقد نقد الدكتور عبد العظيم الديب مسالة رفع المصاحف في معركة صفين بمثل ما جاء في كلام الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله وكتاب الدكتور الديب ليس بين يدي الآن لأنقل النص منه هذا من ناحية
ومن ناحية ثانية فقد ساق ابن جرير الطبري كل روايات معركة صفين عن أبي مخنف لوط بن يحي إلا روايتين 0
وقد قال يحي بن معين عن أبي مخنف ( ليس بثقة ) وقال مرة ( ليس بشيء ) وقال أبو حاتم ( متروك الحديث) وقال الدار قطني
( ضعيف ) وقال الذهبي ( ساقط ) إلي آخر أقوالهم
ولذا فلا يلتفت إلي رواياته التي أوردها الطبري خاصة أن أكثرها عنه من غير إسناد
أما الروايتين اللتين ذكرهما ابن جرير عن غير أبي مخنف
فالرواية الأولي جاءت عن أبي بكر الهذلي الذي قال عنه ابن حجر
( إخباري متروك الحديث )
وتبقي الرواية الثانية التي جاءت عن الزهري وهي أصح ما أورده الطبري في هذا الباب وهي تتحدث عن نهاية المعركة جاء فيها:(1/1638)
قال صعصعة بن صوحان يوم صفين حين رأي الناس يتبارون: ألا اسمعوا واعقلوا, تعلمن والله لئن ظهر علي ليكونن مثل
أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , وإن ظهر معاوية لا يقر لقائل بقول حق ,
قال الزهري : فأصبح أهل الشام قد نشروا مصاحفهم ودعوا إلي مافيها فهاب أهل العراقين فعند ذلك حكموا الحكمين فاختار أهل العراق أبا موسي الأشعري واختار أهل الشام عمرو بن العاص فتفرق أهل صفين حين حكم الحكمان فاشترط أن يرفع مار فع القرآن ويخفض ما خفض القران , وأن يختار لأمة محمد وأنهما يجتمعان بدومة الجندل فلما انصرف علي خالفت الحرورية وخرجت وكان ذلك أول ما ظهرت فآذنوه بالحرب وردوا عليه : لاحكم إلا لله , وقالوا إنه حكم بني آدم في حكم الله عز وجل وقاتلوا 0تاريخ الطبري 5/57
وقد روي الإمام أحمد عن حبيب بن أبي ثابت قال: أتيت أبا وائل في مسجد أهله أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي بالنهر وان فيم استجابوا له وفيم فارقوه 00000قال:
كنا بصفين فلما استحر القتل بأهل الشام اعتصموا بتل, فقال عمرو بن العاص لمعاوية [أرسل إلي علي بمصحف فادعه ]إلي كتاب الله فإنه لن يأبى عليك فجاء به رجل فقال بيننا وبينكم كتاب الله( ألم تر إلي الذين
أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلي كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ) فقال علي نعم أنا أولي بذلك بيننا وبينكم كتاب الله ) مسند أحمد 3/485 ورجاله رجال الصحيح 0وللحديث بقية ان شاء الله
---
(1/1639)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > هل تنتهي مشكلتنا مع الغرب بتأمين مصالحه في منطقتنا؟
---
هل تنتهي مشكلتنا مع الغرب بتأمين مصالحه في منطقتنا؟
---
عبدالرحمن الشهري
12-23-2006, 08:30 PM
هل تنتهي مشكلتنا مع الغرب بتأمين مصالحه في منطقتنا؟
للدكتور الفاضل عبدالله فهد عبدالعزيز النفيسي
دعوى هذه الورقة:
- أدَعي في هذه الورقة أن عدوانات الغرب على أمتنا الإسلامية عبر القرون لم يكن منطلقها يتوقف عند حدود السيطرة على المواد الخام التي تزخر بها جغرافية العالم الإسلامي (نفط، أخشاب، مطاط، ذهب، نحاس، مايكا، يورانيوم، معادن نفيسة) ولا السيطرة على الممرات والمضائق المائية الإستراتيجية (قناة السويس، باب المندب، مضيق هرمز) وأزعم بأن عدوانات الغرب على أمتنا الإسلامية سبق التكالب على النفط وسبق ظهور النفط وسبق انتعاش التجارة الدولية عاملان يساعدان على تفسير الظاهرة العدوانية التاريخية ضد أمتنا الإسلامية التي طبعت سلوك الغرب الأمريكي والأوروبي في تعاطيه للعلاقات مع العالم الإسلامي.
إذًا:
- هذا محور مهم في الموضوع إذ لو كان العدوان الغربي على أمتنا منطلقه النهائي يتوقف عند حدود المصالح المادية للغرب في منطقتنا لكان علينا لزامًا – لوقف العدوان – أن نفكر ونبتكر أساليب عملية التأمين مصالحه في منطقتنا لرفع العدوان عن أمتنا وإعطائها ومنحها فرصة تاريخية لاستعادة أنفاسها والخطى نحو المستقبل والتنمية الراشدة.
لكن الأمر – في رأينا – ليس كذلك، لا بل نزيد فنقول بأنه حتى لو ضمن الغرب مصالحه المادية في العالم الإسلامي فمشواره معنا لا يتوقف عند هذا الحد.(1/1640)
إذ نرى – من خلال قراءة سريعة لملف العلاقات بيننا والغرب أن الأخير يروم الهيمنة الكاملة والشاملة علينا بما فيها الهيمنة الروحية والدينية مما يتطلب – من جانبه – التوغل في إعادة صياغتها التاريخية وإلغاء نظام "القيم" لدينا ونسخ نظام "المفاهيم" المرتبطة بمقرراتنا العقائدية والشرعية. وإذ كان الأمر كذلك – وهذا ما سنثبته إن شاء الله تعالى في هذه الورقة – فهذا يستدعي من جانبنا التمعن في هذا الأمر وابتكار قراءات جديدة للوضع الإقليمي والدولي والتوصل إلى استراتيجيات مضادة تكون مهمتها ضد الهيمنة ومقاومتها والمحافظة على المبادرة الإسلامية في الفعل الدولي.
ونقولها بكل صراحة بأنه على الحركة الإسلامية – بشتى راياتها ومسمياتها – أن تعي بأن الغرب يستهدفها جميعًا: تلك التي تركب مراكب العنف والقوة المادية وتلك التي تلوح ليلاً ونهارًا بأغصان الزيتون، إذ أن المستهدف هو الإسلام: كتابه ورسوله وشريعته ولغته وحركته وتجمعه البشري ومقدراته المادية والأدبية.
إن تتبع ما يحصل في دوائر صناعة القرار الغربي الأمريكي والأوروبي – وبعد 11 سبتمبر خصوصًا – يقودنا إلى هذه القناعة مصداقًا لقوله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى ولأنِ اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير} البقرة 120.
الغرب السياسي:(1/1641)
لابد أن نلاحظ أن الغرب ذو وجهين: وجه سياسي وهو الظاهر للحضارة الغربية والوجه الآخر فكري يمثل القاعدة العلمية للحضارة الغربية وموقفها الفعلي من الإسلام والمسلمين. والغرب السياسي كان عبر التاريخ ولا يزال في تعامله مع العالم الإسلامي يروم الهيمنة والسيطرة على المقدرات المادية للمسلمين. ونظرًا لأن النظام الدولي الحالي له قلب (Center ) يمثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وله أطراف (Periphery ) حيث تقع بلاد المسلمين بشتى ألوانهم وعناصرهم ألسنتهم ومواقعهم في جغرافيا العالم فإن القلب يتحكم بالأطراف عبر أربعة أضلاع:
1 – احتكار ثقافة السلاح وتجارته (التقليدي والنووي).
2 – احتكار النفط والخامات الأخرى (بالذات الإستراتيجية).
3 – احتكار الشرعية الدولية (عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن).
4 – احتكار التجارة العالمية والثقافة والإعلام (العولمة).
الغرب الفكري:
- أما الغرب الفكري والذي يتمثل في منهج الخطاب المعرفي الغربي في رؤيته وفهمه للإسلام فهو يرتكز إلى أربعة مفاصل:
1 – الموقف من الوحي.
2 – الموقف من النبوة وشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
3 – الموقف من الإنجازات الحضارية للمسلمين (في ميدان الطب والفلك والرياضيات والجغرافيا وغيره).
4 – الموقف من مسألة تخلف المسلمين الحالي وسببه.
(انظر تفاصيل ذلك في كتاب مفيد للدكتور سمير سليمان موسوم بالإسلام والغرب – بيروت 1995).(1/1642)
سنلاحظ من خلال الاستعراض التاريخي لتأويلات الغرب وتفسيراته لهذه المواضيع الأربعة متمثلة بكتابات دوزيه (Doze ) ولامانس (Lamans ) وسورديل (Sordell ) ووات (Watt ) ورودنسون وحاليًا جيري فالويل (Falwell ) وبات روبرتسون (Rebertson. P ) وبيل غراهام (Graham Bill ) الأب الروحي والديني للرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش) وبات بوكنان (Buchanan. P ) وغيرهم كثير في عواصم ومدن الغرب سنلاحظ أن هؤلاء جميعًا أنكروا الوحي وأنكروا النبوة وتطاولوا إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم وأنكروا دور المسلمين في الإنجازات الحضارية وأكدوا أن سبب تخلف المسلمين هو الإسلام ذاته ومعظم كتاباتهم في حقيقتها اتجهت نحو محاولة تقويض أساس العقيدة الإسلامية المتمثل بالكتاب والسنة الشريفة. وهذا الموقع التاريخي للغرب (سياسيًا وفكريًا) من الصعب شطبه من ذاكرة الأمة الإسلامية ونخبها ومفكريها ولذلك على الغرب مسؤولية أدبية كبيرة إزاء الأمة الإسلامية إذا أراد أن يحافظ على مكانته الأدبية بين المسلمين. ومثلما يطالبنا الغرب بتحسين صورتنا لديه فهو مطالب في ذات الوقت – وربما أكثر منا بتحسين صورته لدينا خاصة ونحن نرقب منذ خمسين عامًا وحتى الآن تأييده المريب إزاء العربدة الإسرائيلية في المنطقة.
الحركة الإسلامية وقادتها:(1/1643)
- يسوق الغرب علينا – إعلاميًا – بأن قيادات الحركة الإسلامية وكوادرها لا يفهمون الغرب. فالإنسان عدو ما يجهل وسبب جهل الحركة الإسلامية قادة كوادر للغرب هو تشبعهم بالثقافة الشرعية الإسلامية الذي يعيق بدوره أي تلاقح فكري ومعرفي مع الثقافة الغربية وأنه لا سبيل – يقول الغرب – لكي تتخلص الحركة الإسلامية من صدمة الثقافة هذه (Cultural Shock ) إلا من خلال إعادة صياغتها منهجيًا ومعرفيًا وفق المناهج المعرفية الغربية. لذلك يطرح الغرب فكرة إعادة النظر في المناهج التعليمية الدينية المعمول بها في العالم الإسلامي والتي – حسب المقولة الغربية سالفة الذكر – هي السبب في هذا (الفصام النكد) بين الحركة الإسلامية والغرب.
- وهذه فكرة غير صحيحة وغير دقيقة ودوائر الغرب السياسية وأجهزة القرار الغربي تعرف ذلك تمامًا. لا نشك بأن معظم قيادات الحركة الإسلامية في العالم يفهمون الغرب جيدًا ذلك لأن معظمهم قد درس في الغرب وتلقى تعليمه وتدريبه العلمي في جامعات ومعاهد ومختبرات وحتى مصانع الغرب للحديد والصلب والصناعات الثقيلة. فالدكتور حسن الترابي – على سبيل المثال – يتكلم الإنجليزية والفرنسية وتلقى دراساته العليا في السوربون في فرنسا ودرس القانون هناك وأصبح فيما بعد عميدًا لكلية الحقوق في الخرطوم. ود.نجم الدين أربكان مهندس يتقن اللغة الألمانية لأنه تلقى تعليمه في ألمانيا وتخصص في مكائن الديزل وكان كذلك وزيرًا للصناعة في بلدة تركيا. وراشد الغنوشي يتقن الفرنسية لأنه درس في فرنسا الفلسفة الغربية وأكمل بعد ذلك تعليمه في جامعة دمشق أيضًا في موضوع الفلسفة. وسيد قطب رحمه الله حصل على الماجستير في الإدارة التربوية من جامعة أمريكية ويتكلم الإنجليزية ويقرأها ويكتبها. وعباسي مدني (الجزائر) من قيادات الحركة الإسلامية في الجزائر يتحدث ويكتب بالفرنسية.(1/1644)
وأنور إبراهيم (ماليزيا) الناشط الإسلامي في ماليزيا تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وكان زميلنا في الاتحاد العالمي للطلبة المسلمين وكان من خلال محاضراته وتدخلاته الفكرية منذ كان طالبًا عميق الفهم للغرب ومنظوماته الفكرية وآلياته السياسية.
لذلك يخطئ من يظن بأن قيادات التنظيمات الإسلامية في العالم هم من طلبة العلوم الشرعية أو الذين يعانون من صدمة ثقافية في تعاملهم مع الغرب ولذا يعادونه ويحرضون عليه في المساجد والمنتديات فهذا غير صحيح. بل نزيد فنقول بأن معظم قيادات التنظيمات الإسلامية لم يتلقوا تعليمًا (شرعيًا) وأن معظمهم تلقوا تعليمًا (علمانيًا) وفي الغرب نفسه وهو تعليم بعيد تمامًا عن الدين وأجوائه، لا بل إن تعمق بعضهم في القراءات الفلسفية كاد يورد بعضهم في مرحلة من المراحل إلى الشك والإلحاد. نقول ذلك لكي نبرهن أن قيادات التنظيمات الإسلامية في العالم وخاصة في الأقطار المركزية (مصر، الجزائر، السودان، تركيا، اندونيسيا، ماليزيا، باكستان) قد احتكوا احتكاكًا جيدًا بلغات وعلوم الغرب وثقافاته ومعاهده وجامعاته ولذا فمن السطحية اتهام البعض لهم بأنهم (لا يفهمون الغرب) بل هم يفهمون الغرب ويتكلمون بلسانه (الإنجليزي والفرنسي والألماني) ويدركون الأبعاد الجيوسياسية لاستراتيجياته في العالم الإسلامي وما يترتب عليها ويتفرع عنها من أوضاع، ولأن قيادات هذه التنظيمات ترى بأن المشروع الغربي (الأمريكي والأوروبي) في منطقتنا هو مشروع هيمنة شاملة علينا لذا سنلاحظ هذه المعارضة البارزة للتنظيمات الإسلامية إزاء المشروع الغربي.
تحريض غربي ضد الإسلاميين:(1/1645)
- تقول هيلين دانكوس Helene d’Encause الباحثة الفرنسية عندما كانت تحلل الأزمة الأفغانية بأن الاستراتيجيات الأمريكية والأوروبية ينبغي أن يعاد تصميمها من جديد لمواجهة ظاهرة الصحوة الإسلامية التي ظهرت كقوة على الأرض من الممكن أن تؤثر على ما تسميه دانكوس بالمجال النفطي الإسلامي (I’espace Islamo-pétrolier ) ويشمل هذا المجال – حسب تعريفها إقليم الخليج والجزيرة العربية. لقد حذرت دانكوس من ظهور الإسلاميين في هذا المجال النفطي الإسلامي الذي يشكل إقليم الخليج والجزيرة العربية (قلبه) حيث مكة والبيت العتيق وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كمصدر روحي لاستقطاب هذا العالم الإسلامي مترامي الأطراف ما بين نواكشوط وجاكرتا. تقول دانكوس ذلك وتحذر الغرب منه وتذكر الغرب بأن وصول الإسلاميين للسلطة في إيران والسودان وأفغانستان والبوسنة وأدائهم القتالي اللافت في الشيشان ومواجهتهم مع جيش روسيا الاتحادية لفترة طالت واستطالت دليل على (موجه استراتيجية Wave Strategic ) من المحتمل أن تؤثر على موازين القوى وبالتالي قد تمتد لمناطق أخرى كثيرة تربك تدفق النفط من المجال النفطي الإسلامي نحو الأسواق الغربية الاستراتيجية.
- عبّر الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون عن قلقه من الإسلام والمسلمين من خلال كتابين نشرهما. أولهما عنوانه (نصر بلا حرب Victory without war ) وثانيهما عنوانه: (انتهزوا الفرصة Seize the moment ) يقول نيكسون في هذين الكتابين أنه بعد سقوط الاتحاد السوفيتي 1992م سيواجه الغرب والولايات المتحدة خصوصًا (ماردًا آخر) هو الإسلام فينبغي على الولايات المتحدة أن تعمل وبسرعة على الإمساك بما أسماه بِـ(الريادة الروحية Spiritual Leadership ) في العالم قبل أن "يفيق المارد الأخضر من نومه" حسب تعبيره.(1/1646)
- ويرى ستيفن بيلليتيير (Stephen Pelletiere ) وهو بروفيسور يعمل خبيرًا ومستشارًا في كلية الحرب التابعة لرئاسة الأركان في الجيش الأمريكي American Army War College ) أن العقبة الكأداء أمام الإسلام(1) في الشرق الأوسط لا تتمثل بالحكومات العربية ولا بالشعوب العربية إنما تتمثل بحركة حماس الإسلامية في فلسطين وبحزب الله في لبنان وكلاهما يقول بيلليتيير (أحزاب إسلامية) انظر دراسة بيلليتيير: (حزب الله وحماس: تحديات للسلام Hezballah & Hamas-Challenges to peace: ).
- مارتن كريمر Martin Kramer مدير مركز موشى دايان في جامعة تل أبيب سابقًا وأحد أخطر المفكرين الاستراتيجيين الصهاينة الأمريكان وحاصل على جنسية مزدوجة أمريكية وإسرائيلية وكثير الحضور في الأوساط الجامعية الأمريكية. يؤكد كريمر بأن على الولايات المتحدة أن تعمل على استئصال الحركة الإسلامية بكل أطيافها من الوجود حتى لو وصلت إلى الحكم عن طريق الاقتراع السري والمنهج الديموقراطي كما حصل في الجزائر وفي تركيا أيضًا. ويقول كريمر في ورقة نشرها معهد أسبن The Institute Aspen في واشنطن 1998م بأنه يتوجب على الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض عدم إضاعة الوقت في فتح حوار مع الحركات الإسلامية بل يحث الإدارة الأمريكية على دعم الأنظمة العربية بكل الوسائل الضرورية لقمع واستئصال تلك الحركات. ويقول كريمر إنه لا يجد صعوبة كبيرة في (تفهم) الإدارات الأمريكية الجمهورية والديموقراطية لذلك.
هذه أمثلة فقط وعينات عن التصورات الغربية للإسلام والمسلمين.
هل ثمة نفط في القدس؟(1/1647)
- إن أهم انتصار عسكري حققته الحملة الصليبية الأولى (وهي حملة غربية/ أوروبية/ مسيحية) هو استيلاؤها في 1099م على مدينة القدس. لقد ارتكب الصليبيون The Crusaders بحق سكان القدس المسلمين في ذلك العام أسوأ مجازر التاريخ لم يقفوا عند هذا الحد بل جمعوا أعضاء الجالية اليهودية (وقد كانت جالية صغيرة) في كنيستهم وأضرموا النار فماتوا حرقًا وأصبحت القدس منذ ذلك العام عاصمة الدولة الصليبية التي عرفت باسم مملكة القدس الصليبية. (انظر تفاصيل ذلك في كتاب د.سمير سليمان مشار إليه سابقًا).
- لقد كان واضحًا (البعد المسيحي) من احتلال القدس. فليس في القدس نفط ولا معادن ثمينة ولا حبوب الشرق الإسلامي وبهاراته وتوابله ولا هي تقع على ممر بحري للتجارة الدولية وليس فيها شيء يذكر سوى أهميتها الروحية للمسلمين فكان من المهم بالنسبة للصليبيين تجريد المسلمين من هذه الرمزية الروحية التي تعنيها لهم القدس. وفي هذا دليل تاريخي بأن الغرب ينظر للإسلام على أنه يمثل خطرًا جيو-استراتيجيًا كما أن فيه دليلاً على أن الغرب ليس علمانيًا بالمعنى الذي يحاول أن يشيعه بيننا وأن ثمة بعدًا دينيًا حادًا لسياساته وحملاته العسكرية. هذا التقاطب التاريخي بين المسلمين والغرب القادم من أوروبا على موضوع القدس دليل مادي على توجس الغرب من الإسلام ومراكزه الروحية. كما أن الموقع الغربي الحالي من استيلاء الصهاينة على القدس وتهويدها والتحالف الاستراتيجي القائم حاليًا بين الغرب والصهاينة (وهو تحالف استمر أكثر من خمسين عامًا ولا زال قائمًا) دليل آخر في هذا السياق. ألا يفصح ذلك عن بعد ديني لدى الغرب المسيحي في سياساته تجاه موضوع فلسطين والقدس خاصة؟.
لم ينقذوا المسلمين في البوسنة والهرسك:(1/1648)
- وفي محور مواز سنلاحظ أيضًا أن هناك نشاطًا غربيًا بارزًا لإبعاد الإسلام تمامًا من منطقة (القلب) في النظام الدولي وخاصة في أوروبا لذا فالتدخل الأطلسي الناشط في البوسنة والهرسك وكوسوفا واتفاقية دايتون Dayton (نوفمبر 1995م) جاءت جميعها في توقيتها ومضمونها مستهدفة إبعاد المسلمين من هناك عن مركز القرار في البلقان.
لقد أعطى حلف شمال الأطلسي الصرب كل الوقت لذبح المسلمين وجَز رؤوسهم وأعناقهم وبقر بطون حوامل النساء فيهم بينما وبقرار دولي حظر السلاح على المسلمين في البوسنة والهرسك وكوسوفا، ومنع تدخل منظمة المؤتمر الإسلامي في الموضوع بأي شكل من الأشكال، وعندما أثخن الصرب بالمسلمين هناك وافتضح الأمر تمامًا لمن كان له قلب تدخل حلف شمال الأطلسي وكانت إتفاقية دايتون (ورقة التين)، تلك الاتفاقية التي قال عنها الأستاذ المجاهد علي عزت بيغوفيتش: (سلام ظالم خير من حرب عادلة).
أما تدخلهم الفاضح في تيمور الشرقية وتهديدهم العسكري لإندونسيا وتشجيعهم إقامة كيان مسيحي كاثوليكي مرتبط بالفاتيكان مباشرة وسط الأرخبيل الأندونيسي المسلم فيرد على حجتهم باستمالة(2) قيام كيان إسلامي في البوسنة والهرسك وكوسوفا. لماذا حلال في تيمور الشرقية لهم وحرام علينا في البوسنة والهرسك وكوسوفا؟.
يجب أن نعيد النظر بأولوياتنا:
حيث أن الأمر بلغ هذا المدى فعلينا نحن المسلمين أن نعيد النظر بسلم أولياتنا، لابد:
أولاً: أن ندرس المشهد العالمي واتجاهات الغرب الإستراتيجية الذي يروم الهيمنة الشاملة والكاملة على العالم الإسلامي.
ثانيًا: نحصر دائرة الصراع ونقطة التركيز وبؤرة الفعل فيما سبق، ولا نبدد الطاقة والوقت والمقدرات في معارك ثانوية لا جدوى منها.(1/1649)
ثالثًا: بل أن نجتهد في موضوع الحوار الإسلامي المسيحي ينبغي أن نجتهد في موضوع الحوار الإسلامي الإسلامي وكما نطير إلى روما وبروكسيل ولندن للتباحث مع المطارنة والكرادلة والقسس في كيفيات التعاون الإسلامي المسيحي حري بنا أن نطير إلى المدينة المنورة والقاهرة وطهران وجاكرتا وكوالالمبور ودمشق وغيرها من عواصم الإسلام للتوصل إلى صيغة وفاق وتفعيل لمنظماتنا العالمية الضخمة.
رابعًا: الاشتغال فورًا في بلورة إستراتيجية شاملة تستهدف المقاومة والصد لرياح الهيمنة الغربية على كل صعيد. ليس هذا طلبًا للمواجهة غير المتكافئة، فليس إلى هذا ندعو الآن، لكن لابد من المقاومة والصد. إن مقاومة الهيمنة – بالذات الأمريكية كما تتبدى في العراق وأفغانستان – فريضة شرعية وهي كذلك ضرورة إستراتيجية للأمة.
خامسًا: لأن الولايات المتحدة الأمريكية تمثل (مركز الثقل) بالنسبة للغرب. وهي الوريث لمشروع الهيمنة الأوروبي وبالذات البريطاني وهو الذي يمد المشروع الصهيوني بأسباب البقاء والتفوق العسكري فلا يمكن تحقيق النقلة النوعية للأمة الإسلامية من هذه المرحلة الغثائية (كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم) إلا من خلال التركيز على مقاومة (مركز ثقل) الغرب الذي تمثله الولايات المتحدة. وينبغي التوضيح دائمًا أننا لا نقاوم إلا لحماية أنفسنا من عدوان الإدارات الأمريكية. هدف إستراتيجية المقاومة – كما يرسمها العقل الإستراتيجي المسلم د.حامد عبدالماجد قويسي – هو "إحداث خلخلة في النظام الدولي الآسر للأمة الإسلامية بالتصدي والمقاومة لمركز الثقل الغربي الذي تمثله الولايات المتحدة".
لابد من ابتكار الوسائل الجديدة لمقاومة الهيمنة الأمريكية وصد رياح السيطرة الغربية وعدم الاستسلام لها في هذه المرحلة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــ(1/1650)
(1) هكذا في المقال ولعله سبق قلم ، والصحيح هو (العقبة اكأداء أمام الغرب في الشرق الأوسط )
(2) لعل صوابها : باستحالة .
المصدر (http://www.alnefisi.com/Default.aspx?Pages=item&id=57)
---
محمدغراب
12-23-2006, 11:25 PM
( يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ماعنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وماتخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات ان كنتم تعقلون )
( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )
---
عبدالله الشهري
01-17-2007, 11:14 PM
النفيسي حفظه الله صاحب رؤية إسلامية تلامس واقع الأمة بأسلوب متين وممتع...قلم النفيسي نفيس.
---
عبدالرحمن الشهري
02-02-2007, 12:05 AM
وهذا موقع به مقالات
الدكتور عبدالله بن فهد النفيسي (http://www.alnefisi.com/Default.aspx?Pages=article_week)
وفقه الله لمن اراد الاطلاع عليها.
---
د.خضر
02-19-2007, 10:53 AM
لقد أصاب الدكتور النفيسي المحز وكلنا أمل أن نعي ما سطره حفظه الله وحفظ الله من أطلعنا عليه
---
(1/1651)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مؤتمر أمريكي يروج لتحريف القرآن الكريم و"علمنة" الإسلام
---
مؤتمر أمريكي يروج لتحريف القرآن الكريم و"علمنة" الإسلام
---
أحمد البريدي
03-16-2007, 03:55 PM
مفكرة الإسلام: اختُتِمت أعمال مؤتمر استضافته الولايات المتحدة مؤخرًا بمشاركة عدد من "الليبراليين الجدد"، مع مجموعة من خبراء الاستخبارات الصهاينة والمحافظين الجدد الموالين لـ "إسرائيل"، بحث خلاله المنظمون "إعادة تفسير القرآن" و"علمنة الإسلام"، وبحْث أسباب تحوّل "ثقافات الشرق الأوسط من الانفتاح خلال العصور الوسطى إلى مجتمعات دينية في الوقت الحالي".
وذكرت وكالة "إنبا" أنّ قائمة منظمي المؤتمر ـ الذي عُقد في الخامس من مارس الجاري في "فلوريدا", تحت عنوان: "إعادة تفسير القرآن وعلمنة الإسلام" ـ ضمت عددًا من أبرز المحافظين الجدد العاملين بمعهد "أميركان إنتربرايز".
وأشارت الوكالة إلى أنّ المشاركين بحثوا في كيفية أحداث تحول في ثقافات شعوب منطقة الشرق الأوسط الإسلامية، وإجبارهم على الانفتاح على الغرب، والتخلي عن الالتزام الجاد بتعاليم الدين الإسلامي، وقبول العلمنة كنمط فكرى بديل أسوةً بما يحدث في تركيا.
وناقش المؤتمر وسائل "علمنة" الإسلام، وتوسيع أدوات مساحة نقد الإسلام، والتشكيك في القرآن الكريم تحت دعاوى حرية الفكر والإبداع، مع دعوة الغرب ممثلة في الجمعيات الحقوقية بدعم الشخصيات التي تتولى هذه المهمة، كما دعت إلى توفير الحماية لمثل هذه الشخصيات.
واستخدم المؤتمر شعارات للترويج لأفكاره من قبيل "محاربة الإرهاب"، و"الدعوة للديمقراطية"، "والحرية لشعوب منطقة الشرق الأوسط"، و"توسيع دوائر حقوق الإنسان"، و"تغلغل مؤسسات المجتمع المدني المرتبطة بمثيلاتها في الغرب".(1/1652)
كما رفع المؤتمر شعارات أخرى لاستغلالها في عملية الترويج لأهدافه مثل: "تحديث الإسلام"، و"عصرنة الإسلام"، و"علمنة الإسلام"... وغيرها من المرادفات التي توصي المشاركين على صياغة "إسلام عصري" يواكب متطلبات المرحلة التاريخية الراهنة، ومن خلال إعادة تفسير القرآن، وإعادة قراءة التاريخ الإسلامي باستبعاد كل محتوياته، التي دعمت هويته الذاتية وحفظت له بقاءه رغم التحديات التي واجهها خلال القرون الماضية.
المصدر (http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=36912)
---
محمد سعيد الأبرش
03-18-2007, 02:53 PM
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
---
(1/1653)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التعريف بكتاب (صحيح تفسير ابن كثير )للشيخ مصطفى العدوي
---
التعريف بكتاب (صحيح تفسير ابن كثير )للشيخ مصطفى العدوي
---
أبو محمد الظاهرى
11-23-2006, 03:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ :
كان لدي قديماً كتاب (عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير) للعلامة أحمد شاكر رحمه الله وكان اختصاراً لكتاب تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير رحمه الله إلا أن الشيخ أحمد شاكر توفى قبل أن يتمه ... وقيل إن الكتاب أعيد طبعه كاملاً ولا أدري هل التتمة من الشيخ أحمد شاكر أم من غيره ... لأننى لم أجد النسخة بالمكتبات ....
والحمد لله صدر هذه الأيام اختصار وتحقيق للتفسير المذكور للشيخ مصطفى العدوى وسعدت جداً عندما قرأت هذا
عمل الشيخ مصطفى العدوي في الكتاب
قال الشيخ :
أولاً : حذف الأحاديث الضعيفة ، سواء التي حكم عليها الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى أو التي تبين لي ضعفها ، وإذا اضطررت إلى الإبقاء على حديث ضعيف لكون المقام يقتضيه ، بينت وجه الضعف فيه ، وكذا حذف الأحاديث الصحيحة التي تكررت ما دام في الباب ما يغني عنها .
ثانياً : حذف أسانيد الأحاديث مع الإبقاء على اسم الصحابي ، وذلك تيسيراً على القراء وتخفيفاً .
ثالثاً : الحكم على الأحاديث التي أبقيت علها ولم تحذف ، بالذي تقتضيه من الصحة أو الحسن أو غير ذلك .
رابعاً : تخريج مختصر لتلك الأحاديث .
خامساً : حذف كثير من الآثار خاصة تلك التي لم تصح أسانيدها ، وحذف أسانيد الآثار الأخرى التي أوردها .
سادساً : حذف الإسرائليات كذلك إلا ما استدعى المقام بقاءه .
سابعاً : يلحظ أن الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في بعض الأأحيان يذكر الحديث بالمعنى ، فأشير في الحاشية إلى اللفظ الصحيح للحديث . اهـ(1/1654)
والكتاب خرج في أربع مجلدات ...من مطبوع دار الفوائد ودار ابن رجب ...و طبعته مشكلة ...
والحمد لله رب العلمين
---
(1/1655)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإعلام في القرآن وموقفه من شائعات السوء
---
الإعلام في القرآن وموقفه من شائعات السوء
---
محمد كالو
03-24-2007, 04:57 AM
الإعلام في القرآن وموقفه من شائعات السوء
الإعلام الإسلامي يفوق على ما يعرف اليوم بالإعلام الدولي المعاصر الذي يعاني من الاحتكاك والصراع الدولي وربما أدى هذا الصراع إلى الحرب والدمار ، ويغلب عليها طابع الحرب النفسية وتحطيم الروح المعنوية لدى الشعوب الأخرى ، على نحو ما يعرف اليوم من دلالات المصطلحات التي شاعت في عصرنا ـ وإن كان بعضها قد زال أو بدأ في الزوال ـ كالحرب الباردة والحرب الأيدلوجية وحرب الأعصاب والحرب السياسية وحرب القوة الفكرية وغير ذلك ، أما الإعلام الإسلامي فقد أرسى قواعده على أساس الخير الشامل ، وأكد على الاتصال والتفاهم بين الأمم والشعوب فقال الله تعالى :
{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا } ( ).
فالإعلام الإسلامي أشمل من الإعلام الدولي بالمصطلح الاتصالي الحديث لأنه يؤكد أن الإنسانية كلها أمة واحدة فقال تعالى : { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ( )(1/1656)
من هنا نعلم أن الإعلام الإسلامي يقوم على أساس من صلة الرحم بين بني الإنسان ، وعلى أساس من التعارف والمودة والمساواة والعدالة وإقرار السلام لا العداوة والبغضاء ، على نحو ما نعرفه عن الغارة الإنجليزية على ( برلين ) أثناء إلقاء الوزير ( جورنج ) خطاباً له من الإذاعة ، إذ كانت أصوات القنابل الإنجليزية وهي تنفجر في سماء ( برلين ) تكذب ما كان يزعمه ( جورنج ) من أن سماء برلين لا يمكن أن تقهر ، فالإعلام الدولي المعاصر مفهوم متدهور للإعلام لا يرمي إلى الإقناع بقدر ما يرمي إلى انتهاك حقوق الإنسان ، فأصبح الإعلام الدولي يجعل الإنسان يعيش في فراغ وضياع ، وبذلك يتجاوز الإعلام الإسلامي الإعلام الدولي المعاصر إلى الإعلام الإنساني الشامل ، لأنه ينهل من الأخلاق المثلى التي وضعها الإسلام لتحقيق الخير المحض في كل زمان ومكان ، وإن اختلف الناس أجناساً وقبائل ، فقال الله تعالى : { ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين } ( )
والصدق مبدأ أساسي للإعلام الإسلامي ، ومن هنا كانت أهم صفة اشتهر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - هي صفة ( الصادق الأمين ).
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً )) ( ).
ولما سأل ( هرقل ) أبا سفيان ـ ولم يكن قد أسلم بعد ـ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محمد قائلاً : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟
أجابه : لا
فقال هرقل : أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله ؟!( )(1/1657)
وهرقل هنا يمثل دور المستقبل الذي يشترط الصدق في المصدر ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤكد على هذا المعنى الاتصالي في بدء الدعوة حينما قال للناس : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيَّ ؟
قالوا : نعم ما جرَّبنا عليك إلا صدقاً ))( ) .
ولا شك في أن ظهور أثر الصدق في القائم بالإعلام الإسلامي يؤثر في الجمهور المتلقي ويحمله ذلك على قبول رسالته الإعلامية واحترامها.
والصبر والثبات أيضاً من أهم صفات الإعلامي المسلم ، لأن الإعلاميين والدعاة مبتلون بأذى الكفار والمارقين بالقول والكيد ، قال الله تعالى : { ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين } ( ) .
فالصبر والثبات هما عدة الإعلاميين والدعاة في الإسلام ، وعليهم أن يقابلوا هذا الأذى بالصبر الجميل لا بالجزع ، وبالثبات لا بالفرار ، وإذا كان الإعلامي المسلم قادراً على توقي الأذى ، فعليه أن يتوقاه حسب الظروف والأحوال ، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( لا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلّ نَفْسَهُ قالوا: وكَيْفَ يُذِلّ نَفْسَهُ؟ قال: يَتَعَرّضُ مِنَ الْبَلاَءِ لِمَا لا يُطِيقُ ))( ).
ولما هاجر المسلمون من مكة إلى الحبشة فراراً بدينهم وتخلصاً من أذى قريش ، دل ذلك على جواز دفع البلاء والأذى وعدم الاستسلام له ، لأن نفس المسلم ليست ملكه وإنما هي ملك الله فلا يجوز إتلافها بلا فائدة تعود إلى الإسلام .
ومن صفات الإعلام الإسلامي أنه إعلام علني عام للبشر جميعاً ، إذ ليس في الإسلام إعلام سري أو نصف سري قال الله تعالى : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } ( ) .(1/1658)
ومن صفات الإعلام الإسلامي مخاطبة الناس على قدر عقولهم ، وعدم الاستخفاف بعقول الناس واحترامهم بلا مَلَق ولا إسفاف في النقاش ، وإنما الجدال بالتي هي أحسن واحترام الرأي الآخر وعدم الاستهانة به ، وذلك سبيلاً للإقناع والاقتناع ، قال علي كرم الله وجهه : (( حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يُكَذَّبَ الله ورسوله )) ( ).
ومن واجب الإعلاميين المسلمين كشف الزيف والكذب والافتراء على الإسلام والمسلمين بكل الوسائل المتاحة كالقنوات الفضائية وإصدار الكتب والمجلات والجرائد باللغات المختلفة حتى نحدَّ من إعلام العدو المخادع والكاذب .
أما الشائعات ودور الإعلام الإسلامي في مقاومتها :
فما الشائعة ؟ وماذا يقصد بالشائعة ؟ وكيف نقاوم الشائعات ؟
الشائعة لغة :
قال في المعجم الوسيط : خبر ينتشر دون تثبت من صحة وقوعه .
واصطلاحاً :
إن للباحثين وجهات نظر متباينة في تعريف الشائعات :
قال الدكتور محمود أبو زيد : الشائعة محض اختلاق يتناوله الناس من مصدر لا أساس له من الواقع ( ).
وقال الدكتور إبراهيم الإمام : تنطلق الشائعة من انتزاع خبر أو معلومة معينة ، والتهويل من شأنها ، بربطها بالأحداث والعُرف والقيَم السائدة .
وقال ( ألبور وبوتسمان ) : تأكيد عام يعرض بوصفه حقيقة دون أن توجد معطيات مشخصة تتيح التثبت من صحته.
وقال (كناب ) : تصريح أُعدَّ ليصدق ، ذو علاقة بالأحداث الراهنة ، وينتشر دون التحقق من صحته رسمياً.
ويلاحظ ( بيترسون وجيست ) : أن مفهوم الشائعة في معناه الرائج يدل على تقرير أو شرح غير محققين ، ينتقلان من شخص إلى شخص ، ولهما علاقة بموضوع ، أو حدث أو مسألة تلقى اهتماماً عاماً ( ).(1/1659)
ويتفاقم خطر الإشاعة بالانضمام إليها والدفاع عنها ، فيصبح لها أنصار ومروِّجون ، وليست كل شائعة سيئة ، ولكن أخطر ما في إشاعة السوء ، سرعة انتشارها بالتناقل الشفوي ، إذ أنها تهدف لإحداث تأثير معنوي في الآخرين لتحقيق غرض معيَّن ، ويلجأ المروِّجون إلى تحريف المصادر ، أو المبالغة في حجمها ، بقصد أو بدون قصد.
والشائعات غير القصدية والتي تعتمد على العفوية وحسن النية ، أشد خطورة لسهولة انتشارها ، فتسري كالنار في الهشيم ، ولذلك نجد دعاة السوء يسخرون بنشر شائعاتهم القصدية ، أناساً بسطاء بعيدين عن الشك بهم ، فتثق العامة بهم ، ولا تقبل انتقاصاً من قدرهم .
وطائفة أخرى تعمل على ترويج الشائعات في عالم الاقتصاد والمعيشة ، ويبدو الأمر يسيراً إذا اقتصر على الباعة والمنتجين ، حين يدَّعون أن بضاعتهم غير مزجاة ، وأن زيتهم صاف وليس كغيره من الزيوت العكرة ، وحسبك الإعلانات التجارية والصناعية التي تبث عبر الشاشة الصغيرة ، فتنطلق بها ألسنة الصغار والكبار.
وطائفة ثالثة تعمل على إشاعة الأوهام الاجتماعية والسياسية بواسطة الصحافة والرسوم المرنة ( الكاريكاتيرية ) الساخرة ، والتي تبلغ حدَّ السلاح في المعارك ، وما زال جيل بين أظهرنا يذكر دَوْر الصحف الساخرة كالمضحك المبكي في سوريا ، والبعكولة في مصر الشقيقة ( ).
أما وسائل نقل الشائعات ، فأقواها الكلمة ، ثم الحركة ، ولها في معظم الأحيان وقع أشد من الكلمة ، كحركات النفي القاطع ، والبناء الجازم ، والتهديد والوعيد والخبر السعيد .
ولا تعجبوا فلكل جارحة لغة ، ولكل تعبير لسان ، وللعيون لغات ، وأكثر الإشاعات سيئة خطيرة ، وأخطرها وأفظعها إشاعة السوء لذلك حرم الإسلام إشاعات السوء.(1/1660)
فقال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ } ( ) .
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء سبه بها في الدنيا كان حقاً على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ
ما قال ))( ) .
والشائعات على ثلاثة أنواع ( ):
1ـ شائعات الرغبة أو شائعات الأحلام والأماني ، كان المرجفون والحاقدون والحالمون بالجاه والسلطة والمجد الزائف، وأصحاب الأماني ، يروجون بالشائعات للحط من قدْر من يقاوم باطلهم ، وللإيقاع بينهم ، فمن شائعات الوقيعة بين الأمة ، ما فعله ( شاس بن قيس اليهودي ) وكان شديد الطعن على المسلمين، شديد الحسد لهم، مرّ يوماً على الأنصار الأوس والخزرج وهم مجتمعون يتحدثون ، فغاظه ما رأى من ألفتهم بعد ما كان بينهم من العداوة، فقال: قد اجتمع بنو قيلة ، واللّه ما لنا معهم إذا اجتمعوا من قرار، فأمر فتى شاباً من اليهود فقال: اعمد إليهم فاجلس معهم ، ثم اذكر يوم بعاث ـ أي الحرب الذي كان بينهم وما كان فيه ـ وأنشدهم ما كانوا يتقاولون به من الأشعار، ففعل فتكلم القوم عند ذلك ، وذكر كلٌّ أقوال شاعرهم ، وتنازعوا وتواعدوا على المقاتلة ، فنادى هؤلاء يا آل الأوس ، ونادى هؤلاء يا آل الخزرج ، ثم خرجوا للحرب وقد أخذوا السلاح واصطفوا للقتال.(1/1661)
فلما بلغ الخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج إليهم فيمن كان معه من المهاجرين، فقال يا معشر المسلمين اللّه اللّه ؟ اتقوا اللّه، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم اللّه إلى الإسلام ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، واستنقذكم به من الكفر وألف به بينكم، فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم ، فبكوا وعانق الرجال من الأوس ، الرجال من الخزرج ، ثم انصرفوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأنزل اللّه تعالى في شاس بن قيس اليهودي:
{ ياأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّنَ عَنْ سَبِيلِ اللّه مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً } ( ) .
وأنزل اللّه في الأنصار :
{ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَامِكُمْ كَافِرِين } ( )
وكذلك الإشاعة التي أشاعها المشركون بين المسلمين ( المهاجرين إلى الحبشة ) من تحسين الأحوال ، والمصالحة بين المشركين والمسلمين في مكة زوراً وبهتاناً ، وما أشاعوه في
( عمرة القضاء )( ) من ضعف المسلمين وهزالهم ، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالهرولة في السعي والطواف ، إظهاراً للقوة ،وكان أعداء النبي - صلى الله عليه وسلم - يحلمون بالقضاء على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، كأبي جهل وعتبة بن ربيعة ، وبعضهم كان يحلم بالسلطة كابن أبي سلول، وكان الردُّ الإلهي حاسماً جازماً .
قال الله تعالى : { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا } ( ) .
وهكذا ظل المشركون يروِّجون أخطر الشائعات لمحاربة الإسلام والمسلمين .
وإذا لم تكن شائعات الأحلام ضارة فهي غير سارة ، إذ تدخل في بوتقة الحرب النفسية ، وهذا ما تعالجه اليوم أجهزة التوجيه المعنوي في العالم.(1/1662)
والإعلام الإسلامي ـ فيما عدا حالة الحرب وإرهاب العدو وإضعاف معنوياته بالحرب النفسية ( ) ـ يسلك طريقاً وسطاً فهو لا يخدع ولا ينخدع ، ولا حاجة له إلى سلوك أي نوع من تلك الشائعات ، فالإسلام لا يخاف ولا يحقد ولا يحلم برزق تمطره السماء ذهباً ولا فضة .
والإعلام الإسلامي لا يشهِّر بالناس ولا يحقرهم ولا يفضح أحداً ، ولو كان عدواً ، أرأيت كيف ستر النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنافقين ، هذا هو الإعلام الإسلامي القويم.
2 ـ شائعات الخوف أو القلق: وهي أخطرها ،ويمكنها أن تتراوح بين القلق الخفيف والذعر الكامل ، مثال ذلك : ( يقال بأن لحم السلطعون( ) الذي يعلبه اليابانيون يحتوي على ديدان مهروسة ) أو ( ستقصف مدينتنا بالقنابل غداً ) .
ونجد أمثلتها أيضاً في أحداث غزوة أحد ، فقد لجأ المشركون إلى إشاعة الخوف في صفوف المسلمين باختلاق نبأ وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكاد هذا النبأ أن يستشري وينتشر لولا أن كعب بن مالك - رضي الله عنه - شاهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه يصول ويجول وسط المعركة ، وعيناه تزهران من تحت المغفر( ).
وكذلك إشاعة مقتل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - في بيعة الرضوان ، ولما لم يكن قتله محققاً فقد بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه على تقدير حياته ، وفي ذلك إشارة إلى أن عثمان - رضي الله عنه - لم يقتل ، وإنما بايع القوم أخذاً بثأر عثمان - رضي الله عنه - جرياً على ظاهر الإشاعة ، تثبيتاً وتقوية لأولئك القوم ، فوضع يده اليمنى على يده اليسرى وقال : اللهم هذه عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك ( ).(1/1663)
3 ـ شائعات العدوان أو شائعات الحقد والكراهية : وأمثلتها كثيرة أوضحها ما افترته قريش على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، وما فجَّرت عليهم من مراجل الحقد الدفين والكراهية العمياء ، فتناولوا شخصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باتهامات كاذبة ، وافتراءات حاقدة ، وشائعات جائرة ، وما أشاعوه بعد توزيع غنائم هوازن أكبر دليل على ذلك ،حاولوا أن يذيعوا نبأ عزم النبي - صلى الله عليه وسلم - على البقاء في مكة المكرمة ، وعدم العودة مع الأنصار ، ولما ظهر زيف هذه الشائعة ، وتكشفت الحقائق ، وزهق الباطل ، لجئوا إلى ترويج شائعة أكثر خبثاً مفادها : الطعن في أمانته - صلى الله عليه وسلم - ، وأنه جمع الغنائم فوزعها على المؤلفة قلوبهم، وحرم الأنصار منها ، من أجل أن يوقعوا بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين الأنصار من الأوس والخزرج ، فتناول النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الشائعات وهذا البهتان بالحجة والبرهان وبما أوتي من حكمة النبوة ، حتى عادت القلوب إلى صوابها وصفائها .
وكذلك ما تصرف به - صلى الله عليه وسلم - في القضاء على الأوضاع الخاطئة التي نتجت عن عصبية أثارها سنان الجهني الأنصاري حين صاح : يا للأنصار ، وصاح جهجاه المهاجر : ياللمهاجرين، فكان ردُّ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عملياً وحكيماً ، لاستجابتهم لشائعة ابن أبي سلول الخبيثة ، فقد مشى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً وليلة حتى أنهكتهم الشمس ،ثم نزل بالناس ، فلم يلبثوا أن وجدوا مسّ الأرض فوقعوا نياماً ، وإنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس ، من شائعة عبدالله بن أبي بن سلول ( ).
ثم لم يلبثوا أن فجَّروا حادثة الإفك الظالمة والمبهتة ، اتهموا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في شرفها ظلماً وعدواناً لينالوا من قدْر النبوة وسمعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ودينه الحنيف(1/1664)
قال الله تبارك وتعالى : { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } ( ) .
عوامل رواج الشائعات :
1ـ أهمية الموضوع عند الناقل والمنقول إليه وهما قطبا العملية الترويجية.
2 ـ درجة الوضوح أو الغموض المحيط بموضوع الإشاعة ذاتها ، وتكون العلاقة طردية إذا ارتفعت درجة الموضوع من الوضوح مع أهميته ، كما تكون عكسية كلما ارتفع مستوى أحد العاملين وانخفض الآخر( ).
3 ـ مدى التطابق بين موضوع الشائعة وقانون الاهتمام الفكري أو العاطفي للأفراد والجماعات ، فالرجال أكثر تصديقاً لشائعات الغلاء ، والنساء أكثر تجاوباً مع ما يذاع عن الأزياء ، وقس على ذلك فئات المجتمع من عمال وموظفين وتجار وحرفيين وأدباء وغيرهم.
4 ـ مقدار الثقة بالناقلين تبعاً للصداقة والتآلف معهم ، فالنتيجة طردية في المودة ، وعكسية في الكراهية .
موقف الإعلام الإسلامي من شائعات السوء :
ظهور الشائعات ينجم في الواقع من عدة عوامل منها : الإعلام غير المشبع ، وصعوبة الوصول المباشر إلى مصادر الإعلام ، وفقدان الثقة ، أو وجود رقابة رعناء .
وشائعات السوء سريعة الانتشار عادة ، أما الشائعة البريئة والهادفة التي تضع التوجيه الأخلاقي في قالب الطرفة والترفيه المنشط ، فإنها بطيئة الانتشار.
وقال الشاعر عبد اللطيف النشار :
خبر الشر مجنح يركب الجو ويسبح
خبر الخير بطيء السير يمشي يترنح
والموقف الإسلامي من هذه شائعات السوء ، ونشر أخبار الجريمة ، موقف واضح وصريح، فهو يرفض تلك الشائعات رفضاً قاطعاً .
رقابة الشائعات :
1ـ التأكد من شخصية الناقل للشائعة : كما جاء في قوله تبارك وتعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } ( ) .(1/1665)
وهكذا وضع الإسلام حاجزاً قوياً في وجه تيار الشائعات الضارة بصالح المجتمع الإسلامي، فهو لا يبدأ كغيره بالتأكد من موضوع الشائعة ، بل يبدأ بالتأكد من شخصية ناقلها ، فالمصدر أهم من بضاعته التي يصدرها ، وربما كان الدافع لهذه الشائعة إتاحة الفرصة لشخصية ضعيفة أو ذات أهمية قليلة من الناحية الاجتماعية أو السياسية أن تتوطد وتزداد أهمية وقيمة .
2 ـ تشكيل عيادات للشائعات : هذه العيادات يوجهها مجلس ،كأن يتألف من جامعيين ورجال أعمال وصحفيين ، ولجنة تكلف بالكشف عن الشائعات المسموعة ، فتؤخذ هذه الشائعات وتنشر مجدداً ويعلق عليها ، ويبطل مفعولها ، وذلك كل أسبوع في مقال يظهر في الصحيفة المحلية.
3 ـ سخاء الأجهزة الرسمية ببث معلومات تفصيلية ، قادر على أن يقضي على بذور الشائعات ، وينبغي لهذه المعلومات أن تكون سهلة المنال ، وبمقدور الناس أن يطَّلعوا عليها بسهولة ، لذا ينصح بالإكثار من البث المعزز لوسائل الإعلام الجماهيرية.
4 ـ تجهيز حملة ضد نقل الشائعات ، وذلك بوصفها أداة ماكرة في دعاية العدو ، تتوخى تحطيم الروح المعنوية بنشر أنباء تثير الذعر( عمل الطابور الخامس )( ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع والهوامش :
1 ـ الحجرات : 13 .
2 ـ البقرة : 213 .
3 ـ الروم : 22.
4 ـ رواه البخاري في كتاب الأدب باب قول الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين برقم : / 5629 ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب برقم : / 4721 / والترمذي في كتاب البر والصلة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باب ما جاء في الصدق والكذب برقم : / 1894 / وأبو داود في كتاب الأدب باب في التشديد في الكذب برقم : / 4337 / وأحمد في مسند عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - برقم : / 3456 / .(1/1666)
5 ـ رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى الإسلام والنبوة برقم : / 2723 / ومسلم في كتاب الجهاد والسير باب كتاب النبي- صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام برقم : / 3322 / وأحمد في مسند عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - برقم : / 2252 / .
6 ـ رواه البخاري في كتاب تفسير القرآن باب وأنذر عشيرتك الأقربين برقم : / 4397 / ومسلم في كتاب الإيمان باب في قوله تعالى وأنذر عشيرتك الأقربين برقم : / 307 / .
7 ـ الأنعام : 34 .
8 ـ رواه الترمذي في كتاب الفتن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باب ما جاء في النهي عن سب الرياح برقم : / 2180 / وابن ماجه في كتاب الفتن باب قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم برقم : / 4006 / وأحمد في مسند حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - برقم ك / 22347 / .
9 ـ البقرة : 159 .
10 ـ البخاري في كتاب العلم باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا برقم : / 124 / .
11 ـ انظر الشائعات والضبط الاجتماعي د. محمود أبو زيد ـ طبعة القاهرة 1980 م.
12 ـ انظر الشائعات ، د. ميشال لويس روكيت ، ترجمة : وجيه أسعد ، الطبعة الأولى 1994 ، دمشق ـ دار البشائر :13 .
13 ـ انظر في نظرات في علم الإعلام الإسلامي ، إعداد نادر شرابي ، دمشق ، الحلقة السابعة .
14 ـ النور : 19 .
15 ـ قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواه الطبراني ولا يحضرني الآن حال إسناده : 3 / 138 .
16 ـ انظر بحوث في الإعلام الإسلامي د. محمد فريد عزة ـ جامعة الملك عبد العزيز بجدة.
17 ـ آل عمران : 99 .
18 ـ آل عمران : 100.(1/1667)
19 ـ عمرة القضاء : كان في ذي القعدة سنة سبع ، قال ابن إسحاق : فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من خيبر ، أقام بها شهري ربيع وجماديين ورجباً وشعبان وشهر رمضان وشوالاً ، يبعث فيما بين ذلك من غزوة وسراياه صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج في ذي القعدة في الشهر الذي صده فيه المشركون معتمراً عمرة القضاء ، مكان عمرته التي صدوه عنها .
20 ـ النساء : 123 .
21 ـ كما حدث مع نعيم بن مسعود - رضي الله عنه - في غزوة الخندق أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال : يا رسول الله: إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي ، فمرني بما شئت ؛فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذل عنا إن استطعت ، فإن الحرب خدعة .
فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة ، وكان لهم نديماً في الجاهلية ، فقال : يا بني قريظة ، قد عرفتم ودي إياكم ، وخاصة ما بيني وبينكم ، قالوا : صدقت ، لست عندنا بمتهم ؛ فقال لهم : إن قريشا وغطفان ليسوا كأنتم ، البلد بلدكم ، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم ، لا تقدرون على أن تحَولوا منه إلى غيره ، وإن قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه ، وقد ظاهرتموهم عليه ، وبلدهم وأموالهم ونسائهم بغيره ، فليسوا كأنتم فإن رأوا نهَزة أصابوها ، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم ، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رُهُناً من أشرافهم ، يكونوا بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معهم محمداً حتى تناجزوه ؛ فقالوا له : لقد أشرت بالرأي.(1/1668)
ثم خرج حتى أتى قريشاً ، فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش : قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمداً ، وإنه قد بلغني أمر قد رأيت عليَّ حقاً أن أبلغكموه ، نصحاً لكم ، فاكتموا عني ؛ فقالوا : نفعل ؛ قال : تعلموا أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد ، وقد أرسلوا إليه إنَّا قد ندمنا على ما فعلنا ، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين ، من قريش وغطفان رجالاً من أشرافهم فنعطيكهم ، فتضرب أعناقهم ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم ؟ فأرسل إليهم : أن نعم . فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهناً من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلاً واحداً .
م خرج حتى أتى غطفان ، فقال : يا معشر غطفان ، إنكم أصلي وعشيرتي ، وأحب الناس إلي ، ولا أراكم تتهموني ؛ قالوا : صدقت ما أنت عندنا بمهتم ؛ قال : فاكتموا عني ؛ قالوا : نفعل ، فما أمرك ؟ ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وحذرهم ما حذرهم ما أنزل الله بالمشركين .(1/1669)
فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمس ، وكان من صنع الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أن أرسل أبو سفيان بن حرب ورؤوس غطفان إلى بني قريظة عكرمة بن أبي جهل ، في نفر من قريش وغطفان ، فقالوا لهم : إنا لسنا بدار مقام ، قد هلك الخف والحافر ، فاغدوا للقتال حتى نناجز محمداً ، ونفرغ مما بيننا وبينه ؛ فأرسلوا إليهم : إن اليوم يوم السبت ، وهو يوم لا نعمل فيه شيئاً ، وقد كان أحدث فيه بعضنا حدثاً ، فأصابه ما لم يخف عليكم ، ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم محمداً حتى تعطونا رهناً من رجالكم، يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نناجز محمداً ، فإنا نخشى إن ضرستكم الحرب ، واشتد عليكم القتال أن تنشمروا إلى بلادكم وتتركونا ، والرجل في بلدنا ، ولا طاقة لنا بذلك منه . فلما رجعت إليهم الرسل بما قالت بنو قريظة ، قالت قريش وغطفان : والله إن الذي حدثكم نعيم بن مسعود لحق ، فأرسلوا إلى بني قريظة : إنا والله لا ندفع إليكم رجلاً واحداً من رجالنا ، فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا ؛ فقالت بنو قريظة : حين انتهت الرسل إليهم بهذا : إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق ، ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا ، فإن رأوا فرصة انتهزوها ، وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلادهم . وخلوا بينكم وبين الرجل في بلدكم ، فأرسلوا إلى قريش وغطفان : إنا والله لا نقاتل معكم محمداً حتى تعطونا رهناً ؛ فأبوا عليهم ، وخذَّل الله بينهم ، وبعث الله عليهم الريح في ليال شاتية باردة شديدة البرد ، فجعلت تكفأ قدورهم ، وتطرح أبنتيهم .اهـ انظر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن إسحاق تهذيب ابن هشام تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد ، دار الاتحاد العربي للطباعة ، 1971م : 3 / 712 .(1/1670)
22 ـ السلطعون : أو السرطان هو حيوان مائي من القشريات الرخوة من رتبة عشاريات الأقدام ذو بطن صغير ملتف تحت جسمه, وذبل (أو درع) قرني مسطح, وقرون استشعار قصيرة، وللسرطان خمسة أزواج من الأقدام, واثنا عشر فكاً, وعينان قابلتان للانكماش داخل الذبل، معظم السراطين بحري, وبعضها نهري أو بري، وهي تقتات بالقمامة غالباً، ومن مزاياها أنها تتحرك على نحو جانبي وإن يكن في ميسورها التحرك في أي اتجاه، وهي تصطاد لقيمتها الغذائية.
23 ـ انظر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن إسحاق تهذيب ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، 1971 : 3 / 601 .
24 ـ انظر المعجم الكبير للطبراني : 7 / 23 برقم : / 6263 / وفي الأوسط : 7 / 209 برقم : / 7291 / .
25 ـ انظر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن إسحاق تهذيب ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، 1971 : 3 / 760 .
26 ـ النور : 11.
27 ـ انظر بحوث في الإعلام الإسلامي د. محمد فريد عزة ـ جامعة الملك عبد العزيز بجدة.
28 ـ الحجرات : 6 .
29 ـ الرتل الخامس أو الطابور الخامس : جماعة من أنصار العدو السريين يقومون بأعمال التجسس أو التخريب ضمن خطوط الدفاع أو حدود البلاد ، استخدم التعبير أول ما استخدم عام 1936 خلال الحرب الأهلية الإسبانية ، وقد قصد به آنذاك بعض مؤيدي الجنرال ( فرانكو) المتواجدين في مدريد الخاضعة لسيطرة الحكومة الجمهورية ، والذين كان يتوقع منهم أن يثوروا على تلك الحكومة ، حالما تصبح فرق ( فرانكو ) العسكرية الأربع ( أو طوابيره الأربعة ) الزاحفة لاحتلال العاصمة ، على مقربة دانية منها . اهـ موسوعة المورد الحديثة 1995.
---
أبو حذيفة
03-25-2007, 12:35 AM
أحسنت موضوع جميل
---
أبو بيان
03-25-2007, 06:46 AM
موضوع جميل, جزاك الله خيراً أخي محمد, ولو زدتنا تعريفاً بنفسك ..
---
محمد كالو
03-25-2007, 03:18 PM
أخي أبو حذيفة وأبو بيان(1/1671)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على ثنائكما للموضوع ، ويمكن لك أخي أبو بيان معرفة المزيد عن العبد الفقير ، بزيارة موقعه على الرابط التالي
:موقع الشيخ محمد كالو
http://muhmmdkalo.jeeran.com/images/index.html
---
(1/1672)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب المختارة للضياء المقدسي 1/10
---
حمل كتاب المختارة للضياء المقدسي 1/10
---
مسك
02-10-2005, 10:51 PM
طبعة النهضة الحديثة - مكة 1/10
أضغط هنا للتحميل (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=202145#post202145)
---
(1/1673)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دورة التجويد
---
دورة التجويد
---
hedaya
05-27-2004, 10:10 AM
http://saraya00.jeeran.com/dawrat-altajweed.jpg
---
(1/1674)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن التفسير الإشاري والدراسات حوله ؟
---
سؤال عن التفسير الإشاري والدراسات حوله ؟
---
سيف الدين
01-16-2006, 04:56 PM
الرجاء ممن يعرف كتابا للتفسير الاشاري ان يزودني بعنوانه .. وله جزيل الشكر
---
روضة
01-17-2006, 12:34 AM
الأخ الكريم سيف الدين،
إذا كان سؤالك عن تفاسير اهتمت بهذا اللون من التفسير فهذه أهم كتب التفسير الإشاري:
1. تفسير القرآن العظيم للتستري.
2. حقائق التفسير للسلمي.
3. عرائس البيان في حقائق القرآن لأبي محمد الشيرازي.
4. التأويلات النجمية لنجم الدين داية، وعلاء الدولة السمناني.
5. التفسير المنسوب لابن عربي.
6. لطائف الإشارات للقشيري.
7. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، للعلامة الألوسي، وصاحب هذا التفسير يبدأ تفسير الآيات ببيان المعنى الظاهر لها، وفي أواخر الآيات يتعرض للتفسير الإشاري، فيقول: "ومن باب الإشارة في الآيات.......".
أما إذا كان سؤالك عن كتب تناولت هذا اللون بالنقد وبيان شروط قبوله، فارجع إنْ شئت إلى كتب علوم القرآن في الفصول التي تتحدث عن أقسام التفسير وألوانه، مثل:
1. الإتقان في علوم القرآن، للإمام السيوطي، (236:2).
2. الآلئ الحسان في علوم القرآن، موسى شاهين لاشين، ص 397.
3. التبيان في علوم القرآن، محمد علي الصابوني، ص191.
4. مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، ص309.
وكذلك يمكنك الاستعانة بالكتب التي بينت مناهج المفسرين واتجاهاتهم، وأشهرها: كتاب التفسير والمفسرون، للدكتور محمد حسين الذهبي، ج2، ص(365-450)، وهناك كتاب تحدث عن هذا، اسمه: النهضة الإسلامية في سِير أعلامها المعاصرين، د.محمد رجب البيومي، (46:2).
وكتاب دراسات في التفسير ورجاله، أبو اليقظان الجبوري، ص116.
ـــــــــــــ
اللهم أكرمنا بأنوار الفهم(1/1675)
وأجرنا من ظلمات الوهم
---
سيف الدين
01-17-2006, 04:16 PM
بارك الله فيك وجزاك الله عنا كل خير
---
روضة
01-17-2006, 07:27 PM
وبارك فيك، ونفع بك.
---
(1/1676)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل كتاب الأصول في النحو لـ أبو بكر محمد بن السراج النحوي
---
للتحميل كتاب الأصول في النحو لـ أبو بكر محمد بن السراج النحوي
---
مسك
12-20-2005, 06:04 AM
اسم الكتاب : الأصول في النحو
اسم المؤلف : أبو بكر محمد بن السراج النحوي
نبذة عن الكتاب :
أول كتاب جمع أصول العربية معتمدا على كتاب سيبويه ، مختصرا مسائله مرتبا أبوابه أحسن ترتيب ، معولا على مسائل الأخفش والكوفيين ، مخالفا لأصول البصريين .
وهو كتاب ذو أهمية خاصة في نفوس النحاة وفي تاريخ النحو العربي ، ولآرائه أهمية كبرى ، والمؤلف هو من علماء القرن الثالث الهجري جمع فيه أبواب النحو والصرف
:::: اضغط لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=16&book=2225)
---
خالد الشبل
12-20-2005, 09:20 AM
بارك الله فيك أخي مسكًا.
هذا الكتاب من عوالي أصول الفنّ، وإليه المرجع عند اضطراب النقل، كما يقول ياقوت.
ورقم المحقق تاريخ وفاة ابن السرّاج أنه 316 هـ، على اختلاف بينهم فيه.
وكُتب في آخر نسخة (جوروم Corum) في تركيا، من المسائل البغداديات لأبي علي :" سُئل الشيخ - أدام الله تأييده - عن الوقت الذي عَمِل فيه (الإغفالَ) فقال: عملته في سنة ثماني عشرة وثلاثِ مئة، وذلك بعد وفاة أبي إسحاق، رحمه الله، لأنه توفي سنة ثتني عشرة. وتوفي أبو بكر - رحمه الله - سنة خمس عشرة"
يريد بأبي إسحاق: الزجّاجَ. وبأبي بكرٍ: السرّاجَ.
---
(1/1677)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > هاتوا معاولكم هذا صنم نهاية العصر: "القراءة"
---
هاتوا معاولكم هذا صنم نهاية العصر: "القراءة"
---
أبو عبد المعز
12-07-2005, 10:38 PM
هاتوا معاولكم هذا صنم نهاية العصر: "القراءة"
مدخل:
هدفنا من هذا المكتوب الكشف عن زيف فكري ومنهجي خطير...مداره على تهافت الطائفة التي تسمي نفسها " الطائفةالحداثية " ورفعها لصنم جديد يعبدونه ويلهجون بذكره ألا وهو مفهوم "القراءة".وقد نشأ هذا المفهوم في غيابات الحضارة الغربية واستورده القوم منهم...ولعبوا به في النقد الأدبي وتخطفوه فيما بينهم.....وهاهم تسول لهم أنفسهم التسور على حرم القرآن .....فوجب التنبيه ووجب عمل المعول.
مقدمة ترفيهية قبل استجماع الهمة.
إي والله , لقد آن الأوان لنقول " لملوك" الحداثة إنكم عراة كما ولدتكم أمهاتكم !
ولملك الحداثة-الذي أمسى الآن في جحر الضب بجسمه كاملا–أن يقول:
- في كلامك "تناص " كما شرحه سيدنا ومولانا "ميشال ريفاتير".
فأقول :
-هو ذاك .والنص الغائب تلك الأسطورة التي تعرفها ....ليس من دأبنا أن نتهافت على الأساطير كدأبكم , لكن ميزة أسطورتنا هذه أنها فاضحة لأساطيركم: ما تبدون منها وما تخفون.
-وكيف كان ذلك؟
حسنا.....
" كان في قديم الزمان خياط أصابت حرفته الكساد , ولأن في السفر سبع فوائد فقد عزم على الضرب في أرض الله..وحط عصا ترحاله في مدينة من مدن الناس.ولأنه كان ألمعيا أوعز إلى ابنه -الذي كان يرافقه-أن يشيع في المدينة أنه يخيط ما لا قبل للناس به...فتناهت الأصداء إلى حاكم المدينة .ولأن الحاكم لا يحب أن يسبقه غيره إلى شيء نادر أو تحفة طريفة فقد أرسل بسرعة في طلب الخياط...فكان هذا الحوار:
-من أنت؟
-خياط.
-ما هذا الذي يقوله الناس عنك؟
-هو صحيح يا مولاي...فأنا أخيط ما لا يحسنه غيري.
-......(1/1678)
-أستطيع يا مولاي أن أخيط كسوة لا يراها إلا الأذكياء! والبلداء هم عنها عمون.
- إن لم تصنعها لي ,أو صنعتها لأحد قبلي ,قطعت رأسك.
وانصرف الخياط إلى أجل مسمى بينهم.وقد انقلب بحسنيين: جناح في القصر وأمر لخازن المال ألا يعصي له أمرا.
مضى الأجل ولم يحضر الخياط....وطافت الشكوك.فأرسل الحاكم حاجبه ليستطلع الخبر.فلما مثل الحاجب بين يدي الخياط وجده منكبا على ثوب" لايراه هو".ويتعجب من الزر " غير المرئي" الذي يناوله الخياط إلى ابنه .ويشتد عجبه أكثر من هذا الصبي الصغير الذي يقلب الزر في يده ويثبته في صدر الثوب " غير المرئي" دائما.أيكون الصبي يبصر الزر والثوب لأنه ذكي ويكون الحاجب (......)؟
وفي الطريق استقر رأي الحاجب على ما لا بد له منه...
-هل رأيت الثوب بعينك؟
-نعم يا سيدي...وما رأيت في الدنيا أحسن منه .لله دره من خياط!
(وماذا تريدون : هل تريدون أن يشهد الحاجب على نفسه بالبلادة؟ لله دره من خياط فقد أحكم الكيد إحكاما !)
ثم يأتي دور الوزير بعد أموال وأموال اقتطعت للخياط.
وعند عودته من عند الخياط لم يكن في ذهن الوزير إلا سؤال واحد:
أفيكون الحاجب أذكى منه؟
ليكن ما يكون:
-................
-نعم يا سيدي...وما رأيت في الدنيا أحسن منه .لله دره من خياط!
ثم جاء دور الملكة....ولا يحسن بالملكة أن تكون أقل ذكاء من الحاجب والوزير وصبي الخياط...
ثم جاء دور الملك....
فلم يملك إلا أن "يبتهج" أكثر من غيره....لأنه يدعي أنه" رأى" من دقائق الكسوة ما لم يره أحد.كيف لا وهو أذكى واحد في مدينته.
وجاء الاحتفال....
وخرج الحاكم "في كامل زينته" التى لا يراها إلا الأذكياء.وتعالت صيحات الجمهور" الذكي "إستحسانا وإعجابا.....
إلا طفل صغير بدأ يضغط على كف أمه ويقول :"أنظري أماه إن الملك يسير عاريا".(1/1679)
ولو قدر للملك وسمع كلام الطفل لازداد افتخارا بكسوته وخياطه المقرب فله أن يقول:"...ولما كان الطفل قليل العقل فقد حرم من رؤية الكسوة!!!""
يتبع .....
---
مساعد الطيار
12-08-2005, 04:02 PM
وفقك الله ، وأعانك ، وسدد خطاك ، ونحن بانتظار ما شرعت به بعد هذه الطرفة الأدبية التي أشارت عما تريد بيانه .
وإني لأتمنى ممن كانت له في هذا المجال قدرة ان يشارك في هذا النقد لهذه القراءة المتهافتة التي تأتي بما لا زمام له ولا خطام .
والحق أن الجدال مع بعضهم يقوم مقام جدال الجاهل للعالم ، فليس للجاهل أرضية مشتركة مع العالم ، وليس لبعض هؤلاء أصول واضحة يعتمدون عليها ، فلا الشرع ولا الإجماع ، ولا اللغة العربية من أصولهم في طرحهم لقضاياهم ، فكيف تجادلهم ؟
لكن هذا لا يمنع إظهار عوار منهجهم وتهافته ، وبيان ما فيه من الخطأ والخطل ، والقول المجانب للعقل والصواب ، فضلا عن مجانبته للشرع .
تكرمًا : ارجع إلى هذا الرابط
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4331
---
أبو عبد المعز
12-08-2005, 07:00 PM
1-وشهد شاهد من أهلها
الغرب هم الآن في خريف "حضارتهم" ويأبى حداثيو قومنا إلا أن يشاركوهم هذا الخريف .صلى الله على محمد أبلغ البشر :عن أبي سعيد رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ) . قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال ( فمن )
[ 6889 ] البخاري.
وليس من الصعب على المرء أن يتبين ألوان هذا الخريف المنذر بشتاء مظلم...ما عليه إلا أن يستبين اللون الفكري السائد عند القوم ..فإن شاع لون السفسطة فذلك نذير الانهيار.وقد عرف تاريخ الفكر الغربي أعراض هذا المرض مرات عديدة أعقبها الانهيار الحتمي ولم ينهضوا إلا عند دفنهم للسفسطة.مثلا:(1/1680)
- لم تتأسس الحضارة الهللينية إلا بعد القضاء على فلول السفسطائين علي يد بعض "حكمائهم العقلاء" كسقراط وأرسطو.
- وما انهارت "اثينا" إلا بعد أن استولى على عاصمة العالم الثقافية مذاهب السفسطة التي تترقب دائما خلود الناس إلى الترف والغرائز والبحث عن اللذة لتخرج من جحورها ....وقد خرجت هنا باسم "فلسفة الشك" و"البيرونية" و" المغالطات"......
وهكذا فأم الحضارة الغربية –أعني أثينا- ناطقة بالدرس البليغ:"لم تبرز إلى الوجود إلا بعد الانتصار على السفسطة المانعة من الحضارة . ولم تسقط إلا بعد هيمنة السفسطة الموجبة لسقوطها.
ولما كانت اللغة أعظم مظاهر حضارة الإنسان على الإطلاق لأنها الوجه الثاني لوجوده كما نبه على ذلك القرآن العظيم في مطلع السورتين الكريمتين : الرحمن والعلق,فإن السفسطة تفضل دائما أن تبدأ عملها التخريبي بنخر جسم اللغة....لأن الشك في اللغة أو إفسادها هو أسرع طريق للشك وإفساد كل المجالات الأخرى....
ومن تتبع مسار الفكر الغربي الحديث في قرنهم العشرين سيلاحظ أمرا عجبا:
- النصف الأول من القرن اتسم بتأليه اللغة والرفع من شأنها ومضى مفكروهم يرون أن كل شيء في الكون لغة ....ونشطت الحركات اللغوية على أكثر من صعيد: فرويد ولاكان وأشياعهما يرون اللاشعور لغة.....ويرون علاج الحالات المزمنة باللغة بدل العقاقير....ليفي شتراوس يرى أن العلاقات الاجتماعية ما هي في جوهرها إلا أنظمة من الدالات والمدلولات أي لغة..ونشط علم السميولوجيا ليرى مظاهر الحضارة لغة أو على شاكلتها....وازدهرت البنيوية فارتقت بعلوم اللغة إلى الصف الأول ضمن العلوم الانسانية ثم شاع بينهم أن كل علم إنساني يريد أن يتقدم لا بد أن يستلهم النموذج اللغوي....(1/1681)
- النصف الثاني من القرن شهد الاحتفال ب"أكل" إلههم...فكأنهم ما رفعوا اللغة إلا ليراها جميع الناس وبالتالي يكونون جميعا شهداء على خرابها وسقوطها.وكانت "التفكيكية"-الوجه العصري للسفسطة القديمة- حاملة لواء التخريب وصانعة المعول الذي يسمى "قراءة".....ومع أن هذه التفكيكية- مثلها مثل أي سفسطة أخرى- يستهجنها كل عاقل ولا يمكن قبولها إلا كما نقبل لعب الصبيان: أعني نبتسم لخيالهم لحظة ثم ننصرف إلى أعمالنا .أما أخذ لعبهم على محمل الجد والمشاركة معهم فهذا لا يخطر ببال الراشد أبدا.قلت هذه التفكيكية على سذاجتها يصعب دحضها لأمرين:
- "أثر الخياط"-راجع الأسطورة أعلاه-فالهالة التي أحيطت بالتفكيك والتهويل الذي صاحبه كل ذلك جعل الناس لا يتجرؤون على ما تجرأ عليه الطفل وإن كان رأيهم هو رأي الطفل فعلا .
- من المعلوم أن أي سفسطة لا يمكن دحضها بالمنطق...وإن كانت في نفس الأمر داحضة بالفطرة التي فطر الله الناس عليها....وما من فرد إلا اعترته حالة سفسطة لكن رحمة الله تتداركه بعد ذلك فيعود إلى فطرته... أما أن تتحول إلى مذهب فذلك الجنون بعينه.....وقديما ذكر علماؤنا أن السفسطي لا يناقش ولكن يلكم على وجهه فإن احتج أو طالب بالقصاص فهي الشهادة بانه يؤمن بالعالم الخارجي الذي ينكره.....أقول هذا الكلام لأن التفكيكي لا يعدم أجوبة للدفاع عن فلسفته ولو كان بطلانها ظاهرا للصبيان.....فبيرون الشاك الإغريقي –مثلا-كان لا يؤمن بالعقل كمصدر للمعرفة الحقة وعندما يناظر ويثبت له خصمه بالأدلة القطعية أن العقل يصلح للمعرفة يكون جواب بيرون الشاك:"هذه الأدلة من أين أتيت بها؟"فإن قال مناظره: " جئت بها من العقل" كان الرد:" أنا أشك في العقل فكيف يكون خصما وحكما"!!
الحمد لله الذي نجانا من هذا الوساوس.....(1/1682)
إذن شهد النصف الثاني من القرن العشرين استراتيجية إزاحة اللغة – ومعها إزاحة العقل والفكر-والتخلص من سلطتها لينتثر نظام المعرفة .....وإن كانت أعراض هذا المرض قد بدأت في الظهور من قبل....في شكل سفسطات من نوع "الادب السوريالي" و"الدادا".....ولكي يدرك العربي هذا الغثاء والعبث الصبياني يكفي أن نشير مثلا إلى ما يشاع عن سبب تسمية "الدادا" فقد فتح "تريستان تزارا"المعجم –عندما أراد تسمية مولوده الفكري- فكان أول كلمة وقعت عليها عينه هي كلمة "دادا" والتي تعني في لغة الاطفال "الحصان الخشبي" فكان مذهبه "الدادا".....وهذا الشاعر الحداثي هو صاحب الوصفة المشهورة لإبداع قصيدة سوريالية جميلة :يكفي أن تأخذ قبعتك وتضع فيها كلمات كثيرة مكتوبة على قصاصات صغيرة من الورق...ثم اخلط جيدا ...وبعد ذلك اسحب ورقة ورقة وانقل كلماتها على الورقة بحسب ترتيب خروجها.....ثم استمتع بالقصيدة هنيئا مريئا!!!
وهؤلاء هم أيضا مبدعو الشعر الحداثي المسمى بالشعر الآلي:وهو سهل جيدا ما عليك إلا أن تختار وقتا تكون فيه متعبا وقليل التركيز والوعي وخذ ورقة واكتب بسرعة فائقة ما يخطر ببالك بحيث تكتب الكلمة ولا تعرف الكلمة المقبلة...وكلما اسرعت كلما صدقت قصيدتك لأن اللاشعور –بزعمهم-هو المبدعى الحقيقي...فتغييب العقل يطلق يد اللاشعور في الابداع.....
هذا الاستطراد لا بد منه....ليعرف الناس حقيقة هذه الحداثة وحقيقة مبدعيها وأتباعها......
ثم جاءت فضيحة سوكال*...(انظر الهامش)(1/1683)
وأهمية هذه الفضيحة في نظري هي كونها صفعة مهينة للحداثيين وعلى رأسهم أذنابهم المسلمون والعرب......هذا الإهانة لا سبيل لهم للخلاص منها فليست صادرة من قطب أوسفر أو سلمان أو سليمان ليقولوا مسلمون رجعيون ظلاميون ولا عبرة بكلامهم.....بل هي صادرة من أعلى مستوى في الفكر الغربي...من بروفسور مختص في الفزياء وفي بلد هو قمة الحضارة الغربية.....ولا أعتقد أن من يدعي "تشريح النص" يجرأ على أن يتوهم أن عمله يضاهي تفجير النواة.فيقول لا عبرة بكلام سوكال.
يتبع......
---------------------------------------
هامش:رابط الفضيحة هو هذا http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4320
مع ضرورة الرجوع إلى المصدرين لمن يتقن الفرنسية أو الانجليزية ليدرك حجم الرجة التي احدثها سوكال....
وقد لاحظت مع الأسف عدم تفاعل الإخوة مع الموضوع-باستثناء فاضلين فقط-
وكان أملي أن ينقل الموضوع لكل المنتديات على الاقل بمناسبة مرور عشرية على وقوع الفضيحة.....ويؤسفني أن أتذكر بهذا الصدد مقولة مالك بن نبي رحمه الله: ما فائدة أن تكتب جالسا ويقرؤك غيرك مستلقيا....
---
عبدالرحمن الشهري
12-08-2005, 09:25 PM
أحسن الله إليك أبا عبدالمعز على هذه النوادر التي تتحفنا بها ، ولكن عدم كتابة الرد أحياناً بسبب جودة الموضوع ، مما يجعلنا نرى أن مجرد الإعجاب لا يفي بحقها علينا معشر القراء ، فنبقى نتحفز لنكتب ما يمكن أن يسمى مداخلة حول الموضوع والوقت يمضي ، فيكون العتاب !(1/1684)
وقد قرأت ما كتبته مرات ، ورجعت بي الذاكرة إلى كتابات كثيرة أضعت الكثير من الوقت في محاولة فهمها ولكن دون جدوى ، مما جعلني أشعر - مع كثرة إعجاب النقاد الحداثيين بها ، وثنائهم عليها - بشعور الحاجب ومن بعده ، كيف أبدي عدم فهمي لما يكتبه هؤلاء فأفتضح ؟! والأمر في حقيقته لا يزيد على ما ذكرته في مقالتك ، فزدنا علماً حول هذا الأمر ، فهو في حاجة إلى كتابات طويلة مؤصلة على غرار ما كتبته وما تكتبته في غير هذه المشاركة في الملتقى العلمي للتفسير أعانك الله وسددك ، وثق أننا لا نقرأ ما تكتبته إلا ونحن متحفزين متمعنين فيما تكتبه.
---
أبو عبد المعز
12-08-2005, 11:30 PM
2-ورطة مدرس أدب حديث ولا تلميذ لها.
الحداثي طفل صغير تعجبه الفرقعات وتلؤلؤ الأشياء –حتى لو أحرقته!- خاصة الألفاظ والمصطلحات...وعنده شغف شديد بالكلمات التي تنتهي ب"لوجيا".....ولا يجد لذته إلا في لوك الكلمات ذات الرطانة الأجنبية.....فهو قلما يقول مثلا "من وجه نفسي واجتماعي وحضاري" بل يفضل أن يتفيهق على نحو :"على المستوى السايكولوجي والسوسيولوجي والانتربولوجي"ثم ينظر وقع الكلمات على مخاطبيه بزهو واضح كالطاووس....أما مخاطبوه فلا يملكون إلا أن يشهدوا له بالعلم والتعمق فيه بسبب تأثير "مكيدة الخياط".ولنا وقفة مع درس سوكال بعد حين.
المدرس المتورط الذي أريد أن أتحدث عنه هنا ليس أحدا غيري!!!
فمن المحاور التي ينبغي أن نلقنها للتلاميذ محور المناهج النقدية ومن ضمنها بطبيعة الحال آخر العنقود: التفكيك واستراتيجية القراءات.(تخيلوا وقع كلمة استراتيجية على التلميذ المغفل وهرولته إلى استعمالها في أقرب مناسبة!!)(1/1685)
ومن المفروض علي –باعتباري مدرسا-أن أتحدث عن التفكيك بتمجيد شديد (حسب ما خطوا في الكتاب المقرر) ومن المفروض أن أحدثهم عن النص المفتوح وتعدد القراءات وتكوثر المداخل....وعلي أن أشرح لهم إجمالا نظرية اليهودي الهالك "دريدا" التي تنص على أن كل قراءة لا تكون إلا خاطئة.....وأن النص لا وجود له إلا في القراءة..فأضرب لهم مثلا قائلا:هذه القصيدة واحدة وأنتم ثلاثون....وكل واحد منكم سيقرأ القصيدة ويؤولها كما يشاء....فتكون الحصيلة ثلاثين قراءة أي ثلاثين قصيدة...وفي الحصة القادمة سيصبح العدد ستين......وهلم جرا.
لكن خاطرا يؤرقني دائما فأحمد الله ان التلاميذ لا يخطر ببالهم-إلى حد الساعة على الأقل- ماذا لو قدمت للتلاميذ في الامتحان قصيدة للمتنبي في مدح صاحبه سيف الدولة ثم خطر للتلاميذ أن يكونوا "تفكيكيين" في إجاباتهم:
-ماذا لو كتب تلميذ : "هذا هجاء مقذع مؤولا كل كلام المتنبي على قاعدة الاستعارة التهكمية...."!! هذه قراءته.
-ماذا لو كتب زميله:"هذا غزل رقيق....فالمتنبي أسقط على سيف الدولة صورة الأنثى التي لم يجدها في الواقع!! هذه قراءته.
-ماذا لو كتب ثالث :"هذه قصيدة في الفخر .فالثنائية متوهمة فقط وليس "سيف الدولة "في القصيدة إلا الأنا الأخرى – alter-ego-للمتنبي...والحوار المتوهم ليس إلا مونولوجا داخليا.(لاحظوا إرهاب الكلمات) هذه قراءته.
-ماذا لو قدم الرابع الورقة بيضاء....هذه قراءته.
كيف يمكن للحداثي أن يصحح كل هذا دون أن يتورط تورطا قبيحا جدا:
-فإن وبخ التلاميذ وحاكمهم إلى معيار ما...فقد ناقض نفسه وكذبها وللتلاميذ أن يقولوا له....كيف توبخنا وأنت أمليت علينا بالأمس أن كل القراءات مشروعة ؟(1/1686)
-وإن سار مع منطق التفكيك فهي الفوضى لا محالة.....وحتى الورقة البيضاء ينبغي ان تعطى لها نقطة جيدة....لأن المدرس سيقرأها على النحو التالي:سكوت التلميذ تعبير استفزازي حداثي عن الثورة على كل نص تراثي ورفض لكل اسقاطات عصرية على شاعرية المتنبي".
الحداثة نسيج عنكبوت .....بوسع أي تلميذ أن يبطلها ويضع أستاذه الحداثي في حيص بيص.
يتبع.......
---
أحمد البريدي
12-09-2005, 07:42 PM
أبا عبد المعز : اتحفنا بفرائدك وفقك الله , وأنا عن نفسي آخذ نفساً عميقاً عند قراءة مقالاتك , بل بعضها أكررها لما تحمله من قوة , وكما قال أخي د . عبد الرحمن إن عدم الرد ليس دليلاً على عدم التفاعل , فسر وفقك الله في فضحهم , فما أحوجنا إلى ذلك .
---
لؤي الطيبي
12-09-2005, 09:20 PM
لقد حاول هذا الكيد خلقٌ في القديم .. ثم تبعهم قوم في الحديث ..
فأما الصدر الأول منهم ، فنُكصوا على أعقابهم خائبين ، وكُبّوا لوجوههم خاسرين ..
وأما الجماعة الثانية الحديثة فقد أسررت الحَسْوَ في الارتغاء واستقت بلا دلو ولا رِشاء ، ودلّت على فسولة أصحابها وضعف منّتهم ..
والله لا يُغالَب ، بل هو غالب على أمره فعّال لِما يريد ..
وما هذه "القراءة" الحديثة إلا كالرسم الحديث ..
إذ هما عبدان للأسلوب ..
فذاك يحتال على الإحساس بالكلمة ..
وهذا يحتال عليه باللون ..
والأشدّ احتيالاً الإدعاء بالتجدّد ..
وبارك الله فيكم وجوزيتم كل خير ..
وبانتظار المزيد من هذه الطرف والنفائس ..
---
مرهف
12-10-2005, 12:49 AM
منذ أن ظهرت القوميات في البلاد الإسلامية وجدنا ظاهرة القراءة تتمطمط رافعة قدمها وباسطة يدها ،فأخذ يدلج فيها فسول القوميين وبثور العلمانيين ومندوبو المستشرقين وفي هذه الأثناء كانت تجارب اللسانيات ما زلت تطبخ في المعامل الغربية لتكون سفيرة لقراءة جديدة تبشر (بالمفهوم الغربي) بفهم حداثي باسم التجديد والتغييراقرأ هذا الرابط تكرما أخي أبا عبد المعز(1/1687)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=614&highlight=%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C9+%C7%E1%E3%DA%C7%D5 %D1%C9 وعنوانه محمد شحرور وجذور القراءة المعاصرة
ثم ينظر هذا الرابط وتاريخ كتابته
http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2002/issue130/afaque/2.htm لندرك مدى تقصيرنا في متابعة هذه المستجدات الخطيرة فالظاهر أنهم يصنعون المصطلحات وينمقونها ثم يقوم مندوبوهم في ساحاتنا الثقافية للترويج لها وتعظيمها وبيان مدلولاتها ومعانيها بالفهم الذي رسم لهم أن يقولونه للناس وأهم ما في هذه المصطلحات هو التعمية والإرهاب اللساني والدلالي وكل من لا يستخدم مصطلحاتهم الحداثية فهو لاحداثي ، والنتيجة فالتهم جاهزة ..........
---
أبو حسن الشامي
12-11-2005, 12:13 PM
الفاضل أبو عبد المعز
تابع بارك الله بكم وفيكم ولكم
---
أبو عبد المعز
12-11-2005, 03:45 PM
3-الجذور السفسطائية لمفهوم "القراءة"
ثبت أن كل منهج يستند إلى خلفية نظرية فلسفية ....
و "القراءة" ليس بدعا من المناهج , مرجعها النظري هي :السفسطة. فما السفسطة؟
السفسطة "مذهب" في نظرية المعرفة و"موقف" من الحقيقة يمكن أن تظهر باسمها الصريح كما يمكن أن تتقنع بأسماء أخرى براقة في غالبها يخطف بريقها البصر فلا تنتبه العين إلى معنى السفسطة الكامن تحتها.وإني لمرشد القاريء إلى ضابط عام ييسر رصد هذا المذهب:
-من قال أولزمه إنكار الحقيقة في الداخل والخارج فهو سفسطائي.
-من قال أو لزمه أن الحقيقة ليست في الخارج ولكنها داخل الانسان فهو سفسطائي.
-من قال أو لزمه أن الحقيقة في الخارج ولكنها تتعدد فهو سفسطائي.
و"القراءة" لا تحتاج إلى تمحيص شديد لكي نكتشف جذورها الضاربة في هذه البنود الثلاث.(1/1688)
البند الثاني مثلا هو ترجمة الشعار المعروف ل"جورجياس"السفسطائي الإغريقي المشهور:"الإنسان مقياس كل شيء" وفحواه أن الحقيقة ليست اكتشافا في الواقع ولكنها اختراع للوعي..فأنا الذي يقرر معنى الحقيقة وأنا الذي يضع معيارها .هذا المبدأ الذي كان بعض الناس قديما يخجلون من ذكره لشناعته أصبح عند الغرب اليوم أساس معظم فلسفاتهم...فالفلسفة البرغماتية –وهي العمود الفقري للفكر الأمريكي- تقوم على المبدأ ذاته.....فصواب الفكرة وخطؤها في هذا المذهب ليس ذاتيا في الفكرة بل هو فكرة في الذات لا غير: فهذه الفكرة صواب إن حملت لي "منفعة" وهي خطأ إن لم تحمل لي "منفعة"....وليس من المستغرب أن تكون "حقيقة" الأمس "باطل" اليوم"..لأن معيار الحق يدور مع المصلحة وجودا وعدما.وليس من المستغرب أن تكون الفكرة الواحدة صوابا وخطئا في وقت واحد إذ لا يشترط إلا وجود تقديرين أعني ذاتين...
هذا هو جوهر "التفكيكية" عندما رفعت شعار "لا وجود إلا للقراءة" متخطية بذلك ما تبقى من "عقل" عند البنيوية.
فالبنيويون من قبل أجهزوا على "المؤلف" وأعدموه....ويقصدون بذلك أن نية القائل ومراد المتكلم وقصد الكاتب لا أهمية لها إطلاقا.....ولتوضيح المسالة أضرب مثلا طريفا ما زال عالقا بذهني :
في ندوة انعقدت حول مناهج تحليل الرواية قام ناقد فرنسي يدعى "ريكاردو" بتحليل رواية من تيار "الرواية الجديدة " وكان صاحب الرواية موجودا فى الندوة.....وأثناء المناقشة اعترض المؤلف على الناقد وبين أن المعاني التي أشار إليها الناقد الفاضل لم تخطر بباله إطلاقا....وأنه من المجازفة أن ينسب إلى روايته ما لا يعرفه هو وهو كاتبها.
فما كان من الناقد الفاضل إلا أن قال:
"لكنك ياعزيزي أنت لست الآن إلا قارئا من القراء."(1/1689)
ولعل في هذه الحادثة أقصى ما يمكن تخيله:خضوع الكاتب لسلطة القاريء.بل انتفاء مفهوم "المؤلف" أصلا.لأنه ينتقل مباشرة -بعد خروج النص - من صف المبدع إلى صف القراء.....والقراء لا يتفاضلون!!
حسنا ......مات المؤلف فمن يتكلم في النص؟
يجيب البنيويون : المتكلم الحقيقي هي اللغة...فللغة نظامها وقوانينها ومستوياتها وهي مستقلة عن المتكلم وعن العالم (كان دو سوسير -أبو البنيوية -يرى أن الكلمة ليست علاقة بين اسم وشيء ولكن علاقة بين دال ومدلول ليعزل العالم عن اللغة وكان يميز بين اللغة والكلام ويرى أن موضوع علم اللغة هو الأول لا الثاني ليعزل الإنسان.....)
إن تمسك البنيويين بسلطة اللغة -أي النص- هو الأمر الوحيد الذي أنقذهم من السقوط في السفسطة.....لأنهم يعتقدون ب"شيء ما" خارج الانسان ثابت يمكن التحاكم والرجوع إليه.لكن التفكيكيين قوضوا هذا القلعة الأخيرة....فاعلنوا "موت النص" بعد "موت المؤلف" وأصبح القاريء هو الكيان الوحيد الموجود.....ولتقدير ما وقع بالفعل أخترع لكم هذا المشهد –على سبل التوضيح-:
قال المؤلف:أحب التفاح.
قال الناقد البنيوي:الجملة تتحدث عن رغبة الذات في موضوع ما .وهذا الموضوع ليس طبيعيا بقدر ما هو ثقافي فتكون الرغبة في تجاوز" المقدس " فالنص يحيل على قصة آدم وحواء .....والتفاحة مظهر ل "عصيان"ما.
قال المؤلف: ما أردت إلا أنني جائع....
قال البنيوي:هذا لا يهمني ف كلمة "التفاح " في اللغة لها هذه الإيحاءات المثيولوجية.
قال التفكيكي: أرى هنا تركيبة شعورية لها وجهان: ملل وقرف في وجه, وألم وتوجع في وجه آخر.
قال البنيوي:هذا لا يوجد في النص.
قال التفكيكي: بلى .....الدال "تفاح" ينفك إل عنصرين "تف" و" آح"....العنصر الأول فيه " أثر" الملل والضجر كما في "أف"....وفي الثاني فيه" ترسبات " الوجع.
للفقرة بقية.....
---
أبو عبد المعز
12-11-2005, 08:24 PM(1/1690)
أما البند الثالث فهو لا يختلف كثيرا عن الثاني...وكلاهما يلزمهما البند الأول أي السقوط في الغنوصية المطلقة....فتعدد الحقائق هو المعبر عنه بالفكر النسبي الذي يلهج به الحداثيون ....ويوظفونه سياسيا في شعارهم :"التعددية" و"قبول الآخر".ويقولون لا أحد يملك الحقيقة المطلقة ...وهم يعرضون هنا بالإسلاميين....ويقصدون بالآخراللادينية والإلحاد والفجور ويرون الحق لكل هذا الخليط أن يوجد...بل لا بد من التعامل مع جميع المفاهيم على قدم المساواة ولا داعي للإنكار على فكر ما أو التشنيع على شذوذ ما لأن الحقيقة المطلقة غير موجودة فثبتت المساواة في الطابع النسبي.....قال نيتشه دهقان الفكر التفكيكي(وهو الذي صعد إلى الرتبة الأولى في تصنيف الحداثيين بعد أفول نجم ماركس):"هناك عيون من جميع الألوان, إذن هناك حقائق من جميع الألوان, إذن لا حقيقة البتة".وبمثل هذا القول قال لويس التوسيرالفرنسي الماركسي(الذي عجل بنهاية الماركسية عندما أدخل مفهوم القراءة في قلب الماركسية فنادى بضرورة قراءة " الرأسمال") قال التوسير :"ليس هناك خطاب بريء". فإن صدق الرجل فقوله هذا ليس بريئا أيضا...وقولي عن قوله إنه ليس بريئا هو بدوره غير بريء ومن خالفنا أو وافقنا فمخالفته أو موافقته ليست بريئة أيضا......اللهم ثبتنا على دينك.!!!!
(للعبرة فإن التوسير ذبح زوجته وسيق إلى مستشفى المجانين أما سلفه نيتشه فقد خرب داء الزهري مخه ومات في مستشفى المجانين أيضا... وميشال فوكو لوطي كان من أوائل ضحايا الأيدز .....فتبا لهؤلاء الحداثين من بني قومنا الذين لم ينتشلوا متبوعيهم إلا من ردهات المارستانات!!!)
هذا....(1/1691)
وقد تقرر عند أئمة أمتنا أن أية فكرة أو أي اجتهاد لم نستطع أن نكتشف فيها البطلان بسبب إحكام الشبهة أو بسبب الزخرفة والتزيين الشيطاني فإنه مع ذلك يمكن القطع ببطلانها ليس بتحليلها بل بمجرد النظر إلى مآلها ولوازمها : فلا يلزم عن الحق إلا حق , ولا يلزم عن الباطل إلا باطل .لذلك أقول لناشئة المسلمين ليس من الضروري أن نتتبع المنهج التفكيكي أو الفلسفة النسبية في كل المفردات واللبنات فالمشقة ستطول وإرهاب المصطلحات وارد...وإنما يكفي أن نقول :
يلزم من تبني القراءات التفكيكية القول بأنه ليس في الوجود قرآن.نعم.
جرب أن تجادل أحدهم وتحتج عليه بآية من التنزيل....سيقول لك : هذا فهمك للآية ولا يلزمني....أو هذه قراءة ممكنة للقرآن من جملة قراءات كثيرة أخرى ممكنة...فإن قلت له ابن عباس قال....رد عليك بقوله : رأي ابن عباس قراءة أخرى ممكنة....
النتيجة: رفع القرآن الإلهي من الأرض ولم يبق إلا القراءات البشرية النسبية... هذا يلزم كل الحداثيين شاؤوا أم أبوا.....فلينظروا بعد ما بقي لهم من دين المسلمين.
قارنوا –رحمكم الله- بين هؤلاء "القراءتية" وبين سلف الأمة- ويقينا لم يسر على هذه الأرض أعقل من المسلمين- قالوا ضمن تعريفهم للتفسير :" الكشف عن مراد الله...."وبذلك سدوا باب السفسطة...فهناك "مراد الله " وهو الحق الوحيد..والإنسان يسعى بجهده وقواعده الموضوعية ليصل أو ليقترب من هذه الحقيقة....وسدا لباب السفسطة رمى الأصوليون مذهب" المصوبة" عن قوس واحدة....وقالوا لا يعقل أن يكون الحق عند المختلفين بنفس القدر....بل الحق عندفريق واحد ولهم أجران وللفريق الثاني أجر واحد هو أجر الجهد فقط....
يتبع..........
---
فهد الناصر
12-16-2005, 03:07 PM
كلام موفق ، ويا حبذا المواصلة على هذا النحو ، لمزيد من كشف منهج هؤلاء.(1/1692)
وقد اطلعت على كتاب جيد بعنوان (تهافت القراءة المعاصرة) للدكتور محامي منير محمد طاهر الشواف يناقش فيه أحد من يدعو للقراءة المعاصرة للتراث وللقرآن ، وهو المهندس المدني السوري محمد ديب شحرور وخاصة في كتابه (الكتاب والقرآن قرأة معاصرة) . والكتاب مجلد في 627 صفحة ، جدير بالقراءة والتلخيص .
---
أبو عبد المعز
12-18-2005, 05:08 AM
4-عودة إلى سوكال
للتأكد من فهمي لمصطلح "الاختلاف" عزمت على الرجوع إلى معجم كما يفعل جميع عباد الله.....فلم أجد أفضل من "دليل" "يضيء" لأكثر من سبعين تيارا....فكان أن وقعت على هذه التحفة الحداثية .....أتركها لكم بدون تعليق إلا شيئين :
-تذكروا انكم تقرؤون في معجم .
-لو كان "سوكال" مسلما لترحمت عليه حيا وميتا.
د.ميجان الرويلي ............ د.سعد البازعي.
دليل الناقد الأدبي.
إضاءة لأكثر من سبعين تيارا ومصطلحا نقديا.
المركز الثقافي العربي.
الطبعة الثالثة.
2002
عدد الصفحات464
القياس:17*24
جميع الحقوق محفوظة.
الناشر المركز الثقافي العربي.
الدار البيضاء-المغرب
..إن دريدا يشير إلى الأثر في تعريف للاخـ (ت)ـلاف ويزعم أنه يجعل حركة الدلالة ممكنة بشرط أن يرتبط كل "حاضر" أو ظاهر بشيء آخر غير نفسه ويحتفظ بعلامة عنصر ماض تميز "حضوره", كما يهيء نفسه "بتجويف"(أي أثر) محدد يكون علامة علاقته بعنصر المستقبل.إن هذا الأثر (التجويف) لا يرتبط بدرجة أقل بما يسمى المستقبل وبدرجة أكبر بما هو ماض , وإنما هو أثر يؤسس ما يسمى الحاضر في ذات هذه العلاقة , لا وجود للحاضر ولا للماضي ولا للمستقبل.فالأثر جزء لا يتجزأ من العلاقة , والعلاقة ذاتها أساس الماضي والحاضر والمستقبل , أساس الزمن ومفهومه.(1/1693)
ونتيجة لهذه العلاقة المنفصمة التي بدونها لا يمكن للحضور أن يتشكل , يكون الحضور دائما متأخرا عن نفسه ويأتي دائما كنتيجة للماضي المطلق الذي يؤسس إمكانية الحضور.و الاخـ (ت)ـلاف كحركة الزمانية هذه يقتضي أن تكون هذه الزمانية خارج مفهوم الزمن , لكنها أيضا هي أساس الزمن وبالتالي على علاقة معه , تحتفظ من خلال هذه العلاقة بعلامة العلاقة في داخلها.لكن كون هذا الماضي الزماني المطلق خارج الزمن فإن الاخـ (ت)ـلاف كزمانية يشير أيضا إلى مكانية أو فضائية , مساحة فاصلة, وكذلك يصبح الاخـ (ت)ـلاف هو أيضا أساس المكانية.(1/1694)
ثانيا:إن حركة الاخـ (ت)ـلاف (كمنتج لأشياء مختلفة تتصف بكونها حركة التمايز والتباين) هي الجذر المألوف لكل المفاهيم المتضادة التي تسم كل لغة. ودريدا هنا يعتمد على الفعل اللاتيني الذي يعنى (الاختلاف) وبذلك يكون الاخـ (ت)ـلاف هو نفسه سبب التمايز.لكن دريدا لا يقف هنا , بل يحيل أيضا إلى إيحاءات الاختلاف نفسه التي تنجم عن التضاد. بما أن إنتاج هذا التمايز والاختلاف ينجم عن "بينية" مكانية تقابلية بين المتضادات (بينية هي نفسها جاءت نتيجة مكانية المتضادات ورصفها جنبا لجنب) فلا بد من وجود صدع يفصل بينها اعتمادا على عدم التشابه أو النفور [الحساسية] بين الأقطاب والمصطلحات أو المفاهيم (إن احدى دلالات الاختلاف هي الجدل أو المنازعة أو اختلاف الرأي). ولهذا فإن الاخـ (ت)ـلاف هنا يتحدد على أنه توزيع مكاني , ولا بد له من إبراز المساحة والفسحة التي تفصل المتضادات.إن المكانية, مثلها مثل مفاهيم التقويض الأخرى (الأثر الأصل مثلا) , لا هي زمان ولا هي مكان, لكنها هي التي تعطي المكان إمكانية وجوده.فالاخـ (ت)ـلاف (كموجد للفراغ المكاني بين الضدين) هو افتراض مسبق, وعليه يعتمد وجود الفراغات بين المفاهيم والآراء والمصطلحات وما شابه ذلك. وهنا لا يختلف مفهوم الأثر الأصل عن مفهوم الاخـ (ت)ـلاف : فالمكانية من منظور الأثر الأصل هي الصدع الذي يحدد الخارجية عموما, الخارجية التي لا تسمح لأي وجود أن يحتفظ بمكان مفصول ومعزول عن غيره. وبما أن المكانية هي الإمكانية التي يقتضيها أي كائن فإن هذه المكانية لا بد أن تكون جوهرية فيه وجزءا من هويته.لكن المكانية تبقى ليست زمانا ولا مكانا , وإنما خارج مطلق يحدد هوية الوجود.ومن هنا يرى دريدا أن أي "خارج" لا بد أن يقطن ويحتل الداخلي حتى يتسنى لما هو داخل أن يكون(أو حتى أن يتسنى لأي شيء أن يوجد ويحل في موقع مكانى).(1/1695)
أما من منظور الاخـ (ت)ـلاف , فإن المكانية هي عنف الانفجار والانفصام التي من خلالها يتأتى للمفاهيم والمصطلحات ضمن البينية المتضادة أن تنفصل عن بعضها وتتقابل حتى يتسنى لعملية الدلالة أن تتم .ولذلك فإن هذه "المكانية" هي في آن إنتاجية أو محصلة (سلبية وايجابية معا) الفواصل والقواطع الفراغية التي بدونها لا يمكن أبدا للمفردات والمصطلحات أن تؤدي عملية الدلالة ووظيفتها .أما أهمية الفواصل والقواطع فتكمن في أنها تسمح للعناصر المتضادة الدخول في علاقة معينة دون أن تسمح لها بالتوافق أو التطابق التام.إن المكانية تهيء ظهور المفاهيم , لكن المفاهيم نفسها –وهي تعتمد في وجودها على المكانية—لا بد أن تكون قد وسمت مسبقا بعلاقتها مع آخرها في مشهد الدلالة الأصلي(الأولي). والمكانية من ثم ليست هي عزل المختلفات والفصل بينها فقط, وإنما هي أيضا عملية العزل ذاتها , هي هذا النشاط الإيجابي أو الفعل الذي يرسي الفواصل بالاضافة إلى الفواصل ذاتها.كما أن ما تفعله بهذه المفاهيم ينطبق أيضا على المكانية نفسها وعلى عمليتها الإيجابية والسلبية .ولذلك فهي مفهوم غير مستقر ولا يقبل التحديد أبدا.(1/1696)
ثالثا: إن الاخـ (ت)ـلاف هو منتج الاختلافات ومنتج عملية إنتاج الاختلافات,أي عملية توليد الاختلافات التي بها تتميز الاختلافات نفسها.ف الاخـ (ت)ـلاف هو مصدر الاختلافات اللغوية التي توصل إليها سوسير.وبهذا الربط يكون الاخـ (ت)ـلاف هو مبدأ السميوطيقا والادراك اللغوي.ولا يجب خلط الاختلافات البنيوية الأفقية مع الاختلافات المنتجة للمفاهيم , فالأولى هي خصائص الإشارات وأنظمة الإشارة التي تهيء العناصر الأولية للدلالة.وهذا النظام اللغوي يعتمد على انتاج اختلافات منتظمة , وبذلك فإن أساس هذه الاختلافات هو الاخـ (ت)ـلاف .وعليه فإن الدلالة ونظامها يعتمد أساسا على الاخـ (ت)ـلاف .ومن الواضح أن الاخـ (ت)ـلاف كمبدأ للمخالفة والتباين والتميز يتداخل مع معناه كمفهوم مكاني, بما أن المفاهيم بالضرورة لا بد أن تنطبع داخل الأنظمة والبنى حيث تتم عملية الإحالة والمرجعية إلى المفاهيم الأخرى (تنطبع , كما يقول سوسير,بشكل سلبي,أو بشكل غير متحيز, لأن اللغة تتكون من الاختلافات فقط)
رابعا: إن الاخـ (ت)ـلاف هو إمكانية تسمية وإدراك الاختلاف العيني "الطبيعي", والاختلاف هو دائما سابق على أي "وجود" طبيعي وخارج عنه حتى يتسنى "للوجود-الكينونة"إمكانية الإدراك والمعرفة , أي حتى يختلف الوجود عن الموجودات.ولهذا فإن الاخـ (ت)ـلاف أقدم وأسبق من الوجود.وهنا يكاد مفهوم الاخـ (ت)ـلاف يتطابق مع مفهوم الأثر والأصل.
..........
---
أبو عبد المعز
12-18-2005, 05:26 AM
فى غمرة انتشائي بهذا النص الذي أضاء لي مصطلح "الاختلاف" نسيت أن أشير إلى الصفحات التي طلع منها قمر الدج(ى)(أرجوكم لا تصحفوا الوصف فتقرؤوه دجال مثلا).....فعذرا للدكتورين الفاضلين صاحبي هذا الدليل الأدبي......
الصفحات 117 -118-119
---
أبو حسن الشامي
12-18-2005, 08:35 AM
الفاضل أبو عبد المعز
بارك الله في قلمكم السيّال وزادكم علما وفهما(1/1697)
هل عدم وضعكم لكلمة "يتبع ..." يعني أن الموضوع قد انتهى من جانبكم ؟
أسألكم هذا لأني أقوم بتنسيق الموضوع في ملف وورد بنية نشره على بعض الأخوة، فإن انتهيتم منه نشرته، وإن كان مازال في جعبتكم ما تضيفونه، صبرت بانتظار إضافتكم ...
أخوكم المحب لكم في الله
أبو حسن
---
محمد حامد سليم
12-18-2005, 09:35 AM
أخي عبد المعز
بارك الله فيك
أفضح زيف المشدوهين المتمعلمين المقلدين المتفلسفين الذين عندهم تفسيرا لكل ما يقوم به الغرب دون إمعان النظر والعقل في كلامهم أو أبحاثهم حتى وإن كانت زيف وكذب فلقد أعطوا للغرب حبال قيادهم فساروا خلفه كالبهائم لا تدري الي أين هم مساقون
---
عبدالرحمن الشهري
12-25-2005, 02:32 PM
ذكرني قول أخي الكريم الأستاذ أبي عبدالمعز :« الحَداثيُّ طفلٌ صغيرٌ ، تُعجبهُ الفرقعات وتلؤلؤُ الأشياء – حتى لو أحرقته ! - خاصةً الألفاظ والمصطلحات... وعنده شغف شديد بالكلمات التي تنتهي بـ(لوجيا)..... ، ولا يَجدُ لذتَه إلا في لَوكِ الكلمات ذات الرطانة الأجنبية.....فهو قلما يقول مثلا "من وجه نفسي واجتماعي وحضاري" بل يفضل أن يتفيهق على نحو :"على المستوى السايكولوجي والسوسيولوجي والانتربولوجي"ثم ينظر وقع الكلمات على مخاطبيه بزهو واضح كالطاووس».
أقول : ذَكَّرني هذا بكلامٍ قديمٍ مطابقٍ لهذا مَرَّ عليَّ في كلام الجاحظ(ت255هـ) وابن قتيبة(ت276هـ) ، وأبي سعيد السيرافي وابن فارس الرازي (ت395هـ) رحمهم الله ، فرجعت إليه مرة أخرى في مظانه.(1/1698)
فوجدت ابن قتيبة رحمه الله يقول في كتابه النفيس (أدب الكاتب) وهو يتكلم عن الثقافات الأجنبية ، وولع الناس بها ، وأنَّ مصطلحاتها تستهوي الغِمْرَ الحَدَثَ :«... فإذا سمع الغِمْرُ والحَدَثُ الغِرُّ قولَةَ : الكون والفساد ، وسمع الكيان والأسماء المفردة ، والكيفية والكمية ، والزمان والدليل ، والأخبار المؤلفة ، راعه ما سمع ، وظن أن تحت هذه الألقاب كل فائدة ، وكل لطيفة ، فإذا طالعها لم يحل منها بطائل ، إنما هو الجوهر يقوم بنفسه ، والعرض لا يقوم بنفسه ... ولو أن مؤلف حد المنطق بلغ زماننا هذا حتى يسمع دقائق الكلام في الدين والفقه لعد نفسه من البكم ، أو يسمع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لأيقن أن للعرب الحكمة وفصل الخطاب». [أدب الكاتب 3-5]
وهذا الجاحظ يأتي على ذكر منطق أرسطو بسخرية خفية فيقول :«ألا ترى أن كتاب (المنطق) الذي وسم بهذا الاسم ، لو قرأته على جميع خطباء الأمصار وبلغاء العرب لما فهموا أكثره».[الحيوان 1/90](1/1699)
وأبو سعيد السيرافي في مناظرته الشهيرة لمتى بن يونس ، في مجلس الوزير أبي الفضل بن جعفر بن الفرات سنة 326هـ يقول مخاطباً لِمَتَّى :«...ما وجدنا لكم إلا ما استعرتم من لغة العرب كالسبب والآلة والسلب والإيجاب ، والموضوع والمحمول ، والكون والفساد ، والمهمل والمحصور ، وأمثلة لا تنفع ولا تجدي ، وهي إلى العي أقرب ، وفي الفهاهة أذهب. ثم أنتم هؤلاء في منطقكم على نقص ظاهر ؛ لأنكم لا تفون بالكتب ولا هي مشروحة ، فتدعون الشعر ولا تعرفونه ، وتذكرون الخطابة وأنتم عنها في منقطع التراب ... وإنما بودكم أن تشغلوا جاهلاً ، وتستذلوا عزيزاً ! وغايتكم أن تهولوا بالجنس والنوع ، والخاصة والفصل ، والعرض والشخص ، وتقولوا : الهلية ، والأينية ، والماهية ، والكيفية ، والكمية ، والذاتية ، والعرضية ، والجوهرية ، والهيولية ، والصورية ، والأيسية ، والليسية ، والنفسية ؟ وهذه كلها خرافات وترهات ، ومغالق وشبكات ، ومن جاد عقله ، وحسن تمييزه ، ولطف نظره ، وثقب رأيه ، وأنارت نفسه ، استغنى عن هذا كله بعون الله». [الإمتاع والمؤانسة للتوحيدي 1/122].
وهذا العلامة اللغوي أحمد بن فارس الرازي(ت395هـ) يقول :«وزعم ناس يُتوَّقَّفُ عن قبولِ أخبارهم أن أن الذين يسمون الفلاسفة قد كان لهم إعراب ومؤلفات نحو .(1/1700)
قال أحمد بن فارس: وهذا كلام لا يعرج على مثله ، وإنما تشبه القوم آنفاً بأهل الإسلام ، فأخذوا من كتب علمائنا ، وغيروا بعض ألفاظها ، ونسبوا ذلك إلى قوم ذوي أسماء منكرة ، بتراجم بشعة لا يكاد لسان ذي دين ينطق بها. وادعوا مع ذلك أن للقوم شعراً ، وقد قرأناه فوجدناه قليل الماء ، نزر الحلاوة ، غير مستقيم الوزن. بلى ، الشعر شعر العرب ، وحافظ مآثرهم ، ومقيد أحسابهم ، ثم للعرب العروض التي هي ميزان الشعر ، وبها يعرف صحيحه من سقيمه ، ومن عرف دقائقه وأسراره وخفاياه ، علم أنه يربي على جميع ما يبجح به هؤلاء الذين ينتحلون معرفة حقائق الأشياء ، من الأعداد والخطوط ، والنقط التي لا أعرف لها فائدة ، غير أنها مع قلة فائدتها ترق الدين ، وتنتج كل ما نعوذ بالله منه». [الصاحبي 76-77]
وهذه أمثلة فحسب أمكن الاهتداء إليها على عجل ، ولغيرهم من العلماء والأدباء كلامٌ مشابه لهذا في ازدراء الثقافات الأجنبية في عصرهم ، ولا سيما هذه العبارات الفضفاضة ، التي تغر السامع ، وتوهمه أن وراءها ما يستحق العناء ، وهي خاوية من ذلك.
بل أذكر أن ابن نباتة في كتابه الممتع (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون) ذكر أن كتب الفلسفة التي نقلت للمأمون من جزيرة قبرص ، وأمر بترجمتها ، إنما أريد لها أن تفسد الثقافة العربية ، وأن توقع الخلاف بين علماء الإسلام.
وأرى هؤلاء المقلدين في زماننا يكررون الاسطوانة نفسها ، مع بعض التعديلات والله المستعان ، فقد انبهر بهم أقوامٌ ، واغتر بهم فئام من الناس ، فغدوا وهم يلوكون مصطلحاتهم ، وربما استمعت إلى أحدهم وهو يتكلم عن رأيه في الأدب العربي المعاصر ، فلا تكاد تهتدي إلى مراده ، ولا تفهم مقصده الذي يدعو إليه ، لغرابة ألفاظه ، ونبو السمع عنها.
---
مرهف
12-26-2005, 02:40 AM(1/1701)
كنت أقرأ في كتاب ( معجزات قلب القرآن ) لمؤلفه الشيخ هشام سعيد الدفتردار اللبناني فوجدت فيه واقعة حصلت بوجوده وهو طالب وهي واقعة أدبية طريفة مضحكة و لطيفة تصلح أن تكون مثالاً للقراءة المعاصرة ، يقول الشيخ في معرض كلامه عن التأويل الفاسد أنه كمثل (صاحبه ) الذي جعل القطاطيب جمع القطّاب في قول الشاعر :
ولولا المزعجات من الليالي لما مس القطا طيب المنام
ولما سئل صاحبه عن ( القطاب ) قال هو الكثيب من الرمل ، فقيل له : إن الرمل لا ينام ، فقال وهو يبتسم ابتسامة ماكرة : ألا ترون أن الرمل يكون عاصفاً ثم يسكن. انتهت القصة مع بعض التصرف لأني أكتبها حفظاً، وهكذا أصحاب القراءة المعاصرة يأتون بمثل هذه الدلالات العجيبة المضحكة التي تصلح أن تلحق بكتاب ( أخبار الحمقى والمغفلين ) لابن الجوزي رحمه الله ، فكم سيكون حجم كتاب ابن الجوزي لو كان حياً إلى الآن ؟!!! . يرحمكم الله
---
أبو حسن الشامي
12-26-2005, 08:09 AM
- فكرة للمناقشة :
قرأت لأحد الحداثيين أن فكرة "موت الكاتب"، والتي سماها روجيه غارودي "فلسفة موت الإنسان"، بدأت مع المتنبي حين سئل عن شيء من شعره فقال : "سلوا ابن جني عن شعري، فهو أعلم به مني" ... وحين قال في بيته الشهير :
أنام ملء جفوني عن شواردها * ويسهر الخلق جرّاها ويختصم
فما رأي الأخوة الأفاضل في هذا ؟
---
أبو عبد المعز
12-27-2005, 04:03 AM
5-قراءة في قراءة خبيثة(1/1702)
محمد عابد الجابري أستاذ الفلسفة في جامعة محمد الخامس بالرباط ...يعد من رموز القراءتيين وأشدهم كيدا للقرآن(وهذا سأبينه بالدليل الجلي) وله تاريخ عريق في الكيد لهذه الأمة منذ أن كتب مع رفيقين له كتابا مقررا في الفلسفة موجها لطلبة الباكالوريا وكان سببا فى ضلال وإلحاد كثير من المراهقين والشبان –أعرفهم شخصيا- كيف لا يلحدون والجابري في مفتتح كتابه يسوي الفكر الأسطوري والفكر الديني و"يثبت" أن فكرة الدين خلقها إنسان الكهوف لحاجة في نفسه نحو الأمن والأمان .....
ومحمد عابد الجابري عندي أذكى الحداثيين وأخبثهم لأنه قد أوتي أمران:
-حدس قوي شبيه بحدس الجرذان ...فلما حدس أن السفينة الماركسية غارقة لا محالة تخلى جزئيا عنها ومال إلى الفكر اللبرالي , حيث الريح طيبة , وزاوج بين خلفية عقيدته الماركسية وأدوات القراءة الغربية, ومضى يعبث بدين وتاريخ المسلمين..
كان في بداية أمره مناضلا سياسيا فحدس مرة أخرى أن السياسة ملطخة للأثواب فاستقال من حزبه السياسي الاشتراكي ولبس مسوح المفكر فيما غرق زملاؤه المثقفون في أوحال السياسة والتكالب على السلطة...وهكذا نفذ بجلده مرتين.(1/1703)
-أوتي الجابري مهارة كبرى في التقية (وهذا هو الأمر الثاني ) فهو شديد الطعن في الإسلام -من غير أن يثير الضجة - بل تجد من الإسلامين من يحسن الظن به ويعتبرونه أقرب العلمانيين إليهم مع أنه خبيث الطوية (وهذا سأبينه بالدليل الجلي).فمن نفاقه وتقيته أنه يتحدث عن مسمى الإسلام تحت تسمية العروبة....فالعقيدة الإسلامية يسميها "العقل العربي" وتاريخ الصحابة يسميه"العقل السياسي العربي" وهكذا يتمكن من هجو الإسلام هجاء مقذعا مع الإطمئنان إلى مخرج النافقاء إذا سمع حسيسا عند مدخل القاعصاء فيتسنى له الهروب في كل مرة مدعيا أنه يتحدث عن العروبة لا عن الإسلام....عكس صنيع صديقه "أركون" المتهور الذي لا يتقي شيئا ويعلن أنه ينقد العقل الإسلامي صراحة....وليس عند الرجلين إلا الخبث في وجهيه: المتقي والجريء.
تعالوا الآن لنقوم بقراءة لقراءة الجابري للقرآن....(1/1704)
وفي ظني ليس هناك شيء أصعب على الجابري وعلى كل الحداثين من مفهوم "قراءة القراءة" خاصة إذا كانت القراءة مسلطة عليهم وتتخذ من قراءاتهم مادة وموضوعا..وآية ذلك أنك عندما تقرأ الجابري –أو غيره- فقد جعلت نفسك في مأمن وبوسعك أن تطعن ما تشاء في جسم ضحيتك وليس له أن يحتج أو يتظلم لأنك "تقرأ " كما أنه "يقرأ " ومن الغباوة بمكان أن يمنعك من القراءة وهو من أشد المنافحين عن مفهوم التعدد في القراءات....ومن أشد المناوئين ل"ظلامية" الإسلاميين وأطروحتهم في وجوب القراءة الوحيدة المستندة إلى مبدأ" ما بعد الحق إلا الضلال" ...ولكم هنا أن تعتبروا بموقف نصر حامد أبو زيد الذي أراد أن "يقرأ" كما يشاء فلما" قرؤوه" غضب وثار واحتج وسافر بتظلمه بين الشرق و الغرب....ألم يكن الرجل يعي أن الذين كفروه وأخرجوه من الملة ما فعلوا أكثر من قراءة .....صحيح هي قراءة مستندة على الدين ولكن ليس له ان يمنع من شاء أن يستند على ما شاء, هذا هو "دستور القراءة" فلماذا تغضب يا أبا زيد؟ ثم أليس هو مختصا في قراءة النصوص الدينية ويعطي لنفسه الحق في تأويلها .....فما باله لا يعطي الحق لخصومه ليكفروه بناء على تأويل نصوصه.....حقا إن الكيل بمكيالين لهو ديدن الحداثيين.
قال الجابري:في ثالث كتاب ضمن مشروعه نقد العقل العربي تحت عنوان فرعي هو العقل السياسي العربي محدداته وتجلياته-المركز الثقافي العربي1990الدار البيضاء-ص31-32:(1/1705)
[تبدأ السورة كما قلنا بتأكيد نبوة محمد (ص) فتقرر أن ما يأتي به وحي من الله ينقله إليه ملك قوي شديد هو جبريل:"والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى , إن هو إلا وحي يوحى , علمه شديد القوى , ذو مرة"."ثم ترسم السورة مشهدا للقاء محمد مع جبريل أثناء نزول الوحي عليه:"...ذو مرة فاستوى (جبريل) , وهو بالأفق الأعلى , ثم دنا فتدلى(جبريل) فكان قاب قوسين أو أدنى (لاتفصله عن محمد سوى مسافة قصيرة), فأوحى(الله) إلى عبده (محمد بواسطة جبريل ما أوحى".لقد رأى محمد (ص)جبريل يملأ الأفق كله فملك عليه ذلك جماع نفسه ولم يعد هناك مجال لتطرق الشك إليه فيما رأى ,فكيف تجادلونه وتشككون في أن يكون جبريل يأتيه بالفعل:"فأوحى إلى عبده ما أوحى ,ما كذب الفؤاد ما رأى , أفتمارونه على ما يرى ",كيف؟ وقد رآه مرة أخرى وقت" الإسراء والمعراج"في أعلى عليين حيث الجنة والملائكة بأعداد كثيرة تسبح لله في "سدرة المنتهى"وكأنها طيور تتزاحم على شجرة.لقد رأى هناك من عجائب الملكوت ما رأى فما انحرف بصره وما زاغ]
صاغ اليهودي الهالك دريدا نحتا بالفرنسية differance حيث استبدل « a »ب « e »فاصبحت الكلمة الجديدة المبتكرة تعنى الاختلاف والارجاء معا.وما دمنا نخاطب الحداثيين فلنصنع مثل صنيع كبيرهم دريدا وها أنا أقترح مصطلح "قراءة" لكن مكتوبة بشكل حداثي بحيث تكتب "القاف" قريبة من حرف "الخاء" في الرسم الخطي وتؤذن في الناس أنهم أحرار في اختيار الحرف الذي يعشقون....
ما صنع الجابري بالقرآن هنا يناسبه "الخائية " وليس "القافية".
وقبل تحليلنا الأسلوبي نشير أولا إلى مقصد الجابري :(1/1706)
تجاوز الجابري نهج" الطعن النظري" في القرآن الكريم( فهو لا يريد أن يلفت إليه أنظار الغاضبين تمسكا بخطة التقية) لكنه يحاول في المقابل "الطعن العملي" فيضع القاريء أمام سياقات محكمة بدهاء وخبث بخرج منها القاريء عمليا بنتيجة دبر لها بليل وهي أن القرآن كلام عادي جدا بل أقل من العادي ولسان حال الجابري الخبيث:القرآن ما تقرأ لا ما يقال عنه.
-( وحي من الله ينقله إليه ملك قوي شديد هو جبريل:"والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم.....")
فلو أزلت علامات التنصيص - التي لا علاقة لها بالقراءة – لوجدت أن الجابري قد مكر بك لقد أرغمك على قراءة جزء من كلامه وجزء من الآية على تنغيم ووتيرة واحدة....فكأن الأمر يتعلق بفقرة واحدة منسجمة....ولهذه الخطة تنويعات أخرى سنبينها فيما بعد والقصد واحد.
- علمه شديد القوى , ذو مرة"."ثم ترسم السورة مشهدا للقاء محمد مع جبريل أثناء نزول الوحي عليه:"...ذو مرة فاستوى (جبريل).
لاحظوا التقطيع المونتاجي للآية والوقوف عند تعبير" ذو مرة" ثم يحشر كلامه كأنه يقاطع القاريء ويستأنف مع تكرار" ذو مرة" فيسقط النص القرآني في تكرار يشوه النسج ويصبح قريبا من الهذيان.
- فاستوى (جبريل).
لماذا أقحم الخبيث جبريل بين قوسين.....مع أن الضمير لا إشكال في مرجعه....الجواب: ليحرف القاريء القرآن رغم أنفه......
مرة كتب الجابري رادا على من يأخذ عليه قلة الاستشهاد بكلام غيره.....قالـ: لا أحب أن أزين كلامي بكلام غيري....لكن لا بأس على الجابري من أن يزين كلام الله بكلامه !!!
-والآن اقرؤوا آيات سورة النجم بعد قراءة الجابري –بالخاء شرف الله قدركم-:
ذو مرة فاستوى (جبريل) , وهو بالأفق الأعلى , ثم دنا فتدلى(جبريل) فكان قاب قوسين أو أدنى (لاتفصله عن محمد سوى مسافة قصيرة), فأوحى(الله) إلى عبده (محمد بواسطة جبريل ما أوحى".(1/1707)
مونتاج غريب من أي القرآن وإضافات قرائية-بالخاء دائما- من الجابري فتكون الحصيلة كلاما قريبا من العي ولسان حال الخبيث: أبهذا تحدى الله الانس والجن!
-"فأوحى إلى عبده ما أوحى ,ما كذب الفؤاد ما رأى , أفتمارونه على ما يرى ",كيف؟
لاحظوا كيف ذيل الخبيث الآية- وقد انتهت – باداة الاستفهام المقحمة"كيف" لتقرأها مع الآية على نغمة الاستفهام.....ولسان حاله: أنك قد تزيد كلاما بشريا في ما تعتقده كلاما إلهيا فتكون الحصيلة كلاما واحدا......
- وقد رآه مرة أخرى وقت" الإسراء والمعراج"في أعلى عليين حيث الجنة والملائكة بأعداد كثيرة تسبح لله في "سدرة المنتهى"وكأنها طيور تتزاحم على شجرة.
هل تحتاجون إلى تعليق على هذه السخرية بالملائكة ؟
المعروف عن أسلوب الجابري أنه أسلوب أكاديمي عقلاني لكن لا باس من التعبير الشعري المجازي إذا احتاجه للسخرية برموز المسلمين :" وكأنها طيور تتزاحم على شجرة."هكذا قال فض فوه.
- فكيف تجادلونه وتشككون في أن يكون جبريل يأتيه بالفعل:"فأوحى إلى عبده ما أوحى ,ما كذب الفؤاد ما رأى , أفتمارونه على ما يرى ",كيف؟
الجابري العقلاني هنا يتبنى الاسلوب الانشائي على غير عادته –عادة الابستمولوجي البارد الذي ينحت في صخر-
هاهوالجابري من عصرنا يخاطب المشركين من وراء القرون ويبكتهم " فكيف تجادلونه وتشككون" هل تحول الابستملوجي البشلاردي إلى عاطفي بقدرة قادر؟
لكن الخبيث على أصله القرائي- لا أذكركم بالخاء- وجد في الآية استفهاما انكاريا هو" أفتمارونه على ما يرى" فأراد أن يفتح الكلام باستفهام إنكاري لتقرأ الفقرة كلها على نغمة الإنكار......والمقصود واضح لذي أذنين.
يتبع ......مع نصوص أخرى للجابري.
---
أبو عبد المعز
12-27-2005, 08:45 PM(1/1708)
كم يطيب للجابري أن يلغو في القرآن وأعني هنا ب"في" دلالتها الحقيقية على الظرفية ...فمن باب الإصرار وسبق الترصد يعمد إلى تقطيع الآيات وأجزاء الآيات ويدرج بينها كلامه مع أنه عندما ينقل كلام غيره من المؤرخين والمفسرين "يحترم" المنقول عنهم فيأتي به كاملا ويعلق بعد تمام الكلام أو في الحاشية....لكن العبث لا يحلو له إلا بلغة القرآن وتكون الحصيلة تحريفا وتزويرا للقرآن على هذا النحو الذي ستقرؤه لسورة الضحى برواية الجابري الضعيفة وسبب الضعف "الإدراج" وهو هنا من الصورة القبيحة جدا فقد وقع أول المتن ووسطه وآخره:
ومنهم زوجة عمه أبي لهب واسمها أم جميل وهي أخت أبي سفيان وكانت من المستهزئين به فقالت له:"إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك " ولكن رجاءها سيخيب.لقد جاءه جبريل بسورة الضحى تحمل إليه القسم بان الله ما ودعه وما قلاه:"والضحي, والليل إذا سجى , ما ودعك ربك وما قلى , وللآخرة خير لك من الأولى , ولسوف يعطيك ربك فترضى , ألم يجدك يتيما فآوى (مات أبوه وهو جنين في بطن أمه وماتت أمه وهو ابن ثماني سنين فكفله عمه أبو طالب), ووجدك ضالا فهدى , ووجدك عائلا فأغنى (أغناه بمال خديجة زوجته,وكانت غنية تستأجر الرجال في مالها,وقد بلغها حسن سلوكه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا ففعل, ثم تطور الأمر إلى أن عرضت عليه الزواج فقبل,وكان ذلك قبل نزول الوحي عليه وعمره خمسة وعشرون عاما وعمرها هي أربعون سنة), فأما اليتيم فلا تقهر(وقد كنت يتيما), وأما السائل فلا تنهر(وقد كنت فقيرا), وأما بنعمة ربك فحدث "(نعمة النبوة)(10 الضحى93/1-11)(1/1709)
هذا التذييل المرجعي (10 الضحى93/1-11) مزور كما هو ملحوظ...فقد أصبحت" الضحى" في كتاب الجابري خليطا من القرآن والسيرة والاخبار والجميع مرصع بكلام الجابري ...وعلى القاريء اللبيب أن يتتبع حيث يضع الجابري علامة الفاصلة فهو لا يضعها بعد نهاية الجملة القرآنية بل بعد أن يذيلها بكلامه إمعانا في دمج كلام في كلام : ألم يجدك يتيما فآوى (مات أبوه وهو جنين في بطن أمه وماتت أمه وهو ابن ثماني سنين فكفله عمه أبو طالب), ووجدك عائلا فأغنى (أغناه بمال خديجة زوجته, بيد أنه يذهب إلى أبعد من ذلك في الضلال ....فاقرأ إن شئت(بعد اختزال القوسين):
فأما اليتيم فلا تقهروقد كنت يتيما, وأما السائل فلا تنهروقد كنت فقيرا.
فيا أيها الفصحاء ما معنى هذا؟
-هل يريد الخبيث أن يقول إن الآيتين بعد التعديل أحسن جرسا وإيقاعا؟
-أم يريد أن يقول : أقحمنا كلامنا في القرآن فجاءت النتيجة كما تسمعون فصيحة بليغة .
–أو يريد أن يقول : كيف يكون الإعجاز في( فأما اليتيم فلا تقهر, وأما السائل فلا تنهر.) ولا يكون في: فأما اليتيم فلا تقهروقد كنت يتيما, وأما السائل فلا تنهروقد كنت فقيرا.؟
هذا ما عبرت عنه بقولي : الطعن العملي في القرآن.
للكلام بقية........
---
أبو عبد المعز
12-29-2005, 11:52 PM
(..يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمان فتكون للشيطان وليا.قال (أبوه) أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم ,لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا.قال (إبراهيم) سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا,) ص 35.(1/1710)
لماذا أقحم الجابري الكلمتين بين القوسين....[ قال (أبوه), قال (إبراهيم)].لا أعتقد أن الجابري سيقول إن مرجع الضمير في "قال" الأولى مشكل فيحتاج إلى التصريح به فالسياق متعلق بحوار بين إبراهيم وأبيه وكل غبي في الدنيا يعلم أن القائل لا بد أن يكون هوالأب بقرينة "يا إبراهيم".ولا بد أن يكون المجيب هو غير المتكلم الأول.....ثم إن المصنف لا يوجه كتابه للإسكيمو أو لسكان جزر الواق واق فقد قال في صفحة 21:
(هدفنا من هذا الفصل ليس عرض العقيدة الإسلامية فهي معروفة والكتاب موجه إلى العرب والمسلمين وهم جميعا يعرفونها على الأقل في أصولها العامة....)
إذن [ قال (أبوه), قال (إبراهيم)] ليس لهما وظيفة توجيهية أو تفسيرية وليس تحتهما إلا خبث صبياني كما في مقالب الصبيان بعضهم لبعض فالهدف واضح هو اللعب بالقرآن والمكر بالقاريء الضحية الذي يجد نفسه قد حرف القرآن وهو غافل مسترسل في قراءته.....فما صنيع الجابري - المفكر الكبير -إلا كمن يلقي النجاسة في الماء الصافي فيأخذه الزهو الصبياني عندما يتصور أنه أفسد وضوء المتطهر......هذا مبلغ علمهم ومبلغ أخلاقهم.
ومما يؤكد صبيانية الجابري أنه كرر هذه اللعبة في أماكن كثيرة من كتابه ذاك ....والفرنسيون يقولون بلسانهم- الذي لا يتقنه الجابري جيدا- "أن أفضل دعابة ما كان يسيرا..." فحرم الجابري من خفة الدم بعدما حرم من ثقل الحلم في الدنيا وحسابه عند ربه في الآخرة..وهذه أمثلة وتنويعات على مقلب واحد:
والرجز فاهجر(الأصنام), ولا تمنن تستكثر (لا تعط شيئا من عبادة أو صبر على الأذى لتطلب أكثر منه", ولربك فاصبر , فإذا نقر في الناقور ,فذلك يومئذ يوم عسير ,على الكافرين غير يسير"
لم يغلق الجابري القوس الثاني عمدا...لتذويب كل حاجز بين كلامه وكلام ربه....قلت (عمدا) وأستبعد السهو المطبعي لأن الجابري في كتابه هذا يعول على الدلالات السميولوجية لعلامات التنصيص....مع سبق الإصرار والترصد.(1/1711)
- والمؤتفكة أهوى(=قرى قوم لوط أسقطها في الهاوية) فغشاها ما غشى(=من الحجارة والتراب)فبأي آلاء ربك تتمارى(=وتشكك أيها الإنسان)؟ هذا نذير من النذر الأولى.....
لاحظ مثلا أن علامة الاستفهام تعمد أن يضعها ليس في ختام الاستفهام القرآني ولكن بعد الحشو الذي أضافه الجابري ,وقد جاء بواو العطف لتربط كلاما بكلام لتكوين كلام جديد متجانس: فبأي آلاء ربك تتمارى وتشكك أيها الإنسان؟
- ولولا أن يكون الناس أمة واحدة(=على الكفر) لجعلنا لمن يكفر بالرحمان لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون, ولبيوتهم أبوابا وسررا( من فضة كذلك) عليها يتكئون,وزخرفا(=ذهبا).
لا يقال أن بعض المفسرين المسلمين يدمجون كلامهم اثناء تفسير الآية (كتفسير الجلالين مثلا)ويكون الجابري له سلف لأنا نقول شتان بين الفريقين فالجابري يستشهد بالنص ولا يفسره ويتعمد إغراق النص القرآني في كلام استطرادي مشرقا ومغربا ثم يعود إلى تتمة الآية ويتعمد لشرحه أن يكون متعلقا نحويا وأسلوبيا بجزء من الآية ليوهم الناس أن كلام الله وكلام البشر لا يختلفان.
- أفرأيت الذي تولى,(=رجع عن الإنفاق)وأعطى قليلا وأكدى,(أمسك),أعنده علم الغيب فهو يرى=(أن ما قاله أخوه ممكن وحق) أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى,(=وفى بأن هم بذبح ولده عطاء وتضحية)
يوظف الجابري علامات الترقيم لتحقيق مقصده.....فمثلا قوله( رجع عن الإنفاق) مفصول عن تولى -التي يفترض أنه يشرحها –بفاصلة, ليلحقه بما بعد الآية لتكوين كلام واحد: رجع عن الإنفاق وأعطى قليلا وأكدى. وقوله( أن ما قاله أخوه ممكن وحق) يقرأ وكأنه في محل نصب ل "يرى" .....
---
ابن حجر
12-31-2005, 11:10 PM
الله يصلح أحوال المسلمين
---
(1/1712)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل صَنَّفَ الإمامُ أحمد بن حنبل رحمه الله في التفسير ؟ ( ما رأي الذهبي )
---
هل صَنَّفَ الإمامُ أحمد بن حنبل رحمه الله في التفسير ؟ ( ما رأي الذهبي )
---
فهد الوهبي
12-06-2004, 12:20 AM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
فقد حرص العلماء على مؤلفات أئمة الإسلام وتناقلوها خلفاً عن سلف ، وكلما كان مؤلف الكتاب ذا شأن في الإسلام اعتنى العلماء بكتبه وحرصوا عليها ..
إلا أن من الغريب أن يُنقل عن مثل الإمام أحمد رحمه الله تأليفه للتفسير مع عدم اشتهاره ونقله ولذلك استغرب الذهبي ذلك ورأى أن الإمام لم يؤلف في التفسير :
جاء في ترجمة الإمام أحمد في سير أعلام النبلاء:
"قال ابن الجوزي كان الامام لا يرى وضع الكتب وينهي عن كتبة كلامه ومسائله ولو رأى ذلك لكانت له تصانيف كثيرة وصنف المسند وهو ثلاثون ألف حديث وكان يقول لابنه عبد الله احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس اماماً والتفسير وهو مئة وعشرون ألفاً"
قال الذهبي بعد هذا النقل :
" فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر ثم لو ألف تفسيراً لما كان يكون أزيد من عشرة آلاف أثر ولاقتضى أن يكون في خمس مجلدات فهذا تفسير ابن جرير الذي جمع فيه فأوعى لا يبلغ عشرين ألفاً وما ذكر تفسير أحمد أحد سوى أبي الحسين بن المنادي فقال في تاريخه لم
يكن أحد أروى في الدنيا عن أبيه من عبد الله بن أحمد لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفاً والتفسير وهو مئة وعشرون ألفاً سمع ثلثيه والباقي وجادة ".(1/1713)
وقال في ترجمة عبد الله بن الإمام أحمد : " قلت ما زلنا نسمع بهذا التفسير الكبير لأحمد على ألسنة الطلبة وعمدتهم حكاية ابن المنادي هذه وهو كبير قد سمع من جده وعباس الدوري ومن عبدالله بن أحمد لكن ما رأينا أحداً أخبرنا عن وجود هذا التفسير ولا بعضه ولا كراسة منه ولو كان له وجود أو لشيء منه لنسخوه ولاعتني بذلك طلبة العلم ولحصلوا ذلك ولنقل إلينا ولاشتهر ولتنافس أعيان البغداديين في تحصيله ولنقل منه ابن جرير فمن بعده في تفاسيرهم ولا والله يقتضي أن يكون عند الإمام أحمد في التفسير مئة ألف وعشرون ألف حديث فإن هذا يكون في قدر مسنده بل أكثر بالضعف ثم الإمام أحمد لو جمع شيئاً في ذلك لكان يكون منقحاً مهذباً عن المشاهير فيصغر لذلك حجمه ولكان يكون نحواً من عشرة آلاف حديث بالجهد بل أقل ثم الإمام أحمد كان لا يرى التصنيف وهذا كتاب المسند له لم يصنفه هو ولا رتبه ولا اعتنى بتهذيبه بل كان يرويه لولده نسخاً وأجزاءاً ويأمره أن ضع هذا في مسند فلان وهذا في مسند فلان وهذا التفسير ولا جود له وأنا أعتقد أنه لم يكن فبغداد لم تزل دار الخلفاء وقبة الإسلام ودار الحديث ومحلة السنن ولم يزل أحمد فيها معظماً في سائر الأعصار وله تلامذة كبار وأصحاب أصحاب وهم جرا إلى بالأمس حين استباحها جيش المغول وجرت بها من الدماء سيول وقد اشتهر ببغداد تفسير ابن جرير وتزاحم على تحصيله العلماء وسارت به الركبان ولم نعرف مثله في معناه ولا ألف قبله أكبر منه وهو في عشرين مجلدة وما يحتمل أن يكون عشرين ألف حديث بل لعله خمسة عشر ألف إسناد فخذه فعده إن شئت".
وبعد هذا النقل هل الصحيح أن الإمام أحمد قد ألف في النفسير أو جمع له في عهده ، علماً بأنه قد جمعت مرويات الإمام أحمد الآن في الجامعة الإسلامية بإشراف الدكتور حكمت بشير ياسين ..
والله أعلم ..
---
مساعد الطيار
12-06-2004, 06:29 AM(1/1714)
قال أبو إسحاق الزجاج ـ تلميذ عبد الله بن أحمد بن حنبل ـ في كتابه ( معاني القرآن وإعرابه 4 : 8 ) : (( روينا عن أحمد بن حنبل رحمه الله في كتابه كتاب التفسير ، وهو ما أجازه لي ابنه عبد الله عنه )) .
وقال ( 4 : 166 ) : (( ... وجميع ما ذكرنا في هذه القصة مما رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، وكذلك أكثر ما روينا في هذا الكتاب من التفسير ، فهو من كتاب التفسير عن أحمد بن حنبل )) .
ومن وصله الكتاب من تلاميذ عبد الله عن أبيه حجَّة على من انقطع عنه خبر هذا الكتاب ، والله أعلم .
---
أبو بيان
02-23-2005, 10:50 PM
وذكره ابن تيمية في منهاج السنة 7/97 ونسبه لأحمد, باسم كتاب: "التفسير".
---
أبومجاهدالعبيدي
02-28-2005, 08:33 AM
وهو مذكور كما لا يخفى عليكم في مقدمة ابن تيمية في التفسير : ( وأما النوع الثاني من مستندي الاختلاف، وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل، فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين ـ حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان؛ فإن التفاسير التي يذكر فيها كلام هؤلاء صرفًا لا يكاد يوجد فيها شىء من هاتين الجهتين، مثل تفسير عبد الرزاق، ووَكِيع، وعبد بن حُمَيد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم . ومثل تفسير الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، وبَقِيّ بن مُخَلَّد، وأبي بكر ابن المنذر، وسفيان بن عيينة، وسُنَيْد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي سعيد الأشج، وأبي عبد اللّه بن ماجه، وابن مردويه : ) ص69-70 بتحقيق عدنان زرزور
---
أبومجاهدالعبيدي
02-28-2005, 08:37 AM
جاء في مقدمة الدكتور حكمت بن بشير ياسين لموسوعته : الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
( ومن هذه التفاسير الموسوعية أيضاً:
1 – تفسير الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ت 241هـ .(1/1715)
وتفسيره ضخم حافل بمائة وعشرين ألف رواية، صرح بهذا الرقم أبو الحسين بن المنادي في تاريخه فيما رواه عنه القاضي أبو الحسين أبو يعلى حيث ذكر عبد الله وصالح ابني الإِمام أحمد فقال: "كان صالح قليل الكتاب عن أبيه، فأما عبد الله فلم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه أكثر منه لأنه سمع المسند وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفاً سمع منها ثمانين ألفاً والباقي وجادة..".[66]ونقله أيضاً الخطيب البغدادي [67]والذهبي [68]، وأبو موسى المديني في خصائص المسند [69]، وصرح بهذا الرقم ابن الجوزي[70].
وقد ذكر هذا التفسير ابن النديم [71]، وشيخ الإسلام ابن تيميه[72]، والداوودي[73]، ومحمد السعدي الحنبلي ت900 هـ[74]وحصل الروداني المغربي على إجازة روايته فذكره في ثبته ثم ساق إسناده إلى الإِمام أحمد ابن جعفر القطيعي عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه[75].
ولكن الإمام الذهبي أنكر وجود هذا التفسير فبعد أن ذكر قول ابن المنادي قال: "لكن ما رأينا أحدا أخبرنا عن وجود هذا التفسير ولا بعضه ولا كراسة منه ولو كان له وجود أو لشيء منه لنسخوه..."[76].
ويبدو أن الإمام الذهبي لم يحظ بجزء أو كراسة من تفسير الإمام أحمد علما بأن جزءا من تفسير أحمد كان موجودا في زمنه حيث نقله بنصه وفصه الإِمام ابن قيم الجوزية- وهو معاصر للذهبي وتوفي ابن القيم ت751 هـ أي بعد وفاة الذهبي بثلاث سنوات- فقال ابن قيم في بدائع الفوائد: ومن خط القاضي من جزء فيه تفسير آيات من القرآن عن الإِمام أحمد. ثم ساقه بأكمله في تسع صفحات [77]، إضافة إلى ذلك أن الحافظ ابن حجر أفاد من تفسير أحمد وصرح بنقله منه [78].
والحق أن تفسير الإمام أحمد لم يشتهر كشهرة مسنده الذي ذاع صيته في الآفاق وكثر قصاده إلى العراق. )
http://www.iu.edu.sa/Magazine/101-102/1.htm
---
فهد الوهبي
03-02-2007, 02:40 PM
قال ابن بدران :(1/1716)
( واعلم أننا نظرنا في أدلة الشرع وأصول الفقه وسبرنا أحوال الأعلام المجتهدين فرأينا هذا الرجل يعني الإمام أحمد أوفرهم حظا من تلك العلوم فإنه كان من الحافظين لكتاب الله عز و جل وقرأه على أساطين أهل زمانه وكان لا يميل شيئا في القرآن ويروي قوله صلى الله عليه و سلم أنزل القرآن فخما ففخموه وكان لا يدغم شيئا في القرآن إلا اتخذتم وبابه كأبي عمر ويمد مدا متوسطا وكان رضي الله عنه من المصنفين في فنون علوم القرآن من التفسير والناسخ والمنسوخ والمقدم والمؤخر في القرآن وجوابات القرآن والمسند وهو ثلاثون ألف حديث وكان يقول لابنه عبد الله احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس إماما والتاريخ وحديث شعبة والمناسك الكبير والصغير وأشياء أخر ).
المدخل لابن بدران : [ 1 / 104]
---
الجكني
03-02-2007, 03:21 PM
للعبد الضعيف ملاحظتان على هذا النص :
1-أي القراءات التي كان الإمام أحمد رحمه الله يقرأ بها ؟ أم أن له "اختياراً " خاصاً به ؟فإذا كان ذلك- له اختيار-كذلك فاختياره لم يصل إليناً مقروءاً به ،حيث إنه من كتاب "الكامل " للهذلي رحمه الله ،وقال عنه ابن الجزري رحمه الله :"ذكر له في الكامل اختياراً في القراءة إلا أنه ذكره من طريق عبد الله بن مالك عن عبد الله بن أحمد ،وعبد الله هذا لا نعرفه فإن يكن أحمد بن جعفر بن مالك فإنه معروف بالرواية عنه لا بالقراءة 0انتهة (الغاية :1/112)0
2-قول ابن بدران رحمه الله : وكان لا يميل شيئا في القرآن ويروي قوله صلى الله عليه و سلم أنزل القرآن فخما ففخموه وكان لايدغم شيئا في القرآن إلا اتخذتم وبابه كأبي عمر ويمد مدا متوسطا "يقال فيه :شيوخ الإمامم أحمد الذين ذكرهم ابن الجزري هم :يحي بن آدم ؛وهو من طرق شعبة عن عاصم ،2- عبيد بن عقيل وهو أخذ القراءة عن أبي عمرو 3-عبد الرحمن بن قلوقاوهو أخذ عن حمزة :وهؤلاء كلهم وردت عنهم "الإمالة "ولو في حرف واحد أو أحرف قليلة 0
الخلاصة :(1/1717)
أن هذا النص من وجهة نظر "علم القراءات " مضطرب جداً0
---
د. أنمار
03-03-2007, 03:30 PM
قلت ولم يذكره الإمام السيوطي ضمن مراجع الدر المنثور مع حرصه الشديد على مثله كما في المقدمة التي نشرها الدكتور حيدر والتي أمتعنا بها الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري كما في الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7514.
---
أبو حذيفة
03-03-2007, 11:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع عن تفسير الإمام أحمد رحمه الله ، بل لقد ذكرت بعض فهارس المخطوطات ذلك التفسير وأحالت على مكان وجوده ، وقد حاولت التحقق من ذلك حيث سافرت إلى ألمانيا وبحثت عن المكتبة المذكور فيها التفسير فلم أعثر لها على وجود فتيقنت أن ما ذكر غلط ، ثم زاد يقيني بعد أن رأيت تعليق الذهبي رحمه الله على ما أورده عن ابن الجوزي حيث قال : فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر .
---
ابن وهب
03-04-2007, 05:01 PM
ثبوت تفسير الإمام أحمد :من فوائد الشيخ مساعد الطيار حفظه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=548324#post548324
---
ابن وهب
03-04-2007, 05:16 PM
فائدة
(أن الحافظ ابن حجر أفاد من تفسير أحمد وصرح بنقله منه )
ابن حجر لم يطلع على كتاب التفسير للامام أحمد - رحمه الله
فإن قلت
: ما معنى ما جاء في كتاب تخريج الرافعي لابن حجر
فالجواب
في المشاركات 10 , 11 , 12
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=323997#post323997
---
(1/1718)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي أفضل طبعة لكتاب منهاج السنة؟
---
ما هي أفضل طبعة لكتاب منهاج السنة؟
---
أبو يعقوب
02-17-2005, 07:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي أفضل طبعة لكتاب منهاج السنة؟
ولكتاب فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
وكتاب الروض المربع
وكتاب إبراز المعاني من حرز الأماني
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
02-18-2005, 06:20 AM
ما هي أفضل طبعة لكتاب منهاج السنة؟ هي طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي حققها الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله . وهي الطبعةالوحيدة حسب علمي ، وربما قامت بعض دور النشر بتصويرها .
ولكتاب فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية . هي طبعة وحيدة أيضاً ، ولكن أعيد تصويرها وتعديل الآيات القرآنية بما في مصحف المدينة النبوية وقام بإصدارها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
وكتاب الروض المربع . أفضل طبعة هي طبعة دار القاسم بالرياض في ثمانية مجلدات .
وكتاب إبراز المعاني من حرز الأماني . الذي أعرفه أن لها طبعة وحيدة أيضاً قام بتحقيقها إبراهيم عطوة عوض ، وطبعتها مطبعة الحلبي بالقاهرة .
والله أعلم .
---
أبو يعقوب
02-18-2005, 05:31 PM
جزاك الله خير
وأشكرك على هذا الرد
كتاب منهاج السنة يقع في كم مجلد ؟
ومن حقق كتاب الروض الربع ؟
---
أبو يعقوب
02-18-2005, 06:36 PM
بعد كم يوم أنا مسافر مكة
ما هي المكتبات التي تنصحني بالذهاب إليها؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-18-2005, 08:17 PM
- مكتبة الرشد في العزيزية - طريق الطائف الهدا .
- مكتبة الباز من جهة باب العمرة بها كتب جيدة ورخيصة الثمن ، وكثير من مطبوعات جامعة أم القرى تباع هناك .
- مكتبة دار إحياء التراث في الزاهر بها كتب جيدة .
وهناك المكتبات التي عند بوابة جامعة أم القرى في العزيزية الشمالية مثل دار عالم الفوائد وغيرها .(1/1719)
وفقكم الله لكل خير.
---
أبو يعقوب
02-21-2005, 07:56 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
بس ما قلت لي من حقق كتاب الروض الربع ؟
وكتاب منهاج السنة يقع في كم مجلد ؟
الزاهر أين تقع ؟
وأنا بكرة مسافر
توصون على شيء؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-21-2005, 10:33 PM
أسأل الله لك التوفيق . الروض المربع بتعليقات الشيخ عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله. ومنهاج السنة لابن تيمية أظنه في سبعة مجلدات تقريباً.
وحي الزاهر أحد أحياء مكة المكرمة من جهة طريق المدينة المنورة . ولو سألت أي أحد هناك هداك إليه.
ونرجو لك التوفيق ولاتنسنا من دعوة صالحة وفقك الله .
---
عبدالرحمن العامر
02-23-2005, 02:54 PM
لو سمحتم لي بتصحيحات:
1-أن كتاب منهاج السنة يقع في 9مجلدات على الطبعة المذكورة.
2-كتاب حاشية الروض هو حاشية وإن لم يكن من ناحية الروض متميزاً من ناحية ضبط النص.....
3- مكتبة الباز وإن كانت توفر كثيراً من الكتب إلا أنها كما لا يخفى على مثلكم تجارية,
وطبعاتها غالباً من أسوأ الطبعات.
وجزاكم الله خيراً.
---
عبدالرحمن العامر
02-24-2005, 03:26 PM
السلام عليكم:
رأيت أمس في التدمرية طبعة جديدة, بتحقيق سالم, وهي بصف جديد, والورق نباتي.
ولكم مني جزيل الشكر.
---
عبدالرحمن الشهري
02-24-2005, 10:23 PM
شكر الله لكم أخي عبدالرحمن العامر على تصويب الخطأ ، وأرجو أن ينتفع به أخي أبي يعقوب. أما مكتبة الباز فكما تفضلتَ ، لكنك قد تجد بها نوادراً من المطبوعات لغيرها ومطبوعات جامعة أم القرى ، وأسعارها معقولة خاصة لذوي الدخل المحدود من أمثالي .
---
عبدالرحمن العامر
02-25-2005, 03:11 PM
طبعة منهاج السنة من إصدار دار الفضيلة في 4مجلدات, وهي فاخرة, بسعر120 ريال, بتحقيقات سالم رحمه الله
لكن العيب الوحيد هو أنها ليست المعتمدة عن أهل التحقيق فالمعتمد طبعة الجامعة.
ولكم مني جزيل الشكر
---
أبو يعقوب
02-27-2005, 01:46 PM
جزاكم الله خيرا(1/1720)
وأشكركم كل الشكر على هذه المساعدة
وأنا شريت كتاب منهاج السنة إصدار دار الفضيلة ب120 ريال
وأسأل الله أن يوفقنا ويوفقكم وأن يرحمنا برحمته الواسعة
---
(1/1721)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما حكم حضور الحفلات للقراء؟
---
ما حكم حضور الحفلات للقراء؟
---
أبو يعقوب
03-18-2006, 02:18 PM
السلام عليكم
هل يجوز حضور أو سماع الحفلات التي يقيمها بعض القراء؟
---
(1/1722)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الاستغناء في علوم القرآن للأدفوي(رحمه الله)
---
الاستغناء في علوم القرآن للأدفوي(رحمه الله)
---
محمود الشنقيطي
11-04-2006, 02:58 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه..
وبعد/
كنت وبعضَ الزملاء نتكلم حول مصنفات علوم القرآن,وما لم يزل منها مخطوطا,وذكر أحدهم أن الكتاب الذي عنونت به الموضوع (الاستغناء في علوم القرآن للأدفوي)أنه من أوسع ما كتب في علومالقرآن إن لم يكن اوسعها على الإطلاق,وأنه قام بتحقيق جزء منه بعض طلاب الدراسات العليا في الأزهر,وتبقت منه أجزاء كثيرة لم تبحث بعدُ,وأحببتُ أن أستفصل ممن كان على علم بحقيقة ما ذُكر سيَّما المشايخ الفضلاء في ارض الكنانة,وللجميع جزيل الشكر وخالص الدعاء
---
العبادي
11-04-2006, 08:20 PM
اختلف العلماء في تسمية هذا الكتاب، فسماه الذهبي في طبقات القراء وغيره: « الاستغناء في علوم القرآن » ، وسماه الحاج خليفة « الاستغناء في علم القرآن » ، وأغرب بروكلمان في عنوانه ، فقال : « الاستغناء أو الاستفتاء في علوم الدين »، وعموما فالكتاب مشتهر باسم: (الاستغناء في علوم القرآن) كما ذكر الأخ محمود -سلمه الله-.
وهو من الكتب المؤلفة في القرن الرابع الهجري الذي كثر فيه التأليف في علوم القرآن.
لكن الأهم في المسألة هو ما ذكره الداوودي في كتاب: (طبقات المفسرين) عند ترجمته للأدفوي حيث قال: "وله كتاب في تفسير القرآن سماه الاستغناء في 120 مجلدا صنف في 12 سنة"
وعلى هذا فالكتاب يُعدّ من كتب التفسير، لا من كتب علوم القرآن المصطلح عليها بهذا الاسم.
وفي هذا إشارة إلى ما اشتهر عند البعض من أن هذا الكتاب وغيره يُعدّ من أول ما ألف في علوم القرآن مجتمعة، بينما هو في الواقع كتاب تفسير.(1/1723)
وقد حُقق منه سورة الفاتحة مع دراسة للكتاب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
---
محمود الشنقيطي
11-04-2006, 10:01 PM
عفا الله عنك فقدأثرت في نفسي مكامن الشوق لرؤيتك أيها الشقيق الغالي,حفظك الله ورعاك أينما كنت,وحبذا لو تفضلت باسم الباحث الذي حقق سورةالفاتحة مع دراسةالكتاب,والرجاء بطلب الإفادة موصول لبقيةالأحبةوالمشايخ الفضلاء سيّما أبناء أرض الكنانة التي سمعت أنهم قاموا بتحقيق أجزاء منه...
---
المنصور
11-06-2006, 09:49 AM
لي قصة طويلة مع هذا الكتاب ، لعلي أسردها بشكل سريع ، وأطوي فيها مايقارب تسع سنين من معلومات متراكمة حول هذا الكتاب ، فأقول سائلا الله تعالى التوفيق والسداد :
( من يصدق أن كتاباً مثل كتاب الاستغناء للأدفوي يكون حبيس الرفوف حتى تاريخ اليوم ، والكتاب يعتبر في متناول اليد ، لقد قام فضيلة الدكتور الفاضل / عبد الله كحيلان بكتابة رسالته حول منهج الأدفوي في التفسير مع تحقيق سورة الفاتحة ، وبقيت الرسالة حبيسة رفوف قسم الرسائل في جامعة الإمام محمد بن سعود ، ومما أذكره حول الكتاب المعلومات التالية :
* الكتاب كتاب تفسير ، وليس كتاب علوم قرآن .
* استفاد الأدفوي من شيخه النحاس في تصنيف هذا التفسير ، ونقل عن كتاب المعاني له.
* الأدفوي على منهج أهل السنة والجماعة في مسائل الصفات ( كما هو عالق بذهني الآن ويحتاج الأمر لمزيد من الدراسة ) .
* للكتاب مخطوطة واحدة - حسب تتبعي طوال هذه السنين - ، خطها واضح ومقروء ، وهي مقسومة بين مكتبتين في تركيا ، وهي تمثل كامل الكتاب ، إلا أنه يوجد نواقص : حيث فقد جزء من الكتاب ، بالإضافة لكون بعض بدايات الأجزاء أو نهاياتها تنقص قليلا عن بعضها البعض وليست متصلة ومترابطة .(1/1724)
* للكتاب نسخة عند الدكتور عبد الله كحيلان وفقه الله تعالى عن النسخة التركية ، ولا أدري هل قام بتصوير مافي المكتبتين أم بعضه ، وعلى كل حال ، فقد اتصلت به أكثر من مرة راغباً أن أعمل على تحقيق الكتاب في الماجستير أو الدكتوراه ، فلم يتيسر الأمر لأسباب لاداعي لذكرها .
* الكتاب وإن لم نتمكن من تقديمه كرسائل جامعية ، فهو كتاب نفيس ، وينبغي نشره ولو كان مخطوطا ، وحسب الذاكرة : فهو شبيه بتفسير المهدوي من حيث التقسيم : فهناك لغة ثم معاني ثم ناسخ ومنسوخ ، ولعل هناك عنوانا للقراءات ، فاطلاعي على رسالة الدكتور كحيلان كان قديما .
آمل أن تكون في هذه الكلمات بعض الفائدة ، وأن يكون فيها الكثير من التشويق لإحضار هذا الكتاب ، وأستغفر الله العظيم .
---
(1/1725)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير ابن عطية ياهل التفسير ؟
---
تفسير ابن عطية ياهل التفسير ؟
---
الغرنوق
05-07-2004, 01:03 PM
السلام عليكم
اريد تفسير ابن عطيه على الشبكة
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
05-11-2004, 07:05 AM
أخي الغرنوق معذرة على التأخر في إجابتك .
تجد تفسير ابن عطية ضمن التفاسير
المدرسة - أهل السنة
في موقع مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي (http://www.altafsir.com/Tafasir.asp).
وفقك الله
---
(1/1726)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > برنامج القرآن الكريم ( قالون) برواية حفص عن عاصم
---
برنامج القرآن الكريم ( قالون) برواية حفص عن عاصم
---
شريف بن أحمد مجدي
08-20-2004, 08:39 PM
برنامج تستطيع من خلاله البحث عن أى آية في كامل كتاب الله برواية حفص
---
المنصور
08-26-2004, 03:13 PM
لعله التبس عليك ياأخي الأمر :
فالبرنامج اسمه قالون فقط ، وهو برواية حفص عن عاصم المعروفة ، هذه هي معلوماتي ، فإن كانت صواباً ، فيتعين تغيير عنوان المشاركة بسرعة ، لخطورة الأمر .
وجزاك الله تعالى خيراً .
---
شريف بن أحمد مجدي
08-27-2004, 03:00 AM
جزيت خيرا أخي الكريم فقولك هو الصواب وأرجو من الأخ الكريم مشرف المنتدي أن يقوم بتعديل المشاركة نظرا لمنعكم التعديل بعد مرور 60 دقيقة من وقت المشاركة وجزيتم خيرا
---
(1/1727)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المنظومة الحائية في السنة
---
المنظومة الحائية في السنة
---
أبو مهند النجدي
09-04-2006, 10:42 PM
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (5)
المَنظُومَةُ الحَائِيَّة في السُّنَّة
لِأَبِي بَكْر بْنِ أَبِي دَاوُد السِّجِسْتَانِيِّ
(230 ـ 316 هـ )
قرأها وقدم لها وعلّق عليها
هانئ بن عبد الله بن جبير
---
أبو مهند النجدي
09-18-2006, 05:52 AM
رابط من مكتبة مشكاة
http://www.almeshkat.net/books/open....t=10&book=2668
رابط من صيد الفوائد
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2813
---
نورة
09-19-2006, 04:40 AM
طيّب الله أيامك
---
(1/1728)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جامع التفاسير
---
جامع التفاسير
---
مصطفى علي
04-12-2006, 11:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أنا أعمل في مجال التحقيق منذ فترة طويلة وفي خاطري عدة مشروعات ، منها مصحف أحكام التجويد الذي نجز إلا بعض المراجعات ، كما أعمل كتاب النهاية في علم التجويد
وهو كتاب أدخلت جميع الكتب المطبوعة فيه وما زلت ، كما أدخل في جميع ما أقف عليه من بحوث دقيقة حديثة من على النت بعد بحث ما يزال بدرجة جيدة .
وإن من ضمن ما منَّ به الله علي من مشاريع ، كتاب (( جامع التفاسير )) .
فقد بدأت منذ فترة فيه وقد تحدثت مع إحدى دور النشر على طباعته ، وهو كتاب كبير .
والخطة المبدئية التي اقترحتُها وأسير عليها هي تقريباً نفس الخطة التي هدى الله إليها العضو الفاضل (( الفقير إلى ربه )) بعنوان هل يعتبر هذا الاقتراح حلما؟؟ والتي لم أقرأها إلا بالأمس على السريع ثم بتفكر اليوم صباحاً ، وقد فرحت بها كثيراً لتوافق الرغبة وطريقة التفكير والإحساس بالحاجة إلى ذلك التفسير الجامع الشامل .
والخطة المبدئية هي :
جمع كل تلك التفاسير المطبوعة حتى الآن في تفسير واحد ، آية آية ، كما يحاول إدخال ما يوقف عليه من مخطوطات لم تطبع .
مع تحقيق الأحاديث والآثار تحقيقاً علمياً مع الحكم عليها ، وذكر آراء العلماء السابقين في الحكم على الحديث وكذا المعاصرين مع النهاية في تحقيقها ، والبحث في العلل ، مع التعرض لموضوع الإسرائيليات .
كما يحقق التفاسير التي تتعارض مع بعضها البعض بحيث يضيق الخناق على الرأي البعيد ، ويظهر جلياً الرأي الصواب .
مع بحثنا ذلك من كتب الشروح والفقه والفتاوى .
وكذا الخوض في الناسخ والمنسوخ وتحقيق ذلك بحيث يظهر جلياً ما المنسوخ في ذلك من الناسخ .(1/1729)
مع ربط مواضيع التفسير بعضها ببعض [ هذه آية في سورة كذا تتكلم عن الكبائر ، وتلك أخرى تتكلم عن الكبائر في سورة كذا ، فنربط المواضيع ببعضها . كما سنربط بين الأمور الفقهية التي وردت في التفاسير مع قضايا الفقه في كتبها ، كما سنربط في أمر البلاغة بين ما كتب في شأن الآيات في كتب البلاغة ، مع الإشارة إلى الإعجاز العلمي وغيره من الكتب المتكلمة عن ذلك ، ثم الحديث عن الآيات التي يتعلق بها النصارى بأنها متناقضة أو ما يدعون فيها من أشياء . ثم يلي هذا المشروع ، مشروع تبعه وهو (( مختصر جامع التفاسير )) .
وطبعاً صفحات التفسير نجدها في صفحات النت والسديهات ، غير أنه مطلوب منَّا مراجعتها مراجعة دقيقة مع عدة نسخ مطبوعة ، كما سنقابل عدة أجزاء من تلك الكتب مع نظيرها من المخطوطات حتى يكون فيه توثيق ضمني لتلك التفاسير .
وعندي لجنة تُعد ذلك .
وفي نهاية جامع التفاسير ، وأيضاً المختصر سيعرض على هيئات علمية من ناحية التفسير ، النحو ، البلاغة ، الفقه ، الحديث ...
ويعقب هذا الجامع فهارس علمية منها الفهرس الموضوعي للقرآن الكريم
وهذه هي الخطة السريعة المبدئية لذلك الكتاب الذي نسأل الله أن يجعل رقابنا به خاضعة ذليلة فعسى أن يرضى به عنا . آمين
مع دعائكم لنا بالتوفيق والسداد
كما نرجو من الأخوة الكرام مزيداً من الاقتراحات
فهو كتابكم وهو بكم بإذن الله تعالى
وقد أجلت تحقيقي لشرح السنة للإمام البغوي لذلك الكتاب الكبير .
وأسأل الله العلي القدير أن يرشدني إلى الحق وأن يزقنا حسن الإنابة على ذلك .
كما أسألكم الدعاء .
منتدى أهل التحقيق والتصنيف (http://www.ahlaltahkek.com)
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2006, 12:32 AM
أخي العزيز مصطفى بن علي وفقه الله وأعانه
سرني كثيراً هذا الطموح العالي ، والهمة الوثابة في هذه الأعمال ، وأسأل الله ألا يحرمك الأجر والثواب .(1/1730)
وفي نظري أن هذه المشروعات العلمية ليست مجرد جمع وتنسيق فحسب ، فالأمر يحتاج إلى خبرة طويلة بالفنون (التجويد - التفسير) ، حتى يتمكن القائمون بالعمل من التفريق بين ما يبقى وما يستبعد من أقوال المفسرين . وتأمل ما قام به خلف بن أحمد السجستاني رحمه الله من محاولة استيعاب أقوال المفسرين السابقين والفنون المتعلقة بالتفسير حتى زمنه ، كيف ذهبت تلك التجربة ، ولم يبق لها ذكر في كتب التفسير ، ولا تكاد تجد أخبارها إلا نتفاً متفرقة في كتب التراجم ، وفي ظني أن من أسباب ذلك أنه عمل لم يؤسس على رؤية واقعية لاستفادة الناس منه ، حيث إن كبر حجمه حال بين الناس وبين نسخه والاستفادة منه على الوجه المطلوب ، ولذلك بقي في نسخته الأصلية حتى أدركه التلف ، وذهبت به العوادي ، وقد أشرت إلى هذا التفسير في مشاركة سابقة في الملتقى العلمي (1).
والذي أراه وفقكم الله ألا تتعجلوا في إظهار هذا المشروع (جامع التفاسير) حتى تستشيروا أهل العلم الثقات في منهجه ، وصلاحيته ، وإضافته الحقيقة النافعة لكتب التفسير المطبوعة ، حتى يؤتي ثماره بعد طباعته ، وحتى يشعر القارئ أنه في حاجة إليه حينئذٍ. حيث إن القارئ في زماننا قلت رغبته في القراءة في الكتب الطويلة ، واشتغل بغيرها من المختصرات والكتب الالكترونية والله المستعان.
أسأل الله أن يوفقكم ويسددكم في أعمالكم ، وأن يجعل أعمالنا وأعمالكم خالصة لوجهه الكريم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير خَلَفِ بن أَحْمد مَلِكِ سِجستان(ت399هـ): تَجرِبةٌ قَديِمَةٌ للتفسير الموسوعيِّ . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4988)
---
مصطفى علي
04-14-2006, 03:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
وبعد
الحمد لله الذي زين ملتقى أهل التفسير برجاحة عقلك وأدب قلمك وسعة صدرك وعلمك .(1/1731)
شيخنا الكريم إذا ما تكالب الغزو ، واشتدت الحاجة لفارس مغوار أو كتيبة مدججة لقيادة الوضع القائم فلا ينبري لذلك أحد . فنظر رجل مكبل بقيود ، قد قُلِّمَ ساعديه . فزاد النظر في الوضع فلم يجد من تقدم فاستعان بالله واصطنع راية وحملها بعضديه ، وتحامل أكباله . ونفض نعاساً وكبر ورفع رايته ، عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده ، بكتيبة أو بفارس مغوار ، أو بقلم منصور مؤيد ليحمل عنه حمالته فيسلم له الراية وهو في أشد حالات الاغتباط ، من تحمل أمانة إلى صاحبها وأهلها .
هذا حالي وحال (( جامع التفاسير )) .
فنحن في مصر لا نجد مؤسسة ترفع تلك الراية ، ومن الصعب إن لم يكن من المحال اتفاق مجموعة من الأخوة الأفاضل على التعاون لبناء هذا الصرح .
أما أنتم يا أهل بلد حرم الله تعالى وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم . فلديكم مؤسسات مزينة برجال يحبون خدمة العلم وينفقون عليه ابتغاء مرضاة الله مما أفاض عليهم الله من فضله ، ولديكم رابطة العالم الإسلامي وغيرها .
أقول لديكم هذا مع ما جعله الله فيكم من جامعات يترأسها أفاضل لهم من الفضل والعلم ما جعله الله فيهم .
فإذا وفقكم الله تعالى إلى رغبة تحمل هذه الراية ، وانتخبتم مجموعة من الدكاترة الأفاضل وطلبة كلياتهم ومجموعة من أهل الفضل للإنفاق على هذا العمل الضخم ، فذلك أفضل وكبير إخبات منكم لربكم وشكر نعمته التي أنعم عليكم . وها هي الراية يا أيتها الكتيبة الفاضلة المنتظرة لنصرة العلم .
فإن لم تتعاونوا وتأنسوا منكم جميعاً رشداً لهذا العمل .
فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليقم فارس مغوار أعلم بالحرب من غيره وأهل لتحمل محاولة إرضاء الله وشكره ، وليرفع هو الراية عزيزاً مكرماً محاولاً نيل رضاء ربه .
أما ألا ينبري لذلك أحد . فما على الفقراء المرهقين المكبلين بالأغلال إلا التكبير بصوت ضعيف عسى الله أن يرحمني .(1/1732)
أما قول فضيلتكم : (( وفي نظري أن هذه المشروعات العلمية ليست مجرد جمع وتنسيق فحسب ، فالأمر يحتاج إلى خبرة طويلة بالفنون ( التجويد – التفسير ) ، حتى يتمكن القائمون بالعمل من التفريق بين ما يبقى وما يستبعد من أقوال المفسرين )) .
زادك الله إمعاناً ورؤية . فنعم الرأي رأيك . وهذا أصعب جزء في المشروع . ولكن الله المستعان .
أما أمر التجويد فقد منَّ الله تعالى عليَّ بوضع مصحف أحكام التجويد الذي في مرحلة المراجعة ، والذي سأرسل لملتقاكم الحبيب بصفحات لأخذ رأيكم ورأي الأخوة الأفاضل فيه .
أما قول فضيلتكم : (( وتأمل ما قام به خلف بن أحمد السجستاني رحمه الله من محاولة استيعاب أقوال المفسرين السابقين والفنون المتعلقة بالتفسير حتى زمنه )) .
فالحمد لله الذي منَّ علينا بموافقة علماً سابقة في الرغبة .
أما قول فضيلتكم : (( حيث إن كبر حجمه حال بين الناس وبين نسخه والاستفادة منه على الوجه المطلوب )) .
فنعم سيكون حجمه غاية في الكبر ، إذ ستحقق جميع أحاديثه ، و .... .
ولكن الحاجة الضرورية لذلك مع ما منَّ الله به من طباعة أو برامج كمبيوتر ممكن تجعل هذا الأمر محفوظاً .
وأما قول فضيلتكم : (( والذي أراه وفقكم الله ألا تتعجلوا في إظهار هذا المشروع (جامع التفاسير) حتى تستشيروا أهل العلم الثقات في منهجه )) .
فنعم . بإذن الله هذا المشروع سيأخذ عدة سنوات من العمل المتواصل المتعارك مع الظروف المادية والحياتية التي تحاول إخبات تلك الراية ، غير من استعان بالله ، فالله معينه ، ومن استغنى بالله فالله مغنيه .
أما استشارات الجهات ، فقد خضعت له رقبتي من قبل إذ قلت في مشاركتي : (( وفي نهاية جامع التفاسير ، وأيضاً المختصر سيعرض على هيئات علمية من ناحية التفسير ، النحو ، البلاغة ، الفقه ، الحديث ... )) .(1/1733)
أما قول فضيلتكم : (( حيث إن القارئ في زماننا قلت رغبته في القراءة في الكتب الطويلة ، واشتغل بغيرها من المختصرات والكتب الالكترونية والله المستعان )) .
ففعلاً الله المستعان . وأهمية العمل لنفس الشأن ، أما أن يتمايل الناس عنه ، فلستُ عليهم بمصيطر .
أما الدعاء لنا في خاتمة رأيك إذ قلتَ : (( أسأل الله أن يوفقكم ويسددكم في أعمالكم ، وأن يجعل أعمالنا وأعمالكم خالصة لوجهه الكريم )) .
فهي زاد على الطريق ، شربة باردة حلوة لقلب ظمآن في رمضاء .
جعلك الله نبراساً لنا وزادك حرصاً وحلماً وعلماً .
ولا تنسنا من صالح دعائك .
أحوكم
مصطفى علي جعفر
منتدى أهل التحقيق والتصنيف (http://www.ahlaltahkek.com)
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2006, 04:28 PM
أخي الكريم . جزاك الله خيراً على جميل جوابك ، وحسن ظنك بأخيك.
وأسأل الله أن يمدك بالعون والتوفيق في هذه المشروعات العلمية ، والغرض الذي نصبو إليه هو الكمال الممكن ، وليس قدحاً في المشروعات الفردية . فكثير من الإنجازات العلمية التي ننعم بها اليوم كانت فردية ، وانظر إلى تهذيب اللغة للأزهري ، وكتب التفاسير الكبار ، وتأمل في كتاب (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) للدكتور محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله. وغيرها . فهي مشروعات فردية كتب الله لها القبول والنفع .
أعانكم الله وسدد خطاكم .
---
عبدالقادر
04-14-2006, 06:46 PM
أخي بارك الله فيك على هذا المشروع الرائع ولكن أخي ممكن أن تضع لنا وقت يصدرفيه الكتاب
وبامناسبة رأيت كتاب له نفس الفكرة في مكتبة المشكاة وهو كتاب جامع لطائف التفسير وقد سألت عنه في المنتدى لكن لم يجبني أحد عنه أبدا إذ لايوجد إلا جزء واحد منه في مكتبة المشكاة
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2356
---
عبدالقادر
04-15-2006, 07:23 PM
لماذا لم تجيبوني على السؤال يا أهل الخير
---
عبدالقادر
04-15-2006, 07:23 PM(1/1734)
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
---
عبدالقادر
04-15-2006, 07:25 PM
هذه المرة الرابعة يا أخوة
---
مصطفى علي
04-15-2006, 08:07 PM
سأحاول الوقوف على بقيته ، ثم إخبارك به إن شاء الله ، وهو كتاب من تصفح سريع كتاب جميل جداً .
أما بالنسبة لمشروع جامع التفاسير فهو كتاب ضخم إذ يجمع التفاسير مع تحقيقها من عدة أوجه
الحديث
الأثر
الأقوال المتعارضة في التفسير
البحث في كتب الفقه وشروح الحديث والبلاغة والنحو لمحاولة ترجيح قول عن قول
الخوض في الناسخ والمنسوخ مع ما ألف في هذا الباب
وعلى هذا قس
فأرجو من الله التوفيق ، أما عن المدة فلا أدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً
أهم حاجة الدعاء وعسى الله أن يأتي برحماته .
آمين
---
مصطفى علي
04-15-2006, 08:08 PM
فضيلة الدكتور الكبير / عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
جزاكم الله تعالى على حسن ردك .
وأحملك أمانة وهي : أن حضرتك دكتور في جامعة كبيرة يترأسها أستاذ دكتور فاضل ، ولك زملاء في الجامعة من عدة تخصصات ، كما أن لفضيلة الأستاذ الدكتور الذي يترأسها زملاء من أصحاب الفضيلة رؤساء الجامعات الأخرى .
والذين لن يعدموا وسيلة للاتصال بالأمراء أو المحسنين الذين يريدون الإنفاق على هذا الصرح الكبير .
أقول أذِّن فيهم بأهمية هذا الأمر وانتخبوا لهذا الصرح من بينكم لجنة ، وانتخبوا لها رئيساً ، ثم له معاونين ، ثم توزيع المتطلبات على الدكاترة الأفاضل ، ثم الأقل على طلبة الماجستير والدكتوراة بحيث أن كل من أراد رسالة ماجستير أو دكتوراة لفترة محدودة يكون فيما يخدم هذا الصرح ، مع تبرع من الأمراء وذوي الفضل ليكون هناك مبلغاً وراتباً لأعضاء هذه اللجنة ليتفرغوا لأعمالها .
فنأمل من هذا البلد الطيب أن يخرج نباته طيباً مثمراً ، فتكون من ثمراتها ذلك الجامع للتفاسير المحقق المراجع ، تفسيراً وحديثاً وبلاغة ، وإعجازاً و ....... .(1/1735)
فإن لن يفعلوا تكن إقامة حجة على أهل العلم أنهم اختاروا أعمالاً دون ذلك ، وتركوا الأخْيَرَ ، وأسأل الله أن يفعلوا ، ويتسلموا الراية .
والله الهادي إلى سواء السبيل .
---
عبدالقادر
04-15-2006, 08:20 PM
بارك الله فيك أخي على السؤال و أسأل الله أن ييسر لك
فأنا سأكون أول من يشتري هذا الكتاب ان شاء الله
.................. بانتظار اجابتك على الكتاب الاخر ...........
---
أبو فاطمة الأزهري
04-21-2006, 04:12 PM
جزاك الله خيراً أخي مصطفى على هذه الهمة العالية وأسأل الله أن يوفقك لكل خير ولتسمح لي أن أبدي ملاحظة بسيطة حول هذه الفكرة ألا ترى معي أن العلوم منذ فترة ليست باليسيرة قد بدأت في التضخم والتوسع والتشعب ؟ حتى إننا أصبحنا نرىكثيراً من الرسائل والأبحاث تتناول مسائل دقيقة جداً ربما لو لم يرها الناظر ما خطر على فكره أن يكتب فيها أحد بهذا التفصيل .هذا في مسألة دقيقة فما بالك بهذا العلم الضخم بما فيه من غث وسمين ؟ لا أظن أنني أبالغ إن قلت: إن هذه الفكرة على خلاف ما تسعى نحوه الخطوات العلمية ومع ذلك فلا أستطيع أن أنكر من جانب آخر هذه الخطوات العلمية الأخرى الموسوعية . لكن هناك فرق بين الشمول والموسوعية وبين التفرق شذر مذر في جوانب عدة من العلوم أرجو أن تقبل قولي بصدر رحب فلقد مرت علي مثل هذه الأفكار ولم يكن لها من نصيب الواقع إلا كما مر بالفكر . وفقنا الله وإياك لكل خير والسلام
---
عبدالرحمن الشهري
04-21-2006, 04:27 PM
وفقكم الله جميعاً ، ونسأل الله العون والتوفيق .
---
(1/1736)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إنما الصبر عند الصدمة الأولى
---
إنما الصبر عند الصدمة الأولى
---
shade torky
09-18-2004, 02:49 PM
الحمد لله ... مات ابني !!
الحمد لله ... مات ابني !
من يستطيع ذلك ؟
من يصبر عند الصدمة الأولى ؟
من يتصبّر فيقول عند نزول المصيبة وحلول الكارثة ( إنا لله وإنا إليه راجعون) .
قليل ما هم .
لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر ، فقال : اتقي الله واصبري . قالت : إليك عني ! فإنك لم تصب بمصيبتي ، ولم تعرفه فقيل لها : إنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين ، فقالت : لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى . رواه البخاري ومسلم .
هل تأملت العنوان ؟
الحمد لله ... مات ابني !
أهذا موطن من مواطن الحمد ؟
أيكون الحمد على المصيبة ؟
قال أبو سنان : دفنت ابني سنانا ، وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر ، فلما أردت الخروج أخذ بيدي ، فقال : ألا أبشرك يا أبا سنان ؟ قلت : بلى . قال : حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟
فيقولون : نعم .
فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ؟
فيقولون : نعم ، فيقول : ماذا قال عبدي فيقولون : حمدك واسترجع ، فيقول الله : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد . رواه الإمام أحمد والترمذي وهو حديث حسن .
وروى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيَّهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة .
فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحدٌ عطاء خيرا وأوسع من الصبر .(1/1737)
والتعزية مما يهوّن المصيبة .
مات ابنٌ لعبد الرحمن بن مهدي ، فجزع عليه جزعاً شديداً حتى امتنع عن الطعام والشراب ، فبلغ ذلك الإمام الشافعي فكتب إليه أما بعد :
فَعَزِّ نفسك بما تُعَزِّ به غيرك ، ولتستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك ، واعلم أن أمضى المصائبِ فقْدُ سرورٍ مع حرمان أجر ، فكيف إذا اجتمعا على اكتساب وزر ؛ وأقول :
إني مُعَزِّيكَ لا إني على طمع ***** من الخلود ولكن سُنّةُ الدينِ
فما المُعزِّي بباقٍ بعد صاحبه ***** ولا المُعزَّى ولو عاشا إلى حين
فكانوا يتهادونه بينهم بالبصرة .
حضر ابنُ السماك جنازةً فعزَّى أهلها ، وقال : عليكم بتقوى الله والصبر ، فإن المصيبةَ واحدةٌ إن صبر لها أهلُها ، وهي اثنتان إن جزعوا ؛ ولعمري للمصيبة بالأجر أعظم من المصيبة بالميت ، ثم قال : لو كان مَنْ جَزِعَ على مَيِّتِهِ رُدَّ إليه لكان الصابرُ أعظمَ أجراً وأجزل ثواباً .
تَعَزَّ فإن الصبر بالحرِّ أجمل .... وليس على ريب الزمان مُعَوّل
فلو كان يُغني أن يُرى المرء .... جازعا لحادثة أو كان يُغني التذلل
لكان التّعزي عند كل مصيبة .... ونائبة بالحُرِّ أولى وأجملُ
ومما يُخفف من وقع المصيبة أن يتأمل العبد في ذلك الميت :
فإن كان صغيرا فربما كان في موته خير له ولوالديه إذا احتسبا الأجر
وربما كان في موته خير لوالديه .
كيف ذلك ؟
تأمل قصة موسى مع الخضر – عليهما السلام – كيف قتل الخضر غلاما صغيرا حتى قال موسى : ( أقتلت نفسا زكية ) ؟
لكن ما خفي على موسى عليه الصلاة والسلام وأظهره الله للخضر هو حقيقة ذلك الطفل لو عاش .
قال عليه الصلاة والسلام : إن الغلام الذي قتله الخضر طُبِعَ كافرا ، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا . متفق عليه .
وهذا ما خشيه الخضر : ( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ((1/1738)
وهذا من لطف الله بعباده ، أن خلّص أبويه منه حتى لا يُرهقهما طغيانا وكفراً بالله ، بل أبدلهما خيرا منه وأزكى ، وقد ورد أنه سبحانه أبدلهما به وخلف عليهما جارية ولدت نبياً أو أنبياء .
فسبحان من بيده ملكوت كل شيء ...
كم في طيّات الأمور من ألطاف اللطيف الخبير ؟
وكم هي العِبَر التي سُتِرت عن العباد ...
ولو كُشِفت لهم حجب الغيب لعلموا علم يقين أن الله أرحم بالعباد من أمهاتهم .
ولأدركوا أن المصائب مِحَنٌ في طيّها منح ٌ.
وصدق الله :
( لا تحسبوه شراً لكم)
قواعد في تخفيف المصائب
1. أن تعلم أنه لا يحدث في الكون من تحرك ذرة أو هبوب نسمة إلا بعلم الله وقدره.
2. أن توقن بأن الله - تعالى - أرحم بك من نفسك.
3. أن تستيقن أن الله لا يريد لعبده إلا الخير والصلاح.
4. أن تعلم أن المحن في طياتها منح قال - تعالى - {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} (الشورى: من الآية19) وقال: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} (النساء: من الآية19) وقد فسروا اللطف في قوله - تعالى -: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} بأنه إخفاء الأمور في صور أضدادها:
اللطف إخفاء الأمور جاء في صور الأضداد كما ليوسفِ
صيره رِقاً لكي ينالا ملكاً وعزاً ربه - تعالى -
وقيل:
لا تكره المكروه عند حلوله*** إن العواقب لم تزل متباينة
كم نعمةٍ لا تستقل بشكرها*** لله في طي المكاره كامنة.
5. أن لا يغيب عن بالك أن مصائبنا بسبب ذنوبنا وتقصيرنا في طاعة الله: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى:30)، فأصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس.
6. واعلم أن المسلم رابح في كل حال: فما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا غمّ حتى وخزة الشوكة إلا كفر الله عنه به من خطاياه.(1/1739)
7. عليك أن تتذكر نعم الله عليك في نفسك خاصة، ومن ذلك أن تستحضر هذه النعم في جميع جوارحك واجل نظرك فيمن أصيب ممن حولك، كم يصرفون من الأموال ويذهبون من الأوقات وكم يسهرون ويتعبون في علاج أمراض، أنت في عافية منها.
8. تذكر من حولك من أهل المصائب الكبيرة والمشاكل المتعددة.
9. لا تنس أن الدنيا طبعت على كدر وأن من سره زمن ساءته أزمان.
طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها *** مستطلب في الماء جذوة نار
وقيل:
هي الأمور كما شاهدتها دول *** من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد *** ولا يدوم على حال لها شان
10. الزم الاستغفار فإن «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب»
والتوبة التوبة فهي بوابة الراحة والسعادة، يقول حبيبك - صلى الله عليه وسلم -: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» وقال الله - تعالى -: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} (هود: من الآية3) وقال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}.
11. الزم دعاء المضطر في هزيع الليل عند نزول الرب إلى السماء الدنيا {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (النمل: من الآية62) واعلم أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل.(1/1740)
12. واعلم أن الأصل في أهل الإيمان أن يبتلوا، قال الله - تعالى -: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} (الأنبياء: من الآية35)، {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} (العنكبوت:2)، {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} (التغابن: من الآية15) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التغابن:14). وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المرء على قدر دينه».
13. واعلم أنه قد تكون للعبد منزلة لا يبلغها بعمله فيبتليه الله - تعالى - بالمصائب وغيرها كي يبلغه إيّاها، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إن الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها».
جعلني وإياكم ممن يرضون بقضاء الله عز وجل وممن تتنزل عليهم الرحمة من ربهم .
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.
جمع وإعداد أم جويرية
موقع سحاب
brother
---
(1/1741)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أحسنُ ما كتب في "الشجرة" التي نهي عنها آدم عليه السلام؟؟
---
ما أحسنُ ما كتب في "الشجرة" التي نهي عنها آدم عليه السلام؟؟
---
الشيخ أبو أحمد
04-17-2005, 12:21 AM
ما أحسنُ ما كتب في "الشجرة" التي نهي عنها آدم عليه السلام؟؟
---
(1/1742)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صدر حديثاً ( تلبيس الجهمية لابن تيمية ) من مطبعة المصحف بالمدينة
---
صدر حديثاً ( تلبيس الجهمية لابن تيمية ) من مطبعة المصحف بالمدينة
---
أبو المعتز القرشي
01-17-2007, 11:16 AM
صدر كتاب تلبيس الجهمية لشيخ الإسلام ابن تيمية بتحقيق جديد - وهو رسائل علمية - وبإشراف الشيخ عبد العزيز الراجحي ، وطبع في مطبعة المصحف بالمدينة في طبعة راقية - كعادتهم - وخرج في 10 مجلدات : الأول الدراسة والأخير فهارس والثمانية تحقيق الكتاب . وهو بتقديم صالح آل الشيخ . وكعادة المطبعة الموفقة بإذن الله السعر الرمزي فسعر الكتاب هو ( 138 ريال ) .
---
أبو العالية
01-18-2007, 12:06 PM
الحمد لله ، وبعد ..
جزاهم الله خيراً ..
وهذا الكتاب سيكون صاعقة بحق على من جانب الصواب واغتر بالباطل .
ولكن ماذا تم بشأن الإتقان للسيوطي .
ألم يأن له الخروج .
---
(1/1743)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مراحل تطور مواقف قريش من القرآن الكريم – نظرة متكاملة
---
مراحل تطور مواقف قريش من القرآن الكريم – نظرة متكاملة
---
عبدالرحيم
12-26-2005, 02:15 PM
وهذا مثال عملي على أهمية ما تم بيانه من أهمية الترتيب في الرد المنطقي على المخالف..
انظر:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3576
مما يثير عاطفة العامي، ويفحِمُ عقلَ العالِم، يجمع بين الحقيقة العلمية والأسلوب السهل الذي يفهمه كل الناس.
وما سأذكرُهُ أدناه يقد يكون في ترتيبه أخذٌ وردٌّ، ولكن ما لايُدرك كله لا يُترَك..
وليكن في أذهانكم إخوتي من البداية، أن حوار الداعية مع المدعوين بشتى أصنافهم، يختلف عن الأبحاث المُحكَّمة!!!
هذه مشاركة قدمتها في أحد أندية الحوار الديني بتاريخ: 4/10/2004م تحت عنوان:
مراحل تطور مواقف قريش من القرآن الكريم – نظرة متكاملة
==============
عندما تناقش أحداً من غير المسلمين في أن قريشاً قد كُبتوا وبكِّتوا فلم يستطيعوا نقد القرآن الكريم .. تجده يسارع بالقول.. ( بل إنهم وصفوا القرآن بأنه كذب وأساطير الأولين .. الخ )
وهذا جزء من الحقيقة،، وليس الحقيقة كلها.
وإليكم بيان بعض من الإشارات على ذلك والأمثلة غيرها كثير:
1- لما جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة، لم يطالبه قومه بآية تدل على صدقه.
بل كانوا يستهزئون به ويسخرون منه... تصغيراً لشأن ما كان يدعوهم إليه .. واستهانة بدعوته.. فكانوا يعدونها سحابة صيف لا تستحق الاهتمام ( هذا غلام عبد المطلب يكلم من السماء !! ).
2- عندما بدأ صلى الله عليه وسلم يذكر عيوب آلهتهم وينتقد الشرك والمشركين ثارت حمية الجاهلية والغيرة على الآلهة.
فبدؤوا يطالبونه بالكف عن التعريض بآلهتهم.(1/1744)
ولما لم يجدوا منه مهادنة في هذه القضية العقدية الحساسة التي ألفوها عن أجدادهم، وعليها غالب أهل جزيرة العرب.
أخذوا يشكونه لعمه أبي طالب.. الذي حاول رد ابن أخيه فلم يستطع.. فتركه وشأنه.
3- حاول المشركون مراراً وتكراراً، ضاغطين عليه بواسطة عمه الذي كفله ( أبو طالب) فعرضوا عليه في بيت أبي طالب .. مساومة يسيل لها لعاب صاحب أي دعوة دنيوية..
عرضوا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يزوجوه ما شاء من جميلات العرب.. وأن يجمعوا له ما يرضيه من الأموال ... وأن يسوِّدوه عليهم ... كل ذلك مقابل أن يترك الدعوة إلى التوحيد، فلم يرض.
كن ملك العرب بلا منازع .. واترك الدعوة إلى التوحيد... يا له من إغراء.
4- تكرر نزول آيات القرآن الكريم المنددة بالشرك ، الداعية إلى التوحيد .. وازداد عدد المؤمنين بدعوة الإسلام.. فما كان من قريش إلا أن توجهوا إلى أبي طالب مرة أخرى يطالبونه بتسليم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لهم ، أو يكف عن دعوته .. فرفض ..
فقرروا زيادة الضغط النفسي عليه .. بأن يكون ثباته على الدعوة سبباً في شقاء عشيرته وأهله المقربين..فكان حصار المسلمين وبني هاشم في الشعب لمدة ثلاث سنوات.. مقاطعة اقتصادية واجتماعية قاسية لا سابقة لها في تاريخ العرب.. توفي على إثرها أبو طالب وخديجة .
5- ظنوا أن أمر محمد صلى الله عليه وسلم قد سهُل بعد وفاة زوجه وعمه.. فعادوا إلى أساليب الترغيب والترهيب وكرروها مراراً.
6- ومن ذلك : أنهم بعثوا أحد كبار السادة: عتبة بن ربيعة، إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عارضا عليه ثروة ضخمة ، وجاهاً لا يساويه فيه أحد من العرب ( مستغلاً وضع سيدنا محمد النفسي بعد وفاة أبي طالب وخديجة ) ، مقابل أن يترك الدعوة إلى الإسلام. فعندما قرأ عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم آيات من القرآن الكريم، أمسك عتبة بفم رسول الله مناشداً إياه أن يكف.(1/1745)
7- ظهرت صنوف العذاب ( الجسدي والنفسي ) لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، تحمل ألواناً مختلفة من التفنن في الأذى والتعذيب نوعاً وكماً.
فكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مثال الصبر الجميل، والقدوة في التحمل والثبات على المبدأ.
8- عندها ... بدأ المشركون بتعذيب المسلمين أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واستشهد عدد منهم بهدف الضغط النفسي على سيدنا محمد ليقبل عروضهم المغرية..
والتأثير على المسلمين للقيام بالثأر، مما يجعل لقريش مبرراً أن يسفكوا دماء أبناء عشيرتهم في البلد الحرام.
ولكن حكمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصبر المسلمين وانضباطهم، حرمهم من ذلك.
9- بدأت المساومات تأخذ منحىً جديداً...
عرضوا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبادة آلهتهم عاماً وأن يعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم آلهتهم عاماً .. فرفض.. ونزلت سورة الكافرون مؤيدة له.
" قُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ، وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ، وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ".
10- طلبوا منه كشرط لإسلامهم أن يزيل ما في القرآن الكريم من ذم للأوثان.
قال تعالى في سورة يونس: " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي? أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي? إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى? إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ".
11- طلبوا كشرط لإسلامهم ألا يجلس معهم أي فقير من فقراء المسلمين.... إلخ
12- كثرت طلباتهم التي طلبوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهادنهم ويقبل بما رأوه ( حلاً وسطاً )(1/1746)
كان هدف ما صدر عنهم من طلبات: عرقلة للدعوة عن سيرها الطبيعي ، وحرف لها عن الصراط ، كمحاولة لتضييع الوقت وإشغال الرسول والمسلمين في معارك جانبية ، دون مناقشة جوهر الدعوة ( التوحيد ).
فلو وافقهم لأي تنازل ( مهما كان عادياً لا يؤثر تأثيراً ظاهرياً في جوهر الدين ) لكان دليلاً على كونه طالب دنيا.. وسيسقط عندها في نظرهم.
ولكان دافعاً لهم أن يطلبوا المزيد.
13- طلبوا معجزات مفصلة على هواهم ، معجزات تحقق لهم أهدافاً دنيوية، تحقق لهم المزيد من الغنى والإخلاد إلى الأرض..
ولما كان كل ما سيصدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من معجزات مادية مؤقتة ( كما كان حال معجزات الأنبياء السابقين ) سيكون الرد الطبيعي عليها أن ذلك سحر مستمر..
خاصة وأن تهمة السحر إحدى التهم الموجهة إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أصلاً.. فعندها ستكون تلك المعجزات بمثابة إنقاذٍ لهم وطوق نجاة يتشبثون به للطعن فيه عليه الصلاة والسلام.
هنا تمثلت حكمة الله تعالى البالغة .. فقد جاءهم التحدي والإعجاز بما برعوا به وتفوقوا به على جميع الأمم.
من هنا بدأ التحدي بالقرآن المعجز... المعجزة الدائمة .. غير المادية .. التي لن تزول إلى قيام الساعة ..
وهنا كان بداية الإشارة إلى حمل القرآن بين دفتيه دليل صدقه ...
قال تعالى في سورة الإسراء: " قُل لئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَاذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ".
طلبتم معجزة ... تفضلوا ها هي المعجزة...
وبدأت نظرة المشركين إلى القرآن الكريم تأخذ بعداً جديداً...
14- وقفت قريش حائرة من هذا التحدي الذي صعقهم.. ماذا سيقولون .. كيف سيعارضون ..
هم أعلم العرب ـ بل أهل الأرض قاطبة ـ بما في القرآن الكريم من إعجاز بياني ..
هل سيغامرون بتأليف آيات تعارض آيات القرآن الكريم ؟؟(1/1747)
إنهم بذلك سيُسقطون كل هيبة بقيت لهم عند العرب.
وسيكونون أضحوكة تلوكها ألسن العرب وأشعارهم، ومسرحاً للهجاء العربي اللاذع.
وعندها لن يبق لهم أي احترام وتقدير لمكانتهم الدينية والاجتماعية التي تفاخروا بها وسادوا من أجلها كل العرب.
ولفاتهم فخرهم الذي عبّر عنه النهشلي بقوله:
إن الأكارم من قريش كلها ### قاموا فراموا الأمر كلَّ مرامِ
15- تعجَّبَ المشركون من فصاحة القرآن الكريم .. فصاحة ما عهدوها.. ولا يمكن أبداً معارضتها.. وكان عدد كبير من الناس يسلم بمجرد سماع آيات القرآن الكريم المعجز ..
فما كان منهم إلا أن تعاهدوا فيما بينهم ألا يسمعوا القرآن الكريم.
ولكن..........
القرآن الكريم أثار انتباههم ... وحرك مشاعرهم ... وبدأ يزيل الحواجز عن فطرتهم المغلفة بطبقة سميكة من الران ...
جاء في سيرة ابن هشام 2 / 156 :
" أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والأخنس بن شريق خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي من الليل في بيته. فأخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه، وكل لا يعلم بمكان صاحبه. فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا . فجمعهم الطريق، فتلاوموا وقال بعضهم لبعض: لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا. ثم انصرفوا .
حتى إذا كانت الليلة الثانية، عاد كل رجل منهم إلى مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة، ثم انصرفوا .
حتى إذا كانت الليلة الثالثة، أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود على ذلك ثم تفرقوا ".
16- استمر اضطرابهم في الحكم عليه :
- ساحر.
- كلا كلا : مجنون .
- لا بل : شاعر.
- أو من الأفضل أن نقول : كاهن.
- ما رأيكم بـ : قصص مسطورة ( مكتوبة ).... الخ.(1/1748)
17- صار القرآن الكريم حديث الناس في مكة .. ولا بد لهم من كلمة فصل قاطعة واحدة حول القرآن الكريم، يخاطبون بها أهل مكة والقادمين إليها من القبائل العربية للحج والتجارة.
جاء في تفسير ابن كثير 4 / 444 : " تداعوا فيما بينهم واجتمعوا في دار الندوة ليجمعوا رأيهم على قول يقولونه فيه قبل أن يقدم عليهم وفود العرب للحج ليصدوهم عنه فقال قائلون شاعر وقال آخرون ساحر وقال آخرون كاهن وقال آخرون مجنون.
كما قال تعالى: " انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ".
كل هذا والوليد يفكر فيما يقوله فيه ففكر وقدر ونظر وعبس وبسر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر ".
18- وبعد فشلهم في الحكم عليه حكماً قاطعاً يخاطبون به العرب دفاعاً عن دينهم وآلهتهم التي يتعصبون لها .. هربوا من التحدي لاجئين إلى أسخف حججهم.
محمد يأخذ هذا القرآن المعجز في بلاغته العربية من حداد رومي أعجمي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
قال تعالى في سورة النمل: " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَاذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ".
ولكم أن تشفقوا في حال قريش .. تلك كانت حجتهم ؟؟!!!
أ. هل من عيب أن يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حداد يعالج شيئاً من أمور الحياة الدنيا.
ب. هل تلك الفترة القصيرة جداً.. وفي السوق وبين الناس.. كافية لتعليمه هذا القرآن الكريم ؟
ج. هل عهد عن هذا الحداد أنه علم أحداً قبل النبي أو بعده ؟
د. هل رافق هذا الحداد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في كل أحواله ؟
هـ. متى كان ذلك الحداد يدرس الكتب ؟ ولو كان عالماً ذلك العلم الذي يدعونه ، لماذا اشتغل بالحدادة ؟ مع أن مهنة الكهانة تدر مبالغ طائلة أكثر ؟ متى سيكون للحداد وقت فراغ يعلم الناس فيه ويبث علمه الغزير ؟
و. ألم يكن الحداد أولى بثمار علمه من محمد ؟(1/1749)
ز. هل القرآن الذي أعجز قريش بفصاحته .. صدر عن هذا الحداد ذي اللكنة الأجنبية ( الأعجمية ) المعروفة ؟
ح. لماذا لم يكن ذلك الحداد من أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
ط. لم يُثبت التاريخ أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تلقى تعليماً ( أي تعليم ) على يد أي معلم ( عدا مَلَك الوحي ) قط .
ولم يرد في كتب التاريخ أنه صلى الله عليه وسلم لقي أحد علماء أي دين ، وحدثه عن دينه ، قبل إعلان النبوة.
19- ولما لم تجد تلك المزاعم صدى في أسماع العرب ( من مسلمين جدد، وباحثين عن الحقيقة ) لسخافتها كان الهروب الجديد من التحدي.
النبي الموحى إليه بشر مثلهم... " أبعث الله بشراً رسولاً " لماذا .. لماذا لم يكن من الملائكة ؟ أو على الأقل... كان حارسه الشخصي ملك.
قال تعالى في سورة الأنعام: " وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ ".
فرحمة بهم لم يكن النبي من الملائكة.. ولم يكن معه حارس منهم.
20- عندها اقتنعوا .. ثم عادوا وفكروا.. كيف ينتقدون شخص هذا النبي الذي كانوا يصفونه بالصادق الأمين.. وليس في سيرته أي عيب أخلاقي أو سلوك مشين.. بل نسبه أكرم أنساب العرب .. وهو لم ولا يشرب قطرة خمر .. لم ولا يرابي أبداً ... لم ولا يكذب كذبة واحدة ... لم ولا يسجد لصنم ....... أبداً لا قبل ذلك ولا بعده.
بل كانوا يستأمنونه على حوائجهم وهو النبي وهم الكفار... حتى قبيل الهجرة كما هو معلوم.
فكانت حجتهم...
ما قال تعالى في سورة الزخرف: " وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَاذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ".
إذن.. لم يطعنوا في أخلاق محمد .. ولا أهليته لحمل الرسالة من جنون وغيره... بل كان عيبه الوحيد .. أنه ليس أعظم شخصية ( بحسب مقاييسهم ) في مكة أو الطائف .(1/1750)
لا تَعْجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنْكِرُها ### تَجاهُلاً وهْوَ عَيْنُ الحاذِقِ الفَهِمِ
قد تُنْكِرُ العيْنُ ضَوْءَ الشِّمْسِ من رَمَدٍ ### ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماءِ من سَقَمٍ
21- لم تفد أي من تلك الوسائل في إثارة شك العرب والطعن في إعجاز القرآن الكريم، وصرف الناس عن التصديق بكونه وحي يوحى.
لقد كان للقرآن الكريم أشد التأثير في نفوس المدعوين.. فكان الحل الأخير .. أنهم تداعوا وتنادوا لعدم الاستماع إلى آيات القرآن الكريم.. ليمنعوا وصوله إلى آذان أكبر عدد ممكن من الناس.
قال تعالى في سورة فصلت : " وَقَالَ الذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَاذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ".
22- ثم بيّن الله عز وجل حال أولئك ( ومن سار على دربهم إلى يوم القيامة )..
قال تعالى في سورة الأنعام: " قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ".
صدق الله العظيم.
من هنا ... يظهر لنا..
- استحالة صدور هذا القرآن الكريم عن بشر.. وإلا لأمكن الإتيان بمثله.
- لم تطعن قريش بفصاحة القرآن الكريم .
- زيادة على ذلك.... اعترفوا بإعجازه ، وذلك عندما لم يعارضوه.
فنجد أن معارضة القرآن الكريم لم تظهر أبداً في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
لأن من تحداهم من قومه تهيبوا أن يعارضوه.
وخشوا أن يظهر عجزهم .. ويكونوا أضحوكة الجميع.
كانت قريش قبيل الإسلام.. أرقى العرب علماً وحضارة وفصاحة .. فكان شعراء العرب وبلغاؤهم يتحاكمون إليها ..
فانظروا إلى حال من دونهم وهم يتخبطون ذات اليمين وذات الشمال...
نزل القرآن الكريم ... فعرفت قريش حجمها... طلبت السلامة .. وعدم الفضيحة.(1/1751)
لم ينبس أهلها ببنت شفة .. وهم أشد الناس حمية إذا استُثيروا... فكيف إن كان النقد والتعريض يطال آلهتهم ( بالاسم ) .. وأقدس مقدساتهم .. ما توارثوه من عادات كانت ملح حياتهم اليومية: شرب الخمر ، الربا ، وأد البنات ... ؟؟!!
كل ذلك .. رضوا مهانة التبكيت .. خشية الفضيحة الأكبر ..
ولسان حالهم.. يتمثل قول امرئ القيس:
وَقَد طَوَّفتُ في الآفاقِ حَتّى ### رَضيتُ مِنَ الغَنيمَةِ بِالإِيابِ
أمر آخر..
لو كان محمد صلى الله عليه وسلم طالب دنيا.. لارتاح ووافق على رجائهم وكان أغنى العرب وأكثرهم جاها..
ثم استخدم ذلك كله لنشر الإسلام.
لو كان الإسلام على هوى محمد صلى الله عليه وسلم وطموحاته الدنيوية المزعومة،، لكان زعماء قريش وكبراؤهم هم الأحق بالعلو والكرامة والمنزلة من الأعمى ابن أم مكتوم رضي الله عنه.
ولو كانت قريش قد آمنت به من ساعتها .. لمات الإسلام بوفاة محمد صلى الله عليه وسلم ،،
ولما خرجت الدعوة خارج حدود مكة المكرمة .. بل ما تعدت حدود أحياء قبيلة قريش داخل مكة، وبيوت بني هاشم.. إلا قليلاً.
لأن الناس سيظنون أن تلك دعوة إصلاحية قبلية .. ذات أسباب دنيوية ،، أو ثورة اجتماعية خاصة بتلك العشيرة فقط.
ولقالوا: لولا عشيرته لما انتصر... ما الإسلام إلا دعوة عنصرية قبلية .. وما آمن معه الناس إلا بدافع العصبية العشائرية.
لقد كان موقف قريش من دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم آية من آيات الله..
وعلامة من أدل علامات النبوة..
لمن ألقى السمع وهو شهيد..
لمن نظر بعينين مفتحتين..
وفكر بما في رأسه..
سبحان الله ..
ألا يعلم من خلق
وهو اللطيف الخبير
---
(1/1752)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أصول قراءة الإمام أبي جعفر المدني أحد القراء العشرة رحمه الله تعالى
---
أصول قراءة الإمام أبي جعفر المدني أحد القراء العشرة رحمه الله تعالى
---
د. أنمار
06-25-2004, 12:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أكمالا لسلسلة أصول القراءات إمامنا اليوم أبو جعفر المدني أحد شيوخ الإمام نافع. نتعلم أصول قراءته على يد العلامة الضباع رحمه الله تعالى من كتابه: "الإضاءة في بيان أصول القراءة"، يشرح ذلك من طريق العشر الصغرى
وقبل الشروع أذكّر بما سبق من كلام الضباع إذ قال:
واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة ، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [ ] من زياداتي ، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم ذكره لشيء من ذلك.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة وقد أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته. وكل ما فيه [...] فهو إما إضافة مني أو خطأ مطبعي وكذا ما فيه ( أي ...) فهو من زيادتي لتوضيح عبارة أو تبيان إحالة.
وقد قمت بتمييز الخلاف بين الروايتين بتلوين ما انفرد به ابن وردان باللون الأخضر ، وابن جماز بالأصفر كما تراه هنا، ليسهل استحضار أصول كل رواية على حدة. أما ما اشتركا فيه فهو منسوب للإمام أبي جعفر وسيبقى على حاله في باقي الشرح.
========================
أصول قراءة أبي جعفر(1/1753)
هو الإمام أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، أول قارئي المدينة المنورة
وله راويان:
أحدهما، أبو الحارث عيسى بن وردان المدني الحذاء
وثانيهما، أبو الربيع سليمان بن مسلم بن جماز الزهري مولاهم المدني.
رويا القراءة عنه مباشرة. وابن وردان مقدم في الأداء.
والخلف بينهما يسير، ولذا عزوت إلى الشيخ بكماله
فقلت:
[باب الاستعاذة والبسملة ]
--
[باب الأصول الواقعة في سورة أم القرآن]
[هاء الضمير وميم الجمع]
قرأ أبو جعفر:
بضم ميم الجمع ووصلها بواو لفظية إذا وقعت قبل محرك وصلا فقط
[باب الإدغام الكبير]
وأدغم النون الأولى في النون الثانية من تأمنا على يوسف إدغاما تاما أي من غير روم أو إشمام.
[باب المد]
وقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل، وروي عنه أيضا مده ثلاثا، والعمل على الأول.
[باب هاء الكناية]
قصر هاء فيه مهانا بالفرقان.
وسكن هاء يؤده، ونؤته، ونوله، ونصله.
وكسر هاء وما أنسانيهِ، وعليهِ الله
وسكن هاء يرضه لكم من رواية ابن جماز ومدها من رواية ابن وردان.
وقرأ أرجه بكسر الهاء ومدها من رواية ابن وردان وقصرها من رواية ابن جماز
وروى ابن وردان ترزقانه بقصر الهاء
ويتقه بإسكان الهاء وأشبعها ابن جماز
[باب الهمزات]
[الهمزتان من كلمة]
وسهل أبو جعفر الهمزة الثانية من كل همزتي قطع اجتمعتا في كلمة واحدة. نحو: ءأنذرتهم، أئنكم، أءنزل بين الهمزة والحرف المجانس لحركتها وزاد قبلها ألف.
وزاد في أئمة إبدال الثانية ياء من غير زيادة ألف قبلها.(1)
وقرأ ما تكرر فيه الاستفهام نحو:
أءذا كنا ترابا أءنا ، بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني،
إلا أنه قرأ بعكس ذلك في سورة الواقعة والموضع الأول من الصافات
وقرأ:
قالوا أءنك لأنت يوسف بالإخبار
وءآمنتم في الأعراف وطه والشعراء
وءأن كان ذا مال بـ ن
وأءذهبتم طيباتكم في الأحقاف
وآلسحر إن الله سيبطله بالاستفهام
ويجوز على هذه القراءة في آلسحر ما يجوز في باب آلذكرين(1/1754)
ولا تدخل فيه الألف الفاصلة كما لا تدخل في ءآمنتم وءآلهتنا وزاد همزة مضمومة بعد همزة أشهدوا خلقهم مع إسكان الشين وسهلها على قاعدته
[الهمزتان من كلمتين]
وسهل أخرى الهمزتين المتلاصقين من كلمتين بين بين فقط إلا إن:
ضم الأول وكسر الثاني/ أو كسر الأول وفتح الثاني/ أو ضم الأول وفتح الثاني
فإنه يغير:
الأول من هذه الثلاثة بالتسهيل وبالإبدال واو خالصة/ والثاني بإبداله ياء خالصة فقط/ والثالث بإبداله واوا خالصة فقط.
وأبدل كل همز ساكن حرف مد من جنس حركة ما قبله إلا همزي أنبئهم ونبئهم فله فيهما التحقيق.
وأبدل همز رئيا وهمز رؤيا كيف وقع حرف مد مع إدغامه في مماثله.
وأبدل همز مؤجلا ونحوه واوا مفتوحة أي من كل ما كان فاء مفتوحة بعد ضمة لكنه اختلف عنه في يؤيد فأبدله ابن جماز وحققه ابن وردان
وقرأ:
ليبطئن ولنبوئنهم وقرئ وملئت واستهزئ وناشئة ورئاء وخاسئا وشانئك وبالخاطئة وخاطئة ومائة وفئة ومثنييها بإبدال الهمز ياء فيهن قولا واحدا وموطئا كذلك بخلف عنه.
وسأل بإبدال الهمز ألفا.
وقرأ بحذف الهمز [في]: متكا ومتكين وخاطين والخاطين والصابين والمستهزين ويطون وتطوها وتطوهم.
وبحذفه مع ضم ما قبله في: مستهزون ونحوه، من كل مضموم بعد كسر وبعده واو من غير خلاف في شيء من الروايتين،
إلا في [المنشؤن] فإن ابن وردان يحذف الهمز فيه مع ضم ما قبله أو يبقي الكلمة على حالها
وأبدل همز: جزءا وجزء وكهيئة والنسيء، حرفا متجانسا لما قبله مع الإدغام.
وسهل همز: أرأيت حيث جاء، إذا وقع بعد همزة الاستفهام، وهمز كائن، وثاني همزي إسرائيل، وهمز ها أنتم.
وحذف ياء اللائي وصلا ووقفا ثم سهل همزه في الوصل من غير روم وسهله في الوقف مع الروم وجاء عنه بداله ياء ساكنة وتعين حين الإبدال مده ست حركات لالتقاء الساكنين
وقرأ :
هزؤا حيث وقع وكفؤا في الإخلاص بالهمز [في] الحالين وزاد همزة مفتوحة في ربأت[في] الحج وفصلت
تنبيه:(1/1755)
ومعلوم أن كل حرف مد وقع قبل الهمز المسهل إذا كانا في كلمة واحدة ككائن، يجوز فيه المد والقصر والمد أرجح اهـ
--
[باب النقل]
وقرأ:
من أجل ذلك، في التوبة، بكسر الهمزة ونقل حركتها إلى النون قبلها.
وردءا في القصص بنقل حركة الهمزة إلى الدال مع إبدال تنوينه إلفا وصلا ووقفا.
وعاد الأولى بنقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها وإدغام التنوين في اللام. وهذا حكم الوصل، فإن وقفت على عادا وابتدأت بالأولى جاز لك الرجوع إلى الأصل وجاز لك النقل مع إثبات همزة الوصل ومع تركها والأول أرجح.
وروى ابن وردان النقل في: ملء بآل عمران، وآلآن كيف أتى.
ويجوز له [أي ابن وردان] في آلآن الواقعة في الإستفهام:
( المد طويلا نظرا للأصل،
( والقصر نظرا للعارض حالة الإبدال،
( والقصر فقط حالة التسهيل.
[باب السكت]
وسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواقعة في أوائل السور جميعها كألف ولام وميم من الم، وياء من يس.
[باب السكت على غير الهمز في الكلمات الأربع]
ولم يسكت على: (عوجا قيما،.ومرقدنا هذا، ومن راق، وبل ران)، وأدغم نون "من" و"لام" بل في الراء بعدهما.
[باب الوقف على الهمز]
--
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم الثاء والذال في التاء من لبثتم وأخذتم واتخذتم. سواء اتصلت بميم الجمع أم لا.
وأدغم الذال في التاء من عذت.
وأظهر الثاء عند الذال من يلهث ذلك.
والباء عند الميم من اركب معنا بهود.
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
وأخفى النون الساكنة والتنوين عند الخاء والغين،
ماعدا:
( إن يكن غنيا،
( وفسينغضون
( والمنخنقة.
[باب الفتح والإمالة]
وقرأ مجراها بفتح الراء من غير إمالة
[باب الراءات]
---
[باب اللامات]
---
[باب الوقف على مرسوم الخط]
ووقف على يا أبت حيث وقع بالهاء.
[باب ياءات الإضافة]
وفتح:
ياء المتكلم الواقعة قبل همز قطع
في ما عدا:
بعهدي أوف وآتوني أفرغ،
وما عدا:(1/1756)
أخرتني إلى أجل وذريتي يدعونني إليه وتدعونني إلى النار وتدعونني إليه وأنظرني إلى ويصدقني إني،
وما عدا:
أرني أنظر، وترحمني أكن، واتبعني أهدك ، وفاذكروني أذكركم، وتفتني ألا، وادعوني أستجب وذروني أقتل، وأوزعني أن أشكر
وقرأ بفتحها أيضا في:
عهدي الظالمين، ولنفسي أذهب وذكري إذهبا، وقومي اتخذوا، ومن بعدي اسمه، ومماتي لله.
وسكنها في:
معي، قبل غير الهمز، وما لي لا أرى، وما كان لي، معا، ومحياي، وبيتي مؤمنا، ولي دين، ولي فيها مآرب، ولي نعجة.
[باب الياءات الزوائد]
وقرأ:
إن يردن الرحمن، ويا عبادي لا خوف، وأن لا تتبعن أفعصيت، بياء ثابتة في حالي الوصل والوقف. لكنه يفتحها في الأول والثالث ويسكنها في الثاني.
وفما آتانِ، في النمل بحذف الياء في الوقف فقط.
وأثبت الياء وصلا في:
دعوة الداع، وإذا دعان، واتقون يا أولي الألباب، في البقرة/ ومن اتبعن، وقل خافون إن كنتم، في آل عمران/ وواخشون ولا تشتروا، في المائدة/ وقد هدان ولا أخاف، في الأنعام/ وثم كيدون فلا، في الأعراف/ وفلا تسألن، ولا تخزون، ويوم يأت لا تكلم، ثلاثتهن في هود/ وحتى تؤتون، في يوسف/ وبما أشركتمون، وتقبل دعاء، في إبراهيم/ ولئن أخرتن، وفهو المهتد، في الإسراء/ وفهو المهتد، وأن يهدين، وإن ترن، وأن يؤتين، وما كنا نبغ، وأن تعلمن، في الكهف/ والباد، بالحج/ وأتمدونن، في النمل/ واتبعون أهدكم، في غافر/ والجوار، في الشورى/ وواتبعون هذا، في الزخرف/ والمناد، في ق/ ويدع الداع، وإلى الداع، في القمر/ وإذا يسر، وأكرمن، وأهانن، في الفجر.
وأثبت ابن وردان فقط في الوصل ياء يوم التلاق ويوم التناد.
وهنا تمت أصوله ولله الحمد
=================(1/1757)
(1) وفي البهجة المرضية للضباع قال: فائدة، قال العلامة المتولي في الوجوه المسفرة: وقرأنا في أئمة لأبي جعفر بالتسهيل مع الإدخال والإبدال ياء من غير إدخال، ورويس بالتسهيل والإبدال، إلا أنه لم ينص على الإبدال لهما في الدرة، ونص عليه في الطيبة اهـ
يقول أنمار:
ويليه الإمام نافع برواية قالون إن شاء الله تعالى
ومن له اشتراكات في منتديات أخرى المرجو منه نشر هذه الدروس بين طلبة العلم، إحياء لعلم القراءات الذي هو أجل العلوم على الإطلاق لتعلقه بكلام رب العالمين، وفي المنتدى يجد أصول قراء الكوفة وقواعد القراءات بعمومها.
كما أذكر الإخوة بالإشارة لأي خطأ يرونه ليتم تصحيح ما يمكن قبل إنزاله كاملا خدمة لكتاب الله عز وجل
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
(1/1758)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
---
ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
---
الصفحات : [1] 2 3 4 5
---
حمل أحدث أرشيف لمنتدى الألوكة ... (2 ردود)
العدول في حروف المعاني مظهر من مظاهر الإعجاز البياني في القرآن "1" (0 ردود)
شرح التبصرة والتذكرة للدكتور ماهر الفحل كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
للتحميل: إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحي الدين درويش (0 ردود)
للتحميل: "اللآلئ الحسان في علوم القرآن" وكتب أخرى للمتخصصين (1 ردود)
حديث (خلقت محمداً من نوري) (1 ردود)
تقييم كتب من التراث (0 ردود)
هل أنصبة الزكاة من باب السياسة الشرعية؟؟ (0 ردود)
سيرة عثمان بن عفان للصلابي كتاب الكتروني رائع (2 ردود)
تحويل ملف ماكنتوش إلى وورد (12 ردود)
نشر كتاب: (كنز المعاني) للإمام شعلة. (1 ردود)
حمل أعداد مجلة معهد المخطوطات العربية PDF (9 ردود)
من يدلني على نماذج مصورة للمخطوطات المغربية الموجودة بالخزانات المغربية (1 ردود)
من يعرف شيئا على هذه التفاسير؟ (6 ردود)
بستان العارفين للإمام النووي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
حول "غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني" للشيخ أحمد بن إسماعيل الكوراني (11 ردود)
مخطوط فتح المقفلات للمخللاتي (1 ردود)
شخص يريد أن يبيع تفسيرا ب 10 آلاف دولار! (3 ردود)
آداب الزفاف في السنة المطهرة للألباني كتاب الكتروني رائع (1 ردود)
قرارات مجمع القاهرة المنشورة في موقعهم (1 ردود)
التسجيل الكامل للمنظومة الخاقانية أول مصنف فى التجويد (2 ردود)
جامع أحكام النساء للشيخ مصطفى بن العدوي (5 مجلدات) pdf (0 ردود)
مكتبة التفسير وعلوم القرآن المصورة التي رفعها الأخ الجليس الصالح بروابط مباشرة (20 ردود)
طلب معلومات حول مخطوط "التبيان في شرح مورد الضمآن" للإمام ابن آجطا الصنهاجي (1 ردود)(1/1759)
لاتحزن للشيخ عائض القرني كتاب الكتروني رائع (3 ردود)
المنهج اللغوي في تفسير ابن عطية الأندلسي (2 ردود)
..... من يشاركني الأجر ......... (2 ردود)
قالب البحوث والرسائل الإصدار الثامن (1 ردود)
الأنوار الساطعات لآيات جامعات أو البرهان المحكم في أن القرآن يهدي للتي هي أقوم (0 ردود)
حمل كتاب ابن حزم حياته وعصره - آراؤه وفقهه للشيخ (محمد أبو زهرة) (0 ردود)
حمل: (روضة التقرير في اختلاف القراءات بين الإرشاد والتيسير)، للديواني (2 ردود)
حمل: (جمع الأصول في مشهور المنقول)، للديواني (0 ردود)
حمل: (طوالع النجوم في موافق المرسوم في القراءات الشاذة عن المشهور)، للديواني (2 ردود)
حمل: (الإرشاد في القراءات)، لابن غلبون (4 ردود)
جواهر القرآن لأبي حامد الغزالي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
أبحث عن كتاب ( معيار اللغة ) (0 ردود)
هل طبع هذان البحثان حول (تاريخ علوم القرآن) (0 ردود)
هل طبع كتاب (هداية الإنسان إلى الاستغناء بالقرآن)، لابن عبد الهادي (0 ردود)
التسجيل الكامل لمنظومة ذات الشفا فى سيرة النبى و الخلفا للإمام ابن الجزرى (0 ردود)
كفاية المستفيد لما علا من الأسانيد لمحمد محفوظ الترمسي (منقول)pdf (4 ردود)
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (12) (2 ردود)
عمر بن الخطاب للدكتور الصلابي كتاب الكتروني رائع (1 ردود)
فوائد من مختصر المؤمل في الرد إلى الأمر الأول لأبي شامة المقدسي (9 ردود)
تحديث الشاملة 2.11 (6 ردود)
معاني القرآن للفراء كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
هل طبع أو نشر بحث الدكتور وسيم فتح الله عن الاختلاف في التفسير (2 ردود)
ما لا يعرفه الكثيرون عن ابن حزم رحمه الله ... (2 ردود)
أثر اختلاف المتون والأسانيد للدكتور ماهر الفحل كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
حمِّل : ( تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن ) 33 مجلد (0 ردود)(1/1760)
الدرر اللامعة في نصح فتاة الجامعة كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
بشرى : حمل التذكرة فى القراءات الثمان لطاهر بن غلبون pdfبتحقيقد/أيمن سويد (3 ردود)
حمل لأول مرة على الشبكة كتاب : وصول الأماني بأصول التهاني للسيوطى (5 ردود)
مراكز المخطوطات في العالم (3 ردود)
طبيعة الاختلاف بين القراء العشرة - رسالة ماجستير للتحميل (1 ردود)
مساعدة لبحث عن الرافضة وجذورهم التاريخية .. (3 ردود)
مجموعة من الكتب والبحوث (14 ردود)
الدرر النافعة في نصح شباب الجامعة كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
الظاهرية والنحو ... (13 ردود)
لأول مرة على الشبكة..معالم تجديد المنهج الفقهى نموذج الشوكانى (0 ردود)
لأول مرة على الشبكة..مراتب الإجماع موافقة للمطبوع ونسخة للشاملة (0 ردود)
رياض الصالحين تحقيق الدكتور ماهر الفحل كتاب الكتروني رائع (2 ردود)
هل سمعت بتفسير ( أبدع البيان لجميع آي القرآن ) للتَّلَّوي (2 ردود)
طلب مساعدة الإخوة الأفاضل (2 ردود)
المجلة الأحمدية بدبي والدكتور طه الخطيب..!! (8 ردود)
حمل : ( المعجم المفصَّل في شواهد اللغة العربية ( 1_ 14 ) هدية للمشرف العام (0 ردود)
حمل : تفسير القرطبي تحقيق مؤسسة الرسالة ( 1_ 24 ) (1 ردود)
أريد كتب مطبوعة عن المستشرقين (6 ردود)
حمل برنامج مجلة الجامعة الإسلامية (6 ردود)
في ظلال القرآن كتاب الكتروني رائع (2 ردود)
بشرى / حمل مجموع مؤلفات الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله [ مصورة pdf ] (0 ردود)
الرحيق المختوم كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
مجلة المجمع الفقهي الإسلامي ( 1 / 21 ) للتحميل (1 ردود)
كتاب « الرد على القرضاوي والجديع » في مسألة الغناء (17 ردود)
فقه النصر والتمكين للصلابي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
حمل : ( موسوعة شروح الموطأ ) بإشراف التركي (6 ردود)
سؤال عن وجود بعض الكتب المطبوعة في اختلاف المفسرين وقواعده (4 ردود)
البلاء أنواعه ومقاصده كتاب الكتروني رائع (4 ردود)(1/1761)
موقع معرض الكتاب الدولي بالرياض 9-19صفر 1428 (6 ردود)
أرجو المساعدة (0 ردود)
حمل كتاب « بيان تلبيس الجهمية » لشيخ الإسلام ابن تيمية الطبعة الجديدة (3 ردود)
حمل : ( الأقول الشاذة في التفسير ) نفيسة . (4 ردود)
حمل ( أسباب الخطأ في التفسير ) نفيسة جداً (0 ردود)
التسجيل الكامل للامية ابن القيم فى ذم الغناء و الصوفية (0 ردود)
حمل : ( الأداء الصوتي في العربية ) (0 ردود)
حمل : ( المناسبات وأثرها في تفسير القرآن الكريم ) (0 ردود)
حمل كتاب الوافى فى شرح الشاطبية للشيخ عبدالفتاح القاضى (3 ردود)
حمِّل : ( التفسير العلمي بين القبول والرد ) (0 ردود)
حمِّل : ( المنهج اللغوي في تفسير ابن عطية الأندلسي ) (3 ردود)
حمل ( أسباب النزول وأثرها في تفسيرالقرآن ) نفيس (1 ردود)
موسوعة الأديان والمذاهب كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
إعجاز القرآن الكريم عند شيخ الإسلام ابن تيمية (3 ردود)
رائعة محمود شاكر " القوس العذراء." (1 ردود)
حمل ( الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ) للدكتور سليمان القرعاوي (1 ردود)
دراسة لسقوط ثلاثين دولة إسلامية كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
مهم جدا جدا (1 ردود)
حمل كتاب(ترجمة شيخ القراء ابن الجزرى ) لمحمد مطيع الحافظ (2 ردود)
حمل الظاهرة القرانية لمالك بن نبي وبتقديم أبي فهر رحمها الله (3 ردود)
مشكل إعراب القرآن المنسوب لابن آجروم ، من مؤلفه ؟ (5 ردود)
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (11) (0 ردود)
من تراث المدرسة الغمارية..هل يجب البحث عن المعارض قبل العمل بالسنة الصحيحة؟ (0 ردود)
حمل ( الألفاظ المترادفة المتقابة المعنى ) للرماني (3 ردود)
الجامع لروابط الكتب الشرعية المصورة ضوئياpdf (0 ردود)
مجلة البيان (1 ردود)
صدر حديثاً ( تلبيس الجهمية لابن تيمية ) من مطبعة المصحف بالمدينة (1 ردود)
أبوبكر الصديق للدكتور الصلابي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)(1/1762)
أين أجد: التعريف والإعلام للسهيلي؟ (4 ردود)
سنن الدارمي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
قصيدة (زيادة المرء فى دنياه نقصان) التسجيل الكامل (0 ردود)
مقدمة كتاب الأسرائيليات فى تفير الطبرى (0 ردود)
كتاب الاعتصام للشاطبي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
هل تريد ( معجم القراءات ) للدكتور عبد اللطيف الخطيب ؟ (10 ردود)
صحيح كنوز السنة النبوية كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
التسجيل الكامل لألفية ابن مالك رحمه الله فى النحو و الصرف (4 ردود)
الجنة دار الأبرار كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
مقدمة في رياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم (0 ردود)
أعلى إسناد لرواية قالون عن نافع (2 ردود)
أحكام المجاهد في سبيل الله في الفقه الإسلامي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
سؤال:عن فتح القدير للشوكاني رحمه الله (5 ردود)
دراسات في أسلوب القرآن الكريم ، للشيخ عضيمة رحمه الله (1 ردود)
شروط لاإله إلا الله كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
التبصرة لابن الجوزي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
سؤال عن مجموع فتاوى ابن تيمية؟! (7 ردود)
معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة"رسالة دكتوراه" (2 ردود)
القرآن الكريم المصور .. كتاب إلكتروني (0 ردود)
مقام الرشاد بين التقليد والاجتهاد للعلامة فيصل آل مبارك ( حمِّله الآن ) (1 ردود)
السيرة الذاتية لصاحب مخطوط المجالس السنية (6 ردود)
دعوة لحضور ندوة عن المخطوطات (0 ردود)
سير أعلام النبلاء كتاب الكتروني رائع مع الروابط (3 ردود)
حملوا هذه الهدية من محبكم ( وسائل إبداعية في حفظ القرآن الكريم ) (7 ردود)
هل عُثِر على كتاب النظم للجاحظ ؟؟ (2 ردود)
كتاب : التغني بالقرآن - لبيب السعيد (3 ردود)
حمل مناسك الحج والعمرة للألباني-بصيغة pdf ...نسخة جديدة رائعة أول مرة يتم إنزالها (0 ردود)
التسجيل الكامل لنونية القحطانى (0 ردود)
نوازل الحج للشيخ د. عبد الله السكاكر (0 ردود)
عاجل جدا . (1 ردود)(1/1763)
ابن جزي ومنهجه في التفسير(الزبيري)PDF ..بشرى من المكنز (0 ردود)
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (10) (1 ردود)
قرأت لكم : من بلاغة القرآن الكريم . (0 ردود)
حقوق وواجبات شرعها الله للعباد للطرطوسي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
الأسماء والصفات للبيهقي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
حمل واستمتع بكتاب نظرية المعرفة ومناهج البحث عند ابن حزم (0 ردود)
التوحيد لابن خزيمة كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
طلب إفادة عن تحقيق كتاب (1 ردود)
المسجد الأقصى فضائل وتاريخ كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
حمل مختارات نادرة من مكتبة موقع الظاهرية (0 ردود)
حمل الأرجوزة المنبهة للإمام أبى عمرو الدانى على ملف وورد (3 ردود)
فتح الكبير في الأستعاذة والتكبير للشيخ الحصري (7 ردود)
طباعة الإعجاز البياني في تحولات التركيب (10 ردود)
حرمة المسلم على المسلم كتاب الكتروني رائع (5 ردود)
التعريف بكتاب (صحيح تفسير ابن كثير )للشيخ مصطفى العدوي (0 ردود)
الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني (2 ردود)
تحولات الأفعال في السياق القرآني وأثرها البلاغي (1 ردود)
الحجاب لماذا ؟ كتاب الكتروني رائع (1 ردود)
حمل: إفادة الباحثات من الإنترنت في الجامعات السعودية (0 ردود)
أحكام الجهاد وفضائله للعز بن عبد السلام كتاب الكترونئ رائع (0 ردود)
اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد- للدكتور أحمد خيري العمري (7 ردود)
الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد- للدكتور أحمد خيري العمري (0 ردود)
حول أفضل طبعة من شرح السنة؟ (1 ردود)
حكم قراءة الجنب للقرآن للشيخ سليمان العلوان (0 ردود)
أحكام المرأة الحامل (0 ردود)
الثبات عند الممات لابن الجوزي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
المخطوطات في لندن (1 ردود)
الدعاء كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
::قواعد معرفة البدع للشيخ محمد الجيزاني :: (3 ردود)(1/1764)
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (9) (0 ردود)
عمر بن عبد العزيز كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
طلب مساعدة في مجال تقنية إنجاز البحوث لا حرمكم ربي الأجر و الثواب (6 ردود)
كتب أثنى عليها العلماء (0 ردود)
المنهج القيم في قراءة كتب شيخ الإسلام وابن القيم أو هداية الطريق إلى المنهج العتيق (1 ردود)
بحث: حقيقة المعجزة وشروطها عند الأشاعرة - للشيخ الدكتور/ عبد الله بن محمد القرني (1 ردود)
(نسخة مصححة) إعراب القرآن الكريم للسيوطي كتاب الكتروني رائع رجاء حذف النسخة السابقة (3 ردود)
عودة الحجاب كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
مخطوطات الأزهر في متناول اليد (1 ردود)
لماذا يُمزق القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
رياضيات علاقات الآيات القرآنية (1 ردود)
قاعدة في الأموال السلطانية (0 ردود)
موسوعة الرواة... برنامج نادر...لأول مرة على الشبكة (1 ردود)
من نوادر مفردات القراءات (5 ردود)
الأنوار في شمائل النبي المختار كتاب الكتروني رائع (1 ردود)
ردع المجرم عن سب المسلم كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم كتاب الكتروني رائع (1 ردود)
((إنّا أنزلناه في ليلة القدر )) مقال للإمام أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهرى (0 ردود)
عشرون سببا للعتق من النار في رمضان كتاب الكتروني رائع (1 ردود)
حمل أرجوزة الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع لابن بري التازي (2 ردود)
حمل تفسير غريب ما في الصحيحين للإمام محمد بن أبي نصر الحميدى (2 ردود)
الشيخ الجليل عمر المختار كتاب الكتروني رائع (1 ردود)
جزء فيه تحرير الجواب عن ضرب الدواب (0 ردود)
الفوائد المحصلة من الصواعق المرسلة (0 ردود)
شرح القصيدة الميمية (0 ردود)
برنامج: كاتب الأعداد بالحروف العربية الإصدار الرابع (1 ردود)
التقييد والإيضاح لقولهم ( لامشاحة في الاصطلاح) (0 ردود)
منظومةٌ في وجوب التمسك بالكتاب والسنة (0 ردود)(1/1765)
منهج شيخ الإسلام في العبادة والتزكية (0 ردود)
القواعد العلمية في النقد عند شيخ الإسلام ابن تيمية (0 ردود)
كشف الستارة عن صلاة الإستخارة (0 ردود)
مئة فائدة حديثية من كتاب التنكيل للمعلمي اليماني (0 ردود)
فقه النصيحة (0 ردود)
بحث في اختلاف القراء وانفراداتهم (2 ردود)
خلاصة الأبحاث في شرح نهج القراءات الثلاث (1 ردود)
موقع ياباني.. ينشر مجموعة من مخطوطات علوم القرآن الشهر القادم (2 ردود)
المشكاة في تربية الصغار على الصلاة كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
لإثراء مكتبة الملتقى ومادةأعضائه العلمية (0 ردود)
قالب البحوث والرسائل الإصدار السابع (0 ردود)
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (8) (1 ردود)
عجائب الأرقام كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
أسانيد آية الرَّجم للشيخ حمد بن إبراهيم العثمان (1 ردود)
رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في التفاسير المطبوعة (0 ردود)
الأوهام الواقعة في أسماء العلماء والأعلام (0 ردود)
مفاتح تدبر السنة كتاب الكتروني رائع (2 ردود)
أحاديث الصيام المعلة للشيخ عبدالعزيز الطريفي (1 ردود)
أذكار الصباح والمساء رواية ودراية للشيخ عبد العزيز الطريفي (4 ردود)
أصول الشعر العربي..لديفيد صمويل مارجليوث ...ترجمة وتعليق ودراسة د.إبراهيم عوض (2 ردود)
منظومات للعلامة سليمان بن سحمان (3 ردود)
الأمثال في القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
مركز ودود للمخطوطات : حمل ما تريد من المخطوطات (1 ردود)
عمل اليوم والليلة لابن السني كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
مفطرات الصيام المعاصرة للشيخ نايف الحمد للتحميل (3 ردود)
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (7) (0 ردود)
كتاب د.محمد مندور بين أوهام الادعاء العريضة وحقائق الواقع الصلبة للدكتور إبراهيم عوض (0 ردود)
هديةالشهر الكريم..كيفية كتابة الأبحاث الشرعية بأسهل السبل وأبسط عبارة (1 ردود)(1/1766)
المدهش لابن الجوزي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
أضخم مكتبة إلكترونية (0 ردود)
زاد المسير؟ (1 ردود)
نبذة عن كتاب : معجم مؤلفات الحافظ أبي عمرو الداني (0 ردود)
بحث قيم جامع حول وجوب توحيد الأهلة، وتوحيد المسلمين في الصوم والإفطار، (0 ردود)
الرسول الأعظم لأحمد ديدات كتاب الكتروني رائع (2 ردود)
منظومة إبراهيم الإلبيري ومعها عنوان الحكم للبستي (1 ردود)
قذائف الحق كتاب الكتروني رائع (2 ردود)
بولس وأثره في النصرانية كتاب الكتروني رائع (1 ردود)
موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء كاملا في ملف chm واحد (4 ردود)
تربية الطفل في الاسلام كتاب الكتروني رائع (1 ردود)
(جديد) الكُليني وتأويلاته الباطلة للآيات القرآنية في أصول الكافي لـ د.الخالدي (3 ردود)
حمل لأول مرة على الشبكةالنظرية اللسانيةعند ابن حزم الأندلسي (0 ردود)
التسجيل الكامل لألفية السيرة النبوية الشريفة للحافظ العراقى رحمه الله (3 ردود)
كتاب : الظاهرة القرآنية (0 ردود)
إختلاف المفسرين أسبابه وآثاره (رسالة دكتوراه) (3 ردود)
مفاتح تدبر القرآن كتاب الكتروني رائع (2 ردود)
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى (2) (0 ردود)
كتاب ( سورة النورين ) والتي يزعم فريق من الشيعة انها من القرآن الكريم (1 ردود)
مصدر القرآن الكريم - د . ابراهيم عوض (0 ردود)
عصمة القرآن و جهالة المبشرين - د .ابراهيم عوض (0 ردود)
منهج سيد قطب في التفسير : الدراسة الإجمالية للسورة. (0 ردود)
منزلة الاستشهاد بالقرآن الكريم بين مصادر الاستشهاد النحوية (2 ردود)
حركة التأليف المعجمي في مفردات القرآن الكريم (2 ردود)
السّيُوطي إمام التفسير بالمَأثور في القَرن العاشر- د.وهبة الزحيلي (0 ردود)
مقدمة الراغب الأصفهاني مصورة عن نسخة قديمةبدار الكتب المصرية (2 ردود)
منظومة الزمزمي في التفسير (0 ردود)
الملعونون في القرآن والحديث الشريف (0 ردود)(1/1767)
سلسلة شرح منظومة الزمزمي في علوم القرآن للعلامة الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير (3 ردود)
(1/1768)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث تفصيلي في صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين
---
بحث تفصيلي في صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين
---
فرغلي عرباوي
04-01-2004, 02:19 AM
بحث تفصيلي في صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين
على هذا الرابط
http://www.quranway.net/dboard/showthread.asp?Lang=&forumid=26&threadid=2193
---
(1/1769)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هذا حقا كما يقال
---
هل هذا حقا كما يقال
---
ناصر السنة
05-31-2003, 10:06 PM
تفسير ابن عباس تنوير المقابس هل حقا هو كما يقال نسخه غير صحيحة
مع الملاحظ انه يباع في مكاتبنا
---
أحمد البريدي
05-31-2003, 11:03 PM
نعم شكك بعض الباحثين في نسبته إلى ابن عباس ومنهم د. الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون 1/81 ولو نظرنا إلى الكتاب وقارناه بماروي عن ابن عباس في مصادر التفسير المعتبرة فإنك لن تطمئن إلى نسبته إليه وعلى سبيل المثال عند تفسيره البسملة قال : بسم الباء بهاء الله وبهجته وبلاؤه وبركته وابتداء اسمه باري , السين سناؤه وسموه أي ارتفاعه وابتداء اسمه سعيد سميع .....
بالإضافة إلى ان الكتاب قد روي كله من طريق واحد هو طريق السدي الصغير عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس وهذه سلسلة الكذب عند أهل العلم .
لكن هل يستفاد من الكتاب :
الجواب نعم يستفاد منه لكن لا ينبغي نسبته إلى ابن عباس مع ما قدمنا والله أعلم .
---
(1/1770)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو الإفادة مأجورين،،
---
أرجو الإفادة مأجورين،،
---
يزيد الصالح
02-28-2007, 07:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أرجو الإفادة في ترجمة / محمد بن عوض بن منصور بن عباد بن منصور اللخمي الشافعي،،
وهو كاتب لمخطوط أقوم بتحقيقه، وقد بحثت عن ترجمته فلم أعثر عليها،،
وجزاكم الله خيراً
---
د.أحمد شكري
03-02-2007, 11:20 AM
ألم يذكر تاريخ كتابته المخطوط فهذا يساعد ويضيق دائرة البحث
كما أن عددا غير قليل من كتبة المخطوطات هم من النساخ الذين كانوا يعيشون من وراء هذه المهنة فلم يكونوا من المشاهير أو من أهل العلم ولذا قد لا تجد ترجمة لأحدهم في كتب التراجم.
---
أيمن صالح شعبان
03-02-2007, 11:33 AM
السلام عليكم أخي الحبيب يمكنك مراجعة كتب الأنساب والطبقات للشافعية للسبكي أو الأسنوي قد يساعدك نوع الخط وطبيعته على الاهتداء لمعرفة الفترة الزمانية التي كان يحيى بها إن لم يكن التاريخ مدون كما ذكر فضيلة الدكتور أحمد شكري ربما وجدت وسأحاول البحث لك عن ترجمته
---
يزيد الصالح
03-02-2007, 07:43 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم،،
وقد ذكر أن الانتهاء من نسخ المخطوط كان في سنة خمس وسبعمائة للهجرة،،
وقد بحثته في كتب الطبقات ولم أجده،،
وعلى فرض أني لم أجده فما هو العمل؟ هل أذكر أني لم أقف على ترجمته وأكتفي بذلك،،
أفيدوني مأجورين،،
---
أبو بيان
03-02-2007, 09:14 PM
معرفة عين الكاتب مفيد وليس بضروري, فلا يؤخرك هذا كثيراً, واشتغل بما بعده.
---
يزيد الصالح
03-03-2007, 06:17 PM
جزاك الله خيراً أخي أبو بيان،،
---
(1/1771)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > من ينصف التفسير من الإعجاز العلمي؟
---
من ينصف التفسير من الإعجاز العلمي؟
---
أبو بيان
05-16-2005, 02:44 AM
هذا شجنٌ من شجون, اعتمل في نفسي بعد أن شاهدت كامل حلقة "ساعة حوار" في ليلة الأحد 7/4/1426هـ, وكانت مع الأستاذ الدكتور: زغلول النجار وفقه الله وسدده, بعنوان: شبهات حول الأعجاز العلمي في القرآن الكريم, وبعد استماعي لحديث الدكتور زغلول في النصف ساعة الأولى أطلَّ الدكتور: مساعد الطيار حفظه الله بأول مشاركة هاتفية حول الموضوع, واستمرت قرابة ربع ساعة في اثني عشر نقطة واضحة, وأقف هنا لأنتقل إلى بضع وقفات حول هذا الموضوع:
الوقفة الأولى:
كرر الدكتور النجار عبارة: (لا يمكن فهم الآيات الكونية في القرآن الكريم باللغة وحدها) أكثر من خمس مرات, وقال أخرى: (اللغة وحدها ليست كافية لفهم النص القرآني في الآيات الكونية), وهنا أتسائل:
- هل الآيات الكونية في القرآن من كلام الله الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين؟ الجواب: نعم - ولا شك-.
- فإن كانت كذلك فهل نستطيع فهم ما عدا الآيات الكونية في القرآن الكريم بلغة العرب؟ الجواب: نعم - ولا شك-.
:: فإذا كانت الآيات الكونية نزلت بلسان عربي مبين,
وما عداها من القرآن نزل بلسان عربي مبين,
والذين نزل عليهم القرآن هم أهل هذا اللسان العربي المبين,
فكيف ينفي الدكتور فهم من نزل عليهم القرآن, وبلسانهم خاطبهم الله, لهذه الآيات القرآنية الكونية؟
هذا التفريق بين الآيات الكونية في القرآن وبين غيرها تحكمٌ لا يخفى اختلاله, ويُطَرِّقُ لأهل الرأي - ولأمرٍ ما سمَّاهُم السلف: أهل الأهواء- تناول هذه الآيات بعيداً عن منهاج التفسير القويم من لدن الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم من أهل التفسير.
الوقفة الثانية:(1/1772)
أخشى أن يكون أحد دوافع هذا الإطلاق السابق: أن تفاسير السلف لهذه الآيات القرآنية الكونية بحسب لغتهم وفهمهم, لا تتناسب مع الحقائق العلمية التي يُرَاد تنزيل الآيات القرآنية عليها, فبقي القائل لهذا الأمر بين أمرين عسيرين:
- إما أن يتناول هذه الحقيقة العلمية بعيداً عن القرآن الكريم, وهذا ما لا يريده أبداً, لأنه سماه (الإعجاز العلمي في القرآن), ولديه خطوات مهمة بعد إثبات هذه الحقيقة في القرآن.
- وإما أن يعيد فهم هذه الآيات القرآنية الكونية بما يتوافق مع الحقيقة التي تنتظر عنده استخراجها من القرآن, ولن يكون ذلك عندما يبقى مُحاصَراً - في نظره - بين فهم السلف وأقوالهم التي لا تخرج عن لسان العرب الذي نزل به القرآن, فيتعين عليه إعلان هذه القاعدة الممهدة للإعجاز المزعوم.
ثم لا أدري لماذا يُصِر الدكتور حفظه الله على جعل الإعجاز العلمي شيئاً آخر غير التفسير؟
لعل لعلم التفسير شروطاً وضوابط تعيق سَيْلَ الحقائق العلمية التي لا بد من استخراجها من القرآن الكريم, فليكن الإعجاز العلمي شيئاً آخرَ غير التفسير, ينطلق من قاعدة أن القرآن كتاب هداية وإعجاز, ولا يعول على اللغة كثيراً, ولا إشكال عنده في العبث بالسياق أو الإعراض عنه بالكلية, وغير ذلك مما سافر فيه الإعجاز العلمي عن مناهج التفسير مسافة أعوام.
الوقفة الثالثة:
قد لا ندرك خطورة تجاوز الأصول المنهجية الشرعية عند تفسيرنا للآيات القرآنية, فنسارع في فَرَحٍ بتنزيل الآيات القرآنية بصورة أو بأخرى على الحقائق العلمية لتحقيق مصالح شرعية لا يعجزنا عدها, ولكن ما النتيجة؟
لو قلت لكم:(1/1773)
(يوجد في القرآن الكريم- أي من الآيات الكونية- ما لم يُفَسر تفسيراً صحيحاً إلى الآن), و قلت: (حتى نفهم هذه الآيات فهماً صحيحاً لا بد من مراجعة الحقائق العلمية الحديثة), لاستعظمتم قولي ونسبتموه إلى الجهل بعلم التفسير وقلة الفقه فيه, وحق لكم ذلك, غيرَ أني لا أجرؤ على التفوه بذلك لمَا فيه من تجهيل الصحابة, ومن بعدهم من علماء الأمة ومفسريها.
وللأسف فإن العبارة الأولى نص كلام الدكتور النجار, والثانية معناه الذي يشبه النص.
فإن سألتم عن الأصل الشرعي المنهجي الذي تجاوزه الدكتور هنا, فالجواب هو: ما أجمع عليه العلماء والأئمة من أنه:
لا يجوز إحداثُ قول ثالث في تفسير آية اختلف السلف فيها على قولين. لما في ذلك من نسبة الجهل العام إليهم, وزعم خروج الحق عنهم, وأن الأمة عملت في تلك القرون بخلاف الصواب, وغير ذلك من المحاذير الظاهرة.
وهنا أسأل الشيخ بأدب وأقول: هل يخرج الصواب عن أقوال السلف في تفسير آية قرآنية كونية أو غير كونية؟
الوقفة الرابعة:
قال الدكتور وفقه الله: (لم يشأ الله أن يفزع العقلية البدوية بما لا تحتمله من القضايا الكونية).
وهل سيتحدى الله أبا جهل والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف بما لم يسمعوا به من هذه الحقائق؟
لو كان ذلك لوجدوا خير سبيل للطعن في القرآن وتكذيبه؛ لما فيه مما لم يسمع به أحد من العالمين في وقتهم.
فالمسألة إذاً ليست رأفة بالعقلية البدوية, وإنما ليقوم التحدي على أصل عادل صحيح.(1/1774)
والذي يفهم من عبارة الدكتور هذه أن الله لم يشأ أن يتحدى المشركين زمن نزول القرآن بهذه القضايا الكونية؛ لأنهم لا يعرفونها. أقول: ما زال أكثر المسلمين والمشركين اليوم جاهلين بهذه القضايا الكونية, ولا يعلمها إلا القلة من المتخصصين فيها, فكيف يقع الإعجاز والتحدي في هذا الزمان بما لا يعرفه أكثر أهله؟ إن عبارة "الإعجاز" التي تذكر في هذا المقام أكبر بكثير من استخدام الدكتور لها, والواقع أن هذا النوع من الإعجاز الذي يسميه الدكتور" الإعجاز العلمي" في حقيقته إعجاز غيبي يظهر فيه مع الأيام ما كان غائباً عن الإنسان في زمن من الأزمان.
الوقفة الخامسة:
قال الدكتور: (القرآن معجز في كل زمان ومكان).
وهي عبارة جليلة محترمة, غير أني أقول لشيخي الكريم:
ما لم يكن معجزاً في ذلك الزمان لا يكون معجزاً الآن,
والذي أعجزهم في ذلك الزمان هو ما نبغوا فيه إلى الغاية, وتاهوا فيه على الأمم, وهو هذا اللسان والبيان, فنزل القرآن بالبيان المعجز, على أمة بلغت الغاية في التفنن في خطابها, فبهرها وأعجزها, وأسلمت إليه واستسلمت, ورأت هذا الإعجاز مبثوثاً في كل سورة منه.
فإن قيل: أبا بيان: هل تنفي هذه الحقائق العلمية الموجودة في القرآن؟
قلت: وهل يلزم أن نستخرجها من القرآن حتى تكون حقائق علمية؟
وهل كل حقيقة علمية ذكرت في القرآن مُعجزة؟
وهل أتجاوز فهم السلف لكلام الله لأفسر الآية تفسيراً عصرياً أستخرج منه حقيقة علمية؟
وأزيدك فائدة فأقول:(1/1775)
إن من يُحِس همساً, أو يسمع ركزاً, ليدرك أن من وراء هذا السؤال نفساً مهزومةً, رأت كيف أخذت الأمم بحظها من هذه العلوم, فارتقت بها وتصدرت, وأمته قابعة تدور في مكانها إن كانت تدور, فرجع يائساً من نيل تلك الحقائق كما ينبغي أن تُنال, وكما نالها أولئك الذي أخذوا بسنة الله فيها, وأخذ في انتزاعها من القرآن بحق وبدون حق, ليقول للعالم: لا جديد عندكم عَمَّا في القرآن. ولو صدق لقال: لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا ما دامت في القرآن؟!
أخي الكريم, لقد أخطأنا الطريق, فحين كان الواجب أن نفهم القرآن كما فهمه أهل العلم من سلف الأمة وأتباعهم, ثم نأخذ بأسباب القوة حيثما كانت وبكل سبيل, تركنا أسباب القوة وسُنَنَها الحسية, وخالفنا فهم الأوائل لكلام الله؛ لنستخرج منه - بعد لَأيٍ شديد- حقيقةً علمية أبلاها الزمان, وصارت من سقط متاع القوم, ومُباح حديثهم.
لماذا يُصِرَُ البعض على إخراج كُلّ شيء بكُلّ سبيل من القرآن؟
هذه مسألة أخرى ذاتُ شجون, وطريقها طويل, ولست لها الآن وقد:
شكى إليَّ جملي طول السُّرى ** يا جملي ليس إلي المشتكى
صبراً جميلاً فكلانا مُبتلى
الوقفة السادسة:
يصر الدكتوركثيراً على عدم التعارض بين الآيات القرآنية, والحقائق الكونية, ويقترح ويرجوا من علماء التفسير أن يشاركوا ويحضروا مؤتمرات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
وأقول: لاعلاقة لكلا الأمرين السابقين بموقف علماء التفسير المخالفين لهذا التجاوز في تفسير الآيات, فأهل التفسير أكثر الناس إدراكاً لتوافق الآيات القرآنية مع الحقائق الكونية, كما أنهم يعرفون أين يضعون دراسات هذه المؤتمرات؟ ومتى يأتي دورها؟ وكيف يستفيدون منها؟
ولم يغب عنهم بحمد الله فهم شيء من كلام الله حتى ينتظروا فهمه من هذه المؤتمرات.
الوقفة السابعة:(1/1776)
للأسف لم يُجِب الدكتور على اثني عشر إيراداً وملاحظة على هذا الموضوع ذكرها الدكتور مساعد وفقه الله, وقد تعرض لأول فقرة منها إجمالاً, ثم أراد المقدم استعراضها واحدا واحدا فأراحه الدكتور بقوله: أنا أخالف الدكتور مساعد ولا أوافقه في كل ما قال. فتركها المقدم ومضى. وكنت أتمنى من الدكتور الإجابة عليها تقديراً لتساؤلات أهل التفسير في هذا الموضوع, والتي أجاد الدكتور مساعد في عرضها.
الوقفة الثامنة:
من العبارات الجميلة التي ذكرها الدكتور النجار عبارتين:
الأولى قوله: (المقصد الأهم من الإعجاز العلمي حُسن فهم الآيات), وأقول: ما أجمل الغاية لو عرفنا السبيل, وأي فهم لكتاب الله أحسن من فهم من نزل عليهم القرآن, وبلسانهم, ورسول الله بين أظهرهم يبين لهم, وقد عرفوا قصة الآية, وسببها, وحال من نزل عليهم القرآن؟
والعبارة الثانية: شروط التفسير العلمي العشرة التي ذكرها الدكتور وفقه الله, وهي في مجملها شروط صحيحة مطلوبة في التعامل مع الآيات, غير أنه ينقصها التدقيق, فبعضها يرجع لبعض, كما أنها تقعيد بلا تطبيق صحيح في أغلب صورها, وما فعله الدكتور جزاه الله خيراً في آية التكوير التي ذكرها في الحلقة: {فلا أقسم بالخنس(15) الجوار الكنس} خيرُ دليل على فساد التطبيق, وأكبر تجاوز في تناوله ذلك هو تجاوزه لأقوال المفسرين بكل بساطة, ليذكر حقيقة علمية عنده, لم تكن لتتحملها العقول البدوية, وقد ذكرها أحد الباحثين الغربيين المتخصصين.
وأعتذر للدكتور النجار وفقه الله إن نَدَّ لفظ, أو تجاوز معنى, فلم أرتَض نقص العرض للموضوع الذي اعترى الحلقة, ولا سبيل لبعض الاستدراك والتصحيح فيه إلا بنحو هذا المقال, على قِلَّة قارئيه, والله المستعان.(1/1777)
والله يعلم أني لم أقصد من سماع الحلقة الرد أو الانتقاد, ولكن رجوت أن تكون الفائدة به أكثر, وأرجوا ممَّن يقرأه من الإخوة أن يعلم أن باعثه النصح, والفائدة العلمية, وحماية هذا العلم من جور الزمان, وقلة الأعوان, والله الموفق والمعين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وآله وصحبه.
---
ابواحمد
05-16-2005, 04:51 PM
شكر الله لكم أخي أبا بيان
وأحب أن أضيف الى ماكتبتم هذه المجموعة من فتاوى علمائنا الاجلاء رحم الله من مات وحفظ من بقي فيما يتعلق بموضوع الاعجاز العلمي
أقوال العلماء في تفسير القرآن بالإعجاز العلمي والنظريات التجريبية
السؤال : ماحكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ ومامدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الامور العلمية التجريبية فقد كثر الجدل حول هذه المسائل ؟؟
الجواب : إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى (أو لم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي ) بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءً منها ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حاراً وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس – إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها .
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) على دوران الأرض وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القران الكريم لما يسمونه نظريات علمية وانما هي ظنيات أو وهميات وخيالات .
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها اصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بلا علم .
و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
عضو عضو نائب رئيس اللجنة رئيس اللجنة(1/1778)
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة : 4\145.
49ـ سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين : هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟
فأجاب بقوله: تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى:( )يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33) لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها.(1/1779)
ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى: : ()كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)( الرحمن الايات 26 - 28 )
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟
الجواب: لا، والله يقول: (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض) .
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟
والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
المرجع : كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين رحمه الله .
* * *
وقال العلامة ابن عثيمين عند المسائل في كتاب التوحيد :
باب قول ماشاء الله وشئت .
الثانية : فهم الإنسان إذا كان له هوى . أي : إذا كان له هوى فهم شيئاً ، وإن كان هو يرتكب مثله أو أشد منه ، فاليهود مثلاً أنكروا على المسلمين قولهم : " ما شاء الله وشئت " وهم يقولون أعظم من هذا ، يقولون : عزير ابن الله ، ويصفون الله تعالى بالنقائض والعيوب .
ومن ذلك بعض المقلدين يفهم النصوص على ما يوافق هواء ، فتجده يحمل النصوص من الدلالات ما لا تحتمل .
كذلك أيضاً بعض العصريين يحملون النصوص ما لا تحمله حتى توافق ما اكتشفه العلم الحديث في الطب والفلك وغير ذلك .(1/1780)
كل هذا من الأمور التي لا يحمد الإنسان عليها ، فالإنسان يجب أن يفهم النصوص على ما هي عليه ، ثم يكون فهمه تابعاً لها ، لا أن يخضع النصوص لفهمه أو لما يعتقده ، ولهذا يقولون : استدل ثم اعتقد ، ولا تعتقد ثم تستدل ، لأنك إذا اعتقدت ثم أستدللت ربما يحملك اعتقادك على أن تحرف النصوص إلى ما تعتقده كما هو ظاهر في جميع الملل والمذاهب المخالفة لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ، تجدهم يحرفون هذه النصوص لتوافق ما هم عليه ، والحاصل أن الإنسان إذا كان له هوى ، فإنه يحمل النصوص ما لا تحتمله من أجل أن توافق هواه .
القول المفيد2/347.
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان :
(( حكم تفسير القران .. بنظريات علمية حديثة .)).
..تحت هذا العنوان كتب فضيلته بمجلة الدعوة [ العدد 1447 الخميس 21 محرم 1415هـ الموافق 30 يونيو 1994] صـ 23 ، وبعد أن لخّص كلاما لشيخ الإسلام ابن تيميه في التفسير :
انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القران بتفسير لم يرد في الكتاب والسنة ،وأنه تفسيرٌ باطلٌ ..
.. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين يفسرون القران حسب أفهامهم وآرائهم ..
أو يفسرون القرآن بنظريات حديثة من نظريات الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ للقرآن الكريم ..
؛ وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض أصحابه فعلوه عن حسن نيّة وإظهاراً لمكانة القرآن ..إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز ..
قال صلى الله عليه وسلّم : ( من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار .)
.. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ كما هو معلوم عند العلماء المحققين ..
والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل
وصلّى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وآله وصحبه .(1/1781)
وكذلك للعلامة الفوزان في كتابه ( التبيان في بيان أخطاء بعض الكتاب ) ص27 كلاما جميلا حول هذا الموضوع وردا على المنادين بهذا النوع من التفسير فليرجع اليه .
---
فهد الناصر
05-24-2005, 06:13 AM
أخشى أن يفهم القارئ لما سطره الأستاذ أبو بيان معارضة المتخصصين في التفسير والدراسات القرآنية بعامة للتفسير العلمي أو الإعجاز العلمي أو ما شئت من تسمية إذا فهم المقصود. لأنه قد يقول قائل : كيف يدعو أمثال الدكتور زغلول النجار إلى الله إذا قيل لهم توقفوا عن فهم القرآن كما تشاءون أو كما تظنون. لأن هناك قواعد للتفسير أغفلتموها لعدم اطلاعكم عليها ، أو نسيانها. وهم يرون أنهم باطلاعهم على هذه الحقائق العلمية التي تتعلق بعلم الأرض أو الفيزياء أو الطب أو غير ذلك من العلوم التجريبية يملكون أدوات فعالة للدعوة إلى الله ، وخاصة في أوساط غير المسلمين من طبقة العلماء والباحثين ، ولهم في ذلك قصص وشواهد تؤيد موقفهم .
ولذلك فإنني أقترح على القائمين على هذا الموقع تخصيص حلقة علمية لنقاش موضوع التفسير العلمي ، ويا حبذا لو تفضل الدكتور مساعد الطيار ببسط النقاط التي أشار إليها الأخ أبو بيان حيث لم يظفر بعضنا باستماعها ، وفي رأيي أن الحاجة إلى تقريب وجهات النظر في هذا الموضوع أولى من تنافرها واختلافها ، إذا الغرض النبيل يجمع الأراء ، وشقة الخلاف ليست بعيدة فيما يبدو لي. وإن كان للقرآن جناب ينبغي أن يصان من أن يقول فيه كل أحد بغير علم ، وأما صاحب العلم والدليل فحيا هلا به. والله أعلم.
---
نصرمنصور
05-24-2005, 07:32 AM
أرى أن كل طرف قد بالغ في التحمس لرأيه ، مع أنّ الحق بينهما ، ولا حاجة لافتعال تناقض واختلاف بين الطرفين
فكلام الشيخ مساعد في مداخلته فيه بعض المبالغات ، كما أن حكم الدكتور زغلول على كلامه [ كلام الشيخ مساعد ] بأنه كله غير صحيح مبالغة واضحة .(1/1782)
وهذه فتوى جيدة للشيخ عطية صقر ، فيها نظرة معتدلة لكلا الرأيين :
السؤال : ما هى الشروط التى وضعها العلماء لتفسير القرآن تفسيرا علميا يتناسب مع روح العصر والمكتشفات العلمية الحديثة ؟
الجواب : هذه القضية ثار حولها الجدل والنقاش ، وانقسم الناس فيها فريقين :
( أ ) فريق يقول : نعم فى القرآن توجد العلوم والمكتشفات الحديثة .
ونحن فى حاجة إلى تفسير علمى ، بمعنى استخلاص هذه المحدثات من ألفاظ القرآن ، وحمل الألفاظ عليها . واستند هذا الفريق فى رأيه إلى ما يأتى :
1ـ أن الله تعالى قال { ما فرطنا فى الكتاب من شىء } [ ا لأنعا م : 38 ] .
أى ليس فى الحياة شىء إلا وهو موجود فى القرآن . فذكرت فيه الميكروبات والكهرباء والذرة والصواريخ والطائرات وغيرها .
ونوقش هذا الدليل بأن المراد بالكتاب هو اللوح المحفوظ الذى أثبت الله فيه مقادير الخلق ، ما كان منها وما يكون ، حسب النظام المعبَّر عنه بالسنن الإلهية . أو هو علم الله المحيط بكل شىء الثابت فيه كل معلوم ، وإذا أريد بالكتاب القرآن فليس لفظ الشىء على عمومه ، بل المراد به الشىء الذى هو موضوع الدين ، وهو الهداية التى من أجلها نزل القرآن ، فالعموم فى كل شئ بحسبه .
2ـ كما استند إلى أن نشر الإسلام فى هذه الأيام يحتاج إلى التحدث عنه بأسلوب العصر وطرائق فهمه ، لبيان تجاوب الدين والقرآن مع الحياة فى كل أطوارها .
ونوقش بأن نشر الإسلام لا يتوقف على ذلك ، فأصول الهداية فيه ، والنصوص الدالة على النظر والبحث وتقديس العقل كافية فى بيان تجاوبه مع أرقى الحضارات وأزهى العصور .
وبهذا نرى أن حجة هذا الفريق واهية أو فيها مناقشة تضعف الاستدلال بها على المقصود .
( ب ) والفريق الآخر يقول ليس القرآن كتاب تعليم وتسجيل لمكتشفات العصور بأشخاصها ، ولا يحتاج إلى أن نحمل ألفاظه على أسلوب العصر ونضمنها نظرياته وعلومه . وحجتهم فى ذلك :(1/1783)
1ـ عدم حاجة الشريعة فى فهم كتابها وتعرف مبادئها ، إلى العلوم الكونية والرياضيات وما إليها . وحمل ألفاظ القرآن عليها فيه تعسف وتحميل لها لما لا تطيق .
2ـ أن القرآن موجَّه أولا إلى من نزل فيهم وهم العرب ، وليس لهم عهد بهذه العلوم التى لم تعرفها الدنيا إلا بعد قرون ، فإذا قصد القرآن إليها وآياته لا تفهم إلا بالوقوف عليها ، كان كلاما غير مطابق لمقتض الحال ، وحاشاه أن يكون كذلك ، فوجب أن نقف بعباراته عند فهم العرب الخلص ، ولا نتجاوز ما ألفوه من علومهم ، يقول الشاطبى فى كتابه " الموافقات ج 2 ص 52 " : ما تقرر من أمية الشريعة وأنها جارية على مذاهب أهلها وهم العرب ينبنى عليه قواعد ، منها : أن كثيرا من الناس تجاوزوا فى الدعوى على القرآن الحد ، فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين أو المتأخرين ، من علوم الطبيعيات والتعاليم والمنطق وعلم الحروف وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها . وهذا إذا عرضناه على ما تقدم لم يصح ، ولهذا فإن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن وعلومه وما أودع فيه ، ولم يبلغنا أنه تكلم أحد منهم فى شىء من هذا المدعى سوى ما تقدم من أحكام . . . وما يلى ذلك . ولو كان لهم فى ذلك خوض ونظر لبلغنا منه ما يدلنا على أصل المسألة ، إلا أن ذلك لم يكن ، فدل على أنه غير موجود عندهم ، وذلك دليل على أن القرآن لم يقصد فيه تقرير لشىء مما زعموا .
3ـ أن النظريات العلمية عرضة للتبديل والتغيير، فإذا حملنا عليها ألفاظ القرآن كان فهم آياته عرضة للتغيير والتبديل مما يبعث على الشك ويؤدى إلى البلبلة والاضطراب .(1/1784)
وقد يناقش الدليل الأول بأن عدم احتياج فهم الشريعة وتبليغها إلى العلوم لا ينافى أنها موجودة فى القرآن ، ، ويكون الغرض منها الشرح والبيان والإيضاح ، ويناقش الدليل الثانى بأن القرآن ليس للعرب فقط ولا لعصرهم السابق ، بل هو لكل الناس ولجميع العصور، فلا مانع أن يكون فيه من المعلومات ما لا يعرفه العصر الأول ، وسيعرف فيما بعد، ولعل مما يشير إلى ذلك قوله تعالى { سنريهم آياتنا فى الأفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق } [ فصلت : 53 ] وعموم رسالة الإسلام لا يجوز معها قصر فهم القرآن على المألوف عند العرب ، فليكن فيه قدر يتضح سره بما ينكشف بعد من علوم كونية ونفسية، وذلك لزيادة الإيضاح لأصل الدليل على صدقه فهو صادق بإعجازه وكفى بالله شهيدًا على ذلك { أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد} .
ويناقش الدليل الثالث ، بأن حمل الألفاظ القرآنية على النظريات التى لم تثبت بعدُ لا يجوز أبدا ، وإذا حملت فإنما يكون على الحقائق العلمية الثابتة ، ذلك لأن كلام الله حق لا يفسَّر بغير الحق ، وهو ثابت لا يفسر بغير الثابت ، فاللائق هو توضيح الثابت بما ثبت وليس ذلك إلا فى الحقائق العلمية المقررة وهذا كله بشريطة عدم التعسف فى التأويل ، بل يترك لفظ القرآن على طبيعته القابلة لكل فهم دفعًا للعقل إلى التفكير والبحث .
7ـ والرأى الذى أميل إليه يتلخص فيما يلى : ـ
( أ ) أن القرآن فيه بعض الحقائق العلمية ، وقد ذكرت للعبرة والموعظة والتأمل ، لا على أنها معلومات للاعتقاد والتكليف والتعليم ، وقد عبر الله عنها بالألفاظ العربية والأسلوب المعجز .
وما جاء فيه من المقررات العلمية حق لأنه كلام الله ، سواء عرفها الناس عند نزولها أم لم يعرفوها ، وعدم علمهم بها لا يغض من شأن القرآن ، فهو ميسر للذكر يستطيع كل إنسان أن يأخذ منه القدر الكافى لهدايته ، مهما كان مستواه العلمى .(1/1785)
( ب ) أن ألفاظ القرآن دقيقة محكمة لأنها صنع الله الذى أتقن كل شىء وأن هناك لونًا من ألوان إعجازه هو الحديث عن بعض المسائل العلمية التى لا عهد لمحمد صلى الله عليه و سلم بالذات بعلمها، ولا عهد للعرب الذين ووجهوا بالقرآن بها ، ثم ثبت بعد ذلك صدق هذه المسائل ، وذلك للدلالة على أن القرآن ليس من عند محمد، بل هو من عند لله العليم الخبير. وبالتأمل فى بعض هذه التعبيرات نجد أنها محايدة فى الأمور التى يختلف الناس عليها ولم يصلوا بعد إلى معرفة أسرارها ، وذلك ليدع مجال الفكر مفتوحا للباحثين ، ليصلوا إلى آخر شوط ممكن ، وكلما جد البحث بشخص نظر إلى الآية فرآها كأنها معه فى كل خطواته تشجعه ولا تصرح على الأقل بكذبه أو إخفاقه ، فيغريه ذلك على متابعة البحث إرضاء لشهوة العقل وحب الاستطلاع . حتى إذا وصل إلى الحقيقة العلمية الثابتة وجد الآية معه أيضًا لم يصبها أى تعب فى موقفها المحايد الذى لا ينحاز إلى باحث معين فى أولى خطوات النظر وفى وسطها حتى يبلغ النهاية . وهو بوصوله إلى الحقيقة سيزداد إيمانًا بصدق القرآن وأنه حق من عند الله ، لا من عند محمد الذى لم يتعلم أساليب البحث ليصل إلى هذه النتيجة، وإن لم يصل إلى الحقيقة العلمية بعد طول البحث لا يجوز له أن يشك فى القرآن ، بل الأجدر أن يتهم نفسه ويعيد النظر فى أسلوب بحثه عل فيه حلقة مفقودة ، أو مقدمة لم تثبت لتستطيع أن تنتج نتيجة صادقة .
وحياد الألفاظ القرآنية فى كثير من مواضعها هو الذى أوجد النشاط الفكرى عند علماء الكلام فى بعض المسائل الكلامية، حيث تكون الآية الواحدة كل يدعى أنها تشهد لرأيه ، وكذلك كان هذا الحياد سببًا فى نشاط علماء الشريعة فى استنباط الأحكام الفقهية .(1/1786)
( ج ) أن أسلوب القرآن مطابق لمقتضى الحال فى خطابه للعلماء والعامة على السواء ، على خلاف الكلام العادى للناس ، فهو إما أن يخاطب به المستويات العالية باشتماله على الرمز والإشارة والكناية والاستعارة ، وإما أن يخاطب به العامة الذين لا يفهمون إلا الواضح المبسط من الكلام ، ولو خوطبت إحدى الطائفتين بغير ما يليق بها لم يكن الكلام بليغًا ، أما القرآن الكريم فهو وحده الذى يراه البلغاء أوفى كلام بلطائف التعبير، ويراه العامة أحسن كلام وأقربه إلى عقولهم ، فهو متعة الخاصة والعامة على السواء . كما قال سبحانه { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَّكر } [ القمر: 17 ، 22 ، 32 ، 40 ] .
يقول الراغب الأصفهانى فى مقدمة تفسيره : أخرج تعالى مخاطباته فى محاجة خلقه فى أجل صورة تشتمل على أدق دقيق ؛ لتفهم العامة من جلتها ما يقنعهم ويلزمهم الحجة ؛ ويفهم الخواص من أثنائها ما يوفى على ما أدركه فهم الحكماء ، ومن هذا الوجه كل من كان حظه فى العلوم أوفر كان نصيبه من علم القرآن أكثر، ولذلك إذا ذكر تعالى حجة إلى ربوبيته ووحدانيته أتبعها مرة بإضافتها إلى أولى العقل ، ومرة إلى أولى العلم ؛ ومرة إلى السامعين ، ومرة إلى المتذكرين تنبيها على أن بكل قوة من هذه القوى يمكن إدراك حقيقة منها .(1/1787)
( د ) أننا فى حاجة إلى من يفسر لنا القرآن على ضوء المقررات العلمية لتتضح معانيه . ويؤمن بها الذين لا يرضون بغير هذا الأسلوب بديلا، فبمقررات علم الحياة والأجنة يمكن توضيح قوله تعالى { ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين } [ المؤمنون : 12 - 13 ] وبمقررات علم الطب يتضح لنا معنى الأذى فى قوله تعالى { ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن } [ البقرة : 222] ويتضح سر التحريم لأكل الميتة والدم ولحم الخنزير والموقوذة والمتردية والنطيحة الوارد فى الآية الثالثة من سورة المائدة فكل ما يساعد على كشف أسرار التشريع من العلوم لا بأس به ، بل كل ما يوصل إلى الإيمان بالله وإدراك سر الوجود لا بأس به بل هو مطلوب .
وهذا كله على شريطة أن يكون التفسير بالمقررات الثابتة ، لا بالنظريات التى ما زالت قيد البحث ومحل اختلاف العلماء . وعلى ألا يكون هناك تعسف فى التأويل وتحميل الألفاظ معانى لم توضع لها ، كما سيتضح من عرض الأمثلة آلاتية بعد .
8 ـ إن تفسير القرآن بالنظريات التى لم تثبت يعد تفسير بالرأى المحض ، وقصره على رأى بالذات افتراء للكذب على الله . وفى ذلك خطورة كبيرة، لأنها تخضع آيات القرآن للآراء الخاصة ، الأمر الذى ضل به كثير من الفرق التى ظهرت فى الإسلام ، ولأنها تمنع صلاحية الإسلام العامة أن تكون لكل البيئات والأجيال وأن تكون مناراً هاديا لكل المفكرين ، كما أنها تعرض القرآن للطعن فيه بالتكذيب إن جاء ما يثبت خطأ الرأى الأول الذى فسر به .(1/1788)
والإنسان إذا لم يكن متمكنا مما يقول ويرى لا ينبغى أن يحمل القرآن على جهلة وسفهه ، فهو حرم مقدَّس لا يقربه إلا العالمون الموقنون . قال إبراهيم التيمى : سئل أبو بكر الصديق رضى الله عنه عن تفسير الفاكهة والأبِّ فقال : أى سماء تظلنى ، وأى أرض تقلنى إذا قلت فى كتاب الله ما لا أعلم . وقال أنس . سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه قرأ هذه الآية ثم قال : كل هذا قد عرفناه ، فما الأبُّ ؟ ثم رفع عصا كانت بيده وقال : هذا لعمرو الله التكلف ، وما عليك يا بن أم عمر ألا تدرى ما الأبُّ . ثم قال : اتبعوا ما بيِّن لكم من هذا الكتاب ، وما لا فدعوه "القرطبى ج 9 1 ص 223 " وذلك كله من وحى قوله صلى الله عليه و سلم " اتقوا الحديث علىَّ إلا ما علمتم ، فمن كذب علىَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال فى القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" رواه الترمذى عن ابن عباس . قال ابن عطية : ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى فى كتاب الله عز وجل فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء ، واقتضته قوانين العلم كالنحو والأصول ، وليس يدخل فى هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحويون نحوه ، والفقهاء معانيه ، ويقول كل واحد باجتهاده المبنى على قوانين علم ونظر، فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه " القرطبى ج 1 ص 32 " وعلى هذا من يفسر القرآن بنظرية غير ثابته فهو يفسر برأيه على غير قوانين العلم والنظر، بخلاف من يفسره بهذه القوانين الثابتة ، فهو يعمل عملا مشروعا يوضح ما فى القرآن فقط لا يقصد به إثبات صدقه ، فكفى بالله شهيدًا على صدقه .(1/1789)
9 ـ إن من قواعد المنهج السليم لتفسير القرآن أن تستقصى آياته فى الموضوع الواحد فهى تفسر بعضها بعضا ، وخير ما فسرته بالوارد، فقد يكون العام أو المطلق أو المبهم فى آية مخصصا أو مقيدا أو مبينا فى آية آخرى ، وهكذا ، على أن يراعى السباق والسياق فى فهم المراد من الآية . والخطأ الذى يقع فيه كثير من الباحثين الآن - وكثير منهم غير أهل للتفسير- أساسه عدم مراعاة هذا المنهج ، فهم يبترون الآية بترا ويقطعونها عن سابقتها ولاحقتها ويفسرونها كما يريدون ، وهم لا ينظرون إلى مثل هذه الآية فى موضع آخر من القرآن حتى يستعينوا بها على تفسيرها ، فلهذا يخطئون كثيرا فيما يزعمون . روى البخارى ومسلم أنه لما نزل قول الله تعالى : { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } [ الأنعام : 82 ] قال بعض الصحابة :
يا رسول الله وأينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ليس بذلك ، ألا تسمع إلى قول لقمان { إن الشرك لظلم عظيم } . فالظلم الذى نزلت به هذه الآية عرف المراد منه بما نزل فى الآية الأخرى، وهو الشرك .
ومن مظاهر الخطأ فى التفسير لعدم اتباع هذا المنهج أن بعض الباحثين - ولا أقول المفسرين - أراد أن يبرهن على أن الأرض تتحرك وتسير وليست ثابته ، فأورد قوله تعالى : { وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب } [ النمل : 88 ] فمرور الجبال كالسحاب دليل على أن الأرض تتحرك ، هكذا يقول . وقد نسى أن الآيات التى اكتنفت هذه الآية تتحدث عن النفخ فى الصور وعن محاسبة الناس على حسناتهم وسيئاتهم ، فالجو كله فى يوم القيامة سباقا وسياقا . وليس ذلك فى عالم الدنيا . ونسى أيضًا أن الحديث عن ظاهرة مرور الجبال يوم القيامة ورد فى آيات أخرى من سور القرآن قال تعالى : { يوم تمور السماء مورا .(1/1790)
وتسير الجبال سيرا . فويل يومئذ للمكذبين } [ الطور: 9 - 11 ] وقال { إذا الشمس كوِّرت . وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيِّرت. . } [ التكوير: 1 ـ 3 ] والمقام كله فى يوم القيامة .
10 ـ وهذه بعض الكشوف العلمية التى حاول الكاتبون أن يستدلوا عليها بالقرآن :
1 ـ فى غزو الفضاء قالوا : يدل عليه قوله تعالى: { يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان } [ الرحمن : 33 ] فالسلطان هو العلم وبواسطته نفذ الإنس من الأقطار. ويرد عليه بأن هذه الآية تتحدث عن يوم القيامة ، وتبين قدرة الله على محاسبة كل من الإنس والجن ومجازاته لا يستطيع أحد أن ينجو منه إلا بسلطان ، أى قدرة عظيمة أو ملك قوى، وليس ذلك لأحد إلا لله . أو تتحدث عن القضاء بالموت على كل حى لا يهرب منه أحد فكل من عليها فان ، لا ينجو منه إلا بالسلطان المذكور وهو لا يملكه .(1/1791)
وقال ابن عباس فى تفسيرها : إن استطعتم أن تعلموا ما فى السموات وما فى الأرض فاعلموه ولن تعلموه إلا بسلطان أى ببينة من الله ، ومعنى هذا أن الغيب لا يعلمه إلا الله ، الذى يطلع عليه من يشاء من عباده . فلو فرض أن المراد بالسلطان هو العلم كما يشير إليه قول ابن عباس ، فإن هذه الآية ليست نصًّا فى الزعم الذى يقوله المتحدثون . وعلى ذلك لا تصح دليلا لهم ، على أنه لو كان ذلك صحيحًا فما المانع أن يطلع الله بعض الناس على علوم الكون بسلطان العلم ، ولكن هل نفذ الإنس بعلمهم من أقطار السموات أيضا ، أو نفذوا فقط - إلى الآن - من أقطار الأرض وجاذبيتها ، وبقيت السموات حجرًا محجوراً ؟ إن كل ما أمكن الوصول إليه من معلومات عن طريق الآلات الحديثة لا يعدو أن يكون فى سماء الدنيا، فإن الكشوف الفلكية والكواكب وأبعادها وسرعة ضوئها ودورانها ما زالت فى إحدى السموات وهى الدنيا ، الشمس تبعد عن الأرض 93 مليون ميل كما قال تعالى : { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } [ الصافات : 6 ] فهل يستطيعون أن ينفذوا من أقطار السماء الدنيا كلها ثم يتطلعون إلى بقية ا لسموا ت ؟ على أن المقام ، كما ذكرت ، هو مقام الحساب والجزاء بدليل السباق والسياق ، فأولى أن يحمل اللفظ على ما يليق به ، ولا داعى للتعسف وطلب دليل من القرآن ، فكم من حقائق علمية ثبتت بغير الاستدلال عليها من الكتاب الكريم ، ولا ضير فى ذلك أبدًا ، على ما علمت من مهمة القرآن فى الهداية والإعجاز .(1/1792)
استدل بعض العامة من الناس على كروية الأرض بالآية السابقة قائلا إن التعبير بالأقطار يثبت كروية الأرض وكروية السموات ، لأن القطر هو الخط الموصل بين نقطتين على المحيط ماراًّ بمركز الدائرة ، والأقطار لا تكون إلا للدوائر وهذا بالتالى يثبت الكروية . ويرد عليه بأن القطر الذى يتحدث عنه هذا الشخص اصطلاح هندسى لم تعرفه العرب فهم يعرفون القطر بأنه الجهة والناحية لا الخط المذكور، والنفاذ من الأقطار يكون بالخروج من الجهات والمنافذ لا من الخطوط التى يتصورها المهندسون .
إن كروية الأرض حقيقة ثابتة ، وحياة الناس وتطورها مبنى عليها ، والدليل على ذلك ليس من القرآن ، ولا داعى لالتماسه منه أبدًا ، على ما علمت من مهمته فى الإعجاز وهداية الناس .
( ج ) دور الرياح فى تلقيح النبات بحمل مادة الذكورة إلى مكانها الذى تلتقى فيه بمادة الأنوثة فيكون الإخصاب ، على ما هو مقرر فى علم النبات . استدل عليه البعض بقوله تعالى : { وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه } [ الحجر: 22 ] فاللواقح جمع لاقح بمعنى حاملة للقاح ، أو ملقحة لغيرها بما تحمله ، إن دور الرياح فى نقل اللقاح معروف ، ولكن فى أخذه من هذه الآية تعسف وتكلف ؛ ذلك أنه لو كان المراد تلقيح النبات لجاء عقبها ما يتحدث عن النبات فيقال مثلا: فزكا الزرع وخرج الثمر ولكن الذى حدث أن الذى جاء بعدها قوله تعالى: { فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه } وهذا يشير إلى أن المعنى أن الرياح المحمَّلة ببخار الماء ؛ يرسلها الله فتتجمع السحب ويتكاثف البخار ويبرد فى الطبقات الجوية الملائمة فينزل الماء ، وهذا هو التنسيق المعقول بين إرسال الرياح اللواقح وإنزال الماء من السماء لسقى الناس . فأولى أن تحمل الآية عليه ، ولا يتعسف بحملها على ما يثبت دورها فى تلقيح النبات ، فذلك مشاهد بالملاحظة والنظر لا حاجة إلى الدليل النقلى عليه .(1/1793)
( د ) قالوا : إن حدود الكون تتسع وتمتد ؛ واستدلوا على ذلك بقوله تعالى : { والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون } [ الذاريات : 47 ] ؛ لكن العلماء قالوا : إن لفظ { موسعون } مأخوذ من أوسع الرجل إذا صار ذا سعة وغنى ؛ ومنه قوله تعالى { ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره } [ البقرة : 236] فالآية تدل على قدرة الله ، وقدرته تتجلى فى أشياء كثيرة، ولا مانع أن يكون منها توسيع حدود الكون ، فهو الذى خلقه بقدرته وعلمه . فلا ينبغى قصر معنى السعة على هذا الذى يريده علماء الفلك والطبيعة .
( هـ ) قالوا : إن كل شىء فى السماء يعتريه ازدياد مفاجئ فى حرارته وحجمه وإشعاعه بدرجة لا تتصورها العقول ، وعند ذلك يتمدد السطح بما حوى من لهب ودخان ، حتى يحصل على توازنه الدائم ، والشمس لم تمر بهذا الدور بعد، فإذا مرت به وتمدد سطحها الخارجى حتى وصل القمر يختل توازن المجموعة الشمسية كلها، وذلك يوم القيامة ، ويدل عليه قوله تعالى { فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين } [ الدخان : 10 ] قال المفسرون : إن هذا الدخان من علامات الساعة كما فى صحيح مسلم ، وقيل إن الدخان هو ما أصاب قريشًا من الجوع بسبب دعاء النبى صلى الله عليه و سلم عليهم ؛ كما رواه البخارى فى حديث يصور هذا الجوع جاء فيه : فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله { فارتقب. . . } وجاء فيه : أن النبى استقى لهم فسقوا ولكن استمروا على عنادهم فقال الله تعالى : { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } يعنى يوم بدر، وقيل إنه غبار الجيش يوم فتح مكة .(1/1794)
( و ) قالوا أيضًا مما يشير إلى قلة الأوكسجين فى الطبقات الجوية العليا قوله تعالى : { ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجا كأنما يصَّعَّد فى السماء } [ الأنعام : 125 ] وظاهرة ضيق الصدر تحصل عند الارتفاعات العليا ، ومثل هذا واضح لا شك فيه ، ويفيد فى تصور المعنى المراد دون أن يمس قدسية القرآن .
كما قالوا : إن الأبعاد والمسافات الشاسعة بين النجوم والتى لا يمكن حساب بعضها يشير إليه قوله تعالى { فلا أقسم بمواقع النجوم } [ الواقعة : 75 ] فإن مجموعات النجوم التى تكون أقرب مجرات السماء منا تبعد عنا بنحو 700 ألف سنة ضوئية، والسنة الضوئية تعادل عشرة ملايين الملايين من الكيلو مترات للضوء يقطع فى العام نحو 88, 5 مليون ميل أى نحو 6 مليون ميل ( مجلة العربى يوليو 1970 م ) ( الضوء يقطع فى الثانية 186000 ميل ) 000 ، 300 ك م فهذه الأبعاد الشاسعة جديرة بأن يقسم الله بها لعظمها، وهذا وجه من وجوه العظمة وقد يكون منها دقة مساراتها وعدم تصادمها وتحديد الجاذبية فى كل منها ، فالآية شاملة وعامة .
وقالوا أيضًا : مما يدل على قوة الاستدلال ببصمات الأصابع على شخصية صاحبها قوله تعالى : { بلى قادرين على أن نسوِّى بنانه } [ القيامة : 4 ] لأن دقة الخطوط واتجاهاتها وعددها لا يكاد يتفق فيها شخصان ، فتسويتها يوم القيامة على ما كانت عليه بعد أن كانت ترابًا منثوراً موزعا فى أماكن قاصية دليل قدرة الله تعالى، وهذا وجه من وجوه قدرة الله على بعث الناس يوم القيامة بأجسامهم المشخصة لهم بعد فنائها .
مثل هذه الأمثلة الأخيرة لا يضر توضيح آيات القرآن به أبدا ، ولكن الممنوع قصرها على هذه المكتشفات ، أو التعسف فى التأويل الذى يخرج به اللفظ عن أصل وضعه اللغوى واستعماله العرفى عند العرب الذين نزل القرآن بلغتهم .(1/1795)
وبعد، فهذا عرض موجز لموقف القرآن من الكشوف العلمية الحديثة رأينا فيه تشجيعه للبحث والنظرة ورأينا دقته حين يعرض لشىء علمى كشف عنه البحث أخيرا ، وهذا دليل صدقه وأنه من عند الله وحده أيَّد به رسوله محمدًا صلى الله عليه و سلم . والمقررات العلمية الثابتة ستزيد معانى القران وضوحًا ، وهذه صورة من صور التعانق بين العلم والدين ، أى العلم الثابت الأكيد ودين الله الذى أنزله هداية للناس جميعًا { سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أوَ لم يكف بربك أنه على كل شىء شهيد} فليكن فهمنا له على ضوء لحقائق الثابتة لا النظريات الفجه ، ولنحفظ له قدسيته فلا نقول على الله بغير علم ، ولا نجعله حمى مستباحا لكل كاتب يجيل فيه قلمه بما ترمى به الأفكار الشاردة ، ، فليس كل مجال تباح فيه الحرية للجائلين { ألا إنهم فى مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شىء محيط} [ فصلت : 54 ] .
تتمة :
وردت بعض الأحاديث فى مسائل علمية لم يوافق عليها العلم إلى الآن كحديث الذباب إذا وقع فى الإناء والأمر بغمسه كله لأن فى أحد جناحية داء والآخر دواء ، وأحاديث أخرى واردة فى الطب .
ويرى ابن خلدون أن الطب المنقول فى الشرعيات ليس من الوحى فى شىء فإن النبى صلى الله عليه و سلم لم يبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات وقد وقع له فى شأن تلقيح النخل ما وقع فقال أنتم أعلم بأمور دنياكم . وعلى هذا يجوز أن يكون رأى النبى صلى الله عليه و سلم فى مثل هذه الأمور محتملا للخطأ لأنه من أمور الدنيا . لكن لا ينبغى الحكم بذلك إلا بعد البحث الصحيح لمعرفة الرأى الحق العلمى اليقينى فى مثل هذه الأمور والله أعلم .
http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=14694
---
المحب الكبير
05-25-2005, 05:57 AM
جزاكم الله خيرا
---
أبو بيان
05-30-2005, 09:28 AM
أشكر الإخوة الكرام على مداخلاتهم المفيدة,(1/1796)
وأود التنبيه على أن هذا الموضوع ليس في الحديث عن التفسير العلمي من حيث هو, فقد تكلم الكثير في موضوع التفسير العلمي, وعسى أن تخرج له كتابة واضحة مستقلة في هذا الملتقى من أهل الذكر فيه.
وأرجو أن لا يُفهَمَ من كلامي قبوله بإطلاق ولا ردّه بإطلاق, وما كتبته هنا إنما هو انطباع ووقفات علمية مع الدكتور النجار وفقه الله ونفع به, من خلال حديثه في المسائل السابقة, وليس فيما كتبت- فيما يبدوا لي- تجنٍّ أو تحامل على شيء, ومثل هذا الظن إنما يُمليه حديث العاطفة لا العلم, وأتمنى ممَّن ذكر ذلك من الإخوة المشاركين إيضاح وجه التحامل وموضعه لأكشف عن وجهه باسماً, أو أرجع عنه راغماً , وقد تركت جُملاً من حديث الدكتور في ذلك اللقاء لا تليق بمثله, وآثرت تجاوزها إلى ما هو أولى منها.
وأشير هنا إلى مسألة: الفائدة العظيمة لهذا النوع من الدراسات في دعوة غير المسلمين, وتقوية إيمان المؤمنين.
وهذه فائدة لا تخفى وهي من واجب أهل العلم في كل زمان, ولكنها ليست خارجة عن الأصول الشرعية والمنهجية في فهم كلام الله تعالى والدعوة إليه, فالعلم قبل القول والعمل, ولا يكون العلم علماً ما لم يكن على منهج أهل العلم في كل فنّ, وهذه الغاية النبيلة لا تبرر لنا التجاوز في تفسير الآيات والأحاديث على غير أصلٍ صحيح. ثم إن حملنا للآيات على هذه المسائل العلمية الحديثة بغير الضوابط الشرعية ولو حصل منه مصلحة ففيه تفويت مصالح, وحصول مفاسد لا تُحمَد معها هذه السبيل.
---
(1/1797)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مشكلة المصطلحات في الدراسات القرآنية ..التفسير الموضوعي وإخوانه أنموذجًا
---
مشكلة المصطلحات في الدراسات القرآنية ..التفسير الموضوعي وإخوانه أنموذجًا
---
مساعد الطيار
06-04-2006, 10:52 PM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، وعلى تابعيهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فلقد كنت أظنُّ أن تحرير المصطلحات من فضول العلم ، لكني لما رأيت ما يقع من التخبُّطِ أحيانًا ، ومن الاختلاف ، أو من الجناية على الحقائق العلمية أحيانًا أخرى ، رأيت أن أكتب في هذه الفكرة تذكرة لي ولإخواني ،وإني لأسأل الله أن يوفقني ويلهمني الصواب ، إنه سميع مجيب .
أقول : لقد برز في عصرنا الحاضر تسميات ( مصطلحات ) لبعض المسائل العلمية ، أو بعض الأساليب الكتابية ، واتخذها بعض الباحثين على أنها مسلّمات ، وذهبوا يصححون ويضعفون بناءً على بعضها ، ويصوبون ويخطئون بناء على بعضها الآخر ، ويبنون مسائل علمية على تقسيمات فنية شكلية = ولما كان الأمر كذلك رأيت أن أبدأ الموضوع منذ بدايته ، وهو تعريف المصطلحات قبل الإضافات ، ثم التعريج على الإضافات بعد ذلك .
وإنَّ مِمَّا ظهر في عصرنا هذا المصطلحاتُ الآتية : ( التفسير التحليلي ، والتفسير الإجمالي ، والتفسير المقارن ، والتفسير الموضوعي ) ، فما حقيقة هذه المصطلحات ، وهل لها أثر علمي ، أو هي تدخل في التقسيم الفني ؟
وهل هي في أسلوب الكتابة ، أو هي تجديد في معاني القرآن الكريم ؟
وهل يختلف معنى الآية عند المفسر التحليلي عنه عند المفسر المقارن ، وكذا عند المفسر الإجمالي عنه عند المفسر الموضوعي ؟(1/1798)
كل هذه الأسئلة تحتاج إلى أن يتأمل الباحث ، هل نحن بحاجة إلى مثل هذه التقسيمات ؟ وهل لها أثر فعلي ؟ ، وهذا التأمل أرجو أن يصل إلى الصواب .
أولاً : تعريف التفسير :
التفسير في اللغة يدور على معنى الكشف والبيان ، ومنه قولهم : كشف عن ذراعه ؛ إذا أبانها وأظهرها بعد استتارها .
والتفسير في الاصطلاح له تعريفات متعددة ، وأقربها في رأيي : ( بيان معاني القرآن ) ، فالمراد من التفسير بيان المعاني فحسب ، وما كان وراء بيان المعاني في كتب التفسير فإنه إما أن يكون من علوم القرآن سوى التفسير ، وإما أن يكون من الاستنباطات والفوائد ، وإما أن يكون من علوم شتى من العلوم الإسلامية وغيرها ، وكوني أقول بأن هذه المعلومات التي هي خارجة عن حدِّ البيان ليست من صلب التفسير ، لا يعني أنها غير مفيدة ، أو غير مُرَادة للمفسر عند كتابته لتفسيره ، لكن المراد هنا بيان حدِّ المصطلح فحسب .
والأمثلة الموضحة لذلك كثيرة جدًّا ، ولأضرب لك هذه الأمثلة :
1 ـ قال الشوكاني ( ت : 1250 ) : ((قوله : { قَدْ سَمِعَ الله } قرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي بإدغام الدال في السين ، وقرأ الباقون بالإظهار . قال الكسائي : من بيَّن الدال عند السين ، فلسانه أعجميّ وليس بعربيّ )) .(1/1799)
وقال : (({ وَمَا هُوَ } أي : محمد { عَلَى الغيب } يعني : خبر السماء وما اطلع عليه مما كان غائباً علمه من أهل مكة { بِضَنِينٍ } بمتهم أي : هو ثقة فيما يؤدّي عن الله سبحانه . وقيل : { بضنين } ببخيل أي : لا يبخل بالوحي ، ولا يقصر في التبليغ ، وسبب هذا الاختلاف اختلاف القراء ، فقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، والكسائي : « بظنين » بالظاء المشالة أي : بمتهم ، والظنة التهمة ، واختار هذه القراءة أبو عبيد قال : لأنهم لم يُبَخِّلوا ولكن كذبوه . وقرأ الباقون { بضنين } بالضاد أي : ببخيل ، من ضننت بالشيء أضنّ ضناً : إذا بخلت . قال مجاهد أي : لا يضن عليكم بما يعلم بل يعلم الخلق كلام الله وأحكامه . وقيل : المراد جبريل إنه ليس على الغيب بضنين ، والأوّل أولى )).
إنك ـ في هذين المثالين ـ أمام معلومتين من علم واحد ، وهو علم القراءات ، لكن تأمَّل الآتي :
لو لم تكن تعلم أن في قوله تعالى : ( قد سمع ) الإظهار والإدغام ، أيكون المعنى مشكلاً عندك ؟
لا شك أن الجواب : لا ، فالمعنى بالإظهار والإدغام سواءٌ .
لكن في المثال الثاني لا يمكن أن تقول بنفي التهمة أونفي البخل إلا بمعرفة معنى القراءة ، فاختلاف القراءة في هذا الموطن له أثر في اختلاف المعنى ، وهي ترجع إلى علم المفردات ، فجهل معنى ظنين أو ضنين يُفقدك التفسير المتعلق بها .
واختصار القول : إن أي معلومة لها أثر في بيان المعنى ، فهي من صلب التفسير ، وأي معلومة ليس لها أثر في بيان المعنى ، فليست من صلب التفسير ، ثم يمكن أن تكون من علوم القرآن أو من غيره كما مرَّ التنبيه على ذلك سابقًا .(1/1800)
2 ـ قال ابن كثير ( ت : 774 ) في قوله تعالى :{ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } ) : (( وهذا كله تنبيه على شرفه وفضله، كما قال: { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ . فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ . لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ . تَنزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الواقعة: 77 -80] وقال: { كَلا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ . فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ . فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ . مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ . بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . كِرَامٍ بَرَرَةٍ } [عبس: 11 -16]؛ ولهذا استنبط العلماء، رحمهم الله، من هاتين الآيتين: أن المُحدِثَ لا يمس المصحف )) .
فهذا الاستنباط ليس من صلب التفسير ؛ لأن المقصودين بالطهارة هنا الملائكة ، ولو كان المقصود بالمطهرين البشر لكان تفسيرًا .
فإن قلت ما الفرق ؟
فالجواب : تأمل المعنى الأول : لا يمسه إلا الملائكة .
هنا انتهى المعنى ، ولم يَرِدْ ذِكْرٌ لحكم مسِّ المُحْدِث للمصحف ، فهذا الحكم من الاستنباط الذي لو لم يعرفه القارئ لما أشكل عليه فهم الآية ، إذا كان يعرف أن المراد بالمطهرين الملائكة .
لكن إذا فُسِّر (المطهرون ) بالبشر ، فالمعنى : لا يمسه إلا من تطهر من الحدث ، وهذا يكون من صلب التفسير ، وليس استنباطًا ؛ لأنه هو المعنى المراد باللفظة مباشرة ..
ولعل في هذين المثالين غُنية للتنبيه على مصطلح ( التفسير ) .
فإن قلت : ههنا مسألتان :
الأولى : إننا نجد بعض تعريفات العلماء للتفسير قد توسعت في مراده ، ومن أشهرها تعريف أبي حيان الأندلسي ( ت : 745 ) ، قال : (( التفسير : علم يُبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ، ومدلولاتها ، وأحكامها الإفرادية والتركيبية ، ومعانيها التي تُحمل عليها حال التركيب ، وتتمات ذلك )) .
الثانية : إننا نجد مسائل كتب التفسير أوسع من تعريفك الذي اخترته ، فما معنى ذلك ؟(1/1801)
فالجواب عن الأولى : إن الاختلاف في تعريفات العلماء للتفسير واضح وظاهر ، وليس أمامك إلا الترجيح بين تعريفاتهم ، وما ذكرت لك هو خلاصة ما خرجت به من تعريفاتهم ؛ لأن بعضهم أدخل ما ليس من علم التفسير في علم التفسير ، كقول أبي حيان ( ت : 745 ) : ( عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ) وهذا من علم الأداء ، وليس من علم التفسير. وليست هذه المقالة محلاً للاستدراك على كل ما في التعريفات مما لا يدخل في ماهية التفسير.
والجواب عن الثانية : إن مما يحسن التفريق بينه ؛ المنهج الذي أراد المفسر أن يسير عليه في كتابه ، ومصطلح التفسير .
فالمفسر أراد أن يكون كتابه في التفسير مليئًا بهذه المعلومات ، لكن وجودها في كتابه لا يعني أنها من علم التفسير ، لذا قيل في تفسير الرازي ( ت : 604 ) : فيه كل شيء إلا التفسير ، ومرادهم أنه أدخل في كتابه كثيرًا من القضايا التي ليست من علم التفسير ، وفقدها لا يؤثر في فهم معاني كلام الله .
ولهذا لو تتبعت استدراكات المفسرين على بعضهم في هذه المسألة لوجدت أمثلة كثيرة من استدراكاتهم أو تنبيهاتهم على عدم دخول بعض المعلومات في كتب التفسير ؛ لأنها ـ في نظرهم ـ ليست من التفسير ، ولئلا أطيل عليك أذكر لك استدراكًا واحدًا فقط .
قال الشوكاني ( ت : 1250 ) في تفسير أول آية من سورة الإسراء : ((واعلم أنه قد أطال كثير من المفسرين كابن كثير والسيوطي وغيرهما في هذا الموضع بذكر الأحاديث الواردة في الإسراء على اختلاف ألفاظها ، وليس في ذلك كثير فائدة ، فهي معروفة في موضعها من كتب الحديث ، وهكذا أطالوا بذكر فضائل المسجد الحرام والمسجد الأقصى ، وهو مبحث آخر ، والمقصود في كتب التفسير ما يتعلق بتفسير ألفاظ الكتاب العزيز ، وذكر أسباب النزول ، وبيان ما يؤخذ منه من المسائل الشرعية ، وما عدا ذلك فهو فضلة لا تدعو إليه حاجة )) .(1/1802)
وهذا يعني أن مجال الاستدراك بين المفسرين موجود في مجال المعلومات التي تدخل في كتب التفسير ، وإن كان يُعتذر لهم بأن الأمر يعود إلى أن هذا هو المنهج الذي أراداه في كتابيهما ، ولم يَدَّعِيا أن هذا من مقصود التفسير وصلبه ، لكنه هو الموافق لمنهجهم في كتبهم .
ولا أطيل بأكثر من هذا في معنى التفسير في الاصطلاح .
ثانيًا : تعريف الموضوعي :
الموضوعي نسبة إلى الموضوع ، وهو من مادة وضع ؛ أي : خفض، ضدها : رفع ، والموضوع : الشيء الذي وُضِع في مكانٍ ما ؛ حسيًا كان أو معنويًّا.
ومن الخفض قول ذو الرمة :
يُقَطِّعُ موضوعَ الحديثِ ابتسامُها** تقطع ماء المزن في نزف الخمر
قال الإمام أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي ـ في شرح ديوان ذي الرمة ـ : (( موضوع الحديث : مخفوضُهُ ، يقول : تَحَدَّثُ موضوعًا من الحديث وتبتسم بين ذلك )) شرح الباهلي لديوان ذي الرمة ، تحقيق الدكتور عبد القدوس أبو صالح ( ص : 952 ) .
ومن الثاني قول الفرزدق :
وأصبح موضوعُ الصَّقيعِ كأَنَّه ** على سروات النِّيبِ قُطنٌ مُندَّفُ
والمراد بالموضوع في عرف العلماءِ معروف ، وهو إما أن يطلق على مسألة واحدة وإما على أكثر من مسألة .
والمراد بالموضوعي في اصطلاح أصحاب التفسير الموضوعي إما موضوع من خلال سورة ، وإما موضوع من خلال القرآن ، مثلاً : ( الأخلاق من خلال سورة الحجرات ) ، أو ( الأخلاق من خلال القرآن ) .
وأما دراسة لفظة من خلال القرآن ، فإن كانت دراستها من جهة الدلالة والمعنى المراد بها في القرآن ، فإنها لا تدخل في مسمى ( الموضوع ) ، وإن كان المراد دراستها من جهة كونها موضوعًا ، فإنها انتقلت من البحث الدلالي إلى البحث الموضوعي .
وإليك هذا المثال :(1/1803)
لو كنت تبحث عن لفظة ( الخير ) باعتبارها مفردة قرآنية ، وتتبعت هذه اللفظة لتعرف معانيها في كلام الله ، فأنت تبحث في جميع أماكن ورودها ، وتتعرف على معناها في كل سياق ، وهذا البحث الدلالي هو عين ما قام به علماء الوجوه والنظائر ، وليس هذا من التفسير الموضوعي في شيء بناءً على مصطلح أصحابه ، ومن ثمَّ ، فإنه لا علاقة لكتب الوجوه والنظائر بالتفسير الموضوعي ، وليست هذه الكتب لبنةً من لبناته.
لكن لو كنت تبحث عن موضوع ( الخير ) في القرآن ، فإنك ستتعدى لفظة الخير إلى كل ما يتعلق بالخير ، سواءًً أكانت ألفاظًا أم موضوعات ، وهذا يدخل في شرط أصحاب التفسير الموضوعي ، بل هو الذي ينصرف إليه الذهن إذا قيل : التفسير الموضوعي .
تنبيه :
من عجيب ما وقفت عليه من خلال البحث عن مصطلح ( التفسير الموضوعي ) عبر محركات البحث في الانترنت = أن الرافضة لهم في ذلك بحوث كثيرة جدًا جدًا ، وهي أكثر من بحوث أهل السنة ، وقد تساءلت عن سبب اعتنائهم بهذا الأسلوب في تقديم القرآن الكريم ؟! ولا زلت أنتظر الجواب .
ثالثًا : التحليلي :
التحليلي نسبة إلى التحليل ، والمراد به : تفكيك الكلام على الآية لفظة لفظة ، والكلام على ما فيها من معانٍ وإعراب وأحكام وغيرها ، ثم الانتقال إلى ما بعدها ، وهكذا .وعلى هذا جمهور كتب التفسير ، بل يكاد أن يكون غيره بالنسبة إليه لا يذكر من جهة كثرة التأليف .
رابعًا : الإجمالي
الإجمالي نسبة إلى أجمل ، وهذه الصيغة ( أفعل ) بمعنى دخل في الإجمال،فالهمزة في ( أجمل ) همزة الجعل ؛ أي : جعلته مجملاً ، والإجمال : الإيجاز ، والإيجاز مظنة الإبهام ؛ لذا أخذ الأصوليون هذا في مصطلح ( المجمل والمبين ) ، قال الزركشي : ((الْمُجْمَلُ لُغَةً : الْمُبْهَمُ ، مِنْ أَجْمَلَ الأَمْرَ أَيْ أَبْهَمَ )) .البحر المحيط ( 4 : 344 ) .(1/1804)
وليس هذا هو المراد في مصطلح ( التفسير الإجمالي ) ، وإنما هو مما قال ابن دريد ( ت : 321 ) : ((وأجملتُ الشيء إجمالاً إذا جمعته عن تفرّقه، وأكثر ما يُستعمل ذلك في الكلام الموجز، يقال: أجمل فلان الجوابَ )) جمهرة اللغة 1 : 245 .
ويجوز أن يكون المصطلح ( التفسير الجملي ) نسبة إلى الجملة لا الإجمال ، جاء في مادة ( جمل ) من تاج العروس : (( وجمل يجمل جملاً : إذا جمع )) وجاء فيه أيضًا : (( والجُملَةُ بالضمّ : جَماعَةُ الشيء كأنها اشتُقَّت مِن جُمْلَة الحَبلِ ؛ لأنها قُوًى كثيرةٌ جُمِعَتْ فأَجْمَلَتْ جُمْلةً . وقال الراغب : واعتُبِر معنى الكَثْرةِ فقِيل لكُلِّ جَماعةٍ غيرُ منفصِلة : جُملَةٌ . قلت : ومنه أَخذ النَّحويّون الجُملَة لِمُرَّكبٍ من كلمتين أُسْنِدت إحداهما للأُخرى . وفي التنزيل : ( قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيهِ الْقُرآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ) ؛ أي : مُجْتَمِعاً لا كما أُنْزِل نُجُوماً مُفْتَرِقة .. )) .
وهذا التعبير ( التفسير الجملي ) قد استخدمه بعض المعاصرين ـ مثل المراغي في تفسيره ـ لكن اشتهر مصطلح ( التفسير الإجمالي ) ، واستحوذ على مصطلح ( التفسير الجملي ) .ومعنى هذا المصطلح أن المفسر يفسر الآية جملة واحدة ، ولا يفكك ألفاظها ويفسرها لفظة لفظة كما يُفعل في التحليلي .
خامسًا : المقارن :
وهو مأخوذ من قرن ، والمراد بالمقارن : الموازن ، وليس في لغة العرب قارن بمعنى وازن ، لكنه خطأ مشهور ، والصواب : الموازن ؛ لأنك تقول : قرن بين كذا وكذا إذا ربطهما ببعض ، والمراد بعملك هنا هو الموازنة ، وليس مجرد الربط .(1/1805)
وقد اختلف مراد من اصطلح على هذا المصطلح في ما يكون فيه المقارنة ( الموازنة ) ، فذهب بعضهم إلى أن المراد : المقارنة ( الموازنة ) بين الأقوال التفسيرية لإخراج الراجح من المرجوح ، وتوسع آخرون فأدخلوا فيه : المقارنة ( الموازنة ) بين القرآن و الكتب السماوية ، وغيرها .
وبعد بيان المصطلحات أدخل إلى مسائل لتوضيح ما وقع في هذا التقسيم من نظر ، فأقول :
أولاً : لا يخلو تفسير من التفاسير المطولة من أن يكون فيه مثل هذه الأنواع ، فإذا كان تفسير القرآن بالقرآن يدخل في التفسير الموضوعي عند بعضهم ، فتفسير الطبري ( ت : 310 ) تحليلي إجمالي مقارن موضوعي ، وكذا غيره من مطولات التفسير .
فإن قال قائل : هذا ليس عيبًا .
فأقول : إنما أردت أن أنبه إلى أن الطبري لم يخل من هذه الأقسام المذكورة ، ولا تخلو منه مطولات التفسير أيضًا .
ثانيًا : إن هذا التقسيم لا يُبنى عليه علمٌ ، وهو في الحقيقة تقسيم فنيٌّ لأسلوب الكتابة في التفسير ، وليس تقسيمًا للتفسير .
ثالثًا : إذا كان قد تبين لك معنى التفسير على ما ذكرت لك ، فإن من المشكل إضافة هذه الأنواع الأربعة إلى التفسير ؛ لأنه يُفهم من هذا التقسيم أن التفسير منقسم ، والتفسير شيء واحد ، وليس بمنقسم ، وإنما الذي ينقسم طريقة التعبير عن التفسير ، وهي لا تقف عند هذه الأربعة ، بل يمكن الزيادة عليها بإطلاقات ذكرها المعاصرون في غير هذا المجال ؛ كالتفسير الأدبي ، والتفسير الاجتماعي ، والتفسير التربوي وغيرها .
وإذا كنت معي في أن التفسير : بيان معاني القرآن الكريم ، فما معنى الإضافة إلى هذه الأنواع الأربعة وغيرها إذًا ؟!
حَلِّلْ هذه الإضافة ( التفسير الموضوعي ) بناءً على ما ذكرت لك من معنى التفسير .
كأن المعنى سيكون : بيان معاني القرآن الموضوعي ؟! ( أي : التفسير الذي يؤخذ من قبل الموضوع القرآني .
ويأتي السؤال : هل في عرض ( الموضوع القرآني) بيان معان تفسيرية جديدة ؟(1/1806)
أو إن فيه بيانًا خارجًا عن حَدِّ التفسير كالفوائد والاستنباطات ؟.
وكذا الحال في التفسير الإجمالي ، هل سيأتي من يسلك هذا الأسلوب بجديد من جهة المعاني ، أو إن الجديد بأسلوب التعبير عن التفسير ، من حيث سهولة عبارته وسلاستها من عدم ذلك .
إن الصحيح في تسمية هذه المصطلحات أن تسمى باسم ( أساليب كتابة التفسير ) ، وليس بإضافتها للتفسير كما هو قائم الآن ؛ لأن ( مفهوم التفسير ) قد أُدرِك معناه ، ومن ثمَّ فإن الخلوص إلى مسمى يناسب أسلوب الكتابة الجديدة التي ذكرها المعاصرون هو المطلوب.
ولا يُظنُّ أن الاختلاف لفظي ، وأنه لا مشاحة في الاصطلاح ، لا يظن ذلك ؛ لأنه يُفهم من مصطلح (التفسير الموضوعي) أن من يسلكه ، فإنه قد أتى بجديد من المعاني ، وهو ليس كذلك ، فليس هناك معنى كان خافيًا ، فأُدرك بالتفسير الموضوعي ، وذلك واضح من اعتماد من اعتمد هذا النوع على تفاسير العلماء السابقين ، وصدوره عنها ، مما يدل على أنه لا يأتي بجديد في تفسير المعاني ، وإنما جديده في الفوائد والاستنباطات والاستنتاجات وجمع الآيات المتناظرات للموضوعات المختلفات .
وكذا الحال في (التفسير الإجمالي) ، فإنه من حيث إيجاد جديد من المعاني لا يلزم استخدام (التفسير الإجمالي) ، وإنما الحال في استخدام العبارات واختيارها .
وأما (التفسير المقارن) فإنه ينتج عن سلوكه اختيار تفسير من التفاسير المختلفة ، فهو في الحقيقة ( طريقة اختيار تفسير ) ، ولا يصلح أن تسمى طريقة اختيار التفسير تفسيرًا ، فالطريقة للوصول إلى المعنى الراجح هي المقارنة ( الموازنة ) بين الأقوال المختلفة في التفسير بناءً على القواعد العلمية ، وكما تلاحظ لا يكون ذلك إلا في حال اختلاف المفسرين .
وأما (التفسير التحليلي) فيدخله كثير من المعلومات التي هي خارجة عن حدِّ التفسير كما لا يخفى على الناظر في كتب التفسير .(1/1807)
والمقصود أن الوصول إلى معاني الآيات لا يلزم باستخدام نوع من هذه الأنواع دون نوع ، بل الحال أن إدراك التفسير له طريقه المعروف ، وسواء أكتبت بأسلوب التحليل أم الإجمال أم الموضوع أم المقارن ، فالحال واحدة .
وبما أنني قد أشرت إلى إضافات أخرى فأرى أن من تمام الموضوع التنبيه عليها ، فأقول:
لقد ظهرت إضافة التفسير إلى غير هذه الأربعة ، منها : التفسير الأدبي ، والتفسير الاجتماعي ، والتفسير البياني ... الخ .
وهذه الإضافات كسابقاتها الأربعة ، ليس فيها جديد من جهة التفسير الذي هو بيان المعنى ، وقد تأملتها ووجدتها لا تخرج عن الآتي :
الأول : أن يكون الأمر متعلقًا بأسلوب الكتابة الذي اعتمده المؤلف ؛ كالتفسير الأدبي ، إنما هو بالنظر إلى الأسلوب الكتابي الذي انتهجه المؤلف ، مع ملاحظة قلة الكتب التي يمكن أن تُدرج في هذا الأسلوب الكتابي .
ومما يُمثَّل به للتفسير الأدبي كتاب ( في ظلال القرآن ) للأستاذ سيد قطب .
والجديد في هذا الكتاب من جهتين :
الجهة الأولى : الأسلوب الكتابي الذي انتهجه المؤلف وكتابه ، إذ كتبه بلغة أدبية راقية.
الجهة الثانية : اتجاهه نحو تطبيق الآيات على واقع الحياة التي عاشها سيد ، وتصوراته للطريقة المثلى للعيش مع القرآن الكريم ، وكيفية إنشاء المجتمع المسلم من خلال القرآن ... الخ من الأفكار التي طرحها سيد ، وهي تأتي بعد فهم المعنى وبيانه الذي هو التفسير .(1/1808)
الثاني : أن يكون الأمر متعلقًا بالاتجاه العلمي أو الفكري أو العقدي أو المذهبي أو ما سوى ذلك من الاتجاهات التي تؤثر على معلومات المفسر خلال كتابته للتفسير ، كالاتجاه الاجتماعي في ( تفسير المنار ) ، فهو قصد أن يقدم دراسات اجتماعية من خلال تفسيره للقرآن ، لذا نقد سلوكيات المجتمع الإسلامي ، واجتهد في بيان الأسلوب الأمثل في الرقي بالأمة الإسلامية ، وكل هذا إنما يأتي بعد التفسير ، وليس فيه إضافة على معاني القرآن ، وإنما فيه إضافات استنباطية وربط الواقع الاجتماعي (السلبي أو الإيجابي) بالآيات .
فإن قلت : أليس يُطلق مثل هذه المصطلحات ؛ كالتفسير النبوي ، والتفسير اللغوي ، فهل شانها كشأن الأوليات ؟
والجواب : لا .
والسبب أن الإضافة إلى ما يكون من باب البيان تخصيص لجزء من المعنى العام ( التفسير ) بالمصدر الذي يكون فيه بيان ( كالتفسير النبوي ) ، أي : التفسير الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم .
لكن لو قلت : التفسير الأدبي ، فإن الأدب ليس مصدرًا يتبين به كلام الله كما هو الحال في التفسير النبوي أو التفسير اللغوي اللذين يكون بهما بيان لكلام الله ، ومعنى هذا أن إضافة لفظة ( التفسير ) إلى مصدر من مصادره ليست كإضافته إلى طريقة التأليف أو طريقة الكتابة ، فتلك لا يصلح فيها مثل هذه الإضافة .
وقس على ذلك غيرها مما يضاف إليه التفسير من المصطلحات .
وخلاصة القول : إن التفسير علم قائم بذاته ، وله معالمه المحدودة ، وله تعريفه الواضح ، وليس كل ما كُتب تحت اسم التفسير يكون من التفسير ، ولا كل ما أضيف إلى التفسير يكون منه ، ولا كل ما في كتب التفسير يكون منه أيضًا .
وإذا كان ذلك صحيحًا ، فإن على من يقسم التفسير إلى هذه الاعتبارات أن يحرر مراده بالتفسير ، ثم يثبت صلة هذه المضافات إليه به .
وفي نظري أن استخدام مصطلح الأسلوب ، والاتجاه وأمثالها يرفع المشكل ، ويكون الأمر منضبطًا بإذن الله .(1/1809)
فإذا كان النظر إلى الأسلوب الكتابي قيل : الأسلوب الأدبي مثلاً .
وإذا كان النظر إلى المعلومات التي حشدها المفسر في كتابه ، وأضافها على التفسير ، قيل : الاتجاه النحوي مثلاً ، الاتجاه الفقهي ، الاتجاه الاجتماعي ... الخ .
وخلاصة القول : إننا في التخصص العلمي بحاجة إلى تحرير المصطلحات ، وأن لا تضيق صدورنا بالنقد والتحليل والتقويم ، وأن يكون القصد الوصول إلى الحق ، ولا مانع من الاختلاف مع حسن الأدب ، فالاختلاف لا يفسد للود قضية ، وما ذكرته هاهنا هو خلاصة ما أراه في هذه المصطلحات ، فإن كان من حقي أن أقول ما أراه صوابًا ، فإني أعرف أنه ليس من قدرتي ـ فضلا عن أن يكون من حقي ـ أن أقنعك بما أقول ، والله الموفق .
---
أبو بيان
06-05-2006, 08:39 AM
باركك الله شيخنا الكريم, وقد كنت شعرتُ بشيء من هذا التداخل, وبوجود فارق مؤثر بين منهج التفسير وأساليب عرض هذا المنهج, وذلك في مشاركة قديمة - وما أجمل القديم -: http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=2509&postcount=6
- وبالنسبة لعناية الرافضة بنوع التفسير الموضوعي من بين أساليب تفسير القرآن فلأنه - في نظري - أقصر طريق لتجاوز المعاني المباشرة للألفاظ القرآنية والتفلت منها, وفيه مجال رحب لاقتطاع الآيات من سياقها - سياق النص, وسياق الواقع -, فيسهل به التأويل والتحريف اللذان هما من خصائص تفاسير الرافضة وإن تعددت أساليبها, وقد أدركوا أنهم صاروا أضحوكة بين العالمين عامتهم وعلمائهم باختراع معاني لا يعرفها عربي قط, وجعلها تفسيراً لألفاظ القرآن!!
- وعلم التفسير - كغيره من العلوم - عانى من تراكم معلومات ومصطلحات ليست بالضرورة محل تحرير وتأصيل, فاعتادها الطلاب, و(لكل امرئ من دهره ما تعودا), وسيعاني كل من أراد تحريراً وتأصيلاً لمسائل هذا العلم من العوائد الملاَّكة؛ ومن طبيعة التقليد والترديد التي ينتهجها جمهور عريض من نقلة هذا العلم وغيره من العلوم.
---(1/1810)
مساعد الطيار
06-06-2006, 12:17 AM
أشكر أخي أبا بيان على هذا التعقيب ، وأشكره على اجتهاده في حلِّ حرص الرافضة على التفسير الموضوعي ، ولقد كان في نفسي شيء مما قلت ، لكني أردت مشاركة إخواني من أعضاء الملتقى في إجابة هذا التساؤل ، ولعله من خلال هذا التساؤل يخرج بحثٌ علميٌّ رصينٌ يدرس التفسير الموضوعي عند الرافضة ، ويبين ما له وما عليه .
---
عبدالرحمن الشهري
06-06-2006, 12:24 AM
شكر الله لكم على هذا الموضوع القيم .
وحول عناية الرافضة بالتفسير الموضوعي ، كانت هناك مشاركة في أول أيام افتتاح الملتقى تقريباً قبل أربع سنوات .. تجدها هنا ..
بعض مظاهر عناية الشيعة بالتفسير الموضوعي على الانترنت؟؟؟ (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=87)
وانظر يا أبا بيان هنا ، فهي من أوائل مشاركاتك في الملتقى رعاك الله ..
هل للمعتزلة أثرٌ في التفسير الموضوعي ؟ (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=71)
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-07-2006, 02:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك د مساعد الطيار على هذا الموضوع القيم
وإنى أتسائل عن الدور الجماعي للمفسرين
دوما هناك تفسير قام عليه عالم واحد
فأتسائل هل هناك تفسير إشترك فيه أكثر من عالم ، بحيث يكون شاملا ودقيقا فى توضيح معني الآية متناولا كافة الجوانب الموضوعية واللغوية والبلاغية وأسباب النزول .
فيكون شاملا ودقيقا وبلغة صحيحة عصرية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
د.علي أسعد
06-11-2006, 03:49 AM
فضيلة الشيخ مساعد بارك الله بكم وجزاكم الله خيرا على هذا البحث القيم ، وأود إن سمحتم لي أن أبدي بعض الملاحظات - من وجهة نظري - من أجل تحقيق الهدف المنشود من البحث بتحرير المصطلحات عند أهل الاختصاص ، ولا أدعي في ذلك جديدا وإنما هو كلام لأهل الاختصاص أسرده باختصار، كما أني أقر بعدم وجود خلاف جوهري ، وإنما هي مشاركة بهدف الإثراء .(1/1811)
أسأل بداية هل تحديدكم للمراد بالمصطلحات في بحثكم السابق تحديد معياري أم وصفي ؟ والظاهر أنه الثاني لأنه وصف لما هو واقع وبالتالي كان ينبغي أن يكون بيانا لما هو كائن وليس لما ينبغي أن يكون ، وهذا يعد مرتكزا هاما في تحديد المصطلحات وما تدل عليه وتشمله من جهة الواقع، فالوصف يؤدي إلى ملاحظة المقابلة في التقسيم بين كل نوع ومقابله هذا أولا ، أما ثانيا فيؤدي إلى أن التصنيف أغلبي حسب المنهج المتبع أو الاتجاه السائد في التفسير، وثالثا يلاحظ أن طريقة تقسيم التفسير اعتبارية تختلف باختلاف الجهة والزاوية التي ننظر منها إليها فعندما ننظر إلى إمكانية التحصيل من عدمها فإن أنسب تقسيم هو تقسيم ترجمان القرآن وهو ما ذكره صاحب البرهان بعد أن عنون بأقسام التفسير إذ قال : (وقد روى عبد الرزاق فى تفسيره حدثنا الثورى عن ابن عباس أنه قسم التفسير إلى أربعة أقسام قسم تعرفه العرب فى كلامها وقسم لا يعذر أحد بجهالته يقول من الحلال والحرام وقسم يعلمه العلماء خاصة وقسم لا يعلمه إلا الله ومن ادعى علمه فهو كاذب وهذا تقسيم صحيح )
وقسم بعضهم التفسير باعتبار مصادره إلى ثلاثة أقسام تفسير بالرواية ويسمى التفسير بالمأثور وتفسير بالدراية ويسمى التفسير بالرأي وتفسير بالإشارة ويسمى التفسير الإشاري . وقسم أيضا إلى اعتبارات مختلفة منها
باعتبار كيفية تناوله وعرضه فيمكن تقسيمه إلى قسمين : التفسير التحليلي - التفسير الإجمالي.
باعتبار الموضوع القرآني فيمكن تقسيمه إلى قسمين : تفسير عام وتفسير موضوعي .
باعتبار الاقتصار على قول واحد أو عدمه فيمكن تقسيمه إلى قسمين : تفسير مطلق وتفسير مقارن.
باعتبار كونه منهجا أو اتجاها فيكون على هذا التقسيم شاملا للألوان السابقة . من أمثلة المنهج : التحليلي - الإجمالي - الترتيبي - العام - الموضوعي ......
ومن أمثلة الاتجاه: اللغوي - الاجتماعي – العلمي – الفقهي – المذهبي – الإلحادي.....(1/1812)
لقد ذكرتم أنه لا أثر لهذه الأساليب في بيان معان تفسيرية جديدة ، أقول: نعم بالنظر إلى عموم التفسير ، وأقول: لا بالنظر إلى كل قسم وما يقابله، لأن طريقة المفسر كان لها دورا في تحصيل معنى لم يكن بالإمكان الوصول إليه بطريقة أخرى ، فالتفسير التحليلي يكشف عن المفردات والإعراب والبلاغة وغير ذلك مما لا يكشفه التفسير الإجمالي ، وكذلك التفسير المقارن الذي تظهر فيه أقوال متعددة مما لا يظهر في التفسير المطلق وأيضا التفسير الموضوعي يتم فيه التركيز على بعض المعاني التي قد توجد وقد لا توجد المناهج الأخرى، وأيضا من نقاط الاختلاف أن بعض هذه المناهج قد تفيد في تحصيل بعض المعاني مالا تفيده المناهج الأخرى، فالمقارن يساعدنا في الوصول إلى أفضل وأليق المعاني بكتاب الله عز وجل وقد يساعدنا هذا المنهج في الوصول إلى معنى كلي جامع لم ينص عليه السابقون ....وكذلك التفسير التحليلي والجملي والموضوعي .فهذا التقسيم يؤدي إلى القول بالتكامل بين هذه المناهج .
ألا ترون في أن التعبير عن أسلوب المفسر بالطريقة أو المنهج أفضل وأشمل من التعبير بالأسلوب؟ أليس من الأفضل أن نعبر عن أسلوب المفسر بالمنهج وبالغالب على توجهه بالاتجاه؟
ذكرتم أنه لا يخلو تفسير من التفاسير المطولة من أن يكون فيه مثل هذه الأنواع ، فإذا كان تفسير القرآن بالقرآن يدخل في التفسير الموضوعي عند بعضهم ، فتفسير الطبري ( ت : 310 ) تحليلي إجمالي مقارن موضوعي ، وكذا غيره من مطولات التفسير.(1/1813)
هل التفسير الموضوعي هو فقط تفسير القرآن بالقرآن ؟ وهل يصح أن نطلق على تفسير الطبري تفسير إجمالي ؟ فعندما نقول تفسير إجمالي فمعنى ذلك أنه ليس تحليليا، فيصح أن نقول تحليلى باعتباره يستوعب الإجمالي ولا يصح العكس، وكذلك بالنسبة إلى الموضوعي فإن غاية الأمر أنه تفسير بالقرآن ضمن نطاق محدد وليس هو التفسير الموضوعي المصطلح عليه. علما أن الحكم على المنهج والاتجاه أغلبي ودون أن يعني ذلك عدم وجود أنواع متعددة وأغلبية في تفسير واحد ؛ هذا لأن التقسيم اعتباري. والله تعالى أعلم .
---
(1/1814)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لا تجريحا في النبي- حاشا لله- ولكن دفاعا عما نطق به (إن أبي وأباك في النار)
---
لا تجريحا في النبي- حاشا لله- ولكن دفاعا عما نطق به (إن أبي وأباك في النار)
---
أبو صلاح الدين
06-25-2005, 02:32 PM
لا تجريحا في النبي(ص) كما يدعي الضالون- حاشا لله- ولكن دفاعا عما نطق به (إن أبي وأباك في النار)
سوف ادخل في الموضوع بدون مقدمات:
عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله! أين أبي؟ قال "في النار" فلما قفى دعاه فقال "إن أبي وأباك في النار".
رواه مسلم(1: 132-133) وأبو داود(4718) وأحمد(3: 268) زأبو يعلى(3516) وابن حبان(578- الإحسان) وابن أبي شيبة وأبو عوانة(1: 99) والبيهقي(7: 190) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت بن أسلم البناني به.
وهو حديث صحيح جدا, وإسناده في غاية الصحة, صححه مسلم والجوزجاني في الأباطيل والمناكير(1: 233) وابن حبان والبيهقي وابن كثير(باعتمادهما الحديث في كتبيهما وتعليقاتهما كما سيأتي) والألباني في الصحيحة(2592) والحويني في مجلة التوحيد.
وندين لله تعالى بما نطق به هذا الحديث, كما دان به وبمعناه كبار أئمة المسلمين بلا خلاف بينهم, ومنهم :
1- الإمام مسلم, حيث رواه في صحيحه وعنون عليه: باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تناله شفاعة ولا تنفعه قرابة المقربين.
2- داود صاحب السنن, حيث روى حديث أنس مع أحاديث أخرى وعنون عليها: باب في ذراري- أي أبناء- المشركين.
3- ابن حبان, حيث رواه في ((صحيحه)).(1/1815)
4- النسائي, حيث روى حديث الاستئذان(2032) - وهو:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، فقال: ((استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)) – وهو كما ترى بمعنى حديث أنس في أنه قد ثبت أن من أهل الجاهلية من هم ليسوا من أهل الفترة, وعنون عليه: باب زيارة قبر المشرك. أقول: وهذا الحديث صريح في عدم إيمانها ؛ لأن اللَّه عز وجل قال : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }, والآية عامة.. فتأمل. ويؤكد ذلك حديث بريدة رضي الله عنه قال:( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم [ في سفر، وفي رواية : في غزوة الفتح ] . فنزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب ، فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان ، فقام إليه عمر بن الخطاب، ففداه بالأب والأم، يقول :يا رسول لله مالك ؟ قال: إني سألت ربي عز وجل في الاستغفار لأمي، فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار، [ واستأذنت ربي في زيارتها فأذن لي ] ، وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولتزدكم زيارتها خيرا ) . أخرجه أحمد (5/355،357،359) وابن أبي شيبة (4/139) والرواية الاخرى لهما وإسنادها عند ابن أبي شيبة صحيح ، والحاكم (1/376) وكذا ابن حبان (791) والبيهقي (4/76) والزيادة الاولى لها : والرواية الاخرى فيها لمن سبق ذكره ، والزيادة الاخرى للحاكم وقال : ( صحيح على شرط الشيخين ) وصححه الألباني[أحكام الجنائز238], وهو كما قال.
5- ابن ماجة: حيث روى هو أيضا حديث الاستئذان(1572), وعنون عليه: باب ما جاء في زيارة قبور المشركين.(1/1816)
6- البيهقي: إذ قال في كتابه دلائل النبوة (1/192، 193) بعد تخريجه لهذا الحديث: (وكيف لا يكون أبواه وجدُّه بهذه الصفة في الآخرة ، وكانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا ، ولم يدينوا دين عيسى ابن مريم عليه السلام). وقال أيضا في سننه(7: 190): " وأبواه كانا مشركين, بدليل ما أخبرنا.." ثم ساق حديث أنس.
7- ابن الجوزي إذ قال في الموضوعات(1: 284) بعد أن ذكر حديثا باطلا موضوعا فيه أن الله أحيا أبوي النبي(ص) ليؤمنا به, قال: [هذا حديث موضوع لا يشك فيه, والذي وضعه قليل الفهم, عديم العلم, إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة, لا بل لو آمن بعد المعاينة, ويكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى" فيمت وهو كافر", وقوله(ص).. وذكر ابن الجوزي حديث الاستئذان..].
8- ابن كثير, حيث نقل كلام البيهقي المتقدم من الدلائل تأييدا له وإقرارا, ثم قال ابن كثير في (سيرة الرسول وذكر أيامه..): "وإخباره (ص) عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ينافي الحديث الوارد من طرق متعددة أن أهل الفترة ..., فلا منافاة ولله الحمد والمنة ".
9- النووي, حيث قال في [شرح مسلم (3/79)] في شرحه لحديث أنس: " فيه أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تنفعه قرابة المقربين ، وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العربُ من عبادة الأوثان فهو من أهل النار ، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة, فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء".
وقال قي شرحه لحديث الاستئذان(7/45) : "فيه جواز زيارة المشركين في الحياة وقبورهم بعد الوفاة وفيه النهي عن الاستغفار للكفار".
10- الألباني, انظر كلامه في الصحيحة(2592) وصحيح السيرة(24: 27).
11- ابن باز, في فتواه [مصير أهل الفترة] من فتاوى نور على الدرب.
شبهات مثارة لرد الحديث(1/1817)
الشبهة الأولى: يقول فضيلة الشيخ محمد الغزالي- عفا الله عن زلاته, وجازاه خيرا عن صالح أعماله, فإنا لا ننكر فضله - في كتابه هموم داعية (21: 22) - وقال ما شابه ذلك في دستور الوحدة الإسلامية(25)- :
" رأيت نفرا يغشون المجامعَ مذكّرين بحديث أنّ أبا الرسولِ صلى الله عليه وسلم في النار! وشعرت بالاشمئزازِ من استطالتِهِم وسوء خلقِهِم! قالوا لي: كأنك تعترض ما نقول؟ قلتُ ساخرا: هناك حديث آخر يقول: { وما كنّا مُعَذّبِينَ حتّى نَبْعثَ رَسُولاً } فاختاروا أحدَ الحديثيْنِ ... قال أذكاهم بعد هنيهةٍ: هذه آية لا حديث! قلت: نعم جعلتها حديثا لتهتمّوا بها فأنتم قلّما تفقهونَ الكتابَ !!
قال: كانت هناك رسالات قبل البعثةِ والعربُ من قوم إبراهيم وهم متعبّدون بدينِهِ. قلتُ: العرب لا من قومِ نوح ولا من قومِ إبراهيم، وقد قال الله تعالى في الذين بُعِثَ فيهم سيد المرسلين: [ ومَا آتَينَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسونَهَا وَ مَا أَرْسَلْنَا إلَيهِمْ قَبْلَك منْ نَذيرٍ] وقالَ لنبيّهِ الخاتم:[وما كُنتَ بِجَانبِ الطّورِ إذْ نَادَينَا ولكِنْ رَّحمةً منْ ربّكَ لِتُنذِرَ قَومَاً ما أتَاهُم منْ نَذيرٍ من قبلِكَ لعَلّهُم يتذكّرونَ]. كلّ الرسالاتِ السابقةِ محلّية مؤقتة، وإبراهيم وموسى وعيسى كانوا لأقوامٍ خاصّة !! وللفقهاءِ كلام في أنّ أبوي الرسول ليسا في النارِ يردّونَ بِهِ ما تروونَ، لقد أحرجتُم الضميرَ الإسلاميّ حتى جعلتموهُ ليستريحَ يروي أنّ الله أحيى الأبوينِ الكريمينِ فآمنا بابنِهِما وهي روايةٌ ينقصُها السندُ؛ كما أنّ روايَتَكم ينقصها الفقهُ ، ولا أدري ما تعشّقُكُم لتعذيبِ أبوينِ كريمينِ لأشرفِ الخلقِ؟ ولم تنطلقونَ بهذه الطبيعةِ المسعورةِ تسوءون الناسَ؟ " انتهى.
قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله , لا يصدر هذا الكلام ممن شم رائحة الفقه أبدا, فاللهم غفرانك وعفوك ...
ملخص كلامه أن الحديث مخالف لقوله تعالى:(1/1818)
1- "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" [الإسراء15]
2- "لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون" [السجدة3]
"لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون" [يس6]
"ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون" [القصص46]
3- "قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير...." [المائدة19]
أقول- والعون من الله - ردا على ذلك:
هذه الآيات عامة, تتحدث عن مطلق الناس ومطلق القوم, والأحاديث خاصة بأفراد وأناس وأشخاص معينين, فوجب التخصيص لكل من تأمل وكان له قلب, أو ألقى السمع وهو شهيد.
1- بالنسبة لآية الإسراء, الرسول المقصود فيها, أرجح أنه ما جاء في هذا الحديث: "أربعة يوم القيامة يدلون بحجة... وذكر النبي(ص) منهم من مات على الفترة ... فيأخذ-أي الله- مواثيقهم ليطعنه, فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار-أي يأمرهم ذلك الرسول بذلك ليختبرهم ويرى مدى طاعتهم لله ومدى استجابتهم لأوامره-, وأكمل الرسول(ص) فقال: فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما-أي لطاعته لأمر الله- , ومن لم يدخلها يسحب إليها ".رواه أحمد, وابن أبي عاصم(السنة355) وهو حديث صحيح صحيح, بأسانيد صحيحة عن أبي هريرة عن النبي(ص). وكذا صححه الألباني في الصحيحة(1432و 2468). ويرد عليهم أيضا بما سيأتي في الفقرات التالية.
2- احتج بآيات القصص والسجدة و يس, ونسي أو تناسى بقية سياق آية القصص, إذ في الآية48 " أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل..", فهذا دليل قاطع دامغ على أن الكثير منهم قد بلغتهم الحجة والرسالة ودعوة التوحيد وشرائع بعض الرسل, فكفروا بكل ذلك. ويؤكد ذلك ايضا إنكار الله عليهم, إذ يقول تعالى: " ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم, أتتهم رسلهم بالبينات.." [التوبة70], فأهل الجاهلية-في مجملهم-كانوا على علم بذلك إذا, ولكنه الكبر الذي في قلوبهم, فإنه لا تعمى الأبصار, ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.(1/1819)
3- أما احتجاجه بآية المائدة, فيرد عليه بما جاء في الفقرة السابقة, إضافة إلى الاية104 من المائدة نفسها.." قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا, أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا( وهؤلاء هم المقصودون بأهل الفترة, لأنهم لا يعلمون شيئا, ولم يفكروا أصلا في من هو الخالق, وهل لهذا الكون-أصلا- صانع أو مبدع أم لا, أي أنهم لم يدر بخلدهم أو تفكيرهم مثل هذه الأسئلة والأفكار على الإطلاق. هب أنك قد انقطعت بك السبل في صحراء واسعة شاسعة لا تجد فيها أثرا لحياة أو طعام أو شراب, ومرت عليك الأيام والليالي, وذات مرة غلبك النوم فنمت, وعندما استيقظت فوجئت بمائدة منصوبة لك عليها أطايب الطعام والشراب.., فكنا من يفكر-قبل أن تمتد يدك إليها- في أمرها وأصلها وفصلها,ومن أين جاءت إلى هنا, ومنا من لا يلتفت إلى شيء من ذلك على الإطلاق, فيهجم عليها هجمة الأسد, يفترسها عن آخرها. فمثل الأول مثل من اهتدى بفطرته إلى وجود الله, ومثل الثاني مثل من لم يهتد إلى شيء على الإطلاق, لأن الأمر لا يشغل باله بتاتا..., فتأمل) ولا يهتدون( وهؤلاء كفار كفرا بينا, لأنهم قد بلغتهم الحجة ودعوة التوحيد, أو تفكروا واهتدوا بفطرتهم إلى أن هناك (الله), ولكنهم جحدوه بعد اهتدائهم له تعالى اتباعا لأهوائهم أو آبائهم... بدليل قوله تعالى " لا يهتدون", فهذا معناه أنهم قد وقفوا على شيء يدعوهم إلى الهداية, ولكنهم لم يهتدوا ...فتأمل) ".
ويرد عليه أيضا قوله تعالى " وجعلوا لله .. نصيبا, فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا .. ساء ما يحكمون " [الأنعام13] , فهم يعرفون أن هناك (الله), ولكنهم يجحدونه. وكذلك قوله تعالى " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله(فهاهم يقرون به تعالى من دون أن يقول لهم النبي(ص) شيئا على الإطلاق), قل الحمد لله, بل أكثرهم لا يعلمون(أي: لا يعلمون أنهم بإقرارهم هذا قد هدموا عقيدتهم الشركية الفاسدة) " [لقمان25](1/1820)
وهناك ملحظ آخر أحب إضافته(وهو يحتاج لمناقشة), فإن كان صحيحا فلله الحمد, وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان. الملحظ هو أن المقصود بأنهم "ما آتاهم من نذير من قبلك", المقصود أنهم لم يبعث فيهم خاصة رسول من قبل الله , فالكثير والكثير من الأقوام على مر العصور بعث الله فيهم نبيا أو رسولا خاصة لهم من دون الآخرين, ولم يحدث ذلك لقريش أو عرب الجزيرة العربية. فامتن الله عليهم بأن بعث فيهم رسولا منهم, لهم خاصة وللناس والعالمين عامة. فأصبحوا يفضلون كل من سبقهم من الأقوام, فرسولهم للبشرية كلها, ورسالته خالدة خلود الدهر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..., فتأمل, أفيتركهم الله طيلة الزمان والدهر بدون شيء ينبههم أو دعوة للتوحيد والحنيفية تصل إليهم..!!
وبهذا يتضح لكل ذي عينين أنه ليس كل أهل الجاهلية من أهل الفترة, فهل يقول المخالف أيضا أن نصوص القران الكريم " ينقصها الفقه"..!!
وبما سبق يتضح بطلان دعوى الغزالي, وكذلك بطلان قول فضيلة الشيخ القرضاوي الذي قال في كتابه كيف نتعامل مع السنة(117) " ما ذنب عبد الله بن عبد المطلب حتى يكون في النار وهو من أهل الفترة و الصحيح أنهم ناجون؟ ".
قال الإمام النووي-كما نقلنا سابقا- " من مات في الفترة على ما كانت عليه العربُ من عبادة الأوثان فهو من أهل النار ، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة, فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء ".
أما قول الغزالي " كلّ الرسالاتِ السابقةِ محلّية مؤقتة، وإبراهيم وموسى وعيسى كانوا لأقوامٍ خاصة ", فهو قول عجيب, ألدعوة للتوحيد وإفراد العبودية لله رسالة محلية مؤقتة أيضا..!!, فإننا نتكلم في دعوة التوحيد والحنيفية التي تركها أهل الجاهلية-عمدا- وعبدوا الأصنام, فلسنا نتكلم في تفاصيل الأحكام والشرائع حتى تقول أن رسالات إبراهيم وموسى وعيسى رسالات محلية مؤقتة .. فتأمل ولا تشطط.(1/1821)
إليك هذه الأمثلة, وتأملها جيدا وعض عليها بالنواجذ :
1- عن سالم بن عبد الله أنه سمع ابن عمر يحدث عن رسول الله(ص) أنه " لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل (بلدح)، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله(ص) الوحي، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منه وقال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه ". رواه أحمد (2/89)، قال الألباني(صحيح السيرة34): إسناده صحيح, وهو كما قال. وحاشا النبي(ص) أن يذبح على النصب, فلقد كان على الحنيفية السمحة كما هو ثابت معلوم بالضرورة, ولكن عمرا لم يكن يعرف أن محمدا بن عبد الله موحد حنيفي.
2- عن اسماء بنت أبي بكر قالت: "رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش, والله ما منكم على دين إبراهيم عليه السلام غيري. وكان-أي زيد- يحيي الموءودة, يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: أنا أكفيك مؤنتها, فيأخذها, فأذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك, وإن شئت كفيتك مؤنتها ". رواه البخاري معلقا(7: 114_ 115), ووصله الحاكم في المستدرك(3: 440) وصححه على شرط الشيخين, وصححه الألباني(تخريج فقه السيرة للغزالي 66).
3- " ورقة بن نوفل كان امرءا تنصر في الجاهلية, وكان يكتب الكتاب العبراني... فأخبره الرسول(ص) خبر ما رأى, فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى..., وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا....". حديث صحيح جدا رواه البخاري(18:1_ 23) ومسلم(1: 97_ 98).
4- قال(ص) "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار, كان أول من سيب السوائب(وفي رواية: كان أول من غير دين إسماعيل) ". رواه الشيخان, وانظر الصحيحة(1677).(1/1822)
5- سألوه(ص) عن عبد الله بن جدعان, فقالوا: كان يقري الضيف, ويعتق, ويتصدق, فهل ينفعه ذلك يوم القيامة؟ فقال(ص):" لا, إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ". رواه مسلم, وانظر الصحيحة تحت الحديث رقم(2927).
6- " مر النبي(ص) بنخل لبني النجار, فسمع صوتا, فقال:ما هذا, فقالوا قبر رجل دفن في الجاهلية. فقال(ص): لولا أن تدافنوا, لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني". حديث صحيح جدا, رواه أحمد(3: 201) وابن حبان(786) بأسانيد صحيحة عن أنس.
وله شاهد رواه مسلم( 8 : 160) بسند صحيح عن زيد بن ثابت: بينما النبي(ص) في حائط لبني النجار.., فقال (ص) من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ فقال رجل: أنا.قال: فمتى مات هؤلاء؟ قال: ماتوا في الإشراك, فقال(ص) " لولا أن تدافنوا, لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني".
7- " رؤيته(ص) في صلاة الكسوف صاحب المحجن يجر قصبه في النار, لأنه كان يسرق الحاج بمحجنه ". رواه مسلم, وانظر الإرواء(656).
كل هذه الأحاديث, وغيرها الكثير, تدل على أن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل البعثة –الكثير منهم- معذبون بشركهم وكفرهم, وأن معظمهم ليسوا من أهل الفترة, إذ لو كانوا من أهلها لم يستحقوا العذاب.(1/1823)
الشبهة الثانية: أورد السيوطي في (( مسالك الحنفا في والدي المصطفى )) (2/432- 435) سؤالاً في مسألة إيمان والدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال :{{{ فإن قلت : بقيت عقدةٌ واحدةٌ وهي ما رواه مسلمٌ عن أنسٍ أن رجلاً قال : يا رسول اللَّه ، أين أبي ؟ قال : (( في النار )) ، فلما قفَّى دعاه ، فقال : (( إن أبي وأباك في النار )) . وحديث (( مسلم )) و(( أبي داود )) عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم استأذن في الاستغفار لأمه فلم يُؤذن له . فاحلل هذه العقدة . قُلْتُ : على الرأس والعين ، والجواب : أن هذه اللفظة ، وهي قوله : (( إن أبي وأباك في النار )) لم يتفق على ذكرها الرواة ، وإنما ذكرها حماد بن سلمة عن ثابت ، عن أنسٍ ، وهي الطريق التي رواه مسلمٌ منها ، وقد خالفه معمر عن ثابت ، فلم يذكر : (( إن أبي وأباك في النار )) ، ولكن قال : (( إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار )) ، وهذا اللفظ لا دلالة فيه على والده صلى الله عليه وسلم بأمرٍ البتة ، وهو أثبت من حيث الرواية ، فإن معمرًا أثبت من حمادٍ ، فإن حمادًا تكلِّم في حفظه ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه دسَّها في كتبه ، وكان حمادٌ لا يحفظ فحدَّث بها فوهم ، ومن ثمَّ لم يخرج له البخاري شيئًا ، ولا خرَّج له مسلم في الأصول إلاَّ من حديثه عن ثابتٍ .. وأمَّا معمر فلم يتكلَّم في حفظه ، ولا استنكر شيءٌ من حديثه ، واتفق الشيخان على التخريج له ، فكان لفظه أثبت ... ثم ذكر السيوطي شاهدًا لحديث معمر من حديث سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه }}}انتهى كلام السيوطي-عفا الله عن زلته-.
أقول ردا على ذلك:
1- بنى السيوطي تضعيفه على أن معمرا بن راشد قد خالف حماد بن سلمة عن ثابت عن أنسٍ في لفظه "إن أبي وأباك في النار" فقد قال معمر عن ثابت- كما يدعي السيوطي- " إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار".(1/1824)
أقول: هذا هو الكذب بعينه, هذا هو الكذب بعينه, فلقد أعمى التعصب السيوطي, فوقع في الكذب على رسول الله(ص) , فليس هناك إسناد لهذا الحديث في الدنيا كلها- ولو في الأحلام, إلا أحلام السيوطي بالطبع- فيه معمر عن ثابت عن أنس بلفظ " إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار". فمعمر لم يرو هذا الحديث أصلا عن ثابت, ولا بواسطة أخرى عن أنس. وإنما الحديث الذي فيه " إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار", فقد رواه معمر عن الزهري مرسلا, أخرجه عبد الرزاق في المصنف (19687) عن معمر بن راشد ، عن الزهري قال : جاء أعرابي لرسول الله(ص) فقال: أين أبي ؟ قال : (( في النار )) . قال : فأين أبوك ؟ قال : (( حيثما مررت بقبر كافرٍ فبشره بالنار )) ". فالحديث مرسل ضعيف كما ترى, فانظر كيف يضرب السيوطي الصحيح بالضعيف الواهي الذي هو أشبه بالريح- كما قال الأئمة في مراسيل الزهري- . وإياك أن تقول أن الزهري المرسل صحيح, لأن إبراهيم بن سعد رواه موصولا عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه فذكر الحديث- أخرجه الطبراني في ( المعجم الكبير ) (1/191/1) وابن السني في (عمل اليوم والليلة) رقم (588) بسند صحيح- لأن أبا حاتم قال " إنما يرونه عن الزهري ، قال : جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... والمرسل أشبه ) . ذكره ولده في (( العلل )) (ج2/ رقم 2263). وما ذكره أبو حاتم هو الحق والصحيح والصواب لأنه قد اختلف إبراهيمُ بن سعد ومعمر بن راشد ، ولا شك عندنا في تقديم رواية معمر المرسلة ؛ لأن معمرًا ثبتًا في الزهري ، وأما إبراهيم بن سعد فقال قال صالح بن محمد الحافظ : ( سماعه من الزهري ليس بذاك ؛ لأنه كان صغيرًا حين سمع من الزهري ) . وقال ابن معين وسئل : إبراهيم بن سعد أحب إليك في الزهري أو ليث بن سعد ؟ قال : كلاهما ثقتان . فإذا تدبرت قول يعقوب بن شيبة في الليث : ( ثقة وهو دونهم في الزهري - يعني : دون مالك ومعمر وابن عيينة - وفي حديثه عن الزهري بعض(1/1825)
الاضطراب ) . عملت أن قول ابن معين لا يفيد أنه ثبت في الزهري مثل معمر .
فالذي يتحرر من هذا البحث أن الرواية المرسلة هي المحفوظة ، وهي التي رجحها أبو حاتم الرازي, وكذلك الدارقطني في العلل(4/334)... فتأمل منصفا.
ولنفترض جدلا أن معمرا قد رواه عن ثابت باللفظ الذي ذكره السيوطي- وقد علمت أن هذا كذب صراح بواح- فالرد: الأمر لا يخفى على أحدٍ من المشتغلين بالحديث أن أهل العلم بالحديث قالوا : أثبت الناس في ثابت البناني هو حمادُ بن سلمة ، ومهما خالفه من أحدٍ فالقولُ قولُ حمادٍ . فقال أبو حاتم الرازي - كما في (( العلل )) (2185) -: ( حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابتٍ وفي علي بن زيد ) . وقال أحمد بن حنبل : ( حماد بن سلمة أثبت في ثابتٍ من معمر ) . وقال يحيى بن معينٍ : ( من خالف حماد بن سلمة فالقول قول حمادٍ . قيل : فسليمانُ بن المغيرة عن ثابت ؟ قال : سليمانُ ثبتٌ ، وحماد أعلم الناس بثابت ). وقال ابنُ معينٍ مرة : ( أثبت الناس في ثابت : حماد بن سلمة ) . وقال العقيلي في (( الضعفاء )) (2/291) : ( أصح الناس حديثًا عن ثابت : حماد بن سلمة ).
وقد أكثر مسلمٌ من التخريج لحماد بن سلمة عن ثابت في الأصول ، أما معمر بن راشد فإنه وإن كان ثقةً في نفسه إلاَّ أن أهل العلم بالحديث كانوا يضعفون روايته عن ثابت البناني ولم يخرج له مسلمٌ شيئًا في (( صحيحه )) عن ثابت إلا حديثًا واحدًا في المتابعات ، ومقرونًا بعاصم الأحول ، وهذا يدلك على مدى ضعف رواية معمر عن ثابت . ولذلك قال ابنُ معين : ( معمر عن ثابت : ضعيفٌ ) . وقال مرَّةً : ( وحديث معمر عن ثابت ، وعاصم بن أبي النجود ، وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطربٌ كثيرُ الأوهام ) . وقال العقلي في (( الضعفاء )) (2/291) : ( أنكرُ الناس حديثًا عن ثابت : معمر بن راشد ).(1/1826)
ولا تقل أن حمادا قد تغير حفظه بأخرة كما قال ابن حجر في التقريب, لأن أمير المؤمنين في الحديث وفي الجرح والتعديل يحيى بن معين قد نفى ذلك بقوله: حديث حماد بن سلمة أوله وآخره واحد (انظره في تهذيب الكمال للمزي في ترجمة ابن سلمة), ومما يؤكد ذلك..قول أمير المؤمنين في الحديث عبد الرحمن بن مهدي: " صحيح السماع.., لم يتهم بلون من الألوان.. فسلم حتى مات".. فلم يذكر أي تغير, وقال أيضا الإمام الكبير العظيم أبو حاتم الرازي " أضبط الناس وأعلمهم بحديثيهما-يقصد ثابتا وحميد الطويل اللذين أكثر عنهما حماد ابن سلمة-, بين خطأ الناس ".. فهل يقال ذلك فيمن تغير حفظه, اللهم غفرا. وسئل يحيى بن الضريس: حماد أم الثوري, فقال: حماد أحسن حديثا. وهذا قول منه عن سبر, لأن ابن الضريس عنده عن كل واحد منهما عشرة آلاف حديث(انظر كل هذه الأقوال في المصدر السابق). أقول: لقد كان حماد واسع الرولية.. روى بضعة عشر ألف حديث, فإذا أخطأ في شيء منها.. كان ماذا ؟!! وكذلك كل من ترجم له من الأئمة يوثقونه مطلقا.
2- زعم السيوطي أن حماد قد وقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه دسَّها في كتبه. وهذا هو الباطل بعينه مجسدا مجسما, يرد عليه أقوال الأئمة التي ذكرناها في الفقرة السابقة. وإليك ما قاله فضيلة الشيخ الحويني في رد ذلك( مقال له بمجلة التوحيد) وهو رد نفيس غال, عض عليه بالنواجذ :(1/1827)
" قولُ السيوطي : إن ربيب حماد بن سلمة دسَّ في كتبه أحاديث مناكير وانطلى أمرها على حمادٍ لسوء حفظه . وهذه تهمة فاجرةٌ ، كما قال الشيخ المعلمي رحمه اللَّه في (( التنكيل )) (1/243) ، ومستند كل من تكلَّم بهذه التهمة ما ذكره الذهبي في (( ميزان الاعتدال )) (1/593) من طريق الدولابي قال : حدثنا محمد بن شجاع بن الثلجي ، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، قال : كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث - يعني أحاديث الصفات - حتى خرج مرة إلى عبادان ، فجاء وهو يرويها ، فلا أحسب إلا شيطانًا خرج إليه من البحر فألقاها إليه . قال ابن الثلجي : فسمعتُ عباد بن صهيب يقول : إن حمادًا كان لا يحفظ ، وكانوا يقولون إنها دُسَّت في كتبه . وقد قيل : إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه ، وعلَّق الذهبي على هذه الحكاية بقوله : ( ابن الثلجي ليس بمصدق على حمادٍ وأمثاله ، وقد اتُهم . نسأل اللَّه السلامة ) . انتهى .(1/1828)
وابن الثلجي هذا كان جهميًا عدوًا للسنة ، وقد اتهمه ابنُ عدي بوضع الأحاديث وينسبها لأهل الحديث يثلبهم بذلك ، فالحكاية كلُّها كذب ، فكيف يُثلب حماد بن سلمة بمثل هذا ، ولو جاز لنا أن نرد على السيوطي بمثل صنيعه لذكرنا ما روى عن أبي حامد بن الشرقي - كما في (( تاريخ بغداد )) (4/42) - أنه سئل عن حديث أبي الأزهر ، عن عبد الرزاق ، عن معمر في فضائل علي بن أبي طالب ، فقال أبو حامد : هذا حديثٌ باطل ، والسببُ فيه أن معمرًا كان له ابنُ أخٍ رافضيٌّ ، وكان معمر يمكنه من كتبه ، فأدخل عليه هذا الحديث ، وكان معمر رجلاً مهيبًا لا يقدرُ أحدٌ عليه في السؤال والمراجعة ، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخى معمر ) . فعلَّق الذهبي في (( السير )) (9/576) قائلاً : ( هذه حكاية منقطعةٌ ، وما كان معمرُ شيخًا مغفلاً يروج عليه هذا ، كان حافظًا بصيرًا بحديث الزهري ) . ولكننا لا نستجيز أن نطعن على الثقات بمثل هذه الحكاية ". انهى كلام الحويني.
الشبهة الثالثة: إن القول بكفر والدي النبي(ص) يقدح في نسبة رسول الله(ص).(1/1829)
ويجيب عن ذلك الإمام البيهقي بقوله في الدلائل (1/192, 193) : " وكفرُهم لا يقدح في نسب رسول اللَّه(ص), لأن أنكحة الكفار صحيحة، ألا تراهم يسلمون مع زوجاتهم، فلا يلزمهم تجديد العقد، ولا مفارقتهن؛ إذ كان مثلُه يجوز في الإسلام . وباللَّه التوفيق ". كما لا يقدح في إبراهيم أن ينتهي نسبه إلى أبيه المشرك بنص القران, والدليل على ذلك من قول الصحابة- فمنهم تؤخذ اللغة- : عن علي رضى الله عنه قال: " سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان ، فقلت :تستغفر لأبويك وهما مشركان !؟ فقال: أليس قد استغفر إبراهيم وهو مشرك ؟ قال : فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم !؟ فنزلت: { ما كان لله والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم } أخرجه النسائي (11/28) والترمذي (4/120) وحسنه, وابن جرير (11/28)، والحاكم (2/335) وقال صحيح الإسناد, وأحمد (771, 1085) والسياق له. قال الألباني إسناده حسن, وهو كما قال, لأن في إسناده أبو الخليل الكوفي- عبد الله بن خليل الحضرمي-, وقد روى عنه الشعبي, وهو لا يروي إلا عن ثقة يحتج بحديثه كما قال ابن معين في ترجمة الشعبي من تهذيب الكمال.(انظر هنا لزاما الهامش رقم(1و 2) ص16 فهو في غاية الأهمية).
الشبهة الرابعة: هذا قول لا يتفق مع منزلة الرسول(ص) وقدره, ولا يتفق مع محبتنا له.(1/1830)
الرد: هذا من غلوهم في تعظيم وحب النبي(ص), فينكرون أن يكون أبواه(ص) كما أخبر هو نفسه عنهما, كأنهم أشفق عليهما منه(ص). ومن التجني أن يوصف من يتمسك بالأحاديث الصحيحة بسوء الأدب ، وواللَّه لو صحت الأحاديث في إسلام والدي النبي صلى الله عليه وسلم لكنا أسعد الناس بها, كيف وهم أقربُ الناس لرسول اللَّه(ص) الذي هو أحبُّ إليَّ من نفسي، واللَّه على ما أقول شهيد . ولكننا لا نتبنى قولاً ليس عليه دليلٌ صحيح, ولكن كثيرًا من الناس من يتخطى المحبة الشرعية, ويخالف الحجة ويحاربها.
الشبهة الخامسة: أن حديث أنس منسوخ بحديث أن الله أحيا أبوي النبي(ص) ليؤمنا به.
الرد: قال ابن الجوزي في الموضوعات(1: 284): [هذا حديث موضوع لا يشك فيه, والذي وضعه قليل الفهم, عديم العلم, إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة, لا بل لو آمن بعد المعاينة, ويكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى" فيمت وهو كافر", وقوله(ص).. وذكر ابن الجوزي حديث الاستئذان..]. وهو حديث موضوع باطل كما قال الدارقطني والجوزجاني وابن عساكر والذهبي والعسقلاني كما قال الألباني في الصحيحة(2592). وهكذا عارض السيوطي هذه الأحاديث الصحيحة بأحاديث منكرة وباطلة.
والسيوطي يعلم –كما يعلم كل من شم رائحة الأصول- أن النسخ لا يقع في الأخبار, وإنما في الأحكام. فلا يعقل أن يخبر النبي(ص) عن شخص أنه في النار, ثم ينسخ ذلك بقوله إنه في الجنة ..!! هذا كلام لا يقول به عاقل.
الشبهة السادسة: تأويل الأب في حديث أنس على أنه العم, كما قال القرضاوي في كتابه كيف نتعامل مع السنة(117).(1/1831)
الرد: هذا ضعيف باطل, لأنه خلاف الظاهر والمتبادر-كما قال القرضاوي أيضا-, لأنك عندما تسأل جارك مثلا: هل رأيت أبي اليوم؟ يفهم منه الجار- قطعا وفي الحال- أن المقصود هو الوالد .., فتأمل. وإليك الدليل على ذلك من قول الصحابة- فمنهم تؤخذ اللغة- : عن علي رضى الله عنه قال: " سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان ، فقلت :تستغفر لأبويك وهما مشركان !؟ فقال: أليس قد استغفر إبراهيم وهو مشرك ؟ قال : فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم !؟ فنزلت: { ما كان لله والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم } أخرجه النسائي (11/28) والترمذي (4/120) وحسنه, وابن جرير (11/28)، والحاكم (2/335) وقال صحيح الإسناد , وأحمد (771, 1085) والسياق له. قال الألباني إسناده حسن, وهو كما قال, لأن في إسناده أبو الخليل الكوفي- عبد الله بن خليل الحضرمي-, وقد روى عنه الشعبي, وهو لا يروي إلا عن ثقة يحتج بحديثه كما قال ابن معين في ترجمة الشعبي من تهذيب الكمال.
الشبهة السابعة: أن حديث أنس خبر آحاد لا يعتد به لأنه مخالف للقران.
الرد: دعوى مخالفته للقران قد رددنا عليها أثناء ردنا على الغزالي.
أما دعوى أنه أخبار آحاد, فأقول: فهذا هو التكذيب بعينه وإن سمي بغير اسمه ، أو لبس بلباس من غير جنسه, وهو مسلك ممقوت دأب عليه المخالفون في الكتاب المختلفون في الكتاب ، حيث يحكمون أهواءهم وعقولهم القاصرة في نصوص السنة والكتاب فما وافقها قبلوه وجعلوه حجة قطعية ، وما خالفها ردوه وجعلوه دلالة ظنية, وبذلك المسلك الفج طعنوا في نصوص كثيرة محكمة بحجة أنها أخبار آحاد ، لا تفيد – بزعمهم – إلا الظن.(1/1832)
بل أقول: خبر الآحاد الصحيح يفيد العلم القطعي والعمل رغم أنف كل مكابر, والدليل قول الله تعالى: " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر" [النساء59]
فإذا رجعوا إلى سنة الرسول(ص) بعد وفاته - والآية مطلقة وعامة, تشمل حياته ووفاته(ص), وتشمل العقيدة والأحكام, وتشمل المتواتر والآحاد الذي وصل إلينا عنه(ص) – فماذا تفيدهم؟ فإن قالوا: ظنا, فهل يأمر الله المتنازعين أن يردوا النتنازع فيه إلى ما يفيدهم ظنا, فيستمر النزاع ؟!! لولا أن المردود إليه يفيد العلم القطعي والعمل, وينهي النزاع, لم يكن في الرد إليه أي فائدة, وهذا هو عين الباطل.. فثبت المراد والحمد لله, فتأمل منصفا.
الشبهة الثامنة: يقول الأبي في شرحه لصحيح مسلم(1: 363_ 373)- وأيده القرضاوي ص119- : " قصر التعذيب المذكور في هذه الأحاديث على من بدل وغير من أهل الفترة, بما لا يعذر به من الضلال " كأن يكون وأد ابنة أو نحو ذلك مما هو معلوم القبح لدى كل العقلاء.
الرد: سبحان الله العظيم, ما هذا البهتان الكبير ؟!! أيكون وأد البنات معلوم القبح لدى كل العقلاء, ولا تكون عبادة الأصنام والإشراك بالله غير معلوم القبح لدى كل العقلاء ..!!! لا حول ولا قوة إلا بالله, تأمل ماذا يفعل التعصب والهوى في أصحابه, واحمد الله أنك تعصبك وهواك هو للكتاب والسنة لا غير.
الشبهة التاسعة: أن هذا الحديث معارض للحديث الصحيح أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة.(1/1833)
الرد: يقول ابن كثير في (سيرة الرسول وذكر أيامه..): "وإخباره (ص) عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ينافي الحديث الوارد من طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة. لأنه سيكون منهم من يجيب، ومنهم من لا يجيب، فيكون هؤلاء-أي الذين أخبر عنهم النبي- من جملة من لا يجيب، فلا منافاة، ولله الحمد والمنة ".
والحمد لله أولا وآخرا على توفيقه وتسديده.
ثم أضيف فأقول: قال القرافي في شرح تنقيح الفصول (ص297): «حكاية الخلاف في أنه عليه الصلاة والسلام كان متعبدا قبل نبوته بشرع من قبله يجب أن يكون مخصوصا بالفروع دون الأصول، فإن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا. ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذبون على كفرهم ، ولولا التكليف لما عذبوا ، فهو عليه الصلاة والسلام متعبد بشرع من قبله -بفتح الباء -بمعنى مكلف لامرية فيه،إنما الخلاف في الفروع خاصة ، فعموم إطلاق العلماء مخصوص بالإجماع».
وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة، وكذلك العلامة الحنفي الملاّ علي بن سلطان القارئ (ت1014هـ) في "شرح الفقه الأكبر"، وفي رسالة مستقلة أسماها: "أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام". وقد أثبت بذلك الكتاب تواتر الأدلة والأحاديث على صِحّة معنى هذا الحديث وعدم نجاة والدي الرسول –عليه أتمّ الصلاة والتسليم–. وقد نقل الإجماع على تلك القضية فقال في ص84: «وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك، من غير إظهار خلافٍ لما هُنالك. والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق».
---
إمداد
06-27-2005, 01:34 AM(1/1834)
جزاك الله خيرا أخي أبا صلاح الدين على هذه المقالة التي فيها بيان للحق في هذه المسألة التي وضحها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه فلا كلام لأحد بعده
ويا حبذا لو أنك كملت كتابة كلمة صلى الله عليه وسلم ولم تكتف بكلمة ص فحقه عليه الصلاة والسلام علينا عظيم
---
أبو صلاح الدين
06-27-2005, 09:21 AM
شكرا جزيلا لك, وبارك الله فيك.
---
ابن مالك
02-26-2006, 11:52 PM
جزاك الله خيرا .
---
عبدالرحيم
02-27-2006, 10:45 PM
جهد طيب لا يتنقص منه إلا جاحد، بارك الله في جهودكم أخي..
ولكنها خواطر.
يقول فضيلة الشيخ محمد الغزالي- عفا الله عن زلاته, وجازاه خيرا عن صالح أعماله, فإنا لا ننكر فضله –
حق
لكن
أقول: هذا هو الكذب بعينه, هذا هو الكذب بعينه, فلقد أعمى التعصب السيوطي, فوقع في الكذب على رسول الله(ص) ,
؟؟!!!
أما دعوى أنه أخبار آحاد, فأقول: فهذا هو التكذيب بعينه وإن سمي بغير اسمه ، أو لبس بلباس من غير جنسه, وهو مسلك ممقوت دأب عليه المخالفون في الكتاب المختلفون في الكتاب ، حيث يحكمون أهواءهم وعقولهم القاصرة في نصوص السنة والكتاب فما وافقها قبلوه وجعلوه حجة قطعية ، وما خالفها ردوه وجعلوه دلالة ظنية, وبذلك المسلك الفج طعنوا في نصوص كثيرة محكمة بحجة أنها أخبار آحاد ، لا تفيد – بزعمهم – إلا الظن.
ولكن قال بذلك كثير من أكابر العلماء
ولا يحق وصف هدفهم من ذلك تحكيم الأهواء، بل للقوم أدلتهم.
----------------------------------------
وهذا ذكرني أثناء حواري مع إخوتي في أحد المنتديات للرد على شبهات مثارة حول عصمة الأنبياء في القرآن الكريم، وحين بدأت بشائر الانتصار على الملاحدة والنصارى قاموا ـ بكل خبث ـ بوضع موضوع حول مصير والدَي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكاثرت حوله خلافات المسلمين، وفرح النصارى والملحدون..
وضاع أثر ذاك الانتصار فكان النداء أن هذا الأمر لا ينبني عليه عمل، وليس له ثمرة..(1/1835)
ونجح أخوكم مع إخوانه في إقناع المسلمين بإهمال البحث في ذلك الموضوع، وليقل المنصرون والملحدون فيه ما يشاؤون.. والعودة للانتصار للقرآن الكريم..
وهنا الثمرة التي أكرمنا خالقنا جل جلاله بها، في إسلام عدد من الإخوة المهتدين والأخوات.. الذين صار لهم مواقع إنترنت للدفاع عن الإسلام، ولله الفضل والمنة وحده سبحانه وتعالى.
صحيح أن هذا الموضوع مهم، لكن هناك ما أهم منه...
وما الذي نقوم به نحن الآن ؟!
نقوم فقط بنقل ما قال هذا الفريق أو ذاك.
وبعد مئة سنة ستثار المسألة عينها، ويكون لكل فريق أدلته التي لن تخرج عن هذه الأدلة.
وبعد مئة سنة أخرى، ستعود تلك المسألة، وما هي أدلة الفريقين ؟
إنها ذاتها قطعاً.... وهكذا.
المهم في الموضوع:
الوقت أثمن من أن يضيع في تجميع المجموع، وبسط المبسوط.. في أمر لا ينبني على زيادة العلم به عمل، ولا يُنتَقص العامي إن جهِلَه.
في مقابل فوات وضياع أثمن ما يملكه الإنسان في الدنيا: (الوقت).
هل قمنا (بالهمة ذاتها) ببيان طرق المرويات حول جمع القرآن الكريم، والتي تستخدم في إثارة الشبهات حوله؟
هل قمنا بتتبع روايات الروايات التي يفهم منها وقوع (النسخ تلاوة) وهي من أشد الطعون المثارة حول القرآن الكريم حالياً؟
هل تتبعنا ما يثار حول (رضاعة الكبير) بالنفس العلمي ذاته؟
هل تتبعنا روايات بدء الخلق، التي ظاهرها التعارض مع القرآن الكريم؟
هل تتبعنا شبهة رواية (أم قرفة) التي تتخذ حجة على إرهاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
انظر مثالَين على المنهجية التي نمر بها على أحاديث نبوية شريفة هي مثار شبهات غير المسلمين، لكننا ـ كالعادة ـ نترك خطاب غير المسلمين، ونركز على المسلمين.
متناسين أن هدف الداعية الأول دعوة غير المسلمين، فالأولى إنقاذ شخص مخلد في النار... وهذا من له حُمُر النَّعم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون!!
المثال الأول:
إليك هذه الأمثلة, وتأملها جيدا وعض عليها بالنواجذ :(1/1836)
1- عن سالم بن عبد الله أنه سمع ابن عمر يحدث عن رسول الله(ص) أنه " لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل (بلدح)، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله(ص) الوحي، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منه وقال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه ". رواه أحمد (2/89)، قال الألباني(صحيح السيرة34): إسناده صحيح, وهو كما قال. وحاشا النبي(ص) أن يذبح على النصب, فلقد كان على الحنيفية السمحة كما هو ثابت معلوم بالضرورة, ولكن عمرا لم يكن يعرف أن محمدا بن عبد الله موحد حنيفي.
-----------
لكن للحديث رواية أخرى، استخدمها المنصرون للانتقاص من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
أخرج الإمام أحمد (1/190 ) قال : حدثنا يزيد حدثنا المسعودي عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عن أبيه عن جده قال
:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة هو وزيد بن حارثة فمر بهما زيد بن عمرو بن نفيل فدعواه إلى سفرة لهما فقال يا ابن أخي إني لا آكل مما ذبح على النصب قال فما رئي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أكل شيئا مما ذبح على النصب قال قلت يا رسول الله إن أبي كان كما قد رأيت وبلغك ولو أدركك لآمن بك واتبعك فاستغفر له قال نعم فأستغفر له فإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة " .
الشبهة :
زيد بن عمرو يرفض أكل ما ذبح على النصب بينما....
================
أنا هنا لا أطلب رد الشبهة، فالرد عليها يسير جداً ولله الحمد.
لكنني أقول إن الأولى بالبحث حالياً رد شبهات غير المسلمين، يلقون بها بين أيدي العوام ـ وأشباههم ـ لتنصيرهم، وكثيراً ما حصل ذلك وللأسف.
وألفت الانتباه إلى الأولويات هنا.
المثال الثاني:(1/1837)
- " ورقة بن نوفل كان امرءا تنصر في الجاهلية, وكان يكتب الكتاب العبراني... فأخبره الرسول(ص) خبر ما رأى, فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى..., وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا....". حديث صحيح جدا رواه البخاري(18:1_ 23) ومسلم(1: 97_ 98).
----------------------
- ما معنى تنصر؟
ففي تحديد حقيقة النصرانية التي كان عليها ورقة أثر كبير في نفي شبهة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نصرانياً، وأراد بالإسلام إعادة إحياء النصرانية.
- ما معنى: " يكتب الكتاب العبراني " ؟
- هل كان يملك العلم الذي يؤهله للترجمة ؟
==================
أين جهود العلماء في ذلك ؟!!
لماذا لا تتركز جهودنا على تتبع الروايات (رواية) وإغفال الأهم ـ والمقصد منها ـ (الدراية) ؟!!
تخيل بالله عليك شخصاً أراد تتبع روايات حديث: " إنما الأعمال بالنيات ".
ثم جاء بعده شخص آخر وخرج بالنتيجة ذاتها.
وبعده آخر.
وبعده آخر.
.
.
.
.
ماذا تحكمون على هذا ؟!!
ماذا ستقولون للمنشغل بذاك، في الوقت الذي يسابق فيه المنصرون الزمن، لإكمال مشروعهم الذي سبق بيانه : " مشروع تفنيد القرآن " ؟!!
فالوقت لا ينتظر أحداً، والفتق يتسع ويتسع، والراقعون أندر من الألماس..
نحن نتهيب كثيرا مِن البحث في أمور لم يبحثها السادة العلماء من السلف الصالح رحمهم الله تعالى، مع أن الأولى الإتيان بجديد، لا إعادة طباعة المطبوع، والبحث في المَبحوث، فسندور ـ ويدور أبناؤنا من ورائنا ـ حول ذات الحلقة المفرغة.
اللهم هل بلغت.
---
د.أبو بكر خليل
02-28-2006, 01:29 AM
رأي صائب أخي الفاضل " عبد الرحيم " ، أكرمكم الله ،
و لا أدري ما الفائدة من تلك الكتابات - الآن - عن مصير والديّ رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
و ما الغرض من الاشتغال بها و الانشغال عما هو أولى و أجدى ؟ ،
و الذي أحسبه صوابا عدم ذكر ذلك إلا لحاجة حقة ، تدعو إلى بيان حقيقة ذلك الأمر أو لها تعلق به ،(1/1838)
أما في غير ذلك : ف{ تلك أمة قد خلت ، لها ما كسبت و لكم ما كسبتم ، و لا تسئلون عما كانوا يعملون } . [ البقرة : 134 ] .
****************
- أما تساؤلكم عن ورقة بن نوفل :
( - ما معنى تنصر؟
ففي تحديد حقيقة النصرانية التي كان عليها ورقة أثر كبير في نفي شبهة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نصرانياً، وأراد بالإسلام إعادة إحياء النصرانية.
- ما معنى: " يكتب الكتاب العبراني " ؟
- هل كان يملك العلم الذي يؤهله للترجمة ؟ ) .
* فجوابه - كما ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري شرح صحيح البخاري " - :
[ قوله ( تنصر ) : أي صار نصرانيا [ ورقة بن نوفل ] ، و كان قد خرج هو و زيد بن عمرو بن نفيل لما كرها عبادة الأوثان إلى الشام و غيرها يسألون عن الدين ، فأما ورقة فأعجبه دين النصرانية فتنصر ،
و كان لقي من بقى من الرهبان على دين عيسى ، و لم يبدل ، و لهذا أخبر بشأن النبي صلى الله عليه و سلم ، إلى غير ذلك مما أفسده أهل التبديل ،
و أما زيد بن عمرو فسيأتي خبره في المناقب إن شاء الله تعالى .
قوله ( فكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ) ، و في رواية يونس و معمر : " و يكتب من الإنجيل بالعربية " . و لمسلم " فكان يكتب الكتاب العربي " [ و يكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله له أن يكتب ] . و الجميع صحيح ،
لأن ورقة تعلم اللسان العبراني و الكتابة العبرانية ، فكان يكتب الكتاب العبراني كما كان يكتب الكتاب العربي ، لتمكنه من الكتابين و اللسانين ] .
* و عن حقيقة نصرانية ورقة بن نوفل : قال ابن حجر :
( و أما ما تمحل له السهيلي [ أي : في شأن ما ورد من قول ورقة : " هذا الناموس الذي نزل على موسى " ] من أن ورقة كان على اعتقاد النصارى في عدم نبوة عيسى و دعواهم أنه أحد الأقانيم الثلاثة - فهو محال لا يعرَج عليه في حق ورقة و أشباهه ممن لم يدخل في التبديل و لم يأخذ عمن بدَل . ] .(1/1839)
- و عللَ ابن حجر ( قوله " على موسى " و لم يقل : على عيسى - مع كونه نصرانيا - لأن كتاب موسى عليه السلام مشتمل على أكثر الأحكام ، بخلاف عيسى ). انتهى كلام ابن حجر .
* و يكفي في دحض شبه النصارى هنا : قول ورقة بعدما سمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر الملك الذي نزل عليه بالوحي : " هذا الناموس الذي نزَل الله على موسى " .
فأشار بقوله " هذا " إلى الملك الذي ذكره النبي صلى الله عليه و سلم في خبره ، و نزَله منزلة القريب لقرب ذكره .
و الناموس : صاحب السر .
و المراد بالناموس هنا : جبريل عليه السلام . قاله ابن حجر .
*** و ليس هناك أدل دليل و أوضح سبيل في نفي شبهة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نصرانياً، وأراد بالإسلام إعادة إحياء النصرانية - من أن القرآن الكريم الذي أنزل على الرسول عليه السلام جاءت آياته تكذيبا و تكفيرا للنصارى - فيما زعموه من بنوة عيسى عليه السلام لله تعالى ، سبحانه عما يقولون و مما ادعوه بثلاثية الآلهة - قال الله عزَ و جلَ مخاطبا رسوله و أمته :
{ قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد و لم يولد * و لم يكن له كفوا أحد * } . [ سورة الإخلاص ] .
ففيها إثبات الوحدانية لله تعالى ، و نفي الابن و الشريك و الشبيه له ، سبحانه و تعالى عن عباده علوا كبيرا ،
فهذا أول أصل من أصول الإسلام و الإيمان الحق ،
و هذا ناقض و نقيض ما يزعمونه " الإيمان المسيحي " القائم على التثليث و التشريك في الألوهية بادعائهم و إفكهم .
فأين هذا من ذاك ؟
---
يحيى
02-28-2006, 03:27 AM
أخي الكريم عبد الرحيم
شكرا لك, وجزاك الله خيرا .. وصدقت في كل كلمة قلتها .. لا فض فاك
ولكنني ما كتبت (أبو صلاح الدين = يحيى) هذا البحث إلا دفاعا عن السنة , حيث أنه يتم ترديده ((دائما)) كمثال على أنه يجب عرض حديث الاحاد على القران , ولولا ذلك والله ما ألفته.
وثانية .. شكري الجزيل والحار لكم.
---
د.أبو بكر خليل(1/1840)
02-28-2006, 10:31 AM
أخي و صديقي العزيز يحيي ( أبو صلاح الدين )
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
* يكفينا في الدفاع عن السنة النبوية الشريفة ، و حجيتها في التشريع للأحكام و سائر الأمور قول الله عزَ و جلَ : { و ما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى } . [ سورة النجم ] ،
- و في تفسيره " الجامع لاحكام القران " قال الإمام القرطبي :
( قوله تعالى: { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }.
فيه مسألتان:
الأولى: قوله تعالى: { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى } قال قتادة: وما ينطق بالقرآن عن هواه { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } إليه. وقيل: «عَنِ الْهَوَى» أي بالهوى؛ قاله أبو عبيدة؛ كقوله تعالى:
{ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً }
[الفرقان: 59] أي فاسأل عنه. النحاس: قول قتادة أولى، وتكون «عن» على بابِها، أي ما يخرج نطقه عن رأيه، إنما هو بوحي من الله عز وجل؛ لأن بعده: { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }.
الثانية: قد يحتج بهذه الآية من لا يجوّز لرسول الله صلى الله عليه وسلم الاجتهاد في الحوادث. وفيها أيضاً دلالة على أن السُّنة كالوحي المنزل في العمل. وقد تقدّم في مقدّمة الكتاب حديث المِقدام بن معدي كرب في ذلك والحمد لله ).
- و هو ما جاء في " مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ " ، مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ ، حَدِيثُ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ أَبِي كَرِيمَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
" أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ :(1/1841)
16915 حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا حريز ، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، عن المقدام بن معدي كرب الكندي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل ينثني شبعانا على أريكته يقول : عليكم بالقرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ، ولا كل ذي ناب من السباع ، ألا ولا لقطة من مال معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ، ومن نزل بقوم ، فعليهم أن يقروهم ، فإن لم يقروهم ، فلهم أن يعقبوهم بمثل قراهم " *
هذا فيمن زعم عدم الاحتجاج بالسنة النبوية ،
- و أما من ادعى وجوب عرض حديث الاحاد على القران : فيرده ما ترجم به الإمام البخاري بابا في " صحيحه " - و فقهه في تراجمه ، كما ذكر الحافظ ابن حجر - فقد بوَب في كتاب الأحكام من صحيحه ( باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام وقول الله تعالى : فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ، " ويسمى الرجل طائفة لقوله تعالى " : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ، " فلو اقتتل رجلان دخل في معنى الآية " ، وقوله تعالى : إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ، " وكيف بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمراءه واحدا بعد واحد ، فإن سها أحد منهم رد إلى السنة ) .
- قال ابن حجر في " فتح الباري " :
و المراد " بالإجازة " جواز العمل به ، و القول بأنه حجة ، و " بالواحد " هنا حقيقة الوحدة ، و أما في اصطلاح الأصوليين فالمراد به ما لم يتواتر ،
و قصد الترجمة : الرد على من يقول : إن الخبر لا يحتج به إلا إذا رواه أكثر من شخص واحد كالشهادة ، و يلزم منه الرد على من شرط أربعة أو أكثر . انتهى كلام ابن حجر .(1/1842)
- و قد أورد الإمام البخاري رحمه الله في ذلك الباب من الأحاديث الصحاح بيان ما ترجم به و احتج ،
و هي حجة لازمة .
* أعلم أخي أنه لا يخفى ذلك عليكم ،
و لكني ذكرته تذكرة و تبصرة للقارئين .
---
يحيى
03-04-2006, 06:14 PM
جزاك الله خيرا .. وشكرا لكم
---
د.أبو بكر خليل
03-05-2006, 08:05 PM
وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير و النفع في كل أمر .
---
الجنيدالله
03-08-2006, 10:26 PM
السلام عليكم
اخي الكريم راجع مقالتك ففيها امور تحتاج للتحرير منها ماهو طباعي ومنها ما هو علمي واتمنى لك التوفيق
ثم ان فقط مسالة دخول ابوي النبي صلى الله عليه وسلم النار او لا كافية لنصرة السنة؟
شكرا لمجهودك اثابك الله
---
أحمد القصير
04-15-2006, 10:18 PM
الحق أنه لم يثبت في تعذيب الأبوين حديثٌ سالمٌ من المنازعة، إنْ في الدلالة، وإنْ في الثبوت؛ فيجب التوقف فيهما، وعدم القطع لهما بجنة أو نار.
أما حديث أبيه صلى الله عليه وسلم فقد اختلف الرواة في لفظه، فبعضهم يرويه بلفظ: «أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: فِي النَّارِ. فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ»، وهذا لفظ مسلم، من طريق أنس، والبعض الآخر لا يذكر قوله: « إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ»، وإنما يرويه بلفظ: «حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ مُشْرِكٍ فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ»، وهذا الاختلاف من الرواة يوجب التوقف في الحديث وعدم القطع بمضمونه.
وأما أحاديث أمّه صلى الله عليه وسلم فلم يأت منها حديث صحيح صريح بأنها من أهل النار، والثابت هو النهي عن الاستغفار لها، وهذا النهي لا يلزم منه أنْ تكون من أهل النار، والله تعالى أعلم.
---
محمد الأمين
04-20-2006, 09:05 PM(1/1843)
قول الأستاذ أحمد: "أما حديث أبيه صلى الله عليه وسلم فقد اختلف الرواة في لفظه، فبعضهم يرويه بلفظ: «أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: فِي النَّارِ. فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ»، وهذا لفظ مسلم، من طريق أنس، والبعض الآخر لا يذكر قوله: « إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ»، وإنما يرويه بلفظ: «حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ مُشْرِكٍ فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ»، "
هذا غلط، وقد تقدم الرد عليه. فلفظ مسلم هو الصحيح الذي أجمع علماء الحديث على صحته، واللفظ الثاني هو الغلط كما تجده مفصلاً أعلاه.
ولو لم يكن في الباب غير الإجماع الصريح لكفى ذلك.
---
الجكني
04-21-2006, 01:21 AM(1/1844)
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد أما بعد : فكم كنت أتمنى عدم الخوض فى هذا الموضوع ،على الأقل تأدباً مع النبي صلى الله عليه وسلم ،ولكن على من يتكلم فى هذه المسألة الإلمام بعلم الأصول ،فأقول وبالله التوفيق:1-هذا الإجماع الذى ادعاه محمد الأمين منقوض بالروايات المختلفة الصحيحة 02/ماذا نقول فى قول الله تعالى (قالوا نعبد إلاهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق )فإسماعيل عمه قطعاً فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ،فهذا النص قطعي المتن قطعي الدلالةلايحتمل غير مايدل عليه لفظه بالمطابقة،وهناك نص آخر فى القرآن الكريم لكنه قطعي المتن ظني الدلالة وهو قوله تعالى (ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاً هدينا ونوحاًهدينا من قبل) إلى قوله (وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً )وهونص قرآني على أن إبراهيم يطلق عليه أنه أب للوط وهو عمه على ما وردت به الأخبار ، إلا أن هذا النص ظني الدلالة لأنه يحتمل أن يكون الضمير من قوله تعالى (ومن ذريته )يرجع إلى نوح،لأنه قال فى الآية قبل ذلك (ونوحاً هدينا من قبل )ولكنه احتمال مرجوح لأن الكلام عن إبراهيم عليه السلام 03/ماذا يقال فى قوله صلى الله عليه وسلم فى عمه العباس رضي الله عنه (ردوا عليَ أبي فإن عم الرجل صنو أبيه)والحديث من أحاديث الكشاف التى خرجها الحافظ ابن حجر بقوله:ابن أبى شيبة فى المغازى فى مصنفه ، وأيضاً ذكرقوله صلى الله عليه وسلم فى العباس (احفظونى فى العباس فإنه بقية آبائى)رواه الطبرانى فى الأوسط 0فهذه نصوص من كلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم على استعمال (الأب )مكان (العم)ولايلزم من ذلك تكذيب للقرآن ولا للنبي صلى الله عليه وسلم أو اتهام المسلمين برد الأحاديث النبوية ،بل الأمر لايتعدى إعمال النصوص فى معانيها الصحيحة المناسبة لئلا يفهم التكذيب عند من لايفهم الشريعة ولا العربية4/وأيضاًيقال لمن يقول :أليس بالإمكان حمل الخاص على العام(1/1845)
لأن الخاص يقضى على العام عند جمهور الأصوليين ،فقوله تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)دليل عام والأحاديث الواردة فى أشخاص معينين دليل خاص خرج من العموم ومالم يخرجه بقي على عمومه داخلاً فيه :يقال له :إن هذا التخصيص لو قلنا به لأبطل ذلك حكمة العام لأن الله تعالى تمدح بكمال الإنصاف وأنه لايعذب أحداً حتى يقطع حجة المعذب بإنذار الرسل إليه فى دار الدنيا فلو عذب أحداً من غير إنذار لاختلت تلك الحكمة ولثبت لذلك المعذب الحجة على الله التى أرسل الرسل لقطعها كما بينه تعالى فى سورة النساء (رسلا ًمبشرين ومنذرين لئلايكون للناس على الله حجة بعد الرسل)ولقوله تعالى ( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى )0هذا ماعندى فى هذه المسألة وأدين الله تعالى به ,لا أتهم من خالفنى فيها بعدم محبة النبي صلى الله عليه وسلم ،حاشا وكلا فهو عنده نص مستمسك به يسأل عنه يوم القيامة،ولكن هل نعذر بعضنا بعضاً،هذا ما أتمناه وأرجوه وآخر دعواي أن الحمد لله وصلى الله على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد 0
---
أحمد القصير
04-21-2006, 01:33 AM
ولو لم يكن في الباب غير الإجماع الصريح لكفى ذلك.[/quote]
أين الإجماع حفظك الله
وكيف تجيب عن الآيات القاطعة بعذر أهل الفترة عموماً وهي آيات وليست آية
ولم التشبث ببعض الروايات والقطع بمضمونها على الرغم من وجود روايات أخرى مخالفة لها؟
ولاحظ أني قلت يجب التوقف في أب النبي صلى الله عليه وسلم من أجل تعدد الروايات لحديث مسلم لا رداً للحديث
---
محمد الأمين
04-21-2006, 01:57 AM
أين الإجماع حفظك الله
وكيف تجيب عن الآيات القاطعة بعذر أهل الفترة عموماً وهي آيات وليست آية
ولم التشبث ببعض الروايات والقطع بمضمونها على الرغم من وجود روايات أخرى مخالفة لها؟(1/1846)
ولاحظ أني قلت يجب التوقف في أب النبي صلى الله عليه وسلم من أجل تعدد الروايات لحديث مسلم لا رداً للحديث
الإجماع نقله العلامة الحنفي الملاّ علي بن سلطان القارئ إذ قال: «وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك، من غير إظهار خلافٍ لما هُنالك. والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق».
والإجماع حجة شرعية، ومخالفه متبع لغير سبيل المؤمنين.
وقولك حفظك الله "وكيف تجيب عن الآيات القاطعة بعذر أهل الفترة عموماً وهي آيات وليست آية"، فعلك يا شيخ لم تقرأ الكلام السابق. قال الإمام النووي –رحمه الله– معلقاً على الحديث في شرحه لصحيح مسلم (3\79): «فيه أن من مات على الكفر فهو من أهل النار ولا تنفعه قرابة المقربين. وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار. وليس هذا مؤاخذه قبل بلوغ الدعوة، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء –صلوات الله تعالى وسلامه عليهم–». وما ذهب إليه الإمام النووي هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة المستفيضة منها:
1. قوله r: «رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبة في النار. كان أول من سيب السوائب». أخرجه الشيخان.
2. سألته أمنا عائشة t: «يا رسول الله. ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحِم ويطعم المسكين. فهل ذاك نافعه؟». فقال: «لا ينفعه. إنه لم يقل يوماً: ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين» أخرجه مسلم.
3. رؤيته r في صلاة الكسوف صاحب المحجن يجر قصبة في النار، لأنه «كان يسرق الحاج بمحجنه». أخرجه مسلم.
فأنت ترى كيف أن أهل الجاهلية في النار لأن دعوة إبراهيم وإسماعيل وصلتهم، والأحاديث في ذلك متواترة.(1/1847)
وقول فضيلتكم "ولاحظ أني قلت يجب التوقف في أب النبي صلى الله عليه وسلم من أجل تعدد الروايات لحديث مسلم لا رداً للحديث" أقول عند تعدد الروايات ننظر إلى أيهما الصحيح وأيهما الخطأ. فلا يجوز أن ترد الصحيح وبحجة مجئ روايات خاطئة للحديث. ولا يخفى عليكم منهج العلماء في تقديم روايات الصحيح على غيرها.
---
أحمد القصير
04-21-2006, 05:13 PM
دعوى الإجماع على تعذيب أهل الفترة عموماً مُعارض بما ورد في القرآن الكريم من عُذرهم بالفترة، وهي نصوص قطعية لا تحتمل التأويل، ومُعارض بما جاء في السنة النبوية من أنَّ أهل الفترة يُمتحنون يوم القيامة، ودعوى الإجماع لابُدَّ وأن يكون لها مستند من كتاب أو سنة، وأنْ لا تخالف شيئاً من النصوص، وغالباً ما يُحكى الإجماع ولا تجد له أصلاً، أو يكون أصله مختلف في حجيته، وتحقق ثبوت الإجماع عزيز قَلَّ أنْ يثبت.
ولم يأتِ دليل قاطع بتعذيب أهل الفترة عموماً، والأحاديث الواردة في تعذيبهم إنما وردت بخصوص أشخاص بعينهم، ولم يأت فيها ما يُفيد تعذيب أهل الفترة مطلقاً، وقد بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يوجد مسألة مجمع عليها إلا وفيها بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يوجد مسألة يتفق الإجماع عليها إلا ولها مستند من كتاب أو سنة. انظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (19/195).
وأما دعوى الملا علي القاري الإجماع على أنَّ الأبوين ماتا على الكفر فهي دعوى عارية عن الصحة، فكيف يُحْكَى الإجماع في زمن متأخر جداً، فالقاري وفاته في سنة (1014 هـ) ولا أعرف أنَّ أحداً ادعى الإجماع قبله، على أنَّ دعوى الإجماع تحتاج إلى تحقيق كما قلتُ سابقاً، فليس كل ما يُحكى فيه الإجماع يجب التسليم له.(1/1848)
والمتأمل في كتابات الملا علي القاري حول حكم الأبوين يجد عنده تناقض وتردد في مصيرهما، فهو في كتابه «أدلة معتقد أبي حنيفة» يذكر لنا أنهما ماتا على الكفر ومصيرهما إلى النار، بينما نراه في كتابه «شرح الشفا، للقاضي عياض» يقول: «وأما إسلام أبويه ففيه أقوال: والأصح إسلامهما على ما اتفق عليه الأجلة من الأئمة، كما بينه السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفة».اهـ
وقال في الكتاب نفسه: «وأما ما ذكروه من إحيائه عليه الصلاة والسلام أبويه فالأصح أنه وقع، على ما عليه الجمهور الثقات، كما قال السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفة».اهـ
انظر: شرح الشفا، لعلي القاري (1/106)، (1/648) طبعة استانبول، 1316 هـ.
وفي كتابه «مرقاة المفاتيح» (4/216) يذكر لنا أنَّ مذهب الجمهور على أنَّ والديه صلى الله عليه وسلم ماتا على الكفر.
وهذا التناقض من القاري يؤكد لنا خطأ دعواه الإجماع؛ إذ لو كان ثَمَّةَ إجماع لما تردد في مصيرهما.
---
محمد الأمين
04-23-2006, 01:50 PM
وأما أحاديث أمّه صلى الله عليه وسلم فلم يأت منها حديث صحيح صريح بأنها من أهل النار، والثابت هو النهي عن الاستغفار لها، وهذا النهي لا يلزم منه أنْ تكون من أهل النار.
كلا الجملتين غلط.
مجمع الزوائد [ جزء 1 - صفحة 314 ]
457 - وعن بريدة قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزل ونحن معه قريب من ألف راكب فصلى ركعتين ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان فقام إليه عمر بن الخطاب ففداه بالأم والأب يقول : يا رسول الله مالك ؟ قال :
إني سألت ربي عز وجل في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيناي رحمة لها من النار
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح "(قال شعيب : اسناده صحيح على شرط الشيخين )
مجمع الزوائد [ جزء 1 - صفحة 313 ](1/1849)
456 - وعن أبي رزين العقيلي عن عمه قال : قلت : يا رسول الله أين أمي ؟ قال : " أمك في النار " قال : قلت : فأين من مضى من أهلك ؟ قال : " أما ترضى أن تكون أمك مع أمي "
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات .
هل تريد يا شيخ أصرح من هذا؟!
والاستغفار جائز بل مستحب للمسلم -وإن كان عاصياً- ولا يمنع إلا عن الكافر، لأن الله لا يغفر أن يشرك به.
---
أحمد القصير
04-23-2006, 04:47 PM
هذان الحديثان معلولان وسأبين ما فيهما من علل:
أولاً: حديث بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ رضي الله عنه قَالَ: «كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَهُ قَرِيبٌ مِنْ أَلْفِ رَاكِبٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَفَدَاهُ بِالْأَبِ وَالْأُمِّ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَكَ؟ قَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي الِاسْتِغْفَارِ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ رَحْمَةً لَهَا مِنْ النَّارِ».
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/355)، قال: حدثنا حسن بن موسى، وأحمد بن عبد الملك، قالا: حدثنا زهير، قال أحمد بن عبد الملك في حديثه: حدثنا زبيد بن الحارث اليامي، عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، به.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (12/212)، وأبو عوانة في مسنده (5/83)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/76)، جميعهم من طريق عبد الرحمن بن عمرو البجلي، عن زهير بن معاوية، به.
والحديث عند أحمد رجاله رجال الصحيح، كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/116)؛ إلا أن قوله في الحديث: «فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ رَحْمَةً لَهَا مِنْ النَّارِ» لم تأتِ إلا من هذه الطريق.(1/1850)
فقد رواه الإمام أحمد في مسنده (5/359)، قال: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا خلف ـ يعني ابن خليفة، عن أبي جناب، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا غَزْوَةَ الْفَتْحِ فَخَرَجَ يَمْشِي إِلَى الْقُبُورِ حَتَّى إِذَا أَتَى إِلَى أَدْنَاهَا جَلَسَ إِلَيْهِ كَأَنَّهُ يُكَلِّمُ إِنْسَانًا جَالِسًا يَبْكِي قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَأْذَنَ لِي فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّ مُحَمَّدٍ فَأَذِنَ لِي، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَأْذَنَ لِي فَأَسْتَغْفِرُ لَهَا فَأَبَى....».
والحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ من أجل أبي جناب، وهو يحيى بن أبي حية الكلبي، ضعفه ابن سعد، ويحيى القطان، وابن معين، والدارمي، والعجلي، وكان كثير التدليس. انظر: تهذيب التهذيب، لابن حجر (11/177).
ورواه الإمام أحمد في مسنده (5/356)، قال: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أيوب بن جابر، عن سماك، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: «خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِوَدَّانَ قَالَ: مَكَانَكُمْ حَتَّى آتِيَكُمْ، فَانْطَلَقَ ثُمَّ جَاءَنَا وَهُوَ سَقِيمٌ فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُ قَبْرَ أُمِّ مُحَمَّدٍ فَسَأَلْتُ رَبِّي الشَّفَاعَةَ فَمَنَعَنِيهَا....».
والحديث بهذا الإسناد ضعيف أيضاً؛ من أجل أيوب بن جابر، فإنه ضعيف كما في التقريب (1/89).(1/1851)
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/29)، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: «لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أتى حرم قبر فجلس إليه فجعل كهيئة المخاطب، وجلس الناس حوله، فقام وهو يبكي، فتلقاه عمر وكان من أجرأ الناس عليه فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما الذي أبكاك؟ قال: هذا قبر أمي، سألت ربي الزيارة فأذن لي، وسألته الاستغفار فلم يأذن لي، فذكرتها فذرفت نفسي فبكيت. قال: فلم يُرَ يوماً كان أكثر باكياً منه يومئذ».
قال الألباني في إرواء الغليل (3/225): «سنده صحيح على شرط مسلم، إلا الأسدي، وهو ثقة، كما قال ابن معين، وأبو داود وغيرهما».اهـ
قلت: قد توبع الأسدي؛ فرواه أبو زيد النميري في أخبار المدينة (1/78)، قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، بمثله سواء.
وبهذا يتبين أن قوله في الحديث: «فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ رَحْمَةً لَهَا مِنْ النَّارِ» زيادة شاذة لا تثبت في الحديث، ويقوي شذوذها حديث أبي هريرة المخرج في صحيح مسلم؛ فإن فيه ذكر القصة بتمامها دون ذكر هذه الزيادة.
ثانياً: حديث أَبِي رَزِينٍ رضي الله عنه قَالَ: «قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيْنَ أُمِّي؟ قَالَ: أُمُّكَ فِي النَّارِ. قَالَ قُلْتُ: فَأَيْنَ مَنْ مَضَى مِنْ أَهْلِكَ؟ قَالَ: أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ مَعَ أُمِّي».
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/11)، قال: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عُدُس، عن أبي رزين، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/289)، والطبراني في الكبير (19/208)، كلاهما من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (1/147)، عن شعبة، به.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/116): «رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات».اهـ(1/1852)
قلت: الحديث رجال إسناده ثقات، غير وكيع بن عُدُس، ويقال: حُدُس، بالحاء بدل العين، أبو مصعب العقيلي، الطائفي، وثقه ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار (1/124)، وذكره في الثقات له (5/496)، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب (2/338): «مقبول»، وأما الحافظ الذهبي فقد اختلفت عبارته فيه، فأشار إلى توثيقه في الكاشف (2/350)، وقال في الميزان (7/126): «لا يُعرف».
وقال ابن القطان في الوهم والإيهام (3/617) : «لا تُعرف له حال، ولا يُعرف روى عنه إلا يعلى بن عطاء».
قلت: وهذا الاختلاف في توثيقه يوجب التوقف في روايته إلا أن تأتي من طريق أخرى تقوي روايته.
---
عبدالرحمن السديس
04-27-2006, 10:16 AM
هنا بحث ونقاش طويل في الموضوع فيه فوائد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656
---
محمود الشنقيطي
04-29-2006, 07:03 PM
قال الإمام المفسر محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان في هذه المسألة التي لا يترتب على العلم بها نفع ولا على الجهل بها أي ضرر- في نظري- بعد أن أشبعها بحثا وأورد حجج الفريقين وأدلتهم وناقشها كما هي عادته رحمه الله وساق كلام علماء الأصول على القادح المعروف بالنقض:
(قال مقيده عفا الله عنه: الظاهر أن التحقيق في هذه المسألة التي هي:
هل يعذر المشركون بالفترة أو لا؟
هو أنهم معذورون بالفترة في الدنيا وأن الله يوم القيامة يمتحنهم بنار يأمرهم باقتحامها فمن اقتحمها دخل الجنة وهو الذي كان يصدق الرسل لو جاءته في الدنيا ومن امتنع دخل النار وعذب فيها وهو الذي كان يكذب الرسل لو جاءته في الدنيا لأن الله يعلم ما كانوا عاملين لو جاءتهم الرسل.
وإنما قلنا أن هذا هو التحقيق في المسألة لأمرين:
1-أن هذا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبوته عنه نص في محل النزاع فلا وجه للنزاع ألبتة مع ذلك.(1/1853)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية التي نحن بصددها بعد أن ساق الحاديث الكثيرة الدالة على عذرهم بالفترة وامتحانهم يوم القيامة رادا على ابن عبد البر تضعيف أحاديث عذرهم وامتحانهم بأن الآخرة دار جزاء لا عمل وأن التكليف بدخول النار تكليف بما لا يطاق وهو لا يمكن- ما نصه :
والجواب عما قال أن أحاديث الباب منها ما هو صحيح كما نص على ذلك كثير من أئمة العلماء ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف يتقوى بالصحيح والحسن.
وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متصلة متعاضدة على هذا النمط أفادت الحجة عند الناظر فيها.
وأما قوله: إن الآخرة دار جزاء فلا شك أنها دار جزاء ولا ينافي التكليف في عرصاتها قبل دخول الجنة أو الناركما حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري عن مذهب أهل السنة والجماعة من امتحان الأطفال وقد قال تعالى (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود) الآية.
وقد ثبت في الصحاح وغيرها :((أن المؤمنين يسجدون لله يوم القيامة وأن المنافق لا يستطيع ذلك ويعود ظهره كالصفيحة الواحدة طبقا واحدا كلما أراد السجود خر لقفاه))
وفي الصحيحين في الرجل الذي يكون آخر أهل النار خروجا منها((أن الله يأخذ عهوده ومواثيقه ألا يسأل غير ما هو فيه ويتكرر ذلك منه ويقول الله تعالى: يابن آدمما أعذرك ثم يأذن له في دخول الجنة)) وأما قوله فكيف يكلفهم الله دخول لناروليس ذلك في وسعهم؟
فليس هذا بمانع من صحة الحديث فإن الله يأمر العباد يوم القيامة بالجواز على الصراط وهو جسر على متن جهنم أدق من الشعر وأحد من السيف ويمر المؤمنون عليه بحسب أعمالهم كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب ومنهم الساعي ومنهم الماشي ومنهم من يحبو حبوا ومنمهم المكردس على وجهه في الناروليس ما ورد في أولئك بأعظم من هذا بل هذا أطم وأعظم.(1/1854)
وأيضا فقد ثبت بالسنة بأن الدجال يكون معه جنة وناروقد أمر الشارع المؤمنين الذين يدركونه أن يشرب أحدهم من الذي يرى أنه نار فإنه يكون عليه بردا وسلاما وهذا نظير ذلك
وأيضا فإن الله تعالى أمر بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم فقتل بعضهم بعضا حتى قتلوا فينا قيل في غداة واحدة واحدا وسبعين ألفا,يقتل الرجل أباه وأخاه وهم في عماية غمامة أرسلها الله عليهم وذلك عقوبة لهم على عبادة العجل وهذا أيضا شاق على النفوس جدا ولا يتقاصرعما ورد في الحجيث المذكور والله أعلم) انتهى كلام الحافظ ابن كثير بلفظه...
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى أيضا قبل هذا بقليل ما نصه:
ومنهم من ذهب إلى أنهم يمتحنون يوم القيامة في عرصات المحشر فمن أطاع دخل الجنة وانكشف علم الله فيه بسابق السعادة, ومن عصى دخل النارداخرا, وانكشف علم الله فيه بسابق الشقاوة.
وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض.
وهذا القول هو الذي حكاه أبو الحسن الأشعريُّ عن أهل السنة والجماعة وهو الذي نصره الحافظ أبو بكر البييهقي في كتاب الاعتقاد وكذلك غيره من محققي العلماء والحفاظ والنقاد.
انتهى محل الغرض من كلام ابن كثير وهو واضح جدا فيما ذكرنا.
2- أن الجمع بين الأدلة واجب متى ما أمكن بلا خلاف لأن إعمال الدليلين أولى من إالغاء أحدهما, ولا وجه للجمع بين الأدلة إلا هذا القول بالعذر والامتحان فمن دخل النار فهو الذي لم يمتثل ما أمربه عند ذلك الامتحان ويتفق بذلك جميع الأدلة والعلم عند الله تعالى)3/481-484
---
(1/1855)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل صحت قراءة ابن عامر عن أبي الدرداء ومعاوية؟
---
هل صحت قراءة ابن عامر عن أبي الدرداء ومعاوية؟
---
محمد الأمين
12-03-2003, 10:20 AM
فقد أدرك الثاني
---
(1/1856)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > بخصوص الرسائل الخاصة
---
بخصوص الرسائل الخاصة
---
أمين نورشريف
11-10-2005, 07:39 PM
أسأل الله تعالى أن يبارك في المشرفين على الموقع وكان بودي أن أسأل: هل من الممكن أن يتم برمجة إشعار يرسل إلى البريد الرئيسي عندما يتوصل العضو برسالة خاصة كما هو حاصل عندما يكون رد على موضوع شارك فيه المرء!
هذا ونسأل الله التوفيق لنا ولكم
دمتم لمحبكم في الله
---
د.أبو بكر خليل
11-10-2005, 10:13 PM
و هذا متبع في مواقع أخرى ، و تظهر مزيته في أن معظمنا يقوم بفتح بريده الأصلي قبل أي شيء آخر
---
خالد الشبل
11-10-2005, 11:47 PM
أخي أمين:
اذهب إلى: لوحة التحكم هنا - تعديل الخيارات - التحكم بالبريد والرسائل الخاصة - ضع ( http://www.tafsir.org/vb/images/buttons/firstnew.gif ) أمام: استقبال إعلام بريدي بورود رسائل خاصة جديدة - اعتمد التغييرات.
تقبّل وِدّي.
---
أمين نورشريف
11-11-2005, 01:54 AM
بورك فيك يا شيخ خالد بحثت عنها قبل أن أكتب الإقترح ولكن لم أوفق.الحمد لله الذي تتم بفضله الصالحات
دمتم لمحبكم في الله
أمين
---
(1/1857)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أهل القيروان حول خلق القرآن
---
أهل القيروان حول خلق القرآن
---
موراني
06-09-2004, 11:07 PM
ان العنوان لهذه الرسالة الوجيزة ( أهل القيروان ...ألخ) لا يعني به اسمي المستعار في هذا الملتقى , لكي لا يظن أحد ولا يخيل عليه من قريب أو بعيد انني بصدد الحوار حول خلق القرآن على لسان المعتزلة !
كان هذا الموضوع بالغ الأهمية في دوائر أهل السنة بالقيروان كما يتبين ذلك من خلال
بعض القطع المتفرقة والأوراق المتبقية في المكتبة العتيقة بالقيروان (التي تسمى أيضا بالمكتبة الأثرية ) .
كان بكر بن حماد , أبو عبد الرحمان الزناتي ( ت 296 ) من محدثي أهل القيروان غير أنه ليس لدينا الا بعض الأخبار عنه في كتب تراجم الافريقيين مثل معالم الايمان , ج 2 , ص 281 ورياض النفوس , ج 2 , 20 الى 26 . وانظر حوله أيضا شجرة النور الزكية , الرقم 91 , والورقات لحسن حسني عبد الوهاب , ج 1 , ص 255 الى 257 .
رحل الى المشرق ودرس على محدثي أهل الكوفة وأهل البصرة . وعاد بعد رحلته الى افريقيا ونزل القيروان وتركها هاربا الى بلاده تاهرت بعد ما سعي به الى الأمير ابراهيم بن أحمد الأغلبي . وذلك ربما لرفضه لما رأت الفرقة المعتزلة من خلق القرآن ومن انفاء الرؤية في ذلك العصر .
مما لا شك فيه أن المؤرخ المشهور أبا العرب التميمي ( ت 333 في المعركة ضد الشيعة في الوادي المالح , على الطريق بين مدينة سوسة والمهدية ) قد درس في حلقة بكر بن حماد هذا قبل خروجه الى بلاده وكتب عنه في حلقاته بالقيروان , اذ لدينا بعض الاوراق على الرق بخط أبي العرب التميمي يذكر فيها شيخه بكر بن حماد بأسانيده عدة مرات : (وحدثني بكر بن حماد قال ....) كذلك يذكره أبو العرب في كتاب المحن له في أخبار المحنة في خلافة مأمون .(1/1858)
أما هذه الأوراق المتبقية من كتاب أو رسالة ما ( ليس لدينا عنوان لهذه المجموعة من الأخبار حول المحنة) بخط أبي العرب التميمي فيروي بكر بن حماد فيها خبرا عن المحنة عن شيخه كما يلي :
حدثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي قال :
حدثنا أبو زكرياء يحيى بن يوسف الزمّي قال :
قدمنا من مكة فقال لي رفيقي : هل لك في عبد الله بن ادريس نأتيه فنسلم عليه .
قال : فأتنياه وسلمنا عليه فقال له رفيقي : يا أبا محمد , انّا قبلنا تاسا يقولون : القرآن مخلوق .
قال : من اليهود ؟ قلت : لا .
قال : فمن النصارى ؟
قلت : لا .
قال : من المجوس ؟
قلت : لا .
قال : فممّن ؟
قلت : من الموحّدين .
قال : كذبوا , ليس هؤلاء من الموحّدين , هؤلاء زنادقة . من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله مخلوق . ومن زعم ا، الله مخلوق فقد كفر .
قال أحمد : وزادني رجل عن الزمي قال : وقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم , وقال : الله مخلوق , والرحمن مخلوق والرحيم مخلوق , هؤلاء زنادقة .
.................................................. ................
انّ هذا الخبر يأتي من العراق وانتهى الى القيروان من طريق بكر بن حماد المذكور أعلاه .
أما الدورقي و فهو من شيوخ ابن حنبل , توفي ببغداد عام 246 .
أما الزمي , وهو من خراسان , نزل بغداد حيث توفي عام 229 , وهو الذي التقى بعبد الله بن ادريس ( ت 192 ) في الحجاز . وهذا الأخير طلب العلم بالمدينة وبمكة وكانت له علاقات بمالك بن أنس .
.................................................. ............
نظرا الى أن عبد الله بن ادريس توفي عام 192 فالحديث بينه وبين يحيى بن يوسف الزمي جرى قبل هذا التأريخ أي ما سبق على المحنة في خلافة مأمون بأكثر من 20 سنة .(1/1859)
وفي هذه الأوراق نجد اشارة واضحة الى أنّ أصحاب انفاء الرؤية اعتبروا مرتدين عن الاسلام الى جانب صفتهم (زنادقة) , وذلك بالرواية القيروانية التالية عن محمد بن وضاح الأندلسي :
وحدثني عمر بن يوسف وسعيد بن شعبان قالا .
حدثنا ابن وضاح قال : وحدثنا سعيد بن منصور قال : سمعت ابن الماجشون يقول :
من زعم أنّ الله لا يرى يوم القيامة استتيب .
أما بكر بن حماد فانه يروي في هذه الأوراق برواية بقي بن مخلد ( وهو أيضا من العلماء الاندلسيين مثل ابن وضاح القرطبي ) خلاف قول ابن الماجشون , وقال :
سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : أصحابنا في الثغر لا يستتيبون من قال : القرآن مخلوق .
قال ابن حنبل : أنا أستتيبهم . قال بقيّ أبو عبد الرحمان في تفسير ابن حنبل ( لا يستتيبون من قال ذلك ) , يقول : زنادقة , يقتلون ولا يستتابون .
..............................................
لقد اعتصم أهل القيروان بتعاليم أهل السنة والجماعة ورفض رأي المعتزلة وتعاليمها
وأظهر هذا الاعتصام بالسنة ورفضه لخلق القرآن حتى على شواهد القبور بالقيروان
حيث نشاهد الى يومنا هذا :
.......... بعد الشهادة :
ان القرآن كلام الله وليس بمخلوق ( من صفر عام 292 )
وأيضا : بعد الشهادة :
أن الله عز وجل يرى يوم القيامة ( من شعبان عام 392 )
موراني
---
(1/1860)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل الآية في سورة القلم تقيد العموم في معنى المحروم؟
---
هل الآية في سورة القلم تقيد العموم في معنى المحروم؟
---
أبو أنس الغامدي
10-21-2006, 03:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
وكل عام وأنتم بخير
وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
لدي مسألة :ـ
معنى قوله تعالى (( للسائل والمحروم))
معنى المحروم : ذهب ابن جرير الطبري رحمه الله إلى أن معناه هو الممنوع ، أي هو على العموم فيشمل جميع المعاني التي ذكرها المفسرون.
ولكننا نجد في سورة القلم (( بل نحن محرومون )) هل تعتبر هذه الآية تقييد لمعنى المحروم بأنه الذي أصابته جائحة.
وهل يصبح هذا المعنى هو الراجح؟
أي كيف نربط بين المعنى الذي ذهب إليه ابن جرير مع هذا المعنى؟
---
عبدالرحمن الشهري
10-29-2006, 12:07 AM
الأخ العزيز أبا أنس الغامدي وفقه الله ، وأسعده بطاعته آمين .
في صيغة السؤال فيما يبدو لي خلل ، (هل الآية في سورة القلم تقيد العموم في معنى المحروم ؟) لأن التقييد يكون للمطلق ، وأما التخصيص فيكون للعموم . وسؤالك هنا هو في موضوع العموم ، وهذه مباحث مهمة من مباحث الألفاظ مشتركة بين أصول الفقه وعلوم القرآن جديرة بالعناية من المتخصص في الدراسات القرآنية رعاك الله وزادك علماً.
وأما السؤال فقد ورد ذكر (المحروم) المستحق للصدقة معرفاً (بأل) في موضعين :
1- في سورة الذاريات في قوله تعالى : وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19).
2- وفي سورة المعارج في قوله تعالى : وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) .
وورد الوصف بالحرمان دون (أل) في موضعين أيضاً :(1/1861)
1- في سورة الواقعة في قوله تعالى :{أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ( 66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)
2- وفي سورة القلم،في:{فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ(27)
(والمحروم) في الآيتين لفظ عام ، بمعنى أنه يستغرق كل ما يصلح له بوضع واحد من غير حصر . و(أل) فيه استغراقية يصح إبدالها بكلمة (كل) . وللمفسرين في معنى المحروم في الآيتين الأوليين أقوال ، أوردها ابن الجوزي في تفسيره فقال :
وفي {المحروم} ثمانية أقوال :
أحدها : أنه الذي ليس له سهم في فيء المسلمين ، وهو المُحارَف ، قاله ابن عباس . وقال إبراهيم : هو الذي لا سهم له في الغنيمة .
والثاني : أنه الذي لا ينمى له شيء ، قاله مجاهد ، وكذلك قال عطاء : هو المحروم في الرِّزق والتجارة .
والثالث : أنه المسلم الفقير ، قاله محمد بن علي .
والرابع : أنه المتعفِّف الذي لا يَسأل شيئاً ، قاله قتادة ، والزهري .
والخامس : أنه الذي يجيء بعد الغنيمة ، وليس له فيها سهم ، قاله : الحسن ابن محمد بن الحنفية .
والسادس : أنه المصاب ثمرته وزرعه أو نسل ماشيته ، قاله ابن زيد .
والسابع : أنه المملوك ، حكاه الماوردي .
والثامن : أنه الكَلْب ، روي عن عمر بن عبد العزيز . وكان الشعبي يقول : أعياني أن أعلَم ما المحروم .
وأظهر الأقوال قول قتادة والزهري ، لأنه قرنه بالسائل ، والمتعفِّف لا يَسأل ولا يكاد الناس يعطون من لا يسأل ثم يتحفظ بالتعفُّف من ظُهور أثر الفاقة عليه ، فيكون محروما من قِبَل نفسه حين لم يَسأل ، ومن قِبَل الناس حين لا يُعطونه ، وإنما يفطن له متيقِّظ ).
وقد اختار هذا القول كثير من المفسرين ، ومن آخرهم ابن عاشور فقال :(1/1862)
والسائل : الفقير المظهر فقره فهو يسأل الناس ، والمحروم : الفقير الذي لا يُعطَى الصدقة لظن الناس أنه غير محتاج من تعففه عن إظهار الفقر ، وهو الصنف الذي قال الله تعالى في شأنهم { يحسبهم الجاهلُ أغنياء من التعفّف } [ البقرة : 273 ] وقال النبي صلى الله عليه وسلم « ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان والأكلة والأكلتان ولكن المسكين الذي ليس له غنى ويستحيي ولا يسأل الناس إلحافاً »).
وهاتان الآيتان في سورة الذاريات وسورة المعارج قد نزلتا قبل آية الصدقات في سورة التوبة ، فكان الحرمان هنا عاماً يدخل فيه كل فقير متعفف لا يسأل الناس ، ولذلك جاء هذا الوصف له في مقابل وصف السائل في الآيتين معاً . سواء كان فقره وحرمانه بسبب جائحة أو غيرها .
وقد أوضح ابن عاشور سبب إطلاق صفة الحرمان على الفقير المتعفف الذي لا يسأل الناس فقال :(وإطلاق اسم المحروم ليس حقيقة لأنه لم يَسأل الناس ويحرموه ولكن لما كان مآل أمره إلى ما يؤول إليه أمر المحروم أطلق عليه لفظ المحروم تشبيهاً به في أنه لا تصل إليه ممكنات الرزق بعد قربها منه فكأنه ناله حرمان ).
أما الحرمان في قول أصحاب الجنة :(بل نحن محرومون) فهو حرمان خاص من ثمرة بستانهم ذلك الموسم لإهلاك الله له جزاء عزمهم على منع حق الله فيه . ومثله الحرمان في سورة الذاريات ، وهذا الوصف لا يدل على اختصاص من أصابته جائحة بوصف الحرمان ، بل هو وصف يصدق عليه وعلى غيره من المحرومين لأي سبب ، فلا يصح تخصيص العموم في (المحروم) بمثل هذا الوصف والله أعلم ، وهذا بحث طريف في شروط المخصص في مباحث الألفاظ في أصول الفقه يمكن مراجعته في مظانه .(1/1863)
والقول بأن المحروم هو الذي أصابته جائحة قد قال به ابن زيد من مفسري السلف ، قال الطبري : حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) قال: المحروم: المُصابُ ثَمرُهُ وزرعهُ ، وقرأ (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ ) . . حتى بلغ ( بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ) وقال أصحاب الجنة :(إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ) . وهذا تفسير بالمثال من ابن زيد رحمه الله ، واستدلال بالقرآن على تفسيره ، ولا أظن ابن زيد يقصر معنى المحروم على من أصابته جائحة فحسبُ ، وإنما هو أحد من يصدلق عليه وصف الحرمان لظهور هذا الوصف في حاله ، ولأنه وصف بالحرمان مرتين في القرآن الكريم .
وقد اختار الطبري قولاً يشمل كل معاني الحرمان فقال : والصواب من القول في ذلك عندي أنه الذي قد حُرم الرزق واحتاج، وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره، فصار ممن حرمه الله ذلك، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسألة، ويكون بأنه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة، فلا قول في ذلك أولى بالصواب من أن تعمّ، كما قال جلّ ثناؤه( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) .
---
الكشاف
10-31-2006, 12:43 PM
وهذا موضوع ذو صلة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6434
---
(1/1864)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من حكايا الناس في كتب التفسير وعلوم القرآن / بين القصة والعبرة
---
من حكايا الناس في كتب التفسير وعلوم القرآن / بين القصة والعبرة
---
عبدالرحيم
02-13-2006, 07:12 PM
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى عند تفسير قوله تعالى: " من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " :
وقال علماؤنا رضي الله تعالى عنهم : وقد يفضي الرياء بصاحبه إلى استهزاء الناس به، كما يُحكى أن طاهر بن الحسين قال لأبي عبد الله المروزي: منذ كم صرت إلى العراق يا أبا عبد الله ؟ قال : دخلت العراق منذ عشرين سنة، وأنا منذ ثلاثين سنة صائم. فقال: يا أبا عبد الله، سألناك عن مسألة فأجبتنا عن مسألتين.
وحكى الأصمعي أن أعرابياً صلى فأطال وإلى جانبه قوم، فقالوا: ما أحسن صلاتك ؟! فقال: وأنا مع ذلك صائم.
أين هذا من قول الأشعث بن قيس ـ وقد صلى فخفف ـ فقيل له: إنك خففت. فقال: إنه لم يخالطها رياء
فخلص من تنقصهم بنفي الرياء عن نفسه، والتصنع من صلاته!!!
والإمام الآلوسي رحمه الله تعالى عند تفسير قوله تعالى: " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ":
صلى الموفق العباسي خلف الإمام فقرأ هذه الآية، فغشي عليه فلما أفاق قيل له، فقال: هذا فيمن ركن إلى مَن ظلم، فكيف الظالم؟!!
وفي تفسيره لقوله تعالى: " وجاهدوا في الله حق جهاده.. ".
سأل هولاكو أصحابه: من الملِك؟
فقالوا: له أنت الذي دوَّخت البلاد، وملكت الأرض، وطاعتك الملوك ـ وكان المؤذن إذ ذاك يؤذن ـ.
فقال: لا، الملِك هذا الذي له أزيَد من ستمائة سنة قد مات، وهو يُذكر على المآذن في كل يوم وليلة خمس مرات.
يريد محمداً رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
- والزركشي في البرهان:(1/1865)
سأل بعض الزنادقة الحسن بن علي رضي الله عنه ـ عن سورة (الكافرون) ـ فقال: إني أجد في القرآن تكراراً
فأجابه الحسن بما حاصله: إن الكفار قالوا نعبد إلهك شهراً ونُعبِّدك آلهتنا شهراً، فجاء النفي متوجهاً إلى ذلك.
والمقصود أن هذه ليست من التكرار في شيء، بل هي بالحذف والاختصار أليق؛ وذلك لأن:
- قوله: " لا أعبد ما تعبدون " أي لا أعبد في المستقبل، ما تعبدون في المستقبل.
- وقوله: " ولا أنا عابد ما عبدتم " أي ولا أنا عابد في الحال ما عبدتم في المستقبل.
- " ولا أنتم عابدون " في الحال ما أعبد في المستقبل
---
عبدالرحيم
02-14-2006, 01:37 PM
متى تخبِر الأول بشخصية الثاني ؟
ذكر الفخر الرازي في تفسير سورة الفاتحة:
صارع أحد الأستاذين في المصارعة رستاقياً جلِفاً، فصرع الرستاقي ذلك الأستاذ مراراً. فقيل للرستاقي: إنه فلان الأستاذ.
فانصرعَ في الحال منه، وما ذاك إلا لاحتشامه منه.
----------
* الرستاق: مدينة بفارس من ناحية كرمان / معجم البلدان لياقوت.
====================
وذكر قصة مخالفة في تفسير سورة العلق:
بعث أبو حنيفة زُفراً إلى البصرة لتقرير مذهبه، فلما ذكر: " أبو حنيفة " ، زيَّفوه ولم يلتفتوا إليه، فرجع إلى أبي حنيفة وأخبره بذلك، فقال: إنك لم تعرف طريق التبليغ، لكن ارجع إليهم، واذكر في المسألة أقاويل أئمتهم ثم بيِّن ضعفها، ثم قل بعد ذلك: ههنا قول آخر، واذكر قولي وحجتي، فإذا تمكن ذلك في قلبهم، فقل: هذا قول أبي حنيفة؛ لأنهم حينئذ يستحيون فلا يردون.
فكذا ههنا أن الحق سبحانه يقول: إن هؤلاء عباد الأوثان، فلو أثنيت عليَّ وأعرضت عن الأوثان لأبوا ذلك.
لكن، اذكر لهم أنهم هم الذين خلقوا من العلقة فلا يمكنهم إنكاره، ثم قل: ولا بد للفعل من فاعل، فلا يمكنهم أن يضيفوا ذلك إلى الوثن لعلمهم بأنهم نحتوه..
فبهذا التدريج يقرون بأني أنا المستحق للثناء دون الأوثان.
قلت: سبحان الله، لكل مقام مقال!!
============(1/1866)
============
جاء في تفسير النيسابوري لقوله تعالى: " وقالوا اتخذ الله ولداً سبحانه بل له ملك السماوات والأرض..":
قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ لبعض النصارى: لولا تمرد عيسى عن عبادة الله تعالى لصرت على دينه.
فقال النصراني: كيف يجوز أن ينسب ذلك إلى عيسى مع جِده في طاعة الله؟
فقال علي: إن كان عيسى إلهاً فالإله كيف يعبد غيره ؟! وإنما العبد هو الذي يليق به العبادة.
فانقطع النصراني وبهت.
===================
وفي تفسيره لقوله تعالى: " الذي جعل لكم الأرض فراشاً.. ":
قال الجاحظ : إذا تأملت في هذا العالم وجدته كالبيت المعدّ فيه كل ما يحتاج إليه = فالسماء مرفوعة كالسقف، والأرض ممدودة كالبساط، والنجوم منضودة كالمصابيح، والإنسان كمالك البيت المتصرف فيه، وضروب النبات مهيآت لمنافعه، وصنوف الحيوان متصرفة في مصالحه.
فهذه جملة واضحة دالة على أن العالم مخلوق بتدبير كامل، وتقدير شامل، وحكمة بالغة، وقدرة غير متناهية.
===================
وفي تفسيره لقوله تعالى: " وهو يتولى الصالحين ":
كان عمر بن عبد العزيز لا يدخر لأولاده شيئاً فقيل له في ذلك فقال: إما أن يكون ولدي من الصالحين، فوليُّه الله، ولا حاجة له إلى مالي.
وإما أن يكون من المجرمين وقد قال تعالى " فلن أكون ظهيراً للمجرمين "، ومن ردَّه الله، لم أشتغل بإصلاح مهماته .
================
وفي تفسيره لقوله تعالى: " لمن المُلك اليوم لله الواحد القهار ":
لما دخل نصر بن أحمد نيسابور، وضع التاج على رأسه، ودخل عليه الناس فخطر بباله شيء فقال: هل فيكم من يقرأ آية؟
فقرأ رجل روّاس " رفيع الدرجات ذو العرش " فلما بلغ قوله " لمن الملك اليوم " نزل الأمير عن سريره، ورفع التاج عن رأسه، وسجد لله تعالى وقال: لكَ المُلك لا لي.
فلما توفي الروّاس، رؤي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟(1/1867)
فقال: غفر لي، وقال لي: إنك عظَّمت مُلكي في عين عبدي فلان يوم قرأت تلك الآية، فغفرت لك وله.
---
(1/1868)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > سؤال عن قراءة ابن مسعود رضي الله عنه
---
سؤال عن قراءة ابن مسعود رضي الله عنه
---
مهاجر
08-11-2006, 11:46 PM
بسم الله
السلام عليكم
ذكر أحد الأعضاء الكرام هذه الجملة عن قراءة عاصم رحمه الله :
وعاصم نقل قراءته عن ابن مسعود وعن علي ، وهذا يعتبره ابن حزم تواتراً .
والموجود في المصاحف : رواية حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان وعلي وزيد وأبي رضي الله عنهم ، فلماذا لم يذكر ابن مسعود ، رضي الله عنه ، معهم ، وهل قراءة ابن مسعود ، رضي الله عنه ، متواترة ، أم آحاد ، وما سندها المعتمد ؟ أرجو الإحالة على بحث أو مشاركة تطرقت لهذه المسألة بتوسع ، وأعتذر على الإطالة ، وجزاكم الله خيرا .
---
(1/1869)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سأظل ثابتا .. فالجبال أنا
---
سأظل ثابتا .. فالجبال أنا
---
سلسبيل
09-14-2004, 10:52 AM
لست ممن يكتبون الشعر ولا أزعم أن هذا شعرا بمعنى الكلمة ولكنها مشاعر أبت إلا أن تظهر بهذه الصوره .... أفأحبسها ؟؟ أم أترك لها العنان ؟؟؟ بالله قولوا .... هل نترك آهاتنا تحرقنا ؟ أم نطلقها صرخة مدوية تسيل بمداد من الحبر فيسيل على جروحنا اللون لون الحبر والريح ريح الدم دم نازف منذ سنين لا أحد يهتم به ولا أحد يوقف نزفه ليس إلا لأنه دم مسلم عربي دم للأسف أصبح في زماننا أرخص الدماء وصرنا ثكالى أفلا يحق لنا بعدها العويل والبكاء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سأظل ثابتا فالجبال أنا ..................... سأريهم العزم وفعل الندى
سأظل شامخا رغم العدى ........... فاستبشري يا أمتي جاءَ الفتى
سأرد الباطل مهما كوى .................... فأنا الحق وللحق صدى
سأفك القيود وحر الجوى ................... وأودع أيام ذل مضى
لن أخور إن حان اللقاء ..................... ولن أولي يوم الوغى
بل سأثبت ولن تزل الخطى .................. فإن مت فيا فوز الفتى
لن أذل ولن أحيد أبدا ......................... لن أكون كغثاء عَلا
وسأبني للعلا مجدا غفا ..................... فروحي لأمتي فدى
وبروحي سأعلو فوق الورى ............... فهمتي تأبى علىّ الدُنا
هنا يا أمتي فصعدي ..................... هذا جسمي يا أمتي مُرتقى
هذا دربا لا يضل الخطى ................ هذا جسر من زمان الأولى
فأنا لن أعيش إلا مسلما ................ مستمسكا بهدي خير الورى
قد سئمت الحياة بذل أنا ............ وسئمت فىّ مطامع كل القوى
لن أعيب الزمان وإن قسى .......... لن أتجترع الهم ... كثكلى
لن أفكر بالأمس فالأمس ولى ........ لن أعيب الزمان فالأيام حبلى(1/1870)
لن أندب حظا وإن جفا ............... ولن أجزع وإن زاد الأسى
لن أنتظر أياما عسى ................. تعود إلىّ بفجر وعز مضى
فاسرديها يا ليالي قصة في الدجى ............ كيف أعود بمجد زوى
وكيف أسقيهم كأس الردى .............. وكيف ألجم ذئبا عوي
فإن لي قلبا يقينا وعى ............. أنّ هذا الدين للظلم أبى
وأن فيه كل خير للورى ............ وأنه خير هدي هدي المصطفى
---
(1/1871)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > «تفسير التابعين»/ للشيخ (محمد بن عبد الله بن علي الخضيري) ؟
---
«تفسير التابعين»/ للشيخ (محمد بن عبد الله بن علي الخضيري) ؟
---
محمد بن يوسف
02-04-2004, 12:23 AM
إخواننا الفضلاء -حفظهم الله تعالى-
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد؛ مَن يكتب لنا نبذة عن كتاب «تَفسير التابعين: عرض ودراسة مُقارَنة»/ للشيخ (محمد بن عبد الله بن علي الخضيري) -أثابه الله- ؟ فقد شوقنا أحد الإخوة -جزاه الله خيرًا- إلى مادَتِه، بعد أن أكثر من الثناء عَليه؛ فقال -فيما قال-: "فقد جَمَعَ جمعًا لم تره عيني في رسالة علمية في فن من الفنون ..! مما اطلعتُ عليه من مئات الرسائل العلمية ! فلا أقول إلا : هكذا فليكن التصنيف، وهكذا فليكن النفس في التأليف ..".
وقال المؤلِّفُ عَن كِتابِه هذا: "لقد عشتُ في بحثي هذا خمس سنين ! لم أكلّ أو أمل، جمعت ورتبت، وأضفت وحذفت، ودرست وقارنت، واطلعت على علوم شتى وبحوث عديدة ! وعشت بوجداني مع هذا البحث، حتى لازمني ليلا ونهارًا ! وحضرًا وسفرًا ! بل لا أكون قد بالغتُ إن قلتُ: ويقظة ونومًا !" اهـ.
انظر هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=9519&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%CA%C7%C8%DA%ED%E4
وجزاكم الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
عبدالرحمن الشهري
02-04-2004, 02:33 PM
أخي الكريم محمد وفقه الله
الكتاب الذي أشرتم إليه جدير بكل تقدير وحفاوة ، ولعل مؤلفه إن شاء الله يحدثنا بنفسه عنه ، فلا تعجل علينا.
---
(1/1872)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير القرطبي مهم.. وضمنه لوم وعتاب!!
---
سؤال عن تفسير القرطبي مهم.. وضمنه لوم وعتاب!!
---
المتدبر
12-14-2006, 09:38 PM
ياأهل الإختصاص والمعرفة .. هل من سبيل إلى طبعة محققة ومدققة يطمئن إليها القلب لتفسير القرطبي ( الجامع
لأحكام القرآن ) ؟؟
فلقد( دوختني) الطبعات الموجودة في السوق .. فالفزعة يارجال أرشدوا أخاكم!!
ثانيا : حسبي الله على من ليس كفأ للتحقيق والتدقيق ! كيف يحشر نفسه في مضايق المخطوطات والأسفار التي يحجم
عن خوض غمارها الفحول من أهل العلم!!
ثالثا: إني اعتب وبحرارة على من خصهم الله بالعلم والتحقيق كيف لا يخوضوا غمار هذا الفن ويخرجوا لنا كتب التراث
على الوجه الصحيح والأسلم ولا يدعوا المجال لأدعياء التحقيق الذين يقتاتون بأقلامهم على حساب دين الأمة!!
أرجو أن تتحملوني فو الله ماقلت هذا الكلام إلا من غيرتي على هذا العلم الشريف ...
وتحياتي للمشرف على هذا الموقع والأخوة الأعضاء....
ولاتنسوا سؤالى والله يحفظكم ويرعاكم ....
---
مساعد الطيار
12-15-2006, 01:11 AM
أخي الكريم
راجع هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6418&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%DE%D1%D8%C8%ED
---
المتدبر
12-15-2006, 09:20 PM
بارك الله فيك يادكتور مساعد الطيار ... ساعدك الله في الدنيا والاخرة آمين؛
والدال على الخير كفاعله....
---
حازم حيدر
12-15-2006, 10:51 PM
الأخ مزيد العتيبي وفقه الله
بالنسبة إلى سؤالك عن طبعة جيدة من تفسير " القرطبي " رحمه الله ، أقول إن أفضل طبعاته المتوافرة طبعتان :
1- طبعة دار الكتب المصرية ، ومصوراتها .
2-طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق الدكتور التركي ، ومشاركة أ. محمد نعيم عرقسوسي وزملائه .
---
عبدالرحمن الشهري
12-15-2006, 11:01 PM(1/1873)
الأمر كما تفضل المشايخ الفضلاء في الجواب قبلي وفقهم الله .
وأخص الأخ العزيز والشيخ الفاضل الدكتور حازم حيدر بالترحيب والشكر على مشاركته لإخوانه في ملتقى أهل التفسير الذي يسعد به وبأمثاله من الباحثين الجادين كثيراً . فمرحباً بكم يا دكتور حازم وأهلاً وسهلاً ، وننتظر التكرم علينا بطرح أبحاثكم وتحقيقاتكم في الملتقى فنحن بحاجة إليها . وليتك تتكرم علينا بطرح بحثك عن مقدمة الدر المنثور الذي نشرتموه في العدد الأول من مجلة المجمع فهو نافع ومفيد ، والذين اطلعوا على العدد الأول من المجلة ليسوا كثيراً ، وقراء الملتقى من كل مكان وفقك الله ورعاك .
---
المتدبر
12-15-2006, 11:12 PM
شكرا يامشايخنا الفضلاء .... وحقا وحقيقة إن للمنتدى رجالا (قد المسؤولية)...
نحسبهم كذلك والله حسيبنا وإياهم ولا نزكي على الله احدا...
---
(1/1874)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > اكتشاف 20 ألف نسخة من المصحف مغلوطة بالأسواق المصرية
---
اكتشاف 20 ألف نسخة من المصحف مغلوطة بالأسواق المصرية
---
أحمد البريدي
11-27-2006, 10:30 PM
مفكرة الإسلام: اكتشف مجمع البحوث الإسلامية أن هناك نحو 20 ألف نسخة من المصحف الشريف "مغلوطة" في الأسواق المصرية.
وطالب المجمع الجهات الرسمية بمصادرة هذه النسخ المليئة بالأخطاء، وتكثف الجهات الرسمية جهودها حالياً لجمع نسخ المصحف المغلوطة من المكتبات والبائعين، وذلك بحسب صحيفة "المصري اليوم" .
وصرح مدير عام إدارة البحوث والتأليف والنشر بمجمع البحوث الإسلامية، الشيخ عبد الظاهر عبد الرازق، بوجود العديد من نسخ المصحف الشريف، التي تمت طباعتها بمطبعة "إسماعيل" فيها الكثير من الأخطاء.
وتابع عبد الرازق: الخطأ هنا حدث في ترتيب الملازم؛ نتيجة خطأ من عامل التجميع والتطبيق، وبالتالي فلا علاقة لمجمع البحوث مطلقاً بذلك؛ لأننا نحاسب فقط حينما يكون هناك خطأ في النص القرآني. وأشار إلى أنه تم رفع نحو 100 قضية ضد صاحب المطبعة، وتوجيه إنذار له بحرمانه من طباعة المصحف لاحقاً.
ونسخ المصحف المغلوط رصدت به أخطاء واضحة في ترتيب الآيات الكريمة وكلماتها وأرقام الصفحات.. ومن أمثلة الأخطاء التي تعج بها النسخة، نجد في أسفل الصفحة رقم 225 الجزء الرابع عشر الآية رقم 58 من سورة النحل: "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه.. أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون"، فالجزء الذي أُكمل الآية والموجود في الصفحة التالية ليس من نفس السورة، وإنما من سورة النمل بالجزء العشرين.(1/1875)
ويأخذ رقم صفحة هو 322، في حين أن الآية الشريفة الصحيحة هي: "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم". وفي الصفحة 323 الآية العاشرة "وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به.. أينما يوجهه لا يأت بخير..." والتكملة هنا من سورة "النحل".
المصدر (http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=21307)
---
د . يحيى الغوثاني
11-27-2006, 11:48 PM
جزاك الله خيرا على التنبيه
وليعلم أن هذا الأمر يدبر بليل
وأنه من جملة الغزو لهذه الأمة
ولكن والحمد لله حفظة القرآن الكريم كل يوم يزدادون ويزدادون
---
محب
11-29-2006, 07:56 PM
بالطبع لا يتوقف "الغزو" ومكر الليل والنهار .. ولكن ليست كل مصائبنا تقع على عاتق الغزو وحده ، بل لنا نصيب من المسئولية بلا شك .
لم أطلع على المصحف المغلوط ، ولكن حسب خبرتى فى مجال الطباعة ، فإن المثال المذكور فى الخبر يدفعنا إلى التريث فى قبول تبرئة مجمع البحوث .
المثال المذكور فى الخبر يفيد أن المصحف المطبوع ليس مصحفًا "مختوم الآيات" ، لأن الآية المذكورة فى المثال لا تنتهى بنهاية الصفحة .
والمصحف غير مختوم الآيات يجرى على عادة الطباعة المعتادة فى باقى الكتب ، فى إعطاء الصفحة الأولى الرقم (1) ، وبالتالى تصير كل الصفحات اليمنى زوجية ، وتصير كل الصفحات اليسرى فردية .
والصفحة المذكورة فى المثال هى صفحة (225) ، أى صفحة فردية يسرى ، تلتها الصفحة الخطأ (322) زوجية يمنى .
وهذا معناه أننا سنرى الآية تبدأ فى آخر الصفحة اليسرى فإذا قلبنا الصفحة اكتشفنا الخطأ فى إكمال الآية .
وهذا معناه أن الصفحتين مطبوعتان (وجه وظهر) على ورقة واحدة .
وعلى هذا فالخطأ المذكور لا يمكن أن يكون خطأ (تجميع وتطبيق) ، بل هو خطأ (مونتاج) قبل الطباعة ، ثم طُبع وفقًا لهذا (المونتاج) الخاطئ.(1/1876)
وذلك أننا عند الطباعة لا نقوم بطباعة كل (صفحة) بمفردها ، بل تطبع (الورقة) بأكملها دفعة واحدة ، و(الورقة) تحتوى على أربع (صفحات) : صفحتين فى الوجه وصفحتين فى الظهر .
فالورقة طُبعت على مونتاج خاطئ ، وعامل (التجميع والتطبيق) برىء من ذلك الخطأ .
والمفترض - قانونًا - أن فحص مجمع البحوث - أو حتى دار الكتب - يتم بعد المونتاج وقبل الطباعة .
أى أن مجمع البحوث اطلع على المونتاج الخاطئ قبل الطباعة ، لو صح المثال المذكور .
بل إن القانون يلزم الطابع بتسليم عدد معين من النسخ بعد تمام الطباعة .
فكيف فات المجمع مراجعة النسخ المطبوعة ؟
لا أتهم أحدًا بشىء ، لكن أقول : إن المثال المذكور لو صح ، لكان معناه أن نتريث كثيرًا قبل تبرئة مجمع البحوث .
وأما قول الخبر فى بدايته "اكتشف مجمع البحوث الإسلامية ..." فغير مطمئن ، إذ لو كان المجمع هو الذى اكتشف الخطأ لما رُفعت (100) قضية حسبما ورد فى الخبر .
علمًا بأن المشهور فى السنوات الأخيرة بين طابعى الكتب و(أشرطة الكاسيت) أن ترخيص مجمع البحوث مُعد سلفًا قبل المراجعة ، وأنهم لا يسمعون ولا يراجعون المواد المطلوب ترخيصها . هذا هو المشهور ، والظلم واضح فى تعميمه .
مرة أخرى أكرر بأنى لا أتهم أحدًا ، ولكن علينا التريث قبل تبرئة أنفسنا وإلقاء المسئولية على الآخرين ، خاصة وأن البوادر تدعونا للتريث .
---
د.خضر
02-27-2007, 03:09 PM
صدق الله العظيم:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
---
الجكني
02-27-2007, 11:55 PM
كنت قبل أسبوعين أستمع لشريط "كاست " للشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله ،ذكر فيه وجود نسختين من المصحف فيهما أخطاء وتحريف ،والعجب أنه ذكر أن على النسختين مكتوباً :روجع تحت إشراف الشيخ 00000(الشيخ كشك ذكر اسم الشيخ )00فكأن التاريخ يعيد نفسه؟؟؟؟؟
---
أيمن صالح شعبان
02-28-2007, 02:45 AM
السلام عليكم إخواني الكرام.(1/1877)
أشكر فضيلة المشرف أحمد البريدي على كتابة الموضوع وذكر المصدر.
وأتوجه بالحديث للدكتور المفضال الغوثاني قائلا الحمد لله على سلامتك ولي عتاب على قولك (وليعلم أن هذا الأمر يدبر بليل) بل هذا من الأخطاء الغير مقصودة كما يتضح الأمر خاص بتقنية الطباعة وهو أمر هام جدا في طباعة المصاحف يجب تواخي الحذر الشديد ويقظة العامل على أن الأمر ليس بالهين بل وصمة عار في جبين من يكل إليه هذا العمل ويستحق المنع من مباشرة طباعة المصحف.
وأخي المفضال محب البصير بعمل المطابع تقول :
وأما قول الخبر فى بدايته "اكتشف مجمع البحوث الإسلامية ..." فغير مطمئن ، إذ لو كان المجمع هو الذى اكتشف الخطأ لما رُفعت (100) قضية حسبما ورد فى الخبر .
وأما قول الخبر في بدايته اكتشف مجمع البحوث الإسلامية فغير مطمئن.
لماذا وهو جهة التثبت الوجب نفاذ حكمها هل كل من يدعي وجود الخطأ يصدق قوله، فالمجمع جهة توثيق وفحص وقولها هو الفيصل لذا نسبة الأمر إليها هو لجام الأمر.
ثم تعرض بما لا تعرف وتشهر بقولك:
علمًا بأن المشهور فى السنوات الأخيرة بين طابعى الكتب و(أشرطة الكاسيت) أن ترخيص مجمع البحوث مُعد سلفًا قبل المراجعة ، وأنهم لا يسمعون ولا يراجعون المواد المطلوب ترخيصها . هذا هو المشهور ، والظلم واضح فى تعميمه .
اتق الله يا بصير بالطباعة هذا لديك دليل على صدق قولك إن الأدب يلزمني أن لا أخاطبك إلا بالآدب لكنك تطاولت على جهة لو احتككت فمن فيها لعرفت قدرهم وأنزلتهم منازلهم ..
ثم تختم بقولك:
مرة أخرى أكرر بأنى لا أتهم أحدًا ، ولكن علينا التريث قبل تبرئة أنفسنا وإلقاء المسئولية على الآخرين ، خاصة وأن البوادر تدعونا للتريث .
أي تناقض هذا بعد أن خضت فيما سوف تحاسب عليه يوم القيامة دون تثبت ورد في صحيح مسلم:
بَاب النَّهْيِ عَنْ الْحَدِيثِ بِكُلِّ مَا سَمِعَ(1/1878)
وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ.
وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنْ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ .
وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ قَالَ لِي مَالِكٌ اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجُلٌ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ وَلَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا وَهُوَ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنْ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ .
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ لَا يَكُونُ الرَّجُلُ إِمَامًا يُقْتَدَى بِهِ حَتَّى يُمْسِكَ عَنْ بَعْضِ مَا سَمِعَ .(1/1879)
لذا وجب التريس في الإدعاء والتشهير يا محب.
هذا ولست أعمل في هذه الجهة لكني احتككت بالكثير منهم بدء من أصاغرهم حتى القادة ويحضرني موقف للفاضل الشيخ عبد الظاهر حفظه الله تعالى حيث زرت صديقا لي في المجمع لشأن بعض الأعمال بعد عيد الفطر المبارك منذ عامين وكانت من عادة الشيخ عبد الظاهر حفظه الله تناول الإفطار من الموظفين بعد الأجازة في تواضع جم، وحضرت الإفطار ونظر إلي الشيخ عبد الظاهر كأنه يستغرب وجهي وسألني هل أنت معنا !! يقصد هل تعمل في الإدارة . فعرضت له وقلت: نعم أنا معكم ..
فكأنه يستوثق من الجميع وقال : يا حضرة المشائخ يجب المحافظة على ضرورة التواخي والتدقيق في كافة الأعمال الموجهة إلينا وتوعد كل من يجد ختمه على عمل لا يصلح للنشر .
هذا شأن مدير عام إدارة البحوث والتأليف والنشر بمجمع البحوث الإسلامية، الشيخ عبد الظاهر عبد الرازق الذي يختم كافة الأوراق بخاتمه .. فلماذا هذا التشهير .
وإذا تكلمت عن لجنة القرءان نهيك التشدد والتعنت في النظر والبروفات. ثم تحضرني قصة لسكرتير اللجنة الأستاذ علاء حضرته مرة يتكلم مع ممثل لأحد دور النشر على ضرورة فرز المصحف بعد الطبع واقترح على الممثل أن يجعل راتب لكل من يقوم بالفرز ومكافأة شخصية ربع جنيه مصري عن كل مصحف يجده الفارز غير صالح حتى يسعى لإظهار الخطأ وليس هذا من شأن السكرتير العام للجنة فهو موظف يكل إليه أعمل تنظيم اللجنة وحضورها والتعامل مع الجهات الرسمية الخاصة بحقوق الملكية الفكرية لكن هذا شأنه الكل في المجمع يحب القرءان ويتضرر من وقوع أي خطأ به .
اتق الله يا محب اتق الله يا محب.
وصدق فضيلة الدكتور عبد الفتاح حفظه الله باستدلاله صدق الله العظيم:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
ومولانا فضيلة الدكتور الجنكي حفظه الله يذكرنا بأن هذه سنة الله تعالى حفظ كتابه الكريم عبر العصور حتى رفعه من الصدور .
أرجو قبول ما سطرت والله من وراء القصد(1/1880)
---
د.إلياس أنور
02-28-2007, 12:37 PM
قال تعالى:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
---
د.خضر
02-28-2007, 12:56 PM
]أخي الحبيب أيمن صالح والأخ الرامز لنفسه بمحب والكتاب الكرام: رزقنا الله قول الحق والتزام الصدق آمين .
أحب أن أقول شيئاً واحداً في هذه القضية وفي مثلها من القضايا التي دائماً أنظر إليها على أنها نقطة اتفاق لا
افتراق وهي:
أن الحدث طالما وضع في موضعة وبان الأمر وحفظت القضية وحسمت المسألة فلا داعي مطلقا للتشهير أوالتجريح
فالفضل الأول والأخير لله ثم لمن اكتشف وبلغ جهات الاختصاص ، ومن نحن إلا على هامش الحدث فلا نحن في العير ولا
في النفير وبناء عليه يجب التزام الحيطة والحذر خاصة مع جهات قامت بطابعة المصحف والكتاب الديني وخدمت دين
الإسلام منذ ألف سنة وينيف وبها من جهابذة العلماء والمتخصصين من أثروا كل بقعة في أرض الله الواسعة ومن نحن إلا
مجرد شعرات في صدورهم ولا نزيد ، حملوا لنا الأصل فلهم علينا الفضل .ـ هذا ما أتيقنه عن نفسي ـ
وأختم دائما بـ " اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه " آمين مع تقديري لأهل الطباعة واحترامي المطلق لكل متخصص في
تخصصه. والسعيد السعيد من وفقه الله فقال فغنم أو سكت فسلم.و لا أغادر مقامي هذا دون أن أحي فضيلة الدكتور
البريدي على إظاره لهذا الخبر الذي يؤكد به معجزة القرآن الخالدة في ضبط أي تزييف أو تزوير متعمد أو غير متعمد
في زمن التزوير الفائق حتى لأعقد الأوراق حيطة وحذرا في هذا الزمان .
---
مجدي ابو عيشة
02-28-2007, 05:55 PM
الظاهر ان الامر غير مقصود لان الخطأ بالترتيب للصفحات عملية فنية في ترتيب الورقات والملازم .
السؤال هنا اين الرقابة بعد الطباعة ام كون الامر تجاريا يكلف المطبعة في مراجعة جودة الطباعة .
---
فاضل الشهري
03-20-2007, 10:23 PM(1/1881)
الحمد لله الذي جعل هذا الملتقى وأمثاله يجمع الغيورين على كتاب الله تعالى فقد أسعدني ما رأيته من كلمات تدل
على غيرة وحرص ومتابعة لكل ما ينشر ، وقد آلمني بعض التجريحات التي صدرت من الأخ أيمن صالح وفقه الله وسددة
وزادة بركة ويمنا ، والذي قله الدكتور يحي الغوثاني أو الأخ محب هو من الغيرة التي ذكرت أنت والتي دفعتك كذلك
لما قلت 0
كما أشكر للدكتورنا عبد الفتاح خضر ما تفضل به وهو أهل لفضل و هذا الموقع هو لخدمة العلم والتنافس فيه والتناصح
فيما بيننا وجزاكم الله خيرا
---
أيمن صالح شعبان
03-22-2007, 01:13 AM
السلام عليكم أرجو من إخواني الصفح الجميل إن شطح قلمي وللكل الحب والتقدير لكني قول أخي محب عن التصاريح المعدة سالفًا أمر باطل وجب فيه القول فلا يؤاخذني الإخوان
---
(1/1882)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > موعظة
---
موعظة
---
خالد بن سليمان العويشق
05-01-2004, 02:25 PM
موعظة
قل للذين شغلهم في الدنيا غرورهم إنما في غد ثبورهم ما نفعهم ما جمعوا إذا جاء محذورهم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم فكيف غابت عن قلوبهم وعقولهم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم أخذ المال إلى دار ضرب العقاب فجعل في بودقة 3 ليحمي ليقوي العذاب فصفح صفائح كي يعم الكي الإهاب ثم جيء بمن عن الهدى قد غاب يسعى إلى مكان لا مع قوم يسعى نورهم ثم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم إذا لقيهم الفقير لقي الأذى فإن طلب منهم شيئا طار 4 منهم لهب الغضب كالجذا 5 فإن لطفوا به قالوا أعنتكم ذا وسؤال هذا لذا 6 ولو شاء ربك لأغنى المحتاج وأعوز ذا ونسوا حكمة الخالق في غنى ذا وفقر ذا واعجبا كم يلقاهم من غم
الكبائر 1/35
__________________
---
(1/1883)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الوقوف الممنوع
---
الوقوف الممنوع
---
عبد الحميد العرفج
08-25-2004, 06:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
في ظني أن العناية بالوقف الممنوع هو أولى وأجدر .. حتى لا يقف القاريء حيث يقبح المعنى .. لذا أتمنى من المشايخ الفضلاء والمختصين في هذا الفن الإفادة عن أفضل وأجمع كتاب في هذا المعنى ، ويا حبذا لو كان فيه توجيه للآيات .. ولو كان أكثر من كتاب .
وجزاكم الله خيراً .
---
مساعد الطيار
08-27-2004, 11:22 PM
الأخ عبد الحميد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
من باب الفائدة فإن الطبعة الأخيرة لمصحف المدينة النبوية قد خلت من الوقف الممنوع ، ولم أطلع على سبب ذلك ، فلعل من له به خبر أن يتحفنا به .
أما الوقف الممنوع فهو من وقوف السجاوندي ( ت : 560 ) ، وقد أكثر منه حتى صار منتقدًا بذلك ( راجع : النشر لابن الجزري ) .
والوقف الممنوع ليس له ضابط معيَّن ، لذا يمكن أن يُجعل في الفاتحة مثلاً أكثر من عشرين وقفًا ممنوعًا ، وهذا غير سديد ، لكن الصواب أن يوضع فيما يوقع في معنى غير مراد ، كالوقف على الموتى من قوله تعالى : ( إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى ) فإن هذا يجعل الموتى يشتركون في الاستجابة مع الذين يسمعون ، وهذا مخالف لمراد الآية .
وسبب المنع يكون بأحد أمرين :
الأول : ان يوقف على ما لم يتم عليه المعنى .
أن يوقف على لفظ يدخل في حكم ما قبله ، وهو ليس منه .
والله أعلم .
---
عبد الحميد العرفج
08-28-2004, 02:18 AM
فضيلة الدكتور مساعد وفقه الله .. أشكر لك تفضلك بالقراءة والإجابة ..
وما ذكرتَه واضحٌ عندي من أن الوقف الممنوع قد يتكرر كثيراً ، ولكن قصدتُ قولَك: ( أن يوضع فيما يوقع في معنى غير مراد ) .(1/1884)
وهذا السؤال ورد في ذهني حينما سمعت إماماً يقرأ قوله تعالى ( ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته . )!! ، فتمنيت أن يكون هناك كتاب أو رسالة أو مطوية خاصة بهذا الموضوع توزع على أئمة المساجد لينتفعوا بها ، خصوصاً في القرى وأطراف المدن .
فإن لم يوجد ، فليتَ بعض الإخوة أن يجمع رسالة صغيرة في مطوية يضمنها بعض الآداب والتنبيهات التي ينبغي للإمام أن يراعيها في هذه المسألة ، ويجمع الآيات التي يكثر من الأئمة الوقف فيها وتعطي معنى غير مراد .
وأنتظر رأي الشيخ الفاضل د. مساعد الطيار وغيره من الإخوة المهتمين فيما ذكرت .
جعلنا الله وإياكم مفاتيح خير .
---
(1/1885)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هكذا أرى (آية الكرسي ) أعظم آية
---
هكذا أرى (آية الكرسي ) أعظم آية
---
أبو علي
09-12-2004, 08:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن نتدبر آية الكرسي علينا أن نتفكر في ما قبلها ثم نرى ما يتطلبه سياق كلام الله الذي جاء في صيغة أمر في قوله تعالى :
يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) .
هذا أمر للمؤمنين بالإنفاق ، فما الذي يتطلبه هذا الأمر لجعل المأمور ينفذه ؟
الأمر بالإنفاق يحتاج إلى شيئين أساسيين لجعل المنفق يقبل على تنفيذ أمر ربه وهما :
1) التطمين
2) التذكير
الأنفس تستحضر الشح ساعة الإنفاق فهي محتاجة إلى اطمئنان يشجعها على تنفيذ الأمر ، أو تحتاج إلى تذكير يشعر الأنفس بأن الإنفاق حق واجب.
فإذا رأينا في القرآن آيتين (متشابهتين تقريبا) تأمران المؤمنين بالإنفاق فليس في ذلك تكرار وإنما ننظر إلى ما بعدهما ، فلا بد أن إحداهما جاء بعدها تطمين وأن الثانية جاء بعدها تذكير ، ومن الحكمة أن تأتي الآية التي يصحبها التطمين أولا ، ثم بعد ذلك من الحكمة أن تأتي آية أخرى ومعها التذكير.
وبالرجوع إلى القرآن وجدنا آية أخرى شبيهة بهذه الآية ألا وهي قوله تعالى في سورة إبراهيم : قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال ).
وحيث أن آية سورة البقرة سبقت هذه فإن التطمين كان هناك في سورة البقرة أما هذه التي في سورة إبراهيم فينبغي أن يتبعها تذكير بنعم الله ، وهي كذلك فالله تعالى يذكر المؤمنين بما أنعم عليهم فقال :(1/1886)
الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار. وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم اليل والنهار ، وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) .
فحينما يذكر الإنسان بهذه النعم يستحي ويعلم أن ماله ومال أبيه وكل ما يملك هو في الأصل مال الله استخلفه فيه فيقبل على الإنفاق راضيا.
ونعود إلى أمر الله في آية سورة البقرة التي قلت إنه يجب أن يصحبها تطمين يشجع المأمور على الإنفاق بنفس راضية مطمئنة ، فأين هو التطمين ؟
الجواب : هو قوله تعالى : الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض),
فكأن الله يقول ياعبدي أنفق أنفق عليك،فإن كان الذي يمددك بالمال من أهل الأغيار تخاف أن يغير رأيه فيقطع عنك الإمداد فأنا الله لا تتناولني الأغيار ولا إله يمنعني من إمدادك فاطمئن، وإن كان الذي يمددك بالمال تخاف أن ينقطع عنك مدده بموته فأنا الحي الذي لا يموت، وإن كنت تخاف ألا يدري من يمددك بالمال بحاجتك فأنا قيوم، وقد يغفل عنك من يمددك بحاجياتك لانشغاله عنك بأمور أخرى، أما الله فلا تأخذه سنة ولا نوم ولا يشغله شأن عن شأن، له ما في السموات والأرض وعلى الله تدبير أمر كل شيء في ملكه ورزق كل دابة .
يتبع إن شاء الله
---
أبو علي
09-15-2004, 09:37 AM
بعد أن طمأن الله المؤمنين المأمورين بالإنفاق يوضح الله لنا مسألة الشفاعة التي وردت في الآية في قوله ( .. من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة...) فيأتي الرد : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه.(1/1887)
فإذا كان الشفيع يأتي كمحام عن المتهمين ويبرز أدلة غابت عن القضية ليلتمس البراءة لموكليه فالله تعالى محيط بعلمه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يستدرك أحد على العزيز العليم ، فلو أن هذا الشفيع ادعى أن موكليه لم يفقهوا الإسلام ولذلك لم يهتدوا ، فهذا ليس بعذر ، لأن الله وعد بالهدى من كان معه إيمان الفطرة ( من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
فلو كان موقنا بإيمان الفطرة الذي أودعه الله في الأنفس لحدثته نفس باستطلاع أمر الرسول لمعرفة حقيقة ما يدعو إليه ، ولكنه لم يهتم بالأمر ، فلو أحب العلم لاهتدى إلى الذهاب إلى المدرسة.
بقي خاطر واحد ربما قد يخطر على بال هذا الشفيع (إن وجد هذا الشفيع ) وهو أن يحتج بأن الهدى إذا جاء من عند العزيز الحكيم فإنه يلزمه بيانه وإقناع المعنيين بالهدى حتى تستيقنه أنفسهم ، وهل يستدرك أحد على الله العزيز العليم بمثل هذه الحجة !!! سبحانه لا يسبقونه بالقول ولا يعزب عنه أي شيء فيجيب عن هذا بقوله (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) ، إذن سيبين الله لهم آياته فيستيقنوها متى وصل الناس إلى المستوى العلمي الذي يؤهلهم لإدراك معناها ، فمعجزة الإسلام فيها شيء من علم الله أبرزه فيها ، فيها حكمة العزيز الحكيم.
إذن فالقضية لا توجد فيها ثغرات يمكن أن يستدرك من خلالها شفيع،
ولكن تبقى شفاعة أخرى أذن بها الله ألا وهي شفاعة الرسل لأممهم ،
ولا يشفع رسول من الرسل لجميع أفراد أمته وإنما يشفع لمن كان مؤمنا ولكن لم يحصل على المعدل الذي يدخله الجنة ، فإذا كان حسن السيرة والسلوك ويحب الله ورسوله فإن رسوله يأذن له الله أن يشفع له فيدخل الجنة .
يتبع إن شاء الله.
---
أبو علي
09-16-2004, 10:27 AM
آية الكرسي هي أعظم آية ، فما الذي يجعلها كذلك؟
كل شيء يوصف بالعظمة في مجال مهمته . فماهو عمل أو مهمة الآية؟(1/1888)
الآية هي وسيلة هدى ،فهي تحمل يقينا يدركه الإنسان فيهتدي به.
إذن فمهمة الآية أنها تحمل يقينا، وإذا وصفت آية الكرسي بأعظم آية في القرآن فلابد أنها تحمل أعلى وأتم يقين بدليل أنه جاء بعدها (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، فالإكراه في الدين يكون مع من ليس عنده يقين ، أما إذا أتى اليقين فإنه يتبين به الرشد من الغي وبالتالي لا إكراه في الدين.
ذلك اليقين الذي في آية الكرسي هو قوله تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء).
وإذا ظهرت البينة واستيقنها الناس فإن الامتحان على أثرها وتلك سنة الله في خلقه منذ الخلق الأول ، فآدم امتحنه الله بعدما علمه الأسماء كلها وبعد أن تبين له الحق من الضلال ، كذلك ذريته تمتحن إذا جاءتهم البينةالتي يتبين بها الرشد من الغي، فبعد أن يخرج الله الناس من الظلمات إلى النور سيظهر على إثرها طاغوت يريد أن يخرج الناس من النور ليعيدهم إلى الظلمات ، فمن يكفر بهذا الطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى.
والسؤال الذي يتبادر إلى الأدهان هو : ما هو هذا اليقين الذي تضمنته آية الكرسي والذي سيكون بسببه ما يكون؟
لا شك أنه يقين أعظم من اليقين الذي جاءت به بينات عيسى عليه السلام لأن الله لا يأتي بآيات جديدة بعد المسيح إلا لأنها خير منها يقينا أو على الأقل مثلها.فإذا أراد الله أن يتكلم على ذلك اليقين فإنه يضرب له المثل بما نعلمه كمثل أعلى لليقين ، وحيث أن معجزة إحياء الموتى هي المثل الأعلى لليقين عند الناس فإن الله ضرب المثل لذلك اليقين بذلك فأتى بثلاث حالات لإحياء الموتى لنفهم منها أنهاهي ردود أفعال الناس حينما يأتيهم اليقين .
المثل الأول : ضرب لردود أفعال الظالمين الذين سيجحدون البينة بعد أن تستيقنها أنفسهم : ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم رب الذي (يحيي ويميت) ....(1/1889)
المثل الثاني : ضرب للناس الذي يكونون في ضلال ولكن سيهتدون إلى الحق بعد أن يتبين لهم الرشد من الغي : أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى (يحيي) هذه الله بعد (موتها) .....
المثل الثالث : ضرب للمسلمين فهم مؤمنون أن الله عزيز حكيم وبعد أن يبين الله اليقين سيعلمون حق اليقين أن الله عزيز حكيم لأنهم سيدركون ذلك بأنفسهم ، فبعد أن كان علم يقين صار حق يقين. : وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف (تحيي الموتى).....
إذن فهذه الأمثلة الثلاثة لإحياء الموتى ضربها الله لما سيكون من الناس بعد أن تأتيهم الآية الكبرى التي شبهت لما فيها من اليقين بآية إحياء الموتى التي هي في نظر الناس أعظم البينات.
ونفهم من هذه الأمثلة أن الناس سينقسمون إلى فسطاطين،
فسطاط استيقن البينة فكفر وجحد بها ظلما.
وفسطاط مؤمن :منهم من استيقن البينة فآمن، ومنهم من كان مؤمنا قبل مجيء البينة، هؤلاء هم المسلمون الذين ستزيدهم تلك البينة إيمانا ويتحقق ما آمنوا به أن الله عزيز حكيم.
وهكذا نرى أن آية الكرسي والآيات المتعلقة بها قد جاءت بين الأمر بالإنفاق وبين بيان الجزاء على ذلك ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة ماءة حبة ...)
أكتفي بهذا والسلام عليكم ورحمة الله.
---
أبو علي
09-17-2004, 09:36 AM
الحمد الله رب العالمين
كل نبي ضرب الله به مثلا .وحيث أن الإسلام ملة إبراهيم عليه السلام ووصفه الله بأنه كان أمة فإن خير مثل يضرب لأمة الإسلام إنما يضرب بمن سميت الملة باسمه ، ونحن نرى هنا أن الله تعالى ضرب المثل بإبراهيم مرتين ، في المرة الأولى ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه....) فلأن البينة حجة أتى بها الإسلام وستظهر على يد أهل الإسلام.
وضرب إبراهيم مرة ثانية مثلا لأهل الإسلام وكيف سيستقبلون البينة.(1/1890)
وأنت حينما تفتح المصحف فستجد أن سورة البقرة هي الوحيدة التي كتب فيها اسم إبراهيم بدون ياء ، كتب هكذا ( إبر'هم )، 15 مرة كتبت بهذا الرسم ، وكلمة (إبر'هم) الخامسة عشر هي التي جاءت في قوله تعالى ( وإذ قال إبر'هم رب أرني كيف تحيي الموتى....).
وفي كتابة اسم (إبر'هم) بدون ياء 15 مرة في القرآن كله جاءت كلها في سورة البقرة (إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون).
إني أرى حكمة مبينة في تأويل آية الكرسي وأنتم أيضا أليس كذلك ؟
والحمد لله الحكيم الحميد.
---
أبو علي
09-21-2004, 10:04 AM
هذا ما أراه في علاقة السورة الثانية في القرآن باسم (البقرة) وهي علاقة (مماثلة ) ، ضربت قصة البقرة وما حقق الله بها من يقين اهتدى به بنو إسرائيل إلى الحق باليقين الذي تتضمنه السورة ، وإذا كان الله قد جعل بعضا من لحم البقرة سببا أحيى به ميتا فإن بعضا من آيات السورة هي أعظم آية في القرآن ، والآية تقاس عظمتها بنسبة اليقين الذي تحمله، وحيث أن الإجابة تأتي بعد السؤال فإن أمر الله بذبح البقرة جاء بعد أن سأل بنوا إسرائيل رسولهم موسى عليه السلام أن يدعو الله أن يبين لهم الحق ليهتدوا به في تلك القضية كذلك فإن السورة تعتبر إجابة بالهدى لسورة الفاتحة التي هي في مضمونها دعاء نسأل فيه الله الهدى (إهدنا الصراط المستقيم...).
فما هو قولكم أيها الإخوة ؟
---
أخوكم
09-21-2004, 06:20 PM
1- الترابط بين آيات القرآن يؤتاه من أكثر من تدبر كتاب الله حتى عرف مراده سبحانه
2- أحيانا يكون الترابط متسلسلا بين الآيات ، وأحيانا يتخلل تسلسل الآيات آيات استطرادية للتنبيه عن موضوع ما
ثم يعود السياق إلى القضية الأساسية
والله أعلم وأحكم وأخبر
---
(1/1891)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ساعدوني في دراسة التفسير
---
ساعدوني في دراسة التفسير
---
هشام
05-23-2004, 12:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
فقد جذبني هذا المنتدى وانا في خظم البحث عن جامعة تدرس التفسير في دول الخليج
فانا طبيب واتمنى ان ادرس التفسير في احدى الجامعات الجليجية بالانتساب واتمنى منكم افادتي بالجامعات المناسبه ويفضل ان تكون في الامارات او البحرين او قطر
وجزاكم الله خيرا
---
ابو حذيفة
05-23-2004, 01:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي الكريم علم التفسير أشرف العلوم على الإطلاق وذلك أن الشيء يشرف بمتعلقه والتفسير متعلق بكتاب الله الذي هو أشرف شيء وعليه يا أخي أهنؤك على هذه الهمة في طلب علم التفسير خاصة وأنت طبيب ، والذي أعلمه أنك لست بحاجة إلى الإلتخاق بجامعة ما إلا إذا كنت ترغب في مواصلة الدراسات العليا في العلوم الشرعية فإن كتب التفسير موجودة والعلماء كثر لحل ما قد يشك وما الجامعات إلا مؤسسات تعليمية تعطي مفايح العلوم ليس إلا ومادة التفسير المقررة في الجامعات لا تبلغ جزءين فقط في كل مراحل الجامعة هذا في الجامعات الإسلامية كجامعة الإمام والجامعة الإسلامية فما بالك بغيرها
---
عبدالرحمن الشهري
05-23-2004, 01:56 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير. ونسأل الله لك التوفيق.
بالنسبة لدراستك التفسير بمفرده فلا أعلم جامعة تقدمه كمقرر منفرد ، وهناك الجامعة الأمريكية المفتوحة التي يرأسها الشيخ الجليل الدكتور جعفر شيخ إدريس ، ومناهجها في غاية النفاسة والقوة . وتجدها على هذا الرابط
الجامعة الأمريكية المفتوحة (http://www.open-university.edu/).(1/1892)
فهي تقدم بالإضافة إلى الدرجات العلمية (بكالوريوس - ماجستير - دكتوراه) مقررات منفردة كالتفسير والفقه والتحو وغيرها.
ولعل الإخوة الكرام في الإمارات وقطر والبحرين يتكرمون بإفادتك حول هذه الرغبة .
---
أبو بكر الأمريكي
05-26-2004, 01:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي كما قال الأخ أبو حذيفة لست بحاجة الى الالتحاق بالجامعات
الذي أنصحك به هو أن تقرأ أولا مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية في أصول التفسير
وأما التفاسير فابدأ بكتاب الشيخ السعدي تيسير الكريم الرحمن لأنه سهل جدا ومختصر وعلى صغر حجمه فيه من الفوائد النفيسة والقواعد والتأصيل والتمرين على الفهم الصحيح لكتاب الله ما لا تكاد تجد في مثله. ومع ذلك هو سهل جدا للطالب المبتدئ. تستطيع أن تدرسه في ستة أشهر. وإن أردت أن تسمع دروسا في التفسير فعليك بموقع الشيخ ابن عثيمين
binothaimeen.com
ثم إن أردت التوسع بعد ذلك ستحتاج إلى معرفة مصطلح الحديث لكي تستفيد من قراءة الكتب المطولة في التفسير مثل تفسير ابن كثير و تفسير ابن جرير الطبري وهما أفصل التفاسير على الاطلاق.
---
طالب معرفة
05-26-2004, 09:11 PM(1/1893)
أعتقد أنك - أيها الطبيب الصالح- قادر على قراءة وكتابة اللغة العربية بطريقة سليمة، وأعتقد أن ما ذكره لك الإخوة من قبلي مفيد للغاية، ولا يتنافى مع ما أقترحه عليك: اجعل لنفسك مع القرآن علاقة خاصة، اقرأه وتدبر آياته قبل الارتماء في أحضان أي مفسر، وحاول أن تقرأ كلماته في سياقها من المقطع والموضوع الواردة فيه، وتدبرآياته في سياقها من السورة الواردة فيها، وحاول أن تعبر من عالم الكلمات المشيرة إلى العالم المشار إليه،و أن تربط بين العالمين بقلبك وعقلك من جهة، وبجوارحك ومحيطك من جهة ثانية ، وعندما تنغلق عليك أبواب المعرفة فارجع إلى أهل الذكر ليخبروك عما لم تستطع إدراكه، بعد أن تكون قد بذلت ما في وسعك ولم تبلغ.."فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" وإذا أخبروك فإن أرضاك فخذه ، وإن لم يرضك فعد إلى آيات ربك وتدبر ، فلعله يفتح عليك بما ليس عند العارفين.
وأوصيك بقراءة كتاب أظن أنه يقربك في وقت وجيز من التدبر المباشر للقرآن الكريم، وهو:" التصوير الفني في القرآن الكريم" لسيد قطب رحمه الله. وكتاب آخر له، طبق فيه نظريته، وهو "مشاهد القيامة في القرآن الكريم" ، وهناك كتب أخرى تتحدث عن كيفية التعامل مع القرآن الكريم قد تكون أكثر نفعا للمتخصصين أذكر لك منها: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لباقر الصدر. وختاما فإني أشجعك على التأمل المباشر لكتاب الله عز وجل، والله يعلمك ما لم تكن تعلم، ويفتح عليك من حيث لا تحتسب، قال تعالى: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر".
أيها الطبيب الصالح ، إذا قرأت رسالتي هذه وفهمتها وأنا الذي لا أكاد أبين ، فإن كتاب الله كتاب مبين في قمة البيان وميسر للذكر أعظم تيسير، فهل من مدكر مقبل إلى مأدبته سبحانه، ولن يجد المقبل على ربه إلا النعمة والبركة والخير . والسلام .
---
ش.م
05-28-2004, 12:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني الانضمام إليكم بعد فترة طويلة من التردد(1/1894)
وقد شددني هذا الموضوع إلى أن أتجرأ مع بدء مشاركتي في رحاب القرآن ها هنا بأن أسأل:
هل يمكن أن يتفضل السادة الأفاضل بالاشتراك في تجهيز دروس للمبتدئين في علم التفسير في بيان أنواعه وأصوله وقواعد أساسية فيه
ثم تخصيص دروس أسبوعية من كتاب أو كتب معينة يتم التباحث حولها بين الأعضاء خاصة من يتوق قلبه إلى أن يتشرف بقراءة هذا العلم ولا أقول التخصص فيه فهو أمر عظيم ليس في مقدور الجميع
جزاكم الله كل خير
---
(1/1895)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأملات في سورة البروج
---
تأملات في سورة البروج
---
طارق مصطفى حميدة
08-31-2004, 05:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات في سورة البروج
هذه السورة تتحدث عن ظروف صعبة عاشها دعاة التوحيد، في مكة زمن الرسول وأصحابه، عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم، ومن قبلهم المؤمنون السابقون أصحاب قصة الأخدود. إنها ظلمة حالكة في ليل بهيم، لا يكاد الواحد يرى موضع قدمه، ويشتد الأذى بالمسلمين حتى ينشروا بالمناشير، ويحرّقوا في الأخاديد.
وحيث يعم الظلم والظلام، ويلف النفوسَ المؤمنة والمستضعفة مشاعرالحزن والكآبة، حزناً على الذين دفنوا تحت التراب من حملة مشاعل الإيمان، وخوفاً على النفس، وقلقاً على مصير دين الله، مما يلاقيه أتباعه على أيدي أعدائه.
عند ذلك كله يقسم الله تعالى بالسماء ذات البروج، مطمئناً المؤمنين أن دين الله في سماء عالية ذات بروج حصينة، وأن الكفرة من أعداء الدين، ليسوا أكثر من أقزام ينفخون على الشمس ليطفئوها، أو يصعدون السلالم لينزلوها. ولهذا يأتي ختام السورة مطمئناً المؤمنين أن هذا القرآن في مأمن، من أن تصل إليه أي يد بإحراق أو إلغاء أو إنقاص، فإنه (قرآن مجيد في لوح محفوظ).
وتبرز هذه السورة عظمة الجريمة بتحريق المؤمنين، وتكشف عن سببها "وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد" . فالكفار لغبائهم يتحرشون بالذين آمنوا بالله (العزيز) الذي تأبى عزته أن يترك عباده لأعدائه، وإن كان يمهلهم أن يتوبوا حتى بعد أن فتنوا المؤمنين والمؤمنات... فيبشر المؤمنين بجنته، وينذر الكفار ناره وبطشته.(1/1896)
ولعل في لفت الأنظار إلى السماء ذات البروج في جو الظلام البهيم، ما يرقى بأبصار المؤمنين إلى السماء لترى البروج الجميلة، فتزول عنها مشاعر الكآبة والحزن والانكسار، كيف لا وقد قال رب العزة "ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين" إن هذه البروج زينة وبهجة للنفوس، وسعادة للقلوب وشرح للصدور، ولكن شريطة أن تجد لها جماعة من الناظرين. فتنشط نفوسهم من جديد لعمل الخير والقيام بأمر الدين.
ويبدو أن هنالك تشبيهاً للشهداء بالبروج، وكأن الآيات تقول للمؤمنين لا تظنوا أن هؤلاء قد غيبهم الثرى وطوتهم القبور، بل هم نجوم وبروج مضيئة ومُثُل عُليا، تستدعي منكم أن تشخصوا بأبصاركم إلى عليائهم، وتتابعوا مسيرهم. وهو ما رأيناه في قصة أصحاب الأخدود الواردة في الحديث حيث كان استشهاد حملة الدين دافعاً إلى الإيمان الجماعي.
---
عبدالرحمن الشهري
08-31-2004, 07:44 PM
مرحباً بالشيخ الكريم طارق حميدة ، وأشكرك على التكرم بالمشاركة مع إخوانك في ملتقى أهل التفسير. وأرجو أن نرى منك ما يسرنا وينفعنا من العلم ، بارك الله فيك.
---
(1/1897)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > متن عقيلة أتراب القصائد في علوم الرسم
---
متن عقيلة أتراب القصائد في علوم الرسم
---
شريف بن أحمد مجدي
06-28-2004, 08:05 AM
الملف المرفق يحتوي علي نسخة من متن عقيلة أتراب القصائد في علوم الرسم للإمام الشاطبي رحمه الله تعالي
ويمكن تحميل القراءة الصوتية للمتن بصوت العلامة الشيخ عبد الباسط هاشم من علي هذه الرابطة:-
http://www.tajweedhome.com/map/auido/portey.mp3
---
أمين فلاته
03-21-2006, 07:50 AM
جزاك الله خيرا
---
أمين فلاته
03-21-2006, 07:59 AM
عفوا لم أستطع فتح المتن مع أنني حملته فما السبب ؟ أرجو المساعدة .
---
شريف بن أحمد مجدي
03-22-2006, 02:21 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إليك أخي الكريم رابط أخر للقراءة الصوتية بصوت العلامة الشيخ عبد الباسط هاشم
http://khayma.com/tajweed/abdalbaset/alaqyla.mp3
---
(1/1898)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من روائع الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله : (أهم شروط المفسّر)
---
من روائع الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله : (أهم شروط المفسّر)
---
عمر المقبل
02-16-2007, 11:49 AM
سئل الشيخ عبدالرحمن الدوسري ـ رحمه الله ـ عن أهم شروط المفسّر ؟!
فأجاب ـ على البديهة ـ : (أن تملأ قلبه الفرحة بالقرآن)!!
فلله دره ،م أحسنه من جواب !
وهذا الجواب من الشيخ ـ بلا شك ـ لا يريد به إهمال بقية الشروط ،لكنه أراد أن ينبه على أمرٍ معنوي ، له أثره الواضح على من يتصدى لتفسير القرآن الكريم !
وإلا فما قيمة علم الشخص باللغة ،والنحو ،وأصول الفقه ،ثم إذا جاء إلى تفسير القرآن ، فسّره تفسيراً بارداً ،وكأنه يشرح متناً لواحد من البشر ؟!
وقد عبّر عن هذا الشرط الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره ، لكن بأسلوب آخر ،فقال ـ مبيناً أول طريق يفتح باب الانتفاع بالقرآن ـ [1/9 ط.التركي]:
(فأول ذلك أن يستشعر المؤمن من فضل القرآن : أنه كلام رب العالمين ، غير مخلوق، كلام من ليس كمثله شيء ، وصفة من ليس له شبيه ولا ند ، فهو من نور ذاته جل وعز، ... ـ إلى أن قال : ـ
ولولا أنه - سبحانه - جعل في قلوب عباده من القوة على حمله ما جعله ؛ليتدبروه وليعتبروا به، وليتذكروا ما فيه من طاعته وعبادته، وأداء حقوقه وفرائضه ،لضعفت واندكت بثقله ،أو لتضعضعت له ، وأنى تطيقه ؟! وهو يقول - تعالى جده ،وقوله الحق ـ : " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله".
فأين قوة القلوب من قوة الجبال ؟!
ولكن الله تعالى رزق عباده من القوة على حمله ما شاء أن يرزقهم، فضلا منه ورحمة)انتهى كلامه رحمه الله.
اللهم لا تحرمنا بركة كتابك بسبب ذنوبنا .
---
نياف
02-16-2007, 02:13 PM
بارك الله فيك وجزاك االله خيرا
ورحم الله الشيخ عبدالرحمن الدوسري(1/1899)
ونسأل الله من فضله
---
رحمة
02-19-2007, 01:44 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
نسأل الله العلي القدير الثبات
ورحم الله الشيخ عبد الرحمن الدوسري على قوله السديد فهو أهم شرط للمتصدي للتفسير وإلا كيف يكون مفسراً ؟
---
(1/1900)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقارنة بين منهج ابن جرير الطبري ومنهج الزمخشري
---
مقارنة بين منهج ابن جرير الطبري ومنهج الزمخشري
---
أبوعادل الشريف
09-12-2003, 02:34 AM
قارن بين منهج ابن جرير الطبري ومنهج الزمخشري
مقدمة :
نشأة التفسير : نشأ التفسير منذ عهد الرسول وكان معتمدا على الرواية وحدها ، وظل هكذا حتى دون الحديث في نهاية عصر التابعين فأصبح فراعا من فروعه ثم استقل بعد ذلك بذاته فأصبح قائما بذاته وظهر من المفسرين من تناول القرآن كله بالتفسير كابن ماجه 273 وابن جرير سنة 310 وكان أهم ما تعتمد عليه هذه التفاسير الرجوع بالسند إلى الرسول ثم جاءت خطوة بعد ذلك فاختصروا الأسانيد ثم تدخل الفهم الشخصي في مرحلة تالية بعد ظهر الفرق وانتشار العلوم المختلفة واتضح أثر حركة الترجمة لتختلط الثقافات الأجنبية بالتفسير . وبدأ ثقافة كل مفسر تظهر فمنهم من تناول كل ماجاء في القرآن في موضوع خاص كما فعل الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن ، ورغم مرور زمن طويل على تلك التفاسير فإن مناهج بعينها ظلت قائمة أكثر ما يحددها الغالب عليها فليس هناك سمات فاصلة .
سنعرض لمقارية بين منهج التفسير بالمأثور ومنهج التفسير بالرأي من خلال تفسير جامع البيان في تفسبر القرآن الذي مثل الاتجاه الأول وتفسير الكشاف الذي مثل الاتجاه الثاني .
مقدمة التفسير بالمأثور مقدمة التفسير بالرأي(1/1901)
هو ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وما نقل عن الصحابة والتابعين وأول ما دون في ذلك صحيفة ابن عباس وقد اعتمد عليها البخاري في صحيحة كثير وأخرج منها ابن جرير وغير ه وتبدوا فاعلية المفسر بالمأثور برصده للروايات ثم اتجاهه إلى مرويات بعينها حول الآية الواحدة وفي الترجيح بينها وتفضيل واحدة منها أو الحكم بضعفها جمعيا والحكم في الآية في ضوء الوسائل المعينة كأسباب النزول ـ المألوف من كلام العرب ـ الدلاللة اللغوية للألفاظ في عهد النبة وقد تسللت المرويات الإسرائلية واختصرت الأسانيد فانتحلت الأقوال وتم إسنادها إلى الثقات من الصحابة والتابعين بل ورفعوها إلى الرسول كذلك لأغراض سياسية لإعلاء شخص أو فرقة كما فعلوا مع علي بن أبي طالب ولعل هذا ما دفع جولد تسهير للتشكيك في المأثور حين يقول " لا يوجد تفسير موحد للقرآن" بزعم أن روايات متعارضة تروى عن صحابة مختلفين فضلا عن أقوال مختلفة في دلالة بعض الألفاظ تنسب إلى صحابي واحد بعينة .(1/1902)
وقد رد عليه السيوطي ( ربما يحكى عنهم عبارات مختلفة الألفاظ فيظن من لا فهم عنده أن ذلك اختلاف محقق فيحكيه أقوالا وليس كذلك بل يكون كل واحد منهم ذكر معنى الآية لكونه أظهر عنده أو أليق بحال السائل ، وقد يكون بعضهم يخبر عن الشيء بلازمه ونظيره والآخر بمقصوده وثمرته الكل يؤول إلى معنى واحد غالبا فإن لم يمكن الجمع فالمتأخر من القولين مقد إن استويا في الصحة وإلا فالصحيح المقدم . التفسير النقلي بالمأثور كان الخطوة الأولى ثم نحدث أن بعض المفسرين أخذ يبدي برأيه لعوامل متعددة فاختلط التفسير الذي يعتمد على الرواية بالذي يعتمد على الدراية وخاصة عند رجال الفرق الذين أعملوا عقولهم في تأويل النص وتحكيم معتقداتهم فيه واستخراج الأدلة من النص على سلامة اتجاههم ويبدو أن المعتزلة ( نسبة إلى اعتزال واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد قول الأمة وقولهما بالمنزلتين : ـ الفاسق لا مؤمن ولا كافر ) كانوا أول من اعتمد على الدراية لتطبيق القرآن في ضوء أصولهم المعتزلية ( الوعد ـ الوعيد والمنزلة بين المنزلتين ) وقد اعتمد أصحاب التفسير باالرأي من المعتزلية على المنهج اللغوي ليساعدهم على حمل النص القرآني على مذهبهم واعتقادهم وآرائهم .
ومن الذين وضعوا تفاسير الدراية :
ابن كيسان الأصم 240هـ وأبو علي الجبائي 303 هـ وابن عيسى الرماني ولم يكتب لهذه التفاسير البقاء ربما لما بها من نزاع عقدي لا يجد مساغا هينا إلى الفهم (كما ذكر ذكر جولد تسهير)
التعريف بمؤلف التفسير ( ابن جرير الطبري ) التعريف بمؤلف الكشاف ( الزمخشري )(1/1903)
وضعه محمد بن جرير الطبري 251 ـ 310 هـ وكان كان حافظ للقرآن بصيرا بالمعاني فقيها في أحكامالقرآن عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها ناسخها ومنسوخها عالما بأحوال رواوة من الصحابة والتابعين كما ذكر السيوطي واستقل الطبري بمذهب لم يكتب له أن يعيش وضعه محمود بن عمر الزمخشري 467 ـ 538 الذي كان من قدراته الخاصة في اللغة والأدب ما جعله أهلا للقيام بمهمة تفسير القآن ، ويرى الزمخشري أن من يتصدى لتفسير القرآن لا بد أن يكون قد برع فعلمي المعاني والبيان بعد أن يكون قد أخذ من سائر العلوم بحظ .
التعريف بالكتاب ومكانته التعريف بالكتاب ومكانته
له أهمية كبيرة عند أصحاب منهج التفسير النقلي وإن كان يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها في دائرة التفسير العقلي وذكر أمين الخولي أن ترجيحاته تقوم على نظرات أدبية .
فالاسفراييني مدحه ( لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل على تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا ) وذكر ابن تيمية أنه من أصح التفاسير أما سبب تأليفه فيرجع لرغبة أصحابه في أن يملي عليهم تفسيره لشدة إعجابهم بطريقته في عرض بعض الحقائق فاجتمعوا عليه مقترحين أن يملي عليهم التأويل وكان قد جاوز الستين وفرع منه سنتين وثلاثة أشهر .
منهجه العام منهجه العام
أوضح في مقدمة تفسيره " أنه التزم بما جاء في القرآن الكريم أولا ، فهو يرى أن تأويل القرآن على ثلاثة أوجه :
فما أنزل الله من القرآن على نبيه مما لا يوصل إلى علم تأويله إلا ببيان الرسول ( وأنزلينا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل عليهم ولعلهم يتفكرون )
وهذا الوجه لا يجوز لأحد القول فيه إلا ببيان رسول الله بتأويله بنص منه عليه أو بدلالة نصبها دالا أمته على تأويله . والثاني : ما لا يعلم تأويله إلا الله وهي المتشابهات فالمتشابهات مثل وقت قيام الساعة ـ حروف فواتح السور يقدم الزمخشري منهجه من خلال تفسيره : خو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات "(1/1904)
( محكمات ) أحكمت عبارتها بأن حفظ من الاحتمال والاشتباه ، متشابهات مشتبهات محتملات مثل ( إلى ربها ناظرة ) ( لا تدركه الأبصار )
فالآيات المحكمة هي التي يتفق ظاهرها مع مذهبه والمتشابهات هي التي يتعارض ظاهرها مع مذهبه
وصرفها عن ظاهرها وتأويلها إلى معنى يتفق مع أقوال المعتزلة أساس منهجه في تفسيره .
فيؤول إلى ربها ناظرة بحملها على معنى يصح معه الاختصاص ، والذي يصح معه ( قول الناس أنا إلى فلان ناظر ) ما يصنع بي يريد معنى التوقع والرجاء .
طريقته طريقته(1/1905)
ومن يقرأ تفسيره يجد في تفسيره للآية يقول " القول في تأويل قوله تعالى .. ثم يفسر الآية ويرد ما جاء فيها من التفسير بالمأثور وإذا كان ثمة أقول متعددة فإنه لا يدع قولا وإنما يأتي عليها جميعا ذاكرا في كل رأي ما ورد فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين ملتزما السند في كل ما يورده ولئن غلب عليه عدم التعرض للأسانيد إلا أنه كان يفعل ذلك حين يبدو له عدم الوثوق بالرواية فعند تفسيره لقوله تعالى ( فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا " يقول روي عن عكرمة في ذلك يعني في ضم سين سدا أو فتحها ما حدثنا ..ثم ذكر السند إلى أن وصل إلى عكرمة : قال ما كان صنعة بني آدم فهو السد يعني الفتح ثم ذكر أما ما ذكر عن عكرمة فنقل ذلك عن أيوب عن هارون وفي نقله نظر ، بل واتجه إلى النقد الموضوعي بتحكيم أصول النقد التي وضعها واتبعها على المتن ومن ذلك الاحتكام إلى ظاهر التنزيل مثل " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا " ثم يفسر الآية يعنى يحتبسن بأنفسهن معتدات عن الأزواج والطيب والنقلة عن المسن أربعة أشهر وعشرا ، ثم يورد قول ابن عباس بأن الله يقل تعتد في بيتها ، فلتعتد حيث شاءت ويعقب وهذا خروج عن ظاهر التنزيل لا معنى له وكان يرفض الرواية حين لا يثق فيها، فينقل عن مجاهد بسند وعن ابن عباس ثم يؤيد قول ابن عباس رافضا قول مجاهد بقوله وأولى القولين بالصواب فسر الزمخشري القرآن في ضوء أصول المذهب المعتزلي ، فإن تعارضت تلك الأصول بظاهر القرآن فأنه يتأول الآيات حتى تتفق مع مذهبه .
فالقول بالتوحيد ، فنراه ينزه الله عن الشبه الخلق لذلك فسر الزمخشري الاستواء بالملك ، " الرحمن على العرش استوى " طه ، لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك مما يرادف الملك جعلوه كناية عن الملك فقالوا : استوى فلان على العرش يريدون ملك .
وفسر الوجه بالذات " كل شيء هالك إلا وجهه "(1/1906)
القصص بقوله إلا إياه والوجه يعبر عن الذات .ويفسر قوله " يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم " بأنه السميع العليم لذاته (ذاته وصفاته شي واحد ) .
أما أصل العدل المعتزلي فيتضح من خلال تفسيره ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) إن الله لا يسأل عن أفعاله ثم يؤكد أن ما يفعله الله بدواعي الحكمة ولا يجوز عليه الخطأ ولا فعل القبائح ويدلل على أن النهي والأمر الواردان في قوله تعالى ( ولا تنقصوا المكيال والميزان ) وقوله في الآية التالية ( يا قوم أوفوا الميزان ) هود . نهي عن القبيح في العقول تعييرا وأمرا بالحسن في العقول ترغيبا .
ويرى الزمخشري أن الله لم يخلق أفعال العباد ولكنه مكنهم من الاختيار الذي هو أساس التكليف .
لذلك لجأ إلى فكرة اللطف ليصرف الآيات التي تتصادم مع مذهب المعتزلة عن مقتضى النص ويخضعها لمذهبه .( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا لا تمنعنا ألطافك بعد إذ لطفت بنا وهدينتا . الوعد والوعيد لربط الجزاء بالعمل لذلك يقرر الزمخشري أن مرتكب الكبيرة في النار ما لم يتب ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا ) ثم يعقب وذلك محمول منهم على التغليظ .
موقف الطبري من المسائل الكلامية موقف الزمخشري من المسائل الكلامية
يأخذ الطبري بمذهب السلف في تفسير آيات الصفات ، فيقول فيها بالظاهر مع رفض مبدأ التجسيم يقول في تفسير قوله تعالى : وقالت اليهود يد الله مغلولة " اختلف أهل الجدل قال بعضهم عني بذلك نعمتاه ، وقال آخرون منهم عني بذلك القوة وقال آخرون منهم بل يد الله صفة من صفاته هي يد غير أنها ليس بجارحة كجوارح بين آدم ، ولا يرتضي الطبري إلا قول من قال " إن يد الله هي له صفة قال : وبذلك تظاهرت الأخبار عن الرسول
ويخالف ما قاله الزمخشري من أن الله لم يخلق أفعال العباد ، ويذهب إلى أن الله سبحانه الذي يخلق أفعال العباد وأنه المضل الهادي(1/1907)
يقول في تفسير قوله تعالى " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على مسعه وقلبه " أي أن الله سبحانه وتعالى خذله عن محجة الطريق وسبيل ا لرشاد عرف في سابق علمه على علم منه بأنه لايهتدي ولو جائته كل آية .
وفي المقابل "والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " وهو يهدي من يشاء من خلقه فيوفقه لإصابة الطريق المستقيم وهو الإسلام سبق وأن عرضنا لمنهج الزمخشري في تأويله للآيات تأويلا يوافق مذهب الاعتزالي وأصولهم الخمسة ولا داعي لتكرار ما قلناه ، ولكن لا بد أن نشير إلى أن الزمخشري يختلف اختلافا كليا في تناوله للمسائل الكلامية عن ابن جرير فالاثنان على النقيض تماما ، فالزمخشري يأول آيات الصفات كما تناولنا ذلك والثاني يقر بها كما أقر بها السلف من غير تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل ، والزمخشري يرى أن الله لم يخلق أفعال العباد وابن جرير يذهب لعكس ذلك .
والزمخشري لا يقر بهداية الدلالة من الله ولا أن الله يضل من يشاء ويستشهد بقوله تعالى " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين " فهو لم يضطرهم إلى الاتفاق على دين الحق ولكنه مكنهم من الاختيار فاختار بعضهم الحق واختار بعضهم الضلال ( انظر رأي ابن جرير في نفس المسألة ليتضح لك الصواب .
الطبري ومسائل اللغة الزمخشري ومسائل اللغة
نلحظ مقدرته اللغوية من خلال تفسيره "كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم " والحسرات جمع حسرة وكذلك كل اسم كان واحده على فعله مفتوح اأول ساكن الثاني فإن جمعه على وزن فعلات مثل شهوة شهوات فأما إذا كان نعتا فإنك تدع ثانيه ساكنا مثل ضخمة ضخمات وربما سكن الثاني في الأسماء كلها .(1/1908)
ويفهم النص القرآن في ضوء الدلالات اللغوية التي كانت في عصر النبوة على ما كان معروفا عند العرب ففي قوله " الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " وقيل ذلك من الكلام الذي تخرجه العرب مخرج الأمر أو النهي للمخاطب به والمراد به غيره
وعند ورد قول عن النبي أو الصحابة تقوم به الحجة عندئذ يرفض هذه القاعدة يفسر قوله ( ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " يقول وكان البعض يفسر القرآن برأيه على مذهب كلام العرب وفيه ينجون من الجدب والقحط بالغيث ويزعم أنه من العصر الذي بمعنى المنجاة وذلك تأويل يكفي من الشهادة على خطئة خلاف قول جميع أهل العلم من الصحابة والتابعين
فابن جرير المفسر اللغوي يجب أن يسير في نطاق التفسير المأثور ولا يتعارض معه فمذهب الطبري الأول الاعتماد على الرواية والنقل .
والمرجع المعتمد عند الطبري للاستعمال اللغوي هو الشعر القديم لذلك فكثيرا ما يستشهد به يقول : ومعنى قوله اهدنا الصراط المستقيم " في هذا الموضع عندنا وفقنا للثبات عليه فمن ذلك قول الشاعر .
ولا تعجلني هداك المليك فإن لكل مقام مقال
يتفق مع ابن جرير في أخذه بالمفهوم اللغوي عند العرب وقد سبق أن أشرنا إلى تفسيره " وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون " .
ويتفق أيضا مع ابن جرير على استدلاله بالشعر على ما يختاره من معاني ألفاظه ولكنه لم يستدل بالشعر القديم فقط كما فعل جرير ولكنه استدل بشعر حسان وجرير والفرزدق وأبي نواس والمتنبي وأبي تمام والبحتري مع أن الأخيرين لا يشتشهد بشعرهم
نكتفي باستشهاده بشعر جرير على الاستفهام في قوله تعالى : أليس في جهنم مثوى للكافرين خرج للتقرير ، فيقول " أليس تقرير لثوائهم في جهنم .
كوله جرير
ألستم خير من ركتب المطايا
وحقيقته أن الهمزة همزة إنكار دخلت على النفي فرجعت إلى معنى التقرير .(1/1909)
وإذا كان ابن جرير يرفض المعنى اللغوي ولو كان عند العرب إذا قامت الحجة بغيره ، فإن الزخشري يتوسع في الدلالة الغوية للفظ ، فكلمة يعصرون يورد كل المعاني التي وردت فيها : يمطرون من أعصرت السماء ، ويعصرون من عصره إذا أنجاه وهو مطابق للإغاثة ولم يذكر شيئا عما ورد عن السلف يخطئ المعني اللغوي عند العرب كما فعل ابن جرير .
تتضح نزعته البلاغية النحوية كما أشرنا سابقا ، ولكن عندما تكون هناك رغبة في صرف الآيات التي تصادم عقيدته عن مقتضى النص فتبرز هذه النزعة وخاصة إذا علمنا كما ذكر ابن خلدون أن تفسير الزمخشري كله مبني على علم البيان وهذا ما دفعه ليبحث الإعجاز القرآني في ضوء ما قرره عبد القاهر الجرجاني كا ذكر الدكتور شوقي ضيف ، فنرى الزمخشري يؤيد عبد القاهر يقف بإزاء بعض الآيات التي قدم فيها المسند إليه ليدل على أن الغرض من التقديم هو التخصيص كما في قوله تعالى " الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر "
القراءات عند الطبري القراءات عند الزمخشري
يقبل الطبري كل القراءات المشهورة التي أقرتها الآية فأقر قراءة واعدنا ووعدنا من قوله " وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ) فيعقب قائلا " والصواب عندنا أنها قراءتان قد جاءت بهما الأمة وليس في قراءة أحدهما إبطال معنى الآخر ، ويرفض كل قراءة على تعتمد على أئمة القراءة لأنهم عنده حجة يقول في تفسير قوله " ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره )
ولسليمان الريح فقرأته عامة الأمصار بالنصب بمعنى وسخرنا لسليمان الريح ثم ذكر قراءة الريح رفعا باللام على ابتداء الخبر والقراءة التي استجيزها قراءة الأمصار وهو يتفق مع الزمخشري في قبول القراءة الموافقة لخط المصحف مع صحة المعنى(1/1910)
فقد أقر قراءة " إني أخلق من الطين كهيئة الطير " لموافقتها لخط المصحف مع صحة المعنى واستقامتها يعرضها في بعض المواضيع دون ذكر من قرأ بها فيقول في قوله "غلبت علينا شقوتنا " قرئ شقوتنا وشقاوتنا بفتح الشين وكسرها فيهما .
والزمخشري يوجه معنى الآية حسب قراءتها يقول في تفسير قوله تعالى " إنه عمل غير صالح " وقرئ عمل غير صالح بفتح الغين أي عمل عملا غير صالح
وفي بعض الأحيان يستدل بالقراءة على المعنى يقول في تفسير قوله تعالى : وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون " قيل أنها بمعنى لعلها من قول العرب ائت السوق أنك تشتري لحما " وتقويها قراءة أبي
وهو لا يتردد في بيان مرتبة القراءة " فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله " قرئ مخلف وعده بجر الرسل ونصب الوعد وهذه الضعف كمن قرأ قتل أولادهم شركائهم ، والقراءة الدائمة وقراءة الجماعة يأخذ بها لأنها الأقوى ( براءة من الله ) بالفتح مع التعريف لكثرتها ( أهل نجران بالكسر ) .
الزمخشري يخضع القراءة لذوقه البلاغي والقواعد النحوية عند اختيار قراءة " كبرت كلمة تخرج من أفواههم " قرئ كبرت كلمة بالنصب على التمييز والرفع على الفاعلية والنصب أقوى وأبلغ وفيه معنى التعجب كأنه قيل ما أكبرها كلمة
كذلك طرح الياء عند من كلمة نبغ " قال ذلك ما كنا نبغ " اتباعا للمصحف .
ما تناوله الطبري في تفسيره ما تناول الزمخشري في تفسيره
مناقشة الطبري للمسائل الفقهية في ضوء المأثور المسائل التي تناولها في ضوء المأثور
عندما يعرض الطبري لآية تتعلق بالأحكام فإنه يفصل الكلام فيها ويرود الأقوال التي تتصل بها ثم يصدر عن ذات نفسه مؤيدا رأيه بالأدلة .(1/1911)
يروى في تأويل قوله تعالى " كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين ) عدة أقوال : قال بعضهم لم ينسخ منها شيئا من حكمها وإنما هي آية ظاهرها ظاهر عموم ثم قال : وقال آخرون بل هي آية قد كان الحكم فيها واجبا ثم نسخ بآية المواريث ، وهنا يروي الطبري بسنده عن الزهري قال : جعل اله الوصية حقا مما قل منه أو كثر ثم يعقب على ذلك بقوله وأولى هذه الأقوال بالصواب ما قال الزهري ويعلل ذلك بأن من الواجب على من حضرته منيته وعنده مالك أن يوصي منه لمن لا يرثه من آبائه وأمهاته وأقربائه وقد سبق أن ذكرنا أن الطبري يحتكم إلى ظاهر التنزيل ويأخذ بالمذهب الذي يحتمله ( ارجع إلىا موضعها في التعريف بالمأثور) على الرغم من غلبة منهج الدراية على الزمخشري إلا أننا نجد في تفسيره معالم كثيرة للتفسير القائم على الرواية فمن ذلك أنه يورد في كل سورة الحديث الذي يشير إلى فضائلها ، وهو يهتم بأسباب النزول لما فيها من زيادة في إيضاح المعنى وإذا اختلفت الأقوال في أسباب النزول فإن الزمخشري يرجح القول الذي يطمئن إليه فمثلا في تفسير قوله تعالى " إن الذين يشرون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا " يعرض الأقول ثم يختار فيقول " والوجه أن نزولها في أهل الكتاب ) ، وكان يفسر القرآن بالقرآن(1/1912)
ومعنى ( ومن دخله كان آمنا ) معنى قوله " أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا " وهو يورد أحاديث الرسول في سياق بيان معنى الآية ويلاحظ أنه لا يهتم بالسند يقول في تفسير قوله تعالى : كشجرة طيبة " قال رسول الله ( ألا إنها النخلة ) وبالتالي فإن الزمخشري رجل العقل لن يتعرض لنقد سند الأحاديث التي ترد في سياق التفسير " ومن دخله كان آمنا " عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من صبر على حر مكة ساعة من نهار تباعدت منه جهنم مسيرة عام ) فسكت ولم يقل قولا رغم أن راويه الحسن برن رشيد يحدث بالمناكير ولكنه يذكر أن رواية الحسن في تفسير ( إذ يريكهم الله في منامك قليلا ) في عينيك لأنها مكان النوم ( متعسفة ونحسبها غير صحيحة )
---
(1/1913)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > النص القرآني بين تجاوز الحداثيين وسقطات كتب التراث الإسلامي" دعوة لنقد الذات "
---
النص القرآني بين تجاوز الحداثيين وسقطات كتب التراث الإسلامي" دعوة لنقد الذات "
---
الخطيب
03-26-2005, 09:34 AM
لم يتفق المهتمون بالحداثة على تعريف لها مما يولد لدينا تصورا بأن الحداثة مفهوم غامض يفسره كل شخص أو كل مجموعة أشخاص حسب ميولهم واتجاههم ورغم ذلك سوف أعمد إلى عدد من التعريفات والتعليقات المتعلقة بالحداثة في نظر المهتمين بها إيجابا وسلبا. يقول الدكتور جابر عصفور - وهو أحد المحسوبين على الاتجاه الحداثى - : الحداثة تعني الصياغة المتجددة للمبادئ والأنظمة التي تنتقل بعلاقات المجتمع من مستوى الضرورة إلى الحرية، ومن الاستغلال إلى العدالة، ومن التبعية إلى الاستقلال ومن الاستهلاك إلى الإنتاج، ومن سطوة القبيلة أو العائلة أو الطائفة إلى الدولة الحديثة، ومن الدولة التسلطية إلى الدولة الديموقراطية. والحداثة تعني الإبداع الذي هو نقيض الاتباع، والعقل الذي هو نقيض النقل.
ويُعَرّفها أحد الباحثين بأنها : مفهوم متعدد المعاني والصور، يمثل رؤية جديدة للعالم مرتبطة بمنهجية عقلية مرهونة بزمانها ومكانها. ويذكر بعض الحداثيين أن " معالم الحداثة تتحدد بعلاقتها التناقضية مع ما يسمى بالتقليد أو التراث أو الماضي، فالحداثة هي حالة خروج من التقاليد وحالة تجديد " ومن أهم خصائص الحداثة في نظر الحداثيين ما يلي:
1. أنها تعني سيادة العقل.
2. أنها تتعارض مع كل ما هو تقليدي، فهي تنفي كل الثقافات السابقة عليها.
3. أنها تعني التغيير المستمر، وإن كان هذا التغيير يؤدي في كثير من الأحوال إلى أزمات داخل المجتمعات التي تجد نفسها مضطرة إلى مراجعة القديم على أساس من العقلانيّة، والعقلانية هي التي تؤدي إلى الحداثة وليس العكس.(1/1914)
4. تقرر الحداثة أنّ الحقائق تستمد قيمتها من كونها نتاجاً للعقل البشري، وتقرر أيضا حرية الاختيار للقيم والأساليب، ومن ثم فهي تُحل العلم محل الإله.
والحاصل أن الحداثة تبرز في أهم خصائصها في الثورة على القديم الموروث أيًا كان مصدره وأيًّا كانت قيمته ، ولو كانت هذه الثورة انتقائية لقلنا: مرحبا بالحداثة لكن الحداثيين أساءوا إليها حين مَسُّوا بفكرهم ثوابت الأمة وهويتها وأرادوا أن يطبقوا أفكارهم الحداثية على القرآن الكريم حيث نظروا إليه على أنه مجرد نص لغوي لهم أن يفهموه في ضوء حداثتهم فهما يناقض فهم الأولين له ، ويتعارض مع الأسس الإسلامية الثابتة ، ولا يتفق ومقاصد الشريعة ، وذلك لأن الحداثة تمخضت حتى اشتد أوارها في بلاد الغرب التي تختلف عنا تمام الاختلاف عقديا واجتماعيا وأخلاقيًّا....إلخ
بين الحداثة وتفسير القرآن الكريم:
بين الحين والآخر ينبري من يطالب بإعادة قراءة التراث مُخفيا حول مطالبته بذلك أهدافه أو معلنا بها ، وهي في أكثر أحوالها تنطوي على نوايا سيئة تتعدى البحث المجرد والدراسة إلى مهاجمة التراث عامة بما يحويه من موروثات دينية يفعلون ذلك تقليدا للغرب ونسوا أنه ليس كل ما يصلح للغرب تجاه موروثاتهم يصلح لنا لأن موروثنا يندرج فيه الكتاب والسنة الصحيحة ، ومن ثَم فليس من حقنا التعامل معه على إطلاقه كما يتعامل الغرب مع موروثه، فالموروث الغربي لا قدسية له لأنه من صنع البشر والتراث الإسلامي يحتاج إلى تفصيل فما كان مصدره الوحي فله كامل التقديس وما كان من عند غير الله فليست له قدسية ويمكن إخضاعه لقوانين الحداثة.
وفي مجال التفسير يزعم الحداثيون أنّ النص القرآني ليس حكراً على الإسلاميين، وأن بإمكان كل إنسان أن يفسر القرآن، وأن يجتهد في الدين.(1/1915)
ولهم في النظريات الغربية التي افترضت موت المؤلف ، وما يعرف بالنص المفتوح ما يجترئون به على دراسة النص القرآني بمعزل عن القواعد التي مضى عليها علماء التفسير والتي تعتمد إلهية النص القرآني.
ويزعم الحداثيون أيضا أن النص القرآني جاء لزمن معين، ومن ثم فإنه ينبغي أن نفسره على ضوء الواقع التاريخي، هكذا يزعمون ولا شك أنهم يقصدون بذلك أن يترك لهم مطلق الحرية لإسقاط آرائهم ووجهات نظرهم على النص، فيكون لهم حرية تأويله بعيداً عن دلالات النصوص القطعيّة والظنيّة ، فإذا ما كانت هذه نظرتهم إلى النص القرآني الذي هو في نظرهم مجرد نص لغوي ، فكيف يؤتمنون على تفسيره ؟ وكيف نقبل منهم انحرافاتهم في تفسير القرآن الكريم.
وإذا ما بان لنا سوء نية الحداثيين في إقحامهم آراءهم في تفسير القرآن الكريم وبان لنا أيضًا فساد منهجهم الذي يعتمد على أصول لا تتفق وقدسية القرآن الكريم أقول:إذا ما بان لنا ذلك وضح أن هذا المنهج الحداثي لا يصلح لتفسير القرآن الكريم فما فسد أصله فسد فرعه.
ولا يعني رفضنا لإقحام الفكر الحداثي في التفسير أن ننحى بعيدا عن كل محاولة لتجديد التفسير وتحديثه في ضوء الأصول الإسلامية فهناك فرق بين حداثة التفسير التي تعني استعمال الفكر الحداثي الغربي في تفسير القرآن الكريم ، وبين تحديث التفسير الذي يؤكد حقيقة أن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ، وأن كلَّ مؤهل في كل عصر يستطيع أن يستنبط من آيات القرآن الكريم ما لم يسبقه به من قبله. وقد دلّل على ذلك أيما تدليل أولئك المخلصون من علماء الطبيعة والفلك والطب والجيولوجيا وغيرهم ممن اشتغلوا بالتفسير العلمي للقرآن الكريم ، وبإبراز هذا الجانب الذي لم يكن الأوائل يعرفون عنه شيئا ،وإن كنا نمقت في هذا الجانب تلك المغالاة التي بدأت تضيع معها هيبة كلمة " إعجاز " حيث راح كل مانبرت له فكرة أو طرأ على ذهنه فهم يطلق عليه إعجازا.
تساهل كتب التراث الإسلامي(1/1916)
" دعوة لنقد الذات "
حق على كل مسلم غيور على دينه أن تثور ثائرته وتغلي دماغه ويتزلزل كيانه حينما يقف على تجاوزات الحداثيين في نظرتهم التجريدية للقرآن الكريم من كينونته المقدسة ومصدره الإلهي وهم وإن كانوا ينطلقون من مفهوم قد استقر لديهم هو بشرية القرآن وكونه – على حد زعمهم وتعبيرهم – نصا ثقافيا تاريخيا قد تجاوزه حاضر الناس وتفوق عليه التقدم الذي نالته البشرية الحديثة بابتعادها عن قيود الدين وتخلصها من تأثير تخديره للعقول .
غير أننا لا نتسامح مطلقا عندما نجد في كتب التراث من الأقوال ما يشتم منه من قريب أو بعيد رائحة تسلب القرآن الكريم شيئا من مكانته فضلا عن أن توحي للآخر بما يؤيد نظريته ونظرته للقرآن المجيد.
ولست أكتم سرا كما لا أبوح بجور عندما أعلن إعجابي بكتابات بعض الحداثيين والجهد المبذول في خدمة قضيتهم وكيف أنهم يتعبون وينظرون ويستنتجون حيث يديرون المسائل ويسوسنها للوصول إلى غاية هم يريدونها بينما نرى في كتابات الإسلاميين فرارا واستسهالا فكل ما يرجوه كثيرون من كتابنا هو وصولهم إلى قال فلان وارتأى علان ورد عليه فلان آخر وأين كاتبنا من ذلك كله ؟
لقد اكتفى من القافلة بجرعة ماء وكسرة خبز.
{ وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً } النساء: 104
إن تراثنا غال عال لكنه بحاجة إلى تنقية ، وعلماؤنا أجزل الله مثوبتهم لم يقصروا لكنهم في كثير من أفكارهم راعوا عصورهم وزمانهم وأعيانهم وجغرافيتهم وأين نحن من ذلك كله ؟
هل يعقل على سبيل الثال أن يُستمَر في التمثيل للوطء بشبهة ويُكتفَى بهذا المثال الذي يتردد من لدن بدايات كتابة الفقه حتى عصرنا الحاضر وهو دخول رجل غرفة نومه فوجد امرأة أخرى نائمة فظنها زوجته فجامعها فهل يعد هذا زنا أم وطئا بشبهة؟(1/1917)
هل يعقل أن يظل هذا المثال جاثما على الصدور وقد تجاوزه الزمن حيث صار الضوء يشعل بالغرفة بمجرد الضغط على زر ؟
وكأنه قد عدمنا فقها من التمثيل بأمثلة فرضية يقبلها العقل ويستسيغها الذوق في عصرنا هذا.
لماذا نصر على أن نعيش في زمن غير الزمن وعصر غير العصر ؟
وذات الأسى يعتريني عندما أقرأ هذا المثال الرئيس لفقه الضرورة وهو أنه لو تاه أحد في الصحراء وفقد الماء ولم يجد إلا خمرا فهل يشربه ليقيم حياته أم يحجم فيهلك ؟
هذه أمثلة موجودة في كتب التراث وكانت مقبولة لزمانه لأنها تتلاءم مع ظروف المجتمع الذي قيلت فيه وله ، لكن أن تعقم العقول عن افتراض أمثلة تمضي مع نفس الفكرة على صورة تتلاءم مع زماننا فهذا قصور لا يغتفر لعلماء المسلمين في عصرنا.
أقول هذا لأنني استمعت منذ عدة أيام لعالم كبير ومفت لدولة إسلامية يتناول بعض هذه الأحكام ممثلا بنفس الأمثلة التي كتبت قبل ما يزيد على ألف سنة .
وفي مجال علوم القرآن نقرأ في أهم كتب التراث عبارات لا تتفق وقدسية القرآن الكريم تحتاج إلى مراجعة الباحثين للتنبيه عليها وأكتفي هنا ببعض الأمثلة التي أهدف من ورائها إلى لفت الأنظار إلى ضرورة مراجعة كتب التراث لتنقيتها مما لا يتفق وقدسية القرآن الكريم .
1- قال صاحب الإتقان وهو بصدد الحديث عن نزول القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم ما يؤدي إلى سلب القرآن أخص خصائصه وهو كونه منزلا من عند الله لفظا ومعنى قال:
في المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أقوال:
أحدها:أنه اللفظ والمعنى وأن جبريل حفظ القرآن من اللوح المحفوظ ونزل به.
وذكر بعضهم أن أحرف القرآن في اللوح المحفوظ كل حرف منها بقدر جبل قاف وأن تحت كل حرف منها معاني لا يحيط بها إلا الله.(1/1918)
( جبل قاف هو الجبل الأسطوري الذي نقلت لنا سقيم الروايات أنه يحيط بالأرض قال القرطبي : قال ابن زيد وعكرمة والضحاك: هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء أخضرت السماء منه، وعليه طرفا السماء والسماء عليه مقبية، وما أصاب الناس من زمرد كان مما تساقط من ذلك الجبل )
والثاني: أن جبريل إنما نزل بالمعاني خاصة وأنه صلى الله عليه وسلم علم تلك المعاني وعبر عنها بلغة العرب وتمسك قائل هذا بظاهر قوله تعالى " نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ " الشعراء: 193 ، 194
والثالث: أن جبريل ألقى غليه المعنى وأنه عبر بهذه الألفاظ بلغة العرب وأن أهل السماء يقرءونه بالعربية ثم إنه نزل به كذلك بعد ذلك.
والسيوطي ينقل ذلك متابعا البرهان للزركشي فهل يليق أن يدون هذا الكلام في أهم كتب التراث ؟ ثم هل يليق بنا أن نقرأ هذا الكلام ولا ننبه على ما فيه من خطورة ثم نعلمه لطلابنا وهم بدورهم سيعلمونه لطلابهم وهلم جرا ؟
2- ونقل السيوطي وهو بصدد الحديث عن الحروف المقطعة التي افتتحت بها بعض سور القرآن الكريم عن الخويبي ما يوحي بأن هذه الحروف ليست مقصودة لذاتها بل قصد بها إيقاظ النبي صلى الله عليه وسلم وتنبيهه لسماع القرآن والتهيؤ له وقال في ذلك:
وقال الخويبي: القول بأنها تنبيهات جيد لأن القرآن كلام عزيز وفوائده عزيزة فينبغي أن يرد على سمع متنبه فكان من الجائز أن يكون الله قد علم في بعض الأوقات كون النبي صلى الله عليه وسلم في عالم البشر مشغولًا فأمر جبريل بأن يقول عند نزوله: الم ، والر ، وحم ، ليسمع النبي بصوت جبريل فيقبل عليه ويصغي إليه قال: وإنما لم يستعمل الكلمات المشهورة في التنبيه كألا ، وأما لأنها من الألفاظ التي يتعارفها الناس في كلامهم والقرآن كلام لا يشبه الكلام فناسب أن يؤتى فيه بألفاظ تنبيه لم تعهد لتكون أبلغ في قرع سمعه أ.هـ(1/1919)
ناهيكم عن موضوعات أخرى تحتاج إلى إعادة قراءتها من جديد بفهم ووعي مستساغ ينزه القرآن الكريم عما لا يليق به ، ويقصي عنه ما لا فائدة فيه ككلام العلماء عما تكرر نزوله وما تأخر حكمه عن نزوله ، والمبالغة الواضحة في عرض قضايا النسخ ، والإسهاب المفرط في سرد المنسوخ من الآيات حتى ألفينا في هذا الباب كتبا ضخمة تحمل عنوان " الناسخ والمنسوخ في القرآن " ، وكذلك تلك الروايات السقيمة التي يأباها إيماننا وثقتنا بالكتاب العزيز التي ذكرها العلماء في باب جمع القرآن ، وسقوط بعض العلماء في القول بالسجع المقصود ونحو ذلك.
كل هذا يحتاج إلى مراجعة من الباحثين المتخصصين ، فهل تلقى دعوتنا هذه قبولا لدى أساتذتنا وإخواننا في الملتقى لقراءة كتب التراث قراءة ناقدة ؟
وما الرأي لو اقترح كتاب كالإتقان للسيوطي ليكون محلا لهذه الدراسة ؟
والمقترح أن تتهيأ للقيام بذلك ورشة عمل ، فنحن بحاجة ماسة إلى العمل الجماعي الذي يكمل فيه بعضنا بعض ويشد فيه بعضنا أزر بعض ، وذلك بأن يدون كل باحث ما يراه غير مقبول في هذا الكتاب ( الإتقان للسيوطي ) وما لا يتفق وقدسية الكتاب العزيز ، ليكون هذا النقد تحت عين وبصر الأساتذة الكرام بالملتقى.
فهل نأمل أن نرى قريبا عنوانا بالملتقى يدعو إلى قراءة كتاب الإتقان قراءة ناقدة؟
دمتم وفي أمان الله
---
الجندى
03-26-2005, 11:38 AM
حمدا لله على سلامتك يا شيخ وعودتك للمشاركة
---
أبومجاهدالعبيدي
03-26-2005, 01:13 PM
شكر الله لك ، وجزاك خيراً على هذه الغيرة يافضيلة الدكتور أحمد سعد الخطيب
وحياك الله مرة أخرى في ملتقى التفسير
وليتك تتناول الأقوال المنكرة في كتب علوم القرآن بالجمع والدراسة من أجل التحذير منها .
وكنت قد اقترحتُ في الموضوعات المقترحة للرسائل العلمية كتابة موضوع : الأقوال الشاذة والمنكرة في علوم القرآن - جمعاً ودراسة .
فعسى أن يهيأ الله له من يقوم ببحثه ونشره
---
د. هشام عزمي(1/1920)
03-26-2005, 06:36 PM
عودًا حميدًا يا شيخنا الحبيب الخطيب :)
كتاب الإتقان بالذات من الكتب التي تحوي كل الآراء ففيها الغث و فيها الثمين ، أو كما قال فضيلة الشيخ خالد السبت في الدرس الأول من سلسلة المهمات (فيه كل ما هب و دب و درج) .. لهذا السبب يجب أن يكون تلقي العلم الشرعي عن طريق الشيوخ و العلماء في المقام الأول لا عن طريق الكتب .. و كما قال أهل العلم (لا تأخذ العلم عن صحفي) .
---
الخطيب
03-26-2005, 06:44 PM
أحبتي الكرام الجندي ، د أبو مجاهد العبيدي ، ودهشام عزمي ، وجميع الإخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلا لقد كنت في شوق إلى مشاركتكم جهدكم المبارك الذي تقومون به عبر المنتديات ، لكن ظروف الإدارة شغلتني عما هو بنظري أهم لكن { ومن يتق الله يجعل له مخرجا }
شكر الله لكم وبارك فيكم
---
(1/1921)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ركن التدبر والاستنباط من القرآن خلال شهر رمضان 1424-1426هـ
---
ركن التدبر والاستنباط من القرآن خلال شهر رمضان 1424-1426هـ
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2003, 03:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شهر رمضان هو شهر القرآن : نزولاً وتلاوة وتدبراً وعملاً ، من أجل ذلك تكثر الاستنباطات والأسئلة التي تمر على القارئ وهو يتلو كتاب الله ، وتتفاوت هذه الأسئلة والاستنباطات عمقاً ودقة بحسب حال القارئ ، ومبلغه من العلم بكتاب الله.
وقد تم وضع هذا الركن ليكون جامعاً لدقائق الأسئلة والاستنباطات التي تعن للإخوة الكرام أثناء هذا الشهر الكريم ، فربما تكون فكرة دقيقة تفتح باباً من العلم بكتاب الله ، أو توضح مستغلقاً على الأذهان ، فإن لله في شهر رمضان نفحات من الخير والبركة والرحمة ، فعسى أن نكون من المتعرضين لهذه النفحات.
إنها لحظات ، ولكن هذه اللحظات قد نقلت أناساً من حال إلى حال ، لقد سمع سورة طه كثيرون ولا يزالون ، ولكن لما سمعها عمر بن الخطاب تغير حاله ، وآية (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله..الآية) سمعها كثيرون ، ولكن لما سمعها مالك بن دينار تغير حاله ، وقرأ سورة التكاثر كثيرون ، ولكن لما قرأها (ليو بولد) تغير حاله وأصبح (محمد أسد) الذي كتب كتابه الثمين (الإسلام على مفترق الطرق).
إنها رحمات الله ، وبركاته إذا غشيت عباده ، وفقهم للتوبة والإنابة والتدبر والخشوع والخضوع. نسأل الله من فضله.(1/1922)
أرجو من الإخوة الكرام أن يتكرموا بوضع ما يرونه ، بعد تقييده أثناء التلاوة للقرآن الكريم في هذا الشهر كما سبق الإشارة إلى ذلك ، ثم تنقيحه ووضعه في هذه الزاوية رجاء الانتفاع بها ، ولا يعني وضعها هنا أنها قد اكتملت أو أنها صحيحة ، وإنما توضع هنا من باب المدارسة والتأمل والتدبر ومشاركة أهل العلم في التأمل والنظر ، فالفكرة لا تنضج إلا بتقليبها واختبارها. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، ورزقنا جميعاً حسن التلاوة والعمل والانتفاع بكتابه الكريم.
---
مساعد الطيار
10-26-2003, 04:11 PM
الأخ المبارك عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فشكر الله سعيك ، ووفقك لما يُحبُّ ويرضى ، ولقد أتحفت الملتقى بأفكارك ، وهذا منها ، وهو جميل جدًّا .
وإني أتمنى أن لا يبخل الأعضاء بطرح فوائدهم ، أو ما يعنُّ لهم خلال قراءتهم لكتاب ربهم سبحانه وتعالى .
وإنِّي أُلاحظ أنَّ بعض ألأعضاء في الملتقى قلَّ ورود اسمه ، فلا أدري ؛ أهي المشاغل والأعمال ، أم أن الملتقى صار لا يلبي طموحاتهم ؟
وأحبُّ أن أقول للإخوة الكرام الذين يشاركون في هذا الملتقى بأفكارهم وطروحاتهم : إنَّ الملتقى منكم وإليكم ، ولا تنتظروا فلانًا أو فلانًا أن يجيب على سؤال فتتركوه معلَّقًا ، بل لنشترك جميعًا في بثِّ الفائدة ، ولا يحقرنَّ أحدٌ منا ما عنده من العلم ، فلربَّ معلومة تقذفها لا تدري كم يكون نفعها ؟
وإني أتمنى أن يكون هناك تواصل أكبر وأكثر بين أعضاء الملتقى ، ولعله يتسنى طرح ذلك في وقت آخر ؛ وأرجو أن يكون التفكير من الأعضاء في ذلك جاريًا .
وقد كنت طرحت على الإخوة المشرفين فكرة إيجاد رابطة أعضاء المنتدى ، بحيث يكون للمنتدى في كل بقعة ممكنة من العالم من يمثِّله ويدعو المشتركين إليه ، وهذه إحدى الأفكار ، وأرجو أن يوفق الله إلى ما هو خير .(1/1923)
ثمَّ أعود فأُذكر بما طرحه الأخ الفاضل عبد الرحمن ، وأقول : إنه لو كان كل عالم أو طالب علمٍ كتب ما يقع له من فوائد حال قراءته لكتاب الله في رمضان بالذات ، لوجدت سيلاً من الفوائد والنفائس التي تساوي رحلة ، فأتمنى أن يوفقنا الله لعمل ذلك .
وأتذر إليكم عن الخروج عن مضمون ما طرحه أخي الحبيب عبد الرحمن ، وفقنا الله جميعًا لما يحب ويرضى ، وجعلنا ممن يصوم هذا الشهر ويقومه ، وممن يوفق لليلة القدر إنه سميع مجيب .
محبكم أبو عبد الملك .
---
أبو محمد أشرف
10-26-2003, 04:27 PM
جزاك الله خيرا ياشيخنا الفاضل على هذه الفكرة الرائعة !
ولعل العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله من خيرمن طبق هذه الفكرة العظيمة التي أثمرت لنا كتابه النافع : " المواهب الربانية من الآيات القرآنية " حيث قيد بعض هذه الاستنباطات المفيدة أثناء قراءته لكتاب الله العزيز في شهر رمضان المبارك في عام 1347هـ .
(1) قال تعالى في سورة البقرة :
(( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {174} أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ {175} ))
تأمل معي رحمك الله أنواع العذاب في هاتين الآيتين !
أكل النار في البطون , وعدم التكليم , وعدم التزكية , والعذاب المرتب على الكتمان !
ثم تدبر قول الله سبحانه (( فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ )) ففيه موعظة بليغة لو تفكر فيها من يجتريء على الذنوب والمعاصي لكفته عن المواعظ التي تردعه وتزجره عن الفبائح !
وفي الآية أربعة أقوال كما في تفسير الماوردي ( 1/224 ) :
1- ما أجرأهم على النار ؟!(1/1924)
2- فما أصبرهم على عمل يؤدي بهم إلى النار ؟!
3- فما أبقاهم على النار ؟! من قولهم ماأصبر فلانا على الحبس , أي ماأبقاه فيه .
4- بمعنى أي شيء صبرهم على النار ؟!
وكل معنى من هذه المعاني تحته وعيد شديد يغني عن مئات المجلدات من الترهيب !
أي ما أشد صبرهم ؟!
تعجيب للمؤمنين ممن يرتكب موجبات النار من غير مبالاة !
---
أحمد البريدي
10-26-2003, 04:44 PM
فكرة طيبة وأفيد ايضا بأن السعدي ألف كتابه القواعد الحسان لتفسير القرآن عندما كان معتكفا في العشر الأواخر , ونفع الله به نفعاً عظيما .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-27-2003, 01:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ملخص لما ذكره الشيخ عبدالرحمن السعدي في كتابه :[ فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق المستنبطة من القرآن ] من أحكام الصيام المستنبطة من القرآن :
( يؤخذ من هذه الآيات الكريمات من أحكام الصيام شيء كثير :
- منها :أن شهر رمضان مكتوب على هذه الأمة ، وأن الصيام من الشرائع العامة التي شرعت على لسان كل نبي أرسله الله ، لعموم نفعه وكثرة مصالحه .
ويجمع مصالحه قوله :( لعلكم تتقون). أي : شرعنا لكم الصيام لتقوموا بتقوى الله التي بها النجاة والفلاح والسعادة ، فإن الصيام أعظم أركان التقوى ، وهو بنفسه يعين على تقوى الله في كل الأحوال ، فإنه يمرن النفوس على الصبر عما تهواه مما يلائمها ويوافق طبيعتها ، فمتى تمرنت النفس على ذلك بالصيام هان عليها ترك المحارم التي لا تتم التقوى إلا بتركها ، وأيضاً فنفس الصيام ترك للمفطرات المحرمة لخصوص الصيام ، وكذلك يدعو إلى رحمة الفقير ؛ فإن الإخلاص لله والإحسان لعباد الله هو جماع التقوى ،وكلاهما موجود معناه في الصيام).
وكان قد قال في تفسيره المشهور : تيسير الكريم الرحمن :
( فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى, لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.
فمما اشتمل عليه من التقوى:(1/1925)
- أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها, التي تميل إليها نفسه, متقربا بذلك إلى الله, راجيا بتركها, ثوابه، فهذا من التقوى.
- ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى, فيترك ما تهوى نفسه, مع قدرته عليه, لعلمه باطلاع الله عليه.
- ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان , فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم, فبالصيام, يضعف نفوذه, وتقل منه المعاصي.
- ومنها: أن الصائم في الغالب, تكثر طاعته, والطاعات من خصال التقوى.
- ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع , أوجب له ذلك, مواساة الفقراء المعدمين, وهذا من خصال التقوى).
يتبع إن شاء الله تعالى ...
---
أبومجاهدالعبيدي
11-01-2003, 04:04 PM
ثم قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في كتابه : فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق المستنبطة من القرآن :
(
ومنها : أنه يجب صيام رمضان برؤية هلاله على كل مقيم صحيح ، وبتمام الشهر الذي قبله من باب أولى ، وأن المريض مرضاً يرجى زواله والمسافر له الفطر ، ويقضي عدته من أيام أخر ، وعموم ذلك كل سفر طويل أو قصير ، وأنه يصح قضاء أيام قصار باردة على أيام طوال حارة ، وأن من فاته رمضان قضى عدد أيامه .
وأما المريض مرضاً لا يرجى زواله والكبير والكبيرة اللذان لا يستطيعان الصيام فيفطرون ويطعمون عن كل يوم مسكيناً . وبهذا فسر ابن عباس وغيره : ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ)(البقرة: من الآية184) أي : يتكلفونه بمشقة غير محتملة . وهذا أولى من القول بنسخها .
وعلل ذلك كله تعالى بقوله :( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) (البقرة: من الآية185) .
ومنها : استحباب التكبير ليلة عيد الفطر ، والإكثار من ذكر الله وشكره على إتمام النعمة .(1/1926)
ومنها : حل الوقاع للزوجات ليالي الصيام ، وأن حله وحل الأكل والشرب ينتهي إلى طلوع الفجر ، ففيه جواز صيام الجنب ؛ لأن من لازم هذه الإباحة أن يدركه الفجر وهو جنب ، ومثله صيام الحائض إذا انقطع دمها .
ومنها : استحباب تأخير السحور لقوله : ( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ)(البقرة: من الآية187) ، وأنه يجوز الأكل والشرب مع الشك في طلوع الفجر .
ومنها :استحباب الفطور وتعجيله.[ لم يظهر لي من أين استنبط هذا الحكم ]
ومنها : أن حد الصيام الشرعي هو الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس .
ومنها : كراهة الوصال للصائم ؛ لأن الله لم يجعل الليل محلاً للصوم .
ومنها : أن جميع ما يؤكل ، وكل ما يشرب ، والجماع من أعظم مفطرات الصائم .
ومنها : مشروعية الاعتكاف حيث إن الله أضافه إلى المؤمنين ، وأنه لا بد أن يكون في المسجد ، وأن مباشرة النساء بالوطء ومقدماته ممنوع منها المعتكف .
وفيه إشارة إلى أن الاعتكاف في آخر رمضان أفضل من غيره لتواتر الأحاديث فيه ، لأن الله أتبع الاعتكاف لأحكام الصيام .
)
---
محب الدين
11-03-2003, 02:11 PM
أخي الشيخ / محمد القحطاني
شكر الله لك ه>ه الفوائد
أقول لعل الشيخ ابن سعدي رحمه الله استنبط استحباب تعجيل الفطر من قوله تعالى ( إلى الليل ) وغروب الشمس هو أول الليل , والله أعلم
فائدة : سألت الشيخ ابن عثيمين رحم الله الجميع وقلت له : هل كان لكم دور في مساعدة الشيخ ابن سعدي في تصنيف تفسيره فتبسم شيخنا رحمه الله وقال لقد انتهى الشيخ من تأليفه قبل ولادتي .
ويتبين ه>ا من تأريخ التصنيف
---
أخوكم
11-09-2003, 09:51 PM
بما أن الكفار أثبتوا أن الله
خلقهم _ أول مرة _
وخلق السماوات والأرض _ وهما اكبر من خلق الناس _
ونزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها
... الخ
فيلزمهم أن يثبتوا قدرة الله على إعادة خلقهم يوم القيامة(1/1927)
(( فإن أنكروا ذلك فقد أنكروا بربوبية الله التي زعموا إثباتها قبل ذلك ))
قال الله سبحانه :
اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ {2} وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {3} وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {4} وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ {5}
---
عادل التركي
11-16-2003, 05:59 AM
في تحريم قتل الاولاد جاء نصان
الأول في سورة الأنعام :
( ولاتقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم و إياهم ...) (الأنعام-151) .
والثاني في سورة الإسراء :
( ولاتقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم و إياكم ...) (الإسراء-31) .
ومعلوم : أن أهل الجاهلية لايورثون البنات , بل كان أحدهم ربما قتل ابنته لئلاّ تكثر عيلته , فنهى الله عن ذلك .<1> .
السؤال :
لماذا عطف رزق ا لأبناء على رزق الأباء في الموضع الأول(نرزقكم وإياهم)فبدأ برزق الأباء .
والعكس في الموضع الثاني ( نرزقهم وإياكم) .
اقول والله اعلم :
أنه في الموضع الأول قال الله تعالى ( من إملاق)(1/1928)
فتبين أن الأباء فقراء اصلا.
فقال الله تعالى : ( نرزقكم ) اي نغنيكم بعد فقركم ( وإياهم) اي ونأمن لهم رزقهم ايضاً تبعاً لتأمين رزقكم .
أما الموضع الثاني فقال الله تعالى : ( خشية إملاق )
فتبين أن الأباء أغنياء ولكن قتلهم الأبناء إنما هو خوفاً من الفقر .
فقال الله تعالى : ( نرزقهم) فليسوا محتاجين لكم ولن يتسببوا في فقركم لأن الله تكفل برزقهم .
بل ويكون رزق الله لهم سبب في زيادة رزقكم فقال الله تعالى : ( وإياكم ) .
ففي الموضع الأول كان الإهتمام برزق الأباء مقدم لانهم محتاجين ل -الرزق- وهو في مجال الإمتنان عليهم بهذا الرزق - وايضاً الأباء احياء والابناء لم يوجدوا بعد فقدم رزق الحي على من جاء بعده .
أما الموضع الثاني فالإهتمام برزق الأبناء مقدم لأن الأباء غير محتاجين للرزق بقدر ما هي حاجة الأبناء .
قد تكون العبارة خانتني في التعبير ولكن هذا ما كان بوسعي .
وإن كان لمشايخنا من توضيح افضل فجزاهم الله خيرا .
علماً أنني لم أطلع على غير تفسير ابن كثير وزاد المسير, ولم اجد فيهما تفصيل لهذه المسألة .
وأتوقع أن الطاهر بن عاشور سيذكرها في التحرير -ولكن للأسف فالتحرير ليس عندي الآن - , حيث أته يولي مثل هذه المسائل اهتمام مبارك .
ــــــــــــــــــــــــ
<1> ابن كثير (3-25)
---
مساعد الطيار
11-16-2003, 03:48 PM
الدروس والعبر من قصة ذبح بني اسرائيل للبقرة (منقول)
كاتب المقال / عمر مكي / المصدر http://www.basaernews.i8.com/study.htm
في كل قصة من قصص القرآن الكريم عبرة فما هي العبر في قصة البقرة؟ وقبل الجواب نذكر رائعة البيان:(1/1929)
قال الله تعالى:(( وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مُسَلّمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها والله مخرجٌ ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون)) البقرة [66-73]
وتتجلى في هذه القصة انواع من العبر وهي:
1. معجزة من معجزات الرسول - صلى الله عليه و سلم - .
ودليل من دلائل نبوته بطريق الاخبار الصادقة عن بني إسرائيل.
2. ومنها أنه لا ينبغي مقابلة أمر الله تعالى بكثرة الأسئلة، بل يبادر إلى الامتثال فإنهم لما أمروا بذبح بقرة كان الواجب عليهم المبادرة إلى الامتثال بذبح أي بقرة كانت* فذبحوها وما كادوا يفعلون*
3. ومنها مقابلة الظالم الباغي بنقيض قصده فإن القاتل كان قصده ميراث المقتول ودفع القتل عن نفسه ففضحه الله تعالى وحرمه من الميراث قال ابن سيرين: أول قاتل منع الميراث كان صاحب البقرة.
4. ومنها الدليل على معاد الأبدان وقيام الموتى *وكذلك يحيي الله الموتى* وهذا أمر اتفقت عليه الرسل من أولهم إلى خاتمهم.
5. السخرية والاستهزاء من أفعال الجهل* قالوا أتتخذنا هزواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين*
6. ذم الجهل والاستعاذة بالله تعالى منه.
7. ذكر مشيئة الله تعالى سبب من أسباب تحقق الأمر.(1/1930)
8. عدم تأدب بني إسرائيل مع أنبياء الله تعالى وقولهم لنبيهم موسى - رضي الله عنه - : *الآن جئت بالحق* لأنهم إن أرادوا أنك لم تأت بالحق قبل ذلك في أمر البقرة فتلك ردّة وكفر ظاهر وإن أرادوا أنك الآن بينت البيان التام في تعيين البقرة المأمور بذبحها فذلك جهل ظاهر فإن البيان قد حصل بقوله تعالى:*إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة*.
9. الدعاء وتكراره من أسباب البيان في طلب العلم وتيسيره *ادع لنا ربك* ثلاث مرات.
10. كل الفعال هي تحت مشيئة الله تعالى النافذة * وما تشاؤن إلا أن يشاء الله * ، * وإنا إن شاء الله لمهتدون*.
11. علم الله تعالى لكل ما يكتمه الناس وإظهاره * والله مخرج ما كنتم تكتمون*.
12. وفي هذه القصة ردّ على الفلاسفة الزاعمين أن الله لا يعلم الجزئيات وتفصيل الحوادث وإنما يعلم الكليات تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
13. اثبات الصفات لله تعالى من القدرة والكلام *القول* والفعل.
14. امتحان الله تعالى لنا بالأسباب وذلك عن طريق ذبح بقرة وهو قادر على إحيائه بدون ذلك إظهاراً لقدرته العظيمة وحجته البالغة.
15. فض النزاعات وترك الاختلاف يكون بمنهاج المرسلين ولا يكون بغيرهم.
16. إسناد الفعل الواقع من الواحد للجميع * وإذ قتلتم نفساً* والقاتل هو واحد لغرض بيان أن القتل من الواحد يتساوى مع القتل بالاشتراك.
17. إظهار الخوارق والمعجزات *الآيات* لغرض تعقلها وفهمها والانتفاع بها*ويريكم آياته لعلكم تعقلون*.
18. وفي هذه المجادلة من بني إسرائيل لنبيهم في البقرة درس لنا في ترك الجدل والخصومة في دين الله تعالى.(1/1931)
19. عدم تأدب بني إسرائيل مع الله تعالى فهم في كل مرة يقولون لموسى - رضي الله عنه - *ادع لنا ربك* فأضافوا الرب إلى موسى - رضي الله عنه - ولم يقولوا *ربنا* وكأنهم في غنىً عن ذلك وقد ورد في السنة المطهرة ما يدل على تعنت بني إسرائيل مع أنبيائهم فعن أبي هريرة t عن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال: * دعوني ما تركتم فإنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم* رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.
---
عادل التركي
11-18-2003, 04:27 AM
قال الله تعالى : ( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا )<الكهف - 25>
لماذا قال الله سبحانه وتعالى في هذه الآية ( وازدادوا تسعا )
فلو جاء أحد حكماء اللغة والعارفين بها لقال أن هذا اسهاب لو اختصر بقول ( ثلاث مائة وتسع ) لكان ابلغ .
ولكن نقول : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا)<النساء - 82>
ففي هذا بلاغة وحكمة إلآهية :
فإن العلماء يقولون أن الثلاث مائة سنة شمسية تساوي 309 شمسية
فكل سنة شمسية تزيد فيها 3(ثلاث) سنين قمرية
فلكي لا يقول القائل : ثلاث مائة سنة لبثوا في كهفهم هل هي شمسية أم قمرية
فكان النص القرآني القاطع الصريح إن حَسِبتها بالشمسية فهي ثلاث مائة سنة , وإن حَسِبتها بالقمرية فتزيد تسعا .
ياله من كتاب محكم ونص رباني لا ممارات فيه
وإليك ما ذكره إبن كثير في تفسير هذه الأية :
( هذا خبر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بمقدار ما لبث أصحاب الكهف في كهفهم منذ أرقدهم إلى أن بعثهم الله وأعثر عليهم أهل ذلك الزمان, وأنه كان مقداره ثلثمائة سنة تزيد تسع سنين بالهلالية, وهي الثلثمائة سنة بالشمسية, فإن تفاوت ما بين كل مائة سنة بالقمرية إلى الشمسية ثلاث سنين, فلهذا قال: بعد ثلثمائة وازدادوا تسعاً).
والله أعلم(1/1932)
يا إخوان الى مزيد من المشاركات بارك الله فيكم
احتسبوا الاجر في الوقت الذي تمضيه في الكتابة , فكلنا نمر بآيات فيهاعِبر وتدبر ولكن أين من يكتب .
---
أبومجاهدالعبيدي
11-18-2003, 11:22 AM
أخي عادل التركي جزاك الله خيراً على نشاطك الملحوظ ، ونحن في انتظار المزيد من المشاركات المحررة .
أما ما أشرت إليه من الإعجاز في آية الكهف ؛ فهو محل نظر ، وقد نبه على ذلك الشيخ ابن عثيمين في تفسيره لسورة الكهف فليراجع .
وقد ذكر علماء الحساب أن الفرق بين السنين الشمسية والهلالية ليس تسع سنين ، والله أعلم .
وقد وافقك فيما ذهبت إليه الطاهر ابن عاشور ، وذكر قريباً مما ذكرت .
والمسألة تحتاج إلى بحث وتأني ، فلعلك تحررها لنا مشكوراً .
---
عادل التركي
11-19-2003, 04:18 PM
الأخ الكريم :أبومجاهدالعبيدي
إنما أردت من ذكري للآية وتوضيح ما جاء فيها زيادة التدبر في القرآن , وبيان إعجازه وبلاغته ولم أقصد من قولي التقول على الله ـ حاشى وكلاّـ وإنما أنا مجتهد فإن اصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .
ولكن انبه الى أني إعتمدت في قولي على ماذكره الإمام ابن كثير - وكفى به مرجع - وأيّده الطاهر ابن عاشور في التحرير.(1/1933)
وللأمانة أنقل ما قاله العلامة ابن عثيمين في تفسير هذه الأية حيث قال في تفسير سورة الكهف : (( وَازْدَادُوا تِسْعاً ) ازدادوا على الثلاث مائة تسع سنين فكان مكثُهم ثلاث مائة وتسع سنين، قد يقول قائل: "لماذا لم يقل مائة وتسع سنين؟". فالجواب: هذا بمعنى هذا، لكن القرآن العظيم أبلغ كتاب، فمن أجل تناسب رؤوس الآيات قال: { ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً }، وليس كما قال بعضهم بأن السنين الثلاثمائة بالشمسية وازدادوا تسعاً بالقمرية، فإنه لا يمكن أن نشهد على الله بأنه أراد هذا، من الذي يشهد على الله أنه أراد هذا المعنى؟ حتى لو وافق أن ثلاث مائة سنين شمسية هي ثلاث مائة وتسع سنين بالقمرية فلا يمكن أن نشهد على الله بهذا، لأن الحساب عند الله تعالى واحد، وما هي العلامات التي يكون بها الحساب عند الله؟ الجواب: هي الأهلَّة، ولهذا نقول: إن القول بأن "ثلاث مائة سنين" شمسية، "وازدادوا تسعاً" قمرية قول ضعيف. أولاً: لا يمكن أن نشهد على الله أنه أراد هذا. ثانياً: أن عدة الشهور والسنوات عند الله بالأهلة، قال تعالى: {هو الذى جعل الشمس صياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب } [البقرة: 189] وقال تعالى (يسئلونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج ) )أ-هـ .
وسأضيف ما يتضح لي في المستقبل .
والله أعلم
---
عادل التركي
11-21-2003, 06:55 PM
غفرالله لنا وله ولوالدينا ولجميع المسلمين
ففي أثنا بحثي في هذا الموضوع وجدت نسخة إلكترونية لتفسير الشيخ لسورة الكهف فأحببت أن اضعها للإخوان لما فيها من الفائدة العظيمة .
علماً أني مازلت أبحث في الموضوع السابق.
وهذا هو رابط التحميل :
http://www.binothaimeen.com/soft/Tafseer-Alkahf.exe
---
عبدالرحمن الشهري
10-11-2005, 06:57 PM
يرفع لإضافة ما يستجد خلال هذا الشهر الكريم إن شاء الله (رمضان 1426هـ) .
---
أبو صفوت
10-12-2005, 02:07 AM(1/1934)
ذكر ابن القيم فائدة نفيسة في
قوله تعالى" ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤن موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون "
تتلخص في أن : العبد يثاب على الطاعة ويثاب على ما تولد منها
وأترك الكلام له ليتحفكم بهذه الفائدة
قال رحمه الله " فأخبر الله سبحانه في الاية الاولى أن المتولد عن طاعتهم وأفعالهم يكتب لهم به عمل صالح وأخبر في الثانية أن أعمالهم الصالحة التي باشروها تكتب لهم أنفسها والفرق بينهما ان الاول ليس من فعلهم وإنما تولد عنه فكتب لهم به عمل صالح والثاني نفس أفعالهم فكتب لهم " بدائع التفسير 2/383
---
أبو صفوت
10-12-2005, 02:13 AM
ومن الفوائد الجميلة التي ذكرها أيضا
أن أيسر شيء من رضوان الله أكبر من الجنات
قال رحمه الله " وتأمل قوله تعالى وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر" التوبة 72
كيف جاء بالرضوان مبتدأ منكرا مخبرا عنه بأنه أكبر من كل ما وعدوا به فأيسر شيء من رضوانه أكبر الجنات وما فيها من المساكن الطيبة وما حوته ولهذا لما يتجلى لأوليائه في جنات عدن ويمنيهم أي شيء يريدون فيقولون ربنا وأي شيء نريد أفضل مما أعطيتنا فيقول تبارك وتعالى إن لكم عندي أفضل من ذلك أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا " بدائع التفسير 2/371
---
عمر المقبل
10-12-2005, 07:12 AM
كلام ابن القيم على آية التوبة سبقه ـ وبتفصيل أروع وأوضح ـ شيخه ابن تيمية في مجموع الفتاوى 10/723 ـ في معرض حديثه عن أحوال النية ،وعلاقة الأفعال بها :(1/1935)
"ومنها ما يتولد عن فعل الإنسان : كالداعى إلى هدى أو إلى ضلالة ،والسانُ سنة حسنة وسنة سيئة ، كما ثبت فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شىء ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه من غير أن ينقص أوزارهم شىء) .
وثبت عنه فى الصحيحين أنه قال : (من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شىء).
فالداعى إلى الهدى وإلى الضلالة هو طالب مريد ، كامل الطلب والإرادة لما دعا إليه ، لكن قدرته بالدعاء والأمر وقدرة الفاعل بالإتباع والقبول ،ولهذا قرن الله تعالى فى كتابه بين الأفعال المباشرة والمتولدة ، فقال :
(ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة فى سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح أن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة و لايقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون.
فذكر فى الآية الأولى ما يحدث عن أفعالهم بغير قدرتهم المنفردة ـ وهو ما يصيبهم من العطش والجوع والتعب ، وما يحصل للكفار بهم من الغيظ وما ينالونه من العدو ـ وقال : (كتب لهم به عمل صالح ) ، فأخبر أن هذه الأمور التى تحدث وتتولد من فعلهم ،وفعل آخر منفصل عنهم يكتب لهم بها عمل صالح .
وذكر فى الآية الثانية نفس أعمالهم المباشرة التى باشروها بأنفسهم ـ ،وهي الإنفاق ،وقطع المسافة ، فلهذا قال فيها : (إلا كتب لهم ) فإن هذه نفسها عمل صالح .
وإرادتهم فى الموضعين جازمة على مطلوبهم ـ الذي هو أن يكون الدين كله لله ، وأن تكون كلمة الله هى العليا ـ فما حدث مع هذه الإرادة الجازمة من الأمور التي تعين فيها قدرتهم بعض الإعانة هى لهم عمل صالح ... الخ ).
---
لؤي الطيبي
10-14-2005, 01:43 AM(1/1936)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه ، أما بعد :
فقد بيّن ربّنا سبحانه وتعالى نعمه على عباده ليلزمهم شكرها ..
ومن نعمه التي لا تحصى تهيئة الأرض على الوجه الذي فيه منفعة للناس والأحياء ..
ولقد وصف الله تعالى الأرض بأوصاف متعدّدة في كتابه الحكيم :
وصفها بأنها مهاد ، وبأنها فراش ، وبأنها ذلول ، وبأنها مسطحة ..
فقد جعلها الله تعالى مهاداً ، في قوله سبحانه : " أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا " (النبأ : 6) . فهي كالمهد للطفل يسكن فيه لينام ويرتاح ، أي جعلها ممهّدة ليست بالصلبة التي لا يستطيع الخلق حرثها ، ولا المشي عليها إلا بصعوبة ، وليست بالليّنة الرخوة التي لا ينتفعون بها ، ولا يستقرّون فيها ، ولكنها ممهّدة لهم على حسب مصالحهم وعلى حسب ما ينتفعون به .
وجعلها الله تعالى فراشاً ، في قوله سبحانه : " الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ " (البقرة : 22) . فهي كالفراش مسوّاة للأحياء إذا أرادوا الراحة عليها ، وموطّأة يستقرّ الإنسان عليها استقراراً كاملاً ، ليست نشزاً وليست مؤلمة عند النوم عليها .
وجعلها الله تعالى ذلولاً ، في قوله سبحانه : " هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " (الملك : 15) . حيث استعير الذلول للأرض في تذليل الانتفاع بها مع صلابة خلقتها .
وجعلها الله تعالى مسطحة ، في قوله سبحانه : " وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ " (الغاشية : 20) حيث جعلها سبحانه سطحاً واسعاً ليتمكّن الناس من العيش فيه بالزراعة والبناء وغيرهما .
وهذه النعم التي أنعم الله بها على خلقه في الأرض اختلفت عن وصف الأرض يوم تقوم الساعة ..(1/1937)
ففي ذلك اليوم وصفها الله تعالى بأنها ممدودة ، في قوله سبحانه : " إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ " (الإنشقاق : 1-5) .
والأرض التي نحن عليها الآن غير ممدودة ، فهي كرة مدورة ، ثم هي أيضاً معرجة فيها الجبال والوديان ، وفيها السهول والرمال ، فهي غير مستوية . أما يوم القيامة فتُمدّ الأرض مدّاً واحداً كمدّ الأديم ، أي : كمدّ الجلد (مسند الإمام أحمد 375/1 ، وسنن ابن ماجه أبواب الفتن ، باب فتنة الدجال (4081)) . كأنما تفرش جلداً أو سماطاً ، حتى لا يكون فيها جبال، ولا أودية، ولا أشجار ، ولا بناء ، يذرها الرب عز وجل قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً . وإنها تُمدّ حتى إن الذين عليها ـ وهم الخلائق ـ يُسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، حتى يصير أقصاهم مثل أدناهم ، كما جاء في الحديث : « يجمع الله تعالى يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فيسمعهم الداعي ، وينفُذُهُم البصر » ( أخرجه الخاري كتاب التفسير باب " ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ " (4712) ومسلم كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (194) (327)) .
فانظر إلى اختيار كلمة (مُدَّت) في وصف الأرض يوم القيامة في آية سورة الإنشقاق ..
فلم يقل هنا (سُطِحت) لأن التسطيح قد يكون فيه جبال وأودية ، كما هو الحال في الأرض .
ولم يقل (فُرشت) لأن الأرض قد انتهت وخرب العالم وما فيه .
ولم يقل (مُهدت) لأنه قد انتهى العالم وأزيل فلا راحة هنا ولا حنان ولا مهاد .(1/1938)
وإنما قال (مُدَّت) لأن الله سبحانه وتعالى يبدّل الأرض يوم القيامة بأرض أخرى ، فيمدّها مدّاً حتى لا يصبح فيها لا عوجاً ولا أمتاً ، فيحاكم عليها البشرية من أولها إلى آخرها ، ويقاضي عليها الإنسانية منذ أن خلقها إلى أن أفناها ، فنسأله سبحانه وتعالى أن نكون في ذلك اليوم من السعداء أصحاب الميمنة .
---
عمر المقبل
10-14-2005, 01:44 PM
ومن الآيات التي استوقفتني ..
في أوائل فصلت أخبر الله تعالى أن السماوات والأرض ـ في بداية خلقهما ـ "قالتا أتينا طائعين" ،وكذلك قالتا في نهاية الخلق ،عند قرب يوم القيامة : في قوله سبحانه : " إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ " (الإنشقاق : 1-5) ..
فتعجبت ،وقلت : ما أكفر ابن آدم هذا المخلوق الضعيف الذي لا يشكل إلا ذرة صغيرة جداً جداً !
ومع ذلك يعرض عن أمر ربه ،ويتجرأ على نواهيه ،وهو الذي ميزه الله بنعمة العقل ..
بينما السماوات والأرض ـ اللتان هما أكبر من خلق الناس بنص القرآن ـ تعلنان انصياعهما وانقيادهما لأمر ربهما في أول الخلق وآخره ..
فاللهم ارزقنا التسليم لأمرك ،والانقياد لحكمك ،وأعذنا من التمرد والكفر ..
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2005, 03:00 PM
ومن الآيات أيضاً ..
قوله تعالى :(ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان.. الآية) . فقد ربطت بين هذه الآية وحديث عدي بن حاتم - وكان نصرانياً قبل إسلامه - عندما سمع قول الله تعالى :(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ..) فقال للرسول صلى الله عليه وسلم : لم نعبدهم يا رسول الله !
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أليسوا إذا حرموا ما أحل الله حرمتموه ، وإذا أحلوا ما حرم الله أحللتموه ؟) قال : بلى . قال :(فتلك عبادتهم).(1/1939)
فعبادة الشيطان في الآية هي طاعته في معصية الله ، وهذا مفهوم واسع ، وقد رأيت يوماً مقالاً يتحدث عن قوم من المعاصرين يسمون (عَبَدَة الشيطان) ، ورأيت كاتب المقال يستدل بهذه الآية على أن المقصود بعبادة الشيطان هي ما يفعله هؤلاء المنحرفون دون غيرهم. وهذا التخصيص خطأ في فهم الآية ، ومفهوم العبادة أوسع من هذا ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
---
(1/1940)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شبكة الشريعة التخصصية
---
شبكة الشريعة التخصصية
---
محمد رشيد
02-08-2006, 07:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد ،،
فقد تم منذ مدة بفضل من الله تعالى ومنة تصميم ( شبكة الشريعة التخصصية ـ للفروع و علوم الآلة ـ )
أساس الشبكة :
نقوم بشبكة الشريعة التخصصية على سد ثغر علمي واسع في الجسد العلمي لأمة محمد صلى الله عليه و سلم ؛ حيث نعهد نشاطا ملحوظا في علوم الحديث بصورة عامة ، إلا أننا لما تأملنا في علم الفروع وجدنا أنه لا يتناول بصورته المجردة الخالية من التأثر الفكري باتجاه ما .
و نحن نصدق مع أنفسنا و نعترف بأوابدنا .
فإننا نرى تأثري للعلوم عامة ـ و الفروع خاصة ـ بالاتجاهات الفكرية و حسب ما كان عليه قادة هذه الاتجاهات على حق كانوا أم باطل .
فصرنا للأسف ننظر للمتفقهة أو الأتباع ، فمن شعائره الخفية و الظاهرة نقول : هذا سلفي ، هذا صوفي ، هذا كذا .. هذا كذا .
رغم أن كتب الفقه واحدة ، و الفروع واحدة ، فليتنا تمايزنا في أمر خارج عن الفروع .
فكانت النتيجة أن فقد علم الفروع ( الفقه ) تلك الحيادية العلمية التي لا ينبغي أن يتناول إلا بها .
أما علوم الآلات ، فقد وجدنا بها تقصيرا من حيث تناولها كعلوم آلة ، و إن كانت تتناول عرضا من خلال تناول مسائلها المخدومة .
فما رغبنا تكرارا في المواقع العلمية بالشبكة ، بل آثرنا سد الثغور و القيام بالكفاية فيما لم تقم به كفاية .
فكان تخصص الشبكة في علم الفروع ( الفقه ) و علوم الآلة ( أصول الفقه ـ مصطلح الحديث ـ علوم القرآن ـ علوم اللغة العربية )
فيتم تناول هذه العلوم بصورة تخصصية ، و لا يتم تناول غيرها إلا تبعا .
إدارة الشبكة :
محمد رشيد : المشرف العلمي العام
علاء الحزمي : مراقب و مختص بشؤون الأفراد
عبد الله : الدعم الفني ـ يختص بكل ما يتعلق بتقنيات الشبكة ـ(1/1941)
نهج الشبكة :
1 ـ كما سبق تقوم الشبكة على محض الحيادية العلمية في تناولها تخصصها العلمي لذا فلا تعرض لعقائد الأعضاء في خلال تناول المسائل ، إلا أن يكون لذلك تأثير في محل التباحث .
2 ـ يتم التعاون بينها و بين غيرها من الشبكات في سبيل التكامل في وحدة العلوم الشرعية
3 ـ نعمل من خلالها إلى تقديم دورات تتمثل في شروح لبعض المتون المتعلقة بتخصص الشبكة ، وذلك لالتزام المنهجية العلمية و تأصيل الطلاب في جانب علوم الآلة خاصة .
4 ـ نرجو التزام تخصص الشبكة فهي محصورة في علم الفروع و علوم الآلات .
فيتم تناول أصول التفسير و قواعده ، دون ذات علم التفسير
يتم تناول مسائل مصطلح الحديث دون التعرض لمعرفة الأحكام على أحاديث بعينها
يتم تناول علوم اللغة العربية من نحو و صرف و عروض .. إلخ ، دون التعرض للتفسير اللغوي أو الأدبيات أو الشعر .
هذا ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم
محبكم / محمد رشيد
شبكة الشريعة التخصصية
www.shree3a.net
---
أبو عبد العزيز
02-08-2006, 08:47 AM
السلام عليكم
أخي الفاضل/ محمد رشيد
أسعدتني كثيراً فكرة الشبكة التخصصية
أثابكم الله وسددكم
ملحوظة/ الرابط لم يعمل لدي!
---
مرهف
02-08-2006, 12:29 PM
جهد مبارك ولكن الرابط لم يعمل لدي أيضاً
---
د.أبو بكر خليل
02-08-2006, 01:04 PM
هذا رابطه ، دخلته عن طريق البحث عن اسم الشبكة :
http://www.sharee3a.net/vb/
---
أبو عبد العزيز
02-08-2006, 03:09 PM
شكراً لأستاذنا محمد رشيد.
وشكراً لـ د.أبي بكر خليل
---
محمد رشيد
02-08-2006, 04:23 PM
بارك الله تعالى فيكم إخواننا الكرام
وجزاكم الله تعالى خيرا أستاذنا الكريم د. أبو بكر
و يسعدنا رؤيتكم لدينا أخانا الكريم أبا عبد العزيز الكناني
---
(1/1942)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سيرة عجيبة لأحد المحدثين المعاصرين تذكرك بسير السلف الصالحين
---
سيرة عجيبة لأحد المحدثين المعاصرين تذكرك بسير السلف الصالحين
---
نصرمنصور
04-21-2006, 06:21 PM
هذه الترجمة ذكرها الشيخ د. علي الصياح سلمه الله في ثنايا أجوبته على أسئلة ملتقى أهل الحديث
السؤال:
هل لك أن تحدثنا عن بعض الجوانب التي عرفتها عن الشيخ عبدالله السعد حفظه الله؟
الجواب:
أما ما يتعلق بشيخنا المحدث أبي عبد الرحمن عبد الله بن عبد الرحمن السعد فقد كتبتُ مع بعض الزملاء المقربين من الشيخ ترجمة موسعة عن الشيخ تحدثنا فيها عن سيرته الذاتية والعلمية والعملية، وسوف تطبع هذه الترجمة في مقدمة سلسلة آثار الشيخ عبد الله السعد-إن شاء الله تعالى-
ولعلي أذكر هنا ما لم يذكر في الترجمة الآنفة الذكر، وقبل ذلك أنبه على أمور:
الأوَّل: أنَّ شيخنا-حفظه الله وبارك في عمره- كاره للترجمة له ولكن مع إلحاح بعض المحبين وبيان أن الترجمة لن تحمل غلوا ولا إطراء، بل يذكر فيها ما يفيد طالب العلم علما وعملاً على غرار منهج المحدثين في التراجم والسير استجاب الشيخ جزاه الله خيرا فكُتبت الترجمة السابقة بالشرط المذكور.
الثاني:أنّ ما أذكره هنا عن شيخنا هو نتاج معرفتي بالشيخ وصحبتي له منذ صغري، لازمته فيها أوقاتا طويلة سفرا وحضرا، وربما نقلت بعض أخبار الشيخ عن زملائي المقربين من الشيخ مثل الشيخ:سامي بن محمد بن جاد الله-المشرف على دار المحدث- وغيره.
الثالث: أني لن أذكر التفصيلات العلمية واختيارات الشيخ فليس هذا موضع ذكرها، ثمَّ هي مبثوثة في هذا الملتقى الطيب المبارك «ملتقى أهل الحديث»، والمقصود هنا ذكر منهج الشيخ العام وأصول هذا المنهج حسب ما تبين لي.
وقد رأيتُ أن يكون الكلام عن شيخنا من خلال محورين:
الأوَّل: لمحات من منهج الشيخ العلمي.(1/1943)
الثاني: لمحات من منهج الشيخ العملي.
{ سأبدأ بمنهج الشيخ العملي لأهميته وغفلة الكثير من طلبة العلم عنه]
المحور الثاني: لمحات من منهج الشيخ العملي وقد عرفتُ عن الشيخ في هذا المحور أمورا منها:
- « قيام الليل »:
من خلال ملازمتي للشيخ سفرا وحضرا لم أره ترك قيام الليل، ولذا كان شيخنا يحب الانفراد في مكان خاص في السفر فإذا كنا في منزل فالشيخ يحب أن يكون في غرفة خاصة لا يراه أحدٌ، وإذا كنا في مخيم فهو يحب أن يكون في خيمة منعزلة، يَعرفُ هذا من سيرة الشيخ من سافر معه.
ولا يخفى أهمية قيام الليل وفضله، ونصوص الكتاب والسنة في هذا الباب كثيرة، فينبغي لطالب العالم العمل بالعلم وقيام ما تيسر من الليل.
قَالَ ابنُ مفلح:«باتَ عند الإمام أحمد رجلٌ فَوَضع عنده ماء، قالَ الرجلُ: فلم أقمْ بالليل، ولم أستعمل الماء، فلمَّا أصبحتُ قال لي: لِمَ لا تستعمل الماء؟ فاستحييتُ وسكتُ، فقالَ: سبحان الله! سبحان الله! ما سمعتَ بصاحب حديثٍ لا يقوم بالليل.وجرت هذه القصة معه لرجلٍ آخر فقال: أنا مسافر، قالَ: وإن كنت مسافراً حَجَّ مسروقٌ فما نام إلاّ ساجداً، قال الشيخ تقيّ الدين: فيه أنه يكره لأهل العلم ترك قيام الليل، وإن كانوا مسافرين» الآداب الشرعية (2/169)
ومن لطائف ما مرّ علىّ في هذا قول إبراهيم بن محمد بن رزق : لما ولي حفص بن غياث القضاء بالكوفة قال لهم أبو يوسف: اكسروا دفترا لتكتبوا فيه نوادر قضاياه فمرت قضاياه وأحكامه كالقدح، فقالوا لأبي يوسف: أما ترى؟! قال: ما أصنع بقيام الليل!! - يريد أن الله وفقه بصلاة الليل في الحكم. تاريخ بغداد )8/194)
- « كثرة الحج » :
الشيخ ملازمٌ للحج منذ أن عرفته ، ولم أره ترك الحج إلاّ نادرا ولظرف شديد، ومن سيرته في ذلك:
أنه الشيخ لا يحج إلاّ من نفقته الخاصة، ويحرص على التمتع ، فهو يميل إلى وجوب التمتع لمن لم يسق الهدي.(1/1944)
-ومن سيرة الشيخ أنه يذهب قبل يوم التروية بعشرة أيام وذلك من أجل الدعوة إلى الله وبيان عقيدة التوحيد والتحذير من الشرك مستغلا وجود الحجيج وفراغهم كل ذلك محتسبا الأجر والمثوبة من الله.
- « طول الصلاة وحسنها »:
الشيخ - وفقه الله - طويل الصلاة ، نادر الحركة، يحرص على تطبيق جميع السنن الواردة في الصلاة، ومنها جلسة الاستراحة وغيرها، والحق أني إذا رأيتُ صلاة الشيخ تذكرت الإمام شعبة بن الحجاج، الذي قال عنه أبو قَطَن: ما رأيتُ شعبةَ ركع قط إلا ظننت أنه قد نسي ، ولا سَجَدَ إلا ظننت أنه قد نسى. حلية الأولياء (7/145)، تذكرة الحفاظ (1/193).
- « لزوم المسجد عصر الجمعة تحريا لساعة الاستجابة » :
من سنين والشيخ لا يفارق المسجد عصر الجمعة تحريا لساعة الاستجابة، وهو في ذلك بين دعاء، وقراءة قرآن أو مدارسة علم و تصفح كتاب.
- « الاعتكاف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان » :
لا أعلم الشيخ من سنين ترك هذه السنة، ويعتكف معه بعض تلاميذه المقربين، وللشيخ اجتهاد عظيم في هذه العشر فهو بين قراءة قرآن وذكر ودعاء وبكاء.
- « البكاء من خشية الله » :
كثيرا ما رأيتُ الشيخ يبكي في أحوال مختلفة ومناسبات متعددة، في يوم عرفته رأيتُه، وعند ذكر أحوال المسلمين وذلهم وهوانهم وتسلط الأعداء عليهم، وفي المواعظ، وقد حدثني أخي الشيخ خالد السويح أنّ الشيخ رتبت له محاضرة فلما بدأ أحد الأخوة بالتقديم للمحاضرة –وكان هذا الأخ واعظا من الدرجة الأولى-بكلمات فيها تذكير ووعظ بكى الشيخ بكاء شديدا، ولم يلق تلك المحاضرة!
- « رفع اليدين يوم عرفة من زوال الشمس إلى غروبها » :
وقد حججتُ مع شيخنا مرات عديدة فرأيته يرفع يديه من زوال الشمس إلى غروبها لا ينزل يديه إلاّ إلى ما لا بدَّ منه من شرب ماء أو قضاء حاجة، ولا أعلم أحدا يفعل هذا في هذه الأزمنة، والله أعلم.(1/1945)
وفي حديث أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قال: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فَرَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو فَمَالَتْ بِهِ نَاقَتُهُ فَسَقَطَ خِطَامُهَا فَتَنَاوَلَ الْخِطَامَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَهُ الْأُخْرَى.أخرجه النسائي وأحمد وصححه ابن خزيمة وبوَّب عليه بقوله:« باب رفع اليدين في الدعاء عند الوقوف بعرفة وإباحة رفع إحدى اليدين إذا احتاج الراكب إلى حفظ العنان أو الخطام بإحدى اليدين ». صحيح ابن خزيمة (4/258).
وأذكرُ أنَّ سائلا –سائل مال-جاء إلى الشيخ يسأله في يوم عرفة فغضب عليه الشيخ وكاد أن يبكي وهو يقول له: في مثل هذا اليوم ، وهذا المكان تسأل غير الله؟! وأخذ ينصحه ويوجهه، وقد ذكرني هذا الموقف موقفا مشابها لهذا وقع للفضيل بن عياض قال بشر بن الحارث: رأى فضيل بن عياض رجلا يسأل في الموقف فقال له: أفي هذا الموضع تسأل غير الله عز وجل؟!. تاريخ مدينة دمشق (48/401(
- « العناية بتطبيق السنن في كل شيء »:
وعناية الشيخ بتطبيق السنن عظيمة وفي كل شيء: في لباسه، وفي أكله وشربه، وفي مشيه..وغير ذلك.
- « العناية بأخبار المسلمين وتتبعها ومساعدتهم قدر المستطاع » :
للشيخ عناية كبيرة بأخبار المسلمين في أنحاء العالم ، ويحرص على لقي العلماء منهم والسؤال عن أحوالهم وأحوال المسلمين، ويزور الشيخ في منزله كثير من العلماء وطلبة العلم من بلدان شتى.
- « العناية بمجالسة العلماء والاستفادة منهم » :
وقد كان الشيخ يكثر من زيارة العلماء وأذكر أنّ الشيخ كان يكثر من زيارة الشيخ:عبدالرزاق عفيفي رحمه الله، والشيخ:إسماعيل الأنصاري رحمه الله ، والشيخ:عبد الله بن قعود-شفاه الله- وغيرهم.
ولا يزال الشيخ يقرأ على الشيخ: عبدالله بن عقيل في الفقه، والشيخ د.حسن حفظي في اللغة وعلومها. - « عفة اللسان وعدم الخوض في تصنيف الناس وأعراضهم والنصح في ذلك » :(1/1946)
تقدم أنَّ مجالس الشيخ مجالس علم وذكر لا يتطرق فيها للدنيا إلاّ نادرا، وكذلك لا يسمح الشيخ لأحد أن يتكلم في شخص في غيبته أبدا، وترى الكراهية والغضب في وجه الشيخ إذا فعل أحد ذلك.
وأذكرُ أنَّ شخصا ذكر عند الشيخ مسألةً قالها أحد طلبة العلم، فقال أحد الحاضرين: هذه سمعنا منك يا شيخ قبل أن يُعرف فلان ، فربما استفادها منك، فكره الشيخُ كلامه وقال –ما محصله- إنّ العلم رحم بين أهله، ولا ينبغي لطالب العلم أن يعود نفسه هذه الأخلاق ، فينسب لنفسه المسائل والاختيارات، ويتهم الناس بأنهم سرقوا أفكاره وأقواله ، وذكر أنَّ السلف رضوان الله عليهم يأتون بالمسائل العظيمة والفوائد النفيسة ولا يريدون أن تنسب إليهم خوفا على أنفسهم من الرياء والسمعة فكانوا من ذلك برآء لشدة إخلاصهم ومراقبتهم لربهم في أعمالهم وذكر قول الشافعي المشهور :« وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا ينسب إلى شيء منه أبدا فأوجر عليه ولا يحمدوني »، ثم بين أن القبول من الله وأنّ الله إذا أحب عبدا أوقع حبه في قلوب الناس كما في الحديث المشهور...إلى آخر ما قال الشيخ ، وبين ونصح جزاه الله خيرا.(1/1947)
وكلام الشيخ هذا ذكرني بمقولة جميلة قالها أحد الفضلاء وهي :« إننا نحن (نحتكر) أفكارنا وعقائدنا، ونغضب حين ينتحلها الآخرون لأنفسهم، ونجتهد في توكيد نسبتها إلينا، وعدوان الآخرين عليها ! إننا إنما نصنع ذلك كله، حين لا يكون إيماننا بهذه الأفكار والعقائد كبيراً، حين لا تكون منبثقة من أعماقنا كما لو كانت بغير إرادة منا حين لا تكون هي ذاتها أحب إلينا من ذواتنا ! إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكاً للآخرين، ونحن بعد أحياء. إن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح ـ ولو بعد مفارقتنا لوجه الأرض ـ زاداً للآخرين ورياً، ليكفي لأن تفيض قلوبنا بالرضى والسعادة والاطمئنان ! (التجار) وحدهم هم الذين يحرصون على (العلامات التجارية) لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم حقهم من الربح، أما المفكرون وأصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم لا إلى أصحابها الأولين ! ».
- « التجول في المدن والقرى للدعوة ونشر الخير ونفع المسلمين »:
وقد خصص الشيخ سيارة خاصة للدعوة ونشر لخير وإلقاء الدروس في المدن والقرى وقد مرّ الشيخ على غالب مدن المملكة للدعوة، وله في كل مدينة تلاميذ ومحبون يتشوقون إلى لقائه والاستفادة منه، والشيخ لم يسافر قط خارج السعودية ؛ لأنه لا يملك جوازا بسبب الصورة.
- « الكرم والبذل على قدر الاستطاعة ». - « الحرص على المداومة على الأعمال الصالحة ». - « تواضع الشيخ الجم، وحسن أخلاقه، وسلامة صدره ».(1/1948)
هذه بعض اللمحات العامة والسريعة عن منهج الشيخ العلمي والعلمي مما سنح لي في هذا المقام،ونشطتُ لذكره وبيانه، وهذا «ما عرفته عن شيخي المحدث عبد الله السعد» ولعل الله أن ييسر مقاما أتوسع فيه أكثر ليستفيد طالب العلم من سير العلماء وطلبة العلم المعاصرين ويعرف لهم منزلتهم وقدرهم. نسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يحفظ شيخنا وأن يمد في عمره على عمل صالح، وأن يثبته على دينه، وأن يحفظه من فتنة القول والعمل، وأن يجنبه الحساد والوشاة وأهل الشر والفساد، وأن يصبره على ما أصابه من بلاء لا يكاد يسلم منه داع للحق!، وأن يعظم أجره، وأن يغفر له ولوالديه ولأهله ولجميع المسلمين.
الأوَّل: لمحات من منهج الشيخ العلمي
من منهج الشيخ:
- « ربط طالب العلم بالمصادر الأصلية في كل فن »:
من ذلك أن شيخنا يعتني كثيرا بالمصادر الأصلية في كل فن، ومنه علم الحديث وفروعه، فقد ربى طلابه على ذلك من البداية مما جعل عندهم معرفة كبيرة بكتب المتقدمين وكيفية التعامل معها، والحرص على تحصيلها، وفهم ألفاظ مؤلفيها ومصطلحاتهم ، ومن هذه الكتب: كتاب «العلل» لعلي بن المديني، وكتب ابن معين، وأحمد، والبخاري، ومسلم وغيرهم كثير.
وهذه العناية جعلت بعض الناس يظن أنّ الشيخ لا يعبأ بكتب الأئمة المتأخرين، وهذا خطأ كبير على الشيخ، فالشيخ يحث على الاستفادة من هذه وتلك، ولكنه ينزل كلاً منزلته.(1/1949)
وقد صرّح الشيخ بهذا المعنى فقال في كلامٍ له :« ولا يظن أنني عندما أدعوا إلى السير على طريقة الأئمة المتقدمين في علم أصول الحديث أنني أدعوا إلى عدم الأخذ بكلام من تأخر من أهل العلم والاستفادة منهم ، هذا لم أقل به ولا يقول به عاقل ، ومع الأسف ظن بعض الإخوان هذا ، ثم عندما ظن هذا الظن السئ وتخيل بعقله هذا الرأي الفاسد أخذ يرد بسذاجة واضحة على هذا القول حتى إنه عندما أراد أن يؤيد رأيه ضرب مثلاً بأبي الفداء ابن كثير وأتى بمثال يبين فيه أن ابن كثير يستطيع أن ينقد الأخبار ويبين العلل التي تقدح في صحه الحديث . فيا سبحان الله ! هل هذا الإمام الجليل ، والحافظ الكبير يحتاج إلأى أن تأتي بمثال حتى يشهد له بالعلم بالحديث ومؤلفاته كلها تشهد بعلو كعبه في هذا العلم وتمكنه من صناعة الحديث حتى كأن السنة بين عينيه ، حتى أن طالب العلم ليعجب من هذا العالم الجليل عندما يسوق الأخبار من كتب الحديث بأسانيدها ثم يؤلف بينها ويتشبه في هذا بمسلم ابن الحجاج وأبي عبد الرحمن النسائي هذا مع الكلام على أسانيدها ونقد متونها وهو رحمه الله تعالى من البارعين في نقد المتون ، حتى أنه عندما يتكلم في باب من أبواب العلم يغنيك عن الرجوع إلى كتب كثير كما فعل عندما ساق حجة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم منذ خروجه من المدينة إلأى مكة إلى رجوعه ، ويأخذك العجب من استحضاره وقوة علمه وجلالة فضله ، وهذا جزء يسير من كتابه النفيس ( البداية والنهاية ) الذي ذكر فيه بدء الخليفة إلى قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى زمنه يسزق النصوص من كتاب الله ومن السنة النبوية ومما جاء من الصحابة والتابعين وهلم جرا . وتفسيره النفيس الذي أتى فيه بالعجب وفسر فيه القرآن بالقرآن ، وبالسنة والآثار التي جاءت عن الصحابة والتابعين . فمن أنكر علم هذا الفاضل إما أن يكون إنساناً غاية في البلادة أو ممن أعمى(1/1950)
الله بصره وبصيرته ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم » انتهى كلام الشيخ
والشيخ كذلك إنما ينتقد من يغرق في المباحث النظرية ويغرق معه طلابه في أمور لا ثمرة لها إنما هي مباحث انتقلت إلى علم الحديث من كتب الأصوليين الذين يولعون بالحدود والتعريفات الجامعة المانعة، وقد شرح الشيخُ عددا من كتب علوم الحديث المتأخرة مثل كتاب «الاقتراح» لابن دقيق العيد، وكتاب «الموقظة » للذهبي، وكتاب «شرح علل الترمذي » لابن رجب، وكتاب «نخبة الفكر» لابن حجر.
- « العناية بالتطبيق العملي مع النظري »:
من ذلك أن الشيخ يوصي دائما بدراسة علم الحديث من خلال دراسة موطأ الإمام مالك بن أنس، فيعرف بحال الإسناد والمتن والمصطلحات التي تدور عليهما، وسبب اختيار الشيخ للموطأ قلة رجاله من جهة وثقتهم من جهة أخرى، وكذلك غالب رجال الموطأ ممن يدور عليهم الاسناد مما ينمي في طالب العلم مهارة معرفة مخارج الأسانيد وعلل الأخبار..وغير ذلك من الفوائد.
ومن تطبيقات هذا الجانب أني مع بعض الزملاء نقرأ على الشيخ كتاب «تهذيب التهذيب» ترجمة ترجمة قراءة مدارسة وتحقيق وبحث فنقرأ الترجمة أولا ثم نتوسع في النظر في كتب الرجال المتقدمة والمتأخرة ، وربما تتبعنا أحاديث الراوي التي استنكرت عليه مما ذكره العقيلي أو ابن عدي و غيرهما، ثم بعد بحث واسع يملي الشيخ خلاصة الكلام على ذلك الراوي.
- « العناية بالتقسيمات والتقعيد من غير تكلف»:
من تأمل منهج الشيخ رأى عنايته بالتقسيمات والتقعيد سواء في علم العقيدة أو الحديث أو الفقه، وللشيخ دروس عديدة في تقعيد علم علل الحديث، وعلم الرجال، وغير ذلك مما هو مبثوث في دروس الشيخ ومحاضراته.
- « تنمية ملكة الاستقراء والتتبع»:(1/1951)
الشيخ كثيرا ما ينصح بتتبع أحاديث الرواة والتأكد من سلامتها، ويطبق ذلك عمليا كما هو بين في كتابات الشيخ ودروسه، وكذلك يطلب أحيانا من بعض طلابه تتبع ألفاظ بعض الأئمة ومصطلحاتهم، وكان لهذا أكبر الأثر في تعليم هؤلاء الطلاب وتمرينهم.
- « استفادة الشيخ من تحريرات الحافظ ابن رجب والعلامة المعلمي»:
كثيرا ما يحث الشيخ على الاستفادة من كتب الحافظ ابن رجب خاصة كتابه «شرح علل الترمذي» والعلامة المعلمي خاصة كتابه «التنكيل ».
- « العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وكتب أئمة الدعوة »:
كثيرا ما يوصي الشيخ طلاب العلم بقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وكتب أئمة الدعوة، خاصة لمن أراد معرفة العقيدة الصحيحة وما يناقضها.
- « البدء بالأهم فالمهم، وترتيب الأولويات، وعدم الاشتغال بالوسيلة عن الغاية »:
ينبه الشيخ على هذه المسألة في كثير من دروسه، ويبين أنّ الاسناد وسيلة فلا ينبغي أن يشتغل به عن الغاية وهي معرفة الصحيح من الضعيف، والتفقه في النصوص والاستنباط منها.
وكثيرا ما نبه الشيخ طلاب العلم على الاهتمام بالعقيدة وتعلمها والعناية بذلك، وإنزال المسائل العلمية منزلتها بدون إفراط ولا تفريط.
- « قوة حفظ الشيخ وسرعة استحضاره للنصوص والشواهد »:
وأذكر أني عدة مرات أراجع بعض الأحاديث وأطيل البحث فيها وعللها ثم أخرج بخلاصة معينة عن هذا الحديث وربما تكون هذه الخلاصة عندي دقيقة و ما إنْ ألقى شيخنا وأذكر له الحديث إلاّ ويقول –بعفوية ودون تكلف- الراجح في هذا الحديث كذا وكذا؟؟! نفس الخلاصة التي خرجت بها بعد بحث طويل!.
وهذا الموقف لم يقع مرة ولا مرتين ولا ثلاثا...بل أكثر من ذلك! ، وأكاد أجزم أنّ كثيرا من الأخوان ممن يعرف الشيخ وقع لهم مثل ذلك..ربما مرات..ودروس الشيخ المسجلة تدل على ذلك.
- « محبة الشيخ للتعليم وإلقاء الدروس وانصرافه عن التأليف»:(1/1952)
شيخنا عنده جلد كبير في تعليم الناس وإلقاء الدروس والكلمات والمحاضرات بل لا يكاد يمر عليه يوم إلاّ وله درس أو كلمة أو محاضرة أو لقاء علمي، وقد بلغت دروس الشيخ المسجلة قرابة (600) ساعة-علما أن كثيرا من الدروس لم تسجل-، والكتب التي شرحها كثيرة جدا ومتنوعة في جميع الفنون، وقد ذكرنا الكتب التي شرحها الشيخ بتوسع في الترجمة المفردة للشيخ-يسر الله نشرها-.
وهذا من أسباب عدم تأليف الشيخ علما أنَّ للشيخ بعض الكتابات القليلة مثل: «رسالة في حديث جابر في الجمع بين أدعية الاستفتاح»، «رسالة في تضعيف حديث أبي هريرة:إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير»-وكلاهما لم يطبع بعد-، وقد قدم الشيخ لأكثر من عشرين كتابا وقد جمعت هذه المقدمات وسوف تطبع قريبا-إن شاء الله تعالى-.
- «تنوع معارف الشيخ العلمية»:
فالشيخ له مشاركات جيدة في جميع الفنون وخاصة الأنساب القديمة والمعاصرة، ومن جالس الشيخ بان له ذلك.
- «العناية بالدليل من الكتاب والسنة، ودقة الاستنباط منهما» :
قلما يورد الشيخ مسألة إلاّ ويعتني بذكر دليلها من الكتاب والسنة ويبين وجه الدلالة.
- «مجالس الشيخ مجالس علم وذكر لا يتطرق فيها للدنيا إلاّ نادرا» :
قلما تخلو مجالس الشيخ من قراءة وذكر وفائدة، فالشيخ في سفره وحضره لا بدّ من مصاحبة كتب تقرأ عليه، وقد سافرتُ مع الشيخ مرات عديدة وفي جميع هذه الأسفار كنا نقرأ ونبحث ونراجع وربما أخذنا معنا حاسوبا ليسهل لنا عملية البحث والمراجعة وتحرير المسائل.
منقول من هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68141&highlight=%DA%E1%ED+%C7%E1%D5%ED%C7%CD)
---
ابو الروب
04-23-2006, 12:11 PM
ما شا الله لابد ان نستفيد من هذه السير بالاقتداء بافعالهم والله الموفق
---
أبو عبد الرحمن العتيبي
04-24-2006, 01:31 AM
جزاك الله خيرا ، ونسأله تعالى أن ينفعنا و إخواننا المسلمين بما قرأنا .
---(1/1953)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مالفرق بين لام السببية ولام الصيرورة ؟
---
مالفرق بين لام السببية ولام الصيرورة ؟
---
أضواء البيان
12-03-2006, 10:01 PM
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
مالفرق بين لام السببية ولام الصيرورة- والتي تسمى بلام العاقبة أو المآل؟ كما في قوله تعالى في سورة الكهف: ( ثم بعثناهم ليتسألوا) ، قال ابن عطية هي لام الصيرورة ، ورجح السمين الحلبي كونها لام السببية ، فما الفرق؟
---
منصور مهران
12-04-2006, 09:09 AM
أما ( لام السببية ) وهي أيضاً لام التعليل ، فيكون ما قبلها علة وسببا فيما بعدها بإرادة وقصد سواء كانت الإرادة من فعل الفاعل أو بالقوة التي خلقها الله في الأشياء ؛
كما في قوله تعالى : ( وجعلوا لله أنداداً ليُضلوا عن سبيله ) ففعلهم هذا قصدوا من ورائه سوءا ، فرتبوا هذا على ذاك .
وأما ( لام الصيرورة ) - وهذه تسمية الكوفيين ، والبصريون يسمونها : لام العاقبة ، وبعض النحاة يطلق عليها : لام المآل - فهي الدالة على أن ما بعدها جاء على غير قصد الفاعل من الفعل الذي قبلها ؛
كما في قوله تعالى : ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحَزَنا ) فهم لم يلتقطوه لذلك بل قال قائلهم عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ، ولكن الطفل كانت له النبوة وقدر الله أن يكون هلاك فرعون على يد هذا النبي فكان لهم عدوا لكفلاهم وعنادهم وحزنا لما صاروا إليه ؛ أي : كان شأن الطفل على غير مُناهم منه .
والله أعلم .
---
أضواء البيان
12-04-2006, 09:38 AM
بارك الله فيك. أين أجد مثل هذا التفريق ؟
---
منصور مهران
12-04-2006, 02:49 PM
تجد مثل هذه الفروق في كتب النحو المتخصصة في معاني الحروف مثل :
1 - مغني اللبيب لابن هشام
2 - الجنى الداني للمرادي
3 - اللامات للزجاجي
4 - اللامات للهروي
وفي مراجع التحقيق تجد مراجع أخرى ،(1/1954)
وبالله التوفيق .
---
أضواء البيان
12-04-2006, 08:19 PM
جزاك الله خيرا.
---
جمال حسني الشرباتي
12-07-2006, 07:09 AM
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
مالفرق بين لام السببية ولام الصيرورة- والتي تسمى بلام العاقبة أو المآل؟ كما في قوله تعالى في سورة الكهف: ( ثم بعثناهم ليتسألوا) ، قال ابن عطية هي لام الصيرورة ، ورجح السمين الحلبي كونها لام السببية ، فما الفرق؟
هي لام الصيرورة أو العاقبة---لأن الله بعثهم من مرقدهم لا لسبب التساؤل---
قال تعالى (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ) 19 الكهف
قال السمين الحلبي في الدّر المصون (قوله: "ليتساءَلُوا" اللامُ متعلقةٌ بالبعث، فقيل: هي للصَّيْرورة، لأنَّ البَعْثَ لم يكنْ للتساؤلِ. قاله ابنُ عطيةَ. والصحيحُ أنَّها على بابِها مِن السببية.)
ولا أدري على جلال قدره لم جعلها سببيّة مع أنّها لام عاقبة واضحة من حيث كونهم بعثوا لا لسبب التساؤل
---
منصور مهران
12-07-2006, 08:58 AM
لو تأملنا قوله سبحانه : ( وكذلك بعثناهم ) في الآية التاسعة عشرة من سورة الكهف بعد قوله عزّ وجلّ : ( فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ) الآية الحادية عشرة لوجدنا :
1 - أن شأن الله في هؤلاء الفتية يتجلى في إظهار آية النوم الطويل ثم اليقظة منه ، وهذا يختلف عن حال الموت الذي تبلى به الأجساد في الدنيا .
2 - أن قدرة الله على إيقاظهم كقدرته على إنامتهم ، فالكاف في قوله ( كذلك ) هي كاف التشبيه ؛ أي : مثلما جعلنا إنامتهم هذه المدة الطويلة آية جعلنا بعثهم آية كذلك .
وهذا تذكيرٌ بقدرته - سبحانه - على الإماتة في الدنيا والبعث في الآخرة .
3 - فالتساؤل بين الفتية دار حول النوم الطويل : كم مدته ؟(1/1955)
وحيث إن هذا التساؤل لا يمكن أن يكون حال النوم - بل حال اليقظة - بعثهم الله ليتساءلوا بينهم وظنوا أن نومهم كان يوما أو بعض يوم ؛ لذلك لم يتبينوا آية الله من نومهم ثم بعثهم ، إنما هي آية للمكذبين بالبعث من قومهم أما الفتية فقد آمنوا بربهم من قبل الفرار إلى الكهف و النوم فيه ، فبعثهم سبب لتساؤلهم عن مدة النوم بقول بعضهم : ( كم لبثتم ) وليس عن كيفية البعث كما حدث من نبي الله إبراهيم . وعندما تبين الناس هذه المعجزة التي ظهرت بعد دخولهم في دين الله كان منهم ما كان من الرغبة في إقامة البنيان أو اتخاذ مسجد .
4 - وهنا نتبين أن بعث الفتية ترتب علي أمران :
أمر يتعلق بالفتية أنفسهم وهو التساؤل عن مدة نومهم : فاللام للسببية
وأمر يتعلق بقومهم وهو زيادة اليقين بالبعث الأخروي وأن وعد الله حق : ( وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق ) واللام هنا للتعليل .
وعلى ذلك فأرى أن الحق مع السمين الحلبي - إن شاء الله - لأن ما كان من شأن الفتية وما ترتب على ذلك جاء على مُراد الله بأفعاله : ( بعثناهم - أعثرنا عليهم ) فكان فعلهم ( يتساءلوا - يعلموا ) استجابة لحكمة الله .
أما لام الصيرورة فالفعل الذي بعدها غير مراد لفاعل الفعل الذي قبلها ، وهذا غير وارد في هذا المقام لأن الله أراد فعل التساؤل من الفتية كما أراد بعثهم .
والله أعلم .
---
أضواء البيان
12-11-2006, 09:20 PM
ذكر ابن عادل الحنبلي - رحمه الله تعالى - أن الصحيح اعتبارها سببية ، قال: ولا يبعد ذلك ، لأنهم إذا تسألوا انكشف لهم من قدرة الله أمور عجيبة، وذلك أمر مطلوب.
---
منصور مهران
12-12-2006, 11:36 AM
ابن عادل يكثر من النقل عن السمبن الحلبي ؛ فلعله رجح ذلك منه . وهناك من قال بذلك غير السمين الحلبي ، فالقول متداول .
وبالله التوفيق
---
مصطفى علي
12-12-2006, 01:59 PM
تحية إعجاب بعلمكم(1/1956)
فما شاء الله يا أستاذنا الكبير منصور مهران وزادكم الله فقهًا وعلمًا
---
عبدالرحمن الشهري
01-14-2007, 08:16 AM
بارك الله فيكم جميعاً ، وأشكر الأستاذ الجليل منصور مهران وفقه الله على حسن بيانه وجوابه ، وقد انتفعتُ به .
وللفائدة للأخت السائلة فقد تكلم عن هذه المسألة الأستاذ الدكتور عبدالله بن حمد الخثران في كتابه (مصطلحات النحو الكوفي) صفحة 128-131
---
(1/1957)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التعجب في حقه تعالى
---
التعجب في حقه تعالى
---
جمال حسني الشرباتي
01-30-2005, 07:38 PM
لا نقاش أن التعجب مستحيل في حقه تعالى كيف لا والمتعجب يشعر بعظم ما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
كيف لا والمتعجب علمه قاصر عما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
ولقد وردت صيغة التعجب في
((فما أصبرهم على النار))--البقرة 175
فلا يكون معنى قوله تعالى أنه يتعجب من صبرهم على النار---معاذ الله أن يكون هذا المعنى المراد.
إذن معنى الآية " أن فعل هؤلاء مما يجب أن يتعجب منه"
قال القرطبي :(فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ مَذْهَب الْجُمْهُور - مِنْهُمْ الْحَسَن وَمُجَاهِد - أَنَّ " مَا " مَعْنَاهُ التَّعَجُّب هُوَ مَرْدُود إِلَى الْمَخْلُوقِينَ , كَأَنَّهُ قَالَ : اِعْجَبُوا مِنْ صَبْرهمْ عَلَى النَّار وَمُكْثهمْ فِيهَا ))
---
أبومجاهدالعبيدي
01-30-2005, 08:27 PM
عجيب أمرك يا جمال
تنفي التعجب الذي أثبته الله لنفسه في قوله : { بل عجبتُ ويسخرون }
سبحان الله !!
أأنت أعلم بالله منه جل وعلا بنفسه ؟!
---
جمال حسني الشرباتي
01-30-2005, 10:15 PM
الأخ العبيدي
بل العجيب أمر إبن كثيرالمعروف بأثريته إذ قال
((وقوله عز وجل: { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ } أي: بل عجبت يا محمد من تكذيب هؤلاء المنكرين للبعث، وأنت موقن مصدق بما أخبر الله تعالى من الأمر العجيب، وهو إعادة الأجسام بعد فنائها، وهم بخلاف أمرك؛ من شدة تكذيبهم، ويسخرون مما تقول لهم من ذلك))
والعجيب أمر الشوكاني الذي تحول عن زيديته إذ قال((: { بَلْ عَجِبْتَ } يا محمد من قدرة الله سبحانه { وَيَسْخُرُونَ } منك بسبب تعجبك، أو ويسخرون منك بما تقوله من إثبات المعاد.))
وقراءة الضم قراءة حمزة والكسائي وخلف هي بضم التاء(1/1958)
وأظن أن قراءة الضم يجب أن لا تختلف بالمعنى عن قراءة الفتح--
-لذلك نقل الشوكاني المتحول عن مذهب الزيدية ما يلي
((وقال عليّ بن سليمان: معنى القراءتين واحد، والتقدير: قل: يا محمد: بل عجبت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخاطب بالقرآن. قال النحاس: وهذا قول حسن، وإضمار القول كثير
. وقيل: إن معنى الإخبار من الله سبحانه عن نفسه بالعجب أنه ظهر من أمره، وسخطه على من كفر به ما يقوم مقام العجب من المخلوقين.
قال الهروي: ويقال: معنى عجب ربكم، أي: رضي ربكم وأثاب، فسماه عجباً، وليس بعجب في الحقيقة، فيكون معنى { عجبت } هنا: عظم فعلهم عندي.
وحكى النقاش: أن معنى { بل عجبت }: بل أنكرت.
قال الحسن بن الفضل: التعجب من الله: إنكار الشيء وتعظيمه، وهو لغة العرب،
وقيل: معناه: أنه بلغ في كمال قدرته، وكثرة مخلوقاته إلى حيث عجب منها،))
ولم ينقل قولا واحدا فيه إسناد العجب لله حقيقة
وهذا أمر عجيب من إمام تحول عن زيديته
---
أبومجاهدالعبيدي
01-31-2005, 12:08 PM
في نقلك عن الشوكاني حذف لا يليق بالأمانة العلمية ، وهذا نص كلامه : ( قرأ الجمهور بفتح التاء من (عجبت) على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ حمزة، والكسائي بضمها. ورويت هذه القراءة عن عليّ، وابن مسعود، وابن عباس، واختارها أبو عبيد، والفراء.
قال الفراء: قرأها الناس بنصب التاء، ورفعها، والرفع أحبّ إليّ؛ لأنها عن عليّ، وعبد الله، وابن عباس. قال: والعجب أن أسند إلى الله، فليس معناه من الله كمعناه من العباد.)
ثم ذكر قول الهروي وما بعده مما ذكرته في نقلك .
فكيف تقول : "ولم ينقل قولا واحدا فيه إسناد العجب لله حقيقة" ؟!!
وهذه بعض الأقوال الأخرى في تفسير الآية :
قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري : ( قوله: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ اختلفت القرّاء في قراءة ذلك :(1/1959)
فقرأته عامة قرّاء الكوفة: «بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ» بضم التاء من عجبت، بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكا، وتكذيبهم تنزيلي وهم يسخرون. وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة بَلْ عَجِبْتَ بفتح التاء بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قرّاء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب.
فإن قال قائل: وكيف يكون مصيبا القارىء بهما مع اختلاف معنييهما ؟
قيل: إنهما وإن اختلف معنياهما فكلّ واحد من معنييه صحيح ، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسخر منه أهل الشرك بالله ، وقد عجب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وَسخِر المشركون بما قالوه.)
وفي تفسير أضواء البيان للشنقيطي : ( {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخُرُونَ}.
قرأ هذا الحرف عامة القراء السبعة غير حمزة والكسائي: { عَجِبْتَ} بالتاء المفتوحة وهي تاء الخطاب، المخاطب بها النبيّ صلى الله عليه وسلم. وقرأ حمزة والكسائي: { بَلْ عَجِبْتَ} ، بضم التاء وهي تاء المتكلم، وهو اللَّه جلَّ وعلا.
وقد قدّمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن القراءتين المختلفتين يحكم لهما بحكم الآيتين.
وبذلك تعلم أن هذه الآية الكريمة على قراءة حمزة والكسائي فيها إثبات العجب للَّه تعالى، فهي إذًا من آيات الصفات على هذه القراءة.
وقد أوضحنا طريق الحقّ التي هي مذهب السلف في آيات الصفات، وأحاديثها في سورة «الأعراف»، في الكلام على قوله تعالى: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.)
---
جمال حسني الشرباتي
01-31-2005, 03:08 PM
الدكتور العبيدي
القول الذي في الشوكاني
((قال: والعجب أن أسند إلى الله، فليس معناه من الله كمعناه من العباد))----يعني تماما أنه لم ينقل قولا يسند معنى العجب الحقيقى لله تعالى(1/1960)
ألم تر قول المنقول عنه (فليس معناه من الله كمعناه من العباد)---فالعجب في حقه له معنى آخر غير العجب عندنا
ونرجو من الله أن نكون أمناء عند حسن ظنك
وأنا نقلت لك من الشوكاني وانا وانت نعرف توجهه ومع ذلك نقل ما نقل.
ولم أشأ أن أنقل لك من آخرين مع أنهم الجمهور وقولهم نفس قولي
---
د. هشام عزمي
01-31-2005, 04:00 PM
جزاك الله خيرًا شيخنا أبا مجاهد و لا حرمنا من علمك .
---
مسك
01-31-2005, 07:09 PM
أحسنت شيخنا العبيدي على حسن الرد .
---
مسك
01-31-2005, 10:43 PM
قال الشيخ ابن عثيمين ( مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية )
العجب ثابت لله تعالى بالكتاب والسنة ، ففي الكتاب بقوله تعالى : ( بل عجبتُ) على قراءة ضم التاء ، وفي السنة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( عجب ربنا من قنوط عباده وقرب خيره ). الحديث (1)
والممتنع على الله من العجب هو ما كان سببه الجهل بسبب المتعجب منه ؛ لأن الله لا يخفي عليه شيء، أما العجب الذي سببه خروج الشيئ عن نظائره أو عما ينبغي أن يكون عليه فإن ذلك ثابت لله .وقد فسره أهل السنة والجماعة بأنه عجب حقيقي يليق بالله ، وفسره أهل التأويل بثواب الله أو عقوبته ، ويرد عليهم بأنه خلاف ظاهر النص وإجماع السلف .
(1) رواه احمد (4/12) وابن ماجة ، كتاب المقدمة ، باب فيما أنكرت الجهمية رقم (181) وابن أبى عاصم في السنة رقم (554) والبيهقي في الأسماء والصفات ص (473) . والحديث حسنه الألباني في الصحيحة رقم (2810) .
---
المضري
01-31-2005, 11:09 PM
أخي جمال :
ماذا عن قوله صلى الله عليه وسلم مخبراً عن ربه :
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (( لقد عَجِبَ الله عَزَّ وجلَّ (أو : ضحك) من فلان وفلانة )) .
رواه البخاري (4889) ، ومسلم (2054) بلفظ : (( قد عَجِب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة )) .
2- حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (( عَجِبَ الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل )) .(1/1961)
رواه البخاري (3010) .
أعتقد أن هذه نصوص صريحة الدلالة على أن المتعجب هو الله سبحانه وتعالى لا المخلوقين .
---
عبدالرحمن السديس
02-02-2005, 09:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن القيم في بدائع الفوائد4/814:
فائدة دلالات التعجب: التعجب كما يدل على محبة الله لفعل نحو (عجب ربك من شاب ليست له صبوة ) و(يعجب ربك من رجل ثار من فراشه ووطائه إلى الصلاة)، ونحو ذلك، وقد يدل على بغض الفعل نحو قوله (وإن تعجب فعجب قولهم)، وقوله (بل عجبتُ ويسخرون)( كيف تكفرون بالله) ...
وقال ابن القيم في مدارج السالكين ج: 1 /126
قال تعالى: (وإن تعجب فعجب قولهم ) الآية
وفي الآية قولان:
أحدهما: إن تعجب من قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد، فعجب قولهم كيف ينكرون هذا ، وقد خلقوا من تراب ولم يكونوا شيئا ،
والثاني: إن تعجب من شركهم مع الله غيره وعدم انقيادهم لتوحيده وعبادته وحده لا شريك له فإنكارهم للبعث وقولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أعجب، وعلى التقديرين فإنكار المعاد عجب من الإنسان ، وهو محض إنكار الرب والكفر به والجحد لإلهيته ، وقدرته وحكمته وعدله وسلطانه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى 16 /290
قوله: فما يكذبك ليس نفيا للتكذيب، فقد و قع، بل قد يقال: إنه تعجب منه كما، قال (و إن تعجب فعجب قولهم) الآية
وجدت نقلاً صريحاً ذكره ابن جرير رحمه الله تعالى ، وهو ما أخرجه بسنده عن قتادة ، قال ابن جرير : ( حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وَإنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} إن عجبت يا محمد فعجب {قَوْلُهُمْ أئِذَاكُنَّا تُرَاباً أئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} عجب الرحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت .)
---
عبدالرحمن السديس
02-02-2005, 09:53 PM
لا نقاش أن التعجب مستحيل في حقه تعالى
كيف لا والمتعجب يشعر بعظم ما تعجب منه وهذا نقص لا كمال(1/1962)
كيف لا والمتعجب علمه قاصر عما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
من هنا جاء الخلل ،
الخطوة الأولى : قياس الخالق بالمخلوق (تشبيه ذهني) .
الخطوة الثانية : وهي نتيجة للأولى : التعطيل (تعطيل الله تعالى عن صفته)
كما عبر الأخ بأنه مستحيل ! ثم ذهب يبين وجه الاستحالة ، وهي أنه فسر [ العجب] منه تعالى كما لو كان من أحد البشر !!
ولذا قيل كل معطل مشبه ، لأنه شبه أولا في ذهنه ، ثم فر من التشبيه إلى التعطيل .
أخي وفقك الله ربنا تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى .
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (65) سورة مريم
أنصحك بقراءة كتب العقيدة التي على طريقة سلف الأمة الأبرار ، والبعد عن بدع المتأخرين ..
فكل خير في اتباع من سلف ** وكل شر في ابتداع من خلف
تنبيه : تم تعديل ما بين المعكوفين من الغضب إلى العجب من قبل المشرف : أبي مجاهد العبيدي ، وأعتذر منك يا شيخ عبدالرحمن ، لكن ظهر لي أنه خطأ طباعي غير مقصود .
---
سليمان داود
02-03-2005, 10:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله
يحضرني هنا أننا قد تحدثنا عن هذا الموضوع سابقا"
وأذكر أن الشيخ عبد الرحمن الشهري وضع مقالة للباحث اللغوي محمد اسماعيل عتوك
وهي في الصفحة الخامسة من ألغاز ولطائف
أرجوا العودة اليها للفائدة
وجزاكم الله خيرا لتفكركم بآيات الله العظيمة
وأن من أخطأ له أجر ومن أصاب أجران
وشكرا"
---
جمال حسني الشرباتي
02-03-2005, 05:33 PM
الأخ السديس
نظرا لأني لم أقرأ كفايتي من كتب العقيدة--فربما كان من المناسب أن ترشدني وتدرسني وتفهمني عن إبن عاشور إن كان جهميا في تفسيره هذا للعجب
إنصحني حتى أتجنبه--فالنصيحة واجبة!!
قال إبن عاشور(1/1963)
((وقرأ حمزة والكسائي وخلف { بَلْ عَجِبْتُ } بضم التاء للمتكلم فيجوز أن يكون المراد: أن الله أسند العجب إلى نفسه. ويُعرَف أنه ليس المراد حقيقةَ العجب المستلزمة الروعة والمفاجأة بأمر غير مترقب بل المراد التعجيب أو الكناية عن لازمه، وهو استعظام الأمر المتعجب منه. وليس لهذا الاستعمال نظير في القرآن ولكنه تكرر في كلام النبوءة منه قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليعجب من رجلين يَقتُل أحدهُما الآخرَ يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيُقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد " رواه النسائي بهذا اللفظ. يعني ثم يسلم القاتل الذي كان كافراً فيقاتل فيستشهد في سبيل الله.
وقولُه في حديث الأنصاري وزوجه إذ أضافا رجلاً فأطعماه عشاءهما وتركا صبيانهما «عجِب الله من فعالكما».
ونزل فيه
{ ويؤثرون على أنفسهم }
[الحشر: 9]. وقوله: «عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل». وإنما عدل عن الصريح وهو الاستعظام لأن الكناية أبلغ من التصريح، والصارف عن معنى اللفظ الصريح في قوله: { عَجِبْتُ } ما هو معلوم من مخالفته تعالى للحوادث. ويجوز أن يكون أطلق { عجبت } على معنى المجازاة على عَجبهم لأن قوله:
{ فاستفتهم أهم أشدُّ خلقاً }
[الصافات:11] دلّ على أنهم عجبوا من إعادة الخلق فتوعدهم الله بعقاب على عَجبهم. وأطلق على ذلك العقاب فعل { عجبت } كما أطلق على عقاب مكرهم المكرُ في قوله:
{ ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين }
[آل عمران: 54].))
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 06:44 PM
يا أستاذ شرباتي
الحق أبلج ، والسخرية ، والتهويل بمثل هذا الكلام لا ينفع ..
فعقيدة أهل السنة والجماعة لا تؤخذ بالالتقاط من هنا وهناك !
فهي أرسى من الجبال الشامخات ، سار عليها السلف ، وقعدوا لها في كتبهم بما يزيل شبهة كل متشكك ، و معاند ..(1/1964)
ولا يضرها من خالف ذلك من أهل العلم المتأخرين سواء كان سببه : جهل ، أو تقليد ، أو تعصب ، أو عدم رسوخ قدم ... الخ
ومعلوم أن كتب التفسير ، وشروح الحديث كثير منها لم يسلم من شائبة تجهم ، أو اعتزل ، أو (تمشعر) أو تصوف ..
ونحو صفة العجب صفة الضحك والغضب والفرح وغيرها من صفات الأفعال ، والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات .
وكل خير في اتباع من سلف ** وكل شر في ابتداع من خلف
---
جمال حسني الشرباتي
02-03-2005, 07:40 PM
أخ السديس
بعد الإحترام
هل قول الطبري في معنى العجب مقبول عندكم؟؟
قال((قوله: { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ } اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الكوفة: «بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ» بضم التاء من عجبت، بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكاً، وتكذيبهم تنزيلي وهم يسخرون.))
---
أبومجاهدالعبيدي
02-03-2005, 08:45 PM
سؤال بسيط وواضح للأستاذ جمال :
هل أنت تريد الوصول إلى الحق في مثل هذه المسائل العقدية المهمة فنتحاور معك لنبين لك الحق أو تبينه لنا بالحجة والبرهان من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
أم أنك تريد فقط إثارة شبهات ، وليس لك نية في الرجوع عما تتبناه من عقيدة التأويل ؟
أرجو الإجابة بوضوح حتى نعلم مرادك هدانا الله وإياك للحق ، وسلك بنا وبك صراطه المستقيم ؟
وقد طلبت منك سابقاً هذا الطلب : ( ولعلك أخي الكريم - إذا كنت حريصاً على معرفة الحق في هذا الباب - تقرأ هذا البحث فإنه مفيد وقيم : منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات للعلامة محمد الأمين الشنقيطي (http://www.khayma.com/kshf/H/shnkeety.htm) )
فكان جوابك : ( أنا لا أفتح مثل هذه المواضيع ولم أفتحها )
---
جمال حسني الشرباتي
02-03-2005, 09:03 PM
الأخ الدكتور العبيدي(1/1965)
أية شبهة تثار عندما يحمل المرء رأي مفسر كبير كالطبري أو يحمل رأي مفسر مجاهد كإبن عاشور--أو يحمل رأي الرازي--أو يحمل رأي النسفي --أو القرطبي __أو البيضاوي---أو --أو--
وإذا حمل المرء رأيا لهم صلت عليه سيف تهمة الجهمية
ولم ترفضون علينا ذلك وتحصرونا بالشنقيطي---أليس من المناسب ألا تقطعوا بالأمر وأن تقولوا--:-لك أن تحمل رأيهم ولنا أن نحمل رأيا أخر فلا نستبد بك ولا تستبد بنا
---
أبومجاهدالعبيدي
02-03-2005, 09:14 PM
لم تجب على السؤال أخي جمال ؛ وفن الهروب سهل ، ولست - واللهِ - إلا ناصحاً لك إن كنت تحب النصيحة ، ولسنا جميعاً متعبدين باتباع فلان أو فلان ، وإنما الاتباع لكتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد بيّن ذلك الشنقيطي في البحث المشار إليه ، فاقرأه إن كنت من الباحثين عن الحق ، فإن كان ما قرره حقاً فبها ونعمت ، وإن كان غير ذلك فبين لنا الحق ، ونحن متبعون له إن شاء الله .
---
(1/1966)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح بفهرسة الرسائل العلمية
---
اقتراح بفهرسة الرسائل العلمية
---
المتفقه
06-02-2003, 04:29 PM
لي إقتراح بسيط لكنه يحتاج إلى أصحاب همم عالية !!
و هو أن يقوم طلبة العلم الذين تخصصوا في علوم القرآن بجرد جميع الرسائل العلمية ( ماجيستر - دكتوراه) الموجودة في المكتبات الجامعية التي يدرسون فيها ، ثم نضع فهرسا عاما لها
عنوانها و مكان تواجدها و تاريخ مناقشتها و إن أمكن تلخيص مركز عنها .
ه\ا الذي جادت به قريحتي الآن .
---
عبدالرحمن الشهري
06-02-2003, 04:54 PM
فكرة جيدة أخي المتفقه وقد اقترحها أحد الفضلاء قبل بدء الملتقى ، وبإذن الله سيتم هذا بعد شيء الوقت إن شاء الله ، جزاك الله خيراً.
---
(1/1967)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المصطلح الصواب والمصطلح اليهودي :
---
المصطلح الصواب والمصطلح اليهودي :
---
أبو محمد نائل
07-20-2006, 11:53 AM
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13106
---
(1/1968)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > قصيدة (زيادة المرء فى دنياه نقصان) التسجيل الكامل
---
قصيدة (زيادة المرء فى دنياه نقصان) التسجيل الكامل
---
طه محمد عبدالرحمن
01-10-2007, 12:44 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه هدية منى لأعضاء الملتقى الكرام قصيدة أبى الفتح البستى (زيادة المرء فى دنياه نقصان) عثرت عليها و أنا أقلب فى محتويات جهازى و كنت قد عزمت على تسجيلها منذ أن وضعها أخونا الفاضل أبومهند النجدى غير أنى أٌنسيت ذلك و قد انتهيت من تسجيلها منذ لحظات و هذا هو رابط التحميل :
www.khayma.com/tajweed/taha/hekam.mp3
أسأل الله أن ينفع بها كل من يستمع إليها ..
و اذكرونى فى دعائكم ...
و السلام عليكم و رحمة الله
أخوكم/طه الفهد
---
(1/1969)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف9)
---
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف9)
---
د. محمد مشرح
09-21-2004, 07:48 AM
9
أ"صبره عليه السلام"
" في قصة يوسف عليه السلام ألوان من الشدائد في الجب ،وفي بيت العزيز ، وفي السجن. وألوان من الا ستيئاس من نصرة الناس "( )وفيها ألوان من المغريات ،وفتن الاغراءات أكبر من المحن الأخرى ؛لأن المحن الأخرى يكون المبتلى بها أحيانا مرغما ، ودوره فيها إما التسليم ، وقول الراضي بذلك ، فيكون ممن صبر وأجر على ذلك على حسب نيته ، وإما أن يتسخط ولا يلتزم القول المعروف وبالتالي يكون من الذين لايلتزمون الصبر ،ولايحبسون أنفسهم في مواطن الشدة والبلاء؛ فيأثم ويجمع بين البلاء النازل به والإثم الذي نتج عن عدم صبره {فمن رضي فله الرضاء ومن سخط فله السخط } ( ).
أما بالنسبة للمغريات فإنه لايصبر عليها إلا أولو العزم ، ولايصبر عليهاإلا أولو الورع الجمّ والإحسان الذي استوى عندهم الخلوة والجلوة ، ومراقبة الناس وعدمه ؛ فهم يدَعون المغريات مع توقان النفس إليها ، واختيارهم الحر لها .
وقد اجتمع ليوسف عليه السلام الصنفان من الصبرفخرج منهما غانما منتصرا. ويأتي رسم الشخصيات في القصة كلون من ألوان التصوير الفني" ( )
الذي يصور الشخصية بهيئتها من خلال أقوالها وأفعالها وتصرفاتها في ثنايا سيرتها فتبدو كأنها ماثلة للعيان " والفني مأخوذ من الفن
" والفن من منظور إسلامي هو التعبير الجميل الحي عن الحياة ،وإبراز جوانب الإبداع فيها ؛ بالكلمة ، والصورة ؛بحيث يدعم القيم السامية ، والفضائل العالية ، ويشبع روح المحبة والمودة، وينمي في الناس المشاعر الجميلة ."( )(1/1970)
إن يوسف عليه السلام بدأ محنته يوم فارق أباه وخلى به أخوته حيث بدأ أذاهم ينهال عليه بمحرد أن غاب عن عين و الده . ونأى صو ته المستغيث عن أذنيه ، وكان كما تقول الروايات ( )كلما استجار بأحد منهم استقبله بالضرب الشديد حتى كادوا أن يقضوا عليه لولا أن الله هيأ له أخاه الأكبر ينافح عنه ويذكرهم بالاتفاق الذي وقع بينهم بعدم قتله ، ثم جردوه من ثيابه وألقوه في الجب إلقاءً ثم يناديه بعضهم بعد أن أصبح بعيدا عن أعينهم لبعد قعر البئر؛ ليتأكدوا هل مات من أثر الإلقاء فيجيبهم ظنا منه أنهم قد رقوا له فإذا بحجر يتبع الصوت أريد به أن يقضي على يوسف عليه السلام . ولكن أخاهم الكبير يعاتبهم على تصرفاتهم التي تكاد أن تعصف بالاتفاق الذي كان بينهم وهذه هي طبيعة اليهود ومن يقتدي بهم ويتخلق بأخلاقهم تلك أول الشدائد التي تسدعي صبرا كالجبال ؛ فهذا السن لايصبر صاحبه على فراق الأبوين مجرد فراق فكيف الحال وقد أسكن بئرا عميقا مظلما لاأنيس فيه ولاطعاما ولا ثيابا يقي جسمه من عوادي الحر والقر ؛ وبخاصة إذا جن الليل فإن كل ذلك كفيل بأن يجعله يفقد جَنانه لولا لطف الله تعالى به وهذا يصور لنا مقدار الصبر الذي أُعطيه من الله سبحانه وتعالى . فأوحى الله تعالى إليه -وهو في هذه الحال يطمئنه -بأنه سينتصر عليهم فى النهاية وأنه سينبئهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون .
وعندما يتعرض لكيد النسوة ويخشى من فتنتهن يفضل السجن كما حكى الله تعالى عنه ذلك فقال تعالى {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ(33)فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(34) }( )(1/1971)
ودخل يوسف عليه السلام السجن بريئا؛ كما أتهم بريئا، وكما اعتدى عليه أخوته بريئا حين فرقوا بينه وبين أبيه وأمه ،وقاسى الفراق و الحزن سنين طويلة ، ومكث في السجن بضع سنين صابرا محتسبا فارا من الفتنة ؛ إنها نفس أبية لأتقبل أن تدّنس بالمعاصي والسيئات ولا تتلوث بما تتلوث به كثير من النفوس الضعيفة التي تقبل الدنيئة في دينها من أجل عرض من الدنيا قليل ومن أجل متعة ذاهبة . تلك النفس التي تستطيع حمل الحق ومواجهة الخصوم دون أن تلين لهم قناة حتى يظهر الحق أويهلك دونه تلك النفوس التي هجرت الراحة والنوم والبذخ في القصور وبين الغانيات وهن يخطبن ودها واختارت الحياة تحت أقبية السجون بعيدا عن الشمس والهواء الطلق والانطلاقة الحرة .تلك هي النفوس التي لايصدها كيد الأعداء وهم يتفنون في صنع الفتن المختلفة في طريق الحق لتدعه، ولتتنحى عن المضي فيه. ماأحوج الخطاب الإعلامي أن يأخذ من سيرة أولئك العظماء مايخاطب به الأمة الحيرى التي ذاقت مرارة الذل من أذل خلق وجدوا على ظهر الأرض لأن النفوس ضعفت عن أن تحمل الحق وتذود عنه. ولا يمكن ان ترقى إلى معالي الأمور .
بل تهبط إلى سفاسفها ؛ فيصعب عليها أن تتخطى العقبات وتقهرها، والكلمة قضية وموقف عقدي لن تؤدي نجاحا إعلاميا إلا إذاانطلقت من هذا المنطلق لأنها الجامعة تجمع حينئذ بين القوة والأمانة ( ) ،ولله در الشاعر الذي صور المعنى المراد والنفوس التي تحمله فقال :
كل بذل إذا العقيدة ريعت
دون بذل النفوس نزر زهيد
مسلم ياصعاب لن تقهريني
صارمي قاطع وعزمي حديد
لاأبالى وإن أقيمت بدربي
وطريقي حواجز وسدود
فأنا النار حين يطغى ظلام
وأنا النور حين يطفو الجليد
ولديني أحيا وأبذل روحي
ولمصباحه دمائي وقود ( )
إن للصبر قيمته في ميدان الحياة ... ولأهميته فإن عدد الآي التي تحدثت عنه تقرب من التسعين آية ...
10
---
(1/1972)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب القسطاس في علم العروض للزمخشري للتحميل
---
كتاب القسطاس في علم العروض للزمخشري للتحميل
---
مسك
11-15-2004, 11:18 AM
كتاب مشهور، منه نسخ مخطوطة، في كثير من مكتبات العالم. جمع فيه الزمخشري خلاصة ما توصل إليه من فوائد، في علم العروض. وهو الكتاب الذي شرحه عبد الوهاب بن إبراهيم الزنجاني في كتابه(تصحيح المقياس في تفسير القسطاس )
لتحميل الكتاب اضغط هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31999)
---
(1/1973)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > البحث عن ترجمة الشيخ محمد علي الضباع
---
البحث عن ترجمة الشيخ محمد علي الضباع
---
garti
11-24-2005, 07:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتوجه إلى الإخوة الافاضل في هذا الملتقى لإمدادي بترجمة الشيخ محمد علي الضباع لاحتياجي إليها في بحث أنجزه حول كتابه الإضاءة ، ولكم مني فائق التقدير والاحترام.
أخوكم في الله أحمد كميري ، طالب باحث بشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بالمحمدية.
---
(1/1974)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 [10] 11 12 13 14 15
---
تحقيقات كتاب (معاني القرآن) للأخفش الأوسط (ت215هـ) (0 ردود)
الأحرف السبعة (5 ردود)
البشرى العظيمة (4 ردود)
قوله تعالى : {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم...} مما أشكل تفسيره على الشيخ ابن سعدي (2 ردود)
ألفاظ الحمد لله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم؟ هل يجوز...؟ (0 ردود)
يوم ما بعده يوم (0 ردود)
قاعدة بيانات لمسابقات التحفيظ (0 ردود)
هل قول الطبري حول تعلم السحر صحيح فى تفسير قوله تعالى (( و ما كفر سليمان)) (4 ردود)
سؤال عن أحكام الكذب؟ هل لها بحثٌ أو كتاب مفرد؟ (8 ردود)
هل الأسلوب القرآني فوضوي ؟؟ (4 ردود)
دراسة الاختلاف الوارد في حديث شيبتني هود وأخواتها (3 ردود)
بين ابن جرير وابن كثير 10 (0 ردود)
في رحاب القرآن الكريم .. مجموعة ومهذبة من تفسير الإمام القرطبي (0 ردود)
وقفات مع الآيات من سورة الجمعة (6 ردود)
فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام بن تيمية (3) (0 ردود)
إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي (17 ردود)
ما التفسير الصحيح (3 ردود)
ما رأيكم بهذا التفسير لمناسبة تقدم آول آية من سورة النور لصدرها ؟ (0 ردود)
مقارنة بين عقيدة الزمخشري والبيضاوي رحمهماالله تعالى (0 ردود)
أقوال العلماء في عقيدة الطبري (2 ردود)
القيامة (1 ردود)
الموقف الصحيح من زلة العالم (0 ردود)
بين ابن جرير وابن كثير 9 (0 ردود)
فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام بن تيمية (2) (2 ردود)
تفسير الشوكاني (2 ردود)
نبذة عن كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة معمر بن المثنى (3 ردود)
سؤال حول آية ( و لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ) (0 ردود)(1/1975)
فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (0 ردود)
اتهام الطبري رحمه الله تعالى بالتشيع (7 ردود)
حمل مجموعة من كتب القراءات للشيخ فائز شيخ الزور (0 ردود)
إشكال في حديث عائشة رضي الله عنها ! (9 ردود)
بسم الله الرحمن الرحيم ، الرحمن، (0 ردود)
طلب مساعدة (1 ردود)
أسئلة واستشكالات في تفسير بعض الأيات الكريمات (10 ردود)
كتاب فيه ما جاء من الحديث في النظر الى الله تبارك وتعالى.... (1 ردود)
طلب مساعدة (3 ردود)
مخطوط للتحقيق (0 ردود)
طلب تفسير آية.....أرجو الرد سريعا... (6 ردود)
مصحف مخطوط (0 ردود)
الفهرس العلمي لإتقان السيوطي (5 ردود)
حمل تسجيلات نادرة للشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله (0 ردود)
موقف بعض المستشرقين من التراث المخطوط 2 (0 ردود)
سؤال عن كتاب المفردات للفراهي ؟ (3 ردود)
(((كتاب أسرار الأسماء في القرآن الكريم))) (0 ردود)
تعرف على أحد أعلام القراء السابقين العلامة ناصر الدين الطبلاوي رحمه الله تعالى (4 ردود)
أصول قراءة الإمام أبي جعفر المدني أحد القراء العشرة رحمه الله تعالى (0 ردود)
فوائد للمستشرق ميكلوش موراني(الذي يكتب عندنا هنا باسم أهل القيروان ) (3 ردود)
إطلاق قناة الفجر الفضائية الأولى المتخصصة بتلاوة القرآن الكريم وعلومه (2 ردود)
"فوكزه موسى" هل ارتكب موسى كبيرة ؟ وهل هي عمد أم خطأ؟؟؟ (7 ردود)
موقع عن دراسات قرانيه، يرجى دخول المختصين (1 ردود)
طلب موضوعات مقترحة لمرحلة الماجستير (5 ردود)
حجية تفسير الصحابي (2 ردود)
تعلم أصول ثاني أئمة قراء البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا (3 ردود)
موقف بعض المستشرقين من التراث المخطوط (9 ردود)
درة التنزيل (2 ردود)
سؤال أرجو الإجابة عليه (4 ردود)
فوائد من شرح الشيخ عبدالكريم الخضير رسالة اصول التفسير للسوطي (10 ردود)
هل يوجد (الأساس في التفسير) على هيئة قرص ليزر ؟ (1 ردود)(1/1976)
هل انكر قسم من أهل العلم من اهل السنه النسخ؟ ومن هم(أسمائهم)؟ ولماذا أنكرو؟ وما الرد (3 ردود)
هرب الشيعه من النسخ فوقعوا أيضا في التحريف سبحان الله.. (0 ردود)
رجال تفسير الطبري هل من دراسة عنهم ؟ (10 ردود)
ما هي كتب التفسير الموضوعي وأين أجدها؟ (2 ردود)
تفسير ابن أبي حاتم (0 ردود)
الأخلاق والعبادة في القرآن (8 ردود)
كتب عن الخوض في الأعراض (0 ردود)
بشرى لطلاب العلم الكرام "لاسيما الماجستير أو دكتوراة" (5 ردود)
القران مفتاح كل علم (1 ردود)
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبد الله الخضير.....حفظه الله (1 ردود)
كيف كان يقرأ الرسول القرآن؟ (0 ردود)
هل وقع سؤال من اليهود عن آية من كتاب الله؟ (0 ردود)
سؤال ما حكم الإجازة عن طريق البالتوك أو التليفون ؟ (0 ردود)
إشكال ترك المفسرون الإجابة عليه.. (2 ردود)
عصر ابن مجاهد أول من سبع السبعة وتدوين القراءات (0 ردود)
مسألة خلافية بين الشيخين أيمن سويد ويحيي الغوثاني حفظهما الله (0 ردود)
حمل.. صفات الحروف لتلميذ الجريسي الكبير (0 ردود)
ما هي مناسبة اقتران العلي بالعظيم ؟ (6 ردود)
معني قول بني اسرائيل حنطة في شعرة (0 ردود)
هل يختلف تفسير هذه الآية باختلاف العقيدة ؟؟؟؟ (10 ردود)
علل أحاديث التفسير (6) (2 ردود)
حمل الشرح الصوتي لكتاب التحديد في الإتقان لأبي عمرو الداني (1 ردود)
حول المقدارالذي فسره النبي صلى الله عليه و سلم من القرآن (5 ردود)
حمل ... إحالات الشاطبية للأستاذة أم نور الدين (1 ردود)
إن بعض الظن إثم (4 ردود)
الرد على الأستاذ أحمد عامر قوله بالفرجة في الإخفاء الشفوي والقلب (0 ردود)
أهل القيروان حول خلق القرآن (0 ردود)
بشارتان طيبتان (1 ردود)
* * وجد تفسيرها في المنام . . (10 ردود)
و كان ابراهيم عليه السلام عربيا .. (2 ردود)
اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان (4 ردود)
حمل... نونية السخاوي في التجويد (3 ردود)(1/1977)
ترجمة إبراهيم العبيدي مجمع أسانيد مصر والشام (0 ردود)
ترجمة الإمام المرزوقي الذي عليه يدور أعلى إسناد على وجه الأرض اليوم من طريق أهل الشام (1 ردود)
إشكال في آية (3 ردود)
(5) (نظرات في المعرب) العبرانيون وإبراهيم العبراني (4 ردود)
الحلقة الرابعة من (المهمات في علوم القرآن) لفضيلة الشيخ / خالد السبت ـ حفظه الله ـ (8 ردود)
من أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق القاضي (8 ردود)
الأبحاث الصوتية.. (في أصْوَاتِ المَاءِ ومَا يُنَاسِبُهُ) (0 ردود)
أرجو مشاركة الجميع للفائدة.. هل صفة التكرار ذكرها العلماء للإتيان بها أو للنهي عنه (2 ردود)
في ظل آية [4] فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا .. (3 ردود)
سؤال عن قائل : لولا ان ابن مجاهد سبقني الى حمزة لجعلت يعقوب الحضرمي (4 ردود)
آياتُ الأحكامِ (5 ردود)
دوره في التفسير (3 ردود)
أسماء الرجال في القرآن (أسماء تليق بأصحابها) (7 ردود)
سؤال أبحث عن إجابته بارك الله فيكم (3 ردود)
الرد على الشيخ سيد لاشين في قوله بترك فرجة عند الميم الساكنة المخفاة (0 ردود)
الأبحاث الصوتية ... (في الأَصْوَاتِ المُشْتَرَكَةِ) (0 ردود)
مصدقا بكلمة من الله (2 ردود)
سؤال من باحث بريطاني : ماذا تعرف عن مخطوط القرآن العثماني بمسجد الحسين ؟ (3 ردود)
هل من عالم بالتفسير يطلب عليه هذا العلم في الرياض او القصيم او قريبا منها ؟ (5 ردود)
سؤال أرجو الإجابة عليه (4 ردود)
مسألة للنقاش (4 ردود)
هل تود أن تكون مستجاب الدعاء؟؟ (2 ردود)
ما هو افضل كتاب لاعراب القران (3 ردود)
مخرج صوت الضاد العربية اللسانية الفصيحة (0 ردود)
الساعي إلى سبيل الرشاد (1 ردود)
الإمام الطبري - رحمه الله - عند العلماء والباحثين قديماً وحديثا (16 ردود)
سبق النساء بكتاب أعجوبة لا مثيل له في القراءات العشر (15 ردود)
بين ابن جرير وابن كثير 8 (0 ردود)
بين ابن جرير وابن كثير 7 (1 ردود)(1/1978)
تفسير سورة يوسف دروس وعبر/الشخ ناصر (0 ردود)
اقرأ 000 وتأمل ؟ (5 ردود)
هل يكره المرتد على دخول الاسلام ،" لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" (19 ردود)
الأبحاث الصوتية .... (في تَفْصِيلِ الأصْوَاتِ مِنَ الأعْضَاءِ) (0 ردود)
عالم اشترى كتابا بحوالي 9000 ريال ، فعكف على قراءته ، واقتصر على الفرائض حتى ختمه (13 ردود)
الأبحاث الصوتية... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ) (0 ردود)
من أسرار البيان في( المعوذتين ) للشيخ ابن قيم الجوزية (3 ردود)
الأبحاث الصوتية... (في حِكَايَةِ أصْوَاتِ المَكْرُوبِينَ والمَكْدُودِينَ والمَرْضَى) (0 ردود)
نرجو ا التعليق و الاضافه والتصويب من العلماء (0 ردود)
من أسرار البيان في سورة ( الكافرون) (1 ردود)
نبؤة من آية (0 ردود)
دورة منهجية لتحفيظ القرآن (0 ردود)
من سورة الناس (0 ردود)
التكرار في القصص (6 ردود)
أفيدونا اثابكم الله (6 ردود)
الأبحاث الصوتية ....( في حِكَايَةِ أقْوَال مُتَدَاوَلَةٍ عَلَى الألْسِنَةِ) (1 ردود)
الأبحاث الصوتية..... (في حِكَايَاتِ أصْوَاتِ النَّاسِ في أقوالِهِمْ وأحْوَالِهِمْ) (0 ردود)
رجال وآيات .. (5 ردود)
سؤال الى أبومجاهدالعبيدي (5 ردود)
دورة التجويد (0 ردود)
( حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها).(حتى إذا جاؤؤها وفتحت أبوابها). (5 ردود)
تعلم أصول قراءة إمام أهل البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا (3 ردود)
عندي إشكال أتمنى من الأخوة المساعدة (5 ردود)
ما هي أفضل طريقة لكتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني في الأبحاث؟ (6 ردود)
سؤال عن صحة رواية في أسباب النزول ؟ أرجو أن يجيب عليها المحدثون (5 ردود)
عندما طلب موسى عليه السلام رؤية ربه (6 ردود)
حكم قراءة البسملة (0 ردود)
الأبحاث الصوتية... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ) (0 ردود)
الأوليات فى نبأ ابن آدم (1 ردود)
التحدي الأول (8 ردود)(1/1979)
استفسار مهم عن عنوان د.أحمد شرشال وفقه الله ؟ (1 ردود)
سؤال عن شرح قصيدة أبى مزاحم الخاقانى للدكتور عبد العزيز القارئ ؟ (1 ردود)
الوقف على لفظ الجلالة في قوله :( وما يعلم تأويله إلا الله )هو الصحيح لوجوه سبعة (5 ردود)
اما آن الاوان لكى ندحر شبهات هذا الضال ؟ (11 ردود)
بدء درس شهري في التفسير للدكتور سعود الفنيسان وفقه الله (0 ردود)
دلالة الجملة العربيَّة بين الثبوت والتجدد (1 ردود)
الأبجاث الصوتية......... (في الأَصْوَاتِ الّتي لا تُفْهَمُ) (0 ردود)
ماء زمزم في كتاب الله ؟ (2 ردود)
أثر السجود (0 ردود)
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .لقاء على الهواء (0 ردود)
بشارة من الحافظ ابن كثير للأمة المحمدية مستنبطة من القرآن والسنة النبوية (0 ردود)
ساعدوني في دراسة التفسير (5 ردود)
سؤال عن طالوت؟؟ (4 ردود)
فوائد من كتاب البدر الطالع للعلامة الشوكاني (8 ردود)
صفات المنافقين (15 ردود)
الأبحاث الصوتية.... (في تَفْصِيلِ الأصْواتِ الشّدِيدَةِ) (0 ردود)
قال تعالى((يحسبون كل صيحة عليهم)) (1 ردود)
قاعدة لا تجدها في غير هذا الكتاب !! فما تعليقكم ؟ (2 ردود)
هل قوله تعالى : ( وترى الجبال تحسبها جامدة ...) في الدنيا أم في الآخرة ؟ أرجو التعليق (39 ردود)
وقفة مع آية (1 ردود)
هل يجوز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني وما رأيكم في هذا ؟ (13 ردود)
كلمة (نصارى). (7 ردود)
ترجمة العلامة المفسر محمد أمين لأرمي الهرري (6 ردود)
تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن في اثنين وثلاثين مجلد (2 ردود)
أصول قراءة خلف العاشر في اختياره، آخر قراء الكوفة. (0 ردود)
الأبحاث الصوتية...... (في أصْوَاتِ الحَرَكَاتِ) (0 ردود)
مقتبسات من تفسير القرآن ليحيى بن سلام (2 ردود)
إشكال في معنى آية سورة المائدة ! (5 ردود)
وقفات عند كلمة (2 ردود)
مسيرة التفسير المنحرف (1 ردود)(1/1980)
سؤال عن عكرمة مولى ابن عباس رحمه الله. (5 ردود)
من هو محمد بن مجاهد (2 ردود)
أقدم مخطوط لتفسير القرآن لابن جرير الطبري (8 ردود)
الأبحاث الصوتية ........... (في تَرْتِيبِ الأَصْوَاتِ الخَفِيَّةِ وتَفْصِيلِهَا) (0 ردود)
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم الخضير حفظه الله الأربعاء والخميس 30/3 و 1/4 (0 ردود)
الرجاء بمساعدتي من فضلكم (2 ردود)
نكته مستوحاة من قوله تعالى((واليه تحشرون))من آخر آيات الحج (0 ردود)
مصحف حرف (1 ردود)
لدي سؤالان أرجو منكم الإجابة (3 ردود)
متن فتح الكريم كامل و مشكول (3 ردود)
اسئلة في القران الكريم ارجو المساعده (3 ردود)
: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل (0 ردود)
أرجو الجواب من أهل التفسير ....... هل الأرض ثابتة والشمس هي التي تدور حولها مع الدليل (15 ردود)
(4) (نظرات في المعرب) آدم في السماء (0 ردود)
علل أحاديث التفسير (5) (0 ردود)
استفسار عن تفسير ابن مردويه وتفسير عبد بن حميد (3 ردود)
سؤال (3 ردود)
عمل اللسان مع صوتي القاف والكاف في لاستعلاء (0 ردود)
تفسير قوله تعالى(واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها..) من الميزان،الطبري،القرطبي،ا (2 ردود)
تفسير قوله تعالى(واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها..) من الميزان،الطبري،القرطبي،ا (2 ردود)
عاجل : ضابط تغيير الخلق المحرم في آية النساء (2 ردود)
تعلم أصول قراءة الإمام الكسائي رضي الله عنه ثالث قراء الكوفة (0 ردود)
{فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم}..تناسب الآية مع ختامها (6 ردود)
تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثالث ( أحوال السمع) (0 ردود)
لمسات بيانية 2 (14 ردود)
أين أجد أفضل كتاب لتفسير القرآن والحديث؟(اكتروني) (4 ردود)
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم الخضير .. يوم الأربعاء 23/3 (0 ردود)(1/1981)
لماذا لانكون أهل القران والسنه بدلا من اهل السنه والجماعه (5 ردود)
ما معني الترجيع وصفته؟ (3 ردود)
هل يعتبر هذا الاقتراح حلما؟؟ (13 ردود)
نسبة هذا النقل إلى كتاب تفسير البيضاوي (2 ردود)
دراسة مفصلة للمراد بقوله تعالى " :{وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} (8 ردود)
الفرق بين تفاسير القرآن ... للشيخ عبدالكريم الخضير . (0 ردود)
لماذا منع الحديث (1 ردود)
من يعرف عنوان الدكتور عبد الله الوهيبي ؟ (1 ردود)
حرف الضاد (4 ردود)
لمن أراد خدمة كتاب الله عز وجل (1 ردود)
لمسات بيانية في القرآن الكريم (1) (4 ردود)
أرجو إفادتي بإسناد هذا الأثر في التفسير، مقابل جائزة (...) (3 ردود)
سؤال عن صفتي العرش والكرسي ؟ (3 ردود)
موقع إسلامي ينفرد بجمع حلقات برنامج لمسات بيانية (3 ردود)
اين اجد هذا الكتاب " مشارك جديد من اخوتكم في فلسطين (1 ردود)
بحاجة إلى مساعدتكم .. بسرعة .. فلا تبخلوا علي (4 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الياء العربية اللسانية (2 ردود)
النبي الامي.. "الامي" ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب, بل هي الصفة العظمى للنبي محمد!! (12 ردود)
التحقيق فيما نسب للنبي صلى الله عليه وسلم من زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها (3 ردود)
(3) (نظرات في المعرَّب ) عربية في بيت فرعون (3 ردود)
تفصيل أصول رواية شعبة التي خالف فيها حفصا، للعلامة الضباع رحمه الله تعالى (0 ردود)
سؤال عن أخطاء الكُتَّاب في القران ؟ (2 ردود)
ما إعراب قوله تعالى :(إنما يخشى الله من عباده العلماءُ) ؟ (4 ردود)
هل كيد النساء اعظم من كيد الشيطان كما في القران ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (4 ردود)
أصول القراءة التي ستترتب عليها القراءات العشر (0 ردود)
هل كان في مكة نفاق قبل الهجرة ؟ (2 ردود)
سوال وموارد الاختلاف (1 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الشين العربية اللسانية (0 ردود)(1/1982)
علل أحاديث التفسير (4) (2 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الواوالعربية الشفوية (0 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الفاء العربية الشفوية (0 ردود)
(2) نظرات في المعرب ( موسى عليه السلام في مدين ) (2 ردود)
فائدة لطيفة جميلة في سورة التكاثر (1 ردود)
سوال عن جمع القران (3 ردود)
موعظة (0 ردود)
ماذا تعرف عن الياءات في أواخر الكلمات في كتاب الله العزيز؟ (0 ردود)
سؤال حول الآية 33 من سورة الشورى (2 ردود)
وقال نسوة في المدينة (2 ردود)
في ظلال آية [3] (0 ردود)
دم الخليفة عثمان رضي الله عنه على مصحفه حين قتل (0 ردود)
ماذا تعرف عن الإشمام في التلاوة؟ وكم نوع هو؟ وفي أي لغات القبائل كان؟ للعلامة الضباع (0 ردود)
البرهان في تفسير القرآن (3 ردود)
أمية الرسول صلى الله عليه وسلم من أدلة إلهية القرآن (8 ردود)
طلب من كل من يتابع دروس أصول القراءات العشر للعلامة الضباع (4 ردود)
(1/1983)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > PhotoRescue Pro (معرب) لإستعادة الملفات و الصور المحذوفة والتالفة
---
PhotoRescue Pro (معرب) لإستعادة الملفات و الصور المحذوفة والتالفة
---
سامي عبدالعزيز
05-02-2006, 12:28 AM
يستعيد البيانات المفقودة من كافة أجهزة الوسائط المتعددة - من آلات التصوير الرقمية (الكاميرا) ، من المسجلات الصوتية , من مشغلات الـ MP3 و WMA إلى PDA من الهواتف الجوالة .
يدعم البرنامج الأقراص الصلبة ، و بطاقات CompactFlash (نوع I/II)، و Microdrives من IBM ، و بطاقات SmartMedia ، و بطاقات MultiMedia و بطاقات Secure Digital ... إلخ
إمكانيات هذا البرنامج :
- يستعيد الملفات المحذوفة و التالفة
- يستعيد البيانات من الأقراص بعد الفرمتة
- يستعيد البيانات من الأقراص التالفة
- يدعم كافة صيغ ملفات الصور
- يدعم كافة الصيغ للأجهزة المستعملة من قبل آلات التصوير الرقمية
- يعمل مع كافة الكاميرات الرقمية الثابتة و أجهزة قراءة البطاقات ...
http://www.objectrescue.com/download/photorescuepro/photorescuepro_setup.exe
الكراك
http://www.fileforwarding.com/upload.php?mode=viewupload&id=5160
---
(1/1984)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ما اخترنا حبك يا بغداد
---
ما اخترنا حبك يا بغداد
---
سلسبيل
06-16-2005, 10:56 PM
ما اخترنا حبك يا بغداد
لكن الله قد اختارا
حب الجهاد من الإيمان إنا لنعلن اسرارا
يا أخوتي روح الإسلام
روح تطير مع الأنسام
عزم الهدى حب ووئام
شمس تتلألأ أنوارا
ما اخترنا حبك يا بغداد
لكن الله هو اختارا
-----------------
ما إن استمعت مؤخرا لكلمات هذه الأنشودة وأنا على غير الحال ... لقد أصبحت هذه الكلمات تتردد بين أعماقي رغما عني وكأنها
م شبح يطاردني أو سياط تلسعني
وأنا أحاول أن أهرب ....... ولكن أين المفر ؟
الصوت ينبع من أعماقي " ما اخترنا حبك يا بغداد ... لكن الله هو اختارا "
ويعلو الصوت ويعلو ويعلو
وأنا حائرة لا أدري ما أفعل !
أسد سمعي ........ فلا يجدي
أسلو مع من حولي .. فلا أسلو
التفت يمينا وشمالا .. لعلي أهرب !
نعم
أهرب من وخز الضمير
وصحوة متأخرة
" ما اخترنا حبك يا بغداد ... لكن الله هو اختارا "
لكأن العبارة تعاتبني
بل تتشمت فيّ
وقد دار الزمان
فصارت عدوتي معشوقتي
بغداد ... بالأمس القريب كنت أكرهك
أكرهك
ولا أحب حتى سماع اسمك
واليوم أنا على استعداد أن أفديك بروحي !!
" ما اخترنا حبك يا بغداد ... لكن الله هو اختارا "
لقد أحببتك رغما عني !!
فهل يعشق المرء رغما عنه ؟؟
بغداد .. اعذرينني .... لأني كرهتك يوما
.... لأني تمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعك ..
اعذريني !
فأنت ضحية مثلي وكنت أظنك جانية
اعذريني لم أختر كرهك .. كما أنا اليوم لم أختر حبك .....
ربما أعود إليك يا بغداد أسطر اعتذاراتي وأشواقي... ربما ....
---
(1/1985)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > لماذا يو صف الطرابيشي بأنه أعلى القراء سنداً
---
لماذا يو صف الطرابيشي بأنه أعلى القراء سنداً
---
أبوطالب
07-10-2006, 11:54 PM
يقال أن بكري الطرابيشي هو أعلى القراء سنداً و أن بينه و بين الرسول صلى الله عليه و سلم 26 رجلاً
و هو قرأ على محمد سعيد الحلواني
و قد قرأ على الحلواني أيضاً كريم راجح فلماذا لا يعد قرين له و ليس أنزل منه
و قد نشرت إجازة الطرابيشي في ملتقى أهل الحديث و رقمتها فوجدت بينه و بين الرسول صلى الله عليه و سلم 29 رجلاً
و يقال أن أحمد بن عبد العزيز الزيات و عبد الباسط هاشم و محمد عبد الحميد بينهم و بين الرسول صلى الله عليه و سلم 27 رجلاً
و أم السعد بينها وبين الرسول صلى الله عليه و سلم 28 رجلاً
فكيف يكون الطرابيشي أعلى القراء سنداً
أرجو أن أجد الإجابة عندكم
إجازة في القرآن الكريم
الحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، والصلاة والسلام على الذي بعثه الله هاديا ومبشرا ونذيرا أما بعد
فقد امتن الله عليّ أن استمعت من الأخ ( )شيئا من القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم وقد لاحظت فيه نباهته وحسن أدائه فيما قرأ، أحسبه مظنة أن ينفعه الله وأن ينفع به، وأسوة بأهل الحديث الذين يجيزون بقراءة شئ من الحديث وبتفويض من شيخي الشيخ محمد سليم الحلواني أن أقرأ وأقرئ فإني أجيزه بذلك، عسى الله أن يتقبل منا وأن يجعلنا من الفائزين.(1/1986)
وقد قرأت القرآن العظيم ختمة كاملة بالقراءات السبع من طريق الشاطبية على الشيخ محمد سليم الحلواني ثم قرأت القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة إفرادا ختمات عديدة وجمعا ختمة كاملة على الشيخ محمود فائز الدير عطاني وهو على الشيخ محمد سليم الحلواني وهو على والده الشيخ أحمد الرفاعي الشهير بالحلواني وهو على السيد أحمد المرزوقي وهو على السيد إبراهيم العبيدي وهو على عبد الرحمن بن حسن الأجهوري وهو على أبي السماح أحمد بن رجب البقري وهو على محمد بن قاسم البقري وهو على عبد الرحمن بن شحاذه اليمني وهو على أحمد بن عبد الحق السنباطي وهو على شحاذة اليمني وهو على ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي وهو على شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وهو على أبي نعيم رضوان العقبي وهو على إمام القراء محمد بن الجزري وهو على محمد بن عبد الرحمن الحنفي وهو على محمد بن أحمد المعروف بابن الصائغ وهو على علي بن شجاع المعروف بالكمال الضرير وبصهر الشاطبي وهو على إمام القراء القاسم بن فيرة الشاطبي وهو على أبي الحسن علي بن هذيل وهو على أبي داود سليمان بن نجاح وهو على الإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني وهو على أبي الحسن طاهر بن غلبون وهو على أبي الحسن علي بن محمد بن صالح الهاشمي وهو على أحمد بن سهل الأشناني وهو على أبي محمد عبيد بن الصباح النهشلي وهو على حفص بن سليمان بن المغيرة البزار وهو على إمام الكوفة عاصم بن أبي النجود وهو على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وعلى زر بن حبيش بن حباشة الأسدي وعلى أبي عمرو سعد بن إلياس الشيباني وقرأ هؤلاء الثلاثة على الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . وقرأ السلمي وزر أيضا على أمير المؤمنين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما. وقرأ السلمي أيضا على أبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما. وقرأ ابن مسعود وعثمان وعلي وأبيّ وزيد رضوان الله عليهم على خاتم النبيين(1/1987)
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المجيز
خادم القرآن الكريم
بكري بن عبدالمجيد الطرابيشي
نشر هذا السند في منتدى البحوث والدراسات القرآنية
تلقت الشيخة المسندة المعمّرة المقرئة أم السعد الإسكندرانية القراءات العشر من الشاطبية والدرة عن
(1) الشيخة نفيسة بنت أبو العلا وهي عن
(2) عبد العزيز علي كحيل وهو قرأ على
( 3)عبد الله الدسوقي وهو عن
(4)شيخه علي الحدادي
(5) الذي قرأ على شيخ القراء بالديارالمصرية الشيخ إبراهيم العبيدي
الذي قرأ على
(6) شيخ الجامع الأزهر محمد بن حسن السمنودي المنير
الذي قرأ على
(7) عليّ الرميلي
الذي قرأعلى
(8)شيخ قراء زمانه محمد بن قاسم البقري
الذي قرأ على
(9)شيخ قراء مصر عبد الرحمن بن شحاذة اليمني
الذي قرأ على
(10)عليّ بن غانم المقدسي
الذي قرأ على
(11)محمد بن إبراهيم السمديسي
الذي قرأ على
(12)الشهاب أحمد بن أسد الأميوطي
الذي قرأ على
(13)الإمام الحافظ حجة القراء محمد بن محمد بن محمد بن الجزري
وهو قد قرأ على
(14)عبد الرحمن بن أحمد البغدادي
الذي قرأ على
(15)شيخ القراء بمصرمحمد بن أحمد الصائغ
الذي قرأ على
(16)علي بن شجاع الكمال الضرير صهر الإمام الشاطبي
الذي قرأ على
(17) الإمام أبي القاسم الشاطبي
الذي قرأ على
(18) الإمام علي بن محمد بن هذيل البلنسي
الذي قرأ على
(19) أبي داود سليمان بن نجاح
الذي قرأ على
(20)الإمام أبي عمرو الداني
( نلاحظ هنا أن الامام الداني يذكر أسناده بحفص بكتابه التيسير الذي هو أصل الشاطبية وطريقها المعتمد)
الذي قرأ برواية حفص على
(21)طاهر بن غلبون
قال قرأت على
(22)علي بن محمد الهاشمي
قال قرأت على
(23)أحمد بن سهل الأشناني
قال قرأت على
(24)أبي محمد عبيد بن الصباح
قال قرأت على
(25)حفص بن سليمان الذي قرأ على
(26)عاصم بن بهدلة بن أبي النجود
الذي قرأ على
(27)أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي(1/1988)
الذي أخذ عن
(28) عثمان و علي و عبد الله بن مسعود و أبي بن كعب وزيد ثابت ،
وأخذ هؤلاء رضي الله عنهم عن
رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي تلقى القرآن
عن جبريل عليه السلام
عن رب العزة جل شأنه.
---
د. أنمار
07-11-2006, 10:04 PM
أخي الفاضل سألت الشيخ كريم راجح بنفسي عن قراءته على الشيخ محمد سليم الحلواني فأجابني بأنه لم يقرأ عليه ولا حتى رواية حفص بل قرأ عليه الشاطبية من حفظه دون قراءة القرآن لكنه قرأ على الحلواني الحفيد.
أما بالنسبة لمقارنة الأسانيد بين أهل الشام وأهل مصر فالمحك بمن عدد الرجال بينه وبين العبيدي أقل فالشيخ الطرابيشي بينه وبين العبيدي 3 رجال
محمد سليم عن
أحمد الحلواني عن
المرزوقي عن
العبيدي
وهذا لا مثيل له اليوم على وجه الأرض
---
أبوطالب
07-13-2006, 11:15 PM
لقد وجدت في بعض الأسانيد المنشورة على الشبكة
أن أبو الحسن الكردي قرأ على العرقسوسي وهو على أحمد دهمان و هو على المرزوقي و هو على العبيدي
فبينه و بين العبيدي ثلاثة رجال فهل يكون في طبقة الطرابيشي
وو جدت لأحد الإخوة موضوعا عن قراءة محمد بن عبد الحميد الإسكندري من طريق المصباح و رجالها 25 إلى النبي صلى الله عليه و سلم
و بينه و بين العبيدي أربعة
فيكون هذا أعلى من سند الطرابيشي
فهل قرأ الطرابيشي و الكردي من هذه الطريق على مشايخهم عند ذلك سيكون بينهم و بين النبي صلى الله عليه و سلم 24 رجلاً
و يكون سندهم أعلى
سند حفص من طريق المصباح(1/1989)
الشيخ محمد بن عبد الحميد بن عبد الله خليل الإسكندري شيخ مقارئ الإسكندرية حاليا وهو قرأ بالقراءات العشر الكبرى على صاحب الفضيلة العلامة المحقق1 عبد الرحمن الخليجي الحنفي شيخ مقارئ الإسكندرية في زمانه وصاحب المؤلفات الشهيرة في علم القراءات وهو قرأ بالقراءات العشر الكبرى على الشيخ2 عبد العزيز بن علي كحيل شيخ مقارئ الإسكندرية في زمانه وهو قرأ على شيخ قراء مدينة دسوق الشيخ 3عبد الله بن عبد العظيم الدسوقي إمام جامع إبراهيم الدسوقي وهو قرأ على الشيخ 4عليّ الحدّاديّ الأزهري وهو قرأ على شيخ القراء بالديار المصرية الشيخ5 إبراهيم بن بدوي العُبيدي بن أحمد الحسني المقرئ المالكي الأزهري كان حيا عام 1237 هـ وهو قرأ على6 عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن بن عمر الأجهوري الفقيه المالكي المقري (المتوفى سنة 1198 هـ) وهو قرأ على الشيخ 7الشهاب أبي السماح أحمد بن رجب البقري القاهري الشافعي كان حياً سنة 1140هـ وهو قرأ على شيخ قراء زمانه8 محمد بن قاسم البقري وهو قرأ على شيخ قراء مصر9 عبد الرحمن بن شحاذة اليمني وهو قرأ على 10عليّ بن غانم المقدسي وهو قرأ على 11محمد بن إبراهيم السمديسي وهو قرأ على الشهاب12 أحمد بن أسد الأميوطي وهو قرأ على الإمام الحافظ حجة القراء 13محمد بن محمد بن محمد بن يوسف الجزري الشافعي مؤلف النشر و الطيبة وهو قرأ بمضمن المصباح على الشيخ الرحلة المعمر 14 أبي حفص عمر بن الحسن بن المزيد المراغي الحلبي ثم الدمشقي المزي وهو قرأ على 15أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي وهو قرأ على16 أبي البركات داود بن أحمد بن محمد بن منصور بن ملاعب وهو قرأ على مؤلفه17 أبي الكرم المبارك الشهرزوري البغدادي وهو قرأ على18 أبي بكر محمد بن علي الخياط وهو قرأ على19 أبي الحسين السوسنجردي وهو قرأ على20 زرعان وهو قرأ على21 عمرو بن الصباح وهو قرأ على 22حفص ابن سليمان وهو قرأ على 23عاصم بن أبي النجود وهو(1/1990)
قرأ على24 أبي عبد الرحمن السلمي وهو قرأ على 25عثمان وعلي وزيد وأبي وابن مسعود وهم قرؤوا على النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة سبحانه.
بين الشيخ محمد عبد الحميد الاسكندري حفظه الله والنبي صلى الله عليه وسلم 25 رجلا برواية حفص من طريق كتاب المصباح للشهرزوري.
منقول من مشاركة أحد الإخوة الجوريشي في ملتقى أهل الحديث
---
الجكني
07-14-2006, 12:09 AM
إذا صح هذا ،والعهدة على ناقله ،فيجب تصحيح المقولة المشهورة بحق الشيخ الزيات رحمه الله تعالى وأنه"أعلى الناس سنداً"فبينه وبين العبيدى رحمه الله أربعة رجال هم الشيوخ : الهنيدى والمتولي والدري وسلمونة ثُم العبيدي 0والله أعلم
---
السائح
07-14-2006, 02:41 AM
هذا تفصيل مفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=487920&postcount=4
وهذا رابط الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=487920
---
الجنيدالله
07-15-2006, 03:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للفائدة فإن الشيخ محمد الحافظ فصل في كتابه القراءات وكبار القراء في دمشق زملاء الشيخ الطرابيشي ومن يساويه من قراء الشام.
أما علو الشيخ الزيات فتفرده بالعشر الكبرى لا يشاركه فيها أحد والشاميين عمومًا لهم الشاطبية والدرة وهما العشر الصغرى أما الكبرى فيرجع سندهم فيه إلى المصريين.
أما سند الشيخ محمد بن عبدالحميد فهو باعتبار إسناد ابن الجزري إلى المصباح عرضاً للحروف لا تلاوة لمضمنه كما هو واضح في مقدمة النشر .
وكذلك باعتبار قراءة الشيخ علي بن محمد المقدسي على الشيخ محمد السمديسي وإلا فأن السمديسي توفي ولابن غانم 12 سنة.
ومع ذلك فهو مساوٍ لاسناد الشيخ الطرابيشي.
أما إسناد الشيخة أم السعد فهو مساوٍ لإسناد الشيخ الزيات.
فالزيات أعلاهم إسنادا للعشر الكبرى دون ما فيها من الشاطبية والدرة وطريق المصباح لحفص(1/1991)
والشيخ الطرابيشي وأقرانه من الشاميين والشيخ محمد بن عبدالحميد أعلا منه إسناداً في الشاطبية والدرة للأول وطريق المصباح للثاني فقط.
---
أبوطالب
07-18-2006, 09:18 PM
الأخ الجكني ربما يكون الزيات يقرأ من طريق المصباح أيضاً فتكون مقولة أنه أعلى أهل الأرض إسناداً صحيحه إلا أنه يشاركه محمد بن عبد الحميد و ربما عبد الباسط هاشم
الأخ الجنيد يبدو أن إسناد الزيات أعلى من أم السعد بدرجة فبينه و بين العبيدي أربعة أما هي فخمسة
و سند محمد بن عبد الحميد أعلى من الطرابيشي بإسناده المشهور بدرجة فبين الأول و الرسول صلى الله عليه و سلم 25 رجلاً و الثاني 26
إلا إذا كان الطرابيشي يقرأ من طريق المصباح فيصبح بينه و بين الرسول صلى الله عليه و سلم 24 رجلاً فيكون أعلى بدرجة
أما أقران الطرابيشي الذين ذكرهم الحافظ فقد يكونون كلهم متوفون لذا قال في ترجمة الطرابيشي أنه صاحب الإسناد العالي
---
د. أنمار
07-23-2006, 06:03 PM
تظل العبارة الصحيحة التي لا غبار عليها
الشيخ الطرابيشي أعلى الناس أسنادا لقراءة القرآن كاملا من طريق الشاطبية
والشيخ محمد عبد الحميد الاسكندري أعلى الناس سندا لقراءة القرآن كاملا من طريق العشر الكبرى.
أما ما سوى ذلك فالله أعلم به
فالشيخ الكردي حفظه الله لا يذكر قراءته على العرقسوسي في إجازاته لطلبته بل على الديرعطاني عن محمد سليم عن أحمد الحلواني. فلعله قرأ برواية حفص أو شيئا من القرآن دون إكمال للقراءات العشر.
وأما الشيخ عبد الباسط هاشم فإجازته الخطية لم يطلع عليها أحد. قال مرة أنها احترقت. وأخرى أنها إجازة شفوية من شمروخ كاتب المتولي، وكتب الدكتور الغوثاني أنه رأى إجازة قديمة للشيخ عبد الباسط هاشم لأحد تلاميذه فيها شخص بينه وبين كاتب المتولي. فالحكم متوقف في حقه لا يجزم به لشبه الانقطاع. لأنك تحتاج لإثبات أن شمروخ عمر طويلا لإمكان عرض العشر الكبرى عليه في حق من بعمر الشيخ عبد الباسط.(1/1992)
أما بالنسبة لاختيار كتاب من كتب النشر فهي مسألة نسبية لرواية ما لإظهار القرب بالسند من سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا تشمل الجمع المشار إليه إعلاه.
---
أبوطالب
07-24-2006, 08:17 PM
أود أن أنبه على خطأ وقع مني قلت أن بين أم السعد و العبيدي خمسة و الصحيح أربعة
لكن مع ذلك ليست في مرتبة الزيات
أما أبو الحسن الكردي فيقال أن له إجازة من العرقسوسي بعد ختمة كاملة لكن في قراء حفص فقط
فهو في قراءة حفص مساو للطرابيشي
لكن زبدة موضوعي من الأعلى و لو في قراءة حفص فقط
الطرابيشي بسنده المعروف و الكردي بسنده و الآخذ عنهما بينه وبين الرسول صلى الله عليه و سلم 27 رجلاً
أو محمد بن عبد الحميد في قراءة حفص من طريق المصباح فالآخذ عنه يكون بينه وبين الرسول صلى الله عليه و سلم 26 رجلاً
و لنحدد من الأعلى يجب أن نعرف هل ابن الجزري يروي طريق المصباح عرض للحروف كما قال الأخ الجنيد أو تلاوه بمضمنه
و هل الطرابيشي و الكردي يروون طريق المصباح بسندهم العالي عند ذلك يكون الآخذ عنهم بينه وبين الرسول صلى الله عليه و سلم 25 رجلاً
وعند ذلك يكون قول الطرابيشي أعلى الناس سنداً في التلاوة بمضمن الشاطبية فيحدد
أما عموماً في التلاوة بالمضمن للقرآن فالكردي مساو له لأنه يقرأ بقراءة حفص عن العرقسوسي
و أما عموماً في القرآن بلا إشتراط التلاوة بالمضمن فمحمد عبد الحميد أعلى إلا إذا كان الأولان يرويان طريق المصباح بسندهم العالي
---
أبوطالب
08-07-2006, 05:58 AM
عندما حضر الشيخ للرياض في سنة 1425 هـ كما نشرفي ملتقى أهل الحديث أجاز بهذا السند
إجازة في القرآن الكريم
الحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، والصلاة والسلام على الذي بعثه الله هاديا ومبشرا ونذيرا أما بعد(1/1993)
فقد امتن الله عليّ أن استمعت من الأخ ( )شيئا من القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم وقد لاحظت فيه نباهته وحسن أدائه فيما قرأ، أحسبه مظنة أن ينفعه الله وأن ينفع به، وأسوة بأهل الحديث الذين يجيزون بقراءة شئ من الحديث وبتفويض من شيخي الشيخ محمد سليم الحلواني أن أقرأ وأقرئ فإني أجيزه بذلك، عسى الله أن يتقبل منا وأن يجعلنا من الفائزين.
وقد قرأت القرآن العظيم ختمة كاملة بالقراءات السبع من طريق الشاطبية على الشيخ محمد سليم الحلواني ثم قرأت القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة إفرادا ختمات عديدة وجمعا ختمة كاملة على الشيخ محمود فائز الدير عطاني وهو على الشيخ 1محمد سليم الحلواني وهو على والده الشيخ 2أحمد الرفاعي الشهير بالحلواني وهو على السيد 3أحمد المرزوقي وهو على السيد 4إبراهيم العبيدي وهو على 5عبد الرحمن بن حسن الأجهوري وهو على أبي السماح 6أحمد بن رجب البقري وهو على 7محمد بن قاسم البقري وهو على 8عبد الرحمن بن شحاذه اليمني وهو على 9أحمد بن عبد الحق السنباطي وهو على 10شحاذة اليمني وهو على 11ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي وهو على شيخ الإسلام 12زكريا الأنصاري وهو على أبي نعيم 13رضوان العقبي وهو على إمام القراء 14محمد بن الجزري وهو على 15محمد بن عبد الرحمن الحنفي وهو على 16محمد بن أحمد المعروف بابن الصائغ وهو على 17علي بن شجاع المعروف بالكمال الضرير وبصهر الشاطبي وهو على إمام القراء 18القاسم بن فيرة الشاطبي وهو على أبي الحسن 19علي بن هذيل وهو على أبي داود 20سليمان بن نجاح وهو على الإمام أبي عمرو 21عثمان بن سعيد الداني وهو على أبي الحسن 22طاهر بن غلبون وهو على أبي الحسن 23علي بن محمد بن صالح الهاشمي وهو على 24أحمد بن سهل الأشناني وهو على أبي محمد 25عبيد بن الصباح النهشلي وهو على 26حفص بن سليمان بن المغيرة البزار وهو على إمام الكوفة 27عاصم بن أبي النجود وهو على أبي عبد الرحمن 28عبد(1/1994)
الله بن حبيب السلمي وعلى زر بن حبيش بن حباشة الأسدي وعلى أبي عمرو سعد بن إلياس الشيباني وقرأ هؤلاء الثلاثة على الصحابي الجليل 29عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . وقرأ السلمي وزر أيضا على أمير المؤمنين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما. وقرأ السلمي أيضا على أبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما. وقرأ ابن مسعود وعثمان وعلي وأبيّ وزيد رضوان الله عليهم على خاتم النبيين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المجيز
خادم القرآن الكريم
بكري بن عبدالمجيد الطرابيشي
فبينه و بين الرسول صلى الله عليه وسلم 29 رجلاً
وفي العام نفسه أجاز الشيخ ابن عقيل قال الشيخ ابن عقيل كما في ثبته سند القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية
أنبأنا الشيخ بكري بن عبدالمجيد الطرابيشي إجازة خاصة(1/1995)
وهو قرأ على 1محمد سليم الحلواني عن والده 2أحمد الحلواني عن 3أحمد بن محمد المرزوقي بمكة عن 4إبراهيم العبيدي عن 5عبد الرحمن بن حسن الأجهوري عن6 أحمد البقري عن 7محمد بن قاسم البقري عن 8عبد الرحمن اليمني عن 9علي بن غانم المقدسي عن 10محمد بن إبراهيم السمديسي عن11 أحمد بن أسد الأميوطي عن أبي الخير12 محمد بن محمد بن محمد بن الجزري عن 13محمد بن عبد الرحمن الصائغ الحنفي عن 14محمد بن أحمد الصائغ عن 15علي بن شجاع الهاشمي عن 16أبي القاسم الشاطبي عن أبي الحسن 17علي بن هذيل البلنسي عن أبي داود 18سليمان بن نجاح الأموي عن أبي عمرو 19عثمان بن سعيد الداني عن أبي الحسن 20طاهر بن غلبون عن أبي الحسن 21علي بن محمد الهاشمي عن 22أحمد بن سهل الأشناني عن أبي 23محمد عبيد بن الصباح عن 24حفص بن سليمان بن الكوفي عن 25عاصم بن أبي النجود عن أبي 26عبد الرحمن السلمي و زر بن حبيش 27عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب و عبد الله بن مسعود وقرأ السلمي أيضا على أبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم كلهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم 27
فمن يأتيني بسند 26 رجلاً
هل هو من غير طريق الشاطبية كما ذكر الأخ الجوريشي
سند حفص من التيسير
الشيخ بكري الطرابيشي قرأ السبعة من الشاطبية على المقرئ (1)محمد سليم الحلواني وهو على والده(2) أحمد الحلواني الكبير وهو على (3)الشيخ أحمد المرزوقي المالكي وهو(4) قرأ على شيخ القراء بالديار المصرية الشيخ إبراهيم بن بدوي العُبيدي بن أحمد الحسني المقرئ المالكي الأزهري (كان حيا عام 1237 هـ)وهو (5)(1/1996)
قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن بن عمر الأجهوري الفقيه المالكي المقري (المتوفى سنة 1198 هـ) وهو (6) قرأ على الشيخ الشهاب أبي السماح أحمد بن رجب بن محمد البقري القاهري الشافعي (1074 – 1189 هـ) وهو (7) قرأ على شيخ قراء زمانه محمد بن قاسم بن إسماعيل البقري ( 1018 ـ 1111 هـ ) وهو (8) قرأ على شيخ قراء مصر عبد الرحمن بن شحاذة اليمني ( 975-1050هـ) وهو(9) قرأ على الشيخ عليّ بن غانم المقدسي (920 - 1004 هـ) وهو (10) قرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم السمديسي (853-932 هـ)(1/1997)
وهو (11) قرأ على الشيخ الشهاب أحمد بن أسد الأُمْيُوطي (808-872 هـ) وهو (12) قرأ على الإمام الحافظ حجة القراء شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن يوسف الجزري الشافعي (751 ـ 833 هـ) مؤلف الدرة و الطيبة والنشر، وهو (13) قرأ على أبي علي الصالحي، وهو (14) قرأ على أبي الحسن المقدسي ، وهو (15) قرأ على أبي اليمن الكندي ، وهو (16) قرأ على سبط الخياط البغدادي وهو (17) قرأ على ابن الثلجي وهو(18) قرأ على الإمام الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (371 ـ 444 هـ) مؤلف كتاب التيسير في القراءات السبع،وهو (19) قرأ على أبي الحسن طاهر ابن غلبون المقرئ ( المتوفى سنة 399 هـ )، وهو ( 20) قرأ على أبي الحسن علي ابن محمد بن صالح الهاشمي ( المتوفى سنة 368 هـ )، وهو (21) قرأ على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني ( المتوفى سنة 307 هـ ) وهو (22) قرأ على أبي محمد عبيد ابن الصبَّاح ( المتوفى سنة 219 هـ )، وهو (23) قرأ على حفص بن سليمان بن المغيرة البزّاز الكوفي ( المتوفى سنة 180 هـ ) وهو (24) قرأ على عاصم بن بهدلة بن أبي النَّجود ( المتوفى سنة 127 هـ ) ، وهو (25) قرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلمي ( المتوفى سنة 74 هـ ) ، وهو(26) قرأ على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود و أبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم وأخذ هؤلاء رضي الله عنهم عن رسول الله ( الذي تلقى القرآن عن جبريل عليه السلام عن رب العزة.
واذا ذكرنا سند التيسير- الذي هو اصل الشاطبية- دون المرور بطريق الإمام الشاطبي فإنه يكون بين الطرابيشي والنبي صلى الله عليه وسلم 26 رجلا
سند التيسير من طريق ابن ابي جمرة(1/1998)
الشيخ بكري الطرابيشي قرأ السبعة من الشاطبية على المقرئ (1)محمد سليم الحلواني وهو على والده(2) أحمد الحلواني الكبير وهو على (3)الشيخ أحمد المرزوقي المالكي وهو(4) قرأ على شيخ القراء بالديار المصرية الشيخ إبراهيم بن بدوي العُبيدي بن أحمد الحسني المقرئ المالكي الأزهري (كان حيا عام 1237 هـ)وهو (5)
قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن بن عمر الأجهوري الفقيه المالكي المقري (المتوفى سنة 1198 هـ) وهو (6) قرأ على الشيخ الشهاب أبي السماح أحمد بن رجب بن محمد البقري القاهري الشافعي (1074 – 1189 هـ) وهو (7) قرأ على شيخ قراء زمانه محمد بن قاسم بن إسماعيل البقري ( 1018 ـ 1111 هـ ) وهو (8) قرأ على شيخ قراء مصر عبد الرحمن بن شحاذة اليمني ( 975-1050هـ) وهو(9) قرأ على الشيخ عليّ بن غانم المقدسي (920 - 1004 هـ) وهو (10) قرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم السمديسي (853-932 هـ)(1/1999)
وهو (11) قرأ على الشيخ الشهاب أحمد بن أسد الأُمْيُوطي (808-872 هـ) وهو (12) قرأ على الإمام الحافظ حجة القراء شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن يوسف الجزري الشافعي (751 ـ 833 هـ) مؤلف الدرة و الطيبة والنشر، وهو (13) قرأ على أحمد بن محمد المصري ، وهو (14) قرأ على ابن زكنون التونسي ، وهو (15) قرأ على ابن ميشلون ، وهو (16) قرأ على محمد بن أحمد بن أبي جمرة وهو (17) قرأ على والده أحمد بن أبي جمرة وهو(18) قرأ على الإمام الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (371 ـ 444 هـ) مؤلف كتاب التيسير في القراءات السبع،وهو (19) قرأ على أبي الحسن طاهر ابن غلبون المقرئ ( المتوفى سنة 399 هـ )، وهو ( 20) قرأ على أبي الحسن علي ابن محمد بن صالح الهاشمي ( المتوفى سنة 368 هـ )، وهو (21) قرأ على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني ( المتوفى سنة 307 هـ ) وهو (22) قرأ على أبي محمد عبيد ابن الصبَّاح ( المتوفى سنة 219 هـ )، وهو (23) قرأ على حفص بن سليمان بن المغيرة البزّاز الكوفي ( المتوفى سنة 180 هـ ) وهو (24) قرأ على عاصم بن بهدلة بن أبي النَّجود ( المتوفى سنة 127 هـ ) ، وهو (25) قرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلمي ( المتوفى سنة 74 هـ ) ، وهو(26) قرأ على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود و أبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم وأخذ هؤلاء رضي الله عنهم عن رسول الله ( الذي تلقى القرآن عن جبريل عليه السلام عن رب العزة.
سند حفص من الشاطبية
الشيخ بكري الطرابيشي قرأ السبعة من الشاطبية على المقرئ (1)محمد سليم الحلواني وهو على والده(2) أحمد الحلواني الكبير وهو على (3)الشيخ أحمد المرزوقي المالكي وهو(4) قرأ على شيخ القراء بالديار المصرية الشيخ إبراهيم بن بدوي العُبيدي بن أحمد الحسني المقرئ المالكي الأزهري (كان حيا عام 1237 هـ)وهو (5)(1/2000)
قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن بن عمر الأجهوري الفقيه المالكي المقري (المتوفى سنة 1198 هـ) وهو (6) قرأ على الشيخ الشهاب أبي السماح أحمد بن رجب بن محمد البقري القاهري الشافعي (1074 – 1189 هـ) وهو (7) قرأ على شيخ قراء زمانه محمد بن قاسم بن إسماعيل البقري ( 1018 ـ 1111 هـ ) وهو (8) قرأ على شيخ قراء مصر عبد الرحمن بن شحاذة اليمني ( 975-1050هـ) وهو(9) قرأ على الشيخ عليّ بن غانم المقدسي (920 - 1004 هـ) وهو (10) قرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم السمديسي (853-932 هـ)
وهو (11) قرأ على الشيخ الشهاب أحمد بن أسد الأُمْيُوطي (808-872 هـ) وهو (12) قرأ على الإمام الحافظ حجة القراء شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن يوسف الجزري الشافعي (751 ـ 833 هـ) مؤلف الدرة و الطيبة والنشر، وهو (13) قرأ على أبي محمد عبدالرحمن بن أحمد بن البغدادي الواسطي ثم المصري (702 ـ 781 هـ)، وهو (14) قرأ على أبي عبدالله محمد بن أحمد بن عبدالخالق المعروف بالصائغ (636 ـ 725 هـ ) ، وهو (15) قرأ على علي بن شجاع الكمال الضرير صهر الإمام الشاطبي (572 ـ 661هـ) ،
وهو (16) قرأ على الإمام أبي القاسم القاسم بن فيرّه بن خلف بن أحمد الشاطبي الرعيني الضرير ( 538 ـ 590 هـ) مؤلف المنظومة الشاطبية في القراءات السبع
وهو (17) قرأ على أبي الحسن علي بن محمد بن هذيل البلنسي(470 ـ 564 هـ) وهو(18) قرأ على أبي داود سليمان بن نجاح الأموي ( 413 ـ 496 هـ)(1/2001)
وهو(19) قرأ على الإمام الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (371 ـ 444 هـ) مؤلف كتاب التيسير في القراءات السبع،وهو (20) قرأ على أبي الحسن طاهر ابن غلبون المقرئ ( المتوفى سنة 399 هـ )، وهو ( 21) قرأ على أبي الحسن علي ابن محمد بن صالح الهاشمي ( المتوفى سنة 368 هـ )، وهو (22) قرأ على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني ( المتوفى سنة 307 هـ ) وهو (23) قرأ على أبي محمد عبيد ابن الصبَّاح ( المتوفى سنة 219 هـ )، وهو (24) قرأ على حفص بن سليمان بن المغيرة البزّاز الكوفي ( المتوفى سنة 180 هـ ) وهو (25) قرأ على عاصم بن بهدلة بن أبي النَّجود ( المتوفى سنة 127 هـ ) ، وهو (26) قرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلمي ( المتوفى سنة 74 هـ )، وهو(27) قرأ على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود و أبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم وأخذ هؤلاء رضي الله عنهم عن رسول الله ( الذي تلقى القرآن عن جبريل عليه السلام عن رب العزة.
نلاحظ ان سند الشيخ الطرابيشي من طريق الشاطبية بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم 27 رجلا
لكن هل من أجيز من الطرابيشي مثل الشيخ ابن عقيل بسنده إلى ابن الجزري ثم بسند ابن الجزري إلى الرسول صلى الله عليه و سلم
يصبح مجاز بجميع أسانيد ابن الجزري إلى حفص إلى النبي صلى الله عليه و سلم أو السند الذي ذكر في الإجازة فقط ما لم ينص الطرابيشي أنه أجازه بجميع طرق ابن الجزري في حفص
---
أبوطالب
08-07-2006, 06:04 AM
سند الزيات
http://www.alafasy.com/images/ejaza_1.jpg
---
د. أنمار
08-09-2006, 02:34 AM(1/2002)
وأما الشيخ عبد الباسط هاشم فإجازته الخطية لم يطلع عليها أحد. قال مرة أنها احترقت. وأخرى أنها إجازة شفوية من شمروخ كاتب المتولي، وكتب الدكتور الغوثاني أنه رأى إجازة قديمة للشيخ عبد الباسط هاشم لأحد تلاميذه فيها شخص بينه وبين كاتب المتولي. فالحكم متوقف في حقه لا يجزم به لشبه الانقطاع. لأنك تحتاج لإثبات أن شمروخ عمر طويلا لإمكان عرض العشر الكبرى عليه في حق من بعمر الشيخ عبد الباسط.
.
ووقفت اليوم على الواسطة التي بين الشيخ عبد الباسط وبين الشيخ شمروخ.
ألا وهو الشيخ مصطفى حسن سعيد وقد قرأ عليه الشيخ عبد الباسط بمحافظة قنا بالصعيد والشيخ مصطفى حسن سعيد هو الذي قرأ على الشيخ شمروخ محمد شمروخ ومن ثم على المتولي.
ذكر هذا فيما أملاه على مهدي محمد الحرازي سنة 1994 كما في تقريظه لكتاب بغية المريد من أحكام التجويد ص 9 ثم نقل السند بتمامه ص 466 كما في أجازته له وأوصاه بوصايا شيوخه الثلاثة أحمد عبد الرحيم ومحمود خبوط ومصطفى سعيد وثلاثتهم بينهم وبين المتولى واسطة رجل.
فيكون من طريق الثلاثة بين الشيخ عبد الباسط والمتولي رجلان.
والكتاب طبع سنة 1422 في دار البشائر.
---
(1/2003)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الدكتور سعيد بن ناصر وتأملات مهداة إلى أقسام التفسير
---
الدكتور سعيد بن ناصر وتأملات مهداة إلى أقسام التفسير
---
العتيق
09-24-2005, 12:29 AM
كتب الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي مقالاً جميلاً بعنوان :
إلى أقسام التفسير
يبحث فيه توسيع أو تجديد دائرة الأبحاث والرسائل العلمية لتناقش ما تثيره العلمانية المعاصرة من كتابات تلقى شهرة ورواجاً وهي تهدف إلى تقويض النصوص , أو هدم دلالتها .
والآن إلى المقال الذي أتمنى أن تجدوا فيه الفائدة العزيزة , والفكرة الجميلة .
" أقول للزملاء في قسم التفسير أين أنتم عن الواقع ؟
مليح ومهم أن تعرفوا أقوال المفسرين وأوجه الإعراب والبلاغة ونحو ذلك.
ولكن من المهم أيضاً : أن تعيشوا عصركم, وأن تلتفتوا إلى ما يفعله العلمانيون بعلوم القرآن ونصوص الوحي المعصوم.
قد يقول البعض: بأن أقوالهم هي من جنس أقوال المستشرقين, وقد درسناها وعرفناها. وهذه حجة من لم يعرف ما قاله ـ على سبيل المثال ـ محمد بن أركون, ونصر أبو زيد, وحسن حنفي.(1/2004)
إن الدراسات العلمانية المعاصرة تستهدف : التقويض والهدم, وهدم النص أو هدم دلالته, أو التشكيك في ثبوته ونزوله, أو إدخال النص في عجلة المذهب ( التاريخاني ) على طريقة اسبنوزا اليهودي وأحفاد فكرته. لقد تحدث العلمانيون عن كل شيء في القرآن وعلومه, عن أسباب النزول, وعن حالات تلقي الوحي كما يزعمون, وعن التطابق التاريخي للنصوص, وعن السياق اللغوي والنصي, وعن القراءات التأويلية ( الهرمنوطيقية ) لنصوص القرآن, والقراءات البنيوية والتشريحية, وتحدثوا عن نسبية النص, وجعل النص القرآني نصاً مفتوحاً, وتكلموا عن سقوط مناهج تفسير القرآن بالقرآن, وتفسير القرآن بالسنة, والقرآن باللغة. وكتبوا مشككين في ثبوت النص القرآني, في تدوين المصحف, وعن حفظ الصحابة, ومدى صحة ذلك, وعن القراءات, وغير ذلك من أبواب علوم القرآن.
والملحوظة المؤسفة: أن الزملاء الأفاضل في أقسام القرآن بعيدون عن هذه القضايا, ومشغولون بتحقيق مخطوطة فلان في التفسير, ومنهج فلان في تفسير القرآن, أو في القراءات ومخطوطاتها.
إن من السهولة بمكان تحقيق مخطوطة ومقارنة النسخ, ودراسة منهج فلان وفلان, ولكن الأمر الذي قد لا يستوعبه الكثيرون, أو لا يحبون الاستماع إليه, هي تلك الأطروحات الفكرية ذات المناهج والفلسفات التي تستهدف تقويض النص القرآني, أو على الأقل تقويض التفسير بالمأثور وطرائقه, وهدم المنهج العلمي لأصول هذا العلم وقواعده. فهل يفقه الزملاء الفضلاء في أقسام التفسير وعلوم القرآن ذلك ؟ مسترشدين بقول الله تعالى : ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين المجرمين ) . "
جريدة المدينة : ملحق الرسالة يوم الجمعة 19 / 8 / 1426
العتيق
---
عبدالرحمن الشهري
09-25-2005, 08:39 PM(1/2005)
جزى الله الكاتب والناقل خيراً على هذا التوجيه الكريم. والالتفات لما أشار إليه الدكتور سعيد بن ناصر في غاية الأهمية لمن وفق للرد على مطاعن هؤلاء الكتاب الذي أكثروا على الناس من التأليف ، في أسفار طوال منزوعة البركة ، كما صنع حسن حنفي في مشروعاته الطويلة. غير أن الاشتغال بما يكتبه هؤلاء - برأيي - يذهب على طالب العلم رونق فهم القرآن ونشره بين محبيه من سواد المسلمين.
والدكتور سعيد بن ناصر حفظه الله أستاذي وله علي فضل كبير ، وقد حادثته يوماً فيما يكتبه هؤلاء وأمثالهم من كتب ، وما عاناه هو في رسالته للدكتوراه من اشتغال بقراءة ما يكتبونه ، فتنهد وقال :( لقد قسى القلب من القراءة في كتب هؤلاء القوم ، وأعوذ بالله أن أكون ممن أضاع وقته فيما لا ينفع). غير أن عنايته وأمثاله بما يكتبه هؤلاء للرد عليهم ، وبيان ما يرمون إليه من الإفساد حق على طلبة العلم ، لا بد من أن يتفرغ له أناس لكشفه وبيانه . غير أنه لا يصلح لذلك كل أحد ، فإنهم يكتبون كتابات يتطلب فهمها فهمَ المناهج التي ينطلقون منها في تحليل النصوص ودراستها ، وهي مناهج غربية نشأت في بيئة مختلفة عن بيئة النصوص العربية التي يحاكمونها إليها ، وقد عني بهذا الجانب المتخصصون في الدراسات القرآنية ، والدراسات العقدية ، والدراسات النقدية الأدبية ، وأدلى كل منهم فيها بدلوه ، ونظر إليها من زاويته.(1/2006)
ويبقى ما أشار إليه الدكتور سعيد بن ناصر جديراً بالعناية والاهتمام من قبل الدارسين في الدراسات القرآنية ، أرجو أن يتقبل الله دعوته هذه ، وأن يكتب لها القبول بين الدارسين ، فتظهر لنا دراسات ناقدة كاشفة لهذا الزيف ، الذي يراد له أن يكتسح عقول الجيل ، وينخر المناهج الصحيحة التي توارثها المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى اليوم ، والله غالب على أمره . ولا سيما أن هناك أعداداً متزايدة - من فضل الله - من الطلاب والطالبات المقبلين على الدراسات العليا في الدراسات القرآنية في جميع بقاع العالم ، فليتهم يولون هذه الدعوة نصيباً من العناية.
---
العتيق
09-27-2005, 11:32 PM
أخي الحبيب الشيخ عبد الرحمن الشهري .... سلمه الله
أشكر لك هذا المرور والتعليق المفيد , والموضوع إنما نقلته هنا لكي يتسنى لأكبر عددٍ من المتخصصين الإطلاع عليه, والنظر فيه توجيهاً وتقويماً واستفادةً , وذلك كله مراعاةً لسمة هذا الملتقى العلمي التخصصي , وطبيعة هذا الاقتراح العلمي , ثم الرغبة في الدلالة على الخير . والموضوع من الأهمية بمكان , لكن فرق بين أن يتصدى الجميع لهذا الأمر أو تهتم به طائفة . فالأول غير مقبول , والثاني مَدْعُو إليه مع ملاحظة ما أشرت إليه بارك الله فيك من توفر الرغبة لدى الباحث في هذا الاتجاه , وأن يعرف من نفسه المقدرة على ذلك . ومن قبل ذلك ومن بعده إتقان التخصص ( أعني به التفسير وعلومه ) فإنه سببٌ للنجاح في كل اتجاهٍ يسلكه الباحث .
أخيراً أخي الكريم وفقني الله وإياك لكل خير , نسيت أن أذكر أن هذه الاقتراح كانت من ضمن ثلاث اقتراحات متنوعة وجهها الدكتور ناصر بن سعيد الغامدي حفظه الله إلى أقسام الدراسات العليا بقسم العقيدة , وقسم أصول الفقه , ثم قسم التفسير , وهي كلها تدور في فلكٍ واحدٍ .
---
د.أياد الحمداني
03-18-2006, 11:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/2007)
الأخوة في ملتقى التفسير لقد اطلعت على ما أخبر به الأخ عن بعض أعمال العلمانيين خاصة في القرآن الكريم وجزاه الله خيرا حيث نبه إلى ما يجب فعله ولكن من خلال حرصه تحامل على نشر المخطوطات وبيان منهج فلان وأنا أقوا إن ما دعا إليه الفاضل هو صحيح من رد العلانيين وكتاباتهم إلى نحورهم لكننا يجب أيضا ألا نستهين بالخطوطات والعمل على نشرها وهي ليست بالأمر الهين كما ذكر الفاضل بل تحتاج إلى ثقافة ونصب وصبر ، وكذلك بيان منهج فلان في التفسير ومقدار اصابته أو خطأه ولذلك فأنا أقول في هذه العجالة أن كل أحد واقف عى ثغرة الإسلام وخاصة في هذا الزمان وأشكر الكاتب على غيرته وكذا الكاتب فكل منهما قد أجاد وأفاد والسلام عليكم
المخلص
أياد الحمداني
---
(1/2008)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير الجوهر المنظوم لابن عقيلة الحنفي عليه رحمة الله...!!
---
تفسير الجوهر المنظوم لابن عقيلة الحنفي عليه رحمة الله...!!
---
محمود الشنقيطي
03-24-2007, 05:59 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين وبعد:
فقد اطلعت في قسم المخطوطات بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض على مخطوط برقم : ف/6636 -6637 -6638- 6339 -6340 يسمى : الجوهر المنظوم في تفسير القرآن لابن عقيلة الحنفي عليه رحمة الله, واطلعتُ على مقدمة هذا التفسير الضخم الذي يقع في أكثر من 900 ورقة, فاستوقفني فيها ما أحببتُ طرحه بين يدي مشايخ هذا الملتقى , إذ يقول رحمة الله عليه:
(سلكتُ فيه مسلكاً لم أُسبق إليه ولم يفعله أحد من المتقدمين رحمة الله عليهم أجمعين وهو أن أفسر القرآن بالمرفوع من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم, ولم أخلطه بشيء من الرأي ولا تفسير الصحابة والتابعين بل جعلتها محضاً خالصاً تفسير كلام رب العالمين جل شأنه بكلام عبده ونبيه صلى الله عليه وسلم) إلى أن قال( وتفسيري هذا اقتصرتُ فيه على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أمرٌ صعبً ولكن أرجو الله من فضله وكرمه أن يسهل لي هذا الصعب فإن الأئمة من المتقدمبن المحدثين كانت تقول: أقل الأحادديث ما كانت في تفسير القرآن وستقف إنشاء الله تعالى على ما يسر النبيه والله المستعان)
وسؤالي حول:
الدراسات العلمية وتحقيق هذا التفسير أو جزء منه هل تم في ذلك شيء يعلمه المشايخ الكرام؟؟
المؤلف رحمة الله عليه من أي البلاد هو وهل له ترجمة وافية مطبوعة تعرف به وبحياته ومبلغه من العلم رحمه الله؟؟(1/2009)
هذا المسلك الحديثي المحض في التفسير دون ذكر تفسير القرآن بالقرآن أو أقاويل الصحابة والتابعين ألم يسبق إليه ابن عقيلة الحنفي رحمه الله؟؟
جدوى إخراج هذا التفسير إن ثبت لديكم أن تفسير القرآن بمحض السنة النبوية دون غيرها لم يؤلف فيه غير هذا التفسير؟؟
والله يسلك بي وبالجميع مسالك المهتدين والعلماء العاملين إن ربي قريب مجيب الدعاء..
---
أبو بيان
03-24-2007, 06:24 AM
بالنسبة للسؤال الثالث أخي الكريم فله صورتان:
إن أراد المؤلف رحمه الله جمع ما ورد من السنة مما يصح تفسير القرآن به فقد سبقه إلى هذا الكثير, كابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما.
وإن أراد تفسير كامل آيات القرآن بالسنة المرفوعة فقط فلا أدري كيف يتهيؤ له ذلك في (900 ورقة = 1800 صفحة), وقد نص العلماء - كما ذكر - على قلة - بل ندرة - الوارد من ذلك.
واطلاعك أخي الكريم محمود على ثنايا المخطوط يحدد أي النوعين أراد.
أما سؤالك الأخير أخي الفاضل عن جدوى إخراج تفسير للقرآن بمحض السنة دون غيرها = فيُضعِف من أثره وجدواه جانبان:
الأول: أنه جمع لمتفرقٍ ميسور مبذول, لاتكاد تخلو منه كتب التفسير قديمها وحديثها.
الثاني: أن بناء التفسير في أي كتاب لا يكتمل بهذا النوع من التفسير وحده, حتى يضم إليه تفسير الصحابة والتابعين, أو الصحابة على الخصوص.
---
منصور مهران
03-24-2007, 11:03 AM
أود التنبيه على وهم وقع فيه كاتب ترجمة ابن عقيلة ( انظر مقدمة الزيادة والإحسان ج 1 ص 30 ) ؛
فإنه لما سرد مؤلفات الرجل ، وذكر كتابه : ( الجوهر المنظوم ) نقل من الزيادة والإحسان فقرة هي من كلام السيوطي
وظنها المحقق من كلام ابن عقيلة حول تفسيره المسمى ( الجوهر المنظوم ) فنسبها إليه ، وهذا وهم ،
فالفقرة من كلام السيوطي وردت ص 1237 من ( الإتقان ) من الطبعة التي وثق منها المحقق ما نقله ابن عقيلة عن السيوطي .(1/2010)
وهي بنصها وفصها في ( الزيادة والإحسان ) ج 9 ص 403 ، وبعدها قال ابن عقيلة :
انتهى كلام السيوطي - رحمه الله - .
ولعل السيوطي يعني كتابه ( الدرّ المنثور ) ، وهذا معناه أنه ألف ( الإتقان ) قبل التفسير وجعله كالمقدمة له
- كما بين السيوطي - .
فليُتَنَبّه له ، وبالله التوفيق .
---
(1/2011)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل نثبت اسما للسورة دل عليه حديث ضعيف ؟
---
هل نثبت اسما للسورة دل عليه حديث ضعيف ؟
---
أبو صفوت
11-01-2003, 02:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أورد الإمام الرازي في تفسيره لسورة الإخلاص عند الكلام على أسماء هذه السورة عدة أحاديث فأين أجد هذه الأحاديث وما درجتها وهل لو كانت ضعيفة يصح أن نستدل بها على أسماء هذه السورة أم أننا نطرح كل اسم لم يصح دليله
1- روى جابر أن رجلا صلى فقرأ قل هو الله أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا عبد عرف ربه
فسميت سورة المعرفة لذلك
2- قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله جميل يحب الجمال فسألوه عن ذلك فقال أحد صمد لم يلد ولم يولد
3- روي أنه عليه السلام دخل على عثمان بن مظعون فعوذه بها وباللتين بعدها ثم قال تعوذ بهن فما تعوذت بخير منهن
4- قوله ( أسست السماوات السبع والأرضون السبع على قل هو الله أحد )
5- روى ابن عباس أنه تعالى قال لنبيه حين عرج به أعطيتك سورة الإخلاص وهي من ذخائر كنوز عرشي ، وهي المانعة تمنع عذاب القبر ولفحات النيران
6- من قرأ سورة قل هو الله أحد مائة مرة في صلاة أوغيرها كتبت له براءة من النار
7- روي أنه عليه السلام رأى رجلا يقرأ هذه السورة فقال أما هذا فقد بريء من الشرك
8- إن لكل شيء نورا ونور القرآن قل هو الله أحد
---
عبدالرحمن الشهري
11-05-2003, 02:42 AM
أخي الكريم أبا صفوت وفقه الله(1/2012)
سبق الحديث من المشايخ حول تسمية السور والتفصيل في ذلك. وأنت تعلم أن العلماء كابن مهدي وغيره يرون العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ، ولا يظهر لي أن تسمية السور يترتب عليها عمل أو عبادة والأمر فيها قريب إن شاء الله ، والغرض هو تمييز السورة عن غيرها. فبأي اسم مأثور عرفت السورة فالحمد لله. ولو أثبت تسمية بحديث ضعيف فالأمر قريب ، فيكفي نسبت التسمية للمفسر الذي نقلها كالرازي على أقل الأحوال.
---
أبو صفوت
11-15-2003, 02:58 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
لكن هناك أسماء دلت عليها أحاديث موضوعة فهل نثبت بها اسما للسورة ثم إن الأحوط كما تعلمون عدم العمل بالحديث الضعيف
جزاكم الله خيرا
---
(1/2013)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بين ابن جرير وابن كثير 7
---
بين ابن جرير وابن كثير 7
---
محمد العبدالهادي
05-30-2004, 11:07 PM
في قوله تعالى :{ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها } البقرة (114) .اختلف المفسرون فيمن المراد بهذه الآية على قولين :
أحدها: أنهم النصارى لما أعانوا بختنصر على اليهود في تخريب بيت المقدس ، ومال إليه ابن جرير رحمه الله ، وهو مروي عن ابن عباس وقتادة .
ثانيها : أنهم كفار قريش لما منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية من دخول مكة .وهو الذي رجحه ابن كثير حيث قال :[ ثم اختار ابن جرير القول الأول ، واحتج بأن قريشا لم تسع في خراب الكعبة . وأما الروم فسعوا في تخريب بيت المقدس.(1/2014)
قلت : الذي يظهر والله أعلم القول الثاني كما قاله ابن زيد ، وروي عن ابن عباس ، لأن النصارى إذ منعت اليهود الصلاة في بيت المقدس ، كان دينهم أقوم من دين اليهود، وكانوا أقرب منهم ، ولم يكن ذكر الله من اليهود مقبولا إذ ذاك ؛لأنهم لعنوا من قبل على لسان داود وعيسى بن مريم ، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، وأيضا فإنه تعالى لما وجه الذم في حق اليهود والنصارى ، شرع في ذم المشركين الذين أخرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة ومنعوهم من الصلاة في المسجد الحرام ، وأما اعتماده على أن قريشا لم تسع في خراب الكعبة ن فأي خراب أعظم مما فعلوا ؟ أخرجوا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه واستحوذوا عليها بأصنامهم وأندادهم وشركهم ، كما قال تعالى :{ومالهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وماكانوا أولياءه ..}وقال تعالى :{ماكان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر ...}وقال تعالى :{ هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام ...} ... فإذا كان من هو كذلك مطرودا منها مصدودا عنها ، فأي خراب لها أعظم من ذلك ؟ وليس المراد من عمارتها زخرفتها وإقامة صورها فقط ، إنما عمارتها بذكر الله فيها وإقامة شرعه فيها ، ورفعها عن الدنس والشرك ].انظر (1/369).
---
أبومجاهدالعبيدي
05-31-2004, 01:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي محمد
قارن ما ذكرته هنا بما سبق أن قام الشيخ مساعد الطيار ببحثه هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1180&highlight=%E3%E4%DA+%E3%D3%C7%CC%CF+%C7%E1%E1%E5)
---
(1/2015)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التسجيل الكامل لألفية السيرة النبوية الشريفة للحافظ العراقى رحمه الله
---
التسجيل الكامل لألفية السيرة النبوية الشريفة للحافظ العراقى رحمه الله
---
طه محمد عبدالرحمن
09-12-2006, 03:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و من والاه .
و بعد .....
فمما زادنى شرفا و تيها *و كدت بأخمصى أطأ الثريا
دخولى تحت قولك يا عبادى *و أن صيرت أحمد لى نبيا
فبتوفيق من الله و عون منه سبحانه انتهيت من تسجيل ألفية السيرة النبوية للإمام الحافظ زين الدين العراقى رحمه الله المسماة نظم الدرر السنية فى السير الزكية
و اعتمدت فى التسجيل على النسخة التى وضعها أخى الشيخ ابويعلى البيضاوى جزاه الله خيرا قبل فترة فى الملتقى هنا و هى نسخة ممتازة مقابلة على نسخة بخط المؤلف و عليها سماعات مضبوطة ضبطا تاما بالشكل عدد ابياتها اثنان و ثلاثون و ألف بيت انتهيت من تسجيلها قبل قليل و قد بذلت كل ما فى وسعى ان تكون سليمة و خالية من الاخطاء .
هذا رابط التحميل ما عليكم الا ان تضغطوا عليه و سيطلب التحميل تلقائيا او بالضغط بالزر الايمن للماوس و حفظ الهدف باسم ثم حفظ حفظ الله الجميع .
www.khayma.com/tajweed/taha/seera.mp3
و هذا رابط الألفية مكتوبة :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79078
ايضا هذا برنامج التقطيع للملفات الصوتية وضعه الاخ ابواسحاق الرازى تستطيع عن طريقه تقطيع تسجيل الالفية او اى تسجيل آخر اذا اردت ان تضعها على سيديات و تستمع اليها فى السيارة مثلا ما عليك الا ان تحدد زمن البداية و زمن النهاية و سيقوم بالتقطيع بسرعة عالية و بنفس الجودة هذا رابط البرنامج :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79580(1/2016)
و أتمنى أن تُمنح ألفية السيرة هذه تأشيرة الدخول الى موقع طريق الاسلام او الشبكة الإسلامية و لا يكون حظها كسابقاتها من الألفيات اللاتى حرمن من الدخول لهذين الموقعين لأسباب لا أدرى ما هى لأن هذا النظم ليس حكرا على طلبة العلم الشرعى فقط بل هو نظم جدير بكل مسلم ان يقرأه و يسمعه و ان استطاع أن يحفظه فلا يتوانى فى ذلك لأن موضوعه سيرة المصطفى صلى الله عليه و سلم و التى للأسف الشديد يجهلها الكثير من المسلمين فاتمنى ان يوضع فى طريق الاسلام او الشبكة الاسلامية لأن هذين الموقعين يرتادهما المئات من الزوار يوميا و سيكون وضعها هناك من أسباب تعريف المسلمين بسيرة نبيهم صلى الله عليه و سلم و لقد وعدنى بعض أعضاء الملتقى منذ فترة طويلة أن يضع المنظومات التى سجلتها فى هذين الموقعين و لكنى إلى الآن لم اجد تنفيذا عمليا لهذه الوعود .
أسأل الله أن يتقبل منى هذا العمل و أن يضعه فى كفة الحسنات من ميزان عملى ، و أن يجعله لى ضياء و نورا يسعى بين يدى يوم ترى المؤمنين و المؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم .
اللهم صلى على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم /طه الفهد
---
نورة
09-15-2006, 07:30 PM
أحسن الله إليكم
ونفع بكم
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:32 PM
شكرا لكم على جهودكم النيرة وكتب الله لكم الأجر
---
طه محمد عبدالرحمن
01-07-2007, 01:28 PM
جزاكما الله خيرا .
---
(1/2017)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > منهج القرآن الكريم في الجدل ..نموذج في الجدل مع النصارى
---
منهج القرآن الكريم في الجدل ..نموذج في الجدل مع النصارى
---
أحمد الطعان
04-25-2006, 11:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
منهج القرآن الكريم في الجدل
نموذج في الجدل مع النصارى
نبقى مع كتاب الله عز وجل لنؤكد أن الأثر الأكبر كان له في مناهج المسلمين إذ إننا سنجد أن القرآن الكريم يخاطب الناس بكل دلائل العقل البرهانية ، والجدلية والخطابية كما أشرنا آنفاً وذلك لكي يلبي كل حاجات الناس العقلية ومواهبهم وقدراتهم وسوف نرى أن أكثر طرق الاستدلال التي استخدمها القرآن الكريم تتجلى في المنهج الكلامي الإسلامي :
فقد استخدم القرآن الكريم قياس الأولى بشكل واسع النطاق وله تطبيقات كثيرة في كتاب الله عز وجل : } وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ { ([1]) ومن أمثلة ذلك قوله عز وجل : } أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ { . وقوله عز وجل : } أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ { ([2]) . ففي هاتين الآتيين الكريمتين إثبات حكم الشيء بناء على ثبوته لنظيره بشكل آكد وأقوى لأن من خلق الشيء يكون قادراً على خلق مثله أو أقل منه ([3]) .(1/2018)
وقوله عز وجل } لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ { ([4]) وقوله عز وجل : } وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ! قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ! الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ !أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْع[1]َلِيمُ !إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ { ([5]) فالذي يخلق من العدم من باب أولى قادر على الإعادة والذي يخلق الشيء من ضده كالنار من الشجر الأخضر ، قادر على خلقه من عناصره ([6]) . وقوله عز وجل : } أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { ([7]) . } وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ { ([8]).
من أمثلة ذلك في الرد على النصارى قوله عز وجل : } إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءادَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ{ ([9]) فإذا كان الخلق من غير أب مسوغاً لاتخاذ عيسى إلهاً فأولى بآدم المخلوق من غير أب ولا أم أن يكون هو الآخر إلهاً ، لكن لما لم يكن آدم إلهاً باعترافكم فمن باب أولى أن لا يكون عيسى إلهاً ([10]).(1/2019)
واستخدم القرآن الكريم قياس الخلف ، وهو إثبات المطلوب بإبطال نقيضه ([11]) وذلك في قوله عز وجل : } لَوْ كَانَ فِيهِمَا ءَالِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ { ([12]). ويسمى هذا الدليل برهان التمانع أيضاً ، ومن أمثلته أيضاً في القرآن الكريم : } وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا { ([13]) . ففي الآية الأولى تعدد الآلهة باطل لأنه يورث الفساد فثبت أن الله عز وجل واحد .وفي الآية الثانية الاختلاف والتناقض باطل لا وجود له في القرآن الكريم فثبت نقيضه وهو أنه محكم معجز فهو لذلك كلام الله عز وجل ([14]).
واستخدم القرآن الكريم قياس الغائب على الشاهد الذي يسمى أيضاً قياس التمثيل ([15]) ، ولكن الفرق كبير جداً بين استخدام القرآن الكريم له ، واستخدام المتكلمين ، فالقرآن الكريم يستخدمه لإثبات قدرة الله عز وجل بأمور مشاهدة للإنسان أو معلومة له بشكل قطعي بدهي لا تنكره العقول ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : } وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ! قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ !الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ !أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ !إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ { ([16]) . وهي الآيات التي ذكرناها قبل قليل مثالاً لقياس الأولى .(1/2020)
فالقرآن الكريم يقيس الغائب هنا وهو الإعادة بعد الموت على أمور معلومة قطعاً للإنسان وهو أنه وجد من لا شيء بعد أن لم يكن أو على شيء مشاهد محسوس يراه الإنسان بعينه وهو استخراج الحار من الشجر الأخضر الرطب أي استخراج الشيء من ضده ([17]) .
ومثل ذلك قوله عز وجل : } وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { ([18]). فقياس الغائب هنا وهو إحياء الموتى على أمر مشاهد محسوس لا يشك فيه عاقل وهو حياة الأرض بعد جفافها ويبسها .
هذا الاستخدام القرآني يختلف جداً عن استخدام بعض المتكلمين إذ جرت عادتهم على استخدامه في الصفات والأفعال الإلهية مما جر إلى كثير من الأخطاء .
واستخدم القرآن الكريم التسليم الجدلي للخصوم ثم كر على مقالاتهم بالنقض والإبطال ومن أمثلة ذلك قوله عز وجل : } مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ { ([19]). والمعنى ليس مع الله عز وجل إله ، ولو سلم ذلك لكم لزم من ذلك ذهاب كل إله بما خلق وعلوُّ أحدهما على الآخر ، فلا يتم في العالم أمر ، ولا ينتظم فيه حكم والواقع خلاف ذلك ، لأن نظام العالم قائم على أحسن حال ، والتناسق الموجود في الكون غاية في الجمال ، فبطل إذن وجود آلهة غير الله عز وجل لأنه يلزم من ذلك اختلال النظام في العالم ، وهذا النوع لا يختلف عن قياس الخلف إلا من جهة التسليم الجدلي المذكور اقتراضاً وليس حقيقة وواقعاً ([20]). ومن أمثلة ذلك أيضاً قوله تعالى يحكي عن الأنبياء وأقوامهم :(1/2021)
}قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ !قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ{ ([21]) فهنا تسليم جدلي من الأنبياء عليهم السلام للمنكرين لنبوتهم لأنهم بشر بأنهم بشر حقاً ولكن ليست البشرية مانعاً من النبوة ([22]) .
واستخدم القرآن الكريم طريقة القسمة ويضرب السيوطي ([23]) مثلاً لذلك بقوله عز وجل : } ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ … { ([24]) .(1/2022)
هذه الأمثلة القرآنية لاستخدام صور متعددة في الاستدلال ، كان لها الأثر الكبير في مناهج المتكلمين الذين استخدموها بشكل واسع النطاق ، ولكن ما ينبغي المقارنة بين المنهج القرآني في الاستدلال ، والمنهج الكلامي ، ذلك لأن القرآن الكريم لا يخوض في التقسيمات والتشقيقات والتفريعات المملة والمرهقة التي نجدها لدى بعض المتكلمين ، والتي لا تؤدي إلا إلى إتعاب الناظر ، وإجهاد عقله وفكره دون جدوى ، إضافة إلى أن جدل المتكلمين موجه إلى العقل فقط ، فهو لذلك يتسم بالجفاف والتعقيد ولا يعطي في الغالب ثمرة إيجابية ، لأن اليقين العقلي لا يكفي وحده لدفع الناس إلى الالتزام ، إذ لا بد من أن يقترن هذا اليقين بدافع من الحب أو الخوف أو الرغبة أو الرهبة ، وهذا هو منهج القرآن الكريم الذي لا يفصل دائماً بين الدليل العقلي ، والوازع القلبي والعاطفي ، ويقرن دائماً الترغيب والترهيب بأدلة العقول والنظر ، فلنتأمل في بعض هذه الآيات يقول عز وجل : } إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ! إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا! مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا {([25]) . فهو بعد أن توعد المنافقين استثنى منهم التائبين والمخلصين ثم بين أنه عز وجل غني عن عذاب العالمين : } ما يفعل الله بعذابكم {. أي أنه عز وجل لا شأن له بعذابكم لأنه منزه عن دفع المضار وجلب المنافع وإنما قصده حمل المكلفين على فعل الحسن ، واجتناب القبيح ([26]) .(1/2023)
ومع النصارى نعود إلى الآيات القرآنية لنتأمل فيها يقول عز وجل : } لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ !لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ !أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ! مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ! قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ! قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ {([27]). يجد المتأمل في هذه الآيات أن القرآن الكريم يستخدم مع النصارى الدليل العقلي والدليل الوجداني وقد تمثلت الأدلة العقلية في هذه الآيات في :
¯ أن المسيح نفسه يتبرأ من هذه الدعوى ويعلن عبوديته لله عز وجل ويدعو الآخرين إلى عبادة الله وحده } وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ {.
¯ وأن الأدلة قامت على أنه لا إله إلا إله واحد فكيف تدعون أنهم ثلاثة } وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ { .(1/2024)
¯ إضافة إلى أن المسيح رسول كغيره من الرسل يأكل الطعام وأكل الطعام كناية عن إحداث الحدث وهو في قمة الدلالة على العبودية والضعف } كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ { .
¯ إضافة إلى أن المسيح عاجز عن الضر والنفع ، ولا يملك من ذلك شيئاً وكله بيد الله عز وجل : } قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ { .
وأما الأدلة الوجدانية فقد تمثلت في :
¯ الترهيب والوعيد وذلك في قوله عز وجل : } إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ{ وقوله جل شأنه : } وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ { .
¯ والترغيب والتأنيس وذلك في قوله عز وجل : } أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ { .
ونفس الأمر نجده مع اليهود فنجد التقريع والتهديد في قوله عز وجل : } وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ { ([28]). ثم نجد في الآية التي تليها ترغيبٌ في الآخرة :
}وَلوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ ءامَنُوا وَاتَّقَوْا لكَفَّرْنَا عنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ {. وترغيب في سعة الرزق وبسطة العيش في الدنيا كما في قوله عز وجل :(1/2025)
} وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ { . ولعل ذلك لأنه عز وجل يعلم شدة حرصهم على الحياة الدنيا وطمعهم في ملذاتها .
إن دعوة القرآن الكريم الرفيعة اللينة لتأخذ بالألباب ، وتدخل إلى الوجدان فتؤثر في النفوس أيما تأثير حتى أن تلك النفوس المرتكسة في غيِّها تتفاعل فيها الأحاسيس والمشاعر عند سماع القرآن وتوقن في قرارات أنفسها بأن هذا يعلوا على أساليب البشر .([29])
وهذا ما وقع لكثير من المشركين عند سماع القرآن الكريم فقد سمع جبير بن مطعم رسول الله r يقرأ في صلاة المغرب بالطور فلما بلغ رسول الله r هذه الآيات : }أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ! أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ! أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ { ([30]) قال كاد قلبي يطير ، وذلك أول ما وقر الإسلام في قلبي ([31]) .
وهكذا نجد أن المنهج القرآني في الجدل يسلك طرائق مختلفة تخاطب الجوانب المختلفة في النفس الإنسانية ، عقله وضميره ووجدانه وحواسه .
ــــــــــ الحواشي ـــــــــــــــــــــ
([1]) : سورة الروم آية 27 .
([2]) : سورة يس آية 81 .
([3]) انظر : منهج القرآن في تأسيس اليقين للدكتور محمد السيد الجليند ص 79 .
([4]) : سورة غافر آية 57 .
([5]) : سورة يس آية 78- 83 .
([6]) انظر منهج القرآن في تأسيس اليقين للدكتور الجليند ص 81 .
([7]) سورة الأحقاف آية 32 .
([8]) سورة الروم آية 27 .
([9]) سورة آل عمران آية 59 .
([10]) انظر : مناهج الجدل في القرآن الكريم للدكتور زاهر الألمعي ص 77 .
([11]) سنفصل القول فيه فيما بعد إن شاء الله عز وجل .
([12]) سورة الأنبياء آية 22 .(1/2026)
([13]) سورة النساء آية 82 .
([14]) انظر : مناهج الجدل للألمعي ص 78 .
([15]) انظر : معيار العلم للغزالي ص 154 ومناهج الجدل للألمعي ص 78 .
([16]) سورة يس الآيات 78 – 83 .
([17]) انظر : الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ص 53 ، 54 / مجلد 2 جزء 4 . ومناهج الجدل للألمعي ص 79 .
([18]) : سورة فصلت آية 39 .
([19]) : سورة المؤمنون آية 91 .
([20]) انظر : الإتقان للسيوطي ص 56 / مجلد 2 جزء 3 ومناهج الجدل للألمعي ص 82 .
([21]) : سورة إبراهيم آية 10-11 .
([22]) انظر : الإتقان للسيوطي ص 57 / مجلد 2 جزء 3 .
([23]) انظر : السابق ص 55 / مجلد 2 جزء 4 .
([24]) : سورة الأنعام آية 143 .
([25]) : سورة النساء آية 145-147 .
([26]) : انظر التفسير الكبير للرازي ص 90 / مجلد 6 جزء 11 .
([27]) : سورة المائدة آية 71- 76 .
([28]) : سورة المائدة آية 64 .
([29]) انظر : مناهج الجدل للألمعي ص 69 ، 70 .
([30]) : سورة الطور آية 34 – 36 .
([31]) الرواية أخرجها البخاري في صحيحه كتاب تفسير القرآن رقم 4854 وابن ماجه في سننه كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها رقم 832 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بريد إلكتروني : ahmad_altan@maktoob.com
---
د.حسن خطاف
04-27-2006, 01:40 AM
بارك الله بك يا أبا أسيد على مشاركاتك القيمة وعلى تنبيهاتك في استخدام المتكلمين لهذه المناهج فلقد جرت بعض هذه المناهج المتكلمين إلى انزلاقات فكرية حتى غدا الكثير منهم ، يحاكم النصوص القرآنية والحديثية ، ولاسيما النصوص المتصلة بالإلهيات
بارك الله بجهودك
---
سمير القدوري
05-30-2006, 01:29 AM
سيدي الفاضل أكرمه الله.
جزاك الله خيراً .
---
عبدالرحمن الشهري
05-30-2006, 05:44 AM(1/2027)
أحسن الله إليكم يا أبا أسيد على هذه الإشارات الخاطفة المركزة حول منهج القرآن في جدل النصارى وإقامة الحجة عليهم . فقد انتفعت بها كثيراً عند قراءتي لها اليوم بتأنٍ وتأمل . بوركت وبروك قلمك وعلمك .
---
سعيد بن متعب
05-30-2006, 07:27 AM
جزاكم الله خيرا
والحقيقة أن قراءة ما كتب حول هذا الموضوع في هذه الفترة من زماننا تبدو ماسة وذلك للاستعانة بذلك المنهج في دفع شبهات الخصوم وختلهم وقطعهم بأسلوب علمي رصين ، وفي كتب البحث والمناظرة وكتب الجدل مزيد من تعريف المناظر بأساليب النظر والجدل التي تجعل المناظر والناظر يصلان للحقيقة التي ينشدانها بطريقة علمية بعيدة عن اللجاج في الخصومة والحيدة وسائر العيوب التي لا يليق بالمجادل أن يقع فيها0
ومن نظر إلى بعض المجادلات التي حصلت قريباً على اعمدة الصحف وخصصت لها بعض الملاحق صفحات خاصة أدرك افتقادنا لمناهج الجدل سواءً من كان منا محقاً أو كان مبطلاً وبذلك لم يخرج القارئ والمتابع بجديد مقنع اللهم إلا ما كان منذلك موجوداً لديه تحت تأثير توجه عام أو عاطفة متمكنة
لقد تابعت بعض المناظرات على قناة المستقلة فلم أقتنع بحجج الطرفين اللهم إلا بما لدي من رصيد سابق من المعرفة بمواضيع المناظرة وقد صارت المناظرات على أيدي من لا يتقن أدواتها ويعرف أساليبها أصبحت شبهات تثار على العوام ولا يجاب عنها ومن هنا كان موقف المناظر (المجادل) خطيراً ووجب عليه أن يتقي الله في نفسه وخاصة إذا كان ممن يدافع عن حق فيجب عليه بعد معرفة الحق بأدلته أن يتضلع في أساليب الجدل فإنها مفيدة في مسالك الظنون خاصة0
أشكركم مرة أخرى وأتمنى للجميع التوفيق والعلم النافع
---
أحمد الطعان
05-30-2006, 10:00 PM
أشكركم جميعاً إخوتي وبارك الله فيكم ...(1/2028)
في الحقيقة لقد انتفعت في هذا البحث وفي مباحث أخرى شبيهة به في رسالتي للماجستير برسالة الدكتور الفاضل زاهر بن عواض الألمعي جزاه الله خيراً ووفقه الله ...
وأظن أنه باحث سعودي ... وأدعو الإخوة في الملتقى إلى التواصل معه ودعوته إلى الملتقى ..
لنفيد منه إن شاء الله عز وجل .
والسلام عليكم ورحمة الله
---
أحمد البريدي
05-30-2006, 10:28 PM
نعم الأستاذ الدكتور زاهر بن عواض الألمعي , باحث سعودي وعضو مجلس الشورى سابقاً , وهو استاذ في قسم القرآن في جامعة الإمام , ورئيس الجمعية السعودية للقرآن وعلومه حالياً , وهو من مشايخنا في مرحلة الدكتوراه , ومن المهتمين بالملتقى , والسؤال عنه .
---
أخوكم
08-12-2006, 06:06 AM
جزاك الله كل خير على موضوع كهذا
وإنا نستزيدك منه ، لكثرة أخطاء إخواننا المسلمين أثناء المناقشات وخاصة مع النصارى
---
مروان الظفيري
09-18-2006, 07:42 PM
هذا هو النبي الذي يجده اليهود مكتوباً عندهم في العهد القديم..
أقامه الله بشراً ورسولاً وألقى إليه كلماته في كتاب لا يبلى وبلغ كل ما أرسله الله به
فتمت كلمات الله صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونها بدلاً فليستمع اليهود والنصارى
إلى ما يؤمنون به ثم لتصغي أفئدتهم إلى هذا القرآن وليرضوه وليقترفوا بعد ذلك ما هم مقترفون
(أقيم لهم نبياً من بين إخوتهم مثلك وألقى كلامي في فيه فيخاطبهم بجميع ما أمره به
وأي إنسان لم يطع كلامي الذي يتلكم به باسمي فإني أحاسبه عليه.
فإن تكلم النبي باسم الرب ولم يتم كلامه ولم يقع فذلك الكلام لم يتكلم به الرب
بل لتجبره تكلم به النبي فلا تخافوه – سفر تثنية الاشتراع، الفصل الثامن عشر).
وإذا كان اليهود والنصارى يؤمنون بهذا الذي يجدونه عندهم في العهد القديم
فإن هذا النبي هو محمد رسول الله :(1/2029)
{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .} (الإعراف 157).
أثابك الله خيرا ياأخي الحبيب الباحث الحصيف اللبيب أحمد الطعان
على هذا البحث الرائع الشائق الماتع
كانت لطائف وإشارات خاطفة ، ببراعة متناهية في القول الفصل
حول منهج القرآن في جدل النصارى وإقامة الحجة عليهم
وخاصة أننا في زمن عشنا نرى فيه العجائب من تزييفهم للحق ، وإلباسهم للباطل لبوسا فيه كثيرا
من الزيف والبهتان ...
---
أحمد الطعان
09-20-2006, 04:21 PM
بارك الله بكم إخوتي الأحبة ... وجزاكم خيراً
شكراً لك أخي مروان وأكرمك الله
---
(1/2030)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال ما حكم الإجازة عن طريق البالتوك أو التليفون ؟
---
سؤال ما حكم الإجازة عن طريق البالتوك أو التليفون ؟
---
فرغلي عرباوي
06-14-2004, 02:16 PM
ما حكم الإجازة عن طريق البالتوك أو التليفون ؟
مع العلم أن هذه الواسطة التي بين المجيز والمجاز لا تعرف الكذب بل تنقل
الصوت
بالتمام وبورك فيكم
---
(1/2031)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > النكتة العلمية التي لم يذكرها ابن عاشور إلا في آخر تفسيره !
---
النكتة العلمية التي لم يذكرها ابن عاشور إلا في آخر تفسيره !
---
عمر المقبل
02-12-2006, 11:42 PM
قال الطاهر ابن عاشور في تفسيره 30/500 ـ تفسير سورة الماعون في تفسير الآيات 4-7 ـ ( فويل للمصلين ... ويمنعون الماعون ):
"واعلم أنه إذا أراد الله إنزال شيء من القرآن ملحقاً بشيء قبله ، جعل نظمَ الملحقِ مناسباً لما هو متصل به ، فتكون الفاء للتفريع ،وهذه نكتة لم يسبق لنا إظهارها ،فعليك بملاحظتها في كل ما ثبت أنه نزل من القرآن ملحقاً بشيء نزل قبله منه " .
---
نياف
02-13-2006, 12:10 AM
بارك الله فيك وغفر لك ورزقك الفردوس الأعلى
---
عمر المقبل
03-15-2006, 12:28 AM
بارك الله فيك وغفر لك ورزقك الفردوس الأعلى
وإياك أخي الكريم نياف ..
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2006, 12:24 AM
معنى كلام ابن عاشور هذا الذي تفضل أخونا العزيز الدكتور عمر المقبل بالإشارة إليه يظهر بمعرفة أن مقصود ابن عاشور أن الآيات الثلاث الأولى من سورة الماعون نزلت منفصلة قبل بقية الآيات ، سواء كانت مكية كلها أوكانت الثلاث فقط مكية . وهي (أرأيت الذي يكذب بالدين* فذلك الذي يدع اليتيم * ولا يحض على طعام المسكين) .
والأيات التي بعدها نزلت فيما بعد ، وساء كانت مكية أو مدنية نزلت في بعض المنافقين (فويل للمصلين ...الآيات) .
فلما جاءت الآيات الأخيرة التي قد تكون مدنية متصلة ومرتبطة بالآيات المكية السابقة لها جيء بالفاء التي للتفريع ، ليكون نظمُ الآيات التالية مناسباً لما هو متصل به.
وهذه نكتة بديعة ، لو تتبعها باحثٌ جاد لكان حسناً ، وهذا بحث مرتبط بمبحث نزول الآيات وترتيب نزولها ، ومرتبط بمعرفة نظم الكلام وبلاغته.(1/2032)
بارك الله فيكم أبا عبدالله على هذه التأملات والفوائد التي تتحفوننا بها في الملتقى وغيره ، وزادكم الله علماً بكتابه ، وفقهاً بوحيه.
---
أبو إسحاق
04-09-2006, 02:18 AM
السلام عليكم
إن الآيات الثلاث الاولى تذكر صفات مستحق الويل (أرأيت الذي يكذب بالدين *فذلك الذي يدع اليتيم *ولا يحض على طعام المسكين),فمعنى الآية عطفُ صفتي: دَع اليتيم، وعدم إطعام المسكين على جزم التكذيب بالدين,والذي فيه هذه الصفات ليس بمسلم ولهذا فإن وصفهم بـ «المصلين» إِذَنْ تهكم، والمراد عدمه، أي الذين لا يصلون، أي ليسوا بمسلمين كقوله تعالى:" قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين "[المدثر: 43، 44] وقرينة التهكم وصفهم بـ " الذين هم عن صلاتهم ساهون ".
فهذا يرجح أن السورة مكية وانها نزلت في حق الكفار.
هذا والله اعلم.
---
(1/2033)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل ( أسباب الخطأ في التفسير ) نفيسة جداً
---
حمل ( أسباب الخطأ في التفسير ) نفيسة جداً
---
أبو العالية
02-07-2007, 09:35 AM
الحمد لله ، وبعد ..
أسباب الخطأ في التفسير ( رسالة دكتوراه ) (http://www.archive.org/details/asbab_al-khataa_tfseer_pdfbook_ara)
ودمتم على الخير أعواناً
---
(1/2034)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > هل من جديد حول إنشاء غرفة البالتوك
---
هل من جديد حول إنشاء غرفة البالتوك
---
ابن الجزيرة
08-14-2005, 08:09 PM
كنت قرأت قبل مدة في هذا المنتدى المبارك عن إقتراح حول إنشاء غرفة بالتوك تقوم بنقل الدروس والمحاضرات المتعلقة في القرآن وعلومه , وغيرها كالمناقشات العلمية , وجلسات الحوار ؛ فهل لنا إن نسمع جديداُ في هذا
---
بدر النفيعي
12-25-2005, 01:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي عبد الرحمن الشهر ي ارجو ا سرعة تلبية هذا الطلبلان فيه خير كثير ودمتم بخير
---
عبدالرحمن الشهري
12-26-2005, 06:53 PM
إن شاء الله .
---
(1/2035)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فضل اتباع السنة لمحمد عمر بازمول
---
فضل اتباع السنة لمحمد عمر بازمول
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
02-22-2007, 07:09 PM
فضل اتباع السنة لمحمد عمر بازمول
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
] يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ[ [آل عمران:102].
] يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيْراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوْا اللَّهَ الَّذِيْ تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباً[ [النساء:1]
] يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماًً الأحزاب:70،71].
أما بعد: فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد e وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أمّا بعد:
فهذه محاضرة بعنوان فضل اتباع السنة أدرتها على العناصر التالية: -
-تعريف السنة .
-أقسام السنة وأنواعها .
-ثمرات إتباع السنة وهي التالية :-
1. أنها سبيل النجاة من الاختلاف .
2. أنها سبيل الفكاك من الافتراق .
3. أنها سبيل الهداية من الضلال .
4. أن النسبة إليها فيها شرف النسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
5. أننا باتباعها ننفك من سبل الشيطان .(1/2036)
6. أننا باتباعها يرفع المسلمون عن أنفسهم سمة الذل والهوان .
7. أن فيها تشخيص الداء والدواء .
8. أن فيها تحصيل الشرع جميعه .
9. أن بها يكون تمام صالح ومكارم الأخلاق .
10. أن بها ينجو المسلم من العذاب الأليم من النيران .
11. أن بها ينال المسلم دخول الجنة .
12. أن بها يكون إحياء السنة .
ذاك هو مجمل هذه المحاضرة وإليكم البيان .
العنصر الأول في المحاضرة وهو تعريف السنة :
السنة في اللغة: السيرة والطريقة, تقول فلان على سنة فلان أي: على طريقة فلان أي على سيرة فلان هذا هو المعنى في اللغة .
السنة في الشرع: إتباع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأوامر وترك ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم فهي تشمل في الشرع كل ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أمور واجبة وأمور مستحبة وترك الأمور المحرمة وترك الأمور المكروهة . ثم بعد ذلك أصبح للسنة اصطلاح عند العلماء :-
فالسنة عند المحدثين :- ما أضيف للرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية .
فأما ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول يعني حديث فيه قول للرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى…)) . الحديث, هذه سنة قولية.
وأمّا الفعل فهو السنة الفعلية: أن ينقل إلينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل كذا وكان يترك كذا مثل قول أنس رضي الله عنه كان رسول الله يحب الدباء هذا أمر من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً من السنة الفعلية ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أفعال في الصلاة أو أفعال في الزكاة أو أفعال في الصوم أو أفعال في الحج هذه كلها تدخل تحت السنة الفعلية .(1/2037)
وأمّا التقرير فهذه السنة التقريرية:وهي أن يحدث الفعل أمام الرسول صلى الله عليه وسلم أو في زمنه والوحي ينزل ويقر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ويقر الوحي ذلك فلا ينكر ولا يغير فتكون بذلك تقرير شرعي للفعل! ودلالة السنة التقريرية بمجردها على الاستحباب ضعيفة!
وأما الصفة الخُلُقية : فهي ما نقل إلينا من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم كيف كانت وسئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان خلقه القرآن".
وأما الصفة الخلقية فما ينقل لنا عن هيئته صلى الله عليه وسلم كما يأتي في بعض الأحاديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة لا بالطويل ولا بالقصير إذا وقف بين الطوال طالهم وكان صلى الله عليه وسلم أبيض الوجه وجهه كأنه فلقة القمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ... إلى أخر ما يذكر في صفات خلقه صلى الله عليه وسلم!
إذاً السنة عند المحدثين ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية .
والسنة عند الأصوليين والفقهاء :
ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
لأن الفقيه والأصولي إنما ينظر في السنة من جهة أنها دليل شرعي وبالتالي لا يكتسب عنده سمة الدليل إلا هذه الأمور الثلاثة وهي : القول و الفعل والتقرير.
والفقهاء حينما يذكرون السنة ويريدون بها هذا المعنى ينبهون أن لهم اصطلاحاً آخر يطلقون فيه كلمة السنة بمعنى المستحب والمندوب ويجعلونها مرتبة من مراتب الحكم الشرعي التكليفي فيقولون : الأحكام الشرعية: خمسة الواجب والمحرم والمكروه والمباح والمستحب .
وهذا المستحب يعبرون عنه بالمندوب ويعبرون عنه بالسنة .(1/2038)
وشاع عند بعض الناس أن السنة هي فقط المستحب الذي ثمرته أنه يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه والواقع أن هذا الاصطلاح اصطلاح حادث جرى عليه أهل الأصول وأهل الفقه في بيان مرتبة من مراتب الحكم الشرعي التكليفي لكن لا يصح لنا أن نفسر كلمة سنة إذا جاءت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو في كلام الصحابة أو في كلام التابعين أو الأئمة الكبار بمعنى المستحب فالسنة عندهم أعم من ذلك تشمل المستحب والواجب بل تشمل ما يكفر مخالفه، ولذلك أئمة السلف والأئمة الكبار في القرون الثلاثة الفاضلة الذين ألفوا وصنفوا لهم كتب اسمها كتب السنة تشتمل على أمور الاعتقاد والتي يكفر مخالفها ككتاب السنة لابن أبي عاصم وكتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل وكتاب السنة للمروزي وغيرهم .
إذاً ينبغي ألا يهجم المرء على تفسير كلمة السنة إذا وردت في كلام الصحابة أو في كلام الأئمة التابعين أو الأئمة الكبار بأنها بمعنى المستحب فقط لأن هذا اصطلاح حادث لا ينبغي أن يفسر عليه كلام أولئك القوم.
إذا اتضح هذا ننتقل إلى العنصر التالي :
ما هي أقسام السنة:
السنة عند النظر تنقسم إلى قسمين :
سنة صريحة: إضافتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم صريحة وظاهرة .
يأتيك في الحديث قال رسول الله فعل رسول الله كان رسول الله كذا أو حصل كذا مع رسول الله فالإضافة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تأتي صريحة فهذه سنة صريحة .
السنة الضمنية: وهي سنة تغيب عن أذهان بعض الناس. و هي التي لا يأتي فيها صريحاً ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم لكن حكمها حكم السنة المرفوعة الصريحة.
ما هي هذه السنة :
أقوال الصحابة التي لا مجال للرأي والاجتهاد فيها لأنها ما دامت لا مجال للرأي والاجتهاد فيها فمن أين مصدرها ومن أين أخذوها ؟ أخذوها من الرسول صلى الله عليه وسلم .(1/2039)
- قول الصحابي الذي لا مخالف له فيه هذا أيضاً حكمه حكم السنة المرفوعة، وبعض أهل العلم يقول هذا إجماع سكوتي إذ أن الصحابي حينما يقول القول ويسكت عن الإنكار الصحابة الآخرون فإن هذا دليلٌ أن قول هذا الصحابي سنة إما أنه سنة صريحة بهذه الموافقة أو أنه حصل على درجة الحجة بموافقة الصحابة فصار حكمه حكم الإجماع السكوتي .
- قول الصحابي في أسباب النزول، في أسباب نزول القرآن الكريم هذا أيضاً حكمه حكم السنة المرفوعة إذا كانت الصيغة التي عبر فيها عن سبب النزول صيغة صريحة كقوله حدث كذا فأنزل الله كذا فإن هذا صريح في أن هذه الواقعة حصلت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم .
- قول الصحابي في تفسير مرويه فإن الصحابي حينما سمع الحديث من الرسول صلى الله عليه وسلم علم بالقرائن التي حفت هذا الحديث فتفسيره لما يرويه عن الرسول صلى الله عليه وسلم مقدم على كلام غيره بل لعل الأصل فيه أن يكون هذا الفهم أو المعنى الذي فسر فيه الحديث يغلب على الظن أنه استفاده من الرسول صلى الله عليه وسلم .
هذه أنواع تندرج تحت السنة الضمنية تغيب عن أذهان بعض الناس ولكن أهل الحديث من أكثر الناس تنبهاً لها لذلك تراهم إذا ألفوا الأجزاء الحديثية يوردون الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة لأنها لا تخلوا من أن تتضمن الدلالة أو الإشارة إلى سنة من السنن. ولهذا على طالب العلم أن يشمر عن ساعده للاعتناء بالوارد عن الصحابة في مسائل العلم، وهذا الجانب يقع فيه قصور من جهات:
الأولى: أن الغالب عدم الاعتناء ببيان الصحيح من الضعيف من الآثار. الثاني: عدم تحرير قول الصحابي في المسألة.
الثالث: الهجوم على نسبة القول إلى الصحابي، قبل تحرير إن كان آخر القولين له أوْ لا.
بعد ما عرفنا تعريف السنة وأقسام السنة نذكر لكم الآن فضل إتباع السنة والثمرات التي يجنيها المسلم إذا أتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
فأقول كمقدمة لهذه الثمرات :(1/2040)
الحديث عن فضل اتباع السنة النبوية هو الحديث عن الإسلام بتشريعاته وحكمه البالغة وآدابه إذ السنة هي الدين كله قال تعالى ] وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ. كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَآءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. أُولَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ. إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ [[آل عمران :85-88] .
فالدين هو الإسلام والإسلام هو السنة فالدين هو السنة وفي هذه المحاضرة سأحاول أن ألقي الضوء على أهم ثمرات إتباع السنة والدخول فيها جعلنا الله وإياكم من أهلها فأقول مستعيناً بالله :
من أهم ثمرات ونتائج إتباع السنة ما يلي:
الثمرة الأولى
أن في اتباع السنة أخذ بالعصمة من الوقوع في الاختلاف
المذموم والمبعد عن الدين
الاختلاف المذموم الذي هو سمة الضعف ولا يسلم المرء منه إلا بطاعة الله وطاعة الرسول قال تعالى:] وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوَاْ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ[ [الأنفال :46]. ففي إتباع السنة والأخذ بها طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وذلك سبيل النجاة من الاختلاف المذموم.(1/2041)
أخرج الترمذي في سننه في كتاب العلم باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع وأبو داود في كتاب السنة من سننه باب ما جاء في لزوم السنة عن العرباض بن سارية قال "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدٌ حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافاً كثيراً وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ".
وفي لفظ ابن ماجه قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم ما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبداً حبشياً فإنما المؤمنون كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد".
هذه الوصية من الرسول صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم لا يخرج عنها شيء وهي أصل عظيم من أصول الدين. وذلك أن حياة الناس تحوطها العلاقات؛ فهي إمّا علاقة للعبد مع ربه. وإما علاقة للعبد مع مجتمعه. وإمّا علاقة مع نفسه.
وبيّن الحديث أمر العلاقة مع الله في قوله صلى الله عليه وسلم: " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّه".
وأمر العلاقة مع المجتمع في قوله: "وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ".
وأمر العلاقة مع النفس بينه في الوصية بالتقوى والتمسك بالسنة. تدلنا هذه(1/2042)
الوصية على فضل وثمرة من ثمرات اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
الحديث حديث أبي نجيح العرباض بن سارية فيه إخبار عن أمر سيكون ، ما هو هذا الأمر؟!
أخبر أنه سيكون اختلاف كثير بين المسلمين عما كان عليه الحال في زمنه صلى الله عليه وسلم : "ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً "!
ما النجاة ما الفكاك كيف الخلاص ؟
قال: " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ " .
إذاً أول ثمرة وأول فضل لاتباع السنة أنك تعصم نفسك به على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه، تعصم نفسك عن الاختلاف المذموم ، تعصم نفسك عن الدخول في أمور الاختلاف والفرقة التي ذمها الإسلام بأن تتمسك بالسنة وهذا معيار من الرسول صلى الله عليه وسلم نعلمه ونلقنه للناس نقول لهم إذا جاءكم أمر من الأمور والتبست عليكم الأمور وما عرفتم هل هذا الأمر يجوز أو لا يجوز؛ فانظروا هل كان عليه حال الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه هذا ضابط علمنا إياه صلى الله عليه وسلم فقال: "ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ...".
وقوله في الحديث: (فعليه بسنتي) أي فليلزم سنتي (وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي فالإضافة إليهم إما لعملهم بها أو لاستنباطهم واختيارهم إياها وقد كانت طريقتهم هي نفس طريقته، فإنهم أشد الناس حرصا عليها وعملا بها في كل شيء. وعلى كل حال كانوا يتوقون مخالفته في أصغر الأمور فضلا عن أكبرها. وكانوا إذا أعوزهم الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عملوا بما يظهر لهم من الرأي بعد الفحص والبحث والتشاور والتدبر، وهذا الرأي منهم أولى من رأي غيرهم عند عدم الدليل .(1/2043)
قال أبو حاتم ابن حبان رحمه الله: "في قوله صلى الله عليه وسلم: "فعليكم بسنتي" عند ذكره الاختلاف الذي يكون في أمته بيان واضح أن من واظب على السنن قال بها ولم يعرج على غيرها من الآراء من الفرق الناجية في القيامة جعلنا الله منهم بمنه .
ثم بوّب في ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وحفظه نفسه عن كل من يأباها من أهل البدع وإن حسنوا ذلك في عينه وزينوه"اهـ(1).
الثمرة الثانية
أن في اتباع السنة ولزومها النجاة من الفرقة التي توعد أهلها بالنار
هناك الاختلاف وقد لا يصل إلى حد الفرقة لكن قد يصل الاختلاف إلى حد فتكون هناك فرق وجماعات وانتماءات ذمها الرسول صلى الله عليه وسلم أخرج ابن ماجة عن أنس ابن مالك قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة " .
وأخرج الترمذي عن عبد الله بن عمر قال صلى الله عليه وسلم : "ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا واحدة إلا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال : ما أنا عليه وأصحابي "
وعن معاوية بن أبي سفيان قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة ثنتان وسبعين في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة "(1) .
ففي هذا الحديث بيان أن في لزوم سنته صلى الله عليه وسلم السلامة من الفرقة المذمومة التي توعد أهلها بالنار .
هناك في الثمرة الأولى ذكر الاختلاف وقد يحدث الاختلاف ولا يصل إلى فرقة فاتباعك للسنة يسلمك من الاختلاف .(1/2044)
هنا في الثمرة الثانية ذكر فرق وهذا خبر من الرسول صلى الله عليه وسلم فيه إعجاز وتصديق لنبوته صلى الله عليه وسلم إذ الأمر حصل كما قال عليه الصلاة والسلام وحصلت فرق، هناك الخوارج وهناك المعتزلة وهناك المرجئة وهناك الجهمية وهناك الرافضة فرق كثيرة حصلت ، أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذه الفرق ستبلغ إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ما هي ؟ هي التي تكون ما عليه أنا وأصحابي .
إذاً هذا فيه تعظيم لأمر إتباع السنة أليس كذلك؟
فيه بيان لثمرة من ثمرات إتباع السنة أليس كذلك؟
نقول بلى : فيه تعظيم لاتباع السنة وحث للمسلمين أن يتبعوا السنة فعليهم إذا أرادوا النجاة أن يكونوا على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهذه ثمرة من ثمرات إتباع السنة .
ومن المهم هنا التنبيه على أن قوله صلى الله عليه وسلم: " كلها في النار إلا واحدة " من باب نصوص الوعيد، فالفرق المتوعدة بالنار، في قوله صلى الله عليه وسلم: " كلها في النار إلا واحدة " هذا عذابها إن شاء الله عذبها وإن شاء غفر لها، كما قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشَآءُ } [النساء:48]،[مجموع الفتاوى (7/217-218)].
قال الآجري محمد بن الحسين (ت360هـ) رحمه الله : " فالمؤمن العاقل يجتهد أن يكون من هذه الملة الناجية باتباعه لكتاب الله عزوجل وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم وسنن أصحابه رحمةُ الله عليهم ، وسنن التابعين بعدهم بإحسان، وقول أئمة المسلمين ممن لا يستوحش من ذكرهم مثل سفيان الثوري والأوزاعي ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل وأبي عبيد القاسم بن سلام ومن كان على طريقهم من الشيوخ فما أنكروه أنكرناه وما قبلوه وقالوا به قبلناه وقلنا به، ونبذنا ما سوى ذلك"اهـ [كتاب الأربعين حديثاً للآجري، تحقيق أخينا الفاضل بدر البدر، أضواء السلف، 1420هـ].
الثمرة الثالثة(1/2045)
أن في لزوم السنة تحصيل الهداية والسلامة من الضلال
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يرد عليَّ الحوض" (1).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال : " يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه " (2) .
وعن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم" (3).
وعن أبي أمامه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما ضل قومٌ بعد هدىً كانوا عليه إلا أتوا الجدل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
] مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاَ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ[" (1).
والكتاب والسنة قد هُدِي من تمسك بهما.
هذه الأحاديث تفيد أن في اتباع السنة النبوية سلامة من الضلال: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض". إذاً هذا الحديث فيه بشارة لمن اتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتمسك بها وأنها ستكون داعية وهادية في عرصات يوم القيامة إلى الحوض المورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم وهذه ثمرة عظيمة من ثمرات التمسك والاتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال ابن تيمية رحمه الله: "كان أئمة المسلمين مثل مالك وحماد بن زيد والثوري ونحوهم إنما تكلموا بما جاءت به الرسالة وفيه الهدى والشفاء فمن لم يكن له علم بطريق المسلمين يعتاض عنه بما عند هؤلاء وهذا سبب ظهور البدع في كل أمة وهو خفاء سنن المرسلين فيهم وبذلك يقع الهلاك، ولهذا كانوا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة".
قال مالك رحمه الله: "السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك".(1/2046)
وهذا حق فإن سفينة نوح إنما ركبها من صدق المرسلين واتبعهم وأن من لم يركبها فقد كذب المرسلين . واتباع السنة هو اتباع الرسالة التي جاءت من عند الله فتابعها بمنزلة من ركب مع نوح السفينة باطنا وظاهرا والمتخلف عن اتباع الرسالة بمنزلة المتخلف عن اتباع نوح عليه السلام وركوب السفينة معه.
وهكذا إذا تدبر المؤمن سائر مقالات الفلاسفة وغيرهم من الأمم التي فيها ضلال وكفر وجد القرآن والسنة كاشفان لأحوالهم مبينان لحقهم مميزان بين حق ذلك وباطله والصحابة كانوا أعلم الخلق بذلك كما كانوا أقوم الخلق بجهاد الكفار والمنافقين كما قال فيهم عبدالله بن مسعود: من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم فإنهم كانوا على الهدي المستقيم"(1)اهـ.
الثمرة الرابعة
أن في السنة دخولاً تحت اسم النبي صلى الله عليه وسلم
وفي تركها خروجًا عن اسم الرسول صلى الله عليه وسلم
الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : "من رغب عن سنتي فليس مني" وله قصة أخرج الشيخان واللفظ للبخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها ، فقالوا أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبداً وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال : أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله واتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ".(1/2047)
وترك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم هو رغبة عنه، تركها بعد علمها هو رغبة عنه والرغبة عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم على درجتين : قد تكون في درجة المعصية وقد تكون في درجة الكفر والعياذ بالله .
إذا تركتها إعراضاً عنها وإنكاراً لها وانتقاصاً لها فأنت انتقصت الدين وانتقاص الدين نوع من الكفر والإعراض عن الدين نوع من أنواع الكفر والعياذ بالله.
أما إذا تركت السنة تهاوناً وكسلاً لا عن اعتقاد القصور فيها واعتقاد النقص فيها، فأنت بحسب هذه السنة التي تركتها إن تركت واجباً فأنت عليك إثم الواجب وإن تركت مستحباً فأنت قد فاتك فضل المستحب وإذا أدمنت وداومت على ترك المستحب فإن أهل العلم في المذاهب الأربعة يسقطون عدالتك ويفسقونك بترك السنة بمعنى الإدمان على تركها. من ذلك ما ورد عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: أنه سئل عمن يترك صلاة الوتر وصلاة الوتر عنده مستحبة ليست بواجبة فقال: لما سئل عمن ترك أو أدمن ترك صلاة الوتر لا يصلي الوتر قال : ذاك رجل فاسق ترد شهادته. وهو يترك سنة ولذلك نحن ننبه الناس نقول : لا تفهموا من قول العلماء إن السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها هذا المعنى الذي تصلون به إلى التهاون بالسنة نقول : لا ، العلماء ما أرادوا هذا إنما أرادوا بيان السنة والواجب والمحرم والمكروه، أرادوا ما تصح به العبادة وما تفسد به العبادة، أرادوا بيان أدنى الأحوال التي يصل بها الإنسان إلى حد العدالة عموماً لا على الدوام وهم يفرقون مع قولهم إن السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها يفرقون بين من أدمن على ترك السنن وبين من كان يتركها أحياناً ولذلك الإمام أحمد بن حنبل وغيره من أئمة الحق قالوا: ما بلغنا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عملنا به ولو مرة واحدة.
لماذا يصفون هذا؟ لماذا يقولون هذا ؟(1/2048)
حتى يعدوا من أصحاب هذه السنة ، يعدوا من أصحاب هذا الحديث لذلك من ثمرات العمل بالسنة وفضل العمل بالسنة أن من يعمل بها يعد من أهلها .
الثمرة الخامسة
أن في فضل السنة واتباعها الفكاك من سبل الشيطان
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :" خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً فقال : هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن شماله وعن يمينه ثم خط خطوطاً صغيرة عن شمال هذا الخط وعن يمينه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا سبيلي أشار إلى الخط الطويل وقال : هذا سبيلي وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه ثم تلا { وَأَنّ هََذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلاَ تَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ } ". فمن اتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم اتبع الصراط المستقيم وسلم من سبل الشياطين ، وخط الرسول صلى الله عليه وسلم الذي صنعه ومثله بالمثال ليقربه إلى أذهان الناس فخط خطاً وخط على جانبه خطوطاً تصويراً لحقيقة هذه السنة، فالسنة طريق طويل ليست طريقاً قصيراً ولذلك الذين يتعجلون نتائج الدعوة يتعجلون نتائج اتباع السنة وتطبيق السنة يقولون: يا أخي نحن لنا مدة على طلب الحديث ونطبق الحديث والعمل بالسنة ولكن ما يوجد أثر لهذا؛ المجتمعات ماتغيرت!!
فأقول لك: يا أخي لا ضير في ذلك أما ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مثل لسنته وصراطه مثله صراطاً طويلاً ولما مثل السبل الأخرى مثلها سبل قصيرة على جانبيه فلا تغتر ولا تظنن أن اتباعك لتلك السبل التي هي على خلاف السنة يوصلك إلى النتيجة! فبعض الناس قد يظن أنه بهذا الأسلوب الذي يخالف سنة الرسول يصل مباشرة إلى مقصود الدعوة!(1/2049)
فنقول: هذه كلها اغواءات من الشيطان يغويك يفتح لك الأبواب ويغرر بك يوهمك أن هذا السبيل نتيجته سريعة طريقه قصير أما طريق السنة يا أخي فإنه طريق طويل محفوف بالمكاره، ولكنه صراط مستقيم يؤدي بسالكه إلى الجنة، وينجو به من النيران!
هذا سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم إن أردته ألزمه وهو طريق طويل عليك إن تصبر وعليك أن تتابع السبيل ولذلك كان من الوصايا العامة لجميع المؤمنين ما ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله { وَالْعَصْرِ . إِنّ الإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ .إِلاّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصّبْر}
لابد من الصبر في أمر الدعوة!
وسبيل الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة ومنهج الأنبياء في الدعوة ليس بمنهج سريع تستعجل فيه ثمرته، ليس بمنهج بين يوم وليلة بين سنة وسنتين، بل هو سبيل طويل، وصراط مستقيم، أمّا سبيل الشياطين فإنها كلها قصيرة يغرر بك بقصرها فتتوهم أنها تؤدي إلى النتيجة سريعاً!
فسبيل السنة سبيل طويل عليك أن تتبعه وأن تسلكه وأن تتواصى فيه مع إخوانك بالحق وأن تتواصى فيه مع إخوانك بالصبر .
إذاً في اتباعك للسنة أمان لك وفكاك لك من سبل الشياطين .
قال ناصر الدين أحمد بن محمد المعروف بابن المنير (ت683هـ) رحمه الله: "من الحقوق الواجبة نشرها (يعني: السنة) على الناس قاطبة يحملها الآخذ إلى الغالب، ويبلغها الشاهد إلى الغائب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها ثم أدّاها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع" فوظيفة الحامل الجاهل في هذه الأمانة أن يؤديها إلى أهلها بالوفاء والتسليم ووظيفة الحامل الحاذق أيضاً أن يؤديها إلى من عساه أحذق منه في الفهم والتفهيم.(1/2050)
وليحذر أن يحجب عن المزيد باعتقاد أنه ذلك العظيم ففوق كل ذي علم عليم، ومهما ظن أنه ليس وراء قدره مرمى ، فقد حرم بركة قوله عزوجل: {وقل ربي زدني علماً} [طه:114] وقد كان العلماء الربانيون من هذه الأمة على ما وهبوه من القوة في غاية الجزع والهلع يتدرعون العجز الذي يأباه اليوم لكع بن لكع، حتى كان مالك رحمه الله وهو الذي لا يقري أحد كما يقري أهون ما عليه أن يقول فيما لا يدري أنه لا يدري، ويشير بها إلى الأفاضل والأماثل ويقول: جنة العالم لا أدري فإذا أخطأها أصيبت منه المقاتل"اهـ.(1)
قال ابن تيمية رحمه الله: "وعامة هذه الضلالات إنما تطرق من لم يعتصم بالكتاب والسنة كما كان الزهري يقول: كان علماؤنا يقولون الاعتصام بالسنة هو النجاة.
وقال مالك: السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ؛ وذلك أن السنة والشريعة والمنهاج هو الصراط المستقيم الذي يوصل العباد إلى الله والرسول هو الدليل الهادي الخريت في هذا الصراط كما قال تعالى: { إِنّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشّراً وَنَذِيراً .وَدَاعِياً إِلَى اللّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مّنِيراً }.
وقال تعالى: { وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مُسْتَقيم .صِرَاطِ اللّهِ الّذِي لَهُ مَا فِي السَّموَات وَمَا فِي الأرْضِ أَلاَ إِلَى اللّهِ تَصِيرُ الاُمُورُ}.
وقال تعالى: { وَأَنّ هََذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلاَ تَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ }.
وقال عبدالله بن مسعود: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وخط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال هذا سبيل الله وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ: { وَأَنّ هََذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلاَ تَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ }[الأنعام :153].(1/2051)
وإذا تأمل العاقل الذي يرجو لقاء الله هذا المثال وتأمل سائر الطوائف من الخوارج ثم المعتزلة ثم الجهمية والرافضة ومن أقرب منهم إلى السنة من أهل الكلام مثل الكرامية والكلابية والأشعرية وغيرهم(1) وأن كلا منهم له سبيل يخرج به عما عليه الصحابة وأهل الحديث ويدعى أن سبيله هو الصواب وجدت أنهم المراد بهذا المثال الذي ضربه المعصوم الذي لا يتكلم عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" [ مجموع الفتاوى (4/56ـ57)].
الثمرة السادسة
في اتباع السنة تحصل الشرع والدين
وذلك أن الدين معناه أن لا تعبد إلا الله ولا تعبد الله إلا بما شرع ولا طريق لنا في معرفة الشرع بغير القرآن العظيم والسنة النبوية، ولهذا كانت العبادات توقيفية ولا غرو قالت عائشة رضي الله عنها: " كان خلقه القرآن " وسنته صلى الله عليه وسلم شاملة لكل الدين . فهي المبينة للقرآن العظيم قال الله تبارك وتعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنِّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} وقال تعالى: { وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاّ لِتُبَيّنَ لَهُمُ الّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل:64].
توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي، فمن زاد أو أنقص فقد أساء وظلم" .
وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي"!
وهو الذي قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وهو الذي قال: " أفشوا السلام بينكم وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا جنة ربكم بسلام " .
وقال ابن تيمية رحمه الله : " ولهذا قال الفقهاء العبادات مبناها على التوقيف كما في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قبل الحجر الأسود وقال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله r يقبلك لما قبلتك .(1/2052)
والله سبحانه وتعالى أمرنا باتباع الرسول وطاعته وموالاته ومحبته وأن يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما وضمن لنا بطاعته ومحبته محبة الله وكرامته فقال تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} وقال تعالى { وإن تطيعوه تهتدوا } وقال تعالى { ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم } .
وأمثال ذلك في القرآن كثير ولا ينبغي لأحد أن يخرج في هذا عما وضحت به السنة وجاءت به الشريعة ودل عليه الكتاب والسنة وكان عليه سلف الأمة وما علمه قال به وما لم يعلمه أمسك عنه ولا يقفُ ما ليس به علم ولا يقول على الله ما لم يعلم فإن الله تبارك وتعالى قد حرم ذلك كله انتهى كلامه رحمه الله " .
فمن ثمرا ت اتباع السنة أنك باتباعها تحصل الدين جميعه .
إن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول عبده ورسوله تتضمن أمرين:
أن لا نعبد إلا الله وأن لا نعبده إلا بما شرع .
إن هذين الأمرين هما اللذان يقوم عليهما الدين .(1/2053)
أما نقول ذلك ؟ إذاً الإتباع أن لا نعبد الله إلا بما شرع، وتحقيق هذا الأصل لا يكون إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو معنى الجزء الثاني من الشهادة وأشهد أن محمداً رسول الله فلا طريق لك إلى معرفة عبادة الله إلا عن طريق اتباع رسول الله واتباع الرسول يكون بأخذ سنته صلى الله عليه وسلم ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". يعني تتقرب إلى الله بأمر انظر هذا الأمر هل هو من الأمور التي تقرب بها الرسول عليه الصلاة والسلام أم لا . فإذا وجدتها من ذلك فهي مقبولة إن شاء الله إذا توفرت شروط القبول وإذا لم يكن الأمر كذلك فهو مردود عليك ولذلك حكم أهل العلم إن الذين يتقربون إلى الله بأمور محدثة يعني ببدع لا تقبل منهم عبادتهم لماذا ؟ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" إذاً في اتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وتقفيها أخذ بالدين كله. والرسول عليه الصلاة والسلام علمنا كيف نتوضأ وكيف نصلي وعلمنا الآداب والأخلاق وكان يعلمنا لما دخل المدينة قال: "أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام" ويعلمنا يقول : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" علمنا الصيام وعلمنا الزكاة وعلمنا أمور الدين . فاتباعك لسنة الرسول أخذ بأمور الدين جميعها.
قال ابن عبد البر (ت463هـ):"هذا حديث مدني صحيح ويدخل في هذا المعنى الصلاح والخير كله والدين والفضل والمروءة والإحسان والعدل فبذلك بعث ليتممه صلى الله عليه وسلم.
وقد قال العلماء إن أجمع آية للبر والفضل ومكارم الأخلاق قوله عز وجل: {إِنَ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ} [النحل:90].(1/2054)
وروينا عن عائشة ذكره ابن وهب وغيره أنها قالت: "مكارم الأخلاق صدق الحديث وصدق الناس وإعطاء السائل والمكافأة وحفظ الأمانة وصلة الرحم والتدمم للصاحب وقرى الضيف والحياء رأسها".
قالت: "وقد تكون مكارم الأخلاق في الرجل ولا تكون في ابنه وتكون في ابنه ولا تكون فيه وقد تكون في العبد ولا تكون في سيده يقسمها الله لمن أحب"اهـ [التمهيد (24/334)].
قلت: وسنة الرسول هي الدين كما تقدم، وهي المبينة لما في القرآن العظيم، وقد كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وقد قال ابن تيمية: "ولهذا قال الفقهاء: العبادات مبناها على التوقيف كما في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنه قبل الحجر الاسود وقال: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك لما قبلتك" والله سبحانه أمرنا باتباع الرسول وطاعته وموالاته ومحبته وأن يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما وضمن لنا بطاعته ومحبته محبة الله وكرامته فقال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، وقال تعالى : {وإن تطيعوه تهتدوا}، وقال تعالى: {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم}، وأمثال ذلك في القرآن كثير.
ولا ينبغي لأحد أن يخرج فى هذا عما مضت به السنة وجاءت به الشريعة ودل عليه الكتاب والسنة وكان عليه سلف الأمة وما علمه قال به وما لم يعلمه أمسك عنه ولا يقفو ما ليس له به علم ولا يقول على الله ما لم يعلم فان الله تعالى قد حرم ذلك كله"اهـ[قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص270ـ271].
الثمرة السابعة
أن في اتباعك لها رفع لسمة الذل والهوان عن الأمة
وذلك لأن السنة هي الدين وترك الدين سبب للذل والهوان.(1/2055)
أخرج أحمد في المسند وأبو داود في سننه عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" والعودة إلى السنة عودة إلى الدين .
وفي حديث جبريل الطويل الذي هو أم السنة بعد أن ذكر أركان الإيمان والإسلام والإحسان قال: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم"!
الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر بأمر سيكون وأخبر بالنتيجة وذلك على سبيل الخلاص قال : "إذا تبايعتم بالعينة" والعينة نوع من أنواع البيوع تباع فيها السلعة ويبقى عينها عند بائعها ويشتريها البائع ممن اشتراها منه، كأن يذهب إنسان إلى صاحب سيارات وهو محتاج فلوس فيقول لصاحب السيارات: بعني هذه السيارة بالتقسيط بعشرين ألف، فيبيعه بعشرين ألف، وصاحب السيارة عارف أنه ما يريد السيارة يريد الفلوس فيقول له: أنا اشتري منك هذه السيارة نقداً بخمسة عشر ألفاً فيصير في الحقيقة أنه أخذ خمسة عشر ألفاً حاله بعشرين ألف مؤجلة ألم يحصل هذا .
هذا هو بيع العينة، سمي عينة لأن عين السلعة المباعة لم تنتقل من حرز مالكها.
والرسول عليه الصلاة والسلام عنون ببيع العينة من باب الإشارة إلى تفشي أنواع البيوع المحرمة لأنه لا يوجد عندنا في المعاملات في البيع والشراء إلا بيع وربا فعنوان البيوع المحرمة الربا ومنه بيع العينة.
قال : "إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر" كانوا في السابق ولايزال إلى الآن في بعض البلاد المحراث يجره بقر وثور فيأتي المزارع يمشي خلف البقر ويمسك المحراث ويغرزه في الأرض حتى يقلبها فالرسول صلى الله عليه وسلم عبر عن الركون إلى الدنيا والأرض باتباع أذناب البقر يعني تصيروا أهل زرع وأهل دنيا وأهل مال فتجلسوا في الأرض وتتركوا الجهاد . قال : "إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد " تضمن ثلاثة أمور:(1/2056)
• 1ـ إذا تبايعتم بالعينة! قلنا: هذا عنوان البيوع المحرمة الربوية .
• 2ـ واتبعتم أذناب البقر! معناه الركون إلى الدنيا .
• 3ـ وتركتم الجهاد
ما هي نتيجة هذه الأمور إذا وجدت في مجتمع من المجتمعات: "سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى تعودوا إلى دينكم " .
إذاً اتباع السنة عودة إلى الدين والعودة إلى الدين سبب في رفع الذل عنا.
إذاً اتباع السنة سبب في رفع الذل عن أمة المسلمين.
أخذ سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والسير عليها والتمشي بها والحرص والتمسك بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم سبب لرفع الذل عن المسلمين وهذا ثمرة من ثمرات اتباع السنة أخبرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث .
في حديث جبريل الطويل ذكر الإيمان والإسلام والإحسان وقال: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم"؛ إذاً الذل لا يرفع إلا بالعودة إلى الدين والدين هو معرفة أركان الإيمان والإسلام والإحسان أليس كذلك؟!.
فمن أراد أن يعود إلى الدين فعليه أن يتعلم أحكام هذه المذكورات في حديث جبريل. فهل بعد هذا يلام أهل الحديث أنهم يشتغلون بتعليم الناس أحكام الطهارة وأحكام الصوم وأحكام الزكاة وأحكام الإيمان والإيمان بالله وبالملائكة والكتب ويتركوا الكلام في الأشياء التي لا فائدة فيها؟!
يتحدث أهل الحديث في هذه الأمور يعلمون الناس الدين، هل يقال عنهم بعد ذلك أنتم علماء حيض ونفاس ولستم بعلماء واقع ولستم بعلماء دعوة؟
العالم الذي يعلم الناس هذه الأمور يعلم الناس الدين يعلمهم السبيل الذي يخرجون به عن الذل والهوان يعلمهم السبيل الذي أرشدهم الرسول صلى الله عليه وسلم إليه . إذا أرادوا الخلاص والنجاة في الآخرة!(1/2057)
فمن ترك تعلم هذه الأمور وجعل كلامه كله عن العلمانية وعن الشيوعية وعن الدول الكبرى وعن كذا، وترك تعليم نفسه ما يحتاجه من أمر دينه، بله تعليم الناس هذه الأشياء، هل علم الدين؟ هل تحقق فيه الرجوع إلى الدين، الذي أراده صلى الله عليه وسلم في قوله: "حتى ترجعوا إلى دينكم" وفي حديث جبريل ذكر الإيمان وأركانه والإسلام وأركانه والإحسان: "وقال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم"؟
فهل نتعلم الدين بدون أن نتعلم كيف نصلي ؟!
هل نتعلم الدين من غير أن نتعلم الطهارة التي هي مفتاح الصلاة؟!
هل نتعلم الدين من غير أن نعلم نساءنا وبناتنا وحريمنا أحكام الحيض وأحكام النفاس وهي أمور تمر عليهم دائماً؟
هل نكون تعلمنا الدين بغير ذلك؟
هل نتعلم الدين ونحن لا نعرف نعبد الله على الطريقة التي تقول: إن صلاتي أنا كما صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم، حجي أنا كما حج الرسول صلى الله عليه وسلم، صومي أنا كما صام الرسول صلى الله عليه وسلم؟
هل عرفنا الدين؟!
إذاً من ثمرات اتباع السنة ومن فضل اتباع السنة أن فيها رفع سمة الذل والهوان عن المسلمين .
سر يا أخي على الجادة اتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أحرص على أن تقيم عبادة الله وتحققها وثق أنك إذا ما مشيت على هذا فصلحت نفسك وأصلحت أهلك وأسرتك وصلاح النفس صلاح الأسرة .
وصلاح الأسرة صلاح المجتمع .
وصلاح المجتمع صلاح المدينة .
وصلاح المدينة صلاح الدولة .
وصلاح الدولة صلاح الأمة .
وصلاح الأمة صلاح الكون جميعه بإذن الله؛ فأحرص وأبدا بنفسك ثم أدناك فأدناك.
الثمرة الثامنة
أن فيها وصف الداء الذي اعترى الأمة الإسلامية ووصف الدواء(1/2058)
أخرج أحمد وأبو داود عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة على قصعتها فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذٍ قال : بل أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاءٍ كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة لكم و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن قال : حب الدنيا وكراهية الموت " .
الرسول صلى الله عليه وسلم وصف داءنا وحالنا : "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما يتداعى الأكلة على قصعتها ".
أما حصل هذا؟! والله حصل تداعت دول الاستعمار على البلاد الإسلامية التي حباها الله سبحانه وتعالى بالخيرات رزقها الله بالخيرات أنهار وزراعة وبترول وأمور مختلفة تداعوا عليها كما يتداعى الأكلة على قصعتها!
"قالوا: أمن قلة نحن يا رسول الله؟" هل نحن قليل حتى تجيء دول وتتكاثر علينا؟!
"قال: لا بل كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل". فما السبب في ضعفنا ؟
"قال: ولينزعن الله من صدورهم المهابة لكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله ما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت" .
إذاً في السنة وصف الداء ووصف الدواء تريد تعالج نفسك تريد تمشي في طريقك تريد تحقق الخير لك؛ احرص على اتباع السنة وعالج نفسك من أمر حب الدنيا وكراهية الموت تنظر في السنة تجد فيها حديثاً يقول: " أكثروا من زيارة القبور فإنها تذكركم بالأخرة " تنظر في السنة تجد فيها حديثاً يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، تذكرك بالآخرة بالموت كل ما قرأت واطلعت في السنة وطبقتها، يضعف في نفسك حب الدنيا وخوف الموت شيئاً فشيئاً!
تسمع في السنة عن الدنيا: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالم أو متعلم" .
تقرأ في القرآن العظيم: ] زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام ...إلى آخره[(1/2059)
وتستمر في تعلم القرآن والسنة فتتوضح لك الحقائق وتتكشف لك الدنيا!
فتقوم وقد عرفت ما هي الدنيا! عرفت ما هي الأمور التي حولك! فسلمت من الوهن وسلامتك من الوهن خروج لك من حالة الغثائية .
الثمرة التاسعة
أن في سنته صلى الله عليه وسلم تحصيل تمام الأخلاق وجميلها ومكارمها
أخرج أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِح الْأَخْلَاقِ "(1).
قال ابن عبد البر (ت463هـ):"هذا حديث مدني صحيح ويدخل في هذا المعنى الصلاح والخير كله والدين والفضل والمروءة والإحسان والعدل فبذلك بعث ليتممه صلى الله عليه وسلم
وقد قال العلماء إن أجمع آية للبر والفضل ومكارم الأخلاق قوله عز وجل: {إِنَ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ} [النحل:90].
وروينا عن عائشة ذكره ابن وهب وغيره أنها قالت: "مكارم الأخلاق صدق الحديث وصدق الناس وإعطاء السائل والمكافأة وحفظ الأمانة وصلة الرحم والتدمم للصاحب وقرى الضيف والحياء رأسها".
قالت: "وقد تكون مكارم الأخلاق في الرجل ولا تكون في ابنه وتكون في ابنه ولا تكون فيه وقد تكون في العبد ولا تكون في سيده يقسمها الله لمن أحب"اهـ (1).
قلت: وسنة الرسول هي الدين كما تقدم، وهي المبينة لما في القرآن العظيم، وقد كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
الثمرة العاشرة
أن في لزوم السنة النجاة من الفتنة والعذاب الأليم
قال الله تبارك وتعالى {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.(1/2060)
كل من خالف السنة! كل من خالف أمر الرسول! عليه أن يحذر {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }تصيبهم فتنة فيدخل الكفر في قلوبهم أو النفاق في قلوبهم أو يدخلوا في البدع فيلحقهم بذلك عذاب أليم!
فمن فضل اتباع سنة الرسول أنها تحفظك من الفتنة .
جاء رجل إلى الإمام مالك قال: يا إمام أريد العمرة! قال: اعتمر! قال: أريد أن أحرم لها من المدينة من المسجد! قال: يا بني اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة واعتمارك من المسجد خلاف السنة وإني أخشى عليك الفتنة إذا أنت فعلت هذا ثم تلا { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصبهم عذاب أليم }.
الثمرة الحادية عشر
أن في اتباع السنة ولزومها تحقيق الإيمان وحصول السعادة في
الدارين والسلامة من النيران
قال تعالى: { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى }، فمن اتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولزمها فإنه لم يعرض عن الدين ولا عن ذكر الله بل أقبل فهذا لا يكون حاله كمن أعرض وقد قال تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } وقال تعالى { وإن تطيعوه تهتدوا } وقال تعالى { ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم } .(1/2061)
وبالمقابل جاءت آيات في حال من يعصي الله ورسوله قال تبارك وتعالى: {ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين}، بل نفى الإيمان عمن لم يحقق الاتباع له صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون لك حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}، وقال تبارك وتعالى: {ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً}، وقال تعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً}.
إذاً اتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام تحقيق للإيمان: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}.
الثمرة الثانية عشر
من ثمرات اتباع السنة أن في اتباعك للسنة وعملك بها إحياءً لها
وإحياؤك لها إظهاراً لها ودعوة للناس إليها، فمن عمل بالسنة، نتيجة عملك بها أجر وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة. أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من دعى إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعى إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه ولا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً".(1/2062)
وأخرج مسلم أيضاً عن جرير بن عبد الله قال جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة فحث الناس على الصدقة فابطئوا عنه حتى رؤي ذلك في وجهه قال : ثم أن رجلاً من الأنصار جاء بصرة من ورق ثم جاء آخر ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : " من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة وعمل بها بعده كتب له مثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئاً "
إذاً من عمل بالسنة وأظهرها دعى الناس إليها بمجرد أنه أظهرها. فإذا عمل إنسان بهذه السنة كان لمن أظهرها أولاً أجر من عمل بها إلى يوم القيامة!
قد يقول قائل: يا شيخ الرسول صلى الله عليه وسلم قال من سن سنة حسنة يعني إنسان يعمل عمل ولو ما جاء في الشرع ولو ما جاء عن الرسول!
أقول لك: لا ،ليس هذا معنى الحديث لأن أهل العلم يقولون إنما يعرف التحسين والتقبيح للأشياء من الشرع فمن أين لك هذا العمل حسن إذا لم يأت من الشرع فمصدرنا أن هذا حسن أو قبيح هو الشرع، يصير معنى الحديث: "من سن سنة حسنة " أي: من أحيا سنة من الشرع ولذلك الحديث ورد في الصدقة أن رجلاً جاء وقدم صدقة فجاء الناس بعده وتصدقوا.
دخل رجل المسجد ولقي فقيراً فخرَّج من ماله شيئاً وأعطاه! فلما رأوه الناس بادروا اقتداء به إلى إعطاء هذا الفقير ومساعدته! كل من عمل إقتداءً به يكون له أجر.فهل الصدقة وإخراجها من السنة التي ثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أم سنة محدثة؟ إنها سنة ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم .
ليس في الحديث أن الإنسان يعمل سنة من عند نفسه، لأن حسن السنن إنما يعرف من الشرع وليكن على ذكر منكم قوله صلى الله عليه وسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " .(1/2063)
قال ابن حبان رحمه الله :" إن في لزوم سنته صلى الله عليه وسلم تمام السلامة وجماع الكرامة لا تطفئ سرجها ولا تدحض حججها من لزمها عصم ومن خالفها يذم إذ هي الحصن الحصين والركن الركين الي بان فضله ومتن حبله من تمسك به ساد ومن رام خلافه باد فالمتعلقون به أهل السعادة في الأجل والمغيوطون بين الأنام في العامل" .انتهى كلامه .
وبهذا تتم هذه المحاضرة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وسبحانك اللهم أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك وصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
(1) صحيح ابن حبان (1 / 180)
(2) حديث صحيح، لغيره. وأشار بعضهم إلى احتمال تواتره.
أخرجه أحمد في المسند (4/102)، و أبو داود في كتاب السنة، باب شرح السنة، حديث رقم (4597)، والآجري في الشريعة (الطبعة المحققة) (1/132، تحت رقم 31).وصحح إسناده محقق جامع الأصول (10/32)، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة حديث رقم (204)، وذكر جملة من الأحاديث تشهد له. وانظر نظم المتناثر ص32-34.(1/2064)
فائدة : قال ابن تيمية رحمة الله عليه، في مجموع الفتاوى (3/346-347)، في معرض كلام له على حديث الافتراق: "وأمّا تعيين هذه الفرق فقد صنف الناس فيهم مصنفات، وذكروهم في كتب المقالات، لكن الجزم بأن هذه الفرقة الموصوفة هي إحدى الثنتين والسبعين لا بد له من دليل؛ فإن الله حرّم القول بلا علم عموماً، وحرّم القول عليه بلا علم خصوصاً، فقال تعالى: {قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً، وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون} [الأعراف:33]، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسؤ والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون} [البقرة:169]، وقال تعالى: {ولاتقف ما ليس لك به علم} [الإسراء:36]. وأيضاً فكثير من الناس يخبر عن هذه الفرق بحكم الظن والهوى، فيجعل طائفته والمنتسبة إلى متبوعه الموالية له هم أهل السنة والجماعة، ويجعل من خالفها أهل البدع، وهذا ضلال مبين. فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي {لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر، وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة، بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن جعل شخصاً من الأشخاص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة، ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك - كان من أهل البدع والضلال والتفرق"اهـ
(2) أخرجه الحاكم والدار قطني والبيهقي
(3) أخرجه البيهقي .
(4) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد مسنداً.
(5) أخرجه ابن عبد البر أيضاً في التمهيد وأخرجه الترمذي
(6) مجموع الفتاوى (4/137).(1/2065)
(7) المتواري على تراجم أبواب البخاري ص34ـ35.
(8) وكذا فرق الاختلاف إلى يومنا هذا .
(9) المسند (الرسالة) 14/513 .
---
(1/2066)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ألإقصاء--داء العصر
---
ألإقصاء--داء العصر
---
جمال حسني الشرباتي
04-05-2005, 06:02 AM
السلام عليكم
صار الإقصاء داء العصر عند بعض الإسلاميين--صار السلفي لا يقرأ للاشعري لأنه يؤول أو يفوض في الصفات --وينصح أحبائه بعد القراءة لهم--وكذلك يفعل الآخرون
ولو أعطيتكم المثال التالي لفهمتم مرادي
أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي
له كتاب في البلاغة يسمى ((الخصائص))
طالعت بحث المجاز فيه فوجدته يقول
((وكذلك أفعال القديم سبحانه نحو خلق الله السماء والأرض وما كان مثله ألا ترى أنه عز اسمه لم يكن منه بذلك خلق أفعالنا ولو كان حقيقة لا مجازا لكان خالقاً للكفر والعدوان وغيرهما من أفعالنا عز وعلا .
وكذلك علم الله قيام زيد مجاز أيضاً لأنه لست الحال التي علم عليها قيام زيد هي الحال التي علم عليها قعود عمرو .
ولسنا نثبت له سبحانه علما لأنه عالم بنفسه إلا أنا مع ذلك نعلم أنه ليست حال علمه بقيام زيد هي حال علمه بجلوس عمرو ونحو ذلك . ))
فكتابه هذا من أهم كتب العربية ولا ابالغ--أفنتخذ إعتزاله الذي أوحت به عبارته كمسوغ لنا لهجر أبحاثه اللغوية؟؟
وعلى ذلك قس
---
ابن الشجري
04-05-2005, 04:56 PM
الأخ جمال كساه الله جمال الستر والعافيه
ليس الإقصاء داء بحد ذاته إذا ماعرفت مسبباته ، وليس هو من سمة من وسمتهم (بالا سلاميين) ، على قولك واصطلاحك ، مع أني لا أعرف لهذه التسمية أصلا ترتكز عليه ، فهي مصطلح حادث براق ، ظهر مع غربة الدين وتغريب المسلمين ، فلا تعجب إن أظهرت لنا ألأيام راقصا إسلاميا , أو مغن إسلاميا ، كما أصبحنا نسمع اليوم بالزواج الاسلامي ، والنشيد الاسلامي ...(1/2067)
ولماذا يتزبب المرء قبل أن يتحصرم ، أترانا قد أهملنا هذا المثل السائر ، وهذه العبارة المبتكرة ، والتي تحكي كتب الأمثال أن أول من قالها هو شيخ ابن جني الفارسي المعتزلي .
لا أعرف لقولك معاضدا ونصيرا ، تعال معي لكتب شيخ الاسلام رحمه الله ، تجده قد أكثر النقل عن ابن جني في مواطن عدة من كتبه ، بل أثنى عليه في ثناياها ، وقد وقعت قبل مدة وأنا اطالع الفتاوى على عبارة مدح ، إن اسعفني الوقت نقلتها ، فهذا شيخ الإسلام ، فكيف بمن دونه .
وكيف توهمت يارعاك الله أن هذا الكتاب وماحواه من درر ومبتكرات ، ومؤلفه ومنزلته الراسخة في علم اللغة والاشتقاق ، مهجوران من أهل العلم وطلابه ، ليس الأمر كما تظن ،فلو حثثت السير ولو فواق ناقةلانقلب إليك البصر وهو حسير.
ومازال العلماء منذ القدم يعرفون لأهل الفضل فضلهم ، ويقرون لهم بماعندهم ،وإن خالفوهم في بعض أصولهم ، فكم مرة سمعت بالزمخشري وكشافه ، والرازي ومفتاحه ، والغزالي وإحيائه ...، في ثنايا كتب أهل العلم ، بل وفي هذا الملتقى العلمي .
إن أهل السنة بحمد الله هم أعدل القوم وأقومهم طريقة ومنهاجا ، يقبلون الحق ممن قاله ، ويقيسونه به ، فيرتفع عندهم بقدر ماعنده من الحق ، فهو ميزانهم ، بل ميزان الشريعة .
أما عن نصح السلفي لأخيه السلفي عن الداء المستشري في كتب الأشاعرة أو غيرهم, فنعم الناصح وما نصح به ، أليست هذه نصيحة ألأول للأخر نتناقلها صاغرا عن كابر ، منذ الصدر الأول حتى يومنا هذا ، ألا تخشى على غمر ناشئ في العلم من أن تلوط كلمة مرسلة مسمومة من كشاف الزمخشري بنياط قلبه ، أو من كتب الغزالي وأمثالهم من أشاعرة ومعتزلة ومتصوفة ..., فمن لها حينئذ ياأخي جمال.(1/2068)
أوماعلمت أن الشبه خطافه ، وأن القوم اصحاب لسان حداد يسرقون اللب ويسحرونه ، لبلاغتهم وقوة حجتهم , وهذه العبارة التي ذكرتها نقلا من الخصائص خير شاهد، قل لي بربك لو قرأها من وسمت لك ؟ هل ستكون بجواره تبين له زللها وضلالها .
فألامر أخي الكريم أمر نسبي ، نقبل ماعند القوم من حق ونرد الباطل بل ندمغه بالحجج الواضحات ، كما فعل ابن المنير مع الكشاف ، وننصح بأن لايقرأ صغار طلاب العلم في كتب أهل الزيغ والبدع حتى تقوى شوكتهم , ويستد ساعدهم .
أما من تعلم أصول العقيده وتخرج على أيدي العلماء ، فنحن معك نناديه بأن لايغفل عن مثل هذه الكتب التي حوت خرائد مبتكرات ، وكم مرة يقول فيها صاحب اللسان في لسانه ( ولا أعلم هذا القول من غير ابن جني) غفر الله للجميع
ومعذرة لترك النقل والاستشهاد من كتب السلف لضيق الوقت ، وتجلي الحق.
---
عبدالرحمن السديس
04-05-2005, 09:33 PM
صار الإقصاء داء العصر عند بعض الإسلاميين--صار السلفي لا يقرأ للاشعري لأنه يؤول أو يفوض في الصفات - وينصح أحبائه بعد القراءة لهم--وكذلك يفعل الآخرون
لماذا لم يكن التصدير : صار الاشعري والصوفي لا يقرأ للسلفي لأنه يثبت الصفات -وينصح أحبائه بعد القراءة لهم - وكذلك يفعل الآخرون.
وكما تفضل الفاضل ابن الشجري بأنه ليس بداء .. بل التحذير من المبتدعة وكتبهم من الأمر بالمعروف و النصح للدين وللمسلمين خصوصا للمبتدئين .. وأما أهل العلم فيعرفون الغث من السمين .
والمسألة كما لا يخفى ليست عصرية ، فلو قرأت ـ مثلا ـ ما كتب الشيخ عبد الوهاب السبكي الصوفي الأشعري ـ وغيره ممن سار على دربه ـ عن السلفيين كشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي = لرأيت من ذلك ألوانا عجيبة من ما سميته.
أعود لابن جني فأقول: ابن القيم رحمه الله أيضا نقل عنه في مواضع عديدة من كتبه كالبدائع وغيره ، وأفاد منه .. ورد عليه في الصواعق وبين زيغه هو وشيخه الفارسي قال رحمه الله :(1/2069)
أحدها : أن تعلم أن هذا الرجل ـ ابن جني ـ وشيخه أبا علي من كبار أهل البدع والاعتزال المنكرين لكلام الله تعالى وتكليمه [..وذكر بعض طوامه .. إلى أن قال ]: فمن كان هذا خطؤه وضلاله في أصل دينه ومعتقده في ربه وإلهه فما الظن بخطئه وضلاله في الفاظ القرآن ولغة العرب فحقيق بمن هذا مبلغ علمه ونهاية فهمه أن يدعي أن أكثر اللغة مجاز ويأتي بهذا الهذيان ولكن سنة الله جارية أن يفضح من استهزاء بحزبه وجنده وكان الرجل وشيخه كانا في زمن قوة شوكة المعتزلة وكان الدولة دولة رفض واعتزال وكان السلطان عضد الدولة بن بويه وله صنف أبو علي "الإيضاح" وكان الوزير إسماعيل بن عباد معتزليا ، وقاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد معتزليا ، وأول من عرف منه تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز هم المعتزلة والجهمية .. مختصر الصواعق المرسلة 2/821 ط أضواء السلف.
ومما استجاده منه ابن القيم وعرضه على شيخ الإسلام ما جاء في البدائع :
وقد قدمنا أن الألفاظ مشاكلة للمعاني التي أرواحها يتفرس الفطن فيها حقيقة المعنى بطبعه وحسه كما يتعرف الصادق الفراسة صفات الأرواح في الأجساد من قوالبها بفطنته ، وقلت يوما لشيخنا أبي العباس بن تيمية ـ قدس الله روحه ـ قال ابن جني :
مكثت برهة إذا ورد علي لفظ آخذ معناه من نفس حروفه وصفاتها وجرسه وكيفية تركيبه ثم أكشفه فإذا هو كما ظننته أو قريبا منه ؟
فقال لي ـ رحمه الله ـ : وهذا كثيرا ما يقع لي ، وتأمل حرف ( لا) كيف تجد في نهايته ألفا يمتد بها الصوت ما لم يقطعه ضيق النفس فآذن امتداد لفظها بامتداد معناها .
ولن بعكس ذلك فتأمله فإنه معنى بديع
وانظر كيف جاء في أفصح الكلام كلام الله ، (ولا يتمنونه أبدا ) بحرف لا في الموضع الذي اقترن به حرف الشرط بالفعل= فصار من صيغ العموم ؛ فانسحب على جميع الأزمنة ، وهو قوله عز وجل (إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت)(1/2070)
كأنه يقول: متى زعموا ذلك لوقت من الأوقات أو زمن من الأزمان ، وقيل لهم: تمنوا الموت = فلا يتمنونه أبدا ، وحرف الشرط دل على هذا المعنى ، وحرف لا في الجواب بإزاء صيغة العموم لاتساع معنى النفي فيها [بقيته هناك] بدائع الفوائد 1/102
ولأخينا الشيخ الفاضل سليمان الخراشي كلام نحو هذا الموضوع ينظر في هذا الرابط :
http://www.alkashf.net/moshrf/5/10.htm
---
(1/2071)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من نبذة عن تفسير الكواشي وعن مؤلفه ومعتقده ؟
---
هل من نبذة عن تفسير الكواشي وعن مؤلفه ومعتقده ؟
---
أبو صفوت
11-28-2003, 11:29 PM
السلام عليكم
هل من نبذة عن تفسير الكواشي تلخيص تبصرة المتبصر وعن مؤلفه ومعتقده ؟
---
عبدالرحمن الشهري
11-30-2003, 12:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسيرالكواشي - أخي الكريم أبا صفوت - :(تلخيص تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر).
ومؤلفه هو أحمد بن يوسف بن الحسن بن رافع الكواشي الموصلي ، ولد سنة 590هـ أو 591هـ وتوفي سنة 680هـ .
وقد برع في التفسير واللغة العربية والقراءات ، وتفسيره دليل على ذلك.
وأما عقيدته فذكر مؤلفو الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء 1/454 أنه صوفي المعتقد والسلوك ، والأمر يحتاج إلى تثبت في الحكم على عقائد المسلمين.
وقد تم تحقيق هذا التفسير قديماً (حوالي 1406-1407هـ) في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في عدد من رسائل الماجستير. والباحثون الذين قاموا بتحقيقه هم :
- فضيلة الشيخ الجليل الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سليمان الهويمل وفقه الله ، من سورة آل عمران إلى آخر - سورة المائدة .
- فضيلة الشيخ الفاضل الدكتور فاضل بن صالح المحوي الشهري رئيس قسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد ، من أول سورة الشعراء إلى آخر - سورة فصلت .
- فضيلة الشيخ الفاضل الدكتور عبدالعزيز بن محمد اليحيى ، رئيس المركز الإسلامي ببروكسل حالياً ، من أول الشورى إلى نهاية - التحريم .
- فضيلة الشيخ سعد بن محمد الدوسري ، من أول سورة الرعد إلى نهاية - سورة الفرقان .
- فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم الشيبان ، من أول سورة الأنعام إلى آخر - سورة يوسف .(1/2072)
- فضيلة الشيخ صالح الناصر السليمان الناصر ، الجزء التاسع والعشرون والثلاثون.
- فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله العيدي ، المقدمة وسورتي الفاتحة - والبقرة .
وقد أشرف على أغلب هذه الرسائل الدكتور الفاضل محمد صالح مصطفى ، وفقه الله.
ولعل أحد الباحثين الكرام الذين شاركوا في تحقيق هذا التفسير يتكرمون بتفصيل الجواب عن السؤال إن شاء الله تعالى.
---
أبو صفوت
03-18-2004, 08:30 PM
هل من أحد يتكرم علينا ويسأل أحدا ممن عمل بهذا التفسير عن معتقد صاحبه وعن ميزة كتابه ؟
---
عبدالله بن محمد السليمان
03-21-2004, 08:10 PM
الإمام الكواشي صاحب كتاب تذكرة المتذكر وتبصرة المتبصر .. يعتبر رحمه الله من المجدين في علم التفسير بحيث أتحف علم التفسير بعلم الوقف والابتداء عند كل آية من آيات القرآن وهو معدود من علماء القراءات ولذلك لم يترك في تفسيره قراءة متواتر ة ولاشلذة إلا ذكرها وقد جاء تفسيره من نوع تفسير القرآن بالقرآن ..هذا جزء من كلام للدكتور حكمت بشير استاذ التفسير في الجامعة الإسلامية .
---
(1/2073)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل الأسلوب القرآني فوضوي ؟؟
---
هل الأسلوب القرآني فوضوي ؟؟
---
د. هشام عزمي
07-05-2004, 11:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كان أحد الأخوة المسلمين - و هو بريطاني لا يجيد العربية - قد تصدى في محاورة كتابية على الشبكة لأحد المنصرين البروتستانت و امتدت المناظرة لأسلوب القرآن و طريقته في البيان و ادعى المنصر أن القرآن اسلوبه فوضوي غير مرتب أو مفهوم و قد دعم كلامه هذا بشهادات بعض المستشرقين الذين سماهم بعلماء في الإسلام .
و كان رد أخينا الفاضل مفصلا و دقيقًا متضمنًا نقدًا سليمًا لهؤلاء المستشرقين و بين ان هؤلاء "العلماء" لا يوجد منهم من يجيد اللغة العربية فكيف ينتقدون أسلوب القرآن (!!) و كان ردًا موفقًا بحمد الله تعالى . . ثم طلب مني هذا الأخ أن اكتب مقالا اشرح فيه أسلوب القرآن لغير المتحدثين بالعربية و خاصة أن معظم قراء هذه المناظرة من غير المسلمين غير القادرين على تصور كتاب إلهي مختلف في أسلوبه عن الكتاب المقدس فكتبت له هذا الرد بالإنجليزية ليرفقه مع رده على المنصر و كان ردًا مفحمًا بعون الواحد المعبود .
كان هذا الأمر من عام تقريبًا و الآن وجدت أن بعضهم يثير هذه الشبهة بين النصارى العرب فرأيت أن أنقل ما كتبته بالإنجليزية إلى لغتنا الجميلة فربما يكون فيه فائدة و الله المستعان .
---
د. هشام عزمي
07-05-2004, 11:28 PM
يقول فضيلة الدكتور محمود السيد شيخون وكيل كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر في كتابه (الإعجاز في نظم القرآن) في الفصل الخاص بسرد خواص الأسلوب القرآني ص 109-112:(1/2074)
الخاصية الخامسة : و هي تداخل أبحاثه و مواضيعه في معظم الأحيان . فإن من يقرأ هذا الكتاب المبين لا يجد فيه ما يجده في عامة المؤلفات و الكتب الأخرى من التنسيق و التبويب حسب المواضيع ، و تصنيف البحوث مستقلة عن بعضها ، و و إنما يجد عامة مواضيعه و أبحاثه لاحقة ببعضها ، دونما فاصل بينها ، و قد يجدها متداخلة في بعضها في كثير من السور ة الآيات .
و هذه الخاصية قد خيلت لبعض محترفي الغزو الفكري من المبشرين و المستشرقين و أذنابهم و ذيولهم ممن يدورون في فلكهم أن في القرآن ثلمة يمكن الدخول منها إلى اصطناع نقد أو محاولة تهديم ، أو بث تشكيك ، فأخذوا يتساءلون عن سبب هذا التداخل و التمازج في معاني القرآن ، ثم راحوا يجيبون عن تساؤلهم هذا بأنها البدائية و البساطة في منهج البحث ، و أن القرآن لا يعدو كونه مجموعة أفكار منتثرة أنتجها فكر إنسان .
و الحقيقة أن هذه الخاصة في القرآن الكريم ، إنما هي مظهر من مظاهر تفرده ، و استقلاله عن كل ما هو مألوف و معروف من طرائق البحث و التأليف ، هذا شئ ، و هناك شئ آخر هو أن من الخطأ في أصل النقد و البحث أن نحاكم القرآن في منهجه و أسلوبه إلى ما تواضع عليه الناس اليوم أو قبل هذا اليوم أو إلى ما سيتواضعون عليه مع تطور الزمن - من طرائق البحث و التأليف و تنسيق المعاني .(1/2075)
فهذا الذي يتوافق عليه الكاتبون نم تقسيم كتبهم إلى أبواب و فصول ، ثم تضمين كل فصل منها لجملة معينة من الأبحاث و المعاني ، ليس مرده إلى أمر إلزامي أو مثل أعلى يفرض عليهم ذلك ، و إنما الأمر فيه تابع للأغراض المتعلقة به ، و هو في جملته عرف يعتادوه ، و طور يمرون عليه ، و يجتازونه بعد حين إلى غيره ، فما هي الحقيقة الثابتة التي تلزم كتاب الله تعالى في منهجه على طور من أطوار هؤلاء العباد ، و أن يتبع تنسيقهم الذي يضعون ، أو أن تتصنف أبحاثه و معانيه حسب المنهج الذي يشاءون ؟ هذا إلى أن المناهج تتناسخ و الأساليب تتطور كما هو معروف .
على أن هذه الخاصية تابعة لحكمة عليا يدور معها المعنى القرآني كله . ذلك أن جملة ما في القرآن من مختلف المواضيع و المعاني الجزئية ، إنما يدور جميعه على معنى كلي واحد ، هو دعوة الناس إلى أن يكونوا عبيدًا لله بالفكر و الاختيار كما خلقهم عبيدًا له بالجبر و الاضطرار ، و أن يدركوا أن أمامهم حياة ثانية بعد حياتهم هذه ، و أن يستيقنوا ضآلة هذه الحياة بالنسبة لتلك في كل من خيرها و شرها و سعادتها و شقائها . فالقرآن شأنه أن يبث هذا المعنى الكلي الخطير من خلال جميع ما يعرضه من الأبحاث و المواضيع المختلفة من تشريع و وعد و وعيد ، و قصة و أمثلة و وصف ؛ و إنما يتحقق ذلك بهذا النسق الذي جرى عليه من التداخل و التمازج في المعاني .
فهو حينما يبدأ بعرض قصة لا يدعك - و لو في مرحلة من مراحلها - تنسى ذلك المعنى الكلي الذي ذكرناه ، فهو يخللها بما ليس منها من تهديد أو وعد أو وعيد أو نصيحة أو وعظ تحقيقًا للغرض الذي من أجله تساق القصة ، و حفظًا للفكر أن يتشتت مع أجوائها و أحداثها فينسى مساقها الأصلي .(1/2076)
و هو حين يشرح لك أحكامًا في العبادات أو المعاملات أو غيرها ، يسلك بك أيضًا نفس المنهج فهو يحاذرأن تستغرق في التأمل في هذه الأحكام من حيث هي علم أو فن برأسه ، كما قد يحصل مع من ينكب على دراسة هذه الأحكام في الكتب العلمية الخاصة بها ، فيوصلها بآيات ليست منها ، فيها وعد أو وعيد أو حديث عن الاخرة أو دليل على وجود الله و عظمته ، ليتنبه الفكر ، و يظل مستيقظًا للحقيقة الكبرى التي تطوف بها جميع المعاني و الأبحاث .
و لو أن القرآن اتبع في عرض معانيه ، هذا الذي يسلكه الناس في تآليفهم و أبحاثهم ، فأفرد فصولاً خاصة لعرض الأحكام و التشريع ، ثم ميز فصلاً آخر للقصص ، و جاء بفصل ثالث في وصف المغيبات كالجنة و النار و هكذا ... لو درج القرآن على ذلك لفات تحقيق الغرض الذي ذكرناه ، و لما أمكن أن تكون هذه الفصول المتناثرة انعكاسًا لمعنى كلي واحد تشترك في بثه و التوجيه إليه ، و لئن أمكن أن يتذكر القارئ ذلك في تمهيد أو في فصل من الفصول فلسرعان ما ينساه عندما يستغرق في قراءة أو دراسة الفصول الأخرى . و إن هذا الذي نقول ، ليس من الحقائق المستعصية أو الخافية على من يصدق التأمل و النظر في كتاب الله تعالى . انتهى الاقتباس
نفهم من هذا الكلام أن المقصود من القرآن هو تقرير أمور الدين من توحيد و عبادات و معاملات و ثواب و عقاب ، و هذه المقاصد لم ترتب في القرآن حسب اتحاد موضوعاتها و لكنها مفرقة في السور ة ممزوجة ببعضها البعض ، فالقصد الأول تهذيب النفوس ، و إعدادها لحياة أبدية سعيدة ، و تنظيم الروابط بين الناس ، و توجيههم لله وحده ، يحيون له ، و يعملون بأمره ، و يستمدون منه .. و حول ذلك كله يدور إيراد المعلومات الأخرى .(1/2077)
و يؤيد هذا ما يعترض بعض الآيات أو يرد في نهايتها تذييلاً لحكم أو أحكام للتذكير بالله ، و التسليم له ، و التعريف بسننه ، و الحث على الأخلاق الفاضلة ، و التنبيه لفعل الخير ، و التذكير بالآخرة . و ما أعد الله للمحسنين و المسيئين من ثواب ، و للمسيئين من عقاب ، و من أمثلة ذلك :
قوله تعالى { و أنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة و لا ولدًا } فالجملة الاعتراضية هنا تعني جلت عظمة ربنا فهو تنزيه لله سبحانه عن اتخاذ الولد و الصاحبة .
و قوله { و نبلوكم بالشر و الخير قتنة و إلينا ترجعون }
و قوله { و قدموا لأنفسكم و أتقوا الله و اعلموا أنكم ملاقوه و بشر المؤمنين }
و من امثلته أيضًا الانتقال من الشئون الدنيوية إلى التذكير بالله و اليوم الآخر لتلتفت القلوب من التفكير في متاع الدنيا الزائل إلى نعيم الآخرة الدائم . و بذلك يجذبها من شواغلها المادية ليوجهها إلى طلب الحق و الاستعداد للقاء الله .
{ و جعل لكم من الفلك و الأنعام ما تركبون . لتستووا على ظهورهم ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه و تقولوا سبحانه الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون }
نبه بالسفر الحسي إلى السفر إليه تعالى ، و نقل القارئ من التفكير في الرجوع للأهل إلى التذكير بالرجوع إلى الله .
{ قال هذا رحمة ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكًا و كان وعد ربي حقًا }
لما أتم ذو القرنين بناء السد شكر الله و ذكر أن للسد مع متانته أجلاً ينتهي فيه ككل مخلوق ، فانتقل إلى التذكير بالوعد الحق و هو قيام الساعة و زوال كل ما على الأرض فقال "و كان وعد ربي حقًا" .
{ فرددناه إلى أمه كي تقر عينها و لا تحزن و لتعلم أن و عد الله حق و لكن أكثرهم لا يعلمون }
أي و لتعلم أن وعده تعالى برده إليها حق و هو وعده السابق لها في قوله { إنا رادوه إليك و جاعلوه من المرسلين } و التقدير و لكن أكثرهم لا يعلمون أن وعده حق و المراد وعده تعالى بالبعث .(1/2078)
{ و الخيل و البغال و الحمير لتركبوها و زينة و يخلق ما لا تعلمون . و على الله قصد السبيل و منها جائر }
و المعنى إلى الله السبيل القاصدة المستقيمة و هي طريق الشرع أما غيرها من طرق الشيطان فجائر محفوف بالمخاطر .
{ الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث و لا فسوق و لا جدال في الحج و ما تفعلوا من خير يعلمه الله و تزودوا فإن خير الزاد التقوى }
انتقل من الاجتماع العالمي الحاشد و التزود له بالمأكل إلى التذكير بالحشر و التزود له بالتقوى .
{ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم و ريشًا و لباس التقوى ذلك خير }
ذكر زينة الظاهر باللباس ، ثم لفت النظر لخير ما يتجمل به المؤمن و هو زينة الباطن بالتقوى .
{ و الاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليًا كبيرًا }
نقل القارئ من ظنة السيطرة و الاستعلاء لدى الزوج إلى تذكيره بأن عليه رقيبًا أعلى و أكبر .
و لا ننس أن نختم كلامنا بالحديث عن مكانة هؤلاء المستشرقين المعادين للقرآن ، يقول عباس العقاد في (الإسلام دعوة عالمية) ص173 :
و هناك أوهام كثيرة أشاعها المستشرقون بسبب تفسيراتهم الخاطئة لكثير من أمور اللغة و الدين . و منها ما كتبه بعض المستشرقين تفسيرًا لاسم أبي بكر رضي الله عنه من أنه "أبو العذراء" !!
و منها ما قالوه في تفسير لمعنى "القصيد" من أنه المقصود !!
و منها أيضًا ما تورط فيه ذلك المستشرق من خطأ معيب في تفسيره لقوله تعالى : { و ترى الملائكة حافين من حول العرش } .
بقوله : "أي بدون أحذية" !!
ذلك أنهم على غير علم دقيق باللغة العربية ، و ليس هذا غريبًا فهم لا يفهمون أدب أمتهم و لا يجيدون معرفة هذا الأدب في لغتهم . فمن باب أولى ألا يحسنوا فهم الأدب العربي ! و قد كانت لهم مكانة أكثر مما يستحقون حتى وقفنا أمامهم و وضعناهم في موضعهم !
انتهى الاقتباس(1/2079)
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
---
موراني
07-06-2004, 12:27 AM
د. هشام عزمي
هل تجد سبيلا الى تسمية هؤلاء المستشرقين بأسمائهم ؟
بارك الله فيكم
تقديرا
موراني
---
د. هشام عزمي
07-06-2004, 12:42 AM
بالتأكيد د. موراني :)
ها هي اسمائهم . . .
Thomas Carlyle
Edward Gibbon
Salomon Reinach
John McClintock and James Strong's Cyclopedia of Biblical, Theological and Ecclesiastical Literature
---
موراني
07-06-2004, 12:56 AM
(وربنا يستر ! )
يا د . هشام.....
ليسوا بمستشرقين , وهذا من المؤكد .
ولتجنب سوء التفاهم : أنا لا أدافع عن أي من المستشرقين ولا (أحميهم ) من
الانتقاد أيا كان .
لكن هذه الاسماء ليست في (قائمة) المستشرقين من قريب أو بعيد .
هؤلاء الناس من الفرق حول (الكتاب المقدس Bible ) فليس لديهم علم باللغات : لا بالعربية ولا بالعبرية .
شكرا لك على هذه الاضافة
موراني
---
(1/2080)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال
---
سؤال
---
سامي العتيبي
02-23-2007, 02:35 PM
السلام عليكم
الإخوة الكرام
أرجوا من الإخوة طلاب العلم وخاصة بمدينة الدمام ذكر الدروس العلمية التي تقام بالدمام وبأي مسجد وجزاكم الله خير
---
الجعفري
02-23-2007, 07:23 PM
لست من أهل الدمام , لكن بحثت في الشبكة لك عن ذلك فوجدت رابطاً لعله يفيدك:http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91190
---
(1/2081)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول بداية التأليف في علوم القرآن كفن مدوّن
---
حول بداية التأليف في علوم القرآن كفن مدوّن
---
محمد رشيد
11-17-2003, 02:34 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ، مشايخي الكرام ، ذكر الزرقاني في ( مناهل العرفان ) أن علوم القرءان كفن مدون لم يعرف التأليف فيه قبل المائة الرابعة ، لأن الدواعي لم تكن موفورة لذلك ، ثم أخبر أنه قد ظفر بكتاب في ( دار الكتب المصرية ) يقع في ثلاثين مجلدا ، و الموجود منه الآن خمسة عشر مجلدا ، و أن مؤلف الكتاب هو (( علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي )) المتوفى سنة 330 ـ هكذا قال ـ
ووجه الإشكال أنه قد ذكر قبل ذلك مراحل التأليف في ( علوم القرآن ) بالمعنى الإضافي التركيبي ، فذكر أنه في القرن ( الخامس الهجري ) كان التصنيف في إعراب القرآن على يد (( علي بن سعيد الحوفي )) ـ هكذا قال ـ
فهل الحوفي الأول غير الحوفي الثاني ؟
و إن كانا واحدا فأين الخطأ ؟
و إن لم يكونا واحدا ، فهل من يترجم لكل واحد منهما ـ حيث يقع الاشتباه بينهما ـ ؟
سؤال أخير / هل من أخبار عند أحد من مشايخنا عن هذا الكتاب الذي ذكره الزرقاني ؟
أحسن الله تعالى إلى مشايخ هذا الملتقى المبارك ، و جعلهم من المغفورين لهم في شهر رمضان ـ آمين ـ
---
أبومجاهدالعبيدي
11-17-2003, 01:27 PM
الأخ محمد يوسف زاده الله توفيقاً وحرصاً على الخير
انهالت علينا أسئلتك هذا اليوم ، ونحن في هذه العشر المباركة ، والوقت كما تعلم قد يضيق عن الإجابة عليها الآن ، فلعلك تعذرنا إن تأخر الجواب قليلاً .
والملاحظ أن أكثر الأسئلة التي أوردتها تتعلق بإشكالات أشكلت عليك في كتاب مناهل العرفان للزرقاني ، ولو أنك قرأت كتاب :كتاب مناهل العرفان للزرقاني - دراسة وتقويم للدكتور خالد السبت لزال أكثر هذه الإشكالات .(1/2082)
والكتاب من مطبوعات دار ابن عفان - السعودية - الخبر - هاتف : 0096638987506 فاكس 0096638992743 .
ويقع في مجلدين يحتويان على 1000 صفحة .
وأخيراً : أسئلتك وجيهة ، وملاحظاتك تستحق الوقوف ، وفقك الله .
---
محمد رشيد
11-27-2003, 08:20 PM
بارك الله تعالى فيك شيخنا الكريم الفاضل
و أعلم أني أتعبكم معي كثيرا
و لم أكن و الله منتظرا للإجابة في العشر الأواخر ، فمن المعلوم بديهيا انشغال العبد فيها ....
و لكني أردت أن أضع أسئلتي لتكون مكان اهتمام حين رجوع النشاط
و لأني لأسباب خاصة لن أستطيع الدخول على الشبكة إلا يوما واحدا في الأسبوع ـ هو يوم الجمعة ـ و لذلك فقد تبدو كثيرة نوعا ما ، و لكن لن تكون كثيرة ـ إن شاء الله تعالى ـ لأن يوم الجمعة ـ الذي أدخل فيه إلى الشبكة ـ هو اليوم المخصص لعلوم القرآن في برنامجي ـ و أسأل الله تعالى لي و لكم التوفيق
و جزاكم الله تعالى
شيخنا // أرجو الانتباه إلى هدم الدين الذي يحدث في موضوع ( الكتاب و السنة فمن أين فهم الناس ؟ ) هكذا بالتقريب
و الذي وضعه ( أبو أحمد )
---
عبدالرحمن الشهري
12-05-2003, 10:04 AM
أخي الكريم محمد يوسف زاده الله علماً وحرصاً عليه.
خلاصة الجواب :
أن علي بن سعيد الحوفي في الموضعين الذين ذكرهما الزرقاني - رحمه الله - واحد ، واسمه الصحيح علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف الحوفي المُعْرِب. وقد مات مستهل ذي الحجة عام 430هـ . كما في ترجمته في بغية الوعاة للسيوطي 2/140 ، وفي الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة الإقراء والتفسير 2/1540.
وما ورد في كتاب الزرقاني رحمه الله من أنه مات سنة 330هـ فخطأ طباعي ولا بد ، وقد أشار إلى ذلك الدكتور السبت ، والزرقاني نفسه صرح بأنه (من علماء القرن الخامس). وقد حدث خطأ طباعي كذلك في تعقب الدكتور خالد السبت 1/231 : حيث ورد اسمه عنده (إبراهيم بن علي بن سعيد الحوفي..).(1/2083)
ولم يحدث في قول الزرقاني خطأ – في نظري- حيث ذكره في الموضع الأول باسم علي بن سعيد الحوفي ، وفي الموضع الثاني علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي ، فأسقط اسم الأب في الموضع الأول فقط !! وأما التاريخ فأخبرتك.
وأما قول الزرقاني أن الحوفي في طليعة من صنف في إعراب القرآن فقد تعقبه السبت وقال إن هناك من سبقه كعبدالملك بن حبيب القرطبي (239هـ) ، وأبي حاتم السجستاني (248هـ) والمبرد (286هـ).
والذي يبدو لي أن عبارة الزرقاني لا تدل على أنه يعني أول من صنف في إعراب القرآن ، وإنما هو في طليعتهم . وهو كذلك رحمه الله وكان مشهوراً بالمعرب لتصنيفه كتاباً في إعراب القرآن كما ذكر أهل التراجم كالسيوطي في طبقات المفسرين وذكر أنه في عشر مجلدات.
وأما قول الزرقاني بأن (علوم القرآن كفن مدون قد استهلت صارخة على يد الحوفي في أواخر القرن الرابع وأوائل الخامس) فقد قيد كلامه هذا بأنه أخذ هذا المعنى من عنوان الكتاب كما هو مكتوب على طرة المخطوطة : (البرهان في علوم القرآن) ، وأن الجزء الأول من الكتاب مفقود مما لم يتمكن معه أن يأخذ (اعترافاً صريحاً منه – أي الحوفي – بمحاولته إنشاء هذا العلم الوليد). ووصف بعد ذلك الكتاب وصفاً كاشفاً لمحتواه ، وأنه كتاب تفسير بالمعنى الصحيح. وعلى كل حال فهو نفسه لم يستطع الجزم بهذا الرأي ، وإنما ودَّ لو حدث ذلك !!
وقد تعقبه الدكتور خالد السبت في كتابه وأخبر بأنه قد اطلع على كتاب الحوفي هذا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وأنه كتاب تفسير وليس كتاباً في علوم القرآن ، وإن كان قد ورد الحديث عن علوم القرآن في ثنايا التفسير مما يشترك معه في ذلك كل كتب التفسير تقريباً. وقد ذكرت الدكتورة ابتسام الصفار في معجم الدراسات القرآنية أن عنوان الكتاب : (البرهان في تفسير القرآن).(1/2084)
وقد سبقه إلى نقد كلام الزرقاني بتفصيل الأستاذ الدكتور عبدالعال سالم مكرم في كتابه النفيس (القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحوية) ص287-289 الذي طبع سنة 1384هـ ، حيث قال في آخر مناقشته لكلام الزرقاني :(على أن كتاب الحوفي كما بينت كتاب ككل كتب الإعراب – أي إعراب القرآن - التي سبقته من حيث المنهج والتأليف ، فهو يفسر الآية من حيث المعنى ، ثم من حيث اللغة ، ثم من حيث النحو والإعراب ، ثم من حيث القراءات ، وكل كتب الإعراب أو كتب المعاني التي سجلتها في هذا البحث على هذا النمط ، فلا داعي إذاً للقول بأن الحوفي أول من ألف في علوم القرآن).أهـ.
وقد تكلم الدكتور عبدالعال سالم مكرم حول النسخة رقم 59 تفسير بدار الكتب المصرية ، وأثبت أنها نسخة صحيحة لكتاب الحوفي وإن كانت ناقصة الأجزاء ، وصحح الخطأ الواقع في المخطوطة رقم 20503 ب والمحفوظة بالدار نفسها ، وذكر أنه قد كتب عليها أنها هي (إعراب القرآن البرهان في تفسير القرآن تأليف الإمام أبي الحسن على بن إبراهيم الحوفي المتوفى سنة 430هـ). وأثبت أنها نسخة لكتاب (إعراب القرآن) لأبي جعفر النحاس (ت 338هـ) بعد أن قارن بينها وبين مخطوطة إعراب القرآن للنحاس. ولم أر محقق كتاب إعراب القرآن للنحاس وهو الدكتور زهير غازي زاهد قد أشار إلى هذه النسخة لكتاب إعراب القرآن للنحاس ، وقد انتقده في إهمال نسخ عديدة من مخطوطات إعراب القرآن للنحاس الدكتورُ أحمد مختار عمر في بحثه (إعراب القرآن للنحاس – عرض ونقد) والمنشور في (دراسات عربية وإسلامية من ص 81-101.
هذه بعض الخواطر الشاردة حول الموضوع أرجو أن يكون فيها إيضاحٌ للمراد ، سائلاً الله القدير لأخي الكريم محمد يوسف التوفيق والإخلاص ، فإنني ألمس فيه حرصاً صادقاً على العلم ، وذهناً ثاقباً في فهمه ، جعله الله من العلماء الصادقين ، ونفعنا وإياه بالعلم وجميع المسلمين.
---
محمد رشيد
12-06-2003, 12:57 PM(1/2085)
بارك الله تعالى فيك شيخنا الشهري على هذه الفائدة
و أجزل لك المثوبة
و جعلك مستجاب الدعوة
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2005, 06:50 PM
ذكر العلامة شهاب الدين النويري في موسوعته الأدبية التاريخية البديعة (نهاية الأرب في فنون الأدب) عند حديثه عن خيل سليمان عليه السلام وما قيل فيها ما يؤكد أن كتاب البرهان للحوفي كتاب تفسير فقال :
(قال الله تعالى: (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد* فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب *ردوها علي فطفق مسحاً بالسوق والأعناق). قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الحوفي في كتاب (البرهان في علوم القرآن) في تفسيره هذه الآية:( الصافن من الخيل الذي يجمع بين يديه).
---
جمال أبو حسان
04-02-2005, 05:33 PM
أظن ان صديقي الدكتور حازم حيدر قد حقق مسالة التاليف في علوم القران ومتى بدات في رسالته المطبوعة بعنوان علوم القران بين البرهان والاتقان فليرجع اليها من شاء ففيها خير كثير
---
أم عاصم
07-05-2005, 01:23 AM
أظن ان صديقي الدكتور حازم حيدر قد حقق مسالة التاليف في علوم القران ومتى بدات في رسالته المطبوعة بعنوان علوم القران بين البرهان والاتقان فليرجع اليها من شاء ففيها خير كثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم يتيسر لي الاطلاع على هذه الرسالة..
وحسب علمي فإن أول كتاب صنف في علوم القرآن بالمعنى المدون هو:
الحاوي في علوم القرآن لمحمد بن خلف بن المرزبان المتوفى سنة: 309هـ.
فهل هذا ما توصل إليه د.حازم حيدر في رسالته؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
---
أبومجاهدالعبيدي
07-05-2005, 01:41 AM
الذي توصل إليه الدكتور حازم حيدر في رسالته في رسالته المشار إليها أن أول من دون في علوم القرآن بصورة مستقلة هو الحارث بن أسد المحاسبي [ المتوفى سنة 243 هـ ] ، في كتابه فهم القرآن . هذا من حيث المحتوى والمضمون دون العنوان .(1/2086)
أما ظهور مصطلح "علوم القرآن" من حيث المحتوى والعنوان فقد تأخر قليلاً إلى القرن الرابع ومطلع الخامس ، وبدا في مؤلَّف أبي القاسم الحسن بن حبيب النيسابوري [ ت : 406هـ ] في كتابه : التنبيه على فضل علوم القرآن .
---
موراني
07-05-2005, 04:08 PM
يرجع تأليف الجامع لعبد الله بن وهب المصري ( ت نحو 197 هـ) الى القرن الثاني الهجري , فلدينا منه عدة أجزاء : بعضها على البردي ( في دار الكتب المصرية) وبعضها الآخر على الرق .
وبين هذه الأجزاء هناك ثلاثة أجزاء في مكتبة العتيقة بالقيروان تحتوي على تفسير القرآن .
جزء مستقلّ منها يحتوي على علوم القرآن فقط بصورة خاصة وبالأبواب التالية :
ترغيب في القرآن
في العربية بالقرآن
في اختلاف حروف القرآن
كتاب الناسخ والمنسوخ
الناسخ من القرآن
السجود
في سجود القرآن
أما هذه النسخة المخطوطة التي ترجع الى رواية سحنون بن سعيد ونسخت بالقيروان عام 290 هـ فهي الأقدم في هذا الفن من الفنون التي بين يدينا اليوم حسب علمي .
سقط عنوان الكتاب على ورقة الأولى ( ق 1 وجه) في الأصل ومن هنا لا نعلم ما كان العنوان الحقيقي لهذا الجزء غير أنّ موضوع الأبواب المذكورة قد دفعني عند تحقيق هذه الأجزاء الى أن أسمي هذا الجزء بـ(ـعلوم القرآن) من الجامع الى جانب الجزئين الآخرين تحت العنوان ( التفسير ) .
(دار الغرب الاسلامي 2003 )
ربما يصدر الكتاب مصححا وباضافات أخرى في الحواشي في مجلد واحد في وقت لاحق .
---
مساعد الطيار
07-05-2005, 06:27 PM(1/2087)
إن ما لفت إليه الدكتور موراني مهم في باب نشأة علوم القرآن ، وهو أنه يوجد في بعض المدونات الإسلامية من جمع بعض أنواع علوم القرآن ، وقد يكون قصد تسميتها بهذا الاسم ( علوم القرآن ) ، وذلك ما يحتاج إلى متابعة وتحرير ، وقد لا يكون قصد ذلك ، بل سمى كتابه باسم آخر ، كما هو الحال في كتاب ( فهم القرآن ) للحارث المحاسبي ( ت : 243 ) ، وهو أول من جمع أنواعًا من علوم القرآن في مؤلف مستقل ، لكنه جمع جزئي ، ولم يظهر قصد الجمع الكلي إلا متأخرًّا عند الزركشي في البرهان في علوم القرآن .
وأقول : إنه يحسن بنا عند دراسة علوم القرآن أن نتحرر من هذا المصطلح ، وننظر في الموضوعات ، فكم من كتاب يحمل هذا المصطلح ، وليس في علوم القرآن بل هو تفسير ، وكم من كتاب لا يحمله ، وهو في علوم القرآن ككتاب جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي ( ت : 643 ) .
---
موراني
07-05-2005, 09:25 PM
الدكتور مساعد الطيار , حفظكم الله , أشكر لكم على ملاحظاتكم القيمة .
ما استلفت نظري واهتمامى عندما قمت بترتيب أصول المؤلفات لابن وهب
هو تجزئة الكتاب : جزءان من التفسير
وجزء سقط عنوانه للأسف الا أنه كامل ولا تفسير فيه حتى ولو لآية واحدة .
من هنا أعتقد أنّ التجزئة لم تكن تلقائية بل جاءت تمييزا وتفريقا وربما أضيف هذا الجزء كجزء مستقل
في آخر التفسير أو سبق الأجزاء الأخرى من التفسير .
للأسف ليس لدينا ترقيم للأجزاء المتبقية الا للجزء الأول من التفسير ...
---
(1/2088)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول كتاب: "إعراب القرآن" للزجاج. (النسخة الأولى)
---
سؤال حول كتاب: "إعراب القرآن" للزجاج. (النسخة الأولى)
---
أبو بيان
06-04-2005, 06:11 PM
امتثالاً لإشارة من لا يسعني مُخالفته أعيدُ إضافة هذا الموضوع في نسخته القديمة قبل ضياع ما فات منه:
[line]
مسك
عضو نشيط تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 60
سؤال حول كتاب إعراب القرآن للزجاج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كل عام والجميع بخير ..
سؤالي حول كتاب إعراب القرآ، للزجاج ..
ابحث عن تعريف علمي بالكتاب ..
وماذا حول نسبة الكتاب للزجاج !
[line]
عبدالرحمن الشهري
المشرف العام تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: الرياض
المشاركات: 895
بارك الله فيكم أخي الكريم مسك وجزاكم عنا خيراَ
كتاب إعراب القرآن المنسوب للزجاج ، الذي حققه الأستاذ إبراهيم الأبياري رحمه الله قد كتب حوله كثير من الكتابات خلاصتها :
- العنوان الصحيح للكتاب هو (الجواهر) . ولكن سقطت الورقة الأولى من المخطوط الوحيد مع جزء من المقدمة التي توضح المؤلف وعنوان الكتاب فجاء أحد المتبرعين وكتب (إعراب القرآن للزجاج) بغير علم ! فلما جاء المحقق أخرجه هكذا ولكنه نفى نفياً أن يكون مؤلفه هو الزجاج ، وربما يكون مكي بن أبي طالب .
- الذي حقق اسم الكتاب ، وخطأ نسبته للزجاج هو العلامة أحمد راتب النفاخ في مقالين نفيسين نشرهما في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1973 في المجلد 48 الجزء 4 .
- مؤلف الكتاب الصحيح هو جامع العلوم النحوي أبو الحسن علي بن الحسين الباقولي رحمه الله المتوفى سنة 543هـ.(1/2089)
- تحدث الدكتور عبدالقادر السعدي في الجزء الأول صفحة 27-48 من تحقيقه لكتاب : (كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في إعراب القرآن وعلل القراءات) للباقولي الذي نشرته دار عمار بالأردن بما لا مزيد عليه من الأدلة على خطأ نسبة الكتاب إلى الزجاج ونسبته للباقولي مشيراً إلى صنيع النفاخ رحمه الله ومثنياً عليه.
- جمع كل ذلك الدكتور محمد الدالي وجعله مقدمة لتحقيق كتاب (الجواهر) للباقولي ووعد بإصداره . تجد ذلك في تقديمه لتحقيق كتاب كشف المشكلات للباقولي أيضاً الذي حققه هو وطبعه في مجمع دمشق اللغوي صفحة 40 - 41 من المقدمة .
إذاَ الكتاب عنوانه (الجواهر) وهو للباقولي وليس للزجاج .
__________________
عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري
المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد
[line]
مسك
عضو نشيط تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 60
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن ...
الكتاب موجود عندي على ملف ورد جاهز للتحميل ..
فإلى من أنسب الكتاب حتى أقوم بنشرة !
وبأي أسم يكون العنوان ...
وماهي النبذة المقترحة للكتاب ...
اذا سمح لكم الوقت .
[line]
أبو بيان
عضو فعال تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 115
استفسار:
هل الكتاب المقصود هنا هو: (( معاني القرآن وإعرابه ))؟
أم هو كتاب آخر بعنوان: ( إعراب القرآن ) فقط؟
__________________
أبو بيان
نايف بن سعيد الزهراني
الدراسات العليا - قسم التفسير وعلوم القرآن
مرحلة الماجستير - جامعة أم القرى
[line]
عبدالرحمن الشهري
المشرف العام تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: الرياض
المشاركات: 895
أخي أبا بيان وفقه الله
الكتاب ليس (معاني القرآن وإعرابه) المشهور والمعروف للزجاج منذ عهد مؤلفه والذي حققه الدكتور عبدالجليل شلبي وأخرجه في خمسة مجلدات(1) ، وإنما هو كتاب آخر طبع بتحقيق الأستاذ إبراهيم الأبياري في ثلاثة مجلدات ، وصدرعن الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية بالقاهرة.(1/2090)
http://www.tafsir.net/images/zajjaj.jpg
وقد أخرج المحقق الجزء الأول والثاني دون أن يشير إلى تحقيق نسبة الكتاب للزجاج من عدمها ، ثم في الجزء الثالث رجح عدم نسبته للزجاج لكثرة النقول التي فيه منسوبة للزجاج ، وأشار إلى احتمال نسبته لمكي بن أبي طالب على أنه مختصر من كتابه المشكل في إعراب القرآن.
وإضافة لما سبق أن أشرت إليه أعلاه في سؤال الأخ الكريم مسك وفقه الله ، أضيف للفائدة ما يلي :
في الجزء الأول من المجلد السادس والستين من مجلة المجمع اللغوي السوري صفحة 77 حتى 106 عاد الدكتور محمد الدالي مرة أخرى وأفاض في القطع بنسبة الكتاب لجامع العلوم . ومناقشة الدكتور الأبياري الذي تجاهل كلام النفاخ وكلامه وأعاد طبع الكتاب مرجحاً نسبته لمكي بن أبي طالب ونافياً نسبته لجامع العلوم مع اطلاعه على كلام النفاخ ونقله بعض كلامه !
وقد أشار الدكتور عبدالعال سالم مكرم في كتابه (القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحوية) ص 273 إلى مخطوطة هذا الكتاب وأثبت أنه ليس للزجاج ، وأشار إلى تحقيق صديقه الأستاذ الأبياري للكتاب وقتها.
وأشار له كذلك الدكتور إبراهيم عبدالله رفيدة في كتابه القيم (النحو وكتب التفسير) 1/134 وذكر أنه قد كتب خطأ على غلافه في مكتبة الأوقاف بطرابلس (الإغفال في إعراب القرآن) وأنه قد حققه أحمد عمايرة ونسبه لأبي علي الفارسي !
فالظاهر أن الورقة الأولى سقطت من الأصل ، فتبرع أحدهم في القاهرة فنسبه للزجاج ، وتبرع صاحبه في ليبيا فنسبه للفارسي .(1/2091)
وللفائدة أيضاُ فإن فكرة هذا الكتاب فكرة جميلة ، هي أنه تتبع آيات القرآن التي أعربها النحويون ، وقسمها على أبواب النحو ، ليدرس النحو من خلال القرآن فجاء الكتاب في تسعين باباً ، ناقش في كل باب منه الآيات التي تناولها النحويون وأعربوها وكانت مداراً لبحثهم. وقد ذكر الدكتور عبدالعال سالم مكرم إلى أن هذه الفكرة كانت تراوده ، وأنه قد شرع في وضع الخطة لتنفيذها ، فلما رأى هذا الكتاب علم أنه قد سبق إليها ، فاتجه إلى غيرها. وانظر كلامه هذا في كتابه السالف ص 273 .
قلت : ليت شعري لو كانت وصلت كتب القدماء جميعاً ، كم من بحث من البحوث المتأخرة كان سيعدل عنه إلى غيره ؟! رحم الله أولئك العلماء ، ورزقنا برهم والوفاء بحقهم ولو بالدعاء لهم بصدق وإخلاص جزاء ما قدموا لنا من العلم ، وحفظوا من الحق.
وأختم بالإشارة إلى أن الدكتور محمد الدالي بصدد إخراج كتاب الجواهر هذا ، وإنا إلى رؤيته بالأشواق.
---------
(1) في تحقيق الدكتور عبدالجليل شلبي لكتاب الزجاج ملحوظات كثيرة في قراءة النص مع تقديري لجهده في إخراج الكتاب ، ومعاناته التي اشار إليها في المقدمة ، وقد نبه على بعض الأخطاء فيه أخونا البحاثة الدكتور مساعد الطيار - نفعنا الله بعلومه - في كتابه (التفسير اللغوي للقرآن الكريم) 170 الهامش رقم 1 ، 2
__________________
عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري
المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد
[line]
عبدالرحمن الشهري
المشرف العام تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: الرياض
المشاركات: 895
يمكن الاطلاع على الكتاب من خلال الرابطين :
1- المصدر الرئيسي . مكتبة مشكاة - إعراب القرآن المنسوب للزجاج.
2- الفرع . الجواهر للباقولي (كتاب ثمين في نحو القرآن). من مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية.
__________________
عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري
المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد
[line](1/2092)
أبو بيان
عضو فعال تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 115
شكر الله لك شيخنا الحبيب هذه الفوائد,
وقد كنت أعددت جراميزي, وشددت حبالي لو كان المراد غير ما ذَكَرتَ,
ولكن الحمد لله الذي مسخه كتاباً آخر, وكفانا حرباً.
ونشكر لك حُسنَ إشرافِك, مع إشرافِك على أواخر رسالتك, وفقك الله وأعانك.
__________________
أبو بيان
نايف بن سعيد الزهراني
الدراسات العليا - قسم التفسير وعلوم القرآن
مرحلة الماجستير - جامعة أم القرى
[line]
فهد الناصر
عضو تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 21
الأخ عبدالرحمن : شكراً لك هذه الأجوبة التي ينتفع بها الجميع وأولهم أنا وأمثالي .
الأخ مسك : جزاك الله كل خير على جهودك الملموسة في الملتقى وفي موقع مشكاة ومكتبتها خاصة .
الأخ أبا بيان : شكراً لك على دفعي للبحث في معنى (الجراميز) وقد عدت بهذا المعنى ..
قال في تهذيب اللغة : رمى فلان الأرض بجراميزه وأوراقه ، إذا رمى بنفسه.
ويقال: جمع فلان لفلان جراميزه إذا استعدّ له ، وعزم على قصده.
وقال الليث: والجَرْمَزَةُ: الانقباض عن الشيء، قال: ويقال: ضمّ فلان إليه جراميزه، إذا رفع ما انتشر من ثيابه، ثم مضى، وإذا قلت: الثور ضمّ جراميزه، فهي قوائمه، والفعل منه: اجرَمّزَ، إذا انقبض في الكِناس: وأنشد:
مُجْرَمِّزاً كَضَجْعَةِ الْمَأْسُورِ
أبو عبيد، عن الأصمعي: المجرنمز والمجرنجم: المُجتمع.
قلت : الحمد لله الذي كفى الشيخ عبدالرحمن تجرمزك ، وأظن الأولى بك أن تقول : شددت جراميزي ، وأعددت حبالي لا العكس . زادك الله من فضله .
أخوكم الصغير/
فهد
__________________
فهد بن عبدالرحمن الناصر
مدرس لغة عربية
[line]
أبو بيان
عضو فعال تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 115
الأخ فهد الناصر سلمه الله ونصره:
لو قلتُ: (شددت جراميزي, وأعددت حبالي) كما أفدتَ؛ لَمَا سَلِم الشيخ عبد الرحمن,
ولكن الحمد لله أني أخطأت,(1/2093)
وذكَّرتني بهذه الإفادة قاعدةً جميلةً من أحسن ما سَمعتُ من شيخنا الجليل: د.محمد محمد أبو موسى- أطال الله في النعمة بقاءه-, قال ما معناه:
(صِحَّة البيان في اللفظ, صورة لصِدق المعنى في النفس ورسوخه فيه)
(فصادقُ الوعظ, صادقُ البيان عنه؛ لتَمَكُّنِه في قلبه)
وذكر قِصَّةً, أذكر منها:
قال أحدُ الكُتَّاب (أبو بكر الخوارزمي) لأمير- بعدما جافاه-:
إذا أردت أن تعرف منزلتك عندي, فانظر في مدحي لك تجده بارداً سخيفاً,
وانظر في هجوي لك تجِده قَويَّاً موجعاً؛
لأني صادقٌ فيه,
والصادقُ مُعان.
ولو نظرت في تهديدي لأبي عبد الله السابق لوجدته بارداً سخيفاً؛ لأنه للمسامرة فقط,
ولم أستشر فيه قلبي, وإلا لصدقني, وأعانني ببيان الصادقين.
أخوك:
أبو بيان.
________________
[line]
ثُمَّ أضاف شيخنا أبو المها وفقه الله هذه الإضافة في النسخة الجديدة:
مؤلف كتاب (إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج)
وصلني على بريدي من الأستاذ الكريم عبد العزيز بن إبراهيم الدباسي وفقه الله ورعاه هذه الإضافة القيمة للموضوع .
خُدم القرآن الكريم بالكثير من البحوث والدراسات القديمة والحديثة ، ومن أهم تلك البحوث وأكثرها ما ألفه القدماء من كتب في إعراب مفرداته ، ولعل الناظر للكتب التي تزخر بها المكتبة ليلفت انتباهه كثرة ما طبع في إعراب القرآن من تلك الكتب (إعراب القرآن) للنحاس ، و(مشكل إعراب القرآن) لمكي بن أبي طالب ، و(البيان في إعراب القرآن) للأنباري ، و(التبيان في إعراب القرآن) للعكبري.
ويندرج تحت تلك القائمة الطويلة الكتاب الذي طبع باسم (إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج) بتحقيق الأستاذ إبراهيم الأبياري ، وعن هذا الكتاب قرأت في موقع (أهل التفسير) مقالة يستفسر فيها كاتبها عن مؤلف هذا الكتاب ، وهل ذلك الكتاب هو للزجاج حقيقة ؟(1/2094)
وبما أن هذه المسألة كانت أحد المباحث التي بحثتها في رسالتي المقدمة لنيل درجة الماجسير لقسم النحو والصرف في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والتي كانت بعنوان :
آراء أبي الحسن الباقولي النحوية : جمعًا ودراسة
فقد آثرت أن أدلي بدلوي في هذا الحديث ؛ ليُقطع الشكُ باليقين ، فأقول :
من المؤكد أن هذا الكتاب ليس للزجاج ؛ لأن فيه ذكرًا لأعلام متأخرين عن الزجاج كالفارسي وابن جني والجرجاني ، ولهذا ذكر محقق الكتاب الأستاذ إبراهيم الأبياري عبارة (المنسوب للزجاج) ، وعقد مبحثًا آخِر الكتاب أكد فيه أن الكتاب ليس للزجاج ، ورجح أنه لمكي بن أبي طالب القيسي([1])، غير أنه لم يوفق في هذا التخمين ، وظل مؤلف الكتاب مجهولًا إلى أن سطر الأستاذ محمد راتب النفاخ _ رحمه الله _ في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مقالًا ذكر فيه أن الكتاب ليس للزجاج ولا لمكي القيسي ، وإنما هو لعلي بن الحسين الباقولي الأصفهاني ، وأنه بعنوان (الجواهر)([2])، وذكر أدلة قوية على ذلك ، وأيد الأستاذَ النفاخَ مجموعةٌ من الأساتذة المختصين ، كالدكتور محمد الدالي([3]) والدكتور إبراهيم أبو عباة([4])والدكتور صالح العايد([5]) والدكتور عبد الرحمن العمار([6])، والدكتور نبوي عشماوي([7]) ، وكل من هؤلاء الأستاتذة استدل بأدلة دامغة لا تقبل المراء ، ولعل من أبرزها ما ذكره الدكتور العايد من أنه وقف على نسخة مخطوطة من الكتاب نفسه كتب عليها اسم المؤلف علي بن الحسين الباقولي .
وبما أن بحثي كان في هذه الشخصية فقد ظهرت لي أدلة أخرى تعضد وتؤكد ما توصل إليه أولئك الأساتذة الفضلاء([8])، ولولا خشية الإطالة لذكرت بعضًا من تلك الأدلة.
وخلاصة المقال أن كتاب (إعراب القرآن) لعلي بن الحسين الباقولي الأصفاني ، وهذه النسبة قطعية لا يتطرق إليها الشك .(1/2095)
كتبه عبد العزيز بن إبراهيم الدباسي - المحاضر بقسم النحو والصرف بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود .
---------------------
([1]) إعراب القرآن : 3/1095 .
([2]) ينظر : مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق المجلد الثامن والأربعين ، الجزء الرابع : 841 .
([3]) محقق كتاب كشف المشكلات للباقولي ينظر : 1/41 من قسم الدراسة من الرسالة .
([4]) محقق كتاب شرح اللمع للباقولي ، ينظر : 1/63 من قسم الدراسة من الرسالة .
([5]) ينظر : مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود ، العدد الثاني ، محرم 1410 الجزء الأول : 191 .
([6]) محقق كتاب كشف المشكلات ينظر : 1/47 من قسم الدراسة من الرسالة .
([7]) محقق كتاب كشف المشكلات ، ينظر : مجلة معهد المخطوطات العربية المجلد الثاني والأربعين ، الجز الأول : 191 .
([8]) آراء أبي الحسن الباقولي النحوية جمعًا ودراسة : 29 .
*****
شكر الله لكم يا أبا إبراهيم هذه الإضافة ، ويسعدنا انضمامكم للملتقى للمشاركة مع إخوانكم وفقكم الله فيما يتعلق بلغة القرآن وفقهها.
__________________
عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري
المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد
am33s@hotmail.com
---
السائح
06-23-2006, 01:41 PM
الحمد لله.
ما شاء الله، فوائد نفيسة تترى، وتنبيهات دقيقة يتبع بعضها بعضا كأنها عِقْدٌ منثورٌ، فجزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
وقد أفاض الأستاذ أحمد حسن فرحات في بيان عدم صحة نسبة الكتاب إلى المُقري المتقن مكي رحمه الله تعالى، في كتابه القيّم (مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن ص136-143).
---
عبدالرحمن الشهري
06-30-2006, 08:25 PM
حياك الله أخي الكريم السائح ، وجزى الله أخي أبا بيان خيراً على حفظه لهذه المشاركات وليست هذه بأول بركات أبي بيان أدام الله توفيقه .(1/2096)
وهذا الكتاب الذي دار حوله الحديث كتاب قيم من نوادر الكتب في المكتبة العربية ، وفيه فوائد كثيرة لا تكاد تجدها في غيره ، ولا أعرف له نظيراً في فكرته عند المتقدمين ، ولم أطلع على مثله عند المتأخرين . وفي جهد العلامة محمد عبدالخالق عظيمة في موسوعته القيمة (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) جمع أدق من جمع أبي الحسن الباقولي ، غير أن الباقولي يتناقش المسائل العلمية التي اشتملت عليها الآيات ، ويرجح ويختار فتميز من هذا الجانب ، ولعلنا نراه منشوراً باسمه الحقيقي واسم مؤلفه قريباً إن شاء الله فقد وعد الدكتور محمد الدالي بهذا منذ زمن طويل أعانه الله ، فقد علمتُ أنه يقوم بتحقيق ديوان الفرزدق الآن أيضاً على نسخ خطية ، والأعمال العلمية إذا تراكمت على الباحث أطالت أمد خروجها في وقتٍ قريب .
بقي أن أشير إلى صاحب الفضل الأول في خروج هذا الكتاب ، وتكليف الأستاذ إبراهيم الأبياري بتحقيقه ، وهو العلامة النحوي إبراهيم مصطفى رحمه الله ، الذي صنف كتاب (إحياء النحو) ، وكان أحد أعضاء مجمع اللغة العربية حينها ، فطلب من المجمع تصوير المخطوطة الوحيدة للكتاب من دار الكتب المصرية ، وتكليف أحد الباحثين في المجمع بتحقيقها . وقد كان ذلك رحمه الله وجزاه خيراً .
---
السائح
07-12-2006, 02:46 PM
حياك الله وبياك أيها الفاضل الكريم، وجزاك خيرا وبارك في جهودك.
---
(1/2097)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مخطوطات مقترحة للدراسة والتحقيق
---
مخطوطات مقترحة للدراسة والتحقيق
---
أبو حذيفة
04-01-2006, 01:12 AM
هذه بعض الموضوعات التي أرى أنها مناسبة للبحث فيها لطلاب الدراسات العليا وحسب علمي أنها لم تسجل حتى الآن
1 - تفسير علم الدين السخاوي وهو موجود وله نسخ في السعودية وتركيا .
2 - الكفاية في تفسير القرآن . لعبد العزيز بن أحمد الدميري المتوفى سنة 694 هـ.
3 - تحقيق التفسير في تكثير التنوير .لعضو الدين الآيدي أبو الفضل المتوفى 1073 هـ.
4 - نهر الحياة لأبي الفضل عبد الرحمن بن عمر البلقيني ت 824 هـ.
---
أبو حذيفة
04-02-2006, 12:20 AM
هذه المخطوطات أرقامها في المكتبات موجودة لدي وقد اطلعت عليها جميعاً وبعضها بخط المؤلف
---
الياسمين
04-07-2006, 11:08 PM
لو تكرمت المخطوط الاخير ممكن ترسلي معلومات اكثر عنه وجزاك الله خيرا حيث انني ابحث عن مخطوط للدكتوراة
---
أبو حذيفة
04-10-2006, 01:09 AM
ألأخ الياسمين
أنا مسافر وبعيد عن المكتبة وسوف أزودك بالمعلومات إذا عدت من السفر إن شاء الله .
---
د.عبد الله الجيوسي
04-18-2006, 05:40 PM
احسنت الاختيار يا ابا حذيفة فليس في المتقدم ذكرهن دراسات
---
أحمد الفالح
04-18-2006, 06:30 PM
الأخ / أبو حذيفة
كتاب الكفاية يقع في كم لوح ؟
وفقك الله
---
أبو حذيفة
04-19-2006, 12:08 AM
سوف أخبرك يا أخ أحمد بعد عودتي من السفر ولعله قريب جدأ والذي أعرفه الآن أن الكتاب يكفي لأكثر من رساله .
---
أبو حذيفة
04-19-2006, 11:45 PM
يا أخ أحمد مخطوط الكفاية نسيت عدد لوحاته وقد أعثر عليها فأزودك بها ، والمخطوط موجود بمكتبة أيا صوفيا باسطنبول تحت رقم 33 .
وبالنسبة للأخ الياسمين فإن مخطوط نهر الحياة موجود بالسليمانية باسطنبول ورقمه 91 ، وهو بخط المؤاف وكتبه في سنة 789 هـ.
---(1/2098)
برعدي الحوات
04-21-2006, 08:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لكم الشكر الأستاذ أبو حذيفة..
أنا مستعد لتحقيق تفسير علم الدين السخاوي.
فأرجوكم أستاذنا الفاضل أن تقدموا لي يد العون والمساعدة بإرسالكم لي النسخ المخطوطة لهذا التفسيرعبر البريد المحمول التالي:
*صندوق البريد 99 الفنيدق / ولاية تطوان
المغرب.
ولكم من الله عز وجل جزيل الشكر.
للاتصال: ELHAWAT2@HOTMAIL.COm
---
برعدي الحوات
07-05-2006, 11:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما زلت أنتظر ردكم الأستاذ الفاضل أبو حذيفة
*الدكتور برعدي الحوات
---
فاختة
07-11-2006, 01:07 AM
أبو سعيد نشوان بن سعيد المتوفي عام 573
من هو هذا المفسر وما هي عقيدته ؟
---
الجكني
07-16-2006, 12:00 AM
ذكرت المطلوب تحت فقرة:طلبات المخطوطات
---
علي الوشاحي
07-17-2006, 05:33 PM
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
جزاك الله خير أخونا
أبو حذيفة
ونتمنى زيادة الفائدة فيما يتعلق بمخطوط [ تفسير علم الدين السخاوي ]
من حيث
- أماكن وجوده بالتحديد .
- عدد النسخ المتوفرة ، فأكثر الجامعات لا تقبل العمل في تحقيق مخطوط من نسخة واحدة.
- حالة النُسخ . ما أمكن .
- عدد الألواح .
وفقك الله لكل خير ويسر أمرك وأعانك .
ووفق جميع إخواننا إلى ما يحب ويرضى .
---
(1/2099)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من بحاثة علامة يفيدنا عن: عمر بن محمد بن عبدالكافي ؟
---
هل من بحاثة علامة يفيدنا عن: عمر بن محمد بن عبدالكافي ؟
---
د. أنمار
04-06-2007, 12:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد فـ
"بيان عدد سور القرآن وآياته وكلماته ومكيه ومدنيه"
من الكتب التي اعتمدت عليها اللجنة التي أشرفت على طباعة "مصحف المدينة النبوية".
ولا أظن ما سبق اسما للكتاب بل وصفا لمحتواه. وقد دونوا في آخر الطبعات السابقة لمصحف المدينة عند التعريف به اسم المؤلف وهو:
أبو القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي
وهذا نص ما كان مكتوبا في السابق:
تعريف بهذا المصحف الشريف
كُتب هذا المصحف وضُبط على ما يوافق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسَديّ الكُوفيّ لقراءة عاصم بن أبي النَّجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حَبيب السُّلميّ عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأُبَي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأُخِذَ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصاحف التي بعث بها الخليفة الراشد عثمان بن عفَّان رضي الله عنه إلى البصرة والكوفة والشام ومكة، والمصحف الذي جعله لأهل المدينة، والمصحف الذي اختص به نفسه، وعن المصاحف المنتسخة منها. وقد روعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمرو الداني وأبو داود سليمان بن نجاح مع ترجيح الثاني عند الاختلاف.
هذا وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانية الستة السابق ذكرها.
وأُخِذَت طريقةُ ضبطه مما قرره علماء الضبط على حسب ما ورد في كتاب "الطراز على ضبط الخراز" للإمام التَّنَسِيّ مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، بدلا من علامات الأندلسيّين والمغاربة.(1/2100)
واتُّبِعَتْ في عد آياته طريقة الكوفيين عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلَمِيِّ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه على حسب ما ورد في كتاب "ناظمة الزُّهر" للإمام الشاطبيّ، وغيرها من الكتب المدوّنة في علم الفواصل، وآي القرءان على طريقتهم 6236 آية.
وأُخِذَ بيانُ أوائل أجزائه الثلاثين وأحزابه الستين وأرباعها من كتاب "غيث النفع" للعلامة السفاقُسيِّ و"ناظمة الزهر" للإمام الشاطبيِّ وشرحها. و "تحقيق البيان" للشيخ محمد المتولي، و"إرشاد القراء والكاتبين"، لأبي عيد رضوان المخلِّلاتي.
وأُخِذَ بيان مكّيّه ومدنيّه في الجدول الملحق بآخر المصحف، من "كتاب أبي القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي" و"كتب القراءات والتفسير" على خلاف في بعضها.
وأُخِذَ بيان وقوفه وعلاماتها مما قررته اللجنة في جلساتها التي عقدتها لتحديد هذه الوقوف على حسب ما اقتضته المعاني التي ظهرت لها مسترشدة في ذلك بأقوال الأئمة من المفسرين وعلماء الوقف والابتداء.
وأُخِذَ بيان السجدات ومواضعها من كتب الفقه والحديث على خلاف في خمس منها لم نشر إليه في هامش المصحف وهي السجدة الثانية بسورة الحج والسجدات الواردة في السور الآتية: ص والنجم والانشقاق والعلق.
وأُخِذَ بيانُ مواضع السكتات عند حفص من "الشاطبية" وشراحها وتعرف كيفيتها بالتلقي من أفواه المشايخ
http://www.qurancomplex.org/Quran/display/Display.asp?TabID=1&SubItemID=3&l=arb&end=1
ثم في الطبعة الأخيرة حذفوا ما سبق
وعلى رابط المجمع ذكروا وفاته 400هـ تقريبًا
https://www.qurancomplex.com/display.asp?section=2&l=arb&f=maki00005.htm
وأظنه وهما.
فهو يروي عن ابن مهران بواسطة أبي الحسين علي بن محمد بن عبيد الله الفارسي وهو مترجم في غاية النهاية برقم 2323
وهو من شيوخ الأندرابي المترجم في الغاية تحت رقم 426.
فباشتراكهما في الشيخ ستكون وفاته في أواخر 400 أو أوائل الـ 500(1/2101)
فهل من بحاثة يفيدنا عن ترجمة لهذا العالم ؟
---
الجكني
04-06-2007, 09:43 AM
ذكر شيخنا عبد الرازق علي موسى حفظه الله في نهاية كتابه "مرشد الخلان إلى معرفة عد آي القرآن "(239) أن له ترجمة في :
1-معجم المؤلفين :7/312
2- بروكلمان :1/33
---
د. أنمار
04-06-2007, 03:01 PM
شكرا سيدي الدكتور وما ذكره كحالة وبروكلمان ليس إلا إشارة لكتابه أما بالنسبة للترجمة، فلما يذكرا سوى الاسم.
وهاكم ما ذكره كحالة، قال:
عمر بن محمد بن عبد الكافي ( أبو القاسم ) فاضل . من آثاره : كتاب عدد سور وآى القرآن وغيرها . ( ط )
330 : Brockelmann : s , I
أما بروكلمان فقال كما في ص 6 ج 4 طبعة دار المعارف بترجمة النجار:
---
منصور مهران
04-06-2007, 03:04 PM
ما تفضل ببيانه ونقله شيخنا الجكني له امتدادٌ وعليه تنبيهات :
1 - الإحالة على معجم المؤلفين هي على الطبعة الأولى ولعلها لا تتيسر لكثير من القراء
وتجدونها في طبعة مؤسسة الرسالة ج 2 ص 575 الترجمة رقم 10481
2 - الإحالة على بروكلمان في طبعته الأصل ( بالألمانية )
وصحة الرقم 330 بالجزء الأول من الملحق ، ولا أدري أين يقع ذلك في النسخة المترجمة أخيرا .
3 - ذكر فؤاد سيزكين أن أبا القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي كان تلميذا لأبي علي الفارسي ،
وأنه عاش إلى حوالي سنة 400 هج
ومن آثاره كتابٌ في عدد سور القرآن وآياته وكلماته ( ولم يسمه )
ومنه نسخ في :
ليدن 1634
والأسكوريال 1424
ومكتبة طلعت بالقاهرة ( في دار الكتب المصرية ) - قراءة 265
انظر : تاريخ التراث العربي / سيزكين مجلد 1 جزء 1 ص 49
من النسخة المترجمة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وبالله التوفيق .
---
د. أنمار
04-06-2007, 03:40 PM
الشيخ منصور تزامنت الكتابة وتقاربت الإضافات.
ولكم جزيل الشكر
لكن يظل كل ما سبق إنما هو اقتصار في نقل اسم المؤلف المدون على غلاف المخطوط ليس إلا.(1/2102)
والعجيب أنه لم يذكر فيما وقفت عليه من كتب التراجم المتداولة اليوم أعني القديمة في فترة كان الاهتمام بالتراجم لا يستهان به. بل ذكر كثير ممن هو دونه بكثير.
فهل كان كصاحبه الأندرابي من الكرامية؟ (غير معهود إهمال المبتدعة في تراجم العلماء)
وهل أهمل ذكرهما لقلة تراثهما ؟ (مستبعد)
أوعدم اشتهارهما لقلة الآخذين عنهما.؟ (محتمل)
---
الجكني
04-06-2007, 05:41 PM
الشكر موصول للدكتورين الفاضلين والشيخين الجليلين :أنمار ومنصور 0
والمسألة تحتاج مزيد بحث 0
---
(1/2103)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسانيد الطبري
---
أسانيد الطبري
---
ساكن القمم
08-14-2005, 12:07 PM
أخوتي الكرام في هذا الملتقى المبارك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد :
أقرأ في تفسير الطبري ولكن تشكل علي بعض الأسانيد فلا أفرق بين صحيحها وسقيمها
فما ترون وفقكم الله ؟!...
---
جمال أبو حسان
08-14-2005, 12:36 PM
ارى ان هذا الموضوع يجب ان يتفرغ له نفر من الباحثين الجادين لتجليته وقد سمعت ان هناك رسالة حول رجال الطبرى ولا ادري هل تفي بالغرض ام لا فلعل بعض من اطلع عليها يتكرم بابلاغ الباحثين
ودمتم في فضل الله
---
موراني
08-14-2005, 12:54 PM
الدراسة التحليلية للأسانيد في تفسير الطبري تحتاج الى بذل جهد كبير .
لقد سبق لي أن أخرجت جميع الأسانيد في التفسير التي ترجع الى روايات عبد الله بن وهب المصري
وقارنتها اسنادا ومتنا بما جاء في تفسير ابن وهب نفسه فتبينت لي دقة رواية الطبري لهذه الفقرات بغير استثناء تقريبا .
---
ساكن القمم
08-15-2005, 07:48 AM
جزاكم الله خيرا ..
وننتظر المزيد ..
---
موراني
08-15-2005, 07:50 PM
اضافة بسيطة على ما ذكرته بالأمس :
ألّف ابن وهب تفسيره على غير ترتيب السور والآيات , بل ذكر مصدره (مثلا : ابن لهيعة) وذكر التفاسير باسناده لعدد من الآيات بغير أي ترتيب . ثم ذكر مصدرا آخر له .... وهكذا .
أما أبو جعفر الطبري فذكر تفسير ابن وهب عن ابن لهيعة (مثلا) حسب ترتيب السور والآيات , ومعناه أنّ ما جاء عند ابن وهب على صفحة واحدة أو أكثر عن ابن لهيعة يأتي في تفسير الطبري في عدة المواضع وباعادة ذكر الاسناد في جميع المواضع .
---
يوسف الحوشان
08-16-2005, 05:37 AM(1/2104)
هناك مشروع لدى قسم العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهو أكثر من ثمان رسائل دكتوراه -نوقشت جميعها- كلها عن آثار تفسير الطبري
وكان من شرط الرسائل جمع الآثار في موضوع عقدي والحكم علييها ودراستها فتحصل الحكم على أكثرها مع البحث والتوثيق كل بحسبه ولو جمع هذا الجهد في مكان واحد لكان نافعا مع الرسائل الأخرى كأسباب النزول في الطبري وغيرها
وعندي الكثير من هذه البحوث آمل تزويد الإخوة في هذا المنتدى بما يسمح به أصحابها
وهناك مخطوط مشهور معاصر(يقال أنه للشيخ أحمد شاكر) فيه الحكم على غالب أسانيد الطبري مرتب على الأسماء من الطبري الى قائل الأثر وقد انتهيت من نسخه ولعلي أتمكن من رفعه للمنتدى
وللشيخ:أكرم زيادة من الاردن -وفقه الله-عناية كبيرة برجال الطبري وله فيها ثلا ث مجلدات كبار( وهي عندي وأحاول الاتصال بالشيخ حتى يسمح بنشرها ) وله مختصر ايضا على غرار تقريب التهذيب
وهذا أوله:
1. أبو إسحاق ، إبراهيم بن سعيد الجوهري ، الطبري ، نزيل بغداد ، سكن عين زِرْبَةَ ، وتوفي مرابطا فيها ، في سنة ثلاث وخمسين ومائتين ، من العاشرة ، ثقة حافظ ، تُكِلِّمَ فيه بلا حجة .
• * * * * * *
2. أبو مسلم ،إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي ، أو الكشي ، البصري ولد سنة مائتين ، وتوفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين ، من الثانية عشرة ، ثقة ثبت.
• * * * * * *
3. إبراهيم بن عطية بن رديح بن عطية القرشي الشامي المقدسي ، لم أعرفه .
• * * * * * *
4. 1ـ تمييز أبو إسماعيل إبراهيم بن عطية الثقفي الواسطي ، توفي سنة إحدى وثمانين ومائة واهٍ ضعيف .
• * * * * * *
5. 2ـ تمييز أبو إسحاق ، إبراهيم بن عطية ، البصري ، إمام مسجدها متأخرالوفاة الى القرن السابع .
• * * * * * *
6. أبو إسحاق ، إبراهيم بن المستمر ، الهذلي ، الناجي ، العروقي العصفري البصري ، من الحادية عشرة ، صدوق ، يغرب .
وهناك المزيد عن هذا الموضوع إن رغب الأحبة .(1/2105)
---
عبدالرحمن الشهري
08-16-2005, 01:27 PM
أخي الكريم الدكتور يوسف الحوشان : فيما يبدو لي أن الدراسة الحديثية في هذه الرسائل التي أشرتم إليها - وأنا أعرف ثلاثة من الباحثين المشاركين في هذا المشروع من زملائنا في الكلية - ليست متوسعة في دراسة الأسانيد على طريقة طلاب قسم السنة والمتخصصين في الصناعة الحديثية ، حيث إن طلاب قسم العقيدة لا يسيرون على المنهج المتوسع في دراسة الأسانيد ، والهدف الأساسي من هذه الرسائل في قسم العقيدة هو الموضوعات العقدية التي اشتملت عليها الأحاديث بالدرجة الأولى . ولست على يقين من قولي هذا ، إن أظن إلا ظناً ، ولعله يكون في جوابكم إيضاح للأمر وفقكم الله ورعاكم.
---
مساعد الطيار
08-16-2005, 02:33 PM
حياك الله أخي يوسف في هذا الملتقى ، وأشكرك على رابط المفيد ، وأتمنى أن نسعد بفوائدك البحثية والتقنية ، ولا زلت أذكر فائدتك العزيزة الطريفة ، وهي أن الطبري (ت : 310 ) لم يرو في تفسيره عن البخاري( ت : 256 ) إلا رواية واحده ، وهي : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال : ثنا آدم قال ثنا المبارك عن الحسن في قوله { وجوه يومئذ ناضرة } قال : حسنة { إلى ربها ناظرة } قال : تنظر إلى الخالق وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق .
---
يوسف الحوشان
08-16-2005, 03:36 PM
غفر الله للجميع
أخي عبدالرحمن :ماقلته فيه كثير من الصحة ولكن هناك من كتب وبحث كثيرا في تمحيص الأسانيد على طريقة المحدثين وآمل من رفع شئ من ذلك مما لدي من عمل الإخوة الفضلاء (وان لم اكن من اهل التمحيص لكن كان لي شرف الكتابة في أحد تلك الرسائل) وقد يسر الله بناء برنامج كبير يقوم بتخريج جميع آثار الطبري من الكتب المسندة دون الحكم عليها
واما أخي الكبير مساعد فما زلت مفيدا لنا وقد وجدت بعدك أن للطبري روايتين عن الامام أفادني بالثانية الشيخ أكرم زيادة ولعلها مناسبة أن اعرض طريقته في ترجمة رجال الطبري ودقته في ذلك(1/2106)
قال وفقه الله لكل خير
- أبو عبد الله البخاري (35645)
(الترمذي ،والنسائي)
( طب : 11ر/7ش ) [يقصد عدد رواياته عن الطبري- وعدد شيوخه]
(تف : 2ر / 1ش ) ، و ( تخ : 9ر/6 )[يقصد في التفسير وفي التاريخ]
أبو عبد الله ،محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ، الجعفي ، مولاهم ، البخاري ، وُلِدَ سنة أربع وتسعين ومائة ، وتوفي في شوال ، سنة ست وخمسين ومائتين ، وله اثنتان وستون سنة ، من الحادية عشرة ، جبل الحفظ ، وإمام الدنيا في فقه الحديث .
روى عن : آدم [بن أبي إياس العسقلاني ] (تف: 35645 و35654) ، وأمية بن خالد ( تخ 2/3) ، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم ( تخ : 2/4 * ) ، وعمرو بن عثمان الحمصي ( تخ : 1/572 ) ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ( تخ : 2/3 و2/4 ) وقتيبة بن سعيد ( تخ : 2/3 و2/4 ) ، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي ( تخ : 2/3 ) .
روى عنه : أبو جعفر محمد بن جرير الطبري .
التعديل والتجريح : اكتفيت بذكر المواضع التي روى الطبري فيها عنه . والأثران المذكوان في التفسير من طريقه ، ليسا في (الصحيح ) من طريق ( آدم بن أبي إياس ) ؛ ولم يذكرهما في (الصحيح ) لا من طريق مرفوعة ، ولا موقوفة ، ولا مرسلة ، ولا معلقة ، وإنما بوب بابا فقال في : (ج :6/ ص : 2703)
باب قول الله تعالى : { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }
وذكر تحت هذا الباب أحاديث الرؤية وهي :-
(6997 ) من طريق ، عمرو بن عون ، و (6998 ) من طريق ، يوسف ابن موسى .
و (6999 ) من طريق ، عبدة بن عبد الله ، و (7000 ) من طريق ، عبد العزيز بن عبد الله .
و (7001 ) من طريق ، يحيى بن بكير ، و (7002 ) من طريق ، حجاج ابن منهال .
وتتبعت مرويات (البخاري ) في (الصحيح ) ، عن ( آدم بن أبي إياس ) عن ( مبارك - وهو بن فضالة - ) فلم أقف لـ ( آدم ) على رواية عنه .
ولم أقف للبخاري على رواية من طريق ( مبارك) في « الصحيح » ، إلا في موضع واحد من كتاب الكسوف :-(1/2107)
6- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم « يخوف الله عباده بالكسوف » قاله أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذه المتابعة في : الحديث رقم : 1001 ج:1/ص: 356 ، من طريق موسى وهو بن إسماعيل التبوذكي - قاله ، ورجحه (الحافظ ) في « الفتح » (1/537/1048 ) – فقال البخاري فيها :-
وتابعه موسى ، عن ، مبارك ، عن الحسن ، قال : أخبرني أبو بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم « إن الله تعالى يخوف بهما عباده » ، وتابعه أشعث ، عن ، الحسن . انتهى .
وأما الآثار التي أخرجها عنه في « التاريخ » فقد تابع أثر ( أبا نعيم ) الأول (2/3 ) محمد بن عبد الله الأسدي عن حيان به .
أخرجه ابن أبي شسبة في « المصنف » ( 7/26/33952) . وعزاه الحافظ في « الفتح » (7/268/ 3719) إلى تاريخ أبي نعيم .
وأما أثر قتيبة الأول أيضاً ( 2/3 ) فقد عزاه الحافظ في « الفتح » (7/268/ 3719) إلى « الأدب المفرد » . ولم أقف عليه فيه .
وإنما سقت ذلك لإثبات روايات الطبري عن البخاري ؛ وأما رواية البخاري عن الحمصي ؛ فلم أجد في ترجمة الحمصي هذا رواية للبخاري عنه ، ولا وجدت في مرويات البخاري رواية له عن الحمصي ، وقد ترجمت له في « المعجمين الصغير ، والكبير » . والله أعلم .
---
ساكن القمم
08-17-2005, 09:49 PM
ألا يمكن إضافة هذا الموضوع للمواضيع المقترحة للبحث ؟!
وننتظر طرح الشيخ مساعد في هذا الموضوع .....
---
(1/2108)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > "" صفحة من تاريخ العزة والانتصار ""
---
"" صفحة من تاريخ العزة والانتصار ""
---
hedaya
09-01-2005, 05:17 AM
http://www.w6w.net/users/24-08-2005/w6w_200508241500312134974145de4.gif
صفحة من تاريخ العزة والانتصارمن مذكرات جندي من جنود صلاح الدين
27 رجب سنة 583 هجرياً
شاءت الأقدار.. أن انضم لهذا الجيش العظيم المغوار جيش القائد المسلم الفذ "صلاح الدين الأيوبي".. جيش مسلم ربانيّ.. يحارب من أجل الحق ولتكون كلمة الله هي العليا.. جيش يبذل الغالي والنفيس لاسترداد الأراضي المقدسة التي دنسها الصليبيون ومن ثمَّ إقامة العدالة والسلام في أرض الإسراء.
كانت البلاد تموج بالفتن وقد تهاوت الدولة الفاطمية.. وأمست الدولة العباسية في أضعف أحوالها وقاتل المسلمون بعضهم البعض هنا وهناك.. إلى أن أرسل الله لنا روحاً من العزيمة والإصرار.. همة عالية لا تخمد، وعين لا تنام.. إنه قائدنا.. وأميرنا: صلاح الدين.
جمع الألوف، ووحّد الصفوف، وانصرف بكل قوته وطاقته إلى قتال الصليبيين.. استغرق بناء هذا الجيش وتوحيد الجبهة الإسلامية المترهلة أكثر من عشر سنوات.. خضنا فيها مع قائدنا العديد والعديد من المعارك والمصاعب فما اعترانا ضعف أو وهن.. خضنا مع الصليبين معارك طاحنة.. كانوا متفوقين علينا في العدة والعتاد لكننا -كما نحن دائماً بفضل الله- تميزنا عليهم بقوة الإيمان.. نصرنا الله فألقى في قلوب أعدائنا الرعب من صيحات الله أكبر تجلجلها جنود جيشنا.. ولله الحمد انتصرنا في معارك مرحلية عديدة.. حتى جاءت المعركة الكبرى..(1/2109)
معركة فاصلة في التاريخ الإسلامي.. معركة حسمت لصالحنا سنوات من الجهاد المضني إنها معركة حطين وكانت معركة هائلة منَّ الله -رب العزة- علينا فيها بفتح ونصر مبين.. أُسر فيها مَلِك بيت المقدس وأرناط حاكم حصن الكرك، وغيرهما من كبار قادة الصليبيين.
وترتب على هذا النصر العظيم، أن تهاوت القلاع الصليبية، وتساقطت في أيدينا؛ فاستقبلتنا قلعة طبرية، وفتحت أمامنا أبواب عكا، وقيسارية، ونابلس، وأرسوف، ويافا، وبيروت، وغيرها... وأصبح الطريق ممهداً إلى الهدف الأسمى.. إلى الأقصى الأسير.
نحو فتح بيت المقدس.. نحو تحرير الأقصى من براثن المحتل الغاصب.. فحاصرنا أعداء المدينة المقدسة، حتى استسلموا وطلبوا الصلح.. ودخلنا بيت المقدس الحبيب يوم 27 رجب سنة 583 هجرياً في ذكرى الإسراء والمعراج.. كأني أنظر إليك ياحبيبي يا رسول الله إماماً للأنبياء والمرسلين.
والحمد لله الذي منّ علينا بالصلاة خلف قائدنا صلاح الدين.. صلاة النصر والتمكين.. فها هي دماء الشهداء وجهود المقاتلين الأبطال ترخص في سبيل رضا الله في معركة استرجاع مصلاك والأقصى الأسير.. ربنا تقبل منا وتقبل شهداءنا.
ياله من إحساس ذلك الذي أشعر به! إحساس نشوة وسعادة وحبور.. لم أذقه قط في حياتي! إلا في هذه الساعة عندما عفرت وجهي في ترابك.. يا قدس.
والآن أترككم للاحتفال بالنصر مع إخواني الجنود..
جنود الناصر لدين الله: البطل صلاح الدين.
---
(1/2110)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب ترجمان القرآن للسيوطي هل هو موجود مخطوطا أو مطبوعا
---
كتاب ترجمان القرآن للسيوطي هل هو موجود مخطوطا أو مطبوعا
---
أبو صفوت
09-09-2003, 09:52 PM
السلام عليكم
كتاب ترجمان القرآن للسيوطي هل هو موجود مخطوطا أو مطبوعا
شكر الله لكم
---
عبدالرحمن الشهري
09-10-2003, 03:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب ترجمان القرآن للسيوطي رحمه الله يعتبر في عداد المفقود حتى الآن. حيث لم يعثر عليه من قبل أحد من الباحثين . وكنت قد ذكرت في مشاركة قديمة قصة أحد الإخوة الذي حدثني أنه قد عثر عليه في مكتبة بتركيا مخطوطاً واشتراه بمبلغ كبير من المال ، ولكنه عند عودته من تركيا مر على القاهرة فأمسكت به السلطات هناك وصادرت الكتاب منه. ولكنني أشكك في صحة هذا الخبر مع حبي لصاحبي.
وقد ذكر السيوطي رحمه الله منهجه في كتابه (ترجمان القرآن) على وجه الاختصار في مقدمة كتابه :(قطف الأزهار في كشف الأسرار) ص 89 :(وبعد فإن الله سبحانه ، وله الحمد قد منَّ عليَّ بالنظر في علوم القرآن وحقائقه ، وتتبع أسراره ودقائقه ، حتى صنفت في تعليقاته كتباً شتى ، منها التفسير الملقب (ترجمان القرآن) وهو الوارد بالإسناد المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين شاهدوه وتلقوا منه الوحي والتنزيل ، وسمعوا منه التفسير والتأويل ، وقد تم - ولله الحمد - في خمس مجلدات ، وهو مستوعب لغالب آيات القرآن من غير أن أذكر فيه شيئاً عن التابعين ، ولا من بعدهم.(1/2111)
وهذا لعمري هو التفسير ، فإن الكلام في معاني القرآن ممن لم ينزل عليه ولا سمع من المنزل عليه ، إنما هو رأي محض ، فإن كان موافقاً للقواعد فهو التأويل ، وإن خرج عنها وأخطأ المراد فتحريف وتبديل) ثم نقل نقولاً تبين صحة رأيه هذا ثم قال عن كتابه ترجمان القرآن :(ولما كان هذا التفسير المشار إليه نقلاً محضاً ، ليس فيه إعراب ، ولا سر بياني ، ولا نكتة بديعية ، ولا استنباط حكم إلا نادراً أردفته بكتب في ذلك لتكون كالتتمة له ، ويحصل بها تمام ما يراد من كتب التفسير ، فأجل ما وضعت من ذلك : كتاب الإتقان في علوم القرآن ، وهو كالمقدمة لمن يريد التفسير ، وأكثره قواعد كلية ، وفيه من الفوائد ما لم يجتمع في غيره... الخ ما قال رحمه الله.
وبهذا يتبين أن كتاب ترجمان القرآن مقصور على تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وتفسير الصحابة ، وهو مجرد من الآراء الخاصة بالسيوطي إلا في النادر ، وليس فيه شيء عن التابعين رحمهم الله.
---
عبدالرحمن بن صخي
09-11-2003, 10:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :-
كتاب ترجمان القرآن في تفسير المسند للسيوطي رحمه الله :
* طبع في مصر 1314هـ .
المرجع : دليل مخطوطات السيوطي للشيباني
---
أبو صفوت
09-11-2003, 12:48 PM
جزاكما الله خير الجزاء
لكن كتاب دليل مخطوطات السيوطي أثبت الكتاب وأنه طبع لكن هل موجود مخطوط في أي دار من دور المخطوطات أو مطبوع في أي مكان
---
عبدالرحمن الشهري
09-11-2003, 05:59 PM
الإخوة الكرام أبا صفوت والأخ عبدالرحمن وفقهما الله لكل خير(1/2112)
لقد سعدت كثيراً بإشارة الأخ عبدالرحمن لما ذكره الشيباني في كتابه عن مخطوطات السيوطي وقد راجعت الفهرس المذكور فوجدته قد ذكره في كتب السيوطي المطبوعة تحت رقم 79 صفحة 211 من الطبعة الثانية 1416هـ . وهذا خبر جديد بالنسبة لي ، حيث إن المشهور عند أهل التخصص أنه مفقود ، فيا حبذا ممن يطلع على هذا الكتاب أن يفيدنا لأنه إن صح أنه هو كتاب ترجمان القرآن المقصود فهو من أهم كتب التفسير المسندة. وأنا أستغرب من عدم وجوده مطلقاً في أي مكتبة عامة في البلاد العربية ، فهل يعقل أن يطبع مثل هذا الكتاب ثم يختفي بمثل هذه الصورة فلا يكاد يوجد ولو نسخة واحدة في مكتبة من المكتبات العامة في مصر أو السعودية أو سوريا أو تركيا أو غيرها من عواصم الإسلام. ولم نجد أحداً من العلماء رجع إليه في بحث خلال السنوات الماضية.
أرجو التأكد من هذه المعلومات ولو بالاتصال بالأخ الكريم محمد بن إبراهيم الشيباني وفقه الله.
سننتظر الردود ولعل الله يجعل فيها خيراً وبركة بالحصول على هذا السفر النفيس إن شاء الله.
---
عبدالرحمن الشهري
09-11-2003, 07:48 PM
رجعت إلى كتاب :(الإمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن) للدكتور محمد يوسف الشربجي ص 218-219 فإذا به يقول عن كتاب ترجمان القرآن للسيوطي :
(ترجمان القرآن : وهو في التفسير المسند ، ذكره في حسن المحاضرة - أي السيوطي - وفي فهرست مؤلفاته ، وقد أشار سركيس في معجم المطبوعات(1) وعبدالجبار عبدالرحمن في ذخائر التراث(2) ، إلى أنه مطبوع بمصر سنة (1314هـ /1896م) وقد ذكر فيه ما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم ذاكراً ذلك بالأسانيد ، فلما رأى قصور الهمم عن تحصيله ، ورغبة الناس في الاقتصار على المتن دون السند لخص منه كتاب (الدر المنثور).(1/2113)
وهذا الكتاب - أي ترجمان القرآن- لم يطبع وإنما المطبوع سنة 1314هـ ، بمصر في المطبعة الميمنية هو الدر المنثور الذي هو مختصر ترجمان القرآن والله أعلم). انتهى كلام الشربجي.
فهذا يؤكد ما ذكرته من أن هذا الكتاب لم يطبع ، ولا يوجد له مخطوطة معروفة في فهارس المخطوطات.
كما رجعت إلى كتاب (الإمام جلال الدين السيوطي فقيهاً ولغوياً ومحدثاً ومجتهداً) الذي حرره عدد من كبار العلماء المتخصصين والذي طبعته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة . ففي ص 259 كتب الدكتور عبدالسلام محمد أبو النيل بحثاً بعنوان (السيوطي المفسِّر : مذهبه في التفسير ، ميزة تفسيره ، أثره في الدراسات القرآنية). وذكر في ثنايا بحثه أن كتابه ترجمان القرآن مفقود ، وأن الموجود فقط هو الدر المنثور الذي هو عبارة عن مختصر من ترجمان القرآن. وقارن بينهما مقارنة جيدة في المنهج يحسن بالباحث الرجوع إليها.
ولا زال لدي أمل في الحصول على ترجمان القرآن إن شاء الله. فمن يبشرني بالحصول عليه وأعطيه البشارة ؟
ـــــــــــــ
(1) معجم المطبوعات العربية 1/1077
(2) ذخائر التراث العربي الإسلامي 1/593
---
أبو صفوت
09-12-2003, 02:27 AM
أرجو التفضل علي بإعلامي بالجديد حول هذا الكتاب
---
العامر
06-24-2006, 05:36 PM
ننتظر الجديد حول الكتاب ....
وايضاً اين يمكن ان اجد كتاب :(قطف الأزهار في كشف الأسرار) ........
---
عبدالرحمن الشهري
06-24-2006, 06:50 PM
لا جديد حول (ترجمان القرآن) .
وأما (قطف الأزهار) فطبع عام 1414هـ في وزارة الأوقاف القطرية ، ويقومون في الوزارة بتوزيعه مجاناً لمن استطاع إليهم سبيلاً .
---
العامر
06-24-2006, 08:40 PM
لا جديد حول (ترجمان القرآن) .
وأما (قطف الأزهار) فطبع عام 1414هـ في وزارة الأوقاف القطرية ، ويقومون في الوزارة بتوزيعه مجاناً لمن استطاع إليهم سبيلاً .
اخي عبدالرحمن ...الله يعطيك العافية .(1/2114)
فعلاً هذا تلاعب بالتراث ....... اكثر من عشر سنوات محبوس لدى وزارة الأوقاف القطرية ولا يتم طرحه .....
---
عبدالرحمن الشهري
06-25-2006, 01:23 AM
أخي العامر حفظك الله ورعاك
وزارة الأوقاف القطرية لها جهود رائعة في خدمة التراث ، وهم لا يضنون به على من يطلبه منهم . فحاول طلبه وسترى ما يسرك إن شاء الله ، وأظن كلمة (تلاعب) مُرَّةً قليلاً حفظك الله ورعاك ، ولستُ متأكداً من عدم بيعه ، فربما يكون يباع في المكتبات أيضاً .
---
منصور مهران
06-25-2006, 02:54 PM
( لا زال لدي أمل في الحصول على .... ) صوابه : ( لا يزال لدي ...) ؛ لأن ( لا زال ) خصوها بالدعاء ، كقولنا : لا زلت على خطى الأبرار يا أخانا الكريم .
---
عبدالرحمن الشهري
06-25-2006, 05:02 PM
أحسنت أحسن الله إليك يا أستاذ منصور ، وأعدك أن أتنبه لهذا الخطأ مستقبلاً إن شاء الله .
قل : لا يزال لدي أملٌ .
ولا تقل : لا زال لدي أملٌ .
ولا زالَ مُنهلاً بجرعائكَ - يا أستاذ منصور - القطرُ
---
منصور مهران
06-25-2006, 11:38 PM
بالله الذي لا رب غيره إني لأغبطك على أدبك وتواضعك في قوم كرام في هذا الملتقى ف ( يا ليتني كنت معهم فأفوزَ فوزا عظيما ) .
---
د. أنمار
06-27-2006, 02:18 AM
. وكنت قد ذكرت في مشاركة قديمة قصة أحد الإخوة الذي حدثني أنه قد عثر عليه في مكتبة بتركيا مخطوطاً واشتراه بمبلغ كبير من المال ، ولكنه عند عودته من تركيا مر على القاهرة فأمسكت به السلطات هناك وصادرت الكتاب منه. ولكنني أشكك في صحة هذا الخبر ....
.
يبدو أنه نفس الشخص الذي حدثني بقصته تلك، ولم أصدقه بدليل أنه ذكر في أحد كتبه أن لديه 3 نسخ مخطوطة، ثم تبين أنها واحدة بعد مضي دقيقتين فقط من حديثه.
---
(1/2115)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الآية 25 البقرة
---
الآية 25 البقرة
---
رجب عمارة
04-12-2006, 12:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة- 25)
تفسير الآية
أيها الرسول- أخبرأهل الإيمان والعمل الصالح خبرًا يملؤهم سرورًا, بأن لهم في الآخرة حدائق عجيبة, تجري الأنهار تحت قصورها العالية وأشجارها الظليلة. كلَّما رزقهم الله فيها نوعًا من الفاكهة اللذيذة قالوا: قد رَزَقَنا الله هذا النوع من قبل, فإذا ذاقوه وجدوه شيئًا جديدًا في طعمه ولذته, وإن تشابه مع سابقه في اللون والمنظر والاسم. ولهم في الجنَّات زوجات مطهَّرات من كل ألوان الدنس الحسيِّ كالبول والحيض, والمعنوي كالكذب وسوء الخُلُق. وهم في الجنة ونعيمها دائمون, لا يموتون فيها ولا يخرجون منها.
---
(1/2116)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نظرة يعقبها تسبيح فى ذل وإنكسار
---
نظرة يعقبها تسبيح فى ذل وإنكسار
---
عبدالله زايد
04-17-2006, 07:17 AM
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وآله وصحبه ومن أتبعه وبعد
نظرة إيمانية نتجول بها لحظات داخل المنظور من الكون والمقروء من كتاب الله( القرآن الكريم)
قال الله عز وجل (إن فى خلق السموات والأرض وأختلاف الليل والنهار لآيات لقوم لأولى الألباب)
وهذه النظرة تولدت فكرتها من الحوار مع اللادينية فى حوارها حول العرش.(فى منتدى التوحيد)
فقلت فى نفسى نستعرض المنظور من الكون حولنا إبتداءً
فإذا استوعبنا وأحاطنا بالمنظور فلنتجه بعد ذلك إلى ما وراء المنظور
وإذا عجزنا عن الإحاطة بالمنظور فنحن عما سواه أعجز
وإقصد بالمنظور هو مانراه بالعين من الكون سواء كانت الرؤية بالعين المجردة
أو من خلال المعدات التى سخرها الله لنا
ولست أقصد بالنظرة الرؤية وحسب لا ولكن مايترتب على هذه النظرة
وسأعتمد على بعض المعلومات العلمية فى الإعجاز العلمى
وسيكون مصدر النقل هو إما من مقالات ومحاضرات الدكتورزغلول النجار
أو الدكتور أحمدشوقى ابراهيم وهومن علماء الإعجاز العلمى فى مصر
الكون متسع أمامنا والجزء المنظور من السماء الدنيا قدره العلماء بحوالى
24000 مليون سنة ضوئية وهو الجزء الذى أستطاع العلماء الإحاطة به
أقف عند الرقم24000000000 هل تعرف ماذا يعنى هذا الرقم عند كتابته مفصلاً
يعنى التالى 24000000000 مضروبا فى 365وهى عدد أيام السنة
فى 24 وهى عدد ساعات اليوم
فى 60 عدد الدقائق فى الساعة
فى 60 وهى عدد الثوانى فى الدقيقة
فى تقريباً300000 كيلو متر وهو سرعة الضوء فى الثانية الواحدة
هل تستطيع قراءة الناتج مفصلاً؟!!!!فما بالك بالخلق نفسه
وهذا الجزء المنظور من السماء الدنيافقط وليس كل السماء الدنيا(1/2117)
وتستشعرمدى القوة والقدرة المطلقة والأتقان المحكم
حين ذاك تقف أمام قول الله سبحانه( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)
فى محاضرة مسموعة د/أحمد شوقى قال فى تعليق على أن أقرب نجم إلينا على بعد أربع سنوات ضوئية وطرح سؤالا على الحضور فهل تعرف ماذا يعنى هذا؟
وأجاب قائلاً: معنى ذلك انك ترى حال ذلك النجم منذ أربع سنوات وليس الآن
وقد يكون هذا النجم قد انفجر الآن وذهب منذ 3 سنوات
ولكنك لم ترى ذلك بعد لأن ضوء الإنفجار لن يصل إلى عينيك إلا بعد 4 سنوات من الإنفجار
يعنى الأمر ببساطة شديدة أن ما تراه وأنت متأكد من رؤيته قد يكون قذ ذهب من زمن
فما بالك بما هو أبعد عنا....24000 مليون سنة ضوئية قد يكون انفجر وذهب منذ 21000 مليون سنة ولكنا ما زلنا نراه الآن أمام أعيننا وهو غيرموجود ومنذ 21000مليون سنة!!!!!
ويبقى الزمن امر نسبى لما يقاس به
ويبقى العلم المطلق لله رب العالمين وحده لاشريك له
ونحن مازلنا نتكلم عن عالم الشهادة
وفى مقالة للدكتور زغلول فى الأهرام تكلم فيها عن الآية( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً....)
تكلم عن أزمنة مجموعتنا الشمسية فقال:
سنة الشمس225 مليون سنة من سنين الأرض
سنة عطارد24, من السنة الأرضية
سار على هذا المنوال لكل كواكب المجموعة حتى وصل
لكوكب بلوتو فقال سنته تساوى247.70 سنة أرضية
ومعنى ذلك لو أن هناك حياة يكون الطفل الذى عنده 10 سنوات عندهم
يساوى عندنا من عنده2470 سنة......!!!!!
و الأرض تدور حول نفسها بما يعادل 1960 ك.م فى السنة
وتدور حول الشمس بما يعادل106000 ك.م /ساعةونحن لانشعر
والخلاصة من عالم الشهادة الذى نراه ونعيشه
أن ما نراه من أجرام قد يكون ذهب ونحن نراه وهو غير موجود
وهذا حقيقة لايستطيع أن يجادل فيها أشد اللادنين تطرفاً
وتنطلق الأرض بنا حول الشمس بسرعة رهيبة 106000 ك.م/ساعة
ونحن لانشعر!!!!!
ولو افترضنا أن هناك حياة على الشمس(1/2118)
لكان عمر الطفل الذى يبلغ عاماً هناك
يعادل عمر من يعيش على الأرض وعمره 225 مليون سنة !!!!!!!؟؟؟
ونحن نطالع كتاب ربنا نجد( الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصرهل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير)
(قل انظروا ماذا فى السموات والأرض وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لايؤمنون)
وحين ينظر بالعين المجردة وهويسير فى الأرض مدى صغر حجمه بالنسبة لما حوله
وحين ذاك يستشعر قول الله عز وجل
(ولاتمش فى الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)
فلا يملك إلا تسبيح المولى عزوجل تسبيح من يشعر بالعجز فى كل صغيرة وكبيرة
مقتدياً برسوله الكريم الذى حين دخل مكة منتصراً دخلها وتكاد لحيته تمس رحل البعير
تواضعاً لربه تبارك وتعالى الخالق العظيم سبحانه
حينذاك تسبح الجوارح لربها تبارك وتعالى وهو تشعر بالتقصير فى حق مولاها سبحانه
وهى تردد فى ذل وإنكسار ورغبة ورهبة لله رب العالمين
ربنا ما خلقت هذا سبحانك فقنا عذاب النار.....فقنا عذاب النار
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.... اللهم أنصر الإسلام وأعز المسلمين
صلى الله على سيدنا محمد وآله ومن اتبعه والحمد لله رب العالمين
---
يسرى خلف
04-17-2006, 10:52 AM
حقا ( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ )
جزاك الله خيرا أخي الكريم ولكن لو تكرمت وذكرت لنا المصادر العلمية
حتى تتم الفائدة ولك جزيل الشكر
---
عبدالله زايد
04-17-2006, 11:52 PM
الحمدلله وحده والصلاة و السلام على من لانبى بعده وبعد
الأستاذ الفاضل/يسرى
جزاك الله خيرأعلى الثناء الطيب
أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا جميعا بالقرآن العظيم
وبالنسبة للمصادر اقول لك أولا انا لست متخصصا فى الأعجاز العلمى
ولكن تخصصى فى الأصول(التوحيد واصول الدين)
وما نقلته أغلبه من مصادره التى ذكرت
ما نقلته عن الدكتور زغلول النجارهو(1/2119)
فى مقالة لجريده الأهرام المصريةعدد 30/12/2002
ومانقلته عن الدكتورأحمدشوقى فهو من محاضرة مسموعة
ماقصدته من المقالة هو رقائق تشعرنا بالعجز لعلنا نفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمد لله رب العالمين
---
(1/2120)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > موقع الشيخان للدراسات يرحب بكم
---
موقع الشيخان للدراسات يرحب بكم
---
موقع الشيخان
09-12-2004, 11:34 AM
الشيخان للدراسات العربية والإسلامية وتحقيق المخطوطات
خدمات مكتبنا: التحقيق ونسخ المخطوط على الكمبيوتر ،وتخريج الأحاديث النبوية، ومساعدة الباحثين، وجمع المادة العلمية،وتأليف الكتب الإسلامية والعربية والأدبية، وتصحيح الكتب والرسائل، والصف على برنامج العربي للنشر ، وإحضار صور من مخطوط ، ودليل شامل للمواقع العربية والإسلامية، ومكتبة للأبحاث العلمية العربية والإسلامية .
عنوان موقعنا
http://www.alshaykhan.com
البريد الإلكتروني
alshaykhan2004@yahoo.com
---
(1/2121)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لمسات بيانية في سورة الضحى للأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي
---
لمسات بيانية في سورة الضحى للأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي
---
ابو حنيفة
03-10-2007, 05:11 PM
َوالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)
ما هي دلالة القسم في قوله تعالى (والضحى)
يذكر اهل التفسير ان الوحي ابطأ على رسول الله r اياماً فشقّ ذلك عليه وقيل له إن ربك قلاك فأنزل الله تعالى هذه السورة رداً على المشركين واكراما للرسول r . فلماذا حزِن الرسول الكريم وجزع لانقطاع الوحي مع ما يلقاه في سبيل الوحي من العنت والجهد؟ في الحقيقة انه اختبار من الله تعالى للرسول الكريم: هل هو حريص على الوحي وما فيه من مشقة ام انه سيرتاح من هذا الوحي الثقيل؟ وهذا فيه توجيه الى الدعاة أنه عليهم ان يصبروا ويثبتوا في الدعوة مهما لاقوا من مشقة وعنت في سبيل الدعوة الى الله.
الضحى في اللغة هو وقت ارتفاع الشمس بعد الشروق
سجى في اللغة لها ثلاث معاني. فهي بمعنى سكن، او اشتد ظلامه او غطى مثل تسجية الميت.
اقسم الله تعالى بالضحى والليل اذا سجى انه ما ودع رسوله وما قلاه، والضحى هنا يمثل نور الوحي واشراقه كما قال المفسرون. والليل يمثل انقطاع الوحي وسكونه والدنيا من غير نور الوحي ظلام ولذلك قدم سبحانه الضحى هنا لانه ما سبق من نور الوحي وأخر الليل لما يمثل من انقطاع الوحي. وقال بعض المفسرين ان القسم يشير ان الانقطاع يمثل الاستجمام والسكون كما يرتاح الشخص المتعب في الليل ومن معاني سجى السكون وهو يمثل الراحة وهو نعمة. قالقسم هنا جاء لما تستدعيه الحالة التي هو فيها.(1/2122)
ما اللمسة البيانية في كلمة (سجى) وليست في كلمتي غشي او يسر ؟ كما في قوله (والليل اذا يغشى) (والليل اذا يسر) سبق القول ان من معاني سجى: سكن وهذا يمثل سكون الوحي وانقطاعه وهذا هو السكون، والانقطاع ظلمة وهذا المعنى الثاني لسجى فكلمة سجى جمعت المعاني كلها التي تدل على انقطاع الوحي وسكونه. اما كلمة يغشى او يسر فهما تدلان على الحركة وهذا يناقض المعنى للقسم في هذه السورة. وعليه فان القسم (والضحى والليل اذا سجى) هو انسب قسم للحالة التي هو فيها من نور الوحي وانقطاعه وكل قسم في القرآن له علاقة بالمقسم به.
ما الحكم البياني في استخدام كلمة (والضحى) بدل والفجر او النهار؟ الضحى هو وقت اشراق الشمس اما النهار فهو كل الوقت من اول النهار الى آخره. والضحى يمثل وقت ابتداء حركة الناس يقابله الليل اذا سجى وهو وقت السكون والراحة. والفجر هو اول دخول وقت الفجر (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر) ولا يكون هناك ضوء بعد او نور كوقت الضحى بعد شروق الشمس.
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى
اين مفعول الفعل قلى؟
في هذه الآية الكريمة ذكر مفعول الفعل ودع وهو (الكاف في ودعك) وحذف مفعول الفعل قلى (ولم يقل قلاك)
في اللغة عند العرب التوديع عادة يكون بين المتحابين والاصحاب فقط ويكون عند فراق الاشخاص. اختلف النحات في سبب ذكر مفعول فعل التوديع وحذف مفعول فعل قلى منهم من قال لظهور المراد بمعنى ان الخطاب واضح من الآيات انه لرسول الله r ومنهم من قال انها مراعاة لفواصل الآيات في السورة (الضحى، سجى، قلى، الاولى،...) لكن القرآن العظيم لا يفعل ذلك لفواصل الآيات وحدها على حساب المعنى ابداً ولا يتعارض المعنى مع الفاصلة والمقام في القرآن كله. فلماذا اذن هذا الحذف والذكر؟(1/2123)
الذكر من باب التكريم والحذف من باب التكريم ايضاً. لم يقل الله تعالى قلاك لرسوله الكريم حتى لاينسب الجفاء للرسول r فلا يقال للذي نحب ونجل ما اهنتك ولا شتمتك انما من باب ادب المخاطبة يقال ما اهنت وما شتمت فيحذف المفعول به اكراما للشخص المخاطب وتقديرا لمنزلته وترفع عن ذكر ما يشينه ولو كان بالنفي.
اما التوديع فالذكر فيه تكريم للمخاطب فيحسن ذكر المفعول مع افعال التكريم وحذفه مع افعال السوء ولو بالنفي. وهكذا يوجه الله تعالى المسلمين لأدب الكلام ويعلمنا كيف نخاطب الذين نجلهم ونحترمهم. ولقد جمعت هذه الآية التكريم للرسول من ربه مرتين مرة بذكر المفعول مع فعل التوديع ومرة بحذف المفعول مع الفعل قلى.
فلماذا قال تعالى ربك ولم يقل الله؟ هنا تكريم آخر من الله تعالى لرسوله الكريم. فالرب هو المربي والموجه والقيم. وذكر الفاعل وهو الرب اكرام آخر فلم يقل لم تودع ولم تقلى. والرب هو القيم على الامر فكيف يودعك وهو ربك لا يمكن ان يودع الرب عبده كما لا يمكن لرب البيت ان يودعه ويتركه ورب الشئ لا يودعه ولا يتركه وانما يرعاه ويحرص عليه. واختيار كلمة الرب بدل كلمة الله لأن لفظ الجلالة الله كلمة عامة للناس جميعا ولكن كلمة الرب لها خصوصية وهذا يحمل التطمين للرسول الكريم من ربه الذي يرعاه ولا يمكن ان يودعه او يتركه ابداً.
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى
اختلف المفسرون في معنى كلمة الآخرة فمنهم من قال انها ما هو غير الدنيا بمعنى الدار الآخرة. وقسم قال انها كل ما يستقبل من الحياة على العموم كما جاء في قوله تعالى (فاذا جاء وعد الآخرة ...) الآخرة هنا ليست في القيامة(1/2124)
الآخرة في سورة الضحى جاءت مقابل الاولى ولم تأت مقابل الدنيا فلم يقل وللآخرة خير لك من الدنيا. ومعنى الآية ان ما يأتي خير لك ايها الرسول مما مضى اي من الآن فصاعداً فيما يستقبل من عمرك هو خير لك من الاولى وأكد ذلك باللام في كلمة وللآخرة. وقد حصل هذا بالفعل فكل ما استقبل من حياته r خير له مما حصل .
فلماذا لم يقل خير لك من الدنيا؟ لأنه لو قالها لما صحت إلا في الآخرة فكأنما حصر الخير في الآخرة فقط ونفى حصول الخير فيما يستقبل من حياته r وهذه الآية توكيد لما سبقها في قوله تعالى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى.
ولماذا قال تعالى (لك) ولم يقل وللآخرة خير من الاولى؟ هذه السورة وسورة الشرح هما خاصتان بالرسول r وهو المخاطب المباشر بهما ولو قال تعالى وللآخرة خير من الاولى لما صح هذا القول لانه سيكون عاما للناس جميعا وهذا ما لا يحصل وعندها ستفيد الاطلاق ولا يصح على عمومه لان بعض الناس آخرتهم شر لهم من اولاهم ولا يصح هذا الكلام على اطلاقه انما لا بد من ان يخصص المعنى وهو للرسول الكريم r بالذات ولهذا قال تعالى (وللآخرة خير لك من الاولى)
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
ما هي علاقة هذه الآية بما سبقها من الآيات؟
سوف دالة على الاستقبال وقد سبق ان قال تعالى وللآخرة خير لك من الاولى وهي تدل ايضا على الاستقبال وجاء ايضاً باللام في (ولسوف) واكده بنفس التوكيد باللام في (وللآخرة)(1/2125)
ولماذا لم يحدد العطاء بشئ ما وانما قال ولسوف يعطيك ربك فترضى؟ لقد اطلق سبحانه العطاء ولم يحدده انما شمل هذا العطاء كل شيء ولم يخصصه بشيء معين اكراماً للرسول الكريم r وتوسيعاً للعطاء وكذلك اطلق فعل الرضى كما اطلق العطاء فجعل العطاء عاماً وجعل الرضى عاماً وذكر المعطي ايضاً وهو الرب وعلينا ان نتخيل كيف يكون عطاء الرب؟ والعطاء على قدر المعطي وهذا كله فيه تكريم للرسول كذلك في اضافة ضمير الخطاب (الكاف في ربك) تكريم آخر للرسول r
لماذا اختيار كلمة (فترضى) اختيار هذه الكلمة بالذات في غاية الاهمية فالرضى هو من اجل النعم على الانسان وهو اساساً الاستقرار والطمأنينة وراحة البال فإن فقد الرضى حلت الهموم والشقاء ودواعي النكد على الانسان. وان فقد في جانب من جوانب الحياة فقد استقراره بقدر ذلك الجانب ولذا جعل الله تعالى الرضى صفة أهل الجنة (فهو في عيشة راضية) (فارجعي الى ربك راضية مرضية). وعدم الرضى يؤدي الى الضغط النفسي واليأس وقد يؤدي الى الانتحار. والتعب مع الرضى راحة والراحة من دونه نكد وتعب، والفقر مع الرضى غنى والغنى من دونه فقر، والحرمان معه عطاء والعطاء من دونه حرمان. لذا فان اختيار الرضى هو اختيار نعمة من اجل النعم ولها دلالتها في الحياة عامة وليست خاصة بالرسول الكريم r فاذا رضي الانسان ارتاح وهدأ باله وسكن وان لم يرض حل معه التعب والنكد والهموم والقلق مع كل ما أوتي من وسائل الراحة والاستقرار.
لماذا قال يعطيك ولم يقل يؤتيك؟(1/2126)
الايتاء يكون لامور مادية وغيرها (الملك، الحكمة، الذكر) اما العطاء فهو خاص بالمادة. والايتاء اوسع من العطاء واعم والعطاء مخصص للمال. والايتاء قد يشمله النزع والعطاء لا يشمله النزع. (آتيناه آياتنا فانسلخ منها) (يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء) وقد لا يستوجب الايتاء لشخص ما ان يتصرف بما اوتي اما العطاء فلصاحبه حرية التصرف فيه بالوهب والمنح ولذا قال تعالى (انا اعطيناك الكوثر) لأن الكوثر اصبح ملكاً للرسول r وكما قال الله تعالى لسيدنا سليمان u (هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب) اي له الحق بالتصرف فيه كما يشاء.
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8)
هذه الآيات مرتبطة بالآيات السابقة (ما ودعك ربك وما قلى) (وللآخرة خير لك من الاولى) ومرتبطة ايضاً بالقسم في اول السورة (والضحى والليل اذا سجى) والآية (الم يجدك يتيماً فآوى) تؤكد ان ربه لم يودعه ولم يقله وكذلك في وجدك ضالاً فهدى وهي كلها تصب في ( وللآخرة خير لك من الاولى) فالإيواء خير من اليتم والهداية خير من الضلالة والاغناء خير من العيلة فكلها مرتبطة بالآية (ما ودعك ربك وما قلى) وتؤكد معناها.
وللآخرة خير لك من الاولى، فالله تعالى لم يترك رسوله r ليتمه او لحاجته او للضلال هذا من ناحية ومن ناحية اخرى هي مرتبطة بالقسم فقد اقسم الله تعالى بالضحى والليل وما سجى واليتم ظلمة والايواء هو النور وكذلك الضلال ظلمة والهدى نور (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات) سورة البقرة، والحاجة والعيلة ظلمة ايضاً والغنى نور وبهجة.(1/2127)
في هذه الآيات بدأ سبحانه وتعالى بالظلمة ثم النور (اليتم ثم الايواء، الضلال ثم الهدى، العيلة ثم الغنى وهذا ليناسب ويتوافق مع قوله تعالى (وللآخرة خير لك من الاولى) والاولى هي الظلمة اما الآخرة فهي النور وهي خير له من الاولى.
لماذا لم يقسم سبحانه بالليل اذا سجى اولاً ثم الضحى؟
الضحى هو نور الوحي وكان السكون بعد الوحي وكان القسم على اثر انقطاع الوحي فانقطاع الوحي هو الذي تأخر وليس العكس لذا جاء قسم الضحى اولاً ثم الليل.
لماذا تكررت كلمة ربك في هذه السورة؟ الرب معناه انه هو المعلم والمربي والمرشد والقيم وكل آيات السورة مرتبطة بكلمة الرب (الم يجدك يتيماً فآوى....) اليتيم يحتاج لمن يقوم بامره ويرعاه ويعلمه ويوجهه ويصلح حاله وهذه من مهام الرب واليتيم يحتاج هذه الصفات في الرب اولاً ثم ان الضال يحتاج لمن يهديه والرب هو الهادي والعائل ايضاً يحتاج لمن يقوم على امره ويصلحه ويرزقه فكلمة الرب تناسب كل هذه الاشياء وترتبط بها ارتباطاً اساسياً. وكثيراً ما ارتبطت الهداية في القرآن الكربم بكلمة الرب (ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) (يهديهم ربهم بإيمانهم) (الحمد لله رب العالمين....اهدنا الصراط المستقيم)(1/2128)
لماذا حذف المفعول للافعال: فآوى، فأغنى، فهدى مثلما حذف في فعل قلى؟ ذكر المفسرون هنا عدة آراء منها ان الحذف هو لظهور المراد لانه تعالى كان يخاطب الرسول r والمعنى واضح. وقسم قال انها مراعاة لفواصل الآيات حتى لا يقال آواك وأغناك وهداك فتختلف عن فواصل باقي الآيات ولكن كما سبق آنفاً قلنا ان القرآن الكريم لا يراعي الفاصلة على حساب المعنى مطلقاً وهي قاعدة عامة في القرآن: المعنى اولا ثم الفاصلة القرآنية ومثال ذلك الآية في سورة طه (الهكم واله موسى فنسي) وكانت الفاصلة في باقي السورة مختلفة وعليه فان الحذف هنا جاء للإطلاق والدلالة على سعة الكرم. فآوى بمعنى فآواك وآوى لك وآوى بك وأغناك واغنى لك واغنى بك وهداك وهدى لك وهدى بك. فلو قال سبحانه وتعالى فوجدك عائلا فاغناك لكان الغنى محصوراً بالرسول r فقط لكن عندما افاد الاطلاق دل ذلك على انه سبحانه اغنى رسوله واغنى به وبتعليماته فيما خص الانفاق وغيره خلقاً كثيراً واغنى له خلقاً كثيراً وكذلك آوى الرسول r وآوى به خلقا كثيراً بتعاليمه الكثيرين وتعاليمه كانت تحض على رعاية اليتامى وحسن معاملتهم واللطف بهم وآوى لاجله الكثير من الناس لان من الناس من يؤوى اليتامى حبا برسول الله وطمعا في صحبة الرسول r في الجنة كما ورد في الحديث: أنا وكافل اليتيم كهاتين واشار الى اصبعيه. وكذلك بالنسبة للهداية فالله تعالى هدى رسوله الكريم وهدى به خلقاً كثيراً ( وانك لتهدي الى صراط مستقيم) وهدى له ولاجله من اراد سبحانه وتعالى. اذن خلاصة القول ان الحذف هنا جاء لظهور المراد وفواصل الآيات وسعة الاطلاق كلها مجتمعة لا يتعارض احدها مع الآخر. وكذلك تناسب سعة الاطلاق هنا قوله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى). فالحذف هنا جاء للعموم والاطلاق في المعنى.(1/2129)
لماذا ترتيب الآيات على هذا النحو؟ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8) هذا هو الترتيب الطبيعي في الحياة. اليتم يقال لمن فقد والديه او احدهما وهو دون سن البلوغ فاذا بلغ انتفت عنه صفة اليتم. واذا بلغ دخل في سن التكليف الشرعي فهو يحتاج الى الهداية ليتعلم كيف يسير في الحياة قبل ان يكون فقيرا او غنيا وكيف يجمع المال الحلال لأن كل مال جمع من غير طريق الهداية هو سحت ثم تأتي العيلة وهي امر آخر بعد البلوغ من الناس من يكون فقيرا او غنيا وعلى الاثنين ان يسيرا وفق التعاليم التي تعلماها بعد البلوغ مباشرة وهذا طبيعي ويمر به كل الخلق فهذا هو التسلسل الطبيعي في الحياة.لذا فقد بدأ سبحانه بالحالة الاولى (اليتم) ثم اذا بلغ تأتي الهداية في المرتبة الثانية، وثالثاً العائل والغني يجب ان يسيرا على الهداية.
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)
القهر في اللغة هو التسلط بما يؤذي ولا تقهره بمعنى لا تظلمه بتضييع حقه ولا تتسلط عليه او لا تحتقره او تغلب على ماله.كل هذه المعاني تدخل تحت كلمة القهر.
السائل اختلف المفسرون فيها فقال بعضهم هو سائل المال والمعروف والصدقة ومنهم من قال انه سائل العلم والدين والمعرفة وقسم قال انه مطلق ويشمل المعنيين. فسواء كان السائل سائل مال وصدقة او سائل علم ومعرفة يجب ان لا ينهر مهما كان سؤاله. لا يصح ان يزجز او ينهر سائل المال او سائل العلم والدين. اذا كان سائل مال اعطيناه او رددناه بالحسنى وسائل العلم علينا ان نجيبه ونعلمه امور الدين.(1/2130)
اما النعمة فقال بعض المفسرين انها النبوة وتعاليمها وقال آخرون انها كل ما اصاب الانسان من خير سواء كان في الدنيا او الآخرة. وقال آخرون انها نعمة الدين (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (ما انت بنعمة ربك بمجنون) والواقع ان النعمة هنا ايضاً تشمل كل هذه المعاني فهي نعمة الدين يجب ان يتحدث بها ويبلغ عنها وهي نعمة الدنيا والله سبحانه يحب ان يرى اثر نعمته على عباده وان يتحدث الانسان بنعم الله عليه وان يظهرها والنعمة عامة في الدنيا والدين وعلى الانسان ان يحدث بهذه النعمة. (النعمة بفتح النون وردت في القرآن بمعنى العقوبات والسوء كما في قوله (ونعمة كانوا فيها فاكهين) (الكافرين اولي النعمة)
لماذا اختيار كلمة (فحدث) ولم يقل (فأخبر)؟
الاخبار لا يقتضي التكرار يكفي ان تقول الخبر مرة واحدة فيكون اخباراً اما التحديث فهو يقتضي التكرار والاشاعة اكثر من مرة، وفي سياق الآية يجب ان يتكرر الحديث عن الدعوة الى الله مرات عديدة ولا يكفي قوله مرة واحدة. ولهذا سمى الله تعالى القرآن حديثا (فليأتوا بحديث مثله). فمعنى (فحدث) في هذه الآية هو المداومة على التبليغ وتكرارها وليس الاخبار فقط فيمكن ان يتم الاخبار مرة واحدة وينتهي الامر.
وفي تسلسل الاحاديث في كتب السنة نلاحظ انهم يقولون: حدثنا فلان عن فلان ويكررون ذلك مرة او مرات عديدة حتى يصلوا الى أخبرنا رسول الله r فالرسول الكريم يخبر بالحديث ثم يتناقله الصحابة فيما بينهم ويستمر تناقل الحديث حتى يعم وينتشر.
لماذا جاء ترتيب الآيات على هذا النحو؟ فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث.
اثار هذا الترتيب الكثير من الاسئلة عند المفسرين لماذا رتبت الآيات على هذه الصورة لانه لا يرد بنفس تسلسل الآيات السابقة (الم يجدك يتيما فآوى، ووجدك ضالا فهدى، ووجدك عائلاً فأغنى).(1/2131)
لنستعرض الآيات واحدة واحدة: أما اليتيم فلا تقهر جاءت بنفس تسلسل الآية (ألم يجدك يتيما فآوى) نفس النسق.
,اما السائل فلا تنهر كان من المفروض ان تأتي مقابلة للآية (ووجدك عائلا فأغنى) لكنها جاءت في مقابل الآية (ووجدك ضالاً فهدى)
واما بنعمة ربك فحدث، كان يجب ان تقدم باعتبار النعمة دين ويجب ان تكون مقابل (ووجدك ضالاً فهدى)
لكن الواقع ان ترتيب الآيات كما ورد في السورة هو الترتيب الامثل، كيف؟ اليتيم ذكر اولا مقابل اليتيم، ثم ذكر (واما السائل فلا تنهر) قلنا سابقا ان السائل يشمل سائل العلم والمال وهنا اخذ بعين الاعتبار السائل عن المال والسائل عن العلم فهي اذن تكون مقابل (ووجدك ضالاً فهدى) وايضاً (ووجدك عائلا فاغنى) لان السائل عن المال يجب ان لا ينهر والسائل عن العلم يجب ان لا ينهر ايضاً وعليه فان الآية جاءت في المكان المناسب لتشمل الحالتين ومرتبطة بالاثنين تماما.
واما بنعمة ربك فحدث، هي في انسب ترتيب لها فان كان المقصود بالنعمة كل ما اصاب الانسان من خير في الدنيا فلا يمكن ان نتحدث عن النعمة الا بعد وقوعها وليس قبل ذلك. والآيات السابقة تذكر نعم الله على الرسول فاقتضى السياق ان يكون التحدث بالنعمة آخراً اي بعد حدوث كل النعم على الرسول r.
واذا كان المقصود بالنعمة الدين، فيجب ان يكون التحديث في المرحلة الاخيرة لأن على الداعية ان يتحلى بالخلق الكريم وفيه اشارة ان الانسان اذا اتاه سائل عليه ان يتصف بهذه الصفات قبل ان يبلغ الناس عن النعمة (الدين) فعليه ان لا يقهر يتيماً ولا ينهر سائلاً ولا يرد عائلاً وقد جاءت هذه الآية بعد اسباغ النعم وهو توجيه للدعاة قبل ان يتحدثوا ان يكونوا هينين لينين فقد قال تعالى (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) فعلى الداعية ان يتحلى بالخلق الحسن ولا ينهر سائلاً.(1/2132)
وكذلك جعل التحديث بالنعمة (واما بنعمة ربك فحدث) جاءت بعد ( واما السائل فلا تنهر) لان كل داعية يتعرض لاسئلة محرجة احيانا تكون لغاية الفهم وقد تكون لنوايا مختلفة فعليه ان يتسع صدره للسائل مهما كانت نية السائل او قصده من السؤال وعلى الداعية ان لا يستثار والا فشل في دعوته وقد يكون هذا هو قصد السائل اصلاً
من الدروس المستفادة من هذه السورة اضافة الى ما سبق انه يحسن للانسان تذكر ايام العسر والضيق لانه مدعاة للشكر ومدعاة لمعاونة المبتلى ايضاً لذا يجب التذكير بالماضي وما يتقلب فيه المرء من نعم ليشكر الله تعالى عليها مهما كان في ماضيه من اذى او حرج او ضيق فلا بأس ان يتذكر او يذكر به حتى يشكر الله تعالى على نعمه فيكون من الشاكرين لله تعالى.
منقول : http://www.islamiyyat.com/al-doha.htm
---
عدنان البحيصي
03-10-2007, 08:03 PM
شكراً لهذه الفوائد
---
(1/2133)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > دفاع عن القرآن الكريم - أصالة الإعراب ودلالته على المعاني في القرآن
---
دفاع عن القرآن الكريم - أصالة الإعراب ودلالته على المعاني في القرآن
---
الطيب وشنان
09-07-2006, 12:50 PM
اسم الكتاب : دفاع عن القرآن الكريم - أصالة الإعراب ودلالته على المعاني في القرآن الكريم واللغة العربية
المؤلف : محمد حسن حسن جبل
عدد المجلدات : 1
عدد الصفحات : 235
الحجم الإجمالي تقريباً : 3 ميجا
الرابط :
http://s171537227.onlinehome.us/open.php?cat=31&book=578
المصدر : المكتبة الوقفية
جزى الله أهلها خيرا ...
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2006, 03:23 PM
جزاكم الله خيراًَ ، فهو كتاب نافع كسائر كتب الدكتور حسن جبل .
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:41 PM
وفقكم الله لما يحبه ويرضى .......
---
(1/2134)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > رجل يحمل هم أمة وأمة مهمومة لرجل
---
رجل يحمل هم أمة وأمة مهمومة لرجل
---
ابن الشجري
06-13-2005, 12:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لايحمد على كل حال إلا هو ، ولايحول المرء من حال إلى حال سواه ، والصلاة والسلام على من بعثه ربه بالحق كالصبح إسفار، وآله وصحبه أبدا ما أشرق النهار.
لقد آلمني كما آلم كل مسلم محب للعلم وأهله ما تناقلته السطور، بدخول سفر الحوالي إلى مشفى النور ، خبر تدمع له العين ويرق له القلب ، ويتبين به محب أهل العلم والصلاح ، ومن في ريم الغواية قد ساخ .
أدعوه بسفر الحوالي هكذا دون كنية أو لقب ، فقد أصبح هذا الاسم في أذهان كثير من الناس علما على الرجولة وحراسة الفضيلة ، وعلى التفكير السديد والعمل الرشيد والتضحية الصادقة ، فإذا قلت سفر الحوالي فقد قلت هذا كله .
ولكن هل يسع المؤمن إلا ماقدر الحق وأمر ، وهل يرد القضاء والقدر إلا الدعاء في جوف السحر ، لايعلم المؤمن أي حاليه أفضل ، والله رب العالمين يبتلي عباده بالسراء والضراء ، ولاتعلم النعمة قدرت في أيهما ، مسكين من ضن أن النعم لاتكون إلا من جنس مايتلذذ به من مطعوم ومشروب ومنكوح ، فوعزة الله ماتعدى همة بهائم الأنعام ، فكم لله من منحة في محنة ، وكم من غرق أعقبه فرج ، وكم من عطية منحت في ثوب رزية .
كم نعمة لايستقل بشكرها *** لله في طي المكاره كامنة(1/2135)
فاصبر أيه المؤمن ، واعلم أنك مخلوق ضعيف ، لاتملك لنفسك من أمرك شيئا ، فضلا عن أمر الآخرين ، وماهذه الدار والله إلا كما وصفها الله رب العالمين ، دارنكد وبلاء وسجن للمؤمنين ، فكيف يفرح بها بعد ذلك من كان من زمرة العقلاء الفطنين ، ولعلك أخي المؤمن تعرف الحديث الذي في مسلم من حديث عبد رب الكعبة عن عبدالله بن عمرو يرفعه عن سيد المرسلين ، صلى الله عليه وآله وسلم أجمعين : ( ... وإن أمتكم هذه قد جعلت عافيتها في أولها وقد جعل آخرها بلاء وفتنة ...) الحديث ، وحديث أنس في السنن ( لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة ) ، فكن من هذه الدنيا على وجل ، وكن شاكي السلاح حذرا من كل زغل ، وإياك من بحر الأماني فماهي إلا رأس مال من كان خبل .
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه *** فما فاته منها فليس بضائر
وإياك ثم إياك أن تسأل أي شئ من البلاء أو تتعرض لمواطنه ، فتكن كسمنون الكذاب ، واسأل الله العافية في كل أمرك فهي أعظم مسألة ، ولكن إذا دهتك الدواهي ، وجعلت منك رجلا سباهي ، فتدرع بكريم الصبر ، ولاتفزع إلى غير من بيده الأمر ، واعلم .
أن الرياح إذا اشتدت عواصفها *** فليس تأخذ إلا الأعالي من الشجر
وكن مع ألله في ليلك ونهارك... ، فلا تلتفت إلا إليه ، ولا تعتمد إلا عليه ، ولا ترغب إلا فيما لديه ، ولاتخش إلا ممن الخلق كلهم ملك يديه .
وأوصيك وصية اجعلها في نياط قلبك ، أن لاتلتفت إلى غير الله في جلب نفع أو دفع ضر، فمتى ماتحقق هذا من قلبك ، عشت سعيدا ، وملكت الدنيا وأنت تقضم اليابس من الخبز ، وغيرك يخضم الناعم من الرز ، وشاهدت الدنياعلى حقيق قدرها ، فعرفت منها حلوها ومرها ، وعلمت خيرها وشرها .
عندها تحيا لله وتموت لله وتأكل لله وتصوم لله وتقوم لله وتقعد لله وتتكلم لله وتصمت لله وتقرأ لله وتكتب لله ...، الله ! ما أجمل أن يكون الإنسان عظيما عند نفسه عظيما عند الناس عظيما عند الله !.(1/2136)
قد يدرك المجد الفتى وثوبه *** خلق وجيب قميصه مرقوع
فإن فاتتك هذه المنزلة ، ورأيت أنه قد حال بينك وبينها متلفة ، فلم نفسك ولاتلم المطايا ، وليس لك إلا حلال الرزايا ، واستمطر الدمع وقل ياعين جودي ، وهاتف القلب وقل ياقلب ويحك دع الهجود ، واسق الثرى في هزيع الليل من فيض الدموع ، وناج من يسمع النجوى وقل يارب ارحم قعودي ، وهبني من جميل فضلك زادا يبلغني مراقي السعود ، فإن استعصت عليك المحاجر ، وكان شيمتها الصبر، ولم يكن لك عليها نهي ولا أمر،،، فلن تجد من يسعفك دمع عينه أبدا .
نزف البكاء دموع عينك فاستعر*** عينا لغيرك دمعها مدرار
من ذا يعيرك عينه تبكي بها *** أرأيت عينا للبكاء تعار
وأيم الله إني أحب الصالحين وإن كنت أظن نفسي دونهم ، وأألف أهل العلم وطلابه وإن لم يكن عندي إلا القليل مما عندهم ، وإنه ليؤلمنا مايؤلمهم ويؤرقنا مايؤرقهم ، وإن قل أو حقر.
لكل مايؤذي وإن قل ألم *** ما أطول الليل على من لم ينم
فكيف إن كان ممن له قدم في الحق باسقة ، وكان سهما نافذا في نحر أعداء الملة الناصحة ، ياطالما قام للحق وقعد ، وذب عن دينه بعلمه ونفسه وما ارتعد ، إنها والله لحياة كريمة إذا قد عاشها ، فلانامت أعين الجبناء .
مازلت أسمع من قديم أن غامد أسفرت عن رجل كمي حليم ، حمل القلم فيمن حمل ، لكن حمله كان للإمضاء ، فدر دره من قلم مضاء ، وكم أنار الله به من بصيرة عمياء ، وأماط به لثام دويهية مجلجلة صماء.
فكم لسفره العظيم ـ العلمانية ـ من سفير ، وكم درأ الله به من شر خطير ، ونكأ به أصعل الرأس حقير ، أسفر الله به عن رؤوس الشياطين ، فلم تقم لهم قائمة منذ حين ، أسمع الدنيا فصالت ثم هجدت ، لأن فيه حق على دفعه ما كتبت ، بل أذعنت وسلمت واستسلمت .
كتب عن منهج الأشاعرة كتيب في حجمه صغير ، لكن فيه مالم يكتب عنهم من قبله أي إمام خطير .(1/2137)
وما أنت قائل في كتاب ظاهرة الإرجاء ، فلقد أربى فيه على الغاية ، وكشف فيه الراية لمن رام الهداية .
فرحم الله أما در له ثديها , وأبا غذاه بحنانه وعطفه دائما أبدا ، وشيخا رعاه وعلمه حتى بلغ في العلم أشده واستوى .
المجد عوفي إذا عوفيت والكرم*** وزال عنك إلى أعدائك السقمعجب عجب ، كم من قائم محروم ونائم مرحوم ، كم دعوة رفعت ودمعة سكبت ، الطفل الصغير يدعو والشيخ الكبير ينتحب ، والكل يتضرع أن يلبسك الله حلل العافية ، مع أني ماسمعت أنك نثرت عليهم درهما ولادينارا حينا ، لا ياسفر فما أظن هذا كان يوما .
لكن الله قد أنطق لك الأفواه وعلق بك الآمال ، فهي تدعوا لشخصك ولهذا الدين و العقيدة ، بل هذه الأمة المكلومة التي رأتك تنافح عنها ، ورأت فيك شيئا منها ، وفيها شئ منك ، فهي تراك وترى أمورا من وراك .
ومع كل ماذكرت ومالم أذكر ، فبقدر ماكان هناك محب ناصح ، فكم من حاسد مناطح ، وللحق يالها من مزية تذكر بقول القائل :
إن العرانين تلقاها محسدة *** ولن ترى للئام الناس حسادا
وقبل أن أضع القلم أقول : أسفرلنا ياسفر عن الهم الذي كنت تحمله ، فلم يبلغنا عنك أنك ممن شغلك سوق الأسهم أو العقار ، نعم أيه الرجل الشهم ، فما عدنا نسمع عن هذه التجلطات إلا في ميادين البورصات ، ولن أشغل بالي بهم الآن ، فلي منك مايشغلني , وإني لسقمك يا أبا عبدالرحيم لسقيم .
أما إن أهل الفضائل لم تتفاوت أقدارهم بالخمائل والحلل ، وإنما تفاوتت لتفاوت ماتحمل من عالي الهمم ، لقد ضرب الله لنا من خلقة كثير من بديع الحكم والمثل ، فهاهي النباتات كان نموها مقامات ، فنبتة ترضى بمسيل فضائل الخلق وما يلقى فيه من النتن ، ونبتة لاترضى إلا بعرعرة الجبل الأشم ومعانقة ذرات المزن(1/2138)
وَلَم أَرَ أَمثالَ الرِجالِ تَفاوَتَت ** إِلى الفَضلِ حَتّى عُدَّ أَلفٌ بِواحِدِومالي لا أدع مع الداعين ، فالله لكرمه يقبل الدعاء من الصالحين والطالحين ، بأن يلبسك الله ثوب العافية والعلم والدين ، ويقيمك تنكأ نحور المعتدين ، ويا لعا لك الله من سقمك , ولا لعا الله صلب من حسدك .
وأعوذ بالله أن أحملك وزر قولي ، فما أعلم إلا أنك عبد لله ضعيف بغيره ، نرجوا لك ونخاف عليك ، ونحسبك والله حسيبك ، والدين من قبلك ومن بعدك بحفظ الله محفوظ ، فلا أقول بأنا لم نعرف الدين إلا بك ، لكن أقول أنك بالدين قد عرفناك ، فلهذا أحببناك وأغليناك وفي قلوبنا حملناك ، ولست بالمعصوم من زلة هنا أو هناك ، لكنا نحسبك بالحق وللحق تقوم ، فضاعت الزلة واستعصت على سباهي الفهوم .
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته سلاما لايغادرك حتى يبرئ منك كل علة .
---
عبدالرحمن الشهري
06-17-2005, 02:10 PM
بارك الله في قلمك يا ابن الشجري ونفع بعلمك ، ونسأل الله أن يمتعنا بشفاء أبي عبدالرحمن وأن يوفقه لمواصلة التعليم والدعوة . وقد بدأ موقع الشيخ سفر الحوالي عمله الآن ويمكنك من خلاله متابعة أخبار الشيخ والتسجيل لديهم برقم جوالك ليصلك جديد أخباره حفظه الله
http://www.alhawali.com
---
ابو حنيفة
06-17-2005, 02:29 PM
http://www.rmooosh.net/up-pic/uploads/502be6178b.jpg (http://www.rmooosh.net/up-pic)
---
(1/2139)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة للمشاركة الفاعلة
---
دعوة للمشاركة الفاعلة
---
أبو القاسم الشاطبي
08-25-2003, 11:08 PM
ما السبيل إلى نشر علم القراءات بين الناس عموماً وطلبة العلم على وجه الخصوص نأمل من الإخوة المشاركة واحتساب الأجر على الله تعالى
---
أبو عبد الرحمن المدني
09-06-2003, 12:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا للأبي القاسم على هذه الأطروحة الجيدة ، ونسأل الله أن تكون محط اهتمام
ومن أوائل الأمور التي تعين على هذا الأمر : اتساع فهم طلبة العلم لهذا الفن ، وأنه في الحقيقة ليس فناً كسائر
الفنون ن ولكنه ياعباد الله ( قرآن كريم ) ، إذ ما الفرق بين قراءة حفص وبين وقراءة غيره من العشرة
التي تواترت قراءتهم ولم يجز إنكارها .
فيجب أن تتسع صدور إخواننا من طلبة العلم لهذا الأمر ، ومن الأمور المؤسفة المبكية : أن مسجد الجامعة
الإسلامية منع القراءة فيه بالقراءات بعد أن كان مسموحا ، وكان الناس من العوام وطلبة العلم يتهافتون للصلاة فيه
دون أدنى غضاضة .
ولما أن ضاق ذرعا ببعض من يسمون طلبة علم بهذه القراءات وبدأوا يتجادلون ويتشاحنون ويتباغضون من أجلها
؛ منع بالقراءة بهذه القراءات في صرح العلم ، في الجامعة الإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله
لعل هذه أهم السباب في نظري
وأنصح الإخوة بالرجوع إلى { القواعد المتعلقة بعلم القراءات } في كتاب ( قواعد التفسير ) للشيخ الدكتور / خالد بن عثمان السبت . وفقه الله
وجزيتم خيرا
---
أبو القاسم الشاطبي
09-06-2003, 02:39 AM
لله درك ياأبا عبدالرحمن على غيرتك على هذا الفن الجليل القدر وما زلنا ننتظر مشاركت المشائخ وطلبة العلم
---
حسن الكبهي
09-06-2003, 03:09 PM(1/2140)
ابتداءا لو طرحنا سؤالا: من معنا في هذا الهمّ؟ وذلك اننا حين نعرف من معنا فاننا نستطيع ان نوظف تنوع الطاقات هذا في اجابة السؤال " كيف نستطيع ان ننشر هذا العلم؟" وجوابا فاني أقول مختصرا، يوجد معنا:
1- المشائخ ذوي العلم بهذه القراءات، فعليهم ان يفتحوا محتسبين أو بأجر حلقات في البيوت أو المساجد. ومعنا :
2- تفعيل جمعيات تحفيظ القرآن لمثل هذا العمل وعدم اقتصارها على التحفيظ وقراءة واحدة. وايضا:
3- ان يرفع اقتراح الى ادارة الجامعات بان تكون قراءة أخرى غير حفص من أحد متطلبات الجامعة او احدى المواد الاختيارية أما طلبة الشريعة فانها ملزمة بحقهم اكاديميا. وكذلك:
4- ان تخدم بقية القرآت مثل ما خدمت حفص عن عاصم من الكتيبات التوضيحية والأشرطة والفيديو والرسومات والجوائز وغيرها.
فهذه باختصار بعض الأعمال التي تبحث عن الرجال.
والله أعلم وهو سبحانه يغفر التقصير
---
أمين الشنقيطي
09-07-2003, 08:00 AM
ماطرحه الإخوة واضح ومفيد جدا،
نظرا لأن القراءات ليس ترفا علميا،وإنما هى علم جليل،بدأ الناس يتناسونه، فمن باب أولويات طلبة العلم الاشتغال به،وحفظ ليكونوا، من أهل القرآن.
الشيء الثاني: ماذكرتموه عن مسجد الجامعة الإسلامية ،فالجامعة لم تمنع القراءة بالقراءات،فى صلاة الفجر،ومنعته فى باقى الأوقات لوجود كثير من الزائرين،والقادمين إليها من غير طلبة العلم،فتحضرهم الصلاة بها فإذا ماقرأ الإمام بالقراءات كان فى ذلك تشويش عليه، هذا ماصرح به أحد المسؤولين بالجامعة خلال إحدى الندوات عن كلية القرآن الكريم.
الأمر الأخير توجد بالمسجد النبوي مقارئ للقراءات السبع والعشر تابعة لمعهد الحرم المدني يمكن من خلال لها عرض القراءات بالعشر.
والملاحظة الأخيرة :(1/2141)
التذكير بالشروط المتبعة للقراءة فليس كل من قدم للقراءة بالسبع أو بالعشر،أو حتى برواية واحدة،يمكنه ذلك رأسا، حتى يكون حافظا للقرآن أولا ثم يقرأ كتابا فى القراءات يختاره شيخه،بعد أن يتقن أصول القارئ،وفرشه،بعد ذلك تأتى مرحلة االعرض، أي القراءة على الشيخ.
وفق الله الجميع لحفظ كتاب الله،واتباع سنة رسوله ،والسير على نهج السلف الصالح.
---
(1/2142)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلبات المخطوطات في الدراسات القرآنية
---
طلبات المخطوطات في الدراسات القرآنية
---
عبدالرحمن الشهري
12-25-2005, 04:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بناء على اقتراح الإخوة الفضلاء بافتتاح ملتقى خاص بالمخطوطات المتخصصة في الدراسات القرآنية . قمنا بفتح هذا الموضوع لتلقي جميع طلبات المخطوطات المتخصصة في الدراسات القرآنية . بحيث يكتب صاحب الطلب عنوان المخطوطة التي يريد توفيرها ، من مخطوطات المكتبة الأزهرية . ويقوم الأخ المهندس المتعاون معنا وفقه الله بتنزيل المخطوطة من الموقع ،وقد رأى عدم ذكر اسمه احتساباً جزاه الله خيراً. ونتيح المخطوطة بعد ذلك في قسم خاص تم افتتاحه في :
مكتبة شبكة التفسير الالكترونية - المخطوطات (http://tafsir.org/books/list.php?cat=101)
وإن لم يكن صاحب الطلب عضواً في الملتقى العلمي فيمكنه إرسال طلبه على بريدي الالكتروني .
وقد تم تنزيل مخطوطة :
تحقيق البيان في عد آي القرآن للمتولي (http://tafsir.org/books/open.php?cat=101&book=952)
وهي متاحة الآن في مكتبة المخطوطات ، وتم عرضها بشكل جميل جداً على برنامج الباوربوينت.
نرجو للجميع التوفيق ، وجزى الله من كان سبباً في هذه الفكرة خيراً ، وهو الأخ العزيز أبو صفوت . كما أسأل الله التوفيق والسداد للأخ المهندس الذي يقوم بتنزيل ورفع وتهيئة هذه المخطوطات وعرضها عرضاً جميلاً سهلاً للقراءة .
---
أبو صفوت
12-25-2005, 10:20 PM
الحمد لله على ما يسر وجزى الله خيرا شيخينا عبد الرحمن الشهري ومساعدالطيار وجميع مشرفي الملتقى الذين أتاحوا الفرصة للأخ الفاضل الذي قام بتحميل المخطوط . أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسنات الجميع وأن يتقبل منا ومنكم(1/2143)
وقد أشار الشيخ الشهري إلى أن من لديه رغبة في مخطوط ما من المخطوطات المتوفرة على موقع المكتبة الأزهرية فليذكر عنوانه ورابطه في هذا الموضوع . وهذا هو رابط المكتبة الأزهرية الحاص بكتب التفسير وعلوم القرآن
http://www.alazharonline.org/Manusc...le=تفسير&extra=
وهذا رابط المخطوطات المختصة بعلوم القرآن
http://www.alazharonline.org/Manusc...20القرآن&extra=
وهذا رابط الصفحة الرئيسية
http://www.alazharonline.org/Manuscripts/index.jsp
وأنبه الأعضاء الكرام إلى أن القائمة المعروضة ليست هي كل الموجود على الموقع بل من كان عنده فهرس مخطوطات الأزهرية ويبغي مخطوطا ما فهناك خاصية البحث التي من خلالها يصل إلى ما يريد وكذا لو كان معه اسم مخطوط أو اسم المؤلف فليبحث وبعد بحثه إن وجد ما يريده فليتفضل بوضع رابط المخطوط هنا وبعدها يبدأ التحميل . والأخ الذي يتولى التحميل يطلب دعواتكم له .
شكر الله لكم وتقبل منا ومنكم
---
نورة
12-26-2005, 12:00 AM
جزاكم الله خيرا
---
جمال أبو حسان
12-26-2005, 10:10 AM
ارجو التكرم بتنزيل المخطوطتين التاليتين الاولى المحاكمات بين ابي حيان وابن عطية والزمخشري ليحيى الشاوي الملياني والثانية الكشف على الكشاف للقزويني
---
أبو صفوت
12-30-2005, 12:14 AM
أستاذنا الفاضل د/ جمال حفظه الله
أحيطكم علما بأني قد بحثت عن المخطوطتين اللذين تفضلت بطلبهما على موقع مخطوطات الأزهر فلم أجد إلا اسم الأولى دون محتواها ، ولم أجد للثانية ذكرا
بارك الله فيكم
وهذا رابط البحث على الموقع حتى إذا رغب أحدنا في مخطوط فليقم بالبحث عنه على هذا الرابط فإن وجده فليفتحه ولينسخ رابطه ويتفضل بوضعه هاهنا حتى يتسنى تحميله
http://www.alazharonline.org/search/search.jsp
شكر الله لكم
---
طالب المعالي
01-11-2006, 10:59 PM
السلام عليكم(1/2144)
يوجد في الأزهرية مخطوط بعنوان : رسالة العوفي في المكي والمدني والناسخ والمنسوخ وعد الآي لمحمد بن احمد العوفي
ارجو من الأخ الكريم توفيرها لي لحاجة البحث الماسة وجزاه الله خيرا
---
أبو صفوت
01-12-2006, 08:14 AM
الأخ الفاضل / طالب المعالي
برجاء وضع الرابط الذي شاهدت عليه مخطوط العوفي ، فقد بحثت عنه على الأزهرية ولم أقف عليه
---
طالب المعالي
01-17-2006, 07:50 PM
اخي الكريم ابو صفوت وفقك الله
ذكر الفهرس الشامل للتراث العربي والإسلامي ( فهارس آل البيت ) ان هذا المخطوط في الأزهرية
وقد بحثت في الموقع المذكور ايضا ولم اجده كما ذكرت
فماذا ترى وفقك الله ؟؟؟
---
أبو ذر الفاضلي
01-22-2006, 10:51 AM
كتاب الكشف على الكشاف للقزويني ، تقوم كلية الإمام الأعظم في بغداد بتحقيقه الآن ، وهو قيد الإنجاز
---
جمال أبو حسان
01-23-2006, 09:56 AM
قد اخبرني احد الاخوة الفضلاء بمصر ان الكتاب المسمى الكشف على الكشاف قد تم توزيعه على بعض الطلبة في الازهر لتحقيقة في رسائل دكتوراة وبعض الرسائل على وشك الانجاز
فمتى نتخلص من الجهود المكرورة التي لا يجني منها البحث العلمي شيئا جديدا
---
لطفي الزغير
01-27-2006, 09:14 PM
مخطوط المحاكمات بين أبي حيان وابن عطية والزمخشري موجود منذ فترة على موقعملتقى أهل الحديث ( خزانة المخطوطات ) ولقد تصفحته فهو كتاب نافع إن شاء الله ،
---
زكرياء توناني
01-30-2006, 10:54 PM
أرجو إعلامي بأفضل كتاب مخطوط لم يُحقق من قبل في مجال الدراسات القرآنية ، يصلح كأطروحة لنيل شهادة الماجستير .
---
الميموني
02-04-2006, 03:04 AM
جزاكم الله خيراً
---
محمود عبدالرءوف السباعي
02-18-2006, 03:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل بإمكانكم أن تحصلوا على مخطوطة : التقريب في التفسيبر , أو : تقريب التفسير ؛ لمحمد بن مسعود السيرافي السقار؟ , وهي موجودة في دار الكتب المصرية.(1/2145)
وأيضا هل عثر أحد الأعضاء الكرام على مخطوطة : التحقيق في التفسير , للإمام النووي رحمه الله؟ أفيدونا مشكورين.
وجزاكم الله خيرا.
محمود عبد الرءوف السباعي
---
محمد الحوري
02-26-2006, 11:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو إعلامي هل يمكن الحصول على مخطوطة ( القول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز) للسمين الحلبي، وكنت قد علمت أنها ضمن مخطوطات الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
---
محمد الحوري
02-28-2006, 03:17 PM
قرأت في كتاب مشكل القرآن لمكي ، أنه قد فسر آية المائدة( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان) فهل يمكن إخباري إن كان أحد قد اطلع على هذه المخطوطة
وجزيتم خيرا
---
أبو عبد الرحمان سعيد زهير
03-09-2006, 06:08 PM
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على هذا المجهود الرائع إخواني عندي بحث في القراءات ومحتاج لكاتب لبن مجاهد فرق فيه وفكك روايات القراءات وقد اخبرت انه لا زال مخطوطا اعلمونا عن هدا الكتاب بارك الله فيكم
---
الجكني
04-09-2006, 12:29 AM
كتاب المحاكمات للشاوي سجل رسلة للدكتوراة ونوقشت قبل ست سنوات فى كلية اللغة العربية فى الجامعة الاسلامية بالمدينة بتحقيق د/ ناجى عبد الجليل
---
برعدي الحوات
04-22-2006, 01:42 PM
للشيخ الشهري الشكر الجزيل على ما تفضل به علينا من توجيهات ومساعدات للباحثين وطلاب العلم حول المخطوطات المتتعلقة بعلوم القرآن وتفسيره.
أرجوكم أستاذنا وشيخنا الفاضل أن تمكنوني إن كان الأمر ممكنا من كتاب حجج القرآن للإمام أبي الفضائل أحمد بن محمد بن المظفر بن المختار الرازي الحنفي، وجزاكم الله عني خير الجزاء
والمخطوط هذا شيخنا الكريم في حاجة ماسة إليه في إطار البحث العلمي، ولي أمل كبير في تلبية طلبي من طرفكم.....حفظكم الله ياشيخنا.(1/2146)
*وتسهيلا عليكم أستاذنا الفاضل في البحث على المخطوط، أوافيكم بالمعلومات التالية حوله ممكنني منها أحد الأصدقاء حفظه الله (لعله من مصر العربية المحروسة):
*الرقم التسلسلي 32994
الفن: تفسير
الفن: علوم القرآن
عنوان المخطوط: حجج القرآن
اسم المؤلف: أحمد بن محمد بن المظفرالرازي
اسم الشهرة: الرازي
نسخه في العالم
اسم المكتبة الخديويه
اسم الدولة مصر
اسم المدينة القاهره
رقم الحفظ 1/170 (ن ع 18739)
نسخه في العالم
اسم المكتبة المكتبه الازهريه
اسم الدولة مصر
اسم المدينة: القاهره
رقم الحفظ [200] 22356
نسخه في العالم
اسم المكتبة: دار الكتب المصريه
اسم الدولة: مصر
اسم المدينة: القاهره
رقم الحفظ1/170 (ن ع 18739)
للمراسلة: صندوق البريد 99 الفنيدق/ ولاية تطوان
المغرب
Elhawat2hotmail.com
---
خادمة القرآن
04-22-2006, 11:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفع الله بكم الاسلام والمسلمين ، أفيدوني جزاكم الله خيراً : كيف يمنني الحصول على مخطوطة بعنوان ( تحفة من أراد الإهتداء في معرفة الوقف والابتداء )
---
أبومجاهدالعبيدي
04-22-2006, 11:43 PM
يوجد مخطوط وحيد لكتاب في مشكل القرآن ، وقد نسخه أحد الإخوة على الوورد ، وهو منسوخ جاهز لمن أراد تحقيقه من طلبة الدراسات العليا ، وهو للبيع
وللمزيد من الملعلومات : يمكن المراسلة على البريد الخاص أو على الهوتميل
---
د.محمد إبراهيم
06-28-2006, 11:37 PM
الأخ الشيخ عمّار :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ألتمس من حضرتكم المساعدة في تنزيل كتاب الوقف والابتدآء للسجاونديّ الموجود على موقع المكتبة الأزهريّة/ قسم القراءات، وهو الثالث من كتب الوقف والابتدآء، وعدد صفحاته: 160 صفحة، ولكم جزيل الشكر.
د.محمّد إبراهيم المشهدانيّ
كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
---
عمار
06-30-2006, 07:11 AM
الدكتور الفاضل / محمد إبراهيم(1/2147)
أرجو أن تضع لي الرابط المباشر لأقوم بما يلزم. لسببٍ ما لا يقرأ متصفحي النّصّ العربي في موقع مخطوطات الأزهر.
ولكم تحياتي..
---
الجكني
06-30-2006, 09:37 AM
كتاب حجج القرآن المذكور مطبوع قديماً وغير محقق ،عندي منه نسخة لها أكثر من عشر سنوات ،وآسف جداً على تأخير هذه المعلومة حيث إنى لم أطلع على المكتوب هنا إلا الآن
---
برعدي الحوات
07-08-2006, 02:31 AM
الجكني:كتاب حجج القرآن المذكور مطبوع قديماً وغير محقق ،عندي منه نسخة لها أكثر من عشر سنوات ،وآسف جداً على تأخير هذه المعلومة حيث إنى لم أطلع على المكتوب هنا إلا الآن
------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور الجكني حفظه الله ، إن صاحب طلب كتاب حجج القرآن (المخطوط، وليس المطبوع)، هو صديقكم المتواضع لربه الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
والكتاب المشار إليه حبيبنا وعزيزنا الدكتور الجكني اشتغلت عليه اعتماداً على نسخته المطبوعة (نشر دار ابن زيدون)، تعليقا وتوثيقا وتخريجاً.والعمل جاهز، إلا أنني فضلتُ الوقوف على نسخه المخطوطة، ليكون العمل أفضل.
وإذا كان بإمكانكم أخي الكريم أن تقدموا لي العون والمساعدة جزاكم الله خيراً، يمكنكم الاعتماد على المعلومات التالية حول الكتاب التي مكنني منها أحد الإخوة -جزاه الله خيراً- بملتقى أهل الحديث (ولم أدر من أي بلد هو):
*الرقم التسلسلي 32994
الفن: تفسير
الفن: علوم القرآن
عنوان المخطوط: حجج القرآن
اسم المؤلف: أحمد بن محمد بن المظفرالرازي
اسم الشهرة: الرازي
نسخه في العالم
اسم المكتبة الخديويه
اسم الدولة مصر
اسم المدينة القاهره
رقم الحفظ 1/170 (ن ع 18739)
نسخه في العالم
اسم المكتبة المكتبه الازهريه
اسم الدولة مصر
اسم المدينة: القاهره
رقم الحفظ [200] 22356
نسخه في العالم
اسم المكتبة: دار الكتب المصريه
اسم الدولة: مصر
اسم المدينة: القاهره
رقم الحفظ1/170 (ن ع 18739)
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.(1/2148)
ELHAWAT2@HOTMAIL.COM
---
الجكني
07-08-2006, 07:20 AM
بمشيئة الله تعالى بعد أسبوعين سأكون في القاهرة وأعدك بأن أحاول الحصول على النسختين أو إحداهما على الأقل وأرسلها لكم 0فادعوا الله لنا التيسير
---
برعدي الحوات
07-08-2006, 04:08 PM
الجكني:بمشيئة الله تعالى بعد أسبوعين سأكون في القاهرة وأعدك بأن أحاول الحصول على النسختين أو إحداهما على الأقل وأرسلها لكم
فادعوا الله لنا التيسير.
----------------
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لكم أخي الكريم الدكتور الجكني حفظكم الله على اهتمامكم وحرصكم على خدمات أصدقائكم.
وحيث إنكم طلبتم مني الدعاء لكم بالتيسير، فإني أدعو لكم بدعاء خالص من قلب خالص ، فأقول:
*اللهم سهل أمركم مع الله عز وجل في الدنيا والآخرة.
*اللهم احفظ حبيبنا الدكتور الجكني(خادم كتابك العزيز، وسنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم) في سفره وحضره.
*اللهم اجعل القرآن نُور قلبك، وشفيعك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
*اللهم بارك في سفرك وحضرك، واحفظ اللهم حبيبنا (د.الجكني)من سم الحديد براً وبحراً.
*اللهم اصلح شأنكم، وشأن أهليكم وولدكم، وثبت لسانكم واهد قلبكم إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه يارب العلمين، إنه سميع مجيب الدعاء والسلام عليكم.
+الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
الجكني
07-09-2006, 12:36 PM
أبشرك فضيلة د/ الهاشمي ، فقد وجدت نسخة خطية وهي نسخة دار الكتب المصرية ضمن المخطوطات في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،وقد طلبت هذا اليوم تصويرها ,أخبروني باستلامها يوم السبت القادم إن شاء الله ، وسأرسلها لك بحول الله يوم استلامى لها ،رجاء دعوة في ظهر الغيب
---
برعدي الحوات
07-10-2006, 12:03 AM(1/2149)
الجكني:أبشرك فضيلة د/ الهاشمي ، فقد وجدت نسخة خطية وهي نسخة دار الكتب المصرية ضمن المخطوطات في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،وقد طلبت هذا اليوم تصويرها ,أخبروني باستلامها يوم السبت القادم إن شاء الله ، وسأرسلها لك بحول الله يوم استلامى لها ،رجاء دعوة في ظهر الغيب.
------------
بسم الله الرحمن الرحيم
بشَّر الله مسعاكم الدكتور الجكني حفظكم الله، وإني لن أتوقف عن الدعاء لكم بالخير من الله عز وجل، سرا وجهراً......ولا تنسو أستاذنا الفاضل بأننا أكثر الناس حاجة إلى دعائكم لنا من رحاب الديار المقدسة، مهد النبوة، ومهد نزول القرآن الكريم (مكة، والمدينة....)
ولكم من الله جزيل الشكر، والسلام عليكم.
*د/ الهاشمي برعدي الحوات
---
فاختة
07-15-2006, 09:32 AM
أسأل عن مخطوط التبيان في التفسير لنشوان الحميري
هل أستطيع الحصول على ترجمة وافية للمؤلف مع العلم أنه متوفي عام 573هـ
جزاكم الله عني خير الجزاء
---
الجكني
07-15-2006, 08:35 PM
هو:أبوسعيد نشوان بن سعيد الحميري ، معتزلي ،فقيه ، أديب مؤرخ، ترجم له القفطي والسيوطي في البغية، وياقوت، وهو صاحب كتاب " شمس العلوم "في اللغة ،وله أيضاً :الحور العين ، التبيان في تفسير القرآن أرجوزة في الشهور الرومية ،رسالة في التصريف ، أحكام صنعاء وزبيد 0
ذكر كل ذلك :كمال مصطفي ،في مقدمة تحقيقه لكتاب نشوان "الحور العين ، الناشر :مكتبة الخانجي بمصر
---
حمدي
07-30-2006, 03:37 AM
سماحة المنهدس مااستطعت فتح كتاب (منظومة في صفات الحروف) للشيج محمد الأغاثة الجكني من المكتبة ، ويأتني رسالة - عند إرادة الفتح - مفادها أن الملف zip متعطل أو حدث فيه خطأ لذا أرجوا منكم المساعدة حتى أتمكن من الحصول على هذا الكتاب والله يجزيكم عنى وعن المسلمين خيرا
---
حمدي
07-30-2006, 03:39 AM(1/2150)
سماحة المنهدس مااستطعت فتح كتاب (منظومة في صفات الحروف) للشيج محمد الأغاثة الجكني من المكتبة ، ويأتني رسالة - عند إرادة الفتح - مفادها أن الملف zip متعطل أو حدث فيه خطأ لذا أرجوا منكم المساعدة حتى أتمكن من الحصول على هذا الكتاب والله يجزيكم عنى وعن المسلمين خيرا.
وأخيرا أقول للشيخ عبد الرحمن الشهري إني أرسلت إليه رسالة خاصة بخصوص مابيني وبينه فهل وصلت الرسالة.
---
حمدي
07-30-2006, 03:40 AM
سماحة المنهدس مااستطعت فتح كتاب (منظومة في صفات الحروف) للشيج محمد الأغاثة الجكني من المكتبة ، ويأتني رسالة - عند إرادة الفتح - مفادها أن الملف zip متعطل أو حدث فيه خطأ لذا أرجوا منكم المساعدة حتى أتمكن من الحصول على هذا الكتاب والله يجزيكم عنى وعن المسلمين خيرا.
وأخيرا أقول للشيخ عبد الرحمن الشهري إني أرسلت إليكم رسالة خاصة بخصوص مابيني وبينكم فهل وصلت الرسالة.
---
الطيب وشنان
09-08-2006, 09:03 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا عبد الرحمن و نفع بكم .
---
أحمد بزوي الضاوي
09-12-2006, 11:26 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أنا في حاجة ملحة لنسخة من تفسير ابن برجان( 536 هـ ) المعنون بالإرشاد توجد على الميكرو فيلم بمكتبة الجامعة الإسلامية عن السليمانية بتركيا رقم 8951 /1- 2 .
فهل من مساعدة في الحصول عبى هذه النسخة . وجزاكم الله خيرا .
و السلام عليكم و رحمخة الله و بركاته
---
برعدي الحوات
09-26-2006, 11:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة للدكتور أحمد بزوي الضاوي
تفسير ابن برجان لعله محقق (إذا لم تخني الذاكرة فإن أحد خريجي دار الحديث الحسنية اشتغل عليه بالتحقيق والدراسة)
ولعل أحد الإخوة أيضاً بالمشرق اشتغل عليه .
وبإمكانكم أستاذنا الفاضل أن تتأكدوا من هذه المعلومات بواسطة هذا الملتقى المبارك.(1/2151)
ورمضان مبارك كريم، راجياً من الله عز وجل أن يهله عليكم وعلى جميع المسلمين باليمن والبركة والصحة والعافية، والسلام عليكم.
الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
---
رأفت بلعاوي
09-26-2006, 04:36 PM
[جزاكم الله كل خير والرجاء امدادنا بكل ما هو جديد
اخوكم رافت
الكويت
---
أحمد بزوي الضاوي
09-26-2006, 08:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة للدكتور أحمد بزوي الضاوي
تفسير ابن برجان لعله محقق (إذا لم تخني الذاكرة فإن أحد خريجي دار الحديث الحسنية اشتغل عليه بالتحقيق والدراسة)
ولعل أحد الإخوة أيضاً بالمشرق اشتغل عليه .
وبإمكانكم أستاذنا الفاضل أن تتأكدوا من هذه المعلومات بواسطة هذا الملتقى المبارك.
ورمضان مبارك كريم، راجياً من الله عز وجل أن يهله عليكم وعلى جميع المسلمين باليمن والبركة والصحة والعافية، والسلام عليكم.
الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
الأخ الفاضل : الأستاذ الدكتور الهاشمي برعدي الحوات .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فأشكركم على تواصلكم ، ما أعرفه أن أحد طلبة دار الحديث بالرباط أعد دراسة عن التفسير ، و لكنه لم يقم بتحقيقه .
نحن نقوم بتحقيقه استنادا إلى نسخة نفيسة ووحيدة ، وقد فرغنا من تحقيق جزء كبير منه ، علما أنه تفسير ناقص . سمعت بوجود نسخة مصورة بمكتبة الجامعة الإسلامية فأحببت أن أتكد من النسخة و مدى أهميتها .
و الله المستعان . ورمضان مبارك سعيد . و كل عام و أنتم بخير .
وجزاكم الله خيرا
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
---
برعدي الحوات
09-27-2006, 10:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2152)
تحية طيبة مباركة لحبيبنا الدكتور أحمد بزوي الضاوي، وبعد: فارتباطاً بحديثنا حول تفسر ابن برجان، أفيدكم علما بأن تفسر ابن برجان اشتغل عليه بالتحقيق والدراسة الدكتور محمادي الخياطي لنيل شهادة الدكتوراه من دار الحديث الحسنية بالرباط. ويمكنني إن شاء الله أن أوافيكم بتاريخ المناقشة يعني (مناقشة الدكتوراه) حتى تكون المعلومات موثقة أكثر.
واشتغل عليه أيضاً بالتحقيق الدكتور حسن الوراكلي في إطار البحث العلمي الحر.
*الدكتور الأول: أستاذ التعليم العالي بكلية أصول الدين بتطوان. وهو متقاعد.
*الدكتور الثاني أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، وهو يعمل حالياً خارج الوطن بالمملكة العربية السعودية.
وللإشارة فلا مانع من أن يحقق الكتاب أكثر من مرة، لأنه كلما تعدد التحقيق كلما ازداد صحة وسلامة من الأخطاء....إلخ
هذا وأن العمليْن المشار إليهما أعلاه لم يتم نشرها إلى حد الآن، مع أغلى الاحترام والتقدير. والسلام عليكم
الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
أبو الجود
09-28-2006, 02:54 PM
أخي د/ الجكني هل مخطوط لطائف الإشارات للقسطلاني الموجود بالظاهرية مصور بالجامعة الإسلامية ، جزاك الله خيرا على مساهمتك في حل غاية النهاية وأرجو الاستمرار حيث أنه عمل مهم جدا
---
الجكني
09-28-2006, 08:20 PM
أخي أبو الجود حفظه الله :الموجود في الجامعة الإسلامية بالمدينة وحسب ما هو مدون في فهرسها لكتب القراءات :
1-نسخة الجزء الأول مصدره :الرباط -الخزانة العامة ،ورقمه (3019)
2-نسخة الجزء الثاني ومصدره دار الكتب المصرية ورقمه (2249)
3نسخة أخرى فيها قسم الأصول فقط ،مصدرها مكتبة الأوقاف العامة -بغداد ورقمها (1649/2)
4-نسخة الجزء الأول فقط ومصدره الخزانة العامة بالرباط ورقمه(3020) وهو غير المذكور رقم(1)
هذا كل ما هو مذكور في الفهرس المذكور 0وكل عام وأنتم بخير 0
---
أبو الجود
09-29-2006, 02:40 PM(1/2153)
جزاك الله خيرا أخي الدكتور الجكني وجمعني الله وإياك على طاعته ، والحقيقة ما جعلني أسألك أني قرأت أن كتب الظاهرية موجودة في مكتبة الجامعة واللطائف موجود في الظاهرية ، جزاك الله خيرا
ولا أدري كيف يمكن الحصول على الكتاب من الظاهرية ( مكتبة الأسد ) بسوريا
---
محمد الطبراني
10-08-2006, 10:54 PM
سلام قولا من رب رحيم
أما بعد:
الكتاب مطبوع ومتداول؛ وبيدي نسخة منه. وقد ذكرت هذا للتنبيه إذا ما عزب ا الأمر عن بالك.
والله الموفق
محمد الطبراني
---
الجكني
10-08-2006, 11:05 PM
الأخ الدكتور محمد الطبراني حفظه الله :السلام عليكم ورحمة الله :
هل تقصد أن الكتاب (كاملاً ) مطبوع ؟أم أن الذي بين يديك هو الجزء الأول منه والمطبوع قديماً بعناية الشيخ عامر رحمه الله والدكتور عبد الصبور شاهين 0نأمل الإفادة0
---
محمد الطبراني
10-11-2006, 01:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله
ليس يعن لي الآن كيف أنيط جوابي بسؤال لطائف الإشارت؛ ولم أقصد إليه البتة؛ إذ القصد عندي أن أجيب السائل عن كتاب حجج القرآن، وإياه عنيت. فلزم التنبيه. أما كتاب القسطلاني، فلست أعرف منه إلا جزءه الأول المطبوع، ولست على ذكر حتى الساعة من أن يد الطباعة قد امتدت إلى ما تبقى منه؛ والله أعلم.
---
مروان الظفيري
10-11-2006, 06:32 AM
(((ولا أدري كيف يمكن الحصول على الكتاب من الظاهرية ( مكتبة الأسد ) بسوريا)))
أخي الحبيب أبو الجود
الأمر بسيط
إما عن طريق مؤسسة علمية ، وبالمراسلة
أو عن طريق تقديم صورة مخطوطة ، بحجم المخطوطة المطلوب تصويرها ،
وليست من مخطوطات الظاهرية ، وذلك بالمراسلة أيضا
هذه نسخة الظاهرية
ولاتنس مخطوطة الأحمدية ، وقد أطلعني عليها الشيخ أحمد سردار ـ رحمة الله عليه ـ
وقد آلت المكتبتان إلى مكتبة الأسد المركزية ، بدمشق
ولو كنت الآن في سوريا يسّرت لك الأمر في الحصول عليهما
---
أبو الجود
10-11-2006, 02:19 PM(1/2154)
جزاك الله خيرا سماحة الكتور سأراسلهم والله ييسر الأمر
---
أبوحاتم المصري
11-26-2006, 01:53 AM
الرجاء من السادة الفضلاء مساعدتي في الحصول على أي مخطوطة في إعراب القرآن
---
أمين الشنقيطي
12-03-2006, 08:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في قائمة معجم الدراسات القرآنية:
رسالة تشتمل على اسئلة وأجوبة في علم القراءات ،لأحمد بن عمر الأسقاطي ت 1159هـ
خط ازهر (188)ـ 16226
أرجوا إفادتي عن إمكانية وجودها،فقد بحثت في مكتبة الأزهر فلم أستطع الوصول،
وفي الفهرس الشامل أنه يوجد في إسكندرية رقم 4/3210، وتيمورية 459.
هل يمكن مساعدتي في معرفة أي شيء عن ما ذكرته، بحسب الاستطاعة وله مني كل الدعاء والشكر.
---
أحمد محمد نجيب
12-03-2006, 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكن مساعدتي في العثور على مخطوطة في التفسير أو علوم القرآن لم تحقق بعد؟ وتصلح كرسالة ماجستير.
ولكم جزيل الشكر.
---
عبدالعزيز العمري
12-09-2006, 06:23 PM
السلام عليكم ، هل في إحدى مكتبات المملكة نسخة من مخطوطة (الكشف على الكشاف) للقزويني الذي أشرتم إلى أنه يحقق الآن في بغداد ومصر؟
شاكرًا ومقدرًا
---
أم معاذ
01-15-2007, 04:01 PM
السلام عليكم
الإخوة الكرام أود معرفة حال هذ المخطوطات من حيث أماكن تواجدها وهل حققت أم لا؟
ناظمة الزهر في عداد آيات السور للشاطبي.
تحقيق التفسير في تكثير التنوير للآيدي
عدد آي السور لأبي عبيدالقاسم بن سلام
ولكم مني جزيل الشكر
---
طالب المعالي
02-09-2007, 12:15 AM
الاخ الكريم امين الشنقيطي
بالنسبة للمخطوط الذي سالت عنه يوجد منه نسخة في مركز الملك فيصل بالرياض
---
أمين الشنقيطي
02-10-2007, 09:10 PM
السلام عليكم أخي الكريم طالب المعالي،ارجوا تقديم معلومات أكثر فقد بحثت في فهرس المركز المذكور ولم أجده، لذا أرجوا أن تفيدونا بمالديكم وجزاكم الله خيرا.
---
نورة(1/2155)
02-11-2007, 01:03 AM
الدكتور الفاضل أمين الشنقيطي
لقد بحثت عن المخطوطة التي سألت في سيدي (خزانة التراث) الذي أصدره مركز الملك فيصل ويحوي بيانات لعناوين المخطوطات في العالم
وإليك بيانات رسائل الأسقاطي:
الرقم التسلسلي65690
الفن قراءات
عنوان المخطوط اجوبه المسائل المشكلات في علم القراءات
عنوان المخطوط رساله في مشكلات القرءات
اسم المؤلف احمد بن عمر, الاسقاطي
اسم الشهرة الاسقاطي
تاريخ الوفاة 1159هـ
قرن الوفاة 12هـ
نسخه في العالم
اسم المكتبة المكتبه المركزيه
اسم الدولة المملكه العربيه السعوديه
اسم المدينة الرياض
رقم الحفظ1163
نسخه في العالم
اسم المكتبة قوله
اسم الدولة مصر
اسم المدينة القاهره
رقم الحفظ 1/18
نسخه في العالم
اسم المكتبة خدابخش
اسم الدولة الهند
اسم المدينة بتنه
رقم الحفظ 18/1316
نسخه في العالم
اسم المكتبة دار الكتب المصريه
اسم الدولة مصر
اسم المدينة القاهره
رقم الحفظ1/21
نسخه في العالم
اسم المكتبة المكتبه الازهريه
اسم الدولة مصر
اسم المدينة القاهره
رقم الحفظ[188]16226,[1398 مجاميع] حليم 32833,[1274] عروسي 42805
=======
الرقم التسلسلي101727
الفن قراءات
عنوان المخطوط اجوبه الاسقاطي
عنوان المخطوط اجوبه المسائل المشكلات في علم القراءات
اسم المؤلف احمد بن عمر, الاسقاطي
اسم الشهرة الاسقاطي
تاريخ الوفاة1159هـ
قرن الوفاة12هـ
نسخه في العالم
اسم المكتبة المكتبه الازهريه
اسم الدولة مصر
اسم المدينة القاهره
رقم الحفظ[188] 16226,[1398 مجاميع] حليم 32833,[1274] عروسي 42805
=======
الرقم التسلسلي101968
الفن علوم القرآن
عنوان المخطوط رساله الاسقاطي
اسم المؤلف احمد بن عمر, الاسقاطي
اسم الشهرة الاسقاطي
تاريخ الوفاة1159هـ
قرن الوفاة12هـ
نسخه في العالم
اسم المكتبة المكتبه الازهريه
اسم الدولة مصر
اسم المدينة القاهره
رقم الحفظ[1398 مجاميع] حليم 32833
=======
الرقم التسلسلي2328
الفن قراءات(1/2156)
الفن علوم القرآن
عنوان المخطوط اجوبه المسائل المشكلات في علم القراءات
عنوان فرعي اجوبه الاسقاطي
اسم المؤلف احمد بن عمر, الاسقاطي
اسم الشهرة الاسقاطي
تاريخ الوفاة1159هـ - 1746 م
قرن الوفاة12هـ - 18 م
نسخه في العالم
اسم المكتبة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
اسم الدولة المملكة العربية السعودية
اسم المدينة الرياض
رقم الحفظ00096-1
=======
الرقم التسلسلي3766
الفن قراءات
الفن علوم القرآن
عنوان المخطوط اجوبه المسائل المشكلات في علم القراءات
عنوان فرعي اجوبة المسائل, حل المشكلات في القراءات
اسم المؤلف احمد بن عمر, الاسقاطي
اسم الشهرة الاسقاطي
تاريخ الوفاة1159هـ 1746 م
قرن الوفاة12هـ - 18 م
نسخه في العالم
اسم المكتبة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
اسم الدولة المملكة العربية السعودية
اسم المدينة الرياض
رقم الحفظ00063
======
الرقم التسلسلي50113
الفن قراءات
عنوان المخطوط رساله ضمنها اجوبه ثلاث واربعين مسأله في علم القراءات
اسم المؤلف احمد بن عمر, الاسقاطي
اسم الشهرة الاسقاطي
تاريخ الوفاة1159هـ
قرن الوفاة12هـ
نسخه في العالم
اسم المكتبة الخديويه
اسم الدولة مصر
اسم المدينة القاهره
رقم الحفظ1/106
نسخه في العالم
اسم المكتبةالفاتح (وقف ابراهيم)
اسم الدولةتركيا
اسم المدينةاستانبول
رقم الحفظ28/7
نسخه في العالم
اسم المكتبة مكتبه برنستون
اسم الدولة الولايات المتحده الامريكيه
اسم المدينة برنستون
رقم الحفظ3210
========
الرقم التسلسلي50115
الفن قراءات
عنوان المخطوط رساله في مشكلات القراءات
اسم المؤلف احمد بن عمر, الاسقاطي
اسم الشهرة الاسقاطي
تاريخ الوفاة1159هـ
قرن الوفاة12هـ
نسخه في العالم
اسم المكتبة قوله
اسم الدولة مصر
اسم المدينة القاهره
رقم الحفظ1/18
نسخه في العالم
اسم المكتبة بانكيبور
اسم الدولة الهند
اسم المدينة بتنه
رقم الحفظ18/1316
نسخه في العالم(1/2157)
اسم المكتبة دار الكتب المصريه
اسم الدولة مصر
اسم المدينة القاهره
رقم الحفظ1/21
---
أمين الشنقيطي
02-11-2007, 06:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أحسنت أيتها الأخت الباحثة،جزاك الله خيرا،وأشكرك على جهدك الطيب،وأحسب أن الله عزوجل قد يسر لك ذلك،وقد كنت حاولت هذا من خلال المركز ولم أتحصل على معلومة كما ظهر لك،
والله يحفظك ويرعاك.
---
bour15
03-05-2007, 12:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب من الإخوة الكرام التفضل علي بمعلومات حول مخطوط "التبيان في شرح مورد الضمآن" للإمام ابن آجطا الصنهاجي
وكيفية الحصول على نسخ منه حيث أني أحتاجه لأطروحة الدكتوراه
وللعلم ففي مركز الملك فيصل عدة نسخ فكيف يمكنني الحصول على البعض منها
أخوكم محمد الأمين-الجزائر
---
إياد السامرائي
03-06-2007, 06:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة اعضاء ملتقى اهل التفسير ، ارجو التفضل بالتكرم على تزويدي بمعلومات حول مخطوطة أقوم بتحقيقها للامام عثمان بن عمر الناشري ( ت 848هـ) بعنوان ( الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة ) أو اية معلومة تفيدني حول هذا الموضوع أو المؤلف ن ولكم مني فائق الشكر والامتنان
---
(1/2158)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > قرارات مجمع القاهرة المنشورة في موقعهم
---
قرارات مجمع القاهرة المنشورة في موقعهم
---
حارث الهمام
03-27-2007, 06:04 PM
الإخوة الكرام..
موقع المجمع القاهري -وهو خير من غيره- ربما أتعب متصفحه الباحث عن قرار فيه.
وقد كانت لي تجربة معه، ثم تكررت لي الساعة فعسر علي أن أجد ما سبق أن وجدته فيه!
وأثناء المحاولة بدت طريقة استطعت أن أنزل بها كافة قراراتهم المنشورة في موقعهم، وسرني أن أتحفكم بها فتناولوها مرفقة.
ولايخفى أن قرارات المجمع منها الصالح المقبول ومنها ما قد يظهر للباحث فيه تأمل ونظر، وقد استدرك بعض المجمعيين من مجمع القاهرة على قرارات المجمع وهذا معروف مشهور، وبعضهم أخرج معارضته في بعض كتبه، بل ألف من ألف الرسائل العلمية في نقد بعض أنواع القرارات.
---
مروان الظفيري
03-27-2007, 07:07 PM
http://www4.0zz0.com/2007/03/14/19/73377764.jpg
---
(1/2159)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سلامة الثوابت
---
سلامة الثوابت
---
إيمان البحر
03-05-2006, 06:44 AM
االمشايخ الفضلاء
ماهي الثوابت الإنسانية؟ وهل ممكن أن تتغير مثل الثوابت الكونية؟ ومن شروط الإستدلال والاحتجاج سلامة الثوابت فكيف يكون ذلك؟
---
إيمان البحر
03-06-2006, 10:43 AM
أرجو من الجميع مساعدتي . بإجابة السؤال الماضي والحالي.
هل الثوابت هي السنن أم لا؟
---
مرهف
03-06-2006, 02:01 PM
هلا فسرت لنا هذا المصطلح ( الثوابت الإنسانية ) ، حتى إذا أمكننا المساعدة فعلنا
---
إيمان البحر
03-07-2006, 02:00 PM
ما توصلت إليه أن الثوابت الإنسانية هي العقائد والعبادات والقيم الأخلاقية، وأمهات الرذائل، والقطعيات في المعاملات الأسرية والاجتماعية والمالية... فهل هذا صحيح؟ وكيف تكون سلامتها شرط من شروط الا ستدلال والا حتجاج؟
---
مجدي ابو عيشة
03-07-2006, 09:40 PM
لو تعطينا لمحة عن الموضوع
جزاك الله خيرا
---
أبو الهيثم
03-09-2006, 04:10 AM
فيما يبدو أن وراء قولك هذا فكرا لا نعرفه ، فكيف تسأل عن مجهول ؟؟
و ما هو العلم الذي تتكلم في بابه حتى نضع حدا لمصطلح الثوابت ؟؟؟
إلى غير أن من السنن ما هو ثابت و ما هو متغير ،
و عجيب قولك ( الثوابت الإنسانية هي العقائد والعبادات والقيم الأخلاقية، وأمهات الرذائل، والقطعيات في المعاملات الأسرية والاجتماعية والمالية)
و إنه فيما يبدو أنك تفكر ثم تستدل ، و الواجب أن تعرف الحق بالدليل ثم تستدل
و إني أنصح أن نعتصم بما جاء عن الوحي ، و نترك الفلسفيات التي لا تنفع و لكن تضر
---
أبو الهيثم
03-09-2006, 04:15 AM
و لما راجعت كلامك مرة أخرى ، وجدتك ذكرت أن الثوابت الثوابت الكونية؟ ثم قلت بعدها : الثوابت الإنسانية هي العقائد والعبادات،......
راجع الكلام
---
إيمان البحر
03-09-2006, 05:04 PM(1/2160)
الأخ أبو هيثم الموضوع لا يحتاج إلى هذه التعقيدات كل ما في الأمرأنني أبحث في موضوع يختص بشروط الدليل والبرهان والحجة ومن هذه الشروط سلامة الثوابت فقرأت هذا التقسيم في بعض الكتب ولكن لم يكن فيها ما يشرح المعنى . فأردت الإستفسار لأني قد خلطت في كتابتي بين الثوابت والسنن ولو أردت أن ترى ما كتبت إن كان لديك قدرة على التصويب أرسلتها على الخاص وجزاك الله خيراً
---
(1/2161)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > افتتاح موقع جديد لخدمة السنة
---
افتتاح موقع جديد لخدمة السنة
---
العدوي
10-29-2004, 02:15 PM
إخواني الكرام وفقهم الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم افتتاح موقع شركة أفق للبرمجيات لخدمة السنة النبوية المطهرة، ويهدف الموقع إلى عرض برنامج جوامع الكلم وهو الإنجاز الأول للشركة، والذي يعد أضخم برنامج يجمع السنة من 1082 مصدرًا
منها 341 مخطوطًا حديثيًا يحقق لأول مرة، مع خدمات حديثية متكاملة، وغير مسبوقة في تصميم بديع وسهل.
وبالموقع خدمات أخرى كثيرة لطلاب العلم، فنسأل الله تعالى أن يكون هذا الموقع من دروع الدفاع عن السنة
ويسر شركة أفق دعوتكم لزيارة موقعها، والمشاركة، وتقديم ما ترونه من ملاحظات نافعة بإذن الله تعالى، يسر الله تعالى الأمور، وأعاننا على البر والتقوى.
رابط الموقع
http://www.offok.com
---
(1/2162)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مجلة المجمع الفقهي الإسلامي ( 1 / 21 ) للتحميل
---
مجلة المجمع الفقهي الإسلامي ( 1 / 21 ) للتحميل
---
مسك
02-14-2007, 10:25 AM
اسم المجلة : مجلة المجمع الفقهي الإسلامي ( 1 / 21 )
إصدار : رابطة العالم الإسلامي
نبذة عن المجلة :
مجلة دورية محكّمة يصدرها المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي
http://www.almeshkat.net/vb/images/banners/03_name_ar.jpg
::: اضغط لتحميل المجلة ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=37&book=2914)
---
أبو عدنان
02-17-2007, 01:37 PM
جزاكم الله خيرا
---
(1/2163)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قول الإمام ابن باز رحمه الله في حكم وضع المصحف في الجيب الجانبي السفلي .
---
قول الإمام ابن باز رحمه الله في حكم وضع المصحف في الجيب الجانبي السفلي .
---
المسيطير
01-31-2007, 11:17 PM
سؤال وجه لسماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى :
السؤال /
سائل يسأل عن حكم وضع المصحف في الجيب الجانبي السفلي ؛ علماً بأن هناك من يقول بأنه لا يجوز ذلك ..؟.
الجواب /
لا ينبغي وضعه في الركبة ، يوضع في الصدر ، أما في الركبة فيه إهانة له لأنه عند المقعدة ، وإذا جلس صار في الأرض ، فلا ينبغي وضعه في الركبة ، ولذلك يوضع في الجيب الذي في الصدر أو يحمله بيده ، أما جعله في الركبة التي عند مقعدته ، وإذا جلس صار على الأرض فلا ينبغي هذا ولا يليق .
ــــــــــ
شريط : سلسلة توجيهات ونصائح الإمام الفقيد ابن باز رحمه الله
---
د . يحيى الغوثاني
02-01-2007, 10:43 AM
رحم الله الشيخ
فعلى هذا من باب أولى أنه لا ينبغي وضع المصحف على الأرض أو بين رجلي المصلي وهو يصلي التراويح كما راينا بعضهم يفعله
وقد كنت ألاحظ أثناء إشرافي على الحلقات القرآنية التي أزورها تساهلا في هذا كبيراً فكنت أوصي بوضع طاولات صغيرة أمام الطالب وهذه لها عدة فوائد :
1 ـ منها المحافظة على مكانة المصحف وتعظيمه في نفس الطفل
2 ـ المحافظة على ورق المصحف وجلده إذ بوضعه على الكرسي لا يضطر الطالب للعب به
3 ـ للطاولة فائدة هامة جدا بخصوص زاوية النظر والدماغ وطريقة الحفظ فبهذا الشكل يسهل على الطالب الحفظ
5 ـ استقامة الظهر وعدم التشوهات في فقرات الظهر فيما لو استمر الطالب حانيا ظهره مدة طويلة
وشكرا لطرح هذه الفتوى
---
عمر المقبل
02-01-2007, 12:07 PM(1/2164)
ذكرني كلام د.يحيى بأهمية طرح مادة ،أو سلسلة مواضيع يلزم بها مدرسو الحلقات بين الفينة والأخرى ،وهو الحديث عن أدب طالب القرآن في أمور كثيرة ،مثل :
1 ـ أدبه مع الله .
2 ـ أدبه من الرسول صلى الله عليه وسلم.
3 ـ أدبه مع القرآن.
4 ـ أدبه مع والديه .
5 ـ أدبه مع أقاربه .
6 ـ أدبه مع جيرانه .
7 ـ أدبه مع شيوخه .
8 ـ أدبه مع أقرانه .
9 ـ أدبه مع جوارحه (العين ، اللسان ، ... الخ )
10 ـ أدبه من ... الخ تلك الموضوعات المهمة .
لأنني أرى في الواقع نشازاً ،ونوعاً من الفصام النكد بين القرآن وبين أخلاق طلبته من طلاب الحلق ،والله المستعان.
---
(1/2165)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء)
---
(ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء)
---
روضة
08-09-2006, 12:56 AM
(ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً) [النساء:22]
حرّم الله عز وجل نكاح زوجات الآباء؛ تكرمة واحتراماً لهم، وهذا النهي يتناول العقد والوطء، فلا يجوز للابن أن يتزوج امرأةً عقد عليها أبوه أو وطئها؛ لورود اللفظ على المعنيين معاً، وهذا أمر مجمع عليه كما ذكر ابن كثير(1) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1).
وقد دار خلاف بين المفسرين حول معنى (ما) في قوله: (ما نكح)، فذهبت جماعة منهم إلى أن (ما) موصولة، وتكون بمعنى (الذي) و(مَن)، والمراد: ولا تنكحوا النساء اللاتي نكح آباؤكم(2) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2).
وذهبت جماعة إلى أن (ما) مصدرية، والمعنى: ولا تنكحوا نكاحَ آبائكم، أي: مثلَ نكاح آبائكم الفاسد أو الحرام الذي كانوا يتعاطونه في الجاهلية كالشغار وغيره من الأنكحة المخالفة لدين الله؛ إذ إن الله عز وجل قد أحكم وجه النكاح وفصّل شروطه، ويدخل في هذا التحريم نكاحُ حلائل الآباء، واختار هذا القول الإمام الطبري، وقال: لو كان معناه: ولا تنكحوا النساء التي نكح آباؤكم لوجب أن يكون موضع (ما): (مَن)؛ لأن (ما) يُخبر بها عما لا يعقل(3) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3).
والوجه الأول أجود، واستدل عليه أصحابُه بأمور، منها: أن الصحابة إنما تلقت الآية على هذا المفهوم من إطلاق (ما) على منكوحات الآباء، واستدلوا بها على تحريم نكاح الأبناء حلائل الآباء( (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)4).(1/2166)
ومنها أن قوله: (إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً) تعقّب النهي بالذم البالغ المتتابع، وهذا دليل على انه انتهاء من القُبح إلى الغاية، وذلك هو خُلف الأبناء على حلائل الآباء؛ إذ كانوا في الجاهلية يستقبحونه ويستهجنون فاعلَه ويسمونه (المَقتي)، نسبوه إلى المقت، أما النكاح الفاسد فلم يكن عندهم، ولا يبلغ إلى هذا الحد(5) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5).
أما اعتراض الفريق الآخر، وهو أنه يلزم من القول بأن (ما) موصولة أن يؤتى بـ(مَن) بدلاً منها، فأجابوا عنه بأنه "قد تقرر في علم العربية أن (ما) تقع على أنواع مَن يعقل، وهذا على مذهب من يمنع وقوعها على آحاد مَن يعقل"(6) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)، قال الشيخ زادة: "ليس المراد بـ(ما نكح آباؤكم) خصوصية ذات المرأة حتى يجب أن يعبر عنها بـ(مَن)، بل المراد وصف كونها منكوحة الأب، وقد تقرر أن كلمة (ما) يعبّر بها عن صفة من يعقل"(7) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7).
**********************************
(1) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) ينظر: تفسير ابن كثير، (479:1).
(2) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) ينظر: تفسير القرطبي، (103:4)، البحر المحيط، أبو حيان، (575،574:3)، تفسير أبي السعود، (159:2).
(3) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) ينظر: تفسير الطبري، (395:4)، وممن ذهب إلى هذا القول القمي النيسابوري، في غرائب القرآن ورغائب الفرقان، (379:2).
(4) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) ينظر: البحر المحيط، (575:3).
(5) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) أحكام القرآن، ابن العربي، (417:1).(1/2167)
(6) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) البحر المحيط، (575:3).
(7) (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) حاشية شيخ زادة، (288:3).
---
روضة
08-09-2006, 11:16 PM
تابع........
اسم (الآباء) ينتظم الأجداد؛ لأن المراد بالآباء الأصول، وقوله: (إلا ما قد سلف) استثناء من (ما نكح)، قال الزمخشري، فإن قلتَ: كيف استثنى ما قد سلف من (ما نكح آباؤكم)؟ قلتُ: كما استثنى (غير أن سيوفهم) من قوله: (ولا عيب فيهم)، يعني: إنْ أمكنكم أن تنكحوا ما قد سلف فانكحوه، فلا يحلّ لكم غيره؛ وذلك غير ممكن، والغرض المبالغة في تحريمه وسدُّ الطريق إلى إباحته، فأخرج الكلام مخرج التعليق بالمحال، نحو قوله تعالى: (حتى يلج الجمل في سمّ الخياط) [الأعراف:40](1) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25885#_ftn1).
أشار بهذا الزمخشري إلى بيت النابغة:
ولا عيبَ فيهم غير أن سيوفهم،،،،،،،،،بهنّ فلولٌ من قراع الكتائب
"واستثناء (غير أن سيوفهم بهن فلول) من (العيب) للمبالغة في النفي، فإن معنى (أن سيوفهم بهن فلول) هو الشجاعة، واستثناء الشجاعة من العيب لا بدّ أن يكون على تقدير كونها عيباً، فيكون وجود العيب فيهم لا يكون إلا على تقدير أن تكون الشجاعة عيباً، لكن هذا محال، وما لا يثبت إلا على تقدير محال يكون محالاً، فوجود العيب فيهم محال، فهذا الطريق أبلغ من نفي العيب عنهم من أن يقال: لا عيب فيهم بدون استثناء"(2) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25885#_ftn2).(1/2168)
وذكر التفتازاني هذه الآية في (المطول) أثناء حديثه عن (المحسنات المعنوية) تحت عنوان: (تأكيد المدح بما يشبه الذم)، وقال: إن النظر في هذه التسمية على الأعم الأغلب، وإلا فقد يكون ذلك في غير المدح والذم(3) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25885#_ftn3)، والمقصود (تأكيد الشيء بما يشبه نقيضه)، وعلى هذا فالاستثناء متصل(4) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25885#_ftn4).
وذهب قوم إلى أن الاستثناء في قوله: (إلا ما قد سلف) منقطع؛ ووجه الانقطاع أن الماضي لا يجامع المستقبل، والنهي يتعلق بالمستقبل، "فالفعل المضارع مع النهي مدلوله إيجاد الحدث في المستقبل"، و(ما قد سلف) ماضٍ، فكيف يُستثنى الماضي من المستقبل؟ والمعنى: أنه لما حرم عليهم نكاحَ ما نكح آباؤهم، دلّ على أن متعاطي ذلك بعد التحريم آثم، وتطرّق الوهم إلى ما صدر منهم قبل النهي، ما حكمه؟ فقيل: (إلا ما قد سلف)، أي: لكن ما قد سلف، فلم يكن يتعلق به النهي فلا إثم فيه.
فمعنى الاستثناء هنا أن النكاح الواقع في الماضي من النكاح المنهي عنه لا مؤاخذة عليه، لا أن مقرر، لأنه صلى الله عليه وسلم ما أقرّ أحداً على نكاح امرأة أبيه، وإنْ كان واقعاً فيما مضى من زمن الجاهلية.
وهذا المذهب "يأباه قوله تعالى: (إنه كان فاحشة ومقتاً)، فإنه تعليل للنهي، وبيان لكون المنهي عنه في غاية القبح مبغوضاً أشدّ البغض، وأنه لم يزل في حكم الله تعالى وعلمه موصوفاً بذلك ما رخّص فيه لأمة من الأمم، فلا يلائم أن يوسّط بينهما ما يهوّن أمره من ترك المؤاخذة على ما سلف منه"(5) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25885#_ftn5).(1/2169)
(إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً): إن نكاح حلائل الآباء كان ولا يزال أمراً فاحشاً متجاوزاً الحدّ في قبحه، وممقوتاً شديد البغض والاحتقار، حتى إن العرب كانت تسمي الولد منه مقيتاً ومقتياً، أي: مبغوضاً محتقراً، (وساء سبيلاً) أي: وبئس طريقاً طريق ذلك النكاح الذي اعتادته الجاهلية.
يتبع ......
(وقفات مع نظم الآية)
*****************************
(1) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25885#_ftnref1) ينظر: الكشاف، (483:1).
(2) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25885#_ftnref2) حاشية شيخ زادة، (289:3).
(3) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25885#_ftnref3) ينظر: المطول شرح تلخيص مفتاح العلوم، التفتازاني، ص672 .
(4) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25885#_ftnref4) ينظر: حاشية الشهاب، (235:3)، والدر المصون، السمين الحلبي، (339:2).
(5) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25885#_ftnref5) تفسير أبي السعود، (159:2).
---
مهند شيخ يوسف
08-10-2006, 07:02 AM
جزاكم الله خيرًا.
متابعون !
---
روضة
08-10-2006, 10:53 AM
بارك الله فيكم ... شكراً على مروركم الكريم
---
أبومجاهدالعبيدي
08-10-2006, 03:13 PM
قال ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد في ذكره لأمثلة الاستثناء المنقطع :(1/2170)
( المثال الربع : قوله تعالى: { ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف } فهذا من الاستثناء السابق زمان المستثنى فيه زمان المستثنى منه ، فهو غير داخل فيه؛ فمن لم يشترط الدخول فلا يقدر شيئا ومن قال لا بد من دخوله قدر دخوله في مضمون الجملة الطلبية بالنهي؛ لأن مضمون قوله تعالى :{ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم} الإثم والمؤاخذة ، أي أن الناكح ما نكح أبوه آثم مؤاخذ إلا ما قد سلف قبل النهي وإقامة الحجة فإنه لا تتعلق به المؤاخذة .
وأحسن من هذا عندي أن يقال لما نهى سبحانه عن نكاح منكوحات الآباء أفاد ذلك أن وطأهن بعد التحريم لا يكون نكاحا البتة، بل لا يكون إلا سفاحاً ، فلا يترتب عليه أحكام النكاح من ثبوت الفراش ولحوق النسب، بل الولد فيه يكون ولد زنية . وليس هذا حكم ما سلف قبل التحريم فإن الفراش كان ثابتا فيه ، والنسب لاحق فأفاد الاستثناء فائدة جليلة عظيمة وهي أن ولد من نكح ما نكح أبوه قبل التحريم ثابت النسب وليس ولد زنا. والله أعلم.) انتهى
---
روضة
08-11-2006, 12:18 AM
وًصلت هذه الآية بما قبلها، وللوصل ما يسوّغه ويقتضيه، فالسياق سياق أوامر ونواهٍ، وقوله: (من النساء) تتميم، جيء به زيادةً في البيان، و(قد) في قوله: (إلا ما قد سلف) للتأكيد، وتحقيق معنى المضي.(1/2171)
وفي إيثار (الأب) مفرد (آباء) على (الوالد) دقة عجيبة؛ فبينهما فروق لطيفة، "الأب: الوالد، ويسمّى كلُّ من كان سبباً في إيجاد شيء، أو صلاحه، أو ظهوره أباً"(1) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25914#_ftn1)، ولفظ (الأب) لفظ عام يشمل الأب المباشر والجدّ وإنْ علا، قال تعالى: (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين) [الحج:78]، أما الوالد فأصل (و ل د) يدل على "النجل والنسل .. وتولَّد الشيءُ عن الشيء:حَصَلَ عنه"(2) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25914#_ftn2)، فالوالد الأب المباشر خاصة، ولم يرد لفظ (الوالد) في القرآن الكريم بمعنى الجدّ(3) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25914#_ftn3)، وبناء على ما ذُكر فلفظة (آباؤكم) جاءت للدلالة على أن التحريم لا يقف عند زوجة الأب المباشر، وإنما يتناول زوجات الأجداد وإنْ علوا.
ثم أخبر عن نكاح حلائل الآباء بأنه فاحشة ومقتاً، مؤكِّداً الخبر بحرف (إنّ) مع ما له من رونقٍ وحُسنٍ وجمالِ إيقاع: (إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً)، والفصلُ لأن الجملة تعليل للنهي السابق في قوله: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم).
ولمجيء (كان) هنا غاية تتصل بالمعنى، وليس زائداً، قال أبو حيان: "(كان) يستعمل كثيراً بمعنى (لم يزل)، فالمعنى أن ذلك لم يزل فاحشة، بل هو متصف بالفُحش في الماضي والحال والمستقبل، فالفحش وصف لازم له، وقال المبرِّد: هي زائدة، ورُدَّ عليه بوجود الخبر، إذ الزائدة لا خبر لها، وينبغي أن يُتأول كلامه على أن (كان) لا يُراد بها تقييد الخبر بالزمن الماضي فقط، فجَعَلها زائدة بهذا الاعتبار"(4) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25914#_ftn4).(1/2172)
وزيادة في التنفير من هذا الأمر جاء بلفظتي (فاحشة) و(مقتاً) نكرتين؛ للتهويل، مع ما فيهما من معنى التناهي في الفحش والبغض، فالفاحشة "ما عَظُمَ قبحه من الأفعال والأقوال"(5) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25914#_ftn5)، والمقت أشدّ من البغض، فهو بغض مقرون باستحقار، فهو أخصّ منه(6) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25914#_ftn6)، كما أن (مقتاً) مصدر، فكأنه المقت نفسه، وهذا أبلغ من صيغة المفعول.
يتبع....
************************
(1) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25914#_ftnref1) المفردات، الراغب الأصفهاني، مادة (أبا).
(2) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25914#_ftnref2) معجم مقاييس اللغة، ابن فارس، مادة (ولد).
(3) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25914#_ftnref3) ينظر: الترادف في القرآن الكريم، محمد المنجد، ص(140-144).
(4) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25914#_ftnref4) البحر المحيط، أبو حيان، (577،576:3).
(5) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25914#_ftnref5) المفردات، مادة (فحش).
(6) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25914#_ftnref6) ينظر: عمدة الحفاظ، السمين الحلبي، مادة (مقت).
---
روضة
08-11-2006, 01:20 PM
"في (ساء) قولان:(1/2173)
أحدهما: أنها جارية مجرى (بئس) في الذمّ والعمل، ففيها ضميرٌ مبهمٌ يفسره ما بعده، وهو (سبيلاً)، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره: (وساء سبيلاً سبيلُ هذا النكاح) كقوله: (بئس الشراب)، أي: ذلك الماء"(1) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25922#_ftn1). وقال الشهاب: "وذُمُّ الطريق مبالغةٌ في ذمّ سالكها وكناية عنه"(2) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25922#_ftn2).
"والثاني: أنها لا تجري مجرى (بئس) في العمل، بل هي كسائر الأفعال، فيكون فيها ضميرٌ يعود على ما يعود عليه الضميرُ في (إنه)، و(سبيلاً) على كلا التقديرين تمييز"(3) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25922#_ftn3).
وفي هذه الجملة وجهان: أحدهما: أنها مستأنفة، ويكون الوقف على قوله: (ومقتاً)، ثم يُستأنف: (وساء سبيلاً)، أي: وساء هذا السبيلُ من نكاح مَن نكحهن من الآباء، والثاني: أن تكون معطوفة على خبر (كان)، إما بتقدير قول مضمر هو المعطوفُ على الخبر، والتقدير: ومقولاً فيه: ساء سبيلاً. هكذا قدّره أبو البقاء(4) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25922#_ftn4). وإما أن تُعطف على خبر (كان) من غير إضمار قول؛ لأن هذه الجملة في قوة المفرد، ألا ترى أنه يقع خبراً بنفسه، تقول: (زيدٌ ساء رجلاً)، و(كان زيدٌ ساء رجلاً)، فغاية ما في الباب أنك أتيت بأخبار (كان) أحدها مفرد، والآخر جملة، اللهم إلا أن يقال: إن هذه جملة إنشائية، والإنشائية لا تقع خبراً لـ(كان)، فاحتاج إلى إضمار القول، وفيه بحث(5) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25922#_ftn5).(1/2174)
وقد جاء في سورة الإسراء قوله تعالى: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً) [الإسراء:32]، وذكر قوله: (ومقتاً) هنا في سورة النساء، وحذفه في سورة الإسراء؛ لأن نكاح حلائل الآباء يستوي مع الزنى في الفحش وسوء السبيل، ويزيد عليه قبحاً بأن فاعله يُمقت وتستخسه الطباع السليمة، فوُسمت فعلته بالمقت.
انتهى
****************************
(1) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25922#_ftnref1) الدر المصون، السمين الحلبي، (340:2).
(2) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25922#_ftnref2) حاشية الشهاب، (236:3).
(3) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25922#_ftnref3) الدر المصون، (340:2).
(4) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25922#_ftnref4) إملاء ما منّ به الرحمن، أبو البقاء، (173:1).
(5) (http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=25922#_ftnref5) ينظر: الدر المصون، (340:2).
---
(1/2175)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي ( 1 )
---
وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي ( 1 )
---
فهد الوهبي
05-15-2003, 01:26 AM
( شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي )
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فإن القرآن العظيم هو كتاب الله الخالد أنزله هدى للعالمين ، جنِّهم وإنسهم ، عربهم وعجمهم ، من أهل الكتاب ومن غيرهم كما قال جل وعلا : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ) [ الفرقان : 1 ] ولقد تعهد الله بحفظه وأخبر عن عظمته حيث قال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [ الحجر : 9 ] وقال جل وعلا : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) [ فصلت : 42 ] .
وسيبقى هذا الكتاب العظيم معجزة كبرى تحمل الآيات البينات الهادية إلى الطريق الحق ، إلا أن أعداء الإسلام من اليهود والنصارى وأتباعهم لا يزالون يسيرون على طريقة كفار قريش حيث قالوا : ( إنما يعلمه بشر ) [ النحل : 103 ] ( فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) [ النمل:13 ] ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) [ الأحقاف:7 ] ( فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) [المدثر:24] .
وهم بذلك يحاولون النيل من مكانة هذا الكتاب الكريم .. قال المبشر جون تاكلي : ( يجب أن نستخدم القرآن وهو أمضى سلاح ضد الإسلام نفسه بأن نعلم المسلمين أن الصحيح في القرآن غير جديد وأن الجديد فيه غير صحيح )( ) أ . هـ .(1/2176)
وفي سنة 1973م ألقى البابا شنودة خطاباً في الكنيسة المرقصية الكبرى بالإسكندرية جاء فيه : ( فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم ومن ثم يجب عمل كل الطرق واستغلال كل إمكانات الكنيسة للتشكيك في القرآن وإثبات بطلانه ... )( ) .
ولا شك أن من طرقهم في ذلك بث الشبهات في تفسير كلام الله تعالى والتنقص من التفاسير الصحيحة ورجالها والثناء على التفاسير المنحرفة كما سيأتي .
وفي هذا البحث المختصر حاولت التعرف على بعض الشبهات التي أثارها المستشرقون في التفسير بالرأي وذلك بقراءة ما كتبه المستشرق جولد زيهر في كتابه مذاهب التفسير الإسلامي في فصل عن التفسير بالمأثور وآخر عن التفسير بالرأي حيث لم أجد من خصص هذا النوع من التفسير بذكر الشبهات التي أثيرت حوله إلا ما جاء في رسالة الدكتور عمر رضوان ـ حفظه الله ـ والتي اعتمد فيها على هذا الكتاب في استخراج شبههم في التفسير بالرأي ، لذا فسوف أذكر ملخص الشبهة ومن ثم محل فهمها من كلام هذا المستشرق ثم الأدلة التي يستدل بها إن وجدت والجواب عليها .
وسوف أقتصر على شبهتين رأيت أنها من أبرز ما ذكره المستشرق جولد زيهر :
قرآن كريم الشبهة الأولى :
تحريم التفسير بالرأي ـ مع عدم التفريق بين المحمود والمذموم ـ ونقل ذلك عن السلف رحمهم الله وأنهم حذروا منه وأن المرجع الوحيد في التفسير عندهم هو المأثور والذي يسميه ( العلم ) .
تنبيه : الذي يظهر لي أنه أراد من بيان تحذير السلف من التفسير بالرأي فقدان الثقة به ، وأن السلف قد حاربوه ، وعزز ذلك أنه وصف المعتزلة بالمدرسة العقلية وأنهم بعملهم هذا كانوا حرباً على التفسير بالمأثور كما سيأتي ، فإذا فُقِدت الثقة بالتفسير بالرأي كله والذي يشمل المحمود أوقَفَنَا بعد ذلك على عدم الثقة بالتفسير بالمأثور لاضطرابه ـ على حد زعمه ـ وعدم وجود تفسير بالمأثور موحد للقرآن وبذلك يكون قد أتى على نوعي التفسير الثابت عن السلف.(1/2177)
توضيح الشبهة من كلامه :
• أما بالنسبة لتحذير السلف فإنه يقول : ( إذا نظرنا إلى أدب التفسير الذي بلغ نموَّه ثروة عظيمة الخصب ، عسر علينا بادئ ذي بدء أن نفهم أننا نقف تجاه نوع من الأدب لم تلق أوائلُه في الدوائر الدينية من صدر الإسلام عدمَ التشجيع فحسب ، بل وضع الممثلون الأتقياءُ للمصالح الدينية ( ) أمام هذه الأوائل علامات الإنذار والتحذير . حتى عهد متقدم من القرن الثاني للهجرة نجد شواهد على أن الاشتغال بالتفسير كان منظوراً إليه بعين الارتياب وأن الوعي الجاد كان يتراجع دون مزاولة ذلك في مهابة ونفور )( ).
• وأما في كون المصدر الوحيد في التفسير هو التفسير المنقول المأثور فإنه يقول :( فإن القرآن لا يجوز تفسيره بالرأي ـ أي التفكير الذاتي( ) ـ ولا بالهوى ـ أي الميل الاختياري ـ وإنما الطريقة الصائبة الفذة في تفسير الكتاب الحكيم هي التفسير بعلم( )). ثم يفسر معنى العلم المراد في هذه الطريقة فيقول : ( ولكن تحت لفظ " علم " لا يفهم عالمُ الدين الإسلامي( ) أصلاً نتاج التفكير الخاص( ) ، ولا حتى الخبر المتُلَقَّى من مصدر غير مختص ، وإنما يفهم التعاليم المسندة إلى مصادر العلم المعتد بها وحدها ـ أي : المسندة بالرواية إلى الرسول نفسه أو إلى صحابته ـ فمن يستطيعُ أن يسند قوله إلى هذه المصادر فهو وحده الذي عنده العلم وكل ما عدا ذلك فهو رأي أو هوى أو حدس وتخمين ولاحق له أن يسمى علماً ... وإذاً فالذي يعد في نطاق علوم الدين في الإسلام علماً حقيقياً هو ما يرجع إلى أقدم الثقات الذين هم أهل للعلم عن طريق سند الرواية الشفوية الصحيح فحسب )( ). ويؤكد أن التفسير المشهور بصوابه أي المؤسس على العلم هو ما يمكن إثباته عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته( ).(1/2178)
• ثم إنه يبين عدم الحاجة إلى التفسير بالرأي مع وجود المأثور فيقول : ( ولا يكاد يُحصى عدد الصحابة الذين يرجع إلى روايتهم " العلم " بتفسير مواضع القرآن وإذاً فلا يكاد الباحث الورع في القرآن يحس مرة بالحاجة إلى تدريب فكره الخاص في سبيل المخاطرة بالتفسير بالرأي ، فإنه إذا اجتهد في تحصيل المأثور سيجد عن طرق الروايات التي قبلها النقد الإسلامي على أنها جديرة بالتصديق تفسيراً منقولاً ينتهي إلى زمن الصحابة )( ).
• ولا يُظن أنه أراد بكلامه السابق الحث على الاعتناء بالتفسير بالمأثور ـ الذي هو أعلى نوعي التفسير ـ بل مراده فيما يظهر نزع الثقة من هذا النوع ـ التفسير بالرأي ـ وبيان عدم عناية السلف به ومن ثم هو سيطعن في التفسير بالمأثور مما يفقدنا النوع الثاني من أنواع التفسير حيث يقول : ( على أن المجموعة الكبيرة من المادة المأثورة تسهل مهمة اتخاذ موقف ناقد منها ، ولا نستطيع ـ على الرغم من كثرة الزيف القليل الفائدة ـ أن نقدر حق القدر ذلك النشاط الذي حفظ به الرواة المعلومات الهائلة الفياضة بالأقوال المتعارضة دون مبالاة ولا اكتراث )( ).
ثم يخرج بنتيجة فيقول : ( من الظواهر التي لاحظناها حتى الآن : يمكن استخلاص أنه لا يوجد تفسير مأثور موحد للقرآن )( ).
وبعد ذلك كله يلمح إلى أن هذا هو المأثور الذي يعول عليه السلف حيث يقول : ( وعلى هذا يمكن عد وجوه من التفسير مختلفة بعضها مع بعض ومتعارضة بعضها مع بعض تفسيراً بالعلم ، مع التسوية بينها جميعاً في ذلك الحق( ) )( ).
الجواب على هذه الشبهة( ) :
= أولاً : تحريم التفسير بالرأي :
ذكر عدداً من الأدلة وملخصها :
1- قوله تعالى : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) [ الأنعام : 68 ] .(1/2179)
2- نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التفسير بالرأي : كقوله صلى الله عليه وسلم : " من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ "( ) ، وكالحديث الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يخشى على أمته من ثلاث وذكر منهم : " رجال يتأولون القرآن على غير تأويله"( ).
3- نهي الصحابة رضي الله عنهم وامتناعهم من تفسير القرآن بمجرد الرأي :
كما ورد عن أبي بكر رضي الله عنه قوله : " أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم "( ) . وكوقوف عمر رضي الله عن تفسير الأب في قوله تعالى : ( وفاكهة وأبّاً ) حيث قال : " عرفنا الفاكهة فما الأب ؟ فقال : لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف "( ).
4- تحذير السلف من التفسير بالرأي : كقول سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ (ت:95هـ) قال لرجل طلب إليه تفسير بعض آيات القرآن فقال : " لأن تقع جوانبي خير لك من ذلك".
الجواب عن هذه الأدلة : يمكن الجواب عن هذه الأدلة التي ذكرها جولد زيهر بجواب عام وهو : أن العلماء قد قسموا التفسير بالرأي إلى قسمين :
أ ـ تفسير بالرأي المذموم : وهو تفسير القرآن تفسيراً غير جارٍ على قوانين العربية ولا موافقاً للأدلة الشرعية( )، وهو التفسير بمجرد الهوى وبلا استكمال لأدوات التفسير وشروطه . وجميع ما ورد من الأحاديث والآثار التي فيها النهي عن التفسير بالرأي إنما قصد بها هذا النوع من التفسير . وإنما قلنا بحملها على هذا النوع من الرأي لوجود أدلة أخرى تدل على جواز التفسير بالرأي المحمود وعلى وقوعه عند السلف رحمهم الله تعالى وعلى رأسهم الصحابة الكرام كما سيأتي .(1/2180)
ب ـ تفسير بالرأي المحمود : وهو تفسير القرآن بموافقة كلام العرب مع موافقة الكتاب والسنة ومراعاة شروط التفسير( ). وهذا النوع من التفسير لا يمكن إنكاره عن السلف بل إن السلف رحمهم الله تعالى قد وضحوا معاني كلام الله تعالى بأقوال لم يسندوها إلى من سبقهم وإنما فهموها من كلام الله تعالى ومما يدل على ذلك اختلافهم رحمهم الله تعالى في تفسير كثير من الآيات .
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به ، فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعاً فلا حرج عليه ، ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير و لا منافاة لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه ، وهذا هو الواجب على كل أحد ، فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لقوله تعالى : ( لتبيينه للناس ولا تكتمونه ) [ آل عمران : 187 ] .ولما جاء في الحديث المروي من طرق : " من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار "( ) )( ) أ.هـ.
ومما يدل على جواز هذا النوع من التفسير :
أ ـ الأدلة الكثيرة الواردة في كتاب الله تعالى والتي تحث على الاعتبار والاتعاظ بالقرآن الكريم : من مثل قوله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) [ محمد : 24 ] وقوله : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) [ ص : 29 ] وقوله : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) [ النساء : 83 ] . وقد دلت الآية الأخيرة على أن في القرآن ما يستنبطه أولوا الألباب باجتهادهم .
ب ـ اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في تفسير القرآن على وجوه ومعلوم أنهم لم يسمعوا كل ما قالوه من النبي صلى الله عليه وسلم .(1/2181)
ج ـ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما بقوله : ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ) فلو كان التفسير مقصوراً على السماع ، لما كان هناك فائدة من تخصيصه رضي الله عنه بهذا الدعاء( ).
د ـ أن من نُقل عنهم التحرج من التفسير فقد نقل عنهم تفسير آيات من كتاب الله تعالى برأيهم ـ المحمود ـ فقد جاء عن أبي بكر رضي الله عنه أنه فسر " الكلالة " برأيه ووافقه عليها عمر رضي الله عنه حيث قال : " أقول فيها برأيي فإن كان صواباً فمن الله وإن كان غير ذلك فمني ومن الشيطان ... )( ) فيحمل توقفهم في بعض الآيات على أنه من باب الورع أو لوجود من يكفي في الجواب عنهم أو لعدم اتضاح المعنى لديهم .
= ثانياً : تفسيره للعلم بأنه ما كان منقولاً فقط عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأن الذي يعد في نطاق علوم الدين في الإسلام علماً حقيقياً هو ما يرجع إلى أقدم الثقات :
لم يذكر لهذا الكلام مستنداً غير ما ذكر من تحذير السلف من الخوض في التفسير كما سبق بيانه والجواب على هذا الزعم :
هو أن السلف رحمهم الله تعالى كانوا يعدون من العلم المقبول في تفسير كلام الله تعالى ما كان عن طريق الاجتهاد بآلته الصحيحة حتى ولو لم يكن منقولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين . ودليل ذلك ما يلي :
1- عن أبي جحيفة رضي الله عنه أنه قال : " قلت لعلي بن أبي طالب : هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله ؟ قال : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهماً يعطيه الله رجلاً في القرآن ... "( ) الأثر .
2- أن من المعلوم أن القرآن الكريم قد تضمن كليات الشريعة وقد استدل به السلف على مسائل لم تكن موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم ولا يمكن أن يكون هذا الاستدلال إلا بطريق الاجتهاد والأمثلة في ذلك كثيرة مما يدل على عدم توقفهم على المأثور فقط( ) .(1/2182)
3- أن عدداً من السلف رحمهم الله كان يرد تفسير معاني القرآن إلى اللغة العربية ويستشهد على ذلك منها وهذا ليس من التفسير بالمأثور . قال ابن الأنباري : "وجاء عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتابعيهم رضوان الله عليهم من الاحتجاج على غريب القرآن ومشكله باللغة والشعر ما بين صحة مذهب النحويين في ذلك وأوضح فساد مذهب من أنكر ذلك عليهم .من ذلك ... أن ابن عباس قال : إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب"( ) .
قال القرطبي رحمه الله : " وقال بعض العلماء إن التفسير موقوف على السماع ، لقوله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) [ النساء : 59 ] . وهذا فاسد ، لأن النهي عن تفسير القرآن لا يخلو : إما أن يكون المراد به الاقتصار على النقل والمسموع وترك الاستنباط ، أو المراد به أمراً آخر . وباطل أن يكون المراد به ألا يتكلم أحد في القرآن إلا بما سمعه ، فإن الصحابة رضي الله عنهم قد قرؤوا القرآن واختلفوا في تفسيره على وجوه ، وليس كل ما قالوه سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس وقال : ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ) فإن كان التأويل مسموعاً كالتنزيل فما فائدة تخصيصه بذلك ؟! وهذا بيّن لا إشكال فيه "( ) .
= ثالثاً : ما ذكره من أن أوائل من تكلموا في التفسير لم يلقوا عدم التشجيع فحسب وإنما وضعت أمامهم علامات التحذير وأنه كان يُنظر للمشتغل بالتفسير بعين الارتياب وأن الوعي الجاد كان يتراجع دون مزاولة ذلك في مهابة ونفور .
فالجواب على ذلك إضافة لما سبق من أن التحذير والنهي كان من التفسير بالرأي المذموم فإننا نجد من أقوال السلف رحمهم الله ما يدل على التشجيع والحث على تفسير كتاب الله تعالى :
من ذلك ما رواه ابن جرير عن سعيد بن جبير رحمه الله قال : " من قرأ القرآن ثم لم يفسره كان كالأعمى أو كالأعرابي"( ) .(1/2183)
وما جاء عن ابن أبي مليكة قال : رأيت مجاهداً يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباس : " اكتب " قال : حتى سأله عن التفسير كله( ) .
وقد ورد الثناء ممَنْ أسماهم " الممثلون الأتقياءُ للمصالح الدينية " ولعله يقصد الخلفاء كأبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم ورد عنهم الثناء والتشجيع لمن فسر القرآن :
قال علي رضي الله عنه : "ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق"( ). قال القرطبي : وكان علي رضي الله عنه يثني على تفسير ابن عباس ويحض على الأخذ عنه( ).
وجاء أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكر جابر بن عبد الله ووصفه بالعلم فقال له رجل : جُعلت فداءك تصف جابراً بالعلم وأنت من أنت ؟! فقال : " إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى : " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " [ القصص : 85 ].( ).
وقال عبد الله بن مسعود وهو من كبار الصحابة رضي الله عنهم : ( نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس "( ) . وقال الحسن رحمه الله : " والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيما أنزلت وما يعني بها( ). فهذه الآثار وغيرها تدل على عدم صحة ما أراد تصويره من أن السلف كانوا يضعون أمام أوائل المفسرين علامات التحذير والمنع من الخوض في التفسير بل فيها الحث والمدح والثناء مما لا يخفى أنه دافع لفهم واستشراح كتاب الله تعالى من غير تقييد منهم بالأثر .
---
طالب يتعلم
05-24-2004, 10:58 AM
جزاكم الله خيرا على هذا الطرح
ننتظر الجزء المتبقي من البحث
والتعرض للشبهة الثانية
---
أحمد البريدي
11-20-2006, 04:16 PM
لقد انتفعنا بما كتبت يا شيخ فهد , وننتظر بقية البحث لأهميته ,شكر الله لك .
---
فهد الوهبي
02-19-2007, 02:02 AM
بارك الله فيكما .. وأشكركم على الاطلاع وسوف أطرح المتبقي قريباً ..
---
(1/2184)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آجال الأمم وأعمارها من خلال آيات القرآن الكريم
---
آجال الأمم وأعمارها من خلال آيات القرآن الكريم
---
أمة الاسلام
11-14-2006, 11:42 PM
آجال الأمم وأعمارها من خلال آيات القرآن الكريم
هذا الموضوع الهام هو درس من دروس السنن الربانية التى سنها الله عز وجل وأخضع لها جميع خلقه على إختلاف درجاتهم وتباين أجناسهم
فقد شاءت سنة الله الكونية القدرية ان يكون لكل أمة أجل محدد
قال رشيد رضا فى المنار ما ملخصه
قوله تعالي(ولكل أمه أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)الأعراف"34"(وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ما تسبق من أمة أجلها وما يستئخرون)الحجر(4-5)
قوله (لكل أمة أجل)أي أمد مضروب لحياتها مقدر فيما وضع الخالق سبحانه من السنن لوجودها وهو علي نوعين
1-أجل من يبعث فيهم رسلا" لهدايتهم فيرودون دعوتهم كبرا" وعنادا" في الجحود ويقترحون عليهم الآيات فيعطونهم مع إنذارهم بالهلاك إذا لم يؤمنوا بها فيكذبون فيهلكون.وهذا النوع من الهلاك كان خاصا"بأقوام الرسل أولى الدعوة الخاصة لأقوامهم. وانتهى ذلك ببعثة النبى صلى الله عليه وسلم قال الله نعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
2-الثانى:-الأجل المقدر لحياة الأمم سعيدة عزيزة بالإستقلال التى تنتهى بالشقاء والمهانة أو الإستعباد والإستذلال إن لم تنته بالفناء والزوال وهذا النوع من الآجال منوط بسنن الله تعالى فى الإجتماع والعمران
وأسبابه
1- الشرك
2- الظلم
3- الفساد الإجتماعى
فما من أمة من الأمم العزيزة السعيدة أرتكبت هذه الضلالات والمفاسد المبيدة إلا وسلبها الله سعادتها وعزها وسلط عليها من استذلها وسلب ملكها ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد)(1/2185)
وهذا النوع من آجال الأمم وإن عرفت أسبابه وسننه لا يمكن لأحد أن يحدده بالسنين والأيام وذلك على الرغم من أنه محدد فى علم الله تعالى ولذلك قال (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
وهذا الحد هو ما يبلغ به ذنبها حده فى الإفساد وقد علمت أنه لا يقع عقاب إلا بذنب ولكن الأمم الجاهلة لاتعقل
والمثال الواضح على ذلك من الماضى هو سقوط فرعون وملأه وهو فى قمة كبرياءه وعناده
ومن التاريخ المعاصر ذلك السقوط المدوى للإتحاد السوفيتيى السابق وذلك على الرغم من أن عوامل إنهيار الإتحاد السوفيتيى كانت بادية للعيان فلم يكن لأحد أن يحدد بدقة تلك اللحظة التى سيسقط فيه هذا العملاق العسكرى
وللموضوع بقية إن شاء الله تعالى
www.al-ommah.com
---
(1/2186)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (آثار الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي في تسعة عشر مجلداً)
---
صدر حديثاً (آثار الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي في تسعة عشر مجلداً)
---
عبدالرحمن الشهري
06-03-2006, 05:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر - عن دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع ، ومجمع الفقه الإسلامي بجدة ، وبتمويل مادي من مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية - الطبعة الأولى (1426هـ) من آثار الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي . وقد قدم للمشروع الشيخ الدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله ، وسأورد نص مقدمته ، ثم قدم الأستاذ علي بن محمد العمران بشرح لخطة العمل في المشروع .
وهدف هذا المشروع هو طباعة جميع كتب الشيخ العلامة الشنقيطي ، التي ألفها ، أو الأمالي والمحاضرات التي كان يلقيها على الطلاب في المعاهد والكليات العلمية ، فتدون وتعرض عليه ويجيزها ، أو تلك الدروس التي ألقاها في مجالسه العلمية في المسجد النبوي وغيره وسجلت عنه في أشرطة ، أو المحاضرات التي كان يلقيها أو يكتبها في الملتقيات الثقافية ، أو الفتاوى التي كان يجيب بها على المستفتين .
هذا هو شرط هذا المشروع في جميع الكتب التي أدرجت فيه ، فلم ندخل فيه المذكرات غير النصية كـ(تفسير سورة هود وسورة النور) باعتناء الأهدل ، والمقيدات في أثناء الدروس والمحاضرات ، وكذا أعمال الجمع والترتيب من كلام الشيخ وكتبه كـ (سلالة الفوائد الأصولية) للسديس وغيرها ، والكتب الناقصة كـ (رسالة له في النحو) ... وغيرها . ولم ندخل كذلك الإكمالات لما تركه الشيخ ناقصاً كـ (تكملة أضواء البيان) للشيخ عطية سالم وهي المجلدان الثامن والتاسع من المطبوع ، و (تكملة شرح المراقي) لمن أكملها من طلابه ، وهي شرح نحو مئة وستين بيتاً.(1/2187)
وعليه فالكتب التي دخلت في هذا المشروع – بحسب ترتيبها فيه - هي :
1- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (1-7) .
2- العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (1-5) ، تحقيق الدكتور خالد بن عثمان السبت .
3- دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب .
4- منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز .
5- شرح مراقي السعود ، المطبوع باسم (نثر الورود) 1-2 تحقيق على العمران .
6- مذكرة في أصول الفقه على روضة الناظر.
7- آداب البحث والمناظرة . تحقيق الدكتور سعود العريفي .
8- رحلة الحج إلى بيت الله الحرام .
9- الرحلة إلى أفريقيا – يطبع لأول مرة . تحقيق خالد بن عثمان السبت .
10- الفتاوى وهي خمس – تطبع لأول مرة ، تحقيق الشيخ سليمان العمير.
11- المحاضرات ، وهي :
- المصالح المرسلة .
- منهج التشريع الإسلامي وحكمته .
- الإسلام دين كامل .
- منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات .
- المثل العليا في الإسلام .
- فتوى في تحريم التعليم المختلط .
- بيان الناسخ والمنسوخ من آي الذكر الحكيم .
وقد صدر ضمن هذه الآثار من كتب الدراسات القرآنية التي صنفها الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله (ت1393هـ) الكتب الآتية :
1- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن .
http://www.tafsir.net/images/adwaa.jpg
2- العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير ، بتحقيق الدكتور خالد بن عثمان السبت .
http://www.tafsir.net/images/nameer.jpg
3- دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب .
4- منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز .
http://www.tafsir.net/images/eham.jpg
5- محاضرة عن (بيان الناسخ والمنسوخ من آي الذكر الحكيم) وهي شرح لأبيات السيوطي في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن .
---
عبدالرحمن الشهري
06-03-2006, 05:27 PM
(آثار الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي)
فضيلة الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله
رئيس مجمع الفقه الإسلامي بجدة(1/2188)
الحمد لله على الآئه المتكاثرة ، ونعمه المتواترة ، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم.
أما بعد ، فهذا مشروع جديد من سلسلة المشاريع العلمية المباركة – إن شاء الله تعالى – التي بدأناها بـ :
- آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها من أعمال ، وقد طبع منه ثلاثة عشر مجلداً ، والبقية تحت الإعداد .
- ثم تبعها : آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال . وقد طبع منه ثمانية مجلدات ، ومثلها في العدد سيطبع قريباً ، ولا زال العمل مستمراً فيهما .
- وهذا هو المشروع الثالث ضمن هذه السلسلة ، وهو : آثار فضيلة شيخنا العلامة الفقيه المفسر المجتهد محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي ثم المدني ، المولود سنة 1325هـ على الأرجح ، والمتوفى سنة 1393هـ رحمه الله تعالى .
وقد بدأت طباعة كتب الشيخ – رحمه الله تعالى – في حياته مما ألفه هو ، أو مما جمعه طلابه من محاضراته ، وبعضها طبع بعد وفاته ، وبعضها لم يطبع إلا قريباص ، وبعضها لم يطبع حتى الآن – وهو الرحلة إلى أفريقيا ، والفتاوى .
وفي عملنا هذا ضممنا جميع كتب الشيخ التي وقفنا عليها ، فلم يبق له كتاب أو رسالة إلا دخلت ضمن هذا العلم ، فجرى تحقيق جملة منها مما وجدنا له أي أصل يعتمد عليه ، وصححنا جملة أخرى ، حتى اكتمل عقدها في تسعة عشر مجلداً.
وقد استغرق العمل فيها من بدايته حتى استوى على سوقه نحو ثلاث سنوات مع الاشتغال بالمشاريع العلمية الأخرى ، وهذا من ثمرات التعاون بين جميع المشاركين في هذا العمل . وسيأتي في (خطة العمل في هذا المشروع) شرحٌ وافٍ لذلك .
ونشير هنا إلى أمور :
الأول : يسر مجمع الفقه الإسلامي بجدة المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي أن تكون طباعة آثار العلامة الشنقيطي ضمن منشوراته ، لما فيها من العلم والتحقيق الذي يلتقي مع أهداف المجمع الذي أسس من أجلها .(1/2189)
الثاني : من نعمة الله تعالى موافقة الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي على تمويل هذا المشروع بواسطة مؤسسته الخيرية ، جزاه الله خيراً.
الثالث : في ترجمة شيخنا اكتفينا بترجمة مختصرة في مقدمة المشروع ، لحين تيسر كتابة ترجمة واسعة لائقة بمكانة الشيخ رحمه الله تعالى .
الرابع : بعد هذه التقدمة شرح مفصل لمراحل العمل في المشروع ، والكتب الداخلة فيه ، وطريقة التحقيق والتصحيح ، وذكر المشاركين فيه .
خامساً : نشكر جميع من أسهم في إنجاح هذا العمل العلمي المبارك ، ونهيب بكل من لديه فائدة أو مشورة تعين على تسديد هذا العمل وتكميله على التواصل معنا .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم .
بكر بن عبدالله أبو زيد .
---
محمود الشنقيطي
06-03-2006, 05:49 PM
جزى الله خيرا فضيلة الشيخ العلامة/بكر بن عبد لله أبو زيد على ما قام ويقوم به من خدمة لتراث الأئمة على أتم وجه , ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشفيه ويعافيه مما أصابه , وأن يجمع له ين الأجر والعافية , وأن يجعل ما أصابه رفعة للدرجات , ومحوا للسيئات , وموجبا لفضل الله ورضوانه وعفوه إن ربي قريب مجيب الدعاء..........آمين
---
وائل حجلاوي
06-03-2006, 07:14 PM
ومن السلبيات في نظري
أن الطبعة الأولى من هذا المجموع القيِّم هي طبعة وقفية لا يجوز بيعها
مما حَدَّ من انتشارها
وآمل أن تكون الطبعات القادمة غير وقفية ليتمكن الحريص عليها من شرائها.
---
جمال أبو حسان
06-04-2006, 10:18 AM
السلام عيكم ورحمة الله اذا كانت الطبعة الاولى وقفية فكيف يمكن الحصول على نسخة منها افيدونا ماجورين
---
أبو يعقوب
06-06-2006, 01:46 PM
ما شاء الله جهد جبار
وفق الله العاملين عليه وجزاهم خير الجزاء
وآمل من الشيخ عبدالرحمن أن يعرض علينا
آثار شيخ الإسلام ابن تيمية
وآثار الإمام ابن القيم
بنفس هذا العرض الرائع مع وضع صور للكتب
وجزاك الله خيرا
---
ابن الشجري(1/2190)
06-06-2006, 11:37 PM
.
التقليل من جهد الآخرين ليس من دأب المجتهدين المنصفين ، إلا أنه لما كان الكمالُ عزيزاً ، والناقدُ بصيراً ، وكان من طبيعة كل عمل بشري أن يعتوره النقص والخلل ، كان على العقلاء من طلاب العلم أن يتهادوا التناصح الذي هو سمة عباد الله المؤمنين ، اللذين يتواصون بالحق وبه يتناصحون .
وخير الهدايا هدايا العلم التي بها النجاة ، فماقام به المشايخ البررة بكتب شيخهم العلامة الكبير محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله جهد مشكور يؤجرون عليه إن شاء الله ، كما أن الداعم لهذا المشروع نحسبه والله حسيبه إنما يشتري الجنة بدرهمه وديناره فهنيئا له هذا الصنيع ، وكم تحتاج الأمة إلى أمثاله كثرهم الله وسددهم وبارك في جهودهم التي بمثلها قوام الحياة .
لقد حصلت لي الغبطة والسرور بأن وقع الكتاب بين يدي ، في هذه الطبعة القشيبة والحلة الفاخرة والصف البهي ، مطرزة بأسماء علماء نحبهم ونجلهم في مقدمتهم أحد طلاب مؤلف الكتاب ، الذي هو معدود في كبار علماء هذا الزمان والذي أعطي سعادة في كتبه قل أن حظي بها سواه ، وهو العلامة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد ( القضاعي ) (1) ! ، وكذلك الشيخ الفاضل خالد السبت ، والشيخ المحقق محمد على العمران ، وكلها أسماء معروفة لدينا نحبها ونحرص على الاستفادة مما لديها.
فجزا الله الجميع خير الجزاء .
ولما رأيت أنه من واجب أخيك المسلم عليك أن تنصحه إذا استنصحك ، فما وسعني مع قلة باعي في هذا الباب وهذا الفن إلا أن أشارك بمالدي احتسابا للأجر ، لاعلى سبيل القطع بصواب ما أبديه إنما هو الرأي الذي لايقوم على أساس من الهوى أو التشهي ، إلا هوى العلم (وشهية) إقامة بنيانه ، فالله المسؤل أن يوفقنا لطلب مرضاته والتطلع لجنانه .
لما نمي إلي خبر صدور هذه الطبعة وصرفها على نفقة أحد الكرام ، سارعت للحصول على إصابة حظي منها ، وقد حصل هذا بحمد الله وتوفيقه .(1/2191)
وكان حرصي مبني على أساس أن مثل هذا الجهد لابد أن يجعل من هذه الطبعة مرجعا فيما يستقبل من الزمان عند أهل الكتابة والتأليف في النقل والإحالة ، وأن يكون فيها من التسديد في الصف والعرض أكثر من سائر الطبعات السابقة .
ولا أشك بأنها ستكون كذلك فقد جمعت جميع مؤلفات الشيخ في تسعة عشر مجلدة ، وكان أكبر حسنة رأيتها أن أعيد صفها وطبعها لتكون سالمة من الأخطاء الطباعية لتخرج في ثوب قشيب يليق بها .
وكان لي بعد ذلك ما لاحظته بعين تلطف ومحبة للشيخ رحمه الله ولناشري علمه والقائمين على هذا المشروع منها مايلي :
أولا : كان بودي لو وضعت مقدمة حافلة في ترجمة الشيخ حتى تكون أم الباب ، خاصة وأن عملهم في المشروع امتد لثلاثة أعوام ، وقد تمنوا في مقدمة الكتاب كهذه الأمنية ، إلا أنهم ذكروا أنه حيل بينها وبين ولادتها ما حرم الجميع منها ، وكأني بهم كانوا يرغبون أن تكون بيد الشيخ بكر أبو زيد ، لكونه من أعرف الناس بشيخه وبعلمه ، وقد صدقوا ( إلا أن الإتقان لا حدود له ) (2) فليتهم أحالوا هذا العمل لكاتب مجد يكتب تحت نظر الشيخ وإشرافه ، فكم أضاع حب الإتقان من أعمال لو خرجت للناس لسر بها الكثير .
ثانيا : ساءني يعلم الله ـ وقد أكون مخطئا ـ إلا أن هذا شعوري ، أن قاموا بحذف تتمة الشيخ عطيه محمد سالم من صلب الكتاب ، فليتهم لم يفعلوا إذ الشيخ رحمه الله وإن كان بين الكلامين كما بين الشيخ وتلميذه ، إلا أن الشيخ عطيه رحمه الله كان بمثابة الابن البار بشيخه ، ومن الصق الناس به وأعرفهم بعلمه ورأيه واختياره ، فلم تكن تتمة متراخية في الزمن أو القدر ، فليتهم راعوا هذا الأمر وتمحلوا لها الأسباب ، فقد كان الشيخ عطيه يحمل من علم شيخه الشئ الكثير ، فغفر الله لنا وله ولهم ، وهداني للصواب إن كنت غير مصيب .(1/2192)
ثالثا : وهو عندي مربط الفرس ، وأهم أمر تركوه وأجلوه كما سبق ووعدوا به وما فعلوه ... من وضع مسارد للكتاب ، وفهارس شاملة لعلم الشيخ ، التي هي من أهم ما كنت أحرص عليه ، حتى يسهل معرفة اختيار الشيخ ورأيه واختياره في بعض مسائل العلم والتفسير والفقه واللغة وسائر أبواب العلم التي حوتها كتب الشيخ ، لكنهم أجلوا هذا لوقت آخر ألله أعلم به ، وحاشاهم عن مواعيد عرقوب .
كانت هذه الملاحظات أبرز ماعندي وإن كان هناك أمور يسيرة أخرى ، أتركها لمن هو أحق بتسليط الضوء عليها وكشف لثامها وفض خاتمها مني .
وبعد هذا كله فقد أجمعت الحكماء على أن من عدت عيوبه فقد قارب الكمال ، ورحم الله الشافعي عندما دفع بكتابه الأم لتلميذه الربيع ، وأمره بأن يرويه للناس على خلل فيه ، فأجابه التلميذ البار وطلب منه أن يصلح مواقع الخلل من الكتاب ، فأجابه : بهيهات أبى الكمال إلا أن يكون لله ولكتابه .
فشكر الله للجميع جهدهم وبارك في جهودهم ونفعنا وإياهم بالعلم ، ووفقنا لإتمام ما نعد به ولا يتيسر لنا سبيله .
* بقي أن يشار إلى أن رأي الشيخ رحمه الله أن لا تطبع كتبه ويتم تداولها تجاريا ، إنما هو يكتب ويعلم وغيره يدفع الفلوس كما كان يقول رحمه الله ، فالشيخ رحمه الله وبرد مضجعه لعزة العلم في صدره أراد أن يبقى كذلك يوم أن هان العلم عند الناس ، فقد كان يعلم أنه سيصل كتابه لمن لا يستحقة إلا أنه سيصل كذلك إلا من يقدره قدره ، وقد ذكر لي بعض الفضلاء أن هناك نقاش يدار من قبل دار عالم الفوائد مع ورثة الشيخ للسماح لهم بطبعه وعرضه تجاريا ، وأرى أن من برهم بأبيهم عدم الموافقه ، وظني بأن هذا لن يكون رأيي لو لم يصلني الكتاب !.
والحمد لله أن توقف رأي الشيخ عند هذا الحد ولم يأمر بحرق كتبه أو دفنها ، كما سبق وصنع ببعض المنظومات العلمية التي أخفاها لعدم تحقق النية عند نظمها ، رحمه الله ورحم الله عزة العلماء . (3)(1/2193)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الشيخ متعه الله بالصحة والعافية مغتبط بهذه الموافقة في التسمية مع أحد الأعلام الكبار ـ في اسمه واسم أبيه ـ وهي موافقة لطيفة بلا شك .
(2) ينظر ترجمة الشيخ طاهر الجزائري بقلم محمد كرد علي ـ رحمهما الله ـ في مقدمة كتابه ( كنوز الأجداد ) .
(3) للاطلاع على هذا الباب ينظر تقييد العلم للخطيب البغدادي رحمه الله ، وحرق الكتب في التراث العربي للحزيمي ، ورحم الله سفيان الثوري القائل : من يزدد علما يزدد وجعا ولو لم أعلم لكان أيسر لحزني .
.
---
عبدالرحمن الشهري
06-12-2006, 10:41 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً على تعقيباتكم وإضافاتكم ، وأتفق مع أخي الكريم ابن الشجري ، فقد بقيت هذه الملحوظات على هذه الطبعة ، ولعلها تستدرك في الطبعات القادمة ، فإنه لا يُستغنى عن تتمة الشيخ عطية سالم للأضواء ، والكتاب عُرِفَ بهذه التتمة ، وسُيضطرُّ إلى شراء النسخة القديمة من الأضواء من أجل هذه التتمة .
وأما ما تفضل به أخي الكريم وائل حجلاوي من كون هذه الطبعة وقفيةً لا تباع ، فإنما هذا للنسخ التي توزعها مؤسسة الراجحي الخيرية ، وهي التي نقلتُ صورة غلافها هنا ، أما الطبعة التجارية التي أصدرتها دار عالم الفوائد فهي موجودة في المكتبات بسعر معقول وهو 195 ريال فقط ويمكن الحصول عليها بسهولة .
---
عبدالله العلي
06-13-2006, 05:50 PM
نعم اشتريتها بالأمس من التدمرية
---
علال بوربيق
06-13-2006, 06:02 PM
بارك الله في الشيخ بكر وأطال الله في عمره ، وشفاه الله من مرضه فقد شاهدته يوما على التلفاز في أحد المجامع الفقهية التي عقدت بدولة عمان فآلمني ما كان يعاني منه . الشيخ بكر هو أحد حسنات الشناقطة ، وعمله هذا أحد معاني الوفاء التي كثيرا ما يتنكر لها البشروهم أحياء ، أما في حال الموت فهو أقل من القليل إلا عند ذوي النفوس الطيبة الطاهرة .(1/2194)
قال يحي بن أبي كثير: " لاينال العلم براحة البدن " ذكره مسلم في صحيحه
---
الراية
06-14-2006, 09:37 AM
وآمل من الشيخ عبدالرحمن أن يعرض علينا
آثار شيخ الإسلام ابن تيمية
وآثار الإمام ابن القيم
بنفس هذا العرض الرائع مع وضع صور للكتب
موجود هذا في ملتقى اهل الحديث - منتدى الكتب
استخدم خاصية البحث وتجده ان شاء الله تعالى
---
(1/2195)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين الفكر ؟
---
أين الفكر ؟
---
الحضار
01-29-2007, 01:28 AM
عند قراءة القرآن تجد أنه يذكر التعقل والعقل في القلب ، بينا أن المتبادر لنا أن التعقل يكون بالرأس (أو الدماغ)
والسؤال إذا لم يكن التعقل محله الرأس بل القلب ، فأين محل الفكر ؟ وهل الفكر هو العقل أم لا ؟
ما الفرق بينهما ؟
---
أحمد الطعان
02-01-2007, 12:00 AM
أخي الكريم السلام عليكم
بالنسبة لسؤالك لماذا ينسب القرآن التعقل للقلب ولا ينسبه للعقل مثلاً أو للدماغ ... هو سؤال مهم وجوابه كما يبدو لي ما يلي والله أعلم :
لأن المراد من الفكر في الإسلام ليس هو القناعة العقلية المجردة وإنما التفاعل شعورياً وقلبياً مع هذه القناعة ، حتى لا تبقى مجرد تصور عقلي ليس له صلة بالإرادة ..
إن الإسلام يريد لأفراده أن تكون قناعتاتهم العقلية متحولة إلى انفعالات قلبية لأن هذا هو الطريق الوحيد لترجمتها بعد ذلك سلوكياً وعملياً ولذلك فالإسلام لا يعد العقل عقلاً إلا إذا انتقل إلى مستوى التطبيق العملي .. أو الانفعالي
ولذلك انظر : من رأى منكم منكراً فليغيره بيدة فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ...
ولذلك تجد القرآن الكريم يشفع أدلته العقلية دائماً بترغيب أو ترهيب لأن هذا هو الكفيل بتحويل القناعة التصورية المجردة إلى انفعال ومن ثم سلوك ... هناك كثير من الفلاسفة يؤمنون بالله عز وجل نظرياً ولديهم الأدلة العقلية الكثيرة على وجوده مثلاً ولكن لم ينتقلوا بهذه القناعة العقلية إلى قلوبهم لتتحول إلى معتقد وإيمان لأن الإيمان محله القلب وليس العقل لأنه انفعال وليس فكرة مجردة ...
ولذلك قال تعالى :
// أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها // 46 الحج د(1/2196)
إن عقلانية القلب هي الكمال الذي يتوخاه دين الله عز وجل في العباد ويريد أن يسمو بهم إليها ... والله أعلم
---
الحضار
02-03-2007, 02:26 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوي (9/286):
"والمقصود ها أن اسم العقل عند المسلمين وجمهور العقلاء إنما هو صفة وهو الذي يسمى عرضا قائما بالعاقل وعلى هذا دل القرآن في قوله تعالى: {لعلكم تعقلون} ..."
وقال أيضا (9/271):
"العقل في كتاب الله وسنة رسوله وكلام الصحابة والتابعين وسائر أئمة المسلمين هو أمر يقوم بالعاقل سواءً سمي عرضا أو صفة ، ليس هو عينا قائمة بنفسها ..."
وقال أيضا في (9/303) :
"وأما قوله أين مسكن العقل فيه؟
فالعقل قائم بنفس الإنسان التي تعقل ، وأما من البدن فهو متعلق بقلبه... . "
ثم قال : " لكن لفظ القلب :
1- قد يراد به المضغة الصنوبرية الشكل التي في الجانب الأيسر من البدن التي جوفها علقة سوداء كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم :(إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد) .
2- وقد يراد بالقلب باطن الأنسان مطلقا ... وعلى هذا فإذا أريد بالقلب هذا فالعقل متعلق بدماغه أيضا ، ولهذا قيل إن العقل في الدماغ .
كما يقوله كثير من الأطباء ونقل ذلك عن الأمام أحمد ، ويقول طائفة من أصحابه : أن أصل العقل في القلب ، فإذا كمل انتهى إلى الدماغ " .
أما الأخ أحمد الطعان فأشكرك على ما تفضلت به ، ولكن أخي لم تجبني عن صميم السؤال :
أين محل الفكر ؟
هل الفكر هو العقل أم لا ؟
---
أحمد الطعان
02-03-2007, 07:54 PM
كما يبدو لي والله أعلم : أن الفكر هو العقل والعقل هو الفكر ، هما مسميان لمَلَكةٍ واحدة .
---
الحضار
02-04-2007, 05:26 AM
حتى لو افترضنا أنهما مسميان لملكة واحدة
لابد بينهما افتراق ،إلا إذا كنت ترى أن العقل هو الفكر من كل وجه ، وإذا جاز هذا في اللغة فإنه غير جائز بالقرآن(1/2197)
لذا لابد من وجود فرق بيّن .
هذا الفرق هو ما سألت عنه ، وبعبارة أخرى ما حد العقل والفكر ؟
---
الإسلام ديني
02-04-2007, 07:33 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يوجد عندي علم حول هذه المسألة
و لكن عندي مداخلة
المجنون - له عقل و له فكر خاص به
فهو يفكر و يعقل الأمور بصورة مغايرة عن الأشخاص الطبيعيين
و في بعض الأحيان يكون تفكيره صحيح - أي يوافق الأشخاص الطبيعيين
موضوع شيق - بارك الله فيك
/////////////////////////////////////////////////
---
أحمد الطعان
02-04-2007, 11:07 PM
العقل هو الملكة والفكر هو تجلياتها ... أو لعلهما وجهان لملكة واحدة ... والله أعلم .
---
الحضار
02-12-2007, 08:11 AM
أخي الطعان العقل صفة تقوم بالنفس ليس هو ملكة كملكة الالبصر وغيرها
بمعنى أنه شيء معنوي وليس حسي .
ولعله يكون فعل القلب .
ولكن الفكر أو التفكر في ظني أنه عمل الدماغ .
بمعنى أن
العقل هو فعل القلب (الفؤاد) وهو صفة تقوم بالنفس .
الفكر هو فعل الدماغ (الذهن) وهو صفة تقوم بالرأس .
هذا الكلام من بنيات أفكاري واجتهادي .
فما هو رأي الأخوة الكرام
---
مجدي ابو عيشة
02-17-2007, 12:33 PM
لتوضيح المسألة بشكل يزيل التشتيت في الموضوع اضرب لك مثال :
قيل لشخصين بعد اجتيازهما امتحان خاص بالقدرة العقلية والبدنية لعمل ما ولهما رغبة في ذلك العمل : ان شرط قبولكما للعمل ان تلبسا بهيئة معينة واخبر كليهما بتلك الهيئة . واعطيا ثيابا خاصة بالعمل .ولم يكن بالثياب او الهيئة اعتراضا عند احدهم لاي سبب. وعند قدومهما الى العمل كانا كالاتي:
اما الاول فانه لبس الثياب وجاء بتلك الهيئة .
واما الاخر فانه لم يلبس الثياب ولم يأتي بتلك الهيئة .(1/2198)
هنا الاثنين قد اجتازا فحصا يبين قدرته العقلية وكليهما يرغب بالعمل اما الاول فهو عاقل . واما الاخر فليس كذلك .
لان الدماغ هو للفهم اما التصرف فان الانسان يختار ما يشاء . فاذا فسد عمل الدماغ فسد فسد الاختيار لفساد الاول الذي هو مناط التفكير .
قال تعالى :
"وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ"[الأحقاف/26] ,"وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ" [النمل/14]"فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" [الأنبياء/64-67]" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " [البقرة/44]
وكذا كل ايات القران تبين ان سبب عدم العقل هو مخالفة المفهوم الذي عرفوا انه حق بجوارحهم من سمع وبصر وأفئدة ثم خالفوها بأهوائهم . فكانت افعالهم مخالفة لما توجب عليهم اتباعه .
لذلك :كان اختيار الانسان بعد الفهم هو ما يحاسب عليه .(1/2199)
ومثل ذلك قوله تعالى:"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" [الأعراف/179]
---
الحضار
02-18-2007, 02:39 PM
الأخ مجدي أبو عيشة
قلت : " فاذا فسد عمل الدماغ فسد الاختيار لفساد الاول الذي هو مناط التفكير " .
هذا يعني أن التفكير متعلق بالدماغ أو الذهن وهو موافق لما ذكرت
أحسنت في لفتتك عند قولك : " لذلك :كان اختيار الانسان بعد الفهم هو ما يحاسب عليه " .
وهذا الاختيار متعلق بالقلب وليس الدماغ أو الذهن ، وهذا كلام نفيس من الأخ مجدي فقد كتبته في أسطر وهو اختصره بشكل جميل جدا .
وفقك الله أخي
---
(1/2200)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من اجل قبول اعتذار الدنمارك
---
من اجل قبول اعتذار الدنمارك
---
مرسال خير
02-03-2006, 08:41 AM
رئيس وزراء الدنمارك يتاسف على ماقامت به صحيفة دنماركية اساءت للرسول صلى الله عليه وسلم 0
قصداُ منه استعادة كسب شعوب المسلمين وانهاء المقاطعة التي قامة على حب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم 0
لذا فالمقاطعة مهما طالة ستنتهي وربما دخلة منتجاتهم بطريقة او اخرى بعلامات ومسميات وتحت ستار دول عديده فلنربط اعتذار رئيس وزراء الدنمارك والحكومة الدنماركية بتشييد جامع كبير يورخه الاسلام في قلب عاصمة الدنمارك يحمل اسمي جامع محمد صلى الله عليه وسلم وأي تجاوز أخر يعد استقصاد للمسلمين ومن هنا يجب مقاطعتهم ومقاتلتهم بشتئ أسلحتنا
ياخوان الهدف من تشييد جامع بينهم له معنا كبير كبير جداً وهو انتصار للرسول وللمسلمين ولناخذ من قصة الغلام والملك عبره عندما قال له ستقتلني بعد أن تقول بسم رب الغلام وكيف كان الحال بعد قتله فانا مثلي مثلكم اقاطع واقاطع ولكن ربما دخلت لنا منتجاتهم بطريقه او اخر تحت مسميات دول اخرى وربما مع مرور الوقت وتعاقب الاجيال تنسى تلك المقاطعه ولكن الجامع سيبقى يستقطب المسلمين يوم بعد يوم.
ولا اعني ان المسلمين عاجزين عن تشييد دور عباداتهم بل عندما يشيد باموال وايدي اعداء الاسلام فان له معاني عدة ولعل ماذكرته اصبح واضح.(1/2201)
غيرتي على ديني وعلى نبي الهدى عليه افضل الصلاة والتسليم لاتقل عن غيرتكم جمعياً واشد بيدي على ايديكم جميعاً باننا مقاطعين وللابد أن شاء الله ولكن قد يحصل منهم اعتذار صريح وقد يقبل به اصحاب الرأي والمشوره فمقاطعة اعداد بسيطه هنا لاتكفي وانما وبالاضافه إلى اعتذارهم نطالبهم بتشييد الجامع ولربما بتشييده يدخل في الاسلام اعداد مهوله تزيد في قوة الاسلام عند اولئك اما انهم قد يخدعونا بادعاهم ببناء الجامع فبفضل من الله مايحدث في الشرق يعرف في الغرب وما يحدث في الجنوب يعرف في الشمال والا لما عرفتم عن الاساءة التي قامو بها على رسولنا الكريم ومتى وجد احدكم أن الرأي صائب فشارك في أيصاله بنشره عبر المنتديات والمواقع العامه وليكن بالطريقة التي وصلتنا بها البضائع الدنمركية ومقاطعتها
..................مجرد رأي ومن نشره له الأجر والثواب
jonad_m_n@hotmail.com
---
عبدالله حسن
02-06-2006, 10:45 AM
الأخ مرسال : هذا رابط من موقع الصحيفة المشؤومة يذكر ما اقترحته :
http://www.jp.dk/english_news/artikel:aid=3531006:fid=11324/
المشكلة الان اكبر و لا تتعلق بهم فقط .. بل بموقف أوروبا من المسلمين كلهم
---
القسطاس
02-06-2006, 11:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)(البقرة: من الآية217)
( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)(البقرة: من الآية120)
( مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ )(البقرة: من الآية105)
( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً )(البقرة: من الآية109)(1/2202)
( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ) (المائدة:59)
اذا كان الإنتصار لدين الله ولرسولة ببناء مجمع كبير كبير جدًا جدًا فأقول هذه المجمعات الكبيرة والهائلة بل والرائعة في التصميم والهندسة هل أزالت الحكم بغير ما انزل الله في الدول الإسلامية؟
هل الكاتب يعلم أو لا يعلم بأن فرنسا يوجد بها مجمعات كبيرة جدًا جدًا وبريطانيا كذلك والولايات المتحدة ومع ذلك فهم يحاربون الله ورسوله والمؤمنين بل ويستغلون هذه المجمعات لتثبيط المسلمين والكذب عليهم بأنهم دعاة سلااااام.
أخي الكريم لو لم يجد أهل مدينة ما سوى مسجد واحد فقط يصلون فيه ولكنهم مقيمين لشرائع الله وحدوه رافعين راية الجهاد التي يهابها الكفار لكفى.
ولما تطاولت الدنمرك بالرسوم على الرسول صلى الله عليه وسلم, ولما تطاول الأمريكان بالبول على كتاب الله عز وجل ورميه بالرصاص والاستهزاء به, ولما قامت فرنسا بقتل مئات الألوف من المسلمين في المغرب العربي.
((اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله القوم الظالمين)) والجهاد هو الضمان الذي يحفظ عز هذه الأمة ويحمي هيبتها ) [عبر وبصائر للجهاد في العصر الحاضر 43/42 .
لا يحمي هيبة الأمة وعزتها مثل الجهاد ومن يشكك في هذا فهوا مشكك في كلام الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.(1/2203)
عن ابن عمر قال لقد أتى علينا زمان وما نرى أن أحد منا أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم حتى كان ههنا بأخرة فأصبح الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ضمن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة واتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد بعث الله عليهم ذلا لا ينزعه منهم حتى يراجعوا دينهم. إسناده صحيح
لا يقوم الدين إلا بكتابٍ يهدي وسيف ينصر
" وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا "
أما إذا دخلت منتجاتهم عن طريق دول أخرى وتبن لنا هذا لماذا لا نقاطع الدولة الأخرى حتى تتأدب؟ أم كروشنا أهم!
وهذا طبعًا أقل ما نقدمه نصرة لدين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---
محمد حامد سليم
02-09-2006, 10:45 PM
أخي مرسال
بارك الله لك
موقف الغرب من الإسلام لا ينكره أحدا
فإنهم جميعا وبدون استثناء يريدون القضاء على هذه الأمة
{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ..... }البقرة120
{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً }الكهف20
أخي الفاضل
إنهم يسيرون على منهج واحد يضرب والتاني يلاقي
ومنهم من يضرب على فترات
فإذا كانوا يريدون بناء مسجد فللضرورة أحكام وهي مصلحتهم ونفاقا للمسلمين من أجل هذه المصلحة
ولكنهم الأن يبحثون عن وسيلة أو خطة لمواجهة المسلمين
وأهديك هذا الرابط
http://www.aljanh.com/vb/showthread.php?t=4352
---
(1/2204)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تنبيه هام من ورثة الشيخ عبدالرحمن بن قاسم
---
تنبيه هام من ورثة الشيخ عبدالرحمن بن قاسم
---
أبو عبدالله المحتسب
04-06-2006, 05:53 PM
تنبيه هام من ورثة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم
نعلن عن تخفيض أسعار البيع بالجملة لمؤلفات الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم
على النحو الآتي:
1- الدرر السنية 16مجلد بسعر 160ريال
2- شرح الأحكام أصول الأحكام 4 مجلدات سعر 40 ريال.
3- متن الأحكام مجلد واحد بسعر 7 ريال.
4- حاشية التوحيد مجلد واحد بسعر 9 ريال.
5- حاشية ثلاثة الأصول مجلد واحد بسعر 5 ريال.
6- حاشية الرحبية مجلد واحد بسعر 5 ريال.
7- حاشية مقدمة التفسير مجلد واحد بسعر 5 ريال.
8- حاشية الآجرومية مجلد واحد بسعر 5 ريال.
9- حاشية الدرر المضيئة مجلد واحد بسعر 5 ريال.
10- السيف المسلول على عابد الرسول مجلد واحد بسعر 5 ريال.
11- وظائف رمضان مجلد واحد بسعر 5 ريال.
12- ملخص الفواكه العديدة مجلدين بسعر 26 ريال.
والله أعلم
ورثة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم
هاتف/ 2495188
---
الزياني
04-10-2006, 10:37 PM
أشكرك أخي على هذه البشارة ولكن أين توجد أي في أي مكتبة ؟
في مكة إذا كانت موجودة أفضل .
---
ابوالحارث
04-10-2006, 11:25 PM
بارك الله فيك اباعبدالله...
---
(1/2205)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل يجوز لطالب العلم أن يسجد لله شكراً بعد أن ينتهي من قراءة كتب العلماء المطولة؟
---
هل يجوز لطالب العلم أن يسجد لله شكراً بعد أن ينتهي من قراءة كتب العلماء المطولة؟
---
ابن المبارك
04-02-2007, 11:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز لطالب العلم أن يسجد لله شكراً بعد أن ينتهي من قراءة كتب العلماء المطولة؟
وخاصة أنه يبذل جهد كبير في قرأتها وإستخراج الفوائد المهمة منها ...
نفع الله بكم ....
---
محمود الشنقيطي
04-03-2007, 05:17 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد: فإن الفقهاء رحمنا الله وإياهم نصوا على استحباب سجود الشكر للمسلم إذا استجدت عليه أي نعمة أو اندفعت عنه أي نقمة عملاً بعموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه ابن ماجة وأبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمرٌ يسر به خر ساجداً شكراً لله), ولا شك أن من أعظم نعم الله على العبد بعد الإيمان تحصيل العلم النافع الذي به تنال ولاية الله والقرب منه, والله تعالى أعلم
---
(1/2206)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شيخة الإسلام السحاقية" والاجتهاد على الطريقة الأمريكية
---
شيخة الإسلام السحاقية" والاجتهاد على الطريقة الأمريكية
---
د.إبراهيم عوض
06-21-2005, 08:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت البداية مقالاً بعنوان "الكاتبة إرشاد مانجي تطلق حملة الاجتهاد لدعم الإصلاح في الإسلام " نشرته صحيفة "صوت الوطن" المشباكية الفلسطينية فى 9/ 5/ 2005م ومعه التعليقات التى علق بها بعض القراء، ومنها تعليقٌ جزى الله صاحبه خيرا أشار فيه إلى موقع الكاتبة، وهو بالإنجليزية، على المشباك، فانتقلتُ إليه فى الحال، وهناك قرأت بعض المقالات عنها، ووجدت ترجمة عربية لكِتَابها "مشكلة الإسلام اليوم"، إلا أننى لم أجد النص الإنجليزى. لذا اكتفيتُ بمطالعة الترجمة العربية، فألفيتُ جرأة على الإسلام وقحة وأفكارا خبيثة مدمرة، ووجدت أنه لا بد من التعليق على ما قرأت، فكانت هذه الدراسة التى سيطالعها القارئ بعد قليل. ولكن علينا أولا الاطلاع على مقال جريدة "صوت الوطن".
[line]
الكاتبة إرشاد مانجي تطلق حملة الاجتهاد لدعم الإصلاح في الإسلام
غزة-دنيا الوطن
تستعد المؤلفة الكندية المسلمة من أصل باكستاني إرشاد مانجي، التي تصفها وسائل إعلام غربية بالكابوس الأسوأ الذي يواجهه أسامة بن لادن، تستعد لإطلاق حملة "الاجتهاد" من أجل تحقيق تعددية الآراء في الإسلام وتأسيس هيئة تساعد في خلق جيل من الشباب الإسلامي الإصلاحي لاستكشاف ودعم المزيد من الآراء الجديدة.(1/2207)
وفي هذا السياق قالت إرشاد مانجي في تصريحات لصحفية "الغارديان" البريطانية إنه لا يمكن لأي مجتمع أو عرق أو دين البقاء بعيدا عن احترام حقوق الإنسان. وتضيف مانجي في حديثها لـ"الغارديان" صباح اليوم الاثنين 9-5- 2005 "نحن المسلمون نتآمر ضد أنفسنا وفي أزمة حقيقة لأننا نجر بقية العالم معنا وإذا كانت ثمة لحظة مناسبة للإصلاح فهي الآن".
وتوضح مانجي حملتها الجديدة "الاجتهاد" عبر الإشارة إلى عقول إصلاحية عديدة في الإسلام "إلا أننا جميعا نعمل بشكل منعزل ونتحاج لتطوير علاقاتنا ونعتمد على بعضنا البعض في ذلك". ويبدو حسب الصحيفة البريطانية أن إرشاد مانجي تزور لندن حاليا للقيام بسلسة محاضرات حول حملتها الجديدة "الاجتهاد" لجمع المزيد من المناصرين لها في العالم الإسلامي.
وقالت مانجي أيضا بأنها تشعر بقرب النساء المسلمات منها أينما حطت رحالها و"هن في شوق لمعرفة كيف يمكن الانشقاق عن الآراء التقليدية المسيطرة والتمسك بالإيمان في الوقت نفسه". وتتابع "نحن بحاجة الآن لتحويل هذا التوق السري للتغيير إلى ظاهرة صريحة ومعلنة".
وكانت أصدرت إرشاد مانجي كتابا عن الإسلام هو من أكثر الكتب مبيعا في الغرب واسمه "الخلل في الإسلام دعوة إلى الصحوة من أجل الأمانة والتغيير" الذي نشر في باكستان وسينشر قريبا في العراق وتركيا والهند.
ومعلوم أن صحيفة "نيويورك تايمز" وصفتها "بالكابوس الأسوأ" الذي يواجهه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كما قالت عنها صحيفة "جاكرتا بوست" بأنها واحدة من ثلاث نساء تصنعن تغييرا إيجابيا في الإسلام.
[line]
والآن إلى الدراسة التى عرضتُ فيها لكتاب المدعوّة "إرشاد مانجى"، صاحبة "الحملة ”اجتهاد”"، ونبدأ بإيراد السطور التالية من صفحة الشكر فى أول الكتاب:(1/2208)
" شكر وتقدير: إني ألبسُ خاتمين: خاتم يرمز إلى حبي لله، وخاتم للتعبير عن آصرة ارتباطي بشريكتي ميشيل دوغلاس. لذا سأبدأ بشكر الله، وأكثر ما أشكره عليه هو ميشيل. فمن بين كل ما منحتْني إياه منحتْني أيضا التولُّع بالعَدْو. وبسبب هذه الهواية أنهيتُ نصف ماراثون في الأيام الأولى من تأليف هذا الكتاب. وخلال تلك الساعتين اللتين توقف فيهما العقل رأيتُ أشجارا على يساري، وشلال ماء على يميني، وأبنية امامي، وشعرتُ من صميم قلبي بالتوحيد، بوحدة خلق الله، الذي يصدف كونه أول ركن من أركان الاسلام. ومن نواحي أكثر مما يتسنَّى لي تعدادها فإن ميشيل هي صفحة الشكر والتقدير.
آن كولينز من دار "راندوم هاوس: Random House" تأتي أيضا على رأس القائمة، أولا لشجاعتها في نشر هذه الرسالة- الكتاب. ولكن هذا ليس كل شيء، فالأمانة التي تحدثتُ بها عن الإسلام قابَلَتْها آن بأمانة مماثلة في كل ما يتعلق بالمخطوطة. وآن بوصفها حاضنة تحتاج إلى ممارسة، ولكن بوصفها محررة وناشرة ما كان لي أن أطمح بأفضل منها. كما يستحق بيل كامبل وفريقه في دار "ماينستريم ببليشنغ: Mainstream Publishing" كل التقدير لموافقتهم على هذا النص في وقت ابتعد عنه ناشرون بريطانيون آخرون. وهذا تذكير في محله بأن "الاتجاه السائد" لا يعني بالضرورة اتجاها "تقليديا".(1/2209)
كان هناك آخرون مَنَّ الله عليّ بهم، فإن بول مايكلز ساعدني على إقامة اتصالات، وفي مجرى ذلك أصبح صديقا موثوقا. وأنا أعتزُ بصحبته المتألقة فكريا. والجوقة ذات القلوب الكبيرة في مركز هارت هاوس الطلابي بجامعة تورنتو، وعلى رأسها مارغريت هانكوك، وفَّرتْ لي مكتبا فاخرا ومكتبة للعمل منهما. وقد أتاح لي ما وهوبه من مكان أن أنكبّ على عملي في البحث والتنقيب مع الإبقاء على علاقتي في البيت سالمة. فشكرا هارت هاوس. أشكرُ أيضا، على ما يبدو في ذلك من غرابة، جهازي المحمول لاستخدام البريد الإلكتروني "بلاكْبري: Blackberry"، الذي سجلتُ وحفظتُ فيه ملاحظات مستفيضة وَجَدتْ طريقها إلى نص الكتاب. بل إني حتى استخدمتُ جهازي هذا لكتابة مقطع نقدي لم يتحمل الانتظار الى أن أمتشق القلم والورق من أجل تسطيره. وفي أوقات كهذه أهيمُ بتضافر التكنولوجيا والإيمان.(1/2210)
رغم أن هذا الكتاب استغرق زمن حياة كاملة قبل أن يختمر فلم يكن لدي سوى عام لكتابته. وبمثل هذا الجدول الزمني الضيق أسهم كثيرون بسقْطهم: فإن فال روس وجون بيرس وكندال أندرسن ساعدوني على تشذيب الأفكار من لحظة الانطلاق الأولى، ونشأ طابور دولي من المشاركين في مجال البحث ـ والذين تطوروا إلى مساعدين هم سمارة حبيب وكارولين فيرنانديز وميكي سيراك. وكانت معونة ريك ماثيوز وصموئيل سيغيف كبيرة في تدقيق الحقائق. وإن مداخلات فرانك كلارك وأماندا ساسمان ولينساي هندرسن حققت لي لقاءات هامة، في حين أن النقاشات المحتدمة مع جيرالدين شيرمان وروبرت فولفورد وأنا بورتر وأنا مورغان وأماتزيا بارام ودوغ سوندرز ودون حبيبي وطارق ونرجس فتاح قادتني إلى معارف هامة (ينبغي أن أُشير إلى أن الزوجين فتاح يختلفان تماما مع وجهة النظر التي أبديتها عن فلسطين، وكذلك مع ما أُوجهه من اتهام بوجود تواطؤ إسلامي مع الهولوكسوت (المحرقة). ويفضي هذا إلى سبب آخر للتعبير عن شكري لهما على عدم سماحهما للاختلاف الحاد بأن يُفسد في الود قضية ). كما كان مهما في ثقافتي عملي مع منافذ إعلامية مختلفة بينها "غلوب أند ميل: Globe and Mail "، و"ستي تي في: Citytv "، و"ماكلينز: Maclean’s"، و"فيشن تي في:Vision TV "، و"ناشنال بوست: National Post "، و"غلوبال تي في:Global TV "، و"هيئة الإرسال الكندية"، و"هُورايْزُونْز: Horizons"، وفي المقام الأول "تي في أونتاريو: TVOntario"حيث للأفكار الكبيرة أهميتها.(1/2211)
إن الدعم الذي أبداه الأصدقاء في لحظات هبوط المعنويات هو ما أُثمنّه أعظم تثمين. وفي هذا المجال أخصُّ بالذكر سمانثا هايوود وأدريانا سالفيا وأندرو فيدوسوف وميشال لامورو ومايكل سافج وعصبة بوشكونغ لايك. أما الذين لا يجدون أسماءهم في هذه القائمة المختصَرة فبإمكانهم التعويل على وجبة عَشاء على حسابي (لم أذكر إلا أكثر الأصدقاء بذخا لكي لا ينتهي بي المطاف إلى الإفلاس). وبمناسبة الحديث عن تفادي الإفلاس فمنِّي أعمق التقدير لوكيل أعمالي مايكل لايفاين وساعده الأيمن، ماكسين كوينغلي".(1/2212)
هذا ما كتبته المدعوّة إرشاد مانجى الباكستانية الكندية فى كلمة الشكر التى صدَّرتْ بها كتابها: "مشكلة الإسلام اليوم"، وهو الكتاب التى تقول إنها كتبته لكى تساعد المسلمين على الخروج من مستنقع التخلف الذى هم فيه، والذى تصوِّر نفسها عبر صفحاته على أنها فقيهة مجتهدة تعمل على تقديم فهم متنور للقرآن والإسلام يناسب العصر ويضمن للمسلمين أن يتبوأوا المكان الذى ينبغى أن تشغله الأمم المتحضرة. وكما يقولون فأول القصيدة كفر، إذ إن الشكر الذى وجهته الكاتبة لله سبحانه وتعالى هو شكره على أنه قد وهبها ميشيل. أتدرون من ميشيل؟ إنها صديقتها التى تعيش معها كما يعيش أى رجل وامرأة متزوجين، وتمارس معها السِّحاق. والذى فهمتُه أنها هى الفاعلة، وميشيل هى المفعول بها، علاوة على أن منظرها أقرب إلى الذكورة منه إلى الأنوثة، كما أن التمرد الذى تبديه والاقتحام الذى تعمل على إحداثه فى جدار الحصن الإسلامى لا يناسب الجانب السلبى من الشذوذ الجنسى، أى لا يناسب المفعول بل الفاعل. لعنة الله على الفاعل والمفعول والمرفوع والمنصوب والمشبوح جميعا وكل أبواب النحو الخاصة بالفاعلين (ونواب الفاعلين بالمرة فوق البيعة من أجل خاطر هذه الشاذة ومن يشاكلها، وكثيرٌ ما هُمْ، وكثيراتٌ ما هُنّ بين الملاحدة والمتواطئين مع أعداء الإسلام، وهو ما كنت أردده دائما ويستغربه منى بعض من لا علم لهم بطبيعة هذه النفوس الوضيعة، ويتأكد لى كل يوم أثناء تقليبى فى حيوات المتمردين والمتمردات على دين محمد الكريم، هذا الدين الذى لا يحبه إلا من كان كريما مثله). قلت: لعنة الله على الفاعلين وعلى نواب الفاعلين. ولعنة الله كذلك على المفاعيل، سواء كانت مفعولا به أو فيه من أمثال ميشيل، ننّوسة عين الباجسة المتمردة السليطة اللسان النجسة المعتقد والقلب، أو مفعولا لأجله، أى الغربيين والصهاينة وأجهزة مخابراتهم. ولقد افتتحت السحاقية كتابها بذكر شذوذها والمفاخرة به،(1/2213)
وإلا ما تنبهتُ إلى مغزى الشكر الذى وجهتْه إلى الله والثناء الذى أغدقته على ميشيل فى النص السابق، ولظننتُ العلاقة بينهما مجرد صداقة عادية كأية علاقة من هذا النوع بين فتاتين أو امرأتين طبيعيتين!
وهذا ما قالته البنت المفعوصة التى ضحكوا عليها وأوهموها أنها ستكون مجتهدة الإسلام للقرن الخامس عشر للهجرة، عصر اللوطيين والسحاقيات فى الغرب وأمريكا وكندا، و"يا ما فى جراب الحاوى"، وما أكثر ما ستَرَوْنَ أيها المسلمون من البهلوان الأمريكى العجيب وأرانبه وكتاكيته، وكذلك خنازيره، التى يخرجها من كمه (أو من قبعته. لا فرق، المهم أنه يخرجها والسلام، وإن كان العرض البهلوانى لا يبعث على السرور، بل على الغم والهم والرعب لأنه عرض الدمار والخراب والقتل والأحقاد الشيطانية المتسكنة فى قلوبهم السُّود لم تبرد أو يهدأ لها أُوَار على مدى القرون الطوال من عينة ما تَرَوْنه فى فلسطين وأفغانستان والعراق، والبقية تأتى، لا جعلها الله تأتى رغم أننا لا نستحق أن يعفينا الله من العقاب، فنحن المغفَّلون والخونة لأنفسنا بامتياز! هل رأيتم أمة تقدم رقابها للذبح إلى الجزار راجيةً إياه أن يشرّفها بالقتل بسكينه المتحضر، ومعطيةً إياه المال بالمليارات، ومزودةً إياه بالجنود والمخابرات، كى يستطيع إتمام المهمة؟ إذا لم تكونوا قد رأيتم أو سمعتم، فالمثَل الحىّ أمامكم. إنه نحن: أنا وأنتم على السواء!). أقلت إنهم ضحكوا عليها وأوهموها؟ لا ضحك ولا يحزنون، بل هو مجرد تعبير تقليدى مما يجرى على اللسان والقلم دون قصد، لأن أمثالها إنما يذهبون إلى وكر الشيطان بملء حريتهم، تحفزهم إلى ذلك النجاسة المشتركة والخبث المنحط الذى يربط بينهما! قالت شيخة إسلام آخر زمن دون أن يختلج لها جفن أو تعتمل فى أعماقها رفّة ندم أو حياء إن هناك سؤالين تريد أن تطرحهما مدخلا لاجتهادها الفقهى فى هذا الكتاب، ثم تبدأ بالسؤال الأول قائلة: "كيف يمكن التوفيق بين(1/2214)
المِثْلِيّة والإسلام؟ فأنا سحاقية بصراحة (أّنْعِمْ وأَكْرِمْ!). وأختار "الإفصاح" عن توجهي الجنسي لأني بعدما نشأتُ في بيت تعيس برعاية أب يحتقر الفرح ، لستُ الآن بصدد تخريب الحب المتبادل الذي يمنحني البهجة في سن البلوغ. التقيتُ أولى صديقاتي في العشرينات من عمري، وبعد أسابيع أخبرتُ أمي بالعلاقة. استجابتْ كعهدي بها أمًّا حنونًا (يا للحنان الأموى الرهيف! ألذلك جُعِلَت الجنة تحت أقدام الأمهات؟). وبالتالي فان مسألةَ ما إذا كان بمقدوري أن أكون مسلمة وسحاقية في الوقت نفسه بالكاد كدَّرتني. فذاك دين، وهذه سعادة. وكنتُ أعرف أيهما أحتاج أكثر (وهل فى ذلك ريب؟ السِّحَاق طبعا!). واصلتُ حياتي أدرس الإسلام بصورة متقطعة، وأتعلم الفن الجميل لإقامة علاقات مع النساء (موضوع كتاب آخر بحد ذاته)، وأنتج برامج للتلفزيون، وأعيش على العموم الحياة متعددة الاتجاهات لشابة في العشرين ونيف في أميركا الشمالية.
وعندما جعلني عملي في التلفزيون شخصية عامة أكثر شهرة تطوَّر أملي في التوفيق بين مثليَّتي والإسلام إلى واحد من انشغالاتي. وكان المشاهدون يريدون مني أن أُبرِّر حالتي الاستثنائية في الجمع بين هويَّتين. وقد دُفِعْتُ إلى نوبة حادة من المراجعة، بل راودتني حتى إمكانية التخلي أخيرا عن الإسلام من أجل الحب. اسمعوا: أيُّ حافز أفضل من هذا الحافز للتضحية بأي شيء؟ ولكني كلما أصل إلى حافة إقصاء نفسي كنتُ أتراجع ، لا بدافع الخوف وإنما من باب الإنصاف، إنصاف نفسي. وكان سؤال واحد يتطلب مزيدا من التفكير: إذا كان الله العليم القدير لا يريد أن يجعلني سحاقية فلماذا خلقني سحاقية؟ (صحيح: لماذا؟ أسعفينا بالجواب، جزاك الله عنا خيرا) هل خلق أحدا آخر بدلا مني؟(1/2215)
التحديات العدائية لـ"تبرير نفسي" أصبحت حدثا يكاد يكون يوميا بعد عام 1998. ففي ذلك العام بدأتُ أستضيف برنامج "تلفزيون شاذ: Queer Television"، وهو مسلسل تلفزيوني يُبَثّ على الإنترنت أيضا عن ثقافَتَيِ المثليين والسحاقيات. وكان البرنامج يتعلق ببشرٍ مثلنا بعيدا عن الإباحية والخلاعة. ومع ذلك فإن مسلمين أتقياء انضموا إلى أصوليين مسيحيين في الاحتجاج ضد ظهوري على شاشات تلفزيوناتهم. وفي الواقع أني ما كنتُ أتوقع أقل من ذلك، ولكن هل كنتُ من السذاجة كي أتوقع أكثر قليلا من ذلك: مناظرة بدلا من مجرد الإدانة؟".(1/2216)
ولعل القارئ لم يفته أن الذين وقفوا يعضّدون هذه السحاقية كلهم من الغربيين واليهود، وأن الذين شجعوها على تأليف الكتاب ووفّروا لها الجو والمراجع والمال وراحة البال (مع مستلزمات ممارسة الشذوذ الجنسى بدءًا بميشيل، وانتهاءً بما لا أدرى ماذا) ونشروه لها هم مسؤولو دار "راندم هاوس: Random House"، وهى دار نشر يهودية. وبالمناسبة فالكتاب قد تُرْجِم إلى كل اللغات الرئيسية فى القارات الخمس، ويوزَّع الآن فى كل أرجاء الأرض على أوسع نطاق مع أنه الكتاب الثانى فقط الذى يحمل اسمها. فإذا أضفنا أنه يفيض بالتغزل فى اليهود والأمريكان، والغرب بوجه عام، ويرمى المسلمين والإسلام ورسوله وإلهه بكل نقيصة من أجل سواد عيونهم (أو زرقتها على الأصح) اتضحت لنا ملامح الصورة، وعرفنا أسرار ما يجرى خلف الأستار! ولكى نزوِّد القارئ بعينة سريعة مما تلقته من تربيةٍ فى صباها تلك البنتُ السحاقية التى يَسْعَوْن لتكون أول شيخة إسلام فى التاريخ، وكذلك أول من يلبس من المشايخ الطاقية اليهودية بدلا من العمامة)، لكى نزود القارئ بعينة مما تلقته من تربيةٍ فى صباها هذه البنتُ التى تشتم المسلمين فى كل صفحة من صفحات كتابها وتشنِّع عليهم وعلى دينهم ولا ترى فيه أو فيهم إلا كل شر وقبح وغباء، مثلما لا تستطيع أن تبصر فى اليهود والغربيين ودينهم إلا كل ما هو نبيل كريم ذكىّ متحضر، أَسُوق هذه السطور من حديثها عن المدرسة النصرانية التى أخذت تتردد عليها فى بيئتها الجديدة التى انتقلت إليها أسرتها إثر مغادرتها أوغندا فى أيام عيدى أمين حسبما تقول:(1/2217)
"بعد عامين على استقرار عائلتي اكتشف والدي توافر خدمات مجانية للعناية بالأطفال أثناء غياب الوالدين، في كنيسة "روز أوف شارون المعمدانيةRose of Sharon Baptist : Church" (ما أن تقول كلمة "مجانا" للمهاجر حتى تتراجع الانتماءات الدينية إلى موقع ثانوي أمام الصفقة المتاحة في اليد). وكلَّ أسبوع عندما كانت والدتي تغادر المنزل لبيع منتجات "إيفون" بالطواف على البيوت كان والدي، الذي لا يكن حبا كبيرا للأطفال، يترك صغاره في الكنيسة. وهناك كانت السيدة الجنوب آسيوية المشرفة على دراسة الكتاب المقدس تُبْدِي من الصبر معي ومع شقيقتي الأكبر سنًّا ما تُبْديه مع ابنها الذي من دمها ولحمها. وهي التي غرست فيّ القناعة بأن أسئلتي كانت جديرة بأن تُسأل. وبديهي أن الأسئلة التي كنتُ أطرحها طفلةً في السابعة من العمر ما كان لها إلا أن تكون أسئلة بسيطة: من أين أتى المسيح؟ متى عاش؟ ماذا كان يشتغل؟ ممَّ تزوج؟ هذه الأسئلة لم تضع أحدا في مأزق، ولكن مقصدي أن فعل السؤال، ثم السؤال، كان دائما يَلْقَى ابتسامة أخَّاذة.(1/2218)
لعل هذا هو الحافز وراء فوزي، في الثامنة من العمر، بجائزة "أفضل المسيحيين الواعدين لهذا العام". وكانت جائزتي طبعة مصورة بألوان زاهية لمائة قصة وقصة من الكتاب المقدس. أنَظْرُ إلى الماضي الآن وأحمدُ الله أن المطاف انتهى بي في عالمٍَ لا يتعين أن يكون القرآن كتابي الأول والأوحد فيه كأنه الغذاء الروحي الوحيد الذي تقدمه الحياة إلى المؤمنين. زد على ذلك أن طبعة الـ 101 قصة من الكتاب المقدس سحرتني بصورها. كيف ستبدو 101 قصة من القرآن؟ في حينه لم أرَ شيئا من هذا القبيل. واليوم ليس هناك شُحٌّ في كتب الأطفال التي تتناول الإسلام بما فيها كتاب "حرف الألف مفتاح لكلمة الله" من تأليف يوسف إسلام (المعروف سابقا باسم كات ستيفينز: Cat Stevens)، فالمجتمعات الحرة تتيح إعادة اختراع الذات وتَطَوُّر الديانات. بعد فترة وجيزة على فوزي بلقب "أفضل المسيحيين الواعدين" اقتلعني والدي من الكنيسة، فإن مدرسة دينية إسلامية جديدة ستُفتَح قريبا، وهذه المتشاطرة الصغيرة لا تستطيع الانتظار. وقياسًا على تجربتي في مدرسة أيام الأحد ستكون المدرسة الإسلامية مسلِّية، أو هكذا افترضتُ ببراءة". ولست بحاجة إلى أن أوضح للقارئ أن المدرسة الإسلامية التى أخذت تتردد عليها السحاقية البريئة الطاهرة أعطتها خازوقا كبيرا، إذ طلعت مدرسة "تقرف الكلب" كما صوَّرَتْها! وهذا أمر طبيعى تماما، وهل كان يمكن أن نتوقع غيره فى حالة تلك البائسة؟(1/2219)
وكنت قرأت منذ وقت قريب كتاب "النوافذ المفتوحة" الذى يترجم فيه شريف حتاتة لنفسه، وهو شيوعى معروف، فلفت نظرى منه أشياءُ مما لفت نظرى فى كتاب إرشاد مانجى ككراهيته للإسلام وشعائره، والرقة فى ذات الوقت مع الديانات الأخرى، فهو مثلا يتقبل كل الأصوات العالية المزعجة فى قريته التى عاد للحياة فيها بعد أن تقدمت به السن، اللهم إلا صوت الأذان، الذى ينعته بالتشنج والوعيد، ويرى فى علوّه دليلا على الجهل والكذب والنفاق، مع أن مبلغ علمى أن الأذان فى قريتهم هو نفسه الأذان فى قريتى وفى كل القرى والمدن المصرية والعربية والإسلامية، وأنهم فى مساجدهم يقولون مثلما نقول: "حى على الصلاة، حى على الفلاح"، ولا يقولون: "هيا يا أوغاد! تعالَوْا يا أوباش! إلى الصلاة يا غجر! لعنكم الله أيها المجرمون!" مثلا. ثم إننى لا أدرى كيف يمكن أن يكون الأذان خفيضا. أتراه يريد من المؤذنين أن يظلوا يصعدون فى المئذنة حتى تنقطع أنفاسهم، ثم بعد ذلك يكتفون بالهمس به فى أكمامهم لا يُسْمِعونه أحدا؟ ومما لفت نظرى عنده أيضا المباهاة دائما، بمناسبة وبغير مناسبة، بتربيته الإنجليزية المتحضرة على يد أمه (وإن لم ينس أيضا ذكر خليلات أبيه وإدمانه للقمار وكثرة مشاجرتها له بسبب مصروف البيت)، وأنه قد تلقَّى تعليمه أثناء صغره فى مدرسة نصرانية، وتحمّس لديانة الصليب وفكّر فى اعتناقها فى تلك السن وفى تهيئة نفسه للقُسُوسة عندما يكبر لولا أن سارع أبوه بسحبه من المدرسة وتحويله لمدرسة أخرى. كما أن الإطار اليهودى موجود أيضا فى حالته، إذ كانت أمه الإنجليزية الجنسية ذات جذور يهودية، وإن كانت قد تنصَّرت تبعًا لأهلها، ثم أعلنت إسلامها بعد زواجها من أبيه ومجيئها إلى مصر، فشكَّك هو فى هذا الإسلام مُرْجِعًا إياه إلى دوافع مصلحية، وهو ما لم يفعله حين أشار إلى تنصُّرها وتنصُّر أسرتها من قبل، بل تقبَّل الأمر تقبلا طبيعيا غير واجد فيه ما يدعو إلى التشكيك.(1/2220)
وكمثل كتاب مانجى أيضا هناك نصيب للشذوذ الجنسى فى كتاب "النوافذ المفتوحة"، فقد وصف لنا صاحبه بالتفصيل الحى، وبالصوت والصورة (واللمس أيضا) ما فعله به خادمهم النوبى فى صباه حين...حين ماذا؟ يحسن أن يرجع القراء بأنفسهم إذا أحبوا كى يطالعوا اللوحة الناطقة التى رسمتها ريشة الكاتب لهذه الحادثة فلم تترك شاردة ولا واردة إلا أوردتها، حتى لهاث الخادم وهو يعمل عملته واحمرار عينيه وعملية الإنزال والمكان الذى تمت فيه من جسده وما أحسّه من دفء السائل اللزج على أفخاذه، وكيف ذهب إلى دورة المياه بعدها ليغسل المنىّ عن نفسه وملابسه، وقد أمسك بالسروال فى يديه بعد أن سقط عند قدميه، وكيف كان حذاؤه يصدر صوتا وهو يسير فى أرجاء البيت بسبب ما تسرب إليه من ماء أثناء التنظيف! وكنت قرأت فى الصيف الماضى كذلك كتاب "بيضة النعامة" لأحد الشيوعيين المصريين، وفيه هو أيضا كلام عن انتشار الميول المثليّة بين الشيوعيين فى السجن وتلذذهم بذلك دون أى حرج على الإطلاق رغم ما يتظاهرون به أمام الناس من النفور من هذا الشذوذ، وهو ما أثار حنق الكاتب فاتهمهم بالنفاق والمراوغة، إذ يراهم يستنكرون فى العلن ما يأتونه فيما بينهم ولا يجدون فيه أدنى مؤاخذة، بل يُضْفُون عليه غلالة شاعرية دافئة!(1/2221)
كما ينتفض فى الذاكرة الآن ما قرأتُه أوائل ثمانينات القرن العشرين فى رواية نجيب محفوظ: "رحلة ابن فطومة" مما رآه بطل الرواية فى رحلته إلى البلاد التى ترمز فى الرواية إلى أوربا وأمريكا من تساهل المسلمين الموجودين هناك فى مسألة الخمر وقيام طائفة منهم بالتظاهر دفاعا عن ممارسة الشذوذ الجنسى. وقد أثار استغرابى ألا يجد المؤلف من مشاكل مسلمى الغرب ما يستحق معالجته إلا هذين الموضوعين، فضلا عما لاحظتُه من تعاطف الرواية مع هاتين النزعتين بشبهة الحاجة إلى تفهم ظروف المسلمين فى تلك البلاد وما يسودها من نزوع إلى الحرية، مع أن هاتين القضيتين هما آخر ما ينبغى أن يفكر المسلمون فى تقليد الغرب فيهما، إذ لا ينقصنا بحمد الله ألوان التقهقر حتى نضيف إليها ما يثبِّت تخلفنا ويضاعف الخلل لدينا. ومما أثار استغرابى فى الأمر أن مسألة اشتراك مسلمى الغرب فى تظاهرات المطالبة بحق ممارسة الشذوذ الجنسى لم تكن واردة آنذاك، بل لم أسمع أصلا، وأنا فى بريطانيا أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن المنصرم، أن هناك مسلمين شواذ، فضلا عن أن يتظاهروا من أجل تقرير حقهم هم وأمثالهم فى ممارسة اللواط والسحاق، بل لا أذكر أنه كانت هناك مظاهرات لهذا الغرض قام بها غير المسلمين. وهذه أول مرة أسمع بأن هناك مسلمين ومسلمات شواذّ فى كندا وأمريكا وأوربا يعضّدون سحاقيتنا هذه ويشتركون فى مؤتمرات خاصة بالشذوذ الجنسى ويتصلون بها أثناء تقديمها برنامجها الشاذ فى التلفاز يظاهرونها على ما تقوله وتدعو إليه، ولهم منظمة تدبّر شؤونهم...إلخ.(1/2222)
من أين استمد نجيب محفوظ إذن فكرته هذه الاستباقية؟ أنقول إنها عبقرية الإبداع الأدبى التى تستبصر المستقبل قبل وقوعه؟ لكن مبلغ علمنا أن الأستاذ محفوظ لم يكن يوما من "ضاربى الودع"، بل إنه لم يسافر قط إلى أوربا أو أمريكا، فما الذى لَمَّ الشامى على المغربى وجعل شيخ الروائيين العرب وتلك المفعوصة الشاذة ينزعان عن قوس واحدة رغم تنائى الزمان والمكان والبيئة والخُلاّن! ألا إنه لأمر غريب! لقد كتبت دراسة تحليلية لرواية "رحلة ابن فطومة" يجدها القارئ فى الفصل الأخير من كتابى: "فصول من النقد القصصى" فى أواسط الثمانينات من القرن الماصى، أبديت فيها استغرابى لموقف عمنا الكبير، ولم يكن فى حسبانى أن هناك فصلاً آخر لم يئن أوانه بعد سوف أطلع على أحداثه على موقع من مواقع المشباك بعد نحو عشرين عاما. ولعلنا كذلك لم ننس ما كتبه توفيق الحكيم فى أخريات حياته عن أفلام ممارسة الجنس التى شاهدها فى إحدى سفرياته الأخيرة إلى "عاصمة النور" فى ذلك الوقت، والهالة المتألقة التى رسمها لجو الوقار والاحترام الذى يقول إنه كان يسود صالة العرض آنذاك، وكأن المشاهدين فى محراب علم، ودعانا إلى أن نتأسى بالفرنسيين فى سلوكهم هذا الوقور المحترم! وبالمثل ينبغى ألا ننسى شغف الروايات التى يحبِّرها جمال الغيطانى بالشذوذ الجنسى لدرجة أنه فى إحدى رواياته قد تريث عند مضاجعة أحد الفحول لصحفى (أو وزير. لا أذكر بالضبط)، وبالصوت والصورة أيضا. كما قرأت لفاروق عبد القادر فى كتابه الذى صدر العام الماضى فى سلسلة "كتاب الهلال" أن الغيطانى فى رواية أخرى من رواياته قد أخذ راحته على الآخر فى وصفٍ عجائبىٍّ (أرجو مسامحتى على استخدامى لهذا المصطلح الذى يتهوَّس به الحداثيون) لِذَكَر بطل الرواية يدل على خيال غير طبيعى. لا بأس أيها القراء، فنحن فى مولد للشذوذ الجنسى. شىء لله يا مولد!(1/2223)
ونعود الآن إلى شيخة الإسلام السِّحاقيّة لنقلِّب حججها الشاذة التى تشهرها فى وجوه خلق الله الأسوياء فى الدفاع عن انحرافها إلى مضاجعة مثيلاتها من بنات حواء بدلا من الزواج برجل كما تفعل سائر إماء الله الطبيعيات: "ترى إذا كان الله العليم القدير لا يريد أن يجعلني سحاقية فلماذا خلقني سحاقية؟ وكيف يمكن للقرآن أن يستنكر في آنٍ واحدٍ المثليةَ ويعلن أن الله يخلق كل شيء على أحسن تقويم كما جاء فى الآيتين6-7 من سورة "السجدة": "ذلك عالِم الغيب والشهادة العزيز الرحيم* الذي أحسن كلَّ شيء خلَقَه، وبدأ خَلْق الإنسان من طين"؟ كيف يفسر مَنْ ينتقدونني حقيقة أن الله ، حسب الكتاب الذي يلتزمون به التزاما صارما، خلق عن سابق إصرار ما في العالم من تعددية أخَّاذة، وكما جاء فى الآية 26 من سورة "ص": "وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا. ذلك ظنُّ الذين كفروا، فويلٌ للذين كفروا من النار"، وما جاء كذلك فى الآية 48من سورة "آل عمران" على لسان مريم عليها السلام: "قالت: ربِّ، أنَّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر؟ قال: كذلكِ الله يخلق ما يشاء. إذا قضى أمرا فإنما يقول له: كن، فيكون"؟".(1/2224)
ومن بين الحجج التى شهرتها فى وجوه الأنقياء الذين لا يشاطرونها هذا الدنس قولها عن الرسائل التى تلقتها تعليقًا على إحدى حلقات برنامجها المرنائى الذى تقدّمه فى التلفاز الكَنَدىّ عن اللوطيين والسحاقيات والدفاع عن ميولهم المنحرفة والعمل على ترويجها بين الطبيعيين الذين لم تتلوث فطرتهم الأصلية بهذا القَذَر المنتن: "كلما كنتُ أبثّ تعليقات معادية للمثليين من مسيحيين يستشهدون بالكتاب المقدس، كان من المحتم أن يعقبهم مسيحيون آخرون بتأويلات متسامحة مضادة. هذا لم يحدث قَطّ عندما كان مسلمون يتهجمون عليّ، إذ لم يكن هناك شك، على ما يبدو، في أن المتهجمين ينطقون باسم الإسلام، كل الإسلام. ولا يعني هذا أن المسلمين كافةً دون استئناء يعترضون على المثليين، فإن "الفاتحة" (من الافتتاح الذي يفيد معنى الصدارة في الطليعة) هو اسم مجموعة من المثليين المسلمين لديها فروع في مدن كبرى في عموم أميركا الشمالية وأوروبا. وفي تورنتو على الأقل يحقق حفلُ عشائها السنوي حضورَ بعض الآباء والأمهات المسلمين. ولكن حتى إذا كان الكثير من المسلمين لا يشاطرون إسلامَ الاتجاه السائد أحكامَه المتحاملةَ فإننا لسنا بالعدد الكافي لفتح حوارات مع الاتجاه السائد، وإلا كيف نفسر السبب في أنه ما من مسلم واحد كتب إلى برنامج "تلفزيون شاذ" أو اتصل به ليسوق تأويلا بديلا رحيما للقرآن؟".(1/2225)
ومن هنا كان الإسلام، حسبما أفتت شيخة الإسلام السحاقية، "أكثر جمودا اليوم من نظيريه الروحيين: المسيحية واليهودية... ما كنتُ أعرفه أن المؤمنين في الديانات التي خضعت تاريخيا للإصلاح لا يتصرفون قطعا بعقلية القطيع كما يتصرف المسلمون. فالقادة المسيحيون يدركون التنوع الفكري في صفوفهم. وفي حين أن لكل منهم أن ينفي صلاحية التأويلات الاخرى، والكثير منهم ينفونها، فلا أحد منهم ينكر وجود جملة كاملة من التأويلات. أما اليهود فهم متقدمون بمسافة بعيدة عن الباقين. والحق أن اليهود يشيعون الاختلافات القائمة بإحاطة نصوصهم المقدسة بالتعليقات ودمج المناظرات بالتلمود نفسه. وعلى النقيض من ذلك فإن غالبية المسلمين يتعاملون مع القرآن على أنه وثيقة تُحاكَى ولا تؤوَّل خانقًا قدرتنا على التفكير المستقل". يعنى بالعربى الفصيح أن على المسلمين خلط قرآنهم بما يقوله شيوخهم حتى يصبح البساط أحمديا ويبقى زيتنا فى دقيقنا كما صنع الحاخامات اليهود بالتوراة فى تلمودهم. وبهذه الطريقة لا يكون أحد أحسن من أحد. أى أن على المسلمين مداواة داء اليهود بأن يصابوا به هم أيضا بحيث يفضّونها سيرة فلا يرتفع لهم بعد ذلك صوت فى التنديد بما أحدثه اليهود والنصارى من تحريف فى كتابهم، إذ من ذا الذى يمكن أن تواتيه نفسه عندئذ من المسلمين على أن يفتح فمه بكلمة انتقاد واحدة لأهل الكتاب؟ والله لقد احترنا واحتار دليلنا مع هؤلاء الناس! إنهم يوجعون دماغنا ليل نهار فى إفهام أمخاخنا الزَّنِخَة أن القرآن والحديث فقط (أو القرآن وحده، وطُظّ فى الحديث!) هو الذى ينبغى أن نتمسك به، أما أقوال حاخاماتنا (أقصد مشايخنا. حاجة تبرجل المخ، صحيح!) فهى بنت عصرها الذى لا يصلح أن يكون معيارا لعصرنا. وها هم أولاء الآن يعودون فينادون بأن نخلط أقوال مشايخنا بالقرآن الكريم حتى يصبح لنا تلمود كما لليهود تلمود، ولا نشعر بالدونية تجاههم. يا جماعة، ارسوا على برّ: نفتح(1/2226)
الشباك أم نغلق الشباك؟ ولا إخال القارئ بحاجة إلى أن أقول له إن الهدف فى الحالتين جميعا هو قطع رقبة الإسلام، كلٌّ بطريقته وسِكِّينه!
ومما له مغزاه فى هذا السياق أنها قد وضعت على رأس الفصل الثانى الذى نقلنا منه النص السابق هذا العنوان الموحى: "سبعون حورية". وهذا أمر طبيعى، إذ إن سحاقية مثلها لا يمكن أن تعجبها جنة المسلمين النظيفة التى يستمتع فيها أهلها الاستمتاع الفطرى الطاهر، وتريدها أن تكون جنة شاذة يمارَس فيها اللواط والسحاق، وبالمرة "السادية والمازوكية" (ولم لا؟ هل سندفع لهم شيئا من جيبنا؟)، وذلك حتى تكتمل القعدة وتحلو وتصبح آخر صهللة! وإلا فكيف يستمتع الشواذ بجنة ينقصها تلك الأطباق المتبَّلة التى لا يكون طعام الشواذ شهيًّا بدونها كما تقول كتبهم وأفلامهم وأدبهم؟ (آسف! أقصد قلة أدبهم!). ومما له مغزاه أيضا ألا يجد اللواطيون والسحاقيات اسما يطلقونه على منظمتهم الشاذة إلا "الفاتحة" (أول سورة فى القرآن الكريم) محاولةً منهم وممن وراءهم تدنيس طهارة المصحف (مثلما لم يجد سلمان رشدى اسما يطلقه فى روايته: "الآيات الشيطانية" على الماخور الذى يزعم أنه كان موجودا على أيام الرسول إلا "الحجاب"، وهو ماخور يضم تسع نساء يسمَّيْن: عائشة وحفصة وزينب بنت خزيمة... إلى آخر الأسماء الكريمة لأمهات المؤمنين الطاهرات)، وإن زعمت السحاقية أن اسم منظمة المثليين مأخوذ "من الافتتاح الذي يفيد معنى الصدارة في الطليعة"! ومرة أخرى نجد أنفسنا فى هذا السياق مع التقدميين والشيوعيين، فهم الذين يسمّون أنفسهم بـ"الطليعة" و"الطليعيين"! وبالمناسبة فقد كان الشيوعيون أيضا من بين من رفعوا أصواتهم حتى بُحَّتْ حناجرهم دفاعا عن حق سلمان رشدى فى ممارسة إبداعه، مثلما كانوا على رأس من هبّوا لنصرة حيدر حيدر وتمجيد روايته: "وليمة لأعشاب البحر"، التى حشد فيها كل قواه لدفع الفتاة المسلمة إلى الزنا وإغرائه لها بمقارفته بذريعة(1/2227)
أنها إنما تحطم بهذا الانحرافِ البائسِ قيودَ المجتمعِ المسلمِ الرجعىِّ المكبلةَ لحريتها، وتمارس حقها الطبيعى فى الاستمتاع بجسدها كما يحلو لها دون زواج، كما أنه لم يترك شيئا يعتز به المسلمون إلا تعمد إهانته وسبَّه وتحقيره: بدءا من الله سبحانه وتعالى، ومرورًا بالرسول الكريم والقرآن المجيد الذى جاء به، وانتهاء بالشريعة والعبادات!
على أننا إذا أتينا إلى حُجّتها (أو بالأحرى: شُبْهتها) التى تسوغ بها شذوذها السحاقى وجدناها تردد كلام المشركين الذين كانوا إذا دعاهم الرسول الأكرم إلى نبذ كفرهم وأوثانهم أجابوه فى عناد غبى: "لو شاء اللهُ ما أشركنا ولا آباؤنا، ولا حرَّمْنا من شىء" (الأنعام/ 148). وعجيب أن تردِّد سحاقيتُنا هذا الكلام البدوى المتخلف، وهى التى لا يعجبها الإسلام لأنه، كما تقول بسلامتها، دين قبلى (مثلما لا يعجب البقرةَ الجاحظةَ فتسميه: "ثقافة البعير". ما علينا! خَلِّنا فى إرشاد، فنحن فى غنى عن إضافة بلوى جديدة إلى بلايانا). إننا لو اتبعنا منطق "إرشاد" (لاحظوا أيها القراء كيف أن أحوال هذه البنت كلها معكوسة، فهى تسمَّى: إرشاد، على حين أنها كلها إضلال فى إضلال)، أوقل: إننا لو اتبعنا منطق "إضلال" هذه فلن يكون لذلك من معنى إلا أن نترك أمور الدنيا كلها على ما هى عليه، بحجة أن هذا هو خلق الله. وعلى هذا فلا ينبغى أن نكافح فقرا أو مرضا أو فوضى أو وساخة أو جلافة أو جهلا، أو نسعى إلى تغيير أى شىء أو أى وضع، فهكذا هى الدنيا التى خلقها الله، وإلا فلو كان الله يريد منا أن نغير فيها شيئا لكان قد غيره هو بمعرفته منذ البداية! ثم لماذا كتبت هى كتابها هذا؟ أليست كتبتْه لدعوة المسلمين إلى أن يتغيروا؟ طيب، ماذا لو أن المسلمين طقّتْ فى دماغهم، ولهم عندئذ كل الحق، وقالوا: راسنا وألف برطوشة قديمة لا تغيُّر ولا تغيير؟ فالله قد خلقنا هكذا، بالضبط مثلما خلق إرشاد مانجى سحاقية، ولا يصح أن يفكر أحد فى(1/2228)
تغيير خلقة الله، لأنه سبحانه وتعالى لو كان يريد منا أن نتقدم ونتحضر ونَحُوز رضا المفعوصة السحاقية ومن يقفون وراءها ويَؤُزُّونها علينا لَغَيَّرَنا هو بنفسه ولما أحوجَنا إلى تجشم كل هذا التعب وخوتة الدماغ! هذا هو المنطق الذى تتبعه شيخة الإسلام الجديدة! أم تراها قائلة: "إن هذه الحجة لا تصلح إلا لتسويغ السحاق فحسب، وعندى أنا وحدى، ومن بعدى الطوفان؟". لكن فاتها أن المبدأ الأخلاقى لا بد أن يتميز بالشمولية، فإما أن نأخذ به فى كل مجالات الحياة ونعمِّمه على كل الناس، وإما أن نطرحه بعيدا عنا غير مأسوف عليه.(1/2229)
إن الله قد خلق كل شىء فأحسن خلقه فعلا، لا يشاحّ أحد من المؤمنين فى هذا ولا طرفة عين، إلا أن المقصود بالآية الكريمة هو عكس ما تقوله هذه السحاقية تماما، فالله عندما خلق البشر إنما خلقهم ذكرا وأنثى ليتزاوجوا لا ليلوطوا ويتساحقن، ثم لم يكتف سبحانه بهذا، بل حذرهم اللواط والسحاق ونبههم إلى أن هذا الانحراف إنما هو رِجْسٌ من لدن الشيطان، الذى يوسوس فى صدور بنى آدم فيُصِيخون له أو يُعْرِضون عنه حسبما يختارون فى ضوء ما سبق تنبيههم إليه وما يراه العقل السليم الذى لم يلوثه الهوى المأفون والشهوة المنحرفة المنحطة. لكن سحاقيتنا تريد منا أن نعبث بالقرآن كما عبث أهل الكتاب بكتابهم كى نحلل لها ما هى مرتكسة فيه من شذوذٍ مُنْكَرٍ وَسِخ، وإلا هددتْنا بترك الإسلام، وكأن تركها الإسلام سيقلب موازين الدين والحياة رأسا على عقب! أو كأن الإسلام يريد بقاء هذا العفن فى بيته المعطَّر النظيف، أو كأنها لا تزال مسلمة بعد كل الذى قالته فى حق الله والرسول والقرآن، وبعد كل الذى أتته وتأتيه وتدعو إليه من تصرفات وأفعال شائنة تبعث على القىء! لا يا شيختاه، الإسلام فى غنى عنك وعن شذوذك، فهو كما قلنا دين طاهر كريم، وإلهه طيب لا يقبل إلا طيبا. وما دمت تحبين اليهود وتتفتتين وتذوبين فى هواهم وترَيْنَهم أفضل الخلق، فلماذا تتعبين قلبك مع المسلمين "أولاد الذين" بدلا من أن تأخذى الطريق من قصيره وتلتحقى بسلالة يعقوب الذين يناسبونك ويوافقونك بما سجله عليهم العهد القديم من مخزيات، بدلا من أولاد إسماعيل المفقود منهم الأمل، وكفى الله اللوطيين والسحاقيات متاعب تأليف الكتب وإعداد البرامج التلفازية فى الدعوة إلى الشذوذ؟(1/2230)
لقد سبق أن سمعناها تقول ما تقول فى الموازنة بين الإسلام والشذوذ الذى ابتُلِيَتْ به، وبدلا من أن تستتر بهذه العورة الأخلاقية نراها تجاهر بها وتفاخر وتتهم الأطهار الشرفاء فى أذواقهم وعقولهم وعقيدتهم وتهدد بأنه إما أن يوافق المسلمون على سحاقيتها، وإما أن تترك الإسلام: "عندما جعلني عملي في التلفزيون شخصية عامة أكثر شهرة تطوَّر أملي في التوفيق بين مثليّتي والإسلام إلى واحد من انشغالاتي. وكان المشاهدون يريدون مني أن أُبرِّر حالتي الاستثنائية في الجمع بين هويَّتين. وقد دُفِعْتُ إلى نوبة حادة من المراجعة، بل راودتني حتى إمكانية التخلي أخيرا عن الإسلام من أجل الحب. اسمعوا: أيُّ حافز أفضل من هذا الحافز للتضحية بأي شيء؟". وها هى ذى تكرر هذا المعنى بطريقةٍ غير مباشرةٍ مفهمةً إيانا أنها إن كانت لا تزال حتى الآن مسلمة فذلك بفضل سعة الأفق والتفهم الذى تجده فى القارة الأمريكية ليس إلا. تقصد أنهم لا يجدون فى شذوذها عِوَجًا ولا أَمْتًا، بل يحبونها ويشجعونها ويفتحون لها التلفاز على مصراعيه لتطل من شاشته بطلعتها البهية، وتنشر على الملإ دعوتها السحاقية اللواطية: "روح الاستطلاع هذه هي الهواء الذي أشعر بالامتنان لأميركا الشمالية عليه. ففي كثير من بقاع العالم الاسلامي، إذا كان المرء أكثر مما مقرر له أن يكون، تكون قيمته أقل. وفي كثير من أميركا الشمالية يتمتع المسلمون بالحرية في أن يكونوا ذوي أبعاد متعددة. وهذه هي حال أُناس من شتى الأعراق. وكان من ضحايا 11 سبتمبر (أيلول) في نيويورك الأب ميكال جادج، وهو قس كاثوليكي مِثْلِيّ نعاه الإطفائيون الذين رعاهم طيلة سنوات (قطَّعْتِ قلبنا يا شيخة على هذا القس المأبون!). تعددية البشر، تعددية الأفكار. ولكم أن تجدوا العلاقة بين الاثنين. أنا وجدتُها، وهذه العلاقة أنقذت إيماني بالإسلام، حتى الآن. لو نشأتُ في بلد مسلم لصرتُ على الأرجح ملحدة في قرارة نفسي. ولأني أعيش(1/2231)
في هذا الركن من العالم حيث أستطيع أن أُفكر وأختلف وأغور أعمق في أي موضوع، فقد تعلمتُ لماذا ينبغي أن لا أفقد الأمل بالإسلام بعد". إنها تحمد لله على أَنْ لم تفقد الأمل بالإسلام بعد، فما زال الأمل يراودها فى أن تكسب المسلمين إلى صف دعوتها الشذوذية النجسة! ونحن بدورنا أيضا نحمد الله، الذى لا يُحْمَد على مكروهٍ سواه!
إن العاشقة المغرمة صبابة بميشيل تتساءل باستنكار: "كيف نفسر السبب في أنه ما من مسلم واحد كتب الى برنامج "تلفزيون شاذ" أو اتصل به ليسوق تأويلا بديلا رحيما للقرآن؟". وهى لذلك تتهم الإسلام بأنه "أكثر جمودا اليوم من نظيريه الروحيين: المسيحية واليهودية... ما كنتُ أعرفه أن المؤمنين في الديانات التي خضعت تاريخيا للإصلاح لا يتصرفون قطعا بعقلية القطيع كما يتصرف المسلمون. فالقادة المسيحيون يدركون التنوع الفكري في صفوفهم. وفي حين أن لكل منهم أن ينفي صلاحية التأويلات الاخرى، والكثير منهم ينفونها، فلا أحد منهم ينكر وجود جملة كاملة من التأويلات. أما اليهود فهم متقدمون بمسافة بعيدة عن الباقين. والحق أن اليهود يشيعون الاختلافات القائمة بإحاطة نصوصهم المقدسة بالتعليقات ودمج المناظرات بالتلمود نفسه. وعلى النقيض من ذلك فإن غالبية المسلمين يتعاملون مع القرآن على أنه وثيقة تُحاكَى ولا تؤوَّل خانقًا قدرتنا على التفكير المستقل". باختصار تريد أن ينزل الإسلام على صوت انحرافها وشذوذها، وما هذا تكون الأديان. إن دينا يمهد الطريق لمزاولة كل منحرف انحرافه، وممارسة كل شاذ شذوذه، لا يمكن أن يكون دينا سماويا، بل دينا من لدن الشيطان.(1/2232)
إن الأديان، يا هذه، إنما جاءت لتهذب الغرائز وتحميها من الانحراف والانجراف، أما النفخ فى ضرامها فلا، إذ الشهوات والغرائز ليست بحاجة إلى من ينفخ فيها، فهى مشتعلة بطبيعتها، بل تحتاج إلى من يتعامل معها باحتراس ولباقة. كذلك لم تأت الأديان بمصادرة الغرائز. كلا لا يقول بهذا عاقل. وعلى أية حال لم يأت الإسلام بذلك، بل أتت به أديان أخرى، ولمّا لم تستطع أن تصادر الغرائز وتقمعها بلا رحمة أو هوادة استدارت من الناحية الأخرى وأرخت لها الزمام تماما وتركتها تفعل ما تشاء. والسحاقية المفعوصة تريد منا أن نتلاعب بدين محمد الصافى النقى كما تلاعب غيرنا بدينهم ونسمح لها بالسحاق، وللرجال ممن هم على سُنَّتها باللواط! إننا لو أخذنا بمنطقها هذا الشاذ المنحرف لما بقيت قيمة واحدة كريمة فى الأرض، بل لما بقى دين أو إسلام: فالقاتل الذى يجد لذة فى إزهاق النفوس البشرية سيطالبنا بأن نكون رحماء فنقدم له تأويلا لآيات القرآن الكريم التى تتوعد القتلة بنار جهنم يَقْلِب معناها بحيث تجوِّز له القتل، والسارق الذى يجد لذة فى اغتصاب ما عند الآخرين دون وجه حق سيطالبنا بأن نكون رحماء به ونقدم تأويلا لآيات القرآن الكريم التى تنادى بقطع يد السارق وتهدده بعقاب الآخرة يجعلها تسمح له، لا بتسلق المواسير، فتلك مهمة خطرة، بل بالدخول على أهل البيت الذى يريد سرقته من الباب وفى عز النهار، فيدخل ويقُشّ ما يريد قَشَّه ويخرج مشيعا بالدعوات والأمنيات الطيبة. ويا حبذا لو زاد كَرَمُ المؤوِّل حبتين فأوجب على أهل البيت أن يجهزوا للِّص ما يريد سرقته منهم بعد أن يتصل بهم قبلها بيومين بحيث لا يضيع وقته فى الانتظار فى الصالة، بل يذهب فيجد الصُّرَّة التى تحوى كل ما لذ وطاب مما غلا ثمنه وخف وزنه جاهزة، فيأخذها ويمضى لحال سبيله وهو يغنى "لحن الوفاء" لميشيل وعاشقة ميشيل، لكن بعد توزيعه توزيعا موسيقيا جديدا يناسب المرحلة! ترى هل تريد عاشقة ميشيل(1/2233)
أن يكون عندنا آيات شيطانية تجرى على هذا النحو مثلا: "واللص واللصة أكرموهما وانزلوا لهما عما يريدان سرقته منكم، ومن يشفع ذلك بالدعاء لهما وهما خارجان يحملان ما أخذاه فله ثواب عظيم"، أو "إن اللوطيين والسحاقيات، والساديّين والساديّات، والمازوكيّين والمازوكيّات، أعدت أمريكا لهم ولهن ميشيلين وميشيلات يلوطون بهم ويساحقنهن ويتلذذون بهم وبهن إلى أبد الآبدين، ابتهاجًا بوساخة مقصوفى الرقبة الملاعين". حَنَانَيْكِ يا شيخة الإسلام!(1/2234)
حتى رشاد خليفة المتنبئ الكذاب وأتباعه، الذين كان أحرى بهم، ما داموا يعيشون فى أمريكا ويتبعون ما يخططونه لهم هناك، أن يقولوا بإباحة الشذوذ الجنسى بين الرجال والنساء كما تريد هذه الملعونة الدنسة، هذا النبى الكذاب وأتباعه لم يقولوها رغم ذلك ودانوا هذا الخروجَ على الفطرة التى فطرنا الله عليها، إذ قال متنبئهم تفسيرا لقوله تعالى: "واتَّقُوا فتنةً لا تُصِيبَنَّ الذين ظَلَموا منكم خاصّةً، واعلموا أن الله شديد العقاب" (الأنفال/ 25): "إن الأمة التى تتسامح مع الشذوذ الجنسى مثلا يمكن أن يعاقبها الله بزلزال: A community that tolerates homosexuality, for example, may be hit by an earthquake"، كما كتب أحد أتباعه فى موقعهم المشباكى، وهو م. صديقى، أنه مثلما يخلق الله بعض الناس عُمْيًا فلا يعفيهم عماهم من وجوب اتّباع القانون الإلهى، ويخلق بعض الناس صُمًّا ولا يعفيهم صَمَمهم من وجوب اتّباع ذلك القانون...، فكذلك ينبغى أن يكون الأمر مع مَنْ عندهم ميول جنسية، إذ لا تعفيهم هذه الميول من وجوب اتباع القانون الإلهى ومكافحة ذلك الشذوذ فى أنفسهم بكل وسيلة: طبيةً كانت أو اجتماعية أو نفسيةً أو دينية...إلخ، ولسوف يبرؤون منها إذا صدقت العزائم. وليس فى القرآن ما يمكن أن يسوغ الشذوذ الجنسى بأى حال، وكل من يستسلم لتلك النوازع الشاذة وينزل على حكمها لا على حكم الله فلسوف ينال العقاب الإلهى. أى أن ذلك النبى الكذاب وأتباعه لم يرضَوْا أن يَتَدَهْدَوْا إلى هذا الدَّرْك المنحط من وساخة الجسد والنفس والخلق. وهذا كلام صديقى بنصه كما ورد بموقعهم على المشباك ردًّا على سؤال وجهه أحد رُوّاد الموقع له، وهو سؤال يتكرر كثيرا من القراء حسبما يقول فى التقدمة:
This is a reply to a question like many others we receive on our web site.
QUESTION:<< My question concerns the issue of homosexuality.(1/2235)
Please provide a Quranic spotlight on this contentious issue. Is
homosexuality normal/natural? Is it accepted in Quran? How to
deal with people who are homosexual? Can homosexuals be
submitters?>>
Homosexuality is a sin. Men and women should abstain from any practice
of Homosexuality.
Homosexuality is prohibited in Quran per the example of the people of Lot.
The following verses will make this clear, God willing.
[7:80-81]
Lot said to his people, "You commit such an abomination; no one
in the world has done it before! "You practice sex with the men,
instead of the women. Indeed, you are a transgressing people."
[26:165-166]
"Do you have sex with the males, of all the people? "You forsake
the wives that your Lord has created for you! Indeed, you are
transgressing people."
The Quran forbids any sexual relationship other than in a marriage
between a man and a woman. Many homosexual men and women
claim that they are born with their sexual preferences and that they
have no choice. Although this point is very much in dispute in the
medical world, it has no support in the Quran. Even then, irrespective
of the nature of homosexuality, this matter would not affect the laws
spelled out clearly in the Quran .
We know that this life is a test. Everyone of us has his/her own test.
For example someone may be born blind, but that person is expected
to live his/her life according to God's law. Others are born poor, short,
tall, weak, missing fingers, having big nose...etc but all of them are
expected to follow God's law. Some men or women may never marry in(1/2236)
their life, or spend part of their life without a spouse. As per the Quran
they still have to live a chaste life and avoid any sexual contacts outside a
marriage. They have to suppress their sexual feelings to follow God's law.
It is a major test and not an easy one for many. Only those who submit to
God will do everything they can to follow His law. They know that their
salvation and eternal happiness rests in doing so.
Since God condemns homosexuality, then we have to believe that a
man or a woman with homosexual feelings is expected to behave like
any other human being and follows God's laws if he/she truely believes in
them. He/she shall resist his/her feelings , maintains abstinence , use all
available resources of help including medical, social and behavioral
therapies to overcome their behavior and feelings.
They should pray to God to help them getting over it and submit to God's
law that sees homosexuality as gross sin. Only those who steadfastly
persevere in obeying God's law will they pass their test and confirm their
submission to God.
For a person who asks, "why me?" We know God is the Most
Merciful and Just (16:90) and He will give each one of us a fair
test and a fair chance. He assigns the tests to suite each one of us
and we believe that He will never burden any soul beyond its
means (23:2).(1/2237)
على أن فسوق عاشقة ميشيل عن الإسلام لا يقف عند هذا الحد رغم أنه بهذه الطريقة فسوق بلا حدّ، وفسوق عن كل حدّ. إنها تؤكد أن الإسلام ليس شيئا آخر غير ما جاءت به اليهودية، ومن ثم فلا داعى لاعتقاد المسلمين بأفضلية دينهم لأن هذا الدين الذى يفاخرون به إنما هو مأخوذ من ديانة اليهود: "انتقلتُ إلى ملف ضخم آخر من ملفات حقوق الإنسان: معاملة الذميين. فبسبب التقاليد اليهودية- المسيحية التي يتحدر منها الإسلام فإن لدى القرآن الكثير مما يقوله عن اليهود والمسيحيين. وهو يكيل المديح على إبراهيم، أب الديانات التوحيدية الثلاث. وُيطري عيسى بوصفه "المسيح" أكثر من مرة. ويأتي على ذكر مريم أم عيسى اليسوع إيجابا عدة مرات. يضاف إلى ذلك أن القرآن يذكِّرنا بكون اليهود ينتمون الى أمة "مُفَضَّلة" هي بنو اسرائيل! مفَضَّلون؟ اليهود؟ دقَّقْتُ في بعض الترجمات الإنجليزية للتوثق. إزاء هذه العواطف الحارة تجاه أجدادنا الروحيين يكون من المنطقي أن يشير القرآن على اليهود والمسيحيين بأن يطمئنوا أنْ "لاخوف عليهم ولا هم يحزنون" ما داموا مؤمنين بالله واليوم الآخر كما تنص عليه كتبهم المقدسة.(1/2238)
من جهة أخرى يعتبر القرآن بصراحة أن لا دين إلا الإسلام. غريب. أم يا تُرى أهو حقا غريب؟ فثمة فكرة في غاية الأهمية هنا لا شيء يفوقها أهمية في أوقاتنا المشتتة، وهي تتعلق بسبب ظهور الإسلام أصلا. كل ما ينبغي أن يؤمن به المسلمون نزل على اليهود قبلنا بآلاف السنين. وقد حدث ذلك عندما سار بعض اليهود في طريق الضلال عن الحقيقة المنزَّلة بتحولهم إلى عبادة الأصنام مثل العجل الذهبي، فاستثاروا عليهم غضب الله. (أدري، أدري: أي خالق هذا الذي يغار من مولود بقرة؟ أحسبُ أنه خالق يسعى الى الصلح بين قبائل في احتراب دائم مع بعضها بعضا من خلال المحور الجوهري المتمثل في ديانة مشتركة). نعود الى البقرة. فإن انبعاث الوثنية اقتضى إرسال واحد آخر من أبناء إبراهيم لتذكير عالم الساميين بحقيقة ربه، فكان مجيء اليهود، وكذلك نزول الكتاب المقدس الذي يجمع كتب موسى العبرانية (تُعرَف عند المسيحيين باسم العهد القديم ). ولكن في النهاية بدأ بعض المسيحيين يدَّعون أن المسيح هو الله، فضلا عن كونه ابن الله، وليس رسولا آدميا اصطفاه الله الواحد الأحد. لقد كانت الوثنية تهدد برفع رأسها (أو رؤوسها) من جديد.(1/2239)
لذا في حوالي سنة 610 ميلادية عاد الله إلى قائمة المرشحين للنبوة واختار محمدا، وهو حفيدٌ آخَرُ من أحفاد إبراهيم، لتطهير كلامه المنزَّل من الفساد الذي أعاثه فيه اليهود والمسيحيون. وأينما فتحتُ القرآن لم أكن قط بعيدة عن رسالةٍ كثيرا ما تتكرر بأن ما سبقه من كتب مقدسة جدير بالتبجيل. مرحبا بكم إلى الفكرة ذات الأهمية البالغة التي لمَّحتُ إليها قبل لحظات: أن الجهل القَبَلي لا يمكن أن يكون حقيقة. وعندما أعدتُ قراءة القرآن للتبصر في "الآخر" وجدتُ أن اليهود ليسوا كلهم الذين يُقال للمسلمين أن يجتنبوهم، بل فقط أولئك الذين يسخرون من الإسلام بوصفه دينا كاذبا على نحو متأصل. وينبغي على المسلمين أن لا ينكروا صحة الديانة اليهودية، وإلا فإنهم يسيئون إلى دينهم ذاته.(1/2240)
ولكن إذا كانت اليهودية والإسلام ديانة واحدة فما هي الحكمة في جعلهما كيانين منفصلين؟ وعلى الغرار نفسه ما الحكمة من الإبقاء على المسيحية؟ أو الهندوسية؟ أو البوذية؟ أو السيخية؟ ولكم أن تملأوا الفراغات التي تلي ذلك. لماذا لا نتخلى عن إحساسنا الدفين بالتفوق وننظر إلى بعضنا بعضا على أننا من صنع خالق واحد؟ القرآن لا يتهرب من هذا السؤال الأكثر تنكيدا من الأسئلة الأخرى كلها، فهو يقول إن الله جعل لكل قوم شرعة لحفزهم على التسابق من أجل عمل الخير معترفا أن عمل الخير لن يكون ممكنا إذا اشتبكنا في خلافات على مَنْ هو "الأحق" في تنفيذ مشيئة الله. أنا وأنتم لا علم لنا، وعلينا أن نتخطى هذه المعضلة. والقرآن يؤكد لنا أن الله سيتكفل بتسوية خلافاتنا المذهبية حين إليه نعود. في هذه الأثناء فإن التسابق على عمل الخير إنما هو دعوة تحولت من الشطارة في عالم المال والأعمال إلى الإبداع الفني في تناول الطينة المقدسة ذاتها والدأب على تحسين جمال ما صُنع منها. ويتلازم مع هذه الممارسة الدافع الآخر لقرار الله أن يخلقنا أقواما ومِلَلاً شتى: لكي نشعر بوجود حافز يغرينا بالتعارف على بعضنا بعضا. فالأمر كما لو أن الخالق يريد لنا أن نستخدم الاختلاف كاسحة جليد بدلا من استخدامه ذريعة للانكفاء إلى زوايا متقابلة.(1/2241)
أقر بأن هذا ما بودي أن يكون المعنى من الألف إلى الياء. ولكن كل شيء مطروح للتأويل لأن القرآن يشير على المسلمين بأن لا يتخذوا من اليهود والمسيحيين أصدقاء لهم كيلا نصبح "منهم". وهو يتحدث عنـ"ـهم" بوصفهم من "القوم الظالمين" الذين لا يهديهم الله. وثمة كلام عن إنزال أذى شديد وضرب رقاب وفرض الجزية على أهل الكتاب أتاوة لقاهريهم المسلمين. كلام مخيف بحق، وهذه المقاطع تضفي صدقية على أولئك المسلمين الذين يديرون ظهورهم إلى الوئام بين الأديان. وعند هؤلاء يجوز للذميين أن يوجَدوا، ولكن قطعا ليس على أساس من التكافؤ مع المسلمين، وقطعا ليس على مستوى واحد معهم، لأن الإسلام ليس مجرد دين آخر يضاف إلى بقية الأديان، بل يعلو عليها جميعا بحكم كونه دين الحق، ورسوله خاتم الأنبياء في خدمة الواحد الأحد. إنه لخيار أن يُقْرَأ القرآن على هذا النحو. أوَليس كذلك؟ ولكننا لسنا واعين بهذا الخيار.
لعل أحدكم يحتج قائلا: "تمهلي، فأنا لا أختار هذا التأويل بالمرة. وأنا لا أُريد أن أضرب جاري لاحتفاله بعيد هانوكا، فلا تحسبيني على كارهي اليهود. إني إنسان حسن الطوية بحق السماء". نعم، إنك على الأرجح حسن الطوية. فلتسأل نفسك من باب هذه الطيبة: هل اخترتُ أن أتحدى الاعتقاد الشائع بين مسلمي الاتجاه السائد بأن الإسلام متفوق على المسيحية واليهودية؟ إننا غارقون في نرجسيتنا الروحية حتى أن غالبية المسلمين لا يفكرون مرتين، أو حتى مرة، في الضرر الذي يمكن أن يُلْحِقه هذا الموقف بالعالم. نحن نتقبله فطريا مطلِّين بين حين وآخر من تحت الرمال حيث دفنَّا رؤوسنا لنلحظ وجود "المتطرفين"، وأحيانا لا نلحظ وجودهم حتى وقتذاك".(1/2242)
ولا بد فى البداية من التنبيه إلى أن كل اعتماد الكاتبة السحاقية فى دراسة القرآن واستخلاص أحكامها منه وعليه، كما ذكرت هى، على الترجمة الإنجليزية لا غير، فلا محاولة لتعلم اللغة العربية لقراءته فى أصله العربى بدلا من الترجمة التى لا يمكن أن تنقل الأصل أبدا مهما كانت عبقرية المترجم كما هو معروف، كما أنها لم تَسْعَ بتاتًا لمعرفة أسباب النزول أو المكى والمدنى مثلا أو كيفية التفرقة بين الخاص والعام من النصوص القرآنية، أو للاطلاع على وقائع السيرة من مصادرها الإسلامية، وهذا إن صدَّقْنا أنها هى مؤلفة هذا الكتاب، ولم يؤلفه أحد المستشرقين أو المبشرين وانحصر دورها فى وضع اسمها على غلافه، إذ إن الروح التى تسود الكتاب هى روح عدائية لكل ما هو مسلم وإسلامى، سواء تعلق الأمر بالقرآن أو الرسول أو المسلمين، فهو يدين المسلمين والإسلام دائما، ويسوّغ ما يفعله الغرب واليهود بهم على طول الخط، والخطأ باستمرار من نصيبهم، والصواب ضربةَ لازبٍ من نصيب أعدائهم. بيد أن هذه مسألة أخرى لا أقف عندها الآن، وقد يكشف حقيقتَها التاريخ. وبالإضافة إلى ذلك فهو مكتوب بحِرْفِيّة واضحة، والروح السارية فيه روح غربية مخابراتية لا تخطئها العين ولا الأذن، والخبث والدهاء اللذان يغلِّفانه: سواء فى الأسلوب الكتابى أو فى طريقة العرض أو فى التلاعب بمنطق العقل ونصوص القرآن، وإن كانا لا ينطليان على من عنده مُخّ، أكبر من أن تستطيعهما فتاةٌ غِرَّةٌ وسحاقيّة مثلها، بل يتطلب نابًا شيطانيًّا أزرق من عتاة المستشرقين الكارهين للإسلام من أمثال برنارد لويس اليهودى وشيعته.(1/2243)
إنها تخلط بين الأمور خلطا شنيعا: فالقرآن مثلا يتحدث عن التوراة والإنجيل بوصفهما كتابين سماويين صحيحين، فتأتى هى وتتحدث عن أن المقصود هو كتب اليهود والنصارى الحاليّة رغم ما ورد فى القرآن أيضا أن ما بأيدى القوم الآن هو شىء آخر غير ما نزل على أنبيائهم، فقد حرَّفوا كتبهم ونَسُوا بعضها وعبثوا ببعضها، وإلا أفيمكن أن يكون ما نقرؤه فيها عن تصوير الله فى مواضع غير قليلة من العهد القديم تصويرا وثنيا يجسِّده سبحانه، وعن آدم وأنه ابن الله، وعن نوح وسُكْره وانكشاف سوأته، وعن لوط وسَقْى بنتيه إياه خمرا ومضاجعة كل منهما له وحبلهما منه، وعن إبراهيم ورضاه بالتدييث على زوجته، ويعقوب ومصارعته لله وتكتيفه إياه، وعن هارون وصنعه العجل الذهبى ليعبده بنو إسرائيل، وداود وزناه بزوجة جاره وقائده العسكرى وقتله إياه تآمرا وغدرا، وسليمان ومساعدته لزوجاته فى عبادة آلهتهن الوثنية فى بيته ونَظْمه لـ"نشيد الأناشيد" المفعم بالعهر وتزيين الشهوات الجنسية، والمسيح وتعمُّده على يد يحيى، والمفروض أن يحيى ما هو إلا واحد من عباده ما دام هو الله، وطمع إبليس فى اختبار إيمانه وأخلاقه رغم أنه هو رب إبليس وكل الأباليس الذين فى الدنيا أجمعين، وموته على الخشبة رغم ما جاء فى العهد القديم من أن من عُلِّق على خشبة فهو ملعون، وتأكيده أنه ما جاء لينقض الناموس بل ليكمله ثم نقْضه للتوّ لكل النواميس التى أتى بها موسى، ثم بولس وزعْمه أنه رأى الله (أى المسيح) فى السماء عيانا بيانا وتخبُّطه فى الحديث الذى ادعى أنه دار بينهما بما لا يدخل العقل...، أفيمكن أن يكون هذا كله وأمثاله، وهو كثير جدا، هو ما يقول القرآن عنه إنه وحى سماوى ويوجب على المسلمين تصديقه والإيمان به؟ لذلك فإن المسلم يؤمن أن ما جاء به محمد هو وحده الدين الصحيح. ولسوف نرى بعد قليل أن اليهود يرَوْن أن دينهم هو وحده الدين الصحيح. ولم يقل أحد لهم شيئا، فكل إنسان حر فى أن(1/2244)
يعتقد ما يشاء، ويوم القيامة نمثل أمام الديان فيحاسبنا على ما كنا نقول ونعتقد، ويتبين الحق من الباطل، والرشد من الغَىّ.
أما قوله تعالى الذى استشهدتْ به مانجى من أن اليهود والصابئين والنصارى لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فلا يعنى ما تريد أن تُدْخِله فى رُوع القراء من أن أولئك الأقوام داخلون الجنة حتى لو بَقُوا على أديانهم المنحرفة، بل تعنى أن الباب فى الإسلام مفتوح أمام أهل الأرض جميعا للإيمان بدعوة محمد والنجاة من ثمّ فى الآخرة حتى لو لم يكونوا من العرب الذين آمنوا فى البداية بمحمد، إذ العبرة فى الدين الخاتم أنه دين عالمى لا دين عصبية قبلية أو قومية مثلا. ولهذا نجد أن الإسلام قد علَّق تلك النجاة على إيمانهم بالله واليوم الآخر وعملهم الصالحات: "إن الذين آمنوا، والذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا، فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " (المائدة/ 69. وفى البقرة آية أخرى مشابهة لهذه هى الآية 62)، والإيمان بالله واليوم الآخر لا يصح إلا إذا آمن الشخص بجميع الأنبياء والمرسلين بما فيهم، بل وعلى رأسهم، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك واضح من الآيات التالية: "إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرّقوا بين الله ورسله ويقولون: نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعضٍ ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا* أولئك هم الكافرون حقا، وأعتدنا للكافرين عذابًا مهينا" (النساء/ 150- 151)، "وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ مصدِّقُ الذى بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها. والذين يُؤْمِنون بالآخرة يُؤْمِنون به، وهم على صلاتهم يحافظون" (الأنعام/ 92)، "قال: عذابى أُصِيبُ به من أشاء، ورحمتى وسِعَتْ كل شىء، فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون* الذين يتَّبِعون الرسولَ النبىَّ الأُمّىَّ الذى يجدونه مكتوبًا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم(1/2245)
عن المنكر، ويُحِلّ لهم الطيبات ويُحَرِّم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصْرَهم والأغلال التى كانت عليهم. فالذين آمنوا به وعزَّروه ونصَروه واتَّبَعوا النور الذى أُنْزِل معه أولئك هم المفلحون" (الأعراف/ 156- 157)، وغير ذلك. وما من مرة أثنى القرآن على أحد من أهل الكتاب إلا كان بعد دخوله الإسلام، إلا أن بعض ذوى الأهواء يَبْغُون منا أن نقرأ النصوص القرآنية بقلوب مريضة وعيون عمياء، لكن كيف يبصر الأعمى ومن فى قلبه مرض؟ وعلى هذا فليس فى القرآن أى تناقض، لا فى هذه القضية ولا فى غيرها كما تزعم مانجى أو من كتبوا لها الكتاب، بل ينبغى أن نقرأ كتاب الله فى كُلّيّته وشموله ولا نجعله عِضِين. وإذا دقق القارئ فى الطريقة الترقيمية التى كُتِبَتْ بها الآية السابقة فسوف يتضح له ما أقصد. ونستطيع أن نعيد كتابتها بطريقة ترقيمية أخرى كى تزداد الأمور اتضاحًا: "إن الذين آمنوا (والذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا) فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ". ذلك أنه لا معنى لاشتراط الإيمان بالله واليوم الآخر فى حالة المؤمنين، أى المسلمين، وهم الطائفة المذكورة فى بداية الكلام، إذ هم مؤمنون فعلا، على عكس الحال مع اليهود والصابئين والنصارى الذين لم يؤمنوا بمحمد بعد، ومن ثم فلا يُعَدّون مؤمنين كما بيّنّا قبلا من خلال آيات القرآن الكريم.(1/2246)
وقد عادت مانجى لترديد ذات الكلام فى ردها على فتاة تقول إنها كانت مسلمة ثم لم تجد سكينة روحها فى الإسلام، فتركته إلى اليهودية حيث تعيش الآن فى سعادة وسلام، لكنها تخشى أهلها الذين يهدِّدونها بأن دمها الآن أصبح مهدَرًا بسبب ارتدادها (ياى! ياى!)، فردّت مانجى قائلة لها: إنك تستطيعين أن تجيبى أهلك بأنك، وإن ارتددت عن الإسلام، فإنك الآن واحدة من أهل الكتاب، الذين يكنّ لهم الإسلام كل احترام ويبشرهم بالنجاة فى العالم الآخر، أى بالجنة! وأرجح الظن، بل لا أظننى أجازف ولا ذرةً من مجازفة إذا قلت إننى متيقن بنسبة 99,9% على طريقة نتائج الانتخابات العربية، أن السؤال والجواب مصنوعان صناعةً من أجل تجرىء المسلمين على الردة عن طريق طمأنتهم على مصيرهم فى العالم الآخر، ولكن بعد خراب بصرة إن شاء الله. وليقابلونى إن راحوا رائحتها ولو على بُعْد سبعين خريفا! وهو نفسه ما ضحك به مستشرق فرنسى على السيدة زبيدة المصرية زوجة مينو القائد الثالث للحملة الفرنسية على مصر، الذى أعلن إسلامه كذبا ونفاقا واتخذها زوجة حتى ينسبك الدور على المصريين ويطمئنوا إلى الاحتلال الفرنسى، إذ بعد أن فشل الاحتلال ورجع هذا القائد إلى بلاده ارتد عن الإسلام بعد أن لم تعد به حاجة إلى تمثيل الدور الخسيس، وأراد تعميد ابنه منها وتحويله إلى النصرانية، فجاء المستشرق المذكور وزعم لأم الطفل المسكين أن القرآن يسوى بين المسلمين وأهل الكتاب فى أنهم جميعا لهم الجنة كما تقول سحاقيتنا البائسة، أو بالأحرى: كما يقول من كتبوا لها الكتاب. وعلى كل حال هذا هو السؤال والجواب فى لغتهما الأصلية كما وجدتُهما فى موقع المفعوصة:(1/2247)
"About a year ago, I chose to leave Islam and convert to Judaism. I went through the one-year Judaism course and was more and more convinced that I had done the right thing. For the first time, I was able to really feel God’s presence and worship him. The struggle against my family and society was very difficult. I was told by the local Imam and by my family that I am Kafir [unbeliever facing eternal damnation] and that it is allowed by Islam to kill me because changing one’s faith is even worse than murder. If I could only explain to them that this is EXACTLY why I left why I left Islam – because it has become so violent and primitive. When I read your book, I was filled with hope. Maybe one day, people who choose to leave Islam will not be legitimate targets and will be able to express themselves freely.” - RJ
Irshad replies: You might wish to remind your family that, as Jew, you’re still part of “Ahl al-Kitab” or “People of the Book.” According to the Koran, People of the Book are to be respected: “Believers, Jews, Christians, and Sabaeans — whoever believes in God and the Last Day, and who does what is right — shall be rewarded by their Lord; they have nothing to fear or regret” (2:62)".(1/2248)
هذا عن الكتاب المقدس فى عجالة سريعة، فماذا عن اليهود؟ إن الإسلام لا يدعو إلى كراهيتهم ولا يغرى أتباعه بالعدوان عليهم ولا على أى أمة أو شعب آخر، فالعدوان فى الإسلام مرفوض ومجرَّم عند الله كما بينتْ آيات وأحاديث كثيرة معروفة لكل إنسان، لكن ليس معنى هذا أن يسكت المسلم على ما يوجَّه له ولدينه من عدوان تحت شبهة أن عليه احترام الآخرين، لأنه إذا لم يحترمنى الآخرون فمن واجبى أن آخذ حقى بيدى. فما بالنا لو كان الأمر أدهى من ذلك وأطمّ على نحو ما هو حادث بيننا وبين الغرب منذ قرون من سبّه لديننا وإساءته إلى رسولنا (وما القرآن الأمريكى المزيَّف المسمَّى زورا وبهتانا بـ"الفرقان الحق" ببعيد، لا ولا تدنيس المصاحف بإلقائها فى مراحيض معتقلات جوانتانامو بممكن نسيانه أو التغاضى عنه إلا إذا كان قد فُقِد منا الأمل البتة)، وكذلك احتلاله بلادنا واغتصابه ثرواتنا واعتداؤه على حريتنا واقتطاعه جزءا غاليا عزيزا من أرض الإسلام وإعطاؤها لليهود الذين لم يكذِّبوا خبرا فانقضوا على الفلسطينيين تقتيلا وتهجيرا وهدما للمنازل ومصادرة للحقول وخلعا لأشجار الزيتون وتضييقا عليهم فى السفر والعودة، وكلما أنّ الفلسطينيون وقاموا بعشر معشار ما ينبغى أن يقوموا به دفاعا عن وجودهم وأرضهم وأولادهم ونسائهم هَبَّ أمثال هذه السحاقية يولولون ويجأرون بالصراخ والعويل أسًى على اليهود المساكين المسالمين واتهامًا للفلسطينيين المتوحشين اللاإنسانييين! ترى ما هو المراد منا؟ أن نسكت على ما ينزل بنا من هوان وعسف وتقتيل ونسف للبيوت وهتك لأعراض النساء واغتيال لأحلام الحاضر والمستقبل؟ إن الغرب يضربنا بالسلاح النووى ويوقع منا القتلى بعشرات الآلاف وينسف البيوت والمساجد والمؤسسات نسفًا، فإذا فكَّر أحدنا أن يردّ عليه بحجر أو بطلقة بندقية أو بقنبلة أو بسيارة مفخَّخة تُوقِع قتيلين أو عشرة أو حتى عشرين هاجَتِ الدنيا علينا وماجَتْ وقيل إننا قتلة(1/2249)
وحشيون!
وفى ضوء هذا ينبغى النظر إلى ما جاء من آيات تهاجم اليهود والنصارى وتدعو إلى قتالهم كقوله تعالى فى الآية 29 من سورة "التوبة" مثلا: "قاتلِوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرِّمون ما حرَّم الله ورسوله ولا يدينون دِينَ الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون"، فالبنت السحاقية التى تريد أن نرسِّمها حاخامةً للإسلام تولول وتلطم خديها وتشد شعرها كالمجانين استعظاما واستنكارا، متجاهلة (هى أو من كتب لها الكتاب) أن الكلام هنا ليس عن أهل الكتاب بإطلاق، بل عن النصارى، وليس النصارى بإطلاق، بل عن الروم، وليس الروم بإطلاق، بل الروم فى سياقٍ معيَّنٍ هو سياق تآمرهم على الدولة الإسلامية الناشئة وتحريكهم الجيش إلى حدود بلاد العرب للاحتكاك بالمسلمين وتوجيه ضربة غادرة إليهم، فكان لا بد أن يقول القرآن لهم: لا تتركوا هؤلاء العلوج يفلتون دون عقاب! لكن السحاقية البائسة التى تحرِّض الغرب كله على المسلمين على طول الكتاب وعرضه كانت تريد من الرسول والصحابة أن يفتحوا بلادهم على مصاريعها ويرحّبوا بكلاب الروم.(1/2250)
مثال آخر: لقد كان اليهود فى المدينة إذا ما سمعوا الأذان سخروا بالمؤذِّن وشبهوه بالحمار الذى ينهق وتهكَّموا بالحركات التى يأتيها المصلون تهكمًا سفيهًا، فنزلت الآيات التالية: "وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخَذوها هُزُوًا ولَعِبًا. ذلك بأنهم قومٌ لا يفقهون* قل: هل تنقمون منا إلا أن آمنّا بالله وما أُنْزِل إلينا وما أُنْزِل من قبلُ وأن أكثركم فاسقون؟* قل: هل أنبِّئكم بشرٍّ من ذلك مثوبةً عند الله؟ مَنْ لَعَنه الله وغَضِب عليه وجعل منهم القِرَدة والخنازير وعَبَدَ الطاغوت. أولئك شرٌّ مكانًا وأضلّ عن سواء السبيل" (المائدة/58- 60). (لا بد أن أصارح القراء هنا بأنى لا أستطيع أن أنسى ما قاله شريف حتاتة فى حق الأذان والمؤذنين!). ثم إن الذى يسمع كلام هذه الشاذة الموتورة ولا يعرف حقيقة الأمر قد يصدِّق ما تقوله عن اليهود وسماحتهم وسعة أفقهم ورقَّتهم مع مخالفيهم فى الدين واستعدادهم لفدائهم بأرواحهم، على حين أن الواقع يفقأ عينها هى ومن يتشدد لها. ولقد أُجْرِىَ استطلاع للرأى فى أوربا منذ وقت غير بعيد، فكان رأى الأغلبية أن إسرائيل هى أكبر مهدِّد للسِّلْم العالمى. ولا ننس أن الأوربيين هم الذين يقومون بمطالب إسرائيل بعد الأمريكان، وأنهم هم الذين تآمروا على العرب والمسلمين لمصلحتهم وخلقوا إسرائيل خلقا، فلا يمكن أن يتهمهم متهم بالانحياز للعرب والإجحاف باليهود.(1/2251)
ثم لماذا نجد اليهود على مدى التاريخ مكروهين من جميع الأمم التى عاشرتهم، وعلى رأسهم الأوربيون الذين ظلوا يذيقونهم صنوف الأذى والتنكيل حتى العصر الحديث حين خططوا لاتخاذهم شوكة مسمومة يغرسونها فى خاصرة المسلمين، فعندئذ (وعندئذ فحسب) رأيناهم يغيرون أسلوبهم فى التعامل معهم؟ وبالمناسبة فإن شهر العسل الذى يقوم أحيانا بين اليهود ومن يوادّونهم لهذا السبب أو ذاك مما يمثل الشذوذ على القاعدة لا يدوم طويلا كما تقول كلمة التاريخ التى لا تكذب. ولا نظن أن مصير شهر العسل الغربى- اليهودى سيكون أفضل من الشهور السابقة التى كانت بينهم وبين الأمم الأخرى. وعلى أية حال فالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يفيض باللعنات والدمدمات على اليهود، ويتهمهم بالكفر والارتكاس فى مستنقع الوثنية الدنس دائما أبدا، ويشتمهم ويسبهم سبًّا لم يسبه لهم أشد خصومهم: لعنات ودمدمات من الله ومن رسلهم وأنبيائهم. أفلا يكفى هذا لكى تكفّ المسكينة التاعسة البائسة عن كذبها وجنونها المستعر ضد الإسلام والمسلمين؟ ثم إن كتابهم هذا ينهاهم عن إبداء أى قدر من الرحمة أو الفهم فى التعامل مع الأمم الأخرى فى الحرب ويشرِّع لهم إفناءهم بما فى ذلك الحيوان الأعجم بحيث لا يتركون كائنا واحدا يتردد فى صدره نَفَس من حياة، كما يدعو على تلك الأمم ويتفنن فى تصوير ما ينتظرهم من وبالٍ ونكالٍ، ودمارٍ وبوار! فضلاً عن أن التلمود، حسبما يقول العارفون به، يقنِّن لليهودى أن يصنع بالأممى ما يشاء دون أن يكون عليه لوم، يستوى فى ذلك السرقة والربا والغدر والخداع والقتل والزنا... المهم أن يتأكد أنه لا يعرّض نفسه بهذا إلى أية مسؤولية! "ذلك بأنهم قالوا: ليس علينا فى الأميين سبيل" كما سجل عليهم القرآن الكريم!(1/2252)
وقد قرأتُ فى أحد المواقع المِشْبَاكِيَّة اليهودية التى تتحدث عن التلمود، وهو موقع "Judaism 101"، ما يقول الحاخامات فيه عن مصير غير اليهود فى العالم الآخر: فالمسلمون الصالحون المتمسكون بدينهم، رغم إيمانهم بالله الذى يعبده بنو إسرائيل مع اختلاف تسميته عندهم، لن يكون لهم مكان فى ذلك العالم لأنهم لا يؤمنون بالتوراة الموجودة فى أيدى اليهود حاليًّا (وهى التوراة التى يعتقد المسلمون أنها قد حُرِّفت وأعطينا أمثلة منها قبل قليل تدل على أنها لا يمكن أن تكون نزلت من عند الله على وضعها هذا، على عكس التوراة الحقيقية التى اختفت والتى يؤمن بها المسلمون من كل قلوبهم ويجلّون الرسول الذى حملها وأتى بها إلى قومه). كما أنهم، وإن آمنوا بوصايا نوح السبعة تمام الإيمان (إذ الشرك والوثنية والتجديف فى حق الله والقتل والزنا والسرقة ولحم الحيوان الحى، كل ذلك حرام عندهم ويجرِّمونه)، لن يُكْتَب لهم الخلود رغم ذلك فى الآخرة لأنهم لا يؤمنون بها من خلال التوراة الموجودة فى أيدى البهود الآن. أما النصارى فرغم إيمانهم بأن التوراة التى بأيدى اليهود حاليا قد نزلت من عند الله لن يُكْتَب لهم الخلود فى الدار الآخرة رغم ذلك، بل سينالهم الفناء بسبب إيمانهم بالثالوث، الذى يؤكد اليهود أنه لون من الوثنية. وهذا هو نص الكلام فى أصله الإنجليزى:(1/2253)
“Not all religious Gentiles earn eternal life by virtue of observing their religion: While it is recognized that Moslems worship the same God that we do (though calling him Allah, He is the same God of Israel), even those who follow the tenets of their religion cannot be considered righteous in the eyes of God, because they do not accept that the Written Torah in the hands of the Jews today is the original Torah handed down by God and they do not accept the Seven Laws of Noah as binding on them.
While the Christians do generally accept the Hebrew Bible as truly from God, many of them (those who accept the so-called divinity of Jesus) are idolaters according to the Torah, punishable by death, and certainly will not enjoy the World to Come. But it is not just being a member of a denomination in which the majority are believers in the Trinity that is idolatry, but personal idolatrous practice, whatever the individual's affiliation”…
According to Torah tradition, God gave Noah and his family seven commandments to observe when he saved them from the flood. These commandments, referred to as the Noahic or Noahide commandments, are learned by tradition but also suggested in Genesis Chapter 9, and are as follows:
1. not to commit idolatry
2. not to commit blasphemy
3. not to commit murder
4. not to have forbidden sexual relations
5. not to commit theft
6. not to eat flesh cut from a living animal
7. to establish courts of justice to punish violators of the other six laws.(1/2254)
These commandments may seem fairly simple and straightforward, and most of them are recognized by most of the world as sound moral principles. But according to the Torah only those Gentiles who observe these laws because God commanded them in His Torah will enjoy life in the World to Come: If they observe them just because they seem reasonable or because they think that God commanded them in some way other than in the Torah, they might as well not obey them so far as a part in the World to Come is concerned(1/2255)
ولنقرأ كذلك هذه النصوص التلمودية عن المسيح التى زوَّدَنا بها مايكل هوفمان 2 فى موقعه الذى يفضح فيه ما يقوله اليهود فى تلمودهم عن ذلك النبى عليه السلام: "يقول السنهدرين B 107:"...نصب المسيح حجرا، ثم اتخذه صنما وركع له. كما أنه قد مارس السحر وحرَّض بنى إسرائيل وأضلَّهم". (التلمود البابلى/ مجلد 21/ تراكتيت سنهدرين/ ج 7/ ترجمه إلى الإنجليزية الحاخام آدين شتاين زالتس/ راندم هاوس/ نيويورك/ حقوق الطبع محفوظة لمعهد إسرائيل للمنشورات التلمودية 1999م)... والآن إلى نصٍّ تلمودىٍّ آخَرَ حول المسيح من السنهدرين B43: "وفى ليلة الفصح أُعْدِم يسوع الناصرى. لقد مارس السحر وحرض بنى إسرائيل وأضلهم... ترى أكان يستحق البحث عن حجة للدفاع عنه؟ لقد كان محرِّضًا، وجاء فى التوراة: لا ينبغى أن تَعْفُوا عنه، ولا أن تخفوه!... إن بعض طبعات الجيتين 57a التى خضعت للرقابة والمتابعة تستبدل باسم "المسيح" اسم "مذنب (أو مذنبى) بنى إسرائيل". ويتضمن الجيتين 57a من التلمود هجوما بذيئا وفاضحا على المسيح يتعلق بنوع من العقاب يُفْتَرَض أنه يقاسيه بعد وفاته. وكالعادة نرى الـ"إيه دى إل" تتجنب إيراد كلام الجيتين 57a، ومن ثم كان علينا أن نفضح المحتوى القبيح والمريض لهذا القسم من التلمود. وهذا هو النص المقصود: "ثم مضى ( أى الحاخام) وأقام بتعويذاته مُذْنِبى بنى إسرائيل من الأموات، وسألهم:... ما عقوبتكم؟ فردّوا قائلين: هى إلقاؤنا فى خراءٍ يغلى".(1/2256)
والغريب أن يصدّع واضع الكتاب أدمغتنا بالكلام عن الخشونة التى يعامل بها المسلمون اليهود، ناسيًا أن العهد القديم يذكر عن بنى إسرائيل وعن قوادهم، بفخرٍ مجلجلٍ، ما يدل على ما كانوا يعاملون به الآخرين من قسوة مفرطة ليس فيها أدنى مراعاة لضميرٍ أو قانونٍ، فضلاً عن أنه يَعْزوه إلى بركة الله ورضاه عنهم. من ذلك مثلا ما جاء فى الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر "التكوين" على النحو التالى: "1وَخَرَجَتْ دِينَةُ ابْنَةُ لَيْئَةَ الَّتِي وَلَدَتْهَا لِيَعْقُوبَ لِتَنْظُرَ بَنَاتِ الأَرْضِ 2فَرَآهَا شَكِيمُ ابْنُ حَمُورَ الْحِوِّيِّ رَئِيسِ الأَرْضِ وَأَخَذَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَأَذَلَّهَا. 3وَتَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِدِينَةَ ابْنَةِ يَعْقُوبَ وَأَحَبَّ الْفَتَاةَ وَلاَطَفَها. 4فَقَالَ شَكِيمُ لِحَمُورَ أَبِيهِ: «خُذْ لِي هَذِهِ الصَّبِيَّةَ زَوْجَةً». 5وَسَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ نَجَّسَ دِينَةَ ابْنَتَهُ. وَأَمَّا بَنُوهُ فَكَانُوا مَعَ مَوَاشِيهِ فِي الْحَقْلِ فَسَكَتَ يَعْقُوبُ حَتَّى جَاءُوا. 6فَخَرَجَ حَمُورُ أَبُو شَكِيمَ إِلَى يَعْقُوبَ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ. 7وَأَتَى بَنُو يَعْقُوبَ مِنَ الْحَقْلِ حِينَ سَمِعُوا. وَغَضِبَ الرِّجَالُ وَاغْتَاظُوا جِدّاً لأَنَّهُ صَنَعَ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِمُضَاجَعَةِ ابْنَةِ يَعْقُوبَ. وَ«هَكَذَا لاَ يُصْنَعُ». 8وَقَالَ لَهُمْ حَمُورُ: «شَكِيمُ ابْنِي قَدْ تَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِابْنَتِكُمْ. أَعْطُوهُ إِيَّاهَا زَوْجَةً 9وَصَاهِرُونَا. تُعْطُونَنَا بَنَاتِكُمْ وَتَأْخُذُونَ لَكُمْ بَنَاتِنَا 10وَتَسْكُنُونَ مَعَنَا وَتَكُونُ الأَرْضُ قُدَّامَكُمُ. اسْكُنُوا وَاتَّجِرُوا فِيهَا وَتَمَلَّكُوا بِهَا». 11ثُمَّ قَالَ شَكِيمُ لأَبِيهَا وَلإِخْوَتِهَا: «دَعُونِي أَجِدْ نِعْمَةً فِي أَعْيُنِكُمْ. فَالَّذِي تَقُولُونَ لِي أُعْطِي. 12كَثِّرُوا عَلَيَّ(1/2257)
جِدّاً مَهْراً وَعَطِيَّةً فَأُعْطِيَ كَمَا تَقُولُونَ لِي. وَأَعْطُونِي الْفَتَاةَ زَوْجَةً». 13فَأَجَابَ بَنُو يَعْقُوبَ شَكِيمَ وَحَمُورَ أَبَاهُ بِمَكْرٍ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ نَجَّسَ دِينَةَ أُخْتَهُمْ: 14«لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ هَذَا الأَمْرَ أَنْ نُعْطِيَ أُخْتَنَا لِرَجُلٍ أَغْلَفَ لأَنَّهُ عَارٌ لَنَا. 15غَيْرَ أَنَّنَا بِهَذَا نُواتِيكُمْ: إِنْ صِرْتُمْ مِثْلَنَا بِخَتْنِكُمْ كُلَّ ذَكَرٍ. 16نُعْطِيكُمْ بَنَاتِنَا وَنَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِكُمْ وَنَسْكُنُ مَعَكُمْ وَنَصِيرُ شَعْباً وَاحِداً. 17وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لَنَا أَنْ تَخْتَتِنُوا نَأْخُذُ ابْنَتَنَا وَنَمْضِي». 18فَحَسُنَ كَلاَمُهُمْ فِي عَيْنَيْ حَمُورَ وَفِي عَيْنَيْ شَكِيمَ بْنِ حَمُورَ. 19وَلَمْ يَتَأَخَّرِ الْغُلاَمُ أَنْ يَفْعَلَ الأَمْرَ لأَنَّهُ كَانَ مَسْرُوراً بِابْنَةِ يَعْقُوبَ. وَكَانَ أَكْرَمَ جَمِيعِ بَيْتِ أَبِيهِ. 20فَأَتَى حَمُورُ وَشَكِيمُ ابْنُهُ إِلَى بَابِ مَدِينَتِهُِمَا وَقَالاَ لأَهْلَ مَدِينَتِهُِمَا: 21«هَؤُلاَءِ الْقَوْمُ مُسَالِمُونَ لَنَا. فَلْيَسْكُنُوا فِي الأَرْضِ وَيَتَّجِرُوا فِيهَا. وَهُوَذَا الأَرْضُ وَاسِعَةُ الطَّرَفَيْنِ أَمَامَهُمْ. نَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِهِمْ زَوْجَاتٍ وَنُعْطِيهِمْ بَنَاتِنَا. 22غَيْرَ أَنَّهُ بِهَذَا فَقَطْ يُواتِينَا الْقَوْمُ عَلَى السَّكَنِ مَعَنَا لِنَصِيرَ شَعْباً وَاحِداً: بِخَتْنِنَا كُلَّ ذَكَرٍ كَمَا هُمْ مَخْتُونُونَ. 23أَلاَ تَكُونُ مَوَاشِيهِمْ وَمُقْتَنَاهُمْ وَكُلُّ بَهَائِمِهِمْ لَنَا؟ نُواتِيهِمْ فَقَطْ فَيَسْكُنُونَ مَعَنَا». 24فَسَمِعَ لِحَمُورَ وَشَكِيمَ ابْنِهِ جَمِيعُ الْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ. وَاخْتَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ - كُلُّ الْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ. 25فَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ إِذْ(1/2258)
كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ أَنَّ ابْنَيْ يَعْقُوبَ شِمْعُونَ وَلاَوِيَ أَخَوَيْ دِينَةَ أَخَذَا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ وَأَتَيَا عَلَى الْمَدِينَةِ بِأَمْنٍ وَقَتَلاَ كُلَّ ذَكَرٍ. 26وَقَتَلاَ حَمُورَ وَشَكِيمَ ابْنَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ وَأَخَذَا دِينَةَ مِنْ بَيْتِ شَكِيمَ وَخَرَجَا. 27ثُمَّ أَتَى بَنُو يَعْقُوبَ عَلَى الْقَتْلَى وَنَهَبُوا الْمَدِينَةَ لأَنَّهُمْ نَجَّسُوا أُخْتَهُمْ. 28غَنَمَهُمْ وَبَقَرَهُمْ وَحَمِيرَهُمْ وَكُلَُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ وَمَا فِي الْحَقْلِ أَخَذُوهُ. 29وَسَبُوا وَنَهَبُوا كُلَّ ثَرْوَتِهِمْ وَكُلَّ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَاءَهُمْ وَكُلَّ مَا فِي الْبُيُوتِ. 30فَقَالَ يَعْقُوبُ لِشَمْعُونَ وَلاَوِي: «كَدَّرْتُمَانِي بِتَكْرِيهِكُمَا إِيَّايَ عِنْدَ سُكَّانِ الأَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِيِّينَ وَأَنَا نَفَرٌ قَلِيلٌ. فَيَجْتَمِعُونَ عَلَيَّ وَيَضْرِبُونَنِي فَأَبِيدُ أَنَا وَبَيْتِي». 31فَقَالاَ: «أَنَظِيرَ زَانِيَةٍ يَفْعَلُ بِأُخْتِنَا؟».(1/2259)
على أن الأمر لا يقف عند هذا الحد، فهناك الأمنيات التى يتمنَّى بنو إسرائيل وقوعها بالأمم الأخرى، وهى أمنياتٌ بشعةٌ تكشف ما فى قلوبهم من أحقاد لا ينطفئ لها لَظًى. ولنأخذ فقط بعض ما ينوبنا نحن المصريين من هذا الحب، ولنقرأ ما جاء فى نبوءة أَشَعْيَا فى الإصحاح التاسع عشر: "1وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: «هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا. 2وَأُهَيِّجُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ فَيُحَارِبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ: مَدِينَةٌ مَدِينَةً وَمَمْلَكَةٌ مَمْلَكَةً. 3وَتُهْرَاقُ رُوحُ مِصْرَ دَاخِلَهَا. وَأُفْنِي مَشُورَتَهَا فَيَسْأَلُونَ الأَوْثَانَ وَالْعَازِفِينَ وَأَصْحَابَ التَّوَابِعِ وَالْعَرَّافِينَ. 4وَأُغْلِقُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ فِي يَدِ مَوْلىً قَاسٍ فَيَتَسَلَّطُ عَلَيْهِمْ مَلِكٌ عَزِيزٌ يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ. 5«وَتُنَشَّفُ الْمِيَاهُ مِنَ الْبَحْرِ وَيَجِفُّ النَّهْرُ وَيَيْبَسُ. 6وَتُنْتِنُ الأَنْهَارُ وَتَضْعُفُ وَتَجِفُّ سَوَاقِي مِصْرَ وَيَتْلَفُ الْقَصَبُ وَالأَسَلُ. 7وَالرِّيَاضُ عَلَى حَافَةِ النِّيلِ وَكُلُّ مَزْرَعَةٍ عَلَى النِّيلِ تَيْبَسُ وَتَتَبَدَّدُ وَلاَ تَكُونُ. 8وَالصَّيَّادُونَ يَئِنُّونَ وَكُلُّ الَّذِينَ يُلْقُونَ شِصّاً فِي النِّيلِ يَنُوحُونَ. وَالَّذِينَ يَبْسُطُونَ شَبَكَةً عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ يَحْزَنُونَ 9وَيَخْزَى الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الْكَتَّانَ الْمُمَشَّطَ وَالَّذِينَ يَحِيكُونَ الأَنْسِجَةَ الْبَيْضَاءَ. 10وَتَكُونُ عُمُدُهَا مَسْحُوقَةً وَكُلُّ الْعَامِلِينَ بِالأُجْرَةِ مُكْتَئِبِي النَّفْسِ. 11«إِنَّ رُؤَسَاءَ صُوعَنَ أَغْبِيَاءَ! حُكَمَاءُ مُشِيرِي فِرْعَوْنَ(1/2260)
مَشُورَتُهُمْ بَهِيمِيَّةٌ. كَيْفَ تَقُولُونَ لِفِرْعَوْنَ: أَنَا ابْنُ حُكَمَاءَ ابْنُ مُلُوكٍ قُدَمَاءَ. 12فَأَيْنَ هُمْ حُكَمَاؤُكَ؟ فَلْيُخْبِرُوكَ. لِيَعْرِفُوا مَاذَا قَضَى بِهِ رَبُّ الْجُنُودِ عَلَى مِصْرَ. 13رُؤَسَاءُ صُوعَنَ صَارُوا أَغْبِيَاءَ. رُؤَسَاءُ نُوفَ انْخَدَعُوا. وَأَضَلَّ مِصْرَ وُجُوهُ أَسْبَاطِهَا. 14مَزَجَ الرَّبُّ فِي وَسَطِهَا رُوحَ غَيٍّ فَأَضَلُّوا مِصْرَ فِي كُلِّ عَمَلِهَا كَتَرَنُّحِ السَّكْرَانِ فِي قَيْئِهِ. 15فَلاَ يَكُونُ لِمِصْرَ عَمَلٌ يَعْمَلُهُ رَأْسٌ أَوْ ذَنَبٌ نَخْلَةٌ أَوْ أَسَلَةٌ. 16فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ مِصْرُ كَالنِّسَاءِ فَتَرْتَعِدُ وَتَرْجُفُ مِنْ هَزَّةِ يَدِ رَبِّ الْجُنُودِ الَّتِي يَهُزُّهَا عَلَيْهَا. 17«وَتَكُونُ أَرْضُ يَهُوذَا رُعْباً لِمِصْرَ. كُلُّ مَنْ تَذَكَّرَهَا يَرْتَعِبُ مِنْ أَمَامِ قَضَاءِ رَبِّ الْجُنُودِ الَّذِي يَقْضِي بِهِ عَلَيْهَا. 18«فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ فِي أَرْضِ مِصْرَ خَمْسُ مُدُنٍ تَتَكَلَّمُ بِلُغَةِ كَنْعَانَ وَتَحْلِفُ لِرَبِّ الْجُنُودِ يُقَالُ لإِحْدَاهَا «مَدِينَةُ الشَّمْسِ». 19فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا. 20فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصاً وَمُحَامِياً وَيُنْقِذُهُمْ. 21فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ وَيَعْرِفُ الْمِصْريُّونَ الرَّبَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وَتَقْدِمَةً وَيَنْذُرُونَ لِلرَّبِّ نَذْراً وَيُوفُونَ بِهِ. 22وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ ضَارِباً فَشَافِياً فَيَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ. 23«فِي(1/2261)
ذَلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ فَيَجِيءُ الأَشُّورِيُّونَ إِلَى مِصْرَ وَالْمِصْرِيُّونَ إِلَى أَشُّورَ وَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ مَعَ الأَشُّورِيِّينَ. 24فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثُلْثاً لِمِصْرَ وَلأَشُّورَ بَرَكَةً فِي الأَرْضِ 25بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ»".(1/2262)
أتُرَى شيخة الإسلام السحاقية لا تعرف هذا؟ إن الذين كتبوا لها الكتاب يعرفون هذا وأفظع من هذا، لكنها الحرب المعنوية التى يراد منها تكسير نفوسنا وتدمير عقيدتنا وديننا، ومن هنا استقدامهم لهذه السحاقية ووضع هذا الكلام فى فمها كى يكون الإيلام الذى يريدون إنزاله بنا أوجع وأفظع! ثم إنها ترجم المسلمين تحقيرا وتشكيكا فى أخلاقهم ونفسياتهم ودينهم، ولا تكاد تترك أحدا من علمائهم دون أن تهاجمه هجوما رهيبا. حتى شيخ الأزهر، الذى يبدى من المرونة ما يثير عليه الدنيا ويتهمه الكثيرون بالمسارعة إلى التساهل فيما لا يمكن التفريط فيه بحال، حتى شيخ الأزهر لا يدخل مخَّها ولا يملأ عينها، بل تشتمه وتتهمه بمعاداة السامية والإرهاب وتحرّض المسؤولين الغربيين عليه. واللعبة مكشوفة! إنهم يريدون منه أن يبصم على كل ما يريدون لا على بعضه فقط، ولن يرضَوْا عنه مع ذلك فى نهاية المطاف مهما أبدى مزيدا ومزيدا ومزيدا ومزيدا ومزيدا من المرونة. إننا هنا نتعامل مع ناس بلا قلب، ناس يخطِّطون لمحو أمم كاملة من على وجه الخريطة كما فعلوا مع الهنود الحمر مثلا، وكما يريدون أن يفعلوا مع الفلسطينيين لو استطاعوا. شخصان اثنان فقط فى مصر حازا القبول والرضا والثناء الحار الجميل، هما جابرعصفور، الذى يستشهد واضع الكتاب مرارا بمقاله المنشور فى "New Perspectives Quarterly, Winter 2002" بعنوان: "Osama bin Laden: Financier of Intolerant ‘Desert’ Islam: أسامة بن لادن مموِّل الإسلام الصحراوى المتعصب"، وسعد الدين إبراهيم، الذى تكررت الإشارة إلى كلمته في "بيت الحرية: Freedom House" فى واشنطن بتاريخ 21 أكتوبر 2002م والاقتباس منها.(1/2263)
والآن أضع تحت عين القارئ الكريم ما كتبتْه (أو كُتِبَ باسم) فقيهتنا السحاقية عن شيخ الأزهر وجابر عصفور وسعد الدين إبراهيم حتى تكون لديه فكرة عن الطريقة التى تتبعها شيخة الإسلام الأمريكى فى تقويمها لنا والأسس التى تستند إليها فى ذلك. وها هو ذا كلامها عن شيخ الأزهر: "خذوا قضية محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، وما أدراك ما الأزهر بسمعته التي لا تُضَاهَى؟ فإن فريد زكريا يصف الأزهر بأنه "أهم مركز لإسلام التيار السائد في العالم العربي". وإلى جانب كون طنطاوي المسؤولَ الأولَ في الإسلام السائد فهو أيضا راعي "منتدى الديانات الثلاث" الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له. والمنتدى منظمة هدفها مساعدة المسيحيين واليهود والمسلمين على تحقيق التفاهم المتبادل بينهم. يبدو الأمر لطيفا، ولكن دَعُونا نَجْلُوا الخطابية وننبش ما تحت السطح. ففي موعظة في إبريل ( نيسان ) 2002م ترجمها "معهد الأبحاث الإعلامية في الشرق الأوسط" وَصَف طنطاوي اليهودَ بأنهم "أعداء الله وأبناء الخنازير والقرود". وفي مؤتمرٍ عُقِد عام 1999م حول الطاقة النووية في مصر حَضَّ الشيخُ المسلمين على "امتلاك أسلحة نووية ردًّا على التهديد الإسرائيلي"، وقطع عهدا بأنه "إذا كانت لدى إسرائيل أسلحة نووية ستكون أول المهزومين لأنها تعيش في عالم لا خوف فيه من الموت". هذه الأقوال ينبغي ألا يُستهان بها كنُبَاحٍ بلا أنياب من رجلٍ أوصله المستنقع الفلسطيني إلى الجنون. فحتى عندما كانت عملية السلام لم تزل على قيد الحياة أطلق طنطاوي تعليقات مماثلة. وفي يناير (كانون الثاني) 1998م أجرت قناة "الجزيرة" مقابلة مع الشيخ الذي كان قد اجتمع مؤخَّرا بكبير حاخامات إسرائيل في لقاء بالقاهرة أثار زوبعة في الصحافة المصرية. وتساءل مقدِّم "الجزيرة" إن كانت هناك فائدة من مثل هذه اللقاءات. نعق طنطاوي مؤكدا فائدة مثل هذه اللقاءات، وأشار إلى أنه هاجم الحاخام وأثبت له أن الإسلام هو دين(1/2264)
الحق... وباعتقاده أن كل من يرفض اللقاء مع العدو ليصفعه في وجهه جبان طالما أن في مثل هذا اللقاء ما يخدم الإسلام. أهذه هي نظرة شيخنا ذي الكف المتحرقة شوقا لتوجيه الصفعات، إلى رعايته لمنتدى الديانات الثلاث؟ باعتبارها فرصة لإنزال اللطمات بمزيد من اليهود؟ أم إن مثل هذا الموقف يُراد به إسماع الآذان العربية فقط؟ لستُ متأكدة، فبعد الإجابة عن سؤالٍ أوَّلَ مني قطع "منتدى الديانات الثلاث" خط الاتصالات عندما سألتُ: لماذا يُقْبَل طنطاوي صاحبُ اللسان المسموم راعيا للمنتدى؟ وأيًّا يكن من أمر فإن رب طنطاوي ليس رب التجديد بل رب الخداع. وأنا، من بين آخرين، لستُ مسيحية بما فيه الكفاية كي "أُدير الخد الآخر". وعلى مَنْ يُريدون إصلاح الإسلام أن يخوضوا كفاحا مع الخداع لتحقيق شيء ما في الواقع. وهذا يتطلب المضيّ أبعد من الحوار بين الأديان".
ونأتى إلى جابر عصفور، الذى تتغير معزوفتها تماما عند الحديث عنه: "جابر عصفور كاتب مصري يُبدي ارتياعه إذ يرى زحف "إسلام الصحراء" على ما في بلده من تقليد في التبادل الصاخب بالأخذ والرد. وهو يشير إلى أن إسلام الصحراء يتعارض مع ما في "حياة "الحارة" من تعددية ومساومات، إذ انه متعصب". وعلى غرار بَدْو القرن السابع (أرجو أن يأخذ القارئ باله من عبارة "بدو القرن السابع" هذه!) الذين كانوا يرَوْن في كل منعطف ثأرا يتربص بهم فإن الإسلاميين الذين يستوحون حياة الصحراء يرتابون فورا بـ"الآخر"، وحتى يضمرون له الكراهية. و"الآخر" هو اليهود، والغربيون، والمرأة التي يقول عصفور إن ثقافة الصحراء تعدُّها "مصدرا للغواية والشر". وهو يزعم أن أموال النفط التي تدفقت على العربية السعودية أسهمت في إشاعة عادات الصحراء القاسية. دون شك. ولكني أعتقد أن هذه العادات حدَّدت شكل الإسلام زمنا أطول بكثير مما نريد الاعتراف به".(1/2265)
ثم يبقى سعد الدين إبراهيم، وها هو ذا ما جاء عنه فى الكتاب الذى نحن بصدده: "ففي يوليو ( تموز ) أُودِع سعد الدين إبراهيم السجن للمرة الثانية خلال عامين. وقال ناشر صحيفة "القاهرة تايمز: Cairo Times" إن الحكم عليه بالسجن سبع سنوات مع إمكانية الأشغال الشاقة "يكاد يكون شهادة وفاة" تعلن موت الحقوق المدنية في مصر. ما أوصل أستاذ السوسيولوجيا البالغ من العمر 65 عاما إلى السجن يبقى غامضا، فهو صديق قديم للرئيس المصري حسني مبارك، وهو الأستاذ الذي أشرف على رسالة السيدة سوزان مبارك لنيل شهادة الماجستير وكاتب خطابات لها. وكان إبراهيم يستضيف برنامجا تلفزيونيا أسبوعيا عن التنمية الاجتماعية، وله أبحاث رائدة في دوافع المتشددين الإسلاميين، وقام بتمثيل مصر في مؤتمرات دولية حول حقوق الإنسان. ولكن هذا كله كان قبل 30 يونيو ( حزيران ) 2000م ليلة القبض عليه. وخلال الأشهر الأربعة والعشرين التالية من التوقيفات المديدة والمحاكمات الصورية وفترات الحبس بات واضحا له أن "الذين أغضبتُهم قرروا التحرك لإلغاء سعد الدين إبراهيم من الحياة العامة في مصر". المرجَّح أن غضب خصومه الأسْوَد كان يغلي منذ منتصف التسعينات. ذلك أن إبراهيم، بوصفه رئيس مركز ابن خلدون للدراسات التنموية في القاهرة، شعر أن من واجبه إشباع عمله بروح صاحب الاسم الذي أطلقه على مركزه. فإن ابن خلدون، الذي كان من آخر عمالقة الفكر في عصر الإسلام الذهبي، حوَّل التاريخ والسوسيولوجيا إلى فرعين محترمين من فروع المعرفة. وعلى أكتاف هذا المفكر الرائد سطع اسم إبراهيم، في العالم العربي المسلم على الأقل، في عام 1994م. فقد بادر إلى تنظيم مؤتمر حول حقوق الأقليات، وفي حينه كانت مصر تتمسك بقانون يفرض على المسيحيين الأقباط أن ينالوا موافقة الرئاسة قبل أن يتمكنوا من ترميم كنائسهم. وإذ طعن إبراهيم في نهج مصر الرسمي القائل إن المسلمين يعيشون في وئام تام مع المسيحيين،(1/2266)
اعتبر الأقباط أقلية تعاني من اضطهاد النظام. وهنا كانت الضربة الأولى. فبعد عام راقب وآخرون من أنصار الديمقراطية الانتخابات البرلمانية التي جرت في مصر وكشفوا عن ممارسة التزوير بحجمٍ ما كان ليمكن التفكير فيه سابقا إزاء صورة البلد بوصفه واحة للتنوير العربي. ثم كانت الضربة الثانية. فإن ما توصل إليه إبراهيم كان نذيرا بالاتجاه الذي لم تكن مصر تنزلق فيه فحسب، بل وتحث الخُطَى صَوْبَه: استبداد فاسد بدلا من ديمقراطية هشة أصلا".(1/2267)
والآن إلى ما تقوله الكاتبة (إن صح أنها هى التى كتبت الكلام) عن عمليات المقاومة التى يحاول بعض المسلمين أن يدرؤوا بها العدوان الأمريكى المدمر عن أمتهم وعن بلادهم. وسوف أنقل ما قيل عن الشبان الذين قيل إنهم هم الذين شنوا هجوم سبتمبر 2001م على البنتاجون ومركز التجارة العالمى فى نيويورك لأن هذا هو الذى وجدتُه فى الكتاب. لنستمع: "اسمحوا لي أن أفك لكم مفاتيح هذه اللغة المألوفة في أفلام الدرجة الثانية: أن عطا والشباب كانوا يتوقعون أن يدخلوا بحرية مطلقة على عشرات العذراوات في الجنة. وهم ليسوا وحدهم في ذلك. فقبل شهر من 11 سبتمبر ( أيلول ) قال مسؤول عن كسب أنصار لحركة حماس الفلسطينية التي تحولت من المقاومة إلى الإرهاب في تصريح لمحطة "سي بي إس" التلفزيونية إنه يلوّح بمرأى 70 حوريّة أمام المرشحين لتنفيذ عمليات انتحارية. يبدو الأمر وكأنه رخصة أبدية للقذف عند بلوغ الذروة الجنسية مقابل الاستعداد للتفجير. وقد زُعِم منذ زمن بعيد أن القرآن يَعِد بمجازاة المسلمين الذين يُسْتَشْهَدون. ولكن لدينا سببا للاعتقاد أن هناك متاعب في الجنة، فإن خطأ بشريا وجد طريقه إلى القرآن، إذ تفيد الأبحاث الجديدة ان ما يمكن للشهداء توقعه مقابل تضحياتهم ليس حوريّات، وإنما زبيبات! ذلك أن الكلمة التي قرأها فقهاء القرآن طيلة قرون على أنها كلمة "حور" قد تُفهم فهما أدق بمعنى "الزبيب الأبيض" (لا تضحكوا، ليس بإفراط على أية حال. فالزبيب في الجزيرة العربية خلال القرن السابع كان من الطيبات الثمينة بما فيه الكفاية لأن يُعْتَبَر طبقا من أطباق الجنة). ولكن أن يكون الزبيب هو المقصود بدلا من الحُور؟ حاشا لله. كيف يمكن للقرآن أن يرتكب مثل هذه الغلطة؟(1/2268)
المؤرخ الذي يسوق هذه الحجة ، كريستوف لوكسمبرغ Christoph Luxemberg ، (الصواب: "Luxenberg" بالنون لا بالميم)، خبير متخصص بلغات الشرق الأوسط. وهو ينسب وصف القرآن للجنة إلى عملٍ مسيحيٍّ كُتب قبل ثلاثة قرون على ظهور الإسلام في شكل من أشكال اللغة الآرامية التي كانت على الأرجح لغة المسيح. وإذا كان القرآن متأثرا بالثقافة اليهودية- المسيحية، الأمر الذي ينسجم انسجاما تاما مع دعواه بأنه يعكس ما سبقه من كتبٍ منزَّلة، فإن الآرامية كانت ستُتَرْجَم بيدٍ بشريةٍ إلى العربية، أو تُساء ترجمتها في حال كلمة "الحُور" والله أعلم كم من الكلمات الأخرى.
ماذا لو كانت عبارات وجُمَل كاملة قد جرى تصورها تصورا مغلوطا؟ فإن النبي محمد، الذي كان تاجرا أميا ، اعتمد على كتّاب لتسجيل ما كان ينزل عليه من كلام الله. وأحيانا كان النبي نفسه يبذل محاولات مضنية لفك أسرار ما كان يسمعه. وهكذا، على ما يُذكر، نالت مجموعةٌ من "الآيات الشيطانية"، مقاطعُ تؤلِّه الأوثان، قبولَ محمد وسُجِّلت على أنها نصوص حقيقية في متن القرآن. وقد عمد النبي لاحقا إلى إسقاط هذه الآيات متهما الشيطان وأحابيله بالمسؤولية عنها. ولكن الحقيقة الماثلة في أن الفلاسفة المسلمين تناقلوا سرد هذا القصة على مر القرون ، تؤكد شكوكا غابرة القدم في كمال القرآن. والآن أكثرَ من أي وقت مضى نحتاج إلى إحياء هذه الشكوك.(1/2269)
ماذا كان سيحدث لو تربى محمد عطا على أسئلة تبحث في الروح عن إجابات بدلا من تربيته على يقينيات بسيطة؟ وعلى أقل تقدير، ماذا لو عرف هذا الطالب الجامعي أن من الممكن المِراء في أصول كلمات مختارة، كلمات محورية عن الآخرة؟ وأنها قد لا تكون بالمرة "كلمات خالق الأرض والأجرام السماوية"؟ وأن جزاء تدمير الذات، ناهيكم عن القتل الجماعي، سيكون مكافأة مشكوكا فيها؟ وأن وعد الجنة هو رجم في الغيب وليس وعدا مضمونا؟ ربما كان حينذاك سيغير رأيه ويتراجع. ربما. فالاحتمال يستحق النظر فيه باهتمام. إنّ فِعْل وضْع القرآن موضعَ تساؤل هو ذاته جزء أساسي من حل لغز الإصلاح لأنه يشير إلى الغناء خارج السرب. وهو يعني عدم قبولكم بأن الإجابات معطاة أو أنها ستُعطى لكم. قال لي ضباط مخابرات في تورنتو يعملون مع خبراء بمكافحة الإرهاب في أنحاء العالم إن الانتحاريين كثيرا ما يرتدون أكثر من لباس داخلي واحد أو يَحْشُون المنطقة الحساسة من جسمهم بالجرائد لحماية أعضائهم التناسلية من قوة الانفجار".(1/2270)
وتعليقا على هذا نبادر أولا فنقول إن السخف والتفاهة فى المزاعم المضحكة حول ورق الصحف الذى يحشو به الاستشهادى المنطقة الحساسة من جصده لحمايتها من الانفجار لا تدل إلا على عقلية خائبة فى الدعاية الكاذبة رغم خبثها الشيطانى. كذلك لا يمكن لقائل ذلك الكلام أن يزعم صادقا أنه مسلم، إذ كيف يكون مسلما من لا يؤمن بأن هذا القرآن من عند الله، بل يصر على أنه اسْتُقِىَ من مصادر أخرى، وأنه كان عرضة للعبث والهوى وسوء الفهم حتى من الرسول نفسه. ونحن حين نقول هذا نقول معه أيضا إن هذه البنت حرة تماما فيما تقوله وتعتقده، كما أنها حرة تماما فى أن تكون سحاقية أو امرأة طبيعية. ذلك حقها فى الاختيار، مثلما هو من حقنا أن نكشف الستار عما يحاك لنا فى الغرب، ومنه بكل تأكيد إعدادُ أمثالها ورَمْيُهم فى طريقنا يُجْلِبون علينا، ويحاولون أن يُشِيعوا الاضطراب فى صفوفنا ويشككونا فيما نؤمن به من دين وقيم ومبادئ، وييئّسونا من جدوى الوسائل التى نتخذها للدفاع عن مقومات وجودنا وحاضرنا ومستقبلنا ودنيانا وأخرانا. وواضح أن كاتب الكلام قد وضع نصب عينيه تكسير مجاديف المجاهدين فى سبيل الله، أولئك الأبطال الذين يجرِّعون أمريكا الصاب والعلقم ويطيّرون النوم من عيونها ويستنزفون ملياراتها ويوقعون عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من جنودها رغم قلة مواردهم وتخلف وسائلهم وأسلحتهم، ورغم التضييق الخانق المضروب عليهم واشتراك أطراف الأرض كلها تقريبا فى عداوتهم وحصارهم واقتفاء أثرهم والتبليغ عنهم بما فى ذلك كثير من أفراد أممهم حكامًا ومحكومين. إن الأمريكان يبذلون كل غالٍ ونفيس ويتمنَّوْن، ولو بخلع الضرس، بل ولو بقلع العين، أن يقضوا على روح الجهاد التى يخلقها الإسلام فى نفوس أتباعه، والتى لولا هى لكانت أمريكا قد انتهت منا والتهمتنا منذ زمن طويل، وذلك رغم كل التخلف والعيوب التى نعانى منها على كل الأصعدة والمستويات تقريبا. فما بالكم لو أن(1/2271)
المسلمين قد استيقظوا كلهم على بَكْرَة أبيهم وهبَّتْ فيهم نسمة الحياة وتحركت نخوتهم وكرامتهم وانتفضوا يعملون ويجِدّون ويكِدّون ويبدعون ويستكشفون وينتجون ويتقنون، ولم يلقوا بالهمّ والمسؤولية كلها على عاتق تلك الطائفة القليلة منهم التى لم تستسلم ولم تَهِن أو تَهُن، بل ما زالت تحاول القيام بالمهمة وحدها فتُوَفَّق أحيانا وتُخْفِق فى كثير من الأحيان لأنها تتحرك فى إطارٍ مُعَادٍ أو على الأقل غير مبالٍ؟ ولا ينبغى أن يغيب عن بالنا ما ورد فى كلامها السابق عن العلاقة بينها وبين بعض رجال المخابرات والمعلومات التى يمدّونها بها مما يؤكد ما قلته عن دور تلك المؤسسة وأمثالها فى تأليف هذا الكتاب.(1/2272)
إن واضع الكتاب يتساءل: "ماذا كان سيحدث لو تربى محمد عطا على أسئلة تبحث في الروح عن إجابات بدلا من تربيته على يقينيات بسيطة؟ وعلى أقل تقدير، ماذا لو عرف هذا الطالب الجامعي أن من الممكن المِراء في أصول كلمات مختارة، كلمات محورية عن الآخرة؟ وأنها قد لا تكون بالمرة "كلمات خالق الأرض والأجرام السماوية"؟ وأن جزاء تدمير الذات، ناهيكم عن القتل الجماعي، سيكون مكافأة مشكوكا فيها؟ وأن وعد الجنة هو رجم في الغيب وليس وعدا مضمونا؟"، ثم يجيب على النحو التالى: "ربما كان حينذاك سيغير رأيه ويتراجع". وهى بالتأكيد إجابة صحيحة، لكنها ليست إجابة كاملة. أما تكملتها فهى أنه بعد أن يغير رأيه ويتراجع سوف يصيبه اليأس وسوف ينضم، إن عاجلاً أو آجلاً، إلى طابور العملاء الأمريكيين الذين يخونون بلادهم وشعوبهم ويفسدون كل شىء عليها، مما يمدّ فى سطوة أمريكا على بلاد المسلمين ويفتح شهيتها الجشعة النهمة المجرمة لابتلاع كل شىء، أما فى ظل العمليات الاستشهادية الآن فإن ثمة شوكة بل أشواكا ناشبة فى حلقها تنغِّض عليها الأكل. وأملُنا مع الأيام أن تتحقق من أنها لن تستطيع أبدا التخلص من هذه الأشواك فتنصرف عن التهام ثرواتنا ووجودنا نفسه، وبمشيئة الله لن يكون ذلك بعيدا، اللهم إلا إذا استمرأت جماهير العرب والمسلمين هذا الخُمَار الذى يغيِّب عقلها ويضيِّع عليها الفرص الكثيرة التى يتيحها الله لها. وعندئذ قد نكون من الأمم التى تُوُدِّع منها فيستبدل الله بها أمما أخرى أكثر عزة وصلابة وصمودا واستعصاء على الالتهام لتتحمل مسؤولية نصرة هذا الدين العبقرى العظيم الذى فرَّطْنا فيه بغباء نادر، ولم نستطع أن نستلهم ما يستكنّ في أعماقه من إبداع كفيل بإبلاغنا الذُّرَى لو عَقَلْنا ونَشِطَتْ إرادتنا الخائرة المتهافتة التافهة التى لا تستطيع أن تنظر إلا إلى ما تحت أقدامها فلا تبصر السماء والنور والقمم! أيُعْقَل أن تكون هذه الأمة هى أمة محمد؟(1/2273)
والله إنه لحرام! إن فى قلبى، وأنا أخط هذه السطور، لَغُصَّةً ثقيلة! كيف وصل الأمر يا إلهى أن تتجرأ علينا "حِتّة عَيِّلة سحاقيّة مفعوصة" (سواء كانت هى مؤلفة الكتاب أو لم تكن) فتوبخنا وتعيث جهلا وإفسادا فى ديننا وتاريخنا وتنصر أعداءنا علينا، ثم يبلغ من بجاحتها أن تقول إنها هى مجتهدة العصر التى ستقدم الفهم الصحيح للإسلام، مساويةً هكذا رأسها برأس الشافعى وأبى حنيفة والطبرى والغزالى وابن تيمية والسيوطى والشوكانى وابن باديس وشلتوت والمودودى وغيرهم من الفطاحل الكرام؟ لقد هُنَّا هوانًا فظيعًا، ونحن للأسف مستحقّوه! إننى لا أستطيع أن أستقر فى مجلسى أمام الحاسوب، بل أقوم بين الفينة الفينة وأدور فى البيت كالملدوغ!(1/2274)
ومن إرشاد مانجى إلى كريستوف لوكسنبرج يا قلبى لا تحزن. ومرة أخرى يغلبنى التعبير التقليدى الذى لا يعبر عن الواقع، إذ الواقع يقول إنى حزين، ومن ثم كان ينبغى أن أقول: ومن إرشاد إلى كريستوف لوكسنبرج احزن يا قلبى واحزن واحزن على حالنا الذى لا يسر أحدا. تقول الكاتبة، أو يقول من كتب باسمها الكتاب، إن "هناك متاعب في الجنة، فإن خطأ بشريا وجد طريقه إلى القرآن، إذ تفيد الأبحاث الجديدة أن ما يمكن للشهداء توقعه مقابل تضحياتهم ليس حوريات، وإنما زبيبات! ذلك أن الكلمة التي قرأها فقهاء القرآن طيلة قرون على أنها كلمة "حُور" قد تُفْهَم فهمًا أدقّ بمعنى "الزبيب الأبيض" (لا تضحكوا، ليس بإفراط على أية حال. فالزبيب في الجزيرة العربية خلال القرن السابع كان من الطيبات الثمينة بما فيه الكفاية لأن يُعْتَبَر طبقا من أطباق الجنة). ولكن أن يكون الزبيب هو المقصود بدلا من الحُور؟ حاشا لله. كيف يمكن للقرآن أن يرتكب مثل هذه الغلطة؟". وهذا الهراء قد نقلته من مقال نشرته النيويورك تايمز للصحفى ALEXANDER STILLE بتاريخ 2 مارس 2002م بعنوان "Radical New Views of Islam and the Origins of the Koran "، وقد بحثتُ عن المقال حتى وجدته فقرأته ورأيت أن أنقل للقراء الفقرة التى تهمنا فى هذا السياق، وهى الفقرة الخاصة بالخطإ الذى يزعم الأغبياء أنه وقع فى القرآن فجعل علماء المسلمين يفسّرون "حُور" الجَنّة بأنهن النساء الجميلات، على حين أن المعنى الصحيح هو الزبيب الأبيض. وحتى لو كان المعنى هو الزبيب الأبيض، أليس هذا بالله عليكم أفضل من قعر سَقَر، الذى سيُشْوَى فيه المضلِّلون الجهلة الكافرون، كلما نضجت جلودهم بدّلهم الله جلودا غيرها ليستمروا فى مقاساة العذاب؟ على أية حال هذا هو النص:(1/2275)
"For example, the famous passage about the virgins is based on the word hur, which is an adjective in the feminine plural meaning simply "white." Islamic tradition insists the term hur stands for "houri," which means virgin, but Mr. Luxenberg insists that this is a forced misreading of the text. In both ancient Aramaic and in at least one respected dictionary of early Arabic, hur means "white raisin."
Mr. Luxenberg has traced the passages dealing with paradise to a Christian text called Hymns of Paradise by a fourth-century author. Mr. Luxenberg said the word paradise was derived from the Aramaic word for garden and all the descriptions of paradise described it as a garden of flowing waters, abundant fruits and white raisins, a prized delicacy in the ancient Near East. In this context, white raisins, mentioned often as hur, Mr. Luxenberg said, makes more sense than a reward of sexual favors".
كما وجدتُ فى موقع "Beith Drasha Discussion Forum" مقالا بعنوان "Giving the Koran a history" للصحفى Jim Quilty يتناول ما زعمه بعض المستشرقين من وقوع تغييرات فى النص القرآنى وفهمه، وفيه إشارة إلى لوكسنبرج وما قاله عن الحُور والزبيب، وهذا نص كلامه:(1/2276)
"Another more contentious conclusion was picked up by journalists at the New York Times and the Guardian after Sept. 11, 2001, because it seems to have direct implications for the aspirations of those hijackers, and Muslim suicide bombers generally. It concerns the houris, the angels or virgins whom, it is written, await those who attain paradise. Luxenberg argues that “hur” are not virgins but grapes or raisins, specifically white grapes * which were considered a great delicacy at the time. Luxenberg’s restored version of the houris lines thus reads: “We will let them (the blessed in Paradise) be refreshed with white (grapes), (like) jewels (of crystal).” It is a less sensual notion of everlasting life to be sure, but, given that the virgins have always been said to be female, a less patriarchal one as well".
وخلاصته أن قوله تعالى: "وحُورٌ عِين* كأمثال اللؤلؤ المكنون" (الواقعة/ 22) ينبغى أن يفسَّر على النحو التالى: "ومتَّعناهم بزبيب أبيض كأمثال جواهر الكريستال". ويعلق الصحفى شامتا متهكما بأن معنى الآية قد أصبح بكل تأكيد أقل شهوانية، لكنه أصبح كذلك أقل إساءة للنساء (طبعا أقل إساءة للنساء السحاقيات اللاتى لا يردن الرجال، بل يغلبهن السعار إلى الشاذات مثلهن من بنات جنسهن).(1/2277)
وهذا كله كلام سخيف لا طعم له فى دنيا العلم ولا ولون ولا رائحة، فمن الواضح أن المستشرق الذى ينقل عنه هذان الصحفيان إما جاهل أو يستبله، والعلم لا يصلح فيه هذا أو ذاك. كيف؟ إنه يفعل ما يفعله كثير من المستشرقين حين يلدغهم الثعبان إذا ما جاءت سيرة القرآن فيزعمون أن هذه اللفظة القرآنية مأخوذة من الآرامية أو السريانية أو العبرية. المهم أنها ليست عربية، والسلام. ومقطع الحق فى هذه القضية أنه كانت هناك عدة لغات فى منطقة الشرق الأوسط، بعضها لا يزال حيا مستعملا حتى الآن، قد لاحظ المستشرقون بينها شبها فى الألفاظ والصيغ والتراكيب، فاستنتجوا من ذلك أن هذه اللغات هى فى الأصل فروع من لغة أصلية اندثرت فى الزمان الأول هى اللغة السامية. أما الفروع المشار إليها فهى السومرية والأكادية والآشورية والعبرية والسريانية والآرامية والعربية... بل إن بعض هؤلاء المستشرقين أنفسهم يقولون إن العربية هى تلك اللغة السامية الأم التى تفرعت منها اللغات المذكورة. وعلى كل حال فسواء قلنا إن العربية ما هى إلا فرع من اللغة السامية أو إنها هى هذه اللغة السامية نفسها، فالنتيجة التى ينبغى أن ننتهى إليها أنه لا يصح القول دائما وعلى نحو آلى كما يفعل المستشرقون بأن هذه اللغة السامية أو تلك (الآرامية والعبرية والسريانية بالذات، وهى اللغات التى ترتبط بالكتاب المقدَّس وأتباعه) هى الأصل الذى استعارت منه العربيةُ اللفظَ الفُلاَنىّ كما يحلو لبعض المستشرقين أن يقولوا كلما أرادوا أن ينفوا الأصالة عن القرآن الكريم. فالمشكلة إذن عندهم هى القرآن لا العربية فى حد ذاتها. والآن فإن مادة "ح و ر" موجودة فى العربية على نطاق واسع، والمعنى المحورى فيها هو البياض والصفاء. و"الأحور" هو الأبيض الصافى، و"الحوراء" صفة تُطْلَق على المرأة الشديدة بياض العين وسوادها. ولتكن هذه الكلمة بعد ذلك فى الآرامية ما تكون، فإن معناها هناك لا يلزمنا فى شىء، إذ(1/2278)
المهم ماذا تعنى عندنا نحن؟ ثم ها هى ذى آيات القرآن التى وردت فيها هذه الكلمة، وكلها تتحدث عن سعادة المؤمنين فى الجنة مع أزواجهم: "كذلك، وزوَّجناهم بحُورٍ عِين" (الدخان/ 54)، "متكئين على فُرُشٍ بطائنها من إستبرقٍ، وزوّجناهم بحُورٍ عِين"الطور/ 20)، "حُورٌ مقصوراتٌ فى الخيام" (الرحمن/ 73)، "وحُورٌ عِين* كأمثال اللؤلؤ المكنون" (الواقعة/ 22). ترى هل يمكن عاقلا أن يقول إن الكلمة هنا تعنى "الزبيب الأبيض"؟ فمتى كان الزبيب الأبيض أو الأحمر أو الأزرق (أو "المهبّب بهباب أسود" كقلوب هذا الصنف من المستشرقين وعقولهم) يتزوج به الرجال؟ هل رأيتم زبيبة تُزَفّ إلى رجل؟ يا ألطاف الله، أدركينى! إن الزبيبة هى هذا المستشرق الذى ليس له عندى إلا: "طول عمرك يا زبيبة، وانت فى... العود". ثم دَعُونا من "الحُور العين"، التى يصر المستشرق الجاهل الحقود أنها لا تعنى إلا "الزبيب الأبيض"، فماذا نحن فاعلون فى الآيات الأخرى التى تذكر "العُرُب الأتراب" و"قاصرات الطَّرْف اللاتى لم يَطْمِثْهُنّ إنسٌ من قبل ولا جانّ" و" المؤمنين الذين هم وأزواجهم فى ظلالٍ على الأرائك متكئون"...إلخ، أهذا كله زبيب أبيض؟ يا عالم، اختشوا! صحيح: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"! وهؤلاء قوم لا يستحون ولا يختشون! ومع هذا كله فلن نكتفى بما مضى، بل سنمضى خطوة أخرى ونورد هذه الأبيات من الشعر الجاهلى الذى لم يكن أصحابه ولا مستمعوه يعرفون شيئا عن الجنة ولا ضَحِكَ عليهم بن لادن ولا الدكتور الزهّار وأوهماهم أن فى الجنة سبعين حورية، أى سبعين امرأة جميلة لا سبعين زبيبة كما ينبغى أن يكون معنى الكلام، ومنها البيت الذى يقوله ابن إسرائيل اليهودى (اليهودى، لاحظ! فلا هو مسلم ولا حتى عربى، وهذا من أبلغ البراهين على كذب ما يقول المستشرق). والأبيات لابن إسرائيل وامرئ القيس وعاجبة الهمدانى وعَبِيد بن الأبرص وعمرو بن قميئة وسلامة بن جندل ومالك بن فهم الأزدى(1/2279)
والأعسر الضَّبِّى والمرقِّش الأكبر وعرفجة بن جُنَادة على الترتيب:
وعَدَتْ بوصلٍ، والزمانُ يُسَوِّفُ * حَورَاءُ ناظِرُها حُسَامٌ مُرهَفُ
* * *
نَظَرَت إِلَيكَ بِعَينِ جازِئَةٍ * حَوراءَ حانِيَةٍ عَلى طِفلِ
* * *
فَأَسْرَعتُ الإِيابَ بِخَيرِ حالٍ * إِلى حَوراءَ خَرعَبَةٍ لَعوبِ
* * *
وَإِذ هِيَ حَوراءُ المَدامِعِ طَفْلَةٌ * كَمِثلِ مَهاةٍ حُرَّةٍ أُمِّ فَرقَدِ
* * *
لَها عَينُ حَوْراءَ في رَوضَةٍ * وَتَقْرُو مَعَ النَبْتِ أَرْطًى طِوالا
* * *
وَعِندَنا قينَةٌ بَيضاءُ ناعِمَةٌ * مِثلُ المَهاةِ مِنَ الحُورِ الخَراعيبِ
* * *
وَجعدةَ بنتَ حارثَة بن حَربٍ * من الحُور المُحَبَّرةِ الحِسَانِ
* * *
حُورٍ نَواعِمِ قَد لَهَوتُ بها * وَشَفَيتُ من لذّاتِها نَفسي
* * *
وفيهنَّ حُورٌ كمثلِ الظِّباء * تَقَرَّوْا بأعلى السليلِ الهَدالا
* * *
فرَوْضُ ثُوَيْرٍ عن يمينٍ رَويّةٍ * كأن لم ترَبَّعْه أوانسُ حُورُ(1/2280)
ومع ذلك كله هل يعتقد حقًّا هؤلاء الناس أن الشبان الاستشهاديين حين يضحّون بحياتهم إنما يضعون نُصْبَ أعينهم "الحُور العِين" (أى النساء الجميلات فعلا) بهذا المعنى الهلواسىّ كما يزعمون؟ أنا مثلا واحد من الذين يفكرون دائما فى الجنة، وكل ما أتطلع إليه هو الراحة الأبدية الشاملة والسعادة النقية المبرَّأة من الأكدار (وعلى رأس هذه الأكدار الاستعمار وجيوشه من المستشرقين والمبشرين والصحافيين الكاذبين المخادعين الضالين المضلين!). إننا لا نزعم النفور من مُتَع الجنة ومسرّاتها، لكننا نقول إن هذه المتع لا تكون حاضرة فى الذهن بالمعنى الذى يحاول هؤلاء المستشرقون أن يخيِّلوه لنا. ثم أليس مضحكا أن يسخر أولئك اللوطيون والسحاقيات من "الحُور العِين"؟ لكن ما المضحك فى الأمر، وهم ناس شَوَاذّ، والشَّوَاذّ لا يفهمون معنى الاستمتاع بالمتع الطاهرة النظيفة ولا يقدرون عليه؟ إنهم يريدونها جنة شاذة مثلهم! انظر مثلا كيف يتحدث الكتاب الذى يحمل اسم إرشاد مانجى عن فتوى أصدرتها منظمتان إنجليزيتان للُّوطيّين والسِّحاقيّات (ردًّا على ما قيل إنها فتوى كانت قد أفتت بها جماعة إسلامية فى بريطانيا بمحاكمة كاتب بريطانى ألف مسرحية صورت المسيح على أنه شاذ جنسى ووزعتها فى أنحاء المملكة المتحدة) وجاءت على النحو التالى: "ردا على الشيخ (...) أصدرت مجموعتان للدفاع عن حقوق المثليين، هما "Lesbian Avengers" و"Outrage"، "فتوى شاذة" ضده. وقيل إن الفتوى حكمت على (...) "بتعذيبه من خلال اللواط به دون توقف لمدة ألف عام". مسكين ذلك الشخص الذي سيتولى تعذيبه بهذه الطريقة"! بل مسكينة أنت وأمثالك من اللوطيين والسحاقيات، يا من لا تستطيعون أن تفهموا أو تستطعموا إلا لذائذ الخراء، فهنيئا لكم هذا الطبق الشهىّ الذى تجدون فيه بغيتكم كما تجد الديدانُ القذرةُ بغيتها فى الرِّمَم المنتنة! وبالمناسبة فبالإمكان الرد على هذه "الفتوى الشاذة" بفتوى أخرى(1/2281)
فيها الدواء والشفاء، من داء الأُبْنَة العَيَاء، الذى حار فيه الأطباء، ألا وهى حَشْو دُبُر كل واحد منهم بقليل من مسحوق الشطة السودانى، وأنا زعيمٌ بأنهم سوف يتوبون بعدها توبة نصوحًا ويمشون كالأَلِف لا يلتفتون يمنة أو يسرة! والله عال يا لُمَامَة المجتمع! لم يبق إلا اللوطيون والسحاقيات يتهكمون على الكرام الأطهار بدلاً من أن يتوارَوْا خجلا ويتمنَّوْا أن تنشقّ الأرض وتبتلعهم!
ونختم كلامنا بما أشار إليه الكتاب مما يسمَّى: "قصة الغرانيق"، التى تتلخص فى الزعم بأن سورة " النجم " كانت تحتوى فى البداية على آيتين تمدحان الأصنام الثلاثة : "اللات والعُزَّى ومَنَاة"، ثم حُذِفتا منها فيما بعد. يريدون القول بأن محمدا، عليه الصلاة والسلام، كان يتمنى أن يصالح القرشيين حتى يكسبهم إلى صفه بدلا من استمرارهم فى عداوتهم لدعوته وإيذائهم له ولأتباعه، ومن ثَمَّ أقدم على تضمين سورة " النجم " تَيْنِك الآيتين عقب قوله: " أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى * ومناةَ الثالثةَ الأخرى؟" (النجم /19– 20) على النحو التالى: "إنهنّ الغرانيق العُلا* وإن شفاعتهن لَتُرْتَجَى". والمقصود من وراء ذلك كله هو الإساءة للرسول الكريم بالقول بأنه لم يكن مخلصا فى دعوته، بل لم يكن نبيا بالمرة، وإلا لما أقدم على إضافة هاتين الآيتين من عند نفسه. وهذه الفرية هى مما يحلو للمستشرقين والمبشرين أن يرددوها للمكايدة وإثارة البلبة، مع أن أقل نظرة فى سورة "النجم" أو فى سيرة حياته صلى الله عليه وسلم كافية للقطع بأن تلك القصة لا يمكن أن تكون قد حدثت على هذا النحو الذى اخترعه بعض الزنادقة قديما وأخذ أعداء الإسلام يرددونها شأن الكلب الذى وجد عظمة فعضّ عليها بالنواجذ وأخذ ينبح كل من يقترب منه!(1/2282)
وقد تناول عدد من علماء المسلمين قديما وحديثا الروايات التى تتعلق بهاتين الآيتين المزعومتين وبينوا أنها لا تتمتع بأية مصداقية. والحقيقة إن النظر فى سورة " النجم " ليؤكد هذا الحكم الذى توصل إليه أولئك العلماء، فهذه السورة من أولها إلى آخرها عبارة عن حملة مدمدمة على المشركين وما يعبدون من أصنام بحيث لا يُعْقَل إمكان احتوائها على هاتين الآيتين المزعومتين، وإلا فكيف يمكن أن يتجاور فيها الذم العنيف للأوثان والمدح الشديد لها؟ ترى هل يمكن مثلا تصوُّر أن ينهال شخص بالسب والإهانة على رأس إنسان ما، ثم إذا به فى غمرة انصبابه بصواعقه المحرقة عليه ينخرط فجأة فى فاصل من التقريظ، ليعود كرة أخرى فى الحال للسب والإهانة؟ هل يعقل أن يبلع العرب مثل هاتين الآيتين اللتين تمدحان آلهتهم، وهم يسمعون عقيب ذلك قوله تعالى: " ألكم الذَّكَر وله الأنثى؟* تلك إذن قسمةٌ ضِيزَى* إنْ هى إلا أسماءٌ سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان. إنْ تتَّبعون إلا الظن وما تَهْوَى الأنفس. ولقد جاءهم من ربهم الهدى"؟ إن هذا أمر لا يمكن تصوره! كما أن وقائع حياته صلى الله عليه وسلم تجعلنا نستبعد تمام الاستبعاد أن تكون عزيمته قد ضعفت يوما، فقد كان مثال الصبر والإيمان بنصرة ربه له ولدعوته. ومواقفه من الكفار طوال ثلاثة وعشرين عاما وعدم استجابته فى مكة لوساطة عمه بينه وبينهم رغم ما كان يشعر به من حب واحترام عميق نحوه، وكذلك رفضه لما عرضوه عليه من المال والرئاسة، هى أقوى برهان على أنه ليس ذلك الشخص الذى يمكن أن يقع فى مثل هذا الضعف والتخاذل!(1/2283)
هذا، وقد أضفتُ طريقةً جديدةً للتحقق من أمر هاتين الآيتين هى الطريقة الأسلوبية، إذ نظرتُ فى الآيتين المذكورتين لأرى مدى مشابهتهما لسائر آيات القرآن فوجدت أنهما لا تمتان إليها بصلةٍ البتة. كيف ذلك؟ إن الآيتين المزعومتين تجعلان الأصنام الثلاثة مناطا للشفاعة يوم القيامة دون تعليقها على إذن الله، وهو ما لم يسنده القرآن فى أى موضع منه إلى أى كائن مهما تكن منزلته عنده سبحانه. ولن نذهب بعيدا للاستشهاد على ما نقول، فبعد هاتين الآيتين بخمس آيات فقط نقرأ قوله تعالى: "وكم مِنْ مَلَكٍ فى السماوات لا تُغْنِى شفاعتُهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويَرْضَى". فكيف يقال هذا عن الملائكة فى ذات الوقت الذى تؤكد إحدى الآيتين المزعومتين أن شفاعة الأصنام الثلاثة جديرة بالرجاء من غير تعليق لها على إذن الله؟ ثم إنه قد ورد فى الآية الثانية من آيتى الغرانيق كلمة "تُرْتَجَى"، وهى أيضا غريبة على الأسلوب القرآنى، إذ ليس فى القرآن المجيد أى فعل من مادة " ر ج و " على صيغة "افتعل" . أما ما جاء فى إحدى الروايات من أن نص الآية هو: "وإنّ شفاعتهن لتُرْتَضَى"، فالرد عليه هو أن هذه الكلمة، وإن وردت فى القرآن ثلاث مرات، لم تقع فى أى منها على " الشفاعة "، وإنما تُسْتَخْدَم مع الشفاعة عادةً الأفعال التالية: "تنفع، تغنى، يملك".(1/2284)
كذلك فقد بدأت مجموعةُ الآيات التى تتحدث عن اللات والعُزَّى ومناة بقوله عَزَّ شأنُه: "أ(فـ)ـرأيتم...؟"، وهذا التركيب قد ورد فى القرآن إحدى وعشرين مرة كلها فى خطاب الكفار، ولم يُسْتَعْمَل فى أى منها فى ملاينة أو تلطف، بل ورد فيها جميعا فى مواقف الخصومة والتهكم وما إلى ذلك بسبيل كما فى الشواهد التالية: " قل: أرأيتم إن أتاكم عذابُه بَيَاتًا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون؟" (يونس/ 50)، "قل: أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزقٍ فجعلتم منه حلالا وحراما، قل : آللهُ أَذِنَ لكم أم على الله تفترون؟" (يونس/ 59)، "قل: أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشَهِد شاهدٌ من بنى إسرائيل على مِثلِْه فآمن واستكبرتم؟ إن الله لا يهدى القوم الظالمين" (الأحقاف/ 1)، " أفرأيتم الماء الذى تشربون؟* أأنتم أنزلتموه من المُزْن أم نحن المُنْزِلون؟* لو نشاء جعلناه أُجَاجًا، فلولا تشكرون" ( الواقعة/ 68– 70). فكيف يمكن إذن أن يجىء هذا التركيب فى سورة "النجم" بالذات فى سياق ملاطفة الكفار ومراضاتهم بمدح آلهتهم؟ وفوق هذا لم يحدث أن أُضيفت كلمة "شفاعة" فى القرآن الكريم (فى حال مجيئها مضافة) إلا إلى الضمير "هم" على خلاف ما أتت عليه فى آيتى الغرانيق من إضافتها إلى الضمير "هنّ ".(1/2285)
وفضلا عن ذلك فتركيب الآية الأولى من الآيتين المزعومتين يتكون من "إنّ (وهى مؤكِّدة كما نعرف)+ ضمير (اسمها)+ اسم معرّف بالألف واللام (خبرها)"، وهذا التركيب لم يُسْتَعْمَل لـ"ذات عاقلة" فى أى من المواضع التى ورد فيها فى القرآن الكريم (وهى تبلغ العشرات) دون زيادة التأكيد لاسم "إنّ" الضمير بضميرٍ مثله، كما فى الأمثلة التالية: "ألا إنهم هم المفسدون/ ألا إنهم هم السفهاء/ إنه هو التواب الرحيم/ إنك أنت السميع العليم/ إنك أنت التواب الرحيم/ إنه هو السميع العليم/ إنه هو العليم الحكيم/ إنه هو الغفور الرحيم/ إنى أنا النذير المبين/ إنه هو السميع البصير/ إننى أنا الله/ إنك أنت الأعلى/ إنا لنحن الغالبو / إنه هو العزيز الحكيم/ وإنا لنحن الصافّون/ وإنا لنحن المسبِّحون/ إنهم لهم المنصورون/ إنك أنت الوهاب/ إنه هو السميع البصير/ إنه هو العزيز الرحيم/ إنك أنت العزيز الكريم/ إنه هو الحكيم العليم/ إنه هو البَرّ الرحيم/ ألا إنهم هم الكاذبون/ فإن الله هو الغنى الحميد". أما فى المرة الوحيدة التى ورد التركيب المذكور دون زيادة التأكيد لاسم "إنّ" الضمير بضميرٍ مثله (وذلك فى قوله تعالى: "إنه الحق من ربك"/ هود/ 17) فلم يكن الضمير عائدا على ذات عاقلة، إذ الكلام فيها عن القرآن. ولو كان الرسول يريد التقرب إلى المشركين بمدح آلهتهم لكان قد زاد تأكيد الضمير العائد عليها بضميرٍ مثله على عادة القرآن الكريم بوصفها "ذواتٍ عاقلةً"، ما داموا يعتقدون أنها آلهة. وعلى ذلك فإن التركيب فى أُولَى آيَتَىِ الغرانيق هو أيضا تركيب غريب على أسلوب القرآن الكريم.(1/2286)
مما سبق يتأكد لنا على نحوٍ قاطعٍ أن الآيتين المذكورتين ليستا من القرآن، وليس القرآن منهما، فى قليل أو كثير. بل إنى لأستبعد أن تكون كلمة "الغرانيق" قد وردت فى أى من الأحاديث التى قالها النبى عليه الصلاة والسلام. وينبغى أن نضيف إلى ما مرّ أن كُتُب الصحاح لم يرد فيها أى ذكر لهذه الرواية، ومثلها فى ذلك ما كتبه ابن هشام وأمثاله فى السيرة النبوية.
ولقد قرأت فى كتاب "الأصنام" لابن الكلبى (تحقيق أحمد زكى/ الدار القومية للطباعة والنشر/ 19) أن المشركين كانوا يرددون هاتين العبارتين فى الجاهلية تعظيما للأصنام الثلاثة، ومن ثَمَّ فإنى لا أستطيع إلا أن أتفق مع ما طرحه سيد أمير على من تفسير لما يمكن أن يكون قد حدث، بناءً على ما ورد من روايات فى هذا الموضوع، إذ يرى أن النبى، عندما كان يقرأ سورة "النجم"، وبلغ الآيات التى تهاجم الأصنام الثلاثة، توقَّع بعض المشركين ما سيأتى بعد ذلك فسارع إلى ترديد هاتين العبارتين فى محاولة لصرف مسار الحديث إلى المدح بدلا من الذم والتوبيخ (Ameer Ali, The Spirit of Islam, Chatto and Windus, London, 1978, P.134). وقد كان الكفار فى كثير من الأحيان إذا سمعوا القرآن أحدثوا لَغْطًا ولَغْوًا كى يصرفوا الحاضرين عما تقوله آياته الكريمة (فُصِّلَتْ/ 26)، فهذا الذى يقوله الكاتب الهندى هو من ذلك الباب. ولتقريب الأمر أسوق للقارئ مثالا على هذه الطريقة كنت من شهوده، إذ كان رئيس ومرؤوسه يتعاتبان منذ أعوام فى حضورى أنا وبعض الزملاء، وكان الرئيس يتهم المرؤوس المسكين بأنه يكرهه، والآخر يحاول أن يبرئ نفسه عبثا لأنه كان معروفا عنه خوضه فى سيرة رئيسه فى كل مكان. وفى نوبة يأس أسرع قائلا وهو يؤكد كلامه بكل ما لديه من قوة: "إن ما بينى وبينك عميق!"، فما كان من زميل معروف بحضور بديهته وسرعة ردوده التى تحوِّل مجرى الحديث من وجهته إلى وجهة أخرى معاكسة إلا أن تدخل قائلا فى سرعة عجيبة كأنه(1/2287)
يكمل كلاما ناقصا: "فعلا! عميقٌ لا يُعْبَر". وهنا أمسك الرئيس بهذه العبارة وعدَّها ملخِّصةً أحسن تلخيص للموقف ولمشاعر مرؤوسه المزنوق الذى يحاول التنصل مما يُنْسَب إليه!
ونختم كلامنا بنقل المقال التالى الذى كتبه أ. حسن السرّات فى جريدة الشعب بتاريخ الجمعة 13/ 5/ 2005 عن الشذوذ الجنسى وانتشاره كالوباء بين الأوربيين والكوارث الصحية والأخلاقية التى تترتب عليه، والقوم رغم ذلك لاهون وماضون فى إشعال الحرائق كما فعل نيرون الطاغية بروما. ونحن نؤمن إيمانا جازما أن ذلك سيكون من العوامل التى تؤدى إلى انهيار العالم الغربى رغم كل القوة والجبروت التى هو عليها، وإن كان هذا لا يعنى بالضرورة أننا نحن المسلمين نصلح بأوضاعنا الحالية لقيادة العالم بعده. على كل حال لنقرإ المقال ولنعتبر:
"الاشتراكيون الأوروبيون والشذوذ الجنسي"
"إسبانيا الكاثوليكية تبيح للشواذ الزواج وفرنسا تترقب"
صوت البرلمان الإسباني ذو الأغلبية الاشتراكية على مشروع قانون يعترف للشواذ الجنسيين بالزواج فيما بينهم وتبني الأطفال وتكوين أسرة، وبتصويت 183 نائبا برلمانيا لصالح مشروع القانون في مقابل 136 من الرافضين وامتناع 6 عن التصويت يوم الخميس 21 أبريل 2005، تكون إسبانيا على عهد الحكومة الاشتراكية بقيادة زاباتيرو أول حكومة أوروبية ستغير مدونتها المدنية لفتح المجال أمام زواج الشواذ وتبني الأطفال في الوقت الذي ما تزال حكومة دول أخرى في مرحلة نقاش وأخذ ورد. بينما اعترفت كل من هولندا وبلجيكا للشواذ بالزواج من دون تبني أطفال عام 2003.(1/2288)
وقد قوبل مشروع القانون بابتهاج جماعات الدفاع والضغط لصالح زواج الشواذ، إذ كان بعضها حاضرا يوم التصويت، كما أنها قامت بعدة مسيرات ومظاهرات احتجاجية وعمليات ضغط مستمرة، ومن المرتقب أن ينظموا مسيرة حاشدة للاحتفال بهذا "الانتصار التاريخي" في عهد الاشتراكيين في شهر يوليوز القادم، بعد أن كانوا ممنوعين من الظهور على عهد فرانكو ومن الاعتراف بالزواج على عهد خوسي ماريا أزنار زعيم الحزب الشعبي اليميني رئيس الحكومة السابقة.
وفي الجهة الأخرى، أعربت الكنيسة الكاثوليكية الإسبانية عن معارضتها الشديدة لهذا الاعتراف في بيان وصفت فيه هذا القانون بأنه "ظالم بشكل جذري وضار بالمصلحة العامة"، وأن "المصلحة العليا للأطفال تقتضي ألا يصنعوا في المختبرات ولا أن يتبناهم أشخاص من جنس واحد". وأضاف البيان أن "صناعة عملة مزورة هو إهدار لقيمة العملة الأصيلة، وأن مساواة زواج الشواذ بالزواج السوي إدخال لعنصر خطير لتفسخ النظام الاجتماعي".
وفي السياق ذاته، دعا الكاردينال ألفونسو لوبيز تروخييو، رئيس المجلس البابوي للأسرة، إلى معارضة هذا القانون، معتبرا أن من واجب المسيحيين أن يعارضوا هذا "القانون الظالم"، وصعد الكاردينال من لهجته وهو يجيب عن أسئلة صحيفة "كوريير ديلا سيرا" قائلا "على كل المسيحيين أن يكونوا مستعدين لدفع الثمن اللازم والغالي، ولو اقتضى ذلك ضياع فقدان مناصب عملهم.(1/2289)
وفي فرنسا، قررت الإدارة المركزية للحزب الاشتراكي دعم "حقوق" الشواذ في الزواج ومساواتهم في هذا مع الأسوياء جنسيا، ويشتغل الحزب، الذي توجد في داخل هيئاته هيئة تمثل الشواذ الاشتراكيين الأمميين، منذ مدة على إعداد مشروع قانون في هذا السياق ليتقدم به إلى البرلمان. وكان السكرتير الأول للحزب فرانسوا هولند قد صرح بأن "الزواج ينبغي أن يفتح للجميع". كما أن عمدة باريس الاشتراكي برتراند دولانوي لا يتردد في الكشف عن شذوذه والدفاع عن حق الشواذ في الزواج، وسجل ذلك في كتاب وقع بعض نسخه في المغرب أثناء زيارة له في مطلع سنة 2005. وقد سبق للزعيم الاشتراكي ليونيل جوسبان عندما كان في الحكم أن أباح الزواج المدني "الباكس" للشاذين، بينما يعارض اليمين الفرنسي والرئيس جاك شيراك ووزيره الأول رافاران زواج الشاذين وتبنيهم للأطفال.
في يوم الجمعة 4 يناير 2005، نشرت الجمعية الوطنية الفرنسية للوقاية من الأنكولوجيا والأديكتولوجيا نتائج أول تحقيق حول سبب تصاعد انتشار شرب الخمور وأخذ أقراص نفسية منشطة وعلاقة ذلك بالشذوذ الجنسي. وكشف التحقيق أن تناول الخمور أصبح مفرطا متجاوزا التردد الأسبوعي إلى التردد عدة مرات في اليوم لدى الفئة العمرية 18-25 سنة بين الشواذ (10 في المئة بين الشواذ في مقابل 3 في المئة لدى عامة السكان). ولا يتوقف الأمر عند تناول الخمور ولكن يتعزز ذلك بتناول الأقراص النفسية المنشطة والمخدرات بمختلف أنواعها مما يعتبر دلالة قوية على درجة الاضطراب والانهيار النفسي والاجتماعي الذي تعيشه هذه الفئة. كما أن دراسات كندية أثبتت ارتفاع نسبة الانتحار بين الشاذين الكنديين والأمريكيين.(1/2290)
وبالإضافة إلى انتشار السيدا بين الشواذ وعودة الأمراض التنقلة جنسيا، كشفت آخر الأخبار الطبية عن ظهور مرض جلدي متنقل جديد بين الشواذ (ل.جي.في أو مرض نيكولا-فافر)، وقد سجلت -منذ يناير 2004- 142 حالة في فرنسا و136 في هولندا وكذلك في ألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا.
غير أن أخطر انزلاق ينحدر إليه "المناضلون" الشواذ هو الميل الجنسي للأطفال (البيدوفيليا) وسعيهم إلى تطبيعها وممارستها والدفاع عنها، وقد عرف في تاريخ أوروبا عامة، وفرنسا خاصة، عدة كتاب وزعماء من اليسار ممن دعوا إلى الاعتراف بالبيدوفيليا و"التسامح" معها. وتعتبر حالة عمدة مدينة بريم مايكل إنجلمان (35 سنة) عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة جيرهار شرودر ورئيس فيدرالية الاشتراكيين الشواذ حالة نموذجية إذ ضبط متلبسا بالتعاطي للبيدوفيليا مما دفعه إلى تقديم استقالته.
في فرنسا دائما يدوراليوم نقاش واسع حول حقوق المدرسين الشواذ في الظهور والخروج من الظل إلى واضحة النهار، ويتولى مطالبهم، بالإضافة إلى التنظيم الدولي للشاذين والسحاقيات، نقابات خاصة بهم، وقد شاركوا في مسيرات عيد الشغل تحت يافطات خاصة بهم.(1/2291)
يذكر أن الشواذ الجنسيين منظمون على الصعيد العالمي تنظيما محكما، ولهم جمعية دولية تتولى تمثيلهم والدفاع عنهم وعن السحاقيات من النساء، كما أن لهم قوى ولوبيات للضغط، ووسائل إعلامية معتبرة، ويستعدون حاليا لتنظيم مسيرة عالمية في دولة الكيان الصهيوني، موازاة مع مسيرات أخرى في مدن عالمية. وإذا كانوا قد استطاعوا الحصول على عدة "حقوق" في البلدان الغربية، فإن البلدان الإسلامية تمثل لهم قلاعا لم تفتح بعد في وجوههم للظهور العلني، ولديهم خطط خاصة بعدة دول الإسلامية للضغط عليها وتحطيم بعض القوانين المانعة لشذوذهم، ومنها تشكيل تنظيمات من الشواذ الجنسيين "المسلمين" حسب كل قطر، وتحريضهم ليكشفوا عن أنفسهم حتى إذا ما قمعتهم السلطات وأرجعتهم إلى منطقة الظل سارعت عدة جمعيات شاذة إلى تولي الدفاع عن "مظلوميتهم"، وقد عرف المغرب ومصر حالات مثل هذه تدخلت فيها منظمات دولية وإقليمية، بل وشخصيات سياسية من الخارج.
ومن الأساليب التي يستخدمها الشواذ للتغلغل إلى العالم الإسلامي الزعم بأن الدين الإسلامي لا يعارض الشذوذ الجنسي، والتصريخ بذلك على لسان شخصيات تقول إنها مسلمة مثلما وقع في إسبانيا في شهر أبريل 2005 حينما دعا "برادو" على موقعه الإلكتروني "ويب إسلام" إلى فتح حوار حول مسألة الشذوذ الجنسي في الإسلام. ولم يستبعد برادو إمكانية تزويج الشواذ من المسلمين في إسبانيا وفق القانون الذي يبيح زواج الشواذ في أسبانيا. كما استنكر برادو في حوار له مؤخرا مع مجلة "ديالوجار" الأسبانية ما أسماه "ملاحقة الشواذ في البلدان الإسلامية". موقف استنكرته الجمعيات الإسلامية الإسبانية كلها وطالبت بإقالته من منصبه.
---
لطفي الزغير
06-24-2005, 06:03 AM(1/2292)
بارك الله فيك على إثارة هذا الأمر ، وعلى هذه الدراسة لهذا الكتاب الذي قذفته المطابع لنا ، والمشكلة أن الكتاب لو كان كتاباً علمياً أو صادراً عن متخصص لأمكن مناقشته ، ولقد تصفحت أجزاء من الكتاب المذكور ، فوجدته أشبه ما يكون بالخواطر والتمنيات ، والأهم من ذلك كله أن الغرب يتلقف أمثال هؤلاء ويشيد بهم ويقلدهم الأوسمة ويوفر لهم الحماية ، وما قصة سلمان رشدي ، عنا ببعيدة ، وأود أن أضع هنا ثناء (( توماس فريدمان )) ، وأنتم تعلمون من هو توماس فريدمان على هذه المرأة في مقال له في جريد الاتحاد الاماراتية بتاريخ 3/3/2005 م ، بعنوان شاببة مسلمة شجاعة !! يقول فيه : (( منذ ذلك الحين غدا واضحاً لي، أنه ما لم نقم بمشاركة العرب والمسلمين لتغيير السياق الذي يعيشون فيه، وما لم نساعدهم على إيجاد فضاء حر، تدور فيه حرب أفكار تسمح بانطلاق مناقشات حرة بيننا وبين تلك "البلاد البعيدة"... فإننا سنكون كمن يسعى إلى 11 سبتمبر أخرى. لقد كنت أعرف طيلة الوقت أنه يوجد لدينا شركاء هناك، بيد أن الحركات الديمقراطية التي بزغت مؤخراً، أظهرت لي العدد الحقيقي للشبان الموجودين في تلك البلدان، والذين يريدون أن يعبروا عن طموحاتهم وأن يحققوا ما تؤهلهم له إمكانياتهم، وهو ما كانت حكوماتهم وقادتهم الروحيون يحولون دون تحقيقه.
وإذا كنت تريد أن تحس بنبض ما يقوله هؤلاء الشبان والشابات، فما عليك سوى أن تقرأ كتاب الآنسة "إرشاد مانجي" الجديد المعنون "المشكلة مع الإسلام اليوم" والرسائل والمساجلات، التي تدور بينها وبين غيرها من الشبان المسلمين على موقعها الإلكتروني: www.muslim-refusenik.com.
والآنسة "مانجي" ناشطة نسائية كندية مسلمة، كان لديها من الجرأة، ما جعلها تقوم بتأليف كتاب تدعو فيه إلى إصلاح الإسلام.(1/2293)
كتبت مانجي في كتابها تقول:"ليس هناك من فكرة للعالم الإسلامي، وبالتالي لنا جميعاً اليوم، أهم من فكرة إعادة فتح باب "الاجتهاد". هذه هي الفكرة الأساسية في كتابي هذا... وهي أن أبيّن أن الإسلام كان يمتلك ذات يوم تقاليد تعددية تقوم على الحوار، وعلى الاعتراف بحق الاختلاف، وأننا نحن المسلمين بحاجة بالتالي لإعادة اكتشاف هذه التقاليد، كي نقوم بتحديث الإسلام، وجعله متوافقاً مع القرن الحادي والعشرين. وأنا عندما أقول هذا فإنني لا أعتبر راديكالية، وإنما أعتبر في الحقيقة مسلمة مخلصة لدينها".
وإرشاد مانجي، المولودة في أوغندا لأب هندي مسلم، وأم كندية ذات جذور مصرية، تحاضر بشكل دائم عن التنوع الفكري في مدرجات الجامعات. وحول هذه النقطة كتبت تقول: وحتى ما قبل الحادي عشر من سبتمبر وكتابي هذا، كنت ألاحظ عقب محاضراتي أن المسلمين شباناً وشابات كانوا ينتظرون بجانب المدرج الجامعي، إلى أن يغادر الجميع، ثم يأتون إلي ويقولون لي أشياء من قبيل "مانجي... نحن نريد المزيد من الأصوات للمساعدة على انفتاح هذا الدين الذي ننتمي إليه، لأنه إذا لم ينفتح فإننا سوف نتركه". هذا ما أدركه هؤلاء الشبان والشابات... وهذا هو ما لم يدركه رجال الدين. إننا ننقذ الإسلام عندما نبين للأجيال الناشئة، كيف يمكنهم أن يكونوا جزءا من عالم تعددي، وكيف يمكنهم أن يكونوا مسلمين صادقي الإيمان.(1/2294)
وسعياً لتلك الغاية قامت الآنسة "مانجي" بإطلاق ما تسميه "مشروع الاجتهاد". وهي تشرح ذلك بالقول: إن الهدف من هذا المشروع هو إقامة مركز قيادة يجتذب الشبان المسلمين من ذوي التوجه الإصلاحي، ويدفعهم للتواصل مع بعضهم بعضاً، بحيث يدرك هؤلاء الشبان أنهم ليسوا وحدهم. ولكي يكتسبوا أيضاً الثقة بقدرتهم على الاختلاف علناً، مع بعض الأفكار السائدة التي تحتاج إلى تحديث في الدين، ولكي يعرفوا المزيد من المعلومات عن العصر الذهبي في الإسلام، عندما كان المسلمون والمسيحيون واليهود يعملون معاً للمحافظة على المعرفة ونشرها، وهو شيء نادراً ما نقوم بتعليمه في مدارسنا العامة، أو في مدارسنا الدينية، هذا إذا كنا نقوم بتعليمه في الأصل.
وبناء على إلحاح من طلابها قامت الآنسة "مانجي" مؤخراً بترجمة كتابها إلى اللغتين العربية والأُوردية، ووضعه على موقعها الشخصي على الإنترنت، حيث يقوم الشباب العربي والباكستاني الآن بتنزيله سراً ومناقشته. وفي هذا الأسبوع قام صاحب دار نشر عربية صغيرة تعمل في لبنان وألمانيا - وفتحت لها تواً فرعاً في بغداد- بالاتصال بها، عارضاً نشر كتابها في العراق.
قالت مانجي رداً على ذلك:"لا أملك سوى تقدير ما يتضمنه هذا العرض من رمزية... فبغداد بالذات كانت هي عاصمة الاستنارة الإسلامية من القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر الميلادي، كما كانت ملتقى التجارة والخدمات والأفكار العظيمة".
إن ما يحدث الآن في المنطقة سيستغرق وقتاً حتى يفعل مفعوله. ولا نستطيع الآن القول إننا نضمن أن ذلك سينتهي بمحصلة لائقة. ولكن الأخبار الطيبة فيما يحدث، هي أن الشبان العرب والمسلمين قد بدأوا الآن يتناقشون بطريقة مختلفة جداً في تلك "البلاد البعيدة"... وأن الكثيرين منهم يريدون الخروج بهذه المناقشات إلى العلن، ودفعها قدماً إلى الأمام. )) .(1/2295)
إذاً مثل هذه الكتابات تجد ترحيباً وتشجيعاً من الغرب وكتاب الأعمدة في صحفه ، وبدأت تتكشف أكثر فأكثر فكرة الإسلام الأمريكاني التي يروج لها بعض المسلمين بدعم وتشجيع من الساسة والمثقفين الغربيين ، وعلى كل حال ما هي إلا فقاعة من تلك الفقاعات التي ظهرت برهة ثم انطفأت (( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )) .
---
أبو صلاح الدين
07-08-2005, 10:52 PM
بارك الله فيكما أساتذتنا الكرام.
وجعل ذلك في ميزان حسناتك يا د. عوض.
---
د. أنمار
07-10-2005, 06:03 PM
عموما فقد اشتهر في كندا كونها من عائلة إسماعيلية باطنية
ولا أدري إن سألها أحد عن ذلك من قبل فيبدو أنها لا تتورع عن التصريح بنحو شذوذها
---
الجعفري
08-01-2005, 06:53 AM
أشكر أخي الكاتب على هذا الموضوع وعلى غيرته الحميدة وطول نفسه في الكتابة , وأتمنى أن لو يرزقني الله لو ربع ذلك - ما شاء الله تبارك الله-
لكن لي ملحوظة على العنوان : شيخة الإسلام السحاقية والاجتهاد على الطريقة الأمريكية
فهو لا يليق ولا أحب أن تمتهن هذا الألقاب الإسلامية الفريدة وتخلط بغيرها ولو كان ذلك بسبب الغيرة والسخرية بهؤلاء الضالين المضلين.
---
(1/2296)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مواضع الاتفاق بين أتباع الرسل من معارضي الرسل
---
مواضع الاتفاق بين أتباع الرسل من معارضي الرسل
---
عمر المقبل
01-18-2007, 09:23 PM
سبق أن طرحت موضوعاً ـ في هذا الملتقى المبارك ـ عنوانه :
مواضع الاتفاق بين الأنبياء في القرآن ، وهو على هذا الرابط :
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1172&highlight=%E3%E6%C7%D6%DA+%C7%E1%C7%CA%DD%C7%DE+%C 8%ED%E4
وقد أثرى الإخوة الكرام الموضوع بمشاركاتهم المفيدة .
ومن خلال التأمل فيما يمر بي أثناء قراءة القرآن ،وجدت موضوعاً لا يقل فائدة عن هذا الموضوع ،وهو
[ مواضع الاتفاق بين أتباع الرسل من معارضي الرسل ].
ومن جوانب أهمية هذا الموضوع :
1 ـ تتبع أوجه الاتفاق يكشف عن اتفاق طرق أهل الإيمان وإن اختلفت أزمانهم ،وتباعدت أقطارهم.
2 ـ الاستفادة من هذه المواضع في الدعوة إلى الله ؛ إذ هذه المواضع فيها اختلاف بسبب اختلاف المواقف ،وتنوع الأجوبة والإيرادات من قبل أعداء الرسل .
إلى غير ذلك من الجوانب التي قد تظهر للمتأمل .
ولعلي أبدأ بهذا الموضع ـ راجياً ـ من الإخوة الكرام مراعاة تسلسل الموضع من حيث الترقيم ؛ لنستفيد من هذا عند نهاية الموضوع :
الموضع الأول :
قوة هؤلاء في دينهم ،وثباتهم عليه ،وعدم اكتراثهم بما يقال لهم من الملأ من صد عن الحق ،أو تثبيط عن الدعوة ،والصبر على تبعات الرسالة ،ومن أمثلة ذلك :
قول أتباع صالح عليهم الصلاة والسلام ـ لما قال لهم الملأ (أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ [الأعراف/75]) ـ فأجابوا : ( قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ [الأعراف/75]).(1/2297)
ونظيره ما جاء في قصة طالوت ومن معه : (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) [البقرة/249]).
وأما ثبات السحرة الذين آمنوا بموسى عليه الصلاة والسلام ،ووقوفهم في وجه التهديدات الفرعونية فأظهر من أن تسرد الآيات فيه .
---
عبدالرحمن الشهري
01-19-2007, 11:41 PM
جزاكم الله خيراً أبا عبدالله على ما تقدمونه لنا من موضوعات وأفكار قيمة نفع الله بها ، وبارك لكم في علمكم وبصيرتكم .
هذا الموضوع قد طرقه أخونا الدكتور محمد بن عبدالعزيز المسند الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض في رسالته للماجستير وهي بعنوان ..
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_1495945b12c54a28e5.jpg
وقد تعرض لأساليبهم في القرآن الكريم فوجدها تبلغ حوالي 190 أسلوباً منها الظاهر ومنها الخفي المستتر . ومنها المشترك بين أعداء المرسلين ومنها من اختص به قوم دون قوم .
وهذه الرسالة قد طبعت في مؤسسة الرسالة عام 1422هـ .
وقد ذكر من الأساليب المشتركة في كيد المرسلين :
أولاً : أساليب في الكيد والمكر .
- المغالطة ولبس الحق بالباطل .
- المجادلة بالباطل .
- الإلحاد في آيات الله .
- قطع ما أمر الله به أن يوصل.
- افتراء الكذب على الله .
- التلاعب بأحكام الله .
الإفساد في الأرض.
وذكر غيرها ..
ثانياً : أساليب في التولي والإعراض .
- التعامي والتصامام عن سماع الحق.(1/2298)
- ثني الصدور استخفاءً.
- ثني الأعطاف استكباراً.
- النكوص على الأعقاب .
-التولي على الأدبار .
- الانصراف .
- الفرار .
وغيرها .
ثالثاً : تبرير المواقف .
- الاحتجاج باتباع دين الآباء .
- الاحتجاج بالقرون الأولى .
- الاحتجاج بعدم الفهم .
وغيرها .
رابعاً : أساليب في التعنت والعناد .
- التعجيز وطلب المستحيل.
- إنكار البينات الواضحات.
- استعجال العذاب .
الأمر بطرد الضعفاء.
وغيرها.
خامساً : أساليب في إثارة الشكوك .
وذكر تحتها أساليب كثيرة .
والرسالة حافلة بالتفاصيل حول هذا الموضوع ، وكل مبحث تحته الاستدلال بالآيات فيه وشرحها وبيانها .
---
عمر المقبل
01-22-2007, 09:09 PM
أشكر لكم أبا عبدالله هذه الإضافة القيمة ،والتي لو لم يكن منها إلا الوقوف على هذه الرسالة التي لم أعلم بها إلا منكم ،وما هي بأول بركاتكم.
لكن ألا ترى معي ـ أخي ـ أن موضوع الكتاب يختلف عن موضوعي الذي طرحته ،ذلك أن بحث الدكتور محمد ـ بناءً على ما أوردتموه ـ يتعلق بأساليب المجرمين في التصدي لدعوة الرسل ،وموضوعي يتعلق بطريقة أتباع الرسل في الرد على الملأ ،فهو ـ في نظري ـ أقرب ما يكون إلى العكس .
باختصار : الموضوع الذي طرحتُه يدور في فلك المؤمنين ،وبحث د.محمد يدور في فلك المجرمين .
بانتظار إطلالتكم المفيدة ،وبقية الإخوة ليحكموا بيننا ، وإلا فالموعد المحكمة (ابتسامة) !!
---
عبدالرحمن الشهري
01-23-2007, 01:06 AM
صدقت رعاك الله !
وقد قرأته وأنا مشغول الذهن وأنا أعمل في ترتيب مكتبتي ، ففهمت من العنوان أنك تتحدث عن مواضع اتفاق معارضي الرسل ، وتذكرتُ كتاب الأخ محمد المسند فتناولته وكتبتُ - على عجلٍ - ما كتبتُ ، لكن لما تأملتُ كلامك الآن ظهر لي خطأ مداخلتي بنسبة 100% فمعذرة أخي العزيز ، ومعذرة من الإخوة القراء . ولعلي أستبعدُ مشاركتي السابقة وما تبعها بعد أن تطلع على اعترافي بالخطأ وسوء الفهم ! وجزاك الله خيراً .
---
عمر المقبل(1/2299)
01-23-2007, 02:31 PM
أشكرك ـ أخي الكريم ـ على هذه المداخلة المليئة بالأدب العلمي ،والتواضع الجم ـ الذي هو ثمرة من ثمار العلم ـ ولا يستغرب على مثلك .
ولا أرى أن تحذفها ، بل أبقها لتكون نبراساً ودرساً يستفيد منه الجميع في السنوات القامة ؛ وليتعلم الجميع أنه لا أحد أكبر من أن يعتذر عن خطأه مهما عظمت مكانته العلمية ،ولا أحد أصغر من أن يعتذر له مهما كان مستواه العلمي قليلاً .
ودعني أقول ـ أبا عبدالله ـ : إن من أعظم مزايا هذا المنتدى العلمي الشامخ هو تحلي أهله ـ في جملتهم ـ بأدب العلم ،وهدوء العبارة ،وهذا ما لم أجده في غير هذا المنتدى العلمي ، فبارك الله فيه ،وفي أهله والقائمين عليه.
---
د.يسري خضر
01-29-2007, 11:43 AM
نموذج من الادب العلمي الرفيع وقد نقلته في بحث لي عن ادب العلماء المعاصرين
---
مساعد الطيار
01-29-2007, 07:16 PM
الموضوع طريف جدًا ، وإن كان لا يرقى ـ في نظركم ـ إلى أن يكون رسالة علمية ، فلا أقل من أن يكون بحث ترقية ، لذا اقترح أن يتبنى الموضوع في بحث علمي .
هذا ، ولقد ذكَّرني استنباط هذا الموضوع بقول ابن مسعود رضي الله عنه : ( من أراد العلم فليثور القرآن ؛ فإن فيه علم الأولين والآخرين ) .
---
عمر المقبل
01-29-2007, 11:19 PM
الموضع الثاني :
لعل من أهم الصفات المشتركة بين أتباع الرسل ، هي حرصهم على الوقوف مع رسلهم ،وتشجيعهم على القيام بمهامهم التي بعثوا لأجلها ،ومن ذلك :
قول الرجلين من أتباع موسى عليه الصلاة والسلام : (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) [المائدة/23]).
ومن ذلك ـ بل هو مثال بليغ في نظري ـ قوله تعالى في سورة آل عمران :(1/2300)
(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) [آل عمران/146-148]
وعلى الاحتمال يمكن أن يدخل قوله تعالى ـ في شأن أبتاع طالوت ـ : (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) [البقرة/249، 250]).
يتبع ـ إن شاء الله ـ
---
عمر المقبل
02-01-2007, 11:58 AM
ومما يلتحق بالموضع الثاني :
قوله تعالى في شأن الحواريين ـ : (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) [آل عمران/52])
وأوضح منه ـ ما في سورة الصف ـ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) [الصف/14]).
---
(1/2301)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إجماع العلماء على تحريم المعازف والغناء
---
إجماع العلماء على تحريم المعازف والغناء
---
محمد الحريص
08-24-2005, 06:06 PM
أقوال أئمة الإسلام في الغناء و المعازف :
اتفقت مذاهب الأئمّة الأربعة على أن آلات اللهو حرام:
- فمذهب الإمام أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب ، وقوله فيه من أغلظ الأقوال ، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف ، حتى الضرب بالقضيب ، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد بها الشهادة ، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا : أن السماع فسق والتلذذ به كفر ، هذا لفظهم ، ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه ، قالوا : ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره ، وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي : ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض ، فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض .
- وسئل الإمام مالك رحمه، أََنتم تُرخصون في الغناء؟فقال: معاذ الله! ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق".
قال ابن عبد البر رحمه الله : من المكاسب المجمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشا وأخذا الأجرة على النياحة والغناء وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء وعلى الزمر واللعب الباطل كله .
- و في مذهب الإمام الشافعي رحمه الله : ( وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله ) (20) ، وقد عد صاحب كفاية الأخبار ، من الشافعية ، الملاهي من زمر وغيره منكرا ، ويجب على من حضر إنكاره ، وقال : ( ولا يسقط عنه الإنكار بحضور فقهاء السوء ، فإنهم مفسدون للشريعة ، ولا بفقراء الرجس - يقصد الصوفية لأنهم يسمون أنفسهم بالفقراء - فإنهم جهلة أتباع كل ناعق ، لا يهتدون بنور العلم ويميلون مع كل ريح )(1/2302)
- و في مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه : سألت أبي عن الغناء فقال : الغناء ينبت النفاق بالقلب ، لا يعجبني ، ثم ذكر قول مالك : إنما يفعله عندنا الفساق) ، وقال ابن قدامة - محقق المذهب الحنبلي - رحمه الله : ( الملاهي ثلاثة أضرب ؛ محرم ، وهو ضرب الأوتار والنايات والمزامير كلها ، والعود والطنبور والمعزفة والرباب ونحوها ، فمن أدام استماعها ردت شهادته ) ، وقال رحمه الله : ( وإذا دعي إلى وليمة فيها منكر ، كالخمر والزمر ، فأمكنه الإنكار ، حضر وأنكر ، لأنه يجمع بين واجبين ، وإن لم يمكنه لا يحضر )
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف ، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير ، .. ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا) - وقال : ( والمعازف خمر النفوس ، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس )
* قال الإمام ابن باز : والمعازف هي الأغاني وآلات الملاهي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي آخر الزمان قوم يستحلونها كما يستحلون الخمر والزنا والحرير وهذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم فإن ذلك وقع كله والحديث يدل على تحريمها وذم من استحلها كما يذم من استحل الخمر والزنا والآيات والأحاديث في التحذير من الأغاني وآلات اللهو كثيرة جداً ومن زعم أن الله أباح الأغاني وآلات الملاهي فقد كذب وأتى منكراً عظيماً نسأل الله العافية من طاعة الهوى والشيطان وأعظم من ذلك وأقبح وأشد جريمة من قال إنها مستحبة ولا شك أن هذا من الجهل بالله والجهل بدينه بل من الجرأة على الله والكذب على شريعته .
* قال الألباني رحمه الله : اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها .(1/2303)
قال الطبري رحمه الله : فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه . وهو القائل بعد هذا : ( قال ابو الفرج وقال القفال من أصحابنا : لا تقبل شهادة المغني والرقاص ، قلت : وإذا ثبت أن هذا الأمر لا يجوز فأخذ الأجرة عليه لا تجوز )
وقال ابن رجب في نزهة الأسماع «فإذا كان الشافعي –رحمه الله تعالى– قد أنكر الضرب بالقضيب وجعله من فعل الزنادقة، فكيف يكون قوله في آلات اللهو المطربة؟!». وقال «وأما في سماع آلات اللهو فلم يحك فيه خلافا». وقال «وقد حكى أبو بكر الآجري إجماع العلماء على ذلك».
وقد نقل ابن مفلح في "الفروع" (6\494) عن القاضي عياض أنه ذكر الإجماع على كفر مستحل الغناء. وقال ابن يوسف الكافي التونسي في (المسائل الكافية): «المسألة الثامنة والخمسون: حرمة الغناء وأخذ الأجرة عليه معلومة من دين الإسلام، فمن استباح ذلك يكفر لاستباحته ما حرم شرعا».
وقال ابن المنذر: «أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على إبطال أجرة النائحة والمغنية».
وقال النووي في شرح مسلم «قال البغوي من أصحابنا والقاضي عياض. وكذلك أجمعوا على تحريم أجرة المغنية للغناء والنائحة للنوح».
وقال ابن عبد البر في "الكافي": «من المكاسب المجتمع على تحريمها الربا، ومهور البغايا..والغناء..وعلى الزمر واللعب والباطل كله».
وحكى ابن قدامة في "المغني"، وابن أخيه في "الشرح الكبير" الإجماع على أن الطنبور والمزمار والشبابة من آلة المعصية.
وقال ابن الصلاح في "فتاويه": «وأما إباحة هذا السماع وتحليله فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين. ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع».(1/2304)
وقال القرطبي «وأما ما ابتدعته الصوفية في ذلك فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه. لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير». وقال «وأما المزامير والأوتار والكوبة فلا يختلف في تحريم سماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا في تفسيق فاعله وتأثيمه».
و قال شيخ الإسلام في المنهاج: «إن الآت اللهو محرمة عند الأئمة الأربعة، و لم يُحك نزاع في ذلك».
وقال ابن الجوزي في تلبيس إبليس «عن أبي الطيب الطبري قال: أجمع علماء الأمصار على كراهية الغناء والمنع منه».
وقال ابن بطة العكبري: «سألني سائل عن استماع الغناء فنهيته عن ذلك وأعلمته أنه مما أنكره العلماء واستحسنه السفهاء. وإنما تفعله طائفة سموا بالصوفية وسماهم المحققون جبرية، أهل همم دنية، وشرائع بدعية، يظهرون الزهد، وكل أسبابهم ظلمة». وروى ابن الجوزي عن الروذباري أن سئل عمن يسمع الملاهي ويقول «هي لي حلال لأني وصلت إلى درجة لا يؤثر فِيَّ اختلاف الأحوال». فقال: «نعم قد وصل لعمري إلى سقر».
---
أبو معاذ البلقاوي
08-31-2005, 12:36 PM
أحسن الله إليك
---
المجدد الوسطي
09-07-2005, 11:54 AM
أظن حكاية الإجماع على التحريم صعب بل مستحيل في هذه المسالة ولعلك لوقلت الجمهور لكان اسلم والله اعلم
---
محمد الحريص
09-09-2005, 06:48 PM
أظن حكاية الإجماع على التحريم صعب بل مستحيل في هذه المسالة ولعلك لوقلت الجمهور لكان اسلم والله اعلم
في الموضوع الأصلي ذكر، عدة نقولات في إجماع عن عدد من أهل العلم المعتبرين الذين يعرفون معنى الإجماع ويحكونه عن أهل العلم ، فأنت ذكرت أن دعوى الإجماع مستحيلة، فأنت مطالب بنقض هذا الإجماع أو عدم الاعتراض إذا لم يكن عندك علم بهذه المسألة .
وبارك الله في أخينا أبا معاذ(1/2305)
والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته
---
المجدد الوسطي
09-13-2005, 11:30 AM
في البدء..
السلام على الجميع
وبعد
اخي محمد لاداعي للنرفزة وانما مقالة قلتها وهي بين راد ومردود
وحتى يبنى الحوار على اسس
اخبرني مافهمك لماهية الاجماع ؟ وانا معك في حوار طويل فلا تعجل
اخوك المجدد
---
الجندى
09-13-2005, 09:36 PM
جزاك الله خيراً يا أخ محمد
---
محمد عزت
09-14-2005, 07:33 AM
السلام عليكم و رحمة الله
إن الذي يجب أن لا يخرق هو إجماع الفقهاء , لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة , أما المذاهب الأربعة أو الثمانية فلم تضمن لها العصمة , و قد رأينا شيخ الأسلام بن تيمية يخالف المذاهب الأربعة في مسألة الطلاق و غيرها و يتعرض للسجن و المحنة و قد ثبت أن هذه القضية خلافية و راجع في ذلك إبطال دعوى الأجماع للشوكاني .
---
المجدد الوسطي
09-14-2005, 08:08 AM
اشكر من داخل وان كنت اطلب من الاخوة ان يساعدونا في ان لا يتحول الموضوع الى مدرج للجماهير والتشجيع
احسنت ايها المجدد ...لا بل قواك الله يا محمد ...الخ
واما من عنده ماينور به الحوار ويفتق مسائله فحياه الله خصوصا ان هذا المنتدى مشهور بهذا السلوك الحسن والله من وراء القصد
اخوكم
المجدد
---
محمد الحريص
09-14-2005, 11:34 PM
جزاكم الله خيراً..
أما الإجماع فهو اتفاق علماء العصر على حكم الحادثة، والإجماع حجة على العصر الثاني وفي أي عصر كان،فإذا أجمع الصحابة على حكم شرعي فليس لتابعين أن يخالفوا هذا الإجماع، وهو حجة عليهم وعلى من بعدهم في أي عصر..
وجزا الله أخينا المجدد خيراً ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبكم/ محمد الحريّص
---
محمد الحريص
09-14-2005, 11:43 PM
أظن حكاية الإجماع على التحريم صعب بل مستحيل في هذه المسالة ولعلك لوقلت الجمهور لكان اسلم والله اعلم
أقوال أئمة الإسلام في الغناء و المعازف :(1/2306)
وقد نقل ابن مفلح في "الفروع" (6\494) عن القاضي عياض أنه ذكر الإجماع على كفر مستحل الغناء. وقال ابن يوسف الكافي التونسي في (المسائل الكافية): «المسألة الثامنة والخمسون: حرمة الغناء وأخذ الأجرة عليه معلومة من دين الإسلام، فمن استباح ذلك يكفر لاستباحته ما حرم شرعا».
وقال ابن المنذر: «أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على إبطال أجرة النائحة والمغنية».
وقال النووي في شرح مسلم «قال البغوي من أصحابنا والقاضي عياض. وكذلك أجمعوا على تحريم أجرة المغنية للغناء والنائحة للنوح».
وقال ابن عبد البر في "الكافي": «من المكاسب المجتمع على تحريمها الربا، ومهور البغايا..والغناء..وعلى الزمر واللعب والباطل كله».
وحكى ابن قدامة في "المغني"، وابن أخيه في "الشرح الكبير" الإجماع على أن الطنبور والمزمار والشبابة من آلة المعصية.
وقال ابن الصلاح في "فتاويه": «وأما إباحة هذا السماع وتحليله فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين. ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع».
وقال القرطبي «وأما ما ابتدعته الصوفية في ذلك فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه. لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير». وقال «وأما المزامير والأوتار والكوبة فلا يختلف في تحريم سماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا في تفسيق فاعله وتأثيمه».
و قال شيخ الإسلام في المنهاج: «إن الآت اللهو محرمة عند الأئمة الأربعة، و لم يُحك نزاع في ذلك».
وقال ابن الجوزي في تلبيس إبليس «عن أبي الطيب الطبري قال: أجمع علماء الأمصار على كراهية الغناء والمنع منه».
».
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
محمد الأمين(1/2307)
09-15-2005, 05:17 AM
أخي الحريص
راجع لو سمحت في سير الأعلام ترجمة أبو يوسف يعقوب بن عبد الله بن أبي سلمة (دينار) الماجشون. توفي بعد 120 هـ.
وكذلك ترجمة عبد العزيز بين أبي سلمة الماجشون.
---
محمد الأمين
09-15-2005, 05:54 AM
قال ابن حزم في "طوق الحمامة" (ص97): «حُرِّمَ على المسلم الالتذاذ بسماع نغمة امرأة أجنبية». تأمل هذا القول من هذه الإمام الذي يجيز سماع الغناء والمعازف، لكنه لا يجيز أبداً -ولا أحد من أئمة المسلمين من طبقته ومن قبله- التلذذ بسماع نغمة امرأة أجنبية. فنعوذ بالله من ضلالات القرضاوي والغزالي.
---
المجدد الوسطي
09-15-2005, 08:45 AM
شكرا لك اخي محمد الحريص ولي عودة بحول الله
وطلب الى
الاستاذ محمد الامين ان يمسك عن الاعلام امثال يوسف القرضاوي ومحمد الغزالي رحمه الله
---
المجدد الوسطي
09-16-2005, 04:57 AM
السؤال اخي محمد الحريص
هل هذا التعريف منضبط ولايوجد اعم واحكم منه؟
---
محمد الحريص
09-19-2005, 04:23 PM
السؤال اخي محمد الحريص
هل هذا التعريف منضبط ولايوجد اعم واحكم منه؟
لا أدري
---
أبو صلاح الدين
10-08-2005, 08:51 PM
أولاً: أطرح الاتي:
السؤال : ما العلة في إباحة الدف والغناء في الأعراس؟
ماذا عن الالات الاخرى التي تظهر نغما وطربا كما الدف؟
وماذا عن الاوقات الاخرى التي يظهر فيها الفرح والحبور والسرور؟
طبعاً: ما اعلمه من جواب بعض المشايخ انه يجب علينا أن نقف حيث وقف النص..!!
وهنا لنا أن نتساءل : أليست هذه ظاهرية شديدة بالوقوف على ظاهر النص دون بحث في العلة والمقصد العام ؟؟؟ ألم يسوغوا لأنفسهم نقل التحريم وعدم الوقوف على ظاهر النص في باب سد الذرائع ؟؟؟؟ أم أن تجاوز النص يمكن الأخذ به في التحريم دون الإباحة ؟؟!!
ثانياً: تحرير محل النزاع(1/2308)
الغناء بآلة -أي مع الموسيقي- وبغير آلة: مسألة ثار فيها الجدل والكلام بين علماء الإسلام منذ العصور الأولي، فاتفقوا في مواضع واختلفوا في أخري.
اتفقوا علي تحريم كل غناء يشتمل علي فحش أو فسق أو تحريض علي معصية، إذ الغناء ليس إلا كلامًا، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح، وكل قول يشتمل علي حرام فهو حرام، فما بالك إذا اجتمع له الوزن والنغم والتأثير ؟
واتفقوا علي إباحة ما خلا من ذلك من الغناء الفطري الخالي من الآلات والإثارة، وذلك في مواطن السرور المشروعة، كالعرس وقدوم الغائب، وأيام الأعياد، ونحوها بشرط ألا يكون المغني امرأة في حضرة أجانب منها.
وقد وردت في ذلك نصوص صريحة – سنذكرها فيما بعد.
واختلفوا فيما عدا ذلك اختلافًا بينا: فمنهم من أجاز كل غناء بآلة وبغير آلة، بل اعتبره مستحبًا، ومنهم من منعه بآلة وأجازه بغير آلة، ومنهم من منعه منعًا باتًا بآلة وبغير آلة وعده حرامًا، بل ربما ارتقي به إلي درجة الكبيرة.
قال وقلت: في الغناء والموسيقى:
عندما يذكر في كلامي ((قال)) فالمقصود كلام العلامة الألباني في تحريم الات الطرب. وعندما أقول ((قلت)) فهو أنا. وتعليقي لا يقصد به التجريح في الإمام الألباني, حاشا لله, فهو من أساتذتي الأوائل الذين تربيت ونشأت في ظلال ((كل)) كتبه كاملة مكملة.
قال: وإنما فيه إنكاره صلى الله عليه وسلم إنكار أبي بكر على الجاريتين ، وعلل ذلك بقوله:
" فإن لكل قوم عيدا ، وهذا عيدنا ".اهـ.
قلت: لأن هذا وقت بهجة وسرور وترويح عن النفس وتجديد للنشاط. وهذا التعليل يتفق عليه كل من شم رائحة الفقه.
قال: "كأنه صلى الله عليه وسلم يقول لأبي بكر: أصبت في تمسكك بالأصل ، وأخطأت في إنكارك على الجاريتين ، فإنه يوم عيد".(1/2309)
قلت: فكأنه-لأنه يوم عيد- تباح فيه المحرمات والنكرات ومزامير الشيطان..!!؛ إشاعة للبهجة والسرور. غذا, وقياسا على ما يقول المحرمون, فلنبح شرب الخمر في العيد, وكذا الميسر والقمار؛ إشاعة للبهجة والسرور. وهذا باطل لا يقول به مسلم ألغناء والمعازف مزمور شيطان في غير العيد, ومزمور ملاك في العيد..!!!
قال: لما أمر صلى الله عليه وسلم أبا بكر بأن لا ينكر عليهما بقوله: " دعهما " ، أتبع ذلك بقوله: " فإن لكل قوم عيدا . . . " فهذه جملة تعليلية تدل على أن علة الإباحة هي العيدية.
قلت ثانية: فكأن المحرمات ومزامير الشيطان تباح في العيد إظهارا للفرح, وتحرم بعد ذلك إشاعة -عملا بمفهوم المخالفة- للحزن والكابة والملل. فيا للعجب العجاب من هذا القول غير القويم.
قال: فقالت: إني كنت نذرت إِن ردك الله صالحا ( وفي رواية: سالما ) أن أضرب عندك بالدف [ وأتغنى ] ؟
قلت: أي إظهارا لفرحها وسرورها.
قال: " إن كنت فعلت ( وفي الرواية الأخرى: نذرت ) ، فافعلي ، وإن كنت لم تفعلي فلا تفعلي".
قلت: في هذا رد على من يدعي أن النبي(ص) أباح لها ذلك مساءة للكفار, وإرغاما للمنافقين. إذ لو كان الأمر كما يقولون لحثها النبي(ص) على الفعل ولو لم تكن قد نذرت. وبهذا تتهاوى تأويلات المحرمين كالفراش المحترق ولله الحمد.
قال: اغتفر لها السبب الذي نذرته لإظهار فرحها ، خصوصية له صلى الله عليه وسلم دون الناس جميعا.(1/2310)
قلت: إن كان هذا القول حقا, فلماذا لم يخبرها النبي(ص) بأن هذا الذي فعلته لا يجوز مع غيره(ص), فتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز ؟! وكأن النبي(ص) -وحاشاه ذلك- يبيح المحرمات والمنكرات ومزامير الشيطان حتى تظهر المرأة فرحها وسرورها بعودته -صلى الله عليه وسلم- سالما مظفرا منتصرا خصوصية له(ص) !! وكأن الفرح به(ص) لا يتم ولا يستقيم إلا بمزمور الشيطان والمحرمات. كيف ذلك أيها القوم..؟!! هذا (ص) سراج الأمة المنير ومخرجها من الظلمات إلى النور, الذي بعث ليقضي على المحرمات والمنكرات (ومزامير الشيطان كما تدعون). فبدلا من ان يعلمها النبي(ص) أن ما تفعله هذه المرأة لا يجوز-كما يدعي المحرمون- ثم يرشدها إلى ما يجوز.
قال: ضرب الدف ليس مما يُعد في باب الطاعات التي يعلق بها النذور.
قلت: بل يعلق بها النذور. فيجب الوفاء في النذر مهما كان, ما لم يكن بدعة أو معصية.
قال: وكانت فيه-أي الضرب بالدف- مساءة الكفار ، وإرغام المنافقين.
قلت: لا يظهر ذلك من الحديث, بل فيه ما ينفيه, فلقدت نذرت أن تضرب بالدف عنده(ص), أي في مسكنه والمكان الذي سينزل ويعيش فيه. ويؤكد ذلك ما جاء في الحديث: "فدخل أبو بكر.., ودخل غيره.., ثم دخل عمر..". فالدخول هنا يقتضي الدخول في المسكن كما هو ظاهر. وبذلك ينتفي الادعاء المذكور؛ لأن الكفارلم يطلعوا على ما حدث, بله أن يستمعوا له.
قال: ومعنى كلامه أن القهوة المسكرة [ هي ] الحاصلة بالتركيب ، وكذلك ما نحن فيه؛ الذي يسكر النفوس ويلهيها ، ويصدها عن ذكر الله وعن الصلاة.
قلت: إذا انتفى اسكار النفوس وإلهاؤها وصدها عن ذكر الله والصلا, فلا حرج من السماع.. فتأمل.
قال: لقد وردت آثار كثيرة عن السلف من الصحابة وغيرهم تدل على حكمة التحريم، وهي أنها تلهي عن ذكر الله تعالى وطاعته، والقيام بالواجبات الشرعية.(1/2311)
قلت: بل هذه هي العلة لا الحكمة. فإذا انتفى ما ذكره العلامة الألباني فلا حرج من السماع كما قلنا مرارا. اهـ الحوار.
يقول المحرمون: إن هذا حرام؛ لأنه تشبه بالكفار.
أقول:هذا صحيح إذا كان الموسيقى استعمالها الغالب يدور في الفساق والفجار. فإن انتشر الأمر بين النساء والرجال - كما الان, كما كان في الماضي أيضا, وليس هذا محل إثباته- وصار هذه الأمر لا يتميز به ، فإنها لا تعد تشبهاً. فهناك أمور قد صارت عادة بين النساء والرجال المسلمين ، فخرجت بذلك عن حد الخصوصية بالكفار وعن التشبه بهم.
*** إليكم هذا مما يكتمه المحرمون, ولا يذكرونه:
روى الطبري في تفيسره فقال: ثنا محمد بن سهل بن عسكر ثنا يحيى بن صالح ثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه(محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه, قال: كان الجواري إذا نكحوا كانوا يمرون بالكبر والمزامير, ويتركون النبي(ص) قائما على المنبر وينفضون, فأنزل الله: (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها). حديث صحيح, وسنده صحيح لا مطعن فيه.
فما رأيكم أيها القراء في هذا.., وهو مما يكتمه المحرمون, ولا يذكرونه في شيء من كتبهم على الإطلاق.
والحمد لله على توفيقه.
ما هي علة التحريم-إن صح أصلاً-:
بالنسبة لحديث المعازف, أقول-على فرض صحته-: لما حرم الله الخمر حرم معها كل ما يذكر بها, وكل ما له بها وثيق صلة, وكل ما هو شعار أهل الشرب والفحش. ولو كان المقصود هو تحريم المعازف لذاتها لقيس عليها كل ما يلتذ به الإنسان من أصوات الطيور وغيرها. وهذا من أشنع ما يلزم المحرمين.
والمنع-إن صح به الحديث أصلا- فهو من كون ذلك شعارا مختصا بأهل الفسق ؛ لأن غيرهم من أهل العفة و النزاهة قديما و حديثا قد وقع منهم الاجتماع على السماع كما ثبت عن النبي(ص)و جماعة من الصحابة والتابعين في الأعياد والأفراح -كما أوضحت سابقا-.(1/2312)
فمن نوى به ترويح نفسه ليقوى بها على الطاعات و ينشط نفسه على البر فهو محسن ، و فعله هذا من الحق.
يقول البعض: مناط التحريم هو الآلة الموسيقية نفسها؛ لكونها شعار الفساق.
أقول: لم تعد ((حكرا)) على أهل الفسق, علامة((تجارية))لهم. بل لقد انتشر استخدامها عند الفضلاء والنبلاء كما هو مشاهد وواقع, لا يجادل في ذلك إلا مكابر.
وبالنسبة لحديث المعازف.. هل ثبت أم لا.., أقول مستعينا بالله:
* عن عبدالرحمن بن غنم الأشعري قال : حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري ـ والله ما كذبني ـ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحلون الحِرَ ، والحريرَ ، والخمرَ ، والمعازف ، .... " الحديث, رواه البخاري تعليقا, وغيره موصولاً. فلا يضره تعليق البخاري, ولا وجود عمار بن هشام في سنده؛ لوروده من طريق أخرى.
ولكن كلا الطريقين يلتقي عند راو اسمه عطية بن قيس.
** وعطية بن قيس ليس في عدالته خلاف؛ لأنه من القراء الأئمة المشاهير.
ولكن الكلام في ضبطه للأحاديث.
فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" كعادته في توثيق المجاهيل - حيث لا يعرف حال عطية في الحديث؛ كما سيأتي -.
وقد قال الإمام أبو حاتم الرازي (وهو أعلم من ابن حبان والبزار) عن عطية بن قيس: «صالح الحديث»، أي يعتبر به. أما عن المقصود بمقولة أبي حاتم الرازي، فقد أفصح ابنه عنه، وبيَّنَ مُراده من قوله "صالح الحديث". ولا أدَلّ ولا أفصحَ من تفسير صاحب المصطلَح لما اصطَلح عليه. قال في كتابه النافع "الجرح والتعديل" (2|37): «إذا قيل للواحد إنه: "ثقة" أو "متقن ثبت": فهو ممن يحتج بحديثه. وإذا قيل له انه: "صدوق" أو "محله الصدق" أو "لا بأس به": فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية. وإذا قيل: "شيخ" فهو بالمنزلة الثالثة: يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية. وإذا قيل: "صالح الحديث": فإنه يكتب حديثه للاعتبار>>.(1/2313)
فهو بهذا مجهول الحال في الحديث. وعليه, فلا يصح حديث المعازف.
وعلى فرض صحته - وهو غير صحيح يقينا عندي- فقد أجبنا عنه فيما سبق من تعليق.
قيود وشروط لابد من مراعاتها
ليس كل غناء مباحًا، فلابد أن يكون موضوعه متفقًا مع أدب الإسلام وتعاليمه.
فالأغنية التي تقول: "الدنيا سيجارة وكاس" مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجسًا من عمل الشيطان ويلعن شارب "الكأس" عاصرها وبائعها وحاملها وكل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضًا آفة ليس وراءها إلا ضرر الجسم والنفس والمال.
والأغاني التي تمدح الظلمة والطغاة والفسقة من الحكام الذين ابتليت بهم أمتنا، مخالفة لتعاليم الإسلام، الذي يلعن الظالمين، وكل من يعينهم، بل من يسكت عليهم، فكيف بمن يمجدهم ؟!
والأغنية التي تمجد صاحب العيون الجريئة أو صاحب العيون جريئة أغنية تخالف أدب الإسلام الذي ينادي كتابه: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم … وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) (النور: 30، 31). ويقول –صلي الله عليه وسلم- يا علي : "لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولي وليست لك الآخرة".
ثم إن طريقة الأداء لها أهميتها، فقد يكون الموضوع لا بأس به ولا غبار عليه، ولكن طريقة المغني أو المغنية في أدائه بالتكسر في القول، وتعمد الإثارة، والقصد إلي إيقاظ الغرائز الهاجعة، وإغراء القلوب المريضة- ينقل الأغنية من دائرة الإباحة إلي دائرة الحرمة أو الشبهة أو الكراهة من مثل ما يذاع علي الناس ويطلبه المستمعون والمستمعات من الأغاني التي تلح علي جانب واحد، هو جانب الغريزة الجنسية وما يتصل بها من الحب والغرام، وإشعالها بكل أساليب الإثارة والتهيج، وخصوصًا لدي الشباب والشابات.
إن القرآن يخاطب نساء النبي فيقول: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) . فكيف إذا كان مع الخضوع في القول الوزن والنغم والتطريب والتأثير ؟!(1/2314)
ومن ناحية ثالثة يجب ألا يقترن الغناء بشيء محرم، كشرب الخمر أو التبرج أو الاختلاط الماجن بين الرجال والنساء، بلا قيود ولا حدود، وهذا هو المألوف في مجالس الغناء والطرب من قديم. وهي الصورة المائلة في الأذهان عند ما يذكر الغناء، وبخاصة غناء الجواري والنساء.
[[[ وأود أن أنبه هنا علي قضية مهمة، وهي أن الاستماع إلي الغناء في الأزمنة الماضية كان يقتضي حضور مجلس الغناء، ومخالطة المغنين والمغنيات وحواشيهم، وقلما كانت تسلم هذه المجالس من أشياء ينكرها الشرع، ويكرهها الدين.
أما اليوم فيستطيع المرء أن يستمع إلي الأغاني وهو بعيد عن أهلها ومجالسها، وهذا لا ريب عنصر مخفف في القضية، ويميل بها إلي جانب الإذن والتيسير ]]].
والحمد لله أولا واخرا.
تنبيهات: لقد قلت: ولا وجود عمار بن هشام في سنده
والصواب: هشام بن عمار
وقلت في عطية بن قيس: فهو بهذا مجهول الحال في الحديث.
والصواب: هو ضعيف في الحديث.
(( وجل من لا يسهو ولا ينام))
انتهى ما أردت قوله
أخوكم: أبو صلاح الدين
---
أبو صلاح الدين
10-09-2005, 02:11 PM
للرفع أيها الإخوة.
---
أبو صلاح الدين
10-09-2005, 08:52 PM
لقد ناقشني الأخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه في كلامي أنف الذكر, زكلامه بين (( )), وتعقيبي هو ما بعد هذين القوسين
* ((فالنصوص التي تنهى عن المعازف ناقلة له عن أصل الإباحة إلى المنع))
طيب: لماذا حرمها الله ؟؟!! ما هي علة التحريم ؟
* ((وإنما فيه استثناء لبعض المعازف في وقت مخصص لإظهار الفرح والسرور في يوم لعيد))
العيد لا يباح فيه ما كان محرما, لأن ما حرم لذاته, بقي على هذه الصفة أبد الدهر. بخلاف ما حرم لعارض, فإنه يكون حلالا في مقامات كثيرة..فتأمل.
* ((فهذا ما رواه الشيخان وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والنسائي من حديث جابر رضي الله عنه ، وهو أصح سندا مما سبق))(1/2315)
لا, بل ما ذكره الطبري هو الأصح, حيث أن الباقر أوثق ألف مرة من سالم بن أبي الجعد -على جلالة سالم وصلاحيته للاحتجاج به-.. راجع تراجمهما في كتب الرجال تعرف الفرق.
* ((ووقع عند الشافعي من طريق جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة وكانت لهم سوق كانت بنو سليم يجلبون إليها الخيل والإبل والسمن فقدموا فخرج إليهم الناس وتركوه وكان لهم لهو يضربونه فنزلت))
هذا يشهد لي ولأثر الطبري.
ولكنك أخي الكريم العزيز المفضال لم تذكر السند لنتثبت من صحته !!
* ((هذ الكلام في تحديد علة تحريم المعازف غير صحيح ، بل النهي عن الكوبة والمعازف ومحقها لأنها مزامير الشيطان))
مزامير شيطان باعترافكم "وإقرار النبي لأبي بكر على ذلك" -كما قلتم-, ثم يبيحها النبي(ص) لأنه يوم عيد إشاعة للسرور !!
ألم يبعث النبي(ص) للقضاء على مكائد الشيطان وحبائله واثاره ووسائله .. فكيف يبيحها إشاعة للسرور ؟؟؟!!!
هذا يدل قطعا وحتما على أن العلة في تحريمها -إن صح الحديث- هي ما ذكرته في أول كلامي في الموضوع.
((العيد لا تباح فيه المحرمات)), وإن ما إحل لذاته يحرم لألف عارض, وما حرم لذاته لا يحل أبد الدهر.
* ((وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في وضع يديه عى أذنيه عند سماعه لزمارة الراعي يبين نفرة النبي صلى الله عليه وسلم من سماع المعازف))
أعطني دليلا أو شبه دليل على أنه(ص) قد نفر من ذلك..!! هناكم عوارض كثيرة قد تجدث, وتجعل النبي(ص) يفعل ما فعل.
ولو كانت المعازف حراما لبين ذلك (ص) للراعي, ولو بالصياح حتى يسمع, فإن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
* ((وتعليله بعطية بن قيس غريب جدا، فلم أر أحدا من العلماء أعل الحديث به)), ((وقال عنه البزار(لابأس به) ))
ليس شرطا أو فرضا علي حين أعل حديثا بشخص أن يكون سبقني غيري في ذلك.. قد تكون هناك موانع منعت غيري من الاستقصاء والبحث.(1/2316)
والبزار متساهل كما قال السخاوي في فتح المغيث.
---
محمد الحريص
10-11-2005, 03:35 AM
الشيخ الفاضل أبو صلاح _ وفقه الله _
راجع هذا الرابط.( وفيه رد الشيخ عبد الرحمن الفقيه)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39179&highlight=%C7%E1%DB%E4%C7%C1
---
أبو صلاح الدين
10-11-2005, 04:31 PM
أخي, وما>ا فعلت نا.., لقد رددت عليه في مشاركتي السابقة.
وسوف أنشرها قريبا في منتدى أهل الحديث.
---
(1/2317)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لو تكرمتم أفيدوني
---
لو تكرمتم أفيدوني
---
أبو حذيفة
02-26-2007, 12:32 AM
تفسير ( الكفاية في تفسير القرآن ) مؤلفه عبد العزيز بن أحمد الدميري الديريني .
تفسير ( نهر الحياة ) مؤلفه أبو الفضل عبد الرحمن بن عمر البلقيني .
(جامع البيان ) مؤلفه عضو الدين أبو الفضل الآبدي .
هل حققت هذه التفاسير أرجو إفادتي لا حرمكم الله الأجر . مع العلم أنها موجودة ونسخها الخطية واضحة
---
أبو حذيفة
03-05-2007, 12:48 AM
أفيدوني أثابكم الله .
---
(1/2318)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مكتبة التفسير وعلوم القرآن
---
مكتبة التفسير وعلوم القرآن
---
أبو مهند النجدي
04-16-2005, 02:00 PM
ايها الاخوة هذه مكتبة التفسير وعلوم القران
---
(1/2319)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دفع ما قد يشكل من آيات سورة البقرة
---
دفع ما قد يشكل من آيات سورة البقرة
---
ابو حيان
09-27-2003, 01:18 PM
هذه البداية في عرض سور القرآن على "أهل التفسير" وسأبدأ بسورة البقرة حتى أنهي ما عندي فيها على حلقات متتابعة ومن عنده فيها شيء فليفدنا به على ما ذكر لكم ذلك في المقال السابق بعنوان: ملتقى أهل التفسير ومجاهد رحمه الله تعالى
(1) قوله تعالى : ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون )
بعد أن قرأت تفسيرها والأقوال التي فيها خرجت بهذا التقرير وأنا أعرضه عليكم لتبينوا لي هل هو صحيح أم لا؟
الآية فيها قولان :
الأول: انها ضربت لقوم آمنوا حقيقة وأضاء الإيمان قلوبهم ثم كفروا فيكون قوله: ( فلما أضاءت ما حوله ) مثلا لكون الإيمان دخل قلوبهم وقوله ( وتركهم في ظلمات لا يبصرون) مثلا لكفرهم وخروجهم من الإيمان الذي دخل قلوبهم.
الثاني : انها ضربت لقوم دخلوا في الإسلام نفاقا فيكون قوله ( فلما أضاءت ما حوله) مثلا لما حصلوه من المنافع في الدنيا من أمنهم من السيف ومناكحتهم للمسلمين ومقاسمتهم للفيء ونحو ذلك ويكون قوله( ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) مثلا لما يحصل لهم يوم القيامة من العذاب .
لكن لو قيل إن الثاني هو الأرجح لان الآية واضح أنها مضروبة للمنافقين الذين سبق عرض صفاتهم وهم لم يذكر أنهم آمنوا حقيقة بل قال الله (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين)؟(1/2320)
(2) المثل بعد المثل السابق في قوله تعالى ( أو كصيب من السماء) فهو مما أشكل علي كلام العلماء فيه كثيرا ولم أستطع ان افهمه على معنى مضطرد في جميع فقراته وكلما قرأت كلام المفسرين فيه ازددت حيرة فأفيدوني جزاكم الله خيرا أو دلوني على أفضل من تكلم في توضيح هذا المثل.
فقد ضرب بهم المثل بقوم في ليلة مطيرة شديدة المطر في مطرها رعد قوي يجعلهم يجعلون أصابعهم في آذانهم وبرق خاطف لكنهم يبصرون به شيئا من الطريق إذا أضاء وإذا أظلم البرق وقفوا ولم يستطيعوا التحرك
فما هو وجه الشبه بين حالة المنافقين وحالة هؤلاء
وأنا اضرب مثلا واحدا لاضطراب بعض المفسرين فيه
جعل ابن كثير البرق مثلا لما يلمع في قلوب المنافقين من نور الإيمان في بعض الأحيان ثم لما جاء عند قوله (يكاد البرق يخطف أبصارهم ) قال: أي لشدته وقوته في نفسه وضعف بصائرهم وعدم ثباتها على الإيمان ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
09-30-2003, 06:06 AM
بسم الله
تعليقاً على المسألة الأولى التي ذكرتها يا أخي الكريم في بيان معنى المثل الأول ، وأي القولين أرجح = أقول :
لعل القولين صحيحان ، ولا تعارض بينهما ، فالمنافقون على أحوال مختلفة ، منهم من آمن ثم كفر كما صرح القرآن بذلك في قوله تعالى : ( ذلك بأنهم ءامنوا ثم كفروا ...) في سورة المنافقين ، ومنهم من لم يؤمن ، ولكنه انتفع بإظهاره الإسلام .
ومن بلاغة القرآن أن أمثاله تتمل أكثر من معنى ، قال الطاهر ابن عاشور : (ومن بلاغة القرآن صلوحية آياته لمعان كثيرة يفرضها السامع ) [ التحرير والتنوير 2/112 ] .(1/2321)
وعبارة ابن كثير في تقرير معنى هذا المثل من العبارات الرصينة حيث قال :وتقدير هذا المثل أن الله سبحانه شبههم في اشترائهم الضلالة بالهدى وصيرورتهم بعد البصيرة إلى العمى بمن استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله وانتفع بها وأبصر بها ما عن يمينه وشماله وتأنس بها فبينا هو كذلك إذ طفئت ناره وصار في ظلام شديد لا يبصر ولا يهتدي وهو مع هذا أصم لا يسمع أبكم لا ينطق أعمى لو كان ضياء لما أبصر فلهذا لا يرجع إلى ما كان عليه قبل ذلك فكذلك هؤلاء المنافقون في استبدالهم عوضا عن الهدى واستحبابهم الغي على الرشد . وفي هذا المثل دلالة على أنهم آمنوا ثم كفروا كما أخبر تعالى عنهم في غير هذا الموضع والله أعلم . وقد حكى هذا الذي قلناه الرازي في تفسيره عن السدي ثم قال والتشبيه هاهنا في غاية الصحة لأنهم بإيمانهم اكتسبوا أولا نورا ثم بنفاقهم ثانيا أبطلوا ذلك فوقعوا في حيرة عظيمة فإنه لا حيرة أعظم من حيرة الدين . وزعم ابن جرير أن المضروب لهم المثل هاهنا لم يؤمنوا في وقت من الأوقات واحتج بقوله تعالى" ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين " والصواب أن هذا إخبار عنهم في حال نفاقهم وكفرهم وهذا لا ينفي أنه كان حصل لهم إيمان قبل ذلك ثم سلبوه وطبع على قلوبهم ولم يستحضر ابن جرير هذه الآية هاهنا وهي قوله تعالى " ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون " فلهذا وجه هذا المثل بأنهم استضاءوا بما أظهروه من كلمة الإيمان أي في الدنيا ثم أعقبهم ظلمات يوم القيامة.
وأما المسألة الثانية في بيان المثل الثاني فلعلك تقرأ ما كتبه ابن القيم في تقرير معنى المثل في أكثر من موضع في كتبه [ إعلام الموقعين ، والوابل الصيب ، واجتماع الجيوش الإسلامية ] وهي مثبتتة في تفسيره المجموع ، وسيتضح لك إن شاء الله معنى المثل .(1/2322)
ولا إشكال في كلام ابن كثير الذي أوردته ؛ لأنه أراد جمع أقوال السلف في ذلك ، وهي تحمل معانٍ متنوعة ، وهذا من بلاغة القرآن كما أشير إلى ذلك سابقاً .
---
ابو حيان
10-03-2003, 11:12 PM
الشكر للشيخ العبيدي
وهذه بعض الإشكالات من كلام الإمام ابن كثير :
(3) في قوله تعالى : ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ) الآية ذكر ان ابن عباس وغيره فسر الإحاطة بالكفر
وأن مجاهد قال: ( وأحاطت به خطيئته ) أي بقلبه
وأن أبا العالية وقتادة وغيرهما قالوا : ( وأحاطت به خطيئته) : الكبيرة الموجبة
ثم قال:وكل هذه الأقوال متقاربة في المعنى .
فكيف تكون متقاربة إلا أن يكون قصده أن الآية تحتملها جميعا؟
(4)في قوله : ( وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وما روت...) الآية قال عن اختيار الأمام ابن جرير:
.... ثم ادعى أن هاروت وماروت ملكان أنزلهما الله إلى الأرض وأذن لهما في تعليم السحر اختبارا لعباده وامتحانا بعد أن بين لعباده أن ذلك مما ينهى عنه على ألسنة الرسل وادعى أن هاروت وماروت مطيعان في تعليم ذلك لأنهما امتثلا ما أمرا به
ثم قال:
وهذا الذي سلكه غريب جدا ؟!
فأين وجه الغرابة مع أن الله يقول : ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
10-05-2003, 01:28 PM
بسم الله
أخي أبا حيان
المسألة الأولى عن كلام ابن كثير لا إشكال فيها بحمد الله ، بل كلامه واضح وصحيح .
ومعنى كونها متقاربة ظاهر ، فيمكن أن تجمع أقوالهم بهذه الصيغة : بلى من كسب سيئة وأحاطت الخطيئة الكبيرة الموجبة للنار - التي هي الكفر -بقلبه فألئك أصحاب النار والعياذ بالله .
وأما المسألة الثانية :
فاستغراب ابن كثير لمسلك ابن جرير مبني على كونه يرجح خلاف ما رجحه ابن كثير .
وقد بحث الشيخ أحمد القصير هذه المسألة في موضوع مستقل هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=694)
وهذا نص ما ترجح لديه وما توصل إليه :(1/2323)
الترجيح :
الذي يظهر – والله أعلم – أن هاروت وماروت كانا ملكين من ملائكة السماء أنزلهما الله – عز وجل – إلى الأرض فتنة للناس وامتحاناً ، وأنهما كانا يعلمان الناس السحر بأمر الله – عز وجل - لهما .
ولله تعالى أن يمتحن عباده بما شاء كما امتحن جنود طالوت بعدم الشرب من النهر في قوله تعالى : { فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (259) } ( ) وكما امتحن عباده بخلق إبليس وهو أصل الشر ، ونهى عباده عن متابعته وحذر منه . ( )
برهان ذلك :
1- قوله تعالى في الآية : { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ }
فالضمير في قوله : { يُعَلِّمَانِ } وقوله : { مِنْهُمَا } عائد على الملكين ؛ لأنهما أقرب مذكور ، ولأنه ورد بصيغة التثنية فهو مبدل منهما .
وفي قولهما : { إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ } دليل واضح على أنهما كانا يعلمان السحر ، وإلا فما فائدة تحذيرهما من ذلك ؟! ( )
وهذا الذي قلنا هو الظاهر المتبادر من السياق ، وهو أولى ما حملت عليه الآية . ( )(1/2324)
2- أن المروي –عن الصحابة والتابعين– في قصة هاروت وماروت، حاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، ولا يصح فيها حديث مرفوع ( ) ، والأصل أنه لا يصح حمل الآية على تفسيرات وتفصيلات لأمور مغيبة لا دليل عليها من القرآن والسنة . ( )
3- أن ما نسب إلى الملكين – بأنهما شربا الخمر ، وقتلا، نفساً وزنيا– غير جائز في حقهما لما تقرر من عصمة الملائكة - عليهم السلام - من ذلك . ( )
فإن قيل : إن تعليم الملكين للسحر كفر ، لقوله تعالى : { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ } ( ) وهذا فيه قدح بعصمتهم لأنه لا يجوز عليهم تعليم السحر؟
فجوابه :
أنه ليس في تعليم الملكين للسحر كفر، ولا يأثمان بذلك؛ لأنه كان بإذن الله لهما ، وهما مطيعان فيه ، وإنما الإثم على من تعلمه من الناس ، وقد أخبر سبحانه بأن الملكان كانا ينهيان عن تعلمه أشد النهي ، حيث قال : { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ } ( ) .
وقد بينا من قبل ، أن لله سبحانه أن يبتلي عباده بما شاء ، ومن ذلك ابتلائهم بملكين يعلمانهم السحر ، والله تعالى أعلم . ( )
---
(1/2325)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عضو جديد هل من مرحب ومساعد
---
عضو جديد هل من مرحب ومساعد
---
المفسر
04-20-2004, 09:10 PM
أيها الاخوة الافاضل يسرني ويسعدي ان انضم الي هذا الموقع المفيد والنافع
واطلب من الاخوة
1- تفسير ابن سعدي رحمه الله كاملا
2- كلام حول كلمة ( عسى ) في القران الكريم
شاكرا لكم حسن التعامل وشكرا
---
مساعد الطيار
04-20-2004, 10:10 PM
مرحبًا بك أيها الأخ الكريم
ويمكنك أن تجد تفسير السعدي على هذا الرابط
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=321
---
المفسر
04-21-2004, 06:09 AM
شكرا لكم وجزاكم الله خيرا
---
عبد الله الخضيري
04-21-2004, 05:33 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وكما رحَّب بك الدكتور - مساعد - كما طلبت فكافأك بما أردت من ترحيبٍ و مساعدة
فإني أحييك مرةً أخرى و أرحب بك بين إخوانك عسى أن نستفيد سوياً و أن نخدم القرآن جميعاً ، و نكون من أهل القرآن و تفسيره
حياك الله مرة أخرى
أمنياتي للجميع بالتوفيق .
أخوك
عبد الله
---
المنهوم
04-21-2004, 08:09 PM
حياك الله بين مشا ئخ واخوانك ايه المفسر
ونسأل الله ان يكون لك من كنيتك نصيب وافر
---
مشارك
04-29-2004, 03:35 AM
بسم الله
السلام عليكم
الأخ المفسر .. ستجد إن شاء الله تفسير ابن سعدي على الربط التالي :
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=276
والموقع الأصلي هو : www.saaid.net
وشكراً
---
(1/2326)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قال أحد الطلاب لزميله : لم يزد الشيخ على ما في الشرح !
---
قال أحد الطلاب لزميله : لم يزد الشيخ على ما في الشرح !
---
عبدالرحمن السديس
09-21-2004, 10:43 PM
الحمد لله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، وهو على كل شيء قدير ، والصلاة والسلام على محمد خير بشير ونذير أما بعد :
فهذه حكاية قرأتها في ترجمة العالم الحنبلي محمد بن عبد الرحمن بن عفالق الأحسائي(1) في كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة في 3/ 928: هذا نصها :
وكان شخص من أقاربه يقرأ عليه [مع](2) رفقة له في " قواعد الإعراب " فلما خرج قال لبعض الطلبة : لم يزدنا الشيخ على ما في الشرح ، فنُقِلتْ (3) هذه الكلمة إلى الشيخ ، فلما كان من الغد ، وحضر الطلبة ، قال الشيخ لذلك الشخص: اقرأ الدرس الماضي ، فقرأه ، وشرع الشيخ في التقرير في أبلغ عبارة ، وأوسع نقل إلى الضحوة ، ثم قال لذلك التلميذ: ما فَهِمْتَ من هذا ؟
فقال : لم أفهم شيئا منه ، فقال : لهذا لم أزدك على ما في الشرح .(4) اهـ .
هذه المسألة "التدرج في التعليم" ، وإعطاء الطلاب ما يدركون ، وترك التعمق فيما لا يفهمونه ، وتقسيمهم طبقات ، منهج معروف في ذاك الزمان ، وقبله ، وبعده ، أما الآن فقل ، أو انعدم من يفعله ، وهذا يُحدث خللا كبيرا في التلقي ، فالطالب المبتدئ الذي يحضر درسا ، ثم يجد الشيخ يتوسع بكل ما آتاه الله من قدرة سيخرج كما خرج هذا : لم يفهم شيئا .
كما أن الطالب الفطن المتقدم في الطلب إذا حضر درسا للشيخ لم يزد فيه الشيخ شيئا على معلومه ، سيفتر ، أو يقف عن الحضور ، لأنه لم يجد أهم ما جاء من أجله .
والتعليم فن يحتاج إلى إتقان ، وبعد نظر(1/2327)
فكم رأيتم مَن بدأ بكتاب مختصر في أحد الفنون كالعمدة في الفقه ، مثلا للمبتدئين فطول العبارة ، وتوسع في ذكر الفروع ، والخلاف ، والكلام على علل الأدلة ..الخ ، فصار الكتاب أوسع من المغني ، والمجموع ، وهو درس للمبتدئين !
وكمن شرح النخبة فزاد في بعض مباحثه على فتح المغيث .. والضحية مَن خرج ، ولم يفهم ، بل ربما ترك طلب العلم مطلقا .
فهلا طبق ذلك المشايخ ، وطلبة العلم ؟
والعجيب أنك دائما تسمع الوصية للطلبة بالتدرج ، ثم يقل أن تجد من يطبق .
ومن صور الفوضى في ذلك أن يَترك الشيخ للطالب اختيار الكتاب الذي يريده ، فيجهز الطالب على كتاب كبير ليس منه بسبيل ، أو علم هو فيه دخيل .
وعكسها أن ينظر الشيخ لمصلحته هو ، فيأمر الطالب أن يقرأ عليه في كتاب يريده هو ، فينظر مصلحته ، وينسى ما ينفع التلميذ المسكين ، وهذا فيه نوع غش لهذا الطالب المسكين فليس من النصح للمسلمين ـ وقد وقفت على شيء من ذلك ـ .
هذه خواطر كانت تجول في الذهن من زمن مررت بهذه القصة ، فكانت مناسبة لها .
والله أعلم ، والسلام عليكم ورحمة الله ، وبركاته .
-------------------
(1) هذا الرجل من المتعصبين ضد دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ نعوذ بالله ـ كما في ترجمته هناك .
(2) في المطبوع : من ، وأظن الصواب ما أثبت .
(3) هذه نميمة قبيحة ، وكان الأولى بهذا الناقل أن لا يسمي من نقل بل يذكر الكلام على الإبهام .
(4) يبدو أن هذا الشيخ حريص على هذا الذي ذكرت ففي ترجمته أنه قال عند موته لتلميذه : في صدري أربعة عشر علما لم أسأل عن مسألة منها قبلك . 3/928.
---
محب البغوي
09-23-2004, 02:22 AM(1/2328)
حرصاً على الاختصار لا أزيد إلا بالثناء على أصل الخاطرة وينبغى على طالب العلم اذا تصدر للتدريس أن يعلم بأن ماسيعلمه اقل مما تعلمه فلا يمكن للمرء أن يدرس كتابا إلا وقد اطلع على ماهو اوسع من هذا الكتاب .. ورحم الله من عرف قدر نفسه وجلس دونه ..قال تعالى ((كونوا ربانيين..)) قال ابن عباس رضي الله عنه أي: علماء حكماء . وفي رواية : الرباني هو الذي يعلم الناس صغار العلم قبل كباره .. ولهذا أهل العلم في جميع العلوم جعلوا كتبا مختلفة في العلم الواحد فمثلاً ابن قدامه ـ حامل لواء فقه السادة الحنابلة ـ ألف العمدة للمبتدئين وفوقه المقنع وفوقه الكافي وفوقه الكافي وفوقه المغني .. ومثله ابن هشام الانصاري النحوي الف في النحو : قطر الندى للمبتدئين وفوقه شذور الذهب وفوقه اعراب الجمل وما يلحق بها وفوقه اوضح المسالك وفوقه مغني اللبيب عن كتب الأعاريب .. وغيرهم كثير والواجب على من تصدى للتدريس أن يعلم أن الطالب _ المتلقي_ هو محور العملية التعليمية فلا يثقل عليه فلا يحاول أن تكون نهايته هو هي بداية الطالب بل يتذكر بدايته هو ويجعل الطالب يسير كما سار.. وللخواطر بقيه ان كتب الله لنا الفسحة في الوقت كتبت واكرر شكري لصاحب الطرح الأول
---
عبدالرحمن السديس
03-03-2005, 02:57 PM
جزاك الله خيرا
قال العلامة عبد القادر بن بدران في المدخل ص485 وبعدها:
لطائف قواعد
اعلم أن كثيرا من الناس يقضون السنين الطوال في تعلم العلم بل في علم واحد ، ولا يحصلون منه على طائل ، وربما قضوا أعمارهم فيه ، ولم يرتقوا عن درجة المبتدئين ، وإنما يكون ذلك لأحد أمرين:
أحدهما: عدم الذكاء الفطري ، وانتفاء الإدراك التصوري ، وهذا لا كلام لنا فيه ، ولا في علاجه.(1/2329)
والثاني: الجهل بطرق التعليم ، وهذا قد وقع فيه غالب المعلمين ، فتراهم يأتي إليهم الطالب المبتدىء ليتعلم النحو مثلا ، فيشغلونه بالكلام على البسملة ، ثم على الحمدلة أياما ، بل شهورا ! ليوهموه سعة مداركهم ، وغزارة علمهم ، ثم إذا قدر له الخلاص من ذلك ، أخذوا يلقنونه متنا ، أو شرحا بحواشيه ، وحواشي حواشيه ، ويحشرون له خلاف العلماء ، ويشغلونه بكلام من رد على القائل ، وما أجيب به عن الرد ، ولا يزالون يضربون له على ذلك الوتر حتى يرتكز في ذهنه أن نوال هذا الفن من قبيل الصعب الذي لا يصل إليه إلا من أوتي الولاية ! وحضر مجلس القرب ! والاختصاص .
هذا إذا كان الملقن يفهم ظاهرا من عبارات المصنفين ، وأما إذا كان من أهل الشغف بالرسوم أشير إليه بأنه عالم فموه على الناس ، وأنزل نفسه منزلة العلماء المحققين ، وجلس للتعليم ، فيأتيه الطالب بكتاب مطول ، أو مختصر فيتلقاه منه سردا لا يفتح له منه مغلقا ، ولا يحل له طلسما ، فإذا سأله ذلك الطالب المسكين عن حل مشكل انتفخ أنفه ، وورم ، وقابله بالسب ، والشتم ونسبه إلى البهائم ، ورماه بالزندقة ، وأشاع عنه أنه يطلب الاجتهاد !.
ومن أولئك من لا يروم الحماقة لكنه يقول إننا نقرأ الكتب للتبرك بمصنفيها ، وأكثر هؤلاء هم الذين يتصدرون لإقراء كتب المتصوفة فإنهم يصرحون بأن كتبهم لا يفهمها إلا أهلها ، وأنهم إنما يشغلون أوقاتهم بها تبركا !
ولعمري لو تبرك هؤلاء بكتاب الله المنزل لكان خيرا لهم من ذلك الفضول ، وهؤلاء كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى .(1/2330)
ومنهم من يكون داريا بالمسائل وحل العبارات ، ولكنه متعاظم في نفسه فإذا جاءه طالب علم الفقه أحاله على شرح منتهى الإرادات إن كان حنبليا ، وعلى الهداية إن كان حنفيا ، وعلى التحفة إن كان شافعيا ، وعلى شرح مختصر خليل للحطاب إن كان مالكيا ، ثم إن كان مبتدئا صاح قائلا إلى الملتقى يوم الدين وإن كان ممن زاول العربية ، وأخذ طرفا من فن أصول الفقه انتفع انتفاعا نسبيا لا حقيقيا.
ـ إلى أن قال ـ : فالواجب الديني على المعلم إذا أراد إقراء المبتدئين أن يقرئهم أولا كتاب أخصر المختصرات أو العمدة للشيخ منصور متنا إن كان حنبليا ، أو الغاية لأبي شجاع إن كان شافعيا ، أو العشماوية إن كان مالكيا أو منية المصلي أو نور الإيضاح إن كان حنفيا ، ويجب عليه أن يشرح له المتن بلا زيادة ولا نقصان بحيث يفهم ما اشتمل عليه ويأمره أن يصور مسائله في ذهنه ، ولا يشغله بما زاد على ذلك .
وقد كانت هذه طريقة شيخنا العلامة الشيخ محمد بن عثمان الحنبلي المشهور بـ"خطيب دوما" المتوفى بالمدينة المنورة سنة ثمان وثلاثمائة بعد الألف ـ وكان ـ رحمه الله ـ يقول لنا: لا ينبغي لمن يقرأ كتابا أن يتصور أنه يريد قراءته مرة ثانية ؛ لأن هذا التصور يمنعه عن فهم جميع الكتاب ، بل يتصور أنه لا يعود إليه مرة ثانية أبدا ، وكان يقول كل كتاب يشتمل على مسائل ما دونه وزيادة ، فحقق مسائل ما دونه لتوفر جدك على فهم الزيادة ، انتهى.
ـ إلى أن قال ـ : وطرق التعليم أمر ذوقي ، وأمانة مودعة عند الأساتذة ، فمن أداها أثيب على أدائها ، ومن جحدها كان مطالبا بها ، وقد أودع ابن خلدون في مقدمة تاريخه نفائس من هذه المباحث كالمقدمات ، ومطالعتها تهدي النتيجة لصادق الهمة مطلق من قيد التقليد ، ولله در ابن عرفة المالكي حيث قال:
إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة * وتقرير إيضاح لمشكل صورة
وعزو غريب النقل أو حل مقفل * أو إشكال أبدته نتيجة فكرة(1/2331)
فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد * ولا تتركن فالترك أقبح خلة.
---
(1/2332)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول القواعد التي يحتاج إليها المفسر
---
سؤال حول القواعد التي يحتاج إليها المفسر
---
عبد الحي محمد
11-27-2004, 09:31 PM
هل من شرح واضح ومبسط لها علما أني قرأتها في كتاب(الإتقان في علوم القرآن) ولم أفهمها ؟
وجزاكم الله خيرا
---
فهد الوهبي
11-28-2004, 12:25 AM
الأخ الكريم عبد الحي محمد ..
اسمح لي أن أقول بأن قواعد التفسير مع وجود بعض الكتابات المميزة فيها ككتاب الدكتور خالد السبت وهو ( قواعد التفسير ) ، إلا أنها لم يتحرر ما هو داخل من القواعد اللغوية والأصولية في قواعد التفسير وما هو الخارج منها ، فالناظر في عنوان هذه القواعد يجد أنها قواعد التفسير ولا بد أن يكون لهذه الإضافة معنى كما أن لإضافة القواعد للفقه له معنى فما كان من القواعد معيناً على معرفة الفقه فهو قواعد فقهية ، وكذلك ينبغي أن يكون في قواعد التفسير ، ولا يمنع من اشتراك عدد من العلوم في بعض القواعد إلا أن المهم أن تكون القاعدة مؤثرة في ذلك الفن بعينه ..
والكلام يحتاج إلى مقام أطول وقلم أرسخ والله الموفق..
---
عبد الحي محمد
11-28-2004, 04:43 PM
بارك الله لك أخي بوقتك وولدك
ولكن أين أجد هذا القلم الراسخ
---
(1/2333)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {4}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {4}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
08-27-2004, 11:26 AM
(((الاستعراضات )))
في يوم القيامة وعندما يحشر الناس ستكون استعراضات رهيبة ,وقد سماها الخالق العظيم بالعروض .
فهذا استعراض الكفار يوم القيامة وهو احد الاستعراضات يقول الله عزوجل في كتابه العزيز
((يوم نسير الجبال وترى الارض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا*وعرضوا على ربك صفا لقد جؤتمونا كما خلقناكم اول مرة بل زعمتم الن نجعل لكم موعدا*ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا ))
{الكهف آية:47-49}
استعراض آلاف مؤلفة ,بل مليارات من البشر في استعراض رهيب .(ويوم نسير الجبال )وقد جاء هذا المعنى في كتاب الله عزوجل بمعنى نسف الجبال ,ويسيرها اي يجعلها سرابا وهباء .ويقول عزوجل ..
((وإذا الجبال نسفت )) {المرسلات آية:10}
ويقول عزوجل ((وسيرت الجبال فكانت سرابا )) {النبأ آية:20} ((وحشرناهم فلم نغادرمنهم احدا )) بمعنى لن ينجو احد من حساب الله عزوجل
(( لقد احصاهم وعدهم عدَا )) {مريم آية:94}
بمعنى ان هنالك عملية إحصاء وعد دقيقين ,فليس هناك احد مفقود او تائه او منسي ((وعرضوا على ربك صفا))اي ان الكافرين سيعرضون على الله عزوجل بشكل صفوف ((لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة ))اي حفاة عراة ..عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا.قلت يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض قال ياعائشة الامر اشد من ان ينظر بعضهم الى بعض .(( لكل امرىء منهم يومئذ شان يغنيه )) {روه البخاري ومسلم واحمد}(1/2334)
((بل زعمتم ان لن نجعل لكم موعدا )) ,انهم ا نكروا يوم القيامة ,
ومن ينكر يوم القيامة يعد كافرا ولا تنفعه شفاعة الشافعين ..
((ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه )).اي انهم استلموا الكتاب ,استلموا كتبهم بشمالهم وجاءهم امر الله : ((إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ))((ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا ))..
بمعنى وجدوا كل اعمالهم في هذا الكتاب ,لايغادر صغيرة ولا كبيرة من عظائم الكفر والالحاد الا مسطورا فيه ,وقد ’نشر امامهم فلا تسمع الا ياويلتاه ,واحسرتاه,يا اسفاه ولا ينفع الندم ...
ننتقل الى استعرض آخر في كتاب الله عزوجل :((ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا*وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا *)) {الكهف آية:100}
ان هذا العرض لجهنم مذكور في آيات أخر من القرآن الكريم . ....
((وجيء يومئذ بجهنم *)) {الفجر آية:32}
اي جاء الملائكة بالسلاسل سحبا((بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذّب بالساعة سعيرا*اذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا*)) (( الفرقان آية:11-12}
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يخرج عنق من النار يوم القبامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقوا اني وكلت بثلاثة بمن دعا مع الله الها آخر وبكل جبار عنيد وبالمصورين )) {اخرجه الترمذي }
((اذا راتهم من مكان بعيد ))اي من مسيرة بعيدة جدا قيل انها مسيرة خمسمائة عام ..
((سمعوا لها تغيظا وزفيرا ))اي اذا راتهم جهنم سمعوا لها صوت التغيظ..عن احد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((من يقل علي مالم اقل فليتبوا بين عيني جهنم مقعدا ))قيل يا رسول الله وهل لها من عين ؟قال اما سمعتم الله عزوجل يقول ((اذا راتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا )) {الفرقان آية:12}
{رواه ابن جرير في تفسيره وابن ابي حاتم كما في تفسير ابن كثير }(1/2335)
يخرج عنق من النار له عينان تبصران ولسان ينطق فيقول وكلت بكل من جعل مع الله الها آخر فلهو ابصر بهم من الطير بحب السمسم فيلتقطه ..تفسير القرطبي ((وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا ))وكلمة عرضنا تعني الاستعراض ..يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها )) {روه مسلم والترمذي عن ابن مسعود }
والزمام :الحلقة التي فيها السلاسل ,فجهنم فيها سبعون الف زمام ,وكل زمام يسحبه سبعون الف ملك :
70000*70000=4900000000 اربعة مليارات وتسعمائة مليون يسحبون جهنم ,ويتى بها وتوضع في واديها ,وجهنم هذه دركات ,اي نزول نحو الاسفل بدليل قوله تعالى :((ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار )) {النساء آية:145}
يتبع (((القرآن وعلم الفلك)))
---
(1/2336)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسة لتفسير روح البيان للبروسوي
---
دراسة لتفسير روح البيان للبروسوي
---
أبو معاذ البلقاوي
03-07-2005, 03:47 PM
قراءة في تفسير روح البيان للشيخ إسماعيل البروسوي
نبذة موجزة في التعريف بصاحب كتاب روح البيان
هو الشيخ إسماعيل حقي بن الشيخ مصطفى الإستانبولي الآيدوسي الحنفي الجلوتي أبو الفداء .
ولد في آيدوس سنة 1063 هـ وتوفي في بروسا سنة 1137هـ وعمره أربع وسبعون سنة .
يعد ابن عفان صاحب اللائحات البرقيات أشهر شيوخه ، ولم يعثر على بيان لتلاميذه.
للبروسوي مصنفات في شتى العلوم منها العربي ومنها التركي قاربت الستين كتابا .
دراسة موجزة لتفسير روح البيان :
يتلخص سبب تأليفه للكتاب في رغبته القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ والإرشاد، إضافة إلى رجائه بأن يكون الكتاب شفيعا له يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ويمكن القول بأنه شرع في تفسيره سنة 1094 هـ وفرغ منه سنة 1117 هـ،وقضى في تأليفه23سنة.
مصادر البروسوي في تفسيره:-
تنوعت وتعددت مصادر البروسوي التي استقى منها مادة تفسيره ، ولعلنا نعرض لأهم مصادره:
ففي التفسير:بحر العلوم للسمرقندي، وتفسير الراغب الأصفهاني، والوسيط للواحدي،ومعالم التنزيل للبغوي،والتيسير للنسفي،والكشاف للزمخشري،وأحكام القرآن لابن العربي،ومفاتيح الغيب للرازي، والفتوحات المكية لابن عربي الأندلسي،والبحر المحيط للرازي،والتأويلات النجمية لنجم الدين الأسدي الرازي المعروف بـ ( داية )، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي،
وتفسير الكواشي،وتفسير الجلالين،وإرشاد العقل السليم لأبي السعود الذي تأثر به تأثرا واضحاً.
وفي علوم القرآن : أسباب النزول للواحدي،البرهان للزركشي،والإتقان للسيوطي.(1/2337)
وفي الحديث صحيح مسلم وصحيح البخاري وجامع الترمذي والترغيب والترهيب للمنذري والمقاصد الحسنة للسخاوي.
وفي الوعظ والتصوف: الرسالة القشيرية للقشيري،والمثنوي لجلال الدين الرومي ، وإحياء علوم الدين ومنهاج العابدين ،كلاهما للغزالي، والتذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي .
وفي الفقه وأصوله : بدائع الصنائع للكاساني،تبيين الحقائق للزيلعي،الأشباه والنظائر لابن نجيم.
وفي العقيدة : المقصد الأسنى للغزالي ، آكام المرجان في أحكام الجان للقاضي بدر الدين الشبلي الحنفي، رسالة القضاء والقدر لابن كمال باشا.
وفي التاريخ والتراجم : طبقات الشافعية للسبكي.
ومن مصادره في اللغة : مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ، والنهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ، والقاموس المحيط للفيروز أبادي.
وللصابوني اختصار له مطبوع متداول.
نماذج مختارة من تفسير روح البيان للبروسوي:
{ اهدنا الصراط المستقيم } بيان للمعونة المطلوبة، كأنه قيل : كيف أعينك ؟ فقالوا اهدنا الصراط المستقيم ، وأيضا التعقيب بالدعاء بعد تمام العبادة قاعدة شرعية .
{الصراط المستقيم } استعارة عن ملة اإسلام والدين الحق، تشبيها لوسيلة المقصود بوسيلة المقصد، ولمحل التوجه الروحاني بمحل التوجه الجسماني.
وإنما سمي الدين صراطا لأن الله سبحانه وإن كان متعاليا عن الأمكنة،لكن العبد الطالب لابد له من قطع المسافات، ومس الآفات،وتحمل المجافاة ليكرم بالوصول والموافاة.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -(1/2338)
{ وما أنزل على الملكين } أي ويعلمون الناس الذي { أنزل على الملكين } أي ما أُلهما وعُلما، وهو علم السحر، أنزلا لتعليم السحر ابتلاء من الله للناس، من تعلمه منهم وعمل به كان كافرا، ومن تجنبه أو تعلمه لا ليعمل به ولكن ليتوقاه كان مؤمناً، كما قيل : عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه، وهذا كما إذا أتى عرافاً فسأله عن شيء ليمتحن حاله، ويختبر باطن أمره، وعنده ما يميز صدقه من كذبه فهذا جائز .
قال الإمام فخر الدين : كان الحكمة في إنزالهما أن السحرة كانوا يسترقون السمع من الشياطين ويلقون ما سمعوا بين الخلق، وكان بسبب ذلك يشتبه الوحي النازل على الأنبياء، فأنزلهما الله إلى الأرض، ليعلما الناس كيفية السحر ليظهر بذلك الفرق بين كلام الله وكلام السحرة .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
{يأيها الذين آمنوا} تصديره بحرف النداء والتنبيه لإظهار كمال العناية بمضمونه،-روى-أن تميم بن أوس الداري وعدي بن زيد خرجا إاى الشام في تجارة،وكانا حينئذ نصرانيين...-وساق الخبر- فنزلت { يأيها الذين آمنوا} واتفق العلماء على أن هذه الآية أشكل ما في القرآن إعراباً ونظما وحكماً.
{شهادة بينكم} أي شهادة الخصومات الجارية بينكم ، فبين: ظرف أضيف إليه شهادة على طريق الاتساع... وارتفاع الشهادة على أنها مبتدأ {إذا حضر أحدكم الموت}أي شارفه وظهرت علائمه،ظرف للشهادة .
{ حين الوصية } بدل من الظرف ، وفي إبداله منه تنبيه على أن الوصية من المهمات المقررة التي لاينبغي أن يتهاون بها المسلم ويذهل عنها.
{ اثنان }خبر للمبتدأ بتقدير المضاف لئلا يلزم حمل العين على المعنى، أي شهادة بينكم حينئذ شهادة اثنين، أو فاعل شهادة بينكم على أن خبرها محذوف، أي فيما ننزل عليكم أن يشهد بينكم اثنان .
{ ذوا عدل منكم } هما صفتان للإثنان ، أي صاحبا دين وعقل من أقاربكم .(1/2339)
{ أو آخران من غيركم } عطف على اثنان، أو شهادة عدلين آخرين من غيركم من الأجانب، ومن غير أهل دينكم، أي من أهل الذمة، وقد كان ذلك في بدء الإسلام لعزة وجود المسلمين لاسيما في السفر، ثم نسخ بقوله تعالى {وأشهدوا ذوي عدل منكم} .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
{ فطفق مسحاً}الفاء فصيحة مفصحة عن جملة قد حذفت ثقة بدلالة الحال عليها،وإيذانا بغاية سرعة الامتثال بالأمر، وطفق من أفعال المقاربة الدالة على شروع فاعلها في مضمون الخبر ، فهو بمعنى أخذ وشرع،... .
والمسح إمرار اليد على الشيء، والجمهور على أن المراد به هنا القطع، من قولهم مسح علاوته أي ضرب عنقه... قال في المفردات:مسحته بالسيف كناية عن الضرب .
والساق ما بين الكعبين كعب الركبة وكعب الرجل...أي يقطع أعناقها ويعرقب أرجلها .
وفي الآية إشارة إلى أن حب غير الله شاغل عن الله وموجب للحجاب، وأن كل محبوب سوى الله إذا حجبك عن الله لحظة يلزمك أن تعالجه بسيف نفي لا إله إلا الله .
قال الإمام في تفسيره:-وذكر الرواية في قصة سليمان إلى أن قال – ثم إنه أمر الرائضين أن يردوها فردوا تلك الخيل إليه، فلما عادت طفق يمسح سوقها وأعناقها، أي بيده حباً لها وتشريفاً وإبانةً لعزتها لكونها من أعظم الأعوان في قهر الأعداء وإعلاء الدين، وهو قول الزهري وابن كيسان .
وليس فيه نسبة شيء من المنكرات إلى سليمان- عليه السلام - فهو أحق بالقبول عند أولي الأفهام.
قال الباحث عفا الله عنه: والقول بأن المسح إمرار اليد هو الصواب والظاهر لغة ، وقد صح عن ابن عباس،والقول الآخر من قبيل الإسرائيليات التي لاتثبت بل تعارض الرواية الصحيحة والله أعلم.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -(1/2340)
{ لإيلاف قريش} متعلق بقوله تعالى فليعبدوا ، وهو قول الزجاج والفراء، لما في الكلام من معنى الشرط ، والمعنى: إن نعم الله عليهم غير محصورة فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لهذه النعمة الجليلة؛ فالإيلاف تعدية الألف مصدر من المبني للمفعول مضاف إلى مفعوله الأول مطلقا ضمن المفعول الثاني الذي هو الرحلة كما قيل به في الإيلاف الثاني .
يقال : ألفت الشيء بالقصر وآلفته بالمد بمعنى: لزمته ودمت عليه وما تركته.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
{ الله الصمد} مبتدأ وخبر ، فعل بمعنى مفعول كقبض بمعنى مقبوض، من صمد إليه، من باب نصر، إذا قصده؛ أي هو السيد المصمود إليه في الحوائج المستغني بذاته، وكل ما عداه محتاج إليه في جميع جهاته، فلا صمد في الوجود سوى الله .
فهو مثل زيد الأمير يفيد قصر الجنس على زيد.
فإذا كان هو الصمد فمن انتفت الصمدية عنه لايستحق الألوهية، وتعريفه لعلمهم بصمديته بخلاف أحديته
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أسلوب البروسوي في التفسير
فسر القرآن كاملا ذاكرا اسم كل سورة وموضع نزولها وعدد آيها.
يبدأ مباشرة بتفسير الآيات غير مكثر من وجوه التفسير، وأحيانا يقدم بين يدي السورة، يعتني ببيان النواحي اللغوية فيعرض للإعراب إن كان مهما في فهم المعنى،ثم ثم يعتني بتحديد معاني العبارات والمصطلحات فيعرف كل كلمة تقريبا،ويكثر من الاستطرادات التي تتلاءم واعتناءه بجانب الوعظ،ويكثر من ذكر أسباب النزول دون عزو ومنها المكذوب ،ثم يشرع في التفسير،ويتعرض لذكر الروايات والقصص بعد ذلك، ويكثر من ذكر الإسرائيليات وربما نقد بعضها أحيانا ، كما يتطرق أحيانا لذكر المناسبة بين الآيات، ويعتني بتفسير الآيات الفقهية بما يتناسب مع مذهب الإمام أبي حنيفة، ويذكر أحيانا بعض الأسئلة التي يمكن أن تثار حول الآية ولربما استخدم أسلوب الفنقلة .
منهج بلاغي للبروسوي(1/2341)
أما من الناحية البلاغية فإن المؤلف لم يتعرض تقريبا لعلم البديع، واعتنى-اعتناء واضحا- بعلم المعاني بإشارات بلاغية مختصرة متأثرا بأبي السعود،وهذه الإشارات لاتتجاوز ذكر نوع الأسلوب البلاغي دون بيان لسر استخدامه وموقعه من السياق، أما كلامه في البيان فأقل بكثير من كلامه في المعاني،
الجانب الإيجابي في روح البيان:
البروسوي مقلد وجامع في التفسير أكثر من كونه محققا، ولذا فقد حوى تفسيره فوائد منها :
1- كثرة الرجوع إلى المصادر وإثباتها ولايغير عباراتها إلا لحاجة، وقد رجع إلى أمهات في ميادين العلوم-إجمالا كما تقدم-.
2- مع كثرة مصادره فإنه لايكثر من وجوه التفسير، بل يقتصر على ما يراه أقوى الوجوه.
3- الاهتمام البالغ بجانب العظة والترغيب والترهيب،وذكر الحِكم والقصص والعظات، ولعل هذا يتناسب مع نزعته الصوفية، إضافة إلى ما تقدم من اعتنائه بالجانب البلاغي.
الملاحظات على تفسير روح البيان
1- يعد أقرب إلى التفسير الصوفي الإشاري لا الباطني الفلسفي،والمراد بالإشاري: هو تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منه بمقتضى إشارات خفية، تظهر لأرباب السلوك ويمكن التوفيق بينها وبين الظواهر المرادة، وهذا التفسير يقبل بشروط، والمؤلف يكثر جدا من هذا النوع، فيفسر الآية إشاريا بعد تفسيرها ظاهريا.
2- ينقل من كبار المتصوفة آراءهم ليدل على المعنى الظاهر والمعنى الباطن للآيات.
3- يؤخذ عليه كثرة التعبيرات بالفارسية،وكثرة استشهاده بالشعر الفارسي مما جعل في تناول الكتاب صعوبة.
4- يترجح أن المؤلف ماتريدي المعتقد مؤول للصفات،واعتمد في مصادره العقدية على كتب المتصوفة،كل هذا أوقعه في مزالق عديدة.
المراجع:
1- روح البيان للبروسوي.
2- منهج البروسوي في تفسيره روح البيان،صفية بنت شمس الدين، رسالة ماجستير/الجامعة الأردنية.(1/2342)
3- مباحث المعاني في تفسير روح البيان للبروسوي،محمد نصيف،رسالة ماجستير/جامعة الملك عبد العزيز بجدة ؛ وقد أتحفني بالرسالتين شيخي المفضال:أ.د.حكمت بشير ياسين.
---
عبدالرحمن الشهري
03-09-2005, 10:52 PM
بارك الله فيك أخي أبا معاذ على هذا الإيجاز والتعريف.
---
(1/2343)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل الآن أضخم المعاجم اللغوية " المخصص " في اللغة لابن سيده كاملاً
---
حمّل الآن أضخم المعاجم اللغوية " المخصص " في اللغة لابن سيده كاملاً
---
مسك
08-23-2004, 02:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد يسر الله نسخ كتاب المخصص لابن سيده على ملفات ورد
وهو أضخم المعاجم العربية التي تعنى بجمع ألفاظ اللغة وتكوينها حسب معانيها لا تبعًا لحروفها الهجائية، فلم يكن الغرض من تأليفها جمع اللغة واستيعاب مفرداتها شأن المعاجم الأخرى، وإنما كان الهدف هو تصنيف الألفاظ داخل مجموعات وفق معانيها المتشابهة، بحيث تنضوي تحت موضوع واحد.
وقد قسم ابن سيده كتابه إلى أبواب كبيرة سماها كتبا تتناول موضوعا محددا، ورتب هذه الكتب ترتيبا منطقيا، فبدأ بالإنسان ثم الحيوان ثم الطبيعة فالنبات، وأعطى كل كتاب عنوانا خاصا به مثل: خلق الإنسان والنساء واللباس والطعام والأمراض والسلاح والخيل والإبل والغنم والوحوش والحشرات والطير والسماء والفلك.
ثم قسم كل كتاب بدوره إلى أبواب صغيرة حسبما يقتضيه المقام إمعانا في الدقة ومبالغة في التقصي والتتبع، فيذكر في باب الحمل والولادة أسماء ما يخرج مع الولد أولا، ثم يذكر الرضاع والفطام والغذاء وسائر ضروب التربية ويتحدث عن غذاء الولد وأسماء أول أولاد الرجل وآخرهم، ثم أسماء ولد الرجل في الشباب والكبر، وهكذا.
ويلتزم في شرح الألفاظ ببيان الفروق بين الألفاظ والمترادفات وتفسيرها بوضوح، مع الإكثار من الشواهد، وذكر العلماء الذين استقى عنهم مادته.
وقد قمت بتقسيمه الى عدة ملفات لكبر حجمه ..
لتحميل الكتاب اضغط هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=189013#post189013)
---
(1/2344)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة للمشاركة في وضع محاور ندوة للتفسير
---
دعوة للمشاركة في وضع محاور ندوة للتفسير
---
القميحي
03-16-2004, 08:38 PM
جزاكم الله خيرا
نريد من الاخوة النصح والتشاور في محاولة وضع محاور علمية لندوة تناقش قضية مناهج تيسير التفسير عند العلماء المعاصرين ، فقد برز في الفترة الاخيرة ( فكر ) تيسير التفسير لتسهيل قبوله عند العامة ومتوسطي المعرفة كالتفسير الواضح ، وأيسر التفاسير ، والتفسير الميسر ، والموجز في التفسير ، وموسوعة التفسير الشاملة ، وصفوة البيان الى غير ذلك من التفاسير المختصرة الامر الذي يقتضي دراسة هذه التفاسير لمحاولة الوصول الى منهج عام يتفق عليه اغلب مفسري العصر بعيدا عن تسطيح العبارة التفسيرية
لذا ارجو من اخواني المشاركة في وضع محاور لمؤتمر يتناول هذه القضية الحساسة
ارجو من اخواني اغاثتي وعدم خذلاني
---
(1/2345)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين مطبوع
---
هل كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين مطبوع
---
أبو عبد الله القلموني
10-10-2005, 05:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الإخوة الأفاضل، إفادتي إن كان كتاب "قواعد الترجيح عند المفسرين" للدكتور حسين علي الحربي، قد طبع أم لا، وإن كان طبع فبأي دار نشر، ولكم جزيل الشكر. والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
---
عبدالرحمن الشهري
10-10-2005, 07:26 PM
نعم هو مطبوع ، وقد نشرته دار القاسم بالرياض في مجلدين .
دار القاسم للنشر والتوزيع (http://www.dar-alqassem.com/AR/)
---
أبو عبد الله القلموني
10-11-2005, 02:56 PM
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
---
(1/2346)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ** ضَوابِطُ مُختَارة في اللغة والأدب **
---
** ضَوابِطُ مُختَارة في اللغة والأدب **
---
أبو بيان
06-04-2005, 11:28 AM
- بعيداً عن القواعد النحوية المألوفة, والمنظومات العلمية المشهورة المتكاملة -
هذه فكرة موضوع جامع, يحتوي ضوابطَ مُختارة في اللغة والأدب, مما اقتنصه مُحِبُّوا العربية وقُرَّائها,
وما أكثر هذه الضوابط في مجاميع الأدب والتراجم والشروح, وربما كان بعضها مسموعاً من غير كتاب,
ولا أظن مُختاراتنا تخلوا من ذلك.
وها أنذا أبدأ:
---
أبو بيان
06-04-2005, 11:30 AM
جمع أبو الحسن الدَبَّاج جموع القِلَّةِ في قوله:
بأَفعُلٍ ثم أفعال وأفعِلَةٍ ** وفَعْلَةٍ يُعرَف الأدنى من العدد
كأَفلُسٍ وكأثوابٍ وأرغِفَة ** وغِلْمَةٍ, فاحفظنها حفظ مُجتَهِد
في اللغة والأدب, لمحمود الطناحي 2/528.
(( لا تنسوا المَرَاجع سلمكم الله ))
---
أبو بيان
06-04-2005, 11:59 AM
(صن شمله)
رموزٌ لأسماء الأنبياء المصروفة المنوَّنَة, وهي:
صالح, نوح, شعيب, محمد, لوط, هود عليهم الصلاة والسلام.
المرجع السابق.
---
أبو بيان
06-04-2005, 12:01 PM
(لا تكسر الصحاح, ولا تفتح الخِزانة)
أي:
كتاب "الصَّحَاح" للجوهري - بالفتح-,
و"خِزانة الأدب" للبغدادي - بالكسر-.
المرجع السابق, والإفادات والإنشادات, للشاطبي (ص:141).
---
أبو بيان
07-13-2005, 10:39 PM
الزوائد في أوّل الفعل المضارع يجمعها قولك: (نأيت),
وجمعها بكلمة: (أنيت) أملَح؛ ليكون كل حرف ضعف ما قبله,
فالهمزة لواحد هو: المتكلم,
والنون لاثنين هما: الواحد ومعه غيره, والواحد المُعَظم لنفسه,
والياء لأربعة هم: الغائب الواحد, والغائبين, والغائبات,
والتاء لثمانية هم: المُخاطَب, والمُخاطَبين, والمُخاطَبة, والمُخاطَبَتين, والمُخاطَبات, والغائبة, والغائبتين.(1/2347)
الإفادات والإنشادات, للشاطبي (ص:128).
---
أبو بيان
12-16-2005, 09:01 PM
( لا تفتح الجِراب, ولا تكسر القَصعَة, ولا تمُدَّ القفا ).
---
أبو بيان
12-20-2005, 06:53 PM
وللفقهاء:
( الجَِنازة بفتح الجيم وكسرها: فالأعلى للأعلى, والأسفل للأسفل ).
---
أبو بيان
12-29-2005, 07:52 AM
(ملَِك: بكسر اللام في الأرض, وبفتحها في السماء).
---
سلطان الفقيه
12-29-2005, 02:50 PM
الاخ أبو بيان بارك الله فيك.قد جمع ابن مالك جموع القلة في قوله:
أفْعلة أفْعل ثم فعلة . ثمت أفعال جموع قلة
---
أبو بيان
12-30-2005, 01:12 PM
جزاك الله خيراً أخي سلطان, ونحن هنا نتقي المنظومات كما رأيت, فأسعدنا بغيرها ..
---
(1/2348)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الياء الجوفية المدية
---
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الياء الجوفية المدية
---
فرغلي عرباوي
03-25-2004, 12:39 PM
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الياء الجوفية المدية
******************
قال العلماء : تخرج الياء المدية من الجوف , ولكن منشأ صوتها يتولد في بدايته من مخرج الياء اللسانية ثم يتحول الصوت عبر مخرج الجوف , وهي مدية فيما لو سكنت وانكسر ما قبلها , ولينة فيما لو سكنت وانفتح ما قبلها , وهي حرف مجهور , رخو , مستفل , منفتح , مصمت , مرقق , جوفي , خفي , هوائي , ويقع الخطأ فيها من أوجه :
*****************
1. البعض من العوام لا يخفض الفك السفلي بالياء بالمقدار المطلوب عند التلفظ بالياء , والأولى بالقارئ أن يهتم بكيفية هيئة الشفتين مع جميع الأحرف فعند الحرف المفتوح يفتح فمه فتحا وسطا وعند الحرف المضموم يضم شفتيه للأمام وعند المكسور يخفض الفك السفلي بالحرف , ومن يهمل ذلك ويقرأ القرآن وفمه مع جميع الأحرف على وتيرة واحدة فاعلم إما أنه حفظ من نفسه أو من الكاسيت أو من شيخ مصحفي لا يهتم بكيفية أن تأخذ شفتاك أشكال الحروف , فعليك بالتلقي من المشايخ المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم , وفقني الله وإياك لتحقيق لفظ التلاوة .
******************
2. بعض جهلة القراء يخلط صوت الياء المدية بصوت الألف فيتولد بمجموع ذلك صوت الألف الممالة إمالة صغرى . والسبب الذي أدى إلى تلك الإمالة في صوت الياء أن القارئ وسع مخرج الياء أكثر من اللازم وباعد بين الفك العلوي والسفلي فخرج صوت الياء ممالة . الأمثلة ) الْعَالَمِينَ)(البقرة: من الآية251) ) الْمُتَّقِينَ)(البقرة: من الآية180) ) الْمُحْسِنِينَ)(المائدة: من الآية13) .(1/2349)
******************
3. والبعض من المتساهلين عندما يقف على الياء المدية يبتر أى يقطع الصوت بها فجأة أو يحذفها بالكلية فبدل من أن ينطق كلمة ( ذِكْرِي)(طه: من الآية42) بمد الياء مدا طبيعيا بقدر حركتين تجده ينطق راء مكسورة فقط والسلامة من هذا الخطأ إعطاء الياء حقها من المد الطبيعي .
******************
4. من المشهور بين القراء أن الياء مرققة قولا واحدا فهي لا تفخم بأي حال , فالبعض يفخمها ولا سيما إذا كان قبلها أو بعدها حرف مستعل أو بين مفخمين الأمثلة ) الْمُتَّقِينَ)(التوبة: من الآية4) ) بِغَيْظِكُمْ )(آل عمران: من الآية119) ) الْغَيْظِ)(آل عمران: من الآية119) .
******************
5. وهناك خطأ ينتشر بين البعض من الحفاظ حيث تجده يبالغ عند تلفظه بالياء بالضغط على مخرج الياء فيخرج صوتها وفيه ضجيج و السبب في هذا الضجيج في صوت الياء أن القارئ قام بتقريب الفكين العلوي والسفلي من بعضهما وزاد في العض والضغط الزائد على وسط اللسان , والصواب أن يترك القارئ مجرى هوائيا كافيا لها حتى تخرج في يسر وسهولة نحو ) الْمُتَّقِينَ)(الحجر: من الآية45) ) الْمُحْسِنِينَ)(العنكبوت: من الآية69) ) الْمُهْتَدِينَ)(التوبة: من الآية18) .
******************
6. ومن الأخطاء الشائعة خلط صوت الياء الجوفية بصوت الغنة , وعلى القارئ الحاذق تجريد صوت الياء الجوفية من صوت الغنة وذلك بعدم استعمال الجزء الخيشومي معها , نحو ) الْمُهْتَدِينَ)(التوبة: من الآية18) ) الْقَانِتِينَ)(التحريم: من الآية12).
******************
خلاصة البحث :
1- عدم خفض الفك السفلي بالياء
2- عدم خلط صوتها بالألف.
3- عدم بتر صوتها أو حذفها وقفا.
4- عدم تفخيمها فيما لو وقعت بين مفخمين.
5- عدم إخراج صوتها وفيه ضجيج.
6- عدم خلط صوتها بالغنة .
******************(1/2350)
ملحوظة : لمعرفة الخطأ من الصواب في هذا البحث هناك أمثلة تحتاج لنقل صوتي ليتميز الصواب من الخطأ
******************
( انتظر قريبا : على نفس الموقع (بحث تفصيلي في مخارج أصوات الجوف) لنفس الباحث وكذلك جميع الأحرف).
بحث للأستاذ : فرغلي سيد عرباوي
بريد إلكتروني : Fargh22 @yahoo.com
Fargh22 @hotmail.com
---
(1/2351)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > دراسة لمضمون نصوص الأئمّة القدامى في كيفية النطق بالإشمام في نحو "قيل" و"سيء"
---
دراسة لمضمون نصوص الأئمّة القدامى في كيفية النطق بالإشمام في نحو "قيل" و"سيء"
---
محمد يحيى شريف
02-04-2007, 01:14 PM
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله .
مّما أثار انتباهي ولفت نظري كثيراً منذ زمن ، موضوع كيفية النطق بالإشمام في نحو { سيء } و{ وقيل } وغيرهما من الكلمات المعروفة لدى المتخصصين في علم القراءات ، والذي حملني أن أخوض في هذا البحث :
أولاً : الخلاف بين المشايخ في كيفية النطق بهذا النوع من الإشمام فمشايخ مصر والحجاز وغيرهم يقرؤون بحركة مركبة من حركتين ضمّة وكسرة وجزء الضمّة مقدّم وهو الأقلّ وجزء الكسرة هو الأكثر ومن ثمّ تمحضت الياء ، وأمّا مشايخ الشام فيقرءون بحركة بين الضمة والكسرة فيخرج صوت الكسرة مشوباً بصوت الضمة من غيرأن ينتهي إلى الضمّ الخالص ويصحب الياء التي بعد هذه الكسرة شيء من صوت الواو ولا فرق في الصوت بين أوائل هذه الأفعال وأوساطها. و كلّ فريق ينكر على الآخر حيث قرأت في دمشق على بعض المشايخ بالوجه الثاني وأنكروا عليّ الوجه الأوّل وقرأت في المدينة النبوية على بعض مشايخها بالوجه الأوّل وأنكروا عليّ الوجه الثاني والأغرب من ذلك هو شدّة الإنكار من الطرفين.(1/2352)
ثانياً : اختلاف عبارات أهل الأداء في تعبيرهم على كيفية النطق بهذا النوع من الإشمام فمنهم من عبّر عنه بإشمام الضمّ كسر أوائلهنّ أوبإشمام الضمّ أوائل هذه الأفعال وهي العبارة المستعملة كثيراً عند القدامى وهذا التعبير يوافق مذهب المصريين والحجازيين وغيرهم على حدّ قولهم. ومنهم من عبّر عنه بأنّه حركة بين الضمّة والكسرة فيخرج صوت الكسرة مشوباً بصوت الضمة ويصحب الياء شيء من صوت الضمة وهو الذي يوافق ما هو عليه مشايخ الشام الآن.
وليس الهدف من هذا البحث الردّ على أحد المذهبين لأنّ كلمة ( الردّ ) كلمة ثقلية خاصّة في مسألة قد أخذ بها الكبار وتلقوها عن مشايخهم بالسند واستفاضت بين القراء وتناقلها العلماء. ولذلك اُلحّ على أنّ البحث هو مجرّد دراسة لبعض لنصوص الأئمّة المعتبرين الذين يشار إليهم بالبنان من وقتهم إلى الآن ويرجع إليهم ويُعتمد على أقوالهم ، فهم أئمّة هذا الفنّ بلا منازع كأبي عمرو الداني ومكي القيسي وأبي علي الفارسي وغيرهم رحم الله الجميع.
وبعد هذا الاستعراض المختصر يظهر جلياً صعوبه هذه المسألة وهو اختلاف المتأخرين من الناحية العملية التطبيقية ولكلّ مذهب من المذهبين نصوص معتبرة والكلّ ينكر على الآخر. وللفصل في هذه المسألة سأقوم بنقل نصوص الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى لا يسما النصوص التي شرحت كيفية هذا الإشمام وسأحاول بعد ذلك تبيين المذهب الأقرب إلى ما نصّه القدامى في كتبهم ، وأسأل الله التوفيق وهذه النصوص هي كالتالي :
1 - قال ابن الجزري رحمه الله تعالى في نشره وتقريبه " واختلفوا في ( قيل وغيض وجيء وحيل وسيق وسيء وسيئت ) فقرأ الكسائي وهشام ورويس بإشمام الضمّ كسر أوائلهنّ ....".(1/2353)
2 – قال أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى في كتابه التيسير وكتابه الذي سمّاه (مختصر في مذاهب القراء السبعة بالأمصار ) : " الكسائي وهشام ( قيل ) و ( غيض ) و(جيء) بإشمام الضمّ الأوّل ذلك حيث وقع ". وقال في كتابه التحديد (ص97) : " وأمّا الإشمام في قوله ( قيل ) و(جيء) ونظرائهما على مذهب من أشمّ أوّله الضمَّ دلالة على الأصل فحقّه أن يُنحى بكسرة فاء الفعل المنقولة من عينه نحو الضمة كما يُنحى بالفتحة من قوله ( من النار) و ( من نهار ) وشبههما إذا أريدت الإمالة المحضة نحو الكسرة فكذلك يُنحى بالكسرة إذا أريد الإشمام نحو الضمة لأنّ ذلك كالممال سواء وهذا الذي لا يجوز غيره عند العلماء من القراء والنحويين " وقال في جامع البيان " وحقيقة الإشمام في هذه الحروف أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة يسيراً دلالةً على الضمّ الخالص قبل أن تعلّ كما ينحى بفتحة الحرف الممال نحو الكسرة قليلاً إذا أراد ذلك ليدلّ على أنّ الألف التي بعد الفتحة منقلبة عن ياء أو لتقرب بذلك من الكسرة وليتها وما عدا ذلك فحقيقته فباطل ، والعبارة عن ذلك بالرفع والضمّ كالعبارة عن الإمالة بالكسر والإمالة والإضجاع وهي مجازٌ واتساعٌ " ( جامع البيان ص388).(1/2354)
3 – قال مكي القيسي رحمه الله تعالى في كتابه التبصرة : " والإشمام في هذا يجوز أن يكون مع الحرف وقبله على معنيين مختلفين قد بيّناهما في غير هذا الباب والإشمام في حال اللفظ بالحرف المتصل أحسن نحو ( وقيل ) ، ( وحيل ) وشبهه فإن كان منفصلاً حسن الإشمام قبله نحو (سيء) و(سيئت) وجاز معه ومعه معه أحسن وأبين – أي الإشمام مع الحرف –..... " وقال في كتابه الكشف (1/229) : "اختلف القراء في إشمام الضم في أوائل ستة أفعال قد اعتلت عيناتها ، وقُلِبت حركتها إلى ما قبلها ، فسكنت العينات ، وقلبت ما فيه واو ياءات لانكسار ما قبلها ، وتلك الأفعال سيء ، وسيق ، وحيل ، وجيء ، وقيل ، وغيض . فقرأ هشام والكسائي بإشمام الضمّ في أوائلها وقرأ ابن ذكوان بالإشمام في أوّل (سيء)......" ثمّ قال "...الجواب : الإشارة إلى الضمّ في هذه الأفعال تُسمع وتُرى في نفس الحرف الأول المكسور ومع ذلك الكسر إشارة إلى الضمّ تخالطه كما أنّ الحرف المتحرّك الممال لإمالةٍ فيه تُسمعُ وتُرى في نفس الحرف الممال والممال مفتوح ومع ذلك الفتح إشارة إلى الكسر تخالطه لتقريب الألف التي من أجلها وقعت الإمالة إلى الياء ، وكذلك تقريب الألف الممالة إلى الياء في حالة الإمالة تُسمع وترى لأنّها ليست بحركة وليس الحرف الأول من هذه الأفعال بمضموم وإنّما هو مكسور يخالط كسرته شيء من الضم يُسمع. كما أنّ الحرف المفتوح الممال حكمه الفتح ويخالط فتحته شيء من الكسرة يسمع. فبالحرف الممال يشبه هذه الإشارة إلى الضمّ في هذه الأفعال سيبويه وغيره ألا ترى أنّ أوائل هذه الأفعال لو كانت مضمومة أو الضمّ أغلب عليها لانقلبت الياءات واوات. إذ ليس في كلام العرب ياء ساكنة قبلها ضمة. فلولا أنّ الحرف الأوّل مكسور ما ثبت لفظ الياء فيهنّ ويدلّ على ذلك أنّ بعض العرب يترك أوائل هذه الأفعال على ضمته التي وجبت له وهو فعل ما لم يسّم فاعله ، وإذا فعل ذلك أتى بالواو في جميعها فقال ((1/2355)
قول ) ، ( وحول ) ، ( وسوق) ونحوه .." انظر الكشف (1/231 و232).
4 - قال طاهر ابن غلبون رحمه الله تعالى في كتابه التذكرة " وقرأ هشام والكسائي ورويس بإشمام الضمّ للقاف من ( قيل ) وغيرها والحاء من (حيل ) وللسين من (سيء) و(سيئت) و( سيق ) وللجيم من (جيء) وللغين من (وغيض) ، يبتدئون بالكسر ثمّ يشمون الضمّ في هذه الحروف حيث وقعت " . وروى عنه أبو عمرو الداني في الجامع البيان ص 388 حيث قال : " وحدثنا ابن غلبون قال حدثنا عبد الله ابن محمد قال حدثنا أحمد بن أنس قال حدثنا هشام بسنده عن ابن عامر أنّه رفع السين من (سيء) و(سيئت)والحاء من (وحيل) لم يذكر غير ذلك."(1/2356)
5 - قال الإمام السخاوي في شرحه على الشطبية : " أصل " قيل " : قُوِلَ ، استثقلت الكسرة في الواو فنُقلت إلى القاف ، فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء ، وكذلك سيء وسيق وحيل أصلها سُوِئ ، وسُوِقَ ، وحُوِلَ, وأمّا غيض وجيء فهما من الياء ، استثقلت الحركة فيهما على الياء فنُقلت إلى ما قبلها والأصل : غُيِضَ وجُيِئَ. وإنّما كان هذا النقل بعد إزالة الضمة التي في أوائلها ، لأنّها لا تتحرك بالكسر ، وهي متحركة بالضم ، وذلك أنّهم استثقلوا الضمة وبعدها واوٌ أو ياء مكسورة فأزيلت. والعلماء يعبّرون عن هذا بالإشمام والروم والضم والإمالة. وإنّما أختار من هذه الألفاظ (الإشمام) ، لأنّها عبارة عامة النحويين وجماعة من القراء المتأخرين. وفي العبارة بها : تنبيه على أنّ أوّل الفعل لا يُكسرُ كسرة خالصة. والذين سمّوه (روماً) قالوا : هو رومٌ في الحقيقة ، وتسميته بالإشمام تجوّزٌ في العبارة. والذين سمّوه ( روماً) هم عامّة أئمّة القراء ، فإنّما عبّروا عنه بذلك كما عبروا عن الإمالة بالكسر تقريباً ومجازاً لأنّ الممال فيه كسرٌ ، وهذا فيه شيء من الضمّ. وأمّا الذين عبّروا عنه ( بالإمالة ) فلأنّ الحركة ليست بضمّة ولا كسرة خالصة كما أنّ الإمالة لسيت بكسر محض ولا فتح خالص.(1/2357)
وحقيقة هذا الإشمام أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة ، فتمال كسرة فاء الفعل ، وتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلاً إذ هي تابعة لحركة ما قبلها. وإنّما قيل لذلك : إمالة لأنّه قد دخله من الخلط والشوب ما دخل الإمالة ، كما سمّوا ( المبالغة ) في تفخيم الربا والصلاة والزكاة ...حتى نحوا به نحو الواو إمالة ، وعلى هذه اللغة كتبوه بالواو تنبيهاً على الإمالة نحوها. قال الحافظ أبوعمرو – رحمه الله تعالى - : وقد زعم بعض من يشار إليه بالمعرفة وهو بمعزل عنها وخال منها : أنّ حقيقة الإشمام في هذا أن يكون أيماءٌ بالشفتين قبل اللفظ بالحرف المشمّ الذي تومئ إلى حركته وإن شئت بعده وإن شئت معه . قال أبو عمرو : وهذا كله خطأ باطل لاشك فيه من قِبَلِ أنّ الإيماء قبل اللفظ بالحرف المشمّ الذي تومئ إلى حركته غير ممكن إذ لم يحصل قبل ملفوظاً به فكيف تومئ إلى حركته وهو معدوم في النطق أيضاً. وهذا مع تمكّن الوقوف على ما قبله والابتداء به ، فيلزم أن يكون ابتداء المبتدئ بذلك إعمال العضو وتهييئه قبل النطق ، ولم يُسمع بهذا قط ، ولا ورد في اللغة ، ولا جاء في القراءة ، ولا يصح في قياس ، ولا يتحقق في نظر.وأمّا الإيماء بعد اللفظ به مكسوراً محضاً فغير مستقيم ، وكذلك الإيماء معه في تلك الحال لا يمكن ، إذ لو كان كذلك لوجب أن يستعمل في النطق بذلك عضو اللسان للكسرة والشفتان للإشارة ، ومحال أن يجتمعا معاً على حرف واحدٍ في حال تحرّكه بحركة خالصة ، إذ ليس في الفطرة إطاقة ذلك. وإنّما حمل القائل على هذا القول : القياس منه على كيفية الإشمام عند الوقف على أواخر الكلم ، إذ يؤتى به هناك بعد سكون الحرف والفراغ منه ، وبين المكانين فرقان غير مشكوك فيه على ما بيّنّا.(1/2358)
وزعم آخرون أنّ حقيقته : أن يضمّ أوّله ضمّاً مشبعاً ، ثمّ يُؤتى بالياء الساكنة بعد تلك الضمة الخالصة ، وهو باطل ، لأنّ الضمة إذا أخلِصت ومطِّط اللفظ بها انقلبت الياء واواً ، إذ لا تصحّ ياء بعد ضمّة ، كما لا تصحّ الواو بعد كسرة.
وزعم آخرون من أهل الأداء أنّ حقيقة الإشمام في ذلك : أن يشمّ أوّله ضماً مختلساً ، وهذا أيضاً باطل لأنّ ما يختلس من الحراكات ولا يتمّ الصوت به كهمزة بين بين وغيرها لا يقع أبداً أوّلاً ، وذلك لقرب التضعيف والتوهين من الساكن المحض ، وإنّما دخل الوهم على هؤلاء وعلى قوم من جهلة النحاة من أجل العبارة عنه بالإشمام ، وقد ذكرت مراد القراء بهذه التسمية وغيرها والغرض بهذا الإشمام الذي هو حركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة الدلالة على هاتين الحركتين في الأصل."
أمّا الضمّة ففي الفاء ، أمّا الكسرة ففي العين ، لأنّ أصل فُعِلَ مبني لما لم يسمّ فاعله ، كما أنّ الحركة الممالة من الفتحة والكسرة ، فلمّا كان هذا الإشمام دالاً على الأصل صارت الكلمة كأنّها منطوق على أصلها من غير تغيير ، فلذلك قال " لتكملا". ومن أخلص الكسر فللياء التي بعده ، إذ لا تجد ياءاً قبلها ضمّة ، ومن غاير جمع بين اللفظين. " اتنهى كلام الإمام السخاوي رحمه الله تعالى (1/8)(1/2359)
6 - قال الإمام أبو شامة رحمه الله تعالى في شرحه على الشاطبية : " والمراد بالإشمام في هذه الأفعال أن يُنحى بكسر أوائلها نحو الضمة وبالياء بعدها نحو الواو فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضمّ ، لأنّ هذه الأوائل وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون ضمومة ، لأنّها أفعال مالم يسمّ فاعله فأشّمت الضم دلالة على أنّه أصل ما يستحقه وهي لغة للعرب فاشية وأبقوا شيئاً من الكسر تنبيهاً على ما استحقته هذه الأفعال من الاعتلال ولهذا قال – أي الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى - " لتكملا" لتكمل الدلالة على الأمرين....وهذا نوع آخرٌ من الإشمام غير مذكور في الأصول وقد عبروا عنه أيضاً بالضمّ والروم والإمالة ومنهم من قال : حقيقته أن تضمّ الأوائل ضمّاً مشبعاً وقيل مختلساً وقيل بل هو أيماء الشفتين إلى ضمّة مقدّرة مع إخلاص كسر الأوائل ثمّ القارئ مخيّر في ذلك الإيماء إن شاء قبل اللفظ أو معه أو بعده والأصحّ ما ذكرناه ".
7 - قال المالقي (ت 705) في كتابه شرح كتاب التيسير للداني المسمى الدّرّ النثير والعذب النمير : " اعلم أنّ حقيقة هذا الإشمام : أن تضمّ شفتيك حال النطق بكسرة القاف {قيل} والغين من {وغيض} والجيم من {وجاىء} ، فيخرج صوت الكسرة مشوباً بشيء من لفظ الضمة من غير أن ينتهي إلى الضمّ الخالص ، ويصحب الياء التي بعد هذه الكسرة شيء من صوت الواو من غير أن ينتهي إلى الواو الخالصة ، بل لا بدّ أن يكون الغالب في النطق لفظ الكسرة ولفظ الياء ، ونظير ذلك الإمالة : فإنّك إذا أملت الفتحة والألف سرى مع الفتحة شوب من لفظ الكسرة ، ومع الألف شوب من صوت الياء من غير انتهاء إلى الكسر الخالص والياء الخالصة.(1/2360)
فإذا تقرّر هذا ظهر أنّ إطلاق لفظ الإشمام عليه وعلى الإشمام المستعمل في الوقف ، ليس على حد واحد ولا بمعنى واحد ، فإنّ المستعمل في الوقف ليس إلاّ مجرد الإشارة بالشفتين بعد انقطاع الصوت على السكون ، ولا حظّ فيه للسمع ، وإنّما هو لرأي العين كما تقدّم ، ولو سمّي هذا الإشمام في {قيل} ونحوه روماً لكان أنسب على رأي البصريين ، لأنّه مسموع ، وتسميته إشماماً على رأي الكوفيين أنسب على ما تقدّم من كون هذا الإشمام مصاحباً للنطق ، أمّا من يرى أنّه يكون قبل النطق بالحرف فحينئذ قد يتكلف صاحب هذا القول الإشارة بالشفتين قبل النطق بالقاف من {قيل} ونحوه ، ثمّ ينطق بالقاف خالصة الكسر ، فحينئذ يكون إطلاق اسم الإشمام عليه مساوياً لإطلاقه على الإشارة في الوقف ، وهذا إنّما يمكن تكلّفه إذا كان الحرف المشمّ مبدوءاً به ، كما إذا ابتدأت بقوله تعالى { قيل ينوح اهبط بسلم } ، أمّا إذا وصلته بما قبله مثل { وقيل يأرض ابلعي } فيبعد تصوّر ذلك بل لا بدّ أن تكون تلك الإشارة مصاحبة للصوت ، فيحصل الشوب في اللفظ فيلحق بما تقدّم ، وقد ذكر الحافظ – أي الداني - هذا القول في بعض تواليفه وردّه. وذكر الشيخ أنّه قرأ بالوجهين ، ورجّح القول الأوّل وانظر كلامه في كتاب التنبيه " ( انتهى كلام المالقي رحمه الله تعالى ص(625 و 626).(1/2361)
8 – قال الإمام الفاسي(ت656) في شرحه على الشاطبية : " واختلفوا – أيضاً – في حقيقة اللفظ بذلك ، فذهب الحافظ أبو عمرو الداني وغيره إلى أنّ حقيقته أن تنحو بالكسرة نحو الضمة قليلاً وبالياء نحو الواو قليلاً إذ هي تابعة لحركة ما قبلها وذهب بعضهم أنّ حقيقة ذلك الإيماء بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع إخلاص كسرة الفاء ، قال وإن شئت أومأت قبل اللفظ بالفاء ، وإن شئت بعده وإن شئت معه. وبالغ الحافظ أبو عمرو في إنكار على قائل هذا القول ، وردّ عليه بأنّ الإيماء بحركة الفاء قبل النطق بالفاء غير مستقيم إذ لم يرد في اللغة ولا جاء ذلك في قراءة. وكذلك الإيماء مع اللفظ بالفاء وبعده غير مستقيم أيضاً لما فيه من إعمال اللسان في الاشتغال والشفتين بالانطباق والانضمام في حال واحدة وذلك متعذر أو كالمتعذر.
وذهب بعضهم إلى أنّ حقيقة ذلك أن تضمّ الفاء ضماً مشبعاً ثمّ يؤتي بالياء الساكنة بعد تلك الضمة الخالصة وهو باطل لأنّ الضمّة إذا أخلِصت انقلبت الياء بعدها واواً لا محالة.
وذهب بعضهم أنّ حقيقة ذلك أن تشمّ الفاء ضماً مختلساً. وهو باطل أيضاً لأنّ ما يُختلس من الحركات كهمزة بين بين لا تقع أوّلاً لقربه من الساكن. فهذه أربعة أقوال أصحّها القول الأوّل" اتنهى كلامه عليه رحمة الله تعالى.
9 - قال الإمام أبو علي الفارسي(ت377) في كتابه الحجة للقراء السبعة بعد أن ساق كلاماً في إشمام قيل و أخواتها : "...فالقول أنّ هذه الحركة لمّا لم تكن ضمّة خالصة ولا كسرة خالصة ضعُفت في الابتداء لخروجها عمّا عليه الحركات اللاحقة أوائل الكلم المبتدإ بها..." (1/346).(1/2362)
10- قال الإمام العلامة ابن القاصح البغدادي وهو من العلماء القرن الثامن الهجري : " وكيفية الإشمام في هذه الأقعال أن تنحو بكسر أوائلها نحو الضمة وبالياء بعدها نحو الواو ، فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضمّ ، لأنّ هذه الأوائل وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون مضمومة ، لأنّها أفعال ما لم يسمّ فاعله فأشمت الضمّ دلالة على أنّه أصل ما يستحقّه ، وهي لغة فاشية للعرب ، وأبقوا شيئاً من الكسر ، تنبيهاً على ما يستحق من الإعلال ولهذا قال الناظم – أي الشاطبي رحمه الله تعالى –لتكملا "( سراج القارئ ص92 و93).
11 - قال الإمام محمد ابن إبراهيم الشريشي المشهور بالخراز (ت718) في كتابه القصد النافع لبغية الناشئ والبارع على الدرر اللوامع في مقرئ الإمام نافع : " فحقيقة الإشمام في ذلك أن تنحو بالكسرة نحو الضمة التي كانت على السين ، ثمّ تتبعها الياء الساكنة فنتحوَ بها نحو الواو ، ليتمكن النطق بذلك فتكون إذ ذاك حركة بين حركتين ، لا كسرة خالصة ، ولا ضمّ خالص هكذا قال الحافظ أ[و عمرو، فيكون على هذا يُسمع ويُرى حين ينحى بالياء نحو الواو." (ص348).
12 - قال الإمام عبد الوهاب القرطبي في كتابه الموضح (ت461) : " ومما يليق أيراجه بهذا الموضع الياء التي يُنحى بالكسرة التي قبلها نحو الضمّة فتخرج بين الياء وبين الواو في نحو قولنا( بُيع) و( قيل) وما أشبه ذلك لأنّها من فروع الياء كما أنّ الممال من فروع الألف " ( الموضح ص84 تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله تعالى).
13 - قال النويري (ت857) في شرحه على الطيّبة (1/145) : "وكيفية النطق به أن يلفظ على الفاء بحركة تامّة مركبة من حركتين جزء الضمّة وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر ولذلك تمحضت الياء "(1/2363)
14 – قال البنا في الإتحاف " وكيفية اللفظ به أن تلفظ بأوّل الفعل بحركة تامّة مركبة من حركتين إفزازاً لا شيوعاً فجزء الضمّة مقدّم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر ولذا تمحضت الياء "
أقول : من خلال هذه النصوص يتبيّن جلياً أنّ الخلاف دائرٌ بين مذهبين اثنين فالأوّل يذهب إلى أنّ الإشمام حركة بين الكسر والضمّ أي أن تنحو بالكسر نحو الضمّ والياء نحو الواو فيخرج الصوت بينهما وهذا المذهب هو ما عليه الآن مشايخ الشام. وأمّا المذهب الثاني وهو ما ذكره النويري والبنا عليهما رحمة الله وهو مذهب الإمام الجعبري رحمه الله تعالى وهو التلفظ بأول الفعل بحركة تامة مركبة من حركتين فجزء الضمة مقدّم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر ولذا تمحضت الياء ، وهذا المذهب هو مذهب المحققين المتأخرين وقد وصل ببعضهم إلى ردّ ما سواه فقال الصفاقسي " ومن يقول غير هذا فإمّا أن يكون قد ارتكب المجاز أو قال بما لا تحلّ القراءة به " وقال حفيده العلامة المارغني " هذا هو الصواب ومن قال خلافه فكلامه إمّا مؤوّل أو باطل لا تجوز القراءة به " .
والذي يظهر والله أعلم أنّ السبب الذي حمل المتأخرين إلى الأخذ بهذا المذهب هو تخصيص المتقدّمين الإشمام أو الضمّ بأوائل هذه الأفعال فقط وهذا يوهم أنّ الضمّ يختص بفاء هذه الأفعال دون عين الكلمة أي حرف المدّ الذي بعده وهذا فيه نظر من عدّة أوجه :(1/2364)
أوّلاً : قد صرح القدامى على أنّ الإشمام هو أن تنحو بالكسرة نحو الضمة وبالياء نحو الواو فهي منزلة بين الياء والواو وبين الكسرة والضمة كما قال الداني : " فحقّه أن يُنحى بكسرة فاء الفعل المنقولة من عينه نحو الضمة كما يُنحى بالفتحة من قوله ( من النار) و ( من نهار ) وشبههما إذا أريدت الإمالة المحضة نحو الكسرة فكذلك يُنحى بالكسرة إذا أريد الإشمام نحو الضمة لأنّ ذلك كالممال سواء" وقال أيضاً " وحقيقة الإشمام في هذه الحروف أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة يسيراً دلالةً على الضمّ الخالص قبل أن تعلّ كما ينحى بفتحة الحرف الممال نحو الكسرة قليلاً إذا أراد ذلك ليدلّ على أنّ الألف التي بعد الفتحة منقلبة عن ياء أو لتقرب بذلك من الكسرة وليتها ". وقال مكي القيسي : " الإشارة إلى الضمّ في هذه الأفعال تُسمع وتُرى في نفس الحرف الأول المكسور ومع ذلك الكسر إشارة إلى الضمّ تخالطه كما أنّ الحرف المتحرّك الممال لإمالةٍ فيه تُسمعُ وتُرى في نفس الحرف الممال والممال مفتوح ومع ذلك الفتح إشارة إلى الكسر تخالطه لتقريب الألف التي من أجلها وقعت الإمالة إلى الياء ، وكذلك تقريب الألف الممالة إلى الياء في حالة الإمالة تُسمع وترى لأنّها ليست بحركة وليس الحرف الأول من هذه الأفعال بمضموم وإنّما هو مكسور يخالط كسرته شيء من اضم يُسمع. كما أنّ الحرف المفتوح الممال حكمه الفتح ويخالط فتحته شيء من الكسرة يسمع. فبالحرف الممال يشبه هذه الإشارة إلى الضمّ في هذه الأفعال ". أقول : وإلى ذلك ذهب الإمام القرطبي السخاوي و المالقي وأبو شامة والفاسي وغيرهم وما ذكروه يدلّ على أنّ الإشمام منزلة بين الكسر والضمّ وبين الياء والواو أي هو خلط بين الكسر والضمّ وبين الياء والواو كما صرّح بذلك مكي القيسي وكما هو الحال في الحرف الممال الذي هو في منزلة بين الفتح والكسر وبين الألف والياء فهو خليط بين الطرفين. لذا قد سمّى بعض أهل اللغة هذا(1/2365)
النوع من الإشمام إمالة كما قال السخاوي " وإنّما قيل لذلك : إمالة لأنّه قد دخله من الخلط والشوب ما دخل الإمالة ". أقول : وما ذهب إليه المتأخرون من ابتدائهم بالضمّ الخالص والانتهاء بالياء الخالصة لا يوافق نصوص القدامى لما سبق من البيان.
ثانياً : لوكان مذهب المتأخرين صحيحاً فما حمل القدامى على مقارنة هذا الإشمام بالإمالة وما هو وجه التقارب بينهما. قد يقول قائل لو كان الإشمام يقارب الإمالة في الحكم فلماذا لم تختص الإمالة بالأوائل كما اختصّ الإشمام بذلك ؟ الجواب : إنّ الإمالة لا تختصّ بالأوائل فحسب بل تقع في أول الفعل نحو { رءا } و {رءا الشمس} وقد تكون في وسط الفعل لمن أمالة الهمزة مع الراء أو الهمزة فقط نحو { رءا كوكباً } . وقد تكون في آخر الكلمة وذلك في رؤوس الآي المعروفة أو في هاء التأنيث الممالة للكسائي عليه رحمة الله تعالى وغير ذلك بخلاف الإشمام فلا يختصّ إلاّ بالأوائل اعتباراً للأصل وهو الضمّ فيها.
ثالثاً : حروف االمدّ تابعة لما قبلها فإن كان المدّ مسبوقا بفتح فيكون ألفاً وإن كان مسبوقاً بكسر فيكون ياءاً وإن كان مسبوقاً بضمّ فيكون واواً وإن كان مسبوقاً بحركة بين الفتح والكسر فيكون ممالاً بين الألف والياء وإن كان مسبوقاً بحركة بين الكسر والضمّ وهو ما يسمى بالإشمام فيكون المدّ بين الياء والواو وهذا هو مراد القدمى بلا شكّ بتمثيلهم الإشمام بالإمالة إذ لو كان مذهب المتأخرين هو المراد فما علاقة الإشمام بالإمالة ؟ ولا تعارض بين مذهب أهل الشام اليوم وبين تخصيص الإشمام بالأوائل لأنّ المدّ تابع لما قبله وهو أولّ الفعل.(1/2366)
رابعاً : ما ذهب إليه جمهور المتأخرين من الابتداء بالضمّ الخالص ثمّ تمحيض الياء بعدها هو مردود وضعيف عند القدامى لأنّه يستلزم النطق بياء بعد ضمّ وهو ممنوع عند العرب قال مكي القيسي "... ألا ترى أنّ أوائل هذه الأفعال لو كانت مضمومة أو الضمّ أغلب عليها لانقلبت الياءات واوات. إذ ليس في كلام العرب ياء ساكنة قبلها ضمة. فلولا أنّ الحرف الأوّل مكسور ما ثبت لفظ الياء فيهنّ ويدلّ على ذلك أنّ بعض العرب يترك أوائل هذه الأفعال على ضمته التي وجبت له وهو فعل ما لم يسّم فاعله ، وإذا فعل ذلك أتى بالواو في جميعها فقال ( قول ) ، ( وحول ) ، ( وسوق) ونحوه .." انظر الكشف (1/231 و232).
وقال الإمام الداني فيما نقله عنه السخاوي : " وزعم آخرون أنّ حقيقته : أن يضمّ أوّله ضمّاً مشبعاً ، ثمّ يُؤتى بالياء الساكنة بعد تلك الضمة الخالصة ، وهو باطل ، لأنّ الضمة إذا أخلِصت ومطِّط اللفظ بها انقلبت الياء واواً ، إذ لا تصحّ ياء بعد ضمّة ، كما لا تصحّ الواو بعد كسرة."(1/2367)
خامساً : مذهب المتأخرين يوهم أنّ الضمة المبدوء بها هي ضمة مختلسة لأنّهم عبروا عن الإشمام أنّه يُبتدأ بأوّل الفعل بحركة تامّة مركبة من حركتين فجزء الضمّة مقدّم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. أقول : إن كان في الحركة التامة وهي حركة فاء الفعل مركبة من ضمّة ثمّ كسرة فلا شكّ أنّ زمن الضمّ يكون بمقدار جزء حركة أي بعض الحركة بمعنى حركة مختلسة وهو غير مستقيم لأنّ بعض الحركة قريب من السكون والسكون لا يُبتدأ به لذا كان العرب لا يبتدئون إلا بالحركة التامة ويجتنبون الابتداء ببعض الحركة ، قال الإمام الداني رحمه الله : "وزعم آخرون من أهل الأداء أنّ حقيقة الإشمام في ذلك : أن يشمّ أوّله ضماً مختلساً ، وهذا أيضاً باطل لأنّ ما يختلس من الحراكات ولا يتمّ الصوت به كهمزة بين بين وغيرها لا يقع أبداً أوّلاً ، وذلك لقرب التضعيف والتوهين من الساكن المحض ، وإنّما دخل الوهم على هؤلاء وعلى قوم من جهلة النحاة من أجل العبارة عنه بالإشمام ، وقد ذكرت مراد القراء بهذه التسمية وغيرها والغرض بهذا الإشمام الذي هو حركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة الدلالة على هاتين الحركتين في الأصل."(1/2368)
وعلى ما سبق من البيان يظهر جلياً أنّ ما ذهب إليه المتأخرون مخالف لما ذكره القدامى وإن قال به الجعبري ومن تبعه كالنويري والبنا وغيرهم من المتأخرين ولا يمكن تقديم كلام المتأخرين على ما صرّح به أبو علي الفارسي وابن غلبون والداني ومكي القيسي والقرطبي والسخاوي وأبو شامة وابن القاصح والمالقي والخراز وغيرهم ولا يمكن الحكم على ما ذهب إليه هؤلاء الجهابذة جميعاً أنّه قول مؤوّل لا تجوز القراءة به كما صرّح بذلك العلامة الصفاقسي والعلامة المارغني عليهما رحمة الله تعالى ، ولو أثبتا بالأدلّة ما جنحا إليه لكان أسلم ، وإن كان اعتمادهما على المشافهة فلهل يشكّ أحدنا أنّ أمثال الداني ومكي القيسي وابن غلبون وغيرهم خالفوا المشافهة وأخذوا بالقياس إذ الإشمام في نحو (قيل) و(سيء) قد تلقوه بكيفية وبهيئة معيّنة عن مشايخهم فحاشاهم أن يخالفوا المشافهة بمجرّد رأي محض. ولم أجد فيما اطلعت عليه من صرّح بمذهب المتأخرين واحداً من القدامى وأقصد بالقدامى أهل الأداء الذين هم من طبقة مكي القيسي والداني وما فوقهما. فعلى ما ذكرنا يمكن أن نقول أنّ ما عليه مشايخ الشام هو الأقرب إلى ما ذكره الإئمّة القدامى في كتبهم وهذا لا يعني ردّ غيره ولا أدّعي الكمال فيما أقول وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
أمين الشنقيطي
02-04-2007, 07:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أخي الشيخ محمد يحي شريف،(1/2369)
جزاك الله خيرا على هذا النقل الجيد من كتب القراءات،وعلى رغبتك الصادقة في تحقيق نطق الإشمام في (الحركة)، وأفيدك بمالاحظته: وحصل معي أثناء قراءتي على شيخي المقرئ المعروف (بالمدينة المنورة) الشيخ سيد لاشين أبوالفرح، حيث كنت أثناء (آداء المقرأ) أحاول الإشمام مشيراً فيه إلى الضم،فكان يعيدني(حفظه الله) إلى البدء بالإشمام إلى الكسر، هذا ما قرأت به عليه، وبقي معي، وأحسب أن في الأمر سعة، لكن عند طلب الدقة والإتقان فلابد من الأخذ المتقن المكرر، وهذا يتيسر كثيرا لمن يسّر الله له طلبة يقرأون عليه.وفقكم الله وسدد خطاكم.
---
محمد يحيى شريف
02-05-2007, 10:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ الدكتور أمين على هذا التعليق المبارك. وأخبرك أنّي قرأت القرءان الكريم برواية ورش عن نافع على الشيخ لاشين أبو الفرح في سنة 1995 للميلاد وقد أجازني بذلك ولله الحمد وقد قرأت عليه بالضمّ في أوائل هذه الأفعال وتمحيض الياء بعدها. وبالمناسبة أرجوا أن تقرئه السلام مني.
وأسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه الخير والصلاح
محمد يحيى شريف الجزائري
---
إبراهيم الجوريشي
02-06-2007, 03:05 AM
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم
هل من أمثلة مسجلة صوتيا لطريقة الاشمام
عند المدرستيتن الشامية والمصرية
---
محمد يحيى شريف
02-06-2007, 10:32 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أخي الشيخ إبراهيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمّا كيفية النطق بهذا النوع من الإشمام على الكيفية المصرية فيمكنك سماع ذلك من تلاوات الشيخ الحصري رحمه الله تعالى برواية ورش وقالون وذلك في لفظ { سيء } و{سيئت }.و أما الكيفية الشامية فليس عندي تسجيل في ذلك ولكن أحيلك إلى الشيخ الدكتور يحيى الغوثاني لعلك تجد عنده تسجيلات لمشايخ الشام الذين أخذ عنهم كالشيخ الدروبي حفظه الله تعالى وغيرهم.(1/2370)
والله الموفق لما فيه الخير والصلاح
---
د.عبدالرحمن الصالح
02-06-2007, 10:49 AM
جزاك الله أخي محمد كل خير وكثّر من أمثالك وأحيى لنا بكم عصر ازدهار هذا العلم في الأندلس في النصف الأول من المئة الخامسة، أيام أبي عمر الطلمنكي و مكيّ بن أبي طالب القيسي خطيب الجامع بمدينة قرطبة وصديق أبي محمد بن حزم، وأبي عمرو الداني والجيل بعدهما كآل شريح والباذش
أخي الكريم لقد وفيت وكفيت ولكن لي تعليقا بسيطا:
في هذه المسألة سمعت ثلاثة أداءات:
اثنان منها يجوزان وواحد لا يجوز وإن كنت سمعته يدرس في بعض المساجد
أما الذي لا يجوز فهو أن يبتدئ بالضم ويحاول تحريك الياء حركة بسيطة لا سيما في قيل وما شابه، ومرد كونه لا يجوز إلى أنه خطأ محض نشأ عن توهم وسوء قراءة لوصف الحرف، وأنه يؤدي إلى زوال المد في مثل سيء مما لم يقل به أحد.
وأما الوجهان اللذان قرأت بهما فأحسب أن في الأمر سعة وإن كان الصواب ما نقلته عن أبي عمرو رحمه الله.
وفي المعاجم العربية كالصحاح وغيره ما يفيد وجوب الإشمام في بعض الحروف مثل (اختير) مبنيّاً للمجهول.
ولا شكّ أن الإشمام في مثل هذه الحروف هو صوت فصيح وظاهرة لغوية لا يجوز تفضيل الإخلاص عليها.
وفي رأيي المتواضع أن الناس تميل إلى الفتح والإخلاص بسبب الخط الذي عجز عن نقل الكثير من الأصوات.
ولكن بمثل ما تفعلون تتضح المسائل وتجلى المرايا.
والله الموفق
---
د. أنمار
02-06-2007, 02:59 PM
كنت قد ذكرت للشيخ أيمن سويد حفظه الله قبل أسبوع تقريبا قول الداني في منبهته:
وكل فعل لم يسم فاعله ............... فالضم تختص به أوائله
الألفاتِ كن أو سواها ............... في كل موضع كذا تراها
إلا إذا ما اعتلت العيونُ ............... فالكسر في الفاءات قد يكون
وقد يشم ضمها الكسائي ............... وغيرُه من جلة القراء
في {قيل} ثم {حيل} ثم {سيء} ............... و{سيق} ثم {غيض} ثم {جيء}(1/2371)
دلالة على بناء الفعل ............... وكيف كانت فاؤه في الأصل
وحكم الاشمام لهذا القسم ............... بأن يمال الكسر نحو الضم
كما يمال الفتح نحو الكسر ............... في (النار) و(النهار) فاعلم وادري
فأحالني على كلام له كتبه عام 1412 أو قبل ذلك في هامش ص 249 ج 2 من تحقيق التذكرة ونصه ما يلي:
المراد بالإشمام هنا خلط حركة بحركة، أي خلط ضمة بكسرة وذلك في أفعال ما لم يسم فاعله، وقد اختلفت عبارات الأئمة في كيفية النطق به: فمنهم من جعل جزء الكسرة مقدما، وذلك بأن ينحى بكسر أوائل هذه الأفعال نحو الضمة، وبالياء بعدها نحو الواو، كالمصنف طاهر بن غلبون والإمام الشاطبي وأبي الحسن السخاوي والإمام أبي شامة. ومنهم من جعل خلط هاتين الحركتين إفرازا لا شيوعا، جزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، ومن ثم تمخضت الياء، ذهب إلى هذا الإمام الجعبري وانتصر له العلامة إبراهيم المارغني في كتابه النجوم الطوالع ص 193 وقال هذا هو الصواب، ومن قال بخلافه فكلامه إما مؤول أو باطل لا تجوز القراءة به. اهـ وفي قوله هذا نظر، وإلى الرأي الثاني جنح العلامة الضباع في كتابه الإضاء ص 63. قال عن لغة الإشمام : وهي لغة عامة أسد وقيس وعقيل، وبها قرأ بعض القراء. وأكثرهم على إخلاص الكسر وهي لغة قريش وكنانة. وهناك لغة ثالثة لبعض العرب تحذف كسرة الواو، تضم الأول ضما خالصا، فتقول : قُوْل ولم يقرأ بها في المتواتر. اهـ الإضاءة ص 66
اهـ
وقد أخبرني بالفرق بين طريقة أداء أهل الشام ومقابلها طريقة أهل مصر والمغرب، وقال بأن الخلاف فيها قديم متوارث جيلا بعد جيل، ثم فصل لي نظريا كيف تطور النطق بالمشم وأنه يميل لترجيح طريقة المصريين، وهي التي اختارها الشيخ عبد العزيز عيون السود.
أقول وهي التي يقرأ بها الشيخ عبد الغفار الدروبي أخذا عن الشيخ عبد العزيز أيضا.(1/2372)
أما بقية قراء الشام فالنطق عندهم بطريقة الشيوع وهو حرف بين الحرفين ويميل الشيخ سامر النص إلى أنه الأصل، وأن اجتهاد قراء مصر لعله السبب في الطريقة الحالية فملتقى الأسانيد عند العبيدي، وقراء الشام أشد تمسكا بالتلقي وبعدا عن الاجتهاد. كما ظهر من قضية الإطباق في إخفاء الميم الساكنة.
بينما يرى الشيخ أيمن أن الخلاف فيها أقدم من طبقة العبيدي بكثير بل هو من زمن أبي شامة أو قبله.
والله أعلم
---
محمد يحيى شريف
02-06-2007, 04:16 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أخواني المشايخ جزاكما الله خيراً على هذا التدخل المبارك أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتّباعه وبعد
أقول : حتى وإن كان الخلاف من زمن أبي شامة أو قبله بقليل ، فهل هو كذلك في وقت أبي عمرو الداني ومكي القيسي وأبي علاء الهمذاني وابن مجاهد وأبي علي الفارسي وغيرهم ، لأنّ الزمن الذي كان فيه هؤلاء الجهابذة هو زمن تدوين القراءات حيث كان كلّ واحد من هؤلاء وغيرهم يدوّنون في كتبهم ما تلقوهم عن مشايخهم ، فالخلاف المعتبر هو ما كان بين هؤلاء ، والمتأخرون ينصبّ سندهم إلى هؤلاء الجهابذة فكيف يكون الخلاف إذن عند المتأخرين ؟ وأظنّ والله أعلم أنّ الحقّ في أحدهما، ومّما جعلني أحتار كثيراً أنّ ابن الجزري رحمه الله تعالى لم ينقل الخلاف في ذلك مع اضطراب الأقوال ،ولو وكان الوجهان صحيحين لأثبتهما ولنقل الخلاف كعادته والعلم عند الله تعالى.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
(1/2373)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مختارات 102
---
مختارات 102
---
د. محمد مشرح
11-28-2005, 07:33 AM
مختارات 102
توجيهات تربوية
آداب تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال
أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، أنعم الله بهم علينا ليمنحونا السعادة والهناء، وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تواجهنا مع أبنائنا منذ نعومة أظفارهم وحتى بلوغهم مرحلة الشباب إلا أنهم يمثلون لنا دائماً وأبداً سبباً قوياً من أسباب الحياة.
وقد تعددت وتباينت- في العصر الحديث- المدارس التي تتناول موضوع تعامل الآباء مع الأبناء وفق منظور علمي أو نفسي مستمد من حاجات المجتمع ومتطلباته، وبالرجوع إلى توجيهات هذه المدارس نجد أن هناك التقاء بينها وبين منهج رسولنا الكريم الذي أتي به منذ ما يزيد على 1400 سنة قبل أن تظهر تلك المدارس بأفكارها وأبحاثها ودراساتها.
- اهتمام الإسلام بالطفولة
أعطى الإسلام اهتماماً بالغاً بالطفولة، وحفظ للطفل حياته منذ تكونه جنيناً وأولاه الرعاية والعناية صغيراً وحظر على الوالدين أن يهملا في تربيته، وقد ترك لنا رسولنا الكريم إرثاً كبيراً من المواقف والقصص والأحداث التي تعلمنا التعامل مع الأطفال وعدم اعتبارهم قصّراً بعيدين عن إدراك ما يحدث حولهم من أمور، والباحث في هذا الإرث يجد مدرسة متكاملة المناهج، ثابتة المبادئ، راسخة الأصول في التربية والتنشئة الصالحة.
- من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم:
أولاً:
تشجيع الطفل على طلب العلم ومخالطة العلماء، ففي حضور الناشئ مجالس العلماء ومن يكبرونه سناً وقدراً تكريمُ له وتوسيعُ لمداركه وتبصيرُ له بأمور الحياة، ولكن ينبغي على الأبوين تعليمه آداب المجلس وكيفية التخلق فيه فلا يطاول الكبار في مجالسهم أو يتقدمهم بحديث أو كلام.(1/2374)
وقد روي مسلم في صحيحه أن سَمُرَة بن جندب رضي الله عنه قال: لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً، فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالاً هم أسن مني.
ومن القصص التي تروي عن تشجيع رسولنا الكريم للأطفال على طلب العلم.
ما رواه البخاري عن ابن عباس – رضي الله عنه- قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لم تُدخل هذا الفتى معنا، ولنا أبناء مثله، فقال: إنه ممن قد علمتهم، قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم قال وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني فقال: ما تقولون ( إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون) حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أُمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نُصرنا وفُتح علينا، وقال بعضهم لا ندري، ولم يقل بعضهم شيئاً، فقال لي: يا ابن العباس أكذلك تقول؟ قلت: لا ، قال: فما تقول؟
قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فتح مكة، فذاك علامة أجلك ( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً ) قال عمر ما أعلم منها إلا ما تعلم.
ومن المهم مناقشة الطفل وطلب رأيه فيما يسمعه من أحداث مع توضيح ما غمض عليه منها وفقاً للمرحلة العمرية التي يمر بها.
ثانياً:
المداعبة والتعليم بطريقة اللعب، وهذه من الأمور التي تعتبرها المدارس الحديثة ذات فائدة ونفع في تعليم الطفل وأكثرها أهمية لقربها إلى نفسية الطفل وتكوينه السيكولوجي.
وهناك الكثير من الأحاديث التي تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقر هذا النهج وعمل به ومن القصص التي تؤيد ذلك ما رواه الشيخان وغيرهما من حديث أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، وكان لي أخ يقال له أبو عمير، وكان إذا جاء قال: " يا أبا عمير ما فعل النغير"(1/2375)
والنغير تصغير لكلمة نغر وهو طائر كان يلعب به، فربما حضر الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس وينضح، ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا.
وفي هذا الحديث درس كبير في تربية الأطفال وتشويقهم والتودد إليهم بما يحبونه والاستعانة بذلك لتشجيعهم على أداء واجباتهم الدينية ليكبروا ملتزمين مدركين لحقوقهم وواجباتهم.
ثالثاً:
التلطف بهم واحترام مشاعرهم ومواساتهم، فقد روى أنه ذات مرة كان صلى الله عليه وسلم يمشي في السوق فرأى أبا عمير يبكي، فسأله عن السبب فقال له " مات النغير يا رسول الله " فظل صلى الله عليه وسلم يداعبه ويحادثه ويلاعبه حتى ضحك، فمر الصحابة بهما فسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عما أجلسه معه، فقال لهم " مات النغير، فجلست أواسي أبا عمير ".
وفي هذا الموقف بيان واضح لرحمته صلى الله عليه وسلم وعطفه على الأطفال.
رابعاً:
التقرب إلى الأطفال بالهدايا والهبات، ومما يدل على ذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه قال: " اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا" ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر.
خامساً:
التأكيد على عدم غشهم أو الكذب عليهم، ومما جاء في ذلك حديث عبد الله بن عامر رضي الله عنه، قال: " دعتني أمي ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت: ها تعال أعطيك" فقال لها صلى الله عليه وسلم: " ما أردت أن تعطيه؟"
قالت " أعطيه تمرا"، فقال لها: " أما أنك لو لم تعطيه شيئاً كتبت عليك كذبة".
فالكذب على الطفل يفقده ثقته بأبويه ويعطيه شعورا بالاغتراب فينصرف عن الاستماع إليهما ويعمد إلى تقليدهما بالكذب.
سادساً:(1/2376)
التأديب بلطف مع بيان السبب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كخ، كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟".
ومن هنا نرى كيف يكون التوجيه بحب ولطف بعد المراقبة الدقيقة فإن فشلا تأتي بعدهما القسوة المحببة التي تنبع من قلوب تقصد الخير، لا الانتقام والتشفي.
وأخيراً قائتي العزيزة
إن أطفالنا نبتات طرية فإذا تركت دون ركائز مالت واعوجت، فلتكن ركائزنا مستمدة من نهج رسولنا الكريم ومن ذاك النبع الدافق من الحب والعطاء الذي علينا أن التربية السليمة تبدأ منذ نعومة الأظفار، فما ينشأ عليه الطفل من صغره يصبح ملازماً وراسخاً معه في كبره وقد قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا
على ما كان عوّده أبوه
- من تجارب الأمهات
كانت الأم تحكي لطفلها منذ نعومة أظفاره سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف كان خَلقه وُخلقه، ولما بلغ العاشرة من عمره أكره الله تعالى بزيارة قبره صلى الله عليه وسلم، ولما عاد قال لها: " إني أحب الرسول جداً وأتمنى رؤيته، ومقابلته في الجنة: ولكني لا أحب أن يكون ملتحياًº فأنا أفضله بدون لحية! فكان على الأم أن تتصرف بلباقة فقالت له: " أنا متأكدة يا بني أنك حين تراه ستحبه أكثر بكثير، سواء كان ملتحياً أم لا"، ولكنه أصر قائلاً: " لا ، أنا أحبه بدون اللحية " ، فقالت له الأم: " هل تعلم لماذا كان يربي الرسول لحيته؟"
قال: "لا"، فقالت له: " لأن اليهود كانوا يحلقون اللحية، ويعفون الشارب، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يخالفهم.. أم أنك كنت تفضل أن نتشبه بهؤلاء القوم؟ " فرد على الفور: " لا ، لا يصح أن نتشبه بهم أبداً" وانتهى الحوار، ولم يعد يتكلم في هذا الموضوع أبداً.(1/2377)
وكانت أم أخرى تعاني من أن أصحاب ابنها من الجيران والزملاء لا يلتزمون بالأخلاق التي ربته عليها، مما تسبب له في إحباط وعدم ثقة في تلك الأخلاقº لأنه لا يريد أن يشذ عن أصدقائه وزملائه، فقررت الأم أن تدعو مجموعة من هؤلاء الأصحاب في الإجازة الصيفية ليلعبوا معه بمختلف الألعاب التي لديه، وفي نهاية الجلسة كانت تقدم لهم بعض الفطائر والعصائر أو المرطبات وتجلس معهم لتحكي قصصاً عن خلق معين من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع توضيح فائدة الالتزام بهذا الخلق، وكانوا يقاطعونها أحياناً ليكملوا حديثها، فكانت تتركهم يتكلمون- لأن ذلك يسعدهم – ثم تكمل حديثهاº وكانت تكتفي بالحديث عن خلق واحد في كل مرة.. حتى شعرت في نهاية الإجازة بتطور ملحوظ في سلوكياتهم جميعاً، وفي طريقة حديثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت أم ثالثة تحكي لأطفالها عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم، وطباعه، وكيف كان يفكر، وكيف كان يحل شتى أنواع المشكلات، حتى اطمأنت إلى أنهم قد فهموا ذلك جيداً، فصارت بعد ذلك كلما مر أحدهم بمشكلة جمعتهم وسألت: " تُرى كيف كان سيحلها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!".
ثم تكافئ من يقدّم الحل الصحيح.. فكانت بذلك تعلمهم كيف يطبقون هديه صلى الله عليه وسلم في حياتهم بطريقة عملية متجددة، حتى يعتادوا ذلك في الكبر، ويعتادوا أيضاً مشاركة بعضهم بعضاً في حل مشكلاتهم.
المصدر : من موقع ولدي
---
خالد الشبل
11-28-2005, 10:24 AM
بارك الله فيك د. محمد.
لو علمتْ هذي الأمُّ أن أهلَ الجنة - جعلنا الله جميعًا منهم - جُرْدٌ مُرْدٌ لما احتارت في جواب ابنها.
---
(1/2378)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هذا العلم حقير الفائدة كما يقول الإمام الشوكاني رحمه الله..؟؟
---
هل هذا العلم حقير الفائدة كما يقول الإمام الشوكاني رحمه الله..؟؟
---
محمود الشنقيطي
01-18-2007, 10:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم أقول:
إن الناظرفي كتب التفسير وعلوم القرآن قد يلمح ببصره ألوانا من التكلفات,وأنماطاً خارجة عن دائرة التحقيق العلمي في موضوع تناسب الآيات والسور وربط بعضها ببعض, وقد وقفت على كلام للإمام الشوكاني رحة الله عليه وإن كان متَّسماً بالشدة والإنكار , إلا أني ظننتُ انه يحمل كثيراً من الحق في هذا الباب إن لم يكن كله حقا,وأردت من مشايخي وإخواني الكرام إفادتي بما أجهله مما سطره الوائل أو الأواخر حول دفاع المشتغلين بهذا العلم عن أنفسهم ومشايخهم رحمة الله على الجميع, لعلي وإياكم ان نقف على الحق عند أي من الفريقين,وربمايكون الداعي الأول لي في هذا السؤال, هو ما انتشر وذاع من صيغ الجزم والحصرالتي تأنفها الفطر السليمة ولا تألفها والتي أصبحت تصاغ بها مناسبات الآيات والسور, اليوم في كثير من المجتمعات العلمية ,كقولبعضهم إنما ذكر الله كذا بعد كذا في هذه الاية بسب... الخ, وإليكم كلام الشوكاني رحمه الله, حيث يقول:(1/2379)
(اعلم أن كثيرا من المفسرين جاءوا بعلم متكلف وخاضوا في بحر لم يكلفوا سباحته واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلقة بكتاب الله سبحانه وذلك أنهم أرادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف فجاءوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف ويتنزه عنها كلام البلغاء فضلا عن كلام الرب سبحانه حتى أفردوا ذلك بالتصنيف وجعلوه المقصد الأهم من التأليف كما فعله البقاعي في تفسيره ومن تقدمه حسبما ذكر في خطبته وإن هذا لمن أعجب ما يسمعه من يعرف أن هذا القرآن ما زال ينزل مفرقا على حسب الحوادث المقتضية لنزوله منذ نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قبضه الله عز وجل إليه وكل عاقل فضلا عن عالم لا يشك أن هذه الحوادث المقتضية نزول القرآن متخالفة باعتبار نفسها بل قد تكون متناقضة كتحريم أمر كان حلالا وتحليل أمر كان حراما وإثبات أمر لشخص أو أشخاص يناقض ما كان قد ثبت لهم قبله وتارة يكون الكلام مع المسلمين وتارة مع الكافرين وتارة مع من مضى وتارة مع من حضر وحينا في عبادة وحينا في معاملة ووقتا في ترغيب ووقتا في ترهيب وآونة في بشارة وآونة في نذارة وطورا في أمر دنيا وطورا في أمر آخرة ومرة في تكاليف آتية ومرة في أقاصيص ماضية وإذا كانت أسباب النزول مختلفة هذا الإختلاف ومتباينة هذا التباين الذي لا يتيسر معه الائتلاف فالقرآن النازل فيها هو باعتباره نفسه مختلف كاختلافها فكيف يطلب العاقل المناسبة بين الضب والنون والماء والنار والملاح والحادي وهل هذا إلا من فتح أبواب الشك وتوسيع دائرة الريب على من في قلبه مرض أو كان مرضه مجرد الجهل والقصور فإنه إذا وجد أهل العلم يتكلمون في التناسب بين جميع آي القرآن ويفردون ذلك بالتصنيف تقرر عنده أن هذا أمر لا بد منه وأنه لا يكون القرآن بليغا معجزا إلا(1/2380)
إذا ظهر الوجه المقتضي للمناسبة وتبين الأمر الموجب للارتباط فإن وجد الاختلاف بين الآيات فرجع إلى ما قاله المتكلمون في ذلك فوجده تكلفا محضا وتعسفا بينا انقدح في قلبه ما كان عنه في عافية وسلامة هذا على فرض أن نزول القرآن كان مترتبا على هذا الترتيب الكائن في المصحف فكيف وكل من له أدنى علم بالكتاب وأيسر حظ من معرفته يعلم علما يقينا أنه لم يكن كذلك ومن شك في هذا وإن لم يكن مما يشك فيه أهل العلم رجع إلى كلام أهل العلم العارفين بأسباب النزول المطلعين على حوادث النبوة فإنه ينثلج صدره ويزول عنه الريب بالنظر في سورة من السور المتوسطة فضلا عن المطولة لأنه لا محالة يجدها مشتملة على آيات نزلت في حوادث مختلفة وأوقات متباينة لا مطابقة بين أسبابها وما نزل فيها في الترتيب بل يكفي المقصر أن يعلم أن أول ما نزل { اقرأ باسم ربك الذي خلق } وبعده { يا أيها المدثر } { يا أيها المزمل } وينظر أين موضع هذه الآيات والسور في ترتيب المصحف ؟ وإذا كان الأمر هكذا فأي معنى لطلب المناسبة بين آيات نعلم قطعا أنه قد تقدم في ترتيب المصحف ما أنزل الله متأخرا وتأخر ما أنزله الله متقدما فإن هذا عمل لا يرجع إلى ترتيب نزول االقرآن بل إلى ما وقع من الترتيب عند جمعه ممن تصدى لذلك من الصحابة وما أقل نفع مثل هذا وأنزر ثمرته وأحقر فائدته بل هو عند من يفهم ما يقول وما يقال له من تضييع الأوقات وإنفاق الساعات في أمر لا يعود بنفع على فاعله ولا على من يقف عليه من الناس وأنت تعلم أنه لو تصدى رجل من أهل العلم للمناسبة بين ما قاله رجل من البلغاء من خطبه ورسائله وإنشاءاته أو إلى ما قاله شاعر من الشعراء من القصائد التي تكون تارة مدحا وأخرى هجاءا وحينا نسيبا وحينا رثاء وغير ذلك من الأنواع المتخالفة فعمد هذا المتصدي إلى ذلك المجموع فناسب بين فقره ومقاطعه ثم تكلف تكلفا آخر فناسب بين الخطبة التي خطبها في الجهاد والخطبة التي في الحج(1/2381)
والخطبة التي خطبها في النكاح ونحو ذلك وناسب بين الإنشاء الكائن في العزاء والإنشاء الكائن في الهناء وما يشابه ذلك لعد هذا المتصدي لمثل هذا مصابا في عقله متلاعبا بأوقاته عابثا بعمره الذي هو رأس ماله وإذا كان مثل هذا بهذه المنزلة وهو ركوب الأحموقة في كلام البشر فكيف تراه يكون في كلام الله سبحانه الذي أعجزت بلاغته بلغاء العرب وأبكمت فصاحته فصحاء عدنان وقحطان وقد علم كل مقصر وكامل أن الله سبحانه وصف هذا القرآن بأنه عربي وأنزله بلغة العرب وسلك فيه مسالكهم في الكلام وجرى به مجاريهم في الخطاب وقد علمنا أن خطيبهم كان يقوم المقام الواحد فيأتي بفنون متخالفة وطرائق متباينة فضلا عن المقامين فضلا عن المقامات فضلا عن جميع ما قاله ما دام حيا وكذلك شاعرهم ولنكتف بهذا التنبيه على هذه المفسدة التي تعثر في ساحاتها كثير من المحققين) انتهى
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
01-18-2007, 02:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا شك أن مسألة ترتيب السور وتناسبها وربط الآيات بعضها ببعض مسألة مهمة جداً وفيها فوائد عظيمة ووصف ذلك بالعلم الحقير قليل الفائدة لا ينبغي وإن قاله الشوكاني أو غيره ، وقد صنف في ذلك جمع من العلماء ، منهم ابو جعفر بن الزبير شيخ ابي حيان في كتاب سماه البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن وصنف فيه ايضا الشيخ جلال الدين السيوطي كتابا سماه تناسق الدرر في تناسب السور وذكر مناسبات السور والايات وكتابه في اسرار التنزيل كافل بذلك جامع لمناسبات السور والايات مع ما تضمنه من بيان جميع وجوه الاعجاز واساليب البلاغة.(1/2382)
قال السيوطي رحمه الله : وقد أردت أن أفرد جزءا لطيفا في نوع خاص من هذه الانواع هو مناسبات ترتيب السور ليكون عجالة لمريده وبغية لمستفيده وأكثره من نتاج فكري وولاد نظري لقلة من تكلم في ذلك أو خاض في هذه المسالك وما كان فيه لغيري صرحت بعزوه اليه ولا أذكر منه الا ما استحسن ولا انتقاد عليه وقد كنت أولا سميته نتائج الفكر في تناسب السورلكونه من مستنتجات فكري كما أشرت اليه ثم عدلت وسميته تناسق الدرر في تناسب السور لانه أنسب بالمسمى وأزيد بالجناس و بالله تعالى التوفيق و إياه أسأل حلاوة التحقيق بمنه ويمنه(1/2383)
في ترتيب السور اختلف العلماء في ترتيب السور هل هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم أو باجتهاد من الصحابة بعد الاجماع على أن ترتيب الآيات توقيفي والقطع بذلك فذهب جماعة الى الثاني منهم مالك والقاضي أبوبكر في أحد قوليه وجزم به ابن فارس ومما استدل به لذلك اختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور فمنهم من رتبها على النزول وهو مصحف علي كان أوله اقرأ ثم البواقي على ترتيب نزول المكي ثم المدني ثم كان أول مصحف ابن مسعود البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف شديد وكذا مصحف أبي بن كعب وغيره على بينته في الإتقان وفي المصاحف لابن أشتة بسنده عن عثمان أنه أمرهم أن يتابعوا الطول وذهب جماعة الى الاول منهم القاضي أبو بكر في أحد قوليه وخلائق قال أبو بكر بن الأنباري أنزل الله القرآن كله الى سماء الدنيا ثم فرقه في بضع وعشرين سنة فكانت السورة تنزل لأمر ينزل والآية جوابا لمستخبر ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على موضع الآية والسورة فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كان عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن وقال الكرماني في البرهان ترتيب السور هكذا هو عند الله تعالى في اللوح المحفوظ وهو على هذا الترتيب وكان يعرض النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل ما اجتمع لديه منه وعرضه صلى الله عليه وسلم في السنة التي توفي فيها مرتين وكذا قال الطيبي وقال ابن الحصار ترتيب السور و وضع الآيات موضعها انما كان بالوحي وقال البيهقي في المدخل كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيبب إلا الأنفال وبراءة للحديث الآتي فيها ومال ابن عطية الى أن كثيرا من السور كان قد علم ترتيبها في حياته صلى الله عليه وسلم كالسبع الطوال والحواميم والمفصل وأن ما سوى ذلك يمكن أن يكون قد فوض الأمر فيه الى الأمة بعده وقال أبو جعفر بن الزبير الآثار تشهد بأكثر مما نص عليه ابن(1/2384)
عطيه ويبقى منها القليل يمكن أن يجري فيه الخلاف لقوله صلى الله عليه وسلم اقرأوا
الزهراوين والبقرة وآل عمران رواه مسلم وكحديث سعيد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم صلى بالسبع الطوال في ركعة وأنه كان يجمع المفصل في ركعة أخرجه ابن أبي شيبة وأنه صلى الله عليه وسلم كان اذا أوى الى فراشه قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين أخرجه البخاري وفيه عن ابن مسعود أنه قال في بني اسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء انهن من العتاق الأول وهن من تلادي(1/2385)
وقال أبو جعفر النحاس المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث أعطيت مكان التوراة السبع الطوال وأعطيت مكان الانجيل المثاني وفضلت بالمفصل أخرجه أحمد وغيره قال فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من هذا الوقت هكذا وقال الحافظ ابن حجر ترتيب معظم السور توقيفي لحديث أحمد وأبي داود عن أوس الثقفي قال كنت في وفد ثقيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم طرأ علي حزبي من القرآن فأردت ألا أخرج حتى أقضيه قال أوس فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا كيف تحزبون القرآن قالوا نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور واحدى عشرة سورة وثلاث عشرة سورة وحزب المفصل من ق حتى نختم قال فهذا يدل على ان ترتيب السور على ما هو عليه في المصحف الآن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تطلع على أنه توقيفي صادر من حكيم الأول يحسب الحروف كما في الحواميم وذوات الر الثاني لموافقة آخر السورة لأول ما بعدها كآخر الحمد في المعنى وأول البقرة الثالث الوزن في اللفظة كآخر تبت وأول الاخلاص الرابع لمشابهة جملة السورة لجملة الأخرى كالضحى وألم نشرح وقال بعضهم اذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما ختمت به السورة التي قبلها ثم يخفى تارة ويظهر أخرى وأخرج ابن أبي شيبة عن ربيعة أنه سئل لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكه وانما نزلتا بالمدينة فقال قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه وقد اجتمعوا على علمهم بذلك فهذا مما ينتهي اليه ولا يسأل عنه فإن قلت فما عندك في ذلك قلت الذي عندي أولا تحديد محل الخلاف وأنه خاص بترتيب سور .
أسرار ترتيب القرآن ص67 – 71
وقال في الإتقان في علوم القرآن :
النوع الثاني والستون في مناسبة الآيات والسور(1/2386)
5220 أفرده بالتأليف العلامة أبو جعفر بن الزبير شيخ أبي حيان في كتاب سماه البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن ومن أهل العصر الشيخ برهان الدين البقاعي في كتاب سماه نظم الدرر في تناسب الآي والسور وكتابي الذي صنعته في أسرار التنزيل كافل بذلك جامع لمناسبات السور والآيات مع ما تضمنه من بيان وجوه الإعجاز وأساليب البلاغة وقد لخصت منه مناسبات السور خاصة في جزء لطيف سميته تناسق الدرر في تناسب السور
5221 وعلم المناسبة علم شريف قل اعتناء المفسرين به لدقته
وممن أكثر فيه الإمام فخر الدين وقال في تفسيره
أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط
5222 وقال ابن العربي في سراج المريدين ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة ثم فتح الله لنا فيه فلما لم نجد له حملة ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه
5223 وقال غيره أول من أظهر علم المناسبة الشيخ أبو بكر النيسابوري وكان غزير العلم في الشريعة والأدب وكان يقول على الكرسي إذا قرئ عليه لم جعلت هذه الآية إلى جنب هذه وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة
5224 وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام المناسبة علم حسن لكن يشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره فإن وقع على أسباب مختلفة لم يقع فيه ارتباط ومن ربط ذلك فهو متكلف بما لا يقدر عليه إلا بربط ركيك يصان عن مثله حسن الحديث فضلا عن أحسنه فإن القرآن نزل في نيف وعشرين سنة في أحكام مختلفة شرعت لأسباب مختلفة وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض(1/2387)
5225 وقال الشيخ ولي الدين الملوي قد وهم من قال لا يطلب للآي الكريمة مناسبة لأنها على حسب الوقائع المفرقة وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلا وعلى حسب الحكمة ترتيبا وتأصيلا فالمصحف على وفق ما في اللوح المحفوظ مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف كما أنزل جملة إلى بيت العزة ومن المعجز البين أسلوبه ونظمه الباهر والذي ينبغي في كل آية أن يبحث أول كل شيء عن كونها مكملة لما قبلها أو مستقلة ثم المستقلة ما وجه مناسبتها لما قبلها ففي ذلك علم جم وهكذا في السور يطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له
5226 وقال الإمام الرازي في سورة البقرة ومن تأمل في لطائف نظم هذه السورة وفي بدائع ترتيبها علم أن القرآن كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه فهو أيضا بسبب ترتيبه ونظم آياته ولعل الذين قالوا إنه معجز بسبب أسلوبه أرادوا ذلك إلا أني رأيت جمهور المفسرين معرضين عن هذه اللطائف غير منتبهين لهذه الأسرار وليس الأمر في هذا الباب إلا كما قيل
والنجم تستصغر الأبصار صورته ** والذنب للطرف لا للنجم في الصغر
فصل(1/2388)
5227 المناسبة في اللغة المشاكلة والمقاربة ومرجعها في الآيات ونحوها إلى معنى رابط بينها عام أو خاص عقلي أو حسي أو خيالي أو غير ذلك من أنواع العلاقات أو التلازم الذهني كالسبب والمسبب والعلة والمعلول والنظيرين والضدين ونحوه وفائدته جعل أجزاء الكلام بعضها آخذا بأعناق بعض فيقوى بذلك الارتباط ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم المتلائم الأجزاء فنقول ذكر الآية بعد الأخرى إما أن يكون ظاهر الارتباط لتعلق الكلم بعضه ببعض وعدم تمامه بالأولى فواضح وكذلك إذا كانت الثانية للأولى على وجه التأكيد أو التفسير أو الاعتراض أو البدل وهذا القسم لا كلام فيه وإما إلا يظهر الارتباط بل يظهر أن كل جملة مستقلة عن الأخرى وأنها خلاف النوع المبدوء به فإما أن تكون معطوفة على الأولى بحرف من حروف العطف المشتركة في الحكم أو لا فإن كانت معطوفة فلا بد أن يكون بينهما جهة جامعة على ما سبق تقسيمه كقوله تعالى يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وقوله والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون للتضاد بين القبض والبسط والولوج والخروج والنزول والعروج وشبه التضاد بين السماء والأرض
ومما الكلام فيه التضاد ذكر الرحمة بعد ذكر العذاب والرغبة بعد الرهبة وقد جرت عادة القرآن إذا ذكر أحكاما ذكر بعدها وعدا ووعيدا ليكون باعثا على العمل بما سبق ثم يذكر آيات توحيد وتنزيه ليعلم عظم الآمر والناهي وتأمل سورة البقرة والنساء والمائدة تجده كذلك وإن لم تكن معطوفة فلا بد من دعامة تؤذن باتصال الكلام وهي قرائن معنوية تؤذن بالربط(1/2389)
5228 وله أسباب أحدها التنظير فإن إلحاق النظير بالنظير من شأن العقلاء كقوله كما أخرجك ربك من بيتك بالحق عقب قوله أولئك هم المؤمنون حقا فإنه تعالى أمر رسوله أن يمضي لأمره في الغنائم على كره من أصحابه كما مضى لأمره في خروجه من بيته لطلب العير أو للقتال وهم له كارهون والقصد أن كراهتهم لما فعله من قسمة الغنائم ككراهتهم للخروج وقد تبين في الخروج الخير من الظفر والنصر والغنيمة وعز الإسلام فكذا يكون فيما فعله في القسمة فليطعيوا ما أمروا به ويتركوا هوى أنفسهم
5229 الثاني المضادة كقوله في سورة البقرة إن الذين كفروا سواء عليهم الآية فإن أول السورة كان حديثا عن القرآن وأن من شأنه الهداية للقوم الموصوفين بالإيمان فلما أكمل وصف المؤمنين عقب بحديث الكافرين فبينهما جامع وهمي بالتضاد من هذا الوجه وحكمته التشويق والثبوب على الأول كما قيل وبضدها تتبين الأشياء فإن قيل هذا جامع بعيد لأن كونه حديثا عن المؤمنين بالعرض لا بالذات والمقصود بالذات هو مساق الكلام إنما هو الحديث عن القرآن لأنه مفتتح القول قيل لا يشترط في الجامع ذلك بل يكفي التعلق على أي وجه كان ويكفي وجه الربط ما ذكرناه لأن القصد تأكيد أمر القرآن والعمل به والحث على الإيمان ولهذا لما فرغ من ذلك قال وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فرجع إلى الأول(1/2390)
5230 الثالث الاستطراد كقوله تعالى يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير قال الزمخشري هذه الآية واردة على سبيل الاستطراد عقب ذكر بدو السوءات وخصف الورق عليهما إظهارا للمنة فيما خلق من اللباس ولما في العري وكشف العورة من المهانة والفضيحة وإشعارا بأن الستر باب عظيم من أبواب التقوى وقد خرجت على الاستطراد قوله تعالى لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون فإن أول الكلام ذكر للرد على النصارى الزاعمين نبوة المسيح ثم استطرد للرد على العرب الزاعمين بنوة الملائكة ويقرب من الاستطراد حتى لا يكادان يفترقان حسن التخلص وهو أن ينتقل مما ابتدئ به الكلام إلى المقصود على وجه سهل يختلسه اختلاسا دقيق المعنى بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع عليه الثاني لشدة الالتئام بينهما
5231 وقد غلط أبو العلاء محمد بن غانم في قوله لم يقع منه في القرآن شيء لما فيه من التكلف وقال إن القرآن إنما ورد على الاقتضاب الذي هو طريقة العرب من الانتقال إلى غير ملائم وليس كما قال ففيه من التخلصات العجيبة ما يحير العقول
5232 وانظر إلى سورة الأعراف كيف ذكر فيها الأنبياء والقرون الماضية والأمم السالفة ثم ذكر موسى إلى أن قص حكاية السبعين رجلا ودعائه لهم ولسائر أمته بقوله واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة وجوابه تعالى عنه ثم تخلص بمناقب سيد المرسلين بعد تخلصه لأمته بقوله قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين من صفاتهم كيت وكيت وهم الذين يتبعون الرسول النبي الأمي وأخذ في صفاته الكريمة وفضائله
5233 وفي سورة الشعراء حكى قول إبراهيم ولا تخزني يوم يبعثون فتخلص منه إلى وصف المعاد بقوله يوم لا ينفع مال ولا بنون الخ(1/2391)
5234 وفي سورة الكهف حكى قول ذي القرنين في السد بعد دكه الذي هو من أشراط الساعة ثم النفخ في الصور وذكر الحشر ووصف مآل الكفار والمؤمنين
5235 وقال بعضهم الفرق بين التخلص والاستطراد أنك في التخلص تركت ما كنت فيه بالكلية وأقبلت على ما تخلصت إليه وفي الاستطراد تمر بذكر الأمر الذي استطردت إليه مرورا كالبرق الخاطف ثم تتركه وتعود إلى ما كنت فيه كأنك لم تقصده وإنما عرض عروضا قيل وبهذا يظهر أن ما في سورتي الأعراف والشعراء من باب الاستطراد لا التخلص لعوده في الأعراف إلى قصة موسى بقوله : ومن قوم موسى أمة إلى آخره وفي الشعراء إلى ذكر الأنبياء والأمم
5236 ويقرب من حسن التخلص الانتقال من حديث إلى آخر تنشيطا للسامع مفصولا بهذا كقوله في سورة ص بعد ذكر الأنبياء هذا ذكر وإن للمتقين
لحسن مآب فإن هذا القرآن نوع من الذكر لما انتهى ذكر الأنبياء وهو نوع من التنزيل أراد أن يذكر نوعا آخر وهو ذكر الجنة وأهلها ثم لما فرغ قال هذا وإن للطاغين لشر مآب فذكر النار وأهلها
5237 قال ابن الأثير هذا في هذا المقام من الفصل الذي هو أحسن من الوصل وهي علاقة أكيدة بين الخروج من كلام إلى آخر ويقرب منه أيضا حسن المطلب قال الزنجاني والطيبي وهو أن يخرج إلى الغرض بعد تقدم الوسيلة كقوله إياك نعبد وإياك نستعين
5238 قال الطيبي ومما اجتمع فيه حسن التخلص والمطلب معا قوله تعالى حكاية عن إبراهيم فإنهم عدو لي إلا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين إلى قوله رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين
قاعدة(1/2392)
5239 قال بعض المتأخرين الأمر الكلي المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو أنك تنظر إلى الغرض الذي سيقت له السورة وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام أو اللوازم التابعة له التي تقتضي البلاغة شفاء الغليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها فهذا هو الأمر الكلي المهيمن على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن فإذا فعلته تبين لك وجه النظم مفصلا بين كل آية وآية في كل سورة .
تنبيه
5240 من الآيات ما أشكلت مناسبتها لما قبلها من ذلك قوله تعالى في سورة القيامة لا تحرك به لسانك لتعجل به الآيات فإن وجه مناسبتها لأول السورة وآخرها عسر جدا فإن السورة كلها في أحوال القيامة حتى زعم بعض الرافضة أنه سقط من السورة شيء وحتى ذهب القفال فيما حكاه الفخر الرازي أنها نزلت في الإنسان المذكور قبل في قوله ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر قال يعرض عليه كتابه فإذا أخذ في القراءة تلجلج خوفا فأسرع في القراءة فيقال له لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا أن نجمع عملك وأن نقرأ عليك فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه بالإقرار بأنك فعلت ثم إن علينا بيان أمر الإنسان وما يتعلق بعقوبته انتهى ، وهذا يخالف ما ثبت في الصحيح أنها نزلت في تحريك النبي صلى الله عليه وسلم لسانه حالة نزول الوحي عليه .
5241 وقد ذكر الأئمة لها مناسبات
منها أنه تعالى لما ذكر القيامة وكان من شأن من يقصر عن العمل لها حب العاجلة وكان من أصل الدين أن المبادرة إلى أفعال الخير مطلوبة فنبه على أنه قد يعترض على هذا المطلوب ما هو أجل منه وهو الإصغاء إلى الوحي وتفهم ما يرد منه والتشاغل بالحفظ قد يصد عن ذلك فأمر بألا يبادر إلى التحفظ لأن تحفيظه مضمون على ربه وليصغ إلى ما يرد عليه إلى أن ينقضي فيتبع ما اشتمل عليه(1/2393)
ثم لما انقضت الجملة المعترضة رجع الكلام إلى ما يتعلق بالإنسان المبتدأ بذكره ومن هو من جنسه فقال كلا وهي كلمة ردع كأنه قال بل أنتم يا بني آدم لكونكم خلقتم من عجل تعجلون في كل شيء ومن ثم تحبون العاجلة
5242 ومنها أن عادة القرآن إذا ذكر الكتاب المشتمل على عمل العبد حيث يعرض يوم القيامة أردفه بذكر الكتاب المشتمل على الأحكام الدينية في الدنيا التي تنشأ عنها المحاسبة عملا وتركا كما قال في الكهف ووضع الكتاب فترى
المجرمين مشفقين مما فيه إلى أن قال ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل الآية وقال في سبحان فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم إلى أن قال ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن الآية وقال في طه يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا إلى أن قال فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه
5243 ومنها أن أول السورة لما نزل إلى ولو ألقى معاذيره صادف أنه صلى الله عليه وسلم في تلك الحالة بادر إلى تحفظ الذي نزل وحرك به لسانه من عجلته خشية من تفلته فنزل لا تحرك به لسانك لتعجل به إلى قوله ثم إن علينا بيانه ثم عاد إلى الكلام إلى تكملة ما ابتدئ به
5244 قال الفخر الرازي ونحوه مالو ألقى المدرس على الطالب مثلا مسألة فتشاغل الطالب بشيء عرض له فقال له ألق إلي بالك وتفهم ما أقول ثم كمل المسألة فمن لا يعرف السبب يقول ليس هذا الكلام مناسبا للمسألة بخلاف من عرف ذلك
5245 ومنها أن النفس لما تقدم ذكرها في أول السورة عدل إلى ذكر نفس المصطفى كأنه قيل هذا شأن النفوس وأنت يا محمد نفسك أشرف النفوس فلتأخذ بأكمل الأحوال
5246 ومن ذلك قوله تعالى يسألونك عن الأهلة الآية فقد يقال أي رابط بين أحكام الأهلة وبين حكم إتيان البيوت(1/2394)
وأجيب بأنه من باب الاستطراد لما ذكر أنها مواقيت للحج وكان هذا من أفعالهم في الحج كما ثبت في سبب نزولها ذكر معه من باب الزيادة في الجواب على ما في السؤال كما سئل عن ماء البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته
5247 ومن ذلك قوله تعالى ولله المشرق والمغرب الآية فقد يقال ما وجه اتصاله بما قبله وهو قوله ومن أظلم ممن منع مساجد الله الآية
5248 وقال الشيخ أبو محمد الجويني في تفسيره سمعت أبا الحسن الدهان بقول وجه اتصاله هو أن أن ذكر تخريب بيت المقدس قد سبق أي فلا يجرمنكم ذلك واستقبلوه فإن لله المشرق والمغرب
- فصل
5249 من هذا النوع مناسبة فواتح السور وخواتمها وقد أفردت فيه جزءا لطيفا سميته مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع وانظر إلى سورة القصص كيف بدئت بأمر موسى ونصرته وقوله فلن أكون ظهيرا للمجرمين وخروجه من وطنه وختمت بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بألا يكون ظهيرا للكافرين وتسليته عن إخراجه من مكة ووعده بالعود إليها لقوله في أول السورة إنا رادوه
5250 قال الزمخشري وقد جعل الله فاتحة سورة قد أفلح المؤمنون وأورد في خاتمتها إنه لا يفلح الكافرون فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة وذكر الكرماني في العجائب مثله
5251 وقال في سورة ص بدأها بالذكر وختمها به في قوله إن هو إلا ذكر للعالمين
5252 وفي سورة ن بدأها بقوله ما أنت بنعمة ربك بمجنون وختمها بقوله إنه لمجنون
5253 ومنه مناسبة فاتحة السورة لخاتمة ما قبلها حتى أن منها ما يظهر تعلقها به لفظا كما في فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش فقد قال الأخفش اتصالها بها من باب فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا
5254 وقال الكواشي في تفسير المائدة لما ختم سورة النساء أمرا بالتوحيد
والعدل بين العباد أكد ذلك بقوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود(1/2395)
5255 وقال غيره إذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما ختم به السورة قبلها ثم هو يخفي تارة ويظهر أخرى كافتتاح سورة الأنعام بالحمد فإنه مناسب لختام المائدة من فصل القضاء كما قال تعالى وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين وكافتتاح سورة فاطر بالحمد لله فإنه مناسب لختام ما قبلها من قوله وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل كما قال تعالى فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين وكافتتاح سورة الحديد بالتسبيح فإنه مناسب لختام سورة الواقعة بالأمر به وكافتتاح سورة البقرة بقوله الم ذلك الكتاب فإنه إشارة إلى الصراط في قوله اهدنا الصراط المستقيم كأنهم لما سألوا الهداية إلى الصراط قيل لهم ذلك الصراط الذي سألتم الهداية إليه هو الكتاب وهذا معنى حسن يظهر فيه ارتباط سورة البقرة بالفاتحة
5256 ومن لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابلة للتي قبلها لأن السابقة وصف الله فيها المنافق بأربعة أمور البخل وترك الصلاة والرياء فيها ومنع الزكاة فذكر فيها في مقابلة البخل إنا أعطيناك الكوثر أي الخير الكثير وفي مقابلة ترك الصلاة فصل أي دم عليها وفي مقابلة الرياء لربك أي لرضاه لا للناس وفي مقابلة منع الماعون وانحر وأراد به التصدق بلحم الأضاحي
5257 وقال بعضهم لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تطلع على أنه توقيفي صادر عن حكيم أحدها بحسب الحروف كما في الحواميم
الثاني لموافقة أول السورة لآخر ما قبلها كآخر الحمد في المعنى وأول البقرة
الثالث للتوازن في اللفظ كآخر تبت وأول الإخلاص الرابع لمشابهة جملة السورة لجملة الأخرى كالضحى وألم نشرح .(1/2396)
5258 قال بعض الأئمة وسورة الفاتحة تضمنت الإقرار بالربوبية والالتجاء إليه في دين الإسلام والصيانة عن دين اليهودية والنصرانية وسورة البقرة تضمنت قواعد الدين وآل عمران مكملة لمقصودها فالبقرة بمنزلة إقامة الدليل على الحكم وآل عمران بمنزلة الجواب عن شبهات الخصوم ولهذا ورد فيها ذكر المتشابه لما تمسك به النصارى وأوجب الحج في آل عمران وأما في البقرة فذكر أنه مشروع وأمر بإتمامه بعد الشروع فيه وكان خطاب النصارى في آل عمران أكثر كما أن خطاب اليهود في البقرة أكثر لأن التوراة أصل والإنجيل فرع لها والنبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة دعا اليهود وجاهدهم وكان جهاده للنصارى في آخر الأمر كما كان دعاؤه لأهل الشرك قبل أهل الكتاب ولهذا كانت السور المكية فيها الدين الذي اتفق عليه الأنبياء فخوطب به جميع الناس والسور المدنية فيها خطاب من أقر بالأنبياء من أهل الكتاب والمؤمنين فخوطبوا بيا أهل الكتاب يا بني إسرائيل يأيها الذين آمنوا وأما سورة النساء فتضمنت أحكام الأسباب التي بين الناس وهي نوعان مخلوقة لله ومقدورة لهم كالنسب والصهر ولهذا افتتحت بقوله اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ثم قال واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام فانظر هذه المناسبة العجيبة في الافتتاح وبراعة الاستهلال حيث تضمنت الآية المفتتح بها ما أكثر السورة في أحكامه من نكاح النساء ومحرماته والمواريث المتعلقة بالأرحام وأن ابتداء هذا الأمر كان بخلق آدم ثم خلق زوجه منه ثم بث منهما رجالا ونساء في غاية الكثرة وأما المائدة فسورة العقود تضمنت بيان تمام الشرائع ومكملات الدين والوفاء بعهود الرسل وما أخذ على الأمة وبها تم الدين فهي سورة التكميل لأن فيها تحريم الصيد على المحرم الذي هو من تمام الإحرام وتحريم الخمر الذي هو من تمام حفظ العقل والدين وعقوبة المعتدين من السراق والمحاربين الذي هو من تمام حفظ الدماء والأموال(1/2397)
وإحلال الطيبات الذي هو من تمام عبادة الله تعالى ولهذا ذكر فيها ما يختص بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم كالوضوء والتيمم والحكم بالقرآن على كل دين ولهذا كثر فيها من لفظ الإكمال والإتمام وذكر فيها أن من ارتد عوض الله خير منه ولا يزال هذا الدين كاملا ولهذا ورد أنها آخر ما نزل لما فيها من إشارات الختم والتمام وهذا الترتيب بين هذه السور الأربع المدنيات من أحسن الترتيب
5259 وقال أبو جعفر بن الزبير حكى الخطابي أن الصحابة لما اجتمعوا على القرآن وضعوا سورة القدر عقب العلق استدلوا بذلك على أن المراد بهاء الكناية في قوله إنا أنزلناه في ليلة القدر الإشارة إلى قوله : اقرأ قال القاضي أبو بكر ابن العربي وهذا بديع جداً
فصل
5260 قال في البرهان ومن ذلك افتتاح السور بالحروف المقطعة واختصاص كل واحدة بما بدئت به حتى لم يكن لترد الم في موضع الر ولا حم في موضع طس قال وذلك أن كل سورة بدئت بحرف منها فإن أكثر كلماتها وحروفها مماثل له فحق لكل سورة منها ألا يناسبها غير الواردة فيها فلو وضع ق موضع ن لعدم التناسب الواجب مراعاته في كلام الله وسورة ق بدئت به لما تكرر فيها من الكلمات بلفظ القاف من ذكر القرآن والخلق وتكرير القول ومراجعته مرارا والقرب من ابن آدم وتلقي الملكين وقول العتيد والرقيب والسائق والإلقاء في جهنم والتقدم بالوعد وذكر المتقين والقلب والقرون والتنقيب في البلاد وتشقق الأرض وحقوق الوعيد وغير ذلك وقد تكرر في سورة يونس من الكلم الواقع فيها الراء مائتا كلمة أو أكثر فلهذا افتتحت ب الر واشتملت سورة ص على خصومات متعددة فأولها خصومة النبي صلى الله عليه وسلم مع الكفار وقولهم أجعل الآلهة إلها واحدا ثم اختصام الخصمين عند داود ثم تخاصم أهل النار ثم اختصام الملأ الأعلى ثم تخاصم إبليس في شأن آدم ثم في شأن بنيه وإغوائهم(1/2398)
و الم جمعت المخارج الثلاثة الحلق واللسان والشفتين على ترتيبها وذلك إشارة إلى البداية التي هي بدء الخلق والنهاية التي هي بدء الميعاد والوسط الذي هو المعاش من التشريع بالأوامر والنواهي وكل سورة افتتحت بها فهي مشتملة على الأمور الثلاثة وسورة الأعراف زيد فيها الصاد على الم لما فيها من شرح القصص قصة
آدم فمن بعده من الأنبياء ولما فيها من ذكر فلا يكن في صدرك حرج ولهذا قال بعضهم معنى المص ألم نشرح لك صدرك وزيد في الرعد راء لأجل قوله رفع السماوات ولأجل ذكر الرعد والبرق وغيرهما
5261 واعلم أن عادة القرآن العظيم في ذكر هذه الحروف أن يذكر بعدها ما يتعلق بالقرآن كقوله الم ذلك الكتاب الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق المص كتاب أنزل إليك الر تلك آيات الكتاب طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى طسم تلك آيات الكتاب يس والقرآن ص والقرآن حم تنزيل الكتاب ق والقرآن إلا ثلاثت سور العنكبوت والروم ون ليس فيها ما يتعلق به وقد ذكرت حكمة ذلك في أسرار التنزيل(1/2399)
5262 وقال الحزاني في معنى حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال اعلم أن القرآن منزل عند انتهاء الخلق وكمال كل الأمر بدأ فكان المتحلي به جامعا لانتهاء كل خلق وكمال كل أمر فلذلك هو صلى الله عليه وسلم قسيم الكون وهو الجامع الكامل ولذلك كان خاتما وكتابه كذلك وبدأ المعاد من حين ظهوره فاستوفى صلاح هذه الجوامع الثلاث التي قد خلت في الأولين بداياتها وتمت عنده غاياتها بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وهي صلاح الدنيا والدين والمعاد التي جمعها قوله صلى الله عليه وسلم اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمرى وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي وفي كل صلاح إقدام وإحجام فتصير الثلاثة الجوامع ستة هي حروف القرآن الستة ثم وهب حرفا جامعا سابعا فردا لا زوج له فتمت سبعة فأدنى تلك الحروف هو حرفا صلاح الدنيا فلها حرفان حرف الحرام الذي لا تصلح النفس والبدن إلا بالتطهر منه لبعده عن تقويمها والثاني حرف الحلال الذي تصلح النفس والبدن عليه لموافقته تقويمها وأصل هذين الحرفين في التوراة وتمامهما في القرآن ويلي ذلك حرفا صلاح المعاد أحدهما حرف الزجر والنهى الذي لا تصلح الآخرة إلا بالتطهر منه لبعده عن حسناتها والثاني حرف الأمر الذي تصلح الآخرة عليه لتقاضيه لحسناتها وأصل هذين الحرفين في الإنجيل وتمامهما في القرآن ويلي ذلك حرفا صلاح الدين أحدهما حرف المحكم الذي بان للعبد فيه خطاب ربه والثاني حرف المتشابه الذي لا يتبين للعبد فيه خطاب ربه من جهة قصور عقله عن إدراكه فالحروف الخمسة للاستعمال وهذا الحرف السادس للوقوف والاعتراف بالعجز وأصل هذين الحرفين في الكتب المتقدمة كلها وتمامهما في القرآن ويختص القرآن بالحرف السابع الجامع وهو حرف المثل المبين للمثل الأعلى ولما كان هذا الحرف هو الحمد افتتح الله به أم القرآن وجمع فيها جوامع الحروف السبعة التي بثها في القرآن(1/2400)
فالأولى تشتمل على حرف الحمد السابع والثانية تشتمل على حرفي الحلال والحرام اللذين أقامت الرحمانية بهما الدنيا والرحيمية الآخرة والثالثة تشتمل على أمر الملك القيم على حرفي الأمر والنهي الذين يبدأ أمرهما في الدين والرابعة تشتمل على حرفي المحكم في قوله إياك نعبد والمتشابه في قوله وإياك نستعين ولما افتتح أم القرآن بالسابع الجامع الموهوب ابتدئت البقرة بالسادس المعجوز عنه وهو المتشابه انتهى كلام الحراني والمقصود منه هو الأخير وبقيته ينبو عنه السمع وينفر منه القلب ولا تميل إليه النفس وأنا أستغفر الله من حكايته على أني أقول في مناسبة ابتداء البقرة ب الم أحسن مما قال وهو أنه لما ابتدئت الفاتحة بالحرف المحكم الظاهر لكل أحد بحيث لا يعذر أحد في فهمه ابتدئت البقرة بمقابلة وهو الحرف المتشابه البعيد التأويل أو المستحيله
فصل
5263 ومن هذا النوع مناسبة أسماء السور لمقاصدها وقد تقدم في النوع السابع عشر الإشارة إلى ذلك وفي عجائب الكرماني إنما سميت السور السبع حم على الاشتراك في الاسم لما بينهن من التشاكل الذي اختصت به وهو أن كل واحدة منها استفتحت بالكتاب أو صفة الكتاب مع تقارب المقادير في الطول والقصر وتشاكل الكلام في النظام .
فوائد منثورة(1/2401)
5264 في المناسبات في تذكرة الشيخ تاج الدين السبكي ومن خطه نقلت سأل الأمام ما الحكمة في افتتاح سورة الإسراء بالتسبيح والكهف بالتحميد وأجاب بأن التسبيح حيث جاء مقدم على التحميد نحو فسبح بحمد ربك سبحان الله والحمد لله وأجاب ابن الزملكاني بأن سورة سبحان لما اشتملت على الإسراء الذي كذب المشركون به النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيبه تكذيب لله سبحانه وتعالى أتى بسبحان لتنزيه الله تعالى عما نسب إلى نبيه من الكذب وسورة الكهف لما أنزلت بعد سؤال المشركين عن قصة أصحاب الكهف وتأخر الوحي نزلت مبينة أن الله لم يقطع نعمته عن نبيه ولا عن المؤمنين بل أتم عليهم النعمة بإنزال الكتاب فناسب افتتاحها بالحمد على هذه النعمة
5265 في تفسير الخويي ابتدئت الفاتحة بقوله الحمد لله رب العالمين فوصف بأنه مالك جميع المخلوقين وفي الأنعام والكهف وسبأ وفاطر لم يوصف بذلك بل بفرد من أفراد صفاته وهو خلق السموات والأرض والظلمات والنور في الأنعام وإنزال الكتاب في الكهف وملك ما في السموات وما في الأرض في سبأ وخلقهما في فاطر لأن الفاتحة أم القرآن ومطلعه فناسب الإتيان فيها بأبلغ الصفات وأعمها وأشملها(1/2402)
5266 في العجائب للكرماني إن قيل كيف جاء يسألونك أربع مرات بغير واو يسألونك عن الأهلة يسألونك ماذا ينفقون يسألونك عن الشهر الحرام يسألونك عن الخمر ثم جاء ثلاث مرات بالواو ويسألونك ماذا ينفقون ويسألونك عن اليتامى ويسألونك عن المحيض قلنا لأن سؤالهم عن الحوادث الأول وقع متفرقا وعن الحوادث الأخر وقع في وقت واحد فجئ بحرف الجمع دلالة على ذلك فإن قيل كيف جاء ويسألونك عن الجبال فقل وعادة القرآن مجئ قل في الجواب بلا فاء أجاب الكرماني بأن التقدير لو سئلت عنها فقل فإن قيل كيف جاء وإذا سألك عبادي عني فإني قريب وعادة السؤال يجئ جوابه في القرآن بقل قلنا حذفت للإشارة إلى أن العبد في حالة الدعاء في أشرف المقامات لا واسطة بينه وبين مولاه ورد في القرآن سورتان أولهما يا أيها الناس في كل نصف سورة فالتي في النصف الأول تشتمل على شرح المبدأ والتي في الثاني على شرح المعاد .
الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج2/ص288 - 303
---
محمود الشنقيطي
01-20-2007, 06:21 PM
قلتم حفظكم الله:
ووصفه بالعلم الحقير,وهذا لم يقل به الشوكاني رحمه الله ولا الناقل عنه المستشكل لكلامه,فالإنصاف يفرض علينا أن نقرَّ بأن الشوكاني رحمه الله ذكر أن لهذا العلم فوائد ومنافع لكنها نزرة يسيرة قليلة لا ترقى لأن تكون علماً مستقلاً, ولا تخول لنا أن نسلم عقولنا لمن يحصر أسباب المناسبات ولطائفها فيما استنبطه هو , لتفنى فيه الأعمار,ويُتلقَّى ما كتبه فيه المشتغلون باجتهاداتهم الشخصية بالقبول التام,
وقول الإمام السيوطي رحمه الله فيه إشارة إلى أن هذا العلم ليس إلا من باب الإجتهاد:(1/2403)
: وقد أردت أن أفرد جزءا لطيفا في نوع خاص من هذه الانواع هو مناسبات ترتيب السور ليكون عجالة لمريده وبغية لمستفيده وأكثره من نتاج فكري وولاد نظري لقلة من تكلم في ذلك أو خاض في هذه المسالك وما كان فيه لغيري صرحت بعزوه اليه ولا أذكر منه الا ما استحسن ولا انتقاد عليه وقد كنت أولا سميته نتائج الفكر في تناسب السورلكونه من مستنتجات فكري كما أشرت اليه ثم عدلت وسميته تناسق الدرر في تناسب السور لانه أنسب بالمسمى وأزيد بالجناس و بالله تعالى التوفيق و إياه أسأل حلاوة التحقيق بمنه ويمنه)
فهاهو رحمه الله وغيره أيضا كابن العربي رحمه الله يعترفون بأن المناسبات ليست إلا اجتهادات منهم ,والجزم بهذه الاجتهادات على أنها هي مراد الله من كلامه ,وأنه إنما ختم هذه الآية بكذا ,وابتدأ ما بعدها بكذا لأجل كذا - كما نسمعه ونقرأه اليوم كثيراً ممن اشتغلوا بذلك -, فيه نوع من الجرأة على كلام الله وتحميله ما لم يتحمله, لا تخفى على أحد ..
وما نقلته جزاك الله خيرا من كتاب الإتقان لم يكن ما أريده ولا أسأل عنه, فلا حرمك الله الأجر, ولولا مخافة الوقيعة والتجريح لسميتُ بعض من أصبح يظنُّ به التفرد في فهم كلام الله,وما بضاعته إلا غرائب أقاويل العلماء رحمة الله عليهم في التناسب فيظن من لا يعلم ذلك أنه فتح اختص الله به هذا الكاتب أو المحاضر لم يسبقه إليه أحد,والخطير في المسألة هو أن يستقرَّ في أذهان العامة التسليم بتلك المناسبات تسليما لا يتطرق إليه الشك والاحتمال... والله المستعان
---
عبدالرحمن الشهري
01-20-2007, 08:16 PM
هذا بحث كتب حول الموضوع وأوفاه حقه ، وقد سبق كتابة موضوعات في الملتقى حول الموضوع فلعلك تتكرم بالبحث عنها والنظر فيها أخي العزيز محمود بارك الله فيك .
موقف الإمام الشوكاني من المناسبات للدكتور أحمد الشرقاوي (http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=106)
---
محمود الشنقيطي(1/2404)
01-20-2007, 09:02 PM
ألا لا حرمك الله الأجر مشرفنا الفاضل وبارك فيك وفي الدكتور / أحمدالشرقاوي ..
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
01-23-2007, 07:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ محمود الشنقيطي حفظك الله جزاك الله خيراً على هذا المجهود الطيب ، وكنت أظن أن ما جمعه الحافظ السيوطي وغيره من العلماء يكفي في المسألة لأنه أكثر في النقول فيها عن العلماء فما هو المانع الشرعي من صحة وجود هذا العلم وهو علم تناسب السور وربط بعض الآيات بعضها ببعض كما هو الواقع وقد ذهب إليه جمع من العلماء وأفرده بالتأليف كما سبق وسيأتي إن شاء الله تعالى ، لا شك أن الذي يتدبر القرآن الكريم يجده مرتبطاً ارتباطاً كاملاً بعضه يفسر بعضاً ولذلك قال بعض العلماء إن أفضل أنواع التفسير تفسير القرآن بالقرآن وهو الذي كان يعتمده السلف من الصحابة والتابعين والأئمة بعدهم ، وعلم تناسب السور وربط بعض الآيات بعضها ببعض علم شريف ودقيق ومكتسب وقد يخفى على البعض لدقته ، وقد أفرده بالتأليف كما سبق جمع من العلماء منهم أبو جعفر بن الزبير وابن العربي والبقاعي وأبو بكر النيسابوري والرازي والسيوطي وغيرهم ، قال ابن العربي في سراج المريدين ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة ثم فتح الله لنا فيه فلما لم نجد له حملة ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه ، قال الزركشي : من شواهد النظم قوله تعالى : واللائي لم يحضن فإنها منتظمة مع ما قبلها منقطعة عما بعدها وقد يظهر الارتباط وقد يشكل أمره فمن الظاهر قوله تعالى هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده ووجه ظهورة انه لا يستقيم ان يكون السؤال والجواب من واحد فتعين أن يكون قوله قل الله جواب سؤال كأنهم لما سألوا سمعوا ما قبله من(1/2405)
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من يبدأ الخلق ثم يعيده أجابهم بقوله قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فترك ذكر السؤال ونظيره قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي . البرهان في علوم القرآن للزركشي 2 / 176.
وكذلك السنة مرتبطة بالقرآن ومفصلة له ، وتفسره وتبين مجمله وكما قيل : السنة نقطة من بحر من بحور القرآن الكريم ، قال الشافعي :كل ما حكم به رسول الله فهو مما فهمه من القرآن قال الله تعالى إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً وقال تعالى وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون وقال تعالى وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ولهذا قال رسول الله الا إني أوتيت القرآن ومثله معه " يعنى السنة والسنة أيضا تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن لا أنها لا تتلى كما يتلى ، وتفسير القرآن يطلب منه لأنه مرتبط بعضه ببعض فان لم تجده فمن السنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه الى اليمن بم تحكم قال بكتاب الله قال فان لم تجد قال بسنة رسول الله قال فان لم تجد قال أجتهد رأيي قال فضرب رسول الله فى صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضى رسول الله ، وإذا لم نجد التفسير فى القرآن ولا فى السنة رجعنا فى ذلك الى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التى اختصوا بها ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين وغيرهم ، وأما قولك : والخطير في المسألة هو أن يستقرَّ في أذهان العامة التسليم بتلك المناسبات تسليماً لا يتطرق إليه الشك والاحتمال ) المسألة ليس فيها أي شيء يتطرق إليه الخطر لأنها لا يترتب عليها حكم شرعي ولا يوجد نص شرعي يمنع منها وغاية ما فيه أنها تشتمل على فوائد(1/2406)
عظيمة تعين على فهم معاني كتاب الله وربط بعضه ببعض كما هو الحال في نصوص السنة النبوية ولعل ذلك واضح جلي لمن تدبره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
د. أنمار
01-24-2007, 10:15 AM
ومن أغرب ما صدر عن الشوكاني تشبيهه القرآن بمجموعه بكلام أحد الخطباء ثم يدعي أنه لا يعقل أن يقوم شخص بالنظر في مناسبات كلام الخطيب طيلة حياته فكيف ينظر في مناسبات كلام الله.
أقول هذا خطأ محض، ففضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه، فنعم القرآن نزل منجما، لكنه نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر كما هو مشتهر بين أهل التفسير.
ونقطة أخرى: فحتى من يقول أن في ترتيب بعض السور شيء من اجتهاد الصحابة -وهو ما لا ندين به- مقر بأن اجتهادهم كان بتوفيق قريب من التوقيف.
---
د. أنمار
01-24-2007, 10:20 AM
ثم رأيت بحث الدكتور الشرقاوي وقد غطى جميع استشكالات الشوكاني وزاد فوائد جمة، فجزاه الله خيرا.
---
محمود الشنقيطي
01-24-2007, 12:03 PM
أبا عبد الله محمد مصطفى
ود/ أنمار
جزيتما خير الجزاء,وأنا أكرمني الله ببحث الدكتور الشرقاوي,ولما أكملهُ بعدُ, فجزاه الله وجزاما خيراً..
---
محمود الشنقيطي
01-24-2007, 12:03 PM
أبا عبد الله محمد مصطفى
ود/ أنمار
جزيتما خير الجزاء,وأنا أكرمني الله ببحث الدكتور الشرقاوي,ولما أكملهُ بعدُ, فجزاه الله وجزاكما خيراً..
---
(1/2407)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > الدر النثير والعذب النمير في شرح مشكلات وحل مقفلات اشتمل عليها كتاب التيسير ...
---
الدر النثير والعذب النمير في شرح مشكلات وحل مقفلات اشتمل عليها كتاب التيسير ...
---
مروان الظفيري
09-15-2006, 01:44 PM
صدر مؤخرا عن مجمع اللغة العربية بدمشق :
الدر النثير والعذب النمير في شرح مشكلات وحل مقفلات اشتمل عليها كتاب التيسير :
لأبي عمرو الداني، تأليف: عبد الواحد بن محمد المالقي (ت705هـ)
دراسة وتحقيق ـ الدكتور محمد حسان بن حسني الطيان ...
وهو في ثلاثة مجلدات ، تتضمن :
الأول : قسم الدراسة .
الثاني : قسم التحقيق .
الثالث : الفهارس الفنية للكتاب .
ولنا عودة إلى هذا الكتاب ـ بمشيئة الله ـ
---
نورة
09-15-2006, 01:54 PM
العلامة المحقق والدكتور المدقق مروان الظفيري
بارك الله فيك وفي مجهودك
ونحن بحاجة إلى تعريف واقتناء
أمثال هذه الكتب في القراءات
التي حلت بعض المشكلات
وأوضحت التحريرات
جزاكم الله خيراً
وفي انتظاركم
---
د. أنمار
09-15-2006, 04:11 PM
والكتاب مطبوع بتحقيق عادل عبدالموجود وعلي معوض ونشر دار الكتب العلمية في مجلد واحد ويقع في 712 صفحة
---
منصور مهران
10-08-2006, 02:32 PM(1/2408)
هذا الكتاب يعد مَعْلمَة في علم القراءات السبع ، متنه ( التيسير ) لأبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هج ، وشرحه لابن السداد المالقي المتوفي سنة 705 هج ، وكان أول عهدنا بالدر النثير طبعته بتحقيق أحمد عبد الله أحمد المقري ، وقد صدرت هذه الطبعة سنة 1411 هج = 1990 م عن دار الثقة بمكة المكرمة ، في 4 أجزاء . كان المحقق اعتمد على أربع نسخ : ثلاث منها من مخطوطاتنا المغتربة في مكتبات تركيا ، والرابعة من مخطوطات المكتبة الأزهرية ، وقدم المحقق للكتاب بمقدمة متواضعة جدا في نحو خمسين صفحة ، ولهذه الطبعة فضل السبق إلى أيدي العلماء ، وبعد زمن ظهرت طبعة ممسوخة ليست حقيقة بالنظر ، ثم ظهرت الطبعة الخاصة بمجمع اللغة العربية بدمشق ، بتحقيق الدكتور محمد حسان الطيان ، وفيها جهد كبير وعناية بفن التحقيق وقراءة المخطوطات ؛ فلعلها لذلك تكون الطبعة الأم رغم بعدها عن طبعة مكة بنحو ستة عشر عاما .
ومن اللافت للنظر أن طبعة المجمع ليس فيها أي إشارة إلى الطبعتين السابقتين ولا إلى إحداهما ، ولعل المحقق لم يَرَ أيهما حتى تاريخ النشر ( 2006 ) ، غير أن المحقق الأول أحمد المقري والمحقق الثاني محمد الطيان اعتمدا ثلاث نسخ مشتركة بينهما ، وانفرد المقري بمخطوطة السليمانية رقم ( 10 ) المبتورة من آخرها ، كما انفرد الطيان بمخطوطة مجمع اللغة العربية بدمشق التي اتخذها أصلا ، وانفرد أيضا بمخطوطةمكتبة كوبريلي باستانبول ، ولم يستطع الوصول إلى المخطوطة التيمورية ولا إلى مخطوطة الفاتح بالسليمانية باستانبول - وأظنها النسخة المبتورة التي انفرد بها المقري - وبالجملة فإني من الدراسة الأولية لطبعة المجمع وجدتها أتم وأفضل من سابقتها ، والحكم القاطع للقراء الكرام .
---
(1/2409)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حتى لا نفقد الذاكرة ! بشرى بعودة ما ضاع من المشاركات والحمد لله
---
حتى لا نفقد الذاكرة ! بشرى بعودة ما ضاع من المشاركات والحمد لله
---
عبدالرحمن الشهري
01-31-2005, 01:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس أشقُّ على الصاحبِ مِن فراقِ صاحبهِ ، ولا على الخليلِ مِنْ نأي خَليلهِ ، وقد قيل في الفراق والشوق أعذبُ الشعر وأرقُّه ، وطالع إن شئتَ دواوين الأدب ، وكتب المختارات تَجد مصداق ذلك في أبواب معقودة لذلك ، ومصنفات أفردت لها ، وقد قال أبو تَمَّام يوماً لأخيه وقد فارقَهُ ، فظنَّ أنه قد نسيه لاتصال بعده فقال له :
لعَمْرِي لَئِنْ قَرَّتْ بقُربكَ أَعْيُنٌ = لقد سَخُنَتْ بالبَيْنِ منكَ عُيونُ
فَسِرْ وأَقِمْ ، وقَفٌ عليكَ مَحبَّتي = مَكانُكَ مِنْ قَلْبِي عليكَ مَصُونُونحن نقول لكم كما قال أبو تَمَّام : مَحبتُنا عليكم وَقْفٌ ، ومكانُكم من القلب حِمًى مَصون ، وإنْ أُغلِقَ السيرفر ، أو تعطلت الانترنت ! وقد سألني أخي عن الموقع ، وسبب توقفه ، فأجبته:
يا سائلي عَنْ وِقْفَةِ المُلتَقى = وقفتُنا وِقْفَةُ مُسْتَبْصِرِ!
أدركَهُ مِنْ بَحْثِهِ عِلَّةٌ = فانتقلَتْ منهُ إلى السِّرْفَرِ!
الناسُ في حَجٍّ وفي طاعةٍ = في عَرفاتِ اللهِ والمَشْعَرِ
ما بَيْنَ دَاعٍ ربَّهُ خاشِعاً=وقَانتٍ للهِ مُسْتَغْفِرِ
ونَحنُ مشغولونَ بالمُلْتقَى=وما عَنْ الأَحبابِ مِنْ مُخْبِرِ!
ولم يزلْ ليلي بِهِ حالِكاً = حتى بَدا في بُرْدِهِ الأَخْضَرِ
لولا رَجائي في لِقائي بِكُمْ = لَمَلَّتِ النَّفسُ منَ الإِنْتَرِ(1)(1/2410)
وقد أخبرني أخي الكريم طلال العولقي وفقه الله أَنَّ موضوعه الذي كتبه بعنوان (وقفات مع تفسير السعدي) قد ذهبَ فيما ذهبَ من المشاركات التي فقدناها من الملتقى بسبب تعطل السيرفر ، وعجزنا حتى الآن عن استرداد البيانات ، ولا يزال الأمل في عودها يلوح ، ولكن لا ندري متى . فأحببنا أن نبني على اليقين ، فآثرنا العودة دون الانتظار ، خشيةً أن يفقد إخواننا الثقة في الملتقى لكثرة الغياب ، ويعلم الله أننا قد فقدناكم ، وأصبح لقاءكم والانتفاع بما عندكم ، وسماع الجديد في علم التفسير والدراسات القرآنية جزءاً لا نستغني عنه من حياتنا اليومية ، فَصَدَقَ فينا بلقاءِكم قولُ أحمد شوقي وأحسنَ ما شاء :
فيا وَطَني لقيتُكَ بعدَ يأسٍ* كأَنِّي قد لقيتُ بكَ الشَّباباورأيتُ أن أطلب منكم ، طلباً فيه حفظٌ للمستقبلِ ، واستعادةٌ لشيءٍ من الماضي . وذلك على النحو الآتي :(1/2411)
أولاً : أرجو ممن يكتب من الآن فصاعداً أي موضوع في الملتقى وخاصة الموضوعات المستقلة ، أو الردود والإجابات المُحررة التي تأخذ وقتاً في الكتابة والاستدلال والمناقشة ، أن يحفظها لديه على برنامج تحرير النصوص الذي يستخدمه ، وتكون في مجلدٍ خاصٍ بالمشاركات في ملتقى أهل التفسير ، وإن كان يشارك في غيره فلتكن في مجلد آخر وهكذا. فإن حدث في الموقعِ خَلَلٌ أو انقطاع – وهما أمران متوقعان دائماً – يكون لديه أصل يرجع إليه ، ويعيد ما فُقِد إلى مكانه بعد ذلك ، وقد كثرت الآن وسائط التخزين المتنقلة(2) ، وهي في حفظهاً للأمانة كالناس ، بعضهم أحفظ لها من بعض ، ويمكن الاستفادة منها في هذا ، حيث إن الحاسب الآلي غير مأمون الجانب ، وقدخبرته فألفيتهُ كالبَحرِ يغدرُ بك وأنتَ آَمَنُ ما تكون لجانبهِ ، وقديماً قيل : مِنْ مَأمنهِ يُؤتى الحَذِرُ ! فلا بد من الاستعانة على ذلك بالتخزين في أكثر من مكان لعل بعضها يعضد بعضاً ، وليس على طالب العلم أثقل من إعادة كتابة ما كتبه ، ولكن لا بد مما ليس منه بد ، وأما المشاركات والردود التي تتضمن خبراً ، أو فائدة عابرة ولو كانت نفيسة ، فلعل الأمر فيها أهون ، وأما بعض المشاركات كالتي أكتبها فإن ضياعها غنيمة باردة ، لقلة جدواها ، والملتقى ما بُنِيَ إِلاَّ على الجِدِّ من أولِ يومٍ قام فيه ، وإن كانت تتخلله فترات من الهدوء ، يغشاه فيها جو من الركودِ ، في فترات انقطاع الأعضاء للعبادة في مواسمها ، أوالدراسة والاختبارت في أوقاتها ، ولكن يوشك أن تنصب موازين الملتقى قريباً إن شاء الله ، فتنقيه مِنْ كُلِّ مَا ليس على شرطه الذي اشترطه المشرفون عليه ، حتى لا يدعون إلا ما اتفق عليه ، وهو كثير والحمد لله.(1/2412)
ثانياً : من فَقَدَ منكم موضوعاً أو مشاركةً ، يرى أنها جديرةٌ بالاستعادة فليكتب عنوانها ، لعل أحد الأعضاء الكرام قد نسخه لديه في جهازه ، فيبادر مشكوراً إلى وضعه في المنتدى مرة أخرى ، أو إرساله إلى بريد السائل أو نحو ذلك.
ثالثاً : من كان منكم ذا خبرة في حفظ بيانات المنتديات والمواقع على السيرفرات ، أو له تجربة في هذا فليفدنا بها ونحن له من الشاكرين ، ورحم الله من أعان على علمٍ ، أو دلَّ على هدى.
** ** **
في يوم الاثنين 21 - 12 - 1425هـ ، 31 - 1 - 2005 م
----الحواشي -------
(1) اختُلِفَ في المُرادِ بِها ، فقيلَ : أرادَ الانترنت ، فرَخَّمْ ، على عادة العرب في ترخيم المنادى. وقيل : بل أراد Enter وهو أكثر ما يستعمله المستخدم للحاسوب ، وقد عَرَّفهُ بـ(أل) كعادة العرب في التعريب ، يدخلون الألف واللام على الاسم الأعجمي ، كقولهم : المنجنيق ، والمشكاة ، وإنْ حُمِلَ اللفظُ عليهما معاً كان أوسع ، لتلازمهما فطول ملازمة الانترنت مستلزمة كثرة الاحتياج إلى الـenter ، وإن كان قد يقال في الماوسِ غُنْيةٌ ، وهذا يَحتاجُ إلى بسطٍ ليس هذا مَحلُّه.
(2) من هذه الوسائط الوسائط الصغيرة ، التي تسمى (Flash Memoray) ، وهي بأحجام متفاوتة تبدأ من 28 ميقا ، وتصل إلى 2 جيجا ، وهي بحجم الأصبع ، وبعضها على هيئة قلم ، وبعضها يصلح ميدالية للمفاتيح . ومن أفضل الشركات المنتجة لها – كما يقال – TwinMos وعنوانها TwinMos (www.twinmos.com) ، وشركة LG وغيرهما.(1/2413)
ومنها الهارديسك المتنقل ، ذو المنفذ USB وهو ذو سعات مختلفة تصل إلى 80 جيجا وأكثر ، وحجمه خفيف كالهاتف الجوال أو أكبر قليلاً. وينفع الباحث الذي يكتب بحوثه على الكمبيوتر في الاحتفاظ ببحوثه ومقالاته بعيداً عن أخطار الكبمبيوتر والانترنت. ومنها المساحات المجانية التي تمنحها بعض الشركات على الانترنت لتخزين الصور والملفات ، يمكن الانتفاع بها فيما يناسبها من الملفات والصور والعناوين ونحو ذلك.
---
مسك
01-31-2005, 03:45 PM
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن ..
لابد الآن من أخذ نسخة أحتياطية خارجية على سيرفر يختلف عن السيرفر الذي يعمل عليه الموقع .
هذا الأجراء لابد منه لسلامة المنتدى .
فلو فقد السيرفر بالكامل يكون الموقع محفوظ بالكامل في السيرفر الأخر ولا يلزم سوى تشغيله ويعود كل شيء إلى نصابه كما كان .
النسخة الخارجية أهم من أي ترتيب آخر يا شيخ ...
ملاحظة :
الأفضل أخذ نسختين اسبوعياً ..
يوم السبت مثلاً ويوم الثلاثاء من كل اسبوع أو اي يومين يتم تحديدها
---
عبدالرحمن الشهري
01-31-2005, 07:13 PM
أبشر جزاك الله خيراً.
---
الجندى
01-31-2005, 07:53 PM
المستحسن أخذ نسخة يومية على سيرفر خارجى بالاتفاق مع أى شركة استضافة ، ونسخة أسبوعية على جهازك الشخصى .
---
عبدالرحمن الشهري
02-02-2005, 11:10 PM
الحمد لله رب العالمين ، الذي ييسر الأمور ، ويشرح الصدور.
أشكر الأخت الكريمة سلسبيل التي أرسلت مشاركات الأخ الكريم طلال العولقي (لطائف من تفسير السعدي) .
كما أبشركم أن البيانات قد عادت ولله الحمد وسأعيدها اليوم بطريقة أو بأخرى .
وقد انتفعنا بهذا الدرس كثيراً والحياة عبر ودروس .
---
أبو عبد المعز
02-03-2005, 12:49 AM
الاخ عبد الرحمن......
الكلمات مستعصية هذه الايام......وما أسعفت القريحة الا....ببيتين......."سريعين"
لله ملتقى تراءى لنا........................قد سر من رآه في الاصفر(1/2414)
شكرا ل"بكري"أتى حاملا................قميص بشرى ذا شذى أذفر.
---
(1/2415)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ابطال نسبة كتاب (معرفة الناسخ والمنسوخ); للإمام الجليل أبي محمد بن حزم االظاهري
---
ابطال نسبة كتاب (معرفة الناسخ والمنسوخ); للإمام الجليل أبي محمد بن حزم االظاهري
---
أبو محمد الظاهرى
09-29-2006, 12:39 AM
قال الإمام العلامة الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ في كتابه الماتع " نظراتٌ لاهثة " (35 ـ 37)وهو في صدد حديثه عن كتاب " الناسخ والمنسوخ " وبطلان نسبته للإمام الجليل ابي محمد بن حزم الظاهري ـ رحمه الله ـ :
" طبع بهامش كل من كتابي " تفسير ابن عباس " جمع صاحب القاموس " الفيروز آبادي " و " تفسير الجلالين " كتاب بعنوان " معرفة الناسخ والمنسوخ " لأبي عبدالله محمد بن حزم ، وهو غير الإمام الظاهري " أبي محمد علي بن أحمد بن حزم " .
وقد لا حظ هذا كل من " عبدالمتعال (1) جبري " و " مصطفى (2) زيد " و " عبدالسلام (3) هارون " . وجزم الدكتور مصطفى على أن مؤلفه " أبو عبدالله محمد بن حزم " المتوفي قريباً من سنة (320 هـ ) (4)
قال أبو عبدالرحمن : ثمة محدث أندلسي آخر أسمه " أبو عبدالله محمد بن قاسم بن حزم " توفي سنة (344)(5) ولا أدري هل الكتاب لأحدهما ، أم لغيرهما ؟ وليس على الجزم برهان قاطع .(1/2416)
والمهم الإشارة إلى عدم صحة نسبتها إلى ابن حزم الظاهري (6) وأن عزاه إليه ـ خطأ ـ كثيرون (7) ومستندي على تخطئتهم : أن أبا محمد يصدر كل مسألة فيها رأي ـ في جمهرة مؤلفاته ـ بقال أبو محمد .. وهذا الكتاب ليس فيه شيء من ذلك ، ومع ذلك هو مبدوء بقال العالم الأوحد " أبو عبدالله محمد بن حزم " بيد ان اسم الظاهري وكنيته : " أبو محمد علي بن أحمد بن حزم " .. والكتاب يختلف في منهجه ن وتلخيصه ، وتفريعه ، وفكرته ـ عن الفصل الذي بحث فيه " ابن حزم الظاهري " النسخ بكتابه " الإحكام في أصول الأحكام " .. وأقرب شاهد على هذا قول أبي عبدالله :
وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين : نسخت بآية المواريث ، وهي قوله تعالى : " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين " (8)
قال أبو عبدالرحمن : وهذا بخلاف مذهب أبي محمد ، فالآية ليست منسوخة عنده ، بل يوجب اعطاء الأقارب واليتامى .. الخ شيئاً من التركة إذا حضروا القسمة ، ويقول : " إن الآية غير منسوخة ـ خلافاً لمن زعم ذلك (9) وهذا الكتاب لا يشبه أسلوب أبي محمد . قال : " وأنكر اليهود النسخ وقالوا : إنه يؤذن بالغلط والبداءة ، وهم قد غلطوا ، لأن النسخ .. الخ " (10)
قال أبو عبدالرحمن : قوله " وهم قد غلطوا " أسلوب هاديء ، وأبو محمد في منتهى العنف مع اليهود ، ولو أنه صاحب هذا الكتاب للعنهم بكل ما في القواميس من شتيمة ! .
ومثل هذا قول أبي عبدالله : والفقهاء على خلاف ذلك (11) .
قال أبو عبدالرحمن : لو أنه أبو محمد لما اكتفى بأن الفقهاء على خلاف ذلك لأنه لا يستوحش من مخالفتهم ، ولا يستكثر بموافقتهم " أ . هـ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النسخ في الشريعة الإسلامية ص 56 .
(2) النسخ في القرآن الكريم ج 1 ص79 ـ 80 .
(3) مقدمة جمهرة أنساب العرب ص 11 .
(4) النسخ في القرآن ج 1 ص .. وجذوة المقتبس للحميدي ص 37 رقم 8 .(1/2417)
(5) تاريخ العلماء والرواة بالأندلس لابن الفرضي ج 2 ص 66 .
(6) ذكر اسماعيل باشا في " ابضاح المكنون " ج 4 ص 615 : إن لأبي محمد كتاب بهذا الأسم ، فإن صح فهو غير المطبوع بهامش الجلالين ، وقد راجعت كشف الظنون ومفتاح السعادة والإتقان والبرهان فما وجدت لهذا الكتاب ذكراً فيما ألف عن الناسخ وامنسوخ .
(7) راجع ابن حزم للأفغاني ص 59 ولأبي زهرة ص 145 ـ وص 358 ومقدمة السمان للمداواة ص ومقدمة المدني للفصل ج 1 ص ودائرة المعارف الإسلامية ج 1 ص 141 لا رندنك . ودائرة فؤاد البستاني ج 2 ص 443 والموسوعة الميسرة ص 13 وتاريخ الآداب لزيدان ج ص والأعلام ج ص ومعجم المؤلفين ج ص
(8) الناسخ بهامش الجلالين ج 2 ص 168 .
(9) المحلى ج 9 ص 311 .
(10) معرفة الناسخ بهامش الجلالين 2 ج ص 154 .
(11) معرفة الناسخ بهامش الجلالين 2 ص ص 155 .
المصدر http://www.aldahereyah.net/forums/sh...=6260#post6260
يقول الباحث الشيخ ابن تميم الظاهرى حفظه الله ((بخصوص الكتاب فإنه منسوب لأبي محمد بن حزم رحمه الله ..
وليس هو كتابه عند التحقيق ..
ورسالتي في الماجستير كانت في الناسخ والمنسوخ عند ابن حزم ، وهي دراسة نظرية تطبيقية مقارنة مع هذا الكتاب ..
فمن رجح أنه له فليس معه من البراهين الصحيحة مثل ما تبين لي أثناء العمل ))
راجع الرابط
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=845
---
(1/2418)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أصول التفسير
---
أصول التفسير
---
خالد فايز
07-31-2004, 01:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، منزل القرآن ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم ، القائل :(( خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) ، وعلى آله وصحبه البررة الذين تعلموا كتاب ربهم وعملوا به ..أما بعد :-
أصول التفسير
الأصل في اللغة : أسفل الشيء ، ويطلق الأصل على مبدأ الشيء ، وما يبني عليه غيره ، وعبر عنه بعضهم بأنه : ما يفتقر إليه غيره ، ولا يفتقر هو إلى غيره ، وهذا مستوحى من المعنى اللغوي .
ويقرب من معنى الأصل : القاعدة ، وهي : الأساس الذي يبنى عليه البيت .
والتفسير في اللغة مأخوذ من مادة ( فَسَرَ ) ، وهي تدل على ظهور الشيء وبيانه . ومنه الكشف عن المعنى الغامض .
وللتفسير في الاصطلاح تعاريف ، ومن اوضحها :-
بيان كلام الله المعجز المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
وأصول التفسير :- هي الأسس والمقدمات العلمية التي تعين في فهم التفسير ، وما يقع فيه من الاختلاف ، وكيفية التعامل معه .
حكم التفسير وأقسامه
* حكم التفسير :-
أنزل الله كتابه ليتدبره الناس ، قال تعالى :{ كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته }، ونعى على من لم يتدبره ، فقال :{ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } والتدبر يكون بعد تفسير ألفاظه وفهم معانيه ، ولذا فالمسلم مأمور بهذا الفهم والتفسير .
وتعلم التفسير واجب على الأمة من حيث العموم ، فلا يجوز أن تخلو الأمة من عالم التفسير يعلم الأمة معاني كلام ربها .
أما الأفراد فعلى كل منهم واجبٌ منه ، وهو ما يقيمون به فرائضهم ، ويعرفون به ربهم .
ولابن عباس تقسيم للتفسير ، ويمكن من خلال هذا التقسيم معرفة ما يجب على أفراد الامة كما سيأتي إن شاء الله :-
* أقسام التفسير :-(1/2419)
للتفسير أقسام عدة ، وكل قسم مبني على اعتبار ، ويكون هذا الاعتبار بالنظر إلى جهة من جهات التفسير .
ويمكن تقسيم هذه الاعتبارات إلى ما يلي :
1- باعتبار معرفة الناس له . 2- باعتبار طريق الوصول إليه .
3- باعتبار أساليبه .
4- باعتبار اتجاهات المفسرين فيه .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول من كتاب ( فصول في أصول التفسير ) للمؤلف د.مساعد بن سليمان الطيار وفقه الله
---
أبومجاهدالعبيدي
08-01-2004, 05:59 AM
ويمكن أن يقال في تعريف أصول التفسير في الاصطلاح : مجموعة القواعد الصحيحة والطرق المثلى التي يحتاج إليها المفسر للكشف بها عن معاني القرآن الكريم.
ولو اُقتصر في تعريف التفسير على : بيان القرآن الكريم ؛ لكان أولى من : بيان كلام الله المعجز المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .لأننا نعرف التفسير ، ولا نعرف القرآن الكريم .
وواصل المسير أخي خالد وفقك الله .
---
تابع الأثر
08-01-2004, 07:24 AM
جزاكما الله خيرا
وللفائدة فإن الشيخ مساعد الطيار حفظه الله قد شرح بعضا من كتابه فصول في أصول التفسير في الدورة العلمية التي أقيمت بالدمام هذا الصيف.
وقد استدرك الشيخ حفظه الله على تعريفه للتفسير وقال الأولى تعريفه ببيان القرآن الكريم.
وشرح الشيخ موجود في دار ابن الجوزي بالدمام.
---
كساب
08-05-2004, 12:59 AM
جزاك الله خيرا
---
(1/2420)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل في القرآن كلمات ( ألفاظ ) أعجمية ( فارسية )!!؟؟
---
هل في القرآن كلمات ( ألفاظ ) أعجمية ( فارسية )!!؟؟
---
الإسلام ديني
01-15-2007, 11:39 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام
قال لي أحد الأصدقاء بأن القرآن الكريم يحتوي على كلمات أعجمية ( أصلها فارسي )
كـ الفردوس و بستان و غيرها من كلمات
فهل هذا الكلام صحيح !!؟؟
يعني
هل فعلا يوجد في القرآن الكريم كلمات - ألفاظ ليست ذات أصل عربي !!!؟؟
و هل ظاهر هذا الكلام يعارض بعض الآيات القرآنية التي تثبت بأن القرآن كتاب عربي مبين !!؟؟
و أيضا
قال لي - بطريقة لمعرفة أصل الكلمة العربية أو الأعجمية
أن نرجع أصل الكلمة - لكي تصبح من ثلاث أحرف
فمثلا " إستغفر " إلي غفر و ......الخ
فهل هذه الطريقة صحيحة !!؟؟
الرجاء التوضيح - بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////
---
مروان الظفيري
01-15-2007, 07:20 PM
أخي الكريم
عليك بهذا الرابط ؛ ففيه بغيتك :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4832
---
مروان الظفيري
01-15-2007, 07:52 PM
وعليك بكتاب السيوطي :
المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب ؛ لجلال الدين السيوطي :
وهذا رابطه في الشنكبوتية :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=1114
وهذه نبذه عن هذا الكتاب :(1/2421)
كتاب يقدم خدمة كبيرة للمهتمين في الدراسات الاسلامية واللغوية ذلك انه يرصد الكلمات المعربة في القرآن الكريم وهي التي وقع فيها خلاف بين علمائنا القدامى اهي من العربية ام من الدخيل عليها؟ وتعد هذه الرسالة واحدة من رسالتين الفهما جلال الدين السيوطي المتوفى 911 هجرية وهما: المتوكلي فيما وافق من العربية اللغات الاعجمية، المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب.
يشير الامام السيوطي في المقدمة إلى اختلاف الأئمة في وقوع «الالفاظ» المعربة في القرآن فالأكثرون منهم «الإمام الشافعي» رضي الله عنه و«ابن جرير» و«أبو عبيدة» والقاضي «ابو بكر» و«ابن فارس» اتفقوا على عدم وقوعه فيه لقوله تعالى «قرآناً عربياً» وقوله تعالى «ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربيّ» ـ فصلت 41/44.
وقد شدد «الشافعي» النكير على القائل بذلك، وقال «ابو عبيدة»: انما انزل القرآن بلسان عربي مبين فمن زعم ان فيه غير العربية فقد اعظم القول ومن زعم «انه» كذا بالقبطية فقد اكبر القول وقال «ابن فارس» لو كان فيه من غير لغة العرب شيء لتوهم متوهم ان العرب انما عجزت عن الاتيان بمثله لأنه أتى بلغات لا يعرفونها «وفي ذلك ما فيه».
ونقل الثعلبي عن بعضهم قال: ليس لغة في الدنيا إلا وهي في القرآن. فهذه اشارة إلى حكمة وقوع هذه الألفاظ في القرآن انه حوى علوم الأولين والآخرين ونبأ كل شيء، فلابد ان تقع فيه الاشارة إلى نوع اللغات والألسن «به احاطت كل شيء» فاختير له من كل لغة اعذبها واقبلها واكثرها استعمالاً للعرب.
رتب الامام السيوطي الالفاظ المعربة الواردة في القرآن والتي بلغ عددها 129 لفظاً على حروف المعجم في كتابه.
---
الإسلام ديني
01-16-2007, 10:13 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/2422)
جزاك الله خيرا يا أخي الكريم على هذه المداخلة
و سأطلع على الرابط و الكتاب بإذن الله تعالى
و ما زلت أتمنى إثراء الموضوع أكثر من قبل علمائنا - أطال الله في عمرهم
ثم هل صحيح قياس صديقي بحيث معرفة إذا ما كانت هذه الكلمة عربية أم لا !!؟؟
بإن ترجع إلي 3 أحرف - فإن كان لها معنى فهي عربية و إن كانت بلا معنى فهي أعجمية !!؟؟
ككلمتي ( الفردوس - بساتين ) !!؟؟
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/2423)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طريق القران ( لا يفوتك )
---
طريق القران ( لا يفوتك )
---
أبو مهند النجدي
04-16-2005, 11:41 PM
موقع طريق القران
www.quranway.net
---
(1/2424)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يمكن القول بأن في القرآن بياناً لكل شيء
---
هل يمكن القول بأن في القرآن بياناً لكل شيء
---
السلطان
05-23-2003, 02:00 PM
الإخوة الأفاضل ..
يقول جل وعلا : ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ) [ النحل : 89 ]
فهل معنى ذلك أن القرآن يدل على كل شيء وهل هناك قائل بالعموم المطلق لهذه الآية .
أرجو أن يكون هذا السؤال مدار بحث بين الإخوة الكرام في هذا المنتدى المتميز .
---
المشارك7
05-23-2003, 03:19 PM
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الفتاوى المخطوطة 3/53:
التبيان نوعان : 1/ أن يبين الشئ بعينه وهذه مثل الأمور التي
يحتاج إليها الناس كالصلا ة والزكاة والحج ونحوها.
2/ أن يرشد إلي طريق معرفته كقول ( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا
تعلمون )أما قوله ( مافرطنا في الكتاب من شئ ) وقول وكل شئ أحصيناه في
إمام مبين ) فالمقصود فيهما اللوح المحفوظ أهـ
http://www.4quran.net/vb/viewtopic.php?t=132
---
أبومجاهدالعبيدي
05-23-2003, 07:58 PM
بسم الله
قال الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير :
( و«كلّ شيء» يفيد العموم؛ إلا أنه عموم عرفي في دائرة ما لمثله تجيء الأديان والشّرائع: من إصلاح النفوس، وإكمال الأخلاق، وتقويم المجتمع المدنيّ، وتبيّن الحقوق، وما تتوقّف عليه الدعوة من الاستدلال على الوحدانية، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم وما يأتي في خلال ذلك من الحقائق العلمية والدقائق الكونية، ووصف أحوال الأمم، وأسباب فلاحها وخسارها، والموعظة بآثارها بشواهد التاريخ، وما يتخلّل ذلك من قوانينهم وحضاراتهم وصنائعهم.(1/2425)
وفي خلال ذلك كلّه أسرار ونكت من أصول العلوم والمعارف صالحة لأن تكون بياناً لكل شيء على وجه العموم الحقيقي إن سلك في بيانها طريق التفصيل واستنير فيها بما شرح الرسول صلى الله عليه وسلم وما قفّاه به أصحابه وعلماء أمّته، ثم ما يعود إلى الترغيب والترهيب من وصف ما أعدّ للطائعين وما أعدّ للمعرضين، ووصف عالم الغيب والحياة الآخرة. ففي كل ذلك بيان لكل شيء يقصد بيانه للتبصّر في هذا الغرض الجليل، فيؤول ذلك العموم العرفي بصريحه إلى عموم حقيقي بضمنه ولوازمه. وهذا من أبدع الإعجاز. ) انتهى .
المرجع : اضغط هنا (http://www.altafsir.com/Tafasir.asp)
قلت : العموم المستفاد من من الآية عموم نسبي متعلق بالسياق الذي ورد فيه ، فالقرآن الكريم فيه تبيان لكل شيء يحتاج إلى تبيان ، لما فيه من المصلحة الدينية والدنيوية للعباد .
وهذا مثل العموم في قوله تعالى : ( وأوتيت من كل شيء ) عن ملكة سبأ ، أي من كل شيء يؤتاه الملوك .
وكذلك العموم في قوله تعالى : ( تدمر كل شيء بأمر ربها ) أي كل شيء يستحق التدمير ، وهكذا .
وقد ذكر السيوطي في مقدمة كتابه : الإكليل في استنباط التنزيل هذه الآية ، وذكر آثاراً كثيرة عن السلف يفهم منها أن القرآن فيه تبيان لكل شيء ، وذكر كلاماً طويلاً في هذه المسألة [1/235-282] وقد تعقبه محقق الكتاب عامر علي العرابي ، وذكر بأن عموم الآية من العموم المراد به الخصوص ، ومعنى الآية كما في زاد المسير لابن الجوزي :لكل سيء يحتاج إليه في أمر الدين .
---
مرهف
05-24-2003, 02:39 AM
التبيان قد يكون على أنواع :
ـ قد يكون بالنص الصريح
ـ وقد يكون بدلالة النص .
ـ وقد يكون بمفهوم الخطاب
ـ وقد يكون بمفهوم المخالفة .
وهذا يتأتى من قبيل إعمال الفكر بالعلم وهي وظيفة المجتهدين والله أعلم .
---
(1/2426)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرات ... في موقف المعاصرين من الإسرائيليات ( 3 ) [ المؤلفين في علوم القرآن ]
---
نظرات ... في موقف المعاصرين من الإسرائيليات ( 3 ) [ المؤلفين في علوم القرآن ]
---
فهد الوهبي
06-02-2003, 01:38 PM
آراء عدد من المعاصرين ممن كتب في علوم القرآن
1) الدكتور محمد حسين الذهبي :
يرى الدكتور الذهبي رحمه الله أنه يجب أن يلتزم من يفسر كتاب الله تعالى بالنسبة للروايات الإسرائيلية بأمور مجملها :
- أن يكون يقظاً وناقداً إلى الغاية والدقة حتى يستطيع أن يستخلص من هذا الهشيم المركوم من الإسرائيليات ما يناسب روح القرآن ويتفق مع النقل الصحيح والعقل السليم .
- لا يجوز للمفسر بحال من الأحوال أن يرتكب النقل عن أهل الكتاب إذا كان في سنة نبينا e بيان لمجمل القرآن أو تعيين لمبهمه .
- يجب على المفسر أن يراعي أن الضروري يتقدر بقدر الحاجة فلا يذكر في تفسيره شيئاً من الإسرائيليات الموثوق بها إلا بقدر ما يقتضيه بيان الإجمال وما يكفي أن يكون حجة على من خالف وعاند من أهل الكتاب .
- إذا اختلف المتقدمون في شيء من هذا القبيل وكثرت أقوالهم ونقولهم فلا مانع من نقل المفسر لهذه الأقوال على أن ينبه على الصحيح منها ويبطل الباطل ، وليس له أن يحكي الخلاف ويطلقه .
- وخير للمفسر أن يمسك عما لا طائل تحته مما يعد صارفاً عن القرآن وشاغلاً عن التدبر في حكمه وأحكامه ، قال : ( وهذا ولا شك أحكم وأسلم ) .
ثم نقل كلام الشيخ أحمد شاكر المتقدم ثم قال : ( وأنا أميل إلى هذا الرأي حماية لكتاب الله عز وجل عن لغو الحديث وصوناً له عن الفضول والتزيد بما لا طائل تحته ولا خير فيه ) أ . هـ .
2) الدكتور محمد أبو شهبه :
قال رحمه الله : أخبار بني إسرائيل وأقاويلهم على ثلاثة أقسام :(1/2427)
أ. ما علمنا صحته ... وهذا القسم صحيح وفيما عندنا غنية عنه ولكن يجوز ذكره وروايته للاستشهاد به ولإقامة الحجة عليهم من كتبهم .
ب. ما علمنا كذبه ... وهذا القسم ورد النهي عن النبي e للصحابة رضي الله عنهم عن روايته والزجر عن أخذه عنهم وسؤالهم عنه ... ولعل هو المواد من قول ابن عباس : " يا معشر المسلمين ... " .
ج. ما هو مسكوت عنه ... فلا نؤمن به ولا نكذبه ويجوز حكايته لما تقدم من الإذن في الرواية عنهم ... ومع هذا فالأولى عدم ذكره وألا نضيع الوقت في الاشتغال به .
فيظهر مما سبق أن رأيه هو أن الأصل عدم ذكرها إلا إذا صحت ولم نعلم كذبها فتروى للاستشهاد بها ولإقامة الحجة عليهم من كتبهم مع أن الأولى عدم ذكرها .
3) الدكتور رمزي نعناعة:
نقل كلام الذهبي المتقدم ، ونقل كلام أحمد شاكر رحمه الله وعلق عليه يقوله (والحق أن الكلام الذي قاله الشيخ أحمد شاكر منطقي معقول)
وزاد على كلام الذهبي ما يلي:
- يجب على المفسر أن ينهج نهجاً معتدلاً في موقفه من القصص القرآني وذلك بالوقوف عند ما ورد في القرآن الكريم مع الاحتفاظ بدلالة الألفاظ اللغوية على معانيها وإفادتها لواقع هي تعبير صحيح عنه دون تزيد عليه بما لم يرد فيه اعتماداً على روايات لا سند لها كما صنع المفرطون.
- على المفسر أن لا يكتفي بالاعتماد على ذكر السند في كتاب كبير كتفسير ابن جرير فقد يذكر ابن جرير أو غيره أشياء غير صحيحة لذا فلا معدى للمفسر عن الاسترشاد بكتب الجرح والتعديل قبل أن يقدم على نقل رواية من الروايات الموجودة في كتب التفسير .
4) الشيخ مناع القطان:
قال رحمه الله : (ولم يكن المفسرون يتحرون صحة النقل فيما يأخذونه من هذه الإسرائيليات ومنها ما هو فاسد باطل ، لذا كان على من يقرأ في كتبهم أن يتجاوز عما لا طائل تحته وألا ينقل منها إلا ما تدعو الضرورة إليه وتتبين صحة نقله ويظهر صدق خبره) فهو علق النقل بالضرورة والصحة والصدق.(1/2428)
5) الدكتور محمد لطفي الصباغ:
ذكر الدكتور أنه يجب على من يتصدى للتفسير أو من يقرأ في كتب التفسير أن يكون واعياً للموقف السليم الذي يجب أن يفقه المسلم من الإسرائيليات وهذا الموقف يتلخص فيما يلي:
- ترد كل الإسرائيليات التي تعارض القرآن أو صحيح السنة أو تعارض أصلاً إسلامياً مقرراً . ونقل عن محمد أبو زهرة أن أكثر الإسرائيليات دس فيها من هذا القبيل.
- ما وافق القرآن هو صحيح لم يدخله التغيير والتبديل ولكن إثباتها لصحتها لا يعني أن نستشهد بها في تفسيرنا للقرآن الكريم فكتابنا أصح ... فما حاجتنا إلى اللجوء إلى كتب بدل أكثرها بل قد يكون في نقل الصحيح منها وإثباتها في التفسير تزكية لذلك المصدر وتوثيق له وتغرير بالعامة ليعتمدوا على إسرائيليات غيرها لم تثبت صحتها ... وإيراد الإسرائيلية الموافقة للقرآن يجرد القصة من المواعظ التي جاءت في القرآن.
- ما يخالف العقل مردود أيضاً .
- ما سمح لنا بروايتها ونهينا عن تكذيبهم وتصديقهم فيها فالموقف هو موقف الحذر والأناة والحياد ، ثم قال: لكن هذه شيء وإيراد هذا الإسرائيليات في أثناء تفسير كتاب الله شيء آخر ذلك لأن إيراد هذه الرواية في هذا الموضع يعني أنك تريد حمل الآية القرآنية عليها وهذا يدل على تصديقك لها . ثم نقل كلام الشيخ أحمد شاكر رحمه الله .
6) الشيخ خالد عبد الرحمن العك:
يرى أن لها أثراً سيئاً في التفسير ثم ذكر الموقف الصحيح كما يراه وهو عين ما سبق نقله عن الذهبي رحمه الله تعالى .
7) الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي:
قال : وإن كان لي من رأي أذكره ... فهو ما نراه الصواب في هذا المنهج وخلاصة ذلك:
- ما وافق شريعتنا من الإسرائيليات تجوز روايته للاستشهاد لا للاعتقاد .
- وما خالف شريعتنا لا تصح روايته إلا على سبيل التكذيب والرد عليه .(1/2429)
- ما ليس في شريعتنا ما يوافقه ولا ما يخالفه لا بأس بحكايته من غير تصديق ولا تكذيب وذلكم هو المنهج السليم والله الموفق .
8) الدكتور محمد سعد الشويعر:
قال : ولذا يحسن بالقارئ المسلم أن يدرك ما يجب عليه حيالها ، فيأخذ المفيد الصحيح ، ويتجافى عن غيره ، ولا يعرض أمام الناشئة ما يثير البلبلة حتى لا تكبر الثقافات المهزوزة معهم ، وفيما يتعلق في تفسير القرآن الكريم عدم الركون لما يخالف دلالته ، أو ما يثبت به القول اليقيني من سلف الأمة .أ.هـ.
9) حسني يوسف الأطير:
- يرى أن الإسرائيليات دسيس على الإسلام:
قال: (إن الفتنة لم تدخل المسيحية إلا من طريق رجل قال أنه آمن بالمسيح ... وإن الفتنة يجب أن تدخل الإسلام بنفس الوسيلة وبنفس الطريق وعلى رجل يماثل بولس) ويرى أنها شر قال : (وهكذا انفتح باب الإسرائيليات على مصراعيه أمام المسلمين لينفتح به باب للشر لم ينغلق ولن ينغلق ما دام في هذه الدنيا مسلم تغيب عن وعيه تلك الحقائق التي قدمناها ) .
- قال : دخلت شعوب في الإسلام ورأت مناسبة بين الدين الجديد وبعض ما في دينهم فذهبوا يفسرون الإسلام ويفهمونه على أساس تلك الموروثات المهجورة وأغلبهم من النصارى .
- يرى أن في الصحيحين إسرائيليات ويقول : وللأسف فإن منتصف القرن الثالث الذي شهد ظهور كتاب البخاري ومسلم كان يرزح تحت حكم الدولة العباسية وهم سلالة عبد الله بن عباس رائد الإسرائيليات في الإسلام وظلت هذه الدولة منذ قيامها بعد سقوط دولة بني أمية (132هـ) تعمل على تضخيم شخصية عبد الله ونسبة كافة المعارف إليه ورفع مقالاته إلى درجة التوثيق والتقديس التي للرسول e ... وربما ادعوا أنه كان في كل ما يقول يصدر عن علوم أو وصايا ورثها عن الرسول e وكل ذلك باطل ولا ظل له من الحقيقة ولكنه صار عبئاً على الإسلام ظل يعاني وسيظل يعاني منهم زمناً طولاً ...)(1/2430)
- وقد بلغ به من إنكاره الشديد على الإسرائيليات القدح في بعض رواتها حتى من الصحابة : يقول في تتمة الكلام المتقدم في الفقرة الأخيرة : (ومع ذلك نقول إن افتقاد المعيار الصحيح والحاسم في تمييز ما صح عن ابن عباس من ما هو مدسوس عليه لا يجعلنا نعفي هذا الرجل من النقد والمسؤولية فيما نسب إليه من أحاديث في التفسير ومن تعويل على الإسرائيليات من يهودية ونصرانية ). أ.هـ.
وقال في موضع آخر : وها نحن نعرض لبعض ما زعمه كعب الأحبار من ذلك وللأسف تابعه عليه وأضاف إليه تلميذه المترف الرقيق المحسوب إماماً لهذا الأمة المدعو عبد الله بن عباس .أ.هـ.
وأنت ترى في هذا النقل لمزاً واضحاً لحبر الأمة وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما .
ويقول عن كعب الأحبار رحمه الله : إن كعباً يعمد إلى جواهر القرآن وفرائده وينسب أصلها إلى التوراة لينزع عن القرآن لثام قداسته وعصمته كوحي إلهي ويجعله مجرد استلهام من التوراة وتابع لها ولا عجب في ذلك من شأن كعب فقد كان يزعم أنه مسلم ورغم ذلك كان ينسب إلى التوراة كل علم وفضل جاء في القرآن .أ.هـ.
وقد أعرضت عن ذكر بعض الأمثلة الأخرى وإن كان قد تجاوز فيها القدح أكثر مما سبق سواءً على الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أو على كعب الأحبار رحمه الله ، وقد اطلعت على جميع هوامش المؤلف فلم أره رجع لغير تفسير ابن جرير رحمه الله من التفاسير والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. الإسرائيليات له ص: 165-167 باختصار. وانظر التفسير والمفسرون ج1 / 181-وما بعدها.
. الإسرائيليات له ص: 106-107. بتصرف .
. الإسرائيليات له ص: 434 وما بعدها باختصار.
. مباحث في علوم القرآن ص : 355.
. بحوث في أصول التفسير له ص: 150-161. باختصار. وانظر كتابه (لمحات في علوم القرآن) ص: 265-266.
. أصول التفسير وقواعده ص: 263.
. منهج الدراسة العقلية ج1 / 332.(1/2431)
. مجلة البعث الإسلامي العدد 8 المجلد (36) رمضان 1411هـ ص: 31.
وبهذا ينتهي هذا السرد المختصر والله تعالى أعلم .
---
عبدالرحمن الشهري
06-02-2003, 10:35 PM
شكر الله لكم يا شيخ فهد على هذا الجهد المتميز ، والطرح الوقور ، وأرجو أن تستمر مثل هذه المشاركات المتكاملة. ومنذ مدة وأنا أحب أن أشكركم على طرحكم وتواصلكم ، وتمنعني جدية الموضوعات من التعقيب. فجزاكم الله خيراً يا أخي الكريم.
كنتُ أشرتُ في مشاركة سابقة إلى كتاب قام بدراسة الإسرائليات عند الإمام الطبري ، مقارنة بالمصادر العبرية للدكتورة آمال محمد عبدالرحمن ربيع. وقد طبعته وزارة الأوقاف المصرية عام 1422هـ.
فهل اطلعتم عليه يا فضيلة الشيخ ؟
وما رأيكم في المنهج الذي سارت عليه الدكتورة آمال في بحثها ؟
أرجو أن يكون هناك في وقتكم متسع لمناقشة هذه الفكرة ، وفقكم الله لكل خير.
---
فهد الوهبي
06-29-2003, 06:27 AM
الحقيقة أشكر لكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري ردودكم المتميزة ...
وبالنسبة للكتاب فإنني لم أطلع إلى الآن وأرجو أن يكون ذلك مستقبلاً .
وفقك الله للدلالة على الخير ..
---
عبدالرحمن الشهري
11-27-2003, 01:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله في كتابه (تحرير علوم الحديث) 1/ 32 مسألةً تتعلق بالحديث المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم ، وتعرض خلالها للصحابة المكثرين من الإسرائيليات وهي المسألة الرابعة من مسائل (الحديث المرفوع):
ما لايقال مثله بمجرد الاجتهاد ، فالأصل أن يكون مرفوعاً حكماً.
وذلك كتحديث الصحابي بما لا سبيل إلى معرفته إلا عن طريق الوحي ، مع ضميمة أن لا يكون الصحابي يحدث بالإسرائيليات فيما يمكن أن يكون من أخبار أهل الكتاب.
مثل : ما يتصل بأخبار السابقين وبدء الخلق ومستقبل الزمان.(1/2432)
ومن أشهر من عُرِف من الصحابة بالتحديث عن أهل الكتاب : عبدالله بن عمرو بن العاص ، وأبو هريرة ، وربما وقع لغيرهما ، خصوصاً من نزل الشام من الصحابة.
ولما كان قد يعسر تبين إن كان الصحابي حمل الرواية عن أهل الكتاب ، أو كان بتوقيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من أجل أنه ليس لدينا ما يقطع في هذا ، إنما هو قائم على المظنة ، فالتحري يوجب أن يَرِدَ في سياق الخبر قرينة غير ما تقدم على ضعف احتمال أن يكون من أخبار أهل الكتاب.
وذلك كقول أبي سعيد الخدري :(من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق). [حديث صحيح . أخرجه سعيد بن منصور في سننه.. تراجع حاشية الكتاب لإكمال التخريج].
فأبو سعيد ليس معروفاً بالتحديث بالإسرائيليات ، وحدث بشيء هو مما اختصت به هذه الأمة ، وهو فضل قراءة سورة الكهف ، وهي مما أنزل الله على محمد صلى ، وذكر البيت العتيق وليس لأهل الكتاب فيه شأن.) أهـ.
وقد رجعت لكتاب (الإسرائيليات في تفسير الطبري) للدكتورة آمال محمد عبدالرحمن ربيع - وهو دراسة جادة للإسرائيليات في تفسير الطبري بطريقة مبتكرة وهي مقارنة ما ورد فيه بما ورد في المصادر العبرية - فوجدتها لم تذكر في الملحق الذي ذيلت به كتابها عن أبرز رواة الإسرائيليات في تفسير الطبري اسمَ عبدالله بن عمرو بن العاص ، ولا اسمَ أبي هريرة رضي الله عنه. مما جعلني أتوقف في ما ذكره الشيخ عبدالله الجديع حفظه الله ، مع ثقتي في علم الشيخ الجديع وفقه الله.
وربما يكون لعبدالله بن عمرو بن العاص ولأبي هريرة روايات في غير تفسير الطبري ، فأحببت طرح هذه الفائدة للمناقشة حتى يتبين فيها رأي إن شاء الله ، ولعل الشيخ فهد الوهبي يفيدنا في هذه المسألة وفقه الله.
---
محمد الأمين
11-27-2003, 04:04 AM
الشيخ عبدالرحمن الشهري وفقه الله(1/2433)
سبق وتعرضت لهذا الموضوع في كلام سابق لي: "من هم الصحابة الذين ثبت أنهم فسروا القرآن بالإسرائيليات؟"
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=4012
وقد ناقشته كذلك بتفصيل أطول في ملتقى أهل الحديث. والخلاصة أنه لم تثبت رواية الإسرائيليات إلا عن ابن عباس رضي الله عنه، وعامتها عن كعب الأحبار ووهب بن منبه.
أما باقي الصحابة مثل عبد الله بن عمرو، و عبد الله بن سلام ، و أبي هريرة ، وغيرهم فكانوا يميزون ما بين ما يروونه عن الإسرائيليات وما بين ما يروونه مرفوعاً، فلا يحصل إشكال.
لكن قد يحصل غلط من الرواة عن أبي هريرة فيجعلون بدلا من "عن كعب" يجعلونه مرفوعاً! فالآفة من الرواة وليس من الصحابي نفسه.
هذا وليتك تذكر في الموضوع المذكور من هم الصحابة غير ابن عباس الذين ثبت عنهم بنظر الدكتورة آمال، إذ لم أجد أحداً يثبت عنه ذلك إلا عبد الله بن عباس رضي الله عنه، إذ كان يروي الإسرائيليات ولا يبين ذلك، ومنه أخذ هذا قتادة ومجاهد وسعيد والحسن والسدي والضحاك وغيرهم.
---
(1/2434)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك كتب تحدثت عن مصحف ابن مسعود ؟
---
هل هناك كتب تحدثت عن مصحف ابن مسعود ؟
---
طالب يتعلم
03-31-2004, 08:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى ممن يعرف كتبا تحدثت عن مصحف ابن مسعود أن يدلني عليها
فقد بحثت في الانتصار للباقلاني رحمه الله وفي كتب علوم القرآن
لكن لم أجد فيها معلومات كافية
وجزاكم الله خيرا
---
د. هشام عزمي
03-31-2004, 09:32 AM
ابحث في الفهرست لابن النديم و كذلك في الإتقان للسيوطي و هو ينقل عن كتاب المصاحف لابن أبي أشتة .
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2004, 09:37 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما من المتقدمين فقد كتب أبو بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث المعروف بابن أبي داود في كتابه (كتاب المصاحف)عن مصاحف الصحابة ، وأطال في مصحف ابن مسعود ، وذلك في باب اختلاف مصاحف الصحابة من كتابه هذا من ص 60-102 ، وعن مصحف ابن مسعود من 64-82 في الطبعة القديمة ، وفي 1/283 – 339 من الطبعة التي حققها الدكتور محب الدين عبدالسبحان واعظ ، وفي تعليقات المحقق ما ينفعك في هذا الباب إن شاء الله.
وتجد كلاماً عن مصحف ابن مسعود في كتاب (مقدمتان في علوم القرآن) الذي نشره آرثر جفري ص 95
ومن المعاصرين كتب الدكتور محمد أحمد خاطر كتاباً جيداً بعنوان :(قراءة عبدالله بن مسعود) مكانتها – مصادرها –إحصاؤها. ويقع الكتاب في 189 صفحة ، وقد تعرض فيه لمصحف عبدالله بن مسعود رضي الله عنه من 68-73 حيث تحدث عن مصحفه ومعالمه ونحو ذلك.(1/2435)
وهناك رسالتان قدمتا للماجستير بعنوان :(المروي عن ابن مسعود في التفسير - جمعا ودراسة .) كتبها كل من الباحث محمد بن إبراهيم السويد ، والباحث محمد بن مرشود المرشود بكلية أصول الدين بالرياض عام 1399هـ وعام 1403هـ وقد تعرضا لهذه المسألة كذلك . وعلى حد علمي فإن هاتين الرسالتين لما تطبعا بعد.
هذا ما تيسر الآن ، وفقكم الله.
---
محب الصالحين
03-31-2004, 10:08 PM
هل كان في مصحف ابن مسعود تشكيل بالحركات (فتحة - ضمة - كسرة ) ؟؟
الذي أعرفه أنها لم تكن معروفة ، فكيف يقال أن في مصحف عبد الله كذا وكذا (مما يحتاج لمعرفة الحركات )؟؟
---
د. أنمار
04-01-2004, 07:00 AM
نعم هذه نقطة، والنقطة الثانية هي ضعف معظم الأسانيد التي تشرح صفة وترتيب المصحف، مما يحتاج لتحرير أكبر.
وقراءة ابن مسعود هي قراءة أهل الكوفة، وقراءة شعبة على وجه الخصوص ثم من روى عن ابن عياش كبعض قراءة الكسائي وغيره
---
مساعد الطيار
04-01-2004, 11:05 AM
كذلك تجد قراءة ابن مسعود في كتاب معاني القرآن للفراء ، وهو مصدر مهم في قراءة ابن مسعود .
أما كيف يعرفون تشكيل الحركات فبالنقل ، ولم يكن الشكل موجودًا في مصاحف الصحابة المفردة ، ولا في المصاحف العثمانية .
ومن قال بالفتح أو بالضم ، فهو مما نقله مشافهة عن غيره ، أو وجد ضبطه عن عالم بالقراءة ، وهذا يسري على جميع القراءات التي تُنسب إلى الأئمة ، وهي ليست في مصحف عثمان .
وعلى كلٍ فالمسألة راجعة إلى النقل ، والله الموفق .
---
(1/2436)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > FastFolders يكشف ما بالملف بدون أن تفتحه ويوفر وقتك رائع
---
FastFolders يكشف ما بالملف بدون أن تفتحه ويوفر وقتك رائع
---
سامي عبدالعزيز
05-21-2006, 02:32 PM
http://www.desksoft.com/FastFolders/ffscreenshot_small.gif
البرنامج هذا يعرض لك اي شئ وكل شي بجهازك بدون ما تدخل للملف او المجلد يختصر الكثير من الوقت في البحث عن اي شي .. مثلاً عندما تذهب إلى سطح المكتب وتضع مؤشر الماوس على
ملف ((( My Documents ))) وتضغط كيلك يمين بالماوس عليه .. راح تلاحظ وجود خيار اضافي وهو FastFolders
طبعا البرنامج مفيد جداً ويغنيك عن البحث والوقت الطويل وقد لا تجد ما تريده
http://www.desksoft.com/Download/FFSetup.zip
---
سامي عبدالعزيز
05-21-2006, 02:36 PM
ملف التسجيل + التعريب الذاتي التركيب ...من الرابط التالي
http://www.geocities.com/awadhalghaamdi/FastFolders.zip
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 09:02 PM
للرفع ....
---
(1/2437)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استدلال في بعض المسائل العقدية ، اطلب فيه تقويما
---
استدلال في بعض المسائل العقدية ، اطلب فيه تقويما
---
محمد رشيد
06-12-2003, 07:51 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ، سأنقل لكم كلاما بنصه ، و هو لأحد العلماء ذكره في مقدمة له في أحد كتبه و هو يتكلم على الشهادة ، و المطلوب هو إفادتي بصحة هذا الكلام من بطلانه ، ووجه مناسبته هنا هو استدلاله بالآيات على ما ذكره من معتقد ، يقول :
(( فالإيمان تصديق القلب بما علم ضرورة مجئ الرسول به من عند الله كالتوحيد و النبوة و البعث و الجزاء و افتراض الصلوات الخمس و الزكاة والصيام و الحج ، و المراد بتصديق القلب به إذعانه به و قبوله له بالتكليف به ، و إن كان من الكيفيلت النفسية دون الأفعال الاختيارية إنما هو بالتكليف بأسبابه كإلقاء الذهن و صرف النظر و توجيه الحواس و رفع الموانع . و ذهب جمهور المحدثين و المعتزلة و الخوارج الى أن الايمان مجموع ثلاثة أمور : اعتقاد الحق ، و الاقرار به ، و العمل بقتضاه . فمن أخل بالاعتقاد وحده فهو منافق ، و من أخل بالاقرار فهو كافر ، و من أخل بالعمل فهو فاسق وفاقا ، و خارج عن الايمان غير داخل في الكفر عند المعتزلة ))
ثم قال بعدها مباشرة مؤيدا مذهبه (( و الذي يدل على أنه التصديق وحده أنه تعالى أضاف الايمان الى القلب فقال [ كتب في قلوبهم الايمان ] [ و قلبه مطمئن بالايمان ] [ و لم تؤمن قلوبهم ] [ و لما يدخل الايمان في قلوبكم ]
و عطف عليه العمل الصالح في مواضع كثيرة و قرنه بالمعاصي فقال [ و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ] [ يآءيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى ] [ الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم ] ))(1/2438)
ثم قال (( و لما كان تصديق القلب أمرا باطنا لا اطلاع لنا عليه جعله الشارع منوطا بالشهادتين من القادر عليه ، قال تعالى [ قولوا آمنا بالله ] ))
الى آخر كلامه الذي استدل به على مذهبه ، و لكن انتهى موضع الشاهد من الاستشهاد بالآيات
---
أحمد البريدي
06-12-2003, 09:29 PM
الأخ محمد وفقه الله :
المسألة التي أشرت إليها هي خلاف أهل السنة مع المرجئة والجهمية في مسمى الإيمان وهي ذات شقين :
الشق الأول : ما المراد بالإيمان عند الإطلاق , والجواب ذكره ابن تيمية بقوله :القول المطلق والعمل المطلق ; في كلام السلف يتناول قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح فقول اللسان بدون اعتقاد القلب هو قول المنافقين وهذا لا يسمى قولا إلا بالتقييد . كقوله تعالى : { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } وكذلك عمل الجوارح بدون أعمال القلوب هي من أعمال المنافقين ; التي لا يتقبلها الله .
الشق الثاني : هل هناك فرق بين الإيمان اللغوي والإيمان الشرعي :
فالجهمية يرونهما واحدا وقد رد عليهم شيخ الإسلام وعلى من قال بقولهم وإليك كلامه في الفتاوى :(1/2439)
قال القاضي أبو بكر في " التمهيد " : فإن قالوا : فخبرونا ما الإيمان عندكم ؟ قيل : الإيمان هو التصديق بالله وهو العلم , والتصديق يوجد بالقلب فإن قال : فما الدليل على ما قلتم ؟ قيل : إجماع أهل اللغة قاطبة على أن الإيمان قبل نزول القرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو التصديق لا يعرفون في اللغة إيمانا غير ذلك ويدل على ذلك قوله تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا } أي بمصدق لنا . ومنه قولهم : فلان يؤمن بالشفاعة وفلان لا يؤمن بعذاب القبر أي : لا يصدق بذلك . فوجب أن الإيمان في الشريعة هو الإيمان المعروف في اللغة ; لأن الله ما غير اللسان العربي ولا قلبه ولو فعل ذلك لتواترت الأخبار بفعله وتوفرت دواعي الأمة على نقله ولغلب إظهاره على كتمانه , وفي علمنا بأنه لم يفعل ذلك بل إقرار أسماء الأشياء والتخاطب بأسره على ما كان دليل على أن الإيمان في الشريعة هو الإيمان اللغوي ومما يبين ذلك قوله تعالى : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } وقوله : { إنا جعلناه قرآنا عربيا } . فأخبر أنه أنزل القرآن بلغة العرب وسمى الأسماء بمسمياتهم ولا وجه للعدول بهذه الآيات عن ظواهرها بغير حجة لا سيما مع القول بالعموم وحصول التوقيف على أن القرآن نزل بلغتهم ; فدل على ما قلناه من أن الإيمان ما وصفناه دون ما سواه من سائر الطاعات من النوافل والمفروضات , هذا لفظه . وهذا عمدة من نصر قول الجهمية في " مسألة الإيمان " وللجمهور من أهل السنة وغيرهم عن هذا أجوبة . ( أحدها ) : قول من ينازعه في أن الإيمان في اللغة مرادف للتصديق ويقول هو بمعنى الإقرار وغيره . و ( الثاني ) : قول من يقول : وإن كان في اللغة هو التصديق ; فالتصديق يكون بالقلب واللسان وسائر الجوارح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " { والفرج يصدق ذلك أو يكذبه } " . و ( الثالث ) : أن يقال : ليس هو مطلق التصديق بل هو تصديق خاص مقيد بقيود اتصل اللفظ بها وليس هذا نقلا للفظ(1/2440)
ولا تغييرا له فإن الله لم يأمرنا بإيمان مطلق بل بإيمان خاص وصفه وبينه . و ( الرابع ) : أن يقال : وإن كان هو التصديق ; فالتصديق التام القائم بالقلب مستلزم لما وجب من أعمال القلب والجوارح فإن هذه لوازم الإيمان التام , وانتفاء اللازم دليل على انتفاء الملزوم , ونقول : إن هذه اللوازم تدخل في مسمى اللفظ تارة وتخرج عنه أخرى . ( الخامس ) : قول من يقول : إن اللفظ باق على معناه في اللغة ولكن الشارع زاد فيه أحكاما . ( السادس ) : قول من يقول : إن الشارع استعمله في معناه المجازي ; فهو حقيقة شرعية مجاز لغوي . ( السابع ) : قول من يقول : إنه منقول . فهذه سبعة أقوال : ( الأول ) : قول من ينازع في أن معناه في اللغة التصديق ويقول : ليس هو التصديق ; بل بمعنى الإقرار وغيره . " قوله " : إجماع أهل اللغة قاطبة على أن الإيمان قبل نزول القرآن هو التصديق . فيقال له : من نقل هذا الإجماع ؟ ومن أين يعلم هذا الإجماع ؟ وفي أي كتاب ذكر هذا الإجماع ؟ . ( الثاني ) : أن يقال : أتعني بأهل اللغة نقلتها كأبي عمرو والأصمعي والخليل ونحوهم ; أو المتكلمين بها ؟ فإن عنيت الأول ; فهؤلاء لا ينقلون كل ما كان قبل الإسلام بإسناد وإنما ينقلون ما سمعوه من العرب في زمانهم وما سمعوه في دواوين الشعر وكلام العرب وغير ذلك بالإسناد ولا نعلم فيما نقلوه لفظ الإيمان فضلا عن أن يكونوا أجمعوا عليه . وإن عنيت المتكلمين بهذا اللفظ قبل الإسلام ; فهؤلاء لم نشهدهم ولا نقل لنا أحد عنهم ذلك . ( الثالث ) : أنه لا يعرف عن هؤلاء جميعهم أنهم قالوا : الإيمان في اللغة هو التصديق ; بل ولا عن بعضهم وإن قدر أنه قاله واحد أو اثنان ; فليس هذا إجماعا . ( الرابع ) : أن يقال : هؤلاء لا ينقلون عن العرب أنهم قالوا : معنى هذا اللفظ كذا وكذا ; وإنما ينقلون الكلام المسموع من العرب وأنه يفهم منه كذا وكذا وحينئذ فلو قدر أنهم نقلوا كلاما عن العرب يفهم منه أن(1/2441)
الإيمان هو التصديق ; لم يكن ذلك أبلغ من نقل المسلمين كافة للقرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم . وإذا كان مع ذلك قد يظن بعضهم أنه أريد به معنى ولم يرده ; فظن هؤلاء ذلك فيما ينقلونه عن العرب أولى . ( الخامس ) : أنه لو قدر أنهم قالوا هذا ; فهم آحاد لا يثبت بنقلهم التواتر و " التواتر " من شرطه استواء الطرفين والواسطة وأين التواتر الموجود عن العرب قاطبة قبل نزول القرآن ؟ إنهم كانوا لا يعرفون للإيمان معنى غير التصديق . فإن قيل : هذا يقدح في العلم باللغة قبل نزول القرآن ; قيل : فليكن . ونحن لا حاجة بنا مع بيان الرسول لما بعثه الله به من القرآن أن نعرف اللغة قبل نزول القرآن , والقرآن نزل بلغة قريش والذين خوطبوا به كانوا عربا وقد فهموا ما أريد به وهم الصحابة ثم الصحابة بلغوا لفظ القرآن ومعناه إلى التابعين حتى انتهى إلينا فلم يبق بنا حاجة إلى أن تتواتر عندنا تلك اللغة من غير طريق تواتر القرآن , لكن لما تواتر القرآن لفظا ومعنى وعرفنا أنه نزل بلغتهم ; عرفنا أنه كان في لغتهم لفظ السماء والأرض والليل والنهار والشمس والقمر ونحو ذلك على ما هو معناها في القرآن . وإلا فلو كلفنا نقلا متواترا لآحاد هذه الألفاظ من غير القرآن ; لتعذر علينا ذلك في جميع الألفاظ لا سيما إذا كان المطلوب أن جميع العرب كانت تريد باللفظ هذا المعنى فإن هذا يتعذر العلم به , والعلم بمعاني القرآن ليس موقوفا على شيء من ذلك ; بل الصحابة بلغوا معاني القرآن كما بلغوا لفظه . ولو قدرنا أن قوما سمعوا كلاما أعجميا وترجموه لنا بلغتهم ; لم نحتج إلى معرفة اللغة التي خوطبوا بها أولا . ( السادس ) : أنه لم يذكر شاهدا من كلام العرب على ما ادعاه عليهم ; وإنما استدل من غير القرآن بقول الناس : فلان يؤمن بالشفاعة وفلان يؤمن بالجنة والنار وفلان يؤمن بعذاب القبر وفلان لا يؤمن بذلك . ومعلوم أن هذا ليس من ألفاظ العرب قبل نزول القرآن ; بل هو مما(1/2442)
تكلم الناس به بعد عصر الصحابة لما صار من الناس أهل البدع يكذبون بالشفاعة وعذاب القبر , ومرادهم بذلك هو مرادهم بقوله : فلان يؤمن بالجنة والنار وفلان لا يؤمن بذلك . والقائل لذلك وإن كان تصديق القلب داخلا في مراده ; فليس مراده ذلك وحده , بل مراده التصديق بالقلب واللسان فإن مجرد تصديق القلب بدون اللسان لا يعلم حتى يخبر به عنه . ( السابع ) : أن يقال : من قال ذلك ; فليس مراده التصديق بما يرجى ويخاف بدون خوف ولا رجاء ; بل يصدق بعذاب القبر ويخافه ويصدق بالشفاعة ويرجوها . وإلا فلو صدق بأنه يعذب في قبره ولم يكن في قلبه خوف من ذلك أصلا لم يسموه مؤمنا به كما أنهم لا يسمون مؤمنا بالجنة والنار إلا من رجا الجنة وخاف النار , دون المعرض عن ذلك بالكلية مع علمه بأنه حق . كما لا يسمون إبليس مؤمنا بالله وإن كان مصدقا بوجوده وربوبيته , ولا يسمون فرعون مؤمنا وإن كان عالما بأن الله بعث موسى وأنه هو الذي أنزل الآيات وقد استيقنت بها أنفسهم مع جحدهم لها بألسنتهم , ولا يسمون اليهود مؤمنين بالقرآن والرسول وإن كانوا يعرفون أنه حق كما يعرفون أبناءهم . فلا يوجد قط في كلام العرب أن من علم وجود شيء مما يخاف ويرجى ويجب حبه وتعظيمه ; وهو مع ذلك لا يحبه ولا يعظمه ولا يخافه ولا يرجوه , بل يجحد به ويكذب به بلسانه أنهم يقولون : هو مؤمن , بل ولو عرفه بقلبه وكذب به بلسانه لم يقولوا : هو مصدق به . ولو صدق به مع العمل بخلاف مقتضاه لم يقولوا هو مؤمن به . فلا يوجد في كلام العرب شاهد واحد يدل على ما ادعوه . وقوله : { وما أنت بمؤمن لنا } قد تكلمنا عليها في غير هذا الموضع فإن هذا استدلال بالقرآن وليس في الآية ما يدل على أن المصدق مرادف للمؤمن فإن صحة هذا المعنى بأحد اللفظين لا يدل على أنه مرادف للآخر كما بسطناه في موضعه . ( الوجه الثامن ) : قوله : لا يعرفون في اللغة إيمانا غير ذلك . من أين له هذا النفي الذي لا تمكن(1/2443)
الإحاطة به ؟ بل هو قول بلا علم . ( التاسع ) : قول من يقول : أصل الإيمان مأخوذ من الأمن كما ستأتي أقوالهم إن شاء الله . وقد نقلوا في اللغة الإيمان بغير هذا المعنى . كما قاله الشيخ أبو البيان في قول . ( الوجه العاشر ) : أنه لو فرض أن الإيمان في اللغة التصديق ; فمعلوم أن الإيمان ليس هو التصديق بكل شيء , بل بشيء مخصوص وهو ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ; وحينئذ فيكون الإيمان في كلام الشارع أخص من الإيمان في اللغة . ومعلوم أن الخاص ينضم إليه قيود لا توجد في جميع العام , كالحيوان إذا أخذ بعض أنواعه وهو الإنسان كان فيه المعنى العام ومعنى اختص به وذلك المجموع ليس هو المعنى العام . فالتصديق الذي هو الإيمان ; أدنى أحواله أن يكون نوعا من التصديق العام فلا يكون مطابقا له في العموم والخصوص من غير تغيير اللسان ولا قلبه ; بل يكون الإيمان في كلام الشارع مؤلفا من العام والخاص كالإنسان الموصوف بأنه حيوان وأنه ناطق . ( الوجه الحادي عشر ) : أن القرآن ليس فيه ذكر إيمان مطلق غير مفسر ; بل لفظ الإيمان فيه إما مقيد وإما مطلق مفسر . " فالمقيد " كقوله { يؤمنون بالغيب } وقوله : { فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه } , و " المطلق المفسر " كقوله تعالى : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } الآية . وقوله : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } ونحو ذلك . وقوله : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } . وأمثال هذه الآيات . وكل إيمان مطلق في القرآن فقد يبين فيه أنه لا يكون الرجل مؤمنا إلا بالعمل مع التصديق ; فقد بين في القرآن أن الإيمان لا بد فيه من عمل مع التصديق كما ذكر مثل ذلك في اسم الصلاة والزكاة والصيام والحج . فإن قيل : تلك الأسماء باقية ولكن ضم إلى(1/2444)
المسمى أعمالا في الحكم لا في الاسم كما يقوله القاضي أبو يعلى وغيره . قيل : إن كان هذا صحيحا قيل مثله في الإيمان . وقد أورد هذا السؤال لبعضهم ثم لم يجب عنه بجواب صحيح بل زعم أن القرآن لم يذكر فيه ذلك . وليس كذلك بل القرآن والسنة مملوءان بما يدل على أن الرجل لا يثبت له حكم الإيمان إلا بالعمل مع التصديق . وهذا في القرآن أكثر بكثير من معنى الصلاة والزكاة . فإن تلك إنما فسرتها السنة " والإيمان " بين معناه الكتاب والسنة وإجماع السلف . ( الثاني عشر ) : أنه إذا قيل : إن الشارع خاطب الناس بلغة العرب ; فإنما خاطبهم بلغتهم المعروفة وقد جرى عرفهم أن الاسم يكون مطلقا وعاما ثم يدخل فيه قيد أخص من معناه كما يقولون : ذهب إلى القاضي والوالي والأمير يريدون شخصا معينا يعرفونه دلت عليه اللام مع معرفتهم به . وهذا الاسم في اللغة اسم جنس لا يدل على خصوص شخص وأمثال ذلك . فكذلك الإيمان والصلاة والزكاة إنما خاطبهم بهذه الأسماء بلام التعريف وقد عرفهم قبل ذلك أن المراد الإيمان الذي صفته كذا وكذا . والدعاء الذي صفته كذا وكذا . فبتقدير أن يكون في لغتهم التصديق . فإنه قد يبين أني لا أكتفي بتصديق القلب واللسان فضلا عن تصديق القلب وحده بل لا بد أن يعمل بموجب ذلك التصديق كما في قوله تعالى : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } وفي قوله صلى الله عليه وسلم " { لا تؤمنون حتى تكونوا كذا } " . وفي قوله تعالى : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } . وفي قوله : { ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء } . ومثل هذا كثير في الكتاب والسنة كقوله عليه السلام : " { لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن } " . وقوله : " { لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه } " . وأمثال ذلك . فقد بين لهم أن التصديق الذي لا(1/2445)
يكون الرجل مؤمنا إلا به هو أن يكون تصديقا على هذا الوجه . وهذا بين في القرآن والسنة من غير تغيير للغة ولا نقل لها . ( الثالث عشر ) : أن يقال : بل نقل وغير . قوله : لو فعل لتواتر . قيل : نعم . وقد تواتر أنه أراد بالصلاة والزكاة والصيام والحج معانيها المعروفة . وأراد بالإيمان ما بينه بكتابه وسنة رسوله من أن العبد لا يكون مؤمنا إلا به كقوله : { إنما المؤمنون } وهذا متواتر في " القرآن والسنن " ومتواتر أيضا أنه لم يكن يحكم لأحد بحكم الإيمان إلا أن يؤدي الفرائض . ومتواتر عنه أنه أخبر أنه : من مات مؤمنا دخل الجنة ولم يعذب وأن الفساق لا يستحقون ذلك ; بل هم معرضون للعذاب . فقد تواتر عنه من معاني اسم الإيمان وأحكامه ما لم يتواتر عنه في غيره فأي تواتر أبلغ من هذا وقد توفرت الدواعي على نقل ذلك وإظهاره ولله الحمد . ولا يقدر أحد أن ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلا يناقض هذا . لكن أخبر أنه يخرج منها من كان معه شيء من الإيمان . ولم يقل : إن المؤمن يدخلها , ولا قال إن الفساق مؤمنون . لكن أدخلهم في مسمى الإيمان في مواضع كما أدخل المنافقين في اسم الإيمان في مواضع مع القيود . وأما الاسم المطلق الذي وعد أهله بالجنة ; فلم يدخل فيه لا هؤلاء ولا هؤلاء . ( الوجه الرابع عشر ) : قوله : ولا وجه للعدول - بالآيات التي تدل على أنه عربي - عن ظاهرها ; فيقال له : الآيات التي فسرت المؤمن وسلبت الإيمان عمن لم يعمل ; أصرح وأبين وأكثر من هذه الآيات . ثم إذا دلت على أنه عربي ; فما ذكر لا يخرجه عن كونه عربيا . ولهذا لما خاطبهم بلفظ الصلاة والحج وغير ذلك ; لم يقولوا : هذا ليس بعربي . بل خاطبهم باسم المنافقين وقد ذكر أهل اللغة أن هذا الاسم لم يكن يعرف في الجاهلية ولم يقولوا : إنه ليس بعربي ; لأن المنافق مشتق من نفق إذا خرج ; فإذا كان اللفظ مشتقا من لغتهم وقد تصرف فيه المتكلم به كما جرت عادتهم في لغتهم ; لم(1/2446)
يخرج ذلك عن كونه عربيا . ( الوجه الخامس عشر ) : أنه لو فرض أن هذه الألفاظ ليست عربية فليس تخصيص عموم هذه الألفاظ بأعظم من إخراج لفظ الإيمان عما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف , فإن النصوص التي تنفي الإيمان عمن لا يحب الله ورسوله ولا يخاف الله ولا يتقيه ولا يعمل شيئا من الواجب ولا يترك شيئا من المحرم ; كثيرة صريحة . فإذا قدر أنها عارضها آية ; كان تخصيص اللفظ القليل العام أولى من رد النصوص الكثيرة الصريحة . ( السادس عشر ) : أن هؤلاء واقفة في ألفاظ العموم لا يقولون بعمومها , والسلف يقولون : الرسول وقفنا على معاني الإيمان وبينه لنا . وعلمنا مراده منه بالاضطرار وعلمنا من مراده علما ضروريا أن من قيل : إنه صدق ولم يتكلم بلسانه بالإيمان مع قدرته على ذلك ولا صلى ولا صام ولا أحب الله ورسوله ولا خاف الله ; بل كان مبغضا للرسول معاديا له يقاتله ; أن هذا ليس بمؤمن . كما قد علمنا أن الكفار من المشركين وأهل الكتاب الذين كانوا يعلمون أنه رسول الله وفعلوا ذلك معه ; كانوا عنده كفارا لا مؤمنين فهذا معلوم عندنا بالاضطرار أكثر من علمنا بأن القرآن كله ليس فيه لفظ غير عربي . فلو قدر التعارض ; لكان تقديم ذلك العلم الضروري أولى . فإن قالوا : من علم أن الرسول كفره علم انتفاء التصديق من قلبه . قيل لهم : هذه مكابرة , إن أرادوا أنهم كانوا شاكين مرتابين . وأما إن عني التصديق الذي لم يحصل معه عمل ; فهو ناقص كالمعدوم ; فهذا صحيح . ثم إنما يثبت إذا ثبت أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه وذاك إنما يثبت بعد تسليم هذه المقدمات التي منها هذا فلا تثبت الدعوى بالدعوى مع كفر صاحبها . ثم يقال : قد علمنا بالاضطرار أن اليهود وغيرهم كانوا يعرفون أن محمدا رسول الله ; وكان يحكم بكفرهم . فقد علمنا من دينه ضرورة أنه يكفر الشخص مع ثبوت التصديق بنبوته في القلب إذا لم يعمل بهذا التصديق بحيث يحبه ويعظمه ويسلم لما جاء به .(1/2447)
ومما يعارضون به أن يقال : هذا الذي ذكرتموه إن كان صحيحا ; فهو أدل على قول المرجئة , بل على قول الكرامية , منه على قولكم , وذلك أن الإيمان إذا كان هو التصديق كما ذكرتم فالتصديق نوع من أنواع الكلام , فاستعمال لفظ الكلام والقول ونحو ذلك في المعنى واللفظ , بل في اللفظ الدال على المعنى , أكثر في اللغة من استعماله في المعنى المجرد عن اللفظ , بل لا يوجد قط إطلاق اسم الكلام ولا أنواعه : كالخبر أو التصديق والتكذيب والأمر والنهي على مجرد المعنى من غير شيء يقترن به من عبارة ولا إشارة ولا غيرهما ; وإنما يستعمل مقيدا . وإذا كان الله إنما أنزل القرآن بلغة العرب ; فهي لا تعرف التصديق والتكذيب وغيرهما من الأقوال إلا ما كان معنى ولفظا أو لفظا يدل على معنى ; ولهذا لم يجعل الله أحدا مصدقا للرسل بمجرد العلم والتصديق الذي في قلوبهم حتى يصدقوهم بألسنتهم . ولا يوجد في كلام العرب أن يقال : فلان صدق فلانا أو كذبه إذا كان يعلم بقلبه أنه صادق أو كاذب ولم يتكلم بذلك . كما لا يقال : أمره أو نهاه إذا قام بقلبه طلب مجرد عما يقترن به من لفظ أو إشارة أو نحوهما . ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " { إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس } " . وقال : " { إن الله يحدث من أمره ما شاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة } " اتفق العلماء على أنه إذا تكلم في الصلاة عامدا لغير مصلحتها ; بطلت صلاته . واتفقوا كلهم على أن ما يقوم بالقلب من تصديق بأمور دنيوية وطلب لا يبطل الصلاة وإنما يبطلها التكلم بذلك . فعلم اتفاق المسلمين على أن هذا ليس بكلام . وأيضا ففي " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به } " فقد أخبر أن الله عفا عن حديث النفس إلا أن تتكلم ; ففرق بين حديث النفس وبين الكلام وأخبر أنه لا يؤاخذ به حتى يتكلم به , والمراد حتى(1/2448)
ينطق به اللسان باتفاق العلماء . فعلم أن هذا هو الكلام في اللغة ; لأن الشارع - كما قرر - إنما خاطبنا بلغة العرب . وأيضا ففي " السنن " { أن معاذا قال له : يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم } " . فبين أن الكلام إنما هو ما يكون باللسان . وفي " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل } " . " وفي الصحيحين " عنه أنه قال : " { كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم } " وقد قال الله تعالى : { وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا } { ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا } وفي " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { أفضل الكلام بعد القرآن أربع كلمات وهن في القرآن : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر } " . رواه مسلم . وقال تعالى : { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } ومثل هذا كثير . وفي الجملة : حيث ذكر الله في كتابه عن أحد من الخلق من الأنبياء أو أتباعهم أو مكذبيهم أنهم قالوا ويقولون وذلك قولهم وأمثال ذلك ; فإنما يعني به المعنى مع اللفظ . فهذا اللفظ وما تصرف منه من فعل ماض ومضارع وأمر ومصدر واسم فاعل من لفظ القول والكلام ونحوهما ; إنما يعرف في القرآن والسنة وسائر كلام العرب إذا كان لفظا ومعنى وكذلك أنواعه كالتصديق والتكذيب والأمر والنهي وغير ذلك . وهذا مما لا يمكن أحدا جحده فإنه أكثر من أن يحصى . ولم يكن في مسمى " الكلام " نزاع بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان وتابعيهم لا من أهل السنة ولا من أهل البدعة . بل أول من عرف في الإسلام أنه جعل مسمى الكلام المعنى فقط هو عبد الله بن سعيد بن كلاب وهو متأخر(1/2449)
- في زمن محنة أحمد بن حنبل - وقد أنكر ذلك عليه علماء السنة وعلماء البدعة فيمتنع أن يكون الكلام الذي هو أظهر صفات بني آدم - كما قال تعالى : { فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون } . ولفظه لا تحصى وجوهه كثرة - لم يعرفه أحد من الصحابة والتابعين وتابعيهم حتى جاء من قال فيه قولا لم يسبقه إليه أحد من المسلمين ولا غيرهم . فإن قالوا : فقد قال الله تعالى : { ويقولون في أنفسهم } وقال : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة } ونحو ذلك . قيل : إن كان المراد أنهم قالوه بألسنتهم سرا فلا حجة فيه . وهذا هو الذي ذكره المفسرون . قالوا : كانوا يقولون : سام عليك فإذا خرجوا يقولون في أنفسهم أي يقول بعضهم لبعض : لو كان نبيا عذبنا بقولنا له ما نقول . وإن قدر أنه أريد بذلك أنهم قالوه في قلوبهم فهذا قول مقيد بالنفس مثل قوله : " { عما حدثت به أنفسها } " ولهذا قالوا : { لولا يعذبنا الله بما نقول } فأطلقوا لفظ القول هنا والمراد به ما قالوه بألسنتهم لأنه النجوى والتحية التي نهوا عنها كما قال تعالى : { ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول } . مع أن الأول هو الذي عليه أكثر المفسرين وعليه تدل نظائره ; فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { يقول الله : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه } " ليس المراد أنه لا يتكلم به بلسانه بل المراد أنه ذكر الله بلسانه . وكذلك قوله : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول } هو الذكر باللسان والذي يقيد بالنفس لفظ الحديث يقال : حديث النفس , ولم يوجد عنهم أنهم قالوا : كلام النفس وقول النفس ; كما قالوا : حديث النفس ولهذا يعبر بلفظ الحديث عن الأحلام التي ترى في المنام كقول يعقوب عليه السلام(1/2450)
: { ويعلمك من تأويل الأحاديث } . وقول يوسف : { وعلمتني من تأويل الأحاديث } وتلك في النفس لا تكون باللسان ; فلفظ الحديث قد يقيد بما في النفس بخلاف لفظ الكلام فإنه لم يعرف أنه أريد به ما في النفس فقط . وأما قوله تعالى : { وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور } فالمراد به القول الذي تارة يسر به فلا يسمعه الإنسان وتارة يجهر به فيسمعونه كما يقال : أسر القراءة وجهر بها وصلاة السر وصلاة الجهر . ولهذا لم يقل : قولوه بألسنتكم أو بقلوبكم وما في النفس لا يتصور الجهر به وإنما يجهر بما في اللسان وقوله : { إنه عليم بذات الصدور } من باب التنبيه . يقول : إنه يعلم ما في الصدور فكيف لا يعلم القول كما قال في الآية الأخرى : { وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى } فنبه بذلك على أنه يعلم الجهر ويدل على ذلك أنه قال : { وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور } فلو أراد بالقول ما في النفس لكونه ذكر علمه بذات الصدور لم يكن قد ذكر علمه بالنوع الآخر وهو الجهر . وإن قيل : نبه , قيل : بل نبه على القسمين . وقوله تعالى : { آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا } قد ذكر هذا في قوله : { ثلاث ليال سويا } وهناك لم يستثن شيئا , والقصة واحدة وهذا يدل على أن الاستثناء منقطع والمعنى آيتك ألا تكلم الناس لكن ترمز لهم رمزا كنظائره في القرآن , وقوله : { فأوحى إليهم } هو الرمز ولو قدر أن الرمز استثناء متصل لكان قد دخل في الكلام المقيد بالاستثناء كما في قوله : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء } . ولا يلزم من ذلك أن يدخل في لفظ الكلام المطلق ; فليس في لغة القوم أصلا ما يدل على أن ما في النفس يتناوله لفظ الكلام والقول المطلق ; فضلا عن التصديق والتكذيب فعلم أن من لم يصدق بلسانه مع القدرة لا يسمى في لغة القوم مؤمنا كما اتفق على ذلك سلف الأمة من(1/2451)
الصحابة والتابعين لهم بإحسان . وقول عمر رضي الله عنه : زورت في نفسي مقالة أردت أن أقولها حجة عليهم . قال أبو عبيد : التزوير : إصلاح الكلام وتهيئته قال : وقال أبو زيد : المزور من الكلام والمزوق واحد وهو المصلح الحسن , وقال غيره : زورت في نفسي مقالة أي هيأتها لأقولها . فلفظها يدل على أنه قدر في نفسه ما يريد أن يقوله ولم يقله فعلم أنه لا يكون قولا إلا إذا قيل باللسان وقبل ذلك لم يكن قولا لكن كان مقدرا في النفس يراد أن يقال كما يقدر الإنسان في نفسه أنه يحج وأنه يصلي وأنه يسافر إلى غير ذلك فيكون لما يريده من القول والعمل صورة ذهنية مقدرة في النفس ولكن لا يسمى قولا وعملا إلا إذا وجد في الخارج كما أنه لا يكون حاجا ومصليا إلا إذا وجدت هذه الأفعال في الخارج ولهذا كان ما يهم به المرء من الأقوال المحرمة والأفعال المحرمة لا تكتب عليه حتى يقوله ويفعله وما هم به من القول الحسن والعمل الحسن إنما يكتب له به حسنة واحدة فإذا صار قولا وفعلا كتب له به عشر حسنات إلى سبعمائة وعوقب عليه - إذا قال أو فعل - كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " { إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل } " . وأما البيت الذي يحكى عن الأخطل أنه قال : إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا فمن الناس من أنكر أن يكون هذا من شعره . وقالوا : إنهم فتشوا دواوينه فلم يجدوه , وهذا يروى عن محمد بن الخشاب . وقال بعضهم : لفظه : إن البيان لفي الفؤاد . ولو احتج محتج في مسألة بحديث أخرجاه في " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم لقالوا : هذا خبر واحد ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول وهذا البيت لم يثبت نقله عن قائله بإسناد صحيح لا واحد ولا أكثر من واحد ولا تلقاه أهل العربية بالقبول فكيف يثبت به أدنى شيء من اللغة فضلا عن مسمى الكلام . ثم يقال : مسمى الكلام والقول ونحوهما ليس هو(1/2452)
مما يحتاج فيه إلى قول شاعر فإن هذا مما تكلم به الأولون والآخرون من أهل اللغة وعرفوا معناه في لغتهم كما عرفوا مسمى الرأس واليد والرجل . وأيضا فالناطقون باللغة يحتج باستعمالهم للألفاظ في معانيها لا بما يذكرونه من الحدود فإن أهل اللغة الناطقين لا يقول أحد منهم : إن الرأس كذا واليد كذا والكلام كذا واللون كذا بل ينطقون بهذه الألفاظ دالة على معانيها فتعرف لغتهم من استعمالهم . فعلم أن الأخطل لم يرد بهذا أن يذكر مسمى " الكلام " ولا أحد من الشعراء يقصد ذلك البتة ; وإنما أراد : إن كان قال ذلك ما فسره به المفسرون للشعر أي أصل الكلام من الفؤاد وهو المعنى ; فإذا قال الإنسان بلسانه ما ليس في قلبه فلا تثق به ; وهذا كالأقوال التي ذكرها الله عن المنافقين ذكر أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ; ولهذا قال : لا يعجبنك من أثير لفظه حتى يكون مع الكلام أصيلا إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا نهاه أن يعجب بقوله الظاهر حتى يعلم ما في قلبه من الأصل ; ولهذا قال : حتى يكون مع الكلام أصيلا . وقوله : " مع الكلام " دليل على أن اللفظ الظاهر قد سماه كلاما وإن لم يعلم قيام معناه بقلب صاحبه وهذا حجة عليهم ; فقد اشتمل شعره على هذا وهذا ; بل قوله : " مع الكلام " مطلق . وقوله : إن الكلام لفي الفؤاد . أراد به أصله ومعناه المقصود به , واللسان دليل على ذلك . و " بالجملة " فمن احتاج إلى أن يعرف مسمى " الكلام " في لغة العرب والفرس والروم والترك وسائر أجناس بني آدم بقول شاعر فإنه من أبعد الناس عن معرفة طرق العلم . ثم هو من المولدين ; وليس من الشعراء القدماء وهو نصراني كافر مثلث واسمه الأخطل والخطل فساد في الكلام وهو نصراني والنصارى قد أخطئوا في مسمى الكلام فجعلوا المسيح القائم بنفسه هو نفس كلمة الله . فتبين أنه إن كان " الإيمان " في اللغة هو التصديق والقرآن إنما أراد به مجرد التصديق الذي هو(1/2453)
قول ولم يسم العمل تصديقا فليس الصواب إلا قول المرجئة : إنه اللفظ والمعنى . أو قول الكرامية : إنه قول باللسان فقط فإن تسمية قول اللسان قولا أشهر في اللغة من تسمية معنى في القلب قولا . كقوله تعالى : { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } وقوله : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } وأمثال ذلك بخلاف ما في النفس فإنه إنما يسمى حديثا . والكرامية يقولون : المنافق مؤمن وهو مخلد في النار لأنه آمن ظاهرا لا باطنا وإنما يدخل الجنة من آمن ظاهرا وباطنا . قالوا : والدليل على شمول الإيمان له أنه يدخل في الأحكام الدينية المتعلقة باسم الإيمان كقوله تعالى : { فتحرير رقبة مؤمنة } ويخاطب في الظاهر بالجمعة والطهارة وغير ذلك مما خوطب به الذين آمنوا . وأما من صدق بقلبه ولم يتكلم بلسانه فإنه لا يتعلق به شيء من أحكام الإيمان لا في الدنيا ولا في الآخرة ولا يدخل في خطاب الله لعباده بقوله : { يا أيها الذين آمنوا } فعلم أن قول الكرامية في الإيمان وإن كان باطلا مبتدعا لم يسبقهم إليه أحد فقول الجهمية أبطل منه وأولئك أقرب إلى الاستدلال باللغة والقرآن والعقل من الجهمية .
---
(1/2454)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال في التجويد ، المرجو الإفادة
---
إشكال في التجويد ، المرجو الإفادة
---
أبو سليمان البدراني
02-08-2005, 09:57 PM
السلام عليكم و رحمة الله
قال الجمزروى - رحمه الله -
واحذر لدى واو وفا إن تختفي لقربها والإتحاد فاعرف
يعني الميم
السؤال - حفظكم الله - أن خطأ كثيرين في الفاء بعد الميم واضح ، فهو يحتاج إلى تحرس ، لكن ما وجه التحذير بالنسبة للواو ؟ فإن لا أرى أحد في منطقتنا من يخفي ، حتى من العوام
المرجو من المشايخ الفضلاء الإفادة ، و حفظكم الله .
---
مساعد الطيار
02-08-2005, 11:43 PM
أخي الكريم أبا سليمان
إشكالك في محلِّه ، ولقد رجعت إلى بعض مدونات التجويد ، فلم أظفر بنقد لكون الإخفاء قد يقع ـ خطأً ـ عند التقاء الميم الساكنة للواو ، بل إن تطبيق الإخفاء صعبٌ لغاية ، وتأمل نطق أموال ، فإنك لا تستطيع النطق بالإخفاء ، وإنما يقع الخطأ في مثل هذه الكلمة فيقلقلة حرف الميم الساكن ، وهي ليست من حروف القلقلة ، ولا يبعد أن يكون هذا التعليل للواو لإرادة التنبيه على أن الاتحاد في المخرج غير موجب للإدغام ، إذ من المعلوم أن من موجبات الإدغام الاتحاد في المخرج ، ولعل بعض المشايخ الذين لهم باع في التجويد والقراءات يفيدنا بهذا .
ويظهر لي أن الذي دعا إلى التنبيه على هذين الحرفين كونهما من حروف الشفتين ، وحروف الشفتين : الميم والواو والباء والفاء ، والأحرف الثلاثة تتفق في خروجها من الشفتين بإطباقٍ في الميم والباء ، وانفتاح في الواو ، أما الفاء ، فتخرج بإلصاق رؤوس الثنايا العليا ببطن الشفة السفلى .
فالميم والباء والواو متحدات في المخرج ، والاتحاد في المخرج من موجبات الإدغام ، ومع ذلك لم يقع في هذا المخرج إدغام بين هذه الحروف ، سوى إدغام التماثل في الميم مع الميم .(1/2455)
أما الميم مع الباء ، ففيها مذهبان معروفان : الإخفاء ـ وعليه العمل اليوم ـ ، والإظهار ، ولا يعمل به أحد اليوم ، والله أعلم .
ولو تأمَّلت حركة الشفتين عند الميم والباء لوجدت سهولة وتناسب حكم الإخفاء، فكلا الشفتين مطبقتان عند النطق .
أما الواو ، فيظهر اختلافها عنهما بوجود الانفتاح في الشفتين عند النطق بالواو ، وذلك الذي دعا إلى الإظهار ـ والله أعلم ـ لعدم التمكن من الإدغام أو الإخفاء .
أما الفاء ، فلها شيء من التناسب في طريقة النطق مع الميم ، فقد يقع الإخفاء من القاء ، فيخفي الميم عند الفاء ، وهي ليست كذلك كما نبَّه عليه ابن الجزري في منظومته بقوله :
واحذر لدى وواو فا أن تختفي .
ولئن كنت خرجت عن مقصودك ، فإني أستبيحك العذر ، وأقول : لا زال إشكالك قائمًا في عدم إمكانية وقوع الخطأ في وجه الإخفاء المحذَّر منه ، والله الموفق .
من باب الفائدة :
لو تُتُبِّع هذا التحذير في كتب المتقدمين على ابن الجزري ( ت : 833 ) ليُرى هل نبَّه أحد منهم على هذا ، أم إنه من زيادات ابن الجوزي ، ثم تبعه عليها المتأخرون بعده ؟
فمكي ( ت : 437 ) عندما تحدث عن حرف الميم أشار إلى الخوف من الإدغام في الواو ، فقال : " وإذا سكنت الميم ، وجب أن يُتحفظ بإظهارها ساكنة عند لقائها باءً أو فاءً أو واواً ... لا بد من بيان الميم الساكنة في هذا كله ساكنة من غير أن يحدث فيها سيء من حركة ، وإنما ذلك خوف الإخفاء والإدغام لقرب مخرج الميم من مخرجهن ؛ لأنهن كلهن يخرجن من ما بين الشفتين ، غير أن الفاء تخرج من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى ... " الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة ( ص : 232 ـ 233 ) .(1/2456)
وأما عصرية الداني ( ت : 444 ) ، فقال : " ذكر الميم ، وهو حرف أغن مجهور ، فإذا التقى بمثله أدغم لا غير ، وإن التقى بالفاء أو الواو أُنعم بيانه للغنة التي فيه ، إذ كان اإدغام يذهبها ، فيختل بذلك ... " التحديد في الاتقان والتجويد ( ص : 167 ) .
---
أبومحمد
02-09-2005, 12:12 AM
قال الشيخ العلامة علي الضباع في شرحه لتحفة الأطفال الموسوم بـ(منحة ذي الجلال) ص:72:((.....(لقربها) من : الفاء (والاتحادِ) بالجر عطفاً على قربها أي : ولاتحادها مع الواو مخرجاً فيُظن أنها تُخفى عندها كما تُخفى عند الباء...........وعبّر أولاً بالقُرب وثانياً بالاتحاد؛ لأن الميم والواو من الشفتين، والفاء من بطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا)).
---
أبو سليمان البدراني
02-09-2005, 01:33 PM
أشكر فضيلة الشيخ مساعد على تفضله بالإفادة شكر الله له
ثم أنا سعيد جدا بالإستطرادات المفيدة
---
(1/2457)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > السببية في القرآن الكريم
---
السببية في القرآن الكريم
---
د.بكار
04-12-2006, 10:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيمالسببية في القرآن الكريم
بقلم الدكتور بكار الحاج جاسم
وردت كلمة (سبب) في القرآن الكريم في ثمانية مواضع([1])، والسبب في اللغة: الحبل، وقيل لكل شيء وصلت به إلى موضع أو حاجة تريدها: سبب، والأسباب: الوُصُل، من الاتفاق على دين واحد، ومن الأنساب والمحاب والأتباع([2]).
وعلاقة السببية واضحة في كتاب اللهU، فالمكوَّنات مرتبطة فيما بينها، فلا يوجد الشيء إلا بوجود سببه، حتى العلاقات الإنسانية والاجتماعية ترتبط بعلاقات سببية، وكذلك الأحكام الشرعية([3]).
فمن أمثلة السببية في الطبيعة قوله تعالى:}وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{([4]). تبين هذه الآية أن نزول الماء كان بسب السحاب، وخروج النبات كان بسبب الماء، وفي الآية ـ أيضاً ـ إشارة إلى أن الأحوال الإنسانية هي الأخرى مرتبطة بأسبابها،كإحياء الموتى.
ومن الأمثلة أيضاً قوله تعالى:}وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ{([5]). قال الرازي:"لا شك أنه تعالى قادر على خلق هذه الثمار ابتداء من غير هذه الوسائط…إلا أنا نقول: قدرته على خلقها ابتداء لا تنافي قدرته عليها بواسطة خلق هذه القوى المؤثرة والقابلة في الأجسام…وإنما أجرى الله تعالى العادة بأن لا يفعل ذلك إلا على ترتيب وتدريج"([6]).(1/2458)
ونجد كذلك أن الله تعالى ربط الثواب والعقاب بأسبابهما، فالقتل العمد سبب للقصاص، والسرقة سبب لقطع اليد، والزنا سبب للجلد أو الرجم، والاستغفار سبب للتوبة، والإيمان سبب لدخول الجنة، والكفر سبب لدخول النار، يقول الله تعالى:}وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا! يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا! إِلا مَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا{([7]).
ونلاحظ أن هذه الأسباب إنما هي أسباب جعلية وليست ذاتية، أي:جعلها اللهI أسباباً وربط بينها، ولهI أن يفصل هذا الارتباط، فيوجد المسبَّب دون سبب، كما هو الشأن في المعجزات. فالآيات التي تشير إلى السببية هي ذاتها التي تشير إلى أن هذه السببية جعلية، وذلك بدلالة الضمير، أو اسم الجلالة، فإذا رجعنا إلى الأمثلة السابقة نلاحظ ذلك، مثل(وهو الذي يرسل الرياح… سقناه… فأنزلنا… فأخرجنا…)(1/2459)
ومن هنا نفهم معنى الآيات التي تنفي السببية، فهي إنما تنفي ذاتية السببية واستقلالها عن الله تعالى، فمن هذه الآيات قوله تعالى:}أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ! ءَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ! لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ! إِنَّا لَمُغْرَمُونَ! بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ! أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ! ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ! لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ {([8]). تؤكد هذه الآيات أن الله تعالى هو صاحب الملك، القائم بأمر الكون كله، المدبر لشؤونه. فهوIكما قال:}قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{([9]).
ويقول تبارك وتعالى:}فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ… {([10]). فالمراد من الإذن - هنا - التخلية بين المسحور وضرر السحر؛ قاله الحسن([11])، قال الآلوسي:"وفيه دليل على أن فيه ضرراً مودعاً، إذا شاء الله تعالى حال بينه وبينه، وإذا شاء خلاه وما أودعه فيه، وهذا مذهب السلف في سائر الأسباب والمسبَّبات"([12]).(1/2460)
ومن الأمثلة التي تؤكد الاطراد في نظام السببية، وأن هذا الاطراد خاضع للمشيئة الإلهية، ما نراه كل يوم من أمر الشمس، فدوماً تظهر من جهة المشرق، وتختفي في جهة المغرب، وهذه سنة مطردة، وقد تحدى بها إبراهيم u، فيقول تعالى حكاية عنه:}قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{([13]).
ولكن هذا الاطراد قد انخرق ليوشعu، حيث قال للشمس:"أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علي شيئاً، فحُبِست عليه حتى فتح الله عليه"([14]).
وبشأن السببية المرتبطة بالمجتمع يقول تعالى:}وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا {([15]) . فهذه الآية تشير إلى الحتم الذي لا يتغير، عن قتادة قال:"قضاء من الله كما تسمعون، ليس منه بد، إما أن يهلكها بموت، وإما أن يهلكها بعذاب مستأصل، إذا تركوا أمره، وكذبوا رسله"([16]).
ونشير هنا إلى معنى كلمة الحتم التي لم ترد في القرآن الكريم إلا مرة واحدة، وقد وردت بشأن قضية غيبية هي قضية ورود الناس جهنم يوم القيامة، قالI:}وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا! ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا{([17]). الشاهد في هذه الآية قوله تعالى:}حَتْمًا مَقْضِيًّا{، فالحتم: القضاء والإيجاب، وإحكام الأمر([18]). فالمعنى: واجباً مفروغاً منه بحكم الوعيد([19]).
وبهذا يمكن أن نخلص إلى النتيجة التالية: إن القرآن الكريم أكد مبدأ السببية، واعتبر الأسباب أسباباً جعلية وليست ذاتية، فالأسباب داخلة في قسم الممكنات التي تتسلط عليها القدرة الإلهية فتصرفها كيف شاءت.(1/2461)
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر: محمد فؤاد عبد الباقي: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن: 429 .
([2]) انظر: الزمخشري: الكشاف: 1 / 210 - و2/715 - وانظر: الرازي: مفاتيح الغيب: 4/ 223.
([3]) انظر: الآلوسي: روح المعاني: 1/192 - والقاسمي: محاسن التأويل: 3/ 488 - وابن القيم: شفاء العليل: 341.
([4]) سورة الأعراف: الآية 57 .
([5]) سورة الحجر: الآية 5 .
([6]) مفاتيح الغيب: 2/ 121.
([7]) سورة الفرقان: الآية 68-70.
([8]) سورة الواقعة: الآية 62-70 .
([9]) سورة آل عمران: الآية 26 .
([10]) سورة البقرة: الآية 102 .
([11]) انظر: الرازي: مفاتيح الغيب: 3/239- والآلوسي: روح المعاني: 1/343
([12]) روح المعاني: 1/343.
([13]) سورة البقرة: الآية 258 .
([14]) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: كتاب الجهاد والسير: باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة.
([15]) سورة الإسراء: الآية 58.
([16]) ذكره الطبري: جامع البيان: 15/133- وانظر: مفاتيح الغيب: 20/234.
([17]) سورة مريم: الآية 71-72.
([18]) انظر: الفيروزآبادي: القاموس المحيط: 984.
([19]) انظر: الزمخشري: الكشاف: 3/34 - والرازي: مفاتيح الغيب: 21/244 - والقرطبي الجامع لأحكام القرآن:11/147.
---
مرهف
04-13-2006, 06:44 PM
أحسنت د بكار على هذه الدراسة الطيبة ، ومن فوائدها الرد على الماديين القائلين بتأثير الأشياء في الطبيعة بذواتها ، ولكن حبذا لو عرفتم السببية باصطلاحكم الذي ارتضيتموه في بداية دراستكم حتى لا يختلط علينا مبدأ السببية المعروف لانشتاين.
---
أحمد البريدي
04-14-2006, 12:44 AM
تكملة لما ذكره أخي د. بكار فيما يتعلق بالأسباب أقول:
ينبغي في الأسباب مُراعاة ما يلي :
أ - لا بُدَّ أنْ يكون السببُ سببًا حقيقيًا وهو الذي ثَبَتَ أنّه سببٌ شرْعًا أو حِسًّا.(1/2462)
ب - أنّ الأسبابَ مهْما عظُمتْ لا تأثير لها إلاّ بإذن الله .
فالنارُ مُحْرِقة وسُلِبتْ هذه الخاصّيةُ في إبراهيمَ حينما قال الله تعالى :{قُلْنَا يَا
نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} (الأنبياء:69) .
والبحْرُ مُغْرِقٌ وسُلِبتْ مِنْه هذه الخاصّية في موسى حينما قال الله تعالى : {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
الحادثُ بسببٍ معلوم له صُوَر :
الصورة الأولى : أنْ يُضيفه إلى الله وحْده .
الصورة الثانية : أنْ يُضيفه إلى الله تعالى مَقْرونًا بِسببه المعلوم مثل أنْ يقول : لولا أنّ الله أنْجاني بِفلانٍ لغرِقْتُ .
الصورة الثالثة : أنْ يُضيفه إلى السبب المعلوم وحْده معَ اعتقاد أنّ الله هو المُسَبِّب ،ومِنْه قَوْلُ النبيِّ في عمِّهِ أبي طالب لمَّا ذكَر عذابه :[لَوْلا أنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِن النَّار ].
الصورة الرابعة : أنْ يُضيفه إلى الله مقْرونًا بالسبب المعلوم بـ " ثُمَّ " كقوله : لولا الله ثُمَّ فلان . وهذه الأربع كلُّها جائزةٌ .
الصورة الخامسة : أنْ يُضيفه إلى الله ، وإلى السبب المعلوم مقْرونًا بالوَاوِ ؛ فهذا شِرْكٌ ، كقوله : لولا الله وفلان .
الصورة السادسة : أنْ يُضيفه إلى الله ، وإلى السبب المعلوم مقْرونًا بالفاء ، مثل : لولا الله ففلان ؛ فهذا محلُّ نظر : يحتملُ الجوازَ ، ويحتملُ المنْعَ .
الصورة السابعة : أنْ يُضيفه إلى سبب مَوْهُوم ليس بثابتٍ شرْعًا ولا حِسًّا فهذا شِرْك .
---
د.حسن خطاف
04-15-2006, 10:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2463)
بارك الله بك أخي الدكتور بكار على هذا التمييز بين السبب الذاتي والسبب الجعلي ، فما أكثر ما يظن بحكم العادة والاستمرار أن الأسباب التي جعلها الله روابط بين المخلوقات على أنها أسباب ذاتية مؤثرة بحد ذاتها بينما هي أسباب مجعولة من قبل الله تعالى،
وفي ذلك أكبر رد على الطبائعيين والماديين الذين ينسبون العلة للمعلول والأثر للمؤثر المادي، وكان بالإمكان أن يخلق الله السبب من غير مسبب والعلة من غير معلول بحكم قدرته الذاتية ولكن جعل الله هذه الروابط من أجل استقامة الحياة ودوام العيش..على أن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يفصل بين هذه الروابط أو أن يخلق العلة من غير معلول ويكون ذلك عندما يقتضي الأمر إظهار معجزة
بارك الله بك مرة أخرى وننتظر المزيد
الدكتور حسن الخطاف . كلية الشريعة بجامعة دمشق . قسم العقائد والأديان
---
الديبو
04-20-2006, 11:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك د. بكار، والشكر لكل من ساهم، فقضية السببية تتعلق بمسألتين:
الأولى عقدية: وهي استصحاب قدرة الله تعالى مع كل فعل وعمل، وأن الله تعالى هو المؤثر في الأشياء تأثيرا ذاتيا، وهي عقيدة المسلم ولا أظن أن مسلما يمكن أن يقول بخلاف ذلك، ونحن نتعامل مع الأسباب الظاهرة بيقين جازم أنها مظاهر وأسباب جعلها الله تعالى في الكون، فأذهب إلى الطبيب بهذا الاعتقاد وأسأل الله أن يكون سببا من أسباب شفائي وأبذل جهدا في أعمالي منتظرا توفيق الله تعالى وخلقه لأسباب النجاح والتفوق، وبذلك تكون عقيدتي سببا من أسباب القوة، مع عقيدة لا يشوبها اعتماد على الأسباب بل على رب الأسباب، وليس فيها تأليه لأي سبب من الأسباب المادية التي هي في حقيقتها جند من جند الله تعالى، تأتمر بأمره وتنتهي بنهيه، وتخضع لإرادته ، فالمؤمن يتجه في إيمانه وعبادته لمن يسخر الأسباب وللقادر على سلبها تأثيرها في الأشياء.(1/2464)
الثانية: سلوكية: عقيدتي بأن الأسباب لا تؤثر بذاتها لا يعني أبدا التواكل وترك الأسباب، بل سلوكي لا بد أن يكون منضبطا ومنسجما مع الأسباب، إذا مرضت أذهب للطبيب وإذا جعت أتناول الطعام وإذا عطشت أشرب الماء وإذا احتجت المساعدة طلبتها من القادرين عليها وإذا أردت النجاح سعيت له، والفرق بيني وبين المادي أنني في كل ذلك أعتمد على رب الأسباب، أسعى للنجاح وأطرق أبوابه ويقيني بأن الله تعالى هو الذي قدر الأسباب والمسببات وربط بينها برباط جعلي، دعاني للعمل ودعاني للنجاح ودعاني لعمارة الكون مع عقيدة راسخة في قلبي لا تغفل عن الأسباب وتأثيراتها الجعلية كما تراعي في كل عمل أن الله تعالى قادر على كل شيء وقادر على فك الترابط بين الأسباب ومسبباتها.
فترك الأسباب اعتمادا على أن الله بيده كل شيء وأنه مسبب الأسباب تواكل.
والأخذ بالأسباب مع اعتقاد تأثيرها الذاتي نوع من الشرك أو تأليه مظاهر الطبيعة.
---
(1/2465)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حكم الطهارة لمس القرآن الكريم دراسة فقهية مقارنة.
---
حكم الطهارة لمس القرآن الكريم دراسة فقهية مقارنة.
---
الظافر
05-30-2003, 06:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث بعنوان حكم لمس القرآن الكريم دراسة فقهية مقارنة للشيخ الدكتور عمر بن محمد السبيل _ رحمه الله تعالى _ وهذا من الوفاء للشيخ _ رحمه الله تعالى _ أن ينشر علمه .
على هذا الملف
---
محمد التلباني
06-03-2006, 08:20 PM
جزاكم الله خيرا يا حبيب و لكن أين الملف
---
أبومجاهدالعبيدي
06-03-2006, 10:39 PM
حكم الطهارة لمس القرآن الكريم - دراسة فقهية مقارنة (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag23/f07.htm)
من أحكام مس القرآن الكريم - دراسة فقهية مقارنة (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag24/f07.htm)
وإذا أردت الكتاب على هيئة ملف وورد فافتح هذا الرابط :
حكم الطهارة لمس القرآن الكريم من مكتبة المشكاة (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1835)
---
(1/2466)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من بدائع التحرير و التنوير في قوله تعالى" إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئون (2)
---
من بدائع التحرير و التنوير في قوله تعالى" إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئون (2)
---
أبو زينب
03-06-2005, 09:18 AM
يقول الله سبحانه و تعالى في الآية 69 من سورة المائدة :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
"موقع الآية دقيق و معناها أدق و إعرابها تابع لدقة الأمرين " هكذا بدأ ابن عاشور رحمه الله تفسيره لهذه الآية .
و قد اختلف القراء في قراءة كلمة" الصابئون "و المفسرون في معناها و إعرابها:
فقد قرئت :
الصابئون :قرأها الجمهور بالرفع
الصابون : قرأها نافع و أبو جعفر.
الصابئين : قرأها ابن مسعود و ابن كثير و أبي بن كعب.
الصابيون: عن الحسن بن أبي الحسن و الزهري ( و حمزة وقفا ).
الصابين :قرأها عثمان بن عفان و عائشة و أبي بن كعب و سعيد بن جبير و الجحدري.
ويروى عن عبد الله (ابن مسعود ) أنه قرأ " يا أيها الذين آمنوا والذين هادوا و الصابئون و النصارى..."
ما جاء في تفسير الأية :
معنى " الصابئون " :
قيل عنهم أنهم :
* فئة تركت عبادة الأوثان قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم و عبدت الله وحده على غير نحلة معينة( الظلال ) .
* طائفة من النصارى و المجوس ليس لهم دين , قاله مجاهد . و قال قتادة :هم قوم يعبدون الملائكة و يصلون إلى غير القبلة و يقرؤون الزبور ( ابن كثير و الألوسي )(1/2467)
* قوم يعبدون الكواكب، و لهم قولان. الأول: أن خالق العالم هو الله سبحانه، إلا أنه سبحانه أمربتعظيم هذه الكواكب واتخاذها قبلة للصلاة والدعاء والتعظيم. والثاني: أن الله سبحانه خلق الأفلاك والكواكب، ثم إن الكواكب هي المدبرة لما في هذا العالم من الخير والشر والصحة والمرض، والخالقة لها فيجب على البشر تعظيمها لأنها هي الآلهة المدبرة لهذا العالم ثم إنها تعبد الله سبحانه، وهذا المذهب هو القول المنسوب إلى الكلدانيين الذين جاءهم إبراهيم عليه السلام راداً عليهم ومبطلاً لقولهم، ( الرازي )
*الصابون : من صبا يصبو : لأنهم صبوا إلى اتباع الشهوات و لم يتبعوا شرعا و لا عقلا ( الشوكاني و البيضاوي ) .
تفسير الآية :
1 - "إن الذين آمنوا ":
روي عن الثوري أنهم الذين آمنوا بألسنتهم أي المنافقون ( و كذلك عن الزجاج ) .
و روي عن القاضي أنهم المتدينون بدين محمد صلى الله عليه و سلم مخلصون أو منافقون .
2 -" و الصابئون" :
ظاهر الأعراب يقتضي أن يقال: والصابئين و لذلك وقع الاختلاف بين المفسرين :
1- قال ابن كثير : لما طال الفصل حسن العطف بالرفع .
2- ذهب الرازي مذهبين :
الأول : وهو مذهب الخليل وسيبويه ارتفع الصابئون بالابتداء على نية التأخير، كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون كذلك، فحذف خبره، والفائدة في عدم عطفهم على من قبلهم هو أن الصابئين أشد الفرق المذكورين في هذه الآية ضلالاً، فكأنه قيل: كل هؤلاء الفرق إن آمنوا بالعمل الصالح قبل الله توبتهم وأزال ذنبهم، حتى الصابئون فإنهم إن آمنوا كانوا أيضاً كذلك. (وافقه الشوكاني و الألوسي )
الثاني: وهو قول الفراء أن كلمة { إن } ضعيفة في العمل ههنا، وبيانه من وجوه:
الأول: أن كلمة { إن } إنما تعمل لكونها مشابهة للفعل، ومعلوم أن المشابهة بين الفعل وبين الحرف ضعيفة.(1/2468)
الثاني: أنها وإن كانت تعمل لكن إنما تعمل في الاسم فقط، أما الخبر فإنه بقي مرفوعاً بكونه خبر المبتدأ، وليس لهذا الحرف في رفع الخبر تأثير، وهذا مذهب الكوفيين.
الثالث: أنها إنما يظهر أثرها في بعض الأسماء، أما الأسماء التي لا يتغير حالها عند اختلاف العوامل فلا يظهر أثر هذا الحرف فيها، والأمر ههنا كذلك، لأن الاسم ههنا هو قوله { الَّذِينَ } وهذه الكلمة لا يظهر فيها أثر الرفع والنصب والخفض. أي إنه إذا كان اسم { إن } لا يظهر فيه أثر الإعراب، جاز للمعطوف عليه النصب على إعمال حرف إن ، و جاز الرفع على إسقاط عمله،
ثم ذكر الرازي رأيا ثالثا فقال : يجوز بعد ذكر الاسم و خبره الرفع و النصب في المعطوف عليه . و جاز هذا في المعطوف عليه لأن له خبر مضمر و حكم الخبر المضمر الرفع بالابتداء .
3- القرطبي: يقول :
«إنّ» بمعنى «نَعَم» فالصابئون مرتفع بالابتداء، وحذف الخبر لدلالة الثاني عليه، فالعطف يكون على هذا التقدير بعد تمام الكلام وانقضاء الاسم والخبر. وقال قيس الرقيات:
بَكرَ العواذِلُ في الصَّبا حِ يَلُمْنَني وأَلُومُهُنَّهْ
ويَقُلْنَ شَيْبٌ قد عَلاَ كَ وقد كبِرت فقلت إنّهْ
قال الأخفش: «إنَّه» بمعنى «نَعَم»، وهذه «الهاء» أدخلت للسكت.
4- الزمخشري:
وهذه إضافة لطيفة منه رحمه الله إذ أنه يتساءل : ما التقديم والتأخير إلا لفائدة، فما فائدة هذا التقديم؟ ثم يجيب : فائدته التنبيه على أن الصابئين يُتاب عليهم إن صحّ منهم الإيمان والعمل الصالح، فما الظنّ بغيرهم. وذلك أن الصابئين أبين هؤلاء المعدودين ضلالاً وأشدّهم غياً، وما سموا صابئين إلا لأنهم صبئوا عن الأديان كلها، أي خرجوا.
3 - " من آمن بالله و اليوم الآخر و عمل صالحا "
الجملة في محل رفع مبتدأ و خبره " فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون" أو في محل نصب بدل من اسم " إن " و ما عطف عليه , و هو بدل بعض و لا بد فيه من الضمير .
4 - " فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون "(1/2469)
الخوف يتعلق بالمستقبل و الحزن بالماضي فقال " لا خوف عليهم " بسبب ما يشاهدون من أهوال القيامة . " ولا هم يحزنون " بسبب ما فاتهم من طيبات الدنيا لأنهم وجدوا أمورا أعظم و أشرف و أطيب مما كانت حاصلة لهم في الدنيا ( الرازي )
ما جاء في التحرير و التنوير:
يبدأ رحمه الله بالتذكير بدقة موقع الآية و معناها و إعرابها فيقول :
موقع هذه الآية دقيق، ومعناها أدقّ، وإعرابها تابع لدقّة الأمرين. فموقعها أدقّ من موقع نظيرتها المتقدّمة في سورة البقرة (62) . ومعناها يزيد دقّة على معنى نظيرتها تبعاً لدقّة موقع هذه. وإعرابها يتعقّد إشكاله بوقوع قوله: { والصابئون } بحالة رفع بالواو في حين أنّه معطوف على اسم { إنّ } في ظاهر الكلام.
فحقّ علينا أن نخصّها من البيان بما لم يسبق لنا مثله في نظيرتها.
أولا : موقع الآية :
لموقع الآية وجهان :
الوجه الأول أن تكون استئنافاً بيانياً ناشئاً على تقدير سؤال يخطر في نفس السامع لِقوله: { قل يأهل الكتاب لستم على شيء حتّى تقيموا التّوراة والإنجيل }[المائدة: 68] فيسأل سائل عن حال من انقرضوا من أهل الكتاب قبل مجيء الإسلام: هل هم على شيء أو ليسوا على شيء، وهل نفعهم اتّباع دينهم أيّامئذٍ؛ فوقع قوله: { إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا } الآية جواباً لهذا السؤال المقدّر. والمراد بالّذين آمنوا المؤمنون بالله وبمحمّد صلى الله عليه وسلم أي المسلمون. وإنّما المقصود من الإخبار الّذين هَادوا والصابون والنّصارى .
الوجه الثاني أن تكون هذه الجملة مؤكِّدة لجملة { ولو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتّقوا } [المائدة: 65] ، فبعد أن أُتبعت تلك الجملة بما أُتبعت به من الجُمل عاد الكلام بما يفيد معنى تلك الجملة تأكيداً للوعد، ووصلاً لربط الكلام، وليُلحق بأهل الكتاب الصابئون، وليظهر الاهتمام بذكر حال المسلمين في جنّات النّعيم.(1/2470)
أما سبب التصدير بذكر الذين آمنوا في طليعة المعدودين فيرجعه الشيخ محمد الطاهر إلى إدماج التنويه بالمسلمين في هذه المناسبة، لأنّ المسلمين هم المثال الصّالح في كمال الإيمان والتحرّز عن الغرور وعن تسرّب مسارب الشرك إلى عقائدهم (كما بشّر بذلك النّبيء صلى الله عليه وسلم في خطبة حجّة الوداع بقوله: " إنّ الشيطان قد يَئس أن يُعبد من دون الله في أرضكم هذه " ) فكان المسلمون، لأنّهم الأوحدون في الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصّالح، أوّلين في هذا الفضل.
ثانيا معنى الآية:
1 - يستهل تفسير الآية بشرح موقع "إن " في الآية : فافتتاحها بحرف { إنّ } هنا للاهتمام بالخبر لعروّ ( خلو ) المقام عن إرادة ردّ إنكار أو تردّد في الحكم أو تنزيل غير المتردّد منزلة المتردّد
2- من هم المعنيون في قوله : " مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ " ؟ يجيب قائلا: تحيّر النّاظرون في الإخبار عن جميع المذكورين بقوله: { من آمن بالله واليوم الآخر } ، إذ من جملة المذكورين المؤمنون، وهل الإيمان إلاّ بالله واليوم الآخر؟ وذهب النّاظرون في تأويله مذاهب: .... والوجه عندي أنّ المراد بالَّذين آمنوا أصحاب الوصف المعروف بالإيمان واشتهر به المسلمون، ولا يكون إلاّ بالقلب واللّسان لأنّ هذا الكلام وعد بجزاء الله تعالى، فهو راجع إلى علم الله، والله يعلم المؤمن الحقّ والمتظاهر بالإيمان نِفاقاً.
3 – الصابئة
والأظهر عندي أن أصل كلمة الصابي أو الصابئة أوما تفرع منها هو لفظ قديم من لغة عربية أو سامية قديمة هي لغة عرب ما بين النهرين من العراق وفي «دائرة المعارف الإسلامية» أن اسم الصابئة مأخوذ من أصل عبري هو (ص ب ع) أي غطس عرفت به طائفة (المنديا) وهي طائفة يهودية نصرانية في العراق يقومون بالتعميد كالنصارى....(1/2471)
وجامع أصل هذا الدين هو عبادة الكواكب السيارة والقمر وبعض النجوم مثل نجم القطب الشمالي وهم يؤمنون بخالق العالم وأنه واحد حكيم مقدس عن سمات الحوادث غير أنهم قالوا: إن البشر عاجزون عن الوصول إلى جلال الخالق فلزم التقرب إليه بواسطة مخلوقات مقربين لديه وهي الأرواح المجردات الطاهرة المقدسة وزعموا أن هذه الأرواح ساكنة في الكواكب وأنها تنزل إلى النفوس الإنسانية وتتصل بها بمقدار ما تقترب نفوس البشر من طبيعة الروحانيات فعبدوا الكواكب بقصد الاتجاه إلى رُوحانياتها .
4- و كعادة الشيخ ابن عاشور تناول الآية بالتشريح فكتب:
فالّذي أراه أن يجعل خبر (إنّ) محذوفاً. وحذفُ خبر (إنّ) وارد في الكلام الفصيح غير قليل، كما ذكر سيبويه في «كتابه». وقد دلّ على الخبر ما ذكر بعده من قوله: { فلا خوف عليهم } إلخ. ويكون قوله: { والّذين هادوا } عطفَ جملة على جملة، فيجعل { الّذين هادوا } مبتدأ، ولذلك حقّ رفع ما عُطف عليه، وهو { والصابُون }. وهذا أولى من جعل { والصابون } مَبْدأ الجملة وتقدير خبر له، أي والصابون كذلك، كما ذهب إليه الأكثرون لأنّ ذلك يفضي إلى اختلاف المتعاطفات في الحكم وتشتيتها مع إمكان التفصّي عن ذلك، ويكون قوله: { من آمن بالله } مبتدأ ثانياً، وتكون (من) موصولة، والرّابط للجملة بالّتي قبلها محذوفاً، أي من آمن منهم، وجملة { فلا خوف عليهم } خبراً عن (مَن) الموصولة، واقترانها بالفاء لأنّ الموصول شبيه بالشرط. وذلك كثير في الكلام، كقوله تعالى:{ إنّ الّذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثمّ لم يتوبوا فلهم عذاب جهنّم }[البروج: 10] الآية، ووجود الفاء فيه يعيّن كونه خبراً عن (مَن) الموصولة وليس خبر ـ إنّ ـ على عكس قول ضابي بن الحارث:
ومن يَك أمسى بالمدينة رحلُه فإنّي وقبّار بها لغريب
فإنّ وجود لام الابتداء في قوله: «لغريب» عيَّن أنّه خبر (إنّ) وتقديرَ خبر عن قبّار، فلا ينظّر به قوله تعالى: { والصابون }.(1/2472)
ومعنى { من آمن بالله واليوم الآخر } من آمن ودَام، وهم الّذين لم يغيّروا أديانهم بالإشراك وإنكارِ البعث؛ فإنّ كثيراً من اليهود خلطوا أمور الشرك بأديانهم وعبدوا الآلهة كما تقول التّوراة. ومنهم من جعل عُزيراً ابناً لله، وإنّ النّصارى ألَّهوا عيسى وعبدوه، والصابئة عبدوا الكواكب بعد أن كانوا على دين له كتاب.
ثمّ إنّ اليهود والنّصارى قد أحْدثوا في عقيدتهم من الغرور في نجاتهم من عذاب الآخرة بقولهم: { نحن أبناء الله وأحِبَّاؤه }[المائدة: 18] وقولِهم{ لن تمسّنا النّار إلاّ أيَّاماً معدودة } [البقرة: 80]، وقول النّصارى: إنّ عيسى قد كفَّر خطايا البشر بما تحمّله من عذاب الطّعن والإهانة والصّلب والقتل، فصاروا بمنزلة من لا يؤمن باليوم الآخر، لأنّهم عطّلوا الجزاء وهو الحكمة الّتي قُدّر البعث لتحقيقها.
5 – و كأنه رحمه الله علم بما قد يدور في أذهان بعض المشككين أو الطاعنين فانبرى يدافع عن القرآن و الرسول صلى الله عليه و سلم و المسلمين فقال و أبدع :
فممّا يجب أن يُوقن به أنّ هذا اللّفظ كذلك نزل، وكذلك نطق به النّبيء صلى الله عليه وسلم وكذلك تلقّاه المسلمون منه وقرؤوه، وكُتب في المصاحف، وهم عَرب خلّص، فكان لنا أصلاً نتعرّف منه أسلوباً من أساليب استعمال العرب في العطف وإن كان استعمالاً غير شائع لكنّه من الفصاحة والإيجاز بمكان، وذلك أنّ من الشائع في الكلام أنّه إذا أتي بكلام موكّد بحرف (إنّ) وأتي باسم إنّ وخبرها وأريد أن يعطفوا على اسمها معطوفاً هو غريب عن ذلك الحكم جيء بالمعطوف الغريب مرفوعاً ليدلّوا بذلك على أنّهم أرادوا عطف الجمل لا عطف المفردات، فيقدّرَ السامع خبراً يقدّره بحسب سياق الكلام.
ومن ذلك قوله تعالى:{ أنّ الله بريء من المشركين ورسولُه }[التوبة: 3]،(1/2473)
أي ورسوله كذلك، فإنّ براءته منهم في حال كونه من ذي نسبهم وصهرهم أمر كالغريب ليظهر منه أنّ آصرة الدّين أعظم من جميع تلك الأواصر، وكذلك هذا المعطوف هنا لمّا كان الصابون أبعد عن الهدى من اليهود والنّصارى في حال الجاهلية قبل مجيء الإسلام، لأنّهم التزموا عبادة الكواكب، وكانوا مع ذلك تحقّ لهم النّجاة إن آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحاً، كان الإتيان بلفظهم مرفوعاً تنبيهاً على ذلك. لكن كان الجري على الغالب يقتضي أن لا يؤتى بهذا المعطوف مرفوعاً إلاّ بعد أن تستوفي (إنّ) خبرها، إنَّما كان الغالب في كلام العرب أن يؤتى بالاسم المقصود به هذا الحكم مؤخّراً، فأمّا تقديمه كما في هذه الآية فقد يتراءى للنّاظر أنّه ينافي المقصد الّذي لأجله خولف حكم إعرابه، ولكن هذا أيضاً استعمال عزيز، وهو أن يجمع بين مقتضيي حالين، وهما للدّلالة على غرابة المُخبر عنه في هذا الحكم. والتّنبيه على تعجيل الإعلام بهذا الخبر فإنّ الصابئين يكادون ييأسون من هذا الحكم أو ييأس منهم من يسمع الحكم على المسلمين واليهود. فنبّه الكلّ على أنّ عفو الله عظيم لا يضيق عن شمولهم، فهذا موجب التّقديم مع الرّفع، ولو لم يقدّم ما حصل ذلك الاعتبار، كما أنّه لو لم يرفع لصار معطوفاً على اسم (إنّ) فلم يكن عطفه عطف جملة.وقد جاء ذكر الصابين في سورة الحجّ مقدّماً على النّصارى ومنصوباً، فحصل هناك مقتضى حال واحدة وهو المبادرة بتعجيل الإعلام بشمول فصل القضاء بينهم وأنّهم أمام عدل الله يساوون غيرهم.
ثمّ عقّب ذلك كلّه بقوله: { وعمل صالحاً } ، وهو المقصود بالذّات من ربط السلامة من الخوف والحزن، به، فهو قيد في المذكورين كلّهم من المسلمين وغيرهم، وأوّل الأعمال الصّالحة تصديق الرّسول والإيمان بالقرآن، ثم يأتي امتثال الأوامر واجتناب المنهيات كما قال تعالى:{ وما أدراك ما العقبة ..... ثم كان من الّذين آمنوا }[البلد: 12 ـ 17].
اهـ .
و الله أعلم .(1/2474)
---
(1/2475)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشرى : طباعة رسالة الدكتوراه للشيخ أحمد البريدي
---
بشرى : طباعة رسالة الدكتوراه للشيخ أحمد البريدي
---
الراية
11-09-2005, 09:20 PM
تم طباعة رسالة الدكتوراه للشيخ أحمد البريدي
لدى مكتبة الرشد في مجلد واحد – 823 صفحة
بعنوان:جهود الشيخ ابن عثيمين وآراؤه في التفسير وعلوم القران
فالحمد لله على طباعتها.
وادعو الاخوة الى اقتنائها
---
مساعد الطيار
11-10-2005, 12:44 AM
أبارك للشيخ أحمد هذا الجهد العلمي ، وأسأل الله أن يجعله في موازين حسناته ، وأن يتقبله بقبول حسن ، وأن يجعله باكورة خير وبركة للشيخ الفاضل .
ولقد اطلعت على رسالته ، فألفيتها غنية بالأمثلة التي توضح الفكرة وتجليها ، وتلك ميزة مهمة في كتابة العلم ؛ إذ بالمثال يتبين المقال ، وتبين الدعوى الواقعية من المفترضة .
---
أبو بيان
11-10-2005, 02:13 PM
الحمد لله, ونسأل الله أن ينفع بها,
( لا تنس يا شيخ أحمد المشاركة الرابعة والسابعة في هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2693&highlight=%C7%C8%E4+%DA%CB%ED%E3%ED%E4)
---
خالد الباتلي
11-10-2005, 06:40 PM
نبارك لأخينا الفاضل الشيخ أحمد على هذا النتاج، ونسأل الله أن يزيدنا وإياه من فضله.
ورحم الله الشيخ ابن عثيمين فقد كان علما وجبلا فقدته الأمة.
---
مرهف
11-10-2005, 06:48 PM
بارك الله لك أخانا الفاضل ونفع الله بك وبرسالتك الأمة وجعلها باكورة خير لأعمال علمية مستمرة
---
ابن الجزيرة
11-10-2005, 07:44 PM
بارك الله فيك ياشيخنا على هذا الجهد , ونسأل الله لك الأجر والمثوبة بأن ساهمت هذه المساهمة في نشر علم هذا الإمام رحمة الله عليه .
---
أحمد البريدي
11-11-2005, 07:12 PM
شكر الله لكم جميعاً واسأل الله أن ينفع بها .
الأخ أبو بيان : أنا على الوعد ونسختك محفوظة .
---(1/2476)
جمال أبو حسان
11-14-2005, 10:08 AM
لماذا تحفظ النسخة لابي بيان ولا تحفظ لابي حسان سؤال والله بريء
---
محمد بن علي
11-15-2005, 07:56 AM
مبارك للدكتور البريدي طباعة هذا السفر ، وتقبل الله جهوده وجهود الشيخ بن عثيمين في نشر هذا العلم .
---
أحمد البريدي
11-16-2005, 07:54 PM
ونسخة الدكتور جمال أبي حسان محفوظة على أن تسلم يداً بيد , لنرى طلتك فأنت ممن أحببناهم ولم نرهم , وفقك الله لكل خير .
---
جمال أبو حسان
11-17-2005, 03:53 PM
والله يا دكتور احمد اولا ابارك لك الدكتوراة واسال الله ان ينفعك وينفع بك وانا ما اردت هذا الذي كان انما هي مداعبة بين الاحبة عسى ان يجعلنا الله جميعا من الاخوة المتحابين على سرر متقابلين وعلى كل ما حصل يدل على كريم اخلاقكم ونبل صفاتكم اكرمكم الله
---
خلود
11-17-2005, 05:49 PM
ما أطيب العيش بين القوم تلقاهم .........على المحبة والخيرات أعوانا
بارك الله لشيخنا أحمد، ونفعه ، ونفع به.
وأدام الله على الملتقى المبارك خير أهله، وتوادهم.
---
(1/2477)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > خط مصحف قطر في مسابقة دولية
---
خط مصحف قطر في مسابقة دولية
---
إبراهيم الجوريشي
02-03-2007, 06:10 AM
خط مصحف قطر في مسابقة دولية
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=63236#post63236
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2007, 07:19 AM
جزاكم الله خيراً على إطلاعنا على هذا الموضوع .
---
(1/2478)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الوقف على رؤوس الآيات
---
الوقف على رؤوس الآيات
---
الميموني
02-25-2004, 05:34 PM
السلام عيكم ورحمة الله و بركاته
وبعد:
فهذان بحثان في موضوع مهم من موضوعات فن الوقف و الابتداء ، وهما لإخواننا هدية.
الأول بعنوان : حكم الوقف على رؤوس الآي وتخريج الحديث الوارد في ذلك (http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=838) .
والثاني بعنوان : عبارات منقولة عن السلف في الوقف والابتداء (http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=837) .
تمت إضافتهما لمكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية (http://tafsir.org/books/index.php).
---
الميموني
02-25-2004, 05:39 PM
للفائدة
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2004, 02:51 PM
أخي الكريم الشيخ عبدالله الميموني وفقه الله
جزاك الله خيراً على هذين البحثين ، وقد قمت بنقلهما مباشرة إلى مكتبة شبكة التفسير رغبة في إتاحتهما منفصلين للإخوة القراء ، وأسأل الله أن يكتب لك الأجر على عملك هذا . وأرجو منكم التكرم بدعوة الزملاء الفضلاء في القسم لديكم للمشاركة الكتابية ، أو إرسال البحوث المماثلة لطرحها في مكتبة الشبكة لدينا للفائدة العامة. فنفع المسلمين والباحثين ، وخدمة الدراسات القرآنية هو هدف هذه الشبكة .
---
الميموني
02-26-2004, 03:28 PM
الأخ الكريم: عبدالرحمن الشهري
يسرني و يثلج صدري أن أتعاون معكم على البر و العلم
---
راجي رحمة ربه
02-27-2004, 04:28 AM
بحثان ممتعان بارك الله فيك
لكن، مع توسعك في تخريج حديث أم سلمة رضي الله عنها، لم أرك أشرت من قريب ولا بعيد لحديث سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يشبه حديثها جدا مع ثقة رجاله وعدم اختلافهم فيه، نعم ليس هو بشهرة حديثها لكن البحث العلمي يكتمل بتحقيقه وفقكم الله
---
الميموني
02-27-2004, 03:56 PM(1/2479)
لم تذكر – جزاك الله خيرا - حديث عمر رضي الله عنه الذي تشير إليه حتى يكون الكلام واضحا فيكون الجواب مني عليه واضحا.
و متى ما لحظتم أنتم أو غيركم من الإخوان على الرسالتين شيئا فتتفضلون بذكره، ليقوَّم أو يبيَّن وجه الجواب عنه، مشكورين مأجورين.
---
راجي رحمة ربه
02-28-2004, 12:00 AM
سأبحث عنه وأضعه هنا، وهو حديث يرويه النهدي عن عمر رضي الله عنه وقال عنه السيوطي رجاله ثقات
---
راجي رحمة ربه
02-28-2004, 10:40 PM
الحديث أورده الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في الجامع الكبير ولفظه
عن أبي عثمان النهدي عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين إلى آخرها.
ثم قال رواه السلفي في انتخاب حديث الفراء - ورجاله ثقات.
وتجده في كنز العمال للمتقي الهندي
تحت رقم 22118
---
الميموني
03-02-2004, 12:29 AM
الأخ الكريم الشيخ : راجي رحمة ربه. وقفت على الحديث في الموضع الذي ذكرتم كما ذكرتم في كنز العمال للمتقي الهندي تحت رقم 22118، و هو حديث عزيز غريب لم يعزه السيوطي إلا إلى انتخاب السلفي من حديث الفراء، ولم يبرز له سندا. فعزاه رحمه الله إلا كتاب متأخر الطبقة و إلى كتاب عزيز. و السلفي إمام حافظ أسن قليلا من ابن عساكر وهومعاصر له. و إليه انتهى علو الرواية في طبقته وهو جمَّاع كتب و أسانيد طلاع آفاق متسع الرواية مقدم في الدراية و لكن لا كلام قبل أن نرى إسناده ، فقد يكون فيه وهم أو علة.
وأشكركم جزاكم الله خيراً على هذه الفائدة . وقد ذكَّرتني بقول الشاعر:
وليس كل العلم قد حويته *** كلا و لا العشر و لو أحصيته
وما بقي عليك منه أكثرُ*** مما علمتَ و الجواد يعثرُ
علماً أني لم أقف على من استشهد به من القراء أو المحدثين مع طول فحص عن مسألة الوقف على رؤوس الآيات، و ليس كل ما رأيته فيها ذكرته في ذلكم البحث.
---
راجي رحمة ربه
03-02-2004, 09:50 PM(1/2480)
كاتب الرسالة الأصلية : الميموني
علماً أني لم أقف على من استشهد به من القراء أو المحدثين مع طول فحص عن مسألة الوقف على رؤوس الآيات، و ليس كل ما رأيته فيها ذكرته في ذلكم البحث.
نعم وفقك الله، ولا أنا
وقد أجدت بارك الله فيك بالإحالة على السلفي، وإلا فانظر ماذا قال الذهبي عن الفراء:
الشيخ العالم الثقة المحدث أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر بن الفراء الموصلي ثم المصري
سمع من عبدالعزيز بن الحسن بن الضراب كتاب المجالسة للدينوري وسمع من عبدالباقي بن فارس والحافظ عبدالرحيم بن أحمد البخاري وعبدالله بن المحاملي وأبي إبراهيم أحمد بن القاسم ابن ميمون وأبي الحسين محمد بن مكي الأزدي وكريمة المروزية لقيها بمكة وابن الغراء بالقدس وأضعافهم
حدث عنه السلفي وأبو القاسم البوصيري وجماعة وبالإجازة أبو عبدالله الأرتاحي وسمع منه البخاري
قال السلفي هو من ثقات الرواة وأكثر شيوخنا بمصر سماعا أصوله أصول أهل الصدق وقد انتخبت من أجزائه مئة جزء وقال لي إنه ولد في سنة 433 في أول يوم منها توفي في ربيع الآخر سنة 519 هـ
سير أعلام النبلاء ج: 19 ص: 500
مئة جزء !!!!
إذن البحث في الأصل سيحتاج وقت أطول !!
هذا إن وجد الأصل أو حتى الانتخاب، ولم أر أيا منهما
===============
وللفائدة :
فإن أبا عثمان النهدي هو عبد الرحمن بن ملّ أبو عثمان النَهْدي مشهور بكنيته مخضرم من كبار الثانية ثقة ثبت عابد مات سنة خمس وتسعين وقيل بعدها وعاش مائة وثلاثين سنة وقيل أكثر
تقريب التهذيب
وفي تهذيب التهذيب ج: 6 ص: 249
من رجال الستة
أدرك الجاهلية وأسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..ولم يلقه وروى عن عمر وعلي وسعد ...وكثير من الصحابة
قال بن المديني هاجر إلى المدينة بعد موت أبي بكر ووافق استخلاف عمر فسمع منه
وحج ستين ما بين حجة وعمرة
وقال معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه إني لأحسب أن أبا عثمان كان لا يصيب ذنبا كان ليله قائما ونهاره صائما(1/2481)
وقال بن أبي حاتم عن أبيه كان ثقة وكان عريف قومه
وقال أبو زرعة والنسائي وابن خراش ثقة وقال بن سعد كان ثقة
قال عمرو بن علي وغيره مات سنة 95 وهو بن 130
فروايته عن سيدنا عمر رضي الله عنه متصلة والله أعلم بالباقي
---
راجي رحمة ربه
03-02-2004, 11:49 PM
ثم هناك نقطة أخرى تشكل على قول القائلين بعدم التقيد برؤوس الآي
وهو أن المشهور في تعيين الآي الرفع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو قد أخذ من وقفه على رؤوس الآي
قال السيوطي في الإتقان تحت النوع التاسع عشر في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه
في فصل في عدد الآي
قال بعضهم : الصحيح أن الآية إنما تعلم بتوقيف من الشارع كمعرفة السورة قال : فالآية طائفة من حروف القرآن علم بالتوقيف انقطاعها معنى عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن وعن الكلام الذي قبلها في آخر القرآن وعما قبلها وما بعدها في غيرهما غير مشتمل على مثل ذلك .
قال : وبهذا القيد خرجت السورة .
وقال الزمخشري : الآيات علم توفيقي لا مجال للقياس فيه ولذلك عدوا ألم آية حيث وقعت والمص ولم يعدوا المر والر وعدوا حم آية في سورها وطه ويس لم يعدوا طس .
قلت (أي السيوطي): ومما يدل على أنه توفيقي ما أخرجه أحمد في مسنده من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر عن ابن مسعود قال : أقرأني سول الله صلى الله عليه وسلم سورة من الثلاثين من آل حم .
قال : يعني الأحقاف .
وقال : كانت السورة إذا كانت اكثر من ثلاثين آية سميت الثلاثين الحديث .
وقال ابن العربي : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة سبع آيات وسورة الملك ثلاثون آية وصح أنه قرأ العشر آيات الخواتم من سورة آل عمران
قال : وتعديد الآي من معضلات القرآن وفي آياته طويل وقصير ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام ومنه ما يكون في أثنائه .(1/2482)
وقال غيره : سبب اختلاف السبب في عدد الآي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف فإذا علم محلها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنها ليست فاصلة .
اهـ بلفظه
وذكر آثار كثيرة بعد ذلك استدل بها على هذا القول.
فإن كانت طريقة تعيين الآيات بالوقف عليها من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكيف إذن نرجح القول بعدم سنية الوقوف على كل الآيات
وإن لم نقف على غير حديث أم سلمة وحديث أمير المؤمنين عمر رضي الله عنهما في هذا الباب لكن ما هو أعلاه يشير إلى العموم.
فما رأيكم؟
---
الميموني
03-05-2004, 06:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله: الأخ الكريم الشيخ: راجي رحمة ربه
سيكون الجواب و الكلام على أمور مهمة بإيجاز:
وسأوجز الراجح في الوقف على رؤوس الآيات، فقد يقف على محاورتنا هنا من لم يطلع على الرسالة الخاصة ببيان هذه المسألة- الموجودة بالمنتدى.
فالذي تبين لي من النظر في أدلة المسألة و التتبع لكلام الأئمة من القراء و علماء الوقف وغيرهم أن الوقف على رؤوس الآيات ( الكلمة التي في آخر الآية ) :
أن الوقف عليها له أحوال منها أن يتم الكلام ولا يتعلق بما بعده عندها فلا ريب في أن الوقف عليها أولى ، و إما أن تتعلق بما بعدها تعلقا غير شديد وهو ما لا يغير المعنى ولا يفسده ولا يوهم معنى مرجوحا فيجوز الوقف وهو أولى مما ليس برأس آية، وقد يكون هذا الوقف عند علماء الوقف كافيا وقد يكون حسنا بحسب المعنى و التعلق. و أما إذا اشتد تعلق الآية بما بعدها فتغير المعنى أو فسد فلا يوقف عليه بل يوصل.(1/2483)
و السنة مراعاة المعنى و التدبر لا الوقف على رأس كل آية و هذا هو عمل علماء الوقف الذي ذكروا أن الوقف على رؤوس الآية سنة، و الذين لم يذكروه، و الذين لم يلتزموا به وهم كل علماء الوقف المعتبرين في مصنفاتهم، وقد اتفقوا على ذكر الوقف القبيح و مثلوا فيه لما لا يجوز من الوقف فذكروا من أمثلة ذلك الوقف على رؤوس آيات عدوا الوقف عليها قبيحا مع كونها رؤوس آي
ومن هؤلاء وهم كثر – الداني و العماني والسخاوي و السجاوندي وابن الجزري و الجعبري و غيرهم.
و الحديث الوارد في ذلك إنما المراد به التأني و الترسُّل في القراءة و أن الخلاف في ألفاظه بين الرواة قد بين ذلك، و أن النبي صلّى اللهُ عَليه وسلَّم كان يُقرأ أصحابه القرآن و يُقرأونه هم للخلق فلو كان هذا سنة معلومة أراد الشارع أن تعمل بها الأمة لبينها و أمر الناس بها فقال قفوا أو لا تقفوا ولما ترك ذلك أصحابه ولا التابعون. و قد بينا كلام الترمذي و الطحاوي وغيرهما في تضعيف اللفظ الذي به يستدل من يستدل من متأخري القراء على تعميم القول بسنية الوقف على رؤوس الآيات وبينت بحمد الله الصواب في المسألة.
فيوقف على رؤوس الآي ما لم يشتد تعقها بما بعدها . فهذا بإيجاز.
و أما سؤالكم فمبني على صحة الرواية لفظا ومعنى في أن النبي صلّى اللهُ عَليه وسلَّم قد كان يتعمد الوقف على رؤوس الآي وقد بينت عدم صحته وثبوته و بينت الجواب عليه تنزُّلا فيما لو قيل بثبوته.
ثم معلوم أن المعانى في رؤوس الآيات كثيرا ما يتم الكلام عندها فلهذا يقف الواقف عندها.
و أما كون رؤوس الآيات توقيفية فلا يدل على سنية الوقف عليها أو التزامه في كل حال لأن ثبوت ذلك غاية ما يدل عليه تعريف المسلمين بموضع انتهاء الآية و ابتدائها.(1/2484)
و الآية قد ترتبط بما بعدها لفظا و معنى وقد لا ترتبط فمتى ارتبطت بما بعدها ارتباطا قويا فوقوفنا عليها مخالف لما أمرنا به من التدبر لمعاني الكتاب و الانتفاع بما فيه من الهدى بلا ارتياب فبان بهذا أننا لا نتعمد الوقف على ما يشتد تعلقه بما بعده حتى لا نخالف هذا الأمر ولا نقع في إضعاف فصاحة القرآن التي بها تحدى الله البلغاء و بها تميز .
و أما الحديث الذي ذكرتموه فقد قلتُ: سابقا لا كلام قبل أن نرى سنده، وكنتُ سأُضرب عن الكلام عليه فأجدني مضطرا لبيان ما في نفسي منه.
فيغلب على ظني وهاء سنده أو اشتماله على علة قادحة فيه ؟. لماذا؟
لأنّ حديثا يفوت الحفاظ ذكره في المسانيد المشهورة وفي كتب السنن المعتبرة و في المصنفات بل في معاجم الطبراني وغيرها من كتب الحديث المستكثرة ،و لا يذكره مع ذلك الأئمة المصنفون في القراءت فيما وصلنا منهم وفيهم حفاظ كابن الأنباري وكالحافظ الداني و أبي العلاء الهمذاني و ابن الجزري وغيرهم فهو حديث غريب جدا ، فكيف إذا كان من طريق شيخ متأخر الطبقة منقولا من كتاب عزيز، وقد علمتَ أن السيوطي نفسه يقول في مقدمة كتابه إن ما يقتصر في عزوه لتاريخ الحكم أو لمسند الفردوس أو للخطيب وابن عساكر فهو معلم بضعفه فلا يحتاج لبيان ، هذا و الحاكم والخطيب وابن عساكر أجل و أشهر و أذكر ممن قد ذكرت و لا ينفع الرواية ما ذكرتم من منزلة التابعي النهدي فهو معروف وليس كلامنا فيه غير أن بين الفراء وبينه مجاهل تنقطع فيها الأعناق ولا ينفع فيها الإعراق. ولا ينفعه قول السيوطي رجاله ثقات إن لم يكن في هذا تصحيفا من النسخة المطبوعة؟. فالسيوطي رحمه الله يقول جامعه هذا: إن العزو إلى ابن حبان و إلى الحاكم في المستدرك معلم بالصحة ؟!.
و أخيرا فقد علمتَ قول : النووي: لم يفت الخمسة مما صح الإ النَّزْر.
وقد أيده فيه الحفاظ كالحافظ ابن حجر و السيوطي و غيرهم .
قال السيوطي:(1/2485)
واحمل مقال عشر ألف ألف ***** أَحوِي على مكرَّر ووقفِ
فهذا ما كتبته اليوم بعد صلاة الجمعة على عجل.
و الله يجزيكم على حبكم علوم الكتاب الحكيم خيرا.
---
راجي رحمة ربه
03-06-2004, 12:40 AM
وفقك الله
لكن هناك فرق بين مسند الفردوس وتاريخ بغداد أو ابن عساكر مما أطلق العزو إليه دون تعقيب مع ما نص على ثقة رجاله.
ولو كان اعتراضكم على مجرد توثيق رجال السند مما لا يفيد في معرفة اتصاله، لكان أولى.
مع عدم الطعن في علم واطلاع السيوطي، كما أنه لا يوجد كلام لغيره.
==================
إضافة على الموضوع:
نص القراء كما في النشر وغيره على عدم الوقف على حم
بل وصلها مع عسق مع أنها رأس آية.
في مصحفنا ولا علم لي بعد غيره من مصاحف الشام أو الحجاز.
يعني تستعد وتقرأ بنفس واحد: حم عسق.
ولم أطلع على من نص على الوقف على حم إلا الشيخ عبد الفتاح المرصفي من المتأخرين رحمه الله تعالى في كتابه هداية القاري
فمن لديه إضافة فليشارك على بركة الله.
---
د. أنمار
04-02-2004, 06:07 AM
بحث لطيف مبارك إن شاء الله
وبالنسبة لإسناد الحديث المذكور والذي تبحثون عنه فإليكم ما وقفت عليه وأظنه نفس الحديث لكن بلفظ آخر.
قال أبو العلاء الهمداني ت 569 هـ في كتابه التمهيد في معرفة التجويد
قرأت على إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج الأصبهاني عن
أحمد بن الفضل بن محمد المقرئ الباطرقاني ثنا
عبد الرحمن بن محمد بن عيسى والحسن بن علي بن أحمد قالا ثنا
الفضل بن الخصيب بن نصر ثنا
إبراهيم بن فهد بن حكيم ثنا
عمار بن زربي ثنا
معتمر بن سليمان عن
أبيه عن
أبي عثمان النهدي عن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مدا (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم) حتى يختم السورة
رواه الهمداني في كتابه المذكور
وتجده في ص 159 برقم 267 تحقيق د. غانم قدوري الحمد ط الأولى 1420 بدار عمار.(1/2486)
ولا أظنه إلا نفس الحديث لكن بلفظ آخر مقارب وهو وإن كان لا يصلح للاستشهاد في هذا الباب أقصد باب الوقف بشكل مباشر، لكني سقته للإسناد
لكن فيه عمار بن زربي البصري:
قال العقيلي الغالب على حديثه الوهم ولا يعرف إلا به
قال بن عدي أحاديثه غير محفوظة
وقال بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال كذاب متروك الحديث وضرب على حديثه ولم يقرأه علينا
ذكره بن حبان في الثقات وقال إمام مسجد عمرو بن مروزق كان ضريرا يغرب ويخطيء
لسان الميزان ج 4 /ص 271
والله أعلم.
---
خالدعبدالرحمن
04-02-2004, 09:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ....
بارك الله في الجميع !
و مما فهمته ، فان خلاصة الرأي : ان كلا الوجهين من القراءة صحيح ، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .....
ولكن ، ملاحظتي في قولنا وقف قبيح أو غيره ....! فالأصل هو التزام الأدب مع الله ، فهذا الوقف من الله ، وقد قرأ به محمد صلى الله عليه وسلم -ولو لمرة واحدة ، حين علم اصحابه رؤوس الآيات!-
وأظن ان البلاغة تقتضي ان يتم المعنى في ذات الجملة ، فتكون كل جملة تامة بمفردها ، فاذا ما اتصلت بغيرها ، اظهرت افقا جديدا للمعنى !...وهذا ما نظنه بكلام الله سبحانه ..
ويبقى السؤال في فهم بعض الآيات التي تتعلق بما يليها (من حيث تمام المعنى بظننا) ، كما في الروم ، والتوبة ، ...وغيرها .
واني اظنه موضوع بحث يستحق العناية ، والله أعلم .
---
(1/2487)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفكار مع القرآن في شهر رمضان : ضع فكرتك .
---
أفكار مع القرآن في شهر رمضان : ضع فكرتك .
---
عبدالرحمن الشهري
09-21-2006, 05:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم الخميس 28/8/1427هـ ، وقد طُلب من المسلمين تحري رؤية هلال شهر رمضان ليلة الجمعة 29/8/1427هـ ، فمن المحتمل أن يدخل شهر رمضان هذه الليلة ، وربما يكون الليلة التي تليها ليلة السبت ، وأما ليلة الأحد فلا شك في كونها من ليالي رمضان إن شاء الله .
ومن فضل الله سبحانه وتعالى علينا وعلى المسلمين أن ضاعف الأجور في هذا الشهر المبارك ، نسأل الله أن يبلغنا إياه جميعاً ، وألا يحرمنا فيه الأجر والثواب . وقد بدا لي أن أضع بعض الأفكار التي كنت طبقت بعضها من قديم ، وبعضها بدا لي أن أطبقه في هذا الشهر إن شاء الله ، فأحببت مشاركتكم في هذا حتى تتسع دائرة الفائدة ، وتجتمع عقولكم النيرة على ابتكار بعض الأفكار . فمن الأفكار التي لمست فائدتها :
1- غريب القرآن في رمضان .
أقوم بشرح مفردة من مفردات غريب القرآن كل يوم ، قبل إقامة صلاة العشاء بدقائق تصل في أطولها لعشر دقائق ، وربما تقل عن ذلك . فلا ينقضي الشهر إلا وقد سمع الناس معاني ثلاثين مفردة من غريب القرآن بمشتقاتها ، ومواردها في كتاب الله .
2- مسابقة قرآنية .(1/2488)
ولها صور والتي أختارها استخراج سؤال مناسب من الجزء الموافق لليوم ، فاليوم الأول يوضع سؤال جوابه من الجزء الأول من القرآن ، واليوم الثاني من الجزء الثاني وهكذا . وهدفها ربط الناس بالقرآن طيلة رمضان بشكل مركز ، فيرتبط اليوم في ذهنه بالجزء وبالسؤال الذي سيطرح عليه مساءً . ويكون لهذه المسابقة جوائز مناسبة تدفع للمشاركة على أن يطرح السؤال بعد المغرب ، وتسلم الإجابة قبل صلاة العشاء ، فينشغل المعنيون بالجواب بين المغرب والعشاء بكتاب الله وتفسيره ، وفي ذلك فوائد لا تخفى علمية وغيرها .
3- درس علمي عن (تدبر القرآن) .
تكون مدته عشرون دقيقة بعد صلاة العصر ، مرتان في الأسبوع ، أي ثمانية دروس في الشهر ، تكون عن قواعد تدبر القرآن وتطبيق عليها يناسب أفهام جمهور المستمعين ، وفي هذا تثوير لعقول الناس للتدبر في شهر رمضان ، ويوزع عليهم نموذج :
اكتب عشر فوائد من تدبرك للجزء ........ من القرآن الكريم ، وكيف ظهرت لك الفائدة .
وتوضع في أماكنها المناسبة في المسجد ضمن لوحات (خذ نسختك) والقارئ يأخذها ويكتب الفوائد التي ظهرت له من تدبره ، ويمكن النقاش حول هذه الفوائد مع إمام المسجد إن أشكل على القارئ شيء .
4- إحياء فكرة (اقرأ التفسير بلغتك) .
وهذه تكون للمسلمين الذين لا يحسنون العربية ، فيحضر لهم الإمام معاني القرآن مترجمة بلغاتهم ، ويحثهم على القراءة في رمضان ، ويتابع معهم بطريقة مناسبة لحالهم . وقد قام الإخوة في مكاتب دعوة الجاليات بعمل صندوق به معاني القرآن بسبع لغات من اللغات الحية للجاليات المسلمة في السعودية ، والفكرة يمكن تطبيقها بطريقة مناسبة في أي مكان يكون به كثافة لهؤلاء المسلمين.
نسأل الله أن ينفعنا بالعلم ، ولا تنس أن تضيف فكرة ننتفع بها جميعاً.
الخميس 28/8/1427هـ
---
روضة
09-21-2006, 07:32 PM
بارك الله فيكم دكتورنا الفاضل،(1/2489)
أفكار جميلة جداً بالنسبة للمساجد، ولمَ لا نطبق ما يصلح أن يُطبق هنا في الملتقى، كتفسير غريب الألفاظ، فكل يوم يتم شرح لفظة غريبة، والمسابقة القرآنية (طبعاً بدون جوائز)، كما يمكن طرح سورة للتفكر في وحدتها الموضوعية، كل جزء تطرح منه سورة للنقاش.
فلا بد لهممنا أن تنهض بالملتقى في رمضان بشكل مميز عن بقية الأشهر، وأن يظهر أثر هذا الشهر الفضيل على صفحات الملتقى.
وبارك الله في جهودكم
---
أحمد البريدي
09-21-2006, 08:25 PM
من الملاحظ كثرة الكلمات والمحاضرات في هذا الشهر , , فلو صرفت أو أكثرها إلى مواضيع قرآنية , وربط الناس بالقرآن لكان أولى , وقد جربت هذا فقمت بتفسير سورة الكهف في صلاة القيام , فتفاعل الناس مع هذه الطريقة , وطلبوا استمرارها في سنوات مقبلة .
---
علال بوربيق
09-22-2006, 10:01 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
تجربتي المتواضعة هي :
تناول الجزء -الحزبين - الذي يتلى كل ليلة . بالحديث عن الموضوع الذي يتناوله مع التركيز على فكرة واحدة تُشد لها جميع الآيات. وهذه الطريقة جارية عندنا منذ سنوات ، ومن فوائدها :
1- حضور المصلين مع تلاوة الإمام .
2- وقوفهم مع المعاني التي ذكرت . وانتظارها بشغف
والله يشهد كم كانت المعانات في السنوات الأولى، وكم كان يخونني الوقت في كثير من الأحيان ؛ فإن من الصعب أن
تتكلم عن حزبين في عشرين دقيقة ، ولكن مع مرور السنوات صار الأمر سهلا بفضل الله تعالى.
أرجو من أهل الملتقى الذين يتصدرون لتدريس الناس أن يجربوها،
فجرب ففي التجريب علم الحقائق.
---
نواف الحارثي
09-23-2006, 06:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد
فنهنئ جميع المسلمين بلوغ هذا الشهر المبارك ، نسأل الله أن يجعلنا جميعا ممن يصومونه ويقومونه إيمانا واحتسابا .
أيها الأحبة :(1/2490)
لاشك أن الجميع يعرف أن رمضان شهر القرآن (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) والأمة يجب أن تُذكر بذلك جيدا حتى ترجع إلى دستورها ومنبع عزها وقوتها وسعادتها ، وكون الأمة ترجع إلى القرآن وتقرأه قراءة مجردة عن التفكر والتدبر فإن ذلك خير والعبد يؤجر على ذلك وأجر التفكر أجر زائد على أجر التلاوة بدليل ( لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ...) فإن حصلت القراءة فقط فخير وإن حصلت القراءة والتفكر فخير على خير ، والمرء يرى كيف تتغير أخلاق الناس وتعاملهم في رمضان لما يعودوا إلى قرآنهم وكتاب ربهم فكيف لو تأملوا ما فيه من وعد ووعيد وأمر وزجر وعملوا بذلك فكيف سيكون حال الأمة ؟
لقد رأيت أن موضوع وقفات مع تفسير القصص القرآني بعد صلاة التراويح مما له أثر على الناس وعلى انصاتهم واستماعهم بل وحتى في عدم خروجهم من المسجد لما للقصص من أثر في النفوس فحري أن يركز على ذلك .
ولاتنسوا أنفسكم رعاكم الله من القرآن يا أهل القرآن .
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته . آمين
---
لطيفة بنت محمد
09-23-2006, 05:07 PM
جزاكم الله خيرا,, ونفع بكم.. آمين
أفكار طيبة..
ننفذ منها إن شاء الله..
وهذه فكرة للأخوات الموظفات.. وخصوصا في المدارس.
وهي تخصيص وقت قبل الدوام وليكن نصف ساعة لمعارضة القرآن الكريم.. كما كان جبريل عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وسلم..
.. ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا )
---
نور القرآن
09-25-2006, 01:39 AM
أستاذنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن جزاك الله خير على الأفكار الرائعة التي تربطنابكلام الله عز وجل في شهره المعظم وخاصة تناول { غريب القرآن} في رمضان .وكذلك المسابقة القرآنية .
إلا ان فضيلتكم ركزت على رواد المساجد من المصلين والمعتكفين وهم من الرجال فأين المرأة و الأم وخاصة العاملة فهل لي من اقتراحات للمرأة في عملها وبيتها(1/2491)
تستطيع المرأة مع تقدم تذكرةمن حين إلى أخر بين زميلات العمل أو فائدة لتلميذاتها في المحاضرة لتربي فيهن حب كتاب الله هذا غير المسابقة التي يمكن اقامتها في وقت الراحة في اليوم الدراسي
أم في المنزل فالمجال واسع
1/ يحرص جميع أفراد الأسرة على أداء صلاة التراويح في أحد المساجد والاستماع الى قراءة القرآن وتسأل الام أولادها عن الايات التي قرأت في الصلاةومن أي سورة وتشجع من يجيب من أبنائها
2/ تحرص الام علىترديد الايات القرآنيةفي اثناء تعاملها مع أولادها وربط المواقف الحياتية بما يناسبهامن القرآن ومثل ذلك
3/ يتسابق أفراد الأسرة لإعداد فائدة يومية يلقيها كل يوم أحد أشبال المنزل على بقية الأسرة بعد الإفطار ويكافأ صاحب الفائدة من اشبالنا
4/ أهم شئ أن يرى أبناؤنا موائد القرآن تمتد في البيوت كما تمتد موائد الطعام
وجزاكم الله خير على عرض هذه القضية بين أعضاء المنتدى ففيها إفادة
---
مصطفى علي
09-28-2006, 06:22 PM
الاختلاف بلاء هذه الأمة
والأمة تتفق على القرآن لكن يختلفوا فيه
بالنسبة للأخوة الذي وهبهم الله العلم والغيرة عليه
ما رأيكم وأنتم تتلون الكتاب في هذا الشهر الكريم
بتحديد الآيات المختلف فيها
وهذا التحديد هو أول المرحلة
ثم الثانية تصنيف ذلك الاختلاف
الثالثة تقديم وتأخير على حسب أهمية المسائل
الرابعة محاولة الدراسة الفاصلة من جميع الجوانب وبعد دراستها من جميع ما تيسر من تفاسير موجودة وكتب أخرى ، ثم الفصل مع الدليل .
---
ميادة بنت كامل الماضي
09-28-2006, 08:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله ..
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد..(1/2492)
أبارك ابتداء للمشرفين على هذه الشبكة المباركة بحلول شهر رمضان أعاده الله عليهم وعلى الأمة الإسلامية بالنصر المؤزر وما ذلك على الله بعزيز.. كما أبارك لجميع المشاركين من أعضاء وزوار .. ولأمة الإسلام قاطبة .. سائلة المولى أن يعيد لها مجدها المفقود بعودتها لدينها والتمسك بشرع ربها وسنة نبيه صلوات ربي وسلامه عليه . وإن جاءت هذه التهنئة متأخرة قليلاً فعذرا فما كان ذلك إلا لانقطاعي عن الملتقى لظروف قاهرة ....
لي تجربة مماثلة لتجربة الأخ الفاضل علال بوربيق إذ قال:[ تجربتي المتواضعة هي :
تناول الجزء -الحزبين - الذي يتلى كل ليلة . بالحديث عن الموضوع الذي يتناوله مع التركيز على فكرة واحدة تُشد لها جميع الآيات. ] ا.هـ
فقد قمت ولسنوات عديدة بالتوقف مع الآيات التي سيتلوها الإمام في صلاة التهجد ، وذلك قبل صلاة القيام بساعة تقريباً ، أفسر فيها الآيات تفسيراً مختصراً ، مع محاولة التركيز على إيقاظ القلوب من خلال معاني الآيات والفوائد والعبر التي تمر بنا من خلال الآيات . كان ذلك في مسجد الملك خالد في الرياض وكان عدد المصليات فيه كبير جداً ، فكنت أرى مدى التأثر والخشوع عليهن ، وكنَّ يأتينني بعد انتهاء الصلاة ليؤكدن لي أنهن لمسن الأثر العظيم لفهم الآيات والمواعظ والعبر فيها والتأثر بتلاوة الإمام أكثر مما كن يستمعن للإمام دون فهم وتدبر. حتى أنهن ألححن علي بفعل ذلك قبل صلاة التراويح كذلك .
إن دل هذا على شيء فإنما يدل على أهمية تدبر وفهم القرآن ، لا هذَّه هذَّ الشعر ، ونثره نثر الدقل . فيا ليت شعري متى يعود أهل القرآن لتدبره وفهمه والوقوف على عظاته وعِبَره.
---
عمر المقبل
10-02-2006, 01:10 AM
من الأفكار :
تربية الصغار على تعلقهم بالقرآن ،من خلال جلسة كل ثلاث ليالي ،أو كل ليلتين ،مع الأبناء ،واختيار آيات تناسبهم ليربيهم أبوهم عليها ...(1/2493)
أما الحديث عن أثر هذا الأسلوب فهو بناء ومؤثر وقوي ،وأنا أجزم أنه سيحقق طريقة السلف في بناء (الإيمان قبل القرآن) ،وبالتالي يسهل على النشء تلقي الأوامر الشرعية عليهم .
نسأل الله لنا ولكم صلاح النية والذرية .
---
(1/2494)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الدروس العلمية الأسبوعية لفضيلة الشيخ الدكتور:عبدالمحسن العسكر حفظه الله
---
الدروس العلمية الأسبوعية لفضيلة الشيخ الدكتور:عبدالمحسن العسكر حفظه الله
---
أبو عبدالله المحتسب
02-24-2007, 02:38 PM
الإعلان هنا/
http://www.shazly.net/~freehosting/5x1/sft3fb6j_3skr_Ameer_n.jpg
---
أبو عبدالله المحتسب
03-17-2007, 11:57 PM
أحب التنبيه إلى جميع دروس الشيخ/ عبدالمحسن العسكر -حفظه الله- تنقل عبر موقع البث الإسلامي وهي والله دروس غزيرة العلم، عظيمة الفائدة، جمة النفع.
---
(1/2495)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن القراءات الثلاث المتممة للعشر وأقوال العلماء فيها
---
سؤال عن القراءات الثلاث المتممة للعشر وأقوال العلماء فيها
---
ابو عبد الله_99
02-22-2004, 02:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهي أفضل المراجع للقراءات الثلاث المتممة للعشر وأقوال العلماء فيها؟
وجزاكم الله خيرا.
---
أحمد البريدي
02-22-2004, 09:43 PM
وعليكم السلام
القراءات الثلاث المتممة للعشر متواترة على الصحيح بخلاف ما زاد عليها :قال الإمام النويري رحمه الله :" أجمع الأصوليون والفقهاء على أنه لم يتواتر شيء مما زاد على القراءات العشرة ، وكذلك أجمع عليه القرّاء أيضاً إلا من لايعتد بخلافه ".وقال ابن الجزري :" والذي جمع في زماننا الأركان الثلاثة هو قراءة الأئمة العشرة التي أجمع الناس على تلقيها بالقبول ". ونُقِل عن ابن السبكي قوله :" والصحيح أن ما وراء العشرة فهو شاذّ ".
وقد صُنِّف في القراءات العشر مصنَّفات كالمبسوط في القراءات العشر لابن مهران ، وكذا النشر في القراءات العشر لابن الجزري ، وطيبة النشر له أيضاً وشرْحُها لابنه .
---
راجي رحمة ربه
02-23-2004, 03:56 AM
طبعا الكتاب الذي أصل وجمع القراءات الثلاثة هو تحبير التيسير
وهو كتاب جمع فيه ابن الجزري قراءة هؤلاء الأعلام الثلاثة وأضافهم على ما في التيسير الذي هو أصل منظومة القراءات السبع المشهورة بالشاطبية
ثم نظم هذا الكتاب ابن الجزري نفسه في منظومة الدرة المضية
وهنا التزم ابن الجزري بالاختصار على غرار سبعة الداني والشاطبي والثلاث مع السبع معا تسمى بالعشر الصغرى
ثم عليك بشرحها للضباع إذ قيد فيها كل ما تحتاجه من أحكام وهو مطبوع مع شرحه للشاطبية
واسم شرح الدرة:
البهجة المرضية شرحه الدرة المضية
واسم الأول إرشاد المريد إلى مقصود القصيد(1/2496)
وطبع الكتاب شركة مكتبة الباب الحلبي باعتناء إبراهيم عطوة عوض
كما يوجد شروحات غيرها
أما التوسع فتجده في النشر في القراءات العشر وما يتبعه من منظومة الطيبة وكلها لابن الجزري ثم شروحاتها
وهي تسمى بالعشر الكبرى
والله أعلم
---
أبو خالد السلمي
02-24-2004, 08:38 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فهذه خلاصة في موضوع حجية القراءات الثلاث وجواز القراءة بها في الصلاة ، مستلة من بحيث للعبد الفقير : الذي عليه جماهير العلماء أنه لا فرق بين القراءات الثلاث قراءة أبي جعفر وقراءة يعقوب وقراءة خلف رحمهم الله تعالى و بين القراءات السبع فهي متواترة مثلها ، بل منها قراءة خلف التي ليس فيها حرف لم يقرأ به واحد من الثلاثة الكوفيين عاصم و حمزة و الكسائي ، فكيف لا تكون متواترة ؟ و إنما أنكر بعض الفقهاء الذين ليس لهم اطلاع على هذه القراءات القراءة بها ظنا منهم أنها من الشواذ ، و لكنها ليست من الشواذ بل حكى الإمام البغوي إجماع العلماء على جواز القراءة بقراءة يعقوب و أبي جعفر مع السبع المشهورة (1) و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : و لهذا كان أئمة أهل العراق الذين ثبتت عندهم قراءات العشرة و الأحد عشر كثبوت هذه السبعة يجمعون في ذلك الكتب و يقرؤونه في الصلاة و خارج الصلاة ، و ذلك متفق عليه بين العلماء لم ينكرها أحد منهم (2)، و قد جرت مناقشة بين الإمامين ابن الجزري و عبد الوهاب السبكي صاحب جمع الجوامع في الأصول في هذه المسألة و قد أوردها ابن الجزري في كتابه النشر فقال : سئل العلامة القاضي أبو نصر عبد الوهاب السبكي* عن قوله في كتابه ( جمع الجوامع ) في الأصول : ( و السبع متواترة) فلم لا قلتم و العشر متواترة؟ بدل قولكم و السبع ؟ فأجاب : أما كوننا لم نذكر العشر بدل السبع مع ادعائنا تواترها فلأن السبع لم يختلف في تواترها، و قد ذكرنا أولا موضع الإجماع ثم عطفنا عليه موضع الخلاف ، على أن(1/2497)
القول بأن القراءات الثلاث غير متواترة في غاية السقوط و لا يصح القول به عمن يعتبر قوله في الدين ،وهي - أعنى القراءات الثلاث - : قراءة يعقوب وخلف و أبي جعفر بن القعقاع لا تخالف رسم المصحف ، و قد جرى بيني و بينه في ذلك كلام كثير، و قلت له: ينبغي أن تقول : و العشر متواترة و لابد فقال أردنا التنبيه على الخلاف فقلت : وأين القائل به، و من قال إن قراءة أبي جعفر و يعقوب و خلف غير متواترة ؟ فقال : يفهم من قول ابن الحاجب : ( و السبع متواترة) فقلت : أي سبع ؟ و على تقدير أن يكون هؤلاء السبعة - مع أن كلام ابن الحاجب لا يدل عليه - فقراءة خلف لا تخرج عن قراءة أحد منهم، بل و لا عن قراءة الكوفيين في حرف فكيف يقول أحد بعدم تواترها مع ادعائه تواتر السبع ؟ و أيضا فلو قلنا إنه يعني هؤلاء السبعة فمن أي رواية و من أي طريق و من أي كتاب إذ التخصيص لم يدعه ابن الحاجب، و لو ادعاه لما سلم له، بقي الإطلاق فيكون كل ما جاء عن السبعة ، فقراءة يعقوب جاءت عن عاصم و أبي عمرو ، و أبو جعفر هو شيخ نافع و لا يخرج عن السبعة من طرق أخرى ، فقال: فمن أجل هذا قلت : و الصحيح أن ما وراء العشرة فهو شاذ، و ما يقابل الصحيح إلا فاسد ، ثم كتبت له في ذلك و صورته : ما تقول السادة العلماء أئمة الدين في القراءات العشر التي يقرأ بها اليوم هل هي متواترة أو متواترة و هل كل ما انفرد به واحد من العشرة بحرف من الحروف متواترة أم لا و إذا كانت متواترة فما يجب على من جحدها أو حرفا منها ؟ فأجابني و من خطه نقلت : الحمد لله ، القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي ، و الثلاث التي هي قراءة أبي جعفر و قراءة يعقوب و قراءة خلف متواترة معلوم من الدين بالضرورة أنه منزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكابر في شيء من ذلك إلا جاهل ، و ليس تواتر شيء منها مقصور على من قرأ بالروايات ، بل هي متواترة عند كل مسلم يقول أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد(1/2498)
أن محمد رسول الله ، و لو كان عاميا جلفا لا يحفظ من القرآن حرفا ، و لهذا تقرير طويل و برهان عريض لا يسع هذه الورقة شرحه ، و حظ كل مسلم و حقه أن يدين الله تعالى و يجزم في نفسه بأن ما ذكرناه متواتر معلوم لا يطرق الظنون و لا الارتياب إلى شيء منه (3) وظاهر الإجماع الذي نقله الأئمة المذكورون جواز القراءة في الصلاة وغيرها بأي قراءة من القراءات العشر ، سواء أكانت هي القراءة المشهورة في البلد أو غيرها ، ولكن كره بعض العلماء المعاصرين أن يقرأ إمام بقراءة غير معروفة في البلد من باب: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله ، وذلك لئلا يكذبها العوام فيقعوا في المحظور ، وقد كره الإمام الذهبي - وهو فقيه مقرئ - التلاوة في المحراب بغرائب وجوه القراءات ، فقال : وآخر منهم إن حضر في ختم أو تلا في محراب جعل ديدنه إحضار غرائب الوجوه والسكت والتهوع بالتسهيل ، وأتى بكل خلاف ونادى على نفسه أنا " أبو اعرفوني " فإني عارف بالسبع .(4) ولكن الظاهر من كلام الذهبي الإنكار على من فعل ذلك رياء ، وتعمد الإتيان بالغرائب ، وجعل ذلك ديدنا ، وأما من قرأ في الصلاة بالقراءات ، وقصد تعليم الناس وإحياء السنة ، وأخلص النية لله تعالى ، فلا يظهر لي منعه من ذلك ، لأنه لو ترك الأئمة فعل السنن المستغربة عند الناس لمات كثير من السنن والله أعلم بالصواب .
____________________
(1 ) معالم التنزيل 1 / 30
(2) مجموع الفتاوى13 / 397
* عبد الوهاب بن علي الشافعي تاج الدين السبكي الفقيه المفتي القاضي برز في علوم كثيرة من مؤلفاته جمع الجوامع في الأصول و لد بالقاهرة 727 و توفي بدمشق سنة 771 . البدر الطالع 1/410
(3)النشر 1/16
(4) بيان زغل العلم والطلب 4-5 ، بدع القراء 25
---
ابو عبد الله_99
03-05-2004, 01:08 PM
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد.
واعتذر عن تأخري في الرد لبعض الظروف التي مرت بي في الأيام الماضية.
---(1/2499)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (وان استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق)
---
(وان استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق)
---
آسر السطور
11-04-2003, 01:55 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في البداية أرجو أن تعذروني على بساطة صيغة استفساري هذا ، حيث أنني لا أملك حتى الحد الادنى من العلم الشرعي للأسف ، و لكنني سأستفيد منكم بإذن الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (وان استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق)
أرجو أن تفيدونا بسبب نزول هذه الآية و شرحها.
أخوكم
---
عبد الله
11-04-2003, 01:58 PM
الآية 72 من سورة الأنفال ليس لها سبب نزول .
أما تفسيرها ( وهو مستخلص من التفاسير التي ذكرت في الحاشية ) :
فقد ذكر الله تعالى في هذه الآية أصناف المؤمنين وقسمهم إلى :
. الصنف الأول : المهاجرين .
. الصنف الثاني : الأنصار .
وهؤلاء بعضهم أحق بالآخر من كل أحد في النصرة والميراث . فقد كانوا يتوارثون بالهجرة وكان لا يرث من آمن ولم يهاجر من هاجر ، فنسخ الله ذلك بقوله : ) وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ( [ الأنفال : 75 ] . وصار الميراث لذوي الأرحام من المؤمنين .
. الصنف الثالث : الذين آمنوا ولم يهاجروا بل أقاموا في بواديهم مع قومهم ، فهؤلاء ليس لهم في المغانم نصيب ولا في خُمسها إلا ماحضروا فيه القتال ، وليس لهم نصيب في الإرث من إخوانهم المهاجرين .(1/2500)
لكن إن استنصركم هؤلاء الذين لم يهاجروا في قتال ديني على عدو لهم فانصروهم بالنفير و المال لاستنقاذهم ، فإنه واجب عليكم نصرهم ، لأنهم إخوانكم في الدين ، إلا أن يستنصروكم على قوم من الكفار بينكم وبينهم ميثاق أي مهادنة إلى مدة ، فلا تخفروا ذمتكم ولا تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم (1).
نقل القرطبي عن ابن العربي قوله : إلا أن يكونوا أسراء مستضعفين ، فإن الولاية معهم قائمة والنصرة لهم واجبة ، حتى لا تبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك ، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحد درهم ، كذلك قال مالك وجميع العلماء ، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو وبأيديهم خزائن الأموال وفضول الأحوال والقدرة والعدد والقوة والجلَد (2) .
قال ابن الجوزي : ذهب قوم إلى أن المراد بهذه الولاية موالاة النصر والمودة قالوا : ونسخ هذا الحكم بقوله: ) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ( [ التوبة :71 ] . فأما القائلون بأنها ولاية الميراث فقالوا : نسخت بقوله : ) وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ( [ الأنفال : 75 ] (3) .
والله أعلم
___________
(1) انظر : تفسير الطبري 10 / 51 . وتفسير ابن كثير 2 / 332 . وتفسير القرطبي 8 / 56 - 57 . وزاد المسير 3 / 384 - 386 .
(2) تفسير القرطبي 8 / 57 .
(3) زاد المسير 3 / 385 .
عبد الله إبراهيم
---
آسر السطور
11-04-2003, 03:44 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم
أثابك الله و بارك في مسعاك ..
اخوكم
---
الجامع الصغير
11-06-2003, 11:18 PM
www.salafi.net
استمع لتفسيرها من كلام الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق في قسم التسجيلات الصوتية، تفسير سورة النساء.
ونصيحة للإخوة للاستماع إلى تفسير الشيخ فهو نافع للغاية .
---
(1/2501)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (اليسير في اختصار تفسير ابن كثير) بإشراف الشيخ صالح بن حميد
---
صدر حديثاً (اليسير في اختصار تفسير ابن كثير) بإشراف الشيخ صالح بن حميد
---
عبدالرحمن الشهري
04-15-2006, 09:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار الهداة للنشر بجدة ، الطبعة الأولى (1426هـ) من اختصار جديد لتفسير ابن كثير ، تحت اسم :
اليسير في اختصار تفسير ابن كثير
http://www.tafsir.net/images/alyaseer.jpg
وقد اختصره ثلاثة من مدرسي دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة ، وهم :
1- الأستاذ صلاح بن محمد عرفات .
2- الأستاذ محمد بن عبدالله الشنقيطي .
3- الأستاذ خالد بن فوزي عبدالحميد.
وتم هذا العمل العلمي بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام ورئيس مجلس الشورى .
وقد خرج الاختصار في مجلد واحد ، بلغت صفحاته 2004 ورقة من الورق الخفيف ، ولذلك جاء حجمه مناسباً.
وأما المنهج الذي اتخذته اللجنة في الاختصار فهو :
أولاً : حذف الأسانيد التي ذكرها المؤلف في الكتاب ، وترتب على ذلك تغيير في أول كلمة .
ثانياً : حذف الأحاديث الضعيفة التي نص الشيخ على تضعيفها ، أو نص أئمة العلم على ذلك ، وحذف المكرر من الأحاديث الصحيحة والحسنة .
ثالثاً : نص الكتاب كله من كلام ابن كثير وإذا احتيج إلى إثبات عبارات من عندنا للربط فتوضع بين قوسين [] تمييزاً لها عن نص الكتاب.
رابعاً : الظاهر أن ابن كثير رحمه الله كان يعتمد قراءة غير قراءة حفص ، ويغلب على الظن أنها قراءة أبي عمرو فإنه كثيراً ما يفسر عليها ثم يذكر القراءة الأخرى ، وهذا الأمر لم يتنبه له بعض من اختصر الكتاب فاختصر القراءة الثانية ، وأثبت الأولى ، مع أنه أثبت الآيات على القراءة التي حذفها وهي قراءة حفص ، وقد تنبهنا إلى هذا وراعيناه .(1/2502)
خامساً : لم نحذف الأقوال الفقهية التي أوردها الشيخ ، إلا أننا ربما حذفنا الأقوال الضعيفة وأثبتنا الراجح بدليله ، وننبه القارئ إلى أن مراد المصنف بالأصحاب : الشافعية.
سادساً : ربما وقعت أوهام في النسخ التي بين أيدينا في عزو أو تخريج ، فإننا نصحح مثل هذا ونضعه بين قوسين وهو قليل.
سابعاً: كثيراً ما يستدل المؤلف على التفسير باللغة ويورد أبياتاً من الشعر ، فأبقينا بعضها وحذفنا أكثرها مع الإبقاء على المعنى اللغوي .
---
علاء الحازمي
04-16-2006, 01:31 AM
بارك الله فيكم
---
السائح
04-16-2006, 06:26 PM
جزاك الله خيرا .
حبّذا لو تصدّى باحث للنظر في أصح نسخ تفسير القرآن العظيم ؛ للنظر في القراءة التي اعتمدها الحافظ ابن كثير ، فهذا أقرب الطرق إلى الوقوف على جلية الأمر .
وقد استغربت ما ذكروه من اعتماده رواية أبي عمرو ، وقلت : لعلهم أرادوا : ابن عامر ، ولست على يقين مما ذكرت ، لكنني أستفهم وأستوضح .
فهل من منتدب للتوفر على تحقيق ذلك ؟
وهل من دراسة للتوزيع ( الجغرافي ) للقراءات في القرن الثامن ؟
ولا يخفى على عارف أهمية هذا وقيمته ، ولزوم تحقق المنتدبين لنشر تراث الأئمة به ؛ لئلا يجازفوا بتغيير ما أثبته المصنف ، بله أن يهجموا على تغليطه ، كما قد فعل ذلك من فعل .
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2006, 01:13 AM
الأخ الكريم السائح وفقه الله
ما تفضلتم به من أهمية دراسة القراءات من حيث انتشارها (الجغرافي) مهم لمعرفة القراءات التي اعتمدها المفسرون في تفاسيرهم . فالطبري مثلاً بعد التحقق من أنه لم تبلغه رواية حفص بن سليمان من الخطأ أن يطبع النص القرآني في جميع طبعات تفسيره برواية حفص في حين هو يفسر على رواية أخرى . وقد كتب ابن حزم الأندلسي كتاباً سمَّاه (القراءات المشهورة في الأمصار) ، وقد طبع ملحقاً بكتابه جوامع السيرة.(1/2503)
وأما القراءة التي اعتمدها ابن كثير رحمه الله في تفسيره ، وفسر بناء عليها فموضوع يحتاج إلى بحث ، لم أجد مع نظري المستعجل في الكتب التي تعرضت لمنهجه في التفسير من أشار إليها ، وتوقف عندها ، ولا أظن الإخوة الذين اختصروا تفسيره أعلاه ذهبوا إلى ما ذهبوا إليه إلا بعد بحث ، ويبقى الباب مفتوحاً للبحث في هذه المسألة حتى يقف أحدنا على قول فصل فيها إن شاء الله .
---
الجنيدالله
04-18-2006, 07:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسالة ان ابن جرير لم تبلغه رواية حفص ماتزال تحتاج الى مزيد بحث فما ذهب اليه الشيخ مساعد في بحثه لايزال ظنيا فمن ذكر ان لابن جرير كتابا في القراءات نص على ان فيه هؤلاء السبعة برواتهم
واما مسالة الرواية التي يفسر عليها المصنف فتظهر من ترجمة المؤلف وطلبه للقراءات
فكثير من المفسرين لم يدرسوا القراءات كلها وانما ينقلون القراءات عن الكتب
وابن كثيرواهل الشام في ذلك العصر كانوا على قراءة ابي عمرو ذكر ذلك ابوحيان ونقله عنه ابن الجزري
---
عبدالرحمن الشهري
04-26-2006, 04:42 PM
أخي الكريم عاصم جنيد الله حفظه الله : شكر الله لكم تعقيبكم الكريم ، ولعله يكون للمسألة مناقشة أوسع إن شاء الله في موضوع آخر .
هنا كتب أخي الكريم أبو بيان وفقه الله مقالة ماتعة حول موضوع ذي علاقة بالموضوع فطالعه تكرماً على صفحات شبكة التفسير والدراسات القرآنية هنا ..
اختصار كتب تفسير القرآن (http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1146057468&archive=&start_from=&ucat=1&maqal=full)
---
السائح
04-27-2006, 01:08 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جزاكما الله خيرا.(1/2504)
وحبذا لو توفر الأستاذ الكريم عاصم الجنيد على كتابة مقال يوضح فيه ما يعلمه من انتشار القراءات حسب الأمصار والأعصار، أو يسرد ما وقف عليه من مصادر تفيد في ذا الشأن، ويحسن أن تكون موثقة بتحديد أرقام الصحائف، والله يجزيه خير الجزاء ويبارك له في وقته.
---
عماد الدين
03-01-2007, 09:07 PM
يا شيخ عبدالرحمن
منذ أن بشرتنا بهذا الكتاب ونحن نبحث عنه في كل مكان
وقد عجزنا عن الحصول عليه
وقد عجز معنا الأحباب والأصحاب
فهل دللتنا على عنوان الناشر أو هاتفه
وهل يوجد الكتاب في معرض الرياض المقام هذه الأيام
---
أبو معاذ الشمراني
03-01-2007, 09:34 PM
شكر الله للقائمين على هذاالاختصار ، وبارك فيهم ونفع بهم؛ ولكن أليس الأولى لطالب العلم أن يقرأ في أصل الكتاب ؟
خاصة وقد بلعت صفحات هذا المختصر (2004) كما ذكرأخونا أعلاه.
ف " اقصد البحر وخل القنوات".
---
الجنيدالله
03-01-2007, 11:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم السائح
لم أنتبه لطلبك الا الساعة وعسى الله ان ييسر ذلك
---
أبو العالية
03-03-2007, 10:10 AM
الحمد لله ، وبعد ..
تطالعنا كل يوم دور النشر بمختصرات لكتب أهل العلم المهمة ، ومن ذلك كتب التفسير .
وأكثر الكتب اختصاراً وتهذيباً ، تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى ، وما هذا إلا لصحة نيّته رحمه الله وصدقه مع الله .
لكن لا بد للجهود من أن تتنوع في خدمة الكتب جميعاً ؛ فكل من أتى اختصر الكتاب ، وبقيت الكتب الأخرى بحاجة للتقريب والتهذيب ، وكأنه ليس هناك كتب تفسير إلا لابن كثير رحمه الله .
وكثير من هذه المختصرات المزعومة ربما هي عالة على التفسير .
ووالله لو أتى طالب علم في بداية طلبه يسأل أن يقرأ في مختصر لضجر من كثرة ذلك للكتاب الواحد !
_ أفضل الاختصارات له فيما أعلم مختصر القاضي محمد كنعان = وعمدة التفسير لشاكر رحمه الله ؛ وبعد هذا فلا تبحث_(1/2505)
وأقول للمختصِرين أو من سينوي بعد بالإختصار ، ابذلوا جهودكم في كتب التفسير التي فعلاً بحاجة للتقريب
كالكشاف مثلاً ، والبحر المحيط ، والألوسي ، والقرطبي , .. ؛ فهنا يبرز فهم وعلم المختصِر .
وأحب أن أنصح ان لا يتغتر بما تطبعه دور النشر ( بإشراف ...!! ) فقد مللنا مجانبة الصواب في ذلك وبعده عن الحق !
وهناك مئات المجلدات كتب عليها بتحقيق ....... ووالله لم يرها أصلاً فضلاً عن تحقيقها .
فكيف بإِشراف !! نسأل الله السلامة والعافية . سيما وتزاحم الأعمال وكثرة الصوارف ( كفانا عاطفة وأسلوباً للترويج ؛ فلا ينبغي هذا مع أشرف العلوم فلنتق الله في ذلك .)
فأكرر وأقول : من علم من نفسه الفهم والعلم لعلم المختصرات ، ووجد في نفسه جلداً وطول باع ؛ فليشمِّر لتهذيب ما لم يهذَّب ، ويرحم طلبة العلم من كثرة المختصرات للكتاب الذي قتل بحثاُ واختصاراً وتهذيباً وتمزيقاً
بدعوى : العمل الجديد الذي لم يسبق !
والله أعلم
---
أبو معاذ الشمراني
03-03-2007, 09:04 PM
أحسنت ياأبا العالية؛ فلك الدعاء بالعالية.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-06-2007, 08:58 AM
للفائدة :
اطلعت على هذا المختصر ، فوجدت تشابها كبيراً بينه وبين مختصر : المصباح المنير الذي نشرته دار السلام بإشراف المباركفوري .
ولا أنصح به لمن كان عنده المصباح المنير.
---
د.يسري خضر
03-06-2007, 09:16 AM
[جزاك الله خيرا ابا العالية علي هذه النصيحة الغالية عساها تجد اذانا صاغية وقلوبا واعية
---
عبدالرحمن شاهين
03-06-2007, 12:31 PM
الكتاب موجود في معرض الرياض في جناح دار الهداة و عدد لا بأس به من دور النشر الأخرى في مجلد واحد يشبه ترتيب كتاب المصباح المنير، لكن السؤال إذا كان الأمر كما قال المختصرون للكتاب(1/2506)
الظاهر أن ابن كثير رحمه الله كان يعتمد قراءة غير قراءة حفص ، ويغلب على الظن أنها قراءة أبي عمرو فإنه كثيراً ما يفسر عليها ثم يذكر القراءة الأخرى ، وهذا الأمر لم يتنبه له بعض من اختصر الكتاب فاختصر القراءة الثانية ، وأثبت الأولى ، مع أنه أثبت الآيات على القراءة التي حذفها وهي قراءة حفص ، وقد تنبهنا إلى هذا وراعيناه .
أليس حريا بهم أن يكون رسم آيات القرآن على قراءة أبي عمرو؟ بدلا من أن تكون على رسم قراءة حفص عن عاصم المنتشر في بلادنا (مصحف المدينة) ؟
---
(1/2507)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ترجمة معاني القرآن الكريم بالروسية للمترجمة إيمان فاليريا بوروخوفا
---
ترجمة معاني القرآن الكريم بالروسية للمترجمة إيمان فاليريا بوروخوفا
---
muniri
09-15-2004, 12:53 PM
نرجو من له إلمام باللغة الروسية إيفادنا عن ترجمة معاني القرأن الكريم للمترجمة Veleria Iman Porokhova - لقد سمعنا أنه فيها أخطاء و القائمة على الترجمة لاتتقن اللغة العربية -
---
(1/2508)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الاستنباط من قصص القرآن وحدوده .
---
سؤال عن الاستنباط من قصص القرآن وحدوده .
---
علي جاسم
03-21-2005, 10:32 AM
هنالك جانب في الآيات القصصية في القرآن .. كم وددت لو أجد من يتفضل علي برأي فيه .. فأنا لا أجد فيه ما يتنافى مع الشرع من جانب ، ومن جانب آخر أراني أتجنب الخوض فيه لا لسبب معين ..لكن أحسبها قدسية القرآن التي جعلت من حدود المحظور محظور ، ولا زال ذاك ديدني بين القبول والطعن مذبذب بين ذلك .. فأفيدونا أثابكم الله ..
لنأخذ من الآيات القصصية مثلا قوله تعالى{وذا النون إذ ذهب مغاضبا فضن أن لن نقدر عليه فنادا في الضلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الضالمين فاستجبنا له فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين }الأنبياء..الخطوط العريضة لهذه الآية تشتمل على أربعة مراحل " ابتعاد عن منهج الله وهو قوله تعالى{ إذ ذهب مغاضبا}ثم ابتلاع الحوت له{فالتقمه الحوت}ثم رجوع إلى الله{أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}ثم النجاة لبر الأمان{فنجيناه من الغم}ماذا يمكن أن نفهم من هذه الخطوط أو هذه المراحل ؟؟؟
أن يا إنسان إن ابتعدت عن منهج الله تعالى فقد يلتقمك حوت من حيتان الدنيا وانت بعد خائض في لججها !! وقد تقول وما حيتان الدنيا ؟؟ قلنا الشهوة حوت ، فإن انحرفت عن منهج الله تعالى ابتلعك حوتها ، وما الحل حينها..الرجوع إلى الله{لا إله إلا أنت سبحانك}لتنجو من بطن هذا الحوت لبر الأمان..ثم هل هنالك حيتان أخر..نعم هنالك حوت الهوى ، وحوت الدنيا بزخاريها وزينتها ، وحوت غرور العقل الإنساني ، وهذا الأخير أدهى وأمر..وهكذا فإن خرجت عن منهج الله فأنت لا محال صائر لبطن حوت من هذه الحيتان وليس لك بعده إلا الرجوع لله كما فعل يونس..(1/2509)
ولنأخذ مثالا آخر..وهو قصة موسى مع السحرة..فما المانع إن اعتبرنا أن السحرة هم أصحاب البدع في المجتمعات وأن ثعابينهم هي فتنهم التي تلقي سمومها في جسم المجتمع فتخلب ألبابهم وبصائرهم كما فعلت حبال السحرة في الملأ وأن عصى موسى هي حجة الله الدامغة التي يظهرها الله على يد عبد من عباده الذي يصطفيهم لإزهاق الباطل فتنهي هذه الحجة أباطيلهم وتعيد الناس لجادة الصواب بإذن الله كما فعلت عصى موسى،وهكذا..على أن هذا الكلام لا يعني – بطريقة أو بأخرى – أن المقصود من هذه القصص هذا الأمر أو بمعنى آخر " أن هذا الجانب الذي ذكرناه يندرج ضمن الاستنباطات المتحصلة من القصة القرآنية بالإضافة إلى جوانبها العقائدية والتربوية وجانب التخفيف على النبي { كلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك }
فإن كان فيما أسلفت ما ينافي الشرع فأفيدونا أثابكم الله .. على أن الجرجاني يذكر في تعريفاته " التأويل هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى يحتمله إذا كان المحتمل الذي يراه موافقا للكتاب والسنة .. والحمد لله رب العالمين
---
فهد الوهبي
03-26-2005, 01:26 AM
الأخ الكريم علي جاسم بارك الله فيه ، اسمح لي بالجواب على السؤال في النقاط التالية :
1- الاستنباط من القرآن شامل لجميع الآيات ولا يقتصر على آيات الأحكام ، فيستنبط من آيات القصص والوعظ والتذكير والأمثال والصفات وغير ذلك . وأما حصر الأئمة رحمهم الله آيات الأحكام بخمسمائة آية فالمقصود ما دل بطريق مباشر أي الأحكام الظاهرة .
قال الطوفي ( ت : 716 ) : " وكأن هؤلاء الذين حصروها في خمس مئة آية إنما نظروا إلى ما قُصد منه بيان الأحكام، دون ما استفيدت منه، ولم يُقْصَدْ بيانُها" [ شرح مختصر الروضة : ( 3 / 578 ) ] .
2- آيات القصص على وجه الخصوص مجال واسع للاستنباط بأكثر من طريق : كالاستنباط بشرع من قبلنا ، والاستنباط بإقرار الله تعالى وبفعله بهم من نعيم أو عذاب وغير ذلك .(1/2510)
قال القرافي ( ت : 684 ) : " وقال بعض العلماء: كُلُّ قصةٍ مذكورةٍ في كتاب الله تعالى فالمراد بذكرها: الانزجارُ عما في تلك القصة من المفاسد التي لابَسَها أولئك الرَّهْط، والأمر بتلك المصالح التي لابسها المحكي عنه ". [ نفائس الأصول 9 / 3832 ].
قال الزركشي ( ت : 794 ): " فإن آيات القصص والأمثال وغيرها يستنبط منها كثير من الأحكام ". [ البرهان ]
وقال ابن عاشور ( ت : 1393 ) : " إن في تلك القصص لعبراً جمة، وفوائد للأمة "[ التحرير والتنوير : 1 / 64 ] .
3- يشترط لصحة الاستنباط أن يكون بعد فهم صحيح للآية ، أي بعد تفسير صحيح لها ، وإذا بني الاستنباط على تفسير باطل فهو باطل .
4- ينبغي التفريق بين استنباط المعنى من الآية وبين الأسلوب الذي يعبر به عن ذلك المعنى : فإذا كان المعنى المستنبط صحيحاً فالتعبير عنه يتوقف على القدرة البلاغية واللغوية للشخص ، وأما تسمية المعاني المستنبطة باسم موجود في القرآن كقولك بورك فيك : ( حوت الهوى ... الخ ) . فقد استعمله بعض السلف كابن القيم رحمه الله وغيره .
5- يتبقى بعد ذلك الحذر من استعمال الرموز والإغراق في ذلك كما هو عند كثير من الباطنية وككثير مما يسمى بالتفسير الإشاري الذي يروى عن مثل أبي عبد الرحمن السلمي وغيره ، فإن ذلك ليس تفسيراً ولا استنباطاً صحيحاً بل هو من باب الاعتبار وحكمه حكم القياس الفقهي .
6- فيما ذكرت وفقك الله في المثال الأول : ينبغي أن يعلم أن الاستنباط المذكور انبنى على تفسير مختلف فيه .
فالعلماء قد اختلفوا في معنى : ( فظن أن لن نقدر عليه ) على قولين : الأول : أنه وقع في ظنه أن الله تعالى لا يقدر على معاقبته .
قال الشوكاني : " وهو قول مردود ، فإن هذا الظن بالله كفر ، ومثل هذا لا يقع من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ".(1/2511)
والثاني : فظن أن لن نضيق عليه كقوله : ( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) [ الرعد : 26 ] أي : يضيق . وعلى هذا القول جمهور العلماء واختاره ابن جرير.
قال الطوفي : " أي : يضيق : تنزيهاً لنبي الله يونس عن أن يعتقد نفي قدرة الله ـ عز وجل ـ عن شيء ، وهو أليق بحال الأنبياء ، بل المتعين في حقهم ، إذ لا يجوز أن يكون نبياً من يجهل صفات ربه ، وما يجوز عليه وما يمتنع ". الإشارات الإلهية : ( 3 / 32 ).
وأما قوله : ( مغاضباً ) أي : مغاضباً ربه : والمعنى : مغاضباً من أجل ربه. وقيل : مغاضباً لقومه . وقيل: للملك .
وعلى هذا يُعلم أن الاستنباط لا يصح وجهه على المعنى الأول ، وأما على المعنى الثاني فمحل نظر . ومحل النظر هو علاقة الاستنباط بالآية لا صحة المعنى في نفسه إذ قد يصح المعنى لكن من غير هذه الآية .
7- وأما المثال الثاني : فلم تذكر علاقة المعنى المستنبط بالآية . والمعنى كما سبق قد يصح لكن من غير هذه الآية . ومحل اللبس هو أن المسلم قد يتذكر خلال قراءته للآية بمعاني فلا يلزم أن يربطها بالآية ، وربطها بالآية إذا لم يكن له وجه لا يجوز بل قد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن ذلك افتراء على الله ولو صح المعنى بلا ربط .
8- أخيراً المقام لا يسمح بالزيادة وقد حاولت الاختصار مع إيضاح الفكرة أرجو من الله تعالى العلم النافع والعمل الصالح ...
أخوك
---
علي جاسم
03-27-2005, 11:02 AM(1/2512)
الحمد لله الوتر والصلاة والسلام على حبيبنا محمد الطيب الذكر ما أاضائت شمس وما أنار بدر وعلى آله واصحابه أولي الدين والفكر وبعد .. أخي الكريم أما قولك -جزاك الله خيرا - في المثال الأول .. فأنا إنما قصدت بأن يونس قد خالف منهج الله تعالى فلأن الأنبياء على وجه الخصوص محكومون بحركتهم خصوصا فيما يتعلق برسالة النبي محكوموم لأمر الله تعالى في افعل ولا تفعل وذا النون قد ذهب مغاضبا والله لم يقل له افعل وهذه مخالفة لمنهجية الله تعالى لا في المنهج بل في تلقي الأمر الإلهي .. وعلى هذا الأساس اصار ذا النون مخطئا إن صح قول الشوكاني أو الطوفي وهذا هو الأصل الذي أردت.. أما الآية الثانية - تربت يداك ولا فظ الله فوك أخي الحبيب - فأنا ما ألزمت المعنى بالآية إلزام العلة للمعلول والسبب للمسبب بل أردت أن هذا المعنى يمكن أن يستنبط من هذه الآية ..نعم .. قد يستحصل هذا المعنى دون الآية .. لكن- ولا أحسبك تخالفني في هذا الامر - إذا ما اتصل معنى ما بالقرآن أو فلنقل إذا ما أحسسنا أن هذا المعنى مستوحى من القرآن فسوف لن تقدح هواجس الريبة والتوجس من هذه الفكرة على عكس ما لو صدرت أو انبجست من قريحة كاتب أو مجّها عقل مفكر قد يتوهم الخيال فيه الخطأ والخداج مما سيجعل حاجزا شفيفا بين الفكرة ومحلها من القلب..أمّا وقد صدرت من القرآن ففي هذه الميزة ما يقطع دابر الريبة ودخائل الهوى .. وجزاك الله خير الجزاء ..
---
(1/2513)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عادات القرآن
---
عادات القرآن
---
علال بوربيق
04-25-2006, 04:49 PM
إخواني في ملتقى أهل التفسير السلام عليكم ورحمة الله :
أريد أن أطرح عليكم موضوعا، وأرجو من المشايخ، والإخوة الأفاضل أن ينبهوا على هذا الموضوع إن كان قد طرح من قبل، فنطوي الحديث عنه، وإن لم يكن كذلك فلينشطوا بالمشاركة في هذا الموضوع الذي له أهمية بالغة تعين على فهم القرآن الكريم ، وتفتح لنا من كنوز هذا الكتاب العظيم .
هذا الموضوع عنوانه "عادات القرآن الكريم " يقول العلامة الطاهربن عاشور:
"يحق على المفسر أن يتعرف عادات القرآن من نظمه وكلمه، وقد تعرض بعض السلف لشيء منها، فعن ابن عباس: كل كأس في القرآن فالمراد بها الخمر، وذكر ذلك الطبري عن الضحاك أيضا.
وفي صحيح البخاري في تفسير سورة الأنفال " قال ابنُ عُيينة: ما سمّى اللَّهُ مَطَراً في القرآن إلاّ عذاباً، وتُسمِّيه العربُ الغَيثَ، وهو قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ} (الشورى: 28).
وعن ابن عباس أن كل ما جاء من " يا أيها الناس.." فالمقصود به أهل مكة المشركون.
وقال الجاحظ في البيان وفي القرآن معان لا تكاد تفترق، مثل الصلاة والزكاة، والجوع والخوف، والجنة والنار، والرغبة والرهبة، والمهاجرين والأنصار، والجن والإنس " .
قلت: والنفع والضر، والسماء والأرض، وذكر صاحب الكشاف وفخر الدين الرازي أن من عادة القرآن أنه ما جاء بوعيد إلا أعقبه بوعد، وما جاء بنذارة إلا أعقبها ببشارة، ويكون ذلك بأسلوب الاستطراد والاعتراض لمناسبةالتضاد، ورأيت منه قليلا في شعر العرب كقول لبيد:
فاقطع لبانة من تعرض وصله **** ولشر واصل خلة صرامها
واحب المجامل بالجزيل وصرمه **** باق إذا ظلعت وزاغ قوامها.(1/2514)
وفي الكشاف في تفسير قوله تعالى : "فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ... " الآية: جيء به ماضيا على عادة الله في الأخبار، وقال فخر الدين الرازي في تفسير قوله تعالى : " يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ...." الآية من سورة العقود: " عادة هذا الكتاب الكريم أنه إذا ذكر أنواعا كثيرة من الشرائع والتكاليف أتبعها إما بالإلهيات وإما بشرح أحوال الأنبياء وأحوال القيامة ليصير ذلك مؤكدا لما تقدم ذكره من التكاليف والشرائع " .
وقد استقريت بجهدي عادات كثيرة في اصطلاح القرآن سأذكرها في مواضعهاومنها أن كلمة "هؤلاء " إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة كقوله تعالى: " بَلْ مَتَّعْتُ هؤلاء وَءَابَآءَهُمْ حَتَّى جَآءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ " وقوله: "فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ " .
وقد استوعب أبو البقاء الكفوي في كتاب الكليات في أوائل أبوابه كليات مما ورد في القرآن من معاني الكلمات، وفي الإتقان للسيوطي شيء من ذلك.
وقد استقريت أنا من أساليب القرآن أنه إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى، انظرقوله تعالى:"وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها "إلى قوله:" أنبئهم بأسمائهم " انتهى كلامه رحمه الله من كتاب التحرير والتنوير(1/69) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال كعب بن مالك رضي الله عنه :
جارعلى منهج الأعراب أعجزهم **** باق مدى الدهر لا يأتيه تبديل
بلاغة عندها كعّ البليغ فلم **** ينبس وفي هديه طاحت أضاليل
---
أبومجاهدالعبيدي
04-25-2006, 05:28 PM(1/2515)
من مهمات التفسير : معرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه واستعمالاته (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2279&page=1&pp=15)
---
علال بوربيق
04-25-2006, 05:41 PM
شيخنا المشرف أبا مجاهد : جزاك ربي أفضل الجزاء ، وأوفره فلنحي هذا الموضوع من جديد، وإليك هذه الإضافة الجديدة.
بسم الله, والصلاة والسلام على رسول الله:
وليفتح الباب بهذه:
جاء في صحيح البخاري في كتاب الصوم:باب فضل ليلة القدر
قالَ ابنُ عُيَينةَ: ماكان في القُرآنِ " وَمَآ أَدْرَاكَ " فقد أعلمَه، وما قال: " وَمَا يُدْرِيكَ " فإِنه لم يُعْلِمْهُ "
إذا تصفحنا المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم نجد هذه النتائج:
- تكررت كلمة " أدراك " في القرآن ( 13) مرة،كلها تتعلق بيوم القيامة إلا في موضعين، وذلك في قوله تعالى " وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ . وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ "
[ الطارق:1-2-3]
- وقوله "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ.وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِليلة القدرخَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ "
[القدر:1-3]
- تكررت كلمة " يدريك " في القرآن (3) مرات، كلها تتعلق بيوم القيامة إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى في حق ابن أم مكتوم رضي الله عنه: " عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَن جَآءَهُ الأَعْمَى . وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى . أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى " [عبس: 1-2-3-4]
فهل هذه العادة التي ذكرها سفيان بن عيينة صحيحة ؟
ـــــــــــــــــــــــــ
يقول الإمام الشاطبي :" من زاول كلام العرب وقف من هذا على علم " الموافقات ص:267
---
علال بوربيق
04-26-2006, 07:28 PM
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله :(1/2516)
لقد وُفِقَ سفيان بن عيينة في التماس هذه العادة التي جرى عليها القرآن، وانتقد الحافظ ابن حجرعليه آية واحدة فقط، وهي الآية التي نزلت في ابن أم مكتوم؛ لأن الله أعلمه أنه يريد التزكية ،و الذكرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال صادق الرافعي:" إذا لم تزد شيئا على الحياة فأنت زيادة عليها "
---
علال بوربيق
04-26-2006, 07:58 PM
نص عليها الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات، وساق لها طائفة من الآيات، وهي من أنجع الوسائل لتربية الأمة ، وتعليمها آداب التعامل مع ربها، خاصة عند دعائه. يقول الإمام الشاطبي رحمه الله :" تقديم الوسيلة بين يدي الطلب كقوله تعالى : " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.." الفاتحة [5- 6]، وفي قوله تعالى:" الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " آل عمران [16] وفي قوله تعالى: " قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ. رَبَّنَآ آمَنَّا بِمَآ أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ".آل عمران[53] وقال تعالى:" الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " آل عمران [191] " الموافقات ص: 695-696.(1/2517)
بل حتى حالة الدعاء على أعداء هذه الأمة من الكفرة والظلمة لابد لنا أن نبين سبب دعائنا عليهم هذه عادة القرآن لا تكاد تتخلف؛ قال تعالى : " وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَآ إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ " يونس [88], وقال في حق نوح عليه السلام: "قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً " إلى قوله تعالى : " وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراد بالوسيلة : الحاجة، ومنه قول الشاعر:
إن الرجال لهم إليك وسيلة **** إن يأخذوك تكحلي وتخضبي.
---
د.عبد الله الجيوسي
04-27-2006, 04:35 PM
الاخوة الاكارم
تقدم احد طلبة الدكتوراة عندنا في كلية الشريعة - جامعة اليرموك بالموضوع ووافقنا عليه
والعنوان:
عرف القرآن والمعهود من معانيه واستعمالاته وأثره في الترجيح الدلالي ( دراسة تاصيلية تطبيقية)
والموضوع جدير بالدراسة لكن الاجدر التأصيل له والاهتمام بالضوابط التي تمكن من استخراج هذا العرف،
بارك الله فيكم
---
علال بوربيق
04-27-2006, 09:42 PM
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله:
جزاك ربي أفضل الجزاء، وأوفره: فضيلة: د.عبدالله بن محمد الجيوسي، على هذه المشاركة ، وأنا عازم على المواصلة لا لأحصل على الدكتوراه ، ولكن لننال الأجر بهذه المدارسة، وأدعوك يا فضيلة الدكتورلأن تعلق على هذه المشاركات بما تراه نافعا، وقد كنت حريصا على استخراج الضوابط ما أمكن ولكن زمن كتابتها مما يطول فأدعوك مرة ثانية للمشاركة في هذا الموضوع، واليوم في جَعبتي مثل جديد للمدارسة.
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله:(1/2518)
تحسين العبارة بالكناية، ونحوها في المواطن التي يحتاج فيها إلى ذكر ما يستحي من ذكره في عاداتنا، كقوله تعالى:" أَوْ لَامَسْتُمُ النساء" النساء [43] وقوله: " وَمَرْيَمَ ابْنَت عِمْرَانَ الَّتِى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا " التحريم [12],وقوله تعالى: " كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ " المائدة [75]. حتى إذا وضح السبيل في مقطع الحق، وحضر وقت التصريح بما ينبغي التصريح فيه، فلا بد منه ، وإليه الإشارة بقوله:" إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْىِ أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا " البقرة[ 26]، وقوله تعالى : " إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى النَّبِىِّ فَيَسْتَحْيِى مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْىِ مِنَ الْحَقِّ " الأحزاب [53] " الموافقات ص: 695
وهي عادة للقرآن في تربية الأفرادعلى انتقاء الكلام الطيب كما ينتقى أطايب الثمر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتدبر القرآن إن رمت الهدى **** فالعلم تحت تدبر القرآن
---
البتول
04-27-2006, 10:13 PM
لذا علينا ان نتعلق بجنس ما تعلق به الشارع في خطابه والتكني عن المرذول من الألفاظ قد يكون مقصدا من مقاصد الشارع وذلك بعد استقراء موارد التشريع في ذلك من نصوص قرآنية ونبوية أظن ان الشيخ يوافقنتي في ذلك . وللشاطبي مباحث قرآنية مهمة علينابدراستها في هذا المنتدى .
---
علال بوربيق
04-27-2006, 11:10 PM
لقد أصبتِ كبد الحقيقة في استنباط هذا المقصد، فالشاطبي مدرسة مغربية عريقة، تطلب الحقيقة من معينها الصافي، قبل أن تكدرها المكدرات، وقد قالوا قديما "إئت بأصلك إن الفرع متهم ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم قِ ألسنتنا الزلل، ورطبها بذكرك.(1/2519)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ " . متفق عليه
---
علال بوربيق
04-28-2006, 09:49 PM
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله:
- يقول الإمام الشاطبي:" والدليل على ذلك استقراء الشريعة فإنا رأينا الشارع يعرض عما لا يفيد عملا مكلفا به ففى القرآن الكريم : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ " البقرة [189]، فوقع الجواب بما يتعلق به العمل إعراضا عما قصده السائل من السؤال عن الهلال لم يبدو فى أول الشهر دقيقا كالخيط، ثم يمتلىء حتى يصير بدرا، ثم يعود إلى حالته الأولى ؟ " ثم بين رحمه الله المناسبة التي بينها وبين الجملة التي بعدها فقال: " ثم قال: " وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا " ، بناء على تأويل من تأول أن الآية كلها نزلت فى هذا المعنى فكان من جملة الجواب أن هذا السؤال - فى التمثيل- إتيان للبيوت من ظهورها والبر إنما هو: التقوى، لا العلم بهذه الأمور التى لا تفيد نفعا فى التكليف ولا تجر إليه، وقال تعالى " يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ، فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا ، إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَآ ، إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا " النازعات [42] أى إن السؤالَ عن هذا، سؤالٌ عما لا يعنى إذ يكفى من علمها أنه لا بد منها ولذلك لما سئل عليه الصلاة والسلام عن الساعة. قال للسائل: ما أعددت لها ؟ " الموافقات ص:28(1/2520)
ومثله أيضا؛ قوله تعالى: " يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ "
البقرة [215]
وهذا جاري في كلام العرب الأوائل، فقد قال شاعرهم:
[
أتت تشتكي مني مزاولة القرى =وقد رأت الأضياف ينحون منزلي
فقلت لها لما سمعت كلامها =هم الضيف جدى في قراهم وعجلي
وهذا من العادات القرآنية التي تنفع المفتي ، فإن المفتي موقع عن الله، وقائم مقام رسوله صلى الله عليه وسلم، فيجوز له أن يعدل عما يستفتى فيه إذا كان السؤال لا يفيد عملا مكلفا به.
وفي هذه العادة القرآنية لفتة أخرى، وهي أن الصحابة رضوان الله عليهم في بداية أمرهم لم تكن لهم ملكة قوية في السؤال عن أمور دينهم ، ولذلك عاتبهم الله بقوله : " ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ .." المائدة [101] فلما استوى أمرهم على هذا الدين صاروا يسألون عما ينفعهم .
فتدبر القرآن إن رمت الهدى= فالعلم تحت تدبر القرآنـ
قال مفدي زكريا:
فليت فلسطين تخطو خطانا =وتطوي كما قد طوينا السنينا
---
ريحانة
04-28-2006, 10:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم(1/2521)
الحديث عن "عادات القرآن"بهذا المصطلح قد يشوش علينا ويوهم ، لذا حينما بحثت عنه وجدت أنّ هذا الموضوع أثير باسم " الوجوه و النظائر القرآنية" ، وأرى أنه بهذا المصطلح نستطيع أن نؤصل لهذا البحث، و نجلي عنه اللبس. فإطلاق لفظ العادات – وإن كان من قبيل المجاز – فقد ذكره الإمام الطاهر بن عاشور بهذا المعنى في سياق كلامه، و هناك مقالة علمية فريدة في مجلة الموافقات الجزائرية العدد الثاني بعنوان " نحو موسوعة إسلامية في الوجوه و النظائر القرآنية " د/ محمد على الحسن (جامعة دبي سابقا)و يرى صاحب المقال في المبحث الثاني حينما ذكر التسلسل التاريخي للمؤلفات في هذا المجال
1-مقاتل بن سليمان البلخي *150ه*، عدد الألفاظ الواردة فيه-186- ب-773- وجه / حققه عبد الله محمود شحاتة
2- هارون بن موسى المصرى *170ه*، يقال له هارون الأعور ، كان يهوديا و أسلم وحسن إسلامه
3- المبرد *276ه* ، في كتابه "ما اتفق لفظه و اختلف معناه من القرآن المجيد " و جاء في كتابه – مادام الشيخ قد ذكر "أدراك " في مقالته- و ما جاء في القرآن من "وما يدريك" فغير مذكور جوابه، وما جاء "وما أدراك" فمذكور جوابه
4- أحمد بن فارس الرازى *395ه*،في كتابه الإفراد
5- أبو عبد الله الدامغانى ، في كتابه الوجوه و النظائرفي القرآن الكريم"
6-إبن الجوزى *597*في " نزهة الأعين و النواضر في علم الوجوه و النظائر"
بعد هذا المختصر أقول أنّ طرح الشيخ متميز ، لأنه يراعي السياق في معرفة عادات القرآن في ذلك اللفظ ، و لعل لهذا الموضوع صلة وثيقة بعلم المناسبة ، فالألفاظ المشتركة تعمل في القرآن كل مرة بمعنى يخدم السياق ، و السباق ، و اللحاق ، و موضوع السورة و موضعها ، عسى ،أن تتحفنا صاحبة المناسبة ، التى سألت عن الإمام البقاعي ، عن علاقة هذا العلم بحديثنا هنا.(1/2522)
شيخنا الفاضل ، ما استدركت ولا عقبت فلست من أهل هذا الفن ، ولا من الذين يتطاولون على الشيوخ ، ولكن محبة في رياض الجنة التي طلب منا أن نرتع عندها ، ولو من وراء الشاشة ، والله من وراء القصد ، أرجو أن تدعو لي بالرشاد
في التوقيع اسمي الشخصي نزولا عند طلب شيخنا الشهري .
---
علال بوربيق
04-28-2006, 10:49 PM
أختاه جزاك ربي أفضل الجزاء،وأوفره على ما تفضلت به . مسألة المصطلح أظنك أصولية ولا يخفى عليك ما ذكره الغزالي في مقدمة " مستصفاه " وغيره من أهل الأصول من أنه لامشاحة في الإصطلاح بعد فهم المعاني، إلاإذا كنت لاتقولين بتوسع العرب في كلامها ولا أخالك كذلك؛ لأنك ذكرت المجاز ولم تعقبي عليه. " العادات " ليست محصورة في اللفظ ، بل في كل الوجوه العربية . وأذكرهنا حقيقة يغفل الكثيرعنها من دارسي الأصول . ذكرها الشافعي رحمه الله في كتابه الرسالة، ثم أغفلها أهل الأصول ، وذهبوا بها مذهبا لم يرده الشافعي ، وتفطن لها الشاطبي ، وإن أسعفتني الظروف ، فسأتناولها في وقت لاحق. موضوع علم المناسبة يتقاطع مع هذا الموضوع ففي رأيي أن بينهما عموم وخصوص من وجه ، ولذا فصاحبة المناسبات سيكون لها حضور في هذا الموضوع لنستفيد منها أولا ولتستفيد منا ثانيا، أما بالنسبة للموضوع فهو بحق جديد وممتع، والمشاركة فيه هي المدراسة الحقيقية للقرآن. المشيخة أختاه أحس أنها جبة أكبرمني فأنا لازلت أحبذ كلمة " طالب العلم ".
أرجوأن تنظري ما ذكره د .عبد الله درازفي تعليقه على الموافقات حول كلمة " يشوش "
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما - آمين-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزولا عند رغبة شيخنا الشهري:
علال بوربيق - إمام أستاذ -
السنة الثانية ماجستيربقسم الكتاب والسنة
وأرجو من شيخنا ، أن يقوم بتعديل ما أضفته ليظهر في كل المشاركات ، فإنني ما اهتديت لما ذكره في طريقة التعديل ، و له منا جزيل الشكر(1/2523)
---
علال بوربيق
04-29-2006, 09:25 PM
ومن عادات القرآن أن ترد كلمة " خلق " في الأشياء التي يخرجها الله من العدم إلى الوجود، يقول العلامة الطاهر بن عاشور: " أُطلِقَ " الخلق " في القرآن وكلام الشريعة على إيجاد الأشياء المعدومة فهو إخراج الأشياء من العدم إلى الوجود إخراجا لا صنعة فيه للبشر" التحرير والتنوير(2/191)
بينما تطلق كلمة " جعل " على التصرف في الشيء المخلوق بعد خلقه، ولا يقول أحد إن هذا أخذ من الوضع العربي للفظة، نقول : بل عرف هذا بإستعمالات القرآن لها، وباستصحاب هذه العادة القرآنية يزول الإشكال الواقع في بعض الآيات، ولنضرب لذلك مثلا:
قال تعالى:" يَاأَيُّهَاالنَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " النساء [1]
وقال:"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا" الأعراف[189].
فالآية الأولى لما تعرضت لمسألة بداية الخلق استُعمِلَ فيها كلمة " خلق " في الموضعين بينما الآية الثانية استُعمِلَ فيها كلمتي " خلق " و " جعل "، لأن الآية الثانية لاتتعرض لقضية الخلق كما يظهر للكثير، بل هي في معرض الإمتنان الذي امتن الله به على آدم عليه السلام بحواء بعد خلقها، وذلك بقرينة قوية ذُكرتْ في الآية وهي قوله:" ليسكن إليها"، فأتى السياق بلفظ " جعل " بدل من لفظ "خلق".
وقد تفطن الطاهربن عاشور إلى هذا فقال:" وعبر في جانب الأنثى بفعل جعل، لأن المقصود جعل الأنثى زوجا للذكر، لا الإخبار عن كون الله خلقها، لأن ذلك قد علم من قوله " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ " (7/1690)(1/2524)
وبهذا تظهرفائدة اعتبار المقام في الخطاب، والتي كثيرا ما نبه عليها الأصوليون في بعض مباحثهم؛ فمقام الإمتنان غير مقام ذكرالأحكام من حلال وحرام فقول الله مثلا " وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً " فاطر[12] لا يؤخذ منه حكم أن " غير الطري حرام " لأن المقام مقام امتنان، بقرينة قوله " سخر" فلا مفهوم له كما هي عبارة الأصوليين.
وباستصحاب هذه العادة القرآنية ، شد انتباهي تكرر كلمة "خلق " في آيات خلق الجنين في بطن أمه لعدة مرات-ولم تتكررفي غيرها- قال تعالى: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ . ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " المومنون[14]، وهذا يدل على العناية الفائقة من رب العالمين للجنين فكأنه في كل طورمن الأطوار يخرجه من العدم ، فكل طور بالنسبة للاحقه في الحكم كالعدم فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ.
فتدبر القرآن إن رمت الهدى= فالعلم تحت تدبر القرآن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال مفدي زكريا:
فليت فلسطين تخطو خطانا وتطوي كما قد طوينا السنينا
اللهم إن اليهود قد طغت ، وعتت، وتجبرت
اللهم أفرغ على إخواننا صبرا، وثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين-آمين-
---
ناصر
04-30-2006, 04:59 AM
الأستاذ علال رجاءا النظر هنا (http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=22059&postcount=10) مشكورين.
---
علال بوربيق
05-01-2006, 10:04 PM
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله
أخي ناصر بارك الله فيك على ما تفضلت به ، وجعل لك حظا من اسمك، وأقول كما قال سيد الخلق :" إنما العلم بالتعلم "(1/2525)
وسأواصل ما بدأت، وإن قلَّ السالكون.
يقول الشاطبي:
" كل حكاية وقعت فى القرآن فلا يخلو أن يقع قبلها أو بعدها- وهو الأكثر- رد لها أولا فإن وقع رد فلا إشكال في بطلان ذلك المحكى وكذبه وإن لم يقع معها رد فذلك دليل صحة المحكى وصدقه "
ثم قال رحمه الله:أما الأول فظاهر ولا يحتاج إلى برهان ومن أمثلة ذلك:
قوله تعالى: " إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ " الأنعام [91] فأعقب بقوله :" قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَى " الأنعام [91].
وقال: " وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً.." الأنعام [136].فوقع التنكيت على افتراء ما زعموا بقوله:" بِزَعْمِهِمْ " وبقوله:" سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ " ثم قال:" وَقَالُواْ هَاذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ إلى تمامه، ورد بقوله: " سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ " ثم قال: " وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَاذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ .." الآية فنبه على فساده بقوله:" سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ " زيادة على ذلك.
وبعد أن ساق أمثلة كثيرة قال رحمه الله:" ومن قرأ القرآن وأحضره في ذهنه عرف هذا بيسر" ثم بين فوائد هذا العرف القرآني في ثلاث نقاط:
1- أن النظار من أهل الأصول لما رأوه مطردا استدل به جماعة منهم على أن ما يحكى في القرآن من شرائع الأولين ولم ينبه على إفسادهم وافترائهم فيه، فهو حق يجعل عند طائفة في شريعتنا .
2- استدل جماعة من الأصوليين على أن الكفار مخاطبون بالفروع بقوله تعالى: " قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين " الآية إذ لو كان قولهم باطلا لرد عند حكايته(1/2526)
3- يستعان به في ترجيح الأقوال كاختلافهم في عدد أصحاب الكهف، والحق أنهم سبعة وثامنهم كلبهم لأن الله تعالى لما حكى من قولهم أنهم : " ثلاثة رابعهم كلبهم وأنهم خمسة سادسهم كلبهم " أعقب ذلك بقوله: " رجما بالغيب " أي ليس لهم دليل ولا علم غير اتباع الظن ورجم الظنون لا يغني من الحق شيئا ولما حكى قولهم سبعة وثامنهم كلبهم لم يتبعه بإبطال بل قال: " قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ". دل المساق على صحته دون القولين الأولين، وهو اعتماد ابن عباس في اختيار هذا القول فقد روى عنه أنه كان يقول: " أنا من ذلك القليل الذي يعلمهم ".
4- وهذا يفيدنا أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، وأنه ليس كل ما نطق به الكافر فهو باطل، بل منه ماهو حق بشهادة الله له كالذي ورد عن بلقيس ملكة سبأ أنها "قالت: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة " فقال تعالى معقبا على قولها :" وكذلك يفعلون "
ـــــــــــــــــــــــــــ
أبد ع في مواضيعك ، وأحسن في ردودك ، وقدم كل ما لديك ، ولا يغرك فهمك ، ولا يهينك جهلك ، ولا تنتظر شكر أحد ، بل اشكر الله على هذه النعمة ، ولله الف حمد والف شكر -و السلام عليكم-
---
علال بوربيق
06-19-2006, 08:22 PM(1/2527)
ذكر هذه العادة التي هي من عادات القرآن الكريم الإمام البقاعي في تفسيره الفذ " نظم الدرر" عند تفسيرقوله تعالى: " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إليه ترجعون "سورة البقرة [28] " قال رحمه الله: " ثم إليه ترجعون " فيحشركم بعد طول الوقوف للجزاء من الثواب والعقاب؛ وفي هذا كما قال الحرالي: إعلام بأنهم إن لم يرجعوا إلى الله سبحانه بداعي العلم في الدنيا فبعد مهل من الإحياء الثاني يرجعون إليه قهراً حيث يشاهدون انقطاع أسبابهم ممن تعلقوا به ويتبرأ منهم ما عبدوه من دون الله، وإنما جاء هذا المهل بعد البعث لما يبقى لهم من الطمع في شركائهم حيث يدعونهم فلم يستجيبوا لهم، فحينئذ يضطرهم انقطاع أسبابهم إلى الرجوع إلى الله فيرجعون قسراً وسوقاً فحينئذ يجزيهم بما كسبوا في دنياهم، كما قال تعالى في خطاب يعم كافة أهل الجزاء "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"
[البقرة: 281] وهذا آخر خطاب الإقبال عليهم من دعوة الله لهم ولسان النكيرعليهم، ولذلك كانت آية:
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله [البقرة: 281] آخر آية أنزلت في القرآن، لأنها نهاية ليس وراءه قول يعم أهل الجزاء؛ والرجع عود الشيء عند انتهاء غايته إلى مبدئها - انتهى.
ولما أجمل سبحانه في أول هذه الآية أول أمرهم وأوسطه وآخره على الوجه الذي تقدم أنه منبه على أن الكفر ينبغي أن يكون من قبيل الممتنع لما عليه من باهر الأدلة. شرع يفصله على وجه داع لهم إلى جنابه بالامتنان بأنواع الإحسان بأمر أعلى في إفادة المقصود مما قبله على عادة القرآن في الترقي من العالي إلى الأعلى فساق سبحانه ابتداء الخلق الذي هو من أعظم الأدلة على وحدانيته مساق الإنعام على عباده بما فيه من منافعهم ليكون داعياً إلى توحيده من وجهين:
- كونه دالاً على عظمة مؤثرة وكمال قدرته،(1/2528)
- وكونه إحساناً إلى عباده ولطفاً بهم، وقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها "(1).
ـــــــــــــــ
(1) نظم الدرر(1/30-31)
---
(1/2529)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أُصُول السُنَّة للحافظ أبي بكر عبدالله بن الزبير الحُميديُّ
---
أُصُول السُنَّة للحافظ أبي بكر عبدالله بن الزبير الحُميديُّ
---
أبو مهند النجدي
08-30-2006, 08:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (2)
أُصُول السُنَّة
للحافظ أبي بكر عبدالله بن الزبير الحُميديُّ
تحقيق عبدالله الجديع
---
(1/2530)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جامع البدع في القراءة والتفسير
---
جامع البدع في القراءة والتفسير
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-16-2003, 10:42 AM
في هذه الصفحة نقوم بإذن الله بجمع بدع القراء والمفسرين فليساهم كل واحد منكم بما يعلمه في هذا الباب ليكون مرجعا للجميع ومجمعا للموضوع
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-16-2003, 03:19 PM
َ وأنا أبدؤكم أيها الأحبة بهذا النقل عن شيخ الإسلام
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 31 -316 : (إِنَّ إعْطَاءَ أُجْرَةٍ لِمَنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَهْدِيه لِلْمَيِّتِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ ; وَإِنَّمَا تَكَلَّمَ الْعُلَمَاءُ فِيمَنْ يَقْرَأُ لِلَّهِ وَيَهْدِي لِلْمَيِّتِ . وَفِيمَنْ يُعْطِي أُجْرَةً عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وُجُوهٌ . فَأَمَّا الِاسْتِئْجَارُ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَإِهْدَائِهَا فَهَذَا لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ وَلَا أَذِنَ فِي ذَلِكَ ; فَإِنَّ الْقِرَاءَةَ إذَا كَانَتْ بِأُجْرَةِ كَانَتْ مُعَاوَضَةً فَلَا يَكُونُ فِيهَا أَجْرٌ وَلَا يَصِلُ إلَى الْمَيِّتِ شَيْءٌ وَإِنَّمَا يَصِلُ إلَيْهِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَالِاسْتِئْجَارُ عَلَى مُجَرَّدِ التِّلَاوَةِ لَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ وَإِنَّمَا تَكَلَّمُوا فِي الِاسْتِئْجَارِ عَلَى التَّعْلِيمِ )
---
أبومجاهدالعبيدي
06-16-2003, 07:43 PM
وهذه فتوى في حكم قول صدق الله العظيم بعد القراءة :
حكم قول صدق الله العظيم عند انتهاء قراءة القرآن
سؤال :(1/2531)
إنني كثيرا ما أسمع من يقول : إن ( صدق الله العظيم ) عند الانتهاء من قراءة القرآن بدعة ، وقال بعض الناس : إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى : قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وكذلك قال لي بعض المثقفين : إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يوقف القارئ قال له : حسبك ، ولا يقول : صدق الله العظيم ، وسؤالي هو هل قول صدق الله العظيم جائز عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم أرجو أن تتفضلوا بالتفصيل في هذا؟
جواب : اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل له ، ولا ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة فينبغي ترك ذلك ، وأن لا يعتاده لعدم الدليل ، وأما قوله تعالى :
قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فليس في هذا الشأن ، وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها ، وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن ، ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة؛ لأن ذلك ليس ثابتا ولا معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم .(1/2532)
ولما قرأ ابن مسعود على النبي أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى : فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا قال له النبي حسبك قال ابن مسعود فالتفت إليه فإذ عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكور في الآية وهي قوله سبحانه : فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ أي يل محمد على هؤلاء شهيدا ، أي على أمته عليه الصلاة والسلام ، ولم ينقل أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي : حسبك ، والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ صدق الله العظيم ليس له أصل في الشرع المطهر ، أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت ذلك فلا بأس به .
من مجموع فتاوى ومقالات_الجزء السابع للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
تذييل مهم : هذان رابطان مهمان للتوسع في بحث هذه المسألة لأحد طلبة العلم :
http://forum.fwaed.net/showthread.php?s=&threadid=10122
http://forum.fwaed.net/showthread.php?s=&threadid=11169
---
خالد الشبل
06-17-2003, 12:11 AM
أذكر أنني قرأت قديماً كلاماً للشيخ بكر أبي زيد ، حفظه الله ، في رسالة عن بدع القراء فيه أن ترتيل القرآن العظيم في كلمات الوعظ بدعة ، وعلى الواعظ أن يقرأ الآية كطريقته في الكلام . لكنني سمعت من في الشيخ العثيمين - رحمة الله عليه - أن هذا لا بأس به ، وأن له تأثيراً ، كما أن لطريقة الرافضة في التلحين تأثيراً في الشعور ، أو كلاماً قريباً من هذا .
خالد
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-17-2003, 04:34 PM
أشكر للأخوين الكريمين أبي مجاهد خالد مشاركتهما وإثراءهما الموضوع بهذه الفوائد النفيسة .
---
طلال العولقي
06-18-2003, 02:45 PM(1/2533)
قرأت في بدع القراء لفضيلة الشيخ بكر ابو زيد بدعية التكبير عقب سورة الضحى حتى الوصول إلى سورة الناس
لكن وفقكم الله قرأت في سنن القراء لفضيلة الشيخ عبدالعزيز القارى أن هذا الفعل سنة فمن يوضح لي بارك الله فيكم هذا الإشكال؟
---
خالد الشبل
06-19-2003, 12:17 AM
الأخ الفاضل طلال
سألت عن هذا الشيخ ابن عثيمين ، رحمه الله ، فقال إنه وارد.
وفي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله 13/417
"وسئل رحمه الله عن جماعة اجتمعوا فى ختمة وهم يقرؤون لعاصم وأبى عمرو فاذا وصلوا الى سورة الضحى لم يهللوا ولم يكبروا الى آخر الختمة ففعلهم ذلك هو الأفضل أم لا وهل الحديث الذى ورد فى التهليل والتكبير صحيح بالتواتر أم لا
فأجاب الحمد لله نعم اذا قرؤوا بغير حرف ابن كثير كان تركهم لذلك هو الأفضل بل المشروع المسنون فان هؤلاء الأئمة من القراء لم يكونوا يكبرون لا فى أوائل السور ولا فى أواخرها فإن جاز لقائل أن يقول ان ابن كثير نقل التكبير عن رسول الله ( ( جاز لغيره أن يقول ان هؤلاء نقلوا تركه عن رسول الله ( ( اذ من الممتنع أن تكون قراءة الجمهور التى نقلها أكثر من قراءة ابن كثير قد اضاعوا فيها ما أمرهم به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ( فان أهل التواتر لا يجوز عليهم كتمان ما تتوفر الهمم والدواعى الى نقله فمن جوز على جماهير القراء أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ( اقرأهم بتكبير زائد فعصوا لأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
هذا نص فتوى شيخ الإسلام [ مع الإعتذار للأخ خالد ؛ لأنه ذكرها مبتورة ] ( أبومجاهد) :
( السؤال:
وسئل- رحمه الله- عن جماعة اجتمعوا في ختمة، وهم يقرءون لعاصم وأبي عمرو، فإذا وصلوا إلى سورة الضحى لم يهللوا ولم يكبروا إلى آخر الختمة، ففعلهم ذلك هو الأفضل أم لا؟ وهل الحديث الذي ورد في التهليل والتكبير صحيح بالتواتر أم لا؟.
الجواب :(1/2534)
قال شيخ الإسلام، تقي الدين أبوالعباس أحمد بن تيمية: الحمد لله، نعم إذا قرؤا بغير حرف ابن كثير كان تركهم لذلك هو الأفضل، بل المشروع المسنون، فإن هؤلاء الأئمة من القراء لم يكونوا يكبرون لا في أوائل السور ولا في أواخرها .
فإن جاز لقائل أن يقول: إن ابن كثير نقل التكبير عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاز لغيره أن يقول: إن هؤلاء نقلوا تركه عن رسول الله فيه، إذ من الممتنع أن تكون قراءة الجمهور التي نقلها أكثر من قراءة ابن كثير قد أضاعوا فيها ما أمرهم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن أهل التواتر، لا يجوز عليهم كتمان ما تتوفر الهمم والدواعي إلى نقله، فمن جوز على جماهير القراء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقرأهم بتكبير زائد، فعصوا لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتركوا ما أمرهم به، استحق العقوبة البليغة التي تردعه وأمثاله عن مثل ذلك.
وأبلغ من ذلك البسملة، فإن من القراء من يفصل بها، ومنهم من لا يفصل بها، وهي مكتوبة في المصاحف، ثم الذين يقرؤون بحرف من لا يبسمل لا يبسملون؛ ولهذا لا ينكر عليهم ترك البسملة إخوانهم من القراء الذين يبسملون، فكيف ينكر ترك التكبير على من يقرأ قراءة الجمهور؟ وليس التكبير مكتوبا في المصاحف، وليس هو في القرآن باتفاق المسلمين؟ ومن ظن أن التكبير من القرآن، فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
بخلاف البسملة، فإنها من القرآن، حيث كتبت في مذهب الشافعي، وهو مذهب أحمد المنصوص عنه في غير موضع، وهو مذهب أبي حنيفة عند المحققين من أصحابه وغيرهم من الأئمة، لكن مذهب أبي حنيفة وأحمد وغيرهم أنها من القرآن، حيث كتبت البسملة، وليست من السورة. ومذهب مالك ليست من القرآن إلا في سورة النمل، وهو قول في مذهب أبي حنيفة وأحمد.(1/2535)
ومع هذا فالنزاع فيها من مسائل الاجتهاد، فمن قال: هي من القرآن حيث كتبت، أو قال: ليست هى من القرآن إلا في سورة النمل كان قوله من الأقوال التي ساغ فيها الاجتهاد.
وأما التكبير: فمن قال: إنه من القرآن فإنه ضال باتفاق الأمة، والواجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، فكيف مع هذا ينكر على من تركه؟! ومن جعل تارك التكبير مبتدعا، أو مخالفا للسنة، أو عاصيا فإنه إلى الكفر أقرب منه إلى الإسلام، والواجب عقوبته، بل إن أصر على ذلك بعد وضوح الحجة وجب قتله.
ولو قدر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالتكبير لبعض من أقرأه كان غاية ذلك يدل على جوازه، أو استحبابه، فإنه لو كان واجبا لما أهمله جمهور القراء، ولم يتفق أئمة المسلمين على عدم وجوبه، ولم ينقل أحد من أئمة الدين أن التكبير واجب، وإنما غاية من يقرأ بحرف ابن كثير أن يقول: إنه مستحب، وهذا خلاف البسملة، فإن قراءتها لمن لم ير الفصل بها، فكيف لا يسوغ ترك التكبير لمن ليس داخلا في قراءته. وأما ما يدعيه بعض القراء من التواتر في جزئيات الأمور، فليس هذا موضع تفصيله. )
المرجع : http://www.qurancomplex.org/qfatwa/display.asp?f=10&l=arb&ps=subFtwa
---
أبومجاهدالعبيدي
06-20-2003, 01:31 PM
بسم الله
تعليقاً على مسألة التكبير أقول : ألف سيخ المقرئين في المدينة إبراهيم الأخضر القيّم رسالة بعنوان : تكبير الختم بين القراء والمحدثين
ذكر في مقدمة هذه الرسالة أن سبب كتابته لها هو ما لاحظه من تعلق الناس بما ينقل لهم من أخبار فيها حث على عبادة في أمر في الأمور مع أن هذه الأخبار تكون ضعيفة أو واهية ، وتشتهر عند الناس حتى يظنها الكثير سنة وهي ليست كذلك .
ومن أمثلة ذلك قول : صدق الله العظيم بعد القراءة [ وقد سبق التنبيه على هذه المسألة ] .
ثم ذكر أن من أمثلة ذلك أيضاً : التكبيرعند ختم القرآن ، فهو من هذا الباب .(1/2536)
ثم ذكر في خاتنة هذه الرسالة ما نصه : ( ومن خلال ما تقدم من بحث أحوال الروايات ، وتحقيق سندها ، وتراجم رجالها لم نجد غير رواية البزي كما ذكر العلماء ، وهي رواية تسلسلت بالضعفاء والمجروحين ، ولم تعضدها رواية أخرى من غير طريق البزي ، وذلك كما صرح كثير من علماء الروايات ، على أن بعضاً من مشاهير القراء كابن مجاهد في كتابه السبعة لم يورد التكبير ، وكذلك أبو القاسم الهذلي في كتبه الكامل لم يورد التكبير أيضاً ، وهذا مما يدل على عدم ثبوت الرواية عندهما ، والله أعلم .... ) ثم ختم بقوله : ( وبهذا فلا نثبت سنة بخبر كهذا ، بل الأفضل والأولى تركه سواء في رواية البزي أو رواية غيره من القراء ، وذلك صوناً لكتاب الله ، وتجريداً له عن كل ما ليس منه ممن يظن أنه سنة وهو ليس بسنة . والحمد لله رب العالمين ) . انتهى .
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-21-2003, 10:01 AM
وفق الله الإخوة المشاركين وبارك فيهم حيث أفادونا بهذه الفوائد القيمة
---
أبومجاهدالعبيدي
06-21-2003, 01:58 PM
ونشكرك كذلك يا شيخ محمد ، ولي طلب أرجو أن تتكرم بتلبيته ، وهو النظر في هذا الموضوع :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=501
وإفادتنا حوله ، حيث كان لكم اهتمام بهذه الموضوع .
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-24-2003, 05:31 AM
هذا رابط بحث في مسألة تكبيرالختم للشيخ عبدالله زقيل
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/33.htm
---
ترتيل السلفية
02-29-2004, 08:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحببت أن أضيف أن هناك كتيب صغير في حجمه ، جمع بعض من بدع القرآء ، اسم الكتيب (( بدع القرآء )) ، للشيخ : بكر أبوزيد حفظه الله ، كما أن الشيخ قد بين في كتابه تصحيح الدعاء ، بعض أخطاء الأئمة في الدعاء والقرآءة ، فيا حبذا لو ترجعون إليه ..
وفقكم الله ..
---
الشيخ أبو أحمد
02-29-2004, 10:06 PM(1/2537)
(وأنا أبدؤكم أيها الأحبة بهذا النقل عن شيخ الإسلام )!!!!!!!!!!!
والله الذي لا إله إلا هو, إني لأحب الصالحين والعلماء, وابن تيمية منهم... ولكني أحب (التوحيد) في الامر كله...
فقولك هذا يا اخي الخضيري (وأنا أبدؤكم أيها الأحبة بهذا النقل عن شيخ الإسلام ), هو مما يجوز القول فيه {وما أهل لغير الله به}... فابدأنا بقول ربنا أو رسول ربنا, فلا خير فيما لم يستهل به لله....
والله لا أقول هذا إلا غيرة على الله ورسوله, وحبا في الله ورسوله, فالتمس لي العذر والظن الحسن...
اللهم اغفر لي ولاخي..
---
عبدالله بن محمد السليمان
02-29-2004, 10:31 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فأما ماذكره أخونا أبو مجاهد من نقله عن كتاب الشيخ المقرئ شيخ القراء في الحرم النبوي أبي محمد إبراهيم الأخضر بن علي القيم فهو ماقرأت به على فضيلته وقرأت على آخرين بإثبات التكبير كما هو مذكور في الشاطبية والطيبة بل ويستغربون هذا الرأي من فضيلته ومنهم الشخ إبراهيم السمنودي العالم الكبير والشيخ علي الحذيفي كما نقله عن شيخه أحمد الزيات وآخرين .
---
راجي رحمة ربه
03-01-2004, 05:56 AM
أما البزي فهو حجة في القراءات صادق في نفسه ونقله للتكبير هو من صميم تخصصه فقوله حجة وقد تلقاها القراء بالقبول فلا وجه لإنكارها وتبديع فاعلها.
وإلى متى ننكر مسألة التخصص في العلم وقد وضع أصلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كما أن التكبير كان معروفا واشتهر العمل به عند أهل مكة وأقرها من السلف من لا يحصون وعلى رأسهم الإمام الشافعي وعده سنة من سنن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فإن كان كذا وعليه العمل عند أهل مكة فمثل هذا لا يسأل عن إسناده، ويقال فيه ما يقال في عمل أهل المدينة.
---
ابن آدم
03-07-2004, 03:35 PM
إخوتي الفضلاء
بالنسبة لكتاب فضيلة الشيخ الأخضر الذي ذكر فيه بدعية التكبير فهو اجتهاد من الشيخ جانبه الصواب ولكل جواد كبوة(1/2538)
وقد الف أحد القراء المتخصصين وهو أحمد الزعبي من مدينة درعا في سوريا
كتابا في الرد على رسالة الشيخ الأخضر اسمه (إرشاد البصير إلى سنية التكبير عن البشير النذير صلى الله عليه وسلم
ويقع في 72 صفحة
فال في التقديم:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد العرب والعجم وعلى آله الأبرار وصحابته الأخيار
وبعد فهذه رسالة صغيرة جمعت فيها أقوال العلماء والفقهاء والمحدثين، ممن قالوا بسنية التكبير عند سورة الضحى، والرسالة حاوية على جملة من أقاويل العلماء الذين يعتبرون حجة في هذا الفن. وأوردت فيها حديث التكبير الذي أخرجه الحاكم في مستدركه، والحديث ليس مردوداً عند المحدثين بل صححه الحاكم على شرط الشيخين.
وقد قرأت هذه الرسالة على أساطين علماء القراءات في هذا العصر. فقد قرأتها على أستاذنا الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات أعلى القراء سنداً في هذا العصر، وأجازني بطباعتها وكتب عليها كلمة، وكذلك شيخنا الشيخ عبدالفتاح المرصفي فأجازني بطبعها، كما تكرم بقراءتها أحد الإخوة المحبين من طلبة العلم على فضيلة الشيخ حسن دمشقية شيخ القراء في لبنان فأجاز بطباعتها وكتب عليها كلمة.
وفي الختام أسأل الله عز وجل أن يستر عيوبنا ويغفر ذنوبنا وأن يكون هذا العمل مقبولاً فما كان من خير فمن الله وماكان من تقصير فمن نفسي وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.)
ثم ورد في الكتاب تقريظ للشيخ عامر السيد عثمان
وتقريظ للشيخ حسن دمشقية
ثم المقدمة
وفيها :وهناك أناس طعنوا في جانب من جوانب علم القراءات وهو التكبير لا اقول إنه قرآن . بل يلحق بعلم القراءات من حيث أسانيده وتلقيه.
وقد أُلفت رسالة صفيرة في التكبير خلاصتها: أن التكبير ليس سنة بل هو بدعة مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
فقد قال صاحب هذه الرسالة _نور الله بصيرته_ : إن التكبير من جملة الأشياء المردودة واستدل بحديث (من عمل عملا ليبس عليه أمرنا فهو رد)(1/2539)
ومؤلف هذه الرسالة هو الأستاذ إبراهيم الأخضر واسم كتابه: تكبير الختم بين القراء والمحدثين
وبعد قراءتي لتلك الرسالة وقفت حائراً كيف يدعي بعض الناس أن التكبير ليس بسنة؟ وقد تلقيناه عن مشايخنا الأثبات بالأسانيد المتواترة
فأردت أن أبين حكم التكبير والتحقق من أنه سنة فكتبت هذه الرسالة وسميتها:
إرشاد البصير إلى سنية التكبير عن البشير النذير صلى الله عليه وسلم
وقسمت الرسالة إلى أبواب :
1ـ ورود التكبير وسببه
2ـ أقوال المحدثين في حديث التكبير
3ـ سنة التكبير عند المفسرين
4ـ سنة التكبير عند الفقهاء
5ـ سنة التكبير عند الفراء
أقول : إن هذا الكتاب هو أفضل ما أفرد في هذه المسألة وما قرأه أحد عنده تجرد وإنصاف إلا اقتنع بما فيه من الحجج والنقولات عن علماء وآئمة كبار
أو على الأقل يحترم القول بسنية التكبير ولا يصفه بأنه بدعة .
والله أعلم
غفر الله لي ولكم وللمؤلف وللشيخ الأخضر
الشيخ الأخضر حبيب لنا و الحق احب إلينا منه
---
د.حسين الحربي
03-13-2004, 08:07 PM
مع التحية للاخوة المشاركين في هذه الصفحة ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
رأيت عامة المشاركات نحت حول بدع القراء، ولم يطرق محور بدع التفسير رغم أن عنوان الصفحة يشير إلى ذلك ، فلعله ينال شيئا من الطرح بشكل أفضل
---
عبدالرحمن السديس
03-16-2004, 10:13 PM
قال الشيخ المقرئ الرحالة عبد الله بن صالح العبيد في كتابه الإتقان في تجويد القرآن ص109 :(1/2540)
وأما التكبير من الضحى إلى آخر القرآن فهو لحفص من طريق الطيبة ، وجعله بعض أفاضل علمائنا ، ومعاصرينا من البدع ، لأن الحديث فيه لم يثبت عندهم ، وهو اجتهاد منهم حملهم عليه الغيرة على تحرير كتاب الله من البدع ، والتحقيق: أنه سنة صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ، وعن جماعة من الصحابة ، والتابعين ، وتابعيهم لكن لما كانت هذه الأخبار عنهم مروية في كتب قدماء أئمة الأداء غير المطبوعة ـ ككتب الداني ، والهذلي ، وأبي العلاء الهمذاني ، والأهوازي ، وابن الباذش ـ ولم يكن لهم معرفة بها ؛ قطعوا بعدم صحته ، وقد أفردت جزء نفسيا تكلمت فيه على الآثارالمرفوعة ، والموقوفة ، والمقطوعة ، واتصال التكبير للكاتب مسلسلا من غير وجه فلله الحمد والمنة .اهـ.
وذكر في كتابه ص 107 قرابة العشرين بدعة في القراءة .
---
(1/2541)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشارة من الحافظ ابن كثير للأمة المحمدية مستنبطة من القرآن والسنة النبوية
---
بشارة من الحافظ ابن كثير للأمة المحمدية مستنبطة من القرآن والسنة النبوية
---
أبومجاهدالعبيدي
05-23-2004, 01:13 AM
قال ابن كثير رحمه الله في رسالة له مرفقة بعنوان : الاجتهاد في طلب الجهاد
( (وهذه بشارة) أيشر بها جميع المؤمنين لشيء استنبطته من الكتاب العزيز المبين، وسنة سيد المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله أجمعين:-
((أما الكتاب)) فقوله تعالى: ((وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا))
فذكر تبارك وتعالى أنه سلط على بني إسرائيل بذنوبهم عدوا من سواهم فقتل من المقاتلة خلقاً كثيراً وسبى من الذرية جماً غفيراً. وهذا المسلط عليهم - فيما ذكره أكثر المفسرين (بختنصر) صاحب العراق، وقيل نائبه. هذه في المرة الأولى كما قال تعالى ((فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)).(1/2542)
ثم ذكر تعالى أن في المرة الثانية أراد الأعداء أن يفعلوا معهم كما فعلوه أول مرة، فذكر تعالى أنه رحمهم ولم يسلط عليهم عدوهم، بل أجارهم من ذلك وأدالهم على أعدائهم (فنحن أيضا ً أيتها الأمة المحمدية) قد ابتلينا في بيت المقدس باستحواذ الأعداء عليه في حدود (الخمسمائة سنة) وأنه استمر في أيديهم (تسعين سنة) حتى أنقذه الله من أيديهم على يد الملك الناصر (صلاح الدين يوسف) كما تقدم فليس لهم إليه بعد ذلك سبيل إن شاء الله تعالى، وبه الثقة وعليه التكلان، لأن هذه الأمة أحق بكل خير وعز ونصر من جميع الأمم المتقدمة لشرفها بشرف نبيها على سائر النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهذه الأمة اكثر عددا وعددا وأعز جنداً وأعظم مملكة وأوسع بلاداً ممن تقدمهم بكثير.
(وأما السنة) فقد ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث النواس بن سمعان وغيره رضي الله عنهم في نزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان من السماء على المنارة الشرقية بدمشق وهي محاصرة بجيوش الدجال وقت صلاة الفجر وقد أقيمت الصلاة، فيقول له إمام المسلمين ((تقدم يا روح الله)) فيقول ((لا، إنما أقيمت الصلاة لك)) فيصلي وراء إمام المسلمين، تكرمة الله هذه الأمة، ثم يكون عيسى عليه السلام في هذه الأمة بمنزلة الإمام الأعظم، كما ثبت في الصحيحين: ((لينزلن فيكم عيسى بن مريم إماماً عادلاً وحكماً مقسطاً، فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام)) بمعنى أنه لا يقبل من غير مسلم جزية، ولا يقبل منه إلا الإسلام أو السيف، وهذا إخبار رسول الله صلى الله عليه عما يفعله عيسى عليه السلام وتشريع وتسويغ.
(ثم ينهض) عيسى عليه السلام بمن معه من المسلمين نحو الدجال فيفر منه، فيتبعه حتى يدركه (بباب لد) فيقتله بحربته كما بسطنا ذلك في كتاب )الفتن والملاحم).(1/2543)
(والمقصود) أنه قال في حديث النواس بن سمعان: ((فيوحي الله إلى عيسى بن مريم أني قد أخرجت عباداً لا يَدَان ِلأحد بقتالهم فحصن عبادي في جبل الخََمَر ِ – يعني جبل بيت المقدس – فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله فيهم فيصبحون فرسى كموت رجل واحد)) الحديث.
(فهذا دليل) على بقاء بيت المقدس في أيدي المسلمين إلى ذلك الحين ليكون موثلاً ومعقلاً لهم عند خروج يأجوج ومأجوج ولله الحمد والمنة.)
---
(1/2544)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > محاولة لسرقة تفسير يحي بن سلاَّم بتحقيق هند شلبي!!
---
محاولة لسرقة تفسير يحي بن سلاَّم بتحقيق هند شلبي!!
---
عبد العزيز الضامر
05-14-2005, 08:39 PM
محاولة لسرقة تفسير يحي بن سلاَّم بتحقيق هند شلبي!!
قرأت مقالاً في المجلة العربية شهر ربيع الآخر (1421هـ) بعنوان: "وشر الناس من سرقا" للدكتور قيس بن محمد آل شيخ مبارك يحكي فيه مواقف عِدَّة عاصر بنفسه مرارتها.
ومنها محاولةٌ بشعةٌ لسرقة تحقيق الدكتورة هند شلبي لتفسير يحي بن سلاَّم الذي خَرَجَ مؤخراً باسمها والحمد لله فأحببت أن أنقله لأحبابي في هذا المُلتقى المبارك للعلم والإحاطة, فيقول: "..وقد كنت منذ اثنتي عشرة سنة تقريباً في تونس فأخبرتني الباحثة القديرة الدكتورة هند شلبي-وهي من فضليات نساء العصر, وهبها الله عِلماً غزيراً وديناً متيناً وسلوكاً يحكي هدي الصحابيات, ولها موقف رسمت به لوحةً مُشَرِّفةً على تاريخ تونس الحديث- أنها عَثَرت بجامع عُقبة بن نافع بالقيروان على أجزاءٍ مُتفرقة من تفسير يحي بن سلاَّم...وذكرت أنها أتمت تحقيقه, وطلبت مني إيصاله إلى ناشر من إحدى الدول العربية يُقيم في جدة, فسلمتني الكتاب بعد أن احتفظت بصورةٍ منه لديها, نزولاً عند رغبتي خوفاً من ضياعه, وكنت مُحتسباً أجري عند الله بأن يكون لي مُساهمة في إخراج هذا الكنز ولم يَدر بخلدي أنني سأُقدِمه للصٍ يسرقه, أخذت الكتاب معي ووصلت مطار جدة واتصلت بالناشر, وسَلَّمته النُسخة يداً بيد ثُمَّ غادرت إلى بلدتي الأحساء.
وتمضي الأيام فتكشف الدكتورة هند أنَّ الناشر قد قدَّم الكتاب إلى جامعة أُمِّ القرى باسمه للحصول على درجةٍ علمية, والمرء توّاق إلى مالم ينل, فجزى الله خيراً العلامة الجليل الشيخ محمد الحبيب بن الخوجة حين كشف الحقيقة للجامعة, وأعاد الحق لصاحبه".
---(1/2545)
أثرية
06-02-2005, 01:05 AM
سبحان الله يقدم تفسير لكتاب الله ليحصل على شهادة بالغش والخداع ، أعوذ بالله من الخذلان
---
(1/2546)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > تأصيل الدراسات الرياضية فى القرآن الكريم ، وأهميتها
---
تأصيل الدراسات الرياضية فى القرآن الكريم ، وأهميتها
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
09-24-2006, 01:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم الدراسات الرياضية فى القرآن الكريم ( بشتى أنواعها ) لها جذورها وأصولها شديدة الوضوح فى القرآن والسنة ، فهي ليست غريبة وحتى الآن ظهرت أنواع من الدراسات الرياضية ، مثل البحوث الإحصائية فى القرآن الكريم ( التى تبحث فى تعداد الكلمات والحروف والآيات والسور) ، والبحوث الإعجاز الترتيبي فى القرآن الكريم ( وهذه فقط تتناول علاقات أرقام السور والآيات) وهذه يمكن مطالعتها فى موقع أرقام http://www.alargam.com/ ، وهناك رياضيات ألفاظ ومعانى القرآن وهي تتعلق برياضيات معانى كلمات لغة القرآن فهي تختلف بهذا إختلاف جوهري عن الأبحاث الإحصائية والترتيبية) http://esmallah.org/sub/search/quranmath/plane.html ( وهذا البحث إكتمل بحمد الله ولكنه تحت المراجعة الآن) ولتأكيد وجود جذور الدراسات الرياضية داخل القرآن الكريم ، وأنها ليست شيء مستحدث نتناول الآتى ونتناول أجزاؤه كالتالى: 1. دعوة القرآن للتعداد 2. ذكر الأعداد في القرآن 3. ذكر الرسول لأعداد في القرآن 4. ذكر الصحابة لأعداد فى القرآن 5. معجزات مذكورة فى القرآن يعبر عنها بالأعداد ( مثل وهم من بعد غلبهم سيغلبون . في بضع سنين) 6. ما يشكل تفسيره إلا إذا قمنا بعمليات حسابية ( مثل أقل مدة للحمل ستة شهور أولا: دعوة القرآن للعد? وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا?( سورة الجن: 72 - 28.)، وقوله سبحانه: ?لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا?( سورة مريم: 19 - 94.)، وقوله عزّ وجلّ: ?وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ?( سورة يس: 36 - 12)، وقوله تبارك وتعالى: ?وَكُلَّ شَيْءٍ(1/2547)
أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا?( سورة النبأ: 78 - 29). سورة مريم: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) سورة الطلاق: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) سورة الطلاق وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) سورة المدثر: وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) سورة يونس: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ(1/2548)
يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) سورة الإسراء: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) سورة الكهف: فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) سورة المؤمنون قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) سورة البقرة: أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) سورة التوبة: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) سورة الجن: حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24) سورة الجن: لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28) " وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون " الحج 47 . إشارة القرآن للحساب: وعن الحساب يقول الله سبحانه وتعالى أن الشمس والقمر ... خلقهما وأمرهما وحركتهما إنما بحساب دقيق ... وذلك بالنص الكريم : " الشمس والقمر بحسبان "(1/2549)
الرحمن 5 . وحتى يقف الإنسان على بعض قدر الحساب وأهميته ... فقد أطلق الله سبحانه وتعالى على يوم القيامة يوم الحساب بالنص الشريف : " هذا ما توعدون ليوم الحساب "سورة ص 53 . والله سبحانه وتعالى هو الحسيب ، وذلك بالنص الكريم : " وكفى بالله حسيبا " النساء 6 . بل إنه جل شأنه لا تغيب عنه أية إثارة من ذرة . إذ يقول سبحانه وتعالى : " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين " الأنبياء 47 . وإنه سبحانه وتعالى أسرع الحاسبين ... إذ لا يأخذ منه أمر الحساب شيئا ، فيقول القرآن الكريم : " ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين " الأنعام 62 . ثانيا: الأعداد المذكورة فى القرآن الكريم: " قل إنما هو إله " واحد " وإنني بريء مما تشركون " الأنعام 19 . " وقال الله لا تتخذوا إلهين " اثنين " إنما هو إله واحد " النحل 51 . " ولا تقولوا " ثلاثة " انتهوا خيرا لكم " النساء 171 . " فسيحوا في الأرض " أربعة " أشهر " التوبة 2 . " ويقولون " خمسة " سادسهم كلبهم رجما بالغيب " الكهف 22 . " إن ربكم الذي خلق السموات والأرض في " ستة " أيام " الأعراف 54 . " لها " سبعة " أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " الحجر 44 . " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ " ثمانية " " الحاقة 17 . " وكان في المدينة " تسعة " رهط يفسدون في الأرض " النمل 48 . " تلك " عشرة " كاملة " البقرة 196 . هذه هي أصول الأعداد كلها ... وأسس المحاسبات جميعها ... ولكن كما يهدف القرآن الكريم دائما إلى توجيه نظر الإنسان إلى مزيد من البحث والدراسة ... وحفزه إلى الواسع من العلم والعميق من المعرفة . فقد أورد بعض الأعداد المركبة من رقمين حتى تتسع أمام الإنسان رقعة التفكير في العمل الحسابي ... والاستمرار في الاستخدام العددي . الأعداد المركبة " إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت " أحد عشر "(1/2550)
كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " يوسف 4 . " إن عدة الشهور عند الله " اثنا عشر " شهرا في كتاب الله " التوبة 36 . " عليها " تسعة عشر " " المدثر 30 . " إن يكن منكم " عشرون " صابرون يغلبوا مائتين " الأنفال 65 . " وحمله وفصاله " ثلاثون " شهرا " الأحقاف 15 . " وإذ واعدنا موسى " أربعين " ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون " البقرة 15 . " ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا " خمسين " عاما " العنكبوت 14 . " فمن لم يستطع فإطعام " ستين " مسكينا " المجادلة 4 . " ثم في سلسلة ذرعها " سبعون " ذراعا فاسلكوه " الحاقة 32 . " فاجلدوهم " ثمانين " جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا " النور 4 . " إن أخي له تسع " و تسعون " نعجة ولي نعجة واحدة " سورة ص 23 . وأورد القرآن الكريم أيضا بعض الأعداد المركبة من ثلاثة أرقام كالتالي : " قال بل لبثت " مائة " عام " البقرة 259 . " إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا " مائتين " " الأنفال 65 . " ولبثوا في كهفهم " ثلاث مائة " سنين وازدادوا تسعا " الكهف 25 . وأورد كذلك الأعداد المركبة من أربعة أرقام كالتالي : " وإن يكن منكم " ألف " يغلبوا " ألفين " بإذن الله والله مع الصابرين " الأنفال 66 . " إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم " بثلاثة آلاف " من الملائكة منزلين " آل عمران 124 . " بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم " بخمسة آلاف " من الملائكة مسومين " آل عمران 125 . بل أورد القرآن الكريم العدد المركب من خمسة أرقام كقوله تعالى : " وأرسلناه إلى " مائة ألف " أو يزيدون " الصافات 147 . وعلاوة على ذلك وبالإضافة إليه ... فلقد أورد القرآن الكريم كسور الأعداد كالتالي : " ولكم " نصف " ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد " النساء 12 . " إن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه " الثلث " " النساء 11 . " فإن كان لهن ولد فلكم " الربع " مما تركن(1/2551)
" النساء 12 . " واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله " خمسه " " الأنفال 41 . " فإن كان له إخوة فلامه " السدس " النساء 11 . " فإن كان لكم ولد فلهن " الثمن " مما تركتم " . " وما بلغوا " معشار " ما ءاتينهم" سبأ 45 . ووردت الصفات العددية والترتيبات الرقمية في القرآن الكريم كالتالي : " قل إني أمرت أن أكون " أول " من أسلم " الأنعام 14 . " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا " ثاني " اثنين " التوبة 40 . " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا " بثالث " فقالوا إنا إليكم مرسلون " سورة يس 14 . " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو " رابعهم " " المجادلة 7 . " والخامسة " أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين " النور 7 . " ويقولون خمسة " سادسهم " كلبهم رجما بالغيب " الكهف 22 . " ويقولون سبعة " وثامنهم كلبهم " " الكهف 22 . وهكذا يذكر القرآن الأعداد للإنسان ... وإن فيما أورده ... إنما يتكون منه كل ما يمكن أن يستخدمه أو يصل إليه الإنسان من أرقام ... وحتى إلى نهاية الزمان . وورد في القرآن التسلسل العددي: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا . وكذلك في: سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ . ونبَّه القرآن على مسألة العد والحساب، بل إن الله ـ عز وجل ـ سوف يسأل أهل الكفر يوم القيامة عن عدد السنين التي عاشوها في الدنيا: قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّين . وقد ذكر القرآن عملية الجمع بقوله: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً(1/2552)
وَعَدَّدَهُ ، وبقوله: ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ ءالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الاُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْن . كما ذكر عملية الطرح بقوله: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا . وأشار إلى القسمة: وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ وقوله: فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ثالثا: الأعداد فى السنة النبوية: وهناك حديث الرسول الذي يذكر أعداد الحروف ، وعدد الحسنات لقراءة كل حرف: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى قَال سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ قَال سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ وَرَوَاهُ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَفَعَهُ بَعْضُهُمْ وَوَقَفَهُ بَعْضُهُمْ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ سَمِعْت قُتَيْبَةَ يَقُولُ بَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ(1/2553)
يُكْنَى أَبَا حَمْزَةَ سنن الترمذي – كتاب فضائل القرآن عن رسول الله /السند: مرفوع ، متصل ، سند واحد(1/1) – مراتب عدالة الرواة 1 ، 3 ، 3 ، 5 ، 3 ، 3 / ترقيم العالمية 2835 ، ترقيم أحمد شاكر 2910: وهناك حديث الرسول الذي يذكر تعداد التسابيح: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ سَمِعَ مُجَاهِدًا سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَقَالَ أَلَا أُخْبِرُكِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْهُ تُسَبِّحِينَ اللَّهَ عِنْدَ مَنَامِكِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدِينَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتُكَبِّرِينَ اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ إِحْدَاهُنَّ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ قِيلَ وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ قَالَ وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ (صحيح البخارى – كتاب النفقات / ترقيم العالمية 4943- ترقيم فتح البارى 5362- ترقيم د. البغا 5047) صحيح البخارى – كتاب الصوم/ ترقيم العالمية 1773، ترقيم فتح البارى 1906، ترقيم د. البغا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ الصفر فى لغة العرب: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ مَيْمُونٍ صَاحِبَ الْأَنْمَاطِ حَدَّثَنِي أَبُو(1/2554)
عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا (أى خاليتين) سنن أبى داوود- كتاب الصلاة /السند : مرفوع ، متصل ، سند واحد (1/1) – مراتب عدالة الرواة:1 ، 2 ، 5 ، 2 ، 4 ترقيم العالمية1273- ترقيم محى الدين1488: ثالثا: الصحابة والأعداد: الصحابة والأعداد فى القرآن: و حَدَّثَنِي مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ وَلَدَتْ فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُرْجَمَ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَيْسَ ذَلِكَ عَلَيْهَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا وَقَالَ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ فَالْحَمْلُ يَكُونُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلَا رَجْمَ عَلَيْهَا فَبَعَثَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِي أَثَرِهَا فَوَجَدَهَا قَدْ رُجِمَتْ ( موطأ مالك ، كتاب الحدود) سورة الأحقاف: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا (15) تفسير ابن كثير المعطيات وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا سورة البقرة وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ (233) تفسير ابن كثير المعطيات يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ سورة لقمان: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ(1/2555)
إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) تفسير ابن كثير وَقَالَ هَهُنَا " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَان بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمّه وَهْنًا عَلَى وَهْن " قَالَ مُجَاهِد مَشَقَّة وَهْن الْوَلَد وَقَالَ قَتَادَة جَهْدًا عَلَى جَهْد وَقَالَ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ ضَعْفًا عَلَى ضَعْف وَقَوْله " وَفِصَاله فِي عَامَيْنِ " أَيْ تَرْبِيَته وَإِرْضَاعه بَعْد وَضْعه فِي عَامَيْنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَالْوَالِدَات يُرْضِعْنَ أَوْلَادهنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمّ الرَّضَاعَة " وَمِنْ هَهُنَا اِسْتَنْبَطَ اِبْن عَبَّاس وَغَيْره مِنْ الْأَئِمَّة أَنَّ أَقَلّ مُدَّة الْحَمْل سِتَّة أَشْهُر لِأَنَّهُ قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى " وَحَمْله وَفِصَاله ثَلَاثُونَ شَهْرًا" وَإِنَّمَا يَذْكُر تَعَالَى تَرْبِيَة الْوَالِدَة وَتَعَبهَا وَمَشَقَّتهَا فِي سَهَرهَا لَيْلًا وَنَهَارًا لِيُذَكِّر الْوَلَد بِإِحْسَانِهَا الْمُتَقَدِّم إِلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَقُلْ رَبّ اِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا " وَلِهَذَا قَالَ " أَنْ اُشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك إِلَيَّ الْمَصِير " أَيْ فَإِنِّي سَأَجْزِيك عَلَى ذَلِكَ أَوْفَر جَزَاء قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا زُرْعَة حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي شَيْبَة وَمَحْمُود بْن غَيْلَان قَالَا حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ سَعِيد بْن وَهْب قَالَ : قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذ بْن جَبَل وَكَانَ بَعَثَهُ النَّبِيّ فَقَامَ وَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : إِنِّي رَسُول رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّه وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تُطِيعُونِي لَا آلُوكُمْ خَيْرًا وَإِنَّ الْمَصِير إِلَى اللَّه إِلَى الْجَنَّة أَوْ إِلَى(1/2556)
النَّار إِقَامَة فَلَا ظَعْن وَخُلُود فَلَا مَوْت . المعطيات حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ يلاحظ أن: حولين كاملين = 12 × 2 = 24 شهر 30 شهر – 24 شهر = 6 أشهر ( هى أقل مدة للحمل) ================== الصحابة وترتيب القرآن: ترد في كتب علوم القرآن، وكتب التفسير، وعلى ألسنة أهل العلم، مصطلحات لسور القرآن الكريم، كـ ( الطِّوال ) و ( المئين ) و ( المثاني ) و ( المُفَصَّل ) تدل على سور معينة من سور القرآن الكريم، وربما تساءل البعض عن المقصود بهذه المصطلحات، وما وجه التسمية بها ؟ فنقول: الأصل في هذه المصطلحات ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" بسند حسن، عن واثلة بن الأسقع ،أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( أعطيت مكان التوراة السبع، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضِّلتُ بالمُفَصَّل ) وفي رواية غيره: ( السبع الطوال ) . قال أهل العلم: ( السبع الطول ) البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف؛ وقال ابن عباس و ابن جبير : سميت طولاً لطولها على سائر السور . و ( المئون ) كل سورة عدد آيها مائة أو تزيد شيئًا أو تنقص شيئًا . و ( المثاني ) السور التي ثنَّى الله فيها الفرائض والحدود، والقصص والأمثال؛ قاله ابن عباس رضي الله عنه و ابن جبير . قال البيهقي رحمه الله: والأشبه أن يكون المراد بـ ( السبع ) في هذا الحديث ( السبع الطول ) و ( المئين ) كل سورة بلغت مائة آية فصاعدًا، و ( المثاني ) كل سورة دون ( المئين ) وفوق ( المفصل ) ويدل عليه حديث ابن عباس رضي الله عنه، حين قال لـ عثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلى سورة ( براءة ) وهي من ( المئين ) وإلى ( الأنفال ) وهي من ( المثاني ) ففرقتم بينهما؟ رواه الترمذي و أبو داود . أما ( المُفَصَّل ) فسمي مفصلاً لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة، وآخره سورة ( الناس ) وأوله عند كثير(1/2557)
من الصحابة رضي الله عنهم سورة ( ق ) وهو ما رجحه ابن كثير في تفسيره . ثم إن العلماء يقسمون ( المفصَّل ) إلى ثلاثة أقسام: ( طوال المفصَّل ) ويبدأ من سورة ( ق ) إلى سورة ( عم يتساءلون ) و ( أوسط المفصَّل ) وهو من سورة ( عم ) إلى سورة ( الضحى ) و ( قصار المفصَّل ) وهو من سورة ( الضحى ) إلى آخر المصحف الشريف . http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=58564 وفى الختام نوجه دعوة لكل المهتمين بالدراسات القرآنية بأهمية إدخال الأداة الرياضية كأداة علمية فى التعامل مع القرآن الكريم ، لوجود نتائج وعلاقات لا يمكن التعبير عنها بلغة الحروف بل بلغة الرياضيات ، وإلا ستظل حبيسة لا تظهر.
المصادر - القرآن الكريم - الحديث الشريف - موقع أرقام
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
09-26-2006, 04:49 AM
نرحب بالمزيد من الإضافات فى هذا الموضوع على البريد
esmallah1@hotmail.com
أو
estratigy@yahoo.com
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
09-26-2006, 04:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع بالكامل لمن أراد الإستزادة ( خاصة من الأرقام المذكورة فى السنة النبوية) فاليطلع على هذا الرابط
http://esmallah.org/sub/search/0/math1.html
---
(1/2558)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حمل مجموعة من كتب القراءات للشيخ فائز شيخ الزور
---
حمل مجموعة من كتب القراءات للشيخ فائز شيخ الزور
---
فرغلي عرباوي
06-29-2004, 12:53 AM
http://www.shaikhfayez.net/eketab.htm
---
(1/2559)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مكتبة المهتدي ( موقع راائع ) لتحميل الكتب
---
مكتبة المهتدي ( موقع راائع ) لتحميل الكتب
---
أبو العالية
02-06-2007, 05:40 PM
الحمد لله ، وبعد ..
مكتبة أكثر من رائعة تفضل بالزيارة ، ولا تنس أخيك من الدعاء
المكتبة (http://kotob.no-ip.org/)
---
منصور مهران
02-06-2007, 06:13 PM
ولا تنسَ أخاك من الدعاء
---
نورة
02-06-2007, 06:49 PM
جزاكم الله خيرا أستاذنا أبا العالية
---
الإسلام ديني
02-07-2007, 10:52 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله
موقع جميل جدا و كتب رائعة للرد على الدين المسيحي و رد شبهاتهم
أما عن إنتماء الشيخ أحمد ديدات - رحمه الله
فهو من أهل السنة - يعني سني المذهب
قد تخصص الشيخ رحمه الله في دراسة الإنجيل و مناقشة علمائهم
لقد حضرت له محاضرة في الكويت - و كانت في غاية الروعة
فلقد كانت للمسلمين
وجه فيها عتب كبير على المسلمين العرب و خصص العتب على الخليجين " أبناء الخليج "
بتقصيرهم الكبير في الدعوة إلي الله - الإسلام و ......الخ
/////////////////////////////////////////////////
---
جمال حسني الشرباتي
02-07-2007, 02:13 PM
أخي الكريم
يحتاج الحديث عن أحمد ديدات إلى أكثر من حضورك محاضرة---
---
معروفي
02-07-2007, 04:56 PM
جزاكم الله خيراً .
---
(1/2560)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء 22
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء 22
---
د. محمد مشرح
07-02-2005, 05:28 PM
الحلقة الثانية والعشرون
شهادة أبي الحسن
[الصحابة والعلماء الربانيون هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا وقد أفضى من مات إلى ما قدم والله يتولى أمره ](1/2561)
هذه شهادة من أبي الحسن الخليفة الرابع للصديق رضي الله عنهم جميعا ، وقيمة هذه الشهادة أنها من الإمام علي رضي الله عنه ، والذي يبني البعض كرههم للصديق على محبتة ؛ فإذا صدقت المحبة صدق الاتباع ... وهي قاعدة قرآنية معلومة يشهد لها قوله تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31))[1] قال القرطبي (هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة اللّه، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، ولهذا قال: {إن كنتم تحبون اللّه فاتبعوني يحببكم اللّه} أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم وهو أعظم من الأول، كما قال بعض العلماء الحكماء: ليس الشان أن تُحِب إنما الشأن أن تُحَب، وقال الحسن البصري: زعم قوم أنهم يحبون اللّه فابتلاهم اللّه بهذه الآية فقال: {قل إن كنتم تحبون اللّه فاتبعوني يحببكم اللّه}[2] وهي قاعدة ترتاح لها النفس ، ويطمئن لها القلب ، وتمجدها الحكمة، (إن المحب لمن يحب مطيع) حتى ولو لم ترد في الوحي فكيف وقد قررها ... إن طبائع النفوس السوية تأبى الإساءة إلى العظماء الذين قدموا خيرا وعملوا خيرا ، ونفعوا غيرهم حتى ولو لم يرتبط ذلك بتأصيل من الوحي فكيف بمن ارتبط قوله وعمله بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى :
(حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا جامع بن أبي راشد حدثنا أبو يعلى عن محمد بن الحنفية قال قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله e قال أبو بكر قلت ثم من قال ثم عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت ثم أنت قال ما أنا إلا رجل من المسلمين[3]((1/2562)
( قوله حدثنا أبو يعلى هو منذر بن يعلى الكوفي الثوري وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه والإسناد كله كوفيون ومحمد بن الحنفية هو بن علي بن أبي طالب واسم الحنفية خولة بنت جعفر كما تقدم قوله قلت لأبي أي الناس خير في رواية محمد بن سوقة عن منذر عن محمد بن علي قلت لأبي يا أبتي من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أو ما تعلم يا بني قلت لا قال أبو بكر أخرجه الدارقطني وفي رواية الحسن بن محمد بن الحنفية عن أبيه قال سبحان الله يا بني أبو بكر وفي رواية بن جحيفة عند احمد قال لي علي يا أبا جحيفة الا أخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيها قلت بلى قال ولم أكن أرى ان أحدا أفضل منه وقال في آخره وبعدهما آخر ثالث لم يسمه وفي رواية للدارقطني في الفضائل من طريق أبي الضحى عن أبي جحيفة وان شئتم اخبرتكم بخير الناس بعد عمر فلا أدري استحي ان يذكر نفسه أو شغله الحديث قوله وخشيت أن يقول عثمان قلت ثم أنت قال ما إنا الا رجل من المسلمين في رواية محمد بن سوقة ثم عجلت للحداثة فقلت ثم أنت يا أبتي فقال أبوك رجل من المسلمين زاد في رواية الحسن بن محمد لي ما لهم وعلي ما عليهم وهذا قاله علي تواضعا مع معرفته حين المسألة المذكورة انه خير الناس يومئذ لان ذلك كان بعد قتل عثمان وإما خشية محمد بن الحنفية أن يقول عثمان فلأن محمدا كان يعتقد أن أباه أفضل فخشي أن عليا يقول عثمان على سبيل التواضع منه والهضم لنفسه فيضطرب حال اعتقاده ولا سيما وهو في سن الحداثة كما أشار إليه في الرواية المذكورة وروى خيثمة في فضائل الصحابة من طريق عبيد بن أبي الجعد عن أبيه أن عليا قال فذكر هذا الحديث وزاد ثم قال الا أخبركم بخير أمتكم بعد عمر ثم سكت فظننا انه يعني نفسه وفي رواية عبيد خبر عن علي انه قال ذلك بعد وقعة النهروان وكانت في سنة ثمان وثلاثين وزاد في اخر حديثه أحدثنا أمورا يفعل الله فيها ما يشاء واخرج بن عساكر في ترجمة عثمان من طريق ضعيفة(1/2563)
في هذا الحديث ان عليا قال ان الثالث ثمان ومن طريق أخرى إن أبا جحيفة قال فرجعت الموالي يقولون كنى عن عثمان والعرب تقول كنى عن نفسه وهذا يبين انه لم يصرح بأحد وقد سبق بيان الاختلاف في أي الرجلين أفضل بعد أبي بكر وعمر عثمان أو علي وان الإجماع انعقد بآخرة بين أهل السنة إن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة رضي الله عنهم أجمعين قال القرطبي في المفهم ما ملخصه الفضائل جمع فضيلة وهي الخصلة الجميلة التي يحصل لصاحبها بسببها شرف وعلو منزلة إما عند الحق وإما عند الخلق والثاني لا عبرة به إلا أن أوصل إلى الأول فإذا قلنا فلان فاضل فمعناه أن له منزلة عند الله وهذا لا توصل إليه الا بالنقل عن الرسول فإذا جاء ذلك عنه إن كان قطعيا قطعنا به أو ظنيا عملنا به وإذا لم نجد الخبر فلا خفاء إنا إذا رأينا من أعانه الله على الخير ويسر له أسبابه إنا نرجو حصول تلك المنزلة له لما جاء في الشريعة من ذلك قال وإذا تقرر ذلك فالمقطوع به بين أهل السنة بأفضلية أبي بكر ثم عمر ثم اختلفوا فيمن بعدهما فالجمهور على تقديم عثمان وعن مالك التوقف والمسالة اجتهادية ومستندها إن هؤلاء الأربعة اختارهم الله تعالى لخلافة نبيه وإقامة دينه فمنزلتهم عنده بحسب ترتيبهم في الخلافة والله اعلم الحديث الخامس عشر حديث عائشة في نزول اية التيمم وقد تقدم شرحه مستوفى في كتاب التيمم والغرض منه قول أسيد بن الحضير في آخره ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر وقد تقدم هناك ذكر ألفاظ أخرى تدل على فضلهم الحديث السادس عشر حديث أبي سعيد [4].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة آل عمران
[2] - تفسير القرطبي
[3] - البخاري 3/ 1342رقم 3468.
[4] 0الفتح 7/33-34 .
---
(1/2564)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > على من نزلت السكينة في الغار
---
على من نزلت السكينة في الغار
---
الغني بالله
08-14-2006, 04:42 PM
تفسير ابن أبي حاتم - (ج 7 / ص 263)
10384- حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، وَالسِّيَاقُ لإِبْرَاهِيمَ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ، عَنْ حَبِيبِ ابْنِ أَبِي ثَابِتٍ، فِي قَوْلِهِ: " فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ " قَالَ:"نَزَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَمَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ".
10385- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ " قَالَ:"عَلَى أَبِي بَكْرٍ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ تَزَلْ السَّكِينَةُ مَعَهُ".
تفسير الألوسي - (ج 7 / ص 231)(1/2565)
{ فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ } وهي الطمأنينة التي تسكن عندها القلوب { عَلَيْهِ } أي على النبي صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن أبي حاتم . وأبو الشيخ . وابن مردويه . والبيهقي في الدلائل . وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن الضمير للصاحب . وأخرج الخطيب في تاريخه عن حبيب بن أبي ثابت نحوه ، وقيل : وهو الأظهر لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم ينزعج حتى يسكن ولا ينافيه تعين ضمير { وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } له عليه الصلاة والسلام لعطفه على { نَصَرَهُ الله } لا على { أَنَزلَ } حتى تتفكك الضمائر على أنه إذا كان العطف عليه كما قيل به يجوز أن يكون الضمير للصاحب أيضاً كما يدل عليه ما أخرجه ابن مردويه من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رضي الله تعالى عنه : " يا أبا بكر إن الله تعالى أنزل سكينته عليك وأيدك " الخ وأن أبيت فأي ضرر في التفكيك إذا كان الأمر ظاهراً .
واستظهر بعضهم الأول وادعى أنه المناسب للمقام ، وإنزال السكينة لا يلزم أن يكون لدفع الانزعاج بل قد يكون لرفعته ونصره صلى الله عليه وسلم ، والفاء للتعقيب الذكرى وفيه بعد ، وفسرها بعضهم على ذلك الاحتمال بما لا يحوم حوله شائبة خوف أصلاً ، والمراد بالجنود الملائكة النازلون يوم بدر .
تفسير الألوسي - (ج 7 / ص 233)
واستدل بالآية على فضل أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وهو لعمري مما يدع الرافضي في حجر ضب أو مهامه قفر فانها خرجت مخرج العتاب للمؤمنين ما عدا أبا بكر رضي الله تعالى عنه .
تفسير الألوسي - (ج 7 / ص 234)
وكونه المراد من الصاحب مما وقع عليه الإجماع ككون المراد من العبد في قوله تعالى : { سُبْحَانَ الذى أسرى بِعَبْدِهِ } [ الإسراء : 1 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن هنا قالوا : إن إنكار صحبته كفر.(1/2566)
مع ما تضمنته من تسلية النبي عليه الصلاة والسلام له بقوله : { لاَ تَحْزَنْ } وتعليل ذلك بمعية الله سبحانه الخاصة المفادة بقوله : { إِنَّ الله مَعَنَا } ولم يثبت مثل ذلك في غيره بل لم يثبت نبي معية الله سبحانه له ولآخر من أصحابه وكأن في ذلك إشارة إلى أنه ليس فيهم كأبي بكر الصديق رضي الله عنه .
زاد المسير - (ج 3 / ص 178)
وفي هاء «عليه» ثلاثة أقوال .
أحدها : أنها ترجع إلى أبي بكر ، وهو قول علي بن أبي طالب ، وابن عباس ، وحبيب بن أبي ثابت ، واحتجَ من نصر هذا القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مطمئناً .
والثاني : أنها ترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله مقاتل .
والثالث : أن الهاء هاهنا في معنى تثنية ، والتقدير : فأنزل الله سكينته عليهما ، فاكتفى باعادة الذِّكر على أحدهما من إعادته عليهما ، كقوله : { والله ورسوله أحق أن يرضوه } [ التوبة : 62 ] ذكره ابن الأنباري ..
تفسير الرازي - (ج 8 / ص 30)
والوجه العاشر : قوله : { فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } ومن قال الضمير في قوله : { عَلَيْهِ } عائداً إلى الرسول فهذا باطل لوجوه :
الوجه الأول : أن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورات ، وأقرب المذكورات المتقدمة في هذه الآية هو أبو بكر ، لأنه تعالى قال : { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ } والتقدير : إذ يقول محمد لصاحبه أبي بكر لا تحزن ، وعلى هذا التقدير : فأقرب المذكورات السابقة هو أبو بكر ، فوجب عود الضمير إليه .
والوجه الثاني : أن الحزن والخوف كان حاصلاً لأبي بكر لا للرسول عليه الصلاة والسلام ، فإنه عليه السلام كان آمناً ساكن القلب بما وعده الله أن ينصره على قريش فلما قال لأبي بكر لا تحزن صار آمناً ، فصرف السكينة إلى أبي بكر ليصير ذلك سبباً لزوال خوفه ، أولى من صرفها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، مع أنه قبل ذلك ساكن القلب قوي النفس .(1/2567)
والوجه الثالث : أنه لو كان المراد إنزال السكينة على الرسول لوجب أن يقال : إن الرسول كان قبل ذلك خائفاً ، ولو كان الأمر كذلك لما أمكنه أن يقول لأبي بكر : { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا } فمن كان خائفاً كيف يمكنه أن يزيل الخوف عن قلب غيره؟ ولو كان الأمر على ما قالوه لوجب أن يقال : فأنزل الله سكينته عليه ، فقال لصاحبه لا تحزن ، ولما لم يكن كذلك ، بل ذكر أولاً أنه عليه الصلاة والسلام قال لصاحبه لا تحزن ، ثم ذكر بفاء التعقيب نزول السكينة ، وهو قوله : { فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } علمنا أن نزول هذه السكينة مسبوق بحصول السكينة في قلب الرسول عليه الصلاة والسلام ، ومتى كان الأمر كذلك وجب أن تكون هذه السكينة نازلة على قلب أبي بكر .
تفسير ابن كثير [ جزء 2 - صفحة 472 ]
{ فأنزل الله سكينته عليه } أي تأييده ونصره عليه أي على الرسول صلى الله عليه وسلم في أشهر القولين وقيل على أبي بكر وروي عن ابن عباس وغيره قالوا : لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم تزل معه سكينة وهذا لا ينافي تجدد سكينة خاصة بتلك الحال ولهذا قال : { وأيده بجنود لم تروها } أي الملائكة.
---
روضة
08-14-2006, 06:27 PM
سبق الحديث عن هذا الموضوع في الرابط:
( فأنزل الله سكينته عليه ) لأبي بكر ، لا للنبي صلى الله عليه وسلم ! ( شارك )
(http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4928&highlight=%D3%DF%ED%E4%CA%E5)
---
الغني بالله
08-16-2006, 12:37 AM
شكر الله لكم وجزاكم خيرا وأرشدكم إلى الحق.
---
(1/2568)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي للتحميل
---
كتاب الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي للتحميل
---
مسك
12-21-2005, 05:59 AM
اسم الكتاب : الجمل في النحو
اسم المؤلف : الخليل بن أحمد الفراهيدي
نبذة عن الكتاب :
كتاب فيه جملة الإعراب جمع الخليل فيه جمل من وجوه الرفع والنصب والجر والجزم وجمل الألفات واللامات والهاءات والتاءات والواوات وما يجري من اللام ألفات وبين كل معنى في بابه باحتجاج من القرآن وشواهد من الشعر
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=16&book=2226)
---
(1/2569)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ "
---
كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ "
---
أبو إسحاق
05-26-2006, 10:32 PM
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة المطففين:"كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ "...
كلا هي للردع، والزجر او حرف ردع وزجر كما قال سيبوية وتأتي بمعنى (حقًا) وخاصة أذا كانت في بداية الكلام لتأكيد ما بعدها، فتكون في موضع المصدر، ويكون موضعها نصباً على المصدر، والعامل محذوف، أي أحقّ ذلك حقاً.
ورَانَ يَرِين رِن رَيْناً ورُيُونا ً [رين]:- الشيْءُ فلانًا وعليه وبه: غلب عليه,والمعنى : ان الذي حملهم على قولهم بأن القرآن أساطير الأوّلين هو غلبت عليهم حب المعاصي بالانهماك فيها حتى صار ذلك صَدَأً ودَنَسًا على قلوبهم فعَمَّى عليهم معرفة الحقِّ من الباطل.
ثم كرّر سبحانه وتعالى الردع، والزجر فقال: " كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ "...واليكم اقوال المفسرين لهذه الآية :
قال مقاتل: يعني: أنهم بعد العرض والحساب لا ينظرون إليه نظر المؤمنين إلى ربهم.
قال الحسين بن الفضل: كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته.
قال الزجاج: في هذه الآية دليل على أنّ الله عزّ وجلّ يرى في القيامة، ولولا ذلك ما كان في هذه الآية فائدة. وقال جلّ ثناؤه:
" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبّهَا نَاظِرَةٌ "[القيامة: 22، 23] فأعلم جلّ ثناؤه أن المؤمنين ينظرون، وأعلم أن الكفار محجوبون عنه. وقيل: هو تمثيل لإهانتهم بإهانة من يحجب عن الدخول على الملوك.(1/2570)
وقال إبن عطية في تفسيره:"والضمير في قوله: "إنهم عن ربهم " هو للكفار، قال بالرؤية وهو قول أهل السنة، قال إن هؤلاء لا يرون ربهم فهم محجوبون عنه، واحتج بهذه الآية مالك بن أنس عن مسألة الرؤية من جهة دليل الخطاب وإلا فلو حجب الكل لما أغنى هذا التخصص، وقال الشافعي: لما حجب قوم بالسخط دل على أن قوماً يرونه بالرضى".
وفال إبن عادل:"قال أكثر المفسرين: محجوبون عن رؤيته، وهذا يدل على أن المؤمنين يرون ربهم - سبحانه وتعالى - ولولا ذلك لم يكن للتخصيص فائدة.
وأيضاً فإنه - تعالى - ذكر هذا الحجاب في معرض الوعيد، والتهديد للكفار، وما يكون وعيداً وتهديداً للكفَّار لا يجوز حصوله للمؤمنين، وأجاب المعتزلة عن هذا بوجوه:
أحدها: قال الجبائي: المراد أنهم محجوبون عن رحمة ربهم أي: ممنوعون كما تحجب الأم بالإخوة من الثُّلث إلى السُّدس، ومن ذلك يقال لمن منع من الدخول: حاجب.
وثانيها: قال أبو مسلم: " لمحجوبون " غير مقربِّين، والحجاب: الرَّدُ، وهو ضد القبول، فالمعنى: أنهم غير مقبولين عند الرؤية، فإنه يقال: حُجِبَ عن الأمير، وإن كان قد رآه عن بعدٍ، بل يجب أن يحمل على المنع من رحمته.
قال الزمخشريُّ: كونهم محجوبين عنه تمثيل للاستخفاف بهم وإهانتهم؛ لأنه لا يرد على الملوك إلا المكرَّمين لديهم، ولا يُحجب عنهم إلا المبانون عنهم.
وقال إبن عاشور:"جملة: " إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون " وما عطف عليها ابتدائية وقد اشتملت الجملة ومعطوفاها على أنواع ثلاثة من الويل وهي الإهانة، والعذاب، والتقريع مع التأييس من الخلاص من العذاب.
فأما الإهانة فحجْبُهم عن ربهم، والحجب هو الستر، ويستعمل في المنع من الحضور لدى الملك ولدى سيد القوم، قال الشاعر الذي لم يسمّ وهو من شواهد «الكشاف»:إذا اعتروا باب ذي عُبِّيَّه رجِبوا والناسُ من بين مَرجوب ومَحْجوب(1/2571)
وكلا المعنيين مراد هنا لأن المكذبين بيوم الدين لا يرون الله يوم القيامة حين يراه أهل الإيمان.
ويوضح هذا المعنى قوله في حكاية أحوال الأبرار:" على الأرائك ينظرون ".
ومن هذا يتضح ان معنى( محجوبون ) ممنوعون عن رؤيته سبحانه وتعالى وذلك لما يلي:
1.إثبات الحجب عن الله للكفار تنفي الحجب عن المؤمنين...والمؤمن بطبيعة الحال غير محجوب عن الله بمعنى رحمته وهذا يؤكد ان القصد هو إثبات رؤية الله.
2.بما ان الحجب إهانة للكافر ونفيه عن المؤمن تشريف له ,وهذا التشريف في الفردوس هو شرف رؤية الله سبحانه وتعالى.
3.ومن قول الزمخشري :"لأنه لا يرد على الملوك إلا المكرَّمين لديهم، ولا يُحجب عنهم إلا المبانون عنهم",فإن معنى الورود اي الإتيان وهذا لا يتأتى إلا برؤية بعضهم البعض...أي ان المؤمن يرى الله كما ان الله عز وجل يرى المؤمن.والله اعلم
---
د.عبدالرحمن الصالح
05-27-2006, 09:13 AM
حصلَ سوءُ تفاهمٍ متبادَل بين المختلفين في المسألة.وأساسُ سوء التفاهم قد وقع فيه بعض المعتزلة غفر الله لهم حين قاسوا عالم الغيب والآخرة على عالم الشهادة والدنيا. وما ينبغي لهم وما يستطيعون.
فقد أحسوّا -محقين- أنّ الرؤية لا تقع إلا على الألوان(وهذه حقيقة عرفها العلم منذ القرن السادس قبل الميلاد)، وأنّ الرؤية تحتاج إلى مسافةٍ نسبيةٍ بين عين الرائي والشيء المرئي.
ولما كان شغل المعتزلة الشاغل هو (تنزيه) الله تعالى ، قالوا إن إثبات الرؤية بهذه العين الباصرة يقتضي أن يكون الله -تنزّهَ وتعالى- ملوَّناً بلون أو ألوان معينة، وكيف والألوان أعراض؟! هذه واحدة. والأخرى أنّ وجود المسافة بين عين الرائي والشيء المرئي يقتضي حداّ للشيء ، فنحن لا نرى من هو خلفنا ولا ما دخل في أعيننا ولم يبق للبصر مسافة!!
وإلى هذا الحدّ هم محقون كما ترى .(1/2572)
لكنّ ما جانفوا فيه الصواب أنهم ردّوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت النقل في أننا -جماعة المؤمنين سنرى ربنا كما نرى القمر ليلة البدر لا نضامُّ في رؤيته، بحجة أنّ هذا الحديث يضادُّ معروفاً من العقل بالضرورة.
وهذا الأمر كان منهجاً لهم فالحديث يمكن ردُّه بحجة أنه آحاد لم تنقله الكافة عن الكافة، ولذلك كانوا يتجرءون على ردِّه ، خلافاً لأهل الورع والتقوى من أهل الحديث والسنة وأتباعهم. الذين صدر عنهم مثل قول أحمد بن حنبل رضي الله عنه:"من ردّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة" وقول ابن قتيبة:"وفي مخالفة الرواية وحشة..". لكن لعدم إمكانية ردّ الآيات القرآنية قاموا بتأويلها ، وقسروا دلالة اللفظ على الأضعف والأقل من معانيه مفردةً فكيف مركبةً. فقالوا في معنى (ناظرة) أنها منتظرة. وقالوا في معنى إلى ربها ناظرة أن إلى هنا هي مفرد آلاء على قول الأصمعي كمعى وأمعاء فيكون معنى الآية : نِعمة ربها منتظرة!!
وهذا ضعيف في اللغة ومخالف لعادة القرآن في الخطاب ، وقد فهم أهل الحديث والسنة منذ ذلك الحين أن مراد الشرع أخصُّ من مراد اللغة. وأن الحكم للظاهر وليس للمحتمل إلا بقرينة ، وهيهات القرائن هنا إلا بقياس عالم الغيب على عالم الشهادة، وهو أمر لا يستقيم.(1/2573)
ونحن مُتأكدون أنّ هذا القول ليس لكلِّ المعتزلة فهم على أحسن تعاريفهم :"مجموعة من المثقفين المسلمين اتفقوا على خمسة أصول أساسها تنزيه الله تعالى عن الظلم (العدل) وإن تطرَّف فيه بعضهم ليصل إلى قياس علم الله على عقله المحدود فيتجرّأ على إنكار شمول علمه تعالى للمستقبل لأنه على حدّ زعمه يفضي إلى الإجبار وينافي العدل وتنزيهه تعالى عن الظلم.والتوحيد الذي يتجلى في أن الله تجريد سميع بسمع هو ذاته ...وهي قضية دخلت عليهم من مبدأ الكليات في اللغة ونظرية المُثل الأفلاطونية..والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
لكنّ قضية رؤية الباري تعالى قد حلّ الخلاف بشأنها فيما بعد ابن حزم الأندلسي رحمه الله تعالى حيث رأى أن حجج المعتزلة معقولة وأن خطأهم ليس في إعلان أن الرؤية مستحيلة في الدنيا بل بقول من قال منهم إنها مستحيلة في الآخرة أيضاً . فقال: ونحن لا نقول إننا سنرى ربنا بهذه العين التي لا تبصر الا الألوان وتحتاج مسافة بين الرائي والمرئيّ، بل برؤيةٍ يركبها الله تعالى فينا مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.اهـ
وبالتأكيد أننا لو قلنا للمعتزلة هذا القول لما أنكروه ولقالوا إنما ننكر الرؤية بهذه العين فهي مستحيلة. وهكذا حلَّ ابن حزم الإشكال ولكن متأخراً، ولم يكن عند الناس نت ولا منتديات ليتفاهموا مثلنا ، فظل الصراع قائماً في المسألة. لأن المنتمي الى تراث السنة لم يكن يقرأ إلا حجج قومه وغضبهم على رادّي الحديث، والمنتمي إلى التراثات التي سطت على إرث المعتزلة القديم كالزيدية والإباضية من الأمة، وكالروافض الإمامية من خارج الأمة -ظلوا يقرءون حُجج قومهم وانتصارهم للعقل المحسوس واتهامهم مخالفيهم بضعف العقل وتصديق الروايات التي تخالفه.
فرحم الله أبا محمد ابن حزمٍ رحمةً واسعة ، وهدانا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأبعدنا عن الظلم ورزقنا الإنصاف مع الناس.
---(1/2574)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال هل آيات القران تتفاضل ؟
---
سؤال هل آيات القران تتفاضل ؟
---
ماجد الخير
03-05-2006, 03:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته أما بعد :
أرجو من الأخوة الكرام أفادتني في هذا السؤال ولكم جزيل الشكر
سؤال / هل آيات القران تتفاضل ؟
ماجد الخير............................................. ...................وشكرا
---
ابو العزايم عبد الحميد
03-05-2006, 04:04 PM
أختلف الناس : هل في القرآن شيء أفضل من شيء فذهب الإمام أبو الحسن الأشعري والقاضي أبو بكر الباقلاني وابن حبان إلى المنع لأن الجميع كلام الله ولئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه وروى هذا القول عن مالك .
قال يحيى بن يحيى : تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ ولذلك كره مالك أن تعاد سورة أوتردد دون غيرها .
وقال ابن حبان في حديث أبيّ بن كعب ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن إن الله لا يعطي لقارئ التوراة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطي لقارئ أم القرآن إذ الله سبحانه وتعالى بفضله فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم وأعطاها من الفضل على قراءة كلامه أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه .
قال : وقوله أعظم سورة أراد به في الأجر لا أن بعض القرآن أفضل من بعض .
وذهب آخرون إلى التفضيل لظواهر الأحاديث منهم إسحاق بن راهويه وأبوبكر بن العربي والغزالي .
وقال القرطبي : إنه لحق ونقله عن جماعة من العلماء والمتكلمين .(1/2575)
وقال الغزالي في جواهر القرآن : لعلك أن تقول قد أشرت إلى تفضيل بعض آيات القرآن على بعض والكلام كلام الله فكيف يتفاوت بعضها بعضًا وكيف يكون بعضها أشرف ن بعض فاعلم أن نور البصيرة إن كان لا يرشدك إلى الفرق بين آية الكرسي وآية المداينات وبين سورة الإخلاص وسورة تبت وترتاع على اعتقاد نفسك الخوارة المستغرقة بالتقليد فقلد صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم فهوالذي أنزل عليه القرآن .
وقال يس قلب القرآن وفاتحة الكتاب أفضل سور القرآن وآية الكرسي سيدة آي القرآن وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن .
والأخبار الواردة في فضائل القرآن وتخصيص بعض السور والآيات بالفضل وكثرة الثواب في تلاوتها لا تحصى أه .
وقال ابن الحصار : العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل .
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : كلام الله في الله أفضل من كلامه في غيره فقل هو الله أحد أفضل من تبت يدا أبي لهب .
وقال الخويبي : كلام الله أبلغ من كلام المخلوقين . وهل يجوز أ يقال بعض كلامه أبلغ من بعض الكلام جوزه قوم لقصور نظرهم وينبغي أن تعلم أن معنى قول القائل هذا الكلام أبلغ من هذا : أن هذا في موضعه له حسن ولطف وذاك في موضعه له حسن وولطف وهذا الحسن في موضعه أكمل من ذاك في موضعه .
فإن من قال : إن قل هو الله أحد أبلغ من تبت يدا أبي لهب يجعل المقابلة بين ذكر الله وذكر أبي لهب وبين التوحيد والدعاء على الكافر وذلك غير صحيح بل ينبغي أن يقال تبت يدا أبي لهب دعاء عليه بالخسران فهل توجد عبارة للدعاء بالخسران أحسن من هذه وكذلك في قل هو الله أحد لا توجد عبارة تدل على الوحدانية أبلغ منها فالعالم إذا نظر إلى تبت يدا أبي لهب في باب الدعاء بالخسران ونظر إلى قل هو الله أحد في باب التوحيد لا يمكنه أن يقول أحدهما أبلغ من الآخر أه .(1/2576)
وقال غيره : اختلف القائلون فقال بعضهم : الفضل راجع إلى عظم الأجر ومضاعفة الثواب بحسب انتقالات النفس وخشيتها وتدبرها وتكفرها عند ورود أوصاف العلي وقيل بل يرجع لذات اللفظ وأن ما تضمنه قوله تعالى وإلهكم إله واحد } الآية وآية الكرسي وآخر سورة الحشر وسورة الإخلاص من الدلالات على وحدانيته وصفاته ليس موجودًا مثلًا في تبت يدا أبي لهب وما كان مثلها فالتفضيل إنما هوبالماني العجيبة وكثرتها .
وقال الحليمي ونقله عنه البيهقي : معنى التفضيل يرجع إلى أشياء .
أحدها : أن يكون العمل بآية أولى من العمل بأخرى وأعود على الناس وعلى هذا يقال : آية الأمر والنهي والوعد والوعيد خير من آيات القصص لأنها إنما أريد بها تأكيد الأمر والنهي والإنذار والتبشير ولا غنى بالناس عن هذه الأمور وقد يستغنون عن القصص فكان ما هوأعود عليهم وأنفع لهم مما يجري مجرى الأصول خيرًا لهم مما يجعل لهم تبعًا لما لا بد منه .
الثاني : أن يقال : الآيات التي تشتمل على تعديد أسماء الله تعالى وبيان صفاته والدلالة على عظمته أفضل بمعنى أن مخبراتها أسنى وأجل قدرًا .
الثالث : أن يقال : سورة خير من سورة أوآية خير من آية بمعنى أن القارئ يتعجل له بقراءتها فائدة سوى الثواب الآجل ويتأدى منه بتلاوتها عبادة كقراءة آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين فإن قارئها يتعجل بقراءتها الاحتراز مما يخشى والاعتصام بالله ويتأدى بتلاوتها عبادة الله لما فيها من ذكره سبحانه وتعالى بالصفات العلي على سبيل لاعتقاد لها وسكون النفس إلى فضل ذلك الذكر وبركته .
فأما آيات الحكم فلا يقع بنفس تلاوتها إقامة حكم وإنما يقع بها علم .(1/2577)
ثم لوقيل في الجملة إن القرآن خير من التوراة والإنجيل والزبور بمعنى أن التعبد بالتلاوة والعمل واقع به دونها والثواب بحسب قراءته لا بقراءتها أوأنه من حيث الإعجاز حجة النبي المبعوث وتلك الكتب لم تكن حجة ولا كانت حجج أولئك الأنبياء بل كانت دعوتهم والحجج غيرها وكان ذلك أيضًا نظير ما مضى .
وقد يقال : إن سورة أفضل من سورة لأن الله جعل قراءتها كقراءة أضعافها مما سواها وأوجب بها من الثواب ما لم يوجب بغيرها وإن كان المعنى الذي لأجله بلغ بها هذا المقدار لا يظهر لنا كما يقال ا يومًا أفضل من يوم وشهرًا أفضل من شهر بمعنى العبادة فيه تفضل على العبادة في غيره والذنب فيه أعظم من غيره وكما يقال ا الحرم أفضل من الحل لأنه يتأدى فيه من المناسك ما لا يتأدى في غيره والصلاة فيه تكون كصلاة مضاعفة مما تقام في غيرها أه كلام الحليمي .
وقال ابن التين في حديث البخاري لأعلمنك سورة هي اعظم السور معناه أن ثوابها أعظم من غيرها .
وقال غيره : غنما كانت أعظم السور لأنها جمعت جميع مقاصد القرآن ولذلك سميت أم القرآن .
وقال الحسن البصري : إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن ثم أودع علوم القرآن الفاتحة فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة .
أخرجه البيهقي وبيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري باشتمالها على الثناء على اله تعالى بما هوأهله وعلى التعبد والنهي وعلى الوعد والوعيد وآيات القرآن لا تخلوعن أحد هذه الأمور .(1/2578)
وقال الإمام فخر الدين : المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة : الإلهيات والمعاد والنبوات وإثبات القضاء والقدر لله تعالى . فقوله { الحمد لله رب العالمين } يدل على الإلهيات وقوله { مالك يوم الدين } يدل على المعاد وقوله { إياك نعبد وإياك نستعين } يدل على نفي الخبر وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره وقوله { إهدنا الصراط المستقيم } إلى آخر السورة يدل على إثبات قضاء الله وعلى النبوات .
فلما كان المقصد الأعظم من القرآن هذه المطالب الأربعة وهذه السورة مشتملة عليها سميت أم القرآن .
وقال البيضاوي : هي مستملة على الحكم النظرية والأحكام العملية التي هي سلوك الطريق المستقيم والاطلاع على مراتب السعداء ومنازل الأشقياء .
وقال الطيبي : هي مشتملة على أربعة أنواع من العلوم التي هي مناط الدين .
أحدها : علم الأصول ومعاقدة الله تعالى وصفاته وإليها الإشارة بقوله { الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ومعرفة النبوة وهي المراد بقوله { أنعمت عليهم } ومعرفة المعاد وهوالمومى إليه بقوله { مالك يوم الدين } .
وثانيها : علم الفروع وأسه العبادات وهوالمراد بقوله { إياك نعبد } . وثالثها : علم يحصل به الكمال وهوعلم الأخلاق وأجله الوصول إلى الحضرة الصمدانية والالتجاء إلى جناب الفردانية والسلوك لطريقه والاستقامة فيها وإليه الإشارة بقوله { وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم } .
ورابعها : علم القصص والإخبار عن الأمم السالفة والقرون الخالية السعداء منهم والأشقياء وما يتصل بها من وعد محسنهم ووعيد مسيئهم وهوالمراد بقوله { أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وقال الغزالي : مقاصد القرآن ستة : ثلاثة مهمة وثلاثة متمة .(1/2579)
الأولى : تعريف المدعوإليه كما أشير إليه بصدرها وتعريف الصراط المستقيم وقد صرح به فيها وتعريف الحال عند الرجوع إليه تعالى وهوالآخرة كما أشير إليه بملك يوم الدين والأخرى تعريف أحوال المطيعين كما أشير إليه بقوله { الذين أنعمت عليهم وحكاية أقوال الجاحدين وقد أشير إليها بالمغضوب عليهم ولا الضالين وتعريف منازل الطريق كما أشير إليه بقوله { إياك نعبد وإياك نستعين } أه .
ولا ينافي هذا وضفها في الحديث الآخر بكونها ثلثي القرآن لأنه بعضهم وجهه بأن دلالات القرآن العظيم إما أن تكون بالمطابقة أوبالتضمن أوبالالتزام دون لمطابقة وهذه السورة تدل جميع مقاصد القرآن بالتضمن والالتزام دون المطابقة والاثنان من الثلاثة ثلثان ذكره الزركشي في شرح التنبيه .
وناصر الدين بن الميلق قال : وأيضًا الحقوق ثلاثة : حق الله على عباده وحق العباد على الله وحق بعض العباد على بعض وقد اشتملت الفاتحة صريحًا على الحقين الأولين فناسب كونها بصريحها ثلثين .
وحديث قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين شاهد لذلك .
قلت : ولا تنافي أيضًا بين كون الفاتحة أعظم السور وبين الحديث الآخر أن البقرة أعظم السور لأن المراد به ما عدا الفاتحة من السور التي فصلت فيها الأحكام وضربت الأمثال وأقيمت الحجج إذ لم تشتمل سورة على ما اشتملت عليه ولذلك سميت فسطاط القرآن .
قال ابن العربي في أحكامه : سمعت بعض أشياخي يقول فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر ولعظيم فقهها أقام ابن عمر ثماني سنين على تعليمها أخرجه مالك في الموطأ .
قال ابن العربي أيضا وإنما صارت آية الكرسي أعظم الآيات لعظم مقتضاها فإن الشيء إنام يشرف بشرف ذاته ومقتضاه ومتعلقاته وهي في أي القرآن كسورة الإخلاص في سوره إلا أن سورة الإخلاص تفضلها بوجهين .
أحدهما : أنها سورة وهذه آية والسورة أعظم لأنه وقع التحدي بها في أفضل من الآية التي لم يتحد بها .(1/2580)
والثاني : أن سورة الإخلاص اقتضت التوحيد في خمسة عشر حرفًا وآية الكرسي اقتضت التوحيد في خمسين حرفًا فظهرت القدرة في الإعجاز بوضع معنى معبر عنه بخمسين حرفًا ثم يعبر عنه بخمسة عشر وذلك بيان لعظيم القدرة والانفراد بالوحدانية . وقال ابن المنير : اشتملت آية الكرسي على ما لم تشتمل عليه آية من أسماء الله تعالى وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعًا فيها اسم الله تعالى ظاهرًا في بعضها ومستكنا في بعض وهي الله وهوالحي القيوم ضمير لا تأخذه وله وعنده وبأذنه ويعلم وعلمه وشاء وكرسيه ويؤوده ضمير حفظهما المستتر الذي هوفاعل المصدر وهوالعلي العظيم .
وإن عدت الضمائر المتحملة في الحي القيوم العلي العظيم والضمير المقدر قبل الحي على أحد الأعاريب صارت اثنين وعشرين .(1/2581)
وقال الغزالي : إنما كانت آية الكرسي سيدة الآيات لأنها اشتملت على ذات الله وصفاته وأفعاله فقط ليس فيها غير ذلك ومعرفة ذلك هو المقصود الأقصى في العلوم وما عداه تابع له والسيد اسم للمتبوع المقدم فقوله الله إشارة إلى الذات لا إله إلا هو إشارة إلى توحيد الذات الحي القيوم إشارة إلى صفة الذات وجلاله فإن معنى القيوم الذي يقوم بنفسه ويقوم به غيره وذلك غاية الجلال والعظمة لا تأخذه سنة ولا نوم تنزيه وتقديس له عما يستحيل عليه من أوصاف الحوادث والتقديس عما يستحيل أحد أقسام المعرفة له ما في السموات وما في الأرض إشارة إلى الأفعال كلها وأن جميعها منه وإليه من ذا الذي يشفع عنده إلا بأذنه إشارة إلى انفراده بالملك والحكم بالأمر وإن من يملك الشفاعة إنما يملكها بتشريفه إياه والأذن فيها وهذا نفي الشركة عنه في الحكم والأمر يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم إلى قوله { شاء إشارة إلى صفة العلم وتفضيل بعض العلومات والانفراد بالعلم حتى لا علم لغيره إلا ما أعطاه ووهبه على قدر مشيئته وإرادته وسع كرسيه السموات والأرض إشارة إلى عظمة ملكه وكمال قدرته ولا يؤوده حفظهما إشارة إلى صفة القدرة وكمالها وتنزيهها عن الضعف والنقصان وهوالعلي العظيم إشارة إلى أصلين عظيمين في الصفات .
فإذا تأملت هذه المعاني ثم تأملت هذه المعاني ثم تلوت جميع آي القرآن لم تجد جملتها مجموعة في آية واحدة فإن شهد الله ليس فيها إلا التوحيد والتقديس وقل اللهم مالك الملك ليس فيها إلا الأفعال والفاتحة فيها الثلاثة لكن غير مشروحة في آية الكرسي والذي يقرب منها في جمعها أخر الحشر وأول الحديد ولكنها آيات لا آية واحدة فإذا قابلت آية الكرسي بإحدى تلك الآيات وجتها أجمع للمقاصد فلذلك استحقت السيادة على الآي وكيف وفيها الحي القيوم وهوالاسم الأعظم كما ورد به الخبر اه كلام الغزالي .(1/2582)
ثم قال : إنما قال صلى الله عليه وسلم في الفاتحة أفضل وفي أية الكرسي سيدة لسر وهوان الجامع بين فنون الفضل وأنواعها الكثيرة يسمى أفضل فإن الفضل هو الزيادة والأفضل هو الأزيد .
وأما السؤود فهورسوخ معنى الشرف الذي يقتضي الاستتباع ويأبى التبعية والفاتحة تتضمن التنبيه على معان كثيرة ومعارف مختلفة فكانت أفضل وآية الكرسي تشتمل على المعرفة العظمى التي هي المقصودة المتبوعة التي تتبعها سائر المعارف فكانت اسم السيد بها أليق . ثم قال في حديث قلب القرآن يس إن ذلك لأن الإيمان صحته بالاعتراف بالحشر والنشر وهومقرر في هذه السورة بأبلغ وجه فجعلت قلب القرآن لذلك واستحسنه الإمام فخر الدين .
وقال النسفي : يمكن أن يقال : إن هذه السورة ليس فيها إلا تقرير الأصول الثلاثة : الوحدانية والرسالة والحشر وهوالقدر الذي يتعلق بالقلب والجنان .
وأما الذي باللسان والأركان ففي غير هذه السورة فلما كان فيها أعمال القلب لا غير سماها قلبًا ولهذا أمر بقراءتها عند المحتضر لأن في ذلك الوقت يكون اللسان ضعيف القوة والأعضاء ساقطة لكن القلب قد أقبل على الله تعالى ورجع عما سواه فيقرأ عنده ما يزداد به قوة في قلبه ويشتد تصديقه بالأصول الثلاثة اه .
واختلف الناس في معنى كون سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن فقيل كأنه صلى الله عليه وسلم سمع شخصًا يكررها تكرار من يقرأ ثلث القرآن فخرج الجواب على هذا وفيه بعد عن ظاهر الحديث وسائر طرق الحديث ترده .
وقيل لأن القرآن يشتمل على قصص وشرائع وصفات وسورة الإخلاص كلها صفات فكانت ثلثا بهذا الاعتبار .
وقال الغزالي في الجواهر : معارف القرآن المهمة ثلاثة : معرفة التوحيد والصراط المستقيم والآخرة وهي مشتملة على الأول فكانت ثلثًا .(1/2583)
وقال أيضًا فيما نقله عنه الرازي : القرآن يشتمل على البراهين القاطعة على وجود الله تعالى ووحدانيته وصفاته : إما صفات الحقيقة وإما صفات الفعل وإما صفات الحكم فهذه أمور ثلاثة وهذه السورة تشتمل على صفات الحقيقة فهي ثلث .
وقال الخويبي : المطالب التي في القرآن معظمها الأصول الثلاثة التي بها يصح الإسلام ويحصل الإيمان وهي معرفة الله والاعتراف بصدق رسوله واعتقاده القيام بين يدي الله تعالى فإن من عرف أن الله واحد وأن النبي صادق وأن الدين واقع صار مؤمنًا حقًا ومن أنكر شيئًا منها كفر قطعًا وهذه السورة تفيد الأصل الأول فهي ثلث القرآن من هذا الوجه .
وقال غيره : القرآن قسمان : خبر وإنشاء .
والخبر قسمان وخبر عن المخلوق فهي ثلاثة أثلاف .
وسورة الإخلاص أخلصت الخبر عن الخالق فهي بهذا الاعتبار ثلث .
وقيل تعدل في الثواب وهوالذي يشهد له ظاهر الحديث والأحاديث الواردة في سورة الزلزلة والنصر والكافرون لكن ضعف ابن عقيل ذلك وقال : لا يجوز أن يكون المعنى فله ثلث القرآن لقوله من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات وقال ابن عبد البر : السكوت في هذه المسئلة : أفضل من الكلام فيها وأسلم ثم أسند إلى إسحاق بن منصور قلت لأحمد بن حنبل قوله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ما وجهه فلم يقم لي فيها على أمر .
وقال لي إسحاق بن راهويه : معناه أن الله لما فضل كلامه على سائر الكلام جعل لبعضه أيضًا فضلًا في الثواب لمن قرأه تحريضًا على تعليمه لا أن من قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات كان كمن قرأ القرآن جميعه هذا لا يستقيم ولوقرأها مائتي مرة .
وقال بن عبد البر : فهذان إمامان بالسنة ما قاما ولا قعدا في هذه المسئلة .(1/2584)
وقال ابن الميلق في حديث : إن الزلزلة نصف القرآن لأن أحكام القرآن تنقسم إلى أحكام الدنيا وأحكام الآخرة وهذه السورة تشتمل على أحكام الآخرة كلها إجمالًا وزادت على القارعة بإخراج الأثقال وتحديث الأخبار .
وأما تسميتها في الحديث الآخر ربعًا فلأن الإيمان بالبعث ربع الإيمان في الحديث الذي رواه الترمذي لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع : يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله بعثني بالحق ويؤمن بالموت ويؤمن بالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر فاقتضى هذا الحديث أن الإيمان بالبعث الذي قررته هذه السورة ربع الإيمان الكامل الذي دعا إليه القرآن .
وقال أيضًا في سر كون ألهاكم تعدل ألف آية : إن القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية وكسر فإذا تركنا الكسر كان الألف سدس القرآن وهذه السورة تشتمل على سدس مقاصد القرآن فإنها فيما ذكره الغزالي ستة : ثلاث مهمة وثلاث متمة وتقدمت وأحدها معرفة الآخرة المشتمل عليه السورة والتعبير عن هذا المعنى بألف آية أفخم وأجل وأضخم من التعبير بالسدس .
وقال أيضًا في سر كون سورة الكافرون ربعًا وسورة الإخلاص ثلثًا مع أن كلًا منهما يسمى الإخلاص : إن سورة الإخلاص اشتملت من صفات الله على ما لم تشتمل عليه الكافرون وأيضًا فالتوحيد إثبات إلهية المعبود وتقديسه ونفي إلهية ما سواه وقد صرحت الإخلاص بالإثبات والتقديس ولوحت إلى نفي عبادة غيره : والكافرون صرحت بالنفي ولوحت بالإثبات والتقديس فكان بين الرتبتين من التصريحين والتلوحين ما بين الثلث والربع أه .
تذنيب ذكر كثيرون في أثر أن اله جمع علوم الأولين والآخرين في الكتب الأربعة وعلومها في القرآن وعلومه في الفاتحة فزادوا : وعلوم الفاتحة في البسملة وعلوم البسملة في بائها ووجه بأن المقصود من كل العلوم وصول العبد إلى الرب وهذه الباء باء الإلصاق فهي تلصق العبد بجناب الرب وذلك كمال المقصود ذكره الإمام الرازي وابن النقيب في تفسيرهما .(1/2585)
الإتقان في علوم القرآن النوع الثالث والسبعون في أفضل القرآن وفضائله للامام السيوطي
---
ماجد الخير
03-05-2006, 09:26 PM
يعطيك العافية أخوي أبو العزايم وماقصرت ومشكور على هذه المعلومات
---
د. هشام عزمي
03-06-2006, 01:02 AM
انظر كذلك هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=978
---
ابو العزايم عبد الحميد
03-07-2006, 04:17 PM
اخوتي الأحباب أعضاء ملتقانا المبارك أولا إني احبكم في الله ثانيا أحببت أن انقل كلام الإمام السيوطي حتى أضع بين أيد ينا أقوال أهل العلم في هذا الموضوع حتى يكون نقاشنا في هذا الموضوع قائما علي أساس صحيح من العلم وفي رأيي انه حد ث خلط قديم بين العلماء عند تناولهم لهذا الموضوع بين الفرق بين الآية والآية باعتبارها كلام الله وبين موضوع كلا الآيتين فلاشك أن الموضوعين يتفاضلين وبهذا الوجه يمكن القول بالتفاضل وهذا ما عناه الإمام عز الدين بن عبد السلام بقوله كلام الله في الله أفضل من كلامه في غيره فقل هو الله أحد أفضل من تبت يدا أبي لهب . وينبغى أن نفهم وجه التفاضل من هذا النحو ويمكن أن نفهم عدم التفاضل إذا نظرنا إلى جهة الكلام فقل هو الله أحد في بابها ابلغ آية أي في التوحيد وتبت يدا أبي لهب ابلغ آية في ذم عدو الله يقول الخويبي : كلام الله أبلغ من كلام المخلوقين . وهل يجوز أن يقال بعض كلامه أبلغ من بعض الكلام جوزه قوم لقصور نظرهم وينبغي أن تعلم أن معنى قول القائل هذا الكلام أبلغ من هذا : أن هذا في موضعه له حسن ولطف وذاك في موضعه له حسن ولطف وهذا الحسن في موضعه أكمل من ذاك في موضعه .(1/2586)
فإن من قال : إن قل هو الله أحد أبلغ من تبت يدا أبي لهب يجعل المقابلة بين ذكر الله وذكر أبي لهب وبين التوحيد والدعاء على الكافر وذلك غير صحيح بل ينبغي أن يقال تبت يدا أبي لهب دعاء عليه بالخسران فهل توجد عبارة للدعاء بالخسران أحسن من هذه وكذلك في قل هو الله أحد لا توجد عبارة تدل على الوحدانية أبلغ منها فالعالم إذا نظر إلى تبت يدا أبي لهب في باب الدعاء بالخسران ونظر إلى قل هو الله أحد في باب التوحيد لا يمكنه أن يقول أحدهما أبلغ من الآخر أه .
أقول إن الرأي القائل بان هناك بعض الآيات افضل من بعض فضلا عن افتقاره للأدلة فانه قد اثر سلبا في سياستنا نحو القران وجعلنا القران قراطيس نعتني ببعضها ونهمل الكثير وكثيرة هي الظواهر السلبية نتيجة هذا الرأي فآيات معينة هي التي تقرا في الصلاة والقران يتوزع فتطبع سورة يس منفردة والكهف منفردة وهكذا واصبح من الشائع أن تري تلك الأجزاء المتفرقة بأيدي الشباب واذكر أني تقدمت يوما للصلاة فقرات ولكم نصف ما ترك ازواجكم فلامني أحدهم قائلا مش تقرا آيات الرقائق افضل وكأني أقرا من القانون المدني وليس من القران ولقد كان من آثار هذه السياسة غير الرشيدة في التعامل مع القران أننا حرمنا أنفسنا وغيرنا من نعم كثيرة طالما تذوقها الذين عاشوا وتدبروا القران بطريقة صحيحةفالايةلها معنى وهى في موضعها من سورتها لها معنى وهى في موضعها من القران لها معنى وهكذا ولقد حرم هؤلاء أنفسهم من ثمرات علم المناسبة سواء بين السور أو الايات وهو موصوع آخر سنتحدث عنه ونطلب من الاخوة المشاركة
---
مهاجر
03-08-2006, 02:32 AM
بسم الله
بسم الله
السلام عليكم
وقد ذهب شيخ الإسلام ، رحمه الله ، إلى أن للكلام جهتان :
جهة المتكلم به ، وهو الله ، عز وجل ، فلا يتفاضل من هذه الجهة لأن الكل كلام الله عز وجل .(1/2587)
وجهة المتكلم فيه ، وهو من هذه الجهة متفاضل ، فآيات الأسماء والصفات ، على سبيل المثال ، أفضل من هذه الجهة ، من آيات الوعيد ، والله أعلم
---
(1/2588)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية-حمد الله بعد الأكل والشرب
---
برنامج إحياء السنة النبوية-حمد الله بعد الأكل والشرب
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
03-30-2007, 08:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (52)- بتاريخ 12/3/1428 حمد الله بعد الشرب:
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها )) [ رواه
مسلم: 6932 ] .
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
(1/2589)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > برنامج التأصيل العلمي بعد التعديل وجزاكم الله خيرا
---
برنامج التأصيل العلمي بعد التعديل وجزاكم الله خيرا
---
البلقيني
06-20-2006, 11:11 PM
هذا هو البرنامج بعد التعديل وأسأل الله أن ينفع به وأن يجعله في موازين الحسنات يوم القيامة وقد أضفت فيه وحذفت وهذا حال البشر وقد أردفته ببرنامج مرتب على طلب بعض الأخوة وهو ليس حصرا على أحد وكل من أراد الإضافة فيه أو الحذف فله ذلك وجزى الله الجميع خيرا
---
(1/2590)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فهارس ملتقى أهل التفسير > ركن أخبار مناقشات الرسائل الجامعية (الدراسات القرآنية)
---
ركن أخبار مناقشات الرسائل الجامعية (الدراسات القرآنية)
---
عبدالرحمن الشهري
05-21-2004, 05:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الركن من ملتقى أهل التفسير ، يتم الإعلان والإشارة إلى أخبار مناقشات الرسائل الجامعية (الماجستير - الدكتوراه) المتعلقة بالدراسات القرآنية في الجامعات الإسلامية . وهذه الفكرة مطروحة منذ مدة للنقاش بين هيئة الإشراف على الملتقى لإيجاد طريقة عملية لمتابعة مثل هذه الأخبار ، غير أنه قد وردنا اقتراح من الأخ الكريم نايف الزهراني وفقه الله ، شجعنا على طرح الموضوع على هذه الصورة ، رغبة في فتح باب هذا المشروع النافع لطلاب العلم ، ورغبة في سماع المزيد من الاقتراحات التي تثري هذه الزاوية الإخبارية في ملتقى أهل التفسير.
والمطلوب هو متابعة أخبار الرسائل الجامعية في الأقسام المتخصصة.
المعلومات المطلوبة في الإعلان :
عنوان الرسالة - اسم الباحث - القسم العلمي - الكلية - الجامعة - البلد . وقت المناقشة ومكانها ولجنة المناقشة إن أمكن.
الفائدة المرجوة من هذه الزاوية :
- متابعة الجديد في الرسائل الجامعية ومناقشاتها ، وقياس حركة البحث العلمي في الجامعات.
- حضور هذه المناقشات للاستفادة منها لمن يمكنه ذلك.
- التواصل العلمي بين الباحثين .
- تركيز الجهود العلمية البحثية خشية التكرار.
ضرورة وجود مراسلين في الأقسام العلمية :(1/2591)
ولنجاح هذه الزاوية فإننا ندعو الإخوة الراغبين في خدمة طلاب العلم من أعضاء الأقسام العلمية في الجامعات الإسلامية لمراسلتنا والتنسيق معنا ، للتفاهم حول تزويد هذه الزاوية بأخبار الرسائل العلمية ومناقشاتها في الأقسام العلمية لاستمرار هذه الزاوية ، وإداءها مهمتها بكفاءة . وسوف يتم التنسيق مع بعض الأعضاء في الأقسام العلمية لموافاة هذه الزاوية بالجديد.
نسأل الله السداد والعون للجميع ، . وفي انتظار مشاركاتكم وفقكم الله.
---
أبومجاهدالعبيدي
05-21-2004, 10:12 PM
فكرة رائعة ، ولعل الجميع يحرصون على المشاركة فيها بما يعلمون .
---
أحمد القصير
05-21-2004, 11:48 PM
فكرة جيدة ، وأقترح أن توضع في أحد عناصر الصفحة الرئيسية في شبكة التفسير ، بحث يسهل الدخول عليها ، ويرى القارئ من أول وهلة آخر رسالة مطروحة للمناقشة .
---
المنهوم
05-22-2004, 02:42 PM
فكرة جميلة ورائعة
ولكن حبذا لو زيد عليها ***** ذكر موعد بث الرسائل العلمية في التفسير وعلومه في اذاعة القران لسماعها وجزاكم الله خيرا
---
ابو حذيفة
05-23-2004, 02:38 AM
إقتراح طيب فكم فيه من خدمة لطلاب العلم وخاصة طلاب الدراسات العليا ولو يضاف إلى ذلك ذكر عناوين ابحاث الترقية التي يقدمها الأساتذة في الجامعات فهذا جانب فيه قصور واضح والله الموفق
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 12:46 AM
أشكركم جميعاً على المرور ، وبإذن الله سيكون لهذه الفكرة تطبيق عملي أفضل من مجرد موضوع في الفهارس هنا ، ولكن لكل أجل كتاب . والله الموفق
وأفكاركم كلها في غاية النفاسة سددكم الله وجعلكم ذخراً للعلم وطلابه .
---
أبو المعتز القرشي
09-08-2005, 02:07 PM
فكرة رآئعة ، والمهم تفعيلها من قبل الجميع
---
علي مصطفى
03-30-2006, 09:24 PM
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع وأرجو الله أن يوفقكم لينتفع طلاب العلم بما تعرضوه وأرجو أن أساهم في موقعكم بعمل علمي نافع
---
حمدي(1/2592)
04-03-2006, 08:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
فكرة رائعة
وأرجوا من المشرفين لو يستطيعون إبلاغ أساتذتي الأجلاء في الجامعة الإسلامية بالنيجر حتى يكون لهم فيها دور وحتى نستفيد نحن الطلبة العلم في هذه الجامعة الإسلامية المعزولة في إحدى غابات غرب إفريقيا ويدل على عزلتها أن الأساتذة والطلاب في هذه الجامعة - وأنا منهم- لا يستطيعون الإتصال بالإنترنت للإستفادة إلا بعد أن يقطعوا مسافة قدرها 50 كيلومتر قيل الوصول إلى المقهى. أشكر الجميع
والسلام عليكم
حمدي باه الجامعة الإسلامية بالنيجر
السنة الرابعة قسم اللغة العربية
---
أحمد بزوي الضاوي
08-01-2006, 11:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد، الاقتراح في غاية الأهمية بالنسبة للباحثين في مجال الدراسات القرآنية ، فهي ترشدهم إلى المواضيع الصالحة للبحث و التي لم تبحث بعد ، كما أنها ستعمل على ترشيد الجهود وذلك بتوجيهها إلى المواضيع التي لم يسبق بحثها . ولعل الكشف عن كل الرسائل التي تمت مناقشتها في مختلف الجامعات الإسلامية سيبين لنا كمية هدر الجهود في إعداد أبحاث مكرورة لم ترق إلى مستوى تحقيق الإضافة العلمية المفترضة في أي بحث علمي في مستوى الماجستير و الدكتوراه ، والعمل على حل الإشكالات الحقيقية ، مما يجعلنا نأسف لمقدار الجهد المبذول دون تحقيق الهدف المنشود. مما يجعلنا ننظر إلى كثير من البحوث على أنها تقارير إدارية الهدف منها تحسين الوضعية الاجنتماعية والمادية .
---
د.عبد الله الجيوسي
04-11-2007, 12:21 PM
تمت من
مناقشة رسالة ماجستير أمس في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية في ميدان الدراسات القرآنية بعنوان
رواية الدوري عن أبي عمرو والكسائي من طريق الشاطبية مقارنة وتوجيها
التي تقدم بها الأخ الكريم خالد بن محمد ( الأردن)
-
وتكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من :
1- دمحمد خازر المجالي- الجامعة الاردنية-- مشرفاً .(1/2593)
2-د. أحمد نوفل- الجامعة الاردنية - - عضواً .
3- د. محمد خالد منصور - الجامعة الاردنية - - عضواً .
4- . د. عبد الله محمد الجيوسي - جامعة اليرموك - عضواً .
وقد كان المشرف السابق على الرسالة د. أحمد خالد شكري
وقد أوصت اللجنة بمنح الباحث درجة االماجستير ، متمنية له التوفيق والسداد .
---
(1/2594)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( خطوات في طريق تدبر القرآن الكريم )
---
( خطوات في طريق تدبر القرآن الكريم )
---
أبو سليمان البدراني
10-08-2005, 03:13 PM
الإخوة و المشايخ الكرام أسعدهم الله بطاعته أستأذنكم في أن أنشر مشاركة لي سبق أن نشرت قبل أشهر في ملتقى أهل الحديث ...
الحمد لله رب العالمين ، و صلى و سلم على المبعوث رحمة للعالمين ، و على آله و صحبه أجمعين ، أما بعد :
فإن تدبر القرآن هو غاية ما يحرص على تحصيله الموفقون من عباد الله منه ، و ذلك لما يترتب على تحقيقه من غايات حميدة ، و فوائد عزيزة ، و عوائد نبيلة . يجدها من سلك هذا الطريق ...
و هذه خطوات تعين – بإذن الله – على تدبر القران الكريم ، و النهل من معينه الصافي ، و هي أشارت مختصرة ، في عبارات موجزة ، أسأل الله التوفيق فيها للصواب ، و إلى الخطوات :(1/2595)
1- استشعار أهمية تدبر القرآن ، و أنه من أجل غايات إنزاله ، و يحصل هذا من أمور ؛ منها إدراك السر الذي لأجله جاء الحث على تدبر القرآن في غير ما موضع ، قال تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا ) : [النساء82] ، و قال : (أفلم يدبروا القول ) : [المؤمنون 68] ، و قال : (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولو الألباب ) : [ص 29] ، و قال : (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) :[محمد 24] ، و الكلام على هذه المواضع يطول ، لكن تأمل في الآية الأخيرة منها : تجد أن الله – تبارك و تعالى – حصر الناس في قسمين : إما متدبر للقرآن – على طاقته – أو أن على قلبه قفل ! و العياذ بالله . ثم انظر في الموضع الذي قبله تجد أن الله – تبارك و تعالى – علل إنزال القرآن بأمرين : أولهما تدبره ، و ثانيهما ما يحصل لأولي العقول من تذكر به ، و هو إنما ينشأ عن التدبر ، فعاد الأمر إلى التدبر .
ومما يعين على استشعار أهمية التدبر ، أن يعلم أن لا يمكن له الوقوف على كنوز القرآن إلا بسلوكه هذا الطريق ، فبقدر ما يمن الله عليه من تدبر كتابه يكون وقوفه على كنوزه ، و ظفره بها ، و أي كنوز أحق من أن يبذل في نيلها نفيس أوقات العمر من كنوز القرآن ، و ما الأمر إلا كما قال الإمام ابن القيم – رحمه الله – في المدارج : " سبحان الله ! ماذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي واقتباس العلم من مشكاته من كنوز الذخائر ؟ وماذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر ؟ " : [1/22] ، و من أعجب العجب أن ترى بعض المنتسبين للعلم يبذلون نفائس من أوقاتهم في تحصيل علوم أن لم تضرهم قل ما تنفعهم في حين يعرضون عن كنوز القرآن ، و ينبغي للموفق أن يسأل الله الهداية ، و يستعيذه من الحرمان ، و رحم الله ابن القيم حين قال في نونيته :
فتدبر القرآن إن رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن(1/2596)
فما أعظم العجب ممن يطلب العلم ، و لا يطلبه من كنوز القرآن و السنة ... ، و إذا علم الموفق عظيم ما يطلب استرخص فيه ما يبذل ... ، و تأمل هذه المعاني يتجلى لك عظيم حرمان من أعرض عن تدبر القرآن بالشكل المطلوب .
و مما يعين على إدراك أهمية التدبر أن يستشعر العبد عظيم العلوم و المعارف التي يتحصل عليها بالتدبر ، و أنت ترى هذا جلياً في العلماء الذين أولوا هذا الأمر عناية هامة ، كشيخ الإسلام – رحمه الله – و غيره .
2- بعد استشعار أهمية تدبر القرآن ؛ ينبغي لمن أراد التدبر أن يعلم أن من أعظم ما يستغل به الوقت ، و من أعظم ما ينال به العلم هو التدبر ، و من العجب أن ترى بعض طلبة العلم يظنون أن بذل الوقت في التدبر معيق عن التحصيل الجيد !
3- أن يبذل في التدبر نفيس وقته ، و من رام الوقوف على كنوز القرآن بجعله تدبر القرآن في أوقات الإرهاق و نحوها ، فقد أخطأ الطريق ، بل ينبغي أن يجعل ساعة التدبر و التأمل في القرآن في الوقت الذي ينشط فيه عقله ، و تفارقه الصوارف ، ثم يكون مستحضرا لهذا في باقي وقته ... و لهذا من جرب التأمل في القرآن في الاعتكاف لما يحصل فيه من انفراد القلب بالقرآن و خلوه عن الصوارف ؛ فإنه يقف على كنوز و علوم لم تكن تخطر على باله من قبل ، و لذلك ربما وجدت أن كثيرا من التأملات اللطيفة في القرآن التي يذكرها بعض أهل العلم حصلت لهم في أوقات الخلوة من سجنٍ ، و غيره ...(1/2597)
4- أن يعلم أنه ليس من حرف في القرآن فأكثر إلا و في ذكره فائدة أدركها من أدركها ، و حرمها من حرمها ؛ فالفوائد تأخذ منه بأنواع الدلالات الثلاث : المطابقة ، و التضمن ، و الإلتزام ، و هذا لا يوجد في كلامٍ سواه ، إلا ما ثبت بحروفه من كلام النبي – صلى الله عليه و سلم – لعصمته ، و إنك لتعجب من أناس يتعمقون في فهم دلالات ألفاظ البشر تعمقاً لا يفعلونه مع القرآن الكريم ! و إذا استحضر المتدبر هذا الملحوظ انفتح له باب واسع في التدبر ...
5- أن يستشعر حال قراءته للقرآن الكريم أنه وحده المخاطب به ، وأنه وحده المعني به ، فما ظنك بمن هذه حاله حين قراءة القرآن الكريم ! لا شك أنه سيقرؤه قراءة متدبر متأمل ، و عليه فإنه سيتعظ بقصصه ، و يأتمر بأوامره ، و ينتهي عن نواهيه و يتأدب بآدابه و ينهل من معينه . و العجب كل العجب مِن مَن بين يديه كلام ملك الأملاك ثم ينشغل عنه بكلام مماليكه ! و لا شك أن من استحضر هذه النكتة سيقف على كنوز عظيمة إذا صحت له النية ...
5- أن يسجل المتدبر في دفتره نفيس ما يحصل له من استنباط من خلال تدبره ، فإنه سيغتبط به ، و عليه أن يعرضها على كلام أهل العلم ، فربما رأى من وافقه فيحمد الله على فضله ، أو يقف على من نبه على خطأ استنباطه ، فيستفيد منه ، و كذلك يذاكر بها أقرانه من المعتنين بهذا الجانب ...
و بعد فهذه إشارات على طريق التدبر أستغفر الله من ما كان بها من زلل ، و الله المستعان ، و عليه التكلان ، و الحمدلله رب العالمين
ملاحضة : المأمل من الإخوة إثراء هذا الموضوع الهام ...
---
سوسن
10-10-2005, 09:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله يا أخي على هذا الموضوع الشيق
وياليتك ركزت فعلا على خطوات في طريق تدبر القرآن حتى نسير على نهجها ونستفيد بدلا من التركيز على خطوات في أهمية التدبر
وفقك الله لما يحب ويرضا
---
(1/2598)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أين أجد هذه الكتب؟
---
أين أجد هذه الكتب؟
---
محمد بن يوسف
02-21-2004, 05:56 PM
إخواني الكرام -بارك الله فيهم-
أين أجد الكتب التالية -فقد كل لساني من البحث عن أكثرها في مظانها-:
1- شرح مختصر الروضة/ للطوفي، تحقيق: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، طـ مؤسسة الرسالة.
2- المختصر في أصول الفقه على مذهب الإمام (أحمد بن حنبل)/ لابن اللحام، تحقيق: د. محمد مظهر بقا، طـ دار الفكر بدمشق، ومركز إحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى.
3- نهاية السول شرح منهاج الأصول/ للإسنوي، ومعه حاشية بعنوان: "سلم الوصول لشرح نهاية السول"/ لمحمد بخيت المطيعي، طـ المكتبة السلفية، وصورتها عالم الكتب ببيروت.
4- التمهيد في تخريج الفروع على الأصول/ للإسنوي، تحقيق: محمد حسن هيتو، طـ مؤسسة الرسالة.
5- صفحات من صبر العلماء في الطلب والتحصيل/ لعبد الفتاح أبو غُدة.
وجزاكم الله خيرًا.
---
ابن الشجري
03-03-2004, 02:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ماسألت عنه من كتب وفقك الله ، ليست بالنادرة حسب علمي ، فقل أن أمر على مكتبة إلا وفيها بعضا مماذكرت
فلعلك تعيد البحث مرة أخرى وستجدها إن شاء الله .
مع أن الكتاب الاول كانت توزعه وزارة الشوؤن الاسلاميه ، وأخر عهدي به في مكتبة المؤيد
أما الثاني فقد طبع حديثا وتجده في مكتبه المؤيد أو التدمريه أو الرشد ...
اما الثالث والرابع فالطلب عليهما قليل وطباعتهما أقل ، لذلك أعد البحث ، فإن كان لديك مايمنع ، فاكتب لي وسأبحث وأفيدك ـ إن شاء الله ـ مع أن الرابع في خزانة مكتبتي .(1/2599)
أما كتاب صفحات ـ فياله من كتاب ، وهو كتاب مطبوع متداول ، بل تكدست بعض نسخه في كثير من المكتبات ، فاحرص على الظفر به فلهو أهم عندي من كل ماسبق ، ذلك لأنك بعد قرآته سيزداد حرصك على ماسألت عنه من كتب ، حتى لودفعك ذلك للسفر والترحال حتى تنال بغيتك .
هذا مع أني لم افدك بشي ، لكن لانشغال الاخوه من المشرفين على الملتقى فقد طلبوا مني الاجابه على مثل سؤالك . مع شكرهم وشكري أيضا لك على مشاركاتك القيمة ، والتي أثرت في كثير من المواطن . فجزاك الله خير ، ونفع بك .
واعذرني فلم أتبين موطن تواجدك حتى تكون إجابتي أكثر توفيقا ، فقد كانت على رسم من تواجدك في الرياض .
وماعنونت به ردي ظنا مني أنك ممن يقبل الترويح ويثيب عليه.
.
---
ابن الشجري
03-03-2004, 03:12 AM
بعد الاضافة تبين لي أنك من ارض الكنانة حرسها الله فاعتذر إليك مماسبق وكتبت ، فلا أعلم عن حال المكتبات لديكم ، أخي الكريم ، وإن كان أكثر الكتب وأنفسها تصلنا من مصر ، فإن كان سؤالك عن دور النشر أو الطباعة للكتاب فاكتب وساوافيك بالاجابة أن شاء الله ،
اعتذر اليك مرة اخرى لعدم تمكني من التحرير لماسبق ـ لعدم نشاطي لذلك ـ لتاخر وقت كتابتي له .
---
(1/2600)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإمام الطبري - رحمه الله - عند العلماء والباحثين قديماً وحديثا
---
الإمام الطبري - رحمه الله - عند العلماء والباحثين قديماً وحديثا
---
أبوخطاب العوضي
05-31-2004, 06:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , أما بعد :
فلقد عكف الكثير من الباحثين على الكتابة عن الإمام محمد بن جرير الطبري , وهذه الدراسة إما أن تكون رسالة علمية, أو تكون من جهد باحث معين يعمل على ترجمة مختصرة أو مطولة للإمام , أو كتاب يتكلم في إحدى العلوم التي تزعمها ابن جرير , ومع هذا لم يعطى الإمام حقه فكما تقدم ففي كتابه جامع البيان تستطيع أن تنهل من جميع العلوم الشرعية من تفسير , وحديث , وفقه إلى غيرها من العلوم كما تقدم معنا .
وقد وقفت على بعض هذه وبعضها وجدت عنوانها على الشبكة العنكبوتية من مواقع عدة , وأخرى من بعض مواقع الجامعات على الشبكة , وأخرى مما أفادني به بعض الأخوة – حفظهم الله - , وقد قسمت الكتب إلى قسمين , القسم الأول يتعلق بالرسائل الجامعية , والقسم الثاني بالكتب التي لم تكن رسائل جامعية بل من جهد باحث , ورتبت الكتب على حسب الحروف الهجائية , وفيما يلي عناوين هذه الكتب :
( أ ) الرسائل العلمية :
1- الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من سورة الفاتحة إلى أخر سورة الإسراء" - جمعا ودراسة , للدكتور أحمد نجيب بن عبدالله صالح , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1419هـ .
2- الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس" - جمعا ودراسة مع موازنتها بتفسير البغوي , للدكتور مأمون عبدالرحمن محمد أحمد , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير .(1/2601)
3- استدراكات ابن عطية في كتاب المحرر الوجيز على الطبري في تفسيره , للدكتور شايع بن عبده شايع الأسمري , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1417هـ .
4- منهج الإمام الطبري في القراءات وضوابط اختيارها في تفسيره , للباحث زيد علي مهدي مهارش , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1419هـ .
5- ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره . (1) من أول سورة الفاتحة إلى آخر الآية ( 202) من سورة البقرة . جمعا ودراسة , للدكتور حسين علي الحربي , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ .
6- ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره . (2) من أول الآية (203) من سورة البقره إلى آخر الآية (57) من سورة النساء - جمعا ودراسة , للدكتور عبد الحميد عبد الرحمن السحيباني , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ
7- الآثار الواردة عن أئمة السلف في توحيد الأسماء والصفات في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث أبوبكر محمد ثاني ’ مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1421 هـ
8- الآثار الواردة عن أئمة السلف في معاني الآيات المتعلقة بتوحيد الألوهية في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث رضا إسماعيل المجراب , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1422 هـ
9- القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري والرد عليه، من الفاتحة إلى آخر التوبة , للباحث محمد عارف عثمان موسى , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية القرآن الكريم قسم القراءات عام 1405 هـ .(1/2602)
10- مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري " عصر الخلافة الراشدة " - دراسة نقدية. للباحث يحي بن إبراهيم علي اليحيى , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كلية الدعوة قسم التاريخ عام 1408 .
11- مرويات عوانة بن الحكم في تاريخ الطبري - مقارنة ونقد, للباحث عبدالعزيز بن سليمان ناصر السلومي , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدنية المنورة , كلية الدعوة قسم التاريخ 1410هـ .
12- استدراكات ابن كثير على ابن جرير في تفسيره , للدكتور أحمد عمر عبدالله مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة 1405 هـ .
13- الطبري قارئاً وأصوله في اختيار القراءات . رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة دمشق كلية الآداب قسم اللغة العربية 1982 . الباحث : محمد قباوة .
14- فقه الإمام ابن جرير الطبري في العبادات . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة أم القرى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية قسم الدراسات العليا فرع الفقه وأصوله 1405 / 1985 . الدكتور : عبدالعزيز بن سعد الحلاف .
15- الدخيل والإسرائيليات في تفسير ابن جرير الطبري ( الجزء الثاني والثالث والرابع والخامس عشر من القرآن الكريم ) . جامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن 1980 . الباحث : إبراهيم خليل بركة .
16- الدخيل في تفسير ابن جرير الطبري ( الجزء السادس والعشرين حتى الثلاثين ) . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن 1990 . الدكتور : أبوبكر علي الصديق .
17- الدخيل والإسرائيليات في تفسير ابن جرير الطبري ( الجزء الخامس والسادس من القرآن الكريم ) . جامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن 1405 / 1985 . الباحث : تال هادي منتقى طه السنغالي .(1/2603)
18- روايات الفتنة الكبرى ورواتها في تاريخ الطبري . رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية – معهد الحضارة الإسلامية 1995 / 1996 . الدكتور : إبراهيم بن مهيه .
19- مقارنة بين منهج يحيي بن سلام وابن جرير الطبري في التفسير . رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الخروبة – المعهد العالي لأصول الدين 1418 / 1997 . للباحثة : سميرة بن عنتر .
20- دراسات في أنواع التفسير القرآني من البعثة النبوية إلى ابن جرير الطبري ( التفسيرات النصية ) رسالة مقدمة لنيل الدبلوم العالي بجامعة القرويين – دار الحديث الحسنية 1987 / 1988 . الباحث : محمد عبادي .
21- تفسير الصحابة في جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري . رسالة مقدمة لنيل الدبلوم العالي بجامعة محمد الخامس – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – شعبة الدراسات الإسلامية 1409 / 1989 . الباحثة : عائشة الهيلالي .
22- تحقيق جانب مشكلة الربط بين الآيات والسور في تفسير الطبري . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة البنجاب – الكلية الشرقية 1996. الدكتور : سرحان جوهر سرحان .
23- المباحث البلاغية في تفسير الطبري ( علم المعاني ) . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجلمعة الأزهر – كلية اللغة العربية – قسم البلاغة والنقد 1985 . الدكتور : محمود الزين بن أحمد .
24- آراء كبار التابعين في معاني القرآن الكريم من أول سورة النساء إلى آخر سورة يوسف في تفسير الطبري مع المقارنة والترجيح . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة الأزهر – كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية – الدراسات العليا – قسم التفسير وعلوم القرآن 1998 . الدكتورة : حسنية زين محمود رمضان .
25- الطبري قارئاً من خلال سورتي الفاتحة والبقرة . بحث مقدم لنيل شهادة الإجازة . الباحث : سليطان محمد التهامي الراجي الهاشمي 1986 .(1/2604)
26- جهود الطبري في دراسة الشواهد الشعرية في جامع البيان عن تأويل القرآن ( دراسة لغوية أدبية في تفسير القرآن الكريم ) . رسالة مقدمة لنيل الدبلوم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبدالله – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – فاس 1994 . الباحث : محمد المالكي .
27- تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من رايات الطبري والمحدثين . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة محمد الأول – كلية الآداب والعلوم الإنسانية 1989 . الدكتور : محمد أمخزون . نشر دار طبية و مكتبة الكوثر بالرياض .
28- محمد بن جرير الطبري ومنهجه في التفسير . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة الأزهر – كلية أصول الدين – قسم التفسير وعلومه 1976 . الدكتور : محمود محمد شبكة .
29- التفسير بالمأثور ومنهج الطبري فيه . رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الأزهر – كلية أصول الدين 1971 . الباحث : عبدالرحيم أحمد سراج .
30- آيات الصفات عند السلف بين التأويل والتفويض من خلال تفسير الطبري . رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بالجامعة الأردنية – كلية الدراسات العليا . الباحث : محمد خير محمد سالم . طبع دار البيارق بعمان 1999 .
31- الختيار في القراءات منشؤه ومشروعيته وتبرئه الإمام الطبري من تهمه إنكار القراءات . جامعه أم القرى، معهد البحوث العلمية و إحياء التراث . الباحث : عبدالفتاح إسماعيل شلبي .
( ب ) من جهود المؤلفين و الباحثين :
32- النحرير في أخبار محمد جرير , تأليف جمال الدين القفطي , وهو من المصنفات القديمة عن سيرة الإمام ابن جرير – رحمه الله - .
33- دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيره: جامع البيان عن تأويل آي القران , محمد المالك 1417 / 1996 . نشر وزارة الأوقاف والشؤون السلمية بالرباط .
34- الإمام أبو جعفر ابن جرير الطبري 224ـ310هـ , للشيخ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل .(1/2605)
35- إمام المفسرين والمحدثين والمؤرخين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : سيرته ـ عقيدته ـ ومؤلفاته , للشيخ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل 1417هـ .
36- رجال تفسير الطبري جرحا و تعديلا من تحقيق جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأحمد شاكر ومحمود شاكر , للدكتور محمد صبحي حسن حلاق ـ بيروت : دار ابن حزم، 1420هـ .
37- رجال تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري الذين ترجم لهم أحمد ومحمود شاكر . الشيخ علوي عبدالقادر السقاف . دار الهجرة للنشر والتوزيع بالثقبة - السعودية 1991 .
38- فهارس رجال تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري . الشيخ علوي عبدالقادر السقاف . دار الهجرة للنشر والتوزيع بالثقبة – السعودية 1991 .
39- الإمام الطبري في ذكري مرور أحد عشر قرنا على وفاته (310هـ ـ1410هـ) , المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو 1992م .
40- الإمام الطبري . للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المصلح آل شاكر . نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض 1975 .
41- الطبري وحديث الأحرف السبعة . للباحثة سعاد سيد أحمد علي . نشر جامعة الملك سعود – مركز الدراسات الجامعية للبنات بالرياض 1994 .
42- الإمام الطبري , شيخ المفسرين وعمدة المؤرخين ومقدم الفقهاء المحدثين صاحب المذهب الجريري . للدكتور محمد الزحيلي . دار دمشق 1420هـ , ضمن سلسلة أعلام المسلمين 33 .
43- الطبري بقلم الدكتور أحمد محمد الحوفي . رقم الكتاب (13) من موسوعة أعلام العرب . نشر المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر بالقاهرة 1963 .
44- ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير . للدكتور محمد بكر إسماعيل . نشر دار المنار 1991 .
45- الطبري ومباحثه اللغوية من خلال تفسيره لسورة النساء . لنور الدين صمُّود . طبع الشركة التونسية للتوزيع .(1/2606)
46- دقائق لغة القرآن في تفسير ابن جرير الطبري . للدكتور عبد الرحمن عميره . طبع دار عالم الكتب ببيروت 1992 .
47- موسوعة فقه الإمام الطبري . ضمن سلسلة فقه السلف نشر دار النفائس – بيروت 1994 . محمد رواس قلعة جي .
48- السيرة النبوية في ضوء روايات الطبري . أحمد عبدالرحيم السايح . نشر مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة 1988 .
49- الطبري السيرة والتاريخ . عبدالرحمن حسين الغزاوي . نشر دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد 1988 ضمن سلسلة نوابغ الفكر العربي .
50- دفاعاً عن القراءات المتواترة في مواجهة الطبري المفسر . لبيب سعيد . نشر دار المعارف بالقاهرة 1978 .
51- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وكتابه تاريخ الأمم والملوك . الدكتور حسين عاصي . طبعة دار الكتب العلمية ببيروت 1413/1992 . ضمن سلسلة أعلام مؤرخي العرب والإسلام .
52- دارسة مقارنة للزمخشري والطبري في إعتمادهما على أقوال الصحابة ( نموذج سورة البقرة ) . لم احصل على اسم المؤلف .
53- معجم الشعراء في تاريخ الطبري . عزمي سكر . طبع المكتبة العصرية للطباعة والنشر بصيدا 1999 .
54- تسهيل الوصول إلي معرفة أسباب النزول الجامع بين روايات الطبري والنيسابوري . خالد عبدالرحمن العك . نشر دار المعرفة بيروت 1998 .
55- الطبري ومنهجه في التفسير . محمود ابن الشريف . عكاظ للنشر والتوزيع بجدة 1984 .
56- مخالفات هامة في مختصر تفسير ابن جرير الطبري . الشيخ محمد بن جميل زينو و الشيخ محمد علي الصابوني . مكتبة دار البخاري ببريدة – السعودية 1986 .
57- الأحكام الفقهية للإمام الطبري . تحقيق محمد حسن محمد حسن أبوعبدالله . مكتبة دار الكتب العلمية بيروت – لبنان 2000 .
58- ظاهرة نقد القراءات ومنهج الطبري فيها . نشر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة 1989 .
59- الطبري والعلاقات الخارجية للدولة الإسلامية . نشر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة 1989 .(1/2607)
وهذا ما استطعت الوقوف عليه من كتب تكلمت عن الإمام الطبري , وأود التذكير بأن هناك مؤلفين تكلموا عن الإمام في فصول منفردة ضمن كتبهم وآخرين بكمية كبيرة ولكني ذكرت هنا ما خص به الإمام – رحمه الله - , وإلى غيرها من الأبحاث التي تكلمت عن الإمام , فأسأل الله أن أكون قد أفدت الباحثين من خلال هذا البحث .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عبدالرحمن الشهري
05-31-2004, 08:25 PM
بارك الله فيك أخي أبا الخطاب على هذا الموضوع النافع .
ويضاف للدراسات عن الطبري :
60 - الطبري النحوي من خلال تفسيره للدكتور زكي فهمي أحمد شوقي الألوسي - دار الشؤون الثقافية العامة ، الطبعة الأولى بغداد 2002
61 - الطبري النحوي من خلال تفسيره للدكتور صالح الفراج ، رسالة ماجستير بكلية اللغة العربية بالرياض عام 1407هـ.
---
مساعد الطيار
06-01-2004, 04:34 PM
أخي الكريم أبا الخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فأشكرك على هذا المجهود الطيب ، وأرجو أن تتابع العمل الذي أنشأت من أجله هذا المقال .
وألاحظ انك نصصت على المتقدمين ، لكن لم تذكر مصادر ترجمة ابن جرير في كتب التواريخ والرجال ، فلو أُضيفت هنا ، لتمَّ بها العمل وتكامل ، ولكانت موسوعة لمن يريد الكتابة عن هذا الإمام العظيم .
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى .
---
أبوخطاب العوضي
06-04-2004, 03:58 PM
62- مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه في تاريخ الطبري. ( رسالة دكتوراه -دراسة نقدية مقارنة). د. خالد بن محمد الغيث عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى قسم التاريخ الإسلامي ط. دار الأندلس الخضراء
إضافة من الأخ أبو غازي .
وفيك بارك أخي الكريم عبدالرحمن وجزاك الله خيرا على هذه الإضافة
, وعليكم السلام ورحمة الله أخي الفاضل مساعد الطيار , وإن شاء الله سأقوم بما طلبت , ولكن بعد انتهائي من الامتحانات , والله الموفق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أحمد البريدي(1/2608)
06-04-2004, 04:53 PM
الأخ : أبو خطاب جهد مبارك نفع الله بك آمل منك إضافته في مقال سابق بعنوان ابن جرير في ملتقى أهل التفسير , من باب جمع المعلومات في مكان واحد .
---
أبوخطاب العوضي
06-06-2004, 08:49 PM
63- فقه الإمام الطبري من خلال تفسيره في الأحوال الشخصية , الباحث أحمد الزايدي , ماجستير , جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية
64-المرويات والأداء في النسخ من خلال تفسير ابن جرير الطبري , الباحث محمد بن علي الغامدي , ماجستير , جامعة أم القرى
65-الإسرائيليات في تفسير الطبري دراسة في اللغة والمصادر العبرية , الباحثة الدكتورة آمال محمد ربيع , دكتوراه , جامعة الأزهر
66- دلالة السياق وأثرها في توجيه المعنى في تفسير الطبري , الباحث محمد بنعدة , ماجستير , جامعة محمد الخامس
67- ظاهرة الحذف من خلال تفسير الطبري , الباحث شمس الضحى مراكشي , ماجستير , جامعة محمد الخامس
68-أصول التفسير وقواعده في جامع البيان للإمام الطبري , الباحث عائشة الهيلالي , دكتوراه , جامعة محمد الخامس
69-التوجيه البلاغي لآيات العقيدة بين الطبري والزمخشري , الباحث سليمان عبدالعزيز الربعي , ماجستير , جامعة الإمام
70- الشواهد النحوية من غير القرآن الكريم في تفسير الطبري جمعاً ودراسة , الباحث بندر حمدان الشمري , ماجستير , جامعة الإمام
71- الآثار الواردة عن السلف في الإيمان بالملائكة والكتب والرسل من تفسير الطبري جمعاً وترتيباً ودراسة , الباحث عبدالعزيز بن عمر الغامدي , دكتوراه عام 1421 , جامعة الإمام
72- الآثار الواردة في توحيد الربوبية والأسماء والصفات في تفسير الطبري جمعاً وترتيباً ودراسة , الباحث إبراهيم بن عبدالله الحماد , دكتوراه عام 1421 , جامعة الإمام
73- تفسيرابن جرير الطبري من بداية التفسير إلى آخر سورة البقرة دراسة وتحقيق , الباحث عبدالعزيز حفاصي , دكتوراه , جامعة محمد الأول(1/2609)
74- تفسير ابن جرير الطبري من أول المائدة إلى آخر التوبة تحقيق ودراسة , الباحث حسن عرابة , ماجستير , جامعة محمد الخامس
75- محمد بن جرير الطبري ومنهجه في الفقه الإسلامي , الباحث عبدالمجيد بن عبدالله دية , ماجستير , الجامعة الأردنية
76-الطبري ومذهبه الفقهي , الباحث عبدالرحمن بركة , دكتوراه , جامعة الخرطوم
إضافة من العضو ( ابن عبدالرحمن ) في ملتقى أهل القرآن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أبو بكر الأمريكي
06-08-2004, 11:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله
من أراد أن يعرف قدر الإمام الطبري في علوم الفقه والحديث فعليه بكتابه تهذيب الآثار فهو يجمع فيه أحاديث كل صحابي على المسانيد ثم يرتب المسانيد على الأبواب الفقهية ويأتي بالكلام في تصحيح وتضعيف الأحاديث وفي بعض رواتها ويرجح بين الآراء الفقهية ويشرح الغريب فهو كتاب رائع جداً لكن مع الأسف توفي الإمال الطبري رحمه الله قبل أن يتممه.
---
أبوخطاب العوضي
06-17-2004, 05:26 PM
77- المجاز القرآني في تفسير الطبري
الباحث عطية مطر
دكتوراه (1987م)
جامعة القاهرة
78- أسباب النزول الواردة في كتاب جامع البيان للإمام ابن جرير الطبري جمعاً وتخريجاً ودراسة
الباحث حسن محمد البلوط
دكتوراه1416هـ
جامعة أم القرى
79- الإمام ابنجرير الطبري ودفاعه عن عقيدة السلف
الباحث أحمد العوايشة
دكتوراه 1404هـ
جامعة أم القرى
80- الطبري مفسراً
الباحث محمد بسيوني فودة
دكتوراه 1974م
جامعة الأزهر
81-الطبري المفسر وأسلوبه في التفسير تحقيق ودراسة
الباحث حمدي صافلو
دكتوراه 1971م
جامعة أنقرة
إضافة ( ابن عبدالرحمن ) في ملتقى أهل القرآن
---
أبوخطاب العوضي
05-16-2005, 01:40 PM
82 - منهج الإمام الطبري في القراءات , عبد الرحمن الجمل , رسالة ماجسير في التفسير , كلية أصول الدين , الجامعة الأردنية
---
أبوخطاب العوضي
06-25-2005, 08:00 AM
83- أصول الفقه عند الإمام الطبري , جامعة أم القرى(1/2610)
84- الآثار الواردة عن السلف في اليوم الآخر في تفسير الطبري د. سعو بن عبدالعزيز العقيل
85 - الآثار الواردة عن السلف في الايمان في تفسير الطبري د .عبدالله بن سليمان العمر
86 - الآثار الواردة عن السلف في اليهود في تفسير الطبري د. يوسف بن حمود الحوشان
87- الآثار الواردة عن السلف في النصارى في تفسير الطبري د .عقل بن عبدالكريم العقل
88 - الآثار الواردة عن السلف في النفاق والمنافقين في تفسير الطبري د .نايف بن محمد أبا لخيل
89- الآثار الواردة عن السلف في القدر في تفسير الطبري لاحد الاخوات (لايحضرني اسمها )
90- الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري - من سورة الفاتحة إلى آخر سورة الإسراء - جمعا ودراسة , د.احمد نجيب بن عبدالله من ماليزيا , الجماعة الإسلامية .
91- الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري - من سورة الكهف إلى آخر القرآن - جمعا ودراسة د مأمون عبدالرحمن من السودان , الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة .
92- معجم شيوخ الامام الطبري للشيخ أكرم زيادة في ثلاث مجلدات كبيرة .
93- وله المعجم الصغير لرجال الطبري على غرا ر تقريب التهذيب للشيخ أكرم زيادة .
94- وهناك جداول للحكم على رجال الطبري (مخطوط) , لم يذكر المؤلف .
95- المنتقى من فوائد تفسير الطبري في مجلد صغير , لم يذكر المؤلف .
96- منهج الأمام الطبري في التفسير , للشيخ أكرم زيادة .
97- مرويات قتادة في تفسير الطبري من الآية 75 الكهف إلى 55 النحل – ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية – كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة : ليلى حسن الرفاعي .
98 - مرويات قتادة في تفسير الطبري من الآية 56 النمل إلى 37 من سورة يس – ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة : منى إسماعيل عبودي .(1/2611)
99 - مرويات قتادة في تفسير الطبري من 38 يس إلى 37 الجاثية , ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة : ماريا أبكر آدم ساجد .
100 - مرويات قتادة في تفسير الطبري من من أول سورة هود إلى آخر سورة إبراهيم , ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة : آمال سعد علي عبدالله .
101 - مرويات أسباب النزول عند الطبري ج 18 – 23 , ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة : البلة الشيخ بشير الشيخ .
102 - مرويات أسباب النزول عن ابن جرير الطبري في الربع الأخير من القرآن الكريم , ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحث إبراهيم محمد أحمد يعقوب .
103- موقوفات ابن عباس في تفسير الطبري , ماجستير , جامعة أفريقيا العالمية , كلية الشريعة , للباحثة : فاطمة محمد عبدالله .
104 - الإمام ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير , دكتوراه , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 1999 , للباحث : بابكر البلولة محمد(1)
105 - فهارس كتاب جامع البيان والتاريخ والمنتخب للإمام الطبري , إعداد حسن محمود أبو هنية , دار الراية للنشر والتوزيع , واعتمد في الفهرسة على طبعة دار الفكر ( 15 ) مجلد .
106- الإمام الطبري فقهياً ومؤرخاً ومفسراً وعالماً بالقراءات , لمحمد أبو علي و مريم بري , شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
* هذه إضافات لبعض الأعضاء في ملتقى أهل الحديث
---
أبو حسن الشامي
06-25-2005, 04:33 PM
107 - الإمام الطَّبري ومنهجه العلمي في التفسير ـــ د. فتحي الدريني
وهو بحث نشر في مجلة التراث العربي الأعداد 13،14،15،16،19
البحث موجود عندي لكن لم أتمكن من رفعه على الشبكة ...
108 - محنة الإمام الطبري اختلافُ الفقهاء ـــ د.عمر موسى باشا
http://www.awu-dam.org/trath/68/turath68-002.htm(1/2612)
109 - اللغات الأخرى في القرآن الكريم وموقف الطبري منها(1) ـــ سعد محمد الكردي
http://www.awu-dam.org/trath/76/turath76-003.htm
لم أتمكن من إيجاد الجزء الثاني من هذا البحث ...
---
أم عاصم
07-03-2005, 02:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
العناوين المذكورة في الأرقام: 39 و58 و59 و106 يجمعها كتاب: الإمام الطبري فقيها ومؤرخا ومفسرا وعالما بالقراءات (جزءان)، ضمن سلسلة الدراسات الإسلامية (الإيسيسكو-دار التقريب). وقد تضمن بحوثا مختارة من الندوة التي أقامتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في القاهرة (1989م) حول الإمام الطبري احتفاء بذكرى مرور أحد عشر قرنا على وفاته.
ويضاف إلى البحثين رقم: 58 و59 الأبحاث التالية:
- حياة الطبري وفقهه واجتهاده د.إبراهيم محمد سلقيني.
- الطبري فقيها ومجتهدا وإماما د.محمد الزحيلي.
- الجانب الفقهي في تفسير الطبري د.محمد الدسوقي.
- فقه محمد بن جرير الطبري د.محمد رواس قلعه جي.
- من اختيارات محمد بن جرير الطبري الفقهية.
- عقيدة الإمام الطبري من خلال كتبه د.حمدان بن محمد الحمدان.
- مكانة تاريخ الطبري في التدوين التاريخي عند المسلمين حتى نهاية القرن الثالث الهجري ذ.الحسن الباز.
- أثر الطبري على المؤرخين المغاربة -دراسة تطبيقية- مقارنة مع ابن عذارى المراكشي د.عبد الواحد ذنون طه.
- الطبري المؤرخ ومنهجيته في التاريخ -مقارنة بمنهجية ابن خلدون د.الشيخ الأمين محمد عوض الله.
- الطبري المفسر د.عمر الأسعد.
- الطبري المفسر الناقد مع موازنة بمفسرين معاصرين له د.كاصد ياسر حسين الزيدي.
- الطبري المفسر -مذهبه في التفسير- مقارنة بين تفسيره وأعمال الآخرين د.محمد عبد السلام أبو النيل.
- التفسير والشعر الجاهلي ذة.ليلى توفيق العمري.
---
أبو حسن
11-03-2005, 01:46 PM
س : أريد ممن لدية علم أن يعطيني تعريفا بشيخ شيخ إمام المفسرين ابن جرير الطبري ؟
---
موراني(1/2613)
11-03-2005, 03:05 PM
ذكر ابن أبي زيد القيرواني الفقيه المالكي( ت 386 ) تفسير الطبري في رسالته في طلب العلم , وهي محفوظة في مكتبة chester beatty , كما يلي :
وان رغبت في شيء من التفاسير فالتفسير لاسماعيل القاضي ان كان يوجد , وأما تفسير محمد بن جرير فبلغني أنه حسن , ولا أدري محل الرجل عند أهل بلده في التمسك , وبعض الناس يتهمه وأنا لا أحقق عليه ....
وجدير بالذكر أن ابن أبي زيد لم يعتمد على تفسير الطبري غير أنه كان معروفا في المغرب الاسلامي في عصره : اذ على النسخة في مكتبة القرويين بفاس مقابلة المؤرخة على عام 391 .
---
مساعد الطيار
11-04-2005, 07:22 AM
صدر عن دار الكيان بالرياض كتاب ( أصول الدين عند الإمام الطبري) تأليف طه محمد نجار رمضان ، وأصل الكتاب رسالة ماجستير مقدمة إلى قسم الفلسفة الإسلامية لكيلية دار العلوم بجامعة القاهرة ، وقد طبع الكتاب هذا العام ( 1426 ـ ) .
---
محمد الأمين
11-07-2005, 08:48 PM
ذكر ابن أبي زيد القيرواني الفقيه المالكي( ت 386 ) تفسير الطبري في رسالته في طلب العلم , وهي محفوظة في مكتبة chester beatty , كما يلي :
وان رغبت في شيء من التفاسير فالتفسير لاسماعيل القاضي ان كان يوجد , وأما تفسير محمد بن جرير فبلغني أنه حسن , ولا أدري محل الرجل عند أهل بلده في التمسك , وبعض الناس يتهمه وأنا لا أحقق عليه ....
وجدير بالذكر أن ابن أبي زيد لم يعتمد على تفسير الطبري غير أنه كان معروفا في المغرب الاسلامي في عصره : اذ على النسخة في مكتبة القرويين بفاس مقابلة المؤرخة على عام 391 .
هل معنى ذلك أن ابن أبي زيد لم يصله تفسير إسماعيل القاضي؟
---
موراني
11-07-2005, 09:53 PM
ليس هذا معنى الكلام في رسالته الى طالب العلم
بل معناه (ان كان يوجد) الكتاب في العراق عندما يتجول الطالب في البلاد .
---
(1/2614)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما توجيه ( ولما ) ، ( فلما ) في سورة يوسف ..
---
ما توجيه ( ولما ) ، ( فلما ) في سورة يوسف ..
---
صانعة المآثر
03-17-2006, 03:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أود طرح هذا السؤال عليكم إخوتي في الله ، لعلي أجد الإجابة أو إحالة إلى مرجع ..
توجيه : ولما ، فلما .. في سورة يوسف ..
هل هناك فرق بينهما ؟
هل لها توجيه في التفسير ، أو عند أهل اللغة ؟
أفيدونا بارك الله فيكم ..
---
جمال حسني الشرباتي
03-18-2006, 09:08 PM
إليكم كلّ الآيات التي ورد ت فيها " ولمّا " فلمّا "
--------------------------
فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ 15
---------------
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ22
------------------
فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ28
-----------------
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً31
----------------------------
وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ50
---------------------------------
وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ54
---------------------(1/2615)
وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ المُنزِلِينَ59
--------------------------
فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ63
-----------------------------
وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ65
-----------------------
وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ68
----------------------------
وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ69
------------------------
فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ70
------------------------
فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِياً 80
-----------------------------
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا العَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ 88
--------------------------------------------------
وَلَمَّا فَصَلَتِ العِيرُ قَالَ أَبُوَهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَن تُفَنِّدُونِ94
---------------------------------------(1/2616)
فَلَمَّا أَن جَاءَ البَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ96
--------------------------------
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ99
--------------------------------
ثمّ أعرض عليكم ما جاء في كتاب
"الجنى الداني في حروف المعاني "
ابن أُمّ قَاسِم المرادي
قال (لما التعليقية. وهي حرف وجوب لوجوب. وبعضهم يقول: حرف وجود لوجود، بالدال. والمعنى قريب. وفيها مذهبان: أحدهما: أنها حرف. وهو مذهب سيبويه. والثاني: ظرف بمعنى حين. وهو مذهب أبي علي الفارسي. وجمع ابن مالك في التسهيل بين المذهبين، فقال: إذا ولي لما فعل ماض لفظاً ومعنى فهي ظرف بمعنى إذ، فيه معنى الشرط، أو حرف يقتضي، فيما مضى، وجوباً لوجوب.
والصحيح ما ذهب إليه سيبويه، لأوجه: أحدها أنها ليس فيها شيء، من علامات الأسماء. والثاني أنها تقابل لو. وتحقيق تقابلهما أنك تقول: لو قام زيد قام عمرو، ولكنه لما لم يقم لم يقم. والثالث أنها لو كانت ظرفاً لكان جوابها عاملاً فيها، كما قال أبو علي. ويلزم من ذلك أن يكون الجواب واقعاً فيها، لأن العامل في الظرف يلزم أن يكون واقعاً فيه. وأنت تقول: لما قمت أمس أحسنت إليك اليوم. وقال تعالى "وتلك القرى أهلكنا هم لما ظلموا". والمراد أنهم أهلكوا بسبب ظلمهم، لا أنهم أهلكوا حين ظلمهم، لأن ظلمهم متقدم على إنذارهم، وإنذارهم متقدم على إهلاكهم. والرابع أنها تشعر بالتعليل، كما في الآية المذكورة، والظروف لا تشعر بالتعليل. وبهذا استدل ابن عصفور على حرفيتها. والخامس أن جوابها قد يقترن بإذا الفجائية، كقوله تعالى: "فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون"، وما بعد إذا الفجائية لا يعمل فيما قبلها.(1/2617)
واعلم أن لما هذه لا يليها إلا فعل ماض مثبت، أو منفي بلم. وقد تزاد أن بعدها، كقوله تعالى "فلما أن جاء البشير". وجوابها فعل ماض مثبت، نحو: لما قام زيد قام عمرو. أو منفي بما، نحو: لما قام زيد ما قام عمرو. أو مضارع منفي بلم نحو: لما قام زيد لم يقم عمرو. أو جملة اسمية مقرونة بإذا الفجائية، كما تقدم.)
----------------
بعد كلّ هذا النقل---
هل ياترى يوجد فرق بين "ولمّا " فلمّا" غير الفرق المعروف عندنا من كون الفاء تفيد الترتيب والتعقيب --والواو هي واو الإستئناف؟؟
---
(1/2618)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الدينونة لله وحده في ظلال القرآن
---
الدينونة لله وحده في ظلال القرآن
---
abohamzahashhame
08-15-2004, 07:55 PM
الدينونة لله وحده في ظلال القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذا كتاب جديد للشهيد سيد قطب رحمه الله قد استخرجته من كتابه النفيس في ظلال القرآن فقد أكثر من ذكر الدينونة لله وحده أي وجوب الخضوع والانقياد لله وحده دون سواه من المخلوقات ولم أجد معناها في القواميس وإنما الموجود دان وما اشتق منها
وقد ذكرت هذه الكلمة في كلام الإمام الشافعي رحمه الله في أحكام القرآن
وفي الموسوعة الفقهية :(1/2619)
الْأَحْكَامُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالطَّاعَةِ : أ - طَاعَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : 5 - طَاعَةُ اللَّهِ عَزَّ جَلَّ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ . قَالَ تَعَالَى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } . وَمِنْ حَقِّ الْبَارِي - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - عَلَى مَنْ أَبْدَعَهُ أَنْ يَكُونَ أَمْرُهُ عَلَيْهِ نَافِذًا , وَطَاعَتُهُ لَهُ لَازِمَةً . قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي تَأْوِيلِ قوله تعالى { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا إلَهًا وَاحِدًا لَا إلَهَ إلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } : يَعْنِي وَمَا أُمِرَ هَؤُلَاءِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى - الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْأَحْبَارَ وَالرُّهْبَانَ وَالْمَسِيحَ أَرْبَابًا - إلَّا أَنْ يَعْبُدُوا مَعْبُودًا وَاحِدًا , وَأَنْ لَا يُطِيعُوا إلَّا رَبًّا وَاحِدًا , دُونَ أَرْبَابٍ شَتَّى , وَهُوَ اللَّهُ الَّذِي لَهُ عِبَادَةُ كُلِّ شَيْءٍ وَطَاعَةُ كُلِّ خَلْقٍ , الْمُسْتَحِقُّ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ الدَّيْنُونَةَ لَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ : وَلَا تَنْبَغِي الْأُلُوهِيَّةُ إلَّا لِوَاحِدٍ , وَهُوَ الَّذِي أَمَرَ الْخَلْقَ بِعِبَادَتِهِ وَلَزِمَتْ جَمِيعَ الْعِبَادِ طَاعَتُهُ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ . وَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَيْفِيَّةَ اتِّخَاذِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الْأَحْبَارَ وَالرُّهْبَانَ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ , وَذَلِكَ فِيمَا رُوِيَ { عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٍ { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ(1/2620)
أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } قَالَ : أَمَا إنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ , وَلَكِنْ كَانُوا إذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ , وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ } قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَمْ يَأْمُرُوهُمْ أَنْ يَسْجُدُوا لَهُمْ , وَلَكِنْ أَمَرُوهُمْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَأَطَاعُوهُمْ , فَسَمَّاهُمْ اللَّهُ بِذَلِكَ أَرْبَابًا , وَقَالَ الْحَسَنُ : اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا فِي الطَّاعَةِ .
وتأكيد الشهيد سيد قطب رحمه الله عليها فقد كررها حوالي ((242)) مرة كل ذلك ليؤكد على عقيدة التوحيد الصافية التي تتمثل بتوحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وذلك لأنها أساس النجاة في الدنيا والآخرة قال تعالى :
( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48) ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) (النساء:116) يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله مبينا معنى ذلك :
إن الشرك انقطاع ما بين الله والعباد . فلا يبقى لهم معه أمل في مغفرة . إذا خرجوا من هذه الدنيا وهم مشركون . مقطوعو الصلة بالله رب العالمين . وما تشرك النفس بالله , وتبقى على هذا الشرك حتى تخرج من الدنيا - وأمامها دلائل التوحيد في صفحة الكون وفي هداية الرسل - ما تفعل النفس هذا وفيها عنصر من عناصر الخير والصلاحية . إنما تفعله وقد فسدت فسادا لا رجعة فيه ! وتلفت فطرتها التي برأها الله عليها , وارتدت أسفل سافلين , وتهيأت بذاتها لحياة الجحيم !(1/2621)
أما ما وراء هذا الإثم المبين الواضح الظاهر , والظلم العظيم الوقح الجاهر . . أما ما وراء ذلك من الذنوب - والكبائر - فإن الله يغفره - لمن يشاء - فهو داخل في حدود المغفرة - بتوبة أو من غير توبة كما تقول بعض الروايات المأثورة الواردة - ما دام العبد يشعر بالله ; ويرجو مغفرته ; ويستيقن أنه قادر على أن يغفر له ; وأن عفوه لا يقصر عن ذنبه . . وهذا منتهى الأمد في تصوير الرحمة التي لا تنفد ولا تحد ; والمغفرة التي لا يوصد لها باب ; ولا يقف عليها بواب !
أخرج البخارى ومسلم - كلاهما - عن قتيبة , عن جرير بن عبد الحميد , عن عبد العزيز بن رفيع , عن زيد بن وهب , عن أبى ذر , قال:خرجت ليلة من الليالي , فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده , وليس معه إنسان . قال:فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد . قال:فجعلت أمشي في ظل القمر . فالتفت فرآني . فقال:" من هذا . " فقلت:أبو ذر - جعلني الله فداك - قال:" يا أبا ذر تعال ! " قال:فمشيت معه ساعة . فقال لي:" إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة , إلا من أعطاه الله خيرا , فيجعل يبثه عن يمينه وشماله وبين يديه ووراءه , وعمل فيه خيرًا " . قال:فمشيت معه ساعة , فقال لي:" اجلس ها هنا " . فأجلسني في قاع حوله حجارة . فقال لي:" اجلس هاهنا حتى أرجع إليك ":قال:فانطلق في الحرة حتى لا أراه . فلبث عنى , حتى إذا طال اللبث . . ثم إني سمعته وهو مقبل يقول:" وإن زنى وإن سرق " قال:فلما جاء لم أصبر حتى قلت:يا نبي الله - جعلني الله فداك - من تكلمه في جانب الحرة , ? فإني سمعت أحدًا يرجع إليك . قال:" ذلك جبريل , عرض لي جانب الحرة , فقال:" بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة " . قلت أيا جبريل . وإن سرق وإن زنى ? . قال:" نعم " . قلت:وإن سرق وإن زنى ? قال:" نعم . وإن شرب الخمر " " . .(1/2622)
وأخرج ابن أبى حاتم - بإسناده - عن جابر بن عبدالله قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من نفس تموت , لا تشرك بالله شيئًا , إلا حلت لها المغفرة , إن شاء الله عذبها , وإن شاء غفر لها . إن الله لا يغفر أن يشرك به , ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " . .
وأخرج ابن أبى حاتم - بإسناده - عن ابن عمر قال . " كنا - أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس , وآكل مال اليتيم , وقاذف المحصنات , وشاهد الزور . حتى نزلت: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فأمسك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة " !
وروى الطبراني - بإسناده - عن عكرمة , عن ابن عباس , عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" قال الله عز وجل:من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي . ما لم يشرك بي شيئًا " .
وفي هذا الحديث الأخير لمحة كاشفة . . فالمهم هو شعور القلب بالله على حقيقته - سبحانه - ومن وراء هذا الشعور الخير . والرجاء . والخوف . والحياء . . فإذا وقع الذنب , فمن ورائه هذه السمات تؤهل للتقوى وتؤهل للمغفرة .
والشرك بالله - كما أسلفنا في هذا الجزء عند تفسير مثل هذه الآية من قبل - يتحقق باتخاذ آلهة مع الله اتخاذا صريحا على طريقه الجاهلية العربية وغيرها من الجاهليات القديمة - كما يتحقق بعدم إفراد الله بخصائص الألوهية ; والاعتراف لبعض البشر بهذه الخصائص . كإشراك اليهود والنصارى الذي حكاه القرآن من أنهم (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله) ولم يكونوا عبدوهم مع الله . ولكن كانوا فقط اعترفوا لهم بحق التشريع لهم من دون الله . فحرموا عليهم وأحلوا لهم . فاتبعوهم في هذا . ومنحوهم خاصية من خصائص الألوهية ! فحق عليهم وصف الشرك . وقيل عنهم إنهم خالفوا ما أمروا به من التوحيد (وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدًا) . فيقيموا له وحده الشعائر , ويتلقوا منه وحده الشرائع والأوامر .(1/2623)
ولا غفران لذنب الشرك - متى مات صاحبه عليه - بينما باب المغفرة مفتوح لكل ذنب سواه . . عندما يشاء الله . . والسبب في تعظيم جريمة الشرك , وخروجها من دائرة المغفرة , أن من يشرك بالله يخرج عن حدود الخير والصلاح تماما ; وتفسد كل فطرته بحيث لا تصلح أبدا:
ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدًا . .
ولو بقي خيط واحد صالح من خيوط الفطرة لشده إلى الشعور بوحدانية ربه ; ولو قبل الموت بساعة . . فأما وقد غرغر - وهو على الشرك - فقد انتهى أمره وحق عليه القول:
(ونصله جهنم . وساءت مصيرا !) .
****************
فإلى معاني الدينونة الشاملة للخضوع لله وحده ولشريعته وحدها كما أفاض فيها الشهيد عليه شآبيب الرحمة
أبو حمزة الشامي
29 جمادى الآخرة 1425 هـ الموافق 17 /8/2004 م
---
عبدالله التميمي
08-30-2004, 01:45 AM
يبدو انك يا اخي الكريم مهتم في مؤلفات الشهيد / سيد قطب رحمه الله تعالى .. وهي فعلا تجدد للشخص ايمانه ونشاطة ..ومن قرأ سيرته فعلا يقول بأنه كان : رجل مبدأ .. رجل عاش للإسلام .. وجزاك الله خير على بحثك الرائع .. وقد اهتم الأخوة في كتابة الرائع الكبير ( في ظلال القرآن ) .. وقد قام الشيخ علوي السقاف بإخراج كتاب يقوم بتخريج احاديثة ..
وللأسف هو ممنوع عندنا في السعوديه بسبب بعض الحاقدين ..
وهل تعرف يا أخي عنوان أخوه محمد قطب حفظه الله ؟؟ ولو أعيدت طباعة كتب الشهيد بإذن الله سيد قطب في احد دور النشر وخصوصا المنتشرة في لبنان ... ولو الحقت بمؤلف يتحدث عن هفوات سيد قطب في العقيدة ...
---
abohamzahashhame
08-30-2004, 09:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا على هذه المداخلة الطيبة
ولكن أخي الفاضل للعلم والبيان أنا مهتم بالعلمين الجليلين والفرقدين النادرين :
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وكذلك الشهيد بإذن الله سيد قطب رحمه الله
وكلاهما مظلومان من قبل المحبين قبل المبغضين(1/2624)
بل يعتبر هذان العملاقان ( بعد كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ) جناحي اللذين أطير بهما هنا وهناك
وقد استخرجت من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عشرات الكتب التي لم يتعرض لها أحد بعضها وضعته في الإنترنت في ملتقى أهل الحديث ومنتديات مشكاة والبعض الآخر لم أضعه بعد
وكذلك الشهيد بإذن الله السيد قطب رحمه الله فقد استخرجت من كتابه النفيس ( في ظلال القرآن ) عشرات الكتب النادرة والقيمة التي تبين منهجه بوضوح وتؤكد على أن الله تعالى قد فتح عليه أشياء نحن بأمس الحاجة لها وقد صار الكثير منها في منتديات عدة
ولست نحن الآن بصدد تصيد أخطاء هؤلاء العمالقة فمن منا لم يخطئ ومن العار على المسلمين اليوم أن ينظروا إلى أخطاء أهل العلم دون أن يبروزا ما قدموا لهذا الدين من خير عظيم
ولكننا اليوم قد ابتلينا بمحب غالي أو مبغض قالي فحسبنا الله ونعم الوكيل
أخي الكريم :
كتب السيد قطب رحمه الله ممنوعة في كثير من البلدان العربية
وكذلك كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ممنوعة بالشام وغيرها
ولكن الله تعالى سخر لنا هذه الوسيلة الجديدة وهي الإنترنت فقضت على ديكتاتورية الأفكار فأصبحنا بفضل الله تعالى نستطيع نشر ما نريد وبسهولة ويصل إلى كل مكان دون مقص الرقيب
وأما عنوان الداعية الإسلامي الكبير محمد قطب أطال الله عمره فهو موجود على الإنترنت
ولكن غالب كتبه عندي فأي كتاب تريد أرسله لك على البريد الإلكتروني
وكذلك كتب الشهيد بإذن الله سيد قطب رحمه الله موجودة عندي إلا قليلا منها فأي كتاب تريد منها فأرسله لك متى تريد بإذن الله
وأما موضوع الهفوات فأنا أعلم أن له ولغيره هفوات
ولكن أخي الكريم كثير مما يزعم أنه هفوات ليس بهفوات على الصحيح ولكنه سوء فهم مقصود من قبل الحاقدين أو قاصري النظر
وعندي كتب كثيرة تنتقد هذين الإمامين الجليلين ولو صدقت بما فيها لقمت بحرق كتبهما جميعا(1/2625)
ولكني بفضل الله تعالى منذ نشأتي العلمية لم أكن أعمى قلب ولا عين ولم يستطع أحد (( بفضل الله تعالى )) أن يضحك عليَّ ومن ثم فلا أعير انتباها لكثير مما يكتب أو يقال عنهما أو عن غيرهما من أهل العلم
أخوكم
أبو حمزة الشامي
15 رجب 1425 هـ
---
freed
10-15-2004, 07:45 PM
الأخ البو حمزة الشامي - حفظك الله -
هذه ايملي aulaqi@hotmail.com
حتاج لبعض الكتب بارك الله فيك على الانترنت
---
abohamzahashhame
10-16-2004, 08:20 AM
الأخ فريد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد أرسلت لك عنوان موقع فيه ما تريد إن شاء الله فنزل الكتب منه مباشرة
---
عصمت الله
10-21-2004, 09:22 AM
أخي الكريم أبو حمزة الشامي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
جزاك الله خيرا على كلمة العدل والإنصاف عن السلف الصالحين و أهل العلم المعاصرين، فما أحوجنا نحن جميعا إلى مثل هذه الوجهة، عند التعامل مع كتابات أهل العلم فالخطأ اليسير معفو إلى جانب الصواب الغالب كما يقول الشاعر:
و إذ الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع
و شكرا
---
(1/2626)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الرد على المستشرق اليهودي جولد تسيهر في مطاعنه على القراءات القرآنية
---
الرد على المستشرق اليهودي جولد تسيهر في مطاعنه على القراءات القرآنية
---
الطيب وشنان
09-07-2006, 12:41 PM
المؤلف : محمد حسن حسن جبل
عدد المجلدات : 1
عدد الصفحات : 164
الحجم الإجمالي تقريباً : 2 ميجا
الرابط :
http://s171537227.onlinehome.us/open.php?cat=31&book=579
المصدر : المكتبة الوقفية
جزى الله أهلها خيرا...
---
محمد سعيد الأبرش
09-08-2006, 05:02 AM
جزاك الله كل خير وقد سبقتني إلى هذا
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:42 PM
نسأل الله لكم التفويق والسداد بقدر ماقدمتم لنامن دروس علميه طيبه ......
---
نورة
09-16-2006, 09:28 PM
بارك الله فيكم
ونفع بكم
---
(1/2627)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التوازن في الخطاب القرآني من خلال جزء عم
---
التوازن في الخطاب القرآني من خلال جزء عم
---
لطفي الزغير
07-02-2005, 09:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فلقد كتبت هذا الموضوع قبل عدة أيام لهذا الملتقى المبارك ، ولكن منذ يومين أو ثلاثة أحاول الدخول إلى موقع الملتقى دون فائدة ، وتخرج عبارة لا يمكن الوصول للصفحة ، ولهذا قمت بإنزال الموضوع في ملتقى أهل الحديث ، وبعد أن فتح موقع الملتقى معي ها أنا ذا أعيد طرح الموضوع في الملتقى آملاً أن يحوز على استحسانكم ومشاركاتكم .
التوازن في الخطاب القرآني من خلال جزء عم
يمتاز القرآن الكريم إجمالاً بالتوازن من كل جانب ، كيف لا وهو كلام الله سبحانه وتعالى ، والمتصفح لسور القرآن وآياته يلحظ ذلك جلياً فيه ، وأنواع التوازن التي أقصدها كثيرة ؛ فمنها التوازن التشريعي ، ومنها التوازن في الخلق والتكوين ، ومنها التوازن في الخطاب الذي زخرت به آيات القرآن الكريم .
وأقصد بالتوازن في الخطاب هو أن يذكر الأمر ونقيضه معاً في آية واحدة أحياناً ، أو في سياق من الآيات .(1/2628)
ومن أول سورة في جزء عم نلحظ ذلك ، من خلال إشارة كتهيئة لما بعدها ، وذلك من خلال قوله تعالى } وخلقتاكم أزواجاً { ، فهذا فيه إشارة إلى الذكر والأنثى من الإنسان أولاً ، ثم من كل مخلوقات الله سبحانه وتعالى ، في قوله : } ومن كل خلقنا زوجين اثنين { إذاً أول ملامح التوازن في هذا الجزء يتجلى بالإشارة إلى ما لا يتم التوازن إلا به في هذه الحياة وهو الذكر والأنثى ، من الإنسان ومن كل شيء ولهذا ورد الخطاب بذكرهما جميعاً في آية واحدة ، وللتأكيد على جانب التوازن في الخطاب وأنَّ الشرع ذكر ما يقتضي ذلك ، وهو الأرض ، وبين تعالى في آية مجملة ذلك من خلال قوله تعالى : } ألم نجعل الأرض مهاداً & والجبال أوتاداً { ، فالتوازن الحقيقي في الأرض لا يتم إلا من خلال هذين الأمرين ؛ تمهيد الأرض وجعلها صالحة للسكن والعيش ، وهذا بحد ذاته بحاجة لما يثبتها ، والتثبيت إنما يكون بالجبال التي هي كالأوتاد ، ولهذا جاء الخطاب القرآني في هذه السورة فشملهما جميعاً وهذا التوازن في الخطاب ينبئُ عن التوازن في الطبيعة التي خلقها الله سبحانه وتعالى متوازنة من كل جانب .(1/2629)
والجانب الآخر في التوازن من خلال هذه السورة ذكر الله سبحانه وتعالى لأهل الشقاوة وأهل السعادة ، وهذا نلحظه دوماً في الآيات القرآنية ، فلا يكاد يُذكر فريق إلا ويردف بذكر الفريق الآخر في نفس السورة ، قال تعالى : } إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا { وفي المقابل قال الله تعالى : } إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا { فانظر كيف أن أصحاب الجزائين قد ذكرا في سورة واحدة في آيات متتالية ، مما يؤكد وجود هذا الأمر وحضوره بقوة في هذا الجزء من كتاب الله تعالى .(1/2630)
وإذا تدرجنا إلى السور التالية فإنا لا نعدم أمثلة على التوازن ، وباطلاع بسيط على سورة النازعات تتوضح الصورة ، إذ إنَّ سبحانه وتعالى قد بين خلقه لأمرين عظيمين شكلا جانب التوازن في هذا الحياة الدنيا أيضاً فشملهما الخطاب معاً في توازن في الخطاب أيضاً وهما ؛ السماء والأرض ، فقال تعالى : } أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا { ، ولا يتوقف الأمر عند هذا في هذه السورة بل إننا نجد قبل نهايتها إشارة أخرى إلى هذا التوازن في مقام إقامة الحجة على العباد وبيان مآل كل فريق من الفرقين ؛ الطائعين والعصاة ، قال الله تعالى : } فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى { وفي المقابل قال : } فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى { .(1/2631)
وهذا التوازن في الخطاب كما قلت يتجلى لنا في أكثر من سورة ، ولا أريد أن أُكثر الصفحات بالأمثلة ولكن لينظر إلى الكلمات التالية في سورة عبس ، إذ إن في الإشارة ما يغني عن العبارة ، ( يزكى مع ألا يزكى ، و فأنت له تصدى مع فأنت عنه تلهى ، وأماته فأقبره مع أنشره ، وأمه وأبيه ، ووجوه يومئذٍ مسفرة مع وجوه يومئذٍ عليها غبرة ) وهكذا القول أيضاً في سورة التكوير في أكثر من آية أجلاها وأوضحها في قوله تعالى : } وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ { وكذلك في قوله تعالى : } وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ { فانظر التوازن في الخطاب بين الآيتين الأولين ، الجنة أزلفت ، والجحيم سعرت ، وفي قوله تعالى : والليل إذا عسعس ، والصبح إذا تنفس . وكذلك الحال في سورة الانفطار ابتداءً من قوله تعالى : ( علمت نفس ما قدمت وأخرت ) ، في إشارة إلى التقديم والتأخير ،وهما متضادان ، وانتهاءً بقوله تعالى : } إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ { .(1/2632)
ويتجلى التوازن في أوضح صوره في سورة المطففين ، حيث إننا لا نلمس توازناً في الخطاب وحسب ، بل نجد توازناً حتى في عدد الحروف ونوعية العبارات وذلك في قوله تعالى : } كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ { وفي المقابل يقول الله تعالى : } كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ { ، فلاحظوا الكلمات والعبارات ، بل وعدد الأحرف أيضاً ، والتعبيرات القرآنية في مثال من أوضح الأمثلة على التوازن في الخطاب القرآني في هذا الجزء المبارك من القرآن العظيم ، ولا يقف الأمر عند ذلك في هذه السورة بل جاء فيها بيان ما تؤول إليه الأمور وانقلاب الأوضاع لإحداث توازن لم يتحقق في الدنيا ويتحقق في الآخرة وذلك في قوله : } إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ { وفي المقابل :} فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ { ، في إشارة إلى أنَّ التوازن في الخطاب يحمل في طياته توازناً آخر وهو الذى تسيقيم به الحياة ، ألا وهو عدل الله تعالى وتحقق هذا العدل إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة ، فهو توازن من جهتين .
وكما يلاحظ القارئ الكريم أنَّ شواهد التوازن في الخطاب كثيرة وكثيرة جداً ، ولو أردنا أن نلتمسها في كل سورة من سور القرآن الكريم لوجدناها ، ولكني أختم بسورة هي مثال حي على التوازن ، ولا نكاد نعدم هذا التوازن في أيٍّ من آياتها ، وهي سورة الليل.
قال تعالى :(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(1/2633)
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21) {
فالقارئ لهذه السورة يلاحظ التوازن في الخطاب في كل آياتها تقريباً ابتداءً من قوله والليل إذا يغشى ، والنهار إذا تجلى ، ثم قوله وما خلق الذكر والأنثى ، ثم بقوله تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ، وفي المقابل وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ، وهكذا في توازن رائع يستمر إلى آخر السورة ، فالتوازن حقيقة واقعة في هذا الجزء ، يمكن أن يضاف إلى تفسير جزء عم ، ونشير إليها عند تناولنا لهذه الآيات وهو ما كنت أفعله عند تدريسي لهذا الجزء ، والله أسأل أن يجعل الصواب والسداد رفيقنا في أعمالنا ونتاجنا ، فما كان في هذه الكلمات من صواب فهو من الله ، وما فيه من خلل قصور فمن نفسي والشيطان أعاذنا الله منه .
---
عبدالرحمن الشهري
07-08-2005, 01:38 AM(1/2634)
شكر الله للدكتور لطفي هذه الوقفات الدقيقة ، والتأملات الموفقة ، وهي إشارات يمكن تطبيقها على بقية سور القرآن الكريم ولا سيما المفصل منه ، ليظهر للقارئ المتدبر للقرآن الكريم جانب من جوانب عظمته . ولا أدري هل كتب أحد من الباحثين حول هذا الموضوع كتابة مستقلة مطولة أم لا ؟ ولعله يظهر من خلال الأمثلة التي ذكرها الدكتور لطفي أن التوازن لا يكون بـ(ذكر الأمر ونقيضه معاً في آية واحدة أحياناً ، أو في سياق من الآيات) . وإنما ذكر الأمر ومقابله. وليس المقابل نقيضاً في كل حال فيما يبدو لي والله أعلم. فقوله تعالى :(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ... الآيات) كلمة (واتقى) يبدولي أنها مقابلة لقوله :(واستغنى) في الآيات وهي ليست مناقضة لها.
---
لطفي الزغير
07-08-2005, 07:06 AM(1/2635)
بارك الله فيك أيها الأخ الكريم ، حسب معلوماتي في هذا الصدد لم أجد من كتب في هذا الموضوع كتابة متكاملة، اللهم إلا بعض الإحصائيات كانت تظهر هنا وهناك فيما يتعلق بالألفاظ القرآنية وعدد مرات ورودها في القرآن الكريم ، ككلمة نور تكررت في القرآن الكريم بنفس العدد الذي تكررت فيه كلمة ظلام ، وكلمة يسر أو اليسر تكررت ضعف ما تكررت به كلمة عسر أو العسر ، وهكذا ، والحقية أن المُهَيِّج على هذه الوقفات محاضرة كنت ألقيتها عن التوازن وأثره في حياة الفرد والمجتمع ، ومن ضمن ذلك التوازن في الخطاب القرآني ، لبيان أن كل ما يتعلق برب العزة من خطاب ، أو تشريع ، خلق ، ...كله جاء ضمن توازن بديع ، وأن الاختلال في أي منها إنما حصل بتدخلات من البشر ، مثل ما نشهده اليوم من اتساع لثقب الأوزون الذي هو في غاية الأهمية لحماية التوازن في الحياة على سطح الأرض ، وأن الله تعالى ترك الأمور الخاصة بالمخلوق له ليحدث فيها التوازن ، كالتوازن بين المادة والروح ، وبين العقل والعاطفة ، وبين الجد والتشمير والهزل واللهو ، بين السير للآخرة ، والعيش في الدنيا ، بين البغض والكره ، وهكذا في منظومة متكاملة ، نأمل من خلالها أن يتنبه كل مسلم ويراجع نفسه لإحداث التوازن في حياته فهذا سبب من أسباب السعادة إن شاء الله تعالى .
---
(1/2636)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من تفسير الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الصوتي
---
من تفسير الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الصوتي
---
مصطفى علي
04-21-2006, 08:19 AM
دروس الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في التفسير
منقول عن أهل الحديث
تفضلوا في هذا الرابط بعض الدروس
http://islammessage.com/vb//index.php?showtopic=15335&hl=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8 %ED
---
(1/2637)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يفسر القرآن من لايحفظ القرآن ؟ ( نادرة )
---
هل يفسر القرآن من لايحفظ القرآن ؟ ( نادرة )
---
خالد الباتلي
12-24-2003, 02:15 PM
هل يفسر القرآن من لايحفظ القرآن ؟ ( نادرة )
قال زكريا بن أبي زائدة : كان الشعبي يمر بأبي صالح فيأخذ بإذنه فيهزها ، ويقول : ويلك تفسر القرآن وأنت لا تحفظ القرآن !.
أخرجها العقيلي في ( الضعفاء ) 1/165 ، وأوردها الذهبي في ( الميزان ) 2/3 ، وابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) 1/ 364 .
·وكان مسروق بن الأجدع يقول: "اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله عز وجل" أخرجه أبو عبيد في "الفضائل" ص377 .
---
عمر المقبل
12-24-2003, 11:39 PM
فضيلة الشيخ المفيد أبا عبدالعزيز :
إنها نادرة من النوادر حقاً ، لكن المصادر التي ذكرتها جعلتها في النفس حسيكة من ثبوتها ، فهل صح سندها ؟
أم أن فضيلتكم لا يرى أهمية لثبوت هذه القصة سنداً ؟
---
خالد الباتلي
12-27-2003, 09:10 PM
أخي الكريم الشيخ / عمر المقبل حفظه الله
لعله من تواضعكم أن تطرحوا هذا السؤال ، وماالمسؤول عنه بأعلم من السائل .
مثل هذه الحكايات لايشدد في أسانيدها كما لايخفى ،لأنه لايبنى عليها عقيدة أو حكم ، وإنما يعتبر بما فيها .
وقد صح سندها ، وإليك البيان :
قال العقيلي : حدثنا أحمد بن على قال حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا ابن إدريس عن زكريا بن أبي زائدة قال : كان الشعبي يمر بأبي صالح فيأخذ بأذنه فيهزها ويقول :..فذكره .وله عنده طرق أخرى .
أحمد بن على هو الأبار ، ثقة حافظ وثقه الدارقطني والخطيب ، وأبو سعيد الأشج هو :عبدالله بن سعيد الكوفي ،ثقة أخرج حديثه الجماعة ، وابن إدريس هو: عبدالله بن إدريس الكوفي ، ثقة فقيه أخرج حديثه الجماعة ، وزكريا ثقة أخرج حديثه الجماعة أيضا .(1/2638)
فهذا خبر رجاله ثقات صرح كل منهم بالتحديث عن شيخه سوى ابن إدريس ، ولم يذكر في ترجمته في ( تهذيب الكمال ) أنه يروي عن زكريا ، كما لم يذكر في ترجمة زكريا أنه يروي عنه ابن إدريس ، وبالنظر في التواريخ وجدت زكريا بن أبي زائدة توفي سنة 148 هـ ، وولد ابن إدريس سنة 120هـ وهو ثقة لم يذكر بالتدليس .
ثم وجدت الحكاية مخرجة عند ابن عدي في ( الكامل ) 2/70 قال :" ثنا عبد الملك عن عباس عن يحيى عن ابن إدريس سمعت زكريا بن أبي زائدة يقول : كنت أرى الشعبي يمر بأبي صالح صاحب التفسير.." فذكر الحكاية بنحوها .
فقد صرح ابن إدريس بالسماع هنا .
وماذكرته من الحسيكة يندفع إذا علمت أنها مذكورة في ترجمة أبي صالح باذام الذي وقعت عليه القصة .
والله أعلم
---
عمر المقبل
12-27-2003, 11:32 PM
( مثل هذه الحكايات لايشدد في أسانيدها كما لايخفى ،لأنه لايبنى عليها عقيدة أو حكم ، وإنما يعتبر بما فيها )
صدقتم ، ولكن إيرادكم لهذا الخبر بصيغة السؤال ، هو الذي جعلني أسأل ، ففهمت ـ وقد أكون أخطأت ـ أنكم ذكرتم ذلك على سبيل الاحتجاج بالقصة .
عموماً ... لكم سبق الفضل بالإفادة أبا عبدالعزيز .
---
مساعد الطيار
12-28-2003, 02:01 PM
الأخوان الفاضلان ، السلام عليكم
هذه النادرة قد رواها الطبري في مقدمة تفسيره ( ط : دار هجر / 1 : 86 ) ، قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال حدثنا زكريا ، قال : كان الشعبي يمر بأبي صالح ... الأثر .
وقد ذكر المحققون بأن الفسوي ( المعرفة والتاريخ ) قد أخرجه من طريقين عن الشعبي أحدهما من طريق ابن إدريس ( 2 : 218 ) ، والطريق الآخر في ( 2 : 685 ) .(1/2639)
وقد أشار ابن عرفة ( ت : 803 ) في رواية الأبي عنه في التفسير ، قال : (( والمفسر من شروطه حفظ القرآن كله ؛ لأن المفسر إذا استحضر آية لا يحل له أن يفسرها لاحتمال أن يكون هنالك آية أخرى ناسخة لها أو مقيدة أو مخصصة أو مبينة ، فلابد للمفسر من حفظ القرآن كله .
هذا .. ولا حاجة له بطلبه ؛ لأن التفسير من قام به موجود في الكتب .
وأقل التفسير يحتاج المشاركة في العلوم المشترَطة في المفسر ليفهم ما ينقل ، ونحن الآن ناقلون لا يلزمنا حفظ القرآن كله .
ولقد كان الفقيه أبو القاسم بن القصير مدرسًا بمدرسة ابن اللوز ؛ يفسر القرآنفيها ، وكان لا يحفظه ، فأنكر عليه أبو الحسن علي العبيدلي ، وقال له : لا يحل لك التفسير حتى تحفظ القرآن كله .فأخذ ذلك منه بالقبول ، وأقبل على درس القرآن حتى حفظه .
فقيل لابن عرفة : كيف يشترط حفظ القرآن في هذا ، وهو ناقل للتفسير فقط ، وإنما يشترط ذلك في المنقول عنه ؟
فقال : ألا ترى أنا لا نجيز الفتوى والتدريس لمن ينظر في مسألة واحدة في الكتب حتى يشخص جميع مسائل الكتب كلها ، إذ قد يكون بعضها مقيدًا لبعض ، فكذلك هذا . فلعل مفسرًا آخر يستحضر آية تقيدها ، أو نحو ذلك ، فتحصل من هذا أن فرض الكفاية باعتبار أصل التفسير قد ارتفع قبل أن يقع بقيام البعض به ، وفرض الكفاية باعتبار نقل التفسير لم يزل باقيًا ...))تفسير الإمام ابن عرفة برواية الأبي ( 1 : 61 ـ 62 )
---
عمر المقبل
12-29-2003, 12:35 AM
شكر الله لكم د.مساعد هذه المداخلة الكريمة ، والتي أثمرت هذه الفائدة النفيسة ، وما هذا بغريب عنكم ، فأنتم ممن عرف بالتحقيق والتدقيق ، وممن رفع الله به قيمة هذا الملتقى العلمي المبارك .
---
خالد الباتلي
12-29-2003, 02:02 PM
الشيخ د. مساعد ، الشيخ / عمر
أثابكما الله على مشاركتكما وجزاكما خير الجزاء ، ورزقنا جميعا حفظ القرآن حروفه وحدوده ..آمين
ولو قيل في خلاصة هذه المسألة :(1/2640)
1. الأولى لمن يشتغل بتفسير القرآن أن يحفظه كله عن ظهر قلب .
2. يجب أن يحفظ مايحتاج إليه في مجلس تفسيره ، سواء كان حفظ صدر أو حفظ كتاب .
فما رأيكم ؟
---
عبدالرحمن الشهري
04-20-2005, 05:30 PM
قال أبو علي القالي في أماليه 2/303 (حدثنا أبو بكر بن الأنباري ، قال : حدثنا العنزي ، قال : حدثنا أبو خيرة ، قال : كنا عند أبي داود الطيالسي وهو يملي التفسير ولم يكن يحفظ القرآن ... ثم ذكر آية قال أنه أخطأ فيها ، وليس في المطبوعة خطأ ، فلعل المحقق أصلحها.
---
سعيد بن متعب
04-22-2005, 07:45 PM
الأخ : خالد الباتلي : وما المراد بحفظ الصدر وحفظ الكتاب في هذا المقام ؟
ألا ترى أن المقام ينصب على الحديث حول التندر بمن يفسر القرآن وهو لا يحفظه عن ظهر قلب وأنها وردت في مقام التنقص من مقامه وازرداء فعله ؟
لا أنكر عليك ما ذكرته ولكنني أريد أن اقول بأنه لا يسوغ عرفاً أن يفسر الآية من لم يحفظها وإن جاز ذلك عقلاً وصح شرعاً ، لكنه صنيع يرفضه الطبع السليم والحس المستقيم0
وفقك الله0
---
(1/2641)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > قسم خاص لفهرسة الفوائد
---
قسم خاص لفهرسة الفوائد
---
سامي الباتلي
09-12-2003, 10:24 PM
مارأي المشرفين - سلمهم الله - بوضع قسم خاص لفهرسة الفوائد التي يقتنصها الأخوة الفضلاء - سلمهم الله - ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-13-2003, 03:58 AM
أشكركم أخي الكريم سامي الباتلي على هذه الفكرة الرائدة وستؤخذ بعين الاعتبار إن شاء الله ولك الأجر والثناء بذلك. وفقك الله لما يحب ويرضى.
---
(1/2642)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يجوز أن نقول عثمان وحد المصاحف ام لا؟
---
هل يجوز أن نقول عثمان وحد المصاحف ام لا؟
---
سلطان الفقيه
12-28-2005, 08:39 PM
السلام عليكم:سمعت عن بعض مشايخنا الكرام الذين يدرسونافي الدراسات العليا:ان لانقول عثمان وحد المصاحف ولكن نقول عثمان نسخ المصاحف، قلت له هل سبقك احد الى مثل هذاالتعبير من أهل العلم قال لا.فما رأي مشايخنا الكرام في هذا؟بارك الله في علمكم.
---
عبدالرحيم
12-29-2005, 01:39 PM
بإجمال: إن ما قام به أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو تجميع الآيات المكتوبة، في موضع واحد. أما عثمان رضي الله عنه فنسخ المصحَف، من الصُّحُف المجموعة في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
أبو بكر جمع الصحف في موضع واحد.. وعثمان كتب المصحف. [1]
وتفصيل ذلك: جمع أبي بكر يختلف عن نسخِ عثمان ـ رضي الله عنهما ـ، في الباعث والكيفية:
ـ الباعث لدى أبي بكر رضي الله عنه هو خشية ذهاب القرآن الكريم بذهاب حملته، حين استحر القتل بالقراء.
أما الباعث لدى عثمان رضي الله عنه هو كثرة اختلاف وجوه القراءة حين وقع خلاف في الأمصار بين القراء.
ـ الكيفية: فأبو بكر رضي الله عنه جمع ما كان مفرقاً من صحف (وغيرها) مما كتب عليه القرآن الكريم ووضعها في موضع واحد، مشتملاً على الأحرف السبعة.
أما عثمان رضي الله عنه فكتب نسخة من كل حرف من الأحرف السبعة.[2](1/2643)
هذا ما دل عليه الحديث الصحيح: " عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: .. فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ: أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ، فَأَرْسَلَتْ بِها حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ ".[3]
إذاً، فالصحف كانت مكتوبة مجمَعٌ على صحة ما فيها في عهد سيدنا أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - .
ولكن يجمع بين الجَمع والنَّسْخ أمرين: الالتزام بما كان مكتوباً في حضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمره، وتحت سمعه وبصره. وأن مَن تولى ذلك هو زيد بن ثابت (الأنصاري) - رضي الله عنه - ، بمعاونة لجنة.
(أما التفصيل فكتبت في ذلك عشرين صفحة، لا أدري هل أكتبها هنا ؟)
=====================================
[1] انظر: إتقان البرهان، د. فضل حسن عباس 1/ 222. وقال ابن التين: إن أبا بكر - رضي الله عنه - جمع صحائف القرآن الكريم ورتبها ووضعها في موضع واحد. انظر: الاتقان في علوم القرآن، السيوطي، ص156. وانظر: البرهان للزركشي 1/235. وانظر فتح الباري 9/18: " والفرق بين الصحف والمصحف، أن الصحف الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبى بكر، وكانت سوراً مفرقة، كل سورة مرتبة بآياتها على حدة، لكن لم يرتب بعضها إثر بعض. فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض، صارت مصحفاً ".
[2]انظر: مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، ص133.
[3] رواه البخاري في فضائل القرآن باب جمع القرآن (4988).
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-==-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-(1/2644)
ما أشد حيرتي وأنا أحاول وضع أسس الإطار العام للرد على شبهة جمع القرآن الكريم ونسخه في عهد الصحابة الكرام، قبل سنتين. فلم يكن الأمر بالسهل، من جوانب كثرة الروايات المتعارضة، وتتداخل في الروايات آراء مختلفة للسادة العلماء رحمهم الله تعالى جميعاً.
وما تكاد تفرح برواية تنصر دفاعك عن القرآن الكريم إلا وتجد تعليقاً عليها يخرج بها عن ذلك.
انظر مثلاً تعليق الإمام الحاكم رحمه الله تعالى، على حديث: " كنا نؤلف القرآن من الرقاع... ".
فقد جعلَ للجمع مراحل ثلاثة:
- في عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
- في عهد أبي بكر رضي الله عنه
- في عهد عثمان رضي الله عنه
وقس على ذلك بلاغات الإمام الزهري،،،
وغلبَ على ظني ـ وهذا اجتهاد شخصي ـ أن السادة العلماء من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، كانوا يتساهلون في قبول روايات جمع القرآن الكريم ونسخه، كتساهلهم في روايات قصص السيرة النبوية وسير الصحابة والمغازي... دون أن يتشددوا كثيراً في صحة الأحاديث الواردة.
لسلامة نياتهم وهم يدرسون هذا الموضوع من الجانب التأريخي.
لكننا في زمن الشبهات المتتالية على القرآن الكريم، يجب أن نطرح أن رواية ـ أو زيادة على رواية ـ ضعيفة وخاصة الـ ((شاذة)) أو الـ ((منكرة))
وهنا أركز على كلمة ((منكرة)) أو ((شاذة))
ففي طرح الروايات الضعيفة، يسهل توجيه الشبهات الواردة.
وأنبه إلى أنه عند الرد على الشبهة لا تأتِ بالرواية الضعيفة وترد عليها، بل يكفي إهمالها...
حتى لا يحصل تشتيت..
أما إن استشهَدَ بها صاحب الشبهة، فيجب أن تجتهد في بيان ضعفها، أشد من اجتهادك في جمع الروايات الصحيحة.
وكنتُ إذا إن التمست العون من العلماء المعاصرين الذين تحدثوا عن جمع القرآن الكريم، سواء كان ذلك في كتب علوم القرآن، أم في دراسات وأبحاث وأحياناً كتب مستقلة...
وجدتهم يركزون على حديث أبي خزيمة، وخزيمة رضي الله عنهما...(1/2645)
ويبدؤون بالتخريج والتأويل والبحث هل هما شخصية واحدة.... الخ
ويتطاول البحث مركَّزاً على حديث أو حدثين، في جزئية من جزئيات البحث.
وقد يكون البحث موفقاً ـ وهذه غالب أكثر الأبحاث المعاصرة في هذا النموضوع ولله الحمد ـ لكن كثر الإطالة في موضوع خزيمة بن ثابت أعطته أهمية على حساب باقي البحث، وسواء كان القارئ من المسلمين أم من المتشككين سيضيع في دوامة كثرة توجيه هذا الحديث.
" تلك إذاً قسمة ضيزى ".
وكم أتمنى من السادة أهل العلم، حين يناقشون قضية شائكة كهذه أن يستخدموا أسلوباً يجمع بن الرد الإجمالي والرد التفصيلي.
فأنت حين ترُد عليه رداً إجمالياً سيكون هذا الرد بين عينيه وهو يبحث في النصوص والروايات التي جئت بها تفصيلاً.
أما تأخير الرد إلى النهاية فإنه لن يؤتي أكله إلا نادراً فأهل العلم وطلبته في أندر من يكون، ونحن في زمن (الساندويتشات) السريعة.
وقد يتعلق صاحب الشبهة بجزئية هنا أو هناك في الرد، فبدلاً من أن تجيبه على شبهته.. زدتها.
هذا إن لم يعد كثرة الروايات أو توجيه الرواية الواحدة نوعاً من الهروب.
طبعاً أنا لا أدعو لعدم التفصيل في الرد.. بل ينبغي ذلك، لكن ليكن بإجمال، يتبعه تفصيل.
والله تعالى أعلم.
---
سلطان الفقيه
12-29-2005, 07:59 PM
الأخ عبد الرحيم:بارك الله فيك .المسألة هي أن هناك من أهل العلم من عبر بهذا التعبير وهو أن عثمان وحد المصاحف ،ولم أجد من أهل العلم المتقدمين من نقد هذا التعبير فيما أعلم . فهل هذا التعبير صحيح أم لا؟أما التعبير الآخر وهو أن عثمان نسخ المصاحف فهوتعبيرصحيح كما هو معلوم.فأفيدونا بارك الله فيكم.
---
(1/2646)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعدد قراءات القرآن الكريم
---
تعدد قراءات القرآن الكريم
---
عبد الله عبد الفتاح
07-21-2003, 01:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهدألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأ شهد أن سيدنا محمد صلي الله عليه وشلم رسول الله ، اللهم صلى وسلم وبارك عليه ، وعلى آله ، وصحبه ، وعلى التابعين ، وتابعى التابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ، ، ،
ما هو سبب تعدد قراءات القرآن الكريم ؟
هل تعددها بسبب اجتهادات من القراء ؟.
أم أن هذه القراءات المتعددة متوارة عن سيد الخلائق كافة سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؟ .
وشكرا ، ، ،
---
أبو خالد السلمي
07-21-2003, 04:47 PM
الأخ الكريم عبد الله _ وفقه الله _
جوابا على سؤالك أقول مستعينا بالله تعالى :(1/2647)
إن القراءات متلقاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة سبحانه ، فالقراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول ، وليست القراءات من اختراع القراء ولا من اجتهاداتهم ، بل القراءات هي التي وجهت الصحابة رضي الله عنهم في رسم المصحف ، فقد كانوا يرسمون المصحف على وفق القراءات التي نزل بها القرآن ،وليس الأمر كما توهم بعض المستشرقين من أن اختلاف رسوم المصاحف ، وخاصية الخط العربي الذي رسم به المصحف و احتماله أن يقرأ على أوجه متعددة حيث لم يكن منقوطا ولا مشكولا ، كان هو السبب في نشأة القراءات ، وهذه الشبهة قد أشاعها المستشرق المجري اليهودي جولد تسيهر ، وتبعه المستشرق آرثر جفري (2) ، وقد حذا حذوهما بعض الباحثين المسلمين كالدكتور علي عبد الواحد وافي (3) ، وخطورة هذه الشبهة هي أنها تجعل القراءات آراء واجتهادات بشرية قد تكون صوابا وقد تكون خطأ ، وليست كلام الله الذي أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأنها تفتح الباب لمن أراد أن يخترع قراءات موافقة للرسم ، وليست منقولة بالإسناد الصحيح المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا من الضلال ما لا يخفى ، وللجواب على هذه الشبهة نقول : إن الصحابة رضي الله عنهم كتبوا لفظ (قال ) بحذف الألف في المواضع التي تنوعت فيها القراءات بين قال وقل ، لأن هذا الرسم (قل ) يحتمل القراءتين ، بينما كتبوه (قال ) بإثبات الألف في المواضع التي اتفقت فيها القراءات ، ولهذا نظائر كثيرة ، مما يدل على أن الرسم كان تابعا للقراءات لا العكس ، وأيضا فقد أجمع العلماء على أنه لا تجوز القراءة بما يوافق العربية و رسم المصحف إذا لم يكن منقولا بالسند المتصل الصحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/2648)
قال ابن الجزري : و بقي قسم مردود أيضا و هو ما وافق العربية و الرسم و لم ينقل البتة فهذا رده أحق و منعه أشد و مرتكبه مرتكب لعظيم من الكبائر ، و قد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقري النحوي و كان بعد الثلاثمائه ، قال الإمام أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه البيان و قد: نبغ نابغ في عصرنا فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية بحرف من القرآن يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة و غيرها فابتدع بدعة ضل بها عن قصد السبيل ، قلت : و قد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء و القراء و أجمعوا على منعه و أوقف للضرب فتاب و رجع و كتب عليه بذلك محضر كما ذكره الحافظ أبو
بكر الخطيب في تاريخ بغداد و أشرنا إليه في الطبقات و من ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق و هو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه و لا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه كما روينا عن عمر بن الخطاب و زيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة و عن ابن المنكدر و عروة بن الزبير و عمر بن عبد العزيز و عامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا : القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول فاقرؤوا كما علمتموه، و لذلك كان كثير من أئمة القراءة كنافع و أبي عمرو يقول : لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأت لقرأت حرف كذا كذا و حرف كذا كذا (4) ،و قال الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه ( جامع البيان ) بعد ذكره إسكان ( بارئكم) و( يأمركم ) لأبي عمرو و حكاية إنكار سيبويه له فقال - أعني الداني – : و الإسكان أصح في النقل و أكثر في الأداء وهو الذي أختاره وآخذ به، ثم لما ذكر نصوص رواته قال : و أئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة و الأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر و الأصح في النقل ، و الرواية إذا ثبتت لم يردها قياس عربية و لا فشو لغة لأن القراءة سنة يلزم قبولها و المصير إليها (5)
_____________________________(1/2649)
(1) مناهل العرفان 1/260 -261
(2) مقدمة كتاب المصاحف 70
(3) في حاشية كتابه فقه اللغة 119 الطبعة الأولى ، ثم رجع عنه في الطبعات التالية .
(4) المقنع 10-11 ، الإتقان 2/167
(5) النشر 1 /21
---
أحمد البريدي
07-21-2003, 05:04 PM
الأخ الفاضل : كتبت اربع حلقات تحت عنوان : أركان القراءة المقبولة تجدها في فهرس الموضوعات وهذا أحد روابطها مما له تعلق بسؤالك مع تعليقات الأفاضل عليه :http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=224
---
(1/2650)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب العباب الزاخر واللباب الفاخر في اللغة للتحميل
---
كتاب العباب الزاخر واللباب الفاخر في اللغة للتحميل
---
مسك
09-29-2005, 05:28 AM
اسم الكتاب : العباب الزاخر واللباب الفاخر
اسم المؤلف : الحسن بن محمد الصغاني المتوفّى 650 هـ
نبذة عن الكتاب :
الكتاب من نوادر معاجم اللغة العربية المؤلفة في القرن السابع الهجري. يقع العباب في ثمانية وعشرين جزءاً على عدد حروف اللغة. إلا أنها تتفاوت في عدد أوراقها، لتفاوت عدد مفردات كل باب. ويمتاز الصغاني بتحقيق مفرداته، وتوثيق مصادرها، وتمييز ما في معاجم اللغة من الحديث: ما كان منه منسوباً للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) أو للصحابي، أو للتابعي، غير مقلد أحداً من أصحاب التصانيف، ولكن مراجعاً دواوينهم، معتمداً أصح الروايات، مختاراً أقوال المتقنين الثقات، ذاكراً أسامي خيل العرب وسيوفها، وبقاعها وأصقاعها، وبرقها وداراتها، وفرسانها وشعرائها، آتياً بالأشعار على الصحة، غير مختلة، ولا مغيرة ولا مداخلة.
::::: أضغط هنا لتحميل الكتاب على ملفات ورد :::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=16&book=2044)
---
(1/2651)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الموسوعة الإسلامية المعاصرة
---
الموسوعة الإسلامية المعاصرة
---
مسك
11-05-2005, 12:26 PM
الموسوعة الإسلامية المعاصرة مرجع كامل (بلغة العصر ) يفهمه كل مسلم هدفها جمع مختلف نواحي الدين الإسلامي بشكل سهل ومعاصر كما انها تطرقت لموضوع الإعجاز العلمي بالصوت والصورة كما تضم هذه الموسوعة مجموعة من المحاضرات الصوتية عن مختلف نواحي الإسلام.
*/*/*/ اضغط للتحميل */*/*/ (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=33&book=2144)
---
د.أبو بكر خليل
11-05-2005, 12:40 PM
اقتباس
( مرجع كامل بغلة العصر )
* لعل الصواب : " بلغة " العصر ،
و هذا للاهتمام بتلك المشاركة قبل أن يكون تصويبا ،
و هي مكتوبة هكذا في الأصل ، كما نقل الأخ الكريم في مشاركته ، عن موقع " مكتبة مشكاة الإسلامية "
---
مساعد الطيار
11-05-2005, 02:00 PM
شكر الله سعيكم د. أبو بكر
لقد تم تعديل الخطأ .
---
مسك
11-05-2005, 02:23 PM
شكر الله لكما ...
وقد تم تعديلها في مكتبة مشكاة كذلك ..
---
(1/2652)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً
---
صدر حديثاً
---
الجكني
02-28-2007, 03:20 PM
وصلني الآن العددان (137و138) من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،وفيهما الأبحاث التالية :
أولاً ك العدد:137وفيه :
1-تطبيقات قرآنية للأوامر المصروفة عن ظاهرها من الوجوب إلى الاستحباب:للدكتور:حسن بن أحمد العُمَري0
2-البيان والتفصيل لأجمع آية في الأمر والنهي بالقرآن الكريم :للدكتور:عماد زهير حافظ 0
3-أصول قراءة نافع بين الشاطبي وابن بري من خلال كتاب التيسير:السالم الجكني
4-الأحاديث الواردة في فضائل جماعةٍ مذكورين في بعض كتب معرفة الصحابة وليسوا منهم (جمع ودراسة) للدكتور:سعود بن عيد الجربوعي
5-بيان حكم دعاء ختم القرآن داخل الصلاة وخارجها :للدكتور:عبد الرحمن بن سعدي الحربي 0
6-ماهية العلة الشرعية وحكم تخصيصها عند الأصوليين:للدكتور:حمد بن حمدي الصاعدي0
7-موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من الشعر سنّة نبوية خالدة:للدكتور :سُفَيِّّر بن خلف القثامي0
8-تنمية المعلمين لمهارات التفكير الإبداعي لدى طلاب المرحلة الثانوية في مكة المكرمة للدكتور:إبراهيم بن عبد العزيز الدعيلج0
ثانياً : العدد(138) وفيه:
1-سلسلة آيات أشكل تفسيرها :بحث مختصر لقول الله تعالى "ياأيها الذين ءامنوا شهادة بينكم "للدكتور :عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي0
2-القراءات التي حكم عليها ابن مجاهد بالغلط أو الخطأ في كتابه "السبعة" (عرض ودراسة) :السالم الجكني
3-الأحاديث الواردة في الطائفة المنصورة (دراسة حديثية فقهية )للدكتور:حافظ بن محمد الحكمي0
4-تنوير الفكرة بحديث بهز بن حكيم في حسن العِشرة للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (تحقيق وتعليق)للدكتور:مصلح بن جزاء الحارثي 0(1/2653)
5-السنّة في حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تكويناً وأثراً :للدكتور: سليمان بن محمد الجار الله 0
6-يوم بدر والتسخير الإلهي كالدكتور:فوزي بن محمد عبده ساعاتي0
7-(أو) العاطفة ومعانيها في القرآن الكريم:للدكتورة : منال فوزي عبد القادر عمر0
8- أثر وسائل العولمة الثقافية في تربية الطفل :للدكتور:عيد بن حُجَيِّج الجهني0
ملاحظة :
صدر مع هذين العددين عددان آخران وهما (136 و139) لكن لم أتحصل عليهما بعد لأوافي الأخوة بمحتوياتهما
---
أبو الجود
02-28-2007, 03:27 PM
بارك الله في سماحة شيخنا الكريم وكيف الحصول على العددين وخاصة مقالي الدكتور الجكني فهما من الأهمية
القصوى بمكان
بارك الله في علمكم شيخنا
---
(1/2654)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > معروف الرصافي هل هو من الملحدين
---
معروف الرصافي هل هو من الملحدين
---
جمال أبو حسان
12-05-2006, 10:07 AM
صدر عن دار الجمل في المانيا كتاب بعنوان الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس وهو منسوب الى الشاعر معروف الرصافي
وفي هذا الكتاب اتى فيه صاحبه بالعجائب والغرائب التي لا يتصور صدورها عن مسلم
فهل صحت نسبة الكتاب لهذا الرجل وهل عرض له احد في احد الملتقيات وهل كتب احد في رد ما فيه من البلايا في بحث او رسالة
ارجو الافادة
---
أبو العالية
12-05-2006, 02:37 PM
الحمد لله ، وبعد ..
هنا تقرير عنه (http://www.aljeeran.net/wesima_articles/studies-20060708-47680.html)
وفي محرك البحث قوقل المزيد .
ودمتم على الخير أعواناً
---
مروان الظفيري
12-05-2006, 04:28 PM
وهذا رابط آخر :
http://www.alitijahalakhar.com/archive/147/culture147.htm
اتجاهات ثقافية
كتاب الشخصية المحمدية للشاعر العراقي معروف الرصافي ...
وقفة منهجية في قضية تحقيق النصوص ونشرها
د. وليد محمود خالص
---
(1/2655)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من إعجاز القرآن في فواصل سورة القيامة
---
من إعجاز القرآن في فواصل سورة القيامة
---
لؤي الطيبي
03-05-2005, 09:22 PM
" بسم الله " الذي شرّف رسوله صلى الله عليه وسلم فأعجز الخلق بكتابه بما له من الجلال " الرحمن " الذي عمّ بنعمتي الإيجاد والبيان أهل الهدى والضلال " الرحيم " الذي خصّ أهل العناية بالسداد في الأقوال والأفعال، وبعد:
فإن هذه أول كلمة لي في هذا المنتدى المبارك .. وإن شاء الله سأقدم فيه ما ينفع ..
وموضوعي اليوم يدور حول الملحظ الصوتي في فواصل الآيات القرآنية .. وبالتحديد فواصل سورة القيامة ..
فسورة القيامة تتألف من أربعين آية قصيرة سريعة متلاحقة .. وتدور معانيها حول موضوع رئيسي واحد .. هو (يوم القيامة) ..
وعند قراءة هذه السورة الكريمة بتدبّر ، وإعادة النظر والتكرار فيها بتمعّن ، ينجلي سر من أسرار الحروف المكوّنة لفواصلها ، وينكشف الستار عن التناسق الرائع بين معاني هذه السورة وألفاظها وإيقاعها السريع الحافل بالحركة ..
فإذا نظرنا إلى اختتام كل آية من آيات مطلعها بالهاء الساكنة حين الوقف عليها :
القيامهْ ، اللوامهْ ، عظامهْ ، بنانهْ ، أمامهْ ، القيامهْ
نلاحظ أنها توافق معاني السورة تمام الموافقة . فالوقف على الهاء الساكنة يوحي بالنَفَس اللاهث المتقطّع السريع ، وذلك يوافق مفاجآت يوم القيامة التي ينبهر لها البصر (فإذا بَرِق البصر) وتتقطّع لها النفس وتلهث خوفاً وهلعاً.
وإذا نظرنا إلى حرف الراء الساكنة حين الوقف عليه في الزمرة الثانية من الآيات :
البصرْ ، القمرْ ، المفرّْ ، وزرْ ، المستقرّْ ، أخّرْ(1/2656)
نجد أن حرف الراء ينتج عنه ذبذبة اللسان ، وهو بذلك يشبه حركة رِجلين تتذبذبان حين الركض السريع مما يوحي بمحاولة الركض للهرب من أهوال يوم القيامة كما يوحي بالإضطراب والزلزلة التي تسود الكون يوم القيامة (ويلاحظ أن حرف الراء بسبب تأديته لهذا المعنى قد ورد في كثير من الألفاظ التي تفيد الحركة ، ومنها : الهرب ، الفرار ، الحركة ، الرحيل ، الشرود ، الطيران ، المرور .. ) .
وعندما تصل السورة إلى حالة الإحتضار التي يقع فيها الكافر فإنها تغيّر حرف الفاصلة إلى حرف القاف :
التراقي ، راق ، الفراق ، بالساق ، المساق
إن حرف القاف هذا يصدر من أعماق الحلق ، وهو بذلك يوحي بالضيق والإختناق مما يوافق حالة الإحتضار التي تتلجلج فيها الروح في الجسم وتنتزع منه انتزاعاً عسيراً . ومن مراحل ذلك وصول الروح إلى الحلق (كلا إذا بلغت التراقي) حين يشعر المحتضر بالكرب العظيم لمفارقته للدنيا العاجلة التي أحبّها حبّاً جمّاً ، وبسبب اللوم والتقريع الذي يسمعه من الملائكة ومن صوت ضميره الذي يخاطبه قائلاً : هأنت تغادر حياتك فلا صدّقت ولا صلّيت ولكن كذّبت وتولّيت ثم ذهبت إلى أهلك تتمطّى "أولى لك فأولى" .
وعندما تصل السورة إلى ذكر حالة الكافر في الدنيا من عدم الإستجابة إلى الدين الحقّ الذي يتطلّب العمل الدؤوب والجهاد المتواصل ، وخاصّة إقامة الصلاة في أوقاتها وإيثار هذا الكافر التكاسل والتباطؤ والإخلاد إلى الراحة البدنية تتغيّر الفاصلة إلى اللام المشدّدة أو الطاء المشدّدة الممدودتين بالألف بعدهما :
صلّى ، تولّى ، يتمطّى
وهذان الحرفان بما فيهما من تشديد ومدّ يوحيان بهذا التثاقل والتكاسل والإهمال للحقّ والإعراض عنه .
وبهذا فإن استخدام حروف الفاصلة بهذه الصورة للإيحاء بمعاني الآيات وتأكيدها هو توفيق بديع وسر عجيب وفتح جديد لم يرد في كلام البشر من قبل .
إنه بصمة من بصمات يد الإبداع الإلهي.
---
أبو عبد المعز(1/2657)
03-06-2005, 04:08 AM
مرحبا بك اخي فى الماتقى....وزادك الله بصيرة بكتابه...
ومسألة دلالة الصوت على المعنى.......من المباحث الجديدة فى الدراسات القرآنية...ولعل استقراء القرآن من هذا الاعتبار قد يكشف عن...وجه اعجازي بياني/صوتي...كان منه ارهاصات فى كتابات سيد قطب...التذوقية ...لكنه -رحمه الله-استعمل للدلالة على ذلك..عبارات...انتقدت عليه...كالايقاع والموسيقى....والخطوط والالوان....ومهما يكن...فالظاهرة موجودة فى القرآن فعلا..بغض النظر عن الاصطلاحات التى تقدمها...فلينظر المرء الى سورة مريم مثلا.ليلاحظ..ان الياء المشددة المفتوحة...صاحبت قصة زكريا ومريم وعيسى -عليهم السلام-ولما انقطع السرد...للتعليق على قصة المسيح..والرد على ضلال النصارى...تغيرت الفاصلة ...."ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون"وعندما عاد السرد مع قصة ابراهيم عليه السلام..عادت الياء المشددة ...
اما ايحاء الصوت بمعنى الكلمة فى القرآن..فهو اكثر من ان يحصر....و مما اثار انتباهي....كلمة"اجتثت"فى تشبيه الكلمة الخبيثة....بالشجرة الخبيثة..ففعل "اجتثت "مكونة من ثلاثة مقاطع...يمكن رصدها على النحو التالي:
1-اججججججججججج
2-تثثثثثثثثثثثثثثثثثث
3-ثثثثت.
ما على الانسان الا ان يتخيل او يستحضر..الصورة السمعية لسقوط الشجرة..بعد قطعها بالفأس مثلا..
الصوت الاول هو صوت تقلع الجذور ..وانفصام الخشب...اجججججججججججج
الصوت الثاني هو صوت الحفيف ..المصاحب للسقوط..تثثثثثثثث
الصوت الثالث هو صوت الارتطام بالارض.....ثثثثثثثت..
---
عبدالرحمن الشهري
03-06-2005, 06:18 AM
مرحباً بكم أخي الكريم لؤي مع إخوانكم في ملتقى أهل التفسير ونرجو لك التوفيق والسداد فيما تطرح من مشاركات وموضوعات.
---
لؤي الطيبي
03-08-2005, 04:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
حياك الله أخي عبد الرحمن وأحسن إليك ..(1/2658)
وبارك الله فيك أخي أبا عبد المعز على هذه المداخلة الجميلة ..
وإن من النكت اللطيفة التي تنبّهت إليها في فواصل سورة مريم عليها السلام أن التغيير الأول في حروف الفواصل جاء في الآية (34) في قوله تعالى : " ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون " .. وهذه الآية تتكون من (34) حرفاً .. ثم استمر الإختلاف في حروف الفواصل حتى الآية (40) .. لتعود الياء من جديد في فواصل الآيات من (41) إلى (74) .. والملاحظ هنا أن مجموع هذه الآيات يساوي أيضاً (34) ..
ثم نظرت إلى مضمون قصة مريم وابنها عيسى عليهما السلام في السورة من جديد .. فوجدت أن الخطاب قد انتقل من مريم إلى عيسى عليهما السلام في الآية (30) لينتهي بالآية (33) :
" قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً * وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً * وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً " ..
والملاحظ أن عدد الكلمات في هذه الآيات يساوي من جديد (34) .. ومن العجيب هنا أن إسم مريم عليها السلام تكرر في كل القرآن الكريم (34) مرة .. ومع أن إسم عيسى عليه السلام تكرر في القرآن (25) مرة .. إلا أننا نجد أن القرآن الكريم نعته أيضاً بأسماء أخرى منها إلى نسبه ومنها دون ذلك ..
وإليك التفصيل :
عيسى ابن مريم (13 مرة)
المسيح عيسى بن مريم (3 مرات)
المسيح بن مريم (5 مرات)
ابن مريم (مرتان)
المسيح (مرتان)
عيسى (9 مرات)
وعليه فيكون المجموع الكلي لأسمائه عليه السلام في القرآن الكريم مساوياً لـ : 13 + 3 + 5 + 2 + 2 + 9 = 34 مرة ..
سبحان الله العظيم ..
أي تناسق عجيب هذا ؟
وسوف أفرد موضوعاً خاصاً لهذه الظاهرة في سورة مريم إن شاء الله تعالى ..
---
الإسلام ديني
03-15-2005, 03:00 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين(1/2659)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله يا أخي - بارك الله فيك
أكمل هذا البحث.....
/////////////////////////////////////
---
زكرياء توناني
12-12-2006, 10:11 PM
إنه بصمة من بصمات يد الإبداع الإلهي. [/font][/size]
ليتك لم تستعمل هذه العبارة !!!!
---
(1/2660)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبحث عن رسالة...
---
أبحث عن رسالة...
---
أبو الفضل
07-14-2006, 06:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ...و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
أما بعد
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإخوة الأفاضل ..رواد الملتقى المبارك ..ملتقى اهل التفسير
أبحث عن رسالة جامعية لا أدري ان كانت للدكتوراه أو للماجستير
تتحدث عن مباحث السنة بين الأصوليين و المحدثين للباحثة أميرة الصاعدي
و بارك الله فيكم و جزاكم الله عني كل خير
---
منصور مهران
07-14-2006, 11:20 PM
كنت قرأت يوما في فهارس ملتقى أهل التفسير أن باحثة اسمها ( أميرة علي الصاعدي ) أعدت دراسة حديثية تفسيرية للدكتوراه وموضوعها : ( مرويات ابن جريج وأقواله في التفسير ) - أو نحو ذلك - من أول القرآن الكريم حتى آخر سورة الحج .
فهل هي التي تسأل عنها ؟
---
ناصر الدوسري
07-15-2006, 11:49 AM
هناك رسالة ماجستير بعنوان ( القواعد والمسائل الحديثيه المختلف فيها بين المحدثين والاصوليين واثر ذلك في قبول الاحاديث وردها ) لأميرة عبد الله الصاعدي ، وهي موجودة بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض ، تحت رقم ( 16519 )
---
أبو أنس الغامدي
07-15-2006, 06:11 PM
الرسالة هي
القواعد والمسائل الحديثية المختلف فيها بين المحدثين والأصوليين وبيان أثر ذلك في قبول الأحاديث أو ردها
الباحثة
أميرة علي الصاعدي
الدرجة العلمية
ماجستير
رقم الرسالة 2100117
كلية الدعوة وأصول الدين
قسم الكتاب والسنة
جامعة أم القرى
المشرف
د. محمد سعيدبخاري ، د. محمدإبراهيم أحمد
تاريخ المناقشة 1415هـ
وفقكم الله
---
أبو الفضل
07-15-2006, 09:19 PM
الإخوة الأفاضفل بارك الله فيكم أود الخصول على هذه الرسالة و مستعد لتحمل كافة النفقات فهل من معين لي على ذلك جزيتم خيرا(1/2661)
---
(1/2662)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > سؤال عن قراءة شاذة (وله أخ أو أخت من أمه)
---
سؤال عن قراءة شاذة (وله أخ أو أخت من أمه)
---
نورة
02-02-2007, 05:33 PM
الإخوة الأفاضل , المشايخ الأماجد
أود أن أستفسر عن قراءة سعد بن أبي وقاص (وله أخ أو أخت من أمه) بزيادة "من أمه" النساء:176
ماهي مصادر القراءات التي أوردت هذه القراءة مع عزوها؟
وجزاكم الله خيرا
---
أمين الشنقيطي
02-02-2007, 10:47 PM
أيتها الأخت الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد:
في معجم القراءات القرآنية الذي اعده أحمد مختارعمر،وعبد العال، ( وله أخ أو أخت من الأم، عن أبي (بحر3/190، وكشاف 1/255،وهناك رواية أخرى وهي وله أخ أو أخت من أم عن سعد بن أبي وقاص في المصدرين السابقين. معجم القراءات القرآنية 1/492.
وسأحاول البحث أكثر عنها في كتب القراءات. والله الموفق.
---
د. أنمار
02-03-2007, 12:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وبعد، فهذه بعض النقولات كنت جمعتها قبل أسبوعين تقريبا ولم أنسقها أو أعتن بها بعد، ولن أستطيع ذلك قبل نهاية اختبارات الطلبة، فلعله من المفيد أن أكتفي الآن بنقلها للسائلة، عسى أن تقوم هي ببقية البحث وتعود به على الجميع بالفائدة.
أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والدرامي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يقرأ { وإن كان رجل يورث كلالة وله أخ أو أخت من أم } .
اهـ من الدر المنثور للإمام السيوطي
قال ابن الجزري عند كلامه عن القراءات الشاذة في مقدمة كتابه العظيم النشر في القراءات العشر:(1/2663)
(فمهنا) ما يكون لبيان حكم مُجمَعٍ عليه كقراءة سعد بن أبي وقَّاصٍ وغيره ولَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ مِنْ أُمٍّ ،فإن هذه القراءة تبين أن المراد بالإخوة هنا هو الإخوة للأم وهذا أمر مجمع عليه، ولذلك اختلف العلماء في مسألة المشرَّكة وهي: زوج وأم أو جدة واثنان من إخوة الأم وواحد أو أكثر من إخوة الأَبِ والأم.
فقال الأكثرون من الصحابة وغيرهم بالتشريك بين الإخوة ؛ لأنهم من أمّ واحدة، وهو مذهب الشافعيّ ومالك وإسحاق وغيرهم.
وقال جماعة من الصحابة وغيرهم يجعل الثلث لإخوة الأمّ ولا شيء للإخوة للأبوين لظاهر القراءة الصحيحة وهو مذهب أبي حنيفة وأصحابه الثلاثة وأحمد بن حنبل وداود الظاهري وغيرهم.
اهـ من النشر
ولم يتبين لي المراد من قوله آخرا، (لظاهر القراءة الصحيحة)، مع وضوح ما قبله.
ذكر الله عز وجل في كتابه الكلالة في موضعين : آخر السورة وهنا، ولم يذكر في الموضعين وارثا غير الإخوة . فأما هذه الآية فأجمع العلماء على أن الإخوة فيها عني بها الإخوة للأم؛ لقوله تعالى { فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث } . وكان سعد بن أبي وقاص يقرأ } وله أخ أو أخت من أمه } . ولا خلاف بين أهل العلم أن الإخوة للأب والأم أو الأب ليس ميراثهم كهذا؛ فدل إجماعهم على أن الإخوة المذكورين في آخر السورة هم إخوة المتوفى لأبيه وأمه أو لأبيه؛ لقوله عز وجل } وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين } النساء : 176 ] . ولم يختلفوا أن ميراث الإخوة للأم ليس هكذا؛ فدلت الآيتان أن الإخوة كلهم جميعا كلالة . وقال الشعبي : ( الكلالة ما كان سوى الولد والوالد من الورثة إخوة أو غيرهم من العصبة ) . كذلك قال علي وابن مسعود وزيد وابن عباس، وهو القول الأول الذي بدأنا به . قال الطبري : والصواب أن الكلالة هم الذين يرثون الميت من عدا ولده ووالده، لصحة خبر جابر : فقلت يا رسول الله إنما يرثني كلالة، أفأوصي بمالي كله ؟ قال : ( لا ) .(1/2664)
قال أهل اللغة : يقال رجل كلالة وامرأة كلالة . ولا يثنى ولا يجمع؛ لأنه مصدر كالوكالة والدلالة والسماحة والشجاعة . وأعاد ضمير مفرد في قوله { وله أخ } ولم يقل لهما . ومضى ذكر الرجل والمرأة على عادة العرب إذا ذكرت اسمين ثم أخبرت عنهما وكانا في الحكم سواء ربما أضافت إلى أحدهما وربما أضافت إليهما جميعا؛ تقول : من كان عنده غلام وجارية فليحسن إليه وإليها وإليهما وإليهم؛ قال الله تعالى { واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة } البقرة : 45 ] . وقال تعالى { إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما } النساء : 135 ] ويجوز أولى بهم؛ عن الفراء وغيره . ويقال في امرأة : مرأة، وهو الأصل . وأخ أصله أخو، يدل عليه أخوان؛ فحذف منه وغير على غير قياس . قال الفراء ضم أول أخت، لأن المحذوف منها واو، وكسر أول بنت؛ لأن المحذوف منها ياء . وهذا الحذف والتعليل على غير قياس أيضا .(1/2665)
قوله تعالى { فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث } هذا التشريك يقتضي التسوية بين الذكر والأنثى وإن كثروا . وإذا كانوا يأخذون بالأم فلا يفضل الذكر على الأنثى . وهذا إجماع من العلماء، وليس في الفرائض موضع يكون فيه الذكر والأنثى سواء إلا في ميراث الإخوة للأم . فإذا ماتت امرأة وتركت زوجها وأمها وأخاها لأمها فللزوج النصف وللأم الثلث وللأخ من الأم السدس . فإن تركت أخوين وأختين - والمسألة بحالها - فللزوج النصف وللأم السدس وللأخوين والأختين الثلث، وقد تمت الفريضة . وعلى هذا عامة الصحابة؛ لأنهم حجبوا الأم بالأخ والأخت من الثلث إلى السدس . وأما ابن عباس فإنه لم ير العول ولو جعل للأم الثلث لعالت المسألة، وهو لا يرى ذلك . والعول مذكور في غير هذا الموضع، ليس هذا موضعه . فإن تركت زوجها وإخوة لأم وأخا لأب وأم؛ فللزوج النصف، ولإخوتها لأمها الثلث، وما بقي فلأخيها لأمها وأبيها . وهكذا من له فرض مسمى أعطيه، والباقي للعصبة إن فضل . فإن تركت ستة إخوة مفترقين فهذه الحمارية، وتسمى أيضا المشتركة . قال قوم : ( للإخوة للأم الثلث، وللزوج النصف، وللأم السدس ) ، وسقط الأخ والأخت من الأب والأم، والأخ والأخت من الأب . روي عن علي وابن مسعود وأبي موسى والشعبي وشريك ويحيى بن آدم، وبه قال أحمد بن حنبل واختاره ابن المنذر؛ لأن الزوج والأم والأخوين للأم أصحاب فرائض مسماة ولم يبق للعصبة شيء . وقال قوم : ( الأم واحدة، وهب أن أباهم كان حمارا ! وأشركوا بينهم في الثلث ) ؛ ولهذا سميت المشتركة والحمارية . روي هذا عن عمر وعثمان وابن مسعود أيضا وزيد بن ثابت ومسروق وشريح، وبه قال مالك والشافعي وإسحاق . ولا تستقيم هذه المسألة أن لو كان الميت رجلا . فهذه جملة من علم الفرائض تضمنتها الآية، والله الموفق للهداية .
اهـ من تفسير القرطبي(1/2666)
قال القاضي أبو محمد: والاشتقاق في معنى لكلالة يفسد تسمية المال بها، وقالت طائفة: الكلالة الورثةَ، وهذا يستقيم على قراءة " يورِث " بكسر الراء، فينصب { كلالة } على المفعول، واحتج هؤلاء بحديث جابر بن عبد الله، إذ عاده رسول الله صلى الله عيله وسلم، فقال: يا رسول الله، إنما يرثني " كلالة " أفأوصي بمالي كله؟ وحكى بعضهم: أن تكون " الكلالة " الورثة، ونصبها على خبر { كان } ، وذلك بحذف مضاف، تقديره ذا كلالة، ويستقيم سائر التأويلات على كسر الراء، وقوله { أو امرأة } عطف على الرجل، وقوله تعالى: { وله أخ أو أخت } الآية، الضمير في له عائد على الرجل، واكتفى بإعادته عليه دون المرأة، إذ المعنى فيهما واحد، والحكم قد ضبطه العطف الأول، وأصل { أخت }: أخوة، كما أصل بنت: بنية، فضم أول أخت إذ المحذوف منها واو، وكسر أول بنت إذ المحذوف ياء، وهذا الحذف والتعليل على غير قياس، وأجمع العلماء على أن الإخوة في هذه الآية الإخوة لأم، لأن حكمهم منصوص في هذه الآية على صفة، وحكم سائر الإخوة مخالف له، وهو الذي في كلالة آخر السورة، وقرأ سعد بن أبي وقاص " وله أخ أو أخت لأمه " والأنثى والذكر في هذه النازلة سواء، وشركتهم في الثلث متساوية وإن كثروا، هذا إجماع، فإن ماتت امرأة وتركت زوجاً وأماً وإخوة أشقاء، فللزوج النصف، وللأم السدس وما بقي فللإخوة، فإن كانوا لأم فقط، فلهم الثلث، فإن تركت الميتة زوجاً وأماً وإخوين لأم وإخوة لأب وأم، فهذه الحمارية، قال قوم: فيها للإخوة للأم الثلث، ولا شيء لللإخوة الإشقاء، كما لو مات رجل وخلف أخوين لأم، وخلف مائة أخ لأب وأم، فإنه يعطى الأخوان الثلث، والمائة الثلثين، فيفضلون بالثلث عليهم، وقال قوم: الأم واحدة وهب أباهم كان حماراً، وأشركوا بينهم في الثلث وسموها أيضاً المشتركة.
اهـ من المحرر الوجيز(1/2667)
وظاهر قوله: وله أخ أو أخت الإطلاق، إذ الإخوة تكون بين الأحفاد والأعيان وأولاد العلات، وأجمعوا على أنّ المراد في هذه الآية الإخوة للأم. ويوضح ذلك قراءة أبيّ وله أخ أو أخت من الأم. وقراءة سعد بن أبي وقاص: وله أخ أو أخت من أم، واختلاف الحكمين هنا، وفي آخر السورة يدل على اختلاف المحكوم له، إذ هنا الإبنان أو الإخوة يشتركون في الثلث فقط ذكوراً أو إناثاً بالسوية بينهم. وهناك يحوزون المال للذكر مثل حظ الأنثيين، والبنتان لهما الثلثان، والضمير في منهما الظاهر أنه يعود على أخ أو أخت. وعلى ما جوزه الزمخشري يعود على أحد رجل وامرأة واحد أخ وأخت، ولو ماتت عن زوج وأم وأشقاء فله النصف ولهما السدس، ولهم الباقي أولاً فلهم الثلث. أو أخوين لأم أشقاء فهذه الحمادية. فهل يشترك الجميع في الثلث، أم ينفرد به الأخوان لأم؟ قولان، قال بالتشريك عمر في آخر قضائه، وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبو حنيفة وأصحابه.
وقال بالانفراد: علي وأبو موسى، وأبي، وابن عباس.
{ فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث } الإشارة بذلك إلى أخ أو أخت، أي أكثر من واحد. لأنّ المحكوم عليه بأن له السدس هو كل واحد من الأخ والأخت فهو واحد، ولم يحكم على الاثنين بأن لهما جميعاً السدس، فتصح الأكثرية فيما أشير إليه وهو ذلك، بل المعنى هنا بأكثر يعني: فإن كان من يرث زائداً على ذلك أي: على الواحد، لأنه لا يصح أن يقول هذا أكثر من واحد إلا بهذا المعنى، لتنافي معنى كثير وواحد، إذ الواحد لا كثرة فيه. وفي قوله: فإن كانوا، وفهم شركاء غلب ضمير المذكر، ولذلك جاء بالواو وبلفظ، فهم هذا كله على ما قررت فيه الأحكام. وظاهر الآية: أنه إذا ترك أخاً أو أختاً، أي أحد هذين، فلكل واحد منهما السدس أو أكثر اشتركوا في الثلث، أما إذا ترك اثنين من أخ أو أخت، فلا يدل على ذلك ظاهر الآية
اهـ من البحر المحيط(1/2668)
قوله ( إلى قوله : وصية من الله والله عليم حليم ) كذا لأبي ذر، وأما غيره فساق الآية الأولى وقال بعد قوله عليما حكيما " إلى قوله والله عليم حليم " وذكر فيه حديث جابر " مرضت فعادني النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله كيف أصنع في مالي " فلم يجبني بشيء حتى نزلت آية الميراث " هكذا وقع في رواية قتيبة، وقد تقدم في تفسير سورة النساء أن مسلما أخرجه عن عمرو الناقد عن سفيان وهو ابن عيينة شيخ قتيبة فيه وزاد في آخره ( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ) وبينت هناك أن هذه الزيادة مدرجة وأن الصواب ما أخرجه الترمذي من طريق يحيى بن آدم عن ابن عيينة " حتى نزلت يوصيكم الله في أولادكم " وأما قول البخاري في الترجمة " إلى والله عليم حليم " فأشار به إلى أن مراد جابر من آية الميراث قوله ( وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة ) وقد سبق في آخر تفسير النساء ما أخرجه النسائي من وجه آخر عن جابر أن ( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ) نزلت فيه، وقد أشكل ذلك قديما قال ابن العربي بعد أن ذكر الروايتين في إحداهما فنزلت يستفتونك وفي أخرى آية المواريث : هذا تعارض لم يتفق بيانه إلى الآن ثم أشار إلى ترجيح آية المواريث وتوهيم يستفتونك، ويظهر أن يقال أن كلا من الآيتين لما كان فيها ذكر الكلالة نزلت في ذلك، لكن الآية الأولى لما كانت الكلالة فيها خاصة بميراث الإخوة من الأم كما كان ابن مسعود يقرأ " وله أخ أو أخت من أم " وكذا قرأ سعد بن أبي وقاص أخرجه البيهقي بسند صحيح استفتوا عن ميراث غيرهم من الإخوة فنزلت الأخيرة، فيصح أن كلا من الآيتين نزل في قصة جابر، لكن المتعلق به من الآية الأولى ما يتعلق بالكلالة، وأما سبب نزول أولها فورد من حديث جابر أيضا في قصة ابنتي سعد بن الربيع ومنع عمهما أن يرثا من أبيهما فنزلت يوصيكم الله الآية فقال للعم أعط ابنتي سعد الثلثين، وقد بينت سياقه من وجه آخر هناك وبالله التوفيق .(1/2669)
اه من فتح الباري
وظهر لي سادس يشبهه من أنواع الحديث المدرج وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير كقراءة سعد بن أبي وقاص وله أخ أو أخت من أم أخرجها سعيد بن منصور
اه من الاتقان
قال المغربي في البدر : وزعم الليث بن سعد أن المسلمين أجمعوا على أن قليل الرضاع وكثيره يحرم منه ما يفطر الصائم وهو رواية عن الإمام أحمد انتهى . وحكى ابن القيم عن الليث أنه لا يحرم إلا خمس رضعات كما قدمنا ذلك فينظر في المروي عنه من حكاية الإجماع فإنه يبعد كل البعد أن يحكي العالم الإجماع في مسألة ويخالفها وقد أجاب أهل القول الثاني عن أحاديث الباب التي استدل بها أهل القول الأول بأجوبة منها أنها متضمنة لكون الخمس الرضعات قرآناً والقرآن شرطه التواتر ولم يتواتر محل النزاع وأجيب بأن كون التواتر شرطاً ممنوع والسند ما أسلفنا عن أئمة القراءات كالجزري وغيره في باب الحجة في الصلاة بقراءة ابن مسعود وأُبيَّ من أبواب صفة الصلاة فإنه نقل هو وجماعة من أئمة القراءات الإجماع على ما يخالف هذه الدعوى ولم يعارض نقله ما يصلح لمعارضته كما بينا ذلك هنالك وأيضاً اشتراط التواتر فيما نسخ لفظه على رأي المشترطين ممنوع وأيضاً انتفاء قرآنيته لا يستلزم انتفاء حجيته على فرض شرطية التواتر لأن الحجة ثبتت بالظن ويجب عنده العمل وقد عمل الأئمة بقراءة الآحاد في مسائل كثيرة منها قراءة ابن مسعود فصيام ثلاثة أيام متتابعات وقراءة أُبيَّ وله أخ أو أخت من أم ووقع الإجماع على ذلك ولا مستند له غيرها وأجابوا أيضاً بأن ذلك لو كان قرآناً لحفظ لقوله تعالى { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } وأجيب بأن كونه غير محفوظ ممنوع بل قد حفظه اللّه برواية عائشة له وأيضاً المعتبر حفظ الحكم ولو سلم انتفاء قرآنيته على جميع التقادير لكان سنة لكون الصحابي راوياً له عنه صلى اللّه عليه وآله وسلم لوصفه له بالقرآنية وهو يستلزم صدوره عن لسانه وذلك كاف في الحجية لما(1/2670)
تقرر في الأصول من أن المروي آحاد إذا انتقى عنه وصف القرآنية لم ينتف وجوب العمل به كما سلف واحتجوا أيضاً بقوله تعالى { وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم } وإطلاق الرضاع يشعر بأنه يقع بالقليل والكثير ومثل ذلك حديث يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ويجاب بأنه مطلق مقيد بما سلف واحتجوا بما ثبت في الصحيحين عن عقبة بن الحارث أنه تزوج أم يحيى بنت أبي إهاب الذي سيأتي في باب شهادة المرأة الواحدة بالرضاع فإن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم لم يستفصل عن الكيفية ولا سأل عن العدد ويجاب أيضاً بأن أحاديث الباب اشتملت على زيادة على ذلك المطلق المشعور به من ترك الاستفصال فيتعين الأخذ بها على أنه يمكن أن يكون ترك الاستفصال لسبق البيان منه صلى اللّه عليه وآله وسلم للقدر الذي يثبت به التحريم .
اهـ من نيل الأوطار
---
نورة
02-03-2007, 10:11 AM
الإخوة الأفاضل
الشيخ الدكتور أمين, والشيخ الدكتور أنمار
شكر الله سعيكم, وجزاكم الله خيرا
وكنتُ أريد أن أعزوها إلى كتب القراءات
لكنني لم أجدها حتى في الشواذ
فهل ذُكرت مثلا في الكامل..؟
---
أضواء البيان
02-03-2007, 02:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وردت في هذه الزيادة أكثر من قراءة:
القراءة الأولى: قراءة أبي بن كعب((وله أخ أو أخت من الأم )) ، وهي التي أشار إلى مصادرها د. الشنقيطي حفظه الله. ونسبت أيضا لسعد بن مالك.
القراءة الثانية: قراءةسعد بن أبي وقاص، وابن مسعود: ((وله أخ أو أخت من أم )) بغير أداة التعريف.
القراءة الثالثة: وهي تسأل عنها الأخت الكريمة ((وله أخ أو أخت لأمه )) ذكرها ابن عطيه ونسبها لسعد.
راجعي: معجم القراءات، د. عبداللطيف الخطيب (2/29)
---
د. أنمار
02-03-2007, 02:30 PM
وكنتُ أريد أن أعزوها إلى كتب القراءات
لكنني لم أجدها حتى في الشواذ
العزو إلى أحد كتب الحديث المسندة أقوى من العزو إلى كتب الشواذ. فعليك بهذه الكتب:(1/2671)
سعيد بن منصور وعبد بن حميد والدرامي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه
فاستخرجيها منها.
أما بالنسبة لكتب القراءات فستجدينها في:
كتاب شواذ القراءات لأبي نصر الكرماني ص 131
وسبقت الإشارة للنشر في القراءات العشر ج1 ص 28
---
نورة
02-03-2007, 02:43 PM
الشيخ الفاضل الدكتور أنمار
لقد كفيت ووفيت
فجزاك الله خيرا
---
أمين الشنقيطي
02-03-2007, 10:48 PM
(تصحيح واستدراك على عزو الزيادة التفسيرية إلى أنها قراءة شاذة )
الأخت الكريمة نورة ،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فسؤالك وجيه، ومتخصص جداً، وهو يوحي برغبتك في ثقافة جيدة في علمي القراءات والتفسير، وأحسب أنك قد تستخرجين منه –بعد جمع كثير من الأمثلة- بحثا جيدا في (تحقيق القول في تفسير الصحابي الذي يشتبه بالقراءة الشاذة وليس منها)،وهنا أشكرصديقنا المحقق الدكتور أنمار على إفادته التي قدمها من مراجعه الكثيرة دائما.
وإني مذ قرأت سؤالك وتفهمته رحت أبحث عن المطلوب في كتب القراءات سواء كانت مسندة كانت أم غير مسندة للوصول إلى حقيقة ما ؟ فتحصلت عندي (وقفة تصحيحية ) أثارها سؤالك وفقك الله فلزم توضيحها لوجود المناسبة:
أختي الكريمة إن قولك (سؤال عن قراءة شاذة)، لايتفق من الناحية العلمية مع المثال الذي أوردتيه وهو زيادة كلمة ( وله أخ او أخت [من أم] )،وكان العنوان المناسب: هو (سؤال عن تفسير لآية من القرآن بعدة اختلافات وارد عن بعض الصحابة) ؟ ولماذا هذا التصحيح؟
لقد تجمعت الأدلة بعد البحث وكانت كالتالي:
أولاً: بحسب أنواع القراءات، فهذه الزيادة معروفة أنها ممانسب لهذه الأنواع ، لكنه ممّازيد على وجه التفسير،ولايعد (قراءة)،وإن احتمل ذلك عند البعض كما سيأتي.
ثانيا: هذه الزيادة لم ترد في (معجمي القراءات نقلا عن كتب القراءات،وإنما هي من كتب التفسير ).(1/2672)
ثالثا: هذه الزيادة لم ترد في كتب القراءات الشاذة المعتبرة (التي طالعتها)كالتقريب والبيان للصفراوي الذي يستند لمراجع هامة من كتب القراءات والشواذ-وسيأتي في آخر المداخلة ذكرها-،
لكن إن قلتِ جاءت في كتاب (شواذ القراءة للكرماني)؟
فأقول: إنما جاء ذلك نقلا عن الكتب التي استند إليها مؤلف الكتاب، وقد كان من بين مراجعه كتب (حروف المصاحف المخالفة للمصاحف العثمانية)، ولم ينقلها عن كتب القراءات،فنسبتها فيه ادت إلى اشتباه كبير،
رابعاً: ليست زيادات المصاحف التفسيرية من القراءات، ففي كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد هي من (باب الزوائد من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن) وقد أوردهامنسوبة لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وحده، وعبارته كالتالي ( أبوعبيد قال حدثنا هشيم قال أخبرنا يعلى بن عطاء عن القاسم بن ربيعة بن قانف الثقفي قال سمعت سعد بن أبي وقاص (يقرأ)- وهي ليست في ج ،وظ، وإن كان.......وله أخ أو أخت من أمه)، هكذا في تحقيق وهبي سليمان عاوجي162،169،2/115 للكتاب ،وزاد المحقق الثاني للكتاب وهو أحمد الخياطي معلقاًفي الحاشية : و(القراءة تفسيرية) كماذكر المؤلف عند إعادتها أي عند قول أبي عبيد: (هذه الحروف التي ذكرناها في هذين البابين من الزوائد،لم يروها العلماء، ويحملوها على أنها مثل الذي بين اللوحيين من القرآن، ولا لأنهم –في بعض النسخ لأنهم- كانوا يقرأون بها في الصلاة ولم يجعلوا من جحدها كافرا....)2/152، ثم ذكر المحقق مصادر هذه القراءة وهي الطبري 4/194، ونكت الانتصار 101، والنشر 1/28، والبحر3/190وفيه من أم،وقراءة أبي من الأم،/3/190.(1/2673)
أخيرا: أقول يا أختي الكريمة هذا التعليق المختصر قد نخرج منه بالنتيجة التالية وهي أن هذه الكلمة الزائدة باختلافاتها الثلاث، راجعة لمصاحف الصحابة رضوان الله عليهم، ووجودها في بعض كتب الشواذ جاء نتيجة لأخذ بعض تلك الكتب من كتب اختلاف المصاحف، ووجودها في كتب التفسير كالطبري، وأبي حيان كان منطقيا جدا لاشتمالها على تفسير الصحابي المسند الصحيح المخرج في كتب السنة الصحيحة، كما تقدم في مداخلة د:أنمار وفقه الله، وبهذه المناسبة أكاد أجزم بأن كتب القراءات أعرضت عن ذكرها ولم تتبنّاها للأسباب الذي ذكرتها، وأما إن قلت ماسبب وجودها في النشر؟ فأقول جاءت منه عرضاً ، وصاحب النشر ذكرها عندما كان يتحدث عن الإجابة عن سؤال، وهو : على أي شيء يتوجه اختلاف هذه السبعة ..؟ فأجاب بأنه يتجه على أنحاء ..، منها: مايكون لبيان حكم مجمع عليه كقراءة سعد بن ابي وقاص وغيره (وله أخ أو أخت من أم)، فقوله: (كقراءة) وقوله فإن هذه (القراءة) وهما مربط الفرس، لاتعنيان قراءة تلاوة، بل محتمل جدا أنه يقصد بهما قراءة تفسير،أوزيادة تفسير لوجودها في بعض كتب اختلاف مصاحف الصحابة وكتب التفسير،وإن اعتبرها قراءة فأين سندها عنده،أو عند القراء أوحتى مرجعها عندهم ،
وعلى هذا فالزيادة التفسيرية : ليست من المتواتر ولا من الآحاد،ولا من الشاذ المسند ولاغير المسند، ولعلي هنا أتفق مع رؤية شيخ التفسير المدقّق الدكتور مساعد الطيار -وفقه الله- التي عنوانها في هذا الملتقى (هل يوجد قراءة تفسيرية؟)وماتوصلت إليه رؤيته الثاقبة في المسألة والله أعلم.(1/2674)
ملاحظة: 1- مصادر شواذ القراءة للكرماني التي قدمتها سابقا هي :اللوامح وسوق العروس،والكامل،والإقناع،و(المشي غير واضح ولعله المجتبى) والمبهج والغاية،وكتاب في الشواذ لأبي على الحسن البخاري،وكتاب في اختلاف مصاحف الصحابة صنفه أبوبكر عبد الله بن سليمان السجستاني،ومفردات لابن أبي عبلة،وكرداب ورش طريق المصريين،وكتاب معاني القراءات للزجاج،ومن كتاب الغرائب لأبي حفص عمر بن محمد بن أحمد بن الأشعث الخبازي وسماه كتاب الغرائب في شواذ القرآن. شواذ القراءة مخطوط/4 .
2- مصادر التقريب والبيان للصفراوي وهو الكتاب الذي يهتم بذكر الشواذ التي انفرد بنقلها الآحاد من الثقات المميزين بين الصحيح والسقيم... هي الجامع لأبي عمرو الداني، سوق العروس لأبي معشر، الإقناع لأبي علي الأهوازي،وكتاب الروضة للمالكي، والروضة للمعدل، والجامع للطرسوسي،والتذكرة لابن غلبون،ورواية يعقوب لابن الفحام، ورواية يعقوب للداني، ورواية أبي جعفر وابن محيصن ويعقوب تصنيفي – أي الصفراوي-.التقريب والبيان 5-6 .
---
نورة
02-04-2007, 03:51 AM
الدكتور الفاضل أمين الشنقيطي
شكر الله لك هذا البيان والتوضيح
ومثل هذه القراءة -التفسيرية- كثير في كتب التفسير
ويشار إليها أيضا في كتب المصاحف ككتاب السجستاني
ومن المستحسن أن يتنبه محقق كتب القراءات إلى مثل هذا العزو والاستنتاج
وقد أرفقت كتاب شواذ القراءات للكرماني مخطوطا
www.ahlalhdeeth.net/bidawy/CHAWADKIRAAT.rar
---
(1/2675)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بينات من الهدى والفرقان
---
بينات من الهدى والفرقان
---
أبو علي
11-20-2003, 08:27 AM
الحمد لله العزبز الحكيم
إذا علمتم أن الدنيا مدرسة والناس فيها هم التلاميذ والرسل هم المعلمون والمنهج يأخذه الرسل (المعلمون) من عند الله.
وكل رسول يعلم قومه ما أوتي من منهج ، ومتى فهم التلاميذ الدرس فإنه لا بد من الامتحان ليعلم بالحجة من ذاكر جيدا ومن تهاون.
أليس ذلك منطقيا؟
كذلك كان حال كل قوم أتاهم رسول من الله ، لا بد أن يمتحنوا بعد أن تستيقن أنفسهم آيات الله.
والامتحان يأتي دائما على عكس ما أيقنت به الأنفس أنه حق، يأتي الامتحان على صيغة جواب خاطئ ليمتحن ذكاء التلاميذ ، فالذين اجتهدوا وذاكروا جيدا سيعتبرون ذلك الجواب خاطئ وإنما هو مصيدة ودهاء، والكسالى سيقعون في تلك المصيدة.
من الذي يقوم بالامتحان؟
إنه الشيطان، لا يعمل ذلك تطوعا وإنما حسدا، والحكمة تقتضي أن يكون الامتحان بعد أن يبين الله للناس ما يتقون لينجح من ينجح ويرسب من يرسب.
لنأخذ مثلا قوم موسى
قوم موسى لما اجتازوا البحر الأحمر مروا على قوم يعكفون على أصنام لهم فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلها جسدا فوبخهم موسى،
والشيطان حاضر يدرس نقطة ضعف اليهود، ها هو علم أنه يمكن أن يضلهم بصناعة صنم لهم، وعلم الشيطان أن أحسن مادة يصنع منها ذلك الصنم هو معدن الذهب لأن اليهود يحبون الذهب فقد سرقوا الذهب من المصريين. وأما صناعة صنم على هيئة عجل فنحن لا نعلم لماذا اختار هيئة العجل، الجواب يعلمه الشيطان فهو ذكي في اختيار الحيل.
وهكذا أضل الشيطان كثيرا من قوم موسى فاتخذوا العجل الذهبي إلها.
ماهي أنسب حيلة يختارها الشيطان ليضل بها قوم جاءهم رسول ولد من غير أب وجاهم بالبينات : إحياء الموتى....؟(1/2676)
إن أنسب حيلة يفكر بها الشيطان هي أن يأتي هؤلاء القوم ويقول لهم:
ما فعل المسيح تلك المعجزات الخارقة إلا لأنه هو الإله وهو ابن الإله.
وهذا ما حصل بالفعل فها هم قومه يقولون ذلك.
ماذا عن رسالة الإسلام؟
ما هي الحيلة التي يمكن أن يأتي بها الشيطان ليضل بها الأشقياء؟
هل تنبؤنا الحكمة بذلك؟
إذا فهمنا شيئا من الحكمة فإن الحكمة ستنبؤنا بما يمكن أن يفكر فيه الشيطان من ضلال.
سوف نصل إلى معرفة ذلك ، وسآتي بأدلة مقنعة إن شاء الله.
يتبع
---
أبو علي
11-20-2003, 08:48 AM
آية الإسلام الكبرى بجب أن يكون فيها من اليقين ما هو أعظم من اليقين الذي في آيات المسيح، لأن الله ما نسخ آية المسيح بالآيات التي أوتيها رسول الإسلام إلا لأن معجزة الإسلام فيها من اليقين ما يفوق كل المعجزات التي جاءت قبل الإسلام.
هل ظهرت آية الإسلام هذه؟
لو كانت قد ظهرت واستيفنها الناس جميعا لجاء الامتحان، لأن التلاميذ
لا يمتحنوا إلا بعدما يفهم لهم الدرس ويتأكد معلمهم أنهم قد فهموا الدرس واستيقنته أنفسهم.
فهل سكان العالم الذين أغلبيتهم غبر مسلمين استيقنوا رسالة الإسلام
وجحدوها ظلما؟
لاشك أن الإنسان يحب الخير لنفسه لو استيقن الناس رسالة الإسلام
لآمنوا إلا الذين غلب عليهم حب الهوى،والهوى يتولد من مصدرين :
1) حب النففوذ والسلطان.
2) حب المال.
الله تعالى بين لنا ذلك في القرآن فقال في آخر سورة النمل:
وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)
إذن سيري الله الناس آياته فيعرفونها ويستيقنوها وعندئذ سينقسم الناس إلى فسطاطين :
فسطاط استيقن فجحد ظلما ،هذا هوالفسطاط الكافر.وهذا الفسطاط معفى من الاختبار لأنه راسب وخاسر من البداية.
وفسطاط استيقن فآمن،هذاهو الفسطاط المؤمن، هذا الفسطاط هو الذي
يمتحن الله إيمانه ليعلم بالحجة الصادق من الكاذب.(1/2677)
فبعدما ختم الله سورة النمل بقوله : وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)
أتى بسورة تعبر عن الفسطاط الكافر الذي اتبع هواه، وضرب فرعون
مثلا لمن غره هوى حب النفوذ والسلطان،وضرب قارونا مثلا لمن غره
هوى حبىالمال، وسميت سورة القصص بهذا الإسم لأن في قصص فرعون وقارون عبرة للظالمين الذين سيكفرون بالبينة.
ثم جاء الله بعد سورة القصص بسورة تتكلم عن الفسطاط المؤمن ويتبين من مطلعها أن الله سيمتحن إيمان هؤلاء الذين قالوا آمنا ليعلم
بالحجة الذين صدقوا والذين كذبوا. من يستمسك بالعروة الوثقى يفوز
ويسقط في الفتنة من تمسك بخيوط العنكبوت، إذن حتى في تسمية سورة العنكبوت بهذا الإسم فيه ما يوحي بالفتنة والإختبار.
الإسلام جاء ليصحح عقيدة قوم قالوا ولد الله بناتا (الملائكة).
وجاء ليصحح عقيدة الذين قالوا اتخذ الله المسيح ولدا.
فإذا كانت عقيدة قوم الرسول صلى الله عليه وسلم قد صححت ولم يعد بوجد من يقول بذلك، كذلك سيصحح الله عقيدة النصارى وسينفكون عن عبادة المسيح حينما تأتيهم البينة ويتفرقوا بعد أن يأتيهم العلم (اليقين) إلى فريقين : فريق مؤمن وآخر كافر .
وبما أن عقيدة النصارى ستصحح فإن الإختبار سيكون في نفس المادة
التي صححت ،أليس المنطق والحكمة يقول بذلك؟
إذا أخطأ التلميذ في مسألة من المسائل فإن معلمه يصححها له ثم يمتحنه بتمرين في نفس المسألة التي صححت ليعلم هل استوعب الدرس أم لا.
كذلك ستصحح عقبدة النصارى وسيجد الشبطان أن أنسب حيلة لردهم
إلى ما كانوا عليه هو أن يدعي هو أو أحد جنوده من الإنس أنه هو المسيح الذي صلب من أجلهم قبل 2000 سنة تقريبا، وسيكون معه من السحر ما يخيل به إلى الناس أنه يحيي الموتى، هذه الفتنة ستكون للناس كافة.
وبما أن كلمة الله هي العليا، وكلمة الله المفترى عليها هو المسيح، إذن(1/2678)
فكان من الحكمة أن بعود المسيح عليه السلام لتكون كلمة الله هي الأعلى، والمسيح هو تلك الكلمة المفترى عليها من طرف الشبطان.
---
أبو علي
11-20-2003, 08:56 AM
تعالوا لندرس المقدمات والأسباب التي جاء ت برسالة الإسلام.
نجد أن عهد الله قبل الإسلام ناله بنو إسرائيل ، تعاقبت فيهم رسل وأنبياء كلهم كانوا يأتون بمعجزات حسية، فإذا أراد الله أن يرسل رسولا بآيات عقلية غير حسية فالحكمة تقتضي أن يعطى العهد لأمة تفهم في الآيات العقلية وعندها إدراك يؤهلها لتحمل المسؤولية.
بنو إسرائيل لا يفهمون إلا في الأمور المادية المحسوسة ومع ذلك لم يلتزموا ولم يصونوا ما اؤتمنوا عليه فكيف يسند إليهم أمر ليسوا أهله!!
هل تذهب بالعجين للميكانيكي ليخبزه لك أم إلى الخباز؟
كذلك كان لا بد أن ينزع العهد من بني إسرائيل ويعطى لأمة تحسن فهم ما تستقبله من الله.
أضرب مثلا ولله المثل الأعلى:
رجل لديه مصنع وعمال وفنيون وآلات تستخدم في إنتاج ما يصنع في هذا المصنع.
رب المصنع هذا اختار نخبة من الناس وأوكل إليهم تسيير وصيانة تلك الآلات اليدوية، وكلما تقادمت تلك الآلات أبدلها بآلات خير من سابقاتها، لكن تلك النخبة المكلفة بصيانة الآلات لم تقدر ثقة صاحب المصنع فيهم حق قدرها فأهملوا صيانة تلك الآلات ولم ينفذوا التعليمات المطلوبة لبقاء الآلات صالحة فتعطلت تلك الآلات.
صاحب المصنع علم بذلك فجاء بآلات أخرى جديدة ولكن هذه المرة ليست آلات ميكانكية وإنما هي آلات إلكترونية آخر ما أنتجته التكنولوجيا الحديثة،
فما هو التصرف الصائب الحكيم الذي يجب أن يقوم به صاحب المصنع؟
هل يكلف نفس النخبة بصيانة الآلات الإلكترونية ؟
كيف يكون ذلك وهي لم تفلح حتى في صيانة الآلات الميكانيكية فكيف نفلح في تسيير الآلات الإلكترونية وهي ليس لديها علم بالتكنولوجيا الحديثة وعلم الإلكترونيات!!؟(1/2679)
إذن من الصواب ومن الحكمة أن يختار صاحب المصنع نخبة أخرى عندها دراية بالتكنووجيا الحديثة ، فاختار رجلا يعلم فيه الصدق والأمانة والكفاءة في العلم فسلمه الآلات الجديدة وناوله كاتالوج الآلات وأمره أن يقرأ الكاتالوج ويتبع تعليماته ويعلم إخوته الذين يعملون تحت رئاسته، وأمر كل العمال بمن فيهم النخبة السابقة أن يعملوا تحت إمرة الرئيس الجديد، فمنهم من نفذ الأمر ومنهم من أرسلهم إلى معاهد لتعلم فن الإلكترونيات وعلم التكنولوجيا الحديثة ، ومتى أتموا مدة الدراسة والتدريب أذن لهم أن يلتحقوا بأعمالهم من جديد.
تعالوا لنرى هل هذا المثل الذي ضربته يمكن أن نفهم من خلاله مراد الله من رسالة الإسلام.
أما النخبة الأولى التي استؤمنت على صيانة الآلات الميكانيكية فهم بنو إسرائيل.
وأما الآلات الميكانيكية فضربت مثلا للآيات الحسية المادية،
وأما النخبة الجديدة فهم الأميون الذين ورثوا الكتاب والنبوة بعد أن نزعت من بني إسرائيل.
وأما الآلات الإلكترونية التي أوتيها الأميون فهي الآيات العقلية آيات الحكمة،
وأما الذين لا يفقهون إلا الآلات الميكانيكية والذين أرسلهم صاحب المصنع إلى المعاهد لتعلم التكنووجيا فهم أهل الكتاب وكل الناس الذين لا يفقهون إلا الآيات المادية الحسية، فهم الذين قال الله عنهم :
فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم)
لو كان عندهم علم بالحكمة لفقهوا الآيات المحكمات ولاستيقنوا أن الإسلام هو الحق، لذلك فتح الله لهم مجالا آخر ليدركوا به حكمة الله ألا وهو العلم الدنيوي الذي به سيكتشف أن الكون بكل جزئياته من تدبير إله عزيز في حكمته، ومتى بلغوا المستوى المطلوب بين الله لهم الآيات.
وأما الكاتالوج الذي ناوله صاحب المصنع إلى المصطفى من رجال المصنع وأمره أن يقرآه ويتبع تعليماته فهو مثلا ضربته للمصطفى من البشر وكتابه القرآن، وأول ما أنزل من القرآن هو قوله تعالى:(1/2680)
إقرأ بسم ربك.......).
ما هي معجزة الإسلام؟
هل هي أعظم من معجزة عيسى؟
ما هي وظيفة المعجزة؟
وظيفة المعجزة هي البيان الذي يتحقق منه اليقين.
هل توجد معجزة أكثر بيانا وأعظم يقينا من معجزة إحياء الموتى؟
نعم إذا كانت المعجزة من جنس الحكمة ( الرتابة والإتقان ووضع الشيء في موضعه) .
أضرب مثلا على ذلك:
خرجت من بيتي ونسيت الباب مفتوحا ولما تذكرت ذلك عدت فوجدت بالداخل عمامة ملقاة على الأرض ، قلت ربما دخل أحد إلى منزلي أثناء غيابي فنسي عمامته، لكني ساورني الشك فقلت ربما وجدها الكلب في الطريق فأخذها بأسنانه وأدخلها إلى البيت.
لكني لما اتجهت إلى غرفة الكتب وقد كنت تركت الكتب بالأرض مبعثرة وجدتها قد رتبت وؤضع كل كتاب في خانته وكل نوعية من الكتب رصت لوحدها ، هنا أيقنت أن رجلا دخل البيت وهذا الرجل عالم
وليس أمي.
هذا مثل ضربته ، فمعجزة إحياء الموتى وإن كانت معجزة عظيمة إلا أن الساحر قد يخيل للناس أنه يحيي الموتى وهو كاذب.
إذن فالمعجزة التي لا يتطرق إليها الشك هي التي من جنس الحكمة والإتقان.
والإسلام جاء بتلك المعجزة : ( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم)
(كتاب أحكمت آياته).
كان من الحكمة أن تكون معجزة الإسلام أعظم من سابقاتها لأن الله ما ينسخ من آية أو ينسها إلا ويأت بخير منها أو مثلها.
ها نحن قد علمنا شيئا من مقدمات الإسلام والتي سندرسها ونستخلص
منها نفس النتائج التي أخبرنا بحدوثها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
---
أبو علي
11-20-2003, 09:11 AM
قلت إن معجزة الإسلام هي أعظم المعجزات ولكي تكون كذلك يجب أن تكون معجزة من جنس الحكمة، وضربت مثلا للآيات الحسية بتلك العمامة التي وجدتها وضربت مثلا لآية الحكمة بوجود الكتب قد رصت في المكتبة بعد أن كانت ملقاة على الأرض .
إذن فالآية التي لا يمكن أن يتطرق إليها الشك هي الآية التي فيها رتابة وإتقان في غاية الحكمة.(1/2681)
والذي يحكم على الشيء أنه متقن وقمة في الإبداع هو الذي عنده علم يؤهله لذلك ،فعالم الإلكترونيات هو وحده الذي يحكم ويدلي بدلوه إن كان جهاز التلفزون هذا يحتاج لصيانة أم لا، والميكانيكي هو وحده الذي له الحق في فحص سيارتي، وهكذا فالحكم على الأشياء من اختصاص أهل الخبرة والعلم، فالعليم حكيم والحكيم عليم.
قال تعالى في آخر سورة التين : أليس الله بأحكم الحاكمين ؟)
هذا سؤال من الله، وكيف يجيب الإنسان على هذا السؤال ب ( بلى) إذا ظل هذا الإنسان جاهلا !! إذن لا بد له من العلم الذي يمكنه من إدراك حكمة الله ، ولذلك جاءت سورة العلق بعد سورة التين تعلن أن الله سينعم على الإنسان بالعلم وتأمره بالقراءة وتعلم ما لم يكن يعلم : إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم).
فإذا تعلم الإنسان وبلغ المستوى الذي يدرك به أن الله عزيز حكيم عندئذ يبين الله له آياته، قال تعالى : ولنبينه لقوم يعلمون)، فرب المصنع الذي بعث عماله لدراسة التكنولوجيا لابد أن يعيدهم إلى وظائفهم لأنهم أصبحوا مؤهلين لفهم تسيير الآلات الجديدة ، فلو أنهم تخرجوا ولم يعدهم إلى وظائفهم لقالوا لرب العمل : مادمت لا تنوي توظيفنا فلماذا بعثتنا لتعلم التكنوجيا؟ ولقالوا له أيضا : لو أنك وظفتنا لكنا أكثر إنتاجا من أولائك الذين وثقت فيهم.
إذن كان من الحكمة أن يعلم الله الإنسان ليدرك بذلك العلم هدى الله، فالإسلام رسالة الله إلى البشر جميعا ويجب أن يستيقن آياته كل الناس لأن الله عزيز حكيم ومن لوازم العزيز الحكيم الإقناع، فالتلاميذ الذين لم يفهم منهم الدرس إلا نصف عددهم أو أقل من ذلك ليس العيب فيهم وإنما العيب في المعلم الذي لم يكن حكيما في اختيار الأسلوب المناسب لتوصيل الفهم إلى أذهان تلاميذه.
فما بال الهدى الذي جاء من عند العزيز الحكيم إلى الناس كافة ألا يستيقن آياته كافة الناس؟(1/2682)
بلى سيستيقنه الناس كافة ولن تقوم الساعة إلا بعدما يستيقن كل الناس رسالة الإسلام ، وتلك هي البينة التي تجعل المشركين ينفكون عما كانوا عليه من باطل لأنهم سيتبين لهم الرشد من الغي,
ولقد جاء الإسلام ليصحح عقيدة قوم الني الذين قالوا : الملائكة بنات الله، وليصحح عقيدة قوم الرسول الذي كان قبله الذين هم أيضا قالوا
المسيح ابن الله، فإذا كان قد تم تصحيح ضلال قوم رسول الإسلام ولم يعد يوجد منهم من يقول الملائكة بنات الله فلا شك أن عقيدة النصارى ستصحح بالبينة التي يقتنعون بها لأن الله عزيز حكيم.
كان من الحكمة أن يكون من نصيب النصارى الحظ الأعظم من نيل العلم الدنيوي الذين به يدركون أن الله عزيز حكيم لأنهم أولى بذلك من غيرهم فهم الذين زلوا من بعد ما جاءتهم البينات العظيمة، فلو كان عندهم علم لما قالوا إن الله هو المسيح، ولو كانت عندهم حكمة لما قالوا المسيح ابن الله. إذن فهؤلاء هم أولى من غيرهم لنيل العلم الذين يدركون به حكمة الله، لأنهم زلوا زللا عظيما من بعد ما استيقنت أنفسهم بينات رسولهم، فمثلهم كمثل التلميذ الكسول ، والتلميذ الكسول هو الذي يحضى باهتمام خاص وشرح مفصل من طرف أستاذه.
---
أبو علي
11-20-2003, 10:20 AM
الإسلام جاء لينتصر وليظهر على الدين كله فهو جاء تحت عنوان
تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم.
والنصر سواء كان بقوة القهر أو بقوة الحجة فإنه يكون حليف من أحسن إتقان الأسباب التي تتطلبها المعركة أو القضية المراد الحكم فيها. فمن أحكم إتقان لوازم الأمور كانت الغلبة له، إذن فما النصر إلا للعزيز الحكيم.
فالعزيز الحكيم هو الذي له الكمال المطلق ، وهو المنزه عن كل نقص ولذلك التسبيح في القرآن يكون لإسم الله ( العزيز الحكيم).
وأي أمر يحكم فيه العزيز الحكيم فهو كمال الحق ، والحق هو المحمود
بعكس الباطل الذي هو الخطأ ، والخطأ مذموم ، ولذلك نقرأ :(1/2683)
وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) الحمد هنا حمد مدح
لله على قضاءه بالحق.
هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
إذا كنا نحن البشر نتعامل مع الجاهل بالأسلوب الذي يقنعه ونتعامل مع المتعلم بالأسلوب الذي يفهمه فالله تعالى وهو العزيز الحكيم يعامل
خلقه كذلك، فحينما كان الجهل هو السائد كان الناس منكرين لوجود الله
ولليوم الآخر فأقنعهم الله بالآيات التي تزيل إنكارهم ، فولادة إنسان من غير أب لمن أنكر أن الله على كل شيء قدير، وإحياء الموتى لمن أنكر البعث واليوم الآخر.
أما الإنسان إذا علمه الله بالقلم فهو سيدرك بنفسه الرتابة المحكمة في كل شيء في نفسه وفي الآفاق حوله وسيهتدي بذلك أن للكون خالقا يتصف بكمال الحكمة، فإذا أراد الله أن يرسل الهدى إلى الإنسان المتعلم فإن آيات هذا الهدى بجب أن يواطئ ما أدركه هذا الإنسان المتعلم، فهذا الأخير أدرك أن للكون إله عزيز في حكمته فهدى الله له
يجب أن يكون من جنس ما أدركه.
مثلا:
دخلت قصرا فوجدته روعة في الهندسة ، لا أستطيع معرفة من بناه إلا إذا أراني أحدهم التصاميم والزخرفة التي تطابق ما رأته عيناي.
هذا مثل ضربته ولله المثل الأعلى.
إذن سيبين الله الهدى للناس ويستيقن الناس جمبعا أن الله عزيز حكيم ، فإذا جاء أحد يدعي أنه رسول الله وأنه الله أو ابن الله ومعه من الخوارق ما تبهر العقول فهو كاذب، لأن إرسال الآيات الحسية لقوم شهدوا أن الله عزيز حكيم تصرف غير حكيم، والله عزيز حكيم منزه عن التصرف الغير حكيم. وحتى لو أتى هذا المدعي بخوارق كإحياء
الموتى فهو تصرف غير حكيم لأن الذين أدركوا أن الله عزيز حكيم
لم ينكروا البعث حتى يأتيهم الله بآيات تزيل إنكارهم.
إذن مجيء المسيح الدجال اختبار من الله لمستوى إدراك ( أن الله عزيز حكيم).
---
أبو علي
11-20-2003, 10:24 AM
آية الكرسي
ما علاقتها بالآية الكبرى؟(1/2684)
بما أن رسول الله قال إنها أعظم آية في القرآن فلا بد أنها تتكلم عن البينة العظمى.
نلاحظ أن آية الكرسي والآيات المتعلقة بها جاءت بين آية الأمر بالإنفاق والجزاء على ذلك.
أما الأمر بالإنفاق فقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون.
وأما الجزاء على ذلك فهو قوله تعالى : مثل الذين ينفقون في أموالهم سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل..
لماذا جاءت آية الكرسي والآيات التابعة لها هنا بين الأمر بالإنفاق والجزاء عليه؟
لأن الإنفاق يعبر عن صدق الإيمان، ولذلك سميت الصدقة بهذا الإسم لأنها تعبر عن صدق الإيمان ونجد في القرآن كلما ذكرت الزكاة إلا وكتبت بالواو هكذا ( الزكـ'وة) تعظيما للزكاة، لأنها لا يتسرب إليها النفاق، فالمنافق يصلي وقد تجده في الصفوف الأولى ولكنه لا يزكي لأنه ما نافق إلا لأنه تظاهر بالإسلام طمعا فيما يفاء عليه من خير، فكيف ينفق المال وهم ما دخل في الإسلام إلا لأجل المال!
أما الصلاة فقد أتت في القرآن بالواو تعظيما ( الصلـ'وة) وجاءت صلاة المنافقين غير معظمة بالواو، كذلك حينما يأمر الله المؤمنين في شخص رسوله أن يقول : إن صلاتي
ونسكي...) الصلاة هنا غير معظمة لأن الكلام صادر من العبد، والعبد يجب ألا يعجب بصلاته بل يجب عليه أن يتواضع بها وأنه لا يدري أقبلها الله أم ردها عليه.
يأمر الله المؤمنين بالإنفاق قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة، ويتبع الأمر بقوله : والكافرون هم الظالمون. ليدلنا أن الإنفاق في سبيل الله يعتبر شكرا لله
لأن الكفر هو عكس الشكر، وما هو وجه الشبه بين الكفر والظلم ؟
الكفر هو إنكار وجحود نعمة مع اليقين الكامل أنها تستحق الشكر،فالذي كفر بالله ورسوله أيقن بوجود الله وأيقن أن محمدا رسول الله وأنه يهدي إلى سبيل الرشاد وكان عليه أن يشكر على ذلك بالإيمان إلا أنه لم يفعل.(1/2685)
أما الظلم فهو تعمد اتباع الباطل مع العلم بالحق، قال تعالى : ولإن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين) إذن هذا هو الظلم ،الظالم هو الذي يعلم يقينا الحق ويتبع الباطل، ولا يتبع الباطل إلا لأنه يوافق هواه، الظالم هو الذي فضل الضلال من بعد ما تبين له الهدى واستيقنه، إذن كلمة الظلم مشتقة من الظلام،لأن الظالم اختار البقاء في الظلام من بعد ما تبين له النور.السارق ظالم لأنه يعلم أن السرقة عمل غير صالح بدليل أنه لا يحب أن يسرقه أحد،وهكذا كل سوء يرتكبه الإنسان ولا يحب أن يرتكبه في حقه إنسان آخر فهو ظلم.
إذن فالكافر هو الظالم.
لماذا جاءت آية الكرسي بعد أمر الله للمؤمنين بالإنفاق؟
الله سبحانه إذا أمر عباده بشيء فإنه يعالج كل الخواطر التي تحول بين العبد وتنفيذ أمر ربه.
فإذا أمر الله بالإنفاق فإنه يذكر مع الأمر التطمين أو يذكر بشيء يشجعه على الإنفاق.
مثلا : الوالد يهب ابنه المال لينفقه على شراء كل لوازم الدراسة، وكتطمين للإبن يقول له أبوه : أنفق ما أعطيتك من مال في كل ما يفيدك في دراستك وإن احتجت المزيد أنا موجود .
وإذا رأى الوالد أن ابنه لم ينفذ الأمر كما ينبغي فإن الوالد يقول لابنه : لماذا لم تنفق كما أمرتك، فالمال الذي أمرتك بإنفاقه هو مالي فلماذا لم تفعل ما أمرتك به؟
كذلك الحق سبحانه أتى بنفس التعبير للأمر بالإنفاق مرتين في القرآن : هنا في سورة البقرة وأتى بآية الكرسي بعدها للتطمين، وفي سورة إبراهيم جاء مع الأمر
التذكير بتسخير مافي السموات والأرض وتسخير الأنهار إلى آخره بعد أمره تعالى : قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلـ'وة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال).(1/2686)
وحيث أن التطمين يأتي أولا فإن آية الكرسي التي جاءت بعد الأمر بالإنفاق يجب أن تكون متضمنة ذلك التطمين، قال تعالى : الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، فكأن الله يقول ياعبدي أنفق أنفق عليك،فإن كان الذي يمددك بالمال من أهل الأغيار تخاف أن يغير رأيه فيقطع عنك الإمداد فأنا الله لا تتناولني الأغيار ولا إله يمنعني من إمدادك فاطمئن، وإن كان الذي يمددك بالمال تخاف أن ينقطع عنك مدده بموته فأنا الحي الذي لا يموت، وإن كنت تخاف ألا يدري من يمددك بالمال بحاجتك فأنا قيوم، وقد يغفل عنك من يمددك بحاجياتك لانشغاله عنك بأمور أخرى، أما الله فلا تأخذه سنة ولا نوم ولا يشغله شأن عن شأن، له ما في السموات والأرض وعلى الله تدبير أمر كل شيء في ملكه ورزق كل دابة .
من ذا الذي يشفع عند إلا بإذنه تناسب قول الله في الآية السابقة: (من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ). إذا كان الشفيع يأتي كوكيل عن المشفوع له يلتمس له العفو ويقدم أدلة غابت عن علم الله من شأنها إيجاد عذر للمشفوع له فذلك محال على الله، لأن الله له الكمال المطلق في العلم يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم.(1/2687)
بما أن الكافر هو الذي استيقن الهدى الذي يستوجب الشكر ولم يؤمن به ،والظالم هو الذي عرف الحق واستيقنه واختار اتباع الباطل عن علم أنه باطل، فإن البشر الذي علمهم الله العلم الذي أدركوا به أن الله عزيز حكيم إن لم يبين الله لهم بينة الإسلام وتستيقنها أنفسهم فلن تكون بذلك حجة عليهم أنهم كافرين ظالمين، إذن سيقيم الله عليهم الحجة فيستيقنها الناس جميعا ومن جحدها وكفر بها فهو كافر ظالم، إذن سيحيطون بعلم تلك البينة=( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) هذه البينة العظمى هي التي أعطت آية الكرسي تلك المكانة والعظمة، والأشياء تقاس عظمتها بوظائفها ومهماتها، ومهمة الآية هي توصيل اليقين إلى أذهان الناس أنها من عند الله. وإذا جاء اليقين امتنع الإكراه، لأن الإكراه إنما يكون لمن ليس عنده علم ويقين بالحق، فإذا جاء اليقين تبين الرشد من الغي فلا داعي للإكراه، قد تكره ابنك على الذهاب إلى المدرسة لتحصيل العلم لأنه ليس عنده إدراك بفضل العلم، وحينما يكبر ويصير له إدراك يتبين له الرشد من الغي ويعلم عندئذ أنك كنت على حق في إكراهك له عل التعليم.
إذن مجيء قول الله ( لا إكراه في الدين) بعد آية الكرسي يدل أن اليقين موجود في الآية التي جاءت قبل ( لا إكراه في الدين).نحن المسلمون نعمل بقول الله ( لا إكراه في الدين) لأننا تبين لنا الرشد من الغي منذ عهد النبوة، أما من يسلم من أهل الكتاب فإنه لا شك يحب أن يهتدي أقاربه أيضا إلى الإسلام، إذن فإكراهه في الدين لمن له ولاية عليه أمر محمود إن كان المكره ( بفتح الراء) لم يتبين له الرشد من الغي.
( لا إكراه في الدين ) هنا ( مطلقة) مما يعني أن الرشد سيتبين للجميع.
هكذا نعلم أن آية الكرسي هي آعظم آية في القرآن لأنها تتضمن تصريحا بالبينة العظمى.(1/2688)
وإذا جاءت البينة العظمى فسوف يستيقنها الناس جميعا ومتى تم ذلك فإن الاختبار قادم لا محاله، وإنما الامتحان يأتي بعد فهم الدرس جيدا، وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون، ستكون فتنة عظمى تناسب الآية العظمى ، إنها فتنة الطاغوت الذي سيخرج أولياءه الذين كفروا بالله من النور إلى الظلمات، أما أولياء الله
الذين آمنوا يخرجهم الله من الظلمات إلى النور لأنهم استمسكوا بالعروة الوتقى ولن تغريهم خيوط العنكبوت التي استمسك بها الكافرون.
والسؤال الذي يأتي إلى بالنا هو : ما هي تلك الآية البينة التي سيستيقنها الناس جميعا؟
وكيف سيكون رد فعل الناس بعد تبين اليقين؟
هذين السؤالين يجيبنا عليهما القرآن.
أما البينة فإن فيها من اليقين ما هو أعظم من آية إحياء الموتى ولذلك يضرب الله لنا ثلاثة أمثلة من إحياء الموتى، وتلك الأمثلة الثلاثة هي الجواب على رد فعل الناس عند مجيء اليقين.
ففي قوله تعالى : ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي ( يحيي ويميت)......) .
نلاحظ هنا أن هذه الآية ابتدأت ب ( ألم تر) وهذه الكلمة لا تأتي ابتداء وإنما تأتي لتدل أن ما بعدها له علاقة بما قبلها فهي تأتي لزيادة الإيضاح والتنبيه،نلاحظ أن الله ضرب مثلا لآية الإسلام آية ( إحياء الموتى) لأن هذه الآية هي العظمى عند أكثر الناس، والله سبحانه دائما يضرب المثل بالأقل، وبذلك نستدل أن آية الإسلام هي أعظم يقينا من آية عيسى عليه السلام.
وقصة إبراهيم مع ذلك الملك الطاغية ضربت مثلا لرد فعل الكافرين الظالمين حينما تستيقن أنفسهم البينة.
ثم بعد ذلك يقول تعالى : أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى ( يحيي) هذه الله بعد (موتها) (فأماته) الله مائة عام ثم (بعثه).....).
هذه الآية ضربها الله للفريق الذي سيؤمن حينما تأتيهم البينة.(1/2689)
ثم يقول الله بعد ذلك : وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف (تحيي الموتى) قال ألم تؤمن قل بلى ولكن ليطمئن قلبي.....واعلم أن الله عزيز حكيم).
هذه الآية ضربت مثلا لنا نحن المسلمين فإبراهيم رمز للمسلمين وأما طلبه لربه أن يريه كيفية إحياء الموتى فهو إيماننا أن الله عزيز حكيم ولكننا نريد أن نرى الكيفية, فمثلا نحن نوقن أن كتاب الله كتاب حكيم ومنا من يقف متدبرا ومفكرا لعله يدرك لماذا جاءت هذه الآية بعد هذه الآية ليس لأنه يشك وإنما ليعلم كيف جاءت الآية في موضعها بالحق،فيهتدي إلى معرفة الحكمة من ذلك, وذلك مثل قول الله لإبراهيم : فخذ أربعة من الطير.... إلى أن يقول : واعلم أن الله عزيز حكيم).
إذن فهذا مثل لرد فعل المسلمين حين يبين الله البينة، فالمسلمون يؤمنون أن الله عزيز حكيم ويتمنون أن يبين الله آياته للناس جميعا، وحينما يحصل ذلك سيعلمون حق اليقين أن الله عزيز حكيم تصديقا لما آمنوا به من قبل.
إذن فهذه الأمثلة الثلاثة لإحياء الموتى ضربها الله لما سيكون من الناس بعد أن تأتيهم الآية الكبرى التي شبهت لما فيها من اليقين بآية إحياء الموتى التي هي في نظر الناس أعظم البينات.
ونفهم من هذه الأمثلة أن الناس سينقسمون إلى فسطاطين،
فسطاط استيقن البينة فكفر وجحد بها ظلما.
وفسطاط مؤمن :منهم من استيقن البينة فآمن، ومنهم من كان مؤمنا قبل مجيء البينة، هؤلاء هم المسلمون الذين ستزيدهم تلك البينة إيمانا ويتحقق ما آمنوا به أن الله عزيز حكيم.
---
أبو علي
11-20-2003, 10:27 AM
توقفت على أول آية من سورة النحل :أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عمايشركون) وتبين لي تفسير آخر يخالف التفسير المتواتر. وقد قيل في تفسير هذه الآية :
يخبر تعالى أنه قد اقتربت الساعة،وعبر بصيغة الماضي الدال على التحقيق، وأما قوله (فلا تستعجلوه: أي لا تستعجلوا العذاب).
ولقد تبين لي هذا التفسير:(1/2690)
( الله سبحانه هو العزيز الحكيم إذا قال قولا فهو منتهى الحق،فإذا قال :أتى أمر الله فيجب أن نؤمن أنه فعلا أتى كما قال، ومن سياق الكلام يمكن أن نعلم ما هو ذلك الأمرالذي أتى،لقد جاءت كلمة :فلا تستعجلوه) بعد ( أتى أمر الله).
والخطاب ( فلا تستعجلوه) لمن؟ أيخاطب الله الكافرين؟ وهل الكافرون يستجيبون لأمر الله إذا أمرهم!!؟ كلا.
لا يخاطب الله إلا المؤمنين به، وإذا خاطب الله الكافرين فلا يكون الخطاب مباشرا بل بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول : قل يا أيها الكافرون... قل يا أهل الكتاب... وإذا خاطب الله الناس فإنه يقول : يأيها الناس.
إذن فالخطاب هنا للمؤمنين .يخاطبهم قائلا : فلا تستعجلوه.
والمؤمنون لا يستعجلون إلا شيئا محبوبا إلى النفس،
فما هو ذلك الأمر المحبوب الذي أتى بالفعل والمؤمنون يستعجلونه؟ أهو النصر؟ النصر شيء محبوب ولكن إن كان قد أتى في الماضي فقد تم وشهده المؤمنون وبالتالي لا يمكن أن يقول فلا تستعجلوه، إذن إنه شيء آخر محبوب قد أتى بالفعل ولكن لم يكن قد تحقق في زمن المعنيين بالخطاب.
من أين لنا أن نعلم ذلك الأمر الذي أتى؟
من آخر كلمة سبقت مطلع سورة النحل، آخر كلمة في سورة الحجر التي سبقت النحل هي ( اليقين )، ولا شك أن المؤمنين يستعجلون أن يبين الله آياته للناس فيستيقنوها ويدخل الإسلام كل بيت وبذلك تنعم الأرض بالسلام ويصبح الناس إخوة ، أليس ذلك ما نستعجل حصوله؟
لقد جاء ذلك اليقين منذ أزيد من 14 قرن، وسيبينه الله للناس في الوقت الذي يريده ، ونحن المسلمين نتمنى أن يأتي ذلك اليقين إلى الناس فيدركون أن الإسلام هو دين الحق.
---
أبو علي
11-20-2003, 10:31 AM
حينما أقرأ سورة الفيل : بسم الله الرحمن الرحيم ، ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل .....) أقرن بينها وبين الحدث العظيم الذي جاء بعدها ألا وهو ( مجيء الهدى = الإسلام)(1/2691)
يتبين لي أن الحدث الأول (أصحاب الفيل) والحدث الثاني ( بعثة الإسلام) لكل منهما هدفا مضادا للآخر).
الحدث الأول (أصحاب الفيل) كان يريد بهدمه لبيت الله إطفاء نور الله وأن يعم الظلام.
والحدث الثاني( الإسلام) جاء ليتم النور ، ليكمل النور،
يتطابق هذا مع قوله تعالى : يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).
إذن لكل حدث سبب ، وسبب إرسال النور أن قوما كانوا يريدون أإطفاءه .
قول الله هذا يذكر مرة أخرى في سورة الصف مع اختلاف بسيط في استبدال بعض الحروف وبعض الكلمات. مما يدل أن التاريخ سيعيد نفسه مرة أخرى في المستقبل، ونصر الله سيتحقق ويظهر على الدين كله حينما يريد أعداءه أن يطفؤوا نور الله، انظروا إلى زمننا هل ما يحدث الآن شبيه بفعل أصحاب الفيل؟ إن كانت أحداث اليوم يراد بها إطفاء نور الله فاعلموا أن الله سيتم نوره بنصر جديد وفتح مبين.
والنصر يتم بإحدى الحسنيين : بقوة القهر أو قوة الحجة،
في آية سورة التوبة تم النصر بقوة القهر بقرينة ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره).
وفي آية سورة الصف والله متم نوره)، مما يدل أن النصر سيتحقق
بقوة الحجة والبرهان.
وفي آية سورة الصف : يريدون ( ل) يطفئوا, اللام تضمر المكيدة فكأن هؤلاء ظاهرهم مختلف عن باطنهم، يظهرون نية ويضمروا نية سيئة، يظهرون : تحرير الإنسان والديمقراطية,,, ويضمروا أنهم يريدون القضاء على كل ما من شأنه أن يهدد حضارتهم)، اللام في:ليطفئوا) لام سببية،
أما أبرهة فكان هدفه واضحا لذلك عبر ت عنه آية سورة التوبة ب (أن) يطفئوا) .
ومن العجيب أن القوم الذين يريدون ( ل) يطفئوا نور الله يتشابهون مع أصحاب الفيل ، فهؤلاء المعاصرون لنا شعار حزبهم هو الفيل.
---
أبو علي
11-20-2003, 10:35 AM
الحمد لله رب العالمين
العلم هو الإدراك والمعرفة، فهو أهم الرحمات وأعظمها،(1/2692)
وبالعلم فضل الله الجنس البشري على كثير ممن خلق، والعلم شرط للتكليف ، فمن لم يستو إدراكه يعفى من التكليف. والأدوات التي نحصل بها العلم هي : السمع والأبصار والأفئدة ، وهي التي يمتن الله بها علينا ,كلما جاء ذكرها في القرآن إلا وقال بعدها : (لعلكم تشكرون) ، قليلا ما تشكرون، وذلك لأن الله يمتن بقمة النعم.
بالعلم نعرف الحق من الباطل،والهدى من الضلال، والصواب من الخطأ، فمن أدرك الهدى وآمن به فكأنه استفاد من وسائل الإدراك (السمع والأبصار والفؤاد) وأحسن استعمالها، فهذا يزيده الله من فضله، ومن جنس ما فضل الله
به الجنس البشري على كثير ممن خلق يفضله به عن كثير من بني جنسه.ويتجلى ذلك في قوله تعالى : ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين، إذن فالحكمة والعلم جزاء المحسنين.
أما الذي أدرك هدى الله واستيقنته نفسه ولم يتبعه واتبع هواه فإنه بذلك لم يرد أن يستفد من وسائل الإدراك ،ولم يعرها أية قيمة، فمادام أساء استعمالها ولم يقدرها حق قدرها فلا داعي أن يبقي الله له هذه النعمة العظيمة بل يختم الله على قلبه وسمعه ويجعل على بصره غشاوة.
ونلاحظ عظمة نعمة العلم في قوله تعالى : إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم).لقد أضاف الله إسمه (الأكرم) إلى (ربك) لأن الذي يمن بأعظم نعمة لا يعتبر كريما فقط بل أكرم الكرماء.
العلم هو أساس كل نجاح في أي مجال من مجالات الحياة، وكل فشل في أي شيء ناتج عن سوء تقدير ونقص في الإدراك والعلم.(1/2693)
إذن كل نجاح في الحياة مرده إلى العلم، فالغني بالمال لم يصل إلى ما وصل إليه من غنى إلا لأنه ذو علم بأمور بالتجارة ودراية بأسباب الربح.وإذا كان المال يكسب صاحبه النفوذ فإن الفضل في كسب النفود يعود إلى العلم. ونحن نلمس ذلك اليوم في أقوى دولة في العالم ، فهي بعلم التكنولوجيا وعلم التجارة صارت أغنى دولة في العالم، وبالمال اكتسبت النفوذ ووظفت الأموال في بناء قوتها لتعزيز نفوذها، فدخلها من الضرائب والموارد يصل إلى 3000 بليون دولار.
وكنا نأمل أن يكتسب الإنسان الحكمة من العلم إلا أنه رغم رقيه في الحضارة لا زال يطبق قانون الغاب ولم يرتق إلى درجة أكثر من مستوى وحوش الغابة، فأنشأ مجلسا للأمن الدولي لصناعة القرار العالمي وإصدار الأحكام، وجعل عضويته الدائمة للدول الأقوى تسلحا في العالم، وأقوى هذه الدول الخمس هي التي تسمح بتمرير الأحكام أو رفضها، أليس حكم القوي هو قانون الغاب!!؟
القوي قد يكون غالبا(عزيزا) في ميدان ونوعية القوة التي يتمتع بها ، ولكن القوي لا يمكن أن يكون حكما، فالله تعالى لم يصف القوي بالحكيم وإنما وصفه بالعزيز فقال (قوي عزيز) ). وأما الحكم العادل فهو الذي يصدر ممن هو عليم بأحوال الناس ، ولذلك يوصف العليم بالحكيم ،والحكيم بالعليم.
إن أول ما يتبادر إلا أذهاننا- ونحن نقرأ الآيات الخمس الأولى من سورة العلق- أن الإنسان سيعلمه الله العلم وسيعم العالم النور ويصبح الناس إخوانا يعيشون في سلام ورقي حضاري وسيوظف الإنسان العلم في مجال التنمية لترفيه الحياة البشرية...
هذه الأماني والأحلام الوردية هي التي تأتي إلى بالنا عند قراءتنا للآيات الخمس من سورة العلق، لكن الله سبحانه يضرب عن كل هذه الخواطر في قوله بعد ذلك : كلا إن الإنسان ليطغى. فكلمة (كلا) لا تأتي ابتداء في الكلام وإنما تأتي لتضرب عن كلام سابق، فهي حرف استدراك، والكلام الذي أضربت عنه هو تلك الخواطر.(1/2694)
وها نحن نرى اليوم أن الذين علمهم الله ما لم يعلموا هم الذين طغوا لما استغنوا بعلمهم، والدولة التي أوتيت النصيب الأكبر من العلم والتي بالعلم كسبت المال والنفوذ العالمي لم تحسن كما أحسن الله إليها،فاحتكرت التكنولوجيا وتبدل أقصى جهودها في سبيل الحفاظ على تفوقها، وسخرت ما أوتيت من علم في بناء قوتها لتجعل من نفسها أكبر قوة في العالم، وسمحت لنفسها بصناعة كل أسلحة الدمار الشامل بينما منعته عن غيرها لكي تبقى هي الأقوى والأعلى، وتريد أن تشرع للعالم نظاما عالميا جديدا موافقا لهواها.
أليس هذا تصديقا لقوله تعالى : كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى؟
ها نحن رأينا فرعون يبعث من جديد وكأن التاريخ يعيد نفسه، بل هذه المرة يعود بطغيان أكبر من الأول.
هذه المرة علا في الأرض كلها وليس في أرض مصر فقط كما حصل في المرة الأولى، وجعل أهل الأرض شيعا، من ليس معه فهو عدوه. وبات يراقب سكان العالم ويتجسس عليهم بأقماره المنتشرة في السماء، وكل قرار في مجلس ال لا أمن لا ينفذ إلا إذا جاء موافقا لهواه، لقد جعل من نفسه إلها في الأرض يشرع للناس القوانين من عنده، والويل لمن عصاه وتمرد عليه.
إذن ها هو فرعون يعود بفساد أكبر وأوسع من فساده الأول. فهل يأخذه الله نكال المرة الآخرة كما أخذه نكال المرة الأولى؟
أم ينذره ويريه الآية الكبرى كما أراه إياها المرة الأولى؟
بما أن الله عزيز حكيم ولا تتغير ولا تتحول سنته فإننا نرى أنه سيعامله مثلما عامله في المرة الأولى، وسيبين له آية الإسلام الكبرى لعله يذكر أو يخشى وبذلك يكون قد أقام عليه الحجة.
---
أبو علي
11-20-2003, 10:38 AM
مما سبق يتضح لنا أن آيات الله يعقلها العالمون، فلو أنني حكبت
ما كتبت لرجل غير متعلم لا يقرأ ولا يكتب هل بإمكانه أن يفهم شيئا مما ذكرت؟ بالطبع لن يفهم شيئا إلا إذا تعلم بالقلم القراءة والكتابة.(1/2695)
إذن كان من الحكمة أن يعلم الله الإنسان ما لم يعلم ليدرك بالعلم البينات. وكان من الحكمة أن ينبه ا لله على ذلك في أول ما أنزل من الوحي، ففي عرفنا نحن البشر إذا كلفت أحدا بمهمة فإنك لا تكلف إلا من ترى فيه الكفاءة لإنجاز المهمة ، فإذا توفرت فيه الشروط تسلمه
الكاتالوج أو التصاميم ليقرأها ويتبع تعليماتها.
كذلك أنزل الله كتابا محكما ، آياته من جنس الحكمة، فكان من الحكمة أن يعلم الله رسوله الحكمة التي تؤهله لفهم الكتاب ومراد كلام الله.
ولقد جئت عند قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون).
والسؤال الذي يأتي إلى الأذهان هو : كيف يدرك هؤلاء الذين يعلمون أنه تنزيل من الرحمن الرحيم إذا لم يبين الله لهم ذلك!؟
فكان من الحكمة أن يجيبنا الله على هذا التساؤل ويقول في نفس السورة قبل أن يختمها : سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى بتبين لهم أنه الحق....).
والحق أن أحكم مثل يضرب لهدى الله يجب أن يضربه للإنسان في نفسه وفي الآفاق.
---
أبو علي
11-20-2003, 10:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل متابعة الكلام عن آية الإسلام لا بد من العودة إلى التفكر في رسالة
النبي عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
من الحكمة أن تكون طبيعة الرسول الذي يؤتيه الله معجزات عظيمة كإحياء الموتى... من جنس هذه المعجزات.
إذن فكان من الحكمة أن يولد المسيح بدون أب، وذلك يناسب آية إحياء
الموتى. بل إن آية المسيح في نفسه أعظم من آية إحياء الموتى.
لأن كلمة الله ألقيت إلى أمه دون أن يكون شيئا مذكورا، لم يكن نطفة ثم علقة كأي إنسان ثم ينفخ فيها الروح، نفخت الروح في مريم فصارت إنسانا إسمه عيسى، بينما آية إحياء الموتى التي أوتيها عيسى هي إعادة الروح لجسم كانت فيه قبل ذلك.
فآي الآيتين أعجب ؟ آية المسيح في نفسه أم آية إحياء الموتى؟(1/2696)
لا شك أنها آية المسيح في نفسه، فالذي ينكر البعث لو أنه تفكر في نفسه وكيف أنه لم يكن شيئا مذكورا ثم صار إنسانا من جسد وروح، لو تفكر في هذا لما أنكر البعث، ولذلك حينما يوجه الله السؤال للإنسان : أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى؟ فالمؤمن يقول : بلى إن الله قادر على إحياء الموتى. أما الذي عنده شك فيذكره الله بهذا السؤال :
هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟
كلنا لم نكن شيئا مذكورا ، والمسيح عليه السلام هو أكثر من تتجلى فيه ( لم يكن شيئا مذكورا) وذلك لطبيعة المهمة التي أسندت إليه.
والحكمة تتطلب أن تتوافق آيته في نفسه ( الطريقة التي جاء بها إلى الحياة) مع المعجزة التي أيده الله بها ( إحياء الموتى...).
آية المسيح في نفسه وآياته التي أيده الله بها : خلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وإحياؤه الموتى بإذن الله ...
كل ذلك يزيل الشك من قلوب الذين لا يؤمنون بالساعة. إذن فالمسيح بآيته في نفسه وآياته التي أوتيها دليل وعلامة على أن الساعة حق،
ولذلك يقول تعالى : وإنه لعلم للساعة أي أن كل من يشكك في الساعة لو تذكر آية المسيح في نفسه والآيات التي أوتيها لعلم أن الساعة حق.
رسالة المسيح عليه السلام بما فيها من بينات هي رسالة لمنكري اليوم الآخر فجاءت لتعطي اليقين أن الله يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.
ورسالة الإسلام جاءت لتبين أن الله هو الحق، والحق هو الصواب، ولا يكون الحق حقا إلا إذا وضع في موضعه الذي يجب أن يكون عليه، ولا يضع الشيء في موضعه إلا من له الكمال في الحكمة، وكيف يعلم الإنسان الحق من الباطل والصواب من الخطأ إذا لم يعلمه الله العلم الذي يدرك به أن الله هو الحق ، وأنه عزيز حكيم وضع كل شيء في موضعه الذي يجب أن يكون عليه؟
إذن لكي يدرك الإنسان أن الله هو الحق لابد أن يعلمه الله مالم يعلم.(1/2697)
إذا كانت الحكمة تقتضي أن تكون طريقة مجيء المسيح إلى الحياة متناسبة مع طبيعة الآيات التي أوتيها، فكذلك الشأن يكون في رسالة الإسلام، رسالة الإسلام آياتها من جنس الحكمة، إذن فلا بد أن محمدا رسول الله تتجلى الحكمة في الطريقة التي جاء بها إلى الحياة الدنيا.
إنها آية أعجب وأعظم يقينا من آية عيسى في نفسه.
تذكروا جيدا أن الله ما نسخ آية المسيح بآية الإسلام إلا لأن آية الإسلام خير منها في اليقين أو على الأقل مثلها.
فهل سنعلم في الأيام المقبلة تلك الآية؟
---
أبو علي
11-20-2003, 10:46 AM
قلت إن أول ما نزل من القرآن هو قوله تعالى : إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.
و قال الله بعد ذلك : كلا إن الإنسان ليطغى.... إلى آخر السورة.
هاهو قول الله (كلا إن الإنسان ليطغى) قد تحقق ، فالإنسان الذي أوتي النصيب الأكبر من العلم هو الذي طغى بعد أن رآى نفسه قد استغنى.
هاهو قد جعل الناس شيعا، من ليس معه فهو ضده، يذيق العذاب كل من لم يتبعه بالحرب أو الحصار.
فهل يترك الله الطغاة يفسدون في الأرض ؟
كلا. سنة الله لا تتغير منذ خلق الكون، كل الذين طغوا أهلكهم الله,
ولذلك لا بد أن ينزل الله رحمته التي ينجي بها المستضعفين من ظلم الطاغية، وأنسب زمن لتنزيل تلك الرحمة هو شهر الرحمة رمضان،
وأنسب ليلة من رمضان ينزل الله فيها تلك الرحمة هي ليلة القدر، لتكون آية للمؤمنين، فهم المستضعفون المعنيون بتلك الرحمة.
قال الله بعد سورة العلق : بسم الله الرحمن الرحيم : إنا أنزلناه في ليلة القدر....).
نحن المسلمون نعلم أن ما أنزله الله في ليلة القدر هو القرآن، لكن الله
يجعل الضمير في (أنزلناه) يعني أية رحمة ، أي خير، فإذا كان الضمير (ه) يعني القرآن الذي أنزل قبل 1400 سنة، فماذا عساه أن يكون في هذه المناسبة؟(1/2698)
لنعد إلى القرآن نفسه لنرى ماذا يمكن ينزل الله من رحمات أخرى في لي ليلة القدر.
قال تعالى : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
يتبين لنا في الآية عطف بالواو مما يعني أن شهر رمضان أنزل فيه :
1) القرآن هدى للناس.
و
2)بينات من الهدى والفرقان.
وبهذا نعلم أن الرحمة التي سينزلها لينصر الله به عباده المؤمنين هي بيان الهدى، وعندنا شواهد من القرآن أن الله لا يهلك الطغاة إلا بعدما يبين الله لهم آياته لعلهم يذكروا أو يخشوا. ففرعون أراه الله الآية الكبرى وثمود وغيرهم، كذلك فإن طاغية هذا الزمان لم تستيقن نفسه
أن الإسلام حق وأن محمدا رسول الله، إذن فلا يهلكه الله بعذاب من عنده حتى يريه ويبين الله له آياته فيستيقن أن الإسلام وأن محمد رسول الله، فإن آمن آمنه الله من خوف، وإن جحدها ظلما بعدما استيقنتها نفسه فاعلموا أن هلاكه بات متوقعا .
ولقد جاءت بعد سورة القدر سورة تسمى سورة البينة مما يعني أن الضمير في ( أنزلناه) هو البينة (بينات من الهدى والفرقان) وهي سورة تقص علينا ما سيكون من أخبارهم بعد أن تأتيهم البينة،
سيتفرق أهل الكتاب والمشركون إلى فريق مؤمن و فريق جاحد
---
أبو علي
11-20-2003, 10:53 AM
في المرة القادمة سأتكلم عن آيات الله في الأنفس وفي الآفاق .
والسلام عليكم ورحمة الله
---
أبو علي
11-25-2003, 11:01 AM
كل عام وأنتم بخير .
مبارك عليكم العيد.
ماهو رأيكم ، هل هو موضوع يستحق المتابعة؟
سأعود لإكماله متى سمح الوقت بذلك.
---
(1/2699)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير ابن جزي ( التسهيل لعلوم التنزيل ) مفهرس للشاملة
---
تفسير ابن جزي ( التسهيل لعلوم التنزيل ) مفهرس للشاملة
---
مسك
04-01-2006, 02:45 PM
اسم الكتاب : تفسير ابن جزي ( التسهيل لعلوم التنزيل )
اسم المؤلف : ابن جزي الكلبي
نبذة عن الكتاب :
الكتاب يتعلق بتفسير القرآن العظيم وسائر ما يتعلق به من العلوم وقد سلك المؤلف فيه مسلكا نافعا إذ جعله وجيزا جامعا قصد به أربع مقاصد تتضمن أربع فوائد:
الفائدة الأولى :جمع كثير من العلم في كتاب صغير الحجم تسهيلا على الطالبين وتقريبا على الراغبين فلقد احتوى هذا الكتاب على ما تضمنته الدواوين الطويلة من العلم ولكن بعد تلخيصها وتمحيصها وتنقيح فصولها وحذف حشوها وفضولها ولقد أودعه من كل فن من فنون علم القرآن اللباب المرغوب فيه دون القشر المرغوب عنه من غير إفراط ولا تفريط ثم إنه عزم على إيجاز العبارة وإفراط الاختصار وترك التطويل والتكرار
الفائدة الثانية: ذكر نكت عجيبة وفوائد غريبة قلما توجد في كتاب وهي مما أخذها عن شيوخه رضي الله عنهم أو مما التقطه من مستظرفات النوادر الواقعة في غرائب الدفاتر
الفائدة الثالثة: إيضاح المشكلات إما بحل العقد المقفلات وإما بحسن العبارة ورفع الاحتمالات وبيان المجملات
الفائدة الرابعة: تحقيق أقوال المفسرين السقيم منها والصحيح وتمييز الراجح من المرجوح
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=258345#post258345
---
القعقاع محمد
07-11-2006, 01:13 PM
جزاك الله خيراً
---
(1/2700)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > ماسنجر الياهو 7.5.0.814 (معرب)
---
ماسنجر الياهو 7.5.0.814 (معرب)
---
سامي عبدالعزيز
06-01-2006, 07:16 PM
http://download.yahoo.com:80/dl/msgr75/us/ymsgr750_814_us.exe
رابط التعريب
http://www.uploading.com/?get=8ZBIFZVJ
---
أبو صفوت
06-03-2006, 05:43 AM
الأخ الفاضل سامي
لقد أنزلت البرنامج ولكن رابط التعريب الذي وضعته لا أستطيع التعامل معه فقد فتح لي صفحة فيها عدة روابط ولا أدري أي رابط منها هو المراد
---
سامي عبدالعزيز
06-03-2006, 08:03 PM
http://www.4freeimagehost.com/uploads/d12fea597c22.png
...........
http://www.4freeimagehost.com/uploads/18d30b4c764e.png
---
أبو صفوت
06-05-2006, 01:56 PM
جزاك الله خيرا
وقد فعلت ما أشرتم إليه وأنزلت الملف وقمت بتثبيته وأعدت تشغيل الجهاز والياهو مصر أن لا يتحول إلى عربي
---
(1/2701)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > استفسار حول الاعجاز في السنة
---
استفسار حول الاعجاز في السنة
---
د.عبد الله الجيوسي
12-05-2005, 10:09 AM
سؤال حول الإعجاز العلمي في السنة النبوية
هل من يدلنا على بحوث الندوة العلمية التي عقدت حول السنة وكان من بينها مجموعة من البحوث حول الاعجاز في السنة، ومنها ( تجربتي مع الاعجاوز العلمي في السنة) ارجو اذا كان هناك مكان يمكن تنزيل بحوث الندوة منه الا يبخل علينا بذكره
---
(1/2702)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل أهم المتون العلمية
---
حمل أهم المتون العلمية
---
فارس النهار
06-30-2003, 08:05 PM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
لما كان طلب العلم من أشرف ما اشتغل به المشتغلون ، وكان الوصول إلى تحصيله مما شمر إليه الجادون ، ظهرت أهمية الكلام على طرائق تحصيله لئلا تفنى الأعمار دون الوصول إليه ولئلا ينقطع مريده بعد أن ظل زمنا طويلا يصبو إليه .
وإنك إذا استعرضت كلام أهل العلم الذين يعتنون بالكلام عن العلم وآداب تحصيله ، تجد أنه لابد لك من شرط أساسيين للوصول إلى هذا العلم المأمول :
1- إخلاص النية والقصد .
2- سلوك الطريق الصحيح في تحصيل هذا العلم .
وموضوع هذه الرسالة إنما يتعلق بجزئية واحدة من الشرط الثاني المذكور آنفا ، وهو قضية " المتون العلمية " ولن أسهب في الكلام عن أهميتها بل وربما حتميتها ، فقد كفاني الكتاب الذي سأهديك إياه في آخر الرسالة هذا الكلام .
وإنما سأذكر لك – أخي- روابط يمكنك منها الوصول إلى أهم المتون في معظم الفنون ، بحيث يمكنك تحميلها على جهازك وطباعتها بعد ذلك .
- والأن سأبدأ في عرضها :
( إضغط على كلمة اضغط هنا لتحميل المتن )
* أصول التفسير :
1- " مقدمة في أصول التفسير " لشيخ الإسلام ابن تيمية. إضغط هنا (http://kotob.hypermart.net/moqadiamh.htm)
* علم التجويد :
2- " تحفة الأطفال للشيخ سليمان الجمزوري.إضغط هنا (http://www.tadjweed.com/tu7fah.htm)
3- " الجزرية ".إضغط هنا (http://www.tadjweed.com/jazariyyah.htm)
4- " الشاطبية ".إضغط هنا (http://www.tadjweed.com/Text/Shatib.doc)
* علم العقيدة :
5- "الأصول الثلاثة والقواعد الأربع " لمحمد بن عبد الوهاب. إضغط هنا (http://www.kalemat.org/print.php?aid=128)(1/2703)
6- " كشف الشبهات " لمحمد بن عبد الوهاب. إضغط هنا (http://www.kalemat.org/print.php?aid=20)
7- " كتاب التوحيد " لمحمد بن عبد الوهاب. إضغط هنا (http://www.taimiah.org/Docs/t-wh.zip)
8- " لمعة الاعتقاد " لابن قدامة المقدسي. إضغط هنا (http://www.taimiah.org/Docs/Lomaa.zip)
9- " العقيدة الواسطية " لشيخ الاسلام ابن تيمية. إضغط هنا (http://www.taimiah.org/Docs/aqw.zip)
10- منظومة " سلم الوصول إلى علم الأصول .إضغط هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?postid=19912)
11- " العقيدة الطحاوية " للامام الطحاوي. إضغط هنا (http://www.taimiah.org/Docs/aqt.zip)
* علم الفقه :
أما علم الفقه فهذان متنان من متون الفقه : من منتدى أهل الحديث (http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?threadid=8116&highlight=%C3%C8%ED+%D4%CC%C7%DA)
24- متن " دليل الطالب لنيل المطالب " ( فقه حنبلي )إضغط هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb//attachment.php?postid=39502)
25- متن " أبي شجاع " ( فقه شافعي ) إضغط هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb//attachment.php?postid=40277)
ويمكنك أيضا تصفح بعض الكتب الفقهية على المذاهب الأربعة من خلال هذا الرابط : إضغط هنا (http://islamweb.net/pls/iweb/library.showSubCat1?SUBJNO=210&L=)
* علم مصطلح الحديث :
12- " نخبة الفكر " لابن حجر العسقلاني. إضغط هنا (http://www.taimiah.org/Docs/nokhba.zip)
13- " الموقظة " للذهبي. إضغط هنا (http://www.taimiah.org/Docs/moq.zip)
14- " البيقونية " للإمام البيقوني. إضغط هنا (http://www.ibn-jebreen.com/books/frame_03.htm)
* متون الحديث :
15- الأربعون النووية " للإمام النووي إضغط هنا (http://salafiya03.free.fr/40_ahadith.doc)
16-" عمدة الأحكام " للإمام عبد الغني المقدسي إضغط هنا (http://www.daralsunna.com/images/Symble_Zip.jpg)(1/2704)
17- " بلوغ المرام من أدلة الأحكام " لابن حجر العسقلاني. إضغط هنا (http://www.taimiah.org/Docs/mra.zip)
* أصول الفقه وقواعده :
18- " الورقات " لإمام الحرمين الجويني. إضغط هنا (http://www.al-razi.net/pages/warkaat.htm)
19- " منظومة القواعد الفقهية " للسعدي. إضغط هنا (http://www.taimiah.org/Docs/qwaed.zip)
20- " رسالة لطيفة في أصول الفقه " للسعدي. إضغط هنا (http://www.taimiah.org/Docs/rsala.zip)
* متون الفرائض :
21- " الرحبية " لموفق الدين الرحبي. إضغط هنا (http://www.aaraa.jeeran.com/islamic/kotob/figh-mwareeth-rahbiyah.htm)
* متون النحو :
22- " الآجرومية " لأبي عبد الله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي إضغط هنا (http://www.taimiah.org/Docs/agro.zip)
23- " مختصر قواعد الاعراب " لابن هشام. إضغط هنا (http://www.taimiah.org/Docs/nkta.zip)
ثم إني متحفك – أخي طالب العلم الجاد – كما وعدتك في البداية بهذا الكتاب الذي لاأظن أنه قد سبق إلي مثله في هذا الباب ، وهو كتاب " الدليل إلى المتون العلمية " تأليف فضيلة الشيخ عبد العبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم
والذي مما قال في مقدمة هذا الكتاب :
" .. فإن طلب العلم الشرعي من أفضل الأعمال التي يتقرب العبد بها إلى الله سبحانه وتعالى ، ولما كان الطالب لهذا العلم بحاجة إلى معرفة الأصول التي يضمن بها الوصول ،وإلى معرفة المتون التي يحفظها يحوز الفنون ؛ أحببت أن أكتب في بيان العلوم الشرعية ، والعلوم المساعدة لها، والمتون الخاصة بكل فن، حسب التدرج فيه، مع ذكر ماتيسر من شروحها، وحواشيها، وتخريج أحاديثها، وبيان لغتها، والكتب المتعلقة بها، لتكون زاداً لطالب العلم، ومساراً يسير عليه في طلبه للعلم الشرعي .. "
وهذا الكتاب يمكنك الحصول عليه من منتدى أهل الحديث - بارك الله في أهله .إضغط هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/books/qaseem-1.zip)(1/2705)
هذا ما لدي ، وأسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم .
أخوكم فارس النهار.
---
عبدالرحمن الشهري
07-01-2003, 12:50 PM
وفقك الله أخي فارس وجزاك خيراً على دلالتك على الخير بطريقة منظمة مرتبة. وأرجو منك التواصل معنا بهذه الطريقة المتميزة.
---
فارس النهار
07-16-2003, 06:07 PM
وفقن الله وإياكم وبارك فيكم ..
--------------------
تنبيه : بخصوص متني الطحاوية ولمعة الاعتقاد ..
قد وجدت بعض الانتقادات من أهل العلم بخصوص بعض المسائل في هذين الكتابين ، ولذا فإني أحيلك على الآتي :
1- تعليقات العلامة / ابن باز على العقيدة الطحاوية .
2- شرح لمعة الاعتقاد للشيخ / صالح ال شيخ .
إن أردت الحصول عليهما : إضغط هنا (http://www.almanhaj.com/vb/attachment.php?s=&postid=1851
)
---
(1/2706)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إعلان عن مؤتمر(السنة النبوية في الدراسات المعاصرة) بجامعة اليرموك
---
إعلان عن مؤتمر(السنة النبوية في الدراسات المعاصرة) بجامعة اليرموك
---
د.عبد الله الجيوسي
04-18-2006, 04:06 PM
الأخوة الكرام
نود إعلامكم بالخبر الآتي
اعلنت كلية الشريعة في جامعة اليرموك عن عقد مؤتمر بعنوان
السنة النبوية في الدراسات المعاصرة
وذلك في
16-17 شوال 1427هـ
الموافق: 8-9/ 11/ 2006م
وإتماما للفائدة فإني سأذكر لكم محاور المؤتمر:
الاول: أثر السنة النبوية في العلوم الأخرى: حيث تناقش تحت هذا المحور المسائل التالية:
1- أثر السنة النبوية في التقعيد الفقهي
2- أثر السنة في نشأة المدارس الأصولية.
3- أثر السنة في توجيه العلوم التربوية والاجتماعية.
4- أثر السنة في المكتشفات الطبية الحديثة.
المحور الثاني: السنة النبوية في مناهج المؤسسات التعليمية: ويحوي
1- السنة النبوية في مناهج كليات الشريعة ( مرحلة البكالوريوس)
2- السنة النبوية في مناهج كليات الشريعة ( مرحلة الدراسات العليا)
3- السنة النبوية في مناهج التعليم الجامعي العام
المحور الثالث: السنة النبوية ( الواقع والتطلعات)
1- واقع السنة النبوية في المناهج المدرسية وكيفية تطويرها.
2- توظيف السنة النبوية في : أ - بناء الشخصية.
ب- التنمية السياسية.
ج العلاقات العامة بين المسلمين وغيرهم
المحور الرابع: نحو موسوعة حديثية شاملة:
1- واقع المؤسسات الحديثية
المشكلات التي تواجهها
3- سبل تطويرها.
اخر موعد لقبول كامل البحث 31- 8 2006
هذا ما تمكنت من الحصول عليه من كليتي ، ونحن على استعداد للاجابة عن اي استسار بهذا الشان
---
(1/2707)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة
---
الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة
---
خلف الجبوري
03-28-2006, 01:13 PM
ماذا تعرف عن الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن بجدة وإصداراتها ؟ وما موقعها على الانترنيت ؟
---
(1/2708)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل
---
يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل
---
أحمد أبوعبدالرحمن
05-26-2003, 06:50 AM
رجعت لأكثر من تفسير لهذه الآية الكريمة بناءا على سؤال معلم تربية فنية وكأنه يتحجج بهذه الآية.
والذي خلصت إليه أن التماثيل كانت جائزة في شريعتهم مع حرمتها في شريعتنا.
لكن: أليس النهي عن صنع التماثيل يتعلق بجانب العقيدة والتوحيد؟
والأمور العقدية هل تتغير بتغير الشرائع ؟
الذي أعرفه أن الذي قد يتغير أمور العبادات ، لا العقائد ووسائل الشرك!!
---
أبومجاهدالعبيدي
05-27-2003, 12:12 AM
بسم الله
الأخ الكريم أحمد
ما ذكرته عن المفسرين صحيح ، فأكثرهم على أن الثماثيل كانت مباحة لمن قبلنا إذا لم تكن للعبادة ، وإلا فإنه قد جاء في القرآن إنكار الخليل إبراهيم عليه السلام على قومه اتخاذهم الثماثيل في قوله ك ( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ) .
فالحاصل أن التماثيل في شرع من قبلنا مباحة إذا لم تكن متخذة للعبادة .
وأما قولك : لكن: أليس النهي عن صنع التماثيل يتعلق بجانب العقيدة والتوحيد؟
والأمور العقدية هل تتغير بتغير الشرائع ؟
فالجواب : أن النهي عن التصاوير في شريعتنا نهي عنه سداً للذريعة ، فهو ليس من أصول مسائل العقيدة التي اتفقت عليها الشرائع ، ومعلوم أن هناك مسائل كانت مباحة في شرائع من قبلنا مع تعلقها بالعقيدة ، كالسجود للمخلوقين وغير ذلك .
وقد فصل محمد علي الصابوني الكلام في هذه المسألة في كتابه القيّم : روائع البيان تفسير آيات الأحكام من القرآن 2/ 379-392 وذكر هناك ما هو جدير بالقراءة ، فلينظر
---
أحمد أبوعبدالرحمن
05-27-2003, 06:00 AM
الأخ الكبير أبو مجاهد
جزاكم الله خيرا
فعلا رعاك الله أزلت الإشكال الذي كان عندي
وشكرا لك
أخوط طويلب العلم المستفيد
---(1/2709)
أحمد القصير
05-27-2003, 02:17 PM
يشكل على القول بأن ذلك كان مباحا في شرع من قبلنا أمران :
الأول : أن هذه الآية واردة في شأن سليمان عليه السلام ، ومعلوم أن سليمان من ذرية إبراهيم عليهما السلام ، قال تعالى : { ومن ذريته دواد وسليمان .... } وقد جاء في القرآن الكريم إنكار إبراهيم عليه السلام لوجود التماثيل في قوله تعالى : { ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون } فكيف يكون محرما في شريعة إبراهيم ومباحا في شريعة سليمان عليهما السلام وهو متأخر عنه ؟
الأمر الثاني : أنه ثبت في الصحيحين من حديث عائشة في قصة الكنيسة التي كانت بأرض الحبشة وما فيها من التصاوير وأنه صلى الله عليه وسلم قال : « كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصورة أولئك شرار الخلق عند الله » قال الحافظ ابن حجر : فإن ذلك يشعر بأنه لو كان ذلك جائزا في ذلك الشرع ما أطلق عليه صلى الله عليه وسلم أن الذي فعله شر الخلق.
وقد تناول الحافظ ابن حجر هذه المسألة في فتح الباري ( 10 / 395 ) الطبعة السلفية فقال ما نصه : وقد استشكل كون الملائكة لا تدخل المكان الذي فيه التصاوير مع قوله سبحانه وتعالى عند ذكر سليمان عليه السلام { يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل } وقد قال مجاهد كانت صورا من نحاس أخرجه الطبري وقال قتادة كانت من خشب ومن زجاج أخرجه عبد الرزاق والجواب أن ذلك كان جائزا في تلك الشريعة وكانوا يعملون أشكال الأنبياء والصالحين منهم على هيئتهم في العبادة ليتعبدوا كعبادتهم وقد قال أبو العالية لم يكن ذلك في شريعتهم حراما ثم جاء شرعنا بالنهي عنه ويحتمل أن يقال أن التماثيل كانت على صورة النقوش لغير ذوات الأرواح وإذا كان اللفظ محتملا لم يتعين الحمل على المعنى المشكل .أ . هـ
---
د.أبو بكر خليل
10-30-2005, 02:12 AM
إخواني الأحبة في الله(1/2710)
تهنئة طيبة - مسبقة و مقدمة - بقرب حلول عيد الفطر المبارك ، أعاده الله عليكم و علينا و على المسلمين في كل مكان بالخير و النصر بفضله تعالى ، و هذا تعقيب سريع على تلك المسألة ، ربما يبسط فيما بعد إن شاء الله تعالى :
- القول بأن صنع التماثيل كان مباحا في شرعهم - بمعنى الصور ذات الأجسام من ذوات الأرواح - قد يعكر عليه ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " أخرجه الإمام البخاري في " صحيحه " ، و هو يشمل الأمم السابقة ، حيث ذكر الأئمة شراح الحديث في الجمع بينه و بين الآية : { ادخلوا آل فرعون أشد العذاب } اشتراك غيرهم معهم فيه ممن جاء ذلك التحريم في شرعهم ،
و لما كان ذلك الحديث على سبيل الإخبار ، فالقول بنسخ تلك الإباحة في شرعنا يعكر عليه ما تقرر من أن " الأخبار " الشرعية لا يدخلها النسخ ،
هذا من ناحية
- كما ان القول بإباحة ذلك الفعل في شرعهم قد يعكر عليه أن ذلك الفعل - عمل التماثيل ، على اختلاف معناها المراد - كان خاصا بسليمان عليه و على نبينا الصلاة و السلام ، أي " خصوصية " له ، و لم يكن عاما لهم في شرعهم ،
و مثله في ذلك ما أخبر به الله تعالى في شأن عيسى بن مريم عليهما السلام حكاية عنه : { أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله } [ آل عمران : 49 ] ، فهو خاص بعيسى عليه السلام أيضا ، و كلاهما كان أمرا خارقا للعادة أو معجزة خاصيين بهما ، و لم يكونا عامين لسائر الناس في شرعيهما ، و هذ1ا أحسب أن لا خلاف فيه في هذه الحيثية ،
و قد يشكل في هذا أان كليهما جاء على سبيل الامتنان عليهما به ، مع كونه قد يبدو ظاهره غير مباح في أصله في كل الشرائع على ما إذا صح ما تقدم(1/2711)
فما القول في ذلك ، أعني : أن لا نسخ فيه ، لكونه لم يكن حكما عاما مباحا في شرعهم ، و إنما كان خاصا للنبيين الكريمين " خصوصية لهما " ، و إلا لم يكن هناك معنى للتميز في حال الاشتراك فيه معه سائر الناس وقتئذ .
و إن كاك نسخا فما وجه الخصوصية ،
و إن كان معنى " التماثيل " في الآية : النقش ، فكذلك يتوجه إليه السؤال المتقدم ؟
* * * هذا ، مع التأكيد و اليقين ان " التماثيل " - بمعنى : الصور ذات الأجسام لذوات الأرواح - حرام بالإجماع في شرعنا الإسلام ، على ما ذكره الإمام الحافظ ابن حجر في كتابه " فتح الباري " حكاية عن الإمام أبي بكر بن العربي
---
أبومجاهدالعبيدي
10-31-2005, 01:09 AM
- بمناسبة الإحالة على ما ذكره أبو بكر ابن العربي - أنقل ما أورده عند ذكره للمسائل التي اشتملت عليها هذه الآية في كتابه أحكام القرآن :(1/2712)
( إن قيل : فكيف شاء عمل الصور المنهي عنها ؟ قلنا : لم يرد أنه كان منهيا عنها في شرعه , بل ورد على ألسنة أهل الكتاب أنه كان أمرا مأذونا فيه , والذي أوجب النهي عنه في شرعنا والله أعلم ما كانت العرب عليه من عبادة الأوثان والأصنام , فكانوا يصورون ويعبدون , فقطع الله الذريعة وحمى الباب . فإن قيل : فقد قال حين ذم الصور وعملها من الصحيح قول النبي عليه السلام : { من صور صورة عذبه الله حتى ينفخ فيها الروح , وليس بنافخ } . وفي رواية : { الذين يشبهون بخلق الله } ; فعلل بغير ما زعمتم . قلنا : نهي عن الصورة , وذكر علة التشبيه بخلق الله , وفيها زيادة علة عبادتها من دون الله , فنبه على أن نفس عملها معصية , فما ظنك بعبادتها , وقد ورد في كتب التفسير شأن يغوث ويعوق ونسرا , وأنهم كانوا أناسا , ثم صوروا بعد موتهم وعبدوا . وقد شاهدت بثغر الإسكندرية إذا مات منهم ميت صوروه من خشب في أحسن صورة , وأجلسوه في موضعه من بيته وكسوه بزته إن كان رجلا وحليتها إن كانت امرأة , وأغلقوا عليه الباب . فإذا أصاب أحدا منهم كرب أو تجدد له مكروه فتح الباب [ عليه ] وجلس عنده يبكي ويناجيه بكان وكان حتى يكسر سورة حزنه بإهراق دموعه , ثم يغلق الباب عليه وينصرف عنه , وإن تمادى بهم الزمان يعبدوها من جملة الأصنام والأوثان , فعلى هذا التأويل إن قلنا : إن شريعة من قبلنا لا تلزمنا فليس ينقل عن ذلك حكم . وإن قلنا : إن شرع من قبلنا شرع لنا فيكون نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور نسخا ...
وإن قلنا : إن الذي كان يصنع له الصور المباحة من غير الحيوان وصورته فشرعنا وشرعه واحد .
وإن قلنا : إن الذي حرم عليه ما كان شخصا لا ما كان رقما في ثوب فقد اختلفت الأحاديث في ذلك اختلافا متباينا بيناه في شرح الحديث , لبابه أن أمهات الأحاديث خمس أمهات :(1/2713)
الأم الأولى: ما روي عن ابن مسعود وابن عباس أن أصحاب الصور يعذبون , أو هم أشد الناس عذابا . وهذا عام في كل صورة .
الأم الثانية : روي عن أبي طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم : { لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة } زاد زيد بن خالد الجهني : { إلا ما كان رقما في ثوب } وفي رواية عن أبي طلحة نحوه , فقلت لعائشة : هل سمعت هذا ؟ فقالت : لا ; وسأحدثكم ; { خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأخذت نمطا فنشرته على الباب , فلما قدم ورأى النمط عرفت الكراهة في وجهه , فجذبه حتى هتكه , وقال : إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين . قالت : فقطعت منه وسادتين وحشوتهما ليفا فلم يعب ذلك علي } .
الأم الثالثة : قالت عائشة : { كان لنا ستر فيه تمثال طائر , وكان الداخل إذا دخل استقبله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حولي هذا فإني كلما رأيته ذكرت الدنيا } .
الأم الرابعة: روي عن عائشة قالت : { دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متسترة بقرام فيه صورة فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه , ثم قال : إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون خلق الله . قالت عائشة : فقطعته , فجعلت منه وسادتين } .
الأم الخامسة: قالت عائشة : { كان لنا ثوب ممدود على سهوة فيها تصاوير , فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليه , ثم قال : أخريه عني , فجعلت منه وسادتين ; فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرتفق بهما } . وفي رواية في حديث النمرقة قالت : { اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها ; فقال : إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة , وإن الملائكة لا يدخلون بيتا فيه صورة } .(1/2714)
قال القاضي : فتبين بهذه الأحاديث أن الصور ممنوعة على العموم , ثم جاء : إلا ما كان رقما في ثوب , فخص من جملة الصور , ثم بقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة في الثوب المصور : أخريه عني ; فإني كلما رأيته ذكرت الدنيا فثبتت الكراهة فيه . ثم بهتك النبي صلى الله عليه وسلم الثوب المصور على عائشة منع منه , ثم بقطعها لها وسادتين حتى تغيرت الصورة وخرجت عن هيئتها بأن جواز ذلك إذا لم تكن الصورة فيه متصلة الهيئة , ولو كانت متصلة الهيئة لم يجز لقولها في النمرقة المصورة : اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها , فمنع منه وتوعد عليه , وتبين بحديث الصلاة إلى الصورة أن ذلك كان جائزا [ في الرقم ] في الثوب , ثم نسخه المنع , فهكذا استقر فيه الأمر . والله أعلم . ) انتهى كلامه
تذييل : جاء في الموسوعة الفقهية : ( التصوير في الديانات السابقة :
قال مجاهد : قوله تعالى في حق سليمان عليه السلام وطاعة الجن له : { يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب } قال : كانت صوراً من نحاس . أخرجه الطبري .
وقال قتادة : كانت من الزجاج والخشب أخرجه عبد الرزاق .(1/2715)
قال ابن حجر : كان ذلك جائزا في شريعتهم , وكانوا يعملون أشكال الأنبياء والصالحين منهم على هيئتهم في العبادة ليتعبدوا كعبادتهم . وقال أبو العالية : لم يكن ذلك في شريعتهم حراما . وقال مثل ذلك الجصاص . قال ابن حجر : ولكن ثبت في الصحيحين { أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رأينها بأرض الحبشة , فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك قوم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا , وصوروا فيه تلك الصور . أولئك شرار الخلق عند الله } . قال : فإن ذلك يشعر بأنه لو كان جائزا في شريعتهم ما أطلق على الذي فعله أنه شر الخلق , هكذا قال . لكن الأظهر أنه ذمهم لبناء المساجد على القبور , ولجعلهم الصور في المساجد , لا لمطلق التصوير , ليوافق الآية , والله أعلم . )
---
د.أبو بكر خليل
11-02-2005, 01:11 AM
- * ( عمل التماثيل المجسمة – لذوات الأرواح – محرم لذاته ، و تحريمه عام بالإجماع ، و ليس خاصا بغر ض من الأغراض )
- -----------------------------------------------------------------
شاع في كثير من بلاد المسلمين إقامة و نصب التماثيل لأشخاص يرونهم عظماء و نجباء ، و قد أعان على ذلك ما أفتى به بعض المعاصرين من إباحة ذلك الفعل الوارد النهي عنه و تحريمه بأقوى الدلالات على التحريم ، مثل قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح المتفق عليه : " إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " ،
- قال ابن العربي : [ حاصل ما في اتخاذ الصور أنها إن كانت ذات أجسام حرم بالإجماع ] ، ذكره ابن حجر في " فتح الباري " ، و قوله هذا محمول على ما كان للأجسام ذات الأرواح ، كما أوضحه ابن حجر :(1/2716)
- حيث قال - في شرح حديث ابن عباس : سمعت محمدا صلى الله عليه و سلم يقول : " من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح ، و ليس بنافخ " ، رواه البخاري - : ( كذا أطلق و ظاهره التعميم فيتناول صورة ما لا روح فيه ، لكن فهم ابن عباس من بقية الحديث التخصيص بصورة ذات الأرواح من قوله " كلف أن ينفخ فيها الروح " فاستثنى ما لا روح فيه كالشجر ) .
-
- **************************
- و إنما استحلوا ذلك الفعل بدعوى قصر التحريم و تخصيصه بما إذا كانت للعبادة ، و بما إذا كانت بقصد مضاهاة خلق الله في تلك الأشكال للمخلوقات ، اما ما لم يكن بغرض العبادة ، و كذا ما لم يكن بقصد المضاهاة فلا يحرم بزعمهم و ادعائهم ، و هو تعليل بعلة لم ينص و لم يدل عليها الشرع بدليل ، و تخصيص بغير مخصص ، و هذا و ذاك لا يصحان و لا يجوزان ، على ماهو معروف في علم الأصول .
• و قد جاءت الأحاديث بالوعيد بالعذاب الشديد على ذلك الفعل ، و منها :
• 1 - ما جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل ( ج1/ص 407) :
•
• [ ح 3868 ] حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا أبان ثنا عاصم عن أبي وائل عن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أشد الناس عذابا يوم القيامة : رجل قتله نبي أو قتل نبيا ، وإمام ضلالة ، وممثل من الممثلين " .
• و الممثلين هنا : هم ما يسمون بالمثالين – بتشديد الثاء – في زمننا هذا. ا .
• و لفظ " الممثلين " – الوارد في الحديث - جاء على سبيل العموم ، لمجيئه بلفظ من ألفاظه ، و هو : المعرف بأل الاستغراقية ، و لم يقم دليل على تخصيص ذلك الوعيد بالعبادة أو غيرها ، فيظل على عمومه حتى يقوم الدليل المغير و المبيح – على ما هو مقرر في أصول الفقه – و لا دليل هنا ، و المماري عليه الدليل . هذا من ناحية .
*********************************(1/2717)
و عليه فغير صحيح ما تعقب به على الحافظ ابن حجر - مما نقل في أعلاه عن محرري " الموسوعة الفقهية " - في علة تحريم التماثيل : [ قال ابن حجر : كان ذلك جائزا في شريعتهم , وكانوا يعملون أشكال الأنبياء والصالحين منهم على هيئتهم في العبادة ليتعبدوا كعبادتهم . وقال أبو العالية : لم يكن ذلك في شريعتهم حراما . وقال مثل ذلك الجصاص . قال ابن حجر : ولكن ثبت في الصحيحين { أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رأينها بأرض الحبشة , فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك قوم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا , وصوروا فيه تلك الصور . أولئك شرار الخلق عند الله } . قال : فإن ذلك يشعر بأنه لو كان جائزا في شريعتهم ما أطلق على الذي فعله أنه شر الخلق , هكذا قال . لكن الأظهر أنه ذمهم لبناء المساجد على القبور , ولجعلهم الصور في المساجد , لا لمطلق التصوير , ليوافق الآية , والله أعلم ] . انتهى الاقتباس .
**************************
* و ذلك النقل و العزو إلى ابن حجرتعوزه الدقة ، بل الصحة : فأوله مناقض لآخره : ففي أوله : " كان ذلك جائزا في شريعتهم " . و في آخره : " فإن ذلك يشعر بأنه لو كان جائزا في شريعتهم ما أطلق " .
- و إنما ذكر الأول جوابا لما أشكل من الجمع بين تلك الآية و ذلك الحديث ، فقال : و الجواب أن ذلك كان جائزا في تلك الشريعة .........ثم قال : و يحتمل أن يقال إن التماثيل كانت على صورة النقوش لغير ذات الأرواح ، و إذا كان اللفظ محتملا لم يتعين الحملعلى المعنى المشكل ( و ذكر قصة كنيسة الحبشة ذات التصاوير ، مما ذكرته الموسوعة ) ،
ثم قال : [[ فدل على أن فعل صور الحيوان فعل محدث أحدثه عباد الصور . و الله أعلم ]] .
* و مقتضى قوله هذا أنه يرى أن عمل التماثيل لم يكن جائزا في شرعهم لذاته و للعبادة أيضا ،(1/2718)
أما تعقبهم لرأيه هذا - بقولهم : (. لكن الأظهر أنه ذمهم لبناء المساجد على القبور , ولجعلهم الصور في المساجد , لا لمطلق التصوير , ليوافق الآية , والله أعلم ] ) – فغير صحيح كذلك :
فما قاله الإمام ابن حجر هو الأصح ، بل هو الصحيح ، و مخالفيه خالفهم التوفيق ، و صحيح أن الذم لحقهم لبنائهم القبور على المساجد و كذا لجعلهم الصور في المساجد – كما جاء في " الموسوعة الفقهية " – و لكن نفي كون الذم على مطلق التصوير غير صحيح :
-
- أولا : - لأن عمل الصورة معصية في ذاته – كما قاله الإمام أبو بكر بن العربي في كتابه " أحكام القرآن " في تفسيره الآية ، و هو ما نقله الشيخ د . أبو مجاهد العبيدي أعلاه – قال : ( نهي عن الصورة , وذكر علة التشبيه بخلق الله , وفيها زيادة علة عبادتها من دون الله , فنبه على أن نفس عملها معصية , فما ظنك بعبادتها ) .
-
- ثانيا : – ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة عن ابن عباس – رضي الله عنهما – من النهي و الوعيد الشديد على مجرد عمل الصورة – المجسدة لذوات الأرواح – و من ذلك :
- 1 - ما جاء في صحيح البخاري ( ج2/ص775 ) :
- 104 باب بيع التصاوير التي ليس فيها روح وما يكره من ذلك
-
- حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا يزيد بن زريع أخبرنا عوف ( عن سعيد بن أبي الحسن قال: كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما إذ أتاه رجل فقال : يا أبا عباس إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير ، فقال بن عباس : لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سمعته يقول : " من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح ، وليس بنافخ فيها أبدا " .
- فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه ، فقال [ يعني : ابن عباس ] : ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر كل شيء ليس فيه روح .
- قال أبو عبد الله سمع سعيد بن أبي عروبة من النضر بن أنس هذا الواحد) .
- أي : الحديث . ذكره ابن حجر في الفتح .
-(1/2719)
2 - ما جاء في صحيح مسلم ( ج3/ص1670 ) :
-
- قال مسلم قرأت على نصر بن علي الجهضمي عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى حدثنا يحيى بن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي الحسن قال : ( جاء رجل إلى بن عباس فقال : إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها . فقال له : ادن مني . فدنا منه ، ثم قال : ادن مني . فدنا حتى وضع يده على رأسه ، قال :أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
- : " كل مصور في النار ، يجعل له بكل صورة صورها نفسا فتعذبه في جهنم " .
- وقال [ يعني : ابن عباس ] : إن كنت لا بد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له .
- فأقر به نصر بن علي ) .
3 – و جاء في المعجم الكبير ( ج12/ص164)
12772 حدثنا بشر بن موسى ثنا هوذة بن خليفة ثنا عوف عن سعيد بن أبي الحسن قال كنت عند بن عباس إذ أتاه رجل فقال إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي وأنا أصنع هذه التصاوير فقال بن عباس لا أجد لك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صور صورة فإن الله يعذبه يوم القيامة حتى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها أبدا قال فربا لها الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه ثم قال ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح
12773 حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن عوف عن سعيد بن أبي الحسن عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
4 – و كذا ما حاء في مسند أحمد بن حنبل :(1/2720)
3394 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل ومحمد بن جعفر قالا ثنا عوف عن سعيد بن أبي الحسن قال بن جعفر حدثني سعيد بن أبي الحسن قال كنت عند بن عباس وسأله رجل فقال يا بن عباس إني رجل إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير قال فإني لا أحدثك إلا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صور صورة فإن الله عز وجل معذبه يوم القيامة حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبدا قال فربا لها الرجل ربوة شديدة فاصفر وجهه فقال له بن عباس ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح
*******************************
** فدلت تلك الأحاديث الصحاح – و بخاصة ذلك الحديث المتفق عليه عند البخاري و مسلم – أن الحرمة في عمل التماثيل المجسدة لذوات الأرواح عامة ، و ليست خاصة بما إذا كانت لغرض العبادة ، و لا بما إذا كانت بقصد مضاهة خلق الله ، فذلك الرجل كان يصنعها و يعملها ليتكسب بها معيشته و ينمي ماله ، و كان نجارا يتكسب من صنعة يده تلك ، فنهاه ابن عباس – حبر الأمة – عن عمل كل ما له روح ،
*** و هذه الأحاديث نص في المسألة ، فيجب المصير إليها ، و لا اجتهاد في مقابلة النص ، و كل قول مخالف للنص الصحيح مردود ، و كل اجتهاد مخالف للنص مرفوض كذلك .
و عليه : فعمل التماثيل المجسمة – لذوات الأرواح – معصية كبيرة ، و محرم لذاته ، و حرمته عامة في كل حال ، و ليست خاصة بما إذا كانت لغرض العبادة أو بقصد المضاهاة ، و المماري عليه الدليل .
و قد استثني منه لعب البنات الصغيرة لورود الدليل .
- و عمل تلك التماثيل محرم في شرعنا بالإجماع – كما نقل عن أبي بكر بن العربي – و هو كذلك في شرع قوم سليمان عليه السلام و في شرع غيرهم – كما قال ابن حجر – و إذا صح ذلك ، لما تقدم ، و إذا تقرر : فلا نسخ لقوله تعالى حكاية عن سليمان عليه السلام : { و يعملون له ما يشاء من محاريب و تماثيل } الآية ،(1/2721)
هذا ، و الله تعالى أعلم و أحكم
- و نعود للسؤال عن جواب الإشكال المذكور في المشاركة المتقدمة ، فمن يجيب ؟
-
كتبه
د . أبو بكر بن عبد الستار بن محمد آل خليل
مصر
---
محمد الأمين
11-03-2005, 12:08 AM
جواب الإشكال أنه لا بأس بالتماثيل إذا كانت لمجرد الزينة أو أثرًا من آثار التاريخ، بشرط أن لا تكون مصدر شرك أو شبهة على نقاء عقيدة التوحيد. ولذلك أبقى الصحابة رضوان الله عليهم على التماثيل في البلاد المفتوحة التي لم يكن يعبد أهلها الأصنام، ولنا فيهم قدوة.
---
د.أبو بكر خليل
11-03-2005, 04:22 AM
المراد ب " التماثيل " - في سؤالي و مقالتي
تلك - : الصور المجسدة لما فيه روح ، و هو ما أوضحته في العنوان ، و في أثناء المقال ،
- فإن كان كلامك في " التماثيل " المذكور أعلاه في هذا المعنى المقصود : فأنت محجوج بدليلين صحيحين صريحين :
الأول : بالحديث الصحيح المتفق عليه ، و المذكور في مقالتي المتقدمة - و عامل التماثيل فيه نهي عنها على سبيل العموم ، إذ كان نجارا يتكسب من صنعها ، و لم يخص ابن عباس منها ما إذا اتخذ للعبادة - و هو بلا شك أشد حرمة - و إنما نهاه عن مطلق عملها ، من غير استفسار عن الغرض المستعمل فيه ، و هذا واضح في نص الحديث ،
و ترك الاستفصال في الأحوال - كما وقع في حال عمل الرجل هنا - ينزل منزلة العموم في الأقوال ، و تلك قاعدة أصولية مرعية عند العلماء ،
و الثاني : أنت محجوح بالإجماع على تحريم الصور ذات الأجسام - و هي التماثيل - كما حكاه الحافظ ابن حجر عن الإمام أبي بكر بن العربي ، و قوله هذا محمول على ما كان منها لذوات الأرواح ( أي : ما لا روح فيه ، لقول ابن عباس في الحديث المتفق عليه : " ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر كل شيء ليس فيه روح " .
- و هما ملخص المقالة المتقدمة ، فراجعها بروية ،(1/2722)
* و قد فزع ذلك الرجل النجار ، و ربا ربوة شديدة من الوعيد الوارد بالحديث الشريف لما يعمله من الخشب ، ثم يأتي قوم يستحلون " التماثيل " المجسمة - للرؤساء و الفنانين و غيرهم - بغير دليل صحيح صريح يخص حكم التحريم بحال دون حال ،
و ذلك إنما ينشا عن أحد أمرين :
الأول : عن الاستخفاف بوعيد الله ، و ذلك بالتجرؤ على انتهاك محارمه و حماه بغير يقين من الحل ، و ما ثبت بيقين - و هو التحريم هنا - فلا يزول إلا بيقين - للإباحة - و هذه قاعدة أصولية لا منازع فيها .
الثاني : أو قد ينشا عن الغفلة أو التغافل عن علم " أصول الفقه " و قواعده ، حيث لا يخصص " العام " إلا بدليل ، و " اليقين لا يزول بالشك ، و إنما بيقين مثله " ، و أول قواعده : " لا اجتهاد مع النص " : فكل اجتهاد في مقابلة " النص " مردود و كل كلام مخالف للنص مردود ،
و علم أصول الفقه هو ما ينبني عليه الفقه ، و من غاب عنه كثر غلطه و أخطأ في استدلاله .
و هذا قول عام أردت توضيحه للأخوة الأعضاء ، للعناية بذلك العلم الأصيل المهم .
وفقنا الله و إياكم إلى الحق و السداد .
اللهم آمين
* و ما زال الاعتراض قائما ، و من المعارض الصحيح سالما
---
الباحث7
11-04-2005, 01:59 PM
جواب الإشكال أنه لا بأس بالتماثيل إذا كانت لمجرد الزينة أو أثرًا من آثار التاريخ، بشرط أن لا تكون مصدر شرك أو شبهة على نقاء عقيدة التوحيد. ولذلك أبقى الصحابة رضوان الله عليهم على التماثيل في البلاد المفتوحة التي لم يكن يعبد أهلها الأصنام، ولنا فيهم قدوة.
فقه عجيب غريب ، فيه إهمال للنصوص وتعلق بشبه لا تقوم بها حجة .
وقد تتبعت بعض مشاركات الكاتب فوجدته يأتي بالعجائب - هداه الله وأصلحه -.
---
د.أبو بكر خليل
11-04-2005, 02:21 PM
أوجزت ، و أصبت ، و أوضحت ،
فجزاكم الله خيرا
---
محمد الأمين
11-08-2005, 08:18 AM(1/2723)
المسألة خلافية قديمة. وهي منصبة على قاعدة أصولية مختلف بها منذ زمن الصحابة. ألا وهي:
هل نطبق حرفية النص أم روح النص؟
بمعنى هل علينا أن نطبق النص بحرفيته وعلى ظاهره، أم نحاول أن نفهم روحه؟
اختلف الصحابة في هذا. ولا يخفى عليك حديث صلاة العصر في بني قريظة. بعض الصحابة رضوان الله عليهم فهموه على ظاهره، وبعضهم فهم العلة المقصودة منه. وأقر الرسول صلى الله عليه وسلم الطرفين.
والمسألة مشابهة هنا لورود نصوص في تحطيم التماثيل وطمس الصور. فمن فهم النصوص حرفياً لزمه تحطيم كل تمثال وطمس كل صورة. وقال أغلب هؤلاء بجواز الصور الشمسية لأنها مجرد حبس ظل. ومن حرم هذه فإنه تناقض لأنه جمع بين المذهبين.
والمذهب الثاني هو أن سبب تحريم الصور والتماثيل حتى لا تصبح ذريعة للشرك أو للتبرك. ولذلك كثير من العلماء يرون جواز وضع الصور في موضع مهان. فيجوز رسم الصور على السجاد الذي يداس بالأقدام، لأن هذا لا يقدّس. ويجوز كذلك وضع تماثيل بدون رأس، لأنها تبدو ناقصة. ويجوز وضع صور في غير موضع ظاهر. فلا يجوز تعليق الصورة على الحائط، لكن يجوز وضعها بين صفحات الكتاب إن أمنوا بأن لا تقدس هذه الصورة (كأن تكون صورة شيخ أو ولي). وأجاز الجمهور صور غير ذي روح (نباتات وطبيعة).
بل هناك من أجاز صنع التماثيل والصور إن أمن عدم التقديس. وكان الإمام القرافي (من الأصوليين المالكية) يصنع التماثيل بنفسه!
ويبدو أنه مذهب جمهور الصحابة، بل إجماعهم. حيث أنهم لم يحطموا التماثيل والصور في بلدان فارس والشام والعراق، لكنهم حطموها في بلاد الهند وبلاد العرب. ذلك أنها لم تكن تعبد في فارس والشام ومصر. وتركوا تلك الصروح الضخمة والتماثيل الكثيرة إلى اليوم.(1/2724)
وقد دخل سعد بن أبي وقاص (فاتح العراق وأحد المبشرين للجنة) قصر كسرى في المدائن. وفي ذلك القصر صور كثيرة على الجدران وتماثيل. ولم يهدم منها شيئاً، بل بقيت ليومنا هذا. ولم ينكر عليه أحد من الصحابة ولا على غيره. فهذا إجماع منهم على جواز إبقائها إن لم تكن تعبد من دون الله ولم يكن لها أي قدسية.
قال الطبري في تاريخه (2\464): «لما دخل سعد المدائن فرأى خلوتها، وانتهى إلى إيوان كسرى، أقبل يقرأ: {كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين}. وصلى فيه صلاة الفتح، ولا تصلى جماعة. فصلى ثماني ركعات لا يفصل بينهن. واتخذه مسجداً. وفيه تماثيل الجص: رجال وخيل. ولم يمتنع –ولا المسلمون لذلك– وتركوها على حالها. قالوا: وأتم سعد الصلاة يوم دخلها، وذلك أنه أراد المقام فيها. وكانت أول جمعة بالعراق جمعت جماعة بالمدائن في سنة ست عشرة».(1/2725)
وقال الطبري في تاريخه (4\478): «عن علي بن عصمة أن خالد بن برمك خط مدينة أبي جعفر (المنصور، وهي مدينة بغداد) له، وأشار بها عليه. فلما احتاج إلى الأنقاض، قال له: ما ترى في نقض بناء مدينة إيوان كسرى بالمدائن، وحمل نقضه إلى مدينتي هذه؟ قال: لا أرى ذلك يا أمير المؤمنين. قال: ولم؟ قال: لأنه عَلَمٌ من أعلام الإسلام، يستدِلُّ به الناظر إليه على أنه لم يكن ليُزال مثل أصحابه عنه بأمر دنيا، وإنما هو على أمر دين. ومع هذا يا أمير المؤمنين فإن فيه مصلى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. قال: هيهات يا خالد. أبيت إلا الميل إلى أصحابك العجم. وأمر أن ينقض القصر الأبيض، فنقضت ناحية منه وحمل نقضه. فنظر في مقدار ما يلزمهم للنقض والحمل، فوجدوا ذلك أكثر من ثمن الجديد لو عمل. فرفع ذلك إلى المنصور، فدعا بخالد بن برمك، فأعلمه ما يلزمهم في نقضه وحمله، وقال: ما ترى؟ قال: يا أمير المؤمنين، قد كنتُ أَرَى قبل ألا تفعل. فأما إذا فعلت، فإني أرى أن تهدم الآن حتى تلحق بقواعده، لئلا يُقال إنك قد عجزت عن هدمه. فأعرض المنصور عن ذلك، وأمر ألا يُهدم».
وكانت على جدران إيوان كسرى صور ملونة بالحجم الطبيعي، مرسومة بدقة فائقة. وما تزال هذه الصور إلى يومنا هذا. فهذه لم تكن مدفونة في الرمل طبعاً، بل هذا القصر دخله عدد من الصحابة وأقاموا فيه. فكيف لم يروا الصور وهي واضحة ما تزال لهذا اليوم؟! أما عدم القدرة على الهدم، فبديله الطمس (أي للصور). وهذا لا يحتاج لا لنفقة كبيرة ولا لتسخير عدد هائل من الناس. ومن السهل أن يأمر الحاكم بطلي الجدران من جديد. فلم يبق إلا أنهم فهموا أحاديث طمس الصور بأنها خاصة بما كانت له قدسية أو ما كان يعبد من غير الله.(1/2726)
وهذه الصور استمرت مشاهدة يصفها المؤرخون والأدباء. قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (1\295): «وقد كان في الإيوان صورة كسرى أنو شروان، وقيصر ملك أنطاكية، وهو يحاصرها ويحارب أهلها». وقد وصفها الشاعر العباسي الشهير البحتري في قصيدته السينية الرائعة. وكان عبد الله بن المعتز يقول: «لو لم يكن للبحتري: من قصيدته السينية في وصف إيوان كسرى –فليس للعرب سينية مثلها– وقصيدته في وصف البركة، لكان أشعر الناس في زمانه». فيصور لنا البحتري هذه الصور بأنها من الدقة بحيث يكاد يتخيلها حقيقة فيلمسها بيده ليتأكد أنها مجرد صورة. فيقول في قصيدته:
حَضَرَت رَحلِيَ الهُمومُ فَوَجَّهتُ إِلى أَبيَضَ المَدائِنِ عَنسي
وَإِذا مارَأَيتَ صورَةَ أَنطاكِيَّةَ إِرتَعتَ بَينَ رومٍ وَفُرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشَروانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ
في اِخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عَلى أَصفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحياءٍ لَهُم بَينَهُم إِشارَةُ خُرسِ
يَغتَلي فيهِم إِرتِابي حَتّى * تَتَقَرّاهُمُ يَدايَ بِلَمسِ
---
د.أبو بكر خليل
11-08-2005, 09:31 PM
الأخ " محمد الأمين "
وفقني الله و إياكم إلى الحق بإذنه تعالى ،
قلتم :(( المسألة خلافية قديمة.)) . و هذا غير صحيح في شأن الصور المجسمة لذوات الأرواح ، و قد نقلت الإجماع على تحريمها ، كما حكاه الإمام الحافظ ابن حجر عن الإمام أبي بكر بن العربي ، فارجع إليه إن شئت ، و هذه واحدة ،
و ما جاء فيه ذلك الوعيد بالعذاب الشديد لا يقتحم بالظنون و الشبهات ، و الحكم الذي ثبت بيقين لا يرتفع إلا بيقين ، و هذه أخرى .
و لعلك في حاجة إلى أن أعيد عليك ما ذكرته لك تعقبا لادعائك بإباحة شرب ما فيه قليل من الكحول بدعوى احتواء عصير الفواكه و كذا دم الإنسان على مثله - و هو هنا ألصق بمسألتنا هذه و أصدق :
* [[ " لا اجتهاد مع النص "(1/2727)
تلك قاعدة أصولية أولية ، لا منازع فيها بين من يعتد بقولهم و خلافهم من أئمة العلم المعتبرين ،
فإذا سلمناها ، و إذا سلمنا سلامة الحديث - المتقدم و المتفق عليه - من التفسير و التأويل المعارض لما احتج له - إذا سلمنا ذلك ، فيمكن حينئذ - و حينئذ فقط - أن تقول او يقول قائل بمثل ما تقول : هناك شبهة أن كذا و كذا ...
فحينئذ يمكن النظر في دفعها و كشفها ،
و لكن هذا إنما يكون بعد الوقوف عند حكم النص ، و كذا ما انعقد عليه الإجماع ،
و أما غير ذلك : فإنكار لحجية أدلة الأحكام الشرعية ، و إهدار لها و لأصول التشريع ،
فلا يلتفت إليه و لا يعرج عليه ،
و إذا أنكرت الأصول : فلا جدوى من المناظرة في الفروع ]] .
---
(1/2728)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الكتاب والحديث وحسب , فمن أين أتيتم" بفهم الناس"؟؟
---
الكتاب والحديث وحسب , فمن أين أتيتم" بفهم الناس"؟؟
---
الشيخ أبو أحمد
11-12-2003, 12:12 AM
الاخ ابو المعز
بنيت انكارك على ان كان موسى معهم عند الغيابة, فكيف فرضت علينا أن يعقوب لم يتزوج الا الاولى, وهو الذي قال فيه ابنه يوسف "اتوني بأخ لكم من ابيكم". ولم يذكر في القرآن بيا عدّد غير نبينا ويعقوب!!
ثم أين ذهبت بالادلة كلها؟؟
الاخ شعبة..
أي تهافت هذا الذي تتحدث عنه؟ رجل يدعو الى الاستمساك بالكتاب والحديث, فتقول تهافتا؟ نعم فهم "السلف" الذي لا يرى الاستبصار بالكتاب شيئا!.
مات عليه الصلاة والسلام عن اثنتيتن, الكتاب والحديث, فأضفت أنت ومن معك على رسول الله الثالثة, "فغفل" عنها النبي, وفطنت انت لها.
يكفي أني لم اقرأ له غير القرآن والحديث, لا قال فلا ولا فلان, فيجعلهم -غفر الله لنا ولكم- أنبياء دون رسول الله. فتوكولون السابقين في الفهم والتدبر, وتعصون الله ورسوله في الامر "كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته"
والله لو قالها شيخ من شيوخنا و"أزلامنا" لقنلنا إنه الفتح المبين!
واعلموا أنني ومعي من المؤمنين كثير نتابع الشيخ على "منهاج النبوة" بالاكتفاء بالكتاب والحديث, ونكفر بما يجعل الناس من الانداد لله في العلم.
والله أني على عهد النبي, بالكتاب والحديث, ولا ثالث بعدها كما يفعل المبتدعون!!.
---
أبومجاهدالعبيدي
11-12-2003, 12:57 AM
الأخ أبا أحمد
هل أنكر أحد أهمية الكتاب والسنة ، أو شكك في كونهما مصدري هذا الدين ؟
وأسألك سؤالاً بسيطاً جداً أرجو أن تجيب عنه بصدق : هل فهمي وفهمك للكتاب والسنة أفضل من فهم التابعين الذين زكاهم سيد المرسلين بقوله : خيركم قرني ثم الذين يلونهم ...؟(1/2729)
هل معرفتك للتفسير تعدل معرفة مجاهد بن جبر الذي تلقى التفسير عن حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما ؟
هل وصل بنا الغرور والاعتداد بالنفس إلى أن نجعل أنفسنا بمنزلة تضاهي السلف من الصحابة والتابعين ؟
من الذي نقل لنا هذا الدين ؟ ومن له الفضل بعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في دلالتنا على الحق والطريق المستقيم ؟
ألم تسمع قول الله في القرآن : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة : 100
وهل غاب عنك قول الله تعالى : ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا ) النساء : 115
والأدلة في ذلك كثيرة ، وأرجو منك يا ابن الأرض المباركة أن تتأمل ما ذكرتَ ؛ فإنه كلام خطير ، أسأل الله لي ولك الهداية إلى الحق والثبات عليه .
---
الباحث7
11-12-2003, 01:31 AM
لقد أفزعني كلامك ، وأزعجني فهمك ، وتعجبت من جرأتك على سلفنا الصالحين !!!
الذين يدعون إلى اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين صاروا هم المبتدعين !!!
أسألك بالله يا أبا أحمد أن تقرأ هذا المقال ، وفيه ما يجيب عن الشبه التي أوصلتك إلى ما قلته من كلام .
بسم الله الرحمن الرحيم
" هُمْ رجالٌ ونحنُ رجال"(1/2730)
هذه الكلمة مأثورة عن الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- قال أبو محمد بنُ حزم :(( هذا أبو حنيفة يقول : ما جاءَ عن اللهِ تعالى فعلى الرأسِ والعينين، وما جاءَ عن رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم فسمعاً وطاعةً، وما جاءَ عن الصحابةِ رضي الله عنهم تخيرنا من أقوالهم، ولم نخرجْ عنهم، وما جاءَ عن التابعين فهُمْ رجالٌ ونحنُ رجالٌ)) [1].
إذنْ قائلُ هذه الكلمة السائرة الإمامُ المشهورُ: أبو حنيفةَ النعمانُ بنُ ثابت فقيهُ العِراق، رأى أنس بنَ مَالك ، وسمع عطاء بن أبي رباح، ونافعاً مولى ابن عمر، وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم، وُلد سنة ثمانين، وماتَ سنة خمسين ومائة على الصحيح [2]، وعُرِفَ أنَّ المقصود بقوله "هم رجال" أقرانه ونظراؤه من التابعين.
إذا تبين مَا تقدم عُلِمَ أنَّ هذه الكلمةُ ابتذلتْ عندَ كثيرٍ مِنْ الناس في هذا الزمان -خاصةً المتعالمين منهم ممن يسمون مفكرين، وكذلك من الناشئة في طلب العلم !!- فلم يراعوا مكانة القائل، ولا قدر من قيلت فيه هذه الكلمة.
نعم إذا قال "هم رجال ونحن رجال" من كان في منزلة أبي حنيفة في نظرائه من أهل العلم فحُقَّ له ذلك، لأنَّ قول بعضهم ليس حجةً على بعض.
إنَّ هذه الكلمة أصبحتْ مطية يركبُها مَنْ يريدُ أنْ يردَّ أقوالَ الأئمة المتقدمين، والسلفِ الصادقين بلا حُجةٍ ولا بُرهان، ومَنْ يريدُ أن يمرر آراءه الشاذة، وأقوالَه الضعيفة، واختياراتِه الغريبة ، ومَنْ يريدُ أنْ يُظهِر نفسهُ على حساب أئمة العلم والدين.(1/2731)
نعم "هُمْ رجالٌ ونحنُ رجال" في أصلِ الخِلْقةِ والصفاتِ المشتركة من سمعٍ وبصرٍ وجوارح، ولكنَّ الله حباهم –بفضله ومنته وحكمته- غزارةً في العلم، وإخلاصاً في العمل ، وصِدْقاً في الدعوة، وصبراً عِند الأذى والبلاء، قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية : (( ومَنْ آتاه اللهُ علماً وإيماناً عَلِمَ أنّه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا ما هُو دونَ تحقيقِ السلفِ لا في العلم ولا في العمل )) [3] ما أجمل وأبلغ هذه العبارة من هذا الإمام الخبير !.
قال الخطيبُ البغداديُّ–لمّا ذَكَرَ الأئمةَ المتقدمين وما وَقَعَ مِنْ بعضهم من وَهْم في الجمعِ والتفريق بين الرواة- :((ولعل بعض مَنْ ينظرُ فيما سطرناه، ويقفُ على ما لكتابنا هذا ضمّناه، يلحقُ سيئ الظن بنا ، ويرى أنّا عَمْدنا للطعنِ على من تقدّمنا، وإظهار العيب لكبراءِ شيوخنا وعلماءِ سلفنا، وأنّى يكونُ ذلكَ! وبهم ذكرنا، وبشعاعِ ضيائهم تبصرنَا، وباقتفائنا واضحَ رسومِهم تميزنا، وبسلوك سبيلهم عن الهَمَجِ تحيزنا ، وما مثلُهم ومثلُنا إلا ما ذكر أبو عَمْرو بنُ العلاء فيما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أخبرنا أبو طاهر عبدالواحد بن عُمر بن محمد بن أبي هاشم قال: حدثنا محمد بن العباس اليزيدي قال: حدثنا الرّياشي عن الأصمعي قال: قالَ أبو عَمرو: مَا نَحْنُ فيمن مَضَى إلاّ كبَقْلٍ في أُصولِ نَخْلٍ طُوالٍ)) [4]، وأبو عَمْرو بنُ العلاء هو: المازني البصريّ شيخ القرّاء والعربية، وأحدُ القرّاء السّبعة، مات سنة أربع وخمسين ومائة [5]، فإذا كان أبو عمرو يقول هذا وهو متقدم الوفاة، فماذا ترانا نقول ونحن نعيش في القرن الخامس عشر من الهجرة وما فيه من كثرة الشبهات، ووفرت الشهوات !!، رحماكَ ربِّ.(1/2732)
وقال الشاطبيُّ- لمّا ذَكَر طريقينِ لأخذِ العلم عن أهلهِ الأوَّل: المشافهه، والثاني: مطالعة كتب المصنفين قال: وهو نافع في بابه بشرطين ثم ذكر الشرط الأوَّل ثم قال- :(( الشرطُ الثاني : أنْ يتحرى كتبَ المتقدّمين مِنْ أهلِ العلم المراد، فإنهم أقعدُ بهِ منْ غيرهِم من المتأخرين، وأصلُ ذلكَ التجربةُ والخَبَرُ: أمَّا التجربةُ فهو أمرٌ مشاهد في أيّ علمٍ كان فالمتأخرُ لا يبلغُ مِنْ الرسوخِ في علمٍ مَا مابلغه المتقدمُ، وحسبكَ منْ ذلكَ أهلُ كلّ علمٍ عمليّ أو نظريّ، فأعمالُ المتقدمين -في إصلاحِ دنياهم ودينهم- على خلافِ أعمالِ المتأخرين؛ وعلومُهم في التحقيقِ أقعدُ، فتحققُ الصحابةِ بعلوم الشريعة ليسَ كتحققِ التابعين؛ والتابعونَ ليسوا كتابعيهم؛ وهكذا إلى الآن، ومَنْ طالعَ سيرهَم وأقوالَهم وحكاياتِهم أبصرَ العَجبَ في هذا المعنى، وأما الخَبَرُ ففي الحديث "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"...والأخبارُ هنا كثيرةٌ، وهى تدلُ على نقصِ الدينِ والدنيا، وأعظمُ ذلكَ العلم، فهو إذا في نقصٍ بلا شك، فلذلك صارتْ كتب المتقدمين وكلامهم وسيرهم أنفع لمن أراد الأخذ بالاحتياط في العلم على أيّ نوعٍ كان، وخصوصاً علم الشريعة، الذي هو العروةُ الوثقى، والوزَر الأحمى وبالله تعالى التوفيق))[6].
وقال الذهبيُّ :((جزمتُ بأنَّ المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين في الحفظ والمعرفة ))[7](1/2733)
وقد عَقَد ابنُ القيم في كتابه " إعلام الموقعين" فصلاً لبيان فضل علم السلف قال في أوله :(( فصل في جواز الفتوى بالاثار السلفية والفتاوي الصحابية وإنها اولى بالاخذبها من آراء المتأخرين وفتاويهم وأن قربها الى الصواب بحسب قرب اهلها من عصر الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأن فتاوي الصحابة أولى أن يؤخذ بها من فتاوي التابعين وفتاوي التابعين أولى من فتاوي تابعي التابعين وهلم جرا وكما كان العهد بالرسول اقرب كان الصواب اغلب وهذا حكم بحسب الجنس لا بحسب كل فرد فرد من المسائل كما ان عصر التابعين وإن كان افضل من عصر تابعيهم فإنما هو بحسب الجنس لا بحسب كل شخص شخص ولكن المفضلون في العصر المتقدم اكثر من المفضلين في العصر المتأخر وهكذا الصواب في أقوالهم اكثر من الصواب في أقوال من بعدهم فإن التفاوت بين علوم المتقدمين والمتأخرين كالتفاوت الذي بينهم في الفضل والدين.. ))[8].(1/2734)
ومِنْ علاماتِ أهل البدع : الوقيعةُ في سلفِ الأمة ورميهم بالجهل تارة،ً وبعدم الفهم والسذاجة تارة كما يقولون "منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم"، قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية : ((ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتابَ والسنةَ وما اتفق عليه أهلُ السنةِ والجماعةِ من جميعِ الطوائف أنّ خيرَ قرونِ هذه الأمة في الأعمالِ والأقوالِ والاعتقادِ وغيرهِا من كل فضيلةٍ أنّ خيرها القرنُ الأولُ ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كما ثَبَتَ ذلكَ عن النبي صلى الله عليه وسلم من غيرِ وجهٍ، وأنهم أفضلُ من الخَلَفِ في كل فضيلةٍ من علمٍ وعملٍ وإيمانٍ وعقلٍ ودينٍ وبيانٍ وعبادةٍ وأنهم أولى بالبيانِ لكل مُشْكلٍ، هذا لا يدفعُه إلاّ من كابرَ المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، وأضله الله على علمٍ، كما قال عبدُالله بن مسعود -رضي الله عنه- :"مَنْ كانَ منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئكَ أصحابُ محمد؛ أبرّ هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"، وقال غيره : عليكم بآثارِ مَنْ سَلَفَ فإنهم جاءوا بما يكفي وما يشفي ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه، هذا وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم"، فكيف يحدث لنا زمان في الخير في أعظم المعلومات وهو معرفة الله تعالى هذا لا يكون أبدا وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته: هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا)) [9].(1/2735)
قال ابنُ رَجَب :((وقد ابتلينا بجَهَلةٍ من النّاس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله، ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين...وهذا تنقص عظيم بالسلف الصالح وإساءة ظن بهم ونسبته لهم إلى الجهل وقصور العلم)) [10]، وقال ((فلا يوجد في كلام من بعدهم من حق إلاّ وهو في كلامهم موجود بأوجز لفظ وأخصر عبارة، ولا يوجد في كلام من بعدهم من باطل إلاّ وفي كلامهم ما يبين بطلانه لمن فهمه وتأمله، ويوجد في كلامهم من المعاني البديعة والمآخذ الدقيقة ما لا يهتدي إليه من بعدهم ولا يلم به، فمن لم يأخذ العلم من كلامهم فاته ذلك الخير كله مع ما يقع في كثير من الباطل متابعةً لمن تأخر عنهم)) [11].
- ومن أخطر الأمور تربية النشء على الاعتراض على الأئمة السابقين، والعلماء الربانيين بغير حجة ولا برهان، وتصويرُ ذلكَ بأنه هو التجردُ والاجتهادُ وعَلامةُ العلم والتحقيق !!، ونشر مثل هذه الكلمات: "هم رجال ونحن رجال"، و"وكم ترك الأوَّل للآخر" ، " والمتأخر جمع ما عند الأولين من العلم فهو أوسع علماً" ونحو ذلك من الكلمات الواسعة والتي قد تفهم خطأ كما تقدم.(1/2736)
- إنّ ما تقدم ليس دعوةً للتقليد؛ فإنّ التقليد –وهو: قبول قول الغير من غير معرفة دليله- لا يجوز لمن تحققت أهليته واتسع وقتُه، بل هي دعوة للاتباع الصادق، وإنزال الناس منازلهم، ووضع الأمور في مواضعها، والعدل في القول والعمل، ومعرفة أنّ لسلفنا الصالح منهجاً فريداً متكاملاً في العلم والعمل، نابعاً من الكتاب والسنة ، وما عليه الصحابة الكرام، فكانوا بحق هم أجدر من يقتدى بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وفي الصحيحين من حديث عَبيدة السلمانيّ عن عبدِ الله بن مسعود قال :(( سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير ؟ قال: قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته)).
والأمر كما قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية : (( ومَنْ آتاه اللهُ علماً وإيماناً عَلِمَ أنّه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا ما هُو دونَ تحقيقِ السلفِ لا في العلم ولا في العمل)).
- وثمتْ أمر آخر تنطوي عليه كلمة "هُمْ رجالٌ ونحنُ رجال" وهو تزكية النفس وقد دلَّ الكتاب والسنة على المنع من ذلك قال تعالى { فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى} وقال سبحانه{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} وروى مسلم في صحيحه من حديث يزيدَ بنِ أبي حَبيب عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمّيتُ ابنتي برَّةَ، فقالتْ لي زينبُ بنتُ أبي سلمة :إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسُمِّيتُ برَّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البرِّ منكم، فقالوا: بم نسمّيها؟ قال: "سموها زينب".(1/2737)
فطالبُ العلمِ الصادقِ لا يزكي نفسَه تصريحاً أو تلميحاً، قال ابنُ رَجب :((وأمَّا مَنْ علمه غيرُ نافعٍ فليس له شغل سوى التكبر بعلمه على الناس، وإظهار فضل علمه عليهم ونسبتهم إلى الجهل، وتنقصهم ليرتفع بذلك عليهم وهذا من أقبح الخصال وأردئها، وربما نسب من كان قبله من العلماء إلى الجهل والغفلة والسهو، فيوجب له حب نفسه وحب ظهورها، وإحسان ظنه بها وإساءة ظنه بمن سلف، وأهل العلم النافع على ضد هذا يسيئون الظن بأنفسهم ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء ويقرون بقلوبهم وأنفسهم بفضل من سلف عليهم وبعجزهم عن بلوغ مراتبهم والوصول إليها أو مقاربتها، ...وكان ابن المبارك إذا ذكر أخلاق من سلف ينشد:
لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم *** ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد)) [12].
- ثم لماذا لا تفهم كلمة "هم رجال ونحن رجال" فهماً آخر سليماً يناسب حالنا وزماننا فيقال: "هم رجال" صَدَقوا في الطلب والعلم والعمل والدعوة وصَبَروا على ذلك فأصبحوا رجالا بكل معاني الرجولة، و"نحنُ رجالٌ" بمعنى : عندنا من المؤهلات والصفات ما يجعلنا نقتدي ونستفيد منهم، وأن نخدم الدينَ كما خدموه مع معرفتنا الأكيدة بالفرق الكبير بيننا وبينهم في العلم والعمل.
-وعوداً على بدء إذا قال "هم رجال ونحن رجال" من كان في منزلة أبي حنيفة في نظرائه من أهل العلم فحُقَّ له ذلك، لأنَّ قول بعضهم ليس حجةً على بعض، والله المستعان وعليه التكلان، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
د.علي بن عبد الله الصياح .
قسم الدراسات الإسلامية-كلية التربية- جامعة الملك سعود
E-Mail: asayah@ksu.edu.sa
المصدر ملتقى أهل الحديث
--------------------------------------------(1/2738)
[1] الإحكام لابن حزم (4/573)، وانظر:المدخل للسنن الكبرى (ص111)، الانتقاء لابن عبد البر (144)، المبسوط للسرخسي (11/3)، المسودة (302)، سير أعلام النبلاء (6/ 401)، التقرير والتحبير (2/415)، وغالب من كتب في مناقب أبي حنيفة نقل هذا الكلام.
[2] الكاشف (2/322)، تهذيب التهذيب (10/401).
[3] مجموع الفتاوى ( 7/436).
[4] موضح أوهام الجمع والتفريق (1/12-13).
[5] سير أعلام النبلاء (6/ 407).
[6] الموافقات (1/97-99).
[7] تذكرة الحفاظ ج3/ص948
[8] إعلام الموقعين (4/118-119).
[9] مجموع الفتاوى ( 4/157-158).
[10] بيان فضل علم السلف على علم للخلف "ص61"
[11] المرجع السابق ص65
[12] بيان فضل علم السلف على علم للخلف "ص86-87"
---
عبد اللطيف سالم
11-12-2003, 02:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
أخي الحبيب : أبو أحمد لقد أظهرت قعر وعائك ، وظهرت بضاعتك المزجاة .
هداك الله يا أخي
هل تحسب أن الله سيفتح عليك بتفكير ساعة ما لم يفتحه على من عاش دهره مفكرا إن رجالا في تاريخ أمتنا عاشوا حياتهم كلها مع العلم فجلسوا مع كل حديث ومع كل آية ومع كل كلمة في اللغة أكثر مما جلسناه مع كتاب كامل .
فحياتنا مقسمة بين العمل و الدراسة و حاجات الأهل وأجهزة الترفيه وأحهزة الإعلام .
ومع هذا فإنا لا نقول لك قولهم مقدم على قولك إذا أتيت بحجج تدل على أن قولك اقرب للمنهج الصحيح من أقوالهم .
ولكن من الحماقة أن نضرب بأقوالهم عرض الحائط وننتظر أقوالا فجة صاحبها لم ينضج ولم يطبخ عقل صاحبها في مرق العلم .
بارك الله بعلمكم ونفع المسلمين بكم
---
الشيخ أبو أحمد
11-13-2003, 12:08 AM
الاخ القحطاني
لم أقل أن احدا انكر الكتاب والحديث, ولكن اعيب على من اضاف الى الكتاب والحديث فعدل بهما!(1/2739)
ولا أقول أننا أفهم من الاولين, ولكن أسال, هل يصيبون مطلقا, أم يحصل ويخطئون؟, وهل نخطئ مطلقا, ام يحصل ونصيب؟؟
ثم نتذرع بآية سورة النساء في سبيل المؤمنين, فأتني يا اخي بما يجمع عليه المؤمنون "ببينة" وأنا معهم ومنهم, اما ان نبحث في امر سبق واختلف فيه مع المؤمننين ثقاتهم واعلامهم, فهذا يدل ان المسالة تحت البحث, وليست تحت الاجماع؟؟
ونقرأ كثيرا "كتاب وسنة بفهم سلف الامة" الا يضرب هذا القول المصنوع بحديث النبي عليه الصلاة والسلام "فليبلغه كما سمعه" لا كما فهمه, الا يضرب به عرض الحائط, ويرده صراحة.
وأقول للاخوة المتمسكين بفهم السلف بدل التمسك بالكتاب والحديث, الم يبشر النبي بعهد في اخر الزمان على منهاج النبوة؟!, فان كان منهاج السلف هو الحق فلم لم يبشر به النبي, وهل كانت هذه الافهام التي نؤمر بها ونجلد عليها يوم كان "منهاج النبوة"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ويقول الاخ سالم "هل تظن أن تفكرك ساع سيفتح الله عليك ما لم يفتح به على الاولين",
فاقول: أراك تتالى على الله وتقدم بين يديه, وتحجر على عباده, فهل عهد الله اليك أنه لن يفعل؟؟؟
"ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها"!.
اللهم إني أبرأ اليك من كل علم غير علم نبيك وكتابك, فمن يرى أنني ضال بهذا!!!!!!
---
ابومحمد خالد بن ابراهيم
11-17-2003, 03:07 PM
نعم نحن نصر على فهم السلف لانه اما ان نفكر كما فكرو ا وننهل ممانهلوا فنكون على طريق الحق أو أن نحكم عقلا قاصرا فنضل و نخزى
---
أبو علي
11-19-2003, 11:43 AM
أيها الإخوة
السلام عليكم
كتاب الله أنزل لكل الناس إلى أن تقوم الساعة وعجائبه لا تنقضي، وعطاءه لكل زمن ، ورسالة الإسلام إلى الإنسان مطلقا الأمي والمتعلم.
فإذا كان أكثر الناس في عهد النبوة أميين فأكثر الناس الآن متعلمون.
آيات الله وأحكامه بينها الله وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/2740)
فكما في الكتاب آيات آحكام كذلك فيه آيات للهدى ، هذه الآيات يأتي تأويلها في زمانها (لكل نبأ مستقر) مثلا :
أسلافنا في كتب التفسير كانوا يعتقدون أن الأرض مسطحة ومنهم من قال : إن الأرض يحملها ثور ويحيط بها جبل قاف ... إلى آخره، الآيات التي تتكلم عن كروية الأرض موجودة ولكن لم يتبين لهم فيها شيء لأن اكتشاف كروية الأرض لم يكن حدث حينئذ، ومن الحكمة ألا يبين الله الآيات إلا لقوم يعلمون ( ولنبينه لقوم يعلمون) فلو جاءهم العلم
في كروية الأرض (كما جاءنا) لتبين لهم آيات كروية الأرض في القرآن، لكن الله سبحانه لا يبين الآيات الإعجازية قبل أوانها.
ماذا لو جاء أحد وفسر لنا قوله تعالى : سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم.......) وهداه الله لمعرفة تلك الآيات، هل سنردها عليه ونقول له : كلامك مردود لأن السلف لم يقل به؟!!
كلا ، بل هو كتاب لكل الناس ،فإذا كان الأميون قد تعلموا الكتاب والحكمة فكذلك يتعلم المتعلمون الكتاب والحكمة ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم....)
وإني أرى أن الأخ أبا أحمد لم يقل منكرا من القول، وكلامه ليس خطأ.
---
عبد اللطيف سالم
11-19-2003, 09:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى صحبه وسلم .
أما بعد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يا أخ أبا علي .....!!!!! هداك الله ورعاك
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
( لا تقوم الساعة حتى .......
---
أبو حسن الشامي
11-20-2003, 02:43 PM
* تقول " الإسلام الذي يتعبد به المسلمون اليوم ليس هو إسلام الله والرسول بل هو إسلام الفقهاء الذي وضعه الفقهاء منذ ألف عام. أرجو شرح هذه العبارة؟(1/2741)
- كيف يفهمون القرآن ؟ يقولون اين عباس قال كذا، ومقاتل قال كذا، مجاهد قال كذا. ابن تيمية قال كذا، الحديث صحيح أم خاطئ يقولون البخاري قال كذا … مسلم قال كذا …. إذن هؤلاء لا يفكرون بعقولهم ولا بالأشياء الثابتة، لا بالقرآن نفسه، بل بكلام المفسرين، ولا بتأكدنا من صدق الأحاديث بل لمجرد أنهم قلوا كذا وكذا … وكل هذه المذاهب، هل كانت موجودة في عهد الرسول من شافعية وحنبلية ؟ كانت غير موجودة، كل هذا من إبداع الفقهاء فهذا هو إسلام الفقهاء الذي كان انعكاساً لمشاكل عصرهم الذي لا يشبه عصرنا نحن.
* في مشروعك الفكري طالبت بإزاحة كل هذه الفتاوى والرجوع إلى القرآن بعقل جديد. كيف؟
- نحن لا نعبد أشخاصاً من دون الله، فأبو بكر قال : من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، كل فتاوى الأئمة عوائق لتحديث الفكر الإسلامي.
---
عبد الله
11-20-2003, 07:38 PM
الأخ الشيخ أبا أحمد - سلمه الله
المشروع الجديد الذي تطرحه ولا أرى أحداً وافقك عليه ، قد طرحت منه جزئية واحدة ، وهي الأخذ بالكتاب والحديث ، وطرح ما سواه من الكلام والآراء والفهوم ، سواء كان ذلك للصحابة أو التابعين أو من بعدهم ، فهلآ جلّيت لنا بقية الجزئيات ، وبقية الأفكار التي يقوم عليها هذا الدين الجديد ( المذهب ) ، ليكون عندنا تصور كامل عنه ، بدلاً من هذا التصور الجزئي ، وأرجو أن لا تحيلني على موقع أسرار لأن الوقت لا يتسع للاطلاع عليه ، وهذا ما حملني على أن أطلب منك تصوراً متكاملاً بإيجاز .
أسأل الله للجميع التوفيق لما فيه الخير ، والهداية لما فيه الصلاح .
عبد الله إبراهيم
---
الشيخ أبو أحمد
11-22-2003, 12:37 AM
الاخ ابا عبد الله..
باختصار, أحيلك على آية "المائدة",(اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي).(1/2742)
فإذا كان الفقه اللاحق من كلام التابعين هو المكمل للدين, الذي لا ينبغي الفصل بينهما فيه, لما صحت الآية بتنزيلها!.
فأقول لك إنني لا انكر جهد علمائنا ولا انفيه ولا ابطله, بل هو الجهد المحمود المطلوب الذي يثري علمنا ويثور فهمنا, فنبدا من حيث انتهوا, ولكن لا ننتهي إلا عند الحق!.
وأنا أعلم أن ما رد به الشيخ الشهري من صعوبة التغافل عن هذا "التراث" رد في محله, وأنا لا أدعو الناس إلى ابطال كتب العلم, فإننا وإن أبطلناها فسنمر على مما مروا به لزوما, ولكنني أطمع بمنهج واضح يفرق كل التفريق بين كلام النبي وكلام العلماء!.
الا ترى علماءنا اليوم لا يجيبون غلا بما أجاب به سلفنا, عملا بالقاعد "الآمنة" (سكّن تسلم)!
وأخيرا.. فما رأيك بمشروع "المهدي", الذي سيرد الناس إلى "منهاج لنبوة", فهل تظن أن المهدي سيهتدي بهدي العلماء "ونصوصهم" أم بالدين الخالص؟؟
أنه مشروع المهدي على منهاج النبوة باختصار شديد, فمنهاج النبوة لا يقبل الاخذ حتى من التابعين, إذ كيف يأخذ عن التابعين وهو قبلهم؟؟..................................ز
---
المقدسي
11-23-2003, 12:50 AM
بسم الله والصلاة والسلام على نبيه الأمي،،،
أي عقل قاصر هذا الذي يفكر ويبحث ويتدبر. وهل طلب منا سلفنا الصالح أن نضع عقولنا في بيوتنا لأنهم بارك الله فيهم جميعا ورضي عنهم أخرجوا لنا كل ما نحتاج إليه من علوم ومعرفة
لا والله ليس هذا ديني - فوجب علينا أن نسمع ونعقل القرآن وكأنه يتلى علينا مباشرة من رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وكذلك الحديث وكأننا نسمعه منه عليه الصلاة والسلام كما أراد لنا أن نسمعه ونفهمه.
فمهما ورد في الموقع الذي يؤشر له الشيخ ابا أحمد فما أراه في أقل الأمر إلا دعوة للمسلمين أن يتدبروا بكتاب الله - وليس هذا بحرام ولا ممنوع - خاصة وأن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا به في كتابه الكريم.
وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العلمين
---(1/2743)
عبد الله
11-23-2003, 11:01 AM
الأخ أبا أحمد
أحلتني على آية : اليوم أكملت لكم دينكم
فهل ترى أن ما جاء به التابعون تشريعاً جديداً معارضاً لهذا التشريع الكامل أم ترى أنه تقريب له وفهم قدموه لنا من خلال رؤيتهم ومعايشتهم للصحابة الذين عايشوا عصر النبوة ونزول الآيات ؟
عبد الله إبراهيم
---
الشيخ أبو أحمد
11-23-2003, 08:08 PM
شتان بين الدين الكامل والفهم الناقص..
فدين الله متين كما قال نبي "السلف", و"الفهم" الذي تتحدث عنه جد مختلف, فكيف يتكئ الكامل التام على الناقص المختلف؟؟؟
ثم أنا لا أنفي جهد صالحينا, ولكن أكفر بكل من ينافس النبي محمد حق الولاية على عقول المؤمنين في التشريع لهم, والحجر على أفهامهم!.
ولو كان ما تقوله حقا, لما فات النبي ولما أعجزه أن يأمرنا بافهام من شاء من الناس, ولكنه على كل العكس, حذر من الافهام بجنانب دينه الخاص, فقال "فليبلغه كما سمعه" لا كما فهمه....
والحق أنني لا اسحيي, بل واحمد الله على نعمة العقل, والله يحب ان يحمد وان يرى نعمته على عبده, فلا استحيي ابدا أن اقول إنني احتفظ بحقي كاملا في التلقي الخالص عن نبي الله ورسوله الي , دونما تدخل من أحد...
فلن تسألني الملائكة أبدا إذا دخلت قبري (ماذا قال السلف في الرجل الذي بعث فيكم), بل سيسألوني , ماذا تقول انت؟؟؟
فانا من الآن اشتغل لهذا السؤال "الخاص جدا"!......
ويا اخي لا داعي للمكابرة, فحديث النبي لا يحجبه حاجب..... الكتاب والحديث وما "أجمع" عليه الاربعة الراشدون المهديون وحسب......
---
أبو تيمية
11-24-2003, 01:09 AM
أظن أن في الأمر بعضَ اللبس ، و لذا أرى أن يسطر الأخ أبو أحمد هنا على هذه الصفحة الإلكترونية ما يعتقده في وظيفة أهل العلم تجاه كتاب الله و سنة رسوله ؟ و بهذا يعرف مقصودكم بهذه المداخلة .(1/2744)
فمثلا نود معرفة مراد النبي صلى الله عليه و سلم ( خيركم من تعلم القرآن و علمه ) هل تعليم القرآن مقتصر على البيان اللفظي له .
لم كان التابعون يتلقون من الصحابة تفسير القرآن و هكذا من بعدهم ، خذ مثالا على ذلك : مجاهد بن جبر ، لِمَ عرض القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات يوقفه عند كل آية و يسأله عنها ؟
ثم كذلك الجواب الواضح البين من الأخ أبي أحمد : عن كيفية أخذ العلوم ، و ها هنا الكلام يخص القرآن ، كيف نتلقى علوم القرآن ، هل نأخذها مباشرة من القرآن ، أم من أهل العلم ، أم ماذا ؟؟.
إذا وضح الأخ أبو أحمد هاتين النقطتين ، و أقول وضَّح ، لأن كثيرا مما يكتبه - الحقيقة - لم أتبين ما يريد ، و ليعذرني - أخي أبا أحمد - في هذا ، فإني أعتقد أن الفصاحة و البلاغة في حسن البيان .
على أنني فهمت من مشاركة له هنا - و لعلها في معرفة المراد بالأعراف المذكورة في كتاب الله في السورة التي حملت اسمها - = أنه لا يرى الخروج عن فهم من تقدم من السلف خروجا عن إجماع الأمة ، و لا طرحا لفهومهم بالكلية ، فالقرآن أنزل ليتدبر لنا و لهم ، و هذا المعنى صحيح في الجملة ، مع تفصيل لا بد منه ، فالذي أراه أخي أبا أحمد أن عندك جهودا - أسأل الله أن يبارك فيها و ينفعنا بها - لكن ينقصها : العرض العلمي المتكامل ، و البيان الواضح الفصيح ، الذي لا لبس فيه .
و لو أجاب عن هذه الأسئلة أخي أبو أحمد و أبان عن تلك الإشكالات = لانتفع الجميع بما يطرحه ، و لانقطع الجدال .
و لتعذرني أخي أبا أحمد ، فالطرح الذي تطرحه مهم جدا ، و النرعة التجديدية التي ألمسها لديك مهمة جدا ، لكن بالبيان و التقعيد العلمي النيِّر ، مع المجادلة بالتي هي أحسن .
و الله الموفق. [/B][/QUOTE]
---
الشيخ أبو أحمد
11-24-2003, 06:35 PM(1/2745)
حاولت مرارا أن أوضح أنني لا انبذ فهم الاولين الاكابر, بل وإنني أحض وألزم ممن يسمعني أن لا يقول بآية من كتاب الله شيئا حتى يمر على ما قال السلف الصالح. ولكن على ان يكون هذا مرور الباحث لا مرور المتعبد, فيؤمن بقولهم وهم ناس شئنا ام ابينا, كما يؤمن بقول المعصوم عليه الصلاة والسلام.
فإذا عرضت لي مسألة من كتاب الله, بدأت بقول العماء, إذ العادة أن يكونوا على هدى وصواب, فآخذ منهم ما اطمأن قلبي إليه وما استند الى دليل. فإن لم أجد بحثت, ملتزما بما التزموا هم به, من تقديم الكتاب والحديث..
مقدما هذا بين يدي الله على انه عمل صالح في كتاب الله, فإن كان صوابا أجرني عليه, وإن كان خطأ لا قصد فيه, عذرني الله عليه, {وليس عليكم جناح فيما اخطأم به, ولكن ما تعمدت قلوبكم}..
ولكن -واستميحك عذرا- اخي ابو تيمية, أن لو كان ما اتيت انا به معنونا باسم أحد ممن "يشرك" بهم الناس في علومهم, كااشيخ فلان والعلامة فلان, لصار ما قلت حقا!. وهذا عند الله عين الكبر والباطل {إن يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما, فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا}.................
ولقد فصلت كل ما تحب أن تسألني عنه في (مقدمة لا بد منها) في موقعي الخاص
www.alassrar.com
واختم بما أمضيت به مشاركتك عن ابن سيرين فاقول: ما زاد ابن سيرين على أن عطل كتاب الله!!!.
وأكاد أقرأ بين سطور كلامك أخا ناصحا عادلا, فأسأل الله لي ولك الهداية والسداد.
---
محمد رشيد
11-27-2003, 08:08 PM
جزاك الله خيراً أخي محمد يوسف.
استأذنك في تأجيل ما كتبته إلى أجل .
أخوك
عبدالرحمن الشهري
---
أبو حسن الشامي
11-30-2003, 07:30 AM
قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه :(1/2746)
قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كُفوا، ولهم كانوا على كشفها أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى، وإنهم لهم السابقون، فلئن كان الهدى ما أنتم عليه، لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم : حدث بعدهم، فما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم، ولقد وصفوا منه ما يكفي، وتكلموا منه بما يشفي، فما دونهم مقصّر، ولا فوقهم محصر، لقد قصر دونهم ناس فجفوا، وطمح آخرون عنهم فغلوا، وإنهم من ذلك لعلى هدى مستقيم.
أخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" وصححه الشيخ عمرو عبدالمنعم سليم في تحقيقه على كتاب "المناظرة في القرآن الكريم" للشيخ موفق الدين بن قدامة المقدسي
---
الشيخ أبو أحمد
12-01-2003, 12:25 AM
الله, الله.... صار دينا قال فلان وقال فلان..... وصار لنا اكثر من نبي..... وصار عندنا محمد بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز وابن تيمية وحسن البنا ومحمد بن عبد الوهاب......
أما أنا فلن أذهب الى ربي بغير النبي محمد عليه الصلاة والسلام, فمن يرى اني على ضلال؟؟
فيما ارى ان من ياتي الله بغير النبي فهو على ضلال!!.
---
عبدالرحمن الشهري
12-01-2003, 01:02 AM
أخي الكريم أبا أحمد . يبدو أن النقاش أخذ أكثر من حقه ، وآن لك أن تكف بارك الله فيك. وأنت قد ذكرت لنا وجهة نظرك ، وأنت لا تريد أن تفهم ماذا يقصد الجميع. على حد قول الأول :
سارت مشرقةً ورحت مغرباً*** شتان بين مشرق ومغربِ !
فخذ في حديث آخر ننتفع به ، ودعك من بنيات الطريق فهي مضيعة للوقت والجهد بارك الله فيك. واعلم أن الوقت ثمين ، ثمين ، ثمين.
---
الشيخ أبو أحمد
12-01-2003, 10:11 PM
الدكتور الاخ الكبير عبد الرحمن الشهري..
هي لك, ولن أخوض فيما تكره, فهو موقعك وانت صاحبه واولى به!
وإن كنت عندي لمرجوا....!
---
عبدالرحمن الشهري
12-02-2003, 05:51 AM(1/2747)
أخي أبا أحمد حفظه الله أشكرك على حسن قبولك ، وهذا ظني بك وبأمثالك. والموقع للجميع ، والغاية النفع والفائدة لنا جميعاً أسأل الله لك التوفيق والسداد.
أخوك
عبدالرحمن
---
(1/2748)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المكتبة الشاملة مع تعليمات إستعمالها التي تحتوي على كل ما يحتاجه طالب العلم. لا تفوتك
---
المكتبة الشاملة مع تعليمات إستعمالها التي تحتوي على كل ما يحتاجه طالب العلم. لا تفوتك
---
إمداد
08-01-2005, 06:44 AM
المكتبة الشاملة مع تعليمات إستعمالها التي تحتوي على كل ما يحتاجه طالب العلم. لا تفوتك
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله تم وبحمد الله إضافة هذه المكتبة المذهله , وهي عبارة عن مكتبة تحوي 969 كتاب من كتب علماء أهل السنة والجماعة في شتى علوم الدين من تفسير وعقيده وحديث وتراجم رواة وفهارس ومعاجم وكتب أخرى كثيره مرتبه بشكل رائع جدا بالأضافه الى خاصية البحث في الكتب جميعها او في الكتب التي تختارها او في تراجم الرواة،،، وحجم المكتبة تقريبا 477 ميقا بايت
حمل المكتبة الشاملة من الرابط التالي من موقع طريق الجنه
http://www.heaven-way.com/details.php?linkid=1
انظر الصور التوضيحية للبرنامج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34663
---
ابن الجزيرة
08-01-2005, 09:20 AM
جزاك الله خيراً
---
أبو المعتز القرشي
09-01-2005, 03:47 AM
جزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
03-07-2006, 02:36 PM
وفقكم الله ونفع بكم.
مكتبة متميزة ، وفيها خير كثير ، والطبعات المعتمدة متميزة كتفسير الطبري بتحقيق شاكر وغيرها.
لكن لاحظت أموراً على عجل فيما يتعلق بكتب التفسير :
- تفسير القرطبي غير موجود ، مع وجود اسمه ، لكن المحتوى فارغ.
- مقدمات كثير من التفاسير غير موجودة مع أهميتها كتفسير ابن عاشور .(1/2749)
فهل هذا خلل في نسختي فقط أم هي في المكتبة الشاملة كلها . علماً أن عندي النسخة الثانية من المكتبة .
---
أبو عبد المعز
03-07-2006, 05:11 PM
يمكن تصحيح ما ذكره الأخ الدكتور عبد الرحمن.....بإضافة مقدمة ابن عاشور التي استدركها بعض الاخوة إلى مكتبة الشاملة مستخدما خاصية إضافة كتاب الكتروني من قائمة الخدمات وهي موجودة هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73010
أما تفسير القرطبي فهو موجود في القائمة العامة للكتب- دون أن يظهر في قائمة التفاسير -يمكن تصفحه مفردا والبحث فيه مفردا أو مع غيره....وعدم ظهوره مع التفاسير المتوافقة خلل قد يعمل صاحب البرنامج -جزاه الله خيرا-على تصحيحه لاحقا.
ولمن يملك الشاملة في إصدارها الثاني أن يقوم بتحديثها وإضافة الكتب إليها تباعا وذلك بالارتباط مع موقع أهل الحديث-وفقهم الله-
---
عبدالرحمن الشهري
03-07-2006, 11:05 PM
أحسن الله إليكم أبا عبدالمعز .
---
(1/2750)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معنى انفصال اللفظ؟
---
معنى انفصال اللفظ؟
---
خلود
03-31-2005, 03:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.
يقول ابن الجزري-رحمه الله-في التمهيد:
الوقف التام هو الذي انفصل مما بعده لفظا ومعنى.
ويقول عن الوقف الكافي: هو الذي انفصل مما بعده في اللفظ، وله تعلق في المعنى بوجه.
والسؤال ما المقصود بانفصال اللفظ؟ وكيف يُعْرَف؟
---
مساعد الطيار
04-01-2005, 10:45 PM
يمكنك مراجعة هذا الرابط ففيه إشارة لهذه المسألة .
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=216&highlight=%C7%E1%E6%DE%DD+%C7%E1%CA%C7%E3
---
خلود
04-01-2005, 11:21 PM
جزيتم خيرا، بارك الله فيكم.
---
(1/2751)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مؤتمر إعجاز القرآن الكريم بكلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن
---
مؤتمر إعجاز القرآن الكريم بكلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن
---
جمال أبو حسان
03-01-2005, 12:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم سلام الله عليكم جميعاً. يسرني أن أكون أحد أعضاء هذا الملتقى العلمي ، وأن أقدم فيه ما ينفع إن شاء الله .
أرفقت مع هذه المشاركة مطوية عن :
مؤتمر كلية الشريعة السابع
إعجاز القرآن الكريم
18-20/رجب/1426 هـ
23-25 / آب / 2005مـ
لمن رغب من الإخوة الباحثين من أعضاء هيئة التدريس في الكليات الشرعية المتخصصة أن يشارك في هذا المؤتمر .كما يسعدنا أن يشارك معنا هذا الموقع العلمي المتخصص في المؤتمر بالطريقة المناسبة التي يراها المشرفون عليه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
مساعد الطيار
03-01-2005, 12:58 PM
حياكم الله أخي الدكتور جمال .
لقد كنت أنتظر مشاركاتكم في هذا الملتقى ، ولكم أسعدني أن رأيت هذه المشاركة منكم ، وأأتمنى أن تكون بدايةً لمشاركات تثري هذا الملتقى الذي يفرح بوجود أمثالكم .
---
عبدالرحمن الشهري
03-01-2005, 01:04 PM
أضم صوتي لصوت أخي الدكتور مساعد الطيار في الترحيب بالدكتور جمال أبو حسان ونسأل الله له التوفيق .
وبخصوص المؤتمر فقد سبق أن نقل الأخ الكريم أبو العالية خبر هذا المؤتمر في الملتقى على هذا الرابط :
مؤتمر إعجاز القرآن بكلية الشريعة - جامعة الزرقاء الأهلية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2103&highlight=%CC%C7%E3%DA%C9+%C7%E1%D2%D1%DE%C7%C1)
ولعله ينتفع به أحد الباحثين فيشارك في هذا المؤتمر ، ولعل الدكتور مساعد من هؤلاء فقد اطلعت له على بحث نافع عن الإعجاز والمعجزة في القرآن جدير بالطرح في هذا المؤتمر العلمي.(1/2752)
وبخصوص مشاركة الموقع في المؤتمر فيسعدنا ذلك ، ولعلكم يا دكتور جمال تكلفون أحد الإخوة معكم في القسم من المعيدين بتغطية أعمال المؤتمر من خلال الملتقى ويسعدنا تقديم أي مساعدة لكم في هذا المؤتمر إن شاء الله.
---
جمال أبو حسان
03-01-2005, 03:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أزجي لكم أزكى التحيات وأرجو لكم خالص التوفيق وأشكركم على حسن استجابتكم لتوزيع مطوية المؤتمر على المعنيين غير أني أود أن يشارك الدكتور الشهري كما شارك الدكتور الطيار جزاه الله خيرا
فالدكتور الشهري يكتب مقالات حرية بالنظر وأحسب أنه لو شارك لأمتعنا ببعض ما عنده.
هذا ما عندي والله تعالى ولي التوفيق والقادر عليه
الدكتور جمال ابو حسان رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر
والسلام عليكم ورحمة الله
---
جمال أبو حسان
03-01-2005, 03:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اسال الله تعالى للاستاذين التوفيق والسداد
وارجو الله تعالى لهما ان لا يكونا قد استسمنا ذا ورم
وفقنا الله جميعا لخدمة دينه
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2005, 03:31 PM
جزاكم الله خيراً يا دكتور جمال على حسن ظنكم بأخيكم ، وأنت الذي استسمنت ذا ورم ، ونفخت في غير ضرم ! ولكن أسأل الله لكم التوفيق في مؤتمركم هذا ، وأن نرى فيه بحوثاً ماتعة تثري هذا الموضوع المتجدد : إعجاز القرآن الكريم.
---
(1/2753)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية - سنة السجود شكرا
---
برنامج إحياء السنة النبوية - سنة السجود شكرا
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-02-2006, 06:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (9) 4/5/1427
روى أبو بكرة رضي الله عنه قال : " أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كان إذا أتاه أمر يسره أو بشر به خر ساجداً لله تعالى "
[ سنده حسن ]
وعن عبد الرحمن بن عوف أن جبريل قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" إن الله ـ عز وجل ـ يقول لك : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم
عليك سلمت عليه .. فسجدت شكراً "
[ رواه أحمد .. وهو حديث حسن ]
عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ ، قال : خرجنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ـ من مكة نريد المدينة ، فلما كنا قريبا من عَزوَراء نزلَ
ثم رفعَ يديه فدعا الله ساعة ، ثم خرَّ ساجدا ، فمكث طويلا ، ثم رفع يديه ساعة
ثمّ خرَّ ساجدا ـ فعله ثلاثا ـ
وقال : " إني سألتُ ربي وشَفَعتُ لأمتي ، فأعطاني ثُلُث أمتي ،
فخررتُ ساجدا لربي شكرا ، ثم رفعتُ رأسي ، فسألت ربي لأمتي ،
فأعطاني ثُلُث أمتي ، فَخَررتُ ساجدا لربي شكراً ، ثم رفعتُ رأسي ،
فسألت ربي لأمتي ، فأعطاني الثُلُث الآخر ، فَخَررتُ ساجدا لربي "
[ رواه أبو داوود ]
وورد عن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ أنه سجد حين علم بمقتل
مسيلمة الكذاب ..
وكذلك ورد عن كعب بن مالك ـ رضي الله ـ عنه في عهد الرسول
صلى الله عليه وسلم ـ أنه سجد لما بشر بتوبة الله عليه ..
وغير ذلك من الأحاديث والآثار .
لذا يستحب لمن تجددت عنده نعمة ظاهرة ، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة
أن يسجد شكرا لله تعالى سواء خصته النعمة والنقمة أو عمت المسلمين ..
غير أنه لا يشرع السجود لاستمرار النعم ; لأنها لا تنقطع ..
فالعقلاء يهنون بالسلامة من العارض , ولا يفعلونه في كل ساعة(1/2754)
وإن كان الله يصرف عنهم البلاء والآفات , ويمتعهم بالسمع والبصر
والعقل والدين , ويفرقون في التهنئة بين النعمة الظاهرة والباطنة
كذلك السجود للشكر .
حكمه :
سنة عند أكثر أهل العلم .
صفته :
يكبر من يريد السجود دون أن يرفع يديه ويسجد سجدةً واحدة
يقول فيها ما يقوله في سجود الصلاة ، ثم يكبر عند الرفع بدون تسليم ..
على قول جمهور الفقهاء . .
وبهذا يظهر لنا : أنه في سجدة الشكر لا تشرع تكبيرة للإحرام
ولا يشرع فيها التسليم ..
ولا يشرع ( سجود الشكر ) في الصلاة وإنما خارج الصلاة فقط ..
وعند جمهور العلماء يشترط في سجود الشكر ما يشترط في الصلاة
من حيث : الوضوء واستقبال القبلة وستر العورة وطهارة الثوب
وطهارة المكان ..
مأخوذة من:
http://www.enashir.com/blogs/eman
________________-
---
(1/2755)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أصوات القلقلة بين المتقدمين والمتأخرين
---
أصوات القلقلة بين المتقدمين والمتأخرين
---
فرغلي عرباوي
08-15-2004, 02:41 AM
{ أصوات حروف القلقلة}
بين المتقدمين والمتأخرين
1. مدخل لمبحث أصوات القلقلة
2. العناية بكيفية نطق أصوات الحركات
3. أصوات الحروف المتحركة والسواكن
4. مشتقات القلقلة في لغة المعاجم العربية
5. أسماء أصوات القلقلة المبثوثة في الكتب
6. الخلاف في عدد أصوات أحرف القلقلة
7. تعريف أصوات القلقلة عند المجودين
8. التعريف بالأصوات الشديدة حبيسة الصوت
9. القلقلة من صفات الأصوات المحسٍّنة
10. لماذا قلقلة العرب هذه الأحرف خاصة
11. لماذا لم تقلقل العرب الألف والتاء والكاف
12. كيفية حدوث صوت القلقلة في جهاز النطق
13. خلاف العلماء في القلقلة وصلا ووقفا أم وقفا فقط
14. لا عمل للشفتين مع أصوات القلقلة إلا الباء
15. أصوات القلقلة بين المتقدمين والمتأخرين
16. هل الحرف المتحرك فيه أصل القلقلة ؟
17. هل أصوات القلقلة من الصفا اللازمة أم العارضة؟
18. أصوات القلقلة ومراتبها بين المتقدمين والمتأخرين
19. أبيات شعر تقعّد لأخطاء في التلفظ بأصوات القلقلة
20. من أخطاء النطق بأصوات القلقلة إمالتها أو اختلاسها
21. ذكر الأخطاء الشائعة في التلفظ بأصوات القلقلة
{مُدْخَلٌ لِمَبْحَثِ أَصْوَات القَلْقَلَةِ}(1/2756)
بسم الله منزل القرآن والصلاة والسلام على القائل ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فأقول وبالله التوفيق من خلال دراستي في كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة كان لهم منهج سديد في جميع مسائل التجويد وهو العودة به لقواعد وتصنيف المتقدمين الأوائل وتطبيق هذه القواعد بدقة حفاظا لصون الصوت القرآني من الأصوات الدخيلة عليه ودارت مناقشات بيننا وبين كل دكتور متخصص في قاعة الكلية حول بعض القضايا التي تتناقض بين كتب تجويد المتقدمين وكتب المحدثين المعاصرين ومن أهم المناهج البحثية التي تعلمناها من مناهج الكلية البحثية مسألة الترجيح بين الفريقين بالأدلة القطعية الدلالة فمثلا لو أن أمام الباحث تضاد بين أقول المتقدمين والمتأخرين في مسألة تجويدية قالوا لنا نقدم كلام المتقدمين فهم أمكن من المعاصرين فضلا على أنهم عرب فصحاء وتلقوا القرآن بأسانيد متصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل رجل منهم ذكر أسانيده في القراءة في أول كتابه ومن هذه المسائل مثلا مسألة إطباق الشفتين على الميم الساكنة المخفاة والإقلاب فجميع الكتب القديمة تنص نصا صريحا بإطباق الشفتين والكتب المعاصرة تقول بترك فرجة فمن نقدم بالطبع كلام المتقدمين لأن فيه الحجة أما كلام المعاصرين ممن نصب نفسه مٌقَعِّدا لقواعد التجويد فلا عبرة بكلامهم ومن هذه المسائل مسألة خلافية وجدت فيها تباينا واضحا بين الفريقين ألا وهي مسألة كيفية أداء القلقلة فالمتقدمون حافظوا على الأصل والمتأخرين أضافوا أشياء من عند أنفسهم على الصوت القرآني المنقول إلينا بالتواتر لا تعرف إلا من خلال المصنفات الحديثة والله المستعان وإني لأتطلع إلى مستقبل أفضل لدراسة الأصوات التجويدية القرآنية ولكن على منهج المصنفات القديمة فقد حافظت على الدرس الصوتي القرآني المنقول إلينا بالتواتر بدقة وكما ذكر القدماء أن القراءة القرآنية كيفيتها الصوتية توقيفية(1/2757)
فكما نقلت إلينا هذه الكيفيات الصوتية للقرآن نقرأ ولا مزايدة على ذلك ولكن دب الخلل في بعض كلام وكتب من صنف في التجويد من العلماء المحدثين وكل هدفي التنبيه على مواطن الخلل في هذه الكتب من خلال ما تعلمته من كلية القرآن مع بيان الدليل لكل ما أقول وكل همي إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، ومن هذا المنطلق منطلق الدعوة إلى الإصلاح الذي يفيد العملية القرآنية من الناحية الصوتية أرجو العودة إلى المصنفات القديمة ونقل قواعدهم والتأصيل والتقعيد الدقيق للصوتي القرآني لصونه من دخول الأصوات الأعجمية العامية عليه وقديما قد دارت مناقشات علماء التجويد المتقدمين لموضوع القلقلة حول عدد من النقاط وهي : من حيث عدد حروفها وموضعها وحقيقة الصوت الذي يسمع عند الوقف على حروفها وهناك نقطة مهمة جدا يجب التنبيه عليها وهي أن علماء اللغة القدماء سبقوا علماء التجويد في خدمة الدرس الصوتي القرآني فيجب الأخذ منهم والنقل عنهم كما كان عمل علماء التجويد المتقدمين وإني لأرجو الفائدة للجميع مع الحرص لكل من يقرأ هذا البحث التلقي عن الشيوخ المسندين . فقد حث صاحب أول مصنف في التجويد على ذلك وهو أبو مزاحم الخاقاني بقوله :
( فما كل من يتل الكتاب يقيمه *** وما كل من في الناس يقرئهم مقري )
والمقصود بالمقرئ من أخذ القراءة عن شيخه بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال آخر :
( لقد يدعي علم القراءات معشر **** وباعه في النحو أقصر من شبر )
. وأخيرًا ـ أيها الأحباب ـ إن أُريد إلا الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله ، فأسأل الله أن يكون هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم ، وأن لا يُفهم على غير وجهه ، وإني لأعتذر عن أي قصور أو تعبير فيه خلل .
انتظر الباقي
---
(1/2758)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الاستئناس بسورة القدر على أن ليلة السابع والعشرين هي ليلة القدر..
---
الاستئناس بسورة القدر على أن ليلة السابع والعشرين هي ليلة القدر..
---
محمود الشنقيطي
10-18-2006, 10:29 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي ومولاي محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته ومن والاه واتبع سنته وهَداه..
أما بعد/
فقد قرأت في تفسير ابن كثير رحمه الله في سورة القدر أن بعض السلف استأنس ببعض ألفاظ السورة للجزم بأنها السابعة والعشرون من رمضان,وأحببت طرح ذلك النقل هنا لأسأل عن هذا المسلك التفسيري هل هو من قبيل التفسير الإشاري ام لا؟؟
وما العملُ في حال استخدام بعض المفسرين له للاستدلال لأمرٍ راجح,فهل يزيده ذلك الاستنباط رجحاناً ام لا؟ كما هو الحال في الخلاف المشتهرفي ليلة القدر والتي ترجح لدى الكثير من علماءالسلف والخلف أنها ليلة السابع والعشرين,
وأترككم مع النص حيث يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى (وقد حكي عن بعض السلف أنه حاول استخراج كونها ليلة سبع وعشرين من القرآن,من قوله{هِيَ}لأنها الكلمة السابعة والعشرون من السورة,والله أعلم)8/448
وقد أورد القرطبي رحمه الله في كلامه على البسملة أثرا رواه وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ:بسم الله الرحمن الرحيم ليجعل الله تعالى له بكل حرف منها جُنة من كل واحد,فالبسملة تسعة عشر حرفا على عدد ملائكة اهل النار الذين قال الله فيهم{عليها تسعة عشر} فهم يقولون في كل أفعالهم:بسم الله الرحمن الرحيم,فمن هنالك قوتهم وببسم الله استضلعوا.(1/2759)
قال ابن عطية:ونظير هذا قولهم في ليلة القدر إنها ليلة سبع وعشرين مراعاة للفظ هي من كلمات ,سورة {إنا أنزلناه},ونظيره أيضا قولهم في عدد الملائكة الذين ابتدروا قول القائل:ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه,فإنها بضعة وثلاثون حرفا فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم{لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول} قالابن عطية: وهذا من ملح التفسير وليس من متين العلم 1/127
---
منصور مهران
10-18-2006, 11:49 PM
إلى أخي الرجل البر الشيخ محمود الشنقيطي ، سلمه الله ،
أود مناقشة جزء واحد من قضية الاستئناس بالعدد في ترجيح أقوال بعض المفسرين ، فاخترت حروف البسملة :
( بسم الله الرحمن الرحيم ) وقلت : كيف نحسب حروف هذه الجملة ؟ بما نكتب أم بما نقرأ ؟
فحسب المرسوم من الحروف ( ب س م ا ل ل ه ا ل ر ح م ن ا ل ر ح ي م ) يكون العدد 19
ولكن هذا الرسم ناقص لأننا أسقطنا حروفا ننطقها فلها مكان غير مرسوم ، ورسم المصاحف جعل لها رموزا فيما يجب أن يكون مكانًا لها ؛ وهذه الحروف هي همزة الوصل بعد الباء في بسم ، والمد بعد اللامين قبل الهاء في لفظ الجلالة ، والراء المضعفة بحرفين : ساكنٍ ومتحركٍ في الرحمن وفي الرحيم ، والمد بعد ميم الرحمن .
وحسب المنطوق فالأصوات المنطوقة عدتها ثمانية عشر صوتا .
فالفكرة برمتها إن هي إلا تجربة غير مدروسة ، وقد وقع فيها عالم مصري يقيم في أمريكا ادعى أن رقم 19 الذي يمثل عدد حروف البسملة يمكن قسمة عدد الحروف التي في أوائل السور مع مجموع أمثالها في كل سورة منها : عليه وتقبل القسمة ، أي أن مجموع الحروف المثيلة الواردة في أي سورة مبدوءة بالحروف المقطعة يقبل القسمة على الرقم 19 . مثل سورة ( ق ) فمجموع قافات هذه السورة يقبل القسمة على 19 ، وهكذا في السور المماثلة .(1/2760)
ولكن لم تستقم له القاعدة فظهر التخبط ، ثم ما جدوى ذلك ؟ وقد هاجمه كثير من أهل العلم على صفحات الجرائد والمجلات المصرية ، لخطإ الفكرة ولخطإ الاستنتاج .
وفيما يتعلق بليلة القدر فهناك شواهد كثيرة تبعد الحصر في ليلة معينة ، وهذا أدعى للاجتهاد في العبادة والترقب
وفي ذلك من حكمة الباري شيء يفوق الأفهام ، فالمسألة تحتاج إلى تأنٍّ قبل إقرارها ، وبالله التوفيق .
---
مصطفى علي
10-19-2006, 01:37 AM
أنا أؤمن بما قاله الأستاذ الفاضل منصور مهران
وأحب أن أقول بالمشاهدة كنت أخرج سنين في الصباح الباكر لرؤية علامة ليلة القدر التي بينت في صحيح مسلم بأن صبيحتها تخرج الشمس بيضاء بدون أشعة .
وكانت في رؤيتي على مدار عدة سنوات أنها لم تحدد في السابعة والعشرون ، بل جاءت في الخامسة والعشرون
وكنت مسجل ذلك في كتاب مسند بلال للزعفراني ولكنه بعيد عن منالي الآن .
---
غانم الغانم
10-19-2006, 07:21 AM
لعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقوع رؤيته أنه يسجد في ماء وطين أقوى دليل على تغيرها , فقد كانت ليلة إحدى وعشرين
---
محمود الشنقيطي
10-19-2006, 07:21 PM
أستاذي القدير الشيخ منصور مهران عافاك الله وعفا عنك وبارك لك وفيك
شكر الله لك على هذا التوجيه الطيب والرأي السديد والنظر الثاقب,وجزى الله أخوي الفاضلين: مصطفى وغانم على ما قدماه خير الجزاء وأتمَّه,ولكنَّ استفساري بارك الله فيكم أجمعين لا يزال قائما وهو:هل نعد مثل هذا الاستنباط والاستدلال- وإن لم يكن يقع به الجزمُ- أمراً مرجحاً أو يزيد الراجحَ من القولين في أي مسألة خلافية رجحاناً أم لا؟؟
وهل هو من قبيل التفسير الإشاري أم ليس كذلك ؟؟
---
العبادي
10-19-2006, 10:18 PM
سؤالك أخي محمود في محله وأوافقك فيه..
ومعرفة الإجابة مفيدة في أمور عديدة في التفسير كما هو واضح.
---
منصور مهران
10-20-2006, 06:24 AM(1/2761)
إلى أخينا الذي نرجو له خيرَيْ الدنيا والآخرة الشيخ محمود الشنقيطي ، أمتع الله به ،
إجابة لرغبتك في البيان عما استفسرت عنه ، أقول :
المعروف في الاستنباط والاستدلال أنهما بخلاف الحُجَّة والبرهان ؛ ولا سيما الاستنباط الذي لا يتفق عليه طرفا المناقشة ، فإنهما يلجآن إليه إذا أعيتهما الحيلة ووقف كل منهما بحجته عند حد المنتصف ، فيلوح استنباط يرجح أحد الطرفين فالترجيح لا يكون إلا لأمرين تساوت فيهما الحُجَجُ فيأتي المُرَجِّح لتغليب أحد الأمرين حتى يظهر ما يردهما إلى التساوي مرة أخرى وهكذا إلى أن تستقر الحجج أو تتغلب لأحد الطرفين .
ومهما كانت قوة المرجح أو ضعفه فإنها تنقل أحد المتساويين إلى الرجحان .
فإذا كانت الحجة في أحد القولين أقوى وأظهر فلن تجدي المرجحات نفعا إلا بمقدار ما يتحقق فيها من هذه القوة وهذا الظهور .
والاستنباطات العددية - كالذي نحن بصدده - مال إلى الأخذ بها بعض المفسرين الصوفية وكذلك الداعين إلى علم الجَفْر ، وكلا المسلكين ليس من نهجنا ، على أن كتب التفسير يكثر فيها مثل هذه الإشارات استئناسا لا استدلالا ، وتبسطا في القول لعل جيلا من أجيال الأمة يفتح الله لهم بابا من العلم فيدركوا ما لم يدركه الآباء من خبايا الأعداد ، وإلى ذلك الأوان فلا ينبغي إخضاع معاني القرآن الكريم للتجارب ، فإذا استقر بهذه التجارب البرهان القاطع فليست تجارب عندئذ بل هي القواعد والأصول ولا بأس من تناولها في التفسير عن طمأنينة وارتياح .(1/2762)
ولعلكم يا أخا المكارم تلحظ كيف تطورت نظريات العلم الحديث تطورا كبيرا خلال القرن الماضي ، وتلحظ كيف اندفع المفسرون المُحْدَثون للأخذ بها في التفسير وكلما ظهر اكتشاف جديد أسرعوا إلى إبطال ما قيل أولا ثم أعادوا القول في ضوء كل جديد ؛ وأذكرك بتفسير الجواهر لطنطاوي جوهري ، ثم ما قاله حنفي أحمد في تفسير الآيات الكونية ، ثم ما انبرى لبيانه بقوة العلم الدكتور زغلول النجار ، والله أعلم ماذا سيكتشف العلماء غدا ؟ وماذا سيقول المفسرون إذا نظروا إلى جديد العلم المكتشف ؟
ومعذرة إليكم يا إخواني من الإطالة ولكنه البحث : حتى ينبلج قولٌ فيه سكينة من ربنا فتطمئن له القلوب والعقول ، وبالله التوفيق .
---
فهد الوهبي
10-20-2006, 07:34 AM
الإخوة الأكارم وفقهم الله ..
أحببت أن أبين الفرق بين الاستنباط والإشارات الصوفية ومن ثَمَّ حكم مثل هذه الاستنباطات عند العلماء رحمهم الله تعالى :
فالاستنباط في اللغة هو الاستخراج ومنه قوله تعالى : ( لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) [ النساء: 83 ] أي: يستخرجونه .
وأما في الاصطلاح فتعددت تعاريف العلماء رحمهم الله تعالى ومن أحسنها :
- ما قاله النووي رحمه الله : (قال العلماء: الاستنباط استخراج ما خفي المرادُ به، من اللفظ). [ تهذيب الأسماء واللغات: ( ق 2 / 1 / 158 ] .
- وما قاله ابن القيم رحمه الله : (استخراج الأمر، الذي من شأنه أن يخفى على غيرِ المُسْتَنْبِط). [ إعلام الموقعين : 1 / 172 ].
وفي هذين التعريفين نلاحظ أموراً أهمها:
1- وجود الخفاء في المعنى المستنبط .
2- ضرورة ارتباط المعنى المستنبط بلفظ الآية بوجه من وجوه الدلالة كدلالة العبارة ودلالة الإشارة ودلالة النص ودلالة الاقتضاء ودلالة المفهوم، أو بقاعدة من قواعد الاستنباط .
ولذا فمما ينبغي التنبه له أنه لا يدخل في الاستنباط القرآني إلا ما استخرج من لفظ القرآن بدلالة صحيحة أو قاعدة استنباطية صحيحة.(1/2763)
وبهذا يُعلم أن ما يستفاد من جهة الاعتبار والقياس وما يسمى بالتفسير الإشاري مما لم تدل عليه الآية دلالة لفظية، فليس ذلك استنباطاً من القرآن وإنما هو استخراج بدليل آخر وهو الاعتبار والقياس.
وحتى يتضح الفرق نقول: إن الاستنباط من القرآن يكون من ذات اللفظ القرآني بدلالاته المعروفة وبقواعد نظمه العربي، فإذا قيس على معنى مذكور لعلة جامعة على جهة الاعتبار فإنه يكون قد خرج الاستدلال من الاستنباط من القرآن إلى القياس على أحكام القرآن أو معانيه الظاهرة أو المستنبطة.
ويوضح ذلك كلام شيخ الإسلام ( ت: 728 هـ ) رحمه الله في تفسير الصوفية حيث يقول:
"وجماع القول في ذلك أن هذا الباب نوعان:
أحدهما: أن يكون المعنى المذكور باطلاً؛ لكونه مخالفاً لما عُلِمَ، فهذا هو في نفسه باطل، فلا يكون الدليل عليه إلا باطلاً؛ لأن الباطل لا يكون عليه دليل يقتضي أنه حق.
الثاني: ما كان في نفسه حقاً، لكن يستدلون عليه من القرآن والحديث بألفاظ لم يُرَد بها ذلك، فهذا الذي يُسَمُّونَه إشاراتٍ...
وأما النوع الثاني: فهو الذي يَشْتَبِهُ كثيراً على بعض الناس، فإن المعنى يكون صحيحاً لدلالة الكتاب والسنة عليه، ولكن الشأن في كون اللفظ الذي يذكرونه دلَّ عليه، وهذا قسمان:
أحدهما: أن يقال أن ذلك المعنى مرادٌ باللفظ، فهذا افتراءٌ على الله...
والقسم الثاني: أن يجعل ذلك من باب الاعتبار والقياس، لا من باب دلالة اللفظ، فهذا نوع من القياس، فالذي تسميه الفقهاءُ قياساً هو الذي تسميه الصوفية إشارة، وهذا ينقسم إلى صحيح وباطل كانقسام القياس إلى ذلك" [ مجموع الفتاوى: ( 13 / 240 ـ 243 ). باختصار].
ويقول: "ولكن منها ما يكون معناه صحيحاً، وإن لم يكن هو المراد باللفظ، وهو الأكثر في إشارات الصوفية، وبعض ذلك لا يجعل تفسيراً؛ بل يجعل من باب الاعتبار والقياس، وهذه طريقة صحيحة علمية" [ مجموع الفتاوى: ( 2 / 27 ) ].(1/2764)
وقال: "فإن المعاني تنقسم إلى حق وباطل. فالباطل لا يجوز أن يفسر به كلام الله. والحق إن كان هو الذي دل عليه القرآن فُسِّرَ به، وإلا فليس كل معنى صحيح يفسر به اللفظ لمجرد مناسبة"[ مجموع الفتاوى: ( 2 / 27 ) ].
فاتضح من ذلك أن ما يسمى بالتفسير الإشاري لا ينطبق عليه حد الاستنباط فليس هو استخراج من النص القرآني وإنما هو قياس على ما ذكر فيه.
وأما بالنسبة للاستنباط من مجموع حروف القرآن فأكثر ما يكون ذلك في المغيبات ولا شك أن الاستنباط في أمر المغيبات أمر مردود لاستحالة الوصول إليها إلا بالسمع المنقطع بعد وفاته صلى الله عليه وسلم .
وقد أنكر العلماء رحمهم الله تعالى استخراج شيء من القرآن في موضوع المغيبات :
ولذا نجد أكثر القائلين بشمولية القرآن لكل شيء وهو المرسي ( ت : 655 هـ ) قد استثنى تلك المغيبات مما يمكن الوصول إليه بالقرآن قال السيوطي : ( وقال المرسي ( ت: 655 هـ): جَمَعَ القرآنُ علومَ الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علماً ـ حقيقة ـ إلا المتكلم به، ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلا ما استأثر الله به سبحانه ) [ الإكليل: ( 1 / 243 )، الاتقان: ( 2 / 260 ) ].
وقال الطبري ( ت: 310 هـ): " والذي لا حاجة لهم إلى علمه منه هو العلم بمقدار المدة التي بين وقت نزول هذه الآية ووقت حدوث تلك الآية فإن ذلك مما لا حاجة بهم إلى علمه في دين ولا دنيا وذلك هو العلم الذي استأثر الله جل ثناؤه به دون خلقه فحجبه عنهم وذلك وما أشبهه هو المعنى الذي طلبت اليهود معرفته في مدة محمد وأمته من قبل قوله (الم) و (المص) و (الر) و (المر) ونحو ذلك من الحروف المقطعة المتشابهات التي أخبر الله جل ثناؤه أنهم لا يدركون تأويل ذلك من قبله وأنه لا يعلم تأويله إلا الله "[ جامع البيان : ( 3 / 157 ) ].(1/2765)
وقال ابن كثير (ت:772هـ) في الأحرف المقطعة في بداية السور: " وأما مَنْ زَعَمَ أنها دالةٌ على معرفة المُدَد، وأنه يُسْتَخْرج من ذلك أوقات الحوادث، والفتن، والملاحم، فقد ادَّعى ما ليس له، وطار في غير مطاره " [ تفسير ابن كثير : 28 ].
ومما سبق يتبين أن الاستنباط حين يتعلق بمعرفة ما استأثر الله بعلمه فإنه استنباط مردود وغير صحيح، لأن الله جل وعلا لم يجعل لأحد أن يتوصل إلى الغيب إلا بطريق الإيحاء إليه من الرسل، وقد بين أن من الغيب ما لا يطلع عليه حتى الرسل عليهم الصلاة والسلام فكيف بمن دونهم.
ويمكن التمثيل لمن خالف هذا الشرط فاستنبط ما لا يجوز له استنباطه بما يلي:
استنباط اليهود مدة هذه الأمة من الأحرف المقطعة في بداية السور:
قال ابن جرير ( ت: 310 هـ): " وكان قوم من اليهود على عهد رسول الله طمعوا أن يدركوا من قبلها معرفة مدة الإسلام وأهله، ويعلموا نهاية أجل محمد وأمته، فأكذب الله أحدوثتهم بذلك، وأعلمهم أن ما ابتغوا علمه من ذلك من قِبَلِ هذه الحروف المتشابهة لا يدركونه، ولا من قِبَلِ غيرها، وأن ذلك لا يعلمه إلا الله"( 3 / 174 ).
وبهذا يعلم أن استنباط ما لا مجال للرأي في الوصول إليه سبب في عدم صحة الاستنباط ولذا قال الماوردي ( ت: 450 ): " فإذا صح جواز الاجتهاد في استخراج معاني القرآن من فحوى ألفاظه وشواهد خطابه، فقد قسم عبد الله بن عباس (ت: 68هـ) رضي الله عنه وجوه التفسير على أربعة أقسام " ثم أوردها ثم قال: " وأما الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة " ثم قسم التفسير ثلاثة أقسام وقال: " أحدها: ما اختص الله تعالى بعلمه كالغيوب، فلا مساغ للاجتهاد في تفسيره ولا يجوز أن يؤخذ إلا عن توقيف... فإن لم يرد فيه توقيف علمنا أن الله تعالى أراد لمصلحة استأثر بها ألا يطلع عباده على غيبه" [ النكت والعيون : 36 ـ 37 ] .(1/2766)
وأخيراً يقال إن تكلف الوصول إلى معرفة ليلة القدر قريب من ذلك لأن الله تعالى قد حجبها عن الناس لحكم كثيرة معلومة، وقد ورد عن الصحابة تحديد لها ولكن ليس من هذا السبيل وإنما بسماعات عن النبي صلى الله عليه وسلم .
والله تعالى أجل وأعلم ..
---
مرهف
10-20-2006, 08:21 AM
جزاك الله خيراً أخانا فهد على ما تقدمت به من هذا البيان، ولكن أود التعقيب بأن ما تفضلتم به عن إشارات تفاسير الصوفية هي من قبيل القياس كما نقلتم ذلك عن ابن تيمية رحمه الله فهذا ليس في كله وليس في غالبه، فأنتم تعلمون أن من أنواع الدلالات في مباحث الكتاب التي يتطرق لها الأصوليون في علم الأصول : إشارة النص ، وإشارة النص هي الدلالة التي ليست مرادة أصلاً من سياق النظم القرآني وإنما مأخوذة من فحوى الخطاب من بعض جوانبه أو من منطوق الخطاب بدلالة الاقتضاء من جوانبه الأخرى، وعلى كل حال هل هذه الإشارات من القياس أم لا فعمل الأصوليون لا يدل على أنها من القياس ، وربما يكون لها مدخل في ذلك من بعض الوجوه والله أعلم.
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أذكر أن ابن عطية رحمه الله يذكر الأعداد من ملح التفسير وليست هذه الأعداد من المرجحات في التفسير، ولا من قرائن الاستدلال، وإني أعجب أشد العجب ممن يركز على ليلة السابع والعشرين من رمضان في إحيائها على أنها ليلة القدر، فإن كان تعيينها غيب عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة فكيف يستدل البعض على أنها ليلة السابع والعشرين اعتماداً أو استئناساً من الأعداد!!
---
فهد الوهبي
10-20-2006, 08:52 AM
أخي الكريم مرهف وفقه الله ...
دلالة الإشارة الأصولية مختلفة تماماً عن التفسير الإشاري الصوفي وللتوضيح :
فإن الإشارة في اللغة:
التلويح بشيء يفهم منه ما يفهم من النطق، وأشار وشوّر: أومأ. يكون ذلك بالكف والعين والحاجب. وشور إليه بيده: أي أشار. [ انظر: الصحاح: ( 2 / 704 )، لسان العرب: ( 4 / 436 ـ 437 ) ].(1/2767)
وأما في الاصطلاح:
فقد اختلفتْ عباراتُ الأصوليين عند تعريف هذه الدلالة ولكنها تتفق من حيث المعنى في بعض النقاط :
ويمكن تعريف دلالة الإشارة بأنها:
" دلالةُ اللفظِ على حُكْمٍ غيرِ مقصودٍ، ولا سيقَ له النَّصُّ، ولكنه لازمٌ للحُكْمِ الذي سِيْقَ لإفادته الكلام"(مذكرة أصول الفقه للشنقيطي: (236)، وتفسير النصوص لمحمد أديب صالح: (1 / 478)، وأمالي الدلالات لابن بيّه: (117) ).
وقال الغزالي ( ت: 505 هـ): " ما يتبع اللفظَ من غير تجريدِ قصدٍ إليه " [ المستصفى: (2 / 83).المستصفى: (2 / 83)].
وقال الشنقيطي ( ت: 1393 هـ): " دلالة اللفظ على معنى ليس مقصوداً باللفظ في الأصل، ولكنه لازم للمقصود، فكأنه مقصود بالتَّبَعِ لا بالأصل " [ مذكرة أصول الفقه: (236) ].
وعند التأمل في تعريف هذه الدلالة عند العلماء يتبين أنها تحمل الصفات التالية:
الأولى: أنها دلالة نظمية: أي أنها مستقاة من نظم اللفظ .
الثانية: أنها دلالةٌ غير مقصودة للمتكلم بهذا النظم .
الثالثة: أنها تدل على المعنى من جهة اللزوم العقلي، فلابد من تلازم عقلي بين المعنى المستنبط وبين النص، وعلى ذلك إن لم يوجد هذا التلازم فلا يصح كون المعنى مستنبطاً بدلالة الإشارة كما هو الشأن في كثير من استنباطات الصوفية أو ما يسمى بالتفسير الإشاري .
وحتى يتضح المقصود من هذه الدلالة فإنه يمكن التمثيل لها بما يلي :
قوله تعالى : ( لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقاً على المحسنين ) [البقرة: 236 ].
فهذه الآية سيقت لبيان أن طلاق الزوج قبل الدخول وقبل أن يفرض لها مهراً في عقد الزواج ـ بأن كان العقد خلواً من تقدير المهر ـ هو طلاق مشروع. وهذا هو المعنى المأخوذ بعبارة النص.
وأما ما يستنبط بدلالة الإشارة: فهو أن عقد الزواج يصح بدون ذكر المهر أصلاً.(1/2768)
ووجه الاستنباط: أنه لا يصح الطلاق إلا بناء على زواج صحيح قائم.
وبيان التلازم هنا: أن الله أباح الطلاق لمن لم يسمِّ المهر ولم يذكره، وإباحة الطلاق تستلزم وجود زواج صحيح، فيستنبط من ذلك صحة عقد الزواج بدون ذكر المهر أصلاً.
مثال آخر :
قوله تعالى : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) [ البقرة : 187 ] .
فالنص القرآني يدل بعبارته على إباحة الاستمتاع والأكل والشرب في كل جزء من أجزاء الليل.
ويستنبط منه بدلالة الإشارة صحة صوم من أصبح جنباً من الوطء.
ووجه الاستنباط: أن هذا المعنى لازم للمقصود به من جواز جماعهن بالليل الصادق على آخر جزء منه.
قال الشيخ الأمين (ت: 1393 هـ) في وجه الاستنباط: " لأن إباحة الجماع في الجزء الأخير من الليل الذي ليس بعده ما يتسع للاغتسال من الليل يلزم إصباحه جنباً " [ مذكرة أصول الفقه : 236 ] .
ثم نعود فنقول: إن من أهم الشروط للمعنى المستنبط أن يكون بينه وبين اللفظ المستنبط منه ارتباط.
ومعنى ذلك: أن يكون المعنى المستنبط قد اسْتُخْرِجَ بطريق صحيح، فيكون بينه وبين لفظ الآية ترابط، وذلك بأن تدل عليه الآيةُ بأحد وجوه الدلالة أو بقاعدة من قواعد الاستنباط الصحيحة.
وعند اختلال هذا الشرط فإنه يحكم بعدم صحة ارتباط المعنى بالآية التي استخرج منها ولو صح هذا الاستنباطُ من طريق آخر.(1/2769)
ولذلك نجد عدداً من المفسرين يؤكد صحة المعنى المستنبط، ولكن بعدم ربطه بالآية التي استخرج منها، بل بربطه بدليل آخر، ومن ذلك ما قاله ابنُ عطية ( ت: 541 هـ) معلقاً على ما حُكِيَ عن الخليل بن أحمد ( ت: 170 هـ) من أن النهار من طلوع الفجر بدليل قول الله تبارك وتعالى: ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) [هود: 114] قال: "والقول في نفسه صحيح وقد ذكرتُ حُجَّتَه في تفسير قوله تعالى : ( واختلاف الليل والنهار ) [ البقرة : 164 ]، وفي الاستدلال بهذه الآية نظرٌ" [المحرر الوجيز : 168 ].
ولذا فإنَّ تَكَلُّفَ رَبْطِ المعنى بالقرآن ـ ولو كان المعنى صحيحاً في نفسه ـ خطأٌ في الاستدلال كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ت: 728 هـ): "وأما الذين أخطؤوا في الدليل لا المدلول: فمثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء، يُفسِّرون القرآن بمعانٍ صحيحة في نفسها؛ لكن القرآن لا يدل عليها" [ مقدمة في أصول التفسير : 82 ] .
والحديث في هذا طويل والله الموفق للصواب ...
---
عماد الدين
10-23-2006, 12:55 PM
ومما سمعته أن من أدلة ليلة القدر أنها 27 رمضان قول بعضهم
أن لفظ (ليلة القدر) ورد ثلاث مرات في سورة القدر
وحروف هذه العبارة 9 أحرف
ولو جمعناها تساوي 27 حرفا
---
علال بوربيق
10-23-2006, 01:14 PM
جاء في صحيح البخاري في كتاب الصوم:باب فضل ليلة القدر
قالَ ابنُ عُيَينةَ: ماكان في القُرآنِ " وَمَآ أَدْرَاكَ " فقد أعلمَه، وما قال: " وَمَا يُدْرِيكَ " فإِنه لم يُعْلِمْهُ "
- تكررت كلمة " أدراك " في القرآن ( 13) مرة،كلها تتعلق بيوم القيامة إلا في موضعين، وذلك في قوله تعالى " وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ . وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ "
[ الطارق:1-2-3]
- وقوله "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ.وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِليلة القدرخَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ "
[القدر:1-3](1/2770)
- تكررت كلمة " يدريك " في القرآن (3) مرات، كلها تتعلق بيوم القيامة إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى في حق ابن أم مكتوم رضي الله عنه: " عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَن جَآءَهُ الأَعْمَى. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى "[عبس: 1-2-3-4]
يقول الإمام الشاطبي :" من زاول كلام العرب وقف من هذا على علم " الموافقات ص:267
---
أحمد بزوي الضاوي
10-23-2006, 04:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
إن النقاش الدائر حول مسألة طرق استخراج المعنى من القرآن الكريم ، تبين أن القرآن الكريم بما أنه كلام الله تعالى فإنه متعال عن الزمان و المكان ، وأن التفسير بما أنه مجهود بشري فإنه محدود في الزمان و المكان . ومعلوم أن النسبي لا يمكن أن يحيط بالمطلق . ومن هنا يفهم القول المأثور عن علماء التفسير " القطع على الله تعالى بالمراد بدعة " . فلا ينبغي أن نضيق الواسع ، ولا أن نحجر الممكن , وأن يكون ديدننا في القبول و الرفض هو الحجة و الدليل ، دون أن ننسى أن حججنا وبراهيننا ما لم تكن نصا قطعي الورود و الدلالة فإنها تظل حججا وبراهين نسبية . فهذه في اعتقادي هي حركية ديننا الحنيف الموازية لحركية الحياة .
ولعل ما يلمح إليه الأخ الفاضل : محمود الشنقيطي ـ حفظه الله ـ يحتاج منا إلى وقفة طويلة ندرس فيها دراسة نقدية كثيرا من المفاهيم و المصطلحات المتداولة في حقل التفسير كالتفسير و التأويل ، و الشرح و التعليق ، والاستنباط والاستدلال ، والإشارة ، لتحديد معناها الاصطلاحي بدقة تمكن من استعماله استعمالا علميا لا تكون له ما يمكن أن يسمى بظلال المعنى ، و لا يفيد معان أخرى ، وفي اعتقادي إن ذلك لا يمكن أن يتم إلا في ضوء استحضار مفهوم القراءة و مستويات القراءة .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---(1/2771)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك إسرائيليات في كتاب ( اللباب في علوم الكتاب ) ؟؟؟؟؟
---
هل هناك إسرائيليات في كتاب ( اللباب في علوم الكتاب ) ؟؟؟؟؟
---
ضياء الإسلام
04-12-2006, 08:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد لفت نظري كتاب ( اللباب في علوم الكتاب ) باتساع أجزائه ولكن أثناء قراءتي في الجزء التاسع عشر تعثرت في جملة جعلتني أظن بوجود الإسرائيليات فيه
فهل ذلك صحيح ؟
وكيف أستطيع الحصول عن معلومات عن هذا الكتاب ؟
وجزاكم الله خير الجزاء
جعلني الله وإياكم من خدام دينه ومن جنده في الأرض
............................
فداك نفسي يا حبيبي يا رسول الله
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2006, 12:37 AM
للأخ الكريم مرهف سقا عناية بتفسير ابن عادل رحمه الله ، وقد حقق بعض أجزائه ، فلعله يتكرم بالجواب إن شاء الله.
وقد سبق الحديث عن مصادر ابن عادل وترجمته في الملتقى :
- مصادر ابن عادل في تفسيره ( اللباب من علوم الكتاب ) . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3994)
- ابن عادل وتفسيره اللباب من علوم الكتاب (1) . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=234).
---
ضياء الإسلام
04-14-2006, 01:23 AM
جزاك الله شيخي الفاضل خير الجزاء على اهتمامك ومرورك على الموضوع
نفعنا الله بعلمك وجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى
..............................................
فداك نفسي يا حبيبي يا رسول الله
---
مرهف
04-08-2007, 01:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :(1/2772)
بالنسبة للإسرائيليات في تفسير ابن عادل فهي موجودة ولكنها قليلة جداً بالنظر إلى الأجزاء التي حققتها وهي تفسير سورة الحجر والنحل والإسراء والإسرائيليات التي رأيتها في تفسير هذه السور هي من القسم الثالث من الإسرائيليات وهو القسم المسكوت عنه لا يصدق ولا يكذب، انظر مثلاً تفسير الآية 5 من سورة الإسراء، والآية 7 أيضاً، ومن منهجه في الإسرائيليات أنه يناقشها أيضاً من حيث التاريخ والترجيح عند اختلافها، والله أعلم
---
(1/2773)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مالفرق بين الخوف والوجل والشفقة والخشية والرهبة
---
مالفرق بين الخوف والوجل والشفقة والخشية والرهبة
---
عبدالله الرابغي
08-25-2006, 11:32 PM
الأساتذة الفضلاء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا جديد في هذا الملتقى ولست متخصصا في التفسير، وإنما فضولي على موائد علمكم وبحار معارفكم.
جمعت بعض الآيات المتعلقة بالخوف لأنظر فيها وأستفيد غير أني وجدت ألفاظاً متقاربة ولم أعرف الفرق بينها وهذه هي:
الخوف والوجل والشفقة والخشية والرهبة
مع العلم أنه في بعض الأحيان تأتي كلمتان في آية واحدة.
مثل قوله تبارك وتعالى: " والذين هم من خشية ربهم مشفقون"
آمل منكم التكرم بالتوجيه.
وشكرا
---
روضة
08-26-2006, 01:51 PM
ذكر الراغب الأصفهاني الفرق بين هذه الكلمات، في كتابه (الفروق اللغوية)، ص270، وما بعدها، ولكني سأنقل هنا ما جاء في بحث لفضيلة الدكتور فضل حسن عباس، بعنوان: (المفردات القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز)، نشرته مجلة (دراسات)، الجامعة الأردنية، مجلد11، عدد4، عام 1984.
يقول: جاء فيما كتبه السيوطي رحمه الله ألفاظ يُظن بها الترادف، وليست منه، من ذلك الخوف والخشية، لا يكاد اللغوي يفرق بينهما، ولا شك أن الخشية أعلى منه، وهي أشد من الخوف؛ فإنها مأخوذة من قولهم: شجرة خشية، أي يابسة.
وهو فوات بالكلية، والخوف من قولهم: ناقة خوفاء، أي بها داء وهو نقص، وليست بفوات، ولذلك خصّت الخشية بالله في قوله: (وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ).(1/2774)
وفرق بينهما أيضاً أن الخشية تكون من عظم المختشى، وإن كان الخاشي قوياً، والخوف يكون من ضعف الخائف، وإن كان المخوف أمراً يسيراً، ويدل على ذلك أن الخاء والشين والياء في تقاليبها تدل على العظمة، نحو: شيخ، للسيد الكبير، وخيش لما غلظ من اللباس، ولذا وردت الخشية غالباً في حق الله، من خشية الله (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)، وأما (يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ)، ففيه نكتة لطيفة، لأنه وصف الملائكة، ولما ذكر قوتهم وشدة خلقهم عبر عنهم بالخوف لبيان أنهم وإن كانوا غلاظاً شداداً فهم بين يديه تعالى ضعفاء، ثم أردفه بالفوقية الدالة على العظمة، فجمع بين الأمرين، ولما كان ضعف البشر معلوماً لم يحتج إلى التنبيه عليه.
وأقول: إن الوجه الأخير الذي أشار إليه السيوطي هو الذي اقتصر عليه الراغب الأصفهاني، حيث قال: الخشية خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون ذلك من علم بما يخشى منه، ولكن السيد محمد رشيد رضا رحمه الله لم يرتضِ ما ذكره الراغب، فقال رحمه الله: "إن القيد الذي ذكره الراغب لا يظهر في كل الشواهد التي وردت من هذا الحرف في القرآن وكلام العرب ـ وبعد أن استشهد على ذلك بشيء من أقوال العرب قال ـ: فإن كان بين الخوف والخشية فرق فالأقرب عندي أن تكون الخشية هي الخوف في محل الأمل، ومن دقق النظر في الآيات التي ورد فيها حرف الخشية يجد هذا المعنى فيها، ولعل أصل الخشية مادة خشت النحلة تخشو، إذا جاء ثمرها دقلاً (رديئاً)، وهي مما يرجى منها الجيد".(1/2775)
وإذا تتبعنا الآيات القرآنية الكريمة، ندرك الفروق سواء ما ذكره الراغب، أم غيره، فلا ضير أن يكون هناك أكثر من فرق بين الكلمتين، فقوله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)، يشهد لما قاله صاحب المنار، من أن الخشية خوف في محل الأمل، ومن أحق من العلماء بهذا الخوف وبذلك الأمل ؟! ولا يتنافى مع ما قاله الراغب، من أن الخشية: خوف يشوبه التعظيم، والعلماء حقيقون بهذا التعظيم، حريصون عليه.
وما دمنا نتحدث عن الخوف والخشية واستعمالها في كتاب الله تعالى، فإنه يجمل بنا أن نذكر بعض الألفاظ التي تشبه هاتين الكلمتين، والتي كثيراً ما تفسَّر بمعنى واحد، فمن ذلك كلمة (الإشفاق)، والكثيرون يفسرونها بالخوف، ولكننا حينما نمعن النظر في آي القرآن الكريم نجد بوناً بينهما شاسعاً، فهذه الكلمة (الإشفاق) تكاد تقتصر استعمالاتها على عباد الله تبارك وتعالى.
(وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) والذين آمنوا مشفقون منها (أي الساعة)، ومن هنا كان الإشفاق عناية مشوبة بخوف، وقد يغلب جانب هذا أو ذاك، أعني العناية أو الخوف حسب ما يقتضيه السياق، (إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ) يغلب فيه جانب العناية، (أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ) يغلب فيه جانب الخوف.
وما أجمل ما قاله ابن فارس من أن الشين والفاء والقاف أصل واحد يدل على رقة في الشيء، ثم يشتق منه، فمن ذلك قولهم: أشفقت من الأمر إذا رفقت وحاذرت.(1/2776)
ومن ذلك كلمة (وجل)، فهذه الكلمة التي تفسر بالخوف، كذلك نجدها في كتاب الله تعالى تستعمل في سياق أخص من الخوف، فالوجل هو استشعار الخوف، وهو حالة نفسية تعرض للنفس عند بداية شيء ما، وحينما نمعن النظر فيما يشبه هذه المادة، بخاصة في حرفيها الأولين ندرك دقة المعنى للكلمة من جهة، وما بين الكلمات العربية من وشائج القربى، وذلك مثل كلمات (وجس)، وهي الإحساس بالشيء، و(وجد) و(وجف)، فالوجل أحد مقدمات الخوف، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ).
والقرآن الكريم وهو يأسرنا بروعة بيانه (وإن من البيان لسحراً)، وهو يحدثنا عن قصة إبراهيم عليه اسلام يذكر الوجل تارة والخوف تارة أخرى.
وإجالة للفكر بعض الشيء، نجد أن كلاً من الكلمتين استعملت في مكانها اللائق بها الذي لا يصلح فيه غيرها، ففي سورة الحجر (وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ)، وفي سورة الذاريات: ( هلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ{24} إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ{25} فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ{26} فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ{27} فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ)، فلقد ذكرت كلمة (الوجل) عند دخولهم وتسليمهم عليه، ولكن كلمة (الإيجاس بالخوف) جاءت في السياق القرآني بعد ذلك حينما امتنعوا عن الأكل.
وهكذا نجد أن كلاً من الوجل والخشية والإشفاق لا يمكن أن تفسر بالخوف.
---
عبدالله الرابغي
08-26-2006, 05:37 PM
شكرا لك أ.روضة،
مالمقصود بـ" فوات"؟
هل يمكنني أن أختصر ما سبق فيما يلي:(1/2777)
* يمكن أن يفرق بين الخشية والخوف بأن يقال: الخوف من ضعف الخائف والخشية من عظم المختشى. والخشية أشد من الخوف (السيوطي)
* أو أن يقال إن الخشية خوف مع أمل (محمد رشيد رضا) ويمكن الجمع بين هذين.
* الاشفاق: عناية مشوبة بخوف، وقد يغلب أحد الجانبين بحسب السياق.
* الوجل هو من مقدمات الخوف وبداياته.
وآمل أن تضيف "الرهبة".
أكرر لك شكري وامتناني
---
روضة
08-27-2006, 08:01 PM
ما قيل من أن الخشية فوات بالكلية والخوف نقص وليس بفوات: (شجرة خشية، أي يابسة، وهو فوات بالكلية. وناقة خوفاء، أي بها داء وهو نقص، وليست بفوات).
فالمقصود به أن الخشية تبلغ غاية أعلى من الخوف، فحين توصف الشجرة بأنها خشية فهذا يعني أنه لا فائدة منها ألبتة، فقد فاتت الفائدة منها بالكيلة، على حين أن الناقة حين توصف بأنها خوفاء، فهذا لا يعني فوات الفائدة منها نهائياً، وإنما هو نقص وداء، قد يزول.
وهذا تعبير عن التفاوت بين مرتبتي الخشية والخوف، وأن الخشية أشد من الخوف.
والله أعلم.
أما الرهبة...
قال أبو الهلال العسكري: إن الرهبة هي طول الخوف واستمراره، لذلك قيل للراهب: راهب؛ لأنه يديم الخوف.
وأصله من قولهم: جمل رَهْبٌ، إذا كان طويل العظام مشبوح الخلق.
---
عبدالله الرابغي
08-28-2006, 04:47 PM
تمّمَ اللهُ عليكَ النّعمى ، وأقرَّ عينكَ ، ورزقكَ السعادةَ في المالِ والأهلِ والولدِ ، وحفِظَ عليكَ نفسكَ وعقلكَ ودينكَ
شكرا جزيلا
---
روضة
08-28-2006, 07:37 PM
آمين، ولكم مثل ذلك وأفضل إن شاء الله.
وأحسن الله إليكم.
---
مهند شيخ يوسف
08-31-2006, 10:25 PM
حقًّا بارك الله فيكم !
---
منصور مهران
09-05-2006, 02:05 PM
جاء في كلام الأستاذة / روضة ؛ في السطر الأول منه اسم كتاب ( الفروق اللغوية ) للراغب الأصفهاني ، وورد رقم صفحة الإحالة 270(1/2778)
ونأمل من الكاتبة التكرم ببيانات وافية عن هذا الكتاب ؛ حيث إني لم أره من قبل ، وكل ما أعرفه عن عنوان الكتاب أنه يشبه عنوان كتاب أبي هلال العسكري ، فليت شعري : أهو وهمٌ في النسبة ؟ أم هو كتاب آخر ؟ برجاء الإيضاح ونحن للكاتبة الموقرة من الشاكرين .
---
روضة
09-05-2006, 02:12 PM
الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري، ونَسَبْتُه سهواً للراغب الأصفهاني، فشكراً للتنبيه، ومعذرة على السهو والخطأ غير المقصود.
---
(1/2779)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير محمد علي بن محمد بن علان الصديقي ( ت 1057 )
---
تفسير محمد علي بن محمد بن علان الصديقي ( ت 1057 )
---
مروان الحسني
02-13-2006, 06:29 PM
ما هو مصير تفسير محمد علي بن محمد بن علان الصديقي ( ت 1057 ) المسمى ب
( ضياء السبيل ) ؟ هل طبع وفقكم الله تعالى ؟
---
(1/2780)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > السعودية تطالب نائبا هولنديا بالاعتذار عن دعوته لإلغاء نصف القران
---
السعودية تطالب نائبا هولنديا بالاعتذار عن دعوته لإلغاء نصف القران
---
أحمد البريدي
02-19-2007, 11:59 AM
المختصر/
العربية .نت / بدأت السفارة السعودية في لاهاي تحركا لدى وزارة الخارجية الهولندية ضد تصريحات البرلماني اليميني غريت فيلدرز رئيس حزب الحرية، والتي طالب خلالها المسلمين بإلغاء نصف القرآن، بجانب تطاوله على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وطالبت السفارة بضرورة سحب فيلدرز لتصريحاته المسيئة، وتقديم الاعتذار للمسلمين، بحسب تقرير لصحيفة الوطن السعودية الاحد 18-2-2007 كتبته الزميلة فكرية أحمد.
وأكد السفير السعودي في لاهاي وليد عبدالكريم الخريجي أن السفارة تفضل إبقاء تحركاتها بعيدا عن الإعلاميين، مؤكدا أن الهدف هو وقف الإساءه للإسلام ووضع حد لها.
وذكرت الصحيفة أن السفارة طالبت الجانب الهولندي بوضع حد نهائي لمثل هذه التصريحات والتصرفات.
وكان عضو البرلمان والسياسي الهولندي المعادي للمهاجرين غريت فيلدرز قد نقل عنه الثلاثاء الماضي أنه حث المسلمين على إلغاء نصف القرآن موجها إساءات مباشرة لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
وحذر فيلدرز من "موجة مد إسلامي" في هولندا التي يعيش فيها مليون مسلم. وينظر الى فيلدرز باعتباره خليفة للسياسي القومي القتيل بيم فورتوين وفاز حزبه الجديد بتسعة من مقاعد البرلمان الهولندي البالغ عددها 150 في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقال: "أعلم أنه لن يكون عندنا أغلبية مسلمة خلال العقدين المقبلين لكن عددهم يتزايد.. لم تعد تشعر أنك تعيش في بلدك. هناك معركة تلوح نذرها في الافق ويتعين علينا الدفاع عن أنفسنا. قريبا سيكون عدد المساجد هنا أكثر من الكنائس".(1/2781)
وشن فيلدرز - الذي يعيش تحت حراسة مشددة منذ 2004 عندما قتل هولندي من أصل مغربي المخرج المنتقد للاسلام ثيو فان غوخ - حملة لحظر النقاب ويرغب في تجميد الهجرة وحظر بناء مساجد ومدارس دينية جديدة.
المصدر (http://www.almokhtsar.com/html/news/1460/30/67761.php)
---
أحمد البريدي
02-20-2007, 12:40 AM
والبرلماني الهولندي يرفض الاعتذار عن إساءاته للمسلمين!
الإسلام اليوم / وكالات
1/2/1428 1:22 م
19/02/2007
بعد مطالب السفارة السعودية في لاهاي للنائب عن حزب الحرية اليميني "جيرت فيلدرز" بضرورة الاعتذار للمسلمين عن تصريحاته التي طالب خلالها المسلمين بإلغاء نصف القرآن، رفض البرلماني الهولندي سحب تصريحاته، مؤكدًا أنه لن يتراجع عن تصريحاته، وقال "لن أفكر حتى في سحب أي منها".
من ناحيتها أكدت الخارجية الهولندية أنها غير راضية عن تصريحات فيلدرز ولكنها لم تنكر على النائب تصريحاته المسيئة للإسلام والمسلمين. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية "هذه ليست وجهة نظر الحكومة الهولندية، فيلدرز نائب في البرلمان ومن حقه التعبير عن نفسه"، وكانت المقابلة التي نشرتها صحيفة "دي بيرس" يوم 13 فبراير للنائب قد طالت بالأذى الإسلام والنبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، مكررة صدى الرسومات المسيئة التي نشرتها صحيفة دانماركية العام الماضي.
وقال فيلدرز "إذا كان المسلمون يريدون العيش هنا فعليهم أن يمزقوا نصف القرآن ويلقوه بعيدا"، مدعياً أن فيه "أشياء فظيعة"، وزعم أن الإسلام دين عنيف، وتهجم على النبي محمدا "صلى الله عليه وسلم". وحذر فيلدرز مما سماه "موجة مد إسلامي" في هولندا التي يعيش فيها مليون مسلم، وقال "أعلم أنه لن يكون عندنا أغلبية مسلمة خلال العقدين المقبلين لكن عددهم يتزايد"، مضيفاً "قريباًً سيكون عدد المساجد هنا أكثر من الكنائس".(1/2782)
ويعيش النائب الهولندي تحت حراسة مشددة منذ عام 2004 بعد أن قتل هولندي من أصل مغربي المخرج السينمائي ثيو فان جوخ الذي كان يهاجم الإسلام ويسيء إليه، ويعرف فيلدرز الذي فاز حزبه بتسعة من مقاعد البرلمان الهولندي الـ150 في انتخابات نوفمبر الماضي بعدائه الشديد للإسلام ودعوته إلى تجميد الهجرة وحظر بناء المساجد والمدارس الدينية.
المصدر (http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=65143)
---
عبدالله المعيدي
02-20-2007, 12:46 AM
قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ..
اسال الله أن ينتقم منه ومن على شاكلته ..
وجزى الله ولاة الأمر في هذه البلاد خيراً وسددهم ..
---
د.خضر
02-20-2007, 04:18 PM
الشيء لا يستغرب من معدنه أليس هذا المجرم مثل من قال لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ... وحسبنا الله ونعم الوكيل.
---
محمود الشنقيطي
02-21-2007, 06:02 AM
ومن البلية والبلايا جمَّةٌ .... انَّ الكلابَ غدت تقولُ وتحكمُ
---
(1/2783)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها) ما هي المدينة؟
---
(ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها) ما هي المدينة؟
---
أبو إبراهيم الحائلي
11-03-2006, 08:36 PM
ذكر ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما أن المدينة هي منفى المصرية.
فمن ذكر أنها عين شمس أو حابين من المفسرين ؟؟
---
منصور مهران
11-03-2006, 09:40 PM
قال بذلك كل من :
1 - البغوي
2 - البيضاوي
3 - أبو السعود
---
أحمد البريدي
11-11-2006, 11:20 PM
أخي الكريم : الأصل في مبهمات القرآن عدم تعيينها إلا بدليل صحيح صريح , فهل هناك أدلة على ما ذكر ؟
---
(1/2784)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (2/ 4)
---
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (2/ 4)
---
أبو عبد الرحمن المدني
02-18-2007, 07:38 PM
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (2/ 4)
الغاية الثانية
2. غاية الله من الامتنان على عباده بالنعم .... الشكر
فإن الله سبحانه وتعالى امتن الله على عباده بكثير من آلائه ونعمه, حتى يشكروه ويذكروا نعمته, والآيات في ذلك كثيرة, ومنها:
قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ
فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف:189]
ويقول تعالى: { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} [النحل:72]
ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172]
فلما أمر الله عباده بالأكل مما أباحه لهم وطيّبه من الرزق, أمرهم بالشكر على هذه النعمة, وعلى تلك الكرامة التي
أكرم الله بها عباده, فعن قتادة رحمه الله قال: (كَرَامَةٌ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِهَا فَاشْكُرُوا لِلَّهِ نِعْمَتَهُ ) [أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير].(1/2785)
وقال تعالى{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ} (يّس: 71 - 73)
وقد امتن الله على بني إسرائيل بالعفو عنهم بعد اتخاذهم العجل وأمرهم بالشكر فقال:{ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:52], ثم أخذتهم الصاعقة وأحياهم الله لعلهم يشكرون فقال: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:56]
وامتن الله على عباده المؤمنين بنصره وتمكينه لعلهم يشكرون فقال: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران:123].
وقال:{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال:26]
وامتن على عباده المؤمنين بشرعه القويم ودينه العظيم فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:6](1/2786)
وقال: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:89]
وقال: { وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الحج:36]
وامتن عليهم بنعمة الخلق وكماله فقال: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل:78]
يقول ابن القيم رحمه الله عن الشكر: (وهو غاية الرب من عبده وأهله هم القليل من عباده) [مدراج السالكين 2/242].
أسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته...
---
أبو العالية
02-19-2007, 11:12 AM
الحمد لله ، وبعد ..
جزاك الله خيراً ، يا أبا بكر ووفقك الله لكل خير
محبكم في الله
---
أبو لبابة
02-19-2007, 01:54 PM
يحوك في نفسي شئ من أن ننسب الغاية أو الغرض لأفعاله سبحانه وتعالى
الذي أعلمه أن الله سبحانه منزه في أفعاله عن الغاية أو الغرض
عنوان مقالك أخي الكريم :
2. غاية الله من الامتنان على عباده بالنعم .... الشكر
لكن ماذا لو لم يشكر الناس؟
فهل نقول إن الله سبحانه لم تتحقق غايته أو غرضه من الامتنان؟
سبحانه وتعالى علوا كبيرا.(1/2787)
سؤالي هل ورد في القرآن الكريم ما يدل على أن لله غاية أو غرضا من أفعاله سبحانه وتعالى؟
---
أبو العالية
02-19-2007, 02:37 PM
الحمد لله ، وبعد ...
تأمل في الحلقة الأولى ؛ تتضح الأمور اكثر
تفضل :
الحلقة الأولى (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7405)
---
جمال أبو حسان
02-19-2007, 03:28 PM
الحلقة الاولى المشار اليها ليس فيها جواب على سؤال السائل بل كلام عام غير ممنهج
والاصل بيان المعنى المراد واختلاف العلماء في بيانه بذكر ادلة كل قوم ثم الموازنة بينها
اما ان يساق الامر على انه من المسلمات فلا اظن انه نافع
على انني لم ابد رايي في هذه المسالة ولم اذكر ما يشير اليه
---
أبو العالية
02-19-2007, 04:20 PM
الحمد لله ، وبعد .
بالنسبة للسؤال الأول : فيقال :
أولاً : الأصل في الخلق أن الله لم يخلق عباده عبثاً ، وإذا علم هذا ؛ فإنما يدل على أن هناك غايات لله تعالى في أفعاله . ودليل ذلك : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }المؤمنون115 فالله منزَّه عن العبث في الخلق والتكليف ، وعُلم هذا ضرورة من استقراء الآيات في كتاب الله تعالى .
وقد قال الألوسي رحمه الله ( 3/ 143 ) :
" أفعال الله تعالى وأحكامه لا بدّ فيها من حكمة ومصلحة وهو مسلم لكن لا نسلم أنه لا بدّ أن تظهر هذه المصلحة لنا إذ الحكيم لا يلزمه اطلاع من دونه على وجه الحقيقة كما قاله القفال في «محاسن الشريعة» وحينئذٍ فما المانع من أن يقال هناك مصلحة لم نطلع عليها ، ويجاب بأنا لم ندع سوى أن الله تعالى قد راعى الحكمة فيما أمر وخلق تفضلاً ورحمة لا وجوباً وهذا ثابت بقوله تعالى : { صُنْعَ الله الذى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْء } [ النمل : 88 ] وقوله سبحانه : { أَحْسَنَ كُلَّ شَىْء خَلَقَهُ } [ السجدة : 7 ] "(1/2788)
ثم الله جل في علاه غنيٌ عن خلقه ، والشكر لا ينقطع ألبتة من الأرض إلا في آخر الزمان وقت قيام الساعة .
ولكن العبد في كافة أوامر الشرع والتكليف _ وهو محل ابتلاء _ حاله على ضربين :
فإما أن يشكر ، وشكره لنفسه ، والله غني عنه .
والثاني أن يكفر ، والعياذ بالله .
تصديق ذلك في أوضح دليل قوله تعالى : {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40
وقال : {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }لقمان12 وهذا كمثال ليس إلا .
وأظن الأمر ظاهر جلي .
واما سؤاله الثاني : فيقال :
فقد عُلِمَ ذلك من استقراء آيات الله تعالى في كتابه ، ومن الإرتكاز على عموم الأدلة وبيانها .
وهذا ظاهر جلي جداً ، ولذا ذكره العلماء ، في ثنايا كتبهم ، وكان منها ما دلل عليه الأخ الحبيب ( المدني ) في مشاركته
ولو سرنا على منوال هذا السؤال في كثير من المسائل ، لانتفى ولعُطِّل دور العقل _ المحدود بحدود الشرع _ من النظر والتأمل في كتابه جل وعلا .
وتأمل هذا كافٍ في بيان المقصود ، فضلاً عن الدراسة من الناحية اللغوية والبيانية ( لحرف اللام ) وإفادته في كتاب الله تعالى .
هذا على عجل ، وقد تكون لنا عودة ، والله أعلم
---
أبو العالية
02-19-2007, 04:39 PM
الحمد لله ، وبعد ..
واما ما أشرتم له أيها الأستاذ الفاضل ؛ فليس هنا موضعه .
وحسبها أنها في المطولات هناك .
وليتك تعرض لها بشيءِ من التحرير ، فنستفيد وتفيد .
وجزاكم الله خيراً
---
أبو عبد الرحمن المدني(1/2789)
02-19-2007, 07:23 PM
أشكر للجميع مداخلتهم...
أما بالنسبة لما ذكره الأخ/ أبو لبابة فقد بينت ذلك في الرد على سؤالك في الموضوع الأولورابطه:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7405
أما ما يتعلق بالشكر فقد كفاني أبو العالية المؤونة... وقد أزيد فأقول: يمكنك في ذلك الرجوع إلى مسألة الإرادة القدرية والإرادة الشرعية
ولعلي أذكر لاحقا الجزاء والوعيد المترتب لمن لم يقم بهذه الغايات
والله ولي التوفيق
---
أبو لبابة
02-20-2007, 01:33 PM
أشكرك يا أستاذ أبو عبد الرحمن وأشكر تلطفك وأسأل الله أن ينفع بك وبأمثالك
واما لمن أجاب أو هكذا يسوق الأمر وكأنه يجيب فلم نحصل على إجابة لأي من السؤالين.
ليس سؤالي عن حاجة الله سبحانه إلى شكر عباده
ولم يجب إطلاقا عن السؤال الثاني وهو موضع الدلالة في الآية
وتطرق إلى الاستدلال بالاستقراء ، من أجرى الاستقراء وكيف لا أحد يدري فقط هكذا تقرير بدون دليل ، ولو قبلنا الأمور هكذا في كل مسألة لعطلنا الشرع والعقل معا وليس العقل فقط.
---
أبو عبد الرحمن المدني
02-20-2007, 10:05 PM
نقلت هنا كلاما في معنى هذه اللام في قوله: (إلا ليعبدون ) يزيل اللبس بإذن الله ويفيد في الجواب على الإشكال الذي عبر عنه الأخ/ أبو لبابة بقوله:
لكن ماذا لو لم يشكر الناس؟
فهل نقول إن الله سبحانه لم تتحقق غايته أو غرضه من الامتنان؟
فأقول:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: واللام في قوله: { إلا ليعبدون } للتعليل، وهذا التعليل لبيان الحكمة من الخلق، وليس التعليل الملازم للمعلول؛
إذ لو كان كذلك للزم أن يكون الخلق كلهم عباداً يتعبدون له، وليس الأمر كذلك، فهذه العلة غائية، وليست موجبة.
فالعلة الغائية لبيان الغاية والمقصود من هذا الفعل، لكنها قد تقع، وقد لا تقع، مثل: بريت القلم لأكتب به؛ فقد تكتب، وقد لا تكتب.(1/2790)
والعلة الموجبة معناها: أن المعلول مبني عليها؛ فلابد أن تقع، وتكون سابقة للمعلول، ولازمة له، مثل: انكسر الزجاج لشدة الحرة.
( القول المفيد على كتاب التوحيد 1/25)
وقال رحمه الله: في تفسير سورة الذاريات :واللام في قوله {ليعبدون } للتعليل، لكن هذا التعليل تعليل شرعي، أي لأجل أن يعبدون، حيث آمرهم فيمتثلوا أمري، وليست اللام هنا تعليلاً قدرياً، لأنه لو كان تعليلاً قدرياً للزم أن يعبده جميع الجن والإنس.
وقال الشيخ سليمان بن عبد الوهاب : (وعبادته هي طاعته بفعل المأمور وترك المحظور وذلك هو حقيقة دين الإسلام لأن معنى الاسلام هو الاستسلام لله المتضمن غاية الانقياد في غاية الذل والخضوع.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الاية : إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم الى عبادتي .
وقال مجاهد إلا لآمرهم وأنهاهم واختاره الزجاج وشيخ الاسلام قال-أي شيخ الإسلام- ويدل على هذا قوله أيحسب الانسان أن يترك سدى قال الشافعي لا يؤمر ولا ينهى .
وقوله قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم أي لولا عبادتكم اياه وقد قال في القرآن في غير موضع اعبدوا ربكم اتقوا ربكم.
فقد أمرهم بما خلقوا له وأرسل الرسل الى الجن والانس بذلك وهذا المعنى هو الذي قصد بالآية قطعا وهو الذي يفهمه جماهير المسلمين ويحتجون بالآية عليه
ويقرون أن الله إنما خلقهم ليعبدوه العبادة الشرعية وهي طاعته وطاعة رسله لا ليضيعوا حقه الذي خلقهم له.
قال وهذه الآية تشبه قوله تعالى (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم) وقوله (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع باذن الله )ثم قد يطاع وقد يعصى.
وكذلك ماخلقهم إلا للعبادة ثم قد يعبدون وقد لا يعبدون وهو سبحانه لم يقل إنه فعل الأول وهو خلقهم ليفعل بهم كلهم الثاني وهو عبادته
ولكن ذكر الأول ليفعلوا هم الثاني فيكونوا هم الفاعلين له فيحصل لهم بفعله سعادتهم ويحصل ما يحبه ويرضاه منهم ولهم. انتهى [ تيسير العزيز الحميد 48](1/2791)
والله تعالى أعلم
---
أبو لبابة
02-21-2007, 09:03 AM
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الرحمن
هكذا هكذا وإلا فلا لا ----------------- ليس كل الرجال تدعى رجالا
لقد أجبتني عن عين ما كنت أستشكله من خلال نقلك الكريم عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ، ولقد انطوى كلام الشيخ على إشارات دقيقة رضي الله عنه تحل الإشكال ، وكأنه رضي الله عنه يشير - وأرجو أن تشاركني فيما أفهمه - إلى أن الغاية ليست متعلقة بمن صدر عنه فعل الخلق وهو الله سبحانه وإنما متعلقة بمن وقع عليه الفعل وهو المخلوق بعد خلقه ، بدليل قول الشيخ رحمه الله :
( واللام في قوله {ليعبدون } للتعليل، لكن هذا التعليل تعليل شرعي، أي لأجل أن يعبدون، حيث آمرهم فيمتثلوا أمري، وليست اللام هنا تعليلاً قدرياً، لأنه لو كان تعليلاً قدرياً للزم أن يعبده جميع الجن والإنس.)
وبناء على ذلك فكل الغايات التي توردها جزاك الله خيرا هي غايات بحق من تعلقت بهم أفعال الله تعالى مثل الخلق والامتنان إلخ .. وليست غايات لله تعالى وبواعث له سبحانه على أفعاله والله أعلم
ومن هذا الباب يفضل كثير من أهل السنة أن نطلق على هذه الغايات (حكم) فحكمة الله من امتنانه علينا أن نشكره وهذه الحكمة وغيرها هي غاية ما يمكن أن نفهمه من أفعاله سبحانه
---
(1/2792)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > شيخ القراء والمقرئين محمد بن قاسم البقري بقلم المقرئ محمد المشهداني
---
شيخ القراء والمقرئين محمد بن قاسم البقري بقلم المقرئ محمد المشهداني
---
إبراهيم الجوريشي
03-21-2007, 09:26 AM
شيخ القراء والمقرئين محمد بن قاسم البقري بقلم المقرئ محمد المشهداني
http://www.hoffaz.org/forqan/F2007/F61/8.pdf
---
(1/2793)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم السياق القرآني [10] ( صلة السياق بالمتشابه.)
---
علم السياق القرآني [10] ( صلة السياق بالمتشابه.)
---
محمد الربيعة
03-25-2007, 05:23 PM
صلة السياق بالمتشابه.
المتشابه اللفظي في القرآن كثير، وكثيراً ما يتساءل القارئ لكتاب الله والمتأمل فيه عن سر هذا التشابه ووجه الفرق بين الآيات المتشابهة. وقبل أن نبين صلة هذا العلم بالسياق، نعرض للمحة موجزة عنه:
أولاً: المقصود بالتشابه اللفظي:
حدد الزركشي مفهوم المتشابه فقال: "هو إيراد القصة الواحدة في صور شتى، وفواصل مختلفة، ويكثر في إيراد القصص والأنباء"([1]).
وعرفه صاحب رسالة دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي بقوله: "الآيات المتكررة في موضوع واحد متقارب المعنى مع اختلاف في لفظها أو نظمها أو كليهما"([2]).
وقد عنى بعض العلماء بالمتشابه اللفظي وألفوا فيه استقلالاً ومن ذلك:
1- درة التنزيل وغرة التأويل للخطيب الإسكافي.
2- البرهان في متشابه القرآن للكرماني.
3- ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل لأبي جعفر ابن الزبير.
4- كشف المعاني في المتشابه المثاني لابن جماعة.
5- فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن لأبي يحيى زكريا الأنصاري.
ثانياً: فائدة علم المتشابه اللفظي في القرآن:
لهذا العلم فوائد عظيمة تظهر من وجوه:
1- أنه يظهر عظمة القرآن وإعجازه ببلاغته النافذة التي عجز عنها أرباب البلاغة دالاً بذلك على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .(1/2794)
قال أبو بكر الباقلاني في كتابه الانتصار مبيناً ذلك: "إن العرب لم تستطع أن تأتي بمثل هذا المكرر الصحيح المعنى الذي ليس عليه اعتراض، ولا سبيل لها أن تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : إن المعنى الذي ذكرته من القصة قد ذهبت بلفظه، فلا يمكن لنا أن نأتي بمثله، وذلك أن المكرر قد أبطل حجتهم بإعادته المعنى بلفظ آخر بليغ كنظيره، فتبين بهذا أن الإتيان بمثله لم يكن مستطاعاً إلا من منزِّله"([3]).
2- أن هذا التشابه يظهر عظمة القرآن في كونه يورد القصة الواحدة لعدة أغراض، كل موضع منها يرد لغرض معين، فتأتي ألفاظه متفقة مع غرضه، وهذا لاشك أنه دال على بلاغة عظيمة لا يستطيعها البشر في بيانهم. وهذا هو السر الأعظم من التكرار والتشابه اللفظي والله أعلم.
ودراسة علم المتشابه تعتبر ضرباً من التفسير لكلام الله تعالى، وهو باب عظيم من أبواب التأمل في آيات الله التي حث البارئ تعالى على تدبرها، وهو أيضاً مما يزيد الإيمان حين يتأمل القارئ لكتاب الله تعالى ويظهر ما فيه من وجوه البلاغة وعظيم المقاصد([4]).
الصلة بين السياق وعلم المتشابه:
يعتمد المتشابه على السياق اعتماداً ظاهراً، ويعتبر السياق هو عمدة حل المتشابه وركنه الأساس؛ إذ أن أعظم معنى يظهر الفرق بين الآيات المتشابهة هو العلم بمقاصد الآيتين أو المقطعين وأغراضهما، وهذا هو السياق. كما أن المتشابه يجلي السياق من جهة ما يتضمنه من وجوه الاختلاف في التعبير. فظهر بذلك أن بينهما علاقة مشتركة.
قال صاحب رسالة دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي: "ومن فوائد علم المتشابه اللفظي عونه في الكشف عن السياق، هذا مع أن السياق يطلب له"([5]).
ويتجلى ذلك بالأمثلة:
المثال الأول: في توجيه قوله في أمر مريم في سورة الأنبياء (آية 91) +فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا" فأضاف النفخ إلى جملتها، وفي سورة التحريم (آية12)+فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا" فأضاف النفخ إلى فرجها.(1/2795)
وقد وجه الخطيب الإسكافي الآية بالنظر في السياق فقال" : لما كان القصد في سورة الأنبياء عن حال مريم وابنها، وأنهما جعلا آية للناس، وكان النفخ فيها مما جعلها حاملاً، والحمل صفة للجملة.. فلما كان القصد التعجب من حاليهما، وأنها بالنفخ صارت حاملاً، ردّ الضمير إلى جملتها.. أما قوله في التحريم +وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ" [التحريم 12] فلما كان القصد فيه التعجب من حالها بالحمل عن النفخ، وولادتها لا عن اقتراب فحل، لم يكن ثمّ من القصد إلى وصف جملتها بغير الصفة التي كانت عليها قبلها ما كان في الآية الأولى، فجاء اللفظ على أصله، والمعنى:نفخنا في فرجها، ولم يسق الكلام إلى ما سيق في سورة الأنبياء من وصف حالها بعد النفخ، فاختلفا لذلك"([6]).
المثال الثاني: في قوله تعالى: في سورة البقرة (آية 173) +مَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ" مع قوله في سورة المائدة (آية 3) والأنعام (آية 145) والنحل (آية 115) +أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ".
وجه ابن جماعة الموضعين بالنظر في السياق بأن آية البقرة في سياق المأكول، وحله وحرمته، فكان تقديم ضميره وتعلق الفعل به أهم. وآية المائدة وردت بعد تعظيم شعائر الله وأوامره، والأمر بتقواه، وأيضاً فآية النحل بعد قوله تعالى: +وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ" [النحل 114] وكان تقديم اسمه أهم، وأيضاً فآية النحل والأنعام نزلتا بمكة، فكان تقديم ذكر الله بترك الأصنام على ذبائحهم أهم، لما يجب من توحيده وإفراده بالتسمية على الذبائح، وآية البقرة نزلت بالمدينة على المؤمنين لبيان ما يحل لهم وما يحرم، فقدم الأهم فيه. والله أعلم" ([7]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((البرهان في علوم القرآن)) (1/112).(1/2796)
([2]) ((دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي في قصة موسى)) (1/100).
([3]) ((الانتصار للقرآن)) (2/803) باختصار.
([4]) انظر: ((دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي في قصة موسى)) (1/139).
([5]) انظر: (1/139).
([6]) ((درة التنزيل)) (2/912).
([7]) ((كشف المعاني)) (ص116).
---
(1/2797)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم : نظرة تقويمية للدكتور إبراهيم الحميضي
---
الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم : نظرة تقويمية للدكتور إبراهيم الحميضي
---
عبدالرحمن الشهري
07-20-2005, 10:17 AM
الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم : نظرات تقويمية
إن حفظ القرآن الكريم من أجلّ القربات، وأفضل الطاعات، وأهم المهمات .وحملةُ القرآن هم أرفع الناس قدراً ، وأشرفهم علماً ، وأقومهم طريقاً . وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته على حفظ القرآن الكريم ومدارسته وتعلمه وتعليمه ، وبيّن فضل أهله وحملته ، والأحاديث في هذا الباب معلومة مشهورة . وقد اعتنى المسلمون بكتاب ربهم عناية فائقة ، تميزوا بها على من سبقهم من الأمم، حيث تنافسوا في قراءته حفظه ، وتسابقوا إلى دراسته والعمل به . وقد ظل هذا الكتاب الكريم على مرّ القرون منذ نزوله إلى يومنا هذا محفوظاً في الصدور ، كما هو مكتوب في المصاحف ، يأخذه اللاحق عن السابق ، فالحمد لله على منته وفضله .
وفي هذا العصر وجدت أساليب جديدة لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه ، نفع الله بها ، وكان لها أثر كبير في خدمة هذا الكتاب العزيز وتسهيل تعلمه . وقد ظهرت في السنوات الأخيرة طريقة جديدة لحفظ القرآن الكريم ، وهي حفظه عن طريق الدوارت المكثفة في شهر ، أو شهر ونصف ، أو شهرين ، حيث فتحت أبوابها لمن يريد حفظ القرآن الكريم في هذه المدة الوجيزة ، ولا سيما في الإجازة الصيفية ، وكان من أهم الدواعي لظهور الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم ما يحصل في بعض حلق ومراكز التحفيظ من إطالة لمدة الحفظ ، وعدم عناية بالنابهين والجادين من الطلاب والطالبات.(1/2798)
ونحن نشكر الإخوة الذين القائمين على هذه الدورات على جهودهم ، وحرصهم الكبير على دعوة الناس إلى حفظ كتاب الله تعالى ، وتيسير السبل الموصلة إلى ذلك ، ونسأل الله تعالى أن يثيبهم على ذلك ، ويسدد خطاهم .
وقد كان لهذه الدورات ثمرات طيبة أهمها :
1/ إظهار يسر حفظ القرآن الكريم لمن أقبل عليه بعزيمة وصدق .
2/ فتح المجال لمن أرد حفظ القرآن الكريم من أصحاب الأعمال ، والمهن ، والارتباطات الدائمة ، والذين لا يتيسر لهم ملازمة الشيوخ طيلة العام .
3/ بعث الهمم ، وإيجاد الفرصة لمن تقدمت به السن ، وظن أن وقت الحفظ قد فات ، وزمن التحصيل ولَّى .
ولكنْ وجود هذه الميزات لا يلزم منه بقاء هذه الدورات على وضعها الحالي دون تهذيب ومراجعة وتقويم . قد يَبْهرُنا النجاح البسيط الذي نحققه في عمل ما عن الخلل الكبير الذي يتخلل ذلك النجاح . وقد تصرفنا كلماتُ الإطراء التي نسمعها من بعض الفضلاء عن مراجعة أنفسنا وتقويم أعمالنا . إننا نؤيد ونشجع كل جهد مخلص ، وأسلوب جديد يساعد في تعليم القرآن وحفظه ودراسته ، ولكن بشرط أن يكون مبنياً على دراسة وافية ، ورؤية واضحة، وليس على ردود أفعال ، أو عواطف جياشة ونظرات قصيرة .
إنني ومن خلال متابعتي لبعض هذه الدورات في مناطق مختلفة ، ولقائي بالقائمين عليها وطلابها ، وقراءة بعض خريجيها عليَّ ، وسماع رأي بعض المتخصصين بتعليم القرآن فيها، أرى أنها بحاجة ماسة لإعادة النظر فيها ، وتقويمها تقويماً شاملا ،ً وقياس مخرجاتها ، ومعرفة مدى ملاءمتها لما يبذل فيها من أموال وجهود .
هذا وقد ظهر لي عدد من الملحوظات والمآخذ العلمية والتربوية على هذه الدورات ومخرجاتها ، وقبل بيان هذه الملحوظات أُنبه على أمرين هامين :(1/2799)
الأول : أن كثيراً من طلاب هذه الدورات لا يصدق عليهم أنهم حفظوا القرآن في شهر أو شهرين ؛ فإن عدداً غير قليل منهم قد أتموا حفظ القرآن أو أكثره أو نصفه قبل دخولها ، حيث أمضوا في حلق التحفيظ بضع سنوات تعلموا فيها وتربوا وتدربوا على الحفظ ، حتى إذا ما نضجوا وقَرُبَ زمن الحصاد ، التحقوا بهذه الدورات وتخرجوا فيها ، وكانوا هم النماذج المقدَّمة لها ، ولا شك أن في هذا إيهاماً للطلاب الجدد وأولياء أمورهم ، والداعمين لهذه الدورات ، كما أن فيه هضماً لجهود مدرسي ومشرفي حلقهم الأصلية الذين تعبوا في تربيتهم وتذليلهم للحفظ وترغيبهم فيه ، وهذا الصنف قد لا تنطبق عليهم الملحوظات التي سأذكرها .
الثاني : أني لا أنكر أنه يوجد من يستطيع حفظ القرآن في شهرين أو نحو ذلك ، ويكون قادراً على مراجعته وضبطه ، وقد ذُكر أن العلامة الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري [ ت : 1399 ] قد حفظ القرآن في شهرين ،وذلك حينما اشتكى عينيه ، وخشي ذهاب بصره ، ورأيت من الطلاب من عنده القدرة الفائقة على الحفظ والاستذكار في مدة وجيزة ، ولكن هذا أمر نادر ، والملاحظ أن هذه الدورات مفتوحة للجميع رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً ، بل إن التسجيل في بعضها يتم عن طريق شبكة المعلومات الإنترنت ، وهي وإن كانت تضع شروطاً للقبول ؛ فإنها غير كافية ، ثم إن هذه الشروط كثيراً ما يتساهل فيها لسبب من الأسباب ، لا سيما مع كثرة هذه الدورات ، والاهتمام بالكم .
وإليكم أهم تلك الملحوظات :(1/2800)
1 ـ عدم إتقان الحفظ ، فإن من المعلوم شرعاً وتجربةً أن القرآن سريع التفلت، ولا سيما الحفظ الجديد ، فهو يحتاج إلى تكرار كثير ، ووقت طويل حتى يثبت ، وهذا لا يمكن أن يكون في شهر أو شهرين ، مع أن الطالب في هذه الدورات مشغول بالحفظ الجديد الذي يستغرق جلّ وقته ، ولا سيما بعد زيادة المحفوظ ، وأنا أعلم أن هناك برامج للمراجعة في هذه الدورات ، ولكنها غير كافية ، ثم إنه يصعب على الطلاب تطبيقها والوفاء بها ، ولذلك وجدنا كثيراً من طلاب وطالبات هذه الدورات احتاجوا إلى حفظ بعض الأجزاء من جديد مرةً أخرى ، وبذلوا من الجهد والوقت في مراجعة بعضها ما يقارب الجهد والوقت الذي يبذل في المحفوظ الجديد ، ومنهم من ضعف وعجز فتبخر حفظه ، والخلاصة أنهم لم يصلوا إلى مرحلة الضبط التام إلا بعد سنتين أو أكثر من بداية حفظهم .
2 ـ عدم إتقان التلاوة . يقع للطلاب أثناء الحفظ بعضُ اللحون على تفاوت بينهم في ذلك ، ويقوم المدرس بتصحيح هذه اللحون ، ولكنْ مع كثرة المحفوظ وتتابعه يصعب على الطالب التخلص منها تماماً لا سيما إذا حفظ على غلط ، وقد رأيت بعض طلاب هذه الدورات يقعون في لحون جلية غير قليلة .
3 ـ أن الحفظ في هذه الدورات مكثّف جداً ، ويحتاج إلى مجهود ذهني وبدني كبير حتى إن بعض الطلاب لا يستطيع المواصلة ، وما أن تنتهي الدورة حتى يتنفس الطالب الصُعداء ، ولذلك يحتاج إلى فترة استجمام طويلة ، ويعتريه فتور كبير ونُفْرَةٌ عن المراجعة ، وهذه الفترة قد تكون كفيلةً بضياع المحفوظ أو بعضه .
4 ـ الحفظ المكثف يُفقد الطالب عدداً من الأمور المهمة ، كمعرفة أوائل وأواخر الأجزاء والأحزاب ، وترتيب السور ، ومواضع السجود والوقوف ، والتمييز بين الآيات المتشابهة ونحو ذلك .(1/2801)
5 ـ لم تكن هذه الطريقة معروفة عند السلف مع حرصهم على الخير ، وقوة حافظتهم ، وعلو همتهم ، وحسن إسلامهم ، وقد ذكر الإمام ابن الجزري أنهم كانوا يُقرئون ثلاثاً ثلاثاً ، وخمساً خمساً ، وعشراً عشراً ، لا يزيدون على ذلك ، وهذا في حالة التلقين أو الحفظ الجديد ، أمّا في مقام العرض ، والتصحيح فلا حرج في الزيادة إلى ما شاء([1]) .
وعن أبي نُضرة : قال كان أبو سعيد الخدري يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة ، وخمس آيات بالعشي ، ويخبر أن جبريل نزل بالقرآن خمس آيات ،خمس آيات .([2])
وعن أبي العالية : قال قال عمر - رضي الله عنه- : " تعلموا القرآن خمساً خمساً آيات ؛ فإن جبريل نزل بالقرآن على النبي r خمساً خمساً "([3]).
وعن إسماعيل : قال : كان أبو عبد الرحمن يعلمنا خمساً خمساً .([4])
و عن علي بن بكار الزاهد قال: " قال بعض أهل العلم : من تعلم خمساً خمساً لم ينسه "([5]) .
وعن إسحاق بن عيسى قال : سمعت مالكاً يوم عاب العَجَلة في الأمور قال: " قرأ عبدالله بن عمر البقرة في ثمان سنين "([6]) .
فعلى من أراد الحفظ والإتقان ، والفهم والتحصيل ، أن يراعي سنّة التدرج ، وأن يترفّق بنفسه ، ويقتصر على ما يمكنه إدراكه واستعيابه ؛ فإنه بذلك يحصِّل علوماً كثيرة جداً مع راحة نفسه وعدم إملاله ، ([7]) .
وأنا لست مع من يقول : احفظ في كل يوم آية ، وداوم على ذلك ، بل ينبغي للطالب أن يستغل وقت الشباب والفراغ ، ويجد ويجتهد ، ولكنْ لا يرهق نفسه ، ويشتت ذهنه ، ويتحمل فوق طاقته .(1/2802)
قال الخطيب البغدادي : وينبغي أن يجعل لنفسه مقداراً كلما بلغه وقف وقفتَه أياماً لا يزيد تعلُّماً ، فإن ذلك بمنزلة البُنيان ، ألا ترى أن من أراد أن يستجيد البناء بنى أذرعاً ، ثم ترك حتى يستقر ، ثم يبني فوقه ؟ ولو بنى البناءَ كله في يوم واحد، لم يكن بالذي يُستجادُ ، وربما انهدم بسرعة . . . فكذلك المتعلم ينبغي أن يجعل لنفسه حدَّاً كلما انتهى إليه وقف عنده حتى يستقرَّ ما في قلبه ، فإذا اشتهى التعلُّم بنشاط عاد إليه ، وإن اشتهاه بغير نشاط لم يعرِضْ له([8]) . وقال ابن الجوزي : وينبغي أن يريح نفسه من الحفظ في الأسبوع يوماً أو يومين ليكون كذلك كالبناء الذي يُراح ليستقر([9]) . وقد ذكر العلماء أن من حكمة نزول القرآن منجماً تيسير حفظه([10]) .
6 ـ قد يُصاب الطالب بالغرور حينما يحفظ القرآن في هذه المدة الوجيزة ، ويتعالى على أقرانه ، وربما تصدر ، وبدأ بحفظ متون أخرى ، وهو لم يضبط ما حفظ فيكتشف فيما بعد أنه كالمنبت ، لم يتقن القرآن ، ولم يتمكن من العلوم الأخرى. والعلم الشرعي لا ينال إلا بالصبر والدأَب ، وطول الزمان . نَعَمْ : الجد ، واستغلال الوقت ، وانتهاز الفرص ، والتنافس في التحصيل مطلوب ومحمود ، ولكن لا ينبغي أن يتحول العلم إلى وجبات سريعة يأخذه العجلان في فترات قصيرة متقطعة .
7 ـ من المعلوم شرعاً ونظراً أنه لا يكفي حفظ ألفاظ القرآن ، بل لا بد من تدبر آياته وفهم معانيه والعمل بما فيه ، والتخلق بأخلاقه ، والتحلي بآدابه ، ولا شك أن بقاء الطالب مع الأستاذ سنتين أو ثلاثاً له أثر كبير على دينه وأخلاقه ، لا سيما وأن أكثر الطلاب يحفظون القرآن في مرحلة المراهقة ، وهي مرحلة حساسة كما هو معلوم .
8 ـ قد تكون هذه الدورات سبباً في تسرب الطلاب من بعض حلق التحفيظ طمعاً في سرعة الحفظ ، وهذا له أثر سلبي عليهم وعلى بقية زملائهم .(1/2803)
9 ـ أكثر هذه الدورات تحتاج إلى تكاليف باهضة تنفق على الإسكان والإعاشة والجوائز ورواتب المدرسين والعاملين فيها ، وهذه المصروفات لا تتناسب مع المُخْرَجَات إطلاقاً ، ولو صُرفت في مشاريع قرآنية أخرى دائمة لكان أوْلى بلا شك ، فإن تكلفة يعض هذه الدورات تكفي لتشغيل دار نسائية أو مدرسة تحفيظ للبنين لعدة سنوات .
وبعد ، فقد يقول قائل : إن هذه الملحوظات أو بعضها موجودة عند الحفاظ في غير هذه الدورات،وهذا صحيح ، ولكنْ هناك فروق كثيرة بين الحالين وذلك من وجوه :
1 ـ أن وجوه هذه الملحوظات في غير الدورات المكثفة ليس راجعاً إلى كثافة الحفظ أو قصر المدة ، ولكن إلى أسباب أخرى يمكن معالجتها بسهولة .
2 ـ أن حلق التحفيظ مفتوحة للجميع يدخلها القوي والضعيف ، الراغب وغير الراغب ، ولها أهداف علمية وتربوية متعددة أحدها حفظ القرآن ، ولو لم يحصل منها إلا ارتباط الطالب بالمسجد والجلساء الصالحين لكفى ، بخلاف هذه الدورات المكثفة ، فإنه لا يدخلها في الغالب إلى الجاد الحريص على الحفظ ، وهذا يمكن أن يسلم من هذه الملحوظات إذا وضع له برنامج زمني مناسب .
3 ـ يمكن تشخيص هذه الأدواء ومعالجتها في برامج الحفظ الطويلة ، أما في الدورات المكثفة ، فإن هذه المزالق قد لا تتبين إلا بعد انتهاء الدورة ، وإن أمكن معرفتها أثناء الدورة لم يمكن معالجتها لقصر المدة .
وفي الختام أقول إن إيراد هذه الملحوظات على الدورات المكثفة لحفظ القرآن في وضعها الحالي لا يعني بحال الدعوة إلى إلغائها وقعود القائمين عليها كلا ، بل إني أدعو وأؤكد على بقائها وانتشارها ، ولكن بعد أن تُراجع وتقوم وتنظم وتطور وفق دراسة وافية ومتأنية ، ومن البرامج المقترحة التي أرى أنها جديرة بالاهتمام والتطبيق وهي موجودة ولله الحمد في دورات أخرى ما يلي :
1 ـ حفظ أجزاء محدودة من القرآن ، ولا أريد أن أحدد القدر المناسب للحفظ في كل دورة ، لأمرين :(1/2804)
أ ـ أن هذا يحتاج إلى دراسة وافية كما أسلفت .
ب ـ أن هذا القدر يختلف باختلاف مدة الدورة ، ومستوى الطلاب ، ومكان الدورة ، وغير ذلك من المؤثرات .
2 ـ إقامة دورات للضبط والإتقان ، يتخللها بعض البرامج العلمية والتربوية، وفي رأيي أننا بأمس الحاجة إلى هذا النوع من الدورات لأننا لا نشكو من قلة الحفاظ في كثير من البلاد – ولله الحمد – ولكننا نشكو من قلة الحفاظ الضابطين المجودين، المتخلقين بأخلاق القرآن .
3 ـ إقامة دورات في التجويد وحسن الأداء ، والتفسير ، وعلوم القرآن ، وهذه أيضاً مهمة ، لأنه يوجد كثير من الحفاظ لا يحسن الأداء ، ولا يعرف تفسير قصار السور ، ومن المعلوم أن تدبر القرآن موقوف على فهم معناه .
هذا ما أحببت تعليقه حول هذا الموضوع ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان . وأرجو أن تتسع صدور إخوتي القائمين على الدورات لهذه الملحوظات ، فو الله ما دعاني إلى تقييدها إلا النصح لكتاب الله ، وأهله ، بعد طول تأمل .
وأسأل الله تعالى الهداية والسداد ، وحسن القصد وصلاح العمل ، كما أسأله - سبحانه - أن ينفعنا ويرفعنا بالقرآن الحكيم ، وأن يجعله لنا شفيعاً يوم القيامة ، إنه سميع قريب .
كتبه / د . إبراهيم بن صالح الحميضي
الأستاذ المساعد في جامعة القصيم - قسم القرآن وعلومه
---الحواشي -----
(1) انظر منجد المقرئين ، ومرشد الطالبين لابن الجزري : ص9 ، وانظر أخلاق حملة القرآن للآجري : ص186.
(2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 20/391 ، وانظر الإتقان 1/124 .
(3) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ( 3/346 ) .وروي عن أبي العالية مرسلا ، أخرجه البيهقي في الموضع السابق، و ابن أبي شيبة (6/118) ، وأبو نُعيم (9/ 319 ) .وبعض هذه الآثار يقوي بعضاً .
(4) أخرجه ابن أبي شيبة ( 6/118 )
(5) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 3/347
(6) المصدر السابق ( 4/511 ، 513 ) ، وانظر موطأ ملك 1/205.(1/2805)
(7) انظر هكذا فلنحفظ القرآن لمحمد مصطفى شعيب ص 140 ، وكيف نحفظ القرآن الكريم للدكتور يحيى الغوثاني ص 57 .
(8) الفقيه والمتفقه ( 2/100 ) .
(9) الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ ص 255.
(10) انظر المرشد الوجيز لأبي شامة المقدسي ص 28 ، والبرهان في علوم القرآن للزركشي 1/293 والإتقان للسيوطي 1/120
---
نصرمنصور
07-21-2005, 07:10 AM
سئل فضيلته : الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم تختلف حولها الآراء بين مؤيد ومعارض . إلى أي الرأيين يميل الشيخ سعود؟
فأجاب : ـ الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم لا تحتمل إلا التأييد والتشجيع ؛ لأن القرآن كلام الله ، فمهما صار فيه من تكثيف لحفظه ومدارسته فهو خير كله ، وقد قال الشاطبي - رحمه الله- وأحسن إليه إذ قال:
وخير جليس لا يمل حديثه وترداده يزداد فيه تجملا
فإن الأوقات مهما شغلت مع القرآن في خير عظيم . إلا أنه ينبغي التأكيد على ألا يكون عهد الحافظ بالقرآن تلك الدورة المكثفة فحسب ‚ بل لا بد من المواصلة والمتابعة .
وأما الذين لا يؤيدون مثل تلك الدورات فحجتهم أن ما يأتي فإنه يذهب سريعا ‚ وهذا ليس على إطلاقه ؛ لأن القرآن له خصوصية تتمثل في كونه متعبدا بتلاوته .)
---
عبدالرحمن الشهري
06-12-2006, 10:59 PM
شكر الله لكم يا دكتور إبراهيم هذه المقالة ، ولدي سؤال حوله : هل استجد لديكم رأي حول هذا الموضوع ، وكيف كان ردُّ الفعل بعد نشر هذا المقال في مجلة البيان وهنا في الملتقى سواء موافقة أو مخالفة ؟
---
أحمد الفالح
06-13-2006, 03:51 AM
أسأل الله أن يجزيك خيراً يادكتور إبراهيم على هذه المقالة
وإنني أشاطرك الرأي فيما قلت ، فقد عملت فيها فترة وبدا لي مابدا لك ،
وإن كنت أتصور أنها ستجد معارضة من القائمين على هذه الدورات ،
لكن الحق أحق أن يتبع ...
---
إبراهيم الحميضي
06-15-2006, 04:32 PM(1/2806)
لقد ازددت قناعةً برأيي حول هذه الدورات ، لاسيما وأنني أرى يوماً بعد يوم من لايملك من الحفظ إلا لقب ( حافظ ) ، لم أحص من مرَّ عليَّ من الطلاب في الجامعة ممن يزعمون أنهم حفاظ ولم يستطيعوا أن يحفظوا الجزء المقرر ، وهو جزء واحد من القرآن خلال الفصل الدراسي ، وهم من مناطق مختلفة ، ويجمعهم أنهم حفظوا في مدة قصيرة جدا سواءً في هذه الدورات أو في غيرها ، لم أخف دهشتي وأنا أدخل إحدى البقالات قبل أيام حينما رأيت إعلاناً يقول : هل تحب أن تحفظ القرآن في خمسة أسابيع ؟ هل أضحى حفظ القرآن كاملاً بهذه البساطة ويروج له على أبواب البقالات !
قال أبو بكر بن عياش : " تعلمت القرآن من عاصم خمسا خمسا ، ولم أتعلم من غيره ، ولا قرأت على غيره . وعنه قال : اختلفت إلى عاصم نحوا من ثلاث سنين ، في الحر والشتاء والمطر ، حتى ربما استحييت من أهل مسجد بني كاهل "
وللأسف فإن بعض هذه الدورات جعلت من ضمن المحفزات لدخولها الحصول على إجازة في رواية حفص وقد حدثني أحد الطلاب الذين حصلوا عليها عن طريق هذه الدورات أنه لايجيد الحفظ ولا يتقن التجويد ، وهذا أمر خطير ، وأخشى إن طال بنا الزمن أن تكون الإجازة في القرآن كالإجازة في متون السنة تجلس مع الشيخ عشر دقائق ويجيزك في الكتب التسعة أو في جميع مروياته،حيث تهدى هدية لمن لا يستحقها ، ومن المعلوم أن الإجازة في القرآن تعني الإذن للُمجاز بالإقراء وإجازة غيره .
وأما بالنسبة لمقالتي السالفة فقد كان لها - بفضل الله - أثر طيب ، وقد نالت استحسان كثير من أهل العلم والقراء ، وقد كنت عرضتها على عدد منهم قبل نشرها .(1/2807)
وقد استدرك بعض الإخوة القائمين على هذه الدورات هذا الخطأ وجعلوا المقرر حفظ نصف القرآن ، أو مراجعته كاملاً مع تقصير المدة ، وهم يشكرون على هذه التغيير والتقويم ، ومع ذلك أرى أنها بحاجة إلى مزيد من المراجعة والتهذيب ؛فإن حفظ نصف القرآن في أربعة أو خمسة أسابيع غير مناسب للوجوه التي ذكرتها في مقالتي السابقة ، وأما دورات المراجعة فهي مهمة جداً وقد أيدتها ودعوت إلى زيادتها والتركيزعليها كما سلف في المقالة ، ولكن ليس كل حافظ يقوى على مراجعة القرآن كاملاً خلال هذه المدة الوجيزة ، ولذلك لابد من اختبار المتقدمين لدورات المراجعة وتصنيفهم ؛ فإن من الحفاظ من يحتاج من الجهد مقدار ما يحتاجه صاحب الحفظ الجديد لضعف حفظه .
وفق الله الجميع لخدمة كتابه العزيز .
---
ميادة بنت كامل الماضي
09-28-2006, 09:50 PM
شكر الله لك د. إبراهيم على هذه المقالة القيمة، والتي أرى أن يستفاد منها واقعاً وتطبيقاً . ومن يحفظ كتاب الله يفهم ولا بد مقالتك على الوجه الصحيح لها.
وأقول: إلى جميع محبي كتاب الله :
هل من وقفة جادة ونصيحة خالصة لله تعالى مع هذه الدورات والقائمين عليها .
فما زلنا نقرأ ونسمع عن المزيد من هذه الدورات ، وقد تم الإعلان عن دورة مكثفة لحفظ القران في عشرة أيام فقط!!!!!! ومتى؟ الآن وفي هذا الشهر الكريم ؟ ألا يكون الانشغال بالحفظ السريع، مع ما يحتاج من جهد ووقت، انشغال بمفضول عن فاضل ؟؟ ثم وبالتأكيد.. وأقول هذا كحافظة لكتاب الله ومُحفظة له لسنوات طوال : ألن يذهب هذا الوقت والجهد هباء منثورا حيث لا يعقل حفظ ثلاثة أجزاء في اليوم الواحد، ثم لا تراجع ! بل تزاد ثلاثة أخرى في اليوم الثاني وهكذا ... ؟؟؟؟؟
هل يعقل هذا يا أهل القرآن؟؟
---
عمر المقبل
10-02-2006, 01:24 AM
أثني بالشكر لأخي الكريم د.إبراهيم على طرح هذه المقالة الماتعة ..(1/2808)
ومنذ أن كتب أخي مقالته ،وأنا أشعر أنه عبّر عما في نفسي ،وقد شكرته حينها هاتفياً ،وها أنا أجدد شكري وأكرره .
---
إبراهيم الحميضي
10-02-2006, 02:56 PM
أشكر أختي ميادة وأخي الدكتور عمر على اهتمامهما بهذا الموضوع ومشاعرهما الطيبة تجاه ما كتبت حوله، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن المنتفعين به العاملين بما فيه، وأن يجعله حجة لنا يوم لقائه.
أما الإعلان الذي ذكرته الأخت ميادة[حفظ القرآن الكريم كاملا في عشرة أيام] فهو صحيح، وقد رأيته في أحد المواقع القرآنية، ولم أكن أظن أن الأمر سيبلغ هذا المدى رغم أني رأيت قبل ذلك عناوين تقول: تحدّث الإنجليزية في خمسة أيام، وتعلّم ( وورد) في عشر ساعات، ولكني لم أتوقع أن تسري هذا العدوى إلى أهل القرآن، وقد رأيت في ذلك الموقع عدداً كبيراً من العجائب والمعجزات المتاحة لكل من يتصل بالشبكة ، منها حفظ إحدى الأخوات عندهم عشرة أجزاء في يوم واحد، وحفظ أخرى للقرآن كاملا في اثني عشر يوما، وحفظ ثالثة لبلوغ المرام في خمس ساعات ، وهلمّ جراً...
والسؤال الذي يطرح نفسه: ألا تنافي هذه الأساليب - بغض النظر عن صدقها – تعظيم القرآن الكريم الذي قال الله تعالى فيه ( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) وقال سبحانه ( وقرآنا فرقنا لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) وقال سبحانه ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )
ونظراً لرغبة الإخوة في ذلك الموقع في نشر هذا الإعلان في جميع المواقع والمنتديات، فإني أضع بين أيديكم مقتطفات منه، ملحقاً بها فهارس الإنجازات العظيمة التي تحققت على أيديهم، سائلاً الله تعالى لي ولهم حسن القصد وسداد الرأي وصلاح العمل. علماً أني لم أصلح الأخطاء الطباعية الواقعة في الأصل.
إعلان عن الدورة المكثفة لحفظ القران في عشرة أيام فقط(1/2809)
الى كل طالبة علم والى كل مشتاقة الى الفوز بتاج الرضوان والوقار الى من اسهرن لياليهن بترانيم الايات . الى طامحات المعالي .. وربات العوالي لى صاحبات سمو الهمم
الى طالبات علو القمم الى ذوات الهمم العلية والوجوه الرضية.... نهدي اليكن
الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم كاملا في عشرة أيام ان شاء الله
كما نبشركن بأنه سيخصص للطالبات المشتركات في هذه الدورة
الشروط :
1- أن لا تكون الطالبة خاتمة لحفظ القرآن
2- أن تكون قرائتها صحيحة سليمة خالية من الأخطاء
3- أن تكون منضبطة ملتزمة بالمواعيد والتسميع اليومي
موعد الإنطلاقة ان شاء الله السبت القادم 1 شعبان 1427هـ – الموافق 25/8 / 2006م
كما ندعو كل الاخوة والاخوات إلى نشر هذا الإعلان في كل مكان وعبر كل الوسائل .سواء عبر المنتديات او عبر المواقع أو عبر المراسلات البريدية أو المجموعات البريدية
رب رسالة غيرت أمة فكن صاحبها
الجدول اليومي سيكون 60 صفحة ان شاء الله (3 أجزاء يوميا ) وهذا سهل للغاية بعد حضور دورة تغيير العقل ان شاء الله
هناك من وصل حفظها بعد دورة تغيير العقل الى 140 صفحة في اليوم الواحد يراجع قسم دورة تغيير العقل وفق الله الجميع لكل خير
فهارس وتجارب قسم دورات تغيير العقل ... هنا أغلب تجارب دورة تغيير العقل
هبة تختم حفظ الامهات الاربع عشر(10.000)حديث في 30يوم بعد دورة تغيير العقل
تجربتى مع دورة تغيير العقل:تغيرت فارتفع حفظي من 10 أحاديث الى 900 حديث في اليوم
حفظت سورة البقرة في سنة كاملة وبعد دورة تغيير العقل حفظت 16 صفحة في ساعات معدودة
بعد دورة تغيير العقل وصل حفظي إلى 180 صفحة في يوم وختمت القرآن في 9 أيام والحمد لله
خواطر من تجربتي بعد دورة تغيير العقل .ارتفع حفظي من صفحتين إلى 200 صفحة في اليوم
بلغت الدهشة مني مبلغا عظيما ارتفع حفظي من صفحة إلى 100 صفحة في اليوم بعد الدورة(1/2810)
نِقاط العسل من النجاح والفشل .ارتفع حفظي إلى 40 صفحة بعد دورة تغيير العقل
تجربتى مع دورة تغيير العقل:وصل حفظي في اليوم الواحد الى 106 صفحات من القران
موعد حفل ختم الطالبة ريما .. حفظت القرآن في 17 يوم من بعد دورة تغيير العقل
رسالة ختامها مسك :حفظت 76صفحة في يوم واحد وكنت أسأل الله أن يريني معجزة فوجدتها في رأسي
في اول يوم في دورة تغيير العقل حصل شيء عجيب تغيرت حياتي وزاد حفظي الى21صفحة في اليوم
موعد ختم الطالبة هاجر أحمد .. والتي ختمت القرآن في 12 يوما فقط
البشرى المذهلة: الطالبة: نعيمة تختم حفظ بلوغ المرام في أقل من يوم واحد
بشرى كبيرة لحفاظ الوحيين.. منى سعيد تختم بلوغ المرام في أقل من يوم 7ساعات
عائشة المغربية حطمت الرقم القياسى فى حفظ بلوغ المرام ..حفظته في 5 ساعات فقط
3 طالبات في الأكاديمية ختمن حفظ القرآن في أقل من 15 يوما ..من ثمرات دورة تغيير العقل
بعد دورة تغيير العقل . الاخت فايزة تحفظ في يوم واحد1122 حديث
أم أسامة : وصل حفظي الى 26 صفحة في اليوم وباتقان عجيب لاأكاد أصدق !!
الطالبة زينة.. ختمت حفظ القرآن في 14 يوما من بعد دورة تغيير العقل
أم سلمة السلفية: ارتفع حفظها بعد دورة تغيير العقل من صفحة إلى 200 صفحة في اليوم
رسالة هاجر :ثم المفاجاءة التى كنت لا اتوقعها انى حفظت في اليوم الواحد 60 صفحة
الطالبة شمس .. ارتفع حفظها الى 30 صفحة في اليوم وتختم في اقل من 20 يوما
فاطمة سالم ..حفظت القران كاملا في أقل من 30 يوما .بعد دورة تغيير العقل
شقيقتي منى ختمت الليلة حفظ الأمهات 10,000آلاف حديث .دموع القلب تسبقنى وانا ازف البشرى
الحمد لله وصل حفظى ل20 صفحة قران مع 150 حديث بعد حضورى دورة تغير العقل
عااااجل موعد حفل ختم الطالبة أسماء للأمهات الأربعة عشر في دورة 30 يوماً
رحلتى فى حفظ رياض الصالحين خلال يوم وليلة (ماشاء الله لاقوة الا بالله)(1/2811)
حطمت الرقم القياسى فى حفظ رياض الصالحين فى يوم وليله (الله اكبرررررررررررررررررررر)
تجربة حفظى للقرآن كاملا في 20 يوما بعد دورة تغيير العقل ( 1 2)
البشارة الكبرى:الطالبة حاملة الوحيين تحفظ رياض الصالحين كاملا في يوم وليلة ادعوالها
بشرى سارة : الطالبة حاملة المسك تختم حفظ رياض الصالحين في يوم وليلة
رسالة أمة الحليم: بعد دورة تغيير العقل حفظت20 صفحة ولدي رغبة أن أحفظ200 صفحة في اليوم
بشارة :الأخت شيرين تختم حفظ الامهات 10،000 آلاف حديث .بعد دورة تغيير العفل
بعد دورة تغيير العقل: الأخت فايزة سعيد تحفظ عشرة آلاف حديث في 30 يوما
طالبة من الامارات وصل حفظها إلى 40 صفحة في اليوم. بعد دورة تغيير العقل
طالبة من أبو ظبي تحفظ 20 صفحة من القرآن في اليوم. لأول مرة بعد دورة تغيير العقل
بعد دورة تغيير العقل : الأخت فتاة الاسلام وصل حفظها في اليوم الى 34 صحفة من القران
بيان رسمي: حول دورة تغيير العقل والتحذير من الخلط مع الـ n.l.b أو ما يسمى بالبرمجة ( 1 2)
ياسمين تختم كتاب عمدة الأحكام في 5 ساعات وثلث.
---
ابن الجزيرة
10-03-2006, 12:07 AM
عتبت على بشر فلما جفوته وصاحبت أقواماً بكيت على بشر
---
ابو يزيد
10-05-2006, 07:59 AM
قاعدة عامة : ما حفظ سريعا ذهب سريعا .. والسلام
---
(1/2812)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > اخوتي انا ابحث عن كتاب التصاريف لسلام بن يحيى
---
اخوتي انا ابحث عن كتاب التصاريف لسلام بن يحيى
---
مسلم السعدون
03-16-2006, 02:49 PM
السلام عليكم انا ابحث عن هذا الكتاب اورجوا ان جد من يساعدني او يرسله عبر البريد
لي لانني باحث في رسالة الماجستير
---
جمال أبو حسان
03-16-2006, 04:02 PM
الكتاب موجود عندي فهل اذاصورته تقبل التصوير؟ وكيف ارسله والى اين ؟ ارجو التكرم بارسال العنوان ولعل الله تعالى ييسر الامر فهو من بيده تيسير الامور
---
السائح
03-16-2006, 08:34 PM
وعليكم السلام ورحمة الله.
الكتاب من تصنيف يحيى بن سلام ، وليس سلام بن يحيى.
---
(1/2813)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب "من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو و الأصال والعشى والإبكار"
---
حمل كتاب "من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو و الأصال والعشى والإبكار"
---
طويلب علم صغير
06-10-2003, 09:46 PM
"من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو و الأصال والعشى والإبكار"
إعداد
الدكتور محمد محمد عبد العليم دسوقي
المدرس بقسم البلاغة والنقد
كلية اللغة العربية جامعة الأزهر الشريف
----------------------------------------------------------------
مقدمة المؤلف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد :(1/2814)
فما من شك فى أن معرفة مواضع ودلالات الألفاظ فى سياقاتها، وبخاصة ما اشتجر القوم فيه واشتد الخلاف على دلالته .. يتوقف أولأًً على تحرير معاني تيك الألفاظ في معجمات العربية وقواميسها، كما أن تدبر مواقع لفظة ما، بغية الوقوف على دلالتها ومدى أثرها في نسق الذكر الحكيم، هو من النصيحة لكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. وتدعونا هذه التوطئة لأن أقرر أن الحديث عن سر مجيىء النظم الكريم معبَّراً فيه عن الطرف الأول للنهار بـ (الغدو) تارة، وبـ (قبل طلوع الشمس) أخرى، وبـ (الإبكار) ثالثة، وبـ (بالإشراق) رابعة، ومجيؤه معبّراً فيه عن الطرف الثاني بـ (العشي) تارة، وبـ (قبل الغروب) أخرى، وبـ (الآصال) ثالثة .. وكذا الحديث عن مقابلة (العشي) بـ (الإبكار) تارة وبـ (الغداة) أخرى وبـ (الإشراق) ثالثة، (ومقابلة (البُكرة) ببعض ما ذُكر تارة وبـ (الأصيل) أخرى .. وكذا مجيؤ تلك المفردات معرّفةً في بعض الأحيان ومنكرةً في بعضها الآخر إلى غير ذلك .. لهو مما يستدعي بل يستوجب الوقوف على أسباب هذا التنوع وعن أسرار مجيئه على الصورة التي ورد عليها، ذلك أن الألفاظ في هذا وما جاء على شاكلته "تختلف ولا تراها إلا متفقة وتفترق ولا تراها إلا مجتمعة، وتذهب في طبقات البيان وتنتقل في منازل البلاغة، وأنت لا تعرف منها إلا روحاً تداخلك بالطرب وتُشرب قلبك الروعة، وتنتزع من نفسك حس الاختلاف الذي طالما تدبرت به سائر الكلام وتصفحت به على البلغاء في ألوان خطابهم وأساليب كلامهم وطبقات نظامهم مما يعلو ويسفل أو يستمر وينتقض أو يأتلف ويختلف ... فأنت ما دمت في القرآن حتى تفرغ منه، لا ترى غير صورة واحدة من الكمال وإن اختلفت أجزاؤها في جهات التركيب وموضع التأليف وألوان التصوير وأغراض الكلام" .(1/2815)
وقد كان دافعي لخوض غمار هذا البحث مع الرغبة في استجلاء أسرار التنوع فيما ذكرتُ، واستكناه الحكمة من وراء اصطفاء هذين الوقتين وانفرادهما - دون سواهما – بالذكر .. ندرة بل لا أبالغ إن قلت انعدام تخصيصه - فيما أعلم - بدراسة مستقلة تكشف عن هذا الكم غير القليل من المترادفات والمتقابلات، ومن عجيب ما لاحظت أن الدراسات التي عنيت بالبحث عن مثل هذا، وحتى التي تناول مصنفوها ما اشتبه من النظم، وأفردوا لأجله العديد من الكتب والمجلدات من نحو ما فعله الإسكافي في كتابه (درة التنزيل وغرة التأويل)، والدامغاني في كتابه (الوجوه والنظائر)، والغرناطي في كتابه (ملاك التأويل)، لم تعرض هي الأخرى لشيئ من ذلك، الأمر الذى دعاني للاعتماد كلية بعد الله أولاً، على ما كتبه أهل التأويل على الرغم من تحفظي على كثير مما ذكروه في هذا الصدد.
هذا وقد اقتضى الحديث عن طرفي النهار في النسق الكريم وعن طرائق التعبير عنهما وسر تنوعها، أن تأتي تلك الدراسة في ثلاثة مباحث تناول أولها مدلولات هذه الألفاظ وأسباب تنوعها وتخصيصها بالذكر دون سائر الأوقات الأخرى، وجاء ثانيها متحدثاً عما خُص به هذان الوقتان من أمر التسبيح وما إذا كان المعنى فيه محمولاً على ظاهره المعروف في اصطلاح التخاطب من التنزيه ومن قول (سبحان الله) أم غير ذلك من معانيه المستعمل فيها على جهة المجاز، كما تطرق المبحث الثالث للحديث عن المقامات التي ورد فيها التعبير عن طرفي النهار وكيف جاء كلٌّ منها متناغماً مع ما ناسبه من هذه المتقابلات، ومع ما تلاءم وكان منه بسبب من تعريف أو تنكير ومن تقديم أو تأخير.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
-------------------------------------------------------------------
http://www.saaid.net/book/170.zip
---
(1/2816)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > المجالس الفقهية مع العلامة ابن عقيل ومحاضرات للشيخ الطريفي في ...
---
المجالس الفقهية مع العلامة ابن عقيل ومحاضرات للشيخ الطريفي في ...
---
أبو عبدالله المحتسب
02-24-2007, 02:36 PM
الإعلان هنا:
http://www.shazly.net/~freehosting/5x1/pjmk6bpt_fq_Ameer_n.jpg
---
(1/2817)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آي القرآن أم آي الفرقان؟
---
آي القرآن أم آي الفرقان؟
---
أبو صالح التميمي
10-27-2006, 04:36 PM
الطبعة الأخيرة لتفسير ابن جرير-ت.التركي-كتب عليها:جامع البيان عن تأويل آي القرآن.لكن في نسخة جامعة القرويين بفاس(من أقدم النسخ ,جزآن منها مؤرخان سنة 391 ه) وهي الأصل المعتمد كتب علي عدة أجزاء منها:آي الفرقان.ص113,ص 116,ص118,ص125ص128 سوى ص117 فقد كتب :آي القرآن. والنسخ المتبقية متأخرة.فما رأيكم؟
---
منصور مهران
10-27-2006, 06:04 PM
ذكر الطبري في بعض مؤلفاته اسم كتابه في التفسير بصورتين :
الأولى - وهي الشائعة ، والواردة عنوانا للكتاب في جميع طبعاته - : ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن ) ، كما في تفسيره ، وتاريخه ، وتهذيب الآثار ( مسند عمر بن الخطاب ) : في نحو عشر مرات حسب إحصائي المتواضع ، وهذا هو المتداول من التسمية في دفاتر أهل العلم وفهارس المخطوطات .
و الثانية : وردت مرة واحدة في كتاب ( تهذيب الآثار ) الجزء المفقود الذي حققه علي رضا بن عبد الله بن علي رضا ، وطُبِع في دار المأمون بدمشق سنة 1416 هج = 1995 م ص 154 وصيغتها :
( جامع البيان عن تأويل آي الفرقان )
وكان الطبري قد صرح في التفسير ج 12 ص 22 ط شاكر = ج 9 ص 468 ط التركي ؛ صرح بقوله عن تفسيره :
( بل قصدنا فيه البيان عن تأويل آي الفرقان ) وعي عبارة لا توحي بأنها هي التسمية للكتاب ، وإنما مردّها إلى القصد من تأليفه هذا الكتابَ ، فلعل المؤلف جعلها اسما للكتاب في بعض كلامه اعتمادا على هذا القصد من تأليفه ، أو هو السهو المستولي على جملة البشر ، وجلَّ مَن لا يسهو . أو يكون السهو من الناسخ : ربما ؟؟؟(1/2818)
فإذا أضفنا إلى ذلك أن الجزء المفقود من ( تهذيب الآثار ) نُشِر عن نسخة فريدة فقد يزيد ذلك من وَهَن هذه التسمية وتظل التسمية المعهودة هي الراجحة حتى تُكتَشف حقيقة أخرى عن بينات جليات لا لبس فيها .
فيا تُرَى : أين سيقع اكتشاف الأستاذ / أبي صالح التميمي ؛ من هذه الاحتمالات ؟
الجواب مأمول من الإخوة المحققين من رواد هذا الملتقى المبارَك .
والله من وراء القصد ، وهو الموفق والمعين .
---
عبدالرحمن الشهري
10-27-2006, 06:08 PM
الأمر واسع - حفظك الله - في مثل هذا الاختلاف . ولعلهم قدموا (القرآن) لصراحة دلالته في كونه تفسيراً للقرآن لمن لا يعرف الكتاب من القراء ، فعندما يقرأ (تأويل القرآن) يعرف أنه كتاب في التفسير ، بخلاف (الفرقان) . أضف إلى ذلك أن من اطلعتُ على ترجمته للطبري ذكر اسم الكتاب باسم (جامع البيان في تأويل آي القرآن) لا (الفرقان) والله أعلم .
---
(1/2819)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حديث واحد يرد على من يستدل بآية (واستغفر لهم الرسول)على طلب الدعاء من النبي بعد موته
---
حديث واحد يرد على من يستدل بآية (واستغفر لهم الرسول)على طلب الدعاء من النبي بعد موته
---
ابواحمد
04-04-2006, 01:34 AM
صحيح البخاري ج 5 ص 2145
[5342] حدثنا يحيى بن يحيى أبو زكريا أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد قال قالت عائشة وارأساه فقال رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك فقالت عائشة واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ... الحديث
قلت : فلو كان الرسول عليه الصلاة والسلام يستغفر ويدعو بعد موته لأحد لما كان لقوله ( وأنا حي ) فائدة
فتنبه
---
د.أبو بكر خليل
04-04-2006, 10:29 AM
الذين يتوسلون برسول الله صلى الله عليه و سلم بعد وفاته الشريفة إنما يتوسلون بمنزلته عند ربه عزَ و جلَ - الثابتة له حال حياته في قوله تعالى : { و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول } - و تلك المنزلة الشريفة قائمة و دائمة حال حياته و حال موته ، صلى الله عليه و سلم ،
*** و منها التوسل بآثاره الشريفة بعد موته ، توصلا للشفاء من الأدواء ،
و من أدلة ذلك : الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري في " صحيحه " :(1/2820)
( ح 5446 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ أَرْسَلَنِي أَهْلِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ - وَقَبَضَ إِسْرَائِيلُ ثَلَاثَ أَصَابِعَ مِنْ قُصَّةٍ فِيهِ شَعَرٌ مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ إِذَا أَصَابَ الْإِنْسَانَ عَيْنٌ أَوْ شَيْءٌ بَعَثَ إِلَيْهَا مِخْضَبَهُ ،
فَاطَّلَعْتُ فِي الْجُلْجُلِ فَرَأَيْتُ شَعَرَاتٍ حُمْرًا ) .
- فكان الصحابة رضوان الله عليهم يستشفون بآثاره الشريفة بعد موته صلى الله عليه و سلم ، و هذا الفعل حجة على المنكر لجوازه ، و يفيد استحبابه .
* و أما الحديث الذي استدل به المخالف فلا ينفي هذا و لا يتعارض معه ، إذ معناه : " ما ضرك لو مت [ أي عائشة رضي الله عنها ] قبلي [ صلى الله عليه و سلم ] فكفنتك ثم صليت عليك و دفنتك " ، و هو لفظ الحديث وقع مصرحا به في رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة . ( فتح الباري ، كتاب المرضى )
- و مسألة التوسل سبق تناولها في الملتقى باستفاضة ، و هي مسألة خلافية منذ أثارها ابن تيمية ،
و لم ينكرها أحد قبله ،
فلا داع إلى بعث الخلاف فيها من جديد
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4031&highlight=%E6+%E1%E6+%C3%E4%E5%E3+%C5%D0+%D9%E1%E3 %E6%C7+%C3%E4%DD%D3%E5%E3
---
محمد الأمين
04-08-2006, 09:33 PM
*** و منها التوسل بآثاره الشريفة بعد موته
هذا جهل بالغ من الصيدلي أبو بكر. وقد سبقه في ذلك البوطي فرد عليه الشيخ الألباني في كتابه "الدفاع عن الحديث والرد على جهالات البوطي". وبين كيف خلط البوطي بين التبرك وبين التوسل، وهما مسألتان في غاية الاختلاف.
---
إبراهيم الحميضي
04-08-2006, 11:21 PM
ينبغي أن تأدب في الحوار .(1/2821)
التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم مشروع ، ولكن لم يبق منها شيئ ألبته في هذا الزمن ، وأما التوسل بمنزلته فغير مشروع ولو كان مشروعاً لسبقنا إليه صحابته الكرام رضي الله عنهم ، وحديث عائشة المتقدم يدل عليه بالمفهوم ؛ لأنه لم يقل لها توسلي بمنزلتي عند الله بعد موتي ، والمسألة مبسوطة في غير هذا الموضع ، انظر على سبيل المثال : الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية ، رسالة ماجستير في جزأين لجيلان بن خضر العروسي
الناشر:مكتبة الرشد / الرياض.
اللهم أرنا الحق حقا....وارزقنا اتباعه
وارنا الباطل باطلا .....وارزقنا اجتنابه
---
(1/2822)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأبحاث الصوتية... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ)
---
الأبحاث الصوتية... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ)
---
فرغلي عرباوي
05-29-2004, 03:01 PM
الأبحاث الصوتية... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ)
الهُتَافُ الصَّوْتُ بالدُّعَاء
ِ
التَّهْيِيتُ الصَّوْتُ بالإنْسَان كأَنْ تَقُولَ له: يَا هَيَاهُ ، وُينشَدُ قَوْلُ الرّاجِزِ:
قَدْ رَابَني أَنَّ الكَرِيَّ أسْكَتَا لَوْ كَانَ مَعْنِيّاً بِنَا لَهَيَّتَا
الجَخجَخَةُ الصُّياحُ بالنّداء
ِ
وفي الحَدِيثِ: (إذا أرَدْتَ العِزَّ فَجَخْجِخْ في جُشَم)
الجَأْجَأَةُ الصَّوْتُ بالإبِلِ لدُعَائِهَا إلى الشُّرْبِ وكَذَلِكَ الإهَابَة
ُ
الهَأْهَأَةُ الدَعاءُ بِهَا إلى العَلَف
ِ
الإبْسَاسُ الدُّعاءُ بِهَا إلى الحَلْب
ِ
السَّأسَأةُ دُعاءُ الحِمَار
ِ
الإِشْلاءُ دُعاءُ الكَلْب
الدَّجْدَجَةُ دُعَاءُ الدَّجَاجَةِ.
فقه اللغة للثعالبي رحمه الله
---
(1/2823)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مع القرآن ..
---
مع القرآن ..
---
علي جاسم
03-16-2005, 10:40 AM
مراتب الصلاة ..
صنف الحق سبحانه الصلاة في القرآن لستة مراتب " ثلاثة منجيات وثلاثة مهلكات " وهي مراتب بعضها فوق بعض .. قال تعالى في المنجيات{قد فلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون }المؤمنون ، ثم قال تعالى{والذين هم على صلواتهم يحافظون }المؤمنون ، وقال تعالى في سورة المعارج{الذين هم على صلاتهم دائمون}وهذه مراتب الصلاة المنجيات..أعلاها الخشوع وأدناها المداومة وأوسطها المحافظة " أما بالنسبة للمهلكات..قال تعالى{ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين}المدثر ثم قال تعالى{وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يرائون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} النساء ثم قال تعالى{فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}الماعون وهذه الثلاث المهلكات " التكاسل مع الرياء ثم السهو عن الصلاة ثم عدم الصلاة وهو أدناها " فانضر أخي المسلم أين تسلسلك من هذا التصنيف القرآني فإن كنت من الخاشعين فاحمد الله تعالى .. وإن كنت ما دون ذلك فجاهد نفسك لبلوغ أعلى مراتب الصلاة والله يقول { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } وقال أيضا { لمثل هذا فليعمل العاملون } .. والحمد لله رب العالمين ..
---
(1/2824)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من هي الفرقة الناجية؟
---
من هي الفرقة الناجية؟
---
أبو علي
03-02-2004, 10:02 AM
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، فواحدة في الجنة و سبعين في النار، و افترقت النصارى على اثنين و سبعين فرقة فواحدة في الجنة و إحدى و سبعين في النار، و الذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث و سبعين فرقة، فواحدة في الجنة و ثنتين و سبعين في النار، قيل يا رسول الله من هم ؟ قال : هم الجماعة
من هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟
هي بلا شك الأمة المعنية برسالته.
ومن هي الأمة المعنية برسالته؟
هي البشرية كلها ، قال تعالى : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
إذن فالعالمين لها معنيين:
إن أطلقت وأريد بها كل ما سوى الله فهي تعني : عالم الملائكة وعالم الجن وعالم الحيوان وعالم النبات وعالم الجماد.... وكل واحد من هذه العوالم يتفرع إلى عوالم أخرى ، فعالم الحشرات فيه عالم النمل وعالم النحل وعالم الدبابير.... إلى آخره.
وإن أطلقت كلمة (العالمين) وأريد بها عالم البشر فهذا العالم أيضا يتفرع إلى عوالم : العالم العربي والعالم الأنجلوسكسوني والعالم الغالي ... أو تعني كلمة (العالمين) الطوائف ، كل طائفة من الناس تشترك في معتقد.
نحن نرى أن عالم البشر يتفرع إلى عالمين ، فهؤلائ العالمون هم بلا أدنى شك متفرقون. فهل هذا هو التفرق الذي أنبأنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لا يمكن أن يصح هذا الوصف إلا إذا كان هؤلاء العالمين كلهم مسلمين ثم تفرقوا بعد ذلك، عندئذ يصح أن نقول عنهم (تفرقوا) ، كان يجمعهم شيء واحد ثم تفرقوا.(1/2825)
حسب التاريخ والواقع أن العالم لم يكن في يوم من الأيام كله على دين الإسلام، مازال أكثر الناس لايؤمنون بالإسلام، وبالتالي فإن العالمين لم يجتمعوا قط على الإيمان بالإسلام ثم تفرقوا.
وحيث أن الإسلام رسالة الله العزيز الحكيم إلى الناس كافة فعلى العزيز الحكيم بيان رسالته إلى العالمين كافة فتستيقنه أنفسهم لتقوم عليهم الحجة ، لأن الإقناع من لوازم الحكمة، فإذا لم أستطع إقناعك فإنني تنقصني الحكمة ، ورسالة الإسلام عنوانها : تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) ، لذلك فهو سيبين آياته لكل الناس حتى يتبين لهم أنه الحق، فيستيقن الناس كافة أن الدين الحق هو الإسلام.
فإن تفرق الناس بعد ذلك فإن كلمة (تفرقوا) تصح فيهم ، لأن التفرق
يأتي بعد اليقين بالحق ، ولنا في القرآن ما يؤيد ذلك في الأمم السابقة،
قال تعالى : وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ).
إذن فالعالمين بعد أن يأتيهم العلم (اليقين أن الإسلام هو الحق) سينقسمون إلى 73 فرقة ، إحداهما في الجنة والباقي في النار.
ولكي أبرهن على صحة ما أقول أن أمة رسول الله هي (العالمين )التي تعدادها 73 عالم ، ذهبت أعد كم مرة جاءت كلمة العالمين في القرآن فوجدتها ذكرت 73 مرة ، ومن عنده المعجم المفهرس فليتأكد بنفسه من ذلك.
---
أبو علي
03-02-2004, 10:40 AM
ما أردت قوله هو أن العالم كله سيصبح في يوم من الأيام أمة محمد عليه الصلاة والسلام بعد أن يوقنوا برسالة الإسلام ، ثم بعد ذلك سيتفرق الناس من جديد لسبب من الأسباب ، ربما بالفتن كفتنة الدجال.
---
ابن الشجري
03-02-2004, 05:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم أرجو أن تتقبل مني القول وإن كان فيه مضاضه ، وتتذكر أنه يجمعني بك أخوة الاسلام ، فمنها سأحدثك بحديثي ، بارك الله فيك .(1/2826)
أولا: لست من دعاة غلق باب الاجتهاد , فقد ثبت أن نصوص الشريعة متناهية بخلاف فرعها ونوازلها والتي تستدعي النظر والبحث ، وهذه المسألة التي ذكرتها ـ وفقك الله ـ ليست من نوازل الاحكام أو من المسائل التي أغفلها علماء الشريعه فلم يولوها حقها من البحث والدرس ، حتى نأتي ونجتهد إجتهادات لاسند لها يعضدها ، بله أن تكون إجتهادات تدفعها الحجج القائمة والمنزلة من الوحيين الشريفين ، ولا أعلم من ذهب إلى مثل قولك على ما يكتنفه من غموض وتكلف ظاهر ، فهل حرصت أخي الكريم على أن تستند لقول عالم تستأنس به في حديثك هذا .
ثانيا:لازال الحديث الذي ذكرته محل بحث ونظر عند كثير من أهل الحديث بين مصحح له ومضعف ، ومصحح لبعض الفاظه دون بعظها الاخر ، فإن صح الحديث فكلامي السابق ، وإن كان الحديث باطلا كان حديثك كله مبني على جرف هار .
ثالثا: الذي أعرفه من تلاد معلوماتي أن الامه في لسان الشرع يحدد مقصودها موضوعها من الحديث ، وموضع ورودها ، وهي لاتخرج عن معنيين ، هما أمة الدعوة وأمة الاجابة ،فبالمعنى ألاول يدخل فيها كل مكلف مخاطب بالشرع ، وبالثاني تطلق ويراد بها أتباعه ومنهم على ملته صلى الله عليه وسلم ، وإذا حررت هذا المعنى تبين لك خطأ ماذهبت اليه ، فلأمة المعنية برسالته هي أمة الدعوة ، مسلمها وكافرها وهم من العالمين ، وأمته التي ستفترق هي أمة الاجابة ، وأول الحديث يشهد لهذا ، وقد حدث هذا الافتراق منذ الصدر ألاول ، خوارج ومرجئة وروافض...،( فأين تقطن ؟!)(1/2827)
وليتك عدت إلى اقرب كتاب تتناوله يدك من تفسير أو لغة ونظرت في معنى العالمين وكلام أهل العلم ، ثم كررت النظر في كلامهم ، ونقلهم عن صاحب الشرع ، هل ورد مايدل على دخول البشرية جمعاء في دين الاسلام ، أم أن النصوص من الوحيين كلها ترد هذا القول وتدفعه ، والاجتهادات إنما تقبل في ضوء نصوص الشريعة الغراء , فهل لك من نص تورده يشهد لخطير ماذهبت اليه من القول ، وقديما تكلم العلماء رحمهم الله في الرأي المذموم الذي يمثل له بمثل ماذهبت اليه .
فليتك أخي الكريم تعيد النظر فيما ذهبت اليه ، فالرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل , وما أظنك الاناشدحق، وإن أخطأت الطريق ، فلم تكتب لأحد منا العصمة من الزلل ، بل كلنا راد ومردود عليه .
---
(1/2828)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تحية وسلام .... وسؤال !!
---
تحية وسلام .... وسؤال !!
---
البعيد
04-14-2004, 01:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لا اخفي فرحتي بهذا المنتدى الجميل المبارك أن شاء الله ..بعد ان وقع بين يدي بالصدفة ...
إخواني الأعزاء ....
أخوكم في الله " اسمي عبد الله " من الرياض طالب علم ... ولازلت جاهل وهذه حقيقة وليست تواضع !!
ادخل في منتديات كثيرة والنت اصبح مصاحب لي في الكثير من أوقاتي ...
من خلال دخولي في هذه المنتديات أتحاور مع الكثير من ملا حده وعلمانيين وعصاه وغيرهم ... ولكني لست بذلك الملم بالكثير من الأمور ...
فرحت كثير بهذا المنتدى لأني أريد أن افهم الكثير واستزيد منها ماينفعني ومنها استطيع المجادلة في الكثير من الامور .....فأنا طالب علم ولازلت جاهلا الكثير من الأمور فجزاكم الله خير الجزاء وسدد خطاكم ...
إخواني بعد التحية والسلام أريد أن استفسر عن :
هناك أية بالقران الكريم :
(( إن كيدكن عظيم ))
والمقصود هنا هن النساء
بينما وفي اية أخرى :
:" إن كيد الشيطان كان ضعيفا "
أتمنى أن افهم تفسير الآيتين
وهل المقصود ان كيد النساء اعظم من كيد الشيطان كما ورد بالقران
جزاكم الله خير
بقي نقطة أخيرة .... هل هناك مانع من نشر هذا المنتدى !!
أخوكم عبد الله
---
د. هشام عزمي
04-15-2004, 07:56 AM
(( إن كيدكن عظيم )) من كلام العزيز .. فتنبه .
و مرحباً بك في هذا الملتقى المبارك و إن شاء الله نتعاون جميعاً في خدمة الدين .
---
(1/2829)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إذا علق الشرط على عدة أشياء ، فهل يشترط اجتماعها لتحقق الجواب ؟
---
إذا علق الشرط على عدة أشياء ، فهل يشترط اجتماعها لتحقق الجواب ؟
---
أحمد القصير
11-07-2003, 11:33 PM
إذا علق الشرط على عدة أشياء ، فهل يشترط اجتماعها لتحقق الجواب؟
مثال ذلك :
قوله تعالى : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ(1)وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا(2)فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا(3)}
حيث نلاحظ تعليق الشرط على أمرين :
1- مجيء نصر الله والفتح.
2- دخول الناس في دين الله أفواجا.
وجواب الشرط الأمر بالتسبيح .
فهل يشترط في تحقق الجواب اجتماع الأمرين ؟
آمل الإفادة من الأخوة ، جزيتم خيرا.
---
أحمد القصير
11-07-2003, 11:42 PM
وحتى تتضح المسألة أكثر ، أورد مثالاً يترتب عليه أثر فقهي بناء على تعلق الجواب ، وهذا المثال هو :
قوله تعالى : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا(140) }
فلاحظ أن الجواب علق على أمرين :
1- الكفر بآيات الله .
2- الاستهزاء بها .
والجواب هو النهي عن القعود معهم .
فهل يشترط إن يجتمع الأمران : الكفر ، والاستهزاء ؟
أم يكفي وجود أحدهما ؟
هذه المسألة لا بد فيها من تحرير ، وهذا ما آمله ، جزيتم خيراً .
---
عبد الله
11-08-2003, 02:08 PM
الأخ الفاضل أحمد القصيّر - وفقه الله
هذه المسألة ذكرها الفخر الرازي في المحصول فقال :(1/2830)
الشرطان إذا دخلا على جزاء ، فإن كانا شرطين على الجمع لم يحصل المشروط إلا عند حصولهما معا ، وهو كقوله : إن دخلت الدار وكلمت زيدا فأنت طالق .
ولو رتب عليهما جزاءين كان كل واحد من الشرطين معتبرا في كل واحد من الجزاءين لا على التوزيع بل على سبيل الجمع .
وإن كانا على سبيل البدل كان كل واحد منهما وحده كافيا في الحكم ، كقولك : إن دخلت الدار أو كلمت زيدا .
ثم ذكر مسألة أخرى لها تعلق بالمسألة الأولى فقال :
الشرط الواحد إذا دخل على مشروطين ، فإما أن يدخل عليهما على سبيل الجمع أو على سبيل البدل :
فالأول : كقولك : إن زنيت جلدتك ونفيتك . ومقتضاه حصولهما معا .
والثاني : كقولك : إن زنيت جلدتك أو نفيتك . ومقتضاه أحدهما ، مع أن التعيين فيه إلى القائل . والله أعلم
المحصول للرازي 3 / 94 – 96 .
والمسألة تحتاج إلى تفصيل ، وتوضيح بالأمثلة ، وليت أحد الأخوة المتفرغين ينتدب لها - مأجوراً -
عبد الله إبراهيم
---
أحمد القصير
11-08-2003, 09:22 PM
بارك الله فيك أخي الكريم عبد الله .
ولكن على كلام الرازي يشكل ما ورد من نصوص ذكر فيها تعليق الشرط على أمرين مع أن الجواب لا يتحقق إلا بواحد منها ، كقوله صلى الله عليه وسلم : « إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ، وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ؛ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ ».
فانظر كيف علق وجوب الغسل على شيئين ، مع أنه لا يجب إلا بواحد منهما، وهو التقاء الختانين .
وفي هذا دلالة واضحة على أنه لا يشترط اجتماع الشرطين .
على أني أرى أنه لا بد من النظر في المعطوفات ، فقد يكون عطفها من باب التغاير في الصفات والذات واحدة ، وقد يكون من باب التغاير بالذوات ، فالثاني قد يقال إنه لا بد من اجتماعها لتحقق الجزاء .
---
عبد الله
11-09-2003, 01:09 PM
أخي الكريم أحمد – حفظك الله(1/2831)
كلامك في المعطوفات وجيه ، فقد يرد ذكر أكثر من أمر بالعطف على الأول ، دون أن يغير في حقيقة الأمر كالحديث الذي ذكرته فقد ورد في الصحيح : ( إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها ... ) وهذا كله ليس شرطاً في تحقق المشروط ، وذكر هذه الصورة على أنها الغالب ، وإلا فقد يحصل التقاء الختانين دون الجلوس بين الشعب ، ودون الجَهد ، وعلى هذا جاءت رواية أخرى للحديث (( إذا التقى الختانان ...)) دون ذكر الجلوس ، وبها بوّب البخاري رحمه الله ، وهذا يفيدنا أن هذه الأمور لم تذكر على سبيل الجمع ، كما ذكره الرازي في قوله ، أي لا يشترط تحقق كل هذه الأمور حتى يجب الغسل ، وإنما الشرط هو التقاء الختانين وهو الموجب لتحقق المشروط وهو الاغتسال ، وما قبله ذكر لما هو الغالب . فهو حالة من حالات التقاء الختانين وصورة من صوره ، فلا يعدّ شرطاً بذاته . وهذا يؤكد ضرورة النظر في المتعاطفات .
والله الموفق
عبد الله إبراهيم
---
أحمد القصير
11-09-2003, 11:56 PM
من موارد المسألة : حديث أبي هريرة عند مسلم : « ثَلاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ».
حيث علق المشروط وهو انقطاع التوبة على طلوع الشمس ، والدجال ، والدابة .
وقد تظافرت النصوص بأن التوبة لا تنقطع إلا بطلوع الشمس من مغربها .
وهذا مما يؤكد عدم اشتراط الثلاثة لتحقق الجواب .
---
(1/2832)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ورضي عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا
---
كتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ورضي عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
02-07-2006, 04:08 AM
كتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ورضي عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا .
رواية مسدد بن مسرهد
روى القاضي أبو يعلى محمد بن محمد بن الحسين بن خلف الفراء في الطبقات والحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد وذكر القاضي برهان الدين إبراهيم بن مفلح في كتابه المقصد الأرشد أن أبا بكر أحمد بن محمد البردعي التميمي قال لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة يعني في القول بخلق القرآن وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء كتب إلى أحمد بن حنبل أن أكتب إلي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ورد الكتاب على أحمد بن حنبل بكى وقال إنا لله وإنا إليه راجعون يزعم هذا البصري أنه قد انفق على العلم مالا عظيما وهو لا يهتدي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه :
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2833)
الحمد الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى وينهونه عن الردى ويحيون بكتاب الله الموتى وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجهالة والردى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن آثارهم على الناس ينفون عن دين الله عز وجل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الضالين الذين عقدوا ألوية البدع وأطلقوا عنان الفتنة مخالفين في الكتاب يقولون على الله وفي الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا في كتابه بغير علم فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما ،
أما بعد وفقنا الله وإياكم لكل ما فيه رضاه وطاعته وجنبنا وإياكم ما فيه سخطه واستعملنا وإياكم عمل الخاشعين له العارفين به الخائفين منه فإنه المسؤول ذلك .
وأوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم ولزوم السنة والجماعة فقد علمتم ما حل بمن خالفها وما جاء فيمن اتبعها فإنه بلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال إن الله ليدخل العبد الجنة بالسنة يتمسك بها ، وآمركم أن لا تؤثروا على القرآن شيئا فإنه كلام الله وما تكلم الله به فليس بمخلوق وما أخبر به عن القرون الماضية فليس بمخلوق وما في اللوح المحفوظ وما في المصحف وتلاوة الناس وكيفما وصف فهو كلام الله غير مخلوق فمن قال مخلوق فهو كافر بالله العظيم ومن لم يكفره فهو كافر ثم من بعد كتاب الله سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والحديث عنه وعن المهديين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين من بعدهم والتصديق بما جاءت به الرسل وابتاع السنة نجاة وهي التي نقلها أهل العلم كابرا عن كابر .
واحذروا رأي جهم فإنه صاحب رأي وكلام وخصومات .(1/2834)
وأما الجهمية فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا إن الجهمية افترقت ثلاث فرق فقالت طائفة منهم القرآن كلام الله وهو مخلوق وقالت طائفة القرآن كلام الله وسكتت وهي الواقفة الملعونة وقالت طائفة منهم ألفاظنا بالقرآن مخلوقة فهؤلاء كلهم جهمية كفار يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا .
وأجمع من أدركنا من أهل العلم على أن من هذه مقالته إن لم يتب لم يناكح ولا يجوز قضاؤه ولا تؤكل ذبيحته .
والإيمان قول وعمل يزيد وينقص زيادته إذا أحسنت ونقصانه إذا أسأت .
ويخرج الرجل من الإيمان إلى الإسلام فإن تاب رجع إلى الإيمان ولا يخرجه من الإسلام إلا الشرك بالله العظيم أو برد فريضة من فرائض الله جاحدا لها فإن تركها كسلا أو تهاونا بها كان في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه .
وأما المعتزلة فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم يكفرون بالذنب ومن كان منهم كذلك فقد زعم أن آدم كان كافرا وأن إخوة يوسف حين كذبوا أباهم عليه السلام كانوا كفارا .
وأجمعت المعتزلة على أن من سرق حبة فهو كافر وفي لفظ في النار تبين منه امرأته ويستأنف الحج إن كان حج فهؤلاء الذين يقولون بهذه المقالة كفار وحكمهم ألا يكلموا ولا يناكحوا ولا تؤكل ذبائحهم ولا تقبل شهادتهم حتى يتوبوا .
وأما الرافضة فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا إن علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر الصديق وإن إسلام علي كان أقدم من إسلام أبي بكر فمن زعم أن عليا بن أبي طالب أفضل من أبي بكر فقد رد الكتاب والسنة يقول الله تعالى محمد رسول الله والذين معه الآية فقدم الله أبا بكر بعد النبي ولم يقدم عليا وقال النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن الله قد اتخذ صاحبكم خليلا يعني نفسه ولا نبي بعدي .(1/2835)
ومن زعم أن إسلام علي كان أقدم من إسلام أبي بكر فقد أخطأ لأن أبا بكر أسلم وهو يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة وعلي يومئذ ابن سبع سنين لم تجر عليه الأحكام والحدود والفرائض .
ونؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله وأن الله خلق الجنة قبل خلق الخلق وخلق لها أهلا ونعيمها دائم فمن زعم أنه يبيد من الجنة شيء فهو كافر وخلق النار قبل خلق الخلق وخلق لها أهلا وعذابها دائم وأن الله يخرج أقوما من النار بشفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
وأن أهل الجنة يرون ربهم بأبصارهم لا محالة .
وأن الله كلم موسى تكليما واتخذ إبراهيم خليلا .
والميزان حق والصراط حق والأنبياء حق وعيسى ابن مريم عبد الله ورسوله وكلمته
والايمان بالحوض والشفاعة والايمان بالعرض والكرسي والايمان بملك الموت وأنه يقبض الأرواح ثم ترد إلى الأجساد في القبور ويسألون عن الإيمان والتوحيد والرسل
والإيمان بمنكر ونكير وعذاب القبر والإيمان بالنفخ في الصور والصور قرن ينفخ فيه اسرافيل .
وأن القبر الذي هو بالمدينة قبر النبي صلى الله عليه وسلم معه أبو بكر وعمر وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل والدجال خارج في هذه الأمة لا محالة وينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض فيقتله بباب لد وما أنكرته العلماء من أهل السنة من الشبهة فهو منكر .
واحذروا البدع كلها ولا عين تطرف بعد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من أبي بكر ولا عين تطرف بعد أبي بكر أفضل من عمر ولا بعد عمر عين تطرف أفضل من عثمان ولا بعد عثمان بن عفان عين تطرف أفضل من علي ابن أبي طالب
قال أحمد كنا نقول أبو بكر وعمر وعثمان ونسكت عن علي حتى صح لنا حديث ابن عمر بالتفضيل
قال أحمد هم والله الخلفاء الراشدون المهديون(1/2836)
وأن نشهد للعشرة أنهم في الجنة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح فمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بها
ورفع اليدين في الصلاة زيادة في الحسنات والجهر ب آمين عند قول الإمام ولا الضالين والصلاة على من مات من أهل هذه القبلة وحسابهم على الله عز وجل والخروج مع كل إمام خرج في غزوة وحجة والصلاة خلف كل بر وفاجر صلاة الجمعة والعيدين والدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح ولا نخرج عليهم بالسيف ولا نقاتل في الفتنة ولا نتألى على أحد من المسلمين أن يقول فلان في الجنة وفلان في النار إلا العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة
والكف عن مساوىء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثوا بفضائلهم وأمسكوا عما شجر بينهم
ولا تشاور أهل البدع في دينك ولا ترافق أحدا منهم في سفرك وصفوا الله بما وصف به نفسه وانفوا عن الله ما نفاه عن نفسه واحذروا الجدال مع أصحاب الأهواء
ولا نكاح إلا بولي وخاطب وشاهدي عدل والمتعة حرام إلى يوم القيامة والتكبير على الجنائز أربع فإن كبر الإمام خمسا فكبر معه كفعل علي بن أبي طالب قال عبد الله بن مسعود كبر ما كبر إمامك قال أحمد خالفني الشافعي فقال إن زاد على أربع تكبيرات تعاد الصلاة واحتج علي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على جنازة فكبر أربعا وفي رواية صلى على النجاشي فكبر أربعا
والمسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة وصلاة الليل والنهار مثنى مثنى ولا صلاة قبل العيد وإذا دخلت المسجد فلا تجلس حتى تصلي ركعتين تحية المسجد والوتر ركعة والاقامة فرادى أحبوا أهل السنة على ما كان منهم
أماتنا الله وإياكم على الإسلام والسنة ورزقنا وإياكم العلم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى .
هذا آخر ما اتصل بنا مما كتبه الإمام إلى مسدد رحمهما الله تعالى .
رواية محمد بن حميد الأندراني :(1/2837)
روى الحافظ ابن الجوزي والقاضي ابو يعلى في طبقاته وبرهان الدين مفلح في المقصد الأرشد عن محمد بن حميد الأندراني عن الإمام أحمد أنه قال :
صفة المؤمن من أهل السنة والجماعة من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأقر بجميع ما أتت به الأنبياء والرسل وعقد قلبه على ما أظهر لسانه ولم يشك في إيمانه ولم يكفر أحدا من أهل التوحيد بذنب وأرجأ ما غاب عنه من الأمور إلى الله عز وجل وفوض أمره إلى الله ولم يقطع بالذنوب العصمة من عند الله وعلم أن كل شيء بقضاء الله وقدره والخير والشر جميعا ورجا لمحسن أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتخوف على مسيئتهم ولم ينزل أحدا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجنة بالإحسان ولا النار بذنب اكتسبه حتى يكون الله الذي ينزل خلقه كيف يشاء وعرف حق السلف الذين اختارهم الله لصحبه نبيه وقدم أبا بكر وعمر وعثمان وعرف حق علي بن أبي طالب وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن وعوف وسعد بن أبي وقاص وسعد بن زيد بن عمرو ابن نفيل على سائر الصحابة فإن هؤلاء التسعة الذين كانو مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل حراء فقال النبي صلى الله عليه وسلم اسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد والنبي صلى الله عليه وسلم عاشرهم وترحم على جميع أصحاب محمد صغيرهم وكبيرهم وحدث بفضائلهم وأمسك عما شجر بينهم .
وصلاة العيدين والخسوف والجمعة والجماعات مع كل أمير بر أو فاجر والمسح على الخفين في السفر والحضر والقصر في السفر .
والقرآن كلام الله وتنزيله وليس بمخلوق .
والإيمان قول وعمل يزيد وينقص والجهاد ماض منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى آخر عصابة يقاتلون الدجال لا يضرهم جور جائر .
والشراء والبيع حلال إلى يوم القيامة على حكم الكتاب والنسة .
والتكبير على الجنائز أربع .
والدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح ولا تخرج عليهم بسيفك ولا تقاتل في فتنة والزم بيتك .(1/2838)
والإيمان بعذاب القبر والإيمان بمنكر ونكير والإيمان بالحوض والشفاعة والإيمان بأن أهل الجنة يرون ربهم تبارك وتعالى والإيمان بأن الموحدين يخرجون من النار بعدما امتحشوا كما جاءت الأحاديث في هذه الأشياء عن النبي صلى الله عليه وسلم نؤمن بتصديقها ولا نضرب لها الأمثال .
هذا ما اجتمع عليه العلماء في جميع الآفاق انتهت رواية الأندراني .
رواية عبدوس بن مالك العطار :
هو عبدوس بن مالك العطار أبو محمد
ذكره أبو بكر الخلال فقال كانت له عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل منزلة في هدايا وغير ذلك وله به انس شديد وكان يقدمه وقد روى عن أبي عبد الله مسائل لم يروها غيره ولم تقع إلينا كلها مات ولم تخرج عنه .
مراجع ترجمته
تاريخ بغداد 11115 2 طبقات الحنابلة لأبن أبي يعلى الترجمة 338
المنهج الأحمد لتراجم أصحاب الإمام أحمد 1435 436
رواية الحسن بن اسماعيل الربعي
هو الحسن بن إسماعيل الربعي روى عن إمامنا أشياء منها هذه الرسالة ومنها :
قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل وأنا أسمع كم يكفي الرجل من الحديث حتى يمكنه أن يفتي يكفيه مائة ألف قال لا قيل أربعمائة ألف قال لا قيل خمسمائة ألف قال أرجو .
مراجع ترجمته :
طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ترجمة 160
المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد 1386 387
أخرج أبو يعلى في الطبقات والحافظ ابن الجوزي في المناقب وذكر البرهان ابن مفلح في الطبقات عن الحسن بن إسماعيل الربعي أنه قال قال لي أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والصابر لله عز وجل تحت المحنة .(1/2839)
أجمع تسعون رجلا من التابعين وأئمة المسلمين وأئمة السلف وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أولها الرضى بقضاء الله تعالى والتسليم لأمره والصبر تحت حكمة والأخذ بما أمر الله به والنهي عما نها الله عنه وإخلاص العمل لله والإيمان بالقدر خيره وشره وترك المراء والجدال والخصومات في الدين والمسح على الخفين والجهاد مع كل خليفة بر وفاجر والصلاة على من تاب من أهل القبلة والإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والقرآن كلام الله منزل على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم غير مخلوق من حيث تلي والصبر تحت لواء السلطان على ما كان منه من عدل أو جور ولا نخرج على الأمراء بالسيف وإن جاروا ولا تكفر أحدا من أهل التوحيد وإن عملوا بالكبائر والكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ابن عم رسول الله والترحم على جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأولاده وأصهاره رضوان الله عليهم أجمعين فهذه هي السنة الزموها تسلموا أخذها بركة وتركها ضلالة .
رواية أحمد بن جعفر بن يعقوب الاصطخري
هو أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله أبو العباس الاصطخري
مراجع ترجمته
طبقات الحنابلة ترجمة 9 2 المنهج الأحمد 1352
وروى أبو يعلى في ترجمته أحمد بن جعفر بن يعقوب الفارسي الأصطخري عنه رسالة مطولة عن الإمام أحمد ونحن ننقلها هنا وإن كان فيها تكرير لما مضى فإن المكرر أحلى .
قال الاصطخري قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل(1/2840)
هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق .
فكان قولهم إن الإيمان قول وعمل ونية وتمسك بالسنة والإيمان يزيد وينقص ويستثنى في الإيمان غير أن لا يكون الإستثناء شكا إنما هي سنة عند العلماء ماضية
قال وإذا سئل الرجل أمؤمن أنت فإنه يقول أنا مؤمن إن شاء الله أو مؤمن أرجو أو يقول آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله .
ومن زعم أن الإيمان قول بلا عمل فهو مرجىء ومن زعم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص فقد قال بقول المرجئة ومن لم ير الاستثناء في الإيمان فهو مرجىء ومن زعم أن إيمانه كإيمان جبريل والملائكة فهو مرجىء قال ومن زعم أن المعرفة تنفع في القلب لا يتكلم بها فهو مرجىء قال والقدر خيره وشره قليلة وكثيرة وظاهره وباطنه وحلوه ومره ومحبوبه ومكروهه وحسنه وقبيحه وأوله وآخره من الله قضاء خطاه وقدرا قدرهم عليهم لا يعدو أحد منهم مشيئة الله عز وجل ولا يجاوزه قضاءه بل كلهم صائرون إلى ما خلقهم له واقفون فيما قدر عليهم لأفعاله وهو عدل منه عز وجل .(1/2841)
والزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس وأكل المال الحرام والشرك بالله والمعاصي كلها بقضاء و قدر من غير أن يكون لأحد من الخلق على الله حجة بل الله الحجة البالغة على خلقه لا يسال عما يفعل وهم يسألون وعلم الله تعالى ماض في خلقه بمشيئة منه قد علم من إبليس ومن غير وممن عصاه من لدن أن عصي تبارك وتعالى إلى أن تقوم الساعة المعصية وخلقهم لها وعلم الطاعة من أهل الطاعة وخلقهم لها وكل يعمل لما خلق له وصائر إلى ما قضى عليه وعلم منه لا يعدو أحد منهم قدر الله ومشيئته والله الفاعل لما يريد الفعال لما يشاء ومن زعم أن الله شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعات وأن العباد شاؤوا لأنفسهم الشر والمعصية فعملوا على مشيئتهم فقد زعم أن مشيئة العباد وأغلظ من مشيئة الله تبارك وتعالى فأي افتراء أكبر على الله عز وجل من هذا .
ومن زعم أن الزنا ليس بقدره قيل له أرأيت هذه المرأة إن حملت من الزنا وجاءت بولد هل شاء الله أن يخلق هذا الولد وهل مضى في سابق علمه فإن قال لا فقد زعم أن مع الله خالقا وهذا هو الشرك صراحا .
ومن زعم أن السرقة وشرب الخمر وأكل المال الحرام ليس بقضاء وقدر فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على أن يأكل رزق غيره وهذا اصراح قول المجوسية بل أكل رزقه وقضى الله أن يأكله من الوجه الذي أكله .
ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر من الله عز وجل فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله وأي كفر أوضح من هذا بل ذلك بقضاء الله عز وجل وذلك بمشيئته في خلقه وتدبيره فيهم وما جرى من سابق علمه فيهم وهو العدل الحق الذي يفعل ما يريد ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدرة والمشيئة على الصغر والظمأ .(1/2842)
ولا نشهد على أحد من أهل القبلة أنه في النار لذنب عمله ولا لكبيرة أتاها إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء على ما روي نصدقه ونعلم أنه كما جاء ولا تنصر الشهادة والخلافة في قريش ما بقي من الناس إثنان ليس لأحد من الناس أن ينازعهم فيها ولا يخرج عليهم ولا يقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة .
والجهاد ماض قائم مع الأئمة بروا أو فجروا لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل .
والجمعة والعيدان والحج مع السلطان وإن لم يكونوا بررة ولا أتقياء ولا عدولا ودفع الصدقات والخراج والأعشار والفيء والغنائم إلى الأمراء عدلوا فيها أم جاروا والإنقياد إلى من ولاه الله أمركم لا تنزعوا يدا من طاعته ولا تخرج عليه بسيفك حتى يجعل الله لك خرجا ومخرجا ولا تخرج على السلطان وتسمع وتطيع ولا تنكث بيعة فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للجماعة وإن أمرك السلطان بأمر هو لله معصية فليس لك أن تطيعه البتة وليس لك أن تخرج عليه ولا تمنعه حقه .
والإمساك في الفتنة سنة ماضية واجب لزومها فإن ابتليت فقدم نفسك دون دينك ولا تعن على الفتنة ولو بلسان ولكن اكفف يدك ولسانك وهواك والله المعين .
والكف عن أهل القبلة ولا تكفر أحدا منهم بذنب ولا تخرجه من الإسلام بعمل إلا أن يكون في ذلك فيروي الحديث كما جاء وكما روي ونصدقه ونقبله ونعلم أنه كما روي نحو ترك الصلاة وشرب الخمر وما أشبه ذلك أو يبتدع بدعة ينسب صاحبها إلى الكفر والخروج من الإسلام فاتبع الأثر في ذلك ولا تجاوزه .
والأعور الدجال خارج لا شك في ذلك ولا ارتياب وهو أكذب الكاذبين .
وعذاب القبر حق يسأل العبد عن دينه وعن ربه وعن الجنة وعن النار ومنكر ونكير حق وهما فتانا القبر فنسأل الله الثبات .
وحوض محمد صلى الله عليه وسلم حق ترده أمته وله انية يشربون بها منه .
والصراط حق وضع على سواء جهنم ويمر الناس عليه والجنة من وراء ذلك نسأل الله السلامة(1/2843)
والميزان حق توزن به الحسنات والسيئات كما شاء الله أن توزن والصور حق ينفخ فيه إسرافيل فيموت الخلق ثم ينفخ فيه الأخرى فيقومون لرب العالمين .
والحساب والقضاء والثواب والعقاب والجنة والنار واللوح المحفوظ تستنسخ فيه أعمال العباد لما سبق فيه من المقادير والقضاء والقلم حق كتب الله به مقادير كل شيء وأحصاه في الذكر تبارك وتعالى .
والشفاعة يوم القيامة حق يشفع قوم في قوم فلا يصيرون إلى النار ويخرج قوم من النار بعد ما دخلوها بشفاعة الشافعين ويخرج قوم من النار بعدما دخلوها ولبثوا فيها ما شاء الله ثم يخرجهم من النار وقوم يخلدون فيها أبدا أبدا وهم أهل الشرك والتكذيب والجحود والكفر بالله عز وجل ويذبح الموت يوم القيامة بين الجنة والنار وقد خلقت الجنة وما فيها والنار وما فيها خلقهما الله عز وجل وخلق الخلق لهما ولا يفنيان ولا يفني ما فيهما أبدا فإن احتج مبتدع أو زنديق بقول الله عز وجل كل شيء هالك إلا وجهه ونحو هذا من متشابه القرآن قيل له كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك والجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء ولا للهلاك وهما من الآخرة لا من الدنيا .(1/2844)
والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدا لأن الله عز وجل خلقهن للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن أطوت فمن قال خلاف هذا فهو مبتدع وقد ظل عن سواء السبيل وخلق سبع سماوات بعضها فوق بعض وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمس مئة عام وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمس مئة عام والماء فوق السماء العليا السابعة وعرش الرحمن عز وجل فوق الماء والله عز وجل على العرش والكرسي موضع قدميه وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما بينهما وما تحت الثرى وما في قعر البحار ومنبت كل شعرة وشجرة وكل زرع وكل نبات ومسقط كل ورقة وعدد كل كلمة وعدد الحصى والرمل والتراب ومثاقيل الجبال وأعمال العباد وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم ويعلم كل شيء لا يخفى عليه من ذلك شيء وهو على العرش فوق السماء السابعة ودونه حجب من نار ونور وظلمة وما هو أعلم بها .
فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل وهو معكم أينما كنتم وبقوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ونحو هذا من متشابه القرآن فعل إنما يعني بذلك العلم لأن الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا يعلم ذلك كله وهو بائن في خلقه لا يخلو من علمه مكان ولله عز وجل عرش وللعرش حملة يحملونه والله عز وجل على عرشه وليس له حد والله أعلم بحده والله عز وجل سميع لا يشك بصير لا يرتات عليهم لا يجهل جواد ولا يبخل حليم لا يعجل حفيظ لا ينسى يقظان لا يسهو قريب لا يغفل يتحرك ويتكلم وينظر ويبسط ويضحك ويفرح ويحب ويكره ويبغض ويرضى ويغضب ويسخط ويرحم ويعفو ويعطي ويمنع ونبذل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف يشاء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقلوب العباد بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ويوعيها ما أراد وخلق آدم بيده على صورته والسماوات والأرض يوم القيامة في كفه ويضع قدمه في النار فتزوي ويخرج قوما من النار بيده .(1/2845)
وينظر إلى وجهه أهل الجنة يرونه فيكرمهم ويتجلى لهم فيعطيهم وتعرض عليه العباد يوم القيامة ويتولى حسابهم بنفسه ولا يلي ذلك غيره عز وجل .
والقرآن كلام الله تكلم به ليس بمخلوق ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من قول الأول ومن زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي ومن لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم وكلم الله موسى تكليما من فيه وناوله التوراة من يده إلى يده ولم يزل الله عز وجل متكلما فتبارك الله أحسن الخالقين والرؤيا من الله عز وجل وهي حق وإذا رأى صاحبها شيئا في منامه ما ليس هو ضغث فقصها على عالم وصدق فيها وأولها العالم على أصل تأويلها الصحيح ولم يحرف أن لرؤيا تأويلها حينئذ حق وقد كانت الرؤيا من الأنبياء عليهم السلام وحيا فأي جاهل أجهل ممن لطعن في الرؤيا ويزعم أنها ليست بشيء وبلغني أن من قال هذا القول لا يرى الاغتسال من الاحتلام وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن رؤيا المؤمن كلام لكل الرب عبده وقال إن الرؤيا من الله عز وجل وبالله التوفيق .(1/2846)
ومن الحجة الواضحة الثابتة البينة المعروفة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين ولكن عن ذكر مساويهم التي شجرت بينهم فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحدا منهم أو تنقص أو طعن عليهم أو عرض بعيبهم أو عاب واحدا منهم فهو مبتدع رافضي خبيث مخالف لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا بل حبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة وخير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر بعد أبي بكر وعثمان بعد عمر وعلي بعد عثمان ووقف قوم على عثمان وهم خلفاء راشدون مهديون ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بغيب ولا بنقض فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستثيبه فإن تاب قبل منه وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده في الحبس حتى يموت أو يراجع .
ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم فإن حبهم إيمان وبغضهم نفاق .
ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون لها فضل فإن لهم بدعة ونفاقا وخلافا .
ومن حرم من المكاسب والتجارات وطيب المال من وجهه فقد جهل وأخطأ وخالف بل المكاسب من وجهها حلال قد أحلها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم والرجل ينبغي له أن يسعى على نفسه وعياله من فضل ربه فإن ترك ذلك على أنه لا يرى الكسب فهو مخالف وكل أحد أحق بماله الذي ورثه واستفادة أو أوصى به أو كسبه لا كما يقول المتكلمون المخالفون .(1/2847)
والدين إنما هو كتاب الله عز وجل وآثار وسنن وروايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة القوية المعروفة يصدق بعضها بعضا حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم والتابعين وتابع التابعين أو عن بعدهم من الأئمة المعروفين المقتدى بهم المتمسكين بالسنة والمعلقين بالآثار لا يعرفون بدعة ولا يطعن فيهم بكذب ولا يرمون بخلاف وليسوا أصحاب قياس ولا رأي لأن القياس في الدين باطل والرأي كذلك أبطل منه وأصحاب الرأي والقياس في الدين مبتدعة ظلال إلا أن يكون في ذلك أثر عمن سلف من الأئمة الثقات ومن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحدا فهو قول فاسق عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنما يريد بذلك إبطال الأثر وتعطيل العلم والسنة والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف وهذه المذاهب والأقاويل التي وضعت مذاهب أهل السنة والجماعة والآثار وأصحاب الروايات وحملة العلم الذين أدركناهم وأخذنا عنهم الحديث وتعلمنا منهم السنن وكانوا أئمة معروفين ثقات أصحاب صدق يقتدى بهم ويؤخذ عنهم ولم يكونوا أصحاب بدعة ولا خلاف ولا تخليط وهو قول أئمتهم وكلمائهم الذين كانوا قبلهم فتمسكوا بذلك رحمكم الله وتعلموه وبالله التوفيق .
بسم الله الرحمن الرحيم
{ نص اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل }
أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو محمد المبارك بن علي بن الحسين بن عبد الله بن محمد المعروف بابن الطباخ البغدادي رحمه الله في الدنيا والآخرة إجازة قال حدثنا شيخنا الإمام الحافظ أبو الفضل محمد بن الناصر بن محمد بن محمد بن علي البغدادي بها قال أخبرنا الإمام جمال الإسلام أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قال أخبرنا عمي أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي بجميع هذا الاعتقاد وقال جملة اعتقاد أحمد بن حنبل رضي الله عنه والذي كان يذهب إليه .
مجمل الاعتقاد(1/2848)
إن الله عز وجل واحد لا من عدد لا يجوز عليه التجزؤ ولا القسمة وهو واحد من كل جهة وما سواه واحد من وجه دون وجه وأنه موصوف بما أوجبه السمع والاجماع وذلك دليل إثباته وأنه موجود .
قال احمد بن حنبل رضي الله عنه من قال إن الله عز وجل لم يكن موصوفا حتى وصفه الواصفون فهو بذلك خارج عن الدين .
توحيد الله
وبيان ذلك أن يلزمه أن لا يكون واحدا حتى وحده الموحدون وذلك فاسد .
الله قادر حي عالم
وعنده أنه قد ثبت أن الله تعالى قادر حي عالم وقرأ هو الحي لا إله إلا هو وكان الله على كل شيء مقتدرا وكان الله بكل شيء عليما .
صفته تعالى السميع العليم
قال وفي صفات الله تعالى ما لا سبيل إلى معرفته إلا بالسمع مثل قوله تعالى وهو السميع البصير فبان بإخباره عن نفسه ما اعتقدته العقول فيه وأن قولنا سميع بصير صفة من لا يشتبه عليه شيء كما قال في كتابه الكريم ولا تكون رؤية إلا ببصر يعني من المبصرات بغير صفة من لا يغيب عليه ولا عنه شيء وليس ذلك بمعنى العلم كما يقوله المخالفون ألا ترى إلى قوله تعالى لموسى إنني معكما أسمع وأرى قال وقوله تعالى وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم يدل على أن معنى السميع غير معنى العليم وقال قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وقال عليه السلام سبحان من وسع سمعه الأصوات ومعنى ذلك من قوله أنه لو جاز أن يسمع بغير سمع جازها أن يعلم بغير علم وذلك محال فهو عالم بعلم سميع بسمع .
وجه الله تعالى
ومذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه أن لله عز وجل وجها لا كالصور المصورة والأعيان المخططة بل وجهة وصفه بقوله { كل شيء هالك إلا وجهه } ومن غير معناه فقد ألحد عنه وذلك عنده وجه في الحقيقة دون المجاز ووجه الله باق لا يبلى وصفة له لا تفنى ومن ادعى أن وجهه نفسه فقد ألحد ومن غير معناه فقد كفر وليس معنى وجه معنى جسد عنده ولا صورة ولا تخطيط ومن قال ذلك فقد ابتدع .
اليدان(1/2849)
وكان يقول إن لله تعالى يدان وهما صفة له في ذاته ليستا بجارحتين وليستا بمركبتين ولا جسم ولا جنس من الأجسام ولا من جنس المحدود والتركيب والأبعاض والجوارح ولا يقاس على ذلك لا مرفق ولا عضد ولا فيما يقتضي ذلك من إطلاق قولهم يد إلا ما نطق القرآن به أو صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة فيه قال الله تعالى بل يداه مبسوطتان وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلتا يديه يمين وقال الله عز وجل ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي وقال والسماوات مطويات بيمينه ويفسد أن تكون يده القوة والنعمة والتفضل لأن جمع يد أيد وجمع تلك أياد ولو كانت اليد عنده القوة لسقطت فضيلة آدم وثبتت حجة إبليس .
علم الله
وكان يقول إن لله تعالى علما وهو عالم بعلم لقوله تعالى وهو بكل شيء عليم وبقوله ولا يحيطون بشيء من علمه وذلك في القرآن كثير وقد بينه الله عز وجل بيانا شافيا بقوله عز وجل لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه وقال فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا انما أنزل بعلم الله وقال فلنقصن عليهم بعلم وهذا يدل على أنه عالم بعلم وأن علمه بخلاف العلوم المحدثة التي يشوبها الجهل ويدخلها التغير ويلحقها النسيان ومسكنها القلوب وتحفظها الضمائر ويقومها الفكر وتقويها المذاكرة .
وعلم الله تعالى بخلاف ذلك كله صفة له لا تلحقها آفة ولا فساد ولا إبطال وليس بقلب ولا ضمير وإعتقاد ومسكن ولا علمه متغاير ولا هو غير العالم بل هو صفة من صفاته ومن خالف ذلك جعل العلم لقبا لله عز وجل ليس تحته معنى محقق وهذا عند أحمد رضي الله عنه 52 ب خروج عن الملة .
قدرة الله(1/2850)
وكان يقول إن لله تعالى قدرة وهي صفة في ذاته وأنه ليس بعاجز ولا ضعيف لقوله عز وجل وهو على كل شيء قدير وقوله تعالى قل هو القادر على أن يبعث عليكم وبقوله فقدرنا فنعم القادرون وبقوله تعالى أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وبقوله تعالى ذو القوة المتين فهو قدير وقادر وعليم وعالم ولا يجوز أن يكون قديرا ولا قدرة له ولا يجوز أن يكون عليما ولا علم له .
إرادة الله
وكان يقول إن الله تعالى لم يزل مريدا والإرادة صفة له في ذاته خالف بها من لا إرادة له والإرادة صفة مدح وثناء لأن كل ذات لا تريد ما تعلم أنه كائن فهي منقوصة والله تعالى مريد لكل ما علم أنه كائن وليست كإرادات الخلق وقد أثبت ذلك لنفسه فقال إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون وقال تعالى إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فلو كانت إرادته مخلوقة كانت مرادة بإرادة أخرى وهذا ما لا يتناهى وذلك في القرآن كثير وقد دلت العبرة على أن من لا إرادة له فهو مكره .
كلام الله
وكان يقول إن لله عز وجل كلاما هو به متكلم وذلك صفة له في ذاته خالف بها الخرس والبكم والسكوت وامتدح بها نفسه فقال عز وجل في الذين اتخذوا العجل ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين فعابهم لما عبدوا إلها لا يتكلم ولا كلام له فلو كان إلهنا لا يتكلم ولا كلام له رجع العيب عليه وسقطت حجته على الذين اتخذوا العجل من الوجه الذي احتج عليهم به ويزيد ذلك أن إبراهيم عليه السلام أنب أباه بقوله يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا .
كلام الله
وحكي عن ابن مسعود وابن عباس أنهما فسرا قوله عز وجل قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون قالا غير مخلوق .
وكان يقول إن القرآن كيف تصرف غير مخلوق وأن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف(1/2851)
وكان يبطل الحكاية ويضلل القائل بذلك وعلى مذهبه أن من قال إن القرآن عبارة عن كلام الله عز وجل فقد جهل وغلط وأن الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عز وجل دون العبارة عنه ودون الحكاية له وتبطل الحكاية عنده بقوله عز وجل وكلم الله موسى تكليما وتكليما مصدر تكلم يتكلم فهو متكلم وذلك يفسد الحكاية ولم ينقل عن احد من أئمة المسلمين من المتقدمين من أصحاب رسول ا لله صلى الله عليه وسلم والتابعين عليهم السلام القول بالحكاية والعبارة فدل على أن ذلك من البدع المحدثة .
إستواؤه جل شأنه :
وكان يقول إن الله عز وجل مستو على العرش المجيد وحكى جماعة عنه ان الاستواء من صفات الفعل .
وحكى جماعة عنه أنه كان يقول إن الاستواء من صفات الذات .
وكان يقول في معنى الاستواء هو العلو والارتفاع ولم يزل الله تعالى عاليا رفيعا قبل أن يخلق عرشه فهو فوق كل شيء والعالي على كل شيء وإنما خص الله العرش لمعنى فيه مخالف لسائر الأشياء والعرش أفضل الأشياء وأرفعها فامتدح الله نفسه بأنه على العرش 53 ب أستوى أي عليه علا ولا يجوز أن يقال أستوى بمماسة ولا بملاقاة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والله تعالى لم يلحقه تغير ولا تبدل ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش .
وكان ينكر على من يقول إن الله في كل مكان بذاته لأن الأمكنة كلها محدودة وحكي عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك أن الله تعالى مستو على عرشه المجيد كما أخبر وأن علمه في كل مكان ولا يخلوا شيء من علمه وعظم عليه الكلام في هذا واستبشعه .
بائن من خلفه :(1/2852)
فهو سبحانه عالم بالأشياء مدبر لها من غير مخالطة ولا موالجة بل هو العالي عليها منفرد عنها وقرأ أحمد بن حنبل قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده وقرأ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقرأ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون وقرأ إني متوفيك ورافعك إلي وقرأ يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون .
وذهب أحمد بن حنبل رضي الله عنه إلى أن الله عز وجل يغضب ويرضى وأن له غضب ورضى وقرأ أحمد قوله عز وجل ولا تطغو فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى فأضاف الغضب إلى نفسه وقال عز وجل فلما آسفونا انتقمنا منهم قال ابن عباس يعني أغضبونا وقوله أيضا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه ومثل ذلك في القرآن كثير .
والغضب والرضى صفتان له من صفات نفسه لم يزل الله تعالى غاضبا على ما سبق في علمه أنه يكون ممن يعصيه ولم يزل راضيا على ما سبق في علمه أنه يكون مما يرضيه .
وأنكر أصحابه على من يقول إن الرضى والغضب مخلوقان .
أ قالوا من قال ذلك لزمه أن غضب الله عز وجل على الكافرين يفنى وكذلك رضاه على الأنبياء والمؤمنين حتى لا يكون راضيا على أوليائه ولا ساخطا على أعدائه وسمي ما كان عن الصفة باسم الصفة مجازا في بعض الأشياء وسمى عذاب الله تعالى وعقابه غضبا وسخطا لأنهما عن الغضب كانا .
وقد أجمع المسلمون لا يتناكرون بينهم إذا رأوا الزلازل والأمطار العظيمة أنهم يقولون هذه قدرة الله تعالى والمعنى أنها عن قدرة كانت وقد يقول الإنسان في دعائه اللهم إغفر لنا علمك فينا وإنما يريد معلومك الذي كلمته فيسمى المعلوم باسم العلم وكذلك سمي المرتضى باسم الرضى وسمي المغضوب باسم الغضب .
إن لله نفسا(1/2853)
مسألة وذهب إلى أن لله نفسا وقرأ أحمد بن حنبل ويحذركم الله نفسه وقال عز وجل كتب ربكم على نفسه الرحمة وقال واصطنعتك لنفسي وليست كنفس العباد التي هي متحركة متصعدة مترددة في أبدانهم بل هي صفة له في ذاته خالف بها النفوس المنفوسة المجعولة ففارق الأموات وحكى في تفسيره عن إبن عباس في قوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك قال تعلم ما في النفس المخلوقة ولا أعلم ما في نفسك الملكوتية إنك أنت علام الغيوب .
لا يجوز أن يسمى جسما :
وأنكر على من يقول بالجسم وقال إن الأسماء مأخوذة بالشريعة واللغة وأهل اللغة وضعوا هذا الأسم على كل ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية ولم يجىء في الشريعة ذلك فبطل .
وكان يذهب إلى أن الله تعالى يرى في الآخرة بالأبصار وقرأ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ولو لم يرد النظر بالعين ما قرنه بالوجه وأنكر نظر التعطف والرحمة لأن الخلق لا يتعطفون على الله تعالى ولا يرحمونه وأنكر الانتظار من أجل ذكر الوجه ومن أجل أنه تبعيض وتكرير ولأنه أدخل فيه إلى وإذا دخلت إلى فسد الانتظار قال الله تعالى ما ينظرون إلا صيحة واحدة وقال عز وجل فناظرة بم يرجع المرسلون فلما أراد الانتظار لم يدخل إلى وروى الحديث المشهور في قوله ترون ربكم إلى الله قديم بصفاته .
مسألة وكان يقول إن الله تعالى قديم بصفاته التي هي مضافة إليه في نفسه :
وقد سئل هل الموصوف القديم وصفته قديمان فقال هذا سؤال خطأ لا يجوز أن ينفرد الحق عن صفاته ومعنى ما قاله من ذلك أن المحدث محدث بجميع صفاته على غير تفصيل وكذلك القديم تعالى بجميع صفاته .
الإسم والمسمى :(1/2854)
مسألة وعظم عليه الكلام في الإسم والمسمى وتكلم أصحابه في ذلك فمنهم من قال الإسم للمسمى ومنهم من قال الاسم هو المسمى والقول الأول قول جعفر بن محمد والقول الثاني قول جماعة من متكلمي أصحاب الحديث والذين طلبوا السلامة أمسكوا وقالوا لا نعلم .
أفعال العباد مخلوقة :
وكان يذهب إلى أن أفعال العباد مخلوقة لله عز وجل ولا يجوز أن 55 أ يخرج شيء من أفعالهم عن خلقه لقوله عز وجل خالق كل شيء ثم لو كان مخصوصا لجاز مثل ذلك التخصيص في قوله لا إله إلا هو وأن يكون مخصوصا أنه إله لبعض الأشياء وقرأ وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة وقرأ عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة وقرأ وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين وروي عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن أعمال الخلق التي يستوجبون بها من الله السخط والرضا فقال هي من العباد فعلا ومن الله تعالى خلقا لا تسأل عن هذا أحدا بعدي .
الإستطاعة
وكان أحمد يذهب إلى أن الاستطاعة مع الفعل وقرأ قوله عز وجل انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا وقرأ ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا والقوم لا آفة بهم وكان موسى تاركا للصبر وقرأ ولن تستطعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فدل على عجزنا ودل ذلك على أن الخلق بهذه الصفة لا يقدرون إلا بالله ولا يصنعون إلا ما قدره الله تعالى وقد سمي الإنسان مستطيعا إذا كان سليما من الآفات .
عدل الله تعالى
مسألة وكان يقول إن الله تعالى أعدل العادلين وإنه لا يلحقه جور ولا يجوز أن يوصف به عز عن ذلك وتعالى علوا كبيرا وأنه متى كان في ملكه مالا يريده بطلت الربوبية وذلك مثل أن يكون في ملكه مالا يعلمه تعالى الله علوا كبيرا .
المشيئة لله :(1/2855)
قال أحمد بن حنبل ولو شاء الله أن يزيل فعل الفاعلين مما كرهه أزاله ولو شاء أن يجمع خلقه على شيء واحد لفعله إذ هو قادر على ذلك ولا يلحقه عجز ولا ضعف ولكنه كان من خلقه ما علم وأراد .
فليس بمغلوب ولا مقهور ولا سفيه ولا عاجز بريء من لواحق التقصير وقرأ قوله تعالى ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا وهو عز وجل لا يوصف إذا منع بالبخل لأن البخيل هو الذي يمنع ما وجب عليه فأما من كان متفضلا فله أن يفعل وله أن لا يفعل .
واحتج رجل من أصحابنا يعرف بأبي بكر بن أحمد بن هانىء الإسكافي الأثرم فقال جعل الله تعالى العقوبة بدلا من الجرم الذي كان من عبده وهو مريد للعقوبة على الجرم وفي ذلك دليل واضح على أنه مريد لما أوجب العقوبة لأن كل من أراد البدل من الشيء فقد أراد المبدل ليصح بدله وليس يصح إرادته للبدل حتى يصح البدل .
وأيضا فقد خلق الله من يعلم أنه يكفر ولم يكن بذلك سفيها ولا عابثا وكذلك أيضا إذا أراد سفههم لا يكون سفيها ولو جاز أن يقع من الفاعلين فعل لا يريده الله ولا يلحقه في ذلك ضعف ولا وهن ولا عجز ولا غلبة ولا قهر لأنه قادر أن يلجئهم إليه كان جائزا أن يقع منه فعل لا يريده ولا يقع منه ضعف ولا وهن ولا تقصير لأنه قادر على تكوينه وإيقاعه وإذا بطل هذا بطل أن يكون من الأفعال مالا يريده .
عدل الله تعالى
وذهب أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى إلى أن عدل الله عز وجل لا يدرك بالعقول فلأجل ذلك كان من حمله على عقله جوره .(1/2856)
وشرح بعض أصحابه ذلك فقال ما كان الله سبحانه وتعالى لا يتصور بالعقول ولا يتمثله التمييز وفات العقول دركه ومع ذلك فهو شيء ثابت وما تصور بالعقل فالله بخلافه وكذلك صفاته فمن حمل الربوبية وصفاتها على عقله رجع حسيرا ورام أمرا ممتنعا عسيرا والمخالفون بنوا أصولهم في التعديل والتجوير على عقولهم العاجزة عن درك الربوية ففسد عليهم النظر .
الطاعة والمعصية :
وكان أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول إن الله تعالى يكره الطاعة من العاصي كما يكره المعصية من الطائع حكاه ابن أبي داود وقرأ ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم وانبعاثهم طاعة الله والله يكرهه .
الإيمان قول وعمل
وكان أحمد بن حنبل يذهب إلى أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالقلب يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويقوى بالعلم ويضعف بالجهل وبالتوفيق يقع وأن الإيمان اسم يتناول مسميات كثيرة من أفعال وأقوال وذكر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق .
وعنده أن الصلاة يقع عليها اسم إيمان وقراءة القرآن يقع عليها اسم إيمان .
مسألة عن الإيمان
وسئل عن الإيمان أمخلوق أو غير مخلوق فقال من قال إن الإيمان مخلوق فقد كفر لأن في ذلك إيهاما وتعريضا بالقرآن ومن قال 56 ب إنه غير مخلوق فقد ابتدع لأن في ذلك إيهاما وتعريضا أن إماطة الأذى عن الطريق وأفعال الأركان غير مخلوقة فكأنه أنكر على الطائفتين .
وأصله الذي بنى عليه مذهبه أن القرآن إذا لم ينطق بشيء ولا روي في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء وانقرض عصر الصحابة ولم ينقل فيه عنهم قول الكلام فيه حدث في الإسلام فلأجل ذلك أمسك عن القول في خلق الإيمان وأن لا يقطع على جواب في أنه مخلوق أو غير مخلوق وفسق الطائفتين وبدعهما .
الكتب كلام الله :(1/2857)
وكان يذهب إلى أن التوراة والإنجيل وكل كتاب أنزله الله عز وجل غير مخلوق إذا سلم له أنه كلام الله تعالى .
القرآن معجز في نفسه :
وكان يكفر من يقول إن القرآن مقدور على مثله ولكن الله تعالى منع من قدرتهم بل هو معجز في نفسه والعجز قد شمل الخلق .
الإيمان يزيد وينقص :
وكان يقول أن الإيمان يزيد ويقرأ ويزداد الذين آمنوا إيمانا ويقرأ فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وما جاز عليه الزيادة جاز عليه النقصان .
الإيمان غير الإسلام :
وكان يقول إن الإيمان غير الإسلام .
وكان يقول إن الله سبحانه قال فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين استثناء من غير الجنس .
وفرق أصحابه بين الإيمان والإسلام فقالوا حقيقة الإيمان التصديق وحقيقة الإسلام الاستسلام فلا يفهم من معنى التصديق الاستسلام ولا يفهم من معنى الاستسلام التصديق واستدل أحمد بن حنبل بحديث الأعرابي وسؤاله عن الإسلام وسؤاله عن الإيمان وجواب 57 أ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما بجوابين مختلفين واستدل أيضا بحديث الأعرابي الآخر وقوله يا رسول الله أعطيت فلانا ومنعتني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مؤمن فقال الأعرابي وأنا مؤمن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أو مسلم وبحديث وفد عبد القيس وبقوله عز وجل قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا .
لا يكفر إلا تارك الصلاة :
وكان لا يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب كبيرا كان أو صغيرا إلا بترك الصلاة فمن تركها فقد كفر وحل قتله قاله ابن حنبل ويستدل بقوله عز وجل ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله فقد جمع بينهم في الإصطفاء .
مسائل شتى في الفضائل :
وكان لا يفسق الفقهاء في مسائل الخلاف .(1/2858)
وكان يسلم أحاديث الفضائل ولا ينصب عليها المعيار وينكر على من يقول إن هذه الفضيلة لأبي بكر باطلة وهذه الفضيلة لعلي باطلة لأن القوم أفضل من ذلك ولا يتبرأ من عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يجمع المسلمون على التبرىء منها .
الميزان
ويقول إن لله تعالى ميزانا يزن فيه الحسنات والسيئات ويرجع إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الذنوب والإستغفار والتوبة :
ويقول إن الذنوب من ورائها الاستغفار والتوبة وإن اخترمته المنية قبل الاستغفار والتوبة فأمره مرجى إلى الله عز وجل إن شاء غفر وإن شاء عاقب ويجوز عنده أن يغفر الله لمن لم يتب واستدل على ذلك بقوله وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم والتائب لا يقال له ظالم واستدل بقوله عز وجل قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله والتائب لا يقال له مسرف .
الشهداء أحياء يرزقون :
ويقول إن الشهداء بعد القتل باقون يأكلون أرزاقهم .
وكان يقول إن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون وأن الميت يعلم بزائره يوم الجمعة بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس وأن الله تعالى يعذب قوما في قبورهم ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الصراط :
وأن لله تعالى صراطا يعبر عليه الناس وأن عليه حيات تأخذ بالأقدام وأن العبور عليه على مقادير الأعمال مشاة وسعاة وركبانا وزحفا ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجيدوا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط .
سؤال الملكين :(1/2859)
وأن لله تعالى ملكين يقال لأحدهما منكر والآخر نكير يلجان إثر الميت في قبره فإما يبشرانه وإما يحذرانه ويذهب إلى حديث عمر رضي الله عنه كيف بك إذا نزلا بك وهما فظان غليظان فأقعداك وأجلساك وسألاك فتغير عمر بن الخطاب وقال يا رسول الله وعقلي معي فقال إذن كفيتهما وذكر حديث ابن عباس في قوله عز وجل لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة قال عند سؤال منكر ونكير .
الإجابة :
وكان يقول إن الله تعالى يجيب دعوة الداعي المؤمن والكافر ويفاوت بينهم في السؤال
مخالفة الإجماع والتواتر .
أ وكان يقول إن من خالف الإجماع والتواتر فهو ضال مضل ويفسق من خالف خبر الواحد مع التمكن من استعماله .
خير الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم :
وكان يقول إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وإن عليا عليه السلام رابعهم في الخلافة والتفضيل ويتبرأ ممن ضللهم وكفرهم .
لا معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم :
وكان يقول إنه لا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله وسائر الأمة يجوز عليهم الخطأ .
الإجماع :
وكان يقول إن الإجماع إجماع الصحابة .
وكان يقول إن صح إجماع بعد الصحابة في عصر من الأعصار قلت به .
القدر خيره وشره من الله تعالى :
وكان يقول لو لم يجز أن يفعل الله تعالى الشر لما حسنت الرغبة إليه في كشفه .
الملائكة الحفظة :
وأن للعبد ملائكة يحفظونه بأمر الله وأن القضاء والقدر يوجبان التسليم .
واجب الغزو :
وأن الغزو مع الأئمة واجب وإن جاروا الامامة .
وقال احمد بن حنبل رضي الله عنه وأرى الصلاة خلف كل بر وفاجر وقد صلى ابن عمر خلف الحجاج يعني الجمعة والعيدين وأن الفيء يقسمه الإمام فإن تناصف المسلمون وقسموه بينهم فلا بأس به وأنه إن بطل أمر الإمام لم يبطل الغزو والحج .(1/2860)
والإمامة لا تجوز إلا بشروطها النسب والإسلام والحماية والبيت والمحتد وحفظ الشريعة وعلم الأحكام وصحة التنفيذ والتقوى وإتيان الطاعة وضبط أموال المسلمين فإن شهد له بذلك أهل الحل والعقد من علماء المسلمين وثقاتهم أو أخذ هو 58 ب ذلك لنفسه ثم رضيه المسلمون جاز له ذلك .
وأنه لا يجوز الخروج على إمام ومن خرج على إمام قتل الثاني ويجوز الإمامة عنده لمن اجتمعت فيه هذه الخصال وإن كان غيره أعلم منه .
وكان يقول إن الخلافة في قريش ما أقاموا الصلاة :
وكان يقول لا طاعة لهم في معصية الله تعالى .
وكان يقول من دعا منهم إلى بدعة فلا تجيبوه ولا كرامة وإن قدرتم على خلعه فافعلوا .
مسائل شتى :
وكان يقول الدار إذا ظهر فيها القول بخلق القرآن والقدر وما يجري مجرى ذلك فهي دار كفر .
وكان يقول الداعية إلى البدعة لا توبة له فأما من ليس بداعية فتوبته مقبولة .
وكان يقول إن الإيمان منوط بالإحسان والتوبة رأس مال المتقين .
وكان يقول إن الفقر أشرف من الغنى وإن الصبر أعظم مرارة وانزعاجه أعظم حالا من الشكر .
وكان يقول الخير فيمن لا يرى لنفسه خيرا .
وكان يقول على العبد أن يقبل الرزق بعد اليأس ولا يقبله إذا تقدمه طمع .
وكان يحب التقلل طلبا لخفة الحساب .
وكان يقول إن الله تعالى يرزق الحلال والحرام ويستدل بقوله عز وجل كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا يعني ممنوعا .
وكان يقول إن الرزق مقسوم لا زيادة فيه ولا نقصان وإن وجه الزيادة أن يلهمه الله تعالى إنفاقه في طاعة فيكون ذلك زيادة ونماء وكذلك الأجل لا يزاد فيه ولا ينقص منه ووجه الزيادة في الأجل أن 59 أ يلهمه الطاعة فيكون مطيعا في عمره فبالطاعة يزيد وبالمعاصي ينقص وأما المدة عنده فلا تزيد ولا تنقص وقرأ لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .
كرامات الأولياء :(1/2861)
وكان يذهب إلى جواز الكرامات للأولياء ويفرق بينها وبين المعجزة وذلك أن المعجزة توجب التحري إلى صدق من جرت على يده فإن جرت على يدي ولي كتمها وأسرها وهذه الكرامة وتلك المعجزة وينكر على من رد الكرامات ويضلله .
وكان يأمر بالكسب لمن لا قوت له ويأمر من له قوت بالصبر ويجعله فريضة عليه .
التفاضل بين الأنبياء :
وكان يقول إن بعض النبيين أفضل من بعض ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم والملائكة أيضا بعضهم أفضل من بعض وإن بني آدم أفضل من الملائكة ويخطىء من يفضل الملائكة على بني آدم .
الوصية
ويقول إن الوصية قبل الموت أخذ بالحزم للقاء الله عز وجل .
ويقول إن التائب من الذنوب كمن لا ذنب له .
الأذكار
ويقول من كان له ورد فقطعه خفت عليه أن يسلب حلاوة العبادة .
قال إبراهيم الحربي سمعت أحمد بن حنبل يقول إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحب فدم له على ما يحب .
الأخلاق :
وكان يقول أهل الصفة أعيان الصحابة .
وكان يقول الصبر على الفقر مرتبة لا ينالها إلا الأكابر .
وسأله رجل طلبت العلم لله فقال هذا شرط شديد ولكن حبب إلي شيء فجمعته .
وسئل قبل موته بيوم عن أحاديث الصفات فقال تمر كما جاءت ويؤمن بها ولا يرد منها شيء إذا كانت بأسانيد صحاح ولا يوصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومن تكلم في معناهما ابتدع .
وكان يقول أصحاب الحديث أمراء العلم :
وكان يقول إذا ذكر الحديث فمالك بن أنس هو النجم .
وكان يقول سفيان الثوري جمع الحالين العلم والهدى .
وكان يقول سفيان بن عيينة حفظ على الناس ما لولاه لضاع .
وكان يقول الشافعي من أحباب قلبي .
وكان يقول هل رأت عيناك مثل وكيع .
وكان يقول أنا أحب موافقة أهل المدينة .
وكان يحب قراءة نافع لأنها أكثر اتباعا .(1/2862)
فهذا وما شاكله محفوظ عنه وما خالف ذلك فكذب عليه وزور وكان دعاؤه في سجوده اللهم من كان من هذه الأمة على غير الحق وهو يظن أنه على الحق فرده إلى الحق ليكون من أهل الحق .
وكان يقول اللهم إن قبلت عن عصاة أمة محمد صلى الله عليه وسلم فداء فاجعلني فداهم .
تم الاعتقاد بحمد الله ومنه وحسن توفيقه .
وفرغ من نسخه العبد المعترف بذنبه الفقير إلى ربه عبد القوي بن عبد الله ابن رحال بن عبد الله بن أبي القاسم بن أبي الهادر القرشي الشافعي حامدا لله وحده مصليا على محمد وآله وصحبه ومسلما تسليما .
وذلك في ليلة الثلاثاء الرابع من ربيع الأول سنة ست وسبعين وخمسمائة .
وكان تمام نسخه على يد حامد بن محمد أديب التقي في 13 رمضان سنة 1342 ه من نسخة قديمة في المكتبة العمومية الظاهرية بدمشق من كتاب الأمر بالمعروف للخلال رقم 245 حديث .
ثم جرت مقابلته مرة ثانية على مخطوط المكتبة الظاهرية المذكور أعلاه من قبل الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان والسيدة ابتسام محمد جميل ميرخان في يوم الجمعة 10 ذي الحجة سنة 1406 .
والحمد لله رب العالمين .
---
عبدالله الحضرمي
02-09-2006, 02:52 AM
أحسن الله اليك اخي محمد ورحم الله الامام احمد وادخله الفردوس
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-07-2006, 07:41 AM
جزاك الله خيراً
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-08-2006, 05:49 PM
[line]ادعى زيدٌ أنه قرأ كتاباً من تأليف أحمد بن حنبل العَلم الذي نال احترام الأجيال من أهل السنة، وما صحّ لدينا من مؤلفاته ومسائله خير دليل على تورعه وتثبته وتقواه. لكن قد نقلت عنه نقول وحكيت أقوال لا تلائم ما عُهد عنه من ورع وتثبت. فماذا يفعل المسلم المعاصر من أهل السنة إزاءها؟.(1/2863)
هل يخضع للدعاية ويصدّق ما عزي الى أحمد بن حنبل ويعدّ صاحب القول المعزوّ اليه هو الأصل في التصديق كما تفعل الروافض، فكل حديث يروى من طريق علي أو سلمان أو المقداد فهو عندهم صحيح الا اذا ناقض أصولهم بأن مدح أو برّأ من لعنوه!! وكل حديث في سنده أبو هريرة أو من يكرهون من الصحابة فهو عندهم مردود ولا يحتجون به الا اذا نصر عواطفهم ونفس عن أحقادهم ضد شخص ما. ومعلوم أن هذه الطريقة ليست من العلم في شيء بل هي عين الجهل.
وأنا العبد لله قد وقعت عيني على كثيرين الآن وفي التاريخ يميلون مع هواهم ويخضعون لأصل من عزي اليه القول. نسوا قول ابن سيرين وابن المبارك: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
ولم يقتدوا بقول الإمام مالك : لقد رأيت سبعين عند هذه الأساطين [أي عُمُد المسجد وبها سمي العلماء أساطين لأنهم كانوا يسندون ظهورهم إلى أساطين المسجد] كلهم يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخذت عنه شيئاً!!!!
وكلهم لو ائتمن على بيت مال لكان أمينا! غير أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن!
وقال الشافعي :كان مالك إذا شكّ في شيء من الحديث طرحه كله![الكفاية ص234]
قال عبدالرحمن بن مهدي:"خصلتان لا يستقيم فيهما حسن الظنّ الحكم والحديث"[الكفاية في علم الرواية ص233]
وقال الخطيب:"ويجب على صاحب الكتاب أن يحتفظ بكتابه الذي سمع فيه فإن خرج عن يده وعاد إليه فقد توقف بعض العلماء عن جواز الحديث منه"قال "والذي عندي في هذا أنه متى غاب كتابه عنه ثم عاد إليه ولم ير فيه أثر تغيير حادث من زيادة أو نقصان أو تبديل وسكنت نفسه إلى سلامته جاز له أن يروي منه "236. وقال" سألتُ القاضي أبا الطيب طاهر بن عبدالله عن رجل وجد سماعه في كتاب عن شيخ قد سمي ونسب في الكتاب غير أنه لا يعرفه فقال: لا يجوز له رواية ذلك الكتاب"ص 237. قال الخطيب:"ويجب أن يكون الكتاب الذي يُحدث منه قد قوبل بأصل الشيخ الذي يروي عنه"(1/2864)
وتأملوا بالله عليكم هذه القصة: الخطيب يقول أخبرنا ابن الفضل قال أنا دعلج قال أنا أحمد بن عليّ الأبار قال سمعتُ بن المبارك يقول سمعتُ مع عبدالرحمن بن مهدي من حماد بن زيد فقلتُ يا أبا سعيد أعطني النسخة! فقال يا صبي أنا أدفع إليك كتابي؟؟؟ قال فاستشفعتُ عليه بإمام الحيّ فجاء فجلس حتى نسختُه وأخذه.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حدث عني بحديث يُرى (يظن) أنه كذب فهو أحد الكاذبين.
ولذلك أقول إن في ما ورد عن أحمد في هذا المقال ما لا يليق أن يصدر عن رجل بضاعته في العلم مزجاة. وإني لأسأل أهل العلم والإخوة في المنتدى: أيُعقل أن يتورّع رجل أن يقول شيئاً في مسألة بسيطة في الأحكام ، وهذه مسائل ابن هانئ له ممتلئة من قوله(لا أجرؤ عليه) ثم يخوض في الأمور الكبيرة من تكفير المسلمين هذا الخوض؟!!!!!!
ولذلك فمن هنا يبدأ العلم والتحدي.
كيف نثبت أو ننفي أن هذا الكلام الوارد هنا المعزوّ الى مؤلف عاش بين القرنين الثاني والثالث(164-241) اسمه أحمد بن حنبل صحيح أو منحول؟
ماذا فعلنا إذا طبقنا منهج المحدثين على أقوال الرسول وضربنا عنها صفحاً مع أقوال كبار العلماء، ولأقوالهم سطوة على فهوم الناس وتصوراتهم! ألسنا مُلزمين مع هؤلاء بالتحري والتثبت والالتزام بمنهج المحدثين في كلِّ قول نرويه.؟
بالتأكيد أننا إذا طبقنا قول عبدالرحمن بن مهدي:"من شرط صحة الرواية من الكتاب أن يكون سماع الراوي ثابتاً وكتابه متقناً-الكفاية233" فسيصعب إثبات شيء من ذلك !!!
لا شكّ أن بين الإخوة في المنتدى من طلبة العلم من يعرفون ومن سمعوا بعلم كيفية إثبات صحة الكتاب الى مؤلفه، وهو جزء من علم تحقيق النصوص يدرسه طلبة الدراسات العليا ولا يمارسه إلا خواصّ المحققين. فهل بين الإخوة من يعلن عن نفسه فيستطيع أن يثبت لنا أو ينفي صحة صدور مثل هذه الأقوال أو بعضها عن أحمد بن حنبل!!!؟
من هنا يبدأ العلم
---
الجكني
06-08-2006, 08:08 PM(1/2865)
بسم الله الرحمن الرحيم
أول ما أبدأ به تعليقي هذا بعد البسملة هو أن أطلب من الأخوة الكرام - إن حق للأخ أن يطلب من أخيه - ألا يذهبوا ب (نكهة ) هذا الملتقي التفسيري ،بإدخال أمور - حسب فهمي المتواضع - لا علاقة لها بالتفسير ،وهذا مثل هذا الموضوع الذي طرحه أخي أبوعبدالله ، وأقول مخاطباً له ولمن يرى رأيه : كان الأولى -وإن كان لابد من إقحام العقيدة-أن تذكر " عقيدة المصطفى صلى الله عليه وسلم الداعية إلى عدم التكفير وكثير من (الأشياء المنكرة ) كما في هذه العقيدة المكذوبة والمنسوبة للإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله نعالى 0
لاأريد أن أطيل في المداخلة ،بل أقتصر على نقطتين فقط بخصوص رواية الأصطخري :
الأولى : إن هذه الرواية ضمت في ثناياها ألفاظاً منكرة أجزم جزماً تاماً أن الإمام مبرء منها ،وذلك عبارة "وكلم الله موسىتكليماً من فيه " من أين لك هذه الزيادة (من فيه ) حاشا للإمام أن يتعدي ما في كتاب الله ، وأيضاً انظر إلى العبارة الأخرى "وناوله التوراة من يده إلى يده ) أيصل الجهل والغفلة بإمام السنة أحمد بن حنبل رحمه الله أن يعرض عن تقرير العقيدة الصافية التي جاء بها القرآن كقوله تعالى ( وآتيناه التوراة ) بقوله بدلها " وناوله " ألا يعلم الإمام الفرق بين الإيتاء والمناولة ، وأيضاً ياليته اقتصر على هذه الغفلة ،بل زاد الغفلة غفلة والتعدي تعدياً عندما قال وكأنه كان حاضراً " من يده إلى يده "0
الثانية :إن هذه الرواية -رواية الأصطخري - ذكر بعضها وأشار إليها مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي رحمه الله وحكم عليها بقوله : "000إلى أن ذكر أشياء من هذا الأنموذج المنكر ولأشياء التي والله ما قالها الإمام ،فقاتل الله واضعها ،ومن أسمج ما فيها قوله :ومن زعم أنه لايرى التقليد ولا يقلد دينه أحداً فهذا قول فاسق عدو لله ،فانظر إلى جهل المحدثين كيف يروون هذه الخرافة ويسكتون عنها 0انظر :سير أعلام النبلاء: 11/303
---(1/2866)
الجكني
06-08-2006, 08:26 PM
تتميم للمداخلة السابقة :نقل الإمام الذهبي رحمه الله رسالة عن الإمام أحمد ،ثم علق عليها بقوله :"فهذه الرسالة إسنادها كالشمس ،فانظر إلى هذا النفس النوراني لا كرسالة الإصطخري،ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبى عبد الله ‘فإن الرجل كان تقياً ورعاً لايتفوه بمثل ذلك ،ولعله قاله 0انتهى
سير أعلام النبلاء :11/286
---
سيف الدين
06-08-2006, 10:52 PM
نلاحظ في الكتاب تطرّق الى مسائل فقهية رغم ان عنوان الكتاب هو " كتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ورضي عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا" !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-10-2006, 01:35 AM
الأخ الدكتور السالم الشنقيطي الجكني المدني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يخفاك أن التثبت وعدم التسرع صفة حميدة للعلماء وطلاب العلم وخاصة المدنيين فقد روى ابن عبد البر عن سليمان بن موسى قال : إذا كان فقه الرجل حجازياً وأدبه عراقياً فقد كمل . التمهيد لابن عبد البر1 / 79 .
وتجنباً للإطالة فسأعلق هنا على ثلاثة مسائل : الأولى : دعوتك إلى اقتصار ملتقى التفسير على علوم التفسير فقط دون غيره من العلوم .
الثانية قولك : هذه العقيدة المكذوبة والمنسوبة للإمام المبجل أحمد بن حنبل .
الثالثة نقلك عن الذهبي : بأن كتاب الرد على الجهمية موضوع .(1/2867)
أما الأولى : دعوتك إلى اقتصار ملتقى التفسير على علوم التفسير فقط دون غيره من العلوم أليس قد حجرت واسعاً بهذه الدعوة ؟ فكونه ملتقى التفسير ألا يدخل تحته جميع المباحث الإسلامية ؟ لأن ( كتاب الله ) كلية شاملة كاملة يدخل تحتها جميع جزئياتها من جميع التعاليم الإسلامية ، لأن جميع الأحكام الشرعية أصلها الأول كتاب الله ، والثاني سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبقية مصادر التشريع تابعة لهذين الأصلين العظيمين كما لا يخفاك ذلك ، وأيضاً القائمون على الملتقى جزاهم الله خيراً قسموه إلى خمسة أقسام :
1 – الملقى العلمي للتفسير
2 – ملتقى الانتصار للقرآن الكريم
3 – الملتقى المفتوح والتقني
4 – ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
5 – ملتقى الاقتراحات والملحوظات .
فهذه الأقسام شاملة وصالحة بأن يدخل تحتها جميع التعاليم الشرعية كما هو الشأن في بقية المواقع الإسلامية .(1/2868)
وأما الثانية : قولك : هذه العقيدة المكذوبة والمنسوبة للإمام المبجل أحمد بن حنبل وقلت : إن هذه الرواية ضمت في ثناياها ألفاظاً منكرة أجزم جزماً تاماً أن الإمام مبرأ منها " قلت : فوجود بعض الأخطاء أو الملاحظات الجزئية الفردية لا يدل على عدم إثبات الكتاب لمؤلفه ، فقد يبرأ الكتاب من تلك الأخطاء بالرجوع إلى أصله ، وقد يكون أخطأ فيها بعض النساخ وأضاف تلك العبارات فقد يكون يراها من باب الشرح والتوضيح والتقريب عنده ، مع أنه لا شك أن الأسماء والصفات لا مجال فيها للرأي والواجب فيها الوقوف عند النص ، وقد يكون ذلك من الإمام نفسه لأنه بشر يخطئ ويصيب وليس معصوماً من الخطإ ، مع الاعتراف بفضله وعلمه عند الجميع ، والكتاب أيضاً ضم في ثناياه علماً عظيماً صحيحاً مجمع عليه ، فلم لا نقارن بين الكتاب في مجمله وفوائده العظيمة المجمع عليها وبين الجزئيات الفردية التي عليها ملاحظات ؟؟ فكتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ذكر في مقدمته ما يثبت نسبته إلى مؤلفه فقال : رواية مسدد بن مسرهد ، روى القاضي أبو يعلى محمد بن محمد بن الحسين بن خلف الفراء في الطبقات والحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد وذكر القاضي برهان الدين إبراهيم بن مفلح في كتابه المقصد الأرشد أن أبا بكر أحمد بن محمد البردعي التميمي قال لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة يعني في القول بخلق القرآن وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء كتب إلى أحمد بن حنبل أن أكتب إلي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ورد الكتاب على أحمد بن حنبل بكى وقال إنا لله وإنا إليه راجعون يزعم هذا البصري أنه قد انفق على العلم مالا عظيما وهو لا يهتدي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه :
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2869)
الحمد الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى وينهونه عن الردى ويحيون بكتاب الله الموتى وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجهالة والردى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن آثارهم على الناس ينفون عن دين الله عز وجل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الضالين الذين عقدوا ألوية البدع وأطلقوا عنان الفتنة مخالفين في الكتاب يقولون على الله وفي الله تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً في كتابه بغير علم فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليماً ، إلى آخر الكتاب ، وفي آخر الكتاب قال الناسخ : فرغ من نسخه العبد المعترف بذنبه الفقير إلى ربه عبد القوي بن عبد الله ابن رحال بن عبد الله بن أبي القاسم بن أبي الهادر القرشي الشافعي حامداً لله وحده مصليا على محمد وآله وصحبه ومسلماً تسليماً ، وذلك في ليلة الثلاثاء الرابع من ربيع الأول سنة ست وسبعين وخمسمائة ، وهو مطبوع وحققه عبد العزيز السيروان طبع عام 1988 م ، الناشر دار قتيبة ، بيروت . وذكر في خاتمته أنه قابله على نسخة قديمة فقال : وكان تمام نسخه على يد حامد بن محمد أديب التقي في 13 رمضان سنة 1342 ه من نسخة قديمة في المكتبة العمومية الظاهرية بدمشق من كتاب الأمر بالمعروف للخلال رقم 245 حديث ، ثم جرت مقابلته مرة ثانية على مخطوط المكتبة الظاهرية المذكور أعلاه من قبل الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان والسيدة ابتسام محمد جميل ميرخان في يوم الجمعة 10 ذي الحجة سنة 1406 .
وأما الثالثة : نقلك عن الذهبي : بأن كتاب الرد على الجهمية موضوع .
فكتاب الرد على الجهمية ثابت للإمام أحمد بن حنبل ذكره الخلال والقاضي أبو يعلى أيضاً
طبع عدة طبعات منها طبعة دار قتيبة عام 1990 م تحقيق أحمد بكير محمود .(1/2870)
ويعزوا إليه جمع كبير من العلماء منهم الذهبي نفسه في تاريخ الإسلام 18 / 410 ، 18 / 88 ، وفي سير أعلام النبلاء 8 / 101، 402 ، وفي المنتقى من منهاج الاعتدال ص89 ، وأبو يعلى في طبقات الحنابلة 2 / 55 ، والحافظ ابن حجر في فتح الباري 13 / 493 ، 7 / 88 – 89 ، وابن القيم في طريق الهجرتين 1 / 523، وفي اجتماع الجيوش الإسلامية ص124، وفي الصواعق المرسلة 1/ 178، 3 / 927، وابن تيمية في الجواب الصحيح 2 / 16 ، 4 / 66 ، وفي بيان تلبيس الجهمية ص569 ، وفي دقائق التفسير 1 / 326 ، 2 / 31 ، وفي منهاج السنة النبوية 2 / 568 ، 2 / 484 ، وفي مجموع الفتاوى 15 / 284 ، 16 / 213 ، 17 / 300 ، 8 / 385 وفي درء التعارض 1 / 249 ، 2 / 75 ، 3 / 23 وقال : قال الإمام أحمد في خطبة كتابه الرد على الجهمية والزنادقة الحمد لله الذي جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل الى الهدي و يصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنوره أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة ، وابن كثير في التفسير 3 / 229 ، والشيخ محمد الأمين في أضواء البيان 5 / 280 قال : ونص عليه أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية ، وابن النديم في الفهرست ص320 ، وابن جماعة في إيضاح الدليل ص10 ، وابن عيسى في شرح قصيدة ابن القيم 1 / 98 ، 290 ، 295 ، 349 ، 444 ، 2 / 307 .
---
الجكني
06-15-2006, 08:06 PM
أخي الشيخ أبو عبدالله حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :(1/2871)
قرأت تعليقكم على المداخلة التي كتبتها حول بحثكم عن (عقيدة الإمام أحمد رحمه الله ) واستفدت منها مسائل مهمة ، ولكن لي - إن سمحتم - توضيح حول النقاط الثلاثة التي ذكرتموها كالتالي :
1- لازلت أطالب بخصوصية هذا الملتقي (للتفسير) وما يتعلق به من أبحاث،بعيداً عن (العقيدة ) وما يتعلق بها من أبحاث ، فقولكم حفظكم الله :"أليس قد حجرتم واسعاً بهذه الدعوة ؟" جوابه : في رأيي المتواضع :لا والله ، بل أرى أني أحافظ على كثير من وقتي ووقت من يشاطرني الرأي بأن للعقيدة وأمورها (مواقع ) أخرى كثيرة أشد فرحة بهذه الموضوعات من الأم بولدها ومن المريض بالبرء بعد السقم 0
2- لا أختلف معك في أن (كتاب الله تعالى ) (كلية شاملة) ولكن أين هذه (النصوص العقدية ) في كتاب الله ،وفي أي سورة ؟ وأين هي في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهذا - يعلم الله ليس تهكماً - وإنما هو تنبيه على أن هذه الأمور نحن في غنى عنها يكفينا ما هو في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، عن (عقيدة ) مشكوك في صحة نسبتها لمن نسبت إليه 0
3- تضمن كلامكم يا أخي أشياء هي في حد ذاتها تكفي لرد هذه العقيدة لو كانت صيحة النسبة للإمام دون شك ، وذلك مثل قولكم :"وقد يكون أخطأ فيها بعض النساخ وأضاف تلك العبارات 00الخ " وقولكم :"وقد يكون من الإمام نفسه لأنه بشر يخطىء ويصيب وليس معصوما ً من الخطأ 00" وقولكم :" والكتاب أيضاً ضم في ثناياه علماً عظيماً صحيحاً (مجمع ) عليه "
فانظر يا أخي إلى هذا الكلام فواحد منه يكفي لرد الكتاب ، إذ ما يدرينا عن الشيء الذي كتبه مؤلفه من الذي أضافه الناسخ ، وهل مكانة الناسخ وفهمه هي نفسها مكانة وفهم المؤلف ؟
وأيضاً : كيف نحمل الأمة على عقيدة (بشر يخطىء ويصيب وغير معصوم ) ولا ندعوهم إلى عقيدة (المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم )(1/2872)
وأما قولك أخيراً إن الكتاب ضم في ثناياه علماً مجمع عليه ،فأي مسألة غير لا إله إلا الله محمد رسول الله وأصول الإسلام مجمع عليها عند المسلمين ، إلا إذا كنت تقصد بالإجماع إجماع من يوافق على ما ذكرت فهذا شيء آخر يحتاج إلى دراسته وهل علمياً يسمى (مجمع عليه )
وأخيراً لست من شكك في نسبة كتاب (الجهمية ) للإمام ،لكني اتبعت قول إمام معتبر في مذهب الإمام وهو الإمام الذهبي 0
والله من وراء القصد
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-16-2006, 09:21 AM(1/2873)
جزاك الله خيراً قولك : أين هذه (النصوص العقدية ) في كتاب الله ،وفي أي سورة ؟ وأين هي في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هذا سؤال غريب فهل تريد أن تكون هذه النصوص العقدية كلها من نص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالحرف ؟ وأسألك هل هذه النصوص العقدية تخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكما تعلم كتاب الله تعالى فيه نصوص كثيرة مجملة وجاءت السنة وبيت ذلك الإجمال ، وفصلوا العلماء تلك النصوص من عام وخاص ومطلق ومقيد كما هو معروف في محله ، في كتاب الله أقيموا الصلاة وليس في كتاب الله عدد ركعات كل صلاة ، وفيه وآتوا الزكاة وليس فيه مقدار النصاب ولا مقدار ما يؤخذ منه فجاءت السنة وفصلت ذلك أحسن تفصيل ، وقولك : كيف نحمل الأمة على عقيدة (بشر يخطىء ويصيب وغير معصوم ) ولا ندعوهم إلى عقيدة (المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ) أسألك هل إذا تركنا كتب السلف بدعوى أن فيها بعض الأخطاء أو أنها من غير معصوم على حد قولك فمن أين نأخذ عقيدة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي تدعو إليها ؟؟ هذا كلام غير لائق لا عقلاً ولا شرعاً ، اعلم يا أخي أننا لا ندعو ولا نحمل أحداً إلا على عقيدة توافق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكون الكتاب مؤلفه بشر يخطئ ويصيب لا ينافي أن يكون موافقاً لعقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو فُرض أن فيه بعض الأخطاء لا يقدح ذلك في الكتاب ولا في مكانته بل هو مأجور في قصده وجهده ومعذور فيما وقع من الخطإ الغير مقصود وكما سبق توجيه ذلك بأنه قد يكون من الناسخ أو من غيره ولا يقدح ذلك في الكتاب ، ومثل هذه الأخطاء لا يسلم منها أي كتاب بعد كتاب الله عز وجل ، ولو فتحنا هذا الباب بترك كل كتاب فيه بعض الأخطاء لتركنا عامة الكتب غير كتاب الله ، وأما قولك فأي مسألة غير لا إله إلا الله محمد رسول الله وأصول الإسلام مجمع عليها عند المسلمين ، فما ذا تقصد هل تنكر(1/2874)
المسائل التي أجمعت عليها الأمة غير الشهادتين وأصول الإسلام ؟؟ أجمعت الأمة على مسائل كثيرة من أصول الدين وفروعه وألفت فيه المجلدات بل الموسوعات : ابن المنذر ألف كتابه الإجماع ، وابن حزم ألف كتابه مراتب الإجماع ، وابن عبد البر ألف كتابه الإجماع وموسوعة الإجماع لسعد جيب وغيرهم ، وإليك الإجماعت من كتاب الصلاة من كتاب الإجماع لابن المنذر فقال ابن المنذر :
كتاب الصَّلاة
أجمعوا على أن وقت الظهر: زوال الشمس.
وأجمعوا على أن صلاة المغرب: تجب إذا غربت الشمس.
وأجمعوا على أن وقت صلاة الصبح: طلوع الفجر.
وأجمعوا على أن من صلى الصبح بعد طلوع الفجر قبل طلوع الشمس؛ أنه يصليها في وقتها.
8وأجمعوا على الجمع بين الصلاتين الظهر والعصر بعرفة، وبين المغرب والعشاء ليلة النحر.
وأجمعوا على أن من السنة أن تستقبل القبلة بالأذان.
وأجمعوا على أن من السنة أن يؤذن المؤذن قائماً، وانفرد أبو ثور فقال: يؤذن جالساً من غير علة.
وأجمعوا على أن من السنة: أن يؤذن للصلاة بعد دخول وقتها إلا الصبح.
وأجمعوا على أن الصلاة لا تجزىء إلا بالنية.
وأجمعوا على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة.
وأجمعوا على أن من أحرم للصلاة بالتكبير، أنه عاقد لها داخل فيها.
وأجمعوا على أن صلاة من اقتصر على تسليمة واحدة جائزة.
وأجمعوا على أن من تكلم في صلاته عامداً، وهو لا يريد إصلاح شيء من أمرها، أن صلاته فاسدة.
وأجمعوا على أن المصلي ممنوع من الأكل والشرب.
وأجمعوا على أن من أكل وشرب في صلاته الفرض عامداً أن عليه الإعادة.
وأجمعوا على أن الضحك يفسد الصلاة.
وأجمعوا على أن ليس على من سها خلف الإمام سجود وانفرد مكحول وقال: عليه.
وأجمعوا على أن المأموم إذا سها إمامه أن يسجد معه.
وأجمعوا على أن ليس على الصبي جمعة
وأجمعوا على أن لا جمعة على النساء.
وأجمعوا على أنهن إن حضرن الإمام فصلين معه أن ذلك يجزىء عنهن.(1/2875)
وأجمعوا على أن الجمعة واجبة على الأحرار البالغين المقيمين الذين لا عذر لهم.
وأجمعوا على أن صلاة الجمعة ركعتان.
وأجمعوا على أن من فاتته الجمعة من المقيمين أن يصلوا أربعاً.
وأجمعوا على أن إمامة الأعمى كإمامة الصحيح، ومنع من ذلك أنس بن مالك، وابن عباس، رواية ثابتة.
وأجمعوا على أن لمن سافر سفراً تقصر في مثله الصلاة مثل: حج أو جهاد أو عمرة أن يقصر الظهر والعصر والعشاء، يصلي كل واحدة منها ركعتين ركعتين.
وأجمعوا على أن عليه إذا سافر إلى مكة من مثل المدينة أن له أن يقصر الصلاة إذا كان خروجه في مثل ما تقدم وصفاً له
وأجمعوا على أن للذي يريد السفر أن يقصر الصلاة إذا خرج عن جميع البيوت من القرية التي خرج منها.
وأجمعوا على أن لمن خرج بعد الزوال أن يقصر الصلاة.
وأجمعوا على أن المقيم إذا ائتم بالمسافر وسلم الإمام من ركعتين أن على المقيم إتمام الصلاة.
وأجمعوا على أن فرض من لا يطيق القيام أن يصلي جالساً.
وأجمعوا على أن القادر لا تجزئه الصلاة إلا أن يركع أو يسجد.
وأجمعوا على أن الحائض لا صلاة عليها في أيام حيضتها فليس عليها القضاء.
وأجمعوا على أن عليها قضاء الصوم الذي تفطره في أيام حيضتها في شهر رمضان.
وأجمعوا على أن المرأة إذا حاضت وجبت عليها الفرائض.
وأجمعوا على أن من نسي صلاة في حضر؛ فذكرها في السفر، أن عليه صلاة الحضر إلا ما اختلف فيه الحسن البصري.
وأجمعوا على أن السكران يقضي الصلاة.
وأجمعوا على أن المطلوب أن يصلي على دابته.
وأما فيما يخص ما نقله الإمام أحمد في كتابه العقيدة فهو معظمه مسائل مجمع عليها أيضاً لا خلاف معتبر في شيء منها ، وهي مسائل كثيرة مبثوثة في الكتاب وإليك بعضها : قال احمد بن حنبل رضي الله عنه من قال إن الله عز وجل لم يكن موصوفا حتى وصفه الواصفون فهو بذلك خارج عن الدين .
توحيد الله
وبيان ذلك أن يلزمه أن لا يكون واحدا حتى وحده الموحدون وذلك فاسد .
الله قادر حي عالم(1/2876)
وعنده أنه قد ثبت أن الله تعالى قادر حي عالم وقرأ هو الحي لا إله إلا هو وكان الله على كل شيء مقتدرا وكان الله بكل شيء عليما .
صفته تعالى السميع العليم
قال وفي صفات الله تعالى ما لا سبيل إلى معرفته إلا بالسمع مثل قوله تعالى وهو السميع البصير فبان بإخباره عن نفسه ما اعتقدته العقول فيه وأن قولنا سميع بصير صفة من لا يشتبه عليه شيء كما قال في كتابه الكريم ولا تكون رؤية إلا ببصر يعني من المبصرات بغير صفة من لا يغيب عليه ولا عنه شيء وليس ذلك بمعنى العلم كما يقوله المخالفون ألا ترى إلى قوله تعالى لموسى إنني معكما أسمع وأرى قال وقوله تعالى وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم يدل على أن معنى السميع غير معنى العليم وقال قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وقال عليه السلام سبحان من وسع سمعه الأصوات ومعنى ذلك من قوله أنه لو جاز أن يسمع بغير سمع جازها أن يعلم بغير علم وذلك محال فهو عالم بعلم سميع بسمع ، وقال في باب الإيمان يزيد وينقص :
وكان يقول أن الإيمان يزيد ويقرأ ويزداد الذين آمنوا إيمانا ويقرأ فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وما جاز عليه الزيادة جاز عليه النقصان .
الإيمان غير الإسلام :
وكان يقول إن الإيمان غير الإسلام .
وكان يقول إن الله سبحانه قال فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين استثناء من غير الجنس .(1/2877)
وفرق أصحابه بين الإيمان والإسلام فقالوا حقيقة الإيمان التصديق وحقيقة الإسلام الاستسلام فلا يفهم من معنى التصديق الاستسلام ولا يفهم من معنى الاستسلام التصديق واستدل أحمد بن حنبل بحديث الأعرابي وسؤاله عن الإسلام وسؤاله عن الإيمان وجواب 57 أ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما بجوابين مختلفين واستدل أيضا بحديث الأعرابي الآخر وقوله يا رسول الله أعطيت فلانا ومنعتني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مؤمن فقال الأعرابي وأنا مؤمن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أو مسلم وبحديث وفد عبد القيس وبقوله عز وجل قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا .
لا يكفر إلا تارك الصلاة :
وكان لا يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب كبيرا كان أو صغيرا إلا بترك الصلاة فمن تركها فقد كفر وحل قتله قاله ابن حنبل ويستدل بقوله عز وجل ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله فقد جمع بينهم في الإصطفاء .
مسائل شتى في الفضائل :
وكان لا يفسق الفقهاء في مسائل الخلاف .
وكان يسلم أحاديث الفضائل ولا ينصب عليها المعيار وينكر على من يقول إن هذه الفضيلة لأبي بكر باطلة وهذه الفضيلة لعلي باطلة لأن القوم أفضل من ذلك ولا يتبرأ من عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يجمع المسلمون على التبرىء منها .
الميزان
ويقول إن لله تعالى ميزانا يزن فيه الحسنات والسيئات ويرجع إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الذنوب والإستغفار والتوبة :(1/2878)
ويقول إن الذنوب من ورائها الاستغفار والتوبة وإن اخترمته المنية قبل الاستغفار والتوبة فأمره مرجى إلى الله عز وجل إن شاء غفر وإن شاء عاقب ويجوز عنده أن يغفر الله لمن لم يتب واستدل على ذلك بقوله وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم والتائب لا يقال له ظالم واستدل بقوله عز وجل قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله والتائب لا يقال له مسرف .
الشهداء أحياء يرزقون :
ويقول إن الشهداء بعد القتل باقون يأكلون أرزاقهم .
وكان يقول إن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون وأن الميت يعلم بزائره يوم الجمعة بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس وأن الله تعالى يعذب قوما في قبورهم ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الصراط :
وأن لله تعالى صراطا يعبر عليه الناس وأن عليه حيات تأخذ بالأقدام وأن العبور عليه على مقادير الأعمال مشاة وسعاة وركبانا وزحفا ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجيدوا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط .
سؤال الملكين :
وأن لله تعالى ملكين يقال لأحدهما منكر والآخر نكير يلجان إثر الميت في قبره فإما يبشرانه وإما يحذرانه ويذهب إلى حديث عمر رضي الله عنه كيف بك إذا نزلا بك وهما فظان غليظان فأقعداك وأجلساك وسألاك فتغير عمر بن الخطاب وقال يا رسول الله وعقلي معي فقال إذن كفيتهما وذكر حديث ابن عباس في قوله عز وجل لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة قال عند سؤال منكر ونكير .
الإجابة :
وكان يقول إن الله تعالى يجيب دعوة الداعي المؤمن والكافر ويفاوت بينهم في السؤال
مخالفة الإجماع والتواتر .
أ وكان يقول إن من خالف الإجماع والتواتر فهو ضال مضل ويفسق من خالف خبر الواحد مع التمكن من استعماله .
خير الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم :(1/2879)
وكان يقول إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وإن عليا عليه السلام رابعهم في الخلافة والتفضيل ويتبرأ ممن ضللهم وكفرهم .
لا معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم :
وكان يقول إنه لا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله وسائر الأمة يجوز عليهم الخطأ .
الإجماع :
وكان يقول إن الإجماع إجماع الصحابة .
وكان يقول إن صح إجماع بعد الصحابة في عصر من الأعصار قلت به .
القدر خيره وشره من الله تعالى :
وكان يقول لو لم يجز أن يفعل الله تعالى الشر لما حسنت الرغبة إليه في كشفه .
الملائكة الحفظة :
وأن للعبد ملائكة يحفظونه بأمر الله وأن القضاء والقدر يوجبان التسليم .
واجب الغزو :
وأن الغزو مع الأئمة واجب وإن جاروا الامامة .
إلى غير ذلك من المسائل الكثيرة التي ذكرها في الكتاب رحمه الله ،
وأما فيما يخص كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد فهو كتاب مشهور وقد يكون وصل إلى حد التواتر بين علماء المسلمين والكل يعزوا إليه بما فيهم الإمام الذهبي الذي أنت متعلق بكلمة فردية قالها ونقضها بالعزو إليه في مواضع كثيرة من كتبه ولم يتعقب ذلك العزو وكغيره من العلماء الذين عزوا إليه ولم يشككوا فيه وقد سبق إيضاح ذلك في التعليق السابق وإليك بعضه : فكتاب الرد على الجهمية ثابت للإمام أحمد بن حنبل ذكره الخلال والقاضي أبو يعلى أيضاً طبع عدة طبعات منها طبعة دار قتيبة عام 1990 م تحقيق أحمد بكير محمود .(1/2880)
ويعزوا إليه جمع كبير من العلماء منهم الذهبي في تاريخ الإسلام 18 / 410 ، 18 / 88 ، وفي سير أعلام النبلاء 8 / 101، 402 ، وفي المنتقى من منهاج الاعتدال ص89 ، وأبو يعلى في طبقات الحنابلة 2 / 55 ، والحافظ ابن حجر في فتح الباري 13 / 493 ، 7 / 88 – 89 ، وابن القيم في طريق الهجرتين 1 / 523، وفي اجتماع الجيوش الإسلامية ص124، وفي الصواعق المرسلة 1/ 178، 3 / 927، وابن تيمية في الجواب الصحيح 2 / 16 ، 4 / 66 ، وفي بيان تلبيس الجهمية ص569 ، وفي دقائق التفسير 1 / 326 ، 2 / 31 ، وفي منهاج السنة النبوية 2 / 568 ، 2 / 484 ، وفي مجموع الفتاوى 15 / 284 ، 16 / 213 ، 17 / 300 ، 8 / 385 وفي درء التعارض 1 / 249 ، 2 / 75 ، 3 / 23 ، وابن كثير في التفسير 3 / 229 ، والشيخ محمد الأمين في أضواء البيان 5 / 280 وابن النديم في الفهرست ص320 ، وابن جماعة في إيضاح الدليل ص10 ، وابن عيسى في شرح قصيدة ابن القيم 1 / 98 ، 290 ، 295 ، 349 ، 444 ، 2 / 307 .
ومعذرة عن الإطالة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أبو عبد الله محمد بن محمد المصطفى المدينة النبوية
المسجد النبوي إدارة التوجيه والإرشاد
---
السائح
06-16-2006, 11:09 AM
وتأملوا بالله عليكم هذه القصة: الخطيب يقول أخبرنا ابن الفضل قال أنا دعلج قال أنا أحمد بن عليّ الأبار قال سمعتُ بن المبارك يقول سمعتُ مع عبدالرحمن بن مهدي من حماد بن زيد فقلتُ يا أبا سعيد أعطني النسخة! فقال يا صبي أنا أدفع إليك كتابي؟؟؟ قال فاستشفعتُ عليه بإمام الحيّ فجاء فجلس حتى نسختُه وأخذه.
أخي الكريم وفقك الله.
قد دعوتَ إلى التأمل وأقسمتَ علينا في ذلك، فلما تأملت تبين لي أنه قد وقع منك اختصار أدى إلى إخلال، فإن سياقك يوهم أن الأبار سمع من الإمام ابن المبارك، إذ هو المتبادر عند الإطلاق، والأبار لم يدرك عبد الله بن المبارك، وإنما صاحب هذه القصة: عبد الرحمان بن المبارك العيشي البصري.(1/2881)
وأرجو من إخواننا أن يميّزوا بين كتاب الرد على الزنادقة والجهمية، والرسالة إلى مسدد بن مسرهد، فقد رأيت من خلط بينهما.
وأنصح بالرجوع إلى كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة للأستاذ عبد الإله الأحمدي، وبراءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة للشيخ عبد العزيز بن أحمد الحميدي ص94-113، ومقدمة الأخ دغش العجمي بين يدي كتاب الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد.
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-16-2006, 12:31 PM
جزاك الله خيراً على هذا التحري في إثبات نسبة الكتاب لمؤلفه ، ولكن هناك من الأمور التي لم تذكرها وهي تثبت بها الأملاك والنسب والولاء وغيرهم بإجماع العلماء من تلك الأمور الاستفاضة والسماع قال ابن قدامة : أجمع أهل العلم على صحة شهادة السماع في النسب والولاء وهو ما يعلم بالاستفاضة ، قال ابن المنذر : لا أعلم أحداً من أهل العلم منع شهادة السماع في النسب . المغني لابن قدامة 10 / 164 .
وقال ابن قدامة أيضاً في كتابه الكافي :تجوز الشهادة بما علمه بالاستفاضة في تسعة أشياء ، النسب والنكاح والملك المطلق والوقف ومصرفه والموت والعتق والولاية والعزل . الكافي في الفقه الحنبلي لابن قدامة 4 / 543
قال ابن عبد البر: شهادة السماع يثبت بها النسب والولاء . الكافي لابن عبد البر 1 / 467 ، والشرح الكبير للدرديري 4 / 419 .
وقال الونشريسي في كتابه المعيار : يحاز النسب بما تحاز به الأملاك . المعيار 2 / 514 ـ 515 .
ومن تلك الكتب المشهورة المستفيضة بين علماء المسلمين كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد فهو كتاب مشهور وقد يكون وصل إلى حد التواتر بين علماء المسلمين والكل يعزوا وقد سبق إيضاح ذلك في التعليق السابق وإليك بعضه : فكتاب الرد على الجهمية ثابت للإمام أحمد بن حنبل ذكره الخلال والقاضي أبو يعلى أيضاً طبع عدة طبعات منها طبعة دار قتيبة عام 1990 م تحقيق أحمد بكير محمود .(1/2882)
ويعزوا إليه جمع كبير من العلماء منهم الذهبي في تاريخ الإسلام 18 / 410 ، 18 / 88 ، وفي سير أعلام النبلاء 8 / 101، 402 ، وفي المنتقى من منهاج الاعتدال ص89 ، وأبو يعلى في طبقات الحنابلة 2 / 55 ، والحافظ ابن حجر في فتح الباري 13 / 493 ، 7 / 88 – 89 ، وابن القيم في طريق الهجرتين 1 / 523، وفي اجتماع الجيوش الإسلامية ص124، وفي الصواعق المرسلة 1/ 178، 3 / 927، وابن تيمية في الجواب الصحيح 2 / 16 ، 4 / 66 ، وفي بيان تلبيس الجهمية ص569 ، وفي دقائق التفسير 1 / 326 ، 2 / 31 ، وفي منهاج السنة النبوية 2 / 568 ، 2 / 484 ، وفي مجموع الفتاوى 15 / 284 ، 16 / 213 ، 17 / 300 ، 8 / 385 وفي درء التعارض 1 / 249 ، 2 / 75 ، 3 / 23 ، وابن كثير في التفسير 3 / 229 ، والشيخ محمد الأمين في أضواء البيان 5 / 280 وابن النديم في الفهرست ص320 ، وابن جماعة في إيضاح الدليل ص10 ، وابن عيسى في شرح قصيدة ابن القيم 1 / 98 ، 290 ، 295 ، 349 ، 444 ، 2 / 307 .
ومعذرة عن الإطالة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-16-2006, 01:07 PM
شكراً على تصحيح اسم ابن المبارك فهو فعلا غير عبدالله رحمه الله
---
الجكني
06-16-2006, 05:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ أبو عبد الله :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
آمل أن لا تكون قد غضبت ، وإن كنت غضبت فأرجو أن يكون غضبك لله وفي الله ،حيث إني لم أرك بدأت حديثك بالسلام 0
أخي : رأيتك في حديثك أدخلت أموراً ليست من صلب ما نحن فيه ،كإقحامك المسائل (المجمع ) عليهاً (فقهياً ) وغيرها من مسائل الفقه ، ونحن كلامنا متعلق ب (العقيدة ) لاغير0
1- سألتني :"هل تريد أن تكون هذه النصوص في الكتاب والسنة ؟
الجواب : نعم وألف نعم ،وأقول بصراحة :هل الله تعالى تعبدنا بما ليس في كتابه وبما لم يأت به النبي المعصوم صلوات الله عليه ؟(1/2883)
فكلامك هذا أفهم منه : إما أن هذه النصوص في الكتاب والسنة وإما لا ؟؟إن كان الأول فبينه لنا ، وإن كان الثاني فالعبد الضعيف يسعه ما وسع الصحابة رضي الله عنهم 0
ولا يفهم من هذا الكلام أني أنكر موافقة بعض المسائل المذكورة للكتاب والسنة،وذلك مثل مسائل رؤية الله تعالى وكلامه عز وجل والميزان ،فهذه لا نحتاج إلى الإيمان بها وتصديقها ورودها في كتاب ( مشكوك) و(مطعون ) في بعض رواياته كرواية الأصطخري 0
وسألتني :هل هذه النصوص تخالف كتاب الله ؟
الجواب : إما أنها تخالفه فيجب رميها ،وإما أنها توافقه ففيه الغنية والكفاية 0وأضيف :إن هذه النصوص فيها ما يخالف بعضها بعضاً
كتكفير القائل بخلق القرآن مرة وأخري عدم تكفيره ، بل وتكفير من لم يكفره ،ثم القول بعد ذلك بعدم تكفير أهل القبلة بذنب ،وكذكر بعض الصفات التي تحتاج في إثباتها إلى مصدر آخر إلى وغير ذلك من أمور لا أشك في أن الكلام فيها يستغنى عنه بما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام 0
ثم يا أخي : أي علاقة بين أحكام الجنائز ولا نكاح إلا بولي والزنا والسرقة وغيرها من المسائل الفقهية بالعقيدة ،هذا يا أخي (ارتباك ) و(خلط ) في التأليف ،لا يفعله من أراد إخراج كتاب (عقيدة ) يحمل الناس عليها ويحكم بالكفر والضلال والفسق على من خالفها ،فهل هذا من صنيع الإمام المبجل إمام السنة أحمد بن حنبل ، أم من الناسخ والشارح ،الذي أميل إليه أن الإمام بريء من هذا الكلام براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام 0
وقولك :" هذا غير لائق لا عقلاً ولا شرعاً " ما ضابط هذه اللياقة ( العقلية) ،وأما عدم لياقته شرعاً فأنت ملزم بالدليل الشرعي على ذلك ،أعنى هات الدليل الشرعي على عدم لياقة ذلك شرعاً ، ولا تنس يا أخي أن الدليل الشرعي هو :"قال الله وقال رسوله " ولا أعتقد أني حجرت عليك واسعاً 0(1/2884)
وقولك :"لاندعو أحداً إلا على عقيدة (توافق ) كتاب الله 000" الأولى أن تدعوهم إلى عقيدة الكتاب والسنة ،لاختلاف الناس في ضابط هذا ( التوافق ) لأنه أمر اجتهادي 0
وقلت :" لو فتحنا هذا الباب بترك كل كتاب فيه بعض الأخطاء 00" الجواب : ما المانع من ترك كل الكتب التي فيها بعض أخطاء بل المانع من ترك كل الكتب ( الكلامية ) عفواً (العقدية ) واكتفينا بما قال الله ورسوله ،ألا يسعنا ما وسع أمة محمد صلي الله عليه وسلم قبل دخول ( الفلسفة ) و(الكلام) ،وفوق هذا وذاك : لماذا نحمل الناس على معلومات (عقدية ) في كتاب أقل ما يقال عنه أن في نسبته لمؤلفه شكاً؟؟؟ إن ذلك لو كان في كتاب أدب وفقه وغيرهما لكان مدعاة لرفض الكتاب ،فما بالك والكتاب في (العقيدة) 0
يا أخي : والله الذي لا إله إلا هو إني لا أحب الكلام في (العقائد ) لا جهلاً بها وبمذاهبها ، وإنما لاعتقادي الجازم بأن الخلاف فيها وتشعيبه هو من أكبر أسباب الفرقة بين المسلمين إلى يومنا هذا ،فكل فرقة تكفر الأخرى وتبدعها وتضللها ،بل وتتعبد الله تعالى بذلك بنصوص والله – حسب علمي المتواضع – ما أنزلها الله تعالى على نبيه ،بل صح عنه عليه الصلاة والسلام ما يخالفها ،والطامة الكبرى أننا ندرس هذا الخلاف وننشره ومن لم يتفق معنا فيه ألزمناه بما لا يلزمه ،وأيضاً ننشر هذا الخلاف دون دراسة للأسباب التي إذا عرفناها تغيرت النظرة وإن بشكل 0
يا أخي كانت مداخلتي الأولى هي لذكر نص عن الإمام الذهبي يتعلق برواية الأصطخري ،وجاء ذكر كتاب (الرد على الجهمية ) عرضاً ،:
فو الله الذي لا إله إلا هو لا يهمني هل الكتاب للإمام أحمد أم ليس له ،بل الذي يهمني ويهم كل مسلم أن يموت وهو يشهد ألا إله إلا الله محمد رسول الله ،هذا الذي ضمن (المعصوم صلى الله عليه وسلم) الجنة لمن مات عليه 0
والله من وراء القصد
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-16-2006, 08:44 PM(1/2885)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخبرك بأني لم أغضب بل أفرح بجميع مداخلات الإخوان ولا تغضبني أبداً لأني أستفيد منها وجزاهم الله خيراً ولكن الوقت ثمين لا يصرف إلا ما فيه فائدة ، ومن ناحية أخرى كتب الأئمة يجب احترامها مالم تخالف الكتاب والسنة ومستحيل أنهم يخالفوا الكتاب والسنة عن قصد وتعمد بل الأئمة رحمهم الله بذلوا قصارى جهدهم في خدمة الكتاب والسنة وبينوا وفصلوا ، ولم يؤلفوا الكتب إلا لبيان القصود من الكتاب والسنة وتوضيح ذلك للناس ، والمعيار لكلامهم هو الكتاب والسنة كلهم يوصي بعرض كلامه على الكتاب والسنة فإن وافق الكتاب والسنة فبها وإن خالف الكتاب والسنة فيرمى بقولهم عرض الحائط هذا معنى كلامهم ، ومن ناحية أخرى كون الكتاب فيه ذكر بعض المسائل الفقهية كأحكام الجنائز والنكاح والتكبير في العيدين وغيرهم لا يقدح فيه لأن كثير من السلف يذكر في كتب الاعتقاد مسائل فقهية كالتكبير على الجنائز والتكبير في العيدين والمسح على الخفين وغيرهم من باب أنها من شعائر الإسلام ، وقد جمعها الأخ الدكتور عبد العزيز العبد اللطيف في بحث وسماه ( مسائل الفروع الواردة في العقيدة ) وغيره ، والكلام في العقائد لا إشكال فيه إن كان بالضوابط والمعايير الشرعية عند العلماء ، والعقيدة من أهم العلوم ولا تعظم بالإعراض عنها ، بل تعظم بتعلمها وتطبيقها عملياً ، وكذلك الكتاب والسنة تعظيمهما باتباعهما وليس بالإعراض عنهما كما هو معلوم لدى الجميع ، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى برد التنازع إلى الكتاب والسنة فاختلاف المسلمين وتنازعهم الواجب فيه الرد إلى الكتاب والسنة ، ولعل من أسباب الفرقة بين المسلمين الجهل بالكتاب والسنة ، ومن الخطإ البين جعل كلام العلماء مخالف للكتاب والسنة بدون برهان وأراه من التجني على الأئمة ، أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
الجكني(1/2886)
06-16-2006, 11:28 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
قرأت تعليقكم وأعجبنى فيه قولكم :" الوقت ثمين لايصرف إلا ما فيه فائدة " وباقيه ما فهمت المقصود منه ،كما لم أفهم قولكم :" والعقيدة من أهم العلوم 00إلى قولكم " لدى الجميع "
وأما قولكم :" ولعل من أسباب الفرقة بين المسلمين الجهل بالكتاب والسنة " فهذا يا أخي (هروب ) من الحقيقة المرة ،وهل هذا الخلاف والإختلاف إلا بين العلماء ، فإذا كان علماء المسلمين يجهلون الكتاب والسنة فمن يعلمها إذن ؟ السبب يا أخي هو عندما (نزلت ) هذه الأبحاث العويصة والدقيقة والمبنية على علوم قبلها للعامة 0وليس كل ما يعلم يقال ،ورب إشارة أبلغ من عبارة، ويظهر لي أني استكفيت مداخلتي في هذه الجزئية ،وأختمها بكلام للذهبي رحمه الله ذكره في ترجمته للإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى ،قال الذهبي :"رأيت للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي ،سمعت أبا حازم العبدوي ،سمعت زاهر بن أحمد يقول : لما قرب حضور أجل أبي الحسن في داري ببغداد دعاني فأتيته فقال :اشهد علي أني لا أكفر أحداً من أهل القبلة ،لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد ،وإنما هذا كله اختلاف العبارات 0
ثم قال الذهبي :" قلت :وبنحو هذا أدين ،وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول :أنا لا أكفر أحداً من الأمة ،ويقول :قال النبي صلى الله عليه وسلم :"لايحافظ على الوضوء إلا مؤمن " فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم 0السير :15/88
والله من وراء القصد
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-17-2006, 12:34 AM
جزاك الله خيراً لقد خرجت عن الموضوع ؟ لا بد للكاتب من التأني وسعة الصدر والتجرد من العواطف فالمداخلة التي قلت إنك لم تفهمها فلعلك تقرأها بتأمل وتأن حتى تفهمها ، وأما قولك فهذا يا أخي (هروب ) من الحقيقة المرة فما ذا تعني بالهروب ؟؟ وأين هذا الهروب ؟؟(1/2887)
وأيضاً قولك : السبب يا أخي هو عندما (نزلت ) هذه الأبحاث العويصة والدقيقة والمبنية على علوم قبلها للعامة وليس كل ما يعلم يقال ،ورب إشارة أبلغ من عبارة، ما هذا الكلام ؟؟ وأي عواصة في هذه البحوث ؟؟ ولعلها عويصة على من لم يتفهمها أو يعرف المقصود منها ، وماهي علاقة كلام الذهبي نقلاً عن أبي الحسن الأشعري وابن تيمية رحمهم الله بالموضوع الذي نحن بصدده ؟؟
---
الجكني
06-17-2006, 02:16 AM
وجزاك بمثله ، أنا - وأعوذ بالله من هذه الكلمة - لم أخرج عن الموضوع ، ولكن فعلاً حاولت أن أفهم ما علاقة الذي طرحته بموضوعنا ،فلم أفهم ، وذكرت ذلك بأسلوب مختصر ،ويظهر لي أنك أيضاً لم تفهم ما أردته ، وإليك تفصيل كل ذلك :
1- لم أفهم علاقة قولك :" ومن ناحية أخرى كتب الأئمة يجب احترامها 00" بموضوعنا ، فهل هناك من تطرق لكتب العلماء بغير الاحترام ، أم أن الاحترام الذي تقصده هو (وجوب ) قبولها والاقتناع بها وبما فيها من (تناقضات ) ،الاحترام يا أخي شيء والقبول شيء و(فرض وإيجاب ) القبول شيء ،0
2- لم أفهم علاقة قولك :" الكلام في العقائد 000ضوابط ومعايير شرعية "ماهي هذه الضوابط والمعايير الشرعية عند العلماء في العقائد ؟ومن هؤلاء العلماء الذين وضعواها ؟وما مصدرهم ؟ وما حكم من لم ير الأخذ بها ؟الأمر يا أخي ليس بالسهولة التي يتصورها كل من حفظ كلمة أو كلمتين لإمام واحد من الأئمة وأخذ يحكم على المسلمين من خلال ذلك ، أو أنه اقتنع برأي وجادل عنه إن بالحق وإن بالباطل ، (ووالله لا أقصدك ) وإنما أتكلم على العموم ،حتي رأينا رأي العين من يتكلم في عقائد الناس وهو لايكاد يحفظ جزئين من كتاب الله تعالى فضلاً عن عدم معرفته لكثير من فرض العين الذي عليه ،0(1/2888)
3- لم أفهم قولك :" العقيدة من أهم العلوم 00الخ " وأسألك أولاً :ما تعريف (العقيدة ) وما تعريف (العلم ) فهذه مصطلحات لابد من معرفتها وتعريفها حتى نعلم حدودها وضابطها (جمعاً ومنعاً )
4- لم أفهم قولك :" الكتاب والسنة تعظيمهما باتباعهما وليس بالإعراض عنهما 00" ما دخل هذا الكلام هنا ، حتى ياأخي لقد هممت بك سوءاً وهو أن تكون تقصد أن كل من عارضك فيما تذهب إليه في هذه المسألة ،وأن كل من شك ورد ما كتبته عن (عقيدة الإمام أحمد)هذه أنه (معرض ) عن كتاب الله تعالى ، أرجو أن أكون مخطئاً فيما فهمته ،وإلا صدقني لم أجد مدخلاً لكلامك هذا غير هذا التلميح الخطير ، وإلا قل لي بربك أين في مداخلاتي ومداخلات غيري إعراض عن كتاب الله تعالى ، ووالله ما كتبت حرفاً إلا ابتغاء رضوان الله تعالى وحفاظاً على كتابه من أن يحكم عليه بكتاب (مشكوك ) و(مطعون ) في نسبته لمؤلفه ،والخوف كل الخوف يا أخي أن تجعل اتباع الكتاب والسنة مرتبط باتباع كتاب (الرد على الجهمية ) وغيره ،
5- أما (الهروب ) الذي أقصده فلا يمكن أن تعرفه إلا إذا قرأت التاريخ قراءةفاحصة محايدة 0والله من وراء القصد
---
الجكني
06-17-2006, 02:37 AM
وأما قولك :" أي عواصة في هذه البحوث 00الخ" ألا ترى أن تقرير مسألة من مسائل العقيدة الكبرى المختلف فيها بين (العقائديين ) لايمكن بسطها إلا بأسلوب منطقي جدلي0
خذ مثلاً مسألة (الكلام ) والله لن يستطيع (عقدي ) أن يشرحها ويبسطها إلا إذا تمكن من علم (الكلام ) ومعرفة مدلول (الكلام )عند المعتزلة وعند الأشاعرة وغيرهم ،ثم ما علة كل فرقة فيما ذهبت إليه ،ثم كيف يبين بطلان كل قول وهكذا(1/2889)
وخذ مسألة أخيرةوهي مسألة (الكسب ) عند الأشعري ، هذه المسألة التي حار فيها المتكلمون ، يا أخي :علم (الكلام ) أو (العقيدة ) لو لم يكن علماً عويصاً لما أفنى فيه الإمام ابن تيمية وغيره من كبار العلماء الذين أفنوا أعمارهم في الرد على أهله وبيان بطلانه
وأما علاقة ما ذكره الذهبي عن الأشعري فهي واضحة وضوح الشمس لمن تأمل 0
والله من وراء القصد
---
السائح
06-17-2006, 03:49 AM
شكراً على تصحيح اسم ابن المبارك فهو فعلا غير عبدالله رحمه الله
بارك الله فيك وزادك من فضله.
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-17-2006, 02:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قولك : ما المانع من ترك كل الكتب التي فيها بعض أخطاء بل المانع من ترك كل الكتب ( الكلامية ) عفواً ( العقدية ) واكتفينا بما قال الله ورسوله ،ألا يسعنا ما وسع أمة محمد صلي الله عليه وسلم ، وقولك : والله الذي لا إله إلا هو إني لا أحب الكلام في (العقائد ) لا جهلاً بها وبمذاهبها ، وإنما لاعتقادي الجازم بأن الخلاف فيها وتشعيبه هو من أكبر أسباب الفرقة بين المسلمين إلى يومنا هذا ، فكل فرقة تكفر الأخرى وتبدعها وتضللها .... ،(1/2890)
هذا كلام خطير جداً وغير لائق نشره للناس وهو الدعوة إلى ترك كتب السلف بدعوى أننا نكتفي بالكتاب والسنة ، وهل يوجد تعارض بين كتب السلف مع الكتاب والسنة حتى نتركها مع أن علماء السلف لم يؤلفوا الكتب إلا لبيان القصود من الكتاب والسنة وتوضيح ذلك للناس ، والمعيار لكلامهم هو الكتاب والسنة كلهم يوصي بعرض كلامه على الكتاب والسنة فإن وافق الكتاب والسنة فبها وإن خالف الكتاب والسنة فيرمى بقولهم عرض الحائط هذا معنى كلامهم وقد سبق التنبيه على ذلك ، ومن ناحية أخرى الحكم على المسلمين بأنهم فرق كل تكفر وتضلل وتبدع الأخرى ... هذا فيه نوع من التشنيع والتشهير والمبالغات التي لا تجوز ولا تنبغي للمسلم أن يتجرأ عليها ، وأذكرك بقول الله عز وجل ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) سورة ق . آية : (18) ، وبقوله : ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) سورة الإسراء من الآية ( 53 ) ، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت . أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم ( 5672 ) ، ورقم ( 5784 – 5785 ) ورقم ( 6110 ) ، ومسلم رقم ( 47 – 48 ) 1 / 68 ، وقال عيسى بن مريم ( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله : فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد ، فإنما الناس مبتلى ومعافى ، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية ) رواه مالك في الموطأ 2 / 986 ، وابن أبي شيبة رقم ( 34230 ) 7 / 65 ورقم ( 31879 ) 6 / 340 ، وقال ابن عباس : العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت والعاشرة اعتزالك عن الناس . مسند الفردوس رقم ( 4231 ) 3 / 82 ، وصفوة الصفوة 4 / 257 ، وتاريخ جرجان ص 250 ، وقال رجل لعمر بن عبد العزيز: ( اجعل كبير المسلمين عندك أباً ، وصغيرهم ابناً(1/2891)
، وأوسطهم أخاً ، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه) جامع العلوم والحكم 2 / 283 ، وقال يحي بن معاذ الرازي: ( ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره ،وإن لم تفرحه فلا تغمه ،وإن لم تمدحه فلا تذمه ) جامع العلوم والحكم 2 / 283 ، وقال ابن عمر لرجل سأله عن العلم : فقال ( إن العلم كثير ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس ،خميص البطن من أموالهم ،كاف اللسان عن أعراضهم ، لازماً لجماعتهم ، فافعل ) سير أعلام النبلاء 2 / 221 ، ولعلك نسيت الموضوع وهو ( كتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل ) هل هو للإمام أحمد أم لا ؟ الذي وصفته أنت في كتاباتك بعدة أوصاف وهي قولك : ( مشكوك فيه ) ، ( ومطعون فيه ) ، ( ارتباك ) ( وخلط ) ، ( العويص ) ، ( التناقضات ) إلى غير ذلك من الأوصاف التي وصفته بها في كتاباتك ، فالكتاب مطبوع ومحقق ومقابل على أصول فالذي ينفيه عن صاحبه مطالب بإثبات دليل النفي القاطع ، أما التكهنات والتوقعات هذه لا تقدم ولا تؤخر ، وأما مسألة علم الكلام التي أدخلتها أخيراً وغيرها من المسائل هذا ليس مقام بسطها ، ولكل مقام مقال ، وفي حالة بسطها لابد من التفريق بين علم التوحيد وهو معرفة الله بأسمائه وصفاته المنصوص عليهما في الكتاب والسنة وبين علم الكلام الفلسفي المذموم الذي لا نص عليه لا من كتاب ولا من سنة ، وفيما يخص مسألة الكلام عند المعتزلة والأشاعرة التي ذكرتها وحلفت عليها بالله كما حلفت على غيرها ، وكما تعلم ما تعبدنا الله بكلام المعتزلة ولا الأشاعرة ، ولسنا بحاجة إليهم ولا إلى كلامهم فقد أغنانا الله عنهم وعن كلامهم بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبكلام علماء السلف الذين بينوا المراد من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن ناحية أخرى من باب النصيحة الحلف بالله ليس بالأمر الهين ولا ينبغي التعود عليه في كل صغيرة وكبيرة قال الله تعالى ولا تجعلوا الله عرضة(1/2892)
لأيمانكم ، ويمكن تأكيد الكلام بدون الحلف بالله عز وجل ، إلا إذا كان من باب لغو اليمين مثل لا والله وبلى والله فهذا شيء آخر وله حكمه الذي يخصه ، وأما طلبك تعريف العلم وأقسامه كان عليك أن ترجع إلى الكتب حتى تتمكن من تلك التعاريف وإليك بعضها مجملاً لأن هذا ليس مكان بسطها ، ( العلم ) من تعريفه أنه هو : الإدراك ومعرفة المعلوم على ما هو به ، و ( العلم المكتسب ) هو ما يقع عن نظر واستدلال و ( العلم الضروري ) هو الذي لم يقع عن نظر واستدلال كالعلم الواقع بإحدى الحواس الخمس ، وإذا أردت أن تتوسع في التفريعات والأقسام فارجع إلى مظانه فستجده إن شاء الله تعالى وكذالك معرفة الضوابط والمعايير الشرعية التي بينها العلماء في العقائد هذا كله موجود في محله وهو سهل جداً لمن يريد الفائدة ، وليس بالعويص كما تقرره أنت في كتاباتك ، وليس هذا مقام بسطه ولكل مقام مقال ، أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
الجكني
06-17-2006, 03:01 PM
أما وقد فهمت من سؤالي الفرضي "مالمانع من ترك الكتب (الكلامية )والتي تسميها أنت (العقيدة ) والإكتفاء بكتاب الله ورسوله " الدعوة إلى ترك كتب السلف ،وخطت يمينك ما نحن في غنى عنه ، ووصفت الأمر ب (الخطورة)وغير لائق نشره بين الناس ‘وكأني بك تتحكم في ما هو لائق وغير لائق
وادعائك أن القول بأن فرق المسلمين يكفر بعضهم بعضاَهو نوع من التشهير 00الخ أقول :أما وقد أوصلت الكلام إلى هذا الحد فأرى أننا ننفخ في الهواء ونتكلم مع من في فمه ماء
وعند الله تجتمع الخصوم والله من وراء القصد
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-17-2006, 05:54 PM
جزاك الله خيراً المقصود هو الفائدة للجميع ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-17-2006, 07:06 PM(1/2893)
كنتَ ستختصر الطريق عليك وعلى المسلمين، وستكون أنفع لهم لو قلتَ: إني لا أملك دليلاً ولا أستطيع أن أثبت نسبة هذه الرسالة إلى أحمد بن حنبل، ولكني وجدتها معزوّةً إليه فنسختها لكم ، والعهدة على رواتها ونساخها وناقليها. وكفى الله المؤمنين القتال.
فالطباعة ليست توثيقاً، إنما هي نسخ جديد فقط. والتحقيق له أصوله وقواعده،وما أكثر مُدّعيه.
الأخ الجكني: لقد أتعبت الأخ يحيى شريف في قضية الضاد، فقد كنت ملزماً إما أن تغير تعريف الرخاوة أو تخطئ أحد الفريقين علماء النحو والتجويد أو القراء الذين ينطقونها شديدة.فلا محيص عن أحد هذين المهيعين لكنّك شرّقْتَ وغربت !
فسلّط الله عليك من يتعبك!
عين بعين، وكما تدين تدان
ولو سمحت لي لقلت ممازحاً:
وما من يد إلا يد الله فوقها ولا ظالمٍ إلا سيبلى بأظلمِ
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-18-2006, 01:10 AM(1/2894)
جزاك الله خيراً الدكتور عبد الرحمن الصالح أنا الذي قلته بأن الذي ينفي الكتاب عن مؤلفه مطالب بالدليل لأن الكتاب ذكره جمع من علماء الحنابلة ولم يطعنوا فيه وأثبتوه للإمام أحمد وهم القاضي أبو يعلى في الطبقات والحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد وغيرهم ، والكتاب مطبوع وحققه عبد العزيز السيروان طبع عام 1988 م ، الناشر دار قتيبة ، بيروت ، وذكر في خاتمته أنه قابله على نسخة قديمة تم نسخها في ليلة الثلاثاء الرابع من ربيع الأول سنة ست وسبعين وخمسمائة ، 576 هـ فقال : وكان تمام نسخه على يد حامد بن محمد أديب التقي في 13 رمضان سنة 1342 هـ من نسخة قديمة في المكتبة العمومية الظاهرية بدمشق من كتاب الأمر بالمعروف للخلال رقم 245 حديث ، ثم جرت مقابلته مرة ثانية على مخطوط المكتبة الظاهرية المذكور أعلاه من قبل الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان والسيدة ابتسام محمد جميل ميرخان في يوم الجمعة 10 ذي الحجة سنة 1406 .وذكر أنه من رواية مسدد بن مسرهد ، فقال : روى القاضي أبو يعلى محمد بن محمد بن الحسين بن خلف الفراء في الطبقات والحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد وذكر القاضي برهان الدين إبراهيم بن مفلح في كتابه المقصد الأرشد أن أبا بكر أحمد بن محمد البردعي التميمي قال لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة يعني في القول بخلق القرآن وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء كتب إلى أحمد بن حنبل أن أكتب إلي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ورد الكتاب على أحمد بن حنبل بكى وقال إنا لله وإنا إليه راجعون يزعم هذا البصري أنه قد انفق على العلم مالاً عظيماً وهو لا يهتدي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم(1/2895)
الحمد الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى وينهونه عن الردى ويحيون بكتاب الله الموتى وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجهالة والردى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن آثارهم على الناس ينفون عن دين الله عز وجل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الضالين الذين عقدوا ألوية البدع وأطلقوا عنان الفتنة مخالفين في الكتاب يقولون على الله وفي الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا في كتابه بغير علم فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما ، أما بعد وفقنا الله وإياكم لكل ما فيه رضاه وطاعته وجنبنا وإياكم ما فيه سخطه واستعملنا وإياكم عمل الخاشعين له العارفين به الخائفين منه فإنه المسؤول ... إلى آخر الكتاب ...
قلت : وكل هذه المعطيات تثبت نسبة الكتاب لمؤلفه ولا شك أن المثبت مقدم على النافي لأن المثبت علم ما لم يعلمه النافي ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ، وأيضاً النافي ليس لديه أي دليل يثبت النفي ولو قدر أنه أوجد دليل النفي فالمثبت مقدم على النافي كما هو معروف ، ووجود بعض الأخطاء أو الملاحظات الجزئية الفردية لا يدل على عدم إثبات الكتاب لمؤلفه ، فقد يبرأ الكتاب من تلك الأخطاء بالرجوع إلى أصله ، وقد يكون أخطأ فيها بعض النساخ وأضاف تلك العبارات فقد يكون يراها من باب الشرح والتوضيح والتقريب عنده ، ومثل ذلك كثير وقد سبقت تلك المسائل كاملة في المكاتبات السابقة مع الدكتور الجكني ، ومن ناحية أخرى اعتذر للإخوان عن الإطالة ، وما أرت إلا الفائدة للجميع ، ولم أرد إتعاب الأخ الجكني ، ولكني طالبته بالدليل الذي يثبت نفي الكتاب عن مؤلفه ، وأعوذ بالله أن أكون من الظالمين الذين أشرت لهم في بيتك :
وما من يد إلا يد الله فوقها ** ولا ظالمٍ إلا سيبلى بأظلمِ(1/2896)
ولكن لا بأس ما دمت ذكرته من باب المزح ، أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
الجكني
06-18-2006, 02:48 AM
أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الصالح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،وبعد :
العبد الضعيف لم يتعب الشيخ الفاضل محمد يحي شريف ، بل ماكان مني ومنه إلا مداولات في مسألة علمية متعلقة بحرف من كتاب الله تعالى ،ولو رجعت إلى المداخلات لوجدت ما تكرم هو بتسطيره أطول وأكثر مما كان من العبد الضعيف ،ولكن يا أخي التعب في مثل هذا محمود ومرغوب إن شاء الله 0
وأما البيت الذي أنشدته (ممازحا) فإني أبرأ إلى الله منه وكذا أنزه أخي الشيخ أبو عبد الله عنه ،فوالله لم يظلمنى كما أني لم أظلم الشيخ شريف،واسمح لى أن أبدل عجز البيت بهذه العبارة وأقصد بها أخي أبو عبد الله :
ولا (عالم )إلاسيبلى (بأعلم ) وأكرر اعتذاري لكم وللشيخين الفاضلين إن كان بدر مني مالا يليق ،فالعلم رحم بين أهله
وأذكر لأخي أبو عبد الله أني لست بصدد (نفي ) أو (إثبات ) الكتاب للإمام أحمد وإنما هي معلومة جاءت عرضاً0والله من وراء القصد
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-18-2006, 03:12 AM
<قلت : وكل هذه المعطيات تثبت نسبة الكتاب لمؤلفه ولا شك أن المثبت مقدم على النافي لأن المثبت علم ما لم يعلمه النافي ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ، وأيضاً النافي ليس لديه أي دليل يثبت النفي ولو قدر أنه أوجد دليل النفي فالمثبت مقدم على النافي كما هو معروف >
استشهاد بكلمات في غير سياقها ، وإيراد لها على غير وجهها.
وعلى هذه الطريقة يكون كلُّ كذاب مقدما على مكذبيه، وناحل على مفنديه!!!
بل يمكن والله أن يُنحل كتاب على مؤلفه ومؤلف حيٌّ يُرْزق
وقد رأينا جرائد تقوِّل شيوخاً ما لم يقولوه ، وتزيد في ما قالوه كلمة أو كلمتين تُحقق بها مآرب أخرى
وبالجملة :
ليس مثل هذا الأمر مما يحتاج إلى إراقة حبر كثير فيه(1/2897)
وحتى لو ظنّ ابن الجوزي أو أبو يعلى صحته فلسنا ولا أحد من الأمة مُلزم باتباع ظنهما
ومجرد نشر هذا الكتاب معزوّاً إلى أحمد دون أن تشنّ عليه حملة يكشف عن حال "العلم" اليوم!
ومجرد عدّ مثل هذا التساهل، وهذه الطريقة في معاملة الكتب تحقيقاً يكشف حال التحقيق بين مدّعيه!
ومجرّد إيرادك لمثل هذه النصوص في غير محلها يكشف أن بيني وبينك شعرة معاوية قبل أن نؤذن بـ"الحرب"!
أم تراك حاملي على ما حملني سواك أن أنشد:
لجأتُ إلى السكوت من التلاحي * كما لجأ الجبانُ إلى الفرارِ
---
الجكني
06-18-2006, 03:17 AM
كان الله في عونك يا دكتور مع الشيخ أبي عبد الله ،وهنا حق لشهرزاد أن تقول :
وكل باحث سيبلى بأبحث
(ممازحا) والله لا (متهكما)
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-18-2006, 03:27 AM
كان الله في عونك يا دكتور مع الشيخ أبي عبد الله ،وهنا حق لشهرزاد أن تقول :
وكل باحث سيبلى بأبحث
(ممازحا) والله لا (متهكما)
وما أروع إيرادك لـ(العلم رحم بين أهله)!
وعسى أن يكون الأخ أبو عبدالله أكثر تشدداً في قبول العلم!
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-18-2006, 04:18 AM
أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الصالح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،وبعد :
وأما البيت الذي أنشدته (ممازحا) فإني أبرأ إلى الله منه وكذا أنزه أخي الشيخ أبو عبد الله عنه ،فوالله لم يظلمنى كما أني لم أظلم الشيخ شريف،واسمح لى أن أبدل عجز البيت بهذه العبارة وأقصد بها أخي أبو عبد الله :
ولا (عالم )إلاسيبلى (بأعلم ) وأكرر اعتذاري لكم وللشيخين الفاضلين إن كان بدر مني مالا يليق ،فالعلم رحم بين أهله
وأذكر لأخي أبو عبد الله أني لست بصدد (نفي ) أو (إثبات ) الكتاب للإمام أحمد وإنما هي معلومة جاءت عرضاً0والله من وراء القصد
أخي الكريم كلُّنا بضاعتنا مزجاة
والله تعالى قد علمنا أصول العلم فقال عز من قائل:"ولا تَقْفُ ما ليس لك به عِلْم"(1/2898)
وفي مثل هاتيك الكتب التي تتحدث في أمور مهمة جدا لا تسوغ الجرأة على الخوض فيها لكلّ من هب ودبّ! بل على المسلم أن يكون أكثر تواضُعاً، فيضع الأمور في نصابها.
اهل العلم شكّوا في نسبة كتاب (الفقه الأكبر) الى أبي حنيفة، وشكوا في نسبة (رسالة الإمام مالك الى هارون الرشيد) وفي صحة كتاب (الحيدة) وغيرها كثير.
لكن يريد بعض الإخوة أن يتساهل في قبول نسبة كتاب لا خطام له ولا زمام!!
ما فرق ما بيننا وبين الروافض إذن؟
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-18-2006, 08:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكما الله خيراً ،الموضوع ما يحتاج إلى إطالة ، الكتاب أثبتته وأقرته جماعة من علماء الحنابلة وهم القاضي أبو يعلى في الطبقات والحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد ، فأثبتوا لنا الذين نفوه حتى نقارن بين المثبت والنافي مع أن العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب فالمثبت مقدم على النافي ، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ، وأما قولك : استشهاد بكلمات في غير سياقها ، وإيراد لها على غير وجهها ، فما هو وجهها وسياقها ؟؟ ولتعلم أن هذه الكلمات ليس نصاً وحتى يحصر في سياق أو وجهة معينة بل هي قاعدة مضطردة في كل نفي وإثبات ، ونفي الكتب ليس مجال اجتهاد ولا قياس ، ومجرد شكوى اهل العلم للكتب لا تنفي ولا تثبت ، والكتب التي ذكرت أنهم شكوها لا تزال تطبع يوماً بعد يوم لأنهم لم يثبتوا النفي بدليل مقنع ، فلا بد من إقامة الحجة المقنعة على نفي الكتاب حتى يحذر منه ، وأما مجرد النفي المجرد أو الظن والتوقعات لا تدل على نفي ولا إثبات ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/2899)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (علم إعراب القرآن تأصيل وبيان) للدكتور يوسف بن خلف العيساوي
---
صدر حديثاً (علم إعراب القرآن تأصيل وبيان) للدكتور يوسف بن خلف العيساوي
---
عبدالرحمن الشهري
03-14-2007, 11:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً عن دار الصميعي في الرياض الطبعة الأولى 1428هـ من كتاب :
علم إعراب القرآن : تأصيل وبيان
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/645f857ed5112f.jpg
للدكتور يوسف بن خلف العيساوي .
ويقع الكتاب في مجلد واحد عد صفحاته 355 صفحة من القطع العادي. وقد قدم للكتاب الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن ، وأنقل لكم مقدمته ففيها إجمال لما في الكتاب . قال حفظه الله :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه النبي العربي الأمين.
وبعد فهذا كتاب نفيس في علم إعراب القرآن ، تناول جوانب كثيرة تخص هذا الموضوع ، ولا أعلم أحداً كتب فيه كتاباً مستقلاً.
وبنى الباحث كتابه بعد المقدمة على تمهيد وخمسة فصول وخاتمة .
تناولت المقدمة خطة الكتاب ، وأسباب الكتابة في هذا الموضوع ، وتناول التمهيد معنى إعراب القرآن والآثار التي جاءت فيه ، ومعنى إعراب القرآن عند الدارسين المحدثين ، وحده الذي انتهى إليه .
والفصل الأول : تناول نشأة إعراب القرآن وأهميته .
والفصل الثاني : في أصالة إعراب القرآن وتكامل فنه .
والفصل الثالث : في مصادر إعراب القرآن ومناهجه .
والفصل الرابع : في آداب المُعرب .
والفصل الخامس : في ضوابط إعراب القرآن الكريم .
وخاتمة الموضوع : فيها أهم النتائج .
ثم ختم كتابه بثبت للمصادر والمراجع التي زادت على ثلاث مئة وخمسين كتاباً.(1/2900)
وسيجد القارئ لهذا الكتاب إحصاءاً شاملاً لكل ما ألف في إعراب القرآن الكريم قديماً وحديثاً ، وفي الكتاب تصحيح لكثير من الأوهام التي وقع فيها باحثون قدماء ومحدثون في نسبة قسم من كتب إعراب القرآن .
وفيه فوائد كثيرة تصيدها الباحث من بطون أمات المصادر التي رجع إليها ، وهي تدل بحق على سعة اطلاعه وتتبعه لكل ما يصدر من تراثنا ، وهذه السمة التي عرفتها عند الدكتور يوسف العيساوي قديمة ، وهي التي تكون شخصية الباحث .
فجزاه الله - تعالى - عن كتابه هذا خير الجزاء ، لقد بذل جهداً مشكوراً في إنجازه ، وهو يعد خدمة لكتاب الله تعالى ، يرفد به المكتبة القرآنية ، راجياً له كل خير في أعمال لاحقة إن شاء الله تعالى .
والحمد لله أولاً وآخراً ، إنه نعم المولى ونعم النصير .
أ.د. حاتم صالح الضامن
بغداد - العراق
12 رمضان 1427هـ
25 تشرين الأول 2006م
الرياض في 24/2/1428هـ
---
جمال أبو حسان
03-15-2007, 09:18 AM
من يتكرم فيرسل الي الكتاب وانا ارسل له الثمن
---
د.يسري خضر
03-18-2007, 02:37 PM
الدكتور الكريم
الكتاب بين يدي ولا اعرف العنوان الذي ارسله عليه فاكتبه مشكورا وسيصلك باذن الله
---
جمال أبو حسان
03-18-2007, 03:40 PM
قد تكرم علينا شيخنا الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري وارسله وهو في الطريق الينا فشكر الله تعالى له ولكم ايها الاستاذ الفاضل
---
عبدالرحمن الشهري
03-27-2007, 11:48 AM
وهناك كتاب آخر بعنوان :
إعراب القرآن الكريم
دراسة في منهجية التأليف حتى نهاية القرن السادس الهجري
للدكتورة مي فاضل الجبوري
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64608d8e61a224.jpg
وأصله رسالة ماجستير تقدمت بها الباحثة بإشراف الدكتور حاتم الضامن والدكتور عدنان سلمان الدليمي وفقهما الله .
وقد طبع الكتاب في بغداد عام 2001م .(1/2901)
وقد درست فيه الباحثة مناهج أهم وأشهر كتب إعراب القرآن الكريم ، وما اشتملت عليه من موضوعات ، وعرفت بمؤلفي هذه الكتب .
---
محب القراءات
03-29-2007, 09:33 AM
جزاك الله خيرا يا دكتور عبد الرحمن على جهودك
ودائما أنت سباق للخير والنفع فقد اشتريت كتاب (علم إعراب القرآن تأصيل وبيان ) قريبا وكنت أنوي أن أكتب نبذة عنه , فإذا بي أجدك قد سبقت لذلك , أسأل الله أن يبارك في علمك ووقتك ويجعلك مباركا أينما كنت
---
(1/2902)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من بدائع التحرير و التنوير : الحلقة الثالثة .
---
من بدائع التحرير و التنوير : الحلقة الثالثة .
---
أبو زينب
04-03-2005, 02:04 PM
يقول الله سبحانه و تعالى في الآية 101 من سورة النحل :
{ وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُو?اْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }
و قد اتفق المفسرون على أن التبديل هنا هو النسخ و استدلوا بالآية :" ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها " ( البقرة -106 ).
و أنقل هنا أنموذجا لتلك الآراء من تفسير الخازن ( لباب التأويل في معاني التنزيل ). يقول رحمه الله :
وإذا نسخنا حكم آية فأبدلنا مكانه حكماً آخر والله أعلم بما ينزل اعتراض دخل في الكلام، والمعنى والله أعلم بما ينزل من الناسخ وبما هو أصلح لخلقه، وبما يغير ويبدل من أحكامه أي هو أعلم بجميع ذلك مما هو من مصالح عباده، وهذا نوع من توبيخ وتقريع للكفار على قولهم للنبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله تعالى { قالوا إنما أنت مفتر } أي تختلقه من عندك، والمعنى: إذا كان الله تعالى أعلم بما ينزل فما بالهم ينسبون محمداً إلى الافتراء والكذب لأجل التبديل والنسخ؟ وإنما فائدة ذلك ترجع إلى مصالح العباد، كما يقال: إن الطبيب يأمر المريض بشرب دواء ثم بعد ذلك ينهاه عنه ويأمر بغيره لما يرى فيه من المصلحة .
أما الشيخ ابن عاشور فقد فسر التبديل بـ :
" مطلقُ التغاير بين الأغراض والمقامات، أو التغاير في المعاني واختلافها باختلاف المقاصد والمقامات مع وضوح الجمع بين محاملها ".(1/2903)
ثم بين سبب نزول الآية عندما وصف تعمد المشركين " التّمويه فيما يأتي من آيات القرآن مخالفاً لآيات أخرى لاختلاف المقتضي والمقام. والمغايرة باللين والشدّة، أو بالتعميم والتخصيص، ونحو ذلك مما يتبع اختلافه اختلاف المقامات واختلاف الأغراض واختلاف الأحوال التي يتعلّق بها، فيتّخذون من ظاهر ذلك دون وضعه مواضعه وحمله محاملهُ مغامز يتشدّقون بها في نواديهم، يجعلون ذلك اضطراباً من القول ويزعمونه شاهداً باقتداء قائله في إحدى المقالتين أو كلتيهما. وبعض ذلك ناشىء عن قصور مداركهم عن إدراك مرامي القرآن وسموّ معانيه، وبعضه ناشىء عن تعمّد للتجاهل تعلّقاً بظواهر الكلام يلبّسون بذلك على ضعفاء الإدراك من أتباعهم، ولذلك قال تعالى: {بل أكثرهم لا يعلمون } ، أي ومنهم من يعلمون ولكنهم يكابرون.
روي عن ابن عباس أنه قال: «كان إذا نزلت آية فيها شدّة ثم نزلت آية ألين منها يقول كفار قريش: والله ما محمد إلا يسخر بأصحابه، اليوم يأمر بأمرٍ وغداً ينهى عنه، وأنه لا يقول هذه الأشياء إلا من عند نفسه» .
وهذه الكلمة أحسن ما قالهُ المفسّرون في حاصل معنى هذه الآية " .
و عمد إلى تقسيم التبديل إلى قسمين موضحا كل قسم بالأمثلة :
القسم الأول : نسخ الأحكام , مثل نسخ قوله تعالى:{ ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها }[سورة الإسراء: 110] بقوله تعالى:
{ فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين }[سورة الحجر: 94]. وهذا قليل في القرآن الذي يقرأ على المشركين لأن نسخ الأحكام إنما كثر بعد الهجرة حين تكوّنت الجامعة الإسلامية، وأما نسخُ التلاوة فلم يرد من الآثار ما يقتضي وقوعه في مكّة فمن فسّر به الآية كما نقل عن مجاهد فهو مشكل.(1/2904)
القسم الثاني : التعارض بالعموم والخصوص ونحو ذلك من التعارض الذي يحمل بعضه على بعض، فيفسّر بعضه بعضاً ويؤوّل بعضه بعضاً، كقوله تعالى:{ والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون لمن في الأرض }في سورة الشورى (5) مع قوله تعالى:{ الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا }في سورة المؤمن (7)، فيأخذون بعموم{ ويستغفرون لمن في الأرض }[سورة الشورى: 5] فيجعلونه مكذّباً لخصوص{ ويستغفرون للذين آمنوا }[سورة غافر: 7] فيزعمونه إعراضاً عن أحد الأمرين إلى الأخير منهما.
وكذلك قوله تعالى:{ واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً }[سورة المزمل: 10] يأخذون من ظاهره أنه أمر بمتاركتهم فإذا جاءت آيات بعد ذلك لدعوتهم وتهديدهم زعموا أنه انتقض كلامه وبدا له ما لم يكن يبدو له من قبل.
وكذلك قوله تعالى:{ وما أدري ما يفعل بي ولا بكم }[سورة الأحقاف: 9] مع آيات وصف عذاب المشركين وثواب المؤمنين.
وكذلك قوله تعالى:{ ولا تزر وازرة وزر أخرى }[سورة الإسراء: 15] مع قوله تعالى:{ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم }[سورة النحل: 25]
ومن هذا ما يبدو من تخالف بادىء الأمر كقوله بعد ذكر خلق الأرض{ ثم استوى إلى السماء }في [سورة فصلت: 11] مع قوله تعالى:{ والأرض بعد ذلك دحاها }من سورة النازعات (30)، فيحسبونه تناقضاً مع الغفلة عن محمل بعد ذلك من جعل (بعد) بمعنى (مع) وهو استعمال كثير، فهم يتوهّمون التناقض مع جهلهم أو تجاهلهم بالوَحَدات الثمانية المقرّرة في المنطق.(1/2905)
و لزيادة إيضاخ معنى التبديل في الآية يضيف - رحمه الله - قائلا : " فالتبديل .... هو التعويض ببدل، أي عوض. والتعويض لا يقتضي إبطال المعوّض ـ بفتح الواو ـ بل يقتضي أن يجعل شيء عوضاً عن شيء. وقد يبدو للسامع أن مثل لفظ المعوّض ـ بفتح الواو ـ جعل عِوضاً عن مثل لفظ العوض ـ بالكسر ـ في آيات مختلفة باختلاف الأغراض من تبشير وإنذار، أو ترغيب وترهيب، أو إجمال وبيان، فيجعله الطاعنون اضطراباً لأن مثله قد كان بُدل ولا يتأملون في اختلاف الأغراض " .
---
فهد الناصر
04-04-2005, 01:40 AM
نفع الله بكم يا أبا زينب ، وأنعم وأكرم بهذه البدائع والتحريرات . وابن عاشور عالم يصنف مع أئمة العلماء المتقدمين رحمه الله ، فله نفس علمي جامع موسوعي يكاد يستوعب علوم الشرع والبلاغة بذهن صاف ، وقلب واعٍ ، وتشعر وأنت تقرأ له أنك أمام عقل يعرف ما يأخذ وما يدع ، وهو في تفسيره يكاد يفوق كثيراً من المفسرين المتقدمين رحمهم الله . وأشكرك على هذه الوقفات والاختيارات من تفسيره. وقد لفت نظري مقالة للطاهر بن عاشور نشرت في شبكة التفسير على هذا الرابط :
http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1101729731&archive=1110783259&start_from=&ucat=1&do=maqalat
ومكتوب في المصدر أسفل المقالة :
منقول من كتاب (الجمهرة) وهومجموعة مقالات الشيخ الطاهر بن عاشور للأخ الفاضل علي باوزير
فكيف نحصل على هذا الكتاب ؟ هل عندكم يا أبا زينب من علم فتخرجوه لنا مشكورين ؟ أتمنى ذلك .
---
ابن الجزيرة
04-11-2005, 04:40 PM
جزاك اله خيراً وبارك الله فيك
---
أبو زينب
04-13-2005, 09:07 AM
و إياك أخي الفاضل يا ابن الجزيرة .
أما أخي فهد - حفظك الله - فليس لي علم بذلك الكتاب . ربما يقوم أخونا عبدالرحمن الشهري - أنعم الله - بمدك بالتفاصيل حول كتاب الجمهرة . فهو ناقل الموضوع بالمنتدى . على ما أظن .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---(1/2906)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > المحاسبة وأثرها على زيادة الإيمان
---
المحاسبة وأثرها على زيادة الإيمان
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
03-15-2005, 04:15 PM
اضغط هنا لتحميل الملف (http://www.a-falasi.com/maqalat.php?do=show_subject&ID=16)
---
(1/2907)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تَنْزِيلُ الآياتِ على الوَاقِعِ المُعَاصِرعند الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
---
تَنْزِيلُ الآياتِ على الوَاقِعِ المُعَاصِرعند الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
---
أحمد البريدي
09-08-2006, 05:05 PM
القرآنُ الكريمُ نزلَ هدايةً للناسِ كما قال تعالى :{هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}(البقرة:من الآية185) ، وهو آيةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الباقيةُ ، فمن تمسّكَ به هُدِيَ ، ومَن حادَ عنهُ ضَلَّ سواءَ الصراطِ ، وذلكَ مِن نزولهِ إلى قيامِ الساعةِ ، فهو صالحٌ لكلِّ زمانٍ ومكان .
وتنْزيلُ آياتهِ وربطها بواقعِ الناسِ وحياتهم ميزةٌ خاصّةٌ لكلِّ مُفسِّرٍ في عصرهِ ، ولقد اعتنى الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله بهذا الجانبِ ، واهتمّ بهِ ، يظهر هذا للناظرِ في تفسيرهِ ، وسأمثّلُ لذلكَ مِن خلالِ النقاطِ التاليةِ :
أولاً : الردُّ على بعض التعبيراتِ الشائعةِ وبيانِ خطئها
عند تفسيره لقوله تعالى:{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} (البقرة: من الآية213)(1/2908)
ذكرَ مِن فوائدها :" أنّ مَن يوصف بالتبشيرِ إنّما هم الرُّسُلُ وأتباعهم ؛ وأمّا مَا تَسَمَّى بهِ دُعاة النصرانيةِ بكونهم مُبشِّرينَ فهم بذلكَ كاذبونَ ؛ إلاَّ أنْ يُرادَ أنهم مُبشِّرُونَ بالعذابِ الأليمِ ، كما قالَ تعالى:{ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}(آل عمران: من الآية21) ؛ وأَحَقُّ وَصْفٍ يُوصَفُ بهِ هؤلاءِ الدعاةُ أنْ يُوصَفُوا بالمضَلِّلِينَ ، أو المنَصِّرينَ ؛ وما نظيُر ذلكَ إلاَّ نظيرُ مَن اغْتَرَّ بتسميةِ النصارى بالمسيحيينَ ؛ لأنّ لازمَ ذلكَ أنّكَ أقْرَرْتَ أنهم يتبعونَ المسيحَ ، كما إذا قُلْتَ : " فلانٌ تَمِيمِيٌّ " ؛ إذاً هو مِن بني تميم ؛ والمسيحُ ابن مَريم يتبرأُ مِن دينهم الذي هم عليهِ الآنَ كما قال تعالى :{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ }(المائدة : من الآية116) إلى قولهِ تعالى:{مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ }(المائدة: من الآية117) الآيتين ؛ ولأنّهم رَدُّوا بشارةَ عِيسَى بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وكَفروا بِهَا ؛ فكيفَ تَصِحُّ نِسبَتهم إليهِ ؟ والحاصلُ أنّه يَنبغِي للمؤمنِ أنْ يكونَ حَذِرًا يَقِظًا لا يَغْتَرُّ بخداعِ المخادعينَ ، فيجعلَ لهم مِن الأسماءِ ، والألقابِ ما لا يَستحقُّون ". ( 1)
مثالٌ آخر : عند تفسيره لقوله تعالى :{ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} (البقرة: من الآية221)(1/2909)
ذكرَ مِن فوائدها :" الردُّ على الذينَ قالوا : " إنّ دينَ الإسلامِ دينُ مُساواةٍ " ؛ لأنّ التفضيلَ يُنَافِي المساواةَ ؛ والعجيبُ أنّه لم يأتِ في الكتابِ ، ولا في السُّنَّةِ لفْظةُ "المساواة " مُثبتاً ؛ ولا أنّ الله أمَرَ بها ؛ ولا رَغَّبَ فيها ؛ لأنّكَ إذا قُلْتَ بالمساواةِ استوى الفاسقُ ، والعَدْلُ ؛ والكافرُ ، والمؤمنُ ؛ والذكرُ، والأنثى ؛ وهذا هو الذي يريدهُ أعداءُ الإسلامِ مِن المسلمينَ ؛ لكن جاءَ دينُ الإسلامِ بكلمةٍ هي خيرٌ مِن كلمةِ " المساواة " ؛ وليسَ فيها احتمالٌ أبداً ، وهي " العَدْل " ، كما قالَ الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ }(النحل: من الآية90) ؛ وكلمةُ " العَدْلِ " تعني أنْ يُسَوَّى بينَ المتماثلينِ ، ويُفَرَّقَ بينَ المفترقينِ ؛ لأنّ "العَدْلَ " إعطاءُ كُلِّ شيءٍ ما يستحقهُ ؛ والحاصلُ : أنّ كلمةَ " المساواة " أَدْخَلَهَا أعداءُ الإسلامِ على المسلمينَ ؛ وأكثرُ المسلمينَ - ولا سِيَّمَا ذَوُو الثقافةِ العامّةِ - ليسَ عندهم تحقيقٌ ، ولا تدقيقٌ في الأمورِ ، ولا تَمْييزٌ بينَ العباراتِ ؛ ولهذا تَجِدُ الواحدَ يَظُنُّ هذهِ الكلمةَ كلمةُ نُور تُحمَل على الرؤوسِ : " إنّ دينَ الإسلامِ دينُ مُساواةٍ " ! ونقولُ : لو قُلتم : " الإسلامُ دِينُ العَدْلِ " لكانَ أَوْلَى ، وأشدُّ مطابقةً لواقعِ الإسلام ".(2 )
كما بيّنَ الشيخُ رحمه الله خطأ تقديمِ النساءِ على الرجالِ في الذِّكْرِ كَقولِهم : أيُّهَا السيدات ُوالسادة ، وبيانُ أنّ الصوابَ تقديمُ الرجالِ كما قدَّمَهُم الله في كتابهِ أخْذًا مِن قوله {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ}(النساء: من الآية7) .
ثانيًا : الردُّ على الدعواتِ المنحرفةِ
عند تفسيره لقوله تعالى :{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ(1/2910)
تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ}(المائدة: من الآية15)
قالَ :" فالذينَ يطنطنون الآيةَ ويريدونَ أنْ يُقرِّبُوا بينَ الأديانِ ويقولونَ إنّ الله سَمَّاهُم أهلَ كتابٍ زَعْمًا مِنهم أو إيهامًا مِنهم أنّ ذلكَ مِن بابِ التكريمِ لهم والرِّضَا بما هم عليهِ : نقولُ : إنّ الله لم يُخاطبهم بذلكَ تكريمًا لهم وكيفَ يكونُ ذلكَ إكرامًا لهم واللهُ يقولُ : {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}(المائدة:60) ، لكنْ ناداهم بهذا الوصفِ إقامةً للحُجَّةِ عليهم ، وأنّ تَصرُّفَهُم أبعد ما يكون عن العقلِ ؛ لأنّ أهلَ الكتابِ يجبُ أنْ يكونوا أوّلَ عاملٍ بهِ ".( 3)
وعند تفسيره لآيةِ الدَّيْنِ ، ذكرَ مِن فوائدها :" دَحْرُ أولئكَ الذينَ يقولونَ : إنّ الإسلامَ ما هو إلاّ أعمالٌ خاصّةٌ بعبادةِ الله عز وجل ، وبالأحوالِ الشخصيةِ ؛ كالمواريثِ ، وما أشبهها ؛ وأمّا المعاملاتُ فيجبُ أنْ تكونَ خاضعةً للعصرِ ، والحالِ ؛ وعلى هذا فينسلخونَ مِن أحكامِ الإسلامِ فيما يتعلقُ بالبيوعِ ، والإجاراتِ وغيرها ، إلى الأحكامِ الوضعيةِ المبنيةِ على الظلم والجهل ".( 4)
وعند تفسيره لقوله تعالى :{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ}(البقرة: من الآية223)
ذكرَ مِن فوائدها :" أنّهُ ينبغي للإنسانِ أنْ يُحاولَ كثرةَ النَّسْلِ ؛ لقوله تعالى{حَرْثٌ لَكُمْ} ، وإذا كانت حَرْثًا فهل الإنسانُ عندما يَحرثُ أرضًا يُقلِّلُ مِن الزَّرْعِ أو يُكثِرُ مِن الزَّرْع ؟(1/2911)
فالجواب : الإنسانُ عندما يَحرثُ أرضًا يُكثِرُ مِن الزرعِ ويُؤيِّدُ هذا قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم [ تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلُودَ ](5) ؛ وأمّا القولُ بتحديدِ النَّسْلِ فهذا لا شكَّ أنّه مِن دَسَائِسِ أعداءِ المسلمين يُريدونَ مِن المسلمينَ ألاَّ يَكْثُرُوا ؛ لأنّهم إذا كَثُرُوا أَرْعَبُوهُم ، واسْتَغْنَوا بأنفسهم عنهم : حَرَثُوا الأرضَ ، وشَغَّلوا التجارةَ ، وحصلَ بذلكَ ارتفاعٌ للاقتصادِ ،وغير ذلكَ مِن المصالحِ ؛ فإذا بَقُوا مُسْتَحْسِرِينَ قَلِيلِينَ صَارُوا أَذِلَّةً ، وصَارُوا مُحتاجِينَ لغيرهم في كُلِّ شيءٍ ؛ ثم هل الأمرُ بِيَدِ الإنسانِ في بَقاءِ النَّسْلِ الذي حَدَّدَهُ ؟! فقد يَموتُ هؤلاءِ المحدَّدُونَ ؛ فلا يبقى للإنسانِ نَسْلٌ ".( 6)
ومِمَّا ذكرهُ أيضًا في هذا البابِ :
- الردُّ على القوميّةِ العربية .( 7)
- الردُّ على الشُّيُوعِيِّنَ المنكرينَ للخالقِ .( 8)
- تحريمُ الاشتراكيّةِ والدعوةِ إليها ، مع بيان خطئها ، وبيانُ حكمةِ الله في جَعْلِ الناسِ فقراءَ وأغنياء .( 9)
- بُطلان توهّمِ مَن حكَّمَ القوانينَ الوضعيّة وظَنَّ أنّ بها صالح الأمّةِ .( 10)
- الردُّ على دُعاةِ تحرير المرأةِ وبيانُ أنّ أساليبهم مُشابهةٌ لأساليبِ اليهودِ والنصارى .( 11)
- التحذيرُ مِن النصرانيّةِ ودُعاتها .( 12)
- الردُّ على مَن قالَ : إنّ تطبيقَ الحدودِ تشويهٍ للمجتمع .( 13)
ثالثًا : الردُّ عى بعض النَّظريَّاتِ الشائعةِ
عند تفسيره لقوله تعالى :{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ - وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ - لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يّس:38 - 40)(1/2912)
ذكرَ مِن فوائدها :" الردُّ على قَوْلِ مَن يقولُ : "إنّ الشمسَ ثابتةٌ وأنّها لا تدور " والعجبُ أنهم يقولونَ إنّها ثابتةٌ ، وأنّ القمرَ يدورُ حولَ الأرضِ . وهذا غلطٌ ؛لأنّ الله - سبحانه وتعالى - جعلَ الحكمَ واحدًا ، قال تعالى{وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} فإذا فسَّرنا السَّبْحَ بالدورانِ وأثبتنا ذلكَ للقمرِ فلْنُثْبِتهُ أيضًا للشمس ".(14 )
وعند تفسيره لقوله تعالى{وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}(البقرة:من الآية36)
ذكرَ مِن فوائدها :" أنّه لا يُمكن العيشُ إلاّ في الأرضِ لبني آدمَ ؛ لقولهِ تعالى : {وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}؛ ويُؤَيِّدُ هذا قولهُ تعالى:{ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ}(الأعراف: من الآية25) ؛ وبناءً على ذلكَ نعلمُ أنّ مُحاولةَ الكُفَّارِ أنْ يَعِيشُوا في غير الأرضِ إمّا في بعضِ الكواكبِ ، أو في بعضِ المراكبِ مُحاولةٌ يِائِسةٌ ؛ لأنّه لابُدَّ أنْ
يكونَ مُسْتَقَرّهُم الأرض ".(15 )
ومِن ذلكَ أيضًا : إثباتُ أنّ الضَّرْبَ مِن وسائلِ التربيةِ ، أخْذًا مِن قوله تعالى : {وَاضْرِبُوهُنَّ }(النساء: من الآية34) ، والردُّ على أهل التربية المنكرينَ لذلك .( 16)
ومِنها : الردُّ على نظريّةِ تطوّر الخلقِ ، أخذًا مِن قولهِ تعالى{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} (آل عمران: من الآية34) .( 17)
ومِنها : الردُّ على الفلاسفة القائلينَ بِقِدَمِ الأفلاكِ – أيْ غير مَخلوقةٍ - ، أخْذًا مِن الأدلّةِ التي تُثْبِتُ خَلْقَ السموات والأرض .( 18)
رابعًا : تَشابُه أهلِ الضلالِ مِن أيّامِ الرُّسُلِ إلى عصرنا في وَصْفِ مُخالفيهم
عند تفسيره لقوله تعالى :{ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ}(البقرة: من الآية13)(1/2913)
ذكرَ مِن فوائدها :" إنّ أعداءَ الله يَصِفُونَ أولياءهُ بما يُوجِبُ التنفيرَ عنهم لقولهم : {أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ}؛ فأعداءُ الله في كُلِّ زمانٍ ،وفي كُلِّ مكانٍ يَصِفُونَ أولياءَ الله بما يُوجِبُ التنفيرَ عنهم ؛ فالرُّسُلُ وَصَفَهُمْ قَوْمُهُمْ بالجنونِ ، والسِّحرِ ، والكِهَانَةِ ، والشِّعْرِ تنفيراً عنهم ، كما قال تعالى :{كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} (الذاريات:52) وقال تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ}(الفرقان:من الآية31) وورثةُ الأنبياءِ مِثْلُهُم يجعلُ الله لهم أعداءً مِن المجرمينَ ، ولكن{ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} (الفرقان: من الآية31) ؛ فمهما بلغوا مِن الأساليبِ فإنّ الله تعالى إذا أرادَ هِدايةَ أحدٍ فلا يمنعهُ إضلالُ هؤلاءِ ؛ لأنّ أعداءَ الأنبياءِ يَسلُكونَ في إبطالِ دعوةِ الأنبياءِ مَسْلَكَيْنِ ؛ مَسْلَك الإضلالِ ، والدعايةِ الباطلةِ في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ ؛ ثُمَّ مَسْلَك السِّلاحِ ؛ أيْ المجابهةِ المسلّحةِ ".( 19)
خامسًا : التوقيتُ العالميُّ هو التوقيتُ بالأهلَّةِ ، وبيانُ خطأ التوقيتِ الشائعِ اليوم
عند تفسيره لقوله تعالى:{يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ}(البقرة:من الآية189)(1/2914)
ذكرَ مِن فوائدها :" أنّ مِيقاتَ الأُمَمِ كُلِّها الميقاتُ الذي وَضَعَهُ الله لهم - وهو الأهلّة - ؛ فهو الميقاتُ العالميُّ ؛ لقولهِ تعالى : { مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ}؛ وأمّا مَا حَدَثَ أخيراً من التوقيتِ بالأشْهُرِ الإفرنجيةِ فلا أَصْلَ له مِن مَحسوسٍ ، ولا مَعقولٍ ، ولا مَشروعٍ ؛ ولهذا تجدُ بعضَ الشهورِ ثمانيةً وعشرينَ يومًا ، وبعضها ثلاثينَ يومًا ، وبعضها واحدًا وثلاثينَ يومًا مِن غير أنْ يكونَ سببٌ مَعلومٌ أوجبَ هذا الفرقَ ؛ ثم إنّه ليسَ لهذهِ الأشْهُرِ علامةٌ حِسِّيَةٌ يرجعُ الناسُ إليها في تحديدِ أوقاتهم - بخلافِ الأشْهُرِ الهلاليةِ فإنّ لها علامةً حِسِّيَةً يعرفها كُلُّ أَحَد ".( 20)
سادسًا : التحذيرُ مِن الغزْوِ الفكريِّ والأخلاقيِّ
عند تفسيره لقوله تعالى{ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (البقرة: من الآية217)
ذكرَ مِن فوائدها :" حِرْصُ المشركينَ على ارتدادِ المؤمنينَ بِكُلِّ وسيلةٍ ولو أَدَّى ذلكَ
إلى القتالِ ؛ لقوله تعالى: { وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} ؛ ولهذا كانَ الغَزْو الفِكْرِيُّ ،والغَزْو الأخْلاقِيُّ أعظمَ مِن الغَزْوِ السِّلاحِيِّ ؛ لأنّ هذا يدخلُ على الأُمَّةِ مِن حيثُ لا تَشْعُر ؛ وأمّا ذاكَ فَصِدَامٌ مُسَلَّحٌ يَنْفِرُ الناسُ مِنهُ بالطبيعةِ ؛ فلا يُمَكِّنُونَ أحداً أنْ يُقَاتِلَهُم ؛ أمّا هذا فَسِلاحٌ فَتَّاكٌ يَفْتِكُ بالأُمَّةِ مِن حيثُ لا تَشْعُر ؛ فانظر كيفَ أفسدَ الغَزْو الفِكْرِيُّ والخُلُقِيُّ على الأمةِ الإسلاميةِ أمورَ دِينهَا ، ودُنيَاهَا ؛ ومَن تَأمَّلَ التاريخَ تبينُ لهُ حقيقةُ الحال ".( 21)
وعند تفسيره لقوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ }(النساء: من الآية71)(1/2915)
قال َ:" نأخذُ الحذرَ مِن غزو هؤلاءِ لنا سواءٌ كانَ بالسلاحِ ، أو كانَ بالفِكْرِ ، او كانَ بالخُلُقِ ، ومَعلومٌ الآنَ أنّ أعداء َالمسلمينَ يَغزون المسلمينَ بِكُلِّ سلاحٍ ، وينظرونَ السلاحَ المناسبَ للأُمّةِ فَيغزُونَها به ِ،إذا كانَ المناسبُ للأُمّةِ أنْ يَغْزُوهَا بالسلاحِ فعلوا وقاتلوا وهاجموا ، وإذا كانَ غير مُمكنٍ نظروا هل يغزونا بالأفكارِ المنحرفةِ الإلحاديّةِ ، إنْ أمكنَ ذلكَ فعلوا ، وإذا لم يمكن بأنْ كانت الأمّةُ على جانبٍ كبيرٍ مِن الوَعْيِ والتوحيدِ والارتباطِ بالله - عز وجل - قالوا : إذًا نَغزُوا بطريقٍ ثالثٍ : وهو الخُلُقُ ، فسلّطُوا عليها كُلَّ ما يُفسدُ أخلاقها مِن المجلاّتِ والإذاعاتِ وغير ذلكَ ،ولهذا الآن انظر ماذا فعلوا بالناسِ بواسطةِ المحطّاتِ الأفقيّةِ التي تُلْتَقَطُ عن طريقِ الدُّشُوشِ ، ولا شكَّ –كما سمعنا – أنّ فيها شَرًّا عظيمًا ، وهم يجعلونَ فيها أشياءَ مُفيدة ؛ لأنّهم يعلمونَ أنّها لو كانت مُفسدةً مائةً في المائةِ ما قَبِلَهَا الناسُ إلاّ مَن أزاغَ الله قلبهُ – والعياذُ بالله - ، لكن يجعلونَ فيها أشياءَ مُفيدة مِن أجلِ أنْ يضعوا الحبَّ للصيدِ ، فهذا غَزْوٌ خُلُقِيٌّ ، ورُبّما يكونُ فيهِ غَزْوٌ فِكْرِيٌّ ، وأنا أسمعُ أحيانًا إذاعةً صافيةً مِن أحسنِ ما يكون مِن إذاعاتِ العالمِ( 22) وتبثُّ التَّنْصِيرَ – الدعوة إلى النصرانيّة – ".(23 )
سابعًا : بيان بعضِ أسبابِ تَخَلُّفِ المسلمينَ وعدم انتصارهم على أعدائهم
عند تفسيره لقوله تعالى :{ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ }(البقرة: من الآية61)(1/2916)
ذكرَ مِن فوائدها :" أنّ بني إسرائيلَ لا يقومونَ للمسلمينَ لو حَاربُوهم مِن قِبَلِ الإسلامِ ؛ لأنّ ضَرْبَ الذِّلَةِ بسببِ المعصيةِ ؛ فإذا حُورِبُوا بالطاعةِ والإسلامِ فلا شَكَّ أنّه سيكونُ الوَبَالُ عليهم ؛ وقد قالَ الله تعالى:{لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ}(الحشر:من الآية14) ؛وما يُشَاهد اليومَ مِن مُقاتلةِ اليهودِ للعَرَبِ فإنما ذلكَ لسببين :
الأول : قِلَّةُ الإخلاصِ لله تعالى ؛ فإنّ كثيراً مِن الذينَ يُقاتِلُونَ اليهودَ - أو أكثرهم - لا يُقاتِلُونَهم بِاسْمِ الإسلامِ ، وأنْ تكونَ كلمةُ الله هي العليا ؛وإنّما يُقاتِلُونَهم بِاسْمِ العروبةِ ؛ فهو قِتالٌ عَصَبِيٌّ قَبَليٌّ ؛ ولذلكَ لم يُفلحِ العَرَبُ في مُواجهةِ اليهودِ .
والسببُ الثاني : كَثْرَةُ المعاصي مِن كَبيرةٍ ، وصَغيرةٍ ؛ حتّى إنّ بعضها لَيُؤَدِّي إلى الكُفْرِ ؛ وقد حَصَلَ للمسلمينَ في أُحُدٍ ما حَصَلَ بمعصيةٍ واحدةٍ مَعْ مَا انْضَمَّ إليها مِن التنازعِ والفشلِ كما قال الله تعالى:{حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} (آل عمران: من الآية152) ".( 24)
ومِمّا تقدّمَ يتبينُ حِرْصُ الشيخِ رحمه الله على رَبْطِ الآياتِ بواقع الناس ، وتنْزيلها عليه وهذه كما أسلفتُ مِن مُمَيِّزاتِ تفسيرهِ التي تَمَيَّزَ بها .
_______________________________ حاشية
(1) تفسير سورة البقرة ( 3 / 32 ) .
( 2 ) تفسير سورة البقرة ( 3 / 80 ) .
( 3 ) تفسير سورة المائدة صـ ( 123 ) .
( 4 ) تفسير سورة البقرة ( 3 / 410 ) . وانظر أيضًا : تفسير سورة الكهف صـ ( 54 ) .(1/2917)
( 5 ) الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده ( 3 / 633 ) برقم ( 12202 ) ، ورواه أبو داود في كتاب : النكاح / باب : النهي عن تزوّج مَن لم يلد مِن النساء ( 2/542 ) برقم (2050) ، ورواه النسائي في كتاب : النكاح / باب : كراهية تزوّج العقيم ( 6 / 65 ) برقم (3225 ) ، ورواه الحاكم في مستدركه ( 2 / 176 ) برقم ( 2685 ) وقالَ :" هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يُخرِّجاه بهذه السياقة ". كُلُّهم مِن حديثِ مَعقل بن يسار عدا الإمام أحمد فقد خرَّجه مِن حديث أنس بن مالك - رضي الله عنهم - . =
= والحديث حسَّنهُ الهيثمي . انظر : مجمع الزوائد ( 4 /258 ) ، وقالَ الألباني :" حسنٌ صحيح " انظر : صحيح سنن أبي داود برقم ( 1805 ) وصحيح الجامع برقم ( 2940 ) .
( 6 ) تفسير سورة البقرة ( 3 / 88 ) .
( 7 ) انظر : تفسير سورة البقرة ( 2 / 245 ) و ( 1 / 169 ) .
( 8 ) انظر : المرجع السابق ( 1 / 12 ) .
(9 ) انظر : تفسير سورة النساء صـ ( 746 ) .
( 10 ) انظر : المرجع السابق صـ ( 398 ) ، تفسير سورة البقرة ( 1 / 151 ) .
( 11 ) انظر : تفسير سورة البقرة ( 2 / 85 ) .
( 12 ) انظر : أحكام من القرآن الكريم صـ ( 396 ) ، تفسير سورة يس صـ ( 102 ) .
( 13) انظر : تفسير سورة المائدة صـ ( 225 ) .
( 14) تفسير سورة يس صـ ( 150 ) .
( 15) تفسير سورة البقرة ( 1 / 133 ) .
( 16) انظر : تفسير سورة النساء صـ ( 266 ) .
( 17) انظر : تفسير سورة آل عمران صـ ( 198 ) . وانظر : أحكام من القرآن الكريم صـ ( 273 ) .
( 18 ) تفسير سورة البقرة ( 2 / 219 ) .
( 19 ) المرجع السابق ( 1 / 50 ) . وانظر : تفسير سورة النساء صـ ( 361 ) ، تفسير سورة يس صـ ( 172 ، 245 ) ، تفسير جزء عمّ صـ ( 107 ) .
( 20 ) تفسير سورة البقرة ( 2 / 371 ) .
( 21) المرجع السابق ( 3 / 60 ) .
( 22) الْحُسْنُ في كلامِ الشيخِ عائدٌ إلى صوتِ الإذاعةِ لا إلى الإذاعةِ نفسها .(1/2918)
( 23 ) تفسير سورة النساء صـ ( 455 ) . وانظر : تفسير سورة سبأ ( الآية 5 ) .
( 24 ) تفسير سورة البقرة ( 1 / 219 ) . وانظر أيضًا : ( 1 / 52 ) و ( 2 / 231 ) .
---
محمود الشنقيطي
09-08-2006, 06:52 PM
ردد عليَّ حديثهم يا حادي ***فحديثهم يجلوالفؤاد الصادي
اللهم ارحم عبدك محمد بن عثيمين واغفر له وعامله بما أنت أهله,أنت أهل التقوى والمغفرة...آمين
---
خالد الباتلي
09-08-2006, 11:46 PM
جزاك الله خيرا أخي د. أحمد على هذه الدرر المناسبة للعصر
ولقد أثرت فينا شجنا حينما ذكرتنا بالشيخ العلامة الفقيه المفسر ابن عثيمين رحمه الله،
أسأل الله أن يجمعني وإياك معه في جنات النعيم..آمين
---
ميادة بنت كامل الماضي
09-09-2006, 01:54 AM
بارك الله فيك د/ أحمد على ما سطرته يداك عن شيء يسير من علامة القرن وأحد بحوره ألا وهو شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . آمين
جهد مبارك، أجزل الله لك مثوبته ، وضعَّف لك أجره ، وبوركت وبورك علمك .
---
أحمد البريدي
09-10-2006, 11:39 AM
شكر الله لكم جميعاً , ورحم الله الشيخ ابن عثيمين , وإني عازم بمشيئة الله تعالى على ذكر جملة من المسائل المتعلقة بتفسير الشيخ رحمه الله , تدل على تميزه في هذا الجانب, فإن شهرة الشيخ الفقهية غلبت على ما تميز به من جوانب أخرى .
---
فهد الوهبي
09-14-2006, 08:56 PM
جزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ أحمد البريدي وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله ميزات عظيمة في تفسير القرآن هذه أحدها وغيرها كثير لعلكم تتفضلون ببيانها كعنايته بدلالات الآية الظاهرة والخفية ودقة الاستنباط واختيار الألفاظ المناسبة المختصرة عند التفسير..
---
أحمد البريدي
09-15-2006, 11:43 PM(1/2919)
شكر الله لك يا شيخ فهد , وأصبت كبد الحقيقة , فما ذكرت من أعظم مميزات تفسير الشيخ رحمه الله , وسترى اقتراحك متحققاً إن شاء الله .
---
(1/2920)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكالية : ترجيح الطبري لقوله : ( أحصنت فر جها ) : جيب درعها
---
إشكالية : ترجيح الطبري لقوله : ( أحصنت فر جها ) : جيب درعها
---
مساعد الطيار
12-18-2006, 01:29 PM
ذكر الإمام الطبري رحمه الله تعالى معنى قوله تعالى ( أحصنت فرجها ) في ثلاثة مواطن ، وقد اختار في موطنين أن الفرج هو الفرج المعروف ، ثم اختار في الأخير أنه جيب الدرع ، فهل هناك من انتبه لاختلاف ترجيح الطبري من المفسرين رحم الله الجميع .
الموطن الأول : قوله تعالى : ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ (24)
قال أبو جعفر: فأما"المحصنات"، فإنَّهن جمع"مُحْصَنة"، وهي التي قد مُنع فرجها بزوج. يقال منه:"أحْصَن الرجلُ امرأته فهو يُحْصنها إحصانًا"،"وحَصُنت هي فهي تَحْصُن حَصَانة"، إذا عفَّت ="وهي حاصِنٌ من النساء"، عفيفة، كما قال العجاج:
وَحَاصِنٍ مِنْ حَاصِنَاتٍ مُلْسٍ... عَنِ الأذَى وَعَنْ قِرَافِ الْوَقْسِ
ويقال أيضًا، إذا هي عَفَّت وحفِظت فرجها من الفجور:"قد أحصَنَتْ فرجها فهي مُحْصِنة"، كما قال جل ثناؤه:( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ) [سورة التحريم: 12]، بمعنى: حفظته من الريبة، ومنعته من الفجور.
الموطن الثاني : وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91)
: (( يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر التي أحصنت فرجها ، يعني مريم بنت عمران.
ويعني بقوله( أَحْصَنَتْ ) : حفظت فرجها ومنعت فرجها مما حرم الله عليها إباحته فيه.
واختلف في الفرج الذي عنى الله جلّ ثناؤه أنها أحصنته ، فقال بعضهم: عنى بذلك فرج نفسها أنها حفظته من الفاحشة.(1/2921)
وقال آخرون: عنى بذلك جيب درعها أنها منعت جبرائيل منه قبل أن تعلم أنه رسول ربها ، وقبل أن تثبته معرفة، قالوا: والذي يدلّ على ذلك قوله( فَنَفَخْنَا فِيهَا ) ويعقب ذلك قوله( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ) قالوا: وكان معلوما بذلك أن معنى الكلام: والتي أحصنت جيبها( فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا ) .
قال أبو جعفر: والذي هو أولى القولين عندنا بتأويل ذلك قول من قال: أحصنت فرجها من الفاحشة ، لأن ذلك هو الأغلب من معنييه عليه ، والأظهر في ظاهر الكلام ،( فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا ) يقول: فنفخنا في جيب درعها من روحنا ، وقد ذكرنا اختلاف المختلفين في معنى قوله( فَنَفَخْنَا فِيهَا ) في غير هذا الموضع ، والأولى بالصواب من القول في ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع )) .
الموطن الثالث : { وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) }
(( ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ) يقول: التي منعت جيب درعها جبريل عليه السلام، وكلّ ما كان في الدرع من خرق أو فتق، فإنه يسمى فَرْجًا، وكذلك كلّ صدع وشقّ في حائط، أو فرج سقف فهو فرج.
وقوله:( فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ) يقول: فنفخنا فيه في جيب درعها، وذلك فرجها، من روحنا من جبرئيل، وهو الروح.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل )) .
هذه المواضع الثلاث ، ولعلي أحظى منكم بتعليق يفيد في هذا الموطن .
---
الراية
12-18-2006, 08:54 PM
شيخنا الكريم
ربما يفيد في حل هذا الاشكال الدراسات حول تفسير الطبري
والله اعلم
---
الميموني
12-19-2006, 07:35 AM
فضيلة الدكتور : مساعد الطيار السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(1/2922)
. أمّا الموضع الأول فلا يصلح - في نظري - الاعتماد عليه لأن الطبري رحمه الله إنما ذكره
عرضاً حين استشهاده على معنى أحصن لغة و ليس فيه تفصيل و قد يقع الاستشهاد بأحد الوجوه المحتملة ...
أمّا الموضعان اللذان فيهما التصريح بقوله ( أحصنت فرجها ) فنعم و عندي أن اختلاف ترجيح الطبري سببه اختلاف يسير في السياق ففي سورة التحريم صار الضمير ( فيه ) ((فَنَفَخْنَا فِيهَ )) و في الأنبياء الضمير (فيها )(فَنَفَخْنَا فِيهَا )
و قد يكون لقول قتادة الذي ذكره في سورة التحريم من أن جبريل نفخ في جيب درعها أثر في ترجيحه لأنه لم يذكر غيره عن السلف . و الروايات عن السلف فيها أن جبريل نفخ في جيب درعها و ليس فيها أنه نفخ في فرجها.
على أن المعتمد في مثل هذا هو النظر في الموضع الذي بسط فيه المصنف الخلاف و اعتماد ترجيحه فيه فالطبري إنما رجح عند ذكر الاختلاف القول بأن المقصود الفرج الجارحة ...
و العجب ليس من الطبري و لكن العجب من الإمام ابن عطية فإنه في المحرر الوجيز نسب أولا في سورة الأنبياء القول بأن المراد الفرج الجارحة إلى الجمهور و لم يكتف بذلك بل ضعف القول الآخر ثمّ عاد في سورة التحريم فعكس النسبة و الترجيح . و سبب ذلك اتباعه للطبري فيما يظهر لكن الطبري لم يشر للاختلاف في سورة التحريم.
و أرجح الأقوال القول بأن المراد الفرج الجارحة لأنه ظاهر اللغة و يليه في القوة التفريق بين الموضعين لاختلاف الضمير كما هو صنيع الطبري
---
إبراهيم الحميضي
12-19-2006, 07:06 PM
الراجح - واللَّه تعالى أعلم - القول بأن النفخ إنما كان في فرجها المعروف ، وليس في فرج ثوبها ؛ لأن هذا هو ظاهر القرآن ، ومقتضى قول السلف ، ومن قال من السلف : إنه نفخ في جيب درعها فمراده أنه نفخ في جيب درعها فبلغت فرجها ، كما في أثر عن بعضهم . ولعل الطبري نحا نحوهم.(1/2923)
قال شيخ الإسلام : " إن من نقل أن جبريل نفخ في جيب الدرع فمراده أنه - صلى الله عليه وسلم - ... نفخ في جيب الدرع فوصلت النفخة إلى فرجها ... " .
وقال الشنقيطي : " وقول من قال : إن فرجها الذي نفخ فيه الملك هو جيب درعها ظاهر السقوط ؛ بل النفخ الواقع في جيب الدرع وصل إلى الفرج المعروف فوقع الحمل " .
هذا ومن المفسرين من عبَّر عن ذلك بألفاظ مجملة لا يمكن إدراجها تحت أحد القولين .
وهناك من أنكر النفخ وأوله بإحياء عيسى عليه السلام في بطن أمه . والله أعلم .
---
أبو العالية
12-20-2006, 11:16 AM
الحمد لله ، وبعد ..
أما الطريقان الأولان ، ففيما يظهر لي لا اشكال إن شاء الله .
وقد يقال في الطريق الثالث أن توجيهه أن هذا من باب الثناء بأنها حفظت جيب درعها أبلغ في الثناء عليها .
سيما أن سياق الآيات من قبل حديث عن خيانة ( وهي خيانة الدين ) زوجات الأنبياء عليهم السلام .
ثم قصة زوجة فرعون وإيمانها والموضوع ثناء .
فلما جاء أمر مريم رضي الله عنها الصديقة أثنى الله عليها بأبلغ الثناء ، فناسب أن يكون هنا حصن فرجها أي جيب درعها وعفافها
وإذا كان قد أحصنت جيب درعها فهي من باب أولى إحصان لفرجها وقد سبق بيان ذلك ، وما ذاك إلا لتفيد إفادة جديدة لمريم رضي الله عنها .
ولذا قال الفراء رحمه الله : ( ذكر المفسرون أن الفرج جيب درعها وهو محتمل لأن الفرج معناه في اللغة كل فرجة بين الشيئين ، وموضع جيب درع المرأة مشقوق فهو فرج ، وهذا أبلغ في الثناء عليها لأنها إذا منعت جيب درعها فهي للنفس أمنع ) الألوسي ( 21/ 114 )
والآية تحتمل هذا وذاك .
هذا ما ظهر والله أعلم
---
مساعد الطيار
12-28-2006, 08:28 PM
أشكر الإخوة الكرام على تفاعلهم مع الموضوع ، ولازال شيء من سؤالي قائمًا ـ مع ما قدمتم من فوائد في الموضوع ـ : هل تنبَّه لهذا الاختلاف في ترجيح الطبري مفسر سابق؟
---
محب الطبري
12-31-2006, 11:08 AM
السلام عليكم(1/2924)
اختلاف الترجيح عند المفسرين وغيرهم معروف، فكم من مصنف يرجح في موضع ما ضعفه في موضع آخر، وهذا يعود إلى أسباب متعددة منها ، تغير اجتهاده ، ومنها خطأ النساخ وسبق القلم ...
لكن المشكل عندي هنا كلمة ( إشكالية ) هل هي اسم أم مصدر صناعي أم ماذا ؟ فقد كثر استعمالها بهذا اللفظ في هذا الزمن. أفيدونا تقبل الله حجكم وطاعتكم.
---
جمال حسني الشرباتي
01-02-2007, 08:29 AM
السلام عليكم
أخونا الدكتور مساعد يناقش أمرآ دقيقا وهو
(فهل هناك من انتبه لاختلاف ترجيح الطبري من المفسرين رحم الله الجميع .)
والجواب عندي أنّ المفسرين ممن جاءوا بعده تنبهوا فلم يجدوا ما وجدت أخي الدكتور الفاضل---
وتفصيل ذلك أنّه ليست من ثمة اختلاف في ترجيحه في الموضعين--
ففي الموضع الأسبق وهو موضع سورة الأنبياء
(في قوله تعالى ({وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء91
قال الطبري رحمه الله
(قال أبو جعفر: والذي هو أولى القولين عندنا بتأويل ذلك قول من قال: أحصنت فرجها من الفاحشة لأن ذلك هو الأغلب من معنييه عليه والأظهر في ظاهر الكلام. { فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا } يقول: فنفخنا في جيب درعها من روحنا.)
ففيه فصل بين معنيين---معنى إحصان الفرج الذي هو عضو التناسل وهو موضع مدح قيل لنفي تهمة الفاحشة عنها وخصوصا أنّها ستأتيهم بولد بعد حين
ومعنى النفخ في جيب الدرع والذي نصّه "{ فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا " وهو تابع بدلالة الإشارة لمعنى إحصان الفرج الذي هو عضو التناسل---فلأنّه محصن لا ينفخ فيه أيضا----ومن نافلة القول أن نقول بأنّه لا ضرورة ليحصل نفخ في عضو التناسل ليحصل حمل فقدرة الله عز وجل لا تحتاج إلى كيفيّة محددة ---
إذن النفخ عنده في هذا الموضع نفخ في جيب الدرع
وفي الموضع اللاحق وهو موضع سورة التحريم
وقال تعالى(1/2925)
({وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ }التحريم12
قال فيها الطبري
(يقول تعالى ذكره: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أحْصَنَتْ فَرْجَها } يقول: التي منعت جيب درعها جبريل عليه السلام، وكلّ ما كان في الدرع من خرق أو فتق، فإنه يسمى فَرْجاً، وكذلك كلّ صدع وشقّ في حائط، أو فرج سقف فهو فرج.
وقوله: { فَنَفَخْنا فِيهِ منْ رُوحِنا } يقول: فنفخنا فيه في جيب درعها، وذلك فرجها، من روحنا من جبرئيل، وهو الروح.))
والموضع ليس فيه كلام عن الفرج الذي هو عضو التناسل ---فقد لاحظنا في قوله عزّ وجل "الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا " ---أنّ " فيه " تعود على الفرج المنفوخ فيه---وعنده في الموضع السابق أنّ الفرج المنفوخ فيه هو جيب الدرع فناسب أن يقول هنا أيضا عنه بأنّه جيب الدرع---فلا تعارض في الموضعين
---
(1/2926)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل تعرف هذه المواقع
---
هل تعرف هذه المواقع
---
القناص الإسلامي
06-23-2005, 12:30 PM
هل تعرف هذه المواقع
إنها غاية في الروعة و المتعة ، إنها تفيض
بالكم الهائل من الفائدة ، عندما تصفحتها وجدت فيها أشياء عجيبة ،
لا أريد الإطالة بالكلام و لكن أريد أن تجرب بنفس ، و ها أنا أقدمها بين يديك
http://islamicaudiovideo.com/
http://www.alimam.ws/
http://www.islamselect.com/
---
أبوخطاب العوضي
06-25-2005, 08:03 AM
جزاك الله خير أخي الكريم
---
(1/2927)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مقدمة كتاب الأسرائيليات فى تفير الطبرى
---
مقدمة كتاب الأسرائيليات فى تفير الطبرى
---
underash86
01-09-2007, 09:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة كتاب الأسرائيليات فى تفسير الطبرى للدكتورة أمال محمد ربيع
---
(1/2928)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أقوال العلماء في عقيدة الطبري
---
أقوال العلماء في عقيدة الطبري
---
خالد بن سليمان العويشق
07-03-2004, 02:59 PM
(1) أبو القاسم اللالكائي :
قال رحمه الله :سياق ماروي من المأثور عن السلف في جمل اعتقاد أهل السنة والتمسك بها والوصية بحفضها قرناً بعد قرن ثم ذكر رحمه الله عقيدة الثوري والأوزاعي وابنعينية وابن حنبل وابن المديني وأبي ثور والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم والتتري وابن جرير الطبري .
ثم ذكر طرفاً من عقيدته التي رواها عنه اللالكائي بالإسناد الصحيح وبقيتها مطبوعة في صريح السنة .
(شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي،والتصبير في معالم الدين مقدمة المحقق 29).
(2) ابن تيمية :
أشار إلى عقيدة الطبري الشيخ ابن تيمية في قاعدة الاسم والمسمى من مجموع الفتاوى 6/187 فقال :( ...كما ذكره أبو جعفر الطبري في الجزء الذي سماه "صريح السنة" ذكر مذهب أهل السنة في القران والرؤية ،والإيمان والقدر والصحابة وغير ذلك .
وذكر أن مسألة اللفظ ليس لأحد من المتقدمين فيها كلام ؛كما قال لم نجد فيها كلاماً عن صحابي مضى ولا عن تابعي قفا إلا عمن في كلامه الشفاء والغناء ، ومن يقوم لدينا مقام الأئمة الأولى أبو عبد الله أحمد بن حنبل فإنه كان يقول :اللفظية جهمية .ويقول :من قال لفظي بالقران مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع .
وذكر ان القول في الاسم والمسمى من الحماقات المبتدعة التى لايعرف فيها قول لأحد من الأئمة ....) ا.هـ
(3) الذهبي :
ذكره من ضمن السلف الذين يثبتون علوالله عزوجل واستواءه على العرش ونقول قول الطبري بالإسناد : ( وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى فمن تجاوز ذلك فقد خاب وخسر )
ثم قال وتفسير ابن جرير مشحون بأقوال السلف على الأثبات.(1/2929)
(العلو للعلي الغفار للذهبي، ومختصر العلو للذهبي تحقيق الألباني)
(4) ابن القيم :
قال ابن القيم في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية : قول الإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري الإمام في الفقه والتفسير والحديث والتاريخ واللغة والنحو والقران قال في كتاب صريح السنة ونقل كلامه وعده من جملة السلف الذي يرجع لأقوالهم في مسائل الاعتقاد. . (اجتماع الجيوش الإسلامية /194)
(5) عبد الله بن عبد العزيز المصلح ال شاكر :
قال : ( الطبري سلفي المعتقد وله مع أهل الزيغ صولات وجولات ) .
الإمام الطبري لعبد الله المصلح
(6) علي بن عبد العزيز الشبل :
قال :الإمام محمد بن جرير الطبري من كبار أئمة أهل السنة والجماعة المتبعين منهج وعقيدة السلف الصالح في أنواع توحيد الله سبحانه وبقية أصول الإيمان وما يتبعه من مسائله والصحابة والإمامة .
فهو في الكل على مذهب أهل الحديث ، مذهب الطائفية الناجية والفرقة المنصورة ، لم يعرف عنه غير هذا وتفسيره مليئ بكل ماذكرت ،بل هو مصدر تفسير أهل السنة والجماعة.
(مقدمة كتاب التبصير في معالم الدين للمحقق علي الشبل)
(7) محمد الحمود النجدي :
قال :له كتاب في عقيدة أهل السنة والجماعة أسماه ( صريح السنة ) أما عقيدته في التفسير فهو إمام متبع ، نصر مذهب السلف واحتج له ودافع عنه ،ولكنه في صفة الغضب والحياء ذكر أقوال المفسرين دون أن يرجح شيئاً منها.
(القول المختصر المبين في مناهج المفسرين 10)
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
عبدالرحمن الشهري
02-10-2005, 10:24 AM
وهذا بحث ذو صلة بالموضوع
اتهام الطبري بالتشيع - لعلي بن عبدالرحمن العويشز (http://www.tafsir.net/Bookstorge/715.zip)
---
موراني
02-10-2005, 01:46 PM
ذكر ابن أبي زيد القيرواني في رسالته في طلب العلم ,
في سياق كلامه حول بعض مؤلفات المشارقة :(1/2930)
....وأما تفسير محمد بن جرير فبلغني أنه حسن , ولا أدري محلّ الرجل عند أهل بلده في التمسك , وبعض الناس يتهمه
وأنا لا أحقق عليه
وكتبت هذه الرسالة بالقيروان وابن أبي زيد لم يزل على قيد الحياة
(وذلك ضمن كتابه في ذب عن مذهب مالك بن أنس . مخطوط Chester Beatty )
---
(1/2931)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > شرح اعدادات Microsoft Outlock على ال Hotmai
---
شرح اعدادات Microsoft Outlock على ال Hotmai
---
سامي عبدالعزيز
05-30-2006, 03:17 PM
http://absba6.absba.org/teamwork5/A421A.gif
ثم http://smilies.sofrayt.com/%5E/k/jesterbox.gif
http://absba6.absba.org/teamwork5/A421A1.gif
ثم http://smilies.sofrayt.com/%5E/k/jesterbox.gif
http://absba6.absba.org/teamwork5/A421A2.gif
ثم http://smilies.sofrayt.com/%5E/k/jesterbox.gif
http://absba6.absba.org/teamwork5/A421A3.gif
وأخيرا http://smilies.sofrayt.com/%5E/k/jesterbox.gif
http://absba6.absba.org/teamwork5/A421A4.gif
---
(1/2932)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشارتان طيبتان
---
بشارتان طيبتان
---
أبوخطاب العوضي
06-09-2004, 04:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلام والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل وصحبه أجمعين , أما بعد :
البشارة الأولى : هو أن الجمعية العليمة السعودية للقرآن الكريم وعلومه تعتزم العمل على جمع أسانيد وإجازات أعضائها وذلك لحفظها في ملف خاص وإيجاد ترجمة لرجال أسانيد القراء وتشجيع الراغبين في حفظ القرآن الكريم لحصولهم على إجازات القرّاء.
بريدنا الإلكتروني(info@alquran.org.sa) أو فاكس الجمعية(2590442) .
و
تأمل من جميع الأعضاء اللذين لديهم رسائل جامعية (رسائل الدكتوراه أو الماجستير فقط) موافاتنا بعناوين رسائلهم مع نبذة عن الرسالة وملخص لها وأهم نتائجها والكلية والقسم الذي سجلت فيه وأسماء أعضاء لجنة المناقشة, وذلك لرغبة الجمعية بطباعة بعض رسائل الأعضاء بعد عرضها على اللجنة المكلفة بذلك, كما أنها ستضاف إلى سيرة العضو الذاتية.
ــــــــــــــ
البشارة الثانية : أنه سيتم إطلاق موقع على الانترنت اسمه ( مشروع التفاسير الكبير ) والمشرف على الموقع هو العلامة العراقي أ.د بشار عواد معروف
وللمزيد راجع هذا الرابط
http://www.alrai.batelco.jo/11-03-2004/culture/03-2004/Article-20040310-36a85ef0-c000-00a8-0117-a4c6f1bad52f/story.html
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عبدالرحمن الشهري
06-09-2004, 08:02 PM
جزاك الله خيراً على هاتين البشارتين .
في محاضرته عن «تفسير القرآن الكريم ومدارسه»: العلامة بشار معروف: سمو الأمير غازي بن محمد شرفني بالإشراف العلمي على مشروع التفاسير الكبير(1/2933)
عمان - الرأي - قدم العلامة العراقي أ.د بشار عواد معروف محاضرة موضوعها «تفسير القرآن الكريم ومدارسه» وذلك يوم الثلاثاء في قاعة المحاضرات في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية «مؤسسة آل البيت».
وقد دارت المحاضرة على محورين اساسيين في تتبع التفسير ومدارسه هما: المنهج والتوجهات، وهو ما وضع الاطار العام لموضوع المحاضرة في سياقه التاريخي والفكري، بعيداً عن السرد الظاهري والصوري للمراحل التي مر بها تفسير القرآن. فاستخراج الأحكام والحكم والبيان والمعاني التي اشتمل عليها القرآن الكريم بوصفها احد تعريفات «التفسير» كان ينطلق منها المفسرون عند تفسير الآيات على نحو ما نجد عند الزركشي، والسيوطي والغرناطي.
ويعزو المحاضر أسباب اختلاف المعنى الاصطلاحي لدى المفسرين الى (أن واحدا من المعرفين يعرّف التفسير استناداً الى المضامين التي يراها مناسبة لتفسير الآيات) كما نجد ذلك عند الزركشي والسيوطي والغرناطي.
وهذا التباين في التوجهات التفسيرية بين المحدثين والنحويين والفقهاء والمتصوفة واصحاب العقائد المختلفة، يعود الى (تفاوت المدارك البشرية والأفهام الانسانية بين مفسر وآخر).
وأوضح المحاضر دور المدرسة النبوية في تفسير القرآن الكريم للصحابة، والتي انطلقت من الابانة عن المشكل من اللغة وتمييز الحقيقة من المجازر وتبيان المطلق من المقيد والعام من الخاص وفقا للأسئلة التي كانت ترد على الرسول الكريم من جمهور الصحابة. ومن هنا كان لمدرسة الرسول الكريم عليه السلام ميزات انفردت بها.(1/2934)
واكتفى المحاضر بالاشارة الى ان التفسير (لم يكن يسير على نسق واحد من حيث الترتيب، وإنما كان أجوبة لما كان يغلق فهمه على السائل، ولذلك فان القرآن لم يفسر جميعه بل فسّر بعض منه) اضافة الى الاكتفاء بالمعنى الاجمالي الذي لم يدوّن في ذلك الوقت بل جرت العادة أن يكتب بعض علماء الصحابة بعض التفسير في مصاحفهم، مما ادى - بحسب المحاضر - الى ارتباك خطير فيما بعد، حيث اعتبر بعض المعنيين بالقراءات القرآنية ان تلك التفاسير زيادة وأنها قراءة قرأ بها اولئك الصحابة وأشكل الأمر على عدد كبير من العلماء التوفيق بين هذه الزيادات الموجودة في عدد من المصاحف الموثوقة وبين قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقد ضرب الباحث عدداً من الأمثلة لهذه الظاهرة استند فيها الى ما قال انه آثار صحيحة.
وأكد د. معروف أن أقدم ما وصل الينا من ذكر التفسير المدون هو تفسير سعيد بن جبير (من التابعين). وان الدراسة المتأنية للمصادر التي اعتمدها الطبري في تفسيره (تؤكد ان النصف الاول من المئة الثانية كانت تزخر بالعديد من التفاسير الكاملة للقرآن الكريم) وأن ما اشيع بين الدارسين من ان الاسانيد التي استعملها الطبري هي اسانيد لروايات شفوية، فيه الكثير من سوء الفهم لحركة التأليف في التفسير عند المسلمين فتحليل هذه الاسانيد يشير الى ان الطبري استعمل مصادر مدونة.
وهنا يربط المحاضر حركة تدوين التفسير بالاطار العام للحركة الفكرية في العالم العربي الاسلامي التي تمت في وقت مبكر.(1/2935)
اما متى استقل التفسير وصارت له كتبه الخاصة، فان ذلك مرهون بالمناهج التي اتبعها المفسرون، وهي مناهج حصرها المحاضر في اربعة مناهج شملت التفسير بالمأثور اي تفسير القرآن الكريم وما نقل عن الرسول عليه السلام من بيان، وما نقل عن الصحابة، ومثل على هذا المنهج بتفسير مقاتل بن سليمان البلخي (ت 150 هـ)، بوصفه اول التفاسير التي عنيت بهذا المنهج. وناقش القضايا المتصلة به، وفق رؤية نقدية لا تستسلم ولا تركن الى السائد عند دارسي العلوم القرآنية.
اما المنهج الثاني الذي تناوله المحاضر، فهو التفسير بالرأي الذي رسم اسسه عبدالله بن مسعود رأس المدرسة العراقية في التفسير ويقابله زيد بن اسلم المدني في المدينة المنورة. وثالث هذه المناهج هو التفسير البياني الذي دعا الى وجوده اختلاط العرب بالاعاجم، ومثل بتفسير الكشاف للزمخشري من القدماء، واعجاز القرآن للخولي من المعاصرين.
وفيما يخص التفسير العلمي، فقد أوضح المحاضر الى ريادة ابي حامد الغزالي لهذا المنهج من خلال كتابه احياء علوم الدين، وألمح بصورة مختصرة الى الاسكندراني من القدماء، والرافعي وعبدالعزيز اسماعيل من المحدثين.
ولم يغفل د. بشار معروف الاشارة الى التفسير الموضوعي او النوعي، وهو النوع الذي يتناول ظاهرة واحدة في القرآن بالدرس والتحليل من مثل كتب التفسير التي عنيت بالمجاز او الناسخ والمنسوخ.(1/2936)
وقد حرص المحاضر على الاشارة الى أثر الفرق الدينية الاسلامية من معتزلة وخوارج وشيعة ومرجئة وغيرها من الفرق في اثراء المكتبة القرآنية بالتفاسير التي حملت آراء هذه الفرق واعتقاداتها ومذهبياتها وهي الملاحظ التي مكنته من الاشارة والاشادة بجهود سمو الأمير غازي بن محمد وفكرته الرائدة في الاستفادة من التقنية الحديثة لخدمة كتاب الله تعالى والتي تمثلت باقامة موقع على الانترنت باسم «مشروع التفاسير الكبير» والذي سيمكن القراء والباحثين من الاطلاع على عشرات التفاسير في آن واحد، ويقف على الآراء والأفكار المتنوعة والمختلفة، ويطلع بالتالي على مناهج تفسيرية متعددة المناظير والرؤى.
وقال المحاضر د. بشار معروف (يقف الباحث في هذا الموقع على اهم التفاسير المعتمدة، ومحركات البحث من فهارس وغيرها بما يزيد على مئة مصدر ومرجع وعلى ترجمة معاني القرآن الكريم الى 16 لغة عالمية. ويقدم هذا العمل مجانا توفيرا للوقت وتيسيرا على الباحثين).
واضاف المحاضر: بلغ الى الآن عدد التفاسير المدخلة على الانترنت 32 تفسيرا (10) منها مدققة ومصنفة ومدققة تدقيقا اوليا. ومن محركات البحث عن المعاجم الميسرة للوصول الى الآيات بواسطة الجذور اللغوية والفهارس المقربة للموضوع الواحد، وحصر مواقع تفسير الآية الواحدة في تفاسير عدة، وقد أدخلت خمسة من هذه الفهارس والمعاجم.
ومما هو جدير بالذكر ان أ.د. بشار معروف هو المشرف العلمي على هذا المشروع.
منقول .
---
(1/2937)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الآية الكريمة رقم 74 من سورة الأنعام
---
الآية الكريمة رقم 74 من سورة الأنعام
---
عبد الله عبد الفتاح
08-04-2003, 01:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين .
وأشهد ألا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله .
اللهم صلى وسلم وبارك عليه ، وعلى آله ، وصحبه ، والتابعين ، وتابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ، ، ،
قال الحق عز وجل في كتابه الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
" وإذ قال إبراهيم لأبيه ءازر أتتخذ أصناما ءالهة. إنى أراك وقومك في ضلال مبين *"
صدق الله العظيم ( 74 الأنعام )
السؤال :
ولن أطيل
هل آزر هو أبو سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، أم أنه قريب له ؟
مع بالغ الشكر والاحترام ، ، ،
---
أبومجاهدالعبيدي
08-04-2003, 04:53 PM
قال ابن جرير رحمه الله بعد أن بين الخلاف في من يكون آزر :
( ....فأولى القولين بالصواب منهما عندي، قول من قال: هو اسم أبيه لأن الله تعالى أخبر أنه أبوه. وهو القول المحفوظ من قول أهل العلم دون القول الآخر الذي زعم قائله أنه نعت. فإن قال قائل: فإن أهل الأنساب إنما ينسبون إبراهيم إلى تارح، فكيف يكون آزر اسماً له والمعروف به من الاسم تارح؟ قيل له: غير محال أن يكون له اسمان، كما لكثير من الناس في دهرنا هذا، وكان ذلك فيما مضى لكثير منهم. وجائز أن يكون لقباً، والله تعالى أعلم.)
وذكر ابن كثير رحمه الله ترجيح ابن جرير ثم قال : ( وهذا الذي قاله جيد قوي، والله أعلم. ) .
وبهذا نعلم أن آزر أبو إبراهيم ، وهكذا هو في القرآن :( لأبيه آزر ) فلا مجال لمخالفة ظاهر القرآن إلا بحجة يجب التسليم لها .(1/2938)
وقد أجاد أحمد شاكر رحمه الله عندما قال في تحقيقه للمعرب للجواليقي 407-413 : ( أما أن اسم والد إبراهيم آزر فإنه عندنا أمر قطعي الثبوت بصريح القرآن في هذه الآية بدلالة الألفاظ على المعاني ، وأما التأويل والتلاعب بالألفاظ فما هو إلا إنكار مقنّع لمضمون الكلام ومعناه .....) إلخ كلامه رحمه الله . انظر كتاب تفسير مبهمات القرآن للبلنسي بتحقيق حنيف القاسمي 1/431-432
---
(1/2939)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤالان عاجلان
---
سؤالان عاجلان
---
جمال أبو حسان
11-05-2006, 09:49 AM
السؤال الاول:يرى بعض من يتعاطى علم التفسير بان قوله تعالى عن آكلي الربا( لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) انها تدل على ما يسميه بعض المتأخرين وبعض المتقدمين بتلبس الجن للانسان ويعنون بذلك ان يدخل الجني الى بدن الانسان فيسيطر عليه ويسيره كما يشاء . والسؤال اين هو الدليل من الاية على هذا وما هو وجه الاستدلال وهل جاء في كلام العرب ما يشهد لهذا المعنى المبتكر؟
السؤال الثاني : جاء في الحديث الصحيح ( ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) ما الفرق في التعبير بين العبارة النبوية وبين ان نقول - يجري في ابن آدم- مع العلم ان السائل ينكر القول تماما بتناوب حروف الجر
افيدونا مأجورين
---
أبو العالية
11-06-2006, 11:39 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
أستاذي الكريم ( جمال ) جمَّلك الله بالمعتقد الصالح والعلم والعمل النافع .
هذا السؤال قد أجاب عليه كثير من أهل العلم وقالوا بإثباته ، ولم ينكره إلا المعتزلة والعقلانيون ، وهم قِلَّة ، والحق بالدليل مع الكثرة . وهي مشهورة مستفيضة .
ونقولاتهم على اختلاف مذاهبهم الاعتقادية تثبت هذا خلا المعتزلة كما ذكرت .، ومنها :
_ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة))
_ وقال أيضاً: (( وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ومن أنكر ذلك وادَّعى أن الشرع يُكَّذِبُ ذلك ، فقد كَذَبَ على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفى ذلك )) المجموع (24/276-277)
وانظر لمزيد بسط :
جامع البيان للطبري (3 /101)(1/2940)
وتفسير القرطبي ( وتعلم مذهبه ! ) (3/355) وقد عاب على من أنكر ذلك وقال قد مضى الرد على من فساد من أنكر ذلك في آية المس وأخبرتني أنك لم تهتدِ لإحالته ، وأقولك لك الآن تجدها عند تفسيره لأية نبي الله سليمان ( آية 102 ) من سورة البقرة ؛ الفائدة الرابعة عشر ( على ما أذكر )
وتفسير البغوي (1/261)
وتفسير ابن كثير (1/326)
وحكى الإجماع على ذلك من المفسرين ابن جزي الكلبي في التسهيل (1/98)
وقد تعترض على الإجماع ولكن ليس ثمة ناقض معتبر ، ومتى فعلت بناقض معتبر يكون أمراً آخر .
وألَّف سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في إثبات ذلك (( إيضاح الحق في دخول الجني بدن الإنسي ))
ثم أعلم رحمني الله وإياك : أن نكرانه من بعض أهل العلم ! مما لا يقوم عندهم دليل سوى رده للتوهم واستحالة ذلك عقلاً !!
ولو نظر المسلم بتمعُّنٍ وإنصافٍ وتريُّثٍ في المسألة ، وتجردٍ للحق من غير تعجّل لبان له الحق شرعاً ، وصدَّقه المحسوس المشاهد القائم على تصديقه .
وبعض العقلانيين ( كحسان عبد المنان العابث بالمكتبة الإسلامية ) حين ألَّف رسالته ( الأسطورة الكاذبة ) جاء بأكاذيب وحِيَلٍ في ردِّ الأحاديث ، وشابه بصنيعه صنيع حسن السقاف عليه من الله ما يستحق من التلاعب بالنصوص والبتر والتدليس على القراء ( وهكذا أهل البدع والأهواء يفعلون ) فردَّ عليه غير واحد ، ونقضتُ رسالته بحمد الله في كتابي : (( فتح الكريم الرحمن بنقض علاقة الجان بالإنسان )) وأصلتها تأصيلاً أحمد ربي أني لم أسبق إليه ، والتوفيق من الله وحده .
ثم لمَّا خرجتَ _ غفر الله لك _ في قناة الجزيرة ( ولم أكن قد التقيتُ بك ) عجبتُ كلَّ العجب من أجوبتك التي تدل على عدم الإحاطة والإلمام بالمسألة ! وقلت : سبحان الله !(1/2941)
كيف يقبلُ هذا الرجل أن يخرج على ملأٍ ويُعرِّف الناس على عقله بهذا التفكير الغريب ، والقول بالعُمومِيَّات والكليات بقولك ( لا . لا . لم يصح شيء ) في نفيك للأحاديث ! وتنقيصك لقدر بعض العلماء بعبارات فيها بعد عن الأدب ، وأنت _ أيها الرجل _ لم تقتل المسألة بحثاً . وتعلم علم اليقين أن الحكم بالعموم والكل دونما بحث ودراسة مظنة الخطأ .
ولكن رحم الله العلامة المفسر الشنقطي ؛ فقد كان كثير التذكير بهذه الأبيات ( العذب النمير ( 1 /53 ) :
إذا ما قتلتَ الشيء علماً فقل به *** ولا تقلِ الشيءَ الذي أنتَ جاهلُهْ
فمَنْ كان يهوى أن يُرى متصدرا *** ويكره (( لا أدري )) أُصِبتْ مقاتلُهْ
فكتبتُ رداً مع بعض الإخوة قديماً على قولك ولقائك الغريب العجيب .
ولما شاء الله أن أرحل للأردن والتقيت بك عرفت ذلك عنك عن قرب ، فأعطيتُك الردَّ في مجموعة أوراق ، ولكنك للأسف لم تقرأها ! والسبب أني رأيت بأمَّ عيني أنها مكثت في مكتبك شهوراً بل على زاوية من الأوراق المهملة .( الأرفف التي أمامك الموضوعه على الحائط في المكتب الذي أجلس عليه )
فبالله عليك يا أستاذ كيف تريد أن تعرف الحق في المسألة ؟ وقد لمست منك أمران وكنتُ حريصاً على تغيير هذه الفكرة عندك ( من باب نصح التلميذ للأستاذ ) :
الأول : وهو خطير ؛ أنك لم تتجرَّد من رأيك السابق ؛ وعلمت هذا من خلال التحاور معك لسرعة ردك قبل إنهاء الدليل ؛فالعجلة ظاهرة في ردك غفر الله لك .
الثاني : عزوفك عن القراءة حين طلبت الردَّ وأحضرته لك ، ولم تفعل .
أستاذي الكريم :
ربما قسوت بكلامي عليك ، وأخشى ان يكون هذا من سوء أدب التلميذ مع أستاذه ، وما كان ينبغي علي أن أفعل لو لا أن بعض النصح قد يحتاج إلى ... ! غير أن محبة الحق أحب إلينا من محبة الخلق . ( ومثلك يعذر )(1/2942)
على كل الشيخ القرطبي رحمه الله أجاب على هاته الأسئلة في تفسيره لآية سليمان عليه السلام الآنفة الذكر . ولا أقول إلا زادك الله توفيقاً وعلماً نافعاً ومعتقداً صالحاً وعملاً متقبلاً .
واما الشواهد الشعرية في لغة العرب فكثيرة , ومنها :
1_ قال السراج القاري في كتابه ( مصارع العشاق ) عن ابن دريد الأزدي ( ت 321هـ ):
صارَمتِهِ فَتَواصَلَت أَحزانُهُ *** وَهَجَرتِهِ فَتَهاجَرَت أَجفانُهُ
قَالَت تُعَرِّضُ مَسُّ شَيطانٍ بِهِ *** بَل أَنتِ حينَ مَلَكتِهِ شَيطانُه 2_
2_ وقال أبو منصور الثعالبي في كتابه ( يتيمة الدهر ) :
في ترجمة أبي طالب عبد السلام بن حسين المأموني ( ت383 هـ) ، وله في الجمر والمدخنة :
وقوارة من أديم الصخور *** تخيم في حلل الخيزران
تفري قطاعا كعرف الحبيب *** وترقى وليس بها مس جان
3_ _ وقال ابن المقرِّب العيوني ( ت 629 هـ ) :
فَتُزعِجُها حَتّى كَأن قَد أَصابَها *** مِنَ المَسِّ ما لا يُتَّقى بِالتَمائِمِ
وقال أيضاً :
وَهَيبَةٌ لَو سُلَيمانُ النَبيُّ أَتى *** بِها الشَياطِينَ أَهلَ المَسِّ وَاللَمَمِ
4_ وقال ابن درَّاج القسطلي ( ت 421 هـ) :
فَمنْ ذا الَّذِي مِنْ بُعْدِ أَرْضِي ومَشْهَدِي *** تَخَبَّطَهُ شيطانُ ضِغْني من المَسِّ
5_ وقال أبو العتاهية ( 211هـ ) :
أُمسي وَأُصبِحُ مِن تَذَكُّرِكُم *** وَكَأَنَّ بي طَرفاً مِنَ المَسِّ
6_ وقال أبو المعالي الطالوي ( 1014هـ ) :
وَجئنا حمى التَقديس وَاللَيلُ راقِدٌ *** وَقَد جُنَّ حَتّى لا يَفيقُ مِنَ المَسِّ
7_ وقال أبو نوَّاس ( 198هـ ) :
كَنَظَرِ المَجنونِ أَو ذي المَسِّ *** حَتّى إِذا أَقصَدَ بَعدَ الحَبسِ
8_ وقال الشريف الرضي ( 406هـ ) :
جِنَّيَّةٌ وَقَبيلُها بَشَرٌ *** عَظُمَ البَلاءُ بِها عَلى الإِنسِ
عَجَباً لَهُ إِذ جاءَ يَسأَلُ مِن *** مَسِّ الفُؤادِ رُقىً مِنَ المَسِّ
وفي ما ذكر كفاية لمن رام الحق(1/2943)
وذكرها ا يطول كثيراً ؛ إذ بعضها صريح ، وبعضها تلويح وآخر تعريج مليح .
وقد رفعتها لك ذات مرة ولكن كما سبق ذكره .!!
وإن كنت أعجب شدة اهتمامك الشديد من سنين على هذه المسألة الفرعية .
و سواء حصلت الموافقة أم لم تحصل ؛ فماذا يكون بعد ذلك ؟!.
ولكن أظنها : ردة الفعل من سوء تصرفات بعض الرقاة أصحاب الأموال هو ما دفعكم للنقم الشديد على المسألة ولكن ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ .
ولله درُّ العلامة النقاد المعلمي اليماني رحمه الله رحمة واسعة حين قال:
(( الناس تختلف مداركهم وأفهامهم وآراؤهم ولا سيما في ما يتعلق بالأمور الدينية والغيبية لقصور علم الناس في جانب علم الله تعالى وحكمته، ولهذا كان في القرآن آيات كثيرة يستشكلها كثير من الناس وقد ألفت في ذلك كتب ، وكذلك استشكل كثير من الناس كثيراً من الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما هو رواية كبار الصحابة أو عدد منهم كما مر، وبهذا يتبين أن استشكال النص لا يعني بطلانه. ووجود النصوص التي يستشكل ظاهرها لم يقع في الكتاب والسنة عفواً وإنما هو أمر مقصود شرعاً ليبلو الله تعالى ما في النفوس ويمتحن ما في الصدور. وييسر للعلماء أبواباً من الجهاد يرفعهم الله به درجات .)) الأنوار الكاشفة
والله أعلم .
محبكم المقصر في حقكم
---
جمال أبو حسان
11-06-2006, 12:08 PM(1/2944)
اشكرك على هذه القسوة وانا ان شاء الله اتحمل من المخالف كل شيء ما عدا الشتائم ما دام يريد الحق لكن انا ايها التلميذ النجيب لم أسال عما كتبت انما سالت عن شيئ واضح لا علاقة له بالجواب فانا الان لا ابحث عن اصل المسالة وانما ابحث بحثا علميا عن وجه الاستدلال وهذا مطلب شرعي اظن انه لاغبار عليه ولا يستدعي تلك القسوة واما ما اشرت اليه فانا لم اهمل شيئا مما ياتيني وعدم الجواب وعدم الرد لا يعني الاهمال اذ قد يقرا الانسان شيئا يحسبه صاحبه ذا بال ولا يكون فما الداعي لاثارة الكلام حوله ولا داعي لهذه الظنون بي يا شيخ محمد
وانا استغفر الله من الخطا ولا اصر على شيء منه لكن عندما يستبين الخطا والمسالة كلها في ظني مسالة شهرت بغير تحقيق علمي
واما ماذكرته من الابيات فليس فيها ما يشهد على المعنى المبتكر والا فاين هو؟ ومن قال ان الشاعر اذا نطق بكلمة مس الجان اراد بها الدخول الى البدن وفعل ما تعلم
وفقك الله فانا اعلم انك من الطلبة المجدين ولست اظنك في حاجة الى القسوة على من يخالفك مهما كانت المخالفة فالله امر بالجدل بالتي هي احسن مع الكفار واهل الكتاب فان يكون مع المسلمين من باب اولى
---
أبو العالية
11-06-2006, 12:22 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
أستاذي الكريم : هذا الظن بك ، وإني أراجع نفسي أن أكون قد أسأت الأدب معك ، وإني سائلك إن وجدت في نفس سوء أدبٍ مني أن تصارحني به وسأرجع مباشرة عنه .
فوالله إني لأرجو الله أن أكون ممن تلقَّى الأدب مع العلم من مشايخي وأساتذتي لحرصي عليه أيما حرص وأسأل الله المزيد من ذلك .
ولكن ما ذكرتُهُ لك كان توطئةً لما أردتَ ومدخلاً مهماً له ؛ أراه لازماً للموضوع ؛ لتُفهم المسألة من جذرها وعلى أي أسس هي تقوم .
ثم عرجتُ أستاذي الكريم وأشرتُ لك قول الإمام القرطبي ؛ ففيه الجواب لما ذكرتَ .
نفعنا الله وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح .(1/2945)
وأعتذر مجدداً إن كنتُ قد أسأتُ الأدب أو قسوتُ عليك .
فعفا الله عنا جميعاً .
جمَّلك الله بما أحب .
المقصر في حقكم
---
جمال أبو حسان
11-06-2006, 12:23 PM
ثم انني ايها التلميذ النجيب قد رجعت الى تفسير القرطبي الان فلم اجد فيه الا الانكار على من انكر الجن والشياطين من حيث الوجود ومن حيث دخولهم الى بدن الانس وليس فيه الجواب عن السؤالين من قريب او بعيد
وعلى هذا لا يزال السؤالان بحاجة عندي انا على الاقل الى جواب
وانا اسال سؤالا علميا واريد الجواب عنه بعلم ليس الا
---
أبو العالية
11-06-2006, 01:20 PM
الحمد لله ، وبعد ..
كرر النظر وتأمل وستجد أيها الاستاذ الكريم ما طلبته ، ولكن بتجرد سابق .
فتح الله علينا وعليك .
وحفظك من كل سوء .
---
(1/2946)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو الجواب من أهل التفسير ....... هل الأرض ثابتة والشمس هي التي تدور حولها مع الدليل
---
أرجو الجواب من أهل التفسير ....... هل الأرض ثابتة والشمس هي التي تدور حولها مع الدليل
---
فرغلي عرباوي
05-16-2004, 11:01 PM
أرجو الجواب من أهل التفسير ....... هل الأرض ثابتة والشمس التي تدور حولها مع الدليل من الكتاب والسنة ؟
---
ابن العربي
05-17-2004, 06:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين هذا السؤال
فأجاب بأن الشمس تدور والأرض ثابتة وذكر عشرة أدلة على ذلك من الكتاب والسنة
في كتاب " مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين " ( ج 1 ص 70 )
والله تعالى أعلم
---
أبوخطاب العوضي
05-17-2004, 09:25 AM
تفضل رابط الجواب (http://www.4quran.net/vb/showthread.php?s=&threadid=1434)
---
فرغلي عرباوي
05-17-2004, 10:28 AM
بارك الله في الجميع وشكرا للجواب
ولي مداخلة بسيطة
قرأت كتابا بعنوان ( الصواعق الشديدة في الرد على الهيئة الجديدة ) للشيخ التويجري رحمه الله
أثبت بالأدلة القطعية من الكتاب والسنة ثبوت الأرض ودوران الشمس حول
ومشكلي أن هذا الكتاب فقد من مكتبتي فهل من رابط للوصول إليه
وجزاكم الله خيرا
---
أبو علي
05-17-2004, 10:50 AM
أجد دوران الأرض في هذه الآية:
لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون).
عندنا في الآية ثلاثة أجرام سماوية:
1) الشمس . 2) القمر . 3) الأرض وعبر عنها ب (الليل والنهار) لأن أثر الليل والنهار يظهر على الأرض.
كذلك ختمت الآية ب ( وكل في فلك يسبحون) هذا جمع ، والجمع يبدأ من ثلاثة فما فوق. لو كانت الآية تتكلم فقط عن الشمس والقمر لقال تعالى : كلاهما يسبحان).(1/2947)
وأما الشمس فهي تدور حول نفسها وتجري إلى مستقر لها ، ولا توجد أداة في اللغة تؤدي المعنيين إلا حرف اللام.
قال تعالى : والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)
اللام هنا في ( لمستقر) تعني (عن) أي حول محورها ، وتعني (إلى)
مستقرها ( مكان تستقر فيه).
وفي القرآن أمثلة لحرف اللام بمعنى (عن ) و (إلى).
مثال : وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين) . اللام هنا بمعنى (عن).
---
فرغلي عرباوي
05-17-2004, 02:00 PM
أخي الحبيب أبو على
من قال بذلك من علماء التفسير المعتمدين من المتقدمين أن الليل والنهار المقصود به الأرض وهل ما ذهبت إليه قطعي الدلالة ام مجرد اجتهاد ؟
واطلع على كلام الشيخ ابن عثيمين لعلك تعود إلى ظاهر الكتاب والسنة أفضل لك من التاويل
وماذا
تقول في قوله تعالى ( إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا )
أرجع للغة العرب وتعرف معنى الزوال جيدا
الرابط الموجود في ملتقى أهل القرآن فيه التوضيح ارجع اليه
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى
---
أبومجاهدالعبيدي
05-17-2004, 05:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً : ينبغي أن لا نتحمس لمسألة لم نطلع على جميع جوانبها ، وعندي أن بعض المسائل الكونية لا بد فيها من الرجوع إلى أهل الاختصاص مع الرجوع إلى علماء الشريعة لفهم الأدلة على وجهها الصحيح .
ثانياً - للشيخ محمد بن صالح العثيمين كلام جيد حول هذه المسألة في تفسيره لسورة الكهف يصلح أن يكون منهجاً في التعامل مع مثل هذه المسائل .
قال رحمه الله :
( وفي قوله تعالى: { إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ } { وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُم} دليل على أن الشمس هي التي تتحرك وهي التي بتحركها يكون الطلوع والغروب خلافاً لما يقوله الناس اليوم من أن الذي يدور هو الأرض، وأما الشمس فهي ثابتة .(1/2948)
فنحن لدينا شيء من كلام الله، الواجب علينا أن نجريه على ظاهره وألا نتزحزح عن هذا الظاهر إلَّا بدليل بَيِّن، فإذا ثبت لدينا بالدليل القاطع أن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض فحينئذ يجب أن نؤول الآيات إلى المعنى المطابق للواقع، فنقول: إذا طلعت في رأي العين وإذا غربت في رأي العين، تزاور في رأي العين، تقرض في رأي العين، أما قبل أن يتبين لنا بالدليل القاطع أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور وبدورانها يختلف الليل والنهار فإننا لا نقبل هذا أبداً، علينا أن نقول: إنَّ الشمس هي التي بدورانها يكون الليل والنهار، لأن الله أضاف الأفعال إليها والنبي صلى الله عليه وسلم حينما غربت الشمس قال لأبي ذر: "أتدري أين تذهب؟" فأسند الذَّهاب إليها، ونحن نعلم علم اليقين أن الله تعالى أعلم بخلقه ولا نقبل حدْساً ولا ظناً، ولكن لو تيقنا يقيناً أن الشمس ثابتة في مكانها وأن الأرض تدور حولها، ويكون الليل والنهار، فحينئذ تأويل الآيات واجب حتى لا يخالف القرآن الشيء المقطوع به.) انتهى .
وهذا كلام جيد أيضاً حول هذه القضية وقضايا أخرى للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله :
قال : ( إثبات كروية الأرض(1/2949)
إن القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة . ومعنى ذلك أنه لا يجب أن يحدث تصادم بينه وبين الحقائق العلمية في الكون .. لأن القرآن الكريم لا يتغير ولا يتبدل ولو حدث مثل هذا التصادم لضاعت قضية الدين كلها .. ولكن التصادم يحدث من شيئين عدم فهم حقيقة قرآنية أو عدم صحة حقيقة علمية .. فإذا لم نفهم القرآن جيدا وفسرناه بغير ما فيه حدث التصادم .. وإذا كانت الحقيقة العلمية كاذبة حدث التصادم .. ولكن كيف لا نفهم الحقيقة القرآنية ؟ .. سنضرب مثلا لذلك ليعلم الناس أن عدم فهم الحقيقة القرآنية قد تؤدي إلى تصادم مع حقائق الكون .. الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا )سورة الحجر : 19 .. المد معناه البسط .. ومعنى ذلك أن الأرض مبسوطة .. ولو فهمنا الآية على هذا المعنى لا تّهمنا كل من تحدّث عن كروية الأرض بالكفر خصوصا أننا الآن بواسطة سفن الفضاء والأقمار الصناعية قد استطعنا أن نرى الأرض على هيئة كرة تدور حول نفسها .. نقول إن كل من فهم الآية الكريمة ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) بمعنى أن الأرض مبسوطة لم يفهم الحقيقة القرآنية التي ذكرتها هذه الآية الكريمة .. ولكن المعنى يجمع الإعجاز اللغوي والإعجاز العلمي معا ويعطي الحقيقة الظاهرة للعين والحقيقة العلمية المختفية عن العقول في وقت نزول القرآن . عندما قال الحق سبحانه وتعالى : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) أي بسطناها .. أقال أي أرض ؟ لا.. لم يحدد أرضا بعينها .. بل قال الأرض على إطلاقها .. ومعنى ذلك أنك إذا وصلت إلى أي مكان يسمى أرضا تراها أمامك ممدودة أي منبسطة .. فإذا كنت في القطب الجنوبي أو في القطب الشمالي .. أو في أمريكا أو أوروبا أو في افريقيا أو آسيا .. أو في أي بقعة من الأرض .. فأنك ترها أمامك منبسطة .. ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو مسدسة أو على أي شكل هندسي(1/2950)
آخر .. فإنك تصل فيها إلى حافة .. لا ترى أمامك الأرض منبسطة .. ولكنك ترى حافة الأرض ثم الفضاء .. ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة تصل إليها هي أن تكون الأرض كروية .. حتى إذا بدأت من أي نقطة محددة على سطح الكرة الأرضية ثم ظللت تسير حتى عدت إلى نقطة البداية .. فإنك طوال مشوارك حول الأرض ستراها أمامك دائما منبسطة .. وما دام الأمر كذلك فإنك لا تسير في أي بقعة على الأرض إلا وأنت تراها أمامك منبسطة وهكذا كانت الآية الكريمة ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) لقد فهمها بعض الناس على أن الأرض مبسوطة دليل على كروية الأرض .. وهذا هو الإعجاز في القرآن الكريم .. يأتي باللفظ الواحد ليناسب ظاهر الأشياء ويدل على حقيقتها الكونية . ولذلك فإن الذين أساءوا فهم هذه الآية الكريمة وأخذوها على أن معناها أن الأرض منبسطة .. قالوا هناك تصادم بين الدين والعلم .. والذين فهموا معنى الآية الكريمة فهما صحيحا قالوا إن القرآن الكريم هو أول كتاب في العالم ذكر أن الأرض كروية وكانت هذه الحقيقة وحدها كافية بأن يؤمنوا .. ولكنهم لا يؤمنون وهكذا نرى الإعجاز القرآني .. فالقائل هو الله .. والخالق هو الله .. والمتكلم هو الله .. فجاء في جزء من آية قرآنية ليخبرنا إن الأرض كروية وأنها تدور حول نفسها .. ولا ينسجم معنى هذه الآية الكريمة إلا بهاتين الحقيقتين معا .. هل يوجد أكثر من ذلك دليل مادي على أن الله هو خالق هذا الكون ؟ ثم يأتي الحق سبحانه وتعالى ليؤكد المعنى في هذه الحقيقة الكونية لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يُري خلقه آياته فيقول : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ )سورة الزمر : 5 .. وهكذا يصف الحق(1/2951)
سبحانه وتعالى بأن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير .. وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معا فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير .. إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية . بحيث يكون نصف الكرة مظلما والنصف الآخر مضيئا وهذه حقيقة قرآنية أخرى تذكر لنا أن نصف الأرض يكون مضيئا والنصف الآخر مظلما ..فلو أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض غير متساويين في المساحة . بحيث كان أحدهما يبدو شريطا رفيعا .. في حين يغطي الآخر معظم المساحة , ما كان الاثنان معا على هيئة كرة .. لأن الشريط الرفيع في هذه الحالة سيكون في شكل مستطيل أو مثلث أو مربع .. أو أي شكل هندسي آخر حسب المساحة التي يحتلها فوق سطح الأرض .. وكان من الممكن أن يكون الوضع كذلك باختلاف مساحة الليل والنهار .. ولكن قوله تعالى :( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل ) دليل على أن نصف الكرة الأرضية يكون ليلا والنصف الآخر نهارا وعندما تقدم العلم وصعد الإنسان إلى الفضاء ورأى الأرض وصورها ..وجدنا فعلا أن نصفها مضئ ونصفها مظلم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى : فإذا أردنا دليلا آخر على دوران الأرض حول نفسها لابد أن نلتفت إلى الآية الكريمة في قوله تعالى ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) سورة النمل : 88 .. عندما نقرأ هذه الآية ونحن نرى أمامنا الجبال ثابتة جامدة لا تتحرك نتعجب .. لأن الله سبحانه وتعالى يقول :( تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) ومعنى ذلك أن رؤيتنا للجبال ليست رؤية يقينيه .. ولكن هناك شيئا خلقه الله سبحانه وتعالى وخفى عن أبصارنا .. فمادمنا نحسب فليست هذه هي الحقيقة .. أي أن ما نراه من ثبات الجبال وعدم حركتها .. ليس حقيقة كونية .. وإنما إتقان من الله سبحانه وتعالى وطلاقة قدرة(1/2952)
الخالق .. لأن الجبل ضخم كبير بحيث لا يخفى عن أي عين .. فلو كان حجم الجبل دقيقا لقلنا لم تدركه أبصارنا كما يجب .. أوأننا لدقة حجمة لم نلتفت إليه هل هو متحرك أم ثابت .. ولكن الله خلق الجبل ضخما يراه أقل الناس إبصارا حتى لا يحتج أحد بأن بصره ضعيف لا يدرك الأشياء الدقيقة وفي نفس الوقت قال لنا أن هذه الجبال الثابتة تمر أمامكم مر السحاب . ولماذا استخدم الحق سبحانه وتعالى حركة السحب وهو يصف لنا تحرك الجبال ؟ .. لأن السحب ليست ذاتية الحركة .. فهي لا تتحرك من مكان إلى آخر بقدرتها الذاتية .. بل لابد أن تتحرك بقوة تحرك الرياح ولو سكنت الريح لبقيت السحب في مكانها بلا حركة .. وكذلك الجبال . الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أن الجبال ليست لها حركة ذاتية أي أنها لا تنتقل بذاتيتها من مكان إلى آخر .. فلا يكون هناك جبل في أوروبا , ثم نجده بعد ذلك في أمريكا أو آسيا .. ولكن تحركها يتم بقوة خارجة عنها هي التي تحركها .. وبما أن الجبال موجودة فوق الأرض .. فلا توجد قوة تحرك الجبال إلا إذا كانت الأرض نفسها تتحرك ومعها الجبال التي فوق سطحها . وهكذا تبدو الجبال أمامنا ثابتة لأنها لا تغير مكانها .. ولكنها في نفس الوقت تتحرك لأن الأرض تدور حول نفسها والجبال جزء من الأرض , فهي تدور معها تماما كما تحرك الريح السحاب .. ونحن لا نحس بدوران الأرض حول نفسها ... ولذلك لا نحس أيضا بحركة الجبال وقوله تعالى : ( وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) معناها أن هناك فترة زمنية بين كل فترة تمر فيها .. ذلك لأن السحاب لا يبقى دائما بل تأتى فترات ممطرة وفترات جافة وفترات تسطع فيها الشمس .. وكذلك حركة الجبال تدور وتعود إلى نفس المكان كل فترة . وإذا أردنا أن نمضي فالأرض مليئة بالآيات .. ولكننا نحن الذين لا نتنبه .. وإذا نبه الكفار فإنهم يعرضون عن آيات الله ... تماما كما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حين قال له(1/2953)
الكفار في قوله تعالى : ( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً ) سورة الإسراء : 90 - 91 .. وكان كل هذا معاندة منهم .. لأن الآيات التي نزلت في القرآن الكريم فيها من المعجزات الكثيرة التي تجعلهم يؤمنون .. )
المصدر " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي
---
د. هشام عزمي
05-17-2004, 05:45 PM
أنا مع الشيخ أبي مجاهد في كلامه .
و الموضوع نسبي على كل حال !
---
المنهوم
05-17-2004, 06:49 PM
بسم الله والحمدلله وبعد
المشكلة ايها الأخوة ليس في ثبوت دوران الأرض او عدم دورانها فالمسألة فيها خلاف من قديم وكل يستدل لقوله
ولا ينبغي التثريب في ذلك والتحمس لقول فلان او علان
ولكن المشكلة ان هناك من ينكر دوران الشمس الذي ثبت في القران ولا خلاف فيه
فإذا اردنا ان نتحدث عن الدوران فلا يجوز ان نختلف في دوران الشمس
واما قول الأخ ان الليل والنهار فهي الأرض فلعله يراجع المسألة فإنه يمكن ان يكون الليل والنهار من دوران الشمس والقمر
---
أبو علي
05-18-2004, 10:45 AM
الأخ الحبيب فرغلي
الله سبحانه يخاطب العقول بما تطيق حسب قدرتها على الإدراك، وكان من الحكمة أن يتلطف بالعقول المعاصرة لنزول القرآن ، فكيف كان الناس سيكون رد فعلهم إذا قيل لهم إن الأرض تدور!!
أما لو ذكر الليل والنهار كناية عن الأرض فإن في ذلك آية للذين أوتوا العلم تتجلى في زمنها.(1/2954)
وأما قوله تعالى ( إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ) فقدرة الله يوقن بها كل مؤمن ، فالفيزيائي يفسر تلك القدرة حسب علمه فيقول : إن الله يمسك السموات و الأرض بأسباب خلقها وهي : قانون الجاذبية وقوة الطرد المركزي وعلاقة الكثلة بالمسافة ...) وغير ذلك، وهو تفسير منطقي يناسب إدراكه.
الإخوة الأعزاء:
قال تعالى : فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
أهل الذكرفي هذه المسألة هم علماء الفلك .
علماء الفلك قالوا : إن الأرض تدور حول نفسها بسرعة كذا ميل في الساعة (لا أتذكر الرقم) ، وقالوا هذه حقيقة لا جدال فيها، وأتوا بأدلة ذامغة أذكر منها ما يلي :
حينما يطلق قمر صناعي في الفضاء فإنها لا تطلق حتى تصل سرعة المركبة الحاملة للقمر الصناعي إلى نفس سرعة دوران الأرض حول نفسها وفي نفس الاتجاه من الغرب إلى الشرق. تدور الأقمار الصناعية حول الأرض بنفس سرعة دوران الأرض حول نفسها، وبالتالي تكون ثابتة بالنسبة لأي نقطة على الأرض.
هل يوجد دليل أقوى من هذا ؟ فلو قمنا بتجربة ذلك بأنفسنا على كرة ووضعنا حولها جسما وأدرنا الكرة حول نفسها وأدرنا ذلك الجسم حول الكرة بنفس سرعة دوران الكرة فإن ذلك الجسم سيبقى مقابلا لنقطة معينة ثابتا على ذلك.
لو كانت الشمس هي التي تدور حول الأرض لكان معنى ذلك أنها تدور أيضا حول كواكبها في 24 ساعة ولكان يوم كل الكواكب هو نفس يوم الأرض (24 ساعة)، أما لو كان كل كوكب هو الذي يدور حول نفسه ويدور حول الشمس لكانت أيام الكواكب وسنواتها تختلف من كوكب إلى آخر حسب حجمها ومداراتها وبعدها عن الشمس.
مسألة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس هي حقيقة ثابتة عند أهل العلم.
والله تعالى هو الذي علم الإنسان مالم يعلم ليريه آياته في الآفاق وفي نفسه حتى يتبين له أنه الحق.
أيقول الله ذلك ولا تأتي نتائج العلم بما يوافق الحق !!؟(1/2955)
يكفينا أن الله خلق الجبال لتكون رواسي للأرض لكي لا تميد بنا، والمتحرك هو الأدعى أن يميد إن لم يجعل له شيء يحفظ توازنه خلال حركته.
لو كان أحد أدلة علماء الفلك خاطئا لانهارت كل تنبؤاتهم ، ألا ترون أنهم يتنبؤون بالخسوف والكسوف بالسنة والشهر والساعة والدقيقة.
ويتنبؤون بمرور الكوكب الفلاني قريب من الأرض وغير ذلك فيأتي حسابهم دقيقا، كل ذلك لعلهم يلتفتون أن كله بحسبان ولا يكون كذلك إلا لأنه أحكمه عزيز حكيم.
---
محمد نور لبني
05-18-2004, 12:19 PM
الرد على سؤالك
يا أخي
الحركة نسبية وبالتالي الثبات نسبي أيضاً
أضرب لك مثال بسيط
إذا كنت تقف على رصيف شارع وتراقب سيارات التي تسير فإن السيارات بالنسبة إليك تتحرك في حين أن سائق أحد السيارات المارة ستكون السيارة بالنسبة له ثابتة وأنت تتحرك
إذا قلنا أنك ثابت و السيارة متحركة بالنسبة لك فهذا صحيح وبنفس الوقت إذا قلنا أن السيارة ثابتة بالنسبة لسائق السيارة وأنت الذي تتحرك فهذا أيضاً صحيح
وهذا ما يسمى بالحركة النسبيّة
وبنفس الأسلوب إذا قلنا أن الأرض ثابتة والشمس هي التي تدور حولها فهذا صحيح علمياً بالنسبة لمراقب يراقب من سطح الأرض
وإذا قلنا بأن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور حولها فهذا صحيح بالنسبة لشخص يراقب من خارج الكرة الأرضية (من القمر الصناعي مثلاً) وهذا صحيح علمياً
وبنفس الأسلوب يصف لنا القرآن أن الشمس تدور حول الأرض والأرض ثابتة وهذا صحيح علمياً بالنسبة لشخص يراقب الحركة من الأرض
وإن الله عز وجل يصف لنا الحركة بالنسبة لمراقب من سطح الأرض لأن ذلك أقرب لفهمنا
لذا الأشياء الثابتة بالنسبة لنا تبدو متحركة بالنسبة للآخرين والعكس صحيح
وفي النهاية كل شيء يتحرك ولا يوجد شيء ثابت في كل الكون
وهذه فكرة بديهية ولا أحد يتحدث بها غيرنا في العالم
---
د. هشام عزمي
05-18-2004, 12:55 PM
صدقت و الله !(1/2956)
فنحن في حديثنا العادي نقول زالت الشمس و مالت الشمس و نحن نعلم جيداً أن الشمس لم تتحرك بل الأرض . فهل إذا جاء القرآن على نسق كلامنا الذي لا نسيء فهمه نتشدد و نقول ظاهر القرآن ! و هل الجدار الذي يريد ان ينقض له إرادة أم أن الكلام جاء على مجرى اللغة ؟
---
عبدالرحمن السديس
05-18-2004, 10:44 PM
استفسار :
هل لهذه المسألة ثمرة تستحق كل ما جاء فيها من خلاف؟
---
محمد الأمين
05-20-2004, 08:30 AM
طبعاً لأن بعض الخوارج يكفرون مخالفهم في الفهم السطحي
وقد كفر أحدهم (في الرابط السابق) من يقول بدوران الأرض حول الشمس، رغم أن هذا هو الحق. والله المستعان على هؤلاء.
---
محمد الأمين
05-20-2004, 09:17 AM
وأحدهم يريد أن يقول بأنه لا يوجد شيء ثابت علمياً، ولم يفعل إلا أن أثبت جهله في هذه الأمور (مع أنه أخ فاضل له معرفة في الفقه والحديث، لكن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب).
قال سامحه الله: ((وحتى المقررات الرياضية التى كانت (( ثوابت )) من قبل كالهندسة الاقليدية نسبة الى ( أقليدس ) والتى لازالت ( تدرس أيضا في مدراسنا ) فهي ايضا قد نقضت بنظريات أقوى منها كما هي نظرية ريمان الالماني في المقعرات والذي أثبت أنه ( لايوجد أصلا خطوط متوازية ) !!!! فالمشهور والمتقرر عند الكثير أن ( الخطين المتوازيين لايمكن ان يلتقا أبدا ) . وهذا خلاف ما أثبته ريمان و لوباتيشفيكي من أنهما ( يلتقيان ) . وهذا بناء على ان الكون ( مقعر ) .)) انتهى.
وهذا خطأ فادح. فالكلام على بديهية إقليدس، وهي للمستويات وليست للأجسام المقعرة. وريمان لم يثبت شيء معاكس لهذا، بل هو فقط تكلم عن الأجسام الكروية، والأمر بالتأكيد يختلف. وليس هذا معارض لذاك..(1/2957)
قال الدكتور هشام عزمي وفقه الله: "أنت خلطت الهندسة النظرية (الإقليديسية) بالهندسة التطبيقية حين قارنت في موضوع الخطين المتوازيين و لكن حتى الهندسة النظرية تعترف بأن الخطين المتوازيين يلتقيان في ما يعرف باللانهاية و هو مصطلح نظري "
---
محمد الأمين
08-28-2004, 09:55 AM
سألني أحد الإخوة عن اعتقادي في الكون، وأكتب له هذا الجواب مدعوماً بالأدلة القرآنية.
أعتقد أن الكون كان أصله مادة واحدة مضغوطة جداً، كما قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (30) سورة الأنبياء. والرتق أي ضد الفتق، أي كانتا متلئمتان.
وهذه المادة جاء وصفها بأنها غاز. {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11) سورة فصلت. ويظهر -والله أعلم- أن ذلك الغاز كان غاز الهادروجين الذي يعتبر المكون الأساس للماء. {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} (7) سورة هود
ثم إن هذا الكون انشطر (وفق ما يسمى بالانفجار الكوني الأعظم)، وانقذفت تلك المكونات لتتشكل في مواد أخرى، وتؤلف الكواكب والنجوم. وكل كوكب وكل جرم وكل نجم يدور في مسار فلكي معقد. {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (33) سورة الأنبياء(1/2958)
لكنها -مع هذه الحركة المعقدة- تبتعد عن مركز الكون، وبالتالي فالكون يتوسع ويزيد حجمه، وبالتالي فالسماء الدنيا التي تشكل حدوده، تتوسع أيضاً. كما قال الله عز وجل: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47) سورة الذاريات
وهنا لفتة مهمة للغاية. فإذا قال العلم: إن "كوننا محدود الحجم"، فلا يعني بالطبع أن رائد الفضاء سيجد على بعد عدة بلايين من السنين الضوئية حائطاً عُلّقت عليه لافتة كُتب عليها: "ممنوع المرور"! لأنه في الواقع قد يكون الكون محدود الحيّز، دون أن تكون بالضرورة له حدود. فقد ينحني وينقفل على نفسه، بحيث أنه إذا حاول مستكشف كوني افتراضي أن يُسيّر سفينته الفضائية في خط مستقيم بقدر ما يستطيع، فإنه سيسلك خطاً سمتياً، أي سيسلك خطاً مستقيماً في الفضاء، ويعود إلى النقطة التي بدأ منها رحلته.
وهذا صعب الفهم للوهلة الأولى. لكن هذا يشبه من ينطلق بالطائرة بخط مستقيم باتجاه الشرق، فيعود بالنهاية إلى نقطة الانطلاق من جهة الغرب! فلا يمكن للإنسان -وفق القواعد الكونية التي وضعها الله تعالى- أن يخترق الكون إلى خارجه. ولا يمكن أن يصل إلى ما ليس بمكان! ولا يمكنه اختراق السماء الدنيا. إلا إن أراد الله له أن يخرق القواعد الكونية. وهذا ما أكده الله عز وجل بقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} (33) سورة الرحمن
وهذا الكون الذي يتوسع -كما أخبر الله تعالى- سيعود وينكمش ويعود كما كان. قال رب العزة: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } (104) سورة الأنبياء(1/2959)
والأرض تجري بمسار بيضوي شبه دائري حول الشمس. وكذلك باقي كواكب المجموعة الشمسية. والشمس والكواكب التابعة لها كذلك تمشي في مسار لها في الكون. قال الله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (38) سورة يس
وكوكب الأرض نفسه بيضوي. قال الله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (30) سورة النازعات. والدِّحْيَة هي بيضة النعامة. فالآية الكريمة إذاً حددت لا كروية الأرض، بل حددت بيضويتها. وهذا ما أثبتته يقيناً الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية. {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم
وكوكب الأرض يدور حول نفسه {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (88) سورة النمل. فالجبال كما نراها في أعيننا جامدة ثابتة ساكنة في مكانها لا تتحرك. ولكنها في الحقيقة تمر مر السحاب، لأنها تدور مع الأرض بسرعة كبيرة.
وهذا الدوران هو الذي يسبب تعاقب الليل والنهار. {... يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ...} (5) سورة الزمر
---
(1/2960)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتابة الايات التي يمكن للمعلمين الربط بها في الدروس الاخرى مع ذكر طريقة الربط لتكون
---
كتابة الايات التي يمكن للمعلمين الربط بها في الدروس الاخرى مع ذكر طريقة الربط لتكون
---
رهيفه
12-30-2003, 09:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير من المدرسين يعجزهم الهدف الديني لربط الدرس بالدين ، والكثير منهم يتحاشى ذالك خوفا من الربط الخاطى والوقوع في الاثم ويكتفون ببعض الايات التي مل الطلاب من تكرارها.
مثال : ربط صدأ الحديد وتشبيهه بصدأ القلوب والدخول للطلاب والطالبات في ذلك لربطهم بالله والفرق بينها.
فصدأ الحديد له أسباب وكذالك صدأ القلوب له أسباب وهي الابتعاد عن ذكر الله والقرآن وكذلك صدأ الحديد له وقايه وكذالك صدأ القلوب له وقايه وهي ذكر الله وقراءة القران .
أتمنى أن نتعاون في ذالك لتعم الفائدة
---
(1/2961)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الكنوز الملية في الفرائض الجلية للشيخ عبدالعزيز السلمان ـ رحمه الله ـ
---
الكنوز الملية في الفرائض الجلية للشيخ عبدالعزيز السلمان ـ رحمه الله ـ
---
أبو مهند النجدي
07-01-2006, 08:00 AM
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
هذا ثاني كتاب للشيخ رحمه الله نقوم بنشره على ملفات وورد بحمد الله تعالى وهو بعنوان :
الْكُنُوزُ الْمَليَّةْ في الفَرَائِض الجَلِيَّةْ
ويتبعه إن شاء الله بقية كتب الشيخ رحمه الله
الكتاب الأول على هذا الرابط
أوضح المسالك إلى أحكام المناسك (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5977)
جزى الله من ساهم في هذا العمل خيراً و لاتنسوه من صالح دعائكم
---
أبو مهند النجدي
07-01-2006, 04:05 PM
تم نشره هنا
http://www.almeshkat.net/books/open....t=32&book=2499
---
(1/2962)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة للتحميل
---
كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة للتحميل
---
مسك
03-21-2006, 01:58 PM
اسم الكتاب : كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة
اسم المؤلف : محمد بن مالك اليماني
حجم الملف : 38 ك ب
نبذة عن الكتاب :
كتاب نادر في هذا الباب يشرح فيه مؤلفه وهو أحد الفقهاء السنة في القرن الخامس الهجري كثيرا من الأسرار التي استطاع الاطلاع عليها بعد أن تمكن من الاندساس بين الصليحيين - وهم قراطمة اليمن - واطلع على خفاياهم. وسيرد في آخر الكتاب أن علي بن محمد الصليحي بعد استيلائه على حصن مسار في (حراز) فوق مدينة مناخة كتب إلى صاحب مصر المستنصر الفاطمية سنة 453هـ.
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=21&book=2343)
---
(1/2963)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإمام ابن النقيب متى توفي ؟ وإلى أي مذهب فقهي ينتمي ؟
---
الإمام ابن النقيب متى توفي ؟ وإلى أي مذهب فقهي ينتمي ؟
---
أم صهيب
04-06-2004, 12:53 AM
المشايخ والأخوة الأفاضل أود أن أسأل عن الإمام ابن النقيب رحمه الله صاحب كتاب الفوائد المشوق متى توفي وإلى مذهب فقهي ينتمي ؟
---
مساعد الطيار
04-08-2004, 01:41 AM
هو أبو عبد الله جمال الدين محمد بن سليمان البلخي المقدسي الحنفي
توفيسنة 698هـ
---
أم صهيب
04-08-2004, 10:25 AM
جزاك الله خيراً وأحسن إليك
---
(1/2964)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل: (جمع الأصول في مشهور المنقول)، للديواني
---
حمل: (جمع الأصول في مشهور المنقول)، للديواني
---
نورة
03-21-2007, 03:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بيانات المخطوط:
عنوان المخطوط: جمع الأصول في مشهور المنقول
اسم المصنف: الديواني, علي بن محمد بن أبي سعد, أبو الحسن الواسطي
بداية النسخة:
نهاية النسخة:
عدد الأوراق: 38
عدد أسطر الورقة:
مصدر المخطوط: إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية بوزارة الأوقاف الكويتية: 282-1
ملاحظات: مخطوط أصلي، بخط مؤلفه
لتحميل المخطوط: اضغط هنا (http://wadod.com/open.php?cat=5&book=422)
---
(1/2965)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > التواتر بين القراء والمحدِّثين
---
التواتر بين القراء والمحدِّثين
---
شريف بن أحمد مجدي
02-25-2007, 12:17 PM
منقووووووووول
التواتر بين القراء والمحدِّثين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...
ففي رحاب القرآن تعددت الفنون فهذا مفسر وهذا قارئ وهذا محدث ..وهكذا واصطلح أهل كل فن علي مصطلحات خاصة بهم ، ووضع أصحاب كل فن ضوابط خاصة بهم ، وكما قيل :" من تكلم في غير فنه أتي بالعجائب " ونحن سنتناول في هذا البحث قضية مهمة جدا وهي قضية التواتر عند القراء والمحدثين مع أنهما يتفقان علي أن التواتر : هو الانتشار والكثرة ، وإن اختلفت طريقة الحكم والضوابط كما سنري بإذن الله ـ وسنتحدث عن التواتر عند المحدثين أولا:
التواتر عند المحدثين:
قال د/ محمود الطحان في كتابه " تيسير مصطلح الحديث" في تعريف التواتر :"التواتر لغة :هو اسم فاعل مشتق من التواتر ـ أي التتابع ـ تقول تواتر المطر أي تتابع نزوله .
اصطلاحا:مارواه عدد كثير تحيل العادة تواطؤهم علي الكذب ."صـ 19
وقال صاحب كتاب المختصر في علم الحديث :"والخبر المتواتر: ما بلغت رواته في الكثرة مبلغاً أحالت العادة تواطأهم على الكذب، ويدوم هذا فيكون أوله كآخره، ووسطه كطرفيه، كالقرآن، وكالصلوات الخمس." صـ1
وشروطه عند المحدثين:
قال الطحان:لا يتحقق الخبرـ أي المتواتر ـ إلا بشروط أربعة وهي :
1.أن يرويه عدد كثير وقد اختلف في أقل الكثرة علي أقوال ، المختارة أنه عشرة أشخاص.(1/2966)
2.أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند .
3.أن تحيل العادة تواطؤهم علي الكذب.
4.أن يكون مُستَند خبرهم الحِس ـ كقولهم سمعنا أو رأينا أو لمسنا ..أوان كان مستند خبرهم العقل ،كالقول بحدوث العالم مثلا ،فلا يسمي الخبر حينئذ متواترا .
حكمه: المتواتر يفيد العلم الضروري أي اليقيني...لذلك كان المتواتر كله مقبولا ولا حاجة إلي البحث عن أحوال رواته .
أقسامه :
المتواتر اللفظي :أي ما تواتر لفظه ومعناه مثل حديث من كذب عليّ متعمدا ..."
المتواتر المعنوي :هو ما تواتر معناه دون لفظه ."ا.هـ صـ20
هذا هو التواتر عند المحدثين باختصار ، ومعلوم عدم وجود التواتر المعنوي عند القراء لأن القرآن لا بد أن ينقل بلفظه .
أما التواتر عند القراء:
قال الباحث: أحمد بن محمد البريدي :
اختلف فيه على قولين (التواتر) :
القول الأول : يشترطون التواتر حيث نصوا على أن التواتر شرط في ثبوت القرآن ، وممن اشترط ذلك الغزالي وابن قدامة وابن الحاجب وصدر الشريعة والنويري , وقالو :عدم اشتراط التواتر في ثبوت القرآن ، قول حادث لإجماع الفقهاء والمحدثين وغيرهم ولم يخالف من المتأخرين إلا مكي وتبعه بعض المتأخرين ، وقالوا لا يقدح في ثبوت التواتر اختلاف القراءة فقد تتواتر القراءة
عند قوم دون قوم .
القول الثاني :أنه لايشترط التواتر وإنما يكتفي بصحة السند .
وإليه ذهب ابن الجزري وأشار إلى أنه مذهب أئمة السلف والخلف وقال راداً على القول الأول : أنه إذا أثبت التواتر لايحتاج فيه إلى الركنين ا لسابقين من الرسم وغيره إذا ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم خالفه وإذا أشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف أنتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم .(1/2967)
وقال الطاهر بن عاشور : وهذه الشروط الثلاثة هي شروط قبول القراءة إذا كانت غير متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن كانت صحيحة السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها لم تبلغ حد التواتر فهي بمنزلة الحديث الصحيح واما القراءة المتواترة فهي غنية عن هذه الشروط لأن تواترها يجعلها حجة في العربية ويغنيها عن الاعتضاد بموافقة المصحف عليه .
قلت : وعند تأمل هذين القولين فإننا لا نجد بينهما فرق في إفادة القراءة للعلم لأن من لم يشترط التواتر وإنما اشترط صحة السند لم يكتف به وإنما اشترط قرائن بمجموعها تفيد العلم وتقوم مقام التواتر ولذا قال مكي بن أبي طالب : فإذا اجتمعت هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته و صدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقته لخط المصحف وكفر من جحده .
وقال الزرقاني : إن هذه الأركان الثلاثة تكاد تكون مساوية للتواتر في إفادة العلم القاطع بالقراءات المقبولة بيان هذه المساواة أن ما بين دفتي المصحف متواتر ومجمع عليه من هذه الأمة في أفضل عهودها وهو عهد الصحابة فإذا صح سند القراءة ووافقت عليه قواعد اللغة ثم جاء ت موافقة لخط المصحف المتواتر كانت هذه الموافقة قرينة على إفادة هذه الرواية للعلم القاطع وإن كانت آحاداً.....فكأن التواتر كان يطلب تحصيله في الإسناد قبل أن يقوم المصحف وثيقة متواترة بالقرآن أما بعد وجودهذا المصحف المجمع عليه فيكفي في الرواية صحتها وشهرتها متى ماوافقت رسم هذا المصحف ولسان العرب ........وهذا التوجيه الذي وجهنا به الضابط السالف يجعل الخلاف كأنه لفظي ويسير بجماعات القراء جدد الطريق في تواتر القرآن .ا.هـ
وقال ابن الجزري:(1/2968)
(وقال) الإمام أبو محمد مكي في مصنفه الذي ألحقه بكتابه "الكشف" له: فإن سأل سائل فقال : فما الذي يقبل من القرآن الآن فيقرأ به وما الذي لا يقبل ولا يقرأ به وما الذي يقبل ولا يقرأ به؟ فالجواب أن جميع ما روى في القرآن على ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به اليوم وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال وهنّ أن ينقل عن الثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن سائغاً ويكون موافقاً لخط المصحف فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته وصدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقة خط المصحف وكفر من جحده .
قال (والقسم الثاني) ما صح نقله عن الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف فهذا يقبل ولا يقرأ به لعلتين إحداهما أنه لم يؤخذ بإجماع إنما أخذ بأخبار الآحاد ولا يثبت قرآن يقرأ به بخبر الواحد، والعلة الثانية أنه مخالف لما قد أجمع عليه فلا يقطع على مغيبه وصحته وما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة به ولا يكفر من جحده ولبئس ما صنع إذا جحده.
قال (والقسم الثالث) هو ما نقله غير ثقة أو نقله ثقة ولا وجه له في العربية فهذا لا يقبل وإن وافق خط المصحف قال ولكل صنف من هذه الأقسام تمثيل تركنا ذكره اختصاراً." من النشر 1/14(1/2969)
ومن أمعن النظر في كلام ومكي وابن الجزري في قضية اشتراط صحة السند يجد أنه يشير أيضا للتواتر . قال الشيخ عبد الفتاح القاضي:" والحاصل أن القراءة إن خالفت العربية أو الرسم فهي مردودة إجماعا ولو كانت منقولة عن ثقة ، وإن كان ذلك بعيدا جدا بل لا يكاد يوجد وإن وافقت العربية والرسم ونقلت بالتواتر فهي مقبولة إجماعا ،وإن وافقت العربية والرسم ونقلت عن الثقات بطريق الآحاد فقد اختلف فها ،فذهب الجمهور إلي ردها وعدم جواز القراءة بها في الصلاة وغيرها سواء اشتهرت واستفاضت أم لا ، وذهب مكي بن أبي طالب وابن الجزري إلي قبولها وصحة القراءة بها بشرط اشتهارها واستفاضتها ، أما إذا لم تبلغ حد الاشتهار والاستفاضة فالظاهر المنع من القراءة إجماعا ،ومن هنا يعلم أن الشاذ عند الجمهور ما لم يثبت بطريق التواتر وعند مكي ومن وافقه ما خالف الرسم والعربية ولو كان منقولة عن الثقات أو ما وافق الرسم والعربية ونقله غير ثقة أو نقله ثقة ولكن لم يتلق بالقبول ولم يبلغ درجة الاستفاضة والشهرة "ا.هـ القراءات الشاذة صـ7
وقال الشيخ /محمود حوا:" وكلا القولين – فيما أراه والله أعلم - مؤداه واحد والخلاف بينهما لفظي، لأن الرسم منقول بالتواتر ومجمع عليه من قبل الأمة، كما أن القولين في الواقع متفقان في النتيجة على قبول القراءات العشر كلها والقراءة بها.ا.هـ(1/2970)
قال السيوطي في الإتقان :" اعلم أن القاضي جلال الدين البلقيني قال: القراءة تنقسم إلى متواتر وآحاد وشاذ. فالمتواتر القراءات السبعة المشهورة والآحاد قراءات الثلاثة التي هي تمام العشر، ويلحق بها قراءة الصحابة. والشاذ قراءة التابعين كالأعمش ويحيى بن وثاب وابن جبير ونحوهم، وهذا الكلام فيه نظر يعرف مما سنذكره. وأحسن من تكلم في هذا النوع إمام القراء في زمانه شيخ شيوخنا أبو الخير بن الجزري قال في أول كتابه النشر: كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرن، ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أوشاذة أوباطلة، سواء كنت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم.
هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف، صرح بذلك الداني ومكي والمهدوي وأبو شامة، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافة. قال أبو شامة في المرشد الوجيز: لا ينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزى إلى أحد السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة وأنها أنزلت هكذا، إلا إذا دخلت في ذلك الضابط وحينئذ لا ينفرد بنقلها عن غيره، ولا يختص ذلك بنقلها عنهم، بل إن نقلت عن غيرهم من القراء فذلك لا يحرجها عن الصحة، فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف لا على من تنسب إليه، فإن القراءة المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم وكثرة الصحيح المجمع عليه في قراءتهم تركن النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن غيرهم.(1/2971)
ثم قال ابن الجزري: فقولنا في الضابط ولوبوجه نريد به وجهاً من وجوه لا يعد مخالفاً إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة، ولذا لم يعدوا إثبات ياء الزوائد وحذف ياء تسئلني في الكهف وواو وأكون من الصالحين والظاء من بظنين ونحوه من مخالفة الرسم المردودة، فإن الخلاف في ذلك مغتفر، إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشية صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول، بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفاً واحداً من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه، وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة أتباع الرسم ومخالفته. قال: وقولنا وصح إسنادها نعني به أن يروي تلك القراءة العدل الضابط عن مثله وهكذا حتى ينتهي وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمة هذا الشأن غير معدودة عندهم من الغلط أومما شذ بعضهم. قال: وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن، ولم يكتف بصحة السند وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وأن ما جاء مجيء الآحاد لا يثبت في قرآن.(1/2972)
قال: وهذا مما لا يخفى فيه، فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم لا، وإذا شرطنا التواتر في كل حرف من حروف الرواة عنهم دون بعض، وأمثلة ذلك كثيرة في فرش الحروف من كتب القراءات كالذي قبله. ومن أشهر ما صنف في ذلك التيسير لداني، وقصيدة الشاطبي وأوعية النشر في القراءات العشر، وتقريب النشر كلاهما لابن الجزري. الثالث: الآحاد، وهوما صح سنده وخالف الرسم أو العربية أولم يشتهر الاشتهار المذكور ولا يقرأ به، وقد عقد الترمذي في جامعه والحاكم في مستدركه لذلك باباً أخرجه فيه شيئاً كثيراً صحيح الإسناد. ومن ذلك ما أخرجه الحاكم مكن طريق عاصم الجحدري عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: متكئين على رفارف خضر وعباقريّ حسان. وأخرج من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قرأ: أفلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرات أعين. وأخرج عن ابن عباس أنه صلى اله عليه وسلم قرأ: لقد جاءكم رسول من أنفسكم بفتح الفاء. وأخرج عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قرأ: فروح وريحان: يعني بضم الراء. الرابع: الشاذ، وهو ما لم يصح سنده، وفيه كتب مؤلفة، من ذلك قراءة ملك يوم الدين بصيغة الماضي، ونصب يوم إياك يعبد بنائه للمفعول. الخامس: الموضوع، كقراءات الخزاعي. وظهر لي سادس يشبه من أنواع الحديث المدرج، وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير، تنبيهات: الأول لا خلاف أن كل ما هو من القرآن يجب أن يكون متواتراً في أصله وأجزائه، وأما في محله وضعه وترتيبه فكذلك عند محققي أهل السنة لقطع بأن العادة تقضي بالتواتر في تفاصيل مثله، لا، هذا المعجز العظيم الذي هو أصل الدين القويم والصراط المستقيم مما تتوفر الدواعي علة نقل جمله وتفاصيله، فما نقل آحاداً ولم يتواتر يقطع ليس من القرآن قطعاً. وذهب كثير من(1/2973)
الأصوليين إلى أن التواتر شرط في ثبوت ما هو من القرآن بحسب أصله، وليس بشرط في محله ووضعه وترتيبه، بل يكثر فيها نقل الآحاد. قيل وهو الذي يقتضيه صنع الشافي في إثبات البسملة من كل سورة. ورد هذا المذهب بأن الدليل السابق يقتضي التواتر في الجميع، ولأنه لو لم يشترط لجاز سقوط كثير من القرآن المكرر وثبوت كثير مما ليس بقران.
أما الأول: فلأنا لو لم نشترط التواتر في المحل جاز أن لا يتواتر كثير من المكررات الواقعة في القرآن مثل - فبأي آلاء ربكما تكذبان –
وأما الثاني: فلأنه إذا لم يتواتر بعض القرآن بحسب المحل جاز إثبات ذلك البعض في الموضع بنقل الآحاد. وقال: القاضي أبو بكر في الانتصار: ذهب قوم من الفقهاء والمتكلمين إلى إثبات قرآن حكماً لا علماً بخبر الواحد دون الاستفاضة، وكره ذلك أهل الحق وامتنعوا منه. وقال قوم من المتكلمين: إنه يسوغ إعمال الرأي والاجتهاد في إثبات قراءة وأوجه وأحرف إذا كانت تلك الأوجه صواباً في العربية، وإن لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بها وأبى ذلك أهل الحق وأنكروه وخطئوا من قال به انتهى. وقد بنى المالكية وغيرهم ممن قال بإنكار البسملة قولهم على هذا الأصل، وقرروه بأنها لم تتواتر في أوائل السور، وما لم يتواتر فليس بقرآن. وأجيب من قبلنا بمنع كونها لم تتواتر، فرب متواتر عند قوم دون آخرين وفي وقت دون آخر. ويكفي في تواترها إثباتها في مصاحف الصحابة فمن بعدهم بخط المصحف مع منعهم أن يكتب في المصحف ما ليس منه كأسماء السور وآمين والأعشار.(1/2974)
فلو لم تكن قرآناً لما استجازوا إثباتها بخطه من غير تمييز، لأن ذلك يحمل على اعتقادها قرآناً فيكونون مغررين بالمسلمين حاملين لهم على اعتقاده ما ليس بقرآن قرآناً، وهذا مما لا يجوز اعتقاده في الصحابة. فإن قيل: لعلها أثبتت لفصل بين السور؟ أجيب بأن هذا فيه تغرير، ولا يجوز ارتكابه لمجرد الفصل، ولوكانت له لكتبت بين براءة والأنفال. ويدل لكونها قرآناً منزلاً ما أخرجه أحمد وأبوداود والحاكم وغيرهم عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الحديث. وفيه وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد عليهم. وأخرج ابن خزيمة والبيهقي في المعرفة بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن: بسم الله الرحمن الرحيم. وأخرج البيهقي في الشعب وابن مردويه بسند حسن من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد سوى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون سليمان بن داود: بسم الله الرحمن الرحيم. وأخرج الدارقطني والطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن بريدة قال: قال النبي صلى اله عليه وسلم لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية لم تنزل على نبيّ بعد سليمان غيري، ثم قال: بأي شيء تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة؟ قلت: بسم الله الرحمن الرحيم، قال: هي هي. "ا.هـ1/102 وما بعدها
وقال الزرقاني :(1/2975)
الثانى استثنى الشيخ أبو عمرو بن الحاجب قولنا إن القراءات السبع متواترة ما ليس من قبيل الأداء ومثله بالمد والإمالة وتخفيف الهمزة يعنى فإنها ليست متواترة وهذا ضعيف والحق أن المد والإمالة لا شك فى تواتر المشترك بينهما وهو المد من حيث هو مد والإمالة من حيث إنها إمالة ولكن اختلف القراء فى تقدير المد فمنهم من رآه طويلا ومنهم من رآه قصيرا ومنهم من بالغ فى القصر ومنهم من تزايد فحمزة وورش بمقدار ست لغات وقيل خمس وقيل أربع وعن عاصم ثلاث وعن الكسائى ألفان ونصف وقالون ألفان والسوسى ألف ونصف .
قال الدانى فى التيسير: أطوالهم مدا فى الضربين جميعا يعنى المتصل والمنفصل ورش وحمزة ودونهما عاصم ودونه ابن عامر والكسائى ودونهما أبو عمرو من طريق أهل العراق وقالون من طريق أبى نشيط بخلاف عنه وهذا كله على التقريب من غير إفراط وإنما هو على مقدار مذاهبهم من التحقيق والحدر. انتهى كلامه
فعلم بهذا أن أصل المد متواتر والاختلاف والطرق إنما هو فى كيفية التلفظ به وكان الإمام أبو القاسم الشاطبى يقرأ بمدتين طولى لورش وحمزة ووسطى لمن بقى .
وعن الإمام أحمد بن حنبل أنه كره قراءة حمزة لما فيها من طول المد وغيره فقال لا تعجبنى ولو كانت متواترة لما كرهها وكذلك ذكر القراء أن الإمالة قسمان إمالة محضة وهى أن ينحى بالألف إلى الياء وتكون الياء أقرب بالفتحة إلى الكسر وتكون الكسرة أقرب وإمالة تسمى بين بين وهى كذلك إلا أن الألف والفتحة أقرب وهذه أصعب الإمالتين وهى المختارة عند الأئمة ولا شك فى تواتر الإمالة أيضا وإنما اختلافهم فى كيفيتها مبالغة وحضورا .
أما تخفيف الهمزة وهو الذى يطلق عليه تخفيف وتليين وتسهيل أسماء مترادفة فإنه يشمل أربعة أنواع من التخفيف وكل منها متواتر بلا شك :(1/2976)
أحدها :النقل وهو نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها نحو( قد أفلح )بنقل حركة الهمزة وهى الفتحة إلى دال قد وتسقط الهمزة فيبقى اللفظ بدال مفتوحة بعدها فاء وهذا النقل قراءة نافع من طريق ورش فى حال الوصل والوقف وقراءة حمزة فى حال الوقف .
الثانى : أن تبدل الهمزة حرف مد من جنس حركة ما قبلها إن كان قبلها فتحة أبدلت ألفها نحو باس وهذا البدل قراءة أبى عمرو بن العلاء ونافع من طريق ورش فى فاء الفعل وحمزة إذا وقف على ذلك .
الثالث: تخفيف الهمز بين بين ومعناه أن تسهل الهمزة بينها وبين الحرف الذى منه حركتها فإن كانت مضمومة سهلت بين الهمزة والواو أو مفتوحة فبين الهمزة والألف أو مكسورة فبين الهمزة والياء وهذا يسمى إشماما وقرأ به كثير من القراء وأجمعوا عليه فى قوله تعالى ( قل آلذكرين ) ونحوه وذكره النحاة عن لغات العرب قال ابن الحاجب فى تصريفه واغتفر التقاء الساكنين فى نحو آلحسن عندك وآيمن الله يمينك وهو فى كل كلمة أولها همزة وصل مفتوحة ودخلت همزة الاستفهام عليها وذلك ما فيه لام التعريف مطلقا وفى ايمن الله وأيم الله خاصة إذ لا ألف وصل مفتوحة سواها وإنما فعلوا ذلك خوف لبس الخبر بالاستخبار ألا ترى أنهم لو قالوا ألحسن عندك وحذفوا همزة الوصل على القياس فى مثلها لم يعلم استخبار هو أم خبر فأتوا بهذه عوضا عن همزة الوصل قبل الساكن فصار قبل الساكن مدة فقالوا آلحسن عندك وكذلك آيمن الله يمينك فيما ذكره وبعض العرب يجعل همزة الوصل فيما ذكرنا بين بين ويقول آلحسن عندك وآيمن الله يمينك فيما ذكرنا وقد جاء عن القراء بالوجهين فى مثل ذلك والمشهور الأول وقد أشار الصحابة رضى الله عنهم إلى التسهيل بين بين فى رسم المصاحف العثمانية فكتبوا صورة الهمزة الثانية فى قوله تعالى فى سورة آل عمران ( قل أؤنبئكم ) واوا على إرادة التسهيل بين بين قاله الدانى وغيره .(1/2977)
الرابع: تخفيف الإسقاط وهو أن تسقط الهمزة رأسا وقد قرأ به أبو عمرو فى الهمزتين من كلمتين إذا اتفقتا فى الحركة فأسقط الأولى منهما على رأى الشاطبى وقيل الثانية فى نحو( جاء أجلهم ) ووافقه على ذلك فى المفتوحتين نافع من طريق قالون وابن كثير من طريق البزى وجاء هذا الإسقاط فى كلمة واحدة فى قراءة قنبل عن ابن كثير فى (أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ) بإسقاط همزة ( شركائي )
الثالث : أن القراءات توقيفية وليست اختيارية خلافا لجماعة منهم الزمخشرى حيث ظنوا أنها اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء ورد على حمزة قراءة ( والأرحام ) بالخفض ومثل ما حكى عن أبى زيد والأصمعى ويعقوب الحضرمى أن خطئوا حمزة فى قراءته ( وما أنتم بمصرخي) بكسر الياء المشددة وكذا أنكروا على أبى عمرو إدغامه الراء عند اللام فى < يغفلكم >
وقال الزجاج إنه خطأ فاحش ولا تدغم الراء فى اللام إذا قلت مرلى بكذا لأن الراء حرف مكرر ولا يدغم الزائد فى الناقص للإخلال به فأما اللام فيجوز إدغامه فى الراء ولو أدغمت اللام فى الراء لزم التكرير من الراء وهذا إجماع النحويين .انتهى
وهذا تحامل وقد انعقد الإجماع على صحة قراءة هؤلاء الأئمة وأنها سنة متبعة ولا مجال للاجتهاد فيها ولهذا قال سيبويه فى كتابه فى قوله تعالى ( ما هذا بشرا ) وبنو تميم يرفعونه إلا من درى كيف هى فى المصحف
وإنما كان كذلك لأن القراءة سنة مروية عن النبى - صلى الله عليه وسلم - ولا تكون القراءة بغير ما روى عنه قال ابن مجاهد إذا شك القارىء فى حرف هل هو ممدود أو مقصور فليقرأ بالقصر وإن شك فى حرف هل هو مفتوح أو مكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن فى بعض.(1/2978)
قال نافع: قرأت على سبعين من التابعين فما اجتمع عليه اثنان أخذته، وما شك به واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة. وقرأ الكسائي على حمزة وغيره، فاختار من قراءة غيره نحوا من ثلاثمائة حرف، وكذا أبو عمرو على ابن كثير، وخالفه في نحو ثلاثة آلاف حرف اختارها من قراءة غيره."ا.هـ
ومما سبق من النقولات يتضح الآتي :
انتشار القراءة وذيوعها في قطر من الأقطار مع قبول الناس ـ أي القراء ـ لها ، هذا هو التواتر عند القراء وهو يوافق المحدثين من حيث الشهرة والاستفاضة .
رد شبهة أن سند القراء آحاد .
ذكر البعض أن أسانيد القراء مبناها علي الانفراد ـ أي الآحاد ـ ولما وردت هذه الشبهة أجيب عنها بقوله:"
ويجاب عن هذا ونظائره بقول العلامة الدمياطى - رحمه الله - : "
فإن قيل : الأسانيد إلى الأئمة، وأسانيدهم إليه –صلى الله علية وسلم - على ما فى كتب القراء ات آحاد، لا تبلغ عدد التواتر أجيب : إن انحصار الأسانيد فى طائفة لا يمنع مجىء القراء ات عن غيرهم ، وإنما نسبت القراءات إليهم لتصديهم لضبط الحروف ، وحفظ شيوخهم فيها، ومع كل واحد منهم فى طبقته ما يبلغها عدد التواتر ثم إن التواتر المذكور شامل الأصول والفرش وهذ ا الذى عليه المحققون "اهـ. إتحاف فضلاء البشر بالقراء ات الأربع عشر" ص 7.
وقد نبه الشيخ طاهر الجزائرى إلى خطورة هذا المعتقد فى القراء ات فقال :
" . . اعلم أن من قال : إن القراءات كلها لم تنقل إلا بطريق الآحاد المحضة غير سديد ، لأنه يؤدى إلى أن يكون القران ، فى كثير من المواضع ، - وهى المواضع التى اختلفت فيها قراءة القراء- لا يهتدى إلى معرفة قراءته فيها على الوجه الذى ينبغى أن يقرأ به - وهو أمر ينافى ما ثبت عن الأمة من فرط عنايتها بامر القران " اهـ. . انظر "القراء ات القرأنية" للأستاذ عبدالحليم قابة ص 179 وعزاه إلى " التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرأن " للشيخ طاهر الجزائرى ص143.(1/2979)
ويعقب الأستاذ عبدالحليم قابة على قول الشيخ " طاهر الجزائرى " بقوله : " وقد سبق أن هذه الشبهة دخلت على من ذهب هذا المذهب بسبب نظره إلى أسانيد هذه القراءات فى كتب القوم . فلما رآها آحادا قال ما قال ، وهذه غفلة عظيمة، أدت إلى قول وخيم العاقبة، وخطير الأثر فيما يتعلق بثبوت النص القرانى، فقد غفل هؤلاء عن أن ما ذكر من أسانيد إنما هو غيض من فيض ، وقل من كثر" اهـ. القراءات القرأنية ص180.
وللشيخ كمال الدين بن الزملكانى جواب سديد فى ذلك حيث قال : " انحصار الأسانيد فى طائفة لا يمنع مجىء القران عن غيرهم ، فلقد كان يتلقاه أهل كل بلد بقراءة إمامهم ، الجم الغفير عن مثلهم ، كذلك دائما، فالتواتر حاصل لهم . ولكن الأئمة الذين قصدوا ضبط الحروف ، وحفظوا شيوخهم منها، جاء السند من جهتهم ، وهذه الأخبار الواردة فى حجة الوداع هى آحاد . ولم تزل حجة الوداع منقولة عمن يحصل بهم التواترعن مثلهم فى كل عصر فهده كذلك " اهـ. البحر المحيط للزركشى ج 2/ ص 212. نقلا عن "االقراءات القرانية" ص . 18
وللشيخ أبى المعالى شيخ الإمام ابن الجزرى - رحمهما الله - كلام قريب من هذا ذكره ابن الجزرى فى " المنجد " فليراجع منجد المقرئين ومرشد الطالبين ص 49 2 : 252 تحقيق الدكتور عبدالحى الفرماوى.
بقى أن يعرف أن المعتقد فى القراءات القرآنية بأنها آحاد، هو الذى اتخذ منه الرافضة ومن لف لفهم من منكرى القراءات ذريعة لإنكار القراءات القرآنية جملة وتفصيلا. ولا يخفى ما فى هذا من ضلال مبين ، لي إنكار خادع. ا.هـ انظر "شبهات مزعومة حول القران وردها" للأستاذ محمد الصادق قمحاوى ص 163 ) من بحث رد وتعقيب
ولنشرح هذا القول: " انحصار الأسانيد فى طائفة لا يمنع مجىء القران عن غيرهم ، فلقد كان يتلقاه أهل كل بلد بقراءة إمامهم ، الجم الغفير عن مثلهم ، كذلك دائما، فالتواتر حاصل لهم ".(1/2980)
انظر لهذا السند أوله : النبي (صلى الله عليه وسلم ) ثم ابن مسعود ، ثم عبد الله بن حبيب السلمي ثم عاصم ثم حفص فتجد في كل طبقة رجلا واحدا ،
وليس معني هذا أنهم لم يقرئوا غيرهم ، فالتواتر عن النبي ـ صلي الله عله وسلم ـ واضح ، وننظر في ترجمة ابن مسعود كم أقرأ من الناس ونكتفي بإيراد عشرة أشخاص لكل منهم ، لأن علماء الحديث يشترطون ذلك ـ كما سبق عن الطحان ـ مع اعترافنا أنهم أقرؤوا أكثر من ذلك .. وإليك البيان :
ترجمة مختصرة عن ابن مسعود من كتاب " غاية النهاية " لابن الجزري حيث قال :" هوعبد الله بن مسعود بن الحارث بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي المكي ... عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، عرض عليه الأسود وتميم بن حذلم والحارث بن قيس وزر بن حبيش وعبيد بن قيس وعبيد بن حنضلة وعلقمة وعبيدة السلماني وعمرو بن شرحبيل وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمرو الشيباني وزيد بن وهب ومسروق،"1/461
1. الأسود بن يزيد بن قيس بن يزيد أبو عمرو النخعي الكوفي الإمام الجليل، قرأ على عبد الله بن مسعود، " غاية النهاية 1/170
2. تميم بن حذلم أبو أسلم الضبي، قرأ على عبد الله بن مسعود فلم يغير عليه شيئاً إلا هذا الحرف يعني وكل آتوه داخرين مده تميم وقصره ابن مسعود وفي يوسف وظنوا أنهم قد كذبوا قرأ ابن مسعود بالتخفيف روينا ذلك عن تميم بإسناد جيد من كتاب الطيراني الكبير." 1/186
3. الحارث بن قيس الجعفي الكوفي راوٍ، روى القراءة عن عبد الله بن مسعود." 1/199
4.(.... وأقرأته بما أقرأني زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود" 1/254
5. الربيع بن خثيم أبو يزيد الكوفي الثوري تابعي جليل وردت عنه الرواية في حروف القرآن، أخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود،"1/282(1/2981)
6.زيد بن وهب أبو سليمان الجهني الكوفي، رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمات وهو في الطريق، عرض على عبد الله بن مسعود"1/298
7. ج" سعد بن إياس أبو عمرو الشيباني الكوفي، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، عرض على "ج" عبد الله بن مسعود، عرض عليه يحيى بن وثاب و"ج" عاصم بن أبي النجود، قلت مات سنة ست وتسعين أو نحوها وله مائة وعشرون"1/301
8. شقيق بن سلمة أبو وائل الكوفي الأسدي إمام كبير، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وقد ذكره ابن الأثير وغيره في الصحابة، وحفظ القرآن في شهرين عرض على عبد الله بن مسعود، روى عنه الأعمش ومنصور، وتوفي زمن الحجاج" 1/336
9. " عبيد بن نضلة أبو معاوية الخزاعي الكوفي تابعي ثقة، أخذ القراءة عرضاً عن "ج" عبد الله بن مسعود وعرض أيضاً على علقمة بن قيس"2/2
10.مسروق بن الأجدع بن مالك أبو عائشة ويقال أبو هشام الهمداني الكوفي، أخذ القراءة عرضاً عن عبد الله بن مسعود وروى عن أبي بكر"2/427
وإليك أيضا ترجمة لأبي عبد الرحمن السلمي ، قال ابن الجزري :"
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن عبد الله بن حبيب أبو بكر السلمي الجبني الأطروش شيخ القراء بدمشق، ... أخذ القراءة عنه عرضاً علي بن الحسين الربعي ومحمد بن الحسن الشيرازي وأحمد بن محمد بن يزده الأصبهاني ورشاء بن نظيف والكارزيني وأبو علي الأهوازي ... "2/213
1.عاصم بن بهدلة أبي النجود ...أخذ القراءة عرضاً عن "ع" زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي" 1/344
2. " عامر بن شراحيل بن عبد أبو عمرو الشعبي الكوفي الإمام الكبير المشهور، عرضا على أبي عبد الرحمن السلمي وعلقمة بن قيس"1/347
3. عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي وموسى بن طلحة،"1/443
.(1/2982)
4.عطاء بن السائب أبو زيد الثقفي الكوفي أحد الاعلام، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي"2/18
5. -"ف" عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد أبو اسحاق السبيعي الهمداني الكوفي الإمام الكبير، أخذ القراءة عرضا عن "ج" عاصم بن ضمرة والحارث الهمداني و"ج" علقمة و"ج" الأسود و"ج" أبي عبد الرحمن السلمى.."2/108
6. محمد بن أبي أيوب ويقال ابن أيوب أبو عاصم الثقفي الكوفي، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي ...."2/331
7. محمد بن عبيد الله بن سعيد أبو عون الثقفي الكوفي الأعور تابعي، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي" 2/331
8. يحيى بن عقيل الخزاعي ويقال العقيلي البصري، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي" 2/9
9. " الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم رضي الله عنهما أبو عبد الله سبط النبي صلى الله عليه وسلم وسيد شباب أهل الجنة، عرض على أبيه وعلى أبي عبد الرحمن السلمي،"1/344
وقال الذهبي في كتاب "معرفة القراء الكبار"
10. عبد الرحمن بن أحمد ابن الحسن بن بندار الرازي أبو الفضل العجلي المقرىء أحد الأعلام وشيخ الإسلام ... وبنيسابور من أبي عبد الرحمن السلمي" 1/211
وإليك ترجمة عاصم بن أبي النجود قال ابن الجزري :(1/2983)
" عاصم بن بهدلة أبي النجود .... روى القراءة عنه (1) أبان بن تغلب (2) وأبان بن يزيد العطار (3) وإسماعيل بن مخالد (4) والحسن بن صالح (5) وحفص بن سليمان (6) والحكم بن ظهير (7) وحماد بن سلمة في قول (9) وحماد بن زيد (10) وحماد بن أبي زياد (11) وحماد بن عمرو وسليمان بن مهران الأعمش (12) وسلام بن سليمان أبو المنذر (13) وسهل بن شعيب (14) وأبو بكر شعبة بن عياش (15) وشيبان بن معاوية (16) والضحاك بن ميمون (17) وعصمة بن عروة (18) وعمرو بن خالد (19) والمفضل بن محمد (20) والمفضل ابن صدقة فيما ذكره الأهوازي (21) ومحمد بن رزيق ونعيم بن ميسرة (22) ونعيم بن يحيى ... وخلق لا يحصون وروى عنه حروفاً من القرآن أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد والحارث بن نبهان وحمزة الريات والحمادان والمغيرة الضبي ومحمد بن عبد الله العزرمي وهارون بن موسى،"1/344
وبعد ذكر ابن الجزري لأسانيد القراء في النشر وخاصة بعد ذكر عاصم :" فذلك مائة وثمانية وعشرون طريقاً لعاصم "
وهل بعد ذلك يتحدثون ويقولون : الأسانيد آحاد ؟؟ وقس علي ذلك لسائر القراء .
ثم زيادة توضيح في قضية السند نقول : .. أولا : تواترت القراءة عن النبي (صلي الله عليه وسلم) وأخذ بها الناس ثم اشتهر ممن اشتهر ابن مسعود وتواتر عند الناس شهرة ابن مسعود أنه قرأ علي النبي (صلي الله عليه وسلم ) ثم أقرا ابن مسعود خلقا كثيرا واشتهر منهم أبو عبد الرحمن السلمي وقد تواتر عنه أخذه للقراءة عن ابن مسعود وليس معني هذا أن ابن مسعود لم يقرئ سوي أبي عبد الرحمن السلمي ـ كما سبق ـ وتصدي السلمي للإقراء واشتهر منهم عاصم واشتهر عن عاصم شعبة وحفص ..وهكذا فتجد أن كل فرد في السند تواترت قراءته عند الناس ، وكما قرب الضباع المسألة قائلا : هذا كالذي نزل بالكوفة مثلا وسأل عن أبرز طلبة عاصم فدل علي شعبة وحفص ،وهذا لا يعني أن عاصما لم يقرئ سواهما .(1/2984)
ولذلك قالوا : ولكن الأئمة الذين قصدوا ضبط الحروف ، وحفظوا شيوخهم منها، جاء السند من جهتهم "
وأختم هذه الجزئية بقول نفيس للسخاوي ..
قال السخاوي في كتابه " فتح الوصيد في شرح القصيد " والقراءة سنة لارأي وهي كلها وإن كانت عن السبعة مروية متواترها لا يقدح في تواترها نقلها عنهم ، لأن المتواتر إذا أسند من طريق الآحاد لا يقدح ذلك في تواتره .
كما لوقلت : أخبرني فلان عن فلان مدينة سمرقند ، وقد علم وجودها بطريق التواتر لم يقدح ذلك فيما سبق من العلم منها ، ونحن نقول : إن قراءات السبعة كلها متواترة ، وقد وقع الوفاق أن المكتوبة في مصاحف الأئمة متواتر الكلمت والحروف .
فإذا نازعنا أحد بعد ذلك في قراءة التواترة المنسوبة للسبع فرضنا الكلام في بعض السور فقلنا : ما تقول في قراءة ابن كثير في سورة التوبة " تجري من تحتها " بزيادة "من" وقراءة غيره " تجري تحتها " وفي قوله تعالي " يقص الحق " و" يقض الحق " أهما متواترتان ؟؟
فإن قال : نعم فهو الغرض ، وإن نفي تواترهما خرج الإجماع المنعقد علي ثبوتهما وباهت فيما هو معلوم منهما ، وإن قال: بتواتر بعض دون بعض تحكم فيما ليس له ، لأن ثبوتهما علي سواء فلزم التواتر في قراءة السبلعة ، فأما ما عداها غير ثابت تواترا ولا تجوز القراءة به في الصلاة ، ولا في غيرها ولا يكفر جاحده وإن جاء من طريق موثوق به إلتحق بسائر الأحاديث المروية عن الرسول صلي الله عليه وسلم فإن تضمن حكما ثابتا لزم العمل به وإلا فلا وربما كان مما نسخ لفظه لا تجوز القراءة به مع أن الاجتراء علي جحده غير جائز لأن علمه موكول إلي الله عز وجل إذ قد أسند طريق العلم ولا يجوز أن نثبت ما لم يعلم صحته بكونه من عند الله قرأنا لعل ذلك تقول علي الله تعالي وكذب في قوله تعالي :" ويقولون علي الكذب وهم يعلمون " ...)) صـ 279/280
وأظن المسألة قد وضحت في قضية السند .. والحمد لله رب العالمين(1/2985)
وإليك أخي جوابا علي بعض الشبهات التي قالها بعض الشيوخ قالوا:
1ـ قالوا : إن القران والقراءات حقيقتان متغايرتان ، فالقرآن هو الوحي النازل على محمد صلى الله عليه وسلم ، والقراءات : هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور . " ا.هـ
الجواب: هذا القول ذهب إليه الزركشي ومن تبعه مثل السيوطي والقسطلاني في لطائف الإشارات والشيخ أحمد البنا صاحب إتحاف فضلاء البشر ...وذهب الشيخ محمد سالم محيسن بعد ذكر قول الزركشي إلي أنهما حقيقتان بمعني واحد مستندا إلي أن تعريف القرآن مصدر مرادف للقراءة .انظر في رحاب القرآن للشيخ محيسن .ثم عقب د/ شعبان إسماعيل في كتابه ـ القراءات وأحكامها ومصادرها ـ قائلا:" إن كان الزركشي يقصد بالتغاير التغاير التام فلست معه ، إذ ليس في بين القرآن والقراءات تغاير ،فالقراءات الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول ما هي إلا جزء من القرآن الكريم فبينهما ارتباط وثيق ارتباط الكل بالجزء .
ولعل هذا الذي يقصده الزركشي حيث قال : ولست في هذا أنكر تداخل القرآن بالقراءات إذ لا بد أن يكون الارتباط وثيقا ،غير أن الاختلاف علي الرغم من هذا ظل موجودا بينهما بمعني أن كلا منهما شئ يختلف عن الآخر لا يقوي التداخل بينهما علي أن يجعلهما شيا واحدا فما القرآن إلا التركيب واللفظ وما القراءات إلا اللفظ ونطقه والفرق بين هذا وذاك واضح بين" صـ21
وتعقب د/ عبد الكريم صالح في كتابه ـ محاضرات في القراءات المتواترة نظريا ـ قائلا:" والذي أراه وأميل إله في هذه المسألة هو الرأي القائل إن القرآن والقراءات حقيقتان متحدتان ، ولكن ليس علي إطلاقه بل القراءات المتواترة هي القرآن لتخرج القراءات التي لم يقطع بتواترها ، وعليه فنقول : كل قرآن قراءات وليس كل قراءات قرآن ليخرج بذلك القراءات الشاذة ...(1/2986)
ثم قال : ويحسن هنا أن نورد ما ذكره الإمام الشوكاني من الضوابط التي تشخص العلاقة بين القرآن والقراءات حين قال :" والحاصل : أن ما اشتمل عليه المصحف الشريف ، واتفق عليه القراء المشهورون فهو قرآن ، وما اختلفوا فيه ، فإن احتمل رسم المصحف قراءة كل واحد من المختلفين مع مطابقتها للوجه الإعرابي ، والمعني العربي فهي قرآن كلها ، وإن احتمل بعضها دون البعض ، فإن صح إسناده ما لم يحتمله ، وكانت موافقة للوجه الإعرابي والمعني العربي فهي شاذة ولها حكم أخبار الآحاد في الدلالة علي مدلولها ، وسواء كانت من القراءات السبع أو ممن غيرها . وأما ما لم يصح إسناده مما لم يحتمله الرسم ، فليس بقرآن ولا منزل منزلة أخبار الآحاد .
وأما انتفاء كونه قرآنا فظاهر ، وأما انتفاء تنزيله منزلة أخبار الآحاد فلعدم صحة إسناده . وإن وافق المعني العربي والوجه الإعرابي فلا اعتبار بمجرد الموافقة علي صحة الإسناد " إرشاد الفحول صـ30/31
أضف إلي ذلك : أننا إذا قرأنا ختمة لابن كثير ، وختمة ثانية له ، وثالثة لنافع ، فالذي يترتب علي أي قراءة ختمة هو القرآن الواحد (الشخص ) وتكرر الختمة الواحدة عن غيرها جاء من مقارنة الواحد بغيرها .
وبصرف النظر عن اختلافها هذا لا يتطرق إلي الذهن اختلاف فليس هناك جوهر اختلاف ، وسواء صرفنا النظر أو لم نصرف فالنظر لا يري إلا أن القرآن المترتب علي قراءة من تلك واحد ، وإن تكرره بتكرارها ـ اختلافها أيضا ـ لم يجعله مختلفا أو متعددا أو لم يجعله شيئا آخر غير الواحد المتشخص ، بل هو كما قررناه واحد بالشخص مع كل ذلك .
وختاما أقول: إن التلازم بين القرءان والقراءة ـ أية جمع عليها نجعلنا لا نهتم بالفرق بن القراءة وقرآنها إلا لنقول احترام هذا من ذاك ولا مناص ."أ.هـ صـ 20 : 22 بتصرف
2ـ قالوا : لا إشكال ولا نزاع بين المسلمين في تواتر القرآن أما القراءات فوقع فيها النزاع والمشهور أنها متواترة ." ا.هـ(1/2987)
الجواب : نوافقك في ذلك حيث استفاضت هذه الأوجه وانتشرت وقبلها الناس . وهذه القراءات متواترة في الأقطار ، ويكفي ذلك تواترا .
3ـ قالوا: إن بعض من يقرر تواتر القراءات يستدل بما يفيد تواتر القرآن وهو أن القرآن قد انتشر في كل بلد وتلقاه من كل طبقة العدد الكثير عمن فوقهم وهكذا مما يتحقق به شرط التواتر ، وفي هذا نظر لا يخفى" .ا.هـ
الجواب: نقل ابن الجزري عن أبي شامة قائلا:" (قال) الإمام الكبير أبو شامة في "مرشده": وقد شاع على ألسنة جماعة من المقرئين المتأخرين وغيرهم من المقلدين أن القراءات السبع كلها متواترة أي كل فرد ما روى عن هؤلاء الأئمة السبعة قالوا والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب ونحن بهذا نقول ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها.
(وقال) الشيخ أبو محمد إبراهيم بن عمر الجعبري أقول: الشرط واحد وهو صحة النقل ويلزم الآخران فهذا ضابط يعرف ما هو من الأحرف السبعة وغيرها: فمن أحكم معرفة حال النقلة وأمعن في العربية وأتقن الرسم انحلت له هذه الشبهة .(1/2988)
(وقال) الإمام أبو محمد مكي في مصنفه الذي ألحقه بكتابه "الكشف" له: فإن سأل سائل فقال : فما الذي يقبل من القرآن الآن فيقرأ به وما الذي لا يقبل ولا يقرأ به وما الذي يقبل ولا يقرأ به؟ فالجواب أن جميع ما روى في القرآن على ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به اليوم وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال وهنّ أن ينقل عن الثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن سائغاً ويكون موافقاً لخط المصحف فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته وصدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقة خط المصحف وكفر من جحده، قال (والقسم الثاني) ما صح نقله عن الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف فهذا يقبل ولا يقرأ به لعلتين: إحداهما : أنه لم يؤخذ بإجماع إنما أخذ بأخبار الآحاد ولا يثبت قرآن يقرأ به بخبر الواحد.
والعلة الثانية: أنه مخالف لما قد أجمع عليه فلا يقطع على مغيبه وصحته وما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة به ولا يكفر من جحده ولبئس ما صنع إذا جحده، قال (والقسم الثالث) هو ما نقله غير ثقة أو نقله ثقة ولا وجه له في العربية فهذا لا يقبل وإن وافق خط المصحف قال ولكل صنف من هذه الأقسام تمثيل تركنا ذكره اختصاراً . 1/13،14
وأقول : فما النكير هنا فالكل اجمع علي تواتر القرآن ومنذ عهد النبوة ويجلس البعض للإقراء ويتواتر النقل عنهم وسأنقل لك في الجواب الآتي ما قاله الأئمة في تواتر الأحرف السبعة عن النبي وهذه القراءات العشر من ضمنها.(1/2989)
4ـ قالوا : إن تواتر القراءات عن الأئمة السبعة مسلم ، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى هؤلاء السبعة فمحل نظر لأن أسانيدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم نقل آحاد كما هو موثق مدون في كتب القراءات ، ولقد كان هذا مما تتوافر الدواعي على نقله وإثباته ، فإذا كان النقلة يدونون الطرق الكثيرة في حديث أو أثر في مسألة ليست من أصول العلم وكباره ، فما الظن في نقل كلام الله تعالى؟! " ا.هـ
الجواب :
قد بينا في البحث كيفية التواتر عند القراء، ونقل القراءة بطريق الآحاد ـ نظرا للسند ـ لا يدل علي عدم تواترها عن غيرهم قال ابن الجزري
:" وهذا مما لا يخفى فيه، فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم لا وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم"1/13 .
قال الشيخ عبد الرزاق علي موسي : ....إن ضعف السند في القراءات لا يؤثر في قبول القراءة إذا تواترت ولا يجوز ردها ،عكس الحديث الذي قد يلغى نهائياً لوجود علة ولو في فرد من أفراد سنده "0(1/2990)
وقال الشيخ عبد الرزاق في الفتح الرحماني :" ... ولم نسمع قارئا للقرآن يقول بعد قراءته هذه قراءة رويت عن فلان عن فلان إلي النبي ـ صلي الله علييه وسلمـ لإجماع المسلمين علي أن بين دفتي المصحف هو القرآن الكريم الذي أنزله الله من غير تحريف أو تبديل محتملا للقراءات المتواترة سواء كان برواية حفص عن عاصم في بلاد المشرق أو برواية ورش عن نافع في بلاد المغرب أو غيرهما من القراء ولعدم شهرة هذه الأسانيد بين المثقفين نسمع بعض من لا علم له بها يثير التشكيك في صحة القراءات ( ومن جهل شيئا عاداه ) ولكن الله حفظ القرآن من هؤلاء (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ومن وسائل هذا الحفظ أن خص الله طائفة من العلماء المتخصصين يُرجع إليهم عند الحاجة إلي معرفة الصحيح من القراءات أو غير صحيح منها وعلي رأسهم الحافظ ابن الجزري يرحمه الله في كتابه النشر وهؤلاء يسميهم القراء بالمحررين " ا.هـ 18
، ثم انظر إلي قول النووي:" وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْبَاقِلَّانِيّ : الصَّحِيح أَنَّ هَذِهِ
الْأَحْرُف السَّبْعَة ظَهَرَتْ وَاسْتَفَاضَتْ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَبَطَهَا عَنْهُ الْأُمَّة ،
وَأَثْبَتَهَا عُثْمَان وَالْجَمَاعَة فِي الْمُصْحَف وَأَخْبَرُوا بِصِحَّتِهَا ، وَإِنَّمَا حَذَفُوا مِنْهَا مَا لَمْ يَثْبُت مُتَوَاتِرًا
، وَأَنَّ هَذِهِ الْأَحْرُف تَخْتَلِف مَعَانِيهَا تَارَة وَأَلْفَاظهَا أُخْرَى وَلَيْسَتْ مُتَضَارِبَة وَلَا مُتَنَافِيَة ."3/172
وقال أيضا:" قَالَ غَيْره : وَلَا تَكُنْ الْقِرَاءَة بِالسَّبْعِ الْمَذْكُورَة فِي الْحَدِيث فِي خِتْمَة وَاحِدَة ، وَلَا(1/2991)
يُدْرَى أَيّ هَذِهِ الْقِرَاءَات كَانَ آخِر الْعَرْض عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُلّهَا مُسْتَفِيضَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَبَطَهَا عَنْهُ الْأُمَّة وَأَضَافَتْ كُلّ حَرْف مِنْهَا إِلَى مَنْ أُضِيفَ إِلَيْهِ مِنْ
الصَّحَابَة ، أَيْ أَنَّهُ كَانَ أَكْثَر قِرَاءَة بِهِ ، كَمَا أُضِيفَ كُلّ قِرَاءَة مِنْهَا إِلَى مَنْ اِخْتَارَ الْقِرَاءَة بِهَا مِنْ الْقُرَّاء السَّبْعَة وَغَيْرهمْ . قَالَ الْمَازِرِيُّ : وَأَمَّا قَوْل مَنْ قَالَ :
الْمُرَاد سَبْعَة مَعَانٍ مُخْتَلِفَة كَالْأَحْكَامِ وَالْأَمْثَال وَالْقَصَص فَخَطَأ ؛ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَارَ إِلَى جَوَاز الْقِرَاءَة بِكُلِّ وَاحِد مِنْ الْحُرُوف وَإِبْدَال حَرْف بِحَرْفٍ ،
وَقَدْ تَقَرَّرَ إِجْمَاع الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ يَحْرُم إِبْدَال آيَة أَمْثَال بِآيَةِ أَحْكَام . قَالَ : وَقَوْل مَنْ
قَالَ الْمُرَاد خَوَاتِيم الْآي فَيَجْعَل مَكَان { غَفُور رَحِيم } سَمِيع بَصِير فَاسِد أَيْضًا
لِلْإِجْمَاعِ عَلَى مَنْع تَغْيِير الْقُرْآن لِلنَّاسِ ، هَذَا مُخْتَصَر مَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاض فِي الْمَسْأَلَة . وَاللَّهُ أَعْلَمُ ." 3/172
انظر أخي إلي ما قاله :" وَكُلّهَا مُسْتَفِيضَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَبَطَهَا عَنْهُ الْأُمَّة " وانظر إلي قول القاضي عياض:" : الصَّحِيح أَنَّ هَذِهِ الْأَحْرُف
السَّبْعَة ظَهَرَتْ وَاسْتَفَاضَتْ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَبَطَهَا عَنْهُ
الْأُمَّة ، وَأَثْبَتَهَا عُثْمَان وَالْجَمَاعَة فِي الْمُصْحَف وَأَخْبَرُوا بِصِحَّتِهَا ، وَإِنَّمَا حَذَفُوا
مِنْهَا مَا لَمْ يَثْبُت مُتَوَاتِرًا " وهذه العشر من الأحرف السبعة بإجماع وهي(1/2992)
مستفيضة ومتواترة عن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كما قال القاضي ونقلها
عن طريق الآحاد ـ من الجهة السند ـ يعضدها انتشار القراءة ..ارجع إلي قول الشيخ عبد الفتاح القاضي .
5.قالوا : ومما يشكل على القول بتواتر جميع ما في القراءات السبع ما نقله الشيخ أحمد عن ابن الجزري بقوله : وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم .أ.هـ
الجواب :
اشتهار الأحرف التي قرأ بها نافع في المدينة دل علي تواترها ،واشتهار أحرف ابن كثير في مكة دليل علي تواترها وكذا قراءة أبي عمرو ويعقوب في البصرة وابن عامر في الشام والكوفيين الأربع دليل علي تواترها ،وكلام ابن الجزري يحمل من جهة السند وقد بينا أن شهرة القراءة وقبول الناس لها هو التواتر في القرآن والقراءات . وابن الجزري يقصد إيراد الأسانيد في كل قراءة ، والشهرة والاستفاضة هو الأصل قال ابن الجزري في النشر:" ، ولذلك كان الخلاف في المشهور في (بسطة) الأعراف دون (بسطة) البقرة لكون حرف البقرة كتب بالسين وحرف الأعراف بالصاد، على أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفاً إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة، ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء (تسئلنى) في الكهف وقراءة (وأكون من الصالحين) والظاء من (بضين) ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفاً واحداً من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته " النشر
6ـ :"فمواضع الاختلاف بين القراء السبعة يعد من المشهور لا المتواتر" . ا.هـ(1/2993)
الجواب : وهذا الكلام يجاب عليه بنفس الكلام السابق .ثم إن القراء في اختيارهم كانوا يجنحون إلي ما تواتر عندهم وأجمع عليه أكثر من أقرؤوهم ..قال الإمام نافع :" قرأت على سبعين من التابعين فما اجتمع عليه اثنان أخذته، وما شك به واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة. وقرأ الكسائي على حمزة وغيره، فاختار من قراءة غيره نحوا من ثلاثمائة حرف، وكذا أبو عمرو على ابن كثير، وخالفه في نحو ثلاثة آلاف حرف اختارها من قراءة غيره."ا.هـ
5 ـ من الأدلة على عدم تواتر القراءات في زمنه صلى الله عليه وسلم القصة المشهورة في مخاصمة عمر مع هشام بن حكيم رضي الله عنهما ، ووجه الاستدلال واضح منها .
فهذه بعض المعالم حول هذه المسألة ، ووراء ذلك أمر أحق بالتحقيق وهو – فيما يظهر لي – سبب الإشكال ومنبعه وهو : تنزيل المصطلحات الحادثة وتحكيمها في العلوم الشرعية ، وأعني بذلك هنا مصطلح ( التواتر ) فإنه مصطلح كلامي لم يستعمله السلف المتقدمون لكنه صار أصلا لا يكاد يخلو منه كتاب في مصطلح الحديث ، وما يتبع ذلك من إفادة المتواتر والآحاد والتفريق بين العلم النظري والضروري ..إلخ ."ا.هـ
الجواب :
هذه القصة وغيرها مما جاءت عن الصحابة في إنكار قراءة بعض الصحابة علي بعض ليست فيها دلالة علي ما تقول حيث لا يلزم بمجرد نزول الآيات أن تتواتر في الحين عند جميع الصحابة في وقت واحد ،ثم إن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كان يقرئ الصحابة علي حسب لهجاتهم وبما يستطيعون قال "صاحب المنتقي في شرح الموطأ معلقا علي الحديث ـ أي حديث هشام
:"...أَنَّ ظَاهِرَ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ تَيَسُّرًا عَلَى مَنْ أَرَادَ قِرَاءَتَهُ لِيَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِمَا تَيَسَّرَ عَلَيْهِ وَبِمَا هُوَ أَخَفُّ عَلَى طَبْعِهِ وَأَقْرَبُ إِلَى(1/2994)
لُغَتِهِ لِمَا يَلْحَقُ مِنْ الْمَشَقَّةِ بِذَلِكَ الْمَأْلُوفِ مِنْ الْعَادَةِ فِي النُّطْقِ وَنَحْنُ الْيَوْمَ مَعَ عُجْمَةِ أَلْسِنَتِنَا وَبُعْدِنَا عَنْ فَصَاحَةِ الْعَرَبِ أَحْوَجُ إِلَى ."1/480
وقال ابن حجر في شرح نفس الحديث:" قَوْله : ( فَإِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا )
هَذَا قَالَهُ عُمَر اِسْتِدْلَالًا عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ تَخْطِئَة هِشَام ، وَإِنَّمَا سَاغَ لَهُ ذَلِكَ لِرُسُوخِ قَدَمه فِي الْإِسْلَام وَسَابِقَته ، بِخِلَافِ هِشَام فَإِنَّهُ كَانَ قَرِيب الْعَهْد بِالْإِسْلَامِ فَخَشِيَ عُمَر مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يَكُون
أَتْقَنَ الْقِرَاءَة ، بِخِلَافِ نَفْسه فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ أَتْقَنَ مَا سَمِعَ ، وَكَانَ سَبَب اِخْتِلَاف قِرَاءَتهمَا أَنَّ عُمَر حَفِظَ هَذِهِ السُّورَة مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِيمًا ثُمَّ لَمْ يَسْمَع مَا نَزَلَ فِيهَا بِخِلَافِ مَا حَفِظَهُ وَشَاهَدَهُ ، وَلِأَنَّ هِشَامًا مِنْ مُسْلِمَة الْفَتْح فَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُ عَلَى مَا
نَزَلَ أَخِيرًا فَنَشَأَ اِخْتِلَافهمَا مِنْ ذَلِكَ ، وَمُبَادَرَة عُمَر لِلْإِنْكَارِ مَحْمُولَة عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَمِعَ حَدِيث " أُنْزِلَ الْقُرْآن عَلَى سَبْعَة أَحْرُف " إِلَّا فِي هَذِهِ الْوَقْعَة .."14/198
هذا كلام واضح لا يحتاج لبيان في سبب تنازع الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ في قضية اختلافهم .وانظر إلي قوله:" وَمُبَادَرَة عُمَر لِلْإِنْكَارِ مَحْمُولَة عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَمِعَ حَدِيث " أُنْزِلَ الْقُرْآن عَلَى سَبْعَة أَحْرُف " إِلَّا فِي هَذِهِ الْوَقْعَة" وقس عليه سائر الاختلافات .(1/2995)
وكما أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ قرئ كلا بحسبه ، وقد فعل القراء العشر كذلك ، فالواحد منهم قرأ عدة ختمات علي شيخه ، وبكثير من الأوجه ، ولكنه عند التصدر للإقراء كان يقرئ كل طالب بحسب قدرته ، فهذا بالسكت وهذا بالقصر وهذا بالمد ...وهكذا فكل هذه الأوجه متواترة ومستفاضة .
قالوا: كيف تقولون بتواتر القراءات رغم أن الأسانيد كلها منصبة عند ابن الجزري ؟؟
إن ابن الجزري لم يكن هو الوحيد الذي يقرئ في زمنه ، وبعض الشيوخ الذين قرأ عليهم ابن الجزري كانوا موجودين ، ثم ماذا فعل ابن الجزري : قام ابن الجزري بجمع ما مشتهر في زمنه ووضعه ف كتاب النشر ، وهذه الطرق هي الطرق المقروءة بها في زمنه ، ثم انتقال ابن الجزري في البلاد وإقراء الكثرين من الناس وقوة طلبته قد أدي إلي حفظ ما كتبه ، وفي كل علم الطلبة هم السبب في شهرة الشيخ وحفظ علمه ، وكما قال الشافعي :" الليث أفقه من مالك " ولكن طلبة الليث لم يحفظوا علم شيخهم إلا القدر اليسير ، بعكس طلبة الإمام مالك ، فقد تعددت شروح الموطأ ، وكثرة النقولات عن مالك من قبل الطلبة أدي إلي حفظ المذهب المالكي ، وكذا المذاهب المشهورة ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، ولقد ذكر القراء أن أبا عبيد بن القاسم بن سلام ذكر قرابة ثلاثين قراءة أو تقل قليلا ، ولم تكتب الشهرة في القراءة إلا للقراء العشرة .
وإليك نبذة يسيرة عن ابن الجزري ورحلاته في طلب العلم من مقدمة النشر للضباع :" نبذة يسيرة للتنويه بمؤلف هذا الكتاب ( يقصد ابن الجزري)(1/2996)
لئن كان الكتاب كما قيل يقرأ من عنوانه ودلائل تباشيره تبدو من جداول بيانه: إن في كتاب النشر في القراءات العشر لأصدق التباشير وأوضح الأدلة على نباهة مؤلفه وعلو شأنه وسمو مرتبته في هذا الفن الجليل حتى لقب بحق إمام المقرئين وخاتمة الحفاظ المحقيين. فهو الإمام الحجة الثبت المحقق المدقق شيخ الإسلام سند مقرئي الأنام: أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجرزي.
ولد رحمه الله بدمشق الشام في ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة هجرية. ونشأ بها وأتم حفظ القرآن الكريم في الرابعة عشرة من عمره. ثم أخذ القراءات افراداً على الشيخ أبي محمد عبد الوهاب ابن السلار. والشيخ أحمد بن إبراهيم الطحان. والشيخ أحمد بن رجب. ثم جمع للسبعة على الشيخ إبراهيم الحموي. ثم جمع القراءات بمضمن كتب علي الشيخ أبي المعالي محمد بن أحمد بن اللبان. ثم في سنة 768 هـ حج وقرأ على إمام المدينة الشريفة وخطيبها أبي عبد الله محمد بن صالح الخطيب بمضمن التيسير والكافي.(1/2997)
ثم رحل في سنة 769 إلى الديار المصرية. فدخل القاهرة المعزية وجمع القراءات للإثني عشر على الشيخ أبي بكر عبد الله بن الجندي. وللسبعة بمضمن العنوان والتيسير والشاطبية على أبي عبد الله محمد بن الصائغ. وأبي محمد عبد الرحمن بن البغدادي. ولما وصل إلى قوله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) توفى ابن الجندي. وورد عنه رحمه الله تعالى أنه استجازه فأجازه وأشهد عليه قبل وفاته. ولما أكمل على الشيخين المذكورين رجع إلى دمشق. ثم رحل ثانية إلى مصر وجمع ثانياً على ابن الصائغ للعشرة بمضمن الكتب الثلاثة المذكورة والمستنير والتذكرة والإرشادين والتجريد. ثم على ابن البغدادي للأربعة عشر ما عدا اليزيدي ثم عاد إلى دمشق فجمع بها القراءات السبع في ختمه على القاضي أبي يوسف أحمد بن الحسين الكفري الحنفي. ثم رحل ثالثة إلى الديار المصرية. وقرأ بمضمن الإعلان وغيره على الشيخ عبد الوهاب القروي. وسمع كثيراً من كتب القراءات وأجيز بها.
وقرأ الحديث والفقه والأصول والمعاني والبيان على كثير من شيوخ مصر منهم الشيخ ضياء الدين سعد الله القزويني. وأجازه بالإفتاء شيخ الإسلام المقرئ المحدث المؤرخ أبو الفداء إسماعيل بن كثير قبيل وفاته سنة 774 هـ وكذلك أذن له الشيخ ضياء الدين سنة 779 هـ وكذلك شيخ الإسلام البلقيني سنة 785 هـ.
وجلس للإقراء تحت قبة النسر بالجامع الأموي سنين.(1/2998)
وأخذ القراءات عنه كثيرون. فمن كمل عليه القراءات العشر بالشام ومصر ابنه أبو بكر أحمد. والشيخ محمود بن الحسين بن سليمان الشيرازي. والشيخ أبو بكر بن مصبح الحموي. والشيخ نجيب الدين عبد الله بن قطب بن الحسن البيهقي.والشيخ أحمد بن محمود بن أحمد الحجازي الضرير. والمحب محمد بن أحمد بن الهائم. والشيخ الخطيب مؤمن بن علي بن محمد الرومي. والشيخ يوسف بن أحمد بن يوسف الحبشي. والشيخ علي بن إبراهيم بن أحمد الصالحي. والشيخ علي بن حسين بن علي اليزدي. والشيخ موسى الكردي. والشيخ علي بن محمد بن علي نفيس. والشيخ أحمد بن علي بن إبراهيم الرماني.
وولي قضاء الشام سنة 793 هـ. ثم دخل الروم لما ناله بالديار المصرية من أخذ ماله فنزل مدينة بروسة دار السلطان العادل بايزيد العثماني سنة 798 هـ فأكمل عليه القراءات العشر بها كثيرون: منهم الشيخ أحمد بن رجب. والشيخ سليمان الرومي. والشيخ عوض عبد الله والفاضل علي باشا، والإمام صفر شاه، والولدان الصالحان محمد ومحمود أبناء الشيخ الصالح الزاهد فخر الدين الياس بن عبد الله،والشيخ أبو سعيد بن بشلمش بن منتشا شيخ مدينة العلايا وغيرهم.
ثم لما كانت فتنة تيمورلنك سنة 855 هـ التي انتهت بموت السلطان بايزيد احتشد تيمورلنك المترجم له معه وحمله إلى ما وراء النهر وأنزله بمدينة كش فأقرأ بها القراءات وبسمرقند أيضاً. وممن أكمل عليه القراءات العشر بمدينة كش الشيخ عبد القادر ابن طلة الرومي. والحافظ بايزيد الكشي. والحافظ محمود بن المقري شيخ القراءات بها.
ثم لما توفى تيمورلنك سنة 807 هـ خرج مما وراء النهر فوصل خراسان وأقرأ بمدينة هراة جماعة للعشرة أكمل بها جمال محمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهير بابن افتخار الهروي.(1/2999)
ثم قفل راجعاً إلى مدينة يزد فأكمل عليه العشر جماعة منهم المقرئ الفاضل شمس الدين بن محمد الدباغ البغدادي. ثم دخل أصبهان فقرأ عليه جماعة أيضاً. ثم وصل إلى شيراز في رمضان سنة 808 هـ فأمسكه بها سلطانها بير محمد بن صاحبها أمير عمر فقرأ عليه بها جماعة كثيرون للعشرة منهم السيد محمد بن حيدر المسبحي. وإمام الدين عبد الرحيم الأصبهاني. ونجم الدين الخلال. وأبو بكر الجنحي. ثم ألزمه صاحبها بير محمد بالقضاء بها وبممالكها وما أضيف إليها كرهاً فبقي فيها مدة وتغيرت عليه الملوك فلم تطب له الإقامة بها فخرج منها متوجهاً إلى البصرة وكان قد رحل إليه المقرئ الفاضل المبرز أبو الحسن طاهر بن عرب الأصبهاني فجمع عليه ختمه بالعشر من الطيبة والنشر ثم شرع في ختمه للكسائي من روايتي قتيبة ونصير عنه ففارقه بالبصرة وتوجه الأستاذ ومعه المولى معين الدين بن عبد الله بن قاضي كازرون فوصلا إلى قرية عنيزة بنجد وتوجها منها قاصدين البيت الحرام فأخذهما أعراب من بني لام بعد مرحلتين فنجاهما الله تعالى ورجعا إلى عنيزة ونظم بها الدرة المضيئة في القراءات الثلاث حسبما تضمنه كتاب تحبير التيسير له، ثم تيسر لهما الحج وأقام بالمدينة مدة قرأ عليه بها شيخ الحرم الطواشي وألف بها في القراءات كتاب نشر القراءات العشر ومختصره التقريب وغيرهما.
وبعد ذلك عاد إلى شيراز وبها كانت وفاته في ضحوة الجمعة لخمس خلون من ربيع الأول سنة 833 هـ ودفن بدار القرآن التي أنشأها بها عن 82 سنة رحمه الله وبوأه بحبوحة رضاه وكفى به رحيماً.
وهذا كاف ولعله يكون جوابا شافيا وقد تبين مفهوم التواتر عند القراء وعند المحدثين .
هذا ما من الله به علينا ،ونسأله الإخلاص فيما قلنا وعملنا وأن يتقبلها منا ويجعلها لنا نجاة وزخرا يوم القيامة .آآآمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
---
(1/3000)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما إعراب قوله تعالى :(إنما يخشى الله من عباده العلماءُ) ؟
---
ما إعراب قوله تعالى :(إنما يخشى الله من عباده العلماءُ) ؟
---
نت نجد
05-03-2004, 09:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أريد شا كرةً لكم آية أو حديثاً أو أبياتاً شعرية يكون إعرابها مشابهاً لإعراب قوله تعالى :(إنما يخشى الله من عباده العلماء)
جزاكم الله خيراً.
---
نت نجد
05-03-2004, 09:47 PM
ارجو مساعدتي لاني في امس لحاجه الى هذا الموضوع
وشكرا
---
أبومجاهدالعبيدي
05-04-2004, 02:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر السمين الحلبي في الدر المصون أنه يشبه هذه الآية في الإعراب قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ)(البقرة: من الآية124)
---
نت نجد
05-04-2004, 01:12 PM
اخي العزيز مجاهد اشكرك جزيل الشكر على مساعدتي
وجزاك الله الف خير
---
نت نجد
05-04-2004, 04:56 PM
السلام علييكم ورحمه الله
اتتمنى معرفه معنى واعراب الايه الكريمه
(وإذ ابتلى ابراهيمَ ربه )
ولكم جزيل الشكر
---
(1/3001)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب المصون في الأدب للتحميل
---
كتاب المصون في الأدب للتحميل
---
مسك
08-05-2005, 11:20 PM
اسم الكتاب : المصون في الأدب
اسم المؤلف : أبو أحمد العسكري
نبذة عن الكتاب :
من طلائع كتب النقد الأدبي عند العرب. جمع فيه أبو أحمد العسكري (خال أبي هلال) فصولاً في نقد الشعر، والموازنة بين الشعراء، وأحسن ما قيل في الأوصاف، والتشبيهات العجيبة، والتشبيهات المشهورة، والسرقات الشعرية، وخص شاعر عصره ابن المعتز بفصل مفرد، وضمن كتابه مختارات من جيد الشعر، مقرونة بتفسيرها.
::::: أضغط هنا لتحميل كتاب المصون في الأدب ::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=17&book=1950)
---
(1/3002)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (2) التعليق على الوقف اللازم على قوله تعالى (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم)
---
(2) التعليق على الوقف اللازم على قوله تعالى (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم)
---
مساعد الطيار
11-12-2003, 03:58 PM
قوله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (البقرة:118) .
الوقف اللازم في هذه الآية على قوله تعالى : (مثل قولهم ) ، ومن ثَمَّ ، فما بعدها مفصول عنها .
ويكون مقول القول محذوفاً ، قد دلَّ عليه سباق الآية ، وهو ما ذكره الله من قولِ الذين لا يعلمون : ( لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية ) ، فمقولهم المحذوف : هو هذا الاقتراح .
ولو وصل القارئ قولَه تعالى : ( مثل قولهم ) بقوله تعالى : ( تشابهت قلوبهم ) ؛ لتُوهِّم أن جملة : ( تشابهت قلوبهم ) هي مقولُ القَولِ ، وليس الأمر كذلك ، وبناءً عليه لَزِمَ الوقف على قوله : ( مثل قولهم ) ؛ لِيُفهَم المعنى بالفصل .
قال شيخ زاده في حاشيته على البيضاوي : (( قوله : (تشابهت قلوبهم ) استئناف على وجه تعليلِ تشابُهِ مقالتِهم بمقالةِ من قبلهم )) (1) .
وقال الآلوسي في قوله : (تشابهت قلوبهم ) : (( والجملة مقررة لما قبلها )) (2) .
وقال أبو حيان : (( ( تشابهت قلوبهم ) الضمير عائد على الذين لا يعلمون والذين من قبلهم ، لما ذكر تماثل المقالات ، وهي صادرة عن الأهواء والقلوب ، ذَكَرَ تماثلَ قلوبهم في العمى والجهل ؛ كقوله تعالى : ( أتواصوا به ) ( الذاريات : 53 ) )) (3) .
أقوال علماء الوقف :
اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع على أقوالٍ :(1/3003)
الأول : أنَّ الوقف تامٌّ ، وهو اختيار ابن مجاهد أحمد بن موسى (4) ، والهمذاني (5) .
الثاني : أنَّ الوقف كافٍ ، وبه قال الأنصاري (6) .
الثالث : أنه حسن ، وهو قول الأشموني (7) .
الرابع : أنه مطلق ، وهو قول السجاوندي (8).
و الأَولى في الحكم هنا : الفصلُ بين الجملتين ، للْعِلَّةِ المذكورة ، وهي أن يُتَوَهَّمَ أنَّ قوله تعالى : (تشابهت قلوبهم ) من مقول الكفار .
والصواب أن المقول محذوف ، وأن هذه الجملة مستأنفة ، وبهذا يكون قول الأشموني بأنه وقف حَسَنٌ غير صحيح ، لأنه يلزم من ذلك التعلق الإعرابي وهو غير موجود .
ومع هذا الاستئناف هل الوقف من التام أو الكافي ؟.
الأصحُّ أنَّ الوقف كافٍ ؛ لأن السياق ما زال متصلاً بالحديث عن الكفار ، ويؤكد ذلك الضمير في قوله : ((قلوبهم )) ، فهو يعود على الذين لا يعلمون والذين من قبلهم المذكورين في الآية . وبهذا تكون الآية مرتبطة بما قبلها في المعنى ، واللهُ أعلمُ .
و أما حكم السجاوندي بأنه مطلق ، فصحيح أيضًا ؛ لأن جملة : (تشابهت قلوبهم ) يصحُّ البدء بها ، لأن ضابطَ الوقف المطلق عنده هو صِحَّةُ البَدْءِ بما بعد الوقف . والله أعلم .
ــــــــــــــــ
(1 ) حاشية شيخ زاده على البيضاوي 1 : 402 .
(2) روح المعاني 1 : 370 ، وانظر : التحرير والتنوير 1 : 689 ، فقد ذكر مثل ذلك .
(3) البحر المحيط 1 : 367 ، وانظر : تفسير ابن جزي 1 : 58 .
(4) انظر : القطع والائتناف 161 .
(5) الهادي في معرفة المقاطع والمبادي 1 : 73 .
(6) المقصد 47 ـ 48 .
(7) منار الهدى 47 ـ 48 .
(8) علل الوقوف 1 : 121 .
---
(1/3004)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من تراث المدرسة الغمارية..هل يجب البحث عن المعارض قبل العمل بالسنة الصحيحة؟
---
من تراث المدرسة الغمارية..هل يجب البحث عن المعارض قبل العمل بالسنة الصحيحة؟
---
أبو محمد الظاهرى
01-24-2007, 01:09 AM
هل يجب البحث عن المعارض قبل العمل بالسنة الصحيحة ... ؟؟
للعلاّمة الأصولي السيد عبد الحي بن الصدّيق الغماري الحسني..
من الأعذار التي يتعلل بها المقلدون لرد السنن الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أن العمل بالحديث يحتاج إلى البحث عن المعارض إذ ربما يكون الحديث دالا على الوجوب أوالحرمة أو الندب مع وجود معارض له يدل على خلاف مادل عليه أو على نسخه..
ولايوجد من له أهلية التحقق من وجوده أو عدم وجوده سوى الأئمة..أما من جاء بعدهم من العلماء فلا سبيل لهم إلى معرفته..
هذا أحد الأعذار التي يجعلها المقلدون وسيلة لرميهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم وتقديمهم أقوال أئمتهم عليها ولو كانت نصا صريحا لايحتمل التأويل بحال من الأحوال...
وعذرهم هذا عذر باطل ، وعن الدليل عاطل ، وإنما هو من [u]هوس المقلدين وترهاتهم الناشئة عن جهلهم وجمودهم [/uوتعصبهم كما تدل عليه الأدلة الآتية :][u]
– الدليل الأول على بطلانه وفساده ما قاله الإمام تقي الدين السبكي في رسالته التي أفردها للكلام على قول الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه : إذا صح الحديث فهو مذهبي : إن الأحاديث الصحيحة ليس فيها شيء معارض متفق عليه ، والذي يقوله الأصوليون من أن خبر الواحد إذا عارضه خبر متواتر أو قرآن أو إجماع أو عقل إنما هو فرض ، وليس شيء من ذلك واقعا ، ومن ادعى فليبينه حتى نرد عليه..(1/3005)
وكذلك لايوجد خبران صحيحان من أخبار الآحاد متعارضان بحيث لايمكن الجمع بينهما. والشافعي قد استقرأ الأحاديث وعرف أن الأمر كذلك وصرح به في غير موضع من كلامه فلم يكن عنده ما يتوقف عليه العمل إلا صحته، فمتى صح وجب العمل به لأنه لامعارض له ، فهذا بيان للواقع. والذي يقوله الأصوليون مفروض وليس بواقع ، وهذه فائدة عظيمة وإليها الإشارة بقوله : إذا صح الحديث ..حيث أطلقه ولم يجعل معه شرطا آخر. انتهى كلامه ص 84 من المثنوني والبتار ، لشقيقنا الحافظ أبي الفيض رحمه الله تعالى ، طبعة الأنوار.
فبيَّن تقي الدين السبكي أنه لايوجد حديثان صحيحان متعارضان ، بحيث لايمكن الجمع بينهما ، وأن الشافعي صرح بهذا في غير موضع من كلامه . فلهذا علَّق العمل بالحديث على صحته لأنه لامعارض له وأن هذا بيان للواقع ، والذي يقوله الأصوليون مفروض وليس بواقع..
وهذا وحده كاف في الدلالة على بطلان عذرهم وفساده ، لأنه صادر من إمامين عظيمين لهما المكانة العظيمة في علوم الشريعة . ويؤيد ما قاله هذان الإمامان ،
2 – الدليل الثاني وهو أن انتفاء المعارض هو الأصل لأن الله تعالى لم ينزل شريعته متناقضة ولاجعلها متعارضة بل أنزل القرآن والوحي يصدق بعضه بعضا .
والسنة مثل القرآن إجماعا بل هي داخلة في مسمى كتاب الله كما بينه الحافظ في الفتح عند الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم في حديث العسيف : لأقضين بينكما بكتاب الله ، وإنما قضى بينهما بسنته. إذ الكل من عند الله تعالى ، إن هو إلا وحي يوحى . فدل هذا على أن الأصل عدم المعارض وانتفاؤه فيجب استصحابه والتمسك به ، كما يجب التمسك بالنفي الأصلي واستصحابه عند عدم ورود النص على ماهو مقرر في أصول الفقه.
3 – الدليل الثالث أن الحديث متيقن ، ومعارضه محتمل مشكوك في وجوده . ومن قواعد وأصول الشريعة أنه لايترك متيقن لموهوم محتمل.(1/3006)
4 – الدليل الرابع أن عمل الصحابة رضي الله تعالى عنهم كان على خلاف هذا الشرط فإنهم كانوا يعملون بالأحاديث بدون توقف ولابحث عن معارض. فإذا وصلهم الحديث أخذوا به وعملوا بمقتضاه ، وقضاياهم في ذلك كثيرة لو تُتُبعت لجاء منها مجلد كما قال ابن القيم في اعلام الموقعين.
5 – الدليل الخامس وعلى تسليم دعواهم وجوب البحث عن المعارض قبل العمل بالحديث فإن العلم بانتفائه في وقتنا أيسر كثيرا جدا من العلم به في زمن الأئمة لما هو موجود في وقتنا من كتب السنة التي لايحصى نوعها وعددها بسبب المطابع الحديثة ، بحيث يمكن للباحث أن يجزم بوجود المعارض أو انتفائه وهو مطمئن بذلك الحكم غير شاك ولامتردد فيه. وهذا شيء لايمكن في زمن الأئمة لما هو معلوم أن السنة لم تكن وصلت حينئذ طور الكمال في الجمع والتدوين بل كانت محفوظة في الصدور مفرقة بتفرق رواتها وحفاظها في البلدان والأقطار.
وقد كان هذا هو عذر الإمام مالك لما دعاه المنصور إلى الموافقة على حمل الناس أن يعملوا بكتبه ولايتعدَّوها إلى غيرها ، فاعتذر الإمام عن قبول هذه الفكرة بأن الصحابة سمعوا أحاديث ورووا روايات وتفرقوا في البلدان ، ودعاه الرشيد إلى مثل هذا فاعتذر بالعذر نفسه، يؤيد هذا ويزيده ظهورا
6 – الدليل السادس وهو أن الأئمة أصحاب المذاهب المتبوعة قد تمسكوا في كثير مما ذهبوا إليه من أحكام بعمومات أو مطلقات من القرآن أوالسنة مع وجود مخصصات أو مقيدات لها. وهذا شيء موجود بكثرة في أقوال الأئمة خصوصا أبا حنيفة ومالكا كما يعلمه من كانت له خبرة بأحاديث الأحكام ، وربما نبهت على شيء من ذلك في بحث خاص.
وغير خاف أن وجود هذا في أقوالهم دليل واضح على أنهم كانوا لايرون البحث عن المعارض ولا العلم بانتفائه شرطا في العمل بالحديث.(1/3007)
ولهذا كان يتغير اجتهادهم وتَرد عنهم أقوال متعارضة بحسب ما وقفوا عليه من المعارض بعد الاجتهاد الأول. وقد لاينفون على المعارض فيستمرون على القول بما دل عليه العام أو المطلق مع وجود مخصصه أو مقيده !!
ومن رجع إلى المغني لابن قدامة والمجموع للنووي والفتح للحافظ ، ونيل الأوطار للشوكاني وسبل السلام للأمير الصنعاني وغيرها من الكتب التي تذكر أقوال الأئمة وأدلتها تحقق هذا وعلمه علما يقينا.
وقد كان هذا من الأسباب التي دعت الشافعي إلى الرجوع عن مذهبه الذي وضعه بالعراق إلى مذهبه الجديد الذي وضعه بمصر !! يؤيد هذا
7 – الدليل السابع وهو أن العلم بانتفاء المعارض يستلزم الإحاطة بالسنة ومدارك الأحكام إذ لايمكن العلم بانتفائه والقطع بعدم وجوده إلا لمن هذا وصفه ، والإحاطة متعسرة بل ممنوعة كما بينه الأئمة أنفسهم ، كما أوضحته في كتابي : إقامة الحجة.. على عدم إحاطة أحد من الأئمة الأربعة بالسنة.
وهذا يستلزم ضرورة أنه لم يوجد في الأمة مجتهد صحيح الاجتهاد مقبوله!! واللازم باطل ، فالملزوم مثله..
8 – الدليل الثامن أن هذا العذر البارد الذي يتعللون به لترك السنة والإعراض عنها لازم لهم في أقوال الإمام فإنها تتعارض كثيرا ، فيروى عنه في المسألة الواحدة قول بالحرمة وقول بالجواز ، وآخر بالكراهة وغيرها كما يعلمه الخبير بكتب الفقه وهذا شيء كثير جدا في المذاهب كلها ، وحيث ثبت عنه هذا التعارض في كثير من أقواله ، فجائز جدا أن يكون موجودا في جميعها..!!
فيلزمهم أن لايعملوا بشيء منها إلا بعد البحث عن معارضه !! وهم غير أهل للبحث عنه كما أقروا به هم أنفسهم في البحث عن معارض الحديث. فقالوا إنهم غير أهل للبحث عنه وإن المؤَهَّل له هو الإمام!!(1/3008)
وهكذا يتبين لمن له مسكة من العقل أن عذرهم هذا يستلزم تركهم العمل بشريعة الله كلها فلا يؤخذ حكم لما ينزل بالناس من الحوادث ولا العبادات والمعاملات لا من السنة ولا من أقوال الإمام لاحتمال وجود المعارض للسنة أو لقول الإمام!!
وهذا كلام يغني سماعه عن بيان ما يتضمن من ضلال وخذلان!!
9 – الدليل التاسع : إن من عجيب أمرهم وغريب تصرفهم أنهم يغفلون أو يتغافلون عما يستلزمه عذرهم هذا من ترك العمل بأقوال الإمام لاحتمال وجود المعارض على ما سبق بيانه ، فيذكرون في كتبهم الأقوال المتعارضة المتناقضة في المسألة الواحدة عن الإمام أو بعض أصحاب التخريج على أصوله ويرون أن العمل بها كلها على تعارضها جائز بل واجب!! خصوصا إذا كان القولان المرويان عن الإمام أو بعض أئمة مذهبه مشهورين فلا ضرر حينئذ في العمل بالقولين الوجوب والحرمة ، أو الجواز والحرمة في المسألة الواحدة في الوقت الواحد وبالنسبة للشخص الواحد !!
فالعمل بالأقوال المتناقضة إذا كانت مشهورة في المذهب جائز بل واجب !! و إن كانت الضرورة العقلية تقضي باستحالة اجتماع النقيضين أو الضدين، لأنهم لايفكرون بعقولهم وإنما يفكرون بعقول غيرهم!!
هذا عملهم و تصرفهم في الأقوال المتعارضة المروية عن إمامهم!!
فإذا رأوا الحديث الصحيح مخالفا للمذهب زعموا أن العمل به غير جائز لاحتمال وجود معارض له!!
فاعجب من عقول هؤلاء المعاندين للحق الجامدين على الباطل كيف عكسوا الأمر وقلبوا الوضع فحكموا بعقولهم التي عشش فيها الجهل بأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى يجب ترك العمل به لاحتمال معارض موهوم قد لايكون موجودا كما هو الواقع في كثير من الأحاديث التي ردوها وأعرضوا عن العمل بها معتذرين عن تصرفهم بهذا الهراء الذي علمت من الأدلة السابقة أنه أبطل من كل باطل!!(1/3009)
أما أقوال الإمام أو بعض علماء مذهبه المتعارضة المتناقضة فلا يكون تعارضها موجبا لترك العمل بها !! مع أن هذا تعارض واقع مشاهد مقرر في كتب المذهب وذاك تعارض محتمل موهوم متخيل.
فمن العجب الذي لا يدرى له السبب أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ترد ويترك العمل بها باحتمال المعارض الموهوم!!
أما أقوال الإمام وعلماء مذهبه فهي مقبولة واجب العمل بها على تعارضها وتناقضها!!
إن في عملهم الآثم لدليلا على أنهم يرون أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها التعارض والتناقض فلهذا لايجوز العمل بها إلا بعد البحث عن المعارض والجمع بينه وبين معارضه أو العلم بانتفائه .
وأقوال أئمتهم سالمة من التعارض والتناقض فلهذا كان العمل بها لايتوقف عن البحث عن المعارض!!
لو قيل لإنسان اجتهد ثم إيت بسخافة وضلالة لما أمكنه أن يأتي بأعظم من هذا سخافة وضلالة!!
فهذه الأدلة تدل دلالة قطعية على بطلان ما اشترطوه في العمل بالسنة من وجوب البحث عن المعارض. وأن من بلغه الحديث ممن له علم بدلالة الألفاظ يستطيع أن يفهم بواسطتها ما يدل عليه من الأحكام بمنطوقه أو مفهومه أو إشاراته فواجب عليه المبادرة إلى العمل بذلك بدون توقف على البحث عن المعارض ، فإذا تبين بعد عمله به معارض له عمل بمقتضاه وسلك الطرق المقررة في أصول الفقه عند تعارض الدليلين.
هذا هو ما كان عليه عمل الصحابة والتابعين فقد كانوا يبادرون إلى العمل بما سمعوه من الحديث بدون أن يبحثوا عن المعارض ثم إذا ظهر المعارض عملوا بمقتضاه. وقضاياهم في ذلك كثيرة لو تتبعت لجاء منها مجلد كما قال ابن القيم في اعلام الموقعين.(1/3010)
فهذا الشرط الذي اشترطه أتباع المذاهب للعمل بالسنة والذي لم يسبقهم إلى اشتراطه أحد من الصحابة والتابعين الذين هم خير القرون وأعلم الأمة بالقرآن والسنة، إنما هو في الحقيقة وسيلة مكشوفة جدا وسعي مفضوح ودعوة خسيسة للإعراض عن السنة وإلقائها ظهريا وتقديم العمل بمذهبهم عليها!!
وإلا فلماذا لم يشترطوا البحث عن المعارض عند العمل بأقوال إمامهم التي فيها التعارض والتناقض حقيقة وواقعا لامجازا وظاهرا ؟!
وأقطع دليل على ذلك ما هو مقرر في كتب الفقه في كثير من المسائل التي يروى فيها كل مسألة منها قول الجواز وقول الحرمة وآخر بالكراهة ، أليس هذا دليلا واضحا على ما قلته من أن قصدهم بذلك الشرط هو نصر مذهبهم وتقديمه على العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلذلك اختلقوا للعمل بها هذا الشرط الواهن ، ولم يشترطوه في العمل بأقوال الإمام المتعارضة.!!
فهل يرون أن العمل بالمتعارض الواقع في نفس الأمر من أقوال الإمام واجب، والعمل بالسنة محرم حتى يبحث عن المتعارض المحتمل الموهوم ؟!
فإن كان هذا رأيهم ـــ وهو الواقع كما يدل عليه عملهم ـــ فقد بلغوا في الضلال والخذلان شأوا بعيدا جدا....
---
(1/3011)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > كيف تستعيد كلمة السر للملتقى إذا نسيتها بالصور
---
كيف تستعيد كلمة السر للملتقى إذا نسيتها بالصور
---
سامي عبدالعزيز
06-02-2006, 06:09 PM
http://www.4freeimagehost.com/uploads/41adaee646e9.png
http://www.4freeimagehost.com/uploads/e0d07336eeb6.png
ثم أدخل لبريدك وستجد رسالة بيه من الملتقى تستطيع من خلالها إستعادة كلمة السر
---
(1/3012)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من عنده علم بكتاب (أنوار الفجر في مجالس الذكر) في التفسير لأبي بكر بن العربي
---
من عنده علم بكتاب (أنوار الفجر في مجالس الذكر) في التفسير لأبي بكر بن العربي
---
ابو عبد الله السلفي
03-08-2006, 04:30 PM
سمعت أنه يقع في ثمانين مجلداً ، وهو غير مفقود . فهل هذا الكلام صحيح ؟
وإن كان كذلك فإني أنادي بتشكيل لجنة لتحقيقه ، وأنا مستعد أن أكون من ضمنها.
بارك الله فيكم اخواني الكرام.
---
السائح
03-08-2006, 05:56 PM
أخي الكريم، ذكر الجركسي في مقالاته أن كتاب أنوار الفجر، في مجالس الذكر، موجود في تركية، قال: إلاّ أني لم أظفر به، مع طول بحثي عنه.
والكتاب حافل جدّا؛ فقد أملى نحو 180 مجلسا في تفسير قوله تعالى: (ألهاكم التكاثر).
---
ابو عبد الله السلفي
03-19-2006, 02:58 AM
جزاك الله خيرا اخي الكريم السائح الا اني ادعوا بهذه الدعوة وهي تاسيس لجنة لتحقيقه من طلبة العلم والدكاترة والمحسنين فهل من مستجيب واني ساساهم بتخريج الاحاديث.
---
ابو عبد الله السلفي
03-19-2006, 02:59 AM
من يمدنا بمعلومات اوسع فهل من مستجيب اخواني الكرام الافاضل من العلماء والطلبة والمحسنين هيا بنا لنحي ثراتنا المدهش الخارق.
---
ابو عبد الله السلفي
03-19-2006, 03:01 AM
اخي السائح اخبرني بعض الطلبة المغاربة انه موجود بالمغرب لكنه لم يعطيني التفاصيل وهو من الاخوة الشباب المهتمين بالمخطوطات النحوية والاصولية والتي تهتم بالقراات والتفسير.
---
السائح
03-19-2006, 06:11 PM
أخي الكريم ، لم أر من المتتبعين لتراث المغاربة من ذكر أن من الكتاب نسخة بالمغرب ، ولعلك تسأل الشيخ الفاضل أبا أويس محمد بن الأمين بوخبزة ، فلعله يفيدك في هذا الشأن .(1/3013)
والرجاء ممن يعرف الأستاذ محمد بن الحسين السليماني أن يسأله عن نسخ الكتاب ؛ فهو من العارفين بالتراث عموما ، وبالقاضي أبي بكر بن العربي المالكي خصوصا .
ويُنظر هل ذُكر الكتاب في فهارس المكتبات التركية ، ويُرجى النظر في نوادر المخطوطات في مكتبات تركية لرمضان ششن .
---
القاضي الأثري
03-21-2006, 03:01 AM
لعل في كتاب قانون التأويل في مقدمته شيئا نافعا عن هذا الأمر على ما أذكر لأن مكتبتي بعيدة عني الآن لكن أذكر أن محققه ذكر انوار الفجر وتكلم عنه .
---
ابو عبد الله السلفي
03-22-2006, 03:38 PM
جزاك الله خيرا اخي الفاضل القاضي الاثري على اهتمامك بالموضوع واجزل لك المثوبة.
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2006, 01:34 AM
حياكم الله جميعاً .
تحدث أخي الكريم الدكتور محمد بن الحسين السليماني في دراسته لكتاب (قانون التأويل) لابن العربي حديثاً جيداً حول الكتاب أنقله بتصرف واختصار .
كتاب (أنوار الفجر بمجالس الذكر) الذي صنفه ابن العربي رحمه الله (ت543هـ) من أعظم الكتب المصنفة في التفسير بحسب وصفه المنقول إلينا ، وقد ذكره ابن العربي في شرحه للموطأ (القبس) فقال :( ... وقد كنا أملينا في كتاب (أنوار الفجر) ثمانين ألف ورقة ، تفرقت بين أيدي الناس ، وحصل عند كل طائفة منها فن ، وندبتهم إلى أن يجمعوا منها ولو عشرين ألفاً ، وهي أصولها التي ينبني عليها سواها وينظمها على علوم القرآن الثلاثة : التوحيد ، والأحكام ، والتذكير ...).
وأشار إليه ابن جزي الكلبي في التسهيل فقال 1/10 :(... فأما ابن العربي فصنف كتاب أنوار الفجر في غاية الاحتفال والجمع لعلوم القرآن ، فلم تلف تلافاه بكتاب (قانون التأويل) إلا أنه اخترمته المنية قبل تخليصه..) .
كما ذُكرأن يوسف المغربي الحزام الذي كان يحزم كتب السلطان أبي عنان المريني رآه في خزانته في ثمانين مجلداً لم ينقص منها شيءٌ. انظر الديباج لابن فرحون 282-283 .(1/3014)
وقال الكوثري في مقالاته :(... وللقاضي أبي بكر بن العربي (أنوار الفجر ) في التفسير ، في ثمانين ألف ورقة ، والمعروف أنه موجود ببلادنا -أي تركيا - إلا أني لم أظفر به مع طول بحثي عنه ) المقالات 402
ولابن العربي كتاب آخر بعنوان (واضح السبيل إلى معرفة قانون التأويل بفوائد التنزيل) وهو من آخر مؤلفات ابن العربي ، بل مات قبل تنقيحه والانتهاء منه كما ذكر ابن جزي .
وهذا التفسير الأخير هو الذي نقل منه العلماء آراء ابن العربي في التفسير ، كالزركشي والذهبي .
وقد أشار الدكتور محمد السليماني إلى جوانب من منهجية هذا التفسير الباقي في دراسته لقانون التأويل 127-129 فلتراجع .
فالذي يظهر أن (أنوار الفجر) قد تفرق في حياة المؤلف نفسه ، حتى صنف تفسيراً آخر بسبب ذلك ، ولعل السبب في ذلك أنه كان إملاء على الطلبة ، ولم يخطط له أن يكون كتاباً مصنفاً مرتباً ، وكبر حجمه من أسباب ذهابه فيما أظن لصعوبة استنساخه وانتشاره وحمله كما حدث مع تفسير خلف السجستاني .
وأما سورة التكاثر فقد تكلم في تفسيرها بكلام جيد في كتابه قانون التأويل في الصفحات 628- 636 رحمه الله رحمة واسعة .
---
ابو عبد الله السلفي
05-02-2006, 06:46 PM
اخي الفاضل جزاك الله خيرا على معلوماتك القيمة ولكن اخبرني الاخ عدنان المغربي متتبع المخطوطات انه يوجد عند عائلة مغربية محتفظة به ولكنه لم يعطيني تفاصيل ذلك فالله اعلم من كان من ابناء هذه العائلة عنده صلة بهذا الموقع ثم اطلع على هذا فليبلغنا مشكورا وبارك الله فيه
---
منصور مهران
05-19-2006, 09:31 PM(1/3015)
وردت إشارة إلى كتاب ( أنوار الفجر ) في كلام ابن العربي - المؤلف - في كتابه : أحكام القرآن ، ج 1 ص 470 ، طبعة علي محمد البجاوي ، 1376 هج = 1957 م ، مطبعة عيسى البابي الحلبي ، قال : ( وقد بسطناها بسطا عظيما في كتاب أنوار الفجر بأخبارها ومتعلقاتها في نحو مائة ورقة .) تأمل مسألة واحدة في نحو مائة ورقة ، فكيف يبلغ الكتاب كله ؟
---
ابو عبد الله السلفي
05-26-2006, 09:18 AM
جزاك الله خيرا واحسن اليك فائدة حقا قيمة
---
ابو عبد الله السلفي
05-26-2006, 09:49 AM
للرفع والتذكير والاهمية
---
منصور مهران
05-26-2006, 01:41 PM
علقت قبل اليوم عن ورود اسم كتاب ( أنوار الفجر) مرة في كتاب ( أحكام القرآن ) لابن العربي 1 / 470 من طبعة البجاوي ، واليوم أضم إليها مرات أخر ، فقد كانت قصاصات عندي مبعثرة في صفحات هذا الكتاب ، ولما تأملتها ووجدت فيها مزيد خبر عن (أنوار الفجر) أسرعت إلى تسجيلها هنا . فأقول :
- جاء في ج 2 ص 792 عند القول على أحكام قوله تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى ) قول ابن العربي : ( وقد كنا تكلمنا عليها في مجالس أنوار الفجر أزمنة كثيرة ، ثم أنعم الله بأن أخرجنا نكتها المقصودة من الوجهين جميعا في كتاب : الأمد الأقصى ) .
- وفي ج 3 ص 1415 في آخر سطر جاء قوله : ( وقد بيناها في كتاب أنوار الفجر ).
- وفي ص 1439 منه في السطر الرابع من آخر الصفحة قال : ( وفي معجزات النبي من كتاب أنوار الفجر ) وقوله هذا يوحي بأن المجالس في موضوعات يستقل كل مجلس بموضوع منها .
- وفي ص 1530 منه في السطر الثاني عشر قال : ( ... وهي كثيرة بيناها في أمالي أنوار الفجر ) .
فتمت مواضع ورود اسم أنوار الفجر في ثنايا كتاب أحكام القرآن خمسة حسب ما أحصيته باجتهاد الكليل ، ولا يبعد أن يكون له ذِكْر في كتاب العواصم من القواصم فقد مر بي شيء من هذا وليس لدي الكتاب الآن لتوثيق القول فانظره فلعلك تظفر به.(1/3016)
وجاء اسمه أيضا في نفح الطيب للمقري ج 2 ص 35 طبعة إحسان عباس ، عند سرد مؤلفات ابن العربي ، هذا وبالله التوفيق .
---
الكشاف
05-26-2006, 03:25 PM
معلومات قيمة تشكر عليها يا أستاذ منصور مهران .
ويمكن إضافة ما ذكره الأخ محمد أمحزون في التعريف بالكتاب ، حيث قال : أنوار الفجر في تفسير القرآن : ألفه في عشرين سنة وبلغ ثمانين ألف ورقة (أي مائة ألف وستين ألف صفحة) ورآه يوسف الحزام المغربي في القرن الثامن في خزانة أمير المسلمين السلطان أبي عنان فارس بمدينة مراكش (وكان يخدم السلطان في حزم كتبه ورفعها) فعد أسفاره فبلغت ثمانين سفرا، وقال بعض مترجمي ابن العربي إنه في تسعين مجلدا، وكان الناس يتداولون هذا التفسير أثناء تأليفه، فكلما انتهى من تأليف مقدار منه تناسخه الناس وتناقلوه . (تحقيق مواقف الصحابة 1/50) .
وذكره المقري في (أزهار الرياض) فقال : وكتاب " أنوار الفجر " في تسعين سفراً . 1/267
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2006, 12:06 AM
أشكركم جميعاً على هذه الفوائد والمتابعات . وأخص بالشكر الأستاذ الكريم منصور مهران الذي يشرفنا بحضوره وفقه الله ، وهو الخبير بكتب العلم ، ونطمع منه في المزيد من الإفادة متعه الله بالصحة والسلامة .
---
ابو عبد الله السلفي
05-31-2006, 01:39 AM
الاستاذ منصور مهران والاستاذ الكشاف الله اكبر معلومات قيمة حفظكما الله ورعاكما والان تبين ان الناس نسخوا هذا الكتاب وتداولوه ليس كما قال بعض الاخوة بارك الله فيه وهذا من المبشرات والمحفزات لمتابعة البحث عن الكتاب.
---
ابو عبد الله السلفي
06-06-2006, 04:43 PM
أخبرني احد الاخوة ممن له عناية بالمخطوطات قبل ثلاثة ايام ان به نسخة بمدينة الرباط
---
(1/3017)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > في ظل آية [4] فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا ..
---
في ظل آية [4] فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا ..
---
أبوعبدالله المسلم
06-06-2004, 07:07 AM
قد يظن بعض الإخوة أن الله سيسامحه إذا عصى ، وذلك نظراً لالتزامه بالإسلام وانخراطه في سلك العاملين له ، فتهون من أجل ذلك المعصية في نظره ، ولاسيما بعد مرور وقت طويل على التزامه ، وفَقْده الكثير من حماسته وحميته وغيرته الدينية ، نظراً لعوامل كثيرة تمر به لا داعي لبسطها الآن .. فإذا استهان بالصغائر أو تسامح في الشبهات فإنه يجد العقوبة من الله عز وجل سريعة جداً ، فيدهش لذلك ! حتى أنه قد يرتكب الذنب الآن فلا تمر عدة ساعات إلا وقد عوقب بذلك الذنب عقوبة شديدة ، فيحتار حينئذٍ ؛ ويقول لنفسه : قد كنت أفعل مئات من أمثال هذا الذنب أو أشد منه قبل التزامي ثم لا أجد عقوبة .. أما الآن فالعقوبة سريعة ومباشرة وقوية ! ولو فقه هذا الأخ دينه حقاً لعلم أن الله يغار على حرماته ، ويغار أكثر إذا انتهكها أولياؤه المقربون إليه والذين هم أحق الناس بالبعد عن العاصي ؛ فالذين يحملون رسالة الإسلام أولى الناس بتقوى الله والانصراف عن الصغائر والمشتبهات فضلاً عما فوقها ، فهم الذين ينهون عنها فكيف يقترفونها ؟ أضف إلى ذلك : الفتنة التي تحدث لعوام المسلمين إذا عرفوا ذلك ـ وهم عارفون لا محالة ـ .. وضياع مرتبة القدوة والأسوة التي يجب أن يتحلى بها هؤلاء الإخوة . ومن أجل ذلك وغيره قال تعالى : { فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم }([1]) .. فحساب هؤلاء حساب شديد أشد من غيرهم وأصعب ممن سواهم .. فعلى كل أخ أن يعلم علم اليقين أنه ليس بين الله وبين أحد من بني آدم ـ مهما كان شأنه ـ قرابة ولا رحم ، بل هو قائم بالقسط حاكم بالعدل(1/3018)
..
وعلى كل أخ في الجماعة المسلمة أن يذكر نفسه بقوله تعالى : { ليس بأمانيك ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به }([2]) .. وهذه الآية بالذات اعتبرها بعض الصحابة أشد آية في القرآن([3]) . وأنا اعتبرها أنها أكثر آية تخوف المؤمن ، وتجعل فرائصه ترتعد ..
فالآية خاطبت الصحابة ، وهم من هم ! فكيف بأمثالنا ممن خلطوا صالحاً وآخر سيئاً ؟ إنها ناقوس الخطر يدق لينبه كل فرد في الجماعة المسلمة ، فميزان العدل لا يحابي أحداً مهما كان . وهذا “بلعام بن باعوراء” وكان يعلم اسم الله الأعظم ـ كما قيل ـ فلما عصى ربه أصبح مثله كمثل الكلب ، إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث([4]) ..
فالذنوب والمعاصي هي سبب كل بلاء ؛ ( فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة ) ، وكان شيخ يدور في المجالس يقول : ( من سرهُ أن تدوم له العافية فليتق الله ) .. وقد ورد في الحديث الشريف : ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )([5]) .. وقد قال بعض السلف : ( تسامحت بلقمة فتناولتها ، فأنا اليوم من أربعين سنةً إلى خلفٍ ) .. وانقطع نَعْل “أبي عثمان النيسابوري” في مُضِيِّه إلى الجمعة ، فتعوق لإصلاحه ساعة ، ثم قال : ( ما انقطع إلا لأني ما اغتسلت غسل الجمعة ) .
وقال ابن الجوزي : ( ومن عجائب الجزاء في الدنيا : أنه لما امتدت أيدي الظلم من إخوة “يوسف” وشروه بثمن بخس ؛ امتدت أكفهم بين يديه بالطلب يقولون “وتصدق علينا” ([6]) ) ([7]) .
وقد تكون العقوبة معنوية ، فرب شخص أطلق بصره فيما حرمه الله عليه ، فحرمه الله نور بصيرته .
أو أطلق لسانه فحرمه الله صفاء قلبه . أو آثر شبهة في مطعمه فأظلم قلبه وحرم قيام الليل وصلاة المناجاة.
ومنها : أن المعصية تدل على أختها ؛ فالمعصية بعد المعصية : عقاب على المعصية .(1/3019)
وقد يرى العاصي سلامة بدنه وماله وأهله ، فيظن أن لا عقوبة ؛ وغفلتُه عما عوقب به : عقوبة .. ويكفيه أن حلاوة اللذات قد استحالت علقماً وحنظلاً ، ولم يبق معه إلا مرارة الأسف والهم والغمِّ والندم ..
وقد روي أن بعض أحبار بني أسرائيل رأى ربه ، فقال : ( يا رب ! كم أعصيك ولا تعاقبني ؟ ) فقال له: ( كم أعاقبك وأنت لا تدري ، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي ؟ ) .. وقد يكون من نتيجة المعصية : أن يجعل الله له بغضاً في القلوب ، وصدوداً عن دعوته بغير سبب ظاهر .. فقد قال “أبو الدرداء” : ( إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى ، فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر)..
وقد لخص الإمام “ابن القيم” في كتاب الفوائد آثار المعاصي تلخيصاً جميلاً ، حيث قال ـ معدداً آثار المعاصي : ( قلة التوفيق ، وفساد الرأي ، وخفاء الحق ، وفساد القلب ، وخمول الذكر ، وإضاعة الوقت ، ونَفْرة الخَلق ، والوحشة بين العبد وربه ، ومنع إجابة الدعاء ، وقسوة القلب ، ومحق البركة في الرزق والعمر ، وحرمان العلم ، ولباس الذل ، وإهانة العدو ، وضيق الصدر والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ، ويضيعون الوقت ، وطول الهم والغم ، وضنك المعيشة ، وكسف البال .. تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله ، كما يتولد الزرع عن الماء والإحراق عن النار .وأضداد هذه تتولد عن الطاعة )([8]) ..
وقد قيل لبعض السلف: ( أيجد لذة الطاعة من عصى؟ ) قال: ( ولا مَنْ هَمَّ ).
وقال “ابن الجوزي” ـ رحمه الله ـ : ( من تأمل ذل إخوة يوسف عليه السلام يوم قالوا : {تصدق علينا} .. عرف شؤم الزلل ، وذلك رغم توبتهم ، لأنه ليس من رقع وخاط كمن ثوبه صحيح . فرب عظم هيَّنٍ لم ينجبر ، فإن جبر فعلى وَهَنٍ )([9]) .. فاحذروا شررة تُستَصْغر ، فربما أحرقَتْ بلداً ! فيا من عَثَر مراراً .. هلاَّ أبْصرتَ ما الذي عَثَّرَكَ ..
---------
([1]) سورة البقرة الآية (209).(1/3020)
([2]) سورة النساء الآية(123).
([3]) روى ابن أبي حاتم بإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله إني لأعلم أشد آية في القرآن ، فقال : ( ما هي يا عائشة ؟ ) قلت : ( من يعمل سوءاً يجز به ) فقال : ( ما يصيب العبد المؤمن حتى النكبة ينكبها ) ، ورواه ابن جرير من حديث هشيم به ، ورواه أبو داود من حديث أبي عامر صالح بن رستم الخراز به . كذا في تفسير ابن كثير ( 1/558 ) .
([4]) راجع تفسير قوله تعالى : { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها } الآية رقم ( 175 ) من سورة الأعراف .
([5]) رواه ابن ماجه ( 402 ) ، وأحمد ( 5/277 ) عن ثوبان رضي الله عنه ، قال في الزوائد : إسنادهُ حسن .
([6]) سورة يوسف الآية ( 88 ) .
([7]) صيد الخاطر لابن الجوزي : ص 73 .
([8]) كتاب الفوائد لابن القيم : ص 43 ط . مكتبة الحياة -بيروت .
([9]) صيد الخاطر لابن الجوزي : ص 124 .
المرجع : http://www.khayma.com/aburayed/eykm.htm
---
أبومجاهدالعبيدي
06-07-2004, 06:35 AM
الأخ أبا عبدالله المسلم
جزاك الله خيراً على هذا التذكير الذي نحن بحاجة شديدة إليه ، وخاصة أن القلوب قد قست ، والعيون قد قحطت والله المستعان .
وقد ذكرني تذكيرك هذا بمقال جيد بعنوان : احتضار داعية
أنقله هنا لأهميته من باب النصح والتذكير :
بدأت الذاكرة تنسى أذكار الصباح والمساء ... لبعد العهد بترديدها .
السنن الرواتب مهملة لم يبق منها إلا سنة الفجر .. غالب الأيام لا كلها !
لا ورد من القرآن يتلى ، ولا ليل يُقام ، ولا نهار يُصام .
حلق العلم لم يعد لها نصيب في الجدول اليومي أو حتى الأسبوعي !
الصدقة يوقفها عشرة شياطين وشك واحتياط وتثبت ، فإن خرجت من الجيب خرجت هزيلة على تسويف أن أختها ستكبرها بعد توفر الشروط وانتفاء الموانع !
العمل يستغرق سحابة النهار ، وشفق الغروب ، وربما بعضاً من نجوم الليل !(1/3021)
يمر اليوم واليومان والأسبوع ولم يُستغرق الوقت في قراءة جادة !
أصبح الجهاد أخباراً تتابع , لا قلباً يحترق وجسداً يتوق للمشاركة وأملاً ينتظر النصر والهجرة !
ينقضي المجلس وينصرف الجمع وقد ضحكوا ملء الأفواه ، وأكلوا ملء البطون ، وربما أكلوا لحم فلان وفلان ميتاً ، وتقاصُّوا أخبار السلع والسيارات وغرائب الطرائف ، ولم يتذاكروا آية أو حديثاً أو فائدة ، والحضور : "ملتزمون" ومنهم "دعاة" ، فإن كان ولا بد فالجرح والتعديل مطية المجالس هذه الأيام !
زهد في السنن ، وتوسع في المباح ، وتهاون في المحظور : .. صلاة الضحى والوتر .. ، دعاء الخروج والدخول للمنزل والمسجد وركوب الدابة .. ، السواك عند الوضوء والصلاة .. ، ترف المطعم والملبس والمركب .. ، ملاطفة الكفار "لتأليف قلوبهم" على حين لا يجب الحديث معهم عن الإسلام ابتداءً لعدم تنفيرهم ، ولكن علينا بالدعوة عن طريق "القدوة" حتى يحين الموعد المناسب الذي لا يحين لسنوات .. حتى يفارق الجار جاره ، والطالب زميله ، والعامل صاحبه !
قضاء الساعات الطوال في التنقل بين صفحات الإنترنت والحوار ، حتى أصبح الأمر شرَّاً من قراءة فتات الصحف والثرثرة في المجالس ومتابعة فضول الأخبار والبرامج وما في حكمهما على شاشة التلفاز "الكبير" !
بطاقة ائتمان لا ضرورة لها ، ... و ... و ... !
أفمن هذا حاله ، يصلح أن يُطلق عليه وصف "داعية" ؟!
أم هل يمكن أن يؤثر في نفسه وأسرته فضلاً عن مجتمعه ؟!
إنها أعراض الاحتضار ، فليراجع كل منا حاله ، فإن لم نسرع بالدواء فما بعد الاحتضار أعصى على الدواء ، وكل امرؤ طبيب نفسه ، والله المستعان وعليه التكلان !
كتبه : إسلام المرابط
مجلة العصر - العدد الثالث
---
الباحث7
05-22-2005, 06:10 AM(1/3022)
وقد يرى العاصي سلامة بدنه وماله وأهله ، فيظن أن لا عقوبة ؛ وغفلتُه عما عوقب به : عقوبة .. ويكفيه أن حلاوة اللذات قد استحالت علقماً وحنظلاً ، ولم يبق معه إلا مرارة الأسف والهم والغمِّ والندم ..
يالها من موعظة بليغة ، وعسى أن تصادف قلوباً سليمة
جزى الله كاتبها خيراً
---
أبومجاهدالعبيدي
08-26-2006, 06:36 AM
للرفع والتذكير ؛ فقد صارت أحوالنا تشكى إلى الله تعالى ، وأصبحت قلوبنا تحتاج إلى ما يزيل الران عنها ، وعيوننا تشتكي من القحط والجفاف.
نسأل الله الكريم أن يصلح أحوالنا ، وأن يمنّ علينا بقلوب سليمة . آمين
---
(1/3023)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > معرض القاهرة الدولي للكتاب
---
معرض القاهرة الدولي للكتاب
---
مصطفى علي
01-16-2007, 10:14 AM
الأخوة الكرام
أستطيع خدمة لأهل الحديث ولأهل التفسير ومنتدى البحوث القرآنية ومنتدى أهل التحقيق
وبدون مقابل مادي تيسير الحصول على النسخ عالية الثمن بتخفيض 40% من سعر قائمة الدور الكبرى الرسالة والحديث والجيل وأمثالها وسأحدد للأخوة الدار التي سيستلمون منها الكتب في المعرض بإذن الله تعالى
ما عليكم إلا وضع اسم الكتاب الذي تريده ( ولكن تنبيه ) يكون كتابًأ غاليًا وليس من الأسماء النادر وجودها
ثم أخبركم من أي دور الشر تستلموها وأعني بالغالية مثلاً 50 جنيهًا فما فوق ( يعني الكتاب الذي بسعر 100 جنيه يأخذه الأخ بـ ستين جنيه
والسلام عليكم
أخوكم
مصطفى
---
محمد الربيعة
01-18-2007, 11:02 PM
الأخ مصطفى
نرجو إفادتنا وفقك الله بموعد المعرض ومكانه ومدته وعنوانه مشكوراَ مأجوراَ .
---
مصطفى علي
01-21-2007, 12:46 AM
الدكتور الفاضل / د.محمد بن عبد الله الربيعة
السلام عليكم
المعرض بالتاريخ الهجري قرابة 5 من شهر المحرم
بالميقات المتعارف بمصر 25/1/2007 ويكون قرابة 15 يومًا
وسأحاول إذا طلب أحد من الأخوة من الرياض أو مكة المكرمة أن أتعاون مع مكتبة من مكتباتكم الموقرة أن تشحن الكتب لكم بعد الخصم ولكن المكتبة ستأخذ لنفسها نسبة طبعًا
وفقنا الله تعالى جميعًا
---
أبو الحسن السلفي
01-21-2007, 01:20 PM
المعرض يبدأ يوم 23 يناير
و بفتتح للجمهور يوم 25 يناير
و ينتهي يوم 4 فبراير
رابط موقع معرض القاهرة الدولي للكتاب
http://www.cibf.org/ar/index.cfm
---
عبدالرحمن الشهري
01-21-2007, 02:05 PM(1/3024)
أشكر الأخ العزيز والباحث الموفق الأستاذ مصطفى علي على تلطفه بهذا العرض الذي يدل على حسن نيته وقصده جزاه الله خير الجزاء عن إخوانه الباحثين .
---
مصطفى علي
01-26-2007, 06:43 PM
التخفيضات بمعرض القاهرة الدولي
المكتبة التي اتفقت معها للحصول على التخفيض 40% لكتب مؤسسة الرسالة ، دار الحديث ومكتبات أخرى ممكن يكون منها حسب أن ييسر الله الرشد هي
دار الفتح للإعلام العربي
لصاحبها
الأستاذ / محمد سابق
ابن فضيلة الشيخ سيد سابق
مكان الدار سرايا ألمانيا (ب ) أمام المسجد
الأخ يقول له أننا مجموعة الأخوة الذين اتفق معك الأخ مصطفى لأخذ تخفيض 40% لأننا طلبة علم أو باحثين أو محققين أو مصنفين ( أو أننا من منتديات
أهل الحديث ، التفسير ، البحوث القرآنية ، أهل التحقيق
الأخ يترك اسم الكتاب إذا لم يجده وهو يحضره له
---
(1/3025)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (11)
---
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (11)
---
عادل محمد
01-24-2007, 10:13 PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (الجزء الحادي عشر)
بعد أن قمنا بفضل الله بتقديم الكثير من الكتب الإلكترونية الإسلامية
وفي سبيلنا للاستمرار إن شاء الله وبناء على نصائح الإخوة في كثير
من المواقع نقوم بتجميع الكتب في موسوعة كبيرة تصدر في أجزاء
كل جزء عشرة كتب
ذلك بالإضافة لرفع كتاب جديد كل حوالي ثلاثة أيام ثم يجري تجميعها بعد ذلك
وهذا رابط الأجزاء السابقة لمن فاته تنزيلها
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=302543
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
101- كتاب صفة الجَنة
تأليف
الشيخ الإمام العالم الزاهد الفاضل
ضياء الدين أبي عبد الله
محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله
المقدسي
http://www.snapdrive.net/files/137097/Sefatolgannah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=297403
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
102- سِيَرُأَعْلَامِ النُّبَلَاءِ
الإمام الذهبي
http://uploadingit.com//files/6347/nobala.zip
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
103- التبْصرَة
الإمام أبو الفرَج
عبد الرحمن بن الجوزى
http://sa32.com/files/550f417329604dea/Attabserah.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298804
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
104 – أحْكَامُ
المُجَاهد في سَبيل اللهِ
في الفقه الإسْلاميّ
تأليف(1/3026)
الدكتور مرعي بن عبد الله بن مرعي
http://sa32.com/files/1ce5cce417169d20/Almogahed.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=299344
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
105 - شروط
لا إلَهَ إلا الله
تأليف عبد المنعم مصطفى حليمة
أبو بصير
http://sa32.com/files/85263252a0785483/Shorout.rar.html
أو
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=522&d=1166984642
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
106 - صَحيح
كُنُوز السّنة النبَويّة
تأليف بارع عرفان توفيق
http://sa32.com/files/2ceeb514d9d7e601/Konozassonnah.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=299800
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
107 - الجَنَّة دَارُ الأبْرَار
والطريقُ المُوَصِّلُ إليْهَا
الشيخ
أبو بكر الجزائري
http://sa32.com/files/e48b3848acc76342/Algannah.exe.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=299798
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
108- كتابُ الاعْتصَام
للعلامَة أبي إسْحاق إبراهيم بن موسى
الشاطبيّ
http://sa32.com/files/81a1354118b399da/Aleetessam.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=300695
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
109 - سُنَنُ الدَّارَمِيّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَافِظَ
الدَّارِمِىَّ
http://sa32.com/files/50e192788fbfd850/Addaramy.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=301501
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
110 - أبوبكرالصّدّيق رَضيَ اللهُ عَنْهُ
شخصيته وعصره
تأليف
الدكتور علي محمد الصَّلاَّبي
http://sa32.com/files/994a951200ba62b8/Abobakr.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=301728
ـــــــــــــــــــــــــــــــ(1/3027)
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/3028)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن سجود الملائكه لادم
---
سؤال عن سجود الملائكه لادم
---
صالح الفويه
08-31-2004, 05:50 PM
ماهو السجود الذي امرت الملائكه به لاادم
---
أحمد القصير
09-01-2004, 01:37 AM
اختلف المفسرون في نوع سجود الملائكة لآدم عليه السلام ، بعد اتفاقهم على أنه لم يكن سجود عبادة (1) :
1- فقال الجمهور : إن السجود كان حقيقة ، وكان ذلك على سبيل التحية والإكرام لآدم عليه السلام .(2)
2- وقال الشعبي : السجود كان لله تعالى ، وأما آدم عليه السلام فكان كالقبلة فقط . (3)
3- وقيل : إن السجود لله تعالى ، وآدم كان إماماً يقتدون به . (4)
4- وقال مقاتل : إنما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم قبل أن يخلقه . (5)
5- وقيل : إن سجود الملائكة وقع مرتين . والإجماع يرد هذا القول . (6)
6- وقيل : إن المراد بالسجود الخضوع ، لا الانحناء . روي ذلك عن ابن عباس . (7)
والصواب هو ما ذهب إليه الجمهور بأنه كان سجود حقيقة، وأنه كان تحية وإكراماً لآدم عليه السلام ؛ لقوله تعالى حكاية عن إبليس : { قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ } (8) فدل على أن آدم كُرِّم على من سجد له (9)، ولأنه لو كان السجود لله تعالى لما امتنع عنه إبليس (10)، والله تعالى أعلم .
===============
هوامش التوثيق
===============
(1) انظر : أحكام القرآن لابن العربي (1/27) ، ومفاتيح الغيب (2/194) ، وتفسير القرطبي (1/201) .(1/3029)
(2) انظر: جامع البيان للطبري (1/266) ، وتفسير ابن أبي حاتم (1/83-84) ، وتفسير السمرقندي (1/110) ، والوسيط (1/119) ، وتفسير البغوي (1/62) ، والكشاف (1/130) ، وأحكام القرآن لابن العربي (1/27) ، والمحرر الوجيز (1/124) ، وتفسير النسفي (1/81) ، وتفسير الخازن (1/37) ، ومجموع الفتاوى (4/347) ، والتسهيل لعلوم التنزيل (1/79) ، والبحر المحيط (1/302) ، وتفسير ابن كثير (1/81) ، وتفسير البيضاوي (1/52) ، والدر المنثور (1/102) ، وفتح القدير (1/105) ، وتيسير الكريم الرحمن (51).
(3) انظر: المحرر الوجيز (1/124) ، وتفسير البحر المحيط (1/302) .
(4) انظر : تفسير البحر المحيط (1/302) .
(5) (6) انظر: المحرر الوجيز (1/124) ، البحر المحيط (1/303) .
(7) تفسير النسفي (1/81) .
(8) الإسراء : 62 .
(9) انظر: مجموع الفتاوى (4/347) .
(10) انظر : تفسير النسفي (1/79) .
---
(1/3030)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير اية
---
تفسير اية
---
Bashar Baghdadi
02-22-2004, 01:09 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما الفرق بين قول الله سبحانه و تعالى في سورة براءة
فلاتعجبك اموالهم و لا اولادهم انم يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا و تزهق انفسهم و هم كافرون.
و بين قوله سبحانه
و لا تعجبك اموالهم و اولادهم انما يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا و تزهق انفسهم و هم كافرون .
و جزاكم الله خيرا
---
أحمد البريدي
02-22-2004, 09:31 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما ذكرته يدخل في علم المتشابه اللفظي وهذه الآية فيها أربعة مسائل :
1 - في الآية الأولى قال " فلا " وفي الثانية قال " ولا "
2 - في الآية الأولى زيدت لا النافية وأسقطت من الثانية .
3 - في الآية الأولى قال " ليعذبهم " وفي الثانية " أن يعذبهم "
4 - في الآية الأولى قال " في الحياة الدنيا " وفي الثانية قال " في الدنيا "
والجواب عن ذلك تجده في كتاب ملاك التأويل للغرناطي ( 1/ 467) .
وفقك الله
---
Bashar Baghdadi
02-23-2004, 11:02 AM
الاخ احمد جزاك الله خيرا
الفروقات التي ذكرتها واضحة و لكن الاعجاز او الاسرار وراء هذا الاختلاف هي ما ابحث عنه و ملاك التاويل لا املك منه نسخة الان فهلا تفضلت مشكورا غير مامور بوضع الجواب هنا فتعم الفائدة و ياحبذا لو يكون هناك موضوع خاص يبحث في كل مرة عن اية و جزاكم الله خيرا.
---
أبو علي
02-25-2004, 10:54 AM
وعليكم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سبق أن كان لي كلام في تدبر قول الله تعالى : (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم) وقوله تعالى : (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) ، في الأولى (أن) وفي الثانية (ل).(1/3031)
فقد يكون ذلك الذي يريد أن يطفئ نور الله بفمه هدفه واضحا يريد فعل ذلك علانية ، مثل أبرهة جاء لهدم الكعبة ، فهذا يعبر عن فعله ب (أن),
وقد يكون الذي يريد ليطفئ نور الله بفمه يظهر شيئا ونيته شيئا آخر. يظهر أن جاء لتحقيق العدالة والمساواة والديموقراطية ونيته هي تغيير المناهج وتفريق وحدة المسلمبن .... هذا يعبر عنه ب (ل)
ليطفئوا ، التعليل باللام.
خذ هذه القاعدة فإنها ستساعدك في تدبر هاتين الآيتين المتشابهتين.
وستعلم بنفسك لماذا جاءت في الأولى (فلاتعجبك اموالهم و لا اولادهم ). ولماذا في الثانية (أموالهم وأولادهم).
وستعلم لماذا جاء في الأولى ( الحياة الدنيا) ولماذا في الثانية (الدنيا).
غذا إن شاء الله سأقول ما تبين لي فيها.
---
أبو علي
02-26-2004, 09:14 AM
قد يجتمع عند الإنسان الأموال والأولاد ، وقد يوجد عنده الأموال أولا ثم بعد ذلك يأتي الأولاد والعكس صحيح أيضا.
جاء في الآيتين ذكر (الأموال قبل الأولاد) لأن الأموال قد تكون في يد من له أولاد ومن ليس له ولد ، وبالتالي فهي فتنة لكلاهما.
الإنسان قد يكون شريرا قبل أن يرزق الأموال والأولاد فيسلك كل السبل الممنوعة والمحرمة لتحقيق رغباته.
وقد لا يكون شريرا من البداية ولكن بعد أن ينعم الله عليه بالأموال والأولاد يطغى ويفتري على خلق الله.
فالآية الأولى تخص أولائك الأشرار الذي سلكوا كل السبل المحرمة لكسب الأموال الحرام ، وما فعلوا ذلك إلا لتأمين (حياة) مرفهة ، ليحيوا (حياة) سعيدة ، (حياة) الترف، هؤلاء أرادوا (ل) ليسعدوا في حياتهم الدنيا فكانت النتيجة : (ل) يعذبهم بها في (الحياة) الدنيا.
لاحظوا كلمة (الحياة الدنيا) فجدير أن تذكر كلمة (الحياة) مقابل (حياة )الترف التي كانت هي غايتهم من جمع الأموال لترفيه أنفسهم وأولادهم.(1/3032)
وفي الواقع نرى أمثلة كثيرة ، مثلا عصابات مافيا المخدرات تستعمل كل الوسائل لكسب الأموال من أجل (حياة) الترف ، وعد ذلك تنقلب حياتهم إلى عذاب (رعب وخوف ومطاردة من السلطات وتصفية حسابات دموية من منافسين).
أما الآية الثانية فهي تخص أولائك الذين كانوا فقراء فأغناهم الله ، آتاهم الأموال والأولاد فكانت عليهم فتنة ، لما استغنوا طغوا فلم يكرموا اليتيم ولم يطعموا المسكين وبخلوا بما آتاهم الله من فضله...
هؤلاء الذين يسر الله لهم الرزق لم يكن في تخطيطهم ولم تكن في نيتهم سلوك كل طرق كسب المال لتأمين حياة أفضل ، وإنما أوتوا الأموال والأولاد من حيث لا يحتسبون ، يناسبهم قول تعالى : إنما يريد الله (أن) يعذبهم ، اللام لا يأتي هنا ، كذلك جاء بعد ذلك ( في الدنيا) لأن هؤلاء المنعم عليهم بالأموال والأولاد كان عليهم أن يحسنوا كما أحسن الله إليهم ليثابوا على ذلك في الآخرة.
أما الأولون فجاء ذكر (الحياة الدنيا) لأنهم ماسلكوا كل الطرق المحرمة لكسب الأموال إلا لأنهم أحبوا الحياة الدنيا واطمأنوا بها وظنوا أن الحياة الدنيا هي الحياة وليس بعد الموت حياة.
هذا ما فهمت من الآيتين.
والسلام عليكم
---
(1/3033)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب حياة الصحابة لـ الكاندهلوي للتحميل
---
كتاب حياة الصحابة لـ الكاندهلوي للتحميل
---
مسك
04-21-2006, 09:06 AM
اسم الكتاب : حياة الصحابة
اسم المؤلف : محمد يوسف الكاندهلوى
نبذة عن الكتاب :
كتاب تعرض فيه المؤلف لمجمل الفترة التي عاشها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم أولا لهم ثم انطلاقهم بعد ذلك للدعوة وحبهم لهذا العمل، وهجرتهم، وجهادهم، وصبرهم، وإنفاقهم، وإيثارهم وغير ذلك من صفاتهم الحميدة من خلال روايات مسندة أوردها المصنف في كتابه ..
:::: اضغط لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=12&book=2414)
---
(1/3034)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإيمان والاسلام
---
الإيمان والاسلام
---
بسملة
10-20-2006, 10:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تحية طيبة لمشايخنا وأساتذتنا الأفاضل
بارك الله هذه الجهود الطيبة وهذا الملتقى المبارك بإذنه تعالى
سؤالي:
في قوله تعالى " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا"
وفي قوله تعالى : فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين"
القاعدة : أن الايمان والاسلام إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا
السؤال الأول
الآية الاولى هل يكون معنى الأيمان فيها : التصديق القلبي أي ما وقر في القلب وصدقه اللسان وعملت به الجوارح
فيكون نتيجة التصديق القلبي أعمال الجوارح التي تتمثل في أركان الاسلام من صلاة وصيام..الخ
وهل يصح ان نقول أن الايمان اعتقاد الباطن والاسلام أعمال الجوارح الظاهرة؟
وهل كل مؤمن مسلم ، وليس كل مسلم مؤمن؟
فيكون الايمان أعم
السؤال الثاني
ما معنى الاسلام في الآية الأولى ؟
السؤال الثالث
في الآية الثانية ما المقصود بالمؤمنين والمسلمين؟
وجزاكم الله عنا كل خير
---
بسملة
10-22-2006, 10:06 AM
السلام عليكم
أشكر كل من قرأ الموضوع
وأرجو من الأخوة الأفاضل
والأساتذة الأفاضل الإجابة على سؤالي
شاكرين لكم جهودكم
أختكم في الله
---
علال بوربيق
10-23-2006, 01:24 PM
الأخت الفاضلة بسملة :
انظري ما كتبه الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرحه " جامع العلوم والحكم " عندما شرح الحديث الثاني من الأربعين النووية فقد أورد كلام أهل العلم في الإيمان والإسلام ، وأورد الآيات المذكورة مع تعليقات جيدة
---
مروان الظفيري
10-23-2006, 02:13 PM
وهذا هو رابط الحديث في كتاب :
جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم ؛
للحافظ ابن رجب الحنبليّ :(1/3035)
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=387&CID=4
---
ناصر الغامدي
10-23-2006, 11:19 PM
أفضل ما تقرأين في الباب كلام الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه العظيم : " تعظيم قدر الصلاة "
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=966
---
بسملة
10-26-2006, 09:35 PM
جزاكم الله خير
وشكرا لكم على جهودكم
أختكم في الله
---
(1/3036)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل هناك كتب في السيرة من القرآن
---
هل هناك كتب في السيرة من القرآن
---
ابن الشاطيء
09-02-2004, 12:03 AM
هل هناك كتب في السيرة من القرآن
او من ظلال القرآن
نستطيع تحميلها من هنا
بارك الله فيكم
---
أبو معاذ القيسي
09-10-2004, 05:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هناك كتب في السيرة من خلال القرآن الكريم .. مثل :
حديث القرآن الكريم عن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
تأليف / محمد بن بكر آل عابد
أصله : رسالتا ( ماجستير ) و ( دكتوراه ) بقسم الدراسات العليا - شعبة التفسير / الجامعة الإسلامية
وقد طبعته دار الغرب الإسلامي منذ سنوات .
---
ابن الشاطيء
09-16-2004, 06:12 PM
جزاكم الله خيرا اخي وبارك في وقتك
وان كنت اسال عن الكتب في ملفات رود او الموضوع في ملف
اكرمك الله
---
ابن الشاطيء
10-15-2004, 08:51 AM
اعانكم الله علي تحصيل التقوي في رمضان
هل من متابع لسؤالنا
اكرمكم الله
---
(1/3037)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من التفسير (1) ابن جرير الطبري : تأويل قوله تعالى " وفومها"..
---
من التفسير (1) ابن جرير الطبري : تأويل قوله تعالى " وفومها"..
---
ابو حنيفة
07-30-2004, 02:45 PM
قال تعالى:"وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها "
وأما"الفوم" , فإن أهل التأويل اختلفوا فيه . فقال بعضهم: هو الحنطة والخبز.
* ذكر من قال ذلك:
1/ حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا أبو أحمد ومؤمل قالا حدثنا سفيان , عن ابن أبي نجيح , عن عطاء قال: الفوم:، الخبز .
2/ حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان , عن ابن جريج , عن عطاء ومجاهد قوله: (وفومها) قالا خبزها .
3/ حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ومحمد بن عمرو قالا حدثنا أبو عاصم , عن عيسى بن ميمون , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: (وفومها)، قال: الخبز .
4/ حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد , عن سعيد , عن قتادة والحسن: الفوم، هو الحب الذي يختبزه الناس .
5/ حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر , عن قتادة والحسن بمثله .
6/ حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا حصين , عن أبي مالك في قوله: (وفومها) قال: الحنطة .
7/ حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط بن نصر عن السدي: (وفومها)، الحنطة.
8/ حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، حدثنا هشيم , عن يونس , عن الحسن وحصين , عن أبي مالك في قوله: (وفومها)، الحنطة.
9/ حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر الرازي , عن قتادة قال: الفوم، الحب الذي يختبز الناس منه .(1/3038)
10/ حدثني القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج , عن ابن جريج قال، قال لي عطاء بن أبي رياح قوله: (وفومها)، قال: خبزها، قالها مجاهد .
11/ حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال لي ابن زيد: الفوم، الخبز.
12/ حدثني يحيى بن عثمان السهمي قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس في قوله: (وفومها) يقول: الحنطة والخبز .
13/ حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس في قوله: (وفومها) قال: هو البر بعينه، الحنطة.
14 حدثنا علي بن الحسن قال، حدثنا مسلم الجرمي قال، حدثنا عيسى بن يونس , عن رشدين بن كريب , عن أبيه , عن ابن عباس في قول الله عز وجل: (وفومها) قال: الفوم، الحنطة بلسان بني هاشم .
15/ حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال، حدثنا عبد العزيز بن منصور , عن نافع بن أبي نعيم، أن عبد الله بن عباس سئل عن قول الله: (وفومها)، قال: الحنطة، أما سمعت قول أحيحة بن الجلاحح وهو يقول:
ورد المدينة عن زراعة فوم قد كنت أغنى الناس شخصا واحدا
وقال آخرون: هو الثوم .
· ذكر من قال ذلك:
16/ حدثني أحمد بن إسحاق الأهوازي قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا شريك , عن ليث , عن مجاهد قال: هو هذا الثوم .
17 حدثني المثنى بن إبراهيم قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع قال: الفوم، الثوم .
وهو في بعض القراءات"وثومها" .
وقد ذكر أن تسمية الحنطة والخبز جميعا"فوما" من اللغة القديمة . حكي سماعا من أهل هذه اللغة:"فوموا لنا" , بمعنى اختبزوا لنا .(1/3039)
وذكر أن ذلك قراءة عبد الله بن مسعود:"وثومها" بالثاء . فإن كان ذلك صحيحا، فإنه من الحروف المبدلة كقولهم:"وقعوا في عاثور شر: وعافور شر" وكقولهم""للأثافي، أثاثي؛ وللمغافير، مغاثير" وما أشبه ذلك مما تقلب الثاء فاء والفاء ثاء، لتقارب مخرج الفاء من مخرج الثاء. و"المغافير" شبيه بالشيء الحلو، يشبه بالعسل، ينزل من السماء حلوا، يقع على الشجر ونحوها.
*ابن جرير الطبري: محمد بن جرير بن يزيد، أبو جعفر (224 – 310)
---
موراني
07-30-2004, 03:13 PM
15/ حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال، حدثنا عبد العزيز بن منصور , عن نافع بن أبي نعيم، أن عبد الله بن عباس سئل عن قول الله: (وفومها)، قال: الحنطة، أما سمعت قول أحيحة بن الجلاحح وهو يقول:
ورد المدينة عن زراعة فوم قد كنت أغنى الناس شخصا واحدا
تعليق :
جاء هذا التفسير في تفسير نافع بن أبي نعيم
أنظر . الجزء فيه تفسير القرآن ليحيى بن يمان وتفسير لنافع بن أبي نعيم القاريء ....الخ , برواية أبي جعفر محمد بن نصر الرملي .
تحقيق حكمت بشير ياسين .
مكتبة الدار بالمدينة المنورة 1988 . ص 45
وذكره أيضا ابن وهب في تفسيره عن نافع بن أبي نعيم . : ج 1 , ص 25 .
أما البيت وهو كما يلي :
قد كنت أغنى الناس شخصا واحدا ورد المدينة عن زراعة فوم
أنظر أيضا المعجم الكبير للطبراني , ج 10 , ص 308 و309 وج 11 , الرقم 13020
موراني
---
(1/3040)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برامج مدفوعة للدراسات العليا بجامعة الإمام قريباً
---
برامج مدفوعة للدراسات العليا بجامعة الإمام قريباً
---
ابن الجزيرة
12-20-2005, 03:01 PM
* الرياض - عبدالله العماري:
شرعت عمادة الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية هذه الأيام، وبالتنسيق مع الأقسام العلمية في الجامعة بدراسة مشروع برامج الدراسات العليا المدفوعة الأجر. وقال عميد عمادة الدراسات العليا بالجامعة الدكتور خالد بن عبدالرحمن المشعل: إن المشروع يهدف إلى إتاحة الفرصة أمام الكثير من الطلاب الذين لا تسمح ظروفهم العلمية بالالتحاق أو التفرغ التام للدراسة في الفترة الصباحية بمواصلة دراستهم العليا.
وأكد الدكتور المشعل أن الجامعة ستعلن عن البرامج المطروحة عند وضع الضوابط التي على ضوئها سيتم وضع القواعد المنظمة للدراسة في برنامج التعليم الموازي في مؤسسات التعليم العالي.
الرابط / http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/dec/19/lp2.htm
---
إبراهيم الحميضي
12-20-2005, 09:30 PM
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيزول هذا التعقيد الكبير الذي يمارس مع طلاب الدراسات العليا إذا كانت الدراسة بثمن مدفوع ؟
---
مساعد الطيار
12-21-2005, 12:29 AM
أتمنى أن يكون في هذا فتح لمن هم قادرون على البحث العلمي ، لكن لم يُتح لهم ذلك ؛ لأي سبب كان .
---
أحمد البريدي
12-21-2005, 10:25 AM
خطوة جميلة يشكرون عليها , وستسد ثغراً لكثير من الأخوة الذين يبحثون عن الشهادات العليا في التخصصات الشرعية , ويوفر لهم عناء السفر إلى مصر والسودان وغيرهما .
---
ناصر الغامدي
01-02-2006, 09:40 PM
للأسف أنا الوحيد المشارك الذي لايحمل لقب دكتور
سوف أحمله إن شاء الله تعالى
لكن كم أتمنى أن أجد الباب وأنا أكمل الباقي إن شاء الله تعالى
---
ابو يزيد
01-07-2006, 03:22 PM(1/3041)
بشركم الله بالخير ، لا أخفيكم أنني حزمت أمتعتي وأنهيت إجراءات تجديد الجواز استعدادا للسفر إلى مصر للالتحاق بالدراسات العليا في جامعة الأزهر ، وعندما قرأت الموضوع عزمت على التريث فأرجو منكم إفادتنا بما يستجد في الموضوع أولا بأول
---
(1/3042)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مع أفضل أناس بعد الأنبياء ( الصحابة والعلماء )
---
مع أفضل أناس بعد الأنبياء ( الصحابة والعلماء )
---
د. محمد مشرح
04-07-2005, 06:39 PM
واجب الأمة نحو حملة دينها
مع أفضل أناس بعد الأنبياء {الصحابة والعلماء }
الحلقة الثالثة
مع الخليفة الأول ( أبوبكر الصديق رضي الله عنه)
من كأبي بكر –بعد الأنبياء - ؟
عن بن مطعم رضي الله تعالى عنه قال أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه قالت أرأيت إن رجعت فلم أجدك ؟ كأنها تقول : الموت ، قال صلى الله عليه وسلم فإن لم تجديني فأتي أبا بكر رضي الله عنه )[1]
إنها إشارة إلى أنه مرشح لأن يكون الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا الحديث مروي في أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى لما سار عليه مؤلفه الإمام البخاري رحمه الله من الشروط والموازين العلمية الدقيقة.
وهذا أمر قد حدث وتحققت المعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد ولي الصديق رضي اله عنه الخلافة وكانت إرادة الله تعالى وحكمته البالغة جلت قدرته ... فقد حدثت في عهده حوادث لولا الله ثم أبو بكر لحدث ما لم يحمد عقباه وكان أول حدث أذهل المسلمين انتقال الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ... فكان أبو بكر هو الرجل الذي هدأ الأمور ووضح الأمر للناس وتجلى قول النبي صلى الله عليه وسلم لو وضع إيمان أبي بكر في كفة و إيمان الأمة مجتمعة في كفة أخرى لرجح إيمان أبي بكر ولقد صدّق النبي صلى الله عليه وسلم من أول وهلة ؛ فما تلكأ أبدا بل واسى النبي صلى الله عليه وسلم بماله ونفسه ووقف معه المواقف الصعبة الكثيرة التي تحتاج إلى مجلدات لاستخلاص جوانب العظمة في شخصه ومواقفه رضي الله عنه في حياته كلها ...(1/3043)
والموقف الثاني موقف إنفاذ جيش أسامة والذي كان عليه الصلاة والسلام قد وجهه لحرب الروم قبل أن يشتد عليه المرض فلما اشتد المرض على الحبيب صلى الله عليه وسلم عسكر في منطقة الجرف –بضم الجيم – إلى أن يتضح الأمر فلما لحق النبي عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى تبودل الرأي بين أهل الحل والعقد فكان رأي جمهورهم أن يرجع الجيش إلى المدينة للدفاع عنها من هجمات الخصوم وكان رأيه أن ينفذ الجيش لما وجهه النبي صلى الله عليه وسلم وقال قولته المشهورة : والله لا أحل لواء عقده رسول الله صله الله عليه وسلم ... فكان رأيا حازما حفظ للمدينة والأمة بيضتها وتبين سداد رأيه بعد ذلك كما سأبينه –إن شاء الله تعالى -(1/3044)
والموقف الثالث موقفه من الردة فقد قاد الأمة في وقت حرج جدا وكان رأيه خلاف رأي الأغلبية وهو قتال المرتدين جميعا على اختلاف ردتهم ( الذين تركوا الزكاة أو الذين ارتدوا عن الإسلام كله ) وقال قولته المشهورة والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ... إن شخصية الصديق جمعت الصفات العظيمة للرجل العظيم الذي قاد الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يتمتع بصفات كثيرة منها :الهدوء و والتؤدة والشجاعة والحزم والرحمة والعلم جعلته يبكي وهو يقرأ القرآن ويرحم المؤمنين ومن يستحق الرحمة ولكنه في المواقف العصيبة الرجل الصلب الحازم وجه أحد عشر لواء لتأديب المرتدين فما دار العام حتى رجع الجميع إلى دائرة الإسلام وأضحى جيشه يدق أبواب فارس والروم أكبر دولتين في ذلك الوقت وأشير هنا إلى بعض الثمرة التي تمخضت من مواقف الصديق منها: أنه جنب الأمة كارثة كان يمكن أن تحل بها حيث وضح للناس طبيعة الوفاة وأن الله حي لا يموت فانصرفوا لاحتيار خليفة ترجع إليه الأمة في هذا المصاب الجلل وبخاصة إذا ما تذكرنا أن أعداء الإسلام يحيطون بالمسلمين إحاطة السوار على اليد وقد تبين الاستعداد الذي ظهر من الجميع لغزو المدينة والقضاء على الإسلام تماما ... وكان اختيار خليفة مثل الصديق سدا منيعا بدد الخطر الداهم وأوقف الزحف الغاشم فقد حسبوا للمسلمين ألف حساب وقالوا -وهو قول صحيح - لو لم يكن المسلمون أقويا لما وجهوا جيشا في هذا الظرف لغزو الروم ولما وجهوا أحد عشر لواء لقتال المرتدين وهذا من بركة الإتباع ... هذا هو الخليفة العظيم الذي يقف التاريخ مبهورا تجاه أعماله العظيمة سواء ما كان منها قبل انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى أو بعده ومع ذلك تسمع هذه الأيام نعيقا كنعيق الغربان من أناس لا يحترمون أنفسهم يتفوهون بكلمات إساءة إلى الصديق الرجل الثاني بعد النبي صلى الله عليه وسلم ... وللأسف الشديد لم يعط حقه من(1/3045)
الدراسة من قبل محبيه؛ والمسلمون كلهم يحبونه ما عدا بعض شواذ الأمة ؛ يتمتعون بضحالة في التفكير وعمى عن الرؤية الصحيحة وانحراف عن الصواب وبعد عن السداد ، وتجاف عن المسلك السليم والسريرة الصافية والسيرة الحسنة. ولولا الخوف على الغافل الجاهل لما أشير إلى مثل أولئك الذين لا يستحقون سوى السخرية والإعراض وأن يصبح هؤلاء أثرا بعد عين في نفايات التاريخ الذي عفا عليها الزمن ،فإنهم لو كان عندهم أثارة من علم أو قطمير من عقل لاحترموا –على الأقل عصرهم ؛ هذا العصر عصر الاتصال الرهيب والقنوات الفضائية والشبكة الاتصالية التي حطمت الحجب وقطعت المسافات الشاسعة وجعلت العالم كغرفة واحدة فكان الأولى ألا يصدر منهم ما يظهر سفههم أمام الملايين والصمت خير لهم وأصلح من نطق يعري فكرا ضحلا يحملونه يؤذي ويسيء إلى من يصدر عنه قبل غيره ...
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - التجريد الصريح ، الزبيدي ، 2/ 55-56.
---
(1/3046)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المدهش لابن الجوزي كتاب الكتروني رائع
---
المدهش لابن الجوزي كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
09-21-2006, 07:33 PM
المدهش لابن الجوزي كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
المُدْهش
أبي الفرَج جَمال الدين بْن علي بْن محمّد بن جَعْفر
الجَوزي
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج647 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/ed9064693d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/05210c6560.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/3e35c9960b.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Ajmodhesh.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=286613
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/3047)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول آية!
---
سؤال حول آية!
---
سيف الدين
03-31-2006, 08:07 PM
قال تعالى:{لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (9) سورة الفتح
لمن تعود الهاء في قوله تعالى {تعزروه} و {توقّروه} و {تسبحوه}؟
---
جمال حسني الشرباتي
03-31-2006, 09:10 PM
قال تعالى:{لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (9) سورة الفتح
لمن تعود الهاء في قوله تعالى {تعزروه} و {توقّروه} و {تسبحوه}؟
واضح تماما أنّ الضمير في "تسبحوه " راجع إلى الله تعالى
أمّا في ( وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ) فراجع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام
وقال بعض المتأولين أنّ الضمير فيها كلها راجع إلى الله تعالى
وأنا منتظر أقوال الأخوة المنتدين
---
أبو إسحاق
03-31-2006, 10:17 PM
السلام عليكم
قال الزركشي :
(الضمائر لله عز وجل والمراد بتعزيز الله تعزيز دينه ورسوله ومن فرق الضمائر فقد أبعد
أي فقد قيل إنها للرسول إلا الأخير لكن قد يقتضي المعنى التخالف كما في قوله تعالى ) ولا تستفت فيهم منهم أحدا , الهاء والميم في فيهم لأصحاب الكهف والهاء والميم في منهم لليهود قاله ثعلب والمبرد).وهذا راجع الى قاعدة في الضمائر " إذا اجتمع ضمائر فحيث أمكن عودها لواحد فهو أولى من عودها لمختلف ",ولهذا لما جوز بعضهم في قوله تعالى ) أن اقذفيه في التابوت ( الخ إن الضمير في ) فاقذفيه في اليم للتابوت وما بعده وما قبله لموسى عابه الزمخشري وجعله تنافرا ومخرجا للقرآن عن إعجازه فقال : والضمائر كلها راجعة إلى موسى ورجوع بعضها إليه وبعضها إلى التابوت فيه هجنة لما يؤدي إليه من تنافر النظر.
والله اعلم
---
جمال حسني الشرباتي
03-31-2006, 10:33 PM(1/3048)
الأخ الفاضل
في قوله عز وجل ( وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ )---إذا أرجع الضمير فيه إلى الله تعالى فأنت تضطر إلى التأويل كما اضطر الزركشي إليه عندما قال ":والمراد بتعزير الله تعزيز دينه ورسوله "
والأولى المعنى المباشر الظاهر---والله كما هو معلوم لا يحتاج تعزيرا من أحد من خلقه---لذا فرأي الجمهور أولى --وأنا أؤيده ---مع تقديري البالغ للزركشي رحمه الله
---
سيف الدين
03-31-2006, 11:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله
البعض اشار الى ان المخرج ان يقال ان المقصود بالرسول في الاية هو القرآن الكريم او كلام الله تعالى ... فما رأيكم؟
---
جمال حسني الشرباتي
03-31-2006, 11:08 PM
أخي سيف
حتّى يستقيم لهم الكلام عليهم أن يأتونا بشواهد من الشعر الجاهلي ومن القرآن الكريم جاء فيها معنى الرسول بمعنى الكتاب أو الرسالة---وحتّى ذلك الحين فإنّ تأويلهم بعيد جدا
---
(1/3049)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كيف يمكن الحصول على كتب د. ابراهيم طه احمد الجعلي, جزاكم الله خيرا
---
كيف يمكن الحصول على كتب د. ابراهيم طه احمد الجعلي, جزاكم الله خيرا
---
مصعب الدوري
04-22-2006, 10:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله ...
ارجو مساعدتي حول كيفية الحصول على الكتب التالية للدكتور ابراهيم الجعلي وهي فيما احسب طبعت في المملكة :
1. من بدائع النظم القراني, مكتبة الطالب الجامعي,مكة المكرمة
2. من جماليات التكرار في القران الكريم, المطبعة الفنية
وخصوصا ان كانت هناك طريقة للحصول عليها عن طريق الانترنت
وجزيتم خيرا
---
(1/3050)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دروس صوتية في اللغة والمعجمات - شرح المنتقى من المصباح المنير
---
دروس صوتية في اللغة والمعجمات - شرح المنتقى من المصباح المنير
---
أبو مالك العوضي
03-27-2007, 08:51 PM
دروس صوتية في علم المعجمات
(شرح المنتقى من المصباح المنير للفيومي) للعبد الفقير
يفضل تحميل الملف الأول من كل درس، والباقي روابط بديلة فقط
الدرس الأول:
http://www.archive.org/download/abumalek/01.rm
http://ia331325.us.archive.org/3/items/malek1/moktaer1.rm
الدرس الثاني:
http://www.archive.org/download/abumalek/02.rm
http://ia331319.us.archive.org/2/items/aboishak99/moktaer2.mp3
الدرس الثالث:
http://www.archive.org/download/misbah3/misbah3.rm
http://www.archive.org/download/abumalek/03.rm
http://ia310936.us.archive.org/3/items/misbah3/misbah3.rm
http://ia331339.us.archive.org/3/items/aboishak102/moktaer3.rm
الدرس الرابع:
http://www.archive.org/download/misbah04/misbah4.rm
http://ia310933.us.archive.org/1/items/misbah04/misbah4.rm
الدرس الخامس:
http://ia311525.us.archive.org/0/items/Al-Misbah5/Misbah5.wav
وأنتظر تعقيبات ونصائح الإخوة الكرام
ورحم الله من أهدى إلي عيوبي !
---
(1/3051)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حكم الله والرسول وسلف الأمة على الغناء والمعازف وسماعهما
---
حكم الله والرسول وسلف الأمة على الغناء والمعازف وسماعهما
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-03-2006, 07:18 AM
حكم الله والرسول وسلف الأمة على الغناء والمعازف وسماعهما
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:53 AM
بورك فيكم
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-23-2006, 12:37 AM
جزاك الله خيراً
---
(1/3052)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تاكيد ان الموضوع كبير ومهم
---
تاكيد ان الموضوع كبير ومهم
---
Russian islam way
03-10-2004, 01:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم اخي غروزني!!
ان دل مشاركتنا على شئ فانما تدل على اهمية الموضوع الخاص بالترجمة الروسية!!
اخي نحن القسم الروسي في اسلام وي عندنا نسخة لترجمة المجمع لجزء عم... تواصل معنا لنجد طريقة للاستفادة...!!
عنواني
ru@islamway.net
---
عبدالرحمن الشهري
03-10-2004, 10:53 PM
مرحباً بك أخي الكريم في ملتقى أهل التفسير. ويسعدنا مساعدتكم وفقكم الله بأي شيء.
---
Grozny
03-11-2004, 09:01 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأكارم
تعرفون أن عدد المسلمين من الناطقين بالروسية يقدر بحوالي 50 مليون شخص ..هذا فضلا عن مجتمع روسي هائل عدديا وضائع روحيا .. يبحث عن منقذ .. ولكن للأسف الشديد لا نجد اهتماما كافيا من المسلمين بترجمة القرآن وكتب الحديث والسيرة والعقيدة المهمة إلى هذه اللغة الحية ونشرها ..
أنا اقطن في فرنسا .. ويوجد هنا جالية لا بأس بها من الداغستان والشيشان وهم معرضون للذوبان في المجتمعات الأروبية .. نظرا لقلة (بل أقول شبه انعدام ) تحصيلهم الشرعي..!
فنحن بصدد تعليمهم القرآن .. وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبعض الأحاديث الرئيسية ..والعقيدة الصحيحة .. فهل من طريقة لمساعدتنا ..؟
علما بأن الناحية المادية ليست مشكلة بإذن الله ،،،
بارك الله في جهودكم وأعانكم على كل بر
---
(1/3053)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > حول ظهور رواية حفص وانتشارها
---
حول ظهور رواية حفص وانتشارها
---
خالدعبدالرحمن
12-26-2003, 09:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
الاخوة الكرام ،اود مشاركتكم بهذا السؤال الذي ما زال يراودني منذ حوالي الشهرين ، ومبدؤه هو :
1- انه من المعلوم لكل مؤمن ان الله سبحانه هو مصرف الأمور بعلمه وحكمته ، وان ليس في الأرض من تدبير او حدث يشذ عن مشيئته !
2- ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن بأوجه نقلتبالتواتر،و قيض الله للأمة من يرسخها علما وتعليما ، من القراء العشر ورواتهم !
والسؤال:
اذا كانت الروايات المنقولة بالتواتر هي قراءة محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة ( اي كلها قرآن )
فلماذا يظهر الله سبحانه قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في رواية حفص عن عاصم ، ويطوى وتغيب القراءات الأخرى ؟؟!!!
فرواية عاصم وهي التي بدأت في الكوفة تقرأ في المساجد الثلاثة ، وفي كل اصقاع الأرض وتطبع بفرشها واصلها المصاحف ، وتدرس في مدارس المسلمين حيث وليت وجهك ،ويعلمها بالضرورة حتى اولئك الذين يقرؤون في بلدانهم برواية ورش او قالون (وهم قلة! ) والعكس ليس صحيحا في حالة الذين تعلموا رواية حفص (فقلما تجد من يجيد قراءة غيرها )
ومن يقرأ اليوم برواية حمزة او الكسائي او هشام ...أو....أو .... ؟
اعتقد ان هذا موضوع جدير بالعناية والأهتمام !
وجزى الله الجميع خيرا
---
محمد الأمين
12-28-2003, 04:06 AM
هذا باطل
إذ أن القراءة التي كانت منتشرة في العالم الإسلامي هي قراءة الدوري، فلماذا لا يكون هذا دليلا على أنها الأصح؟
مع العلم أن قراءة حفص عن عاصم كانت قراءة مهجورة حتى فرضها الاحتلال العثماني بالحديد والنار. فكيف تجعل هذا دليلاً على صحتها؟
---
عبدالرحمن السديس
12-28-2003, 01:53 PM(1/3054)
القراءات المنتشرة في العالم الإسلامي اليوم هي :
رواية حفص عن عاصم .وهي منشرة في الجزيرة والشرق عموما ومصر والشام ..
وقالون عن نافع وتكثر في أفريقيا فهناك دول كاملة تقرأ لقالون .
وورش عن نافع ، وهي كاتي قبلها .
والدوري عن أبي عمر وهي موجود في أفريقيا كذلك .
والسوسي عن ابي عمرو وهي أقلها انتشارا
وكل هذه الروايات قد طبعت مصاحفها في مجمع المدينة عدا الأخير ، وطبع مع مصحف التجويد في الدار الشامية بدمشق ..
وأما الانتشار فقد تغير من وقت فقد كان أهل الشام يقرؤن بحرف ابن عامر ثم قرؤا برواية الدوري ...ثم الآن بحفص ..
وهذا التغير كان بعدة عوامل منها سياسية ومنها وجود العلماء المقرئين و..والله أعلم.
---
خالدعبدالرحمن
12-29-2003, 11:02 PM
جزى الله الأخوان خيرا ....
ولي ملاحظات....
1- ليس الحديث عن الصحة فذلك ما لا نختلف عليه ! لكن الحديث عن الحكمة الثابتة بالضرورة لفعل الله سبحانه .
2-ان كان ظهور رواية حفص قد تأتى فرضا (بالحديد والنار ) او لظروف سياسية ، فلا تعدوا تلك الأحوال ان تكون من تدابير الله ، ويبفقى السؤال قائما !
3-واما ان اهل افريقيا يقرؤون برواية نافع وابي عمرو ، فان كانت العبرة بالعدد ، فما زال حضور رواية عاصم اكبر ! ف(بعض) اهل افريقيا لا تقارن بمسلمي آسيا ومصر ، واوروبا وامريكا !!
واما ان كان بالمكانة والذكر والعناية ، فليس اكبر من ان يقرأ بالقراءة في المساجد الثلاث ، وبجميع المحطات المسموعة والمرئية . وان يقرأ الاخرون ( اقصد اهل بعض افريقيا) المعتادون على رواية غير حفص ،روايته بالضرورة او الأفضلية !
4- وان رضينا (جدلا) بان الروايات الثلاث لأبي عمرو (الدوري و السوسي) ، و لنافع ( قالون و ورش) ، وعاصم (عن طريق حفص دون شعبة !!) هي شائعة مقروؤة متداولة ، فما زال السؤال قائما حول القراءات الباقية !!؟؟ ولم يغيبها الله ؟
بارك الله في الأخوة وما زال السؤال قائما !!
---
ابن الشجري(1/3055)
12-30-2003, 03:59 AM
سئل القاضي أبوبكر بن العربي رحمه الله
كيف جاز لله أن يخبر عن يوسف وإخوته باللعب وهم أنبياء ، واللعب مكروه ، حيث قالوأ:( ارسله معنا غدا يرتع ويلعب ) ؟.
فأجاب
ألجواب والتوفيق بالله سبحانه يهبه لمن يشاء : إن قولك : كيف جاز لله أن يخبر عن إخوة يوسف باللعب ؟ كلام جاهل ، لم يتدرب بالعلم ولا تأدب بآداب الدين ، وإنما يقال في نحو هذا من المشكلات إذا وقعت ، مالحكمة في قول الله كذا ؟ ... ثم ذكر جوابا بديعا كعادته رحمه الله .
فكيف لواطلع على ماكتبت أخي الكريم خالد ـ وفقه الله للصواب ـ ( لماذا أظهر الله قرآة حفص ..؟) أستغفر الله .
فمن أول ماقرأت عنوان مشاركتك .تعجبت من صيغة طرحك للسؤال وعرضك له ، والتي لا يعذر فيها الاعجمي فضلا عن العربي ، لأن مضمونها الاعتراض على افعال الله ، فكأنك قلت : لماذا فعل الله ذلك ؟ بل هوعين سؤالك. وقد ترددت في الكتابة أول الامر ، رغبة في عدم الافتيات وإعمالا لحسن الظن ، وأن من سيتفاعل مع طرحك سيستدرك عليك وينبه لزللك ، وليت هذا كان من أحد المشرفين .
الاخ الكريم خالد لا تسئ الظن باخيك فلولم تكتب هنا ، ويقرأ هذا الكلام ، وقد يغتر به بعض القراء ، لما رددت عليك في هذا الموضع ، لكن لما كانت الكلمة أمانة ، والدين النصيحة فليس من عذر ، والمعصوم من عصمه الله
ولولا ظني بأن قصدك سليم ، وأنك من أهل الدين لكان الرد على غير هذا الوجه .
هذا وأشكر لك تفطنك لهذا السؤال وإثارتك له ، والله يجزل لنا ولك الاجر .
واترك لك اقتراح اختيار عنوان آخر مناسب للموضوع وبإمكانك تنسيق ذلك عن طريق المشرف
---
محمد الأمين
12-30-2003, 04:07 AM
كاتب الرسالة الأصلية : خالدعبدالرحمن
(بعض) اهل افريقيا لا تقارن بمسلمي آسيا ومصر ، واوروبا وامريكا !!(1/3056)
يا عزيزي أوربا فيها جالية كبيرة من المغرب العربي وهم يقرؤون بقراءة قالون وورش عن نافع، وهي أقوى القراءات تواتراً. وكذلك في أميركا. ثم ما نسبة القراء في أوربا وأميركا أمام قراء إفريقيا؟
ثم السؤال نفسه غير صحيح.
فقراءة حفص عن عاصم كانت قراءة نادرة لم تنتشر ولا حتى بالكوفة، وإنما أخذ أهلها قراءة عاصم عن أبي بكر. ثم لما ضنّ بها أبو بكر، اضطروا للأخذ بقراءة حمزة والكسائي رغم كراهيتهم لها، وما التفتوا لرواية حفص هذا.
ثم لو نظرنا في العالم الإسلامي لوجدنا أنه خلال فترة من الزمن سادت قراءتي أبو عمرو و نافع على العالم الإسلامي. ولم يكن لقراءة حفص عن عاصم ذكر. ثم مع قدوم الاحتلال التركي تم فرض رواية حفص بالحديد والنار على العالم الإسلامي. فهل كانت تلك القراءة باطلة ثم أصبحت صحيحة؟
وهل علينا أن نقوم بعمل تصويت على أحسن قراءة والتي تفوز تكون الأصح؟!!!
هذا قول فاسد.
الإمام الليث بن سعد كان من كبار فقهاء السلف، إلا أن تلاميذه لم يكتبوا تفسيره للقرآن أو الحديث ولا فقهه! أما ما كتبه هو فقد عمل حساده من القضاة والولاة على إخفائه كما أخفى كتبه بعض المتعصبين..!
وبعد وفاة الإمام الليث بأعوام جاء الإمام الشافعي الى مصر يعيش فيها ويلتمس فقه الإمام الليث فلم يجد منه ما يريد..!.
قال الشافعي: «ما فاتني أحد فأسفت عليه كالليث بن سعد».
ونظر فيما بقي من آثاره فقال: الليث أفقه من مالك إلا أن قومه أضاعوه وتلاميذه لم يقوموا به».
فاندثار فقه الليث وانتشار فقه مالك لا يعني أن مالك أفقه من الليث، بل العكس هو الصحيح.
---
عبدالرحمن السديس
12-30-2003, 04:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
ففي هذا النقل فائدة في الموضوع :(1/3057)
قال مكي بن أبي طالب: وأصح القراءات سندا نافع وعاصم وأفصحها أبو عمرو والكسائي . فتح الباري 9/32
وقال مكي بن أبي طالب: وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب ، وبالكوف على قراءة حمزة وعاصم ، وبالشام على قراءة اين عامر ، وبمكة على قراءة ابن كثير ، وبالمدينة على قراءة نافع ، واستمروا على ذلك فلما كان على رأس الثلاثمائة أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب .
قال : والسبب في الاقتصار على السبعة مع أن في أئمة القراء من هو أجل منهم قدرا ، ومثلهم أكثر من عددهم أن الرواة عن الأئمة كانوا كثيرا جدا فلما تقاصرت الهمم اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة ، وطول العمر في ملازمة القراءة ، والاتفاق على الأخذ عنه فأفردوا من كل مصر إماما واحدا ولم يتركوا مع ذلك نقل ما كان عليه الأئمة غير هؤلاء من القراءات ولا القراءة به كقراءة يعقوب وعاصم الجحدري وأبي جعفر وشيبة وغيرهم ...فتح الباري 9/31
===========
---
خالدعبدالرحمن
01-01-2004, 04:55 PM
الحمد لله وكفى ...
أيها الأحبة ، يسرني أن يكون سؤالي مثيرا لنقاش علمي جاد حول كتاب الله العزيز ...
وآمل أن أكون ممن يحاول البحث في علم (مدفون ) كما قال الشيخ أبو احمد جزاه الله خيرا ...
و أما بالنسبة لمقالة أخينا ابن الشجري ، فغفر الله له ، لم يفرق بين كلمة ( كيف جاز لله ) وبين كلمة (ماذا ) أو ( ما الحكمة )... وشتان ما بينهما !!!
و أما ما أتحفنا به الشيخ السديس ،جزاه الله خيرا، فهو كلام بالغ الخطورة ، فكاتبه الأول ليس بجاهل بمغزى كلامه -والله اعلم- !
فعندما نقول ( اصح القراءات سندا ) , ( أفصحها ) ! فإننا نضع سؤالا كبيرا أمام ما نعلمه من أن القراءات كلها صحيحة متواترة بسند متصل عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أي بكلمة أخرى ( قرآنا) من عند الله !!!(1/3058)
فمن يملك الحكم على فصاحة القرآن ، والمقارنة بين نص الهي و آخر ؟؟!
ثم القول بأقواها سندا ، فلا أعلم أن روايات القراءات تتفاوت من حيث قوة السند ! فان كان الأمر كذلك فبأي حق نقول أن الأضعف سندا هو قرآن ...؟؟
و إذا ما وضعنا القاعدة الأهم ( بأن الله سبحانه تكفل بحفظ القرآن ) ،فأننا نحتاج الى الوقوف أمام مثل هذه النقول مطولا ...
وما قيل عن الاضطرار لقراءة حمزة والكسائي ، وفعل ابن مجاهد - مع ما يحمله اجتهاده من احتمالية الخطأ – ليصب في نفس دائرة التساؤلات التي ذكرنا ...
ومن يدري؟! فربما كان فك هذه المتشابكات هو السبيل للإجابة على السؤال الأول عن الحكمة في ظهور قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم من رواية حفص !
---
محمد الأمين
01-01-2004, 07:32 PM
كاتب الرسالة الأصلية : خالدعبدالرحمن
ثم القول بأقواها سندا ، فلا أعلم أن روايات القراءات تتفاوت من حيث قوة السند !
لعل الأصح قولاً أيهما الأقوى تواتراً؟
فأقواهن تواتراً هي قراءة نافع ثم يليه قراءة ابن عامر وقراءة ابن كثير
وهناك قراءات فيها خلاف أعني أن بعض الناس ذمها وهي قراءتي حمزة والكسائي
---
الشيخ أبو أحمد
01-01-2004, 09:29 PM
الاخ خالد عبد الرحمن...
فإني أحمد الله لي على مثلك..................
وأقول للاخ ابن الشجري الذي "بكّت" اخانا خالد "براي" عالم من المسلمين, وانغمس بالهوامش, علما أن الشيخ خالد لم يخطأ كما بين له, فنقول له: هلا أتيتنا "بتبكيت" القاضي للملائكة على قولهم: {اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}؟؟؟
وأقول للشيخ خالد: إن يعلم الله في سؤالك خير مقصد, يهدك والمؤمنين إلى الرشاد, فلا تخش إلا الله الذي أنزل الكتاب.
---
راجي رحمة ربه
01-02-2004, 02:23 AM
أولا أؤكد أن القراءات التي بين أيدينا كلها قرآن نؤمن به، ولا يضره جهل الجاهلين وطعن المغرضين لأن الله حافظ كتابه من كيد المبطلين.(1/3059)
أما عن سبب انتشارها مع تطاول الزمان فالفقير إلى الله يميل إلى الرأي الذي يدركه كل من اشتغل بالقراءات وهو أن رواية حفص تعد هي القاعدة في القراءات ومعظم الباقي من القراءات يوجد فيها ما في حفص من قواعد ثم تزيد عليه بوجه ما بل وجوه : كالإمالات والتسهيلات والإدغامات إلخ.
فهي إذن أسهل القراءات لطلبة العلم بل ولتعليم البسطاء من العامة
لأنها الأوفق للرسم العثماني على وجهه الأصل.
بينما غيرها تحتاج إلى جهد أكبر وتلقي وممارسة وأنتم أعلم بتقاصر الهمم مع مرور الزمن
وها أنتم ترون المخطوطات معظمها مكتوب على النحو العربي المباشر ككتب الحديث والفقه وغيرهما
اللهم إلا ما يقال في تسهيل الهمزات أما الباقي فكأنه هو هو اللسان الأول.
أما القول بأنها انتشرت بالحديد والنار فهذا قول لا وزن له عند عالم له نظر ثاقب.
---
محمد الأمين
01-02-2004, 04:18 AM
لو كنت صادقاً لكانت انتشرت قبل العثمانيين بعصور طويلة.
لكن الحقيقة معروفة.
---
راجي رحمة ربه
01-02-2004, 02:48 PM
أولا عليك بالدليل أنها فرضت بالحديد والنار، فالعقلاء هنا وفي كل مكان لا يقبلون قولا دون بينته
ثم هل فرضوا شيئا منكرا أم فرضوا قرآنا؟
ثم ما هو هدفهم؟ هل كانوا يخططون لتحريف القرآن بفرض ما ليس قرآنا، هذا إن صح أنك تنكر صحة قرآنية رواية حفص عن عاصم.
---
الشيخ أبو أحمد
01-02-2004, 06:15 PM
أحسن راجي رحمة ربه!.
وأضيف أن عامة القراء يقرأون بإحدى رواياتهم بأقرب ما يكون لأصول عاصم, فقالون والدوري وابن كثير وابن عامر, أقرب ما يكونون لعاصم...
والقول بالحديد والنار باطل, فهل تدين السعودية "الوهابية" لفقه العثمانيين وشرعهم؟؟
---
راجي رحمة ربه
01-02-2004, 08:18 PM(1/3060)
ولو كان الأمر بالحديد والنار لانقلب الناس كلهم لما هو عكس ذلك بمجرد انتهاء الحكم العثماني لكره الكثير من الدول لهم في أواخر عهدهم. مع الاعتراف بصلاح أوائل حكامهم وحسن سريرتهم، فلو كان هذا باطلا لتغير الحال في مصر والعراق والشام والسعودية، وكان بالإمكان فرض قراءة أخرى بالحديد والنار بناء على نجاح هذه الطريقة الفعالة بزعم بعضهم.
ثم إن الذين اعتبروا صحة رواية حفص عن عاصم وأنها مساوية لبقية القراءات كانوا قبل العصر العثماني كابن مجاهد والداني والشاطبي وحتى ابن الجزري لم يؤلف ما ألفه تحت مظلة الحكم العثماني.
فما اختاره العثمانيون - لو صح هذا القول جدلا - فهم لم يفعلوا إلا ما اتفقت عليه الأمة من عصر ابن مجاهد بل ومن قبله إلى عصرهم
بل وحتى أثناء الخلافة العثمانية كانت القراءات العشرة كلها تدرس في شتى أنحاء العالم الإسلامي وفي الحرمين كمشايخ مصر والشيخ التيجي في مكة وغيرهم، بل وإسناد القراءات العشر الكبرى التي هي اليوم في سوريا طريقها الأشهر هو طريق استانبول المعروف والذي ما زال حيا في تركيا وغيرها.
فأنا أعلنها هنا أن هذا الرأي رأي الحديد والنار رأي مهلهل لا وزن له عند من يتأمله بعقله الذي حباه الله إياه .
---
محمد الأمين
01-02-2004, 10:41 PM
هل أنت متأكد أنك تعقل ما تقول؟
الكلام عن فرض رواية حفص وليس عن مدى صحتها. فالمتأخرين قد تابعوا ابن مجاهد في زعمه صحتها. وليس الموضوع عن هذه النقطة. الكلام هو عن سبب ظهورها، وهو اعتماد الدولة العثمانية لها دون غيرها. وكون دولتهم ذهبت لا يعني بالضرورة أن الناس ستترك تلك الرواية مباشرة. فقد فرض الأمويون في الأندلس مذهب مالك، ثم انحسر حكمهم وبقي مذهب مالك.
---
راجي رحمة ربه
01-03-2004, 12:38 AM
إذن أثبت صحة مزاعمك أنهم فرضوها بقوة الحديد والنار
---
أمين الشنقيطي
01-04-2004, 10:02 PM(1/3061)
إلى هذا الحد ينبغى أن يتوقف النقاش والاقتصار على اصل عظيم وهو الإجماع والتواتر الفعلي القائم اليوم على رواية حفص، والروايات الأخرى المتواترة.
السلام عليكم أيها الإخوة جميعا فى هذا الملتقى.
وأرجوا أن يسسمح لى الإخوة الكرام، أن أقدم صورة أخرى للنقاش ،
تدعوا إلى البحث بطريقة معقولة للمتخصصين القراء،
قال تعالى (يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا)
أيها الإخوة أولا ماطرح مفروغ منها عند المتخصصين، وإذا لم تقبلوه فعليكم البدء فى التأصيل لهذا العلم باستقلال منكم ولايمكن ذلك قطعا.
ثانيا :ياإخواني لاينبغى التسرع فى الحكم أو الطرح الدعائي وفى هذا لملتقى المبارك فتفوت الفرصة فى على المحبين له ،
ثالثا مسألة قراءة حفص هى ثابتة قطعا بأصولها وفرشها ،لايصل إليها من أخذته العزة بالإثم،
ومن أشكلت عليه مسألة فليسأل عنها من عنده علم من أهل العلم،لاأن يصبح مفتيا بنفسه .
ومن دون شك أن مسألة القراءة اليوم لابد أن تؤخذ من طريقين مقرئ مقلد وكتاب مقيد كما قرره الجزري، ثم بعد ذلك الحجة فيما استقرعليه الشراح لكتبه بعده .
هذه ملامح تدعونا للتوقف عن البحث فيما لانعلم قبل السؤال.
والبحث عن المسائل ذات الغموض ونحوها،أو الإشكالات الموجودة،أو الشبهات ،وليس منها هذا والله الموفق
---
خالدعبدالرحمن
01-05-2004, 10:08 PM
الحمد لله الذي جمع هذه القلوب والأفهام على أعظم مائدة ( وهي القرآن ) ...
أرى بعد النقاش وتشعبه أننا لم نصل الى جواب شاف لما أثرنا السؤال عنه ... وما هو الا تدبر في تصريف الله للأمور ، وحكمته سبحانه في قضائه ، وليس ضربا من خيال جاهل أو عبث حاقد، متشكك - والله من وراء القصد- ...
ولي هنا ان اطرح رأيا سمعته من شيخي ، ويذكر فيه ان رواية حفص تميزت بالتحقيق ( اقصد تحقيق الكلمات والحروف ) ما يجعلها الأعلى بلاغة ، وفصاحة ، وافصاحا !(1/3062)
ويظهر ذلك جليا أمام الأدغامات والأمالات الكبرى في الروايات الأخرى !!
فهل يكون ذلك سببا كافيا ،نستطيع من خلاله الأجابة عن السؤال ...؟
---
أبو خالد السلمي
01-06-2004, 09:25 AM
أخي خالد عبد الرحمن وفقه الله
عندما يرغب الإنسان في عقد مقارنة بين شيئين فلابد أن يكون على دراية كافية بكل منهما ، وعلى دراية كافية أيضا بالموضوع الذي يريد إجراء المقارنة فيه ، حتى تكون المقارنة صحيحة ، وعند المقارنة بين رواية حفص عن عاصم وباقي الروايات يتبين ما يلي :
أولاً :
لا نستطيع أن نجزم بأن رواية حفص لا يفوقها أو يساويها في الفصاحة رواية أخرى ، وذلك لأن فصحاء العرب الأقحاح لم يذكروا مزية لرواية حفص على غيرها من جهة الفصاحة ، فالإمام أحمد بن حنبل الشيباني وكان عربيا فصيحا قرأ بقراءة عاصم وبقراءة أبي عمرو وبقراءة نافع ، ومع ذلك قال : عليك بقراءة أبي عمروٍ لغة قريش وفصحاء العرب ، وقال الإمام مكي بن أبي طالب : وربما جعلوا الاختيار على ما اتفق عليه نافع وعاصم ، فقراءة هذين الإمامين أوثق القراءات وأصحها سندا ، وأفصحها في العربية ، ويتلوهما في الفصاحة خاصة : قراءة أبي عمرو والكسائي رحمهم الله » ( الإبانة في معاني القراءات : 48 ) فالخلاصة أنه عند بعض الأئمة أن قراءة أبي عمرو أفصح من قراءة عاصم ، وعند بعضهم أن رواية شعبة عن عاصم وروايتا قالون وورش عن نافع تساوي رواية حفص في الفصاحة
ثانياً :(1/3063)
من جهة الإمالات فحفص لديه إمالة واحدة وهي ( مجراها ) وهناك قراءات ليس فيها إمالة البتة كقراءة ابن كثير وقراءة أبي جعفر ، وقراءات فيها إمالة كلمة واحدة كرواية قالون ليس فيها إمالة إلا في كلمة ( هار ) ويجوز عنده التقليل في ( التوراة ) ويجوز تركه ، فإذا اخترت وجه عدم تقليل التوراة لم يكن لرواية حفص مزية من جهة تساويهما في إمالة كلمة واحدة فقط في كل القرآن ، وأما الإدغامات فمن طريق الشاطبية والدرة كل القراءات عدا رواية السوسي عن أبي عمرو ليس فيها إلا إدغامات صغيرة في كلمات معدودة في القرآن كله وليس لحفص مزية بل لو أحصيت مواضع الإدغام الصغير بدقة قد تجد بعض القراءات أقل إدغاما من حفص .
ثالثاً :
من جهة قرب القراءة من قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان قرشيا حجازيا ، وكتب اللغة واللهجات العربية تنص على أن لغة قريش والحجازيين فيها إبدال الهمزات وصلة ميم الجمع ، وعلى هذا فقراءة أبي جعفر ونافع وابن كثير وأبي عمرو أقرب إلى قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من رواية حفص عن عاصم
رابعاً :
من جهة السهولة لا شك أن القراءات التي فيها إبدال الهمزات أسهل بدليل أن اللهجات العامية العربية كلها تجد فيها إبدال الهمزات فتجدهم يقولون ( ياكل ، ياخذ، الراس ، البير ... ) ولا تجدهم يقولون في العامية ( يأكل ، يأخذ ، الرأس ، البئر ... ) إذن قراءة أبي جعفر ونافع وابن كثير وأبي عمرو أسهل من حفص وأقرب للغة الناس اليوم
كما أنك تجدهم يقولون ( العشا ، صفرا ، السما .. ) ولا تجدهم يقولون ( العشاء ، صفراء ، السماء ... ) إذن قراءة حمزة ورواية هشام أسهل من حفص وأقرب للغة الناس اليوم
خامسا:(1/3064)
رواية الدوري عن أبي عمرو ظلت قراءة معظم العالم الإسلامي لمدة تسعة أو عشرة قرون ، ورواية حفص ظلت الغالبة خمسة قرون ، والله تعالى أعلم بما سيكون ، قد تتغلب عليها رواية أخرى في قرون قادمة ، فذلك من الغيب الذي يعلمه الله ولا يستطيع أحد أن يدعي علم الغيب فيدعي أنها ستظل الرواية السائدة إلى يوم القيامة ، ثم إن الانتشار والانحسار لا يعني أنها أفصح ولا أنها أفضل .
سادساً :
لم تنفرد قراءة عاصم بثناء العلماء عليها ، بل لهم ثناء كثير على غيرها ، وأكثر الأئمة يفضلون غيرها عليها ، وإليك بعض النقولات :
قال سعيد بن منصور : سمعت مالك بن أنس يقول : ( قراءة أهل المدينة سنة ) قيل : ( قراءة نافع ؟ ) قال : ( نعم ) . وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : ( سألت أبي : أي القراءة أحب إليك ؟ قال : قراءة أهل المدينة ، قلت : فإن لم يكن ؟ قال : قراءة عاصم.
وعن سفيان بن عيينة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله قد اختلفت علي القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ فقال اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قراءة أبي عمرو أحب القراءات إلي(1/3065)
قال ابن مجاهد وحدثونا عن وهب بن جرير قال قال لي شعبة تمسك بقراءة أبي عمرو فإنها ستصير للناس إسنادا وقال أيضا حدثني محمد بن عيسى بن حيان حدثنا نصر بن علي قال قال لي أبي قال شعبة انظر ما يقرأ أبو عمرو مما يختار لنفسه فإنه سيصير للناس إسنادا قال نصر قلت لأبي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو وقلت للأصمعي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو قال ابن الجزري وقد صح ما قاله شعبة رحمه الله فالقراءة عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو فلا تجد أحدا يلقن القرآن إلا على حرفه خاصة في الفرش وقد يخطئون في الأصول ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمائة فتركوا ذلك لأن شخصا قدم من أهل العراق وكان يلقن الناس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه وأقام سنين كذا بلغني وإلا فما أعلم السبب في إعراض أهل الشام عن قراءة ابن عامر وأخذهم بقراءة أبي عمرو وأنا أعد ذلك من كرامات شعبة .اهـ
إذن ، الخلاصة أن رواية حفص رواية صحيحة متواترة جليلة ، إلا أن ادعاء أنها أفصح الروايات أو أفضل الروايات لمجرد أنها انتشرت في عصرنا دعوى عارية عن البرهان ، والله أعلم .
---
راجي رحمة ربه
01-06-2004, 03:27 PM
بارك الله فيك
تتبع رائع،
ولعلك تقصد بقولك:
لغة قريش والحجازيين فيها إبدال الهمزات
التسهيل عموما وليس الإبدال من مد البدل كالتي عند ورش
بل أنه كما ورد أن قريش لا تهمز.
لكنك ذكرت فيمن هم أقرب للغة قريش من يقرأ النبيء بالهمز
وحفص في هذه أولى.
ثم ما رأيك يا شيخ وليد في اعتبار أن رواية حفص أقل أحكاما للتجويد مقارنة بغيرها، وهل ترى رواية أخرى تنافسها في ذلك.
---
أبو خالد السلمي
01-06-2004, 03:50 PM
أخي الكريم الشيخ راجي رحمة ربه حفظه الله(1/3066)
قصدت بإبدال الهمزات إبدال الهمزة الساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها نحو ( ياكل ، مومن ، بيس .. ) ولم أقصد مد البدل ، وكذلك التسهيل كما ذكرتم من لغة قريش لقولهم قريش لا تهمز ، وقولهم الهمز لغة نجدية ، وجزاكم الله خيرا
وأما أحكام تجويد حفص فيساويها أحكام تجويد شعبة .
---
الشيخ أبو أحمد
01-07-2004, 12:22 AM
جزا الله ابا خالد السلمي على نقله وتبيانه خيرا... ولكن....
ولكن ما قصده أخونا خالد عبد الرحمن كان (التحقيق) لا البلاغة ولا الفصاحة!.
وكل من يتعلم مبادئ القراءة, يتعلم أن قراءة النبي كانت بالتحقيق, فحفص قليل الإدغام -والإدغام خلاف التحقيق-, وحفص (يحقق) الهمزات, وغيره بين التسهيل والنقل والإبدال...
فما أسهب فيه أخونا السلمي كان في (الفصاحة والبلاغة), ولا يصح أبدا أن يقال في متواتر, "هذا أفصح من هذا", فكله كلام الله, ولكن البحث في "طريقة" النطق و"الإفصاح"!.
فالفروش كلها فصيحة بليغة بالتساوي, ولا يصح التفضيل...
وإنما التفضيل, في طريقة القراءة والترتيل...
فلنا بعد هذا أن نقول: إن أحسنها, أكثرها تحقيقا وتبيانا...
وهذا ما أظن أخانا خالدا يرمي إليه..
وأما رواية ابن عيينة عن رؤياه للنبي وأمره له بقراءة ابن العلاء, فليس في هذا حكما شرعيا ولا قطعا بأمر, بل لعلها تأول على حال الرائي, إن كان -بعدما اختلفت عليه القراءات- يحسن حرف ابن العلاء, فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يبقيه على ما يحسن, فكلها شاف كاف...
---
محمد الأمين
01-08-2004, 07:25 PM
شيخنا العلامة أبو خالد وفقه الله
جزاك الله خيراً على هذا التعقيب النافع. وأنا أوافقك كل ما ذكرتموه ما عدا جملتين لي عليهما تعليق.
1- قولكم وفقكم الله: "وعند بعضهم أن رواية شعبة عن عاصم وروايتا قالون وورش عن نافع تساوي رواية حفص في الفصاحة "
من هؤلاء؟
2- قولكم: "رواية حفص رواية صحيحة متواترة "(1/3067)
أقول: إثبات تواتر رواية حفص فيه نظر. نعم، قراءة عاصم قد تكون متواترة، لكن رواية حفص عنه لا أعلم دليلا على تواترها ولا أعلم أحداً من المتقدمين نص على ذلك. ويبدو أنه خطأ من أحد المتأخرين، ثم فشى بينهم. والله أعلم.
ولعل قراءة نافع (برواية قالون) هي أكثر القراءات تواتراً، والله أعلم.
الأخ خالدعبدالرحمن
علينا أن نبحث فقط في مسألة صحة وتواتر القراءة. لكن لا يجوز أن يقال هذه القراءة أفضل من هذه، طالما أنه كله من عند الله. وتفضيل القراءات هو الذي أفزع سيدنا عثمان رضي الله عنه ودفعه لجمع المصحف ونسخه إلى الأمصار. ثم بعض القراء كالكسائي من النحويين المشهورين، فلا ريب أن قراءته فصيحة كذلك! وإن ثبتت صحة القراءة فلا ريب أنها فصيحة. وهذا أمر لا يجب أن نختلف فيه.
---
باسم
01-08-2004, 10:24 PM
ليس لدي علم كبير بالمسالة ولكن اشكر جميع الذين كتبو
واشكرهم لاني استفدت من مشاركاتهم
---
راجي رحمة ربه
01-09-2004, 01:01 AM
أثناء تأملي كلام محمد الأمين خطر لي سؤال أطرحه عليه لأعرف كيف ممكن يجاب على سؤاله.
س: كيف تثبت تواتر رواية قالون التي صرحت بها في كلامك؟
---
محمد الأمين
01-09-2004, 07:51 PM
هل سؤالك هذا للعلم أم للمجادلة؟
---
راجي رحمة ربه
01-09-2004, 11:18 PM
لإثراء النقاش والوصول لنتيجة مفيدة.
---
خالدعبدالرحمن
01-10-2004, 08:58 PM
شكر الله للأخوة الأفاضل ، اهتمامهم ، ومتابعتهم ، وغيرتهم على دين الله ...
واذا تتبعنا الردود ، وأبرزها رد الشيخ ابو خالد ، كان من الواضح الاجماع على التمييز بين القراءات ... والمفاضلة بينها !!(1/3068)
ففيما ذكر الأحبة ، وفيما لم يذكروا (وهو منثور في كتب العلم) ما يدلل على المفاضلة بين القراءات ، وليس ذلك أمر محدث..ولعل فيما نقل عن اكابر الأمة ، ما يجعل هذا الرأي اصيلا ، ويحتاج الى البحث... فهم من عرف عنهم الفهم بالاضافة الى التمسك بالهدي النبوي ، بل وهم الأقرب عهدا من نشوء علم القراءات ، ومن أصحابها !
فأذا كانت القراءات كلها من عند الله سبحانه ، فمن ذا الذي يملك القدرة على المفاضلة بينها ، واعتبار أحدها سنة ، والأخرى لا !! او من يملك ان يحب هذه ولا يحب تلك - اذا كانت كلها كلام الله -؟
واخونا الذي اظهر هذا الفهم الأصيل و قال (اذا ثبتت سندا ، فلا بد ان تكون فصيحة ) ، لم يتجاوز هذه البدهية ، التي تجاوزها من العلماء الأكابر جلهم حين فاضلوا بين فصاحة هذه و تلك !!
والسؤال وهو عين ما كنت اريد الوصول اليه منذ البداية كيف يفاضل العلماء بين كلام الله و كلام الله ؟! أبفرش أم أصل ؟؟!
---
راجي رحمة ربه
01-12-2004, 08:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
أقول ظهر لي تأمل حول سؤال السائل بغض النظر عن أي صيغة لسؤاله كانت الأنسب
فهنا إشارة لابدمن التنبه لها وهي أن الله سبحانه وتعالى يعلمنا درسا في أنه هو الحافظ لكتابه المبين وأنه يختار من يشاء فضلا منه وكرما ليكون حامل راية الأهلية
لأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته
كما في حديث ابن ماجة بإسناد حسن
وكما في الصحيح عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه
فأظهر الله لنا أن حفصا الذي ثبت أنه من أركان السند الذي يقرأ به 70% من العالم الإسلامي هو من أهل القرآن ومن أهل الله وخاصته
فكأن الله سبحانه وتعالى بهذه التزكية بناء على ما سبق وما في القرآن العظيم من قوله: بل هو آيات في صدور الذين أوتو العلم(1/3069)
فهذا كله إشارة إلى أن حفصا إمام عظيم وقارئ جليل، لا يضره من طعن فيه ومن تعنت في وصفه من علماء الجرح، لأنه وإن كان لم يتفرغ للحديث الشريف فهذا لم يضره ولن ينقص من قدره.
وأن من اتهمه بالكذب فقد أخطأ خطأ بينا وقوله مردود عليه ولا كرامة كائنا من كان، بل ولو شاهد واقع الأمة اليوم لاستحى من نفسه أن يتسرع في تلك الأوصاف التي رمى بها حفصا رضي الله عنه.
أما الضعف في رواية الحديث واختلاط الألفاظ والأسانيد، فكم ممن رأيناهم لا يغادرون ألفا أو حركة من كتاب الله ويحفظ الطرق والتحريرات الدقيقة ويسرد المئات من الشواهد الشعرية ويحفظ آلالاف الأبيات لمتون القراءات كم من هؤلاء لا يفرق في حديث رسول الله الصحيح من الضعيف ولا يحفظ الأسانيد، بالرغم من كونهم أعمدة في أسانيد القرآن.
أما الكذب فحاشاهم أن يتعمدوه،
هذا وإن شاء الله أفرد لهذا الأمر ما يسر الأفئدة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
محمد الأمين
01-12-2004, 09:05 AM
أما حفص فمتفق على أنه مجروح في عدالته
واتفق المتأخرون على أن قراءته غير متواترة
---
الشيخ أبو أحمد
01-12-2004, 08:10 PM
كتب محمد الامين "أما حفص فمتفق على أنه مجروح في عدالته
واتفق المتأخرون على أن قراءته غير متواترة"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فمن لهذا, وما هذا بربكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
أمين الشنقيطي
01-12-2004, 08:40 PM
السلام عليكم أخى الكريم/ أبو أحمد وبعد :
من يتناول أهل العلم بهذا الشكل ينبغي ألا تتعجب منه ،ومما يسعدنا أن هذا المذكور سنده نفسه، وسندنا ولله الحمد فحول العلماء ، ومارأيك فى من كان فى صفه إمام الحديث الذهبي ، فى معرفة القراء، وغيره من الكبار،أرجوا أن تعرض عما سبق ودعنا نأخذ فى طريقة ميسرة لحفظ علومنا وفقنا الله وإياك ،ولأهل الملتقى كل المحبة وصادق العرفان.
---
محمد الأمين
01-12-2004, 08:42 PM(1/3070)
عذراً، أنا قصدت في كلامي : "المتقدمون" (أي السلف الصالح) وليس "المتأخرون"
المتأخرون يقولون متواترة، لكن السلف وهم أعلم بها ما قالوا ذلك.
هذا مع وصف ابن معين لحفص باتقان التجويد، فقد وصفه بالكذب كذلك. وكونه قارئاً متقناً لا يتعارض مع الكذب. وقد شاهدنا في عصرنا الكثير ممن عندهم علم غزير وصوت جميل، لكن عدالتهم مجروحة.
---
راجي رحمة ربه
01-13-2004, 02:14 AM
بل ليس بكذاب وحاشاه.
وأخطأ ابن معين فماذا كان، وهل كلام ابن معين قرآن منزل.
أليس هناك متعنتون أو معتدلون صدرت منهم أقوال متعنتة
ألا يخطئ البشر
نعم ليس بالمتقن للحديث، أما الكذب فقد تبين بطلان هذا لأن الله والرسول زكى أهل القرآن وإن لم يكن مثل حفص أهل القرآن فمن ياترى؟
وها هو الزمان يشهد بخطأ ابن معين وبعدالة حفص، ومن لا يعجبه ذلك فهو وشأنه
أما ثلاثة أرباع الأمة فقد قبلته فبعدا لمن يتعلل بابن معين ليطعن في أهل القرآن.
---
ابن الشجري
01-13-2004, 11:56 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم وبعد
اللهم إنا نعوذ بك من العي والحصر ، كما نعوذبك من السلاطة والهذر ، ونعوذ بك من أن نقول مالانعلم كما نعوذ بك من التكلف لمالانحسن
لماذا يهرف البعض بمالا يعرف ألم يعلم أنه الى الله صائر وعن كل ماقال مسؤل ومحاسب ، إن وراء هذه الأسطر من لايعزب عن علمه مثقال ذرة في الارض ولافي السماء ، والبعض يضن أنه إذا لم تطله يد الراد فإن الزمن كفيل بتغييب كل شئ ، ثم لماذا لايعرف كلا منا قدر نفسه فيسكت عن مالايعلم الم يقرأ قول الله تعالى ( قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها ومابطن والاثم والبغي وأن تشركوابالله مالم يمنزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون ) فلينظر العاقل كيف كان القول على الله بغير علم قرينا للاشراك بالله . إنه الكذب والافتراء والتقول على الله بغير علم يقول تعالى ( ولاتقولوا لماتصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام ) .(1/3071)
فمتى سنسكت عن ما لانعلم ونسأل عن مانجهل في أدب وترفق . وننبذ التعالم وحب التصدر فكم أهلك من شداة للعلم ورحم الله القائل : ولاتشارك في الحديث أهله *** وإن عرفت فرعه وأصله
و البعض قد يشارك في كل مايرد ولا أصل ولا فرع
إقرأو السير أيه الاخوة ترو العجب العجاب من علماء تصدر ترجمة الواحد منهم بالامام العلامه ......في سلسلة من الثناء والمدح ثم تجده ابعد الناس عن الفتيا وعن الجدل بل إن بعضهم رحمهم الله يرى أنه لم يبلغ منزلة أن يؤلف أو يكتب مع أنه كان من كبار علماء زمانه ، كان العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله ممن يرى ذلك فهل كان لقصور باعه في العلم كلا إنما كان رغبة منه في السلامه .
ودونكم سيرة العلامة الكبير الشنقيطي صاحب أضواء البيان ـ رحمه الله ـ فقد كان من أعلم من مر على جزيرة العرب في القرون المتأخره . كان آية من آيات الله . آية في التفسير آية في الفقه آية في لغة العرب . وليست هذه شهادتي بل شهادة مفتي ذلك الزمان محمد بن ابراهم رحمه الله وهو من هو . بل قال لماسئل عنه : لقد ملئ علما من رأسه الى أخمص قدميه ويعلم الله ماقرأت سيرته الا رق قلبي ودمعت عيني . وقد شبهه الالباني رحمه الله بشيخ الاسلام في انتزاعه للايات وتفسيرها . ومن سمع أشرطته علم مصداق قولي. بل قال العلامة بكرأبوزيد ـ امده الله بالصحة والعافية إن كان أحد في ذلك الزمان يستحق لقب شيخ الاسلام فهو شيخه الشنقيطي .
أقول ومع هذه الجلالة في العلم فقد كان ازهد الناس في الجدل وقل أن يرد على كل إشكال يورد عليه مع أن له كتابا في الجدل وآخر في تفنيد بعض المشكلات التي قد تضن بين بعض الايات ( دفع ايهام الاضطراب )
وكان رحمه الله ربما امتنع عن الافتاء ورعا وهو يردد قول القائل: ...(احفظو هذا البيت بالله عليكم)
اذاماقتلت الشئ علما فقل ـبه *** ولاتقل الشئ الذي انت جاهله
فمن كان يهوى ان يرى متصدرا *** ويكره لا ادري اصيبت مقاتله(1/3072)
رحمه الله رحمة واسعه فقد كان من العلماء الذين ماتو ومعهم علم كثير لم تظهره كتبهم
أيه الاخوة لقد آثرت عدم المشاركة مسبقا في هذه الصفحة لمارأيت فيها من تقول وتجن وتطاول على أئمة طواهم الزمان ولم يعد يجب لهم منا الا الدعاء بالرحمة والغفران ، حتى رأيت تطاولا ظاهرا على إمام جليل وسؤ ادب ينبي عن جهل عريض بمالهم من حق علينا فهزتني لذلك حمية الدين , وغيرة وانتصارا لامام من أئمة المسلمين
على كساد في البضاعه ، ورحم الله امرءا بصر اخيه بعيوبه .
فباختصار شديد
1ـ لم يلتزم الاخوه بأدب الحوار حتى أصبح الحديث جدلا عقيما.
2ـ لم يكن نقاشا علميا يستفيد منه القاري والمشارك بقدر ماكان تقاذفا بالاقوال وتخرصابا لظنون ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم).
3ـ انزلاق البعض من حيث يشعر أولايشعر في عصبية مقيته . وجاهلية ممقوته . وقومية منتنه.وترديد لعبارات تلقفوها عن قوميين مأفونين .
4ـ تطاول البعض على بعض الائمة كابن العربي ، وابن ابي النجود ، وحفص الاسدي رحمهم الله جميعا .
لاشئ يعدل السلامه . أما أن يتعرض لأمام عرفته الدنيا كلها ثم نسكت ، فلا ولا كرامه
عاصم أبن ابي النجود :
الامام الكبير مقرئ الدنيا أبو بكر الاسدي مولاهم الكوفي . قال عبد الله ابن الامام احمد سألت أبي عن عاصم بن بهدله فقال : رجل صالح خير ( ثقه ) ، وثقه أحمد، والعجلي، ويعقوب بن ابي سفيان، وأبو زرعه، وابن حبان ، وابن سعد ، وأبن معين . قال ابن شاهين : قال ابن معين : ثقة لابأس به من نظراء الاعمش ، وقال البزار : لانعلم أحدا ترك حديثه ، بل خرج له في الصحيحين كمافي التقريب مقرونا والذي عند مسلم هو حديث ابي بن كعب في ليلة القدر.
فمتى اتفق الحفاظ على أنه مجروح في حفظه وضبطه ؟! أما العداله فالقدح فيه من جهتها قدح في الامة كافة فضلا عن كتاب الله تعالى ... ويكفي في الرد على هذه المقالة التأمل في لوازمها .(1/3073)
والرجل رحمه الله مع أنه ليس من أهل الحديث المعنيين بحمله وضبطه ونقله إلا أنه كانت له مكانة عالية في هذا الفن . لكن لاتصل الى مرتبة بعض أقرانه ممن تصدى لهذا العلم اذ علم الحديث علم لايقبل معه غيره ، فكان من هذا الباب أن نزلت مرتبة اسناد مايرويه عن غيره ممن تصدى وتصدرلعلم الحديث .فكان له بعض الاوهام التي لاتقدح في حديثه كله رحمه الله .
وهذا احد المبرزين في زماننا ومن اعلمهم بعلم الرجال واشدهم نقدا المحدث الكبير السعد . يصحح حديثه ولكن على تفصيل :
1ـ فماكان يرويه عن أبي وائل( وشخص آخر نسيته أنا) فهذا من اعلى حديثه
2ـ مارواه عن غيرهما ولم يكن عن أبي صالح فكذلك لكنه دون الاول
3 ـ مارواه عن أبي صالح فهذا ينظر فيه
فالاصل استقامة حديثه رحمه الله .كما قال
أما حفص أحد الرواة عن عاصم
فكذلك القول فيه الا أن القول كان فيه اغلظ من نقاد الحديث رحمهم الله . وغاية ما يكون أن يكون حديثه ضعيفا . وثقه وكيع وقال الامام احمد: صالح ومرة قال مابه بأس وضعف حديثه ابن المديني وكان اشد الناس فيه قولا ابن معين رحمه الله ـ ولايخفى أنه من المتشددين في نقد الرجال ـ وخرج له النسائي ، وعلى كل حال فحديث الرجل عندهم متروك .الا ان الجميع يقرون بإمامته في الاقراء وماتعرضوا لعدالته حاشا وكلا
فكيف يتقول متقول لا يعرف من علم الحديث الااسمه ثم يفتري على علما من اعلام المسلمين .
فالى هنا آمل من اخواني الكرآم ان يتوقف هذا الجد ل ، وأن يراقبوا الله فيما ياتون ويذرون ، وليت الجميع امتثل لطلب الاخ الشنقيطي وفقه الله ، من توقف عن النقاش حول هذه المسألة ، الا عن دليل أو اثارة من علم، وترك التخرصات والظنون والتهم الباطله التي سهل قذفها على ائمة أعلام . ومثل هذه المسأله التي طال الحديث عنها
علم لاينفع وجهل لايضر . والله يخلق مايشاء ويختار / والمعصوم من عصمه الله .(1/3074)
وأود أن اختم القول بأننا جميعا أخوة راد ومردود عليه ، بيننا رحم العلم نبلها ببلالها ، نلتقي هنا لنستفيد ونفيد ، وليس أحد بمنأ عن الخطأ والزلل , فالرجوع الى الحق خيرمن التمادي في الباطل ، والله يغفر لناجميعا ويوفقنا الى اغتنام ساعات أعمارنا في علم نافع أو عمل صالح .
اليس من الخسران أن لياليا *** تمر بلا نفع وتحسب من عمري
---
مساعد الطيار
01-13-2004, 01:23 PM
جزاك الله خيرًا ابن الشجري ، وإني لأثني على قولك ، وأرجو من الإخوة الكرام أن يكون النقاش علميًا هادفًا ، وأن نبتعد معًا عن الجدل العقيم الذي لا ينفع ، بل هو مما يصيب بالحزازات ، ويخرج بالمسلم عن المحبة والألفة ، ولقد طرح الأخ الفاضل مشرف هذا الملتقى عبد الرحمن الشهري تنبيهًا حول أهداف الملتقى ـ كما طرحه وغيرهكذلك ـ ، وقد نصوا على أن يكون المراد من هذا الملتقى الإفادة والنفع ، فكم أرجو أن نلتزم بهذا ، وان لا يفسد النقاش ما بيننا من المحبة والاحترام ، والمسلم أخو المسلم .
---
الشيخ أبو أحمد
01-16-2004, 01:13 AM
إنما "استنجدنا" بإخواننا العلماء على مقولة القائل إياه "الامين" إذ ظننا أنه يقول ببينة أو بأثرة علم, حتى إذا أجابوا, تبين أنه مسيء متطاول ليس إلا!.
فجزاكم الله خيرا.
---
محمد الأمين
01-16-2004, 12:29 PM
العضو ابن الشجري
أنا الآن ذاهب للحج لذلك لن أستطيع المشاركة في هذا الموضوع
عموماً فلم يتفرد إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين -رحمه الله- بجرح عدالة حفص. وشاركه عدد من النقاد مثل الإمام النسائي وعبد الرحمن بن يوسُف والإمام أبو حاتم الرازي وأمير المؤمنين البخاري(1/3075)
أما الإمام عاصم بن أبي النجود فلا خلاف في صدقه وفضله، ولم يختلف فيه. وكان رجلاً صالحاً. لكن السبب في عدم انتشار قراءته كثيراً عند المتقدمين (مع اطلاعهم عليها) شرحه ابن مجاهد بقوله: «وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم. لأن أضبط من أخذ عن عاصم: أبو بكر بن عياش –فيما يقال– لأنه تعلمها منه تعلماً خمساً خمساً. وكان أهل الكوفة لا يأتمّون في قراءة عاصم بأَحَدٍ ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش. وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك، وعَزَّ من يحسنها، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات».
---
خالدعبدالرحمن
01-17-2004, 09:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
غفر الله لأخواني فقد شغلونا ببحثهم في عدالة الامام حفص رحمه الله ، وله مكانه في موضوع نقاشنا ، وأظننا وصلنا فيه للحق والحمد لله ..
وأحب أن أعود الى سؤالي في آخر رسالة لي (في نهاية الصفحة الثانية ) ، وهو المبني على ما اتفق عليه الجميع من المفاضلة بين القراءات !!
والسؤال مرة أخرى -وهو عين ما اردت الوصول اليه منذ البداية -:كيف يفاضل العلماء بين كلام الله وكلام الله ؟!أبفرش أم بأصل ؟؟
---
راجي رحمة ربه
01-19-2004, 04:08 AM
ظهر لي اليوم سببا آخر لانتشار رواية حفص وفي الحقيقة هو يؤيد ما ذهبت إليه من قبل
تعالوا وتأملوا: من خاتمة المحققين في آخر 600 سنة
الجواب: ابن الجزري رحمه الله تعالى المتوفى 833 والمولود عام 751 هـ
ماذا كان من منظوماته غير الدرة والطيبة مما كان له أوسع انتشار
الجواب: المقدمة الجزرية التي قل أن تجد متقنا للقراءة إلا ويحفظها
سؤال: تغطي أحكام من من القراء يا ترى
الجواب: الواضح للعيان أنها رواية حفص عن عاصم
ياترى ما السبب؟(1/3076)
كنت قد طرحت فكرة أن رواية حفص عن عاصم تعد من أسهل القراءات وأقلها في تفصيلات أحكام التجويد حتى لتظهر للمتأمل أنها هي الأساس المتين وما سواها يبنى فوقها، فهي كالقاعدة المباشرة، والتي يسهل إعطاؤها لأي مبتدئ يطلب أقل أحكام تصلح لقراءة متقنة وصحيحة.
وطبعا هذا يرد على القول الفارغ من الدليل والذي يدندن حوله من لا علم له في هذا الشأن أن رواية حفص فرضها العثمانيون بقوة النار والحديد.
وفي انتظار إفادات الإخوة الأفاضل
---
أبو خالد السلمي
01-19-2004, 07:18 PM
الجزرية بصفة عامة منظومة في الأحكام التجويدية المتفق عليها بين القراء وليست خاصة بحفص ولا بغيره
أخي الكريم راجي رحمة ربه
قولكم _ وفقكم الله _ :
كاتب الرسالة الأصلية : راجي رحمة ربه
المقدمة الجزرية التي قل أن تجد متقنا للقراءة إلا ويحفظها
سؤال: تغطي أحكام من من القراء يا ترى
الجواب: الواضح للعيان أنها رواية حفص عن عاصم
وفي انتظار إفادات الإخوة الأفاضل
قولكم هذا ليس بصحيح ، بل الواضح للعيان أن المقدمة الجزرية معظم أبياتها مشتملة على أحكام تجويدية متفق عليها بين القراء ، وقد تحاشى الإمام ابن الجزري في معظم المنظومة التعرض لمسائل الخلاف بين القراء ، ما عدا أبياتا قليلة ذكر فيها أحكاما عمل بها أكثر القراء مع وجود خلاف ، لكن لا يمكن بحال أن نقول إن المقدمة الجزرية مختصة بحفص ، وتوضيح ذلك كما يلي :
1) المقدمة وباب مخارج الحروف و باب صفات الحروف ، كلها أحكام متفق عليها بين القراء لا فرق فيها بين حفص وغيره
2) باب التجويد كله أيضا أحكام متفق عليها ، وأما ما جاء في البيت الأخير :
" ورققن مستفلا من أحرف *** وحاذرن تفخيم لفظ الألف "
فيستثنى منه أن هناك بعض الحروف المستفلة تفخم كبعض اللامات وهي لام لفظ الجلالة المفتوح أو المضموم ما قبله واللامات التي يغلظها الأزرق وبعض الراءات ، وكذلك تفخيم الألف المسبوقة بمفخم .(1/3077)
فنلاحظ أن ابن الجزري ذكر القاعدة العامة وأهمل الاستثناءات بغض النظر عن كون الاستثناءات لهذا القارئ أو ذاك .
4) باب استعمال الحروف اقتصر في الراءات على ذكر المواضع المتفق فيها بين القراء على ترقيق الراءات وأهمل ذكر أحكام الراء المختلف فيها بين الأزرق وغيره فلم يأمر فيها بتفخيم ولا بترقيق .
كما أنه أمر بإدغام لام بل في راء ران ولم يذكر استثناء حفص لهذا الموضع إذا سكت ، وهذا يدل على أنه لم يقصد بيان أحكام خاصة بحفص .
كما أنه أمر بإدغام المتماثلين الصغير والمتجانسين الصغير إجمالا ولم يفصل المواضع المدغمة المختلف فيها ، ولو كان غرضه بيان أحكام حفص لعدد مواضع إدغامه لأنها محصورة ، ولكنه لم يفعل لأن غرضه عدم ذكر الخلافيات
5) باب الضاد والظاء كلها أحكام متفق عليها بين القراء لا فرق فيها بين حفص وغيره
6) في فصل أحكام النون الساكنة والتنوين ذكر أنهما يدغمان بغنة في الياء ، وهذا عند جميع القراء عدا خلف عن حمزة والضرير عن الدوري عن الكسائي ، وأنهما يدغمان بغنة في الواو ، وهذا عند جميع القراء عدا خلف عن حمزة ، وأنهما يدغمان بلا غنة في الراء واللام رغم أنه تجوز الغنة فيهما لحفص ، ولجميع القراء عدا شعبة وحمزة والكسائي وخلف والأزرق ، ولكنه أهمل ذكر الخلاف في هذه المسائل واقتصر على القواعد العامة ولم يشر إلى الاستثناءات سواء لحفص أو لغيره .
7) في فصل المد وأقسامه ذكر أن المد المتصل واجب والمنفصل جائز ولم يبين مقدار كل منهما ، والشراح المتقدمون للجزرية كزكريا الأنصاري وخالد الأزهري وهما قد قرآ الجزرية على تلاميذ المؤلف مباشرة لم يخصا حفصا وإنما بينا هنا مقادير المدود لكل القراء ، ويلاحظ أنه لم يتعرض لمد البدل فلم يقل إنه يمد أو يقصر ، ولو كان غرضه بيان أحكام حفص لذكر مقادير المدود عنده وبين أنه لا يمد البدل(1/3078)
8) أحكام الوقف والابتدا والمقطوع والموصول والتاءات وهمزة الوصل التي ذكرها كلها أحكام متفق عليها بين القراء لا فرق فيها بين حفص وغيره ، ويلاحظ أن المؤلف تحاشى ذكر المسائل الخلافية في هذه الأبواب فلم يذكر مثلا كيفية الوقف على المرسوم بالتاء هل يوقف على حسب الرسم أم يوقف بالهاء
9) هناك أبواب لم يذكرها المؤلف بالمرة لأجل اختلاف القراء فيها كهاء الكناية والإدغام الكبير والإمالات وصلة الميم وأحكام اجتماع الهمزات وإبدالها والوقف عليها وغير ذلك .
الخلاصة أن الجزرية بصفة عامة منظومة في الأحكام التجويدية المتفق عليها بين القراء
---
عبدالرحمن الشهري
01-19-2004, 09:10 PM
شكر الله لكما أيها الشيخين الكريمين وأخص الشيخ أبا خالد السلمي على فوائده ، وأدبه وصبره في العلم والإجابة على الأسئلة.
---
راجي رحمة ربه
01-19-2004, 11:01 PM
الشيخ وليد المنيسي
جزاك الله خيرا على هذه الإضافات القيمة
وعبارتي كانت غير دقيقة قطعا
سؤال: تغطي أحكام من من القراء يا ترى
الجواب: الواضح للعيان أنها رواية حفص عن عاصم
ولو قلت أنها أنسب ما تكون لعاصم (رواية حفص أو شعبة) مثلا لكانت أقرب للصواب
والذي يتأمل الاستثناءات التي جمعتها، وفقك الله يجد أن معظم القراء سوى عاصم كان لهم نصيب لا بأس به
وأمثلة ذلك:
فيستثنى منه أن هناك بعض الحروف المستفلة تفخم كبعض اللامات وهي لام لفظ الجلالة المفتوح أو المضموم ما قبله واللامات التي يغلظها الأزرق وبعض الراءات ، وكذلك تفخيم الألف المسبوقة بمفخم .
وأهمل ذكر أحكام الراء المختلف فيها بين الأزرق وغيره فلم يأمر فيها بتفخيم ولا بترقيق .
أما قولك حفظك الله:
كما أنه أمر بإدغام لام بل في راء ران ولم يذكر استثناء حفص لهذا الموضع إذا سكت ، وهذا يدل على أنه لم يقصد بيان أحكام خاصة بحفص .
فهذا الاستثناء لا يسلم لك، لأن هذا لا يذكر في هذا الباب بل بابه هو السكت، والقاعدة على أصلها عند حفص.(1/3079)
أما قولك:
كما أنه أمر بإدغام المتماثلين الصغير والمتجانسين الصغير إجمالا ولم يفصل المواضع المدغمة المختلف فيها ، ولو كان غرضه بيان أحكام حفص لعدد مواضع إدغامه لأنها محصورة ، ولكنه لم يفعل لأن غرضه عدم ذكر الخلافيات
أقول وهذه على قاعدتها عند حفص، دون زيادة أو نقصان
في فصل أحكام النون الساكنة والتنوين ذكر أنهما يدغمان بغنة في الياء ، وهذا عند جميع القراء عدا
خلف عن حمزة والضرير عن الدوري عن الكسائي ،
وأنهما يدغمان بغنة في الواو ، وهذا عند جميع القراء عدا خلف عن حمزة ،
وأنهما يدغمان بلا غنة في الراء واللام رغم أنه تجوز الغنة فيهما لحفص ، ولجميع القراء عدا شعبة وحمزة والكسائي وخلف والأزرق ،
وهذا مما يسلم لك فيه وإن كانت القاعدة على أصلها عند حفص والغنة في اللام والرا زيادة وليست خروجا أو استثناء من القاعدة
فصل المد وأقسامه ذكر أن المد المتصل واجب والمنفصل جائز ولم يبين مقدار كل منهما ،
ويلاحظ أنه لم يتعرض لمد البدل فلم يقل إنه يمد أو يقصر ، ولو كان غرضه بيان أحكام حفص لذكر مقادير المدود عنده وبين أنه لا يمد البدل
أقول وهذا الباب لاستثناء فيه لحفص، بل ومد البدل لايخص بالذكر عند حفص لالتحاقه بالطبيعي
هناك أبواب لم يذكرها المؤلف بالمرة لأجل اختلاف القراء فيها كهاء الكناية والإدغام الكبير والإمالات وصلة الميم وأحكام اجتماع الهمزات وإبدالها والوقف عليها وغير ذلك .
والتعليق الأخير لعل لحفص منه أقل نصيب وهو يؤيد ما كنت أميل له سابقا بقولي:
أن رواية حفص عن عاصم تعد من أسهل القراءات وأقلها في تفصيلات أحكام التجويد حتى لتظهر للمتأمل أنها هي الأساس المتين وما سواها يبنى فوقها، فهي كالقاعدة المباشرة، والتي يسهل إعطاؤها لأي مبتدئ يطلب أقل أحكام تصلح لقراءة متقنة وصحيحة(1/3080)
وهنا إضافة لا علاقة لها بهذا المقال خصوصا لكن بالموضوع الأساس كنت سمعتها في قديما وهي أن بعض الناس عزا انتشار قراءة حفص للشيخ منلا علي القاري شارح الجزرية فقد كان خطاطا بارعا وكان يكتب المصحف الشريف بكثرة وكان يخطه برواية حفص عن عاصم
والله أعلم.
وفي الختام لا يسعني إلا التقدم بالشكر للبحاثة القارئ الشيخ وليد المنيسي وفقه الله فقد أثرى البحث بالتتبعات التي سطرها أعلاه والتي تدل على تمكنه من القراءات العشر الكبرى وما يقوله هو فإنما عن علم
أما أنا العبد الفقير فـ
" أقول فيها بجهد رأيي فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له وإن كان خطأ فمني والله ورسوله منه بريء"
المستدرك ج: 2 ص: 196
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
أبو خالد السلمي
01-20-2004, 04:52 PM
شكر الله للشيخين الكريمين عبد الرحمن الشهري وراجي رحمة ربه ، وجزاهما خيرا على حسن ظنهما بالعبد الفقير ، ورقيق عباراتهما ، ويعلم الله أني متطفل على موائد علمهم وكرمهم ، وجزى الله جميع من شارك في هذا المبحث اللطيف خيراً .
أخي الكريم راجي رحمة ربه _ بلغك الله ما ترجوه _
لو أن قائلا قال لك : إن المقدمة الجزرية موافقة لقواعد تجويد رواية شعبة عن عاصم أو رواية ابن ذكوان عن ابن عامر أو روايتي إسحاق وإدريس عن خلف العاشر أو غيرها من الروايات ، فبماذا ستجيبه ؟
جوابك عنه هو عين جوابنا عن قولكم _ حفظكم الله _ الجزرية على وفق رواية حفص .
لأن الروايات التي مثلت بها ليس فيها قاعدة تجويدية تخالف قواعد الجزرية .
فائدة :
مشايخنا الأفاضل :
من الجدير بالذكر في هذا المقام أني لاحظت أن الإمام حفصًا _ عليه سحائب الرحمات وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً _ كانت له طريقة لطيفة في اختياراته ، وهي أنه عندما يختار قاعدة ليسير عليها في قراءته يتعمد أن يخالفها في موضع أو مواضع قليلة لينبه على القراءات المخالفة له :
فمثلاً :(1/3081)
- قاعدته أن هاء الكناية إذا سبقت بساكن لا توصل ، لكنه وصلها في موضع الفرقان ( فيه مهانا ) ، ليبين جواز صلة هاء الكناية
- قاعدته أن هاء الكناية إذا وقعت بين متحركين توصل ، لكنه لم يصلها في موضع الزمر ( يرضه لكم)
- قاعدته أن ذوات الياء لا تمال ، لكنه أمال ( مجراها ) ليبين جواز إمالة ذوات الياء
- قاعدته عدم تسهيل الهمزات عند اجتماع الهمزتين ، لكنه سهل الهمزة الثانية في ( أاعجمي ) ليبين جواز التسهيل
- قاعدته ترك السكت لكنه سكت السكتات الأربع
حتى في فرش الحروف :
- قاعدته كسر ميم ( مت ) في كل المواضع ( ياليتني مت ..، إإذا متنا ..) لكنه ضمها في موضعي آل عمران ( ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم ) ، ( ولئن متم أو قتلتم ) ، بينما بقية القراء إما أن يضموا الميم في جميع القرآن أو يكسروها في جميع القرآن .
- قاعدته في باب ( عتيا وصليا وجثيا ..) كسر فاء الكلمة لكنه خالف قاعدته فضم فاء الكلمة في ( بكيا ) بينما باقي القراء إما أن يكسروا الجميع أو يضموا الجميع .
وهذه الملاحظة تحتاج إلى تتبع ومقارنة أسلوبه في الاختيارات بأسلوب بقية القراءات ، ومقارنة الاستثناءات عنده بالاستثناءات عند بقية القراء .
وهنا قد يقول قائل إن رواية شعبة _ مثلاً _ أسهل من رواية حفص لأن قواعدهما التجويدية واحدة لكن رواية شعبة أكثر اطرادا للقواعد ، والمواضع التي فيها خروج عن القواعد المطردة في رواية شعبة أقل منها في رواية حفص .
هذا مع تأكيدنا على أن حفصا رحمه الله وغيره من القراء ما كانوا يقرؤون بشيء لم يقرئهم به مشايخهم بالسند المتصل إلى رسول الله عن جبريل عن رب العالمين سبحانه ، وإنما كانوا يتخيرون من بين الأوجه الكثيرة التي قرؤوا بها فيختارون القراءة بهذا الوجه في موضع ، وبالوجه الآخر في موضع آخر ، وكلها كاف شاف .(1/3082)
رحم الله حفصا وجميع أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى وخاصته ، ونسأل الله تعالى أن يلحقنا أجمعين بهم ، ويرزقنا حسن اتباعهم .
---
راجي رحمة ربه
01-21-2004, 02:24 AM
في كلام الأخ خالد السلمي وفقه الله نظر ظاهر
فقولنا: "رواية حفص"
هذا وحده دليل على أنه لا اختيار له البتة، لأنه راو
بخلاف قولك قارئ كعاصم وحمزة والكسائي
فالقراء لهم اختيارات وهي بمثابة من وصل لمرتبة الاجتهاد المطلق من الفقهاء
أما الرواة فلا اختيار لهم بل هم نقلة لإقراء شيخهم لهم وحسب.
ولذا لما صار لأحدهم اختيارات خرج من كونه راو إلى كونه قارئ كخلف العاشر.
وكذا يقال في غيره من الرواة حين صار لهم اجتهادات
---
راجي رحمة ربه
01-21-2004, 04:29 AM
أما الحكمة فيما سبق عند حفص من خلاف للقاعدة فهو محمول على أن القراءة عند الرواة لا مجال فيها للاجتهاد بل هو ناقل لما علمه شيخه ولم يصله غير هذا.
وفي هذا يقول الإمام الشاطبي:
وَمَا لِقِيَاسٍ فِي الْقِرَاءة مَدْخَلٌ ***فَدُونَكَ مَا فِيهِ الرِّضاَ مُتَكَفِّلاَ
وكلامي السابق في اجتهاد القراء محمول على الاختيارات مما وصل إليه بالسند المتصل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا أنهم يقرؤون من قبل أنفسهم، فهذه متفق على منعها بل هي محرمة بلا شك.
---
أبو خالد السلمي
01-21-2004, 08:30 AM
أخي الكريم راجي رحمة ربه وفقه الله
قصدي باختيار الراوي أنه يختار من الأوجه التي أقرأه بها شيخه ، فقالون مثلا قرأ على نافع ختمات كثيرة بأوجه عديدة اختار بعضها فأقرأ به تلاميذه لأنها كلها كاف شاف ، ومن الجائز أن يكون ترك بعضها فلم يقرأ به ، أو أن يكون أقرأ به تلاميذ ممن لم تصلنا طرقهم .
وحتى يتضح الأمر أسألك هذين السؤالين :
هل القارئ أقرأ تلميذه بوجه واحد فقط أم أقرأه بعدة أوجه ؟ وإذا أقرأه بعدة أوجه فهل الراوي ملزم أن يقرئ تلاميذه بها كلها أم الراوي مخير في أن يقرئ تلاميذه بما شاء منها ؟(1/3083)
لو قلت أقرأه بوجه واحد فبماذا تفسر أن أبا عمرو أقرأ تلميذه اليزيدي ، ثم قرأ على اليزيدي نفسه كلٌ من الدوري والسوسي ، وبين الدوري والسوسي خلافات كثيرة جدا .
وكذلك قرأ سليم على حمزة ثم قرأ خلف وخلاد على سليم وبين خلف وخلاد خلافات كثيرة .
إذن جواب السؤال : يتعين أن يكون القارئ كحمزة وأبي عمرو وبقية القراء العشرة كان يقرئ التلميذ الواحد كاليزيدي أو سليم بأوجه عديدة ( وسواء أكان تلميذ القارئ هو الراوي أو هو الواسطة بينه وبين الراوي )
ثم نأتي إلى السؤال الثاني لو كان الراوي ملزما أن يقرئ تلاميذه بها كلها فمعنى هذا أن سليما أقرأ كلا من خلف وخلاد بجميع الأوجه التي تحملها من حمزة ، واليزيدي أقرأ كلا من الدوري والسوسي بجميع الأوجه التي تحملها من أبي عمرو ، إذن اقتصار الدوري على بعض الأوجه والسوسي على بعضها معناه أنه كان لهما مجال في الاختيار ، أما لو كان اليزيدي مخيرا أن يقرئ تلاميذه بما شاء من الأوجه التي تحملها من أبي عمرو ، فمعناه أن حفصا كذلك كان مخيرا أن يقرأ بما شاء من الأوجه التي تحملها من عاصم ، وهكذا في كل راو ، وهو المطلوب إثباته .
أما قول الإمام الشاطبي:
وَمَا لِقِيَاسٍ فِي الْقِرَاءة مَدْخَلٌ ***فَدُونَكَ مَا فِيهِ الرِّضاَ مُتَكَفِّلاَ
فهذا لا علاقة له من قريب أو بعيد بموضوع الاختيارات لسببين :
1) لأن الاختيار هو اختيار من بين ما سمعه من شيخه فحسب ، وليس معنى الاختيار أن يقيس بعقله ويخترع قراءات لم يقرئه بها شيوخه .
2) لأن البيت ليس خاصا بالراوي ، وإنما المعني به في المقام الأول القراء السبعة أنهم لم يقرؤوا بمقتضى أقيسة عقلية وإنما يختارون من بين ما قرؤوه على شيوخهم بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما ينطبق على القراء ينطبق على الرواة فهم لا يقرؤون بمقتضى أقيسة عقلية وإنما يختار الراوي من بين الأوجه التي أقرأه بها شيخه .(1/3084)
فقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز لأحد أن يختار بعقله وجها جائزا في اللغة العربية ويقرأ به بدون أن يكون قد تلقاه بالسند المتصل الصحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخي الكريم الشيخ راجي رحمة ربه _ حفظك الله _ :
من البدهي ومن المعلوم بالضرورة أنه لا يمكن أن يكون قصدي أو قصدك أن القارئ أو الراوي يختار بعقله شيئا يقرأ به دون أن يكون تحمله بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإقحام هذه المسألة هنا من عدم تحرير محل النزاع ، وزيادة في التأكيد على أني لم أقصد من قريب أو بعيد ما توهمته _ غفر الله لك _ أنقل لك كلام الإمام ابن الجزري حيث قال رحمه الله : و بقي قسم مردود أيضا و هو ما وافق العربية و الرسم و لم ينقل البتة فهذا رده أحق و منعه أشد ومرتكبه مرتكب لعظيم من الكبائر ، و قد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقري النحوي و كان بعد الثلاثمائه ، قال الإمام أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه البيان و قد: نبغ نابغ في عصرنا فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية بحرف من القرآن يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة و غيرها فابتدع بدعة ضل بها عن قصد السبيل ، قلت : و قد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء و القراء و أجمعوا على منعه و أوقف للضرب فتاب و رجع و كتب عليه بذلك محضر كما ذكره الحافظ أبوبكر الخطيب في تاريخ بغداد و أشرنا إليه في الطبقات و من ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق و هو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه و لا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه كما روينا عن عمر بن الخطاب و زيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة و عن ابن المنكدر و عروة بن الزبير و عمر بن عبد العزيز و عامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا : القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول فاقرؤوا كما علمتموه، و لذلك كان كثير من أئمة القراءة كنافع و أبي عمرو يقول : لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما(1/3085)
قرأت لقرأت حرف كذا كذا و حرف كذا كذا (المقنع 10-11 ، الإتقان 2/167 ) ،و قال الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه ( جامع البيان ) بعد ذكره إسكان ( بارئكم) و( يأمركم ) لأبي عمرو و حكاية إنكار سيبويه له فقال - أعني الداني – : و الإسكان أصح في النقل و أكثر في الأداء وهو الذي أختاره وآخذ به، ثم لما ذكر نصوص رواته قال : و أئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة و الأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر و الأصح في النقل ، و الرواية إذا ثبتت لم يردها قياس عربية و لا فشو لغة لأن القراءة سنة يلزم قبولها و المصير إليها (النشر 1 /21 ) اهـ
توضيح :
بخصوص قراءة عاصم فقد ورد في طبقات القراء أنه كان يقرئ شعبة بما تحمله من زر بن حبيش وكان يقرئ حفصا بما تحمله من أبي عبد الرحمن السلمي ، وأبو عبد الرحمن السلمي قرأ على خمسة من الصحابة وهم عثمان وعلي وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ، وهؤلاء الخمسة أقرؤوا أبا عبد الرحمن بأوجه مختلفة بلا شك ، إذن لا بد انه وقع اختيار أبي عبد الرحمن على بعضها فأقرأ به عاصمًا ثم وقع اختيار عاصم على بعضها فأقرأ به حفصا ثم وقع اختيار حفص على بعضها فأقرأ به تلاميذه ثم وقع اختيار عمرو بن الصباح على بعض ما أقرأه حفص ووقع اختيار عبيد بن الصباح على بعض ما أقرأه حفص فلهذا طريق عمرو عن حفص فيه اختلافات عن طريق عبيد عن حفص ، وهكذا لم يزل تلاميذ تلاميذ تلاميذ حفص يختارون فتتعدد الطرق ، لكنهم لا يختارون بعقولهم وإنما من بين ما تحملوه بالسند .
حتى إنك أنت إذا قرأت على شيخك لحفص بقصر المنفصل وتوسطه يمكنك أن تختار القراءة والإقراء بالقصر فقط إذا شئت ، فهذا هو المقصود بالاختيار .(1/3086)
إذن عاصم كان له شيخان وله تلميذان فاختص كل تلميذ بما تحمله عن شيخ بعينه ، لكن بقية القراء ليسوا كذلك ، فنافع مثلا قرأ على سبعين من التابعين ولم يقل لقالون إنه أقرأه بما تحمله عن واحد بعينه منهم ، وأما ورش فإنه كان قد قرأ على شيوخ له مصريين في مصر قبل أن يرحل إلى نافع فلما رحل إلى نافع قرأ عليه أربع ختمات بأوجه عديدة كان قد تحملها عن شيوخه المصريين فوافق ذلك بعض الأوجه التي كان نافع تحملها عن شيوخه السبعين فأقره على قراءته .
معذرة للإطالة ، لكن أرجو أن يكون فيها شيء من الفائدة ، وغفر الله لي ولأخي راجي رحمة ربه ، ولإخواننا في الملتقى أجمعين .
---
راجي رحمة ربه
01-21-2004, 03:10 PM
قولكم وفقكم الله:
معذرة للإطالة ، لكن أرجو أن يكون فيها شيء من الفائدة
بالعكس، كلما أطلت النفس كلما ازددنا شوقا لقراءة الرد.
وكلامكم بارك الله فيكم صحيح لا غبار عليه،
كل ما في الأمر- وإن لم أحسن توجيه الكلام بدقة- أني أردت التنبيه أن مجال الاختيار عند الراوي أضيق بكثير مقارنة بالقارئ لالتزامه بقراءة شيخه.
ويناسب هذا المقام التذكير بقول حفص:
لم أخالف شيخي عاصم إلا في حرف "الله الذي خلقكم من ضعف"
ومعلوم أن مخالفته هنا ليس الإعراض عن نقل قراءة شيخه بالكلية، بل أنه رواها وروى معها الوجه الآخر
وهما الضم والفتح وكلاهما صحا عن حفص.
ومع نقل كل الأوجه الكثيرة عن حفص كما سبق في المقال:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1264
وتعدد الطرق له التي بلغت 52 طريقا جمعها في النشر ولخصت في 21 وجها وقع تعدد الأوجه في فرش أحرفها في 23 كلمة قرآنية وخمسة أحكام أصولية
فهو مجرد استبعاد ألا ينقل الأوجه الأخرى عن شيخه في الكلمات التي سردها الأخ أبو خالد خاصة أنها تتعلق بمخالفة في الأصول لا الفرش.
والخلاصة أن عبارتي:
"مجال الاختيار عند الراوي أضيق بكثير مقارنة بالقارئ"(1/3087)
أعتقدها الحق الذي لا محيد عنه، أما باقي التفصيل فتعبير الشيخ وليد فيه أمتن وأحكم.
---
أبو خالد السلمي
01-21-2004, 04:27 PM
شيخنا الكريم راجي رحمة ربه حفظكم الله تعالى ونفع بعلمكم ، عبارتكم الأخيرة "مجال الاختيار عند الراوي أضيق بكثير مقارنة بالقارئ"عبارة صحيحة ، وأنا أوافقكم عليها تمام الموافقة ، وبها يأتلف كلامي وكلامكم ، وقد استفدنا من حواركم الماتع النافع .
---
خالدعبدالرحمن
01-22-2004, 09:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
لقد كان لمقال الشيخ أبي خالد أثره ومكانه في هذا النقاش ،
فلقد دعم جزاه الله خيرا ، الرأي القائل باختيار القراء لأوجه قراءاتهم ، دون الطعن بالسند ..
وفعل الاختيار من القراء والرواة ، الذي ينكره البعض جهلا وتعصبا لغير الحق ، هو الذي دعا شيخ الأسلام رحمه الله لقوله بجواز الخلط بين القراءات في قراءة القرآن .
وهو ما يدعم القول بقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتي لا تلتزم ما الزمنا به البعض ..
وأرى في اجابة الشيخ السلمي عن الحكمة من ظهور رواية حفص ، رأيا قديرا وجديرا بالدراسة ، فحفص رحمه الله التزم التحقيق ، و ذكر الاوجه المخالفة ، وأظنه أهمل تلك الأوجه المتكلفة عند غيره ،من مثل تلك التي كرهها العلماء ..
والآن اتمنى عليكم أن نخوض في التساؤل الأخير حول كيف فاضل العلماء الأكابر بين قراءة وقراءة ؟!!
والله من وراء القصد .
---
أبو خالد السلمي
01-23-2004, 01:40 AM
الأخ الفاضل خالد عبد الرحمن _ وفقه الله _(1/3088)
أنا أبرأ إلى الله تعالى من أن يستغل ما كتبته من أجل التطاول على القراءات القرآنية ، أو من أجل الترويج لبدعة اختراع قراءة جديدة ملفقة من القراءات العشر أو غيرها تحت مسمىً خدّاع وهو ( قراءة الرسول ! ) تماما كما يفعل الذين يستحلون الخمر يسمونها بغير اسمها ، وكأن قراءة أبي عمرو أو حمزة أو نافع أو غيرها من القراءات العشر ليست هي قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم !
أخي الكريم :
أرجو الانتباه جيدا إلى أني بيّنت أن القراء العشرة اختاروا قراءاتهم من بين ما تحملوه عن شيوخهم بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستقرت هذه الاختيارات من أيام التابعين ، وأجمعت الأمة على تلقيها كما هي ، وأما دورنا نحن فليس تأليف قراءات جديدة وإنما هو الحفاظ على القراءات العشر برواياتها وطرقها وتعلمها كما هي وتعليمها كما تعلمناها ، هذا ما أدين الله تعالى به .
---
أبومجاهدالعبيدي
01-23-2004, 08:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد سبق لي أن كتبت تعليقاً يتعلق بالموضوعات المتعلقة بالقراءات ، وعرضته على المشرف العام على الملتقى ، فرأى أن يُرسل إلى المعنيين به بطريقة الرسائل الخاصة للمصلحة .
ومن ضمن ما ذكرته فيه : التأكيد على عدم خوض البعض في هذه المسائل دون علم وبصيرة ، وقد رأيت أن مشاركات الأخ أبي أحمد والأخ خالد عبد الرحمن والأخ محمد الأمين لا يستفاد منها إلا التشكيك وإثارة البلبلة ، وقد قال ابن القيم رحمه الله : ولا عبرة بجدل من قل فهمه وفتح عليه باب الشك والتشكيك فهؤلاء هم آفة العلوم وبلية الأذهان والفهوم.
ثم إني أرجو أن يترك الكلام في مثل هذه المسائل للمتخصصين في القراءات ، ومعنا هنا منهم جماعة ، منهم الشيخان أبو خالد السلمي ، والدكتور إبراهيم الدوسري ، وغيرهما ممن يشرُف الملتقى بانتسابهم إليه .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
محمد الأمين
01-23-2004, 09:19 AM(1/3089)
كاتب الرسالة الأصلية : أبو خالد السلمي
توضيح :
بخصوص قراءة عاصم فقد ورد في طبقات القراء أنه كان يقرئ شعبة بما تحمله من زر بن حبيش وكان يقرئ حفصا بما تحمله من أبي عبد الرحمن السلمي ، وأبو عبد الرحمن السلمي قرأ على خمسة من الصحابة وهم عثمان وعلي وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ، وهؤلاء الخمسة أقرؤوا أبا عبد الرحمن بأوجه مختلفة بلا شك ، إذن لا بد انه وقع اختيار أبي عبد الرحمن على بعضها فأقرأ به عاصمًا ثم وقع اختيار عاصم على بعضها فأقرأ به حفصا ثم وقع اختيار حفص على بعضها فأقرأ به تلاميذه ثم وقع اختيار عمرو بن الصباح على بعض ما أقرأه حفص ووقع اختيار عبيد بن الصباح على بعض ما أقرأه حفص فلهذا طريق عمرو عن حفص فيه اختلافات عن طريق عبيد عن حفص ، وهكذا لم يزل تلاميذ تلاميذ تلاميذ حفص يختارون فتتعدد الطرق ، لكنهم لا يختارون بعقولهم وإنما من بين ما تحملوه بالسند .
حتى إنك أنت إذا قرأت على شيخك لحفص بقصر المنفصل وتوسطه يمكنك أن تختار القراءة والإقراء بالقصر فقط إذا شئت ، فهذا هو المقصود بالاختيار .
إذن عاصم كان له شيخان وله تلميذان فاختص كل تلميذ بما تحمله عن شيخ بعينه ، لكن بقية القراء ليسوا كذلك ، فنافع مثلا قرأ على سبعين من التابعين ولم يقل لقالون إنه أقرأه بما تحمله عن واحد بعينه منهم ، وأما ورش فإنه كان قد قرأ على شيوخ له مصريين في مصر قبل أن يرحل إلى نافع فلما رحل إلى نافع قرأ عليه أربع ختمات بأوجه عديدة كان قد تحملها عن شيوخه المصريين فوافق ذلك بعض الأوجه التي كان نافع تحملها عن شيوخه السبعين فأقره على قراءته .
يا شيخنا أبا خالد حفظك الله
روى حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قال: لم أخالف عليا في شيء من قراءته. وكنت أجمع حروف علي فألقى بها زيدا في المواسم بالمدينة فما اختلفا إلا في التابوت كان زيد يقرأ بالهاء وعلي بالتاء.(1/3090)
وروى أبان العطار عن عاصم بن بهدلة عن أبي عبد الرحمن قال أخذت القراءة عن علي.
وقد جاء عنه بأسانيد أكثرها ضعيف أنه أخذ قرأ على غير علي أيضا (مثل عثمان وزيد ومثل أبيه)، وهو محتمل جداً. لكنه ينص (إن صدق حفص) على أنه لم يخالف علياً في قراءته.
و قال أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى، عن أبى بكر بن عياش (ثقة): قرأت على عاصم، و قال عاصم: قرأت على أبى عبد الرحمن السلمي، و قرأ أبو عبد الرحمن على علي ابن أبى طالب. قال عاصم: و كنت أرجع من عند عبد الرحمن، فأعرض على زر بن حبيش، و كان زر قد قرأ على عبد الله بن مسعود. قال أبو بكر: قلت لعاصم: لقد استوثقت، أخذت القراءة من وجهين، قال: أجل. اهـ.
وهذا مشهور عن عاصم، وهو يؤيد ما سبق. فقراءة عاصم هي بالأصل قراءة علي. وإن شئت أن تقول مزيج بين قراءة علي وقراءة عبد الله بن مسعود. وهو شيء متوقع جداً من إمام القراءة في الكوفة، إذ تعظيمهم شديد لهذين الصحابيين رضي الله عنهما.
وظاهر ما سبق أن الغالب على قراءة عاصم هي قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لأنه قرأ على أبي عبد الرحمن، بينما عرض عرضاً على زر بن حبيش.
والهمز في قراءة عاصم يظهر لي أنه من عبد الله بن مسعود. فقد كانت هذيل تهمز، وكانت قريش لا تهمز. وهو شيء مشهور في كتب الأدب. حتى أنه سُئِل رجل قرشي: "هل تهمزون الفارة؟" فلم يفهم السؤال فقال: إنما تهمزها القطة :)
ولعلكم تبدون رأيكم في ما سبق وفقكم الله ونفعنا بعلمكم.
---
خالدعبدالرحمن
01-30-2004, 11:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لكل من ساهم في هذا النقاش ، حبا للقرآن ، وغيرة على دين الله ..
لم يجبني أحد على تساؤلي الاخير ، حول الكيفية التي يفاضل فيها العلماء بين القراءات !!!
و الحق أن مقياس المفاضلة ، لا يمكن بحال ان يكون على الفروش !!(1/3091)
والأحرى ان يكون مستندا على اختلاف الأصول !!(وهذا واضح من النقول التي تفضل اخواننا بطرحها في مقالاتهم السابقة )
ولكن ان كانت الأصول من الله سبحانه كما هي الأوجه في الفروش ، فلا يصح بحال التمييز بينها ، وليس لأحد الحق في تفضيل طريقة لفظ على آخر !
أم أن الاصول هي اوجه من لهجات العرب المختلفة أقرها الرسول صلى الله عليه وسلم أو قرأ بها ، وهو الأعلم بين الخلق بكتاب الله ومراد الله؟؟ !
---
أبومجاهدالعبيدي
01-30-2004, 01:31 PM
بسم الله
الأخ خالد عبدالرحمن
حول سؤالك عن التفضيل بين القراءات ؛ أقول : هذه المسألة هي نفس المسألة التي بحثها العلماء بعنوان : هل في القرآن شيء أفضل من شيء ؟ لأن القراءات الثابتة كلها قرآن .
وقد كتبت عنها سابقاً هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=978)
---
خالدعبدالرحمن
02-01-2004, 09:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العبيدي ، جزاك الله خيرا لما كتبت في موضوع المفاضلة بين آي القرآن وسوره ....
لكن ليس ذلك الحال مع القراءات !!
فأنا أميل الى ان التفضيل الوارد في الأحاديث كان تفضيلا مبنيا أولا على الأصول التي تحويها السورة أو الآية ، وشمولية بعضها ، كآية الكرسي ، أو سورة الصمد !وليس مفاضلة عشواء أو حتى بالأجر !
فسورة الصمد ، تعدل ثلث القرآن لشمولها على أصول التوحيد ، والتي هي ثلث مواضيع القرآن (بجانب القصص والتشريع ) .
والأهم : هو أن المفاضلة كانت على لسان الرسول الموحى اليه من الله ! وبالتالي فهم من يستطيع المفاضلة بين آي القرآن ولا أراها تكون لغيرهم بالغا ما بلغ من العلم ، والله أعلم ...
وتقبل الله من الجميع طاعتهم ....
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2004, 11:51 PM
أخي الحبيب خالد عبدالرحمن وفقه الله(1/3092)
أراك قد أطلت ذيل المسألة على غير طائل ، وقد أجيب بما يكفي ويشفي ، وأنت لا تفتأ تعقب بآرائك التي تشبه ترجيحات الأئمة الكبار (وأنا أرى ) (وأنا أميل) وهذه أقوال تحتاج إلى استقراء واسع ، وفهم عميق ، وهو ما لآ أراك تملكه وفقك الله.
أخي الحبيب : فكر قبل أن تكتب شيئاً ، هل سينتفع به إخواني أم لا ؟ ثم أقدم أو أحجم ! جزاك الله خيراً ، ولا تشغلنا بما لا فائدة من بحثه ، فالوقت أثمن من ذلك.
---
خالدعبدالرحمن
02-02-2004, 10:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا
كتب الأستاذ الشهري :
على غير طائل
تشبه ترجيحات الأئمة الكبار
وهو ما لآ أراك تملكه
ولا تشغلنا بما لا فائدة من بحثه
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .
---
راجي رحمة ربه
02-05-2004, 08:29 AM
لي ملاحظة على عبارة لابن مجاهد دندن حولها كثيرون ألا وهي قوله: «وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم. لأن أضبط من أخذ عن عاصم: أبو بكر بن عياش –فيما يقال– لأنه تعلمها منه تعلماً خمساً خمساً. وكان أهل الكوفة لا يأتمّون في قراءة عاصم بأَحَدٍ ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش. وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك، وعَزَّ من يحسنها، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات».
أقول أولا هذه القصة تحتاج لتوثيق أقصد إسنادا يعتد به فبين ابن مجاهد وشعبة مفاوز
فبينهما 50 سنة:
فوفاة شبعة سنة 194 هـ
ومولد ابن مجاهد سنة 245 هـ(1/3093)
فهي حكاية منقطعة الإسناد، ولا يمكن الجزم إلا بالعبارة الأخيرة منها وهي أن قراءة حمزة كان لها انتشار أيام ابن مجاهد، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، أما أن تصل الندرة لحد الغرابة التي يطمع فيها من يغمز في قراءة عاصم أو يؤخذ منها سبب انتشار رواية حفص أو نحو هذا فالأرقام التالية ستجيب عن مثل هذه الافتراضات الضعيفة.
بل إن يحيى العليمي الراوي عن شعبة كان هو شيخ القراء في الكوفة إلى قبيل وفاته سنة 241 وقد عاش 90 سنة
وقرأ عليه يعقوب بن يوسف الأصم وأبو إسحاق الطبري مما يدل على رسوخ وجود القراءة في ذلك العصر لا ندرتها كما قد يتوهم البعض
ويوسف بن يعقوب كان إمام جامع واسط ومن أعلى الناس إسنادا في قراءة عاصم وواسط تقع بين الكوفة والبصرة.
ولد سنة 218 ومات سنة 314 هـ
وهو إمام جليل ثقة قرأ عليه وروى عنه الفحول من العلماء والأكابر كالنقاش وأبو أحمد الحاكم.
وانظر ترجمته في طبقات ابن الجزري
ثم أن هناك حكاية تعارضها ففي طبقات ابن الجزري أن شعبة "عمر دهراً إلا أنه قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين وقيل بأكثر"
اهـ النص من ترجمة شعبة في طبقات ابن الجزري وهذا مشهور عنه في التراجم.
وليست الحكاية أعلاه بأولى من هذه وعلى الرغم من أن عدد من روى القراءة عن حمزة مما وصلنا أكثر ممن روى عن شعبة ( 54 رووا عن حمزة مقابل 29 عن شعبة) إلا أن هذا لا يصل إلى حد الغرابة التي فهم منها البعض العبارة أعلاه. ثم وعلى فرض أنه لم يقرأ عليه إلا 3 أو 4 فكم قرأ على هؤلاء وهكذا
علما أن يعقوب بن خليفة الأعشى وحده وهو من أتقن أصحاب شعبة قد قرأ عليه خلق ذكر منهم 11 اسما في طبقات ابن الجزري
وهكذا لو تتبعت كل واحد من المتقنين من أصحاب شعبة
ثم إن من روى عن عاصم خلق لا يحصون كما نص على ذلك ابن الجزري وقد ذكر 30 نفسا بأسمائهم سوى الذين لا يحصون كما سيأتي.
وإليك أسماء من روى القراءة عن شعبة من طبقات ابن الجزري:
عرض على شعبة القراءة:(1/3094)
أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى
و عبد الرحمن بن أبي حماد
وعروة بن محمد الأسدي
ويحيى بن محمد العليمي (وهو الذي اعتمد طريقه في النشر وطيبته)
وسهل بن شعيب
وروى عنه الحروف سماعا:
إسحاق بن عيسى
وإسحاق بن يوسف الأزرق
وأحمد بن جبير
وبري بن عبد الواحد
وحسين بن عبد الرحمن
وحسين بن علي الجعفي
وحماد بن أبي أمية
وعبد المؤمن بن أبي حماد البصري
وعبد الجبار بن محمد العطاردي
وعبد الحميد ابن صالح
وعبيد بن نعيم
وعلي بن حمزة الكسائي
والمعافي ابن يزيد
والمعلي بن منصور الرازي
وميمون بن صالح الدارمي
وهارون بن حاتم
ويحيى بن آدم (وهو الآخر الذي اعتمد طريقه في النشر وطيبته)
ويحيى بن سليمان الجعفي
وخلاد بن خالد الصيرفي
وعبد الله بن صالح
وأحمد بن عبد الجبار العطاردي
ومحمد بن طريف بن خليفة البجلي الكوفي،
فهؤلاء قرابة الـ 29 نفسا ولو ذهبت تتبع كم قرأ على كل واحد من هؤلاء لضاق بك المقال.
============
ومن طبقات ابن الجزري أيضا من قرأ على حمزة وروى القراءة عنه:
إبراهيم بن أدهم
وإبراهيم بن إسحاق بن راشد
وإبراهيم بن طعمة
وإبراهيم بن علي الأزرق
وإسحاق بن يوسف الأزرق
وإسرائيل بن يونس السبيعي
واشعث بن عطاف
وبكر بن عبد الرحمن
وجعفر بن محمد الخشكني
و حجاج بن محمد
والحسين بن بنت الثمالي
والحسن بن عطية
والحسين بن علي الجعفي
والحسين بن عيسى
وحمزة بن القاسم الأحوال
وخالد بن يزيد الطبيب
وخلاد بن خالد الأحوال
وربيع بن زياد
وسعيد بن أبي الجهم
وسلم الأبرش المجدر
وأبو الاحوص سلام بن سليم
وسليمان بن أيوب
وسليمان بن يحيى الضبي
وسليم بن عيسى وهو أضبط أصحابه
وسليم بن منصور
وسفيان النوري
وشريك بن عبد الله
وشعيب بن حرب
وزكريا بن يحيى بن اليمان
وصباح بن دينار
وعائذ بن أبي عائذ أبو بشر الكوفي
وعبد الرحمن بن أبي حماد
وعبد الرحمن بن قلوقا
وعبد الله بن صالح بن مسلم العجلي
وعبيد اله بن موسى
وعلي بن حمزة الكسائي أجل أصحابه(1/3095)
وعلي بن صالح بن يحيى
وأبو عثمان عمرو بن ميمون القناد
وغالب بن فائد
ومحمد بن حفص الحنفي
ومحمد بن زكريا
ومحمد بن عبد الرحمن النحوي
ومحمد بن أبي عبيد الهذلي
ومحمد بن عيسى الرايشي
ومحمد بن فضيل بن غزوان
ومحمد بن الهيثم النخعي
ومحمد بن واصل المؤدب
ومندل بن علي ومنذر بن الصباح
ونعيم بن يحيى السعيدي
ويحيى بن زياد الفراء
ويحيى بن علي الخزاز
ويحيى بن المبارك اليزيدي
ويوسف بن أسباط
ومحمد بن مسلم العجلي كما ذكر أبو الحسن الخياط،
فهؤلاء 54
===============================
لكن هذا كله لا يخدم من علل بها انتشار رواية حفص لأنه فيما وصلنا أنه روى عن حفص القراءة 16 نفسا أي أقل ممن روى عن كل من حمزة وشعبة فلا وجه لاتخاذ كلام ابن مجاهد ذريعة لتبرير شهرة أو ندرة رواية حفص مقابل غيرها.
فمن طبقات ابن الجزري أيضا أنه روى القراءة عن حفص عرضاً وسماعاً:
حسين بن محمد المروذي
وحمزة بن القاسم الأحول
وسليمان بن داود الزهراني
وحمد ابن أبي عثمان الدقاق
والعباس بن الفضل الصفار
وعبد الرحمن ابن محمد بن واقد
ومحمد بن الفضل زرقان
وخلف بياض الحداد
وعمرو بن الصباح
وعبيد بن الصباح
وهبيرة بن محمد التمار
وأبو شعيب القواس
والفضل بن يحيى بن شاهي بن فراس الأنباري
وحسين بن علي الجعفي
وأحمد بن جبير الأنطاكي
وسليمان الفقيمي
==================
وأخيرا ألحق إحصائية من روى القراءة عن عاصم:
أبان بن تغلب
وأبان بن يزيد عمر
والشباني،
وإسماعيل بن مخالد
والحسن بن صالح
وحفص بن سليمان
والحكم بن ظهير
وحماد بن سلمة
وفي قول حماد بن زيد
وحماد بن أبي زياد
وحماد بن عمرو
وسليمان بن مهران الأعمش
وسلام بن سليمان أبو المنذر
وسهل بن شعيب
وأبو بكر شعبة بن عياش
وشيبان بن معاوية
والضحاك بن ميمون
وعصمة بن عروة
وعمرو بن خالد
والمفضل بن محمد
والمفضل ابن صدقة
ومحمد بن رزيق
ونعيم بن ميسرة
ونعيم بن يحيى
(((وخلق لا يحصون )))
وروى عنه حروفاً من القرآن:(1/3096)
أبو عمرو بن العلاء
والخليل بن أحمد
والحارث بن نبهان
وحمزة الريات
والحمادان
والمغيرة الضبي
ومحمد بن عبد الله العزرمي
وهارون بن موسى،
أي : 30 نفسا وخلق لا يحصون
===================
أهـ المراد نقله، وهذه الأسماء وإن كانت ليست على سبيل الحصر لكن تفيد في المقارنة لأنها كلها جمعت من مصادر مشتركة، ولعل فيما ذكرت إن لم أوفق لما استنتجته ما يفتح به الله على أحد القراء ليدلي بدلوه فيما يثري النقاش.
---
غانم قدوري الحمد
06-11-2005, 05:42 AM
انتشار رواية حفص عن عاصم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى ، أما بعد
فإن موضوع انتشار قراءة عاصم يحتمل البحث من جانبين :
الأول : متى انتشرت قراءة عاصم ، من رواية حفص ؟
والآخر: ما أسباب انتشارها دون غيرها من القراءات ؟
وليس من الحكمة في نظري المسارعة إلى إعطاء أحكام حولهما من دون تقديم مستندات تاريخية وحجج علمية ، لا سيما أن الموضوع يتعلق بقراءة القرآن الكريم . ولدي إضافات يسيرة إلى النقاش المعروض حول الموضوع ، عسى أن تسهم في تقريب الوصول إلى الجواب الصحيح عن السؤالين المشار إليهما .
(1) متى انتشرت قراءة عاصم:
اشتهرت قراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي المتوفى سنة ( 127هـ) من رواية تلميذيه أبي بكر شعبة بن عياش ( ت 193هـ) ، وحفص بن سليمان الأسدي ( ت 180 هـ) ، وهي اليوم أكثر القراءات السبع انتشاراً، من رواية حفص خاصة ، ولا يُدرى متى تحققت هذه الغلبة لقراءة عاصم ، وقد وقفت على بعض النصوص التي ترجع بهذه الغلبة إلى ما يقرب من ستة قرون :
قال أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة 754هـ ، في كتابه : البحر المحيط ، وهو يتحدث عن رواية ورش عن نافع : " وهي الرواية التي ننشأ عليها ببلادنا [ يعني الأندلس] ونتعلمها في المكتب " ، وقال عن قراءة عاصم : " وهي القراءة التي ينشأ عليها أهل العراق " [ البحر المحيط 1/115- 116 طبعة دار الكتب العلمية ] .(1/3097)
وهذا النص مهم جداً في تصحيح الوهم الذي وقع فيه البعض عندما ذهب إلى أن العثمانيين هم الذين فرضوا على الناس رواية حفص عن عاصم فرضاً ، فهذا النص يُبرِّئهم من هذه التهمة ، لأن أبا حيان الأندلسي عاش قبل قيام دولة بني عثمان وامتدادها بأكثر من قرنين من الزمان ، وليس بعيداً أن تكون قراءة عاصم قد انتشرت في بلدان المشرق الإسلامي قبل عصر أبي حيان بمدة ليست قصيرة .
ولا يكاد الدارس يجد نصاً آخر في الموضوع ، في ما اطلعت عليه ، حتى عصر محمد المرعشي الملقب ساچقلي زاده ، والمتوفى سنة 1150 هـ = 1737 م ، الذي قال : ( جهد المقل ص293 ) : " والمأخوذ به في ديارنا [ مرعش مدينة في جنوب تركيا الآن ] قراءة عاصم برواية حفص عنه " .
وأحسب أن تتبع المصاحف المخطوطة ، وتحديد القراءات التي ضُبطت بها ، والتاريخ الذي كتبت فيه ، يمكن أن يرسم خارطة لانتشار القراءات القرآنية زماناً ومكاناً ، لأن نَسْخَ المصاحف على قراءة معينة يعني وجود من يقرأ بها في الحقبة التي كتبت فيها ، والمكان الذي نسخت فيه ، لكن ذلك عمل كبير يحتاج إلى تضافر جهود الباحثين من مختلف البلدان لمراجعة آلاف النسخ من المصاحف المخطوطة المكتوبة في عصور مختلفة ، وقد لا يكون تحقيق ذلك ممكناً الآن أو في وقت قريب ، لكنه مفتاح نضعه في يد من يبحث عن العصر الذي انتشرت فيه قراءة عاصم من رواية حفص .
(2) أسباب انتشار رواية حفص عن عاصم
إن تاريخ القراءات القرآنية يشير إلى ازدياد اختيارات القراء في عصر التابعين وتابعيهم ، حتى بلغ عدد القراء المشهورين العشرات ، وجعل ذلك ابن مجاهد يختار سبع قراءات ضمَّنها في كتابه ( السبعة ) ، وأدرج ما عداها في كتابه الآخر ( شواذ السبعة ) ، وتلقت الأمة اختياره بالقبول ، وصارت القراءات السبع التي اختارها ابن مجاهد هي الصحيحة المشهورة ، وأُلحقت بها بعد ابن مجاهد القراءات الثلاث المتممة لها عشراً .(1/3098)
واستمرت رواية القراءات العشر حتى عصرنا الحاضر على يد العلماء المتخصصين بالقراءة ، لكن تعليم جمهور الناس القرآن يقتضي التركيز على قراءة واحدة من تلك القراءات ، ويبدو أن قراءة عاصم هي التي اعتمدها المعلمون في العراق منذ عصور متقدمة ، ثم امتدت شهرتها في بلدان المشرق الإسلامي حتى صارت أشهر القراءات ، وطُبعت عليها المصاحف دون غيرها .
وكانت هذه القراءة قد حظيت بتقدير خاص منذ وقت مبكر ، فنجد الإمام أحمد ( ت 241 هـ ) يسأله ابنه صالح : أي القراءة أحب إليك ؟ فقال قراءة نافع ، قال : فإن لم توجد ؟ قال: قراءة عاصم [ ينظر : علم الدين السخاوي : جمال القراء 2/464 ] .
وقال مكي بن أبي طالب القيسي ( ت 437 هـ ) : " فقراءته مختارة عند مَن رأيت مِن الشيوخ ، مقدمة على غيرها ، لفصاحة عاصم ، ولصحة سندها ، وثقة ناقلها " [ التبصرة ص 219 – طبعة الهند ] ، ويبدو أن ذلك كان مقدمة لانتشارها بعد ذلك .
ويمكن أن نشير إلى بعض العوامل التي أرجح أنها أسهمت في انتشار رواية حفص عن عاصم أكثر من انتشار رواية شعبة والقراءات القرآنية الأخرى :
(1) تفرغ حفص لتعليم قراءة شيخه وتنقله بين الأمصار :
من المعروف أن أبا بكر شعبة بن عياش كان لا يُمَكِّنُ من نفسه من أراد أخذ قراءة عاصم منه ( ينظر : ابن مجاهد : كتاب السبعة - ط 1- ص71 ) بينما كان حفص بن سليمان متفرغاً لتعليمها ، متنقلاً بين الأمصار لنشرها، فلم يلبث أن غادر الكوفة إلى بغداد بعد اتخاذها عاصمة للخلافة ، فأقرأ فيها ، وجاور بمكة فأقرأ فيها أيضاً ( ينظر ابن الجزري : غاية النهاية1/254) ، وكثر تلامذته وانتشرت قراءة عاصم عن طريقه ، وكان من القراء من اشتهر برواية حفص دون غيرها ، مثل أحمد بن سهل الأشناني البغدادي ( ت 307 هـ ) الذي أخذ القراءة عن عُبيد بن الصبَّاح تلميذ حفص ( ينظر : الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 4/185) .
(2) اطراد أصول رواية حفص عن عاصم :(1/3099)
ويمكن أن نذكر سبباً آخر لانتشار رواية حفص عن عاصم ، وهو اطراد أصول القراءة فيها ، من الهمز والإمالة والإدغام والترقيق والتفخيم ، مما يسهِّل على الدارس تعلمها، وهذا أمر يجعلها متميزة عن رواية شعبة وغيرها من القراءات الأخرى ، التي يشق على المتعلم ضبط ما فيها من صور تسهيل الهمزة وإمالة الألفات وإدغام المتقاربين .
وينبغي أن يلحظ الدارس لهذا الموضوع تطابق ظواهر النطق بين رواية حفص عن عاصم والنطق الفصيح للعربية ، وقد يكون ذلك عاملاً آخر مكَّن لها في مجال التعليم أيضاً ، وقربها من نفوس المتعلمين .
(3) الطباعة :
وقد يكون للطباعة شأن في التمكين لرواية حفص ، فأقدم مصحف طبع في مدينة هامبورك بألمانيا سنة 1694 م (=1106هـ تقريباً) كان مضبوطاً برواية حفص عن عاصم ( ينظر : كتاب رسم المصحف - طبعة دار عمار - ص 508 ) .
واشتهر من خطاطي الدولة العثمانية الحافظ عثمان (ت1110هـ) الذي كتب بخطه خمسة وعشرين مصحفاً ( ينظر : محمد طاهر الكردي : تاريخ الخط العربي ص 339) واشتهرت المصاحف التي خطها الحافظ عثمان في العالم الإسلامي شهرة واسعة " وقد طُبِعَ مصحفه مئات الطبعات في مختلف الأقطار الإسلامية ، وانتشر في العالم الإسلامي ، وفاق الطبعات السابقة واللاحقة " ( وليد الأعظمي : تراجم خطاطي بغداد ص 131 ) ، وهذا قبل ظهور مصحف الأزهر ومصحف المدينة طبعاً .
وطباعة المصاحف برواية حفص عن عاصم كانت تعكس واقع الحال في بلدان المشرق الإسلامي ، فلولا انتشار هذه القراءة في هذه البلدان لما أقبل الناشرون على طبع المصاحف بهذه الرواية ، لكن الطباعة في الوقت نفسه أسهمت في التمكين لها ، وساعدت على دخولها في بقاع جديدة من أرض الإسلام .(1/3100)
وأحسب أن الموضوع يتطلب بحثاً مستمراً لاقتناص الشواهد من المصادر والمصاحف المخطوطة ، حتى يمكن في النهاية رسم خارطة لانتشار القراءات القرآنية تستند إلى الوثائق التاريخية وليس إلى الاجتهادات الشخصية ، هذا والله تعالى أعلم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
غانم قدوري الحمد
---
ابن وهب
06-11-2005, 11:00 AM
شيخنا الفاضل الدكتور غانم قدوري الحمد جزاكم الله خيرا ونفع بكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30415&highlight=%C7%E1%CA%C7%D1%ED%CE%ED
---
ابن وهب
06-11-2005, 11:31 AM
ذكرتم - وفقكم الله ونفع بكم
(
وطباعة المصاحف برواية حفص عن عاصم كانت تعكس واقع الحال في بلدان المشرق الإسلامي ، فلولا انتشار هذه القراءة في هذه البلدان لما أقبل الناشرون على طبع المصاحف بهذه الرواية ، لكن الطباعة في الوقت نفسه أسهمت في التمكين لها ، وساعدت على دخولها في بقاع جديدة من أرض الإسلام .)(
ولكن كانت هناك محاولات لفرض قراءة حفص
انظر على سبيل المثال
ما كتبه الأستاذ لبيب السعيد حول هذا الأمر ومحاولته -جزاه الله خيرا - منع الناس من فرض راوية حفص
وكذا انظر ما كتب حول جهود طباعة المصاحف برواية الدوري في السودان
ثم الا ترون شيخنا - حفظكم الله - أن كل هذا يدل على انتشار ذلك في عصر الدولة العثمانية
بدليل انه في عصر ابن الجزري كانت القراءة المنتشرة في الحجاز والشام ومصر واليمن قراءة أبي عمر
( انظر نص ابن الجزري الذي نقله شيخنا المقرىء السلمي - حفظه الله
ونقلكم النفيس عن أبي حيان - رحمه الله
يدل على ان قراءة عاصم كان لها انتشار في العراق
وابن الجزري وابوحيان في عصر واحد
فمتى حصل التغير في الحجاز والشام ومصر واليمن
ثم متى حصل التغير في العراق
اذ أن القراءة الغالبة في العراق كانت قراءة أبي عمرو
وانظر المصاحف القديمة
انظر على سبيل المثال(1/3101)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29865&highlight=%C7%E1%C8%E6%C7%C8
وفيه قول شيخنا السلمي - وفقه الله -
(وقد حملت المصحف الشريف واستمتعت بالنظر إليه ومطالعة جمال خطه وللفائدة فقد وجدت أن المصحف مكتوب وفق رواية الدوري عن أبي عمرو وهي الرواية التي كانت سائدة في معظم أرجاء العالم الإسلامي حتى القرن العاشر الهجري))
بالاضافة الى نص ابن الجزري
وأما قولكم - حفظكم الله -
(وقد يكون للطباعة شأن في التمكين لرواية حفص(
كما ترون - حفظكم الله - انتشار قراءة عاصم في هذه الدول قبل ظهور الطباعة
تأثير طباعة المصاحف برواية حفص هي على المناطق التي احتفظت بالقراءات الأخرى
مثل تونس و المغرب وليبيا والجزائر والسودان ونيجيريا ...الخ
ومع هذا فإن أهل نيجيريا رفضوا قبول المصحف المطبوع بقراءة حفص وارسلوا نسخة من مصحفهم
وطلبوا من الأزهر أن يطعبوا مثل هذا المصحف
وأنهم لن يغيروا القراءة المتواترة عندهم
ذكر ذلك غير واحد
فالطباعة أمرها كما ترون متأخر على انتشار قراءة عاصم في الشام والحجاز ومصر
وتونس وجدت بها مصاحف على قراءة حفص بل وطبعت مصاحف برواية حفص
ومع هذا تمسك سكان تونس بقراءة أهل المدينة
(وأحسب أن تتبع المصاحف المخطوطة ، وتحديد القراءات التي ضُبطت بها ، والتاريخ الذي كتبت فيه ، يمكن أن يرسم خارطة لانتشار القراءات القرآنية زماناً ومكاناً ، لأن نَسْخَ المصاحف على قراءة معينة يعني وجود من يقرأ بها في الحقبة التي كتبت فيها ، والمكان الذي نسخت فيه)
)
وهذا وان كان قد يستدل به ولكن كما ترون لايمكن الاعتماد عليه فقد ذكرت لكم مثال قريب
وهو وجود مصاحف برواية حفص في تونس
ثم قد نجد مصاحف في العراق على سبيل المثال
بقراءة ابي عمر وهذا لايلزم منه بالضرورة ان القراءة المنتشرة في تلك الحقبة بين العامة هي قراءة ابي عمرو
لأننا قد نجد مصاحف في العراق في نفس الفترة بقراءة أخرى
والله أعلم بالصواب
---(1/3102)
ابن وهب
06-11-2005, 01:03 PM
وقولكم - حفظكم الله ونفع بكم
(فأقدم مصحف طبع في مدينة هامبورك بألمانيا سنة 1694 م (=1106هـ تقريباً) كان مضبوطاً برواية حفص عن عاصم(
هذا مرده الى ان القراءة المنتشرة في تركيا والشام ومصر والحجاز في تلك الفترة هي قراءة عاصم برواية حفص
فمن المتوقع جدا أن يطبعوا المصحف برواية حفص لان المركز السياسي لبلاد المسلمين تركيا والمركز الثقافي مصر
والقراءة المنتشرة في تركيا ومصر في تلك الفترة قراءة عاصم والمصحف المتدوال بين العامة المصحف المكتوب بقراءة عاصم
وهذا التاريخ (1106 في بداية القرن الثاني عشر الهجري
فمن 923 وحتى 1106
هناك 183 سنة
وهذه الفترة كافية لانتشار قراءة عاصم في الحجاز ومصر والشام
قال شيخنا االسلمي - وفقه الله
(وقد اطلعت على كتب تجويد لعلماء يمنيين مؤلفة في حدود سنة 1370 هـ على وفق رواية الدوري وفيها أنها الرواية المقروء بها في حضرموت وأنحاء كثيرة من اليمن حتى ذلك الوقت)
)
السؤال
ماذا عن الديار التي لم تخضع للدولة العثمانية
مثال الهند والصين وبلاد المسلمين في بلاد ماوراء النهر
في تركستان الشرقية والغربية
واندونيسيا
ماهو سبب انتشار قراءة عاصم في هذه الديار
ماهو
هل هو التأثير الثقافي للعثمانيين على هذه الدول
؟
أم ان قراءة عاصم كانت منتشرة عندهم قبل الدولة العثمانية وانها كانت هي قراءة العامة
وحتى ان قلنا ذلك فمتى اختاروا قراءة عاصم وبرواية حفص عنه
----
مثال ا اندونيسيا وجنوب الهند والجزر هولاء كانوا يخضعون لتأثير حضرمي
فهم شافعية كما ترون فاذا كانت القراءة المنتشرة في حضرموت هي قراءة ابي عمرو
فلا شك أن هذه المناطق كانت تتبع حضرموت (ثقافيا(
فمتى بدأ التغير في هذه المناطق
هل بعد انتشار الطباعة
محل بحث
اما مناطق تركستان والهند فكانت تخضع لحكم المغول ومن تبعهم وقد كانوا من الحنفية
فلا يستغرب منهم تقديم قراءة عاصم(1/3103)
ونحن هنا لانقول أن المذهب الفقهي = السبب الرئيسي في انتشار القراءة
ولكن للمذهب دور في الاختيار والترجيح والقبول
---
ابن وهب
06-11-2005, 01:48 PM
قال الأخ الكريم ) الفهم الصحيح ( - حفظه الله
18-05-2005
(فللشيخ محمد المختار ولد اباه كتاب كبير بعنوان ( تاريخ القراءات في المشرق والمغرب ) طبعته المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم ( إيسيسكو) 1422هجرية، 2001م.
وللسيدة الفاضلة: هند شلبي كتاب مشهور بعنوان : ( القراءات بافريقية من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري). الدار العربية للكتاب 1983م.
)
انتهى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=162287#post162287
---
محمد الأمين
06-12-2005, 09:15 PM
بالإضافة إلى ما ذكره الأخ ابن وهب، فلا بد من التنبيه على التفريق بين انتشار قراءة عاصم وبين انتشار رواية حفص. فإن الشائع عند المتقدمين هي رواية أبي بكر عن عاصم. وأما قراءة حفص فلم تشتهر بينهم.
---
ابن وهب
06-13-2005, 11:12 AM
بارك الله فيك
قولك )وأما قراءة حفص فلم تشتهر بينهم)( هل تقصد بين العامة أو بين القراء
أما بين العامة -فالله أعلم - لانستطيع الجزم بالنفي ولا الاثبات
كل الذي يمكن ان نقول ان رواية ابي بكر كانت اكثر شهرة من رواية حفص
(هذا بين العامة ) في مثل ايام ابن مجاهد وأمثاله
واما بعد ذلك فالله أعلم
واما بين الخاصة فالرواية من أشهر الروايات واعتنى بها القراء وهي رواية متواترة
---
محمد الأمين
06-14-2005, 09:19 AM
أخي الحبيب
قال ابن مجاهد في كتاب السبعة (ص71): «أضبط من أخذ عن عاصم: أبو بكر بن عياش –فيما يقال– لأنه تعلمها منه تعلماً خمساً خمساً. وكان أهل الكوفة لا يأتمّون في قراءة عاصم بأَحَدٍ ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش».
أهل الكوفة وليس قراء الكوفة
لا يؤتمون، يعني الكلام عن العوام وليس عن الأئمة بل من يصلي خلف الإمام(1/3104)
قال ابن مجاهد في كتاب السبعة (ص71): «وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة، وليست بالغالبة عليهم. لأن أضبط من أخذ عن عاصم: أبو بكر بن عياش –فيما يقال– لأنه تعلمها منه تعلماً خمساً خمساً. وكان أهل الكوفة لا يأتمّون في قراءة عاصم بأَحَدٍ ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش. وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك، وعَزَّ من يحسنها، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات».
فالغالب على أهل الكوفة قراءة حمزة، وبعضهم قرأ بقراءة أبي بكر عن عاصم. وبحساب بسيط بالرياضيات يتبين أن من بقي يقرأ بقراءة حفص قلة معدومة لا تأثير لها.
---
ابن وهب
06-14-2005, 10:13 AM
قال الشيخ الضباع - رحمه الله
((إنما ابتدأتُ به لشهرة قراءته بين الناس في جل الأقطار المشرقية و لإجماع العامة عليها في مصر في هذا الزمان.
وكانت قراءة عامة المصريين علي ما ظهر لي من· تتبع سير القراء وتآليفهم منذ الفتح الإسلامي إلي أواخر القرن الخامس الهجري علي طريقة أهل المدنية سيما التي رواها ورش المصري عن نافع القارئ المدني.
· ثم اشتهر بعدها بينهم قراءة أبي عمرو البصري و استمر العمل عليها قراءة وكتابة في مصاحفهم إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري.
ثم حلت محلها قراءة· عاصم بن أبي النجود)
انتهى
وعلى هذا
ه1150
---
ابن وهب
06-14-2005, 12:06 PM
وأما ضبط حفص
فقد قال الخطيب البغدادي
)وهو صاحب عاصم في القراءة وابن امرأته وكان ينزل معه في دار واحدة فقرأ عليه القرآن مرارا وكان المتقدمون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحرف الذي قرأ به على عاصم(
---
محمد الأمين
06-16-2005, 06:31 AM
قال الشيخ الضباع - رحمه الله
((إنما ابتدأتُ به لشهرة قراءته بين الناس في جل الأقطار المشرقية و لإجماع العامة عليها في مصر في هذا الزمان.(1/3105)
وكانت قراءة عامة المصريين علي ما ظهر لي من· تتبع سير القراء وتآليفهم منذ الفتح الإسلامي إلي أواخر القرن الخامس الهجري علي طريقة أهل المدنية سيما التي رواها ورش المصري عن نافع القارئ المدني.
· ثم اشتهر بعدها بينهم قراءة أبي عمرو البصري و استمر العمل عليها قراءة وكتابة في مصاحفهم إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري.
ثم حلت محلها قراءة· عاصم بن أبي النجود)
انتهى
وعلى هذا
ه1150
فرواية حفص لم تنتشر في مصر إلا بعد فترة من دخول العثمانيين في منتصف القرن الثاني العاشر الهجري (أي بعد الثلث الأول من القرن الثامن عشر الميلادي).
---
محمد الأمين
06-16-2005, 07:10 AM
وأما ضبط حفص
فقد قال الخطيب البغدادي
)وهو صاحب عاصم في القراءة وابن امرأته وكان ينزل معه في دار واحدة فقرأ عليه القرآن مرارا وكان المتقدمون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحرف الذي قرأ به على عاصم(
الخطيب خالفه في ذلك من هو أعلم منه وأرسخ في الإمامة والمعرفة.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتِم: سألتُ أبي عنه، فقال: «لا يُكْتَب حديثُه، هو ضَعيف الحديث، لا يصدق، متروكُ الحديث». قلت: ما حاله في الحروف؟ قال: «أبو بَكْر بن عَيّاش أثْبت مِنْه».
---
ابن وهب
06-16-2005, 02:32 PM
(ثم اشتهر بعدها بينهم قراءة أبي عمرو البصري و استمر العمل عليها قراءة وكتابة في مصاحفهم إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري.
ثم حلت محلها قراءة· عاصم بن أبي النجود(
على أي شيء اعتمد الشيخ - رحمه الله ؟
---
محمد الأمين
06-20-2005, 02:57 AM
الأخ الحبيب ابن وهب
أنا كان اعتراضي فقط على التعميم، وإلا ففي المسألة خلاف شهير في التفضيل بين أبي بكر وبين حفص في إتقان القراءة. وأنا لم أقصد المصادرة على الخلاف.(1/3106)
وقال أبو أحمد بن عَدِي، عن السّاجيّ، عن أحمد بن محمد البَغداديّ، عن يَحْيَى بن مَعين: «كان حَفْص بن سُلَيمان، وأبو بَكْر بن عَيّاش مِن أعلم النّاس بقراءة عاصِم، وكان حَفْص أقْرأ مِن أبي بَكْر، وكان كذّاباً، وكان أبو بكر صَدُوقاً». أي يرى ابن معين أن حفصاً –وإن كان كذاباً في الحديث– فإنه أتقن من أبي بكر لقراءة عاصم. وقد خالفه في ذلك أبو حاتم الرازي كما سبق نقله. ويظهر لي أن كلاهما متقن للقراءة، والله أعلم.
وهناك ملاحظة مهمة كان عليّ أن أشير لها باكراً. وقد سألني أحد المشايخ الأفاضل على الخاص عنها. والذي أريد أن أؤكد على أني لم أقل ولا أقول أن قراءة حفص موضوعة، لأنه مع حدة كلام النقاد عنه، لم يرمه أحد بالكذب في حروف القرآن، بل كلامهم على الحديث النبوي فقط. فلو أنه خالف عاصماً في حرف واحد، لما تهاونوا في ذكر ذلك وتكذيبه. وقراءة عاصم لا تخفى عليهم، فهي المفضلة عند أهل الكوفة، وقد روى عن عاصم الجمع الغفير من كبار المقرئين. ثم هذا حمزة –مع إقرارهم بصلاحه وصدقه وإتقانه– فإن أئمة السلف لم يتوانوا في انتقاد قراءته أشد الانتقاد وإبطال الصلاة خلف من يقرأ بها، مع علمهم بأن أحرفها صحيحة، لكن أحكام التجويد التي فيها (من نحو المبالغة في المد ونحو ذلك) لم يقرأ بها أحد قبل حمزة. ولو كانت قراءة حفص كذلك، لما توانوا عن الطعن بها. فلما لم يحدث ذلك، عرفنا أن قراءة حفص صحيحة. والله أعلم بالصواب.
---
جمال حسني الشرباتي
06-20-2005, 08:49 AM
هذا باطل
إذ أن القراءة التي كانت منتشرة في العالم الإسلامي هي قراءة الدوري، فلماذا لا يكون هذا دليلا على أنها الأصح؟
مع العلم أن قراءة حفص عن عاصم كانت قراءة مهجورة حتى فرضها الاحتلال العثماني بالحديد والنار. فكيف تجعل هذا دليلاً على صحتها؟(1/3107)
مع تقديري واحترامي لشخص الأخ محمد الأمين--لا نصف دولة الخلافة العلية العثمانية بما وصفت---أرجو أن تراجع نفسك في دولة حمت بيضة الدين لقرون---ثمّ تكالب عليها الكافر المستعمر مع أعوانه فيها الذين هم منّا فقضى عليها---وبزاولها صارت حالنا كما ترى
---
محمد الأمين
08-01-2005, 04:20 AM
أخي الفاضل جمال حسني
لا شك أن الدولة العثمانية قد حمت الإسلام لقرون كما تفضلت. لكن لا ننسى أنها كانت من أسباب التخلف العلمي عند المسلمين بسبب تركيزها على الجيش من غير تشجيع لأي من العلوم. ولذلك لم تلبث الحياة العلمية إلا وبدأت بالانقراض بعد عصر سليمان القانوني (العصر الذهبي للدولة).
ثم الدولة العثمانية صوفية قبورية لها اليد الطولى في نشر الخرافات في العالم الإسلامي، وأكثر القبور في بلاد الشام والأناضول التي تعبد من دون الله إنما بنيت في العهد العثماني، كما أن أكثر القبور في مصر تعود للعهد العبيدي.
---
المقرئ
08-01-2005, 06:52 PM
( بعيدا عما ذكره بعض المشاركين وأخص منهم محمد الأمين فإني أبرأ إلى الله مما كتبت يداه في رواية حفص عن عاصم )
أعتقد أن هناك زاوية في البحث لم تفتح مع أنها من أقرب السبل إلى معرفة زمن انتشار قرءة رواية حفص عن عاصم
ولعلي أبدأ الكلام عليها وهي من اختصاص المفسرين :
يظهر لنا بجلاء بدايات انتشار رواية حفص في العصور المتأخرة من خلال تفسير المفسرين
فلو تتبعنا ما تفرد به حفص عن عاصم من بين القراء ووتتبعنا آراء المفسرين من كل قطر فإنه يفتح لنا مؤشرا قويا حول انتشارها
فمثلا لو نظرنا إلى بعض تفاسير الأندلسيين المختصرة لكشفت لنا بوضوح انتشار قراءة نافع وقد كنت قيدت أمثلة كثيرة في بعض تفاسيرهم انظر على سبيل المثال تفسير ابن أبي زمنين القرطبي رحمه الله يطهر لك هذا جليا(1/3108)
وكذلك لو رجعت إلى الياقونة لغلام ثعلب وهو متقدم جدا تبين لك بعض أثر هذا الموضوع وذلك اقتصاره أحيانا على قراءة واحدة مما تفرد به بعض القراء عن السبعة وكذلك بتقديم تفسير بعض القراءات على الأخرى والتقديم له معنى
ويظهر هذا جليا عند المفسرين الذين لا يعتنون بالقراءات ، فأعتقد أن مثل هذا المؤشر يحتاج إلى نظر من إخواننا المفسرين وقد كنت قيدت يعض هذا في بعض كتب التفسير ولعل الله أن ييسر نقله
المقرئ
والكلام يحتاج إلى بسط ولعل الله ييسر ذلك
---
ابن وهب
08-28-2005, 11:34 AM
ماذكره شيخنا المقرىء حول تتبع كتب التفاسير حسن ولكن المشكلة أن الطباعة أفسدت كل شيء
فهم يكتبون الآية حسب قراءة حفص
والتفسير في واد والمكتوب شيء آخر
بل أعظم من ذلك
يقول المفسر وقرأ الحسن الشياطون فتجده الشياطين
ونحو ذلك
وقد أشار الى ذلك جمع من العلماء
منهم الشيخ مساعد الطيار كما في كلامه حول تفسير الطبري
وقد تتبعنا بعض التفاسير فوجدنا عجبا
المفسر يفسر معنى والمكتوب بخلاف ذلك
نجده حتى في الوجيز للواحدي
ويظهر لي ان الواحدي اعتمد على قراءة أبي عمرو وانها الراوية التي كانت منتشرة في المشرق
وقد ذكرت ان الزمخشري اعتمد على قراءة أبي عمرو
الشاهد أنك تجد (نشرا ) (بشرا) المفسر يفسر تفسير ونجد المكتوب بخلاف ذلك تماما
ولكنا نجد أن رواية حفص عن عاصم كانت منتشرة في بلاد الروم
نجد ذلك في تفسير أبي السعود وهو واضح جلي لايحتاج الى ضرب أمثلة للتأكيد على ذلك
فما ذكره الشيخ الضباع محل بحث
حتى وان كان كلامه حول مصر
نرجع الى موضوعنا نجد في ترجمة بعضهم في سنة 923
في ترجمة عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر (العيدورس كما في النور السافر
(وكان يقرأ لأبي عمرو ونافع ويقرأ لعاصم برواية حفص
)
وهذا النص قد نخرج منه بفائدة جليلة
بيان ذلك
أننا نجد في عصرنا أن قراءة أبي عمرو منتشرة في بلدان وقراءة نافع في بلاد أخرى
وقراءة عاصم برواية حفص في أغلب البلدان(1/3109)
فهي الروايات التي ظلت منتشرة ويقرأ بها العامة
يتبع
---
ابن وهب
08-28-2005, 11:38 AM
وهذا رابط موضوع الدكتور مساعد - حفظه الله - الذي أشرت إليه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=3975#post3975
---
ابن وهب
08-28-2005, 11:56 AM
ومما يدل على عدم انتشار رواية حفص عند كثير ممن هم في طبقة الطبري
قول النحاس - رحمه الله
: وحكى محمد بن الجهم عن الفراء قال : قرأ عاصم والأعمش { وليبدلنهم } مشددة وهذا غلط على عاصم وقد ذكر بعده غلطا أشد منه وهو أنه حكى عن سائر الناس التخفيف
)
وأنت إذا تأملت هذا عرفت أن رواية حفص لم تكن مشهورة منتشرة عند النحاس
وإلا لم يعترض بهذا الاعتراض ولاعتذر لقول الفراء بأنه اراد رواية دون رواية
---
ابن وهب
08-28-2005, 12:00 PM
بل أننا نجد القرطبي أحيانا لايشير الى خلاف حفص وهذا يدل على أنها لم تكن رواية منتشرة مشهورة بين العامة في عصر القرطبي
والقرطبي في مصر
مع أن القرطبي في عصر قد دونت الكتب وهو ينقل من كتب هذا الفن ورواية حفص منتشرة بين القراءة في بلده الاصلي أو في مصر
وهو يعرف ذلك
ولكنها لم تكن منتشرة بين العامة
---
ابن وهب
08-28-2005, 12:05 PM
وللفائدة
فهذا تصحيف وقفت عليه في تفسير القرطبي في أكثر من نسخة علما بأني لم أتتبع النسخ
(في القرطبي
قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم } نهى المؤمنين أي يتناجوا فيما بينهم كفعل المنافقين واليهود فقال : { يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم } أي تساررتم { فلا تتناجوا } هذه قراءة العامة وقرأ يحيى بن وثاب و عاصم و رويس عن يعقوب فلا تنتجوا من الانتجاء
انتهى
قوله عاصم تصحيف
صوابه حمزة
واحتمال وقوع التصحيف في مثل هذا الحرف وارد
يصعب علي شرحه
لان حمزة لو رسم بطريقة معينة - على طريقة المتقدمين
فقد يقع البعض في خطأ فيظن حمزة = عاصم
والله أعلم
---
ابن وهب
08-28-2005, 12:11 PM(1/3110)
إلا أن الرواية المنتشرة بالعراق الى عصر متأخر هي رواية أبي بكر بن عياش عن عاصم
-كما تجده في نقول الشيخ الفاضل غانم الحمد - وفقه الله -
لا رواية حفص
نجد في ترجمة بعض العلماء المتأخرين
وقد توفي سنة 755
(وقرأ الشيخ زين الدين القرآن ببغداد على الشيخ عبد الله الواسطي ....
لعاصم من طريق أبي بكر
)
فرواية أبي بكر هي التي كانت تنتشر في العراق لارواية حفص
---
ابن وهب
08-28-2005, 12:16 PM
وفي ترجمة بعضهم
(
محمد بن بدر الدين الملقب محيي الدين الشهير بالمنشي الرومي الأقحصاري الحنفي المفسر
كان من إجلاء العلماء المحققين صنف تفسيره المشهور واقتصر فيه على قراءة حفص
وشرع فيء تأليفه ببلدته إقحصار من أعمال صار وخان في مستهل شهر رمضان سنة
إحدى وثمانين وتسعمائة وله في هذا التفسير لطائف كثيرة منها إنه استخرج معميين أحدهما
اسم محمد استخرجه من أول سورة الحمد وأول سورة البقرة وفيه عمل عجيب وحله
سهل ممتنع إذا استخراجه على أن تكون ألف ولام الحمد ميما والثاني في اسم هود
واستخرجه من سورة هود من قوله تعالى وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها وإشارته
ظاهرة قلت قوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء يرشد إلى أمثال هذا الاستخراج على
الوجه الذي لا يبعد عن الطبع من غير احتياج إلى معونة خارجية على أن بعضهم
استخرج اسم هاشم من قوله تعالى والقمر إذا تلاها بالعمل العددي وهو أن عدد قمر
ثلثمائة وأربعون وهي عدد تلاها فهو هاشم وهذا الاستخراج قريب إلى الاستحسان لا
كاستخراج اسم شهاب من قوله تعالى والليل إذا يغشاها على أن يراد من لفظة ليل مرادفه
الفارسي وهو شب غشي ها فهذا وإن كان صحيحا إلا أن استعمال الفارسي فيه بعد
والفقير وقفت على تفسير المنشى هذا فرأيت له عبارات لطيفة مستحسنة وقد قرظ له
عليه جماعة منهم شيخ الإسلام محمد بن محمد بن إلياس المعروف بجوي زاده فقال فيه:
أكرم بتفسير كروض ناضر لم يمل حبر مثله بمحابر(1/3111)
حاو لكل فوائد كقلائد وبدائع خطرت ببال عاطر
بعبارة قد أحكمت وبراعة قد أبكمت لسن البليغ الماهر
شمس المعارف والفضائل أشرقت يهدي سناها كل قلب حائر
مولاي محي الدين دمت منولا من يم فضلك كل در فاخر
)
انتهى
من خلاصة الأثر
تأمل قوله
(واقتصر فيه على قراءة حفص )
هذا يدل على انتشار قراءة حفص
ثانيا ان الاقتصار على قراءة حفص في التفسير جديد
والا لو كان منتشرا لما ذكره
فمن هنا نستطيع فهم هذا الموضوع بشكل أوسع
والله أعلم بالصواب
---
ابن وهب
03-07-2007, 03:25 PM
ما سبب انتشار رواية حفص؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المستشار: يسري حسين محمد سعد
تاريخ الإضافة: 13/02/2007 ميلادي - 25/1/1428 هجري
زيارة: 176
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال:
سؤال من علي عبد السلام فردوس :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وسائر رسل الله أجمعين سلام الله عليكم أجمعين
أود أن أسال سؤالاً عن رواية حفص عن عاصم هل هي القراءة الأولى للقرآن الكريم ؟
ولماذا كان انتشارها أكثر من بقية الروايات في العالم الإسلامي ؟
هل رواية حفص هي الأفصح للغة العربية أم هي الأسهل قراءة للناس في لفظها ؟
أم هي التي كان يقرؤها الصحابة الكرام كثيرا ؟
علما أنا فيها كلمة واحدة ممالة من الألف الى الكسرة هي كلمة (مجرايها ) فقط ،علما اذا قرأناها من غير إمالة هي فصيحة
_ وماذا عن رواية شعبة عن عاصم لماذا أهملت ، مع العلم أن قارئها هو نفس الإمام (عاصم) ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:
الحمد لله الكريم المنان, سابغ النعم والإحسان, الرحيم بأوليائه, يخرجهم من الظلمات إلى النور, ويهديهم إلى سواء السبيل. وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين, وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه, وعمل بسنته إلى يوم الدين. أما بعد:(1/3112)
لقد اشتهر في كل طبقة من طبقات الأمة جماعة عنيت بحفظ القرآن الكريم وإقرائه. ولما وقع الخلاف على ما يحتمله رسم المصحف العثماني؛ من التشكيل والإمالة والإدغام والهمز والنقل, وغيرها من القراءات, وتمسك القراء بما أخذوه بالتلقي؛ أجمع أهل العلم على اختيار قارئ مشهور بالثقة والأمانة والنقل من كل مصر للأخذ عنه, بشرط التواتر وموافقة رسم المصحف العثمانى وموافقة اللغة العربية ولو بوجه.
وكان قد اشتهرت قراءات الأئمة السبعة على رأس المئتين في الأمصار, وفي أوائل المئة الثالثة من الهجرة في بغداد جمع ابن مجاهد قراءات أهل المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة؛ على قراءة القراء السبعة. ثم أضيفت القراءات الثلاث؛ قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف, واختير أربعة قراءات من الشواذ. وأُلفت الكتب الكثيرة في القراءات, حتى وصل الحال إلى اختيار قراءات الأئمة العشرة ورواتهم المشهورة, وجرى العمل على ذلك إلى يومنا هذا.
وأصبحت الآن تؤخذ بالتلقي والإقراء بموجب متن الشاطبية والدرة, وطيبة النشر.
وثمة أسباب لانتشار رواية حفص عن عاصم الكوفي منها:
1 – عدم وجوب القراءة بكل القراءات؛ قال تعالى: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}.
وجاء في صحيح البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فاقرؤوا منه ما تَيَسَّرَ". وعند مسلم؛ قال جِبْرِيلُ عليه السَّلام للنبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ, فَأَيُّمَا حَرْفٍ قرأوا عليه فَقَدْ أَصَابُوا". وهذا يفيد اختيار الأيسر, ويفيد عدم وجوب القراءة بكل الروايات, ولو كان واجبًا لوقع الاهتمام الشديد بكل الروايات, وكان لها الانتشار كرواية حفص أو أشد.(1/3113)
فهذا سبب قوي يدفع إلى ترك القراءة التي فيها أعمال كثيرة للغالبية من الناس؛ إلا من كانت عنده الهمة والرغبة في تعلم القراءات والقراءة والإقراء بها, وهم كُثر ولله الحمد والمنة, حتى زاد في هذا العصر الاهتمام بهذا العلم الجليل, وإني لأذكر أنه كان في كل مصر معهد واحد لتدريس القراءات, والآن في كل محافظة معهد لتعليم القراءات.
ولما كانت قراءة حفص من السهولة واليسر بمكان – كما سيأتي تفصيله في السبب الرابع – لا جرم كَثُر إقبال الناس عليها تلاوة وحفظًا وتعليمًا.
2 - اشتهرت روايته عن عاصم بن أبي النجود في الكوفة وكانت دار الخلافة حينئذ, يفد إليها العلماء وطلاب العلم, وكان حفص متفرغًا للإقراء عن غيره من القراء, ولما انتقلت الخلافة إلى بغداد انتقل حفص إليها, وأيضًا جاور بمكة وأقرأ بها, ومكة محل التقاء علماء العالم الإسلامي. ودار الخلافة بغداد كانت محط العلماء والمتعلمين, وكَثُر فيها الناس لوفرة العيش فيها؛ فاشتهرت روايته في بغداد أيضًا, وكثر عدد الآخذين لرواية حفص, ومن ثم انتشرت في سائر البلدان, وخاصة بلاد المشرق, وكان السائد في بلاد المغرب قراءة ورش وأبي عمرو.
فزيادة العناية بقراءة حفص في هذا الوقت؛ بالإقراء والتلقين والتدوين, وكتابة المصحف بما يوافقها وتداوله؛ سببًا قويًّا وعاملاً أساسًا في رواجها وانتشارها.
والذي يغلب على الظن أن هذه القراءة ظلت تتنقل مع الدولة في دور الخلافة من عصر إلى عصر؛ قراءة وتعليمًا وكتابة في المصاحف, حتى في عصرنا هذا.
3 – إتقان حفص لروايته عن عاصم, وقوة سنده من الأسباب المهمة في انتشار روايته؛ إذ يقول الشاطبي:
فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ وَعَاصِمٌ اسْمُهُ فَشُعْبَةُ رَاوِيهِ المُبَرِّزُ أَفْضَلاَ
وَذَاكَ ابْنُ عَيَّاشٍ أَبُو بَكْرٍ الرِّضَا وَحَفْصٌ وَبِاْلإتْقَانِ كانَ مُفضَّلاَ
وذلك أن حفصًا كان ابن زوجة شيخه عاصم بن أبي النجود, وكان معه في دار واحدة.(1/3114)
قال أبو عمرو الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة, ونزل بغداد فأقرأ بها, وجاور بمكة فأقرأ بها أيضًا. وقال ابن المنادي: وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر ابن عياش – يعني: شعبة – ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم, وأقرأ الناس دهرًا, وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي رضي الله عنه. يعني: سندًا.
فثناء الفقهاء والعلماء على إتقانه وضبط قراءته أدى إلى الإقبال الشديد على روايته.
4 - إن قراءة حفص يسيرة سهلة الأداء, والنفس ترغب في التيسير, والرواية ليس فيها عمل كثير إضافي كغيرها من قراءة الكوفيين؛ فضلاً عن غيرهم, كالإمالة الكثيرة في قراءة حمزة والكسائي وخلف - وهم قراء الكوفة -, وأيضًا المد المشبع في المنفصل والمتصل, والسكت المتكرر على الهمز الذي قبله ساكن موصولاً كان أم مفصولاً, والوقف على الهمز في قراءة حمزة وهشام, وإمالة هاء التأنيث حال الوقف عند الكسائي, والمدود أيضًا في قراءة ورش عن نافع, أو صلة ميم الجمع وسكونها واختلاف المد المنفصل في قراءة قالون عن نافع أيضًا, والصلة المتكررة أيضًا في قراءة ابن كثير المكي وأبي جعفر المدني, أو الإدغام الكثير للمثلين الكبير والمتقاربين في رواية السوسي عن أبي عمرو, أو العمل في الهمز المتتالي سواء كان في كلمة أو كلمتين, عند نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر؛ وهذا يعد عاملاً آخر للإقبال على رواية حفص.
5 – كما تعد أيضًا طباعة المصاحف برسم قراءة حفص؛ عاملاً أساسًا في انتشار هذه الرواية على مر العصور, وخاصة في هذا العصر الذي انتشرت فيه الطباعة بمختلف أنواعها ولا تجد أرضًا إلا والغالب فيها المصاحف المطبوعة برواية حفص عن عاصم، اللهم إلا النذر من بلاد المغرب وإفريقيا؛ الذي بدأ يغزوها هذا الانتشار الواسع لمطبوعات المصاحف الجديدة.(1/3115)
6 – الإذاعات والمرئيات بمختلف أنواعها؛ من القديم إلى الحديث كان الغالب فيها إذاعة رواية حفص. وهذا شيء ملحوظ ومشاهد. وكان أول تسجيل صوتي للقرآن الكريم في العالم الإسلامي بصوت الشيخ محمود خليل الحصري برواية حفص.
7 – تدريس القرآن برواية حفص في المدارس والمعاهد والجامعات والكتاتيب في أغلب الأقطار؛ حتى في معاهد القراءات بداية يدرسون القرآن برواية حفص؛ تلاوة وحفظًا وتجويدًا, ثم يُبنى عليها بقية القراءات العشر المتواترة, والأربعة من الشواذ.
8 – وثمة سبب لعله هو أقوى الأسباب وأهمها: أن الله عزَّ جلَّ قد وضع لهذه الرواية القبول والإقبال, لأسباب نعلمها أو لا نعلمها؛ فهي مع ذلك لا تنفي القراءات الأخرى وأهميتها, ولا تحط من شأنها فكلٌّ كلام رب العالمين, وتنزيل من حكيم حميد. والله تعالى أعلى وأعلم.
كما ندعو أهل الاختصاص في هذا العلم, إلى العمل على نشره وتداوله بين المسلمين, وتسجيل القراءات وإذاعتها على الناس؛ تلاوة وتعليمًا, وترغيبهم فيها, واتخاذ الطرق التي تيسرها لهم؛ ليتعرفوا كلام الله بحلاوته وطلاوته.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والعمل الصالح.
انتهى
المصدر موقع الألوكةhttp://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CounselID=18
http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CounselID=18
---
ابن وهب
03-07-2007, 03:32 PM
وفي الموضوع أعلاه تعقب على بعض ما جاء في رد الأستاذ
(المستشار: يسري حسين محمد سعد
) - وفقه الله
يعرف ذلك من قراءة الموضوع والحوار
ومن الموضوع الآخر الذي وضعت رابطه في المشاركة رقم
---
(1/3116)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرات بيانية في وصية لقمان لابنه
---
نظرات بيانية في وصية لقمان لابنه
---
ش.م
10-22-2004, 10:05 PM
نظرات بيانية في وصية لقمان لابنه
بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ الوصية من قوله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12 وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13 وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ14 وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 15 يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ 16 يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ17 وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ 18 وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ 19
تلك هي الوصية وقد بدأت بذكر إتيان لقمان الحكمة(1/3117)
"وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" 12
* الحكمة
والحكمة هي وضع الشيء في محله قولا وعملا، أو هي توفيق العلم بالعمل، فلا بد من الأمرين معا: القول والعمل، فمن أحسن القول ولم يحسن العمل فليس بحكيم، ومن أحسن العمل ولم يحسن القول فليس بحكيم.
فالحكمة لها جانبان: جانب يتعلق بالقول، وجانب يتعلق بالعمل.
والحكمة خير كثير كما قال الله تعالى: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269
* الله تعالى مؤتي الحكمة
ولذلك نلاحظ أنه تعالى قال: " وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ"
قال (آتينا) بإسناد الفعل إلى نفسه، ولم يقل: لقد أوتي لقمان الحكمة، بل نسب الإتيان لنفسه. والله تعالى في القرآن الكريم يسند الأمور إلى ذاته العلية في الأمور المهمة وأمور الخير، ولا ينسب الشر والسوء إلى نفسه ألبتة.
قال تعالى: "وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً10" الجن
فعندما ذكر الشر بناه للمجهول، وعندما ذكر الخير ذكر الله تعالى نفسه.
وهذا مطرد في القرآن الكريم، ونجده في نحو: "آتيناهم الكتاب" و "أوتوا الكتاب" فيقول الأولى في مقام الخير، وإن قال الثانية فهو في مقام السوء والذم
وقال تعالى: " وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً 83" الاسراء
فعندما ذكر النعمة قال: (أنعمنا) بإسناد النعمة إلى نفسه تعالى. وعندما ذكر الشر قال: "وإذا مسه الشر" ولم يقل: إذا مسسناه بالشر
ولم ترد في القرآن مطلقا: زينا لهم سوء أعمالهم، وقد نجد: زينا لهم أعمالهم، بدون السوء، لأن الله تعالى لا ينسب السوء إلى نفسه، ولما كانت الحكمة خيرا محضا نسبها إلى نفسه(1/3118)
ـ إن قيل: فقد قال في موضع: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269
فالرد أنه عز وجل قد قال قبلها: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"
فنسب إتيان الحكمة إلى نفسه، ثم أعادها عامة بالفعل المبني للمجهول
* مقام الشكر
ـ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ
لها دلالتان:
الأولىـ أن الحكمة لما كانت تفضلا ونعمة فعليه أن يشكر النعم، كما تقول: لقد آتاك الله نعمة فاشكره عليها. والله آتاه الحكمة فعليه أن يشكره لأن النعم ينبغي أن تقابل بالشكر لموليها. (آتاك نعمة الحكمة فاشكره عليها)
الثانية ـ أن من الحكمة أن تشكر ربك، فإذا شكرت ربك زادك من نعمه "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ 7)" ابراهيم
ولو قال غير هذا ، مثلا (فاشكر لله) لكان فيه ضعف، ولم يؤد هذين المعنيين.
وضعف المعنى يكون لأن الله تعالى آتاه النعمة "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ"
فإن قال بعدها: (فاشكرلله ) فهذا أمر موجه لشخص آخر وهو الرسول، فيصير المعنى : آتى الله لقمان الحكمة فاشكر أنت!!
كيف يكون؟
المفروض أن من أوتي الحكمة يشكر
ولذلك قال: "أن اشكر لله" فجاء بأن التفسيرية
ولو قال أي تعبير آخر لم يؤد هذا المعنى
* الشكر والكفر
وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12
"يشكر" قال الشكر بلفظ المضارع ، والكفران قاله بالفعل الماضي "ومن كفر"
من الناحية النحوية الشرط يجعل الماضي استقبالا ، مثال (إذا جاء نصر الله)، فكلاهما استقبال.
ويبقى السؤال : لماذا اختلف زمن الفعلين فكان الشكر بالمضارع والكفر بالمشي على أن الدلالة هي للاستقبال؟(1/3119)
من تتبعنا للتعبير القرآني وجدنا أنه إذا جاء بعد أداة الشرط بالفعل الماضي فذلك الفعل يُفعل مرة واحدة أو قليلا، وما جاء بالفعل المضارع يتكرر فعله
مثال: " وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا92" النساء
وبعدها قال: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا 93" النساء
فعندما ذكر القتل الخطأ جاء بالفعل الماضي لأن هذا خطأ غير متعمد، إذن هو لا يتكرر
وعندما جاء بالقتل العمد جاء بالفعل المضارع (ومن يقتل) لأنه ما دام يتعمد قتل المؤمن فكلما سنحت له الفرصة فعل. فجاء بالفعل المضارع الذي يدل على التكرار
مثال آخر: "وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً 19" الاسراء
فذكر الآخرة وجاء بالفعل الماضي لأن الآخرة واحدة وهي تراد.
لكن عندما تحدث عن الدنيا قال: "وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ 145" آل عمران
لأن إرادة الثواب تتكرر دائما
كل عمل تفعله تريد الثواب، فهو إذن يتكرر والشيء المتكرر جاء به بالمضارع يشكر، فالشكر يتكرر لأن النعم لا تنتهي " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ 34" إبراهيم
فالشكر يتكرر، كلما أحدث لك نعمة وجب عليك أن تحدث له شكرا
أما الكفر فهو أمر واحد حتى إن لم يتكرر، فإن كفر الإنسان بأمر ما فقد كفر، إن كفر بما يعتقد من الدين بالضرورة فقد كفر، لا ينبغي أن يكرر هذا الأمر لأنه إن أنكر شيئا من الدين بالضرورة واعتقد ذلك فقد كفر وانتهى ولا يحتاج إلى تكرار، أما الشكر فيحتاج إلى تكرار لأن النعم لا تنتهي(1/3120)
وفيه إشارة إلى أن الشكر ينبغي أن يتكرر وأن الكفر ينبغي أن يقطع، فخالف بينهما في التعبير فجاء بأحدهما في الزمن الحاضر الدال على التجدد والاستمرار وجاء بالآخر في الزمن الماضي الذي ينبغي أن ينتهي
* الله غني حميد
فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12
جاء بإنما التي تفيد الحصر، أي الشكر لا يفيد إلا صاحبه ولا ينفع الله ولا يفيد إلا صاحبه حصرا
أما الله فلا ينفعه شكر ولا تضره معصية
((( يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر )))
لذلك قال فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
جمع بين هاتين الصفتين الجليلتين الحميد أي المحمود على وجه الدوام والثبوت وهو تعالى غني محمود في غناه
ـ قد يكون الشخص غنيا غير محمود
ـ أو محمودا غير غني
ـ أو محمودا وهو ليس غنيا بعد، فإن اغتنى انقلب لأن المال قد يغير الأشخاص وقد يغير النفوس كما أن الفقر قد يغير النفوس
ـ وقد يكون الشخص غنيا وغير محمود لأنه لا ينفع في غناه، ولا يؤدي حق الله عليه ولا يفيد الآخرين، بل قد يجر المصالح لنفسه على غناه
ـ وقد يكون محمودا غير غني، ولو كان غنيا لما كان محمودا، فإن اجتمع الأمران فكان غنيا محمودا فذلك منتهى الكمال
وفي آية أخرى في السورة نفسها قال: " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
نقول: فلان غني أي هو من جملة الأغنياء، وقد يكون ملكا معه أغنياء
فإذا قلت هو الغني فكأن الآخرين ليسوا شيئا بالنسبة إلى غناه وهو صاحب الغنى وحده(1/3121)
فلماذا قال ها هنا فإن الله غني حميد وهناك في السورة نفسها هو الغني الحميد؟
نلاحظ أن في هذه الآية لم يذكر له ملكا ولا شيئا
وهذا حتى في حياتنا اليومية نستعمله نقول أنا غني عنك
كما قال الخليل أبلغ سليمان أني عنه في جو ** وفي غنى غير أني لست ذا مال
فقد تقول: أنا عني عنك، ولكن ليس بالضرورة أن تكون ذا ثروة ومال
فهنا لم يذكر الله سبحانه لنفسه ملكا
المعنى أن الله غني عن الشكر وعن الكفر لا ينفعه شكر ولا يضره كفر
أما في الآية الأخرى فقد ذكر له ملكا " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
فعندما ذكر له ملك السموات والأرض المتسع ، فمن أغنى منه؟ فقال هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
أهمية الحكمة في الوعظ
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
من هنا بدأت الوصية، فلماذا صدر بقوله: "ولقد آتينا.." وكان يمكن مثلا
أن يحذفها؟
الحكمة لها جانبان : جانب قولي وجانب عملي، وحكمة لقمان ليست فيما ذكره من أحاديث وأقوال وما قاله لابنه من الوصية، وإنما أيضا في العمل الذي فعله وهو تعهده لابنه وعدم تركه بلا وعظ أو إرشاد، وفي هذا توجيه للآباء أن يتعهدوا أبناءهم ولا يتركوهم لمعلمي سوء ولا للطرقات.
وصدر بالحكمة وهي ذات جانبين قولي وعملي لأمر آخر مهم، فعندما وصى ابنه فهل من الحكمة أن يوصي ابنه بشيء ويخالفه؟
هذا ليس من الحكمة ولو فعله فلن تنفع وصيته، لو خالف الوعظ عمل الواعظ والموجه لم تنفع الوصية بل لا بد أن يطبق ذلك على نفسه، فعندما قال آتينا لقمان الحكمة علمنا من هذا أن كل ما قاله لقمان لابنه فقد طبقه على نفسه أولا حتى يكون كلامه مؤثرا لذلك كان لهذا التصدير دور مهم في التربية والتوجيه.(1/3122)
ففي هذا القول ولقد آتينا لقمان الحكمة عدة دروس مهمة: الأول فيما قاله من الحكمة، الثاني في تعهده لابنه وتربيته وتعليمه وعدم تركه لأهل السوء والجهالة يفعلون في نفسه وعقله ما يشاء، الثالث قبل أن يعظ ابنه طبق ذلك على نفسه فرأى الابن في أبيه كل ما يقوله وينصحه به من خير ، لذلك كان لهذا التصدير ملمح تربوي مهم وهو توجيه الوعاظ والمرشدين والناصحين والآباء أن يبدؤوا بأنفسهم فإن ذلك من الحكمة وإلا سقطت جميع أقوالهم
التعهد بالنصح مع حسن اختيار الوقت
"وَهُوَ يَعِظُهُ
نحن نعرف أنه يعظه ويتضح أنه وعظ من خلال الآيات والأوامر وسياق الكلام، فلماذا قال وَهُوَ يَعِظُهُ
فيها دلالتان
ـ من حيث اللغة: الحال والاستئناس للدلالة على الاستمرار
وهو يعظه اختار الوقت المناسب للوعظ ، ليس كلاما طارئا يفعله هكذا، أو في وقت لا يكون الابن فيه مهيأ للتلقي، ولا يلقيه بغير اهتمام فلا تبلغ الوصية عند ذلك مبلغا لكنه جاء به في وقت مناسب للوعظ فيلقي ونفسه مهيأة لقبول الكلام
فهو إذن اختار الوقت المناسب للوعظ والتوجيه
ـ والأمر الثاني وَهُوَ يَعِظُهُ
فهذا من شأن لقمان أن يعظ ابنه، هو لا يتركه، وليست هذه هي المرة الأولى، هو من شأنه ألا يترك ابنه بل يتعاهده دائما، وهكذا ينبغي أن يكون المربي.
فكل كلمة فيها توجيه تربوي للمربين والواعظين والناصحين والآباء
الرفق في الموعظة
يا بني
كلمة تصغير للتحبيب، أي ابدأ بالكلام اللين اللطيف الهين للابن وليس بالتعنيف والزجر. بل بحنان ورقة لأن الكلمة الطيبة الهينة اللينة تفتح القلوب المقفلة وتلين النفوس العصية، عكس الكلمة الشديدة المنفرة التي تقفل النفوس . لذلك قال ربنا لموسى عن فرعون: "فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى 44" طه(1/3123)
وأنت أيها الأب إن أجلست ولدك إلى جانبك ووضعت يدك على رأسه وكتفه، وقلت له يا بني ، فتأكد أن هذه الكلمة بل هذه الحركة من المسح تؤثر أضعاف الكلام الذي تقوله ، وتؤثر في نفسه أكثر بكثير من كل كلام تقوله وتزيل أي شيء بينك وبينه من حجاب وتفتح قلبه للقبول.
وعندها فهو إن أراد أن يخالفك فهو يخجل أن يخالفك، بهذه الكلمة اللطيفة الشفيقة تزيل ما بينك وبينه من حجاب، ويكون لك كتابا مفتوحا أمامك، وعندها سيقبل كلامك والكلمة الطيبة صدقة
لذلك بدأ بهذه الكلمة مع أنه من الممكن أن يبدأ الأب بالأمر مباشرة ولكن لها أثُرها الذي لا ينكر ولايترك، فأراد ربنا أن يوجهنا إلى الطريقة اللطيفة الصحيحة المنتجة في تربية الأبناء وتوجيههم وإزالة الحجاب بيننا بينهم من دون تعنيف أو قسوة أو شدة، وبذلك تريح نفسه وتزيل كل حجاب بينك وبينه
ونحن في حياتنا اليومية نعلم أن كلمة واحدة قد تؤدي إلى أضعاف ما فيها من السوء، وكلمة أخرى تهون الأمور العظيمة وتجعلها يسيرة
ولقد تعلمت درسا في هذه الحياة قلته لابني مرة وقد اشتد في أمر من الأمور في موقف ما، وأنا أتجاوز الستين بكثير، وكان الموقف شديدا جدا، وقد فعل فعلته في جهة ما وخُبّرت بذلك فجئت به ووضعته إلى جنبي وقلت له: يا فلان تعلمت من الحياة درسا أحب أن تتعلمه وهو أنه بالكلمة الشديدة الناهرة ربما لا أستطيع أن أحصل على حقي ولكن تعلمت أنه بالكلمة الهينة اللينة آخذ أكثر من حقي
أس الوصية
يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
لم يبدأ بالعبادة ولم يقل له اعبد الله وإنما بدأ بالنهي عن الشرك، وذلك لما يلي:
أولا التوحيد أس الأمور، ولا تقبل عبادة مع الشرك، فالتوحيد أهم شيء
ثانيا العبادة تلي التوحيد وعدم الشرك فهي أخص منه(1/3124)
التوحيد تعلمه الصغير والكبير، فالمعتقدات تُتعلم في الصغر وما تعلم في الصغر فمن الصعب فيما بعد أن تجتثه من نفسه ، ولن يترك ما تعلمه حتى لو كان أستاذا جامعيا في أرقى الجامعات، هذا ما شهدناه وعايناه بأنفسنا
فهذا الأمر يكون للصغير والكبير ، تعلمه لابنك وهو صغير، ويحتاجه وهو كيبر، أما العبادة فتكون بعد التكليف
ثالثا ـ أمر آخر أنه أيسر، فالأمر بعدم الشرك (أي بالتوحيد) هو أيسر من التكليف بالعبادة، العبادة ثقيلة ولذلك نرى كثيرا من الناس موحدين ولكنهم يقصرون بالعبادة، فبدأ بما هو أعم وأيسر؛ أعم لأنه يشمل الصغير والكبير، وأيسر في الأداء والتكليف
ثم قال إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
لماذا اختار الظلم؟ لماذا لم يختر : إثم عظيم، ولماذا لم يقل كبير؟
لو تقدم شخصان إلى وظيفة أحدهما يعلم أمر الوظيفة ودقائقها وأمورها وحدودها، ويعبر عن ذلك بأسلوب واضح سهل بين، والثاني تقدم معه ولكنه لا يعلم شيئا ولا يحسنها وهو فيه عبء، وعنده قصور فهم وإدراك، فإن سوينا بينهما أفليس ذلك ظلما؟
ولو تقدم اثنان للدراسات العليا وأحدهما يعرف الأمور بدقة ويجيب على كل شيء، وله أسلوب فصيح بليغ لطيف، وآخر لا يعلم شيئا ولا يفقه شيئا ولم يجب عن سؤال ولا يحسن أن يبين عن نفسه، فإن سويت بينهما أفليس ذلك ظلما؟
والفرق بين الله وبين المعبود الآخر أكبر بكثير، ليست هناك نسبة بين الخالق والمخلوق، بين مولي النعمة ومن ليس له نعمة، فإن كان ذاك الظلم لا نرضى به في حياتنا اليومية فكيف نرضى فيما هو أعظم منه
فهذا إذن ظلم، وهو ظلم عظيم
والإنسان المشرك يحط من قدر نفسه لأن الآلهة التي يعبدها تكون أحط منه، وقصارى الأمر أن تكون مثله، فهو يعبد من هو أدنى منه، أو بمنزلته، فهذا حط وظلم للنفس بالحط من قدرها، إنه ظلم لأنه يورد نفسه موارد التهلكة ويخلدها في النار وهذا ظلم عظيم(1/3125)
وأمر آخر أن الإنسان بطبيعته يكره الظلم، قد يرتضيه لنفسه لكن لا يرضى أن يقع عليه ظلم ، فاختار الأمر الذي تكرهه نفوس البشر (الظلم) وإن كان المرء بنفسه ظالما
وفي هذا القول تعليل، فهو لم يقل له: لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ وسكت، وإنما علل له، وهذا توجيه للآباء أن يعللوا لا أن يقتصروا على الأوامر والنواهي بلا تعليل، لا بد من ذكر السبب حتى يفهم لماذا، لا بد أن يعرف حتى يقتنع
فهو بهذه النهاية إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
أفادنا أمورا كثيرة في التوجيه والنصح والتعليم والتربية.
عظم حق الوالدين
وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ14
ـ (ووصينا) من قائلها؟
هذه ليست وصية لقمان، هذا كلام الله ، لقمان لم ينه وصيته، هذه مداخلة، وستتواصل الوصية فيما بعد .
قبل أن يتم الوصية قال الله وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ ، ولم يدع لقمان يتم الوصية، بل تدخل سبحانه بهذا الكلام ، وذلك لأسباب:
ـ أولا: أمر الوالدين أمر عظيم، والوصية بهما كذلك، فالله تعالى هو الذي تولى هذا الأمر، ولم يترك لقمان يوصي ابنه به، فلما كان شأن الوالدين عظيما تولى ربنا تعالى أمرهما، لعظم منزلتهما عند الله تعالى.
ثانيا ـ لو ترك لقمان يوصي ابنه يا بني أطع والديك لكان الأمر مختلفا.
لأننا عادة ة في النصح والتوجيه ننظر للشخص الناصح هل له في هذا النصح نفع؟ فإن نصحك شخص ما فأنت تنظر هل في هذا النصح نفع يعود على الناصح؟
فإن كان فيه نفع يعود على الناصح فأنت تتريث وتفكر وتقول: قد يكون نصحني لأمر في نفسه، قد ينفعه، لو لم ينفعه لم ينصحني هذه النصيحة.
لو ترك الله تعالى لقمان يوصي ابنه لكان ممكنا أن يظن الولد أن الوالد ينصحه بهذا لينتفع به، ولكن انتفت المنفعة هنا فالموصي هو الله وليست له فيه مصلحة.(1/3126)
ـ وقال: ( ووصينا)، ولم يقل: وأوصينا
والله تعالى يقول (وصّى) بالتشديد إذا كان أمر الوصية شديدا ومهماً، لذلك يستعمل وصى في أمور الدين، وفي الأمور المعنوية
"وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 132" البقرة
"وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ 131" النساء
أما (أوصى) فيستعملها الله تعالى في الأمور المادية : "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ" النساء
لم ترد في القرآن أوصى في أمور الدين إلا في مكان واحد اقترنت بالأمور المادية وهو قول السيد المسيح : "وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً 31" مريم
في غير هذه الآية لم ترد أوصى في أمور الدين، أما في هذا الموضع الوحيد فقد اقترنت الصلاة بالأمور المادية وقد قالها السيد المسيح في المهد وهو غير مكلف أصلا.
قال وصى وأسند الوصية إلى ضمير التعظيم (ووصينا) والله تعالى ينسب الأمور إلى نفسه في الأمور المهمة وأمور الخير
ـ ولم يقل بأبويه بل اختار بوالديه
الوالدان مثنى الوالد والوالدة، وهو تغليب للمذكر كعادة العرب في التغليب إذ يغلبون المذكر كالشمس والقمر يقولون عنهما (القمران)
والأبوان هما الأب والأم ولكنه أيضا بتغليب المذكر ولو غلب الوالدة لقال الوالدتين، فسواء قال بأبويه أو بوالديه فهو تغليب للمذكر، ولكن لماذا اختار الوالدين ولم يقل الأبوين؟
لو نظرنا إلى الآية لوجدناه يذكر الأم لا الأب: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
فذكر أولا ا لحمل والفطام من الرضاع (وفصاله) ولم يذكر الأب أصلا
ذكر ما يتعلق بالأم (الحمل والفصال) وبينهما الولادة(1/3127)
والوالدان من الولادة، والولادة تقوم بها الأم
إذن: أولا (المناسبة) فعندما ذكر الحمل والفصال ناسب ذكر الولادة.
ثانيا: ذكره بالولادة وهو عاجز ضعيف، ولولا والداه لهلك فذكره به.
ثالثا إشارة إلى انه ينبغي الإحسان إلى الأم أكثر من الأب، ومصاحبة الأم أكثر من الأب، لأن الولادة من شأن الأم وليست من شأن الأب.
لذلك فعندما قال (بوالديه) ذكر ما يتعلق في الأصل بالأم، ولذلك فهذه الناحية تقول : ينبغي الإحسان إلى الوالدة قبل الأب وأكثر من الأب
ولذلك لا تجد في القرآن الكريم البر أو الدعاء أو التوصية إلا بذكر الوالدين
لا الأبوين
أمثلة :
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً 23" الاسراء
" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً 36" النساء
" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً 151" الأنعام
وكذلك البر والدعاء والإحسان
"رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ 41" ابراهيم
" رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً28" نوح
"وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً 8" العنكبوت
" وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً 15" الاحقاف
لم يرد استعمال (الأبوين) إلا مرة في المواريث، حيث نصيب الأب أكثر من نصيب الأم، أو التساوي في الأنصبة
لكن في البر والتوصية والدعاء لم يأت إلا بلفظ الوالدين إلماحا إلى أن نصيب الأم ينبغي أني كون أكثر من نصيب الأب(1/3128)
كما ان لفظ (الأبوان) قد يأتي للجدين : "وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ 6" يوسف
ويأتي لآدم وحواء: "يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ 27" لأعراف
فاختيار الوالدين له دلالات مهمة
ثم هو هنا لم يأت بالأب أصلا بل قال ( حملته أمه وهنا ..) ولم يرد ذكر للأب أبدا، لذلك كان اختيار الوالدين انسب من كل ناحية
قد تقول إن هذا الأمر تخلف في قصة سيدنا يوسف عندما قال: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً100" يوسف فاختار الأبوين
الجواب: لم يتخلف هذا الأمر، فعندما قال رفع أبويه لم يتخلف وإنما هو على الخط نفسه، وذلك لما يلي:
ـ أولا: في قصة يوسف لم يرد ذكر لأم مطلقا
ورد ذكر الأب فهو الحزين وهو الذي ذهب بصره .. الخ
ولم يرد ذكر للام أصلا في قصة يوسف
ـ ثانيا في هذا الاختيار أيضا تكريم للأم لأنه قال: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً100"
فالعادة أن يكرم الابن أبويه، ليس أن يكرم الأبوان الابن
ولكن هنا هم خروا له سجدا
فالتكريم هنا حصل بالعكس من الأبوين للابن
ولذلك جاء بلفظ الأبوين لا الوالدين إكراما للام فلم يقل: ورفع والديه
وفيها إلماح آخر أن العرش ينبغي أن يكون للرجال
فلما قال أبويه هنا ففيه تكريم للأم، ويلمح أن لعرش ينبغي أن يكون للرجال ، ويناسب ما ذكر عن الأب إذ القصة كلها مع الأب، فهو الأنسب من كل ناحية
وهنا قد يرد سؤال: إن الأم هي التي تتأثر وتتألم أكثر وتحزن فلماذا لم يرد ذكرها هنا؟ ألم تكن بمنزلة أبيه في اللوعة والحسرة؟(1/3129)
لا .. المسألة أمر آخر، أم يوسف ليست أم بقية الإخوة، هي أم يوسف وأخيه فقط، ولذلك فيكون كلامها حساسا مع إخوته، أما يعقوب عليه السلام فهو أبوهم جميعا، فإذا عاتبهم أو كلمهم فهو أبوهم، أما الأم فليست أمهم، فإذا تكلمت ففي الأمر حساسية، وهذا من حسن تقديرها للأمور فكتمت ما في نفسها وأخفت لوعتها حتى لا تثير هذه الحساسية في نفوسهم
وهذا من حسن التقدير والأدب، فلننظر كيف يختار القرآن التعبيرات في مكانها ويعلمنا كيف نربي ونتكلم مع أبنائنا
http://www.lamasaat.8m.com/Loqman.htm
---
(1/3130)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الثاني : مسائل مهمة في نزول القرآن )
---
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الثاني : مسائل مهمة في نزول القرآن )
---
أبومجاهدالعبيدي
04-14-2003, 03:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الدرس الثاني من دروس علوم القرآن ، وسيكون في موضوع مهم من موضوعات هذا العلم ، وقد وقع أكثر من كتب فيه من المؤلفين في علوم القرآن في أخطاء وزلات ينبغي التنبه لها والحذر من الوقوع فيها .
وسيكون الحديث في هذا الموضوع في مسائل :
المسألة الأولى :في معنى النزول :
النزول في اللغة : النزول في الأصل انحطاط من علو ، ويطلق ويراد به الحلول ، كقوله تعالى : ( فإذا نزل بساحتهم ) أي : حلّ . يقال : نزل فلان بالمدينة : أي حل بها .
وأمّا معنى النزول في الشرع فهو نفس معناه في اللغة ، فالمراد الشرعي بكلمة "نزول" هو حقيقتها اللغوية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( ليس في القرآن ولا في السنة لفظ "نزول" إلا وفيه معنى النزول المعروف ، وهذا هو اللائق به ، فإنه نزل بلغة العرب ، ولا تعرف العرب نزولاً إلا بهذا المعنى ، ولو أريد غير هذا لكان خطاباً بغير لغتها ، ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان ، وهذا لا يجوز ....) اه من مجموع الفتاوي [ 12/257 ] .(1/3131)
إذا تقرر هذا تبين لنا خطأ من قال : إن المعنيين اللغويين للنزول لا يليقان بنزول القرآن على وجه الحقيقة لاقتضائهما الجسمية والمكانية والإنتقال ، فلا بد من حمل نزول القرآن على معنى مجازي ، وليكن هذا المعنى المجازي لإنزال القرآن هو الإعلام في جميع إطلاقاته ، إلى آخر ما ذكروه في هذا المعنى . [ذكر معنى هذا الكلام كثير ممن ألف في علوم القرآن وتكلم عن نزوله ، ومن أشهرهم الزرقاني في كتابه المعروف :مناهل العرفان 1/42-43 ، والشيخ محمد أبو شهبه في كتابه : المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 44 ، 45 . ]
فهذا الكلام الذي ذكروه مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة ، ولا حاجة لتفسير النزول بمعان مجازية غير معروفة في الكلام العربي الذي نزل به القرآن .
فنزول القرآن نزول حقيقي ليس بمجاز ، ويدل على هذا بوضوح الآيات التي جاء فيها توكيد لفظ النزول بالمصدر ، كما في قوله تعالى : ( ونزّلناه تنزيلاً ) ، وقوله سبحانه : ( إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً ) .
قال النحاس رحمه الله في إعراب القرآن 1/ 507 : ( وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازاً ) اه .
يمكن الرجوع إلى المراجع التالية لمن أراد الإستزادة :
1- كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام
2- كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية كلاهما للشيخ محمد بن عمر بازمول .
3- كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم للشيخ خالد بن عثمان السبت .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المسألة الثانية من مسائل نزول القرآن : كيف أنزل القرآن ؟(1/3132)
من المعلومات التي لا مجال للشك فيها في دين الإسلام أن القرآن الكريم لم ينزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جملة واحدة كما هو الشأن في الكتب السالفة كالتوراة والإنجيل ، وإنما نزل مفرقاً حسب الوقائع والأحداث منذ البعثة حتى آخر حياة النبي عليه الصلاة والسلام . قال تعالى : (وقال الذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً ) . وقال جلّ وعلا : ( وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً ) .
ولا يتعارض هذا مع الآيات التي صرح فيها بإنزال القرآن في شهر رمضان في الليلة المباركة التي هي ليلة القدر كما في قوله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) ، وقوله سبحانه : ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) ، وقوله : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) .
فالمراد بإنزال القرآن في الآيات الثلاث السابقة إما ابتداء نزوله كما ذهب إلى ذلك بعض علماء السلف ، وهو وجه محتمل . وأقوى منه أن المراد بالإنزال في هذه الآيات ما صح وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره أنه نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا .
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : قوله : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) قال : نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا ، فكان الله تبارك وتعالى ينزّل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض ، قالوا : (لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً ) .[ أثر صحيح أخرجه ابن جرير والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات وقال محققه عبدالله الحاشدي : إسناده صحيح ، وكذا صححه السيوطي في الإتقان ، وقد خرجه محمد بازمول بالتفصيل في كتاب القراءات وأثرها في الأحكام 1/ 35 ، وذكر أن إسناده صحيح ] .(1/3133)
تنبيه مهم : لا يفهم من أثر ابن عباس السابق ، وغيره من الآثار في هذا المعنى أن نزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم كان من السماء الدنيا بواسطة جبريل عليه السلام ، بل الصحيح أن نزول القرآن عليه صلى الله عليه وسلم كان من الله جل وعلا مباشرة بواسطة جبريل عليه السلام ، حيث تكلم الله بالقرآن ، وتلقاه منه جبريل ، ثم نزل به على النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاه منه ، كما دلت على ذلك الآيات التي فيها التصريح بأن القرآن نزل من الله إلى رسوله . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( ... وكذلك قد أخبر في غير موضع من القرآن أن القرآن نزل منه ، وأنه نزل به جبريل منه ، ... قال تعالى : ( أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق ) ، وقال تعالى : ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ) .... فبين أن جبريل نزّله من الله لا من هواء ، ولا من لوح ، ولا من غير ذلك ..........
فقد بين الله في غير موضع أنه منزل من الله ، فمن قال إنه منزل من بعض المخلوقات كاللوح والهواء فهو مفتر على الله ، مكذب لكتاب الله ، متبع لغير سبيل المؤمنين .) انتهى المراد باختصار [ مجموع الفتاوي 12/ 519-520 ] .
وقد فهم هذا الفهم الباطل أكثر الكاتبين والمتكلمين في هذا الموضوع ، ثم انقسموا إلى قسمين :
القسم الأول : بعض أهل السنة الذين لا يشكون في نزول القرآن من الله تعالى بواسطة الأمين جبريل عليه السلام على قلب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، فأدى بهم هذا الفهم إلى إنكار الآثار الثابتة عن ابن عباس وغيره وتضعيفها .(1/3134)
ومن هذا القسم الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله مفتي الديار السعودية سابقاً ، فقد ألف رسالة لبيان بطلان القول بأن القرىن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا ، وبين أن هذا القول دسيسة اعتزالية لإنكار أن يكون الله تبارك وتعالى تكلم بالقرآن ؛ لأن المعتزلة عن الحق ينكرون إثبات صفة الكلام لله عز وجل . [ أشار إلى ذلك الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد في كتابه : تهذيب التفسير 1/ 409-410 ] .
ومنهم كذلك الشيخ محمد العثيمين رحمه الله ، حيث سأله سائل فقال : ينسب إليكم أنكم ضعفتم قول ابن عباس بأن القرآن أنزله الله في رمضان جملة واحدة إلى السماء الدنيا ، فهل هذا صحيح ؟ وهل من دليل على خلافه ؟ . فأجاب رحمه الله بقوله : ( نعم ، الأدلة على خلافه أن الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله على محمد صلى الله عليه وسلم ......) إلخ كلامه من كتاب اللقاء الشهري مع فضيلة الشيخ مجمد بن صالح العثيمين رقم 3 ص 30 ، 31 .
والقسم الثاني : أثبت هذه الآثار ، وفهم منها أن للقرآن نزولين : أحدهما من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا جملة واحدة ، والثاني : من السماء الدنيا إلى محمد صلى الله عليه وسلم منجماً مفرقاً بواسطة جبريل .
وأكثر المؤلفين في علوم القرآن من هذا القسم ، كالزركشي في البرهان ، وابن حجر ، والزرقاني في مناهل العرفان ، وغيرهم كثير .
والمتأمل في أقوال ابن عباس يجد أنها تدل على النزول الأول الذي ذكروه صراحة ، وأما النزول الثاني فإنها لا تدل عليه كما هو ظاهر لمن تأملها .
والخلاصة التي توصلت إليها بعد طول بحث وتأمل في أقوال العلماء في هذه المسألة أن للقرآن الكريم نزولين :(1/3135)
نزول من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ، وكان هذا النزول في ليلة القدر التي هي الليلة المباركة من شهر رمضان كما تدل على ذلك الآيات الثلاث المذكورة سابقاً مع الآثار الثابتة عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وهي صحيحة لا غبار عليها ، ولا يمكن دفعها . [ ولعل أحد الإخوة الذين لهم دراية بالتخريج ودراسة الأسانبد يفيدوننا بالتفصيل في ثبوت هذه الآثار عن ابن عباس . ]
والنزول الثاني نزول مباشر من الله تعالى إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام .
فهذا الذي ينبغي أن يصار إليه ، أما أن يفهم من الآثار عن ابن عباس أن جبريل لم ينزل بالقرآن من الله تعالى ، وإنما نزل به من السماء الدنيا ، ثم يوصل هذا الفهم إلى القول بضعف هذه الآثار ، بل إلى إبطالها لمخالفتها القرآن كما ظنوا ، فهذا استعجال أدى إليه عدم فهم هذه الآثار على وجهها الصحيح .
وبقي بعض التنبيهات المتعلقة بهذا المبحث نرجئها إلى درس آخر ، والله أعلم .
تنبيه : للتوسع في هذا الموضوع ينظر كتاب الأستاذ الدكتور : محمد الشايع نزول القرآن الكريم ؛ فقد توسع في ذكر الأقوال في كيفية نزول القرأن
---
خالد الباتلي
04-16-2003, 09:01 PM
أخي الكريم الشيخ / أبا مجاهد العبيدي
جزاك الله خيرا على ماتتحفنا به من هذه الفوائد والدرر ، فواصل المسيرة بارك الله فيك
وأود أن أستوضح منكم حول ماجاء في المشاركة من قولك :
لا يفهم من أثر ابن عباس السابق ، وغيره من الآثار في هذا المعنى أن نزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم كان من السماء الدنيا بواسطة جبريل عليه السلام ، بل الصحيح أن نزول القرآن عليه صلى الله عليه وسلم كان من الله جل وعلا مباشرة بواسطة جبريل عليه السلام .
فما حقيقة الفرق بين القولين ؟
وجزيتم خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
04-16-2003, 09:54 PM
استأذنك يا شيخ خالد في المشاركة ، والشيخ أبو مجاهد يصوب فهمي أو يرده علي:(1/3136)
الفرق بين القولين كما فهمته هو أن ابن عباس يرى أن القرآن الكريم نزل إلى السماء الدنيا كله مرة واحدة . ثم نزل بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم منجماً ، والواسطة في التنزلين هو جبريل عليه الصلاة والسلام.
لكن الشيخ أبا مجاهد خشي أن نظن أن جبريل عليه السلام بعد ذلك كان ينزل بالقرآن منجماً من السماء الدنيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يكون ذلك منجماً من الله كذلك. بل يكتفي بالنزول به من السماء الدنيا للنبي صلى الله عليه وسلم.
بل الصحيح هو أن جبريل كان بعد ذلك ينزل بالوحي من الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة. ولا يكتفي بكون القرآن قد نزل إلى السماء الدنيا فلا يأخذه عن الله كل مرة.
وهذا على رأي ابن عباس كما شرح أبو مجاهد. أرجو أن لا أكون أسأت الفهم إن شاء الله.
---
أبومجاهدالعبيدي
04-17-2003, 12:01 AM
بسم الله
أشكرك أخي خالد على حسن ظنك بأخيك ، ومتابعتك لما يكتب
أما ما ذكرته في سؤالك ؛ فالجواب كما ذكر الأخ عبد الرحمن
وما ذكره بقوله : (لكن الشيخ أبو مجاهد خشي أن نظن أن جبريل عليه السلام بعد ذلك كان ينزل بالقرآن منجماً من السماء الدنيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يكون ذلك منجماً من الله كذلك. بل يكتفي بالنزول به من السماء الدنيا للنبي صلى الله عليه وسلم.)
أقول : هذا الفهم قد وقع فيه أكثر من كتب في هذا الموضوع من المتأخرين ؛ حيث فهموا من أثر ابن عباس أن جبريل أخذ القرآن من السماء الدنيا ، وليس من الله مباشرة . ولهذا رد بعض العلماء هذا الأثر وضعفوه لما ظنوا أنه يدل على هذا المعنى كما وقع من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما ذكرت ذلك سابقاً .
وأرحب بمداخلاتك أخي عبدالرحمن ، وآذن لك في الجواب على أي استفسار من الأعضاء الكرام .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-23-2003, 02:39 PM
مبحث في نزول القرآن منجماً :(1/3137)
القرآن نزل على الرسول r منجماً مفرقاً حسب الوقائع والأحداث وحسب الحاجة إليه .
وهذه إحدى الحِكَم الكثيرة لنزول القرآن منجماً .
وقد أثار هذا التنجيم للقرآن أعداء القرآن من المشركين واليهود وغيرهم ، فتساءلوا : لماذا لم ينزل القرآن جملة واحدة ؟ وهذا السؤال تولّى الله الإجابة عليه في موضعين من كتابه ، فقال تعالى في سورة الفرقان : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً .وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } [ الفرقان : 32 ، 33 ] ، وقال في سورة الإسراء : { وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً } [ الإسراء : 106 ] .
ومن هذه الآيات يُمكن أن نأخذ أربع حكم أساسية لنزول القرآن منجماً ، وهي :
1 - تثبيت فؤاد النبي r وتقوية قلبه ، كما قال تعالى : { كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } .
2 - مواجهة ما يطرأ من أمور وأحداث تمس الدعوة ، قال تعالى : { وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } .
3 - تعهد هذه الأمة التي أُنزل عليها القرآن ، وتعليمها ما تحتاج إليه بتدرج ، كما قال الحكيم الخبير : { وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ } .
4 - التنبيه على وجه من وجوه إعجاز القرآن ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : { كَذَ! لِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} وقوله : { وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً } .(1/3138)
وبيان ذلك : أننا إذا لاحظنا أن القرآن نزل مفرقاً على حسب أحداث ووقائع لم تكن على ترتيب أو نسق معين ، ثُمَّ قد وُضعت كل آية أو مجموعة آيات نزلت في مكان خاص بها من سورة من سور القرآن التي أمر الرسول r حسب أمر الوحي له بوضع الآية أو الآيات فيها ، حتى إن سورة البقرة كانت أول ما نزل من القرآن في المدينة واستمر نزولها بتتابع فكان فيها آخر ما نزل من القرآن قاطبة ، وهي أطول سورة في القرآن ، ثُمَّ يقرأ القارئ المتدبر هذا القرآن بعد ذلك فيجد الترابط المحكم ، والانسياق العجيب ، وكأن السورة الطويلة بناءٌ محكم الترابط ، تام التكوين ، مِمَّا يدل دلالة قاطعة على أن هذا القرآن تنزيل من حكيم عليم ، أحاط علمه بما هو كائن كما قال تعالى : { قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماَواَتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا } [ الفرقان : 6 ] .
فهذه أظهر الحِكَم لنزول القرآن منجماً . [هذه الحكم الأربع نقلتها من كتاب علوم القرآن الكريم للدكتور نور الدين عتر ص 28 - 34 بتصرف واختصار .]
وهناك حِكَمٌ أخرى كثيرة ، بعضها يرجع إلى القرآن نفسه ، وبعضها يرجع إلى يرجع إلى المتلفتين لهذا القرآن من المؤمنين وغيرهم ، والبعض الآخر يرجع إلى الظروف والملابسات التي لابست نزول الوحي .
ومَنْ أراد الوقوف بالتفصيل على هذه الحكم فليرجع إلى ما كتبه المؤلفون في علوم القرآن ، وخاصة المتأخرون منهم .
[وممن توسع في ذكر هذه الحكم :
l صاحب كتاب القرآن المبين وكيف نزل به الروح الأمين : محمد بحيرى إبراهيم .
l صاحب كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن : عبدالعظيم الزرقاني .
l صاحب كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم : محمد محمد أبي شيبة .
l صاحب كتاب مباحث في علوم القرآن صبحي الصالح .
l صاحب كتاب مباحث في علوم القرآن مناع القطان .]
---
أبومجاهدالعبيدي
06-05-2003, 03:13 PM(1/3139)
يرفع للنظر والتأمل بعد التعديل والتقسيم الجديد
---
محمد الأمين
07-08-2003, 10:33 PM
جاء في تفسير الطبري:
29177 - حدثنا ابن المثنى (محمد بن المثنى أبو موسى البصري، ثقة ثبت), قال : ثني عبد الأعلى (ثقة) , قال : ثنا داود (بن أبي هند، ثقة متقن) , عن عكرمة (ثقة ثبت), عن ابن عباس , قال : نزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا , فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزله منه حتى جمعه .
29178 - حدثنا ابن المثنى قال : ثنا عبد الوهاب (ثقة) , قال : ثنا داود , عن عكرمة , عن ابن عباس , قال : أنزل الله القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر , وكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئا أوحاه , فهو قوله : { إنا أنزلناه في ليلة القدر } .
* - قال : ثنا ابن أبي عدي (محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، ثقة), عن داود , عن عكرمة , عن ابن عباس , فذكر نحوه , وزاد فيه . وكان بين أوله وآخره عشرون سنة .
29180 - حدثني يعقوب , قال : ثنا هشيم , قال : أخبرنا حصين , عن حكيم بن جبير (شيعي متروك) , عن ابن عباس , قال : نزل القرآن في ليلة من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة , ثم فرق في السنين , وتلا ابن عباس هذه الآية : { فلا أقسم بمواقع النجوم } قال : نزل متفرقا .
29183 -قال : ثنا جرير (بن عبد الحميد، ثقة فيه تشيع), عن منصور (ثقة ثبت) , عن سعيد بن جبير (ثقة ثبت) , عن ابن عباس , في قوله { إنا أنزلناه في ليلة القدر } قال : أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر , إلى السماء الدنيا , فكان بموقع النجوم , فكان الله ينزله على رسوله , بعضه في إثر بعض , ثم قرأ : { وقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا }
---
ابن أبي حاتم
07-09-2003, 05:36 PM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجميعن، وبعد.(1/3140)
أخوتي الكرام في ملتقى أهل التفسير!!
ربما تكون هذه المرة الأولى التي أكتب بها في هذا الملتقى بمشاركة علمية، وإنما آثرت خلال الفترة الماضية أن أكون قارئاً ومستفيداً؛ لعلمي بقدر نفسي من هذا العلم، وحفاظاً على قوة هذا الملتقى الذي ظهر بقوة علمية مميزة، وذلك بفضل الله ثم بسبب جهود الأخوة القائمين على هذا الملتقى العملي المتخصص.
ثم لما رأيت هذا الموضوع، وقد كان سبق لي بحثه من سنين = أحببت أن أفيدكم بما لدي، فلعلي لا أكون ثقيلاً على ملتقاكم.
أما نزول القرآن، فلنا فيه أصلٌ مقرر عند أهل السنة والحديث، وهو أن القرآن كلام الله تعالى، تكلم الله به حقيقة، وأوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل، ودلائل هذا الأصل متقررة في كتاب الله وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ كقوله تعالى: (وإن أحد من المؤمنين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)، ودلائل ذلك مبسوطة في كتب أصول الدين.
وكلام الله تعالى -كما هو معلوم - صفةٌ ذاتية باعتبار أن الله لم يزل ولا يزال متكلماً، وفعليةٌ من باعتبار آحاد الكلام.
وقد دلت الدلائل من الكتاب والسنة على أن الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله، ولهذا نجد أن الله يتكلم عن أشياء وقت في زمن التنزيل بلفظ المضي، مما يدل أن الكلام وقع عقيبه ، ولا يصح أن يقال إن الله تكلم بشيء لم يحدث وأخبر عنه بصيغة المضي، وذلك مثل قول الله تعالى: (عبس وتولى) فنعلم أن الله إنما تكلم به بعد عبوس النبي صلى الله عليه وسلم في وجه ابن أم مكتوم، وكذلك أيضاً قوله تعالى: (وإذ غدوت تبوئ للمؤمنين مقاعد للقتال)، وكذلك قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها)، وقوله: ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء)، إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على هذا الأصل.(1/3141)
ومن السنة ما رواه البخاري عن ابن مسعود معلقاً: «إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئاً، فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق، ونادوا: ماذا قال ربكم قالوا: الحق»، ورواه أبو داود برقم (4738) موصولاً، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل حتى إذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم قال فيقولون يا جبريل ماذا قال ربك فيقول الحق فيقولون الحق الحق».
وهو في البخاري برقم(4800) عن أبي هريرة يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خَضَعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: للذي قال الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه- فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء».
وهذا الحديث فيه بيان حال الملائكة حين يقضي الله بالأمر من السماء، ومنه كلامه بالوحي كما دلت عليه رواية أبي دواد، وفيه أن جبريل ينزل به عقيب سماعه، وصعق الملائكة لسماع الوحي، وهو دال على أن الله يتكلم بالقرآن حين أنزاله.(1/3142)
وأيضاً فمن المتقرر في دلائل الشرع أن الله نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً ومنجماً حسب الوقائع والأحوال، كما في قول الله تعالى: (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً)، وقوله: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)، وهذا معلوم ثابت بالإجماع من دين المسلمين.
وقد أخرج الطبري (2/154)، والنسائي (6/519)، والحاكم (2/242)، والبهيقي (4/306)، عن ابن عباس رضي الله عنه بالأفاظ متقاربه أنه قال: «أنزل الله القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا منه انزله من حتى جمعه»، والحديث إسناده صحيح، وقد صححه الحافظ ابن حجر في الفتح (8/620).
ثم ظنت طائفة من المتكلمين وغيرهم ممن ينفون صفة الكلام عن الله، قالوا: إن جبريل كان يأخذ القرآن من اللوح المحفوظ، كما زعم ذلك السيوطي وغيره، وقد ألف الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله رسالة في إبطال هذا القول، لكنه لم يضعف أثر ابن عباس كما ذكر الأخ أبو مجاهد العبيدي وفقه الله، والرسالة في مجموع فتاواه رحمه الله.
وقد كان شيخنا الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله يتردد في صحة الأثر عن ابن عباس، وسبب الإشكال عند الشيخ أنه فهم منه رحمه الله أنه يتعارض مع ما ذكرت أن الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله!!
وهذا الإشكال ليس بظاهر، لأن الناظر في أثر ابن عباس يجد أن هناك إنزالين للقرآن:
الأول من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.
والثاني: وهو الوحي الذي يوحيه الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل عليه السلام.(1/3143)
وعند النظر نجد أن النصوص صرحت أن إنزال الله القرآن عل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم = وحيٌ، وفيه ان الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله كما ذكرنا سابقاً.
أما نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، فلم يذكر في شيء من الروايات انه يقتضي أن الله تكلم به في هذا الإنزال، بل كونه مكتوبا قبلُ في اللوح المحفوظ لم يقتضِ ذلك.
وحقيقة هذا الإنزال أنه إنزال كتابي؛ إذ هو إنزال من مكتوب إلى مكتوب، وليس في شيء من الروايات الصحيحة لهذا الأثر أو غيره = أن جبريل يأخذ من اللوح المحفوظ.
وبهذا يزول الإشكال الذي من أجله تررد شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في صحة هذا الأثر.
إذا تقرر هذا فقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)، يقال فيها: إنها تشمل نوعي الإنزال الذي أشار إليه أثر ابن عباس:
الأول: الذي هو إنزال الوحي، و يكون المراد منه إنزال أوله.
الثاني: نزوله جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب: ابن أبي حاتم
---
أبومجاهدالعبيدي
07-13-2003, 05:16 AM
بسم الله
أشكر الأخ الكريم ابن أبي حاتم على مداخلته القيمة ، ولي مع ما ذكر وفقه الله هذه الوقفات :
الوقفة الأولى : أشكره على التنبيه على أن الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله لم يضعف أثر ابن عباس رضي الله عنهما .(1/3144)
والذي حملني على ما ذكرت هو ما نقله عنه الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد في تفسيره تهذيب التفسير وتجريد التأويل مما ألحق به من الأباطيل ورديء الأقاويل ؛ حيث قال : وقد ألف مفتي الديار السعودية السابق الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله رسالة لبيان بطلان القول بأن القرآن نزل جملة إلى السماء الدنيا ، وأن جبريل نجمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة ....إلخ كلام الشيخ عبدالقادر 1/409-410 .
ولازم ما نقله عنه أنه يرد أثر ابن عباس الذي يدل على هذا المعنى الذي أبطله .
وعذري أن الرسالة ليست عندي ، ولم أرجع إليها مباشرة بل نقلت عنها بواسطة .
ولعلك أخي تتأكد من نص كلام الشيخ إن كانت الرسالة عندك ، أو يمكنك الإطلاع عليها .
الوقفة الثانية : ما ذكرته وفقك الله بقولك :إذا تقرر هذا فقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)، يقال فيها: إنها تشمل نوعي الإنزال الذي أشار إليه أثر ابن عباس:
الأول: الذي هو إنزال الوحي، و يكون المراد منه إنزال أوله.
الثاني: نزوله جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
فيه نظر من جهتين :
الأولى : لا بد من إثبات أن أول القرآن نزل في رمضان حتى يصح قولك ، والمعروف المشهور في السيرة أن نزول القرآن ابتدأ في غير رمضان في غار حراء _ على خلاف في هذه المسألة _ .
والثانية : ما ذكره الشيخ محمد الشايع في كتاب نزول القرآن الكريم الذي أحلت عليه سابقاً بقوله : القول بأن المراد بالآيات الثلاث من سورة البقرة والدخان والقدر هو ابتداء النزول ؛ هو صرف لها عن ظاهرها بغير صارف ، وهو يحتاج إلى تقدير محذوف . فقوله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) أي ابتدأنا إنزاله . وهو يقتضي حمل القرآن على أن المراد بعض أجزائه وأقسامه ، فقوله :( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) أي أنزلنا بعضه . انتهى كلام الشيخ .(1/3145)
فالذي أرى _ والله أعلم _ هو أن الجمع بين الأقوال يكون بما ذكرتُه سابقاً .
وجميلٌ مفيدٌ ما قاله الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله في تتمته لأضواء البيان ، حيث قال : ( والواقع أنه لاتعارض كما تقدم بين كونه في اللوح المحفوظ ونزوله إلى السماء جملة ، ونزوله على الرسول صلى الله عليه وسلم منجماً ؛ لأن كونه في اللوح المحفوظ ، فإن اللوح المحفوظ فيه كل ما هو كائن وما سيكون إلى يوم القيامة ، ومن جملة ذلك القرآن الذي سينزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم .
ونزوله جملة إلى سماء الدنيا ، فهو بمثابة نقل جزء مِمَّا في اللوح وهو جملة القرآن ، فأصبح القرآن موجوداً في كل من اللوح المحفوظ كغيره مِمَّا هو فيه ، وموجوداً في سماء الدنيا ، ثُمَّ ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم منجماً .
ومعلومٌ أنه الآن هو أيضاً موجود في اللوح المحفوظ ، لم يخل منه اللوح ... وقد بينت السنة تفصيل تنزيله مفرقاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله ، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك ، حتى إذا فزع عن قلوبهم ، قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الحق وهو العلي الكبير } الحديث في صحيح البخاري .
وفي أبي داود وغيره : { إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان } .(1/3146)
وعلى هذا يكون القرآن موجوداً في اللوح المحفوظ حينما جرى القلم بما هو كائن وما سيكون ، ثُمَّ جرى نقله إلى سماء الدنيا جملة في ليلة القدر ، ثُمَّ نزل منجماً في عشرين سنة ، وكلما أراد الله إنزال شيء منه تكلم سبحانه بما أراد أن ينزله ، فيسمعه جبريل - عليه السلام - عن الله تعالى ، ولا منافاة بين تلك الحالات الثلاث ، والله تعالى أعلم ) ا هـ . [ من تتمة أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ عطية محمد سالم 9/382 ، 383 باختصار .]
والذي بَدَا لي - والله أعلم - أن سبب هذا الخلاف في كيفية نزول القرآن هو أن بعض العلماء فهم من اختلاف تعبيرات السلف عن نزول القرآن وكيفيته أنها أقوال مختلفة متغايرة ، فمن ثَمّ جعلوها أقوالاً في المسألة ، ونسبوا كل قول إلى مَن قال به ، ثُمَّ رجحوا بين هذه الأقوال ، فقوّوا بعضها ، وضعفوا البعض الآخر ، ثُمَّ جاء العلماء الذين ألفوا وكتبوا في علوم القرآن ، ونقلوا هذه الأقوال ، كلٌّ ينقل عمّن سبقه من غير تأمل ولا بحث في حقيقة المسألة .
ولو أنهم رجعوا إلى الآيات القرآنية التي تكلمت عن نزول القرآن ، وعرفوا تفسيرها ، ثُمَّ نظروا في الآثار التي وردت عن السلف ؛ لعلموا أنها متفقة غير مختلفة ، ولكن كلٌّ عبّر عن فهمه بأسلوبه ، فكان في أساليبهم في التعبير عمّا فهموه بعض التغاير والاختلاف ، فظن من جاء بعده أنه اختلاف تضاد ، وهو في الحقيقة اختلاف تنوع ، والله أعلم بالصواب .
ولك الشكر مني على مشاركتك القيمة .وفقنا الله جميعاً للصواب وعصمنا من الزلل .
---
ابن العربي
02-14-2004, 12:51 PM
بسم الله
الأخ ابن أبي حاتم لا فض فوك وبارك الله فيك
وشكراً لك أبا مجاهد
ومن باب المشاركة ينظر إلى كتاب حاشية مقدمة التفسير لعبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله
وقد شرحها الشيخ الدكتور سعد الشثري حفظه الله تعالى وسدده في درس علمي في جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بالرياض وهي مسجلة على أشرطة(1/3147)
بارك الله فيكم ونفع بكم .
---
أبومجاهدالعبيدي
02-04-2005, 02:41 PM
مما توصلت إليه في كيفية نزول القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما نبهت عليه بقولي :
( تنبيه مهم : لا يفهم من أثر ابن عباس السابق ، وغيره من الآثار في هذا المعنى أن نزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم كان من السماء الدنيا بواسطة جبريل عليه السلام ، بل الصحيح أن نزول القرآن عليه صلى الله عليه وسلم كان من الله جل وعلا مباشرة بواسطة جبريل عليه السلام ، حيث تكلم الله بالقرآن ، وتلقاه منه جبريل ، ثم نزل به على النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاه منه ، كما دلت على ذلك الآيات التي فيها التصريح بأن القرآن نزل من الله إلى رسوله .)
وقد وجدت في تفسير القرطبي لسورة القدر ما نصه : ( وحكى الماوَرْدِيّ عن ابن عباس قال: نزل القرآن في شهر رمضان، وفي ليلة القدر، في ليلة مباركة، جملة واحدة من عند الله، من اللوح المحفوظ إلى السَّفَرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا؛ فنجّمته السفرة الكرام الكاتبون على جبريل عشرين سنة، ونجمه جبريل على النبيّ صلى الله عليه وسلم عشرين سنة.
قال ابن العَرَبيّ: « وهذا باطل؛ ليس بين جبريل وبين الله واسطة ، ولا بين جبريل ومحمد عليهما السلام واسطة ». )
وهذا توكيد لما ذكرته أعلاه ، والحمد لله على توفيقه .
---
(1/3148)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > { أَفَمَن يَّتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَة...}
---
{ أَفَمَن يَّتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَة...}
---
محمود الشنقيطي
07-27-2006, 01:39 AM
الحمد لله القائل في كتابه{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّ بَّرُوا آياَتِه} والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من اجتباه الله واصطفاه على جميع خلائقه وبرياته ,وعلى الطاهرين المطهرين من آل بيته وازواجه وذرياته ,وصحابته المتبعين لأثره وخطواته , والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ..
اما بعد:
فإن ذا النظرة المنصفة إلى بعض أوساط الناس العلمية يلحظ في بعض الأحايين ندرة أو انعدام الوعظ والتذكير بالله جل وعلا والتخويف منه سبحانه وتقدس ,فأصبح الواعظ في أنظار بعض المسلمين متشدداً داعيا للتزمت والكدر والتضييق على الناس,وأصبح بعض الفضلاء يعظ ويذكر - إن وُفِّقَ لذلك - على استحياء من رميه بالشدة والتضييق.
ولولا المواعظ ما تعرف الناس على سعة رحمة الله وشدة عذابه , ولولا المواعظ لما جرت بالدموع الصادقة عيون المخبتين التائبين , ولولا المواعظ لما حاسب نفسه من فرط في جنب الله , ولا عاد ورجع إلى الله العاصي والغافل والساهي واللاهي .
فبها تحيا القلوب ,وتدمع من خوف الله ورجائه العيون ,وتعاد للمظلومين المظالم والحقوق ,وبها يبارك الله للعالم وطالب العلم في علمه ,حتى يجعل الله تعالى نصب عينيه فلا ينبس ببنت شفة إلا وقد علم أنه محاسب على قيله فلا يتكلم إلا بما يعلم ويحسن.
وكتاب الله تعالى كتاب موعظة وتذكير ففيه وعد ووعيد وبشارة ونذارة وترغيب وترهيب , ولايستغني عن كل ذلك أحد مهما بلغ من العلم والصلاح ما بلغ.(1/3149)
ومن بين تلك الايات التي تخلع قلب القراء والمتدبرين آيتنا التي جعلتها عنواناً للموضوع وهي وصف لحالة من الإعياء والعجز والإنهاك والعذاب يصل إليها أهل النار-اجارنا الله - لأن من المتعارف عليه أن الإنسان إذا تعرض لضرب أو اعتداء أو هجوم فإنه يستخدم يديه أول ما يتأهب للدفاع عن نفسه , أما هذا الضال فقد غلت يداه إلى عنقه ثم ألقي به في النار على وجهه -عياذا بالله- ولذا فإنه لا يجد ما يدفع به لفح النار ولهبها عن نفسه عدا وجهه والوجه هو المحتوي على أرق حواس الإنسان كالعينين والنف والفم والأذنين والتي لا تتحمل من حر النار ما يتحمله الجلد في سائر أعضاء الجسد,قال الإمام القرطبي رحمه الله (قال عطاء وابن زيد:يرمى به مكتوفا في النار فأول شيء تمس منه النار وجهه)15/251
اللهم إنا نعوذ بك من أن تمسنا النار , اللهم حرمها على أجسادنا وحل بيننا وبينها بعفوك ومغفرتك ورضاك ,آمين آمين.
---
(1/3150)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل الوليد بن عقبة فاسق.
---
هل الوليد بن عقبة فاسق.
---
الغني بالله
08-16-2006, 12:51 AM
التحرير والتنوير [ جزء 1 - صفحة 4093 ]
( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين [ 6 ] ) صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام هذا نداء ثالث ابتدئ به غرض آخر وهو آداب جماعات المؤمنين بعضهم مع بعض وقد تضافرت الروايات عند المفسرين عن أم سلمة وابن عباس والحارث بن ضرارة الخزاعي أن هذه الآية نزلت عن سبب قضية حدثت . ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق من خزاعة ليأتي بصدقاتهم فلما بلغهم مجيئه أو لما استبطأوا مجيئه فإنهم خرجوا لتلقيه أو خرجوا ليبلغوا صدقاتهم بأنفسهم وعليهم السلاح وأن الوليد بلغه أنهم خرجوا إليه بتلك الحالة وهي حالة غير مألوفة في تلقي المصدقين وحدثته نفسه أنهم يريدون قتله أو لما رآهم مقبلين كذلك " على اختلاف الروايات " خاف أن يكونوا أرادوا قتله إذ كانت بينه وبينهم شحناء من زمن الجاهلية فولى راجعا إلى المدينة
" هذا ما جاء في روايات أربع متفقة في صفة خروجهم إليه مع اختلافها في بيان الباعث لهم على ذلك الخروج وفي أن الوليد أعلم بخروجهم إليه أو رآهم أو استشعرت نفسه خوفا " وأن الوليد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن بني المصطلق أرادوا قتلي وأنهم منعوا الزكاة فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أن يبعث إليهم خالد بن الوليد لينظر في أمرهم وفي رواية أنه بعث خالدا وأمره بأن لا يغزوهم حتى يستثبت أمرهم وأن خالدا لما بلغ ديار القوم بعث عينا له ينظر حالهم فأخبره أنهم يقيمون الأذان والصلاة فأخبرهم بما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وقبض زكاتهم وقفل راجعا(1/3151)
وفي رواية أخرى أنهم ظنوا من رجوع الوليد أن يظن بهم منع الصدقات فجاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يخرج خالد إليهم متبرئين من منع الزكاة ونية الفتك بالوليد بن عقبة . وفي رواية أنهم لما وصلوا إلى المدينة وجدوا الجيش خارجا إلى غزوهم
فهذا تلخيص هذه الروايات وهي بأسانيد ليس منها شيء في الصحيح
وقد روي أن سبب نزول هذه الآية قضيتان أخريان وهذا أشهر
ولنشتغل الآن ببيان وجه المناسبة لموقع هذه الآية عقب التي قبلها فإن الانتقال منها إلى هذه يقتضي مناسبة بينهما فالقصتان متشابهتان إذ كان وفد بني تميم النازلة فيهم الآية السابقة جاؤوا معتذرين عن ردهم ساعي رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبض صدقات بني كعب بن العنبر من تميم كما تقدم وبنو المصطلق تبرؤوا من أنهم يمنعون الزكاة إلا أن هذا يناكده بعد ما بين الوقتين إلا أن يكون في تعيين سنة وفد بني تميم وهم
وإعادة الخطاب ب ( يا أيها الذين آمنوا ) وفصله بدون عاطف لتخصيص هذا الغرض بالاهتمام كما علمت في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي )
فالجملة مستأنفة استئنافا ابتدائيا للمناسبة المتقدم ذكرها
ولا تعلق لهذه الآية بتشريع في قضية بني المصطلق مع الوليد بن عقبة لأنها قضية انقضت وسويت
والفاسق : المتصف بالفسوق وهو فعل ما يحرمه الشرع من الكبائر
وفسر هنا بالكاذب قاله ابن زيد ومقاتل وسهل بن عبد الله
وأوثر في الشرط حرف ( إن ) الذي الأصل فيه أن يكون للشرط المشكوك في وقوعه للتنبيه على أن شأن فعل الشرط أن يكون نادر الوقوع لا يقدم عليه المسلمون
واعلم أن ليس الآية ما يقتضي وصف الوليد بالفاسق تصريحا ولا تلويحا
وقد اتفق المفسرون على أن الوليد ظن ذلك كما في الإصابة عن ابن عبد البر وليس في الروايات ما يقتضي أنه تعمد الكذب . قال الفخر : إن إطلاق لفظ الفاسق على الوليد شيء بعيد لأنه توهم وظن فأخطأ والمخطئ لا يسمى فاسقا.(1/3152)
قلت : ولو كان الوليد فاسقا لما ترك النبي صلى الله عليه وسلم تعنيفه واستتابته فإنه روى أنه لم يزد على قوله له " التبيين من الله والعجلة من الشيطان " إذ كان تعجيل الوليد الرجوع عجلة . وقد كان خروج القوم للتعرض إلى الوليد بتلك الهيئة مثار ظنه حقا إذ لم يكن المعروف خروج القبائل لتلقي السعاة . وأنا أحسب أن عملهم كان حيلة من كبرائهم على انصراف الوليد عن الدخول في حيهم تعيرا منهم في نظر عامتهم من أن يدخل عدو لهم إلى ديارهم ويتولى قبض صدقاتهم فتعيرهم أعداؤهم بذلك يمتعض منهم دهماؤهم ولذلك ذهبوا بصدقاتهم بأنفسهم في رواية أو جاؤوا معتذرين قبل مجيء خالد بن الوليد إليهم في رواية أخرى
صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام ويؤيد هذا ما جاء في بعض روايات هذا الخبر أن الوليد . أعلم بخروج القوم إليه وسمع بذلك فلعل ذلك الإعلام موعز به إليه ليخاف فيرجع . وقد اتفق من ترجموا للوليد بن عقبة على أنه كان شجاعا جوادا وكان ذا خلق ومروءة
واعلم أن جمهور أهل السنة على اعتبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عدولا وإن كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به فهو من أصحابه . وزاد بعضهم شرط أن يروي عنه أو يلازمه ومال إليه المازري . قال في أماليه في أصول الفقه " ولسنا نعني بأصحاب النبي كل من رآه أو زاره لماما إنما يريد أصحابه الذين لازموه وعززوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه وأولئك هم المفلحون شهد الله لهم بالفلاح " اه
وإنما تلقف هذه الأخبار الناقمون على عثمان إذ كان من عداد مناقمهم الباطلة أنه أولى الوليد بن عقبة إمارة الكوفة فحملوا الآية على غير وجهها وألصقوا بالوليد وصف الفاسق وحاشاه منه لتكون ولايته الإمارة باطلا . وعلى تسليم أن تكون الآية إشارة إلى فاسق معين فلماذا لا يحمل على إرادة الذي أعلم الوليد بأن القوم خرجوا له ليصدوه عن الوصول الى ديارهم قصدا لإرجاعه(1/3153)
وفي بعض الروايات أن خالدا وصل إلى ديار بني المصطلق . وفي بعضها أن بني المصطلق وردوا المدينة معتذرين واتفقت الروايات على أن بين بني المصطلق وبين الوليد بن عقبة شحناء من عهد الجاهلية
وفي الرواية أنهم اعتذروا للتسلح بقصد إكرام ضيفهم . وفي السيرة الحلبية أنهم قالوا : خشينا أن يبادئنا بالذي كان بيننا من شحناء . وهذه الآية أصل في الشهادة والرواية من وجوب البحث عن دخيلة من جهل حال تقواه . وقد قال عمر ابن الخطاب لا يؤسر أحد في الإسلام بغير العدول وهي أيضا أصل عظيم في تصرفات ولاة الأمور وفي تعامل الناس بعضهم مع بعض من عدم الإصغاء إلى كل ما يروى ويخبر به
والخطاب ب ( يا أيها الذين آمنوا ) مراد به النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه ويشمل الوليد بن عقبة إذ صدق من أخبره بأن بني المصطلق يريد له سوءا ومن يأتي من حكام المؤمنين وأمرائهم لأن المقصود منه تشريع تعديل من لا يعرف بالصدق والعدالة
ومجيء حرف ( إن ) في هذا الشرط يومئ إلى أنه مما ينبغي أن لا يقع إلا نادرا
والتبيين : قوة الإبانة وهو متعد إلى مفعول بمعنى أبان أي تأملوا وأبينوا . والمفعول محذوف دل عليه قوله بنبإ أي تبينوا ما جاء به وإبانة كل شيء بحسبها
والأمر بالتبيين أصل عظيم في وجوب التثبت في القضاء وأن لا يتتبع الحاكم القيل والقال ولا ينصاع إلى الجولان في الخواطر من الظنون والأوهام
ومعنى ( فتبينوا ) تبينوا الحق أي من غير جهة ذلك الفاسق . فخبر الفاسق يكون داعيا إلى التتبع والتثبت يصلح لأن يكون مستندا للحكم بحال من الأحوال وقد قال عمر بن الخطاب " لا يؤسر أحد في الإسلام بغير العدول "(1/3154)
وإنما كان الفاسق معرضا خبره للريبة والاختلاق لأن الفاسق ضعيف الوازع الديني في نفسه وضعف الوازع يجرئه على الاستخفاف بالمحظور وبما يخبر به في شهادة أو خبر يترتب عليهما إضرار بالغير أو بالصالح العام ويقوي جرأته على ذلك دوما إذا لم يتب ويندم على ما صدر منه ويقلع عن مثله
والإشراك أشد في ذلك الاجتراء لقلة مراعاة الوازع في أصول الإشراك
وتنكير ( فاسق ) و ( نبإ ) في سياق الشرط يفيد العموم في الفساق بأي فسق اتصفوا وفي الأنباء كيف كانت كأنه قيل : أي فاسق جاءكم بأي نبإ فتوقفوا فيه وتطلبوا بيان الأمر وانكشافه.
قال المحقق لتفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 372) سامي بن محمد سلامة كلاما جميلا أنقله بنصه
وقد ذهب إلى ذلك كثير من المفسرين، وهذا القول فيه نظر؛ فإن الروايات التي ساقت القصة معلولة، وأحسنها وهي رواية أحمد عن الحارث بن ضرار الخزاعي، وفي إسنادها مجهول، وقد أنكر القاضي أبو بكر بن العربي في كتابه "العواصم من القواصم" (ص102) هذه القصة قال: "وقد اختلف فيه، فقيل: نزلت في ذلك -أي في شأن الوليد. وقيل: في علي والوليد في قصة أخرى- وقيل: إن الوليد سيق يوم الفتح في جملة الصبيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح روءسهم وبرك عليهم إلا هو فقال: إنه كان على رأسي خلوق، فامتنع صلى الله عليه وسلم من مسه، فمن يكون في مثل هذه السنن يرسل مصدقا، وبهذا الاختلاف يسقط العلماء الأحاديث القوية، وكيف يفسق رجل هذا الكلام؟ فكيف برجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
وللشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله كلام على الوليد بن عقبة في الأنوار الكاشفة (ص263) أثبت فيه أنه لم يؤثر له رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جملة ما نفاه هذا الحديث الذي ذكره ابن العربي.
الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م.(1/3155)
ولي وقفة مع تحسين العلامة الألباني للحديث الذي رواه الامام أحمد والبزار وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني واللفظ له قال :
2335 - حدثنا يعقوب بن حميد نا عيسى عن جده عن أبيه علقمة رضي الله عنه قال : بعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط يصدق أموالنا فسار حتى إذا كان قريبا منا وذلك بعد وقعة المريسيع رجع فركبنا في أثره وسقنا طائفة من صدقاتنا ونفقات يحملونها فقدم قبلهم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتيت قوما في جاهليتهم جدوا القتال ومنعوا الصدقة فلم يغير ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ الآية قال وأتى المصطلقيون النبي صلى الله عليه وسلم على أثر الوليد بطائفة من فرائضهم يسوقونها ونفقات يحملونها فذكروا ذلك له وأنهم خرجوا يطلبون الوليد بصدقاتهم فلم يجدوه قال فرفعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان معهم وقالوا يا رسول الله بلغنا مخرج رسولك فسررنا بذلك وقلنا نتلقاه فبلغنا رجعته فخفنا أن يكون ذلك سخطة علينا وعرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يشتروا منه ما بقي فقبل منهم الفرائض وقال ارجعوا بنفقاتكم فإنا لا نبيع شيئا من الصدقات حتى نقبضه فرجعوا إلى أهاليهم وبعث إليهم من قبض بقية صدقاتهم .
(الآحاد والمثاني [ جزء 4 - صفحة 309 ]
---
(1/3156)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً كتاب (كليات الألفاظ في التفسير- دراسة نظرية تطبيقية) للشيخ بريك القرني
---
صدر حديثاً كتاب (كليات الألفاظ في التفسير- دراسة نظرية تطبيقية) للشيخ بريك القرني
---
عبدالرحمن الشهري
05-18-2006, 09:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً كتاب :
كليات الألفاظ في التفسير
دراسة نظرية تطبيقية
للشيخ بريك بن سعيد القرني
http://www.tafsir.org/images/kolyatalfaz.jpg
والكتاب في أصله رسالة ماجستير تقدم بها الباحث لقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض ، ونوقشت عام 1424هـ .
وقد صدر الكتاب في مجلدين من القطع العادي ، وحظيت بعناية فنية بديعة ، وورق فاخر . وبلغت صفحات الكتاب بمجلديه 920 صفحة من القطع العادي .
وقد أشار الباحث إلى أن (موضوع الكليات التفسيرية قديم الظهور، أُثر عن الصحابة والتابعين فَمَنْ بعدهم الإطلاقات الوافرة التي تكشف عن اصطلاحات القرآن في ألفاظه وأساليبه ، وكثرة الموروث عنهم في ثنايا كتب التفسير خيرُ شاهد ، وكذلك عُنِي أئمةُ التفسير بهذا الموضوع ، فاستقرأوا ألفاظ القرآن وأساليبه ، وكشفوا عن كثير من طرائق القرآن وعاداته ومن ثَمَّ أودعوا مصنفاتهم نتائج ذلك الاستقراء عند تفسير اللفظة ، أو الحديث عن الأسلوب).
كما نبه الباحث إلى أن (من يطالع كتب التفسير والمعاني يمكن أن يخرج بتقسيم للوارد من الكليات إلى أربعة أقسام:
1- كليات الألفاظ .
2- كليات الأساليب.
3- كليات اللغة.
4- كليات علوم القرآن ).
وبين الباحث أسباب اختياره بحث كليات الألفاظ في التفسير ، واقتصاره عليها في عدة نقاط فقال :
1) أنه الأكثر وروداً عن أئمة التفسير من الصحابة والتابعين.(1/3157)
2) أن كليات الألفاظ تحتاج إلى جهد طائل وتمحيص وتبيين، فهو يقوم على استقراء أفراد الكليات والكشف عن وجوه تفسيرها لمعرفة مدى مطابقة تلك المواطن لمعاني الكليات.
3) أن هذا القِسمَ هو وحدَه الذي له علاقةٌ بعلم الوجوه والنظائر، وهو ما يستلزم الكشفَ عن هذه العلاقة وتوضيحَ هذا الارتباطِ وبيان الصلةِ بين الكليات والوجوه والنظائر.
4) أن معرفةَ طرائق القرآن وعاداته في أساليبه مما تفنى فيه الأعمار ولا يصل الطالب إلى منتهاه، فإثراء القرآن لا ينقطع وإعجازه لا يبلى .
5) أن كليات علوم القرآن أهمُها ما كان في نوع المكي والمدني، والنسخ ، وغيرهما، وهي أنواع قد عرفت كلياتُها في أثناء التآليف في تلك الأنواع وتحريرها ، وضمتها مصنفاتٌ ورسائل لا مزيد عليها . والكليات اللغوية في القرآن قد تناولها النحاة وأهل اللغة والبلاغيون كلٌ في موطنه ومجاله.
6) أن كليات الألفاظ أكثر ارتباطاً بالتفسير وأقرب إلى المعاني القرآنية من غيرها.
ولما كان الأصل ألا تطلقَ هذه الكليات إلا بعد بحث وتمعن في جميع مواردها في التنزيل، ومعرفة مدى موافقة تلك المعاني في مواطنها للمعنى الذي أتت به الكلية، حتى يعتمد المعنى ويصح الإطلاق كان الاهتمام بها جمعاً ودراسة وتحقيقاً من الأهمية بمكان في دراسة متوسعة شاملة تغطي هذا الموضوع وتفي بحاجته .
وبين أهمية الموضوع وأسباب اختياره فقال :
1- أنه موضوعٌ جديد مُبتكر، لم يُسبق إليه – فيما أعلم – يتناول دراسة لونٍ من ألوان التفسير، لم يلق العناية الكافية من الباحثين مع ما فيه من فوائدَ جمةٍ ، ومساحةٍ واسعة من البحث الجاد .
2- أن مدار البحث يتناول كليات مشهورة، وفي كتب التفاسير منثورة ، يجمع شتاتها ويلم أطرافها ثم يتناولها بقلم البحث والنقد والتمحيص؛ وصولاً إلى قواعد سليمة، وكليات منضبطة صحيحة.(1/3158)
3- ورود لفظ أو أسلوب في القرآن على وجه مطرد، من أوجه الترجيح عند اختلاف المفسرين ، كما يذكر العلماء ، مما يعطي دراسته أهمية بالغة ، فهو يقرب المسافات ويضع الكليات بين أيدي القراء مدروسة محققة، قال ابن عاشور: "يحق على المفسر أن يعرف عادات القرآن من نظمه وكلمه" ([1]).
4- أن القاريء يجد كثيراً من الكليات دون تمحيص لمعانيها، ولا تأكد من اطرادها في جميع أفرادها مما يتطلب بحثاً مستفيضاً يضع الأمورَ في نصابها.
5- أن جمع اللفظة القرآنية في كل القرآن، وضم النظير إلى نظيره ثم دراسة تلك الآيات له أكبر الفائدة في معرفة معانيها وترجيح صحيحها، مُدعمةً بأقوال المحققين النقاد.
6- أن التعرفَ على اصطلاحات القرآن في ألفاظه ، واستعمالَ معانٍ خاصةٍ لألفاظ خاصة على نحو مطردٍ يفتحُ للباحث أبواباً من التفكر وآفاقاً من التدبر ، بها يغوص على دقائق المعاني ولطائف الأسرار .
7- هذا البحث يُكسبُ المطلع عليه الوقوفَ على كثير من الآيات والكليات التي هي بحاجة إلى بسط الكلام وتحرير المقام في ظل منهج استقرائي دقيق .
وقد بين الباحث في مقدمته الخطة التي سار عليها في بحثه فقال :
خطة البحث :
قسم البحث إلى مقدمة – وقسمين – وخاتمة ، والفهارس اللازمة للبحث .
فالمقدمة ذكرت فيها أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة وخطة البحث، ومنهجي فيه .
القسم الأول : الدراسة ، وتشمل خمسة فصول:
الفصل الأول: تعريف الكليات ونشأتها ، ويضم ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: تعريف الكليات لغةً واصطلاحاً.
المبحث الثاني: نشأة الكليات.
المبحث الثالث: صيغ الكليات.
الفصل الثاني: مصادر الكليات وعناية العلماء بها، وتحته ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: مصادر الكليات.
المبحث الثاني: عناية العلماء بالكليات.
المبحث الثالث: ثَمَرات الكليات.
الفصل الثالث: بين الكليات والوجوه والنظائر ، وفيه مبحثان:
المبحث الأول : علاقة الكليات بالوجوه والنظائر.(1/3159)
المبحث الثاني : موهم التعارض بين الكليات والوجوه والنظائر .
الفصل الرابع: أنواع الكليات ، ويضم ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: كليات الأساليب.
المبحث الثاني: كليات اللغة.
المبحث الثالث: كليات علوم القرآن.
الفصل الخامس: كليات الألفاظ ، وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: ضوابط كليات الألفاظ.
المبحث الثاني: أنواع كليات الألفاظ .
المبحث الثالث: الوارد من الكليات عن مقاتل بن سليمان (150هـ) .
المبحث الرابع : رسالة "الأفراد" لابن فارس (395هـ).
المبحث الخامس: بعض الكليات المشكلة وطرق توجيهها.
القسم الثاني: الدراسة التطبيقية عن كليات الألفاظ ويشمل فصلين:
الفصل الأول: الكليات المطردة.
الفصل الثاني: الكليات الأغلبية.
الخاتمة: وتشمل نتائج البحث وتوصيات الباحث .
فهارس البحث ).
وأما المنهج الذي سلكه في بحثه فقد بينه في نقاط متتابعة على هذا النحو مع الاختصار لبعضها :
1- ليُعلم بدايةً أن البحث التطبيقي لكليات الألفاظ لا يهدف إلى استيعاب جميع الوارد المأثور عن السلف وأئمة التفسير ودراسته وتحقيقه ، إذ أن هذا غير مقدور عليه، ولا يُظن أنه يُحاط باصطلاحات القرآن في ألفاظه في رسالة واحدة .
وإنما تم اختيار جملة وافرة منها مراعياً في هذا الاختيار أحد المعايير الثلاثة – ما أمكن – بما يكشف النقاب عن هذا النوع من أنواع علوم القرآن ، وهي :
1) أبرز ما أُثر عن الصحابة والتابعين.
2) المشتهر والوارد كثيراً في كتب التفاسير والمعاني.
3) ما كان فيه معنى بارزٌ أو اتضح من خلال الإطلاق توظيف الكليات التفسيرية في الترجيح بين الأقوال والاحتجاج للمعاني .
- قسمت الكليات إلى قسمين:
كليات مطردة – كليات أغلبية .(1/3160)
- المعتمد في تحديد دخول واندراج الكليات تحت أيٍ من القسمين هو النظر في إطلاق العلماء له فإن حكوه على أنه مطرد تام في مواضعه وُضِعَ تحت قسم [المطردة] ، وإن أُطلق على أنه أغلبي فكذلك تحت قسم [الأغلبية] ، حتى وإن تبين أنه بخلافه بعد دراسة أفراده ورصد معاني آياته .
- إن تنوعت إطلاقات المفسرين للكلية ، فهي مطردة عند طائفة ، وأغلبية الحكم عند آخرين، فالعبرة في مثل هذا بأكثر الإطلاقات عدداً، ولو تساوت فأقدمها إطلاقاً.
- إن كانت الكلية واردة عن ابن فارس، فإنني اعتمدت ألفاظ الكليات التي نشرت في "مجلة العرب" عن مخطوطة رسالة "الأفراد" وهي قد قوبلت على النسخة الأم المنقول منها، ولكن التوثيق للنصوص في الدراسة التطبيقية جُعل من "البرهان" للزركشي، و"الإتقان" للسيوطي، باعتبارهما أقدم المصادر التي نقلت الرسالة.
- في حالة تعدد تقرير المفسرين للقاعدة الكلية ، فإنني أُثبت إطلاقاتهم جميعاً، وأُحيلها إلى مصادرها ؛ لأن في هذا معرفة شهرة الكلية وكثرة تداولها بين أهل التفسير ويرتب كلُ قولٍ حسب الترتيب الزمني لأصحابها .
- يتم ترتيب الكليات حسب حروف الهجاء.
- عزو الكليات إلى مصادرها.
- حصر أفراد الكلية من الآيات القرآنية، وترتيبها حسب ترتيب السور.
- إن كانت الآية طويلة فإنه يُكتفى بذكر الشاهد منها، ولا تكتب كاملة، ثم تُعزى الآية إلى سورتها ورقمها في المتن.
- تبحث اللفظة من الناحية اللغوية .
- بعد جمع الآيات تتم دراستها، واستقراء معانيها وأقوال المفسرين فيها، لمعرفة مدى مطابقة معانيها للكلية، وتدرس الآيات حسب ترتيب المصحف .(1/3161)
- عندما تتوافق مجموعة من الآيات على معنى متحد، فإنني أقدم بمقدمة هي نتيجة لاستقراء الآيات آية آية ، أُثبت فيها أنها قد جاءت على ذلك المعنى والتأويل، ثم أحياناً أعرضُ لشيء من عبارات المفسرين ونصوصهم؛ للتدليل على صحة ما تقرر من معنى، وأذكر في الحاشية مجموعة من المصادر من كتب التفسير، كمرجع توثيقي لكلام أهل التفسير عند مواطن تلك الآيات.
- أما الآيات التي فيها خلاف بين المفسرين، أو هي آيات مستثناة من القاعدة، أو مما يستدركه الباحث أثناء الدراسة ، فهذه يتم تفسيرها بتوسع ، وبسط الكلام حولها ، حتى يُتوصل إلى القول الراجح بدليله.
- أورد بعد الانتهاء من دراسة الآيات ما خص به المفسرون بعض الكليات من نقد وتقييد أو توجيه وتحرير.
- لما للوجوه والنظائر من نوع صلة وارتباط بالكليات، فإنه قد تأتي لفظة جُعل لها قاعدة كلية بينما هي عند أهل الوجوه والنظائر مختلفة الوجوه متنوعة الموارد ، لذا فإنني أُثبت ما في كتب الوجوه والنظائر من معانٍ للفظة ثم أقوم – إن أمكن -بالجمع والتوفيق بين إيرادها مطردة أو أغلبية المعنى وكونها متنوعة المعاني.
- وفي ختام الدراسة يأتي الحكم على الكلية والتي هي نتيجة لاستقراء أفرادها ودراسة مواطنها وأقوال أهل العلم في تفسيرها . وقد تتضمن هذه الفقرة الختامية أهم ما تميزت به الكلية وظهر جلياً أثناء دراستها ، مما يستحق معه الذكر والتنويه.
- مناقشة القضايا والمسائل العلمية ، وإبداء الرأي مدعوماً بالدليل.
- الترتيبُ المعتمد في هذه الدراسة البدء بذكر الكلية، الآيات هي "أفراد الكلية" ، المعنى اللغوي، دراسة الآيات، تعقبات العلماء للقاعدة الكلية - إن وجدت -، الحكم على الكلية . لكن هناك بعض الحالات قد يختل فيها هذا التسلسل ، فيتقدم المعنى اللغوي على عرض الآيات أو العكس، إن كان هناك موجبٌ مستلزم لهذا .(1/3162)
- أحياناً قد تُتلى الكليات عند عرضها في البداية بتوضيح لمقصود المفسرين بها، أو بشرح مفهومها وتوضيح دلالتها وما تحويه من أفراد، إذ على ضوئه يتم حصر أفرادها ونطاق شمولها من الآيات القرآنية.
نسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب ، وأن يوفق الشيخ بريك للمزيد من العلم والعمل الموفق .
---
أحمد البريدي
05-19-2006, 12:14 AM
الكتاب قيّم كنا ننتظر خروجه منذ زمن , فالحمد لله على نعمائه , وجزى الله مؤلفه خيراً .
---
د.عبدالرحمن اليوسف
05-22-2006, 07:53 AM
أبارك لأخي الشيخ بريك القرني إنجازه المتفنن في علم التفسير،والذي أمتعنا فيه بلفتاته الدقيقة ،وتحريراته السديدة.
وفقك الله لكل خير،وأسعدك في الدنيا والآخرة.
---
أبو حسام
05-22-2006, 09:10 AM
شكراً لجهودكم
---
المنصور
05-22-2006, 01:06 PM
مبارك إن شاء الله تعالى
ونسأل الله تعالى التوفيق للشيخ بريك القرني
ولعله يتحفنا بمثل هذه الدراسات الجادة أو أجود في مرحلة العالمية العالية
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
---
الراية
05-22-2006, 01:18 PM
اقتنيت الكتاب قريبا
وهو كما قال الاخوة الكرام هنا.
والرسالة بتقديم الدكتور عبد الله الشثري
عميد الكلية ، ورئيس الجمعية العلمية السعودية للقران الكريم وعلومه
لا يوجد ذكر للناشر
السعر 35ريال
هل هناك رسائل نشرتها الجمعية غير هذا الكتاب ؟
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2006, 01:31 PM
ساعدت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه إلى الآن في نشر رسالتين :
- مشكل القرآن للشيخ عبدالله المنصور .
- كليات الألفاظ في تفسير القرآن السابق .
وفي الطريق عدد من الكتب إن شاء الله ستصدر قريباً.
---
ناصر الدوسري
05-22-2006, 07:00 PM(1/3163)
أتمنى للأخ بريك التوفيق والسداد ، كما أشكر الأخ عبد الرحمن الشهري المشرف على هذا الملتقى المتابعة الدقيقة لكل جديد في التخصص ، كما أتمنى منه وضع قسم خاص في هذا الملتقى يهتم بالمؤلفات الجديدة ، ليتسنى متابعة كل جديد ، ويشارك الجميع في ذكر كل ما هو جديد .
---
مساعد الطيار
06-05-2006, 05:11 AM
كانت لي مداخلة في هذا الموضوع ، ويظهر أنها سقطت بعد توقف الملتقى المفاجئ ، ولعلي أجدد المباركة للأخ الفاضل بريك القرني في صدور كتابه هذا الذي وُفِّق فيه إلى دراسة موضوع (كليات الألفاظ في التفسير) ، وقد ظهر جهده واضحًا في الجمع والدراسة ، فما من كلية من الألفاظ إلا درس جميع مواردها في القرآن ، وذكر ما خلص له من أقوال السلف في تفسيرها ، وظهر بعد ذلك بنتيجة هذه الدراسة .
ولقد تميزت هذه الرسالة بالمقدمة النظرية الماتعة التي احتوت على عدد من المباحث المتعلقة بالمصطلحات وتاريخ هذه الكليات .
ولعل الأخ الفاضل يكمل ـ كما وعد ـ ما وجده أو يجده من كليات لم يتطرق لها في بحثه .
وأسأل الله لي وله التوفيق والسداد .
---
(1/3164)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب التربية بالمحنة
---
حمل كتاب التربية بالمحنة
---
abohamzahashhame
07-16-2004, 10:15 PM
التربية بالمحنة في ظلال القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذه رسالة صغيرة حول التربية بالمحنة وهي مستقاة من كتاب في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله
وهي ضرورية لكل فرد مسلم حيث يقول السيد رحمه الله :
لا بد من تربية النفوس بالبلاء , ومن امتحان التصميم على معركة الحق بالمخاوف والشدائد , وبالجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات . . لا بد من هذا البلاء ليؤدي المؤمنون تكاليف العقيدة , كي تعز على نفوسهم بمقدار ما أدوا في سبيلها من تكاليف . والعقائد الرخيصة التي لا يؤدي أصحابها تكاليفها لا يعز عليهم التخلي عنها عند الصدمة الأولى . فالتكاليف هنا هي الثمن النفسي الذي تعز به العقيدة في نفوس أهلها قبل أن تعز في نفوس الآخرين . وكلما تألموا في سبيلها , وكلما بذلوا من أجلها . . كانت أعز عليهم وكانوا أضن بها . كذلك لن يدرك الآخرون قيمتها إلا حين يرون ابتلاء أهلها بها وصبرهم على بلائها . . إنهم عندئذ سيقولون في أنفسهم:لو لم يكن ما عند هؤلاء من العقيدة خيرا مما يبتلون به وأكبر ما قبلوا هذا البلاء , ولا صبروا عليه . . وعندئذ ينقلب المعارضون للعقيدة باحثين عنها , مقدرين لها , مندفعين إليها . . وعندئذ يجيء نصر الله والفتح ويدخل الناس في دين الله أفواجا . .(1/3165)
ولا بد من البلاء كذلك ليصلب عود أصحاب العقيدة ويقوى . فالشدائد تستجيش مكنون القوى ومذخور الطاقة ; وتفتح في القلب منافذ ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن في نفسه إلا تحت مطارق الشدائد . والقيم والموازين والتصورات ما كانت لتصح وتدق وتستقيم إلا في جو المحنة التي تزيل الغبش عن العيون , والران عن القلوب .
وأهم من هذا كله , أو القاعدة لهذا كله . . الالتجاء إلى الله وحده حين تهتز الأسناد كلها , وتتوارى الأوهام وهي شتى , ويخلو القلب إلى الله وحده . لا يجد سندا إلا سنده . وفي هذه اللحظة فقط تنجلي الغشاوات , وتتفتح البصيرة , وينجلي الأفق على مد البصر . . لا شيء إلا الله . . لا قوة إلا قوته . . لا حول إلا حوله . . لا إرادة إلا إرادته . . لا ملجأ إلا إليه . . وعندئذ تلتقي الروح بالحقيقة الواحدة التي يقوم عليها تصور صحيح . .
**********
وأما أصحاب التربية بالعافية فهؤلاء مخالفون للقرآن والسنة وسنة الحياة ولذلك تجدهم يسقطون من أول امتحان كما حصل للكثيرين فعند أول امتحان سقطوا على الطريق
لقد نسي أولئك المحجوبون قول الله تعالى :
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} (214) سورة البقرة
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (142) سورة آل عمران
يقول السيد رحمه الله :(1/3166)
تلك سنة الله في الدعوات . لا بد من الشدائد , ولا بد من الكروب , حتى لا تبقى بقية من جهد ولا بقية من طاقة . ثم يجيء النصر بعد اليأس من كل أسبابه الظاهرة التي يتعلق بها الناس . يجيء النصر من عند الله , فينجو الذين يستحقون النجاة , ينجون من الهلاك الذي يأخذ المكذبين , وينجون من البطش والعسف الذي يسلطه عليهم المتجبرون . ويحل بأس الله بالمجرمين , مدمرا ماحقا لا يقفون له , ولا يصده عنهم ولي ولا نصير .
ذلك كي لا يكون النصر رخيصا فتكون الدعوات هزلا . فلو كان النصر رخيصا لقام في كل يوم دعي بدعوة لا تكلفه شيئا . أو تكلفه القليل . ودعوات الحق لا يجوز أن تكون عبثا ولا لعبا . فإنما هي قواعد للحياة البشرية ومناهج , ينبغي صيانتها وحراستها من الأدعياء . والأدعياء لا يحتملون تكاليف الدعوة , لذلك يشفقون أن يدعوها , فإذا ادعوها عجزوا عن حملها وطرحوها , وتبين الحق من الباطل على محك الشدائد التي لا يصمد لها إلا الواثقون الصادقون ; الذين لا يتخلون عن دعوة الله , ولو ظنوا أن النصر لا يجيئهم في هذه الحياة !
إن الدعوة إلى الله ليست تجارة قصيرة الأجل ; إما أن تربح ربحا معينا محددا في هذه الأرض , وإما أن يتخلى عنها أصحابها إلى تجارة أخرى أقرب ربحا وأيسر حصيلة !
والذي ينهض بالدعوة إلى الله في المجتمعات الجاهلية - والمجتمعات الجاهلية هي التي تدين لغير الله بالطاعة والإتباع في أي زمان أو مكان - يجب أن يوطن نفسه على أنه لا يقوم برحلة مريحة , ولا يقوم بتجارة مادية قريبة الأجل !
إنما ينبغي له أن يستيقن أنه يواجه طواغيت يملكون القوة والمال ويملكون استخفاف الجماهير حتى ترى الأسود أبيض والأبيض أسود !
ويملكون تأليب هذه الجماهير ذاتها على أصحاب الدعوة إلى الله , باستثارة شهواتها وتهديدها بأن أصحاب الدعوة إلى الله يريدون حرمانها من هذه الشهوات ! . .(1/3167)
ويجب أن يستيقنوا أن الدعوة إلى الله كثيرة التكاليف , وأن الانضمام إليها في وجه المقاومة الجاهلية كثير التكاليف أيضا . وأنه من ثم لا تنضم إليها - في أول الأمر - الجماهير المستضعفة , إنما تنضم إليها الصفوة المختارة في الجيل كله , التي تؤثر حقيقة هذا الدين على الراحة والسلامة , وعلى كل متاع هذه الحياة الدنيا . وأن عدد هذه الصفوة يكون دائما قليلا جدا .
ولكن الله يفتح بينهم وبين قومهم بالحق , بعد جهاد يطول أو يقصر . وعندئذ فقط تدخل الجماهير في دين الله أفواجا .
***************
فإلى المجاهدين في سبيل الله وإلى الثابتين على الحق وإلى المخلصين من هذه الأمة أقدم هذا الكتاب القيم
أبو حمزة الشامي
28 جمادى الأولى 1425 هـ الموافق 16/7/2004 م
---
عبدالرحمن الشهري
07-17-2004, 12:58 AM
جزاك الله خيراً ، ورحم الله سيد قطب رحمة واسعة.
---
abohamzahashhame
07-17-2004, 06:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جعلنا الله وإياكم ممن يثبتون عند المحن والشدائد كما ثبت أولئك الأخيار الأبرار
أخوكم
أبو حمزة الشامي 29 جمادى الأولى 1425 هـ
---
محمد التلباني
03-05-2006, 07:32 PM
أخي عبد الرحمن الشهري
والله إني أحبك في الله
---
فاختة
03-15-2006, 01:31 PM
مصيبتنا الآن تربية النفس ليس في المحن بل في الشهوات والفتن المنفتحة من كل مكان حتى أدمنت النفس عليها
---
مسك
03-15-2006, 04:39 PM
السلام عليكم
جزاك الله خيراً ، ورحم الله سيد قطب رحمة واسعة.
---
(1/3168)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من بدع رجب للشيخ بن عثيمين رحمه الله
---
من بدع رجب للشيخ بن عثيمين رحمه الله
---
إمداد
08-15-2005, 06:01 AM
من بدع رجب للشيخ بن عثيمين رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فبيّن الحق وأوضحه وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين..
أما بعد
فإننا أيها المسلمون في شهر رجب أحد الأشهر الأربعة الحرم التي قال الله فيها ) مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ )(التوبة: من الآية36) فلا تظلموا فيهن أنفسكم والتي حرّم الله تعالى فيها القتال إلا مدافعةً عن النفس هذه الأشهر التي أحدها رجب
ليست مخصوصةً بشيءٍ معينٍ من العبادات إلا شهر المحرم فإن فيه فضلًا صيامه وشهر ذي الحجة فإن فيه أداءً النسك
أما رجب فإنه فلم يرد في تخصيصه بصيامٍ ولا قيام لم يرد حديثٌ صحيحٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم كل الأحاديث الواردة في فضل الصلاة في رجب أو في فضل الصيام في رجب كلها أحاديث ضعيفة جداً بل قد قال بعض العلماء إنها موضوعةٌ ومكذوبةٌ على النبي صلى الله عليه وسلم
فلا يحل لأحد أن يعتمد على هذه الأحاديث الضعيفة بل التي قيل إنها موضوعة لا يحل لأحد أن يعتمد عليها فيخص رجب بصيامٍ أو صلاة؟ لأن ذلك بدعة وقد النبي صلى الله عليه وسلم (كل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار)(1/3169)
ولقد سمعت أن بعض الأخوة الوافدين إلى بلادنا صاموا يوم أمس لأنه أول يومٍ من رجب وهؤلاء قد يكونون معذورين لكون هذا معروفاً عندهم في بلادهم ولكنني أقول لهم إن هذا بدعة وإنه لا يجوز لأحدٍ أن يخصّص زماناً أو مكاناً بعبادة لم يخصّصها الله ورسوله بها لأن نحن متعبدون بشريعة الله لا بأهوائنا ولا بميولنا وعواطفنا إن الواجب علينا أن نقول سمعنا وأطعنا نفعل ما أمر الله به ونترك ما نهى الله عنه ولا نشرّع لأنفسنا عباداتٍ لم يشرعها الله ورسوله إنني أقول لكم مبيناً الحق إن شهر رجب ليس له صلاةٌ تخصه لا في أول ليلة جمعة منه وليس له صيامٌ يخصه في أول يومٍ منه ولا في بقية الأيام وإنما هو كباقي الشهور فيما يتعلق بالعبادات وإن كان هو أحد الأشهر الأربعة الحرم
وأنسوا ما قيل فيه من الأحاديث الضعيفة ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا دخل شهر رجب: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ولكن هذا أيها الأخوة وأسمعوا ما أقول هذا حديثٌ ضعيفٌ منكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء لأنه لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما قلته لكم لأنه يوجد في بعض أحاديث الوعظ يوجد هذا الحديث فيها ولكنه حديثٌ لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
أيها المسلمون إن في ما جاء في كتاب الله وفي ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعمال الصالحة كفايةً عما جاء في أحاديث ضعيفة أو موضوعةٍ مكذوبةٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الإنسان إذا تعبّد لله بما ثبت أنه من شرع الله فقد عبد الله على بصيرة يرجو ثواب الله ويخشى عقابه(1/3170)
اللهم إنا نسألك أن ترزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً ورزقاً طيباً واسعاً وذريةً طيبةً يا رب العالمين اللهم علّمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون..
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_468.shtml
---
(1/3171)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المصفى من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للتحميل
---
المصفى من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للتحميل
---
مسك
12-05-2005, 09:14 PM
اسم الكتاب : المصفى من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى
اسم المؤلف : أبو يوسف محمد زايد
نبذة عن الكتاب :
كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله في نسخة كاملة ومصححة فى حلة تليق بهذا المؤلف الفريد من نوعه في باب " اعرف نبيك"
ـ وكان عمل المؤلف فيه كالتالي:
1-تخريج الآيات القرآنية وكتابتها مشكولة بالضبط التام وبلون أخضر.
2- كتابة الأحاديث بلون أزرق .
3- شكل بعض الكلمات الصعبة.
4- تقديم بين يدي الكتاب : نبذة عن القاضي عياض رحمه الله تعالى.
::::: اضغط لتحميل الكتاب ::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=12&book=2208)
---
(1/3172)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > من هو العلامة الخليجي ؟
---
من هو العلامة الخليجي ؟
---
محب القراءات
03-23-2007, 01:20 AM
أين نجد ترجمة للعلامة محمد بن عبد الرحمن الخليجي ( ت 1389 ) صاحب نظم / مقرب التحرير للنشر والتحبير ؟
آمل ممن عنده ترجمة لهذا العالم الجليل أن يوافينا بها وجزاكم الله خيرا
---
الجكني
03-23-2007, 01:50 AM
ترجم له صاحب كتاب "منة الرحمن في تراجم أهل القرآن " الشيخ :د/إبراهيم محمد الجرمي (ص:205-207) وذكر له (30) مؤلفاً كلها في التجويد والقراءات ،وقال :توفي في:26/فبراير /1970م عن عمر يناهز (90) عاماً 0
ولولا ضيق الوقت لنقلت لك الترجمة كاملة ،فأرجو المعذرة 0
---
إبراهيم الجوريشي
03-23-2007, 09:35 AM
العلامة المقرئ محمد بن عبد الرحمن الخليجي
--------------------------------------------------------------------------------
هو محمد بن عبد الرحمن الخليجي بن محمد بن عمر بن سليمان ، الخليجي نسبة إلى جدهم الأعلى و هو محمد بن علي الخليجي ، الذي تولى حكم الوجه البحري في مصر أيام عمه المقتدر بالله العباسي ، و بعده من سنة 295 إلى سنة 320، و كان يسمى حاكم الإسكندرية ، و هو ابن المكتفى بالله العباسي .
و نسب إلى الخليج الفارسي لتربيته به أيام الأيوبين .
ولد المترجم في 5 ذي الحجة سنة 1292 هـ من أبوين صالحين ، متوسطي الثروة ، إذ كان أبوه من فرقة الجند التي كونها سعيد باشا من أولاد العمد و الأعيان ، و كان مثقفا يحب العلم و العلماء و قد ترقى في الجندية إلى رتبة ياور لسعيد باشا ، و لما توفى سعيد ألحقه إسماعيل باشا رئيسا لبحرية اللنش محمد علي ، و كان جده لأمه رئيسا لقسم نجارة النماذج بالترسانة .(1/3173)
و لما ولد ابنهما المترجم أسمياه " محمد السعيد " و تمنيا أن يكوم من أهل العلم و القرآن ، فاستجاب الله أمنيتهما ، و صارا يرعيانه حتى استظهر القرآن في أقل من عشر سنين ، و لما أتم حفظ القرآن سلمه والده إلى أعظم عالم بالتجويد و القراءات بالإسكندرية و هو الشيخ شحاته السندريسي
ثم ألحقه بالمعهد الأنور ، و كانت تدرس فيه العلوم كلها على غرار الأزهر الشريف فأخذ الفقه بمذهب الحنفي على الشيخ البشبيشي و أخذ عنه العروض و بعض كتب الأدب ، و أخذ النحو و الصرف على الشيخ عمر بن خليفة الذي كان يسمى بسيبويه زمانه و أخذ علوم البلاغة على الشيخ موسى كُلَّة و أخذ التفسير و الحديث على الشيخ سيد إسماعيل عفيفي شيخ الشافعية ، و أخذ المنطق و التوحيد على كثيرين منهم الشيخ محمد بخيت المطيعي الذي كان قاضيا بالإسكندرية لأول مرة ، و أخذ الأصول بشرح المنار على الشيخ أحمد إدريس أيام كان قاضيا للإسكندرية سنة 1900 .
و أخذ القراءات و علوم القرآن على الشيخين الجليلين الشيخ محمد سابق و الشيخ عبد العزيز كحيل شيخا قراء و مقارئ الإسكندرية و تعين قارئا بمقرأة أم حسين بك بمسجد دانيال 1307 و استمر بها كذلك إلى أن جاء الاستاذ الضباع و وجده فيها فجعله رئيسا عليها و لا يزال بها إلى الآن .(1/3174)
و له من التآليف ما نيف على خمسة و ثلاثين كتابا في مختلف العلوم من فقه و توحيد و نحو و صرف و عروض و قراءات و تجويد و وقف و رسم و غيرها طبع منها كتاب الدروس الدينية التهذيبية و هو كتاب مدرسي جزءان اعتمده الشيخ أبو الفضل الجيزاوي سنة 1912 و طبع منها تيسير الأمر لحفص من النشر و كتاب إسناد الأفعال إلى الضمائر و كتاب قرة العين بتحرير ما بين السورتين و كتاب حل المشكلات و هذا الأخير لا يزال مرحبا لطلبة معهد القراءات بالأزهر الشريف و منه كتاب الألفية الخليجية في القراءات العشرية و هو 1000 بيت دالية من البسيط و قد شرحه و أقرأ به و له كتاب الدروس التجويدية و ملخصه الذي طبع مرتين و له كتاب الاهتداء في الوقف و الابتداء و هو كتاب حافل في علم الوقوف ، و له شرح على رائية الإمام الشاطبي ، و له كتاب توجيهات القراءات ، و قد رأى والد المترجم و هو يحج مرات في منامه أن القمر أشرق من حجرة نومه فتفسرت هذه الرؤيا بأنه يخرج من بيته من ينشر علمه في الآفاق ، فحقق الله رؤياه في المترجم ، و رأى المترجم ليلة القدر ليلة الخامس عشر من رمضان سنة 1315 هجرية فطلب من الله وقتها أن يرزقه العلم و القرآن فاستجاب الله دعاءه ، و قد تصوف المترجم في صدر شبابه على التقي الورع الحاج محمد الحبشي الشاذلي سنة 1330هجرية و قد كان يميل إلى الخمول مع كثرة تردد الناس على زيارته ، فتبعه المترجم في هذه الخصلة لعدم في معمعات الوسط حتى لا يخرج عن الاعتدال ، و قد مضى من عمر المترجم سبع و ثمانون سنة حافلة بطاعة الله تعالى و نفع العباد و تجدثا بنعمة الله أمد الله في أجله موفقا لما يحبه و يرضاه من القول و العمل في عافية ، و أحسن خاتمته بفضله و كرمه آمين .
أفدنا هذه الترجمة من شيخنا خالد ابو الجود حفظه الله
---
مروان الظفيري
03-23-2007, 10:49 AM
وانظر كتابه :
(حل المشكلات وتوضيح التحريرات)
هنا ، على هذا الرابط :(1/3175)
http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=893
---
مروان الظفيري
03-23-2007, 10:56 AM
ومن كتبه ، أيضا :
شرح العقيلة ؛ وهي لمحمد بن عبد الرحمن الخليجي الإسكندري وكيل مشيخة المقارئ والإقراء بها
ذكره الشيح المقرئ عبد الفتاح المرصفي المصري في كتابه :
"هداية القاري"
وقال :
"مؤلفه علم أزهري حصل على شهادة الأهلية من الأزهر سنة 1906م،
ودرس القراءات على الشيخ عبد العزيز كحيل،
ثم قال :
"من تآليفه "شرح عقلية أتراب القصائد" مخطوط" .
---
محب القراءات
03-24-2007, 01:20 AM
الإخوة الفضلاء والعلماء الأجلاء :
جزاكم الله خيرا على مشاركتكم وإفادتكم , أسأل الله ان يجعل ذلك في ميزان حسناتكم جميعا .
وقد وجدت له ترجمة مختصرة في كتاب الحلقات المضيئات من سلسلة أسانيد القراءات 1 / 75 - 76 . واستفدت كثيرا من الترجمة التي كتبها الأخ إبراهيم الجوريشي ( بارك الله فيه ) ومن ترجمته الموجودة في كتاب هداية القاري , والتي أشار إليها مشكورا د/ مروان الظفيري .
ومن عنده مزيد تفصيل وبيان فليتفضل علينا مشكورا بما عنده .
---
(1/3176)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > رسالة الى الفلوجة
---
رسالة الى الفلوجة
---
القناص الإسلامي
11-10-2004, 07:11 AM
رسالة إلى مدينة (الفلوجة) الباسلة
نادر بن سعد العمري
(فلوجة) عزمك إصرار أبناؤك أسدٌ أبرارُ
حُيِّيت وحيَّاهم ربي كم فيهم شَهْمٌ مغوار
علَّمت الدنيا ملحمة كبرى ترويها الأدهار
ما وهن العزم ولاخمدت نيران الثأر ولو جاروا
حاشا أن يخضع جبَّار لجبان أو يُنسى الثار
*******
(فلوجة) يا أرضاً أضحت يطويها قتل ودمار
ما احتضنت يوماً محتلاً فالموت الموت ولا العار
أهديك دموعي وشجوني ترويها عني الأشعار
إن حالت دوني أسلاك وحدود يحرسها الجار
ففؤادي بينكمو...إني حرٌ وهواي الأحرار
*******
(فلوجة) لا تُبقي علجاً فالحل الفصل هو النار
وستندم حتماً (أمريكا) يعلوها ذل وصغار
زعموا الحرية وانطلقوا وإذا الحرية أسوار
لو عرفوا عزاً ما باتوا يحكمهم (فيل) و(حمار)
دعوى الإرهاب ذريعتهم وهمو في الأرض الأشرار
*******
(فلوجة) عزٌ وإباءٌ ... عزم عربي بتار
إسلام حيٌ قد نبعت منه الأبطال الثوار
رفعوا الرايات وما التفتوا لدعاوى الغرب ولا احتاروا
ما هابوا يوماً محتلاً بل هان الجيش الجرار
سحقوا المحتل بعزمتهم وعلى درب الشهدا ساروا
*******
(فلوجة) فجرك وضاح تنسجه منك الأسحار
تصنعه الشدَّةُ ذا ألقٍ لتعم الكونَ الأنوار
وستبقى الدنيا شاهدة أنَّكِ في الشدةِ إعصار
وجيوش الغزو ستطويها سنن القهار وتنهار
وعراق الخير سيعمرها ويعيدُ عُلاها الأخيار
المصدر
عن موقع المختار الإسلامي (http://www.islamselect.com/index.php?pg=mat&ref=12743&ln=1)
---
سلسبيل
11-11-2004, 10:08 AM(1/3177)
اللهم انصر أهلنا في الفلوجة المنافحين عن دينك وسنة نبيك اللهم صن أعراضهم وثبت أقدامهم وانصرهم على عدوهم اللهم أرنا في أعداء الإسلام بأسك وقوتك يا قوي يا عزيز اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا
---
(1/3178)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التعريف بموقع وزارة الأوقاف المغربية ، و مجلة دعوة الحق .
---
التعريف بموقع وزارة الأوقاف المغربية ، و مجلة دعوة الحق .
---
أحمد بزوي الضاوي
10-17-2006, 12:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة:32 ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
التعريف بموقع وزارة الأوقاف المغربية ، و مجلة دعوة الحق .
وبعد. يمكن تنزيل بعض الكتب من موقع وزارة الأوقاف المغربية، و قد عنيت الوزارة مشكورة منذ مدة طويلة بنشر كثير من الكتب التراثية محققة تحقيقا علميا ، في مجال الدراسات القرآنية، والحديثية، والفقه المالكي. وكثير من الدراسات العلمية الرصينة. وقد وضعت بعضها ـ مشكورة ـ على موقعها، كما عملت على نشر مجلة دعوة الحق في سبعة أقراص مدمجة (سيديات)، وهي تتضمن كثيرا من الأبحاث النفيسة لثلة من الأساتذة الأجلاء والعلماء الفضلاء . وقد تم تأسيسها منذ 1957 م . وتعتبر مصدرا مهما من مصادر التراث الشرعي المغربي، والدراسات الإسلامية بصفة عامة.
موقع وزارة الأوقاف المغربية : http://www.habous.gov.ma
موقع مجلة دعوة الحق المغربية :http://www.daouatalhaq.ma
---
أحمد البريدي
10-18-2006, 05:06 PM
جزاك الله خيراً .
---
أحمد بزوي الضاوي
10-23-2006, 11:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة وز السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
أخي الفاضل : أحمد البريدي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أنتم أهل الجزاء و الإحسان . وأشكركم على تواصلكم . وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي(1/3179)
11-01-2006, 12:11 PM
جديد موقع مجلة دعوة الحق المغربية : http://www.daouatalhaq.ma
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة:32 ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
1- بعض أسرار التكرار في القرآن الكريم : التهامي الراجي الهاشمي .
2- مركز المصحف في المغرب : محمد المنوني .
3- تاريخ المصحف الشريف بالمغرب : محمد المنوني .
4- المدرسة القرآنية بالصحراء المغربية : سعيد أعراب .
5- من وحي القرآن : محمد عزيز الحبابي .
6- مدخل إلى الظاهرة القرآنية : لمالك بن نبي : عبد السلام الهراس .
7- القرآن و المغرب المعاصر : : محمد عزيز الحبابي .
8- القرآن دعامة الوحدة : محمد الطنجي .
9- نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني : عبد المنعم خفاجي .
10- مقروءات اللبلي في علوم القرآن : بنعلي بوزيان .
11- القراء السبعة ورواتهم : المختار ولد باه .
12- الأحرف السبعة : محمد المختار ولد باه .
13- القصص القرآني وإشكالية التصنيف بين المحكم و المتشابه : محمد إقبال .
14- كتاب فنون الأفنان في عيون علوم القرآن لابن الجوزي : أحمد الشرقاوي إقبال .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
11-08-2006, 11:22 PM
دليل منشورات وزارة الأوقاف المغربية : التفسير وعلوم القرآن .
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة:32 ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
وبعد فهذه قائمة منشورات وزارة الأوقاف المغربية في ما يخص علوم القرآن و القراءات و التفسير :(1/3180)
1- المحرر الوجيز : القاضي أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية ( ت 546 هـ ) . تحقيق المجالس العلمية .
2- الأخلاق في القرآن : La Morale du Coran . عبد الله دراز .
3- تحت ظلال القرآن و السنة : عبد الحي حسن العمراني .
4- ه\ا القرآن : عبد الحي حسن العمراني .
5- تفسير سورة النور : عبد الهادي التازي .
6- التعريف في اختلاف الرواة عن نافع : أبو عمرو عثمان الداني ( ت 444 هـ ) تحقيق الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي .
7- المهذب في ما وقع في القرآن من المعرب : جلال الدين السيوطي (ت911 هـ ).تحقيق الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي .
8- الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة : أبو علي الحسين الرجراجي الشوشاوي 0(ت 899هـ ). تحقيق إدريس عزوزي .
9- البرهان في ترتيب سور القرآن : أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي ( ت 708 هـ ) . تحقيق محمد شعباني .
10- نفس الصباح في غريب القرآن وناسخه ومنسوخه : أبو جعفر أحمد بن عبد الصمد بن عبد الحق الخزرجي ( ت 582 هـ ) . تحقيق محمد عز الدين المعيار الإدريسي .
11-مقدمة في الدراسات القرآنية : محمد فاروق النبهان .
12- فضائل القرآن و معالمه وآدابه : أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي (ت 204 هـ ) : تحقيق أحمد بن عبد الواحد الخياطي .
13- ابن بري التازي إمام القراء المغاربة : محمد بن أحمد الأمراني .
14- دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيره جامع البيان عن تأويل آي القرآن : محمد المالكي .
15- الاختيار في القراءات و الرسم و الضبط : محمد بالوالي .
16- الجعبري و منهجه في كنز المعاني في شرح حرز الأماني ووجه التهاني مع تحقيق نموذج من " الكنز " : أحمد اليزيدي .
17- الشيخ أحمد بن عجيبة ومنهجه في التفسير : حسن عزوزي .(1/3181)
18- أخلاق الحوار في القرآن الكريم راهنية وعالمية الخطاب القرآني : Les Vertus du dialogue Coranique Intemporalité et Universalité du Discours Divin : منير القادري بودشيش .
19- قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش : عبد الهادي حميتو .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/3182)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أجوبة الدكتور مساعد الطيار على أسئلة ملتقى أهل الحديث : الأحرف السبعة
---
من أجوبة الدكتور مساعد الطيار على أسئلة ملتقى أهل الحديث : الأحرف السبعة
---
عبدالرحمن الشهري
06-04-2003, 03:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أجرى الإخوة الفضلاء في ملتقى أهل الحديث (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8238) لقاء مع الدكتور مساعد الطيار وفقه الله وبارك فيه ، وملتقى أهل الحديث له فضل الريادة ، وهو من أفضل المواقع العلمية على الانترنت ، وأرجو أن يحرص القائمون عليه على الرقي بما يطرح فيه ، والسير به إلى مدى أرفع وفقهم الله.
وقد وضع الأخ الكريم خالد بن عمر وفقه الله ، هذه اللقاء بكامله في مشاركة سابقة في ملتقى أهل التفسير. وظني أن بعضاً من المتصفحين لا يصبر لقراءة مثل هذه اللقاءات الطويلة ، واللقاء ماتع نافع ، فيه نفائس وفرائد كعادة الشيخ مساعد.
فأحببت أن أفرد المسائل ، في مشاركات مستقلة ، حتى لا يمل القارئ ، ويتركز الحديث ، وتتاح الفرصة للنقاش.
وهذه مسألة من المسائل التي فصل أبو عبدالملك وفقه الله في الإجابة عنها.
قال السائل : هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة ؟ وما القول الراجح فيها ؟
الجواب :
إن موضوع الأحرف السبعة من الموضوعات التي لا زالت تشغل الكثيرين ، ولا يرون فيها جوابًا شافيًا ، لما في هذا الموضوع من الغموض .
ولقد تصدَّى للكتابة فيه أعلام كثيرون ، وأنفس ما كتب فيه كتاب الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري حفظه الله ، وهو بعنوان ( حديث الأحرف السبعة / دراسة لإسناده ومتنه واختلاف العلماء في معناه وصلته بالقراءات القرآنية ) .(1/3183)
ولقد قرأت هذا الكتاب كثيرًا واستفدت منه ومن غيره ممن كتب في هذا الموضوع ، ورأيت بعد فترة من قراءة هذا الموضوع أن أفصله على مباحث متتالية يتجلى فيها صلة الأحرف السبع بالرسم والقراءات والعرضة الأخيرة ... الخ ، وإليك ملخص ما كتبته في هذا .
أولاً : معنى الحرف في الحديث : الوجه من وجوه القراءة .
أنواع الوجوه الواردة في اختلاف القراءات :
1 ـ اختلاف الحركات ؛ أي : الإعراب : فتلقى آدم من ربه كلمات .
2 ـ اختلاف الكلمة باعد باعَدَ ، وننشرها نُنشزها بظنين بضنين .
3 ـ اختلاف نطق الكلمة : جِبريل جَبريل جَبرئيل جبرئل .
4 ـ اختلاف راجع إلى الزيادة والنقص : تجري تحتها تجري من تحتها . سارعوا وسارعوا.
5 ـ اختلاف عائد إلى اللهجة الصوتية ، وهذا مما يعود إليه جملة من الاختلاف المتعلق بالأداء ، كالفتح والإمالة والتقليل في الضحى.
نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان على حرف واحدٍ مدة بقائه في الفترة المكية ، وزمنًا كثيرًا من الفترة المدنية ، ثمَّ أذن الله بالتخفيف على هذه الأمة ، فأنزل الأحرف التي يجوز القراءة بها ، وكان عددها سبعة أحرف في الكلمة القرآنية .
روى البخاري ( ت : 256 ) وغيره عن ابن عباس ( ت : 68 ) ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :(أقرأني جبريل عليه السلام على حرف ، فراجعته ، فلم أزل أستزيده ويزيدني ، حتى انتهى إلى سبعة أحرف).
وقد ورد في روايات أخرى : (كلها كاف شاف ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب ، وآية عذاب بآية رحمة).
وورد كذلك سبب استزادة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : (لقيت جبريل عند أحجار المرا ، فقلت : يا جبريل . إني أرسلت إلى أمة أمية : الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العاني الذي لم يقرأ كتابًا قط ، فقال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف).
وقد وقع اختلاف كبير في المراد بهذه الأحرف السبعة ، وسأعرض لك ما يتعلق بهذا الموضوع في نقاط :(1/3184)
1 ـ أنَّ التخفيف في نزول الأحرف السبعة كان متأخرًا عن نزوله الأول ، فلم يرد التخفيف إلا بعد نزول جملة كبيرة منه .
2 ـ أنَّ هذه الأحرف نزلت من عند الله ، وهذا يعني أنه لا يجوز القراءة بغير ما نزل به القرآن .
3 ـ أنَّ هذه الأحرف السبعة كلام الله ، وهي قرآن يقرأ به المسلمون ، ومعلوم أنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يحذف حرفًا واحدًا من القرآن ، ولا أن ينسخ شيئًا منها فلا يُقرأ به .
4 ـ أن القارئ إذا قرأ بأي منها فهو مصيب .
5 ـ أن القراءة بأي منها كاف شاف .
6 ـ أنَّ الذي يعرف هذه الأحرف المنْزلة هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، لذا لا تؤخذ إلا عنه ، ويدل على ذلك حيث عمر وأبي في قراءة سورة الفرقان ، حيث قال كل منهما : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم .
7 ـ أنَّها نزلت تخفيفًا للأمة ، وقد نزل هذا التخفيف متدرجًا ، حتى صار إلى سبعة أحرف .
8 ـ أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بين سبب استزادته للأحرف ، وهو اختلاف قدرات أمته الأمية التي فيها الرجل والمرأة والغلام والشيخ الكبير .
هذا ما يعطيه حديث الأحرف السبعة من الفوائد المباشرة ، لكنه لا يحدِّدُ تحديدًا دقيقًا المراد بالأحرف السبعة ، وهذا ما أوقع الخلاف في تفسير المراد بها .
أولاً : علاقة هذه الأحرف بالعرضة الأخيرة :
عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : (أسرَّ إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنَّ حبريل كان يعارضني بالقرآن كلَّ سنة ، وإنه عارضني هذا العام مرتين ، ولا أُراه إلا قد حضر أجلي).(1/3185)
وفي هذه العرضة نُسِخَ ما نُسخَ من وجوه القراءت التي هي من الأحرف السبعة ، وثبت ما بقيَ منها ، وكان أعلم الناس بها زيد بن ثابت ، قال البغوي في شرح السنة : (يقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي ، وكتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرأها عليه ، وكان يقرئ الناس بها حتى مات ، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وولاه عثمان كتب المصاحف ).
والدليل على وجود أحرف قد نُسخت ما تراه من القراءات التي توصف بأنها شاذة ، وقد ثبتت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلا فأين تضع هذه القراءات الصحيحة الشاذة من هذه الأحرف ؟!.
ثانيًا : علاقة هذه الأحرف بالقراءات المتواترة :
القراءات المتواترة : السبع التي جمعها ابن مجاهد ، وما أضيف إليها من القراءات الثلاث المتممة للعشر .
والأحرف السبعة مبثوثة في هذه القراءات المتواترة ، ولا يوجد شيءٌ من هذه القراءات لا علاقة له بالأحرف السبعة ، غير أنَّ الأمر كما وصفت لك من أنها مبثوثةٌ فيها ، وبعضها أوفر حظًا بحرف من غيرها من القراءات .
وإن لم تقل بهذا ، فما ماهية الأحرف الستة الباقية التي يُدَّعى أنَّ عثمان ومن معه من الصحابة اتفقوا على حَذْفِها ، أو قل : نَسْخِها .
وكم أنواع القراءات التي ستكون بين يديك ـ لو كنت تقول بأنَّ هذه القراءات على حرف واحد ـ لو وُجِدَت هذه الأحرف الستة التي يُزعم عدم وجودها الآن ؟!
لقد سبق أن بينت لك بموجز من العبارة ، وأراك تتفق معي فيه : أنَّ هذه الأحرف قرآن منَزَّلٌ ، والله سبحان يقول : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، أفترى أنَّ القول بحذف ستة أحرف قرآنية يتفق مع منطوق هذه الآية ؟!(1/3186)
ومن قال بأن الأمة مخيَّرةٌ بين هذه الأحرف فلا دليل عنده ، ولا يوافق قولُه منطوق هذه الآية ، ولو كان ما يقوله صحيحًا لوُكِلَ إلى المسلمين حفظ القرآن ، كما وُكِلَ إلى من قبلَهم حفظُ كتب الله ، وأنت على خُبْرٍ بالفرق بين الحِفْظَين ، فما تركه الله من كتبه لحفظ الناس غُيِّرَ وبدِّل ونسي ، وما تعهَّد الله بحفظه فإنه باقٍ ، ولا يمكن أن يُنقص منه حرف بحال من الأحوال .
ولعلك على خبر كذلك بأن من كفر بحرف من القرآن ، فقد كفر به كلِّه ، فكيف بمن ترك أكثره مما هو منَزَّلٌ واقتصر على واحدٍ . هذا ما لا يمكن أن يقع فيه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتأمَّل ذلك جيِّدًا ، يظهر لك جليًا أنَّ القول بأنَّ القراءات التي يُقرأ بها اليوم على حرفٍ واحدٍ لا يصحُّ البتة .
إنَّ القول بأنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ لا دليل عليه البتة ، بل هو اجتهاد عالم قال به وتبعه عليه آخرون ، والاجتهاد يخطئ ويصيب . ويظهر هنا أنَّ الصواب لم يكن حليف من رأى أنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ .
ثالثًا : علاقة الأحرف السبعة بمصحف أبي بكر ومصاحف عثمان:
اعلم أنَّه لا يوجد نصٌّ صريحٌ في ما كتبه أبو بكر ولا عثمان رضي الله عنهما ، لذا ظهر القول بأنَّ أبا بكر كتب مصحفه على الأحرف السبعة ، وكتبه عثمان على حرف واحدٍ . وهذا القول لا دليل عليه البتةَ ، وهو اجتهاد مدخولٌ .(1/3187)
والذي يدل عليه النظر أنه لا فرق بين ما كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو مفرق في أدوات الكتابة آنذاك من رقاع ولخف وأكتاف وغيرها ، وبين ما جمعه أبو بكر في مصحف واحد ، ثمَّ بين ما فرَّقه عثمان ونسخه في المصاحف المتعددة في الأمصار ، هذا هو الأصل ، وهو أن القرآن الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تمَّ أنه هو الذي بين يدي الأمة جيلاً بعد جيل ، ولست أرى فرقًا بين هذه الكتبات الثلاث من حيث النص القرآني ، وإنما الاختلاف بينها في السبب والطريقة فحسب .
ولو تتبعت المسألة عقليًا ، ونظرت في اختيار زيد بن ثابت دون غيره من الصحابة ، وبدأت من هذه النقطة = لانكشف لك الأمر ، فلأبد معك مفقِّرًا هذه الأفكار كما يأتي :
1 ـ لا يجوز البتة ترك شيء من القرآن ثبت أنَّه نازل من عند الله ، وأنَّ الرسول ( قرأ به ، وأقرأ به الصحابة ، وقد مضى الإشارة إلى ذلك .
2 ـ أنَّ القرآن قد كُتِبَ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مفرَّقًا في الرقاع واللخف والعسب ، ولم يكن مجموعًا في كتاب .
3 ـ أنَّ القرآن كان متفرقًا في صدور الرجال ، وهم على درجات في مقدار حفظه ، قال زيد بن ثابت :(فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال).
4 ـ أنَّ من أسباب اختيار زيد بن ثابت ما ذكره أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، قال زيد :(وقال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل ، لا أتهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن واجمعه) .
فكان في هذا ما يميِّزه على متقدمي قراء الصحابةِ ، أمثال أبيِّ بن كعب ، وأبي موسى الأشعري ، وسالم مولى حذيفة وغيرهم .
كما كان هذا ما ميَّزه على ابن مسعود خصوصًا ، الذي جاء في الآثار أنه حضر العرضة الأخيرة ، وقد كان اعترض على عدم إشراكه في جمع القرآن في عهد عثمان .(1/3188)
5 ـ أنَّ زيدًا الذي هو من أعلم الصحابة بالعرضة الأخيرة = سيكتب في المصحف الذي أمره أبو بكر بكتابته ما ثبت في هذه العرضة ، ولن يترك حرفًا ثبت فيها من عند نفسه أو بأمر غيره .
ومن هنا يكون مصحف أبي بكر قد حوى ما بقي من الأحرف السبعة التي ثبتت في العرضة الأخيرة .
ولما جاء عثمان ، وأراد جمع الناس على المصحف ، جعل مصحف أبي بكر أصلاً يعتمده ، وقام بتوزيع الأحرفِ التي تختلفُ القراءة بها في هذه المصاحف ، فكان عمله نسخَ المصاحفِ ، وتوزيع الاختلاف الثابت في القراءةِ عليها ، ولم يترك منها شيئًا ، أو يحذف حرفًا .
وما لم يُرسم في المصاحف ، وقرئ به فإنه مأخوذٌ عن المقرئ الذي أرسله عثمان مع المصحف ، وقراءة المقرئ قاضية على الرسم ؛ لأنَّ القراءة توقيفية يأخذها الأول عن الآخر لا مجال فيها للزيادة ولا النقص ، والرسم عمل اصطلاحيٌّ قد يتخلَّف عن استيعاب وجوه القراءات فلا يصطلح عليه .
فإن اعترض معترض بما روى البخاري عن أنس :(أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال لعثمان أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يحرق).
ووجه الاعتراض من جهتين :(1/3189)
الأول : أنَّ الاختلاف قائمٌ في القراءات المشهورة التي يقرأ بها الناس إلى اليوم ، فما وجه عمل عثمان ، وهو إنما كان يخشى اختلاف القراءة ؟
فالجواب : إنَّ القراءة قبل هذا الجمع لم تكن صادرة عن إجماع الصحابة وإلزام الناس بما ثبت في العرضة الأخيرة مما كتبه زيد في مصحف أبي بكر ، والذي يدل على ذلك أنَّ قراء الصحابة كانوا يقرئون الناس بما صحَّ عندهم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وليس كلهم بَلَغَهُ ما نُسِخَ في العرضة الأخيرة .
فلما وزع عثمان المصاحف = أرسل مع كل مصحف قارئًا يُقرئُ الناس ، بما في هذا المصحف الذي أثبت فيه وجه مما ورد في العرضة الأخيرة ، وكان في ذلك حسمٌ لمادة الخلاف ، وذلك أنه لو التقى قارئٌ من البصرة وقارئ من الكوفة ، فقرأ كل منهما على اختلاف ما بينهما ، فإنهما يعلمان علمًا يقينيًا بأن ذلك عائدٌ إلى وجه صحيح مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبهذا يكون الاختلاف قد تحدَّد بهذه المصاحف ومن معها من القراء ، وأنَّ ما سواها فهو منسوخ لا يُقرأ به .
وهذا يعني أنَّ عمل عثمان هو تقرير الأوجه التي ثبتت في العرضة الأخيرة التي كُتِبَت في مصحف أبي بكر ، وإلزام الناس بها ، وترك ما عداها مما قد نُسخ ، وليس أنه حذف ستة أحرف .
الثاني : أن يقول المعترض : إنَّ في الرواية السابقة :(وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا) أوكد الدليل على أنهم كتبوا المصحف العثماني على حرف واحدٍ ، وهو ما يوافق لغة قريش .
والجواب عن ذلك أن يقال : إنَّ هذه المسألة ترتبط بالرسم ، وهي مسألة تحتاج إلى توضيح أمور تتعلق بالرسم ، وليس هذا محلها ، لكن سآتي على ذكر ما يلزم من حلِّ هذا الاعتراض ، وبالله التوفيق .(1/3190)
أولاً : إنه قد ثبت أنَّ بعض وجوه القراءات التي يقرأ به في المتواتر الآن بغير لغة قريش ، كالهمز وتسهيله ، فقريش لا تهمز ، والهمز قراءة جمهور القراء ، فكيف تخرج هذه القراءات التي ليست على لغة قريش .
ثانيًا : إنه يمكن أن يُحمل الأمر على رسم المصحف لا على قراءته ؛ وهذا هو الظاهر من ذلك الأثر ، فقوله :(فاكتبوه على لغة قريش) إشارة إلى الرسم لا إلى القراءةِ ، أمَّا القراءة فإنه يُقرأ بها بغير لغة قريش وإن كان برسم لغتها ما دام ثابتًا.
ويدلُّ لذلك أنَّه قد وردت بعض الألفاظ التي كُتبت في جميع المصاحف على وجه واحد من الرسم ، وقد ثبتت قراءتها بغير هذا الرسم .
ومن ذلك ما حكاه أبو عمرو الداني ( ت : 444 ) من أنَّ مصاحف أهل الأمصار اجتمعت على رسم الصراط وصراط بالصاد ، وأنت على خُبرٍ بأنها تُقرأ في المتواتر بالصاد وبالسين وبإشمامها زايًا .
وإنما قرئت هي وغيرها مما رسم على وجه ، وقرئت أيضًا على وجه آخر بالأخذ عن القارئ الذي أقرأ بهذه المصاحف ، وهذا يعني أنَّه لا يلزم أخذ القراءة من الرسم حتى توافق قراءة القارئ ، وأنه يجوز أن يقرأ القارئ بما يخالف المرسوم ، لكنه يكون من الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو مضبوط معروف ، لذا لم يكن في مصحف عثمان مثل قراءة أبي الدرداء وابن مسعود :(والذكر والأنثى) مع صحة سندها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .
ويقال : إنما رُدَّت مع صحة سندها لأنه لم يقرأ بها في العرضة الأخيرة ، ولم توافق المصحف ، وليس ردها لمخالفة رسم المصحف فقط ، والله أعلم .
وبعد هذا يكون الفرق بين عمل أبي بكر وعمل عثمان كما يأتي :
1 ـ أنَّ أبا بكر أراد حفظ القرآن مكتوبًا ، خشية أن يموت قراء الصحابة ، فيذهب بذهابهم .
أما عثمان بن عفان ، فكان الاختلاف الذي نشأ بين التابعين سببًا في نسخه للمصاحف .(1/3191)
2 ـ أنَّ أبا بكر كتب مصحفًا واحدًا بما يوافق رسم ما بقي من الأحرف السبعة ، أما عثمان بن عفان ، فنسخ من هذا المصحف عدة مصاحف ، ولم يحذف منه شيئًا .
3 ـ أنَّ أبا بكر لم يلزم المسلمين باتباع المصحف الذي كتبه ، ولم يكن هذا من مقاصده لما أمر بكتابة المصحف ، لذا بقي الصحابة يُقرئون بما سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان في ذلك المقروء كثير من المنسوخ بالعرضة الأخيرة .
أما عثمان ، فألزم المسلمين باتباع المصحف الذي أرسله ، ووافقه على ذلك الصحابة ، لذا انحسرت القراءة بما نسخ من الأحرف السبعة ، وبدأ بذلك معرفة الشاذ من القراءات ، ولو صح سندها ، وثبت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بها.
وبهذا يكون أكبر ضابط في تشذيذ القراءة التي صح سندها ، ولم يقرأ بها الأئمة = كونها نسخت في العرضة الأخيرة .
علاقة الأحرف السبعة بلغات العرب :
لا يخفى على من يقرأ في موضوع الأحرف السبعة ارتباطها بلغات العرب ، بل إنَّ بعض العلماء جعل سبع لغات من لغاتها هي المقصودة بالأحرف السبعة ، وفي ذلك إهمال لوجوه اختلافات لا تنتج عن كونها من لغة دون لغة .
ولعل من أكبر ما يشير إلى أنَّ اللغات تدخل في الأحرف السبعة كون القرآن بقي فترة من الزمن يقرأ بلسان قريش ، حتى نزلت الرخصة بالأحرف السبعة ، فظهرت الأحرف التي هي من لغات غير قريش .
ومما يشير إلى ذلك ما ورد من نهي عمر ابن الخطاب لابن مسعود من أن يقرئ بلغة هذيل ، ولا يتصور أن يقرئ ابن مسعود بما لم ينْزل ويأذن به النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي تحديد اللغات التي هي أسعد حظًّا بنُزول القرآن خلاف بين العلماء ، ويظهر أنَّ في ذلك صعوبة في بعض مواطن الاختلاف في تحديد القبيلة التي تقرأ بهذا الوجه دون غيرها ، كما قد تشترك أكثر من لغة في وجه من الوجوه ، فيكون نسبه إلى لغة أحدها دون غيرها قصور في ذلك .(1/3192)
وتظهر الصعوبة أيضًا في أنه لا يوجد تدوين تامٌّ للهجة قبيلة دون غيرها ، وإن كان في الكتب إشارة إلى بعض الظواهر اللهجية لهذه القبائل .
وإذا تأمَّلت ما يتعلق باللغات العربية ، وجدته أكثر ما يتعلق به الخلاف في القراءات ، خصوصًا ما يتعلق بالنطق ، فقبيلة تعمد إلى الإدغام في كلامها ، وقبيلة تعمد إلى الإمالة ، وقبيلة تعمد إلى تسهيل الهمز ، وقبيلة تعمد إلى تحقيق الهمز ، وقبيلة تعمد إلى ترقيق بعض الأحرف ، وقبيلة تعمد إلى تفخيمها ، وهكذا غيرها من الظواهر المرتبطة بالصوتيات التي تتميَّز بها قبيلة عن قبيلة .
ويظهر أنَّ هذه الصوتيات هي أكبر ما يراد بنُزول الأحرف السبعة ، وهي التي يدل عليها قوله صلى الله عليه وسلم:(أسأل الله مغفرته ومعافاته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك) ، وقوله صلى الله عليه وسلم :(يا جبريل . إني أرسلت إلى أمة أمية : الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العاني الذي لم يقرأ كتابًا قط) .
إذ الذي يستعصي على هؤلاء هو تغيير ما اعتادوا عليه من اللهجات إلى غيرها ، دون ما يكون من إبدال حرف بحرف ، أو زيادة حرف ، أو إعراب ، فإن هذه لا تستعصي على العربي . لكن أن يكون عاش جملة دهره وهو يميل ، فتريد أن تعوده على الفتح ، أو كان ممن يدغم ، فتريد أن تعوِّده على الإظهار = فذلك ما يعسر ، والله أعلم .
ولا يفهم من هذه الجملة في هذا الحديث أنَّ الاختلاف في الأحرف يرتبط بهذه اللهجات دون غيرها من وجوه الاختلاف ، بل يُحملُ هذا على أن هذا النوع المتعلق باللهجات هو أعظم فائدة مقصودة في نزول الأحرف السبعة ، وليس هذا الفهم بدعًا ، ففي الشريعة أمثلة من هذا النوع ، ومن ذلك :
قوله صلى الله عليه وسلم :(الحج عرفة) ، والحج يشتمل على أعمال غير الوقوف بعرفة ، فقوله صلى الله عليه وسلم يدل على أنَّ هذه العمل أعظم أعمال الحج .(1/3193)
وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي:(قال الله عز وجل : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل : فإذا قال :(الحمد لله رب العالمين) ، قال الله : حمدني عبدي. وإذا قال:(الرحمن الرحيم)، قال الله : أثنى علي عبدي. فإذا قال:(مالك يوم الدين) ، قال:مجدني عبدي. فإذا قال:(إياك نعبد وإياك نستعين) ، قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل)...
وإنما سُمِّيت الفاتحة: الصلاة، وهي جزء منها ؛ لأنها أعظم شروط الصلاة .
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم :(الدين النصيحة)، وقوله صلى الله عليه وسلم:(الدعاء هو العبادة)، وغيرها من الأمثلة التي يسمى فيها الجزء باسم الكلِّ ؛ للتنبيه على أهميته ، وللدلالة على الاعتناء به .
وإذا صحَّ لك هذا ، فإنَّ جميع وجوه الاختلاف في القراءة تدخل في الأحرف السبعة ، وأنَّ أعظم هذه الوجوه ما يتعلق باللهجات ، والله أعلم .
علاقة الأحرف برسم القرآن :
يرتبط هذا الموضوع بلغات العرب ، وقد سبق الحديث عنها ، والمراد هنا التنبيه على كون ما يتعلق برسم القرآن من الأحرف السبعة هو ما يمكن رسمه من الألفاظ ، أمَّا وجوه القراءة التي ترجع إلى اللهجات ؛ كالإمالة والتقليل ، والمد والإظهار والإدغام والسكت والتسهيل والإبدال ، وغيرها = فلا يمكن أخذها من الصحف ولا كتابتها في المصاحف إلا بما يصطلح عليه أنه يشير إليها ، ومعلوم أن علم ضبط المصحف كان متأخرًا ، ولم يكن في عصر الصحابة إطلاقًا .
وهذا يعني أنك إذا قلت : كُتِبَ المصحف على الأحرف السبعة ، فالمراد كتابة الألفاظ ووجوه قراءتها اللفظية لا الصوتية .
وهذه الصوتيات إنما تؤخذ عن السابق بطريق المشافهة والرواية ، فينقلها كما سمعها ، وهكذا من أو السند إلى منتهاه .
وبهذا تعلم أن رسم المصحف لا يمكن أن يحوي جميع وجوه الأحرف السبعة ، وإنما يمكن أن يحوي منها ما يتعلق برسم الألفاظ ، أمَّا غيرها فيؤخذ من طريق الأئمة القراء .(1/3194)
ولهذا السبب ـ لما أراد عثمان أن يلزم الناس بالقراءة التي أجمع الصحابة على أنها ما ثبت في العرضة الأخيرة ـ أرسل مقرئًا مع كل مصحف ،فقد ورد أنه أمر زيد بن ثابت أن يقرئ في المدينة ، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي ، والمغيرة بن أبي شهاب مع الشامي ، وأبو عبد الرحمن السلمي مع الكوفي ، وعامر بن عبد القيس مع البصري .
ومن ثَمَّ فالرواية قاضية على الرسم لا العكس .
تلخيص المراد بالأحرف السَّبعة
الأحرف السبعة : أوجه من الاختلاف في القراءة ، وما لم ينسخ منها في العرضة الأخيرة ، فهو محفوظ ومبثوث في القراءات المتواترة الباقية إلى اليوم .
ومن ثَمَّ ، فإنه لا يلزم الوصول إلى سبعة أوجه في هذه القراءات المتواترة الباقية ؛ لأنَّ بعض هذه الأحرف قد نُسِخَ .
كما أنه لا يلزم أن يوجد في كل كلمة سبعة أوجه من أوجه الاختلاف ، وإن وُجِدَ ، فإنه لا يتعدَّى السبعة ، فإن حُكيَ في لفظ أكثر من سبعة ، عُلِمَ أنَّ بعضها ليس بقرآن ؛ كبعض الأوجه الواردة في قوله تعالى :(وَعَبَدَ الطَّاغُوت).
والمراد بعدد الأوجه من أوجه الاختلاف التي لا تزيد على سبع : الاختلاف في الكلمة الواحدة في النوع الواحد من أنواع الاختلاف ؛ كالمد والقصر ، والإمالة والفتح .
ومن ثَمَّ ، فلا إشكال في أن تكون أنواع الاختلاف أكثر من سبعٍ في العدد ، كما اختلف في ذلك من جعل الأحرف السبعة أنواع من الاختلاف في القراءات عموماً، والصحيح أنها كلها أوجه اختلاف مندرجة ، لكن لا يجتمع أكثر من سبعة منها في اختلاف أداء الكلمة القرآنية .
ويلاحظ أنَّ هذه الأوجه على قسمين :
الأول : ما يتعلق بالنطق واللهجة ، كالإمالة والتقليل والفتح ، وكالإدغام والإظهار ، وغيرها ، وهذا ما جاء تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم عليه في طلب التيسير ، حيث أن أكبر فائدة في هذه الحرف هو التيسير على الشيخ الكبير وغيره ، ولا يتصور هذا إلاَّ في النطق .(1/3195)
الثاني : ما يتعلق بالرسم والكتابة ؛ كالاختلاف في زيادة الواو وعدمها في لفظ (وسارعوا) ، والاختلاف في حركات الكلمة في لفظ (تَرجِعون) ، و(تُرجَعون) ، وغيرها ، وهو ما ركَّز عليه من جعلها أنواعاً من الاختلاف في القراءة ( ابن قتيبة ، وأبو الفضل الرازي ، وابن الجزري وغيرهم ) ، وإنما دخل هذا في الأحرف ، مع أنه قد لا يعسر على الناطقين ؛ لأنك تجد هذا القسم من الاختلاف في القراءة ، فلا بدَّ أن تحمله على الأحرف السبعة ، وإلاَّ كان هناك شيء من الاختلاف غير اختلاف هذه الأحرف السبعة .
هذا ما يسر الله تقييده ، ولازال البحث يحتاج إلى إعادة صياغة وتحرير ، والله الموفق .
انتهت إجابة الدكتور مساعد الطيار وفقه الله.
وقد سبق أن ناقش الدكتور مساعد الأحرف السبعة في مشاركة سابقة سماها الطريق إلى حل مشكلة الأحرف السبعة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=191)
---
أبومجاهدالعبيدي
06-04-2003, 06:08 PM
بسم الله
فضيلة الشيخ مساعد وفقك الله ، وشكر لك هذه الدرر التي تتحفنا بها
لي مع ما أوردته في هذه المسألة بعض الوقفات ، أذكرها بطريقة تساؤلات :
أولاً - ذكرتَ أكثر من مرة أن المنهج الصحيح للتعامل مع هذه المسألة هو جمع الآثار والنظر فيها ودراستها بتمعن ، ثم الخروج بنتائج من هذه الدراسة . والسؤال : أين نجد في هذه الآثار ما يدل على ما ذكرته وفقك الله بقولك : أنَّ التخفيف في نزول الأحرف السبعة كان متأخرًا عن نزوله الأول ، فلم يرد التخفيف إلا بعد نزول جملة كبيرة منه . ؟
ثانياً - ما قولك في هذا النقول : ( ... أما الأحرف السبعة فهي في قراءة القرآن وأدائه لا في كتابته . وعثمان أمر زيداً وصحبه بكتابة القرآن على لسان قريش ، فهل كان زيد قد كتبه أيام أبي بكر بالأحرف السبعة ، ثم كتبه أيام عثمان بحرف ؟(1/3196)
هذا محال ، مما يرجح ما قررناه من أن مصحف أبي بكر اشتمل على ما في العرضة الأخيرة من الأحرف السبعة أداءً وقراءةً ، أما كتابته فكانت بلسان قريش ، أي بكتبتهم . )
( هل ألغى عثمان بن عفان ستة أحرف وألزم الناس بحرف واحد كما زعم البعض ؟!
وإن تعجب فعجب لمن قبل هذا الرأي وارتضاه ، حيث إنهم نسبوا عثمان إلى الكفر والضلال من حيث لا يدرون .
إن منزل القرآن هو الذي ينسخه ويرفعه إن شاء ، أما ورسول الله نفسه لم يجرؤ على فعل ذلك ، أيجرؤ عثمان ويفعله ؟!!.......
عثمان لم يزد عمله على استنساخ مصاحف معتمداً على مصحف أبي بكر ، ولكنه وجه كل الجهود واستنفد كل الطاقات لجمع الناس على القراءات الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفق العرضة الأخيرة .
وكم هي الأحرف التي تضمنتها العرضة الأخيرة ؟
هذا مما لا مجال لمعرفته ، بل نكتفي بالقطع بأن ما وردنا من قراءات متواترة عن رسول اله صلى الله عليه وسلم هي من العرضة الأخيرة التي عرضها على جبريل . والله أعلم . ) انتهى من كتاب معجم علوم القرآن لإبراهيم الجرمي ص115-117 بتصرف .
ثالثاً - هل ثبت عن أحد من سلف هذه الأمة المتقدمين في القرون الفاضلة كلام واضح فيه تحديد لمعنى الأحرف السبعة ؟ أو هل لهم اهتمام بالحديث عنها ؟ وهل يمكن القول بأنهم سكتوا عن الكلام فيها حتى لا يتماروا في القرآن ؛فيسعنا ما وسعهم ؟
---
محمد الأمين
07-06-2003, 12:15 PM
قال الدكتور مساعد الطيار:
1 ـ أنَّ أبا بكر أراد حفظ القرآن مكتوبًا ، خشية أن يموت قراء الصحابة ، فيذهب بذهابهم .
أما عثمان بن عفان ، فكان الاختلاف الذي نشأ بين التابعين سببًا في نسخه للمصاحف .
2 ـ أنَّ أبا بكر كتب مصحفًا واحدًا بما يوافق رسم ما بقي من الأحرف السبعة ، أما عثمان بن عفان ، فنسخ من هذا المصحف عدة مصاحف ، ولم يحذف منه شيئًا .
انتهى.
أقول: كيف كانت العرضة الأخيرة فيها ألفاظ كثيرة؟ هل هذا معقول؟(1/3197)
ولماذا كل هذا الجهد الكبير الذي بذله عثمان في جمع القرآن إن كان عمله النسخ فقط؟
ولم غضب بعض الصحابة من تصرفه مثل ابن مسعود؟ هل يعقل أن غضبه لمجرد أنه لم يشترك بالنسخ؟!
لماذا قال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم؟ إن كان مصحف أبي بكر قد اقتصر على العرضة الأخيرة وكان عملهم النسخ فحسب فلا معنى لأن يختلفوا أصلاً
---
محمد الأمين
11-09-2003, 11:33 PM
للرفع
---
راجي رحمة ربه
11-10-2003, 06:39 PM
تنبيه
إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا
أقول هذا قيد احترازي، ولم يثبت أنهم اختلفوا أصلا لأن عملهم إنما كان استنساخا لما بين أيديهم.
ويحمل القول أعلاه على أنهم إذا ظنوا أن كلمة لها أكثر من وجه في الكتابة، مما دون بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأجاز كلا منها، أن تكتب على طريقة أخرى منها فاختاروا ما يوافق لسان قريش.
أما ما في البخاري أنهم اختلفوا في كلمة التابوت هل تكون بالتاء أم الهاء فهي رواية مرسلة .
---
عابر سبيل
11-11-2003, 12:59 AM
شكر الله لكم طرحكم لهذا الموضوع الذي يعتبر من أكثر موضوعات علوم القرآن غموضا وأوسعها بابا لكيل الاتهامات ضد القرآن الكريم قراءة وكتابة واسمحوا لي مشكورين ببعض المداخلات
* الشيخ الدكتور مساعد بارك الله فيه اجتهد كعهدنا به في إخراج موضوع الأحرف السبعة في ثوب جديد لكن هذا الثوب بعد حياكته يحتاج – من وجهة نظري - إلى وضع بعض اللمسات النهائية عليه من غسل وكي ونحو ذلك وهذا ما نرجو من الشيخ مساعد القيام به لأن الموضوع جد خطير وهو بحق بحاجة إلى إيضاحات كما أرجو من بقية العلماء وطلبة العلم المتواجدين على ساحة هذا الملتقى الإسهام بجهدهم لاستيضاح كثير من النقاط المبهمة(1/3198)
*نقل الشيخ مساعد قول البغوي في شرح السنة : (يقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي ، وكتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرأها عليه ، وكان يقرئ الناس بها حتى مات ، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وولاه عثمان كتب المصاحف
ــــــــــــــ
والواقع أن هذه ليست خصوصية لزيد بل إن ابن مسعود أيضا حضر هذه العرضة كما ثبت في بعض الروايات ومن ثم فلابد من البحث عن سبب آخر لاختيار زيد للقيام بهذه المهمة وأعتقد أن ما ذكره صاحب الاستيعاب في معرفة الأصحاب يصلح إجابة لذلك حيث ذكر أن زيدا كان ألزم الصحابة لكتابه الوحي أ.هـ إذن فهو أكثرهم خبرة وهذا هو الذي عول عليه أبوبكر حين قال: كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي كنت أكثر من تقوم بذلك حتى لكأنك أنت القائم بذلك دون غيرك هذا بالإضافة إلى شباب زيد الذي لم يكن متوافرا في غيره ممن يصلحون لمنافسته كأبي وابن مسعود رضي الله عنهما هذا وجه في ترجيح اختيار زيد دون غيره من الصحابة للقيام بمهمة الجمع في عهد أبي بكر وأما بخصوص ترجيحه على ابن مسعود فلأن ابن مسعود لم يتلق من القرآن من فيه صلى الله عليه وسلم سوى بضع وسبعين سورة بخلاف زيد الذي تؤكد الروايات أنا أحد من جمع القرآن كله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
* يقول الشيخ مساعد:
ووجه الاعتراض من جهتين :
الأول : أنَّ الاختلاف قائمٌ في القراءات المشهورة التي يقرأ بها الناس إلى اليوم ، فما وجه عمل عثمان ، وهو إنما كان يخشى اختلاف القراءة ؟
فالجواب : إنَّ القراءة قبل هذا الجمع لم تكن صادرة عن إجماع الصحابة وإلزام الناس بما ثبت في العرضة الأخيرة مما كتبه زيد في مصحف أبي بكر ، والذي يدل على ذلك أنَّ قراء الصحابة كانوا يقرئون الناس بما صحَّ عندهم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وليس كلهم بَلَغَهُ ما نُسِخَ في العرضة الأخيرة
ـــــــــــــــــ(1/3199)
هل يعقل أن يقرأ عدد من الصحابة المُعلِّمين بالمنسوخ في العرضة الأخيرة مدة خمس عشرة سنة تقريبا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حيث إن النسخ العثماني كان قد تم في السنة الخامسة والعشرين تقريبا وقيل في الثلاثين. ونحن نعلم أن المنسوخ لا يعتد به لأن الناسخ قد أزاله ورفعه . ثم ألا يضعف ذلك أيضا من قيمة اللجوء إلى فكرة النسخ بالعرضة الأخيرة التي هي في مجملها أمر مبهم غير واضح ؟
*- يقول الشيخ مساعد:
وهذا يعني أنَّ عمل عثمان هو تقرير الأوجه التي ثبتت في العرضة الأخيرة التي كُتِبَت في مصحف أبي بكر ، وإلزام الناس بها ، وترك ما عداها مما قد نُسخ ، وليس أنه حذف ستة أحرف .
ــــــــــــــ
إذا كان عمل عثمان هو مجرد امتداد لما قام به أبو بكر فما الجديد الذي قام به عثمان ؟ ثم أعود لنفس السؤال الذي طرحته قريبا هل يعقل أن يظل الصحابة متشبسين بقراءة ما تم نسخه بالعرضة الأخيرة وواضح من أحاديث اختلاف القراءة في عهد عثمان رضي الله عنه أن الأمر كان فاشيا يعني أمه لم يكن في إطار ضيق حتى نصدق فكرة أن هؤلاء الصحابة جميعا ومن قاموا بتعليمهم كانوا يجهلون ما تم نسخه بالعرضة الأخيرة إلى وضح لهم ذلك عثمان في قصة نسخ المصاحف المعروفة
* هل نستطيع الوقوف على مقدار ما نسخ بالعرضة الأخيرة ؟
في رأيي أن اللجوء كثيرا إلى الحديث عن العرضة الأخيرة ونسخها لبعض الأحرف السبعة لا دليل يدل عليه ومتى كان النسخ يصح إطلاقه بلا دليل والحاصل أننا هنا نفتقد الدليل كما نفتقد أيضا الوقوف على ماهية المنسوخ فماذا بقي بعد ذلك للاستطراد في الحديث عن العرضة الأخيرة ؟
* يقول الشيخ مساعد:
ومن قال بأن الأمة مخيَّرةٌ بين هذه الأحرف فلا دليل عنده ، ولا يوافق قولُه منطوق هذه الآية ، ولو كان ما يقوله صحيحًا لوُكِلَ إلى المسلمين حفظ القرآن ،(1/3200)
أقول أفلا يصلح دليلا لذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " (كلها كاف شاف " وكذلك أيضا عدم إلزامه للصحابة بتخير حرف منها بل كان دائما يقول للمختلفين هكذا أنزلت ومفهوم ذلك أن يقرأ كل بما أراد في ضوء ما نزل وعل ذلك فحين يأتي عثمان ليختار من بين هذه الاختيارات ما يراه أجمع لكلمة الأمة وأدعى لتوحيد الصف لا يكون بذلك قد أبعد النجعة أو نسخ أو حذف من القرآن شيئا ولا ننسى أن عمر قبل عثمان كان قد نهى ابن مسعود عن أن يقرئ الناس بلغة هذيل فبماذا نفسر موقف عمر إذن ؟
*- يقول الشيخ مساعد:
إنَّ القول بأنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ لا دليل عليه البتة ، بل هو اجتهاد عالم قال به وتبعه عليه آخرون ، والاجتهاد يخطئ ويصيب . ويظهر هنا أنَّ الصواب لم يكن حليف من رأى أنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ .
ـــــــــــــ
نعم هذا رأي وجيه فهذه القراءات راجعة إلى ما احتمله الرسم من الأحرف السبعة وبذلك يكون ما منع عثمان من القراءة به من وجهة نظري ليس هو كل الأحرف المغايرة لحرف قريش بل ما لم يحتمله الرسم منها لأنه قصد بهذا الرسم أن يجتمع عليه كل الناس وأن يكون المرجع عند الاختلاف
أرجو أن يتواصل الحوار حول هذا الموضوع الشائق الشائك وبارك الله في الشيخ الشهري الذي أحياه لنا من جديد فأنا واحد ممن لم يطلعوا عليه إلا الحين
---
مساعد الطيار
11-13-2003, 05:33 AM
الأخوة الكرام :
لقد أسعدتموني باستدراكاتكم وملاحظاتكم على الموضوع ، وأعتذر إليكم عن الرد في هذا الوقت ، وسأعود للبحث مرة أخرى وأستعرض ملاحظاتكم ، وأطارحكم النقاش فيها .(1/3201)
وأعلموا أن الموضوع ليس فيه قول فصل ، بل لا زال يحتاج إلى بحث وبحث حتى تنجلي غوامضه ، لذا فإني سأستدرك إن شاء الله ما يظهر لي صوابه من ملحوظاتكم ، وسأعرض لكم رأيي في غيرها ، والأمر في هذا راجع إلى كون المسألة علمية قابلة للأخذ والرد ، وأرجو أن يتسع صدري وصدركم للخلاف فيها وفي أمثالها ، وأن لا يفسد النقاش ودَّ الأخوة ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد .
---
(1/3202)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات مع أطروحة علمية بعنوان (التضمين النحوي في القرآن الكريم) لـ د.محمد نديم فاضل
---
وقفات مع أطروحة علمية بعنوان (التضمين النحوي في القرآن الكريم) لـ د.محمد نديم فاضل
---
عبدالرحمن الشهري
12-05-2005, 02:58 PM
بقلم
أ.د.أحمد بن محمد الخراط
وكيل مركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف.
بسم الله الرحمن الرحيم
يستوقف البحث العلمي في أدوات العربية مسألة دقيقة تحتاج إلى تأمل وبصيرة وفقه نافذ، وقد تناولها أهل العلم بالعربية ، واختلفت فيها مذاهبهم ، وتفرع على ذلك اختلافهم في وظيفة الكلم ، وتعدد دلالاتها ، ويتأكد البحث في المسألة أكثر إذا علمنا اتصالها بتفسير آي الذكر الحكيم ، وهي مسألة : التضمين في الأفعال والحروف من خلال سياقها الدلالي .
وثمة دراسة علمية متميزة تمت مناقشتها أطروحة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة القرآن الكريم بالخرطوم أعدها الباحث : محمد نديم فاضل ، بعنوان (( التضمين النحوي في القرآن الكريم )) وقد طبعت مؤخراً ، ونشرتها مكتبة دار الزمان بالمدينة المنورة في مجلدين . ولا أعلم دراسة علمية في المكتبة اللغوية القرآنية تناولت موضوع التضمين بمثل هذا السبر العميق ، والاستعراض النظري ثم التطبيقي ، مع المرور بطائفة واسعة من المظان الأصيلة التي ألمَّت بالمسألة .(1/3203)
من المعروف في أساليب العربية أن كل فعل من أفعالها يختص بتعدٍ معينٍ إلى حرف جر فلا يتجاوزه ، ويطرد استعمال هذا الحرف مع ذاك الفعل في أساليب الفصحاء والبلغاء ، وقد يقبل الفعل على نُدْرةٍ التعدّيَ إلى حرفيْ جر ، ومن هنا حرصت المعاجم العربية منذ نشأت حركة التأليف المعجمي على رصد هذا التعدي ، والنص عليه في مفردات المواد التي تستوعبها ، فإذا أشكل على مستخدم للفعل تعيين هذا الحرف مع الفعل المعني عاد إلى المعجم ، أو إلى ضرب من ضروب السماع الفصيح : من قرآنٍ كريم وحديثٍ شريف وشعرٍ وقولٍ منثورٍ يعود إلى عصور الاستشهاد اللغوي السالفة .
بيد أن ملاحظة تستحق النظر وتستوقف القارئ في كتاب الله إذ يجد أن الأفعال التي ترد في كثير من الآيات تخالف في تعديها إلى حرف الجر ما نصّت عليه معاجم اللغة ، مع أن هذا الكتاب العزيز يمثل أعلى مراتب الفصاحة والبيان ، فيلحّ عليه إشكال يتشوَّف إلى حلّه .
ذهب مصنفو كتب الأدوات العربية ومنها " رصف المباني " للمالقي و " الجنى الداني " للمرادي ، و" مغني اللبيب " لابن هشام ، و" مصابيح المغاني " للموزعي ، ومعهم علماء الكوفة [1] وآخرون ممن سماهم ابن قيم الجوزية [2] بظاهرية النحاة إلى أن حرف الجر في هذه الظاهرة تضمَّن معنى حرف جر آخر ، فالفعل إذاً باق ٍ على معناه المعهود ، ولم تنتقل دلالته المعنوية إلى معنى فعل آخر ، واختلاف المعنى محصور في الحرف ، إذ اكتسب معنى حرف آخر يستحق هذه التعدية .(1/3204)
وممّن ينحو هذا المنحى في التفسير الإمام ابن قتيبة في كتابه " تأويل مشكل القرآن " [3] وقد عقد باباً بعنوان " دخول بعض حروف الصفات مكان بعض " [4] ، ويستشهد على ذلك بقوله تعالى : (( ولأصلبنكم في جذوع النخل )) [5] فيرى أن حرف الجر " في " بمعنى " على " ، والمعنى : على جذوع النخل ، وبقوله تعالى : (( فاسأل به خبيراً )) [6] أي : عنه ، وبقوله تعالى : (( وما ينطق عن الهوى )) [7] أي بالهوى ، فحرف الجر " عن " بمعنى الباء .
أما ابن هشام في " مغني اللبيب " فقد عبّر عن هذا الباب بالمرادفة [8] ، وأورد طائفة من الآيات على هذا المصطلح . ومن ذلك قوله تعالى : (( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده )) [9] ويرى أن الحرف " عن " مرادف للحرف الآخر " من " . ويسير وَفق هذا الفهم ثلّة من أهل العلم الذين لا يتأمّلون في الفعل الذي سبق حرف الجر ، ولا يرونه متجاوزاً دلالته المعنوية وإنما يرون حرف الجر قد تعاور حرفاً آخر .(1/3205)
أما المذهب الثاني فهو الذي يُطْلق على هذه الظاهرة مصطلح " التضمين " ، ويرى أن الفعل قد تضمّن معنى فعل آخر ، وحرف الجر مَسُوق لإتمام معنى هذا الفعل . والتضمين لغة [10] : الإيداع . يقولون : ضمن الشيء الوعاء أي : جعله فيه ، وأودعه إياه ، وهو اصطلاحاً [11] : إيقاع لفظٍ موقع غيره ومعاملته معاملته ، لتضمنه معناه ، واشتماله عليه ، أو هو إشراب فعلٍ أو مشتقٍ أو مصدرٍ معنى فعل آخر أو مشتق أو مصدر ، ليجري مجراه في التعدي والمعنى، مع إرادة معنى المتضمن . والغرض منه إعطاء مجموع المعنيين ، وذلك أقوى من إعطاء معنى واحد . ويجري على التضمين بهذه الدلالة كثير من أفعال القرآن الكريم . ومن ذلك قوله تعالى : (( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم )) [12] فلو بحثنا في المعاجم العربية عن مادة ( الرفث ) لوجدنا : رفثت بالمرأة ، وليس فيها : رفثت إلى المرأة . ولما كان الرفث في معنى الإفضاء ، والفعل ( أفضى ) يتعدى بـ " إلى " جاءت " إلى" إذاناً بأنه في معناه [13] . يقول الدكتور : محمد نديم فاضل [14] : " فتضمين الرفث وهو مقدمات المباشرة أو المباشرة ذاتها معنى الإفضاء ، والمتعدي بـ " إلى " ، يمنح العلاقة بين الزوجين لمسة إنسانية تترفع بها عن عالم الحيوان ، لمسة حانية ، فيها من الرفق والنداوة والشفافية مثلما فيها من سمو المشاعر ، وتحسر " إلى " هذه عن مسافر وجهها الجميل لتحكي ما اشتملت عليه المشاعر حين جمعت الرفث إلى الإفضاء في ما أحل الله للزوجين في شهر الصيام لتنأى بهما عن عرام الجسد ، والحبيس في الرغبات المكبوتة في اللحم والدم بعد أن تستتبع خلفها معنى الستر ، يتدثر به كل من الزوجين ، وتتصل بأفق أرفع من الأرض وبغاية أسمى من اللذة ، ترقُّ وترْقى إلى معارج عليا .... وحَسبُ التضمين أنه جعل في لفظ الرفث نداوة يخضرّ بها ، ويرمي ظلاله ، ولمسة رفافة تنأى عن عرام الجسد تبتغي الإعفاف والإنجاب ، وتوقظ معنى الستر(1/3206)
في هذا الحرف " إلى " ، فجمع من صنوف البيان ما ذاع صيته على كل لسان .
وانتصر كثيرون لنظرية التضمين في الأفعال لا الحروف ، ومنهم ابن العربي الاشبيلي [15] ، يقول : " وكذلك عادة العربي أن تحمل معاني الأفعال على الأفعال لما بينهما من الارتباط والاتصال ، وجهلت النحوية هذا ، فقال كثير منهم : إن حروف الجر يبدل بعضها من بعض، ويحمل بعضها معاني البعض ، فخفي عليهم وضْعُ فعلٍ مكان فعل وهو أوسع وأقيس ، ولجؤوا بجهلهم إلى الحروف التي يضيق فيها نطاق الكلام والاحتمال ".
وممن قال بالتضمين في الأفعال ابن هشام [16] ، مع أنه خرج كثيراً من الشواهد على طريقة تضمين الحروف ، يقول : " قد يشربون لفظاً معنى لفظٍ فيعطونه حكمه ، ويسمى ذلك تضميناً ، وفائدته أن تؤدي كلمة مؤدى كلمتين نحو قوله تعالى:(( وما يفعلوا من خير فلن يكفروه )) [17] ضُمِّن معنى تُحرموه فعدّي إلى اثنين " .
وكذلك الحافظ السيوطي [18] إذ يقول : " إيقاع لفظ موقع غيره لتضمن معناه " .
والدكتور فاضل معنيّ ببيان صحة المذهب الثاني مشغول بهذا البيان شديد الحماسة له ، يرفض رفضاً باتاً أيَّ دعوى أو حجة لتضمين الحروف ، وكانت اطروحته في تعزيز ما اعتقده ، وقد حشد أدلته للوفاء به ، وكانت في جزئين : القسم النظري ، ثم القسم التطبيقي . وقد أشار إلى خطر اللغة وأهميتها ضمن القضايا الإنسانية الكبرى ، وخَلُصَ إلى أنها الكفيلة بإيضاح حقائق القرآن الكريم ، والإفصاح عن خفايا التأويل ، وإظهار دلائل الإعجاز ، وشرح معالم الإيجاز ، وعن طريق التضمين في الأفعال تنحلُّ كثيرٌ من العقد يقول [19] : " ترى الحرف مع الفعل فيوحشك الحرف ، ويبقى الفعل قلقاً ، فإذا حَملته على التضمين تمكّنَ الفعل وآنسك الحرف " .(1/3207)
والتضمين عند الباحث [20] مفتاح هذه اللغة الشريفة : وسرٌّ من أسرارها ، يفْتَرُّ عن بديعةٍ ، ويُفضي إلى لطيفة ، وهو من طريف ما استوْدعتْه هذه اللغة ، لأنه أذهب في الإيجاز ، وأجمع لخصائص الصنعة ، وفيه من الإيماء والتلويح ما ليس في المكاشفة والتصريح ، وذلك أحلى وأعذب .
والرسالة في الحقيقة مثالٌ حيّ على هذه الحماسة العالية التي كان يُبديها الباحث لموضوعه ورفض أي وجهة يُولّيها غيره وهو لا ينفك عن إيراد الأمثلة وأقوال أهل العلم الذين يذهبون مذهبه ، وعن رميْ الوجهة الأخرى بالضعف والفتور .
وهو في سبيل إبطال التضمين في الحروف يلجأ إلى مناقشة مستفيضة لوظيفة كل قسمٍ من أقسام الكلمة الثلاثة : الإسم والفعل والحرف . يقول [21] : " المعنى الإفرادي للإسم والفعل هو في أنفسهما ، والمعنى للحرف هو في غيره ، فالباء مثلاً لا تدل على معنى حتى تضاف إلى الإسم الذي بعدها ، لا أنه يُتحصّل منها منفردةً فلا بيئة للحروف خارج سياقها ، والعربي في العصور الأولى إذا تجاوز في استعماله هذه الروابط فإن سبب عدوله من حرف إلى حرف هو السياق إذا ، وهو الذي وضع الفعل في معنى معيّن وخصصه به ، وعداه بحرف يناسبه ، فإبدال حرف مكان حرف ، أو قيام حرف مقام حرف ، وتضمين الحروف كثير الإيهام ولا حقيقة تحته " .
ويرى الباحث أن النحاة حين يقولون : إن " إلى " بمعنى اللام والباء بمعنى "في " ، و"عن" بمعنى " على " ثم يردد المفسرون أو أكثرهم ، لم يسألوا عن سبب تناوب هذه الحروف ، ولم يتعرضوا للعلّة التي من أجلها جرى التعاور فليس التناوب في الحروف إلا أسلوباً من الهروب في مواجهة المشكلة ، وإن الفكر باعتماده على الهوية المجردة للحروف أو الأداة أو اللفظ دون ربطه بالنص وبواقعٌ له زمان ومكان ، وبظروفٍ اجتماعية وتاريخيةٍ ونفسيةٍ معنيةٍ ينتهي إلى تأملات مجردة وهذا من مخاطر العقلية المثالية [22] .(1/3208)
ويستعين الباحث بطائفة واسعة من الآيات الكريمة التي تدعمه في إجلاء نظريته ، كما يستعين بهذه الأساليب الأدبية العالية التي أوتِيها في التعبير الفني .
وفي القسم النظري من الرسالة يشير الباحث إلى الغرض من التضمين وفائدته ، يقول [23] : " فالغرض من التضمين إفراغ اللفظين إفراغاً ، حتى كأن أحدهما سبك في الآخر ، فالمعنى لا يأتيك مصرحاً بذكره ، مكشوفاً عن وجهه ، بل مدلولاً عليه بغيره . وفائدته أن تؤدي كلمة مؤدى كلمتين ، فالكلمتان مقصودتان معاً قصداً وتَبَعاً .
وأشار الباحث إلى مسألة : هل التضمين سماعيٌ أو قياسي ؟ ويستعرض أقوال العلماء الذين ذهبوا إلى أنه سماعي [24] ، وذكر آخرون أنه قياسي . وقد رجح الباحث هذا المذهب ، وأجاز استعماله للعارفين بدقائق العربية وأسراراها ، والبلغاء يستعملونه في كلامهم بلا حرج فكيف نسد بابه في اللغة ، وهو يرجع إلى أصول ثابتة فيها .(1/3209)
ويتحدث الباحث عن أوجه استعمال التضمين فهو يكون في الأفعال ، ومن أمثلته [25] قوله تعالى : (( قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً فليحذر الذين يخالفون عن أمره )) [26] فالفعل ( يخالفون) يتعدى بنفسه وبـ إلى ، وحين عدي " بعن" تضمن معنى صدَّ أو أعرض . وتعبير التسلل يتمثل فيه الجبن عن المواجهة ، وحقارة الشعور المرافق له في النفوس . والفعل ( خالف ) بمعنى ( حاد ) لتصوير الحالة النفسية للنماذج البشرية حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتحذير الرهيب من الله أن تصيبهم فتنة في الدين أو الدنيا ، التحذير لا لمن خالف وإنما لمن حاد عنها ، والحيدان أدنى درجات المخالفة عن المنهج الرباني . ولم جاء التعبير بالمخالفة ؟ الحيدان قد يكون سهواً وغفلة ، وأما المخالفة فإنها تصدر عن تصميم وقصد وعدم مبالاةٍ بالأوامر شأن المنافقين الذين يتسللون ويذهبون بغير إذن النبي صلى الله عليه وسلم وفي ذلك يكمن الخطر ، تلك الآداب التي تنتظم بين أفراد الجماعة يستقيم أمرها بوقار قائدها وهيبته ، وباستقرار هذه المشاعر في أعماق ضميرها تصبح قانوناً نافذاً في حياتها ، وإلا أصابتهم فتنة يختلط فيها الحق بالباطل .
ومن أمثلة التضمين في الفعل قوله تعالى [27] : (( وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم )) . الفعل ( خلا ) يتعدى بالباء تقول : خلا به أي : انفرد . ولعل تضمين (خلا ) [28] معنى ارتاح إليه وسكن أقرب إلى السياق ، فخلوُّهم إلى بعض يجدون فيه السكينة والطمأنينة والارتياح ، وفي خلواتهم هذه ما شئت من وسائل الكيد والفتنة .
كما يكون التضمين في الأسماء نحو قوله تعالى [29] : (( من أنصاري إلى الله )) فقد ضمن النصرة معنى الولاء أو التوجه أو القصد . أما التضمين في الحروف فقد رفضه الباحث واستقبحه واستضعفه .(1/3210)
وقد جاء القسم التطبيقي محصوراً في القرآن الكريم وفق عنوان الرسالة ، بيد أننا كنا نتمنى أن يعرج على أنواع السماع الفصيح الأخرى ، فيستقي لنا نماذج وافية من الحديث الشريف - لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتي من الفصاحة وجوامع الكلم وطرق البيان - ونماذج من الشعر العربي وأقوال العرب وأمثالهم وخطبهم ومنثور الفصحاء والبلغاء وذلك ليدعم مذهبه الذي دافع عنه من ناحية ، ولإثبات استعمال العربية لها من ناحية ثانية .
وأما عنوان الكتاب فنحن نرى أن فيه نظراً ، وذلك لأن قوله (( التضمين النحوي )) يشير إلى قضايا ومسائل تتصل بالنحو العربي من خلال أبوابه المعروفة ، ثم يتبين لنا أن القضية محصورة في تضمين الفعل معنى فعل آخر أو في تعدي الأفعال إلى حروف جر معينة ، فالموضوع الذي يطرحه يتصل بدلالاتها ومعانيها وما تستحقه من حروف جر ، وما تحتمله من خلال السياق ، ويبدو أن الدكتور فاضل لحظ هذا في خاتمة بحثه ، واقترح أن يكون عنوان طبعة الكتاب الثانية : (( ظاهرة التضمين في القرآن الكريم )) ، وهذا العنوان في الحقيقة أنسب وأوعب بمضمون الكتاب ومناقشاته ، كما نأمل أن يستوفي في الطبعة التالية التوثيقات العلمية في حواشي الكتاب وتحرير الاقتباسات والأقوال من مضانّها الأصلية ، والإشارة إلى ذلك ، ليستكمل منظومة المنهج العلمي في التعامل مع المصادر .
* * * * * *
---الحواشي ----
[1] انظر : الجنى الداني 46 ، البرهان في علوم القرآن 3/43
[2] بدائع الفوائد : 920
[3] تأويل مشكل القرآن : 567
[4] ويعني بها الحروف
[5] سورة طه الآية 71
[6] سورة الفرقان الآية : 95
[7] سورة النجم الآية : 3
[8] مغني اللبيب : 1/148
[9] سورة التوبة الآية : 104
[10] انظر : اللسان (ضمن )
[11] الكشاف : 2/481 ، شرح المفصل لابن يعيش : 8/15 ، النحو الوافي ، المعجم الوسيط .
[12] سورة البقرة الآية : 187
[13] الخصائص : 2/308 ، الأمالي الشجرية : 1/147(1/3211)
[14] التضمين النحوي في القرآن الكريم : 1/367
[15] أحكام القرآن : 1/177
[16] مغني اللبيب : 2/762
[17] سورة آل عمران : 115
[18] معترك الأقران : 398
[19] التضمين النحوي : 10
[20] التضمين النحوي : 20
[21] التضمين النحوي : 60
[22] التضمين النحوي : 82
[23] التضمين النحوي : 106
[24] حاشية ياسين : التلويح على التصريح 1344س
[25] التضمين النحوي : 318
[26] سورة النور الآية : 63
[27] سورة البقرة الآية : 76
[28] التضمين النحوي : 362
[29] سورة آل عمران الآية : 52
[line]
أشكر أخي الكريم الدكتور حسان محمد فاضل ابن مؤلف الكتاب الذي بعث لي بهذه المقالة وأسأل الله له ولوالده الدكتور محمد فاضل التوفيق والسداد.
---
عبدالرحمن الشهري
01-01-2006, 11:41 PM
وهذه صورة الغلاف ، مع شكري الجزيل للمؤلف ، ولابنه الدكتور حسان فاضل الذي بعث لي بالكتاب ..
http://www.mojama.net/files//tadhmin-nahoy.jpg
---
خالد الشبل
01-02-2006, 08:15 AM
بارك الله فيه، وفي الدكتور أحمد الخراط ، وشكر الله لك يا أبا عبد الله هذا النقل الموفق.
عرفت الدكتور نديمًا قبل سنوات، من خلال اشتراكه مع أستاذنا العلامة بقية المحققين الكبار د. فخر الدين قباوة في تحقيق الجنى الداني للمرادي، رحمه الله.
---
فهد الناصر
01-22-2006, 03:46 PM
شكراً لكم أخي الدكتور عبدالرحمن على هذا الخبر الرائع ، وهذا الموضوع من الموضوعات المهمة التي كنت ولا زلت أتمنى الاطلاع على كتاب يفي ببحث جوانبها ولم أجده بعد ، والآن أطلعتنا عليه مشكوراً ، ولكن يا ترى كيف نحصل عليه في المكتبات ؟ ، إذ أعلم أنه لا يمكن إهدائه إلى الجميع كما أهدي إليكم أخي عبدالرحمن .
---
عبدالله الشهري
01-22-2006, 08:40 PM
موضوع قيّم ، أجزل الله لك وللباحث المثوبة. ولو سمحت لي ببعض التعليقات اليسيرة ، فهو موضوع يستحق التأمل:(1/3212)
1-ممن سلك سبيل تضمين الحروف ، بدلاً من الأفعال ، اللغوي ابن فارس في كتاب "الصاحبي" ، وحشد لذلك الشواهد من أشعار العرب وكلامهم.
2- إن نظرية "التضمين النحوي" هذه ربما جعلتنا نعيد النظر في كثير من خلافات المفسرين حول بعض الآيات ، وذلك من حيث حصر الاختلاف ، وتسهيل ترجيح الأقوال بعضها على بعض ، والأمثلة التي نقلتها أخي عبدالرحمن من آيات أُفرِغًت دلالات أفعال بعضها في بعض مما يؤيد هذا.
3- "يقول الدكتور : محمد نديم فاضل [14] : " فتضمين الرفث وهو مقدمات المباشرة أو المباشرة ذاتها معنى الإفضاء ، والمتعدي بـ " إلى " ، يمنح العلاقة بين الزوجين لمسة إنسانية تترفع بها عن عالم الحيوان .."
قلت: وربما نستطيع التوسع في موضوع التضمين ، فندرج ما يمكن ان نسميه "الاعتضاد" بمعنى مماثل في سياق مشابه ، اعتضاد كاعتضاد الحديث بالشواهد مثلاً ، ومن ذلك مثلاً معنى الرفث أعلاه إذ قد جاءت أية اخرى مصرحة ب"الإفضاء" ، كما في قوله تعالى (وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً).
4- ربما فتح التضمين ، باب التفسير على مصراعيه لأرباب اللغة ، وخاصة إذا علمنا أن التفسير بمقتضى اللغة سائغ عند بعض الأصوليين والفقهاء ، قال في مختصر التحرير، ص99 ((ويحرم تفسيره برأي واجتهاد بلا أصل ، لا بمقتضى اللغة)) ، أي بمجرد اللغة لمن كان عالماً بها.
و جزاك الله خيرا يا دكتور عبدالرحمن على هذا الطرح الموفق.
---
(1/3213)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لا أعلم من أين أحمل هذه الكتب ... ؟
---
لا أعلم من أين أحمل هذه الكتب ... ؟
---
مشارك
04-26-2004, 12:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا لا أعلم من أين أقوم بتحميل النسخة الالكترونية من أحد الكتب التالية :
التفسير الميسر
زبدة التفسير
أيسر التفاسير
وشكراً..
---
(1/3214)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الضيق والسعة
---
الضيق والسعة
---
علي جاسم
03-04-2005, 05:52 PM
من المفاهيم التي أساء الناس فهمها هي مفهومي الضيق والسعة .. والضيق والسعة في القرآن يربطهما الله تعالى بالذات الإنسانية وبالشعور الإنساني أو بمعنى آخر يرتبطان بالمساحة الإيمانية للإنسان ولنأخذ من كتاب الله تعالى نصين لتبيان هذا القول { يقول تعالى { وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم } تخيل أخي المسلم .. الأرض بما رحبت قد ضاقت عليهم لماذا لأنهم خالفوا أمر الله تعالى إذن حقيقة الضيق حقيقة نفسية شعورية تخاطب في الإنسان يقضة الضمير، لا علاقتها لها بالأمتار والأشبار .. بينما يقول تعالى في نص آخر { فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقا }تخيل كهف على وحشته وضيقه قد صار عالما فيه الرحمة .. إذا انشرح القلب بالإيمان صار الكهف عالما تنشر فيه الرحمة وتكون فيه الرفقة الطيبة ومن الملاحظ أن كلمة ينشر تدل على الإنتشار والتوسع .. وإن ضاق الإيمان في القلب ضاقت الأرض بما رحبت بسهلها ونهرها ومرعاها ونسيمها .. وهذا هو مفهوم الضيق والسعة الذي أرادنا القرآن أن نتعامل على أساسه فيكون الضيق أين ما كانت المعصية والذنب وإن سكنا بروجا مشيدة .. وتكون السعة متى ما كانت القلوب آمنة مطمئنة بالإيمان ورحم الله القائل :
فوربك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
---
سلسبيل
03-07-2005, 05:02 PM
" والضيق والسعة في القرآن يربطهما الله تعالى بالذات الإنسانية وبالشعور الإنساني أو بمعنى آخر يرتبطان بالمساحة الإيمانية للإنسان "
...." فيكون الضيق أين ما كانت المعصية والذنب وإن سكنا بروجا مشيدة .. وتكون السعة متى ما كانت القلوب آمنة مطمئنة بالإيمان "
.......... صدقت أخي الكريم ....(1/3215)
قال تعالى في سورة الأنعام :
فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ
كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (125)
إذن الضيق أو السعة إنما ينبع من داخل الإنسان فينعكس على الخارج والحمد لله فهذه نعمة كبيرة لا يعرف قيمتها إلا من ذاقها لذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى " أنا جنتي وبستاني في صدري "
ووصف سجنة بالقلعة بقوله تعالى " فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ "
والحمد لله الذي جعل الأمر كذلك فكم من ظالم قد طغى في الأرض وتجبر وضيق على أولياء الرحمن حياتهم ومعاشهم ولولا أن الله يثبت المؤمنين بالأمان والإطمئنان الذي يلقيه في قلوبهم لركنوا إليهم إلا قليلا
وعلى الجانب الآخر نجد أن من ضاق الإيمان في قلبه يظل كذلك وإن سافر شرقا أو غربا وطاف أرجاء الدنيا بحثا عن السعة .
---
(1/3216)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطائف تفسيرية للشيخ الدكتور سفر الحوالي ... من كتابه ظاهرة الإرجاء
---
لطائف تفسيرية للشيخ الدكتور سفر الحوالي ... من كتابه ظاهرة الإرجاء
---
عقيل الشمري
03-28-2007, 11:57 PM
]وفقني الله بتلخيص كتاب ظاهرة الإرجاء .. للدكتور سفر الحوالي ... وقسمت مباحث التلخيص إلى أجزاء
حسب الفوائد ... ومنها :
1ـ اللطائف التفسيرية .
2ـ استدراكات المؤلف على غيره .
3ـ فوائد في باب التكفير .
4ـ فوائد عامة .
وسأنقل لكم ما يخصنا في هذا المنتدى ... " اللطائف التفسيرية ....وطبيعة النقل تستدعي عدم اكتمال الجملة تماما
إلا أن ذلك لا يلغي أهميتها ......
اللطيفة الأولى في التعبير عن الرسالات بأنها كتاب واحد ص 27 :
ولمناسبة كون المعركة – من نوح إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - - واحدة ، وقضيتها واحدة ، جاء التعبير عن الرسالات جميعاً بأنها " كتاب "واحد – في الآيات السابقة - { وأنزل معهم الكتب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه } {البقرة : 213 } { وأنزلنا معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه } { الحديد : 25 } وقوله { الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان } { الشورى : 17} ونحوها .
كما جاء التعبير عن رفض دعوة الرسل وعبادة غير الله مهما تباعدت الأجيال وتنوعت المعبودات بأنه عبادة للشيطان { ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين } { يس : 61} .
وكذلك جاء وصف أعداء الرسالات من البشر موحدا كذلك وهو " الملأ " المستكبرون عن أصحاب السلطان والمال وذلك في آي كثير .
اللطيفة الثانية في اقتران الحديد بالقرآن في القرآن ص 30 :(1/3217)
إن اقتران الحديد بالقرآن ( في آية الحديد ) من أجل إقامة دين الله في الأرض ، ليكشف عن سنة ربانية عظمى في طبيعة هذا الدين ، وطبيعة الجاهلية المقابلة ، وهي أن هذا المنهج الإلهي الذي يمثله الإسلام كما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يتحقق في الأرض بمجرد إبلاغه للناس وبيانه ، ولا يتحقق بالقهر الإلهي على نحو ما يمضي الله ناموسه في دورة الفلك وسير الكواكب وترتب النتائج على أسبابها الطبيعية ، إنما يتحقق بأن تحمله مجموعة من البشر ، تؤمن به إيمانا كاملا ، وتستقيم عليه بقدر طاقتها ، وتجعله وظيفة حياتها ، وغاية آمالها ، وتجهد لتحقيقه في قلوب الآخرين ، وفي حياتهم العملية كذلك ، وتجاهد لهذه الغاية بحيث لا تستبقي جهد ولا طاقة ، تجاهد الضعف البشري ، والهوى البشري ، والجهل البشري في أنفسها وأنفس الآخرين ، وتجاهد الذين يدفعهم الضعف والهوى والجهل ، للوقوف في وجه هذا المنهج ، وتبلغ بعد ذلك كله من تحقيق هذا المنهج الإلهي إلى الحد والمستوى ، الذي تطيقه فطرة البشر .
اللطيفة الثالثة في بداية سورة المزمل بقيام الليل ص 46 :
وهذه السورة ـ المزمل ـ تعطي أبرز ما تعطي الزاد الأصيل الذي لا بد منه لمن يريد حمل هذه الدعوة ، ومقارعة العالمين بها ، ذلك هو زاد الصلة القوية بالله ، والتزكية الروحية بالتقرب إليه ، ومناجاته في أرجى ساعات المناجاة وأصفاها .
اللطيفة الرابعة في أن التحذير من شرك الدعاء في القرآن أكثر من غيره ص 175 :(1/3218)
والمتأمل لكتاب الله تعالى ، ولحال الخليقة ، يجد أن من أكبر أسباب الشرك ودواعيه ، توهم المشركين أن غير الله مصدر خير لهم ، وأن عبادته سبب لحصول ما ينفعهم ، ودفعه ما يضرهم ، وأقل من ذلك من يتخذ من دون لله إلها بمعنى أن يجعله قرة عينه ، وغاية قلبه ، ومتعلق إرادته ، أي أن شرك الدعاء أكثر من شرك المحبة ، وذلك لأن حقيقة الافتقار في الأول ـ شرك الدعاء ـ أظهر وأعم ، ولهذا جاء الخطاب به في القرآن أكثر ، وأبطل الله عز وجل أن يكون لغيره نفع أو ضر أو ولاية أو شفاعة أو ملك أو شرك في ملك ، أو يكون بيد غيره رحمة أو رزق ، أو فضل أو شفاء ، أو موت أو حياة ، أو نصر أو إغاثة .
اللطيفة الخامسة ص 226 :
قوله تعالى { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم } في التعبير بالنفس لفتة عجيبة ، فإن يقين النفس تصديق ومعرفة ، أما يقين القلب فهو يقين .
اللطيفة السادسة في ختم الآيات الدالة على التحاكم لشرع الله باليقين ص598:
ولهذا جاءت الآيات المحكمات الدالة على اتباع شريعة الله والتحاكم إليها وحدها مذيلة بوصف اليقين لمن امتثل ، فدل على شك من خالف وارتيابه ، قال تعالى " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا .... ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون "
وقال " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها .... هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون " .
فكما سبق بيانه من أن تحكيم شرع الله هو الإسلام ، فإذا بلغ من العبد إلى حد انتفاء الحرج والمعارضة بالرضا الكامل فهو الإحسان ، فكذلك اعتقاد بطلان ما عداه ، وأنه وحده الحق الذي لا أحسن منه ولا أهدى هو درجة الإسلام ، فإذا رسخ هذا حتى لا تزعزعه شبهة ولا يعتريه شك فهو اليقين .
اللطيفة السابعة في اليقين في القرآن ص 596 :(1/3219)
فاليقين في الجملة متعلقه الاعتقاد ، وذلك أن مجمل الإيمان القلبي هو الإيمان بالغيب ، فإذا رسخ هذا الإيمان وارتقى عن الشكوك حتى يصبح كالمعاينة فهو اليقين ، ولهذا جاء أعظم الغيبيات بعد الإيمان بالله ، وهو الإيمان بالآخرة مقرونا باليقين أكثر مما سواه ، فقال تعالى " وبالآخرة هم يوقنون " في أو ل البقرة والنمل ولقمان ، فإن الإيمان بالآخرة مع دلالة الفطرة السوية والعقل السليم عليه ليس في قوة الإيمان الفطري بالله ، كما أن تفصيلاته مصدرها الوحي وحده .
اللطيفة الثامنة في ذكر الصدق والإخلاص في القرآن ص605 :
ولهذا جاء الحديث عن الصدق في السور التي تعرضت للنفاق وأهله ؛ كسورة براءة والأحزاب والمنافقون والقتال ( محمد ) والحجرات والحشر .
وجاء الحديث عن الإخلاص في السور التي تحدثت عن الشرك والمشركين ؛ كسورة الأعراف والزمر وغافر والبينة والكافرون ، بل في سورة الأنعام وإن لم يذكر فيها صريحا .
اللطيفة التاسعة في تقديم الإيمان على الأعمال الصالحة في الآيات ص674 :
وإنما كثر تقديم الإيمان ؛ لأن المراد به قول القلب وعمله ، وهو الأصل ، فالباطن أصل للظاهر كما سبق ، لكن ورود بعض مواضع يتقدم فيها ذكر العمل عليه ، يدل على التلازم ، وعلى أهمية المقدم من بين أعمال الإيمان في ذلك السياق ، ومن ذلك " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن " ثم قال المؤلف أيضا : ومنها " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فلا يقال : إن الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ليسا من الإيمان ، أو يصحان بدونه ، وتقديمها عليه ، وإلا فمعلوم قطعا أن الإيمان لا يتقدم عليه شيء ، إذ لا يقبل شيء بدونه .
بل المقصود التنبيه على أهمية هذه الميزة الإسلامية ، بإفرادها عن سائر أعمال الإيمان ، وتقديمها عليه ، وإلا فمعلوم قطعا أن الإيمان لا يتقدم عليه شيئ ، إذ لا يقبل شيئ بدونه .
اللطيفة العاشرة ص676 :(1/3220)
" ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا "
ووجه الأهمية أن الله تعالى ذكر ضمن الرد على دعوى الإيمان بالتسمي والقول ، دون إصلاح العمل ورد على من يزعم هذه الدعوى سواء أكان كتابيا أم حنيفيا ، فقال قبلها :
" ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا " وقال بعدها " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله هو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا " .
فبين أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ، بل ما وقر في القلب وصدقه العمل ، وأنه لا أحد أحسن دينا ممن أسلم ، أي انقاد وأطاع بلا حرج ولا منازعة ، وهذه هي ملة إبراهيم ، التي لا يقبل الله دينا غيرها مهما كثرت الأماني والدعاوي .
اللطيفة الحادية عشرة في عطف الأعمال الصالحة على الإيمان ص767 :(1/3221)
إن أعمال الجوارح في الأصل ليست من الإيمان ؛ بل الإيمان أصله ما في القلب ، والأعمال هي من لوازمه التي لا تنفك بحال ، لكن جاء الشرع فأدخلها فيه ، وأصبح اسم الإيمان شاملا لها على الحقيقة شرعا ، فكثر في كلامه عطفها عليه توكيدا لذلك لكيلا يظن ظان أن الإيمان المطلوب هو ما في الإيمان فقط ، بل يعلم أن لازمه العمل ضروري كضرورته ، فها هو ذا قد أُدخل في اسمه وحقيقته ، في مواضع الانفراد ، وقُرن في مواضع العطف ، وبمراجعة ما سبق قوله عن الحقيقة المركبة ، يتضح هذا جليا بإذن الله ، فإن الشيء المركب من جزأين لا يمتنع عطف أحدهما على الآخر , وإن كان أحدهما إذا أطلق يشملهما اسمه معا , لا سيما وأن المعطوف عليه هو الأصل الذي إذا أطلق شمل العمل , والمعطوف فرع ولازم له ، فيأتي العطف لبيان وجوب وجودها مجتمعة , إذ انتقاء أحد جزءيها انتقاءٌ لذات الحقيقة ، ومن هنا يظهر سر تكرار ذلك العطف في القرآن والله أعلم ، فانه مطابق لإجماع السلف أن الإيمان قول وعمل ، أي اعتقاد وانقياد كما سبق وهو المطابق للأحاديث التي سبق إيرادها في مبحث الحقيقة المركبة ، ولا سيما حديث جبريل الذي فسر - صلى الله عليه وسلم - فيه الإسلام ، وفسر الإيمان بالجزء الباطن ، ومعلوم قطعا أن أحدهما لا يغني عن الآخر منفردا ، بل منهما معا تتكون حقيقة واحدة هي الدين كما جاء في آخره " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " وإن كان الإيمان أعلى درجة ومرتبة من الإسلام ، باعتبار أنه الأصل ، كما أن الإحسان أعلى منه ، لكن اسمه المطلق يشملهما ، والإسلام الذي هو أدنى منه لا يصح إلا به ، أو بجزء منه .[/size][/size]
---
أبو بيان
03-30-2007, 08:15 PM
أحسنت وجزاك الله خيراً ..
---
عمر المقبل
03-31-2007, 01:55 PM
بورك فيك ،وشفى الله الشيخ الدكتور سفر ،وألبسه ثياب الصحة والعافية .
---
(1/3222)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التحقيق في قصة هاروت وماروت
---
التحقيق في قصة هاروت وماروت
---
أحمد القصير
07-29-2003, 01:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فهذا بحث في تحقيق المروي في قصة « هاروت وماروت » المذكورة في سورة البقرة ، وذكر أقوال المفسرين فيها ، تجده في مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية على
هذا الرابط (http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=813)
---
حسين الخالدي
08-02-2003, 02:03 AM
جهد موفق وبحث قيم بارك الله فيك ونفع بك واعلى درجتك في الدنيا والاخرة
---
ناصر الغامدي
01-08-2006, 06:19 PM
وهذا ملف منقول
---
عبدالله الشهري
09-24-2006, 02:59 AM
وفقك الله.
---
(1/3223)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تحريم الربا بالتدرج...
---
تحريم الربا بالتدرج...
---
د.سليمان الحصين
05-14-2005, 12:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة {رباً} الواردة في سورة الروم لا يراد بها الربا المحرم؟
تأملٌ في قول الله تعالى {وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون} الروم 39
الإخوة الكرام في الملتقى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيسعدني أن أتواصل معكم عبر هذا الملتقى، حيث سبق أن سعدت بمداخلاتكم على الرأي الذي ذكرته حول القصة الباطلة، وقد كتبت إجابة على هذه الردود أرجو قبولها والنظر فيها، وموضوعي اليوم يتعلق بدراسة كلمة لم ترد في كتاب الله تعالى إلا مرة واحدة، وهي كلمة {رباً} فأقول مستعيناً بالله:
الربا في هذه الآية ورد منكراً فهل يراد به الربا المحرم المنصوص على تحريمه معرفاً بالألف واللام في جميع آيات الربا في سورة البقرة الآية 275 { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا} تكررت كلمة الربا هنا معرفة ثلاث مرات، وفي الآية 276 {اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا} وفي سورة آل عمران الآية 130 {لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} وفي النساء الآية 161 {وأخذهم الربا وقد نهوا عنه} أم يراد به غيره؟.
عند التأمل في آية الروم نجد أن الله سبحانه وتعالى قد أخبر أن ما يعطى من مال لينمو ويزداد فإنه لا يزيد عند الله عز وجل، ومن المعلوم أن المرابي لا يريد بالربا التقرب لله عز وجل حتى ينفى في الآية، وعلى هذا فيكون المراد بالربا في الآية معنى آخر؟(1/3224)
من فسر الآية بمجرد النظر إلى ورود هذه الأحرف الثلاثة {ربا} فقد وقع في الخطأ حيث ظن أن {ربا} تعني الربا المحرم، وهذا أحد أسباب الاختلاف التي أشار إليها شيخ الإسلام رحمه الله في مقدمته حيث قال في النوع الثاني من مستندي الاختلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل: "قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب، من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن، والمنزل عليه، والمخاطب به" مجموع الفتاوى 13/355.
لم يختلف المفسرون من الصحابة والتابعين فيما وقفت عليه في أن الآية ليس المراد بها الربا المحرم، وإنما اختلفت عباراتهم وتنوعت في معنى {ربا} في الآية، ومردها إلى أن المراد به: كل ما يحصل للمعطي والمنفق والمهدي من مصالح دنيوية أرادها وقصدها المعطي وإن لم يتم الاتفاق عليها؛ قال ابن جرير ’: "يقول تعالى ذكره: وما أعطيتم أيها الناس بعضكم بعضا من عطية، لتزداد في أموال الناس برجوع ثوابها إليه، ممن أعطاه ذلك {فلا يربو عند الله} يقول: فلا يزداد ذلك عند الله؛ لأن صاحبه لم يعطه من أعطاه مبتغيا به وجهه". ثم قال بعد ذكر عبارات المفسرين واختلافها في ألفاظها واتفاقها على هذا المعنى: "وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في ذلك؛ لأنه أظهر معانيه" ابن جرير 18/506، ط التركي.
وعلى هذا فلا يستقيم جعل هذه الآية من آيات تحريم الربا، ثم الاستدلال بها على أن تحريم الربا كان بالتدرج كما ذهب إلى هذا د. محمد عبد الله دراز في كتابه: دراسات إسلامية في العلاقات الاجتماعية والدولية ص 157، وكذا د. أبو سريع محمد عبد الهادي، في كتابه: الربا والقرض في الفقه الإسلامي ص 21، ود. عبد الله بن محمد الطيار في كتابه: البنوك الإسلامية ص 56، والقول بالتدرج في تحريم الربا قول لا دليل عليه؛ فالنصوص الشريعة في الربا قاطعة بتحريمه والنهي عنه، والتشنيع على أهله.(1/3225)
فالخلاصة أن كلمة الربا إذا جاءت معرفة في كتاب الله فالمراد بها الربا المحرم، وإذا وردت منكرة فالمراد بها غيره، مما يطلب الإنسان الزيادة فيه، دون اتفاق بين المعطي والآخذ، فهذا لا أجر فيه ولا وزر. والله تعالى أعلم.
---
جمال حسني الشرباتي
05-14-2005, 03:21 PM
دكتور الحصين
رأيك له قيمته واعتباره وأنا مقتنع به
قال الماوردي في النكت والعيون
((قوله: { وَمَاءَ آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ اللَّهِ } فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه الرجل يهدي هدية ليكافأ عليها أفضل منها، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثاني: أنه في رجل صحبه في الطريق فخدمه فجعل له المخدوم بعض الربح من ماله جزاء لخدمته لا لوجه الله، قاله الشعبي.
الثالث: أنه في رجل يهب لذي قرابة له مالاً ليصير به غنيّاً ذا مال ولا يفعله طلباً لثواب الله، قاله إبراهيم.
ومعنى قوله: { فَلاَ يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ } أي فلا يكون له ثواب عند الله.))
---
أحمد البريدي
05-14-2005, 11:04 PM
د سليمان وفقه الله :
ما رأيك بقول الله تعالى " ياأيها الذين آمنو لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة " ألا تدل على التدرج في تحرم الربا .
---
د.سليمان الحصين
06-04-2005, 11:16 AM
أشكر أخي/ جمال حسني الشرباتي على قراءته لما كتبته حول بطلان القول بتحريم الربا بالتدرج، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل.
وأقول للأخ/ أحمد البريدي: بارك الله فيك ونفع بك على هذا السؤال حول آية {لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة} فأقول وبالله التوفيق: هذه الآية لا تدل على تحريم الربا بالتدرج لأمرين:(1/3226)
1- أن المفسرين من الصحابة والتابعين لم يشيروا إلى شيء من ذلك؛ لكون تحريم الربا مستقر عندهم لم يقع التدرج فيه كما هو الحال في تحريم الخمر، قال ابن حجر رحمه الله تعالى تعليقاً على قول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} البقرة 281، قال: المراد بالآخرية: تأخر الآيات المتعلقة بالربا من سورة البقرة، وأما حكم تحريم الربا فنزوله سابق لذلك بمدة طويلة على ما يدل عليه قوله تعالى في سورة آل عمران في أثناء قصة أحد {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة}" فتح الباري 8/205.
2- أن الآية نزلت لبيان الواقع الغالب الذي كان عليه التعامل أيام الجاهلية والتشنيع عليهم بذلك - تفسير أبي السعود 2/84، قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: كان الرجل يكون له على الرجل المال فإذا حل الأجل فيقول: أخر عني وأزيدك على مالك فتلك الأضعاف المضاعفة. زاد المسير 1/457 - وهذ ما يؤدي الربا إليه ولو نظرنا في واقع الأفراد والحكومات المتعاملة بالربا لرأينا كيف يتضاعف الربا القليل ليصبح أضعافاً مضاعفة، وانظر ما ذكره الشيخ أحمد شاكر والشيخ محمود شلتوت رحمهما الله تعالى في الرد على المستدلين بهذه الآية على إباحة الربا القليل، في حاشية زاد المسير 1/458، المكتب الإسلامي، وعليه فوصف الأضعاف المضاعفة هو كوصف إرادة العفاف المذكور في قول الله تعالى {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً} وصف ورد على الأعم الأغلب. والله تعالى أعلم.
---
سلطان الدين
06-07-2005, 11:23 AM
حياك الله شيخنا سليمان
أنا أحد من تشرف بالدراسة عندك حفظك الله , وأقول للأخوة إن شيخنا سليمان الحصين مكسب لهذا الملتقى , نسأل الله ان ينفع بأطروحاته في هذا الملتقى.
وأود أن أسألك ياشيخنا عن تفسير الواحدي الذي حققت جزءًا منه , هل سيطبع ؟
---
محمد الماجد
06-09-2005, 02:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(1/3227)
نفع الله بهذا الطرح المبارك
أسال الله بمنه وفضله ان يجعله في ميزان حسنات قائلة
أما ايراد الدكتور احمد جزاه الله خيرا فأقول إن قوله تعالى { أضعافا مضاعفة } لا تدل على التدرج في الربا . والله اعلم
واود منك ذكر وجه استدلالك بها على التدرج جزاك الله خيرا
---
السويلم
06-11-2005, 10:24 AM
الإخوة المشاركين: السلام عليكم ورحمة الله.
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن تحريم الربا ورد "في آخر سورة البقرة، وفي سور: آل عمران، والروم، والمدثر. وذم اليهود عليه في سورة النساء" (القواعد النورانية، دار ابن الجوزي، ص169).
فهذا يدل على أن ما ورد في سورة الروم يشمل الربا المعروف. ولا تعارض بين هذا وبين ما ذكره كثير من المفسرين حول هدية الثواب. فإنه إذا كانت الهدية بقصد الثواب من المهدى إليه لا يثاب عليها، فالربا من باب أولى.
وما أشار إليه شيخ الإسلام حول ذكر الربا في سورة المدثر فيريد قوله تعالى: "ولا تمنن تستكثر" وقد جاء في تفسيرها نحو ما جاء في تفسير آية سورة الروم.
والله أعلم.
---
(1/3228)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشرى من شبكة التفسير والدراسات القرآنية ...
---
بشرى من شبكة التفسير والدراسات القرآنية ...
---
عبدالرحمن الشهري
09-18-2004, 02:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بشارة لأعضاء ملتقى أهل التفسير ورواده ومحبيه ..
بتوفيق الله وعونه انتهينا من طباعة كتاب :
مقالات في علوم القرآن وأصول التفسيرللدكتور مساعد بن سليمان الطيار الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض
وذلك بالتعاون مع دار المحدث للنشر والتوزيع بالرياض. وسيطرح الكتاب للبيع - إن شاء الله - في المعرض الدولي العاشر للكتاب الذي تنظمه جامعة الملك سعود بالرياض والذي سيفتتح في 7 شعبان من العام الجاري 1425 هـ ويستمر حتى 17 من شعبان. ويعد هذا الكتاب باكورة إصدارات شبكة التفسير والدراسات القرآنية بالتعاون مع دور النشر ، ونرجو أن يتلوه إصدارات علمية أخرى في الدراسات القرآنية.
http://www.tafsir.org/images/tafsir-newbook.gif
---
أبو حمدي
09-18-2004, 09:30 PM
بشركم الله بالخير ...
أذكر أن الشيخ مساعد الطيار - حفظه الله - كان في نيته أن يكتب كتابا يتعلق بأصول التفسير - أو ما شابه - ، يكون على غرار كتابه النفيس : تفسير جزء عم - صلب و حاشية - ، فهل هذا الكتاب الذي ذكرته أخي هو هذا ؟ أم ؟
الذي يبدو من العنوان أن الكتاب الذي ذكرته مقالات للشيخ ...
إذا ما هي آخر أخبار ذلك الكتاب ؟
جزاكم الله خيرا .. و جزى الله شيخنا مساعد خيرا ، ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه ..
إنه سميع قريب مجيب ..
---
عبدالرحمن الشهري
09-18-2004, 11:34 PM
بارك الله فيك أخي أبا حمدي(1/3229)
هذا الكتاب هو مقالات وبحوث للشيخ الدكتور مساعد الطيار جمعت ورتبت من خلال مشاركاته في شبكة التفسير والدراسات القرآنية بزواياها المختلفة ، وغيرها من المواقع والمجلات . وقد قسمت حسب موضوعاتها. وأما كتابه في أصول التفسير فلعله يخرجه قريباً إن شاء الله فهو تصنيف مستقل عن هذا إن شاء الله . نسأل الله له التوفيق والسداد ، وأن يبارك له في علمه ووقته.
---
(1/3230)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علوم القرآن عند الشاطبي من خلال كتابه الموافقات
---
علوم القرآن عند الشاطبي من خلال كتابه الموافقات
---
عبدالرحمن الشهري
01-04-2007, 11:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حفل كتاب (الموافقات في أصول الشريعة) للعلامة إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي المتوفى سنة 790هـ رحمه الله بكثير من المباحث المتعلقة بعلوم القرآن الكريم ، والجديرة بعناية الباحث الجاد في هذا العلم الشريف ، وقد تتبع هذه المسائل الدكتور محمد سالم أبو عاصي في كتاب سماه :
علوم القرآن عندالشاطبي من خلال كتابه الموافقات
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_22078459cb599ebe02.jpg
وقد صدرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب عام 1426هـ ، عن دار البصائر بالقاهرة ، ويقع في 174 صفحة من القطع العادي . وقد فسم الكتاب إلى قسمين :
الأول : ما يعول عليه من اللغة في علوم القرآن .
الثاني : ما يعول عليه من الشرع في علوم القرآن .
وقد أشار إلى منهجه في جمع المسائل والتعليق عليها فقال :(ونهجي في هذا الكتاب أن أبدأ بذكر ما قاله الشاطبي ، ثم أوضحه إن احتاج الأمر إلى توضيح ، وأعقب عليه إن اقتضى الأمر تعقيباً ، ثم أقارن أحياناً بين ما يقوله رحمه الله وبين ما يقوله غيره من علماء القرآن والأصول ، فيظهر في نهاية المطاف قيمة ما يقوله الإمام الشاطبي عن القرآن وعلومه في كتابه الموافقات).
---
د.يسري خضر
04-10-2007, 11:57 PM
وقد سبق الأستاذ الدكتور شايع الأسمري إلي كتابة بحث عن الشاطبي بعنوان ( مع الإمام الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره ) يقع 134صفحة نشره في مجلة الجامعة الإسلامية العدد 115سنة 1422فجزاه الله خير الجزاء
---
عبدالرحمن الشهري
04-11-2007, 12:01 AM(1/3231)
جزاكم الله خيراً يا دكتور يسري على هذا الخبر ، وليتك تبلغ سلامي للدكتور شايع حفظه الله ، وتطلب منه نسخة الكترونية من البحث لوضعها في الملتقى هنا فقد وعدني بذلك قديماً .
---
أحمد الأشتر
04-11-2007, 12:28 AM
هناك أيضا بحث باللغة الإنكليزية كنبه الدكنور وائل حلاق عنوانه "الدور الرئيسي للقرآن في النظرية الفقهية عند الشاطبي"
“The Primacy of the Qur'an in Shatibi's Legal Theory,” in Wael B. Hallaq and D. Little,
eds., Islamic Studies Presented to Charles J. Adams (Leiden: E.J. Brill, 1991), pp. 65-86
---
العيدان
04-11-2007, 08:11 AM
أظن أن هناك رسالة علمية في جدة أو مكة عن علوم القرآن عند الشاطبي
---
د.عبد الله الجيوسي
04-11-2007, 11:55 AM
كما توجد رسالة ماجستير تحت هذا العنوان ، ولعلها من أقدم المذكور، كانت عنوانا لرسالة الماجستير للدكتور عايش لبابنه، - جامعة اليرموك، وتفصيلاتها كالتالي:
قضايا علوم القرآن والتفسير عند الامام الشاطبي في كتاب الموافقات القرآن - علوم القرآن لبابنة، عايش علي محمد ماجستير فضل حسن عباس الأردن الجامعة الأردنية 1996 222ورقة
---
محمد الشايع
04-12-2007, 01:30 PM
علوم القرآن عند ابي إسحاق الشاطبي _ جمع ودراسة _ هي رسالة الباحث : عبد الله بن محمد الرفاعي مقدمة لقسم
القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض عام 1421هـ
---
(1/3232)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أريد دراسات عن تفسير أبي السعود
---
أريد دراسات عن تفسير أبي السعود
---
النحوي الصغير
02-20-2005, 11:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فأرجو من المشايخ الفضلاء، والإخوة الكرام أن يتفضلوا بدلالتنا على دراسات حول تفسير أبي السعود، إما دراسات خاصة، أو مع غيره، أو مقالات أو بحوث في مناهج المفسرين في عصر أبي السعود.. ولكم جزيل الشكر
---
عبدالرحمن الشهري
02-21-2005, 10:30 AM
مرحباً بكم أخي النحوي الكريم معنا في ملتقى التفسير الذي يسعد بكم وأمثالكم.
من البحوث عن تفسير أبي السعود :
- منهجية أبي السعود في تفسيره (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) للأستاذ العربي شاوش. رسالة علمية .
- تفسير أبي السعود : طريقته في العمل بالرواية ، ومنهجه في توظيف القراءات القرآنية . للأستاذ العربي شاوش. بحث نشر بمجلة دار الحديث الحسنية بالمغرب . العدد 15 تقريبا، عام 1419هـ.
---
النحوي الصغير
02-21-2005, 11:47 AM
جزاك الله خيرًا وعلمك ما ينفعك
---
عبدالرحمن الشهري
02-21-2005, 12:25 PM
وإياكم أخي الكريم .
---
عبدالرحمن الشهري
03-06-2005, 09:49 AM
هناك دراسة أخرى بعنوان :
أبو السعود ومنهجه في تفسيره (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) رسالة ماجستير للباحث بابكر البلولة محمد . قدمها عام 1409هـ لكلية أصول الدين بجامعة أم درمان بالسودان. وأشرف عليه الدكتور جمعة سهل . وتقع في 186 صفحة .
---
(1/3233)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماهي العلاقة بين سورة الكهف والعصمة من الدجال ؟
---
ماهي العلاقة بين سورة الكهف والعصمة من الدجال ؟
---
أبو مهند النجدي
11-12-2005, 05:31 AM
أرجو الإجابة ـ نفعنا الله بكم ـ
---
نصرمنصور
11-12-2005, 07:21 AM
قد تجد في هذا الموقع ما يفيدك :
http://www.amrkhaled.net/articles/articles1125.html
---
(1/3234)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل الشمس ثابتة أم متحركة
---
هل الشمس ثابتة أم متحركة
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-20-2004, 11:20 PM
قرأت في بعض التعليقات من بعض الأخوة اعتراض على فتوى ذكرها للشيخ عبد العزيز بن باز
وقال أن الفتوى التي صدرت من الشيخ كما يلي :
من هنا: إنَّ القول بأن الشمس ثابتة وأن الأرض دائرة هو قولٌ شنيعٌ ومنكر ، ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل ، ويجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً ، ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين"
فهل صاحب ذلك الاعتراض وفق للصواب أن الشمس لا تجري وما حكم من يكذب القرآن .
وما ذا نقول في الآيات التالية الدالة على جريان الشمس وليس كما يقول البعض أنها ثابته
قوله تعالى (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) (الرعد : 2 )
وقوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (الأنبياء : 33 )
وقوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (لقمان : 29 )
وقوله تعالى (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) (فاطر : 13 )(1/3235)
وقوله تعالى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (يس : 38 )
وقوله تعالى (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس : 40 )
وقوله تعالى (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر : 5 )
ومن المعلوم أن آية واحدة تكفي للأستدلال ولكن أردت أن أذكر هذه الآيات التي أخبرنا الله فيها أن الشمس تجري
وفقني الله وإياكم لكل خير
....في انتظار مشاركتم
---
عبدالله فهد السبيعي
09-21-2004, 06:29 AM
أخي الحبيب
ما الدليل على أن الأرض ليست دائرة ؟
ففتوى الشيخ يرحمه الله أنكر على من قال الشمس ثابتة والأرض دائرة
والأدلة التي نقلتها - حفظك الله - دليل على عدم ثبات الشمس وأنها تجري .
فما الدليل على عدم دوران الأرض ؟
بارك الله فيك ونفع بك
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-21-2004, 07:06 PM
جزاك الله خيرا أخي عبدالله
هذا رابطين تتعلق بقتوى الشيخ ابن باز حول دوران الأرض
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2352
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=390
---
أبو زينب
09-25-2004, 09:37 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رحم الله شيخنا ابن باز
و صدق الله و من أصدق من الله حديثا .
أنقل لكم ما وجدته في موقع " موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن و السنة "
و قد اخترت الفقرة المهمة من المقال المنقول أصلا من موقع الدكتور زغلول النجار - زاده الله علما و تقى .
يقول المولى عز وجل في كتابه المجيد: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38].(1/3236)
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الشمس في حالة جريان مستمر حتى تصل إلى مستقرها المقدّر لها، وهذه الحقيقة القرآنية لم يصل إليها العلم الحديث إلا في القرن التاسع عشر الميلادي حيث كشف العالم الفلكي "ريتشارد كارينغتون" أن الشمس والكواكب التي تتبعها تدور كلها في مسارات خاصة بها وفق نظام ومعادلات خاصة وهذا مصداق قوله تعالى: {كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى} [الرعد: 2]، فما هو التفسير العلمي لحركة الشمس؟
إن الشمس نجم عادي يقع في الثلث الخارجي لشعاع قرص المجرّة اللبنية وكما جاء في الموسوعة الأميركية فهي تجري بسرعة 220 مليون كلم في الثانية حول مركز المجرة اللبنية التي تبعد عنه 2.7 × 10 17 كلم ساحبة معها الكواكب السيارة التي تتبعها بحيث تكمل دورة كاملة حول مجرتها كل مائتين وخمسين مليون سنة.
فمنذ ولادتها التي ترجع إلى 4.6 مليار سنة، أكملت الشمس وتوابعها 18 دورة حول المجرة اللبنية التي تجري بدورها نحو تجمع من المجرات، وهذا التجمع يجري نحو تجمع أكبر هو كدس المجرات، وكدس المجرات يجري نحو تجمع هو كدس المجرات العملاق، فكل جرم في الكون يجري ويدور ويسبح ونجد هذه المعاني العلمية في قوله تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40].
ولكن أين هو مستقر الشمس الذي تحدث عنه القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}؟(1/3237)
إن علماء الفلك يقدّرون بأن الشمس تسبح إلى الوقت الذي ينفد فيه وقودها فتنطفىء، هذا هو المعنى العلمي الذي أعطاه العلماء لمستقر الشمس، هذا بالإضافة إلى ما تم كشفه في القرن العشرين من أن النجوم كسائر المخلوقات تنمو وتشيخ ثم تموت، فقد ذكر علماء الفلك في وكالة الفضاء الأميركية (NASA) أن الشمس عندما تستنفذ طاقتها تدخل في فئة النجوم الأقزام ثم تموت وبموتها تضمحل إمكانية الحياة في كوكب الأرض - إلا أن موعد حدوث ذلك لا يعلمه إلا الله تعالى الذي قال في كتابه المجيد: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ} [الأعراف: 187].
http://www.55a.net/64.htm
و وجدت معلومات أخرى تصف جريان الشمس في كتاب الطبيب الفرنسي موريس بوكاي " القرآن الكريم و التوراة و الإنجيل و العلم " وسوف أنقلها بإذن الله في القريب .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل .
---
النووي
09-25-2004, 10:28 PM
جزاك الله خيراً أخي الفاضل ( أبو زينب) لاشك أن الشمس تجري والأرض تدور وكل في فلك يسبحون.
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-25-2004, 11:09 PM
أهلا وسهلا حياك الله يا أبا زينب في ملتقى أهل التفسير وشكرا على هذه المشاركة
وأحب أن أبين لك باني طويلب علم صغير ولست دكتور كما ذكرت في إحدى مشاركاتك ولكني أرجو من الله أن يزدني وأياك وجميع المسلمين علما نافعا وعملا صالح
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-25-2004, 11:51 PM
أخي أبا زينب
ذكرت موريس بوكاي
قصة اسلامه عجيبة وهي على هذا الرابط للفائدة
http://saaid.net/Anshatah/dawah/42.htm
---
أبو زينب
09-26-2004, 03:05 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(1/3238)
كما وعدتكم أنقل لكم بعض ما جاء في كتاب " القرآن الكريم و التوراة و الإنجيل و العلم " وهو من تأليف الطبيب الفرنسي موريس بوكاي . و الكتاب مؤلف منذ ثلاثين سنة و قد تلقى آنئذ صاحبه تهديدات من طرف يهود و نصارى لإثباته صحة الحقائق العلمية التي وردت في القرآن و خطأ و زيف ما جاء في الكتابين الآخرين .
يقول في الصفحة 183 تعليقا على الآية " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون " ( يس 40) :
القرآن يذكر بوضوح أمرا جوهريا ألا وهو وجود مدار لكل من الشمس و القمر كما يشير إلى تنقل هذين الجرمين في الفضاء كل بحركة خاصة ....
.... إن تصور وجود مدار للشمس أمر أكثر عسرا ( يقصد المؤلف هنا : من مدار القمر لحديث سابق ) فنحن معتادون على اعتبار أن نظامنا الشمسي مرتب حولها . و لكي نفهم الآية القرآنية فيجب علينا النظر في موقع الشمس داخل مجرتنا و أن نستعين , بالتالي , بمعارف من العلم الحديث .
تتكون مجرتنا من عدد هائل من النجوم موزعة على اسطوانة أكثر سمكا في المركز منها على المحيط. و تحتل موقعا يبعد عن مركز الاسطوانة . و بما أن المجرة تدور حول نفسها, و كان محورها مركزها, فإن ناتج ذلك هو أن الشمس تدور حول نفس هذا المركز على حسب مدار دائري . و قد حسب علم الفلك الحديث عناصر هذا المدار و قد قدر شابلي shapley في عام 1917 بعد الشمس عن مركز المجرة بـ 10 كيلو فرسخ parsec أي بالكيلومترات ما يعادل تقريبا الرقم 3 و على يمينه سبعة عشر صفرا . و لكي تدور المجرة حول نفسها دورة كاملة و الشمس معها فيلزمها ما يقرب من 250 مليون سنة . و تسير الشمس في هذه الحركة بسرعة تقريبية قدرها 250 كم في الثانية .
تلك هي الحركة المدارية للشمس التي صرح بها القرآن منذ أربعة عشر قرنا تقريبا . إن وجود هذه الحركة و علامتها هي الآن من مكتشفات علم الفلك الحديث .
.............(1/3239)
" والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم " ( يس 38 )
و المكان المحدد هو تفسير الكلمة " مستقر " و ليس هناك أدنى شك في أن فكرة المكان المحدد مرتبطة بهذه الكلمة .
..... تحدثت الآية المذكورة عن الشمس جارية نحو مكان خاص بها " لمستقر لها " . و يحدد علم الفلك الحديث بشكل كامل هذا المكان . بل لقد أعطاه اسم " مستقر الشمس " apex solaire . الواقع أن النظام الشمسي يتحرك في الفضاء نحو نقطة في فلك constellation هرقل مجاورة لنجمة فيجا التي تحددت تماما إحداثيتها . و لقد أمكن تحديد سرعة هذه الحركة وهى تقريبا 19 كم في الثانية .
لقد كان من الواجب ذكر معطيات علم الفلك هذه بمناسبة تفسير آيتي القرآن اللتين نستطيع أن نقول إنهما تتطابقان تماما مع المعطيات العلمية الحديثة .
هذا ما جاء في كتاب بوكاي حول سباحة الشمس و جريانها .
جزاك الله كل خير أخي أبا عبد الرحمن علر رابط صيد الفوائد . و أرجو أن تكون الأمور قد اتضحت لمن كان يشك في جريان الشمس . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل .
---
(1/3240)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حملوا منظومة الفرائد الحسان
---
حملوا منظومة الفرائد الحسان
---
الميموني
11-24-2005, 05:00 PM
إنّ علم معرفة الفواصل أي علم معرفة عدّ الآيات القرآنية و معرفة الخلاف الواقع بين علماء العدد فيما اختلفوا فيه مما عدّه بعضهم و ترك عده غيرهم هو من علوم الكتاب العزيز المفيدة ...و للعلماء فيه تصانيف جمة بين منظوم و منثور أجلُّها كتاب: البيان في عد آي القرآن للإمام أبي عمرو الداني ( ت: 444هـ) و للجعبري و الشاطبي و غيرهم مصنفات في هذا ...و قد اشتهرت في عصرنا هذه المنظومة منظومة الفرائد الحسان في عدّ آي القرآن - و هي مقررة كمنهج دراسي في كلية القرآن بالجامعة الإسلامية و في قسم القراءات بكلية أصول الدين بجامعة أم القرى حرسها الله تعالى. و هي لشيخ مشايخنا عبد الفتاح بن عبد الغني القاضي، العلامة المقرئ، المولود بمدينة دمنهور بمصر عام 1320هـ. الذي كان رئيسا للجنة تصحيح المصاحف بالأزهر، وعين عضوا في لجنة اختبار القراء بالإذاعة بجمهورية مصر العربية. وانتقل للتدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ثم عين رئيسا لقسم القراءات فيها. له مؤلفات مفيدة في العلوم الشرعية وبخاصة القراءات، منها هذا النظم وشرحه المسمى نفائس البيان . توفي رحمه الله بالقاهرة عام 1403هـ.
---
معاذ صفوت محمود
11-25-2005, 01:50 AM
جزاك الله خيرا
---
خالد الشبل
11-26-2005, 08:31 AM
بارك الله فيك.
كتابه (البدور الزاهرة) دليل على علمه الرصين.
قدّس الله روحه، ونوّر ضريحه.
---
الميموني
11-27-2005, 07:52 PM
الشيخ : معاذ صفوت
الشيخ خالد الشبل
جزاكم الله خيرا
---
(1/3241)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين
---
أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
12-19-2003, 09:04 AM
أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين
بقلم
د. محمد بن عبد الرحمن الخميس
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) [آل عمران :102].
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) [النساء: 1].
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد:(1/3242)
فإن تفسير الجلالين لجلال الدين المحلى وجلال الدين السيوطي من التفاسير المختصرة السهلة الشائعة بين الناس، وكثير قراؤه، وهو تفسير جيد نافع، غير أن فيه بعض زلات رأيت من واجبي التنبيه عليها، وتحذير الناس منها ليكونوا على بينة من أمر دينهم، حتى لا يقعوا في مزالق تؤثر على سلامة عقيدتهم.
والمفسران لهما جلالتهما وقدرهما، وأنا أقل من أن أحكم على هذين الإمامين الجليلين بشيء ولكن هي أمور وجب علي شرعاً التنبيه عليها والتحذير منها، ولا أحاكم شخصهما، إنما أناقش أموراً قرراها في كتابهما.
ولا أدعي أنني أوفيت الأمر والموضوع وحقه، ولكن هذه أمثله لهنات وزلات وقعت في الكتاب (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً)).
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اضغط على الملف المرفق للحصول على الكتاب
---
(1/3243)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأي الاخوة بهذا التوجيه ؟
---
ما رأي الاخوة بهذا التوجيه ؟
---
يوسف خالد
03-24-2006, 11:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يقول تعالى : " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم " ( يس - 39 )
والعرجون هو فرع النخل القديم اليابس لا خضرة فيه ولا ماء ولا حياة وهو تشبيه حرفي للقمر الذي أثبت العلماء انه لا خضرة فيه ولا ماء ولا حياة .
فما رأى الاخوة في هذا التوجيه ؟ هل هناك أي اعتراض أو ملاحظة ؟ ..
وجزاكم الله خيرا ...
---
لؤي الطيبي
03-24-2006, 11:50 PM
الأخ الفاضل يوسف خالد
إن القمر لا خضرة فيه ولا ماء ولا حياة على الدوام .. في كل أيامه ولياليه ..
أما العرجون فهو تشبيه لصورة القمر في الليالي الأخيرة من الشهر ، وهي التي يعقبها المحاق ، ولصورته في الليلة الأولى من الشهر التالي (الهلال) .
فكيف نوفق بين هذا وذاك ؟
ودمتم
---
يوسف خالد
03-25-2006, 10:13 PM
اشكرك أخي لؤي واتمنى ان اسمع رأيك حول هذا التوجيه أيضا :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=20207#post20207
---
(1/3244)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما مدى صحة هذه العبارة : الإِحكام والتشابه من صفات الآيات التي لها دلالة لفظية ....
---
ما مدى صحة هذه العبارة : الإِحكام والتشابه من صفات الآيات التي لها دلالة لفظية ....
---
أبو صفوت
12-20-2005, 09:30 PM
السلام عليكم
أشكلت علي هذه العبارة فهل من مساعد في بيانها وما لها وما عليها
قال الطباطبائي أثناء كلامه عن الأقوال الواردة عن الحروف المقطعة " والحق أن شيئاً من هذه الأقوال لا تطمئن إليه النفس:
أما القول الأول - يقصد القول بأنها من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه - فقد تقدم في بحث المحكم والمتشابه في أوائل الجزء الثالث من الكتاب أنه أحد الأقوال في معنى المتشابه، وعرفت أن الإِحكام والتشابه من صفات الآيات التي لها دلالة لفظية على مداليلها، وأن التأويل ليس من قبيل المداليل اللفظية بل التأويلات حقائق واقعية تنبعث من مضامين البيانات القرآنية أعم من محكماتها ومتشابهاتها، وعلى هذا فلا هذه الحروف المقطعة متشابهات ولا معانيها المراد بها تأويلات لها.
والذي فهمته من هذه العبارة أنه يريد القول بأن الحروف المقطعة لا معنى لها وأيد هذا برأيه في معنى المحكم والمتشابه وأنهما- أعني المحكم والمتشابه - مختصان بما له دلالة لفظية ، والحروف المقطعة ليس لها ملولات لفظية وبالتالي فهي خارجة عن وصفها بالإحكام أو التشابه .
فهل ما فهمته صحيح ؟ وهل أصاب هو في هذه العبارة ؟
---
أبو صفوت
12-21-2005, 08:08 AM
؟؟؟؟؟؟
---
أبو صفوت
12-22-2005, 11:28 AM
هل من مجيب ؟؟
---
مساعد الطيار
12-22-2005, 03:47 PM
أبا صفوت
العبارة فيها غموض ، وهي تحتاج إلى قراءة كلامه في تفسير الجزء الثالث الذي أشار إليه ،(1/3245)
وليس في قوله جديد ـ إذا كان ما فسرت به كلامه صحيحًا ـ سوى الإغراق في مثل هذه المصطلحات ،وتعقيد العبارات حتى غمض كلامه .
---
أبو صفوت
12-22-2005, 04:57 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب
قصدت أن قوله " الإحكام والتشابه من صفات الآيات التي لها دلالة لفظية على مداليلها "
إن كان صحيحا فهذا يقوي قول من قال : إن الحروف المقطعة لا معنى لها
فما رأيكم
---
(1/3246)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > صانع الكتب الالكترونية مع الشرح NATATA eBook Compiler GOLD 3.0.3
---
صانع الكتب الالكترونية مع الشرح NATATA eBook Compiler GOLD 3.0.3
---
سامي عبدالعزيز
05-28-2006, 11:50 AM
البرنامج مع الكيجن
http://www.lovebaby.com/site/file.nsf/BySubject/FD599103B7D1CF6848256EC3003370F0/$file/Natata_eBook_Compiler_GOLD3.0.rar
طريقة التسجيل : عند فتح البرنامج لأول مرة تظهر خانات التسجيل وتحتها تجد رقم ID Machine
اكتب هذا الرقم في مكانه في الكيجن
أدخل اسمك
املء الخانة الأخرى بأي بيانات
ثم اضغط على Generate وسيظهر لك كود Activation ID
ثم انسخ ال Machine ID و Activation ID مكان الفراغ المناسب لتسجيل البرنامج
شرح البرنامج : بدايةً تقوم بفتح مجلد وتضع فيه صفحات الكتاب المراد عمل كتاب منها من نوعhtml , txt , pdf .
ثم تتنبع الآتي :ــ[/size][/B]
انتظر تحميل كامل الصورة
http://absba6.absba.org/teamwork5/AAhaizof.JPG
---
أحمد بزوي الضاوي
09-14-2006, 08:46 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
شكرا جزيلا أخي الكريم
و أحسن الله إليك
إن ما تقومون بهم مساهمة كبيرة في نشر العلم و تسير وصوله لطلابه.
و حبذا لو اجتهدتم لتنزيل البرنامج على الموقع تيسيرا على رواد الموقع.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
سامي عبدالعزيز
09-15-2006, 09:33 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الوصلة تعمل وقد جربتها
---
(1/3247)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مُلاحظات على تتمة "أضواء البيان" التي كتبها الشيخ عطية سَالِم
---
مُلاحظات على تتمة "أضواء البيان" التي كتبها الشيخ عطية سَالِم
---
المتفقه
05-27-2003, 05:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مُلاحظات على تتمة "أضواء البيان" التي كتبها الشيخ عطية سَالِم كتبها العلامة عبدالرزاق عفيفي رحمه الله
1- كان المتوقع أن تكون تتمة "أضواء البيان" من مُذكرات فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي التي أملاها على طلابه و هو يدرس لهم التفسير بمعهد الرياض العلمي، و أن تُصاغ على منهجه في الأجزاء السبعة الأولى التي كتبها و رتبها بنفسه أيَّام حياته، و لكن لم يتم ذلك ، بل جاءت التتمة على خلاف المطلول، و يتبين ذلك لِمن قرأ الصفحات التي تبدأ من 572 و تنتهي بـ591 من الجزء الثامن مثلاً.
2- الخطأ في جعل حديث " من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا تفوته صلاة؛ كتب له براءة و نجاة من العذاب..." إلخ ، و حديث " من صلى أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى ؛ كتب به براءتان..." إلخ حديثا واحدا مرويًّا بروايتين، مع أنها حديثان، بالإضافة إلى قلق في العبارة و ضعف في الأسلوب. انظر (ص 572 من ج8).
3- اعتماده على غيره من المعاصرين في الحكم بقبول حديث " من صلى في مسجدي أربعين صلاة..." إلخ ، و العمل به دون مناقشة إلى المسجد عن زيارة النبي صلى الله عليه و سلم، و لا لزيارته عن المسجد؛ فلا موجب للنزاع(ص583).
4- تكلف الحكمة في الحث على الأربعين صلاة في المسجد النبوي في ثمانية أيام (ص574).
5- حكمه بأن الزيارة تتركب من تحية المسجد النبوي ، و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحبيْه رضي الله عنهما، و الدعاء لنفسه و للمسلمين بالخير(ص575).(1/3248)
6- إقحامه زيارة القبر و الدعاء عنده لنفسه و للمسلمين في تفسير آية{ و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا}، دون أن يتكلم بكلمة عن واقع النَّاس عند القبر و ما فيه من بدع شركية، مع أن مقصود الآية بيان التوحيد و ألا يدعى إلا الله ، و القضاء على الشرك ، رحم الله الشيخ الشنقيطي ! لقد مرت به مناسبات في سورة الحج و النور و الحجرات و لم يتكلم فيها بما يثير البدع في المساجد أو غيرها أو يؤيد خرافة من الخرافات، بل تكلم في تفسير سورة الحجرات بما يحفظ للأمة عَقيدتها؛ فبيَّن فيها حق الله و حق العباد، و بيَّن فيها حدود الأدب مع الله و مع رسوله صلى الله عليه و سلم حتى لا يصرف الإنسان حق أحدهما للآخر.
7- إقحامه الكلام على حديث الرحال في تفسير آية {و أن المساجد لله ..} الآية [الجن:18] ، و اعتماده في ذلك على النقل عن الشيخ السبكي و الشيخ ابن حجر كل الاعتماد، دون أن يعطي للطرف المقابل حقه في النقل عنه و الانتصار له بالنقل المماثل التفصيلي عن شيخ الإسلام ابن تيمية و عن الشيخ ابن عبد الهادي من كتابه " الصارم المنكي" ، و ذلك مما يشعر بعصبية ممقوتة في المسائل الخلافية و اتجاه مريب.
8- زعمه أن النِّزاع بين شيخ الإسلام ابن تيمية و مخالفيه في مسألة الرحال شكلي لا حقيقي ، و أنه لا وجود له علميًّا (ص582-583).
9- زعمه أن المسجد النبوي ما هو إلا بيته صلى الله عليه و سلم، و أن الزيارة السنية لا تكون إلا من داخل المسجد بعد التحية، و أنه لا انفكاك لشد الرحال إلى المسجد عن زيارة النبي صلى الله عليه و سلم و لا لزيارته عن المسجد ؛ فلا موجب للنزاع (ص583).
10- زعمه أن الخلاف جَاء من تقوُّل النَّاس على ابن تيمية ما لم يقله صراحة؛ فافتروا بذلك خلافًا في موضوع حديثه شد الرحَال، و لو فهموا كلامه على وجهه ؛ لم يكن خلاف.(ص586-591).
ملاحظات شكلية على ما كتبه الشيخ عبد العزيز الربيعان في نقده لما كتبه الشيخ عطية سالم(1/3249)
1- ينقصه التنسيق و بسط القول أكثر في رسالة " البحث الأمين في حديث الأربيعين".
2- فيه الإكثار من ذكر فضيلته و الشيخ حفظه الله و نحو ذلك ، و المطلوب التقليل من ذلك.
3- غلوه في مدح فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في مدح كتابه بأنه في اعتقاده لا يماثله كتاب في هذا الفن مما سبقه من كتب التفسير، و قد يكون معذورا لعدم معرفته مراجعه و أصوله التي يعتمد عليها في كتابه "أضواء البيان" .انظر صفحة الخطبة.
ينبغي أن تطبع الرسالتان مع الجزء التاسع؛ استدراكا لما فات التنبيه عليه في الجزء الثامن، و ألا يُجلَّد الجزء التاسع و لا يُغلَّف حتى تُرسل منه نسخة و تُقرأ ، حتى إذا كان هناك مآخذ ؛ تدرك ، و ينبه عليها قبل التجليد و التوزيع في نفس الجزء.
كتبه الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي ـ رحمه الله تعالى ـ
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2003, 06:00 PM
جزاك الله خيراً أخي المتفقه على هذه المشاركة .
وأرجو التنبه والاستفادة من أدب النقد العلمي ، عند مثل هؤلاء العلماء. والذي قد يقسو أحياناً ، ولكنه لم يكن يصل إلى حد التجريح ، ولا الاتهامات ، بل كل منهم يعرف لصاحبه قدره ومكانته.
وقد ذكرني هذا النقد بما كتبه المحقق الكبير السيد أحمد صقر في نقد تحقيق أحمد محمد شاكر رحمه الله لكتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة ، وبما كتبه كذلك في نقد العلامة محمود شاكر في تحقيقه لطبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي.
رحمهم الله جميعاً ، ونسأل الله التوفيق للسير على منهاجهم في العلم والأدب.
---
الحارث
05-27-2003, 08:20 PM
الأخ المتفقه , جزاك الله خيراً :
ما هو مرجع هذا الكلام بالتفصيل ؟
---
المتفقه
05-28-2003, 03:33 PM
الأخ الحارث وفقه الله
الوثيقة أعلاه هي لفضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله ،و برجوعك لكتاب الزهراني ( إتحاف النبلاء بسير العلماء ـ الجزء الثاني ) ستجد مُبتغاك ، و أعانك الله .(1/3250)
الأخ عبدالرحمن الشهري نفع الله به
جزاك الله خيراً عَلى مداخلتك المفيدة كما هي عادتك
و قد أجدت بتنيهك لذلك الخلق الكريم الذي عُرف به أولئك العلماء ، و ما فعلوا ذلك إلا نصحًا للنَّاس كما هو منتظر من كل صاحب علم نافع .
و النصيحة تعد من أحسن طرق نشر العلم لهذا اعتنى بها أولئك رحمهم الله جميعاً ، ونسأل الله التوفيق للسير على منهاجهم في العلم والأدب.
---
الحارث
05-29-2003, 06:11 AM
هل بالإمكان أن تنقل مرجع الزهراني في كتابه إتحاف النبلاء عن هذا الموضوع , لأني لا أستطيع مراجعة الكتاب في الوقت الراهن , وجزاك الله كل خير .
---
المتفقه
06-01-2003, 02:31 PM
الأخ الحارث ،
لقد رجعت إلى كتاب الزهراني فوجدت أنه لم يحل إلى أي مصدر و الظاهر أنه يملك ( الوثيقة ) الأصلية التي بخط الشيخ .
---
الحارث
06-01-2003, 07:50 PM
الظاهر لا يكفي هنا , وإن كان من أوجه إحسان الظن , وعلى كل حال جزاك الله خيراً .
---
المتفقه
06-02-2003, 04:19 PM
الأخ الحارث ـ وفقه الله ـ
نعم ! ما ألمحت إليه صحيح ؛ و متى سنحت الفرصة سأبحث عن الأمر من مصادره الأصلية ـ إن شاء الله ـ
و شكرا الحزم ( العلمي ) الذي يجب أن يتحلى به كل من يؤلف للنَّاس .
و شكرا
---
(1/3251)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات مع الإسرائيليات في كتب التفسير
---
وقفات مع الإسرائيليات في كتب التفسير
---
أبو بيان
05-02-2003, 06:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه وقفات مع الإسرائيليات في التفسير , كتبتها على هيئة نقاط , وهي أشبه ما تكون بإجابة على سؤال , حتى يسمح الوقت بإضافة الشواهد والاستدلالات مستوفاةً في بحث كامل – إن شاء الله - ؛ بعد إضافة تعديلاتكم وإضافاتكم وفوائدكم بارك الله فيكم :
مقدمات :
1- ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) رواه البخاري .
2- ( إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ) رواه البخاري .
3- أجمع العلماء على أن ما جاءنا عن بني إسرائيل على ثلاثة أقسام :
- ما يوافق شرعنا , فهو مقبول .
- ما يخالف شرعنا , فهو مردود .
- ما لم يوافق شرعنا ولم يخالفه , وهو المسكوت عنه , فهذا يُروى ولا يُطوى , على سبيل الاستشهاد لا الاعتقاد , ولا نصدقهم فيه ولا نكذبهم ؛ كما أمر به الحديث .
الوقفة الأولى :
الإسرائيليات هي كل ما رُوي عن بني إسرائيل من كتبهم أو عن علمائهم .
وهي نسبة إلى " إسرائيل " وهي في العبرية: عبد الله , أو صفوة الله .. , وهو نبي الله يعقوب عليه السلام { كل الطعام كان حلاًّ لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه .. الآية } .
وكل ما كان عن بني إسرائيل – سواءً من كتبهم أو علمائهم , داخل في مسمى الإسرائيليات ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) البخاري .
الوقفة الثانية :
قد يُراد بالإسرائيليات أعم ممّا يُذكر عن اليهود , كأخبار النصارى , أو ما يورد عمّن يطعنون في الإسلام , أو ما يكون من قبيل الموضوعات في التفسير , كقصة زينب بنت جحش رضي الله عنها عند قوله تعالى { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه .. الآية }[الأحزاب37] , أو قصة الغرانيق , وغيرها .(1/3252)
ولمّا كان الأصل في ذلك اليهود – بني إسرائيل – وأكثره عنهم , ولهم يدٌ فيما عدا ذلك عُمِّمَ مصطلح " الإسرائيليات " على : كلِّ دخيلٍ في التفسير , وهذا التعميم أَثَّر على الحكم على الإسرائيليات بالمعنى الخاص - كما سيأتي -.
الوقفة الثالثة :
هل هناك فائدة في التفريق بين الإسرائيليات التي مصدرها أخبار بني إسرائيل , وبين ما سُمّيَ بذلك مما ليس عنهم ؟
التفريق بين الإسرائيليات التي مصدرها أخبار بني إسرائيل , وبين ما سُمّيَ بذلك مما ليس عنهم يفيد كثيراً في الحكم على الخبر ؛ فالدخيل في التفسير مما ليس عن بني إسرائيل مردود في الجملة – كقصة الغرانيق مثلاً - , وأما ما ورد عن بني إسرائيل فيدخل في النصوص الشرعية الواردة كـ ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) وغيره .
الوقفة الرابعة :
تعامل الصحابة رضي الله عنهم مع الإسرائيليات في حدود الإذن الشرعي , وفي إطار ( الاستشهاد لا الاعتقاد ) , وهم عند نقلهم لها في الغالب يسألون ويتحرون عمّا في التوراة يقيناً , لا مجرد ما يتناقله أهل الكتاب , فعند سؤالهم لكعب الأحبار مثلاً تجدهم يقولون: هل تجد في التوراة ؟ , أو يقول: قرأت في التوراة .. . ثم قد يكون الجواب محل نقاش أيضاً .
وهذا نوعٌ عالٍ من التوثق في نقل الإسرائيليات , يفيدهم عند وضعها في موضعها من التفسير .
وينبغي عند حديثنا عن الإسرائيليات أن نجعل فعل الصحابة رضي الله عنهم , وموقفهم من رواية الإسرائيليات نصب أعيننا , ولا تجرنا العاطفة وموقف العِدَاء الشرعي من اليهود , إلى تجاوز النص الشرعي , وتعامل الصحابة معه .
وهاهنا مُسَلَّمةٌ لا شك فيها وهي :
(( أن ما صح عن الصحابة من الإسرائيليات هو مما يوافق شرعنا , أو من المسكوت عنه , مما لا يوافق أو يخالف شرعنا ))
وكلاهما مقبول , بل إن رواية الصحابي لخبر بني إسرائيل المسكوت عنه يكاد يوصله إلى ما يوافق شرعنا .(1/3253)
فلا وجه أبداً للتحرج من حكاية ما في كتب التفسير مما صح عن أحد الصحابة من أخبار بني إسرائيل .
ولا ينقضي عجبي وألمي ممن يحاول تجريد كتب التفسير من هذه الروايات الإسرائيلية , بزعم أنها غير مفيدة في التفسير , أو إنها من دسائس أعداء الإسلام التي انطلت على المسلمين !! .
وهل تأمل هذا القائل كيف انطلت هذه الدسائس على الصحابة والتابعين وأئمة المفسرين الذين هم علماء الأمة ونبهائها , ثم فتح الله عليه فاكتشفها هو في هذا العصر العظيم !! .
وقد بدت بوادر هذا المسلك في عدد كبير من الرسائل العلمية في الأزهر سجلت بعنوان " الدخيل في التفسير " , لمهمة التجريد السابقة الذكر , وبدون استثناء في مادة الإسرائيليات , سواءً عن الصحابة أو غيرهم , وقد تناولت هذه الرسائل كتب التفسير من لَدُن ابن جرير , في أكثر من ثلاثين رسالة علمية , وهناك محولات لتسجيل رسائل علمية في بعض جامعات المملكة في نفس الموضوع , وقد وقفت على بعض الرسائل بهذا العنوان , والله المستعان .
والحقيقة أن طريقة إخراج الإسرائيليات من كتب التفسير بعيدة عن مناهج المفسرين , وهي كذلك متناقضة وغير عملية أو منهجية , وكثير ممن نصوا في تفاسيرهم على تجنب الإسرائيليات وعدم روايتها ؛ أورَدُوا في أثناء تفاسيرهم عدداً منها فمستقل ومستكثر – كتفسير المنار على سبيل المثال – .
الوقفة الخامسة :
ما الفائدة من الإسرائيليات في التفسير , وما الحاجة إليها , خاصة وأن بيان كلام الله تعالى لا يفتقر إلاّ إلى معرفة بالشرع وبلسان العرب ؟(1/3254)
هناك من يقول أن الإسرائيليات غير مفيدة في التفسير ولا حاجة إليها فيه , لكن صنيع المفسرين من لَدُن الصحابة إلى التابعين وتابعيهم إلى ابن جرير وكل من بعده من المفسرين ؛ ذِكرُ الإسرائيليات في تفاسيرهم , وهذه قضية منهجية عند المفسرين , والذي يسأل عن فائدة الإسرائيليات في التفسير ؛ يبدأُ بسؤال ابن عباس وأبا هريرة وابن مسعود وعائشة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم ؛ لأنهم أول من روى الإسرائيليات في التفسير .
وأستطيع القول هنا أن :
(( التفسير لا يحتاج إلى الإسرائيليات ولكنه يستفيد منها ))
فالشيخ السعدي – رحمه الله - مثلاً , اعتمد في تفسيره لسورة يوسف على دقائق اللغة وسياق الكلام والموضوع العام , وغير ذلك , وترك ذكر أي شيء من الإسرائيليات فيها , فنطقت له الآيات بفوائد عجيبة ومعاني دقيقة , فهو هنا لم يحتج إلى الإسرائيليات , ولكننا - ولاشك - سنستفيد مما صح منها عن الصحابة مثلاً , في تأكيد هذه المعاني الصحيحة وتثبيتها .
الوقفة السادسة :
كان اليهود يعيشون مع الصحابة في المدينة , وكان أهل الذمة بعد ذلك في مجتمعات المسلمين آمنين , ومعهم في شوارعهم وبين بيوتهم وحول مساجدهم , ويحسن بنا أن نلحظ البُعدَ الدعوي في الإذن النبوي بالحديث عن بني إسرائيل ما كان حقاً من أخبارهم , أو ما لم يعارض شرعنا , وهذا العدل والإنصاف في العلم والدعوة باب عظيم من أبواب الترغيب في الإسلام , وتحبيب أهل الذمة في هذا الحق الذي يتمم ما عندهم من الحق , ولا يرد الحق ممن جاء به .
كما أنه كان من ثمرة ذلك الاحتكاك مع أهل الذمة التعرف على كتبهم وأخبارهم عن كثب , وتنقية ورد ما ينتشر منها بين العامة مما يعارض الشريعة , أو رواية ما يصلح منها , خاصة مما له علاقة بكتاب الله تعالى .
الوقفة السابعة :(1/3255)
كثير منّا ينفر من الإسرائيليات إذا مَرَّت معه في كتب التفسير لأنها إسرائيليات , لا لِأنها خالفت نصوصاً شرعية , أو مسلمات عقدية , وهذا خطأ منهجي , ناتج عن التصور القاصر للإسرائيليات في كتب التفسير .
الوقفة الثامنة :
بعض المفسرين ينقلون في تفاسيرهم من التوراة مباشرة , كالفخر الرازي , وابن كثير , وابن عاشور , وغيرهم , بل نقل ابن عاشور في تفسيره لآية (20) من سورة المؤمنون عن التوراة , وعن أساطير اليونان وإلياذتهم لهوميروس !! .
الوقفة التاسعة :
الأسانيد تفيد في ثبوت نسبة الخبر إلى قائله , فما فائدة ذكر أسانيد الإسرائيليات مادام متنها عن بني إسرائيل , وهم أهل الكذب والتحريف ؟
من فوائد إسناد الإسرائيليات معرفة ثبوتها عمّن حكاها , ومعرفة من رواها كذلك , فهي عن الصحابة ليست كروايتها عمّن دونهم .. وهكذا , كما أن في الإسناد للخبر خروج من عهدته , وتحميل للقارئ أن ينظر فيه ويحكم بنفسه , وكما قيل أن حال المسند كحال الشرطي الذي يجمع كل ما له علاقة بالجريمة وكل ما يمكن أن يكون تهمة للجاني ؛ ويضعه بين يدي القاضي ليختار منها ما شاء ويدع منها ما لا يصلح لعدم كفاية الأدلة .
الوقفة العاشرة :
الكتب المؤلفة في الإسرائيليات في التفسير عديدة , من أولها وأشهرها كتاب :
" الإسرائيليات في التفسير والحديث " لـ د/ محمد حسين الذهبي – رحمه الله - , وكتاب : الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير , لـ د/ محمد بن محمد أبو شهبة – رحمه الله - , وكتاب : الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير , لـ د/ رمزي نعناعة <أردني> . وغيرها .
ويغلب في تناولها العاطفة , وعدم التمييز في الأحكام .(1/3256)
أما كتاب الذهبي فكَتَبَه بطلب من مجمع البحوث في الأزهر , وأخذه نعناعة قبل أن يُطبع , وضمنه كاملاً في كتابه الذي هو رسالته للدكتوراه , وناقشها أبو شهبة , والذهبي حاضراً , وواجهوه بأخذه لكتاب شيخه الذهبي كاملاً دون أي إشارة إليه , وطالت واشتدت المناقشة , وأثرت على درجته فيها . – حدثني بهذا أحد الأساتذة الجامعيين الذين حضروا هذه المناقشة - .
وبعد :
فهذه عشر وقفات , تشبه أن تكون فوائد متناثرة , قصدت فيها إلى ذكر بعض المسائل المتخصصة , دون عامة المسائل في الإسرائيليات , مما هو معلوم لدى العموم .
وأرجوا أن نجد في ما يأتي من تعليقات ما يُثري الموضوع أكثر , على أن تكون في هذا الإطار , وسنواصل التعليقات إن شاء الله تعالى حتى يكتمل الموضوع , ويكون جديراً بهذا المُلتقى المبارك .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
---
عبدالرحمن الشهري
05-02-2003, 07:45 PM
أخي الحبيب أبا بيان وفقه الله ورعاه
أشكرك على هذه الوقفات المتميزة ، التي أتت على مسائل في غاية الأهمية . وأود أن أشير إلى أمور :
الأول : سبقت مشاركة حول الإسرائليات ورواية عبدالله بن عباس رضي الله عنهما لها للأخ الكريم أحمد القصير ، وسبقه إلى ذلك الأخ أحمد البريدي في نفس الأمر تجدها على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=115) .
وأرجو منكم التكرم بمناقشتها على ضوء ما تذكره من نقاط حول الإسرائليات وفقك الله. وقد هممت بكتابة ما أراه حول تلك المسألة وملخص الرأي عندي في نقطتين :(1/3257)
1- أن العبرة في النقل عن الصحابة صحة السند ، فإذا صح السند عن ابن عباس فحسبك بذاك. فإن كان الأمر لا مدخل للرأي فيه ، فله حكم الرفع كما يقول العلماء ، واشتراط بأن يكون الراوي من غير المكثرين من الأخذ عن بني إسرائيل شرط غريب. فهل الثقة بالصحابي والعدالة تنخرم هنا؟ بحيث نقول ربما تكون هذه الرواية عن بني إسرائيل وليست عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أليس هذا قدحاً في الصحابي الراوي ؟
وقد أشار أخي الشيخ خالد الباتلي إلى هذا الأمر وذكر أن أول من اشترط هذا الشرط كما يرى هو الحافظ العراقي . وتابعه ابن حجر ، وخالفهما في ذلك السخاوي رحمهم الله جميعاً ، وكلامه مبسوط في محله. فما رأيك في هذه النقطة؟
2- هل ثبت عن عبدالله بن عباس أنه من المكثرين من رواية الإسرائليات ؟ فهو لم يرو في تفسير الطبري سوى ستة عشر رواية حسب إحصاء الدكتور آمال محمد عبدالرحمن في كتابها عن الإسرائليات عند الطبري وسيأتي الإشارة إليه. فهل هذا العدد يعتبر كثيراً ؟
الثاني : أن هناك كتاب جديد صدر بعنوان (الإسرائليات في تفسير الطبري - دراسة في اللغة والمصادر العبرية) للدكتورة آمال محمد عبدالرحمن ربيع. طبع عام 1422هـ . وقد تناولت فيه الموضوع بطريقة لم تسبق إليها. فيا حبذا لو عرضت لهذا الكتاب ، ورأيك في منهجيته.
الثالث : أنني قد اطلعت على كتاب رمزي نعناعة ، وهو عندي أجود من كتاب شيخه الذهبي . وأنت أدرى بذلك وفقك الله ، فما رأيك ؟
أرجو منك المواصلة في هذا الطرح المتميز ، وأسأل الله العون والتوفيق والسداد.
---
خالد الباتلي
05-02-2003, 10:22 PM
الإسرائيليات: هي الأخبار المنقولة عن أهل الكتاب من غير طريق القرآن والسنة الثابتة عن النبي r، كالذي يحكى عن كعب الأحبار وكان من أحبار اليهود فأسلم، أو وهب بن منبه وغيرهما.
وهي أربعة أقسام:
1. إما أن يُعلم كذبها بما عندنا من الشريعة.
2. وإما أن يُعلم صدقها بما عندنا من الشريعة.(1/3258)
3. وإما أن تكون من المسكوت عنه؛ لكنها أقرب إلى الخرافة والكذب وتحيلها القول السليمة.
4. وإما أن تكون من المسكوت عنه، والعقول لا تحيل وقوعها.
فهذه أربعة أقسام للإسرائيليات.
فالقسم الأول: وهو ما عُلم كذبه بشهادة شرعنا له بالبطلان يجب رده وإطراحه، ولا تجوز حكايته إلا على سبيل التنبيه على بطلانه.
قال الحافظ ابن كثير: وما شهد له شرعنا منها (يعني من الإسرائيليات) بالبطلان فذاك مردود لا يجوز حكايته إلى على سبيل الإنكار والإبطال.اهـ( )
والقسم الثاني: وهو ما عُلم صدقه بشهادة شرعنا له بالصحة. فإذا ذُكر هذا القسم إنما يذكر استشهاداً لا اعتقاداً، ولا حاجة لنا فيه استغناء بما ثبت في شرعنا. وإذا ذُكر في التفسير لا يكون هو المفسِّر للآية، بل المفسِّر للآية هو ما ثبت في شرعنا، فانتفى كون الآية مفسَّرة بها ومحمولة عليها.
والقسم الثالث: وهو ما كان من المسكوت عنه؛ لكن العقول السليمة تحيله، ويغلب على الظنون كذبه، وهو أقرب إلى الخرافة. كجبل قاف المزعوم، والحوت "نون" الذي تُحمل عليه الأرض.
قال الحافظ ابن كثير: وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله r: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" فيما قد يجوّزه العقل، فأما ما تحيله العقول، ويحكم عليه بالبطلان، ويغلب على الظنون كذبه، فليس من هذا القبيل. اهـ( )
والقسم الرابع: وهو ما كان من المسكوت عنه، ولا تحيله العقول السليمة، ولا يغلب على الظنون كذبه، فيجب في مثل هذا التوقف، فلا يحكم عليه بصدق أو كذب، وعلى هذا القسم ينزَّل قول النبي r: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا.."( ).
قال الحافظ ابن حجر: أي إذا كان ما يخبرونكم به محتملاً لئلا يكون في نفس الأمر صدقاً فتكذبوه، أو كذباً فتصدقوه، فتقعوا في الحرج، ولم يرد النهي عن تكذيبهم فيما ورد شرعنا بخلافه ولا عن تصديقهم، فيما ورد شرعنا بوفاقه، نبه على ذلك الشافعي رحمه الله.اهـ( )(1/3259)
وقال الحافظ ابن كثير في قول النبي r: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج": هذا محمول على الإسرائيليات والمسكوت عنها عندنا، فليس عندنا ما يصدقها ولا ما يكذبها فيجوز روايتها للاعتبار.اهـ( )
وهذا القسم أكثر الأقسام ذِكراً في كتب التفسير، وغالبه في تحديد مبهمات لا فائدة للأمة في تحديدها، كأسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم، ومكان الكهف، وكم عدد الدراهم التي اشتُرِي بها يوسف، عليه السلام، أما ما تحتاجه الأمة فقد بين لنا رسولنا r، وشرحه، وأوضحه، عرفه من عرفه، وجهله من جهله( ).
فإذا كان حكم هذا النوع هو التوقف في التصديق والتكذيب؛ فلا يصح تفسير كلام الله بأمور مشكوك في صدقها وكذبها؛ فلربما حُملت الآية عليها فكانت كذباً فيكون قد فسر كلام الله تعالى بالكذب حقيقة، أو يكون قد خُولف أمر النبي r وذلك باعتقادنا صدق هذه الإسرائيليات، وأي تصديق لها أعظم من جعلها بياناً لمراد الله تعالى فيما أبهمه عن خلقه.
وكلا الأمرين باطل، فالقرآن حق ولا يحمل إلا على الحق، واعتقادنا في الإسرائيليات المسكوت عنها التوقف. فتعين صحة عدم تفسير آيات القرآن بهذه الإسرائيليات.
قال ابن كثير: "ليعلم أن أكثر ما يتحدثون به غالبه كذب وبهتان، لأنه قد دخله تحريف وتبديل، وتغيير وتأويل، وما أقل الصدق فيه، ثم ما أقل فائدة كثير منه لو كان صحيحاً"( ).
قال العلامة عبدالرحمن السعدي: "واعلم أن كثيراً من المفسرين، رحمهم الله، قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزلوا عليها الآيات القرآنية وجعلوها تفسيراً لكتاب الله، محتجين بقوله r: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".
والذي أرى أنه، وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه، تكون مفردة غير مقرونة، ولا منزلة على كتاب الله، فإنه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً إذا لم تصح عن رسول الله r.
وذلك أن مرتبتها كما قال r: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم".(1/3260)
فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكاً فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به والقطع بألفاظه و معانيه.
فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة، التي يغلب على الظن كذبها، أو كذب أكثرها، معاني لكتاب الله، مقطوعاً بها، ولا يستريب بهذا أحد.
ولكن بسب الغفلة عن هذا، حصل ما حصل. والله الموفق"( ).اهـ( )
انظر : مقدمة ابن كثير - قواعد الترجيح للحربي - التفسير والمفسرون - المقدمات الأساسية
---
أبومجاهدالعبيدي
05-03-2003, 09:53 AM
بسم الله
شكر الله للإخوة الذين كتبوا هذه المقتطفات القيمة ، وأرغب في التأكيد على الأخ أبي بيان بأن يواصل تحرير مسائل هذا الموضوع بطريقته السابقة أو بأحسن منها ، وله منا الدعاء والشكر .
والموضوع يحتاج إلى تأصيل أكثر مع الحرص على ربط التأصيل النظري بالأمثلة التطبيقية ؛ لأن ذلك مما يعين على تحرير كثير من المسائل المتعلقة بهذا الموضوع .
---
أبو بيان
05-04-2003, 12:31 AM
الإخوة الفضلاء :
عبد الرحمن الشهري , خالد الباتلي , أبو مجاهد .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
أشكركم جميعاً على حسن ظنكم بأخيكم الضعيف , وأخص بالشكر شيخنا الفاضل /د. مساعد الطيار - حفظه الله - على مشاركته بموضوعه
ولأخي الحبيب عبد الرحمن الشهري وفقه الله :
بالنسبة لكتاب الدكتورة آمال , فلم أطلع عليه , وآمل أن أحصل عليه قريباً .
ومنذ زمن وأنا أُطارح عدداً من المتخصصين مسألة أن يكون الصحابي من المشهورين بالأخذ عن أهل الكتاب , وأن هذه القضية غير منضبطة ولا دقيقة , وما ذكرتَه فائدة جليلة لم أطلع عليها من قبل , فجزاك الله خيراً منها .
وفي الحقيقة أنه واجهتني مشكلة أخرت هذا الموضوع كثيراً وهي :
محاولة جمع واستقصاء ما رواه الصحابة من الإسرائيليات , ثم استخلاص ما صح منها , ثم استخراج منهجهم وقواعدهم في التعامل معها .(1/3261)
وكما ترى فهذا موضوع يصلح رسالة ماجستير , ( أو بحث ترقية على الأقل !! ) , ونتيجة ذلك البحث تجيب على كل الأسئلة والإشكالات المتوقعة على هذا الموضوع .
ولكني آثرت طرح هذه الوقفات التي تعتبر مهاداً نظرياً عند النظر في الإسرائيليات على العموم .
ولأخي أبو مجاهد أسعده الله بأمنيته :
فهذا عذري كما رأيت , وسأجتهد إن شاء الله تعالى , في إضافة أي موضع تطبيقي يصلح شاهداً للموضوع مع توالي الأيام , وأرجوا أن تشاركني ذلك , وجميع الأحبة المهتمين .
ولأخي الفاضل خالد الباتلي وفقه الله :
فآمل ملاحظة ما يلي :
1 - التفريق بين حاجة التفسير إلى الإسرائيليات ؛ واستفادته منها .
2 - التنبه إلى صنيع الصحابة رضي الله عنهم في ذلك , وأخذه بعين الاعتبار .
3 - التفريق بين < عدم صحة تفسير آيات القرآن بالإسرائيليات > كما ذكرتَ , و < ذكرها مع تفسير آيات القرآن لأغراض كثيرة لم تكن لتخفى على الصحابة ومن بعدهم من أئمة المفسرين .
وكل هذه النقاط سبقت في الوقفات , فأحسن الله لك المثوبة على إفادتك , وبارك الله في جميع الإخوة .
والله أعلم .
---
عبدالرحمن الشهري
05-04-2003, 12:54 AM
هناك كلام للشيخ أحمد شاكر رحمه الله في الإسرائيليات ذكره في مقدمة كتابه عمدة التفسير ، حيث قد جمع كلام ابن كثير في الإسرائليات أثناء تفسيره ، ونقده.
وأذكر أنني قرأت للشيخ أحمد شاكر كلاماً قاسياً في من يورد الإسرائليات في التفسير مطلقاً ، ويرى أن من أكبر الحرج أن تجعل كلام بني إسرائيل مع تفسير كلام الله جنباً إلى جنب.
فلعلكم تشيرون إلى ذلك يا أبا بيان وفقكم الله
---
أبو بيان
05-04-2003, 08:24 PM(1/3262)
لا تزال فوائدك تترى , ولعلي أُطالع كلامه بنصه , وإن كنت وقفت على مجمل كلامه , وعلى مواضع كثيرة لابن كثير رحمهما الله تعالى , وأنا - ولا أعوذ بالله من كلمة أنا , كما يقول البشير الإبراهيمي - أتجنب عامداً ذكر كلام الأئمة السابقين في هذا الباب ؛ حتى نقف منه على يقين مستوعب لجميع مواضع النظر والخلاف , فعندها نذكر ونناقش بأدلة ويقين , ولا يعني هذا التهوين مما ذُكر في أصل الموضوع , ولكن للبيان خطاب وللرد خطاب , وأنا هيَّابٌ من الرد خاصة عند ذكر هؤلاء الجبال في العلم والحفظ . والله الموفق .
---
أبو محمد القرناس
05-07-2003, 01:10 AM
الأخ الفاضل أبو بيان ؛شكر الله لك هذه الفوائد الحسان ،وثقل لك بها الميزان واسمح لي بوقفة وإحالة .
اماالوقفة فمع قولك- رعاك ربك -: وهاهنا مُسَلَّمةٌ لا شك فيها وهي :
(( أن ما صح عن الصحابة من الإسرائيليات هو مما يوافق شرعنا , أو من المسكوت عنه , مما لا يوافق أو يخالف شرعنا ))
وكلاهما مقبول , بل إن رواية الصحابي لخبر بني إسرائيل المسكوت عنه يكاد يوصله إلى ما يوافق شرعنا .
فلا وجه أبداً للتحرج من حكاية ما في كتب التفسير مما صح عن أحد الصحابة من أخبار بني إسرائيل .أ.ه
فأقول هل مجرد رواية الصحابي الجليل للمسكوت عنه تجعله موافقاً للشرع ؟ أم أن غاية ما في الأمر أن يكون رأيا معتبراً لهذا الصحابي الراوي ؟.آمل أن تتأمل ذلك.
وأما الإحالة فطالع -مشكوراً - كلام الحافظ ابن كثير في أول قصة إبراهيم الخليل -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم-في سورة الأنبياء ؛ حيث أورد رحمه الله كلاماً مختصراً نفيساً في بيان المنهج في التعامل مع الإسرائيليات .
---
أبو بيان
05-07-2003, 07:44 AM
شكر الله لك أخي هذه المشاركة , وكنت أعلم أني سأُلاحظ على هذه العبارة , وهذا من نباهتك أخي الفاضل , وأنبه هنا إلى اختياري لفظة " يكاد " , ولم أعبر بما يفيد الجزم .(1/3263)
وإن كان في نفسي أنه لا يَبعُد كثيراً عنه , خاصة من الناحية العملية .
وهذا رأي يُتَأمل .
---
المشارك7
05-08-2003, 11:49 PM
تكلم عن قضية الاسرائيليات الشيخ محمد الخضيري في كتابه تفسير التابعين بكلام جميل تحسن مراجعته .
ولي بعض الملاحظات في هذاالموضوع البالغ الاهمية لعل الاخوة ينظرون فيها :
1-البحث في راوية الاسرائيليات من البحث في الجائز لا الواجب فلو ترك المرء الروايات الاسرائيلية مطلقا فلا تثريب عليه .
2-اطلاق القول بجواز ذكر الروايات الاسرائيلية مادام قد ذكرها بعض الصحابة ترد عليه الاشكالات التالية :
1-قد ذكر الاخ ابو بيان ان الاسرائيليات تذكر من باب الاستشهاد فقط لكن واقع المفسرين عند التمحيص يخالف ذلك وقد ذكر الشيخ الخضيري من نتائج الاسرائيليات:
1-مخالفة الظاهر :
فمن ذلك قول سعيد بن المسيب وهويحلف ما يستثني :ما اكل ادم من الشجرة وهو يعقل ولكن حواء سقته من الخمر حتى اذا سكر قادته اليها فاكل .
2-الترجيح :
ومنه انكار مجاهد نزول المائدة حقيقة مخافا ظاهر الاية وسبب الترجيح ان اهل الكتاب لم يرد عندهم فيها شيئ.
ومنه في قوله تعالى" ونادى نوح ابنه".
قلت ومنه ما ذكره الشيخ مساعد الطيار في تفسير النعجة في سورة ص وانها المراة.
ثم مامعنى الاستشهاد اليس معناه ان المعنى مقرر معروف ثم نستشهد عليه والواقع في بعض الاسرائيليات ان ذلك لم يعرف الا من طريق الاسرائيلية كما في تفسير النعاج مثلا.
3-ذكر علماء الحديث ان الحديث المنكر لا يقوي ولايتقوى كما قال الامام احمد رحمه الله تعالى :المنكر ابدا منكرفكيف يجوز الاستشهاد بالاسرائيليات باطلاق وفيها المناكير .
4-الاحتجاج بفعل ابن عباس رضي الله عنه فيه الامور التالية :
1.هل بقية الصحابة على نفس المنهج الظاهر ان ابن عباس توسع في هذ الامرواما الوارد عن غيره من الصحابة فيمكن الجواب عنه بالامور التالية :(1/3264)
0-هل الوارد عنهم قليل ام كثير ؟ وهذه القلة هل يمكن ان يقال فيها انها منهج لهم ام يقال هذا من الامور العارضة التي لاتكون مقصودة ؟ وهل الوارد الصحيح عنهم فيه الروايات المنكرة ؟
وقصدي من هذا انه ينبغي النظر في فعل الصحابة حتى ينظر هل هي مسالة اطبقوا عليها ام هي راي لبعضهم خالفه اخرون من الصحابة .
ثم رايت الشيخ الخضيري في كتابه تفسير التابعين ذكر مايلي :
1-"انفردت مدرستا العراق وخاصة مدرسة الكوفة بقلة المروي عنها في الجانب الاسرائيلي فلانكاد نجد فيها الكثرة التي كانت في المدرسة المكية وقد تعود اسباب ذلك الى ما يلي :
1.تاثر المدرستين -البصرية والكوفية -بالمدرسة المدنية التي قل فيها هذا النتاج ولاسيما ان عمر رضي الله عنه كان شديدا على كعب الاحبار لئلا يحدث الناس بما يفتنهم .
وتاثرت هذه المدرسة الكوفية ايضا بابن مسعود شيخها الذي كان بعيدا عن الرواية في هذا الجانب يحذو حذو عمر في اعماله واقواله "اهـ.
2-"يعد ابي بن كعب رضي الله عنه من اقل الصحابة اعتمادا على الاسرائيليات فلم يرو عنه الا خبران وفي اسنادهما مقال "اهـ.
3-ان من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه من خالف منهج شيخه فذكر الخضيري ان عكرمة اعرض عن كثير من الاسرائيليات ولم يرو عن ابن عباس الاالقليل وغالبها كان في المبهمات .
واما عطاء فانه اعرض عن تلك الروايات .
2-القائلون بالاحتجاج بفعل الحبر البحر ابن عباس ترد عليهم الاشكالات التالية :
0.هل يجوزالتوسع في الاسرائيليات فجوابهم بالمنع وقد قال الخضيري "والحاصل ان ابن عباس توسع في الرواية عن بني اسرائيل فتبعه اصحابه في ذلك "فما جوابهم؟.
0.هل يجوز ذكر الاسرائيلية المشتملة على المنكر دون بيان النكارة فيها ؟ ...
وابن عباس رضي الله عنه وردت عنه روايات فيها نكارة ولم يرد فيها بيانه لهذه النكارة .(1/3265)
0. ان ابن عباس رضي الله عنه قد نعى على المسلمين سؤال اهل الكتاب وهذا يجعلنا نتريث في اطلاق القول بالجواز بناء علىفعل ابن عباس رضي الله عنه.
0.ان ابن عباس قد نص علىان اهل الكتاب قد بدلوا وغيروا .فهذا كسابقه بل اشد في الحجة.
0.اذا ذكر ابن عباس الاية ثم ذكر الاسرائيلية في معرض تفسير الاية الايسبق الى الفهم ان ابن عباس فسر الاية بالاسرائيلية وانظر الى قوله في تفسيرسورة ص ".....ثم امر به فطرح في البحر فذلك قوله (ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا)يعني الشيطان الذي كان تسلط عليه.اهـ.فهل يجوز التفسيربهذه الصورة باطلاق مع ما في ذلك من ايهام الاعتماد على الاسرائيلية ؟
واذكر بعض الاحتمالات التي قد يمكن تخريج فعل ابن عباس عليها ولااجزم بها بل اضعها بين ايديكم للنظر فيها :
-الظاهر والله اعلم ان الدافع لابن عباس على التوسع في ذلك حديث حدثوا عن بني اسرائيل ولاحرج .
-قد يكون والله اعلم في بعض الاحيان يذكرابن عباس الاسرائيلية معتمدا عليها ووجه ذلك ان القران ذو اوجه واذا كان المعنى المذكور في الاسرائيلية مما يمكن حمل الاية عليه فتحمل الاية عليها.
وسيقوى عندك هذا المعنى اذا علمت ان ابن عباس كان كما يقول الشيخ الخضيري يكثر من سؤال كعب الاحبار .
فلو جمعت ان كعبا كما يقول الذهبي :وكان خبيرا بكتب اليهود له ذوق في معرفة صحيحها من باطلها في الجملة .اذا جمعت ذلك مع معرفتك بحسن فهم ابن عباس وقوة ذكائه لربما قوي هذا المعنى في نفسك.
واذا صح هذا المعنى فلك ان تقول ان ابن عباس استشهد بالاسرائيلية لان المعنى يمكن وجوده ولو لم ترد الاسرائيلية.
وقد يقول قائل ان ابن عباس اعتمد على الاسرائيلية في التفسير من جهة انه ولو في بعض الاحيان تكون الاسرائيلية هي التي اثارت هذا المعنى ولو لا الاسرائيلية لما ذكر هذا المعنى .(1/3266)
-قد يكون ابن عباس ذكرالاسرائيلية التي فيها نكارة لبعض تلامذة النجباء الذين لاحاجة له في تنبيههم الى بطلان هذه الاسرائيلية .
ولا شك انه في بعض الاحيان يكون ذكر الاسرائيلية من باب المثال او غير ذلك وهذا لا اشكال فيه ولكن الاشكال فيماظاهره مشكل .
وانقل لكم ما ذكره الشيخ الخضيري في كعب :
"...فهو -اي كعب -وان انكر عليه عمر مرة وقال له :لتتركن الاحاديث او لالحقنك بارض القردة.
الا انه في مرة اخرى نجده يساله ويقول له :ما اول شيئ ابتدأه من خلقه ؟..."اهـ.
اليس في نهي عمر الاول حجة لمن يمنع التوسع في الاسرائيليات وعدم اطلاق القول بجواز ذكرها في التفسير .
وقد يحتج المانعون بالامور التالية :
1-ان الحديث دل على جواز التحديث عن بني اسرائيل والجائز يجوز تركه ولاسيما اذا ترتب على ذلك مصلحة.
2-ان باب المصالح والمفاسد باب عظيم والمصلحة تقضي المنع من ذلك لامور:
0.المفاسد المترتبة على رواية الاسرائيلية من مخالفة الظاهر ،والترجيح بناء على الاسرائيلية، وذهاب فهم كثير من الناس الى ان المراد بالاية ما ورد في هذه الاسرائيلية وليس الناس في الفهم على مستوى واحد وانتم تقولون لاوجه للتحرج من رواية الاسرائيليات فلامانع اذا ان اذكرها في كتاب مؤلف للعامة ولن يفهم كثير من الناس ان المراد بهذه الاسرائيلية مجرد المثال بل لن يفهم كثير من طلبة العلم ان المراد المعنى الجملي دون التفاصيل .
فان قلتم ان رددتم علينا فردوا على ابن عباس فنقول لكم يجوز روايات الاسرائيليات المنكرة فان رددتم علينافردوا على ابن عباس.
ومن اجاز الرواية الاسرائيلية ذكر لذلك ضوابط وقيودا ولكن في كثير من الاحيان في العلم اذا ذكرت قيود في مسالة نظريا فانه في الجانب التطبيقي يتساهل في ذلك فلينتبه لذلك .
واخيرا ههنا امور :
1-لا اشكال في جواز ذكر الاسرائيلية من باب المثال او في المبهمات ونحو ذلك .(1/3267)
2-فرق بين ان يقال"فلا وجه أبداً للتحرج من حكاية ما في كتب التفسير مما صح عن أحد الصحابة من أخبار بني إسرائيل ".
وبين ان يقال ينبغي التحري في رواية الاسرائيليات ويجوز رواية مالا يؤثر حكما ولامعنى .
فان السامع للاول سيتوسع في رواية الاسرائيليات وقد يذكر المنكرات وقد يرى انها غير منكرة وقد ذكر الشيخ مساعد ان كون الرواية منكرة او غير منكرة مما قد يختلف فيه .فهل يستساغ ذكر المنكرات .وهذا لعلها نتيجة طبيعية للتوسع فان ما تراه منكرا قد لا اراه منكرا وقد اراه منكرا ولاتراه منكرا .
والمطبق للمعنى الثاني سيتحرى في رواية الاسرائيليات وقد يقع في رواية المنكر مرة او مرتين لذهول او لغير ذلك ولايمكن ان يقال فيما هذا حاله ان منهجه ذكر الاسرائيليات .
هذه امور احببت ذكرها في هذا الموضوع المهم وان كان ثم نقد فلا تبخلوا علينا به وجزى الله الاخوة خيرا .
ولا يبخلن علينا شيخنا ابو عبد الملك بملاحظاته فانا حريصون على معرفة رايه.
---
مساعد الطيار
05-10-2003, 07:19 PM
التعليق على الإسرائيليات
الأخ الفاضل ( المشارك7 ) حفظه الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فأستميحكم عذرًا أن أُعلِّقَ على ما ذكرتم من تعليقكم على الأخ الفاضل ( أبي بيان ) حفظه الله ، وأقول :
قولكم حفظك الله : (( البحث في راوية الاسرائيليات من البحث في الجائز لا الواجب فلو ترك المرء الروايات الاسرائيلية مطلقا فلا تثريب عليه )) .
هذا القول صحيح ، لذا لا يعاب على مفسر تركه للإسرائيليات ، وهذا ما لا تجده من النقد الموجه إلى كتاب من كتب التفسير ، بخلاف ضدِه .(1/3268)
وما ذكرتموه في النقطة الثانية من إطلاق القول بجواز ذكر الروايات الاسرائيلية مادام قد ذكرها بعض الصحابة ، وأنه ترد عليه الإشكالات التي ذكرتم ، فهذا صحيح من جهة أنه قد ورد الاعتماد على الإسرائيلية في بعض تفسيرات السلف ، لكنه قول بالرأي والاجتهاد ، وإذا وجد له مخالف من قول غيره من السلف غير معتمد على الإسرائيلية ، فالمسألة في هذه الحال تعود إلى الترجيح بين الأقوال ، ويمكن تضعيف القول الذي اعتمد على الإسرائيلية بذلك ، لكن الأمر هنا يرجع إلى مثال بعينه ، والأمر الذي يراد دراسته يرجع إلى المنهج العام في الإسرائيليات وما يتعلق بها من قواعد القبول أو الرفض .
وقولكم : ((ذكر علماء الحديث أن الحديث المنكر لا يقوي ولا يتقوى كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : " المنكر أبدًا منكر " ، فكيف يجوز الاستشهاد بالإسرائيليات بإطلاق وفيها المناكير ؟! ))
أقول : إن هنا المراد النظر في المنهج العام في التعامل مع الإسرائيليات ، وهنا فرق بين أن يقال : يجوز رواية الإسرائيليات ، والقول بقبول جميع الإسرائيليات ، والقول بالقبول لا يقول به أحد ، والقول الأول مأخوذ من منهج مفسري السلف ( الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ) ، وهذا الذي يقصد بحثه ؛ لأنه يترتب على عيب نقل الإسرائيليات في التفسير نقد منهج السلف .
وهذه الفكرة ـ أيها الأخ الفاضل ـ لم ترتضِها ـ ولك ذلك ، فالأمر راجع إلى الاجتهاد ـ لذا جاءت عندك كتابة منهج بارزة هكذا (منهج ) ، وهذا سديد منك لو كنت تتبعت التفسير المأثور عن السلف فانتقدت أن يكون منهجًا معروفًا عندهم .(1/3269)
وأقول لك : إنك على خُبرٍ أن التفسير المروي عن أفراد الصحابة لا يوازي المروي عن ابن عباس بحال ، بل إنك تعلم أن بعض كتب طبقات المفسرين قد أدخلت بعض الصحابة في المفسرين ، مع أنه لم يرد عنهم إلا القليل ، بل النادر أحيانًا ، وهذه مسألة تحتاج إلى بحث ، وهي محلُّ نظر واختلاف آراء ، وقد طرحتها في موضوع (مفهوم المفسِّر) في كتابي (( مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر )) .
وأقصد من ذلك أنك لو طبقت هذا المنهج الذي ذكرته في قولك : ((الاحتجاج بفعل ابن عباس رضي الله عنه فيه الأمور التالية :
1.هل بقية الصحابة على نفس المنهج ؟
الظاهر أن ابن عباس توسع في هذا الأمر وأما الوارد عن غيره من الصحابة فيمكن الجواب عنه بالأمور التالية :
هل الوارد عنهم قليل أم كثير ؟ وهذه القلة هل يمكن أن يقال فيها : إنها منهج لهم أم يقال هذا من الأمور العارضة التي لا تكون مقصودة ؟ وهل الوارد الصحيح عنهم فيه الروايات المنكرة ؟
وقصدي من هذا انه ينبغي النظر في فعل الصحابة حتى ينظر هل هي مسالة أطبقوا عليها أم هي رأي لبعضهم خالفه آخرون من الصحابة )) .
أقول : ولو طبقت منهجك هذا ، فأنه لا يسلم لك بعض مصادر التفسير ؛ وطرقه ؛ لأنك ستجد القلَّة فيه عن غير ابن عباس ـ كالاستشهاد بالشعر ـ فهل يُرَدُّ ذلك من أجل أنك لا تجده إلا عن ابن عباس ، أم ماذا ؟ .
أقول لك هذا مدارسةً لا تقريرًا ، والأمر يحتاج إلى بحث واستقراء ، وفقني الله وإياك وجميع الإخوة إلى تحرير مثل هذا .
ثمَّ استشهدت مشكورًا برأي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله الخضيري في كتابه الممتع البديع (( تفسير التابعين )) ، ولي في هذا تعليقات :
الأول : أتمنى منك لو أعطيت نبذة مختصرة عن هذا الكتاب تعريفًا به لمن يتصفح هذا الملتقى ؛ لأن هذا الكتاب من الكتب الفريدة في منهجية البحث ، وفي فوائد نفيسة جدًّا ، ظهرت بعد استقراء وتأمُّل .(1/3270)
وإني لأجدها فرصة أن أرفع للإخوة الذين يشاركون في الملتقى بأن يقوموا بالتعريف ببعض الكتب النافعة في علوم القرآن والتفسير ؛ لأن الملتقى فرصة للتعريف بالكتب المتعلقة بعلوم القرآن والتفسير ، والدال على الخير كفاعلة .
الثاني : إنَّ لي تحفُّظًا على مصطلح (( مدرسة )) في التفسير ، لأمور :
1 ـ إن هذا المصطلح من المصطلحات الفلسفية المعاصرة ، وقد ظهر للتعبير عن بعض الأفكار التي يتبناها مجموعة من الناس ويدافعون عنها ، ويينضوون تحتها .
وهذا الأسلوب غير موجود في ما يسمى بمدارس التفسير مطلقًا .
2 ـ ثمَّ إنَّ هذا التصنيف منتقضٌ بما عُرِفَ من تنوع شيوخ بعض التابعين ، وتنوع مواطنهم التي عاشوا فيها ، فهل النسبة للمدرسة إلى الشيوخ أم إلى الموطن ؟
ومن أمثلة من تعدد فيه هذه :
أبو العالية ، فهو مدنيٌّ ، ثمَّ بصري ، وقد أخذ التفسير عن ابن عباس ، فهل يُنسبُ إلى مدرسة المدينة لنشوئه الأول فيها ، وتلقيه العلم على شيوخها ، أم إلى البصرة التي استقرَّ بها بعد ذلك ، فيكون من المدرسة البصرية ، أم إلى تتلمذه على ابن عباس فيكون من المدرسة المكية .
مجاهد بن جبر ، تلقى التفسير عن ابن عباس ، وهو من أخصِّ تلاميذه ، ثم تلقى العلم على بعض شيوخ المدينة من الصحابة ، وأخذ بقراءة ابن مسعود واستفاد منها في التفسير ، فإلى أي المدارس يُنسب .
الحسن البصري ، كان مدني المنشأ ، ثمَّ صار بصريًا ، فإلى أي المدارس يُنسب ، وهل كان الوعظ الذي تميَّز به مما أخذه من مدرسة المدينة ، أم هو من اختصاصاته التي منَّ الله بها عليه .
أبو مالك غزوان الغفاري ، فهو كوفيٌّ ، وقد أخذ التفسير عن ابن عباس ، فهل يُلحقُ بالمدرسة الكوفية لاستيطانه بها ، أم بالمدرسة المكية لأجل شيخه .
وكذا الحال بأبي الشعثاء جابر بن زيد البصري الذي تلقى التفسير عن ابن عباس ، وهو بصري ، مع ملاحظة قلَّةِ الرواية عنه في التفسير .(1/3271)
3 ـ وإذا لاحظت ما يتميز به أفراد كل مدرسة ، فإنك ستجد بينهم تباينًا في المنهج التفسيري ، ففي تلاميذ ابن عباس ( المدرسة المكية ) تجد أن عطاء منحاه في التفسير فقهي ؛ لأنه مفتي مكة ، لكن لم يبرز هذا المنحى عند غيره من تلاميذ ابن عباس كما برز عنده .
وتجد العناية ببيان المفردات عند مجاهد أكثر من غيره من تلاميذ ابن عباس ، وهكذا غيرهم ممن له تميز في شيء من التفسير لا يبرز عند غيره من أصحابه .
وهذا يقود إلى الملحوظة الرابعة ، وهي :
4 ـ هل ما يتميز به الواحد منهم يُعدُّ ميزة للمدرسة التي ينتمي إليها أم لا ؟
الواقع أنه لا يُعدُّ من منهج المدرسة العام ؛ لأنَّ مصطلح المدرسة ـ كما سبق ـ يرتبط بأفكار معينة تدور حولها المدرسة ، ولا يمنع أن يكون لأفرادها اجتهادات فردية خارج إطار هذه الأفكار العامة ، وهذه الاجتهادات الفردية لا تُنسب إلى المدرسة ، بل تُنسب إلى أصحابها .
5 ـ ومما يدلُّ على عدم صحة هذا الإطلاق أنك تجد أن أصحاب المدرسة المنسوبين إليها قد يخالفون آراء شيخهم في التفسير ، مما يدلُّ على أنهم لا يلتزمون رأيه في كلِّ شيء ، ويمكن القول بأنهم لا يتبنونه في كل مسألة تفسيريه ، والدليل على ذلك ورود أقوال عنهم تخالف أقوال شيوخهم ، واختلافها من باب تنوع المعاني وتعدد الأقوال ، وليس من باب الاختلاف الذي يرجع إلى قول واحد ، وهذا الاختلاف ظاهر لمن يقرأ في تفسير السلف .
فإن قيل : إن الاختلاف في الأمثلة التفسيرية لا يعني الاختلاف في أصل المنهج التفسيري الذي سار عليه شيخ المدرسة .
فالجواب : إن المنهج التفسيري عند جميع هذه المدارس متقاربٌ جدَّا ، بل إنهم يتفقون في أغلب المنهج ، والاختلاف بينهم إنما هو في بعض الأمور الجزئية ، كما أن الاختلاف كائن في القِلَّةِ والكثرة في الأخذ بهذا المصدر أو ذاك .(1/3272)
فكل المدارس ترجع إلى القرآن والسنة ولغة العرب وأسباب النُّزول وقصص الآي ، وتُبَيِّنُ الحكم الفقهي الذي تتضمنه الآية ، وتُبَيِّنُ من نزل فيه الخطاب ، وتُبَيِّنُ مبهمات بعض الآي … الخ .
لكنهم بين مقلٍّ ومكثرٍ ، أو بين من يرد عنه في هذه المصادر رواية ومن لا يرد عنه .
والذي يظهر أن تفسير السلف يصدر عن مدرسة واحدة ، ومصادرهم وأصولهم متفقة ، ليس بينهم فيها اختلاف ، سوى الاختلاف في كثرة الاعتماد على هذا المصدر أو ذاك .
أما الإسرائيليات التي هي أصل هذا النقاش فهي مصدر من مصادرهم ، والأمر فيها مختلف لورود الحديث المشهور فيها ، وما وقع من خلاف في تطبيقه بين المفسرين لا يعني أنها ليست من المصادر ، وكونها من المصادر لا يعني القبول المطلق لكل تفسير اعتمد على مروية إسرائيلية .
وأرى أن التميز يرجع إلى الأشخاص بذاتهم ، وقد يظهر عليهم أثر شيوخهم فيهم ، وكلما تعددَّت الشيوخ ظهر تنوع التفسير عند التلميذ ، والله أعلم .
الثالث : أن ما نقلت من استقراء الدكتور محمد بن عبد الله الخضيري يخصُّ التابعين ـ في أغلبه ـ وأمر الإسرائيليات يحتاج إلى استقراء في طبقات السلف الثلاث للخروج برؤية واضحة في هذا المجال ، مع اليقين بأنَّ ما يرد عن الصحابة فإن النفس إليه أسكن ، ووضع التأصيل عليه أسلم .
ثمَّ أعود بعد هذا الاستطراد إلى بقية كلامك الممتع في الإسرائيليات ، فأقول :
إن ما ذكرته بعد ذلك مفيد في كيفية الاستفادة من الإسرائليات التي رويت من طريق السلف ، ويظهر أنَّ في ما ذكرته أمرين منفكين :
الأول : كيفية التعامل مع ما ورد عن السلف من الإسرائيليات سواءً أظهرت نكارتها لك ، أم كانت مما لا يُحكم بنكارتها .
الثاني : التجوز في رواية الإسرائيلية للعامة .(1/3273)
أما في الأولى ، فأرى أنني وإياك ملزمون بأدب التعامل مع السلف ، ومعرفة منهجهم في ذلك ، والحرص على تخريج ما ورد عنهم على وجه لا يخالف منهجهم العام ، ومعرفة سبب قولهم بذلك إن أمكن .
وأما الثانية ، فأنت في مقام الاختيار ، فلك أن تترك ما تراه غريبًا منكرًا من هذه الإسرائيليات ، ولا تذكره البتة ، وهذا المنهج قد سلكه بعض المفسرين ، كالشيخ عبد الرحمن السعدي ففي تفسيره .
لكن المشكل عندك هنا فيما لو ذكر بعضهم شيئًا من هذه الروايات التي فيها نكارة عندك ، فإنك تحتجُّ عليه بما ذكرت ، ولعل هذا من باب اختلاف التنوع في الاجتهاد ، والذي يقلُّ فيه التثريب ، فمن روى فله سلف ، ومن ترك وأعرض فله سلف ، ولا شكَّ أن السلم البعدُ عن هذه المنكرات الإسرائيلية .
لكن أقول لك : إن الملاحظ أن بعض الناس لا يقبل الإسرائيلية حتى لو لم يكن فيها شيء غريب ولا منكر ، فتراه يعلق على تفسير من التفاسير ، ويقول في الحاشية : (( هذه إسرائيلية )) .
فيفهم من كلامه أنها مردودة ؛ لأنها إسرائيلية فقط ، ولا ينظر إلى صحة انطباق القصة المذكور على الآية ، وكونها مثالاً لمعنى الآية ، وأن الآية تحتملها ، وكل هذا لا يلزم منه قبول هذه الإسرائيلية من جهة الخبر ؛ لأن قبول الأخبار له شرط ، وبيان المعنى لا يدخل في شرط قبول الأخبار ، فبينهما اختلاف في المنهج ، لذا ترى في بيان المعنى أنه يقبل فيه ما لا يقوم حجة في نقل أحاديث الأحكام من الأسانيد ، وهذا له باب آخر لعله يأتي تفصيله .(1/3274)
وأخيرًا ، فإنَّ الموضوع لا يزال يحتاج إلى مطارحات علمية أخرى ، وإني لأتمنى أن يكون للإخوة المشاركين في هذا الملتقى بحث جماعي في مرويات الإسرائيليات في تفسير السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم ، فلو تصدَّر الأخ ((أبو بيان)) أو الأخ ((المشارك7 )) ـ تكرُّمًا ، لا أمرًا ـ إدارة هذا البحث ، وطلب المشاركة من الإخوة ، وأخذ كل واحد من الباحثين واحدًا من أعلام المفسرين من السلف ، واستخرج المرويات الإسرائيلية عنده ، ونظر في طريقة روايته لها ، وأسلوب الرواية الواردة عنه :
هل كانت جوابًا لسؤال ؟
هل كانت استشهادًا .
هل اعتمد عليها في بيان المعنى ؟
هل فيها نكارة أو غرابة ، وما موطن ذلك ؟ … إلخ من الأسئلة التي ستظهر في بحث هذا الموضوع ، ثمَّ يضع كل واحد ما وصل إليه في بحثه .
أظنُّ أنه سيُتوصَّل إلى حلِّ بعض المشكلات المستعصية في هذا الباب ، والله أعلم .
هذا اقتراح أرجو أن يجد قبولاً ، وكأني بكم تقولون : ما أسهل الاقتراح ، لكن من ينفِّذ ؟
أقول نعم ، لكني أرجو أن يتميز هذا الملتقى بالإبداع في كل أموره ، حتى في مثل هذه الأفكار التي قد يظنها بعض الناس صعبة التطبيق ، لكن أقول : من استعان بالله أعانه ، ومن كان همه خدمة كتاب ربه فإن الله سيوفقه ، ويكفينا فخرًا أننا نكتب فيما يتعلق بهذا الكتاب العزيز ، وأسأل الله لي ولكم الإخلاص في القول والعمل ، وأن لا تخدعنا أنفسنا بما نقدِّم ، وأن نكون من العاملين الجادين .
أعتذر إليكم عن الإطالة ، وأرجو أن أكون قد بينت شيئًا مما يتعلق بتعليقكم أيها الأخ الكريم .
محبكم : أبو عبد الملك .
---
ابو يوسف
05-17-2003, 11:43 PM
الاخ أبو بيان كتبت
"ولا ينقضي عجبي وألمي ممن يحاول تجريد كتب التفسير من هذه الروايات الإسرائيلية , بزعم أنها غير مفيدة في التفسير "
ارجو ان تذكر بعض الامثلة ولك الشكر
---
أبو بيان
05-18-2003, 11:10 PM(1/3275)
بإمكانك أخي الفاضل أن تجد هذه العبارة في عدد من الكتب التي تحدثت عن الإسرائيليات في التفسير - وفي المقال بعضها - , وفي مقدمة عدد من كتب التفسير , وبالأخص مختصرات التفاسير التي تقذفها لنا المطابع تباعاً .
وذكرت في الموضوع منهج عدد من الرسائل العلمية التي لاتفرق في موضوع الإسرائيليات في كتب التفسير .
---
أبو بيان
06-26-2003, 10:20 PM
قال الإمام القرطبي - رحمه الله - في مقدمة كتابه ( الجامع لأحكام القرآن ) :
وشرطي في هذا الكتاب : . . , وأضرب عن كثير من قَصَص المفسرين , وأخبار المؤرخين , إلا ما لابد منه , ولا غنىً عنه للتبيين . ا.هـ
فإن كانت الإسرائيليات داخلة في مراد القرطبي بـ : ( قَصَص المفسرين , وأخبار المؤرخين ) ؛ فكلامه هذا شاهد جيد لِما ذكرناه في أصل الموضوع .
---
أبو بيان
07-26-2003, 05:58 PM
الوقفة الحادية عشر :
أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له رجلاً منهم وامرأة زنيا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تجدون في التوراة ؟ قالوا : نفضحهم ويجلدون . قال عبد الله بن سلام : كذبتم , إن فيها آية الرجم . فأتوا بالتوراة فنشروها , فوضع أحدهم يده على آية الرجم , فقال ما قبلها وما بعدها , فقال عبد الله بن سلام : ارفع يدك , فرفع يده فإذا آية الرجم , قالوا : صدق , فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما .
في الحديث :
تسمية الجملة من التوراة : آية .
---
أبو بيان
03-25-2005, 05:01 PM
* الوقفة الثانية عشر:
معلوم موقف ابن كثير من الاسرائيليات, ولكن في هذا النقل عنه بيان لصعوبة الانفكاك عن المباح روايته منها,
خاصة عند استجلاء كامل الموقف من أخبار الأمم السابقة؛ لغرض إتمام الفائدة طبعاً.
قال ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى في سورة مريم: {وهُزِّي إليك بجذع النخلة}[25]:(1/3276)
(والظاهر أنها كانت شجرةً, ولم تكن في إبَّانِ ثمرها, قاله وهب بن مُنبه).
ولعل الأيام تسمح بشواهد أخرى. والله الموفق.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-25-2005, 09:53 PM
أخي أبا بيان زادك الله بسطة في العلم والرزق
لو اطلعت على ما ذكره الجديع في كتابه مقدمات في علوم القرآن حول هذا الموضوع ، وأبديت رأيك فيه ..... [يحذف الجواب لإفادة العموم ]
شكرا لك ، وتقبل تحيتي
---
جمال أبو حسان
03-27-2005, 01:59 PM
احب ان اضيف اضافتين الاولى فيما يخص الاردني الذي سرق رسالة الدكتور الذهبي اذ الحقيقة ان الموضوع ليس في هذا الكتاب وانما كان هذا الطالب قد استعار من استاذه كتابا بعنوان الاتجاهات المنحرفة في التفسير ثم قام باعطائه الى وزارة الاوقاف الاردنية وطبعته باسمه واوهم الناس ان الكتاب للطالب حتى جاء الذهبي الى الاردن وراى ما راى ثم حلف بعدها ان لا يشرف على طالب اردني وقد بر بقسمه رحمه الله
واما الثانية فكيف نوفق بين ما يقال عن رواية الصحابة للاسرائيليات وبين غضب النبي صلى الله عليه وسلم من عمر لانه كان يقرا في صحيفة من صحفهم وبما صح عن ابن عباس انه قال لا تسالوا اهل الكتاب ولا والله ما راينا حدا منهم سالكم عن مسالة في دينه فهل خالف ابن عباس قوله
والسلام
---
أبو بيان
04-14-2005, 09:12 PM
الأستاذ الفاضل د جمال وفقه الله
أعتذر عن تأخر الرد, وقد أصبت وفقك الله في إضافتك الأولى, والوهم فيما نقلتُ ليس مني, وإنما من الدكتور الذي حدثني.
وبالنسبة للرد النبوي على عمر رضي الله عنه فهو للزجر عمَّا في تلك الكتب مما يغني عنه كتاب الله المهيمن على ما قبله من كتاب, وفيه أمرٌ بالاستغناء بالقرآن عن غيره, فما كان في تلك الكتب من خير فهو في القرآن وأزيد.
وأما ابن عباس رضي الله عنهما فنهيه عن النقل عن أهل الكتاب محمولٌ على نقله على جهة الاعتماد عليه, خاصة إذا كان ذلك في مقابل أصول تفسيرية معتمدة.(1/3277)
ومجمل القول أن كلا الصورتين السابقتين حصل فيهما تجاوز لشرط من شروط الاستشهاد بالإسرائيليات.
وقد ورد عن عمر وابن عباس وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم روايات عن بني إسرائيل, صحت أسانيد بعضها, وحَسُن بعضها, والباقي مما لا ينهض بنفسه يتقوى بغيره لإثبات أصل القضية, وأن ذلك كائن منهم رضي الله عنهم, لفوائد لا تخفى.
---
محمد الأمين
04-15-2005, 08:19 AM
أما عن ابن عباس فقط صح عنه الأخذ من الإسرائيليات، لكن أين ثبت ذلك عن عمر؟!
---
عبدالعزيز محمود المشد
04-30-2005, 02:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب
جزاك الله خيراً على هذا الجهد العلمي
غير أني ألوم عليك تحاملك على علماء الأزهر في قولك (وقد بدت بوادر هذا المسلك في عدد كبير من الرسائل العلمية في الأزهر سجلت بعنوان " الدخيل في التفسير " , لمهمة التجريد السابقة الذكر , وبدون استثناء في مادة الإسرائيليات , سواءً عن الصحابة أو غيرهم , وقد تناولت هذه الرسائل كتب التفسير من لَدُن ابن جرير , في أكثر من ثلاثين رسالة علمية ) فإننا في الأزهر لا نجرد كتب التفسير إلا من الإسرائيليات التي تخالف شرعنا , وتعطي الفرصة لأعداء الإسلام لإيراد الشبه على ديننا . وأنا لا أتكلم هذا الكلام بدون دليل وإنما أتكلمه من واقع عملي في رسالتي التي بعنوان
( الدخيل في الروايات الواردة في تفسيري الإمامين ابن أبي حاتم والآلوسي )
( من أول سورة الأعراف إلى آخر سورة التوبة )
لنيل درجة التخصص الماجستير في التفسير وعلوم القرآن , من قسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين والدعوة , جامعة الأزهر ، فرع المنصورة.
والتي أراك قد تحاملت عليها وعلى أمثالها من رسائل الدخيل في الأزهر الشريف الذي له دور كبير في الدفاع عن الإسلام في الماضي والحاضر . أرى فضيلتك قد أغفلته .(1/3278)
فطلبي من فضيلتك أن لا تتحامل على الأزهر وعلمائه , وأن لا تتجاهل دوره في الدفاع عن الإسلام , وأن تراجع هذه الرسائل جيداً قبل الحكم عليها .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك عبد العزيز محمود المشد
الدراسات العليا - قسم التفسير وعلوم القرآن
مرحلة الماجستير - جامعة الأزهر
---
مساعد الطيار
04-30-2005, 04:50 PM
أخي الحبيب عبد العزيز المشد
قد قرأت ما كتب أبو بيان ، والمسألة علمية ، وهي تحتاج إلى نقاش علميٍّ ، ويا حبذا لو ذكرت لنا أمثلة مما رواه ابن أبي حاتم بالذات ، وأعطيتنا فيها طريقة دراستكم لها ، وهل طريقتكم كطريقة كل الرسائل ، لكي يكون النقاش على مثال واضح
وأرجو أن تتأمل قول أبي بيان : (( والحقيقة أن طريقة إخراج الإسرائيليات من كتب التفسير بعيدة عن مناهج المفسرين , وهي كذلك متناقضة وغير عملية أو منهجية , وكثير ممن نصوا في تفاسيرهم على تجنب الإسرائيليات وعدم روايتها ؛ أورَدُوا في أثناء تفاسيرهم عدداً منها فمستقل ومستكثر ؛ كتفسير المنار على سبيل المثال )) .
وأرجو أن تتأمل قضية مهمة للغاية ، فابن أبي حاتم من نقَّاد الحديث ، ومن أعلام المسلمين ، وهو يروي التفسير عن طبقة الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ، فهل خفي عليه وعلى من قبله أنها تخالف شرعنا وتركوها ، أم المسألة تعود إلى منهجٍ علميٍّ عندهم نحتاج إلى أن نتأمَّله وننظر فيه .
أخي الكريم :
نحن بحاجة إلى دراسة جادةٍ لمثل هذا الموضوع ، وليس إلى دراسات قد حكمت مُسبقًا على هذه الروايات فهي تأتيها على أسلوب النَّقضِ .(1/3279)
لست أصف رسالتك ولا هذه الرسائل بكلامي هذا ، لكن ما اطلعت عليه كان يمشي على هذا الأسلوب ، ولعلك أخبر به ، فرسالتك متخصصة في هذا الشأن ، فأرجو أن لا تفهم أني أحكم على ما انتهجه الأزهر في هذا بالنقص ، ولا بغيره ، فأنا لم أطَّلع عليها ، وأتمنى أن تتحفنا بأمثلة نُدير حولها النقاش ، وتكون في موضوع مستقلٍّ عن هذا الموضوع .
---
موراني
04-30-2005, 06:31 PM
عبد العزيز المشد المحترم , وفقه الله , كتب :
فإننا في الأزهر لا نجرد كتب التفسير إلا من الإسرائيليات التي تخالف شرعنا , وتعطي الفرصة لأعداء الإسلام لإيراد الشبه على ديننا
فهنا أتساءل :
هل يجوز هذا التعامل بالتراث شرعا ؟
لقد تصفحت قبل عامين تقريبا في السيرة النبوية لابن هشام ....حذفت منها الاسرائيليات .
هل يجوز ذلك شرعا في العلم ؟
تقديرا
موراني
---
موراني
04-30-2005, 07:35 PM
اضافة : من كلّف الأزهر الشريف أو غيره من المؤسسات الدينية شرعيا بالحذف حتى لكلمة واحدة من النصوص التراثية التي رواها السلف الصالح عبر القرون ؟
تقديرا
موراني
---
محمد الأمين
05-01-2005, 09:23 AM
ما يزال المسلمون منذ أيام السلف يقومون بتلخيص وتهذيب واختصار الكتب، فأين المشكلة؟
---
موراني
05-01-2005, 10:59 AM
محمد الأمين :
نعم : وكانت عناوين هذه الكتب : الملخص ..... المختصر ... والتهذيب أو حتى تذهيب التهذيب ....
وذلك الى جانب الأصل الكامل ان وجد ! ولا بديلا له .
هذه هي المشكلة عند المعاملة الأزهرية بالتراث .
عندما تخرج كتابا لأول مرة ( وهناك كتب مخطوطة لا تحصى ولم تر ضوء الشمس الى يومنا هذا ) هل تجرد (تحذف) منه الاسرائيليات أو ما يخالف الشرع حسب رأيك ؟
المعاملة الأزهرية تشجعك الى ذلك .
فمن هنا : ان فعلته لارتكبت الجريمة العظمى على التراث .
---
أبو بيان
05-01-2005, 11:59 PM
الشيخ مساعد: شكر الله لك تعقيبك, وقد ذكرت كثيراً ممَّا ههمت بكتابته, فجزاك الله خيراً.(1/3280)
الأخ الكريم محمد الأمين: جزاك الله خيراً على متابعتك وحسن إفادتك, وبالنسبة لرواية عمر رضي الله عنها فسأضيفها حالما أتمكن إن شاء الله تعالى.
وأرحب بالأخ الكريم عبد العزيز المشد مشاركاً مفيداً في هذا الملتقى, وأستأذنه في هذه الإشارات:
- قلت: (غير أني ألوم عليك تحاملك على علماء الأزهر في قولك (...) فإننا في الأزهر). يا أخي لا أتذكر أني ذكرت علماء الأزهر في المقال, ولم أتحامل عليهم, ولا خطر ذلك على بالي, ولا فهمه أحد ممن قرأ المقال قبلك, لكن الشيء الوحيد الذي نفهمه من هذه العبارة هو: أنك من علماء الأزهر.
- وقلت: (والتي أراك قد تحاملت عليها وعلى أمثالها من رسائل الدخيل في الأزهر الشريف الذي له دور كبير في الدفاع عن الإسلام في الماضي والحاضر . أرى فضيلتك قد أغفلته ). ليس للموضوع علاقة بدور الأزهر في الماضي والحاضر, وهو ما أراك أقحمته في الموضوع بكل سبيل, وقد ذكر الشيخ مساعد سلمه الله أن المسألة علمية, فلتكن منك في هذا الإطار.
- وقلت: (فطلبي من فضيلتك .., وأن تراجع هذه الرسائل جيداً قبل الحكم عليها ). لقد سعدت بكونك أحد الدارسين للدخيل في كتب التفسير, وكنت أتمنى لو تسنى لي الاطلاع المفصل على هذه الرسائل أو ما تيسر منها, غير أني نقلت ما كتبت عنها عن أستاذ مشارك في قسم التفسير وعلوم القرآن في الأزهر وجامعة أم القرى, واستوثقت تلك المعلومة من أستاذ آخر بنفس الدرجة العلمية والتخصص في كلا الجامعتين, وناقشتهما في هذا المنهج, ورأيت ذلك كافياً في توضيح المنهج العام لهذه الرسائل فيما يتعلق بموضوعنا.
فحبذا لو تكرمت وعرضت منهج رسالتك في استخراج الاسرائيليات ودراستها والحكم عليها, في موضوع مستقل, تفيدنا فيه أكثر عن هذا الموضوع.
---
مساعد الطيار
05-02-2005, 12:34 AM
فائدة :(1/3281)
قال شيخ الإسلام في الرد على البكري : (( ... وأيضًا فعلماء الدين أكثر ما يحررون النقل فيما ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه واجب القبول أو فيما ينقل عن الصحابة و أما ما ينقل من الإسرائيليات و نحوها فهم لا يكترثون بضبطها ولا بأحوال نقلها لأن أصلها غير معلوم و غايتها أن تكون عن واحد من علماء أهل الكتاب أو من أخذه عن أهل الكتاب لما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فإما أن / يحدثوكم بباطل فتصدقوهم و إما أن يحدثوكم بحق فتكذبوهم فإذا كنا قد نهينا عن تصديق هذا الخبر و أمثاله مما يؤخذ عن أهل الكتاب لم يجز لنا أن نصدقه إلا أن يكون مما يجب علينا تصديقه مثل ما أخبرنا به نبينا عن الأنبياء و عن أممهم فإن ذلك يجب تصديقه مع الاحتراز في نقله فهذا هذا )) .
---
أبو بيان
12-16-2005, 08:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صَوَّرت مقالاً قبل ثلاث سنوات, وتصفحته البارحة!!, فقرأتُ فيه ما يلي:
(مما يحسن توجيه النظر إليه في هذا المبحث ، أن بعض المعاصرين قد شنّ غارة على وجود مرويات بني إسرائيل في تفسير الصحابة ، وعدّ ذلك من عيوب تفسيرهم .
والذي يجب التنبّه له أن الحديث عن الإسرائيليات يَطَال سلف الأمة من المفسرين : صحابةً ، وتابعين ، ولقد كان هؤلاء أعلم الناس بالتفسير ، وأعظم الذائدين عن الدين كل تحريف وبطلان .
لقد تجوّز سلف هذه الأمة في رواية الإسرائيليات ، أفلم يكونوا يعرفون حكم روايتها ومنزلتها في التفسير ؟ .
ألم يكونوا يميّزون هذه الإسرائيليات التي استطاع المتأخرون تمييزها ؟ !
وإذا كان ذلك كذلك ؟ فما الضرر من روايتها ؟ .
ألا يكفي المفسر بأن يحكم على الخبر بأنه إسرائيلي ، مما يجعله يتوقف في قبول الخبر ؟ .
إن بحث (الإسرائيليات) يحتاج إلى إعادة نظر فيما يتعلق بمنهج سلف الأمة في روايتهم لها ، ومن أهم ما يجب بحثه في ذلك ما يلي :(1/3282)
1- جَمْعُ مروياتهم فيها ، وجَعْلُ مرويات كل مفسرٍ على حِدَةٍ .
2- محاولة معرفة طريق تحمّل المفسر لها ، وكيفية أدائه لها ، فهل كان يكتفي بعرضها ثقةً منه بتلاميذه الناقلين عنه ؟ أو هل كان ينقدها ، ويبين لتلاميذه ما فيها ؟
3- ما مدى اعتماد المفسر عليها ؟ وهل كان يذكرها على سبيل الرواية لما عنده في تفسير هذه الآية ، من غير نظر إلى صحة وضعف المروي ؟
أوْ هل كان يرويها على سبيل الاستئناس بها في التفسير ؟
أو هل يعتمد عليها ، ويبني فهم الآية على ما يرويه منها ؟
تلك المسائل وغيرها لا يتأتّى إلا بعد جمع المرويات ، واستنطاقها لإبراز جوابات هذه الأسئلة وغيرها مما يمكن أن يَثُورَ مع البحث, ثم بعد هذا يمكن استنباط منهج السلف وموقفهم من الإسرائيليات في التفسير . والله أعلم).
وكان عنوان المقال: مصادر التفسير (4) - تفسير الصحابة للقرآن - الحلقة الثانية. بقلم : مساعد بن سليمان الطيار, في مجلة البيان عدد99, ص18, 1416هـ.
لَمَّا قرأتُ ذلك وجدت في نفسي سعادةً ذكرتني سعادة ابن مسعود رضي الله عنه لَمَّا أفتى في مسألةٍ باجتهاده, ثم قام إليه من أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك بنَصِّه, ففرح فرحاً عظيماً, ووصل الرجل صلةً جليلة.
فالحمد لله على فضيلة التوافق من غير تشاعُرٍ ولا تواطؤ, إذ لم أقرأ هذا المقال إلا البارحة, وبينه وبين موضوعي هذا سبع سنين, وكأنهما من رأسٍ واحدة .., فأنشد رحمه الله في هذا:
لمَّا وقفتُ على الآثارِ أَنْشُدُها=أُسائِلُ الركبَ عن رأيِي, وما الخبرُ؟
قالوا: لكَ اللهُ من رأيٍ أصبتَ به=عينَ الحقيقةِ إذ لم يعدُها النظرُ
وافقتَ فيه حميدَ الرأيِ ذا بصرٍ=لهُ على البعدِ مِني السمعُ والبصرُ
---
سمير القدوري
01-08-2006, 02:08 AM
أيها الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله(1/3283)
ائذنوا لي أن أسألكم هل قام أحد اليوم بنقد متن الإسرائيليات نقدا دقيقا بعد أن يكون قد نقدها سندا, وهل من أحد استطاع إرجاع تلك الأسرائيليات إلى نصوص كتب بعينها معروفة عند أهل الكتاب؟
فإن كان أحد قد فعل هذا فدلونا على اسم الكتاب وصاحبه لنرجع إليه.
ولكم الأجر والشكر والثواب.
---
محمد الأمين
06-07-2006, 09:25 PM
وهل من أحد استطاع إرجاع تلك الأسرائيليات إلى نصوص كتب بعينها معروفة عند أهل الكتاب؟.
فعلت هذا الدكتورة آمال محمد عبد الرحمن في كتابها "الإسرائيليات في تفسير الطبري - دراسة في اللغة والمصادر العبرية". لكن نحتاج لدراسات أخرى مشابهة في تفاسير وكتب أخرى.
---
(1/3284)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم 22-24/3/1428هـ
---
الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم 22-24/3/1428هـ
---
عبدالرحمن الشهري
04-12-2007, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نظمت جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية للتحفيظ بالمملكة تحت عنوان :
الجمعيات والمجتمع
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6461e1d5216d1a.jpg
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،،، أما بعد:
فلقد نبعت الفكرة من ملتقيات جمعيات حفيظ القرآن الكريم لتكون مكاناً لاجتماع العاملين في هذا الميدان وليتم من خلالها تبادل الخبرات والأفكار، ومناقشة ما يزكي السيرة وتحتاج إليه المسيرة في لقاء أخوي سنوي يتنافس في مضماره الباحثون ويتقابل في ردهاته المهتمون.
يتشرف بالقيام به في عام 1428هـ إخوانكم في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض وذلك في الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول لعام 1428هـ بإذن الله ويحمل عنوان ( الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم المجتمع ).
أهداف الملتقى :
1- تفعيل رسالة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في خدمة المجتمع .
2- تعزيز التصور الإيجابي في المجتمع عن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم .
3- المساهمة في وقاية المجتمع وحمايته من الزلل والانحراف .
4- التواصل الإيجابي مع جميع شرائح المجتمع .
5- التواصل بين جمعيات تحفيظ القرآن الكريم فيما يخدم المجتمع .
محاور الملتقى :
1. آثار تعليم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع.
أ- الأثر الإيماني.
ب- الأثر النفسي.
ج- الأثر التربوي والأخلاقي.
د- الأثر الاجتماعي.
هـ- الأثر الأمني.
و- الأثر العلمي.
2. جهود جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في العناية بالقرآن الكريم.(1/3285)
أ-عناية المجتمعات بالقرآن الكريم عبر التاريخ.
ب- تجارب مميزة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم.
ج- البرامج التعليمية والتقنية وطرق التدريس.
د- جهود أخرى.
3. إسهام جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في تنمية المجتمع
( الواقع والمأمول ).
أ- بناء الأجيال.
ب- رفع جودة مخرجات التعليم.
ج- بناء المرأة وتفعيل مساهماتها في المجتمع.
د- تأهيل المدرسي والمدرسات.
هـ- رعاية الموهوبين.
و- تعليم الكبار.
ز- إصلاح السجناء.
ح- إسهامات أخرى.
4. إسهامات المجتمع في دعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم
( الواقع و المأمول ).
أ- إسهامات الأفراد.
ب- إسهامات مؤسسات المجتمع.
ج- إسهامات أخرى.
وقد اختتم الملتقى أعماله بعد صلاة الظهر هذا اليوم الخميس 24/3/1428هـ بالقاعة الكبرى للمؤتمرات (قاعة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
وسوف أرفع هنا أوراق العمل التي قدمت للملتقى بإذن الله في مشاركة قادمة بإذن الله ، بعد ترتيبها . وأيضاً أوراق العمل التي قدمت للملتقى الثاني بجدة والملتقى الأول بالطائف فقد قام الإخوة مشكورين بوضعها جميعاً في قرص الكتروني وزع على الجميع بارك الله فيهم .
---
محب القراءات
04-13-2007, 01:48 PM
جزاك الله خيرا يا دكتور عبد الرحمن وبارك فيك , ونحن في انتظار أوراق العمل لهذا الملتقى المبارك .
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2007, 02:29 PM
مرفق أوراق العمل للجلسة الأولى .
1- أثر تعلم القرآن الكريم في تنمية الملكة الفقهية - للدكتور الوليد بن عبدالرحمن آل فريان .
2- الأثر العلمي لتدريس قاعدة النور في حلقات تحفيظ القرآن الكريم للدكتور إبراهيم البديوي .
3- أثر تعلم القرآن في اكتساب الملكة اللسانية للدكتور يوسف بن عبدالله العليوي .
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2007, 02:41 PM
أوراق عمل الجلسة الثانية .
1- اتجاهات أولياء أمور الطلاب نحو الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن لعبدالعزيز العصيمي .(1/3286)
2- الصورة الذهنية للمؤسسات الخيرية للدكتور مالك الأحمد .
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2007, 02:50 PM
أوراق عمل الجلسة الثالثة :
1- الأثر التربوي والأخلاقي لتعليم القرآن الكريم . للأستاذ الدكتور إبراهيم الهويمل .
2- التربية القرآنية وأثرها على الفرد والمجتمع للدكتور محب الدين عبدالسبحان .
3- الانفعالات النفسية وضبطها بتعلم القرآن الكريم للدكتور عبدالله الرويلي .
4- الأثر التربوي والخُلقي لتعليم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع للدكتور عبدالرحمن قصاص .
---
(1/3287)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > شيختنا المقرئة الشيخة نفيسة عبد الكريم زيدان أصيبت بحادث تطلب منكم الدعاء
---
شيختنا المقرئة الشيخة نفيسة عبد الكريم زيدان أصيبت بحادث تطلب منكم الدعاء
---
إبراهيم الجوريشي
01-19-2007, 03:29 AM
شيختنا المقرئة الشيخة نفيسة عبد الكريم زيدان أصيبت بحادث تطلب منكم الدعاء
الكاتب د.يحيى الغوثاني
منذ يومين وصلني خبر آلمني وأزعجني عن شيختنا المقرئة الفاضلة الشيخة نفسية عبد الكريم زيدان والتي تجاوز عمرها الثمانين بينما هي تمشي في الطريق إذا بشاب يقود دراجة نارية يصدم بها وهي كفيفة البصر ولم تنتبه إليه مما أدى إلى كسر الحوض لديها ودخولها المستشفى واليوم كانت تحتاج إلى عدة أكياس من الدم ولإجراء عملية جراحية
نسأل الله تعالى لها الصحة والعافية
انظر هذا الرابط
http://www.yah27.com/vb/showthread....%E4%DD%ED%D3%C9
وانظر هذا
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=11012
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
تابع اخبارها على ها الرابط
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=11406
---
نورة
01-19-2007, 01:30 PM
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها
---(1/3288)
د . يحيى الغوثاني
01-25-2007, 01:27 PM
الحمد لله إن الشيخة حفظها الله قد أجريت لها عملية وقد قامت منها بنجاح
وقد أخرجت البارحة من المستشفى
وحالتها مستقرة
وتحتاج لدعواتكم
وقد رأينا من صبرها وتجلدها الشيء العظيم
وتأثيرها الإيماني فيمن يزورها
ماشاء الله ......
هكذا أهل القرآن يرفعهم الله ويحميهم ويمتعهم بعقلهم
ولا زالت والفضل لله بكامل ذاكرتها حتى إنها كانت تعلم إحدى الإخوات الشاطبية وتسمعها لها وهي على السريير الأبيض في السمتئفى
---
ابن الجزيرة
01-29-2007, 12:28 AM
الحمد لله نسأل الله أن يبارك في عمرها وعلمها.
---
د . يحيى الغوثاني
02-01-2007, 11:12 AM
إخواني وأخواتي قراء ومتصفحين ومبحرين
أشكركم على تفاعلكم
وأحيطكم علما بآخر الأخبار
أجريت للشيخة عملية جراحية واشتغل الدعاء من جميع المحبين
والحمد لله خرجت الشيخة من العملية بنجاح تام والحمد لله
وكما اخبرتكم عن الشيخة نفيسة فهي اسم على مسمى هي درة من درر الدنيا
ولكن الكثيرين لا يعرفون قيمتها
والشيخة والحمد لله كل يوم تتماثل للشفاء أكثر فأكثر
والعجيب أنه في نفس اليوم الذي خرجت فيه من العملية طلبت من إحدى أخواتنا المرافقة لها أن تقرأ عليها سورة البقرة فقرأتها واستراحت
وكانت لا تكف على الموعظة والإفادة والتذكير بقيمة هذه الحياة وقيمة الآخرة وأنها خير وأبقى
وقد كانت تمر بها لحظات تصرخ من الألم الذي لا يحتمل خاصة بعد أن فك التخدير ، فطلبتُ من إحدى الأخوات أن تقرأ عليها سورة ألم نشرح لك صدرك فسرعان ماسكنت وهدأت
وبعد لحظات أملت هذه الأبيات من حفظها ، وقالت لها اكتبي :
إنما الدنيا هباء" ليس للدنيا ثبوتُ
إنما الدنيا كبيت نسجته العنكبوتُ
ولقد يكفيك منها أيها الغافل قوتُ
ولعَمرى عن قريبِ كلُ من فيها يموتُ
وأبشركم أن الشيخة قد خرجت من المستشفى والحمد لله وهي في بيت أحد أقاربها وهي تطلب الدعاء منكم(1/3289)
كما أشكر الإخوة والأخوات الذين تواصلوا معي على الخاص
ولمتابعة أخبار الشيخة هذا الرابط
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=11406
---
د . يحيى الغوثاني
02-19-2007, 03:32 PM
الحمد لله ثم الحمد لله
لقد أكرمني الله بزيارة الشيخة في الأسبوع الماضي في بيتها وكانت تعاني من شدة الألم ومع ذلك كانت في تمام الرضا
وقد قرأت علينا قسما من سورة يس وطلبت مني أن أقرأ عليها شيئا من القراءات وشيئا من الشاطبية
وكانت فرحة جدا
وقالت لي أنا من البارحة وأنا كل ما أنام يأتيني شخص في النوم يقول قومي ؛ سيأتيكي ضيوف من الحرمين ..... )
وتعرفت بأخيها العالم الصالح الفاضل الشيخ عبد الدايم بن عبد الكريم زيدان الذي ولد عام 1926 م ودرس في الأزهر وتلقى العلم عن الشيخ المراغي وعدد من الشيوخ كا الشيخ ابراهيم السمالوطي وغيرهم وهو رجل فاضل قرأ علي شيئا من سورة يس
والحمد لله الشيخة صحتها تتماثل للشفاء
وأفادتني بفائدة جديدة وهي :
إنني كنت أتحدث مع أخيها الشيخ عبد الدايم عن شيخ المقارئ علي الضباع فقال أنا عاصرته ولكن لم أقرأ عليه فرفعت الشيخة صوتها وقالت : والله العظيم أنا قرأت عليه قلت ماذا قرأت قالت ربعين أو ثلاثة .... الله يرحمه .
قلت : ويبدو أن للضباع تلاميذ كثر لا زالوا من الأحياء يحتاجون من يبحث عنهم ويبرزهم وقد زرت واحدا منهم وتعرفت عليه وقرأت عليه كامل الجزرية كما قرأها هو على الشيخ الضباع وسأتحفكم بتفاصيل ذلك لاحقاً .
وإلى اللقاء
---
(1/3290)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحث للتحميل بعنوان " حتى لا تبوء بها " يناقش بعض مسائل التكفير للشيخ السحيم
---
بحث للتحميل بعنوان " حتى لا تبوء بها " يناقش بعض مسائل التكفير للشيخ السحيم
---
مسك
04-12-2005, 07:32 PM
حتى لا تبوء بها
تأليف الشيخ عبدالرحمن السحيم
والذي نُشِر في منتديات مشكاة الإسلامية
بعنوان
" والله لا يغفر الله لفلان "
قال الشيخ في المقدمة :
فقد كَثُر الكلام حول التكفير ، ولُحِظ المسارعة فيه ، والْجُرأة عليه ، ولما كان هذا المهيع دحض مزلّة ، وهالَني أنني جَلَستُ إلى شاب يدرس في المرحلة الثانوية ، زاده من العلم : قِيل وقال ! ولا يَظهر عليه أثر عِلم ولا الْتِزام سُنّة ؛ رأيته يخوض في مثل هذه المسائل التي لو عُرِضتْ على عُمر لَجَمع لها أهل بدر !
لما رأيت الأمر كذلك ، رأيت أن أكتب في هذه المسألة مع قِصَر الباع ، غير أني مَددتُ ذراعي إلى أُولي الأيدي والأبصار لتصحيح ما كَبَا فيه كاتبه ، أو ردّ ما ندّ عن جادة الصواب .
أضغط لتحميل البحث (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=34872)
---
(1/3291)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قال المفسر المعاصر -عام 1423- في قوله تعالى {على العرش استوى}: استولى ..
---
قال المفسر المعاصر -عام 1423- في قوله تعالى {على العرش استوى}: استولى ..
---
أبو بيان
09-14-2006, 10:07 PM
في قرية حالِمة من قرى زهران, عزم أبو إبراهيم على إعادة بناء مسجده الذي أنشأه عام 1396, ففعل .., وبعد عام كاملٍ انتهى من مسجده الجديد, فأسرعت إليه لأسعد بالصلاة فيه, ولتهنئةِ مؤذنه أبي إبراهيم – وقد كان يحب أن أصلي معه-, فلمَّا وصلته دلَّني جمال ظاهره على جمال باطنه, وقد قيل قديماً: اطلبوا الخير عند حِسان الوجوه.(1/3292)
فدخلته على عجل, فرأيته يشعُّ حُسناً وبَهاءً, فصليت وجلست, وتناولت مصحفاً شبيه الإخراج بمصاحف مجمع الملك فهد, مع فخامة طباعته, وجودة إخراجه, وازداد أنسي بوجود تفسير مختصر في هامشه, فبينا أنا أتصفحه إذ وقع بصري على قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى}, فالتفت إلى تفسيرها في الهامش فإذا بالمفسر يقول: (استولى على المُلك), فذُهِلت, وغارت الأحرف في ناظِرَيَّ فلم أعد أرى من المصحف إلا هذه الكلمات, فقربت المصحف وبعدته, وأعدت النظر إليه وصوبته, وإذا بالجملة على حالها, فاسترجعت ذاكرتي استحثها في البحث عن مواضع صفة الاستواء في القرآن, وإذا بالتفسير يتكرر بألفاظه في سورتي يونس والرعد: (استولى على المُلك), فاسترجعتُ لمُصيبتي, ولم أستفق إلا على صوت أبي إبراهيم مسلِّماً, فرددت السلام على غير ما يعهده مني, وألهمني الله مناسبة المسجد, فتبسمت له, وأخذت في الثناء والدعاء, ثم سألته عن هذه المصاحف الجديدة: من أين أخذها؟ وبكم؟ وكيف .., فأخبرني, وقال: ولم السؤال؟ فأردت أن أذكر له ما رأيته من تفسير الجهمية, فخشيت أن يسمعها (محو الأمِّية), أو (خمسميَّة), أو نحوها ممَّا يحب أن يسمعه كبار السنّ, فقلت: هذا التفسير الذي مع المصحف سيِّء, وفيه أشياء غير صحيحة, فرُدَّه إلى المكتبة, وخذ بدله من الأوقاف مصحف المجمَّع. ففعلَ وفقه الله, وأحسن خاتمته.(1/3293)
وبعد زمان .. صليَّتُ في مسجد جديد من مساجد تهامة, فرأيتُ نفس المصحف فيما يُخَيَّلُ إليّ, فذهبت إلى آيات الاستواء, فإذا هو هو, فعلمتُ أن الداء قد استشرى وتعيَّن البيان على المستطيع, فأخذت نسخة منه وعزمت على تَفَحُّصِه, وبينا أنا صاعِدٌ من تهامة إلى قريتي في السَّراة, وقد دخل فرض الظهر, فصلَّيت في مسجد جديد قبل قريتا, فما إن فرغت من الراتبة حتى رأيت هذا المصحف بشحمه ولحمه يملأ رفوف المسجد, فأخبرت الإمام عن بلاياه, فوعد خيراً, وعدت للصلاة عنده بعد يومين فإذا به قد جمعه في كرتونٍ آخر المسجد ليتلفه, ووضع مكانه مصحف المجمَّع, وأخبرني أنه ذهب إلى مدير الأوقاف وأخبره بأمر هذا المصحف, فلم يجد منه تفاعلاً, وإنما أعطاه مصاحف المجمع, وقال له: تصرف في مصاحفكم هذه بالحرق أو الإتلاف, إنما نحن لا نستلمها, ولا علاقة لنا بها. فخففتُ عن الإمام وأخبرته أني قد فرغت من قراءة هذا التفسير, وكتبت ما عليه من ملاحظات, وأرفقتها بخطابات لسماحة المفتي العام, ووزير الشؤون الإسلامية.
وبعد . . . . إخواني الكرام في الملتقى
فإليكم مُلخَّصاً لأهم الملاحظات والانحرافات الواردة في هذا التفسير, لنحذر منه, ونُنَبِّه إخواننا عليه, ولتعلموا مدى انتشار هذا التفسير فإن مؤلفه فرغ منه عام 1423, وأنا أكتب ملاحظاتي على الطبعة الثالثة التي طبعت عام 1423 أيضاً!!
- اسم التفسير: «صفوة البيان في تفسير كلمات القرآن».
- مؤلفه: محمد حسين بن جعفر الدُّجيلي.
- مطبوع بهامش المصحف الشريف في دار الفرزدق لعلوم القرآن بجدة, عام 1423هـ.
أولاً: رَتَّب المؤلف في أوَّل المصحف دعاءين:(1/3294)
أحدهما: (دعاءٌ قبل تلاوة القرآن ونشره), والآخر: (دعاءٌ عند تلاوة بعض القرآن الكريم), ولا أصلَ لكُلِّ ذلك, وفي ترتيب دعاءٍ بصيغة معينة في أحوالٍ معينة والتزامه تَعَبُّدٌ بما لم يشرع, ونحو ذلك يُقال في (دعاء ختم القرآن) الذي أثبته المؤلف في آخر المصحف, مع ما في صيغته من مجافاة أدب الدعاء.
ثانياً: حَرَّف المؤلفُ معاني أسماء الله وصفاته تحريفاً عظيماً, وافق فيه رؤوس المبتدعة المؤولة من جهميةٍ ومعتزلةٍ, وهذه جُملةٌ من تحريفاته:
1- تلاعب المؤلف بصفة الاستواء في قوله تعالى {ثم استوى على العرش}, وقوله {الرحمن على العرش استوى} على وجوهٍ عدَّةٍ لم يُثبِت في أحدٍ منها قولَ أهل السنة, بل قال فيها:
- (قصد إلى خلق العرش) صـ157.
- (استوى على الملك) صـ208.
- (استولى على المُلك) صـ249.
- (استولى على المُلك) صـ415.
وهذا التأويل الأخير المتكرر هو محضُ تأويل الجهمية والمعتزلة, بل زاد عليهم بتحريف معنى العرش إلى الملك كما سيأتي.
2- حَرَّف معنى العرش في جميع مواضع الآيات السابقة وفي غيرها إلى معاني باطلة فقال إضافةً إلى ما سبق في آيات الاستواء:
- في قوله تعالى {ذو العرش المجيد}: (ذو المُلك) صـ590.
- وفي قوله تعالى {وكان عرشه على الماء} قال: (ما كان خلق تحته إلا ماء) صـ222.
3- أَوَّل صفة اليد في قوله تعالى {لِمَا خلقتُ بِيَدَيَّ} بالقدرة, فقال: (خلقته بقدرتي) صـ457.
4- أَوَّل صفة النور في قوله تعالى {الله نور السماوات والأرض} بقوله: (هادي أهل السماوات والأرض إلى ما فيه مصالحهم) صـ354.
هذه أبرز الملاحظات والانحرافات في هذا التفسير, وأرجو أن أكون أديتُ الأمانة إلى أهلها في هذا الملتقى المبارك, ومن أراد الاحتساب ومراسلة أهل الشأن في هذا الأمر فلعلي أعينه بإرفاق صورة خطابي في تعليق لاحق على الموضوع, وبالله تعالى التوفيق, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
عبدالله بن عيدان الزهراني(1/3295)
09-15-2006, 10:23 PM
جزيت خيرًا أبا بيان ، وقد صدر تعميمٌ في الأسبوع الماضي إلى أئمّة المساجد من الجهة ذات العلاقة بإبعاد جميع المصاحف التي تولى طبعها غير مجمّع الملك فهد ، وكذلك بتفحّص كل كتاب يوجد في المسجد ، والتأكّد من خلوّه من مثل هذه الملاحظات وغيرها ، ويبقى التعليق العلمي على مايوجد من أخطاء أمانةً يؤدّيها طلبة العلم أمثال متصفحي هذا الملتقى المبارك .
---
عبدالرحمن الشهري
09-15-2006, 10:30 PM
جزاكم الله خيراً يا أبا بيان على هذا البيان ، وهذه أول مرة أسمع بهذا المصحف المفسر ، وربما يكون انتشاره في المنطقة الغربية ومناطق جبال السروات كالباحة مثلاً . وإن كان يمكنك وضع صورة لغلاف التفسير فهذا حسن ؛ حتى إذا رأيناه كنا على بينة .
---
أحمد البريدي
09-15-2006, 11:58 PM
شكر الله لك أبا بيان على هذا التنبيه , وارجو أن تضع كل الملاحظات التي وقفت عليها وفقك الله .
---
ابن الجزيرة
09-16-2006, 06:29 AM
جزاك الله خيراً أبا بيان، لكن الأمر غريب كيف يطبع مصحف بهذا الشكل في دار في جدة ومعلوم أن هذا أكثر ما يفضله عوام الناس حيث يسهل عليهم قراءته كونه مختصراً وسيقعون بحرج شديد لو اطلعوا على مافيه، ثم كيف ينتشر بهذا الشكل المريب !!
---
أبو عمر السيد
09-16-2006, 11:42 AM
جزاك الله خيرا ووفقكم الله
---
أبو بيان
09-26-2006, 05:16 PM
أشكر الإخوة جميعاً,
وأعتذر عن تأخر الرد لعوارض كثيرة,
وما كتبته هو كل ما لدي من ملاحظات الآن, وثمة ملاحظات ليست في صراحة ما ذكرته, وقد يُنازَع فيها.
وعسى أن يتيسر لي وضع صورة له بإذن الله في أقرب فرصة,
وقد استغربت ما استغربه أخي ابن الجزيرة من طبعه في جدة ونشره منها, لكن هذا هو الواقع ولعل في الأمر ما فيه.
---
أبو بيان
10-02-2006, 01:41 AM
صورة الغلاف الخارجي
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_15227452067a8e556c.jpg
الصفحة الأولى .(1/3296)
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_16996452068ae43b5d.jpg
---
أبو بيان
10-02-2006, 01:50 AM
نماذج من التأويل, مع خاتمة المؤلف:
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_1988845206bd85bd84.jpg
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_2113245206c8a01d65.jpg
---
عبدالرحمن الشهري
10-02-2006, 04:35 AM
جزاك الله خيراً.
---
فهد الوهبي
10-02-2006, 09:54 AM
جزاك الله خيراً
---
(1/3297)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > { و الله غالب على أمره } : قيل : " و الله غالب على أمر نفسه " . [ كيف ؟ ]
---
{ و الله غالب على أمره } : قيل : " و الله غالب على أمر نفسه " . [ كيف ؟ ]
---
د.أبو بكر خليل
04-01-2006, 01:17 PM
كثيرا ما قرأت قوله تعالى في سورة يوسف : الآية ( 21 ) : { وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذالِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } .
و كنت أفهم المعنى الإجمالي العام لقوله عزَ و جلَ : { و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون } : أنه تعالى ذكره لا راد لقضائه ، و لا معقب لحكمه ، و إذ1 أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون .
سبحانه جلَ شأنه .
- و لكني عندما تأملت القول الكريم و دققت النظر فيه : استوقفني لفظ : " غالب على أمره " ، إذ معناه الحرفي و التفصيلي أن ( الله غالب على أمر نفسه ) ،
و لما رجعت إلى كتب التفسير وجدت أن هذا المعنى هو أحد القولين فيها ،
و أن الضمير عائد إلى الله تعالى أو إلى يوسف عليه السلام ،
فأشكل عليَ القول بجواز عوده إلى الله تعالى ، و أنه غالب على أمر نفسه ؟
**********************
- و المعنى الإجمالي العام الذي لا خلاف فيه :(1/3298)
{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } أي: ( إذا أراد شيئاً، فلا يرد ولا يمانع ولا يخالف، بل هو الغالب لما سواه. قال سعيد بن جبير في قوله: { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ }: أي: فعال لما يشاء. وقوله: { وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } يقول: لا يدرون حكمته في خلقه وتلطفه وفعله لما يريد ) . [ تفسير القران الكريم ، لابن كثير ] .
- و جاء قولان في تفسيرها :
2 - في تفسير " انوار التنزيل واسرار التأويل " ، للبيضاوي (ت 685 هـ) :
{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } لا يرده شيء ولا ينازعه فيما يشاء ، أو على أمر يوسف أراد به إخوته شيئاً وأراد الله غيره فلم يكن إلا ما أراده. { وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أن الأمر كله بيده، أو لطائف صنعه وخفايا لطفه ) .
3 - و كذا في تفسير " مفاتيح الغيب " ، التفسير الكبير ، للرازي (ت 606 هـ) ،
و ذكر فيها أن ( غالب على أمر نفسه ) ، قال :
( ثم قال تعالى: { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } وفيه وجهان: الأول: غالب على أمر نفسه لأنه فعال لما يريد لا دافع لقضائه ولا مانع عن حكمه في أرضه وسمائه، والثاني: والله غالب على أمر يوسف، يعني أن انتظام أموره كان إلهياً، وما كان بسعيه وإخوته أرادوا به كل سوء ومكروه والله أراد به الخير، فكان كما أراد الله تعالى ودبر، ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الأمر كله بيد الله. واعلم أن من تأمل في أحوال الدنيا وعجائب أحوالها عرف وتيقن أن الأمر كله لله، وأن قضاء الله غالب ) .
4 - و كذا فعل القرطبي في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " ، قال :(1/3299)
( { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } الهاء راجعة إلى الله تعالى؛ أي لا يغلب الله شيء، بل هو الغالب على أمر نفسه فيما يريده أن يقول له: كُنْ فَيَكُونُ. وقيل: ترجع إلى يوسف؛ أي الله غالب على أمر يوسف يدبّره ويحوطه ولا يكِله إلى غيره، حتى لا يصل إليه كيْدُ كائد. { وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أي لا يطلعون على غيبهِ. وقيل: المراد بالأكثر الجميع؛ لأن أحداً لا يعلم الغيب. وقيل: هو مجرى على ظاهره؛ إذ قد يُطلِع من يريد على بعض غيبه. وقيل: المعنى «وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ» أن الله غالب على أمره، وهم المشركون ومن لا يؤمن بالقَدَر. وقالت الحكماء في هذه الآية: { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } حيث أمره يعقوب ألاّ يقصّ رؤياه على إخوته فغلب أمر الله حتى قَصّ، ثم أراد إخوته قتله فغلب أمر الله حتى صار ملِكاً وسجدوا بين يديه، ثم أراد الإخوة أن يخلو لهم وجه أبيهم فغلب أمر الله حتى ضاق عليهم قلب أبيهم، وافتكره بعد سبعين سنة أو ثمانين سنة، فقال:
{ ياأَسَفَا عَلَى يُوسُفَ }
[يوسف: 84] ثم تدبّروا أن يكونوا من بعده قوماً صالحين، أي تائبين فغلب أمر الله حتى نسوا الذنب وأصروّا عليه حتى أقرّوا بين يدي يوسف في آخر الأمر بعد سبعين سنة، وقالوا لأبيهم: «إنَّا كُنَّا خَاطِئِين» ثم أرادوا أن يخدعوا أباهم بالبكاء والقميص (فغلب أمر الله) فلم ينخدع، وقال: «بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً» ثم احتالوا في أن تزول محبته من قلب أبيهم فغلب أمر الله فازدادت المحبة والشوق في قلبه، ثم دَبَّرت امرأة العزيز أنها إن ابتدرتْه بالكلام غلبته، فغلب أمر الله حتى قال العزيز:
{ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِين }
[يوسف: 29]، ثم دَبَّر يوسف أن يتخلّص من السجن بذكر الساقي فغلب أمر الله فنسي الساقي، ولبِث يوسف في السجن بِضع سنين ) .
****************(1/3300)
- هذا ما أشكل عليَ ظاهره ، و جوازه في حق الله تعالى ،
*** و قد استراحت نفسي لاقتصار الإمام الطبري رحمه الله على القول بعودة الضمير- في قوله تعالى : { و الله غالب على أمره } - إلى يوسف عليه السلام ،
5 - قال في تفسيره " جامع البيان في تفسير القران " :
( وقوله: { وَاللَّهُ غالِبٌ على أمْرِهِ } يقول تعالى ذكره: والله مستولٍ على أمر يوسف يَسُوسُه ويدبره ويحوطه. والهاء في قوله: على أمْرِهِ عائدة على يوسف.
ورُوى عن سعيد بن جبير في معنى «غالب»، ما:
حدثني الحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير: { وَاللَّهُ غالِبٌ } على أمْرِهِ قال: فعال.
وقوله: { وَلَكِنَّ أكْثَرَ الناسِ لا يَعْلَمُونَ } يقول: ولكن أكثر الناس الذين زهدوا في يوسف فباعوه بثمن خسيس، والذي صار بين أظهرهم من أهل مصر حين بيع فيهم، لا يعلمون ما الله بيوسف صانع وإليه يوسف من أمره صائر ) . انتهى
- فأحسب أن هذا هو الأرجح ، و الأليق بذات الله عزَ و جلَ .
و الله تعالى أعلم بمراده
---
جمال حسني الشرباتي
04-01-2006, 08:46 PM
الأخ الفاضل الدكتور أبو بكر
قال ابن عاشور فيها
(وجملة { والله غالب على أمره } معترضة في آخر الكلام، وتذييل، لأن مفهومها عامّ يشمل غَلَب الله إخوةَ يوسف ـــ عليه السّلام ـــ بإبطال كيدهم، وضمير { أمره } عائد لاسم الجلالة.
وحرف { على } بعد مادة الغلب ونحوها يدخل على الشيء الذي يتوقع فيه النزاع، كقولهم: غلبناهم على الماء.)
أرجو منك دراسة قوله والتمعن فيه عسى أن تستخرج شيئا منه----
لا أدري عندي ميل بأنّ عودة الضمير إلى غير اسم الجلالة مرجوح بلاغة
---
محمد إسماعيل
04-02-2006, 12:44 AM
الظاهر أن الضمير في قوله تعالى:? وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ?(يوسف:21 ). عائد على لفظ الجلالة. وهذا قول سعيد بن جبير رضي الله عنه. وقيل في معناه: لا يُمنَع عمَّا يشاء، ولا يُنازَع فيما يريد.(1/3301)
ويؤيده:
أولاً- أن حمل الآية على العموم أولى من حملها على الخصوص، وحصرها في يوسف عليه السلام.
ثانيًا- كتب الشيخ الجنيد إلى الشيخ علي بن سهل الأصبهاني: سلْ شيخك أبا عبد الله محمد بن يوسف البناء: ما الغالب على أمره؟ فسأله، فقال: اكتب إليه:( وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ). انظر( الكشكول ) لبهاء الدين العاملي، و( طبقات الأولياء ) لابن الملقي.
ثالثًا- من أمثال العرب:( الدهر أرْوَدُ مُسَبَّدٌ ).
والأرود هو الذي يعمل عمله في سكون، لا يشعر به أحد. والمسبَّدُ هو الماضي في أمره، لا يرجع عنه. وقيل في معناه: ليِّنُ المعاملة غالبٌ على أمره.
رابعًا- الغالب في اللغة هو القاهر، وهو من الغلبة، وهي القهر، وهو على صيغة اسم الفاعل، ومفعوله محذوف، تقديره: والله قاهرٌ أعداءَه على أمره. أي: خاضعهم لأمره. أي: يجعلهم خاضعين لحكمه، وقضائه، وسلطانه.. والله تعالى أعلم.
? وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ?(هود: 123). صدق الله العطيم!
---
وائل حجلاوي
04-02-2006, 09:48 AM
تأمَّلوا قول الله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً}
{وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً} [الكهف : 21]
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في تفسير الآية:
{قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ} وهم أمراؤهم ..... والظاهر أنهم فعلوا؛ لأن القائل هم الأمراء الذين لهم الغلبة.
---
د.أبو بكر خليل(1/3302)
04-03-2006, 07:41 AM
رابعًا- الغالب في اللغة هو القاهر، وهو من الغلبة، وهي القهر، وهو على صيغة اسم الفاعل، ومفعوله محذوف، تقديره: والله قاهرٌ أعداءَه على أمره. أي: خاضعهم لأمره. أي: يجعلهم خاضعين لحكمه، وقضائه، وسلطانه.. والله تعالى أعلم.
---------------------------------------------------------------------------------------
أخي الكريم
لا نزاع في المعنى العام لتلك الآية ،
و عليه فأمر الله غالب في كل حال و على كل مخلوق ، لا ريب في هذا بحال ،
و مفهوم الآية عام ، و لا يحتاج إلى استدلال ،
هذا من ناحية ،
و إنما كان السؤال عن أحد قولي المفسرين فيها إنها : " و الله غالب على أمر نفسه " - و هو المعنى التتبعى لكلمات الآية ، على قول القائل إن الضمير عائد إلى الله تعالى - كيف يكون الله غالب على أمر نفسه ، أو ما هو توجيهه ؟
- و قد أعجبني في توجيهه ما نقلته اقتباسا من قولكم المذكور أعلاه ، و هو : ( ومفعوله محذوف، تقديره: والله قاهرٌ أعداءَه على أمره. أي: خاضعهم لأمره. أي: يجعلهم خاضعين لحكمه، وقضائه، وسلطانه ) .
- و هو المعنى العام للآية ،
و لكن يبقى محل السؤال شاغرا بغير جواب ،
و هو قول المفسرين : " و الله غالب على أمر نفسه "
فيكون معناه على قولكم : والله غالب أو قاهرٌ أعداءَه على أمرنفسه . [ ؟ ]
- فهذا ما وجدت منه في نفسي شئ .
---
محمد إسماعيل
04-03-2006, 02:49 PM
د. أبو بكر! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد.
أولاً- فأنت تقول: إنك كنت تفهم المعنى العام للآية.. وأنك لما تأملت القول الكريم، ودققت النظر فيه: استوقفك لفظ : " غالب على أمره " ، إذ معناه الحرفي والتفصيلي: أن( الله غالب على أمر نفسه ( ،(1/3303)
ولما رجعت إلى كتب التفسير، وجدت أن هذا المعنى هو أحد القولين فيها، وأن الضمير عائد إلى الله تعالى، أو إلى يوسف عليه السلام، فأشكل عليك القول بجواز عوده إلى الله تعالى، وأنه غالب على أمر نفسه..
ثم قلت: وقد استراحت نفسك لاقتصار الإمام الطبري رحمه الله على القول بعود الضمير إلى يوسف عليه السلام. ثم انتهيت إلى القول: فأحسب أن هذا هو الأرجح، والأليق بذات الله عزَ و جلَ .والله تعالى أعلم بمراده.
ثانيًا- أنت لم تسأل: أي التفسيرين هو الأرجح، ولم تسأل عن توجيه التفسير الأول؛ لأنك استحسنت تفسير الطبري على أنه الأرجح، والأليق بذات الله جل وعلا. وبهذا زال ما كان مشكلاً عندك.
ثالثًا- ثم تقول: لا نزاع في المعنى العام لتلك الآية، وعليه فأمر الله غالب في كل حال وعلى كل مخلوق، لا ريب في هذا بحال، ومفهوم الآية عام، ولا يحتاج إلى استدلال.
تقول هذا مع أن النزاع حاصل بينهم في هذا المعنى العام للآية؛ لأن عود الضمير على الله جل وعلا أمر مشكل عندهم؛ ولهذا تأولوا الآية بقولهم:( على أمر نفسه ).. وهذا ما أشكل عليك. والغرض منه عندهم واضح، وهو تنزيه لفظ الجلالة بتقدير لفظ النفس بين المضاف والمضاف إليه.. فبدلاً من أن يقولوا:( على أمره ). أي:( على أمر الله )، قالوا:( على أمر نفسه ). وهو تكلف لا داعي له، سببه بعدهم عن التوجيه الصحيح لمعنى الآية الكريمة.
وللتخلص من هذا التكلف، الذي لا مبرر له، هرب منه بعضهم إلى القول بعود هذا الضمير على يوسف عليه السلام، فكان كالمستجير من الرمضاء بالنار.(1/3304)
ومعنى الآية باختصار:( الله غالب كل مخلوق على أمره ). والغالب هو القاهر. ? وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ?(الأنعام :18). والقهر يتطلب الخضوع.. والكل مقهور خاضع لحكم الله جل وعلا، و ولسلطانه، مستسلم لقضائه، طوعًا، أو كرهًا، ? وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ?، ? وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ?؛ لأن له سبحانه:? الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ?،? وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ?. سبحانه وتعالى!!!
---
د.أبو بكر خليل
04-03-2006, 09:47 PM
لو تلطفت في القول قليلا لكان أوفق و أليق !
---
جمال حسني الشرباتي
04-03-2006, 09:58 PM
الأخ الكريم الدكتور أبو بكر
قولك أخي (و كنت أفهم المعنى الإجمالي العام لقوله عزَ و جلَ : { و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون } : أنه تعالى ذكره لا راد لقضائه ، و لا معقب لحكمه ، و إذ1 أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون .
سبحانه جلَ شأنه .)
هو توجه عام لدى معظم علماء المسلمين---ويسمّى مذهب التفويض---وهو مذهب يهتم بآيراد المعنى الإجمالي للآية دون المعنى التفصيلي لجزئيّاتها وذلك في التعامل مع المتشابهات من الآيات
بوركت على دقة فهمك
---
محمد إسماعيل
04-03-2006, 11:06 PM
لو تلطفت في القول قليلا لكان أوفق و أليق !
أشكرك عل هذه النصيحة الغالية يا دكتور، ففيها من اللطف ما لا يخفى على أحد، وأضم صوتي إلى صوت الأستاذ جمال، فأبارك لك على دقة فهمك للآية الكريمة!!!
---
محمد إسماعيل
04-04-2006, 06:52 AM(1/3305)
قال الله تعالى:? وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ? )الكهف21).
في هذه الآية الكريمة يخبر الله عز وجل أن القوم الذين أعثرهم على أصحاب الكهف تنازعوا فيهم، وأنهم انقسموا في ذلك النزاع إلى قسمين: أحدهما مغلوب على أمره، وهم القائلون:? ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ?، والآخر غالب على أمره، وهم القائلون:? لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ?.. والظاهر من ذلك أن غرض القسمين هو تعظيم أصحاب الكهف، وإجلالهم..
وليس في قول القسم الثاني ما يشعر بأنهم كانوا مسلمين، وأن القسم الأول كانوا كافرين؛ لأن المراد بالمسجد- هنا- ليس ما يطلق عليه اليوم من مصلى المسلمين؛ وإنما المراد به معبد المؤمنين من تلك الأمة، وقد كانوا من النصارى الموحدين.
ولعل الأولين الذين طلبوا بناء البنيان عليهم، لم يتحققوا من حالهم، وأنهم ناموا تلك المدة، ثم بعثوا؛ فلهذا طلبوا هذا الطلب، وأحالوا أمرهم إلى ربهم سبحانه.. وهذا ما رفضه الآخرون، الذين كان لهم الغلبة في هذا الأمر، وقالوا:? لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ?.
وقرأ الحسن وعيسى الثقفي:? غُلِبُوْا عَلَى أَمْرِهِمْ ?، بضم الغين وكسر اللام، على أن الفعل مبني للمفعول. أي: غلبوا على أمرهم من قبل القسم الأول.. وكأنهم قالوا: إن لم يكن بدٌّ من البناء، فليكن ذلك البناء مسجدًا.. والله تعالى أعلم بمراده.
وفي كلا القراءتين توكيد للمعنى، الذي فسرت به قول الله تعالى:? وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ? من آية يوسف عليه السلام..
---
د. هشام عزمي
04-04-2006, 01:26 PM
الحمد لله . . .(1/3306)
الله غالب على أمره أي أن أمره تعالى بيده لا بيد غيره ، بخلاف المغلوب على أمره الذي أمره بيد غيره .
وليس الأمر أن هناك نزاعًا أو صراعًا بين الله وأمره انتهى بغلبة الله على الأمر ! بل المقصود أن أمر الله تعالى بيده ينفذ في الخلق كما يشاء لا يرده ولا يغلبه أحد ؛ لأنه لا يغلب على أمره إلا هو .
هذا ما ظهر لي والله أعلم .
---
د.أبو بكر خليل
04-04-2006, 04:35 PM
الأخ الكريم د . هشام عزمي
أكرمكم الله ، و بارك فيكم و في علمكم
ما تفضلتم بذكره هو من أحسن ما قرأت في تفصيل ألفاظ الآية الكريمة ، و يتفق مع المعنى الإجمالي لها .
- و لتسمح لي أخي بالتعقيب على خاتمة كلامك : ( لا يغلب على أمره إلا هو ) : ألا تراه عين ما نفيتموه بقولكم : ( وليس الأمر أن هناك نزاعًا أو صراعًا بين الله وأمره انتهى بغلبة الله على الأمر ! ) ؟
* فأرى حذف تلك الخاتمة أوفق ؟
و تقبل سلامي و تحيتي
---
أبو عبد المعز
04-04-2006, 05:28 PM
روى البخاري في صحيحه:
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم ( لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي )
فعلى رأي أهل الحديث الرحمة والغضب من صفات الله الفعلية.
على رأي الأشعرية الرحمة والغضب من وجوه تعلق الإرادة :إرادة المثوبة وإرادة العقوبة....
وعلى رأي الفريقين- وفاقا -يجوز أن أمرا من الله يغلب أمرا آخر منه.....
وهذا ما يستفاد من الحديث ومن أحاديث أخرى مثل الدعاء الصحيح :أعوذ بك منك.
ومثل الأثر المعروف عن الفاروق رضي الله عنه:نفر من قدر الله إلى قدر الله...
فيكون معنى الآية :لا يغلب أمرا من الله إلا أمر آخر من الله.....(1/3307)
وما نفاه أخونا عزمي هو أن يتبادر إلى الذهن أن أمر الله قد استقل بنفسه حتى أصبح ندا لله فيؤول الصراع إلى غالب هو الله تعالى ومغلوب هو أمره...
فإضافة الأخ عزمي-في رأيي- مجرد احتراس ودفع لفهم خاطيء ممكن .
---
د.أبو بكر خليل
04-04-2006, 06:46 PM
الأخ الفاضل ( أبو عبد المعز )
سلام الله عليكم
لقد زاد الحديث الذي أوردتم معناه الأمر إشكالا بقولكم : ( وعلى رأي الفريقين- وفاقا -يجوز أن أمرا من الله يغلب أمرا آخر منه.....) ،
فهل لذلك الحديث من تأويل غير ما ذكرتموه ؟
---
أبو عبد المعز
04-04-2006, 07:45 PM
الأخ المكرم د.أبو بكر.
وعليكم السلام ورحمة:
لقد انطلقت من موضوعك الرئيس حيث ذكرت : فأشكل عليَ القول بجواز عوده إلى الله تعالى ، و أنه غالب على أمر نفسه ؟
ثم نقلت من تفاسير جلها لفضلاء من الأشاعرة....
فأردت أن أبين أنه لا إشكال في عودة الضمير على الله عز وجل.....ليس من وجهة نظر الأشعرية فحسب بل من وجهة نظر اهل الحديث أيضا.فجئت بحديث البخاري حيث ذكر صريحا أن رحمة الله تغلب غضبه......
نعم ،تأويل الحديث مختلف فيه بين الفريقين فالاشاعرة ينكرون صفات الرحمة والغضب ولا يثبتونها لله ويرجعونها إلى الإرادة عملا بقاعدتهم في نكران مباديء الصفات وحملها على غاياتها أو حملا على المجاز المرسل أي إطلاق الصفة وإرادة آثارها....
بيد أن أهل الحديث يذهبون إلى أنها صفات قائمة بالرب فالرب يغضب حقيقة ويرحم حقيقة ....
وهذا لا يعنينا هنا كثيرا.....لأن المقصود التأكيد على أن غلبة صفة لصفة مما يعتقده أهل الحديث كما جاء به حديث البخاري وأحاديث اخرى.......والأشاعرة أنفسهم لا ينكرون أن متعلقين للإرادة قد يكون بينهما تدافع...فيأمر الله بأمر ويأمر بآخر يغلب الأول....وهذا مقبول عند اهل الحديث ايضا بصرف النظر عن تأويل الصفات.....وهذا القدر من الاتفاق يكفينا هنا.(1/3308)
فلا بعد إذن في عودة الضمير في الآية على الله تعالى:الله غالب على أمر الله أو أمر نفسه...
وبطبيعة الحال فهم الآية يتعين على ما تقدم بعيدا عن السؤال الإحراجي الذي يرد في مناظرات المتكلمين:هل الله قادر على نفسه؟
---
جمال حسني الشرباتي
04-04-2006, 09:06 PM
...والأشاعرة أنفسهم لا ينكرون أن متعلقين للإرادة قد يكون بينهما تدافع...فيأمر الله بأمر ويأمر بآخر يغلب الأول
الأخ الفاضل أبو عبد المعز
هلّا تفضلتم بإرشادي أين أجد ما تفضلتم به من تدافع متعلقات الإرادة في أدبيات الأشاعرة---
لقد أشكل علي أن يقولوا بالتدافع بين أمر وأمر آخر لله عز وجل---فهلّا بينتم بطريقة الإقتباس أين أجد ما تفضلت به
---
د.أبو بكر خليل
04-04-2006, 09:19 PM
و هو ما أشكل عليَ أخي الكريم ،
و لم أقصد الخوض في الخلاف بين الأشاعرة و غيرهم .
---
د.أبو بكر خليل
04-04-2006, 10:31 PM
روى البخاري في صحيحه:
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم ( لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي )
.................................
................................
وعلى رأي الفريقين- وفاقا -يجوز أن أمرا من الله يغلب أمرا آخر منه.....
وهذا ما يستفاد من الحديث ............
........................
***********
- هذا الحديث فسَره حديث آخر رواه الإمام البخاري في " صحيحه " أيضا ، قال :
( حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" إِنَّ اللَّهَ لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي " ) .
-(1/3309)
فهو حديث مفسَر ، و " المفسَر " لا يحتمل التأويل ، على ما هو مقرر في علم الأصول .
و عليه ، فالفقول إن : ( يجوز أن أمرا من الله يغلب أمرا آخر منه ) ، ( وهذا ما يستفاد من الحديث ) : قول غير صحيح
و الله تعالى أعلم و أحكم
---
خالد- طالب علم
04-04-2006, 10:44 PM
والله إن معنى الآية لأوضح بكثير مما يتفضل به السادة العلماء، ولا تحتاج الآية إلى كل هذه التأويلات.. إنني- كطالب علم- أرى أنهم يعقدون الأمور بدلاً من أن يبسطوها، وأنهم يجعلون أمثالي من الطلبة يتيهون في خضم هذه الأقوال.. أما كفتنا أقوال السلف رحمهم الله، حتى يضيفوا إليها كل هذه الأقوال في معنى الآية !!! فليتهم ترفقوا بنا، وأشفقوا علينا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل هناك أوضح وأبسط وأصدق من هذا القول الذي يفسر القرآن بالقرآن، ويقوم على الحجة والبرهان:
(( ومعنى الآية باختصار:( الله غالب كل مخلوق على أمره ). والغالب هو القاهر. ? وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ?(الأنعام :18). والقهر يتطلب الخضوع.. والكل مقهور خاضع لحكم الله جل وعلا، ولسلطانه، مستسلم لقضائه، طوعًا، أو كرهًا، ? وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ?، ? وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ?؛ لأن له سبحانه:? الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ?،? وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ?. سبحانه وتعالى!!! )) ؟؟؟
والغالب كما يقول الراغب الأصفهاني من الغلبة. والغلبة هي القهر. والقهر هو الغلبة. والأمر هو الشأن.. وهو لفظ عام للأفعال والأقوال كلها، وعلى ذلك قوله تعالى:( وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ).. وقوله تعالى:( ) إشارة إلى يوم القيامة، فذكره بأعم الألفاظ.. هذا ما يقوله الراغب.(1/3310)
وغالب على وزن اسم الفاعل. واسم الفاعل، إذا كان منوناً نصب المفعول به؛ كقوله تعالى:) وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) (الكهف : 18 ). وقوله تعالى:( وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف : 8 ). أضيف ( مُتِمُّ ) إلى مفعوله. وفي قراءة:( مُتِمٌّ نُورَهُ ).. و( على ) حرف جر يفيد الاستعلاء... لا خلاف في ذلك بين علماء النحو.
وكذلك قوله تعالى:( غَالِبٌ عّلَى أَمْرِهِ ). وحذف مفعوله، تقديره:( خلقه )، أو(عباده ). وحذف؛ لأن المراد به العموم، بخلاف:( بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ)، و( مُتِمٌّ نُورَهُ )؛ إذ يراد بذكرهما الخصوص.
فأي كلام أوضح من هذا الكلام ؟؟؟ وأي تفسير أصدق من هذا التفسير ؟؟؟ وأي حجة أقوى من هذه الحجج ؟؟؟ وإن كان السادة العلماء يرون خلاف ذلك، فليبينوا لنا وجه الخطأ، أو النقص في هذا التفسير.. وعندئذ يمكن التسليم بأقوالهم، ورفض هذا القول.
---
أبو عبد المعز
04-05-2006, 01:11 AM
لا داعي للسخرية من المسلمين والتعالي عليهم بوصف"السادة العلماء".....
وما خلق الله المنتديات إلا للحوار.....فمن لا يتسع صدره لحوار إخوته فليسعه بيته...
---
د.أبو بكر خليل
04-05-2006, 01:21 AM
و معنى الآية باختصار الذي ذكرته أنت أخي خالد هو ما قلنا به و نعتقده حقا و صدقا ،
و لكنه حب الاستفاضة في فهم دقائق الألفاظ الكريمة و مدلولاتها ،
و إنما الملام لو كنا خالفنا المعنى العام للآية ،
و إلا لاكتفى أئمتنا بالاختصار في مصنفاتهم ، و لم يتعمقوا في الشرح و العرض ،
و لكل مقام مقال ،
و أحسب أن هذا الملتقى و أهله أهل للتوسع في تناول مواضع التفسير و مواضيعه ،
و قد يكون لك حق فيما قلته لو طرح سؤال فأجيب عنه بغير مقتضى الحاجة و الحال ،
فراجع المشاركات إن رغبت ، و إلا فدع الاعتراض بغير استدلال .
---
خالد- طالب علم
04-05-2006, 02:01 AM
وإلا فدع الاعتراض بغير استدلال .(1/3311)
الرجاء من الدكتور أبو بكر أن يوضح ماذا يريد بقوله( بغير استدلال ). وأحب أن تعلم أنني
لم أعترض عليكم ، وحاشاي أن أسخر كما يقول الأستاذ أبو المعز سامحه الله، وهل يسخر الطالب من أستاذه، وما هو إلا خطأ في التعبير.. ولكن أبدي عجبي من كثرة الأقوال، ولطالما هناك قول واحد متفق عليه، كما تقول ، فما فائدة الحوار؟؟؟
وأرجو أن تقدروا أن أكثر رواد الملتقى من طلبة العلم الذين يبحثون عن المعلومة الصحيحة.
---
مجدي ابو عيشة
04-05-2006, 04:30 PM
الاخ ابو المعز في بعض كلامك ما يحتاج لتوضيح . كقولك:".......والأشاعرة أنفسهم لا ينكرون أن متعلقين للإرادة قد يكون بينهما تدافع...فيأمر الله بأمر ويأمر بآخر يغلب الأول....وهذا مقبول عند اهل الحديث ايضا بصرف النظر عن تأويل الصفات.....وهذا القدر من الاتفاق يكفينا هنا."
أظن ان الكلام بحاجة للتوضيح.
اخص موضوع تدافع الارادة .
---
د. هشام عزمي
04-07-2006, 04:31 PM
الأخ الكريم د . هشام عزمي
أكرمكم الله ، و بارك فيكم و في علمكم
ما تفضلتم بذكره هو من أحسن ما قرأت في تفصيل ألفاظ الآية الكريمة ، و يتفق مع المعنى الإجمالي لها .
- و لتسمح لي أخي بالتعقيب على خاتمة كلامك : ( لا يغلب على أمره إلا هو ) : ألا تراه عين ما نفيتموه بقولكم : ( وليس الأمر أن هناك نزاعًا أو صراعًا بين الله وأمره انتهى بغلبة الله على الأمر ! ) ؟
* فأرى حذف تلك الخاتمة أوفق ؟
و تقبل سلامي و تحيتي
جزاك الله خيرًا يا فضيلة الدكتور أبا بكر على كلماتك الطيبة .
ما قصدته بالضبط أن كون الله غالب على أمره لا يعني أن المغلوب هو الأمر لأنه لو أراد ذلك لقال - والله أعلم - : الله غالب أمره ، أما الاسم الذي يلي حرف الجر (على) فهو يشير عادة لموضع نزاع بين غالب ومغلوب كما يقال : غلب المسلمون الروم على مصر والشام .. فالغالب هو المسلمون والمغلوب هو الروم .(1/3312)
فقوله تعالى (والله غالب على أمره) يعني أن أمره عز شأنه بيده وحده لا ينازعه فيه أحد .
وقد استعمل فعل (غلب) للإشارة إلى غالب ومغلوب في فاتحة سورة الروم دون حرف الجر (على) ، أما هنا فقد استعمل مع (على) للإشارة إلى أمره تعالى الذي هو بيده وحده وهو المسيطر المهيمن عليه بلا منازع .
وأظن هذا كان واضحًا بينًا للمفسرين الأوائل لهذا لم يستشكل أحدهم هذا التعبير .. والله أعلم .
هذا هو رأيي فإن كان فيه صوابًا فمن الله ، وما كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان .
---
د.أبو بكر خليل
04-08-2006, 05:55 PM
الأخ العزيز الدكتور هشام
سلام الله عليكم
ما ذكرته صحيح ،
و حقا قولكم : ( وأظن هذا كان واضحًا بينًا للمفسرين الأوائل لهذا لم يستشكل أحدهم هذا التعبير .. ) ،
و محل هذا قوله تعالى : { و الله غالب على أمره } ،
و إنما أشكل عليّ قول بعض المفسرين المعتبرين إن معناه : ( و الله غالب على أمر نفسه ) ،
و قد شارك الإخوة في بيان محذوفه ، بما يتماشى مع معناه العام المفهوم ،
*** و قد بان لي فيه وجه أحسبه متماشيا مع المعنى العام للآية كذلك ، و مؤيدا لعمومها ، وعودة الضمير إلى الله تعالى في قوله جلِ ذكره : { و الله غالب على أمره } ، و مبينا كلام أولئك المفسرين : ( و الله غالب على أمر نفسه ) ، و هو :
1 – و الله غالب – لا يغلب – على أمره ( على أمر نفسه )
2 – أو : و الله غالب – لا يغلبه أحد – على أمره ( على أمر نفسه )
و كلاهما بمعنى واحد ،
• و بهذا التقدير - المذكور - للكلام المحذوف يزول الإشكال عن قول المفسرين ،
• أو بهذا زال عني ،
• و الله تعالى الموفق للصواب
---
(1/3313)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك لأول مرة للتحميل
---
حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك لأول مرة للتحميل
---
مسك
04-02-2006, 01:52 PM
اسم الكتاب : حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك
اسم المؤلف : محمد بن علي الصبان
نبذة عن الكتاب :
تعد ألفية ابن مالك من أفضل ما نظم في علم النحو ولذلك فقد كثرت عليها الشروح ولعل من أهم تلك الشروح شرح الشيخ علي بن محمد بن عيسى الأشموني حيث فك ألفاظها وحل ألغازها وشرح عباراتها شرحا وافيا وبين أوجه النحو والإعراب والصرف، وهذه الحاشية هي شرح على شرح الأشموني للألفية، زاد في إيضاح المعاني واستطرد في الآراء النحوية ومذاهب النحويين، وأوجه النحو والإعراب والتصريف، وأتى بالشواهد من القرآن الكريم والأشعار العربية.
لتحميل الكتاب :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=16&book=2367
لتحميل ملفات الشاملة :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=258516#post258516
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 11:10 AM
جزاك الله خيراً
---
(1/3314)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > كيفية حذف المعرفات واسم التسجيل والباسورد من المتصفح
---
كيفية حذف المعرفات واسم التسجيل والباسورد من المتصفح
---
سامي عبدالعزيز
04-29-2006, 01:21 AM
طريقة حذف المعرفات واسم التسجيل والباسورد من المتصفح
لكي لايبقى بالمتصفح ويستخدمه غيرنا أو يستعمله
خاصة بالنسبة لزوار مقاهي الأنترنيت
افتح المتصفح واختر ( ادوات) ثم ( خيارات انترنت )
http://www.mowafak.net/assets/images/cla.gif
http://www.mowafak.net/assets/images/cla1.gif
ومن ثم اختر التبويب ( محتوى ) وترى زر ( الاكمال التلقائي)
Tools >> Internet Option >> Content >> Auto Complete
http://www.mowafak.net/assets/images/cla2.gif
http://www.mowafak.net/assets/images/cla2_1.gif
http://www.mowafak.net/assets/images/cla2_2.gif
المربع الاول خاص لعناوبن الأنترنيت والصفحات التي تكتبها في شريط الاكسبلورر
المربع الثاني يحفظ كلمات البحث في المنتديلت ومحركات البحث
المربع الثالث يحفظ كلمات السر وأسماء المستخدم والمعرفات
---
(1/3315)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( الغاية ) و دخولها في ( المغيّا )
---
( الغاية ) و دخولها في ( المغيّا )
---
محمد رشيد
12-21-2003, 12:53 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ، مشايخي الكرام
فقد ذكر ( السايس ) ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسيره لآيات الأحكام ، أنهم قد أجمعوا على أن الغاية في قوله تعالى (( ثم أتموا الصيام إلى الليل )) هي لإسقاط المغيا ،،،، و أن الغاية داخلة في المغيا في بعض المواضع من القرآن كقوله تعالى (( إلى المرافق )) و قوله تعالى (( و أرجلكم إلى الكعبين ))
فهل يمكن أن نتدارس مسألة دخول الغاية في المغيا و خروجها منها ، على ضوء دراسة أصولية منحصرة
في آيات القرآن الكريم
و بارك الله تعالى فيكم
---
أبو تيمية
12-21-2003, 11:37 PM
هناك تفصيل فيه قوة ، و هو أن ما بعد الغاية إن كان من جنس ما قبله فهو داخل فيه ، و إلا فلا ، و مثال الأول قوله تعالى (و أيديكم إلى المرافق ) .
و مثال الثاني : قوله تعالى ( ثم أتموا الصيام إلى الليل )
فهنا إلى لانتهاء الغاية ، بخللاف المثال الأول : فهي بمعنى ( مع ).
و الخلاف تجده منثورا في تضاعيف كتب الفقه ، عند الكلام على آية الوضوء ، و عند الكلام على خيار الشرط ، و توقيته بالليل و النهار و نحوهما ، كقول البائع للمشتري : بعتك هذه بعشرة دنانير ولي الخيار إلى الليل .و في أبواب أخرى كثيرة ..
و لعلي أنقل نصوصا منها :(1/3316)
قال ابن حزم رحمه الله : ( وأما المرافق فإن إلى في لغة العرب التي بها نزل القرآن تقع على معنيين تكون بمعنى الغاية وتكون بمعنى مع قال الله تعالى ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم بمعنى مع أموالكم فلما كانت تقع إلى على هذين المعنيين وقوعا صحيحا مستويا لم يجز أن يقتصر بها على أحدهما دون الآخر فيكون ذلك تخصيصا لما تقع عليه بلا برهان فوجب أن يجزىء غسل الذراعين إلى أول المرفقين بأحد المعنيين )( المحلى 2/51-52).
و قال ابن قدامة : ( وأكثر العلماء على أنه يجب إدخال المرفقين في الغسل منهم عطاء ومالك والشافعي وإسحاق وأصحاب الرأي وقال بعض أصحاب مالك وابن داود لا يجب وحكي ذلك عن زفر لأن الله تعالى أمر كمال إليهما وجعلهما غايته بحرف إلى وهو لانتهاء الغاية فلا يدخل المذكور بعده كقوله تعالى ثم أتموا الصيام إلى الليل البقرة ولنا ما روى جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أدار الماء إلى مرفقيه وهذا بيان للغسل المأمور به في الآية فإن إلى تستعمل بمعنى مع قال الله تعالى ويزدكم قوة إلى قوتكم هود أي مع قوتكم ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم النساء و من أنصاري إلى الله آل عمران فكان فعله مبينا وقولهم إن إلى للغاية قلنا وقد تكون بمعنى مع قال المبرد إذا كان الحد من جنس المحدود دخل فيه كقوله نظير هذا الثوب من هذا الطرف إلى هذا الطرف ) ( المغني 1/85).
و قال ابن رشد : ( لذلك قال قوم إنه إذا كان الحد من جنس المحدود دخلت الغاية فيه أعني الشيء الذي يدل عليه حرف إلى وإذا لم يكن من جنس المحدود لم يدخل فيه مثل قوله تعالى ثم أتموا الصيام إلى الليل )( البداية 1/12)
و قال الشوكاني و هو ينتصر للقول بأن المرفقين غير داخلين في المغيا :( ورد بأنه لا إجمال لأن إلى حقيقة في انتهاء الغاية مجاز في معنى مع وقد حقق الكلام في ذلك الرضى في شرح الكافية وغيره فليرجع إليه )( نيل الأوطار 1/176).(1/3317)
و في إحكام الآمدي : ( وأما إلى فهي قد تكون لانتهاء الغاية كقولك سرت إلى بغداد وبمعنى مع كقوله تعالى ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم النساء )( 1/94).
و المسألة
---
أبو تيمية
12-21-2003, 11:45 PM
ذاك قول فيه قوة ، و آخر يرى أنها على الإجمال حتى يرد الدليل الخارجي ، المبين لأحد المعنيين ، هل هي بمعنى ( مع ) أم لانتهاء الغاية ؟
و هذا الذي نقلناه لك عن ابم حزم ، و هو ما رجحه إمام المفسرين ابن جرير في تفسيره عند تفسيره لآية الوضوء ، و غيره ، و هذا في نظري أقوى من الأول ، و إن كانت المسألة مشكلة ، تحتاج إلى توسع أكثر ، و العجب أن الاستدلال عليها في كتب أهل العلم يكاد يكون متطابقا ، فهو لا يخرج عن الامثلة التي ذكرنا ، و هي نفسها محل النزاع !! ، و الله أعلم .
---
محمد رشيد
12-24-2003, 01:45 AM
جزاك الله تعالى خيرا أيها الشيخ الكريم أبا تيمية ،،،
و تأكيدا لما ذكرتم ـ أي من النقل الأول ـ أنقل لكم هذا من ( حاشية الشبراملسي على نهاية المحتاج في شرح ألفاظ المنهاج للرملي ) في فروع الشافعية ، حيث فيه تأكيد لما تفضلتم بذكره و فيه تمثيل جيد أيضا ، يقول :
(( قوله ( أو إسقاط ما وراءها ) و ذلك بأن يجعل التقدير هنا اغسلوا أيديكم من الأصابع و اتركوا من أعلاها إلى المرافق و الدليل على أن المراد الغسل من الأصابع الحمل على ما هو الغالب في غسل الأيدي أنه من الأصابع و من لازمه أن يكون الترك من الأعلى و بيّن ذلك فعله ـ صلى الله عليه و سلم ـ كما يفهم من قوله : حتى شرع .. إلخ(1/3318)
قوله ( و ضابطه ) حاصل هذا الضابط يرجع إلى أن الغاية إن كانت من جنس المغيا دخلت فيه إلا بقرينة تقتضي خروجها كما يأتي في قراءة القرآن إلى سورة كذا من خروج السورة إن دلت القرينة على خروجها و إلا فتدخل ،، وإن لم تكن من جنسه لا تدخل إلا بقرينة تدل على الدخول . و في شرح البهجة الكبير ما يفيد أن هذا القول مرجوح و أن الراجح عدم دخولها مطلقا إلا بقرينة ... و على الأول لو نذر أن يقرأ القرآن إلى سورة الكهف مثلا أو استأجرا على القراءة إليها وجب قراءتها أيضا ما لم تدل قرينة على إخراجها ، و على كلام شرح البهجة و كلام ابن هشام في المغني لا تدخل السورة ))
و أما بالنسبة لما نقلتم عن ابن حزم فالذي أفهمه أنه لا يفصّل تفصيل اتحاد الجنس و اختلافه ، و إنما يعتبر القرينة الدالة على دخول الغاية في المغيا أو خروجها منها كما سبق و نقل من شرح البهجة ـ هكذا فهمت من كلامه رضي الله عنه ـ و أظن أن هذا هو الرأي الذي ترجحونه ..... طيب .. أليس هناك أصل يرجع إليه عند عدم القرينة ؟
بمعنى أنه لو لم تظهر لنا قرينة على إرادة دخول الغاية أو إرادة عدم دخولها ماذا يكون العمل ؟ هل هو التوقف ؟
و ما دامت المسألة تحتاج إلى تحقيق فهل ألّف فيها بعينها ؟ أو هل من مرجع تعمدها بالبحث ؟ .....
---
(1/3319)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > كتاب جديد يتحدث عن إعجاز القرآن الكريم !!
---
كتاب جديد يتحدث عن إعجاز القرآن الكريم !!
---
عبدالرحمن الشهري
05-26-2003, 02:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(منذ فترة من الزمن ، ظهر على الانترنت كلام مسجوع من تأليف عربي لا يدين بالإسلام ، يعيش في أمريكا ، يحاول فيه أن يقلد النسق القرآني ، من حيث تقسيم الكلام الى عبارات مسجوعة تنتهي بحرف الميم أو النون مسبوقة بمد يائي أو واوي. وظن المسكين أنه قد أتى بما لم تستطعه الأوائل ، كما قال الشاعر:
وإني وإن كنت الأخير زمانه ** لآت بما لم تستطعه الأوئل
كما ظن أنه بعمله هذا قد أبطل التحدي الذي تحدى الله به الإنس والجن حين قال سبحانه :(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)[الإسراء:88].
وكأنه يقول : ها أنذا قد أتيت بمثله ! وإذا فقد أبطلت التحدي ، وأبطلت دعوى الإعجاز القرآني الذي قامت عليه رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا فالإسلام ليس من عند الله ، إنما هو صناعة بشرية قام بها محمد صلى الله عليه وسلم.
ولعل المسكين لم يعلم أن مسيلمة الكذاب قد قام بمثل هذا العلم من قبل ، وأتى بسجعات مثل سجعاته قال إنها مثل القرآن. ومر الزمن وبطلت سجعات مسيلمة ، وبقي القرآن يتحدى الإنس والجن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولكن هذه الأضحوكة الساذجة التي قام بها مسيلمة المتأمرك – وإن لم يدع بها النبوة كسلفه الجاهلي – حفزتني إلى أن أعاود الكتابة في موضوع كنت قد اشرت إليه في كتاب سابق بعنوان (دراسات قرآنية) ، وهو موضوع الإعجاز الشامل للقرآن الذي لا ينحصر في الإعجاز البياني ، الذي توجه إليه الاهتمام الأكبر في كتابات الأقدمين ، لأسباب لا يصعب حصرها...).(1/3320)
كان هذا جزءاً من مقدمة الاستاذ الجليل ، والشيخ النبيل محمد قطب حفظه الله وبارك فيه وفي علمه ، لكتاب جديد صدر له مؤخراً عن دار الشروق بعنوان :
لا يأتون بمثله !
وقد أخذ عنوان كتابه من الآية الكريمة ، ويقع الكتاب في 207 صفحات من القطع العادي. وقد تحدث في كتابه بعد المقدمة عن صور على هيئة فصول من :
الإعجاز البياني - والإعجاز الدعوي – والإعجاز التربوي – والإعجاز التشريعي – والإعجاز العلمي – وختم بإشارة سريعة عن حال المستشرقين مع القرآن الكريم في أربع صفحات.
والكتاب في حاجة إلى مزيد تأمل ، نسأل الله التيسير ، وإنما أحببت أن أشير إشارة سريعة إلى هذا الكتاب المبارك ، ولعله يكون للحديث بقية إن شاء الله.
---
أبو مصعب التميري
06-02-2003, 10:17 AM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ، وهو كتاب قيم جدا فعلا ، جزى الله شيخنا محمد قطب عنا وعن الإسلام خير ما جازى عالما عن أمته ، وبالمناسبة هل توجد كتب للشيخ على الإنترنت ؟ خصوصا الكتاب القيم : شبهات حول الإسلام ؟
---
عبدالرحمن الشهري
07-23-2006, 03:01 PM
لا يأتون بمثله (http://www.tafsir.org/books/open.php?cat=96&book=759)
---
صادق الرافعي
07-30-2006, 12:30 AM
الشيخ الشهري حفظك، لقد شاهدتك فجرالجمعة على قناة المجد العلمية ، وكان موضوع الحلقة " الإعجازفي القرآن " وقد أفدت وأمتعت ، وعرضت فأوجزت ،وأظن أن الحصة مسجلة قبل رأيتك للكتاب لأنه لم يجر له ذكر، فنرجو منكم مدارسة هذا الكتاب ولو باختصار مع التركيز على جديده.
دمتم في رعاية الله وحفظه
---
صادق الرافعي
08-01-2006, 01:42 PM
الشيخ عبد الرحمن السلام عليكم ورحمة الله :
الرابط على مكتبة التفسير لا يعمل. وذلك من أجل تحميل الكتاب
دمتم في رعاية الله وحفظه
---
عبدالرحمن الشهري
08-01-2006, 02:47 PM(1/3321)
أخي الكريم صادق الرافعي وفقه الله : هذا الكتاب قديم ، ولكن وقت الحلقة كان ضيقاً فاقتصرت على أهم الكتب . ولعلنا نعرض أهم أفكار هذا الكتاب يوماً ما إن شاء الله .
وقد أصلحتُ الخلل في تحميل الكتاب جزاك الله خيراً.
---
المعظم لربه
09-04-2006, 05:05 PM
هذه واحدة...
والثانية الطامة..
من مِن الصحابة -بعد النبي طبعا- تلفظ بما يسمى "الإعجاز"؟؟
على الاعتبار الحق, أنهم أعلم لسانا وقرآنا.. ولم "يصفوه" بهذه الوصفة المحدثة!.
أم ترانا نصبح متى نشاء أعلم منهم, ومتى نشاء هم أعلم؟؟
بل أقول: يسعنا ما وسع أبا بكر وعمر والمهديين..... ولا نستعمل البتة هذه اللفظة العاجزة المساة "الإعجاز", ولو قالت بها الأمة البعدية كلها!.
وكما اعتدنا.. فهم أعلم وأسلم!.
---
(1/3322)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لوازم الدرس القرآني
---
لوازم الدرس القرآني
---
محمد البويسفي
01-28-2007, 08:57 PM
لوازم الدرس القرآني
للدكتور الشاهد البوشيخي
هذه محاضرة للشيخ الشاهد البوشيخي القيت في كلية الاداب مكناس قمت بتفريغها و اقتطفت هذا الجزء منها و الباقي سينشر ان شاء الله لاحقا
فالشباب الباحث تلزمه أمور، يمكن أن نعتبرها لوازم الدرس القرآني لبناء العمران البشري ماذا يلزمه لفهم القرآن والعمل به؟ يلزمه:
-أولا: اللسان العربي «إنا أنزلناه بلسان عربي مبين» إذ لم يحكم هذا اللسان، فليحكم ما شاء من الألسنة ليكون نابغة في اللغة بالفرنسية أو الإنجليزية أو الصينية… لا يغني عنه ذلك شيء، وسيضل عالة على غيره ممن يحكم اللسان العربي، ونرى الآن مسلمين بمئات الملايين لا يعرفون اللسان العربي إنهم مسلمون بالواسطة –أي يفهمون الإسلام –نقل لكم من يعرف الإسلام بالعربية القرآن من بابه الواسع؟ كيف كانوا سيكونون إذا كانوا مسلمين حقا؟
فهذا اللسان شرط في الدخول إلى القرآن لا بد أن يحكم أمره من جهتين:
*جهة التبين وجهة البيان. أي أن يكون الشخص قادرا على تبيين المراد من الكلام العربي، لأن هذا القرآن قد درس –بضم الدال- دراسات: إذ قد اهتم به الفقهاء والمحدثون واللغويون… إذا لم تكن قادرا على يبين المراد من الكلام أولئك القوم، أو استخراجه عن مراده فسوف تبني على شيء خلاف ما ذهب إليه صاحبه.(1/3323)
لا بد أن تكون قادرا على تبين المراد من الكلام العربي، ويدخل في ذلك تبين المراد من هذا الكتاب. القرآن أنزل بلسان عربي، وما يحيط به مما يعينك على فهمه أيضا سواء من السنة التي هي البيان الأول بيان بالقول والفعل والتقرير، كل ذلك بيان المراد من هذا القرآن، ثم بعد ذلك نظرا لوجود علاقة بين القرآن والزما، لأن بتغير الأزمنة والأمكنة وأحوال الإنسان، فيحتاج إلى تنزيل جديد للنص، لا من حيث هو نص، لكن كيف يطبق في الواقع الجديد، فما جد في هذا الواقع يحتاج إلى تجديد النظر في التنزيل، لذلك فالله يدخر لكل يجل ما يدخر، دائما يوجد هذا التفاعل. مثال ذلك قوله تعالى «وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب» تعليق «ضع الله الذي أتقن كل شيء» هذه الآية كانت توجه باضطراد إلى الآخرة، ترى كيف يفهم هذا التعليق إذا كانت موجهة إلى الآخرة؟ أي صنع هذا نراه إذ ذلك، حين تنقلب الموازين، في تلك اللحظة، في لحظة التدمير، بل هي أمر آخر «القرعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش» الجبال تصبح كالعهن المنفوش، «ويسألونك عن الجبال فيقل ينسفها ربي نسفا» هذا الوضع ليس هو محل للصنع الآن.
القرآن لا يتحدث عن مسائل العلوم، ولكن بالنسبة للتعبير القرآني مدرجة مدمجة يتحدث حديث الذي يرى، الذي خلق «ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير» الذي يعلم السر وأخفي» فالأمر عادي فلذلك.
القدرة على التبين إذن ضرورية لتحصيل الاستيعاب وفهم القرآن، ومثل ذلك القدرة على البيان لتحصيل التواصل والإفادة. أنت الذي فهمت شيء ينبغي أن تفهمه لنا. أقول هذا الآن التفريط الآن شديد في هذه الأداة، وهو تفريط خطير، له أضرار كبيرة جدا على الفرد وعلى الأمة، ولا بد من بذل الجهد لا استدراك ما فات.(1/3324)
-ثانيا: الأداة العملية ونقصد بها أن هذا القرآن له مقال وحين تنزله في اللحظة الأولى كان له مقام، وهو سياق تاريخي، اجتماعي، كان له مقام باصطلاح علماء البلاغة، عندنا المقال هو القرآن، وهذا المقال له مقام وهو يتنزل وله تأثر، لابد لدارس القرآن الكريم أن يبذل جهدا في تعلم ما يلزم لتحليل المقال علوم الآلة، والعلوم الضرورية لفهم هذا المقال، كل ذلك ضروري تحصيله للدخول في القرآن، فإذن ما يسمى بعلوم القرآن وغيرها مما يحيط بذلك الظرف كأمر السيرة وأمر التاريخ، وأمر الإجتماع، كل ذلك يحتاج إليه الدارس للقرآن ليسهل، عليه فهم القرآن، لأنه يقلق بيئة التنزل، بظرف الخطاب، بمقام الخطاب، فهذا ضروري.
-ثالثا: الأداة المنهجية، إذا أحكمنا أمر اللسان وأمر المعلومات، هل يكفي ذلك؟ لا يكفي، لا بد ن نحكم أمر المنهج، وهو منهجان:
-المنهج النظري هو عبارة عن مبادئ عامة ينبغي أن نقرأها ونفهمها وندخلها في الحساب، مبادئ تساعدنا على كيفية البحث في القرآن الكريم.
-المنهج العملي: هو عبارة عن ممارسة لتلك المبادئ النظرية ميدانيا أنك تدرس لفظا قرآنيا، مفهوما من المفاهيم أو قضية من القضايا، موضوعا من المواضيع أو فضة شيئا ما في القرآن الكريم، تدرس عملية، وتتدرب على تطبيق تلك الأمور النظرية تتدرب عليها شيئا فشيئا، وعادة ما يكون ذلك تحت إشراف، الأبوة والأمومة الموجودة في الأمور الطبيعية العادية، كذلك هي موجودة في مجال العلم، جيل يعطي لجيل، النابت الجديد يأخذ عن الذي بدأ يختفي يأخذ عنه التجربة ثم يواصل السير في تفاعل مع الواقع، فهذا يقتضي الإشراف إذا يقع فيه التدرب التدريجي على الرشد المنهجي حيث يصبح الباحث راشدا منهجيا.
لا يكفي الجانب النظري بل لا بد من الجانب العلمي، ولو افترضنا وحذفنا واحدا منهما لقلنا بحذف النظري.(1/3325)
والذي يحدث للأسف هو الاهتمام بالجانب النظري والتقصير في الجانب العملي مع أن الذي نحتاج إليه هو الجانب العملي، غير أنه لا بد من أمرين لأنه لا عمل بدون علم، لا بد أن يكون هناك أساس نظري ثم يتحول ويصدر عنه الجانب العملي، بحسب الهدف من الدرس القرآني يكون المنهج. ليس كل ما يحتاج إليه منهج واحد. لكل حادث حديث نحتاج إلى الهدى باستمرار، لو كانا واقفين لا تجنا فبحسب الهدف يكون المنهج، إذا كنت تريد السيطرة على مفهوم بعينه فهناك منهج الدراسة المصطلحية، إذا كنت تريد الدراسة على موضوع وليس على مفهوم، والفرق بين الموضوع والمفهوم: أن المفهوم يتكون عادة من لفظ، فلا مفهوم إلا بمصطلح، ولا مصطلح إلا لمفهوم. أما الموضوع فقد يتكون من مجموعة مصطلحات من نسق من المفاهيم، من مجموعة من المفاهيم ترتبط ببعضها بنوع من الارتباط. وأحيانا يتساوى المفهوم مع الموضوع حين تأتي، حين يكون المفهوم للفظ المركزي اللفظ الأب أو الأم، الذي هو الرأس، فكل ما سواه فروع له، تأتي تحته ألفاظ صغيرة، مصطلحات أخرى صغيرة تدخل ضمن نسقه العام، فإذا ذلك سواه الموضوع المفهوم بالنسبة إلى ذلك المصطلح في بعض الأحيان، إذا درست جزئية وأنت ترد أمرا كليا فتحتاج إلى دراسة عدة مفاهيم للسيطرة على الموضع، فهاهنا فضية أخرى، ويكون هذا البحث المفهومي أو المصطلحي أيضا الوسيلة، لكن لا بد من تجميع بتلك المفاهيم الصغير ونسقها في موضوع كبير لذلك ترون في بعض البحوث تسمى دراسة مصطلحية وتفسير موضوعي بناء على ذلك أحيانا.(1/3326)
لذلك أقول حسب الهدف لأن القرآن يدرس لأغراض شتى، لكن من المداخل الكبرى له في زماننا هذا الذي طغى علينا فيه عدنا نفكر إلا داخل ذلك الطوفان بمعنى علينا مفاهيم الغرب هجوما أغرقنا فما عدنا نفكر إلا داخل ذلك الطوفان بمعنى انصبغنا شئنا أم أبينا غلا من رحم الله فلكي يتحرر الشخص ويحرر الآخرين لا بد أن يمر من هذا الدرس المفهومي للقرآن الكريم لنخرج من عالم غير القرآن.
-رابعا: هو الأداة الخلقية ويمكن أن نسميها أداة التقوى لكي تستطيع أن تفهم المراد من القرآن وتندفع اتجاه العمل بالقرآن لابد أن تروض نفسك وفي الجهاد. أما الطاعة فلكي تفهم القرآن، لأنه لا يفضي بسره إلا للأنقياء «يا أيها الذين آمنوا إن إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا» يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتيكم كفلين من رحمته، ويجعل لكم نورا تقشون به «قل هو للذين آمنوا هدى ورحمة وشفاء» «والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى» فالذي ليس بينه وبين رب القرآن اتصال. لا يمكن أن يصله نور، ولذلك فلا بد من هذا الاتصال، ويتم عن طريق التقوى «إنما يتقبل الله من المتقين».
الأمر الثاني وهو داخل في هذا وهو أمر المجاهدة، فلا بد أن نستقيم على خلق القرآن ومن كان عكس ذلك فتشره بالخسران المبين. يقول تعالى والذين جاهدوا فين لنهد ينهم سبله وإن الله لمع المحسنين» فإذا أحسنوا في هذا الأمور الأربعة إن استجمعها الباحث في القرآن فإنها تفضي به بإذن الله تعالى إلى فهم القرآن، وستفتح له عوالم القرآن، وسيئا خذ منها بإذن الله ما شاء.[/size]
---
(1/3327)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل المفصل في شرح آية من آيات الجهاد في سبيل الله {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُو
---
حمل المفصل في شرح آية من آيات الجهاد في سبيل الله {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُو
---
abohamzahashhame
06-30-2004, 08:16 PM
حمل المفصل في شرح آية {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } (29) سورة التوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذا تفسير مفصل ومطول لأهم آية من من آيات الجهاد في سبيل الله وما أكثرها حيث تبين المرحلة الأخيرة في التعامل مع الكفار والفجار سواء أكانوا مشركين أم كتابيين
وهي ناسخة لجميع الآيات التي قبلها
وهذه الآية من آخر الآيات المتعلقة بالجهاد في سبيل الله تعالى نزولا لأن سورة التوبة هي من آواخر ما نزل من القرآن الكريم
وقد ذهب جمهور العلماء إلى القول بأنها ناسخة لما سبقها من آيات التعامل مع الكفار وأهل الكتاب
ولكن حفنة قليلة من أهل العلم ذهبوا إلى عدم النسخ
والصواب القول الأول
وجاء قوم ممن كتب في الجهاد في سبيل الله تعالى فاتكئوا على قول من قال بعدم النسخ وراحوا يبررون هزائمهم أمام جحافل الكفار والفجار
فقالوا( بغير حق ) إن الإسلام لا يأمرنا بقتال الكفار مباشرة إلا إذا اعتدوا علينا أو آذونا استنادا لقوله تعالى :(1/3328)
( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190) وفاتهم أن هذه الآية من أوائل الآيات الجهادية نزولا وقد نزل بعدها آيات أخرى في الموضوع نفسه
وآخرها قوله تعالى :
{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } (29) سورة التوبة
وهي هنا لم تشترط اعتداء على المسلمين أصلا
بل جعلت علة القتال هي مجرد الكفر بالله وباليوم الآخر فأصبحنا مأمورين بقتال جميع الكفار في الأرض لمجرد الكفر
لأن الله تعالى هو خالق السموات والأرض ولا يقبل له شريكا
ولأن هذه هي الرسالة الخاتمة فلا بد من هيمنة الإسلام على العالم لأنه دين الله تعالى الخالد الذي ارتضاه للبشرية جمعاء
ومن هنا فلا يقبل من الكفار إلا الإسلام أو الخضوع لدولة الإسلام مع إعطاء الجزية للمسلمين مع الذل والصغار
وهذا ليس طعنا بالإسلام أو إجبارا للناس على الدخول فيه
كلا وألف كلا بل ليبين للناس أن هذا دين الله تعالى ولا يقبل غيره في هذه الأرض
قال تعالى :(1/3329)
( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33) ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (الفتح:28) ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف:9) وإلا قل لي بربك كيف يكون ظاهرا على الدين كله وهو قابع في بلاد الإسلام فإن اعتدى عليه الكفار قاتلهم وإلا يتركهم وشأنهم ( وما هم عليه من كفر وفسوق وعصيان ) وهذا مضاد مضادة تماما لظهوره في هذه الأرض
ومن ثم فلا يجوز قياس الإسلام على القوانين الدولية إو على أي مبدأ في الأرض مهما كان شأنه
ونحن نريد ونود أن يدخل الناس في دين الله أفواجا ليرضى الله عنهم وليدخلوا الجنة معنا
فغايتنا من الجهاد ليس إزهاق الأرواح
بل إخراج الناس من الظلمات إلى النور
قال تعالى :
( الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (ابراهيم:1) وفي تاريخ الطبري :(1/3330)
كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن النضر عن ابن الرفيل عن أبيه قال لما نزل رستم على العتيق وبات به أصبح غاديا على التصفح والحزر فساير العتيق نحو خفان حتى أتى على منقطع عسكر المسلمين ثم صعد حتى انتهى إلى القنطرة فتأمل القوم حتى أتى على شيء يشرف منه عليهم فلما وقف على القنطرة راسل زهرة فخرج إليه حتى واقفه فأراده أن يصالحهم ويجعل له جعلا على أن ينصرفوا عنه وجعل يقول فيما يقول أنتم جيراننا وقد كانت طائفة منكم في سلطاننا فكنا نحسن جوارهم ونكف الأذى عنهم ونوليهم المرافق الكثيرة نحفظهم في أهل باديتهم فنرعيهم مراعينا ونميرهم من بلادنا ولا نمنعهم من التجارة في شيء من أرضنا وقد كان لهم في ذلك معاش يعرض لهم بالصلح وإنما يخبره بصنيعهم والصلح يريد ولا يصرح فقال له زهرة صدقت قد كان ما تذكر وليس أمرنا أمر أولئك ولا طلبتنا إنا لم نأتكم لطلب الدنيا إنما طلبتنا وهمتنا الآخرة كنا كما ذكرت يدين لكم من ورد عليكم منا ويضرع إليكم يطلب ما في أيديكم ثم بعث الله تبارك وتعالى إلينا رسولا فدعانا إلى ربه فأجبناه فقال لنبيه إني قد سلطت هذه الطائفة على من لم يدن بديني فأنا منتقم بهم منهم وأجعل لهم الغلبة ما داموا مقرين به وهو دين الحق لا يرغب عنه أحد إلا ذل ولا يعتصم به أحد إلا عز فقال له رستم وما هو قال أما عموده الذي لا يصلح منه شيء إلا به فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم والإقرار بما جاء من عند الله تعالى قال ما أحسن هذا وأي شيء أيضا قال وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله تعالى قال حسن وأي شيء أيضا قال والناس بنو آدم وحواء إخوة لأب وأم قال ما أحسن هذا ثم قال له رستم أرأيت لو أني(1/3331)
401 رضيت بهذا الأمر وأجبتكم إليه ومعي قومي كيف يكون أمركم أترجعون قال إي والله ثم لا نقرب بلادكم أبدا إلا في تجارة أو حاجة قال صدقتني والله أما إن أهل فارس منذ ولي أردشير لم يدعوا أحدا يخرج من عمله من السفلة كانوا يقولون إذا خرجوا من أعمالهم تعدوا طورهم وعادوا أشرافهم فقال له زهرة نحن خير الناس للناس فلا نستطيع أن نكون كما تقولون نطيع الله في السفلة ولا يضرنا من عصى الله فينا فانصرف عنه ودعا رجال فارس فذاكرهم هذا فحموا من ذلك وأنفوا فقال أبعدكم الله وأسحقكم أخزى الله أخرعنا وأجبننا فلما انصرف رستم ملت إلى زهرة فكان إسلامي وكنت له عديدا وفرض لي فرائض أهل القادسية كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وعمرو وزياد بإسنادهم مثله قالوا وأرسل سعد إلى المغيرة بن شعبة وبسر بن أبي رهم وعرفجة بن هرثمة وحذيفة بن محصن وربعي بن عامر وقرفة بن زاهر التيمي ثم الواثلي ومذعور بن عدي العجلي والمضارب بن يزيد العجلي ومعبد بن مرة العجلي وكان من دهاة العرب فقال إني مرسلكم إلى هؤلاء القوم فما عندكم قالوا جميعا نتبع ما تأمرنا به وننتهي إليه فإذا جاء أمر لم يكن منك فيه شيء نظرنا أمثل ما ينبغي وأنفعه للناس فكلمناهم به فقال سعد هذا فعل الحزمة اذهبوا فتهيؤوا فقال ربعي بن عامر إن الأعاجم لهم آراء وآداب ومتى نأتهم جميعا يروا أنا قد احتفلنا بهم فلا تزدهم على رجل فمالؤوه جميعا على ذلك فقال فسرحوني فسرحه فخرج ربعي ليدخل على رستم عسكره فاحتبسه الذين على القنظرة وأرسل إلى رستم لمجيئه فاستشار عظماء أهل فارس فقال ما ترون أنباهي أم نتهاون فأجمع ملؤهم على التهاون فأظهروا الزبرج وبسطوا البسط والنمارق ولم يتركوا شيئا ووضع لرستم سرير الذهب وألبس زينته من الأنماط والوسائد المنسوجة بالذهب وأقبل ربعي يسير على فرس له زباء قصيرة معه سيف له مشوف وغمده لفافة ثوب خلق ورمحه معلوب بقد معه حجفة من جلود البقر على وجهها(1/3332)
أديم أحمر مثل الرغيف ومعه قوسه ونبله فلما غشي الملك وانتهى إليه وإلى أدنى البسط قيل له انزل فحملها على البساط فلما استوت عليه نزل عنها وربطها بوسادتين فشقهما ثم أدخل الحبل فيهما فلم يستطيعوا أن ينهوه وإنما أروه التهاون وعرف ما أرادوا فأراد استحراجهم وعليه درع له كأنها أضاة ويلمقه عباءة بعيره قد جابها وتدرعها وشدها على وسطه بسلب وقد شد رأسه بمعجرته وكان أكثر العرب شعرة ومعجرته نسعة بعيره ولرأسه أربع ضفائر قد قمن قياما كأنهن قرون الوعلة فقالوا ضع سلاحك فقال إني لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم أنتم دعوتموني فإن أبيتم أن آتيكم كما أريد رجعت فأخبروا رستم فقال ائذنوا له هل هو إلا رجل واحد فأقبل يتوكأ على رمحه وزجه نصل يقارب الخطو ويزج النمارق والبسط فما ترك لهم نمرقة ولا بساطا إلا أفسده وتركه منهتكا مخرقا فلما دنا من رستم تعلق به الحرس وجلس على الأرض وركز رمحه بالبسط فقالوا ما حملك على هذا قال إنا لا نستحب القعود على زينتكم هذه فكلمه فقال ما جاء بكم قال الله ابتعثنا والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله قال وما موعود الله قال الجنة لمن مات على قتال من أبى والظفر لمن بقي فقال رستم قد سمعت مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه(1/3333)
402 وتنظروا قال نعم كم أحب إليكم أيوما أو يومين قال لا بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا وأراد مقاربته ومدافعته فقال إن مما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل به أئتمنا ألا نمكن الأعداء من آذاننا ولا نؤجلهم عند اللقاء أكثر من ثلاث فنحن مترددون عنكم ثلاثا فانظر في أمرك وأمرهم واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل اختر الإسلام وندعك وأرضك أو الجزاء فنقبل ونكف عنك وإن كنت عن نصرنا غنيا تركناك منه وإن كنت إليه محتاجا منعناك أو المنابذة في اليوم الرابع ولسنا نبدؤك فيما بيننا وبين اليوم الرابع إلا أن تبدأنا أنا كفيل لك بذلك على أصحابي وعلى جميع من ترى قال أسيدهم أنت قال لا ولكن المسلمين كالجسد بعضهم من بعض يجير أدناهم على أعلاهم فخلص رستم برؤساء أهل فارس فقال ما ترون هل رأيتم كلاما قط أوضح ولا أعز من كلام هذا الرجل قالوا معاذ الله لك أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك لهذا الكلب أما ترى إلى ثيابه فقال ويحكم لا تنظروا إلى الثياب ولكن انظروا إلى الرأي والكلام والسيرة إن العرب تستخف باللباس والمأكل ويصونون الأحساب ليسوا مثلكم في اللباس ولا يرون فيه ما ترون وأقبلوا إليه يتناولون سلاحه ويزهدونه فيه فقال لهم هل لكم إلى أن تروني فأريكم فأخرج سيفه من خرقه كأنه شعلة نار فقال القوم اغمده فغمده ثم رمى ترسا ورموا حجفته فخرق ترسهم وسلمت حجفته فقال يا أهل فارس إنك عظمتم الطعام واللباس والشراب وإنا صغرناهن ثم رجع إلى أن ينظروا إلى الأجل فلما كان من الغد بعثوا أن ابعث إلينا ذلك الرجل فبعث إليهم سعد حذيفة بن محصن فأقبل في نحو من ذلك الزي حتى إذا كان على أدنى البساط قيل له انزل قال ذلك لو جئتكم في حاجتي فقوولا لملككم أله الحاجة أم لي فإن قال لي فقد كذب ورجعت وتركتكم فإن قال له لم آتكم إلا على ما أحب فقال دعوه فجاء حتى وقف عليه ورستم على سريره فقال انزل قال لا أفعل فلما أبى سأله ما بالك جئت ولم يجئ(1/3334)
صاحبنا بالأمس قال إن أميرنا يحب أن يعدل بيننا في الشدة والرخاء فهذه نوبتي قال ما جاء بكم قال إن الله عز وجل من علينا بدينه وأرانا آياته حتى عرفناه وكنا له منكرين ثم أمرنا بدعاء الناس إلى واحدة من ثلاث فأيها أجابوا إليها قبلناها الإسلام وننصرف عنكم أو الجزاء ونمنعكم إن احتجتم إلى ذلك أو المنابذة فقال أو الموادعة إلى يوم ما فقال نعم ثلاثا من أمس فلما الم يجد عنده إلا ذلك رده وأقبل على أصحابه فقال ويحكم ألا ترون إلى ما أرى جاءنا الأول بالأمس فغلبنا على أرضنا وحقر ما نعظم وأقام فرسه على زبرجنا وربطه به فهو في يمن الطائر ذهب بأرضنا وما فيها إليهم مع فضل عقله وجاءنا هذا اليوم فوقف علينا فهو في يمن الطائر يقوم على أرضنا دوننا حتى أغضبهم وأغضبوه فلما كان من الغد أرسل ابعثوا إلينا رجلا فبعثوا إليهم المغيرة بن شعبة كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن أبي عثمان النهدي قال لما جاء المغيرة إلى القنطرة فعبرها إلى أهل فارس حبسوه واستأذنوا رستم في إجازته ولم يغيروا شيئا من شارتهم تقوية لتهاونهم فأقبل المغيرة بن شعبة والقوم في زيهم عليهم التيجان والثياب المنسوجة بالذهب وبسطهم على غلوة لا يصل إلى صاحبهم حتى يمشي عليهم غلوة وأقبل المغيرة وله أربع ضفائر يمشي حتى جلس معه على سريره ووسادته فوثبوا عليه فترتروه وأنزلوه ومغثوه فقال كانت تبلغنا عنكم الأحلام ولا أرى قوما أسفه منكم إنا معشر العرب سواء لا يستعبد بعضنا بعضا إلا أن يكون محاربا لصاحبه فظننت أنكم تواسون قومكم كما نتواسى وكان أحسن من(1/3335)
403 الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض وأن هذا الأمر لا يستقيم فيكم فلا نصنعه ولم آتكم ولكن دعوتموني اليوم علمت أن أمركم مضمحل وأنكم مغلوبون وأن ملكا لا يقوم على هذه السيرة ولا على هذه العقول فقالت السفلة صدق والله العربي وقالت الدهاقين والله لقدرمى بكلام بكلام لا يزال عبيدنا ينزعون إليه قاتل الله أولينا ما كان أحمقهم حين كانوا يصغرون أمر هذه الأمة فمازحه رستم ليمحو ما صنع وقال له يا عربي إن الحاشية قد تصنع ما لا يوافق الملك فيتراخى عنها مخافة أن يكسرها عما ينبغي من ذلك فالأمر على ما تحب من الوفاء وقبول الحق ما هذه المغازل التي معك قال ما ضر الجمرة ألا تكون طويلة ثم راماهم وقال ما بال سيفك رثا قال رث الكسوة حديد المضربة ثم عاطاه سيفه ثم قال له رستم تكلم أم أتكلم فقال المغيرة أنت الذي بعثت إلينا فتكلم فأقام الترجمان بينهما وتكلم رستم فحمد قومه وعظم أمرهم وطوله وقال لم نزل متمكنين في البلاد ظاهرين على الأعداء أشرافا في الأمم فليس لأحد من الملوك مثل عزنا وشرفنا وسلطاننا ننصر على الناس ولا ينصرون علينا إلا اليوم واليومين أو الشهر والشهرين للذنوب فإذا انتقم الله فرضي رد إلينا عزنا وجمعنا لعدونا شر يوم هو آت عليهم ثم إنه لم يكن في الناس أمة أصغر عندنا أمرا منكم كنتم أهل قشف ومعيشة سيئة لا نراكم شيئا ولا نعدكم وكنتم إذا قحطت أرضكم وأصابتكم السنة استغثتم بناحية أرضنا فنأمر لكم بالسيء من التمر والشعير ثم نردكم وقد علمت أنه لم يحملكم على ما صنعتم إلا ما أصابكم من الجهد في بلادكم فأنا آمر لأميركم بكسوة وبغل وألف درهم وآمر لكل رجل منكم بوقر تمر وبثوبين وتنصرفون عنا فإني لست أشتهي أن أقتلكم ولا آسركم فتكلم المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه وقال إن الله خالق كل شيء ورازقه فمن صنع شيئا فإنما هو الذي يصنعه هو له وأما الذي ذكرت به نفسك وأهل بلادك من الظهور على ا لأعداء والتمكن في(1/3336)
البلاد وعظم السلطان في الدنيا فنحن نعرفه ولسنا ننكره فالله صنعه بكم ووضعه فيكم وهو له دونكم وأما الذي ذكرت فينا من سوء الحال وضيق المعيشة واختلاف القلوب فنحن نعرفه ولسنا ننكره والله ابتلانا بذلك وصيرنا إليه والدنيا دول ولم يزل أهل شدائدها يتوقعون الرخاء حتى يصيروا إليه ولم يزل أهل رخائها يتوقعون الشدائد حتى تنزل بهم ويصيروا إليها ولو كنتم فيما آتاكم الله ذوي شكر كان شكركم يقصر عما أوتيتم وأسلمكم ضعف الشكر إلى تغير الحال ولو كنا فيما ابتلينا به أهل كفر كان عظيم ما تتابع علينا مستجلبا من الله رحمة يرفه بها عنا ولكن الشأن غير ما تذهبون إليه أو كنتم تعرفوننا به إن الله تبارك وتعالى بعث فينا رسولا ثم ذكر مثل الكلام الأول حتى انتهى إلى قوله وإن احتجت إلينا أن نمنعك فكن لنا عبدا تؤدي الجزية عن يد وأنت صاغر وإلا فالسيف إن أبيت فنخر نخرة واستشاط غضبا ثم حلف بالشمس لا يرتفع لكم الصبح غدا حتى أقتلكم أجمعين فانصرف المغيرة وخلص رستم تألفا بأهل فارس وقال أين هؤلاء منكم ما بعد هذا ألم يأتكم الأولان فحسراكم واستحرجاكم ثم جاءكم هذا فلم يختلفوا وسلكوا طريقا واحدا ولزموا أمرا واحدا هؤلاء والله الرجال صادقين كانوا أم كاذبين والله لئن كان بلغ من إربهم وصونهم لسرهم ألا يختلفوا فما قوم أبلغ فيما أرادوا منهم لئن كانوا صادقين ما يقوم لهؤلاء شيء فلجوا وتجلدوا وقال والله إني لأعلم أنكم تصغون إلى ما أقول لكم وإن هذا منكم رئاء فازداودا لجاجة
*************
نعم إنها عزة الإسلام
فلا بد لهذا الدين أن ينطلق في هذه الأرض ليحررها من الكفر والفسوق والعصيان
وليحررنا من عبادة العباد لنعبد الله وحده رب العباد
ولتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى دائما
قال تعالى :(1/3337)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41) سورة التوبة (9)
**************
فإلى الذين يريدون تمييع النصوص الشرعية تحت وطأة الواقع الأليم وإلى الذين انبهروا بالغرب وحضارته العفنة وكلامه المعسول
وإلى المؤمنين الأبرار الأخيار الذين لم يسقطوا على الطريق ولم يحنوا هاماتهم إلا لرب العالمين
أقدم هذا التفسير المطول لهذه الآية المحكمة من كتاب الله تعالى
لتكون ردا على أولئك المنهزمين ولتثبيت المؤمنين الصادقين
قال تعالى :(1/3338)
إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ( 112) سورة التوبة
*****************
ويكفي المجاهدين فخرا قول الله تعالى لهم في كل زمان ومكان :
( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء:74) أسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم
إنه نعم المولى ونعم النصير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الباحث في القرآن والسنة
أبو حمزة الشامي
11 جمادى الأولى 1425 هـ
الموافق 30 /6 /2004 م
---
(1/3339)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ملخص تفسير سورة النبأ من تفسير ابن كثير رحمه الله
---
ملخص تفسير سورة النبأ من تفسير ابن كثير رحمه الله
---
محمد أبو معاذ
02-05-2005, 12:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين اللهم أمين.
بداية الفوائد من تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى من جزء عمّ التي لخصتها فاحببت أن انقلها لكم من باب الفائدة وأسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح اللهم أمين.
بداية الدرس في تاريخ 7/7/1423هـ بعد صلاة الفجر أسأل الله التوفيق والسداد
قوله تعالى {النبأ العظيم} قال قتادة وابن زيد البعث بعد الموت، وقال ابن كثير رحمه الله وهو الأظهر.
المعصرات: قيل الرياح، وقيل السحاب، وقيل السماوات وقال الحافظ: وهذا قول غريب ورجح السحاب كما قال تعالى {الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله} أي من بينه.
وقوله تعالى: {ماءً ثجاجاً} قال مجاهد منصباً، وقال الثوري: متتابعاً وقال ابن زيد: كثيراً، وقال ابن جرير: ولا يعرف في كلام العرب في صفة الكثرة الثج، وإنما الثج الصب المتتابع وفيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أفضل الحج العج والثج) يعني الصب دماء البدن وهكذا قال. قلت: وفي حديث المستحاضة حين قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أنعت لك الكرفس) يعني أن تحتشي بالقطن فقالت يا رسول هو أكبر من ذلك إنما أثج ثجاً) * وهذا فيه دلالة على استعمال الثج في الصب المتتابع الكثير والله أعلم.(1/3340)
وقوله تعالى(لابثين فيها أحقاباً) أي ما كثين فيها أحقاباً وهي جمع حقب وهو المدة من الزمان وقد اختلفوا في مقداره (1) ثمانين سنة قاله علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لهلال الهجري (2) سبعون سنة عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وابن عباس رضي الله عنهم وغيرهم (3) أربعون سنة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما (4) ثلاث مائة سنة عن بشير بن كعب (5) ذكر أنه شهر وهو مروي في حديث منكر جداً رواه ابن أبي حاتم، وقال الحافظ: والقاسم وجعفر بن الزبير كلاهما متروك.
وروي حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ولا يخرج من النار أحد حتى يمكث فيها أحقاباً قال والحقب بضع وثمانون سنة... ثم قال: سليمان بن مسلم البصري مشهور {أي البزار صاحب المسند}.
وقد قال مقاتل بن حيان: إن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى:{فذوقوا فلن تزيدكم إلا عذاباً} وقال خالد بن معدان: هذه الآية وقوله تعالى{إلا ما شاء ربك} في أهل التوحيد رواهما بن جرير، ثم قال ويحتمل أن يكون قوله تعالى {لابثين فيها أحقاباً} متعلقاً بقوله تعالى {لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً} ثم يحدث الله لهم بعد ذلك عذاباً من شكل أخر ونوع أخر، ثم قال: والصحيح أنها لا انقضاء لها كما قال قتادة والربيع بن أنس ... عن زهير عن سالم سمعت الحسن يسأل عن قوله تعالى {لابثين فيها أحقاباً} قال: أما الأحقاب فليس لها عدة إلا الخلود في النار، ولكن ذكروا أن الحقب سبعون سنة. وقال قتادة: وهو ما لا انقطاع له وكلما مضى حقب جاء بعده. وقال الربيع بن أنس: لا يعلم عدة هذه الأحقاب إلا الله عز وجل، وذكر لنا أن الحقب الواحد ثمانون سنة.(1/3341)
وقوله تعالى: {لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً} أي لا يجدون في جهنم برداً لقلوبهم ولا شراباً يتغذون به، ولهذا قال تعالى{إلا حميماً وغساقاً} قال أبو العالية: استثني من البرد الحميم ومن الشراب الغساق، وكذا قال الربيع بن أنس: فأما الحميم فهو الحار الذي قد انتهى حره وحموّه، والغساق هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم فهو بارد لا يستطاع من برده ولا يواجه من نتنه. أجارنا الله من ذلك بمنه وكرمه. {لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً} قال ابن جرير: يعني النوم، هكذا ذكره ولم يعزه إلى أحد، وقد رواه ابن أبي حاتم من طريق السدي عن مرة الطيب، ونقله عن مجاهد أيضاً وحكاه البغوي عن أبي عبيدة والكسائي أيضاً.
وقوله تعالى: {فلن نزيد كم إلا عذاباً} قال عبد الله بن عمرو: لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه الآية... قال: فهم في مزيد من العذاب أبداً. وعن الحسن قال: سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ {فذوقوا فلن نزيد كم إلا عذاباً} قال: (هلك القوم بمعاصيهم الله عز وجل) جسر بن فرقد ضعيف الحديث بالكلية * رواه ابن أبي حاتم.
وقوله تعالى: {إن للمتقين مفازاً} قال ابن عباس: والضحاك متنزهاً. وقال مجاهد وقتادة: فازوا فنجوا من النار، والأظهر ههنا قول ابن عباس لأنه قال بعده {حدائق} والحدائق والبساتين من النخيل وغيرها.
وقوله تعالى: {وكواعب أتراباً} فقال ابن عباس ومجاهد وغير واحد {كواعب} أي نواهد يعنون أن ثديهن نواهد لم يتدلين لأنهن أبكاراً {عرب} أي في سن واحد.
وقوله تعالى: {كأساً دهاقاً} قال ابن عباس مملوءة متتابعة، وقال عكرمة: صافية.
وقوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغولاً ولا كذاباً} كقوله {لا لغو فيها ولا تأثيم} أي ليس فيها كلام لاغ عارٍ عن الفائدة، ولا إثم كذب بل دار السلام وكل ما فيها سالم من النقص.(1/3342)
وقوله تعالى: {جزاءً من ربك عطاءً حساباً} أي هذا الذي ذكرناه جازاهم الله به وأعطاهموه بفضله ومنّه وإحسانه ورحمته، عطاءً حساباً أي كافياً وافياً سالماً تقول العرب أعطاني فاحسبني أي كفاني، وفيه حسبي الله أي الله كافيّ.
وقوله تعالى {لا يملكون منه خطاباً} أي لا يقدر أحد على ابتداء مخاطبته إلا بإذنه كقوله تعالى {من ذا الذي يشفع عند إلا بإذنه} وكقوله تعالى {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه}.
وقوله تعالى {يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون} أختلف المفسرون في المراد بالروح ههنا ما هو؟ على أقوال (أحدها) ما رواه العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنهم أرواح بني آدم (الثاني) هم بنو آدم قاله الحسن وقتادة، وقال قتادة هذا مما كان ابن عباس يكتمه (الثالث) أنهم خلق من خلق الله على صورة بني آدم وليسوا ملائكة ولا بشر وهم يأكلون ويشربون، قاله ابن عباس ومجاهد وغيرهم، (الرابع) هو جبريل عليه السلام، وليشهد لهذا القول بقوله عز وجل {نزل به الروح الأمين*على قلبك لتكون من المنذرين}. وقال مقاتل بن حيان الروح هو أشرف الملائكة وأقرب إلى الرب عز وجل وهو صاحب الوحي. (الخامس) أنه القرآن قاله ابن زيد كقوله تعالى {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا} الآية (السادس) أنه ملك من الملائكة بقدر جميع المخلوقات قاله علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما... وتوقف ابن جرير فلم يقطع بواحد من هذه الأقوال كلها والأشبه عندي والله أعلم أنهم بنو آدم.
وقوله تعالى {فمن شاء اتخذا إلى ربه مآباً} أي مرجعاً وطريقاً يهتدي إليه ومنهجاً يمر به عليه
وقوله تعالى {إنا أنذرناكم عذاباً قريباً} يعني يوم القيامة لتأكيد وقوعه صار قريباً لأن كل ما هو آت آت.(1/3343)
وقوله تعالى {ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً} أي يود الكافر يومئذ أنه في الدار الدنيا تراباً ولم يكن خلق ولا خرج إلى الوجود، وذلك حين عاين عذاب الله ونظر إلى أعماله الفاسدة قد سطرت عليه بأيدي الملائكة السفرة الكرام البررة. وقيل إنما يود ذلك حين يحكم الله بين الحيوانات التي كانت في الدنيا فيفصل بينها بحكمه العدل لا يجور... فإذا فرغ من الحكم بينها قال لها كوني تراباً فتصير تراباً، فعند ذلك يقول الكافر {يا ليتني كنت تراباً} أي كنت حيواناً فأرجع إلى التراب. أخر تفسير سورة النبأ مختصراً، اللهم إن أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً والله أعلم وأحكم.
مشاركة من أخوكم/ أبو معاذ
---
(1/3344)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أقوال السلف في فضل تفسير القرآن وأهله
---
من أقوال السلف في فضل تفسير القرآن وأهله
---
المزمل
08-02-2004, 11:40 PM
قال مجاهد رحمه الله : أحب الخلق إلى الله تعالى أعلمهم بما أنزل .
وقال الشعبي : رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له : إن الذي يفسرها رحل إلى الشام؛ فتجهز ورحل إلى الشام حتى علم تفسيرها .
وقال إياس بن معاوية مثل الذي يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح، فتداخلتهم روعة ولا يدرون مافي الكتاب ، ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا مافي الكتاب.
---
مساعد الطيار
08-03-2004, 09:28 PM
أخي الكريم
أشكرك على هذه المشاركة اللطيفة الموفقة ، وياحبذا لو شارك فيها من عنده مثل هذه اللطائف ، كما أتمنى لو ذكرت مصدر هذه النقول ليستفيد منها الباحثون ، وجزاك الله خيرا .
---
المزمل
08-04-2004, 01:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أشكرك شيخي الفاضل مساعد الطيار على هذا التنبيه .
وإلى الإخوة الكرام مصدر هذه الأقوال :
قول مجاهد _ رحمه الله _ من تفسير ابن عطية _ رحمه الله _ 1/26
قول إياس بن معاوية _ رحمه الله _ من تفسير ابن عطية _ رحمه الله- 1/26قول الشعبي - رحمه الله- من مختصر تاريخ دمشق 24/244
نقلا من كتاب مقدمة تفسير الإمام القرطبي رحمه الله - ت 671 هـ
دراسة وتحقيق : محمد طلحة بلال منيار.
---
كساب
08-04-2004, 07:12 AM
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
على هذه المشاركة
---
موراني
08-04-2004, 12:33 PM
بعد التحية ,
هناك اتجاه آخر لدى البعض :
عن هشام بن عروة قال : ما سمعت أبي عروة بن الزبير يأول آية قط .(1/3345)
وسعيد بن المسيب أنه كان اذا سئل عن القرآن قال : انا لا نقول في القرآن شيئا , الا أن مالكا قال في الحديث : اذا سئل عن تفسير آية في القرآن .
أنظر تفسير القرآن لابن وهب , ج 2 , ص 62 و63
تفسير الطبري ( تحقيق عبد الله التركي ) , ج 1 , ص 79 وما بعدها ,
البيان والتحصيل , ج 17 , ص 218
موراني
---
مساعد الطيار
08-04-2004, 05:01 PM
الأستاذ موراني وفقه الله
هذا الاتجاه الذي تذكره هو التورع في التفسير عند بعض السلف ، وهذا التورع لم يظهر إلا في طبقة التابعين ، وهو عند بعض علماء المدينة والكوفة فقط .
أما عروة بن الزبير فيندر أن يوجد له قول في التفسير .
وأما سعيد بن المسيب ، فله أقوال في التفسير ، ويظهر أنه كان لا يجتهد فيما لم يبلغه فيه رواية عن الصحابة ، وإلا لكان في الأمر تناقضًا ، حيث ورد في تفسير الطبري ( ط : هجر / 1 : 79 ـ 80 ) : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : سمعت الليث يُحدِّث عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب : (( أنه كان لا يتكلَّم إلا في المعلوم من القرآن )) ،وعندي أن المراد بالمعلوم : ما كان عنده فيه رواية ، لكي تتوافق الروايات الوارده عنه في عدم القول في التفسير ، وفي الوارد عنه في التفسير ، والله أعلم .
وهذا المذهب كما ذكرت لك كان في هذه الطبقة فقط ، ولم يكن في تابعيي مكة ولا البصرة ولا غيرهما سوى ما ذكرت .
---
موراني
08-04-2004, 05:45 PM
الاستاذ مساعد الطيار حفظه الله ,
هذا صحيح .
والجدير بالذكر ان ابن وهب جمع بين الروايتين في تفسيره وقال : حدثني الليث بن سعد ومالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب
أنه كان اذا سئل عن القرآن قال : انا لا نقول في القرآن شيئا , الا أن مالكا قال في الحديث : اذا سئل عن تفسير آية في القرآن .
أي أنه , ابن وهب أخذ باللفظ عن مالك ولم يرو ما ذكرتم أنتم وكما جاء أيضا عند الطبري عن ابن وهب عن الليث.
تقديرا
موراني
---(1/3346)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال في التجويد
---
سؤال في التجويد
---
أبو حسن
10-21-2005, 01:06 AM
س / ما المراد بتوسط المد المنفصل وهل له أحكام خاصة أم أنه يلحق بالقصر أو الإشباع ؟
وما أفضل كتاب في بيان طرق رواية حفص عن عاصم بأسلوب ميسر ؟
وجزاكم الله خيراً
---
(1/3347)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قائمة بمؤلفات العلامة صلاح الخالدي
---
قائمة بمؤلفات العلامة صلاح الخالدي
---
محمد السيلاوي
10-08-2006, 12:55 PM
قائمة بمؤلفات العلامة صلاح الخالدي
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور علي الصوا – أستاذ الفقه في الجامعة الأردنية - : " الشيخ صلاح الخالدي , عالم رباني – ولا أزكي على الله أحدا – يتمتع بخلق رفيع , تأثر فيه بكتاب الله , وعالم تفسير , تأثر بأخلاق القرآن الكريم , وحقيقة له باع طويل بالعلم والتفسير , وقد نحى منحى الكتابة عن تفسير الظلال , وشخصية صاحب الظلال , وهو متخصص به , وهذا يعكس شخصية الشيخ صلاح الخالدي الداعية وبصفته أحد العلماء الذين يتمتعون بفهم كتاب الله تعالى , والدعوة إلى مايتضمنه الكتاب الكريم … وهو أيضا إلى جانب ذلك له شخصية محببة تقربه من الناس , ويصرف قسما كبيرا من جهده ووقته في تعليم كتاب الله في المساجد , وخاصة مسجده الذي يصلي فيه , وكذلك الدورات الشرعية التي استفاد منها الكثير من طلبة العلم الشرعي … وهو كذلك عف اللسان .. ويتقبل وجهات النظر المختلفة .
ويقول فضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني –رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم – : " جزى الله الشيخ صلاح الخالدي خيرا فيما قيما قدم للمكتبة الإسلامية من نفائس الكتب في التفسير , وبالتعريف بإمام من أئمة التفسير في العصر الحديث الإمام سيد قطب .
لقد كان الشيخ صلاح الخالدي بعلمه وبحثه وجهده , كاشفا عن كنوز سيد قطب وعن آثاره , ومساعدا للقارئ العربي والمسلم , بالتعرف على كنوز هذا الإمام رحمه الله .
وقد اجتمع في منهج الشيخ صلاح الخالدي , مداد العلماء الموصول بدماء الشهداء … والشيخ صلاح رجل دعوة .(1/3348)
ويقول فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد شكري – أستاذ التفسير في الجامعة الأردنية - : " صلاح الخالدي : هو العالم العامل المخلص , قليل المثال في هذا الزمان , لقد رأيت من كلامه ما يذكر بأحوال السلف الصالح .. وتدل كثرة مؤلفاته وتنوعها على سعة علمه واستثماره لوقته , وله نظرة طيبة في الموضوعات التي يبحث فيها .
ويقول الأستاذ عاطف الجولاني –رئيس تحرير صحيفة السبيل الأردنية - : " الشيخ صلاح الخالدي – حفظه الله – من العلماء المعروفين , الذين يشار إليهم بالبنان في الأردن والساحة العربية , وآثاره العلمية في مجال العلم الشرعي , والتوعية والإسهام في المشروع الإسلامي واضحة وجلية , تشهد له كتاباته ومؤلفاته المتميزة .. حيث تخصص في عدة جوانب وأبدع فيها , وكان له عظيم الأثر في التركيز عليها , وأخص بالذكر تركيزه على الخطر الصهيوني وجذوره التاريخية ومنطلقاته التوراتية التلمودية ...
أسأل الله أن يوفق الدكتور صلاح الخالدي بمزيد من العطاء بما فيه خير الأمة ومشروعها النهضوي . ا.هـ .
هذه بعض الشهادات في الثناء على أستاذنا العلامة صلاح الخالدي ومؤلفاته . وكذلك نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا .
ومن هنا فإنني أنصح طلبة العلم الشرعي بالإقبال على كتب ومؤلفات الشيخ الخالدي ليطلعوا على مافيها من علم أصيل ونفع عميم .. وإليكم قائمة بأسماء مؤلفاته وكتبه :
1- سيد قطب الشهيد الحي .
2- نظرية التصوير الفني عند سيد قطب .
3- أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب .
4- مدخل إلى ظلال القرآن .
5- المنهج الحركي في ظلال القرآن .
6- في ظلال القرآن في الميزان .
7- مفاتيح للتعامل مع القرآن .
8- في ظلال الإيمان .
9- الشخصية اليهودية من خلال القرآن .
10- تصويبات في فهم بعض الآيات .
11- مع قصص السابقين في القرآن 1-3.
12- البيان في إعجاز القرآن .
13- ثوابت للمسلم المعاصر .
14- إسرائيليات معاصرة .(1/3349)
15- سيد قطب من الميلاد إلى الإستشهاد .
16- لطائف قرآنية .
17- هذا القرآن .
18- حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية .
19- الخلفاء الراشدون بين الإستخلاف والإستشهاد .
20- التفسير والتأويل في القرآن .
21- الأتباع والمتبوعون في القرآن .
22- التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق .
23- الخطة البراقة لذي النفس التواقة .
24- تفسير الطبري تقريب وتهذيب 1-7.
25- الرسول المبلغ صلى الله عليه وسلم .
26- القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث 1-4.
27- تهذيب فضائل الجهاد لابن النحاس .
28- تعريف الدارسين بمناهج الفسرين .
29- القبسات السنية من شرح العقيدة الطحاوية .
30- سيد قطب الأديب الناقد والداعية المجاهد .
31- صور من جهاد الصحابة .
32- إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني .
33- مواقف الأنبياء في القرآن : تحليل وتوجيه .
34- سعد بن أبي وقاص : المجاهد الفاتح .
35- الحرب الأمريكية بمنظار سيد قطب .
36- سيرة آدم عليه السلام : دراسة تحليلية .
37- بين الإسلام الرباتي والإسلام الأمريكاني .
38- عتاب الرسول في القرآن : تحليل وتوجيه .
39- وعود القرآن بالتمكين للإسلام .
40- حديث القرآن عن التوراة .
41- جذور الإرهاب اليهودي في أسفار العهد القديم .
42- سفر التكوين في ميزان القرآن 1-2.
43- تهافت فرقان متنبئ الأمريكان أمام حقائق القرآن .
44- الأعلام الأعجمية في القرآن : تحليل وتوجيه .
45- الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في أصو ل الكافي .
46- القرآن ونقض مطاعن الرهبان .
47- وقفات مع بعض الآيات .
---
د.أحمد شكري
10-09-2006, 11:58 AM(1/3350)
شكرا لك يا أخ محمد السيلاوي على هذه الإفادة القيمة وأشكرك على الاستشهاد بعباراتي في حق أستاذنا الدكتور صلاح وحقا إن مؤلفاته القيمة المتنوعة غزيرة العلم كثيرة الفوائد تشهد له بالمكانة المتميزة بين العلماء المعاصرين وله نظرات ثاقبة وأفكار نيرة وحسن اختيار للموضوعات التي يبحثها جزاه الله تعالى خير الجزاء وجزاك يا أخ محمد كذلك خير الجزاء.
---
عدنان البحيصي
10-09-2006, 04:47 PM
صدقت
فالدكتور صلاح الخالدي كما عرفته من مؤلفاته الجمة كأس من العلم والفقه والأدب لا يجرح الشفاه
وهو معين رائع زلال
شكرا لك
أخي
---
زهير هاشم ريالات
10-10-2006, 11:45 AM
جزاكم الله خيرا على تناول هذا الموضوع، وإتماما للفائدة أضع بين أيدكم السيرة الذاتية لشيخنا الدكتور صلاح الخالدي، وهي مأخوذة من مقابلة قمت بإجرائها معه، ونشرت في مجلة الفرقان التي تصدر عن جمعية المحافظة على القرآن / الأردن
الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي.. اسم عرفه طلبة العلم ومحبو القرآن وتفسيره، وتابعوا بشغف دروسه ومحاضراته في المساجد، وفي جامعة البلقاء التطبيقية والجامعة الأردنية وكلية العلوم الإسلامية وجمعيات تحفيظ القرآن، وقرأوا كتبه التي وصل عددها إلى نيف وأربعين كتاباً.
وقد قُدّرَ لي أن أتتلمذ على يديه، فرأيت عالماً عاملاً بكتاب الله، تالياً له، صافي المنهج في الولاء والبراء، موالياً لأولياء الله، معادياً لأعدائه، لا تأخذه في الله لومةُ لائم، قوَّالاً بالحق، أخَّاذاً من الكتاب والسنة، ذاق نعمة الحياة في ظلال القرآن، فسخر وقته وقلمه في تعريف الناس بها.
وانطلاقاً من رسالة المجلة في تعريف قرائها بعلماء القرآن، الذين هم أعلام الهدى ومصابيح الدجى، كان لقاؤنا مع شيخنا أبي أسامة في بيته في منطقة صويلح بعمان، لنغترف شيئاً من بحر علمه، ونقتبس شعاعاً من نور كلامه، وكان هذا الحوار..(1/3351)
الفرقان: بداية -فضيلة الدكتور- نرجو منكم التكرم وإعطاءنا تعريفاً موجزاً بكم: نشأتكم، وحياتكم العلمية، ومسيرتكم مع كتاب الله عز وجل.
د. صلاح: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ولدت في مدينة جنين في (1/12/1947م) الموافق (18/محرم/1367هـ)، ودرست في جنين في المدارس الحكومية حتى الصف الثاني الإعدادي، ثم توجهت إلى الدراسة الشرعية، فانتقلت إلى نابلس للدراسة في المدرسة الإسلامية، ودرست فيها سنتين: الثالث الإعدادي والأول الثانوي، وهذه المدرسة كانت مرتبطة مع الأزهر، فكان الطلاب الأوائل يذهبون في بعثة للدراسة في الأزهر. وقد يسر الله لي الحصول على هذه البعثة.
سافرت إلى القاهرة سنة 1965م، وهناك أخذت الثانوية الأزهرية، ثم دخلت كلية الشريعة وتخرجت فيها سنة 1970م، وعدت إلى الأردن لأن الضفة الغربية كانت قد احتلت سنة 1967م. ومن أبرز مشايخي في هذه المرحلة الشيخ موسى السيد رحمه الله –أحد علماء فلسطين-، وقد كان عالماً عاملاً ربانيّاً وخرج من العلماء الكثير. أما مصر فقد سافرت إليها في عز المحنة، وكان هناك حرب على العلماء وكثير منهم في السجون، ومنهم في تلك الفترة الشيخ محمد الغزالي وسيد سابق وعبدالحليم محمود، حيث كان لهؤلاء جهود دعوية في تلك الفترة خاصة الشيخ محمد الغزالي وكنا نحضر محاضراته في مختلف مناطق القاهرة.
ثم سجلت لدراسة الماجستير سنة 1977م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وكانت الرسالة التي قدمتها بعنوان: (سيد قطب والتصوير الفني في القرآن) وجاءت في قسمين: القسم الأول عن حياة سيد قطب، والثاني عن التصوير الفني في القرآن. وتمت المناقشة سنة 1980م، وتألفت اللجنة من الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات مشرفاً والأستاذ محمد قطب مناقشاً والشيخ محمد الراوي -العالم المصري المعروف- مناقشاً.(1/3352)
وكانت قاعة المناقشة ممتلئة بالحضور، وجاء عدد كبير منهم جاء ليسمع كلام الأستاذ محمد قطب، الذي أخجلني وهو يثني على الرسالة والجهد المبذول فيها، حتى إنه قال: لو تقدم الطالب بالقسم الأول من الرسالة فقط لاستحق الماجستير عن جدارة! وهذا من فضل الله عليِّ، وأسأله القبول سبحانه.
ثم حصلت على درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن سنة 1984م من الجامعة نفسها، وكانت الرسالة بعنوان: (في ظلال القرآن – دراسة وتقويم) وأشرف عليها أيضاً الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات، وناقشني عالمان مشهوران هما الشيخ مناع القطان رحمه الله، والأستاذ الدكتور عدنان زرزور -العالم القرآني المعروف-.
الفرقان: كم مرة قرأت (الظلال) خلال إعدادك لرسالتي الماجستير والدكتوراه؟
د. صلاح: خلال فترة الماجستير قرأته مرتين، وفي الدكتوراه خمس مرات، فمجموع قراءاتي للظلال من أجل الشهادة الأكاديمية سبع مرات، وكانت قراءة حرفية كاملة والحمد لله.
أما العلماء الذين درَّسوني أو التقيت بهم في السعودية، فأذكر منهم الشيخ عبدالله الغديان -عضو هيئة كبار العلماء- الذي درّسنا علوم القرآن، ودرّسنا التفسير الدكتور مصطفى مسلم -وهو من العلماء السوريين المعروفين-، وغيرهم. وقابلت أيضاً عدداً من كبار العلماء منهم: السيد أحمد صقر، والأديب السعودي المعروف أحمد عبدالغفور العطار، وقابلت محمد قطب في مكة لإعداد المادة حول سيد وحياته.(1/3353)
هذا بالنسبة لدراستي وطلبي للعلم، أما الوظائف التي عملت بها، فبعد تخرجي من الأزهر عينت بوظيفة واعظ بوزارة الأوقاف في الأردن، وكان تعييني في مدينة الطفيلة. وفي عام 1974م انتقلت إلى مدينة السلط حيث عملت مراقباً للتوجيه الإسلامي (مساعد مدير أوقاف). وفي سنة 1980م -وبعد حصولي على الماجستير- عُيِّنت في كلية العلوم الإسلامية في عمان، وبقيت فيها حتى عام 1991م، وكنت عميداً لها في آخر سنتين، بعدها أصبحت مدرساً في كلية أصول الدين / جامعة البلقاء التطبيقية، وما زلت أعمل فيها إلى الآن. وخلال هذه الفترة من عام 1981م – 1994م عملت خطيباً وإماماً في مسجد عبدالرحمن بن عوف في منطقة صويلح بعمان.
الفرقان: عدد مؤلفاتك وأقربها إلى قلبك ؟
د. صلاح: أحمده سبحانه أن منَّ عليَّ بالكتابة والتأليف. عدد المطبوع من مؤلفاتي بلغ (44) كتاباً، أولها طبع سنة 1981م بعنوان (سيد قطب الشهيد الحي). أما أقربها إلى قلبي فكما يقولون: (كلهم أولادي)، لكن هناك سلسلة قرآنية سمَّيتها: (من كنوز القرآن) خرج منها عشر حلقات منها: مفاتيح للتعامل مع القرآن، في ظلال الإيمان، الشخصية اليهودية من خلال القرآن، لطائف قرآنية.. إلخ.
الفرقان: إذا ذكر اسمكم -فضيلة الشيخ- فوراً نذكر الأستاذ سيد قطب. ما العلاقة التي تربطك به رحمه الله، وما هو أول كتاب قرأته له؟
د. صلاح: هي علاقة محبة وتلمذة، أما صلة شخصية فلم يكن بيني وبين الأستاذ سيد قطب صلة شخصية، لم ألتق معه لأني عندما سافرت إلى مصر، كان سفري في شهر (9) سنة 1965م، وكان سيد قد اعتقل في شهر (7) من السنة نفسها، وبعدها أعدم، فلم ألتق معه لقاء شخصيّاً إنما تتلمذت على كتبه، قرأتها كلها. لما سافرت للقاهرة كان قد وقع في محنة فزاد إعجابي بالرجل، فأقبلت على كتبه، رغم أنها كانت ممنوعة وغير متوفرة في المكتبات، لكن كنا نحصل عليها عن طريق بعض الزملاء والمعارف وبطرق خاصة.(1/3354)
أما أول كتاب قرأته لسيد فله قصة.. كنت في المدرسة أحب القراءة والمطالعة، وكنت أتردد على مكتبة المدرسة، فاستهواني اسم كتاب بعنوان: (مشاهد القيامة في القرآن) ومؤلفه سيد قطب، قبل ذلك لم أكن قد سمعت عنه، فأعجبني اسمه (سيد) و (قطب)، وعنوان الكتاب أعجبني، فاستعرت الكتاب من المكتبة وأخذته إلى البيت وقرأته، وأعترف أنني لم أفهم معظم ما فيه إلا أنها كانت أول مرة أسمع فيها عن سيد وأقرأ له.
الفرقان: استشهد سيد قطب أثناء إقامتكم في القاهرة. كيف كان شعوركم يوم بلغكم نبأ استشهاده رحمه الله؟
د. صلاح: حقيقة حزّ في نفوس الجميع استشهاد سيد، كان استشهاده في (29/8/1966م) فتألمنا جميعاً، وأذكر منظراً لا أنساه، فقبل استشهاده كنا في كافتيريا المدينة الجامعية في الأزهر، وفيها تلفاز، وكنا نجلس نستمع لنشرة أخبار الساعة الثامنة مساءً، وفي النشرة عرضوا صورة سيد قطب عندما خرج من السجن لتنفيذ حكم الإعدام عليه، فسلَّم على جميع الضباط والجنود الموجودين وصافحهم واحداً واحداً، ولما وقف على باب السجن، صافح الواقفين، وكانت سيارة السجن تنتظره، فركب السيارة والتفت للخلف وحياهم جميعاً، وابتسم ابتسامته الكبيرة التي انتشرت بعد ذلك في الصحف.. كان منظراً مؤثراًً، وهذا ردّ على من يقول: إن سيداً كان رجلاً مكتئباً وسوداويّاً.. بالعكس كان وجهه مشرقاً في الصورة، وكان يسلم على أعدائه الذين حاربوه وعذّبوه، ومع ذلك كان يسعهم بقلبه الكبير.
وأذكر أنني في يوم استشهاده كنت في البيت ولم أخرج.. كان من الصعب أن يخفي أحدنا حزنه وألمه على ما جرى، لكن رجال البوليس المصري آنذاك كانوا يحاسبون الناس على عواطفهم، ففي اليوم التالي لاستشهاده، رأيناهم يعتقلون أي رجل ملتزم تبدو عليه مظاهر الحزن لما حدث! وهذه قمة السوء؛ أن تحارب الناس على عواطفهم.
---
(1/3355)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شيوخ الإقراء بالإسكندرية
---
شيوخ الإقراء بالإسكندرية
---
ابن عبدالشافي
11-23-2005, 03:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أفيدونا بشيوخ الإقراء بالإسكندرية ممن لهم حلقات تجويد وممن يمكن قراءة القرآن عليهم..
وجزاكم الله خيراً..
---
خالد الشبل
11-23-2005, 08:17 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
ربما يفيدك المرفق.
---
ابن عبدالشافي
11-24-2005, 03:52 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم..
هل مِن أهل الأسكندرية مَن يدلي بدلوِه في هذا الموضوع ؟
---
(1/3356)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قنوات غير عربية إسلامية فضائية جديدة
---
قنوات غير عربية إسلامية فضائية جديدة
---
مرهف
12-05-2005, 09:24 PM
الإعلام اليوم أضحى سلاحاً أقوى من السيف لما يحمله من التوثيق وغسل الأدمغة وتغيير الثقافات والأفكار بل والتاريخ أيضاً ، وما حرص الدول القوية الظالمة على حصر الإعلام تحت رقابتها إلا دليلاً واضحاً للرسالة المنفردة التي تريد تعميمها على العالم بإقصاء الآخر واستخدام الإرهاب الفكري والعلمي والتاريخي ، وتغطية الإرهاب المسلح التي تقوم به من انتهاكات لحقوق الإنسان وتمثيل بالناس وغير ذلك مما ينبئ عن مضمون قلوبهم من اللؤم ومحصول نفوسهم من الحقد والأمراض النفسية والفكرية التي يضطربون في خضمها، وينعكس ذلك بإسقاط ما فيهم على غيرهم، فتهمة الإسلام بالقتل والإرهاب ليست جديدة على الساحة الإعلامية ونحن نعرف أن المستشرقين وأعوانهم من العلمانيين والليبراليين ومن لف لفهم كانوا يشيعون فكرة انتشار الإسلام بالسيف وما هذه الدعاوى اليوم من وسم المقاومات في العالم الإسلامي المحتل بالإرهاب إلا استرسال هذه الدعوى ولكن بشكل آخر.(1/3357)
فكان عمل المسلمين ـ خاصة منهم أصحاب الأموال والنفوذ ـ في محاربة ما ينشر بالإعلام بنفس السلاح واجب شرعي وفريضة قائمة لا يجوز التخاذل عنها وهي من أنواع الجهاد في سبيل الله المطلوب، بل أيضاً هو من أنواع النصرة للمجاهدين بالسلاح لفهم معنى الجهاد والتفريق بينه وبين القتل الظالم ، وإن القلب ليسر بل يغمر بالسرور عندما يسمع بقناة إسلامية فتحت في زحمة القنوات التي تفسد أبناء أمتنا ، ويزداد السرور أكثر عندما تكون هذه القنوا تغير عربية ، إذ الجهل بالإسلام عد غيرالعرب من المسلمين أكثر من الجهل بالإسلام عند أبناء العرب ، هذا أولاً ، وثانياً إقامة الحجة على غيرالمسلمين بإيصال الرسالة إليهم بقدر الطاقة البشرية ولكن نسأل الله أن لا تستخدم هذه القنوات في خلفيات لا ترض الله وسوله .
أقول هذا بمناسبة افتتاح قناة الهدى الإسلامية الموجهة باللغة الإنكليزية وقناة محمد السادس المغربية للقرآن الكريم التي يُقرأ فيها القرآن بقراءة ورش وكذلك ما نشره موقع إسلام أون لاين نت :
إسلام أون لآين نت / تستعد الأقلية المسلمة بالهند لإطلاق قناتي تلفزيون فضائيتين تهدفان إلى تقديم الموقف الصحيح للإسلام من القضايا المعاصرة، والرد على الحملات المغرضة التي تستهدف الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام وأهمها قضية عمرانة التي استغلتها وسائل الإعلام الهندية للتشهير بقانون الأحوال الشخصية الإسلامي.
وقالت صحيفة "التايمز" الهندية يوم الأربعاء 28-9-2005 إن إرسال قناة "الكتاب" سيتزامن مع بداية شهر رمضان للعام الهجري 1426 الذي يحل بعد أيام قليلة، في حين تبدأ قناة "السلام" بثها في غضون شهرين. وستكون القناتان مجانيتان وتبثان إرساليهما طوال 24 ساعة يوميا. وستقدم القناتان برامج قريبة الشبه مع برامج قناة "القرآن" التي تبث من دبي ولها جمهور عريض من مسلمي الهند وباكستان.(1/3358)
ونقلت الصحيفة عن أختر شيخ كبير رعاة قناة "الكتاب" أن "قناة الكتاب لن تكتف بالتصدي للدعاية المغرضة ضد المسلمين بوسائل الإعلام، وإنما ستساهم أيضا في تنقية المجتمع الإسلامي". واستطرد: "يشعر المسلمون منذ وقت طويل أنهم بحاجة إلى قناة يمكنهم اعتبارها قناتهم الخاصة".
وأضافت أن الإدارة المشرفة على قناة "الكتاب" أوكلت مهمة وضع برامجها إلى مجموعة من علماء ديوباندي الملتزمين. وديوباندي بلدة تبعد 100 ميل شمالي دلهي وبها مدرسة إسلامية أنشئت عام 1867 ولها تقاليد عريقة جعلتها من أكثر المدارس الدينية شهرة بشبه القارة الهندية.
وقد حدد مركز المعارف (مركز العلماء المسلمين في مومباي) اتجاه بوصلة قناة "الكتاب" بالفعل وهي إزالة سوء الفهم حول الإسلام، والإعلاء من قيمة التضحية بحرية المسلمين، فضلا عن القضايا الخلافية في قانون الأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق والنفقة والخلوة.
وأبدت الصحيفة الهندية دهشتها من مشاركة العلماء بالقناة بالنظر إلى انقسام علماء الهند حول شرعية مشاهدة التليفزيون، مشيرة إلى فتوى أصدرها المفتي محمود الحسن من مدرسة دار العلوم بديوباندي العام الماضي تحرم مشاهدة التليفزيون على المسلمين.
ونقلت الصحيفة رد مولانا برهان الدين قاسمي، الذي يشارك في إعداد برامج قناة الكتاب، على الفتوى حيث قال إن علماء الدين لا يمكنهم إنكار أهمية وسائل الإعلام المرئية. وأوضح قائلا: "إذا نظرنا إلى قضية عمرانة التي استغلتها وسائل الإعلام الهندية للتشهير بقانون الأحوال الشخصية الإسلامي بعرضها للمناقشة مرارا وتكرارا مستبعدة القضايا الأخرى وكأن المسلمين ليس لديهم قضايا غيرها".
فاللهم ألهم المسلمين من أمرهم رشدا وأعنهم على قول الحق آمين
---
ابن الجزيرة
12-16-2005, 07:58 AM(1/3359)
جزاك الله خيراً على هذه المتابعة المميزة , وإن هذا الخبر الجميل وأمثاله لمما يدخل البشر على المسلم, والتخلف الإعلامي يعد سمة للمسلمين في هذا العصرـ عصر الثقافة والإعلام ـ ومما يحز في النفس أن يقف بعض المسلمين خاصة بعض العلماء وطلبة العلم موقف المتردد بل أحياناً الناقد والمانع لمثل هذه الخطوة بدلاً من المشاركة والرقي في هذه البرامج التي أثبتت نجاحها متناسين أن فعلهم هذا هو الغاية التي يسعى لها أعداء هذا الدين بحيث يخلو لهم الطريق فيكونون هم المنظرون للأمة بدلاً من أئمتها وعلمائها , وما خبر قناة المجد عنا ببعيد فقد قفزة قفزة عظيمة في مجال الإعلام تجاوزة قنواة مرَّ عليها زمنٌ طويل في المجال الإعلامي مما يدل على التعطش الشديد الذي يمر به المسلمون في هذا الزمن لمثل هذه القنوات الإسلامية , نسأل الله أن يوفق القائمين عليها للعمل بما يرضيه , وأن يكفيهم شر الأعداء , وأن يطرح الخير على أيديهم إنه جواد كريم .
---
(1/3360)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > قذائف الحق كتاب الكتروني رائع
---
قذائف الحق كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
09-17-2006, 03:47 PM
قذائف الحق كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
قذائفُ الحَق
مُحَمّد الغزاليّ
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج540 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/bb94bf9579.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/e0b5a0e05e.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/12abb1df8a.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Kazaef.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=287830
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
بنت السنة الطاهرة
09-17-2006, 09:25 PM
جزاكم الله عنا خير الجزاء....
---
نور القرآن
09-20-2006, 10:53 PM
جزاكم الله خير على هذا الكتاب الذي احتاج له
إلا أنني كلما دخلت عليه لااستطيع فتحه أو تحميله وذلك في العديد من الكتب والوثائق المعروضة على الموقع الموقر
وإنما تظهر رسالةبانه سيتم تحويلي للرابط إلا أن الصفحة لا تظهر
رجاء أفيدوني بالطريقة الصحيحة لتحميل مثل هذه الكتب
---
(1/3361)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من يدلنا على مظان هذه القاعدة ؟
---
من يدلنا على مظان هذه القاعدة ؟
---
صادق الرافعي
10-11-2006, 04:40 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه
أما بعد : قرأت قديما هذه القاعدة : " الكتابة ممن نأى بمنزلة الخطاب ممن دنا . "
لكنني نسيت مظانها فهل من مشمر ؟
---
عبدالرحمن الشهري
10-11-2006, 06:28 PM
الأخ العزيز صادق الرافعي وفقه الله ورفع قدره .
هذه المقولة تجدها في كلام الجاحظ عن أهمية الكتابة والكتاب ، وتجدها بنصها أو بمعناها في كلام الصولي في كتابه (أدب الكتاب) ومثله كتاب ابن قتيبة (أدب الكاتب) ، وتجدها في كلام الأدباء عن فضل الكتابة والقلم في كتب الأدب كالعقد الفريد ، ونهاية الأرب .
---
منصور مهران
10-11-2006, 09:32 PM
هذه المقولة من كلام فقهاء الأحناف حول ثبوت التصرف الذي يكتب به المكلف دون تلفظ منه كأن يكون مسافرًا أو أخرس ؛ ففي المبسوط للسرخسي في كتاب الطلاق في شأن من كتب إلى امرأته كتابا يطلقها فيه جاءت هذه المقولة بصيغة : ( الكتاب ممن نأى بمنزلة الخطاب ممن دنا ) .
ووجدتها في كتاب الهداية للمرغيناني في آخرالجزء الرابع في مسائل شتى في كتابة الأخرس بصيغة : ( أما الكتابة ممن ......)
وفي تبيين الحقائق شرح كنز الرقائق ، بصيغة : ( الحديث والكتابة ممن نأى........)
ولا أدري ما المقصود بلفظ ( الحديث ) هنا ، فقد كان الشيخ علي الطنطاوي يقول : إنها في زماننا بمثابة حديث المرء عبر الهاتف ، وقديما بمعنى حديث المرء إلى من يسمعه ويبلغ عنه إذا كان ثقة وعلى قوله شهود .
والله أعلم بصحة التفسير الأخير .
ولم أبحث في الكتب التي أشار إليها أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري ، ولعلي أنظر فيها فيما بعد .(1/3362)
وبالله التوفيق .
---
(1/3363)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يدلني على تفسير المنار لمحمد رشيد رضا على الانترنت ؟
---
من يدلني على تفسير المنار لمحمد رشيد رضا على الانترنت ؟
---
مناضل
06-10-2003, 11:33 PM
السلام عليكم
هل من يدلني على تفسير سيدنا محمد رضا
تفسير المنار
في البرامج الحاسوبية أو مواقع الشبكة
نصحاً
---
سهير العيسى
05-10-2004, 04:06 PM
كاتب الرسالة الأصلية : مناضل
السلام عليكم
هل من يدلني على تفسير سيدنا محمد رضا
تفسير المنار
في البرامج الحاسوبية أو مواقع الشبكة
نصحاً
---
(1/3364)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قبل البدء بجمع الترجيحات ؟!
---
قبل البدء بجمع الترجيحات ؟!
---
طالِب
03-15-2007, 10:42 AM
مشايخنا الفضلاء وإخواننا النبلاء بإختصار شديد أريد من فضيلتكم التكرم ع بتوضيح كيف لي أن أستخرج ترجيحا ؟ وكيف أبدأ بدراسة ذلك الترجيح ؟ وما المعين بعد الله لي في فهم الترجيحات ؟
زاد الله من دخل هنا وأدلى بدلوه زاده الله بسطة في العلم والمال والرزق وقبل كل ذلك رضي الله عنه ووفقه وأسعده
---
أبو صفوت
03-15-2007, 11:14 AM
السلام عليكم
راجع هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4887
---
أحمد بزوي الضاوي
03-20-2007, 04:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإن دراسة قواعد الترجيح عند المفسرين تقتضي في نظري اتباع خطة العمل التالية :
1- أسباب الاختلاف في التفسير .
2- أنواع الاختلاف في التفسير .
3- تحديد مفهوم التعارض في مجال التفسير .
4- تحديد مفهوم الترجيح في مجال التفسير .
5- مذهب أهل السنة في التفسير باعتباره مناط الترجيح .
6- مجالات الترجيح .
7- أنواع المرجحات .
8- الدراسة الإحصائية مع الفهرسة .
9- منهج المفسر في الترجيح ، بحيث يصف الباحث الطريقة التي اعتمدها المفسر للترجيح بين التفاسير .
10- دراسة الآيات المختلف في تفسيرها ، و بيان قواعد الترجيح لديه ، وكيفية إعمالها .
وكما بينت فإن البحث ينقسم إلى محورين : محور نظري ، و الآخر تطبيقي .
يمكنكم الاستئناس بالكتب التالية :
1-قواعد الترجيح عند المفسرين للنفيسان .
2- أسباب اختلاف المفسرين للشايع .
3- مذهب أهل السنة في التفسير للبزوي .
4- مقدمة تفسير ابن جزي .
5-البرهان للزركشي .
6- الإتقان للسيوطي .
6- مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية .(1/3365)
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
العبادي
03-20-2007, 08:42 PM
1-قواعد الترجيح عند المفسرين للنفيسان .
شيخنا الفاضل: الذي أعرف أن الكتاب لحسين الحربي.
ولعلك تقصد كتاب: اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره للفنيسان.
---
أحمد بزوي الضاوي
03-21-2007, 12:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الأستاذ العبادي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أشكر لفضيلتكم اهتمامكم ، وما ذهبتم إليه هو الصحيح، معذرة فالأمر حصل مني سهوا . جزاكم الله خيرا .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/3366)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الاية الاولى : اقرأ....
---
الاية الاولى : اقرأ....
---
عزام عز الدين
02-27-2006, 04:03 AM
المكان : مكة ،شعابها بالتحديد .
الزمان : القرن السادس الميلادي. قرن نموذجي للأوضاع السيئة التي تسقط فيها الإنسانية بين عصر وآخر. قرن غارق في ظلمة حالكة . الاستغلال يضرب بإطنابه في العلاقات بين البشر .
والحروب تصبغ وجه العالم بلون الدم . والأديان السماوية لم تعد سماوية بأي شكل من الأشكال وسقطت بين فكي الإفراط والتفريط ولم تنج من مظاهر الوثنية والشرك التي اقتبستها من المدنيات الأخرى ….
والمعادلة القديمة إياها : الأغنياء يزدادون غنى . والفقراء يزدادون فقراً .
والظلم . الظلم . الظلم .
المناسبة : فرصة البشرية الاخيرة ، لتغيير ذلك كله .
* * *
وذلك الرجل ، ينسحب من مجتمعه الجاهلي بكل تقاليده وعاداته ومكرساته ، ليدخل الغار ، متأملاً في ذلك كله ، ومتعبداً دون طقس معين …
وذلك الغار : حفرة في الجبل ، ظلمة ورطبة . تعطي لذلك الرجل ما يريده : عزلته السرية وتأملاته الخاصة . في ظلمة الغار يجد عزاء ومواساة للظلمات الأخرى التي يغرق فيها المجتمع … وفي رطوبته ما ينسي ولو مؤقتاً ذاك الجفاف الذي يطغي على العالم في طبيعة علاقاته وعاداته ….
ولم يكن هذا الرجل بدعاً من هؤلاء الرجال المنسحبين …
ففي كل مكان من أرجاء المعمورة كان هناك رجال يأبى رصيد فطرتهم الانخراط فيما انخرطت فيه مجتمعاتهم ، فينسحبون إلى الخلاء ، في غار او صومعة او كهف او دير ، ينسجون لحياتهم نسيجا خاصا من الزهد والتعبد والابتعاد عن المجتمع .
وكان كل منهم يستحيل كوكباً منفصلاً يدور في مداره الخاص بعيداً عن المجتمع ، عن الواقع ، وعن الزمن، …(1/3367)
.. وحتى تلك اللحظة ، كان يبدو لظاهر العيان أن ذلك الرجل المتعبد في غار حراء مرشح ليكون واحداً من هؤلاء الرجال المنسحبين اللذين تصير حياتهم فيما بعد مداراً خاصة لا علاقة لها بما حولها ..
حتى تلك اللحظة : بدا ذلك الرجل أنهُ سيكون واحداً من تلك الأقلية المستنكرة ، مثل الأحناف أو بعض النصارى من العرب ، ممن لا يصل استنكارهم إلى درجة التمرد ، وبالذات لا يصل لدرجة محاولة تغيير الأوضاع ..
* * *
حتى تلك اللحظة ، كان كل شيء يسير بشكل يسر الشيطان لأنه يحقق قسمهُ العتيق " فبعزتك لأغوينهم أجمعين " .
كانت الأديان قد فقدت محتواها الإنساني والروحي معاً . وصارت مجرد طقوس وشعائر لا تغني شيئاً فضلاً عن انحرافاتها الوثنية .
وهؤلاء الزهاد المنسحبون : لا صوت لهم ولا دعوة . مجرد أناس على هامش المجتمع .. والمجتمعات البشرية تسير في خطاها المحمومة نحو هاويتها ، لاهيةً عن مصيرها بحروبها وعبثها وشهواتها .
.. كانت السماء صامتة – مكفهرة .
.. وكانت الصحراء خرساء كما لو كانت تخفي في أعماقها سراً دفيناً .
* * *
كل ذلك كان قبل لحظات ، وكان يمكن أن يستمر دهوراً أخرى .
لكن حدث – خلال لحظة – ما غير ذلك كله ..
لم يعد ذلك الأنسحاب هروباً وعزلة : بل صار إنفتاحاً نحو العالم كله ..
الغار ، من ظلمته أنبعث نور غطى وجه العالم أجمع ..
.. وذلك الرجل الذي كان مرشحاً ليصير واحداً من أولئك الزهاد المنفصلين عن المجتمع والواقع والتأريخ ..ذلك الرجل صار أمة .
عندما جاءت تلك اللحظة .
اللحظة – الذروة .
* * *
من الصعب أن نطبق نظرية بحذافيرها على تلك اللحظة . من الصعب أن نجد مصطلحاً محدداً، يتلبس تلك الذروة أو يتقمصها ..
منعطف ؟ منحنى ؟ . ولادة جديدة ؟
كل تلك كلمات . تناور وتدور حول المعاني . تصف ولا تصف . تنجح وتفشل ..
كل ما نستطيع قوله هو أن أساساً جديداً للعلاقات قد بدء . العلاقات بين الإنسان والمجتمع .(1/3368)
والإنسان والكون . الإنسان وخالقه …
بالضبط : ان وعياً جديداً قد بذرت بذرته في تلك اللحظة .
ولادة للوعي الإنساني ؟ ربما !
* * *
كل ذلك حدث عندما جاء الملك للغار وقال لذلك الرجل تلك الكلمة الهائلة الرهيبة : إقرأ …
* * *
إقرأ …
بعد صمت طويل – دام حوالي خمسة قرون . جاءت كلمة السماء : إقرأ .
إقرأ : إنها أول كلمة اختارها الله ليعرف نفسه الى نبيه . بل الى آخر أنبيائه … وهي لا تشبه ابداً الكلمات الأخرى التي قيلت للأنبياء الآخرين …
ففي كل الرسالات السابقة كان الخطاب الإلهي يعتمد على أعجاز( حسي ) . عصا تسعى ، يد بيضاء ، طير يعود إلى الحياة …
في كل الرسالات السابقة كان الله يخاطب في الإنسان حواسه …
لكنه في هذه المرة ، ربما لأنها المرة الأخيرة ، اختار – عز وجل – طريقة اخرى . مضمون آخر ، وصيغة أخرى …
انه يخاطب أول ما يخاطب العقل الإنساني هذه المرة . دونما اعتماد على الحواس الإنسانية . انه يؤسس للغة جديدة في العلاقة بين الله والإنسان . لغة تعتمد على العقل ..
بعدما ثبت للبشر فشل اللغات الأخرى في العلاقة بينهم وبين الله .
لذلك تأتي إقرأ : صيغة ورمز لعلاقة جديدة . بطاقة مختلفة لتعريف مختلف يقدم بها الله وحيه الالهي .
واي كلمة ، تلك هي إقرأ .
* * *
إقرأ : كلمة السر – الذي لم يعد سراً بل صار جهراً في العقيدة الجديدة ، دونما ابهار او اساطير او معجزات تشبه القصص الخرافية …
…. وبينما تنام شعوب على خيالات كلمة السر التي تفتح مغارات الكنوز ،فأن كلمة السر هذه قيلت في الغار ثلاث مرات لرجل أمي ولأمته من بعده ففتحت أبواب العلم وافاق المعرفة ، وجنيت كنوز وكنوز للانسانية عبر القرون التي سادت فيها حضارة إقرأ .
ولا يدري احد على وجه التحديد في أي مرحلة من مراحل العلم سنكون اليوم لو لم تقال تلك الكلمة – السر …(1/3369)
لكن الذي حدث ان تلك الكلمة التي قيلت في الغار همساً ، صارت شعاراً لحضارة ، ومنهاجاً لحياة ، واول ما انزل من كتاب سيتخذ من الفعل ذاته ( قرأ) اسماً يتلى ويتعبد به في صور وعقول اتباعه …
* * *
وكلمة إقرأ لم تكن أول كلمة أنزلت من الوحي فحسب .
بل كانت أول فعل أمر أصدره الله إلي رسوله الأخير ، والى أمته من بعده ، بطبيعة الحال .أي إنها كانت ببساطة شديدة . ودونما تشنجات فقهيه – اول فرض فُرِضَ على محمد (صلى الله عليه وسلم) .
القراءة : أول فرض في الإسلام ، قبل الصلاة والصوم والزكاة والحج .
وبعبارة أخرى : كانت كلمة ( إقرأ) الشاملة هي المدخل الذي فُرِضَتْ عبره كل الفرائض الأخرى …
وبعبارة أوضح و أدق : كان العلم – بمعناه الشمولي والواسع هو الإطار الذي من خلاله أخذت كل الفرائض الإسلامية موقعها الذي حددته الشريعة فيما بعد …
والحديث عن علاقة الإسلام بالعلم بات حديثاً مكرراً استهلكت فيه المعاني ونفذت وهو حديث يرتكز على الاستشهاد بعدد من الآيات القرآنية التي تشيد بالعلم والعلماء، وعلى كثرة تكرار لفظة علم ومشتقاتها (البالغة حوالي 439 مرة ) في القران الكريم – ليستنتج ان الإسلام ( حث ) على العلم ، وان هذا الحث هو التغيير المنطقي للطفرة العلمية التي أنجزتها الحضارة الإسلامية …
للوهلة الأولى ، تبدو مقدمات الاستشهاد ونتائجه صحيحة. لكن عندما يفكر المرء ان الوحي الإلهي بدء باقرأ، فانه يقر ان الأمر اكثر من مجرد حث ، وان الطفرة العلمية الإسلامية اكثر من مجرد استجابة لهذا الحث …
عندما يبتدئ الوحي باقرا ، فالأمر اكثر من الاستحباب واكثر حتى من الوجوب . انه يقع في منطقة خارج التقسيمات الاصطلاحية التقليدية – ويقع في منطقة عميقة جدا في البناء الإسلامي : في الأساس ، في الأركان ، في القاعدة .(1/3370)
وهذا ما كان واضحا ، دونما تنظير فكري – بل كواقع يومي معاش لأفراد الجيل الأول ، وهو الذي شكل الدفعة العلمية الكبيرة التي أنجزتها الحضارة الإسلامية ….
أما أن نتصور ان ( الحث ) والأوامر الإسلامية بطلب العلم قد حققت ذلك الوثوب وتلك الطفرة – فهو أمر اقرب الى السذاجة منه الى النظر والتحقيق العلمي …
لقد كان الإسلام لغة جديدة . روحاً جديدة . مضموناً جديداً بصياغة جديدة للعلاقات الإنسانية مع بعضها ومع الله ….
وكانت المفردة الاولى التي تكونت في هذه اللغه الجديدة – بالابجدية الجديدة – هي كلمة إقرأ.
* * *
لكن الرجل الذي أنزلت عليه إقرأ كان امياً .
وقد ظل علماؤنا لفترة طويلة يفسرون ذلك انه من ادلة النبوة واوجه الاعجاز – في مواجهة المشككين بصدق نبوة محمد ( عليه الصلاة والسلام ) …
لكن الانطلاق من أرضية التصديق بالنبوة يمنح ذلك التناقض الظاهري بين إقرأ وبين أمية النبي أفقا واسعا للتأمل وفضاءاً رحباً للتعليق …
انه يحرر القراءة من أسوارها الأبجدية وحدودها اللغوية – على سعتها – ليطلقها في عالم المعاني شديدة الثراء والخصوبة …
انه يحرر القراءة من المفاهيم الجامدة للتلقين الغبي الى قراءة ما هو غير مكتوب في بطون الكتب …
انه دعوة لقراءة كتاب الكون المفتوح ، المتمثل في كل ذرة من ذرات الخليقة …والمتجسد في كل حبة رمل ونسمة هواء وثمرة شجر …
انه دعوة للقراءة في كتاب النفس الإنسانية : في كل نزعة خير ونزوة شر ، وعاطفة حب تهف بها النفس نحو الجمال والسمو او تسقط بها نحو الرذيلة او الانحدار …
والمتأمل في اللفظ المجرد ( إقرأ) في اللغة العربية يجد في ثراء المعاني المرتبطة بها زوايا جديدة للنظر نحو الأمر الأول بل الفرض الأول الذي نزل في الغار …
فمشتقات قرأ ترد بمعاني : الحمل . الجمع ، من المجموع . الفقه . المدة الزمنية . وكل واحدة من هذه المعاني تمنح (إقرأ) بعداً جديداً يوضح رؤيتنا لما حدث في الغار يومها …(1/3371)
فالقراءة – بمعنى " ما – هي حمل أيضاً " ، وهو حمل ينتج من اللقاء الخصيب بين العقل الإنساني والواقع الإنساني ، ذلك اللقاء الذي ينتج بذرة الوعي وجنين الأمل … في حمل قد يدوم عقوداً او قرون …او يجهض …
وهي ترتبط بالجمع – قراءة شمولية متوازنة تنظر الى العالم كله برؤية تكاملية غير تجزيئية …
وهي عين الفقه – الفهم – الذي يغوص عميقاً بحثاً عن الجذور ، والذي يبحث عن الأسباب لا عن الظواهر ، ويشخص الأمراض ولا يحدد الأعراض فقط …ومرتبطة بالفترة الزمنية – لأنها ليست مطلقة ، خارج الزمان والمكان وذات صلاحية غير منتهية بل – وبسبب ارتباطها بالواقع ومتغيراته – تحتاج إلى عين بشرية جديدة وعقل بشري جديد باستمرار ، ليقرأ من جديد …
وهكذا فإقراْ هي دعوة لقراءة الكون بأجمعه . الخليقة بأجمعها . والتاريخ . والنفس البشرية …
إنها دعوة استقراء واستنباط وتبحر عميق في العلاقة الحتمية بين الأسباب والمسببات وهي ذات الدعوة التي تمخضت فيما بعد بما يسمى اليوم بالمنهج التجريبي في العلوم – والتي كانت من أهم ركائز الانطلاقة الإسلامية في الحركة العلمية . والتي تعتمد على الملاحظة والاستنتاج لكنها بدأت حقا في الواقع اليومي المعاش ، من (إقرأ ) التي بدأت بملاحظة الظواهر البسيطة المحيطة بالفرد البسيط ولا تنتهي حتى بالكون العميق …
إنها فتح لأبواب العقل نحو الجهات الأربع : شمال وجنوب ، شرق وغرب . تتخطى الأبعاد الثلاثة بل وحتى البعد الرابع : الزمن .
الكلمة الأولى : إقرأ . في العمق . في العمق جداً . مثل حقنة في العضلة للوعي الإنساني ، للعقل الإنساني . بل للنوع الإنساني كله …
* * *(1/3372)
ولو تابعنا الحديث الذي روته السيدة عائشة والذي أورده البخاري في صحيحه لوجدنا نصا شديد الخصوبة يحدثنا فيه الرجل نفسه عن تجربته الهائلة الأولى مع الوحي …والذي يتضح من متابعة الحديث ، ان النبي عليه افضل الصلاة والسلام كان يعي- وان كان بغموض- منذ اللحظة الأولى ضخامة الكلمة التي أنزلت عليه . كان يعلم إنها تتجاوز حدود القراءة الاعتيادية إلى أفق غير منظور ، فهو ينكر الطلب "ما أنا بقارئ " –ثلاثا– وهو يرجع بها و يرجف بها فؤاده ويقول " لقد خشيت على نفسي " – وقبلها يطلب " زملوني زملوني " فزملوه حتى " ذهب عنه الروع " .
كل ذلك يؤكد بشكل قاطع انه عليه افضل الصلاة والسلام كان يدرك منذ اللحظات الأولى لرسالته أهمية ما جرى له وأهمية ما نزل به الوحي . ولم ينقل عنه أبداً انه استشكل أمر القراءة وهو الأمي – وهذا يعني انه كان يعي ان أمر القراءة يتجاوز الشكل الحرفي – الأبجدي – الى معنى الوعي والاستقراء كله ثم اكد له ورقة بن نوفل ما كان يدور في وعيه : " هذا الناموس الذي نزل الله على موسى" ولم تكن سوى ثلاث آيات لكن ورقة وجد فيها الناموس ، ووجدها سحيقة القدم عميقة الجذر تتصل بموسى – بعمق التاريخ . ثم قال منبهاً : " ليتني اكون حياً اذ يخرجك قومك " ولعل محمداً كان يعلم الجواب – او يخالجه – اذ سأل: او مخرجيَّ هم ؟ لضخامة الكلمة – الناموس التي ألقيت عليه ، فيجيبه ورقة ما يجيبه ، وضمن الجواب ً نعم …ً .
* * *
وعندما نزل وحي السماء : إقرأ، بعد ذلك الصمت الطويل لم يحدث شيء.
لم تنطفئ الشمس. لم ينشق القمر. لم تتعطل قوانين الفيزياء ولا لحظة واحدة .لم تسقط الشهب والنجوم ولم يتصدع إيوان كسرى ولا عرش قيصر .
… لم يحدث شيء على الإطلاق .
ولم يسمع أحد خارج الغار هذه الكلمة الهمسة التي جاء بها الملك إلى محمد ولو انه لم ينقل الخبر لما عرف أحد .(1/3373)
.. لم يحدث شيء غير طبيعي بتاتا،ً فقط كلمات قيلت في أذن الرجل وقلبه في غار مظلم في شعاب مكة .
ظل الحال على ما هو عليه : الشمس تشرق وتغيب في مواعيدها والكون كله سائر على الخطة المحكمة المرسومة له بإتقان دون ان يتأثر بما حدث .
.. هذه المرة- وهي المرة الأخيرة بالمناسبة- لن يكون هناك أي داع لتحدي قوانين الفيزياء… الأكثر من ذلك ان هذه الرسالة ستكون في حقيقتها صلحاً مع هذه القوانين لا تحدياً.
هذه المرة سيكون التغيير في الداخل، في العقل، في القلب، في الوعي، سيكون التغيير في الإنسان وهو الذي سيفعل الباقي .
ماذا كان سيفيد لو انشق القمر او تصدع إيوان كسرى او انطفأت الشمس ؟.
المهم ان ينشأ وعي جديد لمفاهيم جديدة ليكون مجتمعاً اخراً هو الذي يصدع إيوان كسرى او عرش قيصر .
لذلك نقول بفخر : لم يحدث شيء بتاتاً .
وكان ذلك منسجماً اشد الانسجام مع فحوى ومضمون الكلمة الاولى .
إقرأ .
* * *
كانت تلك هي الولادة الجديدة للوعي الإنساني . وللعقل الإنساني التي حدثت في غار حراء .
اما المخاض – مخاض الوعي – فسيستمر فترة طويلة تتجاوز حتى الـ 23 عاما التي كونت عمر الدعوة …
وعبر القرون سيعاني المخاض كثيرون ، أولئك يجددون الوعي المسلم والفكر المسلم ، بل يبعثون للامة دينها ( كما جاء في الحديث الصحيح …) انهم يمنحون للقراءة أبعادها المتجددة المتفاعلة مع إرهاصات الواقع وتراكمات الخبرة الإنسانية …
من جاهلية مشركي مكة الى نظام العولمة المهيمنة ، يظل جوهر المخاض واحداً . إنها ( إقرأ) .حتى وان غفلنا عنها لقرون ، تخفت أحياناً ويكون صوت الضجيج أعلى من همسة الغار ، لكنها هناك موجودة ، في الأعماق ، وإذا أنصتنا قليلاً لنبض الوعي ، فستكون همسة الغار أعلى من كل الأصوات ، أقوى من كل الأصوات … ابلغ من كل الأصوات ….
* * *(1/3374)
رغم سعة الافق الذي انطلقت فيه تلك الكلمة – إقرأ- الا إنها مع ذلك مبنية على قواعد وأسس متينة ، والاهم من ذلك : ثابتة .
ولعلنا هنا يجب ان نسجل ان الثبات ليس عيبا نخجل منه ونتجاهله – كما هو المعتاد اليوم في عصر يفخر بانه عصر المتغيرات السريعة . نعم . هناك متغيرات ، ولكن هناك ايضا ثوابت . ونحن لا نخجل اذ نقر : في ديننا ثوابت . في عقيدتنا ثوابت . في حضارتنا ثوابت وفي مفاهيمنا ثوابت .
ولذلك فقرائتنا أيضاً مستندة الى ثوابت . وهذه الثوابت هي قاعدة رؤية واساس لنظر ، انها العصب البصري الذي يغذي العين التي تقرأ ، والبصيرة التي تستوعب … وهذه الثوابت لا تمارس دوراً انتقائياً سلطوياً فوقياً على موضوع القراءة – او النظر …
فالعالم كله ، الخليقة كلها ، بل تفاصيلها وكل تدرجاتها ، تظل ميداناً مفتوحاً لإقرأ …
لكن الانطلاق نحو ذلك يظل محكوماً بالقواعد القرآنية . بالرؤية القرآنية .
بالمقاصد الثابتة للشريعة التي تتوجه نحو ما هو ثابت – وهي مقاصد مستقاة من القران نفسه … فاقرأ تتكامل وتتحد – بالقران –عبر القران تتوضح زوايا الرؤية ويصير القران نفسه قراءة للعالم والخليقة والكون ككل …
* * *
حسب أحدث الإحصاءات : 40 % من المسلمين ممن فوق سن الـ 15 عاماً هم أميون . أي ان هناك اليوم اكثر من ربع مليار مسلم بالغ ويعاني من الأمية . والامية هنا هي الأمية الأبجدية – والتي هي أمية فك الخط. والـ 60 % البالغين الذين يفكون الخط هم في اغلب الأحوال – لا يفكون اكثر من الخط ، و(إقرأ) بالنسبة لهم ليست اكثر من أحرف أبجدية لا تعني اكثر من الأصوات التي تترجمها …
ونسبة الامية هذه مصحوبة بارقام اخرى مفزعة توثق اوضاع التخلف والتردي التي يعيش فيها مسلمو اليوم .. ولعلنا لا نحتاج الى ارقام واحصائيات لنعرف اننا متخلفون . لعل نظرة واحدة حولنا تكفي لاستيعاب ذلك.(1/3375)
اننا متخلفون . نعرف هذا ونقر به . ولكن اعترافنا هذا لا يلغي تخلفنا ولا يوضح اسبابه ولا يقلل من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا .مسؤولية المفارقة المتولدة من اننا ندين بدين كان اول ما انزل منه : إقرأ.
* * *
لكن اكثر جوانب المأساة بروزا هي موقف حملة القران والدعاة من اول كلمة انزلها عز وجل على الرسول الكريم …
فرغم انتشار الصحوة الإسلامية – كما يسمونها اليوم – فان هناك قصورا واضحا في علاقتها مع إقرأ… وهو القصور الذي ينعكس على علاقتها بالمجتمع والواقع والتاريخ والمستقبل ، بل على علاقتها مع نفسها كظاهرة صحوة ، وعلى علاقتها بالإسلام ، ككل …
إنها نقطة الخلل المركزية التي تمحورت حولها كل مشاكل الرؤية والتطبيق التي تعاني منها الصحوة … ويعاني منها الفكر الإسلامي …
ذلك ان مفهوم إقرأ ظل مفهوماً ثانوياً ومرتبطاً بالقراءة التقليدية الجاهزة للمجلدات والكتب التي سطرها الاولون فحسب . وكانت هذه القراءة – الا فيما ندر – تلقيناً تقليدياً، لا حواراً بين الاجيال وبين الواقع الحاضر – والماضي ، بل كانت قراءة تحاول اقسار الماضي على الحاضر ولو بالقوة . وتفرض فهم رجال وعلماء عاشوا في القرن الخامس او السادس الهجري على ظروف القرن الخامس عشر …
وكان ذلك تحجيراً لواسع . وتقزيما لمارد . واغتيالاً لروح الإبداع . لصحوة الأمل في النفوس …
ومن هذا الخلل الكبير لفهم ( إقرأ) نتجت ظواهراً فكرية مؤسفة في الصحوة – الأمل . رغم ان هذا الخلل نفسه نتج عن مجموعة ظروف وملابسات تاريخية واجتماعية قديمة تعود الى عصر الانحطاط لكن النتيجة النهائية للفهم الجامد لكلمة إقرأ كانت استمرار التكريس لقيم ومفاهيم عصر الانحطاط بل تحويلها الى بديهيات، مسلمات لا غنى عنها ….
* * *(1/3376)
نفس الآيات الثلاثة التي أنزلت أول مرة في الغار كانت تحمل إشارة الى خلق الإنسان من علق . والعلق مضغة الدم ، وهي طور من الأطوار الجنينية التي يمر بها الإنسان ، وقد ذُكِرتْ هذه الأطوار بتفصيل اكبر في آيات أخرى من سور مختلفة .لكن موقعها هنا بعد إقرأ مباشرة ، وقبل إقرأ مباشرة ، يثير الانتباه والتأمل ، للوهلة الأولى – على الأقل .
لكن لا عجب ، فالعلقة دور من أدوار التطور التي يمر بها الإنسان – إلى ان يصير أنساناً ، بالضبط كما تمر بقية المخلوقات بأدوار وأطوار تختلف او تتشابه مع الأطوار الإنسانية بحسب موقعها من خارطة الخليقة :القطة والكلب والفيل والنملة وحتى الديناصور مروا جميعا باطوار معينة – مثلما مر الانسان …
لكن تطور الإنسان لا ينتهي بانتهاء هذه الأدوار الجنينية كما ينتهي تطور بقية الحيوانات . انه لا يكتمل انساناً الا بخطوة أخرى … بطور آخر … وبينما يمر الإنسان بتلك الأطوار السابقة رغماً عنه – كما تمر الحيوانات الاخرى بها . فان هذا الطور الاخير لا يمر الا بإرادته ووعيه انه يختاره او لا يختاره . يكمل درب التطور ، او يظل حيث هو …
وهذا الطور، بل هذه الحرية في الاختيار ، وتسليم الوعي والارادة لهذه المسؤولية هو أول ما يميز الإنسان عن بقية المخلوقات ….
وهذا الطور هو الوعي ذاته . انه " إقرأ " التي تحاصر الإنسان – العلقة في الآيات الثلاثة الأولى التي أنزلت في الغار …
" إقرأ " هي الطور الإنساني الأخير الذي به يكتمل تطور الإنسان – ويتميز عن بقية المخلوقات …
انها الحلقة المفقودة التي طال البحث عنها – في تطور الإنسان – وهي موجودة لا في الحفريات وعظام الجماجم القديمة وبحوث الانثروبولوجيا . إنها موجودة في وعيه . في عقله . في قراره بان يكون إنساناً … والذي لا بد وان يمر باقرأ…(1/3377)
إقرأ هي تلك الطفرة النوعية التي يختار الإنسان ان يقفزها ليتخطى الحواجز والعقبات التي تعوقه عن إنسانيته . عن وعي المعاني العميقة الكامنة في كل ذرة من ذرات الكون وكل حركة من حركات التاريخ ، عن ان يكون كما اراده الله ان يكون : خليفة على الأرض …..
يقف الإنسان – بعد ان اكمل تطوره الطبيعي الخارج عن إرادته – ليقرر هل يكمل ، ويستجيب لهمسة الغار ، ويصعد ذلك السلم المضيء الملون – سلم التطور الإنساني الحقيقي .سلم إقرأ ، وكل درجة من درجات السلم يصعدها تغوص به الى عمق الحقيقة والوعي والإرادة , وتزيده اقتراباً من دوره ومسؤوليته الحقيقيين .
او ان يقف – مكتفيا بتطوره الجنيني – فيقف على حافة السلم ، قدر الطحالب والدواب .
* * *
…. و(إقرأ) تمثلت في منجزات حضارية مختلفة ومتنوعة – كانت في حقيقتها جوهر الحضارة التي ارتكزت على همسة الغار …
فمرة تمثلت في فقه متجدد – قائد- يتجدد مع تطورات المجتمع والظروف . ومرة تمثلت في عدالة اجتماعية شملت كل مواطنيها في البلدان المفتوحة ايضاً …
وتمثلت في صراع متأجج بين قوى متناحرة ، ومتنافرة : الأولى التزمت بـ (إقرأ) المتجددة الفهم للمقاصد والثانية حاولت الزام قراءة واحدة – جاهلية غالباً- على الواقع والمجتمع …ورغم اختلاف الشعارات ، وتبدلها بين الحين والاخر … فان إقرأ، كانت دوماً هناك في العمق ، خلف الكواليس وخلف الستار .
وعندما اختفت ( إقرأ) ، صارت مجرد كلمة دون المعاني والافاق والمقاصد ، صار الصراع يمثل – رؤى جامدة ومتوارثة : دون ذلك الفهم ، دون ذلك التجدد ، دون تلك المقاصد أي باختصار : دون ذلك الاسلام – الحقيقي .
* * *
في البدء كانت إقرأ ؟
لا . ليس في البدء فقط . انها في البداية والنهاية وفيما بينهما .(1/3378)
إنها الأمر الأول – الفرض الأول غير القابل للاستئناف او النسخ . والذي لا يكسب فعاليته وحيويته الا باستمراره على كل الأوامر التالية – بل كل الأمور التالية – والتي لا تكتسب – هي الأخرى – فعاليتها الا بالتعامل مع الأمر الأول : إقرأ…
لذلك فان إقرأ ليست مجرد بداية تاريخية لنزول الوحي . إنها البداية والنهاية وما بينهما . إنها جوهر الحكاية بأكملها . الحكاية التي لم تنته بعد …
* * *
مقتبس من كتاب البوصلة القرآنية-للدكتور احمد خيري العمري الصادر عن دار الفكر دمشق
---
عزام عز الدين
02-27-2006, 04:07 AM
الاخ الكريم ابو بكر خليل. هل هذا كلام مستشرقين؟
---
الكشاف
02-27-2006, 08:15 AM
يبدو أن الأخ عزام عز الدين = أحمد خيري العمري صاحب البوصلة القرآنية .
---
عزام عز الدين
02-27-2006, 01:25 PM
يبدو ان الاخ كشاف يعتقد انه كشاف فعلا.
للأسف هذه المرة لم يصب هدفه.
و ان كنت اتمنى ..ان يكون كذلك.
لكن عندي نسخة الكترونية من الكتاب..
على العموم اتشرف بذلك و لاادري ما اهمية هذا الكشف حتى لو كان صحيحا.
---
(1/3379)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من هو مقاتل هذا ؟؟
---
من هو مقاتل هذا ؟؟
---
محمود الشنقيطي
11-22-2006, 08:22 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على وليّنا وقدوتنا محمد وآله وصحبه أجمعين..
مشايخي وإخوتي الأماجد/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام البغوي رحمنا الله وإياه نقل في تفسيره لقوله تعالى (ثمّ استوى على العرش)
قال رحمه الله:
{ قال الكلبي ومقاتل: استقرّ}1/235
والسؤال كالتالي:
أيّ المقاتلين يعني البغوي بنقولاته في التفسيرابن حيان الثقة أم البلخي الضعيف خصوصا وأن في عدة مواطن يقرن بينه وبين الكلبي فتارة يقول قال الكلبي ومقاتل وأخرى يقول قال مقاتل والكلبي ؟؟
هل ثبت في كلام العرب تفسير الاستواء بالاستقرار, فهذا التفسير موجود عند البغوي عن مقاتل والكلبي,وقال به ابن تيمية وتلميذه ابن القيم,ونص عليه ابن عثيمين رحم الله الجميع,ولكن أسال: هل هو معروف في لسان العرب أم لا؟؟
وجزيتم أجمعين خيرَ الجزاء وأتمّه..
---
مساعد الطيار
11-23-2006, 12:25 AM
هو مقاتل بن سليمان ، وانظر المشاركة رقم 8 في هذا الموضوع http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6822
---
محمود الشنقيطي
11-23-2006, 06:36 AM
أحسن الله إليكم شيخنا الجليل ونفعنا بشريف علمكم..
ولكن بقي شق السؤال الثاني وهو : تفسير الاستواء بالاستقرار , هل هو معروف عند العرب ؟؟
علما أن أصحاب المعاجم - رحمهم الله - فيما أعلم يطوّعون تفسير الاستواء لما يعتقدونه..؟
---
مساعد الطيار
11-23-2006, 09:45 AM
جاء في الصحاح في مادة ( سوا ) : ( واستوى على ظهر دابته، أي علا واستقر ) .
---
محمود الشنقيطي
11-23-2006, 10:16 AM
جزاكم الله خيرا
لقد وجدت ابن القيم رحمه الله ناقلاً عن ابن عباس رضي الله عنهما تفسير الاستواء بالاستقرار حيث قال ما نصه:
(قول أئمة التفسير:(1/3380)
قول إمامهم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ذكر البيهقي عنه في قوله {الرحمن على العرش استوى}استقرّ)
اجتماع الجيوش الإسلامية 1/157
والسؤال:
هل ورد هذا التفسير عن ابن عباس عند غير ابن القيم , من المفسرين ؟؟
وهل يعني بنقل البيهقي له أنه في السنن أم ماذا ؟؟
---
جمال أبو حسان
11-23-2006, 10:31 AM
لكن هذا المعنى لا يجوز اسناده الى الله تعالى ولو كان هو المراد فلم جاء التعبير باستوى دون استقر وهناك تسامح كبير في بعض ما يكتبه ابن القيم رحمه الله تعالى في خصوص القضايا اللغوية المتعلقة بالتفسير
واله الهادي
---
أبو العالية
11-23-2006, 12:25 PM
الحمد لله ، وبعد ..
سبحان الله !
والله مما يُعاب على طالب العلم ؛ أن يدخل في البحث والحوار والمناقشة ، وعنده مقررات سابقه ؛ فهذا لا يفلح إلا أن يشاء الله .
وهكذا أغلب أشاعرة اليوم إلا من رحم الله ، وهم قليل ، ولم ألق إلى اليوم أحداً خالف ما أقوله ، وإنما استثنيت لعدم لقياي بهم ولا يمنع هذا عدم وجودهم .
ولكن لكثرة مخالطتي بهم أراهم من اجهل الناس_ والله _ بالحديث وبسنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ومن اخصِّهم الضال المضل ( سعيد فودة ) بل شقي باعتقاد وكذبه ووقاحة لسانه على أهل العلم .
وغفر لله لك يا دكتور جمال على تقديمك له في كتابه الآثم فهما في ...................... سواء .
غفر الله لك .
وشتَّان والله بين علماء الأشاعرة في السابق فعندهم العلم والخلق والفضل ، وهكذا كل من دار في فلك الحديث والسنة فهو وإن خالف الحديث والسنة إلا انه تجده قريب بل ربما يصرح بالصواب ويعلنه ، والعجب انه لا يوافقه ! وما صنيع الإمام القرطبي رحمه الله وغفر له إلا من هذا القبيل .(1/3381)
حيث يقول : ( ( وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم - يعني في اللغة - والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها وهذا القدر كاف ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء .
والاستواء في كلام العرب هو العلو و الاستقرار .
قال الجوهري : واستوى من اعوجاج واستوى على ظهر دابته أي استقر ) تفسيره 7/220
وما قاله في شرحه للأسماء الحسنى حين ساق أربعة عشر قولاً في بيان ذلك وبين أن أولى الأقوال بالصواب قول السلف ثم عقبه بقول ( وإن كنت لا أقول به!!! ) فيا للعجب !
ويكفي في الرد على من نفى أن من معاني الاستواء الاستقرار نقل القرطبي غفر الله له وهو من علماء الأشاعرة الذين جانبوا الصواب _ غفر الله له _ على علم !
واظن أن اعتراف أشعريٌّ فَيْصلٌ في المسألة ، بَلْه ما نطقت به كتب اللغة .
( ومنها : ما ذكره الشيخ الفاضل الدكتور مساعد آنفاً حفظه الله ونفع به )
وأعجب عدم رضاهم بالاستقرار ثم تخبطهم بقولهم بالاستيلاء واعتمادهم على بيت منسوب لرجل نصراني !!
سبحان الله يطالبون أهل الحديث بأنهم لا يقبلون بأخبار الآحاد ة لا تثبت بالعقائد ،
ثم ويتخبطون بالاستشهاد لرجل نصراني !!
( وما هذه باولى تخبُّطاتهم ، والتخطابيط كثيرة )
إي وربي إنه الهوى وقلة العلم وفشو الجهل وعدم المنهجية في البحث العلمي .
هذا ما رأيته وأدين الله به ن قرب ! ومن علم حجة على من لم يعلم .
ثم إني أعلم أن هناك من ينكر بيت الأخطل ، ولكن جلَّهم ومن المتقدمين يثبتونه .
نسأل الله السلامة والعافية .(1/3382)
ووالله لو حلفت أن أشاعرة اليوم لا يفقهون مذهبهم وأنهم على اضطراب كبير بينهم لما حنثت _ إن شاء الله _
فقاتل الله تقديم العقل لى النقل كم يفتك بالمسلمين ويضلهم عن سواء السبيل .
وإنني أدعو الله ان يتوب على أشاعرة اليوم ويهديهم سواء الصراط ؛ فوالله إني أحب هدايتهم ، كيف ومنهم بعض من استفدت منه بعض علم أو خلق أو أدب .
ومن حق التلمذة والله نصحهم ما حيينا والدعاء لهم بظهر الغيب وأن يكرمهم الله بالمعتقد الصالح .
واعجب تثربهم على شيخ الاسلام ابن القيم رحمهما الله وقدَّس روحهما وقد نقلا عمن سبقهم ، فلِمَ التثريب على هؤلاء وسلامة السابقين .
الجواب فقط عند القارئ اللبيب .
وكتب داعياً بالهداية والتوبة لأحبابه الأشاعرة
أبو العالية
كان الله له
---
محمود الشنقيطي
11-23-2006, 01:54 PM
اخي الكريم
أصلحك الله فمع احترامي لغيرتك لم تفدنا في الموضوع شيئاً , وليس الغرض من البحث هو الإلقاء باللائمة وإيقاد فتيل الفتنة, وكان بالإمكان ان يفوتنا حكمك على أقوام كثر من المسلمين بقلة العلم والجهل وحكمك بالشقاء على سعيد فودة وحكمك على الدكتور جمال بالإثم وأن تراسله برسالة خاصة تعاتبه بينك وبينه لا على رؤوس الأشهاد..
وغريب تناقضك حيث قلت إن علمائهم في السابق عندهم الخلق والفضل , وهذانفي منك عن اللاحقين بهم , ثم تعترف بأنك استفدت من بعضهم خلقا وأدباً..
على كل حال نرجو أن تفيدنا مما أفاء به الله عليك في تخريج أثر البيهقي عن ابن عباس وتدعك من الاتهامات والخصومات , حتى لا نعدم الفائدة في موضوعنا ولك جزيل الشكر والامتنان..
---
جمال أبو حسان
11-23-2006, 02:02 PM
يا ابا العاليه صدق والله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يوم قال ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه
---
أبو العالية
11-23-2006, 02:57 PM
الحمد لله ، وبعد ..
الأخ محمود الشنقيطي قلتَ :(1/3383)
( تفسير الاستواء بالاستقرار , هل هو معروف عند العرب )
فأجبناك .
وإن رمت الحق فيجب عليك الانقياد له لا التثريب بأمور اخرى .
وإن كان ثمة سؤال آخر ، فيُسأل كما سبق منك عفا الله عنك .
ثم السؤال عن أثر ابن عباس أنا لم أره ، ولعلك قد كتبته إبَّان كتابتي جوابي .
واما التناقض ، فعلمي أن الشناقطة على مستوى عالٍ من الفهم !واخوك لم ينف الفائدة منهم ولكن قلت ( بعض ) وأظنك تعلم ما معنى بعض وما تفيد .
و جزاك الله خيراً
واما الدكتور جمال جمَّله الله بالمعتقد الصالح :
فمتى كان الإنكار على أهل الضلال شين ؟
ثم أليس هذا الغمر الضال المضل فودة عامله الله بما يستحق .
من أكذب خلق الله على شيخ الإسلام سيما كتابه السيء ( الكاشف ) والذي أراك قد أقحمت نفسك فيما لا تعلمه وكان ما كان منك غفر الله لك .
وأنت القائل لي كثيراً ( من أقحم نفسه في غير فنِّه أتى بالعجائب ) فمتى كان فنّك أيها الشيخ علم الاعتقاد !!
لنتق الله في نفوسنا فإننا سنقف بين يدي الله _ ويداه حقيقتان تليق به سبحانه _ ويعلم ما تكنُّ به نفوسنا وصدورنا فهو خبير جل في علوه ونحن محاسبون على ذلك كله .
ينبغي علينا أن ننظر في ما كتبناه بجوارحنا من الهمز واللهمز بأهل العلم .
ومن الضروري جداً أن من يكتب شيئاً فهو يستعرض عقله ، وليصبر على هذا الذي كتبه ونشره إن خيراً فخير وإن ........
وفهمك كاف أيها الشيخ الحبيب .
ولا تنس أن محبة الحق أحب إلينا من محبة الخلق .
---
أحمد البريدي
11-23-2006, 03:06 PM(1/3384)
إلى أخي الكريم أبي العالية وفقه الله : إن الخلاف بين سلف الأمة وبين الأشاعرة في صفات الله معروفٌ قد سودت به الكتب , ولا شك أن الخير كل الخير في اتباع من سلف , وكان الأولى بك كما ذكر أخي الشيخ محمود مناقشة الدكتور الفاضل جمال فيما ذكره في هذه المسألة فقط خاصة ونحن نحسب ونظن أن الذي جعل الشيخ لايجيز إثبات هذا المعنى ودعاه إلى نفيه هو تنزيه الله تعالى , ومن كان هذا مراده فوالله ثم والله لو تبين له أن إثبات هذا المعنى لا ينافي تنزيه الله تعالى لأثبته لإنه باحث عن الحق فيما نحسب .
أخي الكريم : شكر الله لك غيرتك لكننا لا نرغب بجعل صفحات الملتقى مكاناً لإلقاء التهم , وإنما هي مكاناً للنقاش والحوار الهادف بغية الوصول إلى الحق , والله الهادي إلى سواء الصراط .
---
أبو العالية
11-23-2006, 03:11 PM
الحمد لله ، وبعد ..
جزاك الله خيراً ونفع بك .
اجدت وأفدت .
---
محمود الشنقيطي
11-23-2006, 04:28 PM
هوّن عليك يا أبا العالية
فأظنك خلطت بيني وبين غيري في قولك (وأنت القائل لي كثيراً: من أقحم نفسه فيغير فنه أتىبالعجائب)
لأني لم أدخل معا نقاشا قط فيما أعلم..
كوني أفهم أو لا أفهم كما تلوح به لا ينفي تناقضك فارجع إلى كلامك بروية لتعلم من الأحق منا بنفي الفهم عنه؟؟
جزاك الله خيرا على قولك أن الحق يجب الانقياد إليه..
وأي همز ولمز لأهل العلم تعنيه؟؟
فانا لا أهمز المطربين والبغايا فضلا عن أن أهمز وألمز الأئمة والعلماء فبين لي ما رميتني به وسأكون لك شاكراً
والسلام عليكم ورحمة الله
---
مساعد الطيار
11-25-2006, 01:41 AM
أخي محمود ذكر البيهقي هذا في كتابه ( الأسماء والصفات ) ، وهذه الرواية عنده :(1/3385)
فأما ما أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان ، أنا الحسين بن محمد بن هارون ، أنا أحمد بن محمد بن محمد بن نصر اللباد ، ثنا يوسف بن بلال ، عن محمد بن مروان عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله : ( ثم استوى على العرش ) يقول : استقر على العرش ، ويقال امتلأ به ، ويقال : قائم على العرش ، وهو السرير .
وبهذا الإسناد في موضع آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ( ثم استوى على العرش )يقول : استوى عنده الخلائق ، القريب والبعيد ، وصاروا عنده سواء « ويقال : استوى استقر على السرير . ويقال : امتلأ به . فهذه الرواية منكرة ، وإنما أضاف في الموضع الثاني القول الأول إلى ابن عباس رضي الله عنهما دون ما بعده ، وفيه أيضا ركاكة ، ومثله لا يليق بقول ابن عباس رضي الله عنهما ، إذا كان الاستواء بمعنى استواء الخلائق عنده ، فإيش المعنى في قوله : ( على العرش ) ؟ وكأنه مع سائر الأقاويل فيها من جهة من دونه ، وقد قال في موضع آخر بهذا الإسناد استوى على العرش يقول : استقر أمره على السرير ، ورد الاستقرار إلى الأمر ، وأبو صالح هذا والكلبي ومحمد بن مروان كلهم متروك عند أهل العلم بالحديث ، لا يحتجون بشيء من رواياتهم لكثرة المناكير فيها ، وظهور الكذب منهم في رواياتهم . أ.ه كلام البيهقي .
،،،،،،،،،،،،،،،،
والذي يظهر ـ والله أعلم ـ : أن تفسير لفظ الاستواء بالاستقرار ـ من جهة اللغة ـ لا يعدو أمرين :
الأول : أن يكون تفسير لفظيًّا ؛ أي : إن هذا معنى من معاني الاستواء عند العرب ، وذلك ظاهر من النقل عن الجوهري ، ومن المنقول عن مقاتل ، وهو في طبقة اتباع التابعين ، ولا يعدو أن يكون ناقلَ لغةٍ ، فإن لم تقبله تفسيرًا للاستواء فلا يمنع أن تقبله لغة ، ووتحمله عندك على قاعدة : ليس كل ما ثبت لغة صحَّ تفسيرًا .(1/3386)
الثاني : أن يكون الاستقرار من لوازم الاستواء اللفظية والعقلية ، فإذا قيل : استوى على الدابة ، لزم منه أن يكون مستقرًا عليها ، ومن اطلع على تفسير السلف ظهر له أنهم يعمدون إلى هذا الأسلوب ، وهو التفسير بلازم اللفظ والمعنى .
هذا من جانب البحث اللغوي البحت .
أما من جانب تفسير صفة الاستواء في حق الله تعالى ، فلا يخفى على علمكم أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات ، وأنه لا يجوز وصف الله بما لا يستحقه من المعاني ، وقد تنازع الناس في معنى الاستواء تنازعًا معروفًا لكل من اطلع على كتب العقائد ، ولا شكَّ أن اتباع المأثور عن السلف في مثل هذا أولى من الأخذ بقول المتأخرين عنهم ، فهم أعلم بالله وبكتاب الله وبسنة رسول الله ممن جاء بعدهم ، ولا نحتاج في مثل هذا الملتقى إلى أن نفتح مثل هذه الموضوعات التي قد تخرج بالملتقى إلى نزاعات كلامية لا تفيد الأعضاء ، ومن أحب النظر في هذه الأمور فعليه بالرجوع إلى كتب العقائد المسندة عن السلف ، ثم النظر في كتب المتأخرين ، وأنصح في هذا المقام بأمرين :
الأول : أنه من المعلوم عند كل مسلم أن الأصل الذي نرجع إليه جميعًا هما الكتاب والسنة ، وباعتمادهما يتبين القريب منهما من البعيد عنهما في الاستدلال ؛ سواءٌ في ذلك العقائد والأحكام والسلوك .
الثاني : أنه لا يخالف مسلم أن الصحابة والتابعين قد فهموا هذين الأصلين فهمًا صحيحًا ، ولا يكاد يشذ عنهم من معانيهما شيء ، فهم نَقَلَةُ هذه الشريعة المباركة ، فاعتماد ما جاء عنهم أولى من تركه والأخذ بغيره .
وكثيرٌ من تحريرات المتأخرين لا تخرج عن أن تكون راجعة إلى أقوال السلف ، أو تكون استنباطات في العلم ، وهي على قسمين :
استنباطات صحيحة ؛ لأنها توافق الشريعة ، أو لأنها لا تخالف الشريعة .
استنباطات فاسدة باطلة ؛ لأنها في ذاتها باطلة فهي تخالف الشريعة ولا توافقها .(1/3387)
والأمر في هذا يطول ، ولا أحب أن ندخل في نقاشات وجدليات ، وعفى الله عما سلف مني ومن إخواني في هذه المشاركات وغيرها .
وأسأل الله لي ولإخواني أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، وأدعوكم ونفسي أن نتجرد لطلب الحق ، وأن لا تكون ردة فعلنا من تصرفات بعض الأشخاص في ما ضينا سببًا في عدم قبول قول عالم ؛ لأنه قوله فحسب ، فتلك بلية لا ينجي منها إلى العودة للإخلاص لله تعالى .
وأتمنى أن نعود لنقاش أصل المسألة ، وترك مثل هذه الأمور ، والله الموفق والهادي للصواب.
---
مساعد الطيار
11-25-2006, 02:52 AM
عودًا على سؤال أخي محمود : ( هل ثبت في كلام العرب تفسير الاستواء بالاستقرار ) ؟
قال أبو حيان في آية الاستواء من سورة الأعراف : ( واستوى أيضاً يستعمل بمعنى استقرّ وبمعنى علا وبمعنى قصد وبمعنى ساوى وبمعنى تساوى وقيل بمعنى استولى وأنشدوا :
هما استويا بفضلهما جميعاً ... على عرش الملوك بغير زور
وقال ابن الأعرابي لا نعرف استوى بمعنى استولى ) .
وقال الطاهر بن عاشور في آية طه : ( وجملة { على العرش استوى } حال من { الرحمن } . أو خبر ثان عن المبتدأ المحذوف .
والاستواء : الاستقرار ، قال تعالى : { فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك } [ المؤمنون : 28 ] الآية . وقال : { واستوت على الجوديّ } [ هود : 44 ] ) .
وفي المصباح المنير في غريب الشرح الكبير : ( وَاسْتَوَى عَلَى الْفَرَسِ اسْتَقَرَّ ) .
وفي لسان العرب وتاج العروس : ( واستَوى على ظهر دابته أَي استَقَرَّ )
---
محمود الشنقيطي
11-25-2006, 07:42 AM
شيخنا المفضال:
أسأل الله ألا يحرمك الأجرَ على حسن بيانكم وتفصيلكم,وسمعاً وطاعةً لما وجهتم به..
ولكن بقي عندي تساؤل حول أثر ابن عباس رضي الله عنهما عند البيهقي , هل يمكن القول بصحته أو ثبوته, أو هل تصح نسبته إليه وهو بهذا السند:محمد الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ؟؟
---(1/3388)
مساعد الطيار
11-25-2006, 09:10 AM
أخي الكريم محمود
لقد نقلت لك قول البيهقي كاملاً ، وفيه نقد الرواية المعروفة ( الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ) ، ومثل هذه الرواية معروفة عند العلماء يالضعف والنكارة .
---
مساعد الطيار
11-25-2006, 09:18 AM
أبا محمد
قولكم ـ حفظكم الله ـ : ( وهناك تسامح كبير في بعض ما يكتبه ابن القيم رحمه الله تعالى في خصوص القضايا اللغوية المتعلقة بالتفسير ) دعوى تحتاج إلى تمثيل ، ومثل مقامكم العلمي يأبى مثل هذه الدعاوى دون تمثيل ، فليتك ضربت مثالاً لذلك ، وفي النقاش العلمي الجاد سعة وفسحة .
ولأخينا المفضال أبي مجاهد مناقشات ماتعة ـ في رسالة الدكتوراه ـ مع ابن القيم في التفسير ، وهو يطرح منها شيئًا في هذا الملتقى .
---
(1/3389)